PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : :( مجاهل القلب الثائر ): .. رواية من روايات IRuMI



nina kaiba
23-02-2009, 10:33
http://b-kaiss.dk/Msoms%20design/Fawasel%20Naruto/Middle/71.gif

رواية من تأليف IRuMI الغالي ( الله يرحمه )

مجاهل القلب الثائر


وقف " رودلف" في شرفته كالعادة، تطلع إلى الأفق وقال مخاطباً مساعده " بيل" بلهجة آمرة:
- بيل، هيا تعال معي، سنخرج!
أجاب بيل بقلق:
- لكن سيدي!! لقد خرجنا بالأمس بما فيه الكفاية .. وخرجنا أول الأمس و..
التفت رودلف ونظر إلى بيل وقد ظهر الضجر على وجهه ثم قال مقاطعا كلامه:
- سنخرج اليوم أيضا .. لأنني لم أكمل رسم لوحتي ..
- لكن سيدي ..
- هذا أمر .. هيا بنا ..
على جوادين أصيلين خرج الأمير الشاب " رودلف " ، يتبعه "بيل" الرجل العجوز القوي، الذي أشرف على تربيته وتعليمه كل ما يلزم ليصبح أميرا نبيلاً ..
كان الأمير رودلف شاباً وسيماً وقوياً، لديه شعر بني وبشرة بيضاء وعينان زرقاوان جميلتان وأنف مستقيم،، لم يفتقر إلى شيء من مقومات الجاذبية، يجيد عمل معظم الأشياء، كما أنه فارس مخضرم وقناص محترف،، لكنه كان انطوائيا وهادئا،لكن المشكلة كانت فيه، فلم تلفت نظره فتاة، وقد تخطى عمره الخامسة والعشرين وهو مشغول بالصيد وتعلم فنون الرسم الذي يعشقه ... وكان ذلك كل ما يشغل تفكير والده الملك إدوارد حاكم مملكة "روكستراندس" العظيمة .. أن يعثر على الفتاة النبيلة المناسبة ..

حمل الأمير رودلف أدواته الفنية ووضع لوحته عند ذلك البئر القديم في إحدى الحقول المهجورة،، كانت هناك أشجارا جافـّة ورمال، وذلك البئر القديم يقف وحيدا وسط ذلك مع دلو صدئ، فكر "بيل" بيأس وهو ينظر إلى المكان الذي يزوره للمرة الثالثة ولا يجد فيه أي فن أو إبداع،، فهو في نظره أسوأ المناظر على الإطلاق والبقاء في ذلك المكان الموحش .. كان سيئا بالنسبة له ..
وكان ذلك على العكس من رودلف الذي كان يستمع بوقته، غير مبال ببرودة الجو والريح التي تحمل الغبار في طيـّاتها العاصفة .. كان مندمجاً جدا وشغوفاً بما يفعله ..
قال بيل باستسلام:
- سيدي، سأتمشى قليلا حتى ذلك التل ..
لم يرد رودلف وكان يركز على دمج اللون الرمادي بطريقة واقعية فأعاد بيل كلامه بشكل مختلف:
- سيدي،، سأتمشى قليلا هنا أو هناك .. هل تسمعني ...
لم يبد على رودلف أنه سمع شيئا ولكنه قال بعد ثوان:
- حسناً ..
ابتعد بيل عن سيده الأمير، وبقي رودلف يرسم حتى بدأت الشمس بالنزول، فبدأ رودلف بتجميع ألوانه وفرش التلوين المختلفة الأحجام ثم نظر للوحته وقال :
- سنأتي غدا يا بيل،، لم أرسم الأشجار الجـافـّة جيدا، لكنني وضعت خطوطها الأساسية ..
لم يسمع رودلف رد "بيل" بالموافقة أو عدمه ونظر خلفه فلم يجد أثرا لـ بيل على الرغم من خلو المكان من البشر والأشجار ..
كانت المساحة شاسعة أمامه ليرى بيل حتى لو ابتعد،، وقال رودلف بضجر:
- لم أعد أفهم ذلك! لم تأخر هكذا؟؟
بقي رودلف منتظرا لبعض الوقت ولكنه بدأ يتوجه نحو التل بنفاذ صبر وصعد التل الرملي بقليل من الجهد حتى وصل إلى قمته،، وكان المنظر من خلفه بديعا،، فهو مرتفع ويطل على إحدى قرى البلاد الجميلة، علم رودلف أنها قرية " فيرديور" الخضراء الجميلة التي تقع خارج العاصمة بعدة أميال ..
ظل رودلف مفتوناً بهذا المنظر ونسي أمر بيل تماماً، ولكنه تذكر ذلك بعد مرور دقائق فبدأ يلتفت حوله مجددا وتساءل في نفسه :
" هل يكون بيل قد نزل إلى القرية ... وتركني هنا؟؟"
كانت مشكلة رودلف أنه لا يعرف طريق العودة إلى القصر فهو قليل الخروج بمفرده، وعندما يخرج بصحبة بيل أو بعض الفرسان، فإنهم من يتولون أمر المكان عادة، وهم من يحفظون الطريق .. ويحفظون أماكن
العربات أيضا .. ولكن ...
أن يضل الأمير الطريق في مملكته مشكلة، وعيب خطير!! ألقى رودلف نظرة على الجياد المربوطة بأحكام وقد بدأ يشعر بالقلق ..

بدأ الظلام يرخي سدوله وفكر رودلف في بعض المغامرات فخلع بزته الكحلية الخارجية المطرزة وسار بالقميص الداخلي والسروال الكحلي وحذاءه الأسود ذو الرقبة ..
نزل رودلف التل تاركاً خلفه أدواته ولوحاته .. وبزته الكحلية، عندما وصل لم يكن الظلام دامسا،، كان هناك بعض النور وسار رودلف بهدوء في سوق القرية المزدحم وهو ينظر بانبهار والسعادة ظاهرة في عينيه على الرغم من صمته ،، كان الكثير من الناس يتهامسون وينظرون إليه واعترض فجأة طريقه شاب قروي وهو يمسك بقوسه وسهمه وقال بقلة تهذيب:
- هيه!! إلى أين أيتها الحلوة المهندمة؟؟

كان رودلف ساذجا جدا ولم يفهم ماذا يقول ونظر خلفه يتطلع إلى تلك الفتاة الحلوة التي يقصدها الشاب فضرب الشاب كتفه بالقوس وقال مجددا:
- أنا أقصدك أيها المهندم! ماذا تريد منا؟ هيا اخرج من قريتنا قبل أن أوسعك ضربا ..
لم يقل رودلف شيئا وتخطى الشاب بهدوء متابعا طريقه، ولكن الشاب ركض ودفعه بقوة فسقطا أرضا واتسخت ثياب رودلف ووجهه بالوحل ... قبل أن يحاول رودلف الجلوس قام الشاب بوضعه على ظهره ولكمه على وجهه بيده المتسخة بالوحل، ظل رودلف مذهولا من تلك التصرفات فظل مكانه ليتبعه الشاب بلكمة أخرى ..
كان الناس قد تجمعوا ينظرون من بعيد وقام رجل كبير السن بسحب الشاب من ملابسه بعنف وألقى به بعيدا ثم توجه نحوه وقام بركله في بطنه وهو يصرخ غاضبا:
- كم مرة علي أن أخبرك أن تبقى في البيت!!ولكن هذا ليس خطأك أنه خطأ والدتك!!
ثم سحب القوس من يده وقال بغلظة :
- هيا عد إلى المنزل ..
ركض الشاب وهو يبكي ويردد:
- لن أفعل!! لن أفعل .. لن أفعل ...
راقب رودلف ذلك وهو يحاول التقط أنفاسه من هول المفاجأة،، واقتربت فتاة قروية ترتدي ثياباً بسيطة وجميلة وناولت رودلف منديلا قماشياً أبيض اللون وهي تقول:
- نتأسف لك على ذلك .. أعذره فهو مريض ..
أمسك رودلف بالمنديل فتلوث بالوحل، وساعده الرجال على الوقوف وهو يقول:
- لا بأس، من الجيد أنني لم أضربه!!
انفض الرجال من حوله فجاء الرجل الذي ضرب الشاب وقال معتذرا:
- نأسف يا بني على ذلك الحادث، إنه ولدي وهو مختل عقليا، لكنه مسكين، تعال إلى منزلنا ونظف نفسك،، هيا ..
كان رودلف سيعتذر حتما عن الذهاب إلى منزلهم ولكن الفتاة القروية قالت:
- أنت لن ترفض دعوة أبي .. صحيح؟

http://b-kaiss.dk/Msoms%20design/Fawasel%20Naruto/Middle/71.gif

بامبل بي
23-02-2009, 12:30
قصة رائــــــــــــــــــــــــــعة والأسلوب جميـــــــــــــل....
مشكوووووووووووووووورة على طرح القصة الرائعة وبانتظار التكملة..

nina kaiba
23-02-2009, 15:19
نورتي بامبل

اتمنى انك تكوني من متابعين ^_^

White Ange10l
23-02-2009, 17:17
يا اهلااااااااااااااااااااااااااا:)

الحمدلله على السلامة:cool: والله طولتي علينا .............

شكرا على القصة الحلوة وبستنى التكملة وما تطولي علينا::سعادة::

nina kaiba
23-02-2009, 19:11
هلا وايتو

نورتي حبيبتي

تسلمي على المرور

بامبل بي
23-02-2009, 20:53
نورتي بامبل

اتمنى انك تكوني من متابعين ^_^


مشكووووووووووووووووورة..
إن شاء الله..
بس كملي بسرعة..>>>شوقتيني..

Mr.Matrix
24-02-2009, 09:46
مشكوره اختى

nina kaiba
24-02-2009, 10:11
نورتي من جديد بامبل

^_^

nina kaiba
24-02-2009, 10:16
البارت الثاني


انتبه رودلف إلى الفتاة القروية،، كانت بديعة، لديها عينان واسعتين ساحرتين، وشعر أسود ناعم تجمعه في ضفيرة طويلة حتى أسفل ظهرها ..
لقد لفتت نظره فعلا .. ومن اللحظة الأولى ..
ابتسمت الفتاة وقالت:
- هيا، أنت غريب عن البلدة ويمكننا مساعدتك لإيجاد ما تبحث عنه ..
انتبه فجأة لنظراته للفتاة أمام والدها وتنحنح ثم قال:
- آوه .. حسنا، سأقبل الدعوة ..
دخل رودلف إلى منزلهم الصغير، كان منزلا بسيطا، مكونا من طابقين وتحيط به حديقة صغيرة بها بعض الدجاج والإوز،، قال الأب مخاطبا ابنته بالهمس:
- هل هو من المدينة؟
- يبدو من ثيابه أنه ثري جدا ..
استقبلتهم الأم ونظرت إلى رودلف قليلا بتفحص قبل أن يقول الأب بسرعة:
- أعرفك على ......
تلكأ الأمير الشاب للحظة وقال:
- رودلف ..
- أعرفك على رودلف ...
ابتسمت الأم وصافحت رودلف وقالت بتلقائية:
- تفضل في منزلنا المتواضع ..
دخل رودلف مبتسما وجلس على كرسي خشبي وتوجهت الأم إلى المطبخ فقال الأب وهو يوجه الحديث إلى ابنته:
- اهتمي بالضيف ريثما أغلق متجري وأعود بسرعة ..
قال رودلف :
- سيدي لا داعي لتعطيل عملك، سأرحل فورا ..
ضحك الرجل وقال وهو يربت على كتفه:
- لا، أنا أغلق في هذا الوقت عادة .. لا تشغل نفسك ..
ذهب الرجل وبقيت القروية الجميلة بمفردها مع رودلف ونظرت له وقالت:
- أنت متسخ جدا، ونحن السبب ، تعال معي...
سار رودلف بصمت وهو ينظر إلى شعرها الأسود، كان منجذبا إليها بشدة وتوقفت أمام الحمام وهي تقول:
- تفضل، سآتي بعد لحظات ..
ثم توجهت صاعدة الدرج فقال رودلف بخفوت:
- يا آنسة ..
توقفت الفتاة للحظة ثم التفتت مبتسمة وهي تهز رأسها متسائلة فقال رودلف:
- ما هو اسمك؟؟
- أدعى "جينيفر أوكن" .. يمكنك مناداتي " جيني" ..
- إنه اسم لطيف ..
- شكرا ..
صعدت جيني، وعادت بعد دقائق ومعها فوطة كبيرة، وملابس أخرى نظيفة وقالت بخجل:
- يمكنك ارتداء هذه بدلا عن ملابسك المتسخة، مع أنها ليست جميلة بقدر ثيابك ..
قال رودلف مزيلا الحرج بابتسامة رائعة:
- هذا كرم كبير منك .. شكرا جيني ..
شعرت جيني بالخجل وقالت وهي تنظر إلى ناحية أخرى:
- هناك ماء دافئ ..
- شكرا ..
وضعت جيني الأشياء على الطاولة ثم انصرفت بهدوء ..

.................................................. .................................................. ........

خرج رودلف بعد أن أصبح نظيفا، وقد ارتدى تلك الثياب التي أحضرتها له "جيني" ، قميص أبيض واسع الكمين مربوط بشرائط سوداء من عند المعصمين، وسروال أسود مناسب ..
عندما رأت جيني رودلف تلك المرة كان مختلفا تماماً ،، فقد ظهرت ملامحه وبدا وسيما وجذاباً، وشعره المبلل يلتصق بجبهته ..
ظلت جيني مسحورة لبعض الوقت ولكنها انتبهت بعد أن شاهدها رودلف وقال مبتسما:
- أنا منتعش حقا ..
عندما اقترب أكثر شاهدت جرحا في جانب فمه وقد نزف بعض الدماء مجددا فقالت مستاءة:
- لقد جرحت ..
- حقا؟
بدا رودلف مستغربا فأشارت إلى جانب فمه وهي تقول:
- مازال ينزف!
وضع رودلف يده على جانب فمه فخرج أثر الدم في أصبعه ونظر له وقال:
- إنه جرح بسيط ..
توجهت جيني نحو الطاولة وأخرجت من درجها منشفة قطنية وقالت وهي تناوله إياها:
- ضعها على فمك، ما زال ينزف ..
نظر رودلف في عينيها وهمس:
- أشكرك ..
شعرت جيني بالخجل وحدقت إليه ثوان ثم انصرفت بدون أن تقول أي شيء ..

حول مائدة العشاء قالت السيدة أوكن وهي تسأل رودلف:
- من أين قدمت ..؟؟
تلكأ رولف قليلا ثم قال:
- في الحقيقة أنا من المدينة .. ولكنني خرجت للصيد و .. ضللت الطريق ..
نظرت جيني إليه بشك وقالت:
- من أنت؟
نظر لها رودلف باستغراب فأعادت صياغة كلامها قائلة:
- أعني، لم تكن ترتدي ملابس الصيد، وليس معك أسلحة أو شباك .. كما أن من يزاولون تلك الهواية مقتصرين على طبقة معينة ..
قال رودلف :
- ولماذا ظننت أنها هواية؟ ربما تكون حاجة لا أكثر ..
- بدا ذلك من ملابسك، تبدو ثريا ولست محتاجا لمزاولة مهنة الصيد لتعيش ..

ابتسم رودلف ونظر إلى طبقه بدون أن يقول شيئا، فقال السيد أوكن مخففا من حدة النقاش:
- يسرنا التعرف إليك، وبالطبع نعتذر مجددا عن ما قام به " بريت" إنه يسبب لي المشاكل دائما ..
- لا بأس يا سيدي .. كنت محظوظا جدا ..
- محظوظا؟
- أجل فلولاه لما تعرفت عليكم ..
قالت جيني :
- تبدو سعيدا بالتعرف إلينا!! مع أني لا أرى ذلك في عينيك ..
همس رودلف بابتسامة:
- أنت مشاكسة يا جيني ..
ضحك الجميع عدا جيني التي قالت بهدوء:
- أنا لست كذلك! أنت فقط تثير حيرتي ..
- أتعني أنك لا ترحبين بي؟
نظرت جيني نظرة عتاب وقالت:
- كفاك رودلف! لم أقصد ذلك ..
قالت الأم بنبرة توبيخ تخاطب جيني:
- توقفي عن ذلك جيني، أنت تزعجين الضيف ..
هز رودلف رأسه نفيا وقال والابتسامة لا تفارق شفتيه:
- لا بأس، أنا لست منزعجا، أريدها أن تتحدث وحسب ..

حدجته جيني بنظرة استغراب، بينما تبادل الوالدين نظرة وبدا من الواضح أن رودلف معجب بـ جيني، فقد كان ينظر إليها بين الحين والحين بعينيه البراقتين نظرات حالمة ..
بعد انتهاء العشاء قرر رودلف أن يعود إلى المدينة وقال :
- شكرا لكم على حسن الضيافة، والآن، حان وقت الرحيل ..
قال السيد أوكن معترضا:
- مستحيل! إن السير الآن في المكان يعد خطيرا جدا ..
سمع رودلف صوت الشاب المدعو "بريت" الذي اختلق معه الشجار وكان ينادي:
- أمي، أمي ..
شعر رودلف بالشفقة على الشاب، كان صوته متألما واعتذرت السيدة أوكن بسرعة وصعدت إليه،، وعاد الأب يقول بعد ذلك الانقطاع:
- أنت تائه، أليس كذلك؟ حسنا، ابق معنا تلك الليلة وفي الصباح ستجد ألف فارس يوصلك إلى المدينة بسرعة ما رأيك؟
- اقتراح جيد .. شكرا لك سيدي ..
نظر الأب نحو جيني وقال مبتسما:
- اصطحبي رودلف إلى غرفة الضيوف ..

*********

نظر رودلف من شرفة غرفة الضيوف الكبيرة وهبت نسمة هواء باردة حركت خصلات شعره الناعمة ومع أنها كانت باردة إلا أن رودلف أغلق عينيه واستنشقها وبدا مستمتعا جدا بها، نظرت جيني إلى وجهه الفاتن وهو مغمض العينين ثم قالت بنبرة ساخرة:
- إحساسك عالٍ جدا!!
قبل أن ترحل جيني فتح رودلف عينيه واتجه نحوها بخفة، ثم أمسك بيدها اليمنى برقة ..
نظرت جيني إليه بحدة معترضة على ما فعله ولكن رودلف قال مبتسما:
- آنسة جينيفر أوكن، أريدك أن تشاركيني شيئا، وأنا أطلب ذلك منك كرجل نبيل، متمنيا أن تقبليه كامرأة نبيلة مع احترامي وشكري لك ..

شعرت جيني بأنها أميرة حقيقية وهمست وهي مسلوبة الّلب:
- من أنت؟ و .. كيف تعلمت هذا الكلام؟؟
همس رودلف بحنان وهو يسحبها نحو النافذة:
- ششششش .. فقط ، اقتربي ...
استسلمت جيني ووقفت أمام سياج الشرفة إلى جانب رودلف فهمس رودلف مجددا وهو يترك كف يدها:
- أغمضي عينيك ..

نظرت ثوان إلى عينيه الزرقاوين والحيرة تؤرقها ثم نظرت أمامها وأغمضت عينيها .. أغمض رودلف عينيه أيضا وقال بخفوت ونسمات الهواء الباردة تهب متتالية :
- الآن،، أنت تسيرين في قاع البحر، و .. انت حافية القدمين وتراب البحر ناعم جدا.. هناك مملكة من الشعاب المرجانية الملونة تلتف عن يمينك .. وزرقة المحيط عن يسارك تسبح فيها أسماك بديعة..
شعرت جيني بذلك وكأنها تسير فعلا، ولكنها أحست بالخوف وتخيلت بعض أسماك القرش أيضا فأمسك رودلف بيدها وشعرت بيده الدافئة قبل أن يهمس:
- لا بأس، لا تخافي، أنا أسير إلى جانبك ..
أصبح الحلم رائعا بالنسبة إلى جيني وضغطت على يد رودلف لا شعوريا وهمست:
- لم أعد خائفة ...
ابتسم رودلف وقال بخفوت مجددا:
- من بعيد ... يلوح لك بيت أبيض كالثلج .. إنه جميل جدا وصغير ... إنه منزلك أنت، وهو .. بعيد عن الناس..

فتح رودلف عينيه ونظر إلى وجه جيني، كانت مغمضة وعينيها تتحرك من تحت جفونها بهدوء وشعرت بأنفاسه الدافئة وهو يهمس في أذنها :
- هل ستجعلينني أدخل معك؟
فتحت جيني عينيها فجأة وكأنما أفاقت من كابوس وسحبت يدها بسرعة ثم قالت بانفعال:
- ماذا تفعل بي!! أنت لست حقيقيا .. تبا لك!
خرجت جيني مسرعة وصفقت خلفها الباب بعنف وبدت مستاءة جدا، لم يقصد رودلف ذلك وارتمى على السرير وهو يفكر ..
إنه لم يقصد أبدا فعل ذلك!!
كرر ذلك مرات ومرات متتالية ثم همس لنفسه:
" ماذا دهاك يا رودلف، بالكاد تعرفها ... وتريد أن تدخلها إلى عالمك ... لماذا!!"
ثم فكر ...
" ومن يا رودلف سيدخل إلى عالمك ؟؟..... لا أحد!!، لا أحد يفهمك إطلاقا... يبدو أنك لست حقيقيا فعلا"

حاول رودلف النوم فقد استيقظ باكرا ولكنه لم يستطع، ظل قلقا وحزينا لأنه جعل جيني تخرج مستاءة .. لم يشعر بشعور مماثل من قبل ..
وعلى الرغم من أنه رأى أجمل الفتيات النبيلات إلا أنه لم يشعر بذلك الانجذاب إلى أحداهن كما شعر بذلك مع جيني، لم يعرف رودلف كيف يفسر ذلك .. لقد أصبح يفكر فيها في كل لحظة تمر وهو قلق ولا يستطيع النوم ...
تذكر رودلف فجأة ..
" أين بيل؟؟ لقد ذهبت أبحث عنه وضعت في عالم آخر ... أين تراه ذهب؟؟"

بامبل بي
24-02-2009, 12:23
تصفيـــــــــــــــــــــــق حار كبير لمؤلف تلك القصة الرئعة..
الأسلوب ..السرد..الوصف..الكتابة.....
كل شيء ..........
قصــــة رائعة بالفعل......
مشكورة nina kaiba على طرح تلك القصة الرائعة.....
بانتظار التكملة على أحر من النار.....
لا تتأخري...
أختك..بامبل.

nina kaiba
24-02-2009, 18:43
تسلم أخي ماتريكس على مرور

و اتمنى انك تكون من متابعي القصة ^_^

نورت

nina kaiba
24-02-2009, 18:46
حبيبتي ... بصراحة ( حسام الطائي ) الله يرحمه

ليس مجرد رائع بل اروع من رائع ... إنه مذهل

بصراحة اشتقتله كثير ( الله يرحمك يا أحلى أخ و عضو وكاتب و اب بالعالم )

وقصصه دائما روعة

و إن شاء الله تقرأي بقية قصصه

تحيتي

nina kaiba
24-02-2009, 18:48
الدعاء و المغفرة للمرحوم صاحب الرواية

" مجاهل القلب الثائر "

" : حسام الطائي أو IRuMI :"

White Ange10l
24-02-2009, 19:50
مسا الخير

شكرا عزيزتي على القصة والله من اولها مثيرة بس يا نينا كوني كريمة معنا كتري البارتات:o

ربنا يرحم كاتبها وتسلم إيديكي على النشر الفعال للقصص

تقبلي تحياتي::سعادة::

nina kaiba
25-02-2009, 10:04
هلا وايتو

نورتي حبيبتي

ومن حلو انه عجبك ... احلى من قلعة ماليبو و لا ماليبو احلى ؟؟

nina kaiba
25-02-2009, 10:11
البارت الثالث


*في الصباح*
سمع رودلف طرقا على باب غرفته،، جلس وهو يظن أنه في قصره وتمتم:
- ماذا يا ألبرت؟؟
ثم انتبه فجأة وأدرك أنه ليس في قصره فهذا واضح جدا،، وانتبه وهو يقول:
- أجل تفضل ..
فتح السيد أوكن الباب ونظر منه وهو يقول:
- هيا يا رودلف، لقد جهزنا طعام الإفطار ..
- حسنا، سأكون عندكم بعد دقائق ..
وبالفعل،، بعد دقائق، كان رودلف يدلف إلى الردهة وكأن الشمس سطعت فجأة،، كان بريت يجلس على إحدى الأرائك البعيدة ورحبت السيدة أوكن برودلف وهي تقول:
- أهلا بك رودلف، لقد أسعدنا وجودك حقا، تفضل ..
ابتسم رودلف ونظر يبحث بعينيه عن جيني وهو يقول:
- شكرا سيدتي، هذا لطف منك!

بعد طعام الإفطار تساءل رودلف :
- أين جيني؟
تبادل الوالدين نظرة طويلة ثم قالت والدة جيني تحاول تبرير الأمر:
- إنها متوعكة قليلا هذا الصباح ..
شعر رودلف بالاستياء وقال وهو يقوم واقفا:
- شكرا جزيلا لكم آل أوكن على استضافتي،، أنا أقدر ذلك جدا ..
وقف السيد والسيدة أوكن وقال السيد أوكن:
- انتظرني قليلا، سأجد لك من يقلك إلى المدينة ..
خرج السيد أوكن، وقالت السيدة أوكن مبتسمة:
- هل ستعود لزيارتنا يا رودلف؟ لقد أحببناك حقاً ..
ابتسم رودلف محاولا إخفاء حزنه وقال:
- بالتأكيد، سأفعل ..
ثم تدارك وقال:
- كنت أود توديع جينيفر .. وإذا كانت متوعكة فيمكنني الذهاب إليها ..

وقفت السيدة أوكن بصمت، وشعر رودلف بحيرتها قبل أن تقول:
- سأرى ما يمكنني فعله .. انتظرني قليلا ..

ذهبت السيدة أوكن وتطلع رودلف حوله فشاهد "بريت" يجلس صامتا على الأريكة ويحدق في رودلف .. لم ينظر له رودلف طويلا وأشاح بنظره بعيدا ولكن بريت قال :
- أنا آسف يا سيد رودلي ..
عاد رودلف ينظر إلى بريت الذي بدا مثل الأطفال الصغار وقال مبتسما:
- أنت قوي جدا .. إنها ميزة جيدة فيك إذا استخدمتها لمساعدة والدك ..
ظهرت سعادة في عيني بريت وقال ضاحكا:
- أنا قوي .. جدا ..
- هذا صحيح .. هل ستساعد والدك؟
- أجل .. لأنني قوي ..

خرج بريت يركض مسرعا، وابتسم رودلف وعندما التفت كانت جينيفر تنزل درجات السلم الخشبي بهدوء وقد تركت شعرها الطويل مسدلاً خلف ظهرها وبعض منه ينزل على كتفيها ..
كانت ساحرة ورقيقة إلى أبعد الحدود وظل رودلف يتأملها وهو يريد فعل ذلك حتى العام المقبل ..
كانت حزينة ووقفت قائلة :
- إلى اللقاء سيد رودلف، لقد تشرفنا بمعرفتك ..
- سيد؟؟
قالها رودلف بنبرة حالمة وهو ينظر في عينيها ثم همس :
- أكره الألقاب ... أريدك أن تناديني رودلف وحسب ...
نظرت جيني إليه وقالت:
- حسناً كما تريد .. يا سيد رودلف!
ابتسم رودلف وتمتم :
- أنت مشاكسة جدا معي ..
لم تقل جيني شيئا وشبكت ذراعيها أمام صدرها فعاد رودلف يقول:
- آسف جدا على ما حصل ليلة الأمس،، كنت أحاول فقط إدخال شخص ما إلى عالمي الخاص .. و .. في الحقيقة، لم يستطع أحد من قبل الشعور بما شعرت ..
نظرت جيني وهي تتذكر الشعور الرائع الذي شعرت به ليلة الأمس وقالت:
- كانت تجربة فريدة، لا بأس بذلك ..

كان رودلف يشعر بشعور غريب لم يسبق له مثيل، شعر بأن هناك حقا شخصا يفهمه ويتخيل معه ما يعيشه .. أغمض عينيه وتخيل أنه يجلس في طريق محفوف بالأشجار وأمامه لوحة يرسم عليها جيني ...
نظرت جيني إلى وجهه وهو مغمض عينيه وشعرت بأنها فتنت بهذا الشاب فعلا ، وقالت بخفوت حتى لا تقطع حلمه:
- في أي شارع أنت الآن داخل عالمك الفسيح؟
ابتسم رودلف وقال بدون أن يفتح عينيه :
- أنا في حديقة القصر، الطريق المحفوف بالأشجار و .. أرسمك ..
- ماذا؟
تذكر رودلف لوحاته وألوانه التي تركها فوق التل وقال وهو يفتح عينيه:
- أجل ..

تقابلت عيناهما للحظة فقال رودلف:
- جيني .. أريد أن أرسمك .. هل أنت موافقة؟
ابتسمت جيني أخيرا وقالت بخجل:
- هل أنت بارع في ذلك؟
- أظن ذلك ..
- حسنا ولكن بشرط ..
- وما هو؟
- أن تصبح الصورة لي ..
اقترب رودلف قليلا وقال ببطء وهو ينظر إلى عينيها مباشرة:
- أنت لديك جيني الحقيقية، تنظرين إليها وقتما .. تشائين، أنا .. أريد جيني أن تبقى معي .. وأنت تريدين جيني وصورتها، أليس هذا ظلم كبير لرودلف؟
خفق قلب جيني ونسيت العالم كله وهي تنظر إلى عينيه وتقول:
- حسنا، أفعل ما تريده ..
ابتسم رودلف وقال:
- يبدو أنني سأبقى هنا لبعض الوقت ..
- هذا يسرنا يا رودلف ..

White Ange10l
25-02-2009, 16:57
سلاااااااااااااام

شكرا حبيبتي ... بالنسبة لسؤالك ما فيني جاوبك هلأ استني لما تخلص هاي القصة بس مبدئيا كل قصة مختلفة عن التانية لهيك المقارنة راح تكون صعبة شوي ;)

nina kaiba
25-02-2009, 19:12
تمام

نورتي

لفته
25-02-2009, 20:01
.
.
آللـه يرحمـه ويدخله فسييح جنآآته..آللهم آميــن..~
تسلميــن قلبووو والله مآقصرتي.."
منورهـ القصم..لآهنتيـ..!!!
.
.

nina kaiba
26-02-2009, 08:06
تسلمي على مرور لفته ....

واتمنى انك تكوني من متابعين ^_^

نورتي

Sleepy Princess
26-02-2009, 13:26
رااااااااااااااااائعة من اروع الروائع ....

اتنمى ان تكملي تنزيلها باسرع وقت ...

مع التحية ...

Akatuski girl
26-02-2009, 14:08
مشكورة حياتي على وضع قصة جديد;)
كنت أنتضرها من زمااان وأخير:d
انتضر البارت الجاااي :)
لا تتأخري علينا
وشكرا ^^

nina kaiba
26-02-2009, 15:36
إن شاء الله اميرة خيال

القصة بكرة ( أظن )

وتسلمي على مرور و نورتي

nina kaiba
26-02-2009, 15:39
تسلمي على مرور حبيبتي

نورتي

و إن شاء الله بارت قريب

بامبل بي
26-02-2009, 15:53
مشكووووووووووووورة نينا كايبا على البارت الجديد....
وربنا يرحم مؤلف القصة وجميع المسلمين والمسلمات (آمين)..
تقبلي مروري..
في أمان الله.......
بانتظار البارت الجديد..;);)

nina kaiba
26-02-2009, 18:49
نورتي بامبل

تسلمي على مرور

نون وطريقي نور
26-02-2009, 20:03
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفك nina kaiba

مشكورة يالغاليه على القصة وانتظر الجزء القادم بفراغ الصبر

وتقبليني متابعة جديده لقصتك

nina kaiba
27-02-2009, 09:52
هلا نون وطريقي نور

على مرور

وحياكِ بين متابعين ^_^

نورتي

nina kaiba
28-02-2009, 18:35
البارت الرابع


وصل رودلف إلى التل، وجد أشياءه كما هي لم تمس،، فأخذ لوحته البيضاء الأخرى وأدوات الرسم وترك لوحة البئر وبعض الأدوات الأخرى وسترة الأمير المطرزة ..
ألقى نظرة على الخيول فوجد حصانه الخاص، ولذلك فقد اعتلاه وعاد به إلى القرية ..
نظرت جينيفر إليه وهو يعود وقالت مندهشة:
- ما هذا، إنه حصان جميل جدا ..
ابتسم رودلف وقال:
- إنه حصاني أسميته "سباركي"، وقد ربطته بأعلى ذلك التل بالأمس ونزلت أتفقد القرية ..
نظرت جيني إلى الأدوات بشك وقالت :
- كان من المفترض أن تحمل أدوات الصيد ..
ابتسم رودلف وهو يربط حصانه البني الأصيل بسياج الحظيرة وقال:
- إنني أرسم في بعض الأحيان ..
كانت جيني تعرف أن رودلف يخفي أمرا ما، جلست على جذع شجرة مقطوعة وخلفها تبدو أشجار الحديقة وزهور بيضاء واقترب رودلف بعد نصب لوحته وقال وهو ينظر إليها بإعجاب:
- ستوضع صورتك في متحف يوما ما!
ضحكت جيني وقالت :
- هذا يعتمد على براعة الرسـّام ..
- جمالك سيفرض نفسه على اللوحة ..
ابتسمت جيني بخجل واعتدلت في جلستها بينما عاد رودلف وبدأ بدمج ألوانه ..

اكتملت اللوحة قرب غروب الشمس، وكانت قد حصلت مقاطعات كثيرة من قبل والدي جيني، والغداء وأشياء أخرى .. كإطعام "سباركي" حصان رودلف ..
ولكنها اكتملت بأي حال وقال رودلف باسما وهو يفرد يديه في الهواء محاولا أن يخرج الإرهاق من جسده:
- لم أنجز لوحة بهذه السرعة من قبل!!
وقفت جيني وقالت بضجر:
- لقد مرت ساعات طويلة وتقول لي بسرعة!! هيا دعني أرى اللوحة ..
هتف رودلف وهو يعترض طريقها:
- ليس بعد .. سأقوم ببعض التعديلات ..
- لا .. مجددا!!
- اذهبي إن أردت ..
ابتعدت جيني وقالت وهي تلوح بيديها:
- عندما تنتهي وأنا عجوز أخبرني ..
ضحك رودلف وقال:
- ليس هكذا،، كنت أمزح معك .. تعالي ..
عادت جيني ونظرت إلى اللوحة ..

نظرت منبهرة وهي لا تتخيل ذلك وتمتمت باندهاش :
- أنت رسـّام بارع!! تبدو حقيقية ..
كان رودلف سعيدا جدا وقال وهو يدور بفرحة:
- سأحتفظ بك ..
نظرت جيني إليه باستغراب وقبل أن تقول شيئا سمعا أصواتا في الخارج وكان الناس يتكلمون في وقت واحد فأخرج رودلف وجيني رأسيهما من باب الحديقة ونظرا ..
كان جنود الملك يبحثون عن الأمير .. وأدخل رودلف رأسه بسرعة وهو يتمتم بجزع :
- يا ألهي ..
نظرت جيني إلى الزحام وقالت:
- ولم يعتقدون أن الأمير هنا؟؟ لو كان هنا لـ ..
قبل أن تكمل كلمتها سمعت رجلا يصيح:
- إنهم يبحثون عن الأمير الشاب رودلف ...
نظرت جيني إلى رودلف باستغراب وقالت :
- مستحيل!! هل أنت .....
بدا رودلف محرجا جدا وقال والكلام يتقطع من بين شفتيه:
- حسنا،، أنا لست من تظنين، آ .. إنهم .. يبحثون عن الأمير، وتشابه الأسماء ليس .......
صمت رودلف على مضض وفرسان الملك يدلفون إلى الحديقة بعد أن أشار الناس إلى رجل غريب مهندم نزل بالأمس هنا ..

************

نظر الفرسان إلى رودلف وجيني وترجل قائد الفرسان من فوق حصانه ثم جلس على إحدى ركبتيه وهو يقول بتهذيب وتوسل:
- سيدي الأمير .. لقد قلق جلالة الملك على غيابك، ولذا أرسلنا في طلبك ونأمل منك العودة معنا بهدوء .. ودمت!
كانت جيني مفزوعة أقرب منها مذهولة أكثر من ذلك مسلوبة العقل والقلب ..
لم تصدق السيدة أوكن عينيها وهي تستمع إلى فارس الملك وهو يخاطب رودلف هكذا .. وتوجه رودلف بهدوء إلى حصانه وحل وثاقه ثم قال مخاطبا أحد الفرسان بلهجة آمرة:
- أحضر معك تلك اللوحة يا جاكس، واحذر فهي ما تزال رطبة ...
- حاضر سيدي ..
أمسك رودلف بلجام الحصان، ونظر إلى جيني المذهولة وهو يقول:
- لم أقصد أن أكذب عليكم .. لكنني رودلف .. أنا مجرد إنسان عادي، و .. كنت أود شكركم على استضافتي ..
قالت جيني بهدوء:
- لا داعي للشكر يا سيدي ..
ابتسم رودلف وقال معاتبا:
- جيني .. لا ألقاب بيني وبينك .. لقد اتفقنا على ذلك مسبقا، ولا تشاكسي في ذلك الشيء ..
ابتسمت جيني بصعوبة وقالت:
- حسناً ..
اعتلى رودلف جواده ولوح للسيدة أوكن من بعيد ثم أحاط به الفرسان ونظر رودلف إلى جيني نظرة أخيرة وخرجوا جميعا في كوكبة مهيبة ..

*******

صاح رودلف بانفعال:
- كان ذلك سيئا،، أنا لست صغيرا حتى تبحث عني بتلك الطريقة جلالتك!
نظر الملك إلى ابنه الشاب وقال ببرود:
- اسمع يا رودلف،، لا أريدك أن تنسى أنك أمير أنت ولي عهدي ... أتعرف ماذا يعني ذلك؟ سوف تكون مكاني يوما ما ملكا في مملكة "روكستراندس" الشاسعة،، هل تعي ذلك!
- أعي ذلك!
- لا .. أنت لا تعي ذلك، والدليل، ذلك المنظر الذي دخلت به إلى القصر وكأنك فلاح في حقل ..
كان رودلف غاضبا جدا وقال بتلقائية:
- أكره ذلك!!
زفر الملك بضيق ثم تمالك نفسه وهو يقول:
- لماذا لا تتصرف كأمير نبيل؟؟ وكل من هو دونك يتمنى أن يكون لديه ما لديك .. هل ينقصك شيء؟؟
- نعم!
اعتدل الملك في جلسته وقال:
- إذن أخبرني ما هو وسوف تجده عندك الليلة ..
تنهد رودلف وقال ببطء :
- ينقصني الحب يا أبي .. الحب!
لم يصدق الملك ما يسمعه وظل صامتاً لدقائق قبل أن يقول متسائلا:
- وهل تبحث عن الحب في قرية "فيرديور" ؟؟
ابتسم رودلف فجأة ثم قال:
- ربما ..
- هل تريد أن تحب فتاة قروية؟؟
- أنا واقع في حبها فعلا!!
- ماذا؟؟
وقف رودلف ثم أطرق أمام والده قائلا بتهذيب:
- أشكرك يا جلالة الملك على حسن استماعك لي، ولكنني قبل أن أتركك سأقول شيئا واحدا .. إنه قلبي أنا، ومن حقي أن أختار الفتاة التي أراها مناسبة لي .. وليس أنتم .. ودمت!
ثم توجه رودلف نحو الباب ففتح الحرس الباب وخرج بهدوء ..
نظر والده إلى والدته الملكة والتي لم تتدخل في الحديث مطلقا وراقبت ذلك بصمت وقال الملك :
- ماذا سنفعل الآن .. إنه لا يميز ما يفعل ..
ابتسمت الملكة وقالت :
- إنه قلبه يا إدوارد .. قلبه .. وهو لم يهتز لإحداهن من قبل، كما أنه أصبح شاباً راشدا ، ويمكنه تقرير ما يريده بنفسه ..
هتف الملك منفعلا:
- ولكنها قروية من فيرديور ..
- دعنا نستفسر عنها أولا قبل أن نحكم عليها ..

*********

في غرفة رودلف الفارهة، وضع رودلف اللوحة في مكان مرتفع حتى يشاهده من جميع الجهات،، كانت اللوحة جميلة ومعبرة عن ابتسامة جيني ونظرة عينيها ..
وجلس رودلف أمامها وهو يتساءل محدثا نفسه :
" ما الذي أصابك يا رودلف؟؟ ماذا وجدت فيها مختلف عن الأخريات؟؟ أنت أمير والفتاة التي ستختارها ستكون لك ... لكن لماذا جينيفر؟؟"
رمى رودلف بنفسه على سريره ونظر إلى السقف وهو مازال يفكر ويفكر ..

في صباح اليوم التالي ركب رودلف حصانه " سباركي" وركض دائرا حول حديقة القصر مرات عدة،، استغرق ذلك ساعتين وحين توقف كان غاضبا ثائر القلب ومتمردا على كل شيء، يريد أن ينطلق بجواده خلف الأفق فلا يقال له من أنت .. ولا يبحث عنه أحد ..
إنه حر جدا ويكره حياته، يشعر بالاختناق، لا أحد يشعر بذلك الشعور غيره،، الجميع رسميون ومتفاخرون، منافقون ويظهرون أشياء على عكس ما هم عليه ..

من بعيد لمح رودلف فتاة تسير إلى جانب بيل وتقترب، كان يبدو من مظهرها أنها إحدى النبيلات .. فتلك الثياب الفخمة والمشية المصطنعة تؤكد ذلك، في الحقيقة كانت فتاة شقراء وجميلة وقال بيل باسما وهو يشير إليها:
- الآنسة كلير باتريك .. ابنة السير جيفري باتريك ..
ثم أشار إلى رودلف وقال:
- الأمير رودلف ..
ابتسم رودلف مجاملا وصافح الآنسة وهي تقول باسمة:
- النبيل رودلف غني عن التعريف ..
قال رودلف وهو يفلت يدها بعد قبلة صغيرة فوقها:
- تشرفت بمعرفة الآنسة ..
تنحنح بيل وترك المكان ثم انصرف، وعدلت الآنسة كلير من وضعية قبعتها الجميلة قبل أن تقول مبتسمة:
- أكره أن أبدأ الحوار بالسؤال عن هواياتك وأحلامك وما إلى هنالك .. فهذا لن يزيل التكليف ..
أعجبت رودلف تلك الكلمة كثيرا وقال ببساطة:
- هذا يعجبني أيضا ..
- إذا نحن متفقان، دع الحديث يأخذنا حتى وقت الغداء، فأنا ضيفة لديكم اليوم والقصر خال من الناس اليوم كما تعلم ..
ابتسم رودلف وقال وهو يربط لجام حصانه في عارضة خشبية :
- كان عليك الانتظار حتى آتي لاصطحابك!
- هذا كرم كبير منك، ولكن بيل أخبرني أنك حزين بعض الشيء ولا تود مقابلة أحد ..
- في الحقيقة هذا صحيح .. ولكنني لا أعارض وجودك أبدا ..
صممت كلير لثوان وهي تنظر إلى وجه رودلف ثم قالت:
- أنت لست سعيدا في هذا المكان .. لماذا لا تأخذ إجازة من مهنة الأمير تلك؟
تلك الكلمات ألجمت رودلف الذي حدق بوجه كلير لثوان ثم قال بخفوت:
- للمرة الأولى أجد من ... يفهمني حقا ..
ابتسمت كلير ابتسامة رقيقة وقالت:
- وهذا يسرني كثيرا، لماذا لا تخبرني عن ما يضايقك ..
صمت رودلف قليلا ثم قال:
- لقد أحببت فتاة ..
رفعت كلير حاجبيها وقالت والابتسامة لم تفارقها:
- هذا جيد ..
- إنها من قرية فيرديور .. أظن إنها ابنة مزارع .. لكنها مختلفة جدا ..
- هل هي متعلمة؟
- لا أدري ..
- وماذا ستفعل ؟؟
- لا أعلم ... كل ما أعرفه، أن جلالة الملك لن يوافق على ارتباطي بها مهما حدث ..
- لماذا؟
- لا أعلم حقا! أنا مشوش التفكير ..
ابتسمت كلير وقالت وفي عينيها نظرة ذكية:
- ما هو اسمها؟
- جينيفر أوكن ..
- حسنا، لم لا تدعني أتول ذلك الأمر؟؟
- ماذا تقصدين؟؟
- سوف أحاول التحدث إلى جلالته ..
- حقا؟؟
- أجل ..
كان رودلف سعيدا جدا ونظر إلى كلير جيدا،، إنها كالجنية التي خرجت لسندريلا يوم حفلة الأمير لتلبي رغبتها في الذهاب .. قال رودلف وهو ينظر حوله ويستنشق بعض الهواء:
- يبدو أنني وجدت صديقا حقيقيا الآن ..!
ضحكت كلير برقة وقالت:
- يسرني ذلك!

.................................................. .....................

C H A R L O T T E
01-03-2009, 09:00
سلام كيف حالك نينا
يووووه جيت متأخره كنت أحسبك راح تحطينها بقصص الأعضاء لأن قلعة ماليبو نقلوها لقصص الأعضاء وأنا قاعده أنتظرها هناك :ضحكة:
الله يرحمك ياحسام وجزيت خيرآ لنقلك القصه ننتظر البارت الجاي بشوق بايو

nina kaiba
01-03-2009, 11:22
تسلمي على مرور

ونرحب بك من متابعين

نورتي

نون وطريقي نور
01-03-2009, 18:48
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف الحال وكيف الأخبار ؟

البارت جنان مشكورة أختي الحبيبه على إنزالك إياه ورحم الله صاحب القصة

وتقبلي مروري الثقيل

White Ange10l
01-03-2009, 18:54
تحيااااااااااااااااتي حبيبتي

كيفك؟؟؟ ميرسي على البارت الجديد الرواية عم تحلى اكتر واكتر

بتمنى ما تتأخري علينا لأني مضطرة اغيب لفترة شوي طويلة بدواعي السفر

ناطرتك .......... شكراااااااااا:)

nina kaiba
03-03-2009, 14:45
هلا

نورتي حبيبتي

لا وين ثقيل مسوي رجيم ^_^

تحيتي

nina kaiba
03-03-2009, 14:48
إن شاء الله ترجعيلنا بالسلامة وايتو

نورتي حبيبتي على مرور

و إن شاء الله بارت قريب

***hisok-a***
03-03-2009, 14:52
يسلموووووووووو

nina kaiba
04-03-2009, 19:15
نورت أخي هيسوكا

تسلم على مرور

واتمنى انك تكون من متابعين

White Ange10l
05-03-2009, 02:18
وين البارت يا نينا ؟؟؟

والله طولتي علينا .... حرااااااااااام :(

بامبل بي
05-03-2009, 08:12
مشكووووووووووورة على البارت الجنان..
ولا تتأخري في التكملة...
تقبلي مروري..

nina kaiba
05-03-2009, 14:41
في طريق بامبل ...

تسلمي على المرور

nina kaiba
05-03-2009, 14:43
لا تزعلي وايتو البارت قريب او الحين

White Ange10l
05-03-2009, 15:03
والله انا مو زعلانة بمزح معك..;)

يالله ناطرينك:)

تحياتي

nina kaiba
05-03-2009, 15:23
http://www.shadowocean.com/vb/picture.php?albumid=4&pictureid=19

البارت الخامس

في غرفته، ظل يراقب صورة جيني وعلى شفتيه ابتسامة لا شعورية، رأت كلير ذلك بوضوح ثم قالت:
- إن "جيني" جميلة جدا ..
- حقا؟
- أجل، إن لديك ذوق رفيع ..
- كلير .. لا أعرف كيف أشكرك ..
ابتسمت كلير وعدلت من وضعية قبعتها مجددا ثم قالت وهي تتأمل لوحاته الأخرى:
- أنت فنان بارع ..
- أنت تحرجينني ..
ضحكت كلير تلك الضحكة الرقيقة وهما يخرجان من الغرفة وقالت:
- سمعت أنك غريب الأطوار ومنعزل ..
- أنا منعزل ولكنني لست غريب الأطوار .. هل هذا لأن لدي عالمي الخاص ..؟؟
- إنهم يحقدون عليك حتما، لا داعي لتصديقهم يا رودلف ...
- شكرا كلير .. يعجبني الحديث بلا ألقاب ..
- أنا أيضاً ..
من آخر الممر لمح رودلف خادما يقترب، وعندما وصل كفاية إليهم قال بتهذيب:
- لقد جهز الغداء يا سيدي ..

بعد أن انتهى الغداء، وانتهت جلسة الشاي كذلك، كان هناك – كالعادة- الكثير من الحضور، وقالت كلير وهي تصافح رودلف مودعة:
- لقد حدثت والدك بالأمر .. ويبدو أنه ارتاح لحديثي ..
ابتسم رودلف وقال:
- شكرا كلير، لن أنسى معروفك ..
انصرفت كلير واقتربت الملكة وهي تقول لابنها رودلف :
- ما رأيك في كلير؟
- إنها فتاة شجاعة ورائعة ..
- لم أسمعك تقول ذلك على فتاة من قبل ..
نظر رودلف إلى والدته وقال بهدوء:
- أمي، لا تحاولي أن تجعليني أفكر بها كزوجة .. لأنها الآن تعلم بأمر "جيني" وسوف تساعدني..
- أتقصد تلك القروية من فيرديور ..
- أجل ... إن كان هذا يريح جلالتك!
انصرف رودلف بهدوء شديد ونظرت الملكة متابعة ابنها بنظرات قلقلة ..

في المساء كان الملك والملكة يتحدثان بشأن رودلف .. وقال الملك :
- تعلمين يا إليزابيث أن النبيلة كلير مناسبة جدا لرودلف، وهي متفهمة ..
- أعلم ذلك لكنه أحب أحداهن وانتهى الأمر .. أخشى أن ينتهي ذلك نهاية سيئة! أنا في الحقيقة لا أود ذلك ..
- اسمعي يا عزيزتي،، لقد أبلت كلير حسناً، إننا الآن نقوم بمحاولة ليقترب رودلف من أفكار كلير، والعكس .. أما تلك القروية فقد دبرت لها أمرا آخر .. ولسوف استدعيها غدا بمساعدة من كلير .. طبعا لأن رودلف أخبرها عن اسمها ..
- هل عرفت اسمها ..
- أجل إنها تدعى جينيفر.. وأيا كان!! المهم أن تبتعد من طريقه!! لا بد من أنها فاتنة لكي تلفت نظره بتلك الطريقة ..

هزت الأم رأسها معترضة وقالت:
- يبدو أنك لا تعرف رودلف جيدا حتى اللحظة،، إن لديه عالمه الخاص، الذي لن يسمح لأحد بدخوله إلا إذا كان يرغب بذلك حقا، أما عن فكرة الجمال تلك فربما تكون واردة .. ولكنها ليست الشيء الذي أثر عليه هكذا بالتأكيد ..

*******

في اليوم التالي، استيقظت جيني من نومها غير مصدقة ما حصل بالأمس، فهي أمضت اليوم في توبيخ شاب لطيف، اتضح فيما بعد أنه ولي عهد المملكة ..

ارتدت ثيابها وتناولت إفطارها مع والديها ثم حملت سلتها وتوجهت إلى حقول التفاح التي تعمل بها وهي متشوقة لأن تقص ما حصل معها البارحة إلى صديقتها الوحيدة "سيندي" ..
عندما وصلت إلى حقل التفاح، كان هناك الكثير من الفتيات يعملن أعمالاً مختلفة، أما هي وسيندي فقد كانتا تعملان في قسم فرز التفاح ..

عندما دخلت جيني إلى المصنع كانت سيندي وبعض الفتيات يتحدثن وعندما اقتربت جيني ووضعت سلتها على الأرض قالت إحدى الفتيات باندهاش:
- هل سمعت يا جينيفر بذلك الخبر؟؟
- ماذا؟
- يقولون أن الأمير رودلف ضل طريقه في قريتنا ودخل حرس الملك لإعادته ..
ابتسمت جيني وقالت:
- أجل لقد ضل طريقه في بيتنا ..!!
- ماذا؟
التفت الفتيات حول جيني وسألت أخرى:
- أتقصدين أنك رأيته؟؟
- أجل!
- كيف يبدو؟
- شاب عادي .. يمكنه العمل في قسم العصير!
- بربك! إنه أمير هيا ..
ضحكت جيني ثم قالت:
- لقد ضربه أخي ولوثه بالوحل ..
شهقت الفتيات مستنكرات في نفس واحد فعادت جيني تقول:
- لكنه كان متسامحا وخاصة بعد أن علم بمرض أخي .. ولذلك فقد استضفناه وأعطيته أفضل ملابس أخي وبقي عندنا لليلة و.... لم نكن نعلم أنه أمير ..
- ألم تلاحظي؟؟
- لم يتصرف بغرابة ..
ثم أردفت:
- إلا في بعض المواقف فقط ..
ثم تركت الفتيات وهي تحمل سلتها مجددا وقالت:
- سنتناول الغداء معا .. ما رأيكن؟

في اليوم التالي استيقظت جيني كالعادة وكانت صديقتها بانتظارها عند باب حديقتهم عندما اقتربت كوكبة مهيبة من منزل جيني ..
قالت سيندي مستغربة:
- إنهم فرسان الملك!
أدركت جيني من فورها أنهم يقصدونها وتساءل أحد الفرسان مخاطبا سيندي:
- نبحث عن الآنسة جينيفر أوكن ..
أشارت سيندي إلى جينيفر ونزلت النبيلة كلير من إحدى العربات ثم ابتسمت وقالت:
- أنت تشبهين اللوحة التي رسمها الأمير رودلف فعلا!
شعرت جيني بالخجل ولكن ذلك لم يظهر على ملامحها وعادت كلير تقول:
- إن جلالة الملك يريد لقائك ..
- أنا؟
- أجل وفي أمر هام جدا .. فهلا تفضلت معي؟
أعطت جيني السلة التي كانت تحملها إلى سيندي وقالت مخاطبة كلير:
- حسنا يا آنسة، لكن انتظريني حتى أتجهز، لأن هذه ثياب العمل ..
- حسنا ..
عادت جيني تركض إلى المنزل وقلبها يدق بسرعة، وركضت سيندي خلفها وهي تقول:
- ماذا نقول لصاحب المزرعة إذا سأل عنك؟
- قولي أنني مريضة ..
- لا، حتما سيعرف الحقيقة ..
- حسنا ما الداعي للسؤال إذا؟ أخبريه بالحقيقة!
ارتدت جيني ثوبا جميلا وأنيقا وساعدتها والدتها على تصفيف شعرها بسرعة ثم عادت إلى كوكبة الفرسان والعربات الملكية ..
ذهلت كلير عندما رأت جيني وقد تحولت فجأة إلى أميرة حقيقية، جميلة جدا!
كان الحشد من أهل القرية ملتفا حول العربة وراقب الجميع جيني بعيونهم وحسدنها الفتيات الأخريات ..
ثم انطلقت الكوكبة عائدة إلى القصر ..
وصلت جيني إلى القصر تتبع الآنسة كلير ..
نظر رودلف من الشرفة وقال لـ " بيل" بتذمر :
- زوار في كل لحظة ..
ثم تابع القراءة ونظر بيل من الشرفة لكن كلير وجيني كانتا قد دخلتا إلى القصر في تلك اللحظة ولم ير بيل سوى الحرس الخاص ..

وقفت جيني أمام الملك والملكة، كانا مهيبين وابتسمت جيني برقة وحيتهما على الفور ..
كان الذهول قد ملأ عيني الملك والملكة وهما يحدقان بجيني التي ظنا أنها سوف تكون أقل جمالا وأناقة مما هي عليه الآن ..
تنحنح الملك وأشار لها لتجلس عن يمينه ثم إلى كلير لتجلس إلى جانبها ..
كانت كلير مستاءة جدا من جيني حتى أنها تمنت أن تموت فجأة، قال الملك بهدوء:
- آنسة أوكن، تعلمين جيدا، أن على الإنسان أن يحب من هم مثله .. ومن هم في مثل مستواه ..
لم تفهم جيني وتابع الملك وهو يدخل في الموضوع مباشرة :
- إن الأمير رودلف، ولي العهد .. شاب مهم، ولذلك لن آمرك، بل أطلب منك بتهذيب أن تبتعدي عنه، لأنك غير مناسبة له ، وأمامك وقت كمثل ما مضى من عمرك كي تصبحي مناسبة له ..
احتقنت دماء جيني في عروقها وارتفعت إلى خديها من الغضب والخجل ولكنها تماسكت وقالت بتهذيب:
- سيدي، لقد كان يوما عابرا، لم أتقرب منه ولم يفعل، ولا أعتقد أنك تحتاج إلى كل هذا لكي تخبرني بذلك .. كما أنني مرتبطة بشاب آخر .. وأنا أحبه ..
- هذا يريحني ..
- لكن جلالتك، لم اعتقدت ذلك؟ هل هذا لأنه قام برسمي؟
- أ .. أجل .. ربما ..
ابتسمت جيني باستخفاف وقالت:
- لقد ظننت أن حكمتك كملك، ستخبرك أنه من المستحيل أن يحصل بيننا أي انجذاب .. وليس مجرد رسم ..
أعجبت الملكة كثيرا بـ جينيفر ، بدت عاقلة جدا وجميلة ... ونبيلة ... ولديها ردود قوية ومحسوبة .. ولذلك فقد قالت بلطف :
- آنسة أوكن، ليست الصورة وحسب هي من جعلنا نقلق، تعلمين أنك لو كنت مكاننا لفعلت ذات الشيء، لأنه تحدث عنك بالفعل .. لم يقل شيئا محددا لكنك لفتت نظره بالتأكيد ..

لم تقل جيني شيئا وظلت تنظر إلى يديها اللتان ترتجفان بقلق وتابعت الملكة كلامها :
- أنت فتاة جميلة جدا، وأتمنى لك السعادة ..
- شكرا يا جلالة الملكة ..
خرجت جيني بصحبة كلير التي تنفست الصعداء وقالت كلير بعد ركوب العربات:
- آنسة أوكن، هل أنت حقا مرتبطة؟
- ولماذا تسألين؟
- لقد أخبرت الملك بذلك للتو ..
- حسناً، أجل ..
نظرت كلير بشك إلى وجه جيني الجميل وقالت:
- ألم تفكري في رودلف؟ إنه شاب خيالي ..
ابتسمت جيني وقالت بعد أن بدأت العربة بالتحرك :
- إنه فعلا خيالي، جدا .. ويعيش في عالم من الخيال البحت ..
- لا أقصد هذا .. أقصد أنه .. ر .. رائع ..
- إنه ليس الشاب الذي حلمت به!
تعجبت كلير وقالت باستخفاف:
- ومن هو ذلك الشاب الذي يتفوق على رودلف في أي شيء!
أسندت جيني رأسها على كفها وهي تتطلع من النافذة وقالت بخفوت:
- إنه شاب بسيط ، لطيف، مثالي .. يحبني لأنني أنا ،، يأخذني إلى كوخ صغير، أمامه حديقة كبيرة .. نعيش معا في سلام، بعيدا عن الناس، والزوار ... بعيدا عن الرسميات والألقاب،، نركض وقتما نشاء، نمرح ونضحك عندما نريد، نتشاجر بدون أن يسمعنا أحد ... سنفعل كل ما يحلو لنا وسنمضي في حياتنا العادية .. حتى النهاية ويدينا ممسكتان بعضهما وبين قلبينا جسر حديدي لا يمكن لأحد اختراقه أو زحزحته ..

كانت كلير مشدودة إلى هذا الكلام وبدا عليها التأثر ولكنها انتبهت وهي تقول:
- هذا جيد .. بالنسبة إليك ..
- وما هو الجيد بالنسبة إليك أنت؟
- أن تعيشي حياتك مع أمير وسيم يحبك، ويلبي كل ما تريدين!
- وهل تظنين أنه يحبك؟
صدمت كلير من هذه الكلمة وتمتمت بتلكؤ:
- ولمـ .. ولماذا تسألينني هذا؟
- أليس هذا ما تريدينه؟ أليس هذا الوسط الذي تعيشين فيه؟ نبلاء وأمراء تتزوجون من أجل أن يقول الناس تزوجت الأميرة من الأمير والنبيلة من النبيل وأقيم الحفل الرائع ..

ألجمت كلير الصمت وتابعت جيني النظر من النافذة بهدوء .. ولكن كلير تساءلت بعد دقائق:
- لكن، يا آنسة أوكن .. هل الشاب الذي أنت مرتبطة به حاليا .. يحبك؟؟ وهل تعتقدي أنك ستعيشين تلك الحياة التي تمنيتها ..
- أتمنى ذلك!

C H A R L O T T E
05-03-2009, 16:01
رائع تجنن تجنن تجنن الله يعطيك العافيه على البارت ولاتتأخرين بالبارت الجاي مثل البارت هذا هههه أمزح إلى اللقاء ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ورحمك الله ياحسام

nina kaiba
05-03-2009, 16:44
نورتي أي سنو روز

و لا تنسي في بقية بارتات تجيبي معاكِ علبة كلينكس او منديل

تعرفي رواية رومانسية ( الكاتب بروحه جلس يبكي ) الله يرحمك يا الغالي

تحيتي

بامبل بي
05-03-2009, 16:52
مشكورة نينوووو على البارت الجنان...
رحم الله كاتب القصة..
تقبلي مروري..
في أمان الله

nina kaiba
05-03-2009, 18:28
نورتي بامبل

تسلمي على مرور حبيبتي

White Ange10l
06-03-2009, 00:35
سلااااااااااااااااام

متل ما انا شايفة في كتير سبقوني كنت حابة اقرأ البارت بس اولادي الصغار ما اعطوني فرصة لهيك بقرأو بكرا وبرد بعلق

شكراااااااا كتييير

ربنا يرحم ويغفر لكاتب القصة يا رب

C H A R L O T T E
06-03-2009, 09:08
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااا
‏>‏>صرخه بس ماارتحت يعني فيه حزن مااااقدر أهئ أهئ أهئ أهئ أهئ أهئ أهئ أهئ أهئ أهئ
:بكاء: :بكاء: :بكاء: :بكاء: :بكاء:
:بكاء: :بكاء: :بكاء: :بكاء: الله يعينا بس على وجع القلب وعدم النوم ليلآ بسبب الحزن شكرآ على التحذير>>ياكثر هذرتك بس براااا
مع السلامه أعذريني على هذرتي

nina kaiba
06-03-2009, 11:21
نورتي وايتو

إن شاء الله يعجبك البارت ....

وبلغي سلامي للأولادك المشاغبين <<< براآ

تحيتي

nina kaiba
06-03-2009, 11:23
نورتي اي سنو روز

لا عادي خذي راحتك

إن شاء الله أشوف ردك في بارت القادم

تحيتي

White Ange10l
07-03-2009, 00:45
اهلا عزيزتي شكرا عالبارت ومن اولها بدت كلير تكيد يالله راح بنشوف شو بيصير فيها

راح بوصل سلامك بس ما راح يفهمو علي لأنهم ولدين صغار كتير :)

مشكورة حبيبتي::سعادة::

تحياتي

مرت عزوز
07-03-2009, 00:55
w00000w 56eeeerh ,,,yslm00 3la al-n8l al-Ra23

nina kaiba
07-03-2009, 15:32
تسلمي وايتو

نورتي

تحيتي

nina kaiba
07-03-2009, 16:41
نورتي مرت عزوز

إن شاء الله تكوني من متابعين

nina kaiba
07-03-2009, 16:44
بصراحة زعلني هذه عضو إلي صوت على الإختياري الأخير

بسببه ما راح أنزل بارت اليوم

White Ange10l
08-03-2009, 01:11
حبيبتي نينا

لا تزعلي كل شخص حر برأيو يعني هو/هي ما لقى القصة حلوة ما في مشكلة بس شوفي كم واحد عجبتو القصة فلا تزعلي

ويالله مشان كل الي حبوها نزلي البارت

C H A R L O T T E
08-03-2009, 14:22
ولو حبيبتي نينا اللي صوت كذا قاعد يستعبط شاف الأعضاء تصوت للأحسن راح صوت للأسواء ولا يهمك نينا أعتبريه ولاكأنه صوت يالله ننتظر البارت ولا ترا أبروح أنتحر
:ضحكة: مع السلامه

nina kaiba
08-03-2009, 16:31
هلا

راح انزل البارت اليوم

و اي سنو روز لا تنتحري

nina kaiba
08-03-2009, 16:38
البارت السادس

بعد أيام ...
جلست جيني وهي تستند على جدار الحديقة بإرهاق ،، قالت سيندي وهي تراها بهذا الحال:
- جيني .. ما بك؟
- أنا مرهقة قليلا ..
- وكيف ستذهبين إلى العمل ..؟؟ مسجل عليك غياب واحد وسيخصم ذلك من راتبك!!
- لا أكترث!
جلست سيندي بالقرب من جيني وقالت:
- جيني يا عزيزتي! أنت لم تنامي جيدا .. لماذا؟ هل لهذا علاقة بما حدث معك في القصر؟؟
- لا ..
- جيني، لقد أغرمت برودلف أليس كذلك؟؟
ابتسمت جيني وقالت:
- سيندي، أتعلمين لو حصل المستحيل وطلب مني رودلف الزواج ..
- أجل تعجبني تلك القصص ..
- سأرفض ..
تغيرت ملامح سيندي وقالت:
- ماذا؟ .. لكن لماذا؟

اعتدلت جيني في جلستها ونظرت إلى وجه سيندي وهي تقول:
- لأنه لن يتزوجني من أجل (جيني)، إنه لا يعرفني جيدا، سوف يتزوجني يوما .. أسبوعا .. شهرا .. ثم عندما يحصل على ما يريده ويمل مني، سينعتني بالفلاحة وسيرمينني إلى كلاب الشوارع .. و لن يستطيع أن يفعل ذلك مع أي امرأة نبيلة كما يقولون ... ولذلك لأن عائلتها تقف خلفها .. هل تفهمين ذلك يا سيندي؟ أم أننا الفتيات سنظل نفكر بقلوبنا حتى نقضي على أنفسنا!

ظلت سيندي تستمع بصمت وقالت :
- لقد جعلتني أشعر بالقرف يا جيني! هل الحياة هكذا ..!! لقد كرهت الحب!
هزت جيني رأسها نفيا وقالت:
- ليس الحب يا سيندي .. الحب شيء جميل جدا، ولكن ... الأمر هو .. من الذي ستحبينه؟ ويبادلك الحب بالحب ؟ والاهم هو الإخلاص .. هل تفهمين قصدي؟
- أجل ..
من بعيد كان هناك شخص يقترب من البوابة وانتبهت سيندي وهي تقول:
- لقد تأخرنا عن ميعاد العمل .. سوف توبخنا السيدة جرين!
حملت سيندي أمتعتها ولحقت بها جيني وهي تحمل سلتها ولكنهما توقفتا فجأة أمام الشاب الذي ينتظر على البوابة وهمست سيندي وهي مأخوذة:
- من هذا الشاب الأنيق؟
حدقت جيني وهي لا تصدق عينيها وتمتمت :
- إ .. إنه رودلف!
- مستحيل ..
ابتسم رودلف واقترب وهو يقول مخاطبا جيني :
- لن تمانعي في ربط لجام جوادي بسياج حديقتكم ..
اقترب حاجبي جيني وقالت وهي تصطنع القسوة:
- بلى .. أمانع ..
رفع رودلف حاجبيه وابتسم ثم قال:
- حسنا، لا بأس، سأتفهم ذلك ..
اقتربت جيني وقالت وهي تحاول ضبط أعصابها:
- أرجوك، عد إلى قصرك، مكانك المناسب ليس هنا .. كما انك ملفت للنظر و ..
نظر رودلف إلى عيني جيني واقترب أكثر فلم تستطع جيني إخراج أي كلمة وهو يضع إصبعه على شفتيها ويهمس:
- شششششش ... أنت لا تريدين زيارتي؟ لقد جئت لرؤيتك .. اشتقت .. إليك!
كانت سيندي تنظر باندهاش وترقبت ردة فعل جيني، ولكن جيني ظلت تنظر وقلبها يخفق ثم قالت وهي تبعد أصبعه عن شفتيها:
- رودلف ... أنت أمير .. ولا يمكنك أن تشتاق إلي ..
- أنا لست أميرا .. أنا حر .. وأريد أن أشتاق إليك، أريد أن أكون أميرك وحسب .. لا أريد شيئا آخر ..
أغمضت جيني عينيها تحاول التركيز وهتفت داخل قلبها:
- إنه يكذب .. يكذب .. يكذب، إنه يريد متعته وحسب، يجب أن تكوني قوية ..
همس رودلف :
- ماذا تتخيلين؟
فتحت جيني عينيها وكانت أكثر قوة وأظهرت الاستياء على ملامحها ولكن رودلف قال بصوته الحالم:
- هل تفعلين مثلما أفعل؟؟ أنت .. تعيشين في عالمي؟
كلما حاولت جيني أن تصبح صارمة معه .. نظرت إلى وجهه وسمعت كلامه فضعفت .. ولكنها تماسكت وقالت بتعب وكأنها كانت تركض لمسافة :
- أرجوك أيها الأمير، ارحل .. أرحل ولا تعد مجددا، أنا .. أرفض ذلك، ولن تكون أميري ولن نصبح شيئا..

White Ange10l
08-03-2009, 23:05
بس هيك والله يا نينا انك عم تلعبي بأعصابنا;) مو حراااااااام كل هالانتظار وبعدين بارت صغير :(

ما عليه يالله بنستناكي

وشكرااااااااااااااااا عالبارت::جيد::

C H A R L O T T E
09-03-2009, 14:42
السلام عليكم نينا كيفك أنتي
::جيد:: بس مو حرام يعني ننتظر وبعدين بارت صغنون ترا أبروح أنتحر>>هذا رح يكون تهديدي لك دائمآإذا مانزلتي بارت طويل
:ضحكة: عالعموم ننتظرك ببارت طويل ولا قصير أهم شي طلتك علينا دمت في حفظ الرحمن
‏~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~ ‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~~‏~ ~‏~~‏~~‏~
رحمك الله ياحسام

nina kaiba
09-03-2009, 20:21
هــــــــــه هو يطلع على حسب أنا مالي دخل فيهم

و إن شاء الله بارت قريب

nina kaiba
09-03-2009, 20:24
لا عاااااااااد قوية

^_^

شكر ا حبيبتي

وشكرا لأنكم بتستحملوني

nina kaiba
09-03-2009, 20:34
كم فصل تتوقعو للقصة؟؟


على فكرة الرواية قصيرة

nina kaiba
09-03-2009, 20:48
البارت السابع

كان رودلف مذهولا، وأمسكت جيني بلجام الحصان وهي تخرج وقالت بنوع من السخرية:
- لدي عمل في مزرعة التفاح، وأنا فتاة مشغولة ولا أنوي أن أقع في غرام أحدهم، وأحاول أن أجني بعض المال كي أعيش .. كما أنني لا أعرف كيف اكتب اسمك .. لأن تهجيته صعبة علي، هل هو (رودولف بالواو؟ أم رودلف فقط؟) .. أظنك لاحظت الفرق بيننا ..
تبعها رودلف ولم ينطق بأي شيء و سلمته لجام الحصان ثم حملت سلتها وأمسكت بيد سيندي وانصرفت بسرعة ...

عندما قطعتا مسافة طويلة نظرت سيندي إلى الخلف ثم عادت تنظر أمامها وهي تقول:
- لقد رحل ..
تنهدت جيني فقالت سيندي بحيرة :
- أنت غبية، إنه يحبك .. ليست هناك فتاة تحصل على ذلك!

لم تقل جيني شيئا وتابعت السير فقالت سيندي مجددا:
- لو كنت مكانك لعانقته! أنه شاب رائع .. لقد كنت قاسية معه ..
توقفت جيني وقالت:
- سيندي! أرجوك توقفي عن هذا ..
- إن هذا يؤلمك لأنك تحبينـ ..
- سيندي!

*******

عاد رودلف إلى القصر محطم الفؤاد ..
ترك حصانه للحرس وركض في جزء من الحديقة الخارجية وهو يحاول أن ينسى، لكنه لم يستطع .. إنه يتذكر جيدا وجه جينيفر وعينيها .. كانت حزينة جدا وكأنها تتكلم من خلف قلبها ..
لقد وقع في حبها .. جلس على إحدى الأرائك المظللة وابتسم وهو يتذكرها تقول أنها لا تستطيع تهجيه اسم رودلف وهمس لنفسه:
" لا يهمني يا جيني !! صدقيني لا يهمني! ... أنا محتاج إليك وحسب .."

ألقى برأسه إلى الخلف وتأمل السماء .. كانت السحب بيضاء ومتجمعة ككرات القطن .. كانت جميلة ويتخللها ضوء الغروب البرتقالي ..
هناك أضواء صفراء، وأضواء بنفسجية خفيفة ... جميعها متداخل في السماء ..
أغمض رودلف عينيه وتخيل أنه يجلس على إحدى السحب ويعيش بالداخل وهناك نافذة تطل على الأرض .. يرى منها كل شيء ..
شعر كثيرا بالوحدة ففكر في النزول لاصطحاب جيني ..
....
فتح رودلف عينيه كانت الشمس قد انطفأت تدريجيا وبدأ الظلام يحل .. كان حزينا جدا، وعاد إلى غرفته وجلس بهدوء وعندما وصل بيل قال بأسلوبه المعتاد:
- سيدي، لقد حان موعد العشاء، أنت تعلم تلك التقاليد لماذا لم تنزل؟
نظر رودلف بعينين حزينتين وقال:
- بيل، أريد أن أحدثك بشيء مهم ..
- لكن سيدي ..
قاطعه رودلف بصوت أجش مرتعش:
- أنا محتاج إليك الآن، ولا رغبة لدي في تناول الطعام!
شعر بيل أن الأمر مهم فعلا واقترب ليجلس إلى جوار رودلف على سريره ثم قال:
- دائما أعاقب بسببك منذ كنت طفلا!
ابتسم رودلف وقال:
- أنت أبي الحقيقي!
ضحك بيل العجوز وربت على كتف رودلف وهو يقول:
- يشرفني أن يكون لي ولد مثلك .. الآن أخبرني .. ما الأمر؟
- إنه بشأن جيني ..
- آوه نعم، ما المستجدات في الموضوع ..
- لقد ذهبت إليها ..
- ماذا؟
- أجل .. اليوم ..
انتصب بيل في جلسته واستمع باهتمام وتابع رودلف:
- إنها لا تريد رؤيتي مجددا، وتضع حواجز هائلة بيننا يا بيل،، تظن أنني سأتكبر عليها، لأنني .. كما تعلم ..
- لكنها حقا، غير مناسبة لك يا سيدي ..
- بيل! لقد دخلت إلى عالمي وسرنا معا .. من اللحظة الأولى التي نظرت فيها إلى وجهها شعرت بأنها الشخص الوحيد الذي سوف يفهمني في العالم!!
- لكن يا سيدي .. إنها غلطتي! ليتني لم أتركك! لترى تلك الفتاة ..
- إنها رائعة يا بيل، أنت لم ترها ..
- لكنها ...
- بيل! أنا أحبها ...
صمت بيل ولم يعد يعرف ماذا يقول وردد رودلف بحزن:
- أحبها يا بيل .. إنها فتاتي المفقودة!
لم يتكلم بيل أبدا .. فقال رودلف:
- بيل، ماذا أفعل ..
- يمكنك أن تحاول ...
- هل أذهب مجددا؟
- بالطبع لا .. اكتب لها رسالة .. وأنا سأوصلها في الخفاء ..
عانق رودلف بيل وقال بفرحة:
- شكرا لك يا بيل! أنت حقا رجل شهم!
- لكن، لن يعرف أحد بالأمر ..
- أعدك!
في الصباح استيقظ رودلف ونظر إلى مكتبه ..
ماذا إن لم تكن تعرف القراءة حقا؟؟
هل سيخاطر بذلك؟ هل ستعتبرها جيني إهانه لها إن لم تستطع القراءة ..
لذلك ..
فكر رودلف أن يجعل بيل يحفظ الرسالة أخذا بالاحتياط!

********

وقفت سيندي تنتظر صديقتها أمام باب المنزل ونظرت فإذا برجل عجوز يقترب، أشاحت سيندي بوجهها وعادت تنظر إلى المنزل فهتف الرجل العجوز:
- من فضلك يا آنسة ...
التفت سيندي وقالت مبتسمة:
- تفضل يا سيدي ..
- هل أعثر هنا على الآنسة جينيفر؟
ألقت سيندي نظرة على المنزل وهي تقول:
- ستنزل بعد قليل .. لكن، لماذا تريدها ..
- إ .. إنه أمر شخصي ..
- آوه، آسفة لم أقصد التدخل!
- لا عليك ..
بعد دقائق قليلة نزلت جيني وهي تحمل سلتها، كانت شاحبة لكنها كانت فاتنة أيضا ووقفت تنظر لدقيقة وقالت سيندي :
- يريدك ذلك السيد في أمر شخصي ..
نظرت جيني جيدا، لم تعرفه ... قالت بهدوء:
- هل أعرفك يا سيدي ؟؟
اقترب بيل وأمسك بيد جيني مبتعدا عن المكان وهو يقول لسيندي:
- بعد إذنك ..
في مكان مختف قليلا بدأ بيل بالكلام وقال:
- أنا مرسل من الأمير رودلف ..
تغيرت ملامح جيني وخفق قلبها ثم قالت بلهفة :
- أنت؟ حقا .. لماذا جئت ..
- أحمل رسالة منه ..
- حقا .. هاتها ..
- هل يمكنك قرآتها؟
- بالتأكيد ناولني إياها فقط ..
أعطى بيل الرسالة لجيني وهو يلتقط أنفاسه فقد كان سيبدأ بإخراج ما حفظه وهو كلام لا يقوى على قوله ..
فتحت جيني الرسالة وقرأت:

"" إلى آنستي الرقيقة : جيني ..
إذا كنت فعلت ما فعلته بالأمس من أجل المسافة – التي تعتقدين- أنها موجودة بيننا، فعليك بتغيير رأيك، لأنك الشخص الوحيد الذي شعرت أنه يقترب مني ويلامسني ويخترق قلبي بسهولة ...
أريد أن أعرف ... هل تكرهينني؟
إذا كان هذا جوابك، فلن ألاحقك مجددا، وإذا كنت قد فعلت ذلك لأجل السبب الذي ذكرته في أول رسالتي .. فأرجوك .. لا تعتقدي ذلك ..
جيني ..
لقد أحببتك جدا .. وأنا أطلب منك الحب .. لأنني محتاج إليك ..
سأنتظر ردك مع بيل، شفهيا أو كتابيا ... و لك حبي وإخلاصي ..
رودلف ""

دمعت عينا جيني بعد أن أنهت الرسالة وشاهد بيل ذلك ولكنها تماسكت وقالت بعينين حمراوين:
- هل أنت بيل ..
- أجل يا آنستي ..
ابتسمت جيني وقالت :
- سأحتفظ بتلك الرسالة .. وستخبر رودلف أنني أحرقتها هل اتفقنا؟
- لكن لماذا ..؟؟
- أرجوك ..
- حسنا، اتفقنا ..
- هل تعدني؟

تردد بيل قليلا ولكنه قال أخيرا:
- أعدك ..
صمتت جيني للحظات ثم استنشقت الهواء وهي تحاول التقاط أنفاسها وقالت:
- أخبره أنني أكرهه وأنني أرفض طلبه للحب ... وأريده أن يبتعد عن تلك القرية وأن يعيش في عالمه الخاص ويتخيل نبيلات ليتزوج إحداهن ..
كان بيل مذهولا وعلق على كلامها :
- أنت قوية جدا!!
- أتمنى ذلك ..
بعد أن قالت جملتها الأخيرة نزلت دمعة من عينيها مسحتها بسرعة وقالت بصوت متأثر:
- لم أرد أن أؤذي مشاعره، لأنها رقيقة ... أنا محتاجة إلى حبه أكثر مما هو محتاج إلى حبي ..
- حسنا، لماذا فعلت ذلك؟؟
- لأن ما بيننا ، ليس حبا حقيقيا ..
- ما أدراك ..
صمتت جيني وهي تنظر إلى وجه بيل وتفكر .. ثم قالت بعد وهلة :
- لأنه لا يجب أن يكون بيننا أي حب ..
- لكنني أؤمن بأن الحب يصنع المعجزات ..
تنهدت جيني ولم تقل شيئا فقال بيل:
- أنا الرجل الذي يعرف رودلف أكثر من نفسه، لقد ربيته منذ الطفولة وصاحبته في كل مكان .. إنه منعزل ووحيد .. ولم يحب من قبل ..
رفع جيني عينيها ونظرت إلى بيل باندهاش فقال بيل:
- أقسم لك، أنه لم يفكر في ذلك من قبل .. كان مستقلا بعالمه وحياته ولم يسمح لنفسه بأن يدخل أحد إليهما ..
تسارعت أنفاس جيني وقالت:
- لقد وعدت الملك بأنني لن أوافق على أي شيء يطلبه مني، وسوف أبتعد عنه .. هل تفهمني يا بيل!
- هكذا إذا!!
- أجل هذا ما حدث .. لكن عدني بأنك لن تخبر رودلف ..
- هذا وعد مني ..

C H A R L O T T E
10-03-2009, 03:43
سلام كيف حالك نينا ::جيد::
ياحبيلك بس شكرآ ميغسي ثانكيو أريقاتو بكل لغات العالم شكرآ على هالبارت الطويل بصراحه أطول من اللي قبل الله يجزاك خير والشكر لك أنت لأنك أستحملتينا وأستحملتيني وأنا أهدد :ضحكة: خلاص ماعاد أنا مهدده
أتوقع الروايه 12فصل ميبي؟؟
يالله ماأطول مع السلامه

nina kaiba
10-03-2009, 11:54
هلا حبيبتي منورة

ايوا كذا انتي شاطرة

ما راح اخرب عليكم عشان كذا ما راح اخبرك إذا صح ولا لا ..!.!.

يلا انتظر ردك في بارت القادم

و لا تنسو الكلينكس لاني ناوية اخلص القصة هذه أسبوع يعني سبت الجاي قصة جديدة ( سخيفة سخيفة .. بتخرب كل شيء ><")

White Ange10l
11-03-2009, 00:07
مرحبا عزيزتي

عذرا عالتأخير:rolleyes:....شكراااااااا كتير عالبارت كتير حلووووووو::جيد::...

كتير ممتاز إنك راح بتخلصي القصة السبت الجاي لأني مسافرة ب21 الشهر وما بدي سافر وأنا مو مخلصة القصة...::سعادة::

فينا نقول باقي 4 فصول ؟؟؟؟

يالله بنستناكي ..... تحياتي:)

kirari
11-03-2009, 15:50
الســــلآم عليـــكم ..
كيف الحال؟؟
ان شاء الله تمآمــو !!
آه ...
روايه مجاهل القلب الثائــر ..
احدى روائع المرحوم ايرومي ..
رحمه الله واسكنه فسيح جناته :نوم:
جزاك الله كل الخيــر على نقلك لهذي الرآئعة من روائع المبدع ايرومي ..
في امان الله ~

nina kaiba
11-03-2009, 21:16
راح أحاول أخلصه عن قريب حوبي

وتسلمي على مرور

نورتي

nina kaiba
11-03-2009, 21:20
نورتي حبيبتي كيراري

الله يرحم حسام و يدخل الجنة

واتمنى انك تكوني من متابعين

تحيتي

nina kaiba
11-03-2009, 21:30
البارت الثامن

لليوم الثلاثاء


استمع رودلف إلى بيل بلهفة وقال بيل بعد تردد:
- لـ .. لقد أحرقت رسالتك ..
ظهر الاندهاش على وجه رودلف الجميل، وتابع بيل:
- قالت إنها تكرهك وترفض عرضك للحب ..
ترك رودلف المكان واندفع خارجا وعض بيل على شفته السفلى من الحزن وهو لا يملك شيئا ليفعله من أجل صغيره رودلف ... لقد تدخل الملك في ذلك .. وانتهى الأمر ..

خرج رودلف حزينا وسار في الممر والتقى بوالدته الملكة في الطريق فوقف أمامها وقالت الملكة وهي تلمس وجه رودلف براحة يديها:
- كيف حالك يا عزيزي؟ لم أرك منذ يومين ..
- أنا بخير ..
تطلعت الملكة إلى وجهه .. كان حزينا ويحبس دموعا داخل بحر عينيه ... فتكلمت بقلق:
- لا تبدو بخير .. هل حدث شيء ..؟؟
- لا ..
- هل اعتدت أن تخفي شيئا على والدتك الحبيبة؟
نزلت دمعة من عيني رودلف فقال بخفوت:
- لقد رفضتني .. إنها تكرهني ..
- من ..؟؟
- جيني ..
- لم فعلت ذلك ..
التقط رودلف أنفاسه ومسح دمعته وهو يقول:
- على أي حال، لقد رفضتني الفتاة القروية التي تستخفون بها .. رفضت أميرا مثلي لأنها كرهتني .. وليس لأنها تقدر المسافة بيننا ... أنا لن أحصل أبدا على الحب ولا أريد الحصول عليه ..
ابتعد رودلف بسرعة ونادت الملكة:
- رودلف يا بني .. انتظر ..
لم يجب رودلف وتابع مشيه المتسارع .. فتمتمت الملكة:
- هذا ليس جيدا أبدا ..

*********

استمع الملك باندهاش وقال:
- الويل لها!!
قالت الملكة معترضة:
- لا تنس أننا من دفعناها إلى هذا .. لكن .. لم يعد لدى رودلف أي ثقة بنفسه ..
- ماذا سنفعل، سينتهي الأمر قريبا ..
- لكن، إدوارد! سيقتله الحزن، علينا أن نصلح الموقف في بدايته ..
- أجل ولكن كيف سنصلحه ..
- سنخبره أننا من أجبرناها على فعل ذلك ..
- لا، لا يمكن! سيعود إليها!
- أرجوك يا إدوارد ..
- سوف ينساها قريبا .. صدقيني ..

قالت الأم بحزن وتوسل:
- فكر في رودلف، أنت لا تعرفه مثلما أعرفه .. إنه حساس جدا ولديه مشاعر رقيقة .. لن يمر الأمر بسلام ..
تناول الملك مشروبا ثم تمتم بثقة:
- سينتهي قريبا وسيمر بسلام ... وسأذكرك .. الآن هي فرصة كلير للدخول إلى قلب رودلف .. إنه يشعر بالفراغ العاطفي،، هل سمعتني؟
لم تقل الملكة شيئا وشعرت بشعور سيء جدا ...

***********

مضت عدة أيام ثقيلة على قلب رودلف ، جلس على كرسي كبير أمام حديقة القصر وهو يمسك بلجام حصانه سباركي .. عادت عيناه تدمعان وهو يتذكر ذلك ..
وقال مخاطبا سباركي :
- هل تظن أنها تكرهني حقا يا سبارك؟؟ هل يمكنني أن أسألها بنفسي مجددا؟؟
من بعيد لمح رودلف الآنسة كلير وهي ترتدي ثيابها الكلاسيكية والقبعة واقتربت باسمة وهي تقول:
- مرحبا رودلف؟؟
لم ينظر إليها رودلف وتمتم :
- مرحبا ..
جلست كلير إلى جانبه على الكرسي وقالت وهي تتأمل السماء:
- أنظر إلى السماء يا رودلف،، إنها جميلة .. أنظر إلى السحب ..
نظر رودلف إلى كلير التي خلعت قبعتها لأول مرة فنزلت خصلات شعرها الذهبية ورفعت رأسها تحدق إلى السماء، رفع رودلف رأسه أيضا وحول نظراته إلى السماء الزرقاء ..

أغمض رودلف عينيه ونظرت كلير إلى وجهه للحظات ثم قالت:
- في ماذا تفكر؟؟
فتح رودلف عينيه فجأة وقال محاولا أن يبتسم:
- كنت أتخيل المكان بالأعلى ..
- تتخيل؟؟
- أجل ..
- أظن أن هذا رائع جدا ..
- أنا أيضا أظن ذلك ..
صمت رودلف قليلا فقالت كلير:
- تبدو حزينا ... أليس كذلك؟
عاد رودلف ونظر إليها ثم قال:
- أجل .. إنني حزين ..
- لماذا؟؟
- إن جيني لا تحبني ..
صمتت كلير لتختار كلماتها ثم قالت:
- يمكنك نسيانها، إنها مجرد فتاة لا تقدرك فعلا .. هناك من هن أفضل منها ..
همس رودلف وهو يتطلع إلى الأفق أمامه :
- لكنها تفهمني جيدا،، لقد دخلت إلى عالمي ..
- عالمك؟
- أجل ..
- وما هو عالمك؟
- إنه الماء والهواء والسماء ..
لم تفهم كلير شيئا وتساءلت:
- حسنا، ربما لأنها الوحيدة التي أردت أن تدخلها إلى عالمك ..
نظر رودلف فجأة ثم قال:
- ماذا؟؟
- أقصد، أنت لم تحاول إدخال شخص ما إلى عالمك غيرها .. أليس كذلك؟؟
- ربما ..
ابتسمت كلير ابتسامة ماكرة ثم قالت:
- لم لا تحاول إدخالي إلى عالمك؟؟ ربما يشعرك هذا بالتحسن ..
حدق رودلف بوجهها لدقيقة ثم وقف ووضع يديه في جيبه وقال ببطء:
- آه .. حسنا، لكنني لست مستعدا بعد .. لا يمكنني فعل ذلك ..

نظرت كلير بصدمة وحزن وأخذ رودلف بلجام جواده ثم سار قليلا وقبل أن يبتعد تكلم قائلا:
- شكرا لك يا أيتها النبيلة ..
ظلت كلير تراقبه حتى ابتعد تماما، وعندها زفرت بغيظ وتوجهت إلى الداخل، وعند الملكة قالت كلير بغيظ:
- إنه حتى لا يلتفت إلي جلالتك!! إنه يحب تلك الفلاحة! لا يمكنني الاستمرار بذلك ..
ابتسمت الملكة وقالت:
- أرجوك يا آنستي الجميلة، أعلم أنك ذكية وسيمكنك الدخول إلى قلبه بسرعة ، أنت أنسب فتاة أراها مناسبة لكي تكون ملكة تلك المملكة يوما ما ..
هدأت كلير قليلا ثم قالت:
- حسنا يا سيدتي .. سأكون عند حسن ظنك ..

*** *** **

أغلق رودلف باب غرفته الفارهة جيدا وارتمى على سريره بحذائه ..
تمتم يكلم نفسه بحزن:
- لماذا يا جيني؟؟ أنا .. أريد رؤيتك الآن ..
رفع رأسه ونظر إلى زجاج النافذة .. كانت الشمس قد شارفت على الغروب ووقف رودلف وهو مصمم على شيء ما ..
ارتدى ثيابا عادية، ولكنها كانت أنيقة على الرغم منه، نزل بسرعة إلى الأسفل وخرج من القصر كالريح على ظهر حصانه السريع سباركي، حل الظلام وهو يقترب على مدخل قرية فيرديور ..
كانت القرية هادئة دائما، لكنها بعد حلول الظلام تكون أكثر هدوءا من كل الأوقات ..

اقترب رودلف من مدخل منزل جيني وأوقف حصانه ثم ترجل من فوقه وأمسك بلجامه وهو يدخل إلى بوابة الحديقة ..
من بعيد شاهد جيني التي كانت تمسك بحامل فيه ثلاث شموع .. وكانت تقول لبريت :
- هيا عد إلى المنزل قبل أن أنادي والدي ..
قال بريت ببلاهة:
- أريد أن أصبح حصانا لأنام في الحديقة ..
- ستصبح حصانا غدا .. هيا الآن لقد أتعبتني ..
- لا .. أ .. أريد .. أريد أن آكل من العشب ..
تنهدت جيني بإرهاق ثم قالت بنفاذ صبر:
- هيا يا بريت، هيا سأغضب منك ولن أحبك مجددا ..
راقب رودلف ذلك بصمت ..
واقترب بريت وعانق ساقي شقيقته وهو يقول:
- لا .. لا يا جيني أنا احبك ..
- حسنا، عد إلى المنزل حتى أسامحك ..
ركض بريت عائدا المنزل واقتربت جيني غير منتبهة لكي تغلق بوابة الحديقة وقدمت الشموع أمام وجهها فظهر وجه رودلف فشهقت مفزوعة وسقطت الشموع من يدها وانطفأت .. حل ظلام شديد وتنفست جيني بقلق وهي غير متأكدة مما إن كان ما رأته شبح أو حقيقة أو ربما خيال ..

اقترب رودلف وهمس :
- جيني ..
بدأت عينا جيني تعتاد على الظلام ونظرت إلى رودلف ثم قالت بصوت مهزوز:
- لماذا جئت .. ألم يخبرك ..
قاطعها رودلف:
- لقد اخبرني كل شيء ..
ظنت جيني أن بيل أخبر رودلف بأنها لم تحرق الرسالة وتمتمت بغيظ :
- لقد وعدني ..!!
قال رودلف بخفوت:
- جيني ماذا تقولين؟؟
لم ترد جيني على أي شيء فعاد رودلف يقول:
- جيني ... لماذا كرهتني؟ هل أغضبتك في شيء؟؟
أدركت جيني أنها فهمت خطأ وقالت:
- أجل .. أنا أكرهك هكذا من تلقاء نفسي ..
اقترب رودلف فقالت جيني وهي تدير ظهرها له:
- لا تقترب أرجوك ..
دمعت عينا رودلف وقال بصوت مبحوح:
- أعرف انك غاضبة لأنني كذبت عليك .. أنا محتاج إليك .. حقا ..
دمعت عينا جيني وظلت مديرة ظهرها وقالت:
- أنت لست محتاج إلى فتاة مثلي ..
تنهد رودلف وتوقف عن الكلام لدقائق وبدأت دموع جيني تنهمر على وجهها و شعر رودلف بذلك فاقترب وامسك بكتفيها برقة وهمس:
- لماذا إذا تبكين الآن؟
مسحت جيني دموعها وتلكأت وهي تقول:
- أريدك أن ترحل .. لأنك تسبب لي العذاب ..
نزلت دمعة من عيني رودلف فوضع رأسه على كتفها وتمتم بصوت مرتعش:
- نحن متشابهان، فأنت تحبينني وتتعذبين، وأنا أيضا أحبك وأتعذب .. هل هذا لأننا من عالمين مختلفين؟؟
شعرت جيني بالدفء والحنان .. ولكنها ابتعدت والتفتت تنظر إليه ثم قالت وهي تلتقط أنفاسها:
- رودلف، عد إلى قصرك، وانس أمري تماما، أنا لست مستعدة لتلقي العذاب طوال عمري، لأن ما بيننا ليس حبا..
نظر رودلف مصدوما وعادت جيني تقول:
- ارحل وحسب، ولا تفكر بي .. وسوف تنساني بعد أسبوع واحد صدقني .. كما ..
ظل رودلف صامتا وتابعت:
- كما أنه لا يمكننا الوقوف هكذا في الظلام .. هذا ليس جيدا بالنسبة لي ..

ابتعدت جيني قليلا ثم انحنت لتلتقط حامل الشموع الذي سقط من يدها وركضت بسرعة نحو بيتها ..
امتطى رودلف حصانه وعاد ببطء إلى قصره وهو يشعر بالألم والمرض ..
وعادت جيني راكضة وارتمت على سريرها وبدأت في بكاء مرير حتى بللت وسادتها بشدة وظلت تردد في قلبها :
- أحبك يا رودلف .. أحبك .. ولن أحب سواك في حياتي ..

White Ange10l
11-03-2009, 21:30
اوكيه حياتي ونحن ناطرينك

شكراااااااا

بعد ما كتبت هاي الرسالة لقيت بارت جديد يا سلاااااااام شوفتي الصدفة

تسلم ايديكي يا حلوووة وربنا يرحم كاتب القصة

تحياتي

nina kaiba
11-03-2009, 21:32
استيقظ رودلف في الصباح ولكنه لم يستطع التحرك من فوق سريره ..
كان مريضا جدا ولم يمكنه أن يلتقط أنفاسه .. شعر أن حرارته مرتفعة وحاول الجلوس ولكن جسده آلمه بشده فانتظر في مكانه ساعة كاملة وطرق ألبرت الباب مرات ولكن رودلف لم يستطع أن يتكلم كان صوته خافتا ولم يسمعه ألبرت ..
انطلق ألبرت إلى بيل وقال مفزوعا:
- لقد طرقت الباب مرات ومرات ولم يجبني الأمير!!
ركض بيل مسرعا نحو جناح رودلف ثم طرق باب غرفته مجددا ونادى:
- سيدي الأمير إن كنت هنا أجبني .. أنا بيل ..
همس رودلف بتعب وهو يحاول إخراج كل طاقته:
- بيل .. ادخل ..
بالطبع لم يسمع بيل وتابع تكرار نداءه، اعتصره القلق فاضطر لأن يفتح الباب ونظر نحو السرير فوجد الأمير مازال نائما على سريره ولكنه كان فاتحا عينيه ..

فزع بيل واقترب بسرعة .. كان وجنتا رودلف وجبهته مصبوغة بلون أحمر .. وكان التعب واضح في عينيه فقال بيل وهو يتحسس جبينه:
- أنت مريض يا سيدي!!
لم يتكلم رودلف وخرج بيل بسرعة وقال لألبرت:
- أحضر الطبيب بسرعة ..
ركض ألبرت مسرعا،، وعاد بيل إلى رودلف مجددا وهو يقول:
- لا تبتئس، ستكون بخير ..
تكلم رودلف هامسا:
- سوف أموت ..
- ماذا تقول؟؟ ما هذا الكلام ستكون بخير ..
- لا أريد أن أكون بخير ..
قال رودلف ذلك ونزلت دمعة من عينيه ثم همس:
- إنها تكرهني ..
وقف بيل مصدوما وقال وهو يهز رأسه باندهاش:
- لا يمكنك أن تمرض من أجلها .. لا يمكن ..
تمتم رودلف :
- أنا أحبها ..

جلس بيل وأمسك بيد رودلف الساخنة وهو يقول:
- تشجع يا سيدي،، إنها .. إنها مجرد .. اسمع، هناك آلاف الفتيات من هن أفضل منها ومثلها يتمنين أن يصبحن زوجات لك .. ويشاركنك عالمك وحياتك .. ويشاركنك حبك ..

أكمل بيل تلك الجملة ونظر إلى وجه رودلف الحزين، فأغمض رودلف عينيه وهو يهمس:
- لا أريد سواها يا بيل!!

صمت بيل للحظة وشعر بان رودلف غاب عنه فحركة بلطف وهو يقول:
- سيدي رودلف .. رودلف ..
لم يجب رودلف وبدا أنه فاقدا لوعيه فتركه بيل وانطلق بسرعة وشاهد الطبيب قادم بصحبة الملكة القلقة على عجل وكلير تركض خلفهما ..
دخل الطبيب وسألت الملكة بيل:
- ما الأمر يا بيل؟ هل هو بخير؟
قال بيل بقلق وهو ينظر إلى كلير التي تبعت الطبيب:
- أريد جلالتك في كلمة على انفراد بخصوص الأمير ...
قالت الملكة باهتمام:
- حسنا ..
سارا معا خارج الممر وعندما أصبحا بمفرديهما قال بيل:
- جلالتك .. لا أعرف كيف أخبرك بهذا .. ولكن ..
- ما الأمر؟ ادخل في الموضوع يا بيل ..
ترددت بيل ولكنه رأى ذلك في مصلحة رودلف فقال:
- لقد مرض الأمير رودلف، بسبب رفض جيني له، إنه يحبها حبا حقيقيا ..


تساءلت الملكة بفزع:
- هل هو من أخبرك بذلك؟
- أجل .. الآن قبل أن يفقد وعيه .. وأخشى أن يؤثر ذلك على صحته ..
تحركت الملكة بقلق في مكانها ثم قالت :
- أشكرك يا بيل، سأنظر في الأمر ..

عادا إلى غرفة رودلف وقال الطبيب:
- يجب علينا نقله إلى غرفة خاصة، لأنني لا أعرف ما أصابه حقا .. لقد راح في غيبوبة ..
نظرت كلير مستاءة وقالت الملكة بقلق:
- حسنا أيها الطبيب، افعل ما تراه مناسبا وطمئني عليه بين الحين والآخر ..
- حاضر سيدتي ..

nina kaiba
11-03-2009, 21:34
نورتي وايت

nina kaiba
11-03-2009, 21:37
البارت التاسع


لا تنسو علبة منديل ( لأن كاتب بروحه بكى ) يا حليلك يا حسام الله يرحمك


نظر الملك إلى الطبيب وقال :
- لا تقل لي أنه لم يستيقظ ولا مرّة خلال هذا الأسبوع ..
قال الطبيب :
- أنا أعجز عن تفسير حالته ..
قالت الملكة والصرامة واضحة في صوتها:
- شكرا لك أيها الطبيب يمكنك الانصراف ..
رحل الطبيب وأغلق الباب خلفه فالتفتت الملكة وقالت بعصبية على غير عادتها الهادئة:
- أنا يمكنني تشخيص حالته .. إنه مريض الحب!
- هذا كلام تافه يا إليزابيث ..
كزت الملكة على أسنانها وقالت:
- إن أصابه شيء يا إدوارد فسوف تتحمل المسؤولية لوحدك ، ولن أسامحك ما تبقى من عمري ..
قال الملك بعد القليل من التفكير:
- ماذا أفعل إذا ..
- أعد إليه كبرياؤه يا إدوارد .. أعد إليه حبه وفتاته ..
أصر الملك قائلا:
- سيكتشف بعد ذلك أنه كان مخطئا بشأن ذلك الحب ..
- أتمنى أن تدعه يكتشف ذلك .. لن يفوت الأوان أبدا فيمكنه أن يطلقها ويتزوج من يختارها في أي لحظة ..
- سيعلم أنه مخطئ ..
توسلت الملكة:
- دعه يكتشف ويعلم بنفسه، سيكون عندها أكثر نضجا، إنه شاب يافع ومسئول عن قراراته ..
- حسنا، سأرسل من يقل الفتاة من فيرديور غدا ..
- بل اليوم ..

*********

خاطبت السيدة أوكن ابنتها وهما يطويان الملابس على إحدى الطاولات في الحديقة:
- ما بك يا جيني .. لا تعجبينني هذه الأيام ..
أخذت جيني قميصا من فوق الحبال وقامت بطيها ووضعتها فوق الملابس الأخرى ثم قالت:
- أنا مرهقة بعض الشيء ..
- هل تحتاجين إلى إجازة من مزرعة التفاح؟ يمكنني أن أطلب ذلك من والدك ..
- لا يا أمي ..
قالت الأم معترضة:
- إنك تزيدين هزالا .. لقد أصبحت نحيلة وهذا سيؤثر على مناعتك .. سوف تمرضين ..
- همست جيني داخل قلبها وهي تتذكر رودلف:
"ليتني أموت!!"

سمعت الأم أصواتا في الخارج ودخل بريت يركض مسرعا وهو يشير إلى بوابة حديقتهم وركضت جيني لتعرف ما الأمر ولحقت بها والدتها بسرعة ثم توقفت فجأة عندما شاهدت شعار عربات الملك ..
ترجل أحد الفرسان من فوق حصانه وانحنى بتهذيب ثم قال :
- آنسة جينيفر أوكن، إن الملك يود استدعائك بأمر مهم .. وأرجو أن ترافقينا مع كل الاحترام والرجاء بأن تقبلي طلبنا ..
نظرت جيني وتذكرت المرة الأولى التي قابلت فيها الملك وكيف تكلم معها باحتقار فقالت جيني:
- وماذا إذا لم أقبل الذهاب معكم؟؟
تطلع الفارس إليها باستغراب ثم قال :
- لكن يا آنسة .. لا يمكنك رفض أوامر الملك ..
قالت جينيفر وهي تشبك ذراعيها أمام صدرها :
- لم أعلم أنه أمر .. قلت أنه طلب وأنا أعلم أن الطلب يمكنني رفضه ..
قال الفارس بخفوت:
- ماذا إذا اعتبرناه أمرا؟
- ليذهب للجحيم!

ظل الفارس يحملق مندهشاً، وتكلم الفرسان الآخرون باندهاش وكذلك سكان القرية وعادت جيني إلى حقلها وأمسكت بيد أمها ودخلت ثم أغلقت الباب في وجوههم فقالت والدتها بجزع:
- بربك ماذا تفعلين!!!
قالت جيني بغضب :
- لست لعبة في يده .. إنني إنسانة مثله ولدي كرامة ورأي .. يستدعيني لكي يقول لي .. لماذا ذهب إليك ولي العهد .. إنك فلاحة وهو .. هو ولي العهد ..
سارت جيني مبتعدة وهي تزمجر وتقول مقلدة الملك :
- أحبي من هم في مستواك،، وأمامك وقت مثل ما مضى من عمرك لكي تصبحي مثله !!
ثم صاحت:
- لا .. سأبقى هكذا وأنا سعيدة بما أنا عليه ، إن كان هذا يسرك أيها الملك ..
حملت بعض الملابس المطوية ثم دخلت إلى المنزل وركلت الباب بقدمها وراقبت الأم ذلك وهي لا تفهم شيئا فقد أخبرتها جيني من قبل أن الملك استدعاها ليشكر عائلتها على ضيافة رودلف!!

********

صاح الملك مذهولا :
- ماذا؟؟ رفضت المجيء معكم؟؟ عودوا وأحضروها بالعنف حتى لو اضطررتم لضربها ..
نظر الفارس مصدوما وقال:
- ولكن جلالتك هذا لا يليق بـ ..
- هيا عد واحضرها إلى هنا بأية وسيلة ..

نظرت الملكة باعتراض إلى الملك ولكنه لم يبال بذلك وانصرف الفرسان وهو يقول:
- ستفعل أي شيء من أجل ابني، حتى ولو أمرتها بتقبيل قدميه ..

عاد الفرسان إلى القرية مجددا ووقفوا أمام باب جيني فخرجت والدتها وهي تقول:
- ماذا تريدون منـّا مجددا ؟؟
- نريد ابنتك جيني يا سيدتي ..
صمتت الأم قليلا وقالت :
- إنها ليست هنا ..
ترجل أحد الفرسان وقال بقسوة:
- دعيها تخرج وإلا هدمنا المنزل فوق رؤوسكم ..
ظهرت جيني فجأة وقالت بصرامة:
- ماذا تريد أيها الرجل، لقد طردتك مرة، و لا أظن أن هذا يناسبك مجددا ..
اقترب الفارس وقال :
- نحن مأمورون بإحضارك .. وسوف نفعل ذلك ..
أخرج بريت رأسه ينظر إلى ما يحصل وقالت جيني :
- ماذا ستفعل هل ستأخذني عنوة ..
- لا أريد أن أضطر إلى هذا وأرجو منك أن تأتي معنا بطوع إرادتك ..
قالت جيني بعناد :
- لن آتي وان اقتربت مني فسوف ترى ما سيحصل لك ..

ترجل اثنان من فرسان الملك وشهقت والدتها بخوف وركضت لتنادي والد جيني من المتجر، اقترب أحدهم وأمسك بذراعها وسحبها فصاحت جيني ولكن بريت شقيقها ركض بسرعة ودفع الفارس فأسقطه أرضاً ثم اشتبك مع الفرسان في معركة ..
صاحت جيني :
- اتركوه وشأنه .. اتركوه ..
كان فرسان الملك يضربونه بقسوة وسالت الدماء من وجهه وصرخت جيني وهي تبعدهم :
- ابتعدوا عنه .. إنه مريض ..لا تؤذوه ..
نظر أحد فرسان الملك وأمسك جيني بقوة وحملها إلى داخل العربة وكانت تصيح والناس يشاهدون بخوف من بعيد بعد أن صاح أحد الجنود:
- سأطلق النار على أي شخص يقترب ..
ودمعت عينا سيندي، صديقة جيني وهي ترى ما يحصل لها ..
ترك فرسان الملك بريت ولكن بريت وقف وركض خلف العربة فالتف أحد فرسان الملك وأطلق عياراً نارياً اخترق قلب بريت فسقط على الأرض بلا حراك ..
شاهدت جيني ذلك وهي تصارع ذلك الفارس الذي يكبلها وصرخت بهستيريا :
- برييت .. برييييت ..
ثم شاهدت والديها يركضان نحو بريت والعربة تتحرك أسرع فبدأت في بكاء وصراخ مرير وهي تردد:
- بريت يا أخي ... بريت .. أمي .. أبي ى ى ى ى ى ى ..
ابتعدت العربات والخيول عن المكان ولكن جيني ظلت تبكي وهي تصرخ:
- لماذا فعلتم ذلك أيها السفلة ... لماذا ..
ابتلعت دموعها وصرخت:
- اتركوني .. فكوا وثاقي .. مجرمون .. مجرمون !!
ظلت تبكي وتصرخ حتى وصلوا إلى القصر ..
كان وجهها أحمرا غاضبا ودموعها تبلل صدرها وحملها الفرسان وهي مكبلة وظلت تبكي بصمت حتى قذفوا بها على الأرض أمام الملك ..
نظر الملك بذهول إليها وصعقت الملكة وقد بدا أن فرسان الملك مارسوا معها عنفا وقسوة شديدين وصاح الملك بالأمر:
- حلوا وثاقها ..
اقترب أحد الفرسان وقطع الحبال التي كبل بها يديها ورجليها ووقفت جيني منتظرة .. فقال الملك :
- اقتربي ..
لم تقترب جيني ووقفت محدقة إلى الملك وعينيها تذرفان الدموع فقالت الملكة بلطف:
- تعالي واجلسي إلى جوارنا ..
تكلمت جيني وكأنها تكلم عمـّال مزرعة التفاح :
- ماذا تريدون مني ... لقد طلبتم ابتعادي عن رودلف وقد ابتعدت ..

استاء الملك من عدم تهذيبها وهي تتكلم ثم تنحنح وقال:
- اسمعي، أن ابني يحبك .. ولذلك فسوف تبادلينه الحب ..
تكلمت جيني مقاطعة كلامه :
- لن أفعل .. ولن أكون لعبة بيدك وبيد ابنك، وإذا لم يعجبك كلامي فاقتلني .. لم أعد أبالي بعد أن قتلتم أخي المسكين ببرود ..
غضب الملك بشدة من طريقة كلامها وصاح بالفرسان:
- خذوها إلى " مادلين" واطلبوا منها أن تنظفها،، وعندما تهدأ .. ترسلها إلي في أي وقت ..
اقترب الفرسان وأمسكوا جيني بعنف فصاحت الملكة:
- بلطف ..
أخذوها إلى الخارج وسارت معهم بيأس وهي تلتقط أنفاسها ثم .. سقطت مغشيا عليها في نهاية الممر فوقفت الملكة وقالت بصرامة تنادي قائد الفرسان :
- جون مايك .. تعال إلى هنا ..
حمل الفرسان جيني وخرجوا بها واقترب الفارس جون وقال بتهذيب :
- أوامر جلالتك ..
قالت الملكة باستياء:
- ماذا فعلتم بالفتاة؟؟ لقد فقدت صوابها ..
- لقد أمرنا جلالة الملك بإحضارها بأي وسيلة ..
نظرت الملكة إلى الملك ثم قالت :
- انصرف ..
انصرف جون بعد أن حيا الملك والملكة بتهذيب ..
ونظرت الملكة إلى الملك وقالت بغضب مكتوم:
- لقد آذوا الفتاة .. لماذا يا إدوارد ..
لم يبد على الملك التأثر وقال ببرود :
- ما بك يا إليزابيث أليس هذا ما كنت تريدينه ..
- كان يمكن أن نرسل لها كلير لكي تخبرها عن الأمر بهدوء ..
وقف الملك وقال بغضب:
- يكفي أننا خذلنا كلير وأحضرنا تلك الفلاحة لتشارك ابننا الحب!!

انصرف الملك إلى جناحه بغضب وتوجهت الملكة من فورها إلى جناح "مادلين" سيدة الأناقة في القصر، عندما وصلت وجدت جيني ممدة على سرير صغير وكانت مادلين تتكلم مع إحدى مساعداتها وعندما رأين الملكة اقتربن وحيين الملكة بتهذيب ثم قالت الملكة:
- اسمعي يا مادلين، أريدك أن تهتمي بتلك الفتاة جيدا،، وإذا أفاقت فأرسلي إحدى فتياتك إلي ولسوف أحضر ..
أومأت مادلين إيجابا وهي تقول :
- أمر جلالتك ..
انصرفت الملكة وقالت مادلين:
- هيا يا فتيات، أريد أن تفيق الفتاة لتجد نفسها أميرة ..

nina kaiba
11-03-2009, 21:39
نظرت الملكة إلى وجه رودلف النائم وأمسكت بيديه واقتربت من أذنه وهمست:
- رودلف، حبيبتك هنا، لقد حضرت عندما علمت أنك مريض .. إنها تحبك كثيرا يا رودلف .. هيا يا حبيبي افتح عينيك وتكلم معها ..

تحركت جفون رودلف للحظة ثم سكنت مجددا ونظرت الملكة إلى بيل وقالت:
- أخبره يا بيل أن جيني تحبه، دعه يستيقظ من ذلك العالم الذي يغفو داخله ..
ابتسم بيل قائلا:
- إنها تحبه بالفعل يا سيدتي ..
رفعت الملكة حاجبيها وقالت:
- أشعر بذلك، وأشعر بأنها ستكرهه بسبب تصرفات الملك الأنانية معها ..
نظر بيل بقلق ثم قال:
- حكمة جلالتك ستصلح الأمور ..
- أتمنى ذلك يا بيل .. و .. خذ حذرك على رودلف .. أراك قريبا ..
انصرفت الملكة بهدوء ..
وعندما عادت إلى قاعة الاستقبال فوجئت بالملك يصيح:
- ألقيا بهذين العجوزين من هنا ..
سحب فرسان الملك والدا جيني إلى الخارج بين توسلاتهما وقالت الملكة باستنكار:
- من هؤلاء؟؟
- إنهما والدي تلك الفلاحة .. يدعون أن فرساني قتلوا ابنهما ويريدون استعادة ابنتهما ..

توقفت الملكة وحدجت الملك بنظرة ثم تكلمت بحيرة:
- لقد قالت جيني شيئا كهذا .. لم لا تحقق في الأمر؟؟
- إنه مجرد حقير، حتى ولو قتل فهو شيء من اثنين، إما انه يستحق ذلك وإما انه يستحق ذلك ..
انصرفت الملكة غاضبة من إحدى البوابات ود خل فرسان الملك من بوابة أخرى تتبعهم مادلين التي تمسك بذراع جيني وتسحبها بهدوء إلى جانبها ..

كانت جيني جميلة جدا، ترتدي فستانا رائعا وردي اللون وشعرها مصفف بعناية وذهل الملك للحظات ثم قال:
- هكذا أفضل أحسنت عملا يا مادلين ..
قالت مادلين وهي تترك يد جيني التي وقفت بصمت:
- أرجو أن أكون عند حسن ظن جلالتك دوما!
- أنت كذلك .. يمكنك الانصراف ..
انصرفت مادلين وأحضر الفرسان جيني وأجلسوها أمام كرسي الملك، ونظر الملك إلى وجهها الجميل لثوان وكانت جيني صامتة جدا وهادئة جدا ومرهقة أيضا...
ويائسة إلى أبعد الحدود ..
فقال الملك وهو يشير إلى فرسانه بالانصراف:
- أنت نبيلة الآن ..
لم تنطق جيني وبدت متحجرة في مكانها فقال الملك يشرح الموقف:
- ابني يحبك، ويريدك .. ولا يمكنني رفض طلب لابني، وقد رفضته أنت،، كان هذا خطأك فقد شعر بأن كبرياؤه تحطم أمام فتاة عادية مثلك .... ولهذا فأنت سوف تتزوجينه وسوف تحبينه .. هل سمعت؟

نظرت جيني إلى الملك ودمعت عيناها ثم همست:
- أنا أكرهه .. وأكرهك ..
استند الملك بظهره وتكلم ببرود:
- حافظي على كلامك وأجيدي إتقان دورك، وإلا فسيكون والديك في خطر لأنهم الآن تحت قبضتي أنا ..

اتسعت عينا جيني بذعر وابتسم الملك وهو يقول:
- وفرساني جاهزون لأمر واحد مني ..
صمتت جيني والكره يعتصرها .. وقالت:
- حسنا، ولكن لا تؤذهم ..
- لن أؤذيهم إذا كنت فتاة مطيعة .. وهذا الأمر سيكون بيني وبينك ... فإذا شعر رودلف بأي شيء، فسوف أقتلهما بدم بارد ..

دخلت الملكة إلى القاعة فجأة مقاطعة كلام الملك وتمتمت بغيظ :
- جئت متأخرة جدا ..
سارت بهدوء وربتت على كتف جيني وهي تقول:
- سوف يكون الأمر رائعا يا جيني .. إن رودلف شاب مخلص ..
دمعت عينا جيني وهتف قلبها يحدثها:
" الإخلاص ليس هكذا ... ليس بإذلالك وتعذيبك .. إن رودلف تماما مثل ما قلت لسيندي ذلك اليوم .. إنه يريد متعته وحسب .. ليس الحب الحقيقي .. وإلا لما فعل ذلك بك .. "

White Ange10l
11-03-2009, 21:42
واااااااااااو طيب كان قلتلي في كمان ::سعادة::

تسلمي والله فرحتيني اكتر من بارت اليوم شكرااااااااااااا

nina kaiba
11-03-2009, 21:47
العفو حبيبتي

المهم انك فرحتي

يلا مثل ما قلت يوم جمعة اخر قصة

بس ما ننسى منديل

White Ange10l
11-03-2009, 21:53
يالله والله القصة عم تحلى

في كمان بارت ولا خلص ؟؟ بليييييز كمان واحد

هادا الملك كتيييييير لئيم

White Ange10l
11-03-2009, 21:55
ههههه ليش المنديل ما تقولي انه جيني راح تموت :eek:

يوم الجمعة كتيير بعيد ويكرا حراااام ما تنزلي فيه شي :لقافة:

nina kaiba
12-03-2009, 07:59
خـــــــــــــخ ادري انه لئم

شو رائك تطلعي إلي بقلبك و انا اكتبه ( مثل ما كان يسوي حسامو الله يرحمك )

لا في بارت بكرة اي اليوم ^^

nina kaiba
12-03-2009, 08:01
ما راح اخبرك قرائي بنفسك ....^_^

المتألق دوما
12-03-2009, 12:09
اشكرك شكرا جزيلا على هذه الروايه

ماكوتو كينو
12-03-2009, 13:15
مشكوووووووووورة على القصة الحلوووووة تحياتي لك

C H A R L O T T E
12-03-2009, 13:34
سلام نينا كيف حالك أعذريني عالتأخير بس النت الزفت خرب ومااستوى إلا اليوم
‏~‏~~~‏~~~‏~~~‏~~~‏~~~‏~~~‏~~~‏~~~‏~~الله يعافيك عالبارتات الروعه زيك والله أني استانست يوم شفت البارتات الله يونسك ياشيخه بس اللي قهرني هالزفت الملك هذا ملك ظالم حرام يظلم ولده ولا يغصب البنت أنها تحب ولده والله قلبي اتقطع وأنا أقرا هالبارت
~‏~~~‏~~~‏~~~‏~~~‏~~~‏~~~‏~~~‏~~~‏~~يالله ننتظر القادم بشوق مع السلامه

بامبل بي
12-03-2009, 15:41
السلام عليكم...
تأخرت كثييييييييييييييييرا...>>>معلش الدراسة وكوابيسها..
لكن..
واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو ..كل البارتات دي...
ياسلام ياسلام...محظوظة أني قريت كل ده دفعة واحدة...
لكن....:mad:...وقفتي عند حتة مهمة...>>>>شوفتي غضبت,,,,
يعني أفهم من الردود فوقإن البارت الجاي بكرة إن شاءالله..>>>>ياويلي..
ييعني مش هاقراه إلا الأسبوع الجاي إن شاء الله..
شوفي نينوووووووووو ..
مشكووووووووووووووورةةةةةة جدا لطرح القصة الرائعة دي..
ويلا طولت بثرثرتي التافهة....
تقبلي مرورى...
بامبلا..

nina kaiba
12-03-2009, 16:07
هلا أخوي متألق دوما

تسلم على مرور و نورت الموضوع

واتمنى انك تكون من متابعين

تحيتي

nina kaiba
12-03-2009, 16:10
حبيبتي ماكوتو كينو

نورتي موضوع و تسلمي على مرور

واتمنى انك تكوني من متابعين القصة

تحيتي

nina kaiba
12-03-2009, 16:14
هلا حبيبتي اي سنو روز

لا تخافي السبات كلها مكتوبة ^_^

إن شاء الله بس النهاية تعجبك ( اكيد دامن من إيرومي )

تحيتي

nina kaiba
12-03-2009, 16:16
هلا هلا حبيبتي أشتقتلك

لا لا عادي ترا انا بعد ثرثارة ^_^

لا تخافي البارت اليوم لاني ناوية أخلصه يوم جمعة ^^

تحيتي حبيبتي

nina kaiba
13-03-2009, 20:04
البارت العاشر

المفروض خميس بس كان عندي مشاغل


فتح رودلف عينيه أخيرا وقال بخفوت:
- بيل ..
نظر بيل إلى وجه رودلف ثم قال بسعادة :
- سيدي .. أنت بخير ..
جلس رودلف بصعوبة فعاد بيل يقول:
- لقد جاءت جيني عندما علمت أنك مريض .. إنها تحبك ..
نظر رودلف إلى وجه بيل للحظة ثم قال:
- حقا .. لكن ..
قال بيل باسما:
- أتعلم ذلك اليوم .. عندما أرسلت لها الرسالة معي ،، لم تحرقها، لكنني وعدتها بأنني سأخبرك بهذا .. إنها تحبك .. لقد أخبرتني بذلك ..
ابتسم رودلف والسعادة تشع من عينيه وهمس بلهفة :
- أريد رؤيتها .. هل هي هنا؟
- أجل ..
وقف رودلف بصعوبة ثم استند على الجدار وقال بانفعال:
- هيا يا بيل، أريد أن أتجهز .. أريد أن أبدو رائعا ..
- انت رائع فعلا يا سيدي ..

**********

جلست جيني في غرفتها الجديدة تبكي أمام المرآة ..
مضى يوم طويل لا معنى له سوى رسالة مزينة وصلت إلى غرفتها تخبرها بموعد زفافها على الأمير رودلف والذي تحدد في يوم السبت من الأسبوع القادم .. يعني انه بقي أسبوع واحد يبدأ في عد أيامه منذ يوم الغد ..

كانت تشعر بالاكتئاب، وتأخر الوقت لكنها بقيت جالسة حتى ذهبت في نومها وهي تضع رأسها على كفيها، شعرت فجأة بأنها ذهبت في نوم عميق لمدة لحظة وأفاقت .. فتوجهت إلى السرير الكبير وألقت بنفسها فوقه ثم أكملت نومها وما زالت دموعها تبلل خديها ..

استيقظت في الصباح وأول شيء شاهدته هي رسالة تحديد موعد الزفاف الأسطوري ، وكأنها استيقظت في عالم الكوابيس،، بدأت تشعر بالقهر و اغرورقت عيناها بالدموع وهي تردد :
- أمير .. أمير .. أمير .. تباً لك يا رودلف .. تباً لك وللمصادفة التي رأيتك بسببها ..

مضى على وجودها في القصر يومين ولم تر رودلف أبدا وقالت بصوت مكتوم وهي تشهق بالبكاء:
- إنه يذلني .. يظن أنه أفضل مني وأنه سيفعل ما يريده ..

فجأة سمعت طرقا على باب غرفتها فمسحت دموعها بسرعة وقالت :
- تفضل ..
دخلت إحدى وصيفات القصر وقالت بلطف:
- آنسة جينيفر،، علي أن أجهزك من أجل مقابلة الأمير رودلف ..
تمتمت جيني بسخرية :
- أخيرا تفضل وتعطف وقرر مقابلتي ..

لم تقل الوصيفة شيئا وبدأت جيني تتجهز بصمت وتحبس دموعها بكل ما لديها من قوة، ارتدت فستاناً جميلاً بني اللون مطرز بخيوط ذهبية جميلة وشرائط ذهبية أعلى أكمامها القصيرة ..
ثم خرجت خلف الوصيفة وسارت حيثما تسير ..

توقفت الوصيفة أمام البوابة التي تؤدي إلى حديقة جناح رودلف ودلفت جيني وهي تنظر حولها وتبحث بعينيها، من بعيد كان رودلف يسير بصحبة بيل قادما من نفس الاتجاه وتوقف عندما رآها من بعيد وهي تقترب متألقة جميلة وشعرها الأسود منسدل على ظهرها وكتفيها ..

قال بيل وهو يعود أدراجه :
- أراك لاحقاً سيدي ..
اقترب رودلف وكل تركيزه منصب على جيني وتوقف أمامها بقليل ونظر لوجهها وابتسامة تعلو شفتيه ثم اقترب أكثر وقال بصوته الحالم المعتاد:
- جيني .. لا أصدق انك هنا ... أنا ..
نظرت جيني إليه ببرود وقالت:
- أنت ماذا ؟؟
تعجب رودلف ولمس وجه جيني بأطراف أصابعه وهو يقول:
- ما بك ؟؟ أنت .. أنت لست جيني التي اعرفها ..
- هذا إذا كنت تعرفني حقا ..
شعر رودلف بأن هناك خطبا ما وقال وهو ينظر إلى عينيها :
- جيني .. هل انت بخير ؟؟
هبت نسمة هواء خفيفة فتحركت خصلات شعر جيني وغطت وجهها ومد رودلف أصابعه مجددا ليزيح شعرها بلطف ولكن بعضا منه التصق بدموعها ..

شهق رودلف بخفوت ثم قال بفزع:
- ما الأمر يا جيني .. لماذا تبكين؟؟ .. هل ضايقك شخص ما هنا؟
أبعدت جيني يد رودلف بقسوة ثم جففت دموعها وهي تقول:
- أنا سعيدة بمقابلتك حقا!!

لم يفهم رودلف شيئا وقال بلهفة :
- توقفي عن البكاء إن دموعك تمزقني .. أرجوك!!
- ألم تمزقك سيول دموعي في الأيام السابقة ..
قال رودلف محاولاً أن يفهم :
- هل كنت تبكين في الأيام السابقة؟؟

شعرت جيني بانهيار داخلي وحاولت حبس دموعها لكنها لم تستطع وخفضت وجهها وهي تقول:
- ألست مدلل أبيك الوحيد،، وولي العهد المجيد .. من يمكنه أن يرفض طلبا لك ولوالدك ؟؟

لمس رودلف ذقنها بأطراف أصابعه ورفع رأسها وهو يقول بحيرة وقد تقارب حاجباه :
- ماذا تقولين .. أنا لا أفهم شيئا مما تقولينه .. لا تقتليني مرات ومرات بهذا البكاء ..
ثم أمسك بيدها وقادها بهدوء إلى أحد الكراسي الجميلة وهو يقول:
- أخبريني بما ضايقك ..

نظرت جيني إلى وجه رودلف وشعرت حقا، بأنه لا يعلم شيئا عن هذا ولكن ذلك كان مستحيلا في رأيها فالجميع يعرف ... قالت بهدوء وهي تجفف دموعها:
- رودلف .. لا تتعب نفسك بمعرفة ذلك أنا بخير الآن ..
حدق رودلف إلى وجهها ثم همس :
- إنني أتمزق ..
نظرت جيني إليه باندهاش فتمتم :
- تبدين حزينة جدا،، لكنك حضرت بأي حال عندما علمت بمرضي ..
- مرضك؟؟
قالتها باستغراب فأمسك رودلف يديها برقة وقال هامسا:
- كنت أحلم بك طوال الوقت ..
اتسعت عينا جيني متعجبة وسحبت يديها بهدوء ثم قالت:
- أنا مسرورة أنك بخير ..
- لماذا تبكين؟؟
توقفت جيني عن الكلام خشية أن يعرف الملك بذلك وقالت بحزن:
- كنت أبكي .. لأنني كنت .. أود رؤيتك ..
نظر رودلف إليها وهو يشعر بأنها لا تقول الحقيقة ثم قال:
- حسنا .. سأقول أنني أصدق ذلك، لكن سوف أسألك سؤالا وسوف تجيبين عليه بصراحة ..
- موافقة ..
عاد رودلف يتأمل وجهها ثم سأل:
- هل ضايقك أي فرد من أفراد القصر أثناء غيابي؟؟ حتى لو كان والدي .. أخبريني ؟؟
حاولت جيني أن تبتسم مخفية دموعها بقوة وقالت:
- لا .. لم يفعل أحد ذلك لقد كانوا مهتمين بك كثيرا .. ولذلك اهتموا بي جيدا ..
دمعت عينا جيني فقال رودلف وهو يضغط على كفيها بلطف:
- أنت تخفين عني شيئا ما ..
- لا .. ولكن ..
- ماذا ..
حدقت جيني بوجه رودلف المحب ثم سألت:
- تقول انك كنت غائبا عن القصر؟؟
ابتسم رودلف وتكلم قائلا :
- لقد ذهبت في غيبوبة حقيقية،، كنت فيها طوال الوقت معك، لم يحصل لي أن عشت في عالم مختلف كهذا من قبل ..
تفاجأت جيني وظلت تنظر إليه بصمت ..
سألت نفسها .. أحقاً لم يكن له دخل بالأمر ؟؟ ألا يعرف ما الذي أصابني أم إنه مشترك في ذلك ؟؟؟
ظلت تسأل نفسها طويلا .. وقطع ذلك صوت رودلف العذب وهو يهمس:
- جيني ...
رفعت جيني وجهها وتقابلت عيناهما مجددا فقال رودلف :
- هل تحبينني؟؟
صمتت جيني وهي تود أن تقول " لا " لكي تفسد كل ما قام به الملك ولكنها آثرت الصمت وسحبت كفيها من بين كفيه الدافئين وظل رودلف منتظرا ولكنها لم تستطع قول شيء ...
نظر رودلف بخيبة أمل ثم قال:
- ظننت أنك تحبينني ... لكن يبدو أنني أفرض سلطتي عليك وأنا لا أريد ذلك .. أريدك أن تكوني حرة في اتخاذ قرارك .. لأن سعادتك تهمني أكثر من أي شخص آخر .. وإن كنت أحبك فعلاً ،، فعلي أن أتركك لتختاري ذلك بنفسك ..

قالت جيني بهدوء :
- ألم تحدد ميعاد زواجنا وانتهى الأمر .. ما الذي جعلك تقول ذلك الكلام الآن؟
تفاجأ رودلف وقال مستنكرا:
- أنا؟؟ حددت ميعاد زواجنا؟؟ أنا لم أستعد وعيي دقيقة واحدة لمدة أسبوعين ..

تعجبت جيني من ذلك ثم قالت وهي تقف:
- لقد تحدد ميعاد زواجنا وانتهى الأمر .. أراك قريبا يا رودلف ..
انصرفت جيني بخطوات بطيئة وظل رودلف يراقب ذلك الفستان الكلاسيكي الذي ترتدي .. وتمتم لنفسه:
" ما الأمر يا جيني؟؟ لقد تغيرت .. ما الذي حدث أخبريني ؟؟ "

ثم وقف وهو يفكر بموضوع تحديد الزفاف ذاك ..
إنه لا يفهم شيئا إطلاقا مما يحصل حوله، كل ما يعرفه أن جيني هنا من أجل معرفتها بأنه مريض .. ثم .. تخبره بميعاد زفاف وأشياء غريبة ..
توجه من فوره إلى جناح الملك ..
وقف أمام والده الملك ووالدته اللذان احتفيا به إلى أقصا حد، ابتسم رودلف لكنه كان متضايقاً جداً، وبدا ذلك واضحا جداً ..
عانقته والدته ثم نظرت إليه وهي تقول بسعادة:
- أنا مسرورة أنك بخير يا بني الغالي ..
نظر رودلف إليها للحظة ثم التفت إلى والده وهو يقول:
- كيف علمت جيني أنني مريض ..؟؟
تفاجأت الملكة من السؤال ولكن الملك قال ببساطة:
- لقد أرسلنا لها كلير وأخبرتها بذلك ..
صمت رودلف يفكر للحظة ثم سأل:
- ولماذا فعلتم ذلك ..؟؟
وضعت الملكة كفها على كتف ابنها ثم قالت:
- لقد أخبرنا بيل بكل ما جرى،، نعلم أنك أحببت جيني فعلا ..
- لكنكما أجبرتماها على الزواج ..
وقف الملك معترضا ثم قال:
- لم نجبرها .. إنها تحبك وهي من وافق على ذلك بكل هدوء ...

قال رودلف باستياء:
- لكنها حزينة ..
قال الملك ببرود :
- آه .. لقد توفي شقيقها الأسبوع الماضي ..

ذهل رودلف لدقيقة وبدا عليه الحزن وهو يقول:
- لكن .. لماذا لم تخبرني جيني بذلك؟؟
قالت الملكة مبتسمة:
- لم ترد جيني أن تجعلك حزينا ..

انصرف رودلف من المكان وتوجه إلى جناح جيني، سأل الوصيف عنها فقالت أنها في غرفتها .. ولذلك توجه رودلف من فوره إلى هناك وطرق باب غرفتها بلطف ..

كانت جيني تجلس على السرير بثوب قصير وهي تتذكر أشياء كثيرة،، وسمعت طرق الباب فأدركت أنها إحدى الوصيفات واعتدلت في جلستها وقالت :
- أدخل ..
دخل رودلف ونظر إليها،، رفعت جيني رأسها لترى القادم وتفاجأت برودلف .. فوقفت ونظرت لثوبها القصير وهي تشعر بالخجل ثم قالت :
- مرحبا يا رودلف ..
تقارب حاجبا رودلف وقال بحزن:
- لم تخبريني أن شقيقك توفي الأسبوع الماضي .. لماذا؟

كانت جيني تأمل في أن ينجو شقيقها ولكنها تأكدت الآن من وفاته فدمعت عيناها وقالت بصوت مهتز :
- أجل .. ألم تعرف ذلك ؟؟
اقترب رودلف وقال مواسيا :
- أنا آسف جدا .. لم أعرف سوى الآن، أخبرني والدي بذلك ..
نظرت جيني إلى رودلف ..
تأكدت بأنه لا يعرف شيئا عن الأمر وانهمرت دموعها فاقترب رودلف أكثر وضمـّها إلى صدره الدافئ،، تشبثت جيني بقميصه وبكت بكاء مراً..

مسح رودلف على شعرها ولم يقل شيئا،، دمعت عيناه وظل يمسح على شعرها برقة ..
مضت دقائق قصيرة فقال رودلف بصوت متأثر:
- جيني .. لا تبكي أرجوك .. أرجوك ..
تمنت جيني لو يضمها مدى حياته .. لكنها ابتعدت عنه بلطف وقالت :
- حسنا ..
مسح رودلف دموعها بأطراف أصابع يده، كانت جيني تتمنى لو أخبرته ولكنها خشيت أن يعرف الملك ويصيب والديها مكروها فآثرت الصمت وابتسم رودلف قائلا:
- سأتركك لترتاحي لبعض الوقت .. لكن .. تذكري أننا سنظل دوما مع من نحب،، يمكننا أن نعيش مع قلوبهم وأرواحهم التي تظل بقربنا، ويمكننا أن نتخيلهم معنا وأن نحدثهم و نشاركهم أفراحنا وأحزاننا .. أليس كذلك؟
خفف رودلف قليلا من حزن جيني فأجابت :
- صحيح ..
نظر رودلف إليها مجددا ثم قال:
- أنت جميلة جدا ..
- شكرا ... رودلف.

ابتسم رودلف ثم خرج بصمت بعد أن ألقى نظرة أخرى على جيني .. وأغلق خلفه الباب ..

nina kaiba
13-03-2009, 20:06
*********

كان الجميع يتجهز لهذا الزفاف الملكي ..
وكان رودلف يمتطي ظهر حصانه كالعادة راكضا به مسافات طويلة محاولا ترويض قلبه الثائر ....
من بعيد لمح بيل يلوح له .. فبدأ يهدأ من سرعة حصانه وتوجه إلى بيل ..
قال بيل عندما اقترب رودلف:
- سيدي،، إن الجميع بانتظارك، يجب أن تعطي أوامر معينة لزفافك .. ماذا تريده أن يصبح ..؟؟
نظر رودلف من فوق حصانه بضيق ثم قال:
- أريده كما تريده جيني ..
- أعلم .. ولكن عليك أن تتناقش بشأن بعض الأشياء وأن تختار بنفسك كل شيء .. نحن نعمل يا سيدي ليلا ونهارا من أجل أن يظهر كما يجب أن يكون ..

لم يقل رودلف شيئا وترجل من فوق حصانه ثم أمسكه من لجامه وسار به قليلا حتى وصل إلى عامل الاصطبل وسلمه لجام الحصان في صمت ..
فقال بيل:
- سيد رودلف .. لماذا لا تبدو سعيدا ..
- لأن جيني ليست سعيدة .. وفي الحقيقة،، أود تأجيل موعد زفافنا حتى تستعيد نفسها، لا أعرف كيف يمكنني أن أوافق على زواج بعد أسبوعين فقط من وفاة أخيها ..

صمت بيل قليلا ثم قال بتردد:
- لكن موعده اقترب وقد اقتربنا على تجهيز كل شيء تقريبا ولا يمكننا إلغاء ذلك ..
قال رودلف بعصبية:
- لا يهمني ذلك .. ما فائدة كل هذا إذا لم تكن جيني سعيدة؟؟
عاد بيل إلى الصمت وكذلك رودلف حتى دخلا إلى القصر مجددا فقال رودلف:
- لم أر جيني منذ يومين .. وكل هذا بسبب تجهيزات الزفاف! يجب أن تدبر لي وقتا لرؤيتها ..
قال بيل:
- يا سيدي ! أنت تعلم أنها أوامر جلالة الملك وأن مادلين هي المسئولة عنها ..
قال رودلف بانفعال:
- أريد أن أراها وحسب، وأنت المسئول عني ويجب أن تجد حلاً حيال ذلك .. واليوم ..

انصرف رودلف بسرعة ووقف بيل في حيرة من أمره ولكنه توجه إلى مادلين من فوره ..
عندما وصل إلى مادلين كانت مشغولة جدا، ولكن بيل استدعاها فورا وقال بسرعة:
- اسمعي الأمير يريد رؤية جيني،، هذه ليست معضلة ..
قالت مادلين معترضة:
- ولكنها أوامر الملك يا سيد بيل .. ويجب علينها تنفيذها ..
قال بيل:
- لن يعرف الملك ..
فكرت مادلين لدقائق ثم قالت بخوف:
- لا يمكنني، إنني أحتل سمعة جيدة عنده ولا أريد لتلك السمعة أن تهتز ..
وقف بيل محتارا ثم قال:
- سوف يكون هذا سرياً جدا ..
عادت مادلين إلى التفكير ثم قالت بعد دقائق:
- حسنا،، متى وأين؟؟
قال بيل بخفوت:
- الليلة .. حددي الساعة التي تناسبك ..
- في تمام الثامنة والنصف ..
- حسنا اتفقنا

nina kaiba
13-03-2009, 20:08
البارت الحادي عشر


اليوم هو عيد ميلاد حسام ( جمعة ) الله يرحمك يا الغالي


في تمام الثامنة والنصف توجه بيل مصطحباً رودلف إلى جناح مادلين ..
طرق بيل الباب بهدوء ففتحت مادلين وقالت:
- أسرعا ..
دخل بيل بسرعة وضحك رودلف وهو يقول مازحاً:
- أشعر لأول مرة بشعور اللصوص ..

عندما دخلا كانت جيني تجلس على أريكة ووقفت عندما شاهدت رودلف ،، اقترب رودلف مبتسما ثم قال:
- كيف حالك الآن يا جيني؟؟
ابتسمت جيني بصعوبة ثم تمتمت :
- أفضل حالا ..

خرج بيل ومادلين تاركين لهما المجال ،، وقال رودلف بعد أن خرجا:
- تبدين شاحبة جدا،، لست أفضل حالا ..

لم تقل جيني شيئاً وحولت نظراتها إلى يديها فقال رودلف :
- سأقوم بإلغاء حفل الزفاف ..
نظرت جيني مندهشة وقالت بتلقائية:
- ماذا؟؟
تدارك رودلف :
- إلا إذا أردته ألا يتأجل .. أنت الأميرة هنا .. وأنت من سيقرر ذلك ..

نظرت جيني إلى وجهه الوسيم وقالت بابتسامة خفيفة تحمل ألما خفيا:
- لا يا رودلف .. سيتم الزفاف في وقته ..

لم يكن رودلف مرتاحا لهذا فقال وهو يمسك بيديها:
- سوف أكون أسعد إنسان في العالم في ذلك اليوم،، لكنني لن أكون كذلك إذا لم تكوني كذلك ..

ابتسمت جيني مجددا وقالت:
- سأكون سعيدة أيضا ..
هز رودلف رأسه نفيا ثم قال:
- لن أصدق .. إلا إذا قلت .. أحبك يا رودلف..

نظرت جيني إليه وترددت كثيرا ثم قالت:
- رودلف ..
خفق قلب رودلف وهمس :
- ماذا يا قلب رودلف؟؟
- أريدك أن تأخذني إلى قاع البحر مجددا،، ربما سأشعر بالارتياح ..
ابتسم رودلف وقال :
- أجل .. سنفعل، لكن بطريقة أخرى ..
تساءلت جيني مستغربة:
- ماذا تقصد؟؟
اقترب رودلف من جيني وحملها .. تعلقت برقبته و تنفست عطره ..
توجه رودلف نحو الشرفة الكبيرة وجلس على الأريكة و جيني تجلس على رجليه، نظر إلى عينيها وضمها إلى صدره ثم همس :
- هيا،، أغمضي عينيك ..

خفق قلب جيني وتذكرت ذلك الشعور الذي كانت تشعر به عندما ترى رودلف دائما وقالت بخفوت:
- أنت أيضا .. أغمض عينيك ..
- حسنا ..
أغمضا عينيهما فقال رودلف :
- جيني،، أنا أحملك وأسير بك على الرمال في نفس مكاننا ..

ابتسمت جيني وتشبثت برقبة رودلف أكثر فعاد رودلف يهمس ونسمات الهواء تهب دافئة :
- سوف ندخل إلى بيتنا الأبيض قريبا .. لقد سمحت لي بدخوله .. أليس كذلك يا جين؟
همست جيني :
- أجل .. أريدك أن تدخله ..

ابتسم رودلف وهو مازال مغمضا عينيه وقال:
- هناك مرجانيات ملونة سوف أجعلك تجلسين عليها .. ليست قاسية جدا،، وهي مسطحة ..
فتح رودلف عينيه وأجلس جينيفر على الكرسي إلى جانبه وهبت نسمة هواء قوية فتحرك شعر جيني ..
ابتعد رودلف قليلا وقال:
- أنت تجلسين الآن ..
كانت جيني مغمضة العينين وظل رودلف يراقبها بحب فمدت جيني يديها تتحسس أمامها وقالت:
- رودلف أين أنت؟؟ لما ذهبت وتركتني هنا ؟؟

اقترب رودلف وأمسك بيدها وهو يقول:
- كنت أجلس إلى جانبك فقط ..
وضعت جيني رأسها على كتف رودلف فهمس رودلف وهو يغمض عينيه مجددا:
- ماذا ترين؟
- أرى أسماك .. و ..
تخيلت جيني أسماك قرش تحوم بعيدا، شعرت بالاستياء وضغطت على يد رودلف فقال رودلف وهو يضمها إلى صدره :
- إنني هنا .. أم إنك لا ترينني؟؟
همست جيني :
- بـ .. بلى، إنني أراك ...
- كيف ترينني؟
- وسيما جدا ... وقويا .. وحنونا أيضا.
ابتسم رودلف وفتح عينيه وهو يتأمل وجهها .. ثم قال:
- أنا سعيد جدا بأننا معا ..
- أنا أيضا ..

فتحت جيني عينيها وقالت :
- رودلف ..
ابتسم رودلف وقال بصوت حالم:
- نعم يا حبيبة رودلف !
قالت جيني بخجل وارتباك وهي تقف :
- حان وقت النوم ..

شعر رودلف بخجلها العميق فوقف ومرر أصابعه بين خصلات شعرها الناعم ثم قال مبتسما:
- أحلمي بي ..
نظرت جيني إليه وقالت :
- سأحلم بك دائما ..

ابتعد رودلف قليلاً ثم التفت وقال بمرح :
- أريد أن أصبح لصاً كل يوم، ما دمت سأراك ..
ضحكت جيني برقة وهي تراقبه يبتعد ويخرج من الباب وتمنت لو يظل معها للأبد برقته وحنانه .. وقوته ..
عندما كانت جيني تراه أو تتخيله،، تنسى كل شيء آخر .. تشعر أنها داخل عقله وقلبه،، تتنفس برئتيه وترى بعينيه ..
وتسير داخل مجاهل قلبه الثائر..

إنها تحبه .. تحبه بشدة ..
لكن شفتيها تأبى أن تعترف له بالحقيقة .. ويخذلها صوتها فلا يخرج ..

*********

استلقى رودلف على سريره،، كان سعيدا جدا ..
أنفاسه مضطربة، قلبه يخفق أسرع وابتسامته أصبحت أجمل ،، ظل يردد :
" أحبك جيني ... أحبك"
حتى راح في النوم ...

في صباح اليوم التالي ..

استيقظ رودلف أكثر نشاطا وسعادة،، وبعد أن تناول إفطاره نزل إلى متعهدي حفلة زفافه والمساعدين والعاملين ..
كان يريد لكل شيء أن يكون رائعاً من أجل جيني ..
حبيبة قلبه الصغيرة ..
كان يفكر بها طوال الوقت،، في كل لحظة تمر،، امتطي حصانه ووقف أسفل شرفتها لكنها لم تكن عندها هناك..
أغمض رودلف عينيه وتمسك جيدا بلجام الحصان وتخيل أنه يصعد إلى الشرفة وينادي ..
" جيني ... أخرجي أود رؤيتك "

كانت جيني تتأمل فستان زفافها في تلك اللحظة وشعرت بأن رودلف يناديها .. التفتت تلقائيا نحو الشرفة وهي تتذكر ليلة الأمس بكل تفصيلاتها ..
ثم توجهت نحو الشرفة ببطء ونظرت،، كان رودلف بالأسفل فوق حصانه مغمضاً عينيه وصاحت جينيفر:
- رودلف!
فتح رودلف عينيه وابتسم تلك الابتسامة الجميلة ثم هتف :
- كنت أناديك .. بقلبي!
ضحكت جيني وقالت بفرحة:
- لقد سمعتك يا رودلف .. يمكنني سماعك دائماً ..

تحرك الحصان يمنة ويسرة وكأنه يحتفل من أجلهما وضحك رودلف وقال :
- هل تعجبك تجهيزات الزفاف يا جيني؟
- أجل ..
صمتت جيني بعد تلك الكلمة وتذكرت والديها فجأة .. تذكرت أحلامها وأصدقائها وشعر رودلف بخطب ما فصاح مجددا:
- إذا لم يعجبك شيء فأخبريني أو أخبري مادلين ... هل اتفقنا؟؟
- حسنا يا رودلف ..
لوح رودلف بيديه مبتعدا بحصانه ولوحت له جيني وراقبته حتى اختفى ..

عادت جيني إلى غرفتها تتأمل فستان زفافها وانهالت دموعها وهي تتذكر صديقتها سيندي، كانتا تمشيان يوما إلى عملهما المعتاد في مزرعة التفاح وقالت سيندي ضاحكة:
- جيني،، ألم تشاهدي " رونالد " بالأمس؟
نظرت جيني إلى سيندي وقالت :
- ما به رونالد؟ أليس هذا الشاب ابن صاحب مزرعة التفاح؟؟
- أجل ..
- ما به ؟؟
ضحكت سيندي وقالت وهي تقفز بسعادة :
- لقد اخبرني أنه معجب بي .. وأنه يحبني ..
ضحكت جيني بسعادة وقالت :
- حقا؟؟ إنه شاب لطيف جدا ..
توقفت سيندي عن القفز والصراخ ثم قالت :
- وأنت يا جيني؟؟ ألم يحن الوقت ليصبح لديك حبيب؟؟
قالت جيني مازحة:
- سوف ادعوك لحفل زفافي إن أصبح لدي واحد!


كانت جيني تتذكر ذلك الآن ودموعها على خديها،، ليس هذا ما حلمت به،، لقد حلمت بزفاف شعبي،، يحضره كل أهالي القرية، والزحام يكون شديدا،، الجميع يهنئها وبهنيء والديها .. وشقيقها بريت يغني لها أغنية الفتى والجميلة التي كان يغنيها لها دائما ..
توقفت عند تلك اللحظات التي تمنتها واحتضنت وسادتها وهي تواصل بكائها ..

إنها مشتاقة إليهم،، لا يمكنها أن تكون سعيدة ووالديها يبكيانها ويبكيان بريت في سجن تحت الأرض ..
كان هذا ظلما كبيرا لها .. ولهم ..
أغمضت عينيها وهي تتخيل ..
أنهم معها ..
لكنها لم تستطع فعل ذلك وهي تعلم أنهما يتعذبان الآن من أجلها ..
رفعت رأسها ونظرت إلى فستان الزفاف الأسطوري ..

وغدا ..
هو موعد زواجها المنتظر ...

nina kaiba
13-03-2009, 20:10
*********

سار رودلف في الحديقة بمفرده وهو يتذكر ليلة الأمس،، مسح على جبهة حصانه سباركي وابتسم ثم سمع صوتا خلفه يقول:
- مرحبا يا رودلف ،، مبارك زواجك ..
عرف رودلف ذلك الصوت والتفت باسماً وهو يقول:
- مرحبا يا كلير .. كيف حالك؟؟

نظرت كلير باستياء ولم تجب،، حاولت أن تخفي ذلك ومسحت على ظهر سباركي وهي تقول:
- حصان جميل ..
ثم نظرت إلى رودلف،، لم تصدق أنها لم تفز بالجولة ولم تحصل على قلب ذلك الشاب الخرافي،، فقال رودلف بعد أن طالت نظرتها :
- هل قابلت جيني؟؟
أجابت ببرود:
- أجل ..
- ما رأيك فيها؟؟
نظرت كلير باستغراب ثم قالت:
- ولماذا تود الحصول على رأيي إنه لن يغير شيئا بأي حال،، فأنت مغرم بها وانتهى الأمر ..
شعر رودلف بأن كلير كانت تحاول أن تبعده عن جيني وليس كما خيل له من قبل،، لم يكن رودلف غبيا لكي لا يشعر بذلك فقال بهدوء:
- أنت صديقة مخلصة،، وأحب أن أسمع رأيك ..

ابتسمت كلير باستخفاف وقالت:
- إنها تحلم بالزواج من شاب مزارع،، كما أنها أخبرتني مرة أنها مرتبطة بشاب في قرية فيرديور ولا تفكر بك أبدا ..
تفاجأ رودلف وقال:
- هل تقسمين أنها قالت ذلك؟؟
- أجل .. أقسم .
- لكن لماذا؟
رفعت كلير كتفيها وقالت:
- لا أعرف!
فكر رودلف للحظات في أن كلير ربما تحاول الإيقاع به لكي يكره جيني ،، لكن الشك بدأ يساوره فتساءل:
- هل أخبرتك عنه شيئا؟؟
- لا .. قالت أنها تحبه، وأنها سوف تعيش معه في كوخ صغير تحف بها مزرعة كبيرة ليصرخا ويضحكان ويمرحان ويتشاجران بدون أن يسمعهما أحد ... وإلى ما هنالك من هذا الهراء ..

ظل رودلف ممسكا بلجام حصانه يفكر وعادت كلير تقول:
- لا أريد إفساد الأمر،، ما كان يجب علي أن أخبرك بذلك .. لقد أخبرتني بهذا منذ فترة طويلة ..
- هل تقصدين أنك قابلتها من قبل؟؟
تداركت كلير ذلك وقالت:
- أ .. أقصد لقد جاءت عندما كنت مريضا،، حدث ذلك منذ ثلاث أسابيع تقريبا ..

لم يقل رودلف شيئا واكتفى بهز رأسه،، بينما قالت كلير:
- اسمع رودلف،، لا تفسد الأمر، وإن كان من ماض فالجميع يرتبطون ويتركون بعضهم،، إنها الآن تحبك وهي هنا من أجلك فلا تضايقها ..
قال رودلف باستغراب:
- انظروا من يتكلم ..؟؟
ابتسمت كلير وقالت:
- إنني أدعمك دائما،، حتى وإن لم يكن هذا في صالحي .. وهذا لأنني صديقة مخلصة ..
ابتسم رودلف وقال:
- شكرا كلير .. لكنك جعلت الشك يشاورني ..

قالت كلير وقد بدأت تشعر بالندم:
- هيا كف عن هذا،،، ماذا إذا تقدم شاب لخطبتي؟؟ هل سيتركني لأنني كنت صديقتك، هذا غير معقول .. عليك أن تنسى الماضي .. وتنظر إلى الغد ..
ضحكت وتابعت:
- لأن الغد هو يوم زفافك ..
ابتسم رودلف ممتنا ثم امتطى حصانه وقال:
- هل تريدينني أن أوصلك؟؟
أومأت كلير بالنفي وقالت:
- لا،، إن فتاتك هي فقط التي تجلس خلفك ..
- هيا لا تكوني حساسة يا كلير!
ابتسمت كلير وهي تضرب الحصان على جانب ظهره وتقول:
- هيا اذهب .. لا تفسد أيامك ،، لكن لا تنساني سوف أكون بانتظارك ..

انطلق رودلف وهو يلوح لها من بعيد لكنه لم يفهم جملتها الأخيرة وقال لنفسه:
" ماذا تقصد بأنها سوف تكون في انتظاري؟؟"

nina kaiba
13-03-2009, 20:13
[center]حضرو البوب كورن و بيببسي و منديل هذه البارت الأخير


البارت ثاني عشر


اليوم هو يوم السبت،، الاحتفالات تملأ مدن المملكة .. وإعلانات للشعب عن زواج الملك بفتاة من الشعب ..
كان الجميع يغني ويعزف ..
وتجهز رودلف بحلة بديعة صنعت خصيصا له وأصبح رائعاً جدا ..

نظر الملك بهنيء ابنه واحتضنته والدته وهي تقول بعينين دامعتين:
- مبارك يا بني !
ابتسم رودلف وقال بيل:
- هيا .. يجب أن تذهب إلى عروسك بسرعة لتأخذها،، سيتحرك الموكب بعد قليل ..

قال رودلف وهو يخرج بصحبة بيل:
- لماذا لم أر والدي جيني؟؟ لماذا لم تدعوا أصدقائها وعائلتها ؟؟
قال بيل :
- لا أعلم يا سيدي! ربما سيحضرون .. وربما هم معها الآن ..
- سيكون هذا رائعا ..
دخل رودلف إلى جناح جيني ..

بحث بعينيه عنها فوجدها تنتظر وحيدة وترتدي فستان زفافها وقد جهزتها الفتيات فأصبحت غاية في الجمال والرقة ..
كانت صامته جدا،، ونظرت إلى وجه رودلف بلا تعبير وكان رودلف منبهرا فأمسك بكفيها وقال بسعادة:
- جيني .. انت أميرتي .. لقد أصبحنا زوجين يا عزيزتي وستبدأ احتفالاتنا الآن ..

حاولت جيني أن تبتسم ونظر رودلف حولها وكأنما أفاق فجأة من حلمه وتساءل:
- أين والديك؟؟ هل هما في الخارج ...؟؟
نظرت جيني بصمت واحتشدت الدموع في عينيها وعاد رودلف يقول:
- هل دعوت عائلتك وأصدقائك ؟؟

بدأت جيني بالبكاء ولم تستطع أن تصمد أكثر .. فزع رودلف وتأمل وجهها وهو يقول مستنكرا:
- لماذا تبكين يا جيني ؟؟؟ جيني ........
جن جنون رودلف وهتف بخوف:
- جيني .. أنت تخفين عني أمرا ..
قالت جيني وهي تحاول إيقاف دموعها :
- لقد أفسدت الأمر .. أفسدت كل شيء ..


قال رودلف بجدية :
- لم تفسدي شيئا ،، فقط أخبريني .. هل أرغمك أحد على الزواج بي؟؟

نظرت جيني إلى وجه رودلف،، كان مشوشا بسبب دموعها وقالت وهي ترتجف:
- إنني خائفة .. خائفة يا رودلف ..!!
ضمها رودلف إلى صدره وهو يقول :
- هل أنت خائفة مني ؟؟
- لا .. إنني خائفة على والداي ..

نظر رودلف إلى وجه جيني واتسعت عيناه وهو يقول:
- هل أصابهما مكروه ؟؟
أجهشت جيني بالبكاء وأرتجف صوتها وهي تقول:
- عندما مرضت أنت،، استدعاني والدك بالقوة ،، وقتل فرسانه أخي بريت بلا ذنب ارتكبه سوى أنه حاول الدفاع عني عندما أمسكوا بي ... و عندما اعترضت على ذلك .. قام بحبس والدي وقال لي إن لم يمض كل شيء كما يجب .. وإن لم أبادلك الحب، فسوف يقتلهما ببرود ..

انفرجت شفتا رودلف وهو يستمع إلى ذلك باندهاش وذهول ..
و حرك رأسه نفيا وهو يتمتم :
- مستحيل ..
جففت جيني دموعها وقالت وهي تمسك بمعصمي رودلف الثائر:
- أرجوك يا رودلف، أنس ما قلته .. لا أريد لوالداي أن يصيبهما مكروه ..

ظل رودلف ينظر بذهول وتسارعت أنفاسه وهو يحاول أن يستجمع شتات نفسه ودمعت عينيه وهو يقول بضيق:
- وكيف .. كيف ظللت صامتة يا جيني ؟؟ لماذا لم تخبريني ؟؟ لماذا جعلتني كالأبله الذي يعيش في أحلامه تاركا للواقع سبيلا لهدمها ... لماذا؟؟

التقطت جيني أنفاسها وقالت وهي تبكي مجددا:
- لم أستطع إخبارك .. ظننت .. ظننت أنك وراء هذا ..

تفاجأ رودلف مجددا وكانت الصدمة قوية فقال بغضب ودمعة تنزل من عينيه :
- وهل يمكنني أن أؤذيك ؟؟ هل يمكنني أن أجرح قلبي بنفسي؟؟ هل جننت ... أنا أحبك .. ألا تعرفين ما معنى تلك الكلمة يا جينيفر؟؟
كانت تلك المرة الأولى التي ينطق بها اسمها بالكامل وهتف بغضب وهو يمسح دموعه :
- لكن ليس بعد اليوم ... لن يستطع أحد إيذائك مجددا ... أو إرغامك على الحب .. أنت حرة يا جينيفر ..

خلع رودلف خاتم الزواج من يده ووضعه على الطاولة، نظرت جيني بألم واندفع رودلف خارجا وهو يقول:
- سيكون لي حساب آخر معهم ..
أمسكت جينيفر بخاتم الزواج وحملت أطراف فستان زفافها الطويل واندفعت تركض خلفه و هي تصيح:
- رودلف ...
كان يركض بسرعة ولم تستطع جيني اللحاق به ولكنها استمرت بالركض حتى تجده ..

انطلق رودلف كالرمح ولم يستطع أي شخص اعتراض طريقه وعاد إلى والديه مجددا،، تفاجأ الملك عندما رأى ابنه يدلف إلى الغرفة مجددا وهو غاضب محمر الوجه يريد أن يحطم أي شيء أمامه ..
وقف أمام والده وقال بغل:
- كيف .. كيف تفعلوا بي ذلك ..؟؟

نظر بيل مندهشا وقالت الملكة باستياء:
- ما الأمر يا بني؟؟
هتف رودلف بألم:
- لقد قتلتموني قبل أن تفكروا في مساعدتي .. آذيتموني عندما آذيتم جيني .. أين هما والديها .. أهذا ما خططتم له منذ البداية ؟؟؟
اتسعت عينا الملك وصاح بغضب:
- كيف تجرؤ تلك الفتاة الغبية على إخبارك الآن!!
اعترض رودلف طريق والده وهو يقول :
- كان عليها أن تخبرني ... أنا لست طفلا لتحققوا لي رغباتي .. أنا رجل،، ويجب أن أعرف كل ما يدور حولي .. وأنا من عرف ذلك لأنني تعجبت من عدم حضور والديها إلى حفلة زفافها ..

صمت الملك ثم قال ببرود:
- كان عليها أن تطيع أوامري من دون نقاش .. إنها مجرد فلاحة كيف تغضب من أجلها؟؟ ،، ستعرف يوما ما أنها ليست من مستواك .. و أنها ..

في تلك اللحظة دخلت جيني وهي ترفع ثوب زفافها وقد سال كحل عينيها في خطين أسودين على خديها بسبب دموعها التي لا تتوقف ..

نظر رودلف إلى جيني بألم،، وظلت جيني تبكي وهي تنظر إليه ..
كان منظرهما مؤثرا وقالت الملكة بصوت متأثر حزين:
- لا تفسد يوم زفافك يا بني ..
ظلت جيني تنظر إلى رودلف بعينين باكيتين وقلب منهار وقال رودلف وهو يلتقط أنفاسه :
- ليس اليوم هو يوم الزفاف .. إنه .. يوم الحقيقة ..
ثم نظر إلى والده وقال:
- حرر والديها .. ودعها وشأنها،، لديها أحلامها وهي في غنى عنا جميعا .. أنا فقط من كنت بحاجة إليها .. ولكن ذلك لم يعد ينفع الآن ..

اقتربت جيني وسلمت رودلف خاتم زواجه بيد مرتعشة،، كان الجميع صامتاً وخبت الأصوات والأغاني في القصر وتلاقت عيناهما لكن جيني لم تستطع قول أي شيء ..

أعتقد رودلف حقا أنها تكرهه ومرغمة طوال الوقت على البقاء معه ،، ولم يعد هناك سبيل للتراجع،، فهي لن تستطع أن تقول له " أحبك" ولا هو يستطيع أن يفكر بذلك مجددا ..

قال الملك بهدوء:
- أنا لم أحبس والديها، لقد تركتهما وشأنهما منذ البداية ولكني جعلتك تعتقدين بأنني أحبسهما حتى تقومي بعملك على أكمل وجه ..
نظر رودلف إلى خاتم زواجه وقال بصوت أجش وكأنه يحبس دموعه :
- الحب ليس عملاً يؤديه إنسان ... إنه مشاعر وروابط يا سمو الملك المبجل .. إنه مشاعر ...

خرجت جيني تركض من الغرفة ،، وانتظرت قليلا لكن رودلف لم يخرج ،، أغمضت جيني عينيها وهتفت بقلبها الحزين:
- رودلف ... أنا محتاجة إليك ... رودلف أنا أحبك وأريدك إلى جواري إلى الأبد ..

ظل رودلف واقفا في مكانه قلبه يشعر بأن جيني تناديه ولكنه توقف عن ذلك ووبخ نفسه بتلك الأحلام المعسولة التي كان يعيشها بعيدا عن الواقع المر ...
همس رودلف بألم :
- الأحلام للأغبياء ... مثلي ..

ظلت جيني منتظرة ولكن رودلف لم يخرج فأسرعت تركض إلى غرفة التجهيز وخلعت فستان زفافها وأسدلت شعرها ثم ارتدت ثيابا عاديه و خرجت تركض خارج القصر وحولها الأضواء والزينة والبشر وأصوات الاحتفالات التي لا تعلم عن ما جرى بعد .. لم يعرف أيا من الواقفين أن تلك كانت ستزف إلى ولي العهد منذ دقائق،، لا أحد يدري .. ربما ظن الجميع أنها خادمة مطرودة ..
لم تبال بأي شيء ..

لكنها كنت تفكر في رودلف .. في حبها الوحيد ..
أدركت أنه قد فات الأوان،، لكنها نظرت إلى خاتم الزواج في يدها وقبلته ..
ظلت تركض وتركض حتى ابتعدت مسافة كافية عن القصر ،، ثم بدأت في السير على مهل وهي تشعر بالدوار من جراء ما حدث.. والأدهى .. فقدان رودلف ..

**********

خرج رودلف و بدأ بتفقدها .. لم يستطع تركها ترحل وحيدة ..
سأل مادلين عنها فقالت إنها رحلت منذ دقائق ..

خرج من غرفة العروس وتفاجأ بكلير واقفة أمامه وهي تنظر بحزن .. وقف رودلف للحظة فقالت كلير:
- رودلف .. أنا آسفة لأني لم أخبرك ..
تمتم رودلف بحزن:
- لم أعتقد أنك تعلمين، ظننتك صديقة مخلصة ...
دمعت عينا كلير وقالت:
- لقد خطط جلالة الملك لذلك،، ليس لي يد في الأمر ..
قال رودلف بحدة:
- لكنك كنت تعلمين كل شيء ..!!
همست كلير وهي تمسح دموعها:
- ماذا ستفعل الآن؟؟
شعر رودلف باليأس وقال :
- لقد انتهى الأمر .. إنها تكرهني، وقد قتل أبي شقيقها الوحيد، وحبس والديها ... لن أستطع أن أنظر في عينيها مجددا ..
قالت كلير:
- رودلف .. ألحق بها ..
- ماذا؟؟
نظر رودلف إلى وجه كلير فقالت بحزم:
- أجل،، على الأقل أعدها إلى منزلها ربما تود قول شيء ما لك ،، بمفردكما..
قال رودلف بخفوت قبل أن يسرع :
- هذا ما كنت سأفعله ..


وانطلق رودلف خارج القصر بين ذهول الناس والمارة ، يسابق الريح على ظهر سباركي ..
ركض بسرعة يبحث عنها وعندما ابتعد عن القصر بدأ في الصراخ :
- جيني ... جيني ... أجيبيني ..

من بعيد سمعت جيني صوت رودلف،، التفتت تبحث بعينها ورآها رودلف في تلك اللحظة واقترب بحصانه ثم ترجل وهرول إليها مسرعا وهو يقول متحاشياً النظر في عينيها :
- على الأقل .. دعيني أوصلك،، لا يجوز أن أدعك تسيرين بمفردك في هذا الوقت المظلم ...

عادت الدموع تجري في عيني جيني وشعرت بضعف كبير وهي تنظر إلى يديه،، كان يرتدي خاتم الزواج في يده اليسرى ولمست جيني أصابعه ثم نظرت إلى عينيه ..

خفق قلب رودلف وهمست جيني برقة:
- رودلف .. أنت زوجي،، وستظل كذلك إلى الأبد ..

نظر رودلف إلى عينيها وبدا حزينا جدا ولمعت دموعه في الظلام فقالت جيني وهي تعانقه :
- أحبك .. أحبك يا رودلف .. لطالما أحببتك .. منذ اللحظة التي رأيتك فيها، منذ كنت ملوثا بالوحل، وعشقتك عندما أدخلتني إلى عالمك .. كانت كل لحظاتي تفكر بك وكل أنفاسي أخرجها من أجلك .. لكن .. لكن .. والداك طلبا مني الابتعاد عنك ... ولذلك آثرت سعادتك ..
ضمها رودلف بقوة وهو لا يصدق انه استرجع حبه مجددا ...

بكى الاثنان ثم نظرا إلى وجهيهما، وإلى أنوفهما الحمراء فضحكا ..
قال رودلف مبتسما والدموع في عينيه :
- يجب أن نحتفل بزفافنا على طريقتنا الخاصّة يا جيني ..
ابتسمت جيني وقالت وهي تتحسس وجهه بأصابعها الرقيقة:
- وما هي طريقتك الخاصة ؟؟
- سأعرف ذلك منك ..
أغمضت جيني عينيها وقالت وهي تضع كف يدها على صدر رودلف:
- إنها هنا ... حياتك،، رودلف .. أنا أشعر بها،، إنها داخل قلبك،، قلبك الثائر يا رودلف .. وأنا أرى ألغازا وصورا وعوالم ..
فتحت جيني عينيها وهمست :
- هل يمكنني اكتشاف مجاهل قلبك الثائر يا رودلف؟؟
ابتسم رودلف وقال :
- أريد ذلك حقا ..
ثم امتطى حصانه سباركي وحمل جيني أيضا،، احتضنته جيني من الخلف ووضعت رأسها على ظهره وانطلق فارسها متوجها ليحقق لها أحلامها ..
ورأسا ..
إلى قرية فيرديور ..

nina kaiba
13-03-2009, 20:18
************


كانت سيندي تصيح وتضحك بجنون والجميع يرمي الزهور وبتلات الورود الملونة فوق العروسين ..

نظرت جيني إلى عيني رودلف السعيدتين وقالت :
- لقد حضر بيل ..
نظر رودلف من بعيد وشاهد بيل قادما ومعه فرقة موسيقية وصاح القرويون وهم يهتفون ويصفقون ..
لوح رودلف لبيل من بعيد ثم قال لجيني :
- لقد حضر والدي إلى حفل زفافنا ..

ظنت جيني انه يتكلم عن الملك فقالت :
- أين هو؟؟
ابتسم رودلف وقال:
- إنني اعتبر بيل والدي الحقيقي الذي يفهمني جيدا ..
ضحكت جيني وهي تنظر إلى والديها السعيدين وقالت:
- إن بيل شخص رائع ..

في نهاية الحفلة الجميلة توجه رودلف وجيني إلى حديقتهما الكبيرة،، التي تحيط بمنزل صغير،، أبيض اللون، وركض رودلف خلف جيني داخل حديقتهما الجميلة وحملها رودلف وهو يقول :
- أهذا هو حلمك؟؟
عانقت جيني رودلف وقالت:
- أجل ..
ابتسم رودلف وهمس:
- إنه حلمي أيضا .. نحن نعيش معا في قاع البحر .. وهذا هو منزلنا الأبيض الصغير ..

ضحك الاثنان بسعادة وأمسكا بيد بعضيهما متوجهان إلى منزل أحلامهما ليقضيا ما تبقى من عمرهما معا،، وبين قلبيهما جسر حديدي .

.................................................. ....................................



النهاية.

C H A R L O T T E
14-03-2009, 13:21
سلام نينا كيفك ياسلام والله النهايه تجنن وبصراحه كنت خايفه قلت حيفترقو بس أشوا رجعوا لبعض الله يعطيك العافيه على القصه وننتظر وحده ثانيه مع السلامه

بامبل بي
19-03-2009, 08:10
سلام..
نينو ..نهاية روووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة ..جميلة..جنان..
:):):):):):):):):):):)
شكرا على القصة الحلوة ..وبانتظار واحدة جديدة>>>طمع:لقافة:

White Ange10l
24-03-2009, 15:20
تحياتي عزيزتي نينا:)

عذرا عالتأخير بس والله كنت كتير معجوئة وانتي بتعرفي السفر كيف بغلب حتى اني كملت القراءة خلال سفري لأني حبيت اعرف شو صار بالنهاية ...;)

الرواية حلووووووووة بس قلعة ماليبو لقيتها احلى ... على العموم الكاتب ( الله يرحمه) مبدع رواياته حلووووة::جيد::

ربنا يعطيكي العافية ولا تحرمينا من هيك روايات::سعادة::

نهارك فل

nina kaiba
01-04-2009, 08:10
هلا بناات

على حسب إلي عرفته انا حسام الله يرحمه نزل لكم نشوة الإنتقام و في عضوة تنزل أجنحة الليل و انا نزلت قلعة ماليبو و مجاهل القلب الثائر و المتبقي:

الجندي الابيض
السياج الأخضر

و لا بعد نزلو الجندي الأبيض مدري

أنتو إختارو و أنا أنزل ^_^

White Ange10l
09-04-2009, 03:08
تحياتي عزيزتي

أنا ما قرأت غير الروايات الي انتي نزليتها لهيك لو فيكي تعطيني اللينك الخاص بالروايات التانية بكون ممنونة كتير

بالنسبة الي نزلي اول شي الجندي الابيض وبعدين السياج الأخضر طبعا اذا ما فيها غلبة

ناطرينك على نار

nina kaiba
09-04-2009, 11:06
اوكيه بنزل جندي الابيض

وااااااااااااااااوي هذه قصة مرررررره حلوة

nina kaiba
09-04-2009, 11:10
نشوة إنتقام في هذه منتدى حسام نزله و جندي الأبيض واااايد ناس نزلوه بس راح انزله على طلبك و قلعة ماليبو و مجاهل القلب الثائر نزلته اما سياج الاخضر راح انزله او تريدي روحي منتدى نبراس للانمي على عضوية IRuMI

White Ange10l
09-04-2009, 23:20
شكرا عزيزتي نينا

راح اتابع معك اسلوبك في الطرح حلووووو بس بدي نشوة انتقام ( ليه ما تنزليها هون انا ما شفتها بالموقع)؟؟

الفارسة الحزينة
15-05-2009, 09:07
انا بنزل السياج الأخضر...

nina kaiba
15-05-2009, 11:39
اوكيه فارسة

بالتوفيق ....

الفارسة الحزينة
15-05-2009, 14:20
آمين.. ويوفقك أيضا

..× حلا ×..
15-05-2009, 15:34
سجليني من متابعيكي

لي عــــ~ــــــــودهـ وتعليــ~ــق بعد القراءة !

يسلموووو نينا - سان

nina kaiba
17-05-2009, 14:53
نورتي حلا

وهلا بكِ

تسلمي على مرور

ملكة بقلبها
06-09-2009, 02:37
يسلموؤوؤوؤو نينآآ على نقلك للروايهـ الروعهـ ,,

الله يرحم كآتبهآ مبدع بمعنى الكلمة وانا قد قرات لهـ كم روايهـ ومآلمست فيهآ غير الإبدآع,,

الله يسكن روحكـ الجنة (حسام) آميـــن

اليكس ساماا
06-09-2009, 13:38
مرررررررررررررررررررررة رررررررررروعة


والله يا حسام انت مرررررررررررررة مبدع الله يرحمك ويسكنك فسيح جناته امين يا رب




نينا لو سمحتي ممكن رابط قصة قلعة ماليبو




و رمضان كريم


see yoooou .......

DeDọ
09-06-2010, 19:30
آلقصصهـ مرره خيــآليه بدرجه مقدر آوصفهــآ !!
يـآلييت دووم هالإبدـــآآآع وتم التصوييييت ع جنــــــــــــآآآآن ..

تسسلم أناملك ع هيييك عمله :p

nina kaiba
20-08-2010, 18:30
حسام ... ما متوفى ... ( و هذا له قصة طويلة )

yamachan
08-02-2011, 23:37
حسام ... ما متوفى ... ( و هذا له قصة طويلة )

:confused: حقا !!!
لقد كنت من متابعيه قبل سنتين او ثلاث ومازلت
لقد سمعت بعض الشائعات عن هذا
حاولت الاستفسار لكن مامن مجيب
لذلك مالذي حصل فعلا
فأنا لم أعد أفهم شيئا
مره يقولو مات ومره يقولو لا حي
احترت
بدأت اشك ان كان انسانا حتى :p <<<هلوسات

nina kaiba
05-06-2011, 11:32
أسفة على تأخير في الرد

بس حسام .... ما متوفى

هو كان بالخارج الدولة عشان عملية القلب ...

و الأهل و الاصدقاء ما كان عندهم أي خبر عنه و لا إتصال

و هو قال إنه ممكن مقلب من أصدقاءه أو شيء

المهم إنه حسام لساته حي و يرزق

تحيتي

spring's melody
05-06-2011, 12:11
وااااااااااااو قصتك مررررررة حلوه
واصلي تالقك و ابداعك خيتووووو