PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : *****مواطن جولان القلوب *****



ضي الغروب
14-04-2008, 14:55
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه بعض من أقوال العلامة الجليل أبن القيم الجوزية عن أحوال القلوب

فصل :-مواطن جولان القلوب


إ ن للقلب ستة مواطن يجول فيها لاسابع لها ,ثلاثة سافله ,وثلاثة عاليه ,فالسافله :
دنيا تتزين له ,ونفس تحدِّثه ,وعدو يوسس له ,فهذه مواطن الارواح السافله التي
لاتزال تجول فيها .
والثلاثة العاليه :علم يتبين له ,وعقل يرشده ,وإله يعبده,والقلوب
جوالة في هذه المواطن !!
واتباع الهوى وطول الأمل ,مادة فساد ,فإن اتباع الهوى يُعمي عن الحق
معرفة وقصدا ,وطول الأمل يُنسي الآخرة ويصد عن الأستعداد لها !!
ولا يشم عبد رائحة الصدق ,وهو يداهن نفسه أو يداهن غيره !!
وإذا أراد الله بعبد خيرا ,جعله معترفا بذنبه,ممسكا عن ذنب غيره ,جواداً بما
عنده ,زاهداً فيما عند غيره ,محتملاً لأذى غيره ,وإن أراد به شراً عكس ذلك
عليه!!
والهمة العلية لاتزال حائمة حول ثلاثة أشياء:
تعرّف لصفة من الصفات العليا - أي صفات الرب-تزداد بمعرفتهامحبته وإرادة
,وملاحظة لمنة تزداد بملاحظتها طاعة ,وتذكر لذنب تزداد بتذكره توبتة وخشيته!!
فإذا تعلقت الهمة بسوى هذه الثلاث جالت في أودية الوسواس والخطرات!!
وما ابتلى الله سبحانه عبده المؤمن,بمحبة الشهوات,والمعاصي وميل نفسه
إليها إلا ليسوقه بها إلى محبة ماهو أفضل منها ,وخير له وأنفع وأدوم
,وليجاهد نفسه على تركها له سبحانه,فتورثه تلك المجاهدة الوصول إلى
المحبوب الأعلى.
فكلما نازعته نفسه إلى تلك الشهوات, واشتدت إرادته لها وتشوقه إليها
,صرف ذلك الشوق والإرادة والمحبة إلى النوع العالي الدائم ,
فكان قلبه له أشد وحرصه عليه أتم ,ألا ترى أن من مشى إلى محبوبه
على الجمر والشوك ,أعظم ممن مشى إليه راكبا على النجائب -أي الابل-!!
فليس من آثر محبوبه مع منازعة نفسه,كمن آثر مع عدم منازعتها إلى غيره
,فهو سبحانه يبتلي عبده بالشهوات ,إما حجاباً له عنه!!
أو حجاباً له يوصله إلى رضاه وقربه وكرامته!!
فإذا غرست شجرة المحبه في القلوب وسقيت بماء ألإخلاص ومتابعة الحبيب
,اثمرت أنواع الثمار , وآتت أكلها كل حين بإذن ربها,
أصلها ثابت في قرارة القلب ,وفرعها متصل بسدرة المنـتهى !!
ولايزال سعي الحبيب صاعداً إلى حبـيـبه تعالى,لايحجبه دونه شيء

قال الله تعالى:-{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} "سورة فاطر ايه:-10 "