A L E X I S
17-12-2007, 14:59
السلام عليكم و رحمة الله
التضحيه
كلمة جميلة في قولها يتمتع كثير من الناس بالحديث عنها، وعن انواعها ولعلنا في البداية نرجع الى معناها في اللغة وهي مصدر للفعل ضحى، وضحى بالشاة اي ذبحها، لذا فإن معنى التضحية هو التبرع (التنازل) بالشيء إما بالنفس وإما المال أو الجهد أو الوقت من دون انتظار مقابل او رد للصنيع وتكون خالصة لوجه الله سبحانه.
كما ان التضحية تنطبق على من يكون له حرية الاختيار في فعل الشيء من عدمه وتكون في وقت حاجتها، اما من كان مجبراً عليها فهي تخرج عن هذا المفهوم، لذا كان لها قيمة كبيرة جداً ومعنى سام وشرف عظيم لمن يحصل عليها شريطة الا يتبعها منة او اذى لمن ضحى من اجله ولكن يلزمها جهد ومشقة كبيرة اكثر مما يتصور كثير من الناس، لذا على من يفكر بها الا يتوقع انها أمر سهل المنال، ولكن يدرك بأن هناك عدة أمور سوف تشق عليه وقد اجاد الشاعر عمرو بن الأهتم في تصويره بهذه الأبيات:
وإن المجد اوله وعور
ومصدر غبه كرم وخير
وإنك لن تنال المجد حتى
تجود بما يضن به الضمير
بنفسك او بمالك في امور
يهاب ركوبها الورع الدثور
كما ان المضحي قد لا يحصد ناتج ما قام به وخاصة اذا كان يضحي بنفسه وقد يطول الوقت لعدة سنين حتى يتحقق له ما قام به، وقد ينتهي عمره وهو لم يكمل ما قام به من عمل، ولكن من يضحي ويظفر بما قام به من اجله فإنه سيشعر بسعادة غامرة لا يمكن لأحد ان يتصورها في الدنيا وسيكون له الأجر العظيم في الآخرة، كما ان للتضحية انواع منها:
التضحية من اجل الدين: وهي اعلى مراتب التضحية شرفاً ورفعة وهي التي يجب على الجميع القيام بها وبذل الغالي والنفيس لخدمة هذا الدين ونشر الدعوة، فقد قام المجتمع الإسلامي على اكتاف رجال ضحوا بكل شي لذا كانوا اصحاب مواقف ايمانية برزت فيها اسمى معاني التضحية مجسدة بكل انواعها من بذل للنفس وإنفاق المال ومفارقة الأهل والولد وبذل الجهد والوقت، وكان افضل من ضحى من اجل هذا الدين رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قدم ما لم يستطع احد ان يقوم به من اجل ديننا الحنيف ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد طهر جزيرة العرب من الشرك ونشر الدين في جميع اقطار العالم ويأتي بعده صحبه الكرام فقد قدموا كل ما بوسعهم لأجل هذا الدين، لذا علينا ان نقتدي بهم ونقدم كل ما نستطيعه من أجل ديننا الحنيف لان فيه الرفعة والسمو والفوز الحقيقي.
التضحية من أجل الوطن: وتعد جزءاً من التضحية من أجل الدين؛ لأنه في وقتنا الحاضر يستحيل أن يعيش الإنسان بكرامته من دون وطن يؤويه ويعيش في كنفه، لذا من يضحي من أجل وطنه قد ضرب أروع الأمثال لان الوطن بكل حق يستحق ذلك وخير مثال لهذا الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن مؤسس دولتنا طيب الله ثراه فقد ضرب أروع الأمثال للتضحية من أجل الدين والوطن وكانت نتائجها ولله الحمد دولة مستقرة وعقيدة خالية من الشركيات والبدع وأمن ورفاهية يسعد بها كل مواطن ومقيم في مملكتنا الحبيبة ولله الحمد، أما الأمام عبدالله بن سعود عندما قامت حملة محمد علي بقيادة ابنه إبراهيم على محاصرة الدرعية في الدولة السعودية الأولى فقد قدم نموذجاً سامياً في التضحية من اجل الوطن فكان بإمكانه النجاة بنفسه بالهروب إلى إحدى القبائل قبل محاصرة الدرعية ولكنه آثر البقاء في بلدته وقدم نفسه بعد الحصار فداءً إليهم من دون تردد مقابل الحفاظ على بلدته وعدم دخول الجيش وسفك الدماء فيها.
التضحية من أجل من نحب: وعلى رأسها التضحية من أجل الوالدين وهي من أرفع الأعمال منزلة عند الله وتكون بتقديم كل ما يقدر عليه الإنسان من مال وجهد ووقت إلى الوالدين وليس تقديم المساعدة لهم عند حاجتها بل يقدم كل ما لديه لإسعادهم حتى ولو كانت سعادتهم فيها كثير من العناء له ولو تعارضت مصلحته مع مصالحهم فيجب عليه تقديم كل ما يستطيعه لهم من دون منة أو تفضل.
كما أن هناك أناساً غافلين يعتقدون أن التضحية من أجل الوالدين هي تقديم الخدمة العلاجية لهم عند الحاجة إليها وهذا واقع غير مقبول، إن الخدمة العلاجية تؤدى لأي شخص محتاج إليها فما بالك بالوالدين فيجب علينا ان نقدم إلى والدينا ما يسعدهم في حياتهم وان نتحمل عنهم جميع متاعب الحياة ومشاقها ولو بذلنا الغالي والنفيس من أجلهم وعلينا أن نتطلع إلى نفسياتهم ونعرف ما يسعدهم ونقدمه إليهم من دون منة أو تفاخر، أما التضحية من أجل الزوجة أو الزوج فلها فوائد عظيمة فهي تخلف أسرة مستقرة منتجة لأبناء صالحين بمنزلة ثمرة لبناء مجتمع يكون أمة عظيمة تنافس بقية الأمم، أما تضحية الصديق لصديقه فإن فيها أروع معاني التضحية وذلك لأنها تحقق معنى الأخوة التي يسودها الود والمحبة في الإسلام الذي بني على الترابط والتعاضد بين جميع أفراد المجتمع.
التضحية من أجل قضية: وهذه أمرها هام جداً حيث إن كثيراً من الأشخاص لديهم بعض القضايا التي تشغلهم ويتمنون تحقيقها على الواقع ولكن الاختلاف فيها عن ماهية هذه القضية؟ فإذا كانت القضية فيها مصلحة الإسلام والمسلمين والوطن أو المصلحة العامة كالتطور العلمي أو التقني فنقول له سر فأنت في خير في الدنيا والآخرة، أما إذا كانت القضية التي تعمل من أجلها فيها إساءة للناس أو مدمرة للأخلاق والقيم والمبادئ أو مخلة بأمن الوطن وزعزعة استقراره والعياذ بالله فقد خسر كثيراً من أجل قضية يحاسب عليها بالخزي والعقاب في الدنيا وبالعذاب الشديد في الآخرة ويكون قد خسر الدنيا والآخرة وكسب السمعة السيئة، فلذا يجب أن نعرف قبل أن نتخذ القرار أن تضحيتنا عندما نبذلها تهدف لتحقيق نتائج إيجابية مفيدة وليس فيها مضرة والعياذ بالله.
ومن ناحية أخرى هناك أفراد قد ضحوا من أجل آخرين ولكن أتبعوا أعمالهم بالمن والأذى وطلب المدح والثناء من الآخرين مقابل الأعمال التي قاموا بها وبذلك فقد أفسدوا أعمالهم تلك، فالتضحية أمر جليل لا يقوم به إلا ذوو الهمم العالية الذين يتحلون بالصبر والمثابرة والأخلاق الرفيعة وهم من يبذلون قصار جهدهم من أجل تحقيق أهدافهم النبيلة وبذلك يكونون قد حصلوا على أشرف المراتب العليا في الدنيا والآخرة.
تصورا أنكم في جلسة ثقافية تضم الأحباب و الأصدقاء من أصحاب المعرفة و التجارب ، وطرحتم عليهم سؤالاً : ما أجمل ما في الحياة ؟:
صدقوني سوف تستغربوا من اختلاف أجابتهم و تشعبها ، لأنه من البديهي أن لكل شخص زاويته لروية الجمال في الدنيا ، فهو دائماً يرئ جمالها في ما يصبوا إليه أو يتمناه ، فإذا أقبلت عليه و أعطته أحس بلذتها و جمالها ، و إذا انصرفت عنه وصفها بالقبح و البؤس ..
لكن عندما يدقق الجميع و ينظر إلى الموضوع بعين فاحصة و نظرة حكيمة يتبين أن الجمال و المتعة و السعادة في التضحية
نعم في التضحية ، فعندما يقدم الإنسان تضحية في الحياة يشعر فعلاً بأنه بذل شيئاً جميلاً وخاصة إذا كانت لإنسان عزيز جداً عليه مثل الأخ أو الحبيب أو الصديق أنه يشعر بالغبطة و العظمة و القدرة على تقديم عمل يسعد به الآخرين و يفرحهم ..
ليس أجمل من الفرحة إلا أن تراها ماثلة في عيون منهم حولك ، وخاصة عندما يكون المقدم لتلك الفرحة أنت
نعم جربوا ذلك العطاء و المشاعر الإنسانية الدافئة ، وسوف تعرفون القيمة التي يكسبها الإنسان ، بمعرفته بما يمثله من قيمة ثمينة للآخرين ، خاصة من يقعون في البرج العاجي من روحه ..
أدعو إلى التضحية مهما كانت بسيطة و متواضعة ، فالتضحية تبقي علامة عطرة في سيرة الإنسان بعد رحيله ، وتبقي حاضرة دائماً في نفوس الآخرين بعد الرحيل ، فما يدوم إلا الذكر الطيب
و أحذر من العدو الدود للتضحية و هي: ( الأنانية ) التي تقف عاقاً أمام العطاء ، و تجعل الشخص يحب نفسه دون الآخرين ، وتمنعه من فعل الخير ..:
و لمن لا يعرف التضحية يمكن أن أقول له :
التضحية ؛ بذل الشيء دون مقابل .
التضحية من أنبل المبادئ الإنسانية وأصعبها وأسمى أنواع التضحية تكمن في التضحية بالنفس والمال ، والتضحية تعني الإيمان الخالص بالشيء ، وحين يؤمن المرء بشيء تهون عليه نفسه وماله من أجل تحقيقه .
وأعلى أنواع الأيمان هو الأيمان بالله الخالق . ولا يكون المسلم مؤمناً إلا إذا ضحى من أجل عقيدته ومبادئه ، وهذا أجل أنواع التضحيات .
ومن أسمى أنواع غايات التضحية . تلك التي تبذل من أجل الأوطان . فالأوطان على حدقات العيون ، ومن أجلها ترخص الدماء والأموال والبنين ، وهذه الثلاث هي الحياة .
وفي الختام نود التنبيه أننا لا نستطيع الإلمام بكامل الموضوع لتشعبه ولكن مما يحزن أن هناك أشخاصاً يعتقدون أنهم مضحون بمجرد فعل أي عمل بسيط للآخرين، وبذلك يظن أنه أدى عملاً جباراً وهذا يعد جاهلاً وغافلاً، وعلى من حوله إرشاده إلى الطريق الصحيح
و بهذا ينتهي الموضوع
في امان الله
اليون
التضحيه
كلمة جميلة في قولها يتمتع كثير من الناس بالحديث عنها، وعن انواعها ولعلنا في البداية نرجع الى معناها في اللغة وهي مصدر للفعل ضحى، وضحى بالشاة اي ذبحها، لذا فإن معنى التضحية هو التبرع (التنازل) بالشيء إما بالنفس وإما المال أو الجهد أو الوقت من دون انتظار مقابل او رد للصنيع وتكون خالصة لوجه الله سبحانه.
كما ان التضحية تنطبق على من يكون له حرية الاختيار في فعل الشيء من عدمه وتكون في وقت حاجتها، اما من كان مجبراً عليها فهي تخرج عن هذا المفهوم، لذا كان لها قيمة كبيرة جداً ومعنى سام وشرف عظيم لمن يحصل عليها شريطة الا يتبعها منة او اذى لمن ضحى من اجله ولكن يلزمها جهد ومشقة كبيرة اكثر مما يتصور كثير من الناس، لذا على من يفكر بها الا يتوقع انها أمر سهل المنال، ولكن يدرك بأن هناك عدة أمور سوف تشق عليه وقد اجاد الشاعر عمرو بن الأهتم في تصويره بهذه الأبيات:
وإن المجد اوله وعور
ومصدر غبه كرم وخير
وإنك لن تنال المجد حتى
تجود بما يضن به الضمير
بنفسك او بمالك في امور
يهاب ركوبها الورع الدثور
كما ان المضحي قد لا يحصد ناتج ما قام به وخاصة اذا كان يضحي بنفسه وقد يطول الوقت لعدة سنين حتى يتحقق له ما قام به، وقد ينتهي عمره وهو لم يكمل ما قام به من عمل، ولكن من يضحي ويظفر بما قام به من اجله فإنه سيشعر بسعادة غامرة لا يمكن لأحد ان يتصورها في الدنيا وسيكون له الأجر العظيم في الآخرة، كما ان للتضحية انواع منها:
التضحية من اجل الدين: وهي اعلى مراتب التضحية شرفاً ورفعة وهي التي يجب على الجميع القيام بها وبذل الغالي والنفيس لخدمة هذا الدين ونشر الدعوة، فقد قام المجتمع الإسلامي على اكتاف رجال ضحوا بكل شي لذا كانوا اصحاب مواقف ايمانية برزت فيها اسمى معاني التضحية مجسدة بكل انواعها من بذل للنفس وإنفاق المال ومفارقة الأهل والولد وبذل الجهد والوقت، وكان افضل من ضحى من اجل هذا الدين رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قدم ما لم يستطع احد ان يقوم به من اجل ديننا الحنيف ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد طهر جزيرة العرب من الشرك ونشر الدين في جميع اقطار العالم ويأتي بعده صحبه الكرام فقد قدموا كل ما بوسعهم لأجل هذا الدين، لذا علينا ان نقتدي بهم ونقدم كل ما نستطيعه من أجل ديننا الحنيف لان فيه الرفعة والسمو والفوز الحقيقي.
التضحية من أجل الوطن: وتعد جزءاً من التضحية من أجل الدين؛ لأنه في وقتنا الحاضر يستحيل أن يعيش الإنسان بكرامته من دون وطن يؤويه ويعيش في كنفه، لذا من يضحي من أجل وطنه قد ضرب أروع الأمثال لان الوطن بكل حق يستحق ذلك وخير مثال لهذا الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن مؤسس دولتنا طيب الله ثراه فقد ضرب أروع الأمثال للتضحية من أجل الدين والوطن وكانت نتائجها ولله الحمد دولة مستقرة وعقيدة خالية من الشركيات والبدع وأمن ورفاهية يسعد بها كل مواطن ومقيم في مملكتنا الحبيبة ولله الحمد، أما الأمام عبدالله بن سعود عندما قامت حملة محمد علي بقيادة ابنه إبراهيم على محاصرة الدرعية في الدولة السعودية الأولى فقد قدم نموذجاً سامياً في التضحية من اجل الوطن فكان بإمكانه النجاة بنفسه بالهروب إلى إحدى القبائل قبل محاصرة الدرعية ولكنه آثر البقاء في بلدته وقدم نفسه بعد الحصار فداءً إليهم من دون تردد مقابل الحفاظ على بلدته وعدم دخول الجيش وسفك الدماء فيها.
التضحية من أجل من نحب: وعلى رأسها التضحية من أجل الوالدين وهي من أرفع الأعمال منزلة عند الله وتكون بتقديم كل ما يقدر عليه الإنسان من مال وجهد ووقت إلى الوالدين وليس تقديم المساعدة لهم عند حاجتها بل يقدم كل ما لديه لإسعادهم حتى ولو كانت سعادتهم فيها كثير من العناء له ولو تعارضت مصلحته مع مصالحهم فيجب عليه تقديم كل ما يستطيعه لهم من دون منة أو تفضل.
كما أن هناك أناساً غافلين يعتقدون أن التضحية من أجل الوالدين هي تقديم الخدمة العلاجية لهم عند الحاجة إليها وهذا واقع غير مقبول، إن الخدمة العلاجية تؤدى لأي شخص محتاج إليها فما بالك بالوالدين فيجب علينا ان نقدم إلى والدينا ما يسعدهم في حياتهم وان نتحمل عنهم جميع متاعب الحياة ومشاقها ولو بذلنا الغالي والنفيس من أجلهم وعلينا أن نتطلع إلى نفسياتهم ونعرف ما يسعدهم ونقدمه إليهم من دون منة أو تفاخر، أما التضحية من أجل الزوجة أو الزوج فلها فوائد عظيمة فهي تخلف أسرة مستقرة منتجة لأبناء صالحين بمنزلة ثمرة لبناء مجتمع يكون أمة عظيمة تنافس بقية الأمم، أما تضحية الصديق لصديقه فإن فيها أروع معاني التضحية وذلك لأنها تحقق معنى الأخوة التي يسودها الود والمحبة في الإسلام الذي بني على الترابط والتعاضد بين جميع أفراد المجتمع.
التضحية من أجل قضية: وهذه أمرها هام جداً حيث إن كثيراً من الأشخاص لديهم بعض القضايا التي تشغلهم ويتمنون تحقيقها على الواقع ولكن الاختلاف فيها عن ماهية هذه القضية؟ فإذا كانت القضية فيها مصلحة الإسلام والمسلمين والوطن أو المصلحة العامة كالتطور العلمي أو التقني فنقول له سر فأنت في خير في الدنيا والآخرة، أما إذا كانت القضية التي تعمل من أجلها فيها إساءة للناس أو مدمرة للأخلاق والقيم والمبادئ أو مخلة بأمن الوطن وزعزعة استقراره والعياذ بالله فقد خسر كثيراً من أجل قضية يحاسب عليها بالخزي والعقاب في الدنيا وبالعذاب الشديد في الآخرة ويكون قد خسر الدنيا والآخرة وكسب السمعة السيئة، فلذا يجب أن نعرف قبل أن نتخذ القرار أن تضحيتنا عندما نبذلها تهدف لتحقيق نتائج إيجابية مفيدة وليس فيها مضرة والعياذ بالله.
ومن ناحية أخرى هناك أفراد قد ضحوا من أجل آخرين ولكن أتبعوا أعمالهم بالمن والأذى وطلب المدح والثناء من الآخرين مقابل الأعمال التي قاموا بها وبذلك فقد أفسدوا أعمالهم تلك، فالتضحية أمر جليل لا يقوم به إلا ذوو الهمم العالية الذين يتحلون بالصبر والمثابرة والأخلاق الرفيعة وهم من يبذلون قصار جهدهم من أجل تحقيق أهدافهم النبيلة وبذلك يكونون قد حصلوا على أشرف المراتب العليا في الدنيا والآخرة.
تصورا أنكم في جلسة ثقافية تضم الأحباب و الأصدقاء من أصحاب المعرفة و التجارب ، وطرحتم عليهم سؤالاً : ما أجمل ما في الحياة ؟:
صدقوني سوف تستغربوا من اختلاف أجابتهم و تشعبها ، لأنه من البديهي أن لكل شخص زاويته لروية الجمال في الدنيا ، فهو دائماً يرئ جمالها في ما يصبوا إليه أو يتمناه ، فإذا أقبلت عليه و أعطته أحس بلذتها و جمالها ، و إذا انصرفت عنه وصفها بالقبح و البؤس ..
لكن عندما يدقق الجميع و ينظر إلى الموضوع بعين فاحصة و نظرة حكيمة يتبين أن الجمال و المتعة و السعادة في التضحية
نعم في التضحية ، فعندما يقدم الإنسان تضحية في الحياة يشعر فعلاً بأنه بذل شيئاً جميلاً وخاصة إذا كانت لإنسان عزيز جداً عليه مثل الأخ أو الحبيب أو الصديق أنه يشعر بالغبطة و العظمة و القدرة على تقديم عمل يسعد به الآخرين و يفرحهم ..
ليس أجمل من الفرحة إلا أن تراها ماثلة في عيون منهم حولك ، وخاصة عندما يكون المقدم لتلك الفرحة أنت
نعم جربوا ذلك العطاء و المشاعر الإنسانية الدافئة ، وسوف تعرفون القيمة التي يكسبها الإنسان ، بمعرفته بما يمثله من قيمة ثمينة للآخرين ، خاصة من يقعون في البرج العاجي من روحه ..
أدعو إلى التضحية مهما كانت بسيطة و متواضعة ، فالتضحية تبقي علامة عطرة في سيرة الإنسان بعد رحيله ، وتبقي حاضرة دائماً في نفوس الآخرين بعد الرحيل ، فما يدوم إلا الذكر الطيب
و أحذر من العدو الدود للتضحية و هي: ( الأنانية ) التي تقف عاقاً أمام العطاء ، و تجعل الشخص يحب نفسه دون الآخرين ، وتمنعه من فعل الخير ..:
و لمن لا يعرف التضحية يمكن أن أقول له :
التضحية ؛ بذل الشيء دون مقابل .
التضحية من أنبل المبادئ الإنسانية وأصعبها وأسمى أنواع التضحية تكمن في التضحية بالنفس والمال ، والتضحية تعني الإيمان الخالص بالشيء ، وحين يؤمن المرء بشيء تهون عليه نفسه وماله من أجل تحقيقه .
وأعلى أنواع الأيمان هو الأيمان بالله الخالق . ولا يكون المسلم مؤمناً إلا إذا ضحى من أجل عقيدته ومبادئه ، وهذا أجل أنواع التضحيات .
ومن أسمى أنواع غايات التضحية . تلك التي تبذل من أجل الأوطان . فالأوطان على حدقات العيون ، ومن أجلها ترخص الدماء والأموال والبنين ، وهذه الثلاث هي الحياة .
وفي الختام نود التنبيه أننا لا نستطيع الإلمام بكامل الموضوع لتشعبه ولكن مما يحزن أن هناك أشخاصاً يعتقدون أنهم مضحون بمجرد فعل أي عمل بسيط للآخرين، وبذلك يظن أنه أدى عملاً جباراً وهذا يعد جاهلاً وغافلاً، وعلى من حوله إرشاده إلى الطريق الصحيح
و بهذا ينتهي الموضوع
في امان الله
اليون