PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : وردة حمراء في عيد الحب...لمن ستهديها؟



ميمووو
14-02-2008, 20:37
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد
فكثيرا ما يحاول أذناب الغرب من الطابور الخامس المندس بيننا توجيه التهمة لنا - نحن أهل الإسلام- بأننا أعداء النجاح والتقدم , ويستشهد لذلك حسب زعمه بتأخرنا في المجال التكنولوجي وتقدم الغرب علينا , مرجعا السبب في ذلك إلى وجودنا .
والمتأمل في حال هؤلاء الأذناب المندسين من اللبراليين والعلمانيين وأدعياء المدنية , ولابسي ثياب النجاح زورا وبهتانا يجد أنهم لم ينجحوا في مشروع واحد سوى الفشل وإلقاء التهمة على غيرهم , وتحميل سواهم كل هزيمة يمنون بها .
يستحيل أن تجد عندهم مشروعا تستفيد منه الأمة كلها أو غالبها بل عامة مشاريعهم شخصية بحتة , أو شهوانية وهي هاجسهم وهجَّيراهم وبها يتواصون وعليها ينوحون .
قضاياهم لا تتعدى قيادة المرأة للسيارة , العمل المختلط , حجاب المرأة , السينما , نوادي المرأة , حرية التعبير لهم دون غيرهم , الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ولو تأمل منصف عاقل المشاريع الناجحة في مجتمعنا , والتخصصات الدقيقة التي تمس الناس في كل مناحي حياتهم الطبية والعلمية والصناعية والتكنولوجية وغيرها , لوجد أن رأس الهرم فيها وأصحاب النجاح والسبق من أهل الاستقامة والتدين وهذا ظاهر ولله الفضل والمنة .
كما أنه لو تأمل المشاريع المنحطة النتنة التي تنخر في جسد الأمة وتقودها للتخلف والرذيلة لوجد أن رأس الهرم فيها وأصحاب الدعوة إليها هم من أهل التوجهات المرذولة , والأفكار العلمانية أو اللبرالية ممن انخدعوا بانحلال الغرب المسمى حضارة .
ومن آخر مشاريع القوم والتي يروجون لها ويعتبرونها نصرا تفخر فيه الأمة لو تحقق لها ( عيد الحب ) والمسمى ( VALENTINE ) وهو امتداد لمشاريعهم الشهوانية , ومراهقاتهم التي هي النجاح في نظرهم .
إنني لا أجد أسخف رأيا , ولا أقل تفكيرا , ممن تنطلي عليه هذه الشعارات ويحسب أنه بفعله لشيء منها قد بلغ المنتهى في الرقي !!
لقد أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أننا سنتبع سنن من كان قبلنا حذو القذة بالقذة , وكان ذكره لتلك المعجزة على سبيل الذم والعيب , ومع أن التأريخ لم يعرف رجلا أعظم رقيا , ولا أرجح عقلا , ولا أوسع معرفة واطلاعا , ولا أسمى منزلة من محمد صلى الله عليه وسلم , فلم ينقل لنا من سيرته العطرة أنه لبس ثيابا حمراء , أو أهدى لزوجاته وردة حمراء , أو وضع في جيبه منديلا أحمرا , أو ارتدى معطفا أو إزارا أحمرا , أو أرسل بطاقة تهنئة حمراء , أو نحو ذلك !!! , فهل غاب عنه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم وهو الحبيب المحبب هذا اليوم ؟ وهل انعدمت عنده مشاعر المحبة والتودد حتى لا يذكر لنا من أمره شيئا ويحثنا عليه وعلى تبادل التهنئة فيه ؟ .
عجبا لحال أناس كانوا يزعمون أننا السد المنيع أمام نجاحات الأمة وإذْ بهم يختزلون النجاحات بمثل هذه الهرطقات والورود الحمراء التي لا تستفيد منها إلا غرائزهم ونزعاتهم الشهوانية ليس غير !!
والأعجب أن تجد من ينخدع بهؤلاء ويرون الحياة كل الحياة , والمتعة كل المتعة في مثل هذه السخافات !!!!!!!!!
ولمثل هؤلاء وغيرهم أقول :
إن أعداء دينكم وأمتكم يرمقون كل حركاتكم , ويسرهم تهافت فئام منكم على تقليدهم , لأن ذلك يعني ضعف تمسككم بدينكم , واستشرابكم لمناهجهم ورضاكم بها , وفي هذا من إتاحة الفرصة لهم لغزوكم مالا يخفى .
كما أن الأمة تعيش مرحلة حرجة من تاريخها , ودماء المسلمين تنسكب في كل صقع , وفي الانشغال بالمحرمات والمحدثات عن التفكر بأحوال المسلمين , والنظر في مصائبهم ونكباتهم مالا يحتمل من جرح مشاعرهم , وزيادة الهم والغم عليهم مما يشعرهم بأنانيتنا , وضعف ارتباطنا بمبدأ الأخوة الإسلامية .
ماذا لو قيل لأحد المنخدعين أكتب لنا مقالة مختصرة تجمع فيها بين اللون الأحمر الذي هو شعار السفهاء في عيد الحب وبين دماء إخواننا المهراقة في فلسطين , والعراق , وأفغانستان , وكشمير , والصومال والفلبين , وتايلند , وغيرها .
وهل تستسيغ تقديم وردة حمراء في وقت يقدم فيه أخوك المسلم دمه الزاكي قربة لله ودفاعا عن مقدساته وحرماته ؟
أم هل تقبل أن تبذل شيئا من مالك في شراء شيء مما يتهاداه السفهاء في ذلك اليوم لتدعم به من يقاتل إخوانك , ويسلبهم حقهم المشروع ؟
أيها الفضلاء :
متى سنستيقظ من غفلتنا , ونعي خطر عدونا , وشدة مكره بنا ؟
ومتى سنتبين أن هذا الفعل لو كان خيرا لسبقنا إليه أنصح الأمة للأمة وأبرها بها , ولكنه قال في مقابل ذلك : (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) ثم هانحن نعزف عن هديه وبدل أن ندعوهم لديننا وإذ بكثير منا يتبع سننهم ويسلك طرقهم (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى، قال: فمن؟! ) ( ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانية كان في أمتي مثله) .
وختاما :
هل سنرى في عامنا هذا مظاهر فساد وانتهاك لحدود الله كما يبشرنا به أعداء أمتنا ؟
أم هل سنرقص على جراح أمتنا لنستحق وصف الخائنين لقضيتهم وأمتهم ؟
أم أننا سنستبين سبيل المجرمين , ونسعى لرد كيد الظالمين , ونعلنا صريحة مدوية نحن أهل الإسلام لن نقبل بغيره دينا ولا عنه بديلا ؟
أسأل الله جلت قدرته أن يعصمنا من الفتن , وأن يخذل أعداء الأمة , وأن يبصر المسلمين بمكائدهم ومخططاتهم إنه سميع قريب مجيب .
كما أسأل الله أن يوفق ولاة الأمر لمزيد جهد يتم من خلاله القضاء على الفساد وإغلاق أبوابه ومنافذه , وأن نرى قريبا ما يفرح له المؤمن ويساء به المنافق .
كما وأؤكد على ضرورة منع مظاهر الاحتفال بهذا اليوم الذي هو من البدع المحدثة المنكرة والتي جمعت بين خبائث شتى ومنها :
1 - تقليد الكفار
2 - الابتداع في الدين
3 - العلاقات المحرمة
4 - الإسراف وضياع الأموال
5 - جرح مشاعر المسلمين
6 - الرقص على قضاياهم ومآسيهم
7 - إدخال السرور على أعداء الأمة
8 - إماتة الغيرة الدينية
9 - إشغال أهل الحسبة في مزيد من المنكرات .
10 - فتح أبواب شرور على الأمة هي في غنى عنها
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش


أبو مالك




(منقول)


أرجوا النشر في المنتديات لتشاركونــا الأجر ولتعمّ الفائــدة،،،،لن تستغرق منك ثواني أخي الكريم لتأخذ أجر كلّ من قرأها واستفاد منها