منتقد
05-12-2008, 17:26
http://farm4.static.flickr.com/3267/3084363991_0ab5f1d43b.jpg?v=0
من النادر أن تتواجد نماذج جيدة في الثمانينيات أو ما يسبقها من سنوات والتي كانت تشهد الولادة الحقيقة لتواجد هذا الفن , حيث حكمتها ظروف اقتصادية وتقنية لم تكن تسمح بهذا المستوى المتقدم من الإخراج الجيد , لكنه ما لبث أن أخرج لنا فوميو كروكاوا رائعة وتحفته الفنية بحق والتي تمثل توجهه العظيم كمخرج حيث أنها كانت تمثل واسطة أعماله , والتي نالت شرف الريادة بلا منازع , وكسر بها الفني الذي عاشته تلك الفترة , برهن للعالم بأن يد التطور قد تطال هذا النوع من الفنون .
استطاع المخرج في هذه التحفة ان يمزج ما بين براءة الرسم وقسوة الواقع مما أخرج لنا عملا يمثل واقعا متوسطا يمثل الحياة بشقيها ويعطي تصورا عاما عن الأحاسيس والطبائع البشرية , والتي ستفضي في نهاية المطاف إلى تكوين أخلاقيات مجتمع .
ناقش المخرج والمؤلفة في نماذج واقعة للحياة الميدانية في لندن ( مسقط رأس الكاتبة ) إبان النصف الأخير من القرن التاسع عشر , وطرح من خلالها قضايا بالغة الحساسية بالنسبة لتك المجتمعات في تلك الحقبة مما جعلها تعكس تصورا مباشر لواقع عاشته المؤلفة ومثلته في قصة حوت ذات الإسم وبينت سخطها من خلال أحداث أجاد المخرج عرضها في تصوير بديع في مسلسله من خلال حركة الصورة وتعابير الوجه وغيرها مما دل على صدق إحساس المخرج في ترابط عجيب ما بين المخرج والكاتبة والشخصيات المرسومة حيث كانك ترى روح المخرج وقلبه في طيات المسلسل يطير مع شخصياته يحلق مع رحلته الأسطورية يعيش واقعة دون كلفة ويمثله في إسقاطاته ويعلن غضبه على مجتمعه , لكن كل ذلك بأسلوب مبسط نظرا لمخاطبة فئة ربيعية السن .
تصورات المخرج :
1-صراع الطبقات :
وهي من الملفات التي ناقشها المسلسل باحترافية متناهية , حيث ناقشها بإسقاطات علنية .
ويتضح هذا منذ الوهلة الأولى للمسلسل , وتحديدا منذ أن وطأت قدم سارا (( سالي )) أرض المدرسة , حيث كانت سارا تمثل طبقة الأثرياء فاحشي الثراء , وبالرغم من أصلها الغريب إلا أنها لقيت من التقدير ما لا يلقاه غيرها ممن هم من أصول انجليزية , حيث بسطة لها البسط الحمر وتقلت ما لا يتلقاه غيرها في تلك المدرسة من طالبات , لكن هي في الوقت نفسه كانت تمثل البراءة الكاملة من زخارف الدنيا , كانت تمثل الطفولة على طبيعتها الكاملة لذا كانت أسرع ما تكون إلى قلوب الناس , كان يعشقها الخدم قبل النبلاء , وهي في خضم تمثيل دور الطبقة الأروستقراطية المعتدلة والمثقفة , لم تلبث أن فاجئها سوء الحظ بموت والدها , فانطلقت الإشاعات معلنة موت الثروة مع الوالد مما حولها من طبقتها الأروستقراطية إلى الطبقة الأقل من الكادحة من خلال تسلط مرؤسيها في العمل عليها بأمر من الرأس المدبر الذي كان يسعى للمال , مما أبرز بدوره منافستها وجعلها تلعب دور الطبقة الأروسقراطية , مما ساعد في تدهور حالة صاحبتنا إلى ما هي أسوء كونها ملكت بالمال الكلمة النافذة في هذه المدرسة , لكن لم يشف غليلها الحال التي وصلت لها منفاستها السابقة بل راحت تأز عليها من شياطينها ما استطعات إلى ذلك سبيلا , مما جعلها ومديرتها من طينة واحدة والقاسم المشترك بينهما طريقة التفكير لكنهما تخلتلفان في الغاية .
2- طبيعة الذات البشرية :
أستطيع أن أقول في هذه النقطة بأن المخرج جمع أكبر قدر ممكن من طبيعة الذات البشرية وتقلباتها ووضعها محل البطولة .
· أولها :
الطبيعة الأساسية وهي التي يكون عليها أي شخص مالم يسعى لتغيررها , ومما دل على انها أساسية كونها طبيعة ثابتة لا تتغير فبدايتها واحدة ونهايتها واحدة .
والتي مثلت هذه الشخصية هي سارا , فعندما كان المجتمع يطلق احترامه وتقديره لمن جمع الدنيا ويرفع له القبعة وينحني , كانت هذه الطفلة بمثباة الروح المعارضة لهذا الاتجاه , كانت تصرخ لكن من غير ضجيج , كانت ترشد لكن بطبيعتها الإنسانية والطفولية النظيفة التي لم تلطخها الأيام بسوداويتها وتقلباتها , وأثبتت لمن حولها بأنها الطبيعة المغروسة والذاتية التكون لدى الإنسان وذلك من خلال إثباتها في نهاية المطاف الحب الخالص والقلب النقي التي استقبلت به تلك المدرسة كما خرجت منها , لم تكن تكن الحق والانتقام , كانت تقول بفعلها بأنها طبائع منبوذة وقبيحة وأثبتته من خلال سير القصة وتسلسل الأحداث , حيث ابتدأت بنفس النفس التي انتهت بها .
· ثانيها :
المال سيد كل شيء :
وتتجلى صفات هذه الشخصية في مينشن , وكأنها علمت وعملت بالقاعدة المصرية القائلة معك قرش تسوى قرش , لا أستطيع أن أقول إلا أن المخرج أخرج هذه الشخصية في ثوبها الدقق الذي تمثل هذه الفئة , معطيا بذلك صورة مفصلة عن طبيعتها وتفكيرها وما إلى ذلك .
بدأت معالم هذه الشخصية تتضح من الوهلة الأولى عند ظهورها في المسلسل , فهل كان ذلك الاستقبال الحار والقيام الا خدعة تريد منها غرضا خبيثا , وهل كان تغير العارفة في الفصل إلا تزلفا أحمقا , هل و هل و هل جميعها كانت تبتغي المال , لم تكن تنزل الناس منازلهم , وإنما كانت تنزل المال منازله , فالتمييز الجلي بين الطالبات لم يكن الا بناء على تفاضل أسرهم في المال , ثم التحول الغريب في الشخصية من كونها أقسى من الحجر إلى أرق من قلب الأمومة بعد وصول الطرد الذهبي كلها كانت أمور ذات دلالة ومغزى نفسي عميق , يريد منه المخرج بأن يري هذا المشاهد كيف أن هذه الفئة تفكر وبأي شيء تميز بين الناس ثم هل سيظل تواجدهم بين فئات المجتمع إلى الأبد ؟ .
إن المخرج ما أبطئ أن فند هذا التساؤل بأن عرض مشاهد تهاوي هذه الشخصية الشديد , وما ذلك الا لفقد السيطرة الكلي على مقدرات عقلها بعد تفاجئها بما حدث لخادمتها الأروستقراطية , موضحا بأن قوة هذه الشخصية مؤقتة لا غير فما تلبث أن تتهاوى أمام أسباب في كثير من الأحيان غير عقلانية .
· ثالثها :
اتق شر الحليم اذا غضب :
وتمثل هذه الشخصية الآنسة إيملي , وهي شخصية تظهر ما لا تبطن , فهي ذات شخصيتين ثنتين وتتضح معالم كل شخصية من خلال سير الأحداث وتتابعها حتى تصل إلى التغير الكلي , فهي في شخصيتها الأولى تمثل الكبت والضعف المطلقين الذين قبعان تحت سقف جبروت المال , ثم ما تلبث أن تمتلك شيء من الجرأة حتى تبدأ بالماعرضة على حياء ولا تلبث أن تتطور مثل هذه المعارضة لتصبح سيلا جارفا في نهاية المطاف يبين نقطتين أساسيتين في شخصيتها هي : الطيبة التي تمتلك شغاف قلبها , والتمرد على الماضي ونبذه , حيث أنها أمرة نفسها وأختها بأن ما فات لما فات وأن يعيشا هذه اللحظة بكل متطلباتها .
3- من وجهة نظر أخرى ! :
لم يشئ المخرج أن تكون النظرة السوداوية تطغى على إنتاجه وحاول إيجاد المخرج الذي يريد أن ينفر من خلاله إلى عالم آخر تسطر عليه الطيبة والجمال والبساطة , مبرهنا على وجود الخير اللانهائي في هذه الحياة حتى وإن كان في أحقر الأيشاء وأصغرها , ومضى موضحا رؤيته عنى هذا المنطلق والذي اعتقد الناس أنه منطلق ضعف ومنطق الضعفاء , لكن ماذا لو كان من يسير على هذا المنطق هم الضعفاء ذاتهم ؟ هل سيدل على زيادة ضعهم وقلة حيلتهم ؟ هي في الأساس منعدمة لديهم فكيف يعطونا وفاقد الشيء لا يعطيه , من خلال شخصية الخادمة ذات الولاء المطلق لجارتها في المسكن سابقا وصدقيتها المقربة لاحقا , وكذلك جعلها في شخصية ذات اقتدار ليقول للناس بأن الخير ليس لدى فئة دون آخرى , وأن هذا الأخير هو فطرة ذاتية التواجد لدى الكائن الحي بيد أن الإنسان هو من يسخرها لأغراض آخرى , وإلا فما مصلحت صاحبة الكعك في عمل من أهدتها سالي ما لديها إليها ثم رق قلب صاحبتنا عليها وأعملتها لديها , ثم إن عمل سالي يعد ذاته الخير الفطري القويم الذي غرز في الذات البشرية منذ الأزل معلنة للعالم بأن عملها يعد العودة للماضي المتمثل في خيره , وتجردها النهائي من قيود الحضارة الجديد , والتي بدورها تفرض ادوارا وأفكرار هي محل لاشمئزاز أصحاب الفطر السوية .
من النادر أن تتواجد نماذج جيدة في الثمانينيات أو ما يسبقها من سنوات والتي كانت تشهد الولادة الحقيقة لتواجد هذا الفن , حيث حكمتها ظروف اقتصادية وتقنية لم تكن تسمح بهذا المستوى المتقدم من الإخراج الجيد , لكنه ما لبث أن أخرج لنا فوميو كروكاوا رائعة وتحفته الفنية بحق والتي تمثل توجهه العظيم كمخرج حيث أنها كانت تمثل واسطة أعماله , والتي نالت شرف الريادة بلا منازع , وكسر بها الفني الذي عاشته تلك الفترة , برهن للعالم بأن يد التطور قد تطال هذا النوع من الفنون .
استطاع المخرج في هذه التحفة ان يمزج ما بين براءة الرسم وقسوة الواقع مما أخرج لنا عملا يمثل واقعا متوسطا يمثل الحياة بشقيها ويعطي تصورا عاما عن الأحاسيس والطبائع البشرية , والتي ستفضي في نهاية المطاف إلى تكوين أخلاقيات مجتمع .
ناقش المخرج والمؤلفة في نماذج واقعة للحياة الميدانية في لندن ( مسقط رأس الكاتبة ) إبان النصف الأخير من القرن التاسع عشر , وطرح من خلالها قضايا بالغة الحساسية بالنسبة لتك المجتمعات في تلك الحقبة مما جعلها تعكس تصورا مباشر لواقع عاشته المؤلفة ومثلته في قصة حوت ذات الإسم وبينت سخطها من خلال أحداث أجاد المخرج عرضها في تصوير بديع في مسلسله من خلال حركة الصورة وتعابير الوجه وغيرها مما دل على صدق إحساس المخرج في ترابط عجيب ما بين المخرج والكاتبة والشخصيات المرسومة حيث كانك ترى روح المخرج وقلبه في طيات المسلسل يطير مع شخصياته يحلق مع رحلته الأسطورية يعيش واقعة دون كلفة ويمثله في إسقاطاته ويعلن غضبه على مجتمعه , لكن كل ذلك بأسلوب مبسط نظرا لمخاطبة فئة ربيعية السن .
تصورات المخرج :
1-صراع الطبقات :
وهي من الملفات التي ناقشها المسلسل باحترافية متناهية , حيث ناقشها بإسقاطات علنية .
ويتضح هذا منذ الوهلة الأولى للمسلسل , وتحديدا منذ أن وطأت قدم سارا (( سالي )) أرض المدرسة , حيث كانت سارا تمثل طبقة الأثرياء فاحشي الثراء , وبالرغم من أصلها الغريب إلا أنها لقيت من التقدير ما لا يلقاه غيرها ممن هم من أصول انجليزية , حيث بسطة لها البسط الحمر وتقلت ما لا يتلقاه غيرها في تلك المدرسة من طالبات , لكن هي في الوقت نفسه كانت تمثل البراءة الكاملة من زخارف الدنيا , كانت تمثل الطفولة على طبيعتها الكاملة لذا كانت أسرع ما تكون إلى قلوب الناس , كان يعشقها الخدم قبل النبلاء , وهي في خضم تمثيل دور الطبقة الأروستقراطية المعتدلة والمثقفة , لم تلبث أن فاجئها سوء الحظ بموت والدها , فانطلقت الإشاعات معلنة موت الثروة مع الوالد مما حولها من طبقتها الأروستقراطية إلى الطبقة الأقل من الكادحة من خلال تسلط مرؤسيها في العمل عليها بأمر من الرأس المدبر الذي كان يسعى للمال , مما أبرز بدوره منافستها وجعلها تلعب دور الطبقة الأروسقراطية , مما ساعد في تدهور حالة صاحبتنا إلى ما هي أسوء كونها ملكت بالمال الكلمة النافذة في هذه المدرسة , لكن لم يشف غليلها الحال التي وصلت لها منفاستها السابقة بل راحت تأز عليها من شياطينها ما استطعات إلى ذلك سبيلا , مما جعلها ومديرتها من طينة واحدة والقاسم المشترك بينهما طريقة التفكير لكنهما تخلتلفان في الغاية .
2- طبيعة الذات البشرية :
أستطيع أن أقول في هذه النقطة بأن المخرج جمع أكبر قدر ممكن من طبيعة الذات البشرية وتقلباتها ووضعها محل البطولة .
· أولها :
الطبيعة الأساسية وهي التي يكون عليها أي شخص مالم يسعى لتغيررها , ومما دل على انها أساسية كونها طبيعة ثابتة لا تتغير فبدايتها واحدة ونهايتها واحدة .
والتي مثلت هذه الشخصية هي سارا , فعندما كان المجتمع يطلق احترامه وتقديره لمن جمع الدنيا ويرفع له القبعة وينحني , كانت هذه الطفلة بمثباة الروح المعارضة لهذا الاتجاه , كانت تصرخ لكن من غير ضجيج , كانت ترشد لكن بطبيعتها الإنسانية والطفولية النظيفة التي لم تلطخها الأيام بسوداويتها وتقلباتها , وأثبتت لمن حولها بأنها الطبيعة المغروسة والذاتية التكون لدى الإنسان وذلك من خلال إثباتها في نهاية المطاف الحب الخالص والقلب النقي التي استقبلت به تلك المدرسة كما خرجت منها , لم تكن تكن الحق والانتقام , كانت تقول بفعلها بأنها طبائع منبوذة وقبيحة وأثبتته من خلال سير القصة وتسلسل الأحداث , حيث ابتدأت بنفس النفس التي انتهت بها .
· ثانيها :
المال سيد كل شيء :
وتتجلى صفات هذه الشخصية في مينشن , وكأنها علمت وعملت بالقاعدة المصرية القائلة معك قرش تسوى قرش , لا أستطيع أن أقول إلا أن المخرج أخرج هذه الشخصية في ثوبها الدقق الذي تمثل هذه الفئة , معطيا بذلك صورة مفصلة عن طبيعتها وتفكيرها وما إلى ذلك .
بدأت معالم هذه الشخصية تتضح من الوهلة الأولى عند ظهورها في المسلسل , فهل كان ذلك الاستقبال الحار والقيام الا خدعة تريد منها غرضا خبيثا , وهل كان تغير العارفة في الفصل إلا تزلفا أحمقا , هل و هل و هل جميعها كانت تبتغي المال , لم تكن تنزل الناس منازلهم , وإنما كانت تنزل المال منازله , فالتمييز الجلي بين الطالبات لم يكن الا بناء على تفاضل أسرهم في المال , ثم التحول الغريب في الشخصية من كونها أقسى من الحجر إلى أرق من قلب الأمومة بعد وصول الطرد الذهبي كلها كانت أمور ذات دلالة ومغزى نفسي عميق , يريد منه المخرج بأن يري هذا المشاهد كيف أن هذه الفئة تفكر وبأي شيء تميز بين الناس ثم هل سيظل تواجدهم بين فئات المجتمع إلى الأبد ؟ .
إن المخرج ما أبطئ أن فند هذا التساؤل بأن عرض مشاهد تهاوي هذه الشخصية الشديد , وما ذلك الا لفقد السيطرة الكلي على مقدرات عقلها بعد تفاجئها بما حدث لخادمتها الأروستقراطية , موضحا بأن قوة هذه الشخصية مؤقتة لا غير فما تلبث أن تتهاوى أمام أسباب في كثير من الأحيان غير عقلانية .
· ثالثها :
اتق شر الحليم اذا غضب :
وتمثل هذه الشخصية الآنسة إيملي , وهي شخصية تظهر ما لا تبطن , فهي ذات شخصيتين ثنتين وتتضح معالم كل شخصية من خلال سير الأحداث وتتابعها حتى تصل إلى التغير الكلي , فهي في شخصيتها الأولى تمثل الكبت والضعف المطلقين الذين قبعان تحت سقف جبروت المال , ثم ما تلبث أن تمتلك شيء من الجرأة حتى تبدأ بالماعرضة على حياء ولا تلبث أن تتطور مثل هذه المعارضة لتصبح سيلا جارفا في نهاية المطاف يبين نقطتين أساسيتين في شخصيتها هي : الطيبة التي تمتلك شغاف قلبها , والتمرد على الماضي ونبذه , حيث أنها أمرة نفسها وأختها بأن ما فات لما فات وأن يعيشا هذه اللحظة بكل متطلباتها .
3- من وجهة نظر أخرى ! :
لم يشئ المخرج أن تكون النظرة السوداوية تطغى على إنتاجه وحاول إيجاد المخرج الذي يريد أن ينفر من خلاله إلى عالم آخر تسطر عليه الطيبة والجمال والبساطة , مبرهنا على وجود الخير اللانهائي في هذه الحياة حتى وإن كان في أحقر الأيشاء وأصغرها , ومضى موضحا رؤيته عنى هذا المنطلق والذي اعتقد الناس أنه منطلق ضعف ومنطق الضعفاء , لكن ماذا لو كان من يسير على هذا المنطق هم الضعفاء ذاتهم ؟ هل سيدل على زيادة ضعهم وقلة حيلتهم ؟ هي في الأساس منعدمة لديهم فكيف يعطونا وفاقد الشيء لا يعطيه , من خلال شخصية الخادمة ذات الولاء المطلق لجارتها في المسكن سابقا وصدقيتها المقربة لاحقا , وكذلك جعلها في شخصية ذات اقتدار ليقول للناس بأن الخير ليس لدى فئة دون آخرى , وأن هذا الأخير هو فطرة ذاتية التواجد لدى الكائن الحي بيد أن الإنسان هو من يسخرها لأغراض آخرى , وإلا فما مصلحت صاحبة الكعك في عمل من أهدتها سالي ما لديها إليها ثم رق قلب صاحبتنا عليها وأعملتها لديها , ثم إن عمل سالي يعد ذاته الخير الفطري القويم الذي غرز في الذات البشرية منذ الأزل معلنة للعالم بأن عملها يعد العودة للماضي المتمثل في خيره , وتجردها النهائي من قيود الحضارة الجديد , والتي بدورها تفرض ادوارا وأفكرار هي محل لاشمئزاز أصحاب الفطر السوية .