PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : قصة قصيرة بعنوان الطائشة



أبوبكر_007
26-01-2009, 07:56
قصة قصيرة بعنوان الطائشة
ليلة غريبة.. وحيداً.. استلقى في سريرة الخالي.. الوحشة والقلق قاسماه فراشة البارد وغرفته المظلمة.. حاول النوم.. عجز شعر بحركة مريبة.. ظن حينها انها حطرت.. حطرت خلسة.. لم يعتد حضورها.. لم يستغربه.. يعرف اندفاعها.. وتهورها جريئة.. جاءت تشاركة ليلته التعيسة وجنونه المعهود .
دخلت دفعت الباب الموارب بهدوء وحذر.. تخشى شيئاً, ربما الاصطدام بالأثاث, أو ربما اعتقدت حينها أنه نائم لم تكن تريد أزعاجه وإيقاظه.. كان مستيقظا.. منتبهاً واستطاع ان يراها من مكانه, ويراقب حركتها المضطربة.. كانت تبدو مرتبكة ومترددة.. صراع عنيف نشب وبين نفسها القلقة.. صراع مرير اشتدمع ذاتها المتمردة.. معركة حامية اشتعلت رغبتها في البقاء والمكوث عندة, وفي غرفته, وبين عزمها المتردد في الرحيل والمغادرة.. في ذلك الوقت شعرت بالخوف بالرعب.. أدركت حجم الخطأ الذي اقترفته في حضورها إلى غرفته.. خطيئة كبرى, ربما ستقدم عليها إن هي بقيت معه.. أحست بانها كانت حماقة أقدمت عليها دون إرادتها لامت نفسها حينئد.. شعرت بالخجل من سوء تقديرها للموقف وفي وجودها غير المناسب, في ذلك المكان, وفي مثل تلك الساعة المتأخرة من الليل .
كان تصرفها مستهتراً, لامبال, قادها للندم, لا شك في ذلك.. كانت لا تدًري كيف أنها كانت راضية وفرحة قبل هذا الوقت, ومقتنعة في ملاقاته وصحبته, وكانت ترغب مشاركته في تمضية لحظات قليلة, ماجنة, حافلة بالمتعة الزائفة, والزائلة, كانا لا شك سيسرقانها من الزمن, ومن وقت تلك الليلة النادرة ويقتسمان لذتها معاً .
لكنها في ذلك الوقت كان يبدو عليها أنها أفاقت خلال هذه اللحظات الحاسمة.. صحت اخيراً من غفلتها واستسلامها المتخاذل واللاواعي وانقيادها الاعمى في سيرها المتخبط نحو سراديب الوهم المقفرة التي تورطت في اقتحامها بجنون ومؤكد انها في ذلك الوقت أدركت فداحت الخسارة التي ستلحق بها .. كانت تخشى أن توصم بالعار تخاف الوقوع في العيب, في المحظور والسقوط في ذلك الوقت شعرت بأنه يجب عليهاأن ترحل في الحال .. يجب ان تهرب منه أن تفر الى حيث لا مكان ولا زومان يكون فيهمت موجوداً معها لكنها في الوقت ذاته كانت لا تدري كيف أنها ستتمكن من ذلك وقد أمست حبيسة غرفته ورغبته معاً.. ومؤكد أنه لن يريدها تهرب منه بعد أن أمست حقيقة حقيقة موجودة في غرفته .
بدأ جسدها يرتجف حينئد ارتعشت أطرافها وتسارعت نبضات قلبها أحست برغبة شديدة في البكاء والصراخ وربما الاستغاثة.. كانت هائجة تدور في ارجاء الغرفة الضيقة عديمة الحيلة لكنها في الأخير هدأت استكانت وربما استسلمت لقدرها ومصيرها المحتوم.. تكومت حينئد وتقرفصت في ركن الغرفة بيأس لا مجد لأمل مزيف كانت حقاً محبطة لكن فجاة.. فجاة أحست بشيء جديد بدأ ينمو في جسدها.. شيء لم تالفة من قبل لكنه صار جزءا من جسدها حينها شعرت باقدامها العارية لا تلامس الارض, ارض الغرفة الباردة كأن شيئا ما أو شخصاً ما حملها حينئد ورفعها من على الارض أحست نفسها تستطيع القيام بحركة جديدة, تستطيع الطيران بحرية في الهواء كانها قد نبتت لها اجنحة شفافة لا مرئية, لتساعدها على التحليق في الفضاء الواسع قدرة عجيبة وقوة خارقة امتلكتها بشكل حقيقي مكنتها من الطيران بكل ثقة ومن دون ان تقع, أو تسقط على الارض, وكانت تستطيع أن تهبط بانسياب وتحط في أي مكان تريدة وحينما ترغب في ذلك وبكل براعة واقتدار .
حطت على الطاولة القريبة من السرير.. وطارت.. حطت مره اخرى على حافة السرير بتحد.. وطارت مجدداً بسعادة.. وحطت بعد ذلك على شرفة النافذة المفتوحة .
حينها اصابني الذهول.. تجمدت في مكاني.. كنت مستغرباً, مندهشاً حاولت النهوض, عجزت, فقط كنت اتتبعها بعيني الحائرتين.. تمالكت نفسي ونهضت بصعوبة, وهممت اللحاق بها الى شرفة النافذة, محاولاً الامساك والايقاع بها, لكنها طارت بخفة ورشاقة, وتمكنت من الفرار وهربت الى خارج الغرفة لم اتمكن من السيطرة والاستيلاء عليها.. لم اتمكن من البض عليها طارت ابتعدت وغابت عن ناظري اختفت في الظلام الكثيف للشارع الضيق, ومتاهة المدينة النائمة في العتمة والغفلة.. بيد انني في ذلك الوقت, وبالرغم من انني لم اتمكن من ايقافها ومنعها من الرحيل والهروب, الا انني لم اغضب ولم اشعر بالأسف لفقدانها وضياعها مني كنت مدركا في ذلك الوقت, ومتاكداً أيضاً من انها لم تكن امرأة تلك التي زارتني في غرفتي تلك الليلة .
وكنت اشتهي حضورها وبقاءها عندي, وايضأ لم تكن حمامة بيضاء, منهكة ظلت طريقها إلى غرفتي تطلب الراحة لبعض الوقت.. انها لم تكن شيئاً من ذلك سوى أنها كانت مجرد فكرة!! فكرة طائشة راودتني تلك الليلة, وكانت تدور في رأسي حائرة حاولت استحضارها, فحضرت في الحال, لكنني رأيتها خرجت من رأسي بحذر وكانت مسرورة وتسللت من عقلي ومن تفكيري, بفرح وسعادة, لتمرح معي لبعض الوقت, وتلهو في ارجاء غرفتي بحرية, لكنها طارت.. طارت الفكرة, وهربت مني, وحلقت في الفضاء اللامتناهي, وغادرتني الى الابد .

ناروتو...
26-01-2009, 12:59
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووو
وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووو
ووووووووووووووووووووووووووووووور على المجهود

Maria Wonders
26-01-2009, 14:02
عذرا

القسم للطرائف والالغاز
ومواضيع القصص لها قسمها الخاص

يجب اختيار القسم المناسب عند كتابة أي موضوع (http://www.mexat.com/vb/qoanin.php?)


مغلق