اوتيم
18-08-2008, 05:30
صداقةً بلون الدم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بلادٍ مقدسة ، أحكمت عليها براثن الإحتلال
في مدينة تسمى بطولكرم ، مدينةٌ صغيره في فلسطين
قصتنا تبدا في بيتٍ مسلمٍ فلسطيني
حيث طلب الشاب مهند من اهله أن يسمحوا له ولأخويه بالنوم على السطح
وذلك لان الجو هناك باردٌ وهادىء
وبالفعل ، حزموا فراشهم وصعدوا لسطح
كانت الليلة رائعه بالنسبة للأخوين الصغيرين ، لكن مهند لم يعتد النوم كثيراً في الليل
كان دائم النوم نهاراً
لذا فقد قضى معظم الأمسية مستيقظاً
وهكذا ، فقد اعجبتهم هذه الليلة ، لذا وفي اليوم الثاني فعلوا نفس الشيء
لكن هذه الأمسية ستغير حياة مهند رأساً على عقب
لانه وبعد منتصف الليل بساعات
طفت طائرةٌ أسرائيلية فوق السطح
وتحت ويل هذا المنظر ، أيقظ مهند بسرعه أخويه ، كي يهربوا للبيت
ولكن الوقت لم يسعفهم ، فقط نزل من الطائرة شابٌ يهودي في مقتبل العمر
تقريباً في نفس عمر مهند
أوقفهم جميعا
وأخبرهم بأن نيته ليست السوء
وانما أصابه الفضول ليعرف ماذا يفعلون هنا
فأجابه مهند : إن كنتَ تنوي أن تقتلنا ، فقتلني أنا وحدي ، لأنكَ لن تستفيد من قتل طفلينِ صغيرين
لكن الشاب اليهودي اجابه : لا لا ، انا لا أريد هذا ، لم تظن بان كل يهودي يحب القتل ، حتى اني قد عُينتُ في الجيشِ حديثاً ، وانا في مهمة إستطلاع
فرد عليه مهند : لا داعي لأن تنفق في كلامك ، كلكم لا تختلفون عن بعض ، أفعل فعلتك وأنهي الأمر
قال الشاب اليهودي : انا يوسف ، وانتَ ما إسمك ؟
مهند : هاه ؟ إسمي مهند ، وهذانِ أخوي
يوسف : بصراحه اعتقد بانك ذكي ، اكيدٌ بانكَ تعلم بان الشاب الإسرائيلي يجندُ في الجيشِ عند عمر الثامنة عشر ، سأريكَ هويتي ، وسترى كم عمري الان ، عن طريق سنة الولادة
مهند : هاتِ لنرى ، رغم أني لا أعلم لمَ تحاول ان تدافع عن نفسك ، تستطيع قتلي بكل سهوله
يوسف : معك حق ، لكني بالفعل لا أريد قتلك ، او حتى أخوتك
مهند : أياكَ ولمسهم
مهند : معك حق ، انتَ اتممتَ الثامنة عشر قبل اسبوعينِ فقط ، لكن لنكن صريحين ، كيفَ يسلمونكَ طائرةً ، وانتَ لم يمضي عليكَ بالجيش اكثر من اسبوعين ؟
يوسف : قلتُ لكَ تبدو ذكياً ، بصراحه والدي له صلاحياتٌ واسعه ، لذا فهو لا يحب لي أن تكون مهمة الجيشِ ثقيلاً علي
مهند : فهمت الان ، وكيف لك أن تتعلم العربية بهذه السرعه ؟
يوسف : ههههه ، انتَ فعلا ذكي ، العربية لدي لغةٌ سهله ، وخاصة بان والدي يتقنها ، وهو كان يعلمني اياها في الصغر
مهند : اذا ، ماذا تريد الان ؟
يوسف : هل يمكن أن نصبحَ أصدقاء ؟؟؟!!!
مهند : ماذا ؟! ، انا وانتَ أصدقاء ، مستحيل ، أنتَ عدوي
يوسف : ليس الجميع أعدائك ، ثم ، ما رأيكَ بجولةٍ في الطائرة انتَ وأخويك ؟
إلتفتَ مهند إلى أخويه ، وكان أعينهم تقول بأنهم يريدون هذه الجولة ، فهم في حياتهم لم يركبوا طائرة
مهند : حسناً
وبالفعل ، صعد الجميع لطائرة ، وقد كانت رحلة تحبس الانفاس ، وفي الطريق ، تسامر مهند ويوسف ، وكانهما اصدقاءُ فعلا
فقد كانت تجمعهم صفاتٌ كثيره
وبعد انتهاء هذه الرحلة ، شارف النهارُ على الظهور ، لذا عاد الجميع إلى السطح ، وودع يوسف الجميع ، ثم وعدهم بأن يعود في الليلة الثانيه
في الليلة الثانية ، وفي منتصف الليل ، جاء يوسف ، مع أن الطفلين ما زالا نائمان
لكنه ومهند قضيا وقتً طويلا في الحديث
وقد تعرفا على نفسهم اكثر ، واعطى يوسف أميله الإلكتروني لمهند ، وهكذا في النهار كانا يتحادثان على الإنترنت
وفي الليل كانا يتسامران على السطح
وفي ليلةٍ هادئة
طلب يوسف من مهند الصعود على الطائرة وحده ، فقد كان الأخوان نائمين
وبالفعل
صعد مهند
ولكن هذه الرحلة كانت مختلفه ، فقد قطع يوسف مسافةً كبيرة ، وقد شارف على الوصول إلى المنطقة القريبه من إسرائيل
فهم مهند ما يرمي إليه وقال : أرجعني الان
يوسف : لا أستطيع ، انا أحتاجك لكي أثبت لوالدي بأني رجل
مهند : ماذا ؟ رجل ؟ أنا لا أفهم
يوسف : والدي مسؤولٌ كبيرٌ في الجيش ، وقد طلب مني إحضار شابٍ فلسطيني في غضون إسبوع
مهند : مـ ماذا ؟ هل تعني بأن الأمر قد كان منذ البداية ، لعبه ؟
يوسف : أجل
مهند : لا ، مستحيل ، انا لا أصدق هذا ، انتَ لستَ يوسف الذي أعرفه
يوسف : لكن يا مهند ، انا لا أستطيع العودة من دون أحد ، والدي سيقتلني
مهند : هكذا اذا ، تبا لك ، انت خائن
يوسف : حسناً ، سأجد غيرك ، هيا بنا نعد
مهند : انا لن أبادل حياتي ، بحياة شابٍ فلسطيني أخر ، هيا أستمر ، ايها الخائن
يوسف : لا لن أستمر ، سيعتقلونك ، وستلاقي أشد العذاب
مهند : وإن يكن ، انا لا أصدق بان كل ذلك كانَ كذبه
يوسف : ارجوك لا تصنع من نفسكَ بطلا ، دعنا نعد
مهند : استمر بالطريق ، حتى تكون رجلاً
وعندما وصلوا الى إسرائيل ، حيا الجنود هذا البطل ، الذي أستطاع لوحده اختطاف شابٍ فلسطيني
وعندما نزل مهند من الطائرة ، قال ليوسف ، ودعاً ، ولكمه لكمةً على وجهه ، افقدته وعيه
وامام هذا المنظر ، اطلق الجنود النار على مهند ، ونزل من فورهِ شهيداً ، وقد خضبت دمائه ، هذه الارض ، وكان عند سقوطه ، ينظر إلى ذلك الصديق البطل
وبعد عدة دقائق ، أستيقظ يوسف على منظر مهند مرمياً على الأرضِ ، وقد مزقت الرصاصاتُ جسده
أمسك يوسف بجثة مهند ، وبدأ بالبكاء ، لم يفهم أحد الجنود أياً مما يحدث
ولكن يوسف بدا بالقول : مهند ، لن اسامح نفسي على هذه الفعلة ، صدقني ، لقد كنتَ أفضلَ صديقٍ عندي ، انا اسف ، ارجوا ان تسامحني
يوسف : هذه لم تكن لعبة ولا كذبة ، ربما كانت نيتي ان أخدعك ، لكن الوقت الذي قضيته معك ، كان اجمل وقتٍ قضيته في حياتي
أخرج يوسف جوال مهند
وأتصل بأهله ، ليزف لهم هذا الخبر المروع
ثم قال الجنود ليوسف ، دعنا لا نخبر والدكَ بهذا الامر ، انتَ لا تعرف ماذا يمكن ان يفعل
صاح بهم يوسف وقال ، والدي ، والدي هو السبب ، سأنتقم منه ، الان ساعدوني على حمل جثته إلى الطائرة
احد الجنود قال : وماذا تريد ان تفعل به ، لمَ لا نرميه هناك
يوسف : تباً لكَ وساعدني
وبعد أن حملوه إلى الطائرة ، وصل يوسف إلى السطح ، حيث وضع الجثة ، واتصل بأهل مهند ، ليخبرهم بأن جثته على المكان الذي أحباه ، على مكانِ لقائهما ، والمكان الذي سيفترقان فيه
على السطح
وهكذا ، تنتهي رحلة هذه الصداقة المحرمه ، بموتَ طرفها
وقصة الخداع التي عاشها مهند ، هي ما أودت به شهيداً على هذه الارض
وربما كان عبرةً لمن يظن بان الأسرائيليين يمكن بأن يكونوا اصدقاءَ في يومٍ من الايام
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بلادٍ مقدسة ، أحكمت عليها براثن الإحتلال
في مدينة تسمى بطولكرم ، مدينةٌ صغيره في فلسطين
قصتنا تبدا في بيتٍ مسلمٍ فلسطيني
حيث طلب الشاب مهند من اهله أن يسمحوا له ولأخويه بالنوم على السطح
وذلك لان الجو هناك باردٌ وهادىء
وبالفعل ، حزموا فراشهم وصعدوا لسطح
كانت الليلة رائعه بالنسبة للأخوين الصغيرين ، لكن مهند لم يعتد النوم كثيراً في الليل
كان دائم النوم نهاراً
لذا فقد قضى معظم الأمسية مستيقظاً
وهكذا ، فقد اعجبتهم هذه الليلة ، لذا وفي اليوم الثاني فعلوا نفس الشيء
لكن هذه الأمسية ستغير حياة مهند رأساً على عقب
لانه وبعد منتصف الليل بساعات
طفت طائرةٌ أسرائيلية فوق السطح
وتحت ويل هذا المنظر ، أيقظ مهند بسرعه أخويه ، كي يهربوا للبيت
ولكن الوقت لم يسعفهم ، فقط نزل من الطائرة شابٌ يهودي في مقتبل العمر
تقريباً في نفس عمر مهند
أوقفهم جميعا
وأخبرهم بأن نيته ليست السوء
وانما أصابه الفضول ليعرف ماذا يفعلون هنا
فأجابه مهند : إن كنتَ تنوي أن تقتلنا ، فقتلني أنا وحدي ، لأنكَ لن تستفيد من قتل طفلينِ صغيرين
لكن الشاب اليهودي اجابه : لا لا ، انا لا أريد هذا ، لم تظن بان كل يهودي يحب القتل ، حتى اني قد عُينتُ في الجيشِ حديثاً ، وانا في مهمة إستطلاع
فرد عليه مهند : لا داعي لأن تنفق في كلامك ، كلكم لا تختلفون عن بعض ، أفعل فعلتك وأنهي الأمر
قال الشاب اليهودي : انا يوسف ، وانتَ ما إسمك ؟
مهند : هاه ؟ إسمي مهند ، وهذانِ أخوي
يوسف : بصراحه اعتقد بانك ذكي ، اكيدٌ بانكَ تعلم بان الشاب الإسرائيلي يجندُ في الجيشِ عند عمر الثامنة عشر ، سأريكَ هويتي ، وسترى كم عمري الان ، عن طريق سنة الولادة
مهند : هاتِ لنرى ، رغم أني لا أعلم لمَ تحاول ان تدافع عن نفسك ، تستطيع قتلي بكل سهوله
يوسف : معك حق ، لكني بالفعل لا أريد قتلك ، او حتى أخوتك
مهند : أياكَ ولمسهم
مهند : معك حق ، انتَ اتممتَ الثامنة عشر قبل اسبوعينِ فقط ، لكن لنكن صريحين ، كيفَ يسلمونكَ طائرةً ، وانتَ لم يمضي عليكَ بالجيش اكثر من اسبوعين ؟
يوسف : قلتُ لكَ تبدو ذكياً ، بصراحه والدي له صلاحياتٌ واسعه ، لذا فهو لا يحب لي أن تكون مهمة الجيشِ ثقيلاً علي
مهند : فهمت الان ، وكيف لك أن تتعلم العربية بهذه السرعه ؟
يوسف : ههههه ، انتَ فعلا ذكي ، العربية لدي لغةٌ سهله ، وخاصة بان والدي يتقنها ، وهو كان يعلمني اياها في الصغر
مهند : اذا ، ماذا تريد الان ؟
يوسف : هل يمكن أن نصبحَ أصدقاء ؟؟؟!!!
مهند : ماذا ؟! ، انا وانتَ أصدقاء ، مستحيل ، أنتَ عدوي
يوسف : ليس الجميع أعدائك ، ثم ، ما رأيكَ بجولةٍ في الطائرة انتَ وأخويك ؟
إلتفتَ مهند إلى أخويه ، وكان أعينهم تقول بأنهم يريدون هذه الجولة ، فهم في حياتهم لم يركبوا طائرة
مهند : حسناً
وبالفعل ، صعد الجميع لطائرة ، وقد كانت رحلة تحبس الانفاس ، وفي الطريق ، تسامر مهند ويوسف ، وكانهما اصدقاءُ فعلا
فقد كانت تجمعهم صفاتٌ كثيره
وبعد انتهاء هذه الرحلة ، شارف النهارُ على الظهور ، لذا عاد الجميع إلى السطح ، وودع يوسف الجميع ، ثم وعدهم بأن يعود في الليلة الثانيه
في الليلة الثانية ، وفي منتصف الليل ، جاء يوسف ، مع أن الطفلين ما زالا نائمان
لكنه ومهند قضيا وقتً طويلا في الحديث
وقد تعرفا على نفسهم اكثر ، واعطى يوسف أميله الإلكتروني لمهند ، وهكذا في النهار كانا يتحادثان على الإنترنت
وفي الليل كانا يتسامران على السطح
وفي ليلةٍ هادئة
طلب يوسف من مهند الصعود على الطائرة وحده ، فقد كان الأخوان نائمين
وبالفعل
صعد مهند
ولكن هذه الرحلة كانت مختلفه ، فقد قطع يوسف مسافةً كبيرة ، وقد شارف على الوصول إلى المنطقة القريبه من إسرائيل
فهم مهند ما يرمي إليه وقال : أرجعني الان
يوسف : لا أستطيع ، انا أحتاجك لكي أثبت لوالدي بأني رجل
مهند : ماذا ؟ رجل ؟ أنا لا أفهم
يوسف : والدي مسؤولٌ كبيرٌ في الجيش ، وقد طلب مني إحضار شابٍ فلسطيني في غضون إسبوع
مهند : مـ ماذا ؟ هل تعني بأن الأمر قد كان منذ البداية ، لعبه ؟
يوسف : أجل
مهند : لا ، مستحيل ، انا لا أصدق هذا ، انتَ لستَ يوسف الذي أعرفه
يوسف : لكن يا مهند ، انا لا أستطيع العودة من دون أحد ، والدي سيقتلني
مهند : هكذا اذا ، تبا لك ، انت خائن
يوسف : حسناً ، سأجد غيرك ، هيا بنا نعد
مهند : انا لن أبادل حياتي ، بحياة شابٍ فلسطيني أخر ، هيا أستمر ، ايها الخائن
يوسف : لا لن أستمر ، سيعتقلونك ، وستلاقي أشد العذاب
مهند : وإن يكن ، انا لا أصدق بان كل ذلك كانَ كذبه
يوسف : ارجوك لا تصنع من نفسكَ بطلا ، دعنا نعد
مهند : استمر بالطريق ، حتى تكون رجلاً
وعندما وصلوا الى إسرائيل ، حيا الجنود هذا البطل ، الذي أستطاع لوحده اختطاف شابٍ فلسطيني
وعندما نزل مهند من الطائرة ، قال ليوسف ، ودعاً ، ولكمه لكمةً على وجهه ، افقدته وعيه
وامام هذا المنظر ، اطلق الجنود النار على مهند ، ونزل من فورهِ شهيداً ، وقد خضبت دمائه ، هذه الارض ، وكان عند سقوطه ، ينظر إلى ذلك الصديق البطل
وبعد عدة دقائق ، أستيقظ يوسف على منظر مهند مرمياً على الأرضِ ، وقد مزقت الرصاصاتُ جسده
أمسك يوسف بجثة مهند ، وبدأ بالبكاء ، لم يفهم أحد الجنود أياً مما يحدث
ولكن يوسف بدا بالقول : مهند ، لن اسامح نفسي على هذه الفعلة ، صدقني ، لقد كنتَ أفضلَ صديقٍ عندي ، انا اسف ، ارجوا ان تسامحني
يوسف : هذه لم تكن لعبة ولا كذبة ، ربما كانت نيتي ان أخدعك ، لكن الوقت الذي قضيته معك ، كان اجمل وقتٍ قضيته في حياتي
أخرج يوسف جوال مهند
وأتصل بأهله ، ليزف لهم هذا الخبر المروع
ثم قال الجنود ليوسف ، دعنا لا نخبر والدكَ بهذا الامر ، انتَ لا تعرف ماذا يمكن ان يفعل
صاح بهم يوسف وقال ، والدي ، والدي هو السبب ، سأنتقم منه ، الان ساعدوني على حمل جثته إلى الطائرة
احد الجنود قال : وماذا تريد ان تفعل به ، لمَ لا نرميه هناك
يوسف : تباً لكَ وساعدني
وبعد أن حملوه إلى الطائرة ، وصل يوسف إلى السطح ، حيث وضع الجثة ، واتصل بأهل مهند ، ليخبرهم بأن جثته على المكان الذي أحباه ، على مكانِ لقائهما ، والمكان الذي سيفترقان فيه
على السطح
وهكذا ، تنتهي رحلة هذه الصداقة المحرمه ، بموتَ طرفها
وقصة الخداع التي عاشها مهند ، هي ما أودت به شهيداً على هذه الارض
وربما كان عبرةً لمن يظن بان الأسرائيليين يمكن بأن يكونوا اصدقاءَ في يومٍ من الايام
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته