DODRIA
22-12-2008, 08:44
http://img246.imageshack.us/img246/9650/11cy0qv9.gif
إليكم نبذة عن الأديب المسمى الجاحظ :
عاش الجـاحظ في عهد نهضت فيه الثقافة، وكثر فيه العلماء، فاقبل بعـقله الواعي وذكائه اللماح، وشغفه بالعلم على كل مصادر الثقافة ومناهل المعرفة حتى أثرى عقله، وتأهل للكتابة والتأليف والتصنيف، فإذا هو كالنحلة التى تجمع من الأزهار غذاؤها ثم تقدم شهدا حلوا وغذاءا شهيا، فاغني المكتبة العربية بالعديد من مؤلفاته التى تطلعنا على كتابة الجاحظ العلمية وخصائصها، وتقفنا على طريقته الفكرية. وسبب اختيارنا لهذا الكتاب كتبه العديدة التي كتبها قلمه وفكر فيها عقله والتي يبدو فيها الجاحظ عالما باحثا محققا ذا طريقة مبتكرة تعتمد على العقل والمنطق والتعبير عن المعنى بأدق عبارة، وأوضح لفظ مع حسن السبك وجودة التركيب وجمال التعبير. وقد تأثر الجاحظ بطريقة ابن المقفع.
http://www.al-wed.com/pic-vb/141.gif
نسبه و نشأته:
هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الفقيمي البصري، الملقب بالحاجظ لجحوظ عينيه أي بروزهما، و كان هذا اللقـب لا يعجبه، و كان يقال له الحدقـــي ايضا، و ينسب الجاحظ إلى كنانة، وروي ان احد اجداده ( فزارة ) كان حمالا لسيد من كنانة بالبصرة ( عمرو بن قلع ).
ولد الجاحظ سنة 160هـ – 777م بالبصرة، ونشأ يتيما فقير، ميالا إلى العلم، فكان يخالط طائفة من العلماء تجتمع في مسجد البصرة تارة، كما كان يختلف إلى أحد الكتاتيب طورا، وقد اكب الجاحظ على تحصيل علوم العربية، فاخذ اللغة و الأدب عن أبي عبيـدة و الاصمعـي و ابي زيد الانصاري و اخذ النحو عن الاخـفش، و أخذ علم الكلام عن شيخ المتكلمين ابراهيـم ابن سيـار المعروف بالنظام،و هو من أئمة المعتزلة، و من ثم اصبح الجاخظ بعد ذلك معتزليا، و له فرقة تسمى الجاحظية نسبة إليه، و رحل الجاحظ إلى بغداد، وأتصل بكبراء علماء الدين و علماء اللغة و الأدب واخذ عنهم. و عمل الجاحظ في دوان الرسائل للخليفة المامـون، و لكن معاملة الكتاب.
له، و بخاصة سهل بن هارون لم تتح له البقاء أكثر من ثلاثة أيام، و استقدمه الخليفة المتوكل
( المتوفى سنة 247هـ ) لتأديب بعض ولده، فلما رآه استبشع منظره، فأمر له بعشرة آلاف درهم وصرفه وممن اتصل بهم من الوزراء محمد بن عبد المالك الزيات الذي أقطعه أربعمائة جريب ( و الجريب مكيال، و يطلق على الأرض التي تبلغ مساحتها مقدار يبذر فيه جريب مكيال) في الأعالي، و ينتقل الجاحظ في البلاد فعاش في بغداد زمنا، ورحل إلى دمشق و مصر و إنطاكية و غيرها من الدول الإسلامية المترامية الأطراف.
وكان الجاحظ خفيف الروح، حسن العشرة، ظريف النكات، محبوب لدى المجتمع الذي يعيش فيه، يقدم إلى الولاة و الأعيان ( من العب و الترك ) ما يؤلف و ينتج من كتب و رسائل، و يجزلون له العطاء، حتى ملأ صيته جميع مدن العراق. و للجاحظ مؤلفات عدة
بلغت عند بعض الرواة ستين و ثلاثمائة كتاب، أكد بعضهم أنها جاوزت ثمانين و مائة كتاب و رسالة، منها في موضوعات علم الكلام: كتاب في الرد على النصارى، و في موضوعات السياسة و التاريخ:
كتاب العرب و العجم، و في الأخلاق: كتاب البخلاء، وفي النبات: كتاب الزرع، وفي الحيوان: كتاب الحيوان، وفي اللغة و الأدب: البيان و التبيين.
و قد قال أبو الفضل بن العميد عن تلك المؤلفات » كتب الجاحظ تعلم العقل أولا و الأدب ثانيا«.
واستمر الجاحظ في كتابة الديوان مع محمد بن عبد الملك الزيات حتى قتل، فعاد الجاحظ إلى البصرة وبقي فيها يرضى رغبته في القراءة و الكتابة و التأليف، حتى أصيب بالفالج، و كان يقول: » اصطلحت على جسدي الأضداد، إن أكلت باردا اخذ برجلي، و إن أكلت حارا اخذ برأسي، و اشد ما على ست وتسعون سنة« ، و مع ذلك لم يقعد به مرضه عن التأليف و الكتابة و كثيرا ما كان يحمل إلى بغداد ليحضر فيها مجالس العلم و الأدب، و بينما هو محمول في إحدى المرات توفى، حوالي 255هـ/869م عن عمر يتجاوز التسعين.
http://www.al-wed.com/pic-vb/141.gif
مصادر ثقـافتـه:
1- نشأ الجاحظ بالبصرة مهد العلم و الأدب، و تتلمذ على أئمة القرن الثاني الهجري الأعلام، و في مقدمتهم: الأصمعي، وأبو عبيدة، و أبو زيد الأنصاري، فتعلم منهم الكثير من الأدب و الفكاهة و غريب اللغة.
2- اتصاله بشيخ المتكلمين أبى إسحاق النظام و هو من فحول الكلام و من أئمة المعتزلة، فتخرج عليه الجاحظ من علم و الكلام و اصبح من أئمته، و أصحاب الرأي فيه.
3- معرفة الجاحظ بالثقافة اليونانية عن طريق علماء اليونان و مشافهته لحنين بن اسحق و سلموية، و أمثالها، وحذق الثقافة الفارسية من كتب ابن المقفع، أخذه عن أبى عبيدة و توسعه في الثقافات كلها بما كان يقرأ من الكتب فيها.
4- كان يضرب به المثل في شغفه بالقراءة، فلم يكن يدع كتابا إلا بعد أن يقرأه و يستوعبه، و كانت البصرة حافلة بدور الكتب، مما أتاح له إشباع فهمه إلى الاطلاع و
المعرفة، ويروى انه كان يستأجر دكاكين الوراقين، ويبيت فيها للاستيعاب و النظر، و كان الكتاب –كما قال- خير صاحب له، خير جليس، يستفيد منه و يتعلم، و لا يمل صحبته.
5- تعددت رحلات الجاحظ في سبيل المعرفة، فعاش في بغداد زمنا، ورحل إلى دمشق و مصر و إنطاكية، و كثر اختلاطه ببيئات اجتماعية مختلفة مما زادت معه بمعارفه و خبراته واتسعت آفاق تجاربه فلقد خالط الناس جميعا، وأفاد منهم معرفة بطبائعهم وأخلاقهم و طرق معايشهم، وفضائلهم و رذائلهم، وصب كل هذه المعارف في كتبه و مؤلفاته حكمة و فلسفة، وأدبا من شعر و نثر و فكاهة
http://www.al-wed.com/pic-vb/141.gif
شخصيته و صفاته:
كانت عند الجاحظ ملاحظات قوية، وملكة انتباه راسخة و قد حباه الله عقلا نيرا، وحسا مرهفا، فكان سريع الاقتباس، حاد الذهن دقيق الملاحظة، ينتبه لأقل شيء، فيصوره تصويرا ناطقا، و كان إلى جوار ذلك دؤوبا، فما عزم على أمر إلا أتاه.
وكان الجاحظ عالما بالأدب، فصيحا، بليغا، مصنفا في فنون العلوم، وكان من أئمة المعتزلة، و تلميذ أبي إسحاق النظام.
و مما عرف عن الجاحظ بالإضافة إلى منزلته في الكتابة انه كان شاعرا وقد اثر عنه شعر قليل كقوله في فضل العلم و العلماء:
يطيب العيش أن تلقي حكيما غذاه العلم والفهم المصيب.
فيكشف عنك حيرة كل جهل وفصل العلم يعرفه اللبيب.
وقد عاش الجاحظ عصاميا يكتسب بيديه، وعرف بظرفه وفكاهته فقد روي انه كان يأكل مع الوزير ابن الزيات، فجاءوا بفالوحة، فتولع ابن الزيات بالجاحظ، فتنظف ما بين يديه، فقال له ابن الزيات: انقشعت سماؤك قبل سماء الناس، فقال الجاحظ: لان غيمها كان رقيقا.
لقد اشتهر الجاحظ بذكائه، وانه صاحب ذاكرة واعية، وبصر لا ينفذ، شديد الحرص على القراءة والاطلاع، حتى برع في علوم اللغة و الأدب، وكان نادرة زمانه.
http://www.al-wed.com/pic-vb/141.gif
إليكم نبذة عن الأديب المسمى الجاحظ :
عاش الجـاحظ في عهد نهضت فيه الثقافة، وكثر فيه العلماء، فاقبل بعـقله الواعي وذكائه اللماح، وشغفه بالعلم على كل مصادر الثقافة ومناهل المعرفة حتى أثرى عقله، وتأهل للكتابة والتأليف والتصنيف، فإذا هو كالنحلة التى تجمع من الأزهار غذاؤها ثم تقدم شهدا حلوا وغذاءا شهيا، فاغني المكتبة العربية بالعديد من مؤلفاته التى تطلعنا على كتابة الجاحظ العلمية وخصائصها، وتقفنا على طريقته الفكرية. وسبب اختيارنا لهذا الكتاب كتبه العديدة التي كتبها قلمه وفكر فيها عقله والتي يبدو فيها الجاحظ عالما باحثا محققا ذا طريقة مبتكرة تعتمد على العقل والمنطق والتعبير عن المعنى بأدق عبارة، وأوضح لفظ مع حسن السبك وجودة التركيب وجمال التعبير. وقد تأثر الجاحظ بطريقة ابن المقفع.
http://www.al-wed.com/pic-vb/141.gif
نسبه و نشأته:
هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الفقيمي البصري، الملقب بالحاجظ لجحوظ عينيه أي بروزهما، و كان هذا اللقـب لا يعجبه، و كان يقال له الحدقـــي ايضا، و ينسب الجاحظ إلى كنانة، وروي ان احد اجداده ( فزارة ) كان حمالا لسيد من كنانة بالبصرة ( عمرو بن قلع ).
ولد الجاحظ سنة 160هـ – 777م بالبصرة، ونشأ يتيما فقير، ميالا إلى العلم، فكان يخالط طائفة من العلماء تجتمع في مسجد البصرة تارة، كما كان يختلف إلى أحد الكتاتيب طورا، وقد اكب الجاحظ على تحصيل علوم العربية، فاخذ اللغة و الأدب عن أبي عبيـدة و الاصمعـي و ابي زيد الانصاري و اخذ النحو عن الاخـفش، و أخذ علم الكلام عن شيخ المتكلمين ابراهيـم ابن سيـار المعروف بالنظام،و هو من أئمة المعتزلة، و من ثم اصبح الجاخظ بعد ذلك معتزليا، و له فرقة تسمى الجاحظية نسبة إليه، و رحل الجاحظ إلى بغداد، وأتصل بكبراء علماء الدين و علماء اللغة و الأدب واخذ عنهم. و عمل الجاحظ في دوان الرسائل للخليفة المامـون، و لكن معاملة الكتاب.
له، و بخاصة سهل بن هارون لم تتح له البقاء أكثر من ثلاثة أيام، و استقدمه الخليفة المتوكل
( المتوفى سنة 247هـ ) لتأديب بعض ولده، فلما رآه استبشع منظره، فأمر له بعشرة آلاف درهم وصرفه وممن اتصل بهم من الوزراء محمد بن عبد المالك الزيات الذي أقطعه أربعمائة جريب ( و الجريب مكيال، و يطلق على الأرض التي تبلغ مساحتها مقدار يبذر فيه جريب مكيال) في الأعالي، و ينتقل الجاحظ في البلاد فعاش في بغداد زمنا، ورحل إلى دمشق و مصر و إنطاكية و غيرها من الدول الإسلامية المترامية الأطراف.
وكان الجاحظ خفيف الروح، حسن العشرة، ظريف النكات، محبوب لدى المجتمع الذي يعيش فيه، يقدم إلى الولاة و الأعيان ( من العب و الترك ) ما يؤلف و ينتج من كتب و رسائل، و يجزلون له العطاء، حتى ملأ صيته جميع مدن العراق. و للجاحظ مؤلفات عدة
بلغت عند بعض الرواة ستين و ثلاثمائة كتاب، أكد بعضهم أنها جاوزت ثمانين و مائة كتاب و رسالة، منها في موضوعات علم الكلام: كتاب في الرد على النصارى، و في موضوعات السياسة و التاريخ:
كتاب العرب و العجم، و في الأخلاق: كتاب البخلاء، وفي النبات: كتاب الزرع، وفي الحيوان: كتاب الحيوان، وفي اللغة و الأدب: البيان و التبيين.
و قد قال أبو الفضل بن العميد عن تلك المؤلفات » كتب الجاحظ تعلم العقل أولا و الأدب ثانيا«.
واستمر الجاحظ في كتابة الديوان مع محمد بن عبد الملك الزيات حتى قتل، فعاد الجاحظ إلى البصرة وبقي فيها يرضى رغبته في القراءة و الكتابة و التأليف، حتى أصيب بالفالج، و كان يقول: » اصطلحت على جسدي الأضداد، إن أكلت باردا اخذ برجلي، و إن أكلت حارا اخذ برأسي، و اشد ما على ست وتسعون سنة« ، و مع ذلك لم يقعد به مرضه عن التأليف و الكتابة و كثيرا ما كان يحمل إلى بغداد ليحضر فيها مجالس العلم و الأدب، و بينما هو محمول في إحدى المرات توفى، حوالي 255هـ/869م عن عمر يتجاوز التسعين.
http://www.al-wed.com/pic-vb/141.gif
مصادر ثقـافتـه:
1- نشأ الجاحظ بالبصرة مهد العلم و الأدب، و تتلمذ على أئمة القرن الثاني الهجري الأعلام، و في مقدمتهم: الأصمعي، وأبو عبيدة، و أبو زيد الأنصاري، فتعلم منهم الكثير من الأدب و الفكاهة و غريب اللغة.
2- اتصاله بشيخ المتكلمين أبى إسحاق النظام و هو من فحول الكلام و من أئمة المعتزلة، فتخرج عليه الجاحظ من علم و الكلام و اصبح من أئمته، و أصحاب الرأي فيه.
3- معرفة الجاحظ بالثقافة اليونانية عن طريق علماء اليونان و مشافهته لحنين بن اسحق و سلموية، و أمثالها، وحذق الثقافة الفارسية من كتب ابن المقفع، أخذه عن أبى عبيدة و توسعه في الثقافات كلها بما كان يقرأ من الكتب فيها.
4- كان يضرب به المثل في شغفه بالقراءة، فلم يكن يدع كتابا إلا بعد أن يقرأه و يستوعبه، و كانت البصرة حافلة بدور الكتب، مما أتاح له إشباع فهمه إلى الاطلاع و
المعرفة، ويروى انه كان يستأجر دكاكين الوراقين، ويبيت فيها للاستيعاب و النظر، و كان الكتاب –كما قال- خير صاحب له، خير جليس، يستفيد منه و يتعلم، و لا يمل صحبته.
5- تعددت رحلات الجاحظ في سبيل المعرفة، فعاش في بغداد زمنا، ورحل إلى دمشق و مصر و إنطاكية، و كثر اختلاطه ببيئات اجتماعية مختلفة مما زادت معه بمعارفه و خبراته واتسعت آفاق تجاربه فلقد خالط الناس جميعا، وأفاد منهم معرفة بطبائعهم وأخلاقهم و طرق معايشهم، وفضائلهم و رذائلهم، وصب كل هذه المعارف في كتبه و مؤلفاته حكمة و فلسفة، وأدبا من شعر و نثر و فكاهة
http://www.al-wed.com/pic-vb/141.gif
شخصيته و صفاته:
كانت عند الجاحظ ملاحظات قوية، وملكة انتباه راسخة و قد حباه الله عقلا نيرا، وحسا مرهفا، فكان سريع الاقتباس، حاد الذهن دقيق الملاحظة، ينتبه لأقل شيء، فيصوره تصويرا ناطقا، و كان إلى جوار ذلك دؤوبا، فما عزم على أمر إلا أتاه.
وكان الجاحظ عالما بالأدب، فصيحا، بليغا، مصنفا في فنون العلوم، وكان من أئمة المعتزلة، و تلميذ أبي إسحاق النظام.
و مما عرف عن الجاحظ بالإضافة إلى منزلته في الكتابة انه كان شاعرا وقد اثر عنه شعر قليل كقوله في فضل العلم و العلماء:
يطيب العيش أن تلقي حكيما غذاه العلم والفهم المصيب.
فيكشف عنك حيرة كل جهل وفصل العلم يعرفه اللبيب.
وقد عاش الجاحظ عصاميا يكتسب بيديه، وعرف بظرفه وفكاهته فقد روي انه كان يأكل مع الوزير ابن الزيات، فجاءوا بفالوحة، فتولع ابن الزيات بالجاحظ، فتنظف ما بين يديه، فقال له ابن الزيات: انقشعت سماؤك قبل سماء الناس، فقال الجاحظ: لان غيمها كان رقيقا.
لقد اشتهر الجاحظ بذكائه، وانه صاحب ذاكرة واعية، وبصر لا ينفذ، شديد الحرص على القراءة والاطلاع، حتى برع في علوم اللغة و الأدب، وكان نادرة زمانه.
http://www.al-wed.com/pic-vb/141.gif