PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : مارادونا هذا اللاعب الرائع.هل تريد ان تعرفوا حكايته.تفضوا



الوردة البيضاء
15-01-2002, 07:49
http://www.multimania.com/dieguitoweb/chap1-1.JPG
منزل مارادونا

الحلقة رقم ـ 1 ـ

* حكايتي بدأت في الأحياء الفقيرة لكني كنت محترفا منذ البداية
* كان الخيار بين منتخب الأرجنتين ونادي نابولي لمصلحة الأول دائماً
* مشاكلي مع إيطاليا بدأت جذورها في إسبانيا

تختلف مواقف الكثيرين تجاه نجم كرة القدم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا تعاطفاً وإعجاباً ونفوراً وكراهية، فيراه البعض أسطورة التوقف عندها طويلاً، فيما يراه آخرون تجسيداً لتراكم الأخطاء.
لكنه يبقى مع ذلك نجماً شغل الكثيرين بالحديث عنه وترقب أخباره، ورغم أن الإعلام ساهم في رفع مارادونا إلى درجات مرتفعة في سلم النجومية، فإن هذا الإعلام ذاته أسقطه في المحصلة، وما بين المدارين لم يلتفت الكثيرون ليسمعوا صوت مارادونا، وكيف يبرر نجاحاته وإخفاقاته، وهو ما سترويه مذكراته التي حصلت "الوطن" على حق نشرها حصرياً باللغة العربية.. فتعالوا نستمع:

مقدمة لا بد منها
في كلمات موجزة نطوف بكم في بداية الحديث عن مذكرات مارادونا بأهم ما ستقرأونه في الفصول المتتالية لهذه المذكرات.

http://www.multimania.com/dieguitoweb/chap1-2.JPG
الفصل الأول - البدايات
يتطلع مارادونا، وهو يكتب من الهافانا "عاصمة كوبا" إلى بدايات حياته الكروية، منطلقا من جذوره الاجتماعية المتواضعة، حيث نشأ في أحياء الفقراء في مدينة فيلا فلوريتو الأرجنتينية، مستذكراً كيف مر إلى مباراته الأولى ضمن المنتخب الأرجنتيني.
لقد كان محترفاً على الرغم من أن عائلته كانت فقيرة، وهو يقول إنه عاش من أجل كرة القدم، ويصف المنزل ذا الغرفتين الذي كان يعيش فيه مع أخوته السبعة، ويتحدث عن حبه لأمه وأبيه. ويتحدث مارادونا عن الألم الذي أحس به عندما جرح بسبب زجاجة، فلم يسمح له المدير باللعب، وكانت فكرة بقائه خارج المباراة قد سببت له ضيقاً جديداً ما زال في ذاكرته.
في هذا الفصل يبدو واضحاً أن مارادونا بدأ صعود سلم الشهرة بسرعة فائقة.


الفصل الثاني - المجسد
ينتقل مارادونا في هذا الفصل ليتحدث عن بطولة كأس العالم التي استضافتها المكسيك عام 1986م منقبا فيها مباراة مباراة، مناقشا خلافه مع رئيس اتحاد كرة القدم الإيطالي الذي وجد أنه ليس من حق مارادونا واللاعبين الأرجنتينيين الآخرين الذين يلعبون في أوروبا الانسحاب لمشاركة منتخب بلادهم في كأس العالم.
ويتطرق كذلك لوصف مقر إقامة المنتخب في فيلا مكسيكية أصبحت فيما بعد منزله، متطرقا للحديث وبإسهاب عن تلك الرحلات التي كان عليه أن يسافرها ليتمكن من التوفيق بين حضوره مباريات تأهل المنتخب الأرجنتيني للنهائيات العالمية، وبين التزامه مع ناديه الإيطالي نابولي.
وتأخذ مباراة الأرجنتين وإنجلترا في المونديال المكسيكي حيزا مهما في هذا الفصل، فيصفها بأنها كانت شبيهة بحرب "مالغيناس" حيث "كان البريطانيون يقتلون الأطفال الأرجنتينيين مثل البط الساكن" ويؤكد مارادونا أن الهدف الثاني الذي أحرزه في تلك المباراة كان بناء على نصيحة من أخيه ذي السبع سنين، لكنه يعترف أن هدفه الأول كان بيده. وباختصار ووضوح كان مارادونا في تلك الأيام في قمة حياته المهنية، وهو ينهي هذا الفصل بفوز الأرجنتين بكأس العالم.


الفصل الثالث- الشغف
والد مارادونا كان قليل الكلام، لكنه أخبره ذات يوم أنه يحلم بأن مارادونا يلعب لفريق بوكا جونيورز، لكن الأخير كان مفلسا، ولا يستطيع تقديم النقود لمارادونا، الذي سرب قصة للصحافة بأنه في الطريق إلى ريفر بلايت الذي كان أكثر غنى، لكن تعاطفه مع بوكا دفعه ليلعب للأخير، وكانت تلك نقطة تحول مثيرة في حياته.
كان مارادونا قد صار مشهورا جدا حينها، وبذلت جهود كبيرة للاحتفاظ به للعب في الأرجنتين، في ظل العروض الضخمة التي كانت تتهافت عليه من الخارج، ومن أوروبا "تحديدا"، لكنه شعر أنه سيتم تقديره أكثر في الخارج منه في الأرجنتين.
وقبل أن ينهي هذا الفصل يتحدث مارادونا عن سعادته الكبيرة حينما كان في إحدى رحلاته إلى إفريقيا، حيث ناداه أحد المعجبين بلقبه الشخصي "بيلوسا".


الفصل الرابع - الثأر
يدعي مارادونا أن جميع مشكلاته في إيطاليا 1990م، بدأت جذورها في مونديال إسبانيا عام 1982م حينما خرجت إيطاليا من النهائيات أمام الأرجنتين.
وقبيل مونديال 1990م في إيطاليا، أكدت صحيفة "إل بيس" اليومية الإسبانية أن مارادونا أعظم موهبة في كرة القدم على مستوى العالم، لكن إصابة في إصبع قدمه اليمنى أعاقته عن تقديم ما يريد.
استقبل المشجعون الطليان مارادونا بصافرات الاستهجان في المباراة الافتتاحية لنهائيات مونديال 1990م، لكنه بحث عن أحبائه بين الجمهور وكرس المباراة لهم.
يتجول مارادونا في هذا الفصل في كل مباراة من المباريات التي خاضها في المونديال، ويؤكد أنه استمتع بإخراج البرازيل على الرغم من الأداء المتواضع لفريقه، لكنه اكتشف أن حجوزات العودة إلى الأرجنتين كانت قد تمت قبيل المباراة مع البرازيل، حيث كان المسؤولون يتوقعون خسارة الأرجنتين، لكنها فعلتها وفازت.
التقت الأرجنتين بعد ذلك مع إيطاليا، تغير كل شيء، هتف بعض الإيطاليين له، وأقصى إيطاليا، ولكن تدخلت المافيا بعد ذلك، لم تكن هذه المافيا من النوع الذي يقتل الناس، بل من ذاك الذي يحتسب ركلات جزاء غير صحيحة.
وقرر مارادونا أنه لن يلعب للأرجنتين بعد ذلك، لكنه غير رأيه بعد ذلك عدة مرات. بعد ذلك جاء اختبار المخدرات، قضي على مارادونا، الذي ينهي هذا الفصل بالتذكير أن محاميه ما زال يتابع القضية في إيطاليا، وأن المختبر الذي تم اختبار المخدرات فيه قيد التحقيق الآن.


الفصل الخامس - الرسالة
يتحدث مارادونا عن مشاهير مثل مايكل جوردان، شاكيل أونيل، ارتون سينا، راي شوارزينجر وفيدل كاسترو، إضافة للكثيرين غيرهم، ويركز بشكل خاص على علاقته مع القائد كاسترو، ويحب الرئيس الأرجنتيني السابق كارلوس منعم، وتشي جيفارا.
ويختتم هذا الفصل بمناقشة كرة القدم، سياسة كرة القدم، والمستوى الحالي لكرة القدم في العالم الآن.


الفصل السادس - نابولي
ارغمت الظروف المالية القاسية مارادونا على الانتقال إلى نابولي، وهناك حضر (180) ألف متفرج لمشاهدة مباراته الأولى، شكل الفريق بنفسه، وطلب من المدرب بيع وشراء بعض من اللاعبين المعينين، وأحاط نفسه بلاعبين اعتقد أنهم سيحصلون على بطولة الدوري الإيطالي لنابولي، لم يحب مارادونا مدرب الفريق بياتشي من الناحية التقنية.
كسب نابولي الدوري، لكنه لم يعرف كيف يستثمر نفوذه بشكل أفضل، وفي هذا الوقت رفض مارادونا أن يبيع حق استخدامه كرمز مقابل (100) مليون دولار، فقد كان أرجنتينيا، وكان عليه - لو قبل البيع - أن يأخذ جنسية ثنائية.
وجاء الوقت الذي رغب مارادونا فيه بترك النادي، لكن الأخير لم يكن ليتركه يرحل، أجرى محاولات عدة في هذا الإطار، وقد وعد بنيل حريته إذا قاد الفريق للفوز ببطولة الدوري مرة جديدة، ونجح في ذلك، لكن نابولي لم يف بوعده.
وفي تلك الأثناء بدأت المافيا تربط مارادونا بالمخدرات، وكانوا يغدقون عليه الهدايا، وحينما سأل عن المقابل، أكدوا له "فقط التقاط بعض الصور التذكارية معه" لكن مارادونا اضطر في نهاية الأمر للهروب من إيطاليا.
قضايا ثانوية
*مع كلوديا: يتحدث مارادونا عن لقائه بكلوديا التي أصبحت فيما بعد زوجته، وكيف كانت مضطرة لتحمل الكثير منه.
* خارج المونديال: يتحدث مارادونا كيف استبعد من تشكيلة المنتخب التي لعبت مونديال الأرجنتين 1978م، لأنه كان هناك فقط 22 مكانا، ويتذكر الدموع التي تلت ذلك، وذرفتها عائلته حينها.
* الممرضة: جاءت ممرضة لتأخذه إلى اختبار مخدرات تم الإعداد له، وبقدر ما كان سعيدا للطريقة التي لعب بها، بقدر ما شعر بالإحباط عندما أتت النتائج المدبرة.
* التمزق "الكسر": يتحدث مارادونا عن عرقلة أنطونيو له والتي سببت له الكسر، مذكرا أن صبيا التقاه مسبقاً في مشفى، وأخبره أن ذلك سيحدث.
* اليد الخارقة: يتحدث مارادونا عن الهدف المثير للجدل الذي سجله في مرمى إنجلترا في مونديال المكسيك عام 1986م، معترفا أنه جاء من لمسة يد، لكنه يتساءل "من أنا حتى أشكك في نزاهة حكم اعتبر الهدف صحيحا".
* 100 لاعب: ويضع مارادونا قائمة لأفضل مئة لاعب في رأيه، لكنه لا يرتبها حسب الجدارة.
* رحلات: ويصف رحلاته الماراثونية مع بوكا جونيورز في جميع أنحاء العالم، حيث كان يسافر 3 أو 4 مرات أسبوعيا.
* ألقاب: ويضع قائمة بجميع الألقاب والامتيازات التي نالها طيلة حياته المهنية.
------------------------


[

الوردة البيضاء
15-01-2002, 07:50
الحلقة الثانية
http://www.pibedeoro.com/images/var77_jpg.jpg
مارادونا في هافانا
أنا في هافانا حيث أبدأ هذا الكتاب. أخيراً قررت أن أتكلم عن كل شيء. لا أدري، ولكنني دائماً أعتقد أن هناك أشياء ما زال يجب قولها. إن هذا غريب! بعد كل ما قلته، لست متأكداً من أنني قلت الأشياء الهامة. الأشياء الهامة فعلاً.
هنا في هافانا في الليل، بينما أتعلم كيف أدخن سيجار هافانا، أبدأ بالتفكير في الماضي. إن من الجميل أن تفعل ذلك عندما تشعر بالسعادة وعندما لا تحس بالندم على الإطلاق على الرغم من كل الأخطاء، من الرائع أن تنظر إلى الوراء عندما تأتي من قاع كومة الزبالة وتعرف أن كل شيء كنته أو أنت عليه أو ستكون عليه لا يتعدى كونه كفاحاً طويلاً.
لقد أردت دائماً لعب كرة القدم، ولكنني لم أكن أعرف في أي موقع أردت أن ألعب. لم أكن أعرف فحسب، ولم يكن لدي أي فكرة.
بدأت حياتي كمدافع. لطالما أحببت أن ألعب مهاجماً وما زلت أحب ذلك، مع أنهم في هذه الأيام لا يتركونني أقترب من الكرة لأنهم يخشون أن ينفجر قلبي. لقد أعطاني لعب كرة القدم راحة بال فريدة. ولقد تمتعت بذلك الإحساس دائماً (نفس الإحساس) حتى هذا اليوم. أعطني كرة فاستمتع وأحتج وأرغب بالفوز وألعب جيداً. أعطني كرة ودعني أفعل ما أعرف أفضل من أي شيء آخر، في أي مكان.
سيدتي العجوز (لاتوتا) التي اعتنت بي وأحبتني دائماً، كانت تقول لي "بيلو، إذا كنت ستلعب كرة القدم، ألعب بعد الساعة الخامسة عندما تنخفض الشمس". (كانت تدعوني بالزغب). وكنت أجيب "نعم يا والدتي، حسناً يا والدتي، لا تقلقي". وكنا نغادر المنزل في الساعة الثانية مع صديقي "إل نيجرو"، وابن عمتي "بيتو" أو أي شخص آخر، وحوالي الثانية والربع كنا نلعب بأقصى طاقتنا تحت شمس الظهيرة! لم نكن نبالي فحسب وكنا نركض حتى نسقط على الأرض.
كنت أتحمل الذهاب إلى المدرسة لأنه كان عليّ أن أفعل ذلك. لم أكن أريد أن أخذل عائلتي لأنهم اشتروا لي ملابس المدرسة ومشوا معي إلى المدرسة. ولكن لأنه كان يتملكني إحساس أيضاً أنني إذا ذهبت، سأتمكن من الذهاب إلى ناد أو سيسمح لي أن ألعب كرة القدم.
كل شيء كنت أفعله، وكل خطوة كنت أخطوها كانت تتمحور حول الكرة. إذا أرسلتني (لا توتا) لأحضر شيئاً، كنت آخذ أي شيء يشبه الكرة معي (برتقال، وكرات من الورق، وثياب قديمة) حتى أتمكن من اللعب على الطريق.
كنت أقفز على سلم الجسر على سكة الحديد على رجلي اليمنى وأتلاعب بأي شيء كان معي بقدمي اليسرى... هكذا كنت أمشي إلى المدرسة أو أركض لأؤدي مهمة ما لـ "لاتوتا".
لدي ذكريات سعيدة لطفولتي، مع أنني إذا أردت أن أصف المكان الذي ولدت وترعرعت فيه، فيلا فيوريتي، بكلمة واحدة لكانت هذه الكلمة "الكفاح". في "فيوريتي" إذا كان لديك نقود لتأكل أكلت، وإلا فإنك لن تأكل.
أتذكر أن الشتاء كان بارداً جداً وأن الصيف كان ملتهباً، كنا نعيش في منزل من ثلاث غرف، وكان مبنياً من شيء يشبه القرميد والملاط... رفاهية.
كنت تعبر الباب المصنوع من الشبك المعدني فتقابلك ساحة القذارة، وبعد ذلك المنزل نفسه. غرفة طعام للطبخ والأكل وكتابة الواجبات، وأي شيء آخر يخطر ببالك ، وغرفتي نوم. والداي كانا يستخدمان غرفة النوم التي على اليمين ونحن الأولاد غرفة النوم التي على اليسار، طولها متران وعرضها متران من الخارج... وكنا ثمانية أفراد.
كانت الحقيقة أننا لم نكن نملك الكثير لكي نمرح كثيراً ولكنني وصديقي "إل نيجرو" كنا نصنع الطائرات الورقية ونبيعها، ومع ذلك فقد كان لدينا دائماً كرة.
أول كرة حصلت عليها، كانت أجمل هدية حصلت عليها في حياتي، أهداني إياها ابن عمتي "بيتوزاروتا" وهو ابن العمة "دوريتا". كانت من الجلد الممتاز. كنت يومها في الثالثة من عمري ونمت يومها وهي بين ذراعي.

http://www.pibedeoro.com/images/var16_jpg.jpg

مع الزعيم الكوبي

تحياتي
الورده البيضاء::جيد::

الوردة البيضاء
15-01-2002, 07:55
والدي كان يضربني بقسوة ولكن بفضله لم أعرف الجوع








أقول دائماً إنني لطالما كنت محترفاً منذ أن كنت طفلاً, كنت ألعب لأي فريق يختارني أولاً, كان والداي يمنعاني أحياناً من الذهاب، وكنت أبكي وأبكي, وقبل خمس دقائق من بداية المباراة كانت والدتي "لاتوتا" تستسلم وتسمح لي بالذهاب, ولكن إقناع "الدون دييجون" كان أصعب.
كنت أتفهم والدي, بالطبع كنت أفهمه, كيف لا وهو الذي كان يكسر ظهره لكي نأكل ونذهب إلى المدرسة؟ ذلك ما كان يريده حقاً, كان يريدنا أن نتعلم, طبعاً, كان قد حضر إلى فيوريتو من كورنيش في عام 1955م.
أحياناً كان والدي يقبض راتبه ويشتري لي زوجاً من الأحذية التي كنت أمزقها في نفس اليوم. وأنا ألعب كرة القدم طوال اليوم. كان ذلك كافياً ليجعلك تبكي وهذا ما كنا نفعله بالفعل لأنني بعد أن أمزق الأحذية, كان والدي يضربني بقسوة... لا أقول هذا حتى تلوموه, لا تلوموه... كانت تلك الأيام مختلفة حينها, وكذلك كانت أساليب الناس... لم يكن لدى والدي الوقت ليتحدث إلي!
http://www.pibedeoro.com/images/var11_jpg.jpg
ولكن كان لديه الوقت ليضربني بعنف فقط. كان عليه أن ينام حتى ولو لفترة وجيزة حتى يتمكن من الاستيقاظ للعمل في الساعة الرابعة صباحاً ويذهب إلى المصنع لأنه إذا لم يفعل ذلك لما وجدنا شيئاً نأكله في البيت.
الآن فقط أستطيع تقييم الدون دييجو فعلاً: إنه فعلاً أفضل شخص قابلته في حياتي, وسأقولها مرة أخرى, لأجلهما, كليهما لأجل ولأجله "لاتوتا", كليهما, سأصنع المستحيل.
ما أعنيه أن الأشخاص الذين نتخذهم قدوة يعيشون في بيوت الناس, يستطيع الناس أن يلمسوهم, ليس ذلك يشبه مشاهدة القدوة على اجهزة التلفاز أو القراءة عنهم في المجلات, إنهم هناك في البيوت.
شكراً لوالدي لأنني بفضله لم أعرف الجوع, ولذلك كان لدي رجلان قويتان مع أن باقي أعضاء جسدي كانت هزيلة.
http://www.pibedeoro.com/images/ceb1_jpg.jpg
كنا دائماً نلعب في مكان قريب من منزلنا, في مكان يدعوه سكان المنطقة "الملاعب السبعة الصغيرة". وكانت هذه المنطقة عبارة عن أراض واسعة للقمامة. بعض هذه الملاعب كانت تحوي مرمى وبعضها لم يكن فيها مرمى.
"الملاعب السبعة الصغيرة"! يوحي الاسم أنها واحدة من المجمعات الرياضية هذه الأيام التي تحوي المروج الصناعية وما شابه ذلك! لم يكن في هذا المكان أي مروج, لم يكن فيه حتى أي عشب. كانت قمامة فقط. قمامة متماسكة ولكنها كانت الجنة بالنسبة لنا. عندما كنا نركض كان غبار كثيف يتصاعد حتى كان يبدو وكأنا نحن نلعب في الضباب في ملعب "ويمبلي".
كان أحد هذه الملاعب لفريق "النجمة الحمراء" وهو فريق والدي, الذي كنت ألعب فيه مهما كانت العواقب, وكان ملعب آخر لفريق "الرايات الثلاثة" وهو فريق والد "جويو كاريزو". وعندما كان هذان الفريقان يلعبان, كان ذلك مثل لقاء "بوكا" ضد "ريفر" (فريقان متنافسان من الدرجة الممتازة) كان "جويو" يبدو هادئاً (عندما يلتقي الفريقان). كان هادئاً لدرجة أنه في أحد الأيام في المدرسة في منتصف عام 1969م قال لي: "دييجو, ذهبت لأتمرن مع فريق صغار الأرجنتين وقالوا لي أن أحضر معي بعض الأولاد لتجربتهم. هل تريد أن تأتي؟" قلت له "لا أدري. علي أن أسأل والدي...".
http://www.pibedeoro.com/images/ceb9_jpg.jpg
والحقيقة أنني كنت أعرف أنني إذا طلبت من والدي أن يأخذني سيعني ذلك دفع أجور النقل وحرمانه من راحته. وقد أضفت تلك الفكرة كآبة على مسألة الذهاب.
في "لوس سيبوليتاس" كنا نهزم أي فريق نلعب ضده. كسبنا 136 مباراة على التوالي. كتبتها كلها في دفتر صغير أعطاني إياه "فرانسيس" و"دون يايو". كلوديا تحتفظ به في مكان ما وكأنه كنز مدفون.
أتذكر المباراة التي قطعت سلسلة انتصاراتنا في "نافارو", لأننا كنا نذهب ونلعب في كل مكان, كان فريقاً ممتازاً! في ذلك الوقت بدأت أصبح لاعب كرة قدم, لاعب كرة قدم حقيقي, لأن كل ما كنت أفعله في "فيوريتو" هو الركض خلف الكرة. كنا على وشك تناول العشاء في منزلي مع "جويو", وطلبت مني "لاتوتا" أن أذهب لإحضار صندوق مياه غازية لأنه لم يبقى منها في البيت. ركضنا أنا و"جويو" وفي طريق عودتنا, كنت أدور حول الزاوية عندما سقطت على وجهي. لقد طرت فعلاً. تحطم صندوق المياه الغازية وجرحت يدي جرحاً كبيراً. وكان ذلك لسوء حظي!
ذهبت في اليوم التالي مع الشباب في شاحنة "دون يايو" القديمة. كنت قلقاً من أن لا يدعني "فرانسيس" ألعب, وكنت خائفاً من المحاضرة التي كان سيلقيها علي. لأننا في الحقيقة كنا نحترم "فرانسيس" لدرجة الخوف. وما حدث أن "فرانسيس" ناداني في غرفة الملابس وسأل "ماذا حدث ليدك يا مارادونا؟" قلت له: "سقطت وجرحت نفسي يا "دون فرانسيس". ولكنني سأتمكن من اللعب". قال لي: "ماذا؟ لن يحدث ذلك مطلقاً! لا تستطيع الاستمرار وأنت في مثل هذه الحالة" استدرت وعدت إلى المقعد حيث كنت أبدل ملابسي. كنت أعض على شفتي حتى أمنع نفسي من البكاء. رآني "إل جويو" وذهب إلى "فرانسيس" وقال له: "هيا يا فرانسيس, دعه يلعب ولو لفترة قليلة. قال (الدون دييجو) إنه يستطيع ذلك. فقطب فرانسيس حاجبيه ودمدم "حسناً. ولكن لفترة بسيطة فقط". عادت روحي إلى جسدي. ولم ألعب فترة بسيطة في النهاية, ولكن لعبت المباراة كاملة. ربحنا المباراة بنتيجة (7/1) وسجلت خمسة أهداف. يوم الثلاثاء 28/ سبتمبر قال "كالرين" إن ولداً "يملك رباطة جأش وإمكانات نجم من الطراز الممتاز" قد ظهر. وقد قالت الصحيفة يومها أن اسم ذلك الولد "كارادونا". رائع. أول مرة يظهر فيها اسمي مطبوعاً كان فيه خطأ إملائي.
كان أفضل وقت في "فيليز" عام 1970م في مباراة بين فريقي (أرجنتينوس) وفريق (بوكا). عليك أن تحاول أن تتخيلنا نلعب بتلك الكرة الرثة القديمة طوال الأسبوع, كارثة. وعندما كان يوم الأحد, ورأينا أول كرة رسمية للفريق, اتقدت أعيننا من الفرح. بدأنا نلعب بالكرة في الاستراحة. وفي إحدى المرات ركلت من خارج المنطقة, ولكن الكرة ارتدت وأصابت "دون يايو" الذي كان واقفاً قرب المرمى في رأسه بقوة. لاحظ الجمهور ذلك وبدأ الضحك. أعاد إلي "دون يايو" الكرة وبدأت أتلاعب بالكرة بشكل فني جميل, ولم يتوقف الجمهور عن التصفيق. جاء الفريق الأول, وعاد الحكم, وارتفع الجمهور "دعوه يستمر! دعوه يستمر!" كان الجمهور بأجمعه يهتف, مشجعوا "ارجنتينوس" ومشجعو "بوكا" على حد سواء. ولكن مشجعي "بوكا" كانوا يهتفون بصوت أعلى... هذه إحدى أجمل ذكرياتي التي أحملها عن مشجعي فريق "بوكا". أعتقد أنني بدأت في ذلك الوقت أشعر ما أشعر به الآن تجاه "بوكا". عرفت يومها أن دروبنا سوف تتقاطع يوماً ما. ومن ناحية كرة القدم شعرت يومها أنني لامست الفضاء بيدي .

الوردة البيضاء
15-01-2002, 07:58
خطأ مطبعي في صحيفة يعلن ولادة النجم مارادونا
http://www.pibedeoro.com/images/ceb7_jpg.jpg
بدأت الصحف تجري المقابلات معي وتكتب المقالات عني. أتذكر إحدى تلك المقالات لأن العنوان كان يلخص كل ما كان يحدث لي. كان العنوان يقول "صغير لدرجة تسمح له أن يشاهد القصص الخرافية ويحصل على وقوف تحية من الجمهور".
في الواقع، حدث كل شيء بسرعة فائقة. كل الشباب من "لوس سيبو ليتاس" ربحوا البطولة مع الفريق التاسع. وبعد ذلك ذهبت إلى الثامن وعندما كنا متقدمين بفارق عشر نقاط وضعوني في السابع. لعبت مباراتين لهم ونقلوني إلى الفريق الخامس. وبعد أربع مباريات نقلوني إلى الثالث، حيث لعبت مباراتي الأولى ضد "لوس آندس" وسجلت هدفاً ونحن نلعب على أرض الخصم. وبعد مباراتين أخريتين تم نقلي إلى الفريق الأول. حدث كل شيء خلال عامين ونصف.
http://www.pibedeoro.com/images/var99_jpg.jpg

كنت قد بدأت أتدرب مع الفريق الأول في نادي "كومنيكا سويني" الرياضي. وفي فترة التدريب العادية يوم الثلاثاء جاء المدرب، خوان كارلوس مونتيس، الذي قال لي "اسمع، ستكون غداً على مقاعد الفريق الأول، هل هذا مفهوم؟" ولم أجد الكلمات التي أرد بها من الفرحة ولذلك قلت فقط "ماذا؟ أنت ماذا؟".
وهكذا قالها مرة أخرى. "أجل، ستكون في احتياطي الفريق وعليك أن تتأكد من استعدادك لذلك لأنك سوف تلعب".
أخبرت "لاتوتا" بذلك وطبعاً خلال ثانيتين فقط كانت بلدة "فيلا فيوريتو" كاملة تعرف ذلك.
في إحدى المرات أثناء التدريب يبدو أنني أبليت فعلاً بشكل جيد لأن "إل فلاكو" جاء خصيصاً ليتحدث إلىّ. كانت كل كلمة قالها "إل فلاكو" تسبب صمتاً عميقاً في داخلي... لأن "إل فلاكو" كان... حسناً كان بالنسبة لي شيئاً مقدساً! وهاهو ذا يقف أمامي يتحدث إلىّ فقط ويقول لي إنني سألعب في المباراة الودية ضد فريق "المجر". كنت سألعب لأول مرة في منتخب بلادي! بدأت المباراة ومباشرة حصلنا على ضربة جزاء. "حسناً، سنحطمهم. تمالك نفسك يا دييجو".
كانت قد مضت عشرون دقيقة من الشوط الثاني عندما دعاني "إل فلاكو": "مارادونا! مارادونا" لأشترك في المباراة.
حصلت على الكرة مباشرة. مررها "جاتي" إلى "جاليجو" ومررها "إل تولو" مباشرة إليّ. فعل ذلك عمداً وأذكر أنني فكرت حينها كم كان ذلك معبراً عن روح الفريق. أعطاني الكرة في ذلك الوقت المبكر لكي تتعود قدماي على الكرة. وعندما مررت الكرة بين اثنين من اللاعبين المجريين لأعطيها لـ "هاوسمان" الذي كان وحده. وهكذا تعودت على الكرة، حقيقة بسرعة.
انطلقت الصافرة وحضر "جاليجو" إلي مباشرة وعانقني قائلاً "هذا ما أريد أن أراك تفعله في بكل مباراة يا دييجو! تلك هي الطريقة".
http://www.pibedeoro.com/images/var5_jpg.jpg

الوردة البيضاء
15-01-2002, 08:02
كل المجد
http://www.copasdelmundo.8k.com/images/mex86.2.jpg
http://www.copasdelmundo.8k.com/images/mex86.3.jpg
http://www.copasdelmundo.8k.com/images/mex86.1.gif


http://www.pibedeoro.com/images/naz44_jpg.jpg
كنت أراقبه من زاوية عيني لأنني كنت أعرف أنه لم يتبق الكثير من الوقت، لم يتبق أي وقت تقريباً... كانت إحدى عيني على "آربي فيلهو"، الحكم البرازيلي صغير الحجم، وعندما رفع ذراعيه وأطلق الصفارة انطلقت كالمجانين! بدأت أركض في اتجاه ثم في اتجاه آخر. أردت أن أعانق الجميع. كل شيء في جسدي، وقلبي، وروحي قال لي إنني كنت أعيش أسمى مراحل حياتي المهنية في 29 يونيو 1986م، استاد (الأزتيك) في المكسيك.
في يناير 1983م كنت في "لوريت دي مار" على شاطئ "كوستا براف". أتمتع بمباهج الحياة؟ لا مجال لذلك. كنت مصاباً بنوبة مؤلمة من التهاب الكبد. حضر "كارلوس بيلاردو"، مدرب منتخب الأرجنتين الجديد. قال لي:
"أريد أن أعرف كيف تشعر الآن وأخبرك عن مخططاتي للمنتخب الوطني في حال أردت المشاركة.." واستطرد قائلاً:
"أود أن أعرف إذا كانت لك مطالب مادية أو أي شيء من هذا القبيل"

http://www.pibedeoro.com/images/naz53_jpg.jpg
قلت له: "مطالب مادية كي ألعب في منتخب الأرجنتين؟ دعك من هذا يا كارلوس... لن أجعلك تشعر بالأسى في الدفاع عن قميص منتخب الأرجنتين".
قال لي: "حسناً، عظيم، عظيم... أردت أيضاً أن أخبرك أنك، إذا وافقت، ستكون كابتن المنتخب".
أول ما قلته لنفسي حينها هو أن أضع لنفسي هدفاً: إن اللعب في منتخب بلدي يجب أن يكون أهم شيء في الدنيا. لم يكن مهماً أن نقطع آلاف وآلاف الكيلومترات، سأفعل ذلك. إذا كان عليّ أن ألعب أربع مباريات في الأسبوع سأفعل ذلك، إذا كان علينا أن نسكن في فنادق متداعية تكاد تسقط على آذاننا، سأتحمل ذلك... سأفعل أي شيء من أجل الأرجنتين، من أجل القميص الأزرق الفاتح والأبيض. تلك هي الفلسفة التي أردت أن أعبر عنها.
ولكن المشكلة أن "ماناريزي" ، رئيس اتحاد كرة القدم الإيطالي، كان قد بدأ يضع العقبات في طريقنا في ذلك الوقت. حتى لو كنا سنسافر بموافقة نادينا، احتفظ الاتحاد الإيطالي بحق توقيف السفر.
وهكذا قلت "ماذا؟ ولا حتى "بيرتيني" نفسه يستطيع أن يمنعني من السفر إلى "بوينس آيرس"، وكان "ساندرو بيرتيني" حينها رئيساً لإيطاليا.
بدأت الرحلات الماراثونية يوم الأحد 5 مايو. حصلنا على تعادل دون أهداف ضد نادي يوفنتوس في نابولي. ومن الملعب نفسه انطلقنا بسرعة إلى روما في إحدى سياراتي، لا اذكر أي سيارة كانت المسافة 250 كلم إلى مطار ملوميسينو. كان قد تم التخطيط كي ترافقنا سيارات شرطة على الطريق، ولكن الشرطة لم تحضر. كنت أقود بصعوبة في زحمة يوم الأحد وتمكنت من قطع المسافة خلال ساعة ونصف.. صعدت الطائرة، وهبطت في "بوينس آيرس" ويوم الخميس دخلت الملعب في الـ "مونيو منيتال" لمواجهة الباراجواي، تعادلنا (1/1) وأحرزت أنا هدف الأرجنتين.
http://www.pibedeoro.com/images/naz33_jpg.jpg
عدت إلى مقر فريقنا مع باقي الفريق وفي الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم الثاني صعدت طائرة "فاريج" التي توقفت في "ريو دوجانيرو" وطارت إلى روما. يوم السبت 11 مايو عدت إلى "فلومنسي"، طائرة أخرى، هذه المرة إلى "ترياستي".. ومن "ترياستي" إلى "أودين" التي تبعد 70 كلم بالسيارة. وصلت هناك حوالي وقت العشاء، حيث تناولت شيئاً من الطعام وذهبت إلى النوم. في اليوم التالي، الأحد 12 مايو، ذهبت إلى ملعب "أودين" حيث تعادلنا (2/2) وأحرزت أنا الهدفين.
هل ذهبت للاحتفال؟ لا وقت لذلك! انطلقنا مرة أخرى! سبعون كيلومتراً إلى مطار "ترياستي"، وبعدها على الرحلة الجوية من "ترياستي" عائدين إلى "فلومنسي" في الوقت المناسب لنعود في رحلة أخرى إلى "بوينس آيرس".
يوم الثلاثاء 14 مايو كنت أقف في "المونيومنيتال" وكأنني لم أغادر قط، هذه المرة لنواجه :تشيلي". ربحنا (2/صفر). سجلت هدفاً وهتفت، وتنفست بعمق وعدت إلى إيطاليا.
يوم الأحد 19 مايو في نابولي هزمنا فريق باساريلا "فيورينتينا" (1/صفر). كان مرتاحاً أكثر مني قليلاً لأنه كان قد جعل الحكم يعطيه بطاقة حمراء عندما اشتد حماس اللعب ووفر على نفسه رحلة.
طبعاً كان الناس حينها قد بدأوا يختلقون القصص عني في جميع الأحوال. نشروا خبراً أنني حصلت على (80000) دولار لألعب هاتين المباراتين لمنتخب الأرجنتين، وهذا الضرب من النقود لم يكونوا يعطونه حتى لـ "فرانك سنياترا" إذا غنى عارياً في ملعب "مونيومنيتال"!.
كانت أولى المباريات التأهيلية في فنزويلا. سهلة؟ لم تكن سهلة إطلاقاً. لم نحظ بأي مباراة سهلة. لم تكد أقدامنا تطأ "سان كريستوبال" حتى بدأت اضطرابات عنيفة حقاً. كانت الشرطة هناك ولكن كان هناك أيضاً "فنزويليون" عاديون أيضاً. وقد ركض أحد المجانين أمامي وركلني على ركبتي اليمنى في وقت صعب جداً

الوردة البيضاء
15-01-2002, 08:06
http://www.pibedeoro.com/images/var4_jpg.jpg

هذي هدية لكم::جيد::

Sky Storm
29-07-2003, 12:41
مشكوووره اختي على الموضوع المتكامل