~east_rose~
31-05-2008, 19:21
السلام عليكم..
هذه اول مشاركة ادبيه لى في هذا المنتدى وهي من تاليفي .. اتمنى ان تنال اعجابكم..
لا تحرمونى من مروركم وتعليقاتكم..
تقف بالباب المفتوح على الشرفة وحزن بغيض يغمر كيانها..
ناحلة ..شاحبة..حزينة..
تلك النسائم تسري بهدوء لتلامسها بلطف ورقة..
وكأنها تراعي وهنها وضعفها..
تمسح على وجهها الناعم برقة ..وتهمس بشيء خفي لا يسمعه إلا هي..
فترتسم على محياها المرهق؛ابتسامة باهتة ومعذبة.
شيء ما بدد ظلمة المكان..
امتد بصرها إلى الأفق البعيد..
انتفضت في مكانها وهي تحدق به ..
لم تستوعب بادئ الأمر ..
لقد عاد..
عاد بعد غياب طويل..
عاد كاتم أسرارها.. والملجأ حين تختنق بعبراتها..
عاد القلب الذي يستوعب أحزانها..
عاد مصدر الأمان عند خوفها وارتجافها ..
انه هادئ يكسب القلوب دفئا وحنانا.. لاسيما تلك المعذبة منها.
أدركت أنها لازالت تنظر إليه بشوق وحنين..
تتمنى أن يبادرها بالسؤال..لتفتح له قلبها..وتطلعه على كل ما يحزنه ويعذبه..
أن ترتمي بين أحضان كلماته الدافئة التي طالما غمرتها بصدقها وروعتها.
ارتسمت ابتسامته المسالمة.. لتوقد دفء شمعة في قلبها..
يخفق فؤادها بخفوت.. وكأنه يحاذر أن يكسر نقاء هذه الصورة..
ألم خفي تنازع في روحها..فقد تناهت لقلبها ذكرى قريبة.. ذكرى قاسية ومؤلمة.
رأت طيف سؤال في عينيه..وكأنه يستفسر عن حالها..
لم تتفوه بكلمة واحدة وإنما أوكلت مهمة الإفصاح عما بداخلها لعينيها لتخبره عن ذلك الحزن العميق الذي يغوص كيانها التعس في أغواره..
نظر إليها بحنان:"افتحي قلبك واخبريني بكل ما يثقله ويؤلمه..فأنا هنا اليوم من أجلك فقط"
أسدلت جفنيها حين شعرت بدموعها على وشك الهطول..
وباءت محاولتها في منعها بالفشل..
فقد تسابقت تلك القطرات لتغرق وجنتيها الغضتين بمائها الدافئ ..
لا تعرف بماذا تخبره..ولا عن ماذا تحدثه..
فهذه المرة مختلفة..
فقد قاسى قلبها الونا من العذاب..عذاب كان كفيلا بتحطيمه وتمزيقه بلا رحمة.
لم تتكلم فهي لا تستطيع التعبير..ولن يفهم احد يوما ما يخالج نفسها من أوجاع تتنازع خفية عن أعين الناس.
رمقها بنظرة مواساة ..استشفت منها ذلك الحنان الذي يغمرها بالراحة والأمان..
"هوني عليك يا صغيرتي ..لا تكوني يائسة محطمة..لقد عهدتك قوية صلبة..لا تهزك مثل هذه المشاعر."
أجابته عينيها الذابلتين:"لكنها قاسية تلك المشاعر..لم يكن بمقدوري احتمالها..
لم احتمل كرهه وعداءه..لم احتمل خيانته وأنانيته..لم احتمل ذلك الانتقام الذي أحالني إلى كومة من الأحزان والآلام".
نظر إليها بعطف بالغ..لم يصدق أن قلبها الرقيق قد احتمل كل هذا العذاب.
ارتفع صوت أنينها.. وكأنه مقطوعة حزينة يعزفها فنان متمرس على قيثاره العتيق.
اخذ يرمقها بهدوء وكأنه يحترم هذا الجو الذي أثارته ذكرياتها الدفينة.
رفعت عينيها له..وقد شعرت بهدوئه..
ابتسمت بأسى من بين دموعها وشهقات تحرق صدرها..
"عزائي الوحيد هو وجودك بقربي ومواساتك لي..لقد خففت عني الكثير..
دمت لي أيها القمر .. فلطالما احتويتني بحنانك .. فتخفف من أحزاني..لأغوص معك في بحر عميق من السكون والراحة"
تسللت خيوط من نور الشمس..لتعلن عن بداية نهار جديد..
وشيئا فشيئا اختفى القمر..وحلت الشمس مكانه..مؤكدة أن لها السلطة الأكبر ..
ولكنها لم تستطع اخذ مكان القمر ومكانته في نفسي.
..همسة..
(نحاول دائما إن ندفن آلامنا ..أن نخفي ما يخالج أنفسنا من أوجاع تتنازع محاولة أن تمزق ما تبقى من صبرنا وطاقتنا..هذا يبث في أرواحنا تحديا وقوة تدفعنا لمواجهتها إلى الأبد.)
هذه اول مشاركة ادبيه لى في هذا المنتدى وهي من تاليفي .. اتمنى ان تنال اعجابكم..
لا تحرمونى من مروركم وتعليقاتكم..
تقف بالباب المفتوح على الشرفة وحزن بغيض يغمر كيانها..
ناحلة ..شاحبة..حزينة..
تلك النسائم تسري بهدوء لتلامسها بلطف ورقة..
وكأنها تراعي وهنها وضعفها..
تمسح على وجهها الناعم برقة ..وتهمس بشيء خفي لا يسمعه إلا هي..
فترتسم على محياها المرهق؛ابتسامة باهتة ومعذبة.
شيء ما بدد ظلمة المكان..
امتد بصرها إلى الأفق البعيد..
انتفضت في مكانها وهي تحدق به ..
لم تستوعب بادئ الأمر ..
لقد عاد..
عاد بعد غياب طويل..
عاد كاتم أسرارها.. والملجأ حين تختنق بعبراتها..
عاد القلب الذي يستوعب أحزانها..
عاد مصدر الأمان عند خوفها وارتجافها ..
انه هادئ يكسب القلوب دفئا وحنانا.. لاسيما تلك المعذبة منها.
أدركت أنها لازالت تنظر إليه بشوق وحنين..
تتمنى أن يبادرها بالسؤال..لتفتح له قلبها..وتطلعه على كل ما يحزنه ويعذبه..
أن ترتمي بين أحضان كلماته الدافئة التي طالما غمرتها بصدقها وروعتها.
ارتسمت ابتسامته المسالمة.. لتوقد دفء شمعة في قلبها..
يخفق فؤادها بخفوت.. وكأنه يحاذر أن يكسر نقاء هذه الصورة..
ألم خفي تنازع في روحها..فقد تناهت لقلبها ذكرى قريبة.. ذكرى قاسية ومؤلمة.
رأت طيف سؤال في عينيه..وكأنه يستفسر عن حالها..
لم تتفوه بكلمة واحدة وإنما أوكلت مهمة الإفصاح عما بداخلها لعينيها لتخبره عن ذلك الحزن العميق الذي يغوص كيانها التعس في أغواره..
نظر إليها بحنان:"افتحي قلبك واخبريني بكل ما يثقله ويؤلمه..فأنا هنا اليوم من أجلك فقط"
أسدلت جفنيها حين شعرت بدموعها على وشك الهطول..
وباءت محاولتها في منعها بالفشل..
فقد تسابقت تلك القطرات لتغرق وجنتيها الغضتين بمائها الدافئ ..
لا تعرف بماذا تخبره..ولا عن ماذا تحدثه..
فهذه المرة مختلفة..
فقد قاسى قلبها الونا من العذاب..عذاب كان كفيلا بتحطيمه وتمزيقه بلا رحمة.
لم تتكلم فهي لا تستطيع التعبير..ولن يفهم احد يوما ما يخالج نفسها من أوجاع تتنازع خفية عن أعين الناس.
رمقها بنظرة مواساة ..استشفت منها ذلك الحنان الذي يغمرها بالراحة والأمان..
"هوني عليك يا صغيرتي ..لا تكوني يائسة محطمة..لقد عهدتك قوية صلبة..لا تهزك مثل هذه المشاعر."
أجابته عينيها الذابلتين:"لكنها قاسية تلك المشاعر..لم يكن بمقدوري احتمالها..
لم احتمل كرهه وعداءه..لم احتمل خيانته وأنانيته..لم احتمل ذلك الانتقام الذي أحالني إلى كومة من الأحزان والآلام".
نظر إليها بعطف بالغ..لم يصدق أن قلبها الرقيق قد احتمل كل هذا العذاب.
ارتفع صوت أنينها.. وكأنه مقطوعة حزينة يعزفها فنان متمرس على قيثاره العتيق.
اخذ يرمقها بهدوء وكأنه يحترم هذا الجو الذي أثارته ذكرياتها الدفينة.
رفعت عينيها له..وقد شعرت بهدوئه..
ابتسمت بأسى من بين دموعها وشهقات تحرق صدرها..
"عزائي الوحيد هو وجودك بقربي ومواساتك لي..لقد خففت عني الكثير..
دمت لي أيها القمر .. فلطالما احتويتني بحنانك .. فتخفف من أحزاني..لأغوص معك في بحر عميق من السكون والراحة"
تسللت خيوط من نور الشمس..لتعلن عن بداية نهار جديد..
وشيئا فشيئا اختفى القمر..وحلت الشمس مكانه..مؤكدة أن لها السلطة الأكبر ..
ولكنها لم تستطع اخذ مكان القمر ومكانته في نفسي.
..همسة..
(نحاول دائما إن ندفن آلامنا ..أن نخفي ما يخالج أنفسنا من أوجاع تتنازع محاولة أن تمزق ما تبقى من صبرنا وطاقتنا..هذا يبث في أرواحنا تحديا وقوة تدفعنا لمواجهتها إلى الأبد.)