.:GENERAL:.
24-06-2009, 14:59
في إحدى ليالي الشتاء .. وفي ليلة بدا فيها القمر مكتملاً ..
ذهبنا إلى كورنيش الشارقة .. المطل على بحيرة خالد ..
"باللملل .. متى أعود للبيت لكميوتري وعالمي الخاص"
لا يوجد سوى الهدوء والخضرة والعائلات و ........
"ماهذا لماذا يجتمع الناس هكذا وكأنهم ملتصقون بسور الكورنيش .. وينظرون إلى الماء للأسفل!!"
يكاد أحدهم ينقلب ويسقط في البحيرة من شدة التحديق ..!!
هناك شئ مثير في الماء بالتأكيد ..
ركضت مسرعاً ..
"فيش .. فيش"
"شارك فيش"
"سمك صغيير.. بابا هل هذا قرش.. لا يابني هذا سردين"
:
رائع اذا هناك سمك .. على الأقل شئ غير ممل
:
أحاول النظر جيدا ..
أن أرى سمكة واحدة ..
أبدا !!!
لا أرى أي شئ ..!!
:
ياناس أين السمك الي ترونه ؟!
يشير لك أحدهم إلى الماء ويقول : ما بالك ألا ترى .. الماء ملئ بالسمك ..
ثم ينتفض فجأة أثناء كلامه معك ويقول :
ياللهول سمكة كبيرة ابتلعت اربع سمكات صغيرة ..
:
أحاول النظر والحركة بعصبية ..
مالمشكلة في نظري أين هذا السمك ..
إنني لا أرى سوى سطح الماء ولمعان أضواء المدينة على سطحه ..
:
حسنا لا يهم غنه مجرد سمك سحقا له ..
:
تركت السور وتمشيت بين النخيل أنتظر ان يمر الوقت ..
:
وفي لحظة فكرت وسرحت في أمر ما "مشكلة شخصية" .. وتلقائيا دون أن أشعر كانت ذراعي ورأسي يرتكزان على سور الكورنيش .. وانا شارد في تفكيري ونظري باتجاه صفحة الماء اللامعة القاتمة ..
:
جاء رجلين إلى جانبي .. وبعد قليل قال أحدهما :
فيش فيش ..
:
هجرت المكان ووقفت بين تلك العائلات .. التي تراقب الماء ..
لا اعرف السبب فأنا اكره اصوات الاطفال المزعج لكن ربما لأنني اعتقدت بأن السمك سيجتمع هنا فقط ..
:
سألت أحد الواقفين الذي تبدو على وجهه البهجة من مراقبة السمك الذي لا أراه ..
فقال لي بما معناه :
إنه هنا ركز بعض الوقت وسيظهر ..
:
ركزت نظي لدقيقة متمنيا أن أرى مشهدا غير صفحة الماء اللامعة المملة ..
وفجأة تراءى لي جسم شبحي .. يشبه السمكة ..
لكنها ليست واضحة كثيرا ..
إنها بالطبع سمكة ماذا يمكن ان تكون غير ذلك ..
لكنها اختفت .. فقررت ان اطيل النظر في الماء لمدة اطول .. فرأيت ثلاث سمكات .. قد ظهرنت فجاة ..
لكن الوانها باهتة جدااا ..
شيا فشيئا .. ورغم ان الاسماك لم تتحرك للاعلى ..
بدأت استوعب حجمها أكثر ..
إنها مخططة ..
لحظة لا ليست مخططة إنها منقطة بخطوط طولية ..
ولونها .. لونها ..
لا أعرف .. لا أنه ابيض وأسود ..
بل رمادية ومخططة أسود ..
و ما هذا ..
إنها ليست ثلاث سمكات فقط ..
هناك عشرات السمكات بجانبها .. تراءت لي فجاة ولها نفس الشكل ..
إنها تتحرك بحركات دائرية ..
إنني أرهم بوضوح الآن ..
إنها عائلة كاملة .. بل عائلات من هذا السمك ..
وما هذا الشئ الكبير بعض الشئ ..
ربما قطعة قمامة .. او شئ ما ..
لا إنها سمكة ..
وجلدها .. يلمع .. لا بد أنها بيضاء مثلا ..
إنها صفراء .. بل خضراء .. اجل هي زيتونية اللون ..
إنها على ما يبدو سمكة سردين ..
لا إنها سردينة أجل اتضح لي الآن ..
لكن ما ذاك ايضا ..
انها ليست سمكة سردين واحدة .. هناك بضع سمكات هنا وهناك ..
بل هناك قطيع وفصيل كامل تحت فصيل الاسماك الصغيرة ..
:
وفجأة رأيت سمكة كبيرة بحجم الكف ..
إنها فعلا سمكة كبيرة .. والسمك يهرب منها ..
:
السمك في كل مكان .. أجل في كل مكان ..
:
بدأت أمشي على طول الكورنيش .. لأجد أن البحيرة بأكملها ملية بآلاف الأسماك من مختلف الأنواع ..
:
باله منظر بهيج ..
:
وبنما كنت واقفا .. اقترب مني أحدهم وسألني :
ماذا هناك إلا تنظر ؟!
قلت له :
سمك .. فيش ..
لكن يبدو أنه لم يقتنع بنظراته السريعة عل الماء :
أين لا أرى شيئا ..
ولم تمضي لحظات حتى هم بالمغادرة لعله ربما يبحث عن بقعة أوضح ..
لكنني استوقفته بابتسامة ضاحكة :
انتظر .. لا تذهب .. فقط ركز هنا بعض الوقت .. وابحثق عن سمكة واحدة .. عندها ستبدأ برؤية زميلاتها ..
عندها ستبدأ برؤية كل شئ ..
:
"السمك لم يغير مكانه .. أو يخرج لي لكي أراه .. ما تغير هو طريقة نظرتي .. وإبماني برؤية شئ اعتقدت انه غير موجود .. لكن بعد أن آمنت بوجوده .. بدأت أراه بوضوح"
:
في الواقع .. فأنه كذا كذا ..........
تلك الكلمة التي نبدأ بها حديثنا عندما نصف شيئا نراه !!
:
أي واقع تقصد !!
هل الواقع هو ما تراه أو تسمعه ؟!
هل انت حقا ترى كل شئ أمام عينيك ؟ لكي تجزم بان ما تراه هو الواقع ..
:
لا وجود لشئ أسمه "الواقع" ..
بل هناك "إدراكك للواقع" ..
:
قد تدرك الواقع بشكل يختلف عن إدراك غيرك ..
لذلك فهناك أكثر من واقع للشئ الواحد ..
:
ومنذ أن كنت إنسانا .. فإن لك إرادة well ..
إ
فإن لك إدراك خاص بك يميزك عن غيرك ..
:
ما تدركه هو الواقع الذي تصنعه ..
لذلك ..
"أدرك ما تريد .. لتحصل على الواقع الذي تريد"
وحتى تدرك ذلك الشئ رغم انك لا تراه الآن .. أن تؤمن بوجوده أولا ..
عندها فقد ستتمكن من إدراكه ..
عندها فقط ستتمكن من تغيير ما تريد تغييره في هذا العالم الملئ بالألغاز ..
Sweet Dreams ~
ذهبنا إلى كورنيش الشارقة .. المطل على بحيرة خالد ..
"باللملل .. متى أعود للبيت لكميوتري وعالمي الخاص"
لا يوجد سوى الهدوء والخضرة والعائلات و ........
"ماهذا لماذا يجتمع الناس هكذا وكأنهم ملتصقون بسور الكورنيش .. وينظرون إلى الماء للأسفل!!"
يكاد أحدهم ينقلب ويسقط في البحيرة من شدة التحديق ..!!
هناك شئ مثير في الماء بالتأكيد ..
ركضت مسرعاً ..
"فيش .. فيش"
"شارك فيش"
"سمك صغيير.. بابا هل هذا قرش.. لا يابني هذا سردين"
:
رائع اذا هناك سمك .. على الأقل شئ غير ممل
:
أحاول النظر جيدا ..
أن أرى سمكة واحدة ..
أبدا !!!
لا أرى أي شئ ..!!
:
ياناس أين السمك الي ترونه ؟!
يشير لك أحدهم إلى الماء ويقول : ما بالك ألا ترى .. الماء ملئ بالسمك ..
ثم ينتفض فجأة أثناء كلامه معك ويقول :
ياللهول سمكة كبيرة ابتلعت اربع سمكات صغيرة ..
:
أحاول النظر والحركة بعصبية ..
مالمشكلة في نظري أين هذا السمك ..
إنني لا أرى سوى سطح الماء ولمعان أضواء المدينة على سطحه ..
:
حسنا لا يهم غنه مجرد سمك سحقا له ..
:
تركت السور وتمشيت بين النخيل أنتظر ان يمر الوقت ..
:
وفي لحظة فكرت وسرحت في أمر ما "مشكلة شخصية" .. وتلقائيا دون أن أشعر كانت ذراعي ورأسي يرتكزان على سور الكورنيش .. وانا شارد في تفكيري ونظري باتجاه صفحة الماء اللامعة القاتمة ..
:
جاء رجلين إلى جانبي .. وبعد قليل قال أحدهما :
فيش فيش ..
:
هجرت المكان ووقفت بين تلك العائلات .. التي تراقب الماء ..
لا اعرف السبب فأنا اكره اصوات الاطفال المزعج لكن ربما لأنني اعتقدت بأن السمك سيجتمع هنا فقط ..
:
سألت أحد الواقفين الذي تبدو على وجهه البهجة من مراقبة السمك الذي لا أراه ..
فقال لي بما معناه :
إنه هنا ركز بعض الوقت وسيظهر ..
:
ركزت نظي لدقيقة متمنيا أن أرى مشهدا غير صفحة الماء اللامعة المملة ..
وفجأة تراءى لي جسم شبحي .. يشبه السمكة ..
لكنها ليست واضحة كثيرا ..
إنها بالطبع سمكة ماذا يمكن ان تكون غير ذلك ..
لكنها اختفت .. فقررت ان اطيل النظر في الماء لمدة اطول .. فرأيت ثلاث سمكات .. قد ظهرنت فجاة ..
لكن الوانها باهتة جدااا ..
شيا فشيئا .. ورغم ان الاسماك لم تتحرك للاعلى ..
بدأت استوعب حجمها أكثر ..
إنها مخططة ..
لحظة لا ليست مخططة إنها منقطة بخطوط طولية ..
ولونها .. لونها ..
لا أعرف .. لا أنه ابيض وأسود ..
بل رمادية ومخططة أسود ..
و ما هذا ..
إنها ليست ثلاث سمكات فقط ..
هناك عشرات السمكات بجانبها .. تراءت لي فجاة ولها نفس الشكل ..
إنها تتحرك بحركات دائرية ..
إنني أرهم بوضوح الآن ..
إنها عائلة كاملة .. بل عائلات من هذا السمك ..
وما هذا الشئ الكبير بعض الشئ ..
ربما قطعة قمامة .. او شئ ما ..
لا إنها سمكة ..
وجلدها .. يلمع .. لا بد أنها بيضاء مثلا ..
إنها صفراء .. بل خضراء .. اجل هي زيتونية اللون ..
إنها على ما يبدو سمكة سردين ..
لا إنها سردينة أجل اتضح لي الآن ..
لكن ما ذاك ايضا ..
انها ليست سمكة سردين واحدة .. هناك بضع سمكات هنا وهناك ..
بل هناك قطيع وفصيل كامل تحت فصيل الاسماك الصغيرة ..
:
وفجأة رأيت سمكة كبيرة بحجم الكف ..
إنها فعلا سمكة كبيرة .. والسمك يهرب منها ..
:
السمك في كل مكان .. أجل في كل مكان ..
:
بدأت أمشي على طول الكورنيش .. لأجد أن البحيرة بأكملها ملية بآلاف الأسماك من مختلف الأنواع ..
:
باله منظر بهيج ..
:
وبنما كنت واقفا .. اقترب مني أحدهم وسألني :
ماذا هناك إلا تنظر ؟!
قلت له :
سمك .. فيش ..
لكن يبدو أنه لم يقتنع بنظراته السريعة عل الماء :
أين لا أرى شيئا ..
ولم تمضي لحظات حتى هم بالمغادرة لعله ربما يبحث عن بقعة أوضح ..
لكنني استوقفته بابتسامة ضاحكة :
انتظر .. لا تذهب .. فقط ركز هنا بعض الوقت .. وابحثق عن سمكة واحدة .. عندها ستبدأ برؤية زميلاتها ..
عندها ستبدأ برؤية كل شئ ..
:
"السمك لم يغير مكانه .. أو يخرج لي لكي أراه .. ما تغير هو طريقة نظرتي .. وإبماني برؤية شئ اعتقدت انه غير موجود .. لكن بعد أن آمنت بوجوده .. بدأت أراه بوضوح"
:
في الواقع .. فأنه كذا كذا ..........
تلك الكلمة التي نبدأ بها حديثنا عندما نصف شيئا نراه !!
:
أي واقع تقصد !!
هل الواقع هو ما تراه أو تسمعه ؟!
هل انت حقا ترى كل شئ أمام عينيك ؟ لكي تجزم بان ما تراه هو الواقع ..
:
لا وجود لشئ أسمه "الواقع" ..
بل هناك "إدراكك للواقع" ..
:
قد تدرك الواقع بشكل يختلف عن إدراك غيرك ..
لذلك فهناك أكثر من واقع للشئ الواحد ..
:
ومنذ أن كنت إنسانا .. فإن لك إرادة well ..
إ
فإن لك إدراك خاص بك يميزك عن غيرك ..
:
ما تدركه هو الواقع الذي تصنعه ..
لذلك ..
"أدرك ما تريد .. لتحصل على الواقع الذي تريد"
وحتى تدرك ذلك الشئ رغم انك لا تراه الآن .. أن تؤمن بوجوده أولا ..
عندها فقد ستتمكن من إدراكه ..
عندها فقط ستتمكن من تغيير ما تريد تغييره في هذا العالم الملئ بالألغاز ..
Sweet Dreams ~