PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : لعنة الكتابة



Titto Divitto
19-06-2008, 16:03
بقلم عبدالكريم الرازحي





http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abd.jpg


نكتب عن الفساد.. فيتعاظم ويزداد عدد الفاسدين.
نكتب عن البطالة.. فيتضاعف عدد العاطلين.. نكتب عن الفقر.. فتتسع طبقة الفقراء.
نكتب عن النظام والقانون.. فتعم الفوضى ويتكاثر عدد الذين يدوسون على النظام والقانون. نكتب عن الحرية.. فيشتد القمع. عن حرية الصحافة.. فتشتد الرقابة.
عن حرية التفكير.. فتقوى جماعة التكفير.
نكتب عن السلام.. فتنفجر الحروب.
نكتب عن تحرير فلسطين.. فتُحتل العراق.
نكتب عن الانفتاح.. فترتفع الجدران.
نكتب عن التسامح المذهبي.. فيزداد التشدد والتعصب. نكتب عن فلسفة التنوير.. فيعلو صوت فلاسفة التزوير. نكتب عن العلم.. فيتسع الجهل.
نكتب عن التعليم.. فترتفع نسبة الامية.
نكتب عن الغلاء.. فترتفع الاسعار.
نكتب عن الرخاء.. فينخفض مستوى الدخل.
نكتب عن المطر.. فيزداد القحط.
عن الضوء.. فيكتسحنا الظلام.
عن الحب.. فتسحقنا الكراهية.
عن الصداقة.. فنفاجأ بالغدر.
عن الحلم.. فنصحو على كابوس.


----------------------------------------------------
هذا الموضوع وضعته حتى نلعن العالم..
هنا نفسح المجال "للكتابة"، سواء كتابتك الخاصة أم مقالات الكتاب المميزة. اكتب ما تشاء لكن يمنع التعليق على أي مقال، أو أي حديث جانبي، فهنا يمنع النقاش. مواضيع النقاش توضع خارج هذا الموضوع.


ملحوظة:
يستحسن وضع صورة الكاتب فوق المقال، وإن كان عضوا يمكن وضع صورته الرمزية.

Titto Divitto
19-06-2008, 16:08
بقلم د. حمود أبو طالب




http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1213832245264252600.jpg (http://www.al-madina.com/node/20767)


بعد أن فرغت من قراءة صفحة كاملة في هذه الصحيفة عن مؤتمر النانوتكنولوجي المنعقد في جامعة الملك عبد العزيز وسعدت باهتمام جامعاتنا بالمستجدات العلمية وتطبيقاتها، انتقلت الى صفحة أخرى ( الصفحة الإسلامية )وإذا بي أُصدم بسؤال في زاوية “هذه مشكلتي” يقول :
هل تعتبر دراسة العلوم الحديثة واللغات من العلم الذي نؤجر عليه ؟؟..
الحقيقة أنني صدمت فعلا بهذا السؤال، ورحت أسأل نفسي هل هي مشكلة فرد بعينه لا أكثر أم أنها مشكلة شريحة في المجتمع لا زالت تختزن مثل هذه الهواجس والقناعات. هل نحن جميعا نعيش بعقولنا في هذا الوقت أم أن بيننا فئة لم تنتقل من الماضي البعيد وظروفه وطبيعته. هل مثل هذا التفكير نتج عن اجتهاد ذاتي لدى السائل أم أنه نتيجة تغذية فكرية من آخرين يظنون أن الأصلح لمجتمعنا هو بقاؤه بمعزل عن كل جديد حتى لو كان علما نافعا وضروريا للبشرية. هل نحن في بداية القرن الواحد والعشرين أم لا نزال في بداية القرن الماضي؟؟..
إن سؤالا كهذا لابد أن يسبب القلق ويثير الاستغراب لأنه يذكّرنا بقصة بدايات التعليم لدينا ورفض المنتجات الحديثة آنذاك والفئة التي كانت تقاوم بقوة أي علم أو اختراع قادم من الغرب، كما أنه يقودنا الى التساؤل : هل هذا التفكير محدود في أشخاص فقط أم أنه موجود في أجهزة ومؤسسات؟؟..
يبدو أنه من الصعب الإطمئنان الى جواب يفيد بالنفي لأننا لو تذكّرنا مثالا واحدا فقط لأدركنا حقيقة المأزق، وأعني بهذا المثال الجدل الطويل الذي نشأ بسبب التفكير في إدخال اللغة الإنجليزية في منهج المرحلة الإبتدائية، ليس من منطلق علمي ولكن بسبب هاجس التغريب والهوية وتقليد الكفار. وفي هذا السياق أتذكر أن أحد الأصدقاء من منسوبي التعليم فاجأني قبل فترة قصيرة بمعلومة مذهلة هي وجود ما يشبه لجنة المناصحة لمناقشة أي شخص يرغب في إدخال إبنه مدرسة تستخدم نظام التعليم الأجنبي حتى مع التزامها بعدم المساس بالجوانب الدينية، ورغم أنها داخل الوطن وفي بيئته. وحين يكون الحال هكذا ألا يعني أن هذا التفكير يتجاوز الأفراد ليكون تفكيرا مؤسسيا؟؟؟
إنها مشكلة حقيقية حين يتواجد بيننا الآن من يفكر في الأجر والثواب أو الإثم والعقاب في دراسة العلوم الحديثة واللغات..

Titto Divitto
19-06-2008, 16:14
بقلم فوزي المطرفي

http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1213824590263300600.jpg (http://www.al-madina.com/node/20604)

العنوان تعريبًا يعني: صديق البنات. وقد كتب أحد المراهقين على مؤخرة سيارته الفارهة، هذه العبارة المربكة والدخيلة على مجتمع نعيش في تضاعيف مفاجآته التي لا يأخذها قانون الضبط والحصر. بعد ساعات، وأمام بيته تمامًا توقفت سيارات الشرطة، بشكلٍ يوحي بالرعب والاحتمال بأن الخطب تجاوز حدود المراهقة إلى الإرهاب. قال الضابط لوالد الشاب المراهق: كيف لابنك أن يقوم بكتابة مثل هذه العبارة وكأننا في بيئة متحررة لا تعرف معنى الالتزام والأدب؟ لم يزد الأب أن قال: هل هذا الأمر يستحق طريقة الاستدعاء وتجمهر سيارات الشرطة أمام المنزل وأمام سكان الحي؟
حسنًا، ومن زاوية مشابهة قريبة، ما الفرق بين عبارة Girls lover كسلوك خاطئ وبين أرقام النعرات التي تلتصق على سيارات أصحاب ثورات الإبل والقبيلة؟ وما الفرق بينها وبين كلّ تعصبٍ لقبيلة فلانية يدونها الشاب كبطاقة تعريف على مؤخرة السيارة؟ أو ليس التفاخر بها أمام مرأى من نقاط التفتيش وسيارات الشرطة وبقية الآدميين (نسبة إلى أبينا آدم) دليل تخلفٍ وعصبية نتنة؟ أوليس من الظلم أن يتجاوز المسؤول عن تحرير قسيمة مخالفة جرّاء الأخوة التي وثّقت عُراها الأرقام، بينما يطالب الفتى بتسديد مخالفة ضبطت وحررت ـ بقدرة قادرـ في منطقة لم يسمع باسمها إلا في النشرة الجويّة، مما حدا بالتنازل عن دفع قيمة المخالفة والاكتفاء برسوم حجز المركبة؟ .. وهذا الأمر المؤسف والمكرور والذي يطوي على الجوانح السخط، ويمطر أحشاء الكريم نبالا؛ يكشف الارتباك في إدخال بعض المخالفات المرورية، التي لازالت تسير على مبدأ: خبط عشواء من تصب، وهذا أحسن الظن!
الانفتاح الذي نعيش بوائق وخزاته (إلى حدٍ ما) في وسائل الاتصال بالآخر، يكاد يهدم أحلام المثالية في التربية التي يطمح لها كلّ ربّ أسرةٍ صالح ( وهذه تحتاج التفصيل بشكلٍ مستقل)، فلو جاهد الأب في تقنين ومتابعة أفراد أسرته، فلن يستطيع السيطرة على تجليات البيئة التي نعيش فيها الآن، خاصةً عندما تتمايز السلبيات بين سيطرة يقظةٍ محمودة وبين تركٍ مزاجيّ بغيض. وقد بعثت القصة التي حدثت قبل أسابيع قلائل للفتى المراهق، في نفسي الكثير من التساؤلات، حول هوّيتنا التي باتت تعيش بين مطرقة العولمة وسندان العنصرية. ففي الوقت الذي نشاهد فيه حملات التغريب وسنوات الضياع وثقافة الصورة التلفزيونية (الاستهلاكية) المخدّرة حد التنويم المغناطيسي، يكون على النقيض تمامًا عرض لبعض المشاهد (وأركّز على البعضيّة) التي تثير وتستثير دفائن النعرات القديمة وتقوّي أغراض التفاخر والتنابز بالألقاب ـ بين جيلٍ أخذته غفلة التقليد والصراخ ـ وهي لعمري داهية دهياء، تضعنا على شفا جرفٍ هار إلى فساد الدين والأخلاق.
هناك انفلات واضح وملموس يحتاج الضبط والاستدراك قبل أن يشب الأمر عن الطوق، وقبل أن يسبق السيف العذل.. نحن لا نحلم بمدينة أفلاطونية، ولا نطالب بدرجة تنظيم عالية نعلم ـ علم اليقين ـ أنها تنوء بالعصبة أولوا القوة! بل كلّ ما نريد فقط (وهو من حسن التدبير واتقاء العواقب) فتح نافذة التمحيص والمراجعة بشكل واسع ودقيق؛ لرصد بواعث الأمور التي تستجد وتظهر بين كل طرفة عينٍ وانتباهتها، وفرز الجيد عن السقيم في سبيل الفائدة المرجوّة والغاية المنشودة. أيضًا (وتتبع حسن التدبير واتقاء العواقب) محاسبة التقصير والتهاون ـ المستشري استشراء دودة القطن ـ بشكلٍ صارمٍ وجذري، لا يقبل ـ بتاتًا ـ الخضوع لوساطةٍ تلوي عنق الحق الذي هو أحق أن يتبع، ولا يسمح ـ نهائيًا ـ بتمييزٍ يفرق بين الناس على حسب رتبهم وجذورهم!!

Titto Divitto
19-06-2008, 16:17
بقلم أ.د. عبدالله مهرجي


http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1213823905233260300.jpg (http://www.al-madina.com/node/20580)

لقد اختصرنا مشكلة كبيرة كالعنف بين الشباب بأبعاده المختلفة في مؤشر واحد وهو المرأة العاملة التي تريد منها ورشة العمل تلك العودة إلى المنزل وبدون أي مقدمات !!
عزيزتي القارئة العاملة قبل أن تسارعي إلى نعتي بنعوت لا تليق تريثي قليلاً فما هذا العنوان الذي عنونت به مقالي إلا ما طالب به المشاركون بورشة عمل عقدت مؤخراً في المدينة المنورة ونشرت خبراً عنها صحيفة المدينة المنورة يوم الخميس 1/6/1429هـ العدد 16479 حيث طالب المشاركون «بعودة المرأة إلى بيتها وصرف راتب لها كاشفين أن منطقة المدينة المنورة هي أكبر مناطق المملكة في نسبة عنف الشباب وجنوحهم وأن السرقة تمثل 37% من تلك الجرائم».
هكذا إذاً حولنا ظاهرة العنف لدى الشباب في المدينة المنورة أو في غيرها من ظاهرة لها أسبابها الوراثية والاجتماعية والاقتصادية والذاتية إلى سبب واحد ووحيد وهي المرأة العاملة التي عليها - كما طالب المشاركون في الورشة تلك - أن تعود إلى بيتها لينصلح حال الأسرة وتنخفض جرائم العنف لدى الشباب وأي جرائم أخرى فهي السبب وراء كل ذلك أما مؤسسات التعليم أو وسائل الإعلام أو دور أفراد الأسرة الآخرين كالأب أو مؤسسات المجتمع المدني أو المناهج الدراسية فكلها ليست لها دلائل إحصائية أو مؤشرات تفاعلية بل المرأة العاملة والمرأة العاملة هي السبب في كل المشاكل وأي مشاكل أخرى قد تظهر، هذا ما بدأ من نتائج ورشة العمل تلك، قرأت ذلك واستغربته حيث اختصرنا مشكلة كبيرة كالعنف بين الشباب بأبعاده الاجتماعية والاقتصادية والمالية والإعلامية والتعليمية في مؤشر واحد وهو المرأة العاملة التي أنفقت وتنفق الدولة عليها الكثير والكثير لتتعلم وتعمل وتأتي هذه الورشة لتطلب منها العودة للمنزل وبكل بساطة وبدون أي مقدمات، جاء ذلك في نفس اليوم وأثناء زيارة سمو ولي العهد المعظم التاريخية لأسبانيا وطالعت حديثه الشهير إلى صحيفة «إي بي سي» الأسبانية وحين سُئل سموه عن المرأة ودورها التنموي في إطار مشاريع الإصلاح السعودي حيث جاء رد سموه الكريم بالحرف الواحد «عندما نتحدث عن التنمية الشاملة التي شهدتها المملكة لا يمكن أن نغفل المساهمة الإيجابية والبناءة للمرأة السعودية في التنمية، وقد حرصت المملكة على تفعيل هذا الدور وتكريسه من خلال توفير التعليم والتدريب المطلوب للمرأة السعودية في المراحل التعليمية كافة بدءاً من المرحلة التمهيدية وانتهاءً بمراحل الدراسات العليا داخل المملكة وخارجها إذ أضحت نسبة تعليم المرأة السعودية من أعلى النسب في العالم العربي واليوم تجد المرأة السعودية حاضرة بقوة في جميع المجالات التعليمية والأكاديمية والطبية والثقافية والاقتصادية والإعلامية، وغيرها من المجالات في القطاع الحكومي حيث يشكل عدد النساء العاملات نحو ربع مليون امرأة أي نحو نسبة 50% من عدد المواطنين الرجال وعلى رغم ذلك تظل طموحاتنا أكبر في تعزيز دور المرأة في المجتمع والاستمرار في ضمان حقوقها التي كفلها لها الإسلام ومستمرون في جهودنا لدعم ذلك» جريدة الحياة الخميس 1/6/1429هـ العدد 16498.
وقد اعتمد مجلس الوزراء الموقر في 12/4/1425هـ عدداً من الضوابط والإجراءات التي تكفل زيادة فرص ومجالات عمل المرأة السعودية ونشاطها الاقتصادي، وفي خطة التنمية الثامنة التي وافق عليها مجلس الوزراء الموقر برئاسة خادم الحرمين الشريفين في 19/10/1426هـ خُصص فصل كامل عن (المرأة والتنمية) بُوِّب لهذه الضوابط والإجراءات في الآتي:
- تطوير الخطط والآليات.
- تطوير آليات التنسيق.
- تطوير المشاركة في وظائف القطاع الخاص.
- تطوير المشاركة في وظائف الدولة.
- ودعا هذا الفصل إلى زيادة وتوسيع المشاركة الاقتصادية للنساء وتنويعها. وأكدت خطة التنمية الثامنة حصول تقدم كبير في عمل المرأة في المجالات التعليمية والصحية وبقدر أعلى في مشاركتها بالنشاط الاقتصادي. وشكلت الفئة العمرية (25-29 عاماً و30-34 عاماً) 54% من مجموع النساء المشتغلات.
أرجو أن تكون في إجابة سمو ولي العهد الأمين وفي أرقام خطة التنمية التي صدرت من مجلس الوزراء الموقر أن يكون في ذلك الرد المناسب على توصية ورشة العمل تلك التي نشرت متزامنة مع حديث سموه الكريم في نفس اليوم، ذلك أن الدولة علَّمت وتعلِّم أكثر من ربع مليون امرأة يعملن في القطاعين الحكومي والخاص والورشة بعد ذلك تريد إرجاعهن للبيوت. يجب أن لا نسارع بإلقاء اللوم على المرأة في كل مشكلة فهي نصف المجتمع وتعلَّمت وتعمل في ظل ثوابت الشريعة الإسلامية الحنيفية السمحاء التي ندين بها جميعاً ونأخذها نهجاً في كل نواحي حياتنا ولابد أن تأخذ المرأة حقوقها التي كفلها لها الإسلام ودعمتها الحكومة الرشيدة فلندع المخاوف ولننظر للمجتمع ولمشاكله بمنظار منطقي واقعي بعيداً عن التهويل والتخويف فلا مكان لمجتمع يعمل ونصفه معطل ومنذ عصر الرسالة المحمدية الأولى والمرأة تعمل إلى جانب الرجل في السلم والحرب بوجود الرسول الأعظم المُعلِّم الأول صلى الله عليه وسلم ولم يطلب منها العودة إلى المنزل.
* رسالة:
لعل من أسباب نجاح الدراسات والأبحاث وتوصيات اللقاءات العلمية وفاعليتها وقابليتها للتطبيق أن تتواءم مع الخطط والبرامج الرسمية للدولة حتى لا تكون الأبحاث والدراسات كمن يغرد خارج السرب.

Titto Divitto
19-06-2008, 16:35
بقلم عبده خال


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abdohkhal.gif
لازال عمل المرأة في بلادنا أشبه بالقنبلة التي نتقادفها خشية أن تنفجر في وجه أحد منا .. مع أن النظام في جميع فقراته أو بنوده لايفرق نصيا بين ذكر وأنثى إلا أن الذي يحرك حياتنا ليس سوى عادات المجتمع والتحريمات المنبثقة من تلك العادات، ونكتشف التردد الدائم من إدخال المرأة لسوق العمل في وسائل الإعلام، فحين يسأل أي مسؤول عن عمل المرأة تجده مرحبا بعملها وذاكرا أنها نصف المجتمع وأن النساء شقائق الرجال وأن قدراتها لابد من أن يستفاد منها ثم يأتي بعد ذلك الاستدراك، وهو استدراك ينفي كل الكلام السابق عن أهمية عمل المرأة وفتح المنافذ لطاقاتها ليستفيد منها سوق العمل.
وغالبا مايقول المسؤول إن عمل المرأة تحت الدراسة (التي لانعرف متى تنتهي) وأن تلك الدراسة ستراعي كل السلبيات من أجل دفع المرأة للدخول إلى الأعمال التي تناسبها (أي أننا لازلنا في لو، ولو تحمل فرضية يمكن ولايمكن بينما الجامعات تضخ سنويا عشرات الآلاف من الفتيات اللائي يتزين بشهاداتهن الجامعية، فقط زينة، وبمعنى آخر أن إنفاق الدولة الضخم على تعليم هؤلاء النساء لايدخل في الحسبة..!!)..
ولاتستطيع أن تلوم أي مسؤول في هذا الجانب بقدر انصباب اللوم على تباطؤ الدراسات والأنظمة التي تخول المرأة العمل وفق شهادتها التي حصلت عليها من غير الاختباء خلف عادات المجتمع فكما هو معروف أن أي فعل يحدث يجد له ردودا متباينة ثم يدخل في دورة المجتمع ويغدو فعلا مقبولا، والمرأة السعودية تمارس جل الأعمال خارج بلدها من محاماة وأعمال هندسية وزراعية وإدارة مشاريع وقيادة مئات من الرجال عندما تكون على رأس منظمة دولية مثلاً.
وتتنوع أعمال المرأة تنوعا يتفق وفق حاجة المجتمع لتلك الأعمال فما الذي حدث لها وهي تعمل خارج البلاد، هل سمعنا أن إحداهن فقدت كرامتها وهي على رأس العمل، وهذه الخشية المبالغ بها مردها سلوكياتنا الاجتماعية التي تشير إشارة واضحة بأن سلوكياتنا لم تصل في رقيها الى سلوكيات الرجل الجاهلي مع المرأة .

Titto Divitto
19-06-2008, 16:38
بقلم عبده خال



http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abdohkhal.gif
تحدثت بالامس عن عمل المرأة في بلادنا والتباطؤ الذي يكتنف الدراسات والانظمة التي تخول المرأة لدخول سوق العمل والانتماء له وفق شهاداتها وبعيدا عن الاختباء خلف عادات المجتمع كما تحدثت كيف تكون المرأة السعودية وهي تمارس الكثير من الاعمال خارج بلدها والنماذج كثيرة من بناتنا اللاتي تفوقن على الكثير من بنات جنسهن في الخارج لأنهن أعطين الثقة والحافز واليوم اعود لأشير إشارة واضحة بأن بعضنا مسلمون بالمسمى بينما سلوكياتنا لم تصل في رقيها الى سلوكيات الرجل الجاهلي مع المرأة التي هي أمنا وأختنا وزوجتنا وابنتنا أيضاً.كما ثبّت ذلك السلوك عنترة بن شداد في معلقته الشهيرة حين قال:
(أغض طرفي ان بدت لي جارتي **حتى يواري جارتي مأواها)
إذا المشكلة في سلوكياتنا التي ترسخت في الاعماق ، تصور ماهية المرأة ووجودها من غير الالتفات الى الجوانب المهمة في كونها طاقة منتجة وشريكة أساسية فيما ننتجه من أفعال سواء كانت سلبية أو ايجابية . فإلى متى تتباطأ الدراسات والانظمة من ادخال المرأة كعنصر منتج في جميع المجالات ..والى متى نظل موقنين أنها قنبلة علينا أن نتقاذفها قبل أن تنفجر في وجه أحدنا!! وبالضرورة ان تفرز الجهات المعنية قوانين تحمي المرأة من أي تصرفات غير مسؤولة، فدول الغرب مثلا يصل عقاب التحرش الى السجن ليس المؤبد بل الى 400 سنة أو تزيد وبذلك لاتجد رجلا غربيا يتحرش بزميلته أو امرأة في الشارع سواء كان تحرشا جسديا أو لفظيا.. خشية من صرامة العقوبة بينما بعض النساء لدينا لو خرجت للتسوق لذاقت الأمرّين وتحملت كل ذلك غصباً عنها حيث لا تستطيع ان تستغيث خشية ان تظن بها الظنون!! إذا المشكلة ليست في خروج المرأة للعمل بل في ذواتنا المريضة والتي بحاجة الى تأديب بصرامة القانون.

Titto Divitto
19-06-2008, 16:42
بقلم عبده خال


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abdohkhal.gif
تحدثت في مقال سابق عن المرأة القنبلة والان اعود والذي أثارني للعودة للموضوع بهذه السرعة هي رسائل ومكالمات تلقيتها من أزواج وكذلك من موظفات تنصب مداخلاتهم في أن الكثير من الموظفات أو العاملات يتعرضن للتحرش اللفظي من قبل مديريهن أو زملائهن على هيئة تغزل موارب أو تغزل مكشوف لايستطعن ردعه خشية على سمعتهن أو وظائفهن ..
وأن هذا التحرش ليس مقتصرا على الاعمال التي تمارسها السيدات في مجالات الاعمال المختطلة بل إن هناك أعمالا يعتد بها من قبل الجميع ومع ذلك يحدث بها التحرش،وهذه الاعمال المتباعدة مكانيا لم تمنع أنواع التحرش الحادثة في الشارع أو في الاسواق،فبعض المتصلات يقلن إن المرأة الموظفة في الاماكن المفصولة تماما تجد أنها حينما تضطر للاتصال بالجهة الذكورية للاستفسار أو للمطالبة بحق اداري أو ماشابه فإنها تجد في طريقها رجلا يعرض فحولته بتسرع يثير الاشمئزاز واذا كان امر السيدات مناطا بمدير أو رئيس فإنهن يجدن السيد الرئيس يمارس فحولته عند سماع أي صوت نسوي يصل اليه وإن زهد هو فإن السكرتير يقوم بمهمة ما عجز عنه مديره !!..ويؤكد هؤلاء أن عمل المرأة محفوف بهذه النوعيات في كل مجال تطرقه المرأة في بلادنا ..
وهنا يجب أن لاتكون علة رفض عمل المرأة مقترنة بما يحدث من قبل مرضى النفوس الذين تحدثنا عنهم في المقالة السابقة ،فالعمل كقيمة ومشروعية مكفول للمرأة أن تعمل اما مايحيط بالعمل من معوقات فيغدو مشكلة وليس مانعا لعملها،فاذا لحق بها التحرش اللفظي وهي معزولة وفي اعمال يقبل بها الجميع كعمل آمن للمرأة ويحدث بهذه الاماكن التحرش فهذا يعني أن الخلل ليس في كون العمل مختلطا أو غير مختلط بل في نوعية البشر الذين يتعاملون مع المرأة ،وأي فعل انساني يصادف عوائق في طريقه ولايكون الحل بالغاء الفعل نفسه بقدر مايكون الاهتمام منصبا على حل المشكلة او العائق الذي اعترض العمل .
وهذا العائق بحاجة الى استصدار قانون أو قرار اداري يكلف المتحرش وظيفته مثلا أو يعرضه للسجن ساعتها سيكف (العناترة) عن اظهار فحولتهم اللفظية أو سواها وسيبلع كل رجل لسانه في فمه ..وستجد العيون المبحلقة هنا وهناك براميل نفايات يقذفون فيها رغباتهم .
ولا أعد هذه الممارسات حجة لمنع المرأة من ان تعمل وفق امكانياتها ومقدراتها لأن العمل لن يمنع سخيفا أن يجد نفس المرأة العاملة وخارج عملها، ان يجدها في السوق او في الشارع ليسمعها غزله البليد ..نعود ونقول المشكلة في تربية النفوس وعدم وجود قرارات رداعة وليس في عمل المرأة..ويارب سلمنا من الفئة الغاضبة!!

سلاف.
19-06-2008, 16:43
ألا يوجد شيء بقلمك ؟

Titto Divitto
19-06-2008, 16:46
ألا يوجد شيء بقلمك ؟
في الصحف؟ ليس بعد. ربما أكتب مقالات شخصية في الموضوع عندما لا أريد لأحد أن يعلق عليها ولكن لاحقا.

Titto Divitto
19-06-2008, 16:55
بقلم عبدالكريم الرازحي


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abd.jpg
العرب الثوريون كرّهوا الشعوب بالثورات.
العرب الجمهوريون كرُهوا الشعوب بالجمهوريات.
العرب الوحدويون كرّهوا الشعوب بالوحدة.
العرب القوميون كرّهوا الشعوب بالقومية.
العرب المستقلون كرّهوا الشعوب بالاستقلال.
العرب الوطنيون كرّهوا الشعوب بالاوطان.
العرب الاشتراكيون كرّهوا الشعوب بالاشتراكية.
العرب الديمقراطيون كرّهوا الشعوب بالديمقراطية.
العرب المحررون كرّهوا الشعوب بالحرية.
العرب الحزبيون كرّهوا الشعوب بالحزبية.
العرب السياسيون كرّهوا الشعوب بالسياسة.
العرب المبدئيون كرّهوا الشعوب بالمبادئ
العرب المناضلون كرّهوا الشعوب بالنضال.
العرب الصامدون كرّهوا الشعوب بالصمود.
العرب المتزعمون كرّهوا الشعوب بالزعامات.
العرب المتحكمون كرّهوا الشعوب بالحكومات.
العرب المعارضون كرّهوا الشعوب بالمعارضة.
العرب المزايدون بالقضية الفلسطينية كرّهوا الشعوب بفلسطين.
اما العرب الجالسون على كراسيهم فقد جعلونا من شدة كراهيتنا للكراسي نجلس واقفين.

Narcissa
19-06-2008, 17:01
540 مليون مدخن سلبي في الصين

19/06/2008

بكين ـ يو بي أي: قال مسؤول صيني امس الأربعاء ان عدد المدخنين السلبيين في البلاد تجاوز 540 مليونا منهم 180 مليوناً أعمارهم تحت 15 سنة. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا عن المسؤول في اتحاد حماية البيئة الصيني قوله ان دخان السجائر المؤثر علي المدخنين السلبيين يحتوي علي أكثر من 4000 نوع من المواد الكيميائية، من بينها أكثر من 40 نوعاً تحتوي علي مواد تتسبب بالسرطان. وأوضحت الاختبارات ان حدة تفاقم التلوث في المطاعم المسموح بالتدخين فيها تصل الي أكثر من ثلاثة أضعاف المطاعم الممنوع فيها التدخين.

المصدر (http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\18z17.htm&storytitle=ff%20540%20مليون%20مدخن%20سلبي%20في%20ا لصينfff&storytitleb=&storytitlec=)

matt the best
19-06-2008, 17:08
بقلم الكتب عبد العزيز السويد :

بقع خضراء أم ثقوب سوداء؟

وزارة التربيـة والتعليـم السعودية مدعـوة لفـرض حصة دراسيـــة صباحيـة عن المــاء، يجبر فيها الطلبة والطالبات مثــلاً، علــى كتابة عبارة واحدة لمدة ساعة «بلادنا أفقر دول العالم في الماء»، يُقترح دفتر من مئة ورقة.
ومن الاقتراحات ونحن في خضم الامتحانات ان يطلب من الطلاب ترديد عبارة قبل الشروع في مواجهة الأسئلة… تقول: «الماء أغلى من برميل النفط وبراميل الكولا وكل أصناف الآيس كريم والكاكاو».
في ندوة في جريدة «الرياض» قال وزير الماء والكهرباء ان بلادنا أفقر دول العالم في الماء، وهي حقيقة نعرفها جيداً، إلا أننا لم نتعامل معها حتى الآن بما يجب، ومعظمنا ينتظر أن تقوم الدولة وأجهزتها الحكومية بتقديم الحلول للمعضلة، ربما وهم «يتروشون» أي يستحمون، هناك في الذهنية المجتمعية قناعة مستوطنة، أن الواجب يقع على آخر، إما جهاز وزارة أو «شيء من هذا القبيل»!
والترشيد مع احترام النعمة وتقديرها، والماء من أعظـــم النعم، لن تقــوم له قائمة إذا لم يتحول إلى سلـــوك شخصي يُغرس في النفوس، وهاجــس مجتمعــي يقـــوم له المجتمع ويقعد، وإذا كانت مزرعتان فقط في شمــال السعودية تستهلكان أكثر من استهلاك خمس مناطــــق فيجب أن نضع الأصبع على الجرح، لنفكـر في الأولويــات، هل نحن بحاجة لزراعة الزهور أو الفــراولة أو غــيــرها مثــلاً لتصديرهـا أو «التفكه» بها؟
الحقيقة أننا الآن في وضع أفضل من ناحية الاعتراف بالمشكلة، تجاوزنا مرحلة قال فيها احد الأكاديميين وهو يقود جامعة وقتها، ان تحت أرضنا مياهاً تتجاوز كمياتها مياه نهر النيل «بطعش مرة»… وصفق له الحضور، ومن الذاكرة لست اعلم سبب التصفيق حتى الآن على رغم مرور سنوات طوال. وكل مسؤول مؤتمن على ما يصرح وما يقنع به قيادته، فإذا صنف عالم و «باخص» كانت له أهمية اكبر، للأسف نحن ندفع ثمن تزيين الأمور وتفصيلها بحسب المقاس، وإرهاصات قبلها وبعدها.
إذا كان الصنبور «البزبوز» في منزلك أو مكتبك، والمضخة واسعة الفوهة في مزرعتك، تصب الماء الزلال، فتذكر أن هناك من يركض لاهثاً وراء صهريج ماء وقد لا يجده بسهولة، وهو قانع بدفع خمسمئة ريال أو أكثر، وعندما يطالب بالترشيد يأتي وقع المطالبة على الأفراد والوحدات السكنية، وهم جزء من الاستهلاك والجزء الآخر هو المزارع والمنشآت الضخمة، لم يتخيل أحد أن البقع الخضراء التي تتشكل من أجهزة الري المحوري ستتحول إلى ثقوب سوداء… ربما لو تخيل احد وقتها لقيل له أنت متشائم لا ترى إلا نصف الكأس الفارغ، ماذا تبقى في الكأس يا ترى؟

Titto Divitto
19-06-2008, 17:12
بقلم عباس جعفر


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg
في أول شهر لي بعد الزواج، أيقظتني زوجتي في ساعة متأخرة من الليل، وهي تهمس بصوت مرتعش: أظن في حرامي يوجد بالبيت .. كدت أن أقول لها: وأنا مالي؟ راجل شايف شغله ويمارس مهنته لماذا أحشر أنفي في شؤونه؟ ولكنني تحركت من السرير وأضأت مصابيح الغرفة وفتحت دولاب خزانة الملابس بطريقة طاخ طراخ “على أقل من مهلي”، وكانت زوجتي قد أصيبت وقتها بصمم كامل ولم تعد قادرة على النطق بحرف، وبعدها ببضع دقائق خرجت من الغرفة لتفقد بقية أنحاء بيتي الصغير وبالطبع لم أجد الحرامي (بافتراض أنه كان أصلا قد دخل البيت).. وبكل أمانة شرحت لزوجتي سر تصرفاتي التي اعتبرتها بلهاء ودليل جبن: شوفي يا بنت الناس.. لو -لا قدر الله- اكتشفت ان لصا دخل علينا في غرفة النوم وصار يعبث في هدوء بمحتوياتها بحثا عن شيء يستحق السرقة فلا تتحركي وتصنعي النوم أو حتى الموت.. لعدة أسباب، أولها أنه ليس لدينا شيء ثمين يستحق السرقة، وثانيها أن أرواحنا أقيم من كل ما نملك.. ومن هنا ولقدام اعرفي ليكي ولزمانك.. لص البيوت لا هم له سوى السرقة بأسرع ما يمكن وتفادي “القبض” ومن ثم السجن، ولهذا فإنه مستعد لإلحاق الأذى الجسيم بكل من يحاول القبض عليه من اهل المكان الذي يسرقه، وكثيرون منهم يتحولون الى قتلة في سبيل الإفلات من القبض.. يعني بالعربي يا بنت الناس فإن العقل والحكمة يقتضيان تنبيه اللص الى ان وجوده معروف وأمره مكشوف حتى يبادر بالهرب.. ومن الحمق والبله اعتراض طريقه وهو يحاول الفرار.. وبالمناسبة فقد سبق لي مطاردة لص دخل بيتي، ولكن بعد ان “أعطاني” ظهره.. يعني تفاديت ان أسد عليه منافذ الهرب ولما اكتشفت انه يحمل بعض ممتلكاتي طاردته وانا اعلم تماما أنه في لحظة الزنقة سيتخلص من المسروقات حتى تصبح حركته خفيفة وحتى يتخلص من دليل إدانته.
كنت في شبابي الباكر – بدون فخر – مدمن مظاهرات، وكانت كل مظاهرة تنتهي باستنشاق الغاز المسيل للدموع والهرب من الضرب العنيف بالسياط وعصي الخيزران (لا أقول هذا لأثبت أنني لست جبانا فكل من يحمل شيئا من الجينات العربية يحمل جينات الجبن).. لاحظت في كل تلك المظاهرات ان الشرطة تهجم علينا من اكثر من اتجاه ولكنها تترك احد الاتجاهات مفتوحا حتى يتسنى للمتظاهرين الهرب.. الشرطة لا تفعل ذلك من باب الجبن ولكن لأنها تعرف أنها لو سدت المنافذ على المتظاهرين فسيقاتلونها بكل الوسائل وتكون العواقب وخيمة
والله كانت غايتي اليوم الكتابة عن سيدة صينية أعجبني قرار اتخذته، ولكن الزهايمر جعلني اسرح بعيدا وغدا أحدثكم عنها إذا أحيانا الله.

Narcissa
19-06-2008, 17:20
قلمي:

مشاهد حسية من إحدى الثانويات الرسمية اللبنانية:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عند مطالعتي لإحدى الصحف والمجلات اللبنانية وقع نظري على مقالات
طلاب قد قاموا بكتابتها شخصياً ، يشكون معاناتهم مع إدارة ثانوياتهم
التي بدل أن تكرمهم وتضرب بهم المثل لمحافظتهم على الصلاة ؛
فإنها تضع أمامهم العراقيل وتمنعهم من ذلك،
فقد نسي المدير الكريم والفاضل بإن مدارسنا المحلية تربوية قبل أن تكون تعليمية
ونسي بإن الدين لا ينفصل عن الحياة والعلاقات العامة .
إليكم بعض المشاهد التي تم العثور عليها :
المشهد الأول:
قام عدد من الطلاب بأداء صلاة الظهر في الثانوية أثناء إحدى حِصص الفراغ
محاولين استغلال الفرصة للتقرب من الله عز وجلّ في صلاة جماعية هادئة ،
وفجأة ضبطهم المدير بالجرم المشهود وهم يصلّون ودار بينهم الحوارالتالي من دون تحريف :
المدير:
ماهذا التخلّف ؟ أما زال يوجد مثل هذه المنظر ...
ماحدا يزايد علينا بالصلاة ،الأساتذة يصلون جميعهم بالبيت ..والقانون يمنع الصلاة بالثانوية .
تلميذ : لن تخسر شيئاً إذا سمحت لنا أن نصلّي.
المدير: أنت سبق لي ونبّهتك لكنك لم ترتدع ..ما شاء الله المؤمنون كثر ،
وإذا سمَحنا للكل أن يصلّي لن يبقى لنا مكان ...أنا أريد تطبيق النظام ...
تلميذ:وهل كل الأنظمة تطبق في الثانوية ؟
المدير بسخرية :هات موافقة من دائرة التربية وأنا سأشتري لكم الموكيت للصلاة وأقف فيكم إماماً!؟..
التلميذ :نحن نصلّي في ساعة الفراغ ،لأنه إذا انتظرنا نهاية الداوم تفوتنا صلاة الظهر .
المدير مستهزئاً: إن المسجد قريب لنطلب من الشيخ أن ينتظركم ويؤخر الأذان!؟..
ثمَّ قال بغضب :لن أسمح لكم بإداء الصلاة في الثانوية ،
ومن يخالف النظام نإخذ بحقّه الإجراءات المناسبة ...
وصرخ بالبواب:ارمِ "الكرتونات"- التي كان الطلاب يصلُون عليها –في سلّة المهملات ..
المشهد الثاني :
قام طالبان بتأدية صلاة الظهر في الملعب ، فيصل الخبر الى المدير ،
فيخرج إليهما أثناء صلاتهما ،ويركل بقدمه "الكرتونة "التي كان يصليان عليها
ثم يمسكهما من ثيابهما ويجرهما إلى مكتبه بطريقة غير لائقة وعلى مرأى من الطلاب
وقال لهما:"أمامكما أحد الخيارين :إما الصلاة وإما الدراسة
فتطور الجدال مع أحدهما فكان جزاؤه الطرد يوماً كاملاً من الثانوية ..
وتكررت الوشايات عن الذين يصلّون (من مسؤول جهاز الأمن والإستطلاع في الثانوية ،المهمّة التي أسندها المدير إلى البواب .)
أثار هذا استغراب بعض الطلاب فالبعض من زملائهم المدخنين لا يلقى لهم بال
مما دفعهم للتوجه بسؤال إلى البواب :لماذا شي بالمصلّي ولا تفعلها مع المدخن ؟
فأجاب قائلا :الذي يصلي هو مشروع إرهابي ،أما المدخن فهو أمر خاص يؤذي الصحة.ثم قام البواب المخلص بإيعاز من المدير بنشر التراب
في الزاوية التي اعتاد الطلاب أن يصلوا فيها في الملعب .
المشهد الثالث :
التلميذ:حضرة الناظر اسمح لنا بأداء صلاة الظهر .
الناظر: هذا غير مسموح فضلاً عن أنه تخلف ورجعية .
التلميذ:إن طلبت منك النزول لشرب زجاجة خمر أتسمح لي ؟
الناظر:نعم لأنها حرية شخصية ؛ أما الصلاة فهي شعار ديني ولا أسمح بها
فأي جيل سيتخرج من هذه المؤسسات التربوية ؟
هذه بعض المشاهد التي أثرت بي وجعلتني أخفض طرفي خجلة من الوضع الذي وصل إليها حال الإسلام عندنا !
فنحن عاجزين عن التصرف أمام هذه الإدارات المنحطة
ساعة دين واحدة في الأسبوع لاأحد يستغل منها شيئاً !بل يحولوها الى ساعة استهزاء بديننا الحنيف !
.
.


المصدر (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=373769)


نرسيسا، عند كتابة مقال صحفي لا نستخدم الوجود التعبيرية، ولا التلوين ولا تغيير حجم الخط (إلا في العنوان)، باختصار اتبعي أسلوب الكتاب الذين وضعتهم حتى تكتبي مقالا صحفيا، وأشكرك على مقالك الجميل.

المقال الآخر مقبول.

شكراً جزيلاً على ملاحظاتك ::سعادة:: .. تم التعديل ..^_^

Narcissa
19-06-2008, 17:23
قلمي عندما كان عمري 14 سنة :

اني يا صديقي احمل في فؤادي كلمات جارحة تدميني فلا اكاد انطق بها حتى يغسل جبيني الدافىء سيل من الدموع الباردة .انت لا تفهم الان ما يبكيني وما يدفعني للخوف من كل مجهول ولكن قد تبادلني الشعور نفسه عندما افصح عن لواعج قلبي لواعج كل عربي .
اني مثلك لا امل عن قراءة صفحات التاريخ العربي حيث الانتصار والعظمة .. انهم اجدادنا الذين لا نكف عن الافتخار بما انجزوه لنا بما زرعوه لاجلنا اولئك من تركوا على صفحات التاريخ بصمة ابهم ملطخة بدماء ابطال لم يستغنوا عن ما هو ملك لهم بل ناضلوا لاستعادة حقهم.... وما هي النتيجة؟....انتصروا واثبتوا وجودهم, فاخذ الزمن يتغنى بمجدهم ويفتخر بما حمله الى يومنا هذا .
عزيزي ,اسمعت بالمثل الذي يقول " ان النعم لا تدوم" او هل تؤمنم بأن الزمان لا يبقى على حاله كما كنا نأمل؟... كما عهدناه يوما؟....فلنكن واقعيين لانه لم يخذلنا الا واقعنا الميؤوس منه.
العرب يا اخي خانته ثقته بنفسه فدفع ثمن هذا غاليا لقد استرخى قليلا تحت اغصان الصباح حتى استيقظ على اصوات قهقهات الغرب !اذ بالقطار الزمني قد فاته واخذ يعض على اصابعه ندما على ما اقترفه وجناه ...............فهل تعرف ما جناه وما حصده من مزروعات الاجداد تلاشي الحضارة العربية التي لم تعد من اثرها الا الف تذكار وتذكار وبانهيار حضارتنا انهارت معه احلامنا وتاملاتنا بمستقبل مشرق لقد اصبحنا نمشي على ركام ما بنيناه كل تلك السنين ولو قدر لاجدادنا ان تعود لهم ارواحهم ليخرجوا من تحت الارض فيروا هذا لجثوا على ركبتيهم ينوحون !وماذا عن شبابنا الذين سلكوا دهليز الغواية المسلك الموصل لجحيم الندم
لقد بتنا مرأة تعكس تصرفات الغرب حتى بعنا اخلاقنا معتقدين بان هذا تطور الا انه تدمير لمبادئنا .
فهل تتخيل ما قد نصبح عليه بعد قرون ؟او بعد سنوات ؟او حتى في غضون ثوان ؟
ساوفر عليك مؤونة التخيل لاقول لك ان ظل الامر هكذا فلن يبقى لنا اثر بعد ذلك ,ستسدل الستارة لتعلمنا ان عهد العرب قد انتهى .
عزيزي انا لم اروي لك ما اشعر به وما هو حالنا لتذرف دموعك ندما على ما فاتنا وتحسرا على ما ضينا اني فقط ادعوك للغضب ولاعلان الثورة عل سالبين قلوبنا وارواحنا وارواحنا ادعوك التتطلع الى المستقبل حيث منيانا لتشعل في روحك نزعة تمهد لنا السبيل نحو السيطرة
فلتفتح الستارة من جديد ولتسدل على الغرب الطامعين
وكما قال اسلافنا :اني امرؤ عربي والعلا نسبي في اي ارض ارى عربا ارى وطنا.

مصدر (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=295010)

Titto Divitto
19-06-2008, 17:27
نرسيسا، عند كتابة مقال صحفي لا نستخدم الوجود التعبيرية، ولا التلوين ولا تغيير حجم الخط (إلا في العنوان)، باختصار اتبعي أسلوب الكتاب الذين وضعتهم حتى تكتبي مقالا صحفيا، وأشكرك على مقالك الجميل.

المقال الآخر مقبول.

matt the best
19-06-2008, 17:31
“اشبك الفيش”

“استغرب عدم قيام أي منهم بالاتصال بالشرطة فور اكتشافهم الأمر، خصوصاً أن وزارة التعليم العالي النيوزيلندية أعدت للطلبة القادمين إليها، دليلاً يمكنهم من تجنب أي نوع من أنواع المشكلات خلال وجودهم على الأراضي النيوزيلندية”
هذا الحديث المفيد هو للسفارة النيوزيلندية في السعودية، تعليقاً على ضياع ثلاثة طلبة سعوديين في غابة نيوزيلندية وعدم إبلاغ زملائهم عنهم.. والعثور بعليهم بعد ليلة مرعبة. هناك أكثر من نقطة في هذا التصريح الذي كتبه الزميل محمد الجمعي ونشرته “الحياة” الخميس الماضي، هذه النقاط تراها السفارة من المسلمات وهي في الحقيقة ليست من مسلماتنا. الأولى الإبلاغ، لا يعرف الأصدقاء النيوزيلنديون أن في ذهنية المواطن السعودي صورة سلبية عن “بلاغ للشرطة”، ناتجة عن تراكم عدد اهتمام بالبلاغات في شرطة بلاده، أول تفاعل سيتم معه هو التهوين من الأمر.. “وكل الله يا رجال”، آمنا بالله وتوكلنا عليه. أما أول سؤال، سيطرح على المبلغ إذا أخذ البلاغ بجدية فهو: “تتهم أحداً؟” ولكن إذا علم رجل الشرطة أن الغياب لا يتجاوز 12 ساعة لا غير، ربما يغضب ويحدث ما لا تحمد عقباه، فيصبح الطالب مطلوباً، أما إذا تعاطف مستقبل البلاغ فربما يقترح على من أبلغ البحث بنفسه في الاستراحات، المعنى أنه في الغالب جهد لا فائدة منه يبعث على الإحباط، من هنا أظن أن زملاء الطلبة لم يفكروا في الإبلاغ عن ضياع ثلاثة من رفاقهم.
الثانية أن القاعدة في ذهنية الطلبة “كل واحد يدبر نفسه”، على رغم أنهم تعلموا وحفظوا الجسد الواحد الأعضاء المترابطة، لأنهم عندما خرجوا إلى الحياة “الواقعية” وجدوا في الغالب أن على كل واحد تدبير أمره، وحسن التدبير هنا أن تعرف أحداً، لذلك عندما يلم بالمواطن حدث يسأل صديقه “تعرف أحداً في ذلك المكان.. سواء كان في مستشفى أو مركز شرطة”، بحثاً عن واسطة.. مفتاح يفتح الاقفال.. يضيء الدرب في الدهاليز، ولأنهم غرباء في نيوزيلندا ولا يعرفون أحداً، عملوا بما تعودوا عليه.
ومما يستفاد من تصريح الأصدقاء في السفارة أيضاً إشارة إلى الدليل، وفرت وزارة التعليم النيوزيلندية دليلاً للطلبة الوافدين يوضح لهم ما عليهم القيام به لتجنب الوقوع في المشكلات. إذا افترضنا أنه تمت ترجمة هذا الدليل لأن معظم الطلبة لغتهم ما زالت في البدايات، فهم مثلما تعودوا ألا يقرأوا دليلاً يقدم التعليمات والنصائح، نحن في الغالب الأعم من جماعة “اشبك الفيش”، سواء كان الدليل لسيارة أو هاتف جوال، فكيف بدليل للتعامل مع مجتمع جديد وسلطات حكومية؟ إذا حصل كذا يجب عليك أن تفعل كذا، الأطلاع على الأدلة وكتيبات التوضيحات والتعليمات ليس من ثقافتنا، مثلاً، في أسواقنا تجد كثيراً من البضائع الإستهلاكية تحمل كتيبات بكل اللغات ما عدا اللغة العربية، لذلك كانت الصيغة التي تربينا عليها هي “اشبك الفيش”.

matt the best
19-06-2008, 18:01
هوا كف واحد مالو تاني :

في يوم شديد السخونة والهتاوة كنت اتابع مع العائلة الموقرة في بيت جدتي برنامج يسمى سوبر ناني (او بالعربي الناني السوبر) . وطبا الناني دا مصطلح يستخدموه العيال الهاي لايف اللي الماما مش فاضيتلهم ، فتقوم الماما الموقرة تجيب الناني عشان تنتبه للعيال . لكن الناني اللي في البرنامج كانت وظيفتها غير وهيا مو عشان تنتبه للعيال الكتاكيت ، لكن عشان تهجدهم وتروضهم . والصراحة الصارحة كانو الاطفال في غاية الشر والعفرتة والناني السوبر يبغالها اسبوعين عشان تروضهم . على العموم لحد هنا ماشي لكن الصراحة انا اعجبت بدا البرنامج لانو قايم على سلوكيات الناني تعلما للبيبي وتعاقبو اذا لزم الامر (لا تفهموني غلط عقاب يعني انتا ممنوع من السنتوب لمدة يوم) ، ولا تشوفو الناني وهيا تشدشد شعرها وتلطش في نفسها من العكرتة حقت الاطفال في النهاية تخرج منتصرة بعد اسبوعين . الموهم كانت عمتنا المشهورة بكر سنها ورجاحة عقلها تقول سوبر ناني مين ؟ دي خيخة ناني ، بالله بدال ما تضيع اسبوعين من حياتها وغير الفلوس الطائلة المهبهبة اللي تنصرف علي الاطفال كانو لطشوهم كم كف ورفسة وتلاقي الاطفال زي الملاك ، وهنا قاطعتها عمتي التي تكبرها سنا وترجحها عقلا "ليش هوا الدنيا سايبة ؟ كم كف ورفسة ؟ ما كنت اتوقعها منك للاسف" وهنا طبعا انبسطت حتى بدت نواجذي وقلت في نفسي "اخيرا في وحدة واعية" ولسسا ما كملت الجملة الا كملت عمتي التانية "كم كف وكم رفسة ؟ هوا كف واحد مالو تاني بس يكون لولبي" . وهنا كانت الصاعقة ، والسؤال هوا لمتا حنفضل نعامل اطفالنا وفلذت اكبادنا زي الحيوانات (حتى عندهم والضمير يعود الى بتوع السوبر ناني عندهم جمعية حقوق حيوانات تمنع من ضرب الحيوانات) . في مجتمعاتنا الواد لمن ينضرب يكون هوا الغلطان واللي يستحق الضرب بينما يكون الاب (الضارب) معاه حق والواد يستاهل . الين متا يا عالم ، بالله شوفولنا حل مع دي المشكلة المتأزمة .

قصة عماتي والكف قصة اخترعتها لزيادة التشويق والحبكة الكتابية

Narcissa
19-06-2008, 18:22
[ مقتبس ]

أحمد ياسين ... طريق بدأ ولن ينتهي


http://tbn0.google.com/images?q=tbn:FO6wu4KjcpBVZM:http://emyemyemy.jeeran.com/8.jpg


على تلك الأمتار القليلة التي فصلت بين بيت الشيخ أحمد ياسين والمسجد الذي احتضن ركعاته وسجداته، اختزلت سنوات طويلة من عمر القضية الفلسطينية .. على تلك الأمتار القليلة تكاملت أركان ملحمة جهادية كبرى بتضحياتها وبطولاتها وصمودها ... ورفضها للاستسلام والخنوع !
على تلك الأمتار القليلة التي خطت عليها عجلات كرسي الشيخ دربها جيئة وذهابًا إلى المسجد .. خط الشيخ معها شموخًا تنحني له هامة الدنيا خجولة (حيًّا وميتًا).
على تلك الأمتار القليلة، كان الشيخ المقعد, يمشي وينتصب, مرفوع الرأس, عظيمًا كجبل، مخلفًا خلفه الملايين من أمة الإسلام، مشلولين .. مقعدين وهم أصحاء .. كهشيم يسكن السفح ..
كان الشيخ أمة كاملة سكنت جسد رجل واحد .. وكان في قلبه ألف ألف فارس .. وكان كرسيه آلة حربية جبارة زلزلت الأرض من تحت أرجل الأعداء وألهبت السماء من فوق رؤوسهم ومن تواطأ معهم! على تلك الأمتار القليلة تحقق للشيخ أحمد ياسين ما أراد، فهو الذي طالما ردد " لن يضر حماس أو أحمد ياسين أن أسقط شهيدًا .. فهي أغلى ما نتمنى .. "
تحقق له ما أراد .. وحقق الله به عجيبة من عجائبه، فها هو "المُقعد" يموت موتة الأبطال بصاروخ ضربه من هنا وخرج من هنا، ويهراق دمه، ليحيا في قلوب الناس إلى أبد الآبدين، ولينقش اسمه بأحرف من نور في أنصع صفحات التاريخ .. في حين مات ويموت عشرات الزعماء والرؤساء والعلماء من أذناب الأنظمة والسلاطين على فرشهم، كالدواب النافقة، مُجَلّلين بِعار لا تغسله كل بحار الدنيا !
على تلك الأمتار القليلة، ترجل الفارس .. "صلاح الدين هذا العصر" ووضع سيفه في عُهدة تلاميذه، ليلتحق بركب الشهداء بإذن الله. وليلتحق كل الخونة والمستسلمين بركب التعساء المخزيين بأمر الله !
على تلك الأمتار القليلة، توقف قلب الشيخ عن الخفقان وفاضت روحه إلى بارئها .. لكنه رغم ذلك بقي حيًّا! فأحمد ياسين صار منذ زمن بعيد اسمًا لمدرسة عظمى واسمًا لمؤسسة كبرى واسمًا لمنهج أسمى .. أحمد ياسين اسم لا يموت .. أحمد ياسين نهج لا يتلاشى .. أحمد ياسين طريق بدأ ولن ينتهي !
إن كل قطرة دم سالت من جسد الشيخ الغالي ستنفجر بركان غضب في وجه الصهاينة المحتلين .. وكل جرح أصاب جسد الشيخ القائد سينبت ألف حربة وألف خنجر وألف سكين! وكل خلية انشطرت من جسده ستصبح قنبلة تنشطر ألف شظية في جسد بني صهيون !
} وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون|


اللهم إنا نسألك أن تجعل قبر شيخنا روضة من رياض الجنة، اللهم إنا نسألك له الفردوس الأعلى.

سلاف.
19-06-2008, 18:22
شكوت إلى طبيب سوء حالي ********** فأرشدني إلى ترك الجهادِ

أقدم اعتذاري للإمام الشافعي رحمه الله حيث قال :

شكوت إلى وقيعٍ سوء حفظي ********** فأرشدني إلى ترك المعاصي



ففي ليلة حالكة الظلام ، وسط صحراء مقفرة ، وأدغال موحشة ، ومستنقعات آسنة ، اتخذ منها البعوض له أوكارا وأوطانا ، وأقام فيها دولا وجيوشا ، بدأت أبحث عن طبيب لعله يداويني ، فاهتديت أخيرا إلى مستشفيات كانت مكتظة بالمرضى ، بها الأطباء نائمون ، وأجهزتها معطلة لا تصلح للعمل ، كان حال الأجهزة مثل حالي الذي ترك الزمن على صفحات وجهه بصماته ، كما ترك على معالم جسدي تواقيعه وأختامه باستثناء شيء واحد لم يتمكن الزمن من الاقتراب منه استعدادا للمرحلة القادمة (...............). وأنا ممتطيا راحلتي ، وحزامي السميك يلف وسطي من حولي .



كان كل طبيب يغط في نوم عميق ، يشبه نوم الحكام العرب ، يصدر منه شخيرا مزعجا ، يعزف سيمفونية حب الوطن الخالد ، بكلماته المعهودة لي من قبل ، والتي أتذكرها قبل خمسين عاما ، منذ أن كنت تلميذا صغيرا في مرحلة التعليم الأساسي ، ولا زلنا نعلمها لتلاميذ مدارسنا حتى اليوم ولكن بكلمات معدلة :

بلادي يا أرضي يا أرض الجدود

فدائي يا شعبي يا شعب الخلود

وعلى موسيقى لحن شخيرهم الممقوت ، بدأت أبحث عن عيادة طوارئ أو إسعاف أو إنقاذ ، وأخيرا شعرت بالسعادة ؛ لأنني اهتديت إلى عيادة تقع في شارع يخلو تماما من البشر، ولم أكن أسمع في ذلك الشارع غير أصوات البوم وخفافيش الظلام .

لكن سعادتي لم تكتمل ، فقد وقعت عيني على يافطة مكتوب عليها : ممنوع الدخول، فعدت أدراجي من حيث أتيت ، ثم اهتديت إلى عيادة طبيب أخرى، وقد كُتب على بابها يافطة : لا يمسه إلا المطهرون ، وعيادة ثالثة عليها ملصق كبير يقول : الطبيب في إجازة بالخارج ، وأخرى : الرجاء عدم الازعاج حتى اهتديت أخيرا إلى عيادة مشرعة الأبواب ، وبمجرد دخولي وجدت كل من فيها يلعب الميسر والشطرنج .

بدأ الطبيب يتفحصني من رأسي حتى أُخمص قدمي ، ثم أخرج من جراره نموذجا ورقيا ، وطلب مني التوقيع وكتابة اسمي ورقم هويتي .

قلت له : لا أُحسن التوقيع ولا حتى بحافر قدمي ، ولا أملك بطاقة هوية فأنا مشرد لاجي ، ولا أجيد الكتابة بالقلم الذي تعهده ........ .

حملقت بنظر ثاقب في النموذج الورقي ؛ فقرأت عبارة تقول : طبيب العيادة غير مسئول عن نتيجة عملية المريض ، وأن المريض وحده هو الذي يتحمل المسئولية الكاملة المتعلقة بالعملية الجراحية .



شكر الله سعيكم وغفر لموتاكم

Her Soul
19-06-2008, 18:39
اخطأت يا موسي: العرب مغفلون

ليسمح لنا السيد عمرو موسي امين عام الجامعة العربية ان نختلف معه، في قوله للرئيس الاسرائيلي
شمعون بيريز، اثناء انتفاضته الغاضبة، بأن العرب ليسوا مغفلين اثناء مشاركة الاثنين في مؤتمر الحائزين علي
جائزة نوبل المنعقد حاليا في مدينة البتراء، ونقول له انهم فعلا مغفلون بل و اغبياء و جبناء استمرأوا التذلل
للإسرائيليين وتلقي الصفعات منهم الواحدة تلو الاخري.

السيد عمرو موسي استشاط غضبا عندما دعا بيريز العرب لاتخاذ خطوات تجاه السلام، علي غرار ما قام به
الملك الراحل حسين بن طلال والرئيس المصري الراحل ايضا محمد انور السادات، والاستعداد للتقدم نحو
السلام، فسأله، اي موسي، عما فعلته اسرائيل من اجل السلام وما هو موقفها من المبادرة العربية، وكيف
تتحدثون عن السلام وأنتم تبنون المستوطنات؟
غضب السيد موسي مشروع ومبرر، ولكنه موجه الي الشخص الخطأ، فمثل هذا الكلام يجب ان يوجهه ايضا
وبأكثر حدة وصراحة الي اصدقائه من الزعماء العرب، واولهم الرئيس المصري حسني مبارك الذي خدم معه
لأكثر من ثماني سنوات كوزير للخارجية.

العرب مغفلون فعلا، وتتعامل معهم اسرائيل والولايات المتحدة، وربما العالم بأسره، علي هذا الاساس، ولا
نري ان هناك ما يجبرهم علي تغيير هذه القناعة الراسخة، ودليلنا الدامغ علي هذه الحقيقة المؤلمة نوجزه
في بعض الامثلة:
اولا: وزراء الخارجية العرب، وكبيرهم السيد عمرو موسي، اشترطوا تجميد كل الانشطة الاستيطانية
الاسرائيلية لذهابهم الي مؤتمر انابوليس للسلام الذي دعا اليه الرئيس الامريكي جورج بوش في تشرين
الثاني (نوفمبر) الماضي، ونجحوا فعلا في اصدار قرار عن المؤتمر يؤكد مطالبهم، فماذا فعلوا وحكوماتهم
الموقرة عندما خرقت اسرائيل هذا القرار وبنت اكثر من ثمانية آلاف وحدة سكنية في المستوطنات المحيطة
بمدينة القدس المحتلة في الاشهر الستة الاخيرة التي تلته؟
هل سحبوا السفراء احتجاجا، او اغلقوا السفارات، او حتي طردوا دبلوماسيا اسرائيليا واحدا من السفارات
التي ترفع النجمة السداسية في قلب عواصمهم، وتضم اقساما ضخمة للموساد؟
ثانيا: العرب الرسميون شاركوا في كل حروب الادارة الامريكية الاخيرة، سواء بالمال او الجيوش ابتداء من حرب
تحرير الكويت عام 1991، ومرورا بالحرب علي الارهاب عام 2001 في افغانستان، وانتهاء بغزو العراق واحتلاله
عام 2003، فماذا قدمت لهم الولايات المتحدة الامريكية في المقابل؟ لا شيء علي الاطلاق، بل الأنكي من
ذلك انها سلمت العراق مقشرا للنفوذ الايراني، الذي يتباكون منه حاليا، ويحرضون الادارة الامريكية علي شن
حرب علي ايران نيابة عنهم وتبديدا لمخاوفهم.

ثالثا: اسعار النفط بلغت ارقاما قياسية، واقتربت من المئة والخمسين دولارا للبرميل، بسبب حالة التوتر في
المنطقة الناجمة عن عمليات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، تماما مثلما ارتفعت بسبب حرب
تشرين الاول (اكتوبر) عام 1973. الرئيس بوش هرع الي المملكة العربية السعودية طالبا زيادة الانتاج لتخفيض
الاسعار، وامتصاص غضب المستهلك الامريكي. الحكومة السعودية زادت كمية انتاجها بثلاثمئة الف برميل
في تجاوب فوري لطلبه، ثم قررت زيادة مئتي الف اخري اعتبارا من اوائل الشهر المقبل. فماذا اخذت الحكومة
السعودية من ادارة بوش في المقابل؟ لا شيء علي الاطلاق باستثناء تصريح للسيدة كوندوليزا رايس اطلقته
اثناء لقائها بالرئيس محمود عباس في رام الله، قالت فيه: ان التوسع الاستيطاني لن يؤثر علي نتيجة
مفاوضات السلام.
رابعا: الاردن دولة وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل، وأجّرت اراضي للمستوطنين في الغور لعدة عقود
قادمة.. واستضافت كل رؤساء، ورؤساء وزارات، ووزراء اسرائيل تقريبا، فماذا حصلت في المقابل؟ تصريحات
لوزير اسرائيلي قال فيها ان العاهل الاردني الحالي هو آخر ملك للبلاد، ومفاجأة اخري غير متوقعة من روبرت
كاغان مستشار المرشح الجمهوري جون ماكين بأن الاردن هو الوطن البديل للفلسطينيين.

% خامسا: تقدم العرب عبر قمتهم في بيروت عام 2002 بمبادرة سلام بالتطبيع الكامل مع اسرائيل، مقابل
انسحابها من الاراضي العربية المحتلة، فردت حكومة ارييل شارون في حينها باعادة احتلال الضفة الغربية
وتشديد الحصار علي الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات في مقره وتدمير معظمه فوق رأسه الي ان
اغتالته بالسم، والتوسع في الحفريات تحت المسجد الاقصي، وبناء مستوطنات جديدة حول القدس المحتلة.
كيف جاء الرد العربي علي هذا التجاوب الاسرائيلي؟ اعادة طرح المبادرة العربية للسلام مرة اخري في قمة
الرياض وعقد اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية برعاية السيد موسي نفسه لتفعيلها، وتشكيل وفد من
وزيري خارجية مصر والاردن للذهاب الي القدس المحتلة لشرحها للمسؤولين الاسرائيليين في عملية
استجداء يندي لها الجبين.

% سادسا: الرئيس مبارك قدّم خدمات جليلة للولايات المتحدة لم يقدّم مثلها اي زعيم عربي آخر حتي الآن،
ومع ذلك عامله صديقه الرئيس الامريكي بازدراء شديد في الزيارتين العابرتين اللتين قام بهما الي مصر في
كانون الثاني (يناير) وايار (مايو) الماضيين، فقد توقف لمدة اربع ساعات في الزيارة الاولي، ولم يقابله في
الزيارة الثانية الا لبضع دقائق ولم يكلف نفسه بحضور خطابه، اي خطاب مبارك، الذي القاه في المنتدي
الاقتصادي المنعقد في شرم الشيخ، وجاء بسببه الرئيس الامريكي للمنتجع المصري الشهير. والاكثر من
ذلك ان الرئيس بوش بلغ به حد الاستهتار بمضيفه المصري درجة القاء محاضرات عليه في الديمقراطية
واحترام حقوق الانسان.

سابعا: اسرائيل تحاصر مليونا ونصف المليون عربي مسلم في قطاع غزة، وتقطع عنهم الماء والكهرباء
والمواد الطبية والوقود وكل اسباب الحياة، واثنتان وعشرون دولة عربية لم تستطع ايصال لتر واحد من النفط
اليهم، ولا حتي علبة دواء واحدة، خوفا من الغضب الاسرائيلي ـ الامريكي.

الأمثلة علي الهوان العربي كثيرة، يضيق المجال لحصرها، ولا بد ان السيد موسي يعرفها، مثلما يعرف ما هو
اخطر منها، ولذلك لا نستغرب غضبته هذه، ولكننا نستغرب حضوره هذا المؤتمر وجلوسه الي مائدة واحدة مع
الرئيس الاسرائيلي، وهو الذي لم يفز بجائزة نوبل، فلماذا يعرّض نفسه وجامعته لمثل هذه الاحراجات اذا كان
لا يستطيع تحملها؟ واليس هذا تطبيعا مجانيا بين الجامعة العربية واسرائيل؟.

السيد موسي يستحق الشكر علي انسحابه احتجاجا، ولكن كان عليه ان يكمل جميله، وان يتمسك بموقفه،
ولا يعود الي قاعة الاجتماع، حتي يثبت لنا وللضيوف الحاضرين انه جاد فعلا في موقفه هذا، وانه مختلف عن
الزعماء العرب الذين يمثلهم، ولكنه لم يفعل وللأسف الشديد، وجاءت غضبته هذه زوبعة في فنجان، انتهت
في دقائق معدودة، وأعطت عناوين جيدة لبعض الصحف العربية، ونحن منها.


عبد الباري عطوان _ جريدة القدس العربي اللندنية

Titto Divitto
20-06-2008, 06:19
بقلم أحمد العرفج

http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1213916715197070300.jpg (http://www.al-madina.com/node/20996)

حدثنا أبو سفيان العاصي في كتابه «الوافي في الكلام الوقّافي» أنه عثر على مخطوط قديم ورثه عن جده لأمه، فيه ذكرٌ لبعض الوظائف الغريبة ومسمياتها الأغرب، وأورد شيخنا نماذج من تلك الوظائف، أبرزها: وظيفة «مطيّر حمام»، وهو رجل بسيط يقوم بالتلويح للحمام ليطير، وهذه الوظيفة مقصورة على الحرمين الشريفين، حيث يكثر الحمام ويُربك المصلين والطائفين، ولا زلت أتذكر في طفولتي كيف أن الحمام كان يتكاثر في ساحات المسجد النبوي الشريف بشكل مزعج، وطرده يتطلب رجلاً صبوراً، ولعل هذه الوظيفة جاءت من هذا المنطلق!
ولم يكن يُشترط في هذه الوظيفة أكثر من نشاط قوي في تلويحة اليد، يصاحبه خشخشة تصدر من اللسان مثل «إشششششش»، ليدرك الحمام أن الأمر جدٌ وليس بهزل!
ومن الوظائف الأخرى وظيفة «مشمّت علماء»، وكانت موجودة في بعض الدوائر الشرعية وبعض حِلَق العلم حيث يكثر العطاس، ويتطلّب تشميتاً مستمراً، قد يُصيب المتلقّي بالملل، ومن هنا جاء في الأثر أن يُقال لمن يعطس أكثر من مرتين «شفاك الله».
كل هذا جعل «التشميت» يكون وظيفة رسمية، لا تتطلب أي جهد سوى معرفة مقامات الناس ومنازلهم، فلو عطس صاحب مقام أعلى من آخر فيجب على المشمّت أن يبدأ بالأعلى فالأدنى.. كما أن هذا المشمّت مُطالب بخارج دوام فيما -لا سمح الله- لو أصيب أحدهم بنوبة زكام أو عطاس، ليكون قريباً منه ومشمتاً له! ومن الوظائف التي اشتهرت في تلك الأيام وظيفة «ماسح أبصقة»، وهي خاصة بالحرمين الشريفين، حيث بعض الوافدين والحجاج -كما يقال- دائماً يبصقون –هداهم الله- على ساحات الحرمين، الأمر الذي يتطلّب متطوعاً أو موظفاً لإزالتها، ومن هنا جاءت وظيفة هذا «الماسح»! ومن الوظائف أيضاً وظيفة «ماسح أعمدة»، وهي أيضاً خاصة بالأعمدة الموجودة داخل الحرمين، ولا تتطلب أي مؤهلات سوى القدرة على القفز والإجادة في «المسح» وإزالة الغبار! هذا ما يخص الوظائف القديمة، ولكن ماذا عن الوظائف الجديدة التي يجب أن تستخدمها «وزارة الخدمة المدنية»؟ سنرى ذلك غداً!

-------------------------------------------------
المقال مقال اليوم، لهذا سننتظر حتى الغد ليتحفنا العرفج بالجزء الثاني من المقال.

Titto Divitto
20-06-2008, 07:23
بقلم أحمد العرفج

http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1212862585288565100.jpg (http://www.al-madina.com/node/15723)

يوماً بعد يوم تزداد قناعة القلم بأن الناس -هنا- يتلهّفون لتطوير ذواتهم وتحسين أدائهم، بعد أن ضاع القسم المهم من حياتهم في «التدخّل» في شؤون كشمير، والزجّ بهم في قضايا لا حول لهم فيها ولا قوة!
لقد أدرك القلم ذلك من خلال المطالبة المستمرة من بعض الرسائل التي تريد المزيد من الخطوات التي ترتقي بالأداء، وترفع مستوى النجاح والعطاء!
وقد شرع الحرف هنا في ترجمة فقرات من الكتاب القيّم «كيف تغيّر حياتك في سبع سنوات» للحكيم جون بيرد، ثم توقفت بعد ثلاث أو أربع حلقات، الأمر الذي حرّك المنتظرين للمطالبة بتكملة ما بدأه القلم، مذكّرين أن «وعد الحرّ دين»!
ونزولاً عند هذا كله سيواصل القلم مسيرته – تحت إلحاح من أحسن الظّن- حسبما يسمح به الزمان والمكان!
يقول جون بيرد إن الخطوة السادسة في النجاح تكمن في أهمية «ارتكاب الخطأ»، مختصراً ذلك بأن العقلاء يتعلّمون من «أخطائهم»!
ويبدأ جون الفصل بسؤال لك عزيزي القارئ قائلاً: لو أن الحياة كانت مضمونة لك بلا أخطاء، مقابل أن تسير على قواعد صارمة، هل تقبل هذه الحياة؟ إن الحياة عندها ستكون مملة قاحلة رتيبة، تُرى هل كُتب على الحياة أن تكون رحلة وردية مشرقة، خالية من الأخطاء؟ إنني أتذكر أن زوجين كلما تخاصما فكّرا بالطلاق، وهذان الزوجان يتسمان بالغباء لأنهما يظنان أن الحياة يجب أن تكون رحلة وردية منزوعة الأشواك!
إنهما –كما يقول جون- مثل رجل قيل له إن سيارتك غير نظيفة، فقال على الفور: إذاً أحتاج أن أشتري سيارة جديدة!
إننا في هذه الأيام نطلب طلبات غير معقولة في حياتنا من خلال خوفنا من حدوث الخطأ أو ارتكابه، مع أن الخطأ حيوي في الحياة التي ليست أكثر من التجريب والمراوحة بين النجاح والفشل!
إنه من المستحيل على البشر أن يكونوا خالين من الأخطاء، فهم ليسوا ملائكة..
صحيح أن خطأً أكبر من خطأٍ، ولكن هكذا هي مسيرة الحياة والعيش فيها!
إن البشر من غير أخطاء لن يتعلموا، وسيصبحون بلا تاريخ، ولن يدركوا كيف تُدار الأمور!
إنني – والكلام لجون بيرد والترجمة لي- عندما نشرت مجلة Big Issue تلك المجلة التي تساعد المشرّدين على اكتساب اللقمة الشريفة، لم يكن هناك مخطط، وقد ارتكبت عشرات الأخطاء، ليس لأنني غبي، بل لأن الحياة ليس فيها شيء كامل.
إن الخطأ ضرورة بشرية، ولم يُعصَم منا أحد، وعندما زنت امرأة أيام السيد المسيح –عليه السلام- وجيء بها لتُرجم، صاح أحدهم منادياً بقوله: «من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها».. عندها لم يتقدم أحدٌ لأن الكلّ خطّاء!

Titto Divitto
20-06-2008, 07:24
بقلم أحمد العرفج

http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1213631690457067000.jpg (http://www.al-madina.com/node/19773)

تبدو الملابس بشكل عام نوعاً من أنواع الهوية، لذلك قال بعض الراسخين في الأزياء: (ملابسنا تحددنا)!
ومن أبرز ما يميّز الزي السعودي «العقال»، ودائماً عندما يشعر الإنجليزي معك بأنه «أخذ راحته» يسألك عن العقال، وعن سبب لبسه وعن اسمه وممّ صُنع.. إلخ!
وهذه الأسئلة تفتح ملفاً طويلاً معي.. إذ لا زلت أتذكر أنني حين كنت في الصف السادس بمدرسة خالد بن الوليد الابتدائية بالنزلة الشرقية بجدة فوجئنا – نحن معشر الطلاّب - بأحد المدرسين وقد ارتدى عقالاً، هكذا فجأة، وعندما دخل الفصل كأنه قرأ السؤال في أعيننا الخائفة، فنحن لا ندري هل لبس العقال للزينة أم لـ»تمريغ» أجساد الطلاب المهملين والمشاغبين والمقصّرين؟! ولكن حيرتنا لم تستمر فقد قطعها تباهي المدرس بأن لبس العقال من «تمام الرجولة»!
هنا زُرعت هذه الفكرة في جماجمنا، وما لبثت بعد ذلك بأيام أن اشتريت عقالاً ولبسته، وكان أن صادف أنني تأخرت في العودة إلى المنزل ليلاً، لأجد زوج والدتي العمّ حسين –حفظهما الله- في انتظاري، وبوصف العمّ حسين كفيفاً فقد لمس رأسي فوجد العقال، وأخذه من رأسي ليقطعه على ظهري ضرباً وجلداً!
مرّت أعوام قبل أن تنتهي علاقتي بالعقال، ولكن عندما تقدمت لمدرسة تعليم القيادة، سمعت المدرب يسأل أحد الأعراب عن فائدة المرآة التي في وسط السيارة، فقال المجيب على الفور: «لقد وُضعت حتى نعلّق العقال عليها، ونضبط معيار الكشخة»!
وبعد أن لحقتها أعوام أخرى وأصبحت مدرساً، صادف أن ضرب أحد المعلمين أحد الطلبة بعقاله، فعلم مدير التعليم – حينذاك - بالأمر، فقال جملة مشهورة تناقلتها ركبان المعلمين، وهي: «أرجو أن لا أضطر إلى إصدار قرار يمنع لبس العقال في المدارس»! بعد هذه السنين مع «سيرة عقال» سمعت شيخنا الفيلسوف عبد الرحمن بن معمر يقول إن لبس العقال غير لائق، لأنه يُستخدم في ربط البعير، ومن ذلك قول الخليفة أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- في ردّه على المرتدّين: (وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً كَانُوا يُعْطُونَهُ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ)! والعقال لم يوجد عبثاً، بل حضر خادماً لـ»الشماغ» ومثبتاً له، وكلاهما وصلا إلينا من الإنجليز الذين كانوا يتقون الحرّ بالشماغ، والشماغ بدوره استدعى العقال! والعقال كغيره خاض حروباً وصارع من أجل البقاء، ولعلّ الكثيرين يتذكرون أن هناك نوعاً آخر من العُقل يمتاز بأنه «مقصّب ومذهّب»، واشتهر بلبسه جلالة الملك فيصل –رحمه الله-، ولكنه لم يصمد، إذ خرج هذا العقال من التصفيات النهائية في «معركة الملابس اليومية في السعودية» على يد العقال الأسود الخاص!
تُرى أين سيستقر أمر العقال ونحن في عصر المتغيرات؟ قد يبدو السؤال ساذجاً في عُرف البسطاء، ولكنه في عُرف من يرصد التحولات من علماء الاجتماع هو «لعب بالموس»!

Titto Divitto
20-06-2008, 07:27
بقلم أحمد العرفج

http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1213458460862573200.jpg (http://www.al-madina.com/node/18908)

كل مجتمع يتعامل مع المعطيات الثقافية بالطريقة التي يختارها، لذلك يمكن للراصد أن يدرك الفرق بين ثقافة وأخرى من خلال مقارنتها مع غيرها، وبضدّها تتبيّن الأشياء كما يقول شاعرهم المتنبي!
حسناً، خذ مثلاً صورتين من صور تناقض المفاهيم بين المجتمعات الغربية والمجتمعات العربية، واختلاف آليات التفكير، رغم أنهما يعيشان في زمن واحد:
الصورة الأولى: في الثقافة الغربية يبدو «الجانب السياسي» هشاً، أو جداراً قصيراً يمكن لأي كائن أن يتسلّقه وينال منه، وينتقد رواده، ويسخر من أداء العاملين فيه،
بل ويبيّن نواقصهم وجوانب القصور عندهم!
ولكن في المقابل، نرى أن الثقافة الغربية تحترم الجانب الاجتماعي، وتعتبره منطقة «محرّمة» لا يجوز «الاقتراب منها»..
فمثلاً الويل لك لو قلت لرجل أسود في الغرب «يا زنجي»، أو نبزت أي كائن في لونه أو ديانته أو شكله، ويبالغ الغرب كثيراً لدرجة أنك لا تستطيع أن تنتقد سلوك الشاذين جنسياً أو الشاذات، على اعتبار أن هذا خيار اجتماعي ويجب احترامه!
الصورة الثانية: في الثقافة العربية تبدو الأمور معكوسة تماماً، فالجانب السياسي مقدّس ومُهاب، والزعيم يصفق له حتى وإن جلد ظهر الرعية وأخذ أموالها، والويل الويل لمن انتقد أداءه، لأنه يعتبر «ظل الله في الأرض»!
لكن الجانب الاجتماعي جانب هش وجدار قصير يتسلّقه أي طالب، ومن السهل عليك تصنيف الناس إلى «أبيض» وأسود».
من السهل أن تسخر منهم ومن ألوانهم وعنصرهم وجهتهم، ولن تجد أحداً يسألك ثلث الثلاثة كم؟!
وإذا تمعنت -عزيزي القارئ- ما تخلص إليه هذه المقارنة أو المعادلة، ستجد أن الثقافة الغربية تعتبر المجال السياسي شأناً عاماً من حقّ كل مواطن الخوض فيه،
بينما تعتبر الشأن الاجتماعي شأناً خاصاً، الدخول فيه يعني «الاعتداء على حرية الآخرين»!
إن رؤية الثقافة الغربية للسياسي تنسجم مع تلك النظرة التي شرحها بدوي في صحرائه، عندما قال:
إن ضاقْ صدري، قمتْ أسبّ الحكومة
حيـث انّها منّـا وتخطـي علينـا!
بينما ترى الثقافة العربية أن التدخل في شؤون الناس وتصنيفهم أمراً ضرورياً،
وفي ذات الوقت تضع السياسة في «تابوه» مقدّس يُحرّم الاقتراب منه، ولا يجوز للعامة الخوض فيه، كما أنه جانب مخيف، الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود!

Titto Divitto
20-06-2008, 07:36
بقلم البتول الهاشمية

http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/Writers.jpg
تنصت إليه أو تحاول، تأتيك كلماته و كأنها صدى، انه يحتج على الفضائيات الغنائية، يطال غضبه تلك التي لا هم لها إلا التسلية و المرح. لا بل يسميها فضائحيات.
لقد أعجبته اللعبة و أعلن بلا خجل إنها خلاعيات.
يقول لا فض فوه أنها تلهي الشعوب عن قضاياها الأساسية، تمد يدك إلى السماعة، تحاول عبثا أن تحجز لك مكانا على الخط، تود لو تسأله عن أي قضايا تتكلم.. القضية الفلسطينية أم العراقية ..
أو حتى اللبنانية.
تتمنى لو انه يخصص لكنه يمضي في تعميمه، تجتاحك رغبة عارمة بالصراخ. ماذا تملك هذه الشعوب أن تفعل، بصيغة أخرى ماذا تركتم لها إذا كان اكبر شيء يمكنها أن تصوت له هو مطربها المفضل، رغبة في البكاء تنتابك هي الأخرى عندما تراه يحدثك عن العروبة و الديمقراطية و الوحدة و التحرر من ربق الاحتلال.
تسحبك الذاكرة إلى خطب قديمة سمعتها مرارا و تكرار، تشعر كأنك لا تعيش اللحظة، إنها الكلمات نفسها لكن الوجوه تتغير.
لم تعد تسمع ماذا يقول، الكلمات تتماهى و تتداخل، حتى تضاريس الوجه تبدأ بالتلاشي شيئا فشيئا.
شيئآن اثنان يمتثلان أمامك:
لسان بلون الدم يرفض أن يجد مستقرا له
و فكّان بملامح حجر الصوان يطحنان الهواء .

Titto Divitto
21-06-2008, 09:28
بقلم أحمد العرفج

http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1213981710319848300.jpg (http://www.al-madina.com/node/21307)


حظي المقال السابق بتفاعلات بعضها إيجابي والآخر سلبي، والقلب يتسع -قبل الصدر- لمن في ضفتي النهر وما بينهما، مهما بلغت درجة التعاضد والائتلاف أو حدة النقد والاختلاف!
ونزولاً عند رغبة من أحسن الظن بقلمي البسيط، سيرصد الحبر نماذج من الوظائف الحديثة، حيث جاء هذا العصر وجاءت معه وظائفه التي أخذ بعضها صفة رسمية، وبعضها الآخر تعارف عليه الناس، ولا بأس من أن نتوقف عند مجموعة مسميات قابلة للإضافة والتعديل والحذف والتبديل!
ولعل أهم المسميات التي يمكن أن نضيفها ما انبثق من عالم التفجير والتطرف، فقد أصبح الكلّ يرفض هذا الفعل ويمقته، بما في ذلك من كان يؤيده أو يدعمه بالأمس، لذلك يمكن أن نطلق على البعض ممن تواتر وتكرر ظهوره في وسائل الإعلام رافضاً الإجرام مسمّى (مُدين تفجيرات)، وهو الشخص الذي ينبري للشجب بعد حدوث فعل التفجير القبيح مباشرة، حتى لو كان في السر من المؤيدين له، أو كان بالأمس من المنادين به!
كما يمكن أن نستحدث وظيفة تحت مسمى (شاجب تطرّف)، وهو كل من كان بالأمس يمارس التطرف، وجاء اليوم وبراءة الأطفال في عينيه شاجباً التطرّف والتصلّب والتجمّد، وكأنه عثر على سماحة الإسلام مخبأة في قارورة ملقاة في جزيرة نائية لم يصل إليها غيره من العالَمين!
وثالث هذه المسمّيات هو (مستنكر إرهاب)، وهذه الوظيفة يندرج تحتها خلق كثير، لأنها منطقة رمادية يصعب استبيان ملامحها، إذ يختلط في الأذهان الدفاع عن النفس وممارسة الإرهاب، وهو غالباً ما يحدث في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومن قبله الحركات الثورية التي تسمي نفسها حركات تحرّر واستقلال، حيث كانت ومازالت تحمل السلاح في مناطق مختلفة من العالم بذرائع وقضايا مختلفة، مختزلة المسافة بين تشي جيفارا وبن لادن!
وأصحاب هذه الوظائف يجمعهم قاسم مشترك واحد، وهو ممارسة (المناصحة) في منطقة ضبابية، لا يتعرضون فيها للمساءلة ولا لـ“تفكيك” المفاهيم التي يطرحونها، كما أنهم لا يرتكزون على الثقافة الإنسانية المشتركة التي تعتبر من المكونات الأساسية للتعايش مع الآخر، إضافة إلى عجزهم عن فهم السياق الحضاري للبشرية، وهو ما يضطرهم إلى تركيب أسنان للموتى لبث الذعر في مفاصل من يختلف معهم، فتراهم يناطحون هنا وينافحون هناك، مع ما يعتريهم من ضعف وقصور!
وسيمتاح الحبر في استحداث مسميات أخرى لوظائف تفرضها الحاجات المستجدة، وربما يكون خير الأمور محدثاتها!


-----------------------------------------
ههههه ويستمر الحبر الأصفر في تألقه ولمعانه.. رائع يا عرفج بانتظار جديدك.

Titto Divitto
21-06-2008, 17:16
بقلم جعفر عباس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg
اعترفت قبل أيام بأنني لست من أنصار “المرجلة الغبية” ومنها – مثلا – الهجوم على لص اقتحم بيتي بغرض القبض عليه وضربه، بل من أنصار ان تتفادى الدخول معه في مواجهة عنيفة، ومحاولة النيل منه بعنصر المفاجأة او المطاردة .. كلنا نعلم ان زلزالا مدمرا ضرب مؤخرا إقليما في الصين مما ادى الى وفاة قرابة 90 ألف نسمة.. زوجان صينيان انهار بيتهما ولكنهما نجيا من الموت فطلبت الزوجة الطلاق،.. لماذا؟ لأنه وبمجرد إحساسه بالهزة الأرضية خرج الزوج من البيت وهرب بعيدا دون ان يحاول مساعدة زوجته على الخروج من الركام.. وكتبت النجاة للزوجة وعثرت على زوجها في مخيم بعيد وأبلغته: تطلقني الحين وبلاش الجرجرة في المحاكم.. أنا أؤيد قرار الزوجة! ستقول: عجيب.. تقول لزوجتك طنشي لو أحسست بأن هناك حرامياً في البيت، وتعترف بأنك لست من أنصار التصدي للصوص المنازل تفاديا للعنف وفي نفس الوقت تستنكر على رجل صيني ان ينجو بجلده عند حدوث زلزال؟ نعم استنكر مسلك الصيني هذا، فإن تترك لصا يهرب طالما أنه لم يؤذ أحدا من اهل بيتك شيء، وأن تتخلى عن واحد من اهل بيتك في ساعة محنة حقيقية شيء آخر.. يعني لو رأيت عشرة لصوص مسلحين بصواريخ كروز وحاولوا إيذاء زوجتي او احد افراد أسرتي لتصديت لهم واللي بدو يصير، يصير.. في أحد مطارات دولة عربية استخباراتية، وفي معظم المطارات العربية مسؤولون مؤهلهم الأساسي درجة عالية من الوقاحة والغطرسة، انتبهت الى ان ضابطا برتبة رائد في الجوازات يقلب جواز سفر زوجتي ويسألها أسئلة غبية، من باب إثبات الوجود و”الأهمية”.. فقلت له انا زوجها ووجه لي أي سؤال يتعلق بدخولنا “البلد” فنظر اليّ بازدراء وقال هي مسافرة بجواز منفصل ومن حقي ان اسألها ما أشاء من أسئلة فقلت له ما معناه: لا أنت ولا كبيركم الذي علمكم الوقاحة تستطيع ان تسألها حتى عن اسمها.. وتعالت أصوات المشفقين في الطابور من خلفي: يا ابن الناس حضرة الضابط بيسأل أسئلة روتينية وما تعقد المسائل على نفسك.. بيني وبينكم شعرت لثوان معدودة أنني “زودتها حبتين”، ولكنني أعاني من حساسية شديدة تجاه المتغطرسين واستمتع بالتحرش بهم واستفزازهم، فقلت بأعلى صوت لحضرة الرائد: هات جوازاتنا فقد قررت عدم دخول بلدكم وسأنتقل الى صالة الترانزيت حتى أجد رحلة تبعدني عنكم.. كان رد فعل الضابط غير متوقع، فقد عاتبني بلطف لأنني “عصبي زيادة عن اللزوم”، وختم على جوازاتنا تأشيرة الدخول وقضيت في ذلك البلد بضعة أيام وأنا متأكد من ان الجماعة س”يطبون” عليّ ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، رغم أنني سمعت عشرات الحكايات عن البهدلة التي تعرض لها من وصلوا ذلك المطار لا لذنب جنوه سوى “سادية” وعنجهية من ادمنوا التسلط (وما يفقع المرارة ويثقب الكبد ان كل الممارسات من هذا القبيل ترتكب باسم فلسطين ولا تسألني كيف!!) .. المهم يا سيدة يا صينية طلقي زوجك وأنا أجيب لك عريس لقطة من النوع الذي سأتحدث عنه في مقال الغد.

-----------------------------------------------------------
لا تتوقعوا أن يكتب عن ذلك في الغد، فكما تعلمون للزهايمر دوره..

Titto Divitto
21-06-2008, 17:32
بقلم عبده خال


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abdohkhal.gif
عارضت ظهور مادة التربية الوطنية في المدارس لكون حب الوطن مسألة أكثر عمقا من مادة يتم خلالها تلقين الطالب بمحتويات الوطن أو سرد تاريخه أو منجزاته أو ادخال الوطن كبرنامج سلوكي يتم تنشئة الطالب عليه ..وكنت أرى أن هذه المادة هي عجز تربوي واتهام واضح للمواطن بافتراقه عن حب وطنه وهي فكرة بائسة تشي أننا في حالة ارتباك في تقييم سلوك الافراد تجاه وطنهم وغاب على صاحب الفكرة أن الوطن ليس منهجا يتم اجتيازه بالاختبار وحفظ المعلومات عنه ..لكون حب الوطن فطرة .
وهذا الحب ليس بحاجة الى اختبار وترتيب الاوائل فيه،فحين يجد الجد سنجد الجميع يضع صدره ونحره دونه ..وكان الاولى أن تسلك جميع الوزارات المسلك الذي سلكته وزارة الداخلية حين اهتمت بشهداء الوطن وقدمتهم كعناصر مضيئة فدت الوطن بدمها من أجل أمننا واستقرارنا من خلال التذكير بهم ..
وعندما أطالب الوزارات بتقديم النماذج الوطنية كل في تخصصه فهذا أدعى لأن يستشعر كل مخلص أنه مقدر من وطنه،وأن وطنه يجعله في سويداء القلب وبؤبؤ العين .
فوزارة الثقافة على سبيل المثال قادرة أن تجعل صالاتها ومراكزها بأسماء الادباء والمفكرين، وأمانات المملكة قادرة أن تحول أسماء شوارعها وميادينها بأسماء رجالات الوطن الذين برعوا في الاقتصاد وفي السياسة وفي الملاعب وفي المجتمع،ووزارة الحج قادرة أن تجعل حملات الحجيج بأسماء من خدموا الحجيج من المواطنين على مر الزمان ووزارة الصحة أن تجعل المراكز والمستشفيات بأسماء الاطباء الذين قدموا حياتهم من أجل خدمة هذا الوطن ..
وآتي الى وزارة التربية والتعليم والتي كانت مستهدفة بهذا الاقتراح قبل أن أبدأ هذه المقالة ،فنحن نعلم أن هناك معلمات بالمئات قضين نحبهن وهن يتنقلن بين القرى والارياف لخدمة وطنهن،وهؤلاء المعلمات لايكفي أن يتلقى ذووهن مكالمة أو برقية عزاء فمع أهمية المبادرة بالتعزية الا أن على الوزارة أن تؤمن بأن من قضى نحبه وهو يؤدي دورا وطنيا أنه شهيد كان يؤدي دوره في رفعة وطنه،واذا وصلت الوزارة لهذا الايمان فهي قادرة أن تحيي مئات من المعلمات اللاتي متن في الخطوط البعيدة من خلال اطلاق أسمائهن على المدارس المنتشرة في طول البلاد وعرضها ..
والوزارة ليست بحاجة لأن تنتظر كي تخرج هذا المقترح لحيز الوجود فلدينا مئات المدارس بمسميات لامعنى لها كأن تقول المدرسة المائة والواحد أو المدرسة الثانية والاربعين أو المدرسة الخامسة ...أليس اطلاق أسماء من مات من المعلمات على هذه المدارس له معنى .؟
أتمنى على نائب الوزارة لشؤون البنات سمو الامير أن يحيي من مات من بناتنا باطلاق أسمائهن على مدارس البنات فهذا أدعى لتقدير الدم الذي سفح على الخطوط البعيدة كحب متبادل في أن يبقي الوطن على دمه متوهجا ومقدرا .

---------------------------------------------
عبده خال أنت رائع..
لكن للأسف نجد أنك ستواجه الأمر الواقع، وهو حال الأعراب لدينا وكيف أن اسم المرأة عورة.. فمدارس البنين بأسماء رجال، أما مدارس البنات فعليها أرقام!

Titto Divitto
21-06-2008, 17:43
بقلم سعود الريس

لو قُدر لواحة الأحساء أن تكون واحدة من عجائب الدنيا السبع، من خلال الاستفتاء الذي انطلق قبل عام ويستمر حتى صيف عام 2010 وتنظمه مؤسسة «عجائب الدنيا السبع الجديدة» بهدف توثيق المعالم العالمية وحمايتها تحت شعار «تراثنا هو مستقبلنا»، فعندئذ سيكون هناك ثماني عجائب وليس سبعاً! لماذا؟
دعونا نتخيل أن واحة الأحساء فعلاً أصبحت من تلك العجائب، فما الذي يعنيه ذلك؟ في البداية لابد من الإشارة إلى أن المقومات الطبيعية التي تتميز بها مغرية إلى حد كبير، بخلاف أنها تهيأ لتكون كذلك، وإذا ما تحقق، فسيكون مستحقاً، هذا من ناحية، أما من الناحية الأخرى - وهذا هو الأهم من وجهة نظري - أن مجرد أن تكون الأحساء واحدة من عجائب الدنيا السبع، فإن ذلك سيجرنا للحديث عن عجائب أخرى.
فمن البديهي ان تخرج مجموعة من ضمن الملايين الذين صوتوا للعجائب، بهدف زيارتها والتعرف عليها، وهذا لا ضير فيه، وهو أمر مستحب ويجب تشجيعه، وإلا ما الحكمة من تحديد العجائب وحجبها؟ وبالانتقال الى حال الأحساء، فمن المتوقع أن تحظى بإقبال كبير من الزوار من خارج البلاد، مهلاً هل قلت زوار من الخارج؟ إذاً نحن نتحدث عن التأشيرات، وما أدراك ما التأشيرات، فهي أول عقبة ستواجههم... لكن دعونا نفترض أن زواراً تمكنوا من الحصول عليها، والآن ستبدأ رحلة السفر، الأحساء لا يوجد فيها مطار دولي، وقد تكون هذه أولى العجائب بالنسبة لهم، لأنهم سيجولون ويبحثون ويدوخون «السبع دوخات» إلى أن يصلوا لأقرب مطار لأعجوبة الدنيا، وبالتالي سيتحولون الى مطار الملك فهد الدولي في الدمام! وبفرضية أن الزوار وصلوا فعلاً، واستقلوا الحافلة المتجهة الى الأحساء التي تبعد نحو 200 كيلو متر عن المطار، فثاني أعجوبة سيراها الزائرون هي انه لا يوجد أي دليل على أن الطريق التي سيسلكونها والمؤدية الى مقصدهم، تدل على وجود حياة على سطحها... حتى محطات الوقود إن رأوها، ستكون من باب «العوض ولا القطيعة»، ولو تجاوزنا عن ذلك، فمن الطبيعي أن الوفود الزائرة أول ما ستفكر فيه، هو إيجاد مأوى مناسب، وبالتالي البحث عن فندق يؤويهم، وهنا سيتلمسون الاعجوبة الثالثة، وهي انهم ليسوا في حاجة الى بحث، ففي الأحساء فندق واحد فقط، يمكن الاعتداد به، فهل سيتمكن من استيعاب أولئك الزائرين؟ أم أنهم سيتحولون إلى المزارع والاستراحات!
أما الأعجوبة الرابعة، فهي ستبدو واضحة في شكل كبير إذا ما قرر الوفد أن يتجول في الأحساء، ويصادف أن يضلوا طريقهم عن الشوارع الرئيسة، ويدخلوا في الأزقة والحواري، فهنا سيجدون أنفسهم فجأة أمام بحيرة مياه، قد يعتقدونها اصطناعية، ويبدأون سياحة استجمام، والأجانب «مطافيق» فماذا سيكون حالهم لو اكتشفوا أنها مياه صرف صحي؟
وبخلاف تلك الظروف، سيجد الزائرون أن إنشاء المشاريع يعد من العجائب أيضاً، فهم سيرون كيف أن طريقاً واحداً يستغرق بناؤه جيلاً كاملاً أحياناً، وإذا أنجز، سيتطلب جيلاً آخر لإصلاحه، وبالتالي ستكون لهم أعجوبة خامسة!
وبعد ذلك سيتوجه الوفد الى جبل القارة والمناطق الأثرية، وهناك سيجدون الأعجوبة السادسة في انتظارهم، وهي هنا ليست بتكوينها، بل الاهمال الذي يطغى على جنباتها، إذ سيفترض الوفد أن الواحة كونها مسجلة من عجائب الدنيا السبع، تحظى باهتمام أكبر وبرعاية أشمل لا كما هي الآن!
تبقى الأعجوبة السابعة، وأنا هنا لن أذكرها بالتفصيل، لكنني سأشير إليها من بعيد، وهي هل: بلدية الإحساء جادة فعلاً في المنافسة في تلك المسابقة؟ وهل هو قرار مدروس، تم التنسيق حول احتمالاته مع جهات أخرى؟ أم أن المسألة لا تعدو كونها رفع شعار «المشاركة والتواجد» فقط، على غرار مشاركات منتخباتنا الرياضية؟
لن أجيب عن تلك الأسئلة، لكنني أشير هنا إلى أن العجائب التي ذكرناها كانت في محافظة واحدة، ولو استعرضنا باقي محافظاتنا، لاكتشفنا أن العجائب لدينا أكثر من سبع بكثير!

-----------------------------------
إن "لو" تفتح عمل الشيطان..

SmBokE
21-06-2008, 20:53
«هؤلاء اليهود نبغضهم.. نحسدهم.. أم نقلّدهم!».. كان هذا عنوان مقال تفضّلت (عكاظ) بنشره لي بتاريخ 11/11/2008. أثار ذاك المقال غضب الكثير لأنّه تناول تفوّق اليهود في عشرات المجالات العلمية مثل الطب والمفاعلات النووية ورقائق الكومبيوتر وحتى (موضة) المقاهي الجديدة التي تزين المدن الحديثة وبنطلون الجينز الذي رأى النور على يد يهودي اسمه (ليفايز ستراوس)! وكما أسلفت في ذاك المقال بأنه خلال القرن الماضي استطاع أربعة عشر مليون يهودي في العالم الحصول على مائة وثمانين جائزة نوبل بمختلف المجالات بينما حصل المليار وأربعمائة مليون مسلم على أربع جوائز فقط؛ اثنتان منها في الأدب!
وفي هذا المقال سوف أتحدّث عن صنف آخر من اليهود، وهم اليهود المسيّسون! وهم أولئك اليهود الذين تقلّدوا مناصب حسّاسة في الحكومة الأمريكية وجاهروا بولائهم الصريح لدولة اسرائيل باحتفاظهم بالجنسية الإسرائيلية، إضافة إلى جنسيتهم الأمريكية الأصلية. ومن المعلوم أنّ جل هؤلاء كانوا ممن يدعمون الحرب على العراق، وهم الآن يدعمون الحرب على إيران.
يشترك في قمّة قائمة هؤلاء اليهود الاسرائيليين، شخصيتان مرموقتان هما: (مايكل موكيزي) وهو المدّعي العام للولايات المتّحدة بأكملها وهو منصب قانوني غاية في الأهمية. والآخر هو (مايكل شيرتوف) الذي يتقلّد مركز رئيس الأمن القومي، وهي إدارة استحدثت خصيصا للمسلمين بعد أحداث سبتمبر.. كما يبرز من الاسرائيليين المتنفذين نائبا وزير الدفاع السابق والحالي وهما على التوالي (بول وولفاوتز)، و(دوغلاس فيث)، ثم نائب وزير الدفاع لشؤون الحد من التسليح واسمه (ديفيد ويرمستر)، كما سنجد في وزارة الدفاع (ريتشارد بيرل ـ البغيض) وهو رئيس لجنة سياسة وزارة الدفاع الأمريكي، وأعضاء اللجنة الثلاثة (جيمز شلسنجر) و(ايلويت كوهين) و(كينيث أديلمان).
أمّا في البيت الأبيض فسوف نجد مجموعة أخرى من الاسرائيليين؛ فالمستشار الأول للرئيس اسمه (ستيف جولدسميث)، كما أنّ الادارة السياسية في البيت الأبيض يترأسها اسرائيلي آخر اسمه (كين ميلمان). ولقد كان المتحدّث الرسمي باسم البيت الأبيض اسرائيليا تعرفه وسائل الإعلام تماما واسمه (ايري فلايشر). أمّا خطابات الرئيس الرسمية فيقوم بصياغتها اسرائيلي رابع اسمه (ديفيد فروم)، كما سنجد في المراكز المساندة الرئيسة شخصيتي (جوشوا بولتن) وهو نائب مدير البيت الأبيض، و(جيي ليفكويتز) نائب مساعد للرئيس الأمريكي.
كما تحتضن وزارة الخارجية الأمريكية أربع اسرائيليين آخرين؛ أوّل هؤلاء (مارك جروسمان) وهو نائب وزيرة الخارجية للشؤون السياسية. بعد ذلك تأتي (بوني كوهين) وهي نائبة الوزيرة للشؤون الإدارية، يتبعهما كل من (لينكون بلومفيلد) ويتقلد منصب مساعد لوزيرة الخارجية ومدير التخطيط بالوزارة واسمه (ريتشارد هاس) و(روث ديفيز) مديرة معهد خدمات السلك الدبلوماسي الأمريكي.
وعلى الصعيد التّجاري يترأس (روبيرت زوليك) سدّة المفاوضات التجارية الدولية (بمرتبة وزير)، كما يتقلّد (ساميويل بودمان) منصب نائب وزير التّجارة، و(ميل سمبلر) منصب رئيس بنك التصدير والاستيراد الأمريكي.. ألم يكن هذا كافيا، فهناك إسرائيليون آخرون يرتادون مناصب رفيعة في وزارة الإسكان والتطوير المدني مثل (كريستوفر جيرتسن) الرجل الثاني فيها.
وختاما؛ فإنّي أرجو بعد استعراض هذه النماذج من النفوذ الاسرائيلي الواضح والصريح، الاّ نتعجّب عندما يصرّح رئيس جديد أو قديم بمساندته للكيان البغيض، فلقد انتهت حرية الرؤساء عند حدود إسرائيل فان كنّا في السابق نعجب من موقف أمريكا مع اسرائيل، فتلكم أسباب أخرى تزيل بعض ذلك العجب.


بقلم : سمير عابد شيخ


[إن كان ردي داعي من دواعي الإقفال - يرجى إخباري حتى يتم حذفه]

Titto Divitto
22-06-2008, 05:52
بقلم عبدالكريم الرازحي

http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abd.jpg

لم اكن اعرف من هو ومن يكون؟ لكني استنتجت من النقاش الساخن بين قطبي السلطة والمعارضة بأن الرجل لابد ان يكون شخصية مهمة، وربما يكون اهم مسؤول امريكي بعد الرئيس بوش.
بدأ قطب المعارضة بالقول بأن ديمتروف انتقد الحكومة، وعبر عن دهشته، وقال بأن الديمقراطية في اليمن أي كلام.
فرد عليه قطب المعارضة وقال: هذا كلام لا اساس له من الصحة. ديمتروف اشاد بالديمقراطية وقال انها مدهشة وعبر عن دهشته.
اعترض قطب المعارضة على كلام قطب السلطة وقال بأن عدم وجود ديمقراطية حقيقية هو سبب دهشة ديمتروف.
قطب السلطة انزعج من كلام قطب المعارضة وقال ان ديمتروف بعد ان تعرف على ملامح التجربة الديمقراطية في اليمن تراجع عن كلامه، وعبر عن اعجابه الشديد بالديمقراطية وعن دهشته. وهنا انفعل قطب المعارضة وقال بأن ديمتروف لايمكنه بل ويستحيل وهو الديمقراطي الاول ان يتراجع عن كلامه ويشيد بديمقراطية لاوجود لها.
قطب السلطة اضاف قائلا بأن ديمتروف لم يكتف فقط بالاشادة بالديمقراطية وانما انتقد المعارضة بشدة.
قطب المعارضة حين تأكد بأن ديمتروف اشاد بالديمقراطية، وبالحكومة، وبالحزب الحاكم، وانتقد المعارضه انفجر يشتم ديمتروف ويقصفه بوابل من الشتائم.
عندها سألت شخصا بجانبي وقلت له: من هو ديمتروف هذا؟
*هوبيترديمتروف مدير المعهد الديمقراطي الامريكي في صنعاء.

Titto Divitto
22-06-2008, 05:55
بقلم جعفر عباس

http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

حكيت عليكم بالأمس قصة السيدة الصينية التي نجت من الزلزال الذي ضرب منطقتها مؤخرا، وطلبت الطلاق من زوجها لأنه هرب بعد حدوث الزلزال دون ان يفكر في أمرها، ووعدتها بالحصول على عريس لقطة بديل لذلك الزوج النذل.. لننتقل الآن من الصين الى مصر واسمحوا لي بتقديم سلام مربع ومكعب ومتوازي الأضلاع الى المستشار احمد السرجاني بالمكتب الفني بوزارة العدل المصرية.. وضعوا أمامه مستندات لاعتمادها وتوثيقها فمضى يتفحصها ويعتمد بعضها ويطالب بإيضاحات حول البعض الآخر، ثم توقف عند عقد زواج وقال: مش ممكن .. دي مسخرة دي.. بلاش كلام فارغ.. مش وارد أبداً إني اعتمد عقد بالشكل ده.. العقد كان يتعلق بزواج فتاة مصرية عمرها 17 سنة بسائح عربي عمره 92 (مع الرأفة).. خذ في الاعتبار ان الورق لم يكن معروفا في معظم الدول العربية قبل 90 سنة، وأن أقل من واحد في المائة من مواليد معظم الدول العربية في مطالع القرن العشرين كانوا مسجلين لدى جهة رسمية مناط بها قيد المواليد.. يعني عمنا أبو 92 سنة نال شهادة ميلاد تقريبية وبالتالي ليس مستبعدا ان يكون عمره الحقيقي 99 او 109 سنوات.. احترم المستشار السرجاني ليس لأنه طبق القانون المصري الذي يمنع زواج المصرية من أجنبي يكبرها بأكثر من عشرين سنة ولكن لأنه “غضب” واحتج على الظلم الذي لحق بفتاة مسكينة لأن أهلها الفقراء باعوها لرجل لو فكر في الزواج بواحدة عمرها ستون سنة لكان واجبا على أولاده وأحفاده “الاحتجاج”.. ولأن معظم مثل هذه الزيجات غير المتكافئة تنتهي بكوارث أقلها الطلاق وتشريد العيال فإن القانون المصري يشترط على الرجال الأجانب الذين يتزوجون بنساء أصغر منهم سنا أن يودعوا باسم الزوجة سندات استثمار بقيمة 40 ألف جنيه تكون معينا لها بعد أن “يملها” زوجها الشيبة ويقرر الحصول على بديل من موديل “جديد”
محزن جدا ان يعتبر بعض العرب نساء بعض الدول الفقيرة مجرد تحف وأناتيك،.. يحمل الواحد منهم بضع دريهمات ويكشكشها أمام أسرة فقيرة تمثل الدريهمات في نظرها كنوز قارون.. وكما يقول المصريون “يعمل لهم البحر طحينة”: بنتكم ستعيش في العز والنغنغة وسأعطيكم مهرا قدره الف دولار (فيصاب أم وأب العروس بغيبوبة من فرط النشوة).. وبعدين زي ما شايفين أنا خيري وحلالي كثير وبسجل نص أملاكي باسم البنية.. والقارئ ليس بحاجة الى مقالي هذا لاستذكار حالات تقطع نياط القلب عن آلاف النساء اللواتي تزوجن بشباب او “شياب” ووجدن أنفسهن بعد اعوام او شهور في المربع الأول: لا نغنغة.. ولا بحبحة ولا عز ولا “ورثة”.. عائدات الى نفس البيوت التي فارقنها بسبب جشع أهلهن أو ضعفهم أمام الفقر.. والفقر مهين ومذل في أحيان كثيرة.

-------------------------------------------------
خذلني الزهايمر..

Titto Divitto
22-06-2008, 05:57
بقلم بشرى فيصل السباعي

http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/Writers.jpg

مما لا شك فيه أن الإنترنت أحد أعظم ما توصلت إليه البشرية في كل العصور، وبالنسبة للكثير من الشباب المتدين المتحمس بات ساحة لحياتهم البديلة التي يكونون فيها فرسانا للدعوة، ولو أن فروسيتهم قد تتخذ عدة أوجه منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي كالقيام باختراق وتخريب المواقع التي بعضها موسوعي للأديان والطوائف الأخرى، وقد تكون تلك الفروسية ليست تخريبية لكنها أيضا ليست بالإيجابية وذلك بالنظر إلى نوعية ردات الأفعال السلبية التي تولدها لدى الأطراف المستهدفة، أما بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بخلفية معرفية مناسبة وملكة نفسية تساعدهم على التواصل مع الآخر بشكل بناء، فتأثيرهم يكون من قبيل قصة الحاخام الإسرائيلي الأمريكي يوسف كوهين أحد مستوطني قطاع غزة، الذي اعتنق الإسلام وجميع عائلته وصار داعية بعد تواصله عبر الإنترنت مع مثقف إسلامي إماراتي، لكن غالب ما يحدث في الإنترنت باسم الدعوة يؤدي لنتائج عكسية على الطرفين، فكثير من الذين ينصبون أنفسهم للدعوة عبر الإنترنت لا يمتلكون خلفية معرفية مناسبة في علم الأديان المقارن علاوة على أن فهمهم للإسلام محدود، وبالنسبة للأثر السلبي على هؤلاء الدعاة الارتجاليين أنفسهم فهو يتراوح ما بين تكريس أمراض القلوب كالحقد والبغضاء الحانقة المزيلة للدين، وليس انتهاء بالإلحاد كما ذكر د.محمد العوضي من واقع مقابلاته مع ملحدين خليجيين شباب بدأوا كدعاة إسلاميين عبر الإنترنت بدون أن تكون لديهم الخلفية الفكرية المناسبة وانتهى بهم الأمر للوقوع في الشك والشبهات عندما انفتحوا على الاتجاهات الأخرى بهدف التشكيك بها فانتهوا هم أنفسهم إلى الشك، علاوة على أن الشائع اجتزاء مقاطع من التوراة والأناجيل والتعريض بما تتضمنه، ونحن نعلم أن كتب أهل الكتاب بالرغم من التحريف الذي أصابها لا يزال فيها بقايا من الشرائع الأصلية، فإذا تعرض المسلم بالسخرية لما قد يكون من تلك الشرائع الأصلية، يكون قد أوقع نفسه في حرج التعريض بشيء مما كان شرعا من الله، أما بالنسبة لتأثير الدعوة بهذا الأسلوب على الطرف المستهدف فالطرح الشائع هو الطرح الاستفزازي الهجومي بطريقة التشنيع على الآخر والاستخفاف وتسقط الفضائح بل وحتى اختلاقها بأسلوب خطاب سوقي يفتقر لملكة التواصل النفسي الإنساني، وهذا يخالف المنهج القرآني الذي جعل نهج الدعوة قائما على المجادلة “بالتي هي أحسن” والاجتماع على المشتركات العامة “كلمة السواء” لأنه بهذه المنهجية القرآنية يألف المسلم الطرف الآخر وبالتالي يزول حاجز الوقائية الدفاعية لديه ويصبح أكثر انفتاحا للدعوة، أما الطريقة الاستفزازية السائدة فتولد ردة فعل وقائية عدوانية تنفر الآخرين أكثر عن الإسلام وتتسبب بهجوم مضاد (ولا تسبُّوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم). والأخطر أنها كصب الزيت على النار في وضع مشحون طائفيا وعقائديا كالوضع العربي، حيث تعاني عدد من الدول العربية من فتن طائفية خطيرة أدت في العراق لمقتل مليون عراقي حسب إحصائية بريطانية، ولذلك أقترح أن تخصص الجهات المعنية دورات تأهيلية لمن لديه الرغبة في الدعوة عبر الإنترنت.

Titto Divitto
22-06-2008, 07:13
م. طلال القشقري

 http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1214072800594594300.jpg (http://www.al-madina.com/node/21542)


اختلف الرحّالة العرب كابن بطوطة والإدريسي وابن المبارك حول موقع بلاد الواق الواق، فبعضهم زعم أنها أصلاً خيالية، وبعضهم أكّد أنها كانت في جزيرة مدغشقر أو في الصين، لكنهم اتفقوا على استحقاقها للقب بلاد الغرائب، وهناك معلومة جديدة زوّدني بها طالبنا المبتعث لاستراليا عبدالمحسن مرغلاني، وهي أنّ مدينة (واقا واقا) التي يعيش فيها هناك هي موقع بلاد (الواق الواق) لتطابق اسميهما، أمّا أنا فأبصم بالعشرة أنّ الفيصل لتحديد الموقع الصحيح هو غرائبه، وقد حصلتُ على معلومات عن مدينة (واقا واقا) تثبت أنها بلا غرائب، ولذلك فأرى أنّ بلاد الواق الواق قد اُستنسخت في جدة لأنها حُبلى بالغرائب، ففيها بحيرة المسك الفريدة، وفي شوارعها حُفر تعجز أعتى الحاسبات عن عدّها، وهي مدينة عطشى رغم مجاورتها لأكبر محطات التحلية في الشرق الأوسط، وفلحت بعوضة الضنك فيها في إهدار المليارات المخصّصة للقضاء عليها، ومعظم سواحلها مغلق أمام العامّة، وعدد قططها المشرّدة وغربانها وجرذانها = عدد بيوتها مضروباً في (7)، وفيها أحياء عشوائية ربما أكثر من النظامية، وفيها متسولون اقتسموا مساجدها وإشارات مرورها حصرياً لكلّ منهم، ولا زالت أمانتها تعتبرها عروساً رغم إصابتها بالزهايمر، وتغرق في شبر من الأمطار، وفيها مطار تنتمي تقنيته إلى العصور الوُسطى، وبيئتها ملوثة براً وبحراً وجواً وما تحت الثرى، وأحياناً لا يجد الموتى لهم فيها قبورا، و(مُولاتها) أكثر (بكثيـيـيـر) من منشآتها الثقافية، وازدحامها غير، وغلاؤها كذلك غير، وليس فيها نظام نقل عام حضاري، ومستشفياتها الخاصة فندقية أكثر منها علاجية، ومستشفياتها العامّة مواعيدها (في المشمش) وأزلية، وقد صارت أمّ الشدّة بعد أن كانت أمّ الرخاء والشدةّ، أمّا أعجب غرائبها فهو وصف مسؤولي مياهها لسكانها بالمرضى النفسيـين، فقط لأنهم تراصّوا أمامهم في صفوف طويلة ومتعرّجة يستسقونهم قطرات مياه معدودة في لهيب الصيف الحارق!!.

Titto Divitto
22-06-2008, 07:15
د. حمود أبو طالب

http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1214087025215170700.jpg (http://www.al-madina.com/node/21771)

إنه البرميل الذي أشغل العالم منذ أول قطرة استقرت فيه، البرميل الذي أحال لغة الدول إلى مصالح وحسابات وصراعات وقلق لا ينتهي..
كانت الأرض جميلة، باطنها الماء، وظاهرها الحياة والزرع والسكينة، لكن الإنسان لم يقنع بذلك، وراح ينقب فيها بحثًا عن حياة أخرى تجعله أكثر سعادة، تحقق له بعض ما أراد وتمنى، لكن السائل اللزج الذي أضاء له كثيرًا من مسالك الحياة الجديدة، وجلب له قدرًا من السعادة، انقلب وبالاً عليه وأخذ يتحكم في حياته بشكل مخيف لا يتيح له الهدوء والاستقرار ، ولا يسمح له بأدنى قدر من الطمأنينة ليوم قادم ..
أصبح هذا البرميل المزعج القاسم المشترك الأعظم لكل كوارث الإنسانية بعدما كان في زمن مضى مصدر رخائها..
تتصارع القوى من أجله، تُحاك الدسائس والمؤامرات من أجل السيطرة على منابعه، بل تطور الأمر إلى احتلال بلدان، وتصفية شعوب، وإبادة أجيال من أجل السيطرة على منابعه، بلا أدنى وازع تفرضه الأخلاق الإنسانية ..
دخل في لعبته المتآمرون والمضاربون وأشباح العالم السري لتصبح النتيجة تحكمًا مطلقًا في قوت البسطاء، الذين إذا ارتفع شأن البرميل قتلهم التضخم، وإذا هان قدره سحقهم الفقر.
الخبز يخرج من فرن البرميل..
شربة الماء لا تتدفق في أنبوب إلاَّ بمزاج البرميل .. قطعة القماش التي تكسو الجسد أصبحت من إفرازات البرميل..
حتى الهواء الذي كان نقيًّا أصبح ملوّثًا وموبوءًا بسبب سُحب البرميل التي حجبت زرقة السماء.. فإلى أين أنت ذاهب يا برميل القلق؟ وأي مصير تخبئه؟؟.

Titto Divitto
22-06-2008, 07:19
بقلم حصة العون

http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/Writers.jpg

الجرس الأول: بربقندا هذه الكلمة التي اختصر فيها معنى (الضجة الإعلامية) والتسويق لكل شيء وأي شيء هذه الكلمة (نصح بها) خبراء الاقتصاد كإحدى الآليات القوية لمهنة التسويق لأي منتج ومن ضمن نصائحهم توصية صاحب المنتج أن يصرف ثلاثة أرباع رأس المال على (الدعاية والإعلان) التي ستقدم هذه المنتجات مهما كانت نسبة جودتها على أنها جيدة بل ممتازة جداً، فبقدر ما تصرف على التسويق بقدر ما يكون المردود المالي كبيراً جداً. هكذا قال (خبراء العصر الاقتصاديون) وسلمنا بأن هذا الأمر هو الصواب ونجح من نجح وسقط من سقط من التجار وبضائعهم ولكن هناك من صرف الكثير وجنى الأكثر. فهاهي المشاريع الوهمية التي أطلق لها الفضاء العنان وفتحت لها ساحات الشوارع وتصدرت الصحف والمجلات وتقام لها الحفلات والمعارض في فنادق الخمس نجوم وتطبع تلك البرشورات البراقة وتحشد لها النساء للتسويق وتجلب لها الدراسات المالية والدعائية من جزر (الواق واق) تحصد ما زرعته وتطير بكل مدخرات و(أرزاق البشر) وما تلك المساهمات العقارية وغيرها من مساهمات الوهم إلا خير دليل فقد نال (المخدوعون) الحسرة والأسى ولم يحصل أي واحد منهم على حقوقه الضائعة حيث هرب الكثير من أصحاب هذه (المساهمات) إلى خارج الوطن بعد أن (تم استدراج الناس) بوسيلة (البربقندا الإعلامية) ولم يتم السيطرة إلا على مساهمة جزر البندقية التي صفيت وبيعت في (مزاد عام) مع هضم حقوق المساهمين الذين ظلوا لسنوات لم يحصلوا على مردود إيجابي لمساهماتهم لكن المساهمات الأخرى لا أحد يعلم أين ذهبت (مجالس إدارة تلك الشركات) وسجل كل ذلك ضمن مقولة: سجلت ضد مجهول.. وعلى المتضرر أن يلجأ لأقرب مستشفى للعلاج من مرض الضغط والسكر جراء (بربقندا) افترست أحلامهم وأحلام أطفالهم ببيت العمر.
الجرس الثاني: هذه (البربقندا) التي بانت قدراتها وأفعالها لجأ لها بعض المسؤولين سيراً على خطى (بعض الرأسماليين النصابين) الذين لم يراعوا الله في ضحاياهم. نعود للمسؤولين الذين كما أسلفت أعجبتهم هذه الآلية الجيدة، فصرفوا ثلاثة أرباع (ميزانية) مؤسساتهم الحكومية على (البربقندا) وظلوا متسمرين ليل نهار أمام شاشات التليفزيون والكاميرات تلاحقهم فهنا (مؤتمر) وهناك معرض صور وفي تلك المدينة معرض للمعدات وفي هذا البلد ملتقى يقدمون فيه ورقة عمل وبين فينة وأخرى يوجهون الدعوة لكبار المسؤولين (لوضع حجر الأساس) لهذا المشروع وهذه الكلية وتلك البحيرة الساحرة وذلك الطريق والخ... من المشاريع التي صرفت عليها الدولة (مليارات الريالات) ولازالت حبيسة تلك (البربقندا) ولا نعلم متى نرى كل ذلك على أرض الواقع ‏ناهيك عما تستنزفه هذه (البربقندا) من ملايين الريالات لإقامة ‏الحفلات الكبرى وكميات (الورود) التي تزين بها القاعات والطرقات ‏لمرور المسؤولين وكما أسلفنا من دون أن يسألهم أحد لماذا كل هذا؟ أليس كل هذا العمل من صميم أعمالكم اليومية ناهيك عن (سفر) المسؤولين ‏فعندما تحاول الاتصال بهم تجدهم غالباً خارج الوطن لماذا يا ترى؟ ‏بالطبع للمشاركة واستعراض إنجازاتهم المغلفة (بربقندا) إعلامية أقرب للخيال فلو قمت يا عزيزي المواطن بعملية (بحث) في أرشيف ‏الصحف اليومية منذ أن تولى هذا المسؤول هذه الوزارة أو ‏الأمانة أو الهيئة لوجدت مئات التصاريح والمؤتمرات الإعلامية التي ‏يقول فيها (سعادته) ما لذ وطاب من وعود وعهود وكلام معسول عن ‏المشاريع الجبارة التي ستسعد البلاد والعباد واقرأ تواريخ هذه ‏التصاريح وقارنها بالوعود وعلى أرض الواقع.‏ طبعاً وبلا شك لن تجد شيئاً البتة فمن المستفيد من هذه الوسائل ‏الدعائية المكلفة بالطبع.. سعادته وفريق العمل معه أما الوطن فهو ‏الخاسر الوحيد فالمواطن ظل يحدوه الأمل بانتهاء هذه المشاريع التي ‏رصدت لها الدولة (ميزانيات خيالية) ذهبت غالبيتها على (البربقندا ‏الإعلامية) المصاحبة لتحركات هذا المسؤول وذلك، والأكثر إيلاماً أن ‏هؤلاء المسؤولين مسافرون جل وقتهم فمن يدير شؤون إداراتهم ومن ‏يخدم المواطن الذي (كفلت له الدولة) حق العيش الشريف إذا كان ‏هؤلاء المسؤولون في سفر دائم؟ إنها أسئلة طبيعية كم أتمنى أن يجاب ‏عليها أو الانتباه لها عل وعسى!!!‏
الجرس الثالث: البربقندا هذه الوسيلة اللعينة حجبت الحقيقة فبقدر ما ‏يصرفه هذا المسؤول على تحركاته ومشاريعه (الخرافية) بقدر ما ‏تظهره يعمل ليل نهار ناهيك عن (ترؤسه لعدة هيئات ولجان ‏ومؤتمرات والخ من الأعمال التي تستنزف الوقت ولا يتبقى لإدارته ‏أي وقت ليديرها إنها البربقندا هذه الآلية الساحرة – الخادعة التي ‏للأسف استخدمت أسوأ استخدام).‏
خاتمة: إللي عنده قرش ومحيره يشتريله حمام ويطيره!!!!

Titto Divitto
22-06-2008, 07:21
بقلم د. عبدالعزيز الصويغ

http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1214071125464477900.jpg (http://www.al-madina.com/node/21535)


عندما أعيد بناء قاعة البرلمان البريطاني بعد الحرب، اقترح المهندسون توسيعها بحيث تكون فيها مقاعد على عدد النواب. وفي وجه اعتراض تشرشل أعيد بناؤها كما كانت وبقي نحو مائتي نائب بدون مقاعد. منطق تشرشل هو أنه قلّما يحضر كل النواب للمناقشات، وإذا حضروا فإن وقوفهم سيضفي جلالاً خاصاً على أهمية المناقشة وخطورة الموضوع.
هذه المعلومة جعلتني أنظر في شكل وأسلوب الممارسات البرلمانية والشورية في عالمنا العربي. فأبرز ما يلفت الانتباه هو التركيز على الشكل دون الجوهر.
* فمعظم برلماتنا العربية بالغة الضخامة حوائطها من الرخام الفخم وتعلوها القبة البرلمانية الضخمة .. ولكن ما يدور تحت هذه القبة لا يتناسب غالباً لا مع ضخامة المبنى ولا كبر قبته؟!
* ومعظمها تهتم بفخامة مقاعد الأعضاء أكثر من اهتمامها بفخامة أفكارهم.
* ومعظمها تهتم بحضور العضو المناقشات .. دون الاهتمام بمساهمته في المناقشات، فهي تريده في مقعده حتى ولو كان كغصن نخل خاوية.
* ومعظم البرلمانات ومجالس الشورى العربية تخرج عنها إحصائيات جميلة عن عدد المواضيع التي تناولتها مجالسهم وبرلماناتهم حتى ولو كان بعض هذه المواضيع لا يعكس إنجازاً حقيقياً يلمسه الناس .. طالما خرج هذا في هيئة كتاب صقيل فخم الطباعة يُقدم هدايا للزائرين.

Titto Divitto
22-06-2008, 07:25
بقلم أنيس منصور

http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/444-anees.gif


ينصح كثير من الأطباء ـ لم ولن يستمع إليهم أحد ـ بأن القبلات على الشفتين ضارة تنقل العدوى.. وقال أطباء آخرون إن الفم يفرز أثناء القبلات مادة مطهرة تمنع انتقال العدوى. ولكن أحداً لن يتوقف عن القبلات على الوجه أو على الخدين أو على اليد أو الشفتين.. وعلى الأنف وعلى الكتفين.. وعلى ظهر اليد أو باطنها وتقبيل أيدي الأطفال وأقدامهم أيضاً. ولا تسأل إن كانت ضارة أو سامة.
وفي التاريخ قبلات مشهورة أقدمها قبلة منقوشة على الحجر عثروا عليها في إسبانيا وعمرها 23 قرناً..
ثم قبلة يهوذا الأسخريوطي أحد الحواريين للسيد المسيح.. فقد طلب منه الرومان أن يدلهم على السيد المسيح الذي لا يعرفونه فقال: الذي سوف أعانقه وأقبله. واعتقلوا السيد المسيح مقابل ثلاثين عملة فضية. فقبلة يهوذا رمز للخيانة..
وقد صنع الفنان الإيطالي جيرالدو جيرارلديني تمثالا جميلا في القرن السادس عشر. وانتشرت شائعة تقول إن الفتاة التي تقبل التمثال سوف تتزوج حالا وهجمت عليه النساء يقبلنه حتى تشوهت شفتاه فنقلوه إلى أحد المتاحف ومنعوا تقبيله.
وفي جزيرة ماريوكا الإسبانية منع البوليس الشبان من العناق والقبلات في الليل والنهار، حرصاً على سمعة الجزيرة.. ولكن الشبان احتجوا على ذلك. فاجتمعوا عشرين، خمسين، مائة، أمام نقطة البوليس وهم في عناق، حتى عدل البوليس عن قراره..
وفي سنة 1926 ظهر فيلم «دون جوان» وبه 191 قبلة بمعدل قبلة واحدة كل دقيقة..
ومن مظاهر الامتنان عندنا أن يقبل الإنسان يديه وجهاً لظهر ـ وهذا ما فعلته الآن لأنك قرأت هذه السطور!

Titto Divitto
22-06-2008, 10:04
بقلم عبدالله فراج الشريف

http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1214085500225090800.jpg (http://www.al-madina.com/node/21947)



لا شك ان العلم والكذب نقيضان لا يجتمعان، فما وصف احد باحدهما حقاً الا ارتفع الاخر، ومن عجب في هذا الزمان ان يدعي العلم من يكذب، فالكذب لا يجتمع مع الايمان، والعلم يهدي الى الايمان، فلا يحل فيه الكذب بحال، فالمؤمن كما جاء في الحديث قد يزني وقد يسرق ولكنه لا يكذب، فالكذب يهدي الى الفجور والفجور هو الطريق السالك الى النار، ولكن عصرنا هذا فيه الغرائب، فقد يكذب من يدعي العلم ولا يخجل، دعيت يوماً الى وليمة عرس، فلما استقر بي المقام في المجلس وجدت رجلاً كث اللحية يلتحف عباءة سوداء يحدث الجالسين حوله عن رجل اسمه عبدالله الشريف يصنع الموبقات.
ويذكر منها ما شاء له خياله المريض، فاذا كذبه لا حدود له، وانا لا اعرفه وحتماً هو لا يعرفني ولم يلقني قط، فملت على من جلست بجواره من المدعوين اسأله عن الرجل، فقال: الا تعرفه هذا الداعية فلان، فصرخت داعية ويكذب، فسمعني الرجل وقال: انا لا اكذب، فقلت اتعرف الرجل الذي تتحدث عنه فقال بوقاحة لا يحسد عليها: نعم وكم جالسته، قلت: من اجل هذا قلت انك تكذب، فانا الرجل الذي تتحدث عنه ولم تعرفني.. فلم يحر جواباً واخذ يلملم عباءته وقام مسرعاً يتعثر في ذيولها، وسط ضحكات الحاضرين، ومرة كتب اكاديمي من احدى جامعاتنا في صفحة القراء ينتقدني، فذكر اقوالاً نسبها اليّ لم اقلها قط، ثم لم يكتف بذلك حتى قال: انه لا يحسن بي ان اقول ما نسبه الي وانا عميد كلية المعلمين، فاضطرني ان اقول له كذبت فما قلت ما تذكر ولم اتول عمادة كلية المعلمين قط، واليوم يقول النجيمي على نفس الطريق عني: (انه لا يفرق بين التصنيف الديني والتصنيف السياسي، لانه لم يظهر على الساحة ويكتب الا بعد ان تجاوز الستين عاماً، فهو قليل خبرة، وقليل بضاعة، بل ان بضاعته مزجاة) فاضطرني ان اقول له كسابقيه كذبت، فانا لم التق قط هذا النجيمي وجهاً لوجه، وهو حتماً لا يعرفني، والحوار الذي اشتركنا فيه على شاشة التليفزيون انما تم وانا في جدة وهو في الرياض، وهذه معلومات انا اجهلها فهلا ذكر للقراء من اين استقاها، فانا اكتب في الصحف محلية وعربية منذ ان كنت طالباً في دار التوحيد، وقد انتظمت بالكتابة الملتزمة منذ عقود ثلاثة، يوم ان كان النجيمي لا يزال على مقاعد الدرس، وقد علمت العلوم الدينية واللغة العربية وكتبت في قضاياها منذ تخرجي في الجامعة عام 1385هـ / 1965م ولا أزال بحمد الله افعل حتى اليوم وحتى القى الله عز وجل راجياً رضاه والجنة، ثم اذا كان النجيمي ذا خبرة عظيمة يفرق بها بين تصنيف ديني واخر سياسي، فهلا ذكر ذلك للقراء، وبين لهم المباح من هذا التصنيف والمحرم، رغم اني في حواري معه لم اتعرض لهذا، فهو يصنف الناس هذا ليبرالي وهذا علماني في ما يكتب ويقول، يلاحظ ذلك كل متابع له، والتصنيف كله مذموم ونحن في هذا الوطن مع قيادتنا الرشيدة متضامنون ضده، لانه لا يقود الا الى شر، وبعيداً عن الفتاوى العصرية مهما كانت مكانة قائلها فالنقاش انما هو في ما يدل عليه الدليل، فالفتوى باتفاق ليست ملزمة، وهي لا تكون الا من مجتهد، والمجتهد انما يبحث في الوقائع التي لا حكم فيها، اما ما ثبت حكمه بنص فلا يحتاج الى فتوى، ولكن النجيمي لا يعلم ذلك، وهو يقول: ان العلماء فسروا قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (اياكم والدخول على النساء) بانه يعني اجتماع المرأة والرجل في مكان واحد، ولو لم يكن هناك خلوة)، ولا اعرف احداً من اهل العلم المعتبر قولهم في مذاهبهم قال بمثل هذا، ولكن النجيمي لا يرجع في علمه الى اكثر من مائة وخمسين سنة فقط، لهذا رأى ان لفظ الاختلاط، عبارة مستخدمة منذ اكثر من قرن ونصف، فهو لم يفرق بين اللفظ والعبارة، كما لم يفهم ما اقول، فقد طالبته ان يذكر من صكه مصطلحاً وينقل عنه التعريف لهذا المصطلح وهذا هو ما عجز عنه وسيعجز لانه لن يجد له اثراً، وهل من المعقول ان غفل علماء المسلمين على مر العصور عن هذا الامر ولم يتنبه له الا من مائة وخمسين سنة كما يزعم النجيمي، وهو قول يطلقه على عواهنه، فلا يذكر من ذكره او عرفه من علماء هذه الفترة، واذا جرى على السنة الكثيرين في هذا العصر لفظ الاختلاط فهل هذا يجعله مصطلحاً شرعياً، والدخول على النساء لا يعني ما ذكره النجيمي حتماً، فالمعنى به الخلوة، لهذا قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة الا معه رجل او رجلان) والمغيبة هي التي غاب عنها الزوج لسفر او نحوه، ومعنى ذلك اذا دخل معه الرجل والرجلان انتفت الخلوة، ولم يعد الدخول محرما اذا كان لهم فيه مصلحة، فجمع النساء اذا دخل عليهن الرجل لم يكن ذلك محرماً لانتفاء الخلوة، وتواجد رجال ونساء معاً في مكان عام او مسجد لا حرمة فيه ما التزمت اداب الاسلام، والذي نقوله ان وجود الرجال مع النساء او الالتقاء بينهم دون ريبة لا حرمة فيه، فقد ظل الناس يلتقون في المسجد والطواف والاسواق منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يحرم ذلك احد، فقد بقي التحدي قائماً فليذكر النجيمي تعريفاً للاختلاط ان كان عنده مصطلح شرعي، وليذكر لنا من عرفه من اهل العلم عبر العصور، واظنه سيظل كما عهدته عاجزاً عن ذلك، فهو لا يتحدث عن علم، وانما يهرف بما لا يعرف، وحديثنا عن الشروط والاركان والتبويبات، لم يكن اعتراضاً عليها، وانما قلنا انها معروفة محددة، لها مدلولاتها المضبوطة ولا هكذا الثوابت والضوابط والاختلاط، فهذه لم يستقر لها تعريف متفق عليه، وعلى كل حال فالمصطلحات هي ما اتفق العلماء عليه من الفاظ لها مدلولاتها خاصة عندهم، وهي اجتهاد بشر، اما ان يكون هناك من يقول عن الشروط والاركان والواجبات والسنن لا توجد في كتاب الله وسنة رسوله فلا يجب اعتبارها لان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) فهو جاهل بالعلوم الشرعية وكيف نشأت ولماذا نشأت، ولا أظن أحد يقول مثل هذا القول، وهو لا يحتاج إلى رد من النجيمي ولا من غيره، ولم نقل به ولكن الرجل إذا عجز عن رد بحجة وبرهان هذى كعادته، وأما ما ذكره بعد حين فقال: وأما الأمور التي هي وسيلة فيقصد بها الوصول إلى غاية، فهذه لا حد شرعي لها، بل لها قاعدة شرعية وهي: أن الوسائل لها أحكام المقاصد، وهو على كل ناقل له من اقوال الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله، فلا اختلاف على أن الوسيلة إذا أدت يقيناً إلى محرم حرمت، وإذا أدت في الغالب إلى محرم حرمت عند الجمهور، أما إذا كانت لا تؤدي إليه إلا نادراً فهي مباحة باتفاق، ويدعم هذه القاعدة أيضاً التي تقر ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فتفريع العلوم وتقسيمها إلى كتب وأبواب، واستخلاص الأركان والأسباب والشروط والمقاصد والقواعد إذا كان لا يتم معرفة الحكم الشرعي إلا بها كان تعلمها واجب، وهكذا وقد بينته في ما سبق وتحدثت عنه باستفاضة حين حديثي عن سد الذرائع، ولكن النجيمي يسود الصفحات بما لم يكن موضوع نقاش أو جدل هرباً من الحجة الملزمة لمثله لكي يعود إلى الحق، أما ذكر قمراء السبيعي التي لا يجد النجيمي حديثاً سواه كلما أراد أن يرد على الشريف فيما لا يحسن الرد عليه فيه فهو حديث خرافة علها تكون له - هجيري يرددها في كبره إذا بلغ حد الخرف، والحمد لله قد أغنانا الله عز وجل من ترديد مثل هذا، فمنذ ظهور الاسم في ملحق الدين والحياة عبر جريدة عكاظ لمرة وحيدة اختفى حتى من الساحات، والأسماء فيها معرفات يختفي وراءها من لا يريد أن يكشف أمره حتى لا يلاحق إذا أساء، يعرف ذلك الجميع وهذا اسلوب من يجبن عن أن يعلن رأيه بصراحة وبشفافية كما نفعل، وأما انتقاده لي بأني أجالس الشيعة الذي ينكره، فهو الذي عليه أن يراجع تسجيل الحلقة التي بثت على قناة LBC، فقد اتهمني لافض فوه أني أجالس من يسبون صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم – يعني بذلك الشيعة – فلما سألته هل يحرم مجالسة الشيعة، بادر بالقول: إنه يجالس الشيخ الصفار، وهكذا النجيمي دائما يقول شيئاً ثم يرتد عليه بما يناقضه، والحلقة مسجلة لدي ومعها اضبطارة مملوءة من اقوال النجيمي لعل الوقت يسعف لنخرجها للناس في كتاب من الردود العلمية الشافية عليها، ليعلم الناس علم وخبرة النجيمي ذي العضوية في ثلاثة مجامع، ويدعي أن كلامي إنشائي وهو حتى الآن لا يتحدث في شيء ذي بال، ولا يرد على شيء مما ذكرت فعلاً، وهو يظن أن أفكاره لما وقع منه من تصنيف وتهم لي ولغيري من الخلق يعفيه من اثمها، وهيهات أن يكون هذا، فما يكب الناس على مناخرهم في النار الا حصائد ألسنتهم، والإرهاب الذي كنا نناقشه مع النجيمي ليس هو الارهاب العالمي الذي تعقد له المؤتمرات الإقليمية والعالمية، وانما هو العنف الذي استجد في بلادنا وله منظرون قبض عليهم وعرضوا على الناس عبر شاشات التلفزيون، وله ممولون يطاردون عبر العالم ويقبض عليهم في بلادنا ومعهم الأموال التي يغذون بها جماعات الارهاب في بلادنا، وهو بهذا المعنى ولاشك صناعة محلية، ولكن النجيمي قد بلغت به الغفلة أن ظن ترديد مثل هذه العبارة يحرض علي ويزعم أني اتهم بلادي بأنها تصنع الإرهاب، وهو الفهم السقيم، أما ولاة أمر هذه البلاد فهم عن مثل هذا التحريض يصدون بحمد الله، فهو يعرفون الرجال ويقدرون لهم مواقفهم، أما الإرهاب العالمي فلن يستطيع مثل النجيمي أن ينظر للخلاص منه، وهذا إدراكه وفهمه الذي بلغ حداً لا يجدي معه حوار أو جدال، أما أن هناك بلداً أعدم في يوم واحد مائتي عالم، فهو ما لم يثبته بتوثيق ولن يستطيع، كذلك زعمه أن في الخمسينات والستينات الميلاديين قصده من القرن الماضي أن في بلادنا منا من تآمر ضد بلده فلن يستطيع إثباته ببينة، فإطلاق الكلام على عواهنه انما هي عادة من لا يحترم نفسه وقراءه، وتحدينا له في مواطن كثيرة لا يزال باقياً على حاله حتى اللحظة، وأظنه سيظل مادام حياً، فهو يتحدث عن ما لا يعرف ولا يملك عليه حجة ولا برهاناً، ويبقى قبل أن نختم المقال حديثه الذي اتهمني فيه وجعل عنوانه الهرطقة، وهي من رديء الكلمات التي أغرم باستعمالها النجيمي وهو في كثير من الأحيان يجهل معناها، فهي كلمة يونانية بمعنى اختيار عقيدة أو نحلة مغايرة لما عليه الأصوليون المسيحيون، وقد استخدمها بهذا المعنى الكنسيون حينما كانوا يتهمون بها كل من لا يؤمن بما يؤمنون به من القول: (ان الرب واحد في جوهره، مثلث الأقانيم أب وابن وروح القدس) والذين هم بزعمهم إله واحد، وقد استخدمت الهرطقة تهمة يعدم بها كل من خالف رأي الكنيسة، وتحفظ لنا سجلات التاريخ أسماء عدد من العلماء والأدباء والمفكرين أعدموا بهذه التهمة، وهكذا فاللفظ لم يكن يستخدمه في الثقافة التي أفرزته إلا من لا يرى حقاً سوى ما يقول، فيحكم على كل من خالفه الرأي، بأن قوله هرطقة تخالف الدين يجب أن يعدم من أجلها، فالأصولية المسيحية التي ابتدعت هذا المصطلح كانت تؤمن باحتكار المعرفة الحقيقة، وتلغي كل ما سوى أفكارها ومعتقداتها، لهذا عادت العلماء والأدباء والمفكرين الأحرار واضطهدتهم وأنشأت لهم محاكم التفتيش، تقتلهم وتحرقهم لأنهم يعارضون سلطتها، وبحمد الله فالإسلام في جوهره لا أصولية فيه بهذا المعنى، ولا سلطة دينية فيه تقهر الناس وتحتكر الدين لها لا فهم له إلا عن طريقها، حتى وإن مثلها هذا النجيمي جهلاً، فنحن لا نعترف بممثل للإله لا يعرف الحق إلا عن طريقه كما تزعم الكنيسة، بل لا ينال غفرانه إلا بتوسطها، ولن يضيرني أن يتهمني النجيمي بمثل هذا، بل لعل اتهامه لي بمثل هذا يثبت أني على الحق، وأني أصدع به لا أخشى في الله لومة لائم، وعادتي لا أذكر أحداً بالاسم إذا ناقشت الأفكار وطرحت القضايا العلمية لولا أن اضطرني النجيمي لهذا، أنا وكنت أريد أن اجعل هذا المقال خاتمة لهذا الجدل العقيم، إلا أن مثل النجيمي لا يؤمن جانبه، ولابد للانسان من أن يدفع عن نفسه الأذى، إذا كان من يؤذيه لا تردعه عن الأذى تقوى أو خشية عقوبة، فإن صمت النجيمي صمتنا عنه وان استمر رددنا عليه، والله مولانا وهو نعم الوكيل.

Titto Divitto
22-06-2008, 10:06
نجيب عصام يماني


http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1211790130194922700.jpg (http://www.al-madina.com/node/11088)


في ملحق «الرسالة» ليوم الجمعة 19 ربيع الأول 1429هـ كتب الدكتور خالد بن صالح باجحزر أني خلطت ما بين الصحوة وقضايا المرأة، وليسمح لي الدكتور أن أتناول بالبحث بعض ما فنَّده من قضايا بكل شفافية ووضوح مقدِّرًا أسلوبه الراقي البعيد عن شطط بعض المتكلمين ومما تعوَّدناه الجاهزية بإلقاء تهم الطعن في الدين وخدمة أعدائه والتجنِّي عليه والانتماء إلى أحزاب وفئات وتصنيفات والقبض بالدولار من بعض الجهات الأجنبية والبُعد عن الإسلام وفك عراويه عروة عروة والغمز واللمز والمزايدة على الوطنية وأنهم هُم وحدهم أهل الإسلام وعلى يدهم يكون الحق وما يقوله غيرهم هو عين الباطل.
أولاً: قولك إن سماع الأغاني حرام فهذا محل خِلاف بين فقهاء الإسلام وليس هناك دليل يدعي الإجماع على تحريم السماع، وللإمام الشوكاني مؤلف سمَّاه (إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع) وقد ذكر في كتابه هذا أن من أباح الغناء مع المعازف عبدالله بن جعفر وابن عمر، كما ذكر عن القفال أن مذهب مالك أباح الغناء بالمعازف (ص24). ونقل عن أبي الفضل أنه لا خِلاف بين أهل الدين على إباحة العود. كما أن هناك العديد من المأثورات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تختلف في معانيها ومضامينها اختلفت معها ودارت أغلب آراء المختلفين في هذا المقام، فهذه الأحاديث ومدى صحتها رواية ودراية واتساق بعضها مع البعض الآخر كانت تقوم عليها آراء المختلفين في موضوع الغناء، وللإمام أحمد ثلاث روايات مختلفة في الغناء، ومن أباح السماع المعز بن عبدالسلام (سلطان العلماء) وروى عن ابن دقيق العيد بسند عن وهب قال «سمعت ابن الزبير يترنَّم بالغناء».. فلا يصح أن نقول بتحريم الغناء ونجرِّم سامعه، وقد ضعَّف ابن حزم مجمل الأحاديث الواردة في تحريم الغناء وقال عنها إنها معلولة بالتناقض في المتن. فالغناء محل خِلاف بين العلماء وما اختلف فيه العلماء لا يفسق به أحد من الناس.
أما لهو الحديث الذي وصفت به من يسمع للأغاني فقد اتفق المفسِّرون على أنها نزلت في قرشي اشترى مغنية تغنِّي بهجاء محمد صلى الله عليه وسلم وسبِّه فنزلت الآية بذلك وليس كل الغناء وإنما علَّة التحريم في من يسب سيِّدنا محمد ويهجوه، وقِيل إنها نزلت في النضر بن الحارث لأنه اشترى كتب رستم واسنيدياد وكان يخلف رسول الله فيحدِّثهم بتلك الأباطيل ويقول «أنا أحسن حديثًا من محمد»، وقِيل إنها نزلت في أحاديث قريش وتلهِّيهم بأمر الإسلام وخوضهم في الأباطيل. وقال الضحَّاك لهْو الحديث الشرك، وقِيل إنها نزلت في لهْو حديث منضاف إلى كفر. الزمخشري ابن عاشور ابن عطية.
ثانيًا: أما قولك إن تقصير الثوب وإطالة اللحى هي من سمات الصالحين وقربهم لرب العالمين، فبمفهوم المخالفة أن من لم يقصِّر ثوبه ويطيل لحيته فليست له سمات الصالحين وهذا خطأ جسيم وقدح في نيَّات الخلق والتدخل في خصوصياتهم. فقد ورد في (فتح الباري) للإمام العسقلاني (10/257) باب (من جرَّ ثوبه من الخيلاء) أنه وردت فيه ثلاث أحاديث. في مجملها أن النهي عن الإسبال مقيَّد بالأحاديث الأخرى المصرِّحة بمن فِعله خيلاء، قال النووي «ظواهر الأحاديث في تقييدها بالجر خيلاءً يقتضي أن التحريم مختص بالخيلاء وأن البطر والخيلاء والتبختر مذموم ولو لمن شمَّر ثوبه والذي يجتمع من الأدلة أن من قصد بالملبوس الحسن إظهار نعمة الله عليه مستحضرًا لها شاكرًا عليها غير محتقر لمن ليس له مثله لا يضرُّه ما لبس من المباحات ولو كان في غاية النفاسة». فعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مِثقال ذرَّة من كِبْر»، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنًا، فقال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكِبْر بطر الحق وغمط الناس». فكل من أحب أن يتعاظم على صاحبه فهذا من الكِبْر الذي نهى عنه رسول الله. فلا يحرِّم الجر والإسبال إذا سلم من الكبرياء والخيلاء. يقول ابن عبدالبر: «إن الجر لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد». وقال النووي: «الإسبال تحت الكعبين للخيلاء فهو ممنوع». وكذلك قال الشافعي على الفرق بين الجر للخيلاء ولغير الخيلاء، والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين وما نزل عن الكعبين ممنوع منع تحريم إن كان للخيلاء وإلَّا فمنع تنزيه لأن الأحاديث الواردة في الزجر عن الإسبال مطلقة فيجب تقيُّدها بالإسبال للخيلاء. فعلَّة التحريم هنا مرتبطة بالكِبْر والخيلاء خاصة إذا علمنا أحوال الناس في ذلك الزمان من عدم حصولهم على الإزار الكافي وفقرهم وحاجتهم، حتى أن بعضهم كانت تنكشف عورته في الصلاة لعدم وجود ما يستر به نفسه. فعدم جواز إطالة الثوب كان لعلَّة اقتضتها ظروف تلك الأيَّام كما قال البعض عن نهي الرسول لإسدال الثوب من أن الإنسان لا يأمن أن تتعلَّق به نجاسة وهذه انتفت في الوقت الحالي لخلو الطرقات من النجاسة ووجود السيارات. وقِيل لعدم التشبُّه بالنساء، وفي قول رسول الله صلى الله وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: «إنك لست ممن يصنعه خيلاء» فهو مستثنى من الوعيد وفيه أنه لا حرج على من انجرَّ إزاره بغير قصده مطلقًا. فالنهي والوعيد ينصبُّ على كل من جرَّ إزاره بطرًا يتباهى به على الآخرين وهذا ينجرُّ على كل من لبس الغالي والثمين وترصَّع بالألماس والأحجار الكريمة غرضه الكِبْر والخيلاء على الآخرين ولا يعني أن من لَبِس حسنًا يريد إظهار نعمة الله أو أَطال ثوبه يحسِّن من منظره وهندامه ليس قاصدًا إغاظة الآخرين أو التكبُّر عليهم أنه ليس من المتدينين أو الصالحين.
يتبع..

Titto Divitto
22-06-2008, 10:07
ثالثًا: إعفاء اللحية هو إلى العادة أقرب منه إلى العبادة، كما ذهب إليه فريق من أهل العلم. وقد كان الإمام مالك فيما ذكره النووي في (المجموع) (114/557) يرى أن حفَّ الشوارب وهو جزء من الحديث من المثلة. وكان من المشهور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه إذا أحزبه أمر فتل شاربه- فيما ذكره ابن حجر في الفتح (3164/5698). والمعوَّل عليه في إعفاء اللحية، حديث «خالفوا المشركين.. أحفوا الشوارب وأفروا اللحى..» (3878) (الجامع)، وفي مسلم «خالفوا المجوس». وهذا الحديث معارض بما رواه مسلم في صحيحه(119/557) من قوله عليه الصلاة والسلام من حديث عائشة رضي الله عنها: «عشرٌ من الفطرة..» وذُكر منها إعفاء اللحية. والفطرة هي ما فُطر المرء عليه، وليس ثمة تكليف فيها، إذ هو مما يتعلق المرء بطبيعة خلقته وجبلته. ومثل هذه الأمور لا تحتاج إلى التشريع، كما قال أبو شامة المقدسي. وإذا تعارض الدليلان تساقطا، كما يقول أهل مصطلح الحديث. ورجع الأمر في المسألة إلى الإباحة الأصلية، فتكون إلى عادات الناس أقرب منها إلى العبادة ويفت في حديث «أعفوا اللحى» أن فيه معنى من معاني تحصيل الحاصل، وهومنزَّه عن الخطاب الشرعي. ذلك لأن المنقول بالتواتر أن من عادات قبائل العرب قبل الإسلام وبعده أن الرجال فيهم من عاداتهم إعفاء اللحية. ولا يأتي الخطاب الشرعي بحثِّ الناس على أمر هم قائمون عليه بجبلتهم ومن عاداتهم. ومن المرجحات للأخذ بالأقوى استدلالاً من هذا الحديث أن فيه خالفوا المشركين. وهذا قياسًا على حديث «خالفوا اليهود» منقوص بقوله تعالى: (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ..) ولكن نص القرآن في وجوب خلع النعلين في لقاء الله أقوى من رواية «صلُّوا في نعالكم». فيكون منه حديث «أعفوا اللحى» فيه اضطراب من حيث معارضته للآية، أضف إلى ذلك ما ذكره بعض أهل العلم كما ذهب إليه النووي في (المجموع) (114/557)، ما لإعفاء اللحية من مثالب قد يقع المرء فيها. مثل الرياء بالصلاح والتقوى أو تركها شعثة إظهارًا للزهد أو صبغها بالسواد إعجابًا وخيلاءً أو بالبياض للمشيخة والرئاسة أو العبث بها أثناء الصلاة ونحو ذلك.. إذن فإعفاء اللحية من عادات الأمم السابقة قبل الإسلام، فعمر بن الخطاب في جاهليته وهو يؤد ابنته -إن صحَّت هذه الرواية- كانت تنفض التراب عن لحيته وهو يهم بدفنها. واللحية من العادات المستحسنة عند كثير من علماء الأمم وفلاسفتها، فالأحبار والرهبان والقسيسون كانوا ومازالوا يطلقون لحاهم. فحلق اللحية من الأمور المُختَلف عليها بين الفقهاء فمنهم من جعلها من المستحبَّات ومنهم من جعلها من سنن العبادات ومنهم من جعلها من خصائص النبي، وهذا الخِلاف نتج عن فهمهم للأمر في حديثه صلى الله وعليه وسلم: «حفُّوا الشوارب وأعفُوا اللحى وخالِفوا اليهود وصلُّوا في نعالكم وخالِفوا المجوس»، والاختلاف بين العلماء لا يمكن إلزام المسلمين بقول واحد في المسائل الخِلافية، فعلى سبيل المثال ورد حديث رواه البخاري ومسلم: «وغيِّروا بالشيب ولا تشبَّهوا باليهود»، ومع ذلك فإن من الصحابة من ترك الخضاب وبعضهم خضَّب وبعضهم اعتبره واجبًا، فاختلافهم كان بحسب اختلاف أحوالهم في ذلك مع أن الأمر والنهي في ذلك للوجوب بالإجماع ولهذا لم ينكر بعضهم على بعض، (نيل الأوطار) للشوكاني (1/141) و(شرح النووي على مسلم) (14/80).
فإعفاء اللحية سُنَّة يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها، وحلقها مكروه وليس بحرام ولا يُعد من الكبائر، اعتمادًا على حديث عائشة المروي في صحيح مسلم: «عشرٌ من الفطرة...» فهي إذن ليست من سنن الإسلام الخاصة به بل هي مظهر لجمال الهيئة وكمال الوقار، وعندما أتى الإسلام جعلها من سنن الفطرة ولا يُحاسب الإنسان على الفطرة كما أسلفت ونحن نعرف أن حكم السنة هو الأجر على العمل والحرمان منه مع الترك ولم يقل أحد من الفقهاء بأن حكم السنة هو حكم الفرض أبدًا. وقد قال بعض الفقهاء «إن من السنة إيمانًا، ترك السنة أحيانًا، لئلا تأخذ حكم الفرض عيانًا». ورد عن النبي صلى الله وعليه وسلم في ما أخرجه مالك في موطئه (2/949) والبيهقي في (الشعب) (5/225) أنه كان جالسًا فدخل عليه رجل ثائر الرأس واللحية فأمره بالخروج ليسرح لحيته ورأسه، فلما دخل عليه بعد تسريحهما قال له: «أليس هذا خيرًا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان؟». فاللحية ليست ركنًا من أركان الإسلام وليست أيضًا من أركان الإيمان والإحسان وهي ليست من مبطلات العبادات على جميع المذاهب والأقوال كتابًا وسنةً نصًا واجتهادًا، إذن فهي ليست سنة عبادة وإنما هي سنة عادة ولا دخل لها بتمام الإيمان أو كماله لا يفسق حالقها وتُقبل شهادته ويُصلى خلفه فليس حلق اللحية من مبطلات الصلاة ومفسداتها أو أنها تقدح في صحة الإيمان والعقيدة. كما يُقال من بعض أدعياء العلم الشرعي في أيامنا هذه. ورد عن رسول الله صلى الله عليه سلم أن رجلاً سأله عما يجب أن يرتبط به من أمر الدين بعد الشهادتين فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس وصيام رمضان وإخراج الزكاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً. إلا أن يقوم ببعض السنن فله الخيار في ذلك» فانطلق الرجل قائلاً: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، فقال رسول الله معقِّبًا: «من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا». أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما. أخرج مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: أين التقوى؟ فأشار إلى صدره الشريف ثلاثًا وهو يقول: «التقوى هاهنا»، ولم يشر على أي مكان آخر، لا إلى مكان اللحية أو موضع الثوب مقصَّرًا أم طال، دلالة واضحة على أن التقوى والإيمان والخوف محلها القلب وليس للشكل العام دخل فيها. ولا يحق أن نقول لمن حلق لحيته إنه معطل للسُنَّة وإن ذنبه عظيم وخطبه جسيم فكم من سنن معطلة في حياتنا، فلماذا اللحية بالذات؟! فرسول الله كان يكتحل بالأثمد ويحثُّ عليه وكان إذا أكل لعق أصابعه وكان عليه السلام يضجع في الفجر بين السنة والفريضة وغيرها كثيرًا من سننه صلى الله عليه وسلم، فلماذا حرصنا على هذه السنة وجعلناها من سنن العبادة وتركنا غيرها وقلنا إنها من سنن العادة؟!
رابعًا: أما المخيَّمات الدعوية وقولك بأن خيرها كثير ونفعها عظيم فهي مقولة غير صحيحة، فهذه المخيَّمات لم نكن نسمع فيها إلَّا أصوات ناعقة تكفِّر كل شيء وتحرِّم كل شيء وتفتي في كل شيء بأنه حرام كمَّلته منابر المساجد والشرائط المسجلة بأصوات متشنِّجة، كلها تدعو إلى شعيرة الجهاد دون ضوابط وتزيِّنه للشباب وتوهمهم بأن من مات ولم يحدِّث نفسه بهذه الشعيرة مات على الكفر والنفاق، ردَّدوًا ليلاً ونهارًا حديث أن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلَّا واحدة، جعلوا منه حديثًا لا يقبل النقاش وأنهم ومن يتبعهم من الفرقة الناجية وأن ما عداهم في النار. رغم أنه حديث مشكوك في صحته، بل إن من علماء المسلمين من ألغاه تمامًا كما ذكر العجلوني في (كشف الخفاء) (2/570) سنينًا وهؤلاء يسرحون ويرتعون في كل مكان وكأن مفتاح الجنة في جيوبهم وصكوك الغفران في أيديهم وأنهم حُرَّاس الفضيلة الساهرون على الإسلام وحدوده وأن عيونهم لا تنام ونفوسهم لا تهدأ وأنه آن أوان الجهاد والخروج في سبيل الله، وأن طريق الجنة مفروش بجثث الكفَّار ودماء الأبرياء على أرض أفغانستان حيث تنزل الحور العين لتأخذ الشهيد من يده إلى جنة النعيم. عاشوا على الوهم سنينًا يبيعونه على شباب الوطن وأحداثه، وكم من صحوي صال وجال في هذه المخيَّمات يبدِّع ويكفِّر ويدعو إلى الجهاد وتوزيع حور العين وكأنه ولي الله في الأرض، وهذا تاريخهم مدوَّن ومكتوب ومقروء ومسموع وأن من خالفهم مبتدع وكافر وزنديق، لوَّثوا هذا المجتمع الآمن الذي كان يعيش في أمن وأمان ويضم في جنباته كل القوميات والمذاهب واللغات. اختصروا العالم وجعلوه أنفسهم، غرَّروا بالصبية والصغار وقالوا بأمور ليست من الدين في شيء، وأن المجتمع يعج بمظاهر الكفر والجاهلية يقلقهم ظهور المرأة وتطوُّرها في السلم الاجتماعي فوقفوا لها بالمرصاد، أوجدوا في مدارسنا منهجًا خفيًا غرضه البعد عن وسطية الإسلام وتعاليمه السمحة. كما كانت من أدوات الصحوة المطويات وكانت تحمل الكذب والبهتان، فهذه دفنوها ساجدة لأنها لا تخرج من بيتها دون إذن زوجها، وأخرى غسَّلوها واقفة لأنها كانت لا تضع العباءة على رأسها، والثالثة رفضتها المقابر لأنها كانت تتبرَّج.. وأكاذيب أخرى كثيرة وقد أوقفها المسؤول ولو كان فيها خيرًا لاستمرت.
ويكفي أنهم تركوا في كل بيت لوعة وحرقة دون أن يطرف لهم جفن، وعليهم أن يعرفوا أن كل دم مسفوح ظلمًا وعدوانًا سيحملون وزره إلى يوم القيامة وأن غيَّروا الآن من خطابهم الديني وحاولوا أن يكونوا أمة وسطًا.
إن الموسيقى والغناء والفجور والمجون كانت موجودة منذ القِدم وفي كافة العصور وعند كل الأمم، وهناك من يجد في الفضائيات الخير كل الخير. إذا أراد ووجَّه وجهته نحو الأصح والأفضل واستفاد من الثقافة والعلوم وليس كل الفضائيات فواضح وجنس. والخير موجود والشر واضح وعلى الإنسان أن يختار ما ينفعه ويبتعد عما يضرُّه، وأمة الإسلام بخير والحمد لله. وإني أبرِّئ نفسي من تهمة أن العفاف والحشمة والحجاب أنها تقف في طريق التطور والتقدُّم والحرِّية. ودفاعي الذي أُشهره ارجعوا إلى عهد الإسلام الأول في مدينة رسول الله صلى الله وسلم وانظروا كيف كانت المرأة تعمل وتجاهد وتخرج وتقضي حوائجها بعيدًا عن الممارسات الخاطئة والتحكُّمات العشوائية البعيدة عن روح الإسلام وتعاليمه.
هدانا الله جميعًا لما يحب ويرضى وأقدِّر للدكتور خالد أسلوبه الراقي وحواره الحضاري..

Titto Divitto
23-06-2008, 09:59
بقلم صلاح الدين الدكاك

لو انفرجت أزمات الشرق الأوسط، فإن وكالات الأنباء العالمية ستعلن إفلاسها!
الأخبار السيئة تصل بسرعة، كما يقولون، ولدينا في هذه البقعة احتياطي ضخم منها.
يلقي صائدو الأخبار شباكهم في أي نقطة، وسرعان ما تهتز مثقلة بالثمن المثير.
النزاعات المسلحة، الحروب الأهلية، العنف الطائفي، المقابر الجماعية، الاحتلال، المجاعات، الفساد، الأوبئة والأمراض المشطوبة من معظم قواميس الطب، وحتى الكوارث الطبيعية التي يقول خبراء البيئة إنها نتاج النشاط الصناعي المسعور للبلدان الكبرى، يبدو أنها لا تُعرب عن سخطها إلا على هذه الجغرافيا حصرياً
في أيلول عام 2001م بدا أن الشرق الأوسط سيفقد هذه الحصرية!
انصرفت عدسات الصحافة والإعلام تغطي ارتماء طائرات مجنونة على رموز القوة والاقتصاد والسياسة في أمريكا سقط الآف القتلى وانهار أطول الأبراج و.. لكن كل ذلك لم يسلب الشرق ريادته بل وعززها، فقد تبين أن “نجوم” العملية شرق أوسطيون وأن شظايا فقط ، أخطأت طريقها لتخدش نعومة المشهد الغربي المنساب بسلاسة خارج شريط الأخبار السيئة!
عموماً فإن الكثير من أشهر حوادث الاغتيال أو اختطاف وتحطم الطائرات التي جرت على مسرح الغرب، كان إما منفذوها أو ضحاياها شرق أوسطيين في الغالب.
اغتيل العالم المصري يحيى المشد في باريس، وفي لندن رسام الكاريكاتير ناجي العلي، وفي روما السياسي الفلسطيني ماجد أبو شرار، وفي أمريكا العالمة المصرية سميرة موسى، وقتلت منظمة أيلول الأسود الفلسطينية فريق كرة القدم الإسرائيلي بكامله بعد اختطافهم في ميونخ بألمانيا، ومن أوروبا اختطفت طائرة “أوبك” وعلى (لوكربي) تحطمت طائرة ركاب واتهم فيها ليبيان وفي السواحل الأمريكية تناثرت أشلاء طائرة مصرية على متنها شخصيات عسكرية كبيرة، وألقي باللائمة على قائدها، لتكتمل شرقاوية المشهد ضحايا ومنفذين!
الكارثي أن سوداوية الصورة الإعلامية عن الشرق الأوسط صارت اعتياداً في نظر المشاهد، تماهي لديه الواقع بالخيال، أصبح يبحث عن جرعة إثارة مضاعفة من وراء متابعة نشرات الأخبار، تماماً كمدمني “أفلام الأكشن” لم يعد تقديم المعلومات خدمة إعلامية تضع المشاهد في قلب الراهن، بل صناعة سينمائية تحقن أعصابه بالمثير .
وفي اليمن تبدأ جلسات تعاطي “القات” في الغالب بالتسخين السياسي وتراشق المعلومات عن جديد الشأنين المحلي والعربي، كلازمة ضرورية لاستجلاب النشوة والولوج في “الكيف” وكلما كانت هناك حرب أو أزمة شديدة التعقيد، كلما ارتفعت وتيرة النشوة، وأصبحوا قاب قوسين من التلاشي في “المقام السليماني” أو الساعة السليمانية كما نسميها في اليمن.
ان المشاهد الأوروبي أو الأمريكي، مدين هو الآخر بالكثير لهذه النافورة الشرقية المعطاءة التي تمطر حياته الماسخة بالبهارات .. إذ من أين سيأتي بكل هذا الخراب اليومي الحي والمباشر.. لولا الشرق الأوسط!

Titto Divitto
23-06-2008, 19:15
بقلم د. عبدالرحمن العرابي

http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1214163140278219100.jpg (http://www.al-madina.com/node/22203)


في العام الماضي وفي مثل هذه الأيام تقريباً أثار تصريح لوزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين حفيظة أهالي وساكني مدينة جدة بعد أن زار أشياب العزيزية ووصفه لما رآه «بأنه حالة نفسية» يعني عدم وجود أزمة مياه. علماً أن الأهالي والسكان كانوا يقفون في طوابير ليس لها أول وليس لها آخر ويعانون أشد المعاناة من (عدم) وجود مياه في خزانات مساكنهم.
* وفي أيامنا هذه وقبل بدء الموسم الفعلي (لصيف) جدة لم يبق أحد إلا القليل من أهالي وساكني جدة لم يعان من (عدم) وجود المياه في منزله. كما لم يبق أحد لم يذهب لإحضار (وايت) ماء ولم يعان من (حرّ) الشمس و(سوء) المعاملة والانتظار (الطويييل). ومع ذلك (أتحفنا) المهندس عبدالرحمن المحمدي مدير عام المياه بمحافظة جدة بتصريح لصحيفة «عكاظ» نشرته يوم الاثنين الماضي 12/6/1429هـ يكرر ما قاله وزيره في العام الماضي من أن (الأزمة) نفسية. وبنص «عكاظ» فالمهندس المحمدي يرى أن: «أسباب أزمة المياه التي مرت بها المحافظة خلال الأيام الماضية أسباب نفسية أكثر من أي عوامل أخرى وأنه ليس هناك سبب فعلي لحدوث الأزمة».
* وقبل أن (أستعيد) (توازني) وجدته يُرجع أسباب الأزمة إلى أمر لم (يخطر) لي على (البال) على الإطلاق. فالمهندس المحمدي حفظه الله يرى أن: «اللوم يتحمله السكان لحرصهم على توفير المياه قبل دخول أيام الاختبارات» ثم يزيد (اتحافنا) بقوله: «إن بعض المواطنين لا يستهلكون كامل الكمية التي يحملها الصهريج وهذا ما أوضحه سائقو الصهاريج حيث أنهم يعودون بنصف الكمية التي يحملها الصهريج حيث أن بعض خزانات المواطنين يوجد بها كميات من المياه وهم ليسوا في حاجة إلى كامل حمولة الصهريج».
* بحق.. لم أكن (أتخيّل) أن تكون تصاريح بعض مسؤولينا بمثل هذا (التخريف) ولهذا سأساير هكذا (سلوك). وأقول ربما (صحيح) ما ذكره المهندس المحمدي فهو (المسؤول) وبيده الأرقام التي تؤكد صحة و(دقّة) ما يقول. (فاللوم) الحقيقي يقع على عاتق المواطنين الذين لم يعرفوا ولم يقدّروا قيمة الماء (فأسرفوا) في استهلاكه و(بالغوا) في تخزينه حتى وهم في غير حاجته حتى أن الوايتات تعود بنصف حمولتها.
* وبما أن الحالة بهذا الوضع الذي (أبدع) في وصفها المهندس المحمدي فأرى وأقترح على السادة مسؤولي وزارة المياه والكهرباء أن (يريحوا) أنفسهم من عناء التفكير في (حلّ) مشاكل نقصان المياه في كثير من مناطق المملكة و(يوفروا) ميزانياتهم بعدم (شراء) بوارج تحلية وغيرها، ويطالبوا بدلا من ذلك وزارة الصحة بتحمّل (مسؤوليتها) في هكذا أزمة وذلك بإنشاء مستشفيات نفسية في كل مناطق المملكة وخاصة محافظتي جدة والطائف لأنهما أكثر محافظتين تشهدان أزمات مائية.
* وحتى لا يتكدّس مرة أخرى السكان أمام أبواب هذه المستشفيات (فأقترح) أيضاً تسهيلاً وتيسيراً على مسؤولي وزارة المياه والكهرباء (مطالبة) وزارة الصحة بفتح عيادات نفسية في كافة الأحياء وخاصة أحياء ذوي الدخل المحدود والطبقة المتوسطة. ففي هكذا (تطور) لن يضطر المواطن أو المقيم إلى معاناة الذهاب إلى (أشياب) المياه والوقوف في طوابير طويلة لأنه عندما (يشعر) في حينها بحاجته إلى الماء (يزور) أقرب عيادة نفسية في حيه وعندها سيجد له الأطباء الحل السليم.
* أعرف أن المستشفى الشهير للأمراض النفسية هو في مدينة الطائف وتحديداً في حي (شهار) ولا أدري حقيقة هل وجوده هناك وإنشاؤه كان بسبب (أزمة) مياه نفسية لأهالي وساكني الطائف أم ماذا؟! ولكني وبحمد الله متأكد الآن وبعد تصاريح المهندس المحمدي ومن قبله المهندس الحصين أن بقية سكان المملكة (سينعمون) و(يتمتعون) بمثل ما يتمتع به أهالي الطائف بوجود مستشفيات صحة نفسية تكفيهم (مؤنة) و(معاناة) المياه وربما يكونون سعداء حظٍ فتقوم الصحف (بمتابعتهم) ليس في أماكن الأشياب بل في (عنابر) و(ردهات) المستشفيات والعيادات النفسية كما فعلت صحيفة (الوطن) في تحقيقها الشهير عن مستشفى (شهار). صحيح كما قيل في المثل «اللي اختشوا ماتوا».

Narcissa
23-06-2008, 19:44
الدنمارك أسعد دول العالم , تسابق لصعود سلم السعادة , ويكفينا بأننا مسلمين ....!!

قال [ سعادته ] سعادتي بسعادة المواطن العربي , فهل هو سعيد يا ترى ؟!

تُجرى حاليا تصنيفات يتم من خلالها تحديد الدولة الأسعد سكانا بالعالم , ليس بالنظر الى معدل دخل الفرد ,
بل بمقارنة مدى سعادة الفرد بالنسبة لمدى الاستهلاك , وانتهوا الى ان السعادة لا ترتبط بالدخل الكبير ,
بقدر ارتباطها بالقناعة والرضى النفسي .

أظهرت الدراسات بان السعادة التي تحظى بها الشعوب ليس من الضرورة ان تكون مضطردة مع معدلات
الدخل , فلو كان هذا صحيح , لوجدنا بان الولايات المتحدة الامريكية هي الأسعد في العالم , وهذا غير
صحيح فلو القينا الضوء علي الجرائم التي تنتشر واعمال العنف والشغب , ليس فقط بل ايضا الى اعداد
الفقراء ممن يفترشون شوارع نيويورك وغيرها من مدن وولايات امريكا , لوجدنا بان معظم سكان امريكا
لا ينعمون بالسعادة , بل ان اغنياء واثرياء امريكا ايضا لا يحسون بالسعادة وذلك بسبب عدم الرضا وعدم
القناعة , يكفي ان يكون عند احد معارفك مليون اضافي عما لديك ليكون هذا احد اسباب التعاسة !!

السعادة في الولايات المتحدة مفقودة فعلا , وهذا يعود لسببان , النظام والادارة !!
اشخاص اهتموا فقط بالركض وراء المال والثروة , واشخاص فرض عليهم الفقر والفاقة , واشخاص يلعبون
بانباء البلاد الشطرنج .

الدنمارك هي الاكثر سعادة !!

الدنمارك تلك البلاد الواقعة في شمال اوروبا , لم يكن فقرها في الموارد الطبيعية عائق يقف في سبيلها
للتطور والاكتفاء وتحقيق السعادة والكرامة لمواطنيها , الدنمارك لم تنل شرف الفوز في الحرب , لم تحظى
بالبترول الذي حظيت به دولنا الاسلامية , ورغم ذلك تربعت علي عرش سلم الدول السعيدة في العالم
لاكثر من 20 سنة , وهذا ما اوردته احدى الصحف الاسرائيلية علي لسان الصحفي ناحوم برنياع .

سئل احد المواطنين عن السبب الذي يقف وراء ان الدنمارك هي الدولة الاكثر سعادة في العالم , فقال :
السعادة كلمة كبيرة , نحن فقط نقنع بما لدينا , ولا نبني احلام عظيمة تصطدم بالواقع وتورث لنا الاحباط .

قد نسأل انفسنا ما سبب كون الدنمارك هي الدولة الاكثر سعادة ؟ لتتفوق بذلك علي الولايات المتحدة التي
يتركز بها اثرياء العالم , بل علي دولنا العربية الاسلامية التي يوجد بها اكثر من نصف احتياط العالم من البترول
الذي هو محرك الحضارة في العالم ؟! كيف تتفوق علي اليابان واسرائيل ؟!

بخصوص اسرائيل , فالسبب في ذلك لان اسرائيل تتبع منهاج الولايات المتحدة , خطوة بخطوة ذراع بذراع !!

لكن بخصوص الدنمارك , ربما كان سبب ذلك انخفاض معدلات الجريمة , ربما كان ذلك بسبب الضريبة الباهضة
بالمقابل خدمات مجانية كالتعليم , وكاعطاء اجازات الولادة الطويلة ( بعكس اسرائيل ) للامهات والاباء .

برأي ان الدنمارك ان حظيت فعلا بهذه السعادة فالسبب يعود للادارة , فادارة الدولة ان كانت ناجحة في مجال
السياسة ستكون لدينا دولة قوية كما الولايات المتحدة فرنسا والمملكة المتحدة والمانيا وروسيا .
اما ان كانت الادارة متفوقة في مجال الصناعة سنجد بان الدولة متفوقة بهذا المجال كما اليابان والصين ,
وبحالة الدنمارك فان الادارة موفقة بتحقيق عدالة بالتوزيع , فمن المستحيل تحقق السعادة لمجتمع اذا كان
لدينا غني وفقير وكان الفارق بينهما واسع كما في القرون الوسطى ومعظم الدول اليوم !!

اعتقد بان الحكومة والادارة الرشيدة هي ما سبب هذه السعادة للمواطن الدنماركي , ورغم ذلك لا اسمع
بانهم يقولون الحكومة الرشيدة بخطاباتهم , بل انهم ينظرون الى ذلك كأنه واجب علي الحكومة لا تفضل منها
عليهم , لذا فان حدوث خلل ما يعني بالضرورة انقلاب علي الحكومة , ليس الهدف منه الدخول في دوامة من
الفوضى , بل من أجل الاقدر والانسب لهذه المهمة .

اتذكر باني قرأت كتاب لضابط بالجيش الاسرائيلي , القى به الضوء علي حال المجندات والعاملات في الجيش
ذكر قصة مرأة لم تعط الا اسبوع واحد فقط كاجازة بعد ان انجبت , اذ ان ابنها كان مريض , وقالوا بانه لا سبب
لاعطائها الاجازة اذ ان الابن في المشفى ويلقي الرعاية اللازمة .

هل بلادنا العربية الاسلامية سعيدة ؟!

قال عليه الصلاة والسلام : ( اخشى ان تفتح عليكم الدنبا كما فتحت علي من كان قبلكم , فتنافسوها كما
تنافسوها فتهلككم كما اهلكتهم ) .

هذا ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام , وهذا ما حدث صدقا ببلادنا العربية , تفتحت زهرة الحياة الدنيا
للبعض , فاصبح جل همه التكريم , علي حساب الاخلاص بالعمل , لم يكن الهدف هو الاصلاح للوصول
لمستوى معيشي راقي يكون سبب في ظهور جيل ذو فكر راقي خلّاق , بل كان الهدف ظهور الوضع بانه
في طريق الاصلاح .

ماذا ترتب علي ذلك ؟!

اعتقد بانه قد ترتب علي ذلك تقسيم الدولة الى عدد لا بأس به من الدويلات , احدها تحتوى اغنياء البلد
الذين يفقتدون الى السعادة بطبيعة الحال , واتفه الاسباب قد تؤدي الى تأزم حالهم , مثلا فلان لديه سيارة
افضل واحدث مما لدي , هذا سبب كفيل بتحويل حياته الى سواد وتوتر الا ان يحصل علي سيارة افضل !!

وهذا النمط من الاشخاص موجود بدولنا العربية الاسلامية , لو اتينا الى الناحية الفكرية لدى هؤلاء الاشخاص
لن نجدها مميزة جدا .

النمط الآخر من الأشخاص هم بقية الشعب وهم الاشخاص العاديين , تعلمون بان نظام دولنا العربية أصبح
زيادة في الضرائب بالاضافة الى اخطاء فادحة بكتابة الفواتير , زيادة في تكاليف التعليم , زيادة في اسعار
السلع , خدمات سيئة في جميع المجالات خاصة المجال الصحي , فتلجأ مرغما الى العيادات الخاصة .
طبعا هذه الامور تبدأ بزمن سيادة جديد , وهو سيادة الفوضى والانفلات الذي بدأت تظهر اولى مبشراته .

يبقى السؤال الذي حيرني فعلا ...

ماذا ترتب علي كوننا مسلمين ؟! هل يكفي بان نتفاخر علي الامم الاخرى باننا مسلمين بدون تطبيق
للاسلام , حتى في ابسط الامور التي تُعني بتنظيم الدول ؟!
بدون النظر باعين مفتوحة لما اتى به الاسلام ؟! أم اننا نتتبع اثار اقدام اليهود عندما تفاخروا بيهوديتهم
بعد ان حرفوا كتبهم واهملوا تعاليمها ؟!

قال سابقا [ سعادته ] سعادتي بسعادة المواطن العربي , واليوم نرى المواطن العربي بحال يرثى لها , ليست
المشكلة في اوضاع مادية , فهناك الكثير من الفقراء يعيشون سعداء لكن لدينا حتى الغني تعيس !!
المشكلة للاسف هي اهدار القيمة الانسانية للفرد , وهذا هو سبب توحدنا كعرب !!

وبرغم اننا مسلمين الا ان الدنمارك التي توحدنا سابقا علي هجومها اليوم تلتزم بقواعد الاسلام , في حين
اهدرتها دولنا التي تتغنى بالاسلام والعروبة , اي تناقض يحمله الواقع واي كوارث يحملها المستقبل ؟!

أين نحن من الاسلام , واين نحن من الدنمارك !!

المصدر : العضوة Her soul (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=425947)

Titto Divitto
23-06-2008, 19:59
بقلم عبدالكريم الرازحي


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abd.jpg




“يجب ان نحب حكوماتنا” هذا ما تقوله احدث النظريات في السعاده. وبحسب هذه النظرية فالشعوب السعيدة هي تلك التي تحب حكوماتها.
اما اكثر الشعوب سعادة في عالمنا فيقول اصحاب هذه النظرية بأن شعب الدانمارك هو اسعد شعوب العالم. وتأتي بعده شعوب الدول الاسكندنافيه
ولكن ماذا بشأن بعض الشعوب العربية؟
هل هي شعوب سعيدة؟
وهل لها علاقة بالسعادة؟
بحسب هذه النظرية يجب ان تكون شعوبنا من اسعد شعوب العالم. ذلك لان بعض الشعوب العربية تحب حكوماتها اكثر من حب شعب الدانمارك لحكومته
ثم اذا صح ان السعاده تدخل من باب الرضا ومن باب القناعة فان شعوبنا هي اسعد شعوب العالم .. فهي قنوعة وراضية وليس عندها ذلك الهلع الذي عند غيرها من شعوب اوروبا.
واذا كانت السعادة عند المواطن في الغرب تقاس بمدى قدرته على اشباع حاجاته ورغباته وتطلعاته فان السعادة عند المواطن العربي تقاس بمدى تضحيته في سبيل حكومته ووطنه وجمهوريته ووحدته وديمقراطيته وعروبته وقضيته.

Lady Rosalia
23-06-2008, 21:11
فعن أبي الدرداء -رضي لله عنه - قال: قال رسول الله صل لله عليه وسلم : (( إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها , ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها , ثم تأخذ يمينا وشمالا , فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن , فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها ))

*** الذين يستحقون اللعن هم من لعنهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم (اليهود والكفار) ***
*** لكن على الإنسان أن لا يلعن الآخرين حتى لا يعتاد عليها ***

Titto Divitto
24-06-2008, 09:05
بقلم جعفر عباس

http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

عندي نصيحة للشابة المصرية سماح: أوع محمد يضحك عليكي تاني، وترجعي له! ده واد خيخة وخايب وفاشل، وانتي حلوة وألف من يتمناكِ! بصراحة لست متأكدا من مسألة أنها حلوة، لأن مقاييس الناس عن الحلاوة تتفاوت، وأنا لم التق بسماح ولم أر صورتها ولا أعرف عنها سوى أنها قالت لمحمد بعد علاقة عاطفية في إطار خطوبة طويلة الأجل: بصراحة أنا مش عايزاك وربنا يوفقك وتلاقي بنت حلال تستاهلك.. قالت له هذا في بيت أهلها الذي هو شقة في الطابق الأول من عمارة في حي شعبي، فما كان من محمد إلا ان فتح الشباك وتحول الى قذيفة جو – أرض،.. نط وهوى أرضا وأصيب بكدمات بسيطة.. وبكل سماحة وحسن نية (وشيء من العباطة) غيرت سماح رأيها: حرام.. كان هيموت نفسه علشاني، وقامت بتطبيع العلاقات معه، (هل فهمت لماذا وصفت قرارها باستئناف العلاقات مع محمد بالعباطة؟ بالضبط!! شخص لا يستطيع مواجهة أبسط المواقف إلا بالهرب لا يصلح زوجا، خاصة إذا كان الهرب من الحياة)، المهم أنه وبعد نحو سنتين زهجت من موال “إنتي عارفة الظروف، ولو بإيدي اتجوزك النهار دا قبل بكرة.. بس العين بصيرة واليد قصيرة”.. يعني سئمت الخطوبة المفتوحة وطلبت منه ان يعطيها عرض أكتافه.. عاد محمد الى البيت وقطع شرايين يديه وتم نقله الى المستشفى وإسعافه.. كرر عملية قطع الشرايين خمس مرات أخرى، وفي كل مرة كان هناك شخص عبيط يتولى نقله الى المستشفى.. ولكن سماح ظلت تضرب طناش فقرر أبو حميد تغيير التكتيك وأتى بكمية من سم الفئران ووضعها في عصير وشربها (لماذا يدلع نفسه وهو يريد الموت بخلط السم بالعصير وقد كان بإمكانه ان يسفه سفا او يشربه بالماء العادي او حتى بالشاي الخالي من السكر، ويذكرني هذا بالطيارين الكاميكازي اليابانيين الذين كانوا ينتحرون خلال الحرب العالمية الثانية بأن يصدم الواحد منهم بطائرته طائرة أمريكية لتنفجر الطائرتان.. كان الواحد منهم يبدأ مهمته الانتحارية بلبس الخوذة الواقية على رأسه!!).. والغريب ان السم لم يسبب له حتى مجرد اسهال.. فكر محمد جيدا ورأى أن أفضل طريقة للموت هي ان يرقد على سكة قطار.. وبالفعل حدد موعد مرور القطار بمنطقة الشرابية التي يعيش فيها، ولما سمع صافرته تمدد على القضبان، ولكن القطار لم يأت بسبب عطل أصابه في الطريق، كما وأن المارة الذين رأوه على تلك الحال سحبوه بقوة فعاد الى البيت
وغدا بإذن الله نتابع مسيرة وخيبة محمد بيه، الذي يحرص على “الانتحار” في ظروف وملابسات تضمن له النجدة.

Titto Divitto
24-06-2008, 09:08
بقلم جعفر عباس



http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg


هناك مثل عامي مصري ينطبق على (محمد) الذي قررت خطيبته (سماح) فسخ الخطوبة لأنها لم تر في نهاية النفق ضوءا يقود الى بيت الزوجية، فدخل محمد في سلسلة محاولات انتحار انتهت كلها بالفشل، المثل يقول: ناس خيبتها سبت وحد (أي يوم الأحد) وفلان خيبته ملهاش حد.. هذا المثل مفصل على مقاس محمد هذا.
ما علينا: أحس محمد أن محاولاته الانتحارية صارت نكتة، فقرر حسم الأمر وصعد إلى سطح بناية من 4 طوابق وهوى أرضا، ولكنه سقط على سقف سيارة إسعاف كانت موجودة امام البناية لنقل امرأة تعاني من صعوبات في الولادة، ونقله الإسعاف الى المستشفى حيث تم علاجه من كسور وسجحات بسيطة.. ولما عاد الى البيت وجد عمه في انتظاره وعاتبه العم على عبثه بحياته وبأنه جعل العائلة مسخرة، فما كان من محمد إلا ان قفز من الشباك وهوى أرضا ليصاب مجددا برضوض وكسور.. حتى لحظة كتابة هذا المقال حاول محمد الانتحار 11 مرة.
أنا معجب بسماح لأنها أثبتت أنها إنسانة واعية برفضها الزواج من محمد هذا: هل يصلح زوجا رجل يفشل حتى في قتل نفسه؟ فاشل حتى في الانتحار.. و11 مرة؟ أي خيبة هذه.. سأرسل هذا المقال الى موقع الانترنت المصري الذي نقلت عنه هذه الحكاية مضمنا ما يلي: عايز تنتحر يا حمادة؟ لف يديك ورجليك بأسلاك معدنية في وقت يكون فيه البيت خاليا من السكان ثم ادخل طرف السلك في نقطة توزيع الكهرباء.. بلاش الكهرباء.. اطلع عمارة ذات عشرة طوابق او اكثر واقفز.. اربط شيئا وزنه خمسون كيلو غراما أو أكثر على رجلك واقفز في النيل.. روح العراق او تعال عندنا في دارفور واشتم بصوت عال أي زعيم معروف هناك! الانتحار كده وللا بلاش، مش الحركات القرعة المحسوبة لتفادي الموت مع إعطاء الانطباع بأنك “جاد” .. سموحة بنت ناصحة وواعية وتستاهل راجل “قد القول، وعنده كلمة، ولما يقرر ينفذ”
دعني أحكي لك يا سي خيبة، حكاية انتحار رجل فرنسي: وقف فوق ربوة عالية تطل على البحر بعد ان ربط رجله بصخرة ضخمة ثم سكب البنزين على جسمه واشعل فيه النار ثم قفز في البحر.. النار قطعت الحبل فانفكت رجله من الصخرة وطفا على السطح ورآه صياد وأنقذه وتم نقله الى عيادة قريبة للتأكد من أن جسمه وخاصة رئتيه سليمتان .. هكذا يكون التصميم على الانتحار (رغم ان الفرنسي لم ينل مراده بقتل نفسه).. نواصل حكايته.. وضعوه تحت المراقبة في العيادة لبعض الوقت حتى تأتي الشرطة لاستجوابه، ولكنه أعطى الطبيب عنوان بيته لتأتيه الشرطة هناك “على مهلها”، وخرج من العيادة، وأثناء عبوره الشارع صدمته سيارة مسرعة فمات على الفور.. لا تستعجل أجلك يا محمد.

Titto Divitto
24-06-2008, 09:10
بقلم نجيب عصم يماني


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/najeb.jpg

نسافر في كل الدنيا نشرّق ونغرّب.. فرادى وجماعات, نقف في المطارات بالساعات وأحياناً بالأيام ننسى التدخين وندني علينا جلباب الالتزام والاحترام لكافة الأنظمة والقوانين نقرأها بإمعان واحترام ونحفظها بالتمام ونقوم بتطبيقها بالمقدار ونلزم بها من هم معنا مسافرين في أدب جم ورضى تام وابتسامة عريضة نرسمها بكل قوة واقتدار. نقف في طوابير طويلة بخط مستقيم، لا نتأفّف ولا نشتم ونلعن بل ندندن بأنغام العصافير واليمام، لا نتعدّى على أحد ولا نتصادم مع الآخرين، أعصابنا باردة ودمنا رائق. نتحمل تعبنا وجوعنا وعطشنا نقف في الطابور لاختيار ما نريد بكل أدب واحترام نحسن اختيار طعامنا وشرابنا وفق طقوسهم وعاداتهم ونطبّق آدابهم وتعليماتهم, لا نملأ الأطباق ولا نأكل بعيون فارغة مفجوعة فكل شيء بمقدار، ونترك المكان أنظف مما كان فكل شيء إلى مكانه يعود بالترتيب والموالاة, موقنين أن من أساء الأدب لم يأمن العقاب فالغرامة والسجن ونظرات الآخرين سياط تلهب ظهور المستهترين فلا كبير على النظام. أولادنا يصبحون مؤدّبين تردعهم النظرة وتكفيهم الإشارة والكبار يستخدمون كلمات لا يقولونها إلاّ هناك.. من فضلك ولو سمحت، لا شتيمة ولا ضرب ولا صراخ، تغشى الجميع الرحمة وتظلّلهم السكينة، لا أحد يقضي حاجته في الشارع ولا يقف بسيارته لينظّفها ويرمي بأوساخها جوار الرصيف، الكل يسمع ما يريد داخل سيارته ولا يفرض على الآخرين سماع ما لا يريدون، لا نقطع إشارة المرور ونقف لها مؤدّبين، نخاف أن نهينها فننهان فلا نتقدّم عنها فهي دائماً أمامنا ونحن خلفها منتظرون، لا نأتي من اليمين لنذهب إلى أقصى اليسار، نستخدم الإشارات في الاتجاه والوقت الصحيح، فللرصيف حرمته ولخط المشاة قدسيته وللميدان آدابه. نربط الحزام وننسى استخدام الأبواق والسرعة بمقدار والتجاوز بحساب.
هناك في البعيد نصبح أُناساً آخرين نغيّر من طبائعنا ونلبس أثواباً غير أثوابنا التي كُنّا بها نعيش، فيصبح الرجال كلهم لعوائلنا محارم يجلسون إلى جوار بعضهم البعض, يأكلون ويضحكون ويخطّطون معاً لرحلات طويلة، يتقابلون في أتوبيس واحد يتبادلون التحيّات ويلقون على بعضهم السلام، تجمعهم المقاهي والمطاعم وردهات الفنادق والأسواق. هناك نتنازل عن الصرامة والشدّة والحدّة والتسلّط والغضب، نرسم بسمة المحبة والرضا ونصبح طائعين سهلين لينين هاشين باشين، نستخدم الإتكيت ونُحسّن السلوكيات ونطبّق مكارم الأخلاق.
هناك نمارس الإسلام الصحيح كما تلقيناه من نبعه الصافي الكريم، نمارس الصدق في القول والإخلاص في العمل، نبتسم ونعتبر تبسمنا صدقة في وجوه الآخرين نرد السلام على من نعرف ومن لا نعرف، نمارس النظافة على أصولها، لا نرمي بالعلب الفارغة في وسط الطريق حتى المنديل نضعه في المكان الصحيح. نجسّد الأمانة وكل القيم التي حثّنا عليها ديننا الحنيف لا نكذب ولا نتجمّل، نقف للكبير ونساعد العاجز والمريض، نحترم المرأة ولا نضايقها في الطريق، نعرف العيب ونتعامل مع الجميع. نسهر حتى الصباح نتمايل مع الأنغام ونحفظ القاموس المحيط بأغاني القريب والبعيد، نمارس الحياة على طبيعتنا وفطرتنا وزي كل الناس... حتى إذا ركبنا الطائرة عائدين لبسنا أثوابنا الحقيقة وكشّرنا عن أنيابنا ورسمنا على وجوهنا الصرامة والكآبة مبتدئين الشجار والنقار مع المضيفين والمضيفات فهي ترفض أن يكون مقعدها في الطائرة بجوار رجل لأنه ليس من المحارم، وهو لا يرضى إلاّ أن يكون بجانب أسرته فمن العيب أن يبقى في المقعد الخلفي أو الأمامي دونهم!، والثاني ترك حمام الطائرة بركة مياه، والأطفال انفلتوا من عِقالهم وجعلوا من الطائرة ملعب كرة قدم دون مراعاة للآداب والآباء والأمهات في نقاش وشِقاق افتكرت أن عينيه كانتا زائغتين هنا وهناك وأنها ساكتة وصابرة حتى لا يُقال انها نكدية، والبنات انشغلن بإخراج الطرح والعبايات واحترن هل يضعنها على الكتف أم الرأس وشيئاً فشيئاً تغطّت الرؤوس والوجوه وظهر اللوفيتون والشانيل وارتسمت على الوجوه علامات القرف والنكد والضيق وتأهب الجميع للانطلاق وتكدّسوا عند الأبواب والمايكرفون يلعلع بضرورة البقاء حتى لا تتعرّض الأرواح لما لا يُحمد عقباه..
هذه صورة مصغّرة لما نقوم به من تناقضات في فترة زمنية من عمرنا. فهل هناك تناقض أكثر من هذا الذي نعيشه!! أرحموا أنفسكم وكل من أحاطت به شقفة قلوبكم وجدار بيوتكم فسندفع الثمن غالياً مع الأيّام.

Titto Divitto
24-06-2008, 20:12
بقلم محمد صادق دياب

http://www.aawsat.com/01common/teamimages/451-mohammad-diyab.gif

أنقذت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية فتاة من شاب ابتزها 14 عاما، وسلب منها خلال هذه المدة 800 ألف ريال، وقد ظل الشاب يهدد الفتاة بنشر صور لها، وفضحها أمام أهلها إن لم تستجب لطلباته، ولم تجد الفتاة بدا من اللجوء إلى الهيئة بعد كل هذه السنوات من الابتزاز، واستطاعت الهيئة بمساعدة الفتاة أن تقبض على الشاب بالدليل القاطع حينما جاء ليتسلم مبلغ المائة ألف ريال التي طلب منها أن تقترضها من أحد البنوك ليستمتع بها في إجازته..
ذلك ملخص القصة التي تداولتها الصحافة السعودية قبل يومين، وما حدث أمر يستوجب شكر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإشادة بها. وكنت أتمنى أن توضح الهيئة كيف تعاملت مع الجانب الذي يتصل بالفتاة من دون أن تتسبب لها في حرج مع أسرتها ومحيطها، فإيضاح هذا الجانب سيبعث بالكثير من رسائل الطمأنينة لأخريات ربما يواجهن نفس المأساة..
الكثير من الأسئلة نبتت في الذهن في مواجهة هذه الحكاية:
ـ لماذا تأخرت الفتاة 14 عاما قبل أن تتخذ القرار باللجوء إلى الهيئة كجهة صلاحية للتعامل مع هذه الأمور؟
ـ هل كانت تخشى الاتصال بالهيئة لكي لا تحملها ـ أي الهيئة ـ مسؤولية ما حصل لها، وبالتالي تتحول إلى متهمة، وما يترتب على ذلك من الفضيحة لدى الأسرة والمجتمع؟
ـ وما الذي طرأ لكي تتخذ هذا القرار الشجاع الذي جاء متأخرا؟
كنت دائما على ثقة بأن جهاز هيئة الأمر بالمعروف في حاجة إلى تقريب المسافة بينه وبينه الناس، وأيضا في حاجة إلى جهاز إعلامي محترف يهتم بتوجيه رسائل إيجابية عن الهيئة تشجع مثل هذه الفتاة وغيرها من اللجوء إليها عند الحاجة، فالهيئة ظلت حتى عهد قريب عالما مغلقا لا يعرف الكثيرون من أعماله إلا الجزء الطافي مما تراه العين ويتحدث عنه الناس..
ولا بد من الاعتراف بأن ثمة تغييرا إيجابيا في الأداء الإعلامي للهيئة، فأخبار الهيئة اليوم منشورة تتداولها الصحافة: دورات تدريبية، دراسات واستطلاعات بحثية، منجزات ميدانية، إحصاءات وبيانات سنوية، تصريحات تكرس لمبدأ الستر الذي يشير المسؤولون في الهيئة على مراعاته وغير ذلك، حتى الأخبار الصحافية التي تراها الهيئة في غير صالحها، فإن تصحيحها من قبل الهيئة يصب في مصلحة حضورها العام..
وإلى هذا الحضور الإعلامي، الذي أسهم في تقريب صورة الهيئة ورسالتها إلى أذهان الناس، يمكن أن يعزى ما يحدث اليوم من تزايد حالات الاستعانة بهذا الجهاز كما حدث لتلك الفتاة، وستتزايد هذه الحالات الأهم في عمل الهيئة بقدر ما تتمكن الهيئة من الاقتراب من الناس أكثر وأكثر.. فعمل رائع، مثل إنقاذ فتاة من حبائل شاب مستهتر، مبتز، ومجرم، سيضيف الكثير إلى رصيد الهيئة في قناعات الناس، ويعزز من ثقتهم في اللجوء إليها لحماية أنفسهم والآخرين.

--------------------------------------
التطوير أمر جيّد، أما الخبر الذي فرحوا به وهو لجوء الفتاة إلى الهيئة فهو ليس أكثر من إثبات لفشل الهيئة الذريع، فلم تلجأ الفتاة لهم إلا بعد ((14 عاما )) !!

Titto Divitto
25-06-2008, 19:20
بقلم عبدالكريم الرازحي


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abd.jpg

في أي لعبة بين لاعِبَيْن او بين فريقين لابد اولا من الاتفاق على شخص يكون حكما وشاهدا.
ولكن ليس كل شخص يشاهد المباراة يصلح شاهدا أو حكما. وعلى سبيل المثال
فإن الجمهور الذي يحضر الى الملعب لمشاهدة مباراة كروية لاتصح شهادته في الحكم على المباراة.
ونفس الشيء فان الجماهير لاتصلح ان تكون شاهدا في لعبة سياسيه بين فريقين سياسيين متنافسين ولاتصح شهادتها.
فالشاهد او الحكم يجب ان يكون محايدا وغير منحاز لفريق ضد الآخر, وتكون له معرفة بأصول وقوانين وشروط اللعبة – كروية كانت أم سياسية - وله القدرة على ان يصدر حكما صائبا وعادلا في الوقت المناسب.
ولكن ماذا لو ان فريقين كرويين أو سياسيين التقيا في مباراة ولم يكن هناك حكم ولاشهود ؟
بل ماذا لو ان الفريقين المتنافسين - ولشدة رغبتهما بالفوز - لم يكتفيا باستقطاب الانصار والمشجعين وانما قاما باستقطاب الحكام والشهود, ولم يتركا احدا على الحياد ليكون حكما وشاهد عدل بينهما؟ ثم عليك ان تتصور ما الذي سوف يحدث لو ان الكل نزل الى الميدان والكل صار يلعب بما في ذلك الحكام والشهود؟!

Titto Divitto
26-06-2008, 14:53
بقلم خالد القشطيني

http://www.aawsat.com/01common/teamimages/122-kishtainy.gif

من سنن الانسان ان يتجاهل المصائب والمتاعب بتحاشي ذكرها، الانجليز يقولون بكنسها تحت السجادة. عندما كان مرض السل يفتك بالناس، اعتاد القوم على تحاشي ذكره. كنا في العراق نشير اليه بقولنا «ذاك المرض». واذا شئنا ان نفصح اكثر من ذلك قلنا: «ذاك المرض الموزين». اصيب فلان بذاك المرض، بعيد عنكم. اصبحنا في هذه الأيام نتعامل مع مرض السرطان بنفس الاسلوب. «ذاك المرض». نقول احيانا «ورم مو زين»، على اعتبار ان بعض الورم «زين» ونعمة من الله. حتى الأطباء يستعملون نفس الاسلوب. يقولون: «عندك شوية ورم موزين».
بالطبع يلجأ الناس في كل الشعوب الى تحاشي ذكر الموت من نفس المنطلق. لا يقولون «مات فلان» وإنما يقولون انتقل الى رحمة ربه.
ولكنني لاحظت مؤخرا في عالم الكتابة والصحافة اننا نلجأ الى نفس الاسلوب في التعامل مع اي شيء يمت الى النشاط الجنسي والاعضاء التناسلية. الا ترون ها انا مسبقا قد تحاشيت ذكرها؟ يظهر ان هناك شعورا عاما بأن النشاط الجنسي لا يقل عن السل او السرطان في خطره. وهو هلع يعبر في الواقع عن حقيقة موضوعية، فما اكثر ما ادى اليه عندنا من خراب البيوت ودمار المستقبل وتلف الصحة والبدن. هكذا تسمع القوم في كل البلاد العربية يستعملون شتى التعابير المجازية للاشارة اليه. الحقيقة انني لا اجد موضوعا اوحى بتعابير شعرية في منتهى البراعة كالجنس. في بريطانيا كانوا يشيرون اليه بأنه «الكلمة التي لا تذكر». او احيانا «شيء اتعس من الموت». في العراق يشيرون اليه فيقولون ان الرجل «اخذ وجهها» او «سخمها». او «هتك عرضها». ويضيفون دائما فيقولون «والعياذ بالله». تسمعهم احيانا، بل ومرارا يستميحون السامع عذرا فيقولون «حاشاكم».
إنه شيء يتطلب التعوذ منه ومن شياطينه. واعتقد ان الوقت قد حان للكتاب والصحافيين وكل من كان مسؤولا عن الرقابة ان يراعوا ذلك. فإذا ما تطلب الموضوع الاشارة الى أي فعل جنسي أن يضيفوا اليه فيقولون «ابعدنا الله عنه» ، او «نعوذ بالشيطان منه». واذا كان الكاتب يعالج موضوعا علميا يتعلق بأي جزء من الجهاز التناسلي فعليه الا ينسى اضافة كلمة «حاشاكم» او يقول «يلعنه الله. او قبح الله ذكره ، او وقانا الله من شره».
المعتاد في هذه الايام الاشارة الى الجهاز التناسلي بكلمة «العضو». وهو مقلب وقع فيه احد المرضى الاكراد. ذهب الى الطبيب يشكو من البلهارزيا وراح يشير الى ما يعاني منه فأسرف في استعمال الكلمات العامية الدارجة في وصف الجهاز. تضايق منه الدكتور فقال له «اسمع يا رجل هنا ممرضات وحريم يسمعن كلامك. تأدب شوية. لا تذكر هذه الكلمات. قال له المراجع ، ماذا اقول اذن ؟ قال له قل العضو».
شكره على نصيحته وحفظ الكلمة وراح يكلمه بها.
عاد للبيت وفتح الراديو فسمع المذيع يشير الى ما قام به من اعمال عضو من مجلس الإعمار. فتمتم قائلا ، الله اكبر! يعني من هذا خرب البلد. يعمرون البلد بالعضو!

Titto Divitto
26-06-2008, 21:21
بقلم جعفر عباس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

من نافلة القول إنه لو خصصت الولايات المتحدة واحدا على الألف من ميزانيتها العسكرية لمحاربة الفقر والجهل والمرض، لصار معظم سكان كوكب الأرض من محبيها وعشاقها عوضا عن أن تصبح الدولة التي تحظى بكراهية 85% من سكان العالم كما تفيد استطلاعات الرأي.. وحتى في دولنا ( الغلبانة ) فإن تخصيص واحد على عشرة من ميزانيات الدفاع لمكافحة الفقر والبطالة كان سيكفل لكافة الناس العيش الكريم،.. وكل هذا كوم وأبحاث وعلوم الفضاء كوم آخر.. مئات المليارات تخصص لمشاريع استكشاف الفضاء والكواكب والمجرات.. وش لزوم كل هذا؟ تلك الكواكب والمجرات ظلت موجودة منذ ملايين وربما بلايين السنين و «لازمة حدودها» وظلت الحياة على كوكب الأرض تسير من حسن إلى أفضل.. قبل أسابيع قليلة اكتشفوا في غابات الأمازون قبيلة من البشر لم يسبق لأحد أن رآها او تعامل معها من قبل.. كلام أفرادها عبارة عن صرخات متقطعة مثل نعيق البومة: قاق قاااق هيهاها .. أووو أييي آآآ، أي أن بني البشر لم يفرغوا من استكشاف الكوكب الذي يعيشون فيه ولكن الأمريكان والروس يريدون ان يشغلونا باحتمالات وجود ثلج في أعماق تربة كوكب المريخ، ويطلقون مركبات تكلف المليارات لالتقاط صور في الفضاء الخارجي ومعظم تلك المركبات غير مبرمجة للعودة وتتفتفت في الفضاء وبعضها قد يرتطم بالأرض ويسبب «بلاوي» لا يعلم بها إلا الله.
في ذروة حمى السباق لغزو الفضاء بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أنفق الأمريكان نحو 400 مليون دولار لصنع قلم حبر يصلح للكتابة في منطقة انعدام الجاذبية خلال الرحلات الفضائية المأهولة، كي يسجل رواد الفضاء ملاحظاتهم بها، فالأقلام العادية لا تكتب حتى وأنت على الأرض إذا استخدمتها بالمقلوب او حتى وأنت تسند ورقة الى الحائط لأن الحبر المضغوط في داخلها يعمل بالجاذبية ويتجه الى أسفل.. السوفيت لم ينفقوا مليما إضافيا لتوفير مثل ذلك القلم، بل قالوا لكل رائد فضاء من جماعتهم: ما تنسى تجيب وياك قلم رصاص.. وقبل نحو ثلاث سنوات اكتشفت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون ان الشركات التي تصنع لها الطائرات الحربية تتقاضى أربعة ملايين دولار نظير كل حمام يتم تركيبه في الطائرة واكتشف باحثو الوزارة ان كلفة الحمام الواحد لا تزيد على 4 آلاف دولار
الكلام جاب الكلام وكانت غايتي الكتابة عن السفه الذي يتم باسم غزو الفضاء، وليكن ذلك في مقال الغد بمشيئة الله.

Titto Divitto
26-06-2008, 21:23
بقلم جعفر عباس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

هناك محطة فضائية سوفيتية هي الوحيدة من نوعها في العالم والتاريخ، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي صار الأمريكان شركاء في تلك المحطة وصار هناك برنامج روسي – أمريكي مشترك لعلوم الفضاء.. المحطة بيت يعيش فيه حاليا 3 أشخاص.. وتم حتى الآن إنفاق 100 مليار دولار على تلك المحطة.. وفجأة «باظت» دورة المياه في المحطة (ولا أدري ما إذا كانت الأشياء الرطبة التي كانت تلامس وجهي خلال تلك الفترة ناتجة عن رطوبة الجو أم بسبب «عمايل» الطيور التي لا تستحي من قضاء حاجتها وهي متحركة، أم بسبب بوظان دورة المياه الفضائية!)، المهم تحركت مؤسسة الفضاء الروسية روسكوسموس بسرعة وشحنت الى ولاية فلوريدا الأمريكية معدات إصلاح دورة المياه تلك بالحقيبة الدبلوماسية تفاديا للجمارك، وهناك التقطت وكالة ناسا الأمريكية المعدات ووضعتها على متن مركبة الفضاء ديسكفري ومعها سباك مستهبل، ويوم الأربعاء 4 يونيو الجاري، جاءت مكالمة هاتفية من السباك: كل شيء تمام والحمام شغال مزبوط.. إصلاح الحمام كلف الطرفين 450 مليون دولار.. دبليو سي بـ450 مليون دولار.. مرحاض يستخدمه ثلاثة أشخاص.. أليس هذا هو الاستهبال بعينه؟ هذا هو العلم الذي لا ينفع.. هذا هو السفه.. لا تقل لي ان مقتضيات البحث العلمي تحتم ذلك.. كم ستكون كلفة ذلك البحث العلمي اذا كانت كلفة الدبليو سي وحده تكفي لبناء عشرين مستشفى بمواصفات عالية؟
أكثر بلد تضايق من حكاية الدبليو سي «المليونير» كانت اليابان، فقد تزامن إصلاح ذلك الحمام مع اكتمال تشييد مختبر بتمويل ياباني قدره مليار دولار على متن المحطة الفضائية ولكن علماء الفضاء ووسائل الإعلام انشغلت بالمرحاض ونسيت أمر المختبر
وهناك خطط تجري على قدم وساق في روسيا والولايات المتحدة لإطلاق مركبات مأهولة تهبط على كوكب المريخ انطلاقا من المحطة الفضائية الدولية، وما لا يعرفه هؤلاء الدراويش هو أن مواطنين يمنيين رفعا في عام 1998 مذكرة الى السفارة البريطانية في صنعاء يؤكدان فيها بالمستندات ان المريخ مسجل باسم جدهما الأكبر، وأن على كل من ينزل على المريخ أن يدفع «الإيجار» بواقع 10 آلاف دولار لليوم الواحد (أليست هذه أجرة ليلة واحدة في بعض فنادق العولمة التي شيدت في منطقة الخليج مؤخرا؟) .. إذن يا بلاش على الأمريكان ان يقيموا في المريخ نظير أجر رمزي! فقط نتمنى أن يشيدوا على ذلك الكوكب دورات مياه بنظام صرف متقن حتى لا تنزل بلاويهم على رؤوسنا ونحن مش ناقصين بلاوي مصدرها الأمريكان.

لـــيـــلـــى
29-06-2008, 11:02
لعنة القراءة

بقلم : ليلى
http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=487800&stc=1&d=1214736684




قرئت في احد المنتديات الذائع الصيت موضوعاً يتناول المقالات الصحفية للكتاب العرب فيعرضها كاتب الموضوع عرضا ً لطيفاَ منسقاً, خط واحد ونمط واحد , يدعو لجدية الأمر ومنظم وخالي من (الزركشيات) العصرية ولا يسمح بالتعليق عليها من قبل الزوار ولا النقاش فيها ألا انه قد يعلق هو على بعض المقالات وفي الغالب تكون تلك المقالات وطنية أقصد, من محل وطنيته. تابعت المقالات وقرأت معظمها المختارة لي من قبل كاتب الموضوع وبعض زواره , فكرت قليلا ما هي رسالة الكاتب ماهو غرضه من مطالعتنا على مقالات الصحف ؟ما الموضوع؟ هل هو مشترك في أحد الصحف , أم مسوق جديد بطريقة حديثة أم أنه يريد تعلمينا كتابة المقال , أم هو يريد منا القراءة من باب (عظ الناس بفعلك ولا تعظهم بقولك) أم أنه برنامج في فضائية المنتدى, ثم تساءلت ثانية لماذا كان عنوان مقالته (لعنة الكتابة) بدلا من (مقالات مختارة ) فكرت لماذا كانت الكتابة لعنة , وهل هي لعنة في ذاتها صادرةٌ منها عليها, أو منها على كاتبها أم يا ترى على قارئها ثم لما لا تكون ( لعنة القراءة ) بدلا من (لعنة الكتابة ) ثم استرجعت ذاكرتي بعض المشاهد العربية انه بإمكاننا أن نقرأ (ممنوع الدخول ) لكن لا يسمح لنا الدخول فعلاً و مشهد آخر أن القراء العرب لا يسجنون لكن أصحاب الصحيفة هم من في السجون , ولماذا إن كانت القراءة أمراً مباحاً فلماذا نجد عدد القراء الإحصائي قليلاً و لماذا إن كانت القراءة في أوطاننا العربية أمراً مباحاً فلماذا لا تلازمها اللعنة , وبعد تدقيقي في الأمر وجدت أن الأصل في القراءة من باب (من رضى بقليله عاش ) و وجدت أن الأصل في الكتابة (أقطع رأس الحية) .

Titto Divitto
29-06-2008, 17:42
جعفر عباس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

كتبت هنا قبل نحو شهر، معربا عن حزني لعدم وجود أي دور للمكتبات العامة في حياتنا، وكنت قد زرت في فبراير الماضي كلية الآداب بجامعة الخرطوم أم الجامعات السودانية البالغة من العمر 104 سنوات، حيث تلقيت تعليمي، وحزنت لحال مكتبتها.. حزنت لاختفاء مكتبتها.. على ايامنا كانت لكل كلية مكتبة خاصة تغنينا عن المكتبة الأم حيث أمهات الكتب وحيث الدهاليز الطويلة المعتمة التي تذكرك بأفلام هيتشكوك.. وتذكرت أنني وفي معظم مقالاتي أنقد هذا المسلك أو وجه القصور.. نعم من السهل ان تلعن الظلام، رغم أنه من الأفضل والأجدى ان توقد شمعة تقهر بها الظلام.. وهكذا طرحت في صحيفة سودانية اقتراحا بتنظيم حملة عالمية لجلب الكتب الى مدن وقرى السودان لـ”إحياء” عادة القراءة في بلد صار فيه حفظ الأمن “أكبر بند” في ميزانيته العامة،.. حركات تمرد في كل ناحية ولا ترضى بالصلح ووقف الاقتتال إلا بعد الفوز بقضمة كبيرة من ثروة شحيحة أصلا.. وهكذا اكتشفنا ان كلفة السلام في الجنوب والشرق والغرب أعلى وأغلى ماديا من كلفة الحرب.. وفي ظروف كهذه تكون الثقافة والمعرفة في ذيل أولويات الحكومة.
ولأننا نقول في السودان ان “السواي مو حداث”، أي ان من يريد ان يسوي (يفعل) شيئا ما، لا يكون حدَّاثا أي كثير الكلام والحديث، فقد اتصلت بنفر من الأصدقاء المقيمين معي في دولة قطر لتنظيم حملة لجمع التبرعات: لا نريد فلسا او مليما من احد، فقط نريد من الناس ان يتبرعوا بكتب من مكتباتهم الخاصة.. ولهذا الغرض نظمنا ندوة في احد الأندية وناشدنا كل من يأتي الى الندوة ان يحمل معه بعض الكتب.. ولكن الطليان والأسبان تآمروا علينا.. حقيقة الأمر ان ضحالة ثقافتي الكروية هي التي جعلتنا ضحية المؤامرة، فقد حددنا للندوة يوم الأحد الموافق 22 يونيو الجاري ولم نكن نعرف ان الطليان والإسبان سيلتقون في مباراة كرة قدم في إطار البطولة الأوروبية في تلك الليلة.. لم ننتبه لهذا الأمر إلا بعد ان لاحظنا ان الكثيرين ممن ابدوا حماسا لمشروع المكتبات تغيبوا عن الندوة، فما كان مني إلا ان رفعت يدي بالدعاء ليخسر الفريقان المباراة.. قال بعضهم ساخرين: لم يحدث قط ان خسر فريقان مباراة معينة هما طرفاها، ولكنني قلت لهم إنني أسأل الله ان ينتهي الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل وان ينتهي الشوطان الاضافيان بالتعادل، وان تستمر ضربات الجزاء الترجيحية بالتعادل الى ان يسقط لاعبو الفريقين من الانهاك ويتم نقلهم الى المستشفيات، ليكتشفوا ان الاطباء غائبون عن العمل لأنهم تسللوا وتسيبوا لمتابعة المباراة.. لا أعرف شيئا عن نتيجة المباراة ولكننا جمعنا في تلك الليلة نحو الفي (2000) كتاب، وهكذا انتصرنا على الطليان والأسبان.

------------------------------------------------------
تعليق بواسطة صالحة الكعبي :
لقد استجاب الله ثلاثة أرباع دعوتك وبالفعل انتهى الوقت الأصلي وبدل الضائع والإضافي بالتعادل السلبي لينتزع الإسبان الفوز بركلات الترجيح
تلاقيك يا أستاذي " لطشت " بعض الكتب لحسن أنا عارفاك .

Titto Divitto
29-06-2008, 17:57
من مبدأ حريّة التعبير، سيتم السماح للقراء الكرام بإرسال تعليقاتهم* على شكل مقالات إلى الرسائل الخاصّة، فإن قبلتها وضعتها وإن لم أقبلها لن أضعها منعًا لما تعلمون. ويكون ذلك خلال 12 ساعة من تاريخ وضع المقال.

شُكرا لكم.

* ولا أتوقع رؤية الكثير منها، لأن النقاش مكانه هناك (http://www.mexat.com/vb/forumdisplay.php?f=3)، مع ملاحظة أنني لن أضع اسم العضو بجانب تعليقه إن لم يرغب.

Titto Divitto
29-06-2008, 19:17
خالد القشطيني

http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/122-kishtainy.gif

يتنافس الجنس والجوع على المنزلة الأولى كمصدر للفكاهة. بيد أن الجوع فاز بالأولوية فعلا في العراق في ايام الحصار. وهكذا ردد القوم الكثير من النكات عن معاناتهم في هذا الصدد. لم يستطيعوا استيراد الحنطة أو الخبز ولكنهم استوردوا هذه النكتة من روسيا. قالوا ان صاحب مزرعة حمل كمية من الدجاج لبيعها في بغداد. اوقفوه عند اول نقطة تفتيش. لاحظوا دجاجاته السمان فقالوا، ما شاء الله. دجاجاتك سمينة ومدهنة. كيف اوصلتها لهذه الحالة الطيبة؟ بماذا كنت تطعمها؟ فقال والله كل ما كنت أفعله هو ان وفرت لها ما يكفيها من الحنطة. مسكوا به ونزلوا به ضربا وصادروا دجاجاته. «..الشعب جائع وانت تطعم الحنطة للدجاج؟».
سمع به تاجر آخر وحاول تفادي ذلك. فعندما جاء دوره وسألوه، قال «والله كنت أطعها بالشعير». نزلوا به ضربا: «..خيل الرئيس ميتة من الجوع وأنت تعطي الشعير للدجاج؟»، صادروا دجاجاته واقتسموها بينهم. سمع بالحكاية تاجر ثالث فاتعض بزميليه. جاء دوره فسألوه فأجابهم قائلا: «والله انا ما كنت اطعمها. كنت اعطيها فلوسا وهي تروح للسوق وتأكل اللي يعجبها».
أخيرا قرر الرئيس ان يتدخل في الموضوع ويحل مشكلة المجاعة. ذهب الى مزرعة تعاونية وقال لمديرها: اسمع. اريد منك ان تجعل كل دجاجة تبيض خمس بيضات في اليوم. وما راح اقبل منك اي عذر. جاء بعد بضعة ايام ليتأكد من تنفيذ اوامره. ورتب المدير المسكين ما يلزم لتفادي المسؤولية. فتش صدام حسين سائر الاقفاص ووجد امام كل دجاجة خمس بيضات بالتمام. ولكنه لاحظ في احد الاقفاص بيضتين فقط. فسأل المدير، ليش هالدجاجة وضعت بيضتين بس؟ فأجابه قائلا: «آسف سيدي. هذي مو دجاجة. هذي ديك وما قدر يبيض اكثر من بيضتين!».
وفي احدى دول الجوار، لاحظت الضباب تدفق الضباب العراقية نحوها. فخطر لها ان تسألها. قالت لها، «نعم سمعنا ان الناس أخذوا يهاجرون بسبب الجوع. ولكن انتم ضباب وتعيشون على الذبان والعراق ما شاء الله موجود في كل مكان، لماذا تريدون الهجرة منه؟». رفع الضب الكبير رأسه وهز بذيله وقال: «نعم، ولكن انتم تعرفون ان الضب يمشي على الحيطان. ولم تعد في العراق حيطان نمشي عليها». رفع شيخ الضباب حاجبيه الكثيفين مستغربا: كيف؟ هل هدموا كل البيوت والعمارات ولم يبق في العراق اي حيطان تمشون عليها؟ اجابه الضب العراقي قائلا: «لا.. ما زالت هناك حيطان قائمة في بلد هارون الرشيد. ولكنها جميعا مغطاة بصور الرئيس. «واكو واحد بالعراق يجرؤ يدوس برجله على صور الرئيس ويمشي عليها».

Titto Divitto
29-06-2008, 19:18
خالد القشطيني

http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/122-kishtainy.gif

متابعة لموضوع الجوع والفكاهة، لاحظ أحد الظرفاء أن الليبيين لا ينكتون. أعرب عن انطباعه هذا لأحد زملائه. فبادر هذا إلى تصحيح رأيه. قال له كلا، بل تسمعهم في هذه الأيام يروون الكثير من النكات عن حكومتهم. فقال له: «اها! لازم بدوا يجوعون».
وهذا هو السر في تردد الكثير من النكات التي تمخضت عن المجاعة في الصومال. ذكر الظرفاء فقالوا إن المعتاد لدى كل الشعوب أن يشد الناس ساعاتهم على أيديهم. ولكنهم في الصومال يشدونها حول بطونهم!
ورووا فقالوا إن أحد الجنود الأمريكان عندما نزلوا في مقديشو جاء معه بقطة. وكانت سمينة ومتينة وعتيدة، دربها صاحبها على منازلة القطط الأخرى. ما أن رأت قطة صومالية هزيلة نحيلة حتى هجمت عليها. ودخلت القطتان في مصارعة رهيبة انتهت بفوز القطة الصومالية. تعجبت القطة الأمريكية وهي تلطع جراحها الدامية مما جرى. فسألت القطة المنتصرة: كيف تنتصرين علي وأنت هذه القطة الهزيلة؟ أجابتها قائلة: «قطة؟ ومن قال لك إنني قطة؟ أنا نمرة ولكن الجوع حولني إلى بسونة!»
وهذه نكتة سبق أن رويناها عن بلد عربي آخر. ولا عجب أن تتكرر. وبوحي ذلك، ذكروا أيضا أن رئيسا أفريقيا سابقا ذهب في زيارة إلى إحدى الدول العربية، فأنزلوه في فيلا فاخرة. فقال: لا. هذا كثير. كيف أنزل هنا وشعبنا جائع؟ فنقلوه إلى فندق خمسة نجوم، فكرر الاعتراض: كيف أنزل هنا وشعبنا جائع؟ ثم أردف فقال: أعطوني أجرة الغرفة وأنا أدبر حالي.
دفعت الحروب الأهلية وما ترتب عليها من الانهيار الاقتصادي للبلاد الكثير من أبنائها لاستئناف المهنة التاريخية القديمة لسكان القرن الأفريقي والجنوب العربي، وأقصد بها طبعا القرصنة في عرض البحار. تكررت هذه العمليات في الأشهر الماضية إلى الحد الذي جعل الأمم المتحدة تخول الدول الغربية لاستعمال أساطيلها في التصدي للقراصنة ومطاردتهم داخل المياه الصومالية.
ذكر في هذا الصدد، وأنا أخرج الآن من باب الفكاهة والمزاح إلى باب الجد والتاريخ ـ كما قيل لي ـ أن رجلا خليجيا كان في زيارة للمملكة المتحدة التقى خلالها بالأمير فيليب دوق أدنبره، زوج الملكة اليزابث، وشاء هذا أن يداعب ضيفه الخليجي على طريقته ومنحاه الهازل فسلم عليه ورحب به وقال له: «كيف حال القرصان القديم؟» ويظهر أن الخليجي لم تعجبه هذه الغمزة والمداعبة الإنجليزية. فما انفض عنه إلا وأمر بتجميع عدد من التصاوير الفوتوغرافية عما جنته يد الإنجليز في المنطقة. بعث إليه بالمجموعة مع بطاقة تقول: «من القرصان القديم إلى القراصنة الجدد».

Titto Divitto
29-06-2008, 19:22
خالد القشطيني


http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/122-kishtainy.gif


نحن نعرف أنانية بعض الشعراء وغرورهم وحماقاتهم. ولكن ننسى أن العلماء لا يقلون عن هؤلاء الشعراء في هذا المجال. شغلوا الناس في القرون الوسطى وبددوا أموالهم بحثا عن حجر الفلاسفة الذي يحول التراب إلى ذهب. والآن راحوا يشغلوننا في البحث عن الحياة في المريخ. ما زالت أمهات الصحف والمجلات تكتب وتصور هذا الفتح الجبار عن إنزال آلة تصوير على المريخ تنقل لنا ما عليه من آثار. إنه بدون شك فتح تكنولوجي مهيب. ولكن ماذا وراءه؟ يعرف العلماء أنه لا يوجد أحياء على هذا الكوكب لتبعث إليهم الـ«سي آي إيه» وكلاءها ليحققوا معهم فيما إذا كان بينهم متطرفون إرهابيون. ما يبحثون عنه هو هل كانت هناك حياة قبل ملايين السنين على هذا الكوكب وانقرضت؟ ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لنا؟ وما هي جدواه؟
تزامن هذا الفتح التكنولوجي مع هلاك آلاف الناس في الصين وبورما نتيجة العواصف والزلازل وموت مئات الآلاف من الأطفال في العالم الثالث نتيجة الجوع والمرض، وتدفق المظاهرات والإضرابات في شتى أنحاء العالم احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغياب الخبز من الأسواق. وماذا عن كل هذه الأمراض التي تعصف بحياتنا وتنغص عيشنا وتفرقنا عن أحبائنا؟ راح العلماء الأمريكان يبحثون فيما إذا كانت هناك على بعد ملايين الأميال مكروبات أو طفيليات على وجه المريخ قبل بلايين السنين. أستطيع أن أدلهم على مكروبات وطفيليات لا تبعد عنهم غير أميال قليلة، وربما في الشارع المجاور. وأكثر من ذلك أنها ما زالت حية، بل وتنشب أظفارها (إذا كان للمكروبات أظافر مثل أظافر ساستنا) بأحشاء وأطراف ملايين الناس وتنخر عظامهم وتثير صراخهم وتودي بهم إلى قبورهم.
قبل بضع سنوات، دعا الرئيس ديغول سائر الدول إلى تخصيص جزء صغير من ميزانياتها العسكرية لإنفاقه على دحر مرض السرطان بالتوصل إلى علاج حاسم له. استسخف القوم اقتراحه وسخروا منه. مشكلة السرطان والإيدز وكل هذه الأمراض المريعة هي أننا لا نخصص لها من الميزانية ما نخصصه لتطوير المدافع والدبابات. ومع ذلك فللمدافع والدبابات وظيفتهــا ولكنني لا أجد أي منفعة قط لأي إنسان على هذه الأرض من معرفة وجود أو عدم وجود أحياء على المريخ أو القمر أو بلوتو قبل بلايين الأعوام.
بالطبع لها من يبررها ويدافع عنهـــا. يقولون إن ما انطوت عليه من تقدم تكنولوجي سينفع البشر في مجالات عملية. ربما يقصدون أننا سنستطيع مثلا تشغيل التلفزيون ونحن غارقون في النوم أو غلقه بالبصق عليه. فضلا عن ذلك، ستستطيع الدولة القائمة بذلك الإنجاز الفضائي أن تضاعف هيبتها وتستعرض قدراتها أمام الشعوب. ولكن أفلا يكون من الأهيب والأعجب والأنفع أن يحققوا مثل هذه الإنجازات في دحر الأمراض وتطوير الغذاء؟

Titto Divitto
30-06-2008, 15:02
د. عزيزة المانع


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/Writers.jpg

للذهاب إلى مكة وزيارة الحرم المكي الشريف بنية العمرة أو الحج وقع خاص في نفس المؤمن، فما أن يقبل المرء على الحرم وترمق عينه الكعبة منتصبة أمامه حتى تفيض نفسه بالرهبة واستشعار عظمة الله أمامه، فيغفل عما حوله ويتغشاه الخشوع والإجلال لرب البيت، وينطلق متلهفا إلى صحن المسجد مستقبلا القبلة متشوقاً للدخول في الطواف مستشعراً لذة روحية في القرب من الله ومناجاته بما في صدره من أمل في نيل المغفرة والرحمة.
في مثل هذه المشاعر يتحد النساء والرجال، حيث لافرق في الإيمان بين ذكر وأنثى، ولافي التعرض لغواية الشيطان والوقوع في الآثام والمعاصي، أو التعرض للبلاء وصنوفه المختلفة في هذه الدنيا من مرض وفقر وفقد أحبة ومصائب وكربات، وكلها أثقال تجتمع في نفوس البشر (إناثهم وذكورهم) تجثم على صدورهم لايخفف عنهم حملها سوى إيمانهم بالله وطمعهم في رحمته ولطفه بهم. لهذا تكون زيارة الحرم لكل المؤمنين إناثا وذكورا، غسلا وطهرا وتخففا مما تشعر به النفوس من الأذى والكرب.
خلال الأسبوع الماضي زرت الحرم الشريف، فتولدت في نفسي انطباعات مختلفة، سواء حول الزحام وأثر فتح باب العمرة واسعاً، أو كثرة المتخذين من الحرم وما يحيط به مأوى لهم، مزاحمين من جاء يرجو العبادة، أو غير ذلك من ملاحظات عامة، لكني هنا لن أتحدث عن شيء من تلك الملاحظات العامة، فهناك من كفاني ذكرها وأفاض في الحديث عنها من الكتاب. سأحصر حديثي هنا في الملاحظات المتعلقة بوضع النساء في الحرم، ليس لأني، كما قد يتبادر إلى ذهن البعض، إمرأة وعليّ أن أحصر فكري في شؤون النساء وحدهن، وانما لأن كوني إمرأة مكنني من أن أعيش ساعة ساعة ماتلقاه النساء في الحرم على يد بعض العاملين والعاملات في شؤون التنظيم، فضلا عن طبيعة التنظيم نفسه، الذي يبدو فيه التقليل من حق النساء في التمتع بروحانية الحرم كما هو حال الرجال.
عند إقامة كل فريضة، يقضي التنظيم المطبق في الحرم بتجميع النساء وحصرهن في أقصى الحرم، في مساحة نائية عن الكعبة، وقبل أن يحين موعد الأذان بما يقارب الساعة يبدأ الموظفون المكلفون بفرض ذلك النظام بعمليات تجميع النساء وإجلائهن من صحن المسجد والأماكن الأخرى المفتوحة والقريبة وأخذهن إلى تلك المناطق.
وبصرف النظر عن مدى كفاءة هذا النظام، الذي يجلي النساء وقت الصلاة، عن الصحن والأماكن التي تمكنهن من مشاهدة الكعبة فلا يترك لهن نصيبا من الحرم يصلين فيه إلا ذلك القطاع القصي، بصرف النظر عن هذا، فإن العاملين على تطبيقه (خاصة الموظفات) يتبعون أسلوبا خاليا من اللطف، حيث ترتفع أصوات الأمر بالاسراع بمغادرة المكان، أما إن ظهر شيء من التلكؤ والتباطؤ في تنفيذ الأوامر الصادرة فإن الأيدي ماتلبث أن تمتد لتعجيلهن على المغادرة.
ويوم غد نكمل الحديث إن شاء الله.

Titto Divitto
30-06-2008, 15:03
د. عزيزة المانع


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/Writers.jpg

عاشت نساء المسلمين قروناً طويلة يذهبن إلى الحرم بسلام، فيطفن حول الكعبة ويصلين عند المقام ويناجين ربهن عند الملتزم، فتطمئن نفوسهن ويشعرن بالرضا وبإشباع حاجتهن إلى القرب من الله، لا يجدن من يضيق عليهن أو يسمعهن نهرا أو زجرا. أما في السنوات القريبة الماضية فقد تغير الوضع وصارت زيارة المرأة للحرم يرافقها العنت والمشقة والإذلال.
فبعد ان تكاثر الناس وأخذ الزحام يتزايد، كان ضروريا العمل على إيجاد حلول تخفف من وطأة التزاحم بين المصلين، وبدا للبعض أن الحل يكمن في نقل النساء وإبعادهن وقت أداء الصلاة، فكان أن تم نقل النساء إلى جزء صغير قصي من المسجد، لا تتناسب مساحته مع ضخامة أعدادهن، وكلف عدد من الموظفين والموظفات بمتابعة النساء ونقلهن إلى الأماكن التي خصصت لهن، كلما حان وقت صلاة.
ولأن إقناع المعتمرات بالتخلي عن مكان اخترنه ووقفن يؤدين فيه صلاتهن، والانتقال منه إلى غيره، مهمة ليست سهلة خاصة مع عائق اللغة، فإن بعض العاملين والعاملات المسؤولين عن التنظيم يلجأون إلى أسلوب الدفع عند نقل النساء إلى الصفوف الخلفية، فالدفع بالنسبة لهم وسيلة سهلة تمكنهم من فرض النظام بالسرعة المطلوبة، خاصة أن الغالبية من المعتمرات من اللاتي اجتمع لديهن (الفقر والجهل والغربة وعدم معرفة اللغة العربية) فيتحملن على مضض ما يقع عليهن على يد أولئك الذين يفترض فيهم أنهم يمثلون الوجه المشرق للحياة الكريمة في مكة المكرمة وفي داخل الحرم المكي الشريف.
ولكن إن كانت غالبية المعتمرات من اللاتي قد لايحتججن، فإن هذا لا يعني عدم وجود غيرهن ممن ينقل تلك الصورة في التعامل مع النساء إلى خارج حدود الحرم، وقد رأيت كثيرين يلتقطون الصور بكاميرات صغيرة أو بجوالاتهم.
وفي ظني ان المسألة تحتاج إلى إعادة النظر في أمرين: أحدهما، طبيعة التنظيم الحالي حيث لم يراع فيه عند تخصيص مواقع صلاة النساء والرجال أن تكون مساحات الحرم المخصصة للجنسين مقسومة بينهما بحسب النسبة المئوية لعدد كل منهم، فذهب الرجال بالمساحة الأكبر، وترك للنساء جزء لا يتناسب مع أعدادهن الضخمة، فضلا عن أن جميع أماكن النساء المخصصة لهن وقت الصلاة بعيدة عن الصحن ومشاهدة الكعبة.
وللحديث بقية.

Titto Divitto
30-06-2008, 15:17
أ.د عائشة أبو الجدايل

http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/Writers.jpg

ينبغي ألا نغفل الفلسفة أو نقصيها بل نجعلها من ضمن مناهج الدراسات العليا ليتدرب الطلاب على الرد على مختلف الأسئلة حتى المغلوطة لأنه تدريب لهم على التفكير العميق.
ان الغريزة الدينية مشتركة بين كل الاجناس البشرية حتى اشدها همجية. ونشأة الدين نشأة تأملية مبنية على مجموعة من الاسئلة: ما العالم؟ ما الانسان؟ من اين جاء؟ من صنع العالم؟ من صنع الانسان؟ ما نهايتهما؟ ما الحياة؟ ما الموت؟ ماذا بعد الموت.. وهذه الاسئلة هي اساس الوصول الى طريق الله. والفلسفة، التي تعني محبة الحكمة، هي الاخرى تبحث عن حل لغز الكون وتبحث عن حقيقة المادة والمعايير الاخلاقية وهل هي موضوعية او ذاتية وتبحث عن العلاقة بين العقل والبدن وقضية البحث هنا قائمة على اثارة الاسئلة. والرد على الاسئلة ليتضمن تفسيراً عقلياً معتمداً على البحث والتأمل والتحليل العقلي الذي لا يقبل اي رد دون مناقشة، هذا بالاضافة الى قضية الظن والشك لذا حذر بعض علماء المسلمين من خطورتها على الشريعة الاسلامية .ان عدم الشك في المسلمات والثوابت الدينية يكون من جانب الانسان المسلم المؤمن، ولكن الاخر غير المسلم وبالتالي غير المؤمن لا ننتظر منه عدم المساس بثوابتنا التي لا يرقى اليها الشك من جانبنا. فاذا تعرضت تلك الثوابت الى تساؤلات او الى بعض المغالطات علينا التصدي لها باجابات علمية تكشف تلك المغالطات ولا يجب علينا اغلاق باب المناقشة والجدل لان العلم ملك عام والبحث حق للجميع ولا يليق بنا ان نضع سقفاً للتفكير الانساني. وفي ثوابتنا توحيد مفاهيم يطلق عليها اسم (الغيبيات) تحتاج الى توضيح اكثر من غيرها لتفسير المفهوم بدلائله المعبرة عنه، والتي تحتاج الى تفكير عميق وتعبير دقيق وانتباه شديد من اجل الاجابة على كل التساؤلات والرد على المغالطات. واجابة الاسئلة تستوجب استخدام جدلاً فلسفياً نقدم من خلاله برهنة علمية على بطلان الحجة التي استخدمت في المغالطة لقوله تعالى: (ولقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون) [الزخرف: الآية 78]. ان الله سبحانه وتعالى موجود وهو ليس في حاجة لمن يثبت وجوده، ان الذي نشاهده من حولنا وفي انفسنا يعبر عنه تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) [فصلت: الآية 53] ان الذي نشاهده علة لوجوده حيث ان كل موجود وراءه من اوجده فالذي اوجد الوجود هو الله. علينا ان نعمل عقولنا للاجابة على الاسئلة الفلسفية لا ان نلغي الفلسفة. حتى وان كانت تلك الاسئلة مثيرة للشك. لان الشك باب الى اليقين: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر) [الغاشية الايات من 17-23] على الانسان ان يكون فيلسوفاً لكي يفكر في خلق السماوات والارض ولن يصل المفكر الى الابداع الا اذا كانت له فلسفة. ولدينا مثال على ذلك فلاسفة علم الطبيعة انهم اكثر الناس ايماناً لانهم يتفكرون في خلق السماوات والارض قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) [فاطر الآية 28].
اما قضايا الشك والظن فقد علمنا القرآن كيف نرد عليها حيث فسر لنا القرآن درجات الشك والظنية واليقين والنصوص على ذلك كثيرة منها: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) [الحجر اية 99] (وفي الأرض آيات للموقنين) [الذاريات4] .
ثانيا : الظنون الراجحة: (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن) [الممتحنة 10] وقوله تعالى: (كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق) [القيامة 48] والظنون غير المقبولة (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم) [الحجرات 12] وهناك المغالطات في قوله تعالى: (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون) [الانعام 148]. ان الانسان المسلم مطالب بان يمسك عليه عقله وان لا يقبل الباطل بل عليه مناقشته وجداله حتى يتبين له الحق وذلك عن طريق التمسك بالتفكير والفهم والتحليل والنقد والجدل وان لا نغفل الفلسفة ولا نقصيها بل نجعلها من ضمن مناهج الدراسات العليا ليتدرب طلاب الدراسات العليا على الرد على مختلف الاسئلة حتى المغلوطة، لانه تدريب لهم على التفكير العميق عن طريق الملاحظة والمشاهدة والمقابلة واستخراج الشواهد والادلة. ولا يجب الخوف من الحيرة التي تنتابنا عندما نسأل فالحيرة درجة متقدمة من التفكير العلمي المركز وفيها الحافز على إيجاد أجوبة منطقية تزيدنا إيماناً ويقيناً.

سلاف.
30-06-2008, 18:37
السرسرية : مفردة تركية ، و تعني المتشردين ، وهم العيارون الذين يترددون بلا عمل ويخلّون النفس وهواها ، وفي العربية سرِس سرساً ، ساء خلقه، وهم صنف من الناس يكثر وقوع الشر منهم ،

وقد اقر مجلس النواب التركي في العام1909 قانونا خاصا لمكافحة السرسرية ، بالضرب بالأسواط التي لا يتأدب مثل هذا الصنف إلا بها ، والمفردة يستعملها الجزريون للدلالة على أهل الزعارة .

وفي اللغة الزعرور ، سيء الخلق ، وهما مسميان لخلق واحد من الناس، عرف في كل الحضارات الإنسانية القديمة والمعاصرة ، حتى غدت السرسرة والزعرنة ليس نمطا سلوكيا وحسب بل اسلوب حياة فئات من الناس ووسائل كسب وتعيش ، فنشأت على غرار هذا النمط عصابات وأحزاب، وباتت ثقافة السرسرة لها وجوه عديدة فلم تعد تنحصر في تلك الفئات الواضحة من العاطلين والمتسكعين ، بل غدت تتعشش في فئات اجتماعية جل ما يعرف عنها الملأ أنها محترمة .

وراح يمارسها في ا لسر غير المحترفين والمتخصصين في ثقافتها كوسيلة للكسب والنهب وأضفوا عليها مسميات تهذيبية وتجميلية تفاديا أن يقال لأحدهم أنت سرسري . فلا يليق بالمقام ، فتاه الناس عن معرفة السرسري الحقيقي ، هل هو ذاك المبتلي بعاهة سلوكية تربوية ، أم هو ذالك المسكين العاطل عن العمل ؟ فحملته الفاقة على الانحراف عندما سدت مكاتب التشغيل أبوابها في وجهه ، هل غدا السر سري الحقيقي متخفيا بثياب المحترمين ودخل على أهل الصنعة، ومن امثلتهم التي لاتحصى : كل من استخرج بوسيلة أو بأخرى كميات من الأسمدة والبذار واكياس التعبئة والادوية الزراعية من مصرف زراعي وباعها على الفلاحين أمام باب المصرف بأضعاف سعرها الرسمي ودلسها عنهم ، واختلق لها أزمة في أشد ضروراتها ليتضاعف سعرها ، هو سرسري في حقيقته ، وإن زينت عنقه أجمل الربطات ، أو دار بإسته على كرسي الدائرة ، ونظّر لمستقبل العولمة والعالم الثالث ، وذرف دموع التماسيح على شهداء فلسطين والعراق ، فهو في حقيقته سرسري ، يتسكع في النهار ويتمتع في الليل ، ودستوره في الحياة حلال على الشاطر ، فتجده يلهث ، إن تحمل عليه يلهث وإن تضع عنه يلهث ، كالمصاب (بالعواية )هؤلاء يتقنون ثقافة السرسرة جيدا ، فلهم طرقهم بالتعرف على كل مسؤول جديد والدخول في قلب كل غشيم ، أو بلفت الأنظار إليهم في كل مجلس ، وزاد طرقهم التقليدية سهولة ، الهاتف الخليوي ، جهاز تعليم الكذب الحديث ، فيكفي أن يضعه على أذنه ويخاطب لقبا وهميا ( أبو فلان أو علتان ) ويتفق مع مسؤوله الوهمي على مكان السهرة وقعدة السرسرة ، فيغش به من لا يمقته من البلهاء ، والبسطاء والمغفلين ، أو من لا يزدريه من الجبناء والمدانين والخائفين ، والحريصين على مواقع الهبش واللطش ، فينال ما يريد منهم بكذب أصفر ، إن لم يكن شريكهم ، فتجدهم المقربون والنافذون والواصلون ، فهؤلاء وإن زعموا قدرات استثنائية فلا خير فيهم وحليبهم حرام كحليب الجحشة لا يصلح إلا لكرّها والسعال الديكي ( العواية ) فخيرهم للناس كخير أخيهم بالرضاعة ، ولايمكن إصلاحهم إلا بموجب القانون التركي وسقى الله ذا الإصبع العدواني إذ قال :

هذكل امرىء راجع يوما لشيمته ………………. وإن تخلّق أخلاقا إلى حي


بقلم محمد السموري.
http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L80xH111/auton729-129c4.jpg

Titto Divitto
01-07-2008, 13:52
د. عبدالعزيز الصويغ

http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1214866265191385000.jpg (http://www.al-madina.com/node/25528)


رغم الأعداد الكبيرة من المبتعثين السعوديين للخارج، والتي انطلقت من بداية الخمسينيات الميلادية إلى الدول الغربية، وسبقتها بعثات قبل هذا إلى دول عربية شقيقة، فإنه لا يزال هناك مَن يتخوّف من سياسة الابتعاث الخارجي وتأثيرها على الدارسين، وأفكارهم، واتجاهاتهم.
ومعروف أن أبرز قيادات العمل في مؤسساتنا الحكومية والخاصة.. في المؤسسات التعليمية والاقتصادية هم ممّن تعلّم، ودرس، وتدرّب في جامعات أو معاهد دولية. «ولو أعدنا النظر ثانيةً لعددت هؤلاء أقل الأجيال قلقًا، ويندر أن يوجد بينهم متطرف أو إقصائي، في حين أن البعض ممّن لم تتح لهم الفرصة، وأكملوا دراساتهم العليا في الداخل اعترضتهم صرعات الأدلجة، وخرج من بينهم مَن مال إلى جماعة، أو انضمَّ إلى تيار..!»
إن الغرض من الابتعاث ليس مجرد اكتساب لغة أجنبية، والحصول على بعض المعارف والمعلومات، بل الاحتكاك بثقافات ومجتمعات أخرى وبأساليب وطرق جديدة في التفكير. وهي فرصة لنا في نفس الوقت لتعريف الآخرين بديننا، وثقافتنا، ونشر الثقافة العربية والإسلامية الصحيحة. وأتمنى أن يكون لدينا الثقة في أخلاقيات وتربية أبنائنا طالما زرعنا فيهم محبة الوطن والإيمان بالله.
نافذة صغيرة:
(أعطِني مجتمعًا حرًّا يُفكّر .. أُعطِكَ مجتمعًا مبدعًا يُنتج).

Titto Divitto
01-07-2008, 13:53
جعفر عباس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

أصبت بالتواء في الحالب والتهاب في المثانة وارتفاع حاد في ضغط الدم، عندما قرأت ان السعوديين أنفقوا خلال الأيام القليلة الماضية 22 مليار ريال لشراء تذاكر سفر الى الخارج.. لو افترضنا ان عدد السعوديين الذين قرروا قضاء العطلة الصيفية في دول أجنبية بلغ خمسة ملايين عائلة، فمعنى ذلك ان التذاكر كلفت العائلة الواحدة نحو 44 ألف ريال.. شخصيا لا أثق بأي احصاءات عن أي أمر يمس دولة عربية، لأن من عاداتنا الاستخفاف والتلاعب بالأرقام.. ومن الناحية العملية لا يمكن ان تغادر السعودية 5 ملايين عائلة أو 5 ملايين فرد.. ولو كان رقم المليارات الـ 22 صحيحا فهو يخص فئة محدودة يستطيع الواحد منها تخصيص 5 أو 10 ملايين للإجازة الصيفية.. زادهم الله من نعمه.
قبل أيام قليلة صدر التقرير السنوي لميريل لينش عن أغنياء العالم وجاء فيه ان 400 ألف شخص في الشرق الأوسط يملكون تريليونا (واحد وأمامه 12 صفرا) وسبعمائة مليار دولار.. يعني عدد المليونيرات والمليارديرات العرب أقل من سكان مدينة صغيرة.. عدد المليونيرات في السعودية 101 ألف شخص، وعددهم في الامارات العربية المتحدة 97 ألفا ومجموع ثروات أغنياء البلدين 182 ملياراً (182.000.000.000).. يا حفيظ.. ما يحيرني هو: لماذا لم أنجح قط في مصادقة مليونير.. التقيت بالكثيرين منهم في مناسبات مختلفة، وسمعت من بعضهم اطراء لما أكتب، فأكاد أصيح: في أي بنك اصرف الإطراء؟ أين التقاليد العربية التي قرأنا عنها في الكتب القديمة: يا حاجب، أعطه خمسمائة ألف دولار وعشر ساعات رولكس وسيارة بي إم دبليو.. خليها هايونداي أو كيا.
وجدت نفسي ذات مساء ضيفا في استراحة يملكها المليونير السعودي وهيب بن زقر في أطراف مدينة جدة.. وسمعت منه من المديح ما جعل رأسي يصاب بالاستسقاء، فرغم وجود عشرات الضيوف إلا أن وهيب ظل يتسامر معي معظم الوقت، وحكى لي عن معاناته في بداية حياته العملية من حيث السفر بحرا الى السودان ومنه الى مصر، فقلت: أكيد هو يعرف انني ما زلت أعاني ما عاناه هو قبل 40 سنة، على الأقل سيسجل سيارته التي نقلتني الى الاستراحة باسمي.. ثم دعاني الى طعام وكانت المائدة ممتدة لنحو ثلاثين مترا وحافلة بأطعمة لم أعرف لمعظمها اسما.. واقترب مني وهيب وقال: عملنا لك ركنا مخصوصا واشار الى رجل أسمر يقف أمام “قدرة” فول عملاقة.. ربما لم يرد ان “يخرب طبعي” بأكلات جديدة عليّ، ولن استطيع تناولها على نفقتي، وخصص لي طعاما هجرت السودان هربا منه.. ورأيت وهيب بن زقر ذات مرة في مطار الدمام وأنا ممسك بسندويتش تونا واستدرت كي لا يراني ويقول في سره: كان معي حق عندما أكرمته بالفول.

Titto Divitto
02-07-2008, 16:55
جعفر عباس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

حوى العدد قبل الأخير من مجلة تايم الأمريكية، موضوعا في غاية الإمتاع: “الألعاب التي يمارسها الناس”.. كان بالأحرى عددا خاصا حوى ملفا ضخما عن دور اللعب في حياة الأفراد والمجتمعات، تقرؤه وتعجب لبديهيات تغيب عنك أحيانا: هناك تعريفات كثيرة للإنسان.. “كائن اجتماعي”، ولكن النحل والطيور والنمل وبعض الحيوانات الكاسرة أيضا “اجتماعية”، وتعيش حياة مترابطة ومنظمة في مجتمعات تحكمها قوانين صارمة.. وهناك من يرى ان الإنسان يتميز بين الكائنات بكونه ضاحكا، ولكن العلم لم يحسم بعد ما إذا كانت هناك حيوانات معروفة لدينا تضحك بطريقتها الخاصة.. مجلة تايم قالت ان الانسان هو الكائن الوحيد الذي يمارس ويعشق وينظم الألعاب التنافسية.. فكر في الأمر: هل يوجد بلد في العالم لا يمارس فيه الناس لعب الورق او الشطرنج او كرة القدم او الفروسية او أي نوع من الألعاب الشعبية المستوحاة من البيئة المحلية؟
من المؤسف ان البعض في مجتمعاتنا يجعل اللعب صنو “العيب”.. رغم أن الإنسان يولد لعوبا، ويظل السنوات الأولى من عمره يلهو، بل ويضحك حتى وهو يجرب في طفولته السقوط من مكان مرتفع متألما بعض الشيء.. حتى تكسير الصغار للأشياء لعب يدخل السرور في نفوسهم.. (ذات مرة ناديت على ولدي الذي كان عمره نحو سنتين لأعرف مكان وجوده فرد عليّ بأنه يلعب، فاطمأننت على حاله ثم مررت به بعد بضع دقائق ووجدته يلعب بصرصار مكسور الجناح.. يقربه من وجهه فيحرك الصرصار قرونه اللزجة فينفجر ضاحكا.. صحت فيه: يا ولدددددددد.. فأصيب بلوثة عقلية مؤقتة والى يومنا هذا –وقد صار شابا بشوارب– يخاف ولدي من الصراصير خوفا مرضيا، أعزوه لصرختي المجنونة تلك).. ويكبر الانسان ويظل يمارس نوعا أو آخر من اللعب، وفي عالمنا المعاصر قد لا تجد أكثر من خمسة من كل 10 آلاف شخص لم يركلوا كرة أو حتى علبة صلصة فارغة بشكل تنافسي،.. وما يجعل المدارس والنظام التعليمي عندنا مملا هو انعدام اللعب المنهجي، وأعني بذلك ان يكون اللعب منهجا ملزما للمدارس،.. وتجد أبا أو أما مسرورا لأن دار الحضانة التي ألحق بها طفله “ما فيها لعب .. ما شاء الله عليه بعد شهرين صار يعرف إيه بي سي ويكتب اسمه”.. علام العجلة في التعليم والتلقين وأمام كل إنسان معاصر مسيرة طويلة من الدروس والامتحانات والانهيارات العصبية.
اللعب في مدارسنا هو كرة القدم فحسب.. أطفالنا غير مسموح لهم منذ بداية اليوم الأول في المدرسة الابتدائية قطع ولصق الصور واللعب بالصلصال والنط بالحبل وما إلى ذلك من أنشطة بريئة وبسيطة تشد الطفل الى المدرسة.. بالعكس في مدارسنا نعتقد ان التكشيرة والزجر واسكت يا ولد (يا حمار أحيانا) هي التربية: العيال لو ما أعطيتهم العين الحمراء في سن مبكرة يطلعون فالتين! هل نجا أحدنا من الشتم والضرب في المدرسة؟ ثم أنظر آيات الفلتان في شوارعنا وأسواقنا بل في بيوتنا.

Titto Divitto
02-07-2008, 16:57
جهير بنت عبدالله المساعد


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/Writers.jpg

بينما يجد خطباء الصحوة وفريقها وأعلامها البارزون - انتبهوا- قلت “أعلامها” وماقلت “علماؤها”.. أعلامها البارزون بينما يجدون حظوة وتقديرا.. يلتف حولهم المريدون.. والمعجبون من مختلف الأعمار ومختلف الأنواع الإناث والذكور.. يتحلقون حولهم ويدافعون عنهم... ويمشون في ركابهم إلى حد أن البعض قلت البعض يرى النجم الصحوي من الدعاة.. في مرتبة لا يعلوها شك ولا يدانيها مخلوق!! فإذا اختلف معه في الرأي أي أحد كانوا له بالمرصاد ودافعوا عنه أشد مما يدافع عن نفسه يكفونه مؤونة التصدي والتحدي ويقومون دفاعا عنه بما يقوم به الجندي المجند في صده للعدو المبين!! بينما المفكرون وأعلام الفكر الأدبي والعلمي من الأدباء والإعلاميين وأساتذة العلم والأدب بمجرد مايخرج أحدهم من الفصل خرج معه تأثيره!! وبمجرد ماينزل كتابه في السوق إن وجد من يشتريه أحدث ضجة قصيرة وعمرها يشبه عمر اشتعال عود الكبريت ثم انطفائه!
أعود إلى أسئلتي وأختصر في سؤال.. من الذي صنع نجومية الدعاة.. ومن أطفأ نجومية المفكرين والأدباء؟! لا يفوتكم أن في بناء المجتمعات وإدارة وعيها هناك مايسمى... (صناعة النجم)! ومجتمعنا لديه هذه الخاصية وإن كانت غير مرشدة.. يعود ظهورها إلى تزايد الحاجة للوعي والتنوير.. بعد زمان كانت فيه ظروف البلاد تركز على ضمان الأمان في توحيد عرض البلاد وطولها! شغلنا بالتأسيس إلى أن فرغنا للبناء والتعمير.. سواء كان تجهيز البنى التحتية أو بناء الأفكار وتعمير العقول والنهوض بالفكر المحلي من مرحلة الرقاد والكمون إلى مرحلة اليقظة والإبداع أو الظهور! في هذه الحقبة، حقبة الانطلاق ظهرت اسماء عديدة برزت بجهودها الفردية لبناء فكر يقظ وإعلام طموح! صنعت فكرا له إشعاع يضيء رغم عوامل العتمة المحيطة به! لكن الملاحظ أننا لم نعد نلتفت الى الوراء من باب الوفاء لهؤلاء الذين كانوا صنّاع اليقظة الفكرية ورواد الصحوة الفكرية والإعلامية.. لم يعد لدى مناهجنا العلمية أي رغبة في تزويد الأجيال بالمعرفة حول اليقظة الفكرية وروادها المحليين فخرج ابناؤنا وبناتنا من المدارس وهم لايعرفون الرواد الاساتذة محمد العقيلي، وعزيز ضياء، وعبدالله الخميس،ومحمد حسين زيدان، محمد حسن فقي! وغيرهم كثير كثير لا تكفي لحصرهم الزاوية.. وبالتالي ضاعوا من بين نجومنا اللامعين الذين تعاملوا بالحسنى وأناروا دون ان يعطوا انفسهم حق التكفير والتخويف والتفسيق كان حظهم النسيان!
صناعة النجم اذا لم تتم بطريقة رشيدة وموضوعية كانت الفوضوية حليفتها وكان التلهف المحموم لمن يقود عقول الناس بفتح النوافذ حتى لذرات الغبار! وغدا لي معكم كلام آخر بإذن الله.

Titto Divitto
02-07-2008, 16:58
د. عزيزة المانع


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/Writers.jpg


واستكمالا لما سبق ان طرحته في اليومين الماضيين عن وضع النساء في الحرم ووجودهن في مكان بعيد عن صحن الكعبة وإذا كان هذا هو المتبع في المساجد، أن تكون الصفوف الخلفية للنساء، فإن الوضع في الحرم المكي يختلف لوجود المطاف والكعبة في وسطه، ومن هنا فإنه من الأهمية بمكان أن لا تحرم النساء من التمتع بروحانية المكان وأن يوضع في الحسبان عند تقسيم مساحة الحرم أن يكون للنساء نصيب من الصحن أثناء الصلاة.
إن المرأة التي تشد الرحال إلى مكة المكرمة من مكان بعيد، وقد تفد إلى الحرم وهي في أرذل العمر، وربما تكون أنفقت ذخيرة عمرها لتسدد تكاليف الرحلة وضحت بالكثير من أجل نيل أمل يلوح لها في القرب من الله سبحانه عند بيته المحرم، عسى ان تنال منه رحمة ومغفرة، إن امرأة هذا حالها من حقها ان لا تحرم من الصلاة في صحن المسجد والتمتع بمشاهدة الكعبة والأنس بالقرب منها.
أما الأمر الآخر، فهو ضرورة إيجاد أساليب لفرض النظام تكون أكثر تقدما، فما يسود حاليا من الأساليب لا يتماشى مع متطلبات روحانية الحرم (وقد رأيت بعيني وما سمعت).
إن هؤلاء المعتمرات هن ضيفات الرحمن جئن يبتغين رضاه في بيته المحرم، ومن حقهن الإكرام والإحسان في معاملتهن.
وللحديث بقية

Titto Divitto
02-07-2008, 16:59
د. عزيزة المانع


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/Writers.jpg

تحدثت خلال الأيام الماضية عن ما لمسته في الحرم المكي الشريف من تعرض النساء لتشدد في التعامل معهن أثناء وقت الصلاة، على يد بعض العاملين والعاملات في الحرم ممن كلفوا بفرض النظام والاشراف عليه.
ولعله من المفروغ منه، القول ان غالبية أولئك العاملين من الذين لا يدركون مغبة سوء التعامل فضلا عن كونهم يفتقرون الى قدر كبير من المهارة في تطبيق اساليب تعامل افضل تتلاءم مع قدسية المكان الذي يمثلونه وتسمو الى علو الدين الذي يعملون في خدمته.
رأيت أحد هؤلاء العاملين يتردد على امرأة واقفة تصلي يحثها على مغادرة مكانها، والمرأة خاشعة في الصلاة، فلما وجدها لم تستجب لطلبه بقي واقفا عند رأسها يطلب منها انهاء الصلاة حالاً.
كيف نصف موقفا كهذا؟ وأي انطباع ستحمله هذه المرأة عن العاملين في الحرم؟ ان الوافد الى البيت العتيق يتوقع ان يجد ما يعينه على الخشوع والانغماس في العبادة، لا ان يضطر الى الدخول في مشادات وجدل كلما أراد ان يؤدي بعض الركعات او يقف دقائق يدعو ربه أمام الكعبة.
لعل رئاسة الحرمين لا تدري عن تفاصيل واقع حال النساء على أرض الحرم وقد تكون الصورة المنقولة للمسؤولين غير الواقع الفعلي فمن لا يخوض التجربة بنفسه لا يعلم الحقيقة اما الحقيقة فإنها هذه هي، هناك غياب لتقديم المشاعر الانسانية.
ان كون المملكة هي موضع الحرم والمشاعر المقدسة، حملها أمانة المحافظة على تلك الأماكن وصيانتها وتيسير أداء العبادات فيها للمعتمرين والحجاج وهي مسؤولية شاقة يتطلب حملها بذل كثير من المال والجهد، ومن هنا تظهر ضرورة الانتباه الى كل صغيرة وكبيرة تحدث في تلك المشاعر، سواء كانت مادية تتعلق بالخدمات الحسية أو معنوية تتصل بنوع التخاطب وأسلوب التعامل مع الوافدين الى المشاعر من ضيوف الرحمن.

Titto Divitto
03-07-2008, 09:22
عبده خال


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abdohkhal.gif

في طفولتي تناهى الى مسامعي تحذير النساء بعضهن لبعض من غمزة سميرة توفيق،تلك الغمزة التي استطاعت تطليق عدد من نساء ذلك الزمان،وهو زمان القناة الواحدة "الابيض والاسود" حين كانت تطل سميرة توفيق بجمالها العربي الممشوق وشامتها التي تتنزه على احدى وجنتيها لتلهب مشاعر الافتتان في قلوب الرجال الذين كانوا ينتظرون طلتها في الليالي الجافة فاذا اعترضت الزوجة على زوجها من فضح مشاعره العارية وعمدت الى اغلاق التلفاز تثور ثائرته ويقدم على طلاق زوجته بسبب غمزة سميرة،ولذلك كان النساء يتواصين بعدم الالتفات الى هيام رجالهم بغمزة سميرة ..على طريقة (من لم يرض بالحمى رضي بالنفاضة).
كان هذا فيما مضى حين كانت المرأة جناحا وديعا تخفي ما يعترك في داخلها من غير أن يبين.
ويبدو ان الاية انقلبت هذه الايام، ،حيث نسمع أن النساء هن من يتغزلن في المذيعين والمغنين وأبطال المسلسلات وبمجرد ان تعلن اعجابها بأحدهم تجد أنها قد طلقت.
هذه الجرأة التي اقترفتها حواء بإعلان اعجابها بممثل أو مطرب أذاقت الرجل نار الغيرة التي أحرقت بنات حواء في زمن الصمت.
وهذه الايام انشغلت كثير من النساء بمتابعة المسلسلات التركية المدبلجة وتسبب (مهند) بطل مسلسل (نور) و(يحيى) بطل مسلسل (سنوات الضياع) في احداث حالات طلاق في المجتمع العربي،ولأن التلفاز غدا جامعة الدول العربية الوحيدة التي تجمع العرب المشتتين فقد كان أثر البطلين متساويا في العالم العربي من غير ان تتمايز هذه المجتمعات في تلقي كلمة الاعجاب التي تطلقها المرأة أو الزوجة العربية ،وقد نقلت جريدة اليوم السعودية ان سيدة ادمنت على متابعة بطل مسلسل (نور) وابدت اعجابها به وبمعاملته لزوجته لتصل الى المقارنة بين بطل المسلسل وبين زوجها الذي لم يرق له الحال لينطق بيمين الطلاق وطرد الزوجة إلى بيت أهلها كي "تتمتع بمتابعة المسلسل منفردة وتتابع إعجابها بالبطل من (منازلهم) وتناقلت ايضا شبكات النت عن حدوث طلاق في مواقع مختلفة من العالم العربي بسبب غيرة الرجال من تغزل نسائهم بابطال المسلسلات التركية تحديدا.
وإن كان ثمة تعليق على هذه الحالات فهو موجه للمرأة بالتحديد اذ عليها ان تفرق بين عالمين مختلفين تماما وهما عالم التجسيد القصصي وبين الواقع،ومن تريد من زوجها اغراقها بكلمات الحب عليها ان تفعل مايستوجب ذلك الاغراق،وقبل ذلك اذا لم يوجد بقلب الرجل الحب (أو العكس) فلن تلد الكلمات الحالمة أبدا ..وثمة نقطة أخيرة في المقارنة بين زمنيين حين كان الرجل هو الذي يتغزل ويبدي اعجابه وبين الزمن الذي تتغزل فيه المرأة وتبدي اعجابها،المقارنة في الزمنين أنهما يحملان نفس النتيجة وهي تطليق الزوجة .!! ولن أزيد

Titto Divitto
03-07-2008, 09:23
أبو الجعافر


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

من أجمل ذكريات طلاب درستهم اللغة الانجليزية في مدرسة الخرطوم بحري الثانوية، انني كنت أخرج بهم بين الحين والآخر الى حديقة مجاورة لدروس “على الهواء”.. حصص ذات طابع غير تقليدي.. نتجول في الحديقة ونتعرف على اسماء الاشجار والنباتات بالانجليزية أو ننقسم الى مجموعات متنافسة في نشاط يتطلب استخدام اللغة الانجليزية.. كنت أحيانا أدخل عليهم في حجرة الدراسة فيقف أحدهم: يا استاذ زهجنا من الحبس هنا والحر.. فيصيح بقية زملائه: هااااي تأييدا لاقتراح الذهاب الى الحديقة.. فأقول لهم: انني دخلت عليهم وقد قررت سلفا اجراء اختبار لهم فيقولون: اختبرنا في الحديقة.. ونخرج الى الحديقة ويتفننون في الشقاوة حتى أنسى موضوع الاختبار فأجاريهم و”أنسى” الموضوع عامدا.. وما لم يكن يعرفه طلابي هو انني ايضا أكره الرتابة وأحب “اللعب والمرح” واعتبره من أنجع الوسائل التعليمية، والى يومنا هذا أشارك عيالي في الألعاب الالكترونية بحماس تتخلله مشاجرات واتهامات بالغش!!
كتبت مرارا عن كوني لا أملك الصبر لمتابعة مباراة كاملة في كرة القدم، مهما كانت سمعة ومكانة الفرق المتنافسة.. كيف أجلس متسمرا في مكان واحد لنحو ساعتين متفرجا على آخرين؟ فلأنني سريع الملل، فإنني أحب ان أشغل نفسي بأنشطة استمتع بها لأنني أمارسها شخصيا، ومن ثم اقول بكل فخر واعتزاز انه لا مكان للملل في حياتي.. فكلما مضت بي السنين أدركت قيمة الحياة وتذكرت ان لي عمرا واحدا، وأن علي ان املأ كل لحظة من ذلك العمر بالقيام بشيء مفيد وممتع، عوضا عن الفرجة على أناس يستمتعون بممارسة لعبة رياضية.. ولهذا السبب لم يحدث قط ان استمعت الى أغنية كاملة لأم كلثوم، فرغم ان حواسي تدرك أنها مطربة ذات موهبة فريدة، إلا أنني لا أملك الصبر على أغنية تستمر ساعة أو حتى ربع ساعة.. ولكنني احترم عشق الآخرين لكرة القدم وغيرها من الرياضات، ولا يثير دهشتي ان اسمع من شخص أنه لم ينم طوال الليل لأنه كان يتابع مباراة منقولة من اليابان أو هاواي.. وخلال الأيام القليلة الماضية كانت هناك بطولة أوروبية لكرة القدم، وكنت كالعبيط بين زملاء العمل والأصدقاء عندما يناقشون أداء الفريق التركي أو الروسي ويسألونني عن رأيي في الهدف الذي سجله -مثلا- كرستيان رونالدو فأقول لهم: رونالدو ده مش رئيس جمهورية البرازيل؟
ورغم اقتناعي التام بدور الرياضة في تعزيز العلاقات بين الأفراد والشعوب “بعد قطيعة دامت أكثر من 30 سنة استؤنفت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وبكين بمباراة في تنس الطاولة- بنق بونق”، إلا أنه لا يعجبني تركيزنا على كرة القدم فقط، فلو انفقنا واحدا على المائة مما ننفقه على كرة القدم على الرياضات الأخرى، لكان لنا شأن بين الأمم.. ويضاعف ضيقي أنه ورغم المبالغ المتلتلة التي ننفقها على كرة القدم إلا أن بعض فرقنا تنهار كما بيوت الكرتون في العاصفة عند أي لقاء بفرق أجنبية.

Titto Divitto
03-07-2008, 09:31
أنس زاهد

http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1215033775321739800.jpg (http://www.al-madina.com/node/26149)


لا أدري كيف يفسّر بعض جنرالات وسياسيي الجمهورية التركية، مصطلح العلمانية؟
العداء للتديّن ليس من مبادئ العلمانية، وإلاَّ لشاهدنا ذلك في أوروبا وأمريكا التي لم تُمس فيها حرية التديّن أبدًا.
وحتّى عندما عجّ الغرب بالأعراق والديانات المختلفة، فإن مسألة التديّن والالتزام بالشعائر والشعارات الدينية، ومنها على سبيل المثال، العمّة التي يضعها أبناء الطائفة السيخية على رؤوسهم، لم تختلط بالسياسة. فكل لديه المشروعية الكاملة في ممارسة السياسة، طالما ارتضى بالديمقراطية كميثاق للعمل السياسي.
وفي فرنسا، وعندما استخدم اليمين المتطرّف بقيادة جان ماري لوبين قضية الدِّين الإسلامي، للتعبير عن كراهيته للمهاجرين المغاربة، وحاول بعض اليمينيين الآخرين الانضمام إليه في حملته للتضييق على المهاجرين، عن طريق فرض قانون يمنع ارتداء غطاء الرأس للفتيات المسلمات في المدارس الحكومية فقط.. عندها ثارت فرنسا كلها، وقامت المظاهرات الحاشدة التي اشترك فيها اليسار ممثلاً في قياداته السياسية ورموزه الفكرية والفنية. وقد اشتركت في تلك المظاهرات كل التيارات غير اليمينية، ممّا أدّى بانتهاء الأمر إلى إلغاء مشروع القانون. العلمانية التركية حالة شاذّة، كما أنها غير مفهومة وغامضة مثلها مثل الحرب على الإرهاب. في تركيا ليس هناك تعريف واضح للعلمانية، وإلاَّ فكيف يمكن للحزب الذي يفوز بالانتخابات ويلتزم بقواعد اللعبة الديمقراطية، أن يكون عرضة بين وليلة للإقصاء من الحكم، وللحظر على جميع نشاطاته السياسية لمجرد الاشتباه.. وحتى الاشتباه في ماذا بالتحديد؟ فلا أحد يدري بالضبط.. كل ما يرد على الألسنة عبارة غامضة مفادها: تهديد العلمانية.. لكن متى تكون العلمانية في خطر، ومَن لديه صلاحية أن يشتبه في وجود هذا الخطر، أو يحدد ماهيته؟ فلا أظن أن أحدًا يعلم.
إنها علمانية أقرب إلى الجهلانية.

سلاف.
03-07-2008, 12:45
ين المشكلة : ليأكلوا البسكويت ؟!

قصة ماري انطوانيت ابنة اميراطور فرنسا عندما سألت حاشية ابوها الامبراطور :
- لماذا يتظاهر الناس امام قصر الامبراطور ؟
- أجابوها ( الحاشية) : ان النناس لا تجد الخبز لتأكل ؟
فقالت ماري انطوانيت للحاشية : ليأكلوا بسكويت ... أين المشكلة ؟
انصار ومؤيدي " حزب " ماري انطوانيت موجودين في بلادنا وينتشرون بسرعة في اوساط النخبة السياسية بل في اوساط زوجات وبنات المنتسبين للنخب السياسية ، وتزداد شعبيتهم يوما بعد يوم بعد ان حصل حزبهم على الترخيص ، وينتمي الى هذا الحزب الكثير من النصيرات من زوجات وبنات الرتب العليا في بلادنا ، وبالتأكيد لن تجدهم في اوساط الباحثين عن لقمة الخبز ولا المصطفات امام مكاتب الشؤون الاجتماعية ولا المشاركات في مسيرات اضرابات المعلمين ولا في خيمات الاعتصام لتأييد اضراب الاسرى .
يقول احد الرواة الثقاة :
خلال اضراب المعلمين قبل الانتفاضة المباركة الثانية والذي استمر اسابيع في بعض المناطق ، لقد استهجم اتباع ماري انطوانيت الاضراب واستهجنوا طلبات المضربين : كم الزيادات التي يطالبون بها ؟
- اجابها الراوي : على الاقل 200 شيكل ؟ 200 شيكل فقط ، هذا المبلغ اقل من ثمن الميكاب الذي استعمله اسبوعيا ؟
هل المعلمين اصحاب الرسالة السامية يبحثون عن الخبز وعن 200 شيكل ؟ هذا المبلغ لا يكفي لشراء بسكويت في اسبوع .
لقد فشل اضراب المعلمين حينها لان حزب ماري انطوانيت لم يدعمه بقوة !!
في احدى المؤسسات الرسمية قابلت - والحديث للراوي- بإحدى المعجبات بماري انطوانيت : تستغرب وتستهجن تلك المعجبة : - - لماذا لا يتناول رجالات المؤسسة العسكرية الفلسطينية بشكل خاص والموظفون بشكل عام الشكولاتا ، مع ان هناك في السوق ما يزيد عن 300 صنف وتتساءل :
- هل كل هذه الأصناف الأجنبية لا تعجبهم ؟ وتستغرب ذوقهم ، هل يريدون أصنافاً محلية ؟ للا
الم يسمعوا "بالكادبوري" ؟.
واتهمتهم المتحدثة "ماري انطوانيت النابلسية" انهم "يكنزون" رواتبهم تحت البلاط ، وعندما أجابها صديقنا الراوي اللئيم :
- كيف يكنزون رواتبهم وهم يتقاضون 900 شيكل فقط .
أجابت فوراً :
- 900 شيكل في اليوم ؟!
رد عليها فوراً أكثر من واحد من المستمعين الحاضرين :
- لا ، 900 شيكل في الشهر !!!
كانت ردة فعلها الفورية :
- بلاش مزح ثقيل !!
وتبرع أكثر الحاضرين ليحلف لها اغلظ الأيمان على علبة الكادبوري على ان هذا هو راتبهم في الشهر وليس في اليوم .
واستغربت :
- ولماذا يعملون بهذا الراتب ؟!! ، هذا المبلغ لا يكفيني حتى سجائر في الشهر ، واضافت :
- ان راتبها في العمل - الذي تتسلى فيه - يتجاوز الألفين وخمسمائة شيكل و في رأيها انه هزيل وحتى لا يكفيها " بوكيت موني" واستطردت :
- "اثقل" دمي على شقيقي لإكمال باقي مصروفاتي كما تعرفون انني عزباء واعيش مع اهلي ، وتمتمت منسحبة :
- هل هناك في هذا البلد اناس يتقاضون 900 شيكل وشهرياً ؟! ، واستفسرت من بعض صديقاتها في مكان عملها لاحقاً :
- هل صحيح هذا التخريف ؟! ، وكيف ؟! .
اجابتها صديقتها سوسو وهي من انصار ماري انطوانيت :
- ادفع 1000 شيكل شهرياً مكالمات جوالي عدا عن استعمالاتي لتلفونات مكتبي للإتصالات الخارجية مع "صديقي" الذي ما زال يقيم في الخليج بالإضافة الى اشتراك النادي ... الخ .
وقطبت حاجبيها - المقلمين جيداًَ - مستنكرة ارتفاع ضغطها اليومي عند سماع هكذا أخبار في هذا الوطن الجميل .
في المكتب المجاور لمكتب السيدة / سوسو ، كانت لولو وهي من صديقاتها ومن انصار ماري انطوانيت ايضاً ، كان مرافق زوجها يحمل لها الجوال ، تحدثت مع سائقها الموجود في "الشبح" خارج المبنى ولقنته مجموعة من التعليمات والطلبات وامرته بالإنطلاق لتأديتها حتى تنهي حديثها وطلبت منه ان يرسل لها كفاح " كفاح سائق آخر كان في يوم ما قبل ان يشتغل عندهم يتقاضى راتباً في حدود ال900 شيكل".
استمرت السيدة لولو في حديثها مع الحاضرين المتلهفين لسماعها عن اهمية تنشيط السياحة بهدف ابراز صورتنا الحضارية امام اوروبا وامريكا ولزيادة الدخل القومي للبلد والذي لن يتأتى الا ب : عمل مشروع للشاليهات على شاطئ غزة والبحر الميت ، وانها من الممكن ان يدعم الامريكان هكذا مشاريع وهذا يرفع من شأن اريحا و"لينصر الله كلنتون وصديقته اولبرايت اللي رفعه اسم فلسطين في العلالي" ، وعندما سألها نضال - احد الحاضرين - عن ان حركة حماس لن تقبل بشاليهات على شاطئ غزة ، اجابت بإنفعال :
- لازم ناخذ قرار استراتيجي مهم ونجيب على السؤال : مين اهم حماس ولا السياحة ؟! ، طبعاً الجواب هو السياحة ، ورن هاتفها الخلوي و انسحبت بسرعة وبعد خروجها ، تساءل أحد الحاضرين "كثيري الغلبة" همساً للجالس بجواره : من هذه السيدة وماذا تعمل ؟! ، اجابه بهمس ايضاً : انها مديرة دائرة "كذا ... " وزوجة مسؤول مهم في ......
وسمعت صوت بعض السيدات في المكتب المجاور :
- تصوري انني فقط مدير " سي " في حين ان سوسو : قصدي سلوى حصلت على مدير " ايه " ولولو " اقصد لطيفة " على مدير عام ، حتى كلثوم زوجة الدكتور الحارث حصلت هي الأخرى على مدير "ايه" مع انها لم تحصل بالتصنيف الحركة على 30 نقطة ، اليس هذا ظلماً ؟! ، عشر سنوات من الكفاح وهذه هي النتيجة ؟!
شعرت بأن معدتي بدأت تتلوى وانني اقترب من حالة التقيؤ ولكن تتكاثر سلالة ماري انطوانيت في بلادنا وتكاثرها الخضري يتم عبر "العقد والفسائل" مفردها فسيل وليس فصيل .

المصدر
تذكرت والكلام للراوي احدى كاريكاتيرات ناجي العلي والذي جاء فيه على لسان شخوصه :
- "انا ابو عبد الكادر ، فكير من كلكيلية ، كنت ، مع الجبهة ، وعند ما الله فتحها علي اصبحت اؤيد تنظيم فتح والرئيس ابو عمار ، وصارت مرتي ام عبد الكادر ، من تنظيم ماري انطوانيت" .
تعيش ماري انطوانيت ، تعيش تعيش تعيش ، ولا حول ولا قوة الا بالله ، وانا لله وانا اليه راجعون ، وآخ يا وطن .


المصدر
http://www.p-s-news.com/smile2-240804.htm

يبدو أنه قصة أكثر من مقال

Titto Divitto
03-07-2008, 17:36
بين العينين


بقلم ليلى

http://www.mexat.com/vb/images/avatars/234.jpg (http://www.mexat.com/vb/member.php?u=144909)
بين ما كتبه (عبدالعزيز الصويغ) فيما يخص الابتعاث وبين ما كتبته (عزيزة المانع) فيما يخص النساء في الحرم يتوسط (جعفر عباس) الكتابة ليكتب عن المال والصبر.
و أرى أن الثلاثة كان بينهم قاسم مشترك أو ربما كان مضاعفاً فكتبوا جميعاً من زوايا قائمة وحادة ومنفرجة على الترتيب عن ( السعودة) , فـ (د: عبد العزيز ) ختم مقالته (أعطِني مجتمعًا حرًّا يُفكّر ... أُعطِكَ مجتمعًا مبدعًا يُنتج ) وهنا يختصر على المفكرين والباحثين والدراسين دراسة المجتمع السعودي بمتناقضاته العامة ومن بينها الأبتعاث الذي يدرس في قائمة وجوده وأهميته وتعزيزه أما (د: عزيزة) أجد أنها تنفخ في كيس مثقوب فتساقطت كلماتها متكسرة تحملها الرياح إلى البعيد , لا أحد يسمع لها ولا أحدٌ يجيب ولكن تقوم هي بما يملي عليها ضميرها الحي الخائف من قول القائلين هكذا كنا في بيت الله , وراقني أسلوبها اللين اللطيف و أشفقت عليها بداية لكني أدركت حالة الهدوء النفسي الذي طرأ عليها , هذا لأنها كتبت هذه الكلمات بعد تأمل طويل نوعاً ما , فأنا لا أعتقد أن العنف الذي لاقته في الحرم من الهيئة المنظمة جعلها تقول ذلك الكلام ألا أن تكون عادت إلى سجيتها بعد مدة , أما ( جعفر عباس ) فأرى أن جعفراً ينظر إلى السعوديين في حياتهم المنفرجة بعينه الضيقة ولكنه بعد تأمل نوعي في أصناف الناس وجد في أصنافهم من يأكل الفول ويستسيغه و بين من يعده تجربة في رحلة إلى شمال وجنوب أفريقيا , وهنا ذكرتني مقالة عباس بوزير العمل السعودي (د:غــازي) بالغين هذه المرة ,الذي لحقت به آلة التصوير ليقوم بدور نادل في أحد المقاهي لمدة ثلاث ساعات محاولاً تذوق (السعودة ) من جانبها الآخر ومحاولاً مضاعفتها وإقناع الناس (الجيل الجديد) بأهميته سعودة الأعمال التي في نظر الجيل دون المستوى, بعد ما عاش السعوديون في كنف الوهم بأنهم أفضل الناس (في ناحية العمل – خاص بالمجتمع السعودي) هذا من جانب غازي الذي ما فتئ باذلاً جهده في مسعاه , لكن (السعودة ) من الجوانب الأخرى أجد الحديث عنها طويل وجوانبها متشعبة و زواياه مختلفة .
.................................................. ........
أجد حلم د/ غازي القصيبي يتحقق أمام ناظري لكني أتسأل هل الظروف ساعدت غازي أم غازي تأقلم مع الظروف ؟
أتسأل مرة أخرى لماذا لم ُيكرس الجهد في إقناع المجتمع السعودي بحب العمل في كافة مجالته قبل .......!!

Titto Divitto
06-07-2008, 13:33
عبدالكريم الرازحي


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abd.jpg

اذا كان ولابد للعرب ان يوقِّعوا على شيء فليوقعوا على شيكات. أما التوقيع على اتفاقيات، وعلى معاهدات، أو على صُلح. فلا ضرورة له، ولايجب. ولاينبغي لهم. ذلك لأن “وقَعَات” العرب كلها سببها توقيعاتهم. ولو انهم تجنّبوا التواقيع لما وقعوا. في اليمن قبل حرب 1994 ذهب جميع رجالات وقيادات اليمن الى العاصمة الاردنية عمان بدعوة من الملك حسين الذي تدخل للتوسط لحل الخلاف بين الحزبين الحاكمين حينها: حزب المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي اليمني. وفي العاصمة الأردنية عمان اتفقوا ووقعوا على وثيقة اطلقوا عليها: “وثيقة العهد والاتفاق”. اتذكر عند توقيعهم على الوثيقة شعرت برعب حقيقي، حتى انه في ذات اليوم الذي كان فيه اليمنيون يحتفلون ويزغردون ويرقصون، كتبت مقالاً في صحيفة “المستقبل” بعنوان: “كلما وقّعوا وقعنا” وبعد كم اسبوع وقَعنا، ووقعت الواقعة، وانفجرت حرب 1994. اللبنانيون فعلوا نفس الشيء. لقد ذهبوا الى قطر واتفقوا ووقعوا وحتى كتابة هذه السطور مازالوا واقعين.
وبشكل عام العرب كلما وقّعوا وقَعوا، فالعربي كائن يستسهل التوقيع فتجده أول من يوقَّع وأول من يقع.

Titto Divitto
06-07-2008, 13:36
خالد القشطيني

http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/122-kishtainy.gif

نكات الدكتاتورية كثيرة ولكن من أكثرها شيوعا حكاية الرجل الذي قبضوا عليه لشتم الحكومة. سمعتها من شتى المواطنين العرب عن حكوماتهم بشتى العبارات والمفردات، ولكن بنفس النغمة والنكهة. اختار منها أنظفها.
قبض شرطي على مواطن يلعلع في الأسواق صارخا: «حكومة عكاريت!» أحالوه للمحكمة فسأله القاضي كيف تجرؤ على ذلك وتشتم حكومتنا؟ أجابه الرجل قائلا: «يا حضرة القاضي، أنا لم أقل حكومتنا. يمكن كنت أقصد بها الحكومة الإيرانية أو حكومة إسرائيل أو أي حكومة أخرى». التفت القاضي إلى الشرطي وقال له: «صحيح. أنت ليش تفترض أن الرجل كان يقصد حكومتنا؟» فأجابه الشرطي:
«سيدي ماكو في الدنيا حكومة عكاريت غير حكومتنا».
وعلى هذا الغرار وردت قصة رجل آخر ألقوا القبض عليه لأنه كان يشتم ويصرخ قائلا: «ألعن أبو هالكلب الخائن، هالعميل، هالحرامي اللي ما يشبع سرقات...». جاؤوا به إلى القاضي ، فسأله «من كنت تقصد بهذه العبارات الجارحة؟»، فأجابه وقال: «أقصد هو». عاد القاضي وكرر عليه السؤال والرجل لا يجيب بغير ضمير الغائب «أقصد هو»!
عندئذ حكمت عليه المحكمة بالسجن لعشر سنوات لعدم معرفته باسم رئيس الجمهورية حفظه الله.
اعتمدت بعض الحكومات دائما على أنظمة الطوارئ ومنع التجول. وأصبح هذا ركنا من أركان الفكاهة السوداء. أصدرت حكومة عراقية أمرا بمنع التجول من الساعة الثامنة مساء حتى السابعة صباحا. رأى عريف شرطة رجلا يمشي في شارع السعدون قبل الساعة الثامنة مساء فأطلق عليه الرصاص وقتله. حققوا معه. لماذا فعل ذلك ومنع التجول لم يبدأ بعد؟ فقال «أنا أعرف بيت هذا الرجل. إنه يسكن في باب المعظم ولن يستطيع الوصول إليه قبل منع التجول»!
وإذا شئنا أن نقرأ تلك الحكاية كنكتة، فالحكاية التالية واقعة حقيقية كما سمعت. داهمت الشرطة بموجب نظام الطوارئ بيت رجل للقبض عليه، فلم يجدوه. كان في الحانة على عادة الشباب العراقيين. جلسوا في الحوش ينتظرون حتى عاد إلى البيت بعد منتصف الليل. فنزلوا به ضربا: «يا كلب ضيعت وقتنا! ليش ما ترجع لبيتك بأول الليل مثل بقية العالمين؟» تلقى ضرباتهم بصبر وجلادة وهو يردد: «متأسف يا جماعة! والله ما كنت أعرف انتو هنا تنتظروني!».
ساقوه للمحاكمة، هو أو غيره، بتهمة قول شيء في المقهى فحكموا عليه بالسجن لعشر سنوات. «سيدي أقصد بالله، هذي كانت مجرد كلمة بريئة ما قصدت بها شيء!»
رد عليه القاضي فقال: «يعني تريد كلمة غير بريئة؟ هذي عقوبتها عشرون سنة!»
ترتبط الدكتاتورية أيضا بالانتخابات الصورية ونتائجها المزيفة. ألقت الشرطة القبض على رجل تسلل إلى مركز الاقتراع ليلا وكسر قفل الصندوق. اعتذر عن فعلته وقال إنه كان يقصد فقط معرفة نتيجة انتخابات الأسبوع القادم.

Titto Divitto
06-07-2008, 13:37
أحمد العرفج

http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1215273225572011600.jpg (http://al-madina.com/node/27480)


دأب العربي على إلقاء أسباب فشله ودواعي تعثره وارتباك مسيرته على الغير, وهذا يعفيه من دوشة الأسئلة وحرفة التساؤل..
وقد بدأ العربي منذ القدم يُرجع أسباب ضياعه وضلاله للشيطان, ثم تطور هذا الشعور, أو لنقل انتهى العمر الافتراضي لهذا العذر, فابتكر عذراً مختلفاً، وهو «الآخر».
والآخر هذا قد يكون الاستعمار، أو قرين السوء، أو التآمر الدولي، أو الإمبريالية العالمية، أو الغزو الثقافي, وقد يكون هذا الآخر معنوياً, بمعنى أنه لا يُرى بالعين المجردة، فمثلاً يبرر العربي دواعي ضياعه وفشله بالاكتئاب أو الظروف أو قهر الرجال، أو حتى العين والحسد والحظ الرديء والنصيب المائل والقدر المكتوب!
ومع تطور الأنظمة السياسية في العصر الحديث, أصبحت السياسة طوق نجاة للعربي، بحيث يرمي عليه كل ما هبّ ودبّ من أسباب فشله ودواعي تردّيه, فتسلق «القصر بعد العصر» –كما يقولون في الأمثال-، وطفق ينعت الأنظمة السياسية بصنوف النعوت والأوصاف الرديئة، من قبيل «الحكومة الفاسدة، المتخاذلة، العميلة، الخائنة.. وبعد أن استهلك قاموسه (البذيء) اخترع مفردة جديدة، وهي «المنبطحة»!
وهذا عذر براق يُعفي العربي من محاسبة ذاته، أو لوم قدراته أو مراجعة إمكانياته, فكلّ خلل سببه الحكومة, وما من مصيبة إلا كانت بسبب الحكومة التي لا تُحسن إدارة الأمور، وقد تناسى الأثر القائل: «كما تكونوا يولّى عليكم»!
وهنا تحضرني قصة مفادها أن أحدهم جاء إلى الإمام علي بن أبي طالب –كرّم الله وجهه- وقال: «لماذا لم نر هذه الفِتن أيام أبي بكر وعمر ونراها في عهدك»؟ فرد عليه قائلاً: «لأنّ الرّعية أيام أبي بكر وعمر كانت أنا وأمثالي, أما الرعية الآن فهي أنت و أمثالك»!
وقد أدرك أعرابي قحّ في صحرائه «كل الحكاية» بقوله:
إنْ ضَاقْ صَدْرِي قمْتْ أَسبّ «الحُكُومَة
حيث انّها مِنّا , وتخْطِي عَلَيْنَا!
ولكن مثل هذا الأعرابي «البسيط» أعطى مبرراً جميلاً وهو أنها منهم أولاً، وأنها تخطئ عليهم.. كما أنه لم يتنصّل من المسئولية، وهي أنّ الناس كما يكونون يولّى عليهم!
إن القول الأقرب للصواب في هذه المسألة يُمسك الأمور من الوسط، فالشّعوب غير مُعفاة من المسؤولية, باعتبارها جزءاً من الحكومات، والحكومات هي الأخرى لا تستطيع التنصّل من مسؤولياتها باعتبارها جزءاً من الشعوب.. وكلٌّ منهما يتحمّل ويُسأل, ويجب أن يواجه كل طرف الأسئلة الصعبة دون محاولة إلقاء التهم على الطرف الآخر, والظهور بمظهر الضحية التي تنظر وبراءة الأطفال في عينيها!
لقد قال شاعر كبير في قصيدة وطنية:
حنّا الوَفَا منْ طَبْعنَا وعَادَاتنَا طِيبْ وَكَرَمْ
حكّامنَا منْ شَعبنَا, هذَا أُخُويْ, وَهَذَا ابْن عَمْ!
من هذا المنطلق لم تهبط الحكومة من السماء, كما أن الشعب ليس بالطبع من الملائكة، بل فيه الفاسد والمرتشي والمُرائي ولا يخلو من طيّب ومواظبٍ وعاملٍ مجتهدٍ ومثابرٍ.. ولعل أجمل ما قرأت في هذا الصدد ما جاء على لسان وكالة زواج إيطالية في ميلانو -في حملتها للتشجيع على الزواج- النص التالي: الرجل بحاجة إلى زوجة لمجابهة الحياة, فهناك أشياء كثيرة لا يسعه أن يلقي اللوم فيها على الحكومة»!
بقي القول أن الحكومة حكومة سواء كانت ذات منظومة سياسية فاعلة أو لديها مطامع دنيوية، أو كالزوجة الأخطبوطية!

Titto Divitto
07-07-2008, 21:30
عبدالكريم الرازحي


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abd.jpg

منذ أن وقّع العرب على اتفاقية دفاع مشترك وهم يتلقون الهزائم تلو الهزائم.
ولن ابتعد كثيراً عن الحقيقه لو قلت ان الذي يوحد عرب اليوم ليس اللغة أو العرق، ولا هو التاريخ أو الجغرافيا، ولاهي العادات والتقاليد العربية المشتركة.
وانما الهزائم.
هزائمهم هي القاسم المشترك، وهي القاصم الأعظم الذي قصم ظهورهم.
حتى ان هزائمهم هي هويتهم، وهي وحدها يمكن ان تكون حجر الأساس في مشروع وحدتهم مستقبلاً.
- هذا إذا كان لهم مستقبل -
لكن السؤال الذي يجب ان يُطرح بعد كل هذه الهزائم هو:
لماذا لا يوقع العرب اتفاقية جديدة، تكون بديلاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك
على ان تسمى : اتفاقية الهزيمة المشتركة ؟
بالتأكيد الهزيمة المشتركة فوائدها كبيرة، وتكاليفها ستكون اقل طالما ان العرب اشتركوا وتشاركوا فيها.
لكن المشكلة هي ان العرب فردانيون وانانيون ذاتيون يكرهون العمل المشترك.
فحتى في الضرب وفي الهزائم النظام العربي يفضل ان يُضرب ويُهزم لوحده، وهو لايحبذ ان يشاركه احد في لعق جراح هزيمته.

Titto Divitto
07-07-2008, 21:33
أنيس منصور

http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/444-anees.gif


الصديق هو الذي يصدقك
والعدو هو الذي يعدو عليك
نحن صديقان ولكننا لا أصدقاء دائماً ولا أعداء دائماً وإنما هو يردد ما أقوله، وأنا أردد ما يقوله.. فنحن «أصداء» أجدني عنده، وهو يجد نفسه في حكاياتي وفي الذي أقول.. هو رجل أعمال، وأنا رجل أقوال..
هو يعرف هدفه من دون كلام، وأنا أتكلم حتى أعرف هدفي..
هو يتكلم عن الناجحين، لأنه نجح.. ويجد متعة في قصص الفاشلين، لأن في ذلك تكريماً دائماً لعقله وحاسته السادسة ودعاء والديه.. ويتحدث عن الدولة باعتبارها دكاناً كبيراً والذي ينجح كبقال يستطيع أن ينجح كوزير.. إنه يقابل الناس ويحسن معاملتهم ويرضيهم ويصادقهم ويكسب منهم.. وهو يرى أنه أحق الناس بأن يكون ويكون ولكنه لا يفهم أن الوزير يجب أن يعطي بلا مقابل! وهو يرى أن الزواج عقد خبرة.. هو يدفع في مقابل حياة أو بيت أو إنتاج أولاد وتربيتهم. وهو يتزوج لأن الزواج اقتصادي وأوفر من حياة العزوبية. وعنده أمثلة على ذلك كثيرة. وهو يرى أن الخلاف بين الأزواج سببه أن كلا منهم يرى أنه يعطي أكثر ويتقاضى أقل.. أي أنه يضحي.. وأنه هو الخاسر في هذه الصفقة ولذلك يطالب بالتعويض ويطالب في نفس الوقت بتطبيق نص العقد المبرم بين الاثنين..
والأطفال «إنتاج مشترك» وصديقي هذا لا يؤمن بالقضاء والقدر، ولا النصيب ولا الحظ، وإنما يرى أن الذي يعمل يكسب، وأن من جد وجد وأنك تساوي بالضبط ما في يدك.. قرش يساوي قرشاً.. ولا قريش، فأنت ولا مليم!
آخر مرة قلت له: هل تعلم أنني لم أستمع إلى كلمة واحدة مما قلت في الساعة الماضية.. لقد سرحت بعيداً عنك!
أجاب: إنها نعمة كبرى أن نكون صديقين أحدنا أخرس والثاني أطرش!

Titto Divitto
08-07-2008, 11:05
عبدالكريم الرازحي


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abd.jpg

العربي كائن مُدكِّن ، بمعنى انه يفكر بعقلية صاحب الدكان.. لايحب ان يشارك احداً او يشاركه احد في دكانه .
وهو كتاجر،
أو طبيب ،
أو زعيم حزب الخ.
ليس على استعداد أن يتخلى عن دكانه “ مشروعه الصغير” في سبيل ماهو اكبر واكثر فائدة.
ولو انت قلت لتاجر :
ما رأيك لو أضم رأسمالي الى رأسمالك ونؤسس شركة بدلاً من هذه الدكاكين؟!
سوف يرفض الفكرة من الاساس .
ولو قلت لطبيب :
- ما رأيك لو اشتركنا في اقامة مستشفى بدلاً من العيادات وعملنا معا ؟ً
بالتأكيد لن يقبل.
وان انت اقترحت على زعيم حزب وقلت له :
حزبي وحزبك متقاربان، واهدافنا تكاد تكون واحدة ، فلماذا لاندمج الحزبين في حزب واحد ؟
سيقابل اقتراحك بالرفض.
والسبب ان العربي كائن مدكن
يخاف من الشراكه،ولايريد شريكاً
الشراكة عنده شرك ، والشركة غابة
والفرق بين عقلية الاوروبي وبين عقلية العربي كالفرق بين الشركه وبين الدكان.

Titto Divitto
08-07-2008, 11:08
خالد القشطيني

http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/122-kishtainy.gif

الشائع أن الصدقة حسنة. ولكن الغربيين لم يعودوا يعبأون بالحسنات أو مرضاة الله. اخذت تشيع بينهم الآن فكرة ان الصدقة موضة. وقد اصبحت الموضات المحرك الكبير لصناعتهم واقتصادياتهم ونمط حياتهم.
المباهاة طبيعة في الانسان، ولاسيما المرأة. تراها تتباهى بجمالها وثيابها ومجوهراتها، بسيارتها وثروتها وأولادها. تأتي الثروة في مقدمة عناصر التباهي. ولكن لمعانها اخذ يتلاشى في الغرب مؤخرا، بل اصبحوا ينظرون اليها نظرة سيئة. أخذت تقترن بالفساد والدعارة وتجارة السلاح والمخدرات وغسل الأموال والتهرب من الضريبة. ولم يعد الحصول عليها دليلا على الحسب والنسب او الذكاء ومقدرة الكسب. أي عارضة ازياء تكسب الملايين من مجرد استعراض جسمها. أي لاعب كرة غبي يحصل على مثل ذلك من مجرد رفسة كرة. المضاربات بالاسهم والسندات والعقارات اصبحت مجرد حظ وصدفة.
لم تعد مظاهر الثروة شيئا يتباهي به المرء، ولاسيما بعد تكدس الفلوس في حسابات كل من هب ودب. راحت عشيقات ابطال الرياضة المتخلفات يتباهين بشراء احذية او حقائب بمئات اليوروات، ثم ارتقين الى ألوف اليوروات فعشرات الوف اليوروات حتى لم تعد الأرقام تلفت النظر او تدل على شيء. راح القوم يبحثون عن قنوات اخرى، اجدى واروع للتباهي.
اكتشفوا ان احسن شيء يفعلونه بهذه الثروات الخيالية، التي لا يعرفون ماذا يفعلون بها، او كيف يتباهون بها، هو ان يتصدقوا بها. تجد ابنة ملياردير في اسمال بالية تشتغل خادمة في مطعم. تتباهى فتقول، والدي تبرع بكل ثروته لأبحاث السرطان، او الجياع في اثيوبيا. تشير اخرى الى سيارتهم الصغيرة فتقول «هذه كل ما استطعنا ان ندبر. زوجي اعطى كل فلوسه للفلاحين في كينيا». ترد عليها صاحبتها: «انت محظوظة. زوجي فرض علينا ان نستعمل البايسكل. تبرع بسيارتنا الرولز رويز للمعاقين».
ظهر ادب جديد بوحي ذلك. قالوا «من يرث ثروته فهو رجل محظوظ. من يصنع ثروته فهو رجل بارع. من يترك ثروته لأولاده فهو رجل احمق». وقال حكيم آخر: «الثروة عيب». وقيل «اترك لولدك ما يسد حاجاته ولا تترك ما يفيض عنها فيفسد حياته».
التبرع لما يسمونه في الغرب بالصالح العام او «الأمة» له تراث مديد. فحيثما تذهب تجد متاحف ومستشفيات ومدارس ومؤسسات تبرع بها محسنون. ولكن هذا التراث اكتسب زخما جديدا منذ ان تبرع بيل غيتس، بكل ثروته البليغة للخيرات. تلاه الملياردير جون فأعطى 466 مليون باوند للتنمية في افريقيا، ثم البريطاني كرس جون تبرع بخمسمائة مليون. هكذا ظهر الآن ما يسمونه بالمليونيرية الجدد. يقضون حياتهم في الكد والجهد ويكدسون الملايين ثم يجودون بها لوجوه الخير حالما يتقاعدون. تلتقي بنسائهم فتسمعهن يتباهين بحرمانهن من الثروة. «والله يا حبيبتي، زوجي ما ترك لي غير البيت الذي اسكن فيه وطقم الاسنان الذي في حلقي». هذه موضة الموسم. صرعة الجيل الجديد. الاشتراكية الجديدة.
نحن نقلد الغربيين كالقردة في كل موضاتهم. هل سنقلدهم في هذه الموضة الحميدة ايضا، أم ترانا لا نقتبس غير الموضات الرقيعة والمؤذية؟ الجالية العربية بلندن تتهالك على ناد يجمعها. عبثا طرقوا ابواب الاثرياء ليجودوا عليهم ببيت صغير. هل من محسن يقول ها أنا ذا؟

Titto Divitto
08-07-2008, 11:15
جعفر عبّاس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

منذ أن تناقلت الصحف العربية صور وزير العمل السعودي، الشاعر والناثر غازي القصيبي، وهو جرسون في مطعم شهير بجدة، وأنا أتحرق للكتابة عنه.. لأعطيكم فكرة عن طبيعة ما كنت أتوق للكتابة عنه، أقول لكم انه سبق للقصيبي أن كتب عني أربع أو خمس قصائد، لم يذكرني بـ”الخير” في أي منها،.. ثم أهداني رواية شعرية طويلة عن “سحيم” وهو شاعر ضخم اشتهر بقصائده الغزلية ولكنه قتل لأنه “عبد” تغزل بحرائر القبيلة!!.. وازددت حقدا عليه لأنه كتب عني قصيدة عنوانها “اعتذار” تعقيبا على مقال لي بأنه لم يحدث قط أن أهداني شخص ما شيئا ما بمناسبة “عيد ميلادي”، وكانت خلاصة القصيدة أنني لا أستأهل حتى مرسيدس افتراضية، وأشبعني شرشحة ومرمطة.. فناشدت شعراء السودان ليهبوا لنجدتي ورد اعتباري، لأن موهبتي الشعرية وئدت وأنا في سن مبكرة، عقب اكتشاف مدرس اللغة العربية في المدرسة المتوسطة قصيدة لي مطلعها وخاتمتها: من نارك يا جافي ** أنا طالب المطافي.. وكانت الفاجعة أن نحو سبعة شعراء أزوال أرسلوا قصائد استجابة لمناشدتي تلك، وكانت جميعها تشيد بالقصيبي، وتنتصر له من منطلق إنه شاعر وعربي بينما أنا نوبي أعجمي.. حسبت بادئ الأمر ان أولئك الشعراء الحاقدين يعملون في السعودية واختاروا من ثم منافقته بوصفه وزير العمل، ومن ثم قد يعفيهم من ويلات سعودة الوظائف، ولكنني فوجئت بأنهم جميعا مقيمون خارج السعودية بل وكان منهم الوزير المفوض بالسفارة السودانية لدى تشاد، وما زالت تطن في أذني أبيات قالها السوداني المقيم في الولايات المتحدة (يعني عميل) عبد الرحيم عبد الحليم محمد: وقد وجدت قصيدة “اعتذار” / دويا في قلوب السامعينا/ وقطعا سوف تعرف ان غازي/ صفوح في مواقفك المشينة (أنا الضحية وصارت مواقفي مشينة حتة واحدة؟)
المهم أنني تأنيت في الكتابة عن غازي وهو يحمل الأطباق ويقبض البقشيش من الزبائن لأنني كنت محتاجا إليه، فقد اتفقت مع دار نشر سعودية على إصدار سلسلة كتب تحوي مقالاتي القديمة، وطلبت من غازي كتابة مقدمة الكتاب .. يعني كان لازم أصبر حتى أتسلم المقدمة ثم أخوض في الموضوع، مركزا على نقطة مهمة وهي ان القصيبي نال ديموشن وعكسها بروموشن،.. لتدركوا معنى المصطلح الأول أذكركم بأنه تحول من وزير الى جرسون! وبالمقابل فقد كان أبو الجعافر في شبابه جرسونا.. نعم والله العظيم كان لوالدي مطعم شبه كحيان وكنت أقوم فيه أحيانا بخدمة الزبائن، وكان ذلك في زمان كان على الجرسون أن يحفظ عن ظهر قلب قائمة الطعام: عندنا شريفية (ملوخية) وعدس والباسم (رأس الخروف) وقرع وفاصوليا.. وبدون بقشيش، ودار الزمن وصرت ارتدي البدلة والكرافتة وهكذا نلت بروموشن وليس ديموشن، وغدا نواصل.

Titto Divitto
08-07-2008, 11:15
جعفر عباس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

صبرت ونلت يا أبو الجعافر، وجاء يوم تجد نفسك في موقع قوة في مواجهة د. غازي القصيبي الذي لا يستعصم بالمنصب، بل بلسانه وقلمه وكلاهما بتار فتاك.. أمامي الآن صورة ملونة لغازي نشرتها صحيفة قطرية على 6 أعمدة، وهو يوزع الطعام على الزبائن في مطعم فدركرز في جدة.. ومن العجيب والمريب ان الصحف لم تتابع الموضوع، وتقوم بـ “فولو أب” لنعرف هل نجح في تلك المهمة أم لا.. وهل حصل على ترخيص من وزارة العمل بمزاولة تلك المهنة؟ أم أن من يمسك بالقلم لا يكتب نفسه “شقي” كما يقول أهلنا في السودان.. كلما طلب مني أحد عيالي شراء شيء اعتبره كماليات لا لزوم لها، سردت عليه موال حياتي: عملت جرسونا في مطعم.. وعملت بائع أحذية، وكان من طبيعة عملي نزع الأحذية القديمة من الأقدام ومساعدة الزبون على ارتداء الحذاء الجديد (ولك أن تتخيل ما تعرض له أنفي من أذى جسيم).. ثم حدثت طفرة مهنية في حياتي عندما عملت خلال عطلة صيفية وأنا طالب في الجامعة في مختبر طبي وكانت مهمتي استلام العينات (!!!)، وتسليم المرضى نتائج التحاليل. حاول القصيبي الدفاع عن الانتكاسة المهنية التي تعرض لها قبل أيام قليلة، بالقول لمجموعة من الشبان كانوا في المطعم، إن الأستاذ عبد الرحمن السدحان الأمين العام لمجلس الوزراء السعودي، ووزير المواصلات الأسبق الدكتور علي الجهني، عملا في مطاعم.. بس مطعم عن مطعم يفرق.. السدحان والجهني عملا في مطاعم أمريكية على الأراضي الأمريكية!! صح؟ هناك فرق .. عملت لبعض الوقت، مع شخصية قطرية عالية التأهيل والكفاءة، ويشغل حاليا منصبا رفيعا، وكان يحكي لي كيف أنه وفي سبعينات القرن الماضي كان يدرس في بريطانيا على نفقته وكيف أنه كان يقوم بأعمال النظافة في فندق “تعبان”، فقط مقابل ان يعطوه غرفة مترين في مترين يقيم فيها.. وكيف أنه التحق بفريق كرة محلي وكانوا يعطونه جنيها كاملا عن كل هدف يسجله في مرمى الخصم.
القصيبي والسدحان والجهني وغيرهم من أبناء جيلهم (انتبه إلى أنني لم أقل “جيلي”)، كانوا محظوظين لأن التعليم العالي الذي يقود إلى الوظائف العالية لم يكن متاحا إلا لنخبة محدودة العدد، في ظل محدودية الجامعات المحلية.. وكان التعليم عموما غربالا لا يمر من ثقوبه إلا ذو البأس الأكاديمي الشديد.. واليوم، ما شاء الله، يدخل سوق العمل سنويا عشرات الآلاف من الجامعيين ومئات الآلاف من نتاج التعليم العام، ولكن الإيجابي في ظل شح الوظائف هو أن الكثيرين من الشباب في منطقة الخليج لم يعودوا يستنكفون الالتحاق بوظائف كانت توصف في ما مضى بأنها “دون المستوى”.. في مطعم بالرياض وجدت شقيقين يعملان في بيع الطعام ثم يهرعان إلى الجامعة، وفي فنادق البحرين والسعودية وقطر مثلا، صار معظم المعنيين بالتعامل المباشر مع النزلاء من أهل البلد.. يعني الشباب صار يطمح في وظيفة تكفل الستر وبس.. وعلى وزير العمل السعودي (والجرسون المؤقت) غازي القصيبي، أن يرصد ويعاقب أرباب العمل المستهبلين الذين يمارسون فتح الفرص أمام الشباب على الورق فقط.

Titto Divitto
08-07-2008, 11:18
أنيس منصور

http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/444-anees.gif

في دراسة لأحد علماء النفس الفرنسيين يقول فيها: إن الذين يتكلمون كثيراً ويسمعهم الناس يخسرون كثيراً!
أما الخسارة فهي أن الذي يسمع يستفيد أكثر.. فالقراءة مثلاً: ليست إلا سكوت القارئ والاستماع للكاتب يقول ويضيف إليه معلومات جديدة. والحضارة هي كيف يتعلم الإنسان أن يسكت: يستمع إلى المعلمين والمطربين والموسيقيين..
وكما أن هناك حرية للكلام، فهناك أيضاً حرية للصمت أي من حق كل إنسان أن يستمتع بالهدوء.. فلا يوجع دماغه أحد..
وعندما انتشر الراديو الترانزستور كان الناس يحملونه معهم إلى الحدائق، واحتج الناس على الاعتداء على حريتهم في أن يستمتعوا بالصمت والهدوء..
ولذلك كان لا بد من استخدام السماعات حتى يسمع الراديو صاحبه فقط.. احتراماً لصمت الآخرين وهدوئهم!!
أما الدراسة النفسية التي نشرها العالم النفسي د. روبير روكفورد فتقول، إن أكثر الناس كلاماً هم أصحاب السلطة السياسية، أو هم الأغنياء وهم يتكلمون، لأنهم قادرون على ذلك وقادرون أيضاً على تحويل الناس إلى عيون ترى وآذان تسمع ولكن أحداً لا يحرك لسانه بكلمته.
وهؤلاء المتكلمون سعداء بانفرادهم بالكلام ولو عرفوا الحقيقة لوجدوا أن الناس ليسوا سعداء بذلك، وإنما هم مضطرون إلى ذلك!
والعالم النفسي يطلب إلى هؤلاء الأقوياء أن يسكتوا «شوية»، أن يعطوا للآخرين فرصة أن يقولوا وأن يتساءلوا لعل هذه الأسئلة تفيد الأقوياء، فيزدادون قوة أو حباً..
ومن الصعب أن يتكلم الإنسان طوال الوقت من دون أن يجيء كلامه مكرراً ومن دون أن يكون مملاً ويتحول الكلام عنده إلى نوع من التكرار العقيم.. وبذلك تصبح أفكاره المحدودة متسلطة عليه.. وتعوقه عن التقدم .. عن الانفتاح على عقول الآخرين أو انفتاح عقول الآخرين عليه..
والناس يصفون هذا القوي الغلباوي أو الغني الثرثار، بأنه ليس هو الذي يتكلم دائماً، انما هي فلوسه.. هي سلطاته .. أما هو فلا يستحق أن يستمع إليه أحد.. ولو جردناه من السلطة ما وجد واحداً يستمع إليه.
وخلاصة الدراسة النفسية هي: أرجوك أن تسمع أكثر.. تستمع أعمق.. وإذا أتيحت لك فرصة أن تقول فاختصر. وإذا استدرجت إلى أن تقول أطول وأكثر، فتردد كثيراً فمن يتكلم أكثر يغلط أكثر، ومن يستمع أكثر يغلط أقل.. وإذا كان واحد قد اتهم بأنه سمع ولم يرد، فإن ألف واحد اتهموا بأنهم قالوا ولم يسكتوا..
صحيح أن للكلام شهوة قوية، ولكن الصمت نعمة أعظم!

Titto Divitto
08-07-2008, 11:22
أحمد العرفج

http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1215440550473140300.jpg (http://al-madina.com/node/28115)


حدّثنا أبو سفيان العاصي في كتابه «الوافي في الكلام الوقافي» حديثًا وجلت منه الظنون، وارتابت منه العيون، واستوحشت منه الفنون!
فقلنا لعلّها فلتة من فلتاته، وزلة من زلّاته، ولكن الأمر كان فيه من المجادلة أكثر ممّا فيه من المجاملة، وفيه من التغريب أعظم ممّا فيه من التقريب..
يقول أبو سفيان: يا طُلاّبي خذوا عنّي هذه الجملة «السعودي لا يكذب»!
وما إن سكت شيخنا حتى بدأت العيون تتغامز بالأسئلة، وتتمادى بـ “البهللة».. إذ لا يُعقل أن يكون شيخنا أبو سفيان على هذه الدرجة من السذاجة والفجاجة، وهو الذي لم نعهده يطير مع «العجاجة»، وتستولي عليه الرعونة والسماجة!
قرأ أبو سفيان في وجوهنا الأسئلة، وما هي إلاَّ لحظات حتّى بدأ يشرّق ويغرّب بالأدلة على صحة ما ذهب إليه، وفي ذلك يقول: السعودي مسلم كما تعلمون، والمسلم لا يكذب، وقد جاء في الحديث أن المسلم يزني ويسرق، ولكنه لا يكذب؛ لأن الزنا والسرقة جُبلت عليهما الفطرة، أمّا الكذب فهو داء دخيل، ومرض غير أصيل. وهاكم الحقيقة المرّة.. فالأطفال لا يكذبون إلاَّ عندما يكبرون، ويتعلمون الكذب ممّن حولهم .. وأول درس يأخذه الطفل في الكذب من والديه، حين تُقطع له الوعود الزائفة بشراء «لعبة»، أو أخذه إلى «ملاهي الألعاب» إن أحسن التصرف و«نام مبكرًا»، ثم ينتقل للدرس الثاني عندما يقرع أحدهم باب دارهم، أو يتّصل بالهاتف مستفسرًا عن والده، فيطلب الأب من الطفل أن يقول للطارق بأنه غير موجود! وهكذا تتسرّب إلى الطفل أول رذيلة من الرذائل التي يكتسبها من المجتمع وهي الكذب!
بعد ذلك شبّك أبوسفيان بين أصابعه مؤكدًا مرة أخرى «أن السعودي لا يكذب»، وإذا كذب فهو ليس أكثر من كائن وطني مشوّه، ساهم في تشويهه الآخرون من مقيمين ووافدين وزائرين! وإذا كذب مرة أخرى فالسبب في ذلك الثقافة الدخيلة، والقنوات الفضائية المنحلّة السخيفة التي تفسد الأخلاق، وتلوّث الآداب!
السعودي لا يكذب .. هكذا يردّد أبو سفيان العاصي؛ لأن الكذب ينافي المروءة والخُلق الأصيل!
السعودي لا يكذب؛ لأن الكذب حرام، ومَن يكذب ويتحرّى الكذب يُكتب عند الله كذّابًا، والسعودي لا يحب أن يُكتب اسمه في قائمة الكذّابين!
بعد كل هذا الدرس من شيخنا خرجنا من عنده مقتنعين أن الأصل في الإنسان السعودي أنه لا يكذب، ومتى كذب فهو ناقص المروءة، متأثر بالأفكار الدخيلة، وربيب للفضائيات المنحرفة السخيفة.!!

Titto Divitto
10-07-2008, 22:08
عبدالكريم الرازحي


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abd.jpg

منذ ان هبط المسبار الامريكي “فينكس” على كوكب المريخ في مايو ايار الماضي قرأت لصحافيين وكتاب عرب الكثير من المقالات عن هذا المسبار الامريكي الخرافي الذي اخترق الفضاء ووصل الى سطح كوكب المريخ .لكن مالفت انتباهي في هذه المقالات هو ان جميع كتابها مِسْبَارِيون بدليل ان بعضهم انهى مقاله بالقول : ترى متى سيكون للعرب مسبارهم ؟
والبعض الآخر بدأ مقاله متسائلاً : ترى كم نحتاج من الوقت حتى نخترع مسباراً عربياً يحط على كوكب المريخ ؟
وعادة فان الكاتب المسباري هو كاتب غير واقعي ، على عكس الكاتب المسماري .
وباعتباري كاتبا مسمارياً يميل الى الكتابة المسماريه فلا يمكنني - حتى لو كتبت عن المسبار الامريكي او الروسي او عن اي مسبار آخر - ان اسأل على طريقة الكتاب المسباريين واتساءل مثلهم قائلاً : متى سيكون للعرب مسبارهم ؟
كم نحتاج من الوقت حتى نخترع مسباراً عربياً يحط على كوكب المريخ ؟
وانما سأسأل واتساءل واطرح اسئلة مسمارية “واقعية” مثل : متى سيكون للعرب مسمارهم ؟
و كم نحتاج من الوقت حتى نخترع مسماراً عربيا؟.

Titto Divitto
10-07-2008, 22:33
جعفر عباس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

قبل نحو ثلاثة أسابيع شهدت ضاحية مصر الجديدة شرق القاهرة مظاهرة احتجاجية أمام مكتب متخصص في توفير الأزواج والزوجات، ثم توجهوا الى مركز الشرطة حيث فتحوا بلاغا على صاحب المكتب بزعم أنه تقاضى من كل واحد منهم 900 جنيه نظير تزويجهم بنساء خليجيات.. حسب ما ورد في موقع “العربية. نت” فإن المكتب يقع في عمارة في طريق صلاح سالم.. لا تسألني “اشمعنى” خليجيات بالتحديد.. ليت الأمر وقف عند ذلك الحد.. فحسب الشكوى فإن كل واحد من المتظاهرين كان موعودا بعروس خليجية.. بس مش أي كلام.. بل بالتحديد سيدة أعمال.. ومن باب التيسير على عريس الغفلة فإنه سيتلقى تأشيرة للذهاب الى للخليج للقاء العروس ذات الجيوب المليانة لأنها (حسبما قيل لكل واحد من الموعودين بزواج العز والنغنغة) لا تستطيع السفر الى مصر لأن أمها عيانة! وحسب إفادات مقدمي البلاغ فإنهم أُعطوا ارقاما هاتفية وتحدثوا مع العروس المحظوظة التي ردت عليهم بكلام يشرح الصدر بلهجة تؤكد أنها من الجزيرة العربية/منطقة الخليج.. الغريب في الأمر أن كل عروس قالت لعريسها المرتقب في الاتصال الهاتفي: ادفع التسعمائة جنيه كي تتمكن من الحضور الى الخليج ولم يسأل أي واحد منهم نفسه: كيف تكون العروس سيدة أعمال ومن فرط إيمانها بمقولة “ظل راجل ولا ظل حيطة” مستعدة للزواج بشخص لا تعرف عنه شيئا، ثم تمسك في حكاية ال900 جنيه؟ ألم يسأل أي منهم نفسه: ست أعمال إيه دي اللي بتقول إن كل شيء يتوقف على دفع 900 جنيه؟
بحكم العيش الطويل في منطقة الجزيرة العربية والعمل في السعودية والأمارات وقطر كنت أحسب أنني أعرف الكثير عن واقعها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، ولكن اتضح الآن انني لم أكن أعرف ان النساء الغنيات في الخليج –مثلا– هن الأقل حظا في سوق الزواج، ربما لأن الرجل الخليجي غاوي شقاء ونكد ويفضل الزوجة الكحيانة ماليا!! وكلما جلست في عيادة خاصة وجدت مجلات نسائية لم اسمع بها من قبل وفي كل واحدة منها صفحات للراغبين في الزواج.. وسوق الخليجيات بالذات “حار ونار” فالمغربي والمصري والجزائري والسوري والمهاجر في كندا وبوركينا فاسو يرغب في الزواج بخليجية.. المواصفات من حيث الجمال والتعليم والاخلاق من الممكن ان تكون موضع أخذ ورد، فالمهم أن تكون خليجية و”الباقي أمره هين”.. المسألة مكشوفة فهؤلاء العباقرة يعتقدون أن كل الخليجيات لديهن حنفيات نفط في بيوتهن وأن الواحد منهم سوف “يتستت” بعد الزواج بإحداهن.. ويؤسفني أن أبلغهم بأن نحو 65% من أهل الخليج من الجنسين غارقون في الديون وأن بنات الخليج لسن بائرات بدرجة ان يبحثن عن أزواج عبر سماسرة في الخارج وأنه لو كانت سيدات الأعمال في الخليج يبحثن عن أزواج لوجدت كل واحدة منهن في المدينة الواحدة بدل العريس مليونا.

Titto Divitto
10-07-2008, 22:38
د. عبدالعزيز الصويغ

http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1215639255181691300.jpg (http://al-madina.com/node/28898)


يصف أحد الكتاب تعاملنا مع التراث وكأننا مشدودون بكرة حجرية مثل التي كانت تُربط إلى أقدام المسجونين، وعيوننا تنظر إلى الخلف دوماً ونظن أننا ننطلق إلى الأمام. وأحيانًا نمارس التمرين العسكري الشهير الجري في مكان وعند محلك سر لا نمارس إلا صفا وانتباه، ونتخيل أننا سنكسب المارثون؟
الواقع أن حالنا أكثر تدهوراً لأننا سنكون محظوظين لو اقتصرت مشكلاتنا على الوقوف في مكاننا. أزمتنا كما أراها ليس في الثبات وعدم التحرك، بل التقهقر إلى الخلف بالنظر 1400 سنة إلى الماضي وتمني عودة الزمان إلى عهودنا الزاهرة. هذا المنطق يتناقض مع العقل ومع حركة الكون التي لا تستقر على حال. فلو استخدمنا منطق أولئك الذين يقولون بهذا، فإن هذا الوضع هو نوع من عدم الرضا بالزمان الذي يقارب الاعتراض على المشيئة الإلهية!
والتغني بالتراث ليس هو استرجاعه كما هو وتطبيقه على واقع مختلف، فالتراث هو كنز يجب البناء عليه وليس اجتراره، فهو ليس كنزاً للتبرك. ومثل هذا الفكر، كما يقول د. زكي نجيب محفوظ، «هو فكر بدائي نتصرف فيه مثل سكان الكهف الذين أعطوا ظهورهم لفتحة الخروج لا يرون إلا ظلالا وانعكاسات على الجدار الداخلي».
والتناقض الأكبر هو رفض البعض منا العصر مع عدم الحرج في استخدام تقنياته، بل ومفاخرتهم بأن الله قد سخر لنا عقول الغرب ومخترعاتهم كالدواب نستعملها لمصلحتنا دون جهد منا، فيكدون هم ونرتاح نحن. ولا أريد أن أردد هنا تلك الطرفة التي تتحدث عن العقل العربي الذي قوّمه العلماء بأنه أغلى العقول ثمناً .. لأنه مازال .. على الزيرو!
نافذة صغيرة:
[العلوم يغير بها الإنسان بيئته، الثقافة يغير بها الإنسان نفسه.] زكي نجيب محفوظ

MOSTER
10-07-2008, 22:52
أشياء


الغزاة يملأون المحيط صخباً ..
والقلوب تركت أصحابها في العراء
وسكنها غرباء يلهون بها كما يلهون بأغراض فندق رخيص ..!
يكتبون عباراتهم البلهاء على جدران القلب المهترئة
ذكرياتهم ..
واسماء أصدقائهم واعدائهم ..
وتواريخ لاتعني أي شيء !

.
.

العالم مليء بالنفاق ..
والوجوه المستعارة ، وأشباه الأشياء ..


والبحر
والحبر
والربح
والكلمات لا تنهكها الحرب ..
ولكن المعنى يموت ، حين يكون مريضاً كوهم
صامتاً كعجز
..
فيا أيها الذين كانوا
ويا أيها الذين ستكونون
ويا أيها الغريب وحدك
تعيش وحدك ، وتموت وحدك ، وتسد الطرقات وحدك
تعالوا إلى صمت سواء بيني وبينكم !
.
.
.
- أنت تافه !
- هل هذا سؤال أم معلومة ؟
- بل حقيقة !
- ليته كان سؤالاً ، حتى أشعر بسعادة وأنا أجيب بنعم ، لكنك أفسدت عليّ المفاجأة !

نقطة
نقطة
نقطة

- سأمسح بكرامتك الأرض !
- إعرف مع من تتحدث قبل أن تقول كلاماً لا معنى له ، إصرارك على مثل هذا الأمر قد يوقعك في مشكلة !
- ومن تكون حتى تمنعني ؟
- شخص بلا أرض وبلا كرامة !

نقطة
نقطة
نقطة

- تحبني ؟
- لا
- لماذا؟
- أحتاج أن " أحبني " في البداية ، وأنا عاجز عن ارتكاب أمر كهذا !
نقطة
نقطة
نقطة
ثم ينادى منادٍ اكتشف فجأة أن له صوت .. ويمكن استخدامه ! :
تعالوا أفسد أحلامكم
تعالوا واخبروني ماذا رأيتم في المنام ..
ويحتج عابر ..
- لماذا أفسر حلمي ؟!
ويجيب آخر :
- حين كانت أحلام الناس تتحقق لم يكونوا يفكرون كثيراً في تفسيرها ..
إنهم الآن يريدون أن يفسدوا أحلامهم لأنها لا تتحقق !
تفسير الحلم يعني تحويله إلى شيء يشبه الواقع البشع !
ويسأل العابرون المنادي عن أحلامهم ..
- إني أراني ألتقي غائبا أمضي إيامي في انتظاره ..
- مرتبك هذا الشهر سيأتي قبل موعده بيوم !
-ويحمل في يمينه شمساً !
- فاتورة الكهرباء لن تكون مرتفعة هذا الشهر !
- وفي يساره قمراً جميلا ..
- تتأثر كثيراً ببرنامج تبثه قناة فضائية !
ويسأل آخر :
- كيف أنام ؟!
فيكتشف المنادي أن صوته لم يعد صالحا للاستخدام ..
فيموت ، وينتظر مع آخرين منادٍ آخر ..
يكتشف فجأة أن له صوت ..
وأنه يمكن استخدامه !

وامضي ..
إلى هناك ..
" أتنفس هواءً مستعملاً " ..
وأنتظرني !

Unknown.Soldier
11-07-2008, 10:26
http://www.ragabelbanna.com/elbanna005cv.jpg
http://www.ragabelbanna.com/sign.gif

تدعى الولايات المتحدة أنها حامى حمى حقوق الإنسان فى العالم.. وتضع تمثال الحرية عند مدخلها يستقبل كل من يدخل إليها بحرا أو جوا لتقول لـه: أنت فى بلد الحرية، وفى الكونجرس الأمريكى لجنة مختصة بدراسة أوضاع حقوق الإنسان فى العالم وتربط مساعدات وعلاقات أمريكا بكل دولة على أساس احترام حقوق الإنسان فيها.. وفى البيت الأبيض أيضا مكتب لحقوق الإنسان.. وفى واشنطن المقر الرئيسى لمنظمة حقوق الإنسان العالمية (هيومان رايت ووتش)..

ومع ذلك فالولايات المتحدة أكبر دولة لا تحترم حقوق الإنسان، وتمارس الانتهاكات لحقوق الإنسان فى الداخل والخارج علنا وبمنتهى الوضوح وبنوع من الصلف والتحدى للعالم كله ولا تخجل من اتهام الآخرين بما تفعله هى.. والعالم كله يعرف ذلك.. والصحافة الأمريكية تتحدث وتكشف الكثير.. وتقارير منظمات حقوق الإنسان العالمية والأمريكية مليئة بالوقائع عن انتهاكات حقوق الإنسان فى بلد الدفاع عن حقوق الإنسان، وتسجل حالات عديدة من الاعتداء على الحريات فى بلد الحرية.

ومنذ فترة جرت انتخابات فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتشكيل لجنة حقوق الإنسان فى المنظمة الدولية، وتقدمت الولايات المتحدة للترشيح فى عضوية هذه اللجنة، وكانت اللطمة الكبرى أن معظم دول العالم رفضت إعطاءها صوتها، وبذلك لم تعد الولايات المتحدة- بجلال قدرها- عضوا فى لجنة حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة، وقالت الدول التى رفضت تأييدها إن الولايات المتحدة لا تحترم حقوق الإنسان، وإنها تعتدى على حقوق الإنسان فى أماكن كثيرة فى العالم، وحتى فى داخل أمريكا أيضا.

والمضحك أن فى أمريكا جمعيات للدفاع عن حقوق الحيوان، ومنع الاعتداء عليه، أو تعذيبه، أو إهمال رعايته، أو إيذائه بأى صورة من صور الإيذاء، وفى زيارة إلى أمريكا شاهدت برامج فى التليفزيون استغرقت ساعات لمتابعة أخبار عدد من صغار البط وجد فى مكان مهجور بعد أن ماتت أمه، وتحركت الشرطة، وأجرت التحقيقات عن مصير البطة الأم واستمعت إلى شهادة أقرب جيرانه فى المنطقة .. ولو حظى شعب فلسطين بنصف هذا الاهتمام لانتهت مشكلته إلى الأبد.. والأمريكيون حريصون على تدليل الكلاب والقطط، والرئيس الأمريكى نفسه الحالى والسابق وكل رئيس أمريكى، حريصون على أن يظهروا وهم يحملون ويدللون كلابهم ويعبرون عن حبهم للكلاب بكل الطرق، وبذلك يضمن الرؤساء رضا الشعب الأمريكى عليهم، وفى نفس الوقت فإن الرئيس الأمريكى الحالى والسابق وكل رئيس أمريكى حريص على أن يظهر للشعب الأمريكى أنه يحتقر العرب والمسلمين، وإن كان فى بعض المناسبات يقول بضع كلمات لترضية العرب والمسلمين، ولكنه يقدم للشعب الأمريكى الأدلة العملية على استمرار الضربات الأمريكية الموجعة ضد العرب، وهو بذلك يتملق قادة إسرائيل واللوبى الصهيونى، واليمين المتشدد فى أمريكا، والصحف والأقلام وقنوات التليفزيون الخاضعة للنفوذ الصهيونى.

والمضحك أكثر أن أمريكا تحارب الدول التى فيها محاكم عسكرية بينما أصدرت قوانين يسمونها قوانين أشكروفت وزير العدل، وهى قوانين مشبوهة وسيئة السمعة جعلت الولايات المتحدة تحكم الآن فى ظل حالة الطوارئ، ومنها قانون يسمح بتشكيل محاكم عسكرية.. وبينما تضغط أمريكا على الدول التى تعتقل المواطنين وفيها الآن أكثر من خمسة آلاف معتقل لا أحد يعرف أسماءهم، ولا مكانهم، ولا أسباب اعتقالهم، وليس مسموحا لهم بالتظلم من هذا الاعتقال أو الاستعانة بمحام.. وفى جوانتانامو قاعدة عسكرية أمريكية فيها مئات المسلمين المتهمين بالانضمام إلى تنظيم القاعدة يعيشون فى ظروف أسوأ من الحيوانات.. والصحف الأمريكية تنشر الكثير عن سوء معاملتهم، ومعيشتهم كل واحد فى قفص من الأسلاك الحديدية مساحته متران فى متر و80 سنتيمترا، ومقيد من رجليه ويديه، ولا يخرج إلا مرة واحدة إلى دورة المياه، وتسلط عليهم بالليل الأضواء الكاشفة التى تسبب لهم الانهيار العصبى وتحرمهم من النوم وهم بالنهار فى العراء تحت أشعة الشمس والرطوبة الخانقة فى كوبا..

ولست أنا الذى أقول إن الولايات المتحدة تنتهك حقوق الإنسان، ولكن الأمريكيين هم الذين يقولون ذلك ونحن نعلم منهم.. وعلى سبيل المثال قالت صحيفة هيرالد تريبيون فى افتتاحيتها يوم 9 أغسطس الحالى نقلا عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحت عنوان (سلطات غير محدودة): إن وزارة العدل الأمريكية أبلغت أحد القضاة الفيدراليين بعدم الاهتمام بالحقوق القانونية المدنية والحريات المدنية وحقوق الإنسان وإلقائها فى صندوق القمامة (!) وقالت الصحيفة يبدو أن إدارة بوش تعتقد أنها يمكنها بدون إجراءات قانونية شرعية أن تلقى المواطنين فى السجون دون إبداء الأسباب ودون إعطائهم الحق فى الاستعانة بالمحامين كما يقضى القانون، وذلك بمجرد الادعاء بأن هؤلاء المواطنين ضمن المطلوبين فى الحرب الأمريكية على الإرهاب، وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس بوش مارست ذلك التضليل بشكل يدعو للضحك، ورفضت بإصرار أن يكون للمحاكم الفيدرالية الحق فى مراجعة قرارات الاعتقال، وقالت الصحيفة أيضا إن هذا التحدى من الإدارة الأمريكية لسلطة القضاء والمحاكم يتنكر لكفاح قرنين من الزمان استقرت بعدهما القوانين الدستورية الأمريكية، وأن الإدارة الأمريكية بذلك تعتدى على الحريات التى يقول الرئيس جورج دبليو بوش إنه يدافع عنها وإنه يخوض الحرب ضد الإرهاب من أجل الدفاع عن القيم الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، وقالت الصحيفة أيضا إن المحاكم الأمريكية لابد أن ترفض وبحزم استحواز البيت الأبيض على سلطات مطلقة لا تتقيد بالقانون. وأكثر من ذلك قالت الصحيفة إن الاتجاه الأوتوقراطى من الإدارة الأمريكية واضح فى قضية ياسر عصام حمدى، المولود فى لويزيانا من أبوين سعوديين، وتم القبض عليه مع طالبان فى أفغانستان، وألقى به فى سجن فى نورفولك فى ولاية فرجينيا دون توجيه أية تهمة جنائية إليه، وتم حرمانه من مقابلة أى محام، وطلب القاضى روبرت دومار قاضى المحكمة العليا فى نورفولك من السلطات الأمريكية تقديم ما لديها من أدلة على أن عصام حمدى كان يقاتل فعلا فى صفوف العدو (طالبان) ولكن وزارة العدل رفضت تقديم أية وثائق أو تقارير أو أدلة، وقالت للمحكمة إن القضاء ليست له سلطة فى مثل هذه القرارات، وجسدت إدارة بوش النزاع على أنه نزاع حول الفصل بين السلطات وحق السلطة التنفيذية فى كل ما يتعلق بشئون الحرب.. وقالت الصحيفة إن المحاكم الأمريكية تعطى الإدارة الأمريكية سلطات واسعة فى كل ما يتعلق بالحرب، ولكن الأمر هذه المرة يتعلق بحق الإدارة الأمريكية فى اتهام المواطنين الأمريكيين بأنهم يقاتلون فى صفوف الأعداء، وبالتالى لا يستحقون الحماية الدستورية، وهذا أمر يتعلق بالحريات المدنية فى الداخل ولا يتعلق بالحرب فى الخارج.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الدليل الذى قدمه الادعاء فى قضية عصام حمدى كان ضعيفا، ولم تستند فيه الحكومة إلا على شهادة من مستشار بوزارة العدل من صفحتين عن أعمال عصام حمدى المزعومة وتقرر أنه مقاتل، ولم يقتنع القاضى روبرت دومار وطالب الادعاء بتقديم أدلة كافية حتى يمكن أن يطمئن إلى استناد حكمه على أسباب صحيحة ومقنعة. ولم يستطع القاضى أن يسمح لعصام حمدى بالتشاور مع محام لأن محكمة الاستئناف فى ريتشموند بفرجينيا قررت عدم السماح بلقاء محام إلا بعد السماح للحكومة بتقديم الأدلة الكافية، وهكذا انحازت محكمة الاستئناف أيضا إلى الحكومة كما تقول الصحيفة الأمريكية..! ومع ذلك فقد حذّر رئيس المحكمة القاضى هارفى ويلينكسون من أن غياب الإشراف القضائى على هذا النحو سيعرض أى مواطن أمريكى إلى إلقاء القبض عليه بدون توجيه اتهام وبدون وجود محام. ويبدو أن إدارة بوش تستخدم قضية عصام حمدى لإقرار مبدأ يعطيها الحق المطلق فى تحديد من هو المقاتل مع العدو دون أن تخضع فى ذلك لرقابة القضاء أو لمراجعة من أية جهة، وتقول الصحيفة: إذا ساد هذا المبدأ فعلينا أن نتوقع المزيد من هذه الاعتقالات وستصبح الحكومة مطلقة اليد فى إلقاء القبض على أى شخص وتكتفى ببساطة بكلمات سحرية هى (أن هذا الشخص مقاتل مع الأعداء) وبذلك تنعدم سلطة المحاكم ولا تستطيع الحكم بالإفراج عنهم إذا ثبت لها عدم صحة الاتهام أو عدم كفاية الأدلة، بل لن تستطيع المحاكم أن تقرر حق المتهم فى الدفاع عن طريق محام.. تقول الصحيفة فى ختام الافتتاحية: إن هذا كله لم يكن يدور فى عقول المؤسسين الذين أقاموا نظاما من الضوابط والتوازنات حتى لا يكون لأى فرع فى الحكومة سلطة مطلقة، ويبقى أمام المحاكم أن تدافع عن سلطتها فى الإشراف القضائى على أعمال السلطة التنفيذية.

كل هذا الكلام نقلا عن افتتاحية هيرالد تريبيون الأمريكية عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.. فماذا نقول؟

ماذا نقول والسجل الأسود لأمريكا فى انتهاكات حقوق الإنسان ملىء بآلاف الصفحات؟.. ماذا نقول عن حقوق الإنسان الفلسطينى والعراقى والأفغانى المهدرة؟!.. بل ماذا نقول عن حقوق الإنسان الأمريكى الضائعة؟.. والقضاء والصحافة فى أمريكا تقول أكثر مما نستطيع نحن أن نقول.

Titto Divitto
11-07-2008, 22:09
أحمد العرفج

http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1215724610245015500.jpg (http://al-madina.com/node/29453)


يزعم صاحب هذه السطور -بتواضع كبير- أنه أول من ضخّ مصطلح «عمّال المعرفة» في الوسط المحلّي، وهذا المصطلح إنتاج طبيعي لثورة العولمة وإفرازات العالم الافتراضي.
وهو مفهوم انطلق من فرنسا، التي تنتج دائماً الأفكار الجديدة، التي قد يراها البعض تنويراً وسلاماً في حين يراها البعض الآخر تدجيناً وظلاماً!
مصطلح عمال المعرفة مولود جديد كان لابد من ولادته، بوصفه متطلّباً من متطلبات عصر الشبكات والعولمة والشركات العابرة للقارات.. ودائماً ما يستفسر البعض عن المراد بهذا المصطلح الذي أمارسه وأدعو له وأنادي به وأحرّج عليه في كلّ ركنٍ وزاوية!
وأستطيع أن أصف هذا المصطلح بأنه أي عمل ينحصر في إدارة المعلومات والتصرف بها عبر الأدمغة الاصطناعية والحاسبات الذكية، لذا شهد العالم ولادة فاعل جديد وعنصر فريد ألا وهو الإنسان «العددي» الذي يُوصف بأنه «عامل معرفة»، ذلكم العامل الذي يزاول مهنته ويدبّر عمله من خلال جمع المعلومات وحفظها، أو استثمارها وتطويرها.
إن عمال المعرفة بشر يقومون بردم «الفجوة» بين العمل الذهني والعمل اليدوي، إذ لا فاعلية ولا قوة بعد اليوم من غير معرفة تعتمد على التخصص والقدرة على الجمع والطرح والخلق والإضافة من خلال قراءة الرموز على الشاشات وفكّ إشارات الشبكات.. الخ.
إن مصطلح عمّال المعرفة نسف ثنائية النّخبة والجمهور، الخاصة والعامة، وكتب بيده نهاية المثقف الطليعي أو كاتب صفحات الرأي، أو المفكر التنويري، وكل تلك الفصائل التي تمارس الدور النبوي أو الرسولي أو النصحجي على سائر البشر الذين يعتقدون أو يتوهّمون أنهم أقل منهم علماً وعقلاً وإدراكاً!
إن هذا المصطلح يثير الرعب في نفوس كل النّخب وكل أولئك الذين يظنون أنهم موكّلون -بمرسوم خاص- لإنقاذ البشرية من الظلمات إلى النور!
إن الثورة الرقمية فتحت الباب واسعاً لتحرير الأفراد من رقابة الدول ووصاية النُّخب ومعسكرات العقائد، ولا غرابة إذا قاومت الغالبية الكبرى من المثقفين مثل هذا المصطلح، لأن ولادة مصطلح «عمال المعرفة» تعني انحسارها وتغييب سلطتها الرمزية على الناس.
بعد كل هذا ما يمكن لسائل أن يسأل أين التطبيق العملي والمثل الحيّ لعمال المعرفة؟ والإجابة حاضرة وما عليك أيها الحريص إلا قراءة ما يكتبه الكاتب فهد الأحمدي في جريدة الرياض، أو الأستاذ الصديق محمد القشعمي في ملحق الأربعاء وغيرهما، لتدرك أنهما أبرز الأمثلة على عمّال المعرفة!
لقد كتبت غير مرة عن هذا المصطلح وعن الأسماء التي تحاول أن تدخل في إطاره، لذا أعيد الكرّة مذكراً بأن عمّال المعرفة هم أولئك الذين يتحركون معتمدين على المعلومات ومتكئين على المعطيات لتخرج منتوجاتهم الفكرية وكأنها حزمة من العمل الفكري المحيط بجوانب الموضوع، والمدعّم بالتوثيق والمطعّم بالشواهد والأمثلة.

Titto Divitto
12-07-2008, 23:23
د. حمود أبو طالب

http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1215811640388162500.jpg (http://al-madina.com/node/30052)



أتابع باستغراب ما يُكتب في مواقع كثيرة عن ربط الرحلة الصيفية السعودية الكثيفة إلى تركيا هذا العام بموضوع المسلسلات التركية التي أصبحت مالئة الدنيا وشاغلة الناس، وسبب الاستغراب أن شعوبًا أخرى لابد أنها تتابع تلك المسلسلات ولكن الأخبار لم تفدنا عن نزوحها الجماعي خلال هذا الصيف إلى تركيا بسبب إغراءات المناظر الطبيعية و(البشرية).. آخر الأخبار يقول إن عدد السياح السعوديين الذين سافروا عبر مطار عمَّان فقط تجاوز حاجز المائة ألف سائح في غضون أسبوعين فقط بعد بدء الإجازة المدرسية، إضافة إلى الذين غادروا وسوف يغادرون من المطارات السعودية. وإذا كان هذا صحيحًا فإن علينا البدء في مشروع وطني شامل لدراسة هذه الظاهرة السعودية، يشترك فيه علماء النفس والاجتماع والسلوك وغيرهم من المتخصصين في تحليل الظواهر..
تركيا دولة موجودة على خارطة السياحة منذ زمن طويل، وإعلاناتها السياحية تتكرر كل عام في وسائل الإعلام، كما أنه من غير المنطقي ولا المعقول أن يتصور أحد حدوث تحولات مفاجئة في مكوناتها الطبيعية أو مناخها أو استحداث جديد على برامجها السياحية لم تتوصل إليه بقية البلدان المشهورة بالجذب السياحي، فهل بعدئذ يمكننا تصديق ما تتناقله الأخبار بأن السبب هو «مهند» و«نور» وبقية أبطال وبطلات المسلسلات التركية لا أكثر؟ وهل لم تستطع أي وسيلة دعائية إبراز خصوصية تركيا السياحية مثلما استطاعت وسامة الممثلين وجمال الممثلات وبعض المناظر التي يفترض أنها مألوفة وسبق للكثير مشاهدتها؟ ولماذا الشعب السعودي دون غيره تفاعل بهذا الشكل غير الطبيعي؟
تركيا عالم زاخر بالتراث الإنساني والآثار الإسلامية والفنون الرائعة المختلفة والطبيعة الخلابة، وكلها موجودة منذ الزمن القديم، فلماذا لم تجذب الشعب السعودي بهذه الكثافة منذ أن سجل اسمه في قائمة السياحة والسياح؟
أرجو من الباحثين أن يجعلوا من هذه الظاهرة موضوعًا لتسلية صيفهم، خصوصًا إذا كانوا في تركيا..

Titto Divitto
12-07-2008, 23:24
جعفر عباس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

ناس خيبتها سبت وحد ونحن – حتى في التزوير – وناس خيبتنا ملهاش حد، فما زال الغش في الامتحانات عندنا يتم بطرق بدائية أكثرها شيوعا كتابة بعض المعلومات في كُم القميص او الجلباب، أو تهريب ورقة عليها كتابة مايكروسكوبية الى قاعة الامتحان.. قبل نحو عشر سنوات لاحظ مراقب امتحانات في مدرسة ليبية أن طالبا يميل برأسه كثيرا على النافذة القريبة منه في غرفة الامتحانات التي كانت في الطابق الأول من مبنى المدرسة، فتفقد الأمر ووجد ان هناك شخصا يقف على سلم، أسفل النافذة بقليل، ومعه ورقة الامتحانات التي يبدو انه تسلمها من الطالب الممتحن، ومع الورقة كتاب يتعلق بمادة الامتحان ويملي على صاحبه الأجوبة، .. وعندما فوجئ بالمدرس يطل عليه، سقط الملقن من السلم، بينما سقط الطالب الممتحن في الامتحان.. وفي الولايات المتحدة وقع في قبضة الشرطة مزور عملة لأن من بين الدولارات الورقية التي قام بتزويرها ومحاولة استخدامها ورقة فئة 16 دولارا وأخرى فئة 75 دولارا.. وقبل نحو أسبوعين نقلت وكالة الأنباء الألمانية حكاية الرجل المصري الذي قرر تزوير شهادة لبنته البالغة من العمر 4 سنوات.. لماذا؟ قالت له زوجته: البنت دي ما شاء الله عليها صحتها كويسة (عندما يقول المصري عن شخص ما أن صحته كويسة، فمعنى هذا ان صحته مش كويسة لأنه يعاني بالتحديد من السمنة/البدانة.. أما إذا أراد المصري ان يؤكد انه خال من الأمراض فإنه يصف صحته بأنها “حديد .. بمب”.. المصريون لا يحبون الكلام الشين ولهذا فإنهم يبلغونك بوفاة شخص ما بقولهم: تعيش أنت.. ويقولون عن الشخص المصاب في عينه بأن عينه “حسنة”.. ويتفادون عبارة: يا نهار اسود، ويحورونها الى: نهار إحوس).. المهم ان الزوجة قالت: ما حدش هيصدق ان البنت عمرها 4 سنوات وهيطخوها عين .. لازم نشوف لها شهادة ميلاد تخليها أكبر وبالمرة ندخلها المدرسة تفوت زميلاتها بسنتين،.. وهكذا توجه الزوج الى محافظة اسيوط وبالاستعانة بأحد “الخبراء” نجح في الحصول على شهادة ميلاد تفيد بأن عمر بنته تسع سنوات.. وذهب بها الى المدرسة وأقنعهم بأن ظروفا خاصة منعت بنته بالالتحاق بالمدرسة في سن مبكرة.. وأكملت البنوتة الصف الأول، وجلست لامتحان النقل الى الصف الثاني، وعند إصدار نتائج نهاية العام اكتشف احد المدرسين انها مولودة في شهر فبراير! طب وماله؟ مولودة في 30 فبراير.. فهمت؟ عنك ما فهمت!! ولجأ المدرس الى محرك البحث قوقل على الانترنت وبحث عن الملابسات التي جعلت شهر فبراير من عام 1998 أكثر انكباسا من بقية السنوات الكبيسة بحيث يرتفع عدد أيامه الى ثلاثين، ولم يجد ضالته، بل اكتشف ان سنة 1998 لم تكن كبيسة أصلا، وان فبراير فيها كان يتألف فقط من 28 يوما.
غدا بإذن الله أحدثكم عن الغش في الامتحانات بالتكنولوجيا

Titto Divitto
12-07-2008, 23:42
أنس زاهد

http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1215793000267638800.jpg (http://al-madina.com/node/29821)


الصراع بين الشرق والغرب صراع قديم جدا . وهو ليس صراع حضارات أو ثقافات أو حتى أديان ، فالغرب الذي استخدم المسيحية واستعمل الصليب ليشن حملاته علينا بهدف نهبنا ، لم يكن الجهة الوحيدة التي تمثل المسيحية . فالمسيحية هي نبات شرقي ، والشرق هو مهد الكنيسة الأرثوذوكسية . حتى دول أوروبا الأرثوذوكسية التي تقع في شرق القارة ، لم تشارك في هذه الحملات الصليبية التي استهدفت ضمن ما استهدفته ، الكنائس والأديرة الأرثوذوكسية في الشرق .
القصة هي قصة أطماع تتجدد باستمرار وتجد لنفسها مسميات مختلفة في كل مرة ، كما هو الحال الآن مع آخر تسمية وهي : الحرب على الإرهاب .
ليس هناك شيء اسمه صراع حضارات . الحضارات هي تاريخ معرفي تراكمي تتداخل فيه إنجازات الشعوب العلمية والثقافية والفنية والعقدية مع بعضها البعض . ولذلك تبقى لكل حضارة خاصية التأثير والتأثر معا . ولذلك يبقى الطابع الإنساني هو الغالب على أية حضارة .
الحروب لها علاقة بالثروة والرغبة في نهب هذه الثروة ، واستغلال التقدم العلمي الذي وفر للغرب تقدما غير محدود في مجال الصناعات الحربية . الحضارات لا تتصارع ، الحضارات تتكامل ، تضيف إلى بعضها البعض ، وتأخذ من بعضها البعض وتعطي بعضها البعض . القصة لدينا مختلفة تماما ، إنها جزء من القصة التي بدأت مع بداية التاريخ ، وأقصد بها : الاستغلال .. استغلال الأغنياء للفقراء .. وهو ما بدأ في قصتنا منذ الحروب الصليبية ، حيث كان الفقراء الغربيون هم الذين يذهبون إلى الحرب ليموتوا ، بينما يتدفق ذهب الشرق على البلاطات الملكية وعلى الكنيسة الكاثوليكية . الآن لم يعد هناك بلاطات ملكية ، ولكن البديل هو الشركات الكبرى ولوبيات الصناعة الضخمة التي تدير اللعبة السياسية من تحت الطاولة ، أو من وراء الستار .
الاستغلال الذي يرتبط بالنظام الرأسمالي ، هو الذي يجب أن ينتهي .

Titto Divitto
12-07-2008, 23:43
أحمد العرفج

http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1215874190511200700.jpg (http://al-madina.com/node/30440)


اللّهم إنّا راضون بما قسمت لنا من رزق وماء، وطعام وغذاء، ونحمدك ونشكرك يا من لا يُحمد على مكروه سواه!
لقد رضينا واقتنعنا بأن مشكلة المياه في جُدة «نفسية»، وما كان لنا أن نرفع صوتنا فوق صوت المسؤولين الذين قالوا لنا إنها «نفسية»، فسمعنا وأطعنا، بل وتأقلمنا مع هذا «الشحّ المائي»، وتصالحنا مع ندرة هذا الإكسير الذي خلق الله منه كل شيء حي!
يا إلهي، لقد قال لنا الراسخون في «معاناة المياه»: اقتنوا ما يسمى بـ»الحرامي»، وهو جهاز له من القوة ما يجعله لا يكتفي بما جاء من «النصيب» المقدّر»، بل يعتدي بما له من جسارة وشجاعة وبسطة في الشفط والجذب، يعتدي على المياه «المجاورة»، ويستولي على «نصابها»، ويسرق من «مخصصاتها» أمام الناس والمواطير «الأُخر»، بلا حسيب ولا رقيب!
لقد قال الناس «اقتنوا حرامي» فرأينا «سكان العمارة وأنا» أن ذلك لا يجوز شرعاً، فصرفنا النظر وأبعدنا الضرر، فمن الحُمق أن يُعالج الخطأ بالخطأ!
لم يكن أمامنا –بعد هذا الرفض- إلا الاتفاق على شراء الماء عبر «صهريج» مملوء بالماء -أو «وايت» كما يقول آخرون- وذلك عبر «شركة مساهمة» أو اكتتاب خاص بسكّان العمارة، ليس فيه علاوة إصدار ولا نسبة تذبذب، ولا حرامية صندوق، أو هوامير سوق، على أن تدفع كل شقة قيمة اسمية قدرها 20 ريالاً فقط!
أخذ الحارس «عنتر» يطوف على الشقق ويجمع «الغلّة» وكأنه جابي زكاة، أو «محصّل ضرائب»، وكم كشف لي هذا «التحصيل» من عادات سيئة عند البعض، ممن لا يدفعون الريال إلا بشقّ الأنفس، وكلٌّ له من الحجج والأعذار ما يُقنع ومن المبررات ما يشفع، طالما أن الأمر يدور حول «حمى» الجيوب!
فهذا يقول: إن الماء مسؤولية الحكومة، وأنا لست مريضاً نفسياً!
والآخر يقول: كيف أدفع عشرين ريالاً وأنا معي زوجتي فقط، بينما جارنا في الطابق الآخر لديه وزوجته عشرة أطفال.. إنني أطالب بالنسبة والتناسب، أو بتحديد «النسل»!
وهذا الثالث يقول: لقد دفعت الأسبوع الماضي!
ورابع رفضت زوجته التحدث في الأمر بحجة أن زوجها مسافر، وهو صاحب الحل والعقد في الأمر!
وخامس يقول: أنا لا أجلس في الشقة كثيراً، وإذا جلست فأنا أتيمم صعيداً طيباً، لذا فالمسألة تخصكم!
أما السادس فيتجاهل قرع الباب، ولا يخرج لقضاء حاجاته إلا خلسة!
والسابع اتهم الحارس بأنه يبالغ في سعر «الوايت»!
والثامن قال: أنا عندي «وايت»، وإذا أردتم ماء فأنا موجود، بشرط أن أُعفى من الدفع!
بعد كل هذا، اللهم إنّا نفوّض إليك أمر شحّ الماء وحالتنا المتأزمة نفسياً بسببه، ولم نعد نُطالب بالماء، بل نطالب بفتوى عاجلة تحثّ السكّان على الاكتتاب في الماء، لدفع ما يجب عليهم من قيمة «الوايت»، حتى لا يُصاب الحارس «عنتر» –الذي أدركه بعض المرض النفسي- بالملل، ويُطالب بتأشيرة خروج بلا عودة، ونموت نحن من انتظار «عودة» الماء!.

Titto Divitto
12-07-2008, 23:47
د. حمود أبوطالب

http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1215900065482131100.jpg (http://al-madina.com/node/30653)



خلعتُ نظارتي، ومسحتُها أكثر من مرة، وفركتُ عينيّ؛ لأزيل أيّ غبش محتمل، فقط لأتأكد أن ما قرأتُه صحيح، وليس خداعَ عين. وما قرأتُه أيُّها السادة والسيدات مكتوبٌ في صحيفة معروفة، وليس موقعًا إلكترونيًّا يحتمل الصدق والكذب، والأهم أن ما كُتب منسوبٌ إلى شيخ معروف، له مكانته العلمية، وموقعه المهم كعضوٍ في هيئة كبار العلماء، أَلا وهو الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، والأهم الأهم أن فضيلته يقول - كما هو منشور في صحيفة (الرياض) يوم الخميس 7 رجب 1429هـ -: إن الناس بحاجة إلى العلوم الشرعية أكثر من حاجتهم إلى الطب والعلوم وغيرها؛ لأنهم بحاجة إلى المفتي، والإمام، والخطيب، والقاضي، والداعية أكثر من حاجتهم إلى الطبيب، ونحوه، مطالبًا المسؤولين بفتح كليات شرعية في الجامعات المدنية؛ تلبية لمطالب الناس، وأسوة بفتح كلية للطب، وكلية للعلوم، وغيرها في جامعة الإمام، والجامعة الإسلامية .
باختصار شديد.. هذا ما نشرتُه الصحيفة، وتفضّلت بالرد عليه في مكان نشر الخبر، وكان بالإمكان أن يكون ردّها كافيًا، ولكن الإنسان لا يملك غير العجب الشديد ممّا نُسب إلى الشيخ، فلو اقتصر الأمر على قوله: إننا بحاجة إلى العلوم الشرعية بقدر حاجتنا إلى الطب والعلوم، لما اختلف معه أحد، ولكن أن يصل الأمر حد القول بأن الناس بحاجة إلى الإمام والخطيب والداعية أكثر من حاجتهم إلى الطبيب، في ظل ما يعرفه القاصي والداني عن حاجتنا إلى مئات السنين للاكتفاء من الأطباء، فإن المسألة يجب أن يكون فيها ألف نظر، لا لشيء .. ولكن لأن ديننا الحنيف هو الذي يأمرنا بالعلم في كل ما ينفع الناس، ولأن قولاً مثل هذا يصدر عن عضو في هيئة كبار العلماء، فإن المسألة تضعنا في غاية الحساسية أمام المجتمع الذي يئن من الحاجة للتخصصات العلمية، وأمام العالم الذي نجتهد في توضيح رسالة الإسلام العظيمة له.. نريد توضيحًا يا شيخنا..

Titto Divitto
12-07-2008, 23:58
أحمد العرفج

http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1215793300287658600.jpg (http://al-madina.com/node/29839)


طالب شيخنا العلامة إبراهيم الغزاوي -رحمه الله- قبل عقود من الزمان في صـ595 من كتابه «شذرات الذهب» بتعريب كلمات كثيرة منها «دكتور» و«طرطور» و«ديكور».. الخ.
وقبل أكثر من ربع قرن كتب الفيلسوف الصديق عبد الرحمن بن معمر -حين كان رئيساً لتحرير جريدة الجزيرة- مقالاً بعنوان: «وقد يجهل الإنسان وهو مُدكتر»، ثم أعقبه بمقال آخر يُطالب فيه بضرورة مراجعة الشهادات المشبوهة ومساءلة حملتها!
كل هذه الإرهاصات كانت تشير بشكل أو بآخر إلى أننا سنواجه أزمة مع حرف «الدال»، ولا عجب في ذلك، فنحن مجتمع الأزمات، ولم يبق إلا أن نتصارع مع الحروف!
وقد ضمّ هذا الحرف شرائح كثيرة من طوائف المجتمع وألوانهم ومقاماتهم، حتى أن أحد «المحرّجين» -كما يسمّيه النجديون- أو أحد «الدلاّلين» -كما يسمّيه الحجازيون- كتب على باب داره (منزل د.فلان الفلاني)، وعندما سأله العارفون بمسيرته كيف يكتب «د» وهو لم يحصل على درجة الدكتوراه؟ فقال على الفور: يا أغبياء «د» هذه لا تعني دكتور، وإنما تعني «دلاّل»!
وقد توغّل أحد الخبثاء كما يقول شيخنا أبو سفيان العاصي، فجزّأ الكلمة إلى «دكـ» و«تور»، كما ينطقها أهل الحجاز -عليهم سحائب الرحمة-، والدكّ كما يعرّفه أهل اللغة «الضرب بقوة»، وفي ذلك قول الله -جلّ وعزّ- : «كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا».
وفي المحافل الاجتماعية أتذكّر أنّني جلست ذات لقاء بجوار الوالد أو القارئ النهم أبو طارق البسّام -حفظه الله-، فلما دخل أحدهم ناداه البعض بقولهم «يا دكتور»، الأمر الذي أثار السؤال في نفسي، فاستفهمت من الأستاذ البسّام عمّا إذا كان هذا الداخل دكتوراً أم أن القوم التبس عليهم الأمر؟ فأجاب الأستاذ البسام إجابة لا تخلو من عمق ودهاء، قائلاً: من الأفضل أن تنادي كل شخص هنا -من باب الاحتياط- «يا دكتور»، لأنه لو لم يكن دكتوراً فلن يغضب، أما إن كان دكتوراً ونسيت ذلك فالويل لك، ومن باب «سد الذرائع» أن تدرّب لسانك على إطلاق كلمة «دكتور» عندما تنادي أي وجه من الوجوه التي تراها! وبما أن الشيء بالشيء يُذكر، فقد روى شيخنا أبو سفيان العاصي أن أحد الذين يثق بسند رواياتهم حدّثه بأن أحد رؤساء الأقسام في صحيفة محلية حصل على الدكتوراه مؤخراً، وقد نسي أحد المحررين العاملين معه أن يناديه «يا دكتور»، فغضب هذا «المُدكتَر» وهدّد المحرر المسكين وأخذ عليه تعهداً بألاّ يفعل ذلك مجدداً!
هذه قضية الدكتوراه التي دخلها الزيف والتزوير، وبدأت تأخذ كثيراً من الجدل، وقد أصبح لهذه «الحِمى» -أعني حِمى الدكتوراه- رجل ينافح عنها وعن ميادينها، بوصفه العدو اللّدود لشهادات الدكتوراه المزورة، ألا وهو الدكتور الصديق النبيل عبد الرحمن العرابي، الذي يعكف الآن على تأليف كتاب بعنوان: (الأسماء والتواريخ فيمن حصل على شهادة الدكتوراه من سوق الصواريخ)

Unknown.Soldier
13-07-2008, 17:17
نانسي حبيب
http://www.boswtol.com/5gadd/images/5gad-logo.jpg

قاعد في البيت؟ عادي جدًّا..
زهقان؟..
عادي ممكن تفتح التليفزيون وتقلب في الفضائيات..
مالكش مزاج؟
عادي.. ممكن تفتح الراديو وتقلب في المحطات..
أصحابك وحشوك؟
عادي.. ممكن تدخل على الفيس بوك وتتكلم معاهم وتعرف أخبارهم..
جواك أحاسيس كتير عايز تطلعها؟
عادي.. ممكن تدخل على مدونتك وتكتب اللي جواك..
عايز تعرف أخبار الدنيا؟
عادي.. ممكن تدخل على الإنترنت وتقلّب في المواقع..
عايز تعزم اصحابك على عيد ميلادك؟
عادي.. ممكن تجيب الموبايل وتبعت لهم sms..

*****

شفت مسرحية (ريا وسكينة)؟
فاكر مشهد "عبد المنعم مدبولي" وهو يحاول رفع الجثة متصورا إنها الغسيل، ثم يقول لـ"شادية" و"سهير البابلي": أنا زمان كنت بارفع حديد.. أنا زمان كنت أشيل الغسيل ده بصباع واحد..
لكنه لم يلبث أن يكتشف أن ما يرفعه هو جثة.. فيبادر بقوله: أنا زماااااااااااااااان.. زمااااااان!

*****

جريدة (المصري اليوم) انفردت بالكشف عن مشروع قانون جديد وخطير يتم إعداده بمنتهى السرية لتنظيم البث المسموع والمرئي والرقابة على جميع وسائل البث بما فيها الإنترنت ويتضمن المشروع إنشاء جهاز للرقابة يترأسه وزير الاعلام مع ممثلين عن الأمن القومي والداخلية؛ ليحدد منح تراخيص مكاتب جهات البث المسموع والمرئي الأجنبية في مصر. هذا القانون يضمن تحكما تاما في منح التراخيص والتصاريح بالبث وإعادة البث المسموع والمرئي في مصر لكل أنشطة البث بما في ذلك الفضائيات المرخص لها في المنطقة الحرة والتي تحكمها قوانين خاصة.

وينص القانون بالرقابة على المحتوى، ويعاقب بالحبس كل من يدلي ببيانات أو معلومات تتعلق بنشاط الجهاز، ومن يخالف أحكام القانون يتعرض للحبس لمدة تصل إلى سنتين وغرامة تصل إلى 50 ألف جنيه.

منذ فترة سمعنا عن وثيقة لتنظيم البث الفضائي في المنطقة العربية تقودها مصر والسعودية، وتسعيان إلى تطبيقها على كل الدول العربية لكنها قوبلت بالرفض، وهنا فكر المسئولون في مصر في مشروع قانون ينطبق على الداخل فقط، حتى لا تكون هناك أي معوقات أمام تنفيذه.. الدول العربية لا يشترط موافقتها، والولايات المتحدة على وشك إجراء انتخاباتها الرئاسية النهائية والمعارضات الداخلية يمكن احتواؤها، والقانون سيتم إعداده في سرية و"تسبيكه" جيدا حتى لا توجد فيه أي ثغرات.

الملاحظ أنه في الفترة الأخيرة بدأت مصر تشهد معارضات واحتجاجات شديدة، وظهرت حركة نشطة في الساحة السياسية الداخلية، وهو الأمر الذي سبب صداعا للحكومة ومن ثم كان لا بد من اتخاذ إجراء بديل وقد كان..

مشروع القانون يوقف أي بث إذاعي وتليفزيوني وإنترنتي حتى رسائل الـsms.. وصياغات القانون تستهدف المحتوى ولا تستثني مكاتب القنوات الأجنبية، وتفرض رقابة حتى على المدونات..

قديما كانوا يقولون: إن مصر صاحبة ريادة إعلامية ثم بدأ المد السوري.. اختراق لكل أنواع الدراما وتفوق سوري واضح، ثم جاء المد التركي مؤخرا.. ومع مرور الوقت يزداد انسحاب البساط من تحت أقدام مصر لذا قرر السادة المسئولون اختصار الطريق بهذا القانون للقضاء على أي محاولة لاستعادة ما كان يسمى بـ"الريادة الإعلامية"..

ولا يكتفي القانون بهذا وإنما جاء فضفاضا؛ لأن معايير الحكم أن المادة تكون بما يتفق ومتطلبات الحفاظ على القيم والسلام الاجتماعي! وهو نص واسع جدا، ولا يمكن حصره وعلى أي أساس سيتحدد ما إذا كان هذا يتفق مع القيم والسلام الاجتماعي أم لا؟

الطريف أنه في الأسبوع الماضي تقدم عضو في الكونجرس بمشروع قانون يتهم فيه النايل سات بكونه منظمة إرهابية، ويبدو أن الحكومة انتهزت الفرصة وقررت القضاء على الإرهاب ليس فقط على النايل سات وإنما من كله!

*****

بتتفرج على تليفزيون؟
بتسمع راديو؟
بتحب الفيس بوك؟
بتكتب في المدونات؟
بتدخل على الإنترنت؟
بتبعت sms?
اسمع نصيحة "عبد المنعم مدبولي" وقول:
أنا زمااااااااااااااااااااااان!
كده تبقى عرفت مين "ريا" ومين "سكينة" ومين "عبد المنعم مدبولي"!

Unknown.Soldier
13-07-2008, 17:47
سارة محمد شحاتة



أحيانا كثيرة أشعر أنه يتم التعامل مع المواطنين في مصر على أساس أنهم لا يعُون ما يحدث حولهم ولا يفهمونه بل وكأنهم لا يعيشون على أرض الوطن أساسا! ففي كل كارثة أو مصيبة تحلّ علينا ترى السادة المسئولين أمام شاشات التلفاز يوضحون لنا أن الأمر ليس كما ندعي، وأن الأمور على ما يرام، لكنه عجز في شبكية عيوننا تجعلنا نعجز عن رؤية اللون الوردي في الحياة!.. والجملة المكررة التي يرددها السادة العالِمون ببواطن الأمور: "الموضوع فيه لَبس"!!

فدائما ما تلتبس علينا الأمور وتختلط المفاهيم ولا ندرك الجانب الإيجابي في كل الكوارث التي نصحو عليها كل يوم!.. فعند ارتفاع الأسعار خرج رئيس الوزراء الدكتور "نظيف" يعلن أن ذلك الارتفاع المجنون يصب في الصالح العام!.. وأن المواطنين خُدِعوا بالشكل الظاهري للأمر دون أن يروا الجانب الحسن له.. وكالعادة يردد أن "الموضوع فيه لَبس"! فما لا يفهمه المواطنون من المحرومين من بُعد النظر الحكومي أن ارتفاع الأسعار سيعين المواطن على حياته أفضل ولا تسأل: كيف؟؛ لأن هذا ما يراه المسئولون بعد عمق تفكير!.. بل وسيبدأون في إسداء النصح للمواطنين أن يتمهلوا قبل إصدار الأحكام الجائرة على قراراتهم الحكيمة؛ لأننا لا نملك نصف حكمتهم طبعا. وتبدأ أولى مراحل التمهيد للكارثة أن يعلنوا أن من يعارضها هم قوم مأجورون هدفهم إثارة البلبلة والتمرد بين الناس وبالطبع إثارة "اللَّبس"!..

ثم المرحلة الثانية في توضيح أن القرار لن يكون برفع أسعار كل السلع إنما البعض منها وبعدها بالتبعية تجد ارتفاعا جنونيا لكل السلع.. ثم المرحلة الأخيرة هي الضرب بعرض الحائط لكل الاعتراضات بعد أن صار أمرا واقعاً وعدم الالتفات إلى الأصوات المنتقدة؛ لأنها اعتراضات "ملتبسة" بطبيعة الحال!

كما تم كذلك في صرح التعليم الشامخ لدينا من تسريب وتهريب للاختبارات وحفلات الغش الجماعي جعلت فضيحتنا على كل لسان يظهر مسئول عن وزارة التربية والتعليم؛ ليعلن كما في كل مرة أن في الأمر "لبس"! وأن الصحف المعارضة هي التي تقف وراء تلك الزوبعة التي لا أساس لها.. ولما صارت الأكاذيب أعجز من أن تتستر على فضيحة بهذا الحجم بدأت المرحلة الثانية من تقليل حجم الكارثة والتهوين من شأنها وأن مروّجي الإشاعات من أصحاب النفوس المريضة هم من يسعون لتشويه الصورة الرائعة حسداً وحقدا على مستوانا العلمي الخارق للعادة!

أما أكثر الأمور استفزازاً لعقلية المواطن هو ما تم من حملة تحسين صورة "أحمد عز" بكثافة فأصبح يفرد لنفسه في الصحف القومية صفحات لتوضيح تضحياته التي بذلها؛ كي يسيطر على أسعار الحديد. وأنه رغم كل الزيادات المهولة في الأسعار ضحية بريئة يتحمل فارق السعر العالمي!.. كما أن استضافته في العاشرة مساءً أتت لتضيف المزيد من الكوميديا السوداء للصورة.. فبدا الأمر بطبيعة الحال أنه ليس محتكراً من الأساس وأن تعريف الاحتكار "ملتبس" على الناس! بل ووصل به الأمر أن بدأ يشرح معنى كلمة "احتكار" ويخترع لها معاني وتوصيف لم نسمع عنه في أي دولة على وجه البسيطة! وكذلك أن معارضيه هم من أعداء النجاح الذين يرفضون أن تقوم امبراطورية صناعية.. قومية.. مصرية.. عربية.. وطنية.. إلخ.. إلخ!.. ومن شاهد الحلقة من المؤكد أصابه ارتفاع ضغط الدم؛ لرؤيته كيف يحاول إلباس نفسه ثياب الملائكة وتصوير نفسه في صورة الوطني الحريص على تقوية صناعة بلده.. بل ويصمم أنه لم يقم بتعطيش السوق من الحديد وأنه موجود وبوفرة لكن الموضوع بالتأكيد به "لَبس"!

والغريب الآن أنه بعد طول صمت نجد الآن هجوما شرسا على المحتكرين في الصحف القومية بل وصل الأمر أن شيخ الأزهر لعن المحتكرين خاصة محتكري الحديد والدقيق!.. في إشارة واضحة أنه لتلافي الغضب الشعبي فإن البساط سيسحب من تحت بعض الأقدام وهي في طريقها لأن تصبح أكبشة فداء.

كل هذا والحكومة تشعر أن الشعب لا يعي ما يحدث حوله، ولا يفهم ما يدور خلف الكواليس، بل تصر دائما على التعامل معه بمهانة لا توصف، وأنه يخلط في فهم الأمور، وينجرف وراء أبواق "المأجورين" الذين بطبيعة الحال من ذوي أفكار "ملتبسة" وعقول عشش فيها "اللَّبس"!

Titto Divitto
14-07-2008, 15:43
جعفر عباس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

ناس خيبتها سبت وحد ونحن – حتى في التزوير – وناس خيبتنا ملهاش حد، فما زال الغش في الامتحانات عندنا يتم بطرق بدائية أكثرها شيوعا كتابة بعض المعلومات في كُم القميص او الجلباب، أو تهريب ورقة عليها كتابة مايكروسكوبية الى قاعة الامتحان.. قبل نحو عشر سنوات لاحظ مراقب امتحانات في مدرسة ليبية أن طالبا يميل برأسه كثيرا على النافذة القريبة منه في غرفة الامتحانات التي كانت في الطابق الأول من مبنى المدرسة، فتفقد الأمر ووجد ان هناك شخصا يقف على سلم، أسفل النافذة بقليل، ومعه ورقة الامتحانات التي يبدو انه تسلمها من الطالب الممتحن، ومع الورقة كتاب يتعلق بمادة الامتحان ويملي على صاحبه الأجوبة، .. وعندما فوجئ بالمدرس يطل عليه، سقط الملقن من السلم، بينما سقط الطالب الممتحن في الامتحان.. وفي الولايات المتحدة وقع في قبضة الشرطة مزور عملة لأن من بين الدولارات الورقية التي قام بتزويرها ومحاولة استخدامها ورقة فئة 16 دولارا وأخرى فئة 75 دولارا.. وقبل نحو أسبوعين نقلت وكالة الأنباء الألمانية حكاية الرجل المصري الذي قرر تزوير شهادة لبنته البالغة من العمر 4 سنوات.. لماذا؟ قالت له زوجته: البنت دي ما شاء الله عليها صحتها كويسة (عندما يقول المصري عن شخص ما أن صحته كويسة، فمعنى هذا ان صحته مش كويسة لأنه يعاني بالتحديد من السمنة/البدانة.. أما إذا أراد المصري ان يؤكد انه خال من الأمراض فإنه يصف صحته بأنها “حديد .. بمب”.. المصريون لا يحبون الكلام الشين ولهذا فإنهم يبلغونك بوفاة شخص ما بقولهم: تعيش أنت.. ويقولون عن الشخص المصاب في عينه بأن عينه “حسنة”.. ويتفادون عبارة: يا نهار اسود، ويحورونها الى: نهار إحوس).. المهم ان الزوجة قالت: ما حدش هيصدق ان البنت عمرها 4 سنوات وهيطخوها عين .. لازم نشوف لها شهادة ميلاد تخليها أكبر وبالمرة ندخلها المدرسة تفوت زميلاتها بسنتين،.. وهكذا توجه الزوج الى محافظة اسيوط وبالاستعانة بأحد “الخبراء” نجح في الحصول على شهادة ميلاد تفيد بأن عمر بنته تسع سنوات.. وذهب بها الى المدرسة وأقنعهم بأن ظروفا خاصة منعت بنته بالالتحاق بالمدرسة في سن مبكرة.. وأكملت البنوتة الصف الأول، وجلست لامتحان النقل الى الصف الثاني، وعند إصدار نتائج نهاية العام اكتشف احد المدرسين انها مولودة في شهر فبراير! طب وماله؟ مولودة في 30 فبراير.. فهمت؟ عنك ما فهمت!! ولجأ المدرس الى محرك البحث قوقل على الانترنت وبحث عن الملابسات التي جعلت شهر فبراير من عام 1998 أكثر انكباسا من بقية السنوات الكبيسة بحيث يرتفع عدد أيامه الى ثلاثين، ولم يجد ضالته، بل اكتشف ان سنة 1998 لم تكن كبيسة أصلا، وان فبراير فيها كان يتألف فقط من 28 يوما.
غدا بإذن الله أحدثكم عن الغش في الامتحانات بالتكنولوجيا

Titto Divitto
14-07-2008, 15:43
جعفر عباس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

يبلغ عمر خان من العمر 18 سنة، وكان طالبا في مدرسة تيسورو الثانوية في مقاطعة أورانج كاونتي الأمريكية (وهي إحدى أفضل المدارس الأمريكية حسب تصنيف مجلة نيوزويك)، وكان يصبو للالتحاق بجامعة كاليفورنيا، ولكنه الآن في طريقه الى جامعة تضم حثالات المجتمع من مهربي المخدرات والقتلة واللصوص ورجال العصابات.. قدم عمر أوراقه للجامعة ولكنها لم تقبل به، فطلب من مدرسته تفاصيل نتيجة امتحان الشهادة الثانوية (ترانسكريبت) كي يرفع تظلما الى الجامعة، من منطلق أنه ناجح بجدارة، ويستحق القبول في الجامعة.. وأثناء قيام أحد مدرسي اللغة الانجليزية باستخراج الشهادة المطلوبة لاحظ ان عمر بيه نجح في ورقة الانجليزية بتقدير ممتاز، فصاح المدرس: ما يصير .. آي نو أومر.. أنا أعرف عمر.. شعبان عبد الرحيم يعرف إنجليزي أحسن منه، ولم يسبق له ان نجح في امتحان اللغة الانجليزية طوال مسيرته الأكاديمية حتى بتقدير “دون الوسط”.. ونبش المدرس في الكومبيوتر أكثر، واكتشف ان عمر –عيني باردة– نجح في ست مواد بتقدير ممتاز وفي أربع أخرى بتقدير جيد جدا .. رجع المدرس الى أوراق الامتحانات الأصلية حيث تم رصد الدرجات يدويا واكتشف ان عمر راسب بتقدير ممتاز في أكثر من نصف المواد المقررة في الامتحان.
يواجه عمر خان الآن 69 تهمة، من بينها الغش والتزوير وسرقة الهوية والسطو.. فقد ثبت أنه سرق كلمة المرور الخاصة بأحد المدرسين، واقتحم المدرسة ليلا وجلس على الكمبيوتر وعدل وبدل في نتائجه حتى صار مؤهلا لدخول جامعة هارفارد (ولم يكن يطمح في أكثر من جامعة كاليفورنيا)، ثم زود كمبيوتر المدرسة ببرنامج للتجسس يجعله قادرا على الوصول اليه وهو في بيته.. ثم اتضح ان عمر شخص حبوب وشهم ولهذا قام بتغيير نتائج 12 من أصدقائه، لأنه كان يريد لهم أن يزاملوه في الجامعة.
قد يبدو عمر هذا عبقريا لقدرته على الغش التكنولوجي، ولكنه في واقع الأمر مثل كثيرين من محترفي الغش في الامتحانات يعاني من غباء وبائي.. لو خصص أي طالب الوقت الذي يمضيه في إعداد البرشامات وخطط الغش في إعداد ملخصات للدروس يسهل استذكارها، لما احتاج للغش.. واتضح للمحققين ان عمر أفندي هذا نجح في سرقة أوراق الامتحانات والأجوبة النموذجية ولكنه قال لنفسه: لماذا الجلوس طويلا لحفظ الأجوبة الجاهزة طالما بإمكاني دخول الكمبيوتر في المدرسة ومنح نفسي ما أشتهيه من درجات.
في المحكمة حصل عمر على الدرجة الكاملة.. وسيتخرج في نحو عام 2046 مزودا بشهادة تؤكد أنه لا يصلح لأية وظيفة، بوصفه مجرما قضى في السجن 38 سنة.. كان يريد دخول جامعة كاليفورنيا من الشباك وها هو يدخل سجن كليفورنيا من الباب.

Titto Divitto
14-07-2008, 16:11
جميل محمد علي فارسي


http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1215967130795368100.jpg (http://al-madina.com/node/30888)


ما إن ينتهي الأسبوع إلا ونمني النفس بالذهاب إلى قهوة عم سراج في أطراف جدة. نتشوق لذلك الوقت الذي نقضيه فيها. صحيح إنه يخلط جراك باعشن بجراك أبو منشار، والشاي السيلاني بالبرسيم الناشف وصحيح أن كراسي الشريط في قهوته متهالكة إلا أننا نستفيد من حكمة عم سراج التي تقطع قول كل خطيب. فهو يحلل كل المشاكل الاجتماعية ويؤصل جميع المعضلات الاقتصادية. رغم أميته إلا أنه خبير في الأسهم، ضليع في التمويل، لا يشق له غبار في علم الاقتصاد. لديه نظرية اقتصادية مؤداها أن جميع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والعمالية التي تواجهها المجتمعات ترجع إلى مشكلة سوء توزيع الأراضي، والغريب أن حججه في تلك النظرية فعلاً مقنعة.
آخر الأسبوع الماضي ما إن وصلنا لقهوة عم سراج حتى وجدناه مرحباً مهلهلاً فرحاً على غير عادته، يغني عن نفسه مترنماً (هذا البلبولية..... عقله مهلبية) وبالاستفسار منه وجدنا أنه فرح بقانون (من أين لك هذا) الذي درس في مجلس الشورى. فقال له أحد الزملاء الخبثاء (فرحان ليه بالقانون يا عم سراج؟. هناك نظرية كما تعلم يا عم سراج اسمها عموم القاعدة القانونية، يعني القانون سينطبق عليك وعلينا كلنا، وسوف يأتيك المفتش مشيراً بأصبعه إلى قهوتك مزمجراً بجزم من أين لك هذا؟. قال أنا أنتظر المفتش منذ سنوات. سأقول له هذه الكراسي الشريط قيمتها ألفين ريال والبطة وصليبة الشاهي سويتها بأربعة آلاف والفناجين والبراريد بثلاثة آلاف أما الشيش والليات فبسبعة آلاف. يعني كل البيعة ما تطلع ثمانية عشر ألف ريال وهي قيمة الشيك الذهبي الذي أخذته عندما طردتني الشركة. قال له صديقنا الحلباس (لا تتشطر علينا يا عم سراج، أرض القهوة يا عم سراج، الأرض يا عم سراج.....؟ الأرض.....؟). قال عم سراج أنا منتظره يسأل عن الأرض لأقول له (أرض القهوة ملك مبيرك بن مبروك وأنا مستأجرها منه بألف ريال في الشهر. كان مبيرك وأبوه عم مبروك وجدّه تبارك يزرعون فيها الخربز والحبحب منذ 150 عاماً، وعندما حاولوا أن يطلعوا لها الصك ما استطاعوا لأن السيل ما يقسمها نصين، فأجروها لي).
قال له (طيب يا عم سراج إذاً فرحان ليه بالمفتش إذا حضر وأشار لقهوتك بإصبعه صائحاً من أين لك هذا؟)
أجاب عم سراج أنا مستنيه يؤشر بإصبعه على أرض القهوة حتى آخذ يده واحركها قليلاً نحو اليسار حتى تصبح موجهة إلى هذا التل الذي أمامكم وأقول له خلف هذا التل توجد أرض صكها أربعة كيلو في خمسة كيلو. وبعدما أوجه يده لها تماما أقول له (الآن صيح لصاحبها بأعلى صوتك من أين لك هذا، صيح له يا مفتش، ما حتسمع إلا صدى صوتك يا مفتش).
ثم تلبست عم سراج حالة غريبة وأخذ يصيح متخيلاً خيالات وخزعبلات أمامه مؤشراً إشارات غريبة بأصابعه صائحاً في المفتش الذي يتراءى في خياله كشبح ويقول (على أولك يا مفتش، على أولك، وخلي الدعبولة يأكل الفولة يا مفتش).

Titto Divitto
14-07-2008, 20:41
أنيس منصور

http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/444-anees.gif

هذه وجهة نظري: بدلا من أن تشتري ثلاجة أو غسالة أو حتى سيارة أرجوك أن تشتري تلسكوبا أو منظارا مكبرا تصوبه إلى السماء، وابحث عن الذي يفتح عينيك على عظمة الله فوق فوق. كيف؟ اذهب إلى مكان سحيق في الصحراء وضع التلسكوب فوق سيارتك أو أمامها.. وانظر إلى أروع وأبدع ما خلق الله.. وتأمل وتمهل واصبر. وابحث دائماً عن الذي يعلمك كيف تنظر، ثم كيف ترى، ثم كيف يكون لك رأي ورؤية. أما الرأي فقد قاله الله أما الرؤية فهي قراءتك لكلام الله: كلمات عددها مليون مليون مليون مليون شيء يلمع ويلهث ويبهر ويخطف العين والعقل بعيداً هناك وفوق وحيث لا ندري أين ولا كيف ولا لماذا وإلى متى؟
صدقني فقد سبقتك وجربت وتمتعت وتحيرت وتضاءلت أمام جلال الله. ولكن لست أنت ولا أنا ضئيلين جداً. وإنما نحن صغار ضعاف ولكن عقولنا أكبر وأعظم وهي التي دفعتنا إلى فوق وجعلتنا نقول: سبحانك ما خلقت هذا باطلا. وتطلب من الله أن يساعدك على فهم العظمة الكونية والأبهة الضوئية والنارية وكلها في فلك يسبحون. كل شيء في الكون يدور حول شيء آخر. لماذا؟ كيف؟ ومنذ متى؟ أرجو أن تؤجل هذه الأسئلة وتمتع بما ترى!
أراهنك: لن تجد رغبة في الأكل ولا الشرب ولا النوم. ولن تشعر بالزمان والمكان. لماذا؟ لأنك قد صرت جزءاً نابضاً من وجود شامل لا ينبض وإنما يتلألأ ويتألق.. ولا بد من أحد يمسك أصابعك ورموش عينيك ويديك على معاني هذه اللوحة.. هذه الصفحة التي كتبها الله من ألوف ملايين السنين لتبقى ألوف ملايين السنين لماذا؟ لا نعرف. إلى متى؟ لا نعرف. ما الحكمة لا نعرف؟ ولكن سوف نعرف القليل من الكثير وسوف نهنئ أنفسنا على ما عرفنا. وهو قليل ولكننا لن نحصل على هذا القليل إلا بالبحث الكثير.
ونظرت كما اعتدت كثيرا وطويلا ووجدتني أقول: اللهم ساعدني على أن أدرك بعض حكمتك.. ساعدني واشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل العقدة من لساني، فإنني أحبك وأحني رأسي وعقلي وكياني لعظمتك سبحانك!

Titto Divitto
14-07-2008, 20:47
مشعل السديري

http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/339-alsudairy.gif

إن لدي تصوراً أو فلسفة في الحياة.
هي تبدو للوهلة الأولى نمطيّة أو بمعنى أكثر دقة هي: (سطحية)، تلقائية، عادية.. ولكنني مع ذلك ارتضيتها لنفسي وتعايشت معها، بل وكتبتها بأحرف من ذهب وعلقتها على رصيف الحياة (المتعرّوج).
لا أريد أن آخذكم في متاهات المنطق والتفسيرات والتحليلات، لأنها بقدر ما تضيق بي ذرعاً، فأنني أيضاً أضيق بها (ذراعات)، لهذا ما فتئت في كثير من الأحيان على تشديد الخناق على عقلي، وإطلاق العنان إلى نفسي التواقة دائماً إلى الحرية والحب والركض والنوم ومصارعة الأمواج كنوع من أنواع اللعب لا أكثر ولا أقل.
أعترف أنني أعشق ذاتي أحياناً إلى درجة الجنون، وأتوق إلى تدليها وملاطفتها والأخذ بيدها إلى الاكتشافات اليومية البسيطة.. فعلى سبيل المثال اكتشفت معها اليوم طعم (الغبار) العالق بالهواء، إلى درجة أنها عطست وعطست معها كذلك.
أكره جداً التعقيد، وأقف ذاهلا أمام صّناع السلاسل والحبال والحصون والقلاع والحراسات والكراهيات والخوف من (الحياة والموت) معاً.
لماذا كل هذا؟!
فعلا لماذا كل هذا؟! إذا كنا قد أتينا إلى هذه الدنيا رغماً عن أنوفنا، فعلينا على الأقل أن نتعايش معها كأنداد، صحيح أنها أطول وأكبر وأقوى منا بمراحل، ولكننا نستطيع أن نفعل بها شيئاً لو أردنا، وليس شرطاً أن يكون ذلك الشيء خارقاً.
ما أروع أن تضحك على الحياة، وان (تبلفها) وتسخر منها، وتسخرها لفرحك وملذاتك وغزواتك وحتى إلى صغائرك الساذجة والبريئة بل والخبيثة كذلك ـ غير الضارة لك أو للآخرين ـ.
هل فكر أحدنا بقيمة الهواء مثلا أو الماء أو الأصدقاء أو العائلة أو الصحة أو البيت أو الزهور أو الطريق الممهد أو رمال الساحل في وقت الصيف أو لذة الحطب والجمر في وقت الشتاء أو مهرجان الشهب بالسماء في ليل حالك السواد حيث لا قمر ولا سحاب أو نعمة الغناء والموسيقى التي تنتشل الإنسان من قيود الأرض وتصعد به مخترقة طبقة (الأوزون)؟!
هل جرب أحدكم (مرمطة) الحب، هل صعقته (الكهرباء) يوماً عندما لامست شفتاه كف حسناء لا هي من الإنس ولا من الجن؟!
هل ذاق طعم الدمع، هل شرق بالحزن النبيل، هل جرفه حنين الذكريات، هل تعايش مع المحرومين، هل احتوى بصدره الدافئ إنسانا بعيدا عنه لا يعرفه ولا يرجو منه أي شيء، هل حاول أن ينمي في أعماق ذاته أروع نزعة في ضمير أي إنسان، ألا وهي عاطفة (الشفقة) التي هي في نظري أجمل وابلغ حتى من عاطفة الحب نفسه؟!
ليس هناك في الدنيا كلها من أولها إلى آخرها أعظم من أن تشفق على إنسان أو حيوان أو نبات أو حتى جماد، وأن تهب مشاعرك وتبددها وتذبحها فداء له دون أي ثمن ترتجيه.
إنني لست بإنسان مثالي، وأبعد ما أكون عن المثالية، ولكنني متيم بالدفاع عن لغز الحياة الذي أربكني من أول يوم سقط فيه رأسي على التراب، ولا زال يربكني إلى آخر يوم سوف (يندفس) فيه رأسي تحت التراب.. يا ليت أهلي أطلقوا عليّ اسم: عبد الشفيق.

Titto Divitto
14-07-2008, 21:01
عبدالكريم الرازحي


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abd.jpg

كل مرة كانوا يأتون من جهة البحر، ويحتلون مدن وقرى اليمن بجيوشهم ومدافعهم وخوازيقهم. هذا مافعلوه في الحملة التركية الاولى، وفي الحملة التركية الثانية .
اما هذه المرة فقد هبطوا علينا من الفضاء، ودخلوا بيوتنا، واحتلوا قلوب نسواننا، وصار من الصعب التصدي لهم ومقاومتهم وإلحاق الهزيمة بهم كما حدث في مرات سابقة .
ثم ان الذي يقودهم هذه المرة ليس قائدا عسكريا شجاعا مثل سنان باشا او مراد باشا او سعيد باشا . وانما “مهند باشا” بطل المسلسل التركي “نور” الذي تمكن بسيف وسامته ورومانسيته من غزو قلوب النساء اليمنيات، الصبايا منهن والعجائز الشمطاوات، ومن تتريك المرآة اليمنية التي اصبحت تعشق كل ماهو تركي . ولكن اذا كان سنان باشا، ومراد باشا، وسعيد باشا، وغيرهم من القادة الباشوات الاتراك قد تسببوا في سفك دماء اليمنيين الباحثين عن الحرية، فان الممثل التركي “مهند باشا” بطل مسلسل “نور” قد تسبب في سفك دموع اليمنيات الباحثات عن الحب والحنان والرومانسية .
ولو ان الاتراك فكروا بارسال حملة عسكرية لاحتلال اليمن للمرة الثالثة لما وجدوا من يتصدى لهم ويقاومهم هذه المرة .
وفيما لو تم تعيين الممثل “مهند باشا” قائدا للحملة التركية الثالثة فسيكون دخولهم صنعاء اسهل بكثير من دخول الامريكان بغداد .

Titto Divitto
14-07-2008, 21:02
جعفر عباس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

دخل عليّ صديقي وعلى وجهه ابتسامة قبيحة،.. هو من نوع الأصدقاء الذين يفهمون ويعرفون كل شيء، ولديه دائما معلومات “موثوق بها” بأن مشروبات الكولا تسبب ضعف النظر، وأن الدجاج الذي يباع في المطاعم ليس كائنات حية بل لحم مصنوع في المختبرات، وأن اسرائيل تتدخل في الصومال لأنها تريد تدمير برنامج الصومال النووي، وأن هناك خطة أوروبية لنقل دارفور الى شواطئ البحر الأبيض الى الجنوب من ايطاليا لأن أرض دارفور بها مخزون ضخم من البلاستيك المشع،.. تنحنح ثم سألني عن حكاية الحب!! قلت له ان هناك حكايات حب كثيرة، وانني لست خير من يروي تلك الحكايات، لأن آخر عهدي بها كان في بدايات المرحلة الثانوية عندما كنت أقرأ روايات إحسان عبد القدوس، ثم توهمت ان سعاد حسني تحبني.. قاطعني: بلاش لف ودوران.. إيه حكاية الحب المنشورة في موقع “دنيا نيوز” على الانترنت؟ أجبته بأنني لم اسمع بذلك الموقع وأنني عادة لا أتعامل إلا مع مواقع محددة ذات شهرة عالمية، فأبرز ورقة مطبوعة وعلى رأسها عبارة “كوندوليزا رايس – وزيرة الخارجية الأمريكية - وقعت في حب شاب عربي”.. ضحكت ..وقلت لصاحبي ذي البسمة الخبيثة: يعني الدنيا خلت من الرجال في أوروبا وأمريكا ولم تجد بنت رايس من تحبه إلا في عالمنا العربي؟ قال لي إنه يشك – بصراحة – أنني ذلك الشاب المعني بالخبر وقصة الحب! قلت له: الله يرفع معنوياتك كمان، وكمان، وأشكرك لأنك جعلتني شابا،.. ولكن الخبر يقول إن من اصطفاه قلب كوندوليزا عربي، وأنت تعرف أن أبو الجعافر عربي بالاستنساخ (يعني حتى ولا بالتجنس)! فصاح: بالضبط .. أنا أعرف ان رايس تشوف العمى ولا تشوف شخص عربي، وأنت أفريقي أصيل، شكلا وموضوعا وتتباهى بأن لغتك الأم هي النوبية إحدى أقدم اللغات الحية في أفريقيا وكوندوليزا من أصول أفريقية وبالتالي فإن الشخص المعني بالخبر مواطن من دولة عربية ولكنه بالضرورة ابن عمها بالرضاع.
أمسكت منه المستند الذي حصل عليه من موقع دنيا نيوز وقرأت التفاصيل: رايس تكثر من السفر حتى يتسنى لها لقاء الحبيب العربي .. يتبع ذلك كلام عجيب.. الشاب العربي يتجول في جميع أرجاء مبنى وزارة الخارجية الأمريكية وكأنه واحد من أهل الدار (طيب لماذا يلتقيان في الخفاء خلال سفراتها طالما أنه يستطيع أن يزورها في مكان عملها علنا).. وبوصفي الحبيب المزعوم فقد أصبت بانهيار عصبي عندما انتبهت الى ان الخبر يقول ان حبيب رايس ابن زعيم عربي .. قلت: يا ميلة بختك ..حتى الحبيبة الافتراضية طارت منك يا ابو الجعافر! فوالدي لم يكن زعيما عربيا او حتى زعيما عربجيا.. لم يقنع منطقي هذا صاحبي فسألته: كيف يتجول حبيب رايس العربي في مقر عملها ولا تسمع به وسائل الإعلام الأمريكية التي إذا لم تجد فضيحة فبركتها وعلم بالأمر موقع إنترنت عربي؟

Titto Divitto
15-07-2008, 22:26
عبدالكريم الرازحي


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/abd.jpg


من حسن حظي انه ليس عندي مرض السكر.. ومن سوء حظي انني مصاب بمرض هو مرض جنون السكر. قبل ايام تناقلت الصحف العربية خبراً يقول بان عاملاً مصرياً قتل زوجته بعد ان قدمت له شايا بدون سكر. وجاء في التفاصيل: ان الزوج افرغ على زوجته ابريق الماء المغلي انتقاماً منها، لانها نسيت تحلية كوب الشاي، وقدمته له بدون سكر.
وبالنسبة لي فانا من النوع الذي يحب الشاي، ويحبه اكثر حلاوة وزائد سكر. لكنهم في البيت، وفى كثير من الاحيان يقدمون لي الشاي ناقص سكر ، واحيانا ينسون ويقدمونه لي بدون سكر فيجن جنوني، و يعتريني نوع من الجنون يطلق عليه علماء النفس: جنون السكر.
غير انه ـ وهذا ما يدهشني ـ لم يحدث ان قتلت احدًا حتى الآن، بالرغم من نوبات الجنون التى تعتريني عندما تلسعني مرارة الشاي.
ان الحياة مرة وشديدة المرارة، وان من حقنا ان نُحليها بالسكر، كما ان من حقنا ان نُجن كلما ُقدم لنا الشاي بدون او بناقص سكر. لكن على مجنون السكرـ وهو فى نوبة جنونه ـ ان يقتل المرارة ويغتالها بافراغ علبة السكر في كوب الشاي، وليس بافراغ الماء المغلي على رأس زوجته او ابنته او أي كان.

Titto Divitto
15-07-2008, 22:28
جعفر عباس


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg

أحمد الله بكرة وعشية، لأن عائلتي الصغيرة نجت من فيروس المسلسلات التلفزيونية، ومن ثم ظللت أتعجب من أمر مسلسل نور التركي الذي تبثه قناة إم بي سي، والذي صار مالئ الدنيا وشاغل الناس، كما ابو الطيب المتنبي عبر العصور... وسنحت لي الفرصة وأنا حبيس فندق في دبي قبل أيام قليلة أن أرى مشاهد من المسلسل، وكنت راغبا في رؤية شخصين، أولهما مهند الذي تسبب في خراب عدد من البيوت، وثانيهما نور التي حمل المسلسل اسمها .. اعترف بأن مهند أكثر مني وسامة بقليل، بينما نور “ولا شي” مقارنة بمطربات وممثلات الإثارة اللواتي صرن يتكاثرن كما الفطر والباكتيريا، بحيث يصعب على غير المراهق تذكر أسمائهن.
هب أن مهندا هذا هو أكثر رجال الأرض وسامة وجمالا وحلاوة ونداوة وطراوة: هل يبرر ذلك ان تضع امرأة متزوجة صورته على شاشة هاتفها الجوال؟ فعلتها سيدة متزوجة وفقدت زوجها،.. ومبروك عليها مهند الحبيب الافتراضي! سيدة أخرى تقول لزوجها: عندك أسبوع تصير مثل مهند وإلا!! .. ذهب المسكين الى الكوافير وقص شعره بالطريقة المهندية ووضع ما يلزم من مساحيق على وجهه، ودخل على زوجته فصاحت: مش بطال .. يجي منك!.. سألها: هل أنت راضية عني الآن؟ فقالت: يعني .. تقدر تقول إنك صرت تشبه مهند الى حد ما.. وبالتالي أنا راضية عنك! هنا جاء رده: ولكنني لست راضيا عنك،.. وأنت طالق .. وخلي مهند ينفعك!!
صحيفة عربية نشرت حكاية سيدة متزوجة قالت أمام صديقاتها: لو قضيت أمسية واحدة مع مهند، لا أريد شيئا آخر في الحياة!! ولم تتحقق أمنيتها ونالت الطلاق و – ربما - نالت معه الحرية لتسافر الى تركيا ل”غواية” مهند!! لا حول ولا قوة إلا بالله .. كنت أحسب ان الهبل والبله والخبل والعبط في أمور اشتهاء جماعة الطرب والتمثيل وقف على الرجال.. والله لو وجدت طفلة في السابعة يهمني أمرها تحمل صورة لمهند أو أي ممثل او مطرب لمزقت الصورة وأرغمتها على أكلها حتى تشبع منه! أي تيس هذا الذي يمكن ان يسكت على زوجته وهي تهذي بعشقها لرجل لـ“غريب” أو “قريب”، وتحمل صورته معها او تطالب زوجها بالتشبه به.. وبنفس القدر والدرجة فإن الزوج الذي يهذي بعشقه لروبي ونانسي وفانسي وفيفي وطيطي أمام زوجته أو يضع صورهن على الجدار او على شاشة هاتفه الجوال، ليس أهلا للحياة الزوجية لأنه وببساطة لا يحترم مشاعر زوجته .. طبعا هناك من يتحدثون عن جاذبية هذه وتلك أمام زوجاتهم من باب المداعبة والمناكفة فقط،.. ولكن سبق لي ولغيري ان كتبوا عن رجال طلقوا زوجاتهم لأنهن لا يشبهن اللواتي يقتحمن بيوتنا عبر شبكات المجاري الفضائية.
البلايين من خلق الله متزوجون ومتزوجات بأشخاص و”شخصات” بلا مواصفات مهندية أو عجرمية، ويعيشون في منتهى السعادة، .. أليس من البله وقلة العقل ان يخرب إنسان بيته بسبب عشقه واشتهائه لصورة متحركة على الشاشة.

Titto Divitto
15-07-2008, 22:30
أحمد العرفج

http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1216055535239404700.jpg (http://al-madina.com/node/31293)


ومغامس هذا -كما تقول الكتب- كان والياً في القرون التي سبقت الألف، وكان له بقرة -تسرّ الناظرين- ضخمة جميلة، تنطلق كل صباح ومساء من مربطها إلى السوق، فتجوس خلال الدكاكين وتلتهم ما لذّ وطاب وما يقع بين يديها ورجليها من علف أو برسيم أو فاكهة أو خضرة، ثم تغرس فمها في أجواف «الزنابيل» التي يرصّها أصحاب المحلات في واجهة كل دكان، وتفسد ما فيها ذرة ودخن وحب وشعير، وما تركت شيئاً إلا وقد أجهزت على أكثره!
ولا تكتفي بهذا بل تنثر الباقي، وتطعمه الأرض، وتشقلب الأقوات على بعضها، وتجعل عالي السوق سافله!
أما موقف أصحاب الدكاكين -فهو كموقف المثقفين اليوم- ينحاز لخانة التخاذل والخوف، فكل صاحب دكان يقف مغتاظاً وعاجزاً، ولا يجرؤ أحد على صدّ البقرة أو ردّها خشية العقاب -كما كانوا يتوهّمون-.
وبعد مرور «كومة» من الزمان، طفح الكيل والطيش البقري بأصحاب الدكاكين، فحزموا أمرهم وقرروا أن يذهبوا إلى رجل من ذوي الإكبار والإجلال عند «الوالي مغامس»، ليشكوا إلى الحاكم ما يلقونه من «بقرته» النهمة، فوافق ذلكم الوجيه على الذهاب إلى الوالي، وطلب إليه أن يرافقه عشرون رجلاً منهم صباح الغد ليدخل بهم إلى الحاكم، ويطلب منه كفّ شر بقرته ووقف عدوانها اليومي!
وفعلاً تجمّعوا في اليوم التالي -كما يروي ذلكم الشيخ العلامة أحمد الغزاوي في صـ718 من كتابه «شذرات الذهب»- ولبس الوجيه جبّته، وتوجّهوا إلى القصر، وعندما وصل الوجيه إلى باب القصر التفت وراءه فوجد أن نصف العدد قد توارى، وما إن صعد السلّم حتى بدأ العدد يتناقص، فلما وصل إلى الوالي وجد نفسه وحيداً، ليس معه إلا جبّته وعمامته، وكاد يهم بالعودة لولا أن الخدم أشعروه بقدوم الوالي!
دخل الوجيه وسلّم على الوالي سلام الوقور المحترم، وسأله الوالي عن حاجته فقال: المسألة بسيطة جداً، وهي أن كل أهل السوق جاءوا إليّ يرجون توسطي لديكم لتأمروا بإضافة ثور إلى البقرة التي تجتاح مبيعاتهم صباحاً ومساء، لأنهم يتباركون بها، وما تمسّ شيئاً إلا ويُضاعَف بيعهم منه وربحهم فيه!
شعر الوالي أن هذا الكلام فيه من الرمزية ما يستدعي التوقف، وقال: هذا الكلام وراءه ما يدل عليه، ما هذا الذي تقول؟ فقال الوجيه: وما أصنع بهؤلاء القوم الذين خذلوني؟ ثم حكى للوالي ما كان من أمر بقرته «المعتدية»، وكيف أنهم هابوا الإقدام حتى على الشكوى، وليس لهم إلا أن يُعاقبوا بمضاعفة خسارتهم ما داموا جبناء!
وتقول الرواية أن الوالي مغامس ما كان منه إلا أن أمر بما يجب من حجز البقرة، وشكر للشيخ الوجيه وساطته وتنبيهه له وإنقاذه لرعيته، وتعهّد بأن يسدد قيمة ما سبق منها من «تجاوزات» لم يعلم عنها قبلاً!
يا إلهي.. ما هذه البقرة وما فعلها الذي لا ينتهي؟.. يا إلهي كيف جبن وتخاذل اهل السوق عن ايصال الحقيقة الى صاحب البقرة الذي (وكما تشير القصة) كان أول الغاضبين لفعل البقرة بل وزاد الغضب بأن عوض أهل السوق.
ترى.. كم هي المسافة بين اهل السوق وبعض أهل الثقافة في هذه الأيام؟!

Unknown.Soldier
16-07-2008, 10:04
من أمريكا
علاء مصباح


يطلق الأمريكيون على نيويورك كما نعرفها اسم مدينة نيويورك أو نيويورك سيتي، وهي أشهر وأكبر مدن نيويورك الولاية –رغم أن مدينة ألباني هي عاصمة الولاية– والولايات المتحدة كلها، وعادة ما يختصر أهالي الولاية اسمها قائلين السيتي.. يمكنك أن تجوب الولاية شبرًا شبرًا فلا تلاحظ فرقًا كبيرًا بينها وبين أي ولاية أخرى من الولايات الأمريكية الأخرى –اللهم إلا الطبيعة الخلابة ونهر هدسون وحتى شلالات نياجرا شمالاً في حدود الولاية مع كندا.. لكن الصدمة الكبرى تعرفها عندما تزور السيتي نفسها.. مدينة نيويورك!

ومثلما لا يعرف أغلب الأمريكيين عن مصر سوى الأهرامات والصحراء والجمال -كما تصور لهم السينما- فنحن أيضا نختزل أمريكا كلها في تمثال الحرية وناطحات السحاب وأفلام هوليود، وهو ما تقدمه لك نيويورك سيتي على طبق من فضة لكل سائح يريد أن يرى أمريكا التي يتخيلها.

لا جدال على أنها الأشهر بين مدن العالم.. الأغلى بينهم.. ليست الأكثر ازدحامًا؛ لأن القاهرة أكثر ازدحامًا -بكثير جدا- وإن كانت القاهرة أقل نظامًا -بكثير جدا جدا- وأكثر تلوثًا -بكثير جدا جدا جدا.. لكن نيويورك الأكثر ضخامة وإبهارًا وازدحاما بالوحوش المعدنية هائلة الحجم نهارًا وبإعلاناتها الضخمة والأضواء والشاشات ليلاً.. يا عزيزي هذه هي نيويورك.

أكثر من ثمانية ملايين مواطن من مختلف الجنسيات يشكّلون عدد سكان مدينة نيويورك -أكثر مدن أمريكا كثافة سكانية- يتوزعون على أحيائها الخمسة مانهاتن، وبروكلين، وكوينز، وبرونكس، وستاتن أيلند.. في إحصائية أعدت عام 2005 قدرت السلطات أن حوالي 170 لغة يتحدث بها سكان نيويورك، وأن نحو أكثر من ثلث السكان ولدوا خارج المدينة، كما تسمى المدينة بكثير من الألقاب مثل المدينة التي لا تنام والتفاحة الكبيرة وجوثام نسبة لمدينة "بات مان".

في أول زيارة للمدينة قضيت أقل من ثماني ساعات أجوب فيها المدينة بسرعة غير عادية؛ لأبتلع أكبر عدد ممكن من التفاصيل محاولاً أن أستوعب أنني اليوم أجوب المدينة التي طالما رأيتها في الأفلام الأمريكية.. المدينة التي يعشقها ويكرهها مئات الملايين حول العالم.. مدينة المال والأعمال والسياسة والفن والمتاحف وتمثال الحرية.. في ثماني ساعات فحسب دخلت متحف مدام توسو، وجبت ميدان التايمز، وركضت في شوارع المدينة إلى ناطحة السحاب الشهيرة الإمبيرستيت، وصعدت إلى أعلى طوابقها لأرى نيويورك من علٍ، قبل أن أستقل المترو إلى مركز التجارة العالمي وأركض من جديد إلى المحيط لأرى تمثال الحرية من بعيد.. والوقت يسمح لك بكل هذا وأكثر.. فقط عليك أن تكون سريعًا، وتمسك بخريطة مترو الأنفاق ولا تنس أن تطبع خريطة المدينة من جوجل أيضا.. هذا كل ما تحتاجه مع بعض الإنجليزية الجيدة لتتعامل مع أهل المدينة وتسألهم عن هدفك، حينما تشعر أنك ضللت الطريق.

المنظر الأول لمدينة نيويورك تراه كأروع ما يكون في مدخل المدينة.. تبدو المدينة واضحة بناطحات السحاب الشهيرة على يمينك، وبينك وبينها نهر هدسون، يفصلك عن جزيرة مانهاتن، حيث نيويورك كما تراها في السينما وفي بوسترات السياحة، وفي كل الكتب عن أمريكا.. هذه هي نيويورك حقاً!

بعد دقائق من مطالعتنا لمنظر المدينة الأول، دخلت بنا الحافلة النفق لتعبر داخله نهر هدسون، لتجد نفسك في وقت قياسي في قلب جزيرة مانهاتن في الشارع الثاني والأربعين مباشرة -وهو أهم شوارع المدينة وربما أهم شوارع الولايات المتحدة كلها..

الآن حان الوقت لتقف قليلاً تتأمل المدينة.. ناطحات السحاب تمتد من حولك يمينًا ويسارًا.. المحلات والمطاعم والفنادق الكبرى والملاهي الليلية تمتد على طول الشارع.. الشارع يبدو مزدحمًا بحكم كونه أكثر شوارعها أهمية، كما أنه يتوسط مانهاتن تماما.. تمر أمامك سيارات التاكسي الصفراء التي يشبهها كايرو كاب كثيرًا.. أفخم ماركات السيارات وأضخمها وأكبرها حجمًا تتساوى مع غيرها في إشارت المرور التي تفتح وتغلق بتتابع كل دقيقة لتتيح للمارة وللسيارات الأخرى في تقاطعات الطرق العبور..

ومانهاتن قمة في البساطة والنظام في تخطيط الشوارع، حتى أنه من المستحيل أن تضل طريقك إذا فهمت تقسيمة الجزيرة.. اثنا عشر شارعًا تتقاطع بالطول مع أكثر من مائة شارع آخر بالعرض.. الشوارع كلها متوازية ومستقيمة.. الشوارع العرضية تحمل أسماء أرقامها.. الشارع العاشر.. الشارع الأربعين.. الشارع الثاني والأربعين.. أما الشوارع الطولية فتحمل أرقامها أيضا بالإضافة إلى اسم آخر.. وبمنتهى البساطة يمكنك أن تسير كما شئت في شوارع المدينة وفي النهاية تحدد اسم الشارع الطولي والعرضي الذي تقف فيه لتحدد موقعك بكل سهولة.. صدقني لن تضل طريقك أبدًا في نيويورك!

كانت التجربة الأولى مع نيويورك في محل الوجبات السريعة الأمريكي الأشهر "ماكدونالدز".. إذا كان للأمريكان مطاعم فول وطعمية فهي ماكدونالدز بلا شك.. أنت في نيويورك حيث أغلى المطاعم، ولن تجد طعامًا رخيصًا سوى في مطاعم الوجبات السريعة.. كما أن الأمر يبدو أكثر سرعة وإنجازًا هنا.. تقف في الطابور كالعادة.. تنتظر قليلاً حتى تصل للكاشير، وتدفع ثمن وجبتك وتستلمها منه في لحظات.. الإقبال كبير والعاملون كثيرون أيضًا.. ثم تأخذ وجبتك، وتصعد للطابق العلوي لتلتهمها وسط العشرات..

على بعد خطوات من "ماكدونالدز" يقع متحف مدام "توسو" الشهير.. لم أكن قد سمعت عنه من قبل، لكن فيما بعد عرفت أنه أشهر متحف شمع في العالم، وله فرع شهير آخر في لندن، أما عما يحتويه فهذه مفاجأة أخرى..

في البداية حاول أن تنسى ثمن التذكرة الباهظ -28 دولارًا بعد التخفيض؛ لأنك تحمل بطاقة جامعية- واصعد معي المصعد لنبدأ اللهو معًا مع مشاهير السياسة والفن والعلوم والرياضة في قلب المتحف.. هناك ستقابل "جون كيندي"، وتصافح "المهاتما غاندي" بل وتعانق "أينشتاين" بنفسه!.. ستلاكم "محمد علي كلاي"، وتأخذ الصور مع "ليوناردو دي كابريو"، وتخطف قبلة من "بريتني سبيرز" وتغافل الحارس لتركل "جورج بوش" أيضًا.. كل هؤلاء وأكثر ستجدهم يستقبلونك بترحاب في هذا المتحف، والفارق أنهم تماثيل من الشمع تبدو حقيقية تمامًا بكل ما تعنيه الكلمة من معان.. هذه التماثيل صنعت بدقة متناهية بأحجام أصحابها الحقيقيين وبصورتهم المحفوظة في أذهاننا بديكوراتها وملابسها تمامًا حتى أنك قد تخدع أصدقاءك بالصور التي قد تلتقطها مع هؤلاء المشاهير.. ستتنقل من قاعة إلى أخرى لتجد المزيد والمزيد من مشاهير العالم.. لم أتعرف على كثيرين منهم وتعرفت على آخرين من الأسماء المكتوبة جوارهم.. رأيت "جراهام بيل"، و"جون ترافولتا"، و"كاسترو"، والأميرة "ديانا" و"أنجلينا جولي" ورائد الفضاء "نيل أرمسترونج".. العربي الوحيد الذي رأيته كان الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" بكوفيته الفلسطينية، وقد وضعوا تمثاله مباشرة جوار تمثال "كاسترو".. كما احتل تمثال الملاكم الأمريكي المسلم "محمد علي كلاي" مكانا بارزا في واحدة من قاعات المتحف، يسمح لك أن تقف في مواجهته وتخوض مباراة مصارعة حامية مع تمثاله الساكن!

هناك أيضا بيت الرعب.. كنت قد جربته مرارا في ملاهي القاهرة، وكل بيوت الرعب تتشابه في سخافتها.. في متحف مدام "توسو" تبدو الوحوش أكثر جنتلة ورومانسية.. تسير وسط الوحوش فيأتيك أحدهم فجأة من حيث لا تدري ليلقي سلاما ويختفي.. وفي النهاية تقف محتارا أي طريق تتخذ فيتفضل أحد الوحوش بكل جنتلة الدنيا مشيرا لك نحو الطريق الصحيح لتواصل جولتك في قاعات المتحف..

في قاعة أخرى يمكنك أن تحقق حلمك وتسمعنا صوتك –كما في برنامج "ستار ميكر".. هناك قاعة أخرى مخصصة للبرنامج الأمريكي فائق الشهرة American Idol الذي خرجت منه برامج ستار ميكر وستار أكاديمي العربية.. تختار أغنية من بين مئات الأغاني الأمريكية وتقف متقمصا دور مغنيك المفضل وبعدها تعلو موسيقى الأغنية وعليك أن تغني معها.. صحيح أنك ترى كلمات الأغنية على شاشة صغيرة أمامك لكنك لا بد أن تؤدي الأغنية كاملة أمام عيون مشاهديك.. رواد المتحف طبعا!

بعد ساعتين من اللف والدوران في قاعات المتحف، كان الوقت قد حان لإلقاء السلام الأخير على "سوبرمان" وتوديع "هيلاري كلنتون" متمنين لها حظا جيدا في انتخابات الرئاسة الأمريكية -كانت الحملة الانتخابية في قمتها حينها- استغرقت جولة المتحف حوالي الساعتين، التقطنا فيها عشرات الصور في محاولة لتخليد ذكري الـ 28 دولارا الذين دفعناهم ثمنا للتذكرة.. وبعدها عدنا من جديد إلى نيويورك!

تسير قليلا ليطالعك مبنى شديد الضخامة تكتشف أنه مقر أشهر صحف العالم (النيويورك تايمز).. من هنا تخرج تلك الصحيفة الأمريكية الضخمة التي أتصفحها كل يوم، بملاحقها اليومية التي لا تقل عن خمسة ملاحق.. و(النيويورك تايمز) ليست مجرد جريدة إنما مؤسسة إعلامية ضخمة، ومبناها لا بد ألا يقل عنها ضخامة أيضا!

ولا يمكنك أن تترك الشارع الثاني والأربعين دون أن تلقي نظرة على أشهر ميدان فيكي يا نيويورك.. اسمه ميدان التايمز.. من نظرة لمدينة نيويورك على جوجل إيرث تدرك أن ميدان التايمز يتوسط المدينة تماما.. من سمعته تتصور أنك ستجد ميدانا عملاقا لم تشهد الحضارة الإنسانية مثله من قبل، وتتخيل أنك لن تحتمل منظره بسهولة وتعد رفاقك أن تتماسك وتحاول أن تتحمل رؤية ناطحات السحاب الشاهقة.. عندما وصلنا ميدان التايمز لم يبد لي ميدانا كالمعنى الذي أعرفه عن ميدان التحرير بحدائقه وزحامه الخانق والفضاء الشاسع الذي يتوسطه.. بدا لي التايمز شارعا كبيرا لكنه برغم كل شيء مجرد شارع.. هناك طبعا طنٌّ من الإعلانات بالغة الضخامة التي تحتل بنايات هائلة، وأمامك عشرات المتاجر الفخمة والعمارات الشهيرة.. يمتد الميدان من غرب الشارع 42 إلى غرب الشارع 47 في قلب مانهاتن بطول الشارع الخامس.. استمد الميدان اسمه من مبني التايمز الذي كان جريدة (النيويورك تايمز) مقرا لها.. يبدو الميدان مزعجا لا بسياراته بل بإعلاناته الضخمة جدًّا.. عندما يأتي المساء تتحول هذه الإعلانات إلى لوحات ضوئية هائلة تتبدل ألوانها وتتنافس على إيذاء عينيك لجذب مزيد من الانتباه إليها.. وبرغم كل شيء لا بد أن تبتسم.. أنت في أشهَر ميادين نيويورك.. أنت في التايمز سكوير!

وإذا كان ميدان التايمز هو قلب مانهاتن فإن الشارع الثاني والأربعين هو قلب نيويورك كلها.. الشارع الذي يخترق جزيرة مانهاتن بالعرض متقاطعا مع شوارعها الطولية الاثني عشر.. يبدأ بضفة النهر الشرقي حيث يقع مبنى مقر الأمم المتحدة في تقاطعه مع الشارع الأول، ويتوسطه تماما ميدان التايمز، ثم ينتهي بتقاطعه مع الشارع الثاني عشر مع ضفة نهر هدسون وهناك تقع تلك المحطة النهرية حيث يكون بوسعك أن تستقل مركبا تجوب به نهر هدسون وتلف به حول جزيرة مانهاتن وترى تمثال الحرية عن قرب.. والخلاصة أنه ما من سائح يأتي لنيويورك دون أن يترك ذكرى هنا أو هناك في مكان ما من الشارع الثاني والأربعين.

Unknown.Soldier
19-07-2008, 05:16
من أمريكا
علاء مصباح


كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة ظهراً بتوقيت نيويورك.. الشوارع مزدحمة بينما أنا وصديقي نركض نازلين من الشارع الثاني والأربعين إلى الشارع الرابع والثلاثين.. بعملية حسابية بسيطة نكتشف أننا ركضنا ثمانية شوارع عرضية في أقل من ثلث ساعة، حيث كنا ملتزمين بالتوقف في إشارة المرور أحيانا.. أقول أحياناً لأن صبري كان ينفد في أحيان أخرى وأعبر الإشارة مترحماً على أيام القاهرة الجميلة.. وأخيراً رأيناها.. الإمبيرستيت!

المبنى الهائل يرتفع عالياً بشكله الشهير جداً.. المبني الذي يعتبرونه ناطحة السحاب الأعلى في نيويورك منذ انهيار برجي مركز التجارة العالمي.. المبنى الذي لا تخلو منه صورة لمدينة نيويورك أو لقطة عابرة للمدينة في أي فيلم أمريكي.. ها هي ذا إمبيرستيت العريقة تنتصب أمامنا بكل هدوء.. فقط بضع خطوات تفصلنا عن الوصول إليها.

ورغم ذلك فهي أصغر مما كنت أظنها كثيراً.. فكرتي عن ناطحات السحاب هي أبراج معدنية هائلة لا ترى لها نهاية فلا يكون باستطاعتك رؤية طوابقها العليا من الأرض.. هذه الفكرة الخيالية تلاشت تماماً عندما رأيت الإمبيرستيت.. ها هي الناطحة الأعلى في مدينة ناطحات السحاب تبدو واضحة كاملة حتى أن صديقي التقط لي صورة بدت هي في خلفيتها كاملة من طابقها الأول حتى طابقها الأخير.. تخيل ذلك!

اقتربنا منها متوقعين أن تبعدنا قوات الحراسة عنها، أو أن نجد سياجاً أمنياً يحيط بها، فلم نجد أي اختلاف يميزها عن أي مبنى آخر في نيويورك.. مجموعة من المتاجر والمطاعم تحتل الطابق الأول المطل على الشارع 34 من الإمبيرستيت.. مطاعم فاخرة تبدو باهظة الثمن.. طبعاً مش في الإمبيرستيت..

ولم نجد مجنداً يبعدنا عن المشي جوارها أو ضابطاً يطلب تفتيش حاجياتنا.. أن تسير ملكاً متوجاً بوسعك دخول المتاجر واقتناء ما تريد منها.. بوسعك دخول المطاعم والتهام ما تشتهيه –بس ادفع بقى يا سيدي.. وبوسعك أيضا الصعود إلى قمة الإمبيرستيت!

ها قد رأيناها.. نعمل إيه بقي يا عم أندرو؟.. سألت صديقي واتفقنا أن نطلع بقى نشوف مركز التجارة العالمي.. وتوقفنا أمام الخريطة الموضوعة في الشارع -وخريطة نيويورك تراها في كل مكان ويحملها المارة في جيوبهم حتي النيويوركيين أنفسهم.. نبحث عن مركز التجارة العالمي فلا نراه.. هذا هو ميدان التايمز ومن هنا ركضنا حتى وصلنا إلى الإمبيرستيت.. ثم قررنا أن نسأل المارة كالمعتاد..

كانت الفتاة التي توقفت لمساعدتنا ظريفة للغاية.. سألتها عن مركز التجارة العالمي فأشارت لنا إلى نقطة خارج الخريطة وقالت إنه أبعد ما يقع في هذه الخريطة.. إنه في الجنوب.. طب نعمل إيه؟.. خدوا المترو.. بدا الطريق طويلاً، فسألناها عما يمكن أن نفعله كسياح في هذه المنطقة.. هنا أشارت إلى الإمبيرستيت وقالت: ممكن تطلعوا فوق!

إيه.. نطلع فوق.. هل حقاً من المسموح الصعود لأعلى الإمبيرستيت؟

***

المنظر من فوق الإمبيرستيت لا يصدق..
تعال أولاً نتفق أن تذكرة صعود الإمبيرستيت تكلفك عشرين دولاراً.. فيما بعد عرفت من أصدقائي هنا أن صعود الإمبيرستيت كان مجانياً، في تلك الأيام الجميلة في عهد ما قبل الحادي عشر من سبتمبر حينما كان كل شيء سهلاً وبسيطاً وكان برجا التجارة العالمي ينافسان الإمبيرستيت بالمطعم الرومانسي المثير في قمتهما والمنظر الأكثر روعة من قمتهما..

في الطابق الأول من الإمبيرستيت يمكنك أن تأخذ صورة تذكارية مع العلم الأمريكي وصورة لناطحة السحاب.. ثم تبدأ رحلة الصعود الصغرى إلى الطابق الثاني –على درجات السلم- حيث تبدأ في التقاط الكثير من المنشورات السياحية عن المدينة، ولابد أن تلتقط الإعلان الشهير للأمبيرستيت -تراه في كل منشور سياحي عن المدنية- يخبرك: "إذا لم تكن قد رأيت نيويورك من فوق الإمبيرستيت، فأنت لم ترها بعد"!

ثم الإجراءات الأمنية.. العبور من بوابة كشف المعادن -لاحظ أننا صعدنا حتى الطابق الثاني دون أي تفتيش- والتقاط الصور لنا كإجراء أمني..يمكنك شراء خريطة للمدينة من أعلى بثمانية دولارات أخرى حتى يمكنك التعرف على معالم المدينة عندما تراها من عل.. طبعاً لم نشتر شيئاً؛ لأننا لا نعرف شيئاً عن معالمها هذه فلن يفيدنا أن نعرف أن هذا هو كوبري بروكلين من أعلى لأننا لم نكن قد رأيناه بعد أصلاً من أسفل!

وأخيرا وصلنا إلى المصعد.. الزحام الشديد يجعلك تنتظر على أحر من الجمر بضع دقائق.. وأينما وجد الزحام وجدت الطوابير.. ثم تركب المصعد الأسطوري الذي ينقلك من الطابق الثالث إلى الطابق الثمانين في ثوان.. على اللوحة الضوئية للمصعد تتوالى أرقام الطوابق عشراً بعشر.. تشعر بالضغط ينخفض فجأة.. وينفتح بابا المصعد لتجد نفسك في الطابق الثمانين من الإمبيرستيت.. هكذا في أقل من دقيقة!

مهلاً يا صديقي.. لم نصل بعد للقمة.. تسير قليلاً حتى المصعد التالي الذي ينقلك من الطابق الثمانين إلى الطابق الرابع والثمانين.. للأسف بدا المصعد مثيراً للملل.. هذا المصعد عادي جداً يعد الطوابق واحداً واحداً، حتى أنني ظننت أن الوقت الذي استغرقه المصعد الأول للصعود بنا إلى الطابق الثمانين أقل نوعاً من الوقت الذي استغرقه المصعد الثاني.. وانفتح بابا المصعد الثاني لنركض مع السياح إلى ممر الخروج إلى القمة.. خرجنا إلى قاعة مكيفة كبيرة زجاجية تطل بك على مدينة نيويورك.. تفتح الأبواب الزجاجية وتخرج إلى الممر الذي يلف قمة الإمبيرستيت لترى المدينة مباشرة تمتد أمامك من الجهات الأربع.. يمكنك وقتها أن تنسى تماماً أن الجو بارد جدا، حتى أن درجة الحرارة لابد وأنها تقارب الصفر، لتركز فقط في الاستمتاع بالمنظر الذي لا يوصف..

والآن اترك لخيالك العنان وتصور معي المنظر الخلاب.. أنت في أعلى قمة في مدينة نيويورك.. من حولك تتراص ناطحات السحاب والمباني العملاقة كعلب الكبريت.. السيارات تسير في الشارع كالنمل.. المدينة تبدو أمامك كأنك تراها من طائرة.. الناطحات.. البحر.. الكباري.. كل شيء يبدو واضحاً.. كل شيء.. كل شيء..

هناك أيضاً مناظير مقربة كثيرة يمكنك استعمال الواحد منها بخمسين سنتاً، تضعها في فجوة المنظار لتفتح عدسته دقيقة واحدة فحسب يمكنك خلالها توجيهه أينما تشاء لتري شيئا من المدينة عن قرب.. ويمكنك استخدامه لرؤية تمثال الحرية الذي يبدو صغيراً جداً جداً من بعيد يحتل مقدمة جزيرته الصغيرة في وسط النهر..

ثمة شعور قوي يتغلب عليك بأنك في أعلى مكان في العالم.. كل نيويورك تمتد أمامك في كل اتجاه.. أعلى ناطحة سحاب تراها تشعر بأنها قزم ضئيل إلى جوار الأم الكبري الإمبيرستيت.. أنت على قمة العالم.. كل شيء صنعه الإنسان أو بناه يتضاءل كثيراً من فوق الإمبيرستيت.. ها هي ذي أشهر وأكبر وأغنى وأهم مدينة في العالم تمتد أمامك في كل الاتجاهات خاضعة لمرمى بصرك وعدسة كاميرتك أو عدسة المقرب.. والناس من حولك مبهورون بالمدينة المجنونة..

السياح متزاحمون حول السور العالي يتفرجون على نيويورك من وراء القضبان الحديدية المتينة.. ربما وضعوها حتى لا يفكر أحد مجانين الشهرة بالقفز من فوق الإمبيرستيت طموحاً في نيل شهرة هائلة من تناقل وكالات الأنباء لخبر انتحاره من أعلى مكان في أمريكا.. الفكرة نفسها راقت لي كثيراً، لكن منعني من تنفيذها شيئان.. أنا لا أفكر في الانتحار حالياً، فضلاً عن أن الأمر مستحيل لأن القضبان الحديدية لا تترك بينها فراغاً كافياً سوى ليديك كي تمر من بينها.. وفعلا كنت أمرر يدي بالكاميرا لألتقط عشرات الصور للشوارع و المباني..

ولا تندهش حينما ترى عاشقان يتبادلان القبلات أينما ذهبت في أمريكا.. فطبيعي جداً مشاهد القبلات الحارة التي تراها فوق قمة الإمبيرستيت.. اثنان واقفان يعيشان دور بطلي التيتانيك متجاهلين المنظر الرائع تماماً.. الحب فوق قمة الإمبيرستيت.. يبدو عنواناً مناسبا لفيلم هوليودي جديد!

كما أنني رأيت فتاة محجبة واقفة جواري.. حاولت التعرف عليها كما يفعل الكثيرون مع زميلتنا المحجبة كلما تجولت في مكان.. قلت عبارة التعارف الأولى الشهيرة بين المسلمين: "السلام عليكم".. بدت في البداية لم تسمعني فلما كررتها بصوت أعلى ردت السلام ونظرت لي بشك.. ثم تركتني ومشت.. يبدو أنها خافت!

كانت الساعة تقترب من الرابعة والنصف عصراً وقد بدأت الشمس تفكر في الغروب.. اقترحت أن نبقى لمشاهدة مشهد الغروب الرائع فوق مدينة نيويورك كي ألتقط المزيد والمزيد من الصور، لكن معني ذلك أن نضيع باقي اليوم فوق الإمبيرستيت..

وهكذا توجهنا إلى المخرج.. المصعد من جديد.. ونزلنا من الطابق الرابع والثمانين إلى الطابق الثمانين إلى الطابق الأول إلى الشارع 34 في قلب مانهاتن، غير مصدقين أننا كنا منذ لحظات فوق ناطحة السحاب الأعلى في نيويورك.. يبدو الأمر خيالاً لكن الصور التي التقطناها أقنعتنا أنه حدث بالفعل!

Unknown.Soldier
20-07-2008, 21:45
نيويورك
علاء مصباح


من قال إن المترو في نيويورك أفضل كثيرا عنه في مصر؟.. لم تبدُ محطة المترو التي دخلناها نظيفة بما فيه الكفاية، كما أننا لم نجد موظفا واحدا نسأله عن كيفية استعمال وسيلة المواصلات هذه التي يسمونها هنا القطار The train..

وهكذا فعلنا الشيء الذي نفعله منذ أتينا إلى نيويورك.. نسأل المارة!

وفعل الرجل الذي سألناه ما يفعله أي نيويوركي أصيل.. أخرج من جيبه خريطة المدينة -الكل يحمل الخريطة ربما ليرشد السياح الضالين مثلنا- وبدأ الشرح المعتاد: نحن هنا.. مركز التجارة العالمي هناك.. أمامك عشر محطات.. خذ القطار الذي يحمل الرمز R..

طب نجيب التذكرة منين؟.. ما هو مفيش موظفين يبيعونها..

الحل العبقري هو تلك الماكينة التي تشبه ماكينات الصرف البنكية.. تشتري منها تذكرة المترو بدولارين، وتضع لها الدولارين من فجوتها الصغيرة لتلتهمهما الألة في شغف، ثم تعطيك التذكرة.. الأمر أبطأ كثيرا منه في حالة وجود موظف يأخذ منك الجنية ويعطيك التذكرة كما هو الحال في القاهرة.. بس الميزة هنا هو لو إنت مكنش معاك فكة مش هستنتى كتير.. الماكينة دائما معاها فكة!

وأخيرا المترو.. لا بد أولا أن تميز أنه المترو R وليسW..

نفس النفق يمر فيه أكثر من خط مترو ينقلك لأماكن مختلفة من المدينة.. انتظرنا قليلا نتأمل ذلك الرجل الذي يعزف لحنا غريبا على آلة موسيقية لا أعرفها.. جالس على مقعد الانتظار واضعا قبعة جواره يضع له فيها رواد المترو بعض العملات المعدنية.. نوع حضاري من التسول لا تطارده الشرطة ولا يشمئز منه المارة!

لم يكن قطار المترو مزدحما، واستطعنا أن نجلس بسهولة.. لم نجد خريطة لمحطات المترو كما هو في حال في مترو القاهرة.. فقط شاشة كبيرة تكتب فوقها اسم المحطة، وصوت السائق يذكر اسم المحطة في كل مرة.. من جديد نقابل رجلا آخر يقف في منتصف العربة يعزف بعضا من الموسيقى الكلاسيكية الغربية على آلته، ثم يرفع قبعته ويقلبها ويمر على الجالسين في العربة منتظرا منك أن تظهر إعجابك بموسيقاه وتمنحه ربع دولار أو حتى سنتا.. نوع آخر من التسول على الطريقة النيويوركية!

في محطة سيتي هول نزلنا.. حينما خرجنا إلى الشارع كان الليل قد أرخى ستائره فوق المدينة التي لا تنام، فبدأت الأنوار تنتشر أمامنا، وجاء الهواء باردا منعشا فيما هدأ الزحام كثيرا.. كيف نصل الآن إلى هدفنا؟.. نسأل طبعاً!

مرشدنا هذه المرة كان شابا أسود متحمسا تطوع أن يأخذنا في طريقه.. عرف أننا من مصر، فقال إنه من كوت ديفوار.. وأمريكا هي بلد كل الجنسيات.. كان ذلك الثاني من فبراير وكانت بطولة الأمم الأفريقية في أوجها.. أخبرنا أنه يتابع المباريات في مقهى في بروكلين -ونادرا ما تجد هذه المباريات مذاعة في الأماكن العامة هنا- ودعانا للحضور لمشاهدتها معه.. ثم توعّدنا بالويل إذا لاقت بلاده مصر مرة أخرى.. بعد يومين هزمت كوت ديفوار غينيا بخماسية نظيفة، وهزمت مصر بدورها أنجولا بهدفين مقابل هدف، والتقت مصر وكوت ديفوار في مباراة قبل النهائي.. وطحنّاهم 4 - 1 في مباراة تاريخية!

وبعد لحظات تركنا الكوت ديفواري أمام مركز التجارة العالمي.. جروند زيرو كما يسميه الأمريكيون أو الورلد تريد سنتر كما يعرفه العالم أجمع.

لم يكن هنالك شيء سوى الفراغ.. هنا كانت أطول ناطحات السحاب في نيويورك -مائة وعشر طابقاً- هنا كان مركز التجارة العالمي الشهير.. وهنا وقعت أشهر عملية إرهابية في التاريخ.. ومن هنا بدأ التاريخ أولى صفحات الحرب الشهيرة على الإرهاب.. من هنا بدأت كل سيناريوهات الحرب على أفغانستان والعراق.. من هنا فقدت أمريكا كرامتها، ومن هنا شوّه الإرهابيون صورة الإسلام، ومن هنا تغير العالم.

ثمة سور ضخم يحيط بالمنطقة التي كان البرجان يحتلانها يوما ما.. من وراء السور تبدو آلات البناء عاكفة على العمل بنشاط وحماس كبيرين.. إنهم يعيدون البناء من جديد.. من بين الأسلاك المعدنية للسور المحيط يمكنك أن ترى آلات البناء العملاقة والعمال.. يمكنك أن تقف وتلتقط الصور.. الكثير من الصور..

لم تكن تلك الزيارة الليلية كافية لمن في مثل فضولي.. كنت بحاجة لأن أتأمل المنطقة من جديد.. وبعد أربعة أشهر جئت وحدي كي أرى المنطقة في ضوء النهار..

على بعد خطوات من مركز التجارة العالمي يقع متحفه التذكاري.. في مبنى مقابل يقع المتحف الصغير جدا الذي يبدو أن السلطات الأمريكية تمكنت بصعوبة من إيجاد مكان لمتحف في هذه المنطقة الحيوية من المدينة.. التذكرة عشرة دولارات.. لا مانع أبدا من اصطحاب الكاميرا الخاصة بك.. والآن خذ نفسا عميقا وادخل معنا لتتذكر الجرح العميق الذي لن يلتئم أبدا في جسد العم سام.

في المدخل الضيق يقابلك نموذجان أبيضان لبرجي مركز التجارة.. تجد نفسك واقفا على أرضية رسمت عليها أسماء الشوارع التي تحيط بمركز التجارة مثل شارع الحرية وشارع الكنيسة.. خلف البرجين خلفية رائعة لمدينة نيويورك كما كانت تبدو خلف برجي التجارة.. وأمامك شاشة كبيرة تذيع فيلما تسجيليا قصيرا عن مأساة الحادي عشر من سبتمبر.. تبدأ بقصة البرجين.. منذ قرر الأمريكان بناءهما ليكونا تحفة معمارية ليس لها مثيل يصنعان بها رمزا حضاريا لأمريكا، يقف جنبا إلى جنب مع تمثال الحرية والإمبيرستيت.. ويمضي الفيلم واصفا ساعات العمل في مركز التجارة.. متجولا بك بين طوابقه.. بين شهادات الناجين.. بين ذكرياتهم في العمل.. يحكي لك الاختلاف الشديد بين ماهية العاملين فيه من مختلف الجنسيات والأديان والأعراق.. ينقلك إلى أجمل الذكريات في حياة هؤلاء العشاق الذين عاشوا أجمل لقاءاتهم العاطفية في ذلك المطعم الساحر في قمة البرجين.. يقدم لك قصة طفل كانت أمه تنصحه بالاسترشاد بالمبنى الهائل حتى لا يضل طريقه أثناء عودته من مدرسته إلى منزله.. حينما سقط البرجان احتارت الأم.. هل سيضل ابنها طريقه بعدها؟

وفي قاعة أخرى قائمة عملاقة بأسماء الضحايا.. وقائمة أخرى بأسماء رجال الإنقاذ الذين ضحوا بحياتهم يوم الحادي عشر من سبتمبر.. وعلى حائط أبيض آخر مئات الصور.. صور الضحايا.. أقاربهم.. صورهم مع أهليهم.. مع أبنائهم.. يبدو المشهد مؤثرا جدا فقط لو تخيلت أن كل هؤلاء الذين تراهم يبتسمون ويضحكون أمامك في الصور قد لقوا مصرعهم جميعا معاً مع انهيار البرجين.

في الطابق تحت الأرضي -المتحف صغير كما قلنا- تتاح لك الفرصة كي تكتب شيئا تعزي فيه الضحايا، وتطّلع على ما كتبه الآخرون.. ترى رسومات الأطفال وعزاءهم.. ترى كلمة السلام قد خطت وسط رسوماتهم.. كلمة سلام باللغة العربية قد وضعت جنبا إلى جنب إلى مثيلتها الإنجليزية.. الشيء المهم هنا والذي أثار إعجابي بشدة أن المتحف لم يذكر حرفا عن المتهمين بارتكاب الأحداث الإرهابية.. لم يضع صورة "أسامة بن لادن" أو "الظواهري"، ولم يدِنِ الإسلام في شيء.. فقط اكتفت الرسومات كلها بالدعوة للسلام..

في النهاية أمسكْتُ بالقلم وتوجهتُ لصندوق المساهمات التي يتركها زوار المتحف -والتي قد تحظى بفرصة العرض فيما بعد.. التقطت ورقة وكتبت بالعربية والإنجليزية: [الإسلام هو السلام].. ثم ثنيتها وألقيتها في الصندوق لعلها تحظى بفرصة العرض يوما ما.. ربما..

Unknown.Soldier
23-07-2008, 11:00
أنيس منصور

أخيرا وبعد عشرين ثلاثين سنة ظهر رجل هو الأستاذ جمال زايدة يقول كلاما عاقلا وطنيا‏..‏ فقد أغضبه ما عرف من أن وزير الأوقاف ورئيس جامعة الأزهر قد جمعهما سفير مصر في باريس مع حاخام اليهود‏..‏ فغطيا أيديهما وأخفياها في جيوبهما حتي لا يصافحاه‏..‏ لماذا؟ لأنهما لا يريدان أن يتحدثا إلي الآخرين‏..‏ لأن الإسلام الحنيف يحرم الحوار الذي أحله الرسول الكريم‏..‏ فقد حاور اليهود وصالحهم وتزوج إحدي نسائهم السيدة صفية‏..‏ ويقال والسيدة ريحانة التي لم ترتد عن دينها ثم أسلمت بعد ذلك‏..‏ واتهموا د‏.‏ زقزوق بأن زوجته يهودية‏!‏

وتذكرت أن تحية كاريوكا قالت في أول عدد لجريدة الأخبار إنها بصقت في وجه سوزان هيوارد لأنها يهودية‏..‏ وقالت‏:‏ إن يحيي حقي زوجته يهودية‏..‏ لأنه فرض علي الراقصات زيا محتشما‏!‏

وليس صحيحا ما قالته كاريوكا‏..‏ ولكنها ادعت شيئا‏..‏ أما وزير أوقافنا والوفد الرسمي فكأنهم لا عبروا بحرا ولا طارا‏..‏ ولا قالوا ولا أعرف لماذا عادوا‏..‏

وأذكر أن سفيرنا أحمد ماهر دعاني إلي عشاء وسألني من تريد أن تري قلت حاخام اليهود وسفير إسرائيل الذي كان أول سفير لها في مصر بن اليسار‏..‏ وتعاتبنا وقلت للسفير إن زوجتك شتمتني في مذكراتها‏..‏ ثم قلت له إن كارمن فاينتشين رئيسة الطائفة في مصر نفت ما قيل عن زوجتك‏..‏ وضحكنا‏..‏ وكان الحاخام أقلنا كلاما وأكثرنا إنصاتا‏..‏ وكان ـ هناك ـ جاهزا لأي كلام‏..‏ وكان من واجب السفير أن يأتي بعلية القوم‏..‏ وأن نتكلم ونتفاهم‏..‏ بمنتهي الصراحة أضم صوتي إلي جمال زايدة‏..‏ وأخفي وجهي في خجلي في عاري علي العقلاء من علمائنا‏!

Unknown.Soldier
23-07-2008, 11:17
شريف الدواخلي


"انظر خلفك" ...وبمجرد أن تستدير تجد عبارة أخرى تقول لك "بتبص على إيه يا ابن....." لعله فخ وقع فيه معظمنا عندما كان يرتاد أحد الحمامات العامة في الميادين وربما حمامات المساجد أو المصالح الحكومية، ولكن الجديد أن العبارات التي تكتب في الحمامات لم تصبح مجرد بذاءات لسان فحسب وإنما تعدت ذلك لتصل إلى الهجوم على الحكومة بأحط الألفاظ وكأن من يدخل يفرغ شحنات بداخله ربما ينفجر إن لم يخرجها.

والحقيقة أن الكتابة على جدران الحمامات عمرها 2000 عام على الأقل كما تؤكد الشواهد التي تم جمعها من الحفريات التاريخية حيث قام الباحث الأمريكي الآن ووكر بأول دراسة استطلاعية حول ما يكتب على الجدران ووجد أن العبارات التي تكتب حديثا لا تختلف عما يكتب منذ ألفي عام.

الظاهرة نفسها تجاوزت مرحلة تشويه بعض الناس إلى الخوض في أدق الخصوصيات التي تجرم قانوناً، كما أخذت شكلاً آخر بمحاولة البعض -كما يتصور- بتخليد ذكرى حبه مع حبيبته فيكتب اسمه واسمها في قلب وكأن هذا المكان سيشهد قصة حبهما الشريفة الخالدة، ولكن يبقى أن الأخطر هو ما يقوم به البعض من كتابة معلومات دقيقة ربما تكون مضللة في بعض الأحيان تتعلق بشخصيات معروفة حيث يتم توجيه النقد الحاد لشخصها قبل سياستها وكأنه نوع من الكبت الذي يخرج بأسوأ صورة.

"هند محسن" معدة برامج تقول بصراحة أنا كتبت مرة واحدة على باب الحمام في الكلية لما كنت في جامعة القاهرة بعض الكلمات غير اللائقة في لحظة عصبية في حق الدكتور الذي قام بطردي من المحاضرة وأكدت أن الظاهرة منتشرة بشكل كبير إلا أنها لم تنف أن ذلك ينم عن شخصية ضعيفة.

ورفض "سيد حسن" مهندس الأمر برمته وقال "إيه الناس دي" أنا لا يمكن أعمل كده أبدا، أنا لو عاوز أقول لحد حاجة بأقولهاله في وشه، إنما لما أقول الحاجة في الحمام هاستفيد إيه، أكيد اللي بيعمل كده شخص مريض أصلاً.

وأوضح "محسن شلبي" محاسب أن الضغوط التي تقع على الشخص غالبا ما تكون السبب في إقدامه على مثل هذه الأفعال غير الطبيعية، لأنه وقتها لا يكون في حالته المعتادة، ولكن أكد أنه لم يقم بهذا الأمر طوال حياته.

وتلفت "نهاد سيد" مبرمجة أن غياب الوازع الديني هو السبب في هذا الانفلات الأخلاقي الذي نراه في الحمامات العامة من "السيدات والرجال" فكل ما يكتب "حرام" وفيه تجاوزات شرعية كثيرة.

الدكتور "محمد المهدي" أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أكد أن انتشار الكتابة على جدارن الحمام بشكل "مرضي" يرجع لكون الحمام بات "أضمن" مكان للحرية المطلقة ودوماً ما يتم التعبير فيه عن مشاعر "الجنس والعدوان" وخصوصاً النقد السياسي نظراً لتوافر خاصية "اللاإسمية"- أي أن الشخص لا يكتب اسمه مع تعليقه الجارح-.

من جهة أخرى فهناك بعض المرضى يعانون مما يسمى "عشق الفحش" في الأماكن التي يغلب فيها وجود مناظر أو روائح كريهة بما ينعش لديهم نوعا من الإبداع وفق تصوره يخرج في صورة كتابات وذلك بسبب إغلاق منافذ الحرية في مصر.

وأضاف لـ"بص وطل" أن هذا الأمر يتسق مع البسطاء وذوي الثقافة المحدودة الذين لا توجد لديهم أدوات للتعبير الاجتماعي أو العاطفي أو السياسي. ويكون التعبير غالبا صريحا وفجاً في أكثر الأحيان لإخراج شحنات الطاقة الكامنة والتنفيس عن الغضب والشهوة، وذلك لسهولة دخول الحمام، وقيام الكثيرين باستخدامها باعتبارها مكانا عاما غير مكلف.

"ممدوح نخلة" رئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان قال إن ثقافة الكتابة على الحائط منتشرة وشائعة غالبا عند المراهقين والشباب الصغار بالعموم وغير الناضجين فكريا مشيرا إلى أن العبارات التي تكتب غير مباح التعبير عنها خارج هذا النطاق فيكتبون في الغالب كلاما غير أخلاقي ومرفوضا اجتماعيا.وفي رأيه فإن هذا الأمر يعكس سلبية في الشخصية المصرية التي لا تستطيع أن تواجه مشاكلها فيتصور أن مجرد "التنفيس كاف لعلاج الأزمة".

Unknown.Soldier
26-07-2008, 19:13
من أمريكا
علاء مصباح


كنا نتضور جوعا بينما الساعة تقترب من السابعة مساء موعدنا مع الحافلة.. ركضت مع صديقي من مخرج محطة المترو محاولين الوصول إلى المكان الذي وقفت فيه الحافلة صباحا..هنا رأيت تلك العربة الصغيرة متوقفة على جانب الطريق في قلب الشارع الرئيسي القريب جدا من ميدان التايمز في قلب مانهاتن.. خلف العربة وقفت امرأة محجبة يبدو أنها طبعا مسلمة..اتجهت أنا وصديقي نحو العربة نرى ماذا تبيع..

ويبدو أنني تبادلت مع صديقي عبارة أو اثنتين بالعربية فإذا بالمرأة تنظر لنا بإمعان ثم تصيح مبتسمة: ازيكم؟..هكذا بلهجة مصرية خالصة..تهللت أساريري على الفور وسألتها: أنتِ مصرية؟..أجابت:من شبرا.. بقالي هنا خمس سنين!

كانت تبيع دجاجا وكبدة على العربة..كنت مبهورا لأنها المرة الأولى التي أرى فيها عربة لحم حلال تجوب شوارع أكبر مدينة في العالم هكذا بكل بساطة..كنا في الشارع الثاني والأربعين أبرز وأهم شوارع نيويورك.. وكان المارة يقبلون على العربة ويطلبون شطيرة دجاج أو سندوتش هوت دوج.. لا تنس أن المطاعم في نيويورك باهظة الثمن.. عربات الطعام هي الأرخص ويلجأ لها معظم قاطني المدينة..

كنت قد أخذت منها شيئا يشبه السميط لا أدري كنهه بالضبط لكنه بدا لذيذا، فيما طلب صديقي سندوتش دجاج، وراحت المرأة تتحدث إلينا بشغف وسط تلبيتها لطلبات المارة الأمريكان..كانت تبدو متحمسة جدا، وهي تسأل من يتوقفون أمام عربتها: أي خدمة يا سيدي؟..ثم تلتفت لزبون آخر وتطلب منه تسعة دولارات ثمنا لسندوتش الكباب..ثم التفتت تجاهي أنا وصديقي وقالت:أنتم وش السعد عليٌ..من الصبح بلف وأول ما شفتكم الزباين كتروا كده!

ويظهر أننا كنا وش السعد حقا..فجأة أقبلت سيارة شرطة ضخمة وتوقفت إلى جوار الرصيف مباشرة..من نافذة السيارة طل وجه شرطية أمريكية تبتستم في شراسة وهي ترمق العربة الصغيرة..هنا أصيبت المرأة بالذعر، وراحت تصيح وهي تلملم أشياءها وتبدأ في دفع العربة:استر يا رب..استر يا رب..

والحمد لله مر الموقف بسلام بعد أن استطاعت المرأة الهرب بعربتها إلى شارع جانبي، وواصلت سيارة الشرطة طريقها بسلام..تنهدت المرأة حامدة لله، والتفتت إلينا من جديد..طلبت مني دولارا ثمنا لما أخذته وأخذت من صديقي دولارين وأعطته السندوتش..هنا فوجئنا بأمريكي أشقر يحمل كاميرا من طراز المحترفين، وينقض بلا حياء على العربة بادئا التصوير.. نظرت له المرأة وقالت: وده جه منين ده.. هو أنا ناقصاه كمان.. هنا سألها الفتى بحماس وهو يواصل التقاط الصور بكل قلة الذوق اللي في الدنيا: ما هذا الذي تبيعينه؟..

وأخيرا تركتها أنا وصديقي وانطلقنا نركض أمام السيارات كالعادة خارقين إشارة المرور للحاق بالحافلة..إنها السابعة مساء!

***

وعربات اللحم الحلال تقابلها أينما ذهبت في نيويورك..ومعها تقابل عربا وهنودا وباكستانيين وأجناسا أخرى.. لا تعتقد أن كونها تحمل اسم "لحم حلال" أنها تقتصر على المسلمين فحسب الباحثين عن دجاج ذبح وفقا للشريعة الإسلامية..كلا بالطبع.. مثل هذه العربات ملجأ كل جائع يبحث عن طعام زهيد الثمن نسبيا مقارنة بأسعار المطاعم..وقائمة الطعام لا تقتصر أبدا على اللحم الحلال بل عادة ما تقدم أنواعا مختلفة من الطعام، ودائما تحتوي على فلافل باعتبارها أشهر ما يأكله سكان الشرق الأوسط ويعرفه الأمريكان..والفلافل هنا بالدولار وليست رخيصة جدا كما قد تتصور، فلا يقل ثمن سندوتش الفلافل عن ثلاثة دولارات..والفلافل أيضا طعمها مختلف..

عادة ما تتخذ هذه العربات أماكن ثابتة في ركن جانبي من تقاطعات الطرق.. وأحيانا تجدها على جانب شارع رئيسي..في الحارة الثانية من نيويورك على بعد خطوات من مبنى الأمم المتحدة في منطقة حيوية تمتلئ بالسفارات الأجنبية عادة ما تقف عربة لحم حلال ضخمة خط عليها بحروف كبيرة "بسم الله الرحمن الرحيم" بالعربية ثم كلمتي لحم حلال بالإنجليزية.. وقائمة الطعام مطبوعة على جدران العربة وكلها لا تزيد عن خمسة دولارات..إلى جوار اللحم الحلال لا بد من الفلافل..أرز بفلافل..فلافل باللحم..فلافل بأي حاجة والسعر خمسة دولارات..الفلافل هنا – كما قلت مسبقا - باهظة الثمن حقا!

ولا عجب أن تجد من يعمل في هذه العربات عربا أو مصريين..ولكل مصري قصة..وكل قصة تبدأ في مصر وتنتهي هنا في شوارع نيويورك..والظروف وحدها قد تسهل لك سماع حكايته وأن تقف تتسامر معه قليلا..أمام محطة القطار بينستيشن الشهيرة قابلت مصريا اشتريت منه سندوتش فلافل فحسب بثلاثة دولارات –قال إنه أكرمني لأنني مصري مثله..كان من كفر الشيخ ولم يتحدث معي كثيرا.

في مرة أخرى سمعت الواقف على عربة لحم حلال في شارع جانبي قرب ميدان التايمز يسمع أغاني ظننت أنها عربية..كانت ليلة من ليالي مايو، ورغم ذلك كانت السماء تمطر بشدة..اقتربت أكثر فميزت صوت محمد حماقي..اقتربت أكثر فأكثر لأتبين شابا عربيا في العشرينيات يقف يبيع الفلافل للمارة..اتجهت إليه وطلبت بحذر - بإنجليزية أصررت أن تحمل لكنة مصرية – سندوتش فلافل..نظر لي بإمعان وسألني بالمصرية: وحشاك الفلافل؟..وتحول الحديث إلى العربية..قال إنه من كفر الدوار. أصلا من كفر الدوار..خريج سياحة وفنادق، لكن حلمه الدائم كان كلية صيدلة..نصف درجة فحسب نقلته من الصيدلة إلى الفندقة..حصل على شهادته وقضى عامين عاطلا ثم قرر ذات ليلة كان جالسا فيها مع أصدقائه في السايبر أن يقدم للحصول على الجرين كارد – البطاقات الخضراء للهجرة لأمريكا..ملأ الاستمارة على الإنترنت ونسي الأمر..بعد أشهر كانت معه الجرين كارد وتذكرة السفر لأمريكا وأوراق يبدأ بها حياة جديدة في أرض الفرص..ودع أهله منذ ثلاث سنوات وجاء لنيويورك ليكتب شهادة ميلاد جديدة له..

وتوقف الفتى ليناولني واحدة من أقراص الفلافل التي طهاها توا..سألني عن رأيي فقلت حلوة بس بتاعة مصر أحلى..قال طبعا..هم هنا يبتاعون هذه الأقراص جاهزة من محلات السوبر ماركت الكبرى في كوينز أو بروكلين حيث تتواجد الأطعمة العربية ثم يقلونها فحسب..وسألني عما أفعله هنا فقلت الدراسة..عرض علي أن يقدم لي فرصة عمل، فشكرته..

هنا شرد الفتى للحظات وقدم لي خبرته..في مصر مهما اشتغلت مش هتعمل حاجة وهتاخد على دماغك..هنا بتتعب وتشتغل وتجيب فلوس كويسة..وأهم حاجة هنا بتشتغل بكرامتك!

للأسف هذا ليس رأيه وحده..هذا رأي آلاف المصريين المغتربين في أمريكا..وملايين غيرهم مغتربين حول العالم..وملايين أخرى يلهثون خلف جرين كارد أو تأشيرة هجرة لكندا أو حتى فيزا عمل لدولة عربية تمتلئ بهم قرى مصر وأقاليمها ومدنها..

وبدأ الفتى يعد لي شطيرة الفلافل واضعا الصوص والزيتون الأسود والخضار عليها كما يعدها لزبائنه الأمريكان..سألني عن رأيي في الحياة في أمريكا..قلت كويسة.. انطلق ليعدد مزايا الحياة هنا..واخدين حقنا زي أي حد تاني..معايا جرين كارد وقاعد هنا بقالي تلات سنين..كمان سنتين هاخد الجنسية وأبقى زيي زي أي أمريكاني هنا.

وناولني شطيرة الفلافل فأنقدته ورقة بخمسة دولارات..رفض في البداية لأنني مصري مثله لكنني أصررت..أخذ ثلاثة دولارات وقال لي قبل أن أتركه: أنا هنا كل ليلة من سبعة بالليل لسبعة الصبح..لو احتجت حاجة ابقى عدي عليا..وخلي بالك من نفسك يا عم...أنت قلت لي اسمك إيه؟

وتركته وحده وسط الأمطار لأواصل طريقي تجاه الفندق،وأنا أسترجع كل كلمة سمعتها منه محاولا تفهم هذا الحلم الجميل الذي يعيشه مئات الآلاف في مصر يقدمون للحصول على الجرين كارد سنويا.. تصور هذا..جرين كارد وتذكرة سفر وأوراق تكتب بها شهادة ميلاد جديدة في أرض الأحلام..تمضي خمس سنوات بالطول أو بالعرض ثم تصير أمريكيا بصفة رسمية بعد أن تحصل على الجنسية..وحينها تكون قد صرت أمريكيا من أصل مصري..الجنسية أمريكي والأصل مصري.. فقط الأصل!

Unknown.Soldier
27-07-2008, 12:52
نانسي حبيب


أصابتني في الفترة الأخيرة حالة من الاندهاش والانفهاش جعلتني أشعر بأني إما غبية وإما غبية أو أنني من مواليد القرن الثامن عشر وأتيت فلتة مثلما جاء "حرفوش بن برقوق" في فيلم (رسالة إلى الوالي)!

جزء من حالة الانفهاش هذه أصابني من قراءة بعض التعليقات على "بص وطل" فمثلا في أحد الموضوعات المتعلقة بالعنوسة رأى البعض أن أي امرأة ترفض الزواج من أي شخص يتقدم لخطبتها لسبب غير شرعي تستاهل اللي يجرى لها وتستحق أن ينظر لها المجتمع نظرة مش كويسة، وأخذت التعليقات تكيل الاتهامات حتى تصورت أنهم سيقتلون من ترفض الشخص الذي يتعطف ويتكرم ويطلب يدها! كذلك بعض التعليقات التي يرفض أصحابها عمل المرأة؛ لأنه حرام، ولأنه سيجعلها تختلط بالرجال وهو أمر جعلني أتساءل جديا عن العام الذي نعيش فيه!

صحيح أن هناك بعض الأشخاص يفكّرون بطريقة معينة، وأن مصر توجد بها طبقات متباينة من حيث المستوى الاجتماعي والتعليمي والثقافي وهو أمر كفيل بتباين وجهات النظر وطرق التفكير بين الأشخاص، لكني -كأيّ غرّ ساذج- كنت أعتقد أن هناك ثوابت لا يوجد فيها قولان مثلا أن مشاكل مصر كثيرة منها البطالة وغلاء الأسعار والتعليم لكني اكتشفت فجأة جهلي بأزمة حقيقية تعاني منها الفتيات تمثل في الإجابة على سؤال مهم: هل زواج "تامر حسني" شائعة أم حقيقة؟!

إلا أن كل ما سبق لم يكن كفيلا بالقضاء عليّ نهائيا حتى توقفت مؤخرا أمام حالتين غاية في الغرابة وأكبر دليل على مدى ثقافة وفكر الشباب في العالم العربي كله الذي يقولون عنه إنه مستقبل هذا الوطن.. تعالوا بقى نبص على المستقبل..

الحالة الأولى تتمثل في "مهند"، -أسمع التنهّدات من الآن- وأنا لا أعترض على أن البعض يعشق هذا المسلسل التركي (نور) ويتابعه باهتمام ويعجب بأبطاله "نور" و"مهند" لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد تراوحت ردود الأفعال.. بعض الرجال اتهموا النساء بالانحلال الأخلاقي لإعجابهن بهذا الـ"مهند" متسائلين: كيف لامرأة أن تنظر لرجل وتعجب به! وكأنهم نسوا كيف ينظرون هم أنفسهم لـ"شاكيرا" أو "هيفاء وهبي"! ثم إن الإعجاب نفسه شيء عادي لو اقتصر على الإعجاب فقط ولم يتحول إلى فوبيا جعلت امرأة تضع صورة "مهند" على تليفونها المحمول وثانية تطلب من زوجها أن يقبلها مثلما يقبل "مهند" "نور"، وثالثة تعطي زوجها مهلة إن لم يحسن معاملتها كما يعامل "مهند" زوجته فستتركه! وانظر معي للدول العربية..

في اليمن ازدادت حالات الطلاق بسبب شعور الأزواج بالغيرة من بطل المسلسل "مهند" الذي يتميز بالوسامة والأناقة وملاطفة النساء كما أن الزوجات أصبحن يهملن أزواجهن ويرفضن تلبية طلباتهم وقت المسلسل! أما في البحرين فقد منحت فتاة بحرينية زوجها الذي لم تزفّ إليه بعد أسبوعاً واحداً فقط ليغير ملابسه وتسريحة شعره وسلوكه ليصبح نسخة طبق الأصل في الشكل والتصرفات من "مهند" أو يطلقها فما كان من الزوج إلا أن طلّقها! أما في السعودية وأثناء حضور عزاء فاجأت سيدة الحاضرين بسؤالها عن مكان التليفزيون حتى تتمكن من متابعة حلقة المسلسل! كما طلق رجل زوجته عندما فوجئ بصورة "مهند" تتصدر غرفة نومه بدلاً من صورته! وهو ما حدث أيضا في الأردن وسوريا بعد مشاحنات بين الأزواج بسبب "مهند" ناهيك عن قيام فتاة سعودية بتعلم اللغة التركية من أجل عيون "مهند" وهو نفس ما حدث مع فتيات في مصر أيضا!!!!

وبعيدا عن "مهند" التركي، فإن الحالة الثانية لا تقل عن الأولى من حيث الخطورة وضرورة الرصد.. ففي العدد الأخير من مجلة (إحنا) أجرت المجلة حوارا مع ملك جمال الخليج العربي وهي مسابقة اشترك فيها متسابقون من الشباب من كل الدول العربية فيما عدا السعودية وأكد "أحمد الرواس" اللبناني صاحب اللقب أن 25% من المسابقة تكون على أساس الثقافة.. الآن تذكر أن حامل اللقب تفوق على كل من شارك معه من 21 دولة عربية منها مصر واقرأ معي بعضا من إجاباته..

حين سئل عن "جيفارا" رد بأنه رجل دبلوماسي على ما يعتقد، ثم استدرك قائلا: آه أنا كنت فاكر إنكم بتسألوا عن "هتلر" مؤكدا أنه يتمنى أن يكون مكانه؛ لأنه معجب بالجبروت والإجرام اللي عنده والذكاء اللي خلاه يحتل العالم كله مشيرا إلى أنه تابع دوره في مسلسل "الملك فاروق"!

وعندما سألته المحاورة عن المرشحين للرئاسة في أمريكا رد بأن "فيه واحد اسمه "محمد" باين اللي هو الأسمر اللي أخد نسبة عالية في الانتخابات"! وعندما سئل بحكم منصبه كملك جمال الخليج العربي عن رأيه في بعض القضايا الهامة كقضية الشواذ كان رده: "أنا فعلا اتسألت عنها كذا مرة وكل مرة بأقول نفس الحاجة.. أنا شخص طبيعي 100% وباحب البنات"!

هذا هو نموذج من حالنا في الوطن العربي وكيف أصبح مستوى الثقافة والفكر لدى الشباب الذين يقول عنهم الرؤساء في الخطب أنهم مستقبل الأمة اللي هيكون إن شاء الله أبيض زي الفل! صحيح أن مصر منقسمة إلى دولتين فقراء وأغنياء لكن شبابها منقسم أيضا إلى دولتين الأولى تبحث عن إجابة السؤال المهم: "من سعيدة الحظ التي ستكون زوجة مهند"؟ والثانية تبحث عن ذلك المخرج الذي وجده "حرفوش" ليعيده إلى زمنه!!!!

Unknown.Soldier
28-07-2008, 10:59
د.أحمد خالد توفيق


لم آخذ الأمر بجدية إلا عندما فوجئت بمجموعة من زهرات المدارس الإعدادية يمشين في شارعنا وراء كهل وقور، فتمد واحدة منهن يدها كأنها تقرصه مع ذلك الصوت الشبيه بصوت "البرص"، فلما انتفض الرجل مذعورًا صاحت في مرح:

ـ"هو ده !"

قلت لنفسي على طريقة حوذي تشيكوف العجوز: "هيء هيء.. شباب يمرح.. بارك الله فيهم" وابتعدت.. إلى أن فوجئت بأن أولاد الأسرة كلهم يكررون هذا الفعل الذي لم أسمع عنه إلا في الكباريهات. نفس القرصة وصوت البرص من الشفتين ثم (هو ده!).

سألت عن مصدر هذه الحركة، فقال لي مراهقو الأسرة في ضجر لأنني عجوز ثقيل الظل متحجر:

ـ"فيلم عمر وسلمى.."

وأكد لي أحدهم أنه فيلم رائع، وأنه عليّ إذا أردت أن أراه أن أحضر معي علبة مناديل كاملة لأجفف دموعي، بينما قال ابني إن الشباب يخرجون من السينما ليقفوا في طابور قطع التذاكر للحفل الجديد. نحن إذن نتحدث عن (سفر الرؤية الآن) أو (كوفاديس) أو (الأب الروحي).. أو –على الأقل– (الأرض)!..

طبعًا مرت على الفيلم فترة طويلة جدًا فلم تعد شبهة الدعاية له تهدد هذا المقال، دعك من أنني لم أره إلا مؤخرًا على تلك القناة الفضائية التي تذيع الفيلم 5879680 مرة.. هكذا رأيت الفيلم وأصبت بحيرة بالغة.. في شبابي كان الكبار يسخرون من اهتمامي الزائد بأفلام من طراز (بريانتين) و(حمى مساء السبت)، لكن لا أذكر أن أيًا من تلك الأفلام كان يحوي مشهدًا مثل (هو ده!)..

لا أنكر أنني مولع جدًا بصوت (تامر حسني) وأعتقد أنه ذو كاريزما واضحة.. سيناريو (أحمد عبد الفتاح) لا بأس به وإخراج (أكرم فريد) متماسك.. لكن ما الشيء الخارق في هذا الفيلم (لدرجة البكاء)؟.

أولاً الفيلم يخاطب الشباب فعلاً.. يناقش أولوياته واهتماماته.. هذا صحيح، لكن أية عينة من الشباب؟.. "عمر" انفصل عن حبيبته التي ترغب في أن تكون ممثلة، ثم يقابل الفتاة الرقيقة "سلمى" التي انفصلت عن خطيبها بسبب خلافه مع أمها.. تنشأ قصة حب مليئة بالتشابك والهجر واللقاء والشجار والصلح.. وهو يشك فيها عندما يجد رقم هاتف خطيبها السابق على الموبايل، فيتركها ثم تعود له وتشك هي فيه.. هناك سيارات ومشاجرات (على بنت) ونغمات موبايلات.. الخ.. هذه مشاكل شبابية معتادة فعلاً ونسمع عنها كل يوم، لكنها ليست بالضبط مشاكل الشباب الحقيقية.. إنها مشاكل الشباب الذي يعاني فراغًا قاتلاً، والذي تجده في الكافتيريا وقت المحاضرات يخلق مشاكل ويخلق حلولاً طيلة الوقت.. وهو نفس الشباب الذي سيدخل المول لرؤية فيلم يشبه حياته اسمه (عمر وسلمى)..

السينما المصرية الشبابية الحديثة أو سينما المولات، مصرّة على أن النمط الطبيعي للشاب هو شارب الخمر مدمن الحشيش، وهي مصرّة كذلك على أن مدمن الحشيش شخص ظريف جدًا يبعث الضحكات من حوله ولا يمكن الاستغناء عنه. هناك ذلك الفتى النحيل كبير الأذنين عظيم الموهبة –لا أعرف اسمه للأسف- الذي يصرون على أن يحبسوه في نمط واحد هو نمط المدمن الذي ذهبت المخدرات بعقله، وهو يظهر هنا في مشهد ظريف في حد ذاته، حيث جلس يشرب البيرة متربعًا على "كبوت" سيارة، ولم يلحظ أنها تحركت ولا أنها عادت.. لكن قبل أن تضحك تذكر أن هذا المشهد يدور على أبواب جامعة!..

إذن الشاب المصري المعاصر لابد أن يشرب الخمر والحشيش.. سنقبل هذه المعلومة، لكن هل يجب أن يقضي وقته في علاقات آثمة كذلك؟.. السينما المصرية الشبابية تحاول تنميط هذا. وهناك مشهد مشين فعلاً تلوح فيه الفنانة "هالة صدقي" أمام الكاميرا بقطعة حميمة جدًا من ثياب فتاة، بينما "تامر حسني" يتظاهر بأنه لا يعرف أي شيء عن الموضوع..

هل اكتفيت من المشاهد المشينة؟.. لا وحياتك.. هذا فيلم عبقري نجح في أن يصور "عزت أبو عوف" الوقور الراقي وهو جالس على التواليت والجريدة في يده. هناك مشهد لا لزوم له يمر فيه صبي مراهق أمام "تامر حسني" الجالس في كافتيريا فيدور الحوار العميق التالي:

ـ"مش ده اللي بيبان ياله"
فيرد المراهق بكل قلة أدب:
ـ"خليك انت في شعر صدرك"
فيشد تامر حسني سروال الفتى لأسفل، ويهتف في انتصار:
ـ"حبيب قلبي!"

تعبت كثيرًا جدًا كي أقنع أولادي أن هذا الحوار ليس من كلاسيكيات شكسبير، وأنه من الممكن ألا يردده المرء ليلاً نهارًا ومع هذا تستمر الحياة..

أما عن موضوع القرصة و(هو ده) فيتكرر في الفيلم ألف مرة تقريبًا حتى تصاب باختناق، و"عزت أبو عوف" يلعب دور الأب المتفهم، لذا هو يتستر على فضائح ابنه ويتستر ابنه عليه، لكن كليهما يقرص ويقول: "هو ده " في النهاية..

"السبكي" شخصيًا يظهر في مشهد كامل باعتباره منتج الفيلم. قواعد الـظهور الشرفي Cameo تقتضي أن تختار دورًا قصيرًا طريفًا لا يُمحى من الذاكرة، وأفضل من اختار هذه الأدوار بذكاء شديد هو "يوسف شاهين". من الممكن أن تكتفي بالظهور كما فعل "هيتشكوك" مرارًا لدرجة أنه كاد يلعب دور جثة غارقة طافية على الماء في فيلم (قارب النجاة)، لكن "السبكي" اختار دورًا أقرب للقسوة والسماجة ولا يضيف له شيئًا.

ينتهي الفيلم فعلاً.. لكن المنتج لا ينسى أنه بحاجة للمزيد من التمويل، لذا يضيف مشهدًا لا داعي له في أحد مطاعم التيك أواي الشهيرة يغني فيه "تامر حسني" وكل العاملين في المطعم (يا برنسيسة.. يا برنسيسة).. جرب أن تدخل مع خطيبتك هذا المطعم الشهير وغن لها أغنية عاطفية أمام (الكاشيير) ولتر إن كنت ستخرج من هناك حيًا. المشهد كله مفضوح وواضح تمامًا إنه مجرد وسيلة تمويل.. لكن لا أحد يهتم..

الآن وقد رأيت الفيلم، يجب أن أقف مع نفسي وقفة حقيقية لأعرف ما حل بي.. هناك ثلاثة احتمالات:

1- الفيلم تافه وقد جن الجميع بينما احتفظت أنا بعقلي.

2- الفيلم قطعة من الفن الرفيع من عينة (ساتيريكون) و(الختم السابع)، لكني صرت عجوزًا متحجر الذوق لا يفهم هذه الأمور.

3- الفيلم رديء وتافه، لكن الناس تحب "تامر حسني" فعلاً، ولهذا أحبت الفيلم كما أحب الجمهور من قبل أفلام البيتلز بدعاباتها البريطانية ثقيلة الظل، وأفلام "عبد الوهاب" البدائية، وأفلام "الفيس بريسلي" شديدة التفاهة.

أعتقد أنني أميل للاحتمال الثالث، فهل يساعدني أحد برأي موضوعي؟

Unknown.Soldier
28-07-2008, 11:09
د.أحمد خالد توفيق


ثمة إجماع في وسائل الإعلام والأعمدة الصحفية على أننا رزقنا – من دون الأمم – بألعن جيل من الشباب الرقيع المنحل الشهواني التافه.. (شباب عاوز الحرق) باختصار شديد.. نحن وكل جيلي سلبنا الشباب أحلامه، واحتللنا المناصب التي يمكن أن يطمح إليها، وحرمناه أبسط الحقوق التي يمارسها أي قط في زقاق: الملجأ والزواج، وأعطيناه سفينة غارقة نخرة امتلأت بالثقوب نُهب كل لوح خشب وكل مسمار فيها، وقلنا له إن عليه أن يتولى الإبحار بها بعدنا .. وينظر الشاب إلى البحر الذي يعج بالأساطيل وحاملات الطائرات التي صنعها الآخرون، فيتساءل: ماذا كنتم تفعلون طيلة هذا الوقت حينما كانت السفينة لكم ؟.. فنقول له: أنت شاب شهواني قليل الأدب .. وربما سافل كذلك .. مشكلتك هي أنك كسول تريد كل شيء بلا تعب ..
نعم .. وسائل الإعلام تنظر بريبة واضحة إلى هؤلاء الأوغاد بشواربهم نصف النامية والحبوب في وجوههم وأصواتهم الخشنة .. وهي تتظاهر بحبهم وتقدم لهم الكثير من (نانسي عجرم) و(أليسا)، لأنهم ما زالوا الوسط الاستهلاكي الأفضل، لكنها تعتقد في قرارة نفسها إنهم خطر أمني داهم، وأنهم يدارون ذيولهم في سراويلهم ..
المشكلة فعلاً أن الشباب لم يعد على ما يرام .. هذه الطاقة الكاسحة المعطلة التي حرمت الأمل والمشروع القومي المشترك تزداد خطرًا يومًا بعد يوم، والفراغ يهدد كل شيء وكل بيت .. لاحظ انتشار الكافتيريات وملاعب البلياردو ومقاهي السايبر.. باختصار: ثقافة البطالة. لاحظ نمو التطرف الديني الذي تزامن مع غياب المشروع القومي والأمل في الغد. ولغة (الروشنة) التي يستعملها الشباب تحوي في 90% من كلماتها معاني الاستهتار والتحدي .. دعك من الوقاحة التي يشكو منها كل مدرس .. يحكي الدكتور (جلال أمين) – العالم الوقور عظيم الشأن - عن شاب من هؤلاء دنا من سيارته وهو جالس فيها ينتظر زوجته، فاستند على النافذة بجواره، وراح يثني مرآة سيارته ويفتحها بلا توقف وبلا هدف واضح وعلى سبيل التحدي فقط، بينما ظل الأستاذ الكبير جالسًا في السيارة صامتًا يرقب هذا السلوك غير المفهوم..
لكننا نحن المسئولون بالكامل عن خلق هذا الوحش .. وكما يقول الشاعر العربي:
إنا بأيدينا جرحنا قلبنا .. وبنا إلينا جاءت الآلام
قرأت لأحد الصحفيين الكبار (الفلاسفة) – ولن أذكر أسماء لأن بلاط السجن سيكون باردًا جدًا في هذه الفترة من السنة - أنه كان في رحلة مع مجموعة من الشباب حينما سمعهم يغنون: الأقصر بلدنا بلد سواح .. فيها الأجانب تتسوح .. وكل عام وقت المرواح بتبقى مشتاقة تروح .. وتسيب بلدنا !
يتساءل الأستاذ العبقري: أين ذهب الانتماء لدى جيل الشباب ؟... ذهب يا سيدي الفاضل بسببك وسبب أمثالك، الذين أيدتم كل نظام حكم وكل سياسة، وعملتم جاهدين من أجل الوصول إلى الثراء والنفوذ صاعدين سلمًا من أجساد الشباب المطحون .. في عصر كانت الصحف المصرية ترسم فيه الزعماء العرب جالسين على (قصرية) أطفال، وفي عصر كان يعلن فيه في الصحف عن زيادة الأسعار فتكتب مقالاً كاملاً تؤيد فيه هذه الخطوة المباركة التي تأخرت كثيرًا، وحينما يضع السادات كل قوى مصر السياسية في السجن تكتب مباركًا (ثورة سبتمبر) هذه ..
يؤمن الشباب بعبد الناصر فيخرج ألف كتاب يلعن عبد الناصر .. يحن الشباب إلى سعد زغلول فتمزقون سعد زغلول ..كل إنجازات يوليو تحولونها إلى كوارث يوليو .. تهللون للاشتراكية في عهد عبد الناصر ثم تلعنون أباها في عهد السادات .. وتلعنون أمريكا في عهد عبد الناصر وتكتشفون أنها الشريك الكامل الأمين في عهد السادات. ولولا بعض الحياء والخشية من النظام الحالي الذي يستمد شرعيته من أكتوبر لشككتم في حرب أكتوبر ذاتها : "المصريون لم يعبروا القناة في أكتوبر .. القناة هي التي تحركت إلى الغرب بضعة كيلومترات".
في إحدى فترات الخلاف العابرة مع أمريكا قرأت مؤخرًا لصحفي كبير جدًا يقول: "علينا أن نشفى من خرافة أن 99 من أوراق الحل في يد أمريكا!". والحقيقة أنك يا سيدي كتبت هذه الخرافة مرارًا من قبل خاصة في عهد السادات ..من حسن حظ الشباب أنه لم يقرأ مقالاتك القديمة تلك وإلا لجن بالتأكيد..
تخرج وسائل الإعلام للقاء الشباب ومعها المذيعة التي سكبت زجاجة أكسجين كاملة على شعرها ووضعت طنًا من المساحيق كأنها إحدى بطلات مسرح الكابوكي الياباني.. تسأل الشاب عن اسم وزير (التوابع المضادة) أو وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) فلا يمن الله عليه بكلمة .. من ثم تخرج الصحف صارخة: الشباب تافه شهواني رقيع .. ليت الشباب يهتم بعقله كما يهتم بالدهان الذي يسكبه على شعره ..
الحقيقة أن الإجابة عن هذا تكمن في كلمات (أورويل) في روايته الرائعة 1984 عندما دبت مشادة بين البطل وحبيبته حول (هل كان الحزب في حرب مع أيستاسيا أولاً أم كان في حرب مع إيوراسيا ؟)... يقول (أورويل) إن الفتاة لم تكترث بهذا على الإطلاق لأنها لا ترى فارقًا بين هراء وهراء آخر ..
الشاب لم يختر وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) ولم يسمع عنه من قبل، ويوم يرحل هذا الوزير فلن يعرف أحد السبب .. إذن ما جدوى معرفة اسمه ؟.. لا فارق بين (هراء وهراء آخر).. اسمحوا للشاب أن يختار وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) ثم طالبوه بأن يعرف اسمه، وانصبوا له المشانق لو لم يعرفه ..
نفس الشيء ينطبق على الأسئلة من طراز (متى مات بيلاطس البنطي ؟).. (ما طول نهر المسيسبي ؟).. (من مؤلف كتاب تثقيف الشعوب في تقنية الحاسوب ؟).. السيدة المذيعة لو انتزعوا منها البطاقة الأنيقة لن تعرف الإجابة، والسيد المعد لا يعرف الإجابة وأنا لا أعرف الإجابة، وليس مما يفيد الإنسان المعاصر أن يعرف طول نهر المسيسبي ما دامت هذه المعلومات موجودة في أية دائرة معارف .. إنها ثقافة (الكلمات المتقاطعة) التي يصرون على أنها هي الثقافة ولا شيء سواها، بينما الثقافة هي أن تستخدم ما تعرف في تكوين مفهوم متكامل للعالم من حولك وكيفية التفاعل معه ..
لكن وسائل الإعلام لا ترضى بهذا .. هي لا تريد إلا أن ترى الدماء تسيل وتلطخ كل شيء .. لهذا تطالب برأس الشاب التافه.. بينما اسم آخر أغنية لراغب علامة أو عيد ميلاد روبي هي بالفعل معلومات تبدو مهمة للشاب .. على الأقل هو لا يُرغم على معرفتها، وتمس حياته – ورغباته – بشكل واضح .. ولا تتعالى عليه أو تعده بما لا يمكن تحقيقه .. ولا تهدم ما آمن به من قبل بلا مبرر.. والأهم أنها لا تسد عليه طريق الترقي والنمو في الحياة .. باختصار: (روبي) تبدو هي الشيء الوحيد الحقيقي وسط كل هذه الأوهام وكل هذا الكذب ..
الشباب ليس مجموعة من الملائكة، لكنهم ليسوا شياطين ..سوف يصيرون كذلك لو لم نفق من غيبوبتنا، ونحن لسنا ملائكة ولا شياطين .. نحن ملاحون خائبون غرقت سفينتهم أو كادت .. وعلينا أن نترك قطعة خشب واحدة طافية ليتمسك بها من يأتون بعدنا.

Unknown.Soldier
28-07-2008, 11:13
نانسي حبيب


"من السهل جدا إيجاد أمثلة عن جهل المراهقين والشبان الذين في العشرينيات من العمر، إليكم بعض تلك الأمثلة التي ستدهشكم وتثير قلقكم.. عام 2006، عجز ثلثا طلاب السنة الأخيرة في المدارس الثانوية الأمريكية عن تفسير معنى لافتة موجودة على باب مسرح في صورة قديمة كتب عليها "مدخل الملونين". وفي عام 2001، قال 52 بالمائة إن ألمانيا أو اليابان أو إيطاليا، وليس الاتحاد السوفيتي، كانت حليفة أمريكا في الحرب العالمية الثانية. وربع الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما لم يعرفوا من هو ديك تشيني في استطلاع للآراء أجري عام 2004، ما هي الحدود الأكثر تحصينا في العالم؟ الجواب، وفقا لـ30 بالمائة من الشبان في فئة العمر نفسها، هو حدود المكسيك مع الولايات المتحدة. نشك في أن هؤلاء الـ30 بالمائة هم من أشد حماة البلد!"

بهذه البداية المشوقة بدأت مجلة النيوزويك الأمريكية عرضها لكتاب مارك باورلاين الأخير -الذي وصفته بالاستفزازي- "الجيل الأكثر غباء: كيف أن العصر الرقمي يجعل الشبان الأمريكيين مغفلين ويعرض مستقبلنا للخطر (لا تثقوا بأحد لم يتجاوز سن الـ30)" أو The Dumbest Generation: How the Digital Age Stupefies Young Americans and Jeopardizes Our Future (Or Don't Trust Anyone Under 30).

مارك باورلاين هو أستاذ لغة إنجليزية في جامعة إيموري الأمريكية ومن خلال عمله أشرف على العديد من الدراسات المتعلقة بالثقافة والحياة الأمريكية واحتك بجيل الشباب وهو ما جعله يستخلص مؤشرات كثيرة بناء على أدلة مثل تراجع مستوى الثقافة لدى الراشدين (40 بالمائة من خريجي المدارس الثانوية كانوا مثقفين عام 1992 و31 بالمائة فقط كانوا مثقفين عام 2003) وازدياد الجهل في المعلومات الجغرافية (47 بالمائة من الخريجين عام 1950 كانوا قادرين على تسمية أكبر بحيرة في أمريكا الشمالية مقارنة بـ38 بالمائة عام 2002) مثلا، لينتهي باورلاين بنتيجة واحدة أنه لم توجد جماعة في التاريخ البشري كانت تعاني من هوة واسعة بين ظروفها المادية ومستواها الفكري كما يعاني الجيل الحالي.

يرى باورلاين أن الجيل الحالي هو الأكثر غباء وخاصة من هم لم يصلوا إلى الثلاثين من العمر وجاءت صدمته بحسب قوله على غرار الأساتذة الذين يصدمون عند رؤية جهل الطلاب لموضوعات مثل المناظرات الرئاسية أو معركة بيرل هاربر، وعلى غرار الأهل الذين يروعهم أن أولادهم الأحباء الذين يحضرون صفوفا إعدادية لدخول الجامعة لا يميزون بين الكاتب الإنجليزي تشوسير والموسيقار البولندي شوبان، وهذا الجهل يعني من وجهة نظره كارثة فكرية واقتصادية واجتماعية مستقبلية.

ويستشهد الكاتب بمقولة الفيلسوف جورج سانتايانا ليؤكد يأسه من جهل الجيل الجديد حيث حذر سانتايانا من أن الذين لا يتذكرون الماضي محتم عليهم أن يكرروه والغريب أن هذا كان عام 1905!

والغريب أن باورلاين حدد السبب في هذا "الغباء" بأنه من الارتباط بالإنترنت وهنا تقع المشكلة الكبرى في كتابه والذي انتقده بسببها الكثيرون ومنهم محررو النيوزويك أنفسهم، فباورلاين لم يقصد بـ"الأكثر غباء" من لديه أقل قدر من المعلومات وإنما ربط ذلك بالقدرات الإدراكية لهذا الجيل من الشباب فالجيل الحالي الأقل من الثلاثين يهمه مكان المعلومة وليس تلقيها أو الاحتفاظ بها فهو يعلم جيدا أنه لو جلس على الإنترنت سيستطيع في ثوان قليلة أن يعرف نائب الرئيس وأكبر بحيرة في العالم وكل شيء عن الحرب العالمية لكن باورلاين ترك هذا مشيرا إلى أن "الغباء" يعني الافتقار إلى القدرات الإدراكية الأساسية مثل القدرة على التفكير النقدي والمنطقي، وتحليل الحجج، والتعلم والتذكر، ورؤية أوجه التشابه، وتمييز الوقائع عن الآراء وهو ما أضعف من حجته كثيرا.

صحيح أن الكاتب لم يكن أول من انتقد العصر الرقمي وتغلغل التكنولوجيا والشغف بالألعاب الإلكترونية لكنه رأى أنها تؤثر في القدرات الإدراكية وهو شيء لم يثبت بعد وبحسب النيوزويك فإن كين كوزيك من جامعة كاليفورنيا أحد مديري معهد أبحاث العلوم العصبية يقول "لم يتضح بعد ما إذا كان لهذه التقنيات تأثير إيجابي أو سلبي على الإدراك لكن من المؤكد أنها تغير طريقة معالجة أدمغة الناس للمعلومات". في الوقت الذي رآها عالم الإدراك مارسيل جاست من جامعة كارنيجي ميلون شيئا إيجابيا بقوله "نحن نتحول تدريجيا من أمة ذات أيد خشنة إلى أمة ذات أدمغة مرنة وبما أن التكنولوجيا المعلوماتية الجديدة تمرن أدمغتنا وتزودها بالمزيد من المعلومات، فلا بد أنها تحسن قدرتنا على التفكير" أما عالم النفس ديفيد ماير من جامعة ميشجان فرأى تأثيرها سلبيا إذا صاحبها القيام بعدة مهام حيث أكد أنه "حينما تكون المهام صعبة، يتراجع الأداء إلى حد كبير عند القيام بعدة أمور في الوقت نفسه. ما يفعله الشباب هو أنهم يتعلمون أن يكونوا مهرة على مستوى سطحي".

لكن البعض يؤكد أن هذه الألعاب تزيد من القدرات الإدراكية فهي تفرض على اللاعبين تأليف قصص خيالية معقدة مثلا قد يطلب منهم في لعبة على الكمبيوتر أن يقوموا برمي نرد "زهر الطاولة" له 20 جانبا ويضطروا إلى الاستعانة بخرائط وحساب احتمالات ومتغيرات لكل جانب من العشرين وهو أمر لو جاء للطلبة في امتحان الرياضيات وطلب منهم الاستعانة بهذه الخرائط لبكوا من شدة التعقيد والصعوبة. فالألعاب إذن تتحداك أن تحدد الأسباب والتأثيرات والأهداف الضمنية وهذه المهارات تتطلب الكثير من القدرات لدى هؤلاء الشبان.

وأكثر ما يغيظ باورلاين أن الكثيرين من أبناء هذا الجيل لا يأسفون لجهلهم ولا يؤمنون بأن عليهم معرفة المزيد من المعلومات بل يعتبرون أن ذلك يتناقض مع وجود Google ومواقع wiki للمعلومات على شبكة الإنترنت. وهو يعترف بأن "شبان اليوم أذكياء ومحفزون بقدر ما كانت الأجيال السابقة" لكنهم "الأكثر غباء"، لأن لديهم "المزيد من عوامل الإلهاء" ولأن "استعمال الكمبيوتر أفضل من القراءة القديمة".

***
ولكن إذا كان هذا هو حال الجيل الأكثر غباء بين شبان أمريكا فماذا عن حال الجيل الأكثر غباء بين شبان مصر؟ منذ فترة نشرت الصحف المصرية خبرا عن فشل 260 جامعيا مصريا من حملة المؤهلات العليا من كليات القمة في اجتياز اختبار تحريري في جدول الضرب للعمل بصالة قمار خمس نجوم شهيرة على نيل الزمالك في وظيفة ديلر وحصل بعضهم على صفر بعد فشلهم في حل مسائل رياضية بسيطة!

مارك باورلاين وصف الشبان في أمريكا بأنهم "الأكثر غباء" لأن ثلثا طلاب السنة الأخيرة في المدارس الثانوية الأمريكية عجزوا عن تفسير معنى لافتة موجودة على باب مسرح في صورة قديمة كتب عليها "مدخل الملونين".. فهل يستطيع الحاصلون على المؤهلات العليا وليس طلاب الثانوية العامة معرفة "مدخل الملونين" إذا كانوا في الأساس يعجزون عن حل مسائل رياضية بسيطة؟!

في أمريكا يستغربون لأن الجيل "الأكثر غباء" لا يميز بين تشوسير وشوبان وفي مصر ربما لم يسمعوا عن أيهما فما بالك بالتفرقة بينهما؟ في أمريكا يتعجبون لأن الشبان يعتمدون على مواقع wiki للمعلومات على شبكة الإنترنت ولا يهتمون بجمع المعلومات أما مصر فحصدت المركز الأول في البحث عن كلمة "جنس" على جوجل!
في أمريكا يستنكرون لأن شبان أمريكا مهرة على مستوى سطحي وفي مصر سيصعب عليك أن تجد مهرة من الأصل، في أمريكا يهتمون بالعصر الرقمي وتطوير التكنولوجيا وفي مصر يبحثون ويبحثون عن كيفية استيرادها.

في أمريكا يرون الشبان هم "الجيل الأكثر غباء".. ترى لو أراد الكاتب أن يؤلف كتابا عن الـ"شبيبة" في مصر فماذا سيختار عنوانا لكتابه؟!

Unknown.Soldier
29-07-2008, 18:27
د. أيمن محمد الجندي


سمعا وطاعة، لا تعقيب على أحكام القضاء، خصوصا تلك التي تسقط على رؤوسنا كقضاء مبرم.. من حسن الحظ أن ذاكرة الأمة لا سلطان عليها لأحد.. بالتأكيد ستتوقف طويلا أمام تلك المأساة التي لخصت عهدا بأكمله.

شكرا لـ"ممدوح إسماعيل" الذي بفضله تم نزع ورقة التوت ومبروك له حكم البراءة الذي أرجو أن يهنأ به ولا تعكر صفو نوم سيادته كوابيس ملونة باللون الأحمر.. لون دماء "عوضين ومحمدين" وسمك القرش الجارح يقضم الساق والأعناق لتتلون مياه البحر الأحمر بالدماء الزكية قبل أن تهبط الجثث للقاع، ويبتلع الموج المشهد المخيف ويتظاهر البحر بالبراءة.. بالضبط مثلما نفعل كلنا.

.. .. .. .. .. .. .. .. ..

الآن أقولها بصراحة.. حياة لعينة تلك التي جعلتني شاهدا على ما حدث لهؤلاء البسطاء الذين ما ذاقوا يوما حلاوة الحياة في صعيدهم القفر.. بيوتهم تفوح برائحة العوز والفقر.. وزحام على أسرة النوم.. وتكدس مفعم بالعنف حول سيارات المقاولين للعمل باليومية.. الرزق شحيح والقلوب مغلقة والوطن موصد.. يعبرون البحر للجانب الآخر إلى ظلم الكفيل وتعاليه.. وحينما يمنّون النفس بإجازة قصيرة مع الأهل والأحباب تتآمر عليهم كل قوى الشر والفساد لتحترق السفينة في عرض البحر دون وجود قوارب إنقاذ.. وحتى سترة النجاة التي وزعت عليهم في بادئ الأمر استخسروها فيهم ونزعوها منهم بخديعة أن الخطر انتهى ليتبين لهم أن الأنذال يريدونها لأنفسهم. ثم يشاهدون أعجوبة القرن الحادي والعشرين.. ذلك الابتكار المصري الخالص.. أعني فرار القبطان وطاقم السفينة مهرولين من السفينة الغارقة بقوارب الإنقاذ أمام أعينهم غير المصدقة ضاربين "بالجزمة" تلك المقولة التي سمعناها منذ نعومة أظفارنا أن القبطان هو آخر من يغادر السفينة الغارقة.. ثم شاهدوا مشهدا آخر لا يمكن أن ينتمي لعالم الحقيقة وإنما لأفلام "إسماعيل يس" الفكاهية.. البحارة يقذفون بالقبطان في البحر لسبب لن نعرفه أبدا.. هكذا حكى الناجون من الغرق..

وعلى مقربة منهم سفينة مصرية يرفض قبطانها المصري انتشالهم من البحر ويبتعد في هدوء أعصاب نحسده عليه، وعلى مدى عشرين ساعة يغرق من يغرق ويصارع الموج من يصارع وسط أهوال الطبيعة والبحر الهادر وأمواج كالجبال دون أن يكلف صاحب السفينة نفسه بإبلاغ السلطات المختصة لغرض في نفسه.. والغرض مرض كما يقولون في الأمثال.

مات "عوضين ومحمدين" وكل من على شاكلتهم فمرحبا بالخلاص من حياة (بنت كلب)، وهنيئا لهم مغفرة من الله تعالى -إن شاء الله- بالهول الذي عايشوه، ودار خير من دارنا الظالمة، وأهل هم -على وجه اليقين- خير منا.

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

حينما حدثت الجريمة البشعة النكراء قالوا: إنه لا أحد فوق المساءلة، وبصراحة صدقتهم.. حجم الجريمة كان أكبر من إخفائها.. وكانت هناك إشاعات عن أسماء مسئولين كبار يساندونه لكن الكارثة كانت أكبر من أي محاولة للطمس.. لكن التحقيق بدا متراخيا.. وفجأة وجدنا "ممدوح إسماعيل" يغادر البلاد من قاعة كبار الزوار.. مجلس الشورى الذي ينتمي له قال: إنه لا علاقة له بالموضوع، فلم يصدر قرار بمنعه من السفر.. وسلطات التحقيق قالت إن التحقيق جارٍ ولا داعي لاستباق الأحداث.

سبحان الله.. مقتل أكثر من ألف شخص ليس مبررا لمنعه من السفر حتى اكتمال التحقيق.. قالوا إنهم سيحضرونه بالأنتربول وبدا لي الكلام متناقضا.. لماذا أتركه يذهب إذا كنت أنوي إحضاره؟.. فلوسي في جيبي فكيف أرميها في الطريق ثم أعود للبحث عنها؟؟ من منكم يفعل هذا بذمتكم؟

وخرج علينا تقرير المدعي العام الاشتراكي كاشفا عن الفساد والتربح على حساب البشر.. قالوا إن السفينة معطوبة والمجاري مسدودة ووسائل النجاة مفقودة والموجود منها غير صالح.. ناهيك عن أنهم اشتروا الوقود من ميناء ظباء بكميات كبيرة؛ لأنه أرخص من مصر لاستخدامه في سفن أخرى.. باختصار لم يكن هناك شيء واحد غير فاسد.. السفينة لم تكن أكثر من تابوت ضخم عائم ينتظر أول فرصة للغرق..

واستبشرنا خيرا بالتقرير وبصدور الأمر بتعقب الرجل والقبض عليه.. وفجأة وجدنا قرار النائب العام يعفيه من المسئولية الجنائية، ويقرر أن السفينة كانت صالحة للإبحار (!!!) والعيب في القبطان الذي رغب -لسبب ما- في الموت!! ويبدو أنه لم يحب أن يذهب للآخرة وحيدا، فقرر اصطحاب أكثر من ألف مصري معه ليأنسوا وحشته!!!!

باختصار الحي أبقى من الميت.

بصراحة أنا لا ألوم القبطان ذرة على محاولته الفرار بحياته.. الكل يفعل هذا في هذا الوطن العجيب فـ(إشمعنى هو)؟ وهل هو البطل الوحيد؟.. لا بد أن أفكارا كتلك دارت في رأسه وهو يقفز لقارب الإنقاذ تاركا السفينة تغرق بمن فيها.

باختصار تم إحالة السيد "ممدوح إسماعيل" إلى محكمة الجنح في الوقت الذي تم إحالة الصحفيين الذين نشروا أسماء القضاة المشرفين على دوائر انتخابية مثيرة للجدل إلى محكمة الجنايات!!!!!!!!!

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

أنا لا أفقه في القانون حرفا.. ولا أفهم تلك الرطانة التي يجيدها أساطينها. وأعرف أن هذا القرار -وأمثاله- سليم من ناحية الصياغة لكني واثق -بالفطرة وحدها- أنه لا يمكن أن يكون عادلا.. بالضبط مثل ذلك الفلاح العادي الذي قال عنه "توفيق الحكيم" في كتابه البديع (يوميات نائب في الأرياف) أنه يتقبل –بالفطرة- الحبس في جرائم كالسرقة والقتل والاعتداء ولكنه لا يفهم لماذا يحبسونه بتهمة تبديد القمح الذي زرعه هو نفسه حينما أكله هو وعياله؟..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

وتذكرت مستر "بيتشام" تلك الشخصية التي لا تنسى في رواية "بريخت" "البنسات الثلاثة".. وكأنه يتحدث عنا بالضبط.. سر عظمة هؤلاء الأدباء الكبار أنهم يسبقون الواقع دائما بشفافيتهم المرهفة.. الرواية تحكي عن شركة ملاحة بحرية (أيضا) يقيمها السمسار النصاب "كوكس" الذي يتم قتله في نهاية الرواية على يد شريكه مستر "بيتشام " صاحب أكبر مؤسسة للشحاذة وصناعة العاهات.. الشركة البحرية ابتاعت سفنا خردة بأبخس الأثمان وقامت بإعادة طلائها فقط حيث كان إصلاحها مستحيلا.. وبكثير من الرشاوى وبعون مسئول كبير فاسد قامت البحرية البريطانية بشراء تلك السفن بأثمان باهظة لنقل الجنود إلى جنوب أفريقيا في الحرب الدائرة هناك.. ولم تمضِ ساعات قليلة على إبحارها إلا وقد غرقت السفينة المتهاوية كبطة عرجاء بمن فيها من آلاف الجنود في بحر المانش الملبد بالضباب.. فما كان من مستر "بيتشام" إلا وأن توجه للمسئولين بوجه كالح قائلا: إن هناك اختيارين لا ثالث لهما أمام مجرى التحقيق.. الاختيار الأول (والذي يؤيده بقوة) أن هناك جريمة.. نعم هناك جريمة شنعاء حدثت في حق الوطن (هكذا صاح مستر بيتشام).. وهو مستعد تماما للاعتراف بدوره في تلك الجريمة لكنه لن يكون وحده أبدا.. سيفضح كل من تواطأ معه وقبل بالرشاوى لإخراج التصريح المزيف.. أما الاحتمال الثاني فهو اعتبار الأمر قضاء وقدرا نتيجة لاصطدام السفن في ضباب المانش وهؤلاء الغرقى هم شهداء الوطن الذي يجب الاحتفال بهم وتكريمهم.

وبالطبع كان الاختيار محسوما بالنسبة للمسئولين الكبار.. الفارق الوحيد بيننا وبينهم أنهم صححوا أنفسهم باستمرار فيما نصر نحن على الفساد والخطأ.

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .

والآن عزيزي القارئ وبصرف النظر عن خلفيتك الدينية فهناك -ولا شك- يوم قادم للحساب.. يستحيل أن يفلت هؤلاء من العقاب، وتكون تلك خاتمة المطاف.. يمتنع هذا عقلا ومنطقا فكل شيء في هذا الكون يشير إلى قوة خالقة مهيمنة.. هذا التوازن في عالم الأحياء والجماد.. ذلك الإتقان في الصنعة.. كل هذه الإلكترونات التي تدور حول نواتها في دأب ونظام وهذه الكواكب التي تسبح حول شموسها منذ بدء الخليقة.. نعم.. هذا الكون العظيم خلقه إله عظيم.. عادل بلا شك ويستحيل أن يرضيه كل هذا الفجور...

{وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ، إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ}.

صدق الله العظيم.

Unknown.Soldier
29-07-2008, 18:59
نانسي حبيب


يقولون إن الفن مرآة المجتمع ويقولون إن الفنان جزء لا يتجزأ من مجتمعه ويقولون إن الفن لا بد أن يكون هادفا والفنان لا بد أن يعكس قضايا مجتمعه، ويقولون إن بعض الفنانين ماتوا مديونين لأنهم بلا أموال.. لكنهم نسوا أن يقولوا إن ده كان زمان!

الآن لم يعد الأمر كذلك وإنما صارت تصريحات بعض الفنانين تمثل استفزازا للجمهور وتشعرهم بمدى بعده عنهم، صحيح أن البعض الآخر لايزال متمسكا بارتباطه بالجمهور وبكونه جزءا منهم لأن هذا هو طريق النجومية الحقيقي لكن النمط الآخر أصبح هو السائد والغريب أنك ستجد مع هؤلاء "ناس تانيين"!

في كل الكتابات التي تتحدث عن مصر ستجد الجميع يتحدث عن وجود مصريين "يعني مصر ومصر تانية" مجتمعين مختلفين تماما مجتمع عابث مرفه وآخر فقير مطحون والأغلبية صارت من هؤلاء المطحونين.

افتح معي أي جريدة وطالع الأخبار ستجد البعض يموت من عدم وجود مياه صالحة للشرب والبعض يموت في طابور العيش بحثا عن الرغيف والبعض الآخر من الناس التانيين.

ستجد هؤلاء التانيين يتشاجرون ويتطاحنون على ذلك الخلاف الرهيب بين ملك الجيل والهضبة ولمن لا يعلم فملك الجيل هو تامر حسني أما الهضبة فهو عمرو دياب.. يخرج تامر حسني بأغان تعبر عن هؤلاء التانيين وهل ينسى أحدهم رائعته "وبرضه لسه بتغلطي والله ما هارجع تاني لو وقفتي تتنططي"؟ ويعتبر أنصار تامر حسني أن عمرو دياب هو عدوه الأول وأنه لا يفقه شيئا وأن تامر حسني هو ملك الجيل ولا يوجد غيره على الساحة وهو أفضل مطرب.

أما عن أنصار عمرو دياب فيرون تامر بلا خبرة وأنه لا يساوي شيئا بجوار الهضبة عمرو دياب الذي خرج مؤخرا ليؤكد أنه من الناس التانيين ويصدر تصريحات غاية في الاستفزاز في حفل تجديد تعاقده مع شركة روتانا حيث كان التساؤل الأكثر طرحا في الحفل عن قيمة العقد وتوقع أحد الحاضرين أنه لن يقل عن 10 ملايين دولار وهنا ابتسم عمرو في لامبالاة قائلا "هذا الرقم أقل بكثير مما اتفقنا عليه"!

طب بذمتك قل لي ماذا يشعر المواطن البسيط الذي كانت علاوته الـ30% لا تزيد عن 100 جنيه عندما يرى نجمه المفضل يقول في لامبالاة إنه حصل على مبلغ أكثر بكثير من 10 ملايين دولار؟!

الغريب أن هذا الصراع الدائر لا ينتهي سواء بين تامر وعمرو أو بين مشجعيهم وأنصارهم من الناس التانيين، لكن الأمر لم يعد يقتصر على المطربين حيث خرجت علينا مؤخرا علا غانم بعد القرارات الأخيرة برفع الأسعار والتي أثارت حالة من السخط في الشارع المصري لتؤكد أن هذه القرارات صحيحة وأنها تهدف لجعل المجتمع المصري أفضل قائلة إن "الحكومة مية مية والناس هي اللي بتدلع" متسائلة باندهاش "وإيه يعني لما الأسعار تزيد؟!" معلنة أنها مع زيادة أسعار البنزين "علشان مش كل واحد معاه 10 آلاف جنيه يجيب عربية ويقرفنا في الشارع"! لكن علا غانم عادت ونفت هذه التصريحات مؤكدة أنها انتزعت من سياقها.

قديما توفي فنان بحجم إسماعيل ياسين مديونا لأنه كان من الناس أما الآن صار الفنانون من الناس التانيين لكنهم مع الأسف لا يكتفون بهذا وإنما يصدرون تصريحات تستفز الناس العادية لتصبح الأزمة السائدة في مصر التانية ليس ارتفاع الأسعار ولا رغيف العيش ولا البطالة ولا الثانوية العامة وإنما الأهم والسؤال الذي يطرح نفسه.. أنت مع ملك الجيل ولاّ مع الهضبة؟ ولاّ أنت مش من الناس التانيين؟!

Unknown.Soldier
30-07-2008, 10:28
د. أيمن محمد الجندي


رغم حبي البالغ للأستاذ "جلال أمين" فإنني أعتقد أنه قد جانبه الصواب حينما ألقى -في سيرته الذاتية (ماذا علمتني الحياة؟)- ظلالا من الشك حول أداء والده المفكر الإسلامي الكبير "أحمد أمين" لشعائر الإسلام المهمة كالصلاة!.. في كتاب (حياتي) يصف "أحمد أمين" البيت الذي نشأ فيه بقوله: إنك إذا فتحت بابه شممت رائحة الدين ساطعة زكية. أما أنا -أي "جلال أمين"- فلا أستطيع بالمرة أن أقول إن هذا الوصف ينطبق على البيت الذي نشأت فيه. فأبي على الرغم من نشأته هذه وشدة تدين أبيه وأمه ونوع التعليم الذي تلقاه في صباه وشبابه ورغم أن أهم كتاباته تدور حول الإسلام لم يكن متدينا بمعظم المعاني الشائعة اليوم. إنني لا أتذكر مثلا أنني رأيت أبي وهو يصلي، أو يقرأ في المصحف. لا شك أن للأمر علاقة بأني أصغر أولاده وربما كان إخوتي الذين عاصروه في فترات أخرى يذكرون أشياء أخرى، ولكن هذا لا ينفي ما كان يتحلى به أبي من صفات قريبة من التصوف كما لا يتعارض مع ما أتذكره من أقواله الكثيرة التي تنم عن إيمان عميق بالله.. ولا يخامرني أي شك أن أبي كان يعلّق على أخلاق المسلم أهمية أكبر مما يعلقه على شعائر الدين. انتهى كلام "جلال أمين".

في اعتقادي أن الأستاذ "جلال أمين" ضرب بالمعول -هذه المرة- أكثر من اللازم!! ولم تكن هذه هي أفضل طريقة لرد جميل والديه خصوصا وأن ما حكاه بنفسه في ذات الكتاب عن إيثار والده العزلة وهيبته في نفوس أبنائه التي كانت تمنعهم من دخول غرفته يضفي تشكيكا على التشكيك!!.. ما المانع -والأمر كذلك- أن والده كان يصلي في غرفته الخاصة؟

ولكن دعنا نفترض الأسوأ: هب أن "أحمد أمين" لم يكن فعلا حريصا على أداء الصلاة فهل ينقص هذا من أهمية كتبه؟، هل ننصرف عن مطالعة كتبا مثل "فجر الإسلام" ، "ضحى الإسلام" ، "ظهر الإسلام" التي أرخ فيها للحياة الثقافية والعقلية الإسلامية؛ لأنه لم يكن حريصا على ممارسة الشعائر؟.. هذا ما أود مناقشته في هذا المقال..

.. .. .. .. .. ..

أذكر أنني -منذ عشرين عاما- كنت -وما زلت- شديد الإعجاب بفكر "العقاد" الذي كان لمؤلفاته أبلغ الأثر في حفظ إيماني بالإسلام رغم كثرة الشبهات التي تعرضت لها بعد ذلك، والسبب أن "العقاد" احترم عقلي ولم يداعب عاطفتي أو يدغدغ مشاعري كما يفعل معظم الكتاب والدعاة حاليا، كانت أسباب إيمانه بالإسلام -كما أوضحها في مؤلفاته الكثيرة- أسبابا عقلية ، منطقية ، موضوعية قابلة للنقل إلى الآخرين وليست مجرد يقين ذاتي يفعم القلب لكنه يخص صاحبه فقط. لقد استغلّ ثقافته الموسوعية في خدمة الفكر الإسلامي حينما قارن بين المعتقدات والأديان السابقة وبين عقيدة الإسلام في الله تعالى والنبوة والإنسان والمسئولية الفردية، وأظهر لنا كم هو جوهرة ثمينة ودرّة غالية هذا الدين الذي أكرمنا الله به.. وحتى حينما كتب عن الشخصيات الإسلامية الكبرى كانت مؤلفاته تفيض حبا واحتراما وخشوعا.. ولعلي لا أبالغ حينما أقول أن هذا الرجل كان "شيخي" الحقيقي الذي أدين له بطمأنينة النفس وسكينة القلب واقتناع العقل، جزاه الله عني وعن الملايين خيرا.

لذلك لا غرابة أني كنت أشعر بالحيرة وعدم الفهم حينما كنت أسمع عن ندوته صباح الجمعة وما قيل عن عدم أدائه الصلاة!!.. إيمانه كان ناصعا في مؤلفاته وإعجابه بالرموز الإسلامية كان أوضح من أن يحتاج لبيان!! فكيف يتسق -والحال كذلك- أن يترك صلاة الجمعة التي يصليها البر والفاجر؟.. لا عجب أني كنت أؤثر عدم التصديق. وما زلت أذكر مشاعر الغضب التي انتابتني أثناء قراءة كتاب "أنيس منصور" (في صالون "العقاد" كانت لنا أيام) بسبب تلك الأقوال التي نسبها للعقاد وفيها تجديف واضح.. وبرغم ما يقال عن وفائه للعقاد فقد كنت متأكدا أنه لا يحبه وإن تظاهر بذلك.

ثم مرت الأيام تلو الأيام، ولم تعد مثل هذه الأفكار تقلقني أو تدفعني للغضب، سواء كان يصلي أو لا يصلي، يصوم أو لا يصوم.. وبدأت أفطن إلى الفارق بين الداعية والمفكر.. من المهم للداعية أن يطابق فعله قوله.. لن أصغي إلى الشيخ "الشعراوي" أو "عمرو خالد" أو أي داعية آخر مثلا ما لم يكن سلوكه قدوة لي في الظاهر والباطن، وإلا فلماذا يأمرني بالمعروف وينهاني عن المنكر؟.. أما العقاد -ومثله "أحمد أمين"- فكان مفكرا لا داعية.. لم يلبس قط ثياب الناصحين وإنما عبر عن قناعاته الفكرية والعقائدية، لم ينهَ الناس عن منكر وأتي مثله، ولا أمرهم بمعروف ولم يفعله ولم يزعم قط أنه إمام في الدين.. كانت مؤلفاته دفاعا عقليا حارا عن الإسلام، وهذا ما يعنيني، أما سلوكه الشخصي فأمر بينه وبين ربه ليس من شأني أن أستقصيه.. قد يكون المرء غير ملتزم برغم إيمانه الصادق فالالتزام قدرة على الانضباط.. على سبيل المثال كل الطلبة -المجتهد منهم والمستهتر فيهم- (يعتقدون) في امتحان نهاية العام، ولكن الفارق بينهم في درجة الاستعداد له يعتمد على انضباطهم لا على اعتقادهم.

"أحمد أمين" كان رائدا من رواد نهضتنا الأدبية والثقافية ومؤرخا للحياة العقلية الإسلامية.. جمع بين الثقافة الأزهرية والأوربية واطّلع على التراث الإسلامي والإنساني وتمتع بقدرة تحليلية فائقة ورؤية مستنيرة وأسّس مشروعه العلمي الثقافي الجبار (فجر الإسلام) و(ضحى الإسلام 3 أجزاء) و(ظهر الإسلام 4 أجزاء) قاصدا بها أن تكون تمهيدا لنهضة إسلامية معاصرة.

والخلاصة أن هذه الأفكار يجب ألا تزعجنا.. لسنا مخوّلين بأن نفتّش عن أعمال الآخرين ونياتهم وستظل مؤلفات المفكرين العظام مثل أحمد أمين والعقاد نافعة وجديرة بالاهتمام في كل الأحوال..

Unknown.Soldier
30-07-2008, 10:47
سارة محمد شحاتة


كنت أجلس على أحد المقاعد البلاستيكية المتناثرة في الحديقة، وأراقب الأطفال الصغار الذين يلهون بالألعاب، وبين لحظة وأخرى أختلس النظر إلى الكتاب بين يديّ؛ كي أسكت صوت ضميري المفزوع من اختبار أعمال السنة! وبينما أنا شاردة أتأمل محاولات أحد الأطفال يشبه كثيراً ابن اختي الحبيب في التفاهم مع ولد صغير مثله، وكلاهما لم يعرف الكلام بعد.. إذ بصدمة قوية تضرب ظهر مقعدي بعنف، وتؤلم عضلات رقبتي التي لم تتخذ حيطتها للمفاجأة.. ولما استدرت وجدت امرأة في العقد الرابع من العمر تنظر لي بتشفٍّ وكراهية، ثم تمضي مسرعة من أمامي!..

من هول الصدمة ارتبكت مراكز الإدراك والاستيعاب لديّ، وأصبت ببلاهة.. وبعدها شعرت بغضب شديد من هذا التصرف الغريب، لكن ما لبث غضبي أن تلاشى حين رأيتها تجلس على المقعد المجاور، وترفع قدميها الاثنتين فوق المائدة!

فأدركت أن هناك اضطراباً ما بعقلها، وعدت إلى جلستي منكمشة أتابع الصغار في رهبة، وأرمقها بطرف عيني.. وقلت بداخلي: إنها "مجنونة" ككثيرين من الذين نراهم في الشوارع، لكن لا يبدو عليها أي تشرد كالذي تلمحه على الفور في مجاذيب الشارع.. فهي ترتدي سروالاً ومعطفاً أنيقاً، ومهندمة للغاية تهتم بزينتها، وتصفيف شعرها حتى أني شككت في الأمر، وأخذت أقلّب صفحات ذاكرتي؛ لعلي أتعرف وجهها، وأفسّر سبب نقمتها عليّ، وتوجيهها لمثل هذه الصفعة القوية لمقعدي دون الجالسين جميعاً!.. ثم خفضت بصري بعد أن لاحظت طول فترة تأملي لها، ومرت دقيقة أخرى أثبتت فيها نظريتي؛ فسرعان ما قامت فجأة، وصرخت، ثم أخرجت سلسلة مفاتيحها، وانتقت أحد المفاتيح الغليظة، وأخذت تخدش كل الموائد في الحديقة بغلّ وكراهية لم أصدقها!.. وبينما هي تنتقل من مائدة لأخرى كان كل من يجد نفسه أمامها يهرع هارباً وهو يشهق أو يصيح أو يستغيث، وبالطبع لا بد من: "يا لهوي!" من السيدات صاحبات الحس اللغوي المرهف! وبادرت الأمهات بجذب أبنائهن، والفزع في العيون، حتى رحلت السيدة، وعاد الجميع إلى حالته، وقد وجدوا مادّة خصبة للحوار بكل حماسة!

ظللت أتابع لعب وشقاوة الصغار الذاهلين عن كل ما يجري في صمت ورهبة، وأنا أشعر بآلاف الخواطر الحادة تمزقني بماسوشية شديدة.. فكان هذا المشهد بالنسبة لي القشة التي قصمت ظهر البعير.. وليس بعيراً واحد بل بدءاً من عنترة بن شداد، وحتى جمال حديقة الحيوان الشهيدة!.. وأخذت أتذكر العدد المتزايد من "المجانين" الذين أراهم بكثرة هذه الأيام، وقد كان معظمهم يشترك في ذات الصفات التي نعرفها جميعا.. التشرد، والثياب المهلهلة كالأسمال البالية، والوجوه المتشابهة الكالحة التي تشي ببؤس لا مثيل له، والنظرة الملتاعة والتي تتقافز في محاجرها بسرعة خوفاً وترقباً.. لكن كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها "مجنونة" ترتدي أفضل الثياب وعلى الموضة، ولا توحي أبداً بأي شك في قواها العقلية.. وأصابني الألم الشديد حين بدأت أتذكر كمّ المجاذيب الذين أراهم، وهم لا يلفتون الأنظار، كأنهم جزء من تضاريس الشارع.. أو أحد أعمدة الإنارة أو المطبات.. فذات مرة رأيت أحدهم في عز شتاء "طوبة" يجلس داخل نافورة.. وكان لا يرتدي سوي قميص مهترئ نصف كم، وسروال أكثر اهتراءً، ويخاطب المارة بكلام غير مفهوم، والجميع يمر من أمامه دون أي تعليق أو حتى وقفة لتأمله.. اللطيف أن تلك النافورة كانت في مكان حيوي للغاية.. في وسط ميدان كبييير.. بل وأمام بوابة قصر القبة الجمهوري! والعساكر يتأملون ويضحكون، ويبدو أن الأمر يعجبهم!..

كذلك أحد المجاذيب الذي انتقى مكاناً مفضلاً على ناصية أحد الشوارع لا يفعل شيئا سوى الجلوس ليلاً ونهاراً يتفوه بعبارات غامضة، وأحيانا كثيرة يطلق الكثير من الأمثال النادرة التي تتحدث عن غدر الزمن ونذالة الأقارب، ويقوم بتلحينها ويغنيها بصوت حزين يمزقك قطعاً.. الألطف أن ناصية هذا الشارع يقع أمامها مباشرة مسجد ضخم يؤمّه عدد كبير من المصلين دون الالتفات لهذا المتشرد!.. وبينما أعتصر الكتاب بيديّ شعرت بالخجل الشديد.. فعدد هؤلاء البؤساء في تزايد مستمر، ولكن لا أحد يحمل همّهم، ولا يفكر في حياتهم؛ بل نمرّ عليهم، فنحمد الله على صحتنا وحالنا، ونعود لبيوتنا نتدثر باللحاف ونغفو، ولا نفكّر في هؤلاء الذين يظلون في الصقيع لا يسترهم حائط ولا ملابس، ويعيشون في عذابات خواطرهم المشوّهة التي حرقها الخبال، ولا نعرف فيمَ ولا كيف يفكّرون، وكيف يرون الحياة التي نعيشها من وجهة نظرهم.

ثم نأتي بعدها لننفض الذنب عن أكتافنا بترديد تلك المقولة السطحية "المجانين في نعيم"!.. فعن أي نعيم إذن نتحدث.. نعيم التشرد.. أم نعيم افتراش الأرصفة والبرد.. أم نعيم النار المتّقدة داخل خلايا عقولهم والتي لا تستوعب الهول الذي يحدث أمامهم؟!..

ولو أن أحداً حاول أن يحصي كمّ المجاذيب الذين رآهم في حياته أثناء ذهابه ومجيئه من عمله، أو حتى المجاذيب الذين يراهم حول محيط سكنه ستجدهم كثيرين جدًّا.. وعددهم يفوق قدرتك على التذكر، ويزيد شعوري بالخزي أني لا أملك لهم أي مساعدة أو إصلاح لحالهم.. فالجميع يخشاهم، وأحيانا يكونون خطرين، وردود أفعالهم عنيفة، ولذلك يتجنبهم الجميع.. فالمفترض أن هؤلاء المساكين مكانهم في مستشفى الأمراض العقلية، وليس خارجها، ولا يعني هذا أنهم سيكونون داخل الجنة طبعا!.. لكن على الأقل لن يفترشوا الطرقات تدوسهم الأقدام.. بل وفي أحيان كثيرة يتم إخراجهم من المستشفى للشارع دون أن يكتمل شفاؤهم، فلا يجدون سوى الأرصفة مأوىً لهم، يفترشون مقعد حافلة، أو أحد السلالم في برد الشتاء وحر الصيف ذاهلين تماماً عن العالم.

ولا أدري لِمَ ينتابني نفس الشعور بالذنب حين ألمح أحدهم بالشوارع، فأتجنب النظر إلى عينيه مباشرة؛ كي لا ألمح نظرة اتهام واضحة أعرف أني سأجدها، وهي نفس النظرة التي يرمقك بها المتشردون وأطفال الشوارع.. ولا أدري لِمَ هذا الشعور بتأنيب الضمير؛ فلست السبب فيما آل إليه حاله.. ولا أملك له أي قدرة لتحسين حالته.. لكني أشعر أني شاركت بصورة ما في مأساته وأنه يدرك ذلك، ولهذا تجد أحيانا بعضهم قد يصدر منه رد فعل عدواني تجاه المارة؛ لأنه يشعر في داخله أنهم السبب أو على الأقل هو غاضب دون أن يدري؛ لسلبيتنا وتغافلنا عنه، وكأنه كيس قمامةً ملقى بالشارع.

وفي أحيان كثيرة تكون هناك أماكن معروفة يمكث فيها أحدهم لفترة طويلة، قد تمتد لسنوات حتى تصبح من معالم الشارع.. كـ"أول ناصية بعد المجنون"! ولا أدري كيف لم يتم إدخاله مصحة طيلة هذه السنوات مع أن الجميع يعرف أنه طيلة هذه السنوات يفترش الأرض!.. فأين إذن دور الحكومة والمستشفى مع هؤلاء.. فإذا كنا تنازلنا عن دورها معنا، واعتمدنا على أنفسنا؛ لتيسير حياتنا، فهؤلاء لا بد لهم من جهة تتحمل مسئوليتهم.. وهو ما يدفع إلى رأسي سؤالاً أكثر واقعية، وهو عن دور الحكومة المهم للغاية والفعلي معهم.. ألا وهو العمل على زيادة عددهم!.. فبالفعل إذا تأملنا وضْعنا المنحدر يوماً بعد الآخر.. والغلاء الذي توحّش بصورة مرعبة.. والبطالة التي فرمت الشباب.. والفساد.. والكساد الاقتصادي.. وغيرها من إنجازات حكوماتنا المتعاقبة!... كل هذا نتيجته الأولية هي تفريخ مجاذيب يطوفون الشوارع.. وترى مؤشره في المارة الذين بدأوا يحدثون أنفسهم في الطرقات ينفعلون ويتشاجرون مع أناس وهميين.

بل ربما نتعجب من أنفسنا، ونشيد بقوة عقولنا التي ما زالت تحتفظ بتوازنها حتى الآن.. رغم أن هذا لا يضمن لك كثيراً طول فترتك العاقلة هذه قبل أن تبدأ أنت أيضاً بالتحدث إلى كائن غامض بداخلك أثناء ذهابك للعمل، ثم تستطيل أظفارك وذقنك، وتنضم إلى سابقيك من ضحايا الحكومة!.. وهذا نذير خطير؛ لأن الشوارع وقتها ستشهد إقبالا وازدحاماً كبيراً، وربما يتم تأجير الطرقات بالساعة، وتبدأ الأسعار في التفاوت، فيتم تأجير النواصي والميادين بأسعار أعلى من الشوارع الجانبية، أما النافورات فستكون لأصحاب الواسطة!..

فاحرص على خلايا مخك هذه الأيام، وحاول أن تحافظ عليها رغم ما يحدث حولك..
وخلي بالك من عقلك!..

)MM(
30-07-2008, 11:36
مشكور

Unknown.Soldier
31-07-2008, 01:36
نهى العربي


"أستحلفك بالله أن تقرأ هذه الرسالة ولا توقفها عندك، انشرها لتنال ثوابها...".. هل تعرفني لتبدأ خطابك لي مستحلفاً بالله، هل أعرفك؟؟ أعطني على الأقل فرصة أن أعمل عقلي فيما تقول ولا ترغمني على فعل شيء، لا تفرض عليّ آراءك، لقد خلقنا الله أحراراً يا أخي!!!!!!!

بداية كانت الكلمات الأولى هي مجرد جزء من الرسائل التي تنتشر وبشدة على النت ويتناقلها الناس ويرسلونها دون حتى قراءتها، لست أعترض على فحواها فهي أدعية جميلة وأحاديث رائعة ولكنه سوء العرض، ربما موروثنا الثقافي في المناقشة، إذا كنت الأعلى صوتا في الحديث فستخرس الألسنة حولك وستفرض رأيك بسهولة ولن يجرؤ أحد على مواجهتك، مبدأ الترهيب لا الترغيب الذي أشاعه بعض شيوخ الدين فالنار والثعبان الأقرع هما المصير لكم أيها الشعب الفاسق الذي لا يراعي حدود الله والصراخ المتواصل في أذنك مصيباً اياك بالصمم وكأن الشريط الذي تستمع له مخصوص له لضعاف السمع، ولكن هذا الصوت القوي لكي يحيطك بحالة نفسية يتوقف فيها عقلك وتجدك منقاداً دون أي تفكير فيما يقوله الرجل المتحدث؟

نعود لتلك الرسائل التي تخبرك بمقدار الثواب الذي ستحصل عليه من جراء نشرها -وماله جميل!- ولكن تبدأ وصلة الترهيب المعتادة، فإذا توقفت عندك ولم ترسلها فأنت لا تستحق أن تكون مسلماً، ها قد أصدرت حكمي وكفرتك في لحظات وأنت جالس- وربما تطور الأمر لتنال عقاب الله وينفجر الجهاز الذي أنت جالس أمامه في وجهك....

هو نفس الأسلوب الذي نتبعه في أي قضية نحاول فيها أن نأتي بحقنا فإذا بنا نضيعه وندين أنفسنا، حتى في قضية الرسوم المسيئة لرسول الله (ص) فقد أدنا أنفسنا وان كنا أصحاب الحق، دائماً وأبداً لا نستطيع أن نفكر قبل أن نقرر، لا نقتنع بجدوى الصوت الهادئ وأنه أقرب الأصوات إقناعا ولكننا نثور ونندد ونعترض ونقاطع ولا مزيد....

الأنكى من ذلك أننا لا نعترف بالهزيمة، ودائما ننتظر المعجزات الإلهية التي ستقف بجوارنا ونكتفي بأن البيت له رب يحميه، فالرسام الدانماركي أمتناه محروقاً والرسالة منتشرة وبشدة، هكذا أنهينا القضية بفوزنا فقد مات واستحق مصيره...

لك أن تتأكد أن المتناقلين لهذه الرسائل لا يقرأونها أصلا وإلا كانوا خجلوا من أنفسهم أشد الخجل، فهذا الرسام قد مات في رسالة محروقاً وأخرى بجلطة –تشكيلة أمراض- ولا أحد يقرأ، أخرى تذكرك بالشيخ "أحمد" حامل مفاتيح الكعبة والذي رأى في المنام الرسول (ص) ليبعث معه برسالة ليفيقنا من غفلتنا.. و"عبد الله" ذلك الرجل الذي أشعرني بأنه المسلم الوحيد الباقي على وجه الارض، فلا يوجد غيره في كل الرسائل تخبرك بأنه رأى الرسول في المنام فأرسل تلك الرسالة وستفرح بعد ثلاثة أيام أو يومين - مضى على إرسالي لتلك الرسالة 3 شهور ولا شوفنا فرح ولا حاجة يا عم عبد الله!!!-

اسم عبد الله اسم عام فكل ساكني كوكب الأرض والكواكب الأخرى هم من عباد الله، ولكن الناس تتعلق بالأمل الكاذب كالغريق، وكمن يقرأ الأبراج يوميا كنوع من الإدمان ودوماً الحجة واضحة وجاهزة "أنا باقراها مجرد تفاؤل بس مش باصدقها؟؟؟!!!"

صور الفتيات التي يكتب تحتها أنهن قد وافتهن المنية فعلينا بالدعاء، بالفعل عدد الوفيات من الشباب قد زاد ولكن لا أدري لماذا شعرت بانتهاك حرمة هؤلاء الفتيات بنشر صورهن بتلك الطريقة – هذا إذا سلمنا بأنهن قد توفين بالفعل- والملاحظة الجلية في هذا الموضوع أنهن من الجميلات، كلهن -صحيح الموت بينقي-!!!!!

قصص العقاب اللحظي التي يحب الناس سماعها وتفغر أفواههم للحظات وانتهى الموقف على ذلك، من الفتاة التي تبجحت وتعدت بالقول على آيات القرآن الكريم فماتت حينها أو التهمها حوت أو شيء من هذا القبيل..

ودوماً تجد تلك القصص من يصدقها ويحلف بالله أنها صحيحة وعلى الناس أن تتعظ وتوقن بقرب يوم القيامة، هكذا أصبحنا ننتظر المعجزات لتقنعنا بأن اتباع الدين والحق أمر واجب لا نقاش فيه، أصبحنا ننتظر ذلك الرجل الذي سيبعث له برسالة ليخبرنا بها فنفيق من غفلتنا، وكأنه لا تكفينا آيات القرآن الكريم والأحاديث وسير الصحابة!!!

افترض حسن النية وأن هذه الرسائل الغرض من انتشارها هو ايقاظ الهمم وتذكرة الناس بالآخرة، لماذا لا يذكر فيها أن موظفاً مرتشياً مثلا فور تقاضيه الرشوة قد أصابه الله بشلل، أو أن مسئولاً فاسداً خرب الذمة قد مات متكهرباً في الجاكوزي الخاص به!!!
أم أن الدين هو قراءة القرآن والصلاة فقط؟؟؟

أما إذا افترضت سوء النية وهي أن هذه الرسائل الهدف الأساسي منها هو إبقاء المسلمين علي هذا القدر الهائل بجهلهم عن الدين الذي أصبح يقتصر في كيف ندخل الحمام بالقدم اليمنى أم اليسرى؟؟؟

سواء هذا أو ذاك، أفيقي أيتها الأمة، أيها المسلم.. لسنا في زمن المعجزات، ولن تأتي وان أردناها فعلينا صناعتها بأنفسنا، وإلا ظللنا هكذا في ذيل القائمة دوماً...

Unknown.Soldier
01-08-2008, 07:25
نهى العربي


لم يتحدث أحد أكثر من "أنيس منصور" عن الموضة، وكانت كتبه دوما تحتوي على مقال أو اثنين أو أكثر تحدثا عن الموضة وفنون الموضة ووصفه الدائم لها بأنها دون عقل والنساء المسايرة لها دون عقل أيضا... لا تأبه المرأة سوى لمسايرتها للموضة دون النظر لجسدها ومدى توافق ما ترتديه معه، فدوما حين يلوح رجال الموضة لهم ولو من بعيد بأي شيء جديد والذي يكون عادة غريب ومنفر يهرولن خلفه دون أي تفكير...

تتأكد وجهة نظره كل عام أمامي، فمع قدوم فصل الصيف لك أن ترى ما لذ وطاب، ولكن كعامل مشترك فقد فقدت النساء والفتيات خاصة ذوقهن العام وتحولن إلى كائنات بشعة يرتدين البالون؟!

هكذا تلفظت المذيعة في التلفاز وهي تقول: "وموضة هذا الصيف البالون...."، لم أدرِ تحديدا هل لأن الموديل يشبه البالون أو أن المرأة حين ترتديه تشبه البالون لتمتلئ الشوارع بمجموعة من النساء والفتيات الحوامل...

لكنها تغريك بتلفظها بمئات الألفاظ الإنجليزية وهي تشرح موضة البالون ومبدعي تلك الموضة وغيرها وكلها ألفاظ تنتهي بالمقطع (أوووون) في إشارة لخروجها من الحلق مع إضافة بعض الرقّة المصطنعة وضم الشفتين لإيهامك بفرنسية الكلمة....
كما هي أسماء مصممي الأزياء العالميين من "بيير كاردان" و"كريستيان ديور" هنا لا بد وأن تنطق تلك الكلمات متأففا متعاليا متحذلقاً فتبدو أكثر تحضرا!!

لم تكن هذه هي الموضة الوحيدة فقد رأيت ما هو أسوأ -والذي دوما تخبرك البائعة أنه "عليكي رائع ومختلف" -وده مش عشان هي شغالة في المحل خااااااالص- رأيت كيف قصرت التنورات وارتفعت في إشارة واضحة لأثر الاحتباس الحراري المباشر على المرأة أكثر اعتبارا أنها كائن حساس حران... وتأتي المفارقة ففي حين ارتفعت تلك، التصقت بهم الملابس وبشدة سواء كانت باديهات قصيرة أو شبيهتها الطويلة في تحايل واضح ومخجل حتى لا تبرز مفاتنها فقط "اهه لابسة طويل اهه".

أتدرين عزيزتي.. لن أناقش الجانب الأخلاقي لتلك السخافات التي ترتديها من ترتديها ولا الديني حتى لا تنعتني بالمتشددة وإن كنت لا أرى عنهما بديلا حين نتحدث فيما يتعلق بالمرأة وعفافها، سأدعه جانبا وأتحدث عن تدني ذوقها وانعدامه حين اختلطت جميع ألوان الطيف في ملابسها وامتلأ وجهها بالأصباغ المنفرة، لا تدرين ماذا ترتدي نهارا وماذا ترتدي ليلا، فكل شيء لامع براق، فأصبحَت كالموديل الواقف في الفاتيرنات يلبسه أصحاب المحلات ما يريدون وهو صامت مستسلم!! هكذا إذن أسلمت نفسها لمن أخذ يعبث بجمالها الطبيعي، ويجعل منها صورة كاريكاتورية مضحكة...

أما الأسوأ -وبحق- من أضعن احترامهن لارتداء الحجاب، فعلى الرغم من ارتفاع نسبة مرتديات الحجاب والتي اتضح منها أنه بديل عن إحداث أي صدمة لمواطن الشارع الغلبان حتى لا يرى الشعور السلكية بشكلها السريالي، وكبديل اقتصادي لعدم الذهاب إلى الكوافير، ارتدين الحجاب، دون أي احترام له بملابس ضيقة وقصيرة وحتى تصرفات أخلاقية مخجلة تجعلك تتشكك في أن الفتيات اختفين وتم إبدالهن بمخلوقات فضائية بشعة لإحداث التلوث البصري، وإن كنت أشك أن المخلوقات الفضائية بهذه الدرجة من البشاعة....

كنت أتصور أن الرجال والشباب لم تطلهم تلك الهوسة، فملابسهم معروفة لا تتغير ولا يتبعون موضة معينة كنوع من الرتابة، الروتين، عدم القابلية للتغيير، كما وصف "أحمد رجب"، فـ"هي" الأكثر في بحثها وراء الجديد في حين لم يتخلَ "هو" عن رابطة عنقه أو حتى غيّر في تصميمها منذ عصر لويس الرابع عشر، لكن يبدو أن هذا لم يعد صحيحا...

فالمنظر السريالي الذي قد تظهر به المرأة جراء إبراز شعرها -الطبيعي- يظهر به الشاب الآن بتضخم رأسه حاملة كرة كبيرة من السلك، أو بعدة عبوات مفرغة فوق رأسه من الجل، لتبدو وكأنها تصلح لممارسة رياضة التزحلق فوقها، مع إضافة بعض الزوائد التي تشبه الأنتينا الخاصة بالحشرات، أجهزتها المستقبلة، الغريب أن الحشرات تزداد أعدادها في الصيف أيضا......

ليس في هذا مشكلة فارتداء الملابس وغيرها من قصّات الشعر حرية شخصية، حتى التزييف الذي قد تحمله، فالشاب عريض المنكبين ليس لأنه بطل العالم في أي حاجة، ولكن لأنه يحيا بداخل صالات الحديد، هرمونات وأقراص، ليخرج منها حاملا أشخاص آخرين داخل ذراعه الواحد، ولك في "تامر حسني" مثال، صالة حديد متحركة...

تمتع إذن حتى نهاية فصل الصيف بأشكال البالون وفساتين الفلاحة المصرية المزركشة، وموضة الحجاب الكاجوال، تباديل وتوافيق الألوان غير المتوافقة على الإطلاق، الأجساد الممتلئة بملابسها الضيقة إحياء لحلم الشعور بجسد نحيف اختفى ولن يعود....... وتذكر أي فتاة ترتدي الحجاب الكاجول شعرها وحش أساسا وكل شاب بحديده وهرموناته هو مشروع ناجح للتحول إلى فرخة!...

Unknown.Soldier
01-08-2008, 07:32
د. أحمد خالد توفيق


حماتي مشاهد ممتاز للأفلام، فهي لا تحاول أبدًا أن تسأل عن كيفية تصوير هذا وذاك.. الأفلام بالنسبة لها لقطات تسجيلية صورت بكاميرا خفية لمجموعة من البشر يمارسون حياتهم، وعندما يتصرف بطل الفيلم بحماقة فإنها تلومه ولا تلوم كاتب السيناريو.. طبعًا هي تعرف أن هناك كاميرا ومخرجًا ومصورًا ومونتيرًا ومؤلف موسيقى تصويرية، لكنها تفضل أن تندمج في الفيلم ولا تفسده بتخيل طريقة صنعه.

عندما بدأ التلفزيون المصري يعرض برنامجًا يوميًا عن تصوير making of فيلم (همام في أمستردام) كانت تتابع الحلقات، وفي رأيي الخاص أن هذا ترام طويل مكون من ثلاثين عربة ابتاعه التلفزيون المصري، إذ يظهر في بداية الحلقة مثلاً "محمد هنيدي" ليكلمنا عن يوم التصوير الصعب، أو عن الشطة التي وضعوها في الكشري فكاد الممثل الفلاني يختنق، أو عن غنائهم في شجن لأغنية الحلم العربي، كأنه يتكلم عن تصوير (الأب الروحي)، ثم تشاهد لقطات التصوير فلا تجد شيئًا من هذا كله.. لقد أغمض عينه لربع ثانية مع الأغنية فصار هذا (شجنًا جميلاً) وسعل صديقه مع ملعقة كشري، فوجدوا في هذا ما يغري بتقديم حلقة مدتها ربع ساعة. قالت لي حماتي: "قبل أن أرى هذا البرنامج كان لديّ اعتقاد بسيط أن هؤلاء الناس يتعبون نوعًا... لكنني لم أرَ طيلة الحلقات سوى مجموعة من الشباب يهرّجون ويمزحون!"

هذه هي المشكلة مع انتشار تلك الأفلام التسجيلية التي تُظهر ما يدور في كواليس السينما المصرية. أنت لا تشعر بأنهم جادون بل هم مجموعة من الشباب يمضي وقتًا طيبًا ويحصل على أجور ممتازة، ولا شك في أنها تثير إحباط أي شاب مصري مثل "مصطفى" المحروم من كل شيء، الذي يجلس أمام الشاشة وهو لا يجد وظيفة ولا يحوي جيبه سوى خمسة عشر جنيهًا سوف ينفقها غالبًا لمشاهدة الفيلم الذي يرى لقطات منه الآن.. ذنبه الوحيد هو أن مخرجًا لم يكتشفه بعد.

لا أعرف متى بدأ هذا الفن القائم على (تصوير التصوير) السينمائي.. فن تصوير فيلم تسجيلي يريك ما يحدث في كواليس الأفلام الروائية السينمائية. ربما أقدم مثال في ذهني هو (سيسيل ب. دي. ميل) وهو يرتب الخدعة السينمائية فائقة الشهرة لانشقاق البحر الأحمر كي يخرج اليهود فارين من فرعون في فيلم (الوصايا العشر 1956). لم يكن هناك كمبيوتر في ذلك الوقت، وقد اعتمد الرجل على حيلة شديدة البراعة عندما يمتلئ خزانان عملاقان بسرعة ويفيضان لتغرق المياه الفجوة بينهما، ثم يتم عرض اللقطة بالعكس فتبدو المياه كأنها تنشق وتتراجع.. هذا شيء جدير بتسجيله بالتأكيد...

بعد هذا صار مصطلحMaking of شهيرًا جدًا وعلى لسان الجميع. في البداية كان يعرض بشكل محدود ولم تكن له قنوات سوى الأفلام التلفزيونية التسجيلية. بعد ظهور الـ (دي في دي) وضرورة احتواء كل قرص على أشياء إضافية extras غير القصة ذاتها، صار لطريقة صنع الفيلم موقع متميز وثابت، وصار من المهم أن يوجد مصوّر مهمته متابعة كواليس التصوير باستمرار. أحيانًا لا يبقى من الفيلم سوى ما تم تصويره لعملية صنعه، ومن هذه الأفلام مشروع (تيري جيليام) المنحوس (الرجل الذي قتل دون كيشوت 2000). هذا نموذج لفيلم تحالفت كل الحظوظ ضده حتى إنهم عدلوا عن تصويره تمامًا فلم يبق منه سوى فيلم تسجيلي قصير.

إن التصوير في الكواليس له دور دعائي مهم، وفي الوقت نفسه يرضي فضول المشاهدين الراغبين في معرفة (كيف تم هذا؟.. كيف صنعوا هذا السحر؟). بالنسبة للناس هذا عالم أسطوري غامض ومن يعملون فيه كائنات نورانية خيالية، لذا يرحبون بأية لمحة تظهر لهم هذا العالم. بل إن هناك أفلامًا تصور كيف تم تصوير الـ making of!.. أي إنها تُصور عملية تصوير التصوير..

لم ينتشر الدي في دي (القانوني) في مصر، لكن الفضائيات اعتادت تقديم لقطات صنع الأفلام هذه، وهناك قناة فضائية شهيرة لديها حلقة واحدة تكررها يوميًا على اعتبار أننا مجموعة من الغائبين عن الوعي الذين لا يلاحظون أي شيء. هذه اللقطات أعتقد أنها تسيء للأفلام والممثلين أكثر مما تفيدهم. عندما نرى فيلمًا ضخمًا مثل (سيد الخواتم) أو (هاري بوتر) أو (ماتريكس) فإن أفلام making of تعد متعة حقيقية لأنها تكشف لك عن إجابات الكثير من الأسئلة، وتطلعك على الآفاق التي يمكن أن يرتادها العقل البشري حيث يمتزج الفن الراقي بالتقنيات الحديثة. عندما يقدمون فيلم (همام في أمستردام) يوميًا على مدى ثلاثين حلقة رمضانية، فماذا يفعله صناع (سيد الخواتم) إذن؟

في الأفلام المصرية لا ترى سوى الأبطال يمزحون، وهناك من يخطئ عمدًا في مقاطع الحوار على سبيل التظرف، والمعجزة التي تبدو بها البطلة تُصفع بينما الكف لم تلمس وجهها، وهكذا.. سرعان ما يتضح لك أن أغلب الممثلين يتعاملون باستخفاف حقيقي مع مهنتهم.. ليس هناك من هو على استعداد لدراسة الشخصية ودوافعها وعلى الأرجح لم يسمع حرفًا عن استوديو الممثل. ليس بينهم "روبرت دي نيرو" الذي يحضر تصوير لقطات الفيلم كلها حتى تلك التي لا يمثل فيها ليعيش الأحداث، وإنما هي قوالب جاهزة تُقال للصحفيين؛ مثل ذلك الممثل الوسيم الشيك الذي يقول للصحافة إنه عمل مع بعض القهوجية كي يعرف كيف يتصرف القهوجي. والآن تخيل معي الموقف بعبثيته: الممثل الوسيم يوقف سيارته الفاخرة أمام مقهى شعبي، وينزل بنظارته السوداء وسط العيال الحفاة المتجمهرين، ليتجه إلى أحد القهوجية ويقول له: مساء الخير يا ذوق.. كنت عاوز أشتغل معاك عشان أعرف طريقتك في تقديم المشاريب!. فيصيح القهوجي: تحت أمرك يا باشا!

طبعًا كلام فارغ مخصص للاستهلاك الصحفي. ثم ترى دوره في الفيلم فتجد كالعادة قهوجيًا تلفزيونيًا نمطيًا يضع طاقية صوفية على رأسه وسيجارة خلف أذنه ويهتف في تظرف: "أيوه جاااي!"، وهو هنا لا يقلد القهوجي بل يقلد القهوجية الذين رآهم في أفلام سابقة. وهناك ذلك الممثل العبقري الذي كان يؤدي دور مريض صرع، فملأ الصحف كلامًا عن أنه كان يجوب الأزقة يراقب مرضى الصرع وزار أكثر من مستشفى صحة نفسية ليرى كيف يتصرفون. رأيت أداءه في الفيلم وأقرّ وأعترف أنني لم أر في حياتي مريض صرع يجري أميالاً وهو يصرخ وقد كوّر أنامله على شكل مخالب كأنه مذءوب. واضح أنه لم يرَ مريض صرع قط..

استسهال في استسهال، لكن مشكلة أفلام making of أنها تفضح هذه الحقيقة بوضوح، وتجعلك تدرك أن ما يقومون به ليس بهذه الصعوبة، ولا هذا التعقيد كما يزعمون. لا أعمم كلامي طبعًا وإلا لكنت أتهم ممثلاً مثل "خالد صالح" وممثلة مثل "عبلة كامل" أو مخرجًا في حجم "داود عبد السيد" و"محمد خان" بالسطحية. لكن مقياسي الأخير هو الفيلم نفسه.. ما الذي صنعوه في النهاية؟. هل يستحق كل هذا الضجيج؟.. للأسف الإجابة (لا) في ثمانين بالمائة من الحالات، وإن كان هذا لن يؤثر؛ لأن "مصطفى" سوف يذهب للسينما وينفق آخر خمسة عشر جنيهًا في جيبه، مهما قلت أنا!

Unknown.Soldier
01-08-2008, 09:33
المشاركات السياسية المباشرة ممنوعة

El_Desperado
01-08-2008, 14:42
ملحوظة:اين صاحب الموضوع؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكر خاص لUnknown.Soldier
فالمقالات اكثر من رائعة

Unknown.Soldier
01-08-2008, 18:17
ملحوظة:اين صاحب الموضوع؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تم توقيفه !


شكر خاص لUnknown.Soldier
فالمقالات اكثر من رائعة
عفواً

ــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم: أنيس منصور


*‏ إذا كان جارك من اقاربك‏:‏ فلست في حاجة إلي مزيد من الاعداء‏!‏
‏*‏ من قام بتوفير جنيه اليوم‏,‏ فقد وفر قرشا للمستقبل‏!‏
‏*‏ تعيسة من كانت جميلة فقيرة‏,‏ واتعس من كانت دميمة غنية‏!‏

*‏اتفقنا علي أن نختلف علي التفاهات‏,‏ أما القضايا الحيوية فقد اجلناها عشرين عاما‏!‏
‏*‏ قل لي من فضلك‏,‏ أنت احببت وتزوجت وانجبت وامضيت عمرك كله في تربية أولادك فماذا اخذت في النهاية؟‏!‏
‏*‏ في الريف نقول عن الحماة‏:‏ أول يوم قمر منور ثاني يوم طبق مدور ثالث يوم‏:‏ عفريت مصور ــ صح‏!‏

*‏ دائخ بين عقلي وقلبي‏:‏ إن تزوجت بالقلب ضاع العقل‏,‏ وإن تزوجت بالعقل سكت القلب‏..‏ فكيف يتزوج الناس؟‏!‏
‏*‏ خذها فقيرة وسوف يغنيك ربنا‏..‏ أيدي علي كتفك ولكن قل لي كيف؟
‏*‏ أعدي أعدائك‏:‏ صديقات زوجتك‏!‏

*‏عاشق غبي؟ ممكن‏..‏ زوج ذكي‏:‏ غير ممكن‏!‏
‏*‏ تزوجت عشرين عاما‏.‏ ولم اختلف مع زوجتي في أي شيء ــ فقد أمضيت كل هذه المدة في السجن‏!‏
‏*‏ لغة العيون النبيلة‏:‏ الدموع‏!‏

*‏ حلو وكذاب‏:‏ لأنه حلو‏!‏
‏*‏ اسهل انواع الصيد‏:‏ الصيد في الماء العكر‏!‏

Unknown.Soldier
01-08-2008, 18:37
رجب البنا


في مؤتمر احتشد فيه عشرات من كبار علماء المسلمين في أنحاء العالم‏، عقد في بلد إسلامي‏، كان حديث أكبر علماء البلد المضيف عن ادعاءات علماء الغرب بأن الأرض كروية مع أن الثابت يقيناً بالأدلة الشرعية -على حد قوله- أن الأرض مسطحة ومبسوطة‏!‏ وصفق الجميع للعالم الجليل‏، ولم يعقب أحد من العلماء وأساتذة الجامعات المشاركين في المؤتمر على ذلك بكلمة خوفاً من الاتهام بالكفر‏!‏

وفي مصر تمتلئ الساحة بالآراء والفتاوى التي لا تقل غرابة عن ذلك من علماء لهم مكانتهم‏، وأحياناً تصدر فتاوى متناقضة من عالم واحد له مكانته أيضاً، مثال ذلك فتوى عالم كبير بأن ختان الإناث مكرمة، ثم فتواه بعد ذلك بأن ختان الإناث حرام شرعاً، وفي كتاب (بيان للناس) الذي يدرسه خريجو كليات الدعوة أن الختان سنة بإجماع فقهاء الأمة‏، وفتوى عالم كبير بإباحة تقبيل سور ضريح الأولياء‏، في مواجهة فتوى عالم كبير آخر بأن ذلك من قبيل الجهالة ويعد شركاً بالله؛ لأن تقبيل ضريح النبي الكريم غير جائز‏، فكيف يجوز ذلك للأولياء وآل البيت؟!‏..‏ وفتوى عالم كبير بأن المغتصبة التي لا تجهض نفسها تعتبر زانية فإذا أجهضت نفسها لا تعتبر كذلك‏!‏ وفتوى عالم كبير بأن الغناء في عمومه حرام فيما عدا الغناء بالأحاديث النبوية والابتهالات‏، وفتوى أخرى بأن الصور والتماثيل حرام‏، وفتوى بأن زواج الممثلين في الأفلام هو زواج شرعي بين الممثل والممثلة فيه أركان الزواج من العلانية والقبول والشهود والصيغة الشرعية‏، وأعقبتها فتوى مضادة بأن الزواج بين قيس وليلى في فيلم لا ينعقد بين يوسف وهبي وأمينة رزق‏، وفتوى من لجنة الفتوى بالأزهر بإباحة قتل الكلاب مع استثناء الكلاب التي يتم تربيتها في البيوت وكلاب الصيد والحراسة‏، وفتوى أمانة الفتوى بدار الافتاء بأن رفع الصوت بالمكبرات حرام شرعاً، وفتوى أخرى بأن السعي للسفر خارج البلاد بطرق غير شرعية حرام شرعاً‏، وتعليق فضيلة المفتي عليها بأن من يموت غريقاً في هذه الحالة طماع وليس شهيداً‏!‏

وأحد الدعاة المشهورين في الفضائيات ردد فتواه بأن الأصل في الزواج هو تعدد الزوجات، والاكتفاء بزوجة واحدة مكروه‏!‏ وتأييداً لصدق فتواه أعلن أنه متزوج من أربع تطبيقاً للشريعة‏!‏
وأفتى عالم كبير بأن دخول المرأة على الإنترنت دون أن يكون معها محرم حرام، وفي مواجهة أزمة الخبز استعانت وزارة التضامن بدار الإفتاء فأصدرت فتوى بأن استخدام الخبز المدعم في إطعام الطيور والمواشي حرام‏.

وأصدرت بعدها فتوى بأن قيام المدارس العامة والخاصة بفرض تبرعات إجبارية على أولياء الأمور من الكبائر ويعتبر من أكل أموال الناس بالباطل‏، ثم أصدرت فتوى أخرى بأنه يجوز الصلاة خلف الإمام الإلكتروني وترديد القرآن خلفه‏، ونشرت الصحف فتاوى أغرب من ذلك مثل التدخين لا يفطر في رمضان‏، والزواج عقد لا يحتاج إلى شهود أو مهر أو ولي‏، وجواز إمامة المرأة للرجال في الصلاة‏.‏

والصحف والفضائيات مزدحمة بالفتاوى من علماء خارج مصر ومنها‏:‏ جواز الزواج بنية الطلاق‏، وإطالة أظافر المرأة حرام‏، وزواج المسيار مطلب شرعي‏، وترقيع غشاء البكارة حلال في مواجهة فتوى مضادة بأنه حرام استناداً إلى الحديث من غشنا فليس منا‏، وفتوى بأن الأرملة التي تلد طفلاً بعد خمس سنوات من موت زوجها ينسب للزوج الميت‏، وفتوى "الترابي" في السودان بأن الإيمان بيوم الدين ليس من ضرورات الإيمان والإنسان حر في أن يؤمن أو لا يؤمن به‏.‏

وأمثلة هذه الفتاوى كثيرة يضيق المقام عن ذكرها‏، ولكن الخطير في أمرها أن بعضها يثير البلبلة في فكر الناس وأمور حياتهم‏، مثل الخلافات حول تحديد النسل‏، وعائدات البنوك‏، ونقل الأعضاء‏، والالتزام أو عدم الالتزام برؤية هلال رمضان في بلد مسلم‏، ناهيك عن فتاوى النقاب وإطلاق اللحية‏..‏ ولا داعي لمناقشة عالم أعلن أن الرسول زاره وهو في اليقظة وكان يرتدي عباءة‏!‏ وتعليق طبيب نفسي بأن ذلك إن كان صحيحاً فهو من قبيل الهلاوس السمعية والبصرية‏.‏

ألا يدعونا ذلك إلى وضع نظام للافتاء بإنشاء هيئة كبار العلماء لتصدر عنها الفتاوي بعد مناقشة جماعية‏، يتفقون عليها بدلاً من هذا التخبط‏، أو أن يختص (مجمع البحوث الإسلامية) بإقرار الفتوى قبل إعلانها والقضاء على صراع المفتين على شاشات الفضائيات‏، وفي هذا المجمع الصفوة من شيوخ العلوم الشرعية‏، وإن كان لهذا المجمع عتاب؛ لأنه لم يقم برسالته كاملة لإخراج المسلمين من حالة التخلف، وكان المفروض أن يتعاون في ذلك مع المجامع الفقهية الأخرى في الدول الإسلامية‏.

Unknown.Soldier
07-08-2008, 17:12
استئذان في الانصــراف
رجاء ودعاء‏..‏ وتقرير ختامي
يكتبها : محمـد حسنيـن هيكل
http://www.mafhoum.com/press6/162P58_fichiers/42666_34M.jpg

لقد كان يرد علي بالي منذ سنوات أن الوقت يقترب من لحظة يمكن فيها لمحارب قديم أن يستأذن في الانصراف‏,‏ وظني أن هذه اللحظة حل موعدها بالنسبة لي‏,‏ ففي يوم من أيام هذا الشهر‏(‏ سبتمبر‏2003)‏ استوفيت عامي الثمانين وذلك قول شهادة الميلاد وهو دقيق‏-‏ يومئ بحمد الله إلي عمر طويل مديد‏-‏ لكن هناك مع ذلك قولا آخر أكثر صوابا هو حساب زمان العمل علي مساحة العمر‏,‏ والحقيقة أنه في حالتي تواصل دون انقطاع لأكثر من ستين سنة‏(‏ قرابة اثنتين وستين‏)‏ لأن تجربتي معه بدأت بالتحديد يوم‏8‏ فبراير‏1942‏ حين رأي أستاذنا في مادة‏'‏ جمع الأخبار‏'‏ أن يعرض علي أربعة من تلاميذه‏-(‏ تكرمت المقادير وكنت أحدهم‏)-‏ فرصة التدريب العملي تحت إشرافه في جريدة الإجيبشيان جازيت وهو يومها مدير تحريرها‏,‏ وهي وقتها ـ وبسبب ظروف الحرب وزحام الجيوش ـ أوسع الجرائد الصادرة في مصر انتشارا‏(‏ رغم لغتها الإنجليزية‏).‏
وكانت فكرة هذا الأستاذ وهو‏'‏ سكوت واطسن‏'-‏ أن التدريب العملي يعطي تلاميذه إمكانية الجمع بين الدراسة والممارسة وذلك تأهيل ناجز ونافع‏.‏ وكان الرجل خبيرا عارفا‏,‏ فقد كان قبل التدريس مراسلا صحفيا غطي الحرب الأهلية في أسبانيا‏(1936-1939)‏ وفي تلك المهمة زامل أسماء علت ولمعت في آفاق النجوم‏(‏ من طراز‏'‏ أرنست همنجواي‏'‏ و‏'‏جورج أورويل‏'‏ و‏'‏آرثر كوستلر‏'‏ و‏'‏أندريه مالرو‏'‏ وغيرهم‏)‏ ولم نكن وقتها ندرك ما فيه الكفاية عن هؤلاء الرجال ولا عن المعركة الإنسانية الكبري التي نبهوا العالم إليها خبرا ورأيا لكن شخصية أستاذنا وما تميزت به من الحماسة المشبوبة بالنار‏-‏ تكفلت بتعويض النقص في معارفنا حتي أتيح لنا فيما بعد أن نستوعب تلك الرابطة الدقيقة العميقة بين الحرف والموقف‏.‏

وعلي أية حال فإنه من‏8‏ فبراير‏1942-‏ وحتي سبتمبر‏2003-‏ مشت الدراسة والممارسة بسرعة ومسافة فلكية باعتبار متغيرات العصور والعلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات‏.‏
وكان تقديري أن أي حياة‏-‏ عمرا وعملا‏-‏ لها فترة صلاحية بدنية وعقلية وأنه من الصواب أن يقر كل إنسان بهذه الحقيقة ويعطيها بالحس‏-‏ قبل النص‏-‏ واجبها واحترامها‏,‏ ثم إنه من اللائق أن يجيء مثل هذا الإقرار قبولا ورضا وليس إكراها وقسرا كما يستحسن أن يتوافق مع أوانه فلا ينتظر المعني به حتي تتطوع مصارحة مخلصة أو تداري مجاملة مشفقة لأن انتظار المصارحة مؤلم وغطاء المجاملة مهين‏.‏

وكذلك حاولت من سنوات أن أنبه نفسي‏-‏ بين وقت وآخر‏-‏ إلي مزالق الانتظار وضمن ما فعلت أنني وضعت حدودا لما أكتب بأفضلية أن يتساءل الناس‏'‏ لماذا لا يكتب هذا الرجل‏-‏ أكثر‏'‏ بدلا من أن يكون سؤالهم‏'‏ لماذا يكتب هذا الرجل‏-‏ أصلا‏'‏ وعلي نفس المنوال فإن ما يساورني الآن يتلخص في أفضلية أن يتساءل الناس‏'‏ لماذا يستأذن هذا الرجل في الانصراف متعجلا‏'-‏ بدلا من أن يكون سؤالهم‏'‏ لماذا يتلكأ هذا الرجل متثاقلا‏'.‏
وللحق‏-‏ وذلك اعتراف بالفضل واعتزاز بأصحابه‏-‏ فإن كثيرين تكرموا بجهدهم في تحويلي عما رأوه اتجاهي راغبين إقناعي بأني مازلت‏-‏ جسدا وفكرا‏-‏ قادرا علي الاستمرار مع إشارات عطوف إلي أنه ليس من حق محارب أن يلقي سلاحه مهما تكن الأسباب ولا من حق كاتب أن يتخلي عن قلمه مادام استطاع‏,‏ وكان جوابي‏-‏ مقدرا وليس معاندا‏-‏ أن عدد السنين حقيقة حساب ودوران أي عجلة طوال الوقت طاقة مستنفدة‏-‏ مؤثرة علي صلب معدنها ذاته ولو تعطل الناس مع حاصل الجمع أو تمنوا لو تتحمل المعادن إلي الأبد فذلك ليس من شأنه إلغاء قواعد الحساب أو تعطيل قوانين إجهاد المواد واستهلاكها‏.‏

{{{‏
ومن باب الدقة‏-‏ فإن هاجس الانصراف‏-‏ حتي بدون استئذان‏-‏ ومض لأول مرة في خواطري مساء يوم‏28‏ سبتمبر‏1970‏ في غرفة نوم‏'‏ جمال عبد الناصر‏'‏ نفسه وكان ذلك الصديق الكبير أمامي علي فراش نومه وقد تحول في دقائق إلي فراش موته‏.‏
ولم يكن سبب ما لمع‏-‏ برقا‏-‏ في خواطري مجرد التفجع والأسي‏-‏ وكان هناك منه كثير‏-‏ لكن السبب أنني وقد أدركت هول ما جري بعد فترة من العجز عن التصديق‏-‏ تلفت حولي ولمحت‏-‏ أو خيل إلي أنني لمحت‏-‏ ما أثار عندي ظنونا غامضة‏.‏

كنا في غرفة النوم‏-‏ أو الموت‏-‏ سبعة رجال بالعدد من حول جثمان الراحل الكبير الذي تقدم نحوه كبير أطبائه وسحب الملاءة علي وجهه في حركة بدت وكأنها فعل رمزي يقطع بالنهاية‏-‏ مهما كان العجز عن تصديقها‏.‏
وتردد الكلام همسا في الغرفة عن الإجراءات والترتيبات لهذه الليلة الحزينة وما بعدها ولمحت في عيون البعض تعبيرات أو إشارات توحي‏-‏ ربما‏-‏ بنذر غير محددة في أجواء هذه اللحظة لكنها بعد مفاجأة الأحزان قد تصبح خطيرة‏!‏
ومن الإنصاف أن ما لمحته في العيون والإيحاءات لم يكن ظاهرا بوسواس طمع في إرث سلطة أو علو موقع بل لعل‏'‏ العام‏'-‏ أو ما يبدو عاما‏-‏ بدا طاغيا علي‏'‏ الخاص‏'-‏ أو ما يبدو خاصا‏-‏ لأن المنطق الظاهر كان شدة الحرص علي الرجل الكبير الراحل والعزم علي تكملة مسيرته كهدف مقدس يتسابق الجميع عليها‏-‏ وفاء بأحقية يستشعرها كل منهم‏-‏ ويري نفسه أهلا لها بمسئولية وظيفة أو قرب اتصال لكن البشر هم البشر وفي أعماق نفوسهم فإن شدة الحرص والتفكير بأفعال التفضيل تحرض أصحابها وتدفعهم إلي سباق يعتقد كل منهم‏-‏ فيه‏-‏ أنه الأجدر والأولي‏-‏ وهنا موضع الالتباس وربما الاشتباك‏.

يــتــبــع

Unknown.Soldier
07-08-2008, 17:16
‏{{{‏
والواقع أن طرفات العيون وإيحاءاتها مما خيل إلي أنني لمحته راحت تفصح عن نفسها أكثر‏-‏ حين نزلنا إلي صالون بيت‏'‏ جمال عبد الناصر‏'‏ نستكمل كلامنا تاركين الراحل الكبير لأسرته تحيط فراشه‏-‏ في وداع أخير‏.‏
وفي صالون الدور الأول من البيت انضم إلينا‏-‏ نحن السبعة الذين وقفنا حوله لحظة النهاية‏-‏ تسعة أو عشرة رجال علي الأكثر في يدهم مفاتيح السلطة والقرار في البلد واستؤنف الكلام عن الإجراءات والترتيبات‏-‏ وعن غد وبعد غد‏-‏ وما يجري ويكون وراحت وساوسي تتنبه مهموما بأن ما أري وأسمع قد يكون نذير احتكاك قادم حتي وإن حاول البعض تفاديه أو كبته حتي لا يأخذ وزر الفتنة علي نفسه‏-‏ أو علي الأقل كي لا يكون بادئا بها في ظرف لا يتحمل المجازفة‏.‏
وخطر ببالي أن صداقتي الحميمة لجمال عبد الناصر وحماستي لمبادئ مشروعه‏-‏ مرتبطة‏-‏ علي نحو ما‏-‏ بثقة مباشرة فيه والآن وقد غاب فإن علي أن أراجع وبحزم‏.‏ وبدا لي ـ دون ظل من شك أنني لا أريد أن أكون طرفا في صراع فالسلطة من البداية ليست حلمي ولا بين مطالبي ومع احترامي لبعض من أري حولي وعلاقة ود بيني وبين معظمهم‏-‏ فإن النقطة الحرجة في الموقف أن درجة قربي من‏'‏ جمال عبد الناصر‏'‏ لا تسمح بحياد فضلا عن أن الحياد قرب مصائر الأوطان هرب أو تهرب ومن ناحية أخري فلم يكن سرا أيامها أن علاقاتي ببعض أطراف السلطة مشدودة‏-‏ وخلافاتي مع الاتحاد الاشتراكي وتنظيمه الطليعي متوترة‏-‏ وحساسيتي من تصرفات أجهزة الأمن والتأمين‏-‏ كما هي في كل العصور‏-‏ جزءا من التكوين المهني والنفسي لصحفي يتمني الحرص علي تخوم مهنته وتلك أمور تترتب عليها نتائج في أجواء صراع علي السلطة لأن الاستقطاب عندها يكون حادا وعنيفا‏-‏ يفرض‏:‏ إما انحيازا غير مقنع إلي طرف‏-‏ أو عداء لا مبرر له مع طرف آخر وعليه فأمامي أحد موقفين‏:‏ إما الانصراف فور تشييع الراحل الكبير إلي مرقده الأخير‏-‏ وإما الانسياق إلي صراع لا أريده بوسائل لا أملكها‏-‏ ولا أريد امتلاكها‏.‏

‏{{{‏
وغداة تشييع الجثمان بعثت لرئيس الجمهورية بالنيابة‏-'‏ أنور السادات‏'-‏ كتاب استقالتي من الوزارة وكانت تلك خطوة أولي علي طريق الانصراف‏(‏ حتي من الأهرام‏)‏ وعندما تقابلنا في المساء‏(‏ من السابعة إلي الثالثة بعد منتصف الليل‏)-‏ فتح لي‏'‏ أنور السادات‏'‏ قلبه بغير تحفظات صريحا مع نفسه ومع الحقيقة ومع الظروف والملابسات‏(‏ ولا أزيد‏).,‏ وخرجت من قصر العروبة أستقبل نسمات فجر‏(3‏ أكتوبر‏1970)-‏ شبه مقتنع بأنه ليس وقت الانصراف من الساحة بعد‏-‏ مستأذنا أو بغير استئذان‏(‏ فقد وافق الرئيس المرشح‏'‏ أنور السادات‏'‏ علي ما طلبت بشأن الوزارة وكان يعرف قبل غيره أنها تكليف مؤقت لمهمة معينة‏-‏ ولأجل محدد‏-‏ سنة لا تزيد‏-‏ في ظرف رآه‏'‏ جمال عبد الناصر‏'‏ مهيأ لاختراق سياسي يتوازي مع الذروة في حرب الاستنزاف‏-,‏ وعليه فقد وافق‏'‏ أنور السادات‏'‏ علي نص استقالتي وكتب بخط يده ردا بالغ الرقة واللطف عليه لكنه اشترط بقائي في مجلس وزرائه إلي ما بعد الاستفتاء علي رئاسته حتي لا يقول الناس‏'‏ إن أقرب أصدقاء‏'‏ جمال عبد الناصر‏'‏ لم يطق الصبر يوما عليه‏'-‏ وكان الرجل في ذلك سمحا‏-‏ محبا ومقبلا‏).‏ ولم يطل الحديث بيننا عن الأهرام‏-‏ فقد كان قوله الفصل‏'‏ إن ذلك هو المستحيل ذاته لأن الأوضاع كما أري والاحتمالات كما أقدر ثم إن البلد في حالة حرب‏-‏ هي بضروراتها أكبر من موقف أي رجل ومن رؤيته لدوره ومن آرائه واجتهاداته‏!'.‏
وكنت وقتها في السابعة والأربعين‏.

{{{‏
ومرت سنوات عصيبة تفجر فيها صراع مراكز القوي‏(‏ وقد كان مثل عواصف الخماسين ثارت أوائل صيف ثم انصرفت‏)‏ وتعقدت الصلات مع الاتحاد السوفيتي‏(‏ فقد استحكم التوتر‏-‏ وكان يمكن تفاديه‏)‏ وتشابكت العلاقات مع الولايات المتحدة‏(‏ وكان متاحا إدارتها باقتدار يستغني عن‏'‏ الرهان‏')-‏ وكان الأهم من ذلك كله أن شمس أكتوبر‏1973‏ طلعت أخيرا وعلت وسطعت‏!‏
وفي تلك الظروف وقفت بكل جوارحي إلي جوار‏'‏ أنور السادات‏'‏ وليس في سمعي غير النداء الغلاب للمعركة محاولا‏-‏ ومدعوا‏-‏ إلي خدمة التخطيط الإعلامي لها والتحضير السياسي قبلها وأثناءها وبعدها وبلغ اعتزازي مداه حين عهد إلي‏'‏ أنور السادات‏'‏ بكتابة التوجه الإستراتيجي الصادر عنه بوصفه القائد الأعلي للقوات المسلحة المصرية‏-‏ إلي القائد العام المشير‏'‏ أحمد إسماعيل علي‏'-‏ يبلغه رسميا ومعه هيئة أركان الحرب بالمطلب الاستراتيجي المراد تحقيقه بقوة السلاح ابتداء من الساعة الثانية بعد ظهر يوم السبت‏6‏ أكتوبر‏1973,‏ ومرت الأيام والساعات مشحونة وفي الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت‏6‏ أكتوبر‏1973-‏ انطلق الشباب والرجال علي جسور العبور‏.‏

.................
.................
يــتــبــع

Unknown.Soldier
07-08-2008, 17:20
كان التوجيه الاستراتيجي من صفحتين اثنتين بدأ بتحليل الوضع في المنطقة مع استمرار حالة اللاسلم واللاحرب ووجود أراض عربية محتلة‏,‏ وضغوط تعبئة عامة وكاملة للموارد والبشر بلغت مداها‏,‏ ثم انتقل إلي عرض للظروف الدولية والإقليمية وما تسمح به وما لا تسمح ثم ينتقل التوجيه مباشرة إلي تحديد الهدف الذي كلفت القوات المسلحة بتحقيقه وهو‏:‏
كسر نظرية‏'‏ الأمن الإسرائيلي‏'‏ التي اعتمدت عليها الدولة الصهيونية منذ قيامها وتمكنها من الاعتماد علي تفوق عسكري تعتبره رادعا في حد ذاته وأنه مع كسر نظرية‏'‏ الأمن الإسرائيلي‏'‏ بفعل عمل عسكري مسلح لديه الحافز والوسائل مع الخبرة والعلم‏-‏ يتحقق ميزان قوة مختلف يكون مدخلا إلي صراع إرادات شامل‏-‏ سياسي وعسكري يمكن الاستناد إليه في مواصلة تحرير الأراضي العربية المحتلة‏,‏ والعودة إلي خطوط‏4‏ يونيو‏1967‏ وفق شرعية قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن‏.‏
ثم ينتقل التوجيه الاستراتيجي في فقرة تالية‏-‏ إلي تأكيد ثقة القائد الأعلي للقوات المسلحة والتي سبق له اعتمادها ووضع توقيعه عليها‏-‏ تاركا لقيادة القوات حرية التصرف الميداني مخولة بكل الصلاحيات التي تكفل لها إدارة العمليات بأعلي كفاءة‏.‏

‏...................‏
‏...................‏

وكانت هناك‏-‏ يوم صدور التوجيه الاستراتيجي ثلاث خطط محددة‏:‏
‏*‏ أولاها‏:‏ الخطة جرانيت‏(1)‏ وهدفها عبور قناة السويس بقوة خمس فرق من المشاة والمدرعات تعمل تشكيلاتها تحت إمرة ثلاثة من قواد الجيوش يختص كل منهم بمنطقة علي الخط الطويل الممتد من بورسعيد إلي السويس والمهمة للثلاثة عبور قناة السويس بقوة السلاح والتمسك بثلاثة رؤوس كباري عرضها عشرة كيلومترات علي الأقل كي تظل في حماية حائط الصواريخ حتي تسيطر علي رؤوس الكباري التي تبدأ منها الطرق الرئيسية الثلاثة‏:‏ الجنوبي والأوسط والساحلي‏.‏
‏*‏ والخطة الثانية‏:‏ هي جرانيت‏(2)‏ وهدفها التقدم بعد إتمام السيطرة علي رؤوس الكباري في ظرف ثلاثة أيام إلي احتلال مضايق سيناء والسيطرة عليها‏(‏ بالذات مضيق الجدي‏)‏ والتمسك بها تحت أي ظرف لأن ذلك يطرد القوات الإسرائيلية إلي مناطق مكشوفة تماما وفي الغالب يفرض عليها التراجع إلي خط‏'‏ أم كتاف‏'‏ علي الحدود بين مصر وفلسطين‏.‏

‏*‏ وأما الخطة الثالثة وقد أطلق عليها الاسم الرمزي‏(‏ الخطة‏2000)‏ فهي مجهزة لاحتمال قيام القوات الإسرائيلية الخاصة باختراق قناة السويس في اتجاه معاكس‏(‏ من الشرق إلي الغرب‏)‏ بقصد النفاذ وراء الجيوش المصرية الثلاثة والقيام بعمليات‏'‏ كوماندوز‏'‏ لمهاجمة وتدمير أو شل فاعلية قواعد الصواريخ من طراز سام‏(2)‏ وسام‏(6)‏ وحرمان قوات العبور من حمايتها‏.‏
ومن الغريب أن تفاصيل هذه الخطة تشير بالتحديد لمنطقة‏'‏ الدفرسوار‏'‏ والخطة تعهد إلي احتياطي القيادة العامة وهو من فرقتين من المشاة الميكانيكية المتحركة تظل غربي القناة‏,‏ ولا تشارك في العبور لتكون لها حرية الحركة في أي لحظة إزاء أي مفاجأة‏.‏

‏(‏وهذه الخطة كانت وراءها قصة تقارب الخيال ولعلها تستحق أن تحكي ذات يوم بتفاصيلها وأبطالها‏).‏
وقد تم وضع الخطط الثلاث قبل رحيل‏'‏ جمال عبد الناصر‏'‏ وصدق بتوقيعه علي أولاها ثم وقع خلفه‏'‏ أنور السادات‏'‏ علي جرانيت‏(2)‏ والخطة‏(2000).‏ عندما قدمهما إليه الفريق محمد فوزي وزير الدفاع وقتها في شهر مارس‏1971.‏
ومن الإنصاف أن يقال إن هذه الخطط وبالذات جرانيت‏(1)‏ و‏(2)‏ لحقت بها زيادات وتعديلات في السنوات ما بين‏1970-1973‏ وأن هذه الزيادات والتعديلات رفعت مستواها ودعمتها بخبرات مستجدة وقفزات كبيرة بتكنولوجيا السلاح‏,‏خصوصا في استخدامات الصواريخ‏,‏ والفضل عائد إلي الرجال الذين تولوا وزارة الدفاع في تلك السنوات ورؤساء أركان الحرب وقادة الأسلحة والتشكيلات مما أضاف إلي فكرة الخطة وتفاصيلها‏,‏ وغيرت أحيانا أسماءها وجعلتها علامة بارزة في التاريخ العسكري‏].‏

‏.....................‏
‏.....................‏
يــتــبــع

Unknown.Soldier
07-08-2008, 17:24
وليس هناك أدني شك في أن الساعات المجيدة من الثانية بعد الظهر إلي السابعة مساء حققت الهدف الاستراتيجي المطلوب فقد كانت الدبابات السورية تندفع بقوة عبر الجولان نحو بحيرة طبرية‏,‏ كما كانت جسور العبور علي الجهة المصرية مشهد عز في التاريخ العربي المعاصر‏.‏
ولعشرة أيام متواصلة كانت القوات العربية علي الجهتين تعطي بجود وسخاء أفضل ما عندها كفاءة وشجاعة ودما‏-‏ وبالفعل تغيرت الموازين‏!.‏

‏{{{‏
وطوال أيام الحرب من‏6‏ وحتي‏20‏ أكتوبر كنت مع الرئيس‏'‏ السادات‏'‏ كل مساء وحتي قرب منتصف الليل في قصر الطاهرة وكان يقيم فيه أيامها ومعه مكتب اتصال يحتل‏'‏ بدروم‏'‏ الدور الغاطس تحت الأرض‏.‏
وكتبت له خطابه الذي ألقاه في مجلس الشعب يوم‏16‏ أكتوبر‏1973‏ وعندما عاد بعد إلقائه اتصلت به من الأهرام أبلغه بما أعلنته رئيسة وزراء إسرائيل من أن جيش الدفاع‏(‏ الإسرائيلي‏)‏ يواصل عملياته ويتقدم غرب القناة‏(‏ وكانت تلك أول أنباء عن الثغرة‏)‏ وطلب أن أنتظره علي التليفون دقيقة يتصل فيها بالمشير‏'‏ أحمد إسماعيل‏'‏ وعاد إلي ومعه طمأنينة لم أحسبها كافية‏,‏ وطلب إلي أن أتصل بنفسي بـ‏'‏ أحمد إسماعيل‏'‏ وأسمع منه وفعلت ومرة أخري عاودني الشعور نفسه‏.‏

وفي يوم‏17‏ أكتوبر حضرت معه لقاء واحدا ضمن ثلاثة لقاءات أجراها مع رئيس الوزراء السوفيتي‏'‏ إليكس كوسيجين‏'‏ وكان قد جاء في زيارة سرية للقاهرة ولم يكن ما سمعته مشجعا‏.‏
ومساء‏20‏ يناير ظهر الخلاف بيننا علنيا في موضوع قبول قرار مجلس الأمن رقم‏338‏ فقد أبديت تحفظات عليه وفي حضور المهندس‏'‏ سيد مرعي‏'‏ والسيد‏'‏ حافظ إسماعيل‏'‏ والدكتور‏'‏ أشرف مروان‏'.‏
وطرحت تعديلات علي نص القرار ـ لم يقبل بها‏.‏

وطرحت أهمية التشاور مع سوريا قبل قبول القرار‏,‏ وكان رأيه أن السوفيت سوف يقومون بإخطارهم وعلقت بأنهم شركاء لنا في الحرب وليسوا شركاء السوفييت ـ ولم يقتنع‏.‏
ورجوته كخط دفاع مأمون أن ينتظر حتي يجيء المراقبون الدوليون لضبط خطوط وقف إطلاق النار‏,‏ خصوصا أن فريقا منهم جاهز في‏'‏ قبرص‏'‏ ووصوله إلي هنا مسألة ساعات مع تذكر تجربة أن الإسرائيليين لن يحترموا قرارا من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار بل سوف يستغلونه إلي أبعد مدي يستطيعون الوصول إليه‏.‏

ورد علي أمام الجميع‏:'‏ بأن لديه تعهدا أمريكيا مكتوبا بتوقيع‏'‏ نيكسون‏'‏ وهذا في نوعه أنفع وأجدي ألف مرة من أمم متحدة لا تحل ولا تربط‏!'.‏
وقلت ما مؤداه‏:'‏ إنني مشارك لسنوات طويلة في اتصالات ومحادثات مع إدارات أمريكية متعاقبة منذ سبتمبر‏1952,‏ وبالتالي فقد خبرت مراوغات السياسة الأمريكية وتعلمت أن أسمع ـ ثم أبحث ـ ثم أشك‏,‏ ثم اكتشف أن الكلام في الخطاب الأمريكي شيء والفعل نقيضه إذا لم يحاذر من يفهم الأمر‏!‏

ورد بما ملخصه‏:‏ ‏'‏أن الاتصالات هذه المرة علي مستوي آخر‏-‏ غير مسبوق‏!-‏ فهي بينه وبين الرئيس‏'‏ نيكسون‏'(‏ رئيس الولايات المتحدة وقتها‏)‏ وهي تحتوي علي تعهدات مكتوبة موقعة بإمضاء رئيس أكبر وأقوي دولة في العالم‏'.‏
وأضاف مؤكدا‏:'‏ إن الاتصالات هذه المرة تختلف في كل شيء عن كل ما سبقها‏'.‏
‏(‏ولم أكن أعرف شيئا عن هذه الاتصالات حتي عثرت علي نصوصها في واشنطن بعد خمس عشرة سنة‏!)‏

{{{‏
وعدت مرة أخري عارفا أنني أضغط علي الرجل إلي درجة تقارب الإلحاح‏,‏ فأشرت إلي سابق تجارب إسرائيل مع العرب في استغلال قرارات وقف إطلاق النار بعد صدورها‏,‏ متجاهلة نداءات دولية وحججا واتهامات توجه إليها بالغش والتدليس‏.‏ ولكنها تظل متمسكة بما خطفته أو نشلته في حماية قرار دولي أطاعه العرب وأصرت هي علي عصيانه‏,‏ ورد الرئيس السادات بلهجة واثقة‏:‏ إطمئن‏.‏ قلت لك هذه المرة مختلفة لأن رئيس الولايات المتحدة بنفسه يدير الأزمة ـ وقد كتب إلي بما يبدد شكوكك وشكوك غيرك يبلغني أن طائرات الاستطلاع من طراز يوتو التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية سوف تحلق فوق خطوط القتال طوال اليوم حتي تصور المواقع علي الجانبين‏,‏ وتكشف وتحدد أي الطرفين يغش وأيهما يلتزم‏.‏ وإذن فإسرائيل لاتستطيع التلاعب‏,‏ وإذا حاولت فهناك لأول مرة من يستطيع أن يشكمها ويضعها في مكانها في الصندوق‏!‏
وواصلت الجدل معه شاعرا أنها الفرصة الأخيرة‏.‏

ـ شرحت له مخاوفي من احتمال انفراط عمل عربي مشترك وصل إلي درجة من التعبئة يمكن البناء عليها لإعادة بناء نظام عربي قادر يجعل الأمة بالفعل كما قال هو قبل أيام‏'‏ القوة السادسة في العالم‏'.‏ ورد وفي صوته نبرة صدق‏:'‏ بأنه لابد أن أعرف أنه يختلف عن‏'‏ جمال‏'(‏ عبد الناصر‏)‏ فهو لا يريد إقامة إمبراطورية‏,‏ ومطلبه أن يستريح هو ويستريح الناس من عناء الحروب ليبدأوا عهدا من الرخاء يراه مقبلا‏'.‏
ومع أن ذلك الخلط بين عمل عربي مشترك ومطلب إمبراطوري مصري‏-‏ روعني فقد مضيت أجادل‏'‏ بأننا مازلنا وسط حرب لم تنته بعد‏'.‏ ووجه نظره إلي قائلا وهو يضحك بطريقته الشهيرة ما نصه‏:'‏ سجل عندك‏-‏ هذه آخر الحروب‏'.‏

ثم استطرد بما مؤداه أنني مازلت اتكلم علي قديمه ولم استوعب بعد أنها حاجة جديدة‏.‏
ونزل علي وجوم والغريب في الأمر أنني كنت مازلت قادرا علي فهم جزء من مشاعره‏:‏
‏-‏ كان عبء قرار الحرب عليه ثقيلا‏.‏
‏-‏ وكانت أيام القتال بالنسبة له شاغلا ملحا‏.‏
‏-‏ ثم إن الرجل في النهاية سمع مني كل ما قلته دون أن يعلو صوته‏,‏ كما فعل مثلا مع السيد‏'‏ حافظ إسماعيل‏'‏ الذي حاول لفت نظره‏'‏ إلي خشيته من أن يكون العسكريون قد نقلوا إليه أخبارا متشائمة ورد عليه الرئيس‏'‏ السادات‏'‏ بعنف أحرج الرجل المهذب والمنضبط‏.‏

يــتــبــع

Unknown.Soldier
07-08-2008, 17:28
{{{‏
وفوق ذلك فقد انهمرت علي الرئيس السادات في تلك الفترة رسائل ثلاث من ملوك المنطقة وكأنها تعزز تعهدات‏'‏ نيكسون‏'.‏
وكنت رأيت بعض الرسائل الواردة إليه من الملوك الثلاثة واستأذنته في صور منها ـ وأذن‏.‏
كانت رسائل الملوك الثلاثة التي انهمرت عليه فجأة‏-‏ كثيرة‏:‏

‏}‏ رسائل من‏'‏ محمد رضا بهلوي‏'‏ شاه إيران وفي إحداها يقول‏:'‏ إن ما تحقق في ميدان القتال يكفي وإن التمادي بعد ذلك خطر وأنه في محادثة تليفونية مع الرئيس‏'‏ نيكسون‏'‏ فهم منه أن أمريكا لن تسمح بانتصار عربي بالسلاح السوفيتي لأن تلك مسألة تتصل بالاستراتيجية العالمية وإدارة الحرب الباردة‏.‏
ثم يقول الشاه‏'‏ إن أي انتصار كبير علي فرض إمكان تحقيقه يمكن أن يكون دافعا إلي مطالب شعبية يصعب الوفاء بها لأن شهية‏'‏ الدهماء‏'Rif-Raf‏ حسب وصفه سوف تطالب بمكاسب لا تقابلها موارد وذلك أقرب طريق إلي القلاقل الداخلية‏-‏ وحتي إلي العصيان والثورة‏!‏

‏}‏ رسائل من‏'‏ الحسن الثاني‏'‏ ملك المغرب وفي إحداها يقول الملك‏'‏ إن معلوماته تؤكد له أن‏'‏ الجماعة‏'‏ في تل أبيب‏(‏ يقصد القيادة الإسرائيلية‏)‏ تعلموا درسا‏,‏ وأنه يعرف عن يقين وعن طريق‏'‏ الحزب الملكي‏'‏ من المهاجرين واليهود المغاربة من رعاياه وبعضهم في مواقع السلطة‏-‏ أنهم في إسرائيل جاهزون لسلام حقيقي علي أساس انسحاب إلي خطوط‏4‏ يونيو‏1967.‏
‏}‏ ورسائل معظمها شفوي من‏'‏ فيصل بن عبد العزيز‏'‏ ملك السعودية يحملها إليه السيد‏'‏ كمال أدهم‏'(‏ مدير مخابراته وأهم مستشاريه‏)-‏ لكن الملك في رسائله يلمح ولا يصرح وهو في كل رسالة خصوصا إذا كانت مكتوبة‏'‏ يترك القرار لحكمة الرئيس واثقا في حكمته وحسن تدبيره‏'.‏

وكان قصاري ما أفصح به الملك‏'‏ فيصل‏'‏ عن فكره هو استشهاده بالآية الكريمة التي تقول‏'‏ وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله‏'‏ وقد وصلت هذه الرسالة في يوم وصول‏'‏ هنري كيسنجر‏'‏ نفسه إلي القاهرة‏.‏
وكنت أستشعر مدي تأثير رسائل الملوك الثلاثة علي الرئيس‏'‏ السادات‏'.‏
وفي نهاية ليلة طويلة وعصيبة خرجت من قصر الطاهرة شاعرا بأننا علي أبواب أزمة في علاقاتنا هي بالتأكيد الأعمق‏.‏

‏{{{‏
وعندما وصل‏'‏ هنري كيسنجر‏'‏ إلي القاهرة أول مرة يوم‏7‏ نوفمبر‏1973‏ وطلب أن يقابلني حاولت أن أعتذر بواسطة السفير‏'‏ أشرف غربال‏'‏ وهو وقتها المستشار الصحفي لرئيس الجمهورية‏,‏ خصوصا بعد أن قرأت نص مشروع النقاط الست التي عرضها علي الرئيس‏'‏ السادات‏'‏ ونالت موافقته في لقائهما الأول وبالفعل اعتذرت عن غداء أقامه له السيد‏'‏ حافظ إسماعيل‏'(‏ مستشار الرئيس للأمن القومي وقتها‏)-‏ في نادي‏'‏ التحرير‏'‏ لكن السفير‏'‏ أشرف غربال‏'‏ عاد إلي بعد قليل يبلغني أن الرئيس‏'‏ السادات‏'‏ يطلب مني أن أقابل‏'‏ كيسنجر‏'‏ واتصلت بالرئيس ولكنه كان قاطعا‏'‏ لأننا في هذه اللحظة يجب أن نكون صفا واحدا وكلمة واحدة‏'.‏
وحضرت بالفعل حفل عشاء في بيت الصديق العزيز الراحل‏'‏ إسماعيل فهمي‏'(‏ وزير الخارجية وقتها‏)‏ وكان العشاء تكريما لـ‏'‏ كيسنجر‏'‏ واتفقنا علي أن يغادر وزير الخارجية الأمريكية حفل العشاء في الساعة العاشرة وألحق به بعد ربع ساعة إلي جناحه في الدور الثاني عشر من فندق هيلتون النيل حيث يقيم والوفد المرافق له وجلسنا لحديث طويل دام ساعتين ونصف ساعة‏.‏

وصباح اليوم التالي اتصلت بالرئيس‏'‏ السادات‏'‏ وذهبت إليه في الساعة الحادية عشرة صباحا وكان لا يزال في سريره بعد حمام ساخن وهو بعد الحمام يرتدي‏'‏ البرنس‏'‏ الأبيض وفوقه غطاء أبيض مطرز باللون نفسه‏.‏
وحاولت أن أروي له من أوراق كتبتها تفصيل ما دار بين‏'‏ كيسنجر‏'‏ وبيني وأهمها مخاوفي من أن مشروعه لحل الازمةخطير‏(‏ خطوة بعد خطوة‏-‏ والبلاد العربية المعنية واحدة بعد واحدة‏-‏ وأية مفاوضات لابد أن تجري تحت إشراف أمريكي لا دور فيها للاتحاد السوفيتي ولا لأوروبا إلا عندما يحل دور المراسم والتشريفات‏)-‏ وأبديت أن‏'‏ كيسنجر‏'‏ نفسه يصعب الاعتماد عليه لأنه بالضرورة منحاز وانحيازه طائفي وفكري وسياسي محكوم بصراع الحرب الباردة وليس بسلام عادل في صراع الشرق الأوسط‏.‏

وكان رد الرئيس‏'‏ السادات‏''‏ أن‏'‏ كيسنجر‏'‏ هو الرجل الوحيد الذي يستطيع أن ينجز المهمة فهو الساحر الذي أنهي حرب فيتنام وفتح باب الصين والذي لا يتفاوض حتي في الاتحاد السوفيتي إلا مع الزعيم‏'‏ ليونيد بريجنيف‏'‏ ولا أحد غيره‏'.‏ ثم إن كون كيسنجر يهوديا يجعله مهيأ للضغط علي إسرائيل إذا اقتنع وهو‏(‏ أي الرئيس السادات‏)‏ واثق من قدرته علي إقناعه وفي ذهنه تصور كامل لماينوي أن يعرضه عليه‏.(‏ ولم يدخل في التفاصيل‏).‏
وخرجت من قصر الطاهرة يومها شاعرا بأنها نهاية النهاية وعلي أن أحدد موقفي‏.‏

وكتبت مجموعة مقالات كنت أعرف مسبقا بأنها لن ترضيه‏(‏ وقد صدرت فيما بعد علي شكل كتاب بعنوان‏'‏ مفترق الطرق‏').‏
وكانت بالفعل مفترق طرق‏-‏ أقولها بشيء من الحزن مازال معي حتي الآن يقينا بأن فرصة لا مثيل لها تضيع وهي لاتلحق به مظنة الخيانة‏,(‏ كما يري البعض‏)‏ لكنها تكشف عن أن الرجل تعامل مع المجهول مراهنا علي تصوراته الخاصة في ظروف لاتحتملها الحقائق يومها ولا التقويم الموضوعي للمواقف‏,‏
وكانت مخاوفي غالبة‏.‏

{{{‏
وفي الوقت نفسه فقد داخلني إحساس قوي بأن هذه التوجهات الجديدة تضع‏'‏ شرعية أكتوبر‏'‏ علي طريق صدام مع‏'‏ شرعية يوليو‏'‏ ومع أن‏'‏ يوليو‏'‏ كانت في حاجة إلي مراجعة فإن الصدام يصعب اعتباره مراجعة وقد قلت ذلك بنفسي للرئيس‏'‏ السادات‏'‏ عندما شاء بسماحته أن يعاود الاتصال بي وفعل ذلك فجأة صباح يوم في أكتوبر‏1974‏ بعد قطيعة تسعة شهور وبعد أسابيع وصل إلي حد أن عرض علي منصب نائب رئيس الوزراء في وزارة السيد‏'‏ ممدوح سالم‏'‏ وكذلك قلت بنفسي للسيد‏'‏ ممدوح سالم‏'‏ في مكتبه في وزارة الداخلية‏-‏ ما مؤداه إنني أري أمامي شرعيتين متصادمتين دون أن أقتنع بمبرر أو سبب وكنت أتصور أنه يمكن البناء علي الايجابي لشرعية سابقة يضاف إلي منجزات شرعية لاحقة‏,‏ وذلك يصحح ويرفع ولا ينقض أو يزيح‏,‏ وإنه إذا كان هناك تصادم بالفعل بين شرعيتين فإن اختياري معروف وموقعي محدد‏,‏ كانت شرعية أكتوبر تملك انتصارا لاشك فيه ولكنها في الوقت نفسه قادرة علي الاستناد إلي ما لا يقبل الجدل من شرعية يوليو‏(‏ الثورة ـ تأميم قناة السويس ـ بناء السد العالي ـ مشروعات التصنيع ـ الحقوق الاجتماعية للعمال والفلاحين وهم أغلبية الشعب حتي بالعدد إلي جانب اخراج الاستعمار البريطاني والفرنسي من شرق العالم وغربه‏,‏ وايقاظ مشاعر أمة وتحريك إرادتها‏).‏

ولا أملك غير أن أقف ورء ما اقتنعت به‏-‏ صوابا كان أو خطأ‏-‏ لأن الخلاف لم يكن مجرد تباين في وجهات النظر وإنما كان‏'‏ مفترق طرق‏'‏ حقيقيا ونهائيا ـ لادخل فيه لعامل ذاتي ـ لأن الرجل علي المستوي الانساني كان شخصية جذابة ومثيرة‏.‏
وفي الحقيقة والواقع أن موضوع الخلاف بيننا صدر عن رؤي مغايرة وأحيانا متناقضة‏.

يــتــبــع

Unknown.Soldier
07-08-2008, 17:31
‏{{{‏
‏*‏ كان اعتقادي‏-‏ ولايزال‏-‏ أن أي إنجاز عسكري عظيم يتحول إلي استعراض بطولي بالدم والنار‏-‏ ما لم تستطع كفاءة السياسة تعزيز وتوظيف فعل السلاح ومن ناحيته فإن‏'‏ أنور السادات‏'‏ بحقه الرئاسي وشجاعته في اتخاذ قرار القتال تصرف باعتقاد أن ما تحقق في الميدان يعطيه فرصة مناورة أوسع ومع الولايات المتحدة الأمريكية بالذات وفي حسابه أنها‏-‏ تملك مفاتيح الحل أو‏99%‏ من الأوراق كما أعلن أيامها‏.‏
‏*‏ وكان خوفي‏-‏ وإلي الآن‏-‏ أن الأمة بكاملها وشعوب الدنيا حتي بمشاعرها‏-‏ أضافت إلي تلك المعركة من مواردها وجهودها وأعصابها واهتمامها ما لا تسهل تعبئته مرة أخري وعليه فإن الصمت‏'‏ مستحيل‏'‏ خصوصا إذا جاء من رجل شاءت له الظروف أن يكون في قلب الوقائع‏-‏ مشاركا وليس متفرجا‏-‏ كل ما يهمه الحصول علي خبر أو الانفراد بسبق‏!‏

‏*‏ وكان الأصعب والأقسي شعور جازم وملح بأن طريقة إدارة العملية السياسية بعد المعركة العسكرية سوف تضبط أحوال المنطقة وتمسك بتوازناتها لخمسين سنة قادمة علي الأقل لأن أطراف الصراع أعطوا قصاراهم ووصلوا إلي الحافة فإذا استطاع أحدهم في لحظة حرجة دفع الآخرين إلي السفح‏-‏ فقد سيطر علي الساحة وأملي إرادته علي المستقبل‏!‏
‏*‏ وكان قلقي أن إدارة العملية السياسية بعد القتال سوف تكون معيارا متوازنا‏-‏ سياسيا وأخلاقيا‏-‏ لكرامة السياسة المصرية وتوازن خطها فليس يعقل أن يكون سلاح الحرب‏-‏ بما تحقق من نصر‏-‏ عالميا‏(‏ سوفيتيا‏-‏ أوروبيا‏)‏ بنسبة‏99%‏ ثم تسلم أوراق الحل السياسي بعده بنسبة‏99%‏ إلي مشيئة أمريكية تتسيد وتستولي‏.‏
‏*‏ وأخيرا‏-‏ كان جزعي أن نفس طريقة إدارة العملية السياسية خصوصا إذا تنازلت إلي حل منفرد بين مصر وإسرائيل‏-‏ سوف تؤدي إلي عواقب بعيدة المدي من النواحي الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وربما يتحقق مطلب عزل مصر في حصن ركن معزول من شمال شرق أفريقيا‏-‏ وتنفرد إسرائيل بالمشرق العربي‏-‏ قوة رئيسية في غرب آسيا وذلك هو المطلب البعيد المدي للفكرة الصهيونية وأصدقائها‏.‏

‏...................‏
‏...................‏
يــتــبــع

Unknown.Soldier
07-08-2008, 17:37
ومن الأمانة أن أذكر في هذا الموضع أن‏'‏ عبد المنعم رياض‏'(‏ شهيد مصر الشجاع‏)-‏ ذلك الجندي المتميز الذي تولي الإشراف علي رسم الإطار الأولي لخطة أكتوبر‏1973-‏ رأي‏-‏ ولعلها الرؤيا ومبكرا جدا ـ جوهر الحقائق السياسية الكامنة في الأزمة ـ واستوعب شروطها الواجبة ومازال صوته في سمعي ـ ونحن نمشي بعد الظهر ذات يوم في الغابات المحيطة بقصر‏'‏ زيدوفا‏'‏ قرب موسكو ـ يقول ما مؤداه‏:'‏ أن المعركة القادمة ـ مهما كانت حدود ميدان القتال ـ ليست معركة العودة إلي‏'‏ سيناء‏'‏ أو‏'‏ الجولان‏'‏ وإنما هي معركة المستقبل‏'‏ ويضيف‏:'‏ إنها ليست معركة في المكان المحدود وإنما معركة في الزمان غير المحدود‏'.‏
وكان‏'‏ عبد المنعم رياض‏'‏ شبه ملهم فيما قال‏-‏ ولمن شاء أن يستوثق كيف كان ذلك الجندي المستنير بعيد النظر‏-‏ أن يقرأ الكتاب الأخير لـ‏'‏ هنري كيسنجر‏'‏ وهو بكامله نصوص حرفية لتسجيلات صوتية للأحاديث التليفونية التي أجراها وزير الخارجية الأمريكية أيام حرب أكتوبر‏1973.‏

وقيمة الكتاب أنه وثيقة أصلية سجلت في الثانية واللحظة‏(‏ حتي بالنكات والشتائم‏)-‏ وهي تزيح الستار بالطول والعرض عن حقيقة ما جري‏-‏ وليس لدي مجال لشك في أن هذه الوثيقة وما فيها مما سقط عنه حجاب السرية أخيرا قبل أسابيع‏-‏ هي الكلمة الأخيرة النهائية والحاسمة في قضية السلاح والسياسة‏-‏ أكتوبر‏1973.‏
علي أنه من سوء الحظ أن‏'‏ عبد المنعم رياض‏'‏ رحل قبل أن يجيء الظرف الذي تحسب له مبكرا‏-‏ دون أن يعيش ويتأكد من صدق ما رأي بالبصر والبصيرة من أمر تلك العلاقة بين السياسة والسلاح‏!.‏

‏(‏وعلي الهامش فإن أي قارئ مدقق للكتاب الوثيقة سوف تلفت نظره محادثة تليفونية مسجلة بين وزير الخارجية‏'‏ هنري كيسنجر‏'‏ ووزير الدفاع‏'‏ جيمس شيلزنجر‏'‏ دارت وفي الساعات الأولي التي تأكد فيها نجاح الهجوم المصري والسوري‏(6‏ أكتوبر‏1973)‏ بأكثر مما كان متصورا أو متوقعا أو محسوبا‏.‏
علي صفحة‏29‏ من كتابه التسجيلي للأزمة يرد نص المحادثة التالية بين هنري كيسنجر وزير الخارجية وجيمس شيلزنجر وزير الدفاع‏.‏
يوم‏7‏ أكتوبر‏1973‏ الساعة‏3.45‏ بعد الظهر‏:‏

كيسنجر ـ تكلمت مع الرئيس الآن صدمة الهجوم المصري ـ السوري عن ضرورة إمداد اسرائيل بكل ماتحتاجه أيا كان بدون أن يكتشف أحد حقيقة مانقوم به‏.‏
شيلزنجر ـ لاأستطيع أن أضمن ذلك في الظروف الراهنة‏,‏ لأن الجميع متنبهون‏.‏

كيسنجر ـ ولكننا فعلنا ذلك سنة‏67‏ ولم يستطع أحد أن يكشف السر حتي الآن وعلي فرض أنهم عرفوا فذلك لايهم لأن اسرائيل في خطر‏.‏
شيلزنجر ـ هل أنت مستعد لاستعمال حاملات الطائرات؟‏!‏

كيسنجر ـ ليس هذه الساعة ولكن مجموعة الحاملات لديها الأمر بأن تتحرك نحو شرق البحر الابيض‏.‏
ومع أني عشت لأري‏-‏ وأختلف وأبتعد فقد ظلت تحكمني في هذا الموقف وغيره‏-‏ وقبله وبعده‏-‏ قاعدة لا تقبل التجاوز ملخصها أنه‏:‏

‏'‏من حقي ومن حق غيري أن نطرح آراءنا وندافع عنها‏,‏ لكن الكلمة الأخيرة بالتأكيد ملك المسئول الشرعي المكلف بها فإذا وصلت الخلافات إلي درجة لا تحتمل فليس أمام أي صاحب رأي إلا أن يقف ويرفع صوته ليسمع ويرفع يده ليبين مكانه‏'.‏
وكذلك رفعت صوتي ورفعت يدي وتركت موقعي في الأهرام دون أن يخطر ببالي هاجس الانصراف من الساحة‏,‏ بل كان العكس هو الصحيح فقد وجدت نفسي أواصل الكتابة خارج مصر في مواجهة حسبتها قدرا مقدورا‏,‏ موضوعها دور السياسة بعد السلاح في حرب أكتوبر‏1973-‏ وكنت أقدر أنني سوف أتعرض لحملات جامحة‏.‏

وعاهدت نفسي من وقتها وإلي الآن ألا أرد علي أحد مهما كان القول‏,‏ وأيا كان القائل‏,‏ وكثيرا ما ذكرت نفسي ـ تلك الأيام وبعدها ـ بحكاية رواها لي السير انتوني ناتنج وزير الدولة البريطاني الأسبق‏,‏ الذي استقال من وزارة انتوني إيدن ابان حرب السويس‏1956,‏ احتجاجا علي تورط رئيس الوزراء انتوني إيدن ـ الذي خلف تشرشل علي رئاسة المحافظين ورئاسة الوزارة ـ في مؤامرة سرية للعدوان الثلاثي علي مصر‏,‏ شريكا فيها لرئيس وزراء فرنسا جي موليه ورئيس وزراء إسرائيل دافيد بن جوريون‏!‏
كان ناتنج عند أول الحكاية التي سمعتها منه ـ سياسيا صاعدا وعضوا مستجدا في مجلس العموم‏,‏ ورأي أن يذهب لمقابلة الزعيم البريطاني ونستون تشرشل وهو يعرفه صديقا لوالده اللورد ناتنج الكبير وضيفا علي قلعة الأسرة في إسكتلندا‏.‏ وكان غرض النائب الشاب الصاعد أن يسمع من صديق الأسرة الأسطوري نصيحة تنفع مستقبله‏.‏

ورد تشرشل بإنه سوف يجيب بلغة الطير‏,‏ عارفا أن والده من هواة مراقبة الطيور‏,‏ ثم تكلم السياسي المجرب العجوز‏:‏
استغل كل طاقتك وإرادتك حتي تقوي جناحك ليحملك إلي الفضاء العالي‏,‏ حيث تحلق النسور ـ هناك الحرية وهناك الخطرـ إذا لم تستطع فلا تسمح لنفسك تحت أي ظرف بطلب الأمان في قفص ببغاء تنطق برطانة يدربونك عليها‏(‏ في الحزب‏),‏ ثم يكون دورك أن تكررها وتعيدها كلما مروا عليك‏,‏ وطلبوا منك أن ترقص وتغني حتي يراك السيد‏(‏ زعيم الحزب‏)‏ ورفاقه‏,‏ وربما أبناؤه أيضا ـ وقد يصفقون لك‏,‏ ويضحكون‏,‏ ثم يتركونك حيث أنت ويذهبون ومعهم بسمة من تسلل وتله

وفي حكاية ناتنج أن تشرشل نظر إليه في عينه بعد أن أنهي درسه‏,‏ ثم صاح فيه نسر إذا استطعت ـ ببغاء أبدا مهما تحملت‏!‏
وأقر بأن تلك الحكاية التي رواها لي أنتوني ناتنج عادت من حافظتي إلي ذاكرتي في مواجهة ما تعرضت له من حملات تلك السنوات من السبعينيات‏,‏ ولعلها كانت مؤثرة علي حين اخترت الصمت عزوفا عن مشادات وجدتها إهدارا للحبر بلا معني‏,‏ واستهلاكا للورق دون جدوي‏!‏
واكتفيت بأن قلت كلمتي ومشيت‏,‏ وخطاي علي الأرض ـ لا فضاء النسر‏,‏ ولا قفص الببغاء‏.‏
وكانت تلك مرحلة أخري من العمر‏,‏ وكنت وقتها في الخمسين‏!‏

magic-star
07-08-2008, 19:01
شكرا على الموضوع المفيد ::جيد::

Unknown.Soldier
08-08-2008, 09:07
رجب البنا

يكفي أن نقرأ شيئاً مما يشغل علماء المسلمين؛ لنعرف لماذا تخلفنا‏,‏ حملت إلينا الأخبار أخيراً حوارات اشتد فيها الخلاف في مؤتمر لعلماء المسلمين عقد في ماليزيا‏,‏ لبحث كيف يصلي رواد الفضاء المسلمون وهم في الفضاء‏,‏ وكيفية الوضوء بالماء مع قلة المياه في مركبة الفضاء‏,‏ وكيف يمكن إعداد الطعام طبقاً للشريعة الإسلامية في رحلة في الفضاء قد تستغرق عدة أسابيع‏.‏

واختلف العلماء وهم يبحثون عن الإجابات الشرعية لأسئلة مثل كيفية أداء رواد الفضاء الصلوات الخمس، وهم في مركبة أو محطة فضاء تدور ‏16‏ مرة حول الأرض كل ‏24‏ ساعة‏,‏ بما يعني أن الشمس تشرق وتغرب عليهم عدة مرات في اليوم الواحد‏,‏ والمعضلة التي أعيت جمع العلماء هي كيفية تحديد اتجاه القبلة خلال التحليق حول الأرض‏.‏

هذا المؤتمر مجرد نموذج لما يشغل علماء المسلمين أنفسهم به‏,‏ فليست هناك دولة إسلامية صنعت مركبة أو محطة فضاء‏,‏ وبدلاً من أن يدعو العلماء الأمة إلى اقتحام ميادين علوم الفضاء وانشاء المعامل وجذب العلماء وتوفير فرص البحث العلمي الحقيقي أمامهم للدخول في سباق الدول على امتلاك أسرار التفوق العلمي‏,‏ بدلاً من ذلك يشغلون أنفسهم بالبحث في أمور فرعية ونظرية ليس وراءها طائل سوى تبديد الطاقة والظهور بمظهر الفقهاء المجددين الذين يقدمون الإجابات الشرعية لقضايا العصر‏,‏ والحريصين على أمور الشريعة حتى في الفضاء الذي لا نعرف عنه شيئاً‏!‏

في عام ‏2001‏ نشر الأستاذ "فهمي هويدي" ثلاث مقالات في صحيفة (الشرق الأوسط) عن زيارته إلى أفغانستان ولقاءاته مع عناصر من طالبان‏..‏ سألهم‏:‏ لماذا ترفضون الديمقراطية؟‏‏ فكانت اجابتهم أن الديمقراطية بضاعة غربية‏,‏ وأنها مدخل للفساد والتحلل وهدم قيم الإسلام‏,‏ وقالوا له‏:‏ أنتم أدرى بما جرته الديمقراطية على الغرب من فسق وفجور‏,‏ وقالوا أيضاً إن الديمقراطية تصبح مصدراً لفتنة المسلمين وتهديد معتقداتهم‏,‏ وقالوا بعد ذلك إن التليفزيون حرام لأن التصوير حرام‏,‏ ولذلك هدموا تماثيل بوذا بناء على فتوى علماء طالبان‏,‏ وللأستاذ "فهمي هويدي" سلسلة مقالات أخرى عن أفكار ونظام حكم طالبان‏,‏ فيها ما يكفي لترديد القول المأثور‏:‏ أيها الشريعة الإسلامية‏,‏ كم من الجرائم ترتكب باسمك‏,‏ وكم من المصائب ستحدث لكل مجتمع يحكمه من يدعون أنهم مفوضون للحكم باسم الله‏.‏

فالإسلام السياسي الذي يسعى إلى السلطة أثبت عملياً في أفغانستان وغيرها أنه يرتكب أخطاء لا تغتفر حين يصل إلى الحكم‏,‏ وينطبق ذلك على الماضي والحاضر وكل مراحل التاريخ التي ادعى فيها الحكام أنهم الممثلون للإسلام، وأنهم يطبقون حكم الله‏,‏ وفي العصر الحديث ظهرت صور جديدة من الإسلام السياسي تجيد تعبئة عناصر من الشباب بالشعارات البراقة‏,‏ ولكي يحقق قادة الإسلام السياسي أهدافهم بالوثوب على الحكم استخدموا سلاح التكفير على أوسع نطاق ورفعوا شعار تطبيق الشريعة وكأن المجتمع ضد الشريعة الإسلامية‏,‏ بينما الشريعة الإسلامية مطبقة بالفعل في العبادات وفي كثير من المعاملات‏,‏ وهذا التيار السياسي هو الذي خرجت من عباءته جماعات التطرف والإرهاب والجماعات التي يطلقون عليها في السعودية الفئة الضالة‏,‏ وهذه الجماعات أباحت قتل الأبرياء وتدمير وتخريب وتفجير منشآت تعمل لصالح المجتمع‏,‏ والأخطر من ذلك أنها عملت على تخريب عقول قطاع من الشباب‏,‏ وكان من الممكن أن تنجح هذه الفئة الضالة في تدمير وتآكل العالم الإسلامي من الداخل بحماقات الدعوة إلى الطريق الدموي‏,‏ صحيح أن بعض علماء المسلمين حذروا من جعل القضايا الخلافية هي كل هموم المسلمين بدلاً من توجيه الجهود لبناء المجتمعات الإسلامية وتأهيلها للدخول في السباق العالمي وامتلاك القوة‏,‏ وصحيح أن هؤلاء العلماء نبهوا إلى أن مشكلة المسلمين ليست في تغطية أو عدم تغطية الوجه بالنقاب واليدين بالقفازين بل في انتشار الرشوة وخراب الذمم‏,‏ وسوء الإدارة وإلغاء العقل‏,‏ وتجميد الفكر‏,‏ وتخدير الإرادة‏,‏ وقتل الحرية‏,‏ وتجاهل الحقوق‏,‏ وتفشي الأنانية‏,‏ وإعلاء الحكام على الشعوب‏,‏ والقوة على الحق‏,‏ والمنفعة على الواجب‏..‏ حرام أن يشغل المسلمون أنفسهم بمسائل مثل تحريك الأصبع في التشهد‏..‏ ولا ينشغلون بتحسين أحوال بلادهم وتقدمها‏!‏ لكن أصوات عقلاء الأمة وعلمائها ضاعت في غوغائية الفئة الضالة‏.‏

تخلف المسلمون؛ لأن منهم من ساروا وراء شعارات عامة وغامضة عن الحل الإسلامي دون أن يقولوا بالتحديد ما هو هذا الحل الإسلامي وكيف يمكن تطبيقه في مجتمع لا يستطيع أن ينفصل عن تيار الفكر العالمي وعن الحضارة الحديثة السائدة؟ وما هو برنامجهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بالتفصيل‏؛‏ لأن الإسلام دعوة للقوة الشاملة وللتقدم ولبناء المستقبل‏,‏ وليس دعوة للجمود وعبادة الماضي‏.‏والشعارات لاتكفي لحكم الشعوب.

Unknown.Soldier
08-08-2008, 09:10
من أمريكا
علاء مصباح


عبرت الحافلة بنا الشارع الثاني والأربعين بطوله إلى نهايته.. وصلت إلى الشارع الأول أو الفرست أفينو المطل مباشرة على النهر الشرقي؛ لنجد في مواجهتنا المبنى الدولي الشهير.. مائة واثنان وتسعون علماً تمثل 192 دولة.. ومن خلفها يبدو المبنى الأزرق الذي يبدو شبيهاً بعلبة كبريت حينما تراه من بعيد.. سيداتي سادتي.. أهلا بكم في مقر الأمم المتحدة!

لحسن حظي أتيحت لي فرصة دخول هذا المبنى العالمي عشر مرات؛ لأنني اخترت كورساً جامعياً يقدم دراسة وافية عن الأمم المتحدة وأنشطتها والمنظمات الدولية التابعة لها، وكان فصلنا يتلقى ثلاث محاضرات كل جمعة في قلب الأمم المتحدة، ولهذا استخرجت لنا الجامعة بطاقات خاصة مماثلة للتي يحملها الدبلوماسيون ليتجولوا بحرية داخل مقر المنظمة الدولية.. وكانت بحوزتي بطاقة مماثلة أتاحت لي الفرصة لأجوب مقر المنظمة بكل بساطة!

والطابق الأول عادة ما يكون مفتوحاً للزوار من العاشرة صباحاً.. يمكنك أن تدخل من مدخل الزوار ليتم تفتيشك بعناية عند البوابات الالكترونية، ثم تدخل القاعة الكبيرة التي يتوسطها مكتب الاستعلامات.. إلى جوارك عادة ما يكون معرضاً فنياً للسلام اختيرت لوحاته من مختلف دول العالم.. وأمامك مباشرة صور أمناء الأمم المتحدة السبعة منذ تأسيسها عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، بينهم تجد صورة د."بطرس بطرس غالي" الأمين العام المصري الذي احتل منصبه من 1992 وحتى 1996، وتسببت سياساته وتقريره حول مذبحة قانا في الإطاحة به.

على يسارك ركن خاص جداً من مبنى الأمم المتحدة.. ستجد درعاً ذهبية ضخمة معلقة وقد خط فوقها باللغة العربية: "في ذكرى أولئك الذين قتلوا في تفجير مقر الأمم المتحدة ببغداد في 19 أغسطس 2003" وتحتها قائمة بالإنجليزية بأسماء 22 فرداً قتلوا في التفجير الإرهابي.. وإلى جواره حائط أزرق ضخم يحمل علماً ممزقاً يحمل شعار الأمم المتحدة بسنبلتي القمح وخريطة العالم، لتكتشف أن هذا العلم بالذات كان يحتل مكانه فوق المبنى المستهدف وتقرأ تحته "سقط من أجل السلام"..

في الركن المقابل تقع "الميتداشن رووم" أو غرفة التفكير.. حينما رأيتها للمرة الأولى لم أفهم طبيعتها، ولم أدخلها.. بعد ساعتين كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة ظهراً، وكان هذا يوم الجمعة.. الأمر لا يصنع فارقاً كبيراً هنا، لكن لا تنس حضرتك أنني مسلم، وأن هذا الوقت يعني لي صلاة الجمعة.. كنت أجوب الطابق الأرضي للأمم المتحدة باحثاً عن مكان مناسب للصلاة -لابد أن هنالك مُصلى ما حتماً.. سرت قليلاً حتى وجدت امرأة محجبة.. اتجهت إليها وحاولت التحدث إليها بالإنجليزية، فكلمتني بالعربية.. في لحظات تعارفنا.. أنا طالب مصري.. وهي عراقية تعيش في لندن، وجاءت تمثل منظمتها الأهلية في مؤتمر ما يعقد هنا.. طب ماتعرفيش مسجد هنا؟.. هنا ابتسمت وقالت لي: الميتداشن رووم.. كلنا بنصلي هناك.. والقبلة كده.. وأشارت إلى اتجاه القبلة!

وعدت أدراجي أبحث عن الميتداشن رووم -كانت زيارتي الأولى ولم أكن قد حفظت المكان جيداً بعد-.. أمام الغرفة الهادئة وجدت فتاتين محجبتين أخريين حائرتين أمام الغرفة.. ألقيت عليهما السلام وتحدثت بالعربية.. تبادلت الفتاتان النظرات في حيرة، وهتفت إحداهما في ذكاء بالإنجليزية: إنه يتحدث العربية!.. هذه هي المشكلة الدائمة.. تتحدث العربية، فتكتشف أن محدثك لا يفهم سوى الإنجليزية.. تتحدث الإنجليزية فيعيب عليك محدثك أن تكلمه بلغة أجنبية، بينما أنت وهو عربي يتحدث العربية.. يا دي النيلة!

ودخلت الغرفة المقدسة.. الهدوء هو السيد المطاع.. المدخل خال ساكن ومظلم، وبه باب أصغر.. تدخل الغرفة التالية لتجد نفسك في محراب العبادة إياه.. هذه غرفة خصصت لكل صاحب عقيدة كي يمارس عقيدته بحرية لكن بصمت.. ثمة سجاد سميك يغطي الأرض، وعدة آرائك خشبية مرصوصة بنظام، والغرفة شبه مظلمة أيضاً.. ولم يكن في الغرفة سوى اثنين.. سيدة جالسة في وضع ثابت تماماً تنظر بثبات إلى الأمام وكأنها تلعب اليوجا ولا تنطق ببنت شفة.. والأخرى فتاة أولت وجهها شطر المسجد الحرام –أو هذا ما خمنته في هذا الظلام- وأخذت تصلي الظهر.. أما الأولى فهي طبعاً تتأمل كما هي عادة الهندوس للسمو بروحهم.. والثانية مسلمة لم تجد مكاناً لتصلي فيه الظهر سوى الميتداشن رووم.. نحن هنا نتحدث عن عالم الأمم المتحدة، وليس عن نيويورك سيتي.. هذه المدينة عامرة بالمسلمين أيها السادة ولابد أنها عامرة بالمساجد أيضا.. أنا قد سمعت عن المركز الإسلامي الكبير في الشارع السادس والتسعين، لكنني لم أزره للأسف!

ورغم أنني شككت في اتجاه القبلة فإنني لم أجد خياراً آخر.. لا يمكنني طبعا أن أوقف السيدة الهندوسية إياها عن صلاتها التأملية لأتأكد من اتجاه القبلة، أو لأسألها عن اتجاه الشمال.. وهكذا خلعت حذائي واتخذت وضع الصلاة وقد ضاع أملي في صلاة جمعة واستبدلتها بصلاة ظهر.. ورفعت يدي وصحت في سري أن الله أكبر.. لا تنس أن الهدوء هو القاعدة الذهبية الأولى لهذا المكان!

***

هناك حالتان فحسب تسمح للعامة الرعاع -من أمثالي وأمثالك الذين لا يحملون جوازات سفر دبلوماسية ولا يمثلون دولهم في مصاف الأمم المتحدة- بالصعود إلى الطابق الثاني.. إما أن تكون زائراً قد دفع الدولارات التسعة ثمن الرحلة الإرشادية، وإما أن تكون طالباً مثلي يحمل بطاقة خاصة تسمح له بتلقي محاضراته داخل المقر، مع العلم أن هذه البطاقة لا تسمح لي بالدخول سوى أيام الجمعة فحسب وإلى أماكن المحاضرات فقط لا غير، لكن من يبال؟..

في الزيارة الأولى قمت مع فصلي كله بالرحلة الإرشادية.. كنا ما يقرب من ثلاثين طالباً من عشر دول مختلفة.. كانت مرشدتنا برازيلية حسناء تتحدث بإنجليزية راقية جداً تحببك في الاستماع إلى كل هذه المعلومات المملة عن مؤتمر سان فرانسيسكو وتأسيس الأمم المتحدة حتى أتينا للشيء المهم.. شاهدنا فيلماً عن الهولوكوست، وبدأنا في دخول قاعات الاجتماعات.. قاعة الجمعية العمومية هي الأكثر ضخامة بلا شك؛ لأنها تسع اجتماعات ممثلي كل دول العالم.. قاعة المجلس الاقتصادي والاجتماعي.. ولم ندخل قاعة مجلس الأمن؛ لأن اجتماعاً بشأن دارفور كان منعقدا حينها!

فيما بعد استطعت أن أتسلل إلى مجموعة تتحدث بلغة غريبة تتلقى رحلة إرشادية كانت متجهة إلى مجلس الأمن.. دخلت معهم المجلس الموقر وتسحبت ألتقط الصور.. ها هي ذي قاعة مجلس الأمن تمتد أمامي.. هنا تحسم مصائر الأمم وتقرر مستقبل الشعوب.. هنا تلعب أمريكا بالفيتو لتنتهك حقوق العرب.. من هنا خرجت سيناريوهات تقسيم فلسطين وقرارات وقف إطلاق النار في كل الحروب من حرب السويس 56 وحتى حرب لبنان الأخيرة.. هنا خططوا لحرب أفغانستان وفرضوا العقوبات على إيران ورفضوا إدانة إسرائيل في مذابحها مراراً وتكراراً.. هنا تدور أعتى المعارك الدبلوماسية في أهم وأقوى مجلس دولي واجبه الأول الحفاظ على السلام العالمي.

وفي الطابق الثاني أيضاً معرض دائم يخلد ذكرى ضحايا القنبلة الذرية في هيروشيما وناجازاكي، وقطع معروضة من بقايا الحضارة التي تدمرت في لحظات في هاتين المدينيتن.. والهدف هو تنبيه كل زوار الأمم المتحدة إلى خطورة أسلحة الدمار الشامل.

وعندما حل مايو كانت الذكرى الستين للنكبة وقيام دولة إسرائيل.. وإذا كان هناك فيلم للهولوكوست يذاع طوال الوقت داخل مقر الأمم المتحدة، فقد حان الوقت لمعرض صغير في أحد أركان الطابق الثاني عن فلسطين.. بعض الصور.. بعض المعلومات عن القضية الفلسطينية.. نبذة عن مفاوضات السلام.. كلام عن أمل في قيام دولة فلسطينية.. ثم خريطة.. وللأسف الخريطة تحمل اسم إسرائيل!

الآن دعنا نعود أدراجنا من جديد.. أثناء نزولنا على درجات السلم لا تنس أن تتأمل تلك اللوحة الجميلة التي لابد أنها مهداة من إحدى الدول العربية إلى الأمم المتحدة.. بحروف عربية وزخارف إسلامية جميلة تقرأ الآية القرآنية العظيمة: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.

ننزل معاً إلى الطابق الأرضي.. القاعة الواسعة في المنتصف وعلى جانبيك مكتبة الأمم المتحدة لبيع الكتب والمقتنيات التذكارية من كل دول العالم.. ادخل بنفسك وستجد كل دول العالم.. في جانب من المكتبة ستجد ركناً لمصر، تباع فيه التماثيل الفرعونية إياها التي تمثل مصر أينما ذهبت.. في الجانب المقابل مكتب البريد، والكافتيريا الجميلة صاحبة أرخص أسعار -للقهوة الأمريكية خاصة- قد تجدها في نيويورك بأسرها، ثم بائع الجرائد الذي يبيع صحفاً من كل دول العالم.. هل اشتقت إلى مطالعة الأهرام والأخبار والجمهورية؟.. حسناً، ستجدها هناك بس ادفع بقى يا حلو.. نسخة الأهرام الدولية بدولار واحد فقط.. إذا كان أهرام الجمعة يباع في مصر بجنيه وربع، فإن النيويورك تايمز تباع في أمريكا بدولار وربع.. الأهرام مش أقل برضه من النيويورك تايمز!

الممر المقابل يمتد بين غرف الاجتماعات ويمتلئ بأجهزة الكمبيوتر المتصلة بالانترنت، وقد حملت لافتة "للمندوبين فقط"، ولكن ذلك لم يمنعني من استخدامها وقت الضرورة.. لن يسألك أحد هنا عن هويتك وعما تفعله هنا.. في نهاية الممر تجد المطعم الجميل المزدحم دائما بالسادة الدبلوماسيين أصحاب البذلات السوداء الفاخرة والذين أتوا من كل أنحاء العالم ليمثلوا دولهم هاهنا.. ولا فارق هنا بين سفير أو غفير.. الكل يلتقط طبقاً ويبدأ في ملئه بأصناف الطعام المختلفة، ويذهب للكاشير لدفع حسابه بنفسه، ثم يأخذ طعامه إلى المائدة ليبدأ حديثاً دبلوماسياً ساخناً مع مرافقيه.. المنظر من النافذة يقدم لك نهر هدسون والجانب المقابل لمانهاتن.. وفي كل مرة أذهب للمطعم لا بد أن تميز أذني حديثاً ما يجري بالعربية تلتقطه أذني وسط ضوضاء الأسبانية والفرنسية والصينية والسواحيلية -لابد من بعض الأفارقة برضه.. حينها أنظر جانباً لأميز وجوه المتحدثين الذين ينتمون لدولة عربية ما.. وعادة لا تأتي فرصة للتعارف.. هل يضيع هؤلاء السادة الدبلوماسيين المهمين وقتهم في التعرف على نكرة مثلي؟!

Unknown.Soldier
08-08-2008, 13:45
تم تعديل الرد

Unknown.Soldier
09-08-2008, 13:33
عاطف حسانين


ليس هذا عنوانا لفيلم سينمائي، أو حديثا عن موضوع مخلٍّ بالآداب العامة.. بل هو جلباب صنعته أيادي السياسة العربية وارتداه -بكل زهو وفخر- السادة العبيد في فلسطين من قيادات حماس وفتح..

انظروا إلى الصورة التي تناقلتها وكالات الأنباء، وكفى بها دليلا على ما وصلنا إليه من هوان.. صورة لمجموعة من الفلسطينيين الهاربين من حجيم المعركة بين فتح وحماس -والتي أسفرت حتى الآن عن 99 قتيلا وجريحا- إلى جحيم جنود الاحتلال.. صورة تصدرت الصحف المصرية والعربية وتكلمت عن تفاصيلها وكأنها تعرض خبرا عاديا لمجموعة من عارضي الأزياء!!

سقط الحياء العربي.. وسقطت معه النخوة والرجولة.. سقطت كل القيم الإنسانية ولم يتبقَّ لنا إلا العار..

نظرتُ إلى الصورة وتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار.. قيل له: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ فأجابهم النبي بقوله: "لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه"..

وهكذا تعيش الفصائل الفسطينية.. الاحتلال يجثم على صدورهم ويحطّم كرامتهم.. ويذلّ نفوسهم، وهم فيما بينهم يتصارعون ويدَّعي أحدهم بأنه أكثر رجولة وكرامة من الآخر في حين يقف رجالهم متجردين من معظم ملابسهم معبرين عن أسوأ حال يمكن أن يصل إليه بشر.. ليحققوا بذلك قول الشاعر:

أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة

لقد سألوا الإمام "محمد متولي الشعراوي" عن القضية الفلسطينية، فأجاب بأن دولة الباطل ساعة ودولة الحق حتى قيام الساعة، وأشار إلى ما عليه بعض الفلسطينيين من باطل، بأن ذكر أن القضية والمعركة لو كانت بين حق وباطل فلابد وأن ينتصر الحق، وهكذا يفصل الله في الأمر، ولكن القضية إذا طالت ولم يفصل الله فيها؛ فهي صراع بين باطلين..

كأنني وأنا أشاهد هذه الصورة أرى الشعب الفلسطيني بين باطلين: باطل يمثله الاحتلال، وباطل تمثله الفصائل الفلسطينية بتوجهاتها السلطوية المختلفة.. ولم يعد للأرامل والثكالى والمساكين في فلسطين إلا الله وحده...

الأعجب من كل هذا هو رد الفعل السياسي العربي، حيث طالعتنا الجرائد المصرية والعربية بنفس العبارة التي اعتدناها جميعا.. تلك أن الحكومة المصرية تجري اتصالاتها بالقيادات في فتح وحماس؛ لتحقيق التهدئة..

وأن "عمرو موسى" يجري اتصالاته؛ للوصول إلى حلول سريعة...
وأن معظم القادة العرب يجرون اتصالات مكثفة؛ لاحتواء الموقف..
الكل يتصل ويتكلم، ولا شيء يحدث..

وكأنه لم يبقَ لنا بعد كل هذا الهوان سوى العار.. والسنترال العربي!!

y.w.i
09-08-2008, 17:05
معليش سامحوني على المداخلة


يبدو ان الاخ عاطف حسنين ذو معرفة ضحلة بتاريخ و ابعاد القضية الفلسطينية

او انه يكتب ما يتماشى مع أهواء حكومته

انظروا إلى الصورة التي تناقلتها وكالات الأنباء، وكفى بها دليلا على ما وصلنا إليه من هوان.. صورة لمجموعة من الفلسطينيين الهاربين من حجيم المعركة بين فتح وحماس -والتي أسفرت حتى الآن عن 99 قتيلا وجريحا- إلى جحيم جنود الاحتلال.. صورة تصدرت الصحف المصرية والعربية وتكلمت عن تفاصيلها وكأنها تعرض خبرا عاديا لمجموعة من عارضي الأزياء!!

الهوان لم يلحق إلا بمن هرب نحو العدو ( سيده ) فقط


أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة

تنطبق على من هربوا إلى احضان أسيادهم اليهود :rolleyes:


نظرتُ إلى الصورة وتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار.. قيل له: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ فأجابهم النبي بقوله: "لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه"..

هذا في حال كان الطرفان مسلمان

لكن عندما يكون طرف منهم دعاة فتنة و خونة و ممتثلين لاوامر اليهود و مدعومين منهم بالسلاح

فالواجب قتلهم لأنهم خرجوا من دائرة المسلمين :نوم:


لقد سألوا الإمام "محمد متولي الشعراوي" عن القضية الفلسطينية، فأجاب بأن دولة الباطل ساعة ودولة الحق حتى قيام الساعة، وأشار إلى ما عليه بعض الفلسطينيين من باطل، بأن ذكر أن القضية والمعركة لو كانت بين حق وباطل فلابد وأن ينتصر الحق، وهكذا يفصل الله في الأمر، ولكن القضية إذا طالت ولم يفصل الله فيها؛ فهي صراع بين باطلين..

الشيخ متولي الشعراوي توفى بالضبط قبل 10 سنوات

و لا يمكن اعتبار كلامه منطبق على الوضع الحالي

ثم لا يمكن اعتبار الصراع الطويل بين الحق و بين من هم مدعومون من اسرائيل بأنه صراع بين باطلين :نوم:


كأنني وأنا أشاهد هذه الصورة أرى الشعب الفلسطيني بين باطلين: باطل يمثله الاحتلال، وباطل تمثله الفصائل الفلسطينية بتوجهاتها السلطوية المختلفة..

يبدو اني مضطر لتعليم ذاك الشخص دقة الوصف في مقالاته

عليه ان يقول باطل يمثله الاحتلال و باطل يمثله الخونة و العملاء المدسوسين داخل الفصائل الفلسطينية

Keith Waren
09-08-2008, 17:14
Rain


للأسف ..

لم تعد لامعا :نوم:

matt the best
09-08-2008, 19:02
للأسف ..

لم تعد لامعا :نوم:

هذا رأيك وخلي رأيك لنفسك لأنو الموضوع واضح ويرفض التعليق والنقاش:)

الكلام نفسو لواي...

بطلو خروج عن الموضوع لو سمحتو :نوم:

Narcissa
11-08-2008, 15:43
كاتب المقال :
Narcissa
http://www.mexat.com/vb/image.php?u=193385&dateline=1217410229

د . هيثم حسن طبَّارة
المقدمة :
إنه من وآكب العمل الإسلامي منذ الصغر .. واستطاع أن يوائم بين بيئته الإجتماعية وبين انتماءه الى دينه والدعوة اليه .. إنه ابن عائلة بيروتية عريقة .. وكان لأخلاقه العالية التأثير الأول في محيطه الإجتماعي ..فهم شمولية الإسلام وترجمها ممارسة عملية ..وانتهى به الأمر حقوقياً ملتزما بدينه حاملا هموم امته استطاع اثناء ممارسته للمحاماة ان يتابع دراسته العليا فانهى الماجستير وعاد مؤخرا من فرنسا حاملا شهادةالدكتوراه في القاونون الدولي ..
السيرة الذاتية :
الإسم هيثم طبارة \ لبناني بيروتي \ المواليد : 1973 \ تم تحصيله للإجازة الجامعية عام 96 \محام \عضو نقابة المحامين في لندن \ عضو منظمة المحكمين في لندن\عضو المكتب العالمي للقانون حصل على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة بوردو الرابعة في فرنسا .
مؤلفاته :
الإضراب \ الحكم \ الأعمال القانونية المنفردة \الخطأ في المسؤولية \المسؤولية في المرحلة السابقة للتعاقد \ الركن المعنوي في الجرائم الإقتصادية \قانون العفوبات الإقتصادية في لبنان \العقود الدولية
رأي الدكتور في الاحكام الشرعية ومدى صلاحيتها في تلبية حاجات العصر:

موضوع رسالة الدكتوراه والسبب الذي جعل الدكتور هيثم يختاره:
كان موضوع الدكتوراه بعنوان مركز الاموال في القانون الدولي الخاص - دارسة مقارنة .
كان الموضوع يتناول دراسة الاموال الدولية إذ ان بعض الاموال يكون مركزها في دولة معينة غير ان قانون دولة اخرى يكون واجب التطبيق عليها . فقام بتناول الاموال الدولية المختلفة والدولة التي ترتبط بهذا والقانون الواجب التطبيق على تلك الاموال . لقد اختاره لارتباطه بالتجارة الدولية وقد أضاف :

رأي الدكتور هيثم في متابعة الطلاب للدراسات العليا في اختصاصه \ الإكتفاء بالإجازة الجماعية الإجازة الجامعية :

نصيحته للطلاب الجماعيين بشكل عام وطلاب الحقوق بشكل خاص وكذلك المسلمين :
لقد كان دائماً ما يحث على البحث عن الحقيقة .. حقيقة هذا الدين العظيم الذي يعلم كل فرد في المجتمع كيف يكون عادلاً ومسالماً في محيطه .. اضافة الى التملي بأحكام الشريعة التي كان تطبيقها نصراً وعدلاً للمسلمين وغير المسلمين والتي كان ولا يزال اقصاؤها جرماً بحق كل الناس .
نصيحته كانت ان يستفيد الطلاب من اوقاتهم في الدرس والبحث والعلوم المفيدة وتطبيق ما يدرسون في حياتهم اليومية كي نصبح امة تطبق علمها ولا تتغنى فقط ..
اضافة الى نصيحته لطلاب الحقوق بدراسة الشريعة الإسلامية درسا معمقا كي يتعرفوا على الحقوق المختلفة في هذا المجال حيث العدالة والمساواة .
ويدعوهم لعدم الإغترار بعلمهم ففوق كل ذي علم عليم وعلى الإنسان كلما زاد علمه ان يتواضع وكلما ارتفع شانا ان يزداد تواضعا
كلمة ختامية :
سمعت الكثير عن هذا الشاب اللبناني الذي قضى حياته في سبيل الإسلام دين الحق ..
ومناصبه التي احتلها والشهادات التي نالها .. فأثبت ذاته واظهر قوته ..رغم كل شيء
تأثرت بكلامه ..وكان لي بمثابة قدوة مثل كل إنسان مسلم وضع نصب عينه
الإقدام والمثابرة والتميز في الدين والدنيا معاً ..
فليهنأ كل إنسان بما حققه .

..Windows..
13-08-2008, 07:04
يا رب ساعدني على نفسي!
بقلم: أنيس منصور

يا رب أنا تعبت.. وجلالك وعظمتك وحكمتك وأبهتك تعبت. على يميني عشرون مذهباً في الفلسفة وعلى يساري عشرون مذهباً في الدين.. وورائي حروب الصليب والهلال.. تعبت..
يا رب أريد أن أهتدي إليك. بك إليك. بنورك على ظلام نفسي.. على كهوفها وسراديبها وغياهبها. تعبت يا رب. فأنا ضعيف وطاقتي محدودة. وأحلامي وأوهامي أكبر من قدرتي. أريد أن أطير ولكن ريشي قصير ووزني ثقيل ومعاناتي هزيلة ومجاهداتي كليلة. ولا حيلة لي.. فلا حيلة للعين أن ترى والأذن أن تسمع واليد أن تلمس والقلب أن يخفق وعقلي أن يفكر. فعذاب الفكر قدري!
يا رب أنظر في نفسي فلا أراني ولا أعرفني. ولا أعرف من ينظر إلى من.. من يسمع من. من يحاول أن يفهم من.. أنا الوسيلة إليك. أنا المرصد المتواضع إلى سماواتك وأكوانك وأسرارك.. تعبت وحقك وجلالك..
أريد أن أصلب طولي بالعقل وأدفئ نفسي بالقلب. تعبت تحيرت دخت بين الفلسفة والدين والعلم. يا رب ساعدني بعض الطريق. فأنت كل الطريق. إلى بعض اليقين وأنت كل اليقين والعدل والحق والجمال والجلال.
أعذرني. أغفر لي. سامحني إنما أردت أن أتسلل إلى ملكوتك.. أتلمس.. أتحسس.. أتواجد.. يا رب تعبت ذهابا إليك وإيابا بعيدا عنك. يا رب إذا كان هذا قضاءك وقدري فأين لطفك. وإذا كان هذا عذابي فأين رحمتك!
يا رب أنت تعرف أنني لا أكذب إذا نظرت وتأملت وسمعت وتأملت وفكرت وتأملت.. يا رب إنني في حضرتك خلية حية صارت ذرة والذرة صارت هباء. يا رب ارحمني مني. وحقك وجلالك وحكمتك وعظمتك تعبت. فقدرتي وقدري وحيلتي أن أعرفك بك.. أن أهتدي إليك بك. ساعدني!

..Windows..
24-08-2008, 17:19
تم تعديل الرد !

يرجى مراجعة قوانين المنتدى (http://www.mexat.com/vb/qoanin.php?s=):

يمنع كتابة مواضيع الطوائف أو المواضيع الحزبية.