PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : العزلة التكنولوجية، أتدفع بالإنسان نحو الشمولية ؟



FAR...CRY
22-06-2008, 11:28
حين نقبع أمام شاشتنا، حين نبدأ بكتابة حروف ثم كلمات فأسطر، حين نعرض هويتنا للآخرين كي يروها، يظن كلٌ منا أنه مميز، متفرد بشيء ما لا يملكه الآخرين.
لكن إذا كنا كلنا مختلفين فمن أين نبعت كلمة التشابه، إلى أي حد ظنوننا صحيحة ؟



العزلة التكنولوجية هي أمر واضح للكل، فـ منذ أن بدأت تلك الثورة التكنولوجية و وحدة الإنسان تنمو على أساس من الأجهزة التي تمنح قدرات في الإتصال تغني عن أي نوع من المقابلات الحقيقية، لكن المشكلة تكمن في مدى "إنسانية" تلك الإتصالات، فـ عبر عدة سنوات من تراكم ثقافة الأنترنت تلاشى الشعور بالغربة به و أصبحت الحواجز اللاإنسانية من عدم قدرة على لمس الآخر أو رؤيته، أصبحت تلك الحواجز شفافة حد أن البعض - عبر الشبكة - يشعرون بـ"دفء" الآخر !، و في المقابل فإن هذا النوع من التواصل عبر الإعتياد عليه يلغي ببطئ إحترام الإنسان كجسد أولاً و كروح ثانياً إلا في حالات نادرة، و يصبح الغالبية في تعاملهم مع الآخرين يتعاملون كما لو أنهم برامج لا أرواح، سنعود لتلك النقطة لاحقاً.

الإنسان بغريزته يحب التميز عن بني جنسه، من هنا ينبع رفضه التام لجميع الأفكار الشمولية كـ الشيوعية أو أنظمة الحكم القهري، بل أن حبه للتميز عن غيره قد يدفعه أحياناً للتضحية بحبه للبقاء في سبيل أن يصبح بطلاً لا ينسى لذا كان الدفاع الشرس دائماً عن فردية الفرد و الذي نراه بأوضح صوره في الرفض القوي من الغالبية تجاه الإستنساخ، لكن عندما يتسرب ببطئ شيء يلغي فردية الإنسان في حين يظنه الإنسان يثري فرديته هنا تكون الخطورة، فالتقدم المتسارع لمجالات التكنولوجيا ينتج بشراً لهم طرق تفكير متشابهة إلا حد كبير كما يتمتعون بقدرة على التعامل مع/عبر الأجهزة أفضل و أسهل من التعامل المباشر، و الوجه الآخر لإلغاء الفردية هو أن شعور الإنسان بتحقيق هدفه في الحياة و رضائه عنها سيتلاشى أيضاً، مع أي شعور بكونه مبدع أو أن له حق في الإبداع وسط عوامل كثيرة ستجعله لا يتميز عن غيره لا في الذكاء و لا المهارة و لا غيرهم.

لا أحاول أن أرسم صورة قاتمة لكنها قاتمة فعلاً، لنتناول مثلاً معيار المعرفة لدى كل شخص - و هو أهم ما يميز الإنسان عن أخيه اليوم -، عندما تتفوق علي بمعرفتك هذا يعني أنك تملك معلومات أكثر بذاكرتك، لكن بتغيير التعريف قليلاً ليواكب العصر تتغير المعرفة من كونها مقدار المعلومات بالذاكرة إلى مقدار المعلومات بالأنترنت إضافة إلي قدرة كل شخص في البحث، لكن عبر أجيال تجيد التعامل مع الكمبيوتر أكثر من تعاملهم مع أنفسهم ستكون القدرة على البحث قوية، و الأهم متساوية لدى الجميع، تلك السهولة الشديدة في الحصول على المعلومات حالياً و السهولة الأكبر مستقبلاً تساعد على إلغاء التفكير الإبداعي، فنتحول تدريجياً إلى مستقبلين لا مفكرين فيما نستقبله لأن ببساطة ما نستقبله مؤكد، جامد و غير متأثر بأفكار شخصية على العكس تماماً من الكتب أو غيرها من الوسائل السابقة للحصول على المعلومات، لذا سيصبح كل ما علينا هو أن نعرف لا أن نناقش معرفتنا، ستصبح مشكلتنا كثرة المعلومات لا قلتها، وجود الإجابات لا التفكير فيها، ستصبح مشكلتنا هي فقد القدرة على الإبداع في ظل عصر تتساوى فيه المعارف و القدرات و نصبح إمتداد للأجهزة، أجهزة أخرى لتديرها !.

ما الصورة إذاً، ماذا بالتحديد ينتظرنا إذا لم يحدث تغيير ؟، في نقاش لي مع صديق قمت بتوضيح الصورة التي يعتبرها خبراء علم النفس و الإجتماع الأكثر إحتمالاً حتى الأن ..

- أسبق لك رؤية مخترق أجهزة بأحد الأفلام ؟ هؤلاء الذين يقبعون في قبو عفن مع أجهزة عالية التقنية ؟ أو مشهد من فيلم عن المستقبل به مدينة بطراز مدينة متروبوليس، معتمة و مليئة بالضباب ؟
- أها، لماذا ؟
- هذا النموذج واحد من نموذجين يشكلان تلخيص لمستقبل البشرية، المرحلة القادمة هي مرحلة إختيار بين نبذ الجسد أو زيادة التعلق به، النموذج الأول هو الأكثر إحتمالاً في البداية، هو ما سيحدث حين تنهار الحضارة و تبقى التكنولوجيا
- تكنولوجيا بلا حضارة ؟!، و المجتمع ؟
- لن يكون هناك "مجتمع" بالمعنى الحالي، المجتمع لن يتواجد إلا صورة له بالشبكة لا تقوم إلا على المنفعة فقط أما الإنسان لن يكون كما هو حالياً، فالمشاعر ستمحى لإنها "معيقة"، معاني الإنسانية و إحترام الجسد ستصبح تفاهات الكبار و "ما يمكن فعله لفأر تجارب يمكن فعله لإنسان، و نحن نستطيع فعل أي شيء لفأر التجارب" تماماً كما قال أحدهم، و عند هذا لن يزيد الجسد عن كونه كتلك العلبة المعدنية الموجودة بجانب شاشتك .. مكان تضيف له أجزاء تطور بها نفسك !، فمع تطور النانوتكنولوجي سيتمكن البشر قريباً من إضافة شرائح ألكترونية لأجسامهم، أرأيت موضوعي الأخير ؟
- لا، ماذا به ؟
- هو باللغة الأيرلندية القديمة، قل لي كيف لشخص مثلي أن يكتب بهذة اللغة ؟ في الحقيقة كل ما قمت به أن قدمت النص الأنجليزي لأحد مواقع الترجمة ثم أخذت النص المترجم ألكترونياً إلى ويكاموس أحد المشاريع الفرعية للموسوعة الحرة ويكيبديا wikipedia، الأن لا يهم ما تعرفه بذاكرتك ما دمت تملك جهازاً يوصلك بالشبكة فـ عبر ويكيبديا يمكنني معرفة معلومات عن أشخاص، حيوانات، ظواهر و أغلب الأشياء التي تخطر بفكرك فقط بضغطة زر !، تصور عندما تصل التكنولوجيا إلى الحد الذي يمكن معه توصيل شرائح بالمخ تزيد من قدرته و سرعته و توصله بالشبكة، تصور شخصاً يحمل موسوعة ويكيبديا كلها في رأسه، بل تصور كل البشر يحملون نفس الشيء برؤوسهم !.
- يا الهي، معقول ؟!
- و بالمستقبل القريب أيضاً فمنذ سنين يحاول العلماء إختراع أنواع أخرى من الأجهزة تعتمد على أسس كيميائية و بيولوجية
- و ماذا عن النموذج الثاني ؟
- النموذج الثاني تستطيع أن تطلق عليه النموذج الشرقي بما أن الشرق يتجه حالياً لقدرة عالية على الشعور مع تكنولوجيا عالية أيضاً على عكس الغرب الذي يسعى إلى التكنولوجيا متجاهلاً أهمية القدرة على الشعور، بإتباع هذا النموذج نجد البشر يتجهون تدريجياً نحو عالم مثالي، بشر بقدرة رائعة على الشعور و إستخدام أمثل للتكنولوجيا، لكن قلة هم من يتجهون لهذا النموذج حالياً بالنسبة لمن يتجهون للنموذج الأول فالإنسان يسعى إلى تجريب أي شيء ما دام يمنحه قوة أو قدرة أكبر على البقاء، لذا سيتخطى فكرة إحترام جسد الإنسان بل سيتخطى فكرة السعي إلى الفردية جاعلاً بهذا الإستنساخ و العبث بأجساد البشر أمراً محتوماً للتقدم، و لكن بالرغم من أن هذا النموذج لن ينجح في البداية إلى أنه سيصبح المسيطر بعد عصور من التخبط في النموذج الأول.

هذا هو مستقبلنا، في الواقع النموذج الثاني لا يختلف كثيراً عن الأول حيث أن النموذجين يلغيان فردية الإنسان عبر إنتاج بشر بقدرات متماثلة و متشابهين في التفكير، ربما ظن الكثير أن العزلة التكنولوجية تدعم الفردية لكن الحقيقة هي أنها تدفع تجاه الشمولية بقوة بل بجنون.
و كما قالت سوزان جرينفيلد دكتورة علم الأعصاب بأكسفورد "فرديتنا في خطر !"

أنـس
22-06-2008, 15:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.

.

أهلاً .. وسهلاً .. ومرحباً بالمبدع الكبير ^_^

فار كراي ... إسم قديم لعضو يندر أن نجد مثله .. ::سعادة::

كيف حالك يا صديقي ؟ ::سعادة::

ثم ما هذا الإبداع الرائع الذي خطته أناملك ؟!!

موضوع رهيب حقاً ... رهيب في فكرته .. في طرحه ... في خطورته .. وفي أسلوب كتابته أيضاً ... ::سعادة::

.

.

----------------

أهنؤك على عقلك الواعي وأسلوبك المتميز .. ::جيد::

وعن موضوعك ...

فبعد قراءتي له أحسست أن نواقيس الخطر بدأت تدق فعلاً ... ! :eek:


العزلة التكنولوجية هي أمر واضح للكل، فـ منذ أن بدأت تلك الثورة التكنولوجية و وحدة الإنسان تنمو على أساس من الأجهزة التي تمنح قدرات في الإتصال تغني عن أي نوع من المقابلات الحقيقية، لكن المشكلة تكمن في مدى "إنسانية" تلك الإتصالات، فـ عبر عدة سنوات من تراكم ثقافة الأنترنت تلاشى الشعور بالغربة به و أصبحت الحواجز اللاإنسانية من عدم قدرة على لمس الآخر أو رؤيته، أصبحت تلك الحواجز شفافة حد أن البعض - عبر الشبكة - يشعرون بـ"دفء" الآخر !، و في المقابل فإن هذا النوع من التواصل عبر الإعتياد عليه يلغي ببطئ إحترام الإنسان كجسد أولاً و كروح ثانياً إلا في حالات نادرة، و يصبح الغالبية في تعاملهم مع الآخرين يتعاملون كما لو أنهم برامج لا أرواح، سنعود لتلك النقطة لاحقاً.

الشعور بـ ''دفء '' الآخر .. لغز محير مازلت حتى الآن أبحث عن تفسير له ...

عالم الإتصالات الحديث يعتبر نوعاً من الإسقاط على العالم الإعتيادي ...

فالتاريخ يعيد نفسه ... والإختلاف فقط في الأزمنة والأمكنة والظروف ...

لكن ما يميز التواصل الحديث كما قلت هو غياب عنصر '' الجسد '' .. ولا نعرف الآن هل يمنح هذا مصداقية أكبر أو أنه يلغي المصداقية بشكل نهائي !!

في عالم الإنترنت والمنتديات ... نتواصل معاً عبر الكلمات والصور لا أكثر .. ومع ذلك نجد أن العلاقات بين معرفات الأعضاء تتطور بشكل يشبه تطورها في العالم الحقيقي ...

تتطور علاقاتنا الرقمية إلى الصداقة .. إلى الحب .. إلى الكره .. إلى الشعور بالاحترام أو الاحتقار ... والرغبة في الإنتقام أحياناً ...

نجد أن المبادئ السامية تكون حاضرة أيضاً ... كرد الجميل والتعامل بالحسنى .. وحتى الإبتسام في وجه أخيك [ :) ]

إكتشفت مؤخراً أنه بالإمكان صناعة مسلسل درامي أبطاله أعضاء المنتديات .. وليس أشخاص حقيقيين .. !!

فاختلاف الشخصيات موجود .. والأحداث موجودة كذلك .. وبالتالي فإن الدراما موجودة أيضاً !!

لعل هذه العلاقات تربط بين الأرواح لا بين الأجساد .. لكن تحرك المشاعر يظل أمراً غامضاً ... هل علاقاتنا محض خيال جميل ؟ أم أنها واقع ملموس !! :confused:

بالتأكيد هي واقع ملموس ... فما شعرت به طيلة تواجدي في مكسات لم يكن وهماً ... !!

أصدقائي ليسوا أوهاماً ... بل هم فعلاً أصدقائي .. أشعر بدفئهم كما يشعرون بدفئي ... !! :)

لكنني لا أحس برغبة في التعرف إليهم كـ '' آدميين '' .. لا يهمني أمرهم كثيراً .. هم أصدقائي كصور رمزية .. وتواقيع .. وأساليب كتابة ... وذكريات تجمعنا ... ::جيد::

-----------------


لا أحاول أن أرسم صورة قاتمة لكنها قاتمة فعلاً، لنتناول مثلاً معيار المعرفة لدى كل شخص - و هو أهم ما يميز الإنسان عن أخيه اليوم -، عندما تتفوق علي بمعرفتك هذا يعني أنك تملك معلومات أكثر بذاكرتك، لكن بتغيير التعريف قليلاً ليواكب العصر تتغير المعرفة من كونها مقدار المعلومات بالذاكرة إلى مقدار المعلومات بالأنترنت إضافة إلي قدرة كل شخص في البحث، لكن عبر أجيال تجيد التعامل مع الكمبيوتر أكثر من تعاملهم مع أنفسهم ستكون القدرة على البحث قوية، و الأهم متساوية لدى الجميع، تلك السهولة الشديدة في الحصول على المعلومات حالياً و السهولة الأكبر مستقبلاً تساعد على إلغاء التفكير الإبداعي، فنتحول تدريجياً إلى مستقبلين لا مفكرين فيما نستقبله لأن ببساطة ما نستقبله مؤكد، جامد و غير متأثر بأفكار شخصية على العكس تماماً من الكتب أو غيرها من الوسائل السابقة للحصول على المعلومات، لذا سيصبح كل ما علينا هو أن نعرف لا أن نناقش معرفتنا، ستصبح مشكلتنا كثرة المعلومات لا قلتها، وجود الإجابات لا التفكير فيها، ستصبح مشكلتنا هي فقد القدرة على الإبداع في ظل عصر تتساوى فيه المعارف و القدرات و نصبح إمتداد للأجهزة، أجهزة أخرى لتديرها !.

وهنا تدق نواقيس الخطر ... عندما تنخفض قيمة المعلومة ... وتتجرد من مصداقيتها ...

فيصبح صعباً علينا تقييم الإنسان من خلال ما يخزنه في رأسه من معلومات .. على أن امتلاء الرأس بالمعلومات لم يكن يوماً مقياساً حقيقياً للحكم على الآخرين ... :rolleyes:

.

.

لكن .. مهما تقدمت التكنولوجيا .. ومهما تخلى الإنسان عن ماديته بسبب هذا التقدم التكنولوجي .. سنجد أن الجسد يظل حاضراً دائماً .. وأن الإنسان يظل في حاجة دائمة إلى التعامل مع غيره من بني الإنسان .. على الأقل لتلبية حاجات جسده التي لا يمكن أن يعيش بدونها ...

فمهما تطورت التكنولوجيا يظل الإنسان في حاجة إلى تناول الطعام ... وبالتالي يكون في حاجة لتحصيل المال ... إذن فهو في حاجة إلى العمل لتأمين عيشه .. وإذن لا مفر له من الاختلاط بغيره شاء أم أبى ...

.

.

يظل الشعور النفسي هو دافع الإنسان وراء كل تصرف من تصرفاته .. لكنه لن يستطيع إقصاء الجسد بشكل نهائي .. ::جيد::

وستستمر الحياة رغم كل شيء ...

يمر الوقت فتتغير المعطيات ...

تأتي أجيال جديدة بأشياء جديدة ... توفر الراحة للإنسان بقدر ما تسبب له الضرر ... هذا هو نفس ما حصل في الماضي .. وهو ما يحصل الآن .. وهو ما سيحصل في المستقبل ...

يتغير كل شيء ولا تتغير نواميس الكون ... ::جيد::

وفي أمان الله ::سعادة::

الالم الابدي
22-06-2008, 16:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك أخي؟ ^__^ ...إن شاء الله تكون بخير...

يااا إلهي :eek: <<< هذه كانت ردة فعلي عندما انتهيت من قراءة الموضوع...

أخي إن كان ما تقوله سيحصل حقاً ... فهذه كارثة ... :مندهش:


لن يكون هناك "مجتمع" بالمعنى الحالي، المجتمع لن يتواجد إلا صورة له بالشبكة لا تقوم إلا على المنفعة فقط أما الإنسان لن يكون كما هو حالياً، فالمشاعر ستمحى لإنها "معيقة"، معاني الإنسانية و إحترام الجسد ستصبح تفاهات الكبار و "ما يمكن فعله لفأر تجارب يمكن فعله لإنسان، و نحن نستطيع فعل أي شيء لفأر التجارب" تماماً كما قال أحدهم، و عند هذا لن يزيد الجسد عن كونه كتلك العلبة المعدنية الموجودة بجانب شاشتك .. مكان تضيف له أجزاء تطور بها نفسك !، فمع تطور النانوتكنولوجي سيتمكن البشر قريباً من إضافة شرائح ألكترونية لأجسامهم

هل سيحصل هذا حقاً...هل سنفقد انسانيتنا ومشاعرنا ؟

لا أستطيع تصور ذلك ... ولا أريد أن أفكر فيه حتى ...><

كلامك يعني أن الانسان سيصبح آلة...بلا مشاعر وأحاسيس ...

هل هذه هي التكنولوجيا التي يريدها الجميع..؟

ولكن كما قلت في موضوعك...ليس الجميع سيقبل بذلك..:مرتبك:

من يقبل أن يتخلى عن انسانيته ويصبح آلة فقط لكي يتطور ؟! فقط لكي يحمل ويكيبيديا في رأسه..؟!

إن كان هناك من يقبل بذلك فهو ليس انساناً أصلاً ... ليس له مشاعر...فلا ضرر من تحوله لآلة ...


فالإنسان يسعى إلى تجريب أي شيء ما دام يمنحه قوة أو قدرة أكبر على البقاء، لذا سيتخطى فكرة إحترام جسد الإنسان بل سيتخطى فكرة السعي إلى الفردية جاعلاً بهذا الإستنساخ و العبث بأجساد البشر أمراً محتوماً للتقدم
أي قوة تلك ... أي قدرة تلك ... التي تجلعه يفعل ذلك..؟

نحن بشر ونملك أحاسيس ... وهذا ما يميزنا... وهذا ما يجلعنا قادرين على البقاء...

لا أستطيع أن أتخيل أي عقل يملكون هؤلاء الذين يفكرون بذلك...! :نوم:



هذا هو مستقبلنا، في الواقع النموذج الثاني لا يختلف كثيراً عن الأول حيث أن النموذجين يلغيان فردية الإنسان عبر إنتاج بشر بقدرات متماثلة و متشابهين في التفكير، ربما ظن الكثير أن العزلة التكنولوجية تدعم الفردية لكن الحقيقة هي أنها تدفع تجاه الشمولية بقوة بل بجنون.
و كما قالت سوزان جرينفيلد دكتورة علم الأعصاب بأكسفورد "فرديتنا في خطر !"
أخي ... هذا المستقبل الذي تتحدث عنه... بعد كم سنة سيحدث...؟ :مرتبك:


العزلة التكنولوجية هي أمر واضح للكل، فـ منذ أن بدأت تلك الثورة التكنولوجية و وحدة الإنسان تنمو على أساس من الأجهزة التي تمنح قدرات في الإتصال تغني عن أي نوع من المقابلات الحقيقية، لكن المشكلة تكمن في مدى "إنسانية" تلك الإتصالات، فـ عبر عدة سنوات من تراكم ثقافة الأنترنت تلاشى الشعور بالغربة به و أصبحت الحواجز اللاإنسانية من عدم قدرة على لمس الآخر أو رؤيته، أصبحت تلك الحواجز شفافة حد أن البعض - عبر الشبكة - يشعرون بـ"دفء" الآخر !، و في المقابل فإن هذا النوع من التواصل عبر الإعتياد عليه يلغي ببطئ إحترام الإنسان كجسد أولاً و كروح ثانياً إلا في حالات نادرة، و يصبح الغالبية في تعاملهم مع الآخرين يتعاملون كما لو أنهم برامج لا أرواح، سنعود لتلك النقطة لاحقاً.
كلامك صحيح للأسف... ><

أقولها وبكل صراحة ... أصبحوا الناس يهتمون بالناس الذين يتكلمون معهم بالنت أكثر من اهتمامهم بالناس في حياتهم الواقعية ... :ميت:

~~~~~~~~



شكراً جزيلاً أخي على الموضوع...::سعادة::

أسلوبك جميل ... وعلى الرغم من أن الموضوع علمي وغالباً ما تكون المواضيع العلمية جافة ولا يحبها الجميع :D... إلا أن موضوعك هذا شدني كثيراً وأثار اهتمامي...:)

سلمت يداك على الطرح المميز... ^__^

في أمان الله...

Her Soul
23-06-2008, 11:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي عدد من الفلاسفة والكتاب , اعتبروا بان تكوين الحضارة واحتكاك الانسان بالانسان اتى نتيجة بحث
الانسان عن سعادته , والتي اعتقد بان مصدرها قد يكون لدي الاخرين , او نتيجة احتكاكه معهم

اذن لدينا قوتان , الاولى هي التي تدفع بالانسان لكي يطور لكي يصل الى عالم مريح ومتفوق تكنولوجيا ,
والقوى الثانية هي التي تدفع الانسان الى اخيه الانسان , بقاء التوازن بين هاتين القوتين يحفظ لنا التوازن
بالعالم الذي نعيش فيه , وسيحدث الخلل لو تغلب احد الجانيين علي الاخر
بنفس الوقت لو نظرنا الى هاتين القوتين لوجدنا بان مصدرهما هو بحث الانسان علي السعادة وتحقيق الراحة
لاعتقاده واقتناعه التام انه خرج لهذه الحياة لكي يكون سعيد , وليبحث عن عوامل تحقق له هذه الرغبة ,
مع العلم بان البحث عن السعادة بتحقيق الرغبات غير ممكن , فكلما حققت رغبة , ستسعي لتحقيق
عشرات الرغبات التي تركبت عليها , وهكذا :rolleyes:


تكنولوجيا بلا حضارة

هناك عدد كبير من دول العالم يسير بخطى ثابتة , نحو هذا المنحدر , لكن يجب ان نعلم بان المجتمع الاكثر
عراقة وقوة _ فكريا _ هو الاقدر علي الحفاظ علي التكنولوجيا وحضارته جنبا الى جنب

باعتقادي بان دول اوروبا هي من تمتلك القوة التكنولوجيا والفكرية أكثر من غيرها , وهذا يبقى مجرد افتراض
يمكن الاستدلال عليه من عدد المفكرين والفلاسفة , والقرّاء ايضا

دول الوطن العربي , صحيح انها تمتلك حضارة عريقة , لكن التكنولوحيا اقوى تأثيرا علي المواطن باعتقادي
لذا فعراقة الحضارة لن تكون سبب يدفع تأثير التكنولوجيا , وذلك لاننا لو اتينا لدولنا لرأينا بانها مستوردة لهذه
التكنولوجيا , كما انها اقتصاديا وسياسيا ( تابعة ) لغيرها من الدول الكبرى كالولايات المتحدة مثلا , وهذا
سيعطيها فرص اكبر لكي تستمر بمحو عراقتها مسقتبلا , لكي تتحول الى بلد مستور ومعتمد اولا واخيرا
علي التكنولوجيا

بالنهاية قد لا نستطيع حماية مجتمع من هذا الامر , لكن كل شخص يستطيع ان يعلم الطريق الذي يحافظ
تميزه , وبالنهاية لن نستطيع ان نقنع احد بان يحيد عن طريق اعتقد بانه سبيل سعادته , لكن المشكلة ان
تنجر دول خلفه :نوم:

شكرا لك اخي الكريم FAR...CRY علي الموضوع المميز والطرح الراقي , سررت جدا بقارءته :)

تحياتي للجميع

rozalia
23-06-2008, 23:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخي فار.. اهلا بك ::سعادة::


لي عودة ان شاء الله^^
~

FAR...CRY
25-06-2008, 11:15
أهلاً بك أنس، الحمد لله بخير حال أنا، و أنت ؟، أخجلتني حقاً بإطراءك على قلمي و ما هي إلا محاولة أخرى لنشر أحداث تغيب عن الذهن العربي.
كما ذكرت أنت، شعور الإنسان بهذا الدفء حقاً لغز، فـ لغة الجسد للجسد دوماً حملت من المعاني ما ظننا أن لا سبيل آخر لها، لكن بالشبكة تكون الأجساد فقط تأكيد على وجودنا كـ بشر، أننا لسنا برامج أو آلات، مثل هذا التأكيد هش في ضرورته، هش في معناه و مدى الحاجة إليه لذا لن يلبث الإنسان أن يزيحه عن طريقه ليكون مجتمعاً كاملاً بالشبكة، عالم يوازي العالم المولد له، ربما سيحتاج الإنسان زمناً لإزاحة الجسد تماماً لكنه لن يحتاج الكثير لجعله ملبي لحاجات الشبكة و دواعي إستمراره، لذا فـ رداً على سؤالك برأيي أيضاً أن تلك العلاقات هي واقعية بقدر الواقع المعتاد، ربما هذا سبب شعورك بعدم الرغبة في نقل تلك العلاقات لمستوى الواقع المعتاد، لأنها عبر الشبكة يتم التعامل معها بسهولة و يسر بعدة مراحل، كما أن نقلها يكون مضراً بأغلب الأحيان.
ثم من تلك النقطة إلى مدى الحتمية الحقيقية للإختلاط بسبب حاجات الجسد، سنجد نفس السلسلة التي ذكرتها من غذاء و تحصيل مال و ضرورة العمل، لكن تأتي عند الإختلاط بغيره من البشر فـ تجد من تشكل الشبكة نسبة أكبر من عالمه الخاص ذا علاقات مدفوعة للحد الأدنى من التعامل في العمل، و تدعمه الشبكة بهذا و حاجة مجال العمل لتنسيق أسرع و أدق، فينتهي المجال بالأعمال إلى إعتماد أكثر على الأجهزة، لـ نجد بالنهاية مدير العمل يكاد لا يلقى موظفيه فـ كل التقارير يرسلوها ألكترونياً، و الأفراد نفسهم بالعمل يسعوون خلف فردية أكثر فـ لا تتخطى علاقات العمل بكثير من الدول حالياً بعض المزح يصاحبه معرفة بسيطة بحياة الآخر فقط لتمضية الوقت لا لتكوين علاقات حقيقية.
متميزة مشاركتك، لك مني كل إحترام.

واثق الخطى
25-06-2008, 12:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أهلا بك اخي فار كراي :)


لم نرك منذ فترة طويلة في العام ...


أعجبني موضوعك جدا خصوصا وأنه يتلاقى مع أمور درستها في الاونة الاخيرة


على الرغم من كون الاجهزة قد ساهمت كثيرا في تطوير العمل إلا أنها ساهمت في إيصال مهارات التواصل البشرى إلى حدها الأدني فمع أمكانية انهاء العمل من خارج مكانه أو ما يسمى "العمل عن بعد" أصبح التعامل مع البشر قليلا وهذا امر لا يمكن تجاهله على المدى الطويل لما له من تأثيرات سيئة على بنية الانسان النفسية فالانسان خلق اجتماعيا ومهما كانت التكنولوجيا متطورة فإن هذا لا يغني مثلا عن المقابلة الشخصية وقت العمل


لي عودة

FAR...CRY
26-06-2008, 02:05
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته يواسا، الحمد لله أنا بخير، البشرية في سبيلها للحضيض لكني بخير :rolleyes: !.
ما ذكرته شخصياً أؤمن بحدوثه، هو مثل ما أراد ويلز توضيحه في قصته آلة الزمن، مع إختلاف عامل إنحدار الحضارة ما بين ثورة صناعية، و ثورة تقنية، لا داعي لذكر أننا أساساً نأكل الآخرين بالتعبير الرمزي خصوصاً في المجتمعات المدنية عن المجتمعات الريفية، حتى عند تساؤل كتساؤلك عمن يقبل التخلي عن إنسانيته لزمني التوقف عنده و التفكير في مدى رفضي أو إستعدادي الحقيقي لهذا و لم تكن الإجابة سهلة على الإطلاق، لا لإنعدام مشاعري و إنما لضخامة التطبيقات الممكنة، مثلاً بعلم الإستنساخ، بالرغم من أغلبية الرفض له لكن قد نرى أحد الرافضين يتخلى عن رأيه مقابل قلب مستنسخ يمنحه و لو أسبوعاً أكثر في الحياة، تلك هي القوة التي أتحدث عنها، غريزة البقاء التي لا يفوقها غريزة، في الحقيقة المشاعر البشرية التي تعرفيها تكاد تقترب من قمة هرم الحاجات البشرية الناتجة عن الغرائز، لذا فـ مع غرائز طبيعية كـ تلك و سرعة تقدم كالحالية أقول أنه خلال قرن على أكبر تقدير سيتغير شكل المجتمع الذي نعرفه حالياً بشكل تام.
بحروفك بريق تميز، ليكن بداية إبداع.