PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : الصراف الالي



المجروح الحنون
13-04-2009, 14:17
عند اليوم الخامس والعشرين من كل شهر أرى جموعاً من البشر يزدحمون أمام أجهزة الصرف الآلي بحثأً عن رواتبهم التي طال انتظارها. ولأنني أحد أولئك البشر – على ما أعتقد- الذين ينتظرون الراتب على صفيح ساخن منذ اليوم الخامس العشر في الشهر وليس الخامس والعشرون، انطلق مسرعاً لأنضم الى هؤلاء البشر الباحثين عن النقود . وكعاشق متيم بلقاء الحبيبة اقرر الوقوف في طابور السيارات الطويل بحثاً عن راتبي العزيز الذي يبعث الدفء في محفظتي البائسة. وبينما أنا كذلك تمر السيارة تلو الأخرى وأنا أراقب من بعيد تلك النقود بألوانها الزاهية تخرج على خجل من جهاز الصرف الآلي ثم تختفي في لحظات بعد أن التقت بعشيقها الذي طال انتظاره لها. وبعد أن يطول الانتظار وتغادر السيارة التي أمامي ، يأتي دوري لأدخل البطاقة العجيبة التي ستنهي معاناتي في لحظات. أدخل الرقم السري ، وبدون تردد أطلب خدمة السحب لأدخل المبلغ الذي أريده ، فيأتيني الرد مزلزلاً " الرصيد المتوفر لا يسمح بصرف المبلغ المطلوب" . يا الهي ربما أخطأت في ضغط أحد الأرقام. دعني أحوال مرة أخرى. وبقليل من الأمل ادخل الرقم بحذر كي لا أخطئ مرة أخرى. ولكني أقرأ نفس الجواب المحزن !!. فأقرر أن أعيد المحاولة مرة ثالثة ، وبينما أنا كذلك " طاط طاط طاط " تصرخ علي الأبواق من كل جانب بعد أن أطالوا الانتظار خلفي ولسان حالهم يقول " لقد تأخر هذا القروي ...." عندها اسحب بطاقتي التي لم تصبح عجيبة وأنسحب في صمت مخجل بعد أن أكتشف أن الراتب الموقر لم ينزل بعد. أغادر الطابور بعد طول انتظار وأعود بخفي حنين على أمل أن التقي بنقودي الحبيبة غدا.ً يمر غداً ....وبعد غد ....ويمر اسبوع ويأتي اليوم الخامس من الشهر الجديد وانطلق من جديد للبحث عن الراتب الموقر. أصل الى جهاز الصرف الآلي فلا أجد أحداً ينتظر . أفرح كثيراً بأن أصبحت وحيداً لألتقي بحبيبتي بعيداً عن أعين الفضوليين. ادخل البطاقة ... الرقم السري ، يا الهي لقد أخطأت مرة أخرى !! اكرر المحاولة مرة ومرتين ... ولكن للأسف لا أقرأ سوى ذلك الجواب المؤلم . عندها اقرر المغادرة وأعود بخفي حنين مرة أخرى . أعود الى البيت أجر أذيال الهزيمة ليستقبلني " كومار " عامل البوفيه " صديق ايس فيه ، فين فلوس .أنت فيه تأخير واجد" أعتذر له بصوت خافت وأعده بأنني سأحضرها له غداً. وبينما أنا أتسلل للدخول الى شقتي يستقبلني " عثمان" مدير مكتب العقار " شنو يا أخ موسى وين الإيجار، عليك الله يازول أنا داير فلوسي" ابتسم له ابتسامة صفراء واعداً إياه أنني سأحضرها الى المكتب مساء الغد أيضاً . وبين جهاز الصرف الآلي من جهة ، "وكومار وعثمان " من جهة أخرى تطول رحلة البحث عن الراتب ويتكالب علي القوم من كل جانب متناسين أن الشركة الموقرة التي أعمل بها لا ترسل الراتب في حسابي إلا في اليوم العاشر من الشهر الجديد خوفاً على سلامتي من الازدحام الشديد الذي يتسبب فيه بعض الجشعين عند أجهزة الصرف الآلي. وهنا الحكمة التي ترمي اليها شركتي الموقرة وتخفى على الكثير . إنها مراعاة سلامة الموظف حتى لو أمضى اسبوعاً كاملاً يتسول الى أجهزة الصرف الآلي بأن تعطيه " عرق جبينه " أو حتى لو وصل به الأمر الى تقبيل رأس " كومار" "وعثمان " كي يمهلوه يوماً أو يومين . كل ذلك ليس مهماً ، المهم سلامتك .... سلامتك نود لك سلامتك !!!!.

المجروح الحنون
14-04-2009, 05:26
وين الردود
:mad::mad:

المجروح الحنون
14-04-2009, 09:02
وين ردودكم
:(:(

منوووووع
14-04-2009, 09:21
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مشكور ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

المجروح الحنون
14-04-2009, 10:46
شكرا على الردود