PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : الموت في السابعة عشرة



الحساسة
13-01-2005, 13:41
أعزائي أعضاء المنتدى الأعزاء أقدم لكم هذه القصة علها تبرز نوعاً من الهواية المدفونة وأيضاً أرجو من الله إنها تنال إعجابكم ولا تحرموني من ردودكم .

إن الألم يتعصر ذهني فأنا الآن مجرد مجرد رقم من الأرقام الموجودة في المستشفى وعندما جئت إلى هنا شعرت بوحدة كبيرة وكان الحزن يخيم علي وتوقعت أن أجد تعاطفاً ولكن خاب ظني حيث لم أر إلا آلافاً غيري قد مُزقت أجسادهم مثلي وقد أُعطيت رقماً مثلي و وضعت في أحد الأقسام والذي كان يسمى " ضحايا المرور "
وكان اليوم الذي مت فيه يوماً دراسياً عادياً وكما تمنيت ركبت حافلة المدرسة ولكنني لم يكن لدي وقتها الرغبة في إستقلال الحافلة ويحضرني الآن كيف تحايلت على والدتي لآخذ منها السيارة وكيف كنت أتوسل إليها قائلاً :- " من فضلك ستقدمين لي خدمة خاصة " فكل الأطفال يقودون وعندما أُعلنت الساعة الثانية وخمسين دقيقة مساءً ألقيت كتبي في خزنة الكتب وكنت فرحاً بأنني سأكون حراً حتى صباح الغد وجريت إلى حيث تقف السيارة وأنا أشعر بإثارة شديدة لمجرد التفكير في أنني سأقود السيارة بنفسي دون أن يكون معي أحد .
وليس مهماً كيف وقعت الحادثة فقد كنت أُضيع وقتي حيث أنطلقت بسرعة هائلة وقمت بأشياء كثيرة خطيرة أثناء القيادة ولكنني كنت أستمتع بالحرية و أُمتع نفسي وآخر ما أتذكره هو تفادي سيدة عجوز كانت تبدو بطيئة للغاية في مشيتها وقد سمعت صوت إرتطام وشعرت برجة عنيفة وتطاير الزجاج والمعدن في كل مكان وبدا أن جسمي كله قد تمزق وسمعت نفسي أصرخ .
وفجأة أستيقظت وكان الوضع هادئاً وكان هناك شرطي يقف بجانبي كما رأيت طبيباً وكان جسدي ممزقاً والدم يغطيني وقطع الزجاج تتناثر في جميع أجزاء جسدي والغربي أنني لم أكن أشعر بشيء فأنا لا أزال في سن السابعة عشرة ويتوقع لي مستقبل باهر فأنا لم أعش بعد فلا يمكن أن أكون قد مت .
وبعد ذلك تم وضعي في أحد الأدراج وجاء أقاربي ليتعرفوا علي لماذا يتعين عليهم أن يروني في هذه الحال ؟ لماذا كان علي أن أنظر إلى عيني أمي وهي تواجه أفظع مصيبة في حياتها ؟ وظهرت على أبي فجأة علامات الشيخوخة وهو يقول ................... " نعم أنه هو إبننا " .
كانت الجنازة غريبة فقد رأيت جميع أقاربي و أصدقائي يمشون بجوار النعش وينظرون إلي بعيون حزينة لم أرها من قبل وكان بعض أصدقائي يبكون .
من فضلكم فليوقظني أحدكم أخرجوني من هنا فأنا لا أحتمل النظر إلى أمي وأبي وهما يعانيان مثل هذا الألم وها هم جدودي لا يستطيعون الحراك من الحزن وقد بدا أخي وأختي يتحركان دون أن تبدو عليهما علامات الحياة حيث إنهما يتحركان كرجل آلي وقد بدأ الجميع مندهشين غير مصدقين هذا كما أني لم أصدقه أيضاً .
من فضلكم لا تدفنوني فأنا لست ميتاً فهناك الكثير أمامي في الحياة لقوم به فأنا أريد أن أضحك وأجري مرةً أخرى من فضلكم لا تدفنوني وأعاهد الله أنه إذا أعطاني فرصة أخرى سأكون أكثر السائقين حرصاً في العالم وكل ما أريده فرصة أخرى .

أرجو من الله العلي القدير أن تكون لهذه القصة الأثر الإيجابي لكل من يدرك أن لديه ذلك الشعور بالنضوج المبالغ فيه والثقة الزائدة بالسيارة والطريق أن يلتزم الحذر

المرعبة
13-01-2005, 15:05
مشكوووووووووووووورة عزيزتي على القصة الرائعة

لقد اثرت في قلبي كثيرا


شكرا

الحساسة
13-01-2005, 20:00
عزيزتي المرعبة :-

أشكرك على مرورك الغالي

ساحرة القلوب(R)
14-01-2005, 06:37
قصـــــــــــه مؤثرة جدااااااااااا

تسلم على القصه يا حساسه

الحساسة
08-02-2005, 14:34
عزيزتي :-
ساحرة القلوب
أشكرك على مرورك الغالي