PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : ܔْށ الـمعـ،ـلـقـ،ـاتܔْށ



Narcissa
12-07-2008, 18:40
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911732

بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بكل رواد الشعر والخواطر :رامبو:

ܔْށ الـمــعـــ،ــلــقــــ،ــاتܔْށ

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=484100&d=1214414212

معنى الملعقات لغوياً \المعنى الاصطلاحي لها\ولكن بقي سؤال هل علقت حقاً على الكعبة؟ (http://www.mexat.com/vb/showpost.php?p=12360084&postcount=2)
فريق المثبتون للتعليق وأدلتهم\فريق النافون للتعليق وأدلتهم (http://www.mexat.com/vb/showpost.php?p=12360148&postcount=3)
مكانة المعلقات ج 1 (http://www.mexat.com/vb/showpost.php?p=12360183&postcount=4)
مكانة المعلقات ج 2 (http://www.mexat.com/vb/showpost.php?p=12360317&postcount=5)
مكانة المعلقات ج 3 (http://www.mexat.com/vb/showpost.php?p=12360368&postcount=6)
مكانة المعلقات ج 4 (http://www.mexat.com/vb/showpost.php?p=12360424&postcount=7)
مكانة المعلقات ج 5 (http://www.mexat.com/vb/showpost.php?p=12360472&postcount=8)
مكانة المعلقات ج 6 (http://www.mexat.com/vb/showpost.php?p=12360538&postcount=9)
مكانة المعلقات ج 7 (http://www.mexat.com/vb/showpost.php?p=12360568&postcount=10)
سوق عكاظ \ موقعه \ سبب تسميته \ شعراءه \ لمحة تاريخية عنه . (http://www.mexat.com/vb/showpost.php?p=12360643&postcount=11)
لمحة أولية عن المعلقات .. (http://www.mexat.com/vb/showpost.php?p=12361066&postcount=12)

ضمن المشروع الثقافي \ صيفية الشعر والخوآطر
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 18:40
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911732

إن من أشهر ما ترك العرب الجاهليون الى يومنا ها .. بعض القصائد من مطولات الشعر ..
وكانت تتصف بالمعاني الدقيقة .. والخيال البعيد .. وبراعة وزن.. وكانت تتصف بالتصوير لحياة العرب
قبل الإسلام لهذا ولأسباب أخرى عديدة عدها النقاد والرواة قديماً قمة الشعر العربي
وقد سميت بالمطولات..وأما تسميتها المعروفة : المعلقات ..

معنى كلمة الملعقات لغوياً : مشتقة من العِلْق هو النفيس من كل شيء

المعنى الاصطلاحي للمعلّقات : قصائد جاهليّة بلغ عددها السبع أو العشر ـ على قول ـ برزت فيها خصائص الشعر الجاهلي بوضوح ،
حتّى عدّت أفضل ما بلغنا عن الجاهليّين من آثار أدبية

من خلال النظر الى المعنيين اللغوي والاصطلاحي سترى علاقة فهي قصائد نفيسة ذات قيمة كبيرة ،
بلغت الذّروة في اللغة ، وفي الخيال والفكر ، وفي الموسيقى وفي نضج التجربة ، وأصالة التعبير ،
ولم يصل الشعر العربي إلى ما وصل إليه في عصر المعلّقات من غزل امرئ القيس ،
وحماس المهلهل ، وفخر ابن كلثوم ، إلاّ بعد أن مرّ بأدوار ومراحل إعداد وتكوين طويلة .

سبب تسميتها بالمعلقات :
عندما كتبت المعلقات لاقت استحسانا فكتبت بماء الذهب وهذا ما قال به ابن عبد ربّه و ابن رشيق
و وغيرهم ...

أو لأنّ المراد منها المسمّطات والمقلّدات ، فإنّ من جاء بعدهم من الشعراء قلّدهم في طريقتهم ،
وهو رأي الدكتور شوقي ضيف وبعض آخر . أو أن الملك إذا ما استحسنها أمر بتعليقها في خزانته .

ولكن بقي سؤال هل علقت حقاً على الكعبة ؟
هذا السؤال سبب الجدل ..فالبعض قال بتعليقها * .. والبعض الآخر نفى ذلك * .. والبعض لم يعطوا رأيا
ولم يقتنعوا بأدلة الطرفين * ..
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 18:43
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911732

فريق المثبتون للتعليق وأدلتهم :o :
وقف هذا الفريق موقف قوي للدفاع عن رأيه .. بكل الأشكال .. وخاصة كتب التاريخ التي
حفلت بنصوص عديدة تؤيّد صحّة التعليق ، :)
ففي العقد الفريد ذهب ابن عبد ربّه ومثله ابن رشيق والسيوطيوياقوت الحموي
و ابن الكلبي و ابن خلدون ، وغيرهم إلى أنّ المعلّقات سمّيت بذلك;
لأنّها كتبت في القباطي بماء الذهب وعلّقت على أستار الكعبة ،
وذكر ابن الكلبي : أنّ أوّل ما علّق هو شعر امرئ القيس على ركن من أركان الكعبة أيّام الموسم
حتّى نظر إليه ثمّ اُحدر ، فعلّقت الشعراء ذلك بعده .وأمّا الاُدباء المحدّثون فكان لهم دور في إثبات التعليق ، وعلى سبيل المثال نذكر منهم
جرجي زيدان حيث يقول :وإنّما استأنف إنكار ذلك بعض المستشرقين من الإفرنج ،
ووافقهم بعض كتّابنا رغبة في الجديد من كلّ شيء ،وأيّ غرابة في تعليقها وتعظيمها
بعدما علمنا من تأثير الشعر في نفوس العرب؟!
وأمّا الحجّة التي أراد النحّاس أن يضعّف بها القول فغير وجيهة ;لأنّه قال : « إنّ حمّاداً لمّا رأى
زهد الناس في الشعر جمع هذه السبع وحضّهم عليها وقال لهم : هذه هي المشهورات ،
وبعد ذلك أيّد كلامه ومذهبه في صحّة التعليق بما ذكره ابن الأنباري إذ يقول :
وهو ـ أي حمّاد ـ الذي جمع السبع الطوال ، هكذا ذكره أبو جعفر النحاس ،
ولم يثبت ما ذكره الناس من أنّها كانت معلّقة على الكعبة »
وقد استفاد جرجي زيدان من عبارة ابن الأنباري : « ما ذكره الناس » ،
فهو أي ابن الأنباري يتعجّب من مخالفة النحاس لما ذكره الناس ، وهم الأكثرية من
أنّها علقت في الكعبة .

فريق النافون للتعليق وأدلتهم :o :
إن مؤسس هذا المذهب هو أبو جعفر النحاس حيث ذكر أن حماداً الراوية هو الذي
جمع السبع الطوال ولم يثبت انها كانت معلقة على الكعبة ، ونقل ذلك عنه ابن الأنباري .
فتكونت هذه الفكرة كأساس لنفي التعليق:
كارل بروكلمان حيث ذكر أنّها من جمع حمّاد ، وقد سمّاها بالسموط والمعلّقات
للدلالة على نفاسة ما اختاره ، ورفض القول : إنّها سمّيت بالمعلّقات
لتعليقها على الكعبة ، لأن هذا التعليل إنّما نشأ من التفسير الظاهر للتسمية وليس سبباً لها ،
وهو ما يذهب إليه نولدكه .
وعلى هذا سار الدكتور شوقي ضيف مضيفاً إليه أنّه لا يوجد لدينا
دليل مادّي على أنّ الجاهليين اتّخذوا الكتابة وسيلة لحفظ أشعارهم ، فالعربية كانت
لغة مسموعة لا مكتوبة . ألا ترى شاعرهم حيث يقول :
فلأهدينّ مع الرياح قصيدة ...... منّي مغـلغلة إلى القعقاعِ
ترد المياه فـما تزال غريبةً ...... في القوم بين تمثّل وسماعِ؟
ودليله الآخر على نفي التعليق هو أنّ القرآن الكريم ـ على قداسته ـ
لم يجمع في مصحف واحد إلاّ بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) (طبعاً هذا على مذهبه) ،
وكذلك الحديث الشريف . لم يدوّن إلاّ بعد مرور فترة طويلة من الزمان
(لأسباب لا تخفى على من سبر كتب التأريخ وأهمّها نهي الخليفة الثاني عن تدوينه)
ومن باب أولى ألاّ تكتب القصائد السبع ولا تعلّق .
وممّن ردّ الفكرة ـ فكرة التعليق ـ الشيخ مصطفى صادق الرافعي ،
وذهب إلى أنّها من الأخبار الموضوعة التي خفي أصلها حتّى وثق بها المتأخّرون .
ومنهم الدكتور جواد علي ،فقد رفض فكرة التعليق لاُمور منها :
1 ـ أنّه حينما أمر النبي بتحطيم الأصنام والأوثان التي في الكعبة وطمس الصور ، لم يذكر وجود
معلقة أو جزء معلّقة أو بيت شعر فيها .
2 ـ عدم وجود خبر يشير إلى تعليقها على الكعبةحينما أعادوا بناءَها من جديد .
3 ـ لم يشر أحد من أهل الأخبار الّذين ذكروا الحريق الذي أصاب مكّة ، والّذي أدّى إلى
إعادة بنائها لم يشيروا إلى احتراق المعلّقات في هذا الحريق .
4 ـ عدم وجود من ذكر المعلّقات من حملة الشعرمن الصحابة والتابعين ولا غيرهم .ولهذا كلّه
لم يستبعد الدكتور جواد علي أن تكون المعلّقات من صنع حمّاد ،هذا عمدة ما ذكره المانعون
للتعليق .بعد استعراضنا لأدلة الفريقين ،اتّضح أنّ عمدة دليل النافين هو ما ذكره ابن النحاس
حيث ادعى أن حماداً هو الذي جمع السبع الطوال .وجواب ذلك أن جمع حماد
لها ليس دليلا على عدم وجودها سابقاً ، وإلاّ انسحب الكلام على الدواوين التي
جمعها أبو عمرو بن العلاء والمفضّل وغيرهما ،ولا أحد يقول في دواوينهم
ما قيل في المعلقات .ثم إنّ حماداً لم يكن السبّاق إلى جمعها فقد عاش في العصر العباسي ،
والتاريخ ينقل لنا عن عبد الملك أنَّه عُني بجمع هذه القصائد (المعلقات)
وطرح شعراء أربعة منهم وأثبت مكانهم أربعة .
وأيضاً قول الفرزدق يدلنا على وجود صحف مكتوبة في الجاهلية :
أوصى عشية حين فارق رهطه .....عند الشهادة في الصحيفة دعفلُ
أنّ ابن ضبّة كـان خيرٌ والداً .....وأتمّ في حسب الكرام وأفضلُ
كما عدّد الفرزدق في هذه القصيدة أسماء شعراء الجاهلية ، ويفهم من بعض الأبيات
أنّه كانت بين يديه مجموعات شعرية لشعراء جاهليين أو نسخ من دواوينهم بدليل قوله :
والجعفري وكان بشرٌ قبله ....لي من قصائده الكتاب المجملُ
وبعد أبيات يقول :
دفعوا إليَّ كتابهنّ وصيّةً .... فورثتهنّ كأنّهنّ الجندلُ
كما روي أن النابغة
وغيره من الشعراء كانوا يكتبون قصائدهم ويرسلونها إلى بلاد المناذرة معتذرين عاتبين ،
وقد دفن النعمان تلك الأشعار في قصره الأبيض ،
حتّى كان من أمر المختار بن أبي عبيد
و إخراجه لها بعد أن قيل له : إنّ تحت القصر كنزاً .
كما أن هناك شواهد أخرى تؤيّد أن التعليق على الكعبة وغيرها ـ
كالخزائن والسقوف والجدران لأجل محدود أو غير محدود ـ كان أمراً مألوفاً عند العرب ،
فالتاريخ ينقل لنا أنّ كتاباً كتبه أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة في حلف
خزاعة لعبد المطّلب ، وعلّق هذا الكتاب على الكعبة .
كما أنّ ابن هشام يذكر أنّ قريشاً كتبت صحيفة عندما
اجتمعت على بني هاشم و بني المطّلب وعلّقوها في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم .
ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواه البغدادي في خزائنه من قول معاوية :
قصيدة عمرو بن كلثوم وقصيدة الحارث بن حِلزه من مفاخر العرب كانتا معلّقتين بالكعبة دهراً .
هذا من جملة النقل ، كما أنّه ليس هناك مانع عقلي أو فنّي من أن العرب قد علّقوا أشعاراً
هي أنفس ما لديهم ، وأسمى ما وصلت إليه لغتهم; وهي لغة الفصاحة والبلاغة والشعر والأدب ،
ولم تصل العربية في زمان إلى مستوى كما وصلت إليه في عصرهم .
ومن جهة أخرى كان للشاعر المقام السامي عند العرب الجاهليين فهو الناطق الرسمي
باسم القبيلة وهو لسانها والمقدّم فيها ، وبهم وبشعرهم تفتخر القبائل ،
ووجود شاعر مفلّق في قبيلة يعدُّ مدعاة لعزّها وتميّزها بين القبائل ،
ولا تعجب من حمّاد حينما يضمّ قصيدة الحارث بن حلزّة إلى مجموعته ، إذ إنّ حمّاداً كان مولى
لقبيلة بكر بن وائل ،وقصيدة الحارث تشيد بمجد بكر سادة حمّاد ،
وذلك لأنّ حمّاداً يعرف قيمة القصيدة وما يلازمها لرفعة من قيلت فيه بين القبائل .فإذا كان
للشعر تلك القيمة العالية ،وإذا كان للشاعر تلك المنزلة السامية في نفوس العرب ،
فما المانع من أن تعلّق قصائد هي عصارة ما قيل في تلك الفترة الذهبية للشعر؟
ثمّ إنّه ذكرنا فيما تقدّم أنّ عدداً لا يستهان به من المؤرّخين والمحقّقين قد اتفقوا على التعليق .
فقبول فكرة التعليق قد يكون مقبولا ، وأنّ المعلّقات لنفاستها قد علّقت على الكعبة
بعدما قرئت على لجنة التحكيم السنوية ، التي تتّخذ من عكاظ محلاً لها ،فهناك يأتي الشعراء
بما جادت به قريحتهم خلال سنة ،
ويقرأونها أمام الملإ ولجنة التحكيم التي عدُّوا منها النابغة الذبياني ليعطوا رأيهم في القصيدة ،
فإذا لاقت قبولهم واستحسانهم طارت في الآفاق ، وتناقلتها الألسن ،وعلّقت على جدران الكعبة
أقدس مكان عند العرب ،
وإن لم يستجيدوها خمل ذكرها ، وخفي بريقها ،حتّى ينساها الناس وكأنّها لم تكن شيئاً مذكوراً .

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 18:45
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911732
ஐ مكانة المعلقات في الشعر العربيஐ
يعتبر شعر الجزيرة العربية القديم قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم مباشرة، أعظم زهرة أدب برية مبهجة بإمكان الشرق إبرازها. مقارنة به، يتسم كل الشعر الأسيوي ببعض سمات الحديقة، حسن مظهر الوردة المستنبتة والياسمين والسوسن، غير أن شعر الجزيرة يتحلى بالجمال الهائم لسوسن الحقل، ليس هذا فحسب، بشيء أكثر برية، زهرة دون حقل بتاتاً، بل الصحراء الجرداء التي تكتسي بعد مطر الربيع وهلة أزهاراً غريبة فريدة لم تعد ترى. كل ما يمكن أن يشبهه بإنصاف هو الجزء الغنائي في الكتاب العبري المقدس القديم - أجزاء من كتاب أيوب، ومزامير داود دون ورعها، نشيد أشاد سليمان دون معناها الصوفي. أوروبياً لعل أقرب نظير لها يمكن أن يوجد في أشعار الايرلنديين السلتين قبل المسيحية، التي من غريب الصدف جاءت في فترة زمنية مماثلة وفقدها ظرف مماثل حافزها الطبيعي الجامح عند اعتناق شعرائها الملحميين الوثنيين ديانة جديدة مهيمنة.
لا نعرف شيئاً عن التاريخ المبكر لشعر الجزيرة القديم باستثناء أنه إنتاج فطري للأرض العربية، ليس عديم الارتباط بحضارة اليمن الأولية، كما حصل على أهمية جديدة عند التشتت التاريخي للقبائل اليمنية في القرن الثاني من العهد المسيحي وتأسيس المملكات العربية في الشمال، الغساسنة والحيرة. في الزمن الذي كتبت فيه أول قصائد نملك سجلاً لها، أي بعد ثلاثة قرون، كانت الجزيرة العربية ترزح تحت احتلال عشائر ريفية إلى حد ما، تتبع العادات نفسها وتتكلم اللغة عينها وترتبط بعهد الشرف ذاته في الحرب والسلام. كان لكل قبيلة "ديرتها" الخاصة لا تتجاوز الماشية والقطعان حدودها وخيام نسائها. لكن لم يلتزم كبار القوم، من أي عشيرة كانت بهذه الحدود. علاوة على الغزوات التي كانوا يقومون بها لعدة مئات من الأميال في وقت الحرب، كانوا يسافرون بعيداً في وقت السلام وحيثما لم تكن هناك دماء ثأر، يمرون من قبيلة إلى أخرى متمتعين بالكرم وباحثين عن المغامرات ومرددين، بالموهبة التي ملكوها، إلقاء قصائدهم. حين أصبح مثل هؤلاء المغنيين والمحاربين معروفين وعمت شهرتهم في الخارج، تنافس شيوخ القبائل في استقبالهم، وود ملوك العرب الغساسنة وفي الحيرة على وجه خاص جذبهم إلى بلاطهم. شعر الأمراء بمتعة ثقافية حين يحاطوا هكذا بمن يشبع غرورهم ويزيد من تأثيرهم. حصل شعراء الجزيرة على معرفتهم بالعالم الخارجي بشكل غير مباشر عبر هذين البلاطين المتنافسين. تبع أمير الغساسنة قيصر روما البيزنطية. تسمع في شعر الجزيرة العربية أصداء خافتة للأسماء الإمبراطورية اللامعة، لكنها مجرد أصداء تأتي من البعيد وتستقبل من قبل وسيط بشكل مباشر.

لا يصعب على من يسافر في شمال نجد أن يكون صورة لنفسه في ما كان البلاط الأميري آنذاك، الذي لا يمكن أن تكون مختلفة جداً عن بلاط ابن سعود وابن راشد اليوم. احتفظ الأمير، نصف بدوي ونصف حضري، بصفاته الصحراوية وكان شيخاً لقبيلته النبيلة، وثرياً بفضل محصول غلته. كان في المدينة، حيث شيد لنفسه حصناً، حاكماً وسيداً وملكاً. أخذ جزيته في الصحراء عبر قوة ممتطي إبله وخيوله. حصل ضريبته من السكان المقيمين على حافة الصحراء بواسطة حراسه العرب من جنود المشاة. شهدته شهور البرد والقيظ الملتهب مقيماً للعدل يومياً في قلعته، بينما الربيع والخريف شهداه في خيامه أو على ظهر جياده غازياً أعداءه. كان العرب الغرباء يجيئون ويذهبون، يستقبلون ويغادرون كما يريدون، بعضهم ينشد مديحه مقابل ما يعطى من هبات سخية وآخرون ساخطون لأنهم أهملوا، كلهم سواسية في عدم الهيبة من السلطة، عملاً وقولاً. كانوا صقوراً بريش هائج لا يروضون بالتهديدات أو تزلف الخدمة الدائمة. وهكذا يجد المرء في هذه الأيام، حتى في مصر التي يحكمها الإنجليز، بعض البدو من وسط الجزيرة العربية، أشخاصاً ضالون من قبائل مطير وحرب والعتيبة، متجمعين في شبه عمل حول بلاط الخديوي في القبة. قد يعثر بينهم هنا وهناك على شاعرٍ، هنا وهناك عازف ربابة، كلهم فرسان. يأتون ويعملون فترة " كراكبين " يمتطون مهور الخديوي وإبله. إنهم مظاهر زينة بملابسهم الزاهية ومعداتهم، فرسان مهرة وأمناء في خدمتهم. لكنهم لا يتنازلون للقيام بالأعمال اليدوية، ولا التدرب كجنود أو النوم في البيوت وارتداء الثياب الرسمية. وعند أدنى هبة فارغة يفرون. يذهبون من القصر ويذمون الأمير أو يمدحونه بصراحة، لا يغريهم بالرجوع ثانية لا مال أو تفكير بالخوف أو الهبة.

كان شعراء الجاهلية، كما دعاهم الكتاب المسلمون، أحياناً أمراء أو من عائلة أمراء. كانوا على الأقل سادة أحرار بالدم والسلالة، لا يحط كد من قدرهم، يتجاهلون " نبل العمل ". كانوا محاربين وفرساناً رحالين، أبطال قصصهم الرومانسية، متأهبين بالحسام والرمح، فرساناً وممتطي إبل، يعيشون في الخيام من طفولتهم ومتمرسين على الأعمال الجسدية الشاقة بكل أشكالها. يقومون بالأعمال الصعبة في الهواء الطلق، لم يكن أسياد الغناء الصحراوي الشجعان هؤلاء مجرد منحلين " المغنين الكسالى ليوم فارغ "، بل رجالاً مصممين على عيش كل ساعة من حياتهم اللاهية، والاستمتاع بكل متعة تقع تحت أيديهم لتحقيق أقصى مسرة. لا نجد هنا شيئاً من الكآبة الأوسياناكية (أوسيان: شاعر وبطل ايرلندي- المترجم) التي عند شعرائنا الملحميين القدامى، لا شيء من الشكوك الخرافية ورعب الضمير كما في أوروبا العصور الوسطى من مخاوف عذاب ما بعد القبر، لا شيء من القيود الدينية لشعر المسلمين لاحقاً. قاموا بصراحة وشجاعة مذهلة بكل ما فيه متعة ولذة.

كان العرب الأوائل، كما زالت سلالاتهم البدوية الحقيقية، ماديين بكل ما في الكلمة من معنى. لم يؤمنوا لا بالجنة ولا بالنار ولا بأي حياة بعد التي كانوا يستمتعون بها. في الدين لم يفهموا شيئاً سوى توحيد مبهم ملطف بوثنية تكفي للقسم بها، وإن لم تكن كافية لتطويع حياتهم وفقها. كانوا أقل البشر إيماناً بالخرافات، وأقلهم تأثراً بالخوف من الصنم ورعب الغول. كان من عادتهم الخروج في الليل وقضائه في طرب وغناء جالسين حول نار المخيم تحت النجوم ، ثم النوم في النهار، نمط من المعيشة لا يترك فسحة لتصورات الأشباح التافهة التي تولدها أساليب العيش داخل البيوت والخوف من العتمة. لم تكن هناك خشية من الوحدة، أو رهبة من الجبال التي هيمنت آلاف السنين على العقل الأوروبي، وحولت حقول الثلج في الألب وغابات الصنوبر الشاسعة في ألمانيا إلى الموطن المرعب للقوى والأشكال الخرافية التي ينبغي تجنبها. ابن المدن في الشرق، قاطن بيوت الحجر والطوب هو من يرتعد عند التفكير بالجن، وليس ساكن " بيت الشعر ". يعرف البدو صحراءه حق المعرفة فلا يخاف منها. كثيراً ما مكث وحيداً في ليل ونهار جباله دون حلم بأنها مسكونة بما هو غير طبيعي. يقرأ الأصوات التي يسمعها في العتمة في صباح اليوم التالي، كما لو أنها في كتاب، ويفسرها بالآثار التي خلفها متعقب الفريسة على الرمال. ليس هناك من صوت في كل الصحراء يجهله، أو غير مألوف منذ الطفولة، ولا يرجعه دوماً إلى مسببات طبيعية. لماذا عليه الشعور بالخوف إذاً? غياب القوى غير الطبيعية هي السمة المميزة للشعر الجاهلي، سمة تناقض كل الشعر البدائي الآخر.

في الأخلاق، يقف عرب ما قبل الإسلام، بالرغم من بعض الهفوات، في مرتبة فذة أعلى من أي جيران لهم في آسيا. مع ذلك ما يجدر ذكره أن قانون سلوكهم لم يقم على وازع ديني، بل يجاهر بشرف الفرد والقبيلة، بعبارة أخرى، يقوم على الاعتقاد التقليدي. المناقب التي عشقوها كانت الشجاعة والكرم وسخاء الضيافة وحماية الضعيف وكل من يستجير بهم، واستعدادهم لعون الصديق والثأر من مرتكب الخطأ، والتضحية الفورية من أجل القبيلة في الحرب والسلام. كانت شجاعتهم من نوع يختلف ربما عن التي نقدرها نحن. كانت بسالة شعب عصبي سريع الهياج ويتطلب مشاهدين وصوتهم الداخلي لتقديم أفضل ما في حوزتهم، استخفاف قبل المعركة وتفاخر مفرط بعدها. نادراً ما كانوا بحاجة لتوبيخ نسائهم الساخر لمقابلة أعدائهم أو منعهم من الفرار. ما زالت من عادة القبيلة في الجزيرة اصطحاب النساء في الحرب لحث المتقاعسين على القتال برجولة، وأخذ فتاة معهم تمتطي جملاً لتغني وتصرخ بهم حين يحمى وطيس المعركة. وهكذا لا يخشى رجال القبائل اليوم الموت ولا الجراح ويصبحون أبطالاً.

في كرمهم أيضاً خيلاء تقوى في حضور الأصدقاء. يهب الشيخ العظيم، حتى لو كان في داخله بخيلاً، العطاء بسخاء أمام الملأ وذلك لاحترامه في عيون جيرانه ولأن سمعة اليد المفتوحة تكسبه عديداً من الموالين. لعل الحافز ليس سامياً، لكنه مفيد في مجتمع يعتبر العطاء أعظم من الاحتفاظ بالأشياء، واليد السخية عند بعضهم سخية حقاً. الفضيلة الغالبة في الجزيرة هي الضيافة. من العار على أفقر الناس وأحقرهم صد الغريب، ولا يرد أحد غريباً عن باب خيمته حتى لو كان وحده. يتدخل الضمير ويمنع ما قد يمس الشرف. ثمة مسألة أخرى تتعلق بالضمير وهي الأخذ بالثأر. تصبح هذه في التفكير العربي النبيل حافزاً حماسياً، ضرورة جسدية تقريباً، تحرم صاحبها إن لم تطع من النوم والطعام والصحة وتحيله إلى رجل بائس. وبالمثل كذلك، وإن كان على درجة أقل، عون الضعيف وحماية المستجيرين الذين يلقون بأنفسهم تحت عباءة الحامي حتى لو كان عدواً. في كل هذه الحالات يتصرف العربي الأصيل وفق المبادىء التي يكون من السخف عدم اعتبارها أخلاقية، ومع ذلك ليست ملزمة للمسلمين عموماً، ولا تمارس بأمانة في أي مكان في غرب آسيا بل في الجزيرة العربية فقط.

في ما يخص المرأة، كان عرب الجاهلية مخلصين وعمليين. لم تكن الفتيات والنساء الكبيرات في القبيلة عبيداً كما في أوروبا البدائية، بل نساءً أحرار المولد يتمتعن بحق الاختيار قبل الزواج وترك البيت إذا شعرن بعدم الرضا بعد الزواج. كان لهن اعتباراً عند الرجال ومركزاً اجتماعياً أفضل ليس من النساء في معظم بلاد الشرق الوثنية، بل حتى من المسيحيات المعاصرات لهن آنذاك. تحلى عديد منهن بالشجاعة والثقافة، إذا أمكن استخدام الكلمة مع من لا يحسن القراءة والكتابة مثل أزواجهن وعشاقهن. وعليه، وجد العرب مادة رومانسية محلقة في نسائهن بني عليها نظام الفروسية الكامل، الذي اعتدنا على اعتباره الوضع المسيحي في النظر إلى الأشياء، بينما في الواقع وفي خطوطه الخاصة ما قلدته أوروبا العصور الوسطى وطورته أصلاً من الأنموذج العربي القادم إلى إسبانيا عبر إفريقيا. ترحال الفرسان، التجوال على صهوة الجياد بحثاً عن المغامرات، إنقاذ السيدات الأسيرات، المساعدة التي تقدم في كل مكان لنساء في محنة، كل هذه في الأساس كانت أفكاراً عربية، مثل اسم الفروسية نفسه، ربط السلوك المشرف بممتطي الخيل، رجل نبيل الدماء، الفارس. السلالة، الفخر بالذرية، الإيمان بنوعية الدم، تورث من جيل إلى جيل كشيء سامٍ إما في الثروات أو الفوائد العرضية الأخرى، وتمنح صاحبها صفات أخلاقية يستحيل على السوقي الحصول عليها، لم تكن هذه إلا عربية، وإذا حدث وإن وجدت أصلاً في أي مكان بين غير العرب، لا يكون الاعتقاد بها قوياً كما عند العرب. يبقى التفاني في حب امرأة نبيلة، بعرقها وأهلها النبلاء موضوعاً يسهب شعراء الحب فيه، ويوضع في المقام الأول في كل قصائد المعلقات.
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 18:50
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911732


في الوقت نفسه، ثمة اختلاف بين تفاني العاشق العربي ومقلده الأوروبي، الفكرة تكمن في الفكرة المسيحية المتعلقة بكبح النفس عن الشهوات الجسدية كفضيلة خاصة لا تدخل قط في فكرة العربي عن الحب. أحب التروبادور (الشاعر الجوال) العربي الاستمتاع بحبهم وكذلك في قوافيهم تجد المرأة القاسية المزدراة مكاناً ضيقاً في شعر ما قبل الإسلام، إذ إنهم فضلوا المرأة اللطيفة التي شاء القدر فراقهم عنها. إلى حد ما، المرأة المحبوبة المفقودة دوماً ما تندب من قبلهم بشوق حار. من أجلها يقومون بأعمالهم الخالدة ويحتفون بها في أكثر أغانيهم الباقية، ذكرى فترة من زواج قصير الأمد قضي في عزلة تامة في الصحراء في وادٍ مطبق بتلال مقفرة لا تخضر إلا بضعة أسابيع في الربيع، ثم تضيع وتترك بلا

لا يوجد مكان على وجه البسيطة كالصحراء العربية، حيث يعيش الحب في مثل
هذه الظروف العسيرة المحببة، وحيث تشبك العزلة الهائلة أرواح الرجال والنساء ويعتمد كل منهم على الآخر بسبب الضغط المتواصل للمخاطر المادية. يصبح كل " بين شَعر " حصناً في البرية، ينصب في وادٍ ناءٍ ضد قوى الطبيعة ويبقى هناك كحامية لساكنين اثنين. في السهل المنبسط بجماله البري الشح، تصبح لكل شجيرة وحجر وخنفسة وسحلية وآثار اليربوع النادرة والغزال أو النعامة على الرمل، قيمة تذكر ربما بعد سنوات، بينما تبقى حجارة الموقد السوداء والمهجورة دليلاً على فترة الحب القصير. تجتمع القبيلة عند الترحال فقط، يقود الرجال قطعان الماشية وتجلس النساء في الهودج على ظهر أطول جمل، يغنين أثناء المسير. ذاك منظر خلاب دوماً، يعمر في الذاكرة عندما تنتهي الخيوط المجتمعة في الوديان عند المغيب وعلى قمم التلال والذاهبة إلى المراعي الجديدة. هذا ما أنشده زهير في معلقته. رحلت أم أوفى، المرأة التي أحب وأنجبت له ابناً. تركته طواعية ربما لخطأ ارتكبه، أو ظروف قاسية، لكنه لن يراها ثانية. لا تبلغ رومانسية البدو نقطة أعلى من هذه. الحب لا يمسه إن كان دون طائل. في الواقع، ليس هذا الحب الحلو الوحيد، لكنه دوماً الموضوع الرئيس لهؤلاء الشعراء الهائجين. كثيراً ما تذكر العاطفة من أجل المتعة والمغامرة، والتبجح بخدمات منحت أو جنيت. لا ينبغي على قارىء المعلقات توقع العثور فيها على دماثة المتوددين في غرف الاستقبال عندنا، ولا وجود فيها لحب الملائكة والغلمان.

لم يملأ الحب، من أي نوع، مادي أو مثالي، مجال الرؤيا كلها للمنشد البدوي. كان تعامله مع الرجال دوماً أكثر أهمية، وما شغل فكره، إذ إليهم يعود من رحلاته القصيرة إلى مملكة الرومانسية. إذا تباهى أحياناً بانتصاراته في الحب، فإنه يتفاخر عشر مرات أكثر لانتصاراته في ساحة الوغى، في خيمة المداولة كمرحب بالضيوف وحتى، يا لعاره، كمدمن شراب النبيذ. أعتبر شرب النبيذ في الجزيرة قبل الإسلام اختباراً لنزوة نبيلة، ولا يشوه سمعة نبيل شاب تبديد ثروته على دعوات صحبه على قشر العنب المعصور المزال منه الصمغ، الذي كان يباع في المزاد في محل بائع النبيذ، حتى بعد ذهاب الجميع. هذا، بالإضافة إلى حب لعب الميسر، التغير الرئيس في أخلاق عربي المعلقات والعربي المعاصر، حيث الخمر والقمار غير معروفين. توجد الشوائب الأخلاقية الكثيرة في القصائد، ولا يتمنى المرء عدم وجودها لأنها تظهر واقع الحياة الموصوفة. الواقعية الحيوية المدهشة هي بالفعل سمتهم الأساسية. قد نغفر لهؤلاء الشعراء عندما يخبرونا عن هفواتهم ضمن الصور الرائعة التي قدموها لنا عن المناظر والأصوات وعجائب الطبيعة في الصحراء المألوفة لديهم. لا نجد حتى في كتاب داود تقديماً أفضل لحياة من يسير على أربعة كالذي في المعلقات. يوصف الحصان والجمل والظبي والذئب مراراً وتكراراً وكذلك الحمار الهائج وأروع المخلوقات، النعامة وصغارها. ما الذي لا نقدمه لقاء صور موصوفة للثور البري في أوروبا والإلكة والقندس والدب بهذه القيمة الطبيعية عند شعرائنا القدامى ? عاش شعراء الجاهلية مع هذه المخلوقات البرية الحية، ووصفوها بالإضافة إلى العواصف التي كانت تدمر قراهم بين الفينة والفينة وتخفي في ليلة حجارة مخيمهم الذي يذكر بشكل مؤثر، قيظ الشمس أثناء سيرهم الطويل في النهار، والنجوم معلقة فوق رؤوسهم كقناديل من القبة الزرقاء، وترى السفن من سواحل البحر، لكن العودة ثانية إلى إبلهم وجيادهم هي ما تعود دوماً أفكارهم إليه ولا يكلون من وصفها أو يخشون إرهاق سامعيهم بذكرها.

هذه حالة الجزيرة قبل الإسلام وهذه طبيعة شعرائها. أشهر ما برز من بينهم كان كتاب المذهبات السبع المعروفة أيضاً بالمعلقات. ما يعرف تقليدياً عنها أنه في السوق السنوي في عكاظ غرب نجد، كان كل شاعر يلقي بقصيدة تعرض على الجمهور الذي يصوت لتقرير جدارتها، ويحكم لاحقاً بأنها الأفضل فتكتب بالذهب وتعلق في الكعبة في مكة. لذا، دعيت بالمذهبات أو المعلقات. مع ذلك، ثمة شك كبير إن كانت هذه القصة صحيحة بحذافيرها. الدليل الوحيد المدون من قبل المعلقين في أوائل الإسلام موجود في كتاب " الأغاني " لأبي فرج الأصفهاني، الذي كتب في القرن الثالث الهجري بناءً على مرجع يعتبر صحيحاً أن عمر بن كلثوم ألقى قصيدته بنفسه وكذلك رجال قبيلته في عكاظ في مكة. ليس هناك ما يشير في هذا النص إلى أن القصيدة كتبت وعلقت في الكعبة أو أي مكان آخر. الأرجح أن القصة محاولة من قبل الدارسين في فترة لاحقة لإيجاد معنى للعناوين المبهمة التي أعطيت للقصائد لتنسجم مع الأفكار الإسلامية المعاصرة. أشار السير تشارلز لاأول في دراسته الشاملة حول الموضوع أن فن الكتابة كان قليل الممارسة من قبل العرب الوثنيين، إن لم نقل غير معروفاً. في حين كان التلميح إلى الكتان المصري وحروف الذهب أمراً مشكوكاً فيه، كما أن هذا يفترض وجود فترة كان فيها تفاعل الجزيرة مع مصر أقرب مما هو عليه في أيام ما قبل الإسلام.

اعتبرت المعلقات قصائد كلاسيكية، ورفعت كتابها إلى مرتبة أشهر الشعراء في الجزيرة العربية الجاهلية. يعتقد أن أولها، معلقة أمرؤ القيس، كتبت قرابة العام 545 الميلادي، وآخرها معلقة زهير قرابة العام 605 أي قبل ظهور الدعوة الإسلامية بعشرين سنة.

ثمة خلاف حول التأثير الدقيق للمذهب الجديد على النبض الشعري في الجزيرة. يميل الكتاب الأوربيون إلى الاعتقاد أن ظهور القرآن كبح، إن لم نقل قتل، النمو الطبيعي للشعر في الجزيرة. يقولون إن العقائد الدينية التي يؤمن الناس بها بحماس، تميل إلى ملء حقل الخيال الانفعالي كله لدرجة إقصاء أي منافس آخر، وإن الإسلام كان مهلكاً للشعر العربي، مثلما كانت المسيحية مهلكة للشعر اليوناني وشعر روما. من المؤكد أن شعراء القبائل المغرمين بمتع الصحراء، على الأقل في مدحهم للحب والنبيذ غير القانونيين كانوا خارج منظومة الفكر الإسلامي المتزمت. المدرسة المتحررة، مع ذلك، في التعاليم الإسلامية هذه الأيام لا تقبل قط هذه المقولة. تنكر تماماً أن الرسول أو من تبعه من الخلفاء مباشرة كانوا معادين للشعراء. عرف عن الخليفة أبو بكر والخليفة عمر أنهما كانا يقربان شعراء القبائل منهما، ويقول العلماء إن الشعر في الجزيرة بدأ في الانحدار بعد ذلك بوقت طويل. يقولون إن القصائد التي كتبت في عصر الخلافة الأموية ترقى إلى أفضل ما كتب في الجاهلية. مع ذلك، من الصعب عدم ملاحظة تحلل في بعض سمات الشعر اللاحق، الذي إن لم يكن بسبب التعاليم الإسلامية فإنه على الأقل نتيجة انتصار الإسلام في العالم. طغت الجزيرة العربية بعد بضع سنوات من موت الرسول كطوفان حبيس على الأراضي المجاورة، وترك التدفق شبه الجزيرة مستنزفة من أعظم القبائل حماسة. خرج أفضل ما فيهم خارج حدود الصحراء وأصبح من ساكني المدن في سوريا والعراق وبلاد فارس ومصر. تبدلت أفكارهم القديمة وحلت مكانها أخرى جديدة. لم يعودوا بدواً وتزاوجوا مع الغرباء، فزالت صفات الجزيرة عنهم. قد لا يكون الرأي القائل بأن الشعر الجيد كتب حتى نهاية القرن الثاني الهجري وفق القوانين الفنية حكماً صحيحاً، لكن نكهة الصحراء الخاصة في القصائد القديمة قد فقدت بالتأكيد في الشعر الجديد، تلك الواقعية الرائعة في النظر إلى الأشياء الطبيعية، تلك البساطة في الخطاب والرغبة البريئة الساذجة التي تميز أعمال ما قبل الإسلام عن كل الشعر الآخر، والتي نجدها نحن الأوروبيين ذات قيمة لا تقدر بثمن. هذا ما فقدته الجزيرة العربية.

من ناحية أخرى، من المؤكد أنه لولا الإسلام والقرآن وغزوهم بلاد فارس والإمبراطورية الرومانية، حقيقة تضفي على الأدب العربي أهمية عالمية كبيرة، لما تبقى لدينا أي قطعة صغيرة من شعر ما قبل الإسلام. ينبغي أن لا نغفل أن لا شيء منه بتاتاً، إلا إذا قبلنا قصة المعلقات، قد كتب، بل نقل بالرواية في اللقاءات الصحراوية حيث يتقابل الشعراء وينشدون القصائد. انتقلت القصيدة عبر الأفواه، وعند قدوم قصيدة جديدة تنسى القديمة تدريجياً، لذا كان من غير المحتمل أن يسمع العالم بها. عندما ترسخ الإسلام ولأجيال في البلاد المجاورة، خاصة في بلاد فارس والتخوم الفارسية، حيث ساد طويلاً ذوق في الأدب، وظهر حب استطلاع جديد في ما يتعلق باللغة والمعرفة التقليدية بالجزيرة القديمة. أصبح كل ما يتعلق بلغة القرآن، التي لم يعد الحديث بها صحيحاً من قبل العرب في المهجر، له أهمية دينية وأركيولوجية، وأسست المدارس التي كانت وظيفتها جمع قصاصة كل قصيدة جاهلية والحفاظ عليها، كما فعلت أوروبا لاحقاً بعد 800 سنة للحفاظ على الكلاسيكيات اليونانية واللاتينية. وهكذا حفظت كل قصاصة بشكل دائم وأصبحت موضوع دراسة، وأحياناً دينية، في المدارس والجامعات الإسلامية المختلفة. كان ذلك بالمعلقات وبقي حتى يومنا هذا. كان هذا ربحاً للعالم.

لتنقل من آسيا إلى أوروبا، نجد أن المعلقات السبع قد ترجمت إلى اللاتينية أولاً، ثم من اللاتينية إلى اللغات الغربية الرئيسة خلال القرن الثامن عشر. تضعها مكتبة المتحف البريطاني تحت عناوين عدة بالفرنسية والألمانية والروسية والإنجليزية. أول النسخ الإنجليزية من ترجمة السير ويليام جونز ونشرت عام 1782. لذا ليس بوسع المترجمين الآن الادعاء شرق تقديم عمل غير معروف أمام الدارسين الإنجليز. في الوقت نفسه، يعتقدون أن الحقل الذي اختاروه جديداً على الجمهور من قراء الشعر. ترجمة السير ويليام جونز نثرية وبلغة القرن الثامن عشر، لغة مؤدبة ولاتينية توحي قليلا بعنفوان الأصل العربي. مع ذلك ترجمته غير منسية، ولقد ضمها السيد كلستون في مختارات الأدب العربي عام 1881، ولم تظهر أي ترجمة منافسة منذ ذلك الحين. صحيح أن السير تشارلز الأول Lyall علق عليها بشكل شعري ونشر إحدى المعلقات عام 1885 في مجموعته الممتازة لقصائد مختارة من الشعراء العرب القدماء. لكن المهمة لم تكمل وبقيت المعلقات ككل غريبة علينا في أي شكل من أشكال الشعر الإنجليزي. الترجمة الوحيدة الأخرى كانت ترجمة حرفية كلمة، كلمة في نثر غير مزخرف قام بها الكابتن جونسون في بومباي وطبعت بعد سنوات لفائدة الطلبة الهنود. عمل ممتاز في حد ذاته ولا شيء غير ذلك.

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 18:53
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911732


يأمل المترجمون المعاصرون أن ينظر للعمل الذي يقومون به كمحاولة متأخرة أكثر مما هي غير ناضجة ولتملأ فراغاً في الترجمة الأدبية للإنجليزية. كان هدفهم نشر مجلد، ليس للدارسين فقط، بل لكل محبي الشعر الغريب والجميل أيضاً. نشر فيتزيجيرالد مجلداً قبل أربعين سنة أهدى فيه الشعر الإنجليزي " رباعيات الخيام " العظيمة. كانت الصعوبة هائلة، إذ أن نص المعلقات، الغامض في حد ذاته وزاده معلقو القرون الوسطى غموضاً، يُدرس منذ قرون من كل الجوانب باستثناء المعرفة الشخصية لعادات ونمط تفكير البدو. كانوا من سكان المدن، لذا لا عجب إن نقلت الأخطاء التي قاموا بها من عصر إلى آخر كما لو كانت معتقداً. في التعامل مع ذلك، تحلى المترجمون المعاصرون بخبرتهم الطويلة في الصحراء وطرق العيش فيها، ربما تضاف سياسة الصحراء (لأن هذه الآن بعد التطور في الأساس نفس ما كانت عليه أيام الجاهلية)، لذا يعتقدون أن بإمكانهم إلقاء ضوء جديد على بعض الغموض القديم. نشر هذا النص مؤخراً في القاهرة، حيث راجعه بحرصٍ الشيخ العلامة الشنقيطي وحصل على موافقة العلامة الأكبر سماحة الشيخ المفتي محمد عبده. يدين المترجم لهؤلاء العلماء بالعرفان لما قدموه من مساعدة وكذلك للشيخ عبد الرحمن العليش من جامعة الأزهر وإلى عبد الله أفندي الأنصاري في القاهرة. أضيفت بعض القصائد، المختلف في أصالتها، لجدارتها الحقيقية إلى النسخ المتفق عليها، وعلى كل الأحوال ستوجد مدونة في الهوامش في نهاية الكتاب. ليس هناك ما هو أجد من القرن الثاني الهجري.

هناك صعوبة حقيقية أخرى كانت في تبسيط وترتيب القصائد كي تصل بسلاسة ووضوح إلى الأذن الإنجليزية. نقل قصيدة إلى لغة أخرى تعتبر دوماً خيانة. يقول المثل الإيطالي صائباً، ويصدق هذا بشكل خاص حين يتعلق الأمر بالعربية والإنجليزية. الترجمة بجرأة حين تختلف الألسن انتهاك للأصل وكثيراً ما تصبح سخيفة. أسلوب فيتزيجيرالد الحر في الواقع منصفاً، وهو أنموذج بالنسبة للمترجمين الآن. لكن بالحرص على عدم التعدي على النص. كل بيت شعر مستقل كما في الأصل وهناك التزام صارم دوماً بحس البيت. تم تحويل بعض الكلمات هنا وهناك، ونادراً ما أضيفت كلمات ما كان للمعنى أن يتضح دونها. لقد تم هذا في المقاطع المتعلقة بالأحداث المحلية وتطلبت سياسة القبائل شجاعة في التعامل معها، ويأمل المترجمون أن تبرر النتيجة ما قاموا به حتى أصبح بالإمكان قراءة القصائد من قبل الجميع دون الرجوع إلى هوامش التفسير في آخر الكتاب. كما يأملون أن يجد تبريرهم قبولاً لأن ما قدموه يعتبر شعراً حقيقياً، فلقد أضيفت وردة جديدة غريبة ومثيرة للاهتمام إلى كلاسيكياتنا الإنجليزية.

ولم يوصف، في تاريخ العالم الحديث، عرق أو أمة بهذا القدر، أو يؤثر على نحو واسع ودائم بمصائر البشر كما فعل الرعاة قاطني الخيام الذين احتلوا شبه الجزيرة العربية منذ الطوفان تقريباً. نهضوا من سبات الوثنية البدائي المهلك، التي غرقوا فيها طويلاً ، واستبدلوا بحماس رجل واحد الخرافات غير المجدية بالصيغة البسيطة، لكن السامية للاعتقاد بأن " لا إله إلا الله ". في أقل من مئة عام، اجتاح هؤلاء القوم وغزوا جزءاً شاسعاً لما كان يعرف بالعالم الذي حكموه عدة قرون حتى آن دورهم للخضوع لأعراق أكثر قوة. لكن في كل مكان حل فيه المسلمون، ثمة آثار باقية يمكن مشاهدتها، وبقي تأثير السلالات المتنورة للفاتحين العرب الأوائل، الذين خيروا الأمم بين القرآن والسيف المعقوف وحيد الحد، في الفنون الأوروبية والعلوم والآداب حتى يومنا هذا.

يحاط تاريخ العرب المبكر، مثل تاريخ الأمم الأخرى القديمة، بغموض عظيم. يبدو أن بلدهم دعيت " عاربة " منذ العصور القديمة البائدة، اسم ما زالت تحمله. يختلف العلماء بخصوص أصل هذا الاسم. وفق بعضهم، اشتق اسم العرب من " عربة " منطقة في تامانا حيث عاش إسماعيل. يقول آخرون كانت هناك بلدة تحمل الاسم نفسه في جوار مكة. تؤكد التعاليم أن الاسم اشتق من يعرب بن قحطان أو يقطان حفيد Eber ، بينما بعض علماء العبرية يعيدون اسمها إلى جذر عبري، حيث إن كلمة " عرب " في لغتهم تعني " غرب " وفي الكتاب المقدس يسمى الجزء الغربي من شبه الجزيرة العربية eretz arab أو ereb - البلد الغربي.

كان التقسيم البطليموسي للجزيرة العربية إلى " حجري " و "صحراوي" و "سعيدة" غير معروف للعرب أنفسهم. يقسم أفضل الكتاب المستشرقين الجزيرة العربية إلى خمس مناطق أو مملكات هي: اليمن، الحجاز، تهامه، نجد، واليمامة. من بين هذه المنطقة الأولى والثانية يستدعيان اهتماماً خاصاً.

عرفت منطقة اليمن دوماً بخصوبة أراضيها واعتدال مناخها الذي يبدو أنه حقق أحلام الشعراء في وجود ربيع دائم. يقول السير دبليو جونز "جماليات اليمن متفق عليها في كل شهادات الرحالة، بوصفها موجودة في كل كتابات آسيا وفي طبيعة وموقع البلد نفسه، الواقع بين الدرجة الحادية عشر والخامسة عشر في خط العرض الشمالي، تحت سماء صافية ومعرضة لأفضل تأثير للشمس، مقفلة من جهة بالصخور الضخمة والصحارى، ومحمية من الجهة الأخرى ببحر عاصف. وعليه، يبدو أنها محمية بالعناية الإلهية لتكون أكثر المناطق أماناً والأجمل في الشرق. مدنها الرئيسة هي: صنعاء، التي تعتبر عادة عاصمتها، وزبيدة، مدينة تجارية تقع في سهل شاسع قرب بحر عمان، وعدن المحاطة بالبساتين والغابات الجميلة. من الجدير بالذكر أن عدن في اللهجات الشرقية، هي بالضبط كلمة عدن التي نستخدمها لحديقة الجنة. كما أن لها معنيان وفق فرق ضئيل في اللفظ: المعنى الأول "الطين المستقر" والثاني "البهجة والنعومة والسكون". ربما كلمة عدن لها أحد هذه المعاني في النصوص المقدسة، بالرغم من استخدامها لها كاسم علم. كما يمكننا ملاحظة أن " اليمن " نفسها تشتق اسمها من كلمة تعني " الخضرة " و " الهناء " لأنه في هذا المناخ شديد الرطوبة والحرارة، رقة الظل وبرودة الماء أشياء لا يمكن فصلها إلى حد ما عن السعادة. ولعل هذا سبب أن معظم أمم الشرق تتفق في تقليد يخص بقعة بهيجة وضع فيها أول السكان على الأرض قبل سقوطهم. القدماء، الذين أطلقوا اسم السعيدة على هذه البلاد، إما قصدوا ترجمة كلمة "اليمن" أو من المحتمل أنهم لمحوا فقط إلى أشجار التوابل القيمة والنباتات البلسمية التي تنبت فيها، ودون الكلام بشكل شاعري، التي تهب بعبق عطر حقيقي في الجو". من المفترض أن تكون مثل هذه الأرض الساحرة والمناخ مركزاً للشعر الرعوي، وبالفعل، أفضل الشعراء الذين ظهروا في الجزيرة العربية قديماً كانوا من اليمن".

منطقة نجد، كما تسمى إما لأنها تفصل نجد عن تهامة، أو لأنها محاطة بالجبال. مدنها الرئيسة هي: مكة والمدينة وهما الأكثر قدسية عند كل المسلمين. مكة هي القبلة أو المكان الذي يوجه المسلمون إليه وجوههم عند الصلاة. توجد فيها الكعبة المشرفة - بيت الله - حيث يتوجه عدد لا يحصى من الحجاج من كل أنحاء العالم الإسلامي مرة كل سنة، وبئر زمزم المقدس، البئر نفسه الذي يعتقد أن هاجر جلست قربه مع ابنها إسماعيل عندما هبط الملاك لمساعدتها. علاوة، مكة هي مهبط رأس النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كانت المدينة تدعى يثرب قبل هجرة الرسول إليها، وفيها ضريحه الذي يزوره المؤمنون طبعاً.

يقسم المستشرقون سكان الجزيرة العربية إلى طبقتين: العرب القدماء المفقودون المنحدرين من عاد وثمود (الذين دمرهم الله بسبب كفرهم) وآخرون معروفون في التقاليد وعرب هذه الأيام المنحدرين من سلالتين مختلفتين: قحطان، الرابع من سلالة نوح، وعدنان المنحدر من خط مباشر من إسماعيل، ابن إبراهيم وهاجر. يدعى المنحدرين من قحطان " العرب العاربة " وهم العرب القح (يعتبر بعض الكتاب أن العرب القح هم القبائل التائهة الوحيدة)، ومن ينحدر من عدنان، العرب المستعربة، وهم المتجنسون. حكم نسل قحطان عديداً من القبائل العربية قروناً عدة: أسس يعرب، أحد أبنائه، مملكة اليمن، وأسس جرهم، ابن آخر، مملكة الحجاز.

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 18:55
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911732


يقول جيبون:" كان الاستقلال الدائم للعرب موضوع مديح بين الغرباء والسكان الأصليين، وحولت فنون الجدل هذا الحدث إلى نبوءة ومعجزة لمصلحة ذرية إسماعيل. بعض الاستثناءات، التي لا يمكن إخفاءها ولا التملص منها، تعيد هذا النسق من المنطق إلى الطيش والمغالاة غير الضرورية: خضعت مملكة اليمن للعباسيين والفرس وسلاطين مصر وتركيا على التوالي. وخضعت مكة والمدينة، المدينتان المقدستان، مراراً إلى مستبد Scythian واحتضنت المنطقة الرومانية من الجزيرة البراري الخاصة التي لابد أن إسماعيل وأبنائه نصبوا فيها خيامهم أمام اخوتهم. مع ذلك، هذه الاستثناءات مؤقتة أو محلية، لأن القسم الأعظم من الأمة فر من نير أقوى المملكات. فشلت جيوش سيسوسترس وسايروس من بومبي وطرجان دوماً في غزو الجزيرة. ربما يمارس حكم الأتراك الآن قليلاً من السلطة، لكن كبرياءهم ينحدر إلى مجرد استعطاف صداقة شعب من الخطر استفزازه ومن غير المجدي مهاجمته. القضايا البديهية لحريتهم مكتوبة على شخصية وبلد العرب. أحس جيرانهم قبل قدوم الرسول بعصور ببسالتهم وشجاعتهم في حرب الدفاع والهجوم. بقيت فضائل الصبر والنشاط للجندي جامدة في عادات ونظام الحياة الرعوية. عهد لنساء القبيلة بالعناية بالخراف والإبل، لكن الشباب المحارب المنضوي تحت راية الأمير كان دوماً على صهوة الجياد وفي مضمار التدريب على رمي السهام والحربة واستخدام السيف المعقوف. الذاكرة الطويلة لاستقلالهم هي أثبت عهد لدوامها، وتشجيع الأجيال المتعاقبة على ثبات توارثها والبقاء على إرثها.

كانت الوثنية دين معظم العرب قبل محمد. اجتاحت ديانة الصائبة- عبادة الشمس والنجوم الثابتة والكواكب- الأمة كلها، رغم وجود عدد معتبر من المسيحيين واليهود والمجوس بينهم. لعل من الطبيعي أن يجذب العرب إلى عبادة النجوم إذ أن حياة الرعي تتطلب مراقبة حركاتها لمعرفة تقلبات الطقس، ومن السهل أن يستمالوا إلى عزو نعمة المطر إلى قوة سماوية تكمن فيها. مجموعة النجوم، التي تقسم الأبراج إلى ثمانية وعشرين قسماً، التي يمر عبر إحداها القمر كل ليلة، كانت تدعى بيوت القمر. كان في كعبة مكة 360 صنماً، واحد لكل يوم في السنة، أهمها اللات والعزة، اللذان اعتادا على استخدامهما في القسم، رغم أن مثل هذا القسم لم يكن ملزماً مثل اللاحق وسيرى أنهم، علاوة على الألوهية المتخيلة، كانوا يؤمنون أيضاً باله عظيم:" أقسم بمن أرسى الجبال الشاهقة، واهب الحياة والموت، أن لا أخونك قط لا قولاً ولا عملاً. " إذا نقض المرء قسمه، سينبح في اليوم نفسه كالكلب ويسقط لحمه عن عظمه.

آمنت بعض القبائل بالمستقبل، فعندما يموت محارب يربط جمله إلى قبره حتى يموت أيضاً وذلك لكي يمتطيه سيده يوم القيامة كما يتطلب مركزه. وآخرون لم يؤمنوا بالخلق الماضي ولا البعث معيدين كل شيء إلى الطبيعة وتحللها إلى الزمن. لكن الأغلبية كانت راضية إذا حصلت على متطلباتها اليومية القليلة، إذ أن العرب الوثنيين لم يكترثوا بمستقبلهم كثيراً، وبالكاد نظروا إلى ما وراء يومهم.

يمكن أن نعرف من شعرهم القديم كثيراً عن خصالهم الحميدة والسيئة. قدروا الكرم كثيراً وازدروا البخل. كانت أكبر مذمة تقولها قبيلة لأخرى إن رجالها لا يحبون العطاء ولا ترفضه نساؤهم. قدر الرجال لسخائهم وشجاعتهم والنساء لاقتصادهن وجمالهن. كثيراً ما يشار في شعرهم المبكر إلى النار التي توقد على قمم التلال طوال الليل لتهدي الغريب إلى مضاربهم لذا سميت " نيران الكرم ".

قال السير جونز في نظام أخلاقهم: "كريمة وسخية كما قد تبدو في عقول بعض شيوخ القبائل المعروفين، لكن فساداً بائساً تاماً أصابها قبل قرن على الأقل من مجيء محمد: كانت الخصال المميزة التي تفاخروا بغرسها وممارستها، ازدراء الثروة وحتى الموت." لكن في الفترة السابقة لقدوم محمد " تحول سخاؤهم إلى بذخ مجنون، وشجاعتهم إلى ضراوة، وصبرهم إلى روح عنيدة لمواجهة المخاطر غير المجدية".

كان النسق العام لحياة ساكني الخيام من الوثنيين العرب شبيهاً ببدو هذه الأيام. متطلبات حياة الرعي قليلة. الجمل بالنسبة للعربي في الصحراء، مثل الرنة للأسكيمو، هدية لا تقدر يثمن من العناية الإلهية. باستطاعة الجمل القوي والصبور أن يحمل حملاً ثقيلاً يبلغ ألف رطل إنجليزي ويقطع رحلة تستغرق عدة أيام دون ماء، في حين امتدح الشعراء الجمل العربي الأخف والنشيط، كونه أسرع من النعامة. كان وبر الجمل، الطويل والناعم الذي يجز سنوياً، ينسج لصنع الخيام والملابس، والحليب، بعد تبريده، شراباً منعشاً مغذياً، أما اللحم فإنه طعامهم الرئيس بالإضافة إلى لحم الخيول في المناسبات. لم يكن حليب الناقة شرابهم الوحيد، يبدو أن العرب القدماء - من سكان الصحراء والحضر، كانوا مدمنين على شرب النبيذ، والشرب حتى الثمالة في الاحتفالات قاعدة وليس استثناء. حتى النساء كن يشربن النبيذ أثناء غياب أزواجهن، وإن لم يكن ذلك بموافقتهم وحضورهم.

ذكر كل شعراء الجاهلية التأثير المنعش للنبيذ وتفاخر بعضهم حتى بمقدرته على شرب كل ما في دكان تاجر الخمور في جلسة واحدة. لذا، لم يكن تحريم محمد، صاحب القوانين العظيمة، بلا سبب، فلقد حرم على المسلمين بصرامة تناول هذا الشراب الصحي والمحفوف بالمخاطر أيضاً، وكل أنواع المشروبات المسكرة الأخرى. مدح كل الكتاب القدماء احترام العربي للمرأة والتزامهم بكلمتهم، وسرعة إدراكهم وقدرتهم على الفهم العميق، وفطنة سكان الصحراء بشكل خاص. من ناحية أخرى، اتصفوا برغبة قوية للحصول على أملاك جيرانهم، وحب لا يقهر لسفك الدماء ونزعتهم للانتقام.
كانت العادات البربرية التي هيمنت على القبائل العربية المستقلة هي نظام الحروب الخاصة، أو الثأر القبلي والعائلي، ما يشبه في أصولها ومدتها وضراوتها تلك التي كانت تحدث بين القبائل الاسكتلندية في الجبال حتى وقت قريب نسبياً. كان مقتل شيخ قبيلة عربية من قبل قبيلة أخرى كافياً لإشعال درب دموية بين القبيلتين وفروع القرابة البعيدة، التي كثيراً ما كانت تدوم لجيل كامل وحتى أطول. كانت القبيلة المنتصرة تختار فرداً من القبيلة الأخرى ليقتل بدم بارد مقابل كل فرد قتل منهم، رداً للاعتبار والشرف. لكن الجشع أحياناً كان يلطف من هذه العادة الوحشية إذ يسمح لأقرب أقرباء القتيل التخلي عن حق ثأره مقابل دية كانت عند مولد الرسول عشرة جمال. سعى الرسول لتخفيف أو تنظيم نزعة الثأر عبر آيات عديدة في القرآن ولاحقاً في السنة التي تلي القرآن ورفع الدية إلى مئة جمل. يقول ريتشاردسون " يبدو أن العلاقات بين المتخاصمين في الشرق مرتبطة بالشرف والتزاوج والأخذ بالثأر. إحدى أكثر أساليب التوبيخ عند العرب هي ترك دم الصديق دون الأخذ بثأره".

لابد أن عادة تخصيص شهور كل سنة دون قتال قد قامت بفحص النزعة الانتقامية عند عرب الجاهلية. الشهر الحادي عشر والثاني عشر والأول والسابع كانت مقدسة. كان الشهر الثاني عشر، دخول الحج إلى مكة ". في هذه الشهور يشعر من يخشى عدوه بالأمان، وعليه، لا يجرؤ رجل إذا قابل من قتل والده أو أخاه على قتله." شابهت هدنة الله والهدنة الملكية في أوروبا العصور الوسطى هذه وإن لم يكن بالممارسة. حافظ محمد على الشهور الحرم، لكنه سمح بمهاجمة أعداء الإسلام طوال أيام السنة.

تعود جذور الممارسة غير الطبيعية لوأد البنات بين البدو عند مولدهن إلى الرغبة في حفظهن بعيداً عن سوء المعاملة التي تتعرض لها النساء المسبيات. كما كانوا يقدموهن قرابين للأصنام، كعادة الأمم المجاورة أيضاً. يقال إن اليونانيين كانوا يقتلون نساءهم في فترة مبكرة. قضى محمد، بطبيعة الحال، على هذه العادة المرعبة.

كانت الكهانة والعرافة من العادات المتبعة عند عرب الجاهلية. استخدمت السهام، دون رأٍس أو ريش في الكهانة، وكانت تحفظ عادة في المعابد المخصصة إلى الأصنام المحلية والمفضلة.

كان في يد الصنم هبل في مكة، الذي حطمه الرسول بنفسه عند دخول مكة وتطهير الكعبة من الأصنام سبعة سهام، وإن جرت العادة على استخدام ثلاثة أسهم، كتب على واحد " أعطني يا إلهي أمراً!" وعلى آخر " امنعني يا إلهي!" والثالث دون كتابة. إذا سحب الثالث، يعاد خلط الثلاثة في كيس حتى يتم إخراج الأول أو الثاني. لا يؤخذ رأي دون استشارة هذه السهام الثلاثة أو طير طائر، إذا طار إلى اليمين، فإن هذا فأل حسن، وإذا طار إلى اليسار عندها ينبغي التخلي عن الرحلة.

كانت اللهجات الرئيسة التي تكلمتها القبائل العربية لهجة حمير (أو اليمين) ولهجة قريش. يبدو أن لهجة حمير كانت قليلة الصقل، بينما لهجة قريش نقية أو صافية واستخدمت في القرآن، كانت " اللغة العربية الواضحة والسهلة وأصبحت في النهاية لغة كل الجزيرة العربية. كان أهل قريش أكثر عرب الغرب علماً ومعرفة: قاموا بحملات تجارية مكثفة مع كل الدول المجاورة، وكانوا قبل قدوم محمد بمدة طويلة خدام الكعبة، التي أمها الحجاج مرة كل سنة من كل مناطق الجزيرة ومن كل بلد سادت فيه ديانة الصائبة، مما جعل معرفتهم أمراً طبيعياً نتيجة احتكاكهم مع الغرباء من أفضل الطبقات.

واظب العرب على صقل الشعر والبيان، خاصة الشعر. يقول البرفسور بالمر " كان الشعر بالنسبة لهم ليس مجرد رغبة بل ضرورة، لأنه كما يقول قولهم المأثور " الشعر ديوان العرب ". كما حفظت القصائد الغنائية ذاكرة حروب الحدود الاسكتلندية، كان نشيد الرعاة في مواصلة تاريخ وعادات القبائل المختلفة في شبه الجزيرة العربية. تركيب لغتهم الخاص وغناء مفرداتها وفرا الإمكانيات المرموقة للتعبير عن الأفكار بشكل موزون. وعليه، بلغ فن المناظرة، حيث يتبارى شاعران غريمان لإبراز تفوق شعرهما، إلى أعلى مراتب الكمال عندهم".

يدين العرب إلى الشعر في حفظ لغتهم. اهتم العرب القدامى كثيراً بنسب عائلاتهم وحيث إن هذا كان موضوع اختلاف كبير بينهم، فإن قصائدهم حفظت سمو نسلهم، وحقوق القبائل وذاكرة أحداث عظيمة. كانت مناسبات الفرح الرئيسة بين قبائل الصحراء هي: مولد ولد، أو مهر من سلالة كريمة، وبروز شاعر عظيم يستطيع أن يصون حقوقهم ويخلد ذكرهم.

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 18:58
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911732


هذه باختصار صفات هذا الشعب العريق، الذي انتشر تحت راية الإسلام مثل طوفان في آسيا: " مبتهجين بالبلاغة وأعمال السخاء والإنجازات العسكرية، جعلوا الأرض كلها بدم أعدائهم حمراء كالنبيذ، والهواء برماحهم الطويلة غابة قصب." وأسسوا في سنوات قليلة إمبراطورية أكبر من إمبراطوريات الرومان".

وعن المعلقات قال جونز: في نهاية القرن السادس تقريباً - أهم فترة في تاريخ العرب القديم - بلغت اللغة العربية أوج كمالها، وذلك بفضل المباريات الشعرية التي كانت تجري سنوياً في عكاظ خلال شهر الحج. يقول السير جونز "حيث إن لكل قبيلة عديد من المفردات الخاصة بها، استفاد الشعراء منها كلها في القوافي أو لجمالها الفريد. ولما أصبحت للقصائد شعبية بين الناس اندمجت هذه المفردات في اللغة كلها مثل عدد من الجداول الصغيرة التي تجتمع في قناة واحدة، لتكون نهراً غزيراً يصب بسرعة في البحر." تنافست القبائل في الجزيرة بإرسال أفضل شعرائها لتمثيلها في سوق عكاظ. بعد أن يلقي الشعراء قصائدهم - قليلة المواضيع: معظمها يبدأ بذكر أطلال الحبيبة ومحاسنها ثم بشكل مفاجىء إلى وصف جواد الشاعر أو ناقته، أو مديح قبيلته وشجاعته في المعارك، عندها يحكم على القصائد بحيادية. ويكتب أفضلها لاحقاً على الحرير بأحرف ذهبية وتعلق في الكعبة، لذا دعيت بالمعلقات أو المذهبات وليس الذهبيات كما يذكر عادة. تحفظ نسخ من هذه المعلقات السبع في عديد من المكتبات الأوروبية وهي: معلقات امرؤ القيس، طرفة، زهير، لبيد، عنترة، عمرو والحارث، كما يوجد في مكتبة بودلين في أكسفورد قرابة أربعين قصيدة أخرى من اللاتي علقن في الكعبة.

يعود الفضل في ترجمة المعلقات السبع أول مرة إلى لغة أوروبية إلى السير ويليام جونز، أول من نبه الدارسين في أوروبا إلى الكنوز الغنية الموجودة في الأدب الهندوسي القديم. نشرت الترجمة الإنجليزية العام 1782 مع شرح ونص أصيل مكتوب بحروف رومانية. لم تكن هذه أول ترجمة فقط، بل الوحيدة الكاملة بالإنجليزية لهذه القصائد المرموقة، ومن الغريب أنه لم تجر محاولة من قبل الدارسين الإنجليز المعاصرين للعربية لتقديم ترجمة دقيقة لغير المطلعين من أبناء أمتهم من ربما التي قام بها السير جونز آنذاك.

كان وزن الشعر العربي المستخدم في الأصل هو الرجز وتنتهي القصائد دوماً بالقافية نفسها. كان هذا وزن القصائد البدائية لراكبي الجمال واستخدمت بشكل جيد في أغراض القصائد المرتجلة للتعبير عن الاستخفاف والهجاء أو المديح. المعلقات مكتوبة بأبيات تبلغ ضعف طول بيت الرجز ومكونة من شطرين حيث لكل الأبيات القافية نفسها، وكلها تدعى " قصيدة ". يعتقد أن الكلمة اشتقت من " قصد " أي النية أو الهدف: نظمت هذه القصائد بهدف التفوق في المباريات الشعرية. هذا التفسير يرفض عادة من عادة البرفسور أهلفارت الذي شرح معنى آخر لكلمة قصيدة " تقسيم البيت إلى شطرين " وكل بيت أو قصيدة مقسمة إلى شطرين. يوجد في العروض العربي ستة عشر بحراً، استخدم أربعة منها في المعلقات، لكن حركة القصيدة واحدة فيها جميعاً.

كان شعراء المعلقات عباقرة شعر، بالرغم من عدم حصولهم على ثقافة أدبية، وكان بالكاد أي منهم يحسن الكتابة والقراءة. كانوا شعراء بالفطرة، حل مكان جهلهم بالحروف حس إيقاعي وملكة الوضوح والتعبير المفعم بالحيوية عبر لغتهم الثرية الغزيرة عن ما شعروا وفكروا به - أطفال صحراء مندفعين تتحلى رغبتهم للتمييز بين ما هو صالح وطالح بمجال حرية رحب، ويملكون قدرة على الحب العميق والكره المرير، ولقد وجدت هذه المشاعر القوية منفذاً لها في تدفق الشعر.

مر قرن بعد ظهور الإسلام قبل أن تكتب أخيراً قطع الشعر المبكر وحكايات الشعراء المعروفين في شبه الجزيرة - خاصة شعراء اليمن- بعد أن نقلت شفوياً من جيل إلى آخر. لا يمكن التأكد من مدى صدق التقاليد المتعلقة بشعراء الجاهلية، لكن مهمة التقصي عن أصالة ما يسمى بالشعر العربي القديم الذي كرس لفيف من الدارسين الألمان المطلعين أنفسهم له وأثمر نتائج حاسمة نوعاً ما، ستناقش في القسم الثاني من هذه المقدمة. جمع ما يلي والمتعلق بشعراء المعلقات من أفضل كتاب الشرق.

وقيل في الترجمة عموماً إن " جماليات وصور قطعة السجاد تظهر في وجهها الخلفي بشكل أعمق بالرغم من الخيوط التي تجعلها غير واضحة." تصدق هذه الملاحظة بشكل خاص في الترجمات الإنجليزية للشعر العربي المبكر، الذي قيل إن غموضه شيء جوهري. يقول بيرتون " اللغة مثل الزوجة المخلصة، مطيعة عاقلة وتنجب النسل، كما أنها متحررة من حقيبة الجسيمات التي تعيق ألسنتنا المعاصرة وتترك إبهاماً غامضاً في علاقة كلمة بأخرى، ما يساعد فعلياً وجدان القصيدة وليس حسها العقلي. عندما تكون للأسماء والأفعال معان عديدة مختلفة، فإن الفكرة الجوهرية أو العامة تطرح نفسها. تستخدم المترادفات الثرية المختلفة التي تبين أدق ظلال المعنى، بفنية: تنتشر الآن لتدهشنا بتفوقها، ولتكون، كما الحال، نجمة ترى الأقمار المعتمة تدور حولها." لكن الجماليات المدهشة حتى في الترجمة الإنجليزية للمعلقات لا تفقد تماماً.

معلقة امرؤ القيس أكثر المعلقات السبع حيوية وحتى درامية: تقدم سلسلة من مشاهد حياة الصحراء مصورة بدقة، ومع ذلك دون أي محاولة لرسم التفاصيل: رسومات سريعة مثل الرسوم المتحركة لفنان عظيم، تعج بالألوان مثل لوحات منجزة. نرى الشاعر في عشاء فوق التلال الرملية مع الفتيات اللاتي فاجئهن في حمامهن البدائي، بينما كلهم يملئون حقيبة جلدية بالنبيذ السخي، نتصور أن بإمكاننا سماع ضحكاتهن المرحة على دعابات الأمير الشاب الطائش. نتبع الشاب الجريء في منتصف الليل متلمساً طريقه - ليس دون قلب نابض - بين خيام قبيلة معادية، مسكن الفتاة التي من أجلها حمل روحه على راحته: نرى الفتاة المنتظرة (من الواضح أن الزيارة معدة سلفاً) تختلس النظر من فتحة باب خيمتها: نراهما ينسلان بهدوء معاً، بينما تقوم الفتاة بمسح آثار خطواتهما فوق الرمال بثوبها. رحلة غريبة عبر الصحراء في ليلة مظلمة، حين تبدو عباءة العتمة دثاراً للمسافر الوحيد، الذي يثب في الحال على عظام الجمال النحيلة ويبيض من يمتطيها فوق الرمال بفعل شمس أوج الظهيرة. مطاردة بقر بري مثيرة- احتفال بدائي- عاصفة رعدية.

طرفة الوحيد بين الشعراء السبعة الذي قارن الجمال بالسفن. في مطلع قصيدته يشبه الجمال التي تحمل حبيبته بالسفن المبحرة من عدولية:
عدولية أو من سفين ابن يامن. وفي البيت 29 يقول:
وأتلع نهاض إذا صعدت به- كسكان بوصي بدجلة مصعد
يكرس ثلث المعلقة تقريباً إلى ما دعاه السير جونز " وصف طويل ومبهج " لجمل الشاعر، مع ذلك ينبغي أن نفترض أن التفاصيل الدقيقة للنقاط المتعلقة بحيوان لا غنى عنه في حياة الصحراء في الجزيرة العربية قد سرت مواطني الشاعر كثيراً ويعوض القارىء على صبره بالتشبيه الجميل الذي يستخلصه الشاعر:
فذالت كما ذالت وليدة مجلسٍ- ترى ربها أذيال سحلٍ ممددِ
تشبيه يصور صورة تسر القارىء. بعد إطراء ناقته يسترسل الشاعر في ذكر شجاعته في المعركة، ثم يلمح إلى نمط حياته المرحة بصحبة شباب لاهين مثله والمغنيات الجميلات ويقول إن الحياة قصيرة لذا دعني استمتع باللحظات العابرة ودعني أشرب اليوم وليلكن غداً ما يكون. يذكر ثانية أداءه في المعارك مسلحاً بسيف معقوف ليس مجرد منجل تشذيب، بل الأخ الثقة، ويختتم بملاحظة حكيمة قال الرسول إنها نبوءة برسالته العظيمة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً- ويأتيك بالأخبار من لم تزود
المجاز الجريء ما يميز معلقة زهير - وهو أن الحرب وحش مرعب وأم توأم المجاعة والدمار - مجاز مدهش وملائم: ولا يقل عنه ربما وصف الشاعر الأطراف المتنازعة في حرب داحس والغبراء الشرسة والطويلة، بالإبل المساقة إلى المرعى لترعى كلأً مضر بالصحة وتشرب من برك ماءٍ تعافها النفس. تعتبر الأمثال الموجودة في معظم المعلقة عن مشاعر ينبغي أن تراود كل العقول المفكرة، وأنضجها الوقت وتجربة الحياة.

افتتاحية معلقة لبيد الرثائية الغنائية بلمسات طبيعتها وزخرفها المثير للمشاعر تصل، حتى في الترجمة الإنجليزية، إلى كل قلب. ست من المعلقات السبع تبدأ بذكر الأطلال التقليدي، لكن معلقة لبيد تفوقها كلها في هذا بسبب جمال الخيال ورقة التعبير، وتتناقض مع قصائد الأوروبيين المعاصرة التي تهدف إلى الإبهار بتعارض المفردات وفطنة البيان أكثر من الوصول إلى القلب عبر أفكار القلب المعبر عنها بلغة طبيعية. يقارن الشاعر جمله بحمار يحث رفيقه بالهبوط عن التلال بعد أن انتهى الشتاء، وببقرة شموس يطاردها الصيادون. ومثل الشاعر الاسكتلندي الذي وسع قلبه الكبير وتعاطف مع كل حاجيات الطبيعة - زهرة مسحوقة - فأر حقل ميت - عصافير صغيرة في ليلة شتائية - ومثل كل الشعراء الحقيقيين كان شعراء الجاهلية العرب يشعرون بالرأفة حيال البقرة الشموس التي فقدت صغارها فقضت الليل في عذاب تهيم قلقة جيئة وذهاباً بينما يهطل المطر بغزارة على ظهرها. ليس هناك من مشاعر إنسانية في المعلقات الأخرى عبر عنها كما في هذه القصيدة، اللهم عنترة الذي بدا أنه يشفق على جواده الجريح الذي كما يقول عاتبه بنظراته وكان قد تكلم لو استطاع. توجد رسومات ذكية لحياة العرب في هذه التحفة من الشعر القديم: خطوط عريضة لكنها محددة بجرأة ووضوح، يترك القارىء ليملأها في مخيلته بالتفاصيل. نرى الشاعر رئيساً بين زملائه المرحين في حانة يشربون النبيذ الفاخر المخزن في قرب جلدية، بينما أصابع عازفة العود الرشيقة نلمس أوتار آلتها بمهارة. نراه يشرف على الألعاب بسهام دون رؤوس ولا ريش ويضع الإبل جوائز بكرم. نراه يستيقظ مبكراً في الصباح ليمتطي جواده ويدافع عن القبيلة ضد الغزاة وأمام باب خيمته يحتشد الفقراء والمحتاجين - الأرامل واليتامى - كلهم يتقاسمون عظيم سخائه.

معلقة عنترة خليط لا فت للنظر من التعبير الرعوي اللطيف ولحظات القتل والثأر الشرسة. في البيات ( 14-19) يقارن الشاعر فاه حبيبته بروضة عطرة:
أو روضة أنفاً تضمن بنتها- غيث قليل الدمن ليس بمعلم
تجعل هذه القصيدة ربما أفضل من أي شيء آخر في المعلقات الأخرى. نتزود بلمحات مثيرة للاهتمام عن حياة العرب في هذه الفسيفساء من الأريج الشعري: هدم مضارب العائلة في الصحراء ليلاً- الإبل محملة وملجمة تأكل الحبوب، نعام صغير يحوم حول طائر- ذكر مثل قطيع إبل سوداء يمنية تجتمع عند نداء حاذيها: الشاعر البطل يحتسي النبيذ العتيق الذي اشتراه بقطع نقدية لامعة - وبين فينة وأخرى يملأ كأس الكريستال من الجرة جيدة الإقفال: مقابلة مسروقة مع فتاة جميلة من قبيلة معادية: معارك شرسة طويلة مع أشهر المحاربين.

معلقة عمرو بن كلثوم الوحيدة التي لا تبدأ بمخاطبة حبيبة حقيقية أو متخيلة. يخاطب عمرو بصوت مرتفع جرعة الصباح من نبيذ في كأس كبير، ويذهب لإطراء التأثير السحري للشراب السخي وجعله البخيل ينسى خزانة ذهبه بعض الوقت، وتحويل انتباه العاشق عن رغبته. مع ذلك، مغادرة الحبيبة لا مناص من ذكره ويوصف سحر جمالها بدقة متناهية في البيت العشرين من القصيدة. ما تبقى من المعلقة تفاخر متغطرس لبني تغلب - عظمتهم وقوتهم - غنى ممتلكاتهم وعظمة أعمالهم وجمال نسائهم واحترام المحاربين الشجعان لهم.



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 19:00
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911732


في شكل رزين ثابت يناسب سنوات عمره المهيبة، جاءت معلقة الحارث، رداً على الخطابة الرنانة المفرطة لخصمه المتفاخر. مع ذلك، لا يتردد في أن ينسب إلى قبيلته كل الفضائل التي ينبغي أن يتصف بها العرق النبيل. يقول السير ويليام موير " مدى الفكر في الشعر العربي القديم محدود. توصف التجارب القديمة ومشاعر اللحظة بصور مشتقة من الحياة الرعوية. لا تفكير بالمستقبل، وليست هناك محاولة لاستخلاص دروس من الماضي. يعيش الشاعر العربي في الحاضر كطفل.. تصور الحياة الرعوية بصور بسيطة لمنظر ريفي بكر. الموكب الحامل كل حاجيات القبيلة الدنيوية - العجائز والفتيات المحملات في هوادج على ظهور الجمال - يمر في الصحراء بشجيرات شديدة القدرة على التحمل بزخارفه القليلة المتفرقة، وبعد مسيرة متعبة يخيم الموكب، ربما في وادٍ حيث الينابيع تسيل من على تل مجاور. الخيام المجتمعة تجعل الخلفية سوداء، في حين تحيط خضرة وأيكة نخيل بالنافورة المستحبة، التي تقف في تناقض بهيج مع المنظر البري الكئيب. تتقدم الفتيات بأباريقهن إلى النبع وتعود الإبل والماعز من المرعى مليئة الضرع بالحليب.

تعيش الحياة العربية حقاً حياتها الخاصة. ليست هناك حضارة متقدمة لإعادة صياغة الصورة المحيطة وفقها. أقرب ما في لغتنا إلى الشعر العربي القديم هو كتاب أيوب، بتصويره الأرانب الأوروبية والماعز والحمير البرية، وحياة الصحراء ما زالت هكذا في أيامنا هذه. حافظ العربي، المعزول عن العالم بالبراري وعادات الرحل، على بساطته دون تغيير ولم يتأثر إلا قليلاً بترف وحضارة الأمم المجاورة كما تأثر بسياستهم. تلامس القصائد الكلاسيكية الحياة المدنية، لكن هنا نضارة وحرية الصحراء القاسية لا يمكن بلوغها بأكثر أساليب العالم المشغول قوة. لا يسمع هنا ضجيج المدينة، ولا حتى همهمة الكوخ الريفي. لا يعي الشاعر وجودها.

وعن أصالة الشعر العربي القديم قال جونز: مثل إلياذة هوميروس، التي تكونت من الأغاني الملحمية الزاخرة بالانفعال العاطفي، ليست المعلقات بنى منتظمة بل قطعاً مسرفة في التعبير العاطفي جمعت معاً. لكن هناك ثمة فرق، كما لاحظ فون هامر بوربجستال " أن كتاب القصائد العربية القديمة الفائزة لم ينافسوا ولم يمزق ذئب عربي المعلقات كما حدث والإلياذة وألقى بالقطع إلى مؤلفين متعددين." لم يعد وجود لهذا الفرق، أو في حين أن أصالة المعلقات ما زالت قائمة، إلا أن عبقرية بعض الأبيات ما زال موضع تساؤل من قبل الدارسين الألمان. إذا اعتبرنا قصائد عرب ما قبل الإسلام مثل القصائد الغنائية للتخوم الاسكتلندية، أي حفظت عبر عديد من الأجيال شفوياً فقط (لأن الكتابة لم تكن معروفة بين العرب إلا بشكل ضئيل) فإن وجود التحريف في الشعر العربي القديم أكثر من محتمل. حين بدأ جامعو الشعر في نهاية القرن السابع التعليق على قصائد العرب القديمة كتابة، لم يجدوا إلا قطعاً - لكن عديدة - عند القبائل في الصحراء، وكانت معرضة للأخطاء نفسها وحتى الخداع، كما كان الحال وآثارنا الأدبية عندما ذهب الدارسون إلى المناطق الريفية لجمع القطع التقليدية من القصائد الغنائية من شفاه كبار السن من السكان، إذ تداخلت القصائد، وخدع الشعراء الذين ملكوا موهبة خاصة قاتلة في تقليد الشكل الخارجي ولغة قصائد أغاني التخوم، جامعي القصائد الأسطورية المتحمسين. وبالمثل يبدو جامعو الشعر العربي المبكر أحياناً أنهم ناسخون للرواة الخادعين أو من يلقون القصائد، الذين عديد منهم ليسوا شعراء ماكرين، بل يمكن أن ينظموا قصائد بشكل مرتجل بالأسلوب والمشاعر نفسها الكائنة في الشعر القديم الأصيل مما يجعل الكشف عنها مستحيلاً. وليس هؤلاء فوق الشبهات في وضع بيت أو اثنين من نظمهم هنا وهناك لتوضيح قطعة مبهمة.

قام البرفسور أهلفارد، هر فون كريمر، ومستشرقون ألمان آخرون في السنوات الأخيرة بدراسة الشعر العربي القديم دراسة نقدية بهدف فصل المنحول منه عن الأصلي. يعزز الانتقال المفاجىء من موضوع إلى آخر، الشائع في القصائد الطويلة، أكثر من فرص الانتحال. معرفة الأبيات المنتحلة هذه ليست بالمهمة السهلة، وكثيراً ما يمكن للطالب أن يستخلص الأخطاء وعدم الدقة فقط عندما يجد أن قوانين بناء القصيدة قد انتهت. على سبيل المثال، شطري البيت الأول فقط يجب أن تكون بقافية واحدة، وإذا وجد بيتين أو أكثر في القصيدة نفسها يجب أن تكون منتحلة أو افتتاحية قصيدة أخرى. مرة أخرى، ثمة قانون باستثناءات قليلة فقط (لأن هناك دوماً أسباباً بديهية) أن تبدأ القصيدة بذكر الأطلال ولا تكتمل القصيدة دون ذلك إذا لم تعتبر منتحلة. لكن أخطاء مثل هذا النوع بديهية لكل طالب ولا تتطلب فطنة نقدية عظيمة لاكتشافها.

المهمة الأصعب هي معرفة وفصل الأبيات التي نظمت وأدخلت للقصيدة من قبل الرواة ببراعة، أو حتى من طرف الجامعين بهدف ربط القطع معاً. يصعب تقصي مثل هذا الموضوع دون تحيز. إذا كان عند الطالب فكرة مسبقة عما يمكن للعرب القدامى أن يقولون عن أشياء معينة ووجد في القصيدة ما يناقض نظريته، فإنه يميل لاعتبارها منتحلة، وهكذا، عن وعي أو لاوعي، يصبح الناقد في عملية التقصي عرضة لتأسيس نظرية أكثر مما يوضح الحقيقة. لكن المستشرقين المطلعين العاملين على تمحيص الشعر العربي القديم يحثون بالتأكيد بفضل هذه الدوافع الضيقة، وأهمية العمل الذي يقومون به يمكن بصعوبة أن تقدر كثيراً، حيث دون التأكد من أصالة بقايا الشعر العربي لفترة ما قبل الإسلام، فإن المعرفة الدقيقة للعرب القدامى أنفسهم مستحيلة. مع ذلك، بعض النتائج التي استخلصوها موضوع تساؤل من دارسين آخرين.

قيل إن الجامعين والنقاد اهتدوا بمشاعر دينية قوية لتخليص الشعر المبكر من كل التلميحات إلى العادات الوثنية والألوهية الزائفة، وإن كان هناك معلقتين من السبع تذكر فيهما الخرافات الوثنية. لبيد في البيت 76 من معلقته يلمح إلى موت الجمل عند قبر صاحبه، وعنترة في البيت 70 يذكر الخرافة الوثنية المتعلقة بالتطير، اعتقاد منعه القرآن بصرامة. توجد عادات وثنية قديمة وألوهية الأصنام في قصة عنترة بكثرة، لكن ربما تبخرت المشاعر الدينية القوية بتقديم الإسلام لعلم الدنس. مع ذلك، إذا كان الجامعون قد تشربوا الروح الدينية المتقدة ليتخلصوا من التلميح للأصنام في الشعر المبكر، فيبدو من الغريب أنهم سمحوا بعديد من التلميحات إلى شرب الخمر: إذا أن كثرة ذكر شرب الخمور في شعر الشرق ستفسر بمعناها الغامض. لكن النقاد الورعين الذين خلصوا الشعر من كل ذكرٍ للخرافات الوثنية، عوضوا ذلك، كما يقال، بمشاعر تتمشى والقصيدة الإسلامية. من المعروف جيداً أن هذا تم وكتاب " ألف ليلة وليلة " في القصص المشتقة من المصادر الهندية، لكن ألا يعني هذا أنهم تبعوا ذلك في الشعر المحلي للعرب القدامى وعاملوه بالطريقة نفسها. يأخذ البرفسور فون كريمر استثناءات من الأبيات 27 و28 من معلقة زهير، التي يذكر فيها بالضبط الله الواحد وكتاب الموتى، ويعتبرها غريبة على روح الشعر القديم. الاعتراض نفسه، إن كان منصفاً، يصدق أيضاً في الأبيات 85 و86 من معلقة لبيد، حيث يتم التعرف على شرائع العناية الإلهية، والبيت 25 ممن معلقة امرؤ القيس والبيت 81 من معلقة طرفة حيث يذكر الخالق بصريح العبارة. لكن بالإضافة إلى العدد الوافر من الآلهة الزائفة - التي لم يبجلها العرب كثيراً في الفترة السابقة تماماً لبدء الدعوة العظيمة - وجد بين بعض القبائل في الجزيرة اعتقاد بالله. بالفعل كما لاحظ السيد لاأول بحق " دون الافتراض أن مثل هذا الدين كان معروفاً عند الناس، كان جزء كبير من القرآن مستحيلاً: أن الرسالة موجهة لمن ربط الآلهة بالله وليس لمن ينكره." وإعادتهم إلى عبادة الله وحده، كان غاية الرسول الكبرى.


http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 19:02
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911732


أن بقايا الشعر العربي القديم تم التلاعب به - بالحذف أو الانتحال - من قبل علماء النحو والجامعين والنقاد وآخرين ثبت الآن أنه في غاية الوضوح، هذه هي الحالة مع شعرنا التقليدي المبكر والطبيعة الإنسانية في الجوهر واحدة في البصرة والكوفة كما هي في لندن وأدنبرة. لكن من المرضي معرفة من رجل دارس مرجع مطلع حاد الذهن مثابر مثل البرفسور أهلفاردت أن كثيراً مما يعرف بالشعر العربي القديم قد قرر أنه منتحل، ودون قليل من الشك، يبقى قدر كبير منه النسل الأصيل للعبقرية الأمية واللامعة المتقدة لشعراء ما قبل الإسلام.

وعن الأدب العربي في عهد الخلافة قال جونز أيضاَ: إبان معظم النصف الأول من القرن الأول الهجري، انهمك من تبع الرسول في توسيع رقعة سلطانهم فلم يلتفتوا إلى العلم والأدب. قرر علماء النحو في البصرة والكوفة قواعد اللغة العربية القحة وجمعوا من أجل هذه الغاية قطعاً من شعر الجاهلية الذي ما زال في صدور الرجال في اليمن والحجاز، لكن في عهد الأمويين، اقتصر الأدب العربي على شرح القرآن والشعر في اللغة الأم. يقول أبو الفرج " لكن عندما منح الله عائلة هاشم (بيت عباس) الحكم وسلم لهم مقاليد البلاد عادت القلوب من تراخيها واستيقظت العقول من سباتها." بدأ في عهد المنصور، ثاني الخلفاء العباسيين، دراسة علم المحرمات وقلد من خلفه حماسه لتقدم المعرفة. وبالفعل، يقال عادة إن الأدب العربي نهض ونما وتحلل إبان حكم هذه السلالة التي حكمت من العام 749 ميلادية وحتى العام 1258. أصبحت كنوز الأدب الفارسي التي لم يلحق بها الدمار على أيدي المسلمين الأوائل الفاتحين أكثر قيمة مما هي مزدرية.

ترجمت في عهد المنصور (775-754 ميلادية) نسخة البهلوي من الحكايات الهندية الشهيرة لفيشنوسارمان إلى العربية تحت عنوان "كليلة ودمنة"، عمل ترجم إلى عديد من اللغات أكثر من أي كتاب آخر باستثناء الإنجيل. في القرن نفسه كتب الأصمعي قصة عنترة الفروسية الرومانسية. في بداية القرن التاسع أسس المأمون، سابع الخلفاء العباسيين، المعاهد في بغداد والبصرة والكوفة وبخارى وطلب ترجمة كتابات أرسطو، وأبوقراط، وجالين، وديوسكوريديس، وثيوفراستوس، وأكليد، وارخميدس وبيتولمي. قال أبو الفرج " لقد اختار الله أكثر وأفضل عباده فائدة، من كرسوا حياتهم لتطوير ملكات عقولهم? مدرسو الحكمة هم الأنوار الحقيقية ومشرعو العالم الذين لولا مساعدتهم لكان العالم قد غاص في الجهل والبربرية." في هذه الفترة أقيمت في بغداد ودمشق المراصد لدراسة الفلك. وشيد وزير كريم على نفقته كلية عظيمة في بغداد بتكلفة 200000 قطعة ذهبية، وخصص لها مبلغ 15000 دينار سنوياً. في هذه المؤسسة درس آلاف من الطلاب من أبناء النبلاء إلى أبناء الصناع كل علوم العصر. ودفعت للأساتذة رواتب مجزية وخصص للطلاب المتفوقين عطايا سخية.

من سمرقند إلى بخارى، من فاس إلى قرطبة، كانت الإمبراطورية الإسلامية كلها تصدح بالغناء، والحياة الثقافية صحية ومتقدة. أخذ الشعر الذي فقد نضارة الصحراء مداً أوسع ولم يعد يقتصر على اللحظة، بل أصبح تأملياً وبالتالي فلسفياً. زين بلاط الخلفاء في بغداد بأقمار ساطعة من رجالات المعرفة والعبقرية جذبوا إلى هناك من كل أنحاء المعمورة.

لم يكن هؤلاء الأمراء مجرد أسياد أحرار متنورين في العلم والأدب: كان عديد منهم شعراء بعبقرية معتبرة وبارعين في النظريات الموسيقية والعزف. أحفاد المتعصبين الذين أحرقوا مكتبة الإسكندرية لم يدمروا الأدب الفارسي القديم أثناء عصور الظلام في التاريخ الأوروبي، بل أصبحوا متحمسين مثقفين محافظين على ما تبقى من المعرفة القديمة. في الوقت الذي كان ثمن نسخة من الإنجيل يعادل ثمن تعمير كنيسة عادية، وفي الوقت الذي كان فيه عديد من الرهبان المسيحيين في أوروبا يتلعثمون في الصلوات التي ليس بوسعهم فهمها، كانت مكتبة ملوك إسبانيا من المسلمين تحتوي على 600000 مجلد وكانت هناك 70 مكتبة في مدن الأندلس، بينما مكتبة سلاطين مصر كانت تتألف من 100000 مخطوط مكتوبة بخط جميل ومجلدة بشكل أنيق، وتعار بالمجان للدارسين في القاهرة.

علوم الفلك والكيمياء الزائفة التي كرس العرب (وقلدهم الأوروبيون الحالمون) أنفسهم بحماس متقد لها أملاً في قراءة المستقبل عبر حركة الكواكب في الأولى، ولاكتشاف فن تحويل المعادن إلى ذهب خالص وتطويل الحياة إلى ما لا نهاية في الثانية. تحولت هذه أخيراً إلى علوم الفلك والكيمياء الحقيقيين.

لا يدين الأوروبيون إلى سلالة المسلمين المتنورين الذين استقروا في إسبانيا في القرن الثامن في بعض الفنون المفيدة والمعدات المستخدمة في الحياة اليومية فقط، بل من بين أخريات لفن صنع الورق من القطن الذي أدى إلى فن الطباعة العملي - وتداول الكتب بشكل زهيد الثمن. وتم تقديم النظام العشري العربي في الأعداد ( الذي يدين العرب أنفسهم للهنود به ) إلى أوروبا بواسطة جيلبرت من أولريلاك، وبعد ذلك بواسطة البابا سلفستر الثاني الذي درس في الجامعة الإسلامية في قرطبة في القرن العاشر. علاوة عبر النسخ العربية في إسبانيا انتبه الدارسون أول مرة إلى كتابات أرسطو. غير أن التأثير العربي في الآداب الأوروبية كان جلياً. يدين شعراء " التروفيري في شمال فرنسا وأخوتهم التروبادور في المناطق المشمسة الذين أشعلت عبقريتهم شعلة الأدب الإيطالي، كثيراً إلى قصص الترحال وشعر الشرق اللامع لأنهما شكلت أرضية عملهم الرائع. باختصار، تخللت القصص المدهشة العربية الأدب الأوروبي في فترة مبكرة، وحلم الكاهن الذي قرأ على رواد كنيسته القصص الأخلاقية Gesta Romanorum قليلاً بإعادة الاختراعات الحاذقة للمسلمين المكروهين ونسل عرق إبراهيم المحتقرين، لأن عديد من قصص هذه المجموعة التي تعود إلى العصور الوسطى مقتبسة من مصادر عربية وتلمودية.

من المفيد في رسم صورة الأدب العربي أن نخلص إلى أنه " بسقوط الخلافة العباسية عام 1258 ميلادية 656 هجرية، انحدر الأدب في الشرق سريعاً، وإن كان ما يزال يلاقي الرعاية مع ذلك في عهد سلاطين مصر لكن بنجاح لا يقدم ولا يؤخر، وبظهور الأتراك قضي فعلياً على المعرفة الشرقية. لكن من الخطأ القول إن الأتراك قد قضوا على الأدب العربي ( أو أصابته آفة لا تشفى " كما عبر عن ذلك الدكتور كارليل. كتب السيد ريدهاوس، أعظم مرجع حي في هذا الموضوع الشاسع:
"كان تيمور ومن خلفه في الشرق كما العثمانيون في الغرب، وطنيين بما فيه الكفاية ليحبوا لغتهم الجميلة ويستخدموها في حياتهم اليومية وفي الأغراض الأدبية، لكنهم رعوا حشوداً من الشعراء الفرس وعلماء النحو العربي والمشرعين ? الخ. ولما لم تعد العربية اللغة المهيمنة وصار لها قسط من الاهتمام فقط - لكنه قسط كبير - قسط علمي، إذ ملك الفرس الزخرف والأتراك ما هو عملي مفيد. أسس الأتراك معاهد لا تحصى لدراسة العربية في تركيا والهند وبلاد فارس وروسيا. كان الدارسون في السفطاس في استنبول لا يدرسون سوى العربية."

تاريخ الأدب العربي بالإنجليزية أمنية كبيرة. يملك الألمان مخزوناً ثرياً من الشعر العربي قدم لهم عبر الدارسين المتحمسين والمجدين فون هامر- بيرجستال ولاحقاً دارسين من أشهرهم أهلفاردت، فون كريمر وروكيرت. لكن بإمكان إنجلترا الآن التباهي بثلاث لا يقلون تميزاً: شينري، بالمر، ورايت. نأمل أن يفتح هؤلاء المختصون بالعربية أبواب كنوز الأدب العربي لمواطنيهم غير المطلعين على الأدب العربي.

مكانة المعلقان : مقطع مترجم من قبل صلاح صلاح، لكتاب ليدي آنا بلنت وولفريد شافن بلنت .

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 19:05
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911732
ســ،ــوق عكـاظــ
والآن ..قبل المضي قدماً في الطريق الأساس ألا وهو المعلقات ..
نتوقف لحظات في سوق عكاظ ..فهو أشبه بحلقة أساس ..
ينبغي التعرف عليها ..للاستكمال ..

₪موقع سوق عكاظ₪
إنه المكان التي تقام فيه شعائر الحج ما بين هلال ذي القعدة ومنتصف الشهر، وقد يمتد حتى الثاني من ذي الحجة وهو يقع في سهل منبسط بين مكة والطائف وهو وفير المياه والنخيل
كانت عكاظ معرضاً تجارياً ومنتدًى اجتماعياً حافلاً بكل أنواع النشاط، وكانت منبراً يبلغ الحاضرُ الغائب بما أُعلن فيها، وما عُقد من معاهدات بين القبائل، وتُذاع أسماء من يُخلعون من قبائلهم وكان بعض الأشراف يتقنعون في السوق كي لا يُعرفوا، فلا ينال منهم عدو لهم، أو يأسرهم طامع وكانت سوق عكاظ مجالاً لإطلاق الألقاب والأوصاف على الأفراد والقبائل، كما كانت الأحداث التي تجري فيها مصدراً للأمثال. وكانت تُرفع في السوق رايات الحزن إذا نُكبت قبيلة، وتُقام فيها مباريات الفروسية والسباق وغيرها.


₪سبب تسميته₪
جاء في سبب تسميته وأصل كلمة (عكاظ) بأنه سُمّي بهذا الاسم؛ لأن العرب كانت تجتمع فيه فيعكظ بعضهم بعضاً في المفاخرة أي يقهره ويغلبه، ويُقال: فلان يعكظ خصمه بالخصومة: يمعكه.

إن بين تسميتها وبين ما يدور فيها من نشاطات صلة قوية، فقد اشتق اسمها من المعاكظة وهي المحاجة في المفاخرة التي كانت إحدى نشاطات ذلك السوق، ولقد تحدث عن ذلك اللغويون الخليل بن أحمد مثلاً يقول: (وسُمّي به لأن العرب كانت تجتمع فيه كل سنة فيعكظ بعضهم بعضًا بالمفاخرة والتناشد : أي يُدعك ويُعرك، وفلان يعكظ خصمه بالخصومة : يمعكه). ويقول ابن دريد: (عكظت الرجل أعكظه عكظًا إذا رددت عليه وقهرته بحجتك، وعكاظ بهذا سُمّي، وهو مواضع لمواسم العرب كانوا يتعاكظون فيه بالفخر). ويقول ابن سيدة: (عكظ دابته يعكظها: حبسها، وعكظ الشيء يعكظه: عركه، وعكظ خصمه يعكظه عكظًا: عركه وقهره، وتعاكظ القوم: تعاركوا وتفاخروا). ويقول الليث: (سُمّيت عكاظ لأن العرب كانت تجتمع فيها فيعكظ بعضهم بعضًا بالمفاخرة أي يدعك، وعكظ فلان خصمه باللدد والحجج عكظًا). وينقل ياقوت عن السهيلي قوله: (كانوا يتفاخرون في سوق عكاظ إذا اجتمعوا، ويُقال: عكظ الرجل صاحبه إذا فاخره وغلبه بالمفاخرة، فسُمّيت عكاظ بذلك) ثم يضيف: وقال غيره: (عكظ الرجل دابته يعكظها إذا حبسها، وتعكظ القوم عكظًا إذا تحبسوا ينظرون في أمورهم، قال وبه سُمّيت عكاظ) . ويقول الزمخشري (وعكاظ متسوق للعرب كانوا يجتمعون فيه فيتناشدون ويتفاخرون... ومنه قالوا تعكظوا في مكان كذا إذا اجتمعوا وازدحموا، قال عمرو بن معد يكرب:

ولكن قومي أطاعوا الغوا ةَ حتى تعكظ أهلُ الدمِ

وكما شغلت لفظة (عكاظ) اللغويين فقد شغلت النحويين فنظروا إليها وهم مختلفون من ناحية صرفها وعدمه، وأدلى كل فريق بعلته مستندًا على ما قيل فيها من شعر وخلاصة القول ما قاله اللحياني: أهل الحجاز يجرّونها، وتميم لا تجرّها، قال أبو ذؤيب :

إذا بُني القبابُ على عكاظ وقام البيعُ واجتمع الألوف

₪شعراء عكاظ₪
تلتقي القبائل والعشائر في سوق عكاظ، فيدير شؤون كل قبيلة شيوخُها ورؤساؤها. ويقضي بين الناس إذا تنازعوا قضاة معترف بهم، من أشهرهم أكثم حكيم العرب من تميم، وكان يُضرب فيه المثل في النزاهة وحب الخير والحكمة، و عامر بين الظَّرِب من بني عَدْوان من قيس عيلان، و حاجب بن زرارة ، و عبد المطلب ، و أبو طالب ، والعاص بن وائل، و العلاء بن حارثة من بني قريش ، و ربيعة حُذار من بني أسد.

وقد ساهم سوق عكاظ كونه ملتقى للشعراء وحاضناً لهم ومنبعاً لقرائحهم- ساهم في إخراج عدد من الأسماء والقصائد الشعرية الكبيرة في تاريخ الأدب العربي، وهناك كانوا يتبايعون ويتعاكظون، ويتفاخرون، ويتحاججون، وتنشد الشعراء ما تجدد لهم، وقد كثر ذلك في أشعارهم، كقول حسان:

سأنشرُ إن حييتُ لهم كلاماً يُنشرُ في المجامع من عكاظ

وممن برز فيه وعلا فيه شأنه النابغة الذبياني ، الذي ترأس سوق عكاظ، وفي ذلك يقول الأصمعي : كان النابغة يُضرب له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها.

وفيها كان يخطب كل خطيب مصقع، ومنهم قس بن ساعدة الأيادي؛ إذ خطب خطبته الشهيرة هناك، وهو على جمله الأورق؛ والتي جاء فيها: "أيها الناس، اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، ليلٌ داجٍ، ونهار ساجٍ، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة، وأرض مدحاة، وأنهار مجراة، إن في السماء لخبراً، وإن في الأرض لعبراً، ما بال الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا أم تُركوا فناموا، يقسم قس بالله قسماً لا إثم فيه، إن لله ديناً هو أرضى له، وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه، إنكم لتأتون من الأمر منكراً".

وفيه عُلّقت القصائد السبع الشهيرة افتخاراً بفصاحتها على من يحضر الموسم من شعراء القبائل إلى غير ذلك، وكان كل شريف إنما يحضر سوق بلده إلاّ سوق عكاظ، فإنهم كانوا يتوافدون إليها من كل جهة، فكان يأتيها قريش، وهوازن، وسليم، والأحاشيش، وعقيل، والمصطلق، وطوائف من العرب.

ومن كان له أسير سعى في فدائه، ومن كانت له حكومة ارتفع إلى الذي يقوم بأمر الحكومة، وكان الذي يقوم بأمر الحكومة في هذه السوق أناس من بني تميم، وكان أحدهم الأقرع بن حابس، ولما كانت هذه السوق مجمع القبائل، قال طريف بن تميم العنبري:

أوَ كلما وردتْ عكاظَ قبيلةٌ بعثوا إليّ عريفَهم يتوسمُ

وكانت بعكاظ وقائع مرة بعد مرة، ولذلك يقول دريد بن الصمة:

تغيّبتُ عن يومي عكاظ كليهما وإنْ يكُ يـومٌ ثالثٌ أتغيبُ وإنْ يكُ يـومٌ رابعٌ لا أكن به وإنْ يكُ يومٌ خامسٌ أتجنبُ

استمرت سوق عكاظ أكثر من قرنين، والمرجح أنها بدأت قبل الهجرة بسبعين سنة، واستمرت في الإسلام حتى سنة 149هـ حين نهبها الخوارج.

وسكان سوق عكاظ الأوائل هم قبيلة هوازن وعدوان التي قيل عنها ذو الاصبع العدواني أحد المعنيين بالسوق و ثقيف وهم قبيلة دريد من الصحة وتسكن قرب السوق قبيلة من قريش وجماعة من الأشراف ذوي جود الله. >>


₪لمحة تاريخية₪
ويتميز سوق عكاظ عن غيره من أسواق العرب بشموليته وأهميته بما يقدم فيه من مناشط متنوعة تشارك فيها وفود عربية واجنبية مختلفة بالاضافة إلى عرب الجزيرة فهو بمثابة مؤتمر عالمي كانوا ينعمون بالعرب (20) يومياً غالياً في شهر ذي القعدة قبل الحج تعرض فيه حوليات الشعراء على الناقدين في احتفال كبير وللسوق نظام أمني لحماية نواخذ الاسلحة وتوضع عند رئيس لجنة الاسلحة وهو أحد أبناء العرب ويتم تحديد مجموعة حكام في هذا السوق في مجال النافرة والصلح بين الخصوم وتحكيم المسابقات وكان النابغة الذبياني الذي يجلس على كرسي دغيلان و حنظلة بين فهد و كلب بن ويرة يمثلون حكام الشعر ويمثلون الناقد والمراقب ومما قدم حوليات من أبرز روادها قس بن ساعدة و ذو الاصبع العدواني والخنساء وغيرهم. وللسوق نشاط تجاري تعرض فيه معروضات من الجزيرة وفارس والحبشة ومصر والشام.

وهناك نشاط قبلي وسياسي لحل المشكلات بين الامم والقبائل وعقد عهود السلام وتسليم الاسرى وابراز المعاهدات وتقويم الفرسان وتحديد مراكز الفرسان.

وزار الرسول صلى الله عليه وسلم هذا السوق مع أعمامه محارباً متشوقاً وبعد نزول الوحي عليه داعياً إلى الله وقد دمر هذا السوق على يدي الخوارج الحرورية عام 129ه

و عاد السوق من جديد
وهاهو اليوم يعد السوق وجهة المشرق وتاريخه التليد وأحياء نشاطه الثقافي والادبي انطلاقاً من اهتمام الحكومة السعودية أيدها الله بكل من شأنه تطوير الثقافة والارتقاء بها والحفاظ على القيم والمعطيات التي تتمشى مع تعاليمنا الدينية وقيمنا الأصيلة وتثري الحركة الأدبية والثقافية بما يعود بالنفع والفائدة على مواطني هذه البلاد خاصة والعالم العربي قاطبة.

وشاركت دارة الملك عبدالعزيز في مهرجان سوق عكاظ الأول بجناح متكامل يضم صوراً فوتوغرافية ووثائق ومخطوطات تقدم لمحات مهمة من تاريخ سوق عكاظ والطائف، وتقدم خدمات التعقيم مجاناً للوثائق والمخطوطات لدى الأهالي في المحافظة والمصطافين وللمكتبات الحكومية والخاصة هناك، ويبث رسائل توعوية وإرشادية لزوار المهرجان عن القيمة الثقافية والتاريخية للوثيقة والخدمات العلمية والعملية التي تقدمها الدارة للمجتمع.

كما نظمت في العام الماضي في موقع المهرجان في اليوم الأخير من البرنامج الثقافي للمهرجان ندوة عن التاريخ الشفهي تتناول أهمية رصد وتوثيق وكتابة التاريخ الشفهي المحلي بصفته جزءاً مهماً من تاريخ المملكة العربية السعودية ومكملاً للمدون منه، وضرورة تفعيل المصدر الشفهي.


الـ مصدر ويكبيديا
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 19:25
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911732
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم، لـ (زهير بن أبي سلمى).
هل غادر الشعراء من متردم* أم هل عرفت الدار بعد توهم، لـ (عنترة بن شداد).
ألا هبي بصحنك فاصبحينا، لـ (عمرو بن كلثوم).
آذتنا ببينها أسماء، لـ (الحارث بن حلزة اليشكري).
عفت الديار محلها ومقامها، لـ (لبيد بن ربيعة العامري).
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل، لـ (امرؤ القيس).
لخولة أطلال ببرقة ثهمد، لـ (طرفة بن العبد).

ويضاف أيضاً إلى تلك القصائد ثلاثة أخرى، لتسمى جميعها بالمعلقات العشر وهن:
ودع هريرة إن الركب مرتحل، لـ (الأعشى).
أقفر من أهله ملحوب، لـ (عبيد بن الأبرص).
يا دارمية بالعلياء فالسند، لـ (النابغة الذبياني).
اهتم الناس بها ودونوها وكتبوا شروحا لها, وهي عادة ما تبدأ بذكر الأطلال وتذكر ديار محبوبة الشاعر .
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 19:31
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=121491173
زهير بن أبي سلمى

(... - 13 ق. هـ = ... - 609 م)

هو زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح بن قرّة بن الحارث بن إلياس بن نصر بن نزار، المزني، من مضر. حكيم الشعراء في الجاهلية، وفي أئمة الأدب من يفضله على شعراء العرب كافة. كان له من الشعر ما لم يكن لغيره، ولد في بلاد مزينة بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام. قيل كان ينظم القصيدة في شهر ويهذبها في سنة، فكانت قصائده تسمى الحوليات. إنه، كما قال التبريزي، أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء، وإنما اختلف في تقديم أحد الثلاثة على صاحبيه، والآخران هما امرؤ القيس والنّابغة الذبياني. وقال الذين فضّلوا زهيراً: زهير أشعر أهل الجاهلية، روى هذا الحديث عكرمة عن أبيه جرير. وإلى مثل هذا الرأي ذهب العبّاس بن الأحنف حين قال، وقد سئل عن أشعر الشعراء. وقد علّل العبّاس ما عناه بقوله: ألقى زهير عن المادحين فضول الكلام كمثل قوله:
فما يَكُ من خيرٍ أتوه فإنّما- توارثه آباء آبائهم قبْل
وكان عمرو بن الخطاب شديد الإعجاب بزهير، أكد هذا ابن عبّاس إذ قال: خرجت مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في أول غزاة غزاها فقال لي: أنشدني لشاعر الشعراء، قلت: "ومن هو يا أمير المؤمنين?" قال: ابن أبي سلمى، قلت: وبم صار كذلك? قال: لا يتبع حوشي الكلام ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول إلا ما يعرف ولا يمتدح أحداً إلا بما فيه". وأيّد هذا الرأي كثرة بينهم عثمان بن عفان، وعبد الملك بن مروان، وآخرون واتفقوا على أنّ زهيراً صاحب "أمدح بيت... وأصدق بيت... وأبين بيت".كانت ولادة زهير في بني غطفان. وبين هؤلاء القوم نشأ وترعرع. ومنهم تزوّج مرّتين. في الأولى تزوّج أم أوفى التي يذكرها في مطلع معلقته:
أمِن أمّ أَوفى دمنةٌ لمْ تكلّم- بحوْمانَةِ الدرّاج فالمتثلّم
وبعد طلاقه أم أوفى بسبب موت أولاده منها، اقترن زهير بكبشة بنت عمّار الغطفانية ورزق منها بولديه الشاعرين كعب وبجير.
لكن زهيراً- كما يفهم من حديثه وأهل بيته- كان من مزينة- وما غطفان إلا جيرانهم، وقِدْماً ولدتهم بنو مرّة وفي الأغاني حديث زهير في هذا الشأن رواه ابن الأعرابي وأبو عمرو الشيباني، ولم نر ضرورة إثباته.
ولعلّ البارز في سيرة زهير وأخباره تأصّله في الشاعرية: فقد ورث الشعر عن أبيه وخاله وزوج أمه أوس بن حجر. ولزهير أختان هما الخنساء وسلمى وكانتا أيضاً شاعرتين. وأورث زهير شاعريته لابنيه كعب وبجير، والعديد من أحفاده وأبناء حفدته. فمن أحفاده عقبة المضرّب وسعيد الشاعران، ومن أبناء الحفدة الشعراء عمرو بن سعيد والعوّام ابنا عقبة المضرّب..
ويطول الكلام لو أردنا المضي في وراثة زهير الشعر وتوريثه إياه. يكفي في هذا المجال الحوار بينه وبين خال أبيه بشامة بن الغدير الذي قال حين سأله زهير قسمة من ماله: "يا ابن أختي، لقد قسمت لك أفضل ذلك وأجزله" قال: "ما هو?"، قال: شعري ورثتنيه". فقال له زهير: "الشعر شيء ما قلته فكيف تعتدّ به عليّ?"، فقال له بشامة: "ومن أين جئت بهذا الشعر? لعلك ترى أنّك جئت به من مزينة? وقد علمت العرب أن حصاتها وعين مائها في الشعر لهذا الحيّ من غطفان، ثم لي منهم وقد رويته عنّي".
فإذا تحوّلنا من شاعرية زهير إلى حياته وسيرته فأول ما يطالعنا من أخباره أنه كان من المعمّرين، بلغ في بعض الروايات نحوا من مئة عام. فقد استنتج المؤرخون من شعره الذي قاله في ظروف حرب داحس والغبراء أنه ولد في نحو السنة 530م. أما سنة وفاته فتراوحت بين سنة 611و 627م أي قبل بعثة النبيّ بقليل من الزمن، وذكرت الكتب أن زهيراً قصّ قبل موته على ذويه رؤيا كان رآها في منامه تنبأ بها بظهور الإسلام وأنه قال لولده: "إني لا اشكّ أنه كائن من خبر السماء بعدي شيء. فإن كان فتمسّكوا به، وسارعوا إليه".
ومن الأخبار المتّصلة بتعمير زهير أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليه "وله مائة سنة" فقال: اللهم أعذني من شيطانه"، فما لاك بيتاً حتى مات. وأقلّ الدلالات على عمره المديد سأمه تكاليف الحياة، كما ورد في المعلّقة حين قال:
سئمتُ تكاليفَ الحياة، ومَنْ يعِش- ثمانينَ حولاً لا أبا لكَ، يسأَمِ
والمتعارف عليه من أمر سيرته صدق طويته، وحسن معشره، ودماثة خلقه، وترفعه عن الصغائر، وأنه كان عفيف النفس، مؤمناً بيوم الحساب، يخاف لذلك عواقب الشرّ. ولعلّ هذه الأخلاق السامية هي التي طبعت شعره بطابع الحكمة والرصانة، فهو أحد الشعراء الذين نتلمس سريرتهم في شعرهم، ونرى في شعرهم ما انطوت عليه ذواتهم وحناياهم من السجايا والطبائع. وأكثر الباحثين يستمدّ من خبر زهير في مدح هرم بن سنان البيّنة التي تبرز بجلاء هذه الشخصية التي شرفتها السماحة والأنفة وزيّنها حبّ الحق والسّداد: فقد درج زهير على مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف لمأثرتهما في السعي إلى إصلاح ذات البين بين عبس وذبيان بعد الحرب الضروس التي استمرّت طويلاً بينهما.
وكان هذا السيّدان من أشراف بني ذبيان قد أديا من مالهما الخاص ديّات القتلى من الفريقين، وقد بلغت بتقدير بعضهم ثلاثة آلاف بعير. قيل إن هرماً حلف بعد أن مدحه زهير أن لا يكف عن عطائه، فكان إذا سأله أعطاه، وإذا سلّم عليه أعطاه. وداخل زهير الاستحياء، وأبت نفسه أن يمعن في قبول هبات ممدوحه، فبات حين يراه في جمع من القوم يقول "عموا صباحاً غير هرم ... وخيركم استثنيت".
ذكر أن ابن الخطاب قال لواحد من أولاد هرم: أنشدني بعض مدح زهير أباك، فأنشده، فقال الخليفة: إنه كان ليحسن فيكم القول"، فقال: "ونحن والله كنّا نحسن له العطاء"، فقال عمر بن الخطاب: "قد ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم". نعم لقد خلد هرم بفضل مديح زهير الصادق ومنه قوله:
منْ يلقَ يوماً على عِلاّته هرماً- يلقَ السماحةَ منه والنّدى خلقَا
ولزهير ديوان شعر عني الأقدمون والمحدثون بشرحه. وأبرز الشّراح الأقدمين الأعلم الشنتمري. وفي طليعة من حقّق ديوان زهير حديثاً المستشرق لندبرغ في ليدن سنة 1881م. ويدور شعر الديوان في مجمله حول المدح والفخر ودور زهير في ظروف حرب السباق، وتتوّج الحكمة هذا الشعر بهالة من الوقار تعكس شخصية الشاعر الحكيم.
ماذا قال المستشرقون عن زهير:

اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، وفي هذا السياق ننقل لكم ما ورد عن زهير في عملين رائدين قام بترجمتهما صلاح صلاح: أحدهما من تأليف ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت، والآخر من تحرير دبليو إى كلوستون:

ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت:

قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن زهير بن أبي سلمى في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: شخصية زهير نقيض لإمرئ القيس وطرفة. كان امرؤ القيس وطرفة رجلين طائشين وحياتهما غير منضبطة، وماتا ميتة عنيفة في عز شبابهما. بينما عاش زهير حياة طويلة ونال احترام الجميع لحكمته وأخلاقه العالية ولم يكن بحاجة للآخرين. عاصر الشاعرين المذكورين في مولده، لكنه قارب أيام ظهور الإسلام. يقال إنه في سن التسعين جاء إلى النبي فاستعاذ منه وقال: "اللهم أعذني من شيطانه" قول قامت عليه تعاليم بعض علماء المسلمين الذين قالوا بفكرة إن الوحي نزل على الرسول بالقرآن، وكذلك كان لكل شعراء الجاهلية شيطاناً يوحي لهم بما يقولون. لا يختلف هذا عن إيمان المسيحيين الأوائل الذين أكدوا على أن أصوات الشياطين كانت تخرج من أفواه كهنة الوثنيين. يضاف أنه بعد نصيحة الرسول لزهير لم ينظم الشعر. ويقال إن الخليفة عمر بن الخطاب قال إن زهير كان شاعر الشعراء. كان سيداً اتسعت ثروته، حكيم، وكان ورعاً حتى في أيام الجاهلية.
كان زهير بن أبي سلمى من قبيلة "مزينة" ويعود من ناحية أم والده إلى قبيلة "مرة" في الحجاز. يروى إن والد زهير ذهب مع أقربائه من بني "مرة" - أسد وكعب - في غزوة ضد طيْ، وإنهم غنموا إبلاً عديدة. قال افردا لي سهماً، فأبيا عليه ومنعاه حقه، فكف عنهما، حتى إذا الليل أتى أمه فقال : والذي أحلف به لتقومن إلى بعير من هذه الإبل فلتقعدن عليه أو لأضربن بسيفي تحت قرطيك. فقامت أمه إلى بعير منها فاعتنقت سنامه وساق لها أبو سلمى وهو يرتجز ويقول: قادهم أبو سلمى من مضارب "مرة" حتى وصل قومه. لم يمض وقت طويل قبل التحاقه "بمزينة" في غزوة على بني ذبيان، فخذ من "مرة". عندما بلغوا غطفان، جيران مرة، عاد غزاة مرة خائفين إلى خيام غطفان ومكثوا معهم. وهكذا قضى زهير طفولته معهم وليس مع قبيلته. يلمح إلى العيش بين الغرباء بقوله : يعرف أن زهير تزوج مرتين، الأولى إلى أم أوفى، حبيبة شبابه التي يتغنى بها في المعلقة، والثانية إلى أم ولديه، كعب وبوجير. توفي أبناء أم أوفى، لذا تزوج ثانية. لم تغفر له أم أوفى زواجه عليها، فهجرها لزلة اقترفتها وإن ندم لاحقاً. وهذا سبب ندبه.
ذكر ابن العربي إن زهير كان له ابن يدعى سالم، كان في غاية الوسامة حتى إن امرأة عربية قالت عندما رأته قرب نبع ماء على صهوة جواده مرتدياً عباءة مخططة بخطين "لم أر حتى يومنا مثيلاً لهذا الرجل ولا هذه العباءة ولا هذا الجواد". فجأة تعثر الجواد وسقط، فدقت عنقه وعنق راكبه. ذكر ابن العربي أيضاً إن والد زهير كان شاعراً، وكذلك أخ أمه وأخته سلمى وأخته الخنساء وابناه وحفيده المضرب بن كعب.
قسم عمه باشاما عند موته ثروته بين أقربائه، لكنه لم يعط زهير شيئاً بالرغم من حبه له. قال زهير: "وماذا أيضاً، ألم تترك قسطاً لي". أجاب العجوز: " كلا، تركت لك أفضل ما عندي موهبتي في نظم الشعر". قال زهير: "هذه خاصتي منذ البداية". لكن العجوز رد: "ليس صحيح، يعلم العرب جيداً أنها جاءتك مني".

دبليو إى كلوستون:

قال عنه كلوستون في كتاب من تحريره عن الشعر العربي: تميز زهير بن أبي سلمى منذ نعومة أظفاره بنبوغه الشعري. كان المفضل عند عمه باشاما، الذي كان بنفسه شاعراً مشهوراً، لكن عندما أحس العجوز بدنو أجله قسم أملاكه بين أقاربه ولم يترك لزهير شيئاً. قال زهير: "وماذا أيضاً، ألم تترك قسطاً لي?" أجاب العجوز: "كلا، تركت لك أفضل ما عندي، موهبتي في نظم الشعر". قال زهير: "هذه خاصتي منذ البداية". لكن العجوز رد: "ليس صحيح, يعلم العرب جيداً أنها جاءتك مني".
نظمت معلقته لما آلت إليه حرب داحس والغبراء، وفي مديح الحارث بن عوف والحارم بن سنان، صانعي السلام. كما نظم زهير عديداً من القصائد في مدح حارم بن سنان، الذي لم يقم على تلبية كل طلبات الشاعر فقط، بل كان يمنحه لقاء قصيدة مديح إما جارية أو حصان. شعر زهير بالخجل لهذه المكرمة حتى أنه كان يقول عندما يدخل على قوم فيهم حارم " السلام عليكم جميعاً باستثناء حارم، رغم أنه أفضلكم".
قرأ أحد أبناء حارم قصيدة مديح في عائلته للخليفة عمر الذي قال إن زهير مدحكم مدحاً جميلاً. فرد الابن موافقاً وقال لكننا أجزلنا له العطاء. قال عمر "ما منح يفنى مع الزمن، لكن مديحه خالد". لم يكن عمر من المعجبين بالشعر، لكنه مدح زهير لأنه مدح في شعره من يستحق المديح مثل حارم بن سلمى.
كانت أم أوفى التي ذكرها في مطلع المعلقة زوجة زهير الأولى التي طلقها بسبب غيرتها وندم لاحقاً على فعلته. مات كل الأبناء التي أنجبتهم صغار السن. أنجبت زوجته الثانية ولدين: كعب من نظم قصيدة البردة الشهيرة والمعروفة في الشرق بمطلع " بانت سعاد ?" وألقاها في حضرة الرسول (630 ميلادية ) عندما عقد صلحاً معه ودخل الإسلام، والابن الثاني بوجير وكان من أوائل من دخل الإسلام. ورد في كتاب الأغاني أن الرسول قابل زهير وهو في سن المئة وقال: " اللهم أعذني من شيطانه ". ويقال إنه توفي قبل أن يغادر الرسول البيت. في رواية أخرى أن زهير تنبأ بقدوم الرسول وذكر ذلك لابنيه كعب وبوجير، ونصحهم بالاستماع إلى كلام الرسول عند قدومه، وهذا يعني أنه توفي قبل ظهور الرسالةhttp://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 20:02
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=121491173
موضوع معلقة زهير ~

نظمت معلقة زهير، كما ذكر التبريزي، في ظروف حرب البسوس التي احتدم أوراها بين عبس وذبيان، استهلها زهير بالغزل ووصف الديار والأطلال الدارسة، ثم تحوّل إلى مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف، وحمدهما على فضلهما في حقن الدماء وتحمل تبعات الصلح بين الفريقين المتنازعين. وأردف زهير هذا المديح بحكمه التي محض بها المتحاربين النصح ودعاهم إلى السلم وحملهم على أن يرهبوا عواقب الحرب ممثلاً لهم أهوالها التي عاشوا في أتونها: وما الحرب إلا ما علمتُم وذقتُم- وما هو عنها بالحديثِ المرجّمِ. واستتبع زهير وصف ويلات الحرب بالكلام على حصين بن ضمضم، الذي لم يلتزم بعهد الصلح بل خانه وغدر برجل من بني عبس إمعاناً في الثأر والانتقام.
وأفضل ما نذيل به الكلام على شعر زهير التنويه بحولياته، وهي قصائده التي دأب فيها مهذّباً جاهداً في التشذيب والإحكام، فقد كان ينظم الواحدة من هذه القصائد في أربعة أشهر، ثم يعمد إليها مصوّباً ومنقحاً في أربعة ثانية، وفي الأربعة الثالثة يعرضها على أخصّائه، ليعلنها على النّاس خلال الربع الأخير من السنة أو الحول. هكذا تأتّى لزهير أن يكون من شعراء المدرسة الأوسية التي تزعّمها أوس بن حجر، فجاء شعره مضرب المثل في الجودة والإتقان

ماذا قال المستشرقون عن معلقة زهير:

اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات محاولين التعرف على الظروف الاجتماعية المحيطة بهم، والأسباب التي دفعتهم لنظمهم هذه المعلقات وعن أي موضوع تتحدث، وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف عليها وسبر غور معانيها، وفي هذا السياق ننقل لكم ما ورد عن معلقة زهير في عملين رائدين قام بترجمتهما صلاح صلاح: أحدهما من تحرير دبليو إى كلوستون، والآخر من تأليف ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت:

دبليو إى كلوستون:

قال كلوستون عن معلقة زهير، في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر العربي: نظمت معلقته لما آلت إليه حرب داحس والغبراء، وفي مديح الحارث بن عوف والحارم بن سنان، صانعي السلام.

ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت:

قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن معلقة زهير في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: ورد سبب نظم القصيدة في كتاب الأغاني على النحو التالي: قال الحار أوس بن حارثة بن لأم الطائي. فقال الحارث لغلامه: ارحل بنا، ففعل. فركبا حتى أتيا أوس بن حارثة في بلاده فوجداه في منزله. فلما رأى الحارث بن عوفٍ قال: مرحباً بك يا حار. قال: وبك. قال: ما جاء بك يا حار? قال: جئتك خاطباً. قال: لست هناك. فانصرف ولم يكلمه. ودخل أوسٌ على امرأته مغضباً وكانث بن عوف بن أبي حارثة: أتراني أخطب إلى أحد فيردني? قال نعم. قال: ومن ذاك. قال: ت من عبس فقالت: من رجلٌ وقف عليك فلم يطل ولم تكلمه? قال: ذاك سيد العرب الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري. قالت: فما لك لم تستنزله? قال: إنه استحمق. قالت: وكيف? قال: جاءني خاطباً. قالت: أفتريد أن تزوجك بناتك? قال: نعم. قالت: فإذا لم تزوج سيد العرب فمن? قال: قد كان ذلك. قالت: فتدارك ما كان منك. قال: بماذا? قالت: تلحقه فترده. قال: وكيف وقد فرط مني ما فرط إليه? قالت: تقول له: إنك لقيتني مغضباً بأمرٍ لم تقدم فيه قولاً، فلم يكن عندي فيه من الجواب إلا ما سمعت، فانصرف ولك عندي كل ما أحببت فإنه سيفعل. فركب في أثرهما. قال خارجة بن سنان: فو الله إني لأسير إذ حانت مني التفاتةٌ فرأيته، فأقبلت على الحارث وما يكلمني غماً فقلت له: هذا أوس بن حارثة في أثرنا. قال: وما نصنع به ! امض !. فلما رآنا لا نقف عليه صاح: يا حار اربع علي ساعةً. فوقفنا له فكلمه بذلك الكلام فرجع مسروراً. فبلغني أن أوساً لما دخل منزله قال لزوجته أدعي لي فلانة " لأكبر بناته " فأتته، فقال: يا بنية، هذا الحارث بن عوف سيدٌ من سادات العرب، قد جاءني طالباً خاطباً، وقد أردت أن أزوجك منه فما تقولين? قالت: لا تفعل. قال: ولم? قالت: لأني امرأة في وجهي ردة ، وفي خلقي بعض العهدة ، ولست بابنة عمه فيرعى رحمي، وليس بجارك في البلد فيستحي منك، ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني فيكون علي في ذلك ما فيه. قال: قومي بارك الله عليك. ادعي لي فلانة " لابنته الوسطى "؛ فدعتها، ثم قال لها مثل قوله لأختها؛ فأجابته بمثل جوابها وقالت: إني خرقاء وليست بيدي صناعة، ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني فيكون علي في ذلك ما تعلم، وليس بابن عمي فيرعى حقي، ولا جارك في بلدك فيستحييك. قال: قومي بارك الله عليك. أدعي لي بهيسة " يعني الصغرى "، فأتي بها فقال لها كما قال لهما. فقالت: أنت وذاك. فقال لها: إني قد عرضت ذلك على أختيك فأبتاه. فقالت - ولم يذكر لها مقالتيهما - لكني والله الجميلة وجهاً، الصناع يداً، الرفيعة خلقاً، الحسيبة أباً، فإن طلقني فلا أخلف الله عليه بخير. فقال: بارك الله عليك. ثم خرج إلينا فقال: قد زوجتك يا حارث بهيسة بنت أوس. قال: قد قبلت. فأمر أمها أن تهيئها وتصلح من شأنها، ثم أمر ببيت فضرب له، وأنزله إياه. فلما هيئت بعث بها إليه. فلما أدخلت إليه لبث هنيهةً ثم خرج إلي. فقلت: أفرغت من شأنك? قال: لا والله. قلت: وكيف ذاك? قال: لما مددت يدي إليها قالت: مه ! أعند أبي وإخوتي !! هذا والله ما لا يكون. قال: فأمر بالرحلة فارتحلنا ورحلنا بها معنا، فسرنا ما شاء الله. ثم قال لي: تقدم فتقدمت، وعدل بها عن الطريق، فلما لبث أن لحق بي. فقلت: أفرغت? قال: لا والله. قلت: ولم? قال: قالت لي: أكما يفعل بالأمة الجليبة أو السبية الأخيذة ! لا والله حتى تنحر الجزر، وتذبح الغنم، وتدعو العرب، وتعمل ما يعمل لمثلي. قلت: والله إني لأرى همةً وعقلاً، وأرجو أن تكون المرأة منجبةً إن شاء الله. فرحلنا حتى جئنا بلادنا، فأحضر الإبل والغنم، ثم دخل عليها وخرج إلي. فقلت: أفرغت? قال: لا. قلت: ولم? قال: دخلت عليها أريدها، وقلت لها قد أحضرنا من المال ما قد ترين، فقالت: والله لقد ذكرت لي من الشرف ما لا أراه فيك. قلت: وكيف? قالت: أتفرغ لنكاح النساء والعرب تقتل بعضها ! " وذلك في أيام حرب عبس وذبيان ". قلت: فيكون ماذا? قالت: اخرج إلى هؤلاء القوم فأصلح بينهم، ثم ارجع إلى أهلك فلن يفوتك. فقلت: والله إني لأرى همةً وعقلاً، ولقد قالت قولاً. قال: فاخرج بنا. فخرجنا حتى أتينا القوم فمشينا فيما بينهم بالصلح، فاصطلحوا على أن يحتسبوا القتلى؛ فيؤخذ الفضل ممن هو عليه، فحملنا عنهم الديات، فكانت ثلاثة الآف بعير في ثلاث سنين، فانصرفنا بأجمل الذكر. قال محمد بن عبد العزيز: فمدحوا بذلك، وقال فيه زهير بن أبي سلمى قصيدته. نظم زهير معلقته في مأثرة صانعي السلام هذين. يبدو أنها نظمت في فترة متأخرة من حياته، إذ أنها تلخص كل حكمة بدو الناضجة، التي ما تزال موجودة في الصحراء حتى يومنا هذا.

اعتمدنا في ذلك على: ابن الخطيب التبريزي، شرح المعلقات العشر المذهبات، تحقيق وتعليق د. عمر فاروق الطباع، بيروت: دار الأرقم، د. ت، ص 118. وأنظر أيضاً ما ترجمه صلاح صلاح في ما يلي: Blunt, Lady Anne (Translated from the original Arabic) & Blunt, Wilfred Scawen (done into English Verse). The seven golden Odes of Pagan Arabia, known also as the Mo-Allakat. London: The Chiswick press, 1903, PP.18-19. Clouston, W A (edited with introduction and notes). Arabian Poetry and English Readers. London: Darf Publishers Limited,1986, PP. xli- xliii.
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732
.

Narcissa
12-07-2008, 20:26
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=121491173
معلقة زهير بن أبي سلمى

أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ
بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ
وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا
مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ
بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً
وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً
فَـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ
أَثَـافِيَ سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَـلِ
وَنُـؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّـمِ
فَلَـمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَـا
أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَـمِ
تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِـنٍ
تَحَمَّلْـنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُـمِ
جَعَلْـنَ القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَـهُ
وَكَـمْ بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْـرِمِ
عَلَـوْنَ بِأَنْمَـاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّـةٍ
وِرَادٍ حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِهَةُ الـدَّمِ
وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَـهُ
عَلَيْهِـنَّ دَلُّ النَّـاعِمِ المُتَنَعِّــمِ
بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسُحْـرَةٍ
فَهُـنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَـمِ
وَفِيْهـِنَّ مَلْهَـىً لِلَّطِيْفِ وَمَنْظَـرٌ
أَنِيْـقٌ لِعَيْـنِ النَّـاظِرِ المُتَوَسِّـمِ
كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ فِي كُلِّ مَنْـزِلٍ
نَـزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّـمِ
فَـلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُـهُ
وَضَعْـنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّـمِ
ظَهَرْنَ مِنْ السُّوْبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَـهُ
عَلَى كُلِّ قَيْنِـيٍّ قَشِيْبٍ وَمُفْـأَمِ
فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ
رِجَـالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُـمِ
يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا
عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ
تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا
تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ
وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً
بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ
فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ
بَعِيـدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ
عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا
وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ
تُعَفِّـى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَـتْ
يُنَجِّمُهَـا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْـرِمِ
يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً
وَلَـمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَـمِ
فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُـمْ
مَغَـانِمُ شَتَّـى مِنْ إِفَـالٍ مُزَنَّـمِ
أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً
وَذُبْيَـانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَـمِ
فَـلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُـمْ
لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ
يُؤَخَّـرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَـرْ
لِيَـوْمِ الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَـمِ
وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ
وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ
مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً
وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ
فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا
وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ
فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ
كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ
فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا
قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ
لَعَمْـرِي لَنِعْمَ الحَـيِّ جَرَّ عَلَيْهِـمُ
بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ
وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّـةٍ
فَـلاَ هُـوَ أَبْـدَاهَا وَلَمْ يَتَقَـدَّمِ
وَقَـالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِـي
عَـدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَـمِ
فَشَـدَّ فَلَمْ يُفْـزِعْ بُيُـوتاً كَثِيـرَةً
لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَـمِ
لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَـذَّفٍ
لَـهُ لِبَـدٌ أَظْفَـارُهُ لَـمْ تُقَلَّــمِ
جَـريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِـهِ
سَرِيْعـاً وَإِلاَّ يُبْدِ بِالظُّلْـمِ يَظْلِـمِ
دَعَـوْا ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا
غِمَـاراً تَفَرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِالـدَّمِ
فَقَضَّـوْا مَنَايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْـدَرُوا
إِلَـى كَلَـأٍ مُسْتَـوْبَلٍ مُتَوَخِّـمِ
لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُـمْ
دَمَ ابْـنِ نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِيْـلِ المُثَلَّـمِ
وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ
وَلاَ وَهَـبٍ مِنْهَـا وَلا ابْنِ المُخَـزَّمِ
فَكُـلاً أَرَاهُمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُونَـهُ
صَحِيْحَـاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْـرِمِ
لِحَـيِّ حَلالٍ يَعْصِمُ النَّاسَ أَمْرَهُـمْ
إِذَا طَـرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي بِمُعْظَـمِ
كِـرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَـهُ
وَلا الجَـارِمُ الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَـمِ
سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ
ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ
وأَعْلـَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ
وَلكِنَّنِـي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ
رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ
تُمِـتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ
وَمَنْ لَمْ يُصَـانِعْ فِي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ
يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِـمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ
يَفِـرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ
وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ
عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ
وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُـهُ
إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَـمِ
وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ
وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ
يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ
وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ
يُطِيـعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ
وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ
يُهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ
وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ
وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ
وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ
وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِـبٍ
زِيَـادَتُهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَلُّـمِ
لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ
فَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ
وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ
وَإِنَّ الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ
سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُداً فَعُدْتُـمُ
وَمَنْ أَكْـثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْـرَمِ


لتحميل معلقة زهير ~..إضغط هنا (http://zinedine07.free.fr/son/zouhair%20ibn%20abi%20salma.mp3)
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 20:31
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911
شرح أبيات معلقة زهير ج 1
البيت الرقم 1
أوفى:
قال الزوزني: وقوله: أمن أم أوفى، يعني أمن منازل الحبيبة المكنّاة بأم أوفى دمنة لا تجيب
دِمنّة:
قال الزوزني: الدمنة: ما اسود من آثار الدار بالبعر والرماد وغيرهما، والجمع الدمن، والدمنة الحقد
تَكَلَّمِ
قال الزوزني: وقوله: لم تكلم، جزم بلم ثم حرك الميم بالكسر لأن الساكن إذا حرك كان الأحرى تحريكه بالكسر ولم يكن بد ههنا من تحريكه ليستقيم الوزن ويثبت السجع ثم أشبعت الكسرة بالإطلاق لأن القصدية مطلقة القوافي.
البيت الرقم 2
قال الزوزني: المراجيع: جمع المرجوع، من قولهم: رجعاً رجعه، أراد الوشم المجدد والمردد
مِعصم :
رقال الزوزني: نواشر المعصم: عروقه، الواحد. ناشر، وقيل ناشرة. والمعصم: موضع السوار من اليد، والجمع المعاصم
البيت الرقم 3
قال الزوزني: قوله: بها العين، أي البقر العين، فحذف الموصوف لدلالة الصفة عليه، والعين: الواسعات العيون، والعين سعة العين.
وَالأَرءاَمُ:
قال الزوزني: الأرآم: جمع رئم وهو الظبي الأبيض خالص البياض
خِلفة :
قال الزوزني: وقوله: خلفة: أي يخلف بعضها بعضاً إذا مضى قطيع منها جاء قطيع آخر، ومنه قوله تعالى (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة) يريد أن كلاً منهما يخلف صاحبه، فإذا ذهب النهار جاء الليل، وإذا ذهب الليل جاء النهار
وَأَطلاؤُهَا:
قال الزوزني: الأطلاء: جمع الطلا وهو ولد الظبية والبقرة الوحشية ويستعار لولد الإنسان ويكون هذا الاسم للولد من حين يولد إلى شهر أو أكثر منه.
مَجثَمِ:
قال الزوزني: الجثوم للناس والطير والوحوش بمنزلة البروك للبعير، والفعل جثم يجثم، والمجثم: موضع الجثوم، والمجثم الجثوم، فالمفعل من باب فعل يفعل، إذا كان مفتوح العين كان مصدراً وإذا كان مكسور العين كان موضعاً، نحو المضرَب بالفتح والمضرِب بالكسر.
البيت الرقم 4
الحجة
قال الزوزني: الحجة: السنة، والجمع الحجج
فَلأِيَاً:
قال الزوزني: اللأي: الجهد والمشقة.
البيت الرقم 5
قال الزوزني: الأثفية: جمعها الأثفي، بتثقيل الياء وتخفيفها، وهي حجارة توضع القدر عليها، ثم إن كان من الحديد سمي منصباً، والجمع المناصب، ولا يسمى أثفية
سُفعَاً:
قال الزوزني: السفع: السود، والأسفع مثل الأسود، والسفاع مثل السواد.
مُعَرَّسِ:
قال الزوزني : المعرس : أصله المنزل ، من التعريس وهو النزول في وقت السحر ، ثم استعير للمكان الذي تنصب فيه القدر
مِرجَلٍ:
قال الزوزني: المرجل: القدر عند ثعلب من أي صنف من الجواهر كانت.
نُؤيَاً:
قال الزوزني: النؤي: نهير يحفر حول البيت ليجري فيه الماء الذي ينصب من بيت عند المطر ولا يدخل البيت، والجمع الآناء
كَجِذمِ:
قال الزوزني: الجذم: الأصل.
الحَوضِ:
قال الزوزني: ويروى: كحوض الجد، والجد: البئر القريبة من الكلأ، وقيل بل هي البئر القديمة.
البيت الرقم 6
قال الزوزني: كانت العرب تقول في تحيتها: أنعم صباحاً أي أنعمت صباحاً، أي طاب عيشك في صباحك، من النعمة وهي طيب العيش، وخصّ الصباح بهذا الدعاء لأن الغارات والكرائه تقع صباحاً، وفيها أربع لغات. أنعمَ صباحاً، بفتح العين، من نعم ينعم مثل علم يعلم. والثانية أنعِم، بكسر العين، من نعم ينعم، مثل حسب يحسب، ولم يأت على فعل يفعل من الصحيح غيرهما، وقد ذكر سيبويه أن بعض العرب أنشده قول امرئ القيس: ألا انعِمْ صباحاً أيها الطلل البالي- وهل ينعمن من كان في العُصُر الخالي. بكسر العين من ينعم. والثالثة عمْ صباحاً وَعَم يعمُ مثل وضَع يضَع والرابع عم صباحاً ومن وعم يعِم مثل وعد يعد
البيت الرقم 7
ظَعائِنٍ:
قال الزوزني: الظعائن: جمع ظعينة، لأنها تظعن مع زوجها، من الظعن وهو الارتحال بالعلياء أي بالأرض العلياء أي المرتفعة

البيت الرقم 8
يَمِينٍ:
قال الزوزني: عن يمين: يريد الظعائن

الحزن:
قال الزوزني: الحزن: ما غلظ من الأرض وكان مستوياً. والحزن ما غلظ من الأرض وكان مرتفعاً.

البيت الرقم 9
عَلَونَ:
قال الزوزني: الباء في قوله علون بأنماط للتعدية ويروى: وعالين أنماطاً، ويروى وأعلين، وهما بمعنى واحد، والمعالاة قد تكون بمعنى الإعلاء، ومن قول الشاعر: عاليتُ أنساعي وجلب الكور- على سَراة رائحٍ ممطرِ
أَنمَاطٍ:
قال الزوزني: أنماط، جمع نمط وهو ما يبسط من صنوف الثياب.
عِتَاقٍ:
قال الزوزني: العتاق: الكرام، الواحد عتيق.
كِلَّةٍ:
قال الزوزني: الكلّة: الستر الرقيق، والجمع الكلل
وِرَادٍ:
قال الزوزني: الوارد: جمع ورد وهو الأحمر والذي يضرب لونه إلى الحمرة
مُشَاكِهَةِ:
قال الزوزني: المشاكهة: المشابهة.
الدَّمِ:
قال الزوزني: ويروى: وراد الحواشي لونها لون عندم. العندم: البقم، والعندم دم الأخوين
البيت الرقم 10
وَرَّكنَ:
قال الزوزني: التوريك: ركوب أوراك الدواب
دَلُّ:
قال الزوزني: الدال والدلال والدالة واحد، وقد دلت المرأة وتدللت
النَّاعِمِ:
قال الزوزني: النعمة: طيب العيش
المُتَنَعِّمِ
قال الزوزني: والتنعم: تكلف النعمة
البيت رقم 11:
بَكَرنَ:
قال الزوزني: بكر وابتكر وبكر وأبكر: سار بكرة.
استَحَرن:
قال الزوزني: استحر: سار سحراً
بِسُحرَةٍ:
قال الزوزني: سحرة: اسم للسحر، لا تصرف سحرة وسحر إذا عينتهما من يومك الذي أنت فيه، وإن عنيت سحراً من الأسحار صرفتهما.
البيت رقم 12:
مَلهَىً:
قال الزوزني: الملهى: اللهو وموضعه
لِلَّطِيفِ:
قال الزوزني: اللطيف: المتأنق الحسن المنظر.
أَنِيقٌ:
قال الزوزني: الأنيق: المعجب فعيل بمعنى المفعل كالحكيم بمعنى المحكم والسميع بمعنى المسمع والأليم بمعنى المؤلم، ومنه قوله عزّ وجل: (عذاب أليم)؛ ومنه قول ابن معد يكرب: أمن ريحانة الداعي السميع- يؤرقني وأصحابي هجوعُ. أي المسمع. والإيناق: الإعجاب.
المُتَوَسِّمِ:
قال الزوزني: التوسم: التفرس، ومنه قوله تعالى: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) وأصله من الوسام والوسامة وهما الحسن، كأن التوسم تتبع محاسن الشيء، وقد يكون من الوسم فيكون تتبع علامات الشيء وسماته
البيت رقم 13:
فُتَاتَ:
قال الزوزني: الفتات: اسم لما انفتّ من الشيء أي تقطع وتفرق، وأصله من الفتّ وهو التقطيع والتفريق، والفعل منه فت يفت، والمبالغة التفتيت، والمطاوع والانفتات والتفتت.
العِهنِ:
قال الزوزني: العهن: الصوف المصبوغ، والجمع العهون.
الفَنَا:
قال الزوزني: الفنا: عنب الثعلب.
يُحَطَّمِ:
قال الزوزني: التحطم: التكسر، والحطم الكسر.
البيت رقم 14:
زُرقَاً:
قال الزوزني: الزرقة: شدة الصفاء، ونصل أزرق وماء أزرق إذا اشتد صفاؤهما، والجمع زرق، ومنه زرقة العين.
جِمَامُهُ:
قال الزوزني: الجمام: جمع جم الماء وجمته وهو ما اجتمع منه في البئر والحوض أو غيرهما.
عِصِيَّ:
قال الزوزني: وضع العصي: كناية عن الإقامة لأن المسافرين إذا أقاموا وضعوا عصيهم.
المُتَخَيِّمِ:
قال الزوزني: التخيم: ابتناء الخيمة.
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
12-07-2008, 20:35
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911
البيت رقم 15:
جَزَعنَهُ:قال الزوزني: الجزع: قطع الوادي، والفعل جزع يجزع، ومنه قول امرئ القيس: وآخر منهم جازع نجد ككب
قَينِيٍّ:
قال الزوزني: أي قاطع القين: كل صانع عند العرب، فالحداد قين، والجزار قين، فالقين هنا الرحال، وجمع القين قيون مثل بيت وبيوت، وأصل القين الإصلاح، والفعل منه قان يقين، ثم وضع المصدر موضع اسم الفاعل وجعل كل صانع قيناً لأنه مصلح؛ ومنه وقل الشاعر: ولي كبدٌ مجروحة قد بدا بها- صدوعُ الهوى لو أن قيناً يقينُها. أي لو أن مصلحاً يصلحها.
قَشِيبٍ
قال الزوزني: القشيب: الجديد
وَمُفأَمِ
قال الزوزني: المفأم: الموسع
البيت رقم 17:
سَحِيلٍ:
قال الزوزني: السحيل: المفتول على قوة واحدة
مُبرَمِ:
قال الزوزني: المبرم: المفتول على قوتين أو أكثر، ثم يستعار السحيل للضعيف والمبرم للقوي.
البيت رقم 18:
تَدَارَكتُما:
قال الزوزني: التدرك: التلافي: أي تداركتما أمرهما
تَفَانَوا:
قال الزوزني: التفاني: التشارك في الفناء
البيت رقم 19:
:منشم
قال الزوزني: منشم قيل فيه: إنه اسم امرأة عطارة اشترى قوم منها جفنة من العطر وتعاقدوا وتحالفوا وجعلوا آية الحلف غمسهم الأيدي في ذلك العطر، فقاتلوا العدد الذي تحالفوا على قتاله فقتلوا عن آخرهم، فتطير العرب بعطر منشم وسار المثل فيه. وقيل: بل كان عطاراً يشتري منه ما يحنط به الموتى فسار المثل بعطره
السِّلمَ
قال الزوزني: السلم: الصلح، يذكر ويؤنث.
البيت رقم 20:
عُقُوقٍ:
قال الزوزني: العقوق: العصيان، ومنه قوله عليه السلام: (لا يدخل الجنة عاقٌ لأبويه)
مَأثَمِ:
قال الزوزني: المأثم: الإثم، يقال: أثم الرجل يأثم إذا أقدم على إثم، وأثمه الله يأثمه إثاماً وإثماً إذا جازاه بإثمه، وأثمه إيثاماً صيره ذا إثم، وتأثم الرجل تأثماً إذا تجنب الإثم، مثل تحرج وتحنث وتحوب إذا تجنب الحرج والحنث والحوب.
البيت الرقم 21
عُليَا:
قال الزوزني: العليا: تأنيث الأعلى، وجمعها العليات والعلى مثل الكبرى في تأنيث الأكبر والكبريات والكبر في جمعها، وكذلك قياس الباب.
هُدِيتُمَا:
قال الزوزني: وقوله: هديتما، دعاء لهما.
يَستَبِح:
قال الزوزني: الاستباحة: وجود الشيء مباحاً، وجعل الشيء مباحاً، والاستباحة الاستئصال.
يُعظِمِ:
قال الزوزني: ويروى: يعظم من الإعظام بمعنى التعظيم، ونصب عظيمين على الحال.
البيت رقم 22:
تُعَفَّى:
قال الزوزني: التعفية: التمحية، من قولهم عفا الشيء يعفو إذا انمحى ودرس، وعفاه غيره يعفيه وعفاه
الكُلُومُ:
قال الزوزني: الكلوم والكلام: جمع كلم وهو الجرح، وقد يكون مصدراً كالجرح.
يُنَجِّمُهَا:
قال الزوزني: ينجمها: أي يعطيها نجوماً.
البيت رقم 24
تِلاَدِكُم:
قال الزوزني: التلاد والتليد: المال القديم الموروث.
مَغَانِمُ:
قال الزوزني: المغانم: جمع المغنم وهو الغنيمة.
شَتَّى:
قال الزوزني: شتى أي متفرقة.
إِفَالٍ:
قال الزوزني: الإفال: جمع أفيل وهو الصغير السن من الإبل.
مُزَنَّمِ:
قال الزوزني: المزنم: المعلم بزنمة.
البيت رقم 28
وَذُقتُمُ:
قال الزوزني: الذوق: التجربة.
المُرَجَّمِ:
قال الزوزني: الحديث المرجم: الذي يرجم فيه بالظنون أي يحكم فيه بظنونها.
البيت رقم 29
ضَرَّيتُمُوهَا:
قال الزوزني: الضرى: شدة الحرب واستعار نارها، وكذلك الضراوة، والفعل ضري يضرى، والإضراء والتضرية الحمل على الضراوة.
فَتَضرَمِ:
قال الزوزني: ضرمت النار تضرم ضرماً واضطرمت وتضرمت: التهبت، وأضرمتها وضرمتها: ألهبتها.";
البيت رقم 30
الرَّحَى:
قال الزوزني: فقال الرّحى: خرقة أو جلدة تبسط تحتها ليقع عليها الطحين
بِثِفَالِهَا:
قال الزوزني: والباء في قوله بثفالها بمعنى مع.
تَلقَح:
قال الزوزني: اللقح واللقاح: حمل الولد، يقال: لقحت الناقة، والإلقاح جعلها كذلك
شَافَاً:
قال الزوزني: الكشاف: أن تلقح النعجة في السنة مرتين.
تُنتَج:
قال الزوزني: أنتجت الناقة إنتاجاً: إذا ولدت عندي، ونتجت الناقة تنتج نتاجاً
فَتُتئِمِ:
قال الزوزني: الآتام: أن تلد الأنثى توأمين، وامرأة متآم إذا كان ذلك دأبها، والتوأم يجمع على التؤام، ومنه قول الشاعر: قالت لنا ودمعها تؤامُ- كالدر إذ أسلمه النظام.
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

مهـــــــاجر
13-07-2008, 02:17
شكرا على هذا الجهد الرائع
يامبدعهـ

Narcissa
13-07-2008, 09:49
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911
البيت رقم 31
أَشأَمَ:قال الزوزني: الشؤم: ضد اليمن، ورجل مشؤوم ورجال مشائيم كما يقال رجل ميمون ورجال ميامين، والأشأم أفعل من الشؤم وهو مبالغة
المشؤوم، وكذلك الأيمن مبالغة الميمون، وجمعه الأشائم.
عَادٍ:
قال الزوزني: وأراد بأحمر عاد أحمر ثمود وهو عاقر الناقة، واسمه قدار بن سالف
البيت رقم 32
فَتُغلِل:
"قال الزوزني: أغلّت الأرض تغل إذا كانت لها غلة، أظهر تضعيف المضاعف في محل الجزم والبناء على الوقف، يتهكم ويهزأ بهم
البيت رقم 33
جَرَّ:
قال الزوزني: جرّ عليهم: جنى عيهم، والجريرة الجناية، والجمع الجرائر
يُوَاتِيهِم:
قال الزوزني: يؤاتيهم: يوافقهم، وهذه المؤاتاة قتل ورد بن حابس العبسي هرم بن ضمضم قبل هذا الصلح، فلما اصطلحت القبيلتان عبس وذبيان
استتر وتوارى حصين بن ضمضم لئلا يطالب بالدخول في الصلح، وكان ينتهز الفرصة حتى ظفر برجل من عبس بواء بأخيه فشد عليه فقتله
فركبت عبس فاستقر الأمر بين القبيلتين على عقل القتيل
البيت رقم 34
كَشحًا:
قال الزوزني: الكشح: منقطع الأضلاع، والجمع كشوح، والكاشح المضمر العداوة في كشحه، وقيل بل هو من قولهم. كشح يكشح كشحاً إذا أدبر
وولى، وإنما سمي العدو كاشحاً لأعراضه عن الود والوفاق، ويقال: طوى كشحه على كذا أي أضمر في صدره.
مُستَكِنَّةٍ:
قال الزوزني: الاستكنان: طلب الكن، والاستكنان: الاستتار، وهو في البيت على المعنى الثاني
أَبدَاهَا:
قال الزوزني: فلا هو أبداها: أي فلم يبدها، ويكون لا مع الفعل الماضي بمنزلة لم مع الفعل المستقبل في المعنى، كقوله تعالى: (فلا صدق ولا
صلى) أي فلم يصدق ولم يصل، وقوله تعالى: (فلا اقتحم العقبة) أي لم يقتحمها، وقال أمية ابن أبي الصلت: إن تغفر اللهم فاغفر جمّا- وأيّ عبد لك
لا ألمّا. أي لم يلم بالذنب. وقال الراجز: وأي أمر سيء لا فعله، أي لم يفعله.
البيت رقم 36
فَشَدَّ:
قال الزوزني: الشدة: الحملة، وقد شد عليه يشد شداً.
يُفزِع:
قال الزوزني: الإفزاع: الإخافة.
قَشعَمِ:
قال الزوزني: أم قشعم: كنية المنية
البيت رقم 37
شَاكِي:
قال الزوزني: شاكي السلاح وشائك السلاح وشاك السلاح: أي تام السلاح، كله من الشوكة وهي العدة والقوة.
مُقَذَّفٍ:
قال الزوزني: مقذف أي يقذف به كثيراً إلى الوقائع، والتقذيف مبالغة القذف
لِبَدٌ:
قال الزوزني: اللبد: جمع لبدة الأسد، وهي ما تلبد من شعره على منكبيه
البيت رقم 38
جَرِيءٍ:
قال الزوزني: الجرأة والجراءة: والشجاعة، والفعل جرؤ يجرؤ وقد جرأته عليه.
يُبدَ:
قال الزوزني: بدأت بالشيء، أبدأ به، مهموز فقلبت الهمزة ألفاً ثم حذفت للجازم.
البيت رقم 39
رَعَوا:
قال الزوزني: الرعي يقتصر على مفعول واحد: رعيت الماشية الكلأ، وقد يتعدى إلى مفعولين نحو: رعيت الماشية الكلأ ورعى الكلأ نفسه.
ظِمأَهُم:
قال الزوزني: الظمء: ما بين الوردين، والجمع الأظماء.
تَفَرَّى:
قال الزوزني: التفرّي: التشقق.
البيت رقم 40
فَقَضَّوا:
قال الزوزني: قضيت الشيء وقضيته: أحكمته وأتممته.
أَصدَرُوا:
قال الزوزني: أصدرت: ضد أوردت.
مُستَوبِلٍ:
قال الزوزني: استوبلت الشيء: وجدته وبيلاً.
مُتَوَخِّمِ:
قال الزوزني: واستوخمته وتوخمته: وجدته وخيماً. والوبيل والوخيم: الذي يستمرأ.
البيت رقم 43
يَعقِلُونَهُ:
قال الزوزني: عقلت القتيل: وديته، وعقلت عن الرجل أعقل عنه أديت عنه الدية التي لزمته، وسميت الدية عقلاً لأنها تعقل الدم عن السفك أي
تحقنه وتحبسه، وقيل بل سميت عقلاً لأن الوادي كان يأتي بالإبل إلى أفنية القتيل فيعقلها هناك بعقلها، فعقل على هذا القول بمعنى المعقول، ثم
سميت الدية عقلاً وإن كانت دنانير ودراهم، والأصل ما ذكرنا.
طَالِعَاتٍ:
قال الزوزني: طلعت الثنية وأطلعتها: علوتها
بِمَخرَمِ:
قال الزوزني: المخرم: منقطع أنف الجبل والطريق فيه، والجمع المخارم.
البيت رقم 44:
حِلالٍ:
قال الزوزني: حلال: جمع حال مثل صاحب وصحاب وصائم وصيام وقائم وقيام.
يَعصُمُ:
قال الزوزني: يعصم: يمنع.
طَرَقَت:
قال الزوزني: للطروق: الإتيان ليلاً، والباء في قوله بمعظم يجوز كونه بمعنى مع وكونه للتعدية.
الببيت رقم 45
الضِّغنِ:
قال الزوزني: الضغن والضغينة واحد: وهو ما استكن في القلب من العداوة، والجمع الأضغان والضغائن.
تَبلَهُ:
قال الزوزني: التبل: الحقد، والجمع التبول.
الجَارِمُ:
قال الزوزني: والجارم: ذو الجرم، كاللابن والتامر بمعنى ذي اللبن وذي التمر
الجَانِي:
قال الزوزني: الجارم والجاني واحد.
بِمُسلَمِ:
قال الزوزني: الإسلام الخذلان.
البيت رقم 46
سَئِمتُ:
قال الزوزني: سئمت الشيء سآمة: مللته.
تَكَالِيفَ:
قال الزوزني: التكاليف: المشاق والشدائد.
لا أَبَا لَكَ:
قال الزوزني: لا أبا لك: كلمة جافية لا يراد بها الجفاء وإنما يراد بها التنبيه والإعلام
البيت رقم 48
خَبطَ:
قال الزوزني: الخبط: الضرب باليد، والفعل خبط يخبط.
عَشوَاءَ:
قال الزوزني: العشواء: تأنيث الأعشى، وجمعها عشو، والياء في عشي منقلبة عن الواو كما كانت في رضي منقلبة عنها، والعشواء: الناقة التي لا
تبصر ليلاً، ويقال في المثل: هو خابط خبط عشواء، أي قد ركب رأسه في الضلالة كالناقة التي تسير ليلاً فتخبط بيديها على عمى فربما تردت في
مهواة وربما وطئت سبعاً أو حية أو غير ذلك.
تُخطِئِ:
قال الزوزني: قوله: ومن تخطئ، أي ومن تخطئه، فحذف المفعول، وحذفه سائغ كثير في الكلام والشعر والتنزيل.
يُعَمَّر:
قال الزوزني: التعمير: تطويل العمر.
البيت رقم 52
يُوفِ:
قال الزوزني: وفيت بالعهد أفي به وفاء وأيفيت به إيفاء، لغتان جيدتان والثانية أجودهما لأنها لغة القرآن، قال الله تعالى: (وأوفوا بعهدي أوف
بعهدكم). ويقال هديته الطريق وهديته إلى الطريق وهديته للطريق.
البيت رقم 53
يَرقَ:
قال الزوزني: رقي في السلم يرقى رقياً: صعد فيه، ورقى المريض يرقيه رقية. ويروى ولو رام أسباب السماء.
البيتر قم 54
الزِّجَاجِ:
قال الزوزني: الزّجاج: جمع زج: وزجّ الرمح الحديد المركب في أسفله، وإذا قيل زج الرمح، عني بها ذلك الحديد والسنان.
العَوَالِي:
قال الزوزني: عالية الرمح ضد سافلته، والجمع العوالي، إذا التقت فئتان من العرب سادت كل واحدة منهما زجاج الرماح نحو صاحبتها وسعى
الساعون في الصلح، فإن أبتا إلا التمادي في القتال قلبت كل واحدة منهما الرماح واقتتلتا بالأسنة."
لَهذَمِ:
قال الزوزني: اللهذم: السنان الطويل.
البيت رقم 56
يَذُد:
قال الزوزني: الذود: الكف والرداع.
البيت رقم 59
وَكَائِن:
قال الزوزني: في كائن ثلاث لغات. كأين وكائن وكئن، مثل كعين وكاعن وكع.
صَامِتٍ:
قال الزوزني: الصمت والصمات والصموت واحد، والفعل صمت يصمت.
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
13-07-2008, 09:59
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911
عنترة بن شداد


نحو (... - 22 ق. هـ = ... - 601 م)

هو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن مخزوم بن ربيعة، وقيل بن عمرو بن شداد، وقيل بن قراد العبسي، على اختلاف بين الرواة. أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الولى. من أهل نجد. لقب، كما يقول التبريزي، بعنترة الفلْحاء، لتشقّق شفتيه. كانت أمه أَمَةً حبشية تدعى زبيبة سرى إليه السواد منها. وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة. كان مغرماً بابنة عمه عبلة فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها. قيل أنه اجتمع في شبابه بامرئ القيس، وقيل أنه عاش طويلاً إلى أن قتله الأسد الرهيفي أو جبار بن عمرو الطائي.
قيل إن أباه شدّاد نفاه مرّة ثم اعترف به فألحق بنسبه. قال أبو الفرج: كانت العرب تفعل ذلك، تستبعد بني الإماء، فإن أنجب اعترفت به وإلا بقي عبداً. أما كيف ادّعاه أبوه وألحقه بنسبه، فقد ذكره ابن الكلبي فقال: وكان سبب ادّعاء أبي عنترة إياه أنّ بعض أحياء العرب أغاروا على بني عبس فأصابوا منهم واستاقوا إبلاً، فتبعهم العبسيّون فلحقوهم فقاتلوهم عمّا معهم وعنترة يومئذ بينهم. فقال له أبوه: كرّ يا عنترة. فقال عنترة: العبد لا يحسن الكرّ، إنما يحسن الحلابَ والصرّ. فقال: كرّ وأنت حرّ فكرّ عنترة وهو يقول:
أنا الهجينُ عنتَرَه- كلُّ امرئ يحمي حِرَهْ
أسودَه وأحمرَهْ- والشّعَراتِ المشعَرَهْ
الواردات مشفَرَه
ففي ذلك اليوم أبلى عنترة بلاءً حسناً فادّعاه أبوه بعد ذلك والحق به نسبه. وروى غير ابن الكلبي سبباً آخر يقول: إن العبسيين أغاروا على طيء فأصابوا نَعَماً، فلما أرادوا القسمة قالوا لعنترة: لا نقسم لك نصيباً مثل أنصبائنا لأنك عبد. فلما طال الخطب بينهم كرّت عليهم طيء فاعتزلهم عنترة وقال: دونكم القوم، فإنكم عددهم. واستنقذت طيء الإبل فقال له أبوه: كرّ يا عنترة. فقال: أو يحسن العبدُ الكرّ فقال له أبوه: العبد غيرك، فاعترف به، فكرّ واستنقذ النعم.
وهكذا استحق عنترة حرّيته بفروسيته وشجاعته وقوة ساعده، حتى غدا باعتراف المؤرخين حامي لواء بني عبس، على نحو ما ذكر أبو عمرو الشيباني حين قال: غَزَت بنو عبس بني تميم وعليهم قيس بن زيهر، فانهزمت بنو عبس وطلبتهم بنو تميم فوقف لهم عنترة ولحقتهم كبكبة من الخيل فحامى عنترة عن الناس فلم يُصَب مدبرٌ. وكان قيس بن زهير سيّدهم، فساءه ما صنع عنترة يومئذ، فقال حين رجع: والله ما حمى الناس إلا ابن السّوداء. فعرّض به عنترة، مفتخراً بشجاعته ومروءته:
إنيّ امرؤٌ من خيرِ عَبْسِ منصِباً- شطْرِي وأَحمي سائري بالمُنْصُلِ
وإذا الكتيبة أحجمت وتلاحظتْ- ألفيت خيراً من مُعٍِّم مُخْوَلِ
والخيلُ تعلمُ والفوارسُ أنّني- فرّقتُ جمعَهُم بضربةِ فيصلِ
إن يُلْحَقوا أكرُرْ وإن يُسْتَلْحموا- أشدُد وإن يُلْفوا بضنْكٍ أنزلِ
حين النزولُ يكون غايةَ مثلنا- ويفرّ كل مضلّل مُسْتوْهِلِ
وعنترة- كما جاء في الأغاني- أحد أغربة العرب، وهم ثلاثة: عنترة وأمه زبيبة، وخُفاف بن عُميْر الشّريدي وأمّه نُدْبة، والسّليك بن عمير السّعْدي وأمه السليكة.
ومن أخبار عنترة التي تناولت شجاعته ما جاء على لسان النضر بن عمرو عن الهيثم بن عدي، وهو قوله: "قيل لعنترة: أنت أشجعُ العرب وأشدّه قال: لا. قيل: فبماذا شاع لك في هذا الناس قال: كنت أقدمُ إذا رأيت الإقدام عزْماً، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزماً ولا أدخل إلا موضعاً أرى لي منه مخرجاً، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطيرُ لها قلب الشجاع فأثنّي عليه فأقتله".
وعن عمر بن الخطاب أنه قال للحطيئة: كيف كنتم في حربكم قال: كنا ألف فارس حازم. وقال: وكيف يكون ذلك قال: كان قيس بن زهير فينا وكان حازماً فكنّا لا نعصيه. وكان فارسنا عنترة فكنا نحمل إذا حمل ونحجم إذا أحجم. وكان فينا الربيع بن زياد وكان ذا رأي فكنا نستشيره ولا نخالفه. وكان فينا عروة بن الورد، فكنا نأتمّ بشعره. فكنا كما وصفت لك. قال عمر: صدقت.
وتعدّدت الروايات في وصف نهايته، فمنها: أنّ عنترة ظل ذاك الفارس المقدام، حتى بعد كبر سنه وروي أنّه أغار على بني نبهان من طيء، وساق لهم طريدة وهو شيخ كبير فرماه- كما قيل عن ابن الأعرابي- زر بن جابر النبهاني قائلاً: خذها وأنا ابن سلمى فقطع مطاه، فتحامل بالرمية حتى أتى أهله ، فقال وهو ينزف: وإن ابنَ سلمى عنده فاعلموا دمي- وهيهات لا يُرجى ابن سلمى ولا دمي
رماني ولم يدهش بأزرق لهذَمٍ- عشيّة حلّوا بين نعْقٍ ومخرَم
وخالف ابن الكلبي فقال: وكان الذي قتله يلقب بالأسد الرهيص. وفي رأي أبي عمرو الشيباني أنّ عنترة غزا طيئاً مع قومه، فانهزمت عبس، فخرّ عن فرسه ولم يقدر من الكبر أن يعود فيركب، فدخل دغلا وأبصره ربيئة طيء، فنزل إليه، وهاب أن يأخذه أسيراً فرماه فقتله. أما عبيدة فقد ذهب إلى أن عنترة كان قد أسنّ واحتاج وعجز بكبر سنّه عن الغارات، وكان له عند رجل من غطفان بكر فخرج يتقاضاه إيّاه فهاجت عليه ريح من صيف- وهو بين ماء لبني عبس بعالية نجد يقال له شرج وموضع آخر لهم يقال لها ناظرة- فأصابته فقتلته.
وأيّاً كانت الرواية الصحيحة بين هذه الروايات، فهي جميعاً تجمع على أن عنترة مات وقد تقدّم في السنّ وكبر وأصابه من الكبر ضعف وعجز فسهل على عدوّه مقتله أو نالت منه ريح هوجاء، أوقعته فاردته. وعنترة الفارس كان يدرك مثل هذه النهاية، أليس هو القائل "ليس الكريم على القنا بمحرّم". لكن يجدر القول بأنه حافظ على حسن الأحدوثة فظلّ فارساً مهيباً متخلّقاً بروح الفروسية، وموضع تقدير الفرسان أمثاله حتى قال عمرو بن معدي كرب: ما أبالي من لقيتُ من فرسان العرب ما لم يلقَني حرّاها وهجيناها. وهو يعني بالحرّين: عامر بن الطفيل، وعتيبة بن الحارث، وبالعبدين عنترة والسليك بن السلكة.
مات عنترة كما ترجّح الآراء وهو في الثمانين من عمره، في حدود السنة 615م. وذهب فريق إلى أنه عمّر حتى التسعين وأن وفاته كانت في حدود السنة 625م. أما ميلاده، بالاستناد إلى أخباره، واشتراكه في حرب داحس والغبراء فقد حدّد في سنة 525م. يعزّز هذه الأرقام تواتر الأخبار المتعلّقة بمعاصرته لكل من عمرو بن معدي كرب والحطيئة وكلاهما أدرك الإسلام.
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
13-07-2008, 10:10
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911
ماذا قال المستشرقون عن عنترة:

اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، وفي هذا السياق ننقل لكم ما ورد عن عنترة في عملين رائدين قام بترجمتهما صلاح صلاح: أحدهما من تأليف ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت، والآخر من تحرير دبليو إى كلوستون:

ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت:

قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن عنترة في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: من بين كل شعراء ما قبل الإسلام، كان عنترة، أو عنتر كما هو أكثر شيوعاً، أكثرهم شهرة، ليس لشعره بل لكونه محارباً وبطل قصة رومانسية من العصور الوسطى تحمل اسمه. وكان بالفعل فارساً جوالاً تقليدياً من عصر الفروسية، ومثل شارلمان والملك آرثر، صاحب شخصية أسطورية يصعب فصلها عن شخصيته في التاريخ.
نسب إليه المطلعون في شؤون الشرق ما يلي:
كان عنترة من قبيلة عبس، ابن شيخها شداد وأمه جارية حبشية أورثته بشرتها والطعن في شرعيته، عادة ما زالت سارية في الجزيرة عند البدو، كما أن قوانين الإسلام عجزت عن التخلص منها. لذا أحتقر وأرسل في صباه ليرعى إبل والده مع بقية العبيد. مع ذلك أحب ابنة عمه النبيلة عبلة، ووفقاً للعادة العربية تكون الأفضلية في زواجها لابن عمها، فطلب يدها، لكنه رفض ولم يتغلب على تعصبهم إلا لحاجة القبيلة الملحة لمساعدته في حربها الطويلة مع قبيلة ذبيان. عندما هددت مضارب القبيلة بالسلب، طلب شداد من عنترة الدفاع عنها، لكن عنترة الذي يمكنه وحده حماية القبيلة من الدمار والنساء من السبي لشجاعته، قال إن مكافأته الاعتراف به كابن وهكذا تم الاعتراف به وأخذ حقوقه كاملة رغم رفضها مراراً في السابق.
باستثناء حبه لعبلة وأشعاره لها، كانت حياته سلسلة متواصلة من الغزوات والمعارك والأخذ بالثأر ، ولم يكن هناك سلام مع العدو طالما هو على قيد الحياة. مات أخيراً قتيلاً في معركة مع قبيلة طيء قرابة العام 615. بعد تدخل الحارث تم إحلال السلام.
كتبت قصة حب عنترة في القرن الثاني الهجري، وهي تحمل ملامح شخصية قبل الإسلام المنحولة مع الجن والكائنات فوق الطبيعية التي تتدخل دوماً في شؤون البطل، إلا أنها مثيرة للاهتمام كسجل للعصر المبكر الذي كتبت فيه، وإن لم يكن قبل الإسلام، وما تزال أهم القصص الشرقية الأصيلة التي قامت عليها قصص المسيحيين الرومانسية في العصور الوسطى. منع طولها من ترجمتها كاملة إلى الإنجليزية، لكن السيد تريك هاملتون نشر مختارات كافية لأحداثها الرئيسة تعود إلى العام 1819، وذكر في استهلاله لها " الآن ولأول مرة تقدم جزئياً إلى الجمهور الأوروبي ." اشتهرت في الشرق بفضل رواية المواضيع المحببة فيها في أسواق القاهرة ودمشق، لكنها غير مفضلة لدى الدارسين الذين لم يتسامحوا مع البذاءة التي تسربت للنص. مع ذلك، تحتوي على شعر جيد إذا أحسن ترجمته إلى الإنجليزية. قدمها هاملتون كاملة بشكل نثري، نثر على الطريقة اللاتينية التقليدية، الشائع في إنجلترا آنذاك.

دبليو إي كلوستون:

قال كلوستون عن عنترة، في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر العربي: ولد عنترة بن شداد، الشاعر والمحارب المعروف، من قبيلة بني عبس في بداية القرن السادس. كانت أمه جارية أثيوبية أسرت في غزوة، فلم يعترف به والده لسنوات طوال حتى أثبت بشجاعته أنه يستحق هذا الشرف. يوصف عنترة بأنه أسود البشرة وشفته السفلى مشقوقة.
وعد والد عنترة ابنه بعد أن هوجمت مضارب القبيلة فجأة وسلبت أن يحرره إذا أنقذ النساء الأسيرات، مهمة قام بها البطل وحده بعد قتله عدداً كبيراً من الأعداء. أعترف بعنترة إثر ذلك في القبيلة وإن لم تتردد النفوس الحسودة عن السخرية من أصل أمه.
حفظت أعمال عنترة البطولية وشعره شفوياً، وأثمرت قصة فروسية رومانسية تدور حول حياته ومغامراته، تتسم بالغلو في الأسلوب (الذي تاريخياً ليس له أساس من الصحة). يقول فون هامر " قد يعتبر العمل كله رواية أمينة للمبادىء القبلية العربية، خاصة قبيلة بني عبس، التي ينتمي إليها عنترة في عهد نيشوفان، ملك بلاد فارس.
يعيد موت عنترة - كما يرويه المؤلفون - صدى التقاليد التي يصعب أن تدهش، لكنها ربما ليست أقل انسجاماً مع قوانين الإنصاف الشعري كما وردت في القصة الرومانسية. يقال أثناء عودته مع قطيع من الإبل غنمه من قبيلة طيء، أن طعنه أحد أفرادها بحربة بعد أن تبعه خفية حتى واتته الفرصة للأخذ بثأره. كان جرحه قاتلاً ورغم أنه كان طاعن السن إلا أنه ملك قوة كافية ليعود إلى قبيلته حيث مات ساعة وصوله.
أعجب الرسول بالقصص التي تروى عن شجاعته وشعره وقال " لم أسمع وصف عربي أحببت أن أقابله أكثر من عنترة."


http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
13-07-2008, 10:22
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911
موضوع معلقة عنترة

أرجع التبريزي سبب نظم المعلقة كما تذكر المصادر القديمة إلى الظروف التي أعقبت حرية عنترة واعتراف أبيه به. قيل إن واحداً من بني عبس شتمه وعيّره بأمّه وسخر منه لسواد لونه فانبرى عنترة يفتخر ببسالته ويصف فروسيته متحدّياً خصمه الذي قال له: أنا أعظم شاعرية منك. فإذا صحت هذه الرواية تكون معلقة عنترة أولى قصائده الطوال وأجودها لأنه لا يذكر له قبلها إلا الأبيات المتفرقة والمقاطع القصيرة.

وتكاد معلقة عنترة تكون محدّدة الأغراض، فهو يستهل كسائر أي الجاهليين، بذكر الأطلال ووصف الفراق، ثم ينتقل على ذكر عبلة حبيبته ووصفها، ويعود إلى ذكر عبلة ومخاطبتها، مفتخراً بمناقبه الأخلاقية وفروسيته، ويخلص عنترة إلى وصف الخمرة والاعتداد بكرمه، وينتهي بوصف قوّته ونيله من أعدائه وتفوقه في الحرب والقتال.
وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات محاولين التعرف على الظروف الاجتماعية المحيطة بهم، والأسباب التي دفعتهم لنظمهم هذه المعلقات وعن أي موضوع تتحدث.
ماذا قال المستشرقون عن معلقة عنترة:

اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات محاولين التعرف على الظروف الاجتماعية المحيطة بهم، والأسباب التي دفعتهم لنظمهم هذه المعلقات وعن أي موضوع تتحدث، وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف عليها وسبر غور معانيها، وفي هذا السياق ننقل لكم ما ورد عن معلقة عنترة في عملين رائدين قام بترجمتهما صلاح صلاح: أحدهما من تأليف ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت، والآخر من تحرير دبليو إى كلوستون:

ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت:

قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن معلقة عنترة في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: تتحلى معلقة عنترة بأفضل سمات شعر ما قبل الإسلام، وتتضمن حرارة وطاقة تتعاقب ولمسات رقيقة، ربما تفوق سابقاتها. من الواضح أنها نظمت في وقت بعد بداية حبه لعبلة عندما فصله عنها الشجار الطويل بين الأقرباء. يضمن عنترة معلقته حبه المبكر وكيف صد: يا شاة ما قنص لمن حلت له- حرمت علي وليتها لم تحرم. ثمة وصف في المعلقة أيضاً لحصانه يروق لذوقنا العصري المحب للحيوانات ربما أكثر مما وجد في الشعر القديم، حيث هذا النوع من المحبة لم يفهم إلا بشكل ضئيل. كما أنها متحررة من وصمة السياسة أكثر من أي من المعلقات باستثناء معلقة امرؤ القيس. لم يكن عنترة من المترددين على بلاط الحيرة أو الغساسنة، وكل حبه وكرهه تعلقا بالصحراء.

دبليو إى كلوستون:

قال كلوستون عن معلقة عنترة في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر العربي: معلقة عنترة خليط لا فت للنظر من التعبير الرعوي اللطيف ولحظات القتل والثأر الشرسة. في الأبيات (14-19) يقارن الشاعر فاه حبيبته بروضة عطرة: أو روضة أنفاً تضمن بنتها- غيث قليل الدمن ليس بمعلم. تجعل هذه القصيدة ربما أفضل من أي شيء آخر في المعلقات الأخرى. نتزود بلمحات مثيرة للاهتمام عن حياة العرب في هذه الفسيفساء من الأريج الشعري: هدم مضارب العائلة في الصحراء ليلاً- الإبل محملة وملجمة تأكل الحبوب، نعام صغير يحوم حول طائر- ذكر مثل قطيع إبل سوداء يمنية تجتمع عند نداء حاذيها: الشاعر البطل يحتسي النبيذ العتيق الذي اشتراه بقطع نقدية لامعة- وبين فينة وأخرى يملأ كأس الكريستال من الجرة جيدة الإقفال: مقابلة مسروقة مع فتاة جميلة من قبيلة معادية: معارك شرسة طويلة مع أشهر المحاربين.

أنظر في ذلك: ابن الخطيب التبريزي، شرح المعلقات العشر المذهبات، تحقيق وتعليق د. عمر فاروق الطباع، بيروت: دار الأرقم، د. ت، ص190-191. وانظر أيضاً ما ترجمه صلاح صلاح في: Blunt, Lady Anne (Translated from the original Arabic) & Blunt, Wilfred Scawen (done into English Verse). The seven golden Odes of Pagan Arabia, known also as the Mo-Allakat. London: The Chiswick press, 1903, PP. 31-32.Clouston, W A (edited with introduction and notes). Arabian Poetry and English Readers. London: Darf Publishers Limited, 1986, PP.xlvi- xlviii.

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
13-07-2008, 10:27
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911
معلقة عنترة بن شداد

هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ
أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ
يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي
وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي
فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا
فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ
وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا
بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ
حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ
أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ
حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ
عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ
عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا
زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ
ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ
مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ
كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا
بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ
إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا
زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ
مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا
وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ
فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً
سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ
إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ
عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ
وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ
سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ
أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا
غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ
جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ
فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ
سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ
يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ
وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ
غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ
هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ
قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ
تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ
وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ
وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى
نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ
هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا شَدَنِيَّـةَ
لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ
خَطَّـارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَـةٌ
تَطِـسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ
وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَامَ عَشِيَّـةً
بِقَـريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّـمِ
تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ
حِـزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ
يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكأَنَّـهُ
حَـرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ
صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ
كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ
شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ
زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَـمِ
وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـ
وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ
هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لـهُ
غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ
بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما
بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً
حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُـمِ
يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ
زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ
إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِـي
طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِـمِ
أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي
سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ
وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ
مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ
ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا
رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ
بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ
قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ
فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ
مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ
وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً
وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي
وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً
تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ
سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَـةٍ
ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ
هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ
إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي
إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ
نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ
طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً
يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ
يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي
أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ
ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ
لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ
جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ
بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ
فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ
ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ
فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ
يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ
ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا
بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ
رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا
هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ
لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ
أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ
عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا
خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ
فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ
بِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْـذَمِ
بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ
يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ
ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ
حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْـرُمِ
فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي
فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي
قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً
والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي
وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ
رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ
نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي
والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ
ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى
إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ
في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي
غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ
إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ
عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي
لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ
يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ
يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا
أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ
مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ
ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ
فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ
وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ
لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى
وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي
ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا
قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ
والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً
مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ
ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي
لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ
ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ
للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ
الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا
والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي
إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا
جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ

لتحميل معلقة عنترة ~..إضغط هنا (http://zinedine07.free.fr/son/Antara.mp3)
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
13-07-2008, 16:22
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911
البيت رقم 1:
المتردم
قال الزوزني: المتردم: الموضع الذي يسترقع ويستصلح لما اعتراه من الوهن والوهي، والتردم أيضاً مثل الترنم وهو ترجيع الصوت مع تحزين
البيت رقم2
عَبلَةَ
قال الزوزني: عبلة: اسم عشيقته، وقد سبق القول في قوله: عمي صباحاً
البيت رقم 3:
فَدَنٌ
قال الزوزني: الفدن: القصر، والجمع الأفدان.
المُتَلَوِّمِ
قال الزوزني: المتلوم: المتمكث
البيت رقم 5:
اَقْفَرَ
قال الزوزني: الإقواء والإقفار: الخلاء، جمع بينهما لضرب من التأكيد كما قال طرفة: متى أدن
منه ينأ عني ويبعد. جمع بين النأي والبعد لضرب من التأكيد
الهَيْثَمِ
قال الزوزني: أم الهيثم: كنية عبلة.
البيت رقم 6:
الزَّائِرينَ
قال الزوزني: الزائرون: الأعداء، جعلهم يزأرون زئير السد، شبه توعدهم وتهددهم بزئير الأسد
البيت رقم 7:
عُلِّقْتُها
قال الزوزني: التعليق هنا: التفعيل من العَلَق والعَلاقة وهما العشق والهوى،
يقال: علق فلان بفلانة، إذا كلف بها، علقاً وعلاقة
عَرَضاً
قال الزوزني: قوله: عرضاً، أي فجأة من غير قصد له.
زَعماً
قال الزوزني: الزعم: الطمع
لَعَمرُ
قال الزوزني: العَمْر والعُمْر، بفتح العين وضمها: الحياة والبقاء، ولا يستعمل في القسم إلا بفتح العين
بِمَزْعَمِ
قال الزوزني: والمزعم: المطمع
البيت رقم 10:
أَزمَعتِ
قال الزوزني: الإزماع: توطين النفس على الشيء
رِكابُكُمْ
قال الزوزني: الركاب: الإبل، لا واحد لها من لفظها، وقال الفراء: واحدها ركوب مثل قلوص وقلاص
البيت رقم 11
رَاعَني
قال الزوزني: راعه روعاً: أفزعه
إِلاَّ حَمولَةُ
قال الزوزني: الحمولة: الإبل التي تطيق أن يحمل عليها
وَسْطَ
قال الزوزني: وسط بتسكين السين، لا يكون إلا طرفاً، والوسط، بفتح السين، اسم لما بين طرفي الشيء
تَسَفُّ
قال الزوزني: السف والاستفاف معروفان
الخِمْخِمِ
قال الزوزني: الخمخم: نبت تعلفه الإبل
البيت رقم12
حَلوبَةً
قال الزوزني: الحلوبة: جمع الحلوب عند البصريين، وكذلك قتوبة وقتوب
وركوبة وركوب، وقال غيرهم: هي بمعنى محلوب،
وفعول إذا كان بمعنى المفعول جاز أن تلحقه تاء التأنيث عندهم.
كَخافِيَةِ
قال الزوزني: الخوافي من الجناح: أربع من ريشها، والجناح عند أكثر الأئمة:
ستة عشرة ريشة، أربع قوادم وأربع خواف وأربع مناكب
وأربع أباهر، وقال بعضهم: بل هي عشرون ريشة وأربع منها كلى
الأَسْحَمِ
قال الزوزني: الأسحم: الأسود
البيت رقم 13
تَستَبيكَ
قال الزوزني: الاستباء والسبي واحد
غُروبٍ
قال الزوزني: غرب كل شيء: حده، والجمع غروب.
وَاضِحٍ
قال الزوزني: الوضوح: البياض.
مُقَبَّلُهُ
قال الزوزني: المقبل: موضع التقبيل
المَطْعَمِ
قال الزوزني: المطعم: الطعم.
البيت رقم 14
فَارَةَ
قال الزوزني: سميت فارة المسك فارة لأن الروائح الطيبة تفور منها، والأصل فائرة فخففت فقيل فارة،
كما يقال: رجل خائل مال وخال مال، إذا كان حسن القيام عليه.
تَاجِرٍ
قال الزوزني: أراد بالتاجر: العطار.
بِقَسيمَةٍ
قال الزوزني: القسامة: الحسن والصباحة، والفعل قسم يقسم، والنعت قسيم، والتقسيم التحسين،
ومنه قول العجاج: ورب هذا الأثر
المقسم. أي المحسن، يعني مقام إبراهيم، عليه السلام
البيت رقم 15
أُنُفا
قال الزوزني: روضة أُنف: لم ترع بعد، وكأس أُنف استؤنف الشرب بها،
وأمر أنف مستأنف، وأصله كله من الاستئناف والائتناف وهما بمعنى
الدَّمنِ
قال الزوزني: الدمَن والدمْن: جمع دمنة وهي السرجين
البيت رقم 16:
بِكرٍ
قال الزوزني: البكر من الحساب: السابق مطره، والجمع الأبكار.
حُرَّة
قال الزوزني: الحرة: الخالصة من البرد والريح.
والحر من كل شيء: خالصه وجيده، ومنه طين حر لم يخالطه رمل،
ومنه أحرار البقول وهي التي تؤكل منها، وحر المملوك خلص من الرق،
وأرض حرة لا خراج عليها، وثوب حر لا عيب فيه
قَرَارَةٍ
قال الزوزني: القرارة: الحفرة.
البيت رقم 18:
التصرم
قال الزوزني: التصرم: الانقطاع.
بِبَارِحٍ
قال الزوزني: البراح: الزوال، والفعل برح يبرح.
غَرِدا
قال الزوزني: التغريد: التصويت، والفعل غرد، والنعت غرد.
المُتَرَنِّمًِ
قال الزوزني: الترنم: ترديد الصوت بضرب من التلحين
البيت رقم 19
هَزِجـاً
قال الزوزني: هزجاً: مصوتاً.
المُكِبِّ
قال الزوزني: المكب: المقبل على الشيء.
الأَجْذَمِ
قال الزوزني: الأجذم: الناقص اليد.
سَرَاةِ
قال الزوزني: السراة: أعلى الظهر
البيت رقم 21
وَحَشِيَّتي
قال الزوزني: الحشية من الثياب: ما حشي بقطن أو صوف أو غيرهما، والجمع الحشايا.
عَبْلِِ
قال الزوزني: العبل: الغليظ، والفعل عبل عبالة.
الشَّوَى
قال الزوزني: الشوى: الأطراف والقوائم.
نَهْدٍ
قال الزوزني: النهد: الضخم المشرف.
مَرَاكِلُهُ
قال الزوزني: المراكل: جمع المركل وهو موضع الركل، والركل : الضرب بالرجل، والفعل ركل يركل
نَبِيلِ
قال الزوزني: النبيل: السمين، ويستعار للخير والشر لأنهما يزيدان على غيرهما زيادة السمين على الأعجف
المَحْزِمِ
قال الزوزني: المحزم: موضع الحزام من جسم الدابة
البيت رقم 22
شَدَنِيَّةٌ
قال الزوزني: شدن: أرض أو قبيلة تنسب الإبل إليها. أراد بالشراب اللبن.
مُصَرَّمِ
قال الزوزني: التصريم: القطع.
البيت رقم 23
خَطَّارَةٌ
قال الزوزني: خطر البعير بذنبه يخطر خطراً وخطراناً إذا شال به
زَيَّافَةٌ
قال الزوزني: الزيف: التبختر، والفعل زاف يزيف.
تَطِسُ
قال الزوزني: الوطس والوثم: الكسر.
البيت رقم 24
مُصَلَّمِ
قال الزوزني: المصلم: من أوصاف الظليم لأنه لا أذن له، والصلم الاستئصال، كأن أذنه استؤصلت
البيت رقم 25
قُلُصُ
يقال: أوى يأوي أوياً، أي انضم، ويوصل بإلى يقال: أويت إليه، وإنما وصلها باللام لأنه أراد: تأوي إليه قلص له
حِزَقٌ
قال الزوزني: الحزق: الجماعات، والوحدة حزقة وكذلك الحزيقة، والجمع حزيق وحزائق.
طِمْطِمِ
قال الزوزني: الطمطم: الذي لا يفصح، أي العيُّ الذي لا يفصح. وأراد بالأعجم الحبشي.
البيت رقم 26
قُلَّةَ
قال الزوزني: قلة الرأس: أعلاه.
حِدجٌ
قال الزوزني: الحدج: مركب من مراكب النساء.
نَعشٍ
قال الزوزني: النعش: الشيء المرفوع، والنعش بمعنى المنعوش
مُخَيَّمِ
قال الزوزني: المخيم: المجعول خيمة.
البيت رقم 27
صَعْلٍ
قال الزوزني: الصعل والأصعل: الصغير الرأس
يعُودُ
قال الزوزني: يعود: يتعهد
البيت رقم 28
زَوْراءَ
قال الزوزني: الزور: الميل، والفعل زور يزور، والنعت أزور، والأنثى زوراء، والجمع زور.
البيت رقم 29
دَفِّها
قال الزوزني: يعود: يتعهد.
وَحْشِيِّ
قال الزوزني: الجانب الوحشي: اليمين، وسمي وحشياً لأنه لا يركب من ذلك الجانب ولا ينزل
هَزِجِ
قال الزوزني: الهزج: الصوت، والفعل هزج يهزج، والنعت هزجٌ
العَشِيِّ
قال الزوزني: قوله:
من هزج العشي، أي من خوف هزج العشي، فحذف المضاف، والباء في قوله بجانب دفها للتعدية
مُؤَوَّمِ
قال الزوزني: المؤوَّم: القبيح الرأس العظيمه
البيت رقم 30
هِرٍّ
قال الزوزني: هِرّ: بدل من هزج العشي.
جَنيبٍّ
قال الزوزني: جنيب أي مجنوب إليها أي مقود.
اتَّقاهَا
قال الزوزني: اتقاها أي استقبلها
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
14-07-2008, 10:31
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911
البيت رقم
32
أَجَشَّ
قال الزوزني: أجش: له صوت
مُهَضَّمِ
قال الزوزني: مهضّم أي مُكسر
البيت 33
رُبًّاا
قال الزوزني: الربّ: الطلاء
كُحَيْلا
قال الزوزني: الكحيل: القطران
مُعقَدا
قال الزوزني: عقد الدواء: أغليته حتى خثر
حَشَّ
قال الزوزني: حشَّ النار يحشها حشاً: أوقدها
الوَقُودُ
قال الزوزني: الوقود: الحطب، والوقود، بضم الواو: الإيقاد
البيت رقم 34
يَنْبَاعُ
قال الزوزني: أراد ينبع فأشبع الفتحة لإقامة الوزن فتولدت من إشباعها ألف
ذِفْرَى
قال الزوزني: الذفرى: ما خلف الأذن
جَسرَةٍ
قال الزوزني: الجسرة: الناقة الموثقة الخلق
زَيَّافَةٍ
قال الزوزني: الزيف: التبختر، والفعل زاف يزيف
الفَنيقِ
قال الزوزني: الفنيق: الفحل من الإبل
البيت رقم 35
تُغْدِفي
قال الزوزني: الإغداف: الإرخاء
طَبٌّ
قال الزوزني: طبٌّ: حاذ عالم
المُسْتَلْئِمِ
قال الزوزني: استلأم: لبس اللأمة
البيت رقم 36
مُخَالَقَتي
قال الزوزني: المخالقة: مفاعلة من الخلق
البيت رقم 37
بَاسِلٌ
قال الزوزني: باسل: كريه، ورجل باسل شجاع، والبسالة الشجاعة
البيت رقم 38
المُدَامَة
قال الزوزني: المدام والمدامة: الخمر، سميت بها لأنها أديمت في دِنّها
رَكَدَ
قال الزوزني: ركد: سكن
الهَواجرُ
قال الزوزني: الهواجر: جمع الهاجرة وهي أشد الأوقات حراً
بِالمَشوفِِ
قال الزوزني: المشوف: المجلوّ.
قوله: بالمشوف، أي بالدينار المشوف، فحذف الموصوف، ومنهم من جعله من صفة القدح وقال: أراد بالقدح المشوف.
البيت رقم 39
أَسِرَّةٍ
قال الزوزني: الأسرّة: جمع السر والسرر،
وهما الخط من خطوط اليد والجبهة وغيرهما، وتجمع أيضاً على الأسرار ثم تجمع الأسرار على أسارير
بِأَزْهَرَ
قال الزوزني: بأزهر أي بإبريق أزهر
مفدّم
قال الزوزني: مفدّم: مسدود الرأس بالفِدام
لبيت رقم 42
وَحَلِيلِ
قال الزوزني: الحليل، بالمهملة:
الزوج، والحليلة الزوجة. وقيل في اشتقاقهما إنهما من الحلول فسميا بهما لأنهما يحلان منزلاً واحداً وفراشاً واحدا
غَانِيةٍ
قال الزوزني: الغانية: ذات الزوج من النساء لأنها غنيت بزوجها عن الرجال.
مُجدَّلاً
قال الزوزني: جدلته: ألقيته على الجدالة، وهي الأرض، فتجدل أي سقط عليها
تَمكُو
قال الزوزني: المكاء: الصفير
الأَعْلَمِ
قال الزوزني: العلم: الشق في الشفة العليا
البيت رقم 45
تَعاوَرُهُ
قال الزوزني: العندم: دم الأخوين، وقيل: بل هو البقم، وقيل: شقائق النعمان
مُكَلَّمِ
قال الزوزني: الكلم: الجرح، والتكليم التجريح
البيت رقم 46
طَوْراً
قال الزوزني: الطور: التارة والمرة، والجمع الأطوار
يُجَرَّدُ
قال الزوزني: يقول: مرة أجرده من صف الأولياء لطعن الأعداء وضربهم
وأنضم مرة إلى قوم محكمي القسي، كثير، يقول: مرة أحمل عليه على الأعداء فأحسن بلائي وأنكي فيهم أبلغ نكاية،
ومرة أنضم إلى قوم أحكمت قسيهم وكثر عددهم، أراد أنهم رماة مع كثرة عددهم.
عَرَمْرَمِ
قال الزوزني: العرمرم: الكثير.
البيت رقم 47
يُخْبِركِ
قال الزوزني: يخبرك: مجزوم لأنه جواب هلاّ سالت
الوَقيعَةَ
قال الزوزني: الوقعة والوقيعة: اسمان من أسماء الحروب، والجمع الوقعات والوقائع.
الوَغَى
ال الزوزني: الوغى: أصوات أهل الحرب ثم استعير للحرب
المَغْنَمِ
قال الزوزني: المغنم والغُنم والغنيمة واحد
البيت رقم 48
مُدَجَّجٍ
ال الزوزني: المدَّجج (والمدجِّج): التام السلاح.
مُمْعنٍ
ال الزوزني: الإمعان: الإسراع في الشيء والغلو فيه.
مُسْتَسْلِمِ
ال الزوزني: الاستسلام: الانقياد والاستكانة.
البيت رقم 49
طَعْنةٍ
قال الزوزني: قوله: بعاجل طعنة، قدم الصفة على الموصوف ثم أضافها إليه، تقديره: بطعنة عاجلة
صَدْقِ
قال الزوزني: الصدق: الصلب.
البيت رقم 50
فَشَكَكْتُ
قال الزوزني: الشك: الانتظام، والفعل شك يشك.
الأَصَمِّ
قال الزوزني: الأصم: الصلب
البيت رقم 51
جَزَرَ
قال الزوزني: الجزر: جمع جزرة وهي الشاة التي أعدت للذبح
يَنُشْنَهُ
ال الزوزني: النّوْش: التناول، والفعل ناش ينوش نوشاً.
يَقْضِمْنَ
قال الزوزني: القضم: الأكل بمقدم الأسنان، والفعل قضم يقضم
البيت رقم 52
وَمِشَكِّ
قال الزوزني: المشكّ: الدرع التي قد شك بعضها إلى بعض، وقيل مساميرها، يشير إلى أنه الزرد، وقيل: الرجل التام السلاح
الحَقيقَة
قال الزوزني: الحقيقة: ما يحق عليك حفظه أي يجب
مُعْلِمِ
اقال الزوزني: المعلم، بكسر اللام: الذي أعلم نفسه أي شهرها بعلامة يعرف بها في الحرب حتى ينتدب الأبطال لبرازه،
والمعلم، بفتح اللام: الذي يشار غليه ويدل عليه بأنه فارس الكتيبة وواحد السرية.
البيت رقم 53
رَبِذٍ
قال الزوزني: الرَّبِذ: السريع.
شَتَا
قال الزوزني: شتا: دخل في الشتاء، يشتو شتواً.
غَاياتِ
قال الزوزني: الغاية: راية ينصبها الخمار ليعرف مكانه بها.
التَّجارِ
قال الزوزني: أراد بالتجار الخمارين.
مُلَوَّمِ
قال الزوزني: الملوم: الذي ليم مرة أخرى.
البيت رقم 55
عَهدي
قال الزوزني: العهد: اللقاء، يقال: عهدته أعهده عهداً إذا لقيته.
مَدَّ
قال الزوزني: مدُّ النهار: طوله.
بِالعِظْلَمِ
قال الزوزني: العظلم: نبت يختضب به
البيت رقم 56
مِخْذَمِ
قال الزوزني: المِخْذَم: السريع القطع.
البيت رقم 57
سَرْحَةٍ
قال الزوزني: السرحة: الشجرة العظيمة
يُحْذَى
قال الزوزني: يحذى أي تجعل حذاء له، والحذاء: النعل، والجمع الأحذية.
البيت رقم 58
شَاةَ
قال الزوزني: الشاة: كناية عن المرأة.
ما
قال الزوزني: ما: صلة زائدة
البيتر قم 60
غِرَّةً
قال الزوزني: الغرّة: الغفلة، رجل غر غافل لم يجرب الأمور
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
14-07-2008, 17:08
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911
البيت رقم 62
جَدَاية
قال الزوزني: الجَداية (والجِداية): ولد الظبية، والجمع الجدايا
رَشَإٍ
قال الزوزني: الرشأ: الذي قوي من أولاد الظباء.
ٍالغِزْلانِ
قال الزوزني: والغزلان جمع الغزال
حُرٍ
قال الزوزني: الحر من كل شيء: خالصه وجيده
أَرْثَمِ
قال الزوزني: الأرثم: الذي في شفته العليا وأنفه بياض
البيت رقم 63
التنبئة
قال الزوزني: التنبئة والتنبيء: مثل الإنباء، وهذه من سبعة أفعال تتعدى على ثلاثة مفاعيل، وهي:
أُعلمت وأُريت وأُنبأتُ وأُخبرت وخُبّرت وحُدثت، وإنما تعدت الخمسة التي هي غير أعلمت وأُريت على ثلاثة مفاعيل لتضمنها معنى أعلمت
وَصَاةَ.
قال الزوزني: الوصاة والوصية شيء واحد
تَقْلِصُ
قال الزوزني: القلوص: التشنج والقصر
وَضَحِ
قال الزوزني: وضح الفم: الأسنان
البيت رقم 64
حَوْمَةِ
قال الزوزني: حومة الحرب:
معظمها وهي حيث تحوم الحرب أي تدور، وغمرات الحرب: شدائدها التي تغمر أصحابها، أي تغلب قلوبهم وعقولهم.
تَغَمْغَمِ
قال الزوزني: التغمغم: صياح ولجب لا يفهم منه شيء
البيت رقم 65
يَتَّقُونَ
قال الزوزني: الاتقاء: الحجز بين الشيئين، تقول: اتقيت العدو بترسي، أي جعلت الترس حاجزاً بيني وبين العدو.
البيت رقم 66
يَتَذَامَرُونَ
قال الزوزني: التذمر تفاعل من الذمر وهو الحض على القتال
البيت رقم 67
أشْطَانُ
قال الزوزني: الشطن: الحبل الذي يستقى به، والجمع الأشطان
لَبانِ
قال الزوزني: اللبان: الصدر.
بِثُغْرَةِ
قال الزوزني: الثغرة: الوقبة في أعلى النحر، والجمع الثُغر
البيت رقم 69
فَازْوَرَّ
قال الزوزني: الازورار: الميل
وَتَحَمْحُمِ
قال الزوزني: التحمحم: من صهيل الفرس ما كان فيه شبه الحنين ليرق صاحبه له.
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
14-07-2008, 18:02
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911
عمرو بن كلثوم
نحو (... - 39 ق. هـ = ... - 584 م)

هو عمرو بن كلثوم بن عمرو بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير بن جُشَم بن حُبيب بن غنم بن تغلب بن وائل، أبو الأسود ، شاعر جاهلي مشهور من شعراء الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة، وتجول فيها وفي الشام والعراق ونجد. كان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك الشجعان، ساد قومه تغلب وهو فتى، وعمر طويلاً، وهو الذي قتل الملك عمرو بن هند، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى بادية الشام، ولم يصب أحد من أصحابه.
وأمُّ عمرو، كما قالت رحاب عكاوي في سيرته، هي ليلى بنت المهلهل أخي كليب، اشتهرت بالأنفة وعظم النفس، كما كانت لجلالة محتدها من فضليات السيدات العربيات قبل الإسلام. قيل إنّ المهلهل لما تزوج هنداً بنت بعج بن عتبة ولدت له ليلى فقال المهلهل لامرأته هند: اقتليها، على عادة عرب الجاهلية، فلم تفعل أمها
وقد قيل إنه كان الأمر كما سمعت وساد عمرو بن كلثوم قومه تغلب وهو ابن خمس عشرة سنة. وتغلب هم من هم في الشرف والسيادة والمجد وضخامة العدد وجلال المحتد والأرومة. وأسرة عمرو سادات تغلب ورؤساؤها وفرسانها حتى قيل: لو أبطأ الإسلام لأكلت تغلب الناس. ولد ونشأ في أرض قومه التغلبيين، وكانوا يسكنون الجزيرة الفراتية وما حولها، وتخضع قبيلته لنفوذ ملوك الحيرة مع استقلالهم التام في شؤونهم الخاصة والعامة، والحيرة كما نعلم إمارة عربية أقامها الفرس على حدود الجزيرة العربية وحموها بالسلاح والجنود.
ولد عمرو إذاً بين مجد وحسب وجاه وسلطان، فنشأ شجاعاً هماماً خطيباً جامعاً لخصال الخير والسؤدد والشرف، وبعد قليل ساد قومه وأخذ مكان أبيه، وقال الشعر وأجاد فيه وإن كان من المقلّين.
ويقال إنّ قصيدته المعلقة كانت تزيد على ألف بيت وإنها في أيدي الناس غير كاملة وإنما في أيديهم ما حفظوه منها. وكان خبر ذلك ما ذكره أبو عمر الشيباني، قال: إنّ عمرو بن هند لما ملك، وكان جبّاراً عظيم الشأن والملك، جمع بكراً وتغلب ابني وائل وأصلح بينهم بعد حرب البسوس، وأخذ من الحيّين رهناً من كل حيّ مائة غلام من أشرافهم وأعلامهم ليكفّ بعضهم عن بعض. وشرط بعضهم على بعض وتوافقوا على أن لا يُبقي أحد منهم لصاحبه غائلةً ولا يطلبه بشيءٍ مما كان من الآخر من الدماء. فكان أولئك الرهن يصحبونه في مسيره ويغزون معه، فمتى التوى أحد منهم بحق صاحبه أقاد من الرهن.
وحدث أن سرّح عمرو بن هند ركباً من بني تغلب وبني بكر إلى جبل طيّئ في أمر من أموره، فنزلوا بالطرفة وهي لبني شيبان وتيم اللات أحلاف بني بكر. فقيل إنهم أجلوا التغلبيين عن الماء وحملوهم على المفازة فمات التغلبيون عطشاً، وقيل بل أصابتهم سموم في بعض مسيرهم فهلك عامّة التغلبيين وسلم البكريون. فلما بلغ ذلك بني تغلب غضبوا وطلبوا ديات أبنائهم من بكر، فأبت بكر أداءها. فأتوا عمرو بن هند فاستعدوه على بكر وقالوا: غدرتم ونقضتم العهد وانتهكتم الحرمة وسفكتم الدماء. وقالت بكر: أنتم الذين فعلتم ذلك، قذفتمونا بالعضيهة وسوّمتم الناس بها وهتكتم الحجاب والستر بادعائكم الباطل علينا. قد سبقنا أولادكم إذ وردوا وحملناهم على الطريق إذ خرجوا، فهل علينا إذ حار القوم وضلّوا أو أصابتهم السموم! فاجتمع بنو تغلب لحرب بكر واستعدت لهم بكر، فقال عمرو بن هند: إني أرى الأمر سينجلي عن أحمر أصمّ من بني يشكر.
فلما التقت جموع بني وائل كره كل صاحبه وخافوا أن تعود الحرب بينهم كما كانت. فدعا بعضهم بعضاً إلى الصلح وتحاكموا إلى الملك عمرو. فقال عمرو: ما كنت لأحكم بينكم حتى تأتوني بسبعين رجلاً من أشراف بكر فأجعلهم في وثاق عندي، فإن كان الحق لبني تغلب دفعتهم إليهم، وإن لم يكن لهم حق خلّيت سبيلهم. ففعلوا وتواعدوا ليوم يعيّنه يجتمعون فيه. فقال الملك لجلسائه: من ترون تأتي به تغلب لمقامها هذا? قالوا: شاعرهم وسيّدهم عمرو بن كلثوم. قال: فبكر بن وائل? فاختلفوا عليه وذكروا غير واحد من أشراف بكر. قال عمرو: كلا والله لا تفرجُ بكر إلا عن الشيخ الأصمّ يعتز في ريطته فيمنعه الكرم من أن يرقعها قائده فيضعها على عاتقه، وأراد بذلك النعمان بن هرم. فلما أصبحوا جاءت تغلب يقودها عمر بن كلثوم حتى جلس إلى الملك، وجاءت بكر بالنعمان بن هرم، وهو أحد بني ثعلبة بن غنيم بن يشكر، فلما اجتمعوا عند الملك قال عمرو بن كلثوم للنعمان: يا أصمّ جاءت بك أولاد ثعلبة تناضل عنهم وهم يفخرون عليك. فقال النعمان: وعلى من أظلّت السماء كلها يفخرون ثم لا ينكر ذلك. فقال عمرو بن كلثوم: أما والله لو لطمتك لطمةً ما أخذوا لك بها. فقال له النعمان: والله لو فعلت ما أفلتّّ بها أنت ومن فضّلك. فغضب عمرو بن هند، وكان يؤثر بني تغلب على بكر، فقال لابنته: يا حارثة، أعطيه لحناً بلسان أنثى، أي شبيه بلسانك. فقال النعمان: أيها الملك، أعطِ ذلك أحبَّ أهلك إليك. فقال: يا نعمان أيسرُّك أني أبوك? قال: لا، ولكن وددت أنك أمي، فغضب عمرو غضباً شديداً حتى همّ بالنعمان وطرده. وقام عمر بن كلثوم وأنشد معلقته، وقام بإثره الحارث بن حلّزة وارتجل قصيدته.
وقصيدة عمرو بن كلثوم لم ينشدها على صورتها، كما وردت في أثناء المعلقات، وإنما قال منها ما وافق مقصوده، ثم زاد عليها بعد ذلك أبياتاً كثيرة، وافتخر بأمور جرت له بعد هذا العهد، وفيها يشير إلى شتم عمرو بن هند لأمه ليلى بنت مهلهل. وقد قام بمعلقته خطيباً بسوق عكاظ، وقام بها في موسم مكة. إلا أن عمرو بن هند آثر قصيدة الحارث بن حلزة وأطلق السبعين بكرياً، فضغن عمرو بن كلثوم على الملك، وعاد التغلبيون إلى أحيائهم. وما تفضيل الملك عمرو لقصيدة الحارث إلا لأنه كان جباراً متكبّراً مستبدّاً، وكان يريد إذلال عمرو بن كلثوم وإهانته ويضمر ذلك في نفسه، فقضى لبكر حسداً لعمرو لإذلاله بشرفه وحسبه ومجده.
ثم إن الملك عمراً كان جالساً يوماً مع ندمائه، فقال لهم: هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي هند? فقالوا: نعم، أم عمرو بن كلثوم. قال: وَلِمَ? قالوا: لأنّ أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب بن وائل أعز العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيّد قومه، وكانت هند عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر، وكانت أم ليلى بنت مهلهل هي بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس وبينهما هذا النسب. فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره، ويسأله أن يزير أمه أمه. فأقبل عمرو بن كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأقبلت ليلى أمه في ظعن من بني كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأم عمرو بن هند برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا في وجوه بني تغلب، فدخل عمرو بن كلثوم على الملك عمرو في رواقه، ودخلت ليلى وهند في قبة من جانب الرواق. وكان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعا الطُرُف وتستخدم ليلى. ودعا الملك عمرو بمائدة، ثم دعا بطرف، فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق، فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فأعادت عليها فصاحت ليلى: واذلاّه، يا لتغلب! فسمعها ابنها عمرو، فثار الدم في وجهه. ونظر إليه عمرو بن هند فعرف الشرَّ في وجهه، فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالرواق، ليس هناك سيف غيره، فضرب به رأس ابن هند وقتله، وكان ذلك نحو سنة 569م، ثم نادى عمرو في بني تغلب فانتبهوا ما في الرواق وساقوا نجائبه وساروا نحو الجزيرة، وجاشت نفس عمرو وحمي غضبه وأخذته الأنفة والنخوة فنظم بعض معلقته في هذه الحادثة يصف فيها حديثه مع ابن هند ويفتخر بأيام قومه وغاراتهم المشهورة.
ومن أخبار عمرو بن كلثوم بعد ذلك أنه أغار على بني تميم، ثم مرّ من غزوه ذلك على حي من بني قيس بن ثعلبة، فملأ يديه منهم وأصاب أسارى وسبايا، وكان فيمن أصاب أحمر بن جندل السعدي، ثم انتهى إلى بني حنيفة باليمامة وفيهم أناس من عجل، فسمع بها أهل حجر، فكان أول من أتاه من بني حنيفة بنو سحيم عليهم يزيد بن عمرو بن شمر، فلما رآهم عمرو بن كلثوم ارتجز وقال:
مَن عالَ منا بعدها فلا اجتَبَرْ- ولا سقى الماءً ولا أرعى الشَّجَرْ
بنو لُجيمٍ وجعاسيسُ مُضَرْ- بجانب الدوِّ يُديهونَ العَكَرْ
فانتهى إليه يزيد بن عمرو فطعنه فصرعه عن فرسه وأسره، وكان يزيد شديداً جسيماً، فشدّه في القدّ وقال له: أنت الذي تقول:
متى تُعقد قرينتُنا بحبلٍ- نجذّ الحبلَ أو نَقْصِ القرينا
أما إني سأقرنك إلى ناقتي هذه فأطردكما جميعاً. فنادى عمرو بن كلثوم: يا لربيعة، أمثلة! قال: فاجتمعت بنو لجيم فنهوه، ولم يكن يريد ذلك به، فسار به حتى أتى قصراً بحجر من قصورهم، وضرب عليه قبّة ونحرَ له وكساه وحمله على نجيبة وسقاه الخمر، فلما أخذت برأسه تغنّى:
أأجمعُ صُحبتي الشَّحَرَ ارتحالاً- ولم أشْعُرْ بِبَينٍ منك هالا
ولم أرَ مثلَ هالَةَ في معَدٍّ- أُشَبّهُ حسْنَها إلاَّ الهِلالا
ألا أبْلِغ بني جُشَمِ بْنَ بكرٍ- وتغلبَ كلّما أتَيا حَلالا
بأنَّ الماجدَ القرْمَ ابن عمرو- غداة نُطاعُ قد صدَقَ القِتالا
كتيبَتُهُ مُلَمْلمَةٌ رَداحٌ- إذا يرمونها تُفني النّبالا
جزى الله الأغَرَّ يزيدَ خيراً- ولقَّاه المسَرَّة والجمالا
بمآخذِه ابنَ كُلثومَ بنَ عمرٍو- يزيدُ الخيرِ نازَلَهُ نِزالا
بِجمعٍ مِن بني قرَّان صِيدٍ- يُجيلونَ الطّعانَ إذا أجالا
يزيدُ يُقَدّم السُّفراءَ حتى- يُروّي صدرها الأسَلَ النِّهالا
وعنه أخبر ابن الأعرابي، قال: إن بني تغلب حاربوا المنذر بن ماء السماء، فلحقوا بالشام خوفاً، فمرّ بهم عمرو بن أبي حجر الغسّاني فلم يستقبلوه. وركب عمرو بن كلثوم فلقيه، فقال له الملك: ما منع قومك أن يتلقوني? قال: لم يعلموا بمرورك. فقال: لئن رجعت لأغزونّهم غزوة تتركهم أيقاظاً لقدومي. فقال عمرو: ما استيقظ قوم قط إلاّ نبلُ رأيهم وعزّت جماعتهم، فلا توقظن نائمهم. فقال: كأنك تتوعّدني بهم، أما والله لتعلمنّ إذا نالت غطاريف غسّان الخيل في دياركم أن أيقاظ قومك سينامون نومة لا حلم فيها تجتثُّ أصولهم وينفى فلُّهم إلى اليابس الجرد والنازح الثمد. ثم رجع عمرو بن كلثوم عنه وجمع قومه وقال:
ألا فاعلم أبيت اللعن أنّا- على عمدٍ سنأتي ما نريدُ
تعلّمْ أنّ محملنا ثقيلٌ- وأنّ زِنادَ كبَّتنا شديدُ
وأنّا ليس حيٌّ من مَعِدٍّ- يوازينا إذا لُبسَ الحديدُ
فلما عاد الحارث الأعرج غزا بني تغلب، فاقتتلوا واشتد القتال بينهم. ثم انهزم الحارث وبنو غسّان وقتل أخو الحارث في عدد كثير، فقال عمرو بن كلثوم:
هلاّ عطفتَ على أخيك إذا دعا- بالثكل ويل أبيك يا ابنَ أبي شَمِرْ
قذفَ الذي جشّمت نفسك واعترف- فيها أخاك وعامر بن أبي حُجُرْ
هكذا عاش عمرو بن كلثوم عظيماً من عظماء الجاهلية وأشرافهم وفرسانهم، عزيز النفس، مرهوب الجانب، شاعراً مطبوعاً على الشعر. وقد عمّر طويلاً حتى إنهم زعموا أنه أتت عليه خمسون ومائة سنة، وكانت وفاته في حدود سنة 600 م. وقد روى ابن قتيبة خبر وفاته، قال: فانتهى (ويعني يزيد بن عمرو) به إلى حجر فأنزله قصراً وسقاه، فلم يزل يشرب حتى مات. وذكر ابن حبيب خبراً آخر في موت عمر بن كلثوم فقال: وكانت الملوك تبعث إليه بحبائه وهو في منزله من غير أن يفد إليها، فلما ساد ابنه الأسود بن عمرو، بعث إليه بعض الملوك بحبائه كما بعث إلى أبيه، فغضب عمرو وقال: ساواني بعَوْلي! ومحلوفه لا يذوق دسماً حتى يموت، وجعل يشرب الخمر صرفاً على غير طعام، فلما طال ذلك قامت امرأته بنت الثُوير فقتّرت له بشحم ليقرم إلى اللحم ليأكله، فقام يضربها
ولعمرو ابن اسمه عبّاد بن عمرو بن كلثوم، كان كأبيه شجاعاً فارساً، كما أنّ مرة بن كلثوم، أخا عمرو، هو الذي قتل المنذر بن النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وفي ذلك يقول الأخطل التغلبي مفتخراً:
أبني كليب إنّ عميَّ اللذا- قتلا الملوكَ وفكّكا الأغلالا
وله عقب اشتهر منهم كلثوم بن عمرو العتّابي الشاعر المترسّل، من شعراء الدولة العباسية.

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
15-07-2008, 08:14
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911

ماذا قال المستشرقون عن عمرو بن كلثوم:

اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، وفي هذا السياق ننقل لكم ما ورد عن عمرو بن كلثوم في عملين رائدين قام بترجمتهما صلاح صلاح: أحدهما من تأليف ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت، والآخر من تحرير دبليو إى كلوستون:

ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت:

قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن عمرو بن كلثوم في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: يقف عمرو بن كلثوم، شيخ قبيلة بني تغلب، في الصف الأول لشعراء ما قبل الإسلام. يقال إنه ولد قبل بداية القرن السادس وأصبح شيخاً لقبيلة في سن الخامسة عشرة وتوفي قرابة نهاية القرن، اثنا وعشرون سنة قبل الهجرة.
يقال إن والد أمه ليلى بنت المهلهل، سيدة أصبحت لها مكانة مرموقة بين العرب لاحقاً، قد أمر بوأدها كما كانت عادة العرب آنذاك، لكنه أبقى على حياتها بعد تحذير رآه في حلم.
كان عمرو شخصاً حاد الطبع، متكبراً، كريماً، محبوباً من أبناء قبيلته وشاعراً منذ نعومة أظافره. ذكر سبب نظم معلقته في كتاب الأغاني على النحو التالي:
قصة قتله لعمرو بن هند: قال أبو عمرو حدثني أسد بن عمرو الحنفي وكرد بن السمعي وغيرهما، وقال ابن الكلبي حدثني أبي وشرقي بن القطامي، وأخبرنا إبراهيم بن أيوب عن ابن قتيبة: أن عمرو بن هند قال ذات يوم لندمائه: هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي، فقالوا: نعم! أم عمرو بن كلثوم. قال: ولم، قالوا: لأن أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب وائل أعز العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيد قومه. فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويسأله أن يزير أمه أمه. فأقبل عمرو من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب. وأمر عمرو بن هند برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا في وجوه بني تغلب. فدخل عمرو بن كلثوم على عمر بن هند في رواقه، ودخلت ليلى وهند في قبة من جانب الرواق. وكانت هند عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر، وكانت أم ليلى بنت مهلهل بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس، وبينهما هذا النسب. وقد كان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعا بالطرف وتستخدم ليلى. فدعا عمرو بمائدةٍ ثم دعا بالطرف. فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق. فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها. فأعادت عليها وألحت. فصاحت ليلى: واذلاه! يا لتغلب! فسمعها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه، ونظر إلى عمر بن هند فعرف الشر في وجهه، فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيفٍ لعمرو بن هند معلقٍ بالرواق ليس هناك سيف غيره، فضرب به رأس عمرو بن هند، ونادى في بني تغلب، فانتهبوا ما في الرواق وساقوا نجائبه، وساروا نحو الجزيرة.
هكذا وردت الحكاية. وزن معلقة عمرو بن كلثوم والحارث أقصر من الآخرين، لكن معلقة عمرو ليست بأقل من الأخريات. لعلها أفضل للسمة الجدلية للقصائد وبها إيقاع ما ورنين في غاية الجاذبية. تروق المواضيع التي تتطرق إليها المعلقات، سياسية في معظمها، بقوة إلى القارىء الإنجليزي المعاصر، غير أنها تتحلى بالنسبة لمن يعرف الشعر العربي المعاصر بأهمية خاصة جداً لأنها تظهر كم قليلاً تغير عالم البدو في أفكاره السياسية أو حتى في وضعه السياسي في 1400 سنة الماضية. يصعب وجود فكرة عبر عنها المدافعون عن قضية لا تسمع اليوم من أفواه شيوخ القبائل المتنازعة الذين ارتحلوا إلى حايل لإنهاء خلافاتهم أمام ابن رشيد. الفرق الوحيد أن خطب المتنافسين اليوم لم تعد تقدم عبر القصائد.

دبليو إى كلوستون:

قال عنه كلوستون في كتاب من تحريره عن الشعر العربي: كان عمرو بن كلثوم أميراً من قبيلة أرقم، أحد فخوذ بني تغلب. كانت أمه ليلى ابنة المهلهل وهند، التي أراد والدها وأدها كما كانت عادة العرب، لكنه سمع صوتاً في منامه يقول له إن ابنته ستصبح أم بطل. طلب إعادتها إلى البيت وكانت ما تزال على قيد الحياة. تزوجت ليلى من كلثوم وحلمت بعد مولد عمرو أنه سيكون أشجع المحاربين.
دارت حرب طويلة بين تغلب وبني بكر إثر مقتل كليب بن ربيعة. اتفق على وقف الحرب وليحكم فيها عمرو بن هند، ملك الحيرة، الملك نفسه الذي أمر بقتل طرفه. كان عمرو بن كلثوم المدافع عن بني تغلب والحارث بن حلزة المدافع عن بني بكر. يورد النقاش في معلقته. وحيث إن الملك لم يسر بتفاخر عمرو بن كلثوم، حكم لصالح بني بكر، فقتله عمرو بن كلثوم ثأراً، كما يظن لقتله طرفه، آخرون يرون وربما هم أصوب، لحكمه ضد بني تغلب.
ذكرت ظروف مقتل الملك على النحو التالي:
قصة قتله لعمرو بن هند: قال أبو عمرو حدثني أسد بن عمرو الحنفي وكرد بن السمعي وغيرهما، وقال ابن الكلبي حدثني أبي وشرقي بن القطامي، وأخبرنا إبراهيم بن أيوب عن ابن قتيبة: أن عمرو بن هند قال ذات يوم لندمائه: هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي? فقالوا: نعم! أم عمرو بن كلثوم. قال: ولم? قالوا: لأن أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب وائل أعز العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيد قومه. فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويسأله أن يزير أمه أمه. فأقبل عمرو من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب. وأمر عمرو بن هند برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا في وجوه بني تغلب ?. فدخل عمرو بن كلثوم على عمر بن هند في رواقه، ودخلت ليلى وهند في قبة من جانب الرواق. وكانت هند عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر، وكانت أم ليلى بنت مهلهل بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس، وبينهما هذا النسب. وقد كان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعا بالطرف وتستخدم ليلى. فدعا عمرو بمائدةٍ ثم دعا بالطرف. فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق. فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها. فأعادت عليها وألحت. فصاحت ليلى: واذلاه! يا لتغلب! فسمعها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه، ونظر إلى عمر بن هند فعرف الشر في وجهه، فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيفٍ لعمرو بن هند معلقٍ بالرواق ليس هناك سيف غيره، فضرب به رأس عمرو بن هند، ونادى في بني تغلب، فانتهبوا ما في الرواق وساقوا نجائبه، وساروا نحو الجزيرة.
نظم عمرو بن كلثوم علاوة على معلقته بعض قصائد الهجاء المرير للنعمان ملك الحيرة وأمه التي كانت ابنة صائغ.
لما حضرت عمرو بن كلثومٍ الوفاة وقد أتت عليه خمسون ومائة سنة، جمع بنيه فقال: يا بني، قد بلغت من العمر ما لم يبلغه أحد من آبائي، ولا بد أن ينزل بي ما نزل بهم من الموت. وإني والله ما عيرت أحداً بشيء إلا عيرت بمثله، إن كان حقاً فحقاً، وإن كان باطلاً فباطلاً. ومن سب سب؛ فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لكم، وأحسنوا جواركم يحسن ثناؤكم، وامنعوا من ضيم الغريب؛ فرب رجلٍ خير من ألف، ورد خير من خلف. وإذا حدثتم فعوا، وإذا حدثتم فأوجزوا؛ فإن مع الإكثار تكون الأهذار . وأشجع القوم العطوف بعد الكر، كما أن أكرم المنايا القتل. ولا خير فيمن لا روية له عند الغضب، ولا من إذا عوتب لم يعتب . ومن الناس من لا يرجى خيره، ولا يخاف شره؛ فبكؤه خير من دره، وعقوقه خير من بره. ولا تتزوجوا في حيكم فإنه يؤدي إلى قبيح البغض."
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
15-07-2008, 08:26
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911

معلقة عمرو بن كلثوم

جاءت معلقة عمرو بن كلثوم تعبيراً عن حادثتين ارتبطتا بالحرب بين بكر وتغلب التي دامت أربعين سنة، ولم تتعاقد القبيلتان على الصلح إلا بعد أن ألّف بينهما المنذر. وكان أن سيَّر، فيما بعد، ابنه عمرو بن هند جماعة من بكر وتغلب في بعض أموره، فافتُقد التغلبيون واتهم البكريون بالإيقاع بهم، ولما احتكموا على عمرو بن هند. اقتضى سبعين رجلاً من البكريين كوثائق للحق عنده، فقبل البكريون، وفي يوم التقاضي، انتدبت تغلب للدفاع عنها سيّدها عمرو بن كلثوم بينما انتدبت بكر أحد أشرافها. النعمان بن هرم الذي ما عتَّم أن طرده عمرو بن هند من حضرته. فقام عمرو بن كلثوم، فأنشد قسماً من معلقته، ثم وقف الحارث بن حلّزة، فرد عليه، واستمال الملك بدهائه، فحكم للبكريين. إلا أن تغلب كانت منيعة الجانب، بالرغم من ذلك، حتى قيل: "لو أبطأ الإسلام لأكلت تغلب الناس" وروي أن عمرو بن هند، تواقع مع الشاعر فقتله.
يستهل الشاعر قصيدته متحدثاً عن الخمرة والغزل، ثم يباشر فجأة، الفخر أمام عمرو بن هند ذاكراً بطش قومه الذين لا تصدر راياتهم إلا بعد أن تروّى بدماء ذوي التيجان. أما مجدهم، فهو عريق يذودون عنه بضرب السيوف التي تشق الرؤوس شقّاً. وينثني لتهديد أعدائه، معنّفاً عمرو بن هند، ويمضي في تعداد مجد أجداده كعلقمة بن سيف، والمهلهل، وزهير، وهو جده لأبيه كلثوم. ثم يشير إلى الأيام التي انتصروا فيها، كيوم خزازى الذي آبوا فيه بالملوك المصفَّدين. ومن ثم يتعرّض لدروعهم، فإذا هي دلاص سابغة، كما أن جلود محاربيها سود صدئة. لطول التصاق الدروع بها. أما أفراسهم، فهي كسائر الأفراس الجاهليّة، تكاد لا تقل بطولة عن فرسانها. وكذلك، فهو يذكر دور النساء في الحرب اللواتي امتطين الجمال، وجعلن يثرن الحماسة في المقاتلين، ويعود في النهاية إلى الفخر المباشر، حتى يجعل لقومه سلطة مطلقة على مصير الناس، فهم المُطعمون وهم المُهلكون. وهم التاركون والآخذون، لا يشربون إلا الماء القراح، بينما يشرب غيرهم الكدر والطين.
وعمرو بن كلثوم لم يشتهر إلا بمعلقته التي قامت له مقام الشعر الوفير لحسن لفظها وانسجام عبارتها ووضوح معناها ورشاقة أسلوبها وعلوّ فخرها ونباهة مقصدها، ورويت له مقطعات لم يخرج فيها عن أغراض معلقته، ولعل شهرته بالخطابة لا تقل عن شهرته بالشعر.. ومعلقة عمرو بن كلثوم تمتاز بالرقة والسلاسة والسهولة، وفيها تكرار في بعض معانيها وألفاظها، ومبالغة شديدة واضحة في الفخر ممّا لم يؤلف نظيره في الشعر الجاهلي.. بدأها الشاعر بوصف الخمر، وهذه المعلقة فريدة في هذه الناحية، فلم تبدأ معلقة أو قصيدة بوصف الخمر في الجاهلية إلا هذه القصيدة، ولعل سبب ذلك أن تغلب كانت النصرانية موجودة في بعض ربوعها، وأن شرب الخمر كان شائعاً بين أفراد القبيلة.. ثم يأخذ في الغزل ووصف المحبوبة وجمالها.. ثم ينتقل إلى الفخر بقومه ومجدهم وعزتهم، ويهدد الملك عمرو بن هند وينذره ويتوعده بأسلوب قوي جزل مع جمال في التعبير، والظاهر أن ذلك كان يوم التحاكم أمام عمرو بن هند والمفاخرة بين تغلب وبكر.. ومن الفخر بنسبه ومجد قومه، ينتقل إلى ذكر وقائعهم وحروبهم وانتصاراتهم بالغاً ذروة الفخر.. والظاهر من سياق أبيات المعلقة أن الشاعر نظمها على مرحلتين: في مفاخرته في أثناء الاحتكام أمام الملك عمرو بن هند بين تغلب وبكر، ثم بعد الحادثة التي أودت بحياة الملك وانتهاب رواقه ومتاعه.
وشعر عمرو بن كلثوم، في معظمه، ليس إلاّ أداة للتعبير عن خيلائه، تتكاثر فيه الصور الملطخة بالدم، وتتراكم في خلالها أشلاء القتلى، ويرتفع غبار الحرب، حتى عُدّ شعره نموذجاً للشعر الحربي الذي تتمثل فيه فضائل الفروسية العربية خير تمثيل. فشعره هو شعر الإنسان القويّ، المتكافئ الذي لم تسمه الحياة بوسم، تنتشر فيه ألوان التفاؤل، ويطغى عليه الشعور بالقوة والكرامة الإنسانية، فتبدو له الحياة وكأنها ساحة أعدّت ليظهر عليها بطولته. لقد كان عمرو في أكثر شعره فارساً جزلاً مفاخراً، يظهر فيه الخيال حتى يدرك الأسطورة والمستحيل، ولعلّ فضيلته الفنية الأولى، كما ذكر النقاد، هي فضيلة الخيال المتمرّد الذي يصوّر الأشياء تصويراً مثالياً، على بعد ناءٍ يحوّل به الفكرة إلى صورة، والعاطفة إلى مشهد قائم في حدود الحواس.

ماذا قال المستشرقون عن معلقة ابن كلثوم:

اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات محاولين التعرف على الظروف الاجتماعية المحيطة بهم، والأسباب التي دفعتهم لنظمهم هذه المعلقات وعن أي موضوع تتحدث، وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف عليها وسبر غور معانيها. وفي هذا السياق ننقل لكم ما ورد عن معلقة ابن كلثوم في عمل رائد قام بترجمته صلاح صلاح من تأليف السير وليم جونز ورد في كتاب حرره دبليو إى كلوستون:

السير وليم جونز:

قال سير وليم جونز عن هذه المعلقة في دراسة له عن المعلقات السبع أوردها كلوستون في كتاب من تحريره عن الشعر العربي: معلقة عمرو بن كلثوم الوحيدة التي لا تبدأ بمخاطبة حبيبة حقيقية أو متخيلة. يخاطب عمرو بصوت مرتفع جرعة الصباح من نبيذ في كأس كبير، ويذهب لإطراء التأثير السحري للشراب السخي وجعله البخيل ينسى خزانة ذهبه بعض الوقت، وتحويل انتباه العاشق عن رغبته. مع ذلك، مغادرة الحبيبة لا مناص من ذكره ويوصف سحر جمالها بدقة متناهية في البيت العشرين من القصيدة. ما تبقى من المعلقة تفاخر متغطرس لبني تغلب- عظمتهم وقوتهم- غنى ممتلكاتهم وعظمة أعمالهم وجمال نسائهم واحترام المحاربين الشجعان لهم.

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
15-07-2008, 08:43
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911

معلقة عمرو بن كلثوم

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا
وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا
إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَها سَخِيْنَـا
تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ
إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ
عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو
وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا
وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو
بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا
وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ
وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا
وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا
مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا
قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا
نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً
لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا
بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً
أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا
وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ
وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَـا
تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ
وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا
ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ
هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا
وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً
حَصَـاناً مِنْ أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَـا
ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ
رَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَا وَلِيْنَـا
وَمأْكَمَةً يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا
وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا
وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ
يَرِنُّ خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِيْنَـا
فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ
أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْنَـا
ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا
لَهـا مِن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا
تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا
رَأَيْتُ حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا
فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ
كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا
أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً
وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ
عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا
وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ
بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا
تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ
مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا
وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ
إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا
وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا
وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا
مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا
يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا
يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ
وَلُهْـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا
نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا
فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا
قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ
قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا
نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ
وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا
نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا
وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا
بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ
ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا
كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا
وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا
نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا
وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا
وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو
عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا
وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ
نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا
وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ
عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا
نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ
فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا
كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم
مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا
كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ
خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا
إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ
مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا
نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ
مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا
بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً
وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا
حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً
مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا
فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ
فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا
وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ
فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا
بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ
نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا
أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا
تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ
نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا
بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ
تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا
تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً
مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا
فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ
عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا
إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ
وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا
عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ
تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا
فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ
بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا
وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ
أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا
وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ
زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا
وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً
بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا
وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ
بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا
وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ
فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا
مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ
تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا
وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً
وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا
وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى
رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى
تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا
وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا
فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ
وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا
فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا
وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا
إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ
أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا
أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ
كَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا
عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي
وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا
عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ
تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا
إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً
رَأَيْـتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا
كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ
تُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا
وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ
عُـرِفْنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا
وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً
كَأَمْثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا
وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ
وَنُـوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا
عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ
نُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا
أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً
إِذَا لاَقَـوْا كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا
لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً
وَأَسْـرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا
تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ
قَـدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً
إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا
كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا
يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ
بُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا
ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ
خَلَطْـنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا
وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ
تَـرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا
كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ
وَلَـدْنَا النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا
يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي
حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا
وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ
إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا
بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا
وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا
وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا
وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا
وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا
وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً
وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا
وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً
أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ
تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا


لتحميل معلقة عمرو ~..إضغط هنا (http://zinedine07.free.fr/son/Amro%20ibn%20kolthoum.mp3)
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
15-07-2008, 08:53
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490083&stc=1&d=1214911
البيت رقم 1
هُبِّي
قال الزوزني: هبّ من نومه يهب هباً: إذا استيقظ.
بِصَحْنِكِ
قال الزوزني: الصحن: القدح العظيم، والجمع الصحون.
فَاصْبَحِينَا
قال الزوزني: الصبح: سقي الصبوح، والفعل صبح يصبح.
تُبْقِي
قال الزوزني: أبقيت الشيء وبقيته بمعنى.
البيت رقم 2
مُشَعْشَعَةً
قال الزوزني: شعشعت الشراب: مزجته بالماء
الْحُصَّ
قال الزوزني: الحص: الورس نبت له نوار أحمر يشبه الزعفران. ومنهم من جعل سخيناً
صفة ومعناه الحار، من سخن يسخن سخونة، ومنهم من جعله فعلا
ً من سخي يسخى سخاء، وفيه ثلاث لغات إحداهن ما ذكرنا،
والثانية سخو يسخو، والثالثة سخا يسخو سخاوة
سَخِينَا
قال الزوزني:
ويروى شحينا، بالشين المعجمة، أي إذا خالطها الماء مملوءة به. والشحن: الملء،
والفعل شحن يشحن، والشحين بمعنى المشحون كالقتيل بمعنى المقتول،
يريد أنها حال امتزاجها بالماء وكون الماء كثيراً تشبه هذا النور.
البيت رقم 4
اللَّحِزَ
قال الزوزني: اللحز: الضيق الصدر
الشَّحِيحَ
قال الزوزني: الشحيح: البخيل الحريص، الجمع الأشحة والأشحاء،
والشحاح أيضاً مثل الشحيح، والفعل شح يشح، والمصدر الشح وهو البخل معه حرص
البيت رقم 5
صَبَنْتِ
قال الزوزني: الصبن: الصرف، والفعل صبن يصبن.
البيت رقم 9
ظَعِينَا
قال الزوزني: أراد يا ظعينة فرخم، والظعينة:
المرأة في الهودج، سميت بذلك لظعنها مع زوجها، فهي فعيلة بمعنى فاعلة،
ثم كثر استعمال هذا الاسم للمرأة حتى يقال لها ظعينة وهي في بيت زوجها
البيت رقم 10
صُرْماً
قال الزوزني: الصرم: القطيعة
لِوَشْكِ
قال الزوزني: الوشك: السرعة، والوشيك السريع.
الأَمِينَا
قال الزوزني: الأمين: بمعنى المأمون.
البيت رقم 11
كَرِيهَةِ
قال الزوزني: الكريهة:
من أسماء الحرب، والجمع الكرائه، سميت بها لأن النفوس تكرهها،
وإنما لحقت التاء لأنها أخرجت مخرج الأسماء مثل: النطيحة والذبيحة،
ولم تخرج مخرج النعوت مثل: امرأة قتيل وكف خضيب.
وَطَعْنَاً
قال الزوزني:
ونصب ضرباً وطعناً على المصدر أي يضرب فيه ضرباً ويطعن فيه طعناً.
العُيُونَا
قال الزوزني: قولهم: أقر الله عينك، قال الأصمعي: معناه أبرد
الله دمعك، أي سرك غاية السرور، وزعم أن دمع السرور بارد ودمع الحزن حار،
وهو عندهم مأخوذ من القرور وهو الماء البارد، وردّ عليه أبو العباس أحمد بن يحيى
ثعلب هذا القول قال: الدمع كله حار جلبه فرح أو ترح. وقال أبو عمر الشيباني:
معناه أنام الله عينك وأزال سهرها لأن استيلاء الحزن داع إلى السهر،
فالإقرار على قوله أفعال من قر يقر قراراً، لأن العيون تقرّ في النوم وتطرف في السهر.
وحكى ثعلب عن جماعة من الأئمة أن معناه أعطاك الله منتك ومبتغاك حتى تقر عينك
عن الطموح إلى غيره، وتحرير المعنى: أرضاك الله، لأن المترقب للشيء
يطمح ببصره إليه فإذا ظفر به قرت عينه عن الطموح إليه
البيت رقم 12
تَعْلَمِينَا
قال الزوزني: أي بما لا تعلمين من الحوادث
البيت رقم 13
الكَاشِحِينَا"قال الزوزني: الكاشح: المضمر العداوة في كشحه، رخصت العرب الكشح
بالعداوة لأنه موضع الكبد، والعداوة عندهم تكون في الكبد، وقيل: بل سمي العدو كاشحاً
لأنه يكشح عن عدوه أي يعرض عنه فيوليه كشحه، يقال: كشح عنه يكشح كشحاً.
البيت رقم 14
عَيْطَلٍ
قال الزوزني: العيطل: الطويلة العنق من النوق
أَدْمَاءَ
قال الزوزني: الأدماء: البيضاء، والأدمة البياض في الإبل.
بِكْرٍ
قال الزوزني: البكر: الناقة التي حملت بطناً واحداً،
ويروى بكر، بفتح الباء، وهو الفتي من الإبل، وبكسر الباء أي الروايتين
هِجَانِ
قال الزوزني: الهجان: الأبيض الخالص البياض،
يستوي فيه الواحد والتثنية والجمع، وينعت به الإبل والرجال وغيرهما.
جَنِينَا
قال الزوزني: لم تقرأ جنيناً أي لم تضم في رحمها ولداً
البيت رقم 15
رَخْصَاً
قال الزوزني: رخصاً: ليناً.
حَصَانَاً
قال الزوزني: حصاناً: عفيفة
البيت رقم 16
لَدْنَةٍ
قال الزوزني: اللدن: اللين، والجمع لدن، أي ومتني قامة لدنة.
سَمَقَتْ
قال الزوزني: السموق: الطول، والفعل سمق يسمق.
رَوَادِفُهَا
قال الزوزني: الرادفتان والرانفتان: فرعا الأليتين، والجمع الروادف والروانف.
تَنُوءُ
قال الزوزني: النوء: النهوض في تثاقل.
البيت رقم 17
وَمأْكَمَةً
قال الزوزني: المأكمة: رأس الورك، والجمع المآكم.
البيت رقم 18
وَسَارِيَتَيْ
قال الزوزني: السارية: الأسطوانة، والجمع السواري.
بِلَنْطٍ
قال الزوزني: البلنط: العاج.
رَنِينَا
قال الزوزني: الرنين: الصوت.
البيت رقم 19
كَوَجْدِي
قال الزوزني: الوجد: الحزن، والفعل وجد يجد.
فَرَجَّعَتِ
قال الزوزني: الترجيع: ترديد الصوت.
الْحَنِينَا
قال الزوزني: الحنين: صوت المتوجع
البيت رقم 20
شَمْطَاءُ
قال الزوزني: الشمط: بياض الشعر
جَنِينَا
قال الزوزني: الجنين: المستور في القبر هنا.
البيت رقم 21
حُمُولَهَا
قال الزوزني: الحمول: جمع حامل، يريد إبلها.
البيت رقم 22
فَأَعْرَضَتِ
قال الزوزني: أعرضت: ظهرت، وعرضت الشيء أظهرته،
ومنه قوله عزّ وجلّ: (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضاً) وهذا من النوادر،
عرضت الشيء فأعرض، ومثله كببته فأكب، ولا ثالث لهما فيما سمعنا
وَاشْمَخَرَّتْ
قال الزوزني: اشمخرت: ارتفعت.
مُصْلِتِينَا
قال الزوزني: أصلت السيف: سللته.
الرَّايَاتِ
قال الزوزني: الراية: العلم، والجمع الرايات والراي.
البيت رقم 26
المُحْجَرِينَا
قال الزوزني: أحجرته: ألجأته.
صُفُونَا
قال الزوزني: الصفون: جمع صافن،
وقد صفن الفرس يصفن صفوناً إذا قام على ثلاث قوائم وثنى سنبكه الرابع.
العكوف
قال الزوزني: العكوف: الإقامة، والفعل عكف يعكف.
البيت رقم 29
شَذَّبْنَا
قال الزوزني: التشذيب: نفي الشوك والأغصان الزائدة والليف عن الشجر
قَتَادَةَ
قال الزوزني: القتاد: شجر ذو شوك، والواحدة منها قتادة.
يَلِينَا
قال الزوزني: يلينا: أي يقرب منا
البيت رقم 30
رَحَانَا
قال الزوزني: أراد بالرحى رحى الحرب وهي معظمها
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=490084&d=1214911732

Narcissa
15-07-2008, 12:46
الرجاء عدم الرد ..