PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : قصص الانبياء



نونونو
06-01-2005, 08:39
قصص الأنبياء .......

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
حبيت ان اطرح هذا الموضوع وهو ان اقوم بكل إسبوع بكتابة قصة نبي من أنبياء الله حتى اقوم بكتابة كل القصص ويستفيد منها كل الاعضاء والزوار

ادم وحواء
» علة خلق آدم (ع)

يروى أن الأرض كانت، قبل خلق آدم (ع)، معمورة بالجن والنسناس والسباع، وغيرها من الحيوانات، وأنه كان لله فيها حجج وولاة، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

وحدث أن طغت الجن وتمردوا، وعصوا أمر ربهم. فغيروا وبدلوا، وأبدعوا البدع، فأمر الله سبحانه الملائكة، أن ينظروا إلى أهل تلك الأرض، وإلى ما أحدثوا وأبدعوا، إيذاناً باستبدالهم بخلق جديد، يكونون حجة له في أرضه، ويعبد من خلالهم.

ثم إنه سبحانه وتعالى قال لهم: {إني جاعلٌ في الارض خليفة}. فقالوا: سبحانك ربنا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} كما أفسدت الجن؟ فاجعل الخليفة منا نحن الملائكة، فها نحن {نسبِّحُ بحمدك ونقدِّسُ لك}، ونطيعك ما تأمرنا. فقال عزّ من قائل: {إنّي أعلمُ مالاتعلمون}.

وبعث اللهُ الملك جبرائيل (ع) ليأتيهُ بترابٍ من أديم الأرض، ثم جعله طيناً، وصيَّرهُ بقُدرتهِ كالحمإ المسنون، ثم كالفخّار، حيث سوّاه ونفخ فيه من روحه، فإذا هو بشرٌ سويّ، في أحسن تقويم.

» خلق حواء وزواج آدم منها

سمّى اللهُ سبحانه وتعالى مخلوقه الجديد، آدم، فهو الذي خلقه من أديم الأرض، ثم إنه عزّوجلّ، خلق حوّاء من الطين الذي تبقى بعد خلق آدم وإحيائه.

ونظر آدم (ع) فرأى خلقاً يشبهه، غير أنها أنثى، فكلمها فردت عليه بلغته، فسألها: "من تكون؟" فقالت: "خلق خلقني الله".


فقبل آدم بذلك ورضي به.

» تكريم الله لآدم ورفض إبليس السجود له

أراد الله عزوجل، أن يعبد من طريق مخلوقه الجديد، فأمر الملائكة بالسجود إكراماً له، بمجرد أن خلقه وسواه ونفخ فيه من روحه، فخرت الملائكة سُجّداً وجثيّا.

وكان إبليس، وهو من الجن، كان في عداد الملائكة حينما أمرهم الله بالسجود إكراماً لآدم(ع). وكان مخلوقاً من النار، شديد الطاعة لربّه، كثير العبادة له، حتى استحق من الله أن يقربه إليه، ويضعه في صف الملائكة... ولكن إبليس عصى هذه المرّة الأمر الإلهي، بالسجود لأدم(ع)، وشمخ بأنفه، وتعزز بأصله، وراح يتكبر ويتجبر، وطغى وبغى، وظل يلتمس الأعذار إلى الله سبحانه، حتى يعفيه من السجود لآدم(ع).

وما فتئ يتذرّعُ بطاعته لله وعبادته له، تلك العبادة التي لم يعبد الله مثلها ملكٌ مقرَّب، ولانبيٌّ مرسل... وأخذ يحتجُّ بأنّ الله خلقه من نار، وأن آدم مخلوق من تراب، والنار خير من التراب وأشرف: {قال: أنا خيرٌ منه، خلقتني من نارٍ وخلقته من طين}. {أأسجد لمن خلقت طينا}!.

ولما كان الله سبحانه وتعالى، يريد أن يُعبَدَ كما يُريد هو، ومن حي يريد، لاكما يريد إبليس اللعين هذا، صب عليه سوط عذاب، وطرده من الجنة، وحرّمها عليه، ومنعه من اختراق الحجب، التي كان يخترقها مع الملائكة (ع).

ولما رأى إبليس غضب الخالق عليه، طلب أن يجزيه الله أجر عبادته له آلاف السنين، وكان طلبُه أن يمهله الله سبحانه في الدنيا إلى يوم القيامه، وهو ينوي الإنتقام من هذا المخلوق الترابي، الذي حُرِمَ بسببه الجنة، وأصابته لعنة الله. كما طلب أيضاً، أن تكون له سلطة على آدم وذريّته، وظلّ يكابر ويعاند، ويدّعي أنّهُ أقوى من آدم، وخير منه: {قال: أرأيتك هذا الذي كرّمت عليّ، لئِنْ أخّرتنِ إلى يوم القيامة، لأحتنكنَّ ذريته إلاّ قليلاً}.

» آدم (ع) يستعين بالله

أعطى الله سبحانه وتعالى، أعطى إبليس اللعين ماطلبه وأحبه من نعيم الدنيا، والسلطة على بني آدم الذين يطاوعونه، حتى يوم القيامة، وجعل مجراه في دمائهم، ومقرّه في صدورهم، إلا الصالحين منهم، فلم يجعل له عليهم سلطانا: {قال: إذهب فمن تبعك منهم فإنّ جهنم جزاؤكم جزاءً موفورا... إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا}.

وعرف آدم ذلك، فلجأ إلى ربّه مستعصما، وقال: "يا ربّ! جعلت لإبليس سلطة عليّ وعلى ذرّيتي من بعدي، وليس لقضائك رادٌّ إلاّ أنت، وأعطيته ما أعطيته، فما لي ولولدي مقابل ذلك؟" فقال سبحانه وتعالى: "لك ولولدك: السيئة بواحدة، والحسنة بعشرة أمثالها" فقال آدم (ع): "متذرعاً خاشعا: يارب زدني، يارب زدني". فقال عزّوجلّ: "أغفِرُ ولاأُبالي" فقال آدم (ع) "حسبي يارب، حسبي".

» نسيان آدم وحواء وخطيئتهما

أسكن الله سبحانه آدم وحواء الجنة، بعد تزويجهما: {وإذ قلنا ياآدم أسكن أنت وزوجك الجنة} وأرغد فيها عيشهما، وآمنهما، وحذّرهما إبليس وعداوته وكيده، ونهاهما عن أن يأكلا من شجرة كانت في الجنة، تحمل أنواعاً من البر والعنب والتين والعناب، وغيرها من الفواكه مما لدّ وطاب: {وكلا منها رغداً حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}.

وجاءهما الشيطان بالمكر والخديعة، وحلف لهما بالله أنه لهما لمن الناصحين، وقال: إني لأجلك ياآدم، والله لحزين مهموم... فقد أنست بقربك مني... وإذا بقيت على هذا الحال، فستخرج مما أنت فيه إلى ما أكرهه لك.

نسي آدم(ع) تحذير الله تعالى له، من إبليس وعداوته، وغرّه تظاهر إبليس بالعطف عليه والحزن لأجله، كما زعم له، فقال لإبليس: "وما الحيلة التي حتى لاأخرج مما أنا فيه من النعيم؟" فقال اللعين: "إنّ الحيلة معك:" {أفلا أدلك على شجرة الخلد ومُلكٍ لايبلى}؟ وأشار الى الشجرة التي نهى الله آدم وحوّاء عن الأكل منها، وتابع قائلاً لهما: {مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلاّ أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين}.

وازدادت ثقة آدم(ع) بإبليس اللعين، وكاد يطمئن إليه وهو العدوّ المبين، ثم إنّه استذكر فقال له: "أحقاً ماتقول": فحلف إبليس بالله يميناً كاذباً، أنّهُ لآدم من الناصحين، وعليه من المشفقين، ثم قال له: "تأكل من تلك الشجرة أنت وزوجك فتصيرا معي في الجنة إلى الأبد".

لم يظنّ آدمُ(ع)، أنّ مخلوقاً لله تعالى يحلف بالله كاذباً، فصدقه، وراح يأكل هو وحوّاء من الشجرة، فكان ذلك خلاف ما أمرهما به الله سبحانه وتعالى.

» الخروج من الجنة

ماكاد آدم وحوّاءُ، يأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها، حتى نادى منادٍ من لدن العرش الإلهي، أن: "ياآدم، اخرج من جواري، فإنه لايُجاوِرُني مَن عصانيْ".

وبكى آدم(ع) لما سمع الأمر الإلهيّ له بالخروج من الجنة... وبكت الملائكة لهذا المخلوق الذي سجدت له تكريماً. فبعث الله عزّ وجلّ جبرائيل(ع)، فأهبط آدم إلى الأرض، وتركه على جبل سرنديب في بلاد الهند، وعاد فأنزل حوّاء إلى جُدَّة..

ثم أنّ الله سبحانه وتعالى، أمر آدم أن يتوجّه من الهند إلى مكة المكرّمة، فتوجّه آدم إليها حتى وصل إلى الصفا... ونزلت حواء بأمر الله إلى المروة، حتى التقيا من جديد في عرفة. وهناك دعا آدم ربّه مستغفراً: اللهم بحق محمد وآله والأطهار، أقلني عثرتي، واغفر لي زلتي، وأعدني إلى الدار التي أخرجتني منها.

» الرحمة والغفران

{وتلقى آدم من ربّه كلماتٍ فتاب عليه}.

وأوحى الله عزوجلّ إلى جبرائيل(ع): إني قد رحمت آدم وحوّاء، فاهبط عليهما بخيمةٍ من خيم الجنة، واضربها لهما مكان البيت وقواعده، التي رفعتها الملائكة من قبل، وأنرها لهما بالحجر الأسود. فهبط جبرائيل(ع) بالخيمة ونصبها، فكان المسجد الحرام منتهى أوتادها، وجاء بآدم وحواء إليها.

ثم إنّه سبحانه أمر جبرائيل بأن يُنَحّيهما منها، وأن يبني لهما مكانها بيتاً بالأحجار، يرفع قواعده، ويتم بناءه للملائكة والخلق من آدم وولده، فعمد جبرائيل إلى رفع قواعد البيت كما أمره الله.

وأقال الله آدم عثرته، وغفر زلته، ووعده بأن يعيده إلى الجنة التي أُخرج منها. وأوحى سبحانه إليه، أن: "ياآدم، إني إجمع لك الخير كله في أربع كلمات: واحدة منهن لي، أن تعبدني، ولاتشرك بي شيئاً، وواحدة منهن لك: أجازيك بعملك، أحوجَ ماتكون، وكلمة بيني وبينك: عليك الدعاء ومني الإجابة، وواحدة بينك وبين الناس من ذريتك، ترضى لهم ماترضى لنفسك.

وهكذا، أنزل الله على آدم(ع) دلائل الألوهية والوحدانية، كما علمه الفرائض والأحكام والشرايع، والسنن والحدود.

» قابيل يقتل هابيل

كان قابيل أول أولاد آدم(ع). فلما أدرك سنّ الزّواج، أظهر الله سبحانه جنية يقال لها جهانة، في صورة إنسية، فلما رآها قابيل أحبها، فأوحى الله تعالى إلى آدم(ع) أن يزوجها من قابيل ففعل.

ثم لما ولد هابيل، الإبن الثاني لآدم (ع). وبلغ مبلغ الرجال، أهبط الله تعالى إحدى حوريّات الجنة، فرآها هابيل وأحبها، فأوحى الله لآدم (ع) أن يزوجه بها.

ثم إن الله سبحانه وتعالى، أمر نبيه آدم (ع)، أن يضع مواريث النبوة والعلم عند ولده هابيل، ويعرفه بذلك... ولما علم قابيل بذلك، غضب واعترض أباه قائلاً: "أنا أكبر من هابيل، وأنا أحق بهذا الأمر منه".

وتحيّر آدم(ع)، فأوحى الله إليه أن يقول لابنه قابيل: "يابني، إنّ الأمر لم يكن بيدي، وإنّ الله هو الذي أمرني بذلك، ولم أكن لأعصي أمر ربي ثانية، فأبوء بغضبه، فإذا كنت لاتصدقني، فليقرب كل واحدٍ منكما قرباناً إلى الله، وأيُّكما يتقبَّل الله قربانه، يكن هو الأولى، والأحق بالفضل ومواريث النبوة.

قدّم قابيل قرباناً من أيسر ملكه، وقدّم هابيل قربانه من أحسن ماعنده... فتقبل الله سبحانه قربان هابيل، بأن أرسل ناراً تركت قربان قابيل كما هو، ممّا أثار حفيظة قابيل، وأجّج نار الحقد في صدره.

ووسوس له الشيطان بأن: اقتل أخاك فينقطع نسله، وتُريحُ أولادك من بعدم إن كان لك ولد، ثم لايجد أبوك من يعطيه المواريث سواك، فتفوز بها، وذريتك من بعدك..

وسوّلت له نفسه قتل أخيه هابيل، فقتله... وكانت أوّل جريمة على وجه الأرض، نفّرَت الوحوش والسّباع والطيور، خوفاً وفرقا.

ولم يدر قابيل كيف يخفي جريمته... وماذا يصنع بجسد أخيه الملقى على الأرض بلا حراك؟... ويبعث الله تعالى غرابين يقتتلان في الجو، حتى يقتل أحدهما الآخر، ثم يهوي وراءه إلى الأرض، فيحفر، بمخالبه حفرة، يدفن فيها صاحبه، وقابيل ينظر ويرى.

أدرك قابيل عجزه وضعفه وقال: "ياويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغُراب فأواري سوأة أخي} وأدفنُ جُثّتهُ، كما دفن هذا الطائر الصغير الحقيرُ صاحِبُه المقتول؟! {فأصبح من النّادمين}.

» ذرية آدم(ع)

ولد لآدم وحواء سبعون بطنا، على مايُروى، وكان أوّل أولادهما قابيل ثم هابيل اللذين لم ينجبا على مايبدو...

ولكن الله جلّ وعلا وهب لآدم وحوّاء إبنهما شيثا (هبة الله) ومن بعده ولد لهما يافث.. فلما أدركا وبلغا مبلغ الرجال، وأراد الله أن يبلغ بالنسل مانرى... وأن يكون ماقد جرى به القلم، من تحريم ماحرّم الله تعالى، من زواج الإخوة وبالأخوات أنزل سبحانه من الجنة حوريتين، هما نزلة ومنزلة، وأمر آدم أ، يزوجهما من شيث ويافث، فكان ذلك... وولد لشيث غلامٌ، وولدت ليافث جارية، فأمر الله تعالى أن يزوج آدم (ع) إبنة يافث من ابن شيث.

ولم يحرم الله آدم وحوّاء من الإناث، فقد رزقهما الله ابنة أسمياها عناق، تزوجت وولدت ولداً اسمه عوج، وصار فيما بعد جباراً شقياً، عدواً لله ولأوليائه، فسلط الله عليه وعلى أمه عناق من قتلهما.

» وفاة آدم وحوّاء

انقضت أيام آدم(ع)، فأمره الله أن يوصي إلى ولده شيث، ويدفع إليه مواريث النبوة والعلم والآثار، وأمره بأن يكتم هذا الأمر عن قابيل، حتى لاتتكّرر الجريمة المأساة، ويقتله كما قتل أخاه هابيل من قبل.

وتوفي آدم(ع) ولهُ من الذريّة من ولده وأولاد ولده العدد الكثير، بعد أن عمّر تسعمائة وستين سنة، ودفن في جبل أبي قبيس، ووجهه إلى الكعبة المشرَّفة على ماذكر في كتب السير. ولم تعمرّ حواء بعد آدم إلاّ قليلاً، عاماً واحداً مرضت بعده وماتت، ودفنت إلى جانب آدم(ع).

وفي أيام النبي نوحٍ(ع)، وعندما حصل الطوفان، أوحى الله سبحانه إلى نوحٍ أن يحمل معه في السفينة جثمان أبيه آدم (ع) إلى الكوفة، فحمله إلى ظهر الكوفة، وهو النجف الأشرف، حيث دفنه هناك في المكان المعروف بمرقد نوحٍ(ع)..

فسلام على آدم وحوّاء
__________________

RoYaL.StyLe
06-01-2005, 09:20
بــســم الله الرحـــمن الرحيــــم

الســلام عليــكم ورحــمة الله تعــالى وبــركاته

http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2005/01/1.gif

عليهم الصلاة والسلام

مشكوره الغاليه عالقصص

ونحن في انتظار اليديد

بارك الله فيــج ^^

http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2005/01/1.gif

تحــياتـي .. محــبة روجـيـنـا

نونونو
07-01-2005, 03:51
نوح عليه السلام

نوح والدعوة

في بقعة من أرض العراق، قد تكون الكوفة وما جاورها، أرسل الله تعالى نوحاً إلى قومه رسولاً هادياً، منذراً وبشيراً، يحمل إليهم دعوة السماء كي ينبذوا ما دأبوا عليه من كفر، وما أمعنوا فيه من ضلال..

وكان لابُدّ لنبيَّ الله نوحٍ (عليه السلام) أن يلاقي من تكذيب قومه، وعنتهم، وغيهم، مالقيه كل نبيٍّ كريمٍ، ورسولٍ أمينٍ.

فليس من اليسير هجران عادات، والإقلاع عن غوايات وضلالات..

وآتى الله نبيَّهُ نوحاً فصاحة لسان، ورشاقة عبارة، وبلاغة أداء.. فكان دامغ الحدة، ناصع البرهان!..

وكان طوال مئات السنوات لايدع مناسبة تمر، الا وذكر قومه بالله ربهم، وخالقهم، داعياً إياهم الى عبادة الله الكبير المتعال، ونبذ ماهم عليه من بهتان وضلال!..

ولجأ نوح، في دعوته قومه، إلى أسلوبي الترغيب والترهيب:

فالنفس الانسانية، من طبعها ان تخشع، وأن تخاف!.

فهو يرغبهم، إن أخلصوا وجوههم الله، بغفران ذنوبهم، وبتعميرهم في الارض، وبالمطر، يرسل عليهم مدراراً وبالأموال، يُغدقها عليهم، بالبنين، يمدّهم الله بهم، وبأرضهم، يُحيلها الله إلى جنات تجري من تحتها الانهار!..

وهو يرهبهم عذاب الله الأليم، ويحذّرهم عقابه الشديد، ويخوفهم من عذاب يوم عظيم!..

ووجّه أبصارهم وبصائرهم الى بديع خلق الله تعالى، في أنفسهم.

فهم من تراب الارض قد خلقوا وإليه يعودون..

وفي سبع سموات، طباق، فيهن شمس، وقمر، ونجوم متلألئات..

وفي ارض ذات امتداد، وانبساط، وكأن الله ذلّلها لكل سالك سبيل!..

ويأخذ نوحاً العجب من هؤلاء القوم العمين... الذين يقابلون ذلك كلّه، بأن يسدوا آذانهم بأصابعهم، كي لاتسمع، وقلب أردانهم (أي ثيابهم) على وجوههم كي لاترى.. فقد أعمى الله بصائرهم عن مشاهدة نور الحق، فلا يريدون لأبصارهم أن ترى، وأصمّ قلوبهم عن استماع دعوة الله، فأصبحت سوداء سوداء، فلا يريدون لآذانهم أن تُصغي..

ويصيح نوح بهم: "مالكم لاترجون لله وقاراً"

فسدرتم في غياهب الضلال، وعبدتم، من دونه، أوثاناً وأصناماً...

ولايؤمن بنوح إلا نفر، من قومه، قليل، قد استضعفوا، واستذلوا،.. فهانوا على القوم، وصغروا، واتخذوهم سخرياً...

وينظر قوم نوح إلى نبيهم هذا، وإلى أتباعه.

فهو رجل كبقية الرجال،.. أما اتباعه فهم الاقلون عدداً، والارذلون بين الناس، والأذلون!...

فيقولون له: " مانراك إلا بشراً مثلنا، ومانراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا..."

فلايجوز، في عرفهم، أن يلتقي، على صعيد واحد، شرفاء القوم وساداتهم، مع فقراء الناس ومستضعفيهم. فنوح، والحالة هذه -في ضلال مبين، أو كأنّه أدركه مس من الجنون، فجنَّ، واستطير!....

ويحاول نوح من جديد، وبكل وسيلة استمالة قلوبهم الى نور الحق والهدى..

صحيح أنّه رجل بينهم، كبقية الرجال، لاملاكاً هابطاً عليهم من سماء... ولاتمتلك راحتاه خزائن الله.. ولايعلم الغيب...

أما هؤلاء الذين تقتحمهم الابصار لرقة حالهم، وشدة ضعتهم، في أعين قومهم، وفقرهم، فقد يؤتيهم الله من لدنه خيراً كثيراً، وفضلاً عظيماً...

وينكر نوح إنكاراً شديداً، مايشير عليه قومه بشأنهم:

- من الخير لك ولنا يانوح، أن تنبذ هؤلاء الأذلة، وتطردهم من مجلسك، كما نبذناهم نحن، وطردناهم...

فيجيبهم: اتقوا الله ياقوم!.. فمن يجيرني- إن فعلت ذلك- من عذاب الله؟..

فينصرفون عنه، يلوون رؤوسهم، هزءاً!...

ويلجُّ الكافرون في عنادهم وإصرارهم، ويتمادون في طغيانهم وضلالهم.. ويتصايحون- فيما بينهم: أن حافظوا على آلهتكم، بكل ماتملكون.

"وقالوا: لاتذرن آلهتكم ولاتذرن ودّاً ولاسواعاً. ولايغوث ويعوق ونسراً"

ويمكث نوح في قومه يدعوهم ماشاء الله له ذلك حتى بلغت مدة دعوته ألف سنة إلا خمسين عاماً!..

فقد آتاه الله جلداً واصطباراً، في عمر مديد.. فهو أحد الرسل "أولي العزم" الذين أمدّهم الله بعزم، منهُ، شديد، فلا يفت في عضدهم كيد الكائدين، ولاخيانة الخائنين، بل يقابلون شتى صنوف البلاء والمحن، بالصدر الرحب، والتمهّل، وطول الأناة...

وبقي نوح بين قومه يدعوهم إلى سواء الصراط... فلعل وعسى!...

وكان جواب قومه أخيراً بأن "قالوا يانوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا، فائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين".

فانقطع كل جدل وحوار...

وأدرك نوحاً اليأس، وعصف به القنوط، فكأنّ دعوته صرخة في واد... ولا من سميع أو مجيب...

فرفع نبيُّ الله يديه الكريمتين الى خالقه يعتذر إليه عن سفاهة هؤلاء القوم المفسدين، وضلالة هؤلاء الغاوين، الذين لم ينفعهم نُصحٌ ولم يردعهم ازدجار!...

{ قال: ربّ إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً. فلم يزدهم دعائي إلا فرارا. وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا آصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكباراً. ثم إني دعوتهم جهاراً. ثم إني أعلنتُ لهم وأسررت لهم إسراراً}.

ويستطرد نوح في تفصيل أسلوب دعوته وقومه، محاولاً تليين قلوبهم، صارفاً أبصارهم في كل حين إلى روائع خلق الله، لعلّ نوراً يتسرّبُ إليها، فيصبحوا مؤمنين!..

ويأخذُ نوحاً الغضب على هؤلاء الفسقة العتاة، والغلاظ القساة، فيدعو عليهم بالفناء.

{وقال نوح رب لاتدر على الارض من الكافرين ديّاراً. إنك أن تذرهم يضلوا عبادك ولايلدوا إلا فاجراً كفّاراً}.

فلا أمل في إصلاحهم ولارجاء!...

إنهم ضالون مضلّون!...

حتى أولادهم، فهم، من طينتهم، كفرة، فجرة لايهتدون!...

وبالتالي، فإن تسعمائة وخمسين سنة من الدعوة كافية أن تقطع كل عذر، وأن تحصحص مؤمناً قد اهتدى، من كافر في ضلالٍ مبين...

{وأوحي إلى نوح أنه لن نؤمن من قومك إلا من قد آمن، فلاتبتئس بما كانوا يفعلون}

لقد بلغ نوح -في دعوته- نهاية المطاف!.. والله يفعل بعد ذلك مايشاء!...

فانصرف عن قومه لايدعوهم، غضبان أسفاً، وقد استجاب الله لنبيّه الدعاء!.

» نوح والسفينة

أما، وقد عموا، وصمّوا،.. وطمس الله على ابصارهم وبصائرهم، ونكس قلوبهم، فلقد حقّت على قوم نوح كلمة العذاب!..

فأوحى الله تعالى إليه: أن أقدم {واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولاتخاطبني في الذين ظلموا، إنهم مغرقون}.
وباشر نوح يقطع أشجار النخيل، التي سبق له وغرسها بوحي من الله تعالى، كي يتخذ من جذوعها، لسفينته، خشباً!..

وخرج إلى ظاهر المدينة، بعيداً عن أعين الناس، فلا يراه منهم إلا القليل..

وشرع يبتني السفينة كما أمره الله عزوجل، فهو بين نشر الخشب، وتهيئة المسامير الغلاظ..

وكان قومه يمرون عليه، وهو منهمك في صنع سفينته، فيهزأون منه، ويعبثون..

ويقول قائلهم: أعدلت عن النبوة الى النجارة، يا نوح؟

ويتساءل آخر متهكّماً: هلاَّ اتخذت لسفينتك، يا نوح، مكاناً، من البحر، قريباً؟...

فيجيبه صاحبه: ولم ذلك؟.. فسيبحر صاحبنا، غداً في بحرٍ لجّيٍّ، من رمالٍ!..

وكان نوح، عليه السلام، يعرض عنهم،.. فما للأنبياء ولغوالحديث!.. ويشيح بوجهه عنهم تكرّماً!..

وطال عبث العابثين، وهزء المستهزئين، فقال لهم، كالمتوعّد:

- { إن تسخروا منّا فإنّا نسخر منكم كما تسخرون. فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم}.

فلا شك بأنّ أجل الله لآت: فللمؤمنين، أبداً، عاقبة الدار، وسيحل الخزي بالذين يكذّبون بآيات ربهم، وبرسله يستهزئون!..

حتى استوت السفينة ذات ألواح ودُسُر (أي: مسامير)، وقد صلب منها الهيكل، وعظم البنيان، فبدت شامخة كالطود، وهي جاثمة في قلب الصحراء!..

وأخذ نوح يعدُّ الأيام -منتظراً أمر الله،.. وهو الذي كان لايحسب لمئات الأعوام حساباً!..

فأوحي إليه، أنّهُ، إذا جاء أمرُنا، وبانت آياتنا، فاعمد إلى كل هؤلاء المؤمنين بك. فاحملهم على ظهر سفينتك، واحمل معك من كل ماخلق الله زوجين اثنين...

وآية ذلك: التنّورُ يفور!...

» الطوفان

وفار التنّور!..

وماعهد نوح به، إلا مسجوراً (أي: ملتهباً) بالحطب الجزل...

إنها الآية المنتظرة.. وبدءُ الإنتقام!..

وأسرع نوح بمن معه من المؤمنين -وهم قليلٌ- إلى السفينة، مصطحباً شيئاً من الزّاد. وشرّع لها باباً، ولجهُ من الحيوان، من كل زوجين اثنين.. حاملاً فيها ماأمره الله أن يحمل، من إنسان وحيوانٍ، حتى ومن حبٍّ ونبات، فهم ذخيرة الحياة، في مستقبل الأيام!..

وتدفق الماء من السماء هطّالاً، غزيراً.. حتى كادت تتصل أرض بسماء وقد أطبق الغيم بينهما إطباقاً كثيفاً، كحلكةِ الظَّلماء!..

{ وتفجّرّت الارض عيوناً} فالتقى الماءان:

هذا ينزل من علٍ، مدراراً، وهذا يتفجّر من قلب الارض، ينابيع ذات دفق صاخب..

وعمّ الأرض طوفان هادر، فتحوّلت إلى بحر طام!...

وتدفّقت السيول، تعصف، غاضبة، لاتلوي على شئ، ولايقف في وجهها شئٌ!..

وجرت السفينة على وجه الماء، فكان، باسم الله مجراها، وباسم الله مَرساها..

وخرج قوم نوح يولون، مذعورين،.. لايدرون إلى أين يفرّون!.. يغالبون أمواجاً عاتياتٍ فتغلبهم، ويصارعون في سبيل البقاء، لايألون (أي: لايوفرون) في ذلك جهداً، حتى لم يبق منهم، من أحدٍ، أبداً!..

وتمكّن بعضهم من الاعتصام على قمم الوهاد والتّلال...

ولكن: لقد بلغ السيل الزُّبي (ج. زُبية: التلَّة لايدركها الماءُ)، فاجتاحهم إعصار الماء. وتسلّق بعضهم قمة جبل، ولكن الماء علا مرتفعاً، هائجاً، كالمرجل يفور، حتى غمر رأس الجبل، وأتى على من علاه!.

حتى أنّ المرأة أدركت قمّة الجبل، لاهثة، وهي تحمل طفلها.. ويدركها الماء الطاغي، مزبداً، مزمجراً، فتصبر على ذلك وقتاً..

ويزداد الماء طغياناً، وهو يفور، في إرغاء له، وإزبادٍ... حتى يبلغ منها العنق فتضيق منها الأنفاس، فالفم، فتشرُقُ بالماء، فالأنف، فتغالبُ الاختناق...

وترفع المرأة، وهي على ماهي، طفلها بيديها المضطربتين، صوب السماء. فلعل الله منجيه، ولكن لا يلبث الماء أن يغمرها وطفلها،

فلو شاء الله أن يرحم منهم أحداً، لرحم هذه المرأة حاملة طفلها وقد علا منه الصراخ... أما، وقد قضى تعالى بأن يشملهم جميعاً، العذاب... فليس بينهم، إذاً، من ناجٍ!...

نونونو
07-01-2005, 03:53
نوح وابنُه

وكان أولاد نوح الثلاثة: سامٌ وحامٌ ويافثُ، مع أبيهم في السفينة التي كانت تشق بحيزومها (أي: مقدمها) عُباب الماء!..

أما ولده الرابع، كنعان، فكان مع القوم الكافرين..

ورآه أبوه يهرول، بينهم، مذعوراً، متنقّلاً من وهدةٍ إلى منبسط، منعطفاً منهما إلى ربوة، فجبل، والماء يلاحقهم جميعاً،.. يغمر ماانبسط من الارض وما ارتفع..

وأدركت نوحا شفقة وعطف على هذا الابن الضال، ورق قلبه له، إنه أبٌ يرى ولده في محدق الخطر..

وناداه نوحٌ من على سفينته {وهي تجري بهم في موج كالجبال}:

- {يابني اركب معنا ولاتكن مع الكافرين}

- {قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء}

- {قال لاعاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}

{وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}
فغلب على نوح همٌ ووجدٌ يعصفان بنفسه، وغشيته سحابة من حزن عميق، وادلهمّت الدنيا أمام ناظريه..

فها هو ذا ابنُهُ، حُشاشةُ كبده، وقد انتهى، في الدنيا وفي الآخرة، مع الكافرين..

ورفع نبيُّ الله طرفاً باكياً، إلى السماء، ويدين مرتعشتين، وقد تحدّرت على لحيته الشريفة قطرات دمعٍ كلاذع الجمر، وبصوت غلبت عليه رنّةُ إجهاش، فبدا معولاً منتحباً:

- رُحماك اللهم!..

{ونادى نوحٌ ربّهُ، فقال رب إنّ ابني من أهلي وأن وعدك الحق وانت احكم الحاكمين. قال يانوح أنه ليس من أهلك أنه عملٌ غير صالح. فلا تسألن ماليس لك به علم إني إعظك تكون من الجاهلين}.

وهكذا فصل الله لنبيه نوح، وبفصيح العبارة، أن النسب هو نسب الايمان، والقربى هي قربى الحقّ!..

وشعر نوح بأن عاطفته قد تغلّبت على حجاهُ (أي: عقله)، فمال به عن الحق هواه!.. وأحسّ بالندم على ما فرط منه، فليس لأنبياء الله، وهم صفوة الخلق طرّاً، إلا أن يترفّعوا عن كل علاقاتهم الشخصية مع من يحيط بهم من الناس، بالغاً مابلغوا من قُربى ومن نسب، وأن يتعالوا على كل هوىً وميلٍ، لايأتلفان ودعوة الحق المبين!..

فهم من طينة غلب عليها النور والصفاء!..

فما للأنبياء وصغائر الأمور وسفاسفها؟..

فليس لهم أن يسفوا (أي: يهبطوا) إلى مستوى ضعاف النفوس، وقد فجّر الله الحكمة في قلوبهم تفجيراً،.. فهي لا ترى إلا الايمان مقياساً بين الناس، وميزاناً!..

{ وأن ليس للانسان إلاّ ماسعى. وأن سعيهُ سوف يُرى. ثم يُجزاهُ الجزاءَ الأوفى}

فاستعاذ نوح بالله، من شطط في القول، ومن زلل، يؤديان إلى خُسران مبين!.. وتضرّع إلى الله مستعبراً، وقد ثابت إليه نفسه، التي تقطعت حسرات، فعادت أصفى مما كانت، وأنقى:

- { رب إني أعوذ بك أن أسألك ماليس لي به علم، وإلا تغفر لي وترحمني أكُن من الخاسرين}.
وصرف الله وجهه الى نوح بمعفرةٍ منه ورحمةٍ، ورضى، وقبولٍ حسنٍ!.

» النهايــة

وعم الارض الطوفان، فطهرت من كل رجس أصابها، ودرن لحق بها!.. وتم أمر الله.. وحقّت كلمته على القوم الكافرين، فتهاووا، في لجج الماء، غرقى!..

أما السفينة فكانت لاتزال في تجوالها، متهادية على سطح الماء،.. وقد امّحت على الارض كل المعالم، فعميت على الركب الجهات..

وأسلم ركّاب السفينة أمرهم لله، جميعاً،.. فهو منجّيهم وهاديهم، والآخذ بيدهم في مدلهمّات الخطوب، والصعاب الشّداد!..

وسئم ركب السفينة من هذه الرحلة الطويلة، الرتيبة.. فمتى النهاية؟ أما آن لها أن تستقر بهم على برّ الأمان؟..

وخاطبوا في ذلك نوحاً:

- متى الفرج يا نبي الله؟.

- إنكم في فرج من الله، تحف بكم رحمته، وتكلأكم عين رعايته التي لاتنام، أفلا تعقلون؟

- ولكنا نريد أن ننزل الى الارض، فتطأها منا الأقدام!.

- صبراً ياقوم، حتى يتم أمر الله، ويقضي أمراً من لدنه، وإياكم واللّجاج!..

ويمسك نبي الله عن الكلام..

ويصمت قومه.

ويلُفُّ السفينة صمت، كصمت القبور، موحش وعميق.. وهي لازالت تتهادى بهم على صفحة ماء ساج (أي: هادئ) ورقراق!..

وينظرون إلى أقاصي الأفق، وإذا بطائر يتّجه إليهم، وكأنه يسبح في الهواء.. دون أن يرفرف له جناح..

ويدنو الطائر منهم، إنه حمامةٌ بيضاء قد أمسكت في منقارها الصغير غصن زيتون مبرعم.

ويتصايح من في السفينة: لقد اقتربنا من برّ الامان، فها هي ذي حمامة السلام تحمل في منقارها غصن سلام!..

ويوجّهون دفّة السفينة صوت الجهة التي قدمت منها هذه الحمامة البيضاء، وكأنها تؤذنهم بقريب الفرج.

وأمر الله السماء فأقلعت عن تهطال المطر..

وأمر الله الأرض، فابتلعت فائر الماء كالينابيع تدفُّقاً.. وأخذ الماء ينحسر عن اليابسة شيئاً فشيئاً..

{وأشرقت الأرض بنور ربّها!..} وسطعت الشمس في كبد السماء!..

ويصور الله تعالى لنا ذلك بآية من القرآن الكريم، كان لها أن تفحم بلغاء قريش، وفصحاءهم، الذين حاولوا معارضة بعض آي الذكر الحكيم،.. فلمّا انتهت إليهم هذه الآية، وهم في مجلسهم، نكّسوا رؤوسهم مخذولين، وانصرفوا آيسين:

{ وقيل ياأرض ابلعي ماءك، وياسماء أقلعي، وغيض الماء، وقضي الأمر، واستوت على الجودي، وقيل بُعداً للقوم الظالمين}

وهكذا قدّر الله لهذه السفينة التي أضناها طول التجوال، أن تستقر على "الجودي"، أخيراً.. فلكلٍّ أجلٌ محتوم، ومقدار معلوم!.. فسبحان الله الذي قدّر للأمور مواقيتها، لاتعدوها!..

ونزل ركب السفينة يحمدون الله على بالغ عنايته بعباده المؤمنين الصالحين..

إنهم في عهد من الحياة، جديد.. وفي طور من عمران الأرض ستكون لهم فيه اليد الطولى.. كيف لا، وقد أصبح طوفان نوح منعطفاً من منعطفات بني الانسان، وحدّاً من حدود تاريخ البشرية، حاسماً، ومعتمداً لتسجيل أحداث، وتأريخ أحقاب غوابر، ماضيات.. تماماً، كالتاريخ الهجري في أيامنا هذه، والميلادي، في معظم أصقاع الدنيا!..

وارتاحت أبصار ركّاب السفينة إلى الأرض التي بدت أمامهم، منبسطة، مستوية، ككفِّ العذراء، وقد غمرتها أشعة الشمس، فبدت متلألئة متوهجة بتألّق الضياء!..

{قيل يانوح اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك..}

فهبطوا!..

وتوجّه أبناء نوح الثلاثة: سامٌ، وحامٌ، ويافثُ، كلٌّ إلى جهة من جهات الارض، وقد لحق كلاًّ منهم بعض المؤمنين والمؤمنات..

وشاء الله تعالى أن يكون لكل من هؤلاء الرجال الثلاثة نسل، تعمر به زاوية من زوايا الارض التي انبثوا فيها،.. فكان الساميون، والحاميّون، وأبناء يافث، أجناساً، جناساً، وقد ضاقت عليهم الارض بما رحُبت، وامتلأت بهم الدنيا!.

مملكة الورود
15-05-2005, 11:37
بارك الله فيك خيووووووو وجزاك الله الف خير

mone-chan
20-07-2005, 10:36
مشكور عى الموضوع الرائع والجميل.

Dr.meoto
20-07-2005, 11:24
شكرا لكي أختي على هذا الموضوع الرائع


ويعطيكي ألف عافية

الجووووووووووكر
20-07-2005, 14:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
بارك الله فيك وفي علمكم.........نونونو.عضوالسوبر.
أشكرك على المجهود والله ييسر أمرك وأمر كل مسلم على مجهودك وإنشاء الله الأجر بيعم للجميع وإلى المزيد وعليك بالقصص الصحيحه الموثوقه عن أي موضوع بتكتبه وهذه مبادره طيبه منك والله يحفظك من كل شر وجزاك الله خير الجزاء...
أخوووووووووكم : الجووووووووكر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

((^كايتو كيد^))
03-08-2005, 07:07
تســـــــــــــلم

إيــــــــــدج

http://www.alforsaan.com/upload/uploading/thank8.jpg

وااااى انتم
03-12-2005, 20:26
شكرا على الموضوع المفيد


الله يعطيج العافيه

+صمت المشاعر+
07-12-2005, 06:42
تسلمين اختي على المشاركه الطيبه

سلمت اناملك على ما خطت

بانتظار منك المزيد

(المتحري سينشي)
07-12-2005, 14:23
جزاك الله خيرا أختي................

ومنتظرين منك المزيد

محبة نانسي
18-01-2006, 18:51
جزاك الله خير مشكورة على الموضوع لاالكثر من رائع

إيكـxـس
14-02-2006, 15:21
شكرا على الموضوع

القاتل_الرقيق
17-02-2006, 18:08
مشكوره يا اختي

على القصص


تحياتي لكي

جوى ويلر 1
27-02-2006, 13:22
شكرا لك اختى على الموضوع

راشدخلف
16-03-2006, 18:28
أخواني فالله توجد في هذه الوصله بعض الأحاديث الشريفة للرسول عليه السلاة والسلام
من كتاب رياض الصالحين
وأرجو منكم الدخول وقرآتها
وإنشاء الله سأضع المزيد والأجر بإذن الله لكاتبه وقارئه وناشره يبتغي الخير وجاكم الله عني خير الجزاء
http://rashed5225060.jeeran.com/راشد...6/3/30810.html
يرجى نسخ الوصلة ووضعها على المتصفح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هزبر
23-03-2006, 10:49
جزاك الله خيــرا

ألأمبراطور
27-03-2006, 17:07
بارك الله فيكي جزاك الف خير

Kikumaru Eiji
19-05-2006, 10:38
مشكور أخوي على الموضوع الرائع بس فيك عيب لمن تيجي تكتب آدم عليه السلام تكتبه كدا آدم ع حرام إلي خلاك تكتب هدا الكلام كله تعبت لمن تبغى تكتب عليه السلام إسمع أنا سويت واجبي وإنت عليك الباقي ومشكووووووووور

k-san
13-06-2006, 08:17
شكرا على الموضوع

spyboy89
06-09-2006, 07:39
جميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــل اجمل موضوع شفته جزاك الله خير على هذا المجهود الطيب وانشاء الله ننتظر القصص الانبياء الثانيه وشكرا لكي يا اختي في الله

Hunter_X_Chjr
12-09-2006, 11:50
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاك الله خيرا أختي على العمل الرائع
أنتمنى أن تضعي المصادرالتي إعنمدت عليها
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

myscene
19-09-2006, 17:50
merciii

::sasky::
01-10-2006, 07:22
شكرا
اتصدق اذهلتني
والسموحة

the best friend
07-10-2006, 20:25
مشكووووووووووور أخي

Howrange
27-10-2006, 11:09
شكرااااا على الوضوع
بارك الله فيك

kurt angle
09-11-2006, 14:18
مشكوووووووور اخوي