PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : حسناء زاريوس { تاريخيه & رومنسيه }



تنين الظل
18-07-2008, 03:13
مدينة زاريوس مدينة جميلة وهادئة ، أهلها مسالمون لا يؤمنون بالحرب لأي سبب كان ، الملك "كيناي" وهو رجل نحيل أصلع له شارب كث وصوت جهوري يليق بملك وزوجته الشقراء "هايبي" يحكمان المدينة بعدل منقطع النظير ، لكن كلام أهل مدينة زاريوس والمدن القريبة منها هو الأميرة الحسناء لورا - شقراء يصل شعرها إلى أسفل خصرها وعيناها خضراوان كأمها وبشرتها بيضاء كالثلج وصوتها ناعم كأعذب لحن يمكن أن تسمعه أذن- والمدينة كلها تستعد للاحتفال منذ أسابيع لأن عيد ميلاد الأميرة الثامن عشر يقترب و الملك يجزل العطاء لمن يقدم عرضا يجعل الأميرة تبتسم، لكن حدث شيء مريع في ظُهر اليوم الذي يسبق الاحتفال وغيّر كل مظاهر السرور والفرح إلى خوف وبكاء فقد دخل المدينة مجموعة ملثمين عددهم يقارب المائة وهم أقوياء الشكيمة صعبي المراس لا يظهرون شفقة أو رحمة و راحوا يقتلون كل من يروه ولم يستطع جيش زاريوس معهم شيئا حتى وصلوا قصر الملك ، في تلك اللحظات كان الملك ممسكا بسيفه ليحمي ابنته وزوجته بينما الحرس الملكي احتشدوا أمام باب الغرفة عندها سمع الملك صراخا وجلبة وصوت تقارع سيوف و بعد لحظات هدأت الأصوات فبقي الملك وعائلته يترقبون عندها فُتح الباب على مصراعيه ودخل قائد الملثمين وحوله رجاله فشد الملك قبضته على سيفه فقال رئيس الملثمين بصوت هو أقرب لفحيح الأفاعي منه لصوت البشر : نحن لسنا هنا لقتلكم سنأخذ الفتاة ونرحل.
أنهى جملته وصار يضحك بتشفٍ وسخرية فاستشاط الملك غضبا وقال: خسئت أيها القذر ، لم يخلق بعد من سيمس شعرة من رأس ابنتي.
فضحك الملثم حتى كاد ينقطع نفسه من كثرة الضحك وقال وهو لا يزال يغالب ضحكه: لا تقلق، نحن لن نلمس شعر الأميرة لكننا سنبيعها لمن يدفع أكثر.
عندها اندفع الملك نحو الملثم وهو يقول: ستدفع ثمن كلامك أيها الشيطان اللعين.
دارت بين الملك والملثم معركة ليست بالطويلة فلا مجال لمقارنة القوة بين الملك المسالم النحيل و بين رجل المرتزقة الذي يعيش على دماء ضحاياه! وتلقى الملك طعنة في صدره فوقع على الأرض بلا حراك فأسرعت نحوه الأميرة وهي تبكي وقبل أن تصل له تلقت ضربة على مؤخرة عنقها من مقبض سيف أحدهم أفقدتها وعيها فحملها أحد الرجال وغادروا القصر وأخذوا الأميرة على خيل رئيسهم وتركوا المدينة ضاحكين متباهين بينما المدينة غارقة في الدماء.
بعد عدة أشهر من الأحداث الأليمة استعاد الملك عافيته وإن كان يتمنى لو أنه مات فعلا! أما سكان المدينة فلم يعودوا أبدا لسابق عهدهم وكان شُغلهم الشاغل هو استعادت الأميرة وبعد شهور من البحث المضني عاد الرجال الذين أُرسلوا للبحث في المدن القريبة لكن لا أثر لها و أرسل حكام المدن القريبة من زاريوس بعضا من رجالهم ليساعدوا في البحث عن الأميرة فشكرهم الملك وأُعدت لهم غرف ليقيموا فيها، أما الملك فكان يخرج في الليل وحده ليزيح عن نفسه بعض الهم الذي يحرق فؤاده فسمع ذات ليلة أن هناك من يعرف مكان الأميرة! ، فسر الملك لسماع الخبر واستدعى الرجل الذي ادعى ذلك على الفور فكان رجلا أشيب الشعر متكأ على عصا وقد انحنى ظهره لتقدمه في السن وله حاجبان يغطيان عينيه وصوته ضعيف متقطع فلما مَثَلَ أمام الملك قال له الملك بقلق : أخبرنا أيها الرجل ، أتعرف أين ابنتي؟!.
قال الرجل بصوته الضعيف: أجل مولاي ، إن مختطفي الأميرة قد أخذوها إلى جبل سوشان حيث مقرهم.
سأله رئيس الحرس بشك: وكيف عرفت أنت ذلك؟
قال العجوز : لأنني كُنت أتأمل في الجبل كعادتي، و لكن ذات يوم رأيت مجموعة من الملثمين مقبلين فهممت بالهرب لكن استوقفني صوت بكاء مرير – هنا أمسك الملك بيد زوجته وهي تمسح دموعها – ورأيت فتاة معهم عرفت أنهم خطفوها لكن ما بيدي حيلة ولا أقدر على إنقاذها فَقَدِمتُ لأقرب أرض للجبل لأخبر الناس بأمرها حتى علمت أن تلك الأسيرة هي أميرة هذه الأرض فقطعت بعيراني عرض الفلاة وها أنا أمثل بين يديك أيها الملك.
فقال الملك وقد وقف على قدميه من شدة انفعاله وتوتره : حسنا فعلت أيها الشيخ سَنُعِد لك مكانا لترتاح عندنا.
فتقدم أحد الحرس ليرافق العجوز لغرفته فقال الملك : إيشاز - رئيس الحرس- أعد الرجال سننطلق إلى هناك حالا.
وقبل أن يجيب إيشاز قال العجوز وهو على باب الغرفة: عذرا مولاي ، الرجال هزموا حراسكم في أرضكم و أخذوا الأميرة من حجر أبيها فما ظنكم إن ذهبتم إليهم في أرضهم؟
هب رئيس الحرس صارخا في وجه الرجل بكل غضب : كيف تجرأ على قول ذلك في حضرة الملك؟!!
فقال الملك بشيء من الأسى : دعه يتكلم يا إيشاز – ثم وجه كلامه للعجوز – أنت صادق أيها الشيخ، يبدو أنك رجل حكيم فبم تنصحني؟
قال العجوز وهو يحدق أمامه: أعرف رجلا مناسبا لهذه المهمة.
اختلطت الأصوات و التساؤلات حتى بين الجواري اللاتي يتوارين وراء الستار فقال إيشاز باستنكار قاطعا لهذه الجلبة : رجل واحد!!.
قال العجوز وهو يبتسم : بلى بني ، رجل واحد.
اقترب الملك من الرجل حتى أمسك يديه وقال بفرح لأنه وجد ضالته وبلهجة لا تخلوا من ترجٍ: أخبرنا من هو ذلك الرجل أيها الشيخ؟
قال الرجل العجوز: إنه فارس لا يشق له غبار وصنديد حرب تخشى غضبه السباع، إنه رجل يسكن في الجبل القريب منكم لذا فهو عارف بأمر الجبال ومعتاد الحياة فيها.
فقال الملك بحماس : أخبرنا اسمه أيها شيخ ، أرجوك.
قال العجوز بنبرته الهادئة الحكيمة : إنه يدعى " فارس بن تمّام" .
قال إيشاز باستخفاف وسخرية : فارس! اسمه فارس!! هذا الاسم غريب! وكيف نأمن رجلا غريبا على حياة أميرتنا .
عندها ضرب العجوز بعصاه على الأرض وقال بغضب شديد : إنه فارس عربي شهم شجاع و إن كان الملك يرغب في خلاص ابنته فلا أحد كفؤ لتخليصها غير فارس .
قال الملك ليهدأ من غضب الرجل : اهدأ أرجوك أيها الشيخ – واستدار مخاطبا أحد الحرس – رافق الرجل لغرفته.
عاد الملك بعد ذلك لكرسيه وقال بلهجة آمرة لا تقبل النقاش : إيشاز ، استدعي فارس بن تمام ، لكن أحضروه بلين وعِدوه أن له ما يشاء إن هو لبّى.
بعد أسبوع مر على الملك كأنه الدهر كله عاد إيشاز ومعه فارس فلما نظر له الملك وجد شابا دون الثلاثين طويل القامة عريض المنكبين سمّرته شمس الجبال وبادٍ عليه شديد بأسه وملامحه لا تخلو من وسامة فقال الملك : أهلا بك أيها الفارس.
رد فارس باحترام شديد : إنه شرف لي أن أمثل أمام الملك كيناي سيد زاريوس.
قال الملك وهو يذرع الغرفة ذهابا وإيابا في توتر واضح : اسمعني بني فارس ، أنت تعرف لمَ طلبتك وتدرك الخطر الجسيم الذي أنت مقدم عليه إن قبلت، فأخبرني هل أنت مستعد لتفعل هذا من أجل زاريوس؟
أجاب فارس بثقة : أجل مولاي.
فقال الملك و قد بدا عليه الرضا لشجاعة فارس: والآن فارس ، اطلب ما تشاء.
قال فارس: أريد قوسا ومائة سهم.
فقال الملك لإيشاز: أعد للشاب ما طلب حالا.
ثم استدار لفارس وقال له: ما تنوي أن تفعل؟ مهما كنت قويا فهم مائة و أنت وحيد!!.
قال فارس بابتسامه : لدي خطة مولاي فلا تقلق.
عاد إيشاز بعد أن أحضر ما طلبه فارس وقال: سنزودك بسيف وخيل أصيل ...
فقاطعه فارس : لا داعي للخيل سيد إيشاز ، معي "هزيم" وهو خيل عربي أصيل، أما السيف فورثته من أبي ، سيف جندل العديد من الشجعان –ثم وجّه كلامه للملك – مولاي ابنتك أمانة في عنقي و أعدك أن أعيدها سالمة .
وهكذا انطلق فارس متجها لجبل سوشان الذي تفصله مسيرة شهرين كاملين عن زاريوس وكان يتوقف في كل قرية ومدينة بين الجبل و زاريوس وينشر إشاعة أنّ تاجرا ثريا يريد شراء جارية جميلة وسيدفع كثيرا لمن يأت بواحدة- راجيا أن يصدق رجال العصابة ذلك فيرسلوا مجموعة منهم ليقابلوا هذا التاجر المزعوم - وبعد أن تأكد أن الخبر انتشر بين القرى المحيطة بالجبل انتظر بضعة أيام متخفيا في إحداها ثم توجه أخيرا نحو الجبل فكان له ما توقع إذ أن الحراسة عند مدخل الجبل لم تكن جيدة فاختبأ وراء صخرة بعد أن ترك هزيم على مقربة، وأطلق السهام فما التفت الرجال إلا وثلاثة منهم قتلوا بسهامه وقبل أن يتمكن الباقون من إنذار زملائهم كانت سهام فارس قد أطاحت بهم جميعا فصار فارس يصعد الجبل بسهولة فهو معتاد على هذه الأمور ثم سمع صوتا يقترب فاختبأ بجوار صخرة فرأى اثنين من العصابة ينزلان الجبل فلما تجاوزاه بعدة خطوات أطلق سهما أردى به أحدهما وقبل أن يستل الثاني سيفه كان سيف فارس يخترق قلبه ، واصل فارس تسلق الجبل متحاشيا بعض الفخاخ التي نشرتها العصابة هنا وهناك فلما وصل قُرب قمة الجبل وجد أمامه كهفا كبيرا ولمح ضوءا وظلالا تتراقص مع حركة الضوء فأسرع بالاختباء عند باب الكهف وأطل برأسه فرأى رجلا ميز فيه رئيس العصابة لأنه كان ضخما مفتول العضلات وكان الرجال حوله يقدمون له الشراب فتمكن فارس من عد أربعة رجال بقائدهم -يعني خمسة فرسان أشداء- ورأى بجانب الجدار أجمل كائن يمكن أن تراه عيناه ، حورية لم تلد النساء بمثلها فبرغم الأسر الطويل كان جمال لورا يُخرس الألسن لكن فارس تنبّه من شروده فليس هذا وقت التفكير بتلك الأمور عندها أصغى جيدا فسمع أحدهم يتكلم بصوت خشن : ... و إذا لم يجد الرجال ذلك التاجر اللعين فسنبيعها لأحد السحرة فهم دائما يُضحون بدم فتاة عذراء.

تنين الظل
18-07-2008, 03:15
...التتمه
فقال أحد الرجال : أنت محق ، فلم نعد قادرين على إطعامها.
وانفجر الرجال ضاحكين كأن ما سمعوه هو نكتة العصر! فاندفع فارس أمام باب الكهف و قوسه في يده فرمى قدر ما استطاع من السهام بشكل عشوائي عدا ناحية الأميرة فأصابت سهامه اثنين منهم لكنه فوجئ أن هناك ما يقرب من العشرة رجال وهو لم يستطع رؤيتهم لأنهم كانوا يستندون للجدار الآخر البعيد عن نظره فاندفع الرجال نحو فارس وهم يصرخون فاستل فارس سيفه وقاتلهم قتالا شديد وتمكن من قتل أربعة منهم دون أن يصاب لكن بينما هو يبارز الآخرين أصابه أحدهم بضربة في لوح كتفه فاستدار له فارس وضربه فأرداه صريعا واستدار للآخرين وتلقى جرحا في كتفه وضربه أحدهم فأصاب فخذه لكن فارس استجمع قواه و أطاح بهم جميعا فلم يبقى سوى قائدهم الذي وقف ينظر لفارس باستصغار وقال : أتعلم كيف أطحتُ بجيش زاريوس؟ أتعتقد حقا أنك كفؤ لي؟!
رد فارس بسخرية ودمه ينزف من رجله ويده : لا ضير أن أجرب حظي.
عندها لاحظ فارس أن عيني قائد العصابة ليستا طبيعيتين فلقد اختفى بؤبؤهما وصار لونهما كلون الرمل واقترب منه الزعيم وهو يسير بهدوء وفارس يتراجع للخلف فقال الزعيم: ألا تعلم أنني "موهان الذي لا يُقهر" آخر سحرة جبل الغربان.
تذكر فارس ما سمعه عن جبل الغربان وهو الاسم القديم لجبل سوشان نفسه! وقد عاش فيه سحرة جبارون عاثوا فسادا ودمارا لكن آخر ما سُمع عنهم أنهم هلكوا في انهيار جبلي قبل بضع سنوات فمن كان يتوقع أن أحدهم لا يزال حيا فقال فارس لموهان: إذا اختطاف الأميرة كان من أجل...
قاطعه موهان وقد صار صوته كفحيح الأفعى : من أجل التضحية الكبرى ، يجب أن أَبقي فتاة عذراء من دم ملكي مدة سنة كاملة في الجبل ثم أضحي بها لأحصل على قوة تفوق قدرة العقل البشري على التصور.
قال فارس باستغراب: إذا لمَ أرسلت رجالك ليقابلوا التاجر الذي يريد شراءها؟!!
قال موهان بنفاذ صبر : لا يعلم أؤلائك الحمقى مع من هم يعملون ، فقررت مجاراتهم حتى تنتهي السنة، عندها تصبح الفتاة الأضحية التي تمنحني القوة والجبروت – نظر للأميرة – ستكون دماؤكِ مفتاح قوتي.
قال فارس وهو يركض باتجاه موهان: ليس وقد وعدت أبيها أن أحميها.
عندها وصل فارس لموهان لكن الأخير أمسك سيف فارس بيده العارية وحمل فارس باليد الأخرى و ألقاه بعيدا فنهض فارسا متثاقلا مثخنا بجراحه وهو يفكر"كيف أحارب ساحرا؟!!" لكنه هجم مجددا فأمسك به موهان وقال بصوته المريع: ألم تفهم أيها الحقير؟ لن تستطيع إيقافي مهما حاولت.
ورمى فارس على الأرض مجددا فتحامل فارس على نفسه ليجلس على الأرض لأنه لم يستطع النهوض فتلفت حوله مفكرا في حل عندها لاحت له فكرة فقرر أنه لا ضير من تجريبها فنهض فأرغم نفسه على النهوض و أسرع باتجاهه فاستعد موهان ليضربه لكن فارس أحنى رأسه متفاديا ضرية موهان ودخل الكهف والتقط شعلة نار ولطخ بالزيت سيفه ثم أشعل فيه النار فصار السيف حار لا يُحتمل لكن فارس أسرع باتجاه موهان وبدا أن موهان فوجئ بحركة فارس ولما صار أمامه رفع فارس السيف ليضرب رأس موهان فأمسك موهان فارس من عنقه بكلتي يديه ورفعه وهو يقول: أيها....
لكنه لم يقدر أن يكمل جملته لأن فارس أدخل السيف في حلق موهان فسقط الأخير على الأرض يتلوى والدماء تنزف من فمه وعينيه لكنه انتزع السيف و رماه بعيدا وبالرغم من عودته لشكله الطبيعي إلا أنه وجه لكمة قوية لفارس أوقعته أرضا فنهض فارس يمسح الدم عن عينه فرأى موهان وقد أمسك بالأميرة فجعلها بينه وبين فارس وصاح بصوته الأجش: اللعنة عليك أيها الغريب، كيف هزمتني؟ لكن الأمر ينتهي هنا – ثم وضع سيفه على عنق الأميرة – والآن ارمي سيفك.
فرمى فارس السيف من يده فاقترب منه موهان و ركل السيف ليبعده عن فارس ثم دفع الأميرة جانبا وقال بغضب شديد و بابتسامة شيطانية: لا تعلم مقدار رغبتي في تمزيق أشلائك لكن سأنتظر أن يعود باق الرجال و ...
قاطعه فارس بضحكة أثارت حنق موهان فقال بغضب شديد وهو يلوح بالسيف أما وجه فارس وقد زاد غضبه نزف الدم من عينيه: ما الذي يضحكك أيها القذر.
قال فارس بسخرية: لا تنتظر عودة رجالك ، أنا من لفق قصة التاجر،والآن وقد تفرق رجالك في كل مكان صار من السهل القبض عليهم في أي مدينة مجرد وصولهم لأن حرس كل مدينة يعلمون مسبقا بقدومهم، ما يعني أنك وحدك الآن تماما ، آخر رجالك هم الذين قتلتهم أنا.
غضب موهان غضبا شديدا وهجم على فارس بسيفه فتمكن فارس من تفادي تلك الضربة وتدحرج على الأرض والتقط سيفه ليصد به ضربة ثانية كادت تصيبه ثم وجه موهان ضربة بقبضته أصاب بها فارس في وجهه فأسقطه أرضا واندفع نحوه لكن فارس عاجله بضربة أسقطته بعيدا فلما تحامل فارس على نفسه ونهض سمع صراخ الأميرة لأن موهان أخذها وانطلق على ظهر فرسه فأسرع فارس برغم آلامه فالتقط قوسه وسهما من على الأرض وصعد على خيل آخر محاولا اللحاق بهما حتى نزلا من على الجبل وانطلق خيل موهان يطوي الأرض طويا فلما وصل فارس لحيث خيله هزيم قفز على ظهره و أطلقه خلف خيل موهان وبينما هما يعدوان أخرج فارس السهم و وضعه في كبد القوس وقد استفاد فارس من وضع عدوه لأن موهان كان يُجلس الأميرة أمامه ما كشف ظهره كاملا لفارس فلم يتردد فارس وأطلق سهما أصاب رأس موهان من الخلف عندها ولأن دم موهان سال من رأسه المتدلي على عنق الخيل فغطى عينيه صار الخيل يتحرك و يجري بجنون و وكاد الخيل يرمي الأميرة من على ظهره إلا أن فارس كان قد وصل لها فركل جثة موهان و أسقطها أرضا ثم قفز للخيل الآخر فأمسك اللجام وبصعوبة تمكن من تهدئة الفرس فلما هدأ تماما تنبه فارس أن الأميرة كانت تعانقه بشده وهي ترتجف وعندما شعرت الأميرة أن الخيل قد هدأ أبعدت يديها عن جسد فارس ووجهها محمر بشدة وأنزلت رأسها قليلا وقد زادها خجلها جمالا وسحرا فقال فارس: هل الأميرة بخير؟
أومأت برأسها دون أن تنظر له وكانت لا تزال تشعر بالخجل فتبسم فارس وقاد الفرس الذي هو عليه وتبعه خيله هزيم و بينما هما يسيران نظرت الأميرة لورا لهذا الشاب الذي أنقذها فرأت فيه فارسا وسيما و شجاعا ففكرت في نفسها " أهكذا يكون فارس الأحلام؟" واحمرت وجنتاها لمجرد التفكير في الأمر فنظر لها فارس وقال بتعجب: هل من شيء؟!!
انتبهت لورا أنها كانت تُحدق به فنظرت للجانب الآخر وقالت بارتباك: لا، لاشيء.
وآخر النهار كانا وصلا لأقرب القرى من الجبل فترجل فارس وحمل الأميرة و أنزلها على الأرض ودخلا القرية فاستقبلهما أهلها بأحسن ما يكون و تمت معالجة فارس وفي نهار اليوم الثاني قررا الرحيل ولكن على ظهر "هزيم" هذه المرة فحمل فارس الأميرة بين ذراعيه و وضعها على ظهر الخيل ثم امتطى صهوته وقاده عائدا بالأميرة لمدينتها و لم تكن رحلة العودة صعبة لأن أهل المدن التي تقع بين جبل سوشان و مدينة زاريوس أكرموا الأميرة وفارسها كأحسن ما يكون و بعد مسيرة ما يقارب الشهرين وصلا أخيرا لمدينة زاريوس وبمجرد دخولهما أسوار المدينة توجهت الأميرة مباشرة للقصر وكانت فرحة أهل زاريوس لا توصف حتى أن كيناي لم يتمالك نفسه من البكاء و عانق ابنته بشدة ثم عانق فارس وقال له وهو يبكي فرحا لعودة ابنته: بني فارس، لا يوجد ما أستطيع تقديمه لرد جميلك لكن أطلب أنت ما تشاء واعلم أن طلبك مجاب.
ابتسم فارس وقال باحترام: أريد أن يشرفني الملك بأن يقبلني له صِهرا.
نظر الملك لابنته فاحمر وجهها خجلا ولم تقل شيئا فأمسك الملك يد فارس ويد ابنته كل بيد وقال على مسمع أهل المدينة: الليلة سنقيم احتفالا كبيرا بمناسبة عودة ابنتي سالمة وبمناسبة زفافها لهذا الفارس.
ورفع يد فارس ويد الأميرة عاليا وسط هتافات الناس ودموع الفرح و عادت زاريوس أخيرا لسابق عهدها بالإضافة لذلك فقد صار" الأمير فارس" مدربا وقائدا للجيش فصار لمدينة زاريوس جيش مهاب جبار قادر على الدفاع عن أهلها.
تمت :
تقبلوا تحيات الكاتب تنين الظل

lost in shado
18-07-2008, 03:53
السلام عليكم ,, :)

كيفك أخي تنين الظل ..؟؟

يجب أن أقول أنه لي الشرف كوني أول شخص يرد على قصتك::سعادة::

أعجبني حقا كيفية إستخدامك للعبارات و الجمل و التلاعب بها:مكر:

و وصفك الملامح الشخصيات :rolleyes: و المعارك اللتي دارت بين الجيوش << في الواق جيش واحد:D
لكن مين يحسب:مرتبك:

المهم ..:p

علي أن أقول أنني إستغربت لإستخامك شخصية عربية:مندهش: لكني سرعان ما أعجبت به و بشجاعته:D

و على الرغم من قصر قصتك إلا أنها رائعة و أن يا أخي كاتب مبدع::جيد:::cool:

>> كثرت حكي:D<<

أتمنى أن تقبل مروري المتواضع:D

تنين الظل
19-07-2008, 22:55
تسلمي
اختي
على
تشريفك
قصتي
بردك
الجميل
و
ابداء
رايك
و
هدا
من
دوقك
اختي
lost in shado

E V A.
20-07-2008, 13:42
تسلم يا اخوى على القصة
انا قرئتت الجزء الاول فقط لان هيا طويله شويه
وان شاء الله راح اكمل الباقى واقولك رئيى فية
حلوة جدا شكرا

تنين الظل
23-07-2008, 22:43
تسلمي اختي فارسة السنة على مرورك واتمنى تسمعيني رايك بعد ما تكملي قراءة القصه ::جيد::

الموج الأزرق
23-07-2008, 23:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال أخي تنين الظل أتمنى ان تكون بخير:)
القصة قمة في الروووووعة كلمة روعة قليل في حقها اعجبتني كثيرا وأكثر ما عجبني هو استخدامك لبطل عربي:D
في البداية عندما قرأت اسمه ومواصفاته تفاجأت:eek: ولكنني سررت كثيرا بوضعك له في القصة :rolleyes:
ففعلا صرنا نكتب ونبدع في القصص ولكن لنكون صريحين انها لاتحمل لمسة من هويتنا او طابعنا الخاص :(وكانها قصة غربية من أيدي غربية :ميت:
لذلك يجب علينا الحرص على روح الإنتماء وبهذه الشخصية ذكرتني بهذا الشيء:o
اسلوبك رائع ماشاء الله عليك ألفاظك موحية وتساعد على التخيل::سعادة:: وتجبر الشخص على العيش في غمار القصة :)وهذا هو المطلوب::جيد:: أتمنى ان أشهد لك قصصا أخرى :D
شكرا جزيلا لك اخي على هذه اللحظات الممتعة التي اعطيتني اياها وانا أقرا هذه القصة :تدخين:
و دمت في حفظ الله ورعايته
اختك: الموج الأزرق:)

تنين الظل
23-07-2008, 23:42
اختي الموج الأزرق شكرا على مرورك المشرف وكلماتك الراقيه .

بالنسبه لموضوع الأبطال العرب أنا عندي أيضا قصه ثانيه بطلها عربي وراح انزلها قريبا ان شاء الله اتمنى واتمنى انها تحوز على اعجابك .


شكرا مرة ثانيه على مرورك ولا تحرمينا من ارائك وكلماتك . ::جيد::

تنين الظل
25-07-2008, 03:06
وين ردودكم يا مكساتيين :confused: