CAT IRIS
01-01-2009, 12:42
السلام عليكم:
إلى إخواننا في فلسطين أنصرهم الله على أعدائهم
إليكم أهدي هذه القصة المتواضعة، هي أقل شيء أستطيع فعله ، بعدما حدث في غزة
تلاشى نور الشمعة الضئيل داخل المنزل البسيط بأثاثه الخشبي، فاسترسل الغيهب في المكان يعبث هنا وهناك، بدى كل شيء ساكنا ، وكأن المنزل خال من اشكال الحياة التي عهدناه ، ولكن مهلا فصدى ذلك النواح العالي قد سمع فجأة في أحد أركان المنزل الداجية ، نواح الفتاة الصغيرة ذات الإحدي عشر ربيعا ، '' صفاء '' ذلك كان اسمها ، إسم بمعان كثيرة ، ضمت ذلك الطفل الصغير بقوة إلى حضنها تاركة دموعها الحارقة تعبث بوجنتيها الورديتن ، إنها تتألم من دون أن يسمعها أحد ، تتألم من دون أن يكترث لها أحد ، هي تتألم لكنهم لا يفهمون ، فهم وإن كانوا مغتمون لا يحسون بألمها الدفين هي التي شهدت المجزرة بمرئ عينيها ، مجزرة مات فيها كل أحبائها ، والديها ، عماتها وأعمامها ، فلم ينجو منها غيرها وأخاها الصغير '' ياسر''، في تلك اللحظات المريرة أحست بأن لا جدوى من وجودها هي التي لا طالما حلمت بأن تكون لفلسطين الطاهرة دولة مستقلة ، ككل الدول ، يستمد منها أهلها الأمان والإطمئنان ، تغمض جفونهم بلا خوف مما قد يحصل وقتها ، دولة بلا حروب ولا سفك دماء، لا جثث ولا أموات !!
كانت ككل فتاة صغيرة، لديها طموحات وآمال في الحياة، قبل الوقع المرير الذي قلب حياتها، وحين سألت بعد ثلاثة أيام من وقوع الحادثة عن طموحاتها أجابت بكلمات مؤثرة '' عن أي طموحات تتحدثون، لا أضن أن لفتاة مثلي الحق في تمني أي شيء ، لانني ببساطة لست كجميع الفتيات ، أنا وفتيات فلسطين لسنا كالجميع ، ولكن ماذا نفعل غير أن نقول ، لعنكم الله يا صهاينة ، لعنكم الله !!!! ''
قالت كلماتها الاخيرة وهي تذرف دموعها الحزينة بكثرة ، حتى أنها أبكت جميع من حولها ، من سألها من صحفيين ، والمتضررين أمثالها !!
لم تكن تلك هي المرة الأخيرة التي تحدثت فيها، فلقد سألت مرة أخرى ولكن هذه المرة عما يختلج صدرها وتريد البوح به، فردت بخيبة وبكلمات أكثر تأثيرا من سابقتها '' أريد أن أوجه العتاب لكل عربي، ينعم بالأمان في حين نحن نتعذب ، أو ليس من العار عليكم أن نرى لكم أعين من دون ألسنة تتحدث ؟.... أولسنا جزءا منكم ، ألم تصل أنين جرحانا وصراخ أمواتنا إلى قلوبكم ، نحن نموت كل يوم يا عرب ، فلسطين تنزف الن تغيثونا ؟ !....أين إنسانيتكم ، ألم تضحي رحمة في قلوبكم ، أعذرونا إن صرخنا ، فلا أضن الصارخ المذبوح إذا صاح يلام ، يا عرب .... يا مسلمين .... يا بشر .... أهو عيب أن أقول الحق جهرا ؟؟ .... أم هو خرق للنظام ؟؟.... قبح الله لسانا يأنف الصمت الحرام ... يا عرب ويحكم، كأنما عقمت كرامتكم عن الإنجاب
وااحصرتاه على العروبة ، حسبنا الله ونعم الوكيل عليكم يا شعوب العرب، حسبنا الله عليكم أيها الصهاينة اليهود، لعنكم الله جميعا ليوم الدين !!
نظرت لـ''ياسر'' بعينين حانيتن صافيتين ، فبالرغم من ان كلماتها ذاك اليوم كانت قاسية الا انها نابعة من حبها لوطنها ، ومن أسفها على جمود العرب وخيانتهم ... فسؤال يراودها والجميع.... لماذا لا يشاركهم العرب احزانهم ؟؟؟ إلى متى سيضلون مطأطأون برؤوسهم خجلا من كل ما يحدث في فلسطين ؟؟؟
غارة أخرى، في مكان آخر من بقاع تلك الأرض المقدسة الطاهرة، جرحى وموتى آخرين، نواح مرة أخرى، ألمٌُ يعود من جديد !!
هذه المرة غزة من تنزف، يتامى جدد، وبقع دماء جديدة وساخنة هي التي تسيل ، فماذا نحن فاعلون ؟ !
نظرت '' صفاء '' بعينيها الدامعتين مرة أخرى إلى بشاعة المظهر، وشيئا فشيئا بدأ الحقد يتغلل إلى قلبها الصغير، فضاقت ذرعا بما فعله اليهود ولم تعد تحتمل أكثر من ذلك ، ولكن صبرا ، ماذا يمكن لفتاة صغيرة أن تفعل ؟؟؟
وضعت قلادة فضية - رسم وسطها المسجد الأقصى - بين يدي '' ياسر '' الصغير الذي لم يتجاوز الأربع سنوات وتحدثت بأمل وصوت أجش لطيف: اسمعني جيدا يا ياسر، سأتغيب عنك الآن، ولتبقى مع جارتنا... قد يطيل غيابي..يطيل كثيرا، ولكن ما دمت حيا أريدك أن لا تفقد الأمل، فلا بد أن تتحرر بلادنا العزيزة، ولا بد للأيام أن تجمعنا مرة أخرى، والآن وداعا يا أخي الصغير !!
كان '' ياسر '' صغيرا قليلا على أن يفهم ما ترمي إليه أخته، والتي أضافت بخاطرها بألم: يجب أن تتمسك بالحياة يا أخي، قد تغير أنت وصغار فلسطين قدرنا، سنأمل بكم خيرا ...... والله كفيل بمساعدتكم !!!
أرادت صفاء أن تحارب القدر، أن تقف ضد الصهاينة فما كان منها إلا تضع علم فلسطين على ظهرها وترفع حجارة صغيرة من على الأرض، وصرخت بكل قوتها، صرخت بصوت عربي لفتاة فلسطينية ومسلمة: فلسطين لن تموت يا عرب !!
وانتم ايها الصهاينة نحن صامدون في وجوهكم!!
حتى النهاية سوف نصرخ !!
وااااحصرتاه !!!
لك الله يا فلسطين !!!
لك الله يا أقصى !!!
الله أكبر ، الله أكبر !!!
كلمات أخيرة أطلقتها قبل أن تهوي أرض وسط بركة دماءها الحارة، كانت نعم الفتاة المسلمة المجاهدة، لم تخف الموت، ولم تتردد في قول الحق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس !!
وأنتم أيها العرب، نحن جميعا إذا سكتنا على الحق، نحن شياطين مثلنا مثل إسرائيل وأمريكا، لعنهم الله وعذبهم في نيران جهنم !!!!
إلى إخواننا في فلسطين أنصرهم الله على أعدائهم
إليكم أهدي هذه القصة المتواضعة، هي أقل شيء أستطيع فعله ، بعدما حدث في غزة
تلاشى نور الشمعة الضئيل داخل المنزل البسيط بأثاثه الخشبي، فاسترسل الغيهب في المكان يعبث هنا وهناك، بدى كل شيء ساكنا ، وكأن المنزل خال من اشكال الحياة التي عهدناه ، ولكن مهلا فصدى ذلك النواح العالي قد سمع فجأة في أحد أركان المنزل الداجية ، نواح الفتاة الصغيرة ذات الإحدي عشر ربيعا ، '' صفاء '' ذلك كان اسمها ، إسم بمعان كثيرة ، ضمت ذلك الطفل الصغير بقوة إلى حضنها تاركة دموعها الحارقة تعبث بوجنتيها الورديتن ، إنها تتألم من دون أن يسمعها أحد ، تتألم من دون أن يكترث لها أحد ، هي تتألم لكنهم لا يفهمون ، فهم وإن كانوا مغتمون لا يحسون بألمها الدفين هي التي شهدت المجزرة بمرئ عينيها ، مجزرة مات فيها كل أحبائها ، والديها ، عماتها وأعمامها ، فلم ينجو منها غيرها وأخاها الصغير '' ياسر''، في تلك اللحظات المريرة أحست بأن لا جدوى من وجودها هي التي لا طالما حلمت بأن تكون لفلسطين الطاهرة دولة مستقلة ، ككل الدول ، يستمد منها أهلها الأمان والإطمئنان ، تغمض جفونهم بلا خوف مما قد يحصل وقتها ، دولة بلا حروب ولا سفك دماء، لا جثث ولا أموات !!
كانت ككل فتاة صغيرة، لديها طموحات وآمال في الحياة، قبل الوقع المرير الذي قلب حياتها، وحين سألت بعد ثلاثة أيام من وقوع الحادثة عن طموحاتها أجابت بكلمات مؤثرة '' عن أي طموحات تتحدثون، لا أضن أن لفتاة مثلي الحق في تمني أي شيء ، لانني ببساطة لست كجميع الفتيات ، أنا وفتيات فلسطين لسنا كالجميع ، ولكن ماذا نفعل غير أن نقول ، لعنكم الله يا صهاينة ، لعنكم الله !!!! ''
قالت كلماتها الاخيرة وهي تذرف دموعها الحزينة بكثرة ، حتى أنها أبكت جميع من حولها ، من سألها من صحفيين ، والمتضررين أمثالها !!
لم تكن تلك هي المرة الأخيرة التي تحدثت فيها، فلقد سألت مرة أخرى ولكن هذه المرة عما يختلج صدرها وتريد البوح به، فردت بخيبة وبكلمات أكثر تأثيرا من سابقتها '' أريد أن أوجه العتاب لكل عربي، ينعم بالأمان في حين نحن نتعذب ، أو ليس من العار عليكم أن نرى لكم أعين من دون ألسنة تتحدث ؟.... أولسنا جزءا منكم ، ألم تصل أنين جرحانا وصراخ أمواتنا إلى قلوبكم ، نحن نموت كل يوم يا عرب ، فلسطين تنزف الن تغيثونا ؟ !....أين إنسانيتكم ، ألم تضحي رحمة في قلوبكم ، أعذرونا إن صرخنا ، فلا أضن الصارخ المذبوح إذا صاح يلام ، يا عرب .... يا مسلمين .... يا بشر .... أهو عيب أن أقول الحق جهرا ؟؟ .... أم هو خرق للنظام ؟؟.... قبح الله لسانا يأنف الصمت الحرام ... يا عرب ويحكم، كأنما عقمت كرامتكم عن الإنجاب
وااحصرتاه على العروبة ، حسبنا الله ونعم الوكيل عليكم يا شعوب العرب، حسبنا الله عليكم أيها الصهاينة اليهود، لعنكم الله جميعا ليوم الدين !!
نظرت لـ''ياسر'' بعينين حانيتن صافيتين ، فبالرغم من ان كلماتها ذاك اليوم كانت قاسية الا انها نابعة من حبها لوطنها ، ومن أسفها على جمود العرب وخيانتهم ... فسؤال يراودها والجميع.... لماذا لا يشاركهم العرب احزانهم ؟؟؟ إلى متى سيضلون مطأطأون برؤوسهم خجلا من كل ما يحدث في فلسطين ؟؟؟
غارة أخرى، في مكان آخر من بقاع تلك الأرض المقدسة الطاهرة، جرحى وموتى آخرين، نواح مرة أخرى، ألمٌُ يعود من جديد !!
هذه المرة غزة من تنزف، يتامى جدد، وبقع دماء جديدة وساخنة هي التي تسيل ، فماذا نحن فاعلون ؟ !
نظرت '' صفاء '' بعينيها الدامعتين مرة أخرى إلى بشاعة المظهر، وشيئا فشيئا بدأ الحقد يتغلل إلى قلبها الصغير، فضاقت ذرعا بما فعله اليهود ولم تعد تحتمل أكثر من ذلك ، ولكن صبرا ، ماذا يمكن لفتاة صغيرة أن تفعل ؟؟؟
وضعت قلادة فضية - رسم وسطها المسجد الأقصى - بين يدي '' ياسر '' الصغير الذي لم يتجاوز الأربع سنوات وتحدثت بأمل وصوت أجش لطيف: اسمعني جيدا يا ياسر، سأتغيب عنك الآن، ولتبقى مع جارتنا... قد يطيل غيابي..يطيل كثيرا، ولكن ما دمت حيا أريدك أن لا تفقد الأمل، فلا بد أن تتحرر بلادنا العزيزة، ولا بد للأيام أن تجمعنا مرة أخرى، والآن وداعا يا أخي الصغير !!
كان '' ياسر '' صغيرا قليلا على أن يفهم ما ترمي إليه أخته، والتي أضافت بخاطرها بألم: يجب أن تتمسك بالحياة يا أخي، قد تغير أنت وصغار فلسطين قدرنا، سنأمل بكم خيرا ...... والله كفيل بمساعدتكم !!!
أرادت صفاء أن تحارب القدر، أن تقف ضد الصهاينة فما كان منها إلا تضع علم فلسطين على ظهرها وترفع حجارة صغيرة من على الأرض، وصرخت بكل قوتها، صرخت بصوت عربي لفتاة فلسطينية ومسلمة: فلسطين لن تموت يا عرب !!
وانتم ايها الصهاينة نحن صامدون في وجوهكم!!
حتى النهاية سوف نصرخ !!
وااااحصرتاه !!!
لك الله يا فلسطين !!!
لك الله يا أقصى !!!
الله أكبر ، الله أكبر !!!
كلمات أخيرة أطلقتها قبل أن تهوي أرض وسط بركة دماءها الحارة، كانت نعم الفتاة المسلمة المجاهدة، لم تخف الموت، ولم تتردد في قول الحق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس !!
وأنتم أيها العرب، نحن جميعا إذا سكتنا على الحق، نحن شياطين مثلنا مثل إسرائيل وأمريكا، لعنهم الله وعذبهم في نيران جهنم !!!!