Her Soul
08-04-2008, 18:34
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنزف روحك من جرح في الرأس ... لكنك تقرأ شعراً عبر مئات الأميال
أنا
أسمع صوتك خشناً مثل يدي حجار ... أنك تنشد أغنية تحفظها منذ بدأت تعي معنى الكلمة
أغنية كتبها يد ثائر من « جبل النار » بالفحم ، على جدران السجن بعكا ليلة إعدامه في ثورة ستة وثلاثين
إني أسمع صوتك شفافاً مصلوباً مطعون ...
وأرى حتى شفتيك الزرقاوين تشدان على الكلمات حتى تولد ...
حرفاً ، حرفاً
توفيق زياد
عندما نتكلم عن الاعدام , او علي الاسر في سبيل الحرية , سيتبادر لعقولنا مظهر وليم والاس بطل فيلم
Braveheart الذي جسد البطولة والكفاح في سبيل الحرية , عندما رفض أن يشرب اي مخدر يخفف عنه
الالم التعذيب التي سيلقاها عند اعدامه , قال يجب ان اكون بكامل وعيي عندما ادفع ثمن مناداتي بالحرية .
مات وكانت اخر كلمة قالها Freedom .
http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=426620&stc=1&d=1207678596
ليس فقط وليم والاس , بل هناك ايضا من عاش تجربة الأسر والحرمان من الحرية , ليفنى معظم سنوات
شبابه بين جدران مظلمة , وسكون مخيف رهيب في سجن اشبه بقلعة في البحر , هو الشاب ادمون ادونيس
بطل قصة الاسكندر ديماس , عندما رمي في غياهب السجن بتهمة ملفقة بسبب الغيرة والحسد .
كان عليه ان يقاتل ويحتج وييأس ويتأمل لكي يعرف معني الحرية , بل كان عليه ان يُحرم منها سنيين طويلة
وينقش علي الجدار , ويحفر لكي يحصل علي حريته !!
هو فكر بالانتحار , لكنه لم يفعل حينما أُضيف لحياته حادث جديد . :نوم:
http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=426617&stc=1&d=1207678556
لو عدنا قليلا الى الوراء في هذه الدنيا المليئة بامثلة رائعة للكفاح من اجل الحرية , سنمر برحلتنا بالالاف
او اكثر من الأسرى الذين دفعوا ثمن حرية شعوبهم استلاب حريتهم , ورغم ذلك لم يشتكوا ولم يطلبوا
عونا من أحد الا من الله عزّ وجل , منهم من أُسر بتهمة انه انسان حرّ , ومنهم من سجن ورصد خلف
القضبان ولا احد يعرف _ ولا حتى هو _ سبب هذا الأسر ؟! هل فعل خير او فعل شر ؟! هل انتهك حق
او أُنتهك حقه ؟! هل سكت او تكلم ؟! هذه الاسئلة هي ما ورثه من دنياه ليتسلى بها في ظلمات سجنه
خلف قضبان الظلم والجور !!
خلال التجول خطر ببالي شهداء الحرية الثلاثة , الذين اعدموا بسبب دفاعهم القانوني عن العقيدة والدين
والوطن , هم شهداء يوم الثلاثاء الحمراء ( عطا الزير _ محمد جمجوم _ فؤاد حجازي ) الذين حكموا بالموت
بعد سجنهم بسجن القلعة في عكا , شارك المجاهدين الثلاثة بثورة البراق التي حدثت بفلسطين عام 1929
ولا استطيع وصفهم بابلغ ما وصفهم الشاعر :
كانوا ثلاثة رجال يتسابقوا عالموت ... أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد
http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=426621&stc=1&d=1207678626
ثورة البراق سميت بهذا الاسم نسبة الى حائط البراق ( حائط المبكى كما يسموه اليهود ) , كان اليهود
يناوشون العرب المسلمين قبل بداية الثورة , فمثلا سخروا من الاعلام المسلمين في عيد الماسخر الذي
يحتفلون به .
وبالتحديد في يوم 15 اغسطس يوم حداد اليهود علي خراب الهيكل تجاوزوا اليهود كل حدودهم فحاولوا ان
يسيطروا علي الحرم القدسي , وخرجوا بمظاهرات يرفعون بها شعارات " الحائط لنا " .
هذا الامر اثار حفيظة المسلمين علي الجانب المقابل خرجت مظاهرات من الجانب الفلسطيني تندد
بهذا , سرعان ما تحول الامر الى اشتباكات بين العرب واليهود , بعد ان ظهر ضعف الموقف اليهودي تدخلت
القوات البريطانية لتنصر اليهود , وانتهت الثورة .
كانت الخسائر كالتالي :
116شهيد فلسطيني و133 قتيل يهودي
232 جريح فلسطيني و339 جريحا يهودي
كما عقدت محاكمة لمن شارك بهذه الاشتباكات , ولم تخلو المحاكمة من المحاباة وكان من الاشخاص الذين
حكم عليهم بالاعدام هم فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم وعطا أحمد الزير.
ولاتزال ذكرى الشهداء الثلاثة في قلب كل مخلص , لانهم حفروا حروف اسمائهم في القلوب , بل مزجوا
ذراتهم بالارض لتنبت حبهم لكل شريف أكل من ثمارها , لتنتقل العدوى الى هواءها الذي عانق فيهم
الارض والروح والحرية .
http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=426616&stc=1&d=1207678539
وصية محمد جمجوم قبل اعدامه ....
الآن ونحن على ابواب الابدية، مقدمين ارواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى
جميع الفلسطينيين، الا تنسى دماؤنا المهراقة وارواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة وان
نتذكر اننا قدمنا عن طيبة خاطر، انفسنا وجماجمنا لتكون اساسا لبناء استقلال امتنا وحريتها وان تبقى الامة
مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الاعداء وان تحتفظ باراضيها فلا تبيع للاعداء منها
شبرا واحدا، والا تهون عزيمتها وان لا يضعفها التهديد والوعيد، وان تكافح حتى تنال الظفر. ولنا في آخر حياتنا
رجاء إلى ملوك وامراء العرب والمسلمين في انحاء المعمورة، الا يثقوا بالاجانب وسياستهم وليعلموا ما قال
الشاعر بهذا المعنى: "ويروغ منك كما يروغ الثعلب".
بعد أن رأينا من مواقف الابطال , فاننا نستقبل الموت بالسرور والفرح الكاملين ونضع حبلة الارجوحة مرجوحة
الابطال باعناقنا عن طيب خاطر فداء لك يا فلسطين، وختاما نرجو ان تكتبوا على قبورنا:
"الى الامة العربية الاستقلال التام او الموت الزؤام ".
طبعا لم يكن هؤلاء الا امثلة لمن جاهدوا وأُسروا في سبيل الحرية , ويوجد في التاريخ والحاضر أمثلة عظيمة
سواء كانت في دولنا العربية الاسلامية او في أي دولة في العالم تتهدد حرياتها , واعتقد بان المستقبل ايضا
ينبع بالابطال ممن سيرفعوا لواء النضال من أجل الحرية .
تحياتي للجميع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنزف روحك من جرح في الرأس ... لكنك تقرأ شعراً عبر مئات الأميال
أنا
أسمع صوتك خشناً مثل يدي حجار ... أنك تنشد أغنية تحفظها منذ بدأت تعي معنى الكلمة
أغنية كتبها يد ثائر من « جبل النار » بالفحم ، على جدران السجن بعكا ليلة إعدامه في ثورة ستة وثلاثين
إني أسمع صوتك شفافاً مصلوباً مطعون ...
وأرى حتى شفتيك الزرقاوين تشدان على الكلمات حتى تولد ...
حرفاً ، حرفاً
توفيق زياد
عندما نتكلم عن الاعدام , او علي الاسر في سبيل الحرية , سيتبادر لعقولنا مظهر وليم والاس بطل فيلم
Braveheart الذي جسد البطولة والكفاح في سبيل الحرية , عندما رفض أن يشرب اي مخدر يخفف عنه
الالم التعذيب التي سيلقاها عند اعدامه , قال يجب ان اكون بكامل وعيي عندما ادفع ثمن مناداتي بالحرية .
مات وكانت اخر كلمة قالها Freedom .
http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=426620&stc=1&d=1207678596
ليس فقط وليم والاس , بل هناك ايضا من عاش تجربة الأسر والحرمان من الحرية , ليفنى معظم سنوات
شبابه بين جدران مظلمة , وسكون مخيف رهيب في سجن اشبه بقلعة في البحر , هو الشاب ادمون ادونيس
بطل قصة الاسكندر ديماس , عندما رمي في غياهب السجن بتهمة ملفقة بسبب الغيرة والحسد .
كان عليه ان يقاتل ويحتج وييأس ويتأمل لكي يعرف معني الحرية , بل كان عليه ان يُحرم منها سنيين طويلة
وينقش علي الجدار , ويحفر لكي يحصل علي حريته !!
هو فكر بالانتحار , لكنه لم يفعل حينما أُضيف لحياته حادث جديد . :نوم:
http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=426617&stc=1&d=1207678556
لو عدنا قليلا الى الوراء في هذه الدنيا المليئة بامثلة رائعة للكفاح من اجل الحرية , سنمر برحلتنا بالالاف
او اكثر من الأسرى الذين دفعوا ثمن حرية شعوبهم استلاب حريتهم , ورغم ذلك لم يشتكوا ولم يطلبوا
عونا من أحد الا من الله عزّ وجل , منهم من أُسر بتهمة انه انسان حرّ , ومنهم من سجن ورصد خلف
القضبان ولا احد يعرف _ ولا حتى هو _ سبب هذا الأسر ؟! هل فعل خير او فعل شر ؟! هل انتهك حق
او أُنتهك حقه ؟! هل سكت او تكلم ؟! هذه الاسئلة هي ما ورثه من دنياه ليتسلى بها في ظلمات سجنه
خلف قضبان الظلم والجور !!
خلال التجول خطر ببالي شهداء الحرية الثلاثة , الذين اعدموا بسبب دفاعهم القانوني عن العقيدة والدين
والوطن , هم شهداء يوم الثلاثاء الحمراء ( عطا الزير _ محمد جمجوم _ فؤاد حجازي ) الذين حكموا بالموت
بعد سجنهم بسجن القلعة في عكا , شارك المجاهدين الثلاثة بثورة البراق التي حدثت بفلسطين عام 1929
ولا استطيع وصفهم بابلغ ما وصفهم الشاعر :
كانوا ثلاثة رجال يتسابقوا عالموت ... أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد
http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=426621&stc=1&d=1207678626
ثورة البراق سميت بهذا الاسم نسبة الى حائط البراق ( حائط المبكى كما يسموه اليهود ) , كان اليهود
يناوشون العرب المسلمين قبل بداية الثورة , فمثلا سخروا من الاعلام المسلمين في عيد الماسخر الذي
يحتفلون به .
وبالتحديد في يوم 15 اغسطس يوم حداد اليهود علي خراب الهيكل تجاوزوا اليهود كل حدودهم فحاولوا ان
يسيطروا علي الحرم القدسي , وخرجوا بمظاهرات يرفعون بها شعارات " الحائط لنا " .
هذا الامر اثار حفيظة المسلمين علي الجانب المقابل خرجت مظاهرات من الجانب الفلسطيني تندد
بهذا , سرعان ما تحول الامر الى اشتباكات بين العرب واليهود , بعد ان ظهر ضعف الموقف اليهودي تدخلت
القوات البريطانية لتنصر اليهود , وانتهت الثورة .
كانت الخسائر كالتالي :
116شهيد فلسطيني و133 قتيل يهودي
232 جريح فلسطيني و339 جريحا يهودي
كما عقدت محاكمة لمن شارك بهذه الاشتباكات , ولم تخلو المحاكمة من المحاباة وكان من الاشخاص الذين
حكم عليهم بالاعدام هم فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم وعطا أحمد الزير.
ولاتزال ذكرى الشهداء الثلاثة في قلب كل مخلص , لانهم حفروا حروف اسمائهم في القلوب , بل مزجوا
ذراتهم بالارض لتنبت حبهم لكل شريف أكل من ثمارها , لتنتقل العدوى الى هواءها الذي عانق فيهم
الارض والروح والحرية .
http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=426616&stc=1&d=1207678539
وصية محمد جمجوم قبل اعدامه ....
الآن ونحن على ابواب الابدية، مقدمين ارواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى
جميع الفلسطينيين، الا تنسى دماؤنا المهراقة وارواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة وان
نتذكر اننا قدمنا عن طيبة خاطر، انفسنا وجماجمنا لتكون اساسا لبناء استقلال امتنا وحريتها وان تبقى الامة
مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الاعداء وان تحتفظ باراضيها فلا تبيع للاعداء منها
شبرا واحدا، والا تهون عزيمتها وان لا يضعفها التهديد والوعيد، وان تكافح حتى تنال الظفر. ولنا في آخر حياتنا
رجاء إلى ملوك وامراء العرب والمسلمين في انحاء المعمورة، الا يثقوا بالاجانب وسياستهم وليعلموا ما قال
الشاعر بهذا المعنى: "ويروغ منك كما يروغ الثعلب".
بعد أن رأينا من مواقف الابطال , فاننا نستقبل الموت بالسرور والفرح الكاملين ونضع حبلة الارجوحة مرجوحة
الابطال باعناقنا عن طيب خاطر فداء لك يا فلسطين، وختاما نرجو ان تكتبوا على قبورنا:
"الى الامة العربية الاستقلال التام او الموت الزؤام ".
طبعا لم يكن هؤلاء الا امثلة لمن جاهدوا وأُسروا في سبيل الحرية , ويوجد في التاريخ والحاضر أمثلة عظيمة
سواء كانت في دولنا العربية الاسلامية او في أي دولة في العالم تتهدد حرياتها , واعتقد بان المستقبل ايضا
ينبع بالابطال ممن سيرفعوا لواء النضال من أجل الحرية .
تحياتي للجميع