PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : لا ترهبي التيار أنتِ قويّـة



hellsing2009
09-12-2004, 15:41
لا ترهبي التيار أنتِ قويّـة(موضوع رائع)

هل صحيح أنك يا ابنة آدم أقوى منالصم الصلاب ؟
وأنك يا ابنة حواء أشد من الجبال الراسية ، وأعتى من الريحالعاتية ؟!
وأنك أصلب من صِلاب الحديد ؟!

سُئل عليٌّ رضي الله عنه : أيالخلائق أشـدّ ؟
فقال : أشدّ خلق ربك عشرة :
الجبال الرواسي ، والحديد تنحتبه الجبال ، والنار تأكل الحديد ، والماء يطفئ النار ، والسحاب المسخر بين السماءوالأرض يعني يحمل الماء ، والريح تقل السحاب ، والإنسان يغلب الريح يعصمها بيدهويذهب لحاجته ، والسُّكر يغلب الإنسان ، والنوم يغلب السكر ، والهم يغلب النوم ،فأشد خلق ربكم الهـمّ .

نعم فأنتِ قوية
لا ترهبي التّيّار أنتِ قوية = بالله مهما استأسد التّيـار
أنتِ قوية بالله
أنتِ قوية بأخواتك

أماسمعتِ قول ربك للقوي الأمين ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ) ؟

إذا أحسستبالضعف فإياك أن تُسلمي قيادك لأعدى أعدائك
إياك أن تستسلمي لنزغاتالشيطان
إياك أن تلفّي الحبل حول عنقك ثم تُسلميه لعدوّك يقودك حيثأراد

إياك أن تضعي القيد في يديك
ثم تقولي : قـيّدوني !
لا . بل أنتمن قـيّدت نفسك

إياك أن تنظري من ثقب مُظلم فلا ترين إلاالسواد

وإياك أن تكتبي أحرفك على صفحة سوداء بقلم اسود فتضيعجهودك

أنت حُـرّة وهكذا خُلقت وولدتِ
نعم .. فُـكّي القيود
وألقيالآصار
ثم اعلمي أن لك ميدانا رحبا فسيحاً سِيحي فيه
فالخيل لها مضمار لاتخرج عنه في السباق

أما إني لا أدعو لنبذ القيم والأخلاق والمبادئ

ولكن تشكو بعض الفتيات من وضعهن داخل البيوت
حتى أرسلت لي فتاة تشكووضعها فتقول : في بعض الليالي الخاليات فكّرت كثيراً في الانتحار

وأخرىأرسلت لي رسالة تُنبئ عن ضيق وضجر
وأخبرتني أنها لا تُكلّم أحداً في البيت ،وكأنما تعيش في عُزلة

فقلت من ينظر في الصفحة السوداء لن يرى سوىالسواد
ومن ينظر من فتحة منظار مُغلق فلن يرى شيئا

هل رجعت إلى حمى اللهعز وجل فرأيت كرمه ؟
هل أخذت كتاب ربك لتري الكون الفسيح ؟
لتعيشي حياةالسعداء

هل تفاءلت بما يجري من حولك وإن كان لا يلوح في سمائك ما يُبشّر؟!

هل تأملت أن مع العسر يسرا
وأن مع الفَرَج مع الكَرْب
إذا اشتملتعلى اليأس القلوب = وضاق لما به الصدر الرحيب
وأوطأت المكاره واطـمأنت = وأرستفي أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضرّ وجهاً = ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاكعلى قنوط منك غوث = يمن به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت = فموصول بهاالفرج القريب
فيا أُخيّــه

أنت قوية بالله عز وجل
أنت عزيزة ماتمسّكت بحبله
إذا كان الله معك فأنت أمّـة ولو كنت وحدك

إن باستطاعتك أنتقودي نفسك إلى الضيق
بل إلى الانتحار
عندما لا ترضين بقدر الله
عندماترين أن كل شيء في الحياة ضدّك


أتدرين ما الانتحار ؟

إنه خسرانالدنيا والآخرة
إنه أقرب طريق للجحيم

أتدرين ما الجحيم ؟؟؟
إنها مأوىالكافرين
إنها دار العذاب الأبدي

فمما فررتِ ؟
فـررت من الضيق والعذابالنفسي لتُلقين بنفسك في عذاب لا طاقة لك به ، بل لا طاقة لجبال الدنيا به .

تأملي هذه الصورة من صور اليوم الآخر
وقارني بين الموقفين
وبينالحالَين

قال صلى الله عليه وسلم :
" يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهلالنار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مَـرّ بك نعيم قط ؟
فيقول : لا والله يا رب .
ويُؤتى بأشدّ الناس بؤسافي الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ صبغة في الجنة ، فيقال له : يا ابن آدم هل رأيتبؤساً قط ؟ هل مَـرّ بك شدة قط ؟
فيقول : لا والله يا رب ! ما مرّ بي بؤس قط ،ولا رأيت شدة قط " رواه مسلم .

هذا أنعم أهل الدنيا ولكنه من أهلالنار
أين ذهب تنعّمه في الدنيا ؟
أين ذهبت القصور الفاخرة ؟
والمراكبالفارهة ؟
أين ذهب الخدم والحشم ؟
أين ذهب اللذّات ؟
أين ما لذّ وطاب فيالدنيا ؟
وأين ... وأين .. ؟

ذهبت كلّها بغمسة واحدة في النار ، فكيف بمنيُقاسي أهوالها ؟
كيف بمن طعامه الزقّوم ، وشرابه ( مِن مَّاء صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍوَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ) ؟؟؟

وفي الصورةالمقابلة
يُؤتى بالمؤمن الذي قاسى شدائد الدنيا
وذاق مرارة الفقروالحرمان
وعانى من الأمراض والأوجاع
ومن ضيق ذات اليد
ملبسه في الدنياخشن
وطعامه أخشن
ليس له مال وفير
ولا قصور ولا دور
ربما بات اللياليجائعا
بل ربما تلوّى من الجوع حتى يسقط
وربما رقّع ثوبه رقعة بعدأخرى
وأصلح نعله مرّات ومرّات

وربما سُجن
أو عُذّب
أو ضُرب
أوعاش شريدا طريدا

ولكنه حَمَل الإيمان في قلبه فما ضرّه ذلك
لقي ربّـهفلقي عنده العوض
فيغمس غمسة واحدة في نعيم الجنة
فينسى كل شدّة وكلبؤس

فالأول نسي كل نعيم في لحظة واحدة

والآخر نسي كل شدّة في لحظةواحدة

فلو كان البؤس والشدّة في الدنيا يُتقرّب بها إلى الله لاشتراها أُناسعرفوا قدر هذه الغمسة !

فكوني واثقة بالله
واعلمي أنه لا حزن يدوم ولاسرور