aisha.alhajri
12-03-2009, 22:27
كانت ليلة مظلمة...حالكة السواد تماماً...لم تكن هناك أي نجمة...لم يكن هناك أي ضوء ...الغيوم كانت تغطي كبد اسماء مهددة بعاصفة ثلجية غاضبة...قلبي كان مغطى بالثلج...الصمت كان سيد هذه الليلة الاستثنائية...لكن الرياح أبت الأستسلام...فاستمرت في العويل كاذئاب...كانت تصفر أغنية الموت الحزينة...باردة تجعلك ترتعد...سرت القشعريرة في أوصاليي...لم أعرف إن كانت البرودةتنبعث من الليل أم إنها كانت تتصاعد من داخل روحي.
كنت امشي وحيداً في منتصف تلك الليلة في الشوراع الرطبة...حين بدأت تثلج فجاء...توقفت برهة لأنظر إلى السماء...ماذا إذاً؟...كان علي مواصلة مشي متجاهلاً رغبة ملحة في الصراخ عالياً...من يهتم إن كانت ليلة باردة؟...من سيهتم إن كنت سأموت هنا من البرد...من حقاً كان سيهتم؟
ما بالي؟...لما لا أستطيع العيش كشخص طبيعي لمرة واحدة في حياتي؟...لما كنت أكره نفسي لهذا الحد؟
واصلت مشي...حين لمحت شيئاً على الطريق...تقدمت نحوه بهدوء لأجد فتاة صغيرة ملقاة هناك بلا حراك...أسٍرعت لألتقطها من على الأرض لأرى إن كانت لا تزال على قيد الحياة...كانت متجمدة تماماً كقلبي.
يألهي!...كانت الطفلة جميلة جداً بشعرها السكتنائي اللون...رغم ظلمة الليل إلا أنني كنت أراها بوضوح...جميلة كالملاك...نظرت إلى المكان الذي كانت ملقاة عليه...كان هنام دمية على شكل دب بني صغير...لم أفهم ما الذي يجري هنا؟...و ماذا كانت طفلة في مثل هذا العمر تفعله في مثل هذا المكان المهجور؟...و في مثل هذا الوقت؟
ببطء فتحت الصغيرة عينيها...إذا فهي لم تمت؟...تسأئلت بيني و بين نفسي...ابتسمت فجاء ابتسامة جعلت قلبي يهوى على الأرض...كانت ابتسامة حانية...جميلة اضأت كل وجهها...كنت متأكد بأن ثمة أمر ما خطاء في الموضوع...الفتاة كانت تموت بين يدي و مع ذلك تتمكن من الأبتسام...لم أستطع فهم ذلك...
وجدت نفسي أسرع بها بكل قوتي إلى أقرب مستشفى...بينما واصلت هي الابتسام...كان قلبي يخفق بقوة كبيرة وشعرت بأني سأفقد صوابي...لأول مرة في حياتي شعرت بشيء غير الحزن...هل كانت تلك شفقة؟...لم أكن أعرف ما هي هذه المشاعر...وكل ما أدركته ساعتئذ أن كل ذلك الفراغ و الحزن قد انقشعا من روحي...
حين دخلت المستشفى وضعت يدها الصغيرةعلى ذراعي و قالت" عدني بشيء واحد!...لا تحزن بعد الآن"...كانت لا تزال ترمقني بعينيها الجميلتين...حين أدركت أن الحياة أقصر من أن نمضيها في الحزن على أنفسنا...و حتماً كانت أحمل من أن لا نعيشها سعداء مهما واجهتنا من مصاعب.
مرت السنوات بعد ذالك الحادث...لم أكن قد مشيت في ذلك الشارع بعد ذلك...لم أستطع مواجهة الألم من جديد... كيف يمكن لحادثة واحدة أن تغير كل حياتك؟...فكرت ساعتئذ بينما أنا أمضي في طريقي بينما استحوذت فكرة واحد... موت الطفلة بين ذراعي أثر في نفسي كثيراً...موتها محى كل مشاعر الغضب و الأفكار السوداء التي لازمتني طوال حياتي...فقد غيرتني لأكون إنساناً جديداً...تعلمت تقبل الحياة بكل أفراحها و أحزانها سواءً شئت أم أبيت...لا يمكت للمرء أن ينكر ذلك...لا يمكن أن يمنح لشيطان الغضب أن يتملكه و ينتزع كل بسمة حلوة...كل لمسة حنان..
تلك الليلة وجدت نفسي أمشي في نفس الشارع و في ظروف مشابهة...كل شيء بدا مألوفاً...الظلام كان يسود الليل و الرياح كانت لا تزال تصفر ألحانها الحزينة...شعرت بقلبي يخفق بجنون دون أن أستطيع إيقافه...فقد اقتربت من المكان الذي وجدتها فيه...توقفت فجاء...تجمدت قدماي في مكانهما...لم أستطع تصديق ما يجري...كل شيء بداء يتكرر و كأني أعيش نفس الحلم مرات و مرات في خيالي...لم يكن ما يحدث أمامي صحيحاً...من المستحيل أن يتكرر ما حدث...ظنتت في البداية أني لا أزال أحلم...حتى تيقنت بأني كنت أراها حقيقة...كانت هي...كنا أراها بكل وضوح مما لم يدعو مجالاً للشك بأني أراها أمامي...كانت الطفلة تقف أمامي و نفس الابتسامة لم تفارق ثغرها الجميل..لوهلة .شعرت برهبة تتملكني...لكني وقفت هناك دون حركة كتمثال صخري...لأم يكن وجهي يحمل أية تعابير...اقتربت مني و سألتني بصوتها الملائكي الجميل " أنا سعيدة...هل أنت سعيد ايضاً؟"...كان هناك هالة سحرية تحيط بها..."من أنت؟" وجدت نفسي أسألها بهلع...لم تجب...بل بقيت تبتسم لي...كنت أعرف بأن كل ما يحدث ليس حقيقة...لكن خوفي تبخر بطريقة غريبة...و وجدت نفسي ابتسم ايضاً...و لم أدرك كيف اختفت مباشرة دون أثر.
ذهبت في الليلة التالية إلى نفس الشارع...أردت معرفة أشياء كثيرة...أردت أن أعرف؟...من كانت تلك الطفلة؟...و كيف أمكنني رؤيتها مجدداً؟...كنت أعرف بأنها ميتة لكني و لسبب أجهله أردت رؤيتها مرة أخرى...كان هناك شيء ما يجذبني لذلك المكان...ِكانت حاجة ملحة تناديني دون أن أدرك ما حدث لي...لكن خيبة أمل كانت تنتظرني هناك...لم أستطع رؤيتها من جديد...واكبت على الذهاب لذلك الشارع كل ليلة حتى اصبحت عادة عندي دون أن أتمكن من رؤيتها مجدداً...في إحدى الليالي و بنما كنت امشي أدركت شيئاً...توصلت إلى قناعة أخيرة...بأني لن أراها مجدداً...الله وحده وضع تلك الطفلة في طريقي لينير لي الطريق...أدرك الآن أن ما حدث لن يتكرر في ليلة أخرى...أتقبل ذلك و أشكر الله على هديته لي.
كنت امشي وحيداً في منتصف تلك الليلة في الشوراع الرطبة...حين بدأت تثلج فجاء...توقفت برهة لأنظر إلى السماء...ماذا إذاً؟...كان علي مواصلة مشي متجاهلاً رغبة ملحة في الصراخ عالياً...من يهتم إن كانت ليلة باردة؟...من سيهتم إن كنت سأموت هنا من البرد...من حقاً كان سيهتم؟
ما بالي؟...لما لا أستطيع العيش كشخص طبيعي لمرة واحدة في حياتي؟...لما كنت أكره نفسي لهذا الحد؟
واصلت مشي...حين لمحت شيئاً على الطريق...تقدمت نحوه بهدوء لأجد فتاة صغيرة ملقاة هناك بلا حراك...أسٍرعت لألتقطها من على الأرض لأرى إن كانت لا تزال على قيد الحياة...كانت متجمدة تماماً كقلبي.
يألهي!...كانت الطفلة جميلة جداً بشعرها السكتنائي اللون...رغم ظلمة الليل إلا أنني كنت أراها بوضوح...جميلة كالملاك...نظرت إلى المكان الذي كانت ملقاة عليه...كان هنام دمية على شكل دب بني صغير...لم أفهم ما الذي يجري هنا؟...و ماذا كانت طفلة في مثل هذا العمر تفعله في مثل هذا المكان المهجور؟...و في مثل هذا الوقت؟
ببطء فتحت الصغيرة عينيها...إذا فهي لم تمت؟...تسأئلت بيني و بين نفسي...ابتسمت فجاء ابتسامة جعلت قلبي يهوى على الأرض...كانت ابتسامة حانية...جميلة اضأت كل وجهها...كنت متأكد بأن ثمة أمر ما خطاء في الموضوع...الفتاة كانت تموت بين يدي و مع ذلك تتمكن من الأبتسام...لم أستطع فهم ذلك...
وجدت نفسي أسرع بها بكل قوتي إلى أقرب مستشفى...بينما واصلت هي الابتسام...كان قلبي يخفق بقوة كبيرة وشعرت بأني سأفقد صوابي...لأول مرة في حياتي شعرت بشيء غير الحزن...هل كانت تلك شفقة؟...لم أكن أعرف ما هي هذه المشاعر...وكل ما أدركته ساعتئذ أن كل ذلك الفراغ و الحزن قد انقشعا من روحي...
حين دخلت المستشفى وضعت يدها الصغيرةعلى ذراعي و قالت" عدني بشيء واحد!...لا تحزن بعد الآن"...كانت لا تزال ترمقني بعينيها الجميلتين...حين أدركت أن الحياة أقصر من أن نمضيها في الحزن على أنفسنا...و حتماً كانت أحمل من أن لا نعيشها سعداء مهما واجهتنا من مصاعب.
مرت السنوات بعد ذالك الحادث...لم أكن قد مشيت في ذلك الشارع بعد ذلك...لم أستطع مواجهة الألم من جديد... كيف يمكن لحادثة واحدة أن تغير كل حياتك؟...فكرت ساعتئذ بينما أنا أمضي في طريقي بينما استحوذت فكرة واحد... موت الطفلة بين ذراعي أثر في نفسي كثيراً...موتها محى كل مشاعر الغضب و الأفكار السوداء التي لازمتني طوال حياتي...فقد غيرتني لأكون إنساناً جديداً...تعلمت تقبل الحياة بكل أفراحها و أحزانها سواءً شئت أم أبيت...لا يمكت للمرء أن ينكر ذلك...لا يمكن أن يمنح لشيطان الغضب أن يتملكه و ينتزع كل بسمة حلوة...كل لمسة حنان..
تلك الليلة وجدت نفسي أمشي في نفس الشارع و في ظروف مشابهة...كل شيء بدا مألوفاً...الظلام كان يسود الليل و الرياح كانت لا تزال تصفر ألحانها الحزينة...شعرت بقلبي يخفق بجنون دون أن أستطيع إيقافه...فقد اقتربت من المكان الذي وجدتها فيه...توقفت فجاء...تجمدت قدماي في مكانهما...لم أستطع تصديق ما يجري...كل شيء بداء يتكرر و كأني أعيش نفس الحلم مرات و مرات في خيالي...لم يكن ما يحدث أمامي صحيحاً...من المستحيل أن يتكرر ما حدث...ظنتت في البداية أني لا أزال أحلم...حتى تيقنت بأني كنت أراها حقيقة...كانت هي...كنا أراها بكل وضوح مما لم يدعو مجالاً للشك بأني أراها أمامي...كانت الطفلة تقف أمامي و نفس الابتسامة لم تفارق ثغرها الجميل..لوهلة .شعرت برهبة تتملكني...لكني وقفت هناك دون حركة كتمثال صخري...لأم يكن وجهي يحمل أية تعابير...اقتربت مني و سألتني بصوتها الملائكي الجميل " أنا سعيدة...هل أنت سعيد ايضاً؟"...كان هناك هالة سحرية تحيط بها..."من أنت؟" وجدت نفسي أسألها بهلع...لم تجب...بل بقيت تبتسم لي...كنت أعرف بأن كل ما يحدث ليس حقيقة...لكن خوفي تبخر بطريقة غريبة...و وجدت نفسي ابتسم ايضاً...و لم أدرك كيف اختفت مباشرة دون أثر.
ذهبت في الليلة التالية إلى نفس الشارع...أردت معرفة أشياء كثيرة...أردت أن أعرف؟...من كانت تلك الطفلة؟...و كيف أمكنني رؤيتها مجدداً؟...كنت أعرف بأنها ميتة لكني و لسبب أجهله أردت رؤيتها مرة أخرى...كان هناك شيء ما يجذبني لذلك المكان...ِكانت حاجة ملحة تناديني دون أن أدرك ما حدث لي...لكن خيبة أمل كانت تنتظرني هناك...لم أستطع رؤيتها من جديد...واكبت على الذهاب لذلك الشارع كل ليلة حتى اصبحت عادة عندي دون أن أتمكن من رؤيتها مجدداً...في إحدى الليالي و بنما كنت امشي أدركت شيئاً...توصلت إلى قناعة أخيرة...بأني لن أراها مجدداً...الله وحده وضع تلك الطفلة في طريقي لينير لي الطريق...أدرك الآن أن ما حدث لن يتكرر في ليلة أخرى...أتقبل ذلك و أشكر الله على هديته لي.