PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : ~~ كلمتـي سلطـان؟ .. "" عـذاب يستمـر مع الحـب من طـرف واحـد ""



سوهارا
29-08-2008, 20:46
" بســم الله الرحمـن الرحيــم "

" السـلام عليكم و رحمـة الله و بركـــاته "

..

قصـة أكتـبها و أنثـر حروفهـا من عمـق قلبـي ..

علهـا تصـل لقلوبكـم ..

احكمـوا علـى أدائـي كي يخـف جرحـي ..

..

( سلطـــان .. ! )

عندما تستسيغنا هذه اللحظات التي نحس فيها بذبذبات الحقد التي تنبعث من الشخص الذي تعيش في هذه الحياة لأجل حبه، أو عندما تشعر بضعف شديد يسيطر على كل أجزاء جسدك فلا تستطيع حتى التفكير، أو عندما تحرز هدفًا لإسعاد من حولك فيأتي الطرف الآخر بالهجمات و الأهداف فيحرمك من لحظة المتعة التي طالما تنتظرها، أو عندما ننتظر شروق الشمس و إشراق البهجة في نفوسنا
لكن يحل محله بزوغ القمر معلنًا الليل و العتمة و معه الذكريات القديمة التي تمحي وجود البهجة في حياتنا ..
كم تمنيت أن أموت، نعم الموت فقط و لا غير ذلك، كنت أحسب الأيام بالساعات و الثواني و كنت
أتهرب من شكوى قلبي الذي ينبض بيأس و تعاسة، فما الداعي لأن أحمله أكثر من طاقته ..؟
اليوم رأيته و بكل شوق و لهفة أخبئهما داخل قلبي كي ينبض أملاً و أدعي بالغضب ..
" إن شـاء الله يكون أنبسطوا في السيـارة " و ابتسامة غضب مزيفة تأخذ محل شفتاي ..
" إيوة مرة انبسطنا" ضاحكًا بكل استهزاء .. و أكمل طريقه و لم يلتفت لي حتى ليرى تعبير الألم
الذي بان على وجهي، كنت أريد أن أضم يده و أوقفه و أخبره بمشاعري الجياشة تجاهه هتفت بصوت عالي ( خـــاين ) ، لم يلتفت و توقفت مكاني معلنةً الاستسلام، و جريتُ أختبئ وراء أقرب عمارة هذه العمارة التي شهدت خيانتي له بالنسبة لي، لكن بالنسبة له كان مجرد لحظة حميدة يتخلص فيها من التي تحبه بكيانها و بكل جوارحها و فرشت له بساط غرامها و أملها الذي لم يفارقها لحظة،،رأيته يمشي
و يمشي في هذا الطريق الطويل إلى أن اختفى و اختفى معه أملي، و بكل أسى صعدت
السلالم كيف أصل للسقف أو السطوح و أجلس على درجه أتذكر فيها اللحظات التي كنت فيها
مع أول فتى يبادلني شعور الحب أو أول فتى أجرب معه أول علاقة في حياتي و ببساطة هذا
الفتى كان صديق حبيب قلبي و مالك كياني الذي يكرهني من أول مرة رآني فيها في حياته
و يشعر بلا شيء اتجاهي و الذي حاول مرارًا التخلص مني و أن يكون الريح التي تفقد شمعة
حبي له لهيبها .. و عانيتُ مرارًا حتى أصل لقلبه .. " سلطـان ! " ..

**

( البدايــــــــة .. ! )

كنت أهتم كثيرًا بدراستي و التي كانت في حال منعدمة العام الماضي، بحكم أنها أول سنة لي
في المدرسة إلا أن الكسل يجب ألا يغلبني و أتجاهل مستقبلي و الذي أخطط له بحماس ..
كنت مجتهدة في العام الثاني و استطعت أن أكسب مودة زميلاتي و محبتهن لي بحكم أنني
كنت طالبة جديدة العام الماضي إلا أنهن أحطنني بكرمهن رغم وجود بعض العقبات، كنتُ أحب
صديقاتي جدًا و كنا نتحدث و نلتقي و تكون محور مواضيعنا عن أشياء تافهة لا دخل لها بفتيان،
و هذا ما كان يريحني لإني كنتُ بطبيعة الحال أخاف من الفتيان في صوتهم في مشيتهم في كل
ما يخصهم و لهذا لم أكن أبدًا بعلاقة مع ولد أو أن أكن لأيًا مشاعر الرومانسية و كلام الحب الذي
لم أصدقه يومًا رغم أن أحدث و كنت معجبة في طفولتي بصديق ابن جيراننا لكنني كنت صغيرة
وقتها لا أعي الحاضر الذي كنا نعيش فيه و لا المستقبل الذي نعيش فيه الآن ..
كنت في أحسن مدرسة على مستوى مدينة جدة يأتي ذلك لخوف والداي الشديد على مستقبلي
و أهمية تأمين مستقبل يجعل مني فتاة محترمة .. و جادة .. !
كنت أميل لصديقاتي في مدرستي السابقة و كنت أشتاق لهن كثيرًا فقد كنت أرتاح معهن كثيرًا ..
بحكم أني قضيت طفولتي معهن في مدرستي السابقة .. لكن الأقدار و حكمها ..
كنتُ أخرج مع صديقاتي في الإجازة الأسبوعية أو أذهب لبيوتهن وقت الدراسة و أقضي معهن وقتًا
كثيرًا فهن الشغل الشاغل لي الآن .. نذاكر معًا و نمرح معًا .. كل شيء معًا ..
في يوم من الأيام في هذا الفصل من السنة و كان في بدايته كان الجو لطيفًا بعد خروجنا ن شتاء
ليس بالبرد القارص .. كنت أتمتع بالهواء المنعش هذا فقررت أن أتجول لبعض الوقت في أرجاء
المجمع الذي نعيش فيه و الذي كنت ألعب في طفولتي فيه مع صديقاتي اللاتي كن معي في
نفس المدرسة و يسكن أيضًا في نفس المجمع معي .. كانت لحظات رائعة كنت فيها طفلة ..
أما الآن فأنا في الصف الثاني الإعدادي ..
استأذنت من والدتي المشغولة في هذا الوقت من العصرية كالعادة على التلفاز و تتحدث بالجوال.
استأذنتها بأخذ الخادمة معي حتى أتنزه قليلاً و أشارت بيدها على موافقتها ..
نزلتٌ و تنزهت أجول بين حدائق المجمع و أتعجب لرؤية هذه " الإيميلات " المكتوبة و أسامي أولاد
المرسومة في العمائر، قلت في نفسي ربما كانوا بعض أولاد الأستاذة..و كانوا معروفين بشغبهم في المجمع بحكم أنه مجمع يضم عددًا من العمائر مصمم بطريقة جميلة تناسب و تهيء راحة الأساتذة الجامعيين، و هو مجمع سكن أساتذة جامعة من أكبر الجامعات في المملكة العربية السعودية ..
ولا ينقص إلا هؤلاء و يفسدوا جماله كم كنت أكرههـم و لا أعرف من هم بطبيعة إني أكره الأولاد !

مررت بالسوبر ماركت أو ( البقالة ) الصغيرة الموجودة داخل جمعيتنا في نفس المجمع يحتوي على نادي و غرف أنشطة و هكذا .. ارتعبت من وجود الفتيان الجالسين عند أحد العمائر المقابلة للجمعية لكن هدأت قليلاً و انتظرت خادمتي و هؤلاء الأغبياء يصرخون و يهتفون على لا شيء و لم أعيرهم أي انتباه بحكم شكلهم الغير مهندم و طريقتهم الهمجية و شعورهم التي تصلح كأشجار .. و لكن فجأة رأيت واحدًا منهم و قد أخذ شعره تسريحة ( الكدش ) و التي لا أرى لها معنى و النظارات تخفي عينيه و ارتعبت بشدة و قد أخذ ينظر لي من وراء هذه النظارة و مشيتُ أكمل خطايا متجاهلة أصواتهم المزعجة ..
لمحتهم السنة الماضية عندما نزلت لإحضار بعض الأشياء من البقالة و كنت من غير حجاب لكنني لم أتذكر فلقد كانَ مرة واحدة أو اثنتين و لم أعيرهم أي اهتمام كالعادة ..
في اليوم الثاني قررت أن أتنزه لكي أرفه عن نفسي المتضايقة من كثرة الدراسة و كان موالَ الأمس
كاليوم و تجاهلتهم و مشيت كأن لا وجود لهم،، مررتُ بالألعاب المخصصة للصغار و رأيت هناك
( سمـر..! )
صديقة التقيتها السنة الماضية و تعرفتُ عليها من باب حبي للاجتماعية، رأيتها واقفة مع مجموعة من البنات واحدة منهن التقيت بها معاها و هي في نفس سنتي الدراسية كنت أظنها ابنة صديق والدتي و اكتشفت مع الأيام أن ظني خطأ، و أيضًا هذه الفتاة المغرورة ( لميس..! ) الواقفة بقربها و التي أهانتني المرة الماضية عندما كنت أضحك معهن و فجأة ارتسمت علامات الجدية و الغضب على وجهها و أخبرتني بالتزام الصمت أو المغادرة ففصلت المغادرة على الإهانة .. !
نسيت العام الماضي تمامًا و ألقيت التحية عليهن فدعينني للجلوس و بينما كنا جالسين نتحدث و أنا منشرحة لراحتهن لي و موافقتي بالانضمام لهن بعد أن كن يتهربن مني .. جلسنا نتحدث و فجأة قالت
( رزان .. ! ) التي كنت أظنها ابنة صديق والدي .. " أما الكدش شكلو خطير بالنظارة " و تبادلنَ الضحكة
أضفت بمرح " يصلح للشجرة المقطوعة اللي على الطريق " و ضحكنا جميعا.. أضافت لميس " والله القصيمي شكلو أتهنى بالجريش اللي أكلوا " نظرت إليها و قلت " من القصيم .. ؟؟ "، قالت: "ايوة".
" ما اسمه " أضفت بعفوية ! .. " سلطان .. " ،، لم أعلق و أكملت عصيري و أنا أنظر للعلبة بفراغ ..!
" أول مرة تشوفيه صح ؟ " أكملت لميس .. و أجبت : " أيون أول مرة ما انتبهت له السنة الماضية ! "
و أخبرنني عن باقي الشلة و كل وحدة تعلق بنكتة خفيفة لتسلية الجو الصامت الذي حل علينا فجأة ..
و هكذا أصحبت الأيام القادمة، نذهب للبقالة سويًا و نتحدث عن هؤلاء الشباب و نلقي بالنكات المضحكة عليهم و كنت عند بداية الآذان الذي يعلن الإقامة لأداء صلاة المغرب أصعد لمنزلي مع خادمتي التي تنتظرني مع صديقاتها عند الألعاب مع أطفال بعض المقيمين في المجمع ..
يومًا بعد يوم يمر و نحن بنفس الأحداث، حدث أن كنا ف طريقنا للبقالة و قد وقف أمام البوابة الشباب و عندما خرجنا كانوا مستمرين أمامنا القيت بنظراتي عليهم و فجاة التقت عيناي بعينا هذا الكدش..
كانت النظرة الأولى التي نرمقها، شعرت بحرارة تلسع عيناي و من ثم مضيت في طريقي بسرعة تاركةً
الأخريات وراءي .. هكذا البداية أصبحت الأيام المقبلة أرمقة بنظرة فيردني بالأخرى إلى أن اكتفيت من هذا الموضوع و لم أعد أنظر إليه مرة أخرى و حدث أن كان في يوم جالسين في نفس مكاننا نراقب الأولاد و هم يلعبون في الملعب الذي أمامنا و سألت لميس عن الإيميلات المكتوبة على الجدران و الكراسي و عن إيميل مكتوب و منتشر بكثرة أكثر من آخر فأخبرتني أنه لهذا السلطان، استغربت و علمت أنه قد قدم حديثًا ليسكن هوَ و أهله في المجمع عوضًا عن عمه الذي انتقل هوَ و أسرته لحيٍ قريب من مجمعنا .. مرت الأيام و بجرأة لم أعهدها بحياتي وقفتُ خجلاً و نظرت للأرض و قلت لصديقاتي ..
" كتكوتي شكلـه كيوت اليوم .. " نظرن إلـي باستغراب و قالت سمـر : " أي كتكوت .. "
أجبـت ..
" سلطـان ..! "

...