PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ مشروع لأكبر تجمع روايات عبير وأحلام المكتوبة نصا ]



صفحة : 1 2 3 4 5 [6] 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46

shymoon
27-04-2008, 16:41
http://th263.photobucket.com/albums/ii151/tennisgrl_01/anime/th_normal_chibi_tiger.jpg سلاااااااااااام
http://th151.photobucket.com/albums/s147/sweetheart910/th_117.gifحبيت اسأل عن رواية لاحلام اسمها ما وراء الشفاه...اذا واحدة من العضوات قرتها..شوووو نهايتها..لان الجزء الاخيرمن الصفحات ( الله يرحمه) اعدم على يد طفل شقي(؟؟؟ نويت امسح فيه الارض..بس أنقذوه من بين يدي..)http://th151.photobucket.com/albums/s147/sweetheart910/th_114.gif
http://th305.photobucket.com/albums/nn202/xiao_fang/th_neko-chibicute.jpg..بليييييزخبروني شو نهايتها ..!!!

بارقه
28-04-2008, 09:13
السلام عليكم


انا عضوه جديده في المنتدى....

السبب الوحيد لأشتراكي هو هذا

القسم من المنتدى قسم الروايات....

أشكركم جزيل الشكر على مجهودكم ....

والى الأمام "

سنا المجد
28-04-2008, 14:16
نترككم مع الروايه
الفصل الاول
1_فاتنة الضباب



انسل الضباب بخفه حتى خيم على سطح المحيط الأطلسي بكامله ، ةلكن ذلك لم يزعجه البته 0 فهو يهوى سكون الضباب ويحب أن ينعزل بنفسه، بعد أيام طويلة يقضيها في معاينة مرضاه 0
ستة أشهر مرت على مزاولته الطب , وتسلمه زبائن الدكتور فليت فحفظ مارك المعابر بين جزيرة ميريت والجزر الصخرية المتناثرة حولها عن ظهر قلب 0لهذا لم يستأ حين تعطل جهاز الرادار في وقت سابق من عصر هذا اليوم 0
تنشق مارك هواء البحر الرطب ملء رئتيه ثم ابتسم0 كان الليل قد أرخى ستاره والسكون سيطر على المكان لا يعكره إلا هدير خفيف لمحرك المركب العائد أدراجه إلى المرسى00
بدا له المحيط هادئا وأحس أن الحياة تبتسم له 00إلا أن ابتسامتها لم تُزل شعورا بسيطاً بالوحدة في قلبه 0كانت الغيمة الوحيدة التي تعكر صفو سمائه المشرقة في جزيرة ميريت هي افتقاره لامرأة مؤهلة في عملها 0 كانت أورسولا آخر ممرضة عملت في عيادته تتمتع بقدر من الجاذبية وقد بدت متحمسة لإضفاء بعد آخر على علاقتهما المهنية 000ولكنها مُنيت بالخيبة حين لم يرحب مارك بهذه العلاقة 0
وكانت النتيجة أن استقالت بكل بساطة0000رحلت في طرفة عين !!
وبما أنه لم يوظف بعد أي مساعدة جديدة فقد بات يجهد نفسه في العمل ولكن أليست هذه حال كل طبيب ؟؟ وما لبث أن سلك منعطفاً آخر صغير وهو يركن إلى حاسته لا إلى بصره في سبيل الإهتداء إلى وجهته 00في صباح هذا اليوم نشر إعلانا في مجلات طبية محلية عدة يطلب فيه ممرضة0 ولم يغفل عن ذكر الراتب الخيالي الذي عرف أنه سيجذب مساعدة جديدة في غضون أسابيع 0000وسرعان ما أجفل وهو يفكر في أسبوعين أو ثلاثة لا يلقى فيها مساعدة, ثم تنهد بسأم
وفجأة 00أحس بشيء يرتطم بمركبه ارتطاماً مدوياً , انتشل مارك من أفكاره الحائرة , وافلت شتيمة وأضاء المصباح ثم وثب من مكانه ليكشف أي أخرق اصطدم به 0
ما إن انتقل إلى الجانب المتضرر حتى حملق بالضباب الذي اخترقته أنوار المركب 0لم يكت من الصعب عليه أن يميز زورقاً صغيراً 0لاحظ أن المجاديف تحطمت على جانب سفينته 0وأن الطلاء اللماع أتلف 0
كتم مارك شتيمة أخرى 0وسرعان ما لمح شخصاَينهض ببطء وهو يحاول أن يستند إلى الصاري عساه يستعيد توازنه 0علت تقطيبة عميقة جبين مارك حين أدرك أن الشخص الذي تسبب بهذه الأضرار ما هو إلا شقراء صغيرة 0ترى ماذا تفعل هنا وحيدة في الضباب ؟
بعدما ألقت المرأة نظرة سريعة مرتاعة على هيكل زورقها , أطلقت عويلاً وقبضت بيدها على شعرها المسترسل 0

سنا المجد
28-04-2008, 14:17
- آه ,لا!0
وما لبث أن حولت نظرها إلى مارك , تحدق فيه وهي تشير بأصبعها إلى مقدمة المركب المتضررة :
- أنظر إلى ما فعلته بمركبي !
فرمقها مارك بمزيج من الغضب وعدم التصديق : - يالطيشي !! لقد جنحت بمركبي متعمداً لأصطدم بمقدمة قاربك !
بدت في ملاحظة نبرة سخرية لا لبس فيها ثم أضاف : حاولى أن تسامحيني0
مررت يداً مرتجفة في شعرها وقد تملكها هيجان واضح وقالت : لكنه 00000لكنه ليس حتى بقاربي !!
- وهل افترض أنك كنت تمرين بالجوار عندما سمعت صوت الارتطام وقررت تقصي الأمر؟
فحولت نظرتها عن المركب المتضرر وسددتها إلى وجهه قبل أن تصرخ : لا أنفي أنني أقدر الهجاء اللاذع لكنه ليس مفيداً في الوقت الحالي0
ثم كشفت تعابيرحزينة وهزت رأسها : ما العمل ؟ لا يمكن أن أبحر بهذا الحطام حتى شاطئ البحر !سيغرق بالتأكيد0
فأجابها مارك : أشك في ذلك كل مافي الأمر أنك لن تستطيعي قيادته0
فجأة بدأ سائل قاتم ينز من جبهتها مما أثار قلقه فأشار إلى البقعة على وجهها وقال : إنك تنزفين لابد أن رأسك قد أصيب0
-بالطبع أصيب رأسي ! فقد تعرضت لحادث !
ثم لامست قطرات الدم وكشرت للون الأحمر على أناملها قبل أن تضيف : هذا ما كان ينقصني !!
سحب حبلاً وقد عرف أنه لا يملك خياراً إلا أن يربط زورقها بمركبه0فمن المحال أن يترك امرأة جريحة لا بل تعاني ارتجاج في المخ وحدها في الضباب على متن مركب محطم 0
لكنها نادته : لا تقلق بشأني يا سيد بمقدوري الاعتناء بنفسي 0
بعد أن ثبت الحبل تسلق المركب بجهد وهو يحاول أن يصل إليها 00فسألته : ماذا تفعل ؟
- قادم ؟لأفحص الرأس المصاب0
-لا داعي لقد تحطم كلياً !
فقال وهو يحاول أن يحافظ على رباطة جأشه فالمرأة لاشك مشوشة : لا أقصد رأس المركب بل رأسك أنت 0
-قلت لك بمقدوري 000
فقاطعها – سمعتك0
ثم حاول أن يصل للشراع عله يربط الحبل بوتد ما0 وبعدا عقده واجهها قائلاً : أثبيي مكانك فيما أفحص جرحك 0
فأجابته بعبوس : أنت حقاً قبطان رائع 000ماذا تفعل أيضاً؟ هل تزوج الناس في عرض البحر؟

حاول جاهداً السيطرة على أعصابه , ثم أشار على سطح يغطيه قماش من القنب0
-اجلسي بينما أعاينك 0
- من تظن نفسك لتصدر الأوامر؟
- أنا الرجل الذي صدمت مركبه0
ثم أردف – اجلسي0
- حسناً ولكن لن أجلس إلا لأنني أشعر بقليل من التعب 0
ونفذت أوامره رغم الممانعة الجلية التي أبدتها 0 أما هو فأحس بنبرة صوتها يشوبها الارتجاف0
- تقصدين الدوار أليس كذلك ؟
ردت ك لا بل قصدت التعب فمنذ مدة وأنا هائمة على وجهي وقد أضاعني الضباب عن وجهتي
- ومن الممكن أن تفقدي الوعي في غضون دقائق في حال أصيبت بارتجاج في المخ0
وركع بجانبها وأزاح خصلات شعرها ليفحص أصابتها لكنه لم يغفل عن لون شعرها 00فالخبير مثله يدرك أن هذا اللون الأشقر الذهبي نعمة من الله 0وبقد جمال خصلاته الكثيفة الناعمة وسرعان ما عاد إلى رشده وهو يذكر نفسه : أنت طبيب يا رجل هيا مارس مهنتك !1
أما هي فردت بضحكة ساخرة قصيرة وقالت : ارتجاج في المخ من جراء هذا الورم البسيط؟ صدقني لقد أصبت بارتجاجات أعنف خلال اعتماري قبعة من القش 0
لم يستطع مارك أن يكتم ابتسامه صغيرة افترت عن ثغره 0الحق يقال لهذه الوقحة جرأة واضحة0
- حين كنت في مخيم باستراليا اضطررت لتجبير ساقي المكسورة مرة, وقد نجحت في ذلك باستخدام بضعة أغصان وحزام لا غير 0كما ترى إذاً استطيع الاعتناء بنفسي0
لما سمع رواية ساقها المكسورة تفاجأ وقدر أنها أما تهذي وإما أ،ها تتمتع بموهبة في رواية القصص 0 سألها : إنك واسعة الحيلة حقا أخبريني كيف تعالجين نفسك إذا وقعت في غيبوبة مثلاً ؟
- ولكنني قلت لك إن هذا الجرح بسيط0

سنا المجد
28-04-2008, 14:18
- أنت تحتاجين إلى قطبة ]ا أنسة000
في هذه اللحظة بالذات تلاقت عيونهما 00وكان ذلك كافياً ليلاحظ حدقتيها المتسعتين , وذلك اللون الفضي الرمادي الذي يؤثر في النفس أيما تأثير ولحسن الحظ لم يلاحظ عليها أي علامة على أرتجاج المخ0
تمتمت بصوت أقل جرأة : باتيست , ميمي بايتست0
-حسناً يا آنسه ما مدى براعتك في تقطيب الجرح ؟
فجأة أجفلت وضاقت العينان في آن فسألها :
- هل آذيتك ؟
ثم سارع يبحث في جيبه عن منديله المطوي فيما تمتمت : نعم عندما أ‘ترضت طريق مركبي ليس إلأ0
ضغط على جرحها بالنمديل النظيف وعندما تلاقت النظرات مجدداً , وجه للأنسة صاحبة العينين الفاتنتين إحدى أقسى عباراته المهنية : امسكي هذا فيما انقلك إلى قاربي
فحدقت فية : ماذا؟
هز رأسه وهو ينظر إليها ثم أجابها ألا تذكرين أنك بحاجة إلى القطب ؟ ليس باستطاعتي أن أداوي جرحك هنا 0
وجهت إليه رداً حاسماً وقوياً : بالتأكيد لا يمكنك هذا ! فليس من عاداتي أن أترك الغرباء يغرزون الأبر في رأسي0
لكنه لم يكترث لردها وسألها : أيمكنك السير 0
إلا انها ظلت على عنادها وأجابته : لن أسير إلى أي مكان معك 0
ولم يكن هذا العناد من القوة بحيث يحررها من قبضته0
راح يقنعها ولما أصرت على موقفها , أخذ يحثها على السير
- إذا لم نسرع فسيمنى كلانا بحمام مالح أمسكي هذا الجانب وسأرفعك0
حدجته بنظرة هي أ[عد ما يكون عن التعاون : أنا لا أعرفك يا أخي !! إن كنت تظن أنني سأصعد معك لهذا المركب فأنت أكثر جنوناً مما يبدو عليك 0
هنا أمسك بالحافة العليا من المركب ليحافظ على توازنهما . قبل أن يواجهها :
- اسمي مارك ميريت وأعيش على جزيرة غير بعيدة من هنا وأنا طبيب0
أحنى رأسه بتحية مشبوبة بسخرية طفيفة , وأضاف : كيف حالك ؟ والأن تمسكي بالحافة اللعينة واصعدي إلى القارب قبل أن أفقد رباطة جأشي وأرمي بك إلى الجانب الأخر كأي صخرة 0
- أريد أ، أرى بطاقتك 0
فحملق فيها غير مصدق : ماذا تردين ؟
- بطاقتك بالمكان أي انس أن ]دعي أنه طبيب 0 أي قاتل يستطيع الإدعاء بذلك 0
- فعلاً يمكن للقاتل أن يكون طبيباً
انتزع محفظته من جيبه وفتحها بعنف ليظهر لها البطاقة التي تحتوي عضويته في الإتحاد الطبي الأمريكي , وتابع : أما البطاقة التي تحوي أنني قاتل فما زالت تحت الطبع 0
منحت البطاقة نظرة متمعنة , ثم مدت يدها لتقلب بقية الأوراق حتى وجدت رخصة القيادة بقيت لدقيقة طويلة تحدق في الكلمات التالية : ماركوس 0ميريت , طبيب 0 أخيراً سألها بتملق : ما رأيك ؟
وجهت إليه نظرة جانبية ثم فتحت فمها وكأنها تفكر في حجة قوية وما لبثت أن تذمرت : حسناً أنت طبيب ولكن الأطباء كما قلت من الممكن أن يكونوا قتله 0
أغلق مارك محفظته وأعادها إلى جيبه وأجاب : ولكن فرصة مصادفة طبيب تهمه رعايتك تفوق إحصائياً [أكثر من النصف فرصة مصادفة طبيب يود أن يقطعك أرباً أأرباً0
- كم هذا رائع !
ثم عضت على شفتها السفلى وعيناها لاتفارقانه . وأحس أنها تحدد خياراتها :
- لا أحبذ الأمر ولكن أظن أن مابيدي حيلة0
اتكأت على الحافة وهي تنقل رجلها , ولكنها عجزت عن تثبيتها فهرع مارك إليها ولكنها تمكنت من تثبيت رجليها وما لبث أن أمسك بالحافة بدروره كي يتجنب السقوط في المحيط0
ما ‘ن أصبحت ميمي على متن المركب حتى استقامت واستعادة توازنها0
- اجلسي وإذا غبت عن الوعي فلا بأس , أنت الأن على متن المركب0
مع أنه لم ينظر إليها مباشرة إلا أنه شعر بأنها تحملق فيه وهو يرشدها إلى المقعد بجانب الدفة0
وتمتمت : إن طريقتك مع المرضى ساحرة يادكتور 0إين تلقيت تعليمك ؟ في الكلية الوطنية للآداب واللياقة ؟!
سدد إليها نظرة فيها من الغضب ما يلذع 0إنها فعلاً أ:ثر النساء اللواتي التقاهن إثارة للغضب وسرعان ما قال : لقد تحطم قاربي والفضل لك فأي درجة من الابتهاج تريدين مني أن أبدي ؟
أحس أن ذكرى الحادث قد اجتاحتها مجدداً حتى الإجفال 0فتحت فمها لترد عليه بالمثل , ولكنها عادت وأغلقته, ثم اشاحت بجهها بعيداً
لا ضرورة لأن تكون سريع الغضب على هذا النحو 0
- بما أن سرعة الغضب كامنة فيك فلا بد أنني التقطت العدوى منك 0
ما إن أفلتت منه هذه العبارة حتى أجفل 0أما كفاها الجرح الذي أصابها والصدمة التي ألمت بها ؟ معظم الناس الذين في حالتها يصبون غضبهم على أي هدف متوفر وغالباً ما يكون الطبيب كانت ترتدي وحين بدأت 0 شفتها السفلى في الإرتعاش شعر بالغباء لفضاضته معها
بد لها فعلا أنها لا تملك القرب الذي ابحرت به 0 وحانت من التفافة إلى ملابسها 0 كانت ترتدي الجينز وكان باهتاً وأبعد ما يصفه المرء بالجديد 0تعلوه سترة بيضاء من النيلون أما معصمها الأيسر فتضطيه عصابة وقدر مارك أنا تخفي ساعة أو سوار لكن أن لم يكن هذا السوار مرصعاً بالماس فيبدو أنها لا تملك ما يكفي من المال لتصلح القارب المتضرر 0
سألها : لمن هذا الزورق؟
-إنه لرجل لا غير 00كنت أتدرب لاشترك في سباق المحلة الأسبوع القادم 0
- أي سباق هذا ؟
عادت لترمقه بنظرة لم تدمطويلا ولكنها كانت كافية ليرى الدموع في عينيها 0
- إنه سباق الزوارق المنظم لبناء موطن جديد للدبب القطبية في حديقة بور تلاند للحيوانات 0وتعود رسوم الدخول لريع البناء0
لم يكن مارك قد سمع بالموضوع , لكن عقداً من الزمان قد مضض على آخر زيارة له لحديقة الحيوانات 00وباتت قراءة الصحف ترفاً نادراً ما يستطيع أن يدلل نفسه به 00ظل ينظر لوجهها المضطربلمدة ليست بالقصيرة ثم سألها : كيف حال رأسك ؟
أغمضت عيبيها وتهالكت على الكرسي حتى بدت صغيرة الحجم منعزلة ثم غمغمت : رائع0
عاجلها بسؤال وقد ساوره القلق : لن تنامي أليس كذلك ؟
وجهت إليه نظرة لا تدل على السعادة : لا تجزع يادكتور 00إن غبت عن الوعي , سأنبطح على ظهري , فتكون أنت أول من يعرف 0
أحس بضحكة خافتة تكاد تفلت منه نتيجة لفطنتها الساخرة , لكنه كتكها وراح يركز على المحرك وهو يهدر في الضباب0
ولمحها وههي تدني رأسها عساها يميزه 00مما ترك في نفسه أثراً غريباً فاستبد به قلق لاسع 0 وحين التفت لينظر في عينيها مباشرة لم يرف لها جفن ولم تحرج !!
في الواقع كان قد وقع في أسر هذه المرأة التي يخالط غضبها شغف عظيم 00لم يشح نظرة عنها وراح يتأمل شفتيها المكتنزتين 00لو كانت ممرضته الأخيرة لها مثل هاتين الشفتين 0000
أطلقت تنهيدة وقالت : كنت أنوي أن أهب قسماً من مال الجائزة لحديقة الحيوانات فيما استخدم الباقي لأذهب إلى جاوا
وأنطفأت شعلته الأفكار التي ساورته فسألها : إلى أين ؟
- أنا عضوة في جمعية حماية القردة , وهي تنظم رحلة لمجاهل جاوا خلال أسبوعين 0وأريد أن أفوز لأستخدم المال للوصول لهناك0
بدأ مارك غير مصدق 00وما لبث أن ضحك وقال : أنت تمزحين
- لماذا أمزح ؟
تابع – حتى لوفزت فلم تقدمين على عمل كهذا

سنا المجد
28-04-2008, 14:19
- لأن العالم بأجمعه بيتي فماذا عنك ؟
راح يدرس عينيها اوشفتيها اللتين رقتا بعد اكتناز علامة التحدى وإذا باحساس بالخيبة يجتاحه, من المؤسف أن تكون امرأة بهذا الجمال وهذا النشاط خرقاء طائشة
لم تتوقم ميمي أن تقضي الليل في كوخ عند شاطئ أحد الجزر المعزولة , فيما يقطب رجل رجعي فظ يعتقد أن إنقاذ قردة جاوا أمر مضجك 0
لكن كان عليها أن تقر بفضل الطبيب . فضله الوحيد إن جاز القول 0لعله معتوه لكت لمسته شافية فعلاً 0
وفيما هو يقطب جرحها , اختلست النظر إليه 0بدا تفكيره منصباً على عمله 00وكأنه طبيب بلدة صارم كئيب 0لكن من قال أن هذا يعد صفة إيجابية ؟ فالأطباء الصارمون الكئيبون مملون جداً 0
بم انه لم يكن أمامها ما تفعله إلا التفكير بإبرة تغرز في لحمها , قررت أن تصرف تفكيرها لأمور أخرى ، كعيني هذا الطبيب مثلاً 0أنهما باهرتين لم يخطر في بالها يوماً أن البني يستحيل إلى لون مثير ، غير أن هذا الطبيب ،نجح في اقناعها بالعكس 00لعل أهدابه الطويلة السوداء هي ما أحدث هذا الفرق 0ولكن قلما يهمها السببن فلهاتين العينين تأثير غريب استمر حتى وهو يرسم تقطيبة ويلقي بالأوامر 0ربما ما كانت لتتوقف عن احتجاجها لولا هذه النظرات 00ولعلها توقفت بسبب الدوار الذي ألم بها وإلا لماذا خيل لها أنه أضحى بثلاثة رؤوس ؟
- هاقد انتهينا 0أشك في أن يخلف الجرح ندبة 0
رفعت يدها بدافع غريزي لتتحسس الجرح ، ولكنه منعها ، وارتفع صوته محذراً : حاولي ألا تلمسيه لمده 0غداً يمكنك أن تغتسلي كالعادة 00أما هذه الخيوط فستتحلل تلقائياً بعد سبعة أو عشرة أيام 0
ثم أنزل ذراعها فردت باستهزاء : شكراً يا دكتور ما كانت يدي لتجد طريقها إلى حضني لولا مساعدتك 0
سألها : بالمناسبة ماذا تخفين تحت العصابة التي حول معصمك ؟
فاخفضت بصرها ، ثم أحاطت العصابة بذراعها بحذر وأجابت : ممتلكاتي الأغلى 0
وما لبثت أن كشفت عن سوارين من الفضة مرصعين بحلي صغيرة 0
- اهداني والدي هذين السوارين 0كل واحدة من هذه الحلي تمثل الأماكن التي زرناها0
ابتعد قليلاً ليخلع قفازيه ثم تمتم وهو يرمي بهما في سلة المهملات : أخبريني000000
- لا أملك بوليصة تأمين أن كان هذا ما تلوح إليه ولا يمكنك الحصول على السوارين0
فواجهها وهو يرمي ها بنظرة حادة : رغم أن بعض زبائني يدفعون لقاء خدملتي بالمقايضة إلا أنني لا أريد سواريك0
لم تدرك أن كانت تعابير وجهه تنم عن التسليه أو الاحتقار ثم تابع : كما أنني لا أسألك عن بوليصتك 00رغم أن السؤال يتعلق بالمال0
فردت : لا أملك قرشاً حالياً 00قلت لك لا أحتاج لمساعدتك ألا تذكر ؟ ولكنك فرضت نفسك علي 0
- أنا انسان وحشي والأن اصمتي لبرهه ودعيني أتحدث0
رفعت يديها كأنما تدعوه : أعذرني ! أرجوك! تفضل بالكلام كيف أنسى المبجلين من أمثالكم أكثر أهمية منت نحن المخلوقات العادية ؟
كانت النظرة التي حدجته بها محملة بكل الحقد الذي ملأ قلبها منذ الحادث0
- هل كنت صادقة عندما أدعيت أنك جبرت ساقك ؟
بلغت وقاحته حد انتزع منها شهقة ذهول وردت : لماذا ؟ أتؤمن بأن تجبير رجل مكسورة حكراً على الأطباء دون سائر البشر؟
- أهذا نفي ؟
- ليس نفياً ! كان والداي مصورين ، برعا في تصوير نماذج عن الحياة البرية 0 جابا العالم وأشرفا على تعليمي وأخضعاني لتجارب قلما يختبرها غيري من التلاميذ 00وبما أننا عشنا وحدنا كان يجب علينا أنعتمد على أنفسنا 0وما لبثت أن استقامت وقد ملئت فخراً بالحديث عن أبوين مشهورين 00ثم أردفت : في أحد الأيام وبينما كنت في المخيم أغسل ملابسي زلت قدمي 0ولما عاد أبي وأمي كنت قد جبرت قدمي بنفسي 0
نظر إليها بتمعن وشعرت أنه يدرس كلامها 00وصدقها وإن كان على مضض فأحست بالرضا ونظرت إليه بتحد : والآن أليس لديك ما تقول ؟
- أخبريني هل ستشكل عليك تصليحات المركب عبئاً؟
توقعت منه أي شيء عدا هذا السؤال 00فقطبت وأجابت :- هذا لا يعنيك 0
أعرف ذلك يا أنسة 0 ولا يهمني أن لا يعنيني ولكن كوني لطيفة معي0
فقدت قدرتها على الشجار لم تكن تعاني صداعاً فقط بل كانت مفلسة ولا تملك مكاناً تأوي إليه إلا أنها أجابت :- قابلت هذا الشاب في سباق نُظم لتنظيف الأرض قبل يومين , فأخبرني عن هذا السباق وأنه يملك زورقاً ومستعد لإعارتي إياه إن أردت الإشتراك 0
سرعان ما سرت قشعريرة في جسدها ترى ماذا تفعل ؟
- لم يكن هذا الشاب صديقاً حميماً وليس لدي أدنى فكرة عن ردة فعله حين يرى بأي حاله أصبح زورقه 0
لم يعد أمامها إلا العثور على عمل مؤقت كي تتمكن من اصلاح الأضرار وخوض مغامرتها التالية 0
ظل الطبيب طويل القامة عديم النظر هادئاً لمدة خيل لها أنه دهراً وتناهت إليها دقات الساعة فجالت ببصرها حتى عثرت عليها 00كان المكان نظيفاً جداً على أي حال أليس الرجل طبيباً ؟
أخير ا كسر الصمت قائلاً :- اسمعي يا آنسة 000
حولت نظرها إليه كان يصر على أسنانه عرفت ذلك ما إن لمحت التواء في عضلة خده0
- لا أملك وقتاً للمماطلة والتلميح 0لقد استقالت الممرضة بالأمس , وأنا أحتاج للعون 0فهل تقدمين لي يد المساعدة إن أصلحت المركب على نفقتي ؟ ما رأيك في أسبوعين ؟
فغرت فاها فقد ذُهلت 00فلم تخطر هذه الفكرة في ذهنها أبداً ولكنه يعرض عليها عملاً وسواء كان سيء الطباع أم لا فهي بحاجة للراتب – أعتقد أنه يمكنني أن أطهو وأغسل 0
-رد متعجباً – ولكنني أحتاج لممرضة 0
أجفلت وقالت – ولكنني 000لست ممرضة 00
هز رأسه متفهماً / اطمئني فأنا احتاج لنسمها مساعدة ترافقني في جولاتي وتزودني بالملفات وتعين لي المواعيد 00لن أطلب منك أن تساعدينني أثناء جراحة في المخ 0
ترى لماذا تعجز عن التفكير؟ لا بد أنها الإصابة في رأسها0
فجأة مال عليها قائلاً :- أنت تحتاجين إلى عمل أليس كذلك ؟
اكتفت بهز رأسها 0
ظهر على وجهه تعبير كان أبعد ما يكون عن السعادة ، ثم أضاف :- إنني احتاج للمساعدة وأظنك تفين بالغرض امنحيني أسبوعين من وقتك 00وسأتأكد من عودة الزورق إلى حالته الأصلية 00فما رأيك ؟
تمتمت :- أولاً لم يكن الزورق جديداً0
فقاطعها :- حسناً سأتأكد من عودته لسابق عهده 00عاقبيني جزاء غلطتي !
سددت إليه نظرة خارقة وأجابت :- لماذا أنت بغيض هكذا ؟
مرر يده في شعره وقال :- اسف0ما رأيك إذاً؟
تسألت بكآبة هل ستعمل لصالح هذا الرجل الكئيب لمدة أسبوعين ؟
- هذا مبلغ كبير يا دكتور 00يبدوا أنك تدفع مبلغ خيالي لمساعديك 0
أجاب بجديه :- من الصعب على القاتل أن يحصل على مساعدين فعالين 0
حاولت جاهدة أن تكتم ابتسامة عريضة واكتفت بتوجيه نظرة منتقدة له 00ترى ما مشكلتها معه ؟ أنه وسيم للغاية لكنه بغيض حقاً وتراهن بكل ما تملك على أن قضاء أسبوعين معه يفوق طاقة كل إنسان عاقل 0
وفجأة لمعت في ذهنها فكرة فطرحت سؤال 00وهي لا تعرف أتهلل فرحاً لموافقته أم تنفرج أساريرها لرفضه :- فضلاً عن إصلاح المركب 0هل أنت مستعد لدفع نفقات رحلتي ؟
يا لجرأتها فعلاً!!
حملق فيها وسأل :- وأين تذهبين ؟
- لست 00لست أدري 0سأقرر وجهتي في الوقت المناسب 0
- يالها من خطة رائعة !!
أدركت أنه يعتبرها مجنونه ولكنها تقبلت كلامه بصدر رحب فالمعارضة التي يبديها أصحاب العقول الضيقة هي مديح بالنسبة لها 00
- فلنجعلها ثلاثة أسابيع 0وسأتكبد مصاريف رحلتك أي كان وجهتها 0
- ثلاثة أسابع ؟
- لن يضرك أسبوع أضافي 0فما قولك ، اتفقنا ؟
كانت تدرك مشقة الحصول على عمل 00لذلك أجابت وهي تكشر بالموافقة 0
قال وهو ينظر للساعة :- هل أنت جائعة ؟
لم تكن غبية فترفض أن تسد جوعها فأقرت :- بإمكاني أن آكل0
-وهل بإمكانك الطهو ؟
-طبعاً0
تملكها الاضطراب من جراء اقترابه منها مما دفعها إلى الابتعاد عن المائدة قليلاً :- أستطيع أن أطهو فوف رماد الحمم البركانية إن اضطررت لذلك 0
كان قد خلع معطفه الأبيض ليعلقه فألتفت إليها مقطباً :- لا ضرورة لذلك 0 فأنا أملك فرناً0
أحست أن هذا الطبيب الرزين بحاجة للاسترخاء فبدأت تمازحه :- ياللأسف أين روح المغامرة في هذا ؟
فاتكأ على المنضدة خلفه كانت وقفته طبيعية جداً وجذابة لحد مقلق 0فكرت في أولئك الممثلين السينمائيين الذين

يتدربون لساعات على هذه الوقفة الذكورية المختالة ، بل جدوى ثم أدركت أن في تعابير وجهه لمحة من الاستهجان0
- إذاً أنت تعتبرين الحياة مغامرة كبيرة ، أليس كذلك ؟
الطريقة التي تكلم بها أغضبتها فأجابت :- الحياة بحد ذاتها مغامرة يادكتور 0وعليك أن تستفيد من الوقت الذي تقضيه فيها 0
ثم أضافت وهي تراه يطبق على أسنانه :- أتواجه مشكلة في تقبل ذلك ؟
- أبداً طالما لن تستقيلي قبل نهاية الأسابيع الثلاثة 0
أنه يظن أنها امرأة لاتفي بوعدها ردت بغضب :- إن قلت سأبقى فسأبقى0
-أهذا وعد؟
أطبقت على أسنانها بدورها :- وهل ستصلح المركب وتدفع ثمن بطاقة سفري ؟
رمقها بنظرة حادة فعرفت ميمي أن الطبيب الرزين غير معتاد على أن يشك في كلامه أحد 00
أجابها بحدة :- طبعاً آنسه باتيست0
فعاجلته بالإجابة :- إذاً اتفقنا ، نفذ وعدك ، وسأبقى ثلاثة أسابيع إنما لن أبقى يوماً واحداً بعد ذلك 0000

سنا المجد
28-04-2008, 14:20
الفصل الثاني
2/ زوجته !


اشتبكت عيون ميمي والدكتور بنظرة طويلة معبرة 0
كانت مشاعر ميمي تتراوح ما بين الغضب والخيبة ولكنها عرفت طعم الرضا !! فلا يحتاج المرء لخبير ليعرف
أن هذا الأمر يضايق الطبيب الساحر كما يضايقها0
وفجأة صدح صوت قوي 00فاعتذر منها الدكتور وتوجه لباب الكوخ الأمامي 0 وتسألت ميمي 00من يحتاج الدكتور في ساعة كهذه ؟ ثم سارت بتمهل حتى بلغت غرفة الطعام 0حيث أخذت تراقب الطبيب يمشي بتشامخ نحو المدخل 0
حين فتح الباب على مصراعيه طالعته فروة بيضاء ، تنبح وتلوح بذيلها القصير بشدة 0 ماكاد هذا المخلوق الصغير يقفز للداخل ، حتى ظهرت امرأة جذابة بشعر ضارب للحمرة يصل حتى الكتفين ، ونمش غزير يغطي وجهها الجميل 0
حيت المرأة الطبيب ثم قالت :- رأيت المنزل مضاء ، وتصورت أنك ترحب بعودة فوفو 0
بادلها مارك التحية قبل أن يتكلم :- إن الضباب ينقشع 0
- لكن الريح ازدادت قوة 000
ولما رأت ميمي ، سكتت ثم استدركت :- لم ألحظ أنك تستقبل مريضة 0
وفي الوقت نفسه انتبهت كتلة الزغب لميمي فأخذت تنبح وتقفز مرحبة بحماس 0
وإذا بالمرأة تنادي :- اهدئي يافوفو ! لا يجدر بك مضايقة المرضى 0
التفت مارك للمرأة وفسر لها :- إنها ليست مريضة يا سوزان بل هي مساعدة مؤقتة عثرت عليها الليلة 0
بعدئذ أشار لميمي :- سوزان ميريت أعرفك إلى الآنسة 0000باتيست 0
أدركت ميمي أنه نسي اسمها لكنها استغربت للإحساس الذي احتاج صدرها ترى هل تضايقت لأنه متزوج ؟ بالطبع لا فهي حتى غير معجبة بهذا النكد البغيض 0
حين أدركت أنهما اقتربا منها مدت يدها أخيراً وقالت :- أنا ميمي 00ميمي باتيست 0تشرفت بلقائك 0
شدت سوزان على يدها ثم نظرت لمارك وقالت :- أعرف أنه من الصعب الحصول على مساعدة ياعزيزي لكن ألا تعتقد أنه من المخالف للقوانين أن تضرب النساء على ر}وسهن لتنال مرادك ؟
ابتسم مارك ابتسامه عريضة كان لها وقع الصدمة على ميمي فقد بدلت ابتسامته ملامحه حتى أضحت وسامته باهرة 0 وإذا بها تبتلع ريقها بصعوبة 0أدركت أنه سيصعب التعامل مع ابتسامته , حتى وإن كان يجيد إخفاءها 0
- كم هذا مضحك يا سوزان 0
ظلت الكلبة تقفز حول ميمي فأمرها مارك :- اهدئي يافوفو 0حان وقت العشاء 0
توقفت فوفو عن القفز واتجهت للمطبخ 0
سأل مارك سوزان :- كيف حال كايل ؟ 0
ابتسمت سوزان وتوردت وجنتيها :- إنه ألطف طفل على وجه الأرض 0
أضافت :- أشكرك على هذا الطفل الرائع 0
وما لبثت أن تنحنحت وكأنها تقاوم الانفعال الذي استبد بها وقالت :- لم لا تزورنا أحياناً ؟ 0
فغمز بعينه وقال :- هذا وعد0
التفتت سوزان لميمي ونبهتها :- إياك أن تدعي وحش الشغل هذا أن يرهقك بالعمل ، وذكريه أن يأكل دائماً اتفقنا0
ورمقته بنظرة مؤنبة وهي تضيف :- أنت هزيل جداً0
فإذا بمارك يطلق ضحكة ملأت أرجاء الغرفة بالدفء :- ألن تتوقفي عن مضايقتي ؟
- حسناً00 حسناً أنا ذاهبة، أظن أن كايل متى كبر قليلاً سيسرق فوفو منك 0
-إذا أخذ كايل فوفو مني فعليك أن تمنحيني حق الزيارة
- وكأنك تملك وقت للزيارات 0
التفتت لميمي وسألتها :- إذا لم يكن مارك قد ضربك 00فكيف أصبت ؟
أحست ميمي برغبة في أذيته فردت :- بل ضربني !!
وبعد أن سددت له نظرة توبيخ ساخرة أردفت :- تعرضت للقرصنة في عرض البحر لقد صدم قاربي بقوة ، ثم قام باختطافي لقد كانت تجربة رهيبة 0
خيل لها أن ابتسامته استحالت عدائية ولكنه قال :- لقد أنعم الله علي بامرأتين خفيفتي الظل في غرفة واحدة 00يالحظي!!0
علقت سوزان :- كنت أجهل أنك قرصان شرير 0
سارعت ميمي للقول :- ها أنت ترين الجانب الشرير من شخصيته 0ومما زاد الطين بلة إصراره على أن أعمل لحسابه ثلاثة أسابيع كاملة ، مقابل أن يدفع ثمن التصليحات0
قالت سوزان :- خلف هذا القناع الرزين ها أنا أكتشف أنك متورط في أعمال خطف وابتزاز0
أخذ مارك ينقل نظراته بين سوزان وميمي حتى استقر أخيراً على سوزان :- فضحت أمري 0أنا مجرم خطير كسفاحي القرن التاسع عشر0
رغم أن ابتسامته كانت موجهة لسوزان إلا أنها أثرت بميمي تأثير لم ترغب فيه 00فليس في هذا الطبيب صفة واحدة من الصفات التي تعجبها في الرجل 0حسناًتقر أن فيه بعض الصفات الأساسية كالذكاء والوسامة غير أنه أولا وأخيرا ليست أهم الصفات 0
قهقهت سوزان :- وهل أنت جاك السفاح ؟ آسفة يا مارك ولكني لا أصدق ذلك 00فما أنت إلا الطبيب ميريت الذي يرفض الفساد والرشوة0
ثم واجهت ميمي وأردفت :- ألم يخبرك لماذا استقالت الممرضة الأخيرة؟
هزت ميمي رأسها نفيا فقالت سوزان غير عابئة باعتراضات مارك :- لأنه لم يرض أن يلعب معها لعبة الطبيب والممرضة ، إن فهمت ما أعنيه 0
اختلست ميمي نظرة لمارك وقد أجفلها هذا التلميح الجريء0
وأخيرا تمتم :- شكرا جزيلا سوزي 0يبدو أنني نسيت أن اذكر هذا التفصيل الصغير0
حيت سوزان ميمي بمزاح :- أنه إنسان لا يقبل المساومة ولكننا نحبه على أي حال 0
كان التورد الذي علا سمرته قد كشف عن حساسية مغرية 0لعله فظ ، لكنه جذاب حين يصاب بالاحراج0لاحظت ميمي أن زوجته لم تشك في إخلاصه وهي تغيظه عن أولئك النسوه 00عشيقاته ربما 0
زمجر مارك :- أرحلي يا سوزان يتناهى إلي بكاء طفل 0
قهقهت وأجابت :- أحبك أيضا ياعزيزي
قالت لميمي :- إننا نسكن فوق التلة ، لذا آمل أن أرك باستمرار 0أني أعاني من قلة النساء على هذه الجزيرة 0 وكم أتوق لمحادثة امرأة ! هذا إذا افترضنا أن القبطان الشرير قد منحك إجازة 0
هتفت ميمي :- لن أتوقع ذلك منه بتاتا 0
ضحكت سوزان وهي تغلق الباب بهدوء فجأة وجدت ميمي أنها تواجه تلك التكشيرة العابسة مجددا قال وهو يشير للمطبخ :- سأدلك لغرفتك 0إنها في الخلف هناك 0
ضربت له سلاما مرحا وقالت :- حاضر أيها القبطان ترأس المسير يا سيدى 0
تقدمها عابسا :- اخبريني عن مكان حاجياتك ، وسأطلب تسليمها إليك في الغد0
- حسناً سأكتب لك العنوان 0
- ستنامين هنا 0
وسرعان ما شرع بابا وأضاء الكهرباء 0ليكشف عن غرفة صغيرة بسيطة الأثاث 0بدت جذابة قديمة الطراز ونظيفة للغاية 0
ثم أمسك بمقبض باب مزخرف بالقرب منها وأضاف :- وهذه غرفتي!!
تسمرت لبرهة ثم استدارت لتواجهه :- أقلت غرفتك ؟
بدا سؤلها محملا برعب لم يسمعه من قبل :- هذا منزلي آنسة باتيست ظننتك فهمت ذلك ؟
وإذا بخوف شديد يخالجها فقالت :- لكن 00ألا تعيش فوق التلة ؟
- كلا 0كنت أعيش هناك في الماضي ، إنما هذا منزلي الآن 0
يجدر بها ألا تهتم إن كان متزوج أم لا لكنها وجدت تصريحه باعثا على الدهشة 0فقد أحست أن علاقة ودية تجمعه بسوزان 0وما لبثت أن هزت كتفيها استهجانا وتمتمت :- هذا مؤسف جدا0
سألته :- أنت منفصل إذا ؟
- ماذا ؟
- أقصد منفصل عن زوجتك وطفلك 0
كتف ذراعيه وكرر :- زوجتي وطفلي ؟
- أتعاني من مشكلة في السمع يادكتور ؟
أشارت لغرفة الجلوس وأردفت :- أتحدث عن سوزان ، أي السيدة ميريت وطفلكما 00هما يعيشان فوق التلة 0فكيف تعيش هنا ؟
تجهمت فهذا الرجل قد يكون وقحا للغاية لكنه بدا متفانيا مع سوزان0
- ترى لماذا انفصلتما ؟ أبسبب ساعات عملك الطويلة أم بسبب الكم الكبير من الممرضات العاشقات ؟
راقبها بفضول قبل أن يهتف :- عفوا ؟0
أطلقت تنهيدة ساخطة كيف لرجل أن يكون دكتور وأبلها في نفس الوقت ؟ وأخيرا قالت بوضوح :- لم لا تعيش وسوزان تحت سقف واحد ؟
لوى شفتيه وعلق :- لم لا أعيش 0000؟
يالازعاجه ! – أتحول إخباري أن الأمر لا يعنيني ؟
لقد نشأت في البرية لذلك هي تفتقر للباقة واللطافة 0
- أنت محقة 0هذا لا يعنيك يا آنسة 0لكن ما من سر في الموضوع وستعرفين الأمر لاحقاً0
أكمل – تسأليني عن السبب اعتقد لأن زوجها لن يوافق 0
اختلط الأمر على ميمي :- زو00ولكن أليست السيدة ميريت ؟
- بلى إنها زوجة أخي 0
شعرت بالهلع فقالت :- لم شكرتك على الطفل ؟
ما إن تلفظت بتلك الكلمات حتى شعرت بالهلع ، فلوحت بذراعيها :- لا انس سؤالي أحيانا أتمنى ألا أتدخل في أمور الآخرين0
أجاب بسخرية :- وتفعلين دائما العكس على ما يبدو 0لكن حرصا على أحاسيسك المصدومة ، اعلمي أن سوزان لم تشكرني إلا لأنني ساعدتها على تبني الطفل 0
شعرت بالغباء وتمتمت أخيرا :- كلامك منطقي0
- إذاً سأنام قرير العين 0
أجفلتها سخريته أما هو سار نحو المطبخ وقال :- ماذا تودين أن تأكلي ؟
غمغمت :- طبق الأغبياء ! أحست ميمي أنه يقاوم ضحكة خفيفة 0يالهذا الرجل ! لم يكن أبله ولم يعان من ضعفا في السمع ! بل كان يتمتع بوقته وهو يراها تنسج خيوط حكاية وهمية ! لابد أنه تسلى وهو يتفرج على
هذه الحمقاء الصغيرة !
أخذت نفساً عميقاً عساها تستعيد نشاطها ، قبل أن تقرر أن تتبعه0

سنا المجد
28-04-2008, 14:21
حين دخلت المطبخ أخيراً كان يضع قدراً على النار 0
سألها :- ما رأيك في السباغيتي ؟
في الواقع كانت قد فقدت شهيتها 00ولما لم تجبه ، اختلس النظر إليها وقد عقد حاجبيه :- لا تقولي لي أن إعداد السباغيتي يخلو من المغامرة ، وإنك تفضلين أن تجوبي الأدغال بحثاً عن فريسة تصطادينها بيديك ؟
وما لبث أن أشاح بوجهه وتابع :- الوقت متأخر وأنا منهك ، كما أننا نعاني من نقص الطرائد على هذه الجزيرة ، فإما أن تأكلي السباغيتي وإما لا شيء 0
تحول ذلها إلى غضب شديد :- لم أنبس بكلمة يادكتور 000سآكل السباغيتي 0
تناولت القدر قبل أن تضيف :- اذهب وأزعج أحد غيري ، وسأناديك حالما يجهز الطعام 0
تراوحت ملامحه بين الانزعاج والحيرة ، حتى استقرت أخيراً على الكآبة 0فهز رأسه وقال :- أنا آسف ياآنسة كان يومي طويلاً ومرهقاً0
أحست بدافع غريب على أن تزيح الخصلة المتدلية على جبينه ، لكنها ثبتت يديها بإحكام على مقبض القدر 0لن تفقد عقلها بسبب رجل لا يتمتع بروح المغامرة مثلها 0 ومن الغباء أن تضيع في سحر هاتين العينين التي لن تملآها حين يحين الرحيل إلا حزناً0
هربت نحو المغسلة وقالت :- أما أنا فكنت آكل الحلوى طيلة النهار ، لذا أحس بالانتعاش كزهرة الربيع ، هذا إذا ما استثنينا الجرح في رأسي طبعاً ، والآن اذهب !
يوجد ميزه أخرى مزعجة جداً للدكتور فمن الصعب أن يتجاهله المرء 0
ولما لم يكن باستطاعتها أن تراه أو تسمعه ، افترضت أنه لم يحرك ساكناً 0لكن بعد لحظات تناهى إليها صوت البراد وهو يفتح 0فاختلست النظر إليه ورأت مارك يخرج علبة الهمبرغر سألته :- ماذا تفعل ؟
- غداً يوم الأحد وهو يوم عطلة ، إن لم تطرأ أي حالة طارئة 0سيتسنى لك الوقت لتتعرفي على الجزيرة 0
أخرج مقلاة وقال :- سأترك لك هذه الليلة قميص اً وجوارب لترتديها بعد الحمام 0
سارعت للقول :- شكراً0
كان التوتر بينهما يظهر للعيان 00وملا لبثت أن أجبرت نفسها على مواجهته ، وتلفظت بالكلمات الصعبة :- اسمع يادكتور 000
فكرت أن تعتذر منه أما هو فلم يلتفت إليها بل واصل تحضير الطعام فهمست :- مارك 000
وهنا توقف وقد رفع حاجبه متسائلاً 0
هزت بكتفيها قائلة :- أنا آسفة بشأن مركبك 0
أخذت الشوكة من يده :- ستدفع أمولاً طائلة لإصلاح الزورق وأخبرتك أنني سأعمل لأفي ديوني فدعني 0 أعد العشاء على الأقل 0
لو لم يكن عبوساً ويعيش حياة تقليدية لظنته الرجل الذي انتظرته والذي سيحبها كما أحب والدها أمها 0
وما لبثت أن لامت نفسها لهذه الأفكار السخيفة 00وسألته :- أرجوك ؟ دعني أقوم بذلك واذهب 0
- كلا يا آنسة لست مضطرة لتقومي بأعمال إضافية ، بخلاف ساعات العمل 0
هتفت :- هذه سخافة ! اذهب ! استحم ! خذ قيلولة ! اثقب الجدار! افعل ما يحلو لك 00ودعني أفي بوعدي 0
تابعت :- هيا ، تحرك!
فصاح :- توقفي ! فلست فيلاً غائصاً في مستنقع !
- هل أنت متأكد يادكتور0
تمدد مارك 00مرهقاً ما به؟ لقد بدأ يومه في الخامسة صباحاً وهاهي الساعة تقارب الثانية صباحاً 00لم لا يداعب النعاس جفنيه ؟ كان في العادة يغط في النوم قبل أن يتهالك على الوسادة 0
أطبق عينيه دون فائدة 00علم أن امرأة تدعى ميمي باتيست هي ما يشغل عقله 0وتمنعه من النوم 0
ما أن وقع نظرة عليها على متن ذلك القارب حتى انقلبت أفكاره رأساً على عقب0
أمسى أكثر طيشاً وتسارعت دقات قلبه 0لم يختبر في حياته شعوراً كهذا وهذا ما يخيفه !
لقد عاد لجزيرة ميريت لأنه اكتشف أنه لا يصلح لأن يكون طبيباًَ في مدينة كبيرة 0لقد اشتاق لأهله وأصدقائه وذلك النمط التقليدي الذي تعود عليه 0لم يرغب في إدارة شركة العائلة ،ولهذا سر سروراً بالغا عندما تولى جاك الأمر0لكن جزيرة ميريت مسألة أخرى لم يذق طعم السعادة إلا في هذه الجزيرة حيث الموطن الذي يحلم به0
كان ينوي أن يختار زوجة من أحدى الجزر القريبة ويؤسس عائلة ، سيما وأن معظم أصدقائه قد تزوجوا وأنجبوا 0
فالطبيب يحتاج للاستقرار ، وميمي باتيست هي أبعد ما يكون عن الاستقرار أنها أشبه بطائر جميل يتوق للطيران 00وهو لا يجرؤ على أن يحبها ، لأن الطائر حين يطير يرحل بعيداً
لماذا يتصرف كرجل لا كطبيب حينما يلامس شعرها صدفة ولماذا يرتبك كلما سمعها تناديه بوقاحة 0
إنها مزيج من السخط والبهجة ، من الإزعاج والسحر وهي بالتأكيد ليست المرأة التي يتمناها !
عليه أن يسحق هذا الشعور الذي يخالجه 0ووعد نفسه أن يكافحه مهما كان قويا 0وألا يتورط في هذه العلاقة 0كان من السهل عليه أن يصد أورسولا وأمثالها ، فدولاب العمل لايدور إذا نشأت علاقة غير مهنية بين الموظفين 0
لكن كيف يكافح المشاعر التي يكنها لميمي ؟
أنه يريد هذه المرأة وبما أنه يعلم تاريخ آل ميريت فهو يعلم أن قلوبهم لا تتعلق بحبيب أو تخسر وليف من دون أن تعتصر ألماً ودموعاً 0فوالده لم يعد لسابق عهده منذ وفاة أمه 0أما جاك فعانى الأمرين منذ سنوات حين فقد تاتيانا ، قبل أن تظهر سوزان في حياته منذ سنتين 0
نعم أنه يريد زوجه لكن لن تكون ميمي باتيست ! لن تكون هذه الغجرية التي ما تحط رحالها حتى تسافر مجددا ً
دعك منها ميريت !! واخلد للنوم 0
انزعج مارك من نفسه لانشغاله بامرأة سريعة الغضب ، فنهض من فراشه وسار بخطى خافته نحو الباب 0
حين وصل إلى الرواق ، اصطدم جسده بشدة بشيء ما 0
لم يكن الطيف المتسلل الذي ارتطم به طويل القامة ، بل بدا ناعماً إلى حد لم يتوقعه0 كل ما استطاع فعله هو أن يتمنى أن يكون المجهول مجرد سارق
::جيد:::لقافة:::جيد::

سنا المجد
28-04-2008, 14:22
3/ لماذا لا تحبني ؟



لم تستطع ميمي أن تتيبن طريقها في عتمة الرواق ، لكنها اعتمدت على حاسة اللمس القوية التي تمتاز بها 0 وفجأة ارتطمت برجل متين البنين ! ولما تناهى إلى مسامعها شتيمة مكتومة ، عرفت أن الطبيب يعبر عن سعادة الغامرة بلقائهما الليلي 0
تمتمت وقد أغضبها امتعاضه الواضح :- هذه المرة صدمتني فعلاً يادكتور !
وفجأة أحست بالدفء الذي يلفه والقوة التي يتمتع بها 00وياليت الأمر اقتصر على ذلك بل سرعان ما تسارعت دقات قلبها 0
طردت الصور التي داعبت مخيلتها وهي تذكر نفسها بأن هذا ليس في صالحها 0
همست :- 000حسناً لن يغمى على لقد واجهت مشاكل أكبر 000
قاطعها بوقاحة :- حين صدمك غيري من الرجال ؟
ردت بغضب – حين صدمتني سمكة قرش نتنة !
سكتت وهي تتسأل كيف يتدخل في حياتها العاطفية ؟ وتابعت :- لكن لنعتمد إجابتك يادكتور فهي أكثر نبضاَ بالحياة0
عاد الصمت ليلف المكان 00وتوقف عقلها عن التفكير 00لكنها تمسكت بعقلها وتركت غضبها يحررها :- إن كان هذا اغراء يادكتور ، فابذل مزيداً من الجهد في المرة القادمة 0إن رأسي يؤلمني ، لذا اعذرني إني على موعد مع خزانة أدويتك وحبة أسبرين0
ثم ابتعدت عنه والدوار يتملكها 00مشت بترنح وهي مستندة على الجدار فسارع للقول :- اسمعي يا آنسة أنا آسف لم أكن بكامل وعيي 0في مكتبتي تجدين الدواء الناجح لصداعك0
أشار للمطبخ مبتسما :- أنا جائع ماذا عنك ؟
ابتسم ابتسامة صغيرة كان لها تأثير بالغ عليها فضلت ميمي ألا تفكر في العواقب إذا ما رسم ابتسامة عريضة على وجهه لها وحدها0
هزت كتفيها بلا مبالاة وردت :- حسناً ،قد آكل رطلين من اللحم مع كيس كبير من الخبز0
اتسعت عيناه لبرهة ، حين تبينت ميمي بوادر روح مرحة حقيقية في نفسه فأجابها :- رائع ، أعدي أنت السندويشات وسأحضر الدواء0
أوصلها للمطبخ ، وحين أضاء الكهرباء ، أجفلت ، وقد أعماها النور المتوهج الذي سطع فجأة , وآلمها بشدة0
اختلس مارك النظر إليها ثم بادر بإطفاء النور وسأل :- ألا تتحملين الضوء ؟
آسفه يا جماعة ينادووووووني للعشاة إلى اللقاء

اختلس مارك النظر إليها ثم بادر بإطفاء النور وسأل :- ألا تتحملين الضوء ؟
استمرت تراوغه وهي تعلم أن الذنب ذنب هذا الصداع :- كيف أتحمل ضوء بمعدل 5000واط0
- أظن بإمكاني تدبير ضوء ملطف لآلام الرأس0
ثم أفلتها وتناول شموع وأعواد ثقاب وبع ثوان كانت شعلة خفيفة قد ملأت الغرفة بنور خفيف0
- أهذا أفضل ؟
انعكس الضوء عليه وبدت صورته من الجاذبية بحيث شكت في أن تفي كلمة نعم بالغرض فأومأت برأسها قائلة :- شكـ000شكراً0
- لن يستغرق الأمر إلا دقيقة
تمتمت – خذ وقتك 0
من الأفضل أن يكون دواؤه شافي وإلا ذهبن رباطة جأشها أدراج الرياح بسبب المشاعر التي تتملكها 0 أهي فعلاً بحاجة لهذا النوع من المشاعر في الوقت الحالي ؟
حين عاد 00بدا شعرها مشعثاً ، منسدلاً حتى كتفيها 0 كانت أشبه بفتاه صغيرة ترتدي قميص أبيها وجواربه 0لكن مارك استدرك لكنها ليست صغيرة أبداً فنور الشمعة أظهر بغموض تقاسيم جسدها بشكل مغري لحد العذاب !
حين اقترب منها أمسكت بطبقين ، واستدارت قائلة : ها قد جهزت الشطائر الموظ التي أمرت بها مسيو !
لكن تعابير وجهها تجهمت عندما رأت مافي يده :- ماهذا ؟
-إنها حقنة وسيظهر مفعولها أسرع 0
لم يخف على مارك أنه حرصت على إبقاء مسافة كافية بين المقعدين 0 ثم رآها تلتفت إليه وهي تقول :- ظننتك ستأتيني بحبة يادكتور !
رفع حاجبه علامة التحدي قائلاً :- لن تضرك إبرة بسيطة 0
كشفت ذراعها وقالت :- لقد طعنتني بإبر ما فيه الكفاية اليوم ، الم تسأم من استخدامي كوسادة للدبابيس 0؟
- بلى وأحاول جاهداً مقاومة هذا الشعور 0
ما إن تلفظ بهذا حتى تعجب منذ متى أصبح يمزح في المسائل الطبية ؟
حدقت فيه بكآبة ورفعت إليه ذراعها قائلة :- حسناً استمتع بوقتك 0
تابعت بوقاحة – أبهذه الطريقة تكافئني وقد أعددت لك ساندويش ؟
- ستصبحين أفضل حالاً 0 أخبريني ، هل أنت حساسة تجاه أي نوع من المسكنات ؟
- الفراولة !
أحس برغبة في الابتسام لكنه سيطر على نفسه وأجاب :- لحسن الحظ أنني لا استعمل الفراولة كمسكن 0
كشرت في وجهه وقالت :- أقلت مسكن ؟ إذاً الجواب لا ، على الأقل على حد علمي0
انهمك بتطهير مساحة صغيرة في ذراعها وسألها :- ماذا تسبب لك الفراولة ؟
- موجة عارمة من الحكاك الشديد 0
- هممممم0000
ضحكت ، فحدق فيها بارتباك :- لما ضحكت ؟
- لاشيء 00ولكن بدوت مثل الطبيب الصارم بهذا التعليق 0أيعلمونكم هذا في مدرسة الطب ؟ أن تكتفوا بهذا التعليق حين تجهلون الحل ؟
تمالك أعصابه وصب اهتمامه على الحقنة المنتظرة 0
- لكني أعرف الحل جيداً يا آنسة 0
- أحقاً ما هو ؟
- لا تأكلي الفراولة 0
قهقهت مجدداً فأرسل صوتها قشعريرة في بدنه 0يله من شعور غريب ومثير 00لم يختبره من قبل !
حانت منه التفافة إليها كانت مغمضة العينين فقال :- ها قد انتهينا !
جلست ورددت – إياك أن تتخذها عادة 0موافق ؟
أشارت للسندويشات وقالت :- هيا ، كل يادكتور 0
رمى الحقنة وجلس قبالتها وألقى نظرة على الطعام :- قات لحم الموظ ، لا ؟
- طبعاً مع كيس كبير من الخبز !
هنا غمره فضول لمعرفة محتوى السندوتش 0 فرفع قطعة الخبز الأعلى ، ونظر وهو عاجز عن التصديق :- هل أعددت ساندويش من السباغيتي الباردة ؟
أومأت برأسها وابتسمت بمكر 0
- كيف حال رأسك ؟
زمت شفتيها و غطت وجهها بكفيها بحركة قوية وكأنها تفكر ملياً في الجواب ثم قالت :- جيد جداً0
هذه المرة عندما حاول أن يكبت ابتسامته مني بالفشل فهتف :- هذا رائع !
- اسمع يادكتور 000
أجابها وهو يغطي السباغيتي بالخبز :- نعم ؟
- لا تقلق !
لم يكن متأكد مما سمعه فكرر :- لا أقلق ؟
- أجل
- على ماذا يا آنسة باتيست ؟
مالت إليه بدورها وقالت :- لن ألاحقك في أرجاء مكتبك !
إنه بالطبع لا يسمعها جيداً فهتف مجدداً :
- ماذا ؟
ارتمى في كرسيه غير مصدق لم يصدمه أنه ليس رجل أحلامها ، بل أحفلته وقاحتها بدا واضح أنها لا تشعر بألم 0لكن المفارقة أن تصريحها آلمه في الصميم ، ليس لأنه يود أن تلاحقه في المكتب ، بل لأنه فكر مسبقاً في استلطاف متبادل بين الطرفين ، أخيراً تكلم :- أنا 000أشكركك على صراحتك 0
همست – فلنلخص الواقع يادكتور 0لن أطيل البقاء هنا وليس من هواياتي الانقضاض على الرجال0
صر بأسنانه 0لقد خطرت له هذه الفكرة 0أليس كذلك ؟ تقدم واستعد للكلام وفجأة لمح العبرات في عينيها فتسمر مكانه وقد فغر فاه0
- أنت لا تحبني يادكتور 0
لم تكن تطرح سؤال 0
تنحنح وأجاب :- طبعاً 000طبعاً أحبك آنسة باتيست 0
وتابع في سره :- لكني لا أريد أن أحبك وأود أن ترحلين فأرتاح 0
ثم أضاف على مسامعها :- ولترتاحين ، أنت لست المرأة التي أبحث عنها 0
- هذا رائع0
ألقت برأسها على شطيرتها وعادت وتمتمت :- هذا رائع0
سأل بنعومة :- آنسة باتيست ؟
لكنه لم يلق جواباً0
لقد غرقت في النوم 0 راح مارك لدقيقة يراقبها 0 كان شعرها يتلألأ في النور الخافت 0 أما يداها
فموضوعتان برشاقة جانب الشمعة0 وقع نظره على الحلية الصغيرة حول معصمها الأيسر واستعاد ذكرى عينيها الجميلتين هز رأسه بذهول ثم قام
وأطفأ الشموع0مظهرها هذا جعل شجاعته تخونه للحظة ، لكنه عاد وذكر نفسه بأنه طبيب أولا وأخيرا ، وهي مريضته ، ولن تكون موظفة إلا من الغد ، ومن الأفضل أن يهمل أي شعور بالحب قد يثره نحوه 00
تنهد وتمتم :- نعم نحن محظوظان فعلاً0
في الصباح كانت ميمي تحس بالانتعاش فقد نامت لفترة طويلة 00فجأة شعرت بوخزه صغيرة ّإذ أدركت مكانها تمتمت :- حسنا أنا عبده الطبيب النكد ابتداء من اليوم 0
قفزت من السرير قائلة :- لن ينفع البكاء على أطلال زورق !
ثم وجدت حقيبتها الخضراء بجانب الباب 00كيف وصلت هذا الحقيبة إلى هنا ؟ انتشلت قميصاً قطنياً وسروالا نظيفاً ، ثم اندفعت نحو الحمام 0 وعندما انتهت ، راحت تبحث عن السجان الوحشي 0
كان يجلس إلى المائدة يشرب كوباً من القهوة 0 وهو يطالع الصحيفة وإلى جانبه فوفو 0
قالت في نفسها :- يل لهذا المشهد العائلي اللطيف ! رجل وكلبه اللطيف ! ورفع رأسه وحياها بأدب 0
- صباح الخير يا دكتور ماذا تحب أن تفطر ؟
صحح كلامه :- إنه الثانية بعد الظهر يا آنسة ، أشكرك ولكن قد أنهيت غدائي لتوي
بدا كلامه كعاصفة هزتها ردت بذهول :- الثانية ؟ لا ! لا! يعقل 0
فما كان منه إلا أن اثنى صحيفته ووضعها أمامه وأجاب :- لكنها الثامنة في هاواي ، إن كان هذا يخفف عنك 0
هب من كرسيه وتابع :- لقد أحضرت سوزان الغداء 0طبقك في البراد أترغبين بالقهوة ؟
هتفت وتكشيرة تعلو وجهها :- لكن كيف نمت 000؟
وإذا بفكرة تمر في خيالها :- إنه الدواء الذي أعطيتني إياه ، لقد غبت عن الوعي كمن صدمته شحنة كهربائية !
- النعاس من أبرز عوارضه 00إنما بما أن الليل كان قد تجاوز منتصفه ظننت أنك لا تمانعين 0
اشتعل غضبها وفتحت البراد وقالت :- أهذا الطبق المكسو بغلاف من البلاستيك ؟
حملته للمائدة وجلست مواجهة له :- هل أحضرت سوزان هذا بنفسها ؟
فرد يديه على الطاولة وأجاب :- نعم 0
أحست أن نظراته الثاقبة تخترقها 0فما كان منها إلا إن شغلت نفسها بنزع الغلاف عن السلطة 0
- لطف منها أن تعد لنا الغداء 0
- لم تعده بنفسها إنما لطف منها أن تحضره إلى هنا بنفسها 0
اختلست إله نظرة حائرة 0
- جرت العادة أن يحضره أحد العاملين لكن سوزان لم تطق صبراً حتى تراك 0
ارتشف من فنجانه وتابع :- إننا مدعوان على العشاء 0
توقفت عن الأكل :- ماذا ؟
- إلى العشاء 0 لاشك أنك سمعت به 0 إنه الوجبة التي تلي الغداء بعدة ساعات !!
ردت بغضب :- أفهم هذا التسلسل جيدا ً ، فحتى أنا آكل من وقت ولآخر 00لكنني ظننت أنني هنا لأعمل ، كيف سأفي بديني إن كنت تتركني أقضي نهاري في النوم ، فيما تقوم سوزان بالعمل كله ؟ ماذا يجدر بي أن أعمل ؟
- أخبرتك أن الأحد يوم عطلة ، إلا إذا طرأت حالة مستعجلة 0وبما أن سوزان دعتنا للعشاء قبلت ، متوقعاً أن تكوني جائعة 0

سنا المجد
28-04-2008, 14:25
نظرت إليه لقد خلت ملامحه من المدح 0لكنه على الأقل لم يكن يحملق فيها كعادته 00سألته :- ماذا عنيت بقولك إن أحد العاملين في المطبخ يحضره ؟
التوت شفتاه بسخرية :- ظننت أن لغتك الأصلية هي الإنكليزية يا آنسة ! فأي كلمة لم تفهمينها جيد اً؟
- أعلم أنني إلى جاني الإنكليزية أتكلم أربع لغات بطلاقة إحداها البانتو وهي لغة الشعب السواحلي ولغة تنزانيا 0 كما أتكلم الفرنسية والألمانية والأسبانية 0فماذا عنك يا دكتور كم لغة تجيد ؟
- أتكلم القليل من اللاتينية والانكليزية 0 وجوابا إ على سؤالك ، إنه منزل واسع 0
استوضحت :- عما تتكلم ؟
- عن المكان الذي تعيش فيه سوزان 0
- تذكرت سؤالها إلا أنها بقيت محتارة :- أتعيش في منزل يحتاج لعشرين خادم ، أهو فندق ؟
- لم تري المنزل فوق التلة من قبل 0أليس كذلك ؟
- كان الضباب يخيم على المكان حين سجنتني رغما عني ، فيما أنا أطلق الشكاوي والصراخ ،الا تذكر ؟
أحنى رأسه بإيماءة عميقة ُوانتصب واقفاً :- أذكر الضباب ،إنما بالنسبة للشكوى والصراخ فلا اذكر شيئاً0
مد إليها يده بثقة قائلاً :- تعالي !
تأملت أنامله الطويلة لبضع لحظات 00وقد راح قلبها يخفق ، ثم استجمعت قواها ورددت أنه لن تناوله يدها أبداً0
- إنني آكل !
اخفض ذراعه وبدا أن الفكرة راقت له :- لن يستغرق الأمر ثوان 0 أريدك فقط أن تنظري من الباب الأمامي 0
وسرعان ما التفت متوقعا أن تتبعه لكنها قررت أن تتسمر في مكانها وظلت تأكل 00أما هو فناداها :-يا آنسة ؟ فهمت منك أنك لن تتخلصي من اهتياجك العصبي حتى تدفعي دينك ، ! إن كان اللحاق بي إلى الباب يفوق قدرتك ن ما رأيك أن تدفعي لي المال الذي تدينين به لي ، وتمضي في سبيلك ظ
وهنا علقت اللقمة في حلقها وأخذت تسعل 00لقد ضرب على الوتر الحساس 1 ما بها تجلس كما لو أنها ملكة عظيمة ن وقد تبجحت للتو بضرورة العمل ؟ لماذا لا تلحق به ؟ ماهي
مشكلتها ؟ من الضروري أن تتحكم بأعصابها 0
تمتمت في سرها :- ميمي حددي أولوياتك 1 تقدمي وتجنبي الطبيب إنما نفذي أوامره ن حتى تحصلي على بعض المال 0
توجهت نحوه وأرادت أن تخفف بدعابة من حدة التوتر :- هل طلبتني يادكتور ؟ لم لم تقل ذلك بكل بساطة ؟
رأته يستند للباب أومأ برأسه بتكاسل :- شكراً سأحاول إن أتذكر هذا في المرة القادمة 0
تقدم للشرفة وأشار للتل البعيد :- هاهو !
لمحت ميمي قصر بثلاثة طوابق من الحجر والخشب لا يطل على المحيط فحسب بل له فيه بركة متسعة تسبح فيها طيور التم0
نظرت للحدائق المخملية حوله وقد أزهرت فتها آلاف والآف من النباتات وفاح عطرها وارتفعت الأشجار لتعانق السحاب وتظلل الأرض بظلال رحبة 0
أخذت نفساً عميقاً وقالت :- يالها من أشجار جميلة !
سرعان ما انتشلتها من أفكارها ضحكة خافتة ، ولمحت نظرة مريبة على وجهه :- شكراً يا بنت الطبيعة ، لكنني أدلك على البيت 0
- آه 00طبعاً إنه جميل ، أتعيش سوزي هناك ؟أدار ظهره للمنظر الطبيعي قائلاً :- يعيش كلاً من سوزان وجاك وطفلهما بالإضافة أبينا جورج وحوالي درزيتين من الخدم 0
- أيعيش أبوك وأخوك هناك ؟
- نعم 0
- وأنت لاتعيش هناك 0حتى عائلتك نفسها لا تطيق شخص كثير التذمر مثلك !!
هزت رأسها تأسفاً مضيفة :- أراهن أنك اضطررت لمتابعة دروس في الأخلاق الحميدة والتصرفات اللائقة ، قبل أن يسمحوا لك بتسلم شهادتك 0
فقال وهو يحملق في وجهها :- لست كثير التذمر 0
- أنت محق وأنا لا أقف أمامك وأربعون قطبه في رأسي 0
- بل ست0
- في الواقع بدت لي أربعين من جراء تذمرك 00وهذا يثبت وجهة نظري 0
- سلوكي غاية في التهذيب يا آنسة 0
ضحك بخفوت لكن السخرية فاقت التسلية في صوته :- لم أتلقى في حياتي أي شكوى لابد أنك تثيرين في هذا الطبع السيئ 0
- مشاعرنا متبادلة يادكتور لاسيما وأن معظم الناس يمدحون لطافتي 0
وبخها ساخراً :- هذا على حد قولك ! أما في معرض الإجابة على سؤالك ، فإنني أقيم هنا لأنه كوخ الطبيب 0إنه أقرب للميناء وهو مقصد المرضى منذ خمسين سنة 0
لم تقتنع – وماذا في ذلك ؟ هذا لا يفسر سبب سكناك هنا 0
- أسكن هنا لأني الطبيب يا آنسة باتيست0
وجدت في ملاحظته تحبباً مقلقاً ولكنها كبتت مشاعرها وتابعت :- أعني يمكنك السكن في المنزل الكبير والمجيء لهنا ساعات العمل0
- هذا صحيح لكني أحب العمل هنا 0
إنها نقطة لصالحه ، قد يكون الدكتور مارك وحشاً نكداً لكنه ليس متكبر00كفاها استسلام للأوهام مالها وله ؟
مدت ذراعيها فوق رأسها مدعية الملل :- إن وصلت الجولة إلى ختامها فأود العودة إلى غدائي0
اكتفى الدكتور بنظرة سريعة من عينية الضيقتين ، ثم التفت إلى ساعته بمزيج من السرعة والعنف وقال :- أمامنا أعمال كثيرة هذا العصر 0 سأكون شاكراً إن أنهيت طعامك في غضون ربع ساعة 0
صرت على أسنانها :- ظننت اليوم يوم عطلة 0
- لقد غيرت رأيي 000ماذا تنتظرين أتأكلين أم لا ؟
لازمت مكانها وهي تقاوم رغبة شديدة في دفعه من على الشرفة 0 ثم زمجرت وهي تتذكر مسألة الدين :- أنا ذاهبة ! أرجو أن تظل حياً بعد كل هذا 0
- أقلت شيئاً آنسة باتيست ؟
انفجرت قائلة :- الاسم يادكتور ميمي 0ليس صعباً يتألف من كلمتين : الميم والياء !من المفترض أن يسهل عليك ذلك حفظه 0 مي، مي أفهمت ؟
كانت تنهيدتها من القوة بحيث خالها شتيمة رد بنعومة :- واسمي مارك ، لا دكتور ولا متوحش ولا النكد ولا سريع الغضب0
سمرتها نظراته فأحست بالخجل حاولت أن ترد 00بلا جدوى بدا لها دعوته بهذه الأسماء أشد سوء من نسيانه لاسمها الصغير0
لا ضير أن دعاها آنسة باتيست لاضير أبداً00بل أنها الوسيلة الأفضل للتعامل بينهما :- لقد أعدت التفكير 0 ادعني الآنسة باتيست ، فهذا أكثر أمناً0
رد متشككاً :- أكثر أمناً ؟
أجفلت : بالنسبة غليك طبعاً0
وراحت تتخبط للبحث عن جواب منطقي غير الحقيقي :- سأناديك الدكتور ميريت فيما تناديني الآنسة باتيست وهكذا ، تقل زلات اللسان فلا أناديك بالنكد أمام المرضى 0
حمد لله كانت المصيبة وشيكة ! وهي التي ظنت أنها فضحت نفسها بعفويتها 0
عكست نظرته استياء بالغ :- هذا كرم بالغ منك يا آنسة!
نظر لساعته كأمر أخرس للذهاب0
- حسناً أنا ذاهبة 000يا نكد0
وما إن همت بالمسير حتى سددت إليه ابتسامة وقحة ، وقالت :- فلتكن هذه زوادتي للأيام المقبلة ، موافق؟
- بل قولي الطبيب النكد 0
رغم الانزعاج المتجلي في عينيه إلا أن ثغره افتر عن ابتسامة صغيرة 0 هل حدث ذلك فعلاً؟
لقد تلاشت الابتسامة سريعا عن وجهه ، حتى ظنت ميمي أنها مجرد خيال انتظرته طويلاً 00طويلاً0
لما دقت الساعة الرابعة ، كان مارك قد أطلع ميمي على عملية إدارة المكتب 0 وما إن فرغ حتى أعلن أن البند الثاني على جدول الأعمال هو نزهة في أرجاء الجزيرة ، وقال مضاعفاً دهشتها :- ألديك حذاء رياضي ؟
في الواقع السير حافية كان يمنحها راحة ما بعدها راحة 0نظرت لقدميها وقالت :- طبعاً لدي إنما 000
- انتعليه!
سددت إليه نظرة نكده وقالت :- ياللعسل الذي يقطر من لسانك يادكتور ! كيف لي أن أرفض وفي سؤالك عذوبة مستني في الصميم0
أشاحت بوجهها وتلفظت بكلمات من لغة البانتو تثير الخجل في نفوس أكثر التنزانيين وقاحة 0
ناداها :- لم أفهم ذلك تماماً يا آنسة باتيست 0
بعد أ، انتعلت حذاءها ، استعدا للتوجه إلى الريف الأخضر 0كانت فوفو تعدو إلى جانبهما 0فراحت ميمي تراقبها لا سيما أن الطبيب لم يكلف نفسه عناء الترويح عنها أثناء مسيرهما0
وفيما هما يعبران حائق القصر 00 أخذت فوفو تنبح فقد رأت جندباً فقالت :- أتعرف يادكتور ؟ من المضحك كيف أن رجلاً فظاً ونكداً مثلك: ، أقصد حكيماً وشافياً طبعاً ، يملك حيوان صغير ومرح كهذا كنت أعتقد أنك من النوع الذي يقتني كلب قوي أو ذئب أو كلب استرالي يلتهم الكلاب الصغيرة وتسميه الصاعق 0
رمقها بنظرة واجمة وقال :- أيعقل هذا ؟ ألم تتخيليني مع نمر بأسنان حادة يدعى كاسر ؟
تصنعت التركيز :- لقد نسيت أمر القطط البرية ! بلى بإمكاني أن أتخيلك برفقة نمر أو أسد لا بل قطتين بريتين مفترستين أيضاً0إذاً 0لم اقتنيت هذا الحيوان الصغير ؟
- تركته لي مريضة تدعى أنيتا لاندسبوري 0
دُهشت ميمي ك- تركته؟ أتعني في وصيتها ؟
- ليس تماما كانت أنيتا بلا عائلة ن وقد طلبت مني قبل مدة قصيرة من وفاتها أن أعتني بفوفو0فوافقت 0
فكرت في كلامه :- كان باستطاعتك أن تعثر على منزل لهذا الكلب فالاعتناء به لا يعني أن تربط مصيرك بمصيره!
كان في عينيه شفقة بعثت فيها الاضطراب :- كان ذلك يعني لي 0ألم تربي حيوان أليف من قبل 0
- بلى 0 فعلت طبعاً0
- لم يبد لي أنك تحبين الحيوانات0
- بل أعشقها ! ألا تعلم أنني ناشطة في سبيل حقوق الحيوانات ! بل أنا متطرفة لأبعد الحدود 0لكن السفر المتواصل يمنع الإنسان من الاختلاط بالحيوانات0هذا كل ما في الأمر 0
- إذاً أنت تحبين الحيوانات إنما لاتودين أن تغدقي عليها مشاعرك 0
- ماذا تقصد0
- لا شيء أبداً0
سألها بفضول :- إذاً أي نوع من الحيوانات ربيت ؟
أزعجتها نظرته فتمتمت :- خفاش 0
قاطع أفكارها :- أقلت طير بريش أي نوع هو ؟
لما حملق فيها قهقهت :- قلت خفاش يادكتور !
كانت ردة فعله كلاسيكية وجذابة وعلمت أن الطبيب الصارم قلما التقى نساء يتخذن من الخفافيش حيوانات أليفة 0
أضافت :- كان خفاش صغير وقع من أحدى الثقوب في الحدران0لو أن أبي لم يحضره ولو لم نطعمه لمات بكل تأكيد0
واجهها قائلا : هذه قصة مليئة بالحب والحنان يا آنسة شكراً جزيلا لأنك رويتها لي !
اتخذت موقف عدائي من سخريته المرة :- اسمع من الواضح تماما أننا لا نتفق في أمور كثيرة أنت تجب العيش في منطقة حيث الكل يعتمد عليك أراهن أنك لم تفكر في الإجازات لأنك تفكر أن يحتاجك مريض أثناء غيابك00لم اقض في مكان فترة تزيد عن شهور قليلة 0فالعالم بأجمعة موطني يادكتور 0أريد أن أرى كل شيء وأخوض كل التجارب أستطيع أن أتخلى عن كل شيء00
ثم رفعت الذراع التي تزينها السوار وأردفت :- 00عدا عن هذه الحلي ، وصور تجمعني مع والدي 0فماذا لو لم أملك حيوان أليف ؟ لكني عشت تجارب لن تعيشها أيداولن تفهمها 0لقد خلقت أنت على هذه الصورة وخلقت أنا على هذه الصورة ! أنت أسير على هذه الجزيرة فيما نفسي تتوق للرحيل حتى أنني أكاد اشعر بوجز في رجلي 0فلنتفق على أننا لن نتفق أبداً ولنحاول أن نتعايش ما أمكننا طوال هذه الأسابيع الثلاثة فما رأيك ؟
نقل نظره بين أصابعها ووجهها ، ثم قال بصوت عميق :- أملك مرهما ً لشفاء هذا 0
تملكتها الحيرة :- لشفاء ماذا ؟

سنا المجد
28-04-2008, 14:26
- الوخز في رجليك 0تابع سيره على الطريق المتعرجة :- هل أنت آتية ؟
صرخت :-لا أريد أن اشفي الوخز الذي في رجلي ، ألم تسمع كلمة مما قلت ؟
شعرت بأنه يستخف بها :- حقا ؟ هذا يناسبني تماما! !
وجدت برودة الدكتور مهينة فهي لم تتعود أن يقلل أحد من شأنها 00توجه نحو المنحدر وهو يقول :- يقع بيت الموظفين خلف الأشجار ونحن ، نستقبل العديد من المشاغبين الجرحى بعد منتصف الليل 0
أجابته بتجرد :- نعم دكتور ميريت 00كما تشاء دكتور ميريت 0
- أنا سعيد لهذا التحسن في سلوكك 0
تحسن ! أغمضت عيناها وقد أعياها الغضب 0أما أن هذا الرجل لا يدرك السخرية حين يسمعها وإما أن حس دعابته غريب0
فليذهب للجحيم ! لن ينجو بفعلته ! ستلقنه درساً!
ثم نظرت لظهره العريض ، ولحقت به على طول المنحدر :- أراهن أنك يادكتور لم تواجه أروع تجربة في حياة الإنسان ، برأيي في الغا0000آآآآآه!
وإذا بقدمها تزل ، فتنزلق حتى ترتطم بالأرض أخذت تصرخ وهي تسعى باهتياج شديد إلى وسيلة للخلاص 0كانت ترضى بأي وسيلة صخرة ! أم جذور ناشئة ! وما هي إلا خطوات قليلة وتسحق سحقاً0
فجأة اصتدمت بجسم صلب ، وبدافع غريزي تعلقت به بكل ما تملك من قوة 0لكنها مع الأسف جرته معها نحو الأسفل 00فراحت تصرخ حين بدت لها النهاية وشيكة مجدداً 0غير أن صراخها لم يدم إلا لثوان ، قبل أن يوقفها هذا الجسم عند حدها 0حين اختنق صراخها في داخلها أخيراً تناهت إليها شتيمة خافتة من قريب 0
بسرعة تفحصت جسمها ، واكتشفت أنها نجت بأعجوبة ، باستثناء رضة في ظهرها 0 وأخيراً فتحت عينيها فأكد لها بصرها حقيقة أن ما اصتدمت به ليس شجرة كما كانت ترجو 00بل طبيب شديد الاستياء 0بدا ساخطاً فعلاً فأجفلت وسألته بصوت ضعيف :- هل 000أنت من أمسكت يادكتور؟
حدق فيها كأنه لم يسمع مثل هذا السؤال السخيف في حياته 0
تمتمت من غير تفكير للدفاع عن نفسها :- أعتقد 000أن عيني كانتا مغلقتين 000ولكنك لم تكن ثابتاإ وإلا لما وقعت حين أمسكت برجلك !!
بدا وسيماً جداً في غضبه فهتف :- بل كنت ثابتاً ! إنما لم أتوقع أن تخلعي الجل التي أستند إليها 0وإذا بها تضحك وكادت تنتابها نوبة هستيرية
- أتظنين ذلك مضحك ؟
أفلتت منها ضحكة أخرى ، عبس في وجهها لكن تعابير وجهه لم تكن عدائية هذه المرة 0
- هل أنت بخير ؟
أومأت برأسها :- في ما خلا 000
لكن الحرارة اجتاحتها ومنعتها من المتابعة 0أحست بمشاعر لم تعجبها مطلقاً 0لم تشأ أن يتعلق قلبها برجل مقيد بجزيرة 00ولا تريد لمشاعرها أن تتحرك نحوه أنه لا يحفل بها اصطنعت الامبالاة :- دكتور 000أنا مرمية أرضا0
بقيت تعابير وجهه مضطربة وهمس بصوت أجش :- أعرف0
أحست بدوار يتملكها وما إن سمعت همساته الهادئة حتى سرت فيها قشعريرة 0
في نظراته لاحظت ما يفوق الشغف الجامح جنوناً ، كما لمست مشعر غضب عنيف 0 الغضب ! صُدمت فقد علمت أنه لم يرد لمشاعرهما أن ترى النور كحالها تماماً لم يكن هو الرجل الذي تبحث عنه ولم تكن هي المرأة التي يبحث عنها 00لكن سحراً خفياً جذبهما وأجبرهما على الانصياع كلاً للآخر 00لقد وقعت في الشرك ووقع معها 0 صرخت في سرها :- لست ضحية ياميمي بل أنت سيدة قرارك أنت امرأة بلا قيود وتعلمين أن هذا الرجل سيعميك جسداً ورمحاً حتى تعجزي عن التحرر من سلطته تعلمين أنك راحلة فلا تمنحي قلبك غلا لرجل كأبيك يتوق للمغامرات أنقذي نفسك قبل فوات الأوان0
استجمعت ما استطاعت من قوة ولجأت لشجاعتها وهتفت بصوت بالكاد يسمع :- دعني وشأني0
حاولت أن تقف 00أنما بلا جدوى إلا أنها واظبت على محاولتها ، وهي تتحدى جاذبيته بما تبقى لها منقوة0
وبسرعة ابتعد عنها مارك وجلس على الأرض ، هل كان غاضباً منها أم من نفسه ؟ كان قد أدار ظهره لها وراح يمرر يديه الاثنتين في شعره ، ثم أحنى رأسه وحاول أن يستعيد رباطة جأشه0
أحست بلمسة باردة على خدها فاستدارت لتجد الكلب وهو يتشممها ، فأجفلت وأبعدت الحيوان عنها وهي تتذمر :- لست ميتة فليبق أنفك البارد بعيداً عن وجهي 0
تمتم مارك -:- أعرف ! أقل ما يمكنني فعله هو مساعدتك 0
هل ستجرؤ على البقاء بقربه مجدداً 00هزت رأسها ثم استندت بيديها إلى الأرض ورفعت نفسها حتى كاد أن يختل توازنها 0
- أتحتاجين لأي مساعدة ؟
- لا تلمسني !
ابتعدت عنه وتعثرت :- سر في المقدمة وحسب 0
أنبأها وقع حذائه أنه بدأ يمشي بتثاقل وعندما أصبح بجانبها قال :- أنا آسف ما كان علي أن أكون فظاً معك 00
قاطعته :- معك حق 0 أنس الأمر ولنتكلم في موضوع آخر0
كادت أن تبكي فقد ظل واقفا ينظر نحوها :- اذهب 00اذهب وحسب 0
بعد برهة أمسى في مرمى نظرها فكان كل نفس تتنفسه كأنه سكين تخترق صدرها 00واشتد الثقل في قلبها وأحست بفراغ كبير 0
ياللسخافة كيف تتحكم بها مخيلتها وهي صاحبة التاريخ الحافل بالمغامرات والأعمال الشقية ؟
لن تكون عبده جميلة لأي رجل ! ولن تترك تصرف طائش يزرع الاضطراب في حياتها0
أخيرا تكلمت بصوت أجش :- عما كنا نتحدث ؟
كان مستغرق في التفكير فرفع رأسه وصرخ :- وكأني أعلم !!ردت :- لا تصرخ في وجهي فالذنب ليس ذنبي إذا وقعت!
رفع رأسه وواجهها وبدا قريباً منها لحد مقلق :- أنت00000
وسكت وهو يصر على أسنانه 00لم تعلم ماذا أراد أن يقول لكنه بدا واضح أنه عاجز عن التعبير 00أطلق أنيناً خافتاً وهز رأسه واستعد لمواصلة المسير لكنه توقف فجأة وقد كسا الاضطراب ملامح وجهه 00أحست بالتوتر الحاد 00بعد وقت طويل ن قال بصوت خال من التعبير :- أظن 00000أنك كنت تخبرينني عن أروع تجربة في حياة الإنسان0
كتف يديه :- إذاً ياآنسة قصي علي أروع التجارب في حياتك0
لم تعرف لماذا أحست أن دموعها ستنهمر0لكنها سحقت قلبها كيف يمكن لشعور بدا منذ دقائق أن يكون غالياً على قلبها 00بلعت ريقها وقالت :- تذكرت 00كنت أٌول أرهن أنك لم تواجه ما اعتقدت 00ماأعتقد أنه أروع تجربة يعيشها الإنسان0
ثم فركت عينها بيد مرتجفة ، وهي ترجو أن يبدو الأمر كأنها تزيح خصلة عن وجهها لا كأنها تمسح دمعة00
حمدت الله أن صوتها بدا طبيعياً رغم العذاب الذي يحرق أحشاءها تابعت :- تخيل أنك تسير وسط سكون الطبيعة0 النزهة في هذه الطبيعة البدائية الخلابة هي لا شك أروع تجربة يعيشها الإنسان في الحياة0
أخذت نفس مرتجف وهي تجبر نفسها على مواجهة نظراته 0 وإذا بوميض سخرية يجتاح عينيه تدريجيا0
قال ببطء :- كلا أنت مخطئة يا آنسة باتيست0
مضى وقت قبل أن تستوعب ميمي المعاني التي يخفيها في طيات كلامه00

سنا المجد
28-04-2008, 14:28
انتظر ارأوكم .........
وساكملها في الغد ان شاء الله.........

سنا المجد
28-04-2008, 14:29
5/ ارحلي يا آنسة !


لم يصدق مارك ماحصل في الغابة 0لا، إن كلمة عاصفة تافهة لوصف ما حصل بينهما 0 بعد كل العظات التي رددها على نفسه وبعد التحذيرات من مغبة التورط مع رحالة مشاكسة 00هاهو يتعلق بها ، صحيح أنه لم يخطط لذلك إلا أنه لا ينفي تهوره المرعب ، ما الذي تملكه ؟
كان السؤال من السخافة بحيث أجفله 0فالجواب محفور في ذهنه 00لقد بات أسير عينين رماديتين ، وشفتين توبخانه بابتسامة ماكرة ، كل هذا يجذبه إليها ويغويه وفجأة فلت زمام الأمور0
لقد استغرق في عمله السنين الماضية كلها حتى انصرف عن الحياة الاجتماعية ومازال على هذه الحال حتى اليوم لاشك أنه كبت من المشاعر ما يهدد بالانفجار 0لقد صد الممرضة أورسولا لأسابيع 0 ومن سوء حظ ميمي أنها تواجدت في المكان الغير مناسب في الوقت الغير مناسب0
تذمر في نفسه :- واجه الأمر ميريت ! أنت ترغب في هذه المرأة وإن لم تتمالك نفسك ستنجرف إلى ما تندم عليه لاحقاً0
مازالت ذكرى مواجهتهما تبعث فيه مشاعر مجنونة 0 كانت رائحتها أشبه برائحة الطبيعة بعد أن يغسلها المطر 0
- مارك !
سمع اسمه فعاد للواقع كأنه سقط من السماء 0التفت ليجد الجميع يحدقا فيه 0 لقد فاته أنه في القصر يستمتع بعشاء عائلي0 كما استمتع رغماً عنه بوجه ميمي المفعم بالنشاط وهي تجلس قبالته على المائدة !1تعمدت تجاهله طيلة الأمسية وكأنها تثأر منه 0 مع العلم أنها تبادلت الحديث مع جاك وسوزان وجورج وتأملت كايل طويلاً وهو يلعب بسعادة في حضن أمه0
ولما ألقى نظرة للأطباق أدرك أن العشاء على وشك أن ينتهي 0أيعقل أن ينجرف مع أفكاره لهذا الحد ؟
- عد للعبة ياميريت !
سأل:- ماذا ؟
ضحك جاك :- ما بالك يا أخي الصغير ؟ أفقدت السمع ؟
واجههم بملامح أرادها لامبالية 00وكذب :- آنا آسف 00كنت أفكر في حالة مرضية 0
مال لأخيه باهتمام وقال :- ماذا كنت تقول ؟
- كنت أقول أني سمعت أنك تخطف مساعداتك هذه الأيام 0
وغمز ميمي ، فلاحظ مارك أنه أجابته بابتسامة ساحرة لا تمت بصلة لأحاديثها معه0
وتابع جاك : - يمكنني أن أجزم من خلال الدليل على رأسها ، أنك لجأت للعنف 00مع أني لا أحبذ أسلوبك ، لكن اسمح لي بأن أهنئك على ذوقك الرفيع 0
قهقهت ميمي وقالت لجاك :- شكراً يا جاك يسرني أن أحد رجال ميريت لا يستقوي على النساء الأضعف منه 0
ثم حدقت في مارك بحنق وحولت انتباهها لجاك وتابعت :- لكن لقاءك أنت وسوزان وجورج والطفل عوض حظي العاثر 0
سددت لمارك نظرة شعر بلسعتها الحادة 00
كتف ذراعيه وهو يجبر نفسه بالنظر لأخيه وقال :- صدقني يا جايك أنني أكفر عن جريمتي ، فنادراً ما التقي بأنثى بهذا الغضب

وبهذه الثرثرة0
تلاقت عيونهما فابتسم وهو يراها تحمر بمهانة 0
قهقهت سوزان وقالت :- كل ذلك ممتع يا شباب ، لكن ابني بحاجة إلى بعض الرعاية في قسم الحفاضات 0
حول مارك نظرة لجاك الذي وقف قائلاً :- دعيني أقوم بذلك عنك عزيزتي 0
نقلت ميمي بصرها لجورج 00كان ميريت الأكبر المتجهم دائماً مستغرق
ً في مراقبة جايك وهو يحمل حفيده 0فكر مارك00
لقد ورثا ولدي ميريت وسامة أبيهما وطبيعة أمهما الودودة 0تذكر مارك هذا أنما هل توافقه ميمي باتيست الرأي ؟ ضحك مارك بخفوت ، غير أنه نجح في إخفاء ضحكته بسعال0
حيت تأمل والده صدم بالرقة التي ارتسمت على ملامحه الصارمة المستبدة 0فمنذ وفد المولود الجديد كايل إلى حياتهم وحال هذا العجوز تتغير0
توجهت ميمي بالحديث إلى جورج :- جورج ، أخبرتني سوزان أنك تلعب الشطرنج 0
حملق جورج في الضيفة :- نعم 0 لم تسألين ؟ هل تحبين اللعبة ؟
- بل أنا مهووسة بها 0كنت اقضي ساعات الليل وأنا العب هذه اللعبة على ضوء مصباح0
أعجب مارك بالخجل الذي اجتاح وجهها وسمعها تضيف :- لن أكون لاعبة شطرنج محترفة لكن إن كنت تستمتع باللعبة فأود أن العب معك 0
هتفت سوزان ومارك معاً :- إن كان يستمتع 000
ثم انفجرا بالضحك فيما تابع مارك :- إني أبي يا آنسة الشطرنج يجري في دمه وإن وافقت على منازلته فمن الأفضل أن تكوني شجاعة00ومن الأفضل أن تكوني لاعبة ماهرة وإلا ألتهمك حية 00
- التهمني ؟
صرخ جورج :- إنها مجرد أكاذيب ، أكاذيب خسيسة 00لست إلا شخص يهوى الشطرنج ويأمل أن يجد في يوم من الأيام شخص ينغمس معه في لعبة ممتعة
وحدق في مارك :- وأنت توقف عن مضايقتها 00لفد آذيتها ما يكفي !
- ادخلي عرين أبي بمحض إرادتك وعلى مسؤوليتك آنسة باتيست 0

وأضافت سوزان :- و اعتمري قبعة سميكة !
ثم قهقهت وهي ترى النظرة الصارمة التي سددها إليها حموها ، رفعت يديها علامة الاستسلام 0

- حسناً ، حسناً جورج ، لن انبس ببنت شفة0
- عما ؟
كان هذا صوت جاك وهو يعود للغرفة مع كايل 0
- عن والدك وسلوكه الرديء عندما يتعلق الأمر بالشطرنج0
انحنى جايك ليضع كايل في ملعبه الصغير لكنه تسمر في مكانه ، ثم اختلس النظر إليهم بريب واضح :- لا تقولوا أن الملك جر ميمي لمنازلته في اللعب 00
نظر لميمي وتابع :- آمل على الأقل أنك لم تعرضي اللعب بنفسك ؟
سددت إليهم ميمي نظرة وقحة فيها من السحر ما أرسل قشعريرة في جسد مارك ثم وقفت وأخذت يدجورج قائلة :- هيا يا جورج ، فلنتخلص من هؤلاء المملين ولنستمتع بوقتنا0
قدم العجوز ذراعه لميمي في حركة مسرحية 0
همس في إذنها ببضع كلمات 00قهقهت لها ميمي وظل صوتها يتردد في ذهن مارك حتى بعد إغلاق الباب بوقت طويل0
وأضافت سوزان :- و اعتمري قبعة سميكة !
ثم قهقهت وهي ترى النظرة الصارمة التي سددها إليها حموها ، رفعت يديها علامة الاستسلام 0

- حسناً ، حسناً جورج ، لن انبس ببنت شفة0

سنا المجد
28-04-2008, 14:30
- عما ؟
كان هذا صوت جاك وهو يعود للغرفة مع كايل 0
- عن والدك وسلوكه الرديء عندما يتعلق الأمر بالشطرنج0
انحنى جايك ليضع كايل في ملعبه الصغير لكنه تسمر في مكانه ، ثم اختلس النظر إليهم بريب واضح :- لا تقولوا أن الملك جر ميمي لمنازلته في اللعب 00
نظر لميمي وتابع :- آمل على الأقل أنك لم تعرضي اللعب بنفسك ؟
سددت إليهم ميمي نظرة وقحة فيها من السحر ما أرسل قشعريرة في جسد مارك ثم وقفت وأخذت يدجورج قائلة :- هيا يا جورج ، فلنتخلص من هؤلاء المملين ولنستمتع بوقتنا0
قدم العجوز ذراعه لميمي في حركة مسرحية 0
همس في إذنها ببضع كلمات 00قهقهت لها ميمي وظل صوتها يتردد في ذهن مارك حتى بعد إغلاق الباب بوقت طويل0

وتحول التعبير المرتبك على وجه سوزان إلى ابتسامة رقيقة :- يا إلهي ! أمثل هذا الشغف يصدر عن طبيب بارد الأعصاب 0
ثم التفتت لزوجها وتابعت :- أتعرف ياحبيبي ؟ أظن أنك محق مارك مفتون بامرأة فريدة من نوعها ، وهذا ضد ميله الفطري 0
ثم واجهت سلفها وقالت :- يا لمارك المسكين ! لقد أراد ربة منزل هادئة الطباع ، فحظي بامرأة مثيرة غريبة الأطوار 0
- لم أحظ000لم أحظ ، ولا أرغب فيها أهذا واضح ؟
أجاب جايك وهو يرفع حاجبيه بسخرية :- نعم00هذا واضح بالنسبة لي ن ماذا عنك ياسوزان ؟
أومأت برأسها من غير أن تتوقف عن الابتسام لمارك :- طبعاً أنت لا ترغب فيها وأذكر أنك كنت تكن المشاعر نفسها لأروسولا0
أجاب مارك بالموافقة 00رغم أنه علم بأن كلامها لم ينته بعد0
- إنما كنت تدعو أورسولا باسمها0
شعر مارك بسحابة ثقيلة تمر أمام عينيه إلا أنه صرخ :- لا !
ثم عض على شفته وهو يحاول أن يقنعهما بفكرة لم يكن مقتنع بها :- إني لا أشعر بأي انجذاب نحو ميمي 0إن الفكرة مجنونة بل مثيرة للضحك 0فعلى المرأة التي تكون جديرة بحبي أن تكون متزنة ن 00وهي في اتزانها تشبه القنبلة الموقوتة 0
- قنبلة إذاً ؟
وجه مارك نظرة قلقة نحو الباب الذي يؤدي للحجرة المجاورة ، فاعتراه الغضب حين رأى ميمي على عتبته 0فجأة بدا له أن الأصوات قد خفتت ، حتى النسيم قد توقف عن الهبوب 0كان على وجهها تعبير مهلك 00وبعد دقيقة من التوتر أشاحت بوجهها واتجهت لمائدة الطعام قائلة :- لقد نسي جورج نظارته 0
وبعد أن التقطتها سارت حتى توقفت أمام مارك وسددت له نظرة مميتة :- لمعلوماتك يادكتور لن لن أقبل برجل ثقيل نكد مثلك وإن قدموك لي على طبق من فضة 0
ثم التفتت نحو سوزان وجايك وتابعت بصوت جاهدت لضبطه :- شكراً على العشاء 000كان رائعاً0
رمقت مارك بنظرة سريعة :- في أغلب الأحيان 0
حين ذهبت ارتفعت ضحكة مارك تدريجياً حتى خرقت الصمت المخيم0
صرخ مارك :- ما المضحك ظ
أجاب جايك :- يبدو أننا وجدنا المغناطيس الجاذب ، بعبارة أخرى ميمي ومارك ، أم أقول الفاتنة والشرس ؟
- يا لظرفك ! ربما من الأفضل أن تنتقل بمسرحيتك إلى فيغاس 0 وألان 0
- مهما كان ما اقترفته بحقها ، فقد نفذته بدهاء لاذع 0 إنها تستشيط منك غضباً بكل ما في الكلمة من معنى 0
ستكون هذه الأسابيع الثلاثة ممتعة 0
زمجر مارك :- نعم ، تماماً كالمرض 0
توجه نحو الحديقة وقال لجايك :- إن لم يكن ذلك يثقل على برنامج الآنسة باتيست الاجتماعي ، قل لها أن عليه أن تستيقظ عند الخامسة 0

كان اليوم الأول الذي تمضية كمساعدة في عيادة مارك متعباً ، فقد وفد للعيادة العديد من المرضى 00لكنها صارت تعرف أن هذه الكتلة البحرية تسمى جزيرة ميريت وسمعت المرضى يتكلمون عن منجم للزمرد على الجزيرة 0يبدو أن مارك ميريت يملك ثروة هائلة00لم تكن ميمي قد التقت ملياردير في حياتها لذلك 00وجدت نفسها تتسأل لم يكلف نفسه عناء العمل ؟ لاسيما بهذه الوتيرة القاسية والمجهدة !!
في نهاية النهار كان التعب قد بلغ منها مبلغاً عظيماً ولكن كان عليها إعداد العشاء 00 كان مارك قد استحم وغير ملابسه 00وجدته منهمك في تقطيع الخضار تجاهلته قدر الإمكان 00وكان يلقي عليها الأوامر طيلة الوقت 0
لم تعمل في حياتها بهذا الجهد 00لقد استيقظا في الصباح وبعد فطور سريع توافد عليهم المرضى 00ومنذ ذلك الحين لم تتوقف للراحة أو لتناول الطعام 00وظلت كذلك حتى غادر آخر مريض العيادة 0 لم يبدو عليه التعب مثلها !! كيف يتعب وهو يلعب دور الطبيب الشافي ستة أيام في الأسبوع ؟
كان ناجحاً في عمله فطول النهار واظب على توزيع ابتسامته على كا لمرضى 0000ماعداها والكل يحبه حتى موظفي الجزيرة وزملائه في الجزر المجاورة0
كانت قد اكتفت بمناداته بـ الطبيب ميريت بلباقة منذ 12ساعة خلت0
- اسمع يادكتور000ماذا كان تشخيصك للمرأة الأخيرة التي جاءت في هذا العصر ؟
- أي امرأة ؟
لم تزر العيادة إلا ثلاث نساء اليوم قالت :- تلك التي كانت ترتدي سترة صفراء وتنوره جلدية سوداء0لاشك أنك تذكرها000تلك التي اشتكت ألما في الحنجرة0
تمتم :- تقصدين مادلين0
صرت على أسنانها وقد سمعته يستخدم اسمها الأول :- أي كان اسمها 0ما كان تشخيصك لحالتها ؟
- ألا يعتبر ذلك سر من أسرار المهنة بين الطبيب ومريضته؟
- كل مافي الأمر أنني لم أجد مايستوجب انتقالها بالزورق ، كي تفحص حنجرتها 0
حافظ على صمته فتابعت :- ترى ما هي القاعدة التي يتبعها الطبيب مع مريضته في المواعدة ؟
رد بغضب :- أتلمحين أنني افتقر للاحتراف خلال ممارستي لمهنتي ؟
- لا داعي لسرعة الغضب هذه يادكتور 0فما تفعله خلف ستار مهنتك يعنيك وحدك 0كل مافي الأمر أنني أحسست أنها لاتعاني تشنجاً في الفك بقد ما تعاني حرارة في الجسد0
التفت إليها فجأة بطريقة ارتعدت لها فرائصها وهتف والشرر يتطاير من عينيه :- ما رأيك لو نتكلم في الموضوع بصراحة 0فنعالج المسألة قبل أن ننساها برمتها0؟
أومأت بقلق ترى ماذا سيقول ؟ أسيخبرها بأنه يقيم علاقة مع مادلين ؟ أم يقول بأنه لاشأن لها بمن يغازل ؟ تمنت لو لم يدفعها فضولها لهذا السؤال السخيف0
غير أنه فاجأها إذ غير الموضوع :- أظنك تدركين الآن أنني لم أتهور بسببك كما أنني لا أغازل مريضاتي 0
أحست بأنه يجاهد ليمنع نفسه من الصراخ بعد سؤالها البذيء00حين التقت عيناهما بدا أنه استرجع هدوءه ، إنما ظلت الكآبة نفسها على وجهه0
- ليس من عاداتي أن أقدم على ذلك 0
رمت الشوكة بعنف وغضب :- لاتقلق يادكتور لقد نسيت حادثة الغابة منذ وقعت 00ماذا ستفعل ؟
نظر للأرض :- علينا أن نحاول أن تتفق على ما اعتقد0
همهمت بازدراء من غير أن تلتفت إليه 00لقد زرع فيها مارك القلق والاضطراب 0إنها تعرف تمام المعرفة أنها تعرف تمام المعرفة أنها لم تنس ذاك الموقف0 رباه كم تكره نفسها لأنها احتفظت بهذه الذكرى الغبية في قلبها0
- قصدت أن اسأل ماذا تريدني أن اعد للعشاء يادكتور ؟ يكاد الدجاج ينضج 0
- إني أجهل آداب العشاء في الأدغال ، لكن حضارتنا المحلية ترتب علينا أن نرتب المائدة ، وتتلخص هذه العملية في وضع أدوات معدنية ، تسمى 000
قاطعته وهي تتجه نحو خزانة الأطباق ك- يالذكاءك الخارق! إن موهبتك ضائعة في الطب 0إذا ذهبت إلى لاس فيغاس ، فإن مواهبك ستؤمن لك ملا يسعني تخيله!!
أمسكت بطبقين وأضافت :- أتريد القهوة ؟
- ماذا ؟
تمتم وهو يهز رأسه :- انسي الأمر0
وضعت الأطباق مكانها محدثة ضجة كبيرة 0استدارت ووجدت أنها تقابل مارك وجه لوجه 0لم يكن يفصل بينهما إلا انشات قليلة0تراجعت خطوة للوراء بدافع غريزي 00وبادلها بالمثل0ثم بقيا يحدقان يبعضهما والتوتر يزداد شيء فشيء0أخيراً أشار مارك للخزانة وقال :- سأحضر كوبي قهوة 0
اجتاحها شعور بالانتصار لما سمعت صوته يتشنج ، وارتسمت على وجهها ابتسامة 0
فتحت درج وهي تحاول أن تصرف النظر عن الموضوع ، ولم تدرك أنها تعد مائدة لأثني عشر شخصاً إلا بعد فوات الأةان0
كادا يصطدمان يبعضهما مجدداً وهي تعيد بقية الأطباق للخزانة 0 غير أنها حافظت على هدوئها وأشارت للطاولة :- تفضل
-راحت ترتب الأدوات الفضية وهو يضع الكوبين بجانب الأطباق :- كيف جرت مباراة الشطرنج مع أبي ليلة أمس؟
- لقد ربح لكنني سأنتقم هذه الليلة ن فأنا لم العب منذ وقت طويل0
استدارت فسألها :- الليلة ؟
- أتواجه مشكلة أن لعبت الشطرنج مع والدك هذه الليلة ؟
دس يديه في جيبي الجينز وقال :- أنت من سيخسر ساعات نوم لذيذة0
سكت ثم أضاف :- لا شك أنك تحبين الشطرنج ؟
نعم ولم لا ؟
هز رأسه بلا مبالاة :- مامن سبب معين 0
ظل نظره يجول على غير هدى حتى استقر أخيراً على المائدة0
- قلت أنك لم تمارسي اللعبة منذ فترة طويلة ، أليس كذلك ؟
علقت الكلمات في حنجرتها ثم همست :- منذ توفي 00والدي 0
لم ينبس ببنت شفة 0 ومرت دقائق اكتفى فيها من الوقوف أمام القدر وأخيرا قال:- إن كنت لا تمانعين سؤالي 000كيف توفي والداك ؟
رغم أنها أثارت الموضوع بنفسها إلا أن السؤال وقع عليها وقوع الصاعقة 0كانت ذكرى ذلك النهار الرهيب لا تزال حية في ذهنها 0
- في فيضان0
أسندت مرفقيها للطاولة وأراحت رأسها بين يديها وبعد تنهيدة طويلة أضافت :-
- كنا نعبر نهراً في كينيا ، ولم نعرف أن النهر فاض في الجبال0 وإذا بسيل يجرفنا من الأعلى0 كنت الأقرب للساحل فنجوت0

سنا المجد
28-04-2008, 14:31
سرقت منها الصدمة القدرة على الكلام 00وبعد أن أخذت نفساً عميقاً واصلت :- كانا 000
لكن سرعان ما توقفت عن الكلام ، وابتلعت ريقها عدة مرات فمي محاولة لتستعيد رباطة جأشها 0
- كان هذا قبل عشر سنوات 0
سألها برقة :- كم كان عمرك ؟
- سبع عشرة سنة 0
ساد السكون لبرهة طويلة , أخيراً تمتم :- أنا آسف0
أحست بالرأفة في صوته فتمتمت بدورها : شكراً! إني آسفة أيضاً0
لبث واقف بجسده الطويل ، ترى لم خيل لها أن سبب عبوسه ليس استياء بقدر ما هو صراع داخلي يتحكم به ؟
لم يكن أمامها إلا أن تعد دقات الساعة لئلا تصرخ كالمجنونة 0 وراحت تعض على شفتيها وتصر على أسنانها وكأنها حيوان بري جريح 0
لماذا يستطيع هذا الرجل أن يدفعها للجنون ؟ ويثير فيها الاضطراب ؟ بل الخوف الشديد0هذا مالا تملك له جواباً0
بعد صمت طويل تكلم وإمارات الجد بادية على وجهه :- اسمعي يا آنسة باتيست، لقد غيرت رأيي 0 سأدفع ثمن الضرر الذي لحق بزورق صديقك 0كما سأدفع مصاريف رحلتك أياً كانت وجهتها 0
ثم استقام ، وأرجع يديه إلى جيبيه قبل أن يضيف أخيراً :- يمكنك أن ترحلي في الغد0


6 _المتهورة الفاتنة0


وقع الخبر على ميمي وقوع الصاعقة ، فعجزت عن الكلام ، بل عجزت عن تقبل الفكرة نفسها 0 استقامت في جلستها ، وحدقت فيه قائلة :- أتريد000أتريد مني أن أرحل 0000في الغد ؟
أومأ برأسه ببطء 0
اجتاح معدتها شعور حارق غريب أهو الغضب أم الاضطراب ؟0
- لماذا ؟ ألم أؤد عملي بشكم مرض اليوم ؟ هل وظفت مساعدة جديدة ؟
أشاح بنظره عنها :- بل كان عملك جيداً 0لكني أعتقد من الأفضل أن ترحلي 0هذا كل ما في الأمر0
تعجبت مابالها مكفهرة بدل أن تقفز فرحاً بالمناسبة ؟ألم تتمنى أن يحررها من هذا السجن ومن عينيه المثيرتين ؟
لم تشعر وكأنها مستأجرة ساخطة طردت من شقتها للتو؟ رمقته وهي تتمتم :- لقد عملت كجمل اليوم يادكتور 0
بادلها النظر لكنه التزم الصمت0
- لا يمكنك أن تتحمل عبء كل هذا العمل بمفردك طيلة ثلاثة أسابيع ، وأنت تعرف ذلك ؟
ماذا تفعل ؟ كيف تحاول إقناعه بإبقائها ؟
صرخت بغضب :- اسمع يادكتور ، أدرك أننا ضايقنا بعض كثيراً ، وافترض أنك تملك المال لإصلاح الاضرار0لكنك أهنتني وتستمر في إهانتي إن كنت تعتقد أني سأقبل إحسانك بصدر رحب وأديرظهري0
خطت نحوه ببطء ثم وجهت نحو صدره لكمة خفيفة :- أنا لا اضرب الرجال ، لكن اعتبر أني صفعت وجهك 0إنني أدافع عن طريقتي وإياك أن تنسى ذلك 0
تكلم بنبرة محذرة :- آنسة باتيست تابعي عرضك هذا 0وستلعبين الشطرنج واقفة على قدميك 0
كانت عيناه تومضان بمعنى خفي ، فغرت فاها ، وارتدت للوراء0
تلعثمت :-أنا 000إن النساء يقاومن الاعتداء الجسدي في هذه الأيام يادكتور 0
جاهدت لتتغافل عن خفقان قلبها 0
- لعلمك يا آنسة 000
سكت 00وأطبقت على أنفاسها حتى أحست بأوردتها تتمزق ازداد منها اقترابا وهمس :- كذلك هي حال الرجال0
ابتعدت عنه بسرعة وعندما التفتت كان قد اختفى عن ناظريها0
كان الأسبوع الأول الذي قضته كمساعدة للدكتور ميريت متعباًللغاية0وهي تملك الآن سبب حب هذا الطبيب لمرضاه، وبقائه في هذه الجزيرة0
مشت بتثاقل نحو موضع منعزل خلف الكوخ تطل عليه من نافذتها 00وكم من مرة فكرت في أن تسبح فيه لكنها الآن متعبة والمياه باردة 00عموماً هي تحتاج للبرودة0
مدت منشفتها على الرمل 0ثم خلعت خفيها ثم خاضت غمار الأمواج وغاصت بقوة في المياة0وراحت تسبح فرحة ً0أخذت تطلق صيحات الفرح0حتى أحست بتوترها يذهب أدراج الرياح0
كانت ميمي تأمل أن تنفرد بنفسها لبعض الوقت ، بعيداً عن مارك 0
تناهى إليها نباح فوفو من الشاطئ0 فتقدمت إليها لكن ما إن لامست قدماها الرمل حتى كبحت جماح غضبها ، وأزاحت الشعر عن وجهها وكشرت في وجه الكلبة :- قلت لك ألا00
سرعان ما ماتت كلماتها عندما أدركت بأن فوفو ليست وحدها 00لحسن الحظ كانت المياه تغمرها ولا يبدوا إلا وجهها المغطى بشعرها 00
أخيراً أرتدت قناع الثقة الكاذبة ولوحت من بعيد :- جيد ،أنت هنا 0
كان مارك بعيد عنها وضوء القمر خافت فلم تتبين معالم وجهه جيداً0لكن وقفته لم تكن عادية :- أنت سعيدة بمجيئي إذاً
-بالطبع فقد أمرت فوفو بالعودة ولكنها ترفض إطاعتي0
- أنها تشبه شخص أعرفه0
- كم أنت ظريف يادكتور0
شعرت بالمهانة00وأضافت :- خذ كلبتك وغادر المكان أريد أن أكون وحدي 0
لم يغادر بل هتف :- بشأن رغبتك في الانفراد00أخشى أنني أحمل لك أخبار سيئة0
عبست :- أرجو ألا تقصد أنك تنوي البقاء في الجوار؟
عرفت حين استدار أنه ينظر لمنشفتها وثيابها 0
صرخت :- أي عذر تستخدمه لملازمة المكان؟
مرر يده على فكه ونمت حركته أما عن إحباط أو تسلية0
صاحت :- آمل أنك لاتجد الأمر مضحكا ؟
- غير مضحك البتة !!
- ماذا إذاً ؟
أشارت للكوخ :- اذهب بعيداً0
انحنى ليداعب فوفو :- حسناً لكنني سأشعر بالذنب إذا لم أخبرك بأمر واحد أولا 0
نادت بغضب :- حسناً هيا ، افرغ مكنونات صدرك يادكتور 0لا أريدك أن تشعر بالذنب اخبرني وارحل0
رأته يخرج شيء من جيبه 00ولما أبصرت نوراً يومض ثم يخفت ، أدركت أنه مشعل كهربائي 0سرت الرجفة في أوصالها بسبب المياه الجليدية فصرخت :- أ000أسرع 000أني 000أتجمد برداً0
غير أنه لم يجب وظل يوجه المشعل نحو الأشجار 0وحين أطفأ النور ، أبصرت جسما معدنياً يرسل إشارات ضوئية من خلال الأغصان0
- أترين ذلك ؟
-ن0000نعم ، ما قصدك ؟
شعرت بمزيج من الحيرة والقلق ، وإذ بموجة تغمرها 0هاهي المياه التي منحتها منذ برهة حياة جديدة قد باتت الآن باردة لحد الإزعاج0
سلط الضوء على موقع مرتفع لم تره ميمي من قبل وكرر سؤاله :- أترين هذا ؟
راحت ترتجف من البرد 00ولكنها تمكنت من الصراخ :- وماذا في ذلك ؟
استقام وأجاب :- ابتسمي إذاً ياآنسة !!ففي هذا الموقع كاميرات مراقبة 0أيهمك أن تعرفي ماذا تصور هذه الآلات في الوقت الحالي ؟
سار للكوخ بخطى متثاقلة بعد أن أضاف :- استمتعي بوقتك 0
مرت ثوان قبل أن تستوعب كلامه 0ماذا يقول ؟ كاميرات ؟ تصوير ؟ابتسمي ؟0
كادت أن تنفجر من وقع الإهانة 00كيف يجرؤ على أن لا ينبهها من كاميرات التصوير ؟
حدقت فيه وهو يمضي وكأن شيء لم يكن ثم هتفت :- لن تتركني هنا ، أليس كذلك ؟
أختلس النظر إليها :- ظننت أن هذا مرادك 0
انحنت بتذلل قبل أن تغمرها موجة وتخل بتوازنها 00أطلقت شتيمة قبل أن تصيح :- يمكنك على الأقل أن ترمي لي بالمنشفة 0
واجهها ك- حتى لو خضت الماء ورميتها لك , فلن تصل إليك 0أبداً0
- إني أتجمد من البرد 0ألا يمكنك الاقتراب من الماء أكثر ؟
لكنه سار متمهلا وهو يعود للشاطئ :- وهل أعرض سترتي للبلل؟
صرخت :- حسناً ! لانفعل! لكن ، إن أجبرتني على السير للبيت بثوب السباحة ، فلن أوجه لك الكلام مجدداً !!
كتف يديه :- عرضك مغر جداً يا آنسة0
توقف عن الكلام متململا 0ثم هز رأسه ليفك شريط حذائه :- إياك أن تعتقدي أني أقوم بذلك خوفاً من عدم التحدث إليك بعد اليوم 0
- لن تخطر هذه الفكرة في راسي مطلقاً0
ما إن خلع جوربيه حتى اندفع نحو الماء فاستوقفته قائلة :- مهلاً وماذا عن المنشفة ؟
- ستحتاجين إليها ما أن تبلغي الشاطئ0
- لكن 000لكن ماذا000
تذمر :- اخرسي بآنسة باتيست 00إني أنقذك 00فاقبلي عرضي أو ارفضيه0
لزمت مكانها وقد جمد البرد أطرافها وراحت تلوم نفسها على قرار آخر من قراراتها المتسرعة 0
حين دنا منها حدقت فيه بحذر وسألته :- ماذا000ستفعل ؟
- كما قلت لك تماماً0
بدا يخلع قميصه ، ثم أضاف وهو يرى الإجفال مرسوم على وجهها :- البسي هذا!
أمسكت القميص وتركته ينسدل فوق رأسها ، ثم جاهدت لتدخل ذراعيها في الكمين، فيما الأمواج حولها تتلاطم وجسمها يرتعش0 حين نجحت أخيراً كانت قواها قد خارت تماماً ، والنسيج قد تشرب الماء 00
_ أيمكنك أن تقفي ؟
- ط00طبعاً0
لكنها انهارت وغاصت تحت الماء 0
وبخها :- كان ذلك ممتعاً للغاية0لكن الأسلوب الذي تعتمدينه للعودة للشاطئ قد يستغرق وقتاً طويلاً0
كانت تسعل بقوة وتتنفس بجهد وأغضبتها سخريته 00
فيما هي تعود للشاطئ غمرتها المياه وأخذ جسدها يرتجف وأسنانها تصطك تلعثمت :- شكـ000شكراً يادكتور000كان هذا غـباء مني000
ظل صامتاً ،لكنها أحست به يصر أسنانه0
- أهذه دولة عسكرية يصر الرئيس على مراقبة كل شبر منها ؟
- بل تقتصر المراقبة على الشاطئ، وذلك لاكتشاف الزوار الغير شرعيين ، قبل أن ينتشروا على الساحل للتنقيب على الأحجار الكريمة0
بدا كلامه منطقيا 00كيف لم تتسأل عن وسائل الأمن في إمبراطوريتهم ؟ فهذه جزيرة زمرد00وهي لا تقدر بثمن !

وما لبثت أن شتمت نفسها لتسرعها مرة أخرى ولعدم تفكيرها 0
ولما خطت خارج المحيط ، راحت تمشي حتى تجاوزت كومة الثياب0
- ماذا عن الـ000المنشفة0
-أيمكنك أن تقفي بمفردك إن عدت لإحضارها ؟
- ليس بعد0
- ينبغي أن تصلي للبيت أولا0
- كيف وجدتني؟
لم تعد تشعر كأنها جبل جليدي فالحرارة التي يبعثها فيها هذا الرجل00
فجأة صرخت في نفسها محذرة :-لا ياميمي ، لن نخوض في هذا السجال مجددا0
- استعنت بنباح فوفو!
قالت وهي تشعر بالخزي:- إني محرجة للغاية ، هل تعتقد أن أحدهم رآني ؟
كانت ضحكته عميقة وساخرة 00رغم ذلك استقبلتها بسرور 0
- لا يتلقى قسم المراقبة راتبه كي ينقطع عن العمل لفترة طويلة 0
تمتمت بأنين :- لاشك أنهم اجتمعوا لحضور المشهد ، حاملين معهم الفشار وهم يقهقهون بلا توقف00قد أضطر لقتل نفسي0
- من جانب آخر , إنهم يتلقون رواتبهم كي يحافظوا على السرية
كنت قلقة من أن تبث مواقع الانترنت شريط مغامرتك البحرية، فلا عليك!
رفعت عينيها تحقدق فيه بهلع - أهي مسجلة ؟
ازدادت ملامحه ارتباكاً لما بادلها النظرات :- استنتج أنك غير ملمة بالأجهزة الأمنية0
في هذه اللحظة لم يكن مارك وحده من يتقد بالحرارة 0في الواقع شعرت بخجل شديد ، تنهدت بعمق ومدت يدها لشعرها المبلل0
- سأقتل نفسي بكل تأكيد0
بعد قليل أشار للكوخ قائلا:- قبل كل شيء ، هلا فتحت الباب ؟
باضطراب أدرت مقبض الباب ، حتى شعرت بحرارة الغرفة على جسمها المرتجف0
تركها وحيدة فأجفلت ، واشتد ذهولها لما راح يتابع السير بخطى واسعة0
- إلى أين تذهب ؟
- إلى الحمام 0أنت بحاجة إلى الدفء0

سنا المجد
28-04-2008, 14:42
اعتذر ماري واتتظر اذنك لاأتابع


تحياتي للجميع...............

ورده قايين
28-04-2008, 16:38
سنا المجد الله يهديك هههههههههههههههههه

المفروض تكون الرواية رواية الأسبوع يعني يوم الأربعاء

ماري ياريت تخلينها تكملها مابقى شئ

ماري-أنطوانيت
28-04-2008, 17:10
هلا وغلا (سنا المجد)

عادي ما في اي مشكله...:D

وبانتظار بقيه الروايه...::جيد::

shymoon
28-04-2008, 17:27
http://www.ksa05.org/uploads/f35d1746ca.gif سنا المجد ..على الجهد بس كمليها والله مابقي فيها غير صفحتين...

عذوووب
29-04-2008, 01:34
كيفكم والله وحشتووووووووووووووووووني موووووووووووت

هالكمبيوتر اللي ما يستحي على وجهه قطعني عنكم

الروايات اللي نزلتوهت بصراحة تجنن مثل اللي كتبوها ::جيد::::جيد::

الف شكر يا غواااااااااااااااااااالي

زهر نوار
29-04-2008, 12:07
السلام عليكم يا شباب
أنا عضوة جديدة بالمنتدى لكنى متابعة لكم من فترة ومن شدة اعجابى بكم وبمجهودكم الرائع والخارق
حبيت إنى أهنيكم على أختياراتكم للروايات وعلى إستمراريتكم دائما إن شاء الله
وأتمنى تقبلونى عضوة بينكم لأنى محبة لروايات عبير جداً

وإلى الأمام دوما إن شاء الله يا أحلى منتدى

ورده قايين
29-04-2008, 12:45
السلام عليكم يا شباب


ياهلا بزهر نوار

بس للعلم لايوجد شباب بينا

زهر نوار
29-04-2008, 13:11
شكراً لترحيبك أختى العزيزة وردة قايين
ومعذرة لكى لكنى ما قصدت الشبان لأنى متابعة لهذا القسم منذ فترة ولكنى قصدت الصبايا
وهذه الكلمة تصير على الشباب والصبايا على حد سواء
ولكى جزيل الشكر على عطائك الغير محدود وعلى المعلومة أختى

سنا المجد
29-04-2008, 13:51
أحست بوخزه من الخوف فسارعت تقول :- ولكني أشعر بالدفء0
فتح باب الحمام وفتح الماء على المغطس ، ولم يمر وقت قليل حتى استقام ومرر يده في شعره ، بحركة تنم عن توتر عضلات صدره وذراعه ، سألها بصوت تشوبه الخشونة :- أيمكنك تولي الأمر من هنا ؟
على أي حال من يلومه إن كان عصبياً ؟ فقد كان الماء يقطر منه 00ولن تندهش ميمي إن انهار على الأرض بعد العناء الذي تكبده في انقاذها0
فجأة ، حانت منها التفافة وقد اتخذت قرارها 0كانت يداها تشدان القميص الفضفاض إلى الأسفل0غير أنها أرخت قبضتها بغتة ، وأومأت للطبيب بإصبع منها :- اقترب لحظة يادكتور0
أخفض حاجبيه ثم رفعهما ثانية في تعجب ملحوظ :- ما المشكلة ؟
أومأت بإصبعها مجدداً وتوسلت :- أرجوك !!
أقترب والشك يرتسم في عينيه :- ماذا تريدين الآن ؟
صمتت لحظة ، ثم همست :- شكراً0
وانسحبت بسرعة 0لم تبال إن كانت هذه الخطوة هي أحدى بنات أفكارها المتهورة0فقد كان شهما ودوداً معها ، ولم تستطع أن تكبح جماح نفسها0
وما لبثت أن أردفت :- أعلم أننا لا نتفق كثيراً ، لكنني أقدر ما فعلته من أجلي الليلة 0
ولم تكن ميمي تملك أدنى فكرة عما توقعه ، ولكن بدا واضحاً أنه لم يتوقع ما سمعه ، بقي صامتاً وهو يرمقها ، بوجه ساحر حتى في ذهوله0
وضع مارك المولود الجديد بين ذراعي ميمي0
وارتسم على وجه مساعدته المعارضة أبداً ، تعبير جديد00لم يلحظه عليها من قبل 0كانت ملامحها رقيقة وقد ترقرقت الدموع في عينيها 0بدا أن في زاوية من زوايا هذه البوهيمية شرارة أمومة0
حاول مارك أن يبعد نظره عن وجه ميمي ، ولكنه لم يستطع، بدت وكأنها تماثل مراهقة0
كان مارك قد تلقى اتصال رايف عند الواحدة يوم الأحد0ولم يكن النوم قد وجد إلي سبيلا، لاسيما أنه عجز عن طرد مغامرة المساء من ذهنه0بدت مهمة الإنقاذ تلك أسوأ أربع ساعات مرت علي في حياته0فلهذه المرأة قدرة عجيبة تقضي على رباطة جأشه، وتضاعف من توتره وتسهره الليالي00
في العادة قلما يفرح بالاتصالات الطارئة في منتصف الليل 0لكن حين رن الهاتف أمسكه وكأنه حبل النجاة ينتشله من نار مستعرة0
بعد أن انهي مارك وميمي عملهما عادا للجزيرة0كان ستار الليل يخيم على المحيط 00والسماء مرصعة بالنجوم 00جلست ميمي بسكون إلى جانبه، وهي تحدق عبر النافذة المقابلة ، ود لو يعرف الأفكار التي تشغل بالها !! وفي حركة جنونية ، استدار ليواجهها :- ما رأيك في الولادة الأولى التي ساعدت فيها ؟
لما التفتت إليه فوجئ بالدمع يترقرق في عينيها0أخذت نفساً وطرفت بعينيها حتى محت العبرات0
تمتمت بهدوء لا أثر فيه لتبجحها المعتاد :- كانت تجربة فريدة من نوعها يا دكتور 0
ابتسمت بضعف وهزت رأسها هامسة :- ميمي لغيت000هذه الفتاة الصغيرة ستشق مصاعب الحياة ، وتنعم بأفراحها ، وهي تحمل اسمي أنا!!
راح مارك ينظر إليها وهو يفكر في كلامها0لاحظ أن شفتها السفلى ترتعش 00حول انتباهه إلى عينيها ، فأذهله بحر المشاعر العنيف المتلاطم فيهما00التجربة اخفت المتسكعة الثرثارة ، لتحل محلها حساسة فاتنة في تأثيرها 0وجهت إليه نظرة ساحرة واحدة مسته في الصميم00
أدرك إنها تشعر بالامتياز والتفاهة في آن واحد فابتسم وقال
:- ستكون ميمي لغيت 00امرأة مميزة إذا امتلكت نصف شجاعتك فقط0
رغم أنه تفاجأ حين أفصح عن مكنونات صدره ، غير أنه لم يأسف0قفد قدمت له ميمي بهدوئها وسيطرتها على أعصابها ،عونا كبيراً وتستحق منه تشجيعاً0
لدى سماعها مديحه 0اتسعت عيناها المتلألئتين فجأة0
بدأت دمعة ترتعش على أهدابها ، وشقت طريقها أخيراً على خدها 0
في تلك اللحظة بالذات ، سيطرت على مارك رغبة مجنونة في غزالة المسافات بينهما ، حتى يشعر بدمعتها الندية0

سنا المجد
29-04-2008, 13:51
أحست بوخزه من الخوف فسارعت تقول :- ولكني أشعر بالدفء0
فتح باب الحمام وفتح الماء على المغطس ، ولم يمر وقت قليل حتى استقام ومرر يده في شعره ، بحركة تنم عن توتر عضلات صدره وذراعه ، سألها بصوت تشوبه الخشونة :- أيمكنك تولي الأمر من هنا ؟
على أي حال من يلومه إن كان عصبياً ؟ فقد كان الماء يقطر منه 00ولن تندهش ميمي إن انهار على الأرض بعد العناء الذي تكبده في انقاذها0
فجأة ، حانت منها التفافة وقد اتخذت قرارها 0كانت يداها تشدان القميص الفضفاض إلى الأسفل0غير أنها أرخت قبضتها بغتة ، وأومأت للطبيب بإصبع منها :- اقترب لحظة يادكتور0
أخفض حاجبيه ثم رفعهما ثانية في تعجب ملحوظ :- ما المشكلة ؟
أومأت بإصبعها مجدداً وتوسلت :- أرجوك !!
أقترب والشك يرتسم في عينيه :- ماذا تريدين الآن ؟
صمتت لحظة ، ثم همست :- شكراً0
وانسحبت بسرعة 0لم تبال إن كانت هذه الخطوة هي أحدى بنات أفكارها المتهورة0فقد كان شهما ودوداً معها ، ولم تستطع أن تكبح جماح نفسها0
وما لبثت أن أردفت :- أعلم أننا لا نتفق كثيراً ، لكنني أقدر ما فعلته من أجلي الليلة 0
ولم تكن ميمي تملك أدنى فكرة عما توقعه ، ولكن بدا واضحاً أنه لم يتوقع ما سمعه ، بقي صامتاً وهو يرمقها ، بوجه ساحر حتى في ذهوله0
وضع مارك المولود الجديد بين ذراعي ميمي0
وارتسم على وجه مساعدته المعارضة أبداً ، تعبير جديد00لم يلحظه عليها من قبل 0كانت ملامحها رقيقة وقد ترقرقت الدموع في عينيها 0بدا أن في زاوية من زوايا هذه البوهيمية شرارة أمومة0
حاول مارك أن يبعد نظره عن وجه ميمي ، ولكنه لم يستطع، بدت وكأنها تماثل مراهقة0
كان مارك قد تلقى اتصال رايف عند الواحدة يوم الأحد0ولم يكن النوم قد وجد إلي سبيلا، لاسيما أنه عجز عن طرد مغامرة المساء من ذهنه0بدت مهمة الإنقاذ تلك أسوأ أربع ساعات مرت علي في حياته0فلهذه المرأة قدرة عجيبة تقضي على رباطة جأشه، وتضاعف من توتره وتسهره الليالي00
في العادة قلما يفرح بالاتصالات الطارئة في منتصف الليل 0لكن حين رن الهاتف أمسكه وكأنه حبل النجاة ينتشله من نار مستعرة0
بعد أن انهي مارك وميمي عملهما عادا للجزيرة0كان ستار الليل يخيم على المحيط 00والسماء مرصعة بالنجوم 00جلست ميمي بسكون إلى جانبه، وهي تحدق عبر النافذة المقابلة ، ود لو يعرف الأفكار التي تشغل بالها !! وفي حركة جنونية ، استدار ليواجهها :- ما رأيك في الولادة الأولى التي ساعدت فيها ؟
لما التفتت إليه فوجئ بالدمع يترقرق في عينيها0أخذت نفساً وطرفت بعينيها حتى محت العبرات0
تمتمت بهدوء لا أثر فيه لتبجحها المعتاد :- كانت تجربة فريدة من نوعها يا دكتور 0
ابتسمت بضعف وهزت رأسها هامسة :- ميمي لغيت000هذه الفتاة الصغيرة ستشق مصاعب الحياة ، وتنعم بأفراحها ، وهي تحمل اسمي أنا!!
راح مارك ينظر إليها وهو يفكر في كلامها0لاحظ أن شفتها السفلى ترتعش 00حول انتباهه إلى عينيها ، فأذهله بحر المشاعر العنيف المتلاطم فيهما00التجربة اخفت المتسكعة الثرثارة ، لتحل محلها حساسة فاتنة في تأثيرها 0وجهت إليه نظرة ساحرة واحدة مسته في الصميم00
أدرك إنها تشعر بالامتياز والتفاهة في آن واحد فابتسم وقال
:- ستكون ميمي لغيت 00امرأة مميزة إذا امتلكت نصف شجاعتك فقط0
رغم أنه تفاجأ حين أفصح عن مكنونات صدره ، غير أنه لم يأسف0قفد قدمت له ميمي بهدوئها وسيطرتها على أعصابها ،عونا كبيراً وتستحق منه تشجيعاً0
لدى سماعها مديحه 0اتسعت عيناها المتلألئتين فجأة0
بدأت دمعة ترتعش على أهدابها ، وشقت طريقها أخيراً على خدها 0
في تلك اللحظة بالذات ، سيطرت على مارك رغبة مجنونة في غزالة المسافات بينهما ، حتى يشعر بدمعتها الندية0

سنا المجد
29-04-2008, 13:54
أحست بوخزه من الخوف فسارعت تقول :- ولكني أشعر بالدفء0
فتح باب الحمام وفتح الماء على المغطس ، ولم يمر وقت قليل حتى استقام ومرر يده في شعره ، بحركة تنم عن توتر عضلات صدره وذراعه ، سألها بصوت تشوبه الخشونة :- أيمكنك تولي الأمر من هنا ؟
على أي حال من يلومه إن كان عصبياً ؟ فقد كان الماء يقطر منه 00ولن تندهش ميمي إن انهار على الأرض بعد العناء الذي تكبده في انقاذها0
فجأة ، حانت منها التفافة وقد اتخذت قرارها 0كانت يداها تشدان القميص الفضفاض إلى الأسفل0غير أنها أرخت قبضتها بغتة ، وأومأت للطبيب بإصبع منها :- اقترب لحظة يادكتور0
أخفض حاجبيه ثم رفعهما ثانية في تعجب ملحوظ :- ما المشكلة ؟
أومأت بإصبعها مجدداً وتوسلت :- أرجوك !!
أقترب والشك يرتسم في عينيه :- ماذا تريدين الآن ؟
صمتت لحظة ، ثم همست :- شكراً0
وانسحبت بسرعة 0لم تبال إن كانت هذه الخطوة هي أحدى بنات أفكارها المتهورة0فقد كان شهما ودوداً معها ، ولم تستطع أن تكبح جماح نفسها0
وما لبثت أن أردفت :- أعلم أننا لا نتفق كثيراً ، لكنني أقدر ما فعلته من أجلي الليلة 0
ولم تكن ميمي تملك أدنى فكرة عما توقعه ، ولكن بدا واضحاً أنه لم يتوقع ما سمعه ، بقي صامتاً وهو يرمقها ، بوجه ساحر حتى في ذهوله0
وضع مارك المولود الجديد بين ذراعي ميمي0
وارتسم على وجه مساعدته المعارضة أبداً ، تعبير جديد00لم يلحظه عليها من قبل 0كانت ملامحها رقيقة وقد ترقرقت الدموع في عينيها 0بدا أن في زاوية من زوايا هذه البوهيمية شرارة أمومة0
حاول مارك أن يبعد نظره عن وجه ميمي ، ولكنه لم يستطع، بدت وكأنها تماثل مراهقة0
كان مارك قد تلقى اتصال رايف عند الواحدة يوم الأحد0ولم يكن النوم قد وجد إلي سبيلا، لاسيما أنه عجز عن طرد مغامرة المساء من ذهنه0بدت مهمة الإنقاذ تلك أسوأ أربع ساعات مرت علي في حياته0فلهذه المرأة قدرة عجيبة تقضي على رباطة جأشه، وتضاعف من توتره وتسهره الليالي00
في العادة قلما يفرح بالاتصالات الطارئة في منتصف الليل 0لكن حين رن الهاتف أمسكه وكأنه حبل النجاة ينتشله من نار مستعرة0
بعد أن انهي مارك وميمي عملهما عادا للجزيرة0كان ستار الليل يخيم على المحيط 00والسماء مرصعة بالنجوم 00جلست ميمي بسكون إلى جانبه، وهي تحدق عبر النافذة المقابلة ، ود لو يعرف الأفكار التي تشغل بالها !! وفي حركة جنونية ، استدار ليواجهها :- ما رأيك في الولادة الأولى التي ساعدت فيها ؟
لما التفتت إليه فوجئ بالدمع يترقرق في عينيها0أخذت نفساً وطرفت بعينيها حتى محت العبرات0
تمتمت بهدوء لا أثر فيه لتبجحها المعتاد :- كانت تجربة فريدة من نوعها يا دكتور 0
ابتسمت بضعف وهزت رأسها هامسة :- ميمي لغيت000هذه الفتاة الصغيرة ستشق مصاعب الحياة ، وتنعم بأفراحها ، وهي تحمل اسمي أنا!!
راح مارك ينظر إليها وهو يفكر في كلامها0لاحظ أن شفتها السفلى ترتعش 00حول انتباهه إلى عينيها ، فأذهله بحر المشاعر العنيف المتلاطم فيهما00التجربة اخفت المتسكعة الثرثارة ، لتحل محلها حساسة فاتنة في تأثيرها 0وجهت إليه نظرة ساحرة واحدة مسته في الصميم00
أدرك إنها تشعر بالامتياز والتفاهة في آن واحد فابتسم وقال
:- ستكون ميمي لغيت 00امرأة مميزة إذا امتلكت نصف شجاعتك فقط0
رغم أنه تفاجأ حين أفصح عن مكنونات صدره ، غير أنه لم يأسف0قفد قدمت له ميمي بهدوئها وسيطرتها على أعصابها ،عونا كبيراً وتستحق منه تشجيعاً0
لدى سماعها مديحه 0اتسعت عيناها المتلألئتين فجأة0
بدأت دمعة ترتعش على أهدابها ، وشقت طريقها أخيراً على خدها 0
في تلك اللحظة بالذات ، سيطرت على مارك رغبة مجنونة في غزالة المسافات بينهما ، حتى يشعر بدمعتها الندية

سنا المجد
29-04-2008, 13:54
أحست بوخزه من الخوف فسارعت تقول :- ولكني أشعر بالدفء0
فتح باب الحمام وفتح الماء على المغطس ، ولم يمر وقت قليل حتى استقام ومرر يده في شعره ، بحركة تنم عن توتر عضلات صدره وذراعه ، سألها بصوت تشوبه الخشونة :- أيمكنك تولي الأمر من هنا ؟
على أي حال من يلومه إن كان عصبياً ؟ فقد كان الماء يقطر منه 00ولن تندهش ميمي إن انهار على الأرض بعد العناء الذي تكبده في انقاذها0
فجأة ، حانت منها التفافة وقد اتخذت قرارها 0كانت يداها تشدان القميص الفضفاض إلى الأسفل0غير أنها أرخت قبضتها بغتة ، وأومأت للطبيب بإصبع منها :- اقترب لحظة يادكتور0
أخفض حاجبيه ثم رفعهما ثانية في تعجب ملحوظ :- ما المشكلة ؟
أومأت بإصبعها مجدداً وتوسلت :- أرجوك !!
أقترب والشك يرتسم في عينيه :- ماذا تريدين الآن ؟
صمتت لحظة ، ثم همست :- شكراً0
وانسحبت بسرعة 0لم تبال إن كانت هذه الخطوة هي أحدى بنات أفكارها المتهورة0فقد كان شهما ودوداً معها ، ولم تستطع أن تكبح جماح نفسها0
وما لبثت أن أردفت :- أعلم أننا لا نتفق كثيراً ، لكنني أقدر ما فعلته من أجلي الليلة 0
ولم تكن ميمي تملك أدنى فكرة عما توقعه ، ولكن بدا واضحاً أنه لم يتوقع ما سمعه ، بقي صامتاً وهو يرمقها ، بوجه ساحر حتى في ذهوله0
وضع مارك المولود الجديد بين ذراعي ميمي0
وارتسم على وجه مساعدته المعارضة أبداً ، تعبير جديد00لم يلحظه عليها من قبل 0كانت ملامحها رقيقة وقد ترقرقت الدموع في عينيها 0بدا أن في زاوية من زوايا هذه البوهيمية شرارة أمومة0
حاول مارك أن يبعد نظره عن وجه ميمي ، ولكنه لم يستطع، بدت وكأنها تماثل مراهقة0
كان مارك قد تلقى اتصال رايف عند الواحدة يوم الأحد0ولم يكن النوم قد وجد إلي سبيلا، لاسيما أنه عجز عن طرد مغامرة المساء من ذهنه0بدت مهمة الإنقاذ تلك أسوأ أربع ساعات مرت علي في حياته0فلهذه المرأة قدرة عجيبة تقضي على رباطة جأشه، وتضاعف من توتره وتسهره الليالي00
في العادة قلما يفرح بالاتصالات الطارئة في منتصف الليل 0لكن حين رن الهاتف أمسكه وكأنه حبل النجاة ينتشله من نار مستعرة0
بعد أن انهي مارك وميمي عملهما عادا للجزيرة0كان ستار الليل يخيم على المحيط 00والسماء مرصعة بالنجوم 00جلست ميمي بسكون إلى جانبه، وهي تحدق عبر النافذة المقابلة ، ود لو يعرف الأفكار التي تشغل بالها !! وفي حركة جنونية ، استدار ليواجهها :- ما رأيك في الولادة الأولى التي ساعدت فيها ؟
لما التفتت إليه فوجئ بالدمع يترقرق في عينيها0أخذت نفساً وطرفت بعينيها حتى محت العبرات0
تمتمت بهدوء لا أثر فيه لتبجحها المعتاد :- كانت تجربة فريدة من نوعها يا دكتور 0
ابتسمت بضعف وهزت رأسها هامسة :- ميمي لغيت000هذه الفتاة الصغيرة ستشق مصاعب الحياة ، وتنعم بأفراحها ، وهي تحمل اسمي أنا!!
راح مارك ينظر إليها وهو يفكر في كلامها0لاحظ أن شفتها السفلى ترتعش 00حول انتباهه إلى عينيها ، فأذهله بحر المشاعر العنيف المتلاطم فيهما00التجربة اخفت المتسكعة الثرثارة ، لتحل محلها حساسة فاتنة في تأثيرها 0وجهت إليه نظرة ساحرة واحدة مسته في الصميم00
أدرك إنها تشعر بالامتياز والتفاهة في آن واحد فابتسم وقال
:- ستكون ميمي لغيت 00امرأة مميزة إذا امتلكت نصف شجاعتك فقط0
رغم أنه تفاجأ حين أفصح عن مكنونات صدره ، غير أنه لم يأسف0قفد قدمت له ميمي بهدوئها وسيطرتها على أعصابها ،عونا كبيراً وتستحق منه تشجيعاً0
لدى سماعها مديحه 0اتسعت عيناها المتلألئتين فجأة0
بدأت دمعة ترتعش على أهدابها ، وشقت طريقها أخيراً على خدها 0
في تلك اللحظة بالذات ، سيطرت على مارك رغبة مجنونة في غزالة المسافات بينهما ، حتى يشعر بدمعتها الندية

سنا المجد
29-04-2008, 13:55
7_حديث المساء


لم تغمض ميمي جفنيها طيلة الليل ، رغم ذلك لم تكن تبغي أن تلازم الكوخ طيلة النهار0لكن عندما شاهدته منكباً على خزانة الملفات لم تستطع إلا أن تعرض عليه المساعدة00
اعلمها أنه ينهي أعمال سريعة وأنه يوم عطلتها 0بعدئذ أشار للباب وعاد يصب اهتمامه على الملفات ، خاتما بذلك حديثهما0
وافقها سلوكه تماما ، فمساء أمس طالعها في عيبيه سحر غامض ، بل عذاب جعلها تتقلب على فراشها طيلة الليل0
لا لن تدعي الدكتور يغرز سهامه في قلبك بملامحه الريفية البريئة ! إن هذا الرجل لا يستريح خوفاً من أن يحتاجه مريض ! إنه لا يناسبك ياميمي فانسي أمره0
إن آخر ماتريده هو أن تستسلم لمشاعرها وضعفها 00ل1ا فمن الواجب عليها أن تحافظ على سلامة عقلها وتبتعد عنه قدر الإمكان، فهو قادر على دفعها للتصرف بغباء وتفاهة0
ظلت ميمي تحاول أ، تطرد مارك من ذهنها 00فقد شغل أفكارها فيما هي جالسة مع كايل0 كان جايك وسوزان يرغبان بقضاء العصر في بورتلاند فسارعت ميمي لعرض خدماتها 0
وعند المساء ن دعتها سوزان لتناول العشاء معهم فوافقت0كانت تعلم أن مارك قد واظب على رفض دعواتهم للعشاء يوم الأحد 00فإذا حالفها الحط وبقي مسمراً إلى كرسيه وسط كومة الملفات ، ستتمكن من تجنبه طيلة المساء0
لقد اكتشفت أن كلاً منهما يكن للآخر شعور قل مثيله و فمن الصعب أن يذوق المرء حلاوته لبرهة ثم ينساه0
فإن تجلى هذا الشعور !! فكيف لكل منهما أن يمضي في حياته من دون أن يتذكر الماضي بمزيج من الألم والندم ؟
في يوم من الأيام ستنسى هذه المشاعر وسينير حياتها الرجل المناسب ، كما وجدت أمها أبيها وسيجوبان العالم معا ويعيشان مغامرات مثيرة000
كل هذا حلم يستحق أن تسهر لأجله ليالوتنتظر أيام 0
لاح لها الكوخ من بعيد ، فاستدارت وهمها أن تبتعد عن مارك وعن ملفات عمله قدر الإمكان!!
وجدت نفسها في منطقة لم يقع عليها نظرها من قبل ، سارت بتمهل يدفعها الفضول وهي تتأمل الأرض بتمعن 0حين وصلت حافة حفرة حدقت فيها ووضعت يديها على خصرها ، وهتفت :- إذاً ،هذا هو منجم الزمرد العظيم في جزيرة ميريت 1 برأيي ، ليس إلا فجوة كبيرة 0
- على الأقل نحن نتفق على أمر واحد ياآنسة باتيست 0
اعتراها إجفال شديد ، لم تعرف ما إذا سيغمى عليها أم تصاب بنوبة قلبية ؟ استدارت ناحية الصوت ، ويدها على قلبها
:- لقد أخفتني بشدة يادكتور ، حتى كاد كبدي يتفتت!
رمقها بنظرة متفحصة بعد أن ظهر من بين الأشجار وأشار إلى يدها التي فوق قلبها وقال :- بصفتي طبيب ياآنسة ، أؤكد لك أن هذا ليس كبدك 0
حدقت فيه قبل أن تجيب :- لماذا كنت متواريا خلف الأشجار ؟
اسند ظهره لشجرة ضخمة وقال :- كنت أراقب0
أصيبت بالإجفال فقد توقعت طل شيء إلا هذا :- تراقب ؟ ماذا ، أو من ، كنت تراقب على وجه التحديد ؟
أومأ برأسه بعيداً :- الطائر الطنان0
اختلست النظر للجهة التي أشار إليها ، وتفاجأت فعلا بالطائر الطنان يطير بين الأزهار البرية 00
هتفت :- وكنت من الاستغراق في مراقبة الطائر ، حتى أنك لم تلحظ وجودي ؟
- بل لاحظتك 00لكنني جئت هنا طلباً00
استعاد قناع الامبالاة وأضاف :-000للعزلة0
ثم ابتعد عن الشجرة :- إذاً ، أنت تظنين المنجم مجرد فجوة كبيرة ؟
لما غير الموضوع فجأة ؟ تباً لهذا الطبيب وأساليبه المشوشة!
- في 000في الواقع ليس منظراً يسر العين 0
ما إن أقرت بذلك 00حتى تمنت لو تفوهت بجواب أكثر ذكاء من هذا الهراء0
تقدم نحوها بضع خطوات فبلعت ريقها وحاولت أن تحافظ على توازنها 0 أكان عليه أن يبدو بهذه الوسامة ؟لا ن أنه مجرد رجل 00رجل يرتدي سروالا من الجينز وسترة بلون الصوف الطبيعي ، وينتعل حذاء ً رياضياً 00كالف رجل غيره 00أما شعرة الأبنوسي الأسود فهو مجرد شعراً ، والخصلة المتدلية على جبينه مجرد خصلة 0لا هي مسبوكة بالذهب ولا مغزولة بالحرير !!
وهل هاتين العينين الامعتان غير عينين فحسب ؟ لا شك أن في العالم ملايين العيون مثلها ! فما بالها إذاً ؟ وسرت في جسمها قشعريرة سمرتها مكانها0
حين أصبح على بعد خطوتين منها وقف وركع عند قدميها والتقط حجرة صغيرة 0وحين استقام أخيراً عرض ما بيده قائلاً :- هذه زمردة / أو أنها ستكون كذلك ما إن تصقل 0
حين رفعت يديها غريزياً ، ترك الحصاة تسقط في كفها 0تأملتها حتى تبينت النور الأخضر المتلالي فيها 00تمتمت برقة :- رائع0
وما لبثت أن التفتت وتابعت :- إن حدث وفشلت كطبيب بإمكانك العمل بمنجم الزمرد!
ضحك بخفوت وقال :- شكراً ، سأدرس هذا الاحتمال إذا فشلت حياتي المهنية0
ظلت تقلب الحصاة بين يديها وسألته :- أيمكنني الاحتفاظ بها ؟
ثم رفعت سوارها وأضافت :- إني أجمع بعض التذكارات من مغامراتي 0000
سكتت ثم أضافت :- 000إلا إن كانت نفيسة جداً ، فآخر ما أرمي إليه هو إفلاس الشركة 0
- هز رأسه بتعبير ساخر وأجاب :- تسرفي على رسلك فلا أظن أننا على شفير الافلاس0
- لست متأكدة من ذلك يادكتور ، فمع حياة الترف والرفاهية التي تعيشها في الكوخ لا استطيع أن امنع نفسي من القلق0
هزت رأسها بسخرية وأضافت :- إن استخدامك لهذا العدد الكبير من الخدم ، وانغماسك في الملذات ، يدفعاني للشك ، واخشي أن ينتهي بك المطاف تحت جسر0المسألة مسألة وقت ليس إلا 0
حتى تكشيرته كادت تخطف لبها :- يالهذا الانتقاد القاسي !
راعها ما تخلفه جاذبيته فيها من أثر !!

سنا المجد
29-04-2008, 13:59
سرعان ما أشاحت بنظرها عنه والرعب يتملكها 0
أرادت أن تثرثر حول أي موضوع تافه لتنفلت منه0
ابتلعت ريقها وهي تقاوم لتتجاهله و جاذبيته0
وقد عقدت الفرصة على الهرب في أقرب فرصة ممكنة راحت تثرثر وتثرثر للتخلص من تأثيره عليها 0صرخ بها :- تباً ، ميمي ! ميمي اصمتي!
لما اكتشفت أنه قريب منها قرب شديد سألته بحدة :- ماذا ؟
كيف أقترب منها ؟ وهي ما انفكت تبتعد عنه !!
عادت لتسأله بصوت هامس :- ماذا ؟
كان الاضطراب يكتنف ملامحه 00زمجر :- أعفيني من هذه التفصيلات المطبخية 000لا أريد إلا شيء واحد ، وأريده في الحال !!
كانت تفضل ألا تعرف ماذا يريد000
اخترقتها نظراته حتى عرفت أنها تطلب منها ما لن تمنحه بسهولة0
- ماذا ستمنحينني كتذكار على زيارتك ؟
رغم أنه طرح السؤال بهدوء بالغ ،إلا أن تغييراً ما طرأ على وجهه0
وسرعان مافهمت أنه لم يسألها إلا كارهاً0كانت تحس بالصراع داخلة 00وأن رغبته في التورط مع غجرية طائشة تماثل رغبته في التهام حشرة!!
كما لاحظت بحر الانفعالات المتناقضة الذي يغرقه ، لأنها سبق وغرقت فيه0
أقسمت ميمي ، على ألا تسمح لنفسها بالانجراف ستتحكم بتصرفاتها ، وتكون مسئولة عنها مسؤولية تامة0
وأخيراً تمالكت أعصابها وقررت ألا تعير طلبه أي اهتمام0
ولمزيد من الاهتمام ، ابتسمت ابتسامة وقحة ، ثم قالت بهدوء ظاهري :- حسناً دكتور ، ماذا تريد لئلا تنساني ؟
أطلقت حنجرة مارك صوت مخنوق ، وإذا بجيشان من المشاعر
يسري في شرايينها كالنار الهشيم0
وما هي إلا ثوان حتى همس ك- لاترحلي يا ميمي0 أبقي معي0
أثار كلامه فيها عذاباً لا يوصف 00
إن الالتماس في صوته 00لا بل الطلب الآمر ، أرسل نوبة ذعر في جسمها 0
ماذا يقول ؟ دار العالم في عينيها 0 واكتسى لون أسود منذراً بالسوء, وأحست أنه رمى بها في فراغ لا نهاية له 0
أيتها المرأة الغبية 00ماذا كنت تتوقعين ؟ ألم تعرفي أن الحال ستؤول لذلك ؟ الم تعرفي لماذا كنت تخشين الاقتراب منه ؟
إن مارك قد اتخذ لنفسه موطناً ، مأوى يلتمس فيه الراحة ، ولا يرغب إلا في حياة تقليدية ، وزوجة مثالية ، انه يفتقد روح المغامرة ، بل هو إنسان مسمر في مكانه ! يخفف عبء من حوله ليل نهار ! وكتن تعرفين ذلك تمام المعرفة من البداية أيتها الغبية !!
استبد بها الغضب لأنها سمحت للضعف أن يتحكم بها00
صرخت :- دعني وشأني 000اذهب لتدرس ملفاتك !
تركها بسرعة 0 ولما تعثرت قدمها سددت له أصبع الاتهام 0
- أنت تعرف طبيعتي يامارك ، وتعرف طموحي ! كنت تعرف ذلك من البداية0
أخذت نفس عميق وتابعت :- إن حياتي مرسومة بالتفصيل 00وحياتك كذلك00أعترف أن سحراً غريباً فيك ن أوفي يشدني إليك ، أويجذبك إلي 0إنما لاتقع أسير هذا !!فأنا لست من النوع الذي يحب الحياة المنزليةالآمنة0
دفنت يد مرتجفة في شعرها ولم يعد يسمع إلا خشخشة الحلي في سوارها0أطبق مارك على أسنانه00
حذرته وقد أزعجته نبرة الالتماس في صوتها :- إياك أن تطلب مني البقاء ، ماذا كنت تقول لو طلبت منك الرحيل ؟
ومض الغضب في عينيه وسألها بخشونة ك- وأين عساي أذهب ؟ ولماذا ؟ إن حياتي هنا 0
- هذا ما أعنيه تماما0
ثم ولت مدبرة0صحيح أنها كانت تمشي ببطء وبشق الأنفس ، لكنها رحلت أخيرأ0
ظل مارك مستلقياً مدة طويلة 0حين أدرك ماذا اقترف وأين هو ، كانت الشمس تشرف على المغيب0هز رأسه وقد راعه تصرفه لقد جاهد على أن يتجنب ميمي 00وحين فرغ من أعماله ، راح يهيم في الجزيرة على غير هدى 0لماذا كلمها ؟ ولماذا أعلن عن حضوره ؟ كان ذلك خطأه الأول لماذا طلب منها تذكار ؟هذا خطؤه الثاني00
أغمض عينيه وأفلتت منه شتيمة 00لقد أرادها أن تبقى بقربه00
لم يتخيل نفسه رجلاً مندفعاً أو متهورأً، لكنه أقدم للتو على طلب يد هذه المرأة !!
_ أنت رجل مريض ! مالك نفسك 0لا يطلب الرجال من النساء الزواج على نحو غير متوقع، لاسيما حين يدركون تفاهة الفكرة !!
- إلى من تتكلم ؟
رفع مارك عينيه فوقع بصره على جايك وهو يتأبط ذراع سوزان 0 كانا ينظران إليه بفضول 0
قال مارك محاولا استعادة رباطة جأشه :- لم أتوقع أن أراكما هنا في مثل هذه الساعة 0
أفلتت سوزان ذراع زوجها واتجهت لمارك :- ماذا جرى لك ؟ أكنت تتقلب في الوحل ؟
حين سمع كلامها أحس بحرارة تجتاح عنقه ، وارتجل جواباً :- لقد وقعت!!
ارتفع صوت جايك بنبرة مريبة :- أحقاً ؟ وعلى من وقعت ؟
سأل ليبدل الموضوع :- ماذا تفعلان هنا الآن ؟ إن الظلام يخيم على المكان0
كشفت إمارات جايك عن تسلية هددت راحة بال مارك 0 وقال :- يبدو أن ميمي وقعت 0000بدورها0
أخذ جايك يراقب أخيه بابتسامة من كشف سراً , وأردف :- من العجيب أن كلاكما أخرف بهذا الشكل !!
منحت سوزان مارك نظرة رقيقة وبعد برهة تمتمت :- عزيزي مارك لم لا تنضم إلينا على مائدة العشاء 0
ابتلع ريقه بصعوبة ثم دس يديه في جيبيه وأجاب بسرعة :- لا أظن ذلك 000على أن أحضر ملفات عمل ما 000
وسرعان ما أجفل 0 صحيح أنه تلفظ بأول فكرة خطرت على باله 000لكنها كانت فكرة سيئة جداً00
التفت جايك لسوزان وما لبث أن أومأ ، وفي عينيه وميض مكر جلي 00
- أقلت ملفات ؟ حسناً ، إن أسرعت ، بإمكانك أن تعد ( ملفها ) فيما هي تستحم 0
أجتاح العبوس وجه مارك ، أحس أنه يخسر شجاعته شيء فشيء00صر على أسنانه 00لماذا يشعر أنه أكبر أحمق في العالم ؟ إنه يستحق هذه السخرية !! كيف طلب يد أقل من يلائمه في هذا العالم ظ لم تخطيء ميمي في صراخها وغضبها عليه ، بل في رفضها لغبائه00إنما مهما حاول أن يبرر رفضها أو يقنع نفسه به ، فما زال يولد في قلبه ألواناً من العذاب!!

سنا المجد
29-04-2008, 14:00
8/ ضحية الفراولة


جلست ميمي عند الشاطئ ، بعد أن أضرمت النار 00كانت بحاجة للدفء ولتبقى لوحدها00فقد انقلبت حياتها رأس على عقب ، وساد فيها الاضطراب والفوضى 00وهاهي عالقة في جزيرة يسكنها أصحاب ثروة طائلة 0أنى لها أن تعرف أنهم سيكونون بهذه الطيبة والتواضع ؟ لم تحس بهذه الراحة مع الناس منذ وفاة والديها0
ومما يثير الاستغراب أن أي من آل ميريت لم ينشد المغامرة خلف البحار رغم الأموال الطائلة التي يملكونها والتي تسمح لهم بالسفر لأي مكان تشتهيه نفوسهم 0
فجأة أحست بحكة في رجلها ، فدفنت قدميها في الرمل00وعلا العبوس وجهها 0فكرت في مارك 00كم هو مختلف عنها ، لا يعقل أبداً أن تغرم به!
أنها بحاجة ماسة لمجالسة النجوم ، فقد خاضت اليوم تجربة عنيفة وأدركت أن تعلقها بهذه العائلة لن يجر عليها إلا المزيد من المشاكل0
فركت ميمي وجهها بعد أن شعرت بوخز خفيف ، ثم تنهدت وهي تحاول أن تطرد طيف الذكرى 0تباً لها أنها تشعر بالراحة والرضا في هذا المكان00عليها أن تعود لأسفارها00
تمتمت :- ياللمصيبة التي ألمت بك ياميمي ! أكان من الضروري أن تصطدمي بـ0000
تركت الكلمات تموت على لسانها ، وأغمضت عينيها بقوة ، لتمنع أفكارها من الهرب نحو مارك0
ثم أطلقت تنهيدة تنطوي على مزيج من الكآبة والتعب ،
تباً له لقد طلب منها ذلك الوغد000
ارتفع صوت محذر في داخلها : كفى يا ميمي ! توقفي عن التفكير في هذا الرجل !فكري فيما تريدين عدا هذا الرجل !
- ماذا تظنين نفسك فاعلة ؟
أجفلها سؤال مارك الفظ فاستدارت نحوه وأجابت :- يا إلهي يا دكتور! أعليك أن تظهر دائما كالشبح ؟ ستسبب لي نوبة قلبية0!
كانت تحاول أن تتبين مكانه في هذا الليل المعتم 00عندما عاودتها الحكة مجدداً ، لكن عندما كشفت النار عن قامة مارك الفارعة , نسيت أمر حكاكها ونسيت أمر مغادرة الجزيرة ، ولم يبق في ذهنها إلا منظره وهو يخرج من العتمة0
كان وهج النيران قد أضفى عليه جاذبية لا توصف ، فأضاءت وجهه وصدره 00كان حافي القدمين00فخيل لها أن طارئا انتشله من سريره على وجه السرعة 0فما كان منها إلا أن استقامت في جلستها ، وهي تنفض الرمل عن يديها :- هل طرأت حالة مستعجلة يادكتور ؟ أمن مريض يحتاج إلينا ؟
- كلا0
حين أمسى على بعد خطوات منها توقف وحدق بالنار المشتعلة قبل أن يعبس قائلاً:- ماذا تفعلين ؟
بادلته العبوس ومررت يدها على كتفها حيث شعرت بوخزه خفيفة 00ردت :- إني أهتم بشؤوني الخاصة يادكتور كثير من الناس يقومون بذلك 0يجدر بك أن تحاول ذلك في بعض الأحيان0
- يسعدني ذلك ، لكن رجال المراقبة لا ينفكون يتصلون بي بشأن مغامرتك الأخيرة 0
قاومت رغبة في التقدم نحو الكاميرا والصراخ أمام العدسة 0
- إني لا ألفت نظر سفينة القراصنة ! أمن الخطأ أن احظي بقصد من الراحة ؟ألا تستطيعون رجالك المجانين أتركني وشاني ولو لمرة واحدة ؟
أطلق زفيراً يعتريه التعب وتقدم نحوها قائلاً :- هل تنوين أن تقضين الليل في العراء ؟
مدت يدها بشرود إلى كاحلها ، وأخذت تفركه وهي تتمتم :- لست أدري 000وماذا لو فعلت ؟
أجاب بهدوء :- اسمعي يا ميمي 00إني آسف بشأن ماحدث هذا العصر0
ساد سكون عميق لم يقطعه إلا صوت الموج في البعيد 00قال أخيراً :- لا أدري ماذا انتابني ؟!
فكرت قليلاً وتمتمت :- إنه ماض انقضى , ما كا ن يجدر أن أتصرف بعصبية 0
ظلت تحدق فيه وهي عاجزة عن الإشاحة بوجهها 00يا لتلك الهفوة التي ارتكبتها !
أضافت :- إن كنت لا تمانع , أفضل أن ابقي لوحدي 0
لما لم يجبها ، التفتت نحوه حتى التقت عيناهما 0شيئأ فشيء ، بدأت ملامحه تتغير ، فاتسعت عيناه واكتسى وجهه بالهم والتجهم ، ولما فتح فمه أخيراً ، أبصرها وهي تفرك ذقنها بشدة 0
قرب وجهها من النار ، وهتف :- لا تتحركي 0
- في ماذا تحدق ؟هل طال أنفي ؟
وفجاه تذكرت هذه النظرة فبعد العمل معه أصبحت تعرف نظرة الطبيب المعاين0
أنعم النظر في ذراعيها وساقيها ُثم أجابها :- إن البثور تكسو وجهك 00هل تشعرين بحكاك
التفتت لذراعيها وقدميها فصرخت :- آه ، لا !
رفعت رأسها لمواجهة عينيه القلقتين وأضافت :- لا شك أن النحلية احتوت على الفراولة !
راحت تلوم نفسها لأنها أغفلت هذه المسألة مررت يدها في شعرها وأجابت :- إنه ضرب من ضروب الذكاء اقترفته فيما الدواء يكاد ينفذ مني 0
- لا تخافي 0 من حسن الحظ أنني طبيب وأملك أدوية أيضاً0
سار نحو الكوخ ، فيما أخذت تحك عنقها ، وهي تسير في أعقابه باضطراب0
ما إن دخلا الكوخ ، حتى ادخلها أمامه للحمام وهو يقول :-اصمتي أرجوك 0 ولآن ، خذي حمام معتدلا ، ونظفي عنك الرمل ، قبل أن أعاينك 0
كانت كل ثانية تمر تزيد من حدة الحكة 00فما كان منها إلا أن طردته بمزيج من العنف والشر للخارج :- حسناً دكتور ، لكن على أن أحذرك 0 أني أمسي غريبة الأطوار حين أشعر بتوعك ولن أتخلص من هذا الخبل إلا بمعجزة !!
ابتسم بسخرية :- يالسوء حظي 0هذا هو سبب غرابتك إذاً0
وقبل أن يتوارى خلف الباب لمحت التواء مريباً في شفتيه 0بعد عشر دقائق سرحت شعرها المبلل 00كانت تشعر كأنها ضحية هجوم نحل ساحق 0
لا شك أن ملمس الثياب على جسدها سيعذبها عذاباً مريراَ ، لكن مع وجود الطبيب الجذاب في الجوار ، أتملك خياراً ؟
لما خرجت من الحمام 00توقفت فجأة عندما رأته مستنداً على الجدار وفي يده حقنة 0 تقدم منها وراح يعاينها 0
- يبدو أن الحالة تشتد سوءاً0
كشرت :- لا أهذه حقنة أخرى ؟
- من الأفضل أن أحقنك في المطبخ حيث الإضاءة جيدة 0
ولما استدار تبعته متمتمة :- يالسعادتي !!
أكان من الضروري أن يراها بتلك البثور الممقرفة ؟
قبضت على منشفتها بإحكام وجلست 00حتي الجلوس بات في نظرها مشقة !
- لن يستغرق الأمر إلا ثوان0
أسندت مرفقها للطاولة ، ثم أرخت رأسها فوق يدها قائلة :- بما أنني على وشك الموت 00لا أظن أن وخزة إبرة ستحدث فرقاً0
لفتت انتباهها ضحكته الخافتة لكنه سرعان ما تجهم00ليصب اهتمامه على عمله 0 أغمضت عينيها وانتظرت بترقب0
- انتهينا 000ينبغي أن تشعري بتحسن ابتداء من الآن 0
حركت يدها :- أتمانع إن جلست هنا مستسلمة للموت ؟
- أخشى أنني أمانع ، فنحن لم ننته بعد 0
- إلى أين نحن ذاهبان ؟
- إلى غرفة المعاينة0
أرغمها على الوقوف ، وسألته :- لماذا ؟
ابتسم ابتسامة تفتقر للظرف :- أملك مرهما ً موضعيا قد يشفي:0
- أحقاً؟
- لقد شهد الطب تطور ملحوظ ياميمي , إن تجرأت على الخروج من البرية ، لعرفت ذلك بنفسك 0
أعادت تثبيت المنشفة حول عنقها 00وتبعته

سنا المجد
29-04-2008, 14:01
- سأعطيك أنبوبين ، لتأخذيهما معك عند رحيلك ، بالإضافة إلى بعض الحبوب التي تعطي نتيجة فعالة ، أنما ليس بالسرعة نفسها0
أحست بمشاعر متخبطة في داخلها 00بدا كأي طبيب محترف إنما مع فارق بسيط00كان في غاية الروعة فعلاً ( إنه طبيب الروعة ) هذه الكلمة تصف احساسها0
التفت نحوها بعد أن كان يبحث في خزانة الأدوية وقال :- أقلت شيئاً؟
شتمت نفسها في سرها :- لا 00كنت أتألم وحسب0
ماذا لو سمعها فعلاً ؟أنها لا تحتاج في الوقت الحالي إلا إلى

طبيب صارم متحفظ 0
أضاف :- هذا دواء فعال0
نظرت إليه بارتياب وقالت م- سأدهن المرهم في غرفتي 00فلا تتعب000
قاطعها :- اهدئي ياميمي0 لن أهاجمك0سبق واعتذرت عما حصل اليوم00فماذا تريدين مني بعد ؟ أن أكتب اعتذاري بريشة مغمسة في دمي ؟
حاول أن يتكلم من جديد ، لكنه ضم شفتيه وكأن ذهنه استقر على الصمت أخيراً
لاطفته قائلة :- ماذا ؟
رمقها بنظرة أوقفت خفقات قلبها ، ثم هز رأسه وأجاب :- ضعي المرهم وحسب 0لقد تأخر الوقت وغدا يوم عمل 0
قبل أن ترد كان قد غادر الغرفة 0
حين استعادت رشدها لم تملك إلا أن تحدق في الباب المغلق ، وفجأة , وجدت دمعة طريقها لخدها وانسابت حتى حطت على الطاولة 0
من حسن حظ ميمي أن العيادة لم تزدحم بالمرضى يوم الاثنين ولما حلت الساعة الخامسة اغتسل مارك ن واستعد ليعد العشاء00فيما راحت ميمي تضع المرهم على جسدها 0
ألقت نظرة على صورتها المنعكسة في المرآة 00عشرات من البثور كانت تغطي وجهها حتى شوهته 0لكن على القل نجا شعرها من هذه البثور ن أما جفناها فمنتفخان ، حتى يخيل للمرء أنها تلقت لكمة على عينيها 0ولم يقتصر الأمر على ذلك بل انبعثت منها رائحة المرهم00فاحست كأنها وقعت في وعاء كبير من الليموناضة الفاسدة0
لقد بعث منظرها المرعب ورائحتها السامة الخوف في أكثر من مريض اليوم , لكن ما إن قيل لهم أنها ما تعانيه وحساسية حتى تنفسوا الصعداء00
أرادت أن تعد العشاء لكنها تفضل إن تسير على الجمر المتقد على التواجد بقرب مارك !!
قررت ارتداء قناع لامبالاة 00فخرجت من الحمام نحو المطبخ 0 وعندما دنت من الغرفة توقفت فجأة وقد أبصرت زائرة جالسة إلى مائدة المطبخ0تفحصتها ميمي من رأسها لأخمص قدميها ن فلم تغفل عن شعرها الرائع ن وقد عقصته بعناية ، ولم تنس أن تتأمل حذاءها اللماع العالي الكعبين0
لاحظت ميمي أنها وضعت ساقيها الطويلتين الرشيقتين رجلاً فوق رجل بطريقة مغرية 0 أما رأسها فملتفت نحو مارك الذي اتكأ بتكاسل إلى الخزانة ن وبدا مستغرق في حديث رسم ابتسامة عريضة على وجهه0
وبدل أن تحييها ميمي أكتفت بتساؤل :- ألديك ضيوف ؟
ولكن كم ودت أن تصرخ في وجهها :- ارحلي !!
ما أن التفتت المرأة نحوها ن حتى تلاشى تعبيرها المرح واتسعت عيناها وكأنها أبصرت وحشاً0
ولما أدركت أن ردة فعلها تعتبر اهانة ، سارعت للقول بابتسامة :- سامحيني ، لقد اجفلتني 0
أشار مارك لميمي وقال :- إينيد ، هذه مساعدتي المؤقتة ن ميمي باتيست 0ميمي أقدم لم انيد بلاك 0لقد عملنا سويا ً في بوسطن0
ابتسمت ميمي بتكلف قائلة ك- حقا ؟
أما إينيد فمدت يدها لميمي وكأنها تنتظر منها أن تقبلها ، ثم قالت بتهذيب :- تشرفت بلقائك ياميمي 00علمت ان لديك حساسية من الفراولة 0سلمت عليها ميمي مكرهة 0ثم ردت بمزاح ك- حساسية على الفراولة ؟ ظننت أن هره تصيد الجرذان قد عضتني بين عينيي 0
سألها مارك ك- كيف حال الحكة ؟
- إنها محتملة 0
الحق يقال لقد قلص عذابها إلى الثلث !
سألته :- إنه دواء ناجح ، كيف اكتشفت وجوده ظ
لوى فمه بابتسامه :- غني أجمع المعلومات من هنا وهناك ن كمدرسة الطب مثلاً0
كم أحست بالغباء البالغ 00لعل ظهور إينيد المفاجئ قد أثر فيها لسبب و آخر0
توجه مار لإينيد وابتسم لها بحميمية طعنت ميمي بسكين الغيرة 0
- لقد عرجت إينيد علي وهي في طريقها لحضور زفاف اختها0
رمقتها ميمي وهتفت :- أحقا
أمرت نفسها بصمت ك- قولي أن هذا رائع 000عليك أن تهنئي ضيفة مارك !
لكن سرً غامضاً أطبق فكها 00ترى لم تتصرف كامرأة غيورة ؟
اقتربت أيند من مارك ورفعت وجهها إلية ومنحته ابتسامة رقيقة 0
- رغم أن بيتك لم يكن في طريقي ن إنما كان علي أن أعرج عليك ، وأتفقد حالك في حياة الريف 00لقد حطم مارك الكثير من القلوب عندما ترك المدينة 0
تمتمت ميمي ك- حقاً0
في الواقع كانت تقاوم رغبة في أن تسألها إن كان مارك قد جرح قلبها أيضا، فإن فعل فيبدو أنها لم تستسلم للحسرة!!
أحست ميمي أن هذه المرأة قد تسلحت جيداً لاصطياد مارك 00فثوبها المثير وزينتها وحليها أشارات من الوضوح ما أدهش ميمي أن مارك لم ينتبه لها 00لكن الرجال لايلاحظون عادة نوايا النساء00
لما ضاقت عيني الصهباء أدركت ميمي أن إنيند عرفت أن ميمي كشفت سرها فابتسمت ميمي سألتها :- إذاً ، كم ستمكثين ؟
- هذا المساء فقط!
رمقت مارك وهي تطرف بأهدابها وأكملت :- أرجو ألا تكون مشغولاً0
فغمزها وسارع يجيب :- أنا حر كالعصفور0
شعرت ميمي بالاشمئزاز 00فقد مر أسبوعان على وجودها لم يكن فيها مارك حراً ولا ليلة واحدة 00أما الآن فقد أصبح بسحر ساحرحراً000يله من ساذج مغفل أبله00!!
ذكرت نفسها : لا 00هذا جنون مارك ليس أبله00وهو لم يقع في المصيدة إلا لأنه يريد ذلك 0ألم يوضح لها أنه ماعاد إلى جزيرة ميريت إلا للاستقرار والزواج 00وانين تنفع لذلك!!
عادت إينيد تكمل :- إليك فكرتي 00ما رأيك بتناول العشاء في بورتلاند ؟ وغن حالفني الحظ ، بإمكانك أن توصلني للمطار 0لن تقلع الطائرة إلا عند منتصف الليل0
تناهى إليها صوت مارك :- من الفضل أن أبدل ملابسي 0
سمعتها ترد :- لا تكن سخيفاًن فأنت رائع!
ثم مررت يدها على ثوبها وأردفت :- كما أنني ألبس هذا الرداء القديم0
حملقت فيها ميمي فإن لم يخب ظنها ، فإن رداءها القديم هذا لايعود إلى أبعد من الأمس0
ابتسم مارك ابتسامة عريضة لإينيد ن فأعتصر اللم قلب ميمي00اختلس مارك النظر إليها فكادت ان تتراجع للوراء0
- سأحمل معي هاتفي الخلوي ن فإن طرأت حالة مستعجلة ن أعلميني0
رمقها منتقداً وتابع :- يبدو أن التورم حول عينيك زاد سوءاً 0لن يضرك عن أويت للفراش باكراً0
- حاضر يا والدي!!
نظر إليها لثوان ، قبل أن يقول إينيد :هل أنت جاهزة ؟
- طبعاً0
راقبتهما ميمي وهما يغادران المطبخ ن فارتمت على احد الكراسي ، فجأة قفزت ميمي لحضنها بقوة أرسلت موجات من الألم فيها فعبست ميمي0
وتمتمت ك- عن أي رجل عاقل يفضل الخروج بصحبة امرأة جميلة شغوفة به ن على أن يلازم البيت مع امرأة كثيرة التذمر لها شكل الوحش ورائحته!!لم تبرح مكانها لفترة طويلة ن محاولة بلا جدوى أن تطرد صورهما وهما يتغازلان00لكنها سرعان ما باتت ضحية موجات من الغيرة قضت على تعقلها 0
تمتمت :- ها اعتبر سيئة إن تمنيت أن تكسر ذراعها هذه المرأة في هذه الليلة ؟
عطست الكلبة ، فما كان من ميمي إلا أن تنهدت بحزن وتمتمت :- ظننت ذلك أيضاً

سنا المجد
29-04-2008, 14:02
9/ كيف أنساه

أدرك مارك أن الغباء وحده دفعه للخروج على العشاء مع إينيد 0 وما إن استلم سيارته من المر آب ، حتى راح يشتم نفسه على تصرفه المتهور 0كان غاضبا لأنه يدرك تماما هدف إينيد ولأن فكرة اللهو مع فتاة لعوب راقت له حينها 0فعلى أي حال لقد نبذته ميمي ن حيت تصرف كالمعتوه وناشدها حبها وهي أثبطت عزيمته وورطته في مشاكل هو في غنى عنها 00وهذا ارتأى أن العلاج الأنجع هو قبول عرض إينيد المغري0
تباً ! كيف قضى الأمسية وهو يفكر ماذا كانت بحاجة لحقنة إضافية ، أو لمساعدة في إعداد العشاء ن وخائفاً عليها من ألم في جلدها أو مشاكل في عينيها ظ
دخل الكوخ ن وإذا به يرى نوراً يتسلل من المطبخ 0 لابد أن ميمي نائمة ! نظر لساعته فوجدها تشير إلى الثانية وعشر دقائق 0الم يأمرها بالخلود للنوم مبكراً ؟
وما لبث أن هز رأسه هازئاً من حماقته 00وتمتم :- هل تسمع كلامك يا ميريت ظ متى رضخت لأي أمر أعطيتها إياه ؟
لم يتفاجأ حين دخل المطبخ ووجدها غير أنه أندهش من المكان الذي اختارته للجلوس 0كانت حافية القدمين ، وتجلس على الرف بجانب البراد 0 أما يدها فممتدة للأمام وكأنها تمسك طبقاً شهياً للغاية وفوفو تقفز على قدميها وكأنها كلبة سيرك مدربة0
سأل :- ماذا جرى ظ
قالت من دون أن تبتسم :- محباً00أوصلت للتو ؟
استند للباب وأجاب ك- أبدا ً 0 فأنا هنا منذ ساعات 0لكني أهوى الاختباء في غرفة الطعام 0
زمت شفتيها ونادت :- هيا يا فوفو ن بقيت قطعة أخيرة0
أجاب- آمل أنك لا تطعمينها الحشرات 0
رغم تعبه ابتسم ، ما هذا الحظ السعيد الذي انعم عليه بوجه منقط وعينين منتفختين ، في مطبخه وسط الليل ؟
رمت قطعة من الطعام ، قفزت فوفو في الهواء لتلتقطها 0 وهنا صفقت ميمي بيديها وضحكت بابتهاج ك- أحسنت فوفو 1 والآن آمل أن تنالي قسطاً من النوم 0
نظرت لمارك وأضافت :- كانت معدة فوفو تكركر بصوت عال ، فأيقظتني ، وأعددنا طبقاً من البيض0تملكت مارك رغبة هائلة في الدنو منها ، سألها :- أعددتما البيض ؟
قفزت ميمي للأرض وحكت ظهرها وقالت :- إن فوفو صعبة الإرضاء ، وهي ترفض أن تتناول لقمة غلا إذا رميتها إليها من العالي 0
أشارت للأرض الملوثة ببقايا الطعام :- تطلب منها التقاط الطعام في الهواء وقتاً لابأس به!
- في العادة تأكل فوفو طعامها في وعائها الخاض0
تقدم للمطبخ فتفاجأ بميمي ترفع يدها في وجهه :- إياك أن تدخل قبل أن أنظف هذه الفوضى !
سحبت مكنسة وقالت :- أيعقل إنها كانت تأكل طعامها في وعائها ؟ بالله عليك أين روح المغامرة في ذلك
أعادت ملاحظتها الأمور لنصابها ! تلاشت ابتسامته وكأنها وجهت إليه صفعة عنيفة 00نزع المكنسة من يدها وقال :- سأتولى الأمر 0 أما أنت ، فاذهبي للنوم 000تبدين رهيبة 0
كان شعرها ينسدل بفتنة حول وجهها المنتفخ ،
فيما عيناها اللوزيتان متورمتان00رغم ذلك ساورته في هذه اللحظة ، مشاعر رقيقة تجاهها 0
رفعت وجهها إليه وقد خلا من تعبير الوقاحة أو الجرأة ، بدت متعبة فهمست ك- تصبح على خير يادكتور000اراك في الصباح 0
- ميمـ 0000آنسة باتيست
- التفتت إليه وقد استحالت كآبتها لتسأل حذر :- نعم ؟
- كيف حالك
كان سؤال فارغ لا يهدف إلا إلى تأجيل رحيلها بضع ثوان 0بدا في تلك اللحظة طبيبها المداوي ، وهذه هي أكبر درجة من الحميمية يمكن أن تكتنف علاقتهما0
تنحنح قليلا قبل أن يضيف :
- أتريدين مني 000أن أعالج ظهرك بالمرهم ؟ فهذا لن يؤذي !
تبدلت ملامحها ببطء ن والتوت شفتاها بضعف :- بل يؤذي يامارك ، يؤذي جداً0


كان الأربعاء يوم عمل عادي في المكتب0 أما آثار الحساسية التي عانتها ميمي فقد بدأت تتلاشى ، فيما عاد جفناها إلى طبيعتهما 0 كما أن أسرها شارف على نهايته !!فقد قابل مارك المرشحات اللواتي أتين إلى الجزيرة 0 وسيتخذ قراره بين لحظة وأخرى ، فتبحر هي بحلول يوم الاثنين المقبل 00ثم تطير إلى أي مكان00
جلست ميمي وصبت اهتمامها على عملها حتى أنها بالكاد سمعت الباب يفتح0 ومن غير أن ترفع نظرها قالت :- سأتفرغ لك بعد دقيقة0
فارتفع صوت أنثوي مألوف : لا داعي للعجلة00فكرت أن أحضر لك ولمارك غداء بسيط0
رفعن ميمي وجهها وإذا به يقع على سوزان ، وسلة غداء في يدها ابتسمت لها وأجابت : شكراً ياسوزان ، أني أموت جوعا ً0
- سأضع هذه السلة في المطبخ على الطاولة 0فكرت00فكرت في أن أشاركك الغداء ، إن كنت لا تمانعين0
استغربت ميمي تردد سوزان :- طبعاً 00نود ذلك كثيراً00
- سأعد المائدة0
في معظم الأيام كان غداؤهما يتألف من أي وجبة سريعة يستطيعان إعدادها ، لكن غداء سرزان هذا كان وليمة لذيذة0
جلست سوزان بينهما ، مما سهل عليهما تبادل الحديث00إلا أنسوزان كانت تسكت بين الفينة والفينة ، فأحست ميمي أن أمراً يشغلها 00تنحنحت سوزان ، وكسا الجد ملامح وجهها 00فتوجست ميمي شراً0
:- اسمع يا مارك 00كنت أتساءل إن 000أعرف أنها استراحة الغداء ، لكن 000كنت أشعر بالتوعك مؤخراً ، وتسألت إن كنت 000
تورد وجهها وتابعت :- هل تمانع في أن تكشف علي ؟
راقبتها ميمي من الخلف وهما يخرجان ، وقد أثر فيها عطف مارك على زوجة أخيه0
وفجأة انتشلها صوت من أحلامها :- ميمي ؟
- نعم 0
- أحتاج للقيام ببعض الفحوصات 0
- سأحضر حالاً0
بعد ساعة تقدم مارك والغموض لا يفارق وجهه 0وتمتم بهدوء :- لا أدري كيف أنقل إليك الخبر يا سوزان 0
ابتلعت ميمي ريقها بشدة 00وسمعته يتابع :- إن هذا نادر اً ما يحصل ، لا سيما في حالتك 0 فمع أن بطانة رحمك ملتهبة ، لكن 000
افتر ثغره عن شبه ابتسامة :يبدو000أنك حامل 0
لم تكن تتوقع ميمي هذا ، التفتت لسوزان التي كانت تحملق في مارك 00وهمست سوزان : إني 000ماذا ؟
- إن هذا نادراً ما يحدث ، ولكنه يحدث أحياناً0 هنئيني ، سأغدو عماً0
- امتلأ قلب ميمي فرحاً فقفزت من مقعدها وهي تهتف بهجة 00وتبادل مارك مع سوزان التهاني :- سأنجب 000طفلاً؟
غمز مارك وأجاب :- انطلاقاً من خبرتي وثقافتي ، أجيبك بنعم 0
- متى ؟
- نهاية شباط القادم حسب تقديري 0أرجو ألا تكوني قد خططت لشيء آخر!
أجهشت بالبكاء وهي تمسك بميمي :- أنا 000لا أصدق ذلك !
بعد أن احتضنتها راحت تردد : سأنجب طفلا ً!
وجدت ميمي نفسها أسيرة بحر من الإثارة فقبلت سوزان ،وراحتا تصرخان معا وتقفزان بسعادة 0التفتت ميمي لمارك وهي تصرخ :- هذا رائع ، شكراً! شكرا!
قهقه مارك قائلاً : رغم أن الفضل لا يعود لي ، ولكن على الرحب والسعة0
ردت ميمي- بل يعود لك ! لقد قمت بالفحوصات وشخصت الحالة، وزفيت الخبر لنا 00أنت رائع0
ضاقت عيناه : استقري على رأي ! يا فتاة أنا رائع ، وطوراً منفي من حياتك ! ما1ا أمثل بالنسبة لك ؟
شحب وجهها 00لكن سعالا قطع عليهما حديثهما0
كانت سوزان :- يجدر بي أن أنبئ الوالد العتيد 00أكملا ما كنتما تفعلانه0
رحلت سوزان00وبقيا لمدة طويلة يتبادلان النظرات الصامته0
0تناهت إليها همساته ، فيما عيناه تتأملانها : ميمي00
ارتعشت أوصالها فقد كانت تتوق إليه وتخاف منه في وقت واحد :- نعم ؟
سألها بلطف :- أيمكن أن تحطي رحالك ذات يوم ؟
تملكها دوار عظيم 00فقد أدركت أنه سيطلب منها الزواج 00لكنها لن تمنح نفسها فرصة لتضعف فتقبل بمنزل وأسرة في مكان منعزل00
حذرته بصوت مرتعش :- إياك أن تبدأ مجددا يامارك ! إن عقليتك الرجعية تدفعك للاعتقاد أن أي إنسان قد يجد السعادة في هذه الحياة الراكدة!
أكفهر وجهه وأجاب :- من الناس من يعيش حياة سعيدة ، يحقق فيها كل آماله ، من غير أن يسافر طيلة حياته0
صرخت في وجهه :- سم لي واحداً منهم ! أما أنا ، فيمكنني من جهة أخرى ، أن اسمي لك المئات بل الآلاف ممن اشتهروا باكتشافاتهم0
ضاقت عيناه :- إذاً ، أنت تسعين وراء الشهرة 0لم أكن أدرك ذلك 0
رغم أنه وجه إليها الاتهام بصوت خافت إلا أنه دوى كالرعد في أذنيها 0
لم تخطر لها هذه الفكرة من قبل ولكن لعل شهرة والديها وحاجتها لإثبات نفسها قد أثرا على قراراتها 00ردت وهي تمرر يد مرتعشة في شعرها :- كل000كل ما أريده هو إحداث فرق0
لماذا يستنزف قواها ويخلف في قلبها هذه اللهفة ؟
- ألا تظنين أنني أحدث فرقاً؟
أسدلت جفنيها تسعى للهروب من الألم في عينيه000
_ أنت تحرف كلامي 0
لما عجزت عن إيجاد الكلمات للدفاع عن نفسها، حاولت أن تتأمل وجهه وتبحث في عينيه عن الاضطراب 0غير أنه أشاح بوجهه وزمجر قائلاً:
- حسناً كما تريدين0
ثم أشار للمكتب بنظرة سريعة وحادة وأردف :
- أمامنا عمل كثير0
خرج بتشامخ 0وتركها أسيرة للارتعاش والعبرات 0أربعة أيام فقط تفصلها عن موعد سفرها 0عليها أن ترحل بعيدا عن جزيرة ميريت وعن مارك000
- آنسة باتيست !
أجفلت ميمي 0كان مارك غاضباً 0لكن أيمكنها أن تلومه ؟ ففي غضون أسبوعين أقدمت على نبذه أكثر من مرة0
تناهى إليها صراخه :- ميمي ، إني احتاج إليك !!
هرعت للباب وتمتمت :- ستتغلب على مشاعرك0
من الصعب أن يقضي مارك بقية حياته وحيداً0
لكن ترى ، 000كيف تتغلب ميمي هي على مشاعرها ؟

سنا المجد
29-04-2008, 14:03
10_هبطا إلى الأرض

إن كان من أمر تعلمته ميمي من مارك خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة ، فهو أنه لا يقبل الرفض جيداً0ولعل رفضها له يعد الأول من نوعه في حياته 00ولكن مارك سيتعامل مع الوضع الجديد0
وأمست الأيام القليلة المتبقية صعبة للغاية ، إذ راح يرميها بنظرات غاضبة ، ويزعق بالأوامر 00وباتت ميمي أسيرة للكآبة00
أملت ميمي أن تساعدها هذه الأمسية في الترويح عن أفكارها 0كان قد راق لها أن سوزان وجايك قررا إقامة حفلة على شرف المولود الجديد الذي سينضم لشجرة عائلة ميريت0
ومع أن مارك – ثقيل الظل – سيكون حاضر ، لكنها مصممة على الاستمتاع بوقتها0
تزينت بأبهى حلة استعداداًللحفلة00ولما وقع نظرها على مارك في المطبخ ،ظنت أنه غادر الكوخ ، بدت ملامحه حادة أما ملابسه فغير رسمية ومثيرة في آن 0حين تناهت إليه خطواتها ، رفع بصرع إليها فخطف أنفاسها0
- هل أنت جاهزة ؟
- جاهزة يادكتور 000ظننتك غادرت منذ فترة0
رفع حاجبيه وأجاب :- نسيت أن أطعم فوفو0لا أدري لما بت بهذا الشرود!
أما هي فتدري00أنطلقت أمامه 0
علمت أنه يتبعها لأنها تنشقت عطره 00حين بلغا الباب الأمامي تمتم :- اسمعي يا ميمي000
رمقته بنظرة سريعة :- أستمع لماذا؟
ابتسم بسخرية وأجاب :- فلنحاول أن ننسجم الليلة 0 فعلى أي حال ، إنها حفلة0
- أنا لا أواجه مشكلة في الانسجام ، لكن أنت من يواظب على التذمر وكأنك000
قاطعها :- حسناً ، حسناً000فلنتصرف كصديقين ، من أجل سوزان وجايك 0 فخبر الحمل أثلج صدرهما ، ولا أريد لخلافاتنا أن تعكر صفو الحفلة0
أملت رأسها بتبجح وقالت :-أنا في مزاج جيد للغاية0

وهرعت وهي تصر على أسنانها ، فمواجهته عسيرة 0
تابع :- كلا ، لست كذلك ، بل وجهك مكفهر كسماء تنذر بعاصفة0
سددت له نظرة غاضبة وصاحت :- دعني وشأني!
تذمر بوجه متجهم :- سنتصرف الليلة كصديقين ، وإن قادنا ذلك إلى حتفنا!
هزت يدها بعنف وهتفت :- من غير الضروري أن تنلكم لبعضنا البعض0
- لكننا سنفعل0
- ومن قال ذلك ؟
- أنا !
رفعت رأسها لأعلى وقد أذهلها الغضب في عينيه :- أنت ؟ ومن تكون أنت لتملي علي أي نوع من الأصدقاء نحن ؟ إلا يحق لي أن أشارك في التصويت ؟
- كلا0
أجبرت على الالتفاف لمواجهته :- بل سأصوت !! وبما أننا نعمل معاً من غير أن نصرح بمشاعرنا أصوت أن نتظاهر بالصداقة 0
تمتم بهدوء :- لا يحق لك أن تصوتي ياميمي0
لم يعجبها هذا الهدوء فهتفت :- ولم لا ؟
التفت بعيدا وهو يقول :- لأنني لا أرغب في منحك صوتا!
-ماذا تعني بأنك لا ترغب في ذلك ؟
- أعني ما قلته تماماً0
مشت وراءه وهي تكاد تتعثر :- هذا لبس بعدل0
- لقد أخبرتني أنت بنفسك أننا معشر الأطباء نتصرف على هوانا 0
وفجأة تعثرت ووقعت فعلاً0
اصطدمت قدمها بصخرة ووقعت 00أحنت رأسها للتفحص ساقها ، وقد أجفلها الألم 0كانت ساقها جريحة وتنزف منها الدماء بغزارة0
لم تعرف أن مارك بجانبها إلا حين سمعته يشتم :- آنا آسف ، إني أحمق0
كانت على وشك أن تفتح فمها لتوافقه القول ،حين علمت أن ذلك لن يكون إلا سخافة 00حاولت أن تقف إلا أن الألم حال دون ذلك0
- سأساعدك0
- لا شكراً، فلنقم بما علينا فعله0
وجهت للقصر نظرة وهي تشعر بالضعف0شعر مارك بالاشمئزاز من غبائه وحين وصلا للحفلة كان يشتم نفسه للمرة المائة 0
هل أصيب بالجنون ، لقد أوضحت له أنها لا تبادله نفس المشاعر 00نهاية النقاش 0وكيف تصرف حضرة الطبيب العظيم ؟
تمتم :- كأحمق يعوزه التفكير السليم ، هكذا تصرفت!!
- هل أصبحنا نكلم أنفسنا الآن ؟"
أجفل مارك ونظر للوراء فأبصر أخاه :
- أنت تسير كالهرره0
ابتسم جايك وقال :- ماذا تفعل وحدك هنا ؟ إن الحفلة في الحديقة 0
عرف مارك أن هروبه للمكتب ضرب من الجنون 00هل بات الآن أحمق وجبانا في نفس الوقت ؟
- أنا آسف جايك 00إنها حفلة رائعة ولكنني 000متعب وحسب0
- إذاً لم تدعو نفسك بالأحمق؟
اختلس مارك النظر لشقيقه وقال :- هلا نسيت الأمر00
سرعان ما تهالك على الأريكة الجلدية بجانب الموقد ، وأغمض عينين ، وأطلق تنهيدة طويلة قال بعدها :- اسمع ياجايك ، عد للحفلة ، وسأوافيك حالاً 000كل مافي الأمر أنني000
تنهد بإحباط وأضاف :- 000أحتاج000
دوى صوت في عقله متابعاً : ميمي ! أنت تحتاج ميمي0
جلس جايك بجواره :- أفترض أن قصة الحب العنيفة آلت بالفشل ، أليس كذلك ؟
أجفل مارك وأحس بصداع يتملكه فتمتم :- أما زلت هنا ؟
-تابع جايك :- لكن ميمي تبدو سعيدة ومرتاحة0
عبس مارك في وجه أخيه :- نعم ، هذا ما لاحظته أيضاً0
- هل بحت لها بمشاعرك ؟
لم يستطع مارك كتم ضحكة ساخرة0
- لديها فكرة عن الموضوع0
حدق مارك في السقف00وأحس بيد شقيقه على كتفه ، وكأنه يبدي تفهماً صامتاً0
- حسناً، أنت لا تريد الخوض في الموضوع 00هيا انضم للحفلة يارجل ! فإطالة الكآبة تزيد الطين بلة0أكلمك بصفتي خبير فقد كنت ملك العبوس سنوات عديدة ، قبل أن تظهر سوزان في حياتي00لكن تأمل حالي اليوم !!
التفت مارك لأخيه :- إنك تشعرني بالاشمئزاز جوكو 00ماذا فعلت لتستحق الشعور بالسعادة؟
ضحك جايك ووقف :- لقد حالفني الحظ0
أراد أن يفيض في الكلام ، غير أنه سكت فجأة وعلى ملامحه الجد0وتناهى الصوت لمسامع مارك كذلك0
- بدا لي أنه ذكر000
لكن مارك لم يتابع بل حدق في المذياع غير مصدق0
- 000وهي الابنة الوحيدة للسناتور لورانس نوردستورم من كاليفورنيا 0وتبلغ أوليفيا نوردستورم الثالثة والعشرين من العمر0وقد تعرضت اليوم لحادث كاد يودي بحياتها ، خلال ممارستها لرياضة القفز في الهواء 0
عند خروج السناتور من مبنى الكونغرس علق على هذه التجربة :- إني وزوجتي ندين لزاكري ميريت بفضل كبير 00فقد جازف بحياته لينقذ أوليفيا حين عجزت عن فتح مظلتها 0لقد شاهدت الشريط الذي صوره أحد الهواة 00وأقشعر بدني حين رأيت هذا الشاب يقفز في الهواء معرضاً نفسه للخطر ،ليمسك بابنتي فيما هي تنهار0000وبفضل شجاعة ومهارة السيد ميريت هبط الاثنان للأرض سالمين سنحرص على شكر الشاب شخصياً00
- ها أنتما إذاً000
همس جايك وهو يوقفها بيده :- انتظري لحظة ياحبيبتي 000إنهم يبثون خبراً عن زاك0
اختلس مارك النظر لسوزان التي تلاشت الابتسامة عن وجهها 00وعن بعد خطوتين منها وقفت ميمي والحيرة على ملامحها0
حين تابع مذيع الأخبار التعليق على عملية الإنقاذ00
تكلم مارك : قد تبث السي إن إن المشاهد 0
وماهي إلا ثوان وأدار التلفاز 00فظهر على الشاشة رجل يناهز الخمسين أما التعليق أسفل الشاشة فكان السيناتور نوردستورم وزوجته من كالفورنيا0
ظهرت على الشاشة مشاهد الانقاذ00
كشفت الصورة عن رجل هو زاكري ميريت وقد ابتعد عن المجموعة0
فيما الرجل يهبط إلى الأسفل كسهم ناري , سمع مارك شهقة وأدرك أن سوزان اقتربن منه 0 ثم همست بخوف : أهذا أخوك ؟
أومأ مارك : يبدو ذلك0
انضم جايك إليهم وهو يوجه حديثه لمارك :- أتذكر حين كان زاك في الحادية عشرة من عمره ؟ لقد قفز عن سطح الدكتور فليت ، أليس كذلك ؟
رسمت الذكرى طيف ابتسامه على شفتي مارك := نعم ، وقد أحسن اختيار المكان ، بما أنه كسر ساقه 0
قهقه جايك :- من كان يظن أنه يتدرب ليكون بطلاً؟
عرض الشريط هبوط زاك الصاروخي نحو المرأة التي تهوي 0وبحركة سريعة كالبرق أمسك بها وقبض عليها بإحكام ، قبل أن يفتح المظلة0بعد ذلك هبطا محدثين موجة عظيمة من التراب0
كان مذيع الأخبار يعلق على المشهد ، حين ظهرت على الشاشة الصورة نفسها من زاوية أخرى 0بدا زاك تحت الحبال ، وهو يحاول أن يتخلص من قطعة قماش المظلة الذي أعاق تحركه0
أظهرت الكاميرا بسرعة وجهه ، وهو منهك في استخراج عدته 0
تعجب مارك كيف تغيرت ملامح أخيه منذ أن رآه للمرة الأخيرة 0لقد أصبح أطول قامة وأمتن بنية0لكنه مازال له نفس الابتسامة الساحرة ، والشعر الأسود الكثيف0
كان يكبر زاك بسنة واحدة فعمره الآن 36عاماً0
بينت الكاميرا زاك وهو يساعد أوليفيا نوردستورم على الوقوف رغم أن ساقها أصيبت 00راحت تشكر زاك بحرارة0
قالت سوزان : للسيناتور ابنة جميلة جداً0
ضحك مارك :- من غير زاك لينقذ الجميلات ؟
أضافت سوزان :- إنهما يشكلان ثنائي لطيف 0
أجاب مارك :- نعم ثنائي لطيف ومجنون0
عندها قالت ميمي :- لا أظن أنهما مجنونان ، بل يتجرعان كأس الحياة حتى نهايته0
- ولكن أحدهما كاد أن يتجرع السم اليوم0
- ولكنها لم تمت ، وهذا هو المهم0
ارتفع صوت سوزان :- أظن أن زاك يشبهك يا مارك 0
تنفس مارك الصعداء حين تغير الموضوع فهو يعرف فلسفة ميمي في الموضوع ، وأقل ما يتمناه هو اثارة الموضوع من جديد00فما الفائدة ؟!قال جايك ممازحاً : بما أنك أثرت الموضوع ، أظن أن زاك ومارك يشبهان بعضهما كثيراً ، فكلاهما يحب الحياة العائلية البسيطة 0
دفعت سوزان زوجها بمرفقها وأجابت :- يل لآرائك الشخصية الساخرة000في الواقع ، عنيت أن لمارك ابتسامة زاك 0ولكن زاك يملك أيضاً غمازة ، وهذا مالا تملكانه أنتما الاثنان0
اقتربت ميمي من مارك وقالت :- لا أصدق أن هذا أخوك 0 لـم لم تذكره قط ؟
أطفا مارك التلفزيون والتفت إليها محاولا إلا يقع في أسر عينيها التي اتسعتا مع دهشتها :- زاك أخونا الأوسط 0لم يتفق والملك جورج يوماً0 لذا غادر المنزل قبل وقت طويل0يقولجايك أنه حضر مأتم أمي ، لكنه اختفى سريعاً 00كان ذلك منذ ثماني سنوات0
كانوا يفتقدون ذلك المتشرد00رغم أن رجال ميريت لا يظهرون عواطفهم00
- باستثناء الاتصال في الأعياد ، فإننا إجمالا لا نتلقى منه خبر 0
- فلنواجه الأمر ، إن البطاقات البريدية ، ليست مثيرة بقدر عمليات الإنقاذ0
قهقهت سوزان وأمسكت بيد زوجها قائلة :- والآن يا عزيزي ، فلنذهب إلى الحديقة حيث ينتظرنا قالب الحلوى يحرسه جورج وكايل بحياتهما0إني أرفض أن ألتهم نصفه وحدي 0يكفي أن وزني سيزداد قريباً!0- حسناً ياحبيبتي 0 تعرفين أني أكره أن أخيب آمالك 0ولكني أظن أن جورج وكايل لا يقومان بالحراسة وحسب000
راقبهما مارك يخرجان فيما مزاجه الكئيب يتحول لغيرة سوداء00
تمتمت ميمي :- هذا مثير للاهتمام 0لقد تبين أخيراً أن في عائلتك جينات شهوة السفر0
ابتعد عنها ليخلص نفسه من عذاب تنشق شذاها0ثم اختلس النظر إليها وقال :
- قد تلتقين به ذات يوم في مجاهل أفريقيا أو القطب الجنوبي ، إن فعلت أخبريه أن عائلته ترغب في رؤيته ثانية 0
بقيت تراقبه ، واختفت ابتسامتها ثم قالت :
- حسنا ً0
نظرت ناحية الباب ، وكأنها لا تطيق صبراً حتى تخرج ، فدفعته كآبته المجنونة إلى القيام بإيماءة ساخرة ، ثم ضحك وقال :
- اذهبي ، فأنت لست سجينتي0
استدارت نحوه وأجابت :- بل تسجنني يا مارك، حتى صباح الاثنين0
حين تذكر أنها تتحرق شوقاً لمغادرة جزيرة ميريت000000وعن مصدر الإزعاج فيها خانته شجاعته 0فأدار ظهره لها وأسند يديه إلى عتبة النافذة 0

سنا المجد
29-04-2008, 14:03
- تبا! يا ميمي0لقد تم إصلاح زورقك ، ويمكن لوكيل سفريات جايك أن يرسل لك بالفاكس بطاقة سفر في غضون دقائق ز إن كنت متلهفة للرحيل فارحلي!
أحنى مارك رأسه وهو يشتم نفسه على تفوهه بهذه الكلمات ، فهو لا يريدها أن ترحل ! لا بل يفضل قطع يده على أن0000
تمتمت بهدوء :- حسناً 000رائع 0
شيئاً فشيء تلاشى وقع خطاها ، حتى انقطع نهائياً0
سرت في بدنه قشعريرة مخدرة 0 ودوى في أذنيه صوت له من ريح الشتاء هديرها0
تلك الريح التي تغلغلت في شعرك وتظل تتردد في رأسك حتى بعد أن تحط العاصفة رحالها وتموت00
كيف ينساها

خشيت ميمي أن تكون أفسدت الحفلة بنفسها ،فمارك لم يخرج لتناول الحلوى مما هدد بالقضاء على سعادة سوزان وجايك 0تباً لها !!أكان عليها إن تتسم بهذه الأنانية وتقبل دعوتهما ، بالرغم من مشاكلها مع مارك؟إنهم عائلته أما هي فكان عليها ملازمة الكوخ ببعيد عن آل ميريت وحفلتهم الخاصة00
في غضون ساعة كان جايك قد دبر لها تذكرة لجاوا ، كما وعدها مارك 00وبات رحيلها أمر لا بد منه000كان الظلام يخيم على الكوخ ، فافترضت أن مارك قد خلد للنوم 0
ولما كانت الليلة منعشة صافية ، قررت ميمي أن تشرع نافذتها على مصراعيها ، عسى نسيم المحيط يلفحها ورائحته تتغلغل فيها 00وما إن فعلت حتى لمحت شعلة بين الأشجار 00ظلت لبرهة تحملق علها تكتشف أمر 000وأخيراً بدا لها وكأن أحد أضرم النار في العراء000
ترى من ، ذاك المرابط فوق الرمال ؟
تقدمت ميمي نحو الباب الأمامي واندفعت نحو الشرفة بفضول 0ترى هل يخيم عمال المنجم على الشواطئ ؟لا يمكن بالطبع !! ولا يعقل أن يكون الطبيب الموسوس وراء ذلك ، وإلا نظف الساحل بأكمله أولاً0بدأت تكتشف الحقيقة التي لا تصدق 0كان الرجل يجلس وحيداً ، لا رفقي له إلا ضوء النار والبحر000وهذا الرجل هو مارك فعلاً!!
كانت النيران قد أكسبته لوناً برونزياً غريباً00تمهلت في سيرها ، وقلبها يخفق بشدة ففي منظره من الإثارة ما لا يصدق0
استدار إليها وفي عضلاته المفتولة تشنج واضح 0وما لبث أن ناداها :
- هل من حالة طارئة ؟
- لا 0
جلست بقربه ، ثم حانت منها التفاته إلى وجهه 0كانت نظراته شاردة في البعيد 0 أيحق لها أن تلومه لأنه غفل عن النظر إليها ؟
- ماذا تفعل هنا ؟
رمقها بنظرة قاتمة وأجاب :- اهتم بشؤوني الخاصة 000كثير من الناس يقومون بذلك 0 يجدر بك 000
تابعت بابتسامة :- أن أحاول ذلك في بعض الأحيان 000أعرف ذلك 0
ثم أراحت ذقنها فوق ركبتيها وتابعت :- وأفترض أن رجال المراقبة لا يواجهون مشاكل معك، أليس كذلك ؟
أرادته أن يبتسم ، رباه كم اشتاقت لابتسامته000لكن كل ما فعله هو رميها بنظرة ضيقة ، وأشاح بوجهه0
سأل :- لم ما زلت هنا ؟ اعتقدت أنك تتلهفين للرحيل ؟
أصابتها كلماته القاسية بالغضب :- لن تنفجر الجزيرة !كان على أن أغسل ملابسي 0ومن ثم يفترض أن أحزم أمتعتي 0هل سبق وفعلت ذلك ؟
حاولت ألا تفكر في الألم المتفاقم في أحشائها وكأنه حداد على شعور مات واندثر00
- كما أن الطائرة تقلع غداً ظهراً 0لكن لا تقلق يادكتور ، إني راحلة مع أولى ساعات الصباح0
مرر أصابعه في شعره بذهول ، ثم أنزل يده واستند إليها 0كان لتقلص عضلاته أثر من عذاب لا يحتمل 00
كان وقعه على ميمي أشبه بنار محرقة ، وأحست بنبضها يتسارع حتى كاد أن ينفجر0
كانت تتوقع منه كل شيء إلا أن ينحني نحوها ويتسأل بوجد :- من هو صديقك المفضل ياميمي ؟
أذهلها سؤاله فتلعثمت :- في الواقع000أصدقائي كُثر ز
تفحص وجهها :- سم لي واحد0
أجابته بتحد :- لا تكن سخيفاً0لي أصدقاء منتشرون في كل أنحاء العالم 0بل الآف من الأصدقاء0
هز كتفيه استهجاناً:- إذاً، لا داعي لاتخاذ هذا الموقف الدفاعي0
حدقت فيه وقالت :-لست دفـ0000
قاطعها وهو يوجه لها نظرة تساؤلية أخرى :- كيف التقى والداك ؟
استغربت أسئلته 00أهي وسيلة لتمضية الوقت من دون تبادل أحاديث حميمة ؟ أم يسعى لمضايقتها ؟
- كانت أمي تقضي إجازتها في مصر ، مع بقية المعلمين حين000
بنظرة سريعة :- أقلت معلمين ؟ ألم تكن مصورة في البراري ؟
-كلا , لماذا ؟
- مجرد فضول0
عادت تحملق فيه عابسة ، فيما هو يحدق في المحيط0أطبق أسنانه بإحكام 0إذاً لم يكن غير مكترث كما أرادها أن تظن00
- هل كانت تحب التعليم ؟
- بل كانت تعشقه 0
همهم 00ثم وجه إليها نظرة متأملة لم تعجبها 00وشيئاً فشيء لمعت في ذهنها فكرة 0
- إن كنت تحاول أن تبرهن أن أمي هجرت عملاً عزيزاً على قلبها من أجل أبي، وأنها قتلت أحلامها لتعيش معه ، فأنت مخطئ تماما، لقد أنجبتني وعلمتني ، لم أكن تلميذة حمقاء ، بل أنا أفضل ممن تلقوا تعليماً منهجياً! وهذا يثبت أن أمي لم تتخل عن حلمها !
بعد أن فرغت من حجتها ، أحست بارتياح شديد ، ثم هتفت بنبرة جافة وهي تسعى للانتقام منه :
- ماذا بوسعك أن تقول الآن ؟
أحنى ظهره وراح ينفض الرمل عن يديه ، ثم وقف وقال :
- فهمت0
بقي مدة يحدق في المحيط القاتم ، وأخيراً تمتم برزانة:
- لقد قدمت لي يد المساعدة خلال هذه الأسابيع ، وأنا أقدر ذلك 0أتمنى أن تعثري يوما على ما تبحثين عنه0
صمت للحظات ، ثم أضاف بهمس :
- تصبحين على خير يا ميمي0
واختفى00000000

كان مارك يتناول طعامه الذي أرسلته سوزان بشرود تام 00ففي هذه الأيام ، بات الطعام بلا نكهة ولا طعم0أما حياته الخاصة ففارغة تافهة 0 لكن لحسن الحظ كان المرضى يتدفقون على عيادته ، فيحولون دون أفكاره تلك0
بذل في الشهرين اللذين تليا سفر ميمي ، جهداً ملحوظاً لمواعدة النساء 0وحين حل شهر تشرين الأول واجه الحقيقة المرة 0إنه يحب ميمي باتست ، ولا فائدة من إضاعة الوقت في مواعدة غيرها حتى يطردها من قلبه ، وينتزع جذور حبها العميق ولكن كيف لرجل أن يطرد امرأة من قلبه ، إن لم يسع لاستبدالها بأخرى ؟ لكن قلبه يرفض الانخراط في البحث عن ضالته المنشودة 0من هنا قرر أن يمنح نفسه المزيد من الوقت عله ينسى 0
قضم قضمة أخرى من شطيرته ، ثم أعادها للطبق 0لم يكن يشعر بالجوع 00ليته جائع فعلاً00ليته يشعر بالجوع أو الظمأ أو الإثارة أو الاهتمام0
- مرحبا يا أخي 0
التفت مارك ، وإذا به يرى جايك عند باب المطبخ ، فما كان منه إلا أن رفع حاجباً ، وهو عاجز عن الابتسام0سأله :- ما الأمر ؟
- كنت أنا وسوزان نفكر في الذهاب إلى بورتلاند ، لتناول العشاء ومشاهدة فيلم ، ما رأيك لو تتصل برفيقة ، فنذهب نحن الأربعة ؟
تنهد جايك كمن عيل صبره وأضاف :- اسمع ، أتمانع إن وضعت النقاط على الحروف ؟
نعم يمانع 00فالحديث عن تعلقه بميمي ولإطلال لا يفيد0إن عقله يدرك هذا تماماً ، لكن قلبه لا يدركه0
تمتم :- ليتك تنسى الموضوع ياجايك ، فأنا على ما يرام 0
سارع جايك بالقول :- لكنك لست سعيد0
هز كتفيه وقال :- أنا أهذي من السعادة!0
زم جايك شفتيه وقال :
لا أريد أن أنعتك بالكذب ، ولكنك لا تبدو سعيداً
سارع مارك للإجابة بابتسامة عريضة :-إني أحاول إلا اظهر ذلك ، فأنت تعلم ما يقال عن الرجال الذين ينعمون بسعادة فائقة 0
قطب جايك وتمتم :- نعم000يحسدون000كأن يكون المرء باهر في الجمال أو فاحش الثراء ، أو سليم العقل0
اكتفى مارك بالابتسام وهو يعلم أن أي كلمة يتفوه بها لن تكون في صالحه 00
قال جايك بتعاطف :- إن تعليق الآمال على امرأة مضيعة للوقت 0فإما إن تبحث عنها أو تطردها من رأسك0
أقلع مارك عن ابتسامته البلهاء، وتمتم :- كيف ابحث عنها ، وأنا لا اعلم لها مكان؟
حدق جايك في أخيه فترة طويلة ، فمن يعرف الأحزان أكثر من الأخ الأكبر في عائلة ميريت ؟
إنما من حسن حطه أن وجد ضالته أخيراً في سوزان 0
تبادلت عيونهما حديث صامت ، احني بعده جايك رأسه 0000ثم هز كتفيه لا مبالاة واستسلاماً0

سنا المجد
29-04-2008, 14:04
11_ التاريخ يعيد نفسه0


صار بوسع مارك أن يبحر إلى جزيرة ميريت ، حتى وإن كان الضباب مخيما ً0وحتى وإن كان بهذا الشرود 0
لقد ازدادت أفكاره تيهاً وسبح في عالم خيالي بعيد عن أرض الواقع 0
لم يعد مسحوراً بمعالم الطبيعة 0 فهذا الضباب المخيم فوق المياه 00وهواء البحر المثقل بآلف رائحة ورائحة ، وسكون الليل هذا ماعاد يحتل في نفسه المكانة المميزة 0 أما مشاعره فما عاد يخالطها أي فرح 0وفؤاده لا يحفل إلا بصحة المرضى وحسب 00ترى أهذا حال المرء حين تموت مشاعره ، ويفقد الجمال في نظره كل معنى ؟
تطلع للأمام بعينين لا تبصران ، وراح يجاهد لينزع من قلبه ألما زرعته امرأة لن يراها مجدداً0كم يكره العيش في مملكة الخيال يلاحق شبحاً0
تباً ياميريت لا تتصرف كأرمل باكي ! فهذا لا يليق بك !
وفجأة أحس بشيء يرتطم بمركبه ارتطام مدوي ، انتشله من أفكاره الشاردة 0
وضع يده فوق عينيه وحدق في الضباب 0تباً له ! لقد كان غارقاً في أحزانه حتى أنه لم ينتبه للرادار0
أحس بمزيج من القلق والعذاب ، ثم أشعل أضواء المركب وهو يشعر أن هذه الحادثة مألوفة0ما أن انتقل للجانب المتضرر ، حتى لأخذ يحملق في الضباب الذي اخترقه أنوار المركب 0
لم يكن من الصعب عليه أن يميز مقدمة زورق صغير 0لاحظ أن المجاديف تحطمت على جانبيه 0وطبقة الدهان اللماع أتلفت 0
كتم مارك شتيمة 0
هل مركبه هدف للمراكب الأخرى ؟
لمح مارك من زاوية عينيه شخص ينهض ببطء ويحاول أن يثبت ذراعه على الصاري0عساه يستعيد توازنه0
عبس مارك 00كيف لهذا الشخص الذي تسبب في تلك الضربة العنيفة لمركبه أن يشبه ميمي لهذا الحد ؟
أخذ مارك يفرك عينيه وهو غير مصدق 0لا يعتقد أنه وصل لهذه الدرجة من الهلوسة !!
أطلقت المرأة عويلا ، وقبضت على شعرها المسترسل 0
ثم حولت نظرها لمارك ، وأشارت بإصبعها لمقدمة الزورق المتضررة0
- أنظر إلى ما فعلته بزورقي ؟
رمقها مارك وهو لا يدري أهو في الواقع أم في الخيال 0إن صوتها يشبه صوت ميمي أيضاً!
بعد مرور دقيقة ، وضعت يديها على خصرها ونادته :- أليس لديك ما تقوله ؟ كأن تلوم طيشك لأنه جعلك تجنح بمركبك لتصطدم بمقدمة زورقي ؟
حدق فيها ثم همس بشك :- ميمي ؟
تقدمت منه بحذر وتابعت :- ومن ثم أقول : لكنه حتى ليس بمركبي 0
- يا الهي !
- كلا ، لا يفترض بك أن تقول هذا الآن ، بل عليك أن تسأل بنبرة ساخرة : وهل افترض أنك كنت تمرين بالجوار حين سمعت صوت الارتطام , وقررت تقصي الأمر ؟
دنت بسرعة من المجاديف المحطمة 0 وحين أصبحت قريبة منه رفعت إليه ناظريها 0كانت عينيها متيقظتين وشعرها مسترسل وقد انبعث منها عطر لطيف ، أحيى فيه ذكريات حلوة مرة في نفس الوقت 0
همس :- ماذا تفعلين ؟
ابتسمت بضعف وقالت :- كلا ، من المفترض أن تخبرني أن رأسي قد أصيب ، وأنك ستفحصه ، ثم تدعوني لمركبك 0
تملكته الحيرة ، لكن الغمامة بدأت تنقشع 0إلا أنه لم يرغب بالمزاح فلعلها ترغب بمغامرة جديدة0
أجابها بصوت حذر :- أنت لا تنزفين ياميمي0
رفعت يدها لرأسها :- يبدو أنني أتعلم من أخطائي0
وما لبثت أن ابتسمت له وكأنها تشجعه :- ولكني حطمت مركبك ، ولا يمكنني الإبحار بزورقي وهو على هذه الحالة ، اعتقد أن علي أن أعمل لحسابك يادكتور مجدداً0
ومن غير أن تنتظر ، رفعت نفسها حتى أصبحت على متن مركبه وبجواره ، اختل توازنها :- يالطيشي ! كم أنا آسفة!
لم يعرف ماذا يفعل 00اعتدلت في وقفتها وابتعدت عنه خطوة 0
- ما قولك ؟
- ما قولي ، في ماذا ؟
ترى هل أصيب رأسه هذه المرة ؟!!
- ما قولك في أن أعمل لحسابك حتى أدفع الأضرار؟
مرر أنامله في شعره وهو يحس أنه فقد قدرته على التركيز 00
- لقد وظفت ممرضاً ياميمي 0
- إذاً كيف تقترح أن أسدد ثمن الأضرار يادكتور ؟
لاحظ سلسلة تلمع حول عنقها ، وحجرة الزمرد حولها الذي منحها إياه ، رفع السلسلة بيده وقال :
- هذه تفي بالغرض 0
هزت رأسها وعينيها لا تغادران عينيه :- آسفة !لا استطيع أن أتخلى عنها ، فهي تذكرني برجل عرفته يوماً0
ارتبك00وسمع نفسه يقول :- رجل أعجبك ؟
- لا !
ابتسمت بوقاحة فتخبط قلبه بين أضلعه 0
تابعت :- بل رجل أحببته0
حرمه كلامها كل قدرة على التعبير ،وشعر بالغيرة فرمقها بذهول00
ساد صمت طويل فابتلعت ريقها00و تابعت :- إنه طبيب محافظ ، فيما أنا رحالة 0 كان من الطبيعي ألا تنجح علاقتنا0
راقبها بوجه علاه التقطيب 0أي لعبة تلعب ؟ هل خططت لتدفعه للجنون ؟
- أليس لديك ما تقول ؟
أيريد فعلاً أن يتسبب بمزيد من الأضرار، سألها بشك :- مثل ماذا ؟
صرخت :- مثل أنك تحبني أيها الأحمق ، مثل أنك تريدني أن ابقي أيها الغبي ، مثل أنك كنت تعيساً من دوني0
00هل يجرؤ ويؤمن أن عذابه قد وصل للختام ؟ هل يجرؤ ويجازف بالإفصاح عن مشاعره ، والتعرض لمزيد من الأذى؟
قال في سره : بلى يا رجل ، هل تريد أن تتابع حياتك كطيف بشري ؟هل تريد ميمي ؟ تباً! إنها هنا قل شيئاً ، حتى وإن كانت تمارس معك لعبة سخيفة ، وإلا ندمت طوال حياتك 0
تمتم برزانة :- حسناً ، أريدك أن تبقي ياميمي ، لقد كنت تعيساً من غيرك ، وأنا أحبك أكثر من حياتي0
ذُهلت وتسألت وقد اتسعت عيناها :- أنت 000أنت تحبني ؟
رأى دموع تترقرق في عينيها وارتجاف في شفتها السفلى فأدرك أن وقاحتها لم تكن إلا قناع 00اجتاحته سعادة غامرة تمكن من الابتسام 00
- بالطبع أحبك 000أيتها الحمقاء الصغيرة 0
مسحت دمعة منسابة وتمتمت :- حسناً ، ماذا نفعل في هذا الصدد ؟
شعر بوخز في قلبه :- ماذا يمكنني أن أفعل ، إن كنت لا تكتفين بالمرور من هنا ، وتحطيم المراكب ؟
سألته بصوت مرتجف :- ماذا لو لم أكن مكتفية ؟00ماذا00ستقول حينها ؟
همست :- كنت أنانية،فعجزت عن رؤية الحقيقة ، فيما هي ماثلة أمامي 00بعد أن تركتك أدركت أن السفر حول العالم ليس الحلم الذي أنشده، بل كنت أتوق للانتماء لعائلة محبة0
خاف أن يتحرك فيتلاشى الحلم000
- حين عشت معك ومع عائلتك , بدت لي أمنيات قريبة المنال ، غير أنني لم اسمح لنفسي بالاعتراف بذلك ، إلا عندما000
سكتت فجأة وقد تملكها الاضطراب00
تمتم :- ياميمي 000أريدك أن تصبحي زوجتي 0
كانت كلماته البسيطة حافلة بالوعود
- هل تتزوجيني ؟
مازحته دافعة به إلى جنون عاصف :
- لا يمكنني أن أتزوج وأنا أدين لك 000كيف تريدني أن أسدد لك ثمن الأضرار التي لحقت بمركبك ؟
أطلق ضحكة من كل قلبه ، وأجلسها على مقعد خشبي وهو يحذرها بابتسامة :- يستحسن أن يكون هذا رداً بالإيجاب 0
أطلقت تنهيدة عميقة وتمتمت :- نعم 000نعم يامارك 000ما أجمل أن يعود المرء لبيته !
وأردفت :- حبيبي 000سيكون حبك سلسلة من الاكتشافات الجميلة طالما أننا معا ولن نفترق0
ما إن قرأ الحقيقة في عينيها حتى أحس أنه يتجرع من كأس السعادة وإذا بالمشاعر تشتعل بعاطفة مجنونة جديدة عرف أنها لن تخبو أبداً0
أنها المرأة التي أحب ، وأحس بالأمان في أعماق روحه 0لقد وصلت ميمي إلى بيتها أخيراً ، وبلغ حبه المنشود0


تمت بحمد الله

سنا المجد
29-04-2008, 14:08
اخواتي هذه الروايه منقوله عن الاخت الناظر....
وحبيت انقلها لكم لانها اعجبتني .
واتمني ان تعجبكم .........

ماري-أنطوانيت
29-04-2008, 14:10
تسلميــــــــــــــــــــــــــــــــن يا احلى سنا...

والف الف الف شكر على الروايه الرئعه...::جيد::

وكل الشكر والامتنان لحماسك ومبادرتك الحلوه...

وشكر موجه للاخت...(الناظر)

ماري-أنطوانيت
29-04-2008, 14:21
كيفكم والله وحشتووووووووووووووووووني موووووووووووت

هالكمبيوتر اللي ما يستحي على وجهه قطعني عنكم

الروايات اللي نزلتوهت بصراحة تجنن مثل اللي كتبوها ::جيد::::جيد::

الف شكر يا غواااااااااااااااااااالي
هلاااااااااااااا والله عذوووووووب...احم زودت الواوات عل كيفي..:مرتبك:

انتي وحشتينا اكثر يا عسل....

كنت بسب واشتم بالكمبيوتر...:تدخين: بس بعدين خفت يزعل ويعلق عليك

وبعدين ما نشوفك ابد...:بكاء:...فقلت خلينا ساكتين احسن...:مرتبك::D


السلام عليكم يا شباب
أنا عضوة جديدة بالمنتدى لكنى متابعة لكم من فترة ومن شدة اعجابى بكم وبمجهودكم الرائع والخارق
حبيت إنى أهنيكم على أختياراتكم للروايات وعلى إستمراريتكم دائما إن شاء الله
وأتمنى تقبلونى عضوة بينكم لأنى محبة لروايات عبير جداً

وإلى الأمام دوما إن شاء الله يا أحلى منتدى
شباب..بنات..صبايا..اطفال..كبار في السن..مراهقين...

عادي اي شي حلو من الحلو...مدام انه في المشروع...::سعادة::

((زهر نوار)) هلا وغلا فيك عضوه عزيزه وغاليه في المشروع..::سعادة:: ::سعادة::


وتسلمين قلبي على ردك وكلامك الحلو...اسعدتينا فيه..

زهر نوار
29-04-2008, 15:34
الأخت العزيزة (مارى_أنطوانيت) شكرى وإعتزازى لكى وأخجلتينى بحلو كلامك
لكن هذا ليس بجديد عليكى وعلى هذا الفريق الجميل الذى أمتعنا بذوقة الرفيع سواء فى
إختيار الروايات أو بالردود الجميلة وعزيزتى هذا هو ما جعلنى أتحول من مجرد زائرة الى عضوة تتمنى ان تكون احد المشجعين لهذا المجهود الرائع ::جيد::::جيد::::جيد::


وأحب أشكر الأخت سنا المجد على هذة الرواية الجميلة جداااااااااااااااااااااااااااااااااا
و تسلم عزيزتى أناملك التى اوصلت هذة الرواية الينا ::جيد::::جيد::

ورده قايين
29-04-2008, 15:48
سنا المجد مشكورة على الرواية وعلى النقل الحلو

ايــريــن
30-04-2008, 01:08
مشكوووووووووووووووووورين

ع الرواااايه مرررررررره حلوووووووه

تسلمييييييييييين سنا المجد ..

سابرينا جاك
30-04-2008, 06:40
هاي بنات كيفكم والله مشتاقة لكلامكم الحلو وروايتكم الروعة مشكورة عزيزتي سنا المجد على كتابة الرواية والرواية كلش روعة عندي سوال لفريق كتابة الروايات ليش ماكوا تصويت على الروايات قبل كتابتها

ماري-أنطوانيت
30-04-2008, 13:58
هاي بنات كيفكم والله مشتاقة لكلامكم الحلو وروايتكم الروعة مشكورة عزيزتي سنا المجد على كتابة الرواية والرواية كلش روعة عندي سوال لفريق كتابة الروايات ليش ماكوا تصويت على الروايات قبل كتابتها

هلااااااااااا وغلااااااااااااااااا يا قمر...::سعادة::

انت وحشتينا اكثر واكثر....

اما بخصوص التصويت قررنا نجرب طريقه ثانيه لتنزيل الروايات..

وهي تنزيل روايه كامله كل اسبوع بدل روايه مجزئه...:D

ايش رايك بالاقتراح؟؟؟...عجبك؟؟؟..;)

ماري-أنطوانيت
30-04-2008, 14:24
سلااااااااااااام برائحه ازهار الليمون لاحلى العضوات..
~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`

-- روايــــه الاسبـــوع --
~*~*~ مصارع الثيران ~*~*~
العنوان الاصلي لهذه الرواية بالانكليزية
Sweet torment

- فلورا كيد -
(روايات عبير)


الملخص..
الوقت من ذهب ... اما وقت سوريل فهو من تراب ... مدلكة تعمل عند مونيكا المقعدة .
اعتقدت سوريل ان الحب ينبت بعيداً عن هذه المنطقة النائية ويقطفه فقط سعداء الحظوظ . وعندما التقت خوان رينالدا مصارع الثيران ، احست بأنها مخطئة . لكن رامون رب عملها وزوج مونيكا طردها من البيت حين علم بلقائها .
لماذا؟ قبل ان تغادر المنزل عرفت بوجود علاقة سابقة بين مونيكا والمصارع وان الحادث الذي اقعدها وقع لها خلال زيارة غامضة وسرية لمزرعته .
عندئذ ذهبت سوريل اليه ووضعت كلها امامه لكن خوان رينالدا اعترف ... ماذا قال لها وهل يمكن ان تكون الحقيقة غير ما توقعت ؟

كن بانتظار الروايه يوم الاحد باذن الله...ستنزلها لنا شيخه الكل
((الشيخه زوزو))

* الى الاخت العزيزه (فرح احمد)..تمنياتنا الحاره لك بقراءه ممتعه..::جيد:: *

لحـ الوفاء ـن
30-04-2008, 16:09
يسلمو على الروايه الرائعه يعطيك العافيه
ونحن في انتظار الشيخه على احر من الجمر
تحياتي

ماهيما
30-04-2008, 17:19
يسلمووووو على الرواااية واحنا بانتظارك على احر من الجمر يالشيخة;)

ماهيما
30-04-2008, 17:24
ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااي الحلووووووة كيفك؟؟ ان شاءالله بخير يارب؟؟

والحين انتم بوقت امتحانات الله يعينكم يارب:(

وانبسط ياااااعم الرواية هذي ماقريتها:o:o

احس انك ياماري بتقعدين تصرخيييين انك لقيتي رواية انا ماقريتها::سعادة::::سعادة::

ونلتقي ان شاءالله يوم الاحد مع الرواية اللي اعجبني ملخصها:cool:

ورده قايين
30-04-2008, 22:36
اختيار موفق الشيخه زوزو الرواية هذه روعه وبأنتظارها يوم الأحد ...

عذوووب
01-05-2008, 04:09
ماري انطوانيت

تسلمين يا عسل على الترحيب والحمد لله انك ما نسيتني

وابشرك ان شاء الله ابزعجك ليييييييييييييييييييييين تقولين خلاص

ما نبي ردودك :D:D

عذوووب
01-05-2008, 04:13
سنا المجد يااااااااقمر

الف شكر على الرواية يا غالية

وبانتظار الشيخه زوزو على احر من الجمرررررررررر

الحيب عذاب
01-05-2008, 13:10
مرحبا شحالكم كل اهل مكسات

ماري-أنطوانيت
01-05-2008, 13:12
ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااي الحلووووووة كيفك؟؟ ان شاءالله بخير يارب؟؟

والحين انتم بوقت امتحانات الله يعينكم يارب:(

وانبسط ياااااعم الرواية هذي ماقريتها:o:o

احس انك ياماري بتقعدين تصرخيييين انك لقيتي رواية انا ماقريتها::سعادة::::سعادة::

ونلتقي ان شاءالله يوم الاحد مع الرواية اللي اعجبني ملخصها:cool:
وووووووووووووووووووووووووهوووووووووووووووووووووووو ووووو....

واخييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييرا اخيرا

ما صدقت عيني وانا قاعده قرأ ...:eek:

روايه ما قرأتها ماهيما...ماقرأتها!!!!!!!!!!!!!!!!..:eek::eek:

لا لا مو مصدقه...وحده تقرصني عشان اتأكد

هههههههههههه سوري من حماسي للرد نسيت السلام

وعبارات التحيه...:o

الحمدلله يعني هالمره راح تشاركينا في قراءه الروايه....:D

وان شاء الله تستمعين فيها...::جيد::


الى الان مو مصـــــــــــدقه...:ضحكة:



ماري انطوانيت

تسلمين يا عسل على الترحيب والحمد لله انك ما نسيتني

وابشرك ان شاء الله ابزعجك ليييييييييييييييييييييين تقولين خلاص

ما نبي ردودك :D:D
لا طبعا شلون انسى صاحبه الاسم المميز والطله الاكثر تميز...::سعادة::

خلاص لا تنسين كلمتك...انا بانتظار ازعاجك بالردود....:D


مرحبا شحالكم كل اهل مكسات
هلا والله فيك (اختي او اخوي)...

عفوا بس مو متأكده اذا انثى او ذكر....:مرتبك:

اهلا وسهلا فيك في المشروع...واسعدتنا الطله الحلوه....;)

عذوووق
01-05-2008, 14:15
يسلموووووووو سنا المجد على الرواية الرائعة

حنا بانتظار الشيخة زورو على احر من الجمر

ويعطيكم ربي الف عافية اصحاب المشروع على المجهود اللي تبذلونه عشان نستمتع باكبر قدر من هالروايات الرائعة

تقبلوا مروري وتعليقي

shining tears
01-05-2008, 16:25
هلا والله بالجميع
اخباركم جميعا
شلونكم
ماهيما موب بس ماري موب مصدقة ترى عوايني طفروا من مكانهم لما شفت اخيرا حلت علنا البركة وطلعت النا رواية ما قد قرأئتيها:cool:
يعطيكم الف عافية على الروايات الروعة
ايوا اجتني فكرة من ناحية مصارع الثيران
دامها اختي لسة تكتب فيها وباقي على فصلين تقريبا او فصل
وش رايكم تنزل الفصول الي خلصتها نعطي شوية حماس وخاصة ان الرواية مثل ما شفت كثير ما قرأوها
يعني نحط شوية توابل على المشروع ::جيد::
وش رايكم ::سعادة::

تحياتي للجميع :مرتبك:

ماهيما
02-05-2008, 10:17
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه

ياعمري ماري وشاينيغ قسم بالله رحمتكم:D

للدرجة هاذي فاقدين فيني الامل شكلي مسوية عقدة لكم :cool:

وبالنسبة لاقتراح شاينيغ انا معها::جيد::

والله يعيييييننا على الدوااااااام بكرى مالي خلق اقوووووووووووووووم الصبح:( :( :( :(

يالله صبايا ان شاء اشوفكم يوم الاحد على خير ان شاءالله:)

SONĒSTA
02-05-2008, 19:18
شكل الرواية كتير حلوة :)
بانتظارها
/
/
وسلمت أناملك ((الشيخه زوزو)) على الرواية
---

وش رايكم تنزل الفصول الي خلصتها نعطي شوية حماس وخاصة ان الرواية مثل ما شفت كثير ما قرأوها
يعني نحط شوية توابل على المشروع ::جيد::



اقتراح كتير حلو
لأني أنا كمان ما قرأتها ... ؛ ;)

تحياتي

غــلا
03-05-2008, 00:16
مشكورين على الروايات وانا بصراحه سجلت في المنتدى من اجل روايات عبير واحلام
اتمنى تكتبو رواية الزواج الابيض وقال الزهر اه

نقاء الثلج
03-05-2008, 00:32
مرحباااااااا للجميع
كيفكم شواخباركم
غلا - زهر نوار
اهلا وسهلا فيكم معنا
سنا المجد
مشكوره على الروايه
احب اخبرك اني قرأت الروايه من زمان
وانا متأكدة ان جميع من يقرأها راح تعجبه
وانا بانتظار رواية مصارع الثيران لأني سمعت
عنها من قبل و متحمسه لقراءتها
تحياتي لكم

زهر نوار
03-05-2008, 11:55
مرحباااااااا للجميع
كيفكم شواخباركم
غلا - زهر نوار
اهلا وسهلا فيكم معنا
سنا المجد
مشكوره على الروايه
احب اخبرك اني قرأت الروايه من زمان
وانا متأكدة ان جميع من يقرأها راح تعجبه
وانا بانتظار رواية مصارع الثيران لأني سمعت
عنها من قبل و متحمسه لقراءتها
تحياتي لكم


::سعادة::السلام عليكم جميعا
شكرا لترحيبك عزيزتى ((نقاء الثلج))واخبارنا كتيييييييييييييييييييير حلوة ..........................ياحلوة
واحب أشكركم على هذه الرواية اللتى اتطلع لقرائتها كثيرا ((مصارع الثيران))
ولى طلب صغير جدا أتمنى إنى أقرأ رواية ((الأخت البديلة ))((((إن أمكن))) لأنى فقدت مجموعتى من فترة وبحثت كتير على هذه الرواية لكنى لم أجدها
وشكرا على مجهودكم الرائع وتقبلوا مرورى.....:مذنب::مذنب::مذنب::مذنب::مذنب::مذنب:

ماري-أنطوانيت
03-05-2008, 17:43
هلا والله بالجميع
اخباركم جميعا
وش رايكم تنزل الفصول الي خلصتها نعطي شوية حماس وخاصة ان الرواية مثل ما شفت كثير ما قرأوها
يعني نحط شوية توابل على المشروع ::جيد::
وش رايكم ::سعادة::

تحياتي للجميع :مرتبك:
هلااااااااااااااااااا وغلاااااااااااااااااااااااا (shaining tears)
اقترااح حلو..وخاصه ان اغلب البنات متحمسات للروايه...::جيد::


مشكورين على الروايات وانا بصراحه سجلت في المنتدى من اجل روايات عبير واحلام
اتمنى تكتبو رواية الزواج الابيض وقال الزهر اه
هلا وغلا فيك يا كل الغلا يا ((غلا)). ..:D
شفتي شلون غلاك عندنا...:D
اهلا وسهلا فيك في المشروع اخت عزيزه وغاليه..
اسعدنا تواجدك معانا يا عسل...::جيد::
وان شاء الله نحاول نلبي طلبك بخصوص الروايات..::جيد::




واحب أشكركم على هذه الرواية اللتى اتطلع لقرائتها كثيرا ((مصارع الثيران))
ولى طلب صغير جدا أتمنى إنى أقرأ رواية ((الأخت البديلة ))((((إن أمكن))) لأنى فقدت مجموعتى من فترة وبحثت كتير على هذه الرواية لكنى لم أجدها
وشكرا على مجهودكم الرائع وتقبلوا مرورى.....:مذنب::مذنب::مذنب::مذنب::مذنب::مذنب:
هلا وغلا فيك ((زهر نوار))
بخصوص روايه ((الاخت البديله)) ان شاء الله نحاول نلبي طلبك يا قمر..::جيد::

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:22
هــآآيــوه :D
كيفكم غنــآآتــآآتـــي :p
توحشتكم بالمرة ::سعادة::
المهمو يلآ نبدي قرآءة ممتعة ان شاء الله :تدخين:


فلورا كيد
مصارع الثيران
العنوان الاصلي لهذه الرواية بالانكليزية
Sweet torment

مصارع الثيران
الوقت من ذهب ... اما وقت سوريل فهو من تراب ... مدلكة تعمل عند مونيكا المقعدة .
اعتقدت سوريل ان الحب ينبت بعيداً عن هذه المنطقة النائية ويقطفه فقط سعداء الحظوظ . وعندما التقت خوان رينالدا مصارع الثيران ، احست بأنها مخطئة . لكن رامون رب عملها وزوج مونيكا طردها من البيت حين علم بلقائها .
لماذا؟ قبل ان تغادر المنزل عرفت بوجود علاقة سابقة بين مونيكا والمصارع وان الحادث الذي اقعدها وقع لها خلال زيارة غامضة وسرية لمزرعته .
عندئذ ذهبت سوريل اليه ووضعت كلها امامه لكن خوان رينالدا اعترف ... ماذا قال لها وهل يمكن ان تكون الحقيقة غير ما توقعت ؟





*~ 1-بوابة الثلج ~*

من بلدة مانيسالاس المتربعة على قمة التل ، كانت الطريق الى مركز السومبريرو للتزلج ، تمر عبر مزارع بن تغطي منحدرات الجبال المنخفضة . وفي ظلال أشجار الموز العالية كانت أوراق شجيرات البن ، المعتنى بها بمحبة ، تلتمع تحت أشعة الصباح ، فيما قاطفو الحبوب ذوو القمصان الحمر وقبعات القش يلتقطون الحبوب الناضجة ويضعونها في السلال الكبيرة التي يحملونها بواسطة احزمة تلف خصورهم . سرحت سوريل برستون بصرها خلف الشجيرات المتنوعة الخضرة ، وصعب عليها التصديق بأنها سترى ثلجاً بعد ساعة من الزمن . لقد مضت ستة أسابيع على وجودها في كولومبيا ومع ذلك ما تزال مندهشة من تفاوت المناخات والارتفاعات في هذا البلد الاميركي الجنوبي . ففي نهاية الاسبوع الماضي كانت على سطح البحر تستمتع بحمام شمس استوائية على شاطئ متوهج قرب البحر الكاريبي التوركوازي المعمم بالأبيض في الساحل الشمالي ، وفي نهاية الاسبوع هذه ، هي في طريقها للتزلج على جبال الأنديز العالية . جاءت اليوم صباحاً من مدينة ميدلين في سيارة الكاديلاك الفارهة التي يقودها مخدومها رامون انهل ، وعلى الطريق الدولية الامريكية العريضة انقضوا جنوباً وكأنهم يقفزون من بلدة جبلية الى اخرى . لكن هذه الطريق الى مركز التزلج مختلفة تماماً ، فهي ضيقة وتتلوى كما الأفعى ، وكلما ازداد الارتفاع كلما تلوت ودارت على نفسها اكثر ، وتبدو احياناً معلقة في الفضاء فوق ممرات مظلمة ضيقة تشق جانب الجبل ، وذات جدران مشجرة تنحدر بقوة لتصل في النهاية الى القاع وحيث تبدو الأنهار كخيوط فضية رفيعة .
قالت سوريل للورا التي تشاركها الجلوس على المقعد الخلفي :
-لن أحبذ فكرة السواقة على هذه الطريق في الظلام .
فأجابتها الفتاة :
-اعتادت أمي ان تقود السيارة بنفسها صعوداً ونزولا كل اسبوع ، الا انها كانت سائقة ماهرة آنذاك .
ولورا ، اكبر الاختين ، في الخامسة عشرة من عمرها ، طويلة رشيقة القوام ، بيضاء البشرة زرقاء العينين ، وقد ورثت كل هذا عن امها الانكليزية ، اضافة الى تكلمها وفهمها الممتازين للغتين ، الاسبانية و الانكليزية معاً . اما اختها غابرييلا الجالسة الى جوار ابيها في السيارة ، فكانت في الثانية عشرة ، ذات حجم صغير مكتنز وعينين براقتي السواد وبشرة زيتونية ناعمة ، تتكلم الانكليزية بلهجة تسحر السامعين اذ تلفظ الحروف الساكنة بفوضوية وتستعمل التعابير الامريكية بكثرة . قالت تعترض على تعليق اختها :
-اذا كانت ماما سائقة ماهرة حقاً ، فأنا لا أفهم كيف تحطمت بها السيارة .
أعقب سؤالها صمت ثقيل ، فحادث تحطم السيارة الذي حوّل مونيكا انهل من امرأة رياضية نشيطة الى اخرى مقعدة تجد صعوبة في تعلم المشي من جديد ، لم يكن يذكر مطلقاً في الأحاديث . هذا ما لاحظته سوريل وكأن العائلة لا تريد ان تواجه ذلك الواقع .
وأجاب رامون مؤنباً غابرييلا بحدة :
-لقد ارتكبت أمك غلطة . كم مرة يجب ان أفهمك ذلك .
كان الوالد صارماً ، ومن حين جاءت سوريل لتقيم في بيته ، بدأت تعي بالتدريج ان مونيكا وابنتيها يخشين اثارة غضبه . كذلك بدأت تشعر ان العلاقة بين الزوجين مهتزة جداً ، ليس فقط لأن مونيكا أصيبت بشلل ، بل كانت سوريل متأكدة من ان شيئاً قد حصل قبل الحادثة وأدى الى لغم الزواج.
تلوت الطريق صعوداً بين جذوع صنوبريات رفيعة قاتمة وسألها رامون :
-هل يضايقك الارتفاع يا سوريل ؟ أتشعرين بشيء من الغثيان او الدوار لكوننا بلغنا هذا الحد من الارتفاع بوقت قصير جداً ؟
-احس صداعاً بسيطاً ، ليس الا .
ثم سدت أذنيها بيديها وأضافت ضاحكة :
-اوه ، لقد فرقعت أذناي ! هل من المفروض ان احس غثياناً ؟
-قد يحدث لكنك ستشعرين حتماً بصعوبة التنفس عندما تغادرين السيارة . لن نقوم برياضة عنيفة هذا الصباح . سنكتفي ببعض التمارين على المنحدرات التدريبية ونؤجل التزلج الجدي الى ما بعد الظهر حيث تكونين قد اعتدت قليلا على المناخ .
قاد السيارة حول المنعطف الأخير بين ضفتين من الثلج تكوّم بفعل جرّافة ، ثم اطلّوا على الفندق القائم على هضبة فسيحة والمشيد من خمس طبقات في شكل نصف دائري . كان الفندق مؤثثاً بترف وبألوان زاهية صافية . جدرانه مكسوة بالخشب وكل ارضيته مغطاة بسجاد سميك .
حملهم المصعد الى الطابق الثالث حيث تشاركت الاختان غرفة ذات سريرين فيما انفرد كال من رامون وسوريل في غرفة خاصة به .

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:23
وكما اقترح رامون ، قضوا بقية الصباح على المنحدرات السهلة وصعدوا القمة بواسطة التلفريك . وسرعان ما اكتشفت سوريل ان رامون ولااابنتيه يفوقونها خبرة في التزلج ، وشعرت نحوهم بالامتنان لكونهم صبروا عليها وبقيوا معها حتى استطاعت تليين عضلات ساقيها الى حد ما واعتادت تنفس الهواء الجاف الخفيف .
تناولوا الغداء في مقهى الفندق ، وراحت لورا و غابرييلا تراقبان باهتمام شديد دخول وخروج المتزلجين الآخرين وتثرثران معاً بالاسبانية وتقهقهان حتى تضايق رامون من تصرفهما وطلب اليهما ان تتحدثا بصوت مرتفع كي يتمكن هو وسوريل من سماعهما . ولدى توجههم الى بهو الفندق لأخذ أدوات التزلج ، اعترفت لورا بسوريل بقولها :
-كنا نتعرف على بعض الصبيان الذين رأيناهم من قبل . ان بابا لا يسمح لنا مطلقاً بالتعاطي مع الشبان ، ولو استطاع ان يرسل معنا امرأة ترافقنا الى كل مكان لما توانى عن ذلك ، لكن عهد المرافقات ولّى ، وصار موضة عتيقة .
وأضافت غابرييلا بلكنتها الجذابة وابتسامتها الساحرة :
-ولهذا أنت معنا بدلا من الحارسة يا سوريل ، وهذا الوضع افضل بكثير ... اوه ، انظري لورا الى الرجل الواقف هناك .
ثم همست شيئاً في اذن اختها التي اجابتها بسرعة :
-لا تدعي بابا يسمعك تذكرين اسمه .
فهتفت غابرييلا الراقضة لأي كبح :
-لماذا ؟ اوه ، أتذكرين يا لورا حين جئنا للتزلج مع ماما واضطررنا الى قضاء الليل في الملجأ ؟
-اصمتي !
لكزتها لورا بكوعها محذرة ، وهنا انتبهت سوريل الى نظرة الشك المفاجئة التي ألقاها رامون على ابنته فسألته لتحاول اشغاله بشيء آخر:
-ماهو الملجأ؟
أجابها :
- انه كوخ يمكنك الاحتماء به اذا واجهتك عاصفة ثلجية . هناك عدد من الملاجئ موزع على المنحدرات لصالح المتزلجين الذين يحبون التزلج في اماكن غير مطروقه. تعالي هنا. هذه خريطة للمنطقه تبين اماكن هذه الاكواخ.
اشار الى رسم بياني معلق على جدار البهو وتابع:
-انها خشنة المظهر لكنها مزودة بأسرة نقالة وحرمات ومدفأة وقود واطعمة معلبة.
وخارج الفندق، انتعلوا الزحاليق مجددا وانزلقوا الى حيث المصعد الكهربائي كي يحملهم الى منحدرات اعلى... وفكرت سوريل وهي تطل من المصعد وتراقب المتزلجين وهم يحفرون طريقهم نزولا على الجبل، ومن محطة المصعد الاخيرة، ارتــقوا منحدرا اخر، وكانت زحاليقهم تحدث رسومات كقطب التطريز على الثلج الطليق الهش. ولما وصلوا القمة، ارتكزت سوريل على عمودي التزلج وهي تشهق طلبا للتنفس، ثم حدقت برهبة الى مشهد الجبال . كانت قممها المشققه، المشحدوذة بالريح والمظللة بغيوم متهادية، تتوهج كمنحوتات فضية في الافق الرمادي الباهت.بدت نائية مهيبة، تمثل تحديا مستمرا للجنس البشري.
قالت لورا بحزن:
-هذا المنحدر التزلجي كان المفضل لدى امي.
فعلقت سوريل:
-استطيع رؤية السبب. فالمشهد رائع الى حد الخيال.
وهناقال رامون بجدية:
-الغيوم تبدو لي مليئة بالثلج. من الافضل ان نبدأ الهبوط فورا.
غابريلا ، اهبطي اولا وقودي الطريق. سوريل، اتبعيها وظلي قريبة منها قدر المستطاع. لورا ستحلق بك وانا ساكون اللخير، اذا في حال وقعت احداكن سأتمكن من رؤيتها وبالتالي سأتوقف وأعود الى مساعدتها.
فقالت غابربيلا الساذجة والجرئية في الوقت نفسه:
-لكن اذا وقعت انت يابابا فلن نعرف ذلك.
-لن اقع بالطبع.
رد رامون بتلك الثقه الهادئة التي اكتشفت سوريل بانها جزء من طبيعه كل الرجال الكولومبيين الذين تعرفت اليهم لغاية الان. اضاف رامون:
-حاذرن الصخورالبارزة على الطريق. هل انتن مستعدات للانطلاق؟هيا انطلقن.
وهتفت غابرييلا بمرح:
-اتبعيني على مقربة ياسوريل، فلا نريدك ان تضيعي.
راقبت سوريل جسم غابرييلا الصغير المدثر ببزة برتقالية وغرزت عمودي التزلج في الثلج وانطلقت نزولا.

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:24
همس الثلج تحت زحافتيها،تعرجت يمنة ويسرة على المنحدر، وسرها ان غابرييلا ترتدي لوناً زاهياً يمكنها ان تراه بسهولة عبر المسافة التي اتسعت بينهما لأن الفتاة زادت سرعة هبوطها . لم تر السن الصخرية الصخرية الحادة تبرز كما الرمح أمامها لتستدير وتتحاشاها . بسطت ساقيها في انفراج شديد كي يلتقي طرفا زحافتيها مع بعضهما وذلك في محاولة أخيرة يائسة لايقاف اندفاعها المتهور فسقطت على الثلج الذي تناثر حولها وانزلقت على جنبها عند قاعدة الصخرة تقريباً . السقوط أفضل من التحطم ، فكرت في نفسها وهي تحدّق الى الصوان القاسي . لو انها اصطدمت به لأصيبت بضرر فادح . وفجأة رأت جسماً أحمر ينطلق أمامها ويغطيها برذاذ من الثلج . لم تدر ان لورا كانت تهبط خلفها بكل هذا الالتصاق ، ومن الواضح ان الفتاة لم ترها وهي تسقط لأنها لم تحاول التوقف بل تابعت هبوطها المتعرج على المنحدر . وقفتسوريل باحتراس وأزاحت نظارتيها الى جبينها . لقد توارت الشمس وراء غيمة رمادية كثيفة ولم يعد هناك أي وهج على الثلج .
سارعت الى فحص أحزمة زحافتيها لتتأكد من ربطها المحكم وما كادت تستقيم في وقفتها حتى انطلق امامها جسم آخر ببزة تزلج بلون القرفة .
-انتظرني يا سنيور !
صرخت بأعلى صوتها وهي تضغط بقوة على عمودي التزلج وتنطلق خلفه.
رأت رامون يسبقها وينزلق بسرعة على مرتفع ثلجي كانت القتاتان قد قطعتاه منذ فترة فلم ترلها أثراً . وبقي لها أمل وحيد ، هو ان تستطيع رؤية رامون عندما تصل المرتفع لكن ذلك استغرقها وقتاً اطول مما توقعت ، وحين بلغته اخيراً لم تر امامها سوى منحدر حاد آخر ، وفي نهايته وشاح من ندف ثلج دوار . لم يشاهدها أحد تسقط وبالتالي لم يتوقف احد لينتظر وصولها ... في أي اتجاه ذهبوا ؟ من المفروض ان تقتفي آثارهم ، لكن الثلج كان يندف بغزارة شديدة ماحياً كل آثار التزلج. ليس امامها الا متابعة الهبوط ، ومتى اخترقت وشاح الثلج فقد تستطيع رؤية أبراج وأسلاك المصعد الكهربائي ، وعندها ستعرف الاتجاه الصحيح ، المؤدي الى الفندق . أخذت تتعرج على المنحدر الذي بدا بلا نهاية وحاداً جداً ، بل أشد انحداراً من أي مكان تزلجت عليه من قبل . هل هو المكان نفسه الذي ارتقوه باكراً ذلك العصر ام انها سلكت اتجاهاً معاكساً ؟ لو ان الشمس تظهر قليلا لتأكدت من ذلك لكن ليس هناك أي بصيص في السماء المربده التي ازدادت تمازجا مع الوشاح الثلجي مما اشعر سوريل بأنها مغمورة بغطاء رمادي كثيف. ومن خلال هذا الغطاء برزت صخرة اخرى ناتئة فسقطت من جديد وهي تحاول تحاشيها. غطاها الثلج وتقطعت انفاسها، وما ان نهضت بصعوبة حتى كادت تطرح ارضا عندما انقض فجأة متزلج اخر مخترقا وشاح الثلج. لمحت شريطين ابيضين يموجان على ذراع جاكيت التزلج السوداء حين مر بها المتزلج وتابع انزلاقه السريع مبتعدا عنها وهو يشق منعطفاته بيسؤ ودقه كأنه في سباق تزلج. ارتفعت معنوياتها لوجود شخص معها، فلحقت به تحاول الانعطاف بالسرعة ذاتها،ولكن ما ان ارتفعت مرتفعا ثلجيا اخر حتى وجدته قد اختفى وهو الاخر ولم تر امامها سوى مساحات قاحلة مكسوة بالثلج، تمتد نزولا الى صف من الاشجار المتوقفه عن النمو.
ارهقتها محاولاتها المتكررة فوقفت مستندة على عموديها تسترد انفاسها وقد اجتاحها ذعر لكونها فشلت في ايجاد برج المصعد الكهربائي. وفجأة لمحت بصيص نور من خلال الاشجار المنتشرة في قاع المنحدر فبدأت فورا تتزلج صوبه. كان المنحدر مايزال حادا واضطرت الى قطعه عدة مرات وهي تشعر طوال الوقت بأن الريح تشتد تدريجيا وتحول تساقط الثلج اللطيف الى عاصفة هوجاء. لكن بصيص الضوء استمر يشع كمنارة من خلال الضباب. وأخيرا استطاعت رؤية مصدره. ارتفعت معنوياتها فورا، فلابد انه احد الملاجئ التي أراها رامون اياها على الخريطة. ستجد في داخله متزلجين آخرين يحتمون به وستجد دفئا وطعاما، وقد تلتقي حتى برامون وابنتيه. وبشعور ارتياح جارف اخذت تزيد سرعتها على درب يتعرج عبر غابة صغيرة من الصنوبريات وهكذا لم تر رقعه الجليد الا حين اصبحت فوقها وراحت تنزلق هنا وهناك حتى فقدت توازنها وسقطت على ظهرها فيما اخذت ساقاها وقدماها اللمتصقه بالزحافتين تتطوح معهما في الهواء، كذلك ارتطم رأسها بشيء صلب جدا. انتابها ذهول فاستلقت بضع لحظات على الارض وأحست ندف الثلج يستقر بنعومة على وجهها... يجب ان تنهض بسرعة قبل ان يطمرها هذا الندف الرطب اللاصق. رفعت رأسها لكنه دار بها وآلمها،وبالفعل رأت نجوما تتراقص امام بصرها قبل ان تفقد وعيها.
عادت الى رشدها وأحست من خلال الغمام انها في وضع مقلوب وان رأسها النابض يتأرجح يمنه ويسرة. كان هناك قضيب حديدي يضغط على ساقيها، وتحت معدتها شعرت بشيء قاس ومشدود يتحرك قليلا.

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:24
وبعد شيء من الحيرة ادركت انها محمولة على كتف شخص ما بالطريقه التي يحمل بها رجل الاطفاء انسانا مصابا. تأرجح رأسها بعنف وسمعت خبط قدمين على درج خشبي ثم صوت باب يفتح . كان هناك شعور بالدفء ورائحة كاز وصوت باب يغلق. استمر رأسها يتأرجح ثم أحست بجسمها ينزل بلطف عن الكتف ويمدد على شيء يصر تحت ثقلها. شخص ما كان يرفع قدمها اليمنى فانهضت رأسها ورأت يدين تفكان رباط جزمتها . ثم رأت شريطين ابيضين على كم جاكيت سوداء لماعه. رفعت بصرها قليلا فرأت جانب وجه فوق ظهر مدار، ياقه مفتوحه السحاب، ذقنا بارزة، ثنايا حول زاوية فم، منخرا متسعا لانف مستقيم دقيق، عظمة خد بارزة تحت حدقة سوداء وجبهة عريضة يعلوها شعر فاحم السواد ويميل الى الطول. سألته بالانكليزية وقد نسيت اللحظة في اي بلد هي:
-ماذا حدث؟
ادار الرجل رأسه بقوة فرأت عينين فاتحتين تومضان باستغراب.
تذكرت اين هي وكررت السؤال بالاسبانية، فأجابها بالانكليزية وبلهجة اميركية متشدقه:
-لقد سقطت وارتطم قفا راسك بجذع شجرة مما افقدك وعيك . اذا تلمست رأسك ستجدين نتوءا بحجم البيضة. من حسن حظك انني كنت خلفك.
-خلفي؟ حسبت انني كنت الحق بك! الست انت الذي كان يتزلج على المنحدرات؟
اخرج الجزمة ووضعها على الارض ، واجابها وهو يفك رباط الفردة الثانية:
-اجل ،انا. لماذا كنت تلاحقينني؟
-لاني املت ان تقودني الى طريق الفندق. لقد فقدت الاتصال مع من اتزلج ثم اختلطت على التجاهات بسبب العاصفة الثلجية. الا يوجد احدهنا؟
-كلا، لا يوجد هنا سوانا.
ازاح الجزمة الثانية ووضعها على الارض ثم وقف فبدا يعلوها كمارد اسود. رفعت سوريل راسها قليلا واخذت تجبس قفاه باصابعها وهتفت:
-آخ! انه فعلا بحجم بيضة، اليس كذلك؟ اتساءل ان كنت لاتمانع في القاء نظرة للتأكد من سلامة الجلد؟
-كما تشائين.سآتي بالقنديل.
آلمها رأسها فاستلقت مجددا، لكن حين سمعته يعود، اردارته على الوسادة الخشنة لتراقب اقترابه مع المصباح وهي تأمل ان تتمكن من رؤية وجهه بوضوح اكثر. لكن وهج القندايل الخفيف اربز فجوات وجهه وزواياه واضفى على الجلد وجنتيه المشدود لمعه ذهبية جامدة
وضع القنديل على كرسي منخفض قربه من السرير المنتقل الذي تستلقي عليه ثم ركع على الارض وسألها:
-هل يمكنك الجلوس؟
ضغطت بيديها على جانبي السرير الضيق ودفعت نفسها الى اعلى وللمرة الثانية تراقصت المشاهد امامها وكادت تتهاوى الى الوراء لو لم يسارع الى اسناد كتفيها بذراعه. وغمغمت:
-ارجو ان لايكون لدي ارتجاج دماغي.
-هذا ما ارجوه انا ايضا. هل لك ان تقدمي راسك قليلا، من فضلط؟امتثلت لطلبه واحسته يفرق شعرها. كانت لمسته خفيفه لكن ثابتة قال:
-من الصعب ان ارى جيدا بسبب شعرك الكثيف، لكن لايبدو هناك اي اثر للدم.
فأحست بقشعريرة حين لفحت انفاسه اسفل عنقها وسألها:
-هل يؤلمك رأسك؟
-نعم ،يؤلمني كثيراً.
-اذن استلقي واستريحي . لقد تذكرت الآن ان الراحة والامتناع عن الحركات العنيفة هما أفضل علاج لضربة الرأس.
انصاعت لنصيحته ولاحقته ببصرها وهو يحمل القنديل ويضعه على طاولة مستديرة .
-هل هذا ملجأ؟
فاستدار لينظر اليها عبر الغرفة واستند الى حافة الطاولة . كان المصباح خلف ظهره فاستحال عليها ان ترى وجهه جيداً . اجابها :
-انه ملجأ.
-أهو بعيد عن الفندق ؟
-حوالي عشرة كليومترات.
-اوه ، لم يخطر لي أبداً انني ابتعدت الى هذا الحد . كنت آمل ان اجد المصعد الكهربائي .
-انه الى الشمال من هنا .

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:25
قطّبت وهي تحاول ان تتذكر خريطة المنطقة التي بين لها رامون مواقع الملاجئ عليها ، لكن ألم رأسها كان يجهد ذهنها فعجزت عن تصور الخريطة بشكل واضح .
-تبدين قلقة يا سنيورتا .
صوت الرجل العميق قطع عليها سيا أفكارها فالتفتت صوبه بسرعة . كان ما يزال يستند الى الطاولة ويراقبها . احابته :
-لست قلقة على نفسي ، بل على الآخرين . سينتابهم الذعر لاعتقادهم بأنني ضعت وسط الثلوج . لا اظن ان هناك طريقة ما تمكنني الليلة من الاتصال بالفندق لأعلمهم بمكان وجودي ؟
فردّ بصوت فاتر :
-لا يوجد هاتف ولا كهرباء كما ترين . عليك ان تتذرعي بالصبر وتنتظري طلوع الصباح وحيث من المفروض ان تنتهي العاصفة الثلجية .نامي الليلة جيداً لتشعري غداً بالتحسن . سأدلك على الطريق في ضوء النهار . ان قلقك على أصدقائك لن يجديك نفعاً ، لذا من الأفضل ان تسترخي وتشكري الله على انك سالمة .
فأجابته بسرعة خشية ان يتبادر الى ذهنه بأنها وقحة :
-اني احمد الله جداً . كذلك اشكرك كثيراً على انقاذك لي .
ثم أضافت وهي تبتسم له عبر الغرفة :
-لقد تأخرت بشكرك . أليس كذلك ؟ اخشى ان ضربة رأسي قد شتت ذهني ، فأنا لا افهم لغاية الآن كيف جئت خلفي في حين كنت انا وراءك.
-رأيتك تسقطين على المنحدر وكدت القيك على الأرض مرة أخرى . يجب ان تكوني اكثر احتراساً وتنظري حولك لتتأكدي من خلو دربك من متزلج آخر قبل ان تتابعي الهبوط ، فلو أننا ارتطمنا ببعضنا لأصيب كلانا بألم وأضرار على الأرجح ، ولو انك لم تعاودي التزلج فوراً ، لكنت توقفت ورجعت لأساعدك . لكن سقطتك بدت لي سليمة فجئت هنا لأحتمي من العاصفة . دخلت وأشعلت النار والمصباح ثم نظرت الى الخارج ورأيتك تهبطين في اتجاه الاشجار .
توقف قليلا وحكّ جانب وجهه بيده ثم تابع :
-كان فيك شيء مألوف لدي . حسبتك امرأة أخرى أعرفها ولذا خرجت لملاقاتك . مررنا ببعضنا بين الأشجار حيث رأيتك لكنك لم تريني . وهنا أدركت انك لست المرأة التي ظننت انك هي ، واستدرت لألحق بك ، ثم شاهدتك تسقطين مجدداً.
رفع كتفيه وأنهى كلامه بقوله :
-لو لم يحثني الفضول على الخروج لبقيت حيث سقطت.
ارتجفت سوريل قليلا ومحت من ذهنها صورة تخيلت فيها نفسها تستلقي غائبة عن الوعي والثلج المتساقط يغمرها بالتدريج . ثم قالت بشيء من المرح :
-أرجو ألا تكون أصبت بخيبة حين وجدت انني غير المرأة التي تعرفها.
لم يجبها فوراً بل استمر يحدق اليها بطريقة حذرة غريبة كما يفعل صياد يراقب حيواناً يطارده وينتظر الرد على اية حركة تصدر منه ، مما جعل سوريل تحس بقشعريرة ارتهاب . وقال اخيراً بلطف :
-كلا ، لم أصب بخيبة ، بل العكس هو الصحيح .
وفكرت سوريل مقطبة ، العكس قد يعني انه مسرور لأنها لم تكن المرأة التي يعرفها . لكن التفكير ومحاولة تفسير ما لمح اليه سرعان ما أرهقا رأسها المصدوع فأطلقت تنهيدة صغيرة واستلقت على الوسادة من جديد. وهنا نزع الرجل عنه جاكيت التزلج وقذف بها على كرسي خشبي قريب ثم سألها فجأة :
-ألست جائعة ؟
-ليس كثيراً .
-أيمكنك ان تتناولي بعض الحساء ؟
-ألديك حساء ؟
-هناك نوع معلب في الخزانة ووعاء لتسخينه على الموقد . ليس عليك فعل شيء فأنا قادر تماماً على تحضيره .
التقت نظرتاهما ثانية في ضوء الموقد وراحا يقيسان بعضهما بعضاً. لم تستطع سوريل ان تعلم شيئاً من وجهه المظلل انما بدا لها انه يراقبها بجسمه كله وليس فقط بعينيه ، وان كل عضلاته كانت مفصلة ومستعدة للانقضاض في حال صدرت عنها مطلق حركة ... قالت بوهن :
-ارحب بشيء من الحساء ، مع الشكر .
ثم احست فجأة بحاجة أخرى ملحة فسألته :
-هل يوجد حمام ؟
-نعم . حمام صغير تصلينه عبر الباب في مؤخرة الغرفة .
همت بالجلوس فتحرك كما توقعت ان يفعل وقال :
-انتظري ، سأساعدك . قد تشعرين بالدوار عندما تقفين ولا أريدك ان تقعي ثانية . لقد سقطت هذا العصر بما فيه الكفاية .
-لابد انك تحسبني متزلجة فاشلة ، وأنا فاشلة فعلا بالمقارنة معك فأنت متزلج ممتاز .

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:27
أجابها باستغراب جذل :
-شكراً لك ، سنيوريتا . أنا أحاول اقصى جهدي . والآن ، هاتي يدك .
ترددت وحدقت الى اليد الممدودة نحوها . كانت واسعة الكف ، مربعة الشكل وتبدو صلبة وعضلية كسائر جسمه . لكنها كانت تخاف أي احتكاك حسي ومصممة على الوقوف بلا مساعدة . تمسكت بالسرير جيداً ونهضت واقفة الا ان الدوار عصف برأسها وهوت بين ذراعيه مباشرة . فقال هازئاً :
-اذن انت واحدة من النساء المتحررات اللواتي يسخرن من يد الرجل الممدودة للمساعدة .
وهذه المرة حركت انفاسه شعر صدغيها وبعواقب مهلكة ، اذ اجتاحت اعصابها مشاعر غريبة ، وأحرقت كيانها رغبة فجائية في الالتصاق به.
وقالت مؤكدة :
-انني الآن على ما يرام . استدارت بدون ان تنظر اليه وأرغمت نفسها على السير بثبات في اتجاه الباب المذكور .
وعندما رجعت الى الغرفة شعرت ان الاغتسال خفف صداعها الى حد ما. وجدت الرجل واقفاً امام الموقد يحرك محتويات وعاء أسود يرتفع منه بخار شهي الرائحة . سارت حول الطاولة المستديرة الموضوع عليها القنديل وجلست على احد الكراسي تقول بتهذيب :
-رائحة الحساء شهية .
-انه حساء لحم يحتوي على قمح مجروش ، مغذَّ جداً ومناسب تماماً في طقس كهذا .
سار الى الطاولة حاملا الوعاء وراح يغرف الحساء ويسكبه . سقط شعاع من ضوء المصباح على خده الأيمن فكشف عن ندبة بيضاء بشعة ، تمتد من أسفل أذنه حتى زاوية فمه كما لو ان أحداً تناول سكيناً في مرة ما وجرف اللحم من وجهه . وهتفت شاهقة دون تفكير :
-اوه ، وجهك ! ماذا تراك فعلت به ؟
خيم الصمت متوتر ثقيل حين أخذ يحدق اليها ، ثم تلاقت أهدابه السوداء الطويلة مغطية بريق عينيه القاسي وارتفع جانب فمه الأيسر عندما ابتسم . انزل المغرفة من يده ورفع اصابعه يتحسس الندبة ، وعلق ساخراً :
-لا يفترض منك ان تذكريها بل يفترض ان تشيحي عنها وتتظاهري بأنها غير موجودة . ألم يخبرك احد بأنك لا يجب ان تعلّقي على اي تشوه جسدي ؟
أثرت سخريته في سوريل اكثر مما يجب فتمتمت بحرج :
-انا ... آسفة لم انتبه لها بتاتاً . لم أقدر ان أراك بوضوح قبل الآن و...
فقاطعها بصوت جاف :
-لا تقولي اكثر من ذلك ، اني اتفهم مقصدك ، بل أظن انني أفضل تعليقك الجريء على النظرات المختلسة والصمت المتعمد . والآن ، هل لك ان تتناولي الحساء ؟
-اذا كنا سنأكل معاً ونقضي الليلة هنا فيجب ان نتعرف الى بعضنا بعضاً. أنا سوريل برستون .
-سو...ريل . هل هذا اسم انكليزي ؟
-انه اسم يطلق على لون أحصنة معين .
ضحكت قليلا لنظراته المندهشة وأردفت تشرح :
-انه لون بني يميل الى الاحمرار . والدي سماني هكذا ، وهو مدرب خيول في انكلترا .
-هل انت هنا في اجازة ؟
-كلا ، اني اعمل في منزل رجل اعمال في ميدلين ، كرفيقة لزوجته ولابنتيه .
فسألها معلقاً :
-ورفيقة له ايضاً !
حدجته بنظرة باردة أملت ان تؤثر فيه وردّت بحدة :
-تعليقك هذا تخطى حدود الأدب .
-ليس من غير المألوف ان يكون للرجل المتزوج رفيقة في هذه البلاد ، وحتى في ميدلين حيث يميل الناس الى الاستقامة الخلقية التي تتناسب مع مراكزهم الصناعية الوقورة .
أجابته بجمود وهي تحاول السيطرة على أعصابها :
-لكني لست رفيقة رامون انهل ولا أريد ان اكون كذلك .
-رامون انهل ، رئيس شركة انهل للنسيج ؟
-اجل ، هل تعرفه ؟
-سمعت به فقط . لماذا يحتاج رفيقة لزوجته وابنتيه ؟
-زوجته اصيبت بضرر بالغ في تحطم سيارة قبل بضعة أشهر ولا تستطيع المشي . انا مدلكة بدنية متدربة وأساعدها يومياً على تمرين عضلاتها .
-اما كان باستطاعة مدلكة كولومبية ان تقوم بهذا العمل ؟

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:28
-اجل ، لكن مونيكا انهل لم تقدر ، او لم ترد التعاون مع مدلكات المستشفى . انها انكليزية مثلي ومن بلدتي نفسها . لقد جاءت امها لزيارتها بعد الحادث فقلقت على وضعها ووافقت على محاولة ايجاد مدلكة انكليزية تأتي هنا لتساعدها . قرأت الاعلان الذي أدرجته امها في الصحيفة المحلية فتقدمت لهذا العمل . كنت ارغب دائماً في زيارة امريكا الجنوبية ، وبما اني اتكلم بعض الاسبانية فقد زكت السيدة بولتون مؤهلاتي وأوصت بي لدى السنيور انهل .
-اسبانيتك جيدة . اين تعلمتها ؟
-من امي التي هي نصف اسبانية . كان والدها مهندس مناجم بريطانياً في اسبانيا وتزوج آنذاك امرأة من الأندلس .
-فهمت . الشعر الأحمر والعينان السوداوان تقريباً ، هما خيط غير عادي .
تطلعت اليه فرأته يلصق ظهره بالكرسي ويحدق اليها . وتابع :
-هل تصبغين شعرك ام تلبسين شعراً مستعاراً ؟
-هذا الخليط ليس اكثر ندرة من خليط الشعر الاسود الفاحم والعينين الرماديتين . هل شعرك طبيعي ام انك تلبس قطعة اصطناعية منه لتخفي صلعاً متزايداً يا سنيور ... سنيور ؟
توقفت عمداً ورفعت حاجبيها متسائلة وهي تأمل ان يزودها باسمه .
لكنه علق بجفاف :
-انك تستلين أجوبتك من تحت ابطك .
ثم رفع يده الى شعره ليشد الخصل القصيرة التي انسلت الى جبينه وتابع:
-أترين ، انها لا تسقط . امتحنيها بنفسك ان شئت .
فحدقت الى شعره المرن الكثيف ووجدت نفسها تقلص يديها على حضنها كي تقاوم اغراء ملحاً بمد يدها وتمرير اصابعها في تلك الخصلات الكثة . وغمغمت :
-كلا ، شكراً ... لم تخبرني اسمك .
فاستوى جالساً وأجاب بلا اكتراث :
-يمكنك ان تسميني دومينغو .
-لكن ذلك يعني يوم الأحد بالاسبانية .
-وماذا في ذلك ؟ لقد ولدت في يوم أحد وأمي ...
وهنا ظهرت ابتسامته الجانبية الهازئة وأردف :
-لابد انك تعلمين عناد الأمهات في مايختص باطلاق الأسماء على ابائهن ، انهن يشبهن الآباء في طريقة تسميتهم لبناتهم .
-لكن سوريل هو اسمي الحقيقي .
-ودومينغو هو اسمي الحقيقي ايضاً.
-اتعيش في الجوار ؟
-تقريباً.
-اوه ، اتعقد انك لا تريداخباري أي شيء عن نفسك .
-لقد اعطيتك اسماً.
-اعطيتني اسماً لفقته من عندك .
-كلا ، ثقي اني ما فعلت ذلك يا سنيوريتا ، فدومينغو اسم مألوف في هذا البلد .
-أجل ، هو عادي الى حد انه لا يعني شيئاً بدون اسم العائلة . دومينغو ماذا ؟
-اختاري مايحلو لك من الاسماء. ان اطلاعك على اسمي الكامل ومكان سكني ونوع عملي لن يزيدك ثقه بي كما تعلمين، فبوسعي ان انسج لك حفنه من الاكاذيب حول نفسي وتأخذينها على محمل الصدق.
اضطرت الى الاقرار بأنه مصيب في قوله، فأية معلومات يزودها بها لن تجعله موضع ثقه ان لم يكن اهلا لها قطب حاجبيها وتفحصته بفضول. ندبة خده ، عيناه القاسيتان الفاتحتا اللون، فمه المتماسك الحسن التكوينوانحناؤه الساخر، بروز فكه المشاكس والمعبر عن صلابة خشنه.بدا وكأنه يعايش الاخطار ويمارسها.
هبطت نظراتها الى عنقه والى سترته العاجية المحاكة من اجود الصوف، وخمنت بأنها قد صممت وصنعت على يد دار ازياء رجالية معينة متخصصة في تصميم الملابس الرياضية لاهل التوثب والثراء. كانت قد لاحظت ان بزته التزلجية وجزمتيه وزحافتيه من اجود الاصناف واغلاها ثمنا. من الواضح انه ثري جدا، ومع انه يتكلم الانكليزيه بلهجة اميركية الا ان لغته الاسبانية قشتالية محضه كالتي يتكلمهاالكولومبيون ذوو الاصل الاسباني.
وقال متشدقا بهزء:
-اياك ان تحكمي على رجل من خلال شكله او ثيابه، بل احكمي عليه من خلال تصرفاته.
-مالذي ساقك الى الظن بأنني احكم عليك؟
-الطريقة التي تنظرين بها الي.

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:29
فأجبت مدافعه عن نفسها:
-انني انظر اليك بالطريقه نفسها التي مازلت تنظر بها الي طوال الوقت
-لا استطيع موافقتك، فأنت تحكمين علي وتحاولين تحديد نوعيتي بين الرجال.اما انا، فقد استمتعت وما ازال استمتع بالنظر اليك دونما شبع، اذ قليلا ما احظى برفقة امرأة مثلك.
-أوه، لا استطيع تصديق ذلك، فقد قلت قبلا انك حسبتني امرأة تعرفها.
فقاطعها برقة:
-لم أقل اني لا احظى ابدا برفقة امرأة
وهنا حدث تغيير دقيق في طريقة نظره اليها اذ زالت القسوة من عينيه الرماديتين وبدت نظرته تضغط عليها بلطف وهي تتلكأ على كل قسمة من قسمات وجهها، ثم تهبط ببطء الى عنقها الذي تكشفه ياقة بلوزتها المفتوحه. واضاف:
-قلت امرأة مقلك. سوريل، الم يخبرك احد انك ذات جمال غريب نادر؟
افقدها تعبير عينيه رباطة جأشها فأشاحت وجهها عنه. كانت الغرفة تعج بالظلال وليس هناك من اصوات عدا فحيح القنديل الخفيض وطقطقه النار وانين الريح المتسرب من النافذة خلفها. كانت لوحدها في كوخ منعزل مع رجل غريب اعترف لتوه بأنه يستمتع بتأملها، وينظر اليها الان بطريقه حميمه مفترسة تبعث في اعصابها رهبة زاحفه. التفت اليه بحذر. كان ماضيا في مرقبتها واهدابه السوداء الكثه تخفي بريق عينيه تقريبا، وللمرة الثانية تكون لديها انطباع بأن كل عضلاته كانت ملتفه مع بعضها البعض استعدادا للانقضاض لدى قيامها بمطلق حركة. سألها بهدوء:
-ايقلقك وجودك معي بمفردك؟اتراك تتمنين لو انني تركتك على الثلج لتموتي من الصقيع
فأحست بقشعريرة تغزو عمودها الفقري اعقبها شعور مفاجئ بتعب جارف، وبدون ان تعي تماما رفعت يدها وفركت جبينها بحركة قريبة من الانهزام، فالتزلج المضني الطويل على المنحدر الحاد أرهق قواها، وشعرت الان بألم في كل اوصالها وبدا رأسها ينبض من جديد. ولشدة آلامها وضيقها تأوهت قائلة:
-اوه ماذا سأفعل؟ ماذا اسطتيع ان افعل؟
نهض الرجل واقفا ببطء ثم ازاح كرسيه وقال بفتور:
-الحل الافضل ان تنامي.
فجأة، ماعادت تبالي بأية ترتيبات قد يقترحها وسألته بوهن:
-اين أنام؟
-على السرير اياه الذي استلقيت عليه قبلا. سأقربه من الموقد وسأرتب امر النار لتظل مشتعله طوال الليل. توجد هنا حرامات ومن المفروض ان تكوني مرتاحه تماما.
احسته كما في الحلم يتحرك هنا وهناك حين جلست الى الطاولة واسندت رأسها النابض على مرفقيها. لكنها اجفلت بعنف حين شعرت بلمسة على كتفها ورفعت وجهها لتجده واقفا قربها. قال بصوت هادئ:
-سريرك اصبح جاهزا.
سرها انه لم يساعدها على النهوض واستطاعت ان تمشي الى السرير بثبات معقول ثم استلقت عليه قريرة النفس واغمضت عينيها . شعرت بحرام يلقح عليها وسمعت خطاه تبتعد عنها. وعلى الفور استرخت اعصابها وانتابها احستس بأنها تسقط وتسقط الى هاوية عميقه سوداء ثم تغلب عليها النعاس فنامت.

:d

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:30
2- طرد بلا انذار!



استيقظت سوريل على مهل ورمشت عينيها في نعاس باتجاه نور الفجر الرمادي المتسلل عبر نافذه صغيره. اين هي؟ ذعرت لكونها لم تتعرف فورا الى الغرفة واستوت جالسه تحدق في ارجائها . عاد بصرها بطبيعة الحال الى السرير النقال الاخر الموضوع في ناحية الموقد الاخرى. كان يستلقي عليه شخص يبدو غارقا في النوم لايبدو منه الا رأسه المكلل بالشعر السلكي الاسود، اما سائر جسمه فمغطى بحرام هندي زاهي الالوان كالحرام الذي يغطيها.
مشهد شعره الاسود اعاد الى ذهنها ذكرى الليلة الفائتة بشكل متسارع فتحسست قفا رأسها ولم تجد هناك اي نتوء. ادارت رأسها فلم تحس اي صداع، كذالك لم تشعر بشيء من الارهاق الذي سلبها كل قواها عصر امس . لقد تحسنت كثيرا واصبحت قادرة تماما على مواجهة الخطر المتمثل في الرجل النائم على السرير الاخر. عبرت الغرفة على رؤوس اصابعها وسارت الى النافذة لتستطلع حالة الطقس.
لقد توقف الثلج ، وفي ضوء الشمس بدت المنحدرات الجبلية ملتمعه، بعضها اصفر وبعضها زهري في سماء باهتة الرزقه. وبحثت في الخزانه فوجدت مرطبانا من القهوة ووعاء اخر ملأته بماء من الابريق ووضعت الوعاء على الموقد، ثم طوت الحرام الذي تغطت به وجلست على حافة السرير تنتظر غليان الماء. ركزت مرفقيها على ركبتها وغمرت ذقنها بيديها وراحت تحدق الى الرجل النائم على السرير المقابل. كان قد استدار واستلقى على ظهره فسقط الضوء على جانب وجهه المندب، وهنا تدافعت الاسئلة الى ذهنها، كيف اصيب بالجرح؟لماذا؟ متى؟ اين؟ انحنت الى الامام لترى الندبة اكثر، ثم انزلقت عن السرير ودبدبت على ركبتيها حتى انحنت عليه وكأنها اذا تمعنت في وجهه تستطيع التوصل الى الاجوبة المطلوبة. ما اكثف اهدابه وما اشد سوادهما! كم هو مغر فمه المائل وكأنه يبتسم لفكرة ساخرة راودت فكره. لابد انه كان وسيما جدا قبل اصابته بهذا التشوه، كلا، مايزال وسيما بشكل قاس، عنيد وكامل الرجولة . ومضت عيناه من خلال اهدابه السوداء. كان قد استيقظ واخذ يراقبها. بدأت تتحرك بعيدا عنه لكنه كان اسرع منها اذ ارتفعت ذراعه اليسرى كما البرق ولفت عنقها بثقل مما اضطرها الى حناء راسها حتى اقترب وجهها من وجهه الى حد استطاعت معه ان تحس بشعر ذقنه القاسي يخز بشرتها الناعمة، ثم عانقها بسرعة. همس قائلا:
-صباح الخير، سنيوريتا. اردت ان افعل ذلك اليلة امس لكنك كنت مرهقه ، والان سأعيد الكرة.
فهتفت سوريل وهي تزيح راسها بعنف وتحاول الافلات من قبضته:
-كلا. اطلق سراحي.
-ليس الان.
شدد ضغطه عليها فحاولت التملص منه بدفع صدره بكفيها وفشلت.
وهنا انتابها ذعر شديد احسته يقبض على قلبها ويفرز منها عرقًاً بارداً ثم يقلصها. دفعته عنها ثانية واستطاعت هذه المرة ان تتحر منه .هتفت بانفاس لاهثه وهي تحشر حافة بلوزتها تحت خصر بنطلونها:
-لماذا فعلت ذلك ؟
-لأني اردت تفعل دائماً ماتريد؟
-معظم الوقت ، وعندما تتاح لي الفرصة .
جلس نصف جلسة واضعاً احد مرفقيه على الوسادة ومسنداً رأسه على يده ، فاعتراها نصف خوف من امكانية اعتقاله لها مجدداً . فابتعدت عنه زاحفة على ركبتيها . التقى حاجباه في عبسة حائرة وسأل :
-ما بك ؟
-الا تقدر ان تحزر ؟ لقد استغليت موقفي . هذا سبب ضيقي .
-استغليتك ؟ لكنك دعوتني بنفسك الى عناقك .
فشهقت قائلة والحنق يضيق انفاسها :
-لم افعل !
-بل اعتقد انك فعلت . فعندما فتحت عيني ورأيتك تنحنين علي ، قلت لنفسي ، هاهي السنيوريتا تشعر بتحسن كبير هذا الصباح وترغب في شكري على انقاذي لها من العاصفة الثلجية .
-لم اشأ عناقك .
ارتجفت داخلياً وتمنت لو انها بقيت على سريرها مغطاة بالحرام . فمرأى صدره العاري وعضلات كتفيه البارزة من تحت قميصه القطني الابيض جعلها تشعر بشكل ما بشدة سحره .
لمس ندبة خده باصابعه وسأل :
-أبسبب هذه ؟ لدي المزيد منها في أماكن اخرى ليست معروضة الآن للنظر انما يمكنك رؤيتها اذا شئت ...
-لا ، لا .

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:31
قالت ذلك بحدة ، اذ خشيت من جهة ان يظنها تقرف من ندبته ، ومن جهة ثانية ان يقدم على نزع قميصه ليريها الندوب الأخرى ، فأضافت بسرعة :
-انا لم افكر فيها بتاتاً .
-اذن لم تنفرين مني ؟ ولماذا تمثلين هذا الدور ..؟
توقف وفرك مفكراً ثم قفش بسبابته وابهامه وتابع ساخراً:
-دور العذراء الثائرة ؟
فاحتجت بزعل :
-انه ليس تمثيلاً.
ثم قضمت شفتها السفلى وقلصت قبضتيها على جنبيها لتضبط فورة الغضب التي اجتاحتها لمرأى السخرية في عينيه ، واردفت تفح كالأفعى:
-لا اريد ان يعانقني ... رجل على شاكلتك .
-واي نوع من الرجال انا ؟
-من خلال الحكم على ماقمت به قبل قليل فأنت من نوع أعرفه جيداً . انك تعتقد ان المرأة لا تصلح الاّ لشيء واحد ، وكنت تأمل ان تتوج لقاءنا العرضي هذا به . اليس كذلك ؟
-اقر ان الفكرة راودتني لكنني افهم من غضبك الناري علي انك لا تشاركينني رغبتي .
-اجل ، لا اشاركك اياها . اوه ، ماذا تظنني في الواقع ؟
فجرفها بنظرة متمهلة وباعجاب مغرور ألهب الدم في وجنتيها واوقد شرارات غضب في عمق عينيها ، وقال بالاسبانية :
-اظنك امرأة رائعة ومثيرة .
ايقاع اللغة الجميل جعل هذه العبارة البسيطة تبدو كأغنية حب . وتابع متشدقاً بانكليزية مقتضبة :
-من دواعي الأسف الشديد ان عروقك تحوي ثلجاً بدل الدم . فمن خلال حكمي على لون بشرتك توقعت ان تكوني اكثر دفئاً وحرارة عاطفية .
ابتسم بشيء من المرارة واردف بلهجة استسلامية :
-اني ، كما ترين ، فعلت بنفسي ما حذرتك من فعله ، لقد حكمت عليك من خلال شكلك .
تنهد ثم سألها والمرارة تنتشر على صفحة وجهه :
-اي نوع من الرجال يروق لك ؟ وأين هو ؟ لماذا لا يأتي ليحميك مني ومن الوقوع في مخالب رجل على شاكلتي ؟
-لا ... لا احتاج الى اي رجل كي يحميني فانا قادرة على حماية نفسي .
نهضت واقفة واستدارت كالعمياء الى الموقد وهي تضيف :
-سأصنع القهوة .
-حسناً.
لم يضف الى ذلك ، وسمعت صرير سريره حين قفز عنه الى الارض ثم وقع قدميه وهو يعبر الغرفة الى الحمام .
ارتجفت يداها بشدة والى حد تناثر معه مسحوق البن على الطاولة وطقطقت الملعقة على جوانب الفناجين الفارغين . لماذا ترتجف هكذا ؟ الأن رجلا غريباً قد اخترق خطوط دفاعها ؟ ام لأنه احتضنها بطريقة لم تعهدها منذ أيام مارتن ...؟
تذكرت لمسة اصابع الرجل الغريب اللطيفة المغرية وترنحت حيث تقف فأغمضت عينيها بقوة . كلا ، مارتن لم يحضنها ولم يعانقها ابداً بهذه الطريقة ، ولو انه فعل لما كانت الآن في جانب آخر من العالم والى حيث هربت لتنسى حقيقة ان مارتن لم يحبها ولن يحبها ابداً .
-حسبتك قلت انك ستصنعين قهوة ؟
تكلم الرجل مؤنباً فاستفاقت من حلمها النهاري ثم رفعت الوعاء وسكبت القهوة .
-اود العودة الى الفندق في أسرع وقت ممكن .
كان في كامل ثيابه ، يرتدي بزة التزلج ويبدو رجلاً خفيف الحركة متين البنية ، يسير برشاقة مختالة غريبة كما لو انه معتاد على العمل المسرحي .
تناول الفنجان منها وقال بجفاف وهو يراقبها كما الصقر بعينيه اللامعتين القاسيتين :
-ان تجعلك في مغادرة المكان يسيء الى كرامتي قليلاً . لا خوف عليك مني، كما تعلمين ، فأنا لن المسك ثانية الاّ اذا رغبت في ذلك .
-ليس هذا سبب ...
بترت عبارتها ثم همست وهي تخفي وجهها بيديها :
-اوه ، ارجوك . الا يمكننا ان ننسى الذي حصل ؟
-وأي جزء منه تريدين ان تنسي ؟ الطريقة التي تجاوبت بها ام طريقة انذعارك وانسحابك ؟
-اريد نسيان الحادثة برمتها .
-لا اظنني استطيع ذلك أو أرغب فيه .
-لكن ...لكن .

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:32
ثم تابعت بازدراء :
-اوه ، لا احسبك ستقول ان الأمر عنى لك شيئاً.
عاد يرمقها بشفقة ثم اكمل شرب قهوته ووضع الفنجان على الطاولة .
سألها فجأة :
-من فعل بك ذلك ؟
-فعل ماذا ؟
-جرح مشاعرك . أغلب الظن ان رجلاً ما قد اعطبك عاطفياً.
اذعرها تخمينه الصائب فحاولت اخفاء رعبها بالرد عليه بعنف :
-اسمع يا سنيور "فلان الفلاني" ، لا يجب ان تفترض وجود علة في امرأة معينة لمجرد انك لم تحصل على مبتغاك منها لأول مرة في حياتك . انت مخطئ في افتراضك ، فأنا لا اشكو اية علة ، وكل مافي الأمر انني لا احب ان يعبث بي اي رجل تلقيه الصدف في طريقي .
لم يقل شيئاً ، انما استمر يحدق اليها حتى عجزت سوريل عن احتمال تلك النظرة الثابتة التي كانت خليطاً من الشفقة والارتياب ، فاشاحت عنه بصرخة ضيق قصيرة وراحت تنظر من النافذة الى تلال الثلج الملساء والمتوهجة تحت اشعة الشمس .
ثم استدارت فجأة وواجهته قائلة :
-اريد الذهاب لأنني قلقة على السنيور انهل اذ لابد انه منشغل الباب علي. حاول ان تفهم ذلك ... ارجوك ثق ... ان ذهابي لا علاقة له بتاتاً بما حصل .
-ربما انا اتفهم الوضع اكثر مما تظنين . فمن الجائز ان يقرر مخدومك بأنك رفيقة غير صالحة لابنتيه عندما يعلم بانك قضيت الليل بمفردك مع رجل غريب في كوخ .
وهنا مال فمه بانحناءة ساخرة فقالت سوريل باصرار مخلص :
-لقد عاملني بعطف ورعاية ولذا لا اريد ان اسبب له قلقاً زائداً لا لزوم له .
ثم انتابها ضيق مفاجئ اذ اقرت بان الرجل قد يكون مصيباً . فمن الجائز ان يعترض رامون انهل على قضائها الليل خارج البيت ... اردفت :
-ارجو ان يتفهم تبريري عندما اشرح له كيف ان العاصفة الثلجية ارغمتني على البقاء هنا .
-سوف تخبرينه الحقيقة اذن ؟
-بالطبع ، على الاقل ماهو ضروري .
-اتمنى لك التوفيق . حسناً ، لنستعد للذهاب . الطقس جيد هذا الصباح ومن المفروض ان يكون التزلج سهلاً . دعينا نستمتع به معاً . هل توافقين ؟
وحالما خرجا من الكوخ لسع الهواء البارد وجنتيها وبدا انه يمزق منخريها وسقف حلقها كلما تنفسته .
كان الثلج الناعم يحدث صريراً تحت زحافتيها حين ارتقت المنحدر الكائن خلف الملجأ وهي تدوس على الزحافتين المتوازيتين جانبياً وصعوداً وتغرز العمودين في الطبقات البيضاء الكثيفة . توقفت مراراً لتلقط انفاسها ولتنظر حولها الى جمال الجبال المتوهج البارد ، وفي كل مرة ، كان الرجل المدعو دومنيغو والذي يعلو مكانها على المنحدر ، يتوقف ايضاً وينتظرها ، فيبدو كظل اسود على منحنى ابيض ، فيما نظارتاه الكبيرتان تخفيان عينيه وشعره الاسود يرفعه النسيم الخفيف . وجدته ينتظرها على قمة المنحدر حين وصلتها لاهثة نافخة ، وقال :
-هنا تقاطع دربانا يوم امس .
ثم اشار الى منحدر بعيد يقع الى يمينها وتابع :
-كان يجب ان تسلكيه بدل ان تتبعيني ، انظري ، ان برج المصعد الكهربائي الاعلى يظهر قسم منه على متن المنحدر ، ولولا تساقط الثلج لاستطعت ان تريه وتتزلجي في اتجاهه .
رمقها بنظرة جانبية واردف متعمداً :
-ولما كنا التقينا ابداً.
هل يلمح الى ان لقاءهما احدث في نفسه اثراً ؟ كان كلاهما قد ازاح نظارتيه الى فوق ، وعندما التقت عيونهما وتشابكت احست للحظة بتجاوب فرح عنيف مع الدعوة المتوهجة في حدقتيه . بيد انها اشاحت عنه فوراًوهي ترفع ذقنها وتقلص شفتيها .
اعادت نظارتيها الى عينيها ثم قبضت على عمودي التزلج استعداداً للانظلاق وقالت بجمود :
-احسبني سأستطيع ايجاد طريقي من هنا . لا تكلف نفسك عناء مرافقتي.
انطلقت فوراً فلحق بها وماهي الا لحظات حتى ادركها ، فاضطرت الى الاقرار الضمني بسرورها لوجوده معها ومشاركته اياها بهجة الانزلاق على ناحية الجبل في ذلك الصباح المشمس الصافي . وهذا لا يعني انها استطاعت التزلج بدون ان تسقط بضع مرات ، لكن لدى سقوطها كان يعود لمساعدتها ، وللضحك معها وليس عليها ، ولينفض الثلج عن ثيابها ويزودها بالارشادات اللازمة لتفادي السقوط . واخيراً بلغا قمة المنحدر.

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:33
كانت هناك مجموعة متزلجين قرب البرج الأعلى تتحلق حول رجل يرتدي سترة تزلج حمراء ، تمثل اللباس الموحد لأدلاء الجبال ، وجميعهم خبراء في التزلج ، ويستخدمهم مركز التزلج في البحث عن المفقودين والضائعين . توقف دومينغو وحدق الى المجموعة ومالبثت سوريل ان لحقت به وتوقفت قربه . أزاح نظارتيه اليها قائلاً بجفاف :
-الآن ، سأدعك تذهبين بمفردك .
ادركت لحظتها كم هي مدينة له ، ربما بحياتها نفسها ، فقالت باندفاع :
-اشكرك على ... مجيئك معي وعلى انقاذي مساء امس .
-لا موجب للشكر ، كان ذلك مدعاة لسروري يا سنيوريتا .
أشاح بصره عن مجموعة المتزلجين وأعاد نظارتيه الى مكانهما وشرع يقول :
-اتمنى فقط ...
توقف ناظراً الى الناس ثانية ثم استدار اليها وقال بسرعة :
-سوريل ، اصغي الي . اذا واجهت مصاعب مع مخدومك فهل لك ان تعلميني بذلك ؟
-وكيف افعل وانا اجهل اسمك الثاني ومكان اقامتك ؟
-قد تعرفين ذلك قريباً وبأسرع مما تظنين .
التوى فمه بوجوم وهو ينظر من فوق رأسها الى الناس المتجمهرين ، وفي تلك اللحظة شق الفضاء صوت انثوي عال وحاد راح يهتف :
-سوريل ! سوريل!
انه صوت غابرييلا يزعق مبتهجاً ولا يمكن ان يكون صوت انسان آخر.
تلفتت سوريل حولها فرأت الجسم البرتقالي ينسلخ عن جمهور المتزلجين ويتهادى نحوها عبر الثلج . وهتفت الفتاة حالما وصلتها :
-اوه ، سوريل . لقد قلقنا جداً عليك ! اين كنت ؟ ومن الشخص الذي جاء معك ؟
نظرت سوريل ثانية الى ماحولها . لقد ذهب دومنيغو وكان يشق طريقه بسرعة على المنحدر في اتجاه الفندق . حدقت خلفه تتأمل رشاقته التزلجية ، وعجبت لشعور الخيبة الذي طعنها بحدة لكونه تركها من دون ان يودعها .
وفي اللحظة التالية حاولت خنق هذا الشعور . لماذا تهتم للأمر ؟ يجب ان تكون مسرورة لانه تركها واتاح لها ان تشرح الوضع بدون وجوده الذي قد يصعب التفسير. استدارت الى غابرييلا وسرعان ماوجدت نفسها محاطة بجمهور المتزلجين ، وجميعهم يمطرونها باسئلة منفعلة بالاسبانية :
-ماذا حصل ؟ اين كنت طيلة الليل ؟
اما وجه رامون انهل الضيق الشاحب فكان جامداً وصارماً.
وبدأت تشرح له :
-لقد سقطت ولم ترني .
لكن الناس بدأوا ايضاً يتكلمون دفعة واحدة فاستحال عليها ان تتابع كلامها . اطلق رامون هتاف انزعاج ، وقال بالانكليزية رافعاً صوته ليطغي على هرج الناس الانفعالي :
-لا يمكننا التحدث هنا . سأطلب من الدليل ان يوقف عمليات البحث . ثم ننزل الى الفندق . اعتقد انك سترحبين بتناول الافطار .
اومأت برأسها ، وفي خلال ثلث ساعة كانت تجلس في مقهى الفندق الدافئ تشرح لرامون ولابنتيه كيف انها تاهت في العاصفة الثلجية فيما النادل يقدم لها الطعام . وسألها رامون :
-متى ادركت انك سلكت الاتجاه الغلط ؟
-عندما رأيت صف الاشجار والضوء المنبعث من الناقذة . كان الثلج ينذف بغزارة وسرني ان اجد ملجأ يحميني .
فاستوضحها بحدة وارتياب :
-اين كان الملجأ ؟
-الى الجنوب من هنا وعلى بعد عشرة كليومترات تقريباً.
فقالت غابرييلا بحماسة وهي تحاول المساعدة :
-اعرف . انه الملجأ الذي قضينا فيه ليلة مع ... اوه ، لورا ، لماذا ركلت قدمي ؟
وعاد رامون يسأل سوريل :
-اكان معك شخص آخر هناك ؟
-اجل ، رجل احتمى ايضاً من العاصفة . لم يكن لي خيار الاّ ان ابقى هناك فما كان بوسعي ابداً ايجاد طريقي الى الفندق تحت انهمار الثلج . آمل ان تتفهم وضعي .
كانت تتكلم باسرحام واحست بوخزة اضطراب لما رأت الشك يغزو عينيه مجدداً .
وقالت غابرييلا بصوت كالصفير :
-الرجل الذي كان معك عندما رأيتك ؟
-اجل ، جاء معي هذا الصباح ليدلني الى طريق الفندق .

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:34
فاستوضحها رامون :
-اين هو الآن ؟ لماذا لم يبق معك الى حين وجدتنا ؟
-لا ... لا أدري . لقد تركني حين نادتني غابرييلا .
تلفتت حولها ولديها نصف امل بأ\ن ترى الوجه المنّدب تحت ريش الشعر الاسود الفاحم بين وجوه الناس لجالسين في المقهى . ثم انتبهت الى ان غابرييلا ولورا كانتا تتهامسان في جدال عنيف . ووبخهما رامون بحدة :
-الا تكفان ابداً عن الشجار ؟
فأجابته لورا :
-تقول غابرييلا انها تعرفت على الرجل الذي جاء مع سوريل . لا أدري كيف استطاعت ذلك لأنه كان يلبس نظارتيه .
فردت غابرييلا بحنق :
-بل عرفته من خلال بزته التزلجية .
استفسرها رامون :
-ومن هو بحسب اعتقادك ؟
-خوان رينالدا .
والقت نظرة متحدية على وجه اختها الذي بدا تعيساً على حين غرة .
وهتف رامون :
-رينالدا ؟ مصارع الثيران ؟
اومأت غابرييلا بالايجاب . فقالت سوريل بلطف :
-اظنك مخطئة يا غابرييلا فقد اخبرني ان اسمه دومنيغو .
فأكدت الفتاة بعناد :
-انه "الشجاع " انا متأكدة انه هو الذي كان معك .
سألها ابوها بحدة :
-وكيف توصلت الى معرفة " الشجاع " الى درجة مكنتك من تمييزه من مسافة بعيدة ؟ فتبعاً لمعلوماتي ، لا اذكر انك حضرت اية مصارعة الاّ اذا كنت حضرت واحدة من دون علمي . هل فعلت ؟ وأنت يا لورا ؟
التفتت البنتان يضيق الى بعضهما البعض . ثم قالت لورا بتردد بطيء :
-اجل ، فعلنا ذلك مرة واحدة ، في شهر كانون الاول (ديسمبر) من السنة الماضية ، وخلال مهرجان اقيم في كوبايا .
-اكانت امكما معكما ؟
-نعم ، سنيور .
بدا الخوف على لورا فتابع رامون استجوابه قائلا :
-ورأيتن رينالدا هناك ؟
-اجل .
فقال رامون مفكراً :
-كان ذلك قبل المصارعة في مانيسالاس حيث اصابه الثور بجرح بالغ
ثم رمق لورا بنظرة حادة اخرى وتابع يسألها :
-من دعاكما وامكما الى حضور المصارعة ؟
-الخالة ايزابيلا ، فأخ زوجها هو دييغو كورتيس متعهد مباريات المهرجانات .
لم تقدر غابرييلا ان تصمت طويلاً ، فاندفعت تقول :
-كانت الحفلة مثيرة جداً ، ولدى انتهاء المصارعة تقدم " الشجاع " وانحنى امام المقصورة التي كنا نجلس فيها مع السنيور كورتيس ، وبعد ذلك عرفنا اليه .
فسألها رامون :
-وهل كان يرتدي بزة التزلج آنذاك ؟
طربت غابرييلا لسخرية ابيها فقهقهت بعصبية وقالت :
-بالطبع لا . كان يرتدي لباس مصارع الثيران ! سترة رائعة مطرزة بأكملها بالستراس الاحمر والاسود . بدا وقتها وسيماً جداً ، وما يزال وسيماً لولا الندبة الطويلة على جانب وجهه الأيمن حيث نهشه الثور .
كادت سوريل ان تختنق بطعامها .. فعاد رامون يحدجها بارتياب وحدة . ثم استدار الى غابرييلا وقال بنفاد صبر ظاهر :
-لكن حصولك على الامتياز السخيف لرؤية رينالدا يصارع في الحلبة حاملاً الوشاح الاحمر لا يفسر معرفتك لنوع بزة التزلج التي يرتديها .
-عرفت ذلك لاني رأيته هذا الصباح عن قرب وفي هذا المقهى بالذات .
اليس كذلك يا لورا ؟ لقد رأيناه هنا مراراً حين كنا نأتي مع ماما ، واضطررنا في احدى المرات الى الاحتماء واياه مع اناس آخرين في الملجأ ذاته حيث قضت سوريل الليلة الفائتة .
فنظر رامون الى سوريل بقسوة وعيناه تلتمعان في وجهه الصارم وقال:
-اذن حلّ اللغز يتطلب ان نسأل سوريل اذا كانت هناك ندبة على خد الرجل الذي شاركها اللجوء الى الكوخ .
فسألتها غابرييلا وبدون ان تعي مبلغ احداثها للمشاكل :
-سوريل ، هل رأيت على وجهه ندبة تمتد من هنا الى هنا ؟
ورسمت باصبعها منعطفاً بدأته من تحت اذنها اليمنة وحتى زاوية فمها ، وتابعت :

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:35
-وهل كان طويلاً ، اسود الشعر وذا عينين رماديتين فاتحتين ؟ وهل ابتسم هكذا ؟
اكتفت سوريل بايماءة ايجابية لعجزها عن النطق فصفقت غابرييلا بانتصار وقالت متبجحة :
-الم اقل لك ه ذا يا لورا ؟ كنت على حق ! على حق!
فسألت لورا والقلق الشديد يبدو عليها جلياً:
-اذن لماذا اخبر سوريل ان اسمه دومينغو ؟
فقال رامون مستوضحاً سوريل :
-هذا سؤال وجيه . لماذا فعل ذلك يا آنسة برستون ؟
ارعبتها حدة صوته البارد ورسميته المفاجئة ، كما لو انه اكتشف لتوه انها اقترفت خطيئة ما ، وبالتالي انقلب ضدها . اجابته :
-لا ادري السبب ، اعتقد انه لم يشأ ان يدعني اعرف هويته .
ازاح كرسيه الى خلف ونهض واقفاً ثم علق ناظراً اليها بغضب :
-هل تريدينني ان اصدق ان هناك مصارع ثيران يصل الى هذا الحد من التواضع وانعدام الغرور ؟ لا يمكنني والله ان اصدق ذلك ، فالذي اعرفه عن رينالدا انه اكثر المصارعين غروراً ، ولا عجب ، فهو في نظر معجبيه بطل شعبي اصيل ، ولد هنا في كولومبيا ولم يُستورد من اسبانيا او المكسيك . انه كمعظم فصيلة المصارعين ، رجل استعراض وتفاخر حتى رؤوس اصابعه !
رمقها بنظرة عدائية مستعرة واردف :
-هناك سبب آخر يحدوك الى تسميته بهذا الاسم دومينغو ، وأنا عازم على اكتشاف السبب .
ثم استدار الى ابنتيه وقال لهما محتداً :
-اذهبا واجمعا حوائجكما . سوف نعود فوراً الى ميدلين .
فاحتجت لورا بقولها :
-لكن الظهر لم يحن بعد والطقس ممتاز للتزلج .
وهتفت غابرييلا ثائرة وعيناها تطفحان بالدموع :
-لا اريد العودة الى البيت بهذه السرعة .
اما سوريل فبدأت تقول :
-سنيور انهل ، لم يخطر لي ابداً ...
فقال لهن بنزق :
-اصمتن جميعاً ! لن اسمح لأي منكما بالمجيء هنا مرة اخرى ! لا يمكنني السماح لبناتي بالاختلاط مع مصارعي ثيران واناس على شاكلتهم .والآن ، اذهبا واجمعا اغراضكما ...
رحلة الاياب كانت مزعجة بالمقارنة مع رحلة الذهاب الى مركز التزلج، فلورا وغابرييلا جلستا في صمت حرد ، فيما بدا رامون متغطرساً ومنعزلاً خلف مقود السيارة وقد استطاع ان يعبر عن استيائه وغضبه من ابنتيه ومن سوريل من خلال قيادته المجنونة حول المنعطفات ومسابقته لكل السيارات بتزمير عال يصم الآذان .
صمت رفاقها جعل سوريل تنعزل مع افكارها الخاصة وهي تجلس في زواية المقعد الخلفي تراقب اشكال التلال البعيدة القاتمة والمحنية الظهر في لافق الغربي المشمس وقد بدت انها تتحرك وتغير اشكالها الى نماذج جديدة تبعاً لانعطاف الطريق حولها .
مصارع الثيران ! كان يجب ان تحزر مهنته من خلال مشيته الرشيقة المختالة او من خلال الطريقة التي راقبها بها كما لو انه يراقب وينتظر ثوراً يتقدم الى منتصف الحلبة ، أو من خلال الندبة على خده وحيث بدا ان اللحم قد مزقه قرن حيوان هائج ... الآن ، وقد عرفت ، فمن السهل ان تتصوره مرتدياً القبعة السوداء المثلثة . السترة القصيرة البراقة ، السروال اللاصق بالجسم ، الجوربين الزهريين والحذائين الاسودين وهو يغري الثور ويخدعه بهزه من وشاحه الصوفي الاحمر .
ارتعدت قليلا . فهي لم تشاهد مصارعة ثيران واحدة وما رغبت ابداً في مراقبة رجل يواجه ثوراً ثائراً ويشتبك معه في معركة مميتة . لقد اعتبرتها دائماً عملية استعراض قاسية للحيوانات ، ولغاية الآن لم يخطر لها اطلاقاً انها قد تكون قاسية ايضاً على المصارعين انفسهم .
ولكن لماذا حجب عنها اسمه ؟ لماذا كذب عليها ؟ ولم ارتاب رامون انهل الى هذا الحد في اتصالها العابر بمصارع الثيران ؟ ما الذي ينفره منهم ويجعله يرفض ارسال ابنتيه الى اي مكان قد تلتقيان فيه بواحد منهم ؟
وما ان اوقف السيارة خارج المدخل الامامي المزين بالاعمدة حتى ظهرت امرأة على رأس الدرج كانت نحيلة ، صغيرة الحجم ، سوداء الشعر وترتدي فستاناً انيقاً من حرير الجيرسيه لونه ابيض واسود .
هبطت الدرج صوبهم فحياها رامون قائلا بدفء :
-آه ، ايزابيلا ، يسرني ان اراك . هل جئت لتؤنسي مونيكا ؟

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:35
ابتسمت له بعينيها البنيتين الغامقتين ، والغائرتين قليلاً تحت حاجبين مقوسين دقيقتين قبل ان ترمق سوريل ، المترجلة من السيارة ، بنظرة فضولية جانبية . اجابت :
-نعم ، لقد خابرتني بالتلفون وقالت انها تشعر بالوحدة في غيابكم وارسلت بيدرو ليأتي بي ؛ لم نتوقع ان تبكروا في العودة الى هذا الحد ، فما السبب .؟
-حدث شيء . تعالي الى الداخل لاطلعك عليه .
احاط كتفها بذراعه وقادها على الدرج الى داخل البيت .
فقالت غابرييلا وهي تنظر خلفها عابسة :
-انا لاافهم ، لماذا بابا غاضب الى هذا الحد ؟
فردت لورا متذمرة وهي تساعد سوريل على انزال الزحافات من على سقف السيارة :
-لأنك لم تكفي عن الحديث عن خوان رينالدا . لما1ذا لا تستطيعين اقفال فمك مرة في العمر ؟
-لم افعل شيئاً سوى التعريف عنه . اي خطأ في ذلك ؟
-اخطأت في كل شيء وكان من الافضل لو بقيت صامتة ، فبابا سيؤنب الخالة ايزابيلا لكونها باعتنا البطاقات لحضور تلك المصارعة ، وماما ستواجه مشاكل لأنها اخذتنا اليها بدون اذنه . اما نحن فسوف نحرم من التزلج في المستقبل .
-لكني لا افهم السبب . اي خطأ هناك في حضور مصارعة ثيران او في التعرف الى مصارع ؟
-انه تصرف خاطئ بالنسبة الى بابا ، فهو يقول ان مصارعة الثيران ماهي الا استعراضات وحشية مشينة ويجب ان تحرم قانونياً.
-لا اعتقد انها كذلك بل اجدها مثيرة ودراماتيكية و...
لكن لورا تابعت بصوت طغى على صوت اختها :
-ويقول بابا ان المصارعين رجال خشنون وبلا مبادئ خلقية وان من كان في مركزنا الاجتماعي فلا يجب ان يختلط بهم .
-يالهذا الهراء ! في رأيي انهم رجال فائقو الشجاعة ، واعتقد ان الثيران شجاعة ايضاً. كذلك اعتقد ان خوان رينالدا هو اشجع الشجعان بالرغم من انه بلا ... كيف عبّرت عن ذلك قبل قليل ؟
-بلا مبادئ خلقية . اوه ، غابرييلا ، لا تقولي انك تجهلين معنى ذلك !
-بل اعرف ماذا يعني لكن لا يهمني ان كان رينالدا من هذا النوع سأروي لماما ما حصل معنا ، تعالي معي يا سوريل فأنا اكيدة ان ماما تحب ان تسمع تفاصيل المغامرة .
-سأفعل حالما أبدل ملابسي . علي ان اعيد اليها بزة التزلج .
اغتسلت سوريل وارتدت فستاناً اخضر من الكتان ذا ياقة مستديرة بسيطة زينتها بايشارب حريري مزركش ودخلت الغرفة الفسيحة المشمسة في الطابق الارضي والتي حُوّلت الى غرفة نوم وجلوس للسيدة المقعدة .
وجدت مونيكا تجلس كعادتها على الكرسي المتحرك الذي اعتادت الطواف به ارجاء البيت ، وبقربها غابرييلا تجلس على كرسي منخفض وتثرثر بلا هوادة . وقالت سوريل لمونيكا :
-اشكرك لكونك اعرتني البزة . لقد ناسبت جسمي تماماً. هل أضعها في الخزانة .؟
فابتسمت لها عبر الغرفة واجابت :
-نعم ، من فضلك .
كانت مونيكا شقراء الشعر تعقصه على قمة رأسها ، ذات وجه مستدير دقيق التكوين وعينين زرقاوين غامقتين . زارت كولومبيا لأول مرة في سن الثامنة عشرة ، وكانت برفقة ابيها الذي رئس آنذاك بعثة تجارية بريطانية ، وقد التقت رامون حين زارت مهرجان النسيج والزهور في ميدلين ، وبعد خطوبة قصيرة تم زواجهما . الآن بلغت الرابعة والثلاثين من عمرها وما تزال تحتفظ بقسط من جمال الشباب مع انها تمر في حالات اكتئاب تهدل فمها وتحفر خطاً عميقاً بين حاجبيها الجذابين .
وقالت تثرثر كغابرييلا الى حد ما :
-هل استمتعت بالتزلج يا سوريل ؟ اليست الجبال رائعة ؟ اوه ، كم كنت شغوفة بالتزلج وكم اتمنى ان امارسه ثانية .
اهتز صوتها قليلا وارتجفت شفتاها لكنها حاولت الابتسام مجدداً واردفت :
-تعالي ، اجلسي هنا وخبريني عن الرحلة . غابرييلا ، اذهبي الآن وغّيري ثياب التزلج .
قفزت الفتاة واقفة وعانقت امها بحرارة ثم غادرت الغرفة تاركة الباب مشقوقاً .
انحنت مونيكا الى الامام قليلاً وقالت وعيناها الزراقاوان تتألقان اهتماماً :
-اخبرتني غابرييلا انك قضيت الليل مع رجل في الملجأ . كانت تقول لحظة دخولك ان لديها فكرة عن هوية الرجل . هل كان خوان رينالدا بالفعل ؟
-من الجائز ان يكون هو لكنه لم يقل لي ذلك .

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:36
عادت مونيكا الى خلف وعيناها تبرقان ثم اومأت وكأنها فهمت السبب الذي جعل الرجل يخفي هويته . سألت :
-كيف شكله ؟
وصفته سوريل باختصار فاصغت اليها مونيكا بدقة ثم اومأت ثانية وقالت بصوت لاهث :
-انه خوان . هل ذكرت له شيئاً عن نفسك او عنا نحن ؟
-اجل ، فعلت.
فعادت مونيكا تميل الى الامام وسألتها بلهفة :
-وماذا قال ؟ هل علّق بشيء ما ؟ خبريني يا سوريل ، هل بلّغك رسالة لتوصليها الي؟
اسكتتها الدهشة لبضع لحظات . وحين همت بالقول ان خوان رينالدا لم يظهر اهتماماً كبيراً لدى سماعه اسم مونيكا ، احست شعر عنقها يقب محذراً ، فاستدارت تنظر صوب الباب وهي متأكدة من وجود شخص يسترق السمع خلفه مباشرة .
وسألتها مونيكا بالحاح :
-ماذا قال يا سوريل ؟ ما بك ، لم لا تريدين اخباري ؟
-هناك شخص خلف الباب يستمع الى حديثنا .
فنادت مونيكا بشيء من نفاد الصبر :
-غابرييلا ؟ أأنت هناك ؟
-لا ، هذه انا .
انفتح الباب ودخلت ايزابيلا كورتيس الغرفة وتابعت تقول :
-الديكما مانع من دخولي ام انكما تتبادلان الاسرار من جديد ؟
-كلا ، كلا ، انا وسوريل لا نتبادل الاسرار ، اننا نتحدث عن اشياء كثيرة لكوننا من بلد واحد ونتكلم اللغة نفسها . كانت تروي لي كيف اعتقلتها العاصفة الثلجية على الجبل يوم امس وضبعت طريقها الى الفندق.
تقدمت ايزابيلا اكثر وقالت لسوريل باهتمام ظاهر :
-لا ريب انها كانت تجربة مخيفة وكان من الجائز ان تضيعي الى الأبد . اعتذر عن مقاطعتي لحديثكما لكن هناك شيء يجب ان اطلعك عليه يا مونيكا قبل انصرافي . انه امر مهم جداً وله علاقة بما حدث امس على الجبل .
وفكرت سوريل ، ان لايزابيلا اسلوباً هادئاً حميماً في الكلام يجعل الشخص الذي تخاطبه يشعر دائماً بأنها تهتم بمصالحه اشد الاهتمام ولا تتوانى عن فعل اي شيء كفيل بمساعدته ! نهضت واقفة وقالت بتهذيب :
-سأترككما تتحدثان على انفراد واستأذن بالانصراف .
فنادت مونيكا وهي تخرج :
-عودي في وقت لاحق يا سوريل فانا احتاج الى بعض التدليك قبل ان آوي الى فراشي ليلاً . لقد افتقدت رعايتك كثيراً هذين اليومين . لاتنسي ان تأتي.
-لن انسى .
اما ايزابيلا ففتحت لها الباب لتخرج ، وربما لتغلقه بنفسها وتتأكد من انغلاقه قبل ان تبدأ حديثها مع مونيكا ، وغمغمت بألطف ابتسامة وارقها :
-كم انت متفهمة يا سوريل .
خرجت سوريل الى الممر وعبرته الى الحديقة سارت على الدروب المتعرجة المحفوفة بشجيرات ، واخذت تفكر في ايزابيلا . كانت تعلم انها ارملة اوريليو كورتيس الذي اختص في تطوير الرياضة والذي قتل قبل ثلاث سنوات في حادث تحطم طائرة على جبال الأنديز . ومنذ ذلك الحين بدأت ايزابيلا تتردد بكثر على منزل آل انهل حتى اصبحت صديقة مقربة من مونيكا . ولكن في اثناء اقامة سوريل مع العائلة لاحظت ان المرأة تصرف وقتاً في التحدث مع رامون في مكتبه هو مماثل تقريباً للوقت الذي تصرفه مع زوجته . هل من الجائز ان ايزابيلا كانت سبب الشقاق الحاصل بين الزوجين ؟ تنهدت سوريل متضايقة من منحى افكارها المتطرف ، فهذه الامور ليست من شأنها بتاتاً ولا يجب ان تتورط اطلاقاً بمشكلات اية مريضة تعالجها ، بل ان تلزم حدودها المهنية .
الا انها كانت تشعر احياناً بالشفقة على مونيكا وبرغبة في مساعدتها.
ابتسمت بمرارة اذ تذكرت ان هذه الشفقة نفسها هي التي ورطتها مع مارتن... كان يتعالج اذ ذاك في مستشفى بلدتها حيث تدربت وعملت كمدلكة بدنية مختصة . لقد ساعدته هو الآخر على تعلم المشي من جديد وفي غضون ذلك وقعت في حبه او توهمت انها فعلت . لقد اصغت الى مشكلاته الزوجية واملت ان يفي بوعده بأن يحصل على الطلاق ليستطيع الزواج منها . ثم ، في احد الايام ، جاءت زوجته الى المستشفى واخذته معها الى البيت ، وهكذا تحول كل حبها السابق له الى ... قرف .
وهنا هتفت شيئاً عبّر عن ضيق صدرها ثم استدارت على عقبيها وقطعت الدرب بخطوات ثابتة عائدة الى البيت . وفيما هي على منتصف الدرج سمعت رامون يناديها من البهو مستوقفاً ويقول :
-اريد التحدث اليك . تعالي الى غرفة مكتبي من فضلك .
-نعم ، سنيور .

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:37
عادت تهبط الدرج وتبعته الى الغرفة المرصوفة بالكتب وحيث يقضي معظم وقته خلال وجوده في البيت وحين اشعل المصباح الكهربائي على طاولة المكتب واضاء وجهه الطويل الضيق ، فكرت في نفسها ، انها غرفة قاتمة صارمة تشبه صاحبها الى حد كبير ... قال لها :
-اجلسي .
بدا منفعلاً جداً بسبب امر ما ، لكنه توقف اخيراً قبالتها وقال بانكليزية دقيقة:
-لقد قررت ا بقاءك هنا قد بات مستحيلاً . اريدك ان تغادري البيت غداً صباحاً.
-ولكن لماذا ؟أي خطأ ارتكبت ؟ اوه ، انك غير راض لأن زوجتك لا تتحسن ظاهرياً لكن ترويض المفاصل المشلولة على الحركة يستغرق وقتاً أطول ...
فقطاعها قائلا ً:
-تقدم زوجتي او عدمه لا علاقة له بفصلك من خدمتي . بالطبع سأدفع لك ثمن تذكرة الاياب الى انكلترا كما سأدفع لك الراتب حتى نهاية هذا الشهر . هذا كل ما لدي من كلام ويمكنك الآن ان تنصرفي .
فهبت واقفة على قدميها واخذ قلبها يخفق منفعلاً حين اجتاحتها رد فعل غاضب على معاملته المتغطرسة هذه ، وهتفت حانقة :
-ليس هذا كل مالديك من كلام ! فبوسعك ان تعلمني سبب فصلك لي من الخدمة ، ومن حقي ان اعرف!
بدأت عصبيته تثور هو الآخر فتقلص فمه والتمعت عيناه وهو يجيبها :
-لست مضطراً لأن اشرح لك مطلق شيء فأنا سيد هذا البيت وصاحب الكلمة الاخيرة فيه .
تنفس بعمق وسار الى النافذة بخطوات واسعة حيث ازاح الستائر الثقيلة المطرزة ، وتابع قائلا :
-صدقيني يأني اقدم على هذا بأسف كبير لأنك جئت الينا بأفضل التوصيات ، سواء من المستشفى حيث كنت تعملين او من والدة مونيكا التي هي ايضاً صديقة لامك ، كما علمت . لقد بذلت جهوداً كبيرة في مساعدة مونيكا ، وانا ممتن جداً لذلك ، انما لا استطيع المجازفة بتكرار الحادثة .
-تجازف بتكرار اية حادثة ؟
رمقها بنظرة عصبية وعاد يذرع ارض الغرفة ثم توقف فجأة امامها واتهمها قائلا:
-اذن انت تتظاهرين بجهلك لكامل العلاقة ! تصرفك هذا لايدهشني لانه ينسجم مع كذبتك بخصوص هوية الرجل الذي قضيت واياه ليلة في الملجأ.
ارتفع مافيها من دم لاتيني قليل الى درجة الغليان واجابت بحرارة :
-لم اكذب . الهذا السبب تريد فصلي ؟ الأعتقادك بأنني كذبت عليك ؟
-نعم . لقد اتضح لي ايضاً انك لست اهلاً للثقة وانك متورطة مع زوجتي في مؤامرة .
وسألت وهي لا تصدق اذنيها :
-اية مؤامرة ؟
ثم ضحكت فجأة واردفت :
-اوه ، ممن سمعت ذلك ؟
-لم اكن بحاجة الى معلومات احد ، فانا ادرك تماماً ان زوجتي تأتمنك على اسرارها . وكان يجب ان اتكهن بحصول الأمر حين طلبت الي ان آتيها بمدلكة من انكلترا ، بشخص اكثر عطفاً وتفهماً ، على حد تعبيرها !
ثم هتف غاضباً :
-يا الهي ! كيف قدرت مونيكا ان تخدعني طوال هذ الوقت !
قالت سوريل ببرود وقد استردت هدوءها:
-ليست لدي اقل فكرة عما تتكلم . لكني لم اكذب عليك بخصوص ذلك الرجل . كنت اجهل هويته ، وهو رفض التعريف عن نفسه ، واصر على ان اسميه دومينغو . ولو ان غابرييلا لم تكشف هويته لما عرف احدنا بشيء.
-ولهذا السبب بالذات لا استطيع المجازفة بان تُرسلي لملاقاته ثانية .
-لكن لا احد ارسلني لملاقاته ، اللقاء حصل عرضاً. لقد اخبرتك انني ضللت الطريق و ...
فقاطعها قائلا بمرارة :
-وهو وجدك على اهون سبيل ، اذ كنت ترتدين بزة مونيكا التزلجية وهكذا رأى فيك شيئاً يرتبط بها .
شهقت سوريل وغطت فمها بيدها اذ تذكرت قول الرجل انه حسبها امرأة كان يعرفها . وتابع رامون قائلا :
-اوه ، كانت خطة متقنة ... لقد رآنا مجتمعين في المقهى فلحق بنا الى قمة الجبل ، وعندما شاهدك تسقطين ، استعان باغراءه وجعلك تقصدين الكوخ . ليس هناك من هو اقدر على الاغراء من رينالدا! انه خبير في الثيران وفي النساء ، وماعليك الاّ ان تسألي اي متتبع لهذا النوع من المصارعة ليؤكد لك هذه الحقيقة !
-ليتني افهم السبب وراء هذه الجلبة ... فزوجتك سألتني اذا كان الرجل قد حملني رسالة اليها ، وها انت ...
فهتف رامون بانتصار :
-اذن كنت مصيباً ... لقد استعملوك فعلاً !
ادركت انها اخطأت في ذكر الرسالة ، فسألته بقلق :
-من استعملني ؟
-زوجتي و رينالدا .
حدقت اليه بخيبة اذ وعت انه قد يكون محقاً . فمن الجائز انها قد استعملت كوسيط بغير ان تدري . سألته :
-ولكن لماذا ؟ ارجوك ان تخبرني السبب . من حقي ان اعرف .
فأجاب بصوت جامد :
-لا استطيع ذلك انها قضية تمس شرفي .
مبدأ الشرف الاسباني الذي مازال بعض الرجال الكولومبيين يحافظ عليه ! انها تعلم عنه ما يكفي لجعلها تدرك ان رامون لن يبوح لها بأي شيء . اشار الى المكتب وقال :
-انه هنا ، وصل مالي باسمك ، والمبلغ يغطي نفقات عودتك الى وطنك وبقية راتبك . خذيه من فضلك . غداً صباحاً سيأخذك بيدرو الى المطار ، ورجاء ان تسقلي اول طائرة الى انكلترا .
التقطت الوصل ولم تجد اية جدوى من رفضه . فحتى لو لم ترجع الى وطنها ستظل في حاجة الى المال . قالت :
-حسناً ، سأذهب لأنه ليس هناك شيء استطيع فعله كي اثبت لك انني لم اتآمر مع زوجتك ولم اقم بدور الوسيط وبينها وبين رينالدا ! اعتقد انك سخيف جداً !
سألها بصوت اجش وقد اتقدت عيناه وجن جنونه :
-اتجرؤين على انتقادي ؟
-اجل ، اجرؤ ، فانا لا ارتعب منك كما هو الحال مع زوجتك وابنتيك ، ولذا اجرؤ على نعتك بالسخافة لانك لا ترى ابعد من انفك الاسباني المتكبر ! لا ترى ان زوجتك تحبك ولا تحب سواك . تصبح على خير يا سنيور .

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:41
3-مهمة فاشلة

تناولت سوريل عشاءها كالعادة مع لورا وغابرييلا في غرفة الطعام الصغيرة القريبة من المطبخ وحين استأذنت سوريل بالانصراف قبيل انتهاء العشاء قائلة انها تريد رؤية السنيورا انهل ، التفتت اليها مدبرة المنزل التي كانت تجمع الاطباق عن الطاولة وقالت بسرعة :
-السنيورا ليست على مايرام . لقد آوت باكراً الى فراشها وطلبت اليّ تبليغك أن لا تذهبي اليها .
فعادت سوريل الى غرفتها تصعد الدرج بتمهل وهي تشعر أنّ الخطوة الوحيدة التي بقيت لها قد سدّت الآن في وجهها . فهي ان لم تستطع أن تشكو لمونيكا الطريقة الظالمة التي طردها بها رامون ، فلمن تشكو امرها ؟
وهنا تذكرت عبارة الرجل الذي زعم ان اسمه دومنيغو ...
" اذا واجهت مصاعب مع مخدوك ، فهل لك ان تعلميني ؟"
لابد انه كان يتوقع حصول مشكلة في حال اكتشف رامون هويته . اذن ، ألا يعني ذلك انه ومونيكا استعملاها فعلاً كوسيط ؟ ولكن ، ما سبب حاجتهما الى وسيط ؟ شهقت بغضب حين اجابت سؤالها بنفسها .
إن خوان رينالدا هو السبب وراء اهتزاز الزواج . لابد أنه ومونيكا كانا على علاقة عاطفية قبل حادث السيارة ، ويحاولان الآ ن احياء تلك العلاقة.
لهذا السبب ايضاً ، اقترحت عليها مونيكا ان تذهب للتزلج في نهاية الاسبوع لعلمها بأن خوان سيكون في مركز التزلج وسوف يمرر اليها رسالة ما .
لكن هناك حلقة مفقودة واحدة ، فخوان لم يسلمها رسالة الى مونيكا ، بل لم يأت على ذكرها اطلاقاً ، وبدلاً من ذلك حاول جهده أن يبدأ علاقة معها هي بالذات .
آوت الى فراشها والأفكار تتصارع في ذهنها فقضت نصف الليل تتقلب ارقة وهي تحاول فك الخيوط المتشابكة التي تلفها . لكن ذلك مستحيل بدون مساعدة مونيكا ، وهكذا ظل الحل مستعصياً عليها عندما نامت أخيراً.
لم تستيقظ الا حين احست بيد تهز كتفيها وبصوت مدبرة المنزل يهتف بها :
-سنيوريتا ، سنيوريتا ، الوقت متأخر والسنيورا انها تريد رؤيتك فوراً !
استوت جالسة وأزاحت شعرها عن عينيها ثم سألت وهي تقفز من الفراش وترتدي روبها بسرعة :
-هل هي مريضة ؟
-كلا ، كلا ، انها متعبة فحسب . لم تذق طعم النوم ليلة امس .
-وهل السنيور انهل في البيت ؟
-كلا ، ذهب الى مكتبه . لقد طلب ابلاغك ان بيدرو سيرافقك الى المطار بالسيارة عندما تستعدين للذهاب . يؤسفني كثيراً انك ستتركينا فالسنيورا تحسنت كثيراً منذ مجيئك .
فابتسمت لها سوريل وقالت وهي تغادر الغرفة :
-شكراً، لكنني لم ارحل بعد.
وجدت مونيكا في سريرها على الوسائد الحريرية وهي تعبث بطعام الافطار . كان جفناها محمرين من البكاء هتفت بسرعة :
-اوه ، احمدالله انك هنا ! قال لي رامون انه سيطلب اليك الرحيل . توسلته الا يفعل لكنه رفض الاصغاء الي ، ونتيجة لذلك أرقت طوال الليل .
جلست سوريل على حافة السرير وسألتها :
-وهل تشعرين بعذاب الضمير ؟
-اجل ، فأنا السبب وراء فصلك من الخدمة .
ثم اطلقت ضحكة واجمة قصيرة وأردفت :
-يعتقد رامون انني ارسلتك عمداً الى مركز التزلج كي تتصلي بخوان نيابة عني .
-الم تفعلي ذلك حقاً؟
-كلا ! اوه ، لقد املت بشكل ما أن يكون خوان هناك وأن يقول شيئاً للورا أو لغابرييلا ، انما لم اخطط لأي شيء.
-لكنك سألتني ان كان خوان قد حملني رسالة اليك .
-فعلت ذلك لأنك اخبرتني انك حدثته عني ، وحسبت ، لشدة غبائي ، انه سيهتم كفاية ليسأل عن صحتي .
وهنا ارتجف صوتها على رغم منها ، وأردفت :
-لكنه لم يفعل ، على مايبدو .
-كلا ، لم يسأل ، بل لم يلمح اطلاقاً الى معرفته السابقة بك .
فتقلص وجه مونيكا كأنها اصيبت بطعنة سكين . استلقت على الوسائد وأغمضت عينيها ثم غمغمت :
-وتلك كانت رسالته على ما اعتقد . ما عاد يهتم بأمري بتاتاً . يا الهي ، كم كنت غبية حمقاء !
فتحت عينيها وقالت ناظرة الى الفتاة :

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:42
-والآن غطستك أنت ايضاً في ورطتي ! آسفة جداً يا سوريل . ليتني استطيع فعل أي شيء لمساعدتك .
-يمكنك اعلام زوجك انه مخطئ في حقي وانك لم ترسيليني لملاقاة خوان.
-فعلت ذلك مراراً لكنه لا يصدقني ... يعتقد انني خنته مع خوان .
-وهل خنته بالفعل ؟
فقالت متنهدة :
-كلا . ولا مرة واحدة بالفعل . لم تتح لي الفرصة ابداً ، انما بالنسبة الى ماهي عليه سمعة خوان أو ما كانت عليه ، فلن يصدق أحد هذه الحقيقة ابداً ... رامون يعلم انني ذهبت لرؤية خوان في مزرعته قرب ايبارا عندما تحطمت بي السيارة ، مع انني كنت اجهل معرفته الأمر ولغاية ليلة امس ، حين اخبرني قراره بفصلك وانه اذا لم اتوقف عن محاولتي رؤية خوان فسوف يذهب الى محاميه ليبحث معه الترتيبات اللازمة للطلاق.
-لِمَ ذهبت الى رينالدا ؟ اي علاقة كانت بينكما ؟
-اوه ، كيف لي أن اشرح تلك العلاقة المعقدة ؟ كان هناك شيء ولم يكن هناك شيء في الوقت نفسه .
-الا تستطيعين ذكر الأجزاء المتعلقة بتورطي في الموضوع ؟ اعلم انك تعرفت اليه بعد حضورك احدى مصارعات الثيران ، وحيث عرفتك اليه صديقتك ايزابيلا ، اليس كذلك ؟
-صحيح ، وهي التي الحت علينا بحضور مصارعة في كوبايا ، لكنني لم أره ثانية ولمدة تسعة اشهر تقريباً بعد اصابته بجرح بالغ في مصارعة جرت في مانيسالاس ، اذ استغرقه الشفاء وقتاً طويلاً.
-وماذا حدث حين التقيته ثانية ؟
-وقعت في حبه ، على ما اظن ..
استدارت سوريل تحدق اليها فتابعت تقول :
-اعلم أن هذا يبدو سخيفاً بالنسبة الى امرأة في سني ، انما لا يمكنك أن تتصوري مدى الضجر الذي كنت اعانيه آنذاك . فرامون كان دائماً مشغولاً ، بمصنع النسيج ، والبنتان في المدرسة طوال النهار . لم يكن لدي ما أفعله سوى الجلوس في البيت أو دعوة صديقاتي الى لعب البريدج أو لعب الغولف أو الذهاب للتزلج .
وهنا ارتجف صوتها قليلاً وتابعت تقول بتعاسة :
-ومن حين فقدنا الصبي الصغير ، بدأنا أنا و رامون ، نبتعد عن بعضنا بعضاً.
-اي صبي صغير ؟
-ابننا الذي توفي بعد بضعة ايام من ولادته . كان رامون يرغب دائماً في انجاب ابن وهذه رغبة ملتصقة بمذهب التعصب الذكري الذي يعتنقه بعض الرجال اللاتينيين اذ يعتقدون أن حصولهم على ابن يثبت رجولتهم أو شيئاً سخيفاً من هذا القبيل . في أي حال ، قال الأطباء آنذاك أن لا انجب اطفالاً آخرين ، وهكذا ...
هزت كتفيها وكسا وجهها شجن وهي تضيف :
-فقد رامون اهتمامه بي ... يمكنك تخيّل حياتنا منذ ذلك الوقت ، كلانا في اتجاه ، انما نعيش تحت سقف واحد ، ويمكنك أن تتصوري ايضاً حالتي النفسية و العاطفية عندما التقيت خوان وحيث كنت في حاجة ماسة الى الحب و الصداقة . كان قد تعلّم التزلج كنوع من الترفيه بعد مرضه الطويل، وبدا لي مختلفاً عن أي شخص التقيته من قبل . كان يمتلك نوعاً من السحر الخشن وعساك تفهمين ما أعني . قيل لي أن سحره هذا نابع من كونه مصارع ثيران وحيث توجد دائماً هالة رومانسية حول هؤلاء المصارعين لأنهم كثيراً ما يلاصقون الموت أثناء المصارعة ! لكن لا بد لي من الاعتراف بأن تصرفي لم يقل سخافة عن تصرف فتاة مراهقة تشغف بنجم سينمائي ! كنت الحقه هنا و هناك وأذهب الى الأماكن التي اعرف انه سيتوجه اليها .
فسألتها سوريل :
-هل علم بشعورك نحوه ؟
-هذا ما ظننته . على الأقل ، لم يدر لي ظهره ابداً وطالما تزلجنا معاً ، لكنك كنت اكثر حظاً مني اذ لم أقدر ابداً ان اجلس واياه منفردين . ثم مضت فترة طويلة لم أره خلالها وصارت الحاجة الى رؤيته تزداد في نفسي يوماً بهد يوم . كنت أعلم عنوانه من ايزابيلا ، وهكذا ذهبت ذات يوم الى مزرعته بسيارتي . اعتقد اني كنت مزمعة وقتها على ترك رامون والبنتين في حال رضي خوان أن يبقيني معه .
-ماذا حدث ؟
فغمغمت مونيكا مجيبة :
-اتمنى احياناً لو اني ما قصدته ابداً . اوه ، حدث شيء مريع ، مهين ... ومع ذلك اعتقد انه كان عقاباً عادلاً على طيشي . لا ... لا أستطيع اخبارك ما حدث ، الاّ انه اعادني الى رشدي وجعلني أعي مدى تهوري . خرجت من بيته أعدو و صعدت الى سيارتي . كان هدفي الوحيد ان ارجع الى هنا ، الى حيث الأمان و الضجر و رامون ... قدت السيارة بسرعة هائلة وعند أحد المنعطفات انحرفت بها عن الطريق . عندما

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:43
استعدت وعيي في المستشفى تظاهرت بأني نسيت أين ذهلبت ذلك اليوم. أملت ان لا يكتشف رامون الحقيقة ابداً لكنه كان يعرفها طوال لاالوقت . وهكذا يعتقد الآن بوجود علاقة سابقة بيني وبين خوان ، وبأننا نحاول اليوم احياء تلك العلاقة ، وهذا غير صحيح ، غير صحيح ، لكن الدلائل كلها ضدي يا سوريل ، ولا تبدو هناك أية طريقة تمكنني من أن اثبت له عكس اعتقاده .
-هناك طريقة واحدة .
انحنت مونيكا قليلاً وسألت بلهفة :
-ما هي ؟
-بوسعك أن تطلبي الى خوان رينالدا أن يأتي و يوضح لرامون الحقيقة .
-لكن كيف يمكنني ان افعل ذلك ؟
-اكتبي اليه ، أو ربما بوسعك أن تخابريه بالتفون .
-لا . لا استطيع . فبعد ما حدث في المزرعة لا يمكنني ذلك ، سيكون الأمر في ... منتهى الاذلال بالنسبة الي .
فقالت سوريل بصبر :
-اسمعي ، اذا كنت تريدين زواجك فعليك أن تجازفي بتعرضك لبعض المهانة . ان طلب المساعدة من رينالدا هو في رأيي الطريقة الوحيدة لاقناع زوجك بأنه كان مخطئاً في ظنونه ، ليس فقط بشأنك بل بشأني كذلك .
فبدا الغضب على مونيكا وأجابتها بانفعال :
-اذن ، اذهبي أنت و اطلبي الى خوان بأن يأتي ويكلم زوجي ! اذهبي الى مزرعته واكتشفي أي نوع من الاستقبال ستواجهين !
وضعت سوريل يديها في جيبي روبها ، وأجابت على تحدي مونيكا قائلة بصوت هادئ :
-حسناً ، سأفعل . لكن عليك أن ترشديني الى كيفية الوصول الى هناك .
حدقت اليها مونيكا بذهول ثم سألت ببطء :
-انت تقصدين ما تقولين ، اليس كذلك ؟
-بالطبع ، اعني ما اقول ، فلقد فصلت من عملي بطريقة جائرة و بلا رسالة تزكية ولا يمكنني أن أرضخ بصمت لما حصل . يجب أن أفعل شيئاً لأبرئ سمعتي ، ولأتمكن في الوقت نفسه من مساعدتك على ترميم زواجك وذلك بتوضيح الحقيقة لزوجك .
-لكني لست متأكدة يا سوريل ان كان يجب ان اسمح لك بالذهاب .
-ليس باستطاعتك أن تمنعيني ! في أي حال ، لقد ذهبت مرة بنفسك فلم لا أذهب أنا أيضاً ؟
فتمتمت مونيكا قائلة :
-ما كان يجب أن أتهور بالذهاب . هذه ليست انكلترا كما تعلمين . انها بلاد كبيرة عنيفة وأهلها لا يتصرفون دائماً بطرق راقية متحضرة . لنفترض أن شيئاً حدث لك ، فماذا سأقول لأمي أو لأبويك ؟
-وماذا يمكن أن يحدث ؟
-قد يخطفك أحد أو يسرقك باستعمال العنف أو يغتصبك حتى .
-هل حدث لك أي من هذه الأشياء ؟
-كلا . لكني ذهبت في سيارتي الخاصة . أما أنت فعليك أن تأخذي الطائرة الى مانيسالاس ومن ثم تستعينين بشكل من أشكال النقل المحلي ، لست متأكدة من أنواع المواصلات هناك ، كما أن المزرعة بعيدة جداً ، وقد يتصرف معك خوان بشراسة فتضطرين الى ايجاد طريق عودتك...
فهتفت سوريل :
-هل لك أن تكفي عن القلق ؟ لن يحدث لي شيء ، ومادمت أعلم الآن كيف ابدأ الرحلة فسأعرف كيف اكملها بنجاح . سأدع بيدرو يأخذني الى المطار وكأني ذاهبة لاستقل طائرة الى انكلترا ، وبدلاً من ذلك سوف استقل واحدة الى مانيسالاس . سأجد طريقي الى المزرعة بشكل ما ، وأحاول العودة غداً ، الاّ اذا استطعت اقناع رينالدا بأن يأتي هذا المساء .
بعد ساعة كانت حقائبها مودعة بأمان في احدى خزائن المطار ، وهي داخل طائرة تقلها الى مانيسالاس . أخذت معها حقيبة سفر صغيرة في حال اضطرت الى المبيت في ايبارا أو في مانيسالاس بعد زيارتها لمزرعة رينالدا . كانت واثقة تماماً من نجاح مهمتها فمن المؤكد ان مصارع الثيران سيسارع بلهفة الى انكار التهم الزائفة التي الصقت به .
لدى وصولها الى مانيسالاس ، قيل لها في مكتب الاستعلامات السياحي في المطار ان باستطاعتها الوصول الى ايبارا بواسطة الباص المحلي الذي عليها أن تستقله من الساحة الرئيسية والذي يغادر في الساعة الثانية تقريباً . شعرت سوريل كأنها في اجازة . فاستمتعت بالرحلة في ذلك الباص الهرم و المطقطق . لم تكن المناظر برية كما توقعت بل أشبه بمنتزه فسيح ذي اراضٍ عشبية مشمسة ، مرقطة بشجيرات صغيرة أو غيض أشجار ، و يخترقها نهر متلألئ تتدفق مياهه على الصخور العديدة . كانت ايبارا عبارة عن مجموعة بيوت طينية ذات

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:43
أسطح من التنك المغضن أو من القرميد العتيق الذي تحوّل لونه ، بفعل التقلبات الجوية الى لون رمادي مخضر . سائق الباص أشار الى سوريل بأن تسأل في الفندق عن طريقة نقل توصلها الى مزرعة رينالدا ، وبعد أن ترددت لبضع لحظات بسبب رهبتها من مشهد الفندق المتداعي ، عبرت ابوابه المهتزه الى ردهة المدخل المعتمة .
ولما اعتادت عيناها على العتمة رأت أن هناك عدة رجال يجلسون بارتخاء امام المقصف ، وأنهم توقفوا عن الحديث و الشراب ليحدقوا اليها بدهشة شديدة .
-ماذا تريدين يا سنيوريتا ؟
كان المتكلم امرأة قصيرة مكتنزة ذات شعر أسود مبعثر و بشرة دهنية ، تدخن سيكارة بنية طويلة و تحمل صينية مكدسة بالأطباق . فأجابت سوريل وهي تجعد انفها قرفاً من رائحة المكان وقذارته :
-اني ابحث عن سيارة توصلني الى مزرعة رينالدا .
فأشاحت المرأة برأسها الى شخص كان يقف خلف سوريل ونادت قائلة :
-بانشو ؟ وجدت لك راكبة .
ثم القت على سوريل نظرة تقييمية من عينين يضيقهما دخان السيجارة ، وقالت لها :
-سيأخذك بانشو وستكونين معه في أمان لأنه يعمل لدى رينالدا .
بعد خمس دقائق كانت سوريل تتمسك بمقبض الباب داخل شاحنة ثابتة تشقطريقها قفزاً على طريق محددة متعرجة ، وتساءلت ان كانت في أمان فعلي مع بانشو الذي عكف على قيادة الشاحنة بسرعة هائلة وكأنه لايعرف معنى التمهل .
سألها صارخاً ليطغى صوته على ضجيج المحرك :
-لماذا تأتين الى المزرعة ؟
-لأقابل السنيور رينالدا لأمر هام .
-هل يتوقع قدومك ؟
-اجل .
ليست هذه الحقيقة تماماً لكن خوان رينالدا طلب أن تتصل به في حال واجهت مشاكل مع مخدومها . وعاد بانشو يسألها زاعقاً :
-هل أنت اميركية ؟
لم يكن السؤال جديداً بالنسبة اليها وقد رح عليها عدة مرات منذ مجيئها الى كولومبيا، فحين يسمعها الناس تتكلم الاسبانية بلهجة انكليزية خفيفة يفترضون فورا انها من الولايات المتحدة الاميركية. اجابته:
-لا، انا من انكلترا.
فأهداها ابتسامة عريضة بيضاء، وهتف:
-يا الهي! انها بعيدة جدا من هنا. حسبتك صديقة للسينورا لأنها كانت تعيش في اميركا.
اية سينورا يقصد؟زوجة خوان رينالدا؟ بالطبع، لماذا لم تفطن الى هذا من قبل؟ الان فهمت لماذا ذكرت مونيكا تعرضها للاذلال حينما زارت المزرعة. لابد انها التقت بزوجة خوان رينالدا. سرها ان تتسلح بهذه القطعه الجديدة من المعلومات فأحست بمودة مفاجئة نحو الشاب الذي يقود الشاحنة. سألته:
-ماذا تعمل في المزرعة؟
-اعمل مع الثيران واتعلم من "الشجاع" كيف اصبح مصارع ثيران. في الوقت الحاضر انا مجردمروض، اغرز الرماح في الثور كي اجعله يتهيج في الفصل الاول من المصارعة. هل تفهمين ما اقول؟فلم تملك الا ان تقول:
-ياللثور المسكين! الا تخاف ان تخرج كما حصل للسينور رينالدا؟
-اجل. اخاف، لقد جرحت مرتين لغاية الان، لكن مصارعة الثيران تشكل امتحانا عظيما لشجاعة الرجل، يقولون ان "الشجاع"فقد جرأته بعد مصارعته الاخيرة لانه اصيب بجرح بالغ. لكنني لا اصدق ذلك.
ثم خفض بانشو صوته وقال بهمسة دراماتيكية:
-لقد حضر تلك المصارعة. رأيتهم يحملونه خارج الحلبة ووجهه كتلة من الدم وثيابه ممزقة.
فأحست سوريل بغثيان لم يتسبب فقط عن ترنح الشاحنة وقالت بسرعة:
-اوه،ارجوك،لاتخبرني المزيد... اعتقد ان مطلق انسان يجرف الثور لحمه من شأنه ان يفقد جرأته.
-لكن ليس خوان رينالدا ابمن رودريغو رينالدا وعضو اشهر العائلات الاسبانية في مصارعة الثيران! انا محظوظ جدا لكوني اتعلم من شجاع اين شجاع. انظري سنيوريتا. لقد وصلنا البيت تقريبا. اليس جميلا؟
كان بالفعل جميلا. بناء مستطيل، منخفض ومترام، له نوافذ صغيرة مغطاة بحواجز حديدية مزخرفة، يقوم على ارض مرتفعه تطل على النهر الجاري. خلفه، كانت الاراضي تتالق تحت اشعة الشمس، وعلى جدرانه البيضاء ظلال سوداء تطرحها شجيرات مزهرة. الدرب الذي اقتربا عليه الى البيت، انعطف حول الجدران البيضاء ثم تحت قنطرة

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:44
والى ساحة رئيسية حيث اوقف بانشو الشاحنة والتفت الى سوريل يقول ببسمة انشراح:
-هاقدوصلت. سأنزلك هنا
مد ذراعه من امامها وفتح الباب الى جانبها لتهبط واردف:
-اذهبي الى الباب هناك. مدبرة المنزل ستعلم السنيور رينالدابقدومك. مع السلامة.
فترجلت وصفقت الباب خلفها . تحركت الشاحنة من جديد وانطلقت بسرعة مثيرة الغبار لدى مرورها العاصف تحت القنطرة. وقفت سوريل وحيدة، تصغي الى صدى المحرك المتباعد وتتأمل ماء ينساب على تمثال برونزي لصبي قائم في منتصف بركة صغيرة تحيط بها اكوام من الزهور.
استدارت على مهل صوب البيت وحرارة الشمس تلسع ظهرها وعنقها. مرت تحت قنطرة ثانية الى رواق مسقوف مبلط الارضية ويلف البيت من ثلاث جهات. اما الباب الخشبي الثقيل فذو مفاصل حديدية مزخرفة، وقبضة عبارة عن حلقة ضخمة من الحديد ذاته. كانت على وشك ان تقرعه حين فتح الباب فجأة، هتفت الشابة التي فتحته:
-يالهي! لقد ارعبتني! من انت؟ ماذا تبغين هنا؟
كانت طويلة مكتنزة،ترتدي تنورة بنية مخملية وجزمة طويلة من الجلد البني. بلوزتها حريرية بلون الكريم، وسترتها قصيرة تشد الخصر، بنية مخملية كما التنورة. اما شعرها فكان بنيا غامقا ذا غرة جانبية تطل على عينين رماديتين متباعدتين ومعقوصا الى خلف بتسريحة ذيل الفرس. وعلى يدها الممسكة بحافة الباب رأت سوريل عدة خواتم، معظم فصوصها من الزمرد والماس وذات الق وهاج شد بصرها بانسحار. تحت الخواتم رأت محبسا ذهبيا سميكا. وفجأة، قالت الشابة بلهجة اميركية على انكليزية:
-حسنا، انت لا تفهمين الاسبانية. سأحاول ثانية. من انت وماذا تريدين؟
فاقتلعت سوريل بصرها من الثروة المتألقة على اصابع الشابة وقالت:
-اسمي سوريل برستون. جئت لاقابل السنيور خوان رينالدا. اهو موجود؟
اتسعت العينان وراحت نظرتهما تجرف سوريل من قمة شعرها الاحمر كورقة سنديان خريفية الى بلوزتها القطنية الصفراء وتنورتها الغجرية المزهرة وحتى صندليها الجلديين البنيتين، وغمغمت:
-يالهي! ماذا تراه فعل الان؟
ثم استجمعت شتات نفسها واضافت ناظرة في عيني سوريل:
-كلا، انه خارج البيت يلاحق الثيران في مكان ما على اراضي المزرعة، يجب ان يأتوا بها استعدادا لمصارعة يوم غد. يمكنني ارسال شخص لاستدعائه ان كنت لاتمانعين في الدخول والانتظار.
اجابت سوريل وهي تعبر العتبة:
-شكرا. كيف عرفت انني اتكلم الانكليزية؟
فردت الاخرى بصوت هادئ:
-من ثيابك. تفضلي، من هنا.
قادتها المرأة الى غرفة واسعة مستطيلة تطل على مروج مشمسة تنحدر الى تلال مشجرة مستديرة، وسألتها:
-كيف جئت؟
شرحت لها سوريل التفاصيل فأومأت برأسها. جلست على حافة مكتب انيق وقالت:
-سمعت صوت شاحنة وهذا ماجعلني افتح الباب, كنت انتظر وصول سيارة من كوبايا لتحملني بعيدا من هنا. لقد سئمت هذا المكان.
طوحت يدها البراقة في حركة شملت الغرفة وما وراءها واردفت:
-اني راحلة. منذ مدة وانا افكر في الرحيل لكنني لم اطلع خوان على قراري الا مساء امس. منذ متى تعرفينه.؟
-لقد... التقينا... يوم الاحد.
فاتسعت العينان مجددا، ثم قوست الشابة عنقها الرائع واطلقت ضحكة طويلة. رمقت سوريل بنظرة ناقدة وقالت:
- ما اسرع خوان في التحرك!هل لديك طباع حاد تنسجم مع شعرك الناري البديع؟ اذا كان الامر كذلك، سيواجه خوان اياما عصيبة يستحقها! لقد حان الوقت لان يجد من يروضه!
هبطت عن المكتب واردفت:
-استأذنك الان لاكمل توضيب حقائبي. سأطلب من احد الصبية ان يستدعي خوان. في رعاية الله يا سنيوريتا وتمنياتي لك بالتوفيق. لقد مرت ستة اشهر على وجودي هنا، انما لدي شعور غريب بأنك ستمكثين مدة اطول ، اطول بكثير...
غادرت الغرفة بسرعة ، مثيرة في سوريل شعورا جارفا من الحيرة. هل جاءت في اللحظة المناسبة لتشهد زواجا يتحطم؟ فمع ان المرأة لم تعرفها باسمها ، الا ان سوريل مقتنعه بانها زوجة خوان، السينورا التي ذكرها بانشو وقال انها جاءت من الولايات المتحدة. لقد تكلمت

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:45
الانكليزية بلهجة امريكية، وتلبس محبس زواج، اضافة الى قولها انها سئمت العيش هنا. ستة اشهر! قبل ستة اشهر جاءت مونيكا الى هذا البيت الجميل وتعرضت لمهانة واذلال. من اهانها؟ الشابة التي تركت الغرفة لتوها؟ ربما... وهل اهينت مونيكا هنا، وسط كل هذا الجلد الاحمر والستائر الحمراء والخشب الداكن والزخارف الفضية والنباتات المعربشة والصور الفوتوغرافية العديدة على الجدران؟
انفتح الباب فتقلصت عضلاتها اذ توقعت رؤية خوان رينالدا يدخل عليها ، لكنها رات امرأة هجينة ضئيلة ، تتقدم بصينية عليها ابريق قهوة وفنجان وطبق حلوى. قالت المرأة وهي تضعها على طاولة قرب مقعد سوريل:
-طلبت السنيورا انيز ان اتيك بهذا، وقد ارسلت تستدعي السينور خوان.
-شكرا
-لاشكر على واجب.
استدرات المرأة صوب الباب فاستوقفتها سوريل قائلة بسرعه:
-لحظة من فضلك. اود التكلم مع ثانية مع السنيورا.
-لاجدوى من ذلك فقد رحلت.
ثم غادرت الغرفة بهدوء كما دخلت. احست سوريل بحاجتها الى شراب ينعشها فسكبت القهوة في فنجانها واخذت تقضم قطعة حلوى من جوز الهند، وهي تأمل ان ياتي خوان في اقرب وقت.
وبعد فنجان ثان من القهوة وقطعة من الحلوى نهضت تجول في ارجاء الغرفة وتتامل باعجاب نماذج رائعة لمعدنيات هندية محلية، معروضة في خزانة زجاجية الواجهة من خشب الورد. العديد من القطع النحاسية والبرونزية كانت نسخا طبق الاصل عن قطع من الذهب الخالص شاهدتها من قبل في زيارتها الوحيدة لمتحف مصرف الجمهورية في يوغوتا. وفي خزانة اخرى رات مجموعة من الاثريات الفضية، قدرت ثمنها بالوف الجنيهات.
انتقلت الى الصور الفوتوغرافية التي تغطي معظم مساحات الجدران ، وكل واحدة تظهر مشهداً متحركاً في مصارعة ثيران ، اضافة الى صورتين نصفيتين ، احداهما لرجل خمنت انه رودريغو رينالدا ، والد خوان ...
عينان قاسيتان وفم مائل في وجه نحيل خشن . اما الصورة الثانية فتمثل امرأة شقراء الشعر ذات عينين رماديتين ضاحكتين . زوجته ؟ والدة خوان؟ وفيما هي تحملق فيها شعرت فجأة بخفوت ضوء الشمس فنظرت بسرعة الى ساعتها واذا بها تناهز السادسة . كانت الشمس تغرب ، ومن خلال النافذة استطاعت رؤية الحقول تتألق كذهب عتيق تحت اشعة تميل عليها من تحت غيوم رمادية ملبدة ، تنذر بالمطر .
حان الوقت لأن ترجع الى ايبارا ، لكن خوان لم يظهر بعد . ثلجت الخيبة اطرافها ... هل اخطأت غابرييلا في التعرف الى شخصيته ؟ ربما اتضح في النهاية ان الرجل الذي قضت معه ليلة في الملجأ هو غير مصارع الثيران الشهير ؟ كم ستشعر بغبائها وهي تشرح لرجل غريب تماماً ، سبب مجيئها لرؤيته ! وراحت تحدق بذعر الى الصور ، علها تجد صورة تشبه الرجل الذي التقته . عجزت عن الرؤية الواضحة بسبب العتمة المتزايدة فأشعلت أحد المصابيح الكهربائية واستدارت الى الجدار المقابل حيث بدت نوعية الصور اكثر عصرية . لم تجد بينها صورة نصفية . جميعها تظهر مشاهد مأخوذة أثناء الصراع ، الثور يخفض قرنيه وهو يهجم بجنون على رجل في لباس المصارعين يمسك بعباءة لصق جسمه . استحال عليها ان ترى وجه الرجل . و لكن ، أليست وقفته مألوفة ؟ وتوالت هذه المشاهد المتشابهة حتى توقفت أمام الصورة الأخيرة وحيث اصيبت برعدة خفيضة لأن الثور كان يقذف الرجل في الفضاء . الم تؤخذ هذه الصورة في مصارعة رينالدا الأخيرة ؟
جلّست ظهرها وحدقت الى صور اخرى ثم أحست بالصمت المخيم على البيت . لم يأت خوان رينالدا لأنه لم يعرف اسمها ، لأنه غير الرجل الذي التقته في الملجأ ! يجب أن تغادر هذا البيت فوراً . هرعت تلتقط حقيبتها الصغيرة وما ان تقدمت في اتجاه القنطرة المؤدية الى الردهة حتى قفزت مندهشة وغطت فمها بيدها لتمنع نفسها من الصراخ . رأت شخصاً في العتمة ، يقف ساكناً يراقبها ، وفيما هي تشخص اليه ، دخل الغرفة ببطء واذ به ، في ضوء المصباح ، رجل متين البنية يرتدي بنطلوناً ، داكناً ، فضفاض الرجلين وسترة جلدية مفتوحة حتى الخصر . رجل تبرق عيناه الرماديتان في وجهه النحيل الأسمر وعلى الأيمن ندبة طويلة ، قال لها :
-مساء الخير يا سوريل ، اعتذر لأنني جعلتك تنتظرين ، لكني حسبت انيز تمارس معي لعبة احتيال عندما قيل لي ان هناك امرأة انكليزية ذات شعر احمر تنتظر رؤيتي ، ولذا تقاعست عن المجيء . ان لها طريقة خبيثة في المزاح .
غمرها الارتياح لكون غابرييلا لم تخطئ التعريف ، فأحست ارتجافاً مفاجئاً في ساقيها وخفقاناً في قلبها . ارتياحها هو حتماً السبب الحقيقي لانفعالها ،

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:46
وليس فرحها برؤيته . تمالكت نفسها ، فوقفت أمامه متماسكة وقالت بصوت فاتر :
-كنت على وشك الذهاب .
مر من أمامها وتقدم ليجلس على حافة المكتب كما فعلت تلك الشابة التي افترضت انها زوجته . قال لها :
-لاحظتك تتأملين الصور ، هل تروق لك مصارعة الثيران ؟
-لم ... اشهد اية مصارعة . هل كل تلك الصور لك انت ؟
-نعم . و معظمها التقط اثناء مصارعتي الأخيرة .
فألقت نظرة سريعة على التي تمثله مقذوفاً في الفضاء وأشاحت عنها مرتعدة واذ بها تواجه بريقاً ساخراً في عينيه الراصدتين حركاتها . فغمغمت قائلة :
-لم اكن ادرك أن المصارعة قد تؤذي المصارع و الثور معاً . انها لعبة قاسية ومحطة للكرامة .
-اهذا رأيك ؟ هي في الواقع أقل خزياً للرجال من خزي الملاكمة أو المصارعة البدنية ، وأقل قسوة على الثيران من قسوة سباق الحواجز على الخيول . فالثيران الشجاعة يصفق لها الناس هنا مثلما يصفقون للرجال الشجعان .
ابتسم لها واردف :
-لكنك لم تأتي هنا لنناقش هذا الموضوع . تفضلي بالجلوس و دعيني أقدم لك شراباً.
انزلق عن حافة المكتب وسار الى خزانة مقفلة فتحها و قال :
-اتحبين شراب قصب السكر ؟ انه منعش و لذيذ المذاق .
-ارجوك ، لا تزعج نفسك . يجب أن أذهب .
سار الى حيث تجلس وقدم لها احدى الكأسين قائلاً :
-ليس قبل ان تطلعيني على سبب مجيئك . البنت غابرييلا عرفتني صباح امس ، اليس كذلك ؟
-اجل .
-يالسوء الحظ! اذن واجهت متاعب ؟
اومأت بالايجاب ورشفت الشراب متذكرة انها لم تأكل شيئاً مغذياً منذ وجبة الافطار . و قال برقة :
-ضعي حقيبتك جانباً وتعالي نجلس لتروي لي كل ما حصل .
أخذ الحقيبة من يدها وألقاها على الارض ثم قاد سوريل الى مقعد مزدوج من خشب الماهوغاني مكسو بقماش مزين بالرسوم كان يملأ فجوة النافذة . أدهشها لطفه وطغى عليها فلم تبد أية مقاومة . و قال يحثها :
-والآن ، ماذا حدث ؟
-فقدت عملي .
أطلق سباباً بذيئاً بالاسبانية مما جعلها تنظر اليه جفلة ، فقال باسماً :
-انها لغة خاصة بمصارعي الثيران ... هل ذكر لك السبب الذي حداه الى فصلك ؟
-قال السنيور انهل انني كذبت عليه وتعمدت اخفاء هويتك حين زعمت ان اسمك دومينغو . واعتبرني غير اهل للثقة واتهمني بتورطي مع زوجته في مؤامرة و لهذا لن يسمح باستمرار اقامتي في بيته ... لماذا لم تطلعني على اسمك الحقيقي ؟ لماذا كذبت علي ؟
حدّق اليها للحظة ثم اشاح وجهه عنها و قال مسنداً ذراعيه على ركبتيه :
-الشرح ليس سهلاً ... لكني حالما علمت انك تعملين لدى رامون انهل توقعت ان تجابهي مشكلة اذا اكتشف انك قضيت الليل معي انا بالذات .
توقف ليرشف من كأسه ثم اضاف بصوت مشحون بالمرارة :
-ان نجاحي كمصارع ثيران اقتضى مني ان اعيش القسم الاكبر من مراهقتي تحت اضواء الشهرة الساطعة . كنت اذا نظرت فقط الى احدى النساء يفترض الناس فوراً انها عشيقتي أو انها ستصبح كذلك .
التفت اليها من وراء كتفه وسألها مقطباً :
-اتفهمين ما أعني ؟
-أظن ... ذلك .
-اذن قد تفهمين ايضاً ، لماذا فكرت أنه من الافضل لمصلحتك الاّ اذكر لك اسمي الحقيقي ، وذلك خشية ان تذكريه لمخدومك . انا لم اكذب ، فدومينغو هو اسمي الثاني .
جرع بقية الشراب محدقاً الى الكأس الفارغة :
-لقد فشلت خطتي ويؤسفني جداً انك فقدت عملك بسبب اضطرارك الى قضاء الليل معي .
استدار فجأة صوبها ثم مد ذراعه على ظهر المقعد و قال ناظراً اليها من بين اهدابه الكثيفة :
-حين افترقنا امس لم يخطر لي انني سأراك ثانية بهذه السرعة .
شعرت باشارات خطر تتعرج في داخلها . كان قريباً جداً فتحس الدفء ينبعث منه . كانت ممزقة بين رغبتين ، رغبة في لمسه و الاستسلام لدعوة

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:46
الحب المتألقة في عينيه ، و رغبة في القفز و الهرب من الغرفة و من البيت ، و العودة الى ميدلين بأقصى سرعة ممكنة . العودة الى ... كيف وصفتها مونيكا ؟ آه ... العودة الى الأمان و الضجر .
لكنها لم تنفذ أياً من الرغبتين . تحاشت نظرته المركزة و نظرت الى كأسها قائلة :
-لو لم تلح علي مونيكا بالمجيء لما أتيت . انها توافقني على أنه من الظلم أن افقد وظيفتي و أحمل وزر ذنب لم اقترفه .
لقد كذبت قليلاً ، لكن مبالغتها قد تجعله يدرك انها لم تأت فقط لتراه و تجعله بالتالي يلتزم حدوده .
-أنا أوافق أيضاً ، و ليتني استطيع اصلاح الأمور ...
فقاطعته قائلة بلهفة :
-اوه ، بوسعك أن تصلحها و ذلك بأن تعود معي الى ميدلين لتقابل رامون انهل وجهاً لوجه و تخبره بأنك لم تتواطأ مع مونيكا على استعمالي كوسيط.
-المعذرة ، اني لا افهم معنى لكلامك .
لقد ابتعد عنهاعلى الأقل ، و عاد نبضها الى طبيعته . قالت موضحة :
-اصرت مونيكا على أن أرافق الفتاتين في رحلة التزلج مما جعل زوجها يعتقد الآن ، أن التقائي بك كان خطة مدبرة ، أي أنها طلبت الي أن أجدك لأبلغك رسالة منها و انقل اليها رسالة منك .
تبخر الدفء من عينيه وبدتا قاسيتين و باردتين كما الصوان .
-رسالة ؟ من أي نوع ؟
فأجابته بحدة :
-لم اتورط في شيء كهذا من قبل ولذا لا يمكنني الاجابة على سؤالك .
شعرت سوريل بالأمان حين نهض واقفاً وسار بعيداً ليملأ كأسه من جديد. فتابعت تقول :
-لكنني اعلم أن رامون انهل يعتقد أن زوجته ، أو أنت ، أو كليكما ، يحاول احياء العلاقة التي كانت بينكما قبل حصول الحادثة .
استدار ليوجهها و قال بسخرية قاسية :
-مع امرأة مقعدة ؟
فردت بحدة مماثلة :
-ستتمكن من المشي عما قريب ، فمنذ بدأت أشرف على تمارينها و تدليكها ، تحسنت كثيراً عن ذي قبل
-فهمت .
وضع كأسه جانباً ، وسار اليها ليقف امامها مشبوك الذراعين منفرج الساقين و قال :
-و هل تعتقدين حقاً ، أنني اذا قصدت رامون انهل و أفهمته بأني لا اهتم بتاتاً باعادة هذه العلاقة ، ستستردين وظيفتك ، و ستسترد هي ثقته بها ؟
ضايقها ارتيابه الواضح ، فاستقامت في جلستها وواجهت نظرته الساخرة بقولها :
-لو لم أعتقد أن الأمر جدير بالمحاولة لما جئت اليك . هلا فعلت ذلك من فضلك ؟
فأجاب بصوت حازم قوي :
-كلا . لا استطيع .
-لكنك قلت انك تود اصلاح الأمور ؟
-اصلاحها بالنسبة اليك لا بالنسبة الى تلك التافهة التي ورطت نفسها بنفسها من خلال تصرفاتها الحمقاء ! الى أين تذهبين ؟
كانت ، لشدة غضبها من موقفه الساخر اللاذع ، قد قفزت واقفة و هرعت تحمل حقيبتها لتخرج من الغرفة لكنها توقفت فجأة حين وجدته امامها ، يسد فتحة القنطرة بقامته و ذراعيه الممدودتين . فقالت بنظرة متأججة :
-اريد العودة الى ايبارا .
سألها بلطف :
-لم انت غاضبة مني الى هذا الحد ؟
-بسبب موقفك من مونيكا! قد تقول بعد قليل ، انها هي التي ركضت وراءك بدون أن تحرك أنت ساكناً !
-هذا صحيح ، فأنا لم اركض وراء اية امرأة في حياتي .
فهتفت بصوت ثائر :
-تعني أن النساء كن يركضن دائماً وراءك ! اوه ، ما أشد غرورك !
-لماذا انا مغرور ؟ لأنني ذكرت الحقيقة ؟ مونيكا انهل هي التي كانت تلاحقني الى السومبريرو لتتزلج نعي في كل مرة اذهب الى هناك و لم اطلب اليها ذلك . كما لم ادعها انا الى المجيء الى هنا ، لتعتدي على خصوصيتي .
-لابد انك فعلت شيئاً . لا يعقل أن يكون كل ذلك قد حصل من جانب واحد.
-بل حصل ، فهي ليست من النوع الذي يمكن له ان يجذبني ، ولو أن رامون انهل كان يقوم بواجبه الزوجي كما يجب لما اضطرت هي الى البحث عن صديق .
وهنا لاحت على جانب فمه ابتسامة خفيفة ورقت عيناه وهو يتابع :

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:48
-هناك طرق عديدة لارضاء الزوجة ولتحبيبها الى بيتها ، ومعظمها طرق ممتعة جداً.
-اذن ، ما الذي منعك من استعمال هذه الطرق مع زوجتك نفسها ؟
سقطت ذراعاه الى جنبيه و قال محدقاً اليها بذهول :
-زوجتي ؟ انا لست متزوجاً .
-اوه ، انت بالفعل لا تطاق ! حسناً ، ليس لك زوجة لأنها تركتك .
-بماذا تهذين بحق السماء ؟
-زوجتك كانت هنا بعد الظهر . هي التي أدخلتني وأرسلت تخبرك انني هنا. اسمها انيز.
حدق اليها بنظرة متأملة وهو يكتف ذراعيه ويتأرجح على قدميه ، ثم ابتسم بالتواء وتشدق قائلاً:
-آوه ، نعم ، انيز انها جميلة ، اليس كذلك ؟ لكنها ليست زوجتي .
-اوه .
أحست للحظة انها غبية جداً ، لكن حين فطنت الى حقيقة علاقة اخرى ، لابد انها تربطه بأنيز ، احست بسخونة تصبغ وجنتيها وبرغبة ملحة في الهرب من ذلك البيت فوراً . تذكرت تحذير مونيكا فغمغمت وهي تتقدم الى الردهة :
-ماكان يجب أن اتهور بالمجيء الى هنا ..
لكنه سد طريقها ثانية وقال برقة :
-ومع ذلك انا مسرور لأنك اتيت ، وأرجو ان تبقي.
-ابقى هنا ؟
كم هو وقح هذا الرجل ليقترح عليها البقاء ! خنقها الغضب ثم تنفست بعمق و تابعت :
-لابد انك تمزح ! سأرجع الى ايبارا لأبيت في الفندق.
فأجابها متحدياً:
-وكيف ستصلين الى هناك ؟
-مشياً على قدمي . هل لك ان تفسح لي الطريق ؟
حاولت ان تزوغ منه يمنة ويسرة الاّ انه كان يستبقها و يسد طريقها . انه يتحرك بسرعة الفهد ولن تنتصر عليه في هذه اللعبة . اذعرها فشلها ففقدت اعصابها و صرخت :
-اوه ، هل لك ان تكف عن معاملتي كواحد من ثيرانك المسكينة ، وتدعني امر ؟
-هذه مقارنة صائبة فأنت كثور صغير ، ثور احمر عصبي ، وتريدين تمزيق لحمي .اتعلمين ان لدينا رقصة في كولومبيا تسمى التشتشيمايا وحيث تمثل المرأة دور الثور وتحاول ظعن شريكها ؟ اذن حاولي مرة ثانية ، ايتها الثورة الصغيرة ، وانظري ماسوف يحدث لك .
اثارتها سخريته ، فاندفعت بقوة الى الامام حين انتحى جانباً ورأت الطريق سالكة الى باب البيت . لكنه سرعان ما اعتقل خصرها بذراعه ثم الصق ذراعيها بجنبيها . فهتفت تطلب منه افلاتها وهي تضرب ساقيه بحقيبتها في محاولة ركيكة لايذائه ولتجعله بالتالي يرخي قبضته . اجابها بفتور :
-لن افلتك .الآن وقد اصبحت هنا ، سوف ابقيك هنا لتعيشي معي.
فشهقت قائلة :
-اعيش معك ؟ لابد انك فقدت عقلك !
ثم قذفت رأسها الى الخلف كي تستطيع النظر اليه . وتابعت بصوت ثائر لاهث :
-ادركت الان لماذا لا يسمح رامون انهل لابنتيه بأن تختلطا مع مصارعي الثيران .أنت لست فقط بلا اخلاق بل مجنون ايضاً ! لا . لا اريد العيش معك.
-ستفعلين ذلك . بعد ان تمكثي هنا فترة من الوقت .أنت الآن غاضبة جداً الى حد لاتعرفين معه ماتريدين.
ثارت فيها نزعتها الاستقلالية فأحست نفسها ترفض بعنف اية محاولة لتقييدها ، وهتفت هائجة :
-لن ابقى ، وأنت لا تستطيع ارغامي على البقاء.
-اجل ، استطيع ان اسجنك في غرفة واقطع عنك الطعام الى ان تستسلمي.
وللحظة ظهرت قسوته الاسبانية الموروثة في تقلص شفتيه ، وحذرها بريق عينيه الفولاذي من مغبة معارضته لكنها قالت :
-من تظن نفسك ؟ قاتل النساء ، ذو اللحية الزرقاء ؟
-لا ارغب في منافسة ذلك الوحش ، بل افضل استعمال الاقناع بدل العنف.
ثم حنى رأسه باغراء قرب رأسها وأردف :
-سوريل ، ابقي معي . سترتاحين هنا اكثر بكثير مما سترتاحين في ذلك الفندق المليء بالبق و الحشرات . ستكونين ايضاً في امان اكبر .
-اوه ، لا ريب سأكون مرتاحة وسط هذا الترف المحيط بك . لكن ...أمينة ؟
مالت على حاجز ذراعيه مبعده وجهها عنه و تابعت :
-امينة ، معك انت ؟ اشك في ذلك كثيراً.
-قضيت النهار اتساءل عن طريقة تمكنني من رؤيتك والاتيان بك الى هنا . لكنك جئت من تلقاء نفسك ولذا لن اسمح لك الآن بالرحيل .
تسللت يده الى عنقها من تحت ستارة شعرها الحريرية وجذبها نحوه ولامس فمه خدها في قبلة ناعمة وهمس لها :
-احبك يا سوريل و اريدك.
فأجابت بعذوبة ساخرة :
-كبديلة لانيز ؟
وهنا ابتعد عنها فجأة فشعرت انها حققت انتصاراً مهماً عليه ، وأردفت :
-الم يخبرك احد انك لاتستطيع ان تحصل دائماً على ماتريد ؟
-اجل ، سمعت ذلك عدة مرات في طفولتي لكنه لم يؤثر فيّ بل جعلني اكثر تصميماً على نيل بغيتي او على ايجاد طرق لنيلها . لكن ماذا كنت تقولين بخصوص انيز ؟
-قلت اني لست مثلها .
-هذا صحيح . فلو كنت مثلها لما رغبت فيك .
-قصدت بأنني لست من النوع الذي يمكنك ابتياعه بالثياب الفاخرة و المجوهرات النادرة .
-لا افهم . هل لك ان توضحي ذلك ؟
-اوه . لااخالك تفهمني اكثر مما افهمك ، فنحن نختلف اختلافاً شاسعاً في نظرتنا الى كل شيء ، واهذا لن أبقى هنا لأعيش معك . تصبح على خير يا سنيور .
استدارت ومشت بسرعة على ارضية الردهة اللامعة ثم اتجهت الى الباب الخشبي الكبير ، مستقيمة الظهر ، مرفوعة الرأس . توقعت بأن يلحق بها ، وتساءلت كيف ستتصرف في هذه الحال ، لكنه لم يفعل ، بل لم يناديها ليستوقفها ، وهكذا استطاعت ان تفتح الباب وتغادر البيت . وحالما اصبحت خارجة ، ركضت عبر الباحة المضاءة وتحت القنطرة ثم سلكت الدرب المتعرج نزولاً على التل و المؤدي الى طريق ايبارا.

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:50
4- سجينة مع الثيران!

كانت حقيبتها ترتطم بساقيها وهي تهرع راكضة على الدرب المنحدر. الليل معتم جدا، فلا بيوت مضاءة ولانجوم في السماء المغطاة بالغيوم . وبدأت تمطر، رذاذا ناعما مسمرا، مالبث ان غرق شعرها وتسلل الى جسمها من خلال ثيابها الصيفية الرقيقة. اضطرت اخيرا الى التوقف والتقاط انفاسها . فعندا خفقان قلبها ولهاثها لم تسمع سوى تساقط المطر على اوراق شجر الاوكالتبوس وخرير المياه وهي تتدق على الارض كما البرك ييدو ان لا احد لحق بها.
وعادت عبارة خوان تطرق جوانب ذهنها وتقلص شفتيها "لم اركض وراء اية امرأة في حياتي". انه مغرور مسيطر، ومئات المعجبين افسدوا اخلاقه بتملقهم لبطولاته. يجب ان تشعر بالسرور لانه لم يكسر هذه القاعدة ويجري وراءها هي.
نقلت حقيبتها الى يدها اليسرى وتابعت سيرها. لاداعي للركض ما دام ليس هناك من يلحق بها. كم تبعد ايبارا؟ حوالي عشرة كيلومترات. ما كان يجب ان تختار هذا الفصل الكولومبي الماطر، كما يسمون الشتاء هنا،لتسير في الليل بصندل مفتوح وبلا معطف واق من المطر. لابج انها مصابة بالجنون نفسه الذي اتهمت خوان به.
ليتها اصغت الى مونيكا الاكبر سنا منها واتعظت بتجربتها! لماذا اصرت على المجئ؟ لانها وثقت بصدق رجل عرفته باسم دومينغو، واعتقد حقا انه سوف يساعدها في استرجاع وظيفتها. لكنها اكتشفت انه ما اراد اصلاح الامور الا ليحصل على مأرب خاص يستفيد منه وحده. وسرعان ما اختفت الاشجار اذ وصلت الى نهاية الدرب المتصل بالطريق العام. لكن، ايا من الاتجاهين يجب ان تسلك الى ابيارا، الايمين ام الايسر؟ اجتاحها الذعر لما وعت جهلها للاتجاه الذي سلكه بانشو الى المزرعه. ينبغي ان تتابع سيرها وتجازف بسلوك الاتجاه الايسر ، على امل ان تلتقي سيارة على الطريق يوصلها السائق الى ايبارا. بعد ان قطعت مسافة قصيرة سمعت فجأة هدير محرك وراءها مالبث ان تبعه حفيف دواليب على الطريق المبتلة ورأت المطر يتوهج في ضوء مصباحين اماميين. استدرات بتفاؤل فسقط الضوء عليها مباشرة. مرت بها السيارة على مهل ثم قفزت سوريل بفرح حين اتضح انها الشاحنة نفسها التي ركبتها ذلك العصر الى جواربانشو، توقفت على مقربة منها، فهرولت صوبها وهي متأكدة ان بانشو الودود سيوصلها الى ايبارا.
وما ان وصلت باب الشاحنة الخاص بالركاب حتى انفتح من الداخل امعنت النظر فطالعتها قبعة عريضة الاطراف كالتي كانت على رأس بانشو سألت بحذر:
-بانشو؟
-هه؟
-اذاهب انت الى ايبارا؟
-نعم
وضعت حقيبتها على منتصف المقعد وصعدت الى الشاحنة الدافئة ثم اقفلت الباب وغمغمت:
-الحمدلله . كم انا مسرورة لرؤيتك.
لم يجبها، لكنها ادار المحرك وتقدم قليلا ،وفجأة رعقت الدواليب حين قام بدورة كاملة على الطريق وانطلق في الاتجاة المعاكس.
ارتجفت سوريل برغم الدفء وهتفت:
-الم اكن اسير على الطريق الصحيح؟
فأجابها صوت مألوف:
-لا اظن ذلك.
-اوه، انت! اعتقد انه لاجدوى من الامل بان تتصرف بشهامة وتوصلني الى ابيارا؟
-اجل ، لاجدوى هناك، فليس من الشهامة ، في نظري، ان اوصلك اليها والقيك في ذلك الفندق المتداعي. سوف تبيتين الليلة في بيتي على الرحب والسعه.ان اقل شيء يمكنني فعله هو ان اقدم لك منزلي حين لا تجدين مكانا اخر تذهبين اليه.
-هل تأخذني غدا الى ابيارا اذا وافقت على المبيت؟
-غدا؟هل تتوقعين فعلا ان يخطط اي كولومبي لوقت بعيد كهذا؟ من يدري ماقد يحدث من بقائك معي هذه الليلة. ليس امامك خيار اخر.
وهنا انعطفا على الدرب المؤدي الى البيت، ولما توقفت الشاحنة في الفناء ظلت سوريل تجلس ساكنة حتى انفتح بابها على اتساعه وسألها خوان بصوت حازم:
-هل ستأتين ام ستضطرينني الى جرك وادخالك البيت محمولة على كتفي؟
هبطت الى ارض الفناء فصقف باب الشاحنة وقادها من ذراعها صوب الباب الامامي الذي انفتح بهدوء لدى اقترابهما من قبل المرأة الضئيلة السوداء التي جاءت لسوريل بالقهوة قبل ساعات. ازاح خوان قبعته ونزع عباءته الصوفية المخططة بالاسود والقرمزي ثم نظر الى سوريل وهتف:
-يالهي! ثيابك تقطر ماء! اذهبي مع جوفيتا لتدلك الى مكان الاستحمام.
كان جسمها بأكمله في حاجة ماسة الى حمام ساخن، ولذا سارت طوعا خلف المرأة الهزيلة التي قادتها عبر رواق مضاء الى غرفة فسيحة مؤثثه بسرير مزدوج له اربعة قوائم مجللة بستائر دمقسية بلون العاج والذهب، وبطاولة زينة ضخمة ذات مرآة كبيرة تحتل القسم الكبر من الجدار الملصقه به.
السجادة قرمزية سميكة، والنافذتانالضيقتان تتهدل عليهما ستائر عاجية شفافة، مزدانة الاطراف بكشاكش ومحاطة بجلالات ثقيلة مقصبة. فتحت جوفيتا بابا اخر ولجته واختفت وراءه، فسمعت سوريل صوت ماء يتدقف من حنفية. بعد لحظات عادت العجوز تحمل على ذراعها رداء طويلا، مطرزا بقصب قرمزي واسود. قالت لسوريل:
-انزعي ثيابك المبللة ياسنيوريتا. لقد جئتك بهذا الرداء لتلبسيه بعد الاستحمام.
وضعته بعناية على السرير ثم عاد الى الحمام. خلعت سوريل تنورتها المبللة، فخامة الغرفة اصابتها بصدمة بسيطة، كما ان جود ديكور انثوي كهذا في منزل رجل عازب اثار فيها ظنونا عديدة. هل تراها صممت واثثت خصيصا من اجل انيز؟التقطت الرداء عن سرير. حجمه اكبر بكثير من حجمها وليس لديها اي شك في هوية صاحبة لبسته وقربت فتحتيه الطويلتين من بعضهما البعض على صدرها ثم عقدت الحزام المخملي الاسود حول خصرها بالحكام وهي تفكر في روعه الرداء البربرية والمشابهه لشخصية صاحبه. وقفت جوفيتا على عتبة الحمام وقالت:
-سنيوريتا، الحمام جاهز، تفضلي.
شهقت سوريل لروعة الحمام اذ كان حلما جماليا آخر، كله مرايا وبلاطة عاجي موشي بلمسات قرمزية وسوداء ساحرة الى درجة الخيال! المغطس من الرخام الاسود، مستدير وغارق في الارض، وكان مفعما برغوة عاجية
-والان ادخلي المغطس ياسنيوريتا.
ثم بادرت الى فك الحزام من حول خصرها، فتراجعت سوريل وقالت محتجه:
-كلا، ليس قبل ان تخرجي من الحمام.
-لن اخرج سأبقى هنا لاساعدك.سأغسل ظهرك وشعرك كي تبدي اكثر جمالا.
ابتسمت المرأة فجأة، مظهر اسنانا معافاة، واردفت:
-هذا ما افعله دائما للسنيورا انيز.

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:51
-لا.لاشكرا. سأتدبر اموري بنفسي.
فأجابت جوفيتا بلهجة تملق فجائية:
-لكن السينور خوان اوصاني بالاعتناء بك وبتأمين راحتك اثناء اقامتك معنا، وسيغضب مني ان خالفت اوامره
ردت سوريل بعناد:
-سوف استحم واغسل شعري بنفسي، واذا حاسبك السينور رينالد! على تقصيرك اخبريه عن لساني انني افضل الاعتناء بأموري الشخصية.
احدثت كلماتها الحازمة الاثر المطلوب اذ امتثلت جوفيتا لطلبها وغادرت الحمام بالرغم من القلق البداي على وجهها. اغلقت سوريل الباب بعد خروجها ثم نزعت الرداء ونزلت الى المغطس محترقه الفقاقيع المتألقه.
ازدحمت الرغوة حولها وانعش الماء الدافئ جلدها الرطب. القت نظرة جانبية على المريا فلم تر من جسمها سوى كتفيها العاريتين وعنقها الطويل ووجهها المحاط بشعر لاصق مبلل. كان هناك خرطوم ومرشة من الكروم فاستعانت بالمرشة على غسل شعرها بالشامبو.
جففت جسمها بسرعة ونفضت شعرها الناشف جزئيا ثم لبست الرداء المقصب ودخلت غرفة النوم. هذه الليلة يجب ان تقوم بمحاولة هرب اخرى، قبل ان تواجه مصارع الثيران مجددا. لقد استطاع ان بعذبها في الساعتين الاخيرتين، والله وحده يعلم مايخبء لها في الجولة الثانية، ولذا يجب ان ترحل قبل ان تبدا.
وفي غرفة النوم وجدت جوفيتا تنتظرها بصبر، فسألها بسرعة:
-اين ثيابي؟
-اخذتها لتغسل. كانت مغمسة بالماء ولايمكنك ارتداؤها.
-لكن لا استطيع ان البس هذا طوال الوقت . انه واسع جدا. انظري بينت لها الفتحة الواسعه على صدرها وتابعت:
-تركت حقيبتي في الشاحنى وهي تحوي ثيابا اخرى. هل لك ان تحضريها لي من فضلك؟
هزت جوفيتا رأسها نفيا وقالت:
-لا علم لي بأية حقيبة . تعالي سنيوريتا هنا امام المرآة لاجفف شعرك واسرحه.
تمالكت سوريل اعصابها وجلست على الكرسي المبطن امام طاولة الزينة. خطر لها انها قد تحصل من المرآة على تعاون اكبر ان هي طاوعتها، وهكذا راحت تراقب انعكاس يديها المجعدتين وهما تفركان شعرها بالمنشفه. هنا كانت تجلس انيز ونساء عديدات من قبلها... وفجأة احست بغيرة عنيفه غير معقولة فعبست متوجعه. بدا الاهتمام على وجه العجوز الشبيه بوجه قرد حزين وسألتها:
-هل آلمتك سينوريتا؟
-لا. كنت اتساءل فقط عن صاحبة هذه الغرفة.
-كانت تخص السنيورا.
-سنيورا انيز؟
-كلا ، السينورا جوان زوجة السنيور رودريغو، والدة السنيور خوان.
لطالما جففت لها شعرها كما فعل الان معك. كانت طويلة ، شقراء الشعر ذهبية البشرة، عطوفة وذات ابتسامة دائمة. كانت تركب الخيول كما الرجل وتصارع الثيران ايضا. جميعنا بكيناها كالاطفال عندما قتلت.
-قتلت؟ كيف؟
- كانت تروض حصانا لكنه القاها ارضا فكسر عنقها.
-ياللفظاعه!
-اجل السنيور رودريغو اصيب وقتها بصدمة هائلة لم يشف منها ابدا كان يكبرها كثيرا بالسن، بحوالي عشرين عاما ، وقد تزوجا متأخرين ،اي عندما تقاعج هو عن مصارعة الثيران. ابتاعا معا هذه المزرعة ونصرفا الى تربية الثيران الصغيرة الصالحة للمصارعة. كانت عائلة السنيورا جوان تملك مزرعه كبيرة في كاليفورينا ولذا تعلمت الكثير في ادارة المزارع والان ، هل افرشي شعرك ليبدو لامعا كالحرير؟
ضربات الفرشاة اللطيفة والطويلة راحت اعاب سوريل فاسترخت على الرغم منها مستمتعه بما يحيط بها من ترف غير معتاد واحست برغبة في معرفة المزيد عن عائلة رينالدا الساحر فسألت العجوز:
-منذ كم تعملين هنا يا جوفيتا ؟
-منذ ولادة السنيور خوان . جئت كمربية خاصة له . كنت احممه ، البسه ثيابه ،آخذه في نزهات واضعه في الفراش . فعلت الشيء نفسه مع اخيه الاصغر . وبعد مقتل السيدة جوان بقيت لأساعد السنيور رودريغو الذي وقع فريسة مرض شديد والى ان توفي قبل سبع سنوات . بعد ذلك ذهبت لاعيش مع اختي في ايبارا ، لكن عندما اصيب السنيور خوان في تلك المصارعة الاخيرة ، رجعت لاعتني به . شفاؤه استغرق وقتاً طويلاً ، وبعد ان التأمت جراحه تغيرت طباعه.
هزت العجوز رأسها الشائب بحزن فسألتها سوريل :
-كيف تغيرت ؟
-بدا الأمر كأن خوان رينالدا الذي كنا نعرفه جيداً ، قد مات فجأة وان روحاً اخرى احتلت جسمه . لقد فقد حماسته السابقة . ورفض ان يرى اياً من اصدقائه القدامى ، والتزم المزرعة طوال الوقت .
-اتظنين انه فقد شجاعته ؟
-على مصارعة الثيران ؟ لا اظن ذلك لأنه استمر يصارعها هنا ليعلم بيدرو، وبعض الشبان الآخرين ، كيف يصبحون مصارعين . لكن انعزاله عن الناس و العالم اساء كثيراً الى نفسيته ، وقد فرحت جداً عندما جاء السنيور كورتيس و اقنعه بان يرافقه لحضور افتتاح مركز جديد للتزلج . ومن حينها ، بدأ يمارس هذه الرياضة بكثرة ، والآن عاد اليه اهتمامه بالمصارعة .
امسكت بثنايا شعر سوريل الكثيفة وسألتها وهي تلفها على رأسها كالتاج :
-اتحبين ان اسرح شعرك هكذا ؟ كثيراً ما كنت اسرح شعر السنيورا انيز بهذه الطريقة .
فأجابت سوريل بحدة :
-كلا ، شكراً!
فمع ان هذه التسريحة العالية تضفي عليها اناقة رصينة الاّ ان معرفتها بان انيز كانت تصفف شعرها هكذا جعلتها تنفر منها بشدة . وتابعت بصوت الطف :
-احبه ان ينسدل طويلاً مع فرق في الوسط.
صففته جوفيتا كما طلبت ، و قالت :
-والآن ، هل انت مستعدة لتناول العشاء مع السنيور خوان ؟
-ليس تماماً ، اريد الاتيان بحقيبتي من الشاحنة . لا يمكنني الجلوس معه بهذا الشكل .
تخيلت ما سيكون عليه الوضع اذا جلست قبالة خوان و راجت نظراته تتلكأ على كل ما تكشفه فتحة الرداء الواسعة ، واردفت :
-يجب ان ارتدي لباساً لائقاً قبل مشاركته العشاء . يمكنك ان تنقلي اليه كلامي اذا شئت .
فومض في عيني العجوز بريق مرح حليم لكنها لم تقل شيئاً . وهنا استدارت سوريل اليها و قالت متوسلة :
-ارجوك ، يا جوفيتا ، اطلبي الى السنيور خوان ان يحضر لي حقيبتي من الشاحنة . لقد تركتها على المقعد وهو يعرف شكلها .
فأومأت جوفيتا و غادرت الغرفة ، فيما اتخذت سوريل تتجول فيها . فتحت الخزانات فوجدتها خالية من الثياب كذلك لم تجد شيئاً في ادراج طاولة

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:51
الزينة ولا في ادراج الخزانة المرافقة لها و المصنوعة مثلها من خشب الورد . ليس هناك اثر للمرأة التي احتلت الغرفة حتى صباح اليوم ، مما حملها على الاقتناع التدريجي بان انيز لم تستعملها ابداً . ولسبب غريب ما ، ارتاحت بعض الشيء انما ظلت توجس شراً من ان يكون خوان قد اختارها لتحتل مكان امرأة اخرى . جلست امام المرآة تتفحص مظهرها بعين ناقدة . الفتحة المخملية السوداء تبرز جلدها الناعم بلون الكريم ، وشعرها المسرح النظيف يشع كما الياقوت في اضواء الغرفة الخافتة . صوت عند الباب جعلها تستدير بتحفز لكنها رأت جوفيتا تعود بصينية محملة باطباق طعام ، وضعتها امام سوريل على طاولة الزينة و قالت :
-جئتك بالعشاء لكونك تخجلين من الظهور في غرفة الطعام في هذا الرداء. لديك يخنة بلحم العجل . قليل من سلطة الافوكاته ، و بعض فطائر السكر وكوب من عصير المانغا . كلي جيداً سنيوريتا.
تفهم المربية العجوز اشعر سوريل بود نحوها فشكرتها بمحبة وبدا الطعام شهياً برائحته و شكله . لكن جوفيتا كانت ستخرج بدون ان تذكر الحقيبة ، فاستوقفتها سوريل قائلة :
-لحظة من فضلك . الم تسألي عن حقيبتي ؟
-لم اقدر ان آتيك بها ، فشخص ما اخذ الشاحنة مع الحقيبة لكن السنيور خوان قال انه سيسلمك اياها غداً . الآن تناولي طعامك اللذيذ وسأعود لاحقاً لأخذ الصينية .
اذن ، هو لن يدعها تسترجع ثيابها . عصفت الظنون برأسها وهي تأكل الطعام الشهي ، وقررت ان تطلب الى جوفيتا ان تأخذها الى خوان رينالدا كي تحسم الموضوع نهائياً ، لكن حين عادت جوفيتا وطلبت اليها ذلك هزت المرأة رأسها و قالت :
-آسفة ، سنيوريتا ، فالسنيور خوان خارج البيت .
تقدمت من السرير ، فأزاحت غطاءه الدمقسي وطوته باتقان و قالت :
-يمكنك ان تنامي وقتما تشائين . أتوقع ان يأتي السنيور خوان لرؤيتك حين يعود . هل تريدين شيئاً آخر لاجلبه لك ؟
القت سوريل نظرة سريعة و مرتبكة على السرير و قالت متلعثمة :
-انا ... لا ، شكراً هل تعلمين موعد عودته ؟
-كلا . لم يعلمني به .
-اتعرفين اين ذهب ؟
-لا . سأذهب الآن اذا سمحت . تصبحين على خير .
-وانت ايضاً.
بعد خروج المربية ، جلست سوريل تفكر كيف ان محاولتها الثانية للهرب من المزرعة قد فشلت قبل ان تبدأ حتى بتنفيذها . فهي بدون ثياب مناسبة لا يمكنها ان تقطع رحلة عشوائية في الريف ، وحتى لو استطاعت الوصول الى ايبارا فليس لديها مال و لا اوراق من اي نوع تثبت هويتها .
كلها كانت في حقيبة يدها التي بقيت في الشاحنة مع الحقيبة الاخرى . وفيما هي جالسة تفكر احست فجأة بالصمت المخيم على البيت . اين يمكنها ان تجد بعض الثياب ؟ برقت الخاطرة في ذهنها و جعلتها تستقيم في جلستها .
وجاءها الجواب بسرعة . ستجدها في غرفة خوان ... قميص و بنطلون يخصانه لكن يجب اولاً ان تجد غرفته . نهضت وسارت الى الباب . ادارت المقبض وجذبته لكن الباب ظل مغلقاً بعناد . عادت تجذبه مرة تلو المرة لظنها انه يحتاج قوة اكبر لفتحه حتى تأكدت اخيراً انه مقفل من الخارج .
انحنت بسرعة ونظرت من ثقبه . لم يكن فيه مفتاح!
قفز الغضب منها كألسنة اللهب واضطرت الى التعبير عنه باحتجاج عنيف...طرحت نفسها على الباب وراحت تطرق خشبه بقبضتيها وتزعق باعلى صوتها ، حتى تقطعت انفاسها . ثم الصقت اذنها بالثقب علها تسمع وقع اقدام في الممر لكنها سمعت فقط ضربات قلبها المذعور.
استدارت تبحث في الغرفة عن طريقة للهرب . سارت الى النافذتين وازاحت الستائر الشفافة جانباً . كانت النافذتان ضيقتين ووراءهما فتحتان عميقتان . نظرت من خلال الزجاج فاستطاعت ان تميز اشكال قضبان حديدية تغطيهما من الخارج . حتى لو استطاعت فتح احدى النافذتين فلن تتمكن من اختراق هذه القضبان التي تجعل الغرفة اشبه بزنزانة سجن.
اطلقت هتاف خيبة وغضب ومشت بعزم الى الحمام . ليس فيه نافذة انما يوجد باب آخر . سارت اليه تدير قبضته وتجذبها ... بقي مغلقاً ايضاً ولم تجد مفتاحاً في ثقبه . لعنة الله عليه! لقد نفذ ماهدد بفعله : اخذ ثيابها المبتلة و الجافة التي في الحقيبة ، وسجنها في غرفة ليس فيها اي منفذ للهرب .
لابد انه مجنون! لايمكتن ان يكون هناك تعليل آخر لتصرفه الغريب هذا .
الم تقل جوفيتا ان خوان رينالدا الحقيقي قد مات ، وان روحاً اخرى احتلت جسمه بعد تلك المصارعة التي انتهت بجراح بالغة ؟ هل هذه طريقة اخرى للقول انه بات مخبولاً؟
الساعة الاثرية الصغيرة على طاولة الزينة ارسلت طنيناً موسيقياً اعلمها ان الوقت بلغ العاشرة ليلاً . تثاءبت وتمطت . كان يوماً حافلاً و السرير المريح يدعوها اليه . نهضت واقفة حيث نزعت الرداء و القته على الكرسي واندست بين الشراشف الحريرية الناعمة التي لامست جلدها برقة منعشة . اطفأت المصباح الكهربائي المجاور للسرير واستلقت في الظلام تشنف اذنيها وهي تأمل من جهة ، و تخاف ، من جهة اخرى ، ان تسمع المفتاح يدور في القفل وترى الباب ينفتح بهدوء . هل سيأتي لرؤيتها لدى عودته ؟ وماذا سيحدث عندما يأتي ؟ طغى انفعالها على نعاسها ، واذهلها الى حد الصدمة ، حنينها اليائس الى مجيئه فأطلقت تأوهاً خفيضاً واستلقت على جنبها ، ثم اغمضت عينيها بقوة وارغمت نفسها على النوم.
ايقضها انغلاق الباب وسرعان ماتبادر الى ذهنها ان خوان رينالدا قد رجع. تلاحقت خفقات قلبها و استلقت مغمضة العينين تتظاهر بالنوم وتتساءل كيف سيوقظها . لكن شيئاً لم يحدث ، ولم تسمع احداً يتحرك في ارجاء الغرفة ، وسمعت فقط صوت ماء يتدفق في الحمام . فتحت عينيها واستوت جالسة وهي تلصق الاغطية بجسمها . الوقت صباحاً وليس في الغرفة احد. الرداء المقصب اختفى عن الكرسي حيث وضعته مساء امس ورأت حقيبتها تحتل مكانه . من وضعها هنا ؟ جوفيتا ؟ غادرت السرير بسرعة متعثرة وركضت الى الباب . ادارت المقبض وجذبته فانفتح الباب بسهولة ورأت المفتاح في ثقب القفل الداخلي . القت نظرة سريعة على الممر فوجدته خالياً وممشحاً بأشعة الشمس الصباحية المتسربة اليه من نافذة في نهايته.
اغلقت الباب ثم سارت الى حقيبتها الجلدية وفتحت سحابها . وفي بضع دقائق كانت ترتدي التنورة الصيفية الاخرى و البلوزة البيضاء اللتين جلبتهما معها . مشت الى حيث الحمام ودقت بابه المغلق بقبضتيها ، وحين لم تسمع جواباً فتحته ودخلت لترى مراياه مغطاة بطبقة خفيفة من البخار ، و الماء يتساقط من مرشة الدوش ، كما رأت بابه الآخر منفرجاً قليلاً . شعرت بشيء يغؤيها على الاستقصاء فتقدمت صوب الباب وفتحته اكثر فاذا بهاتطل على غرفة رائعة الاثاث والتصميم جعلت عينيها تتسعان دهشة واعجاباً . هنا ايضاً يطغى اللون القرمزي و العاجي ، فيما اللمسات السوداء اختيرت خصيصاً لتحدث جواً خيالي الروعة في معتزل ذكري محض . كان خوان رينالدا يرتدي فقط بنطلوناً أسود ضيق الردفين وهو يقف امام خزانة عريضة وطويلة السقف ، يختار قميصاً من مجموعة القمصان المعلقة فيها . انتقى واحداً واستدار ناحيتها فوقع بصره عليها وهي تتلكأ على العتبة . القى القميص على السرير المشوش بالاغطية وتقدم منها قائلاً:
-صباح الخير يا سوريل . هل لديك شيء تودين قوله ؟ الهذا جئت باكراً الى غرفتي ؟
-آسفة ، لم ادر اطلاقاً ان هذه الغرفة تخصك . وجدت الباب مفتوحاً ، وخطر لي ...

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:52
توقفت عن الكلام اذ تذكرت فجأة ان الباب كان مقفلاً ليلة امس ، فشمخت بأنفها واضافت بحدة :
-عليك ان تفسر اشياء كثيرة ياسنيور رينالدا !
-احقاً ؟ ماذا تريدينني ان افسر ؟
-تصرفك ليلة امس .
التمعت عيناه ببريق غريب ... خطا حواها فاستدارت لتهرب انما تأخرت كثيراً اذ كان قد اغلق الباب المؤدي الى الحمام وارتكز عليه ، حدق اليها بعينينه الصافيتين القاسيتين وقال متمهلاً ، وهو يعبس قليلا وكأنه يجد صعوبة في التذكر :
-ليلة امس ...آه ، تذكرت ... جئت البيت متأخراً وكنت نائمة .
ازاح ظهره عن الباب ورفع يده الى خدها فارتدت بسرعة الى الخلف وسقطعت ذراعه على جنبه ... تابع يقول برقة :
-كم تبدين جميلة وانت نائمة ، كتمثال صغير من العاج ، لكن قلبي لم يطاوعني على ازعاجك . هل انت متكدرة لأنني لم اوقظك ؟
-كلا! اريدك ان تخبرني لماذا اقفلت علي غرفة النوم ، ولماذا لم تدعني احصل على حقيبتي ؟
فقال وهو يصطنع دهشة بريئة جعلته ترغب في لبطه :
-اكان الباب مقفلاً ؟ اني اعتذر وأرجوك ان تقبلي اعتذاري .
تقدم منها ثانية فتراجعت الى خلف ، وعاد يتقدم بسرعة وكأنه يمارس رقصة غزلية وتابع يقول :
-لابد ان جوفيتا اقفلت الباب قبل ان تغادر البيت ، اذ لم يرق لها على الارجح ان تترك شابة مثلك بلا شخص يؤنس وحدتها ويحميها .
فزعقت فيه وهي تلبط الارض بقدمها :
-اوه ، هذا هراء ! اذا كانت جوفيتا أقفلت الباب فقد فعلت ذلك بناء على تعليماتك .
-وما الذي يحدوني الى فعل شيء كهذا ؟
-لتمنعني من مغادرة البيت اثناء غيابك .
فقال معلقاً بجفاف :
-اذن كنت مصيباً في تخميني . كنت تزمعين الهرب ثانية . لماذا ؟
ردت بصوت كالفحيح :
-طالما انك حزرت نيتي فبوسعك ايضاً ان تحزر السبب ! لم اشأ ان ابقى في بيت رجل ينظر الى النساء وكأنهن ... كأنهن ادوات تسلية صممت خصيصاً لامتاعه ! انا فتاة حرة التصرفات ، اروح واجيء حيثما ومتى اشاء. لقد قصدتك لأطلب مساعدتك على انقاذ زواج سينهار ، وبدل ان تساعدني رحت تعاملني كما ...
قطعت عبارتها حين جذب بصرها باب الغرفة المؤدي الى الرواق وهة ينفتح ببطء ، ثم ظهرت جوفيتا تحمل صينية عليها ظقم قهوة فضي ، وقالت:
-صباح الخير سنيور خوان . لم اجد السنيوريتا في الغرفة الاخرى فجئت بالقهوة الى هنا .
انتقلت عيناها السوداوان الى سوريل ، التي سارعت الى تغطية خديها الملتهبين بكفيها ، واردفت :
-صباح الخير سنيوريتا . ارجوان تكوني استمتعت بنوم مريح .
وضعت الصينية على طاولة تتوسط الغرفة وخرجت بهدوء فهتفت سوريل على الفور :
-اوه ! اية افكار بشعة ستراودها عني !
فسألها خوان وهو يشرع في سكب القهوة :
-من ؟ جوفيتا ؟ هل يهمك ما تظنه فيك ؟
-اجل يهمني . لا اريدها ان تظن بي شيئاً انا بريئة منه .
فحدجها بنظرة غاضبة وهتف :
-يا الهي ! لماذا تصرين دائماً على تعقيد الامور الى هذا الحد ؟ ماهو الشيء الذي انت بريئة منه ، وتخشين ان تتهمك به جوفيتا ؟
-انا لست بديلة للمرأة التي رحلت يوم امس . لم آت هنا لاصبح رفيقتك التالية .
وفوجئت به يلقي ابريق القهوة بعنف على الصينية وحيث تسبب عن ذلك وقوع فنجان و انسكاب محتوياته على السجادة ، ثم رأته ينتصب اماها مكفهر الوجه ثائر العينين مما جعلها تتراجع الى خلف وهو يسألها :
-عما تتحدثين بحق السماء ؟.
-قصدت انيز . المرأة التي كانت هنا . قلت انها ليست زوجتك ، اذن لابد انها رفيقتك .
فراحت شفتاه المتقلصتان تطلقان سباباً عنيفاً جعلها تسد اذنيها بكفيها حتى انتهى منه ، ثم قال من بين اسنانه :
-ماذا قالت لك تلك الشيطانة الصغيرة حتى جعلتك تظنين انها كذلك ؟ انيز هي شقيقتي ، ومولعة بالعبث واحداث القلاقل . لقد تركت زوجها قبل بضعة اشهر وركضت الي تشكو قسوته عليها . نصحتها بالبقاء هنا لبينما تجد حلاً لمشكلتها و يبدو أنها توصلت الى ذلك الحل . لكن اقسم بالله انني سأعاقبها حالما اراها ثانية . سوف ادق عنقها لأنها قالت لك ذلك ...
اذعرها غضبه فقاطعته بسرعة :
-كلا ، لا يجب ان تلومها فالذنب لم يكن ذنبها ، هي لم تقل شيئاً ، انما بانشو قال شيئاً جعلني اخطئ في ظني و ...
فسألها بصوت مرعب :
-وماذا قال بانشو ؟
-حسبني من الولايات المتحدة فسألني ان كنت صديقة للسنيورا . افترضت انه يقصد زوجتك ، وحين استقبلتني اختك ، جزمت بانها السنيورا رينالدا... كانت تلبس خاتم زواج ولم تعرفني باسمها ، كذلك قالت انها سترحل لانها ماعادت تطيق العيش معك .
ضاقت عيناه بارتياب ، ثم جعر قائلا:
-كان الشعور مشتركاً !
-كانت تتكلم الانكليزية مثلك ، بلهجة امريكية شمالية .
فرد قائلاً:
-لانها تعلمت اللغة من المصدر نفسه ، من امنا الامريكية في كالفورنيا . حسناً ، فهمت لماذا سهل عليك الافتراض بأنها زوجتي ، انما ما الذي جعلك تفترضين انها كانت رفيقتي ؟
-حين اخبرتني انها ليست زوجتك خطر لي ... خطر ...
خفضت بصرها هرباً من نظرته المتهمة وارتج عليها ، فقال بالنيابة عنها :
-افترضت مجدداً وبنيت افتراضاتك ، حتماً ، على المعلومات التي اخذتها من رامون انهل ، او ربما من زوجته ، تلك الغبية .
قالت بجمود :
-آسفة .
وقف امامها بلا حراك ، وكان قريباً الى حد سمعت فيه دقات قلبه المنتظمة ، ورأت العرق النابض في فجوة عنقه واشتمت رائحة الصابون المعطر الذي يستخدمه .
وقال اخيراً :
-الآن بدأت افهم سبب غضبك يوم امس . لم ترق لك فكرة احتلالك لمكان امرأة اخرى ، بعد رحيلها مباشرة .
فأقرت بصراحة :
-لا ، لم ترق لي .

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:53
-اني اتفهم ذلك . لكن مادمنا قد وضحنا هذه النقطة ، فهل لنا الآن ان نبدأ من البداية ؟ هل تبقين وتسكنين معي يا سوريل ؟
فبدأت تقول :
-انا ...
ثم امحى صوتها حين احاط وجهها بيديه فسألته بحذر :
-ما الذي تنوي فعله ؟
-احس برغبة جارفة في عناقك . انها تتملكني في الصباح ، عندما اراك منتعشة ومتألقة بعج نهوضك من النوم . لهذا اريدك ان تعيشي معي ، لاستطيع عناقك كل صباح .
فقالت وهي تحاول التملص منه :
-لكن لا يحق لك ان تعانقني ان كنت لا ارغب في ذلك .
انزلقت يداه الى عنقها و قال مغمغماً:
-او ، سوريل كيف يمكنك ان تتحدثي عن الحقوق ؟ ان ما يحدث بيني و بينك لهو فوق كل نقاش بارد كهذا .
حاولت ان تتجاهل المشاعر التي بدأت تنبض في عروقها واحتجت تقول باهتزاز :
-لاشيء يحدث بيننا . لا شيء ! لن ادعه يحدث . الا تقدر ان تفهم ؟ هل غرورك هو الذي يعميك عن رؤية الحقيقة ؟ انا لست من ذلك النوع الذي يؤيد اقامة علاقات مع رجال بالكاد يعرفهم . انا لا اريدك لأني لا احبك ، ومن دون الحب لا استطيع ...
اسكتها بعناقه ، ومع ذلك قاومته بشدة وبقيت تحاول الافلات حتى سجنها تماماً بين ذراعيه القويتين فبدأت تحس بقلبها يرتعش كطائر خائف ، سمعته يتنهد متأوهاً فأخفت وجهها في عنقه .
ثم رفع رأسه فجأة فاحست بحركته وفتحت عينيها لترى تعبيراً غامضاً في وجهه الاسمر وسمعته يقول بسخرية لاذعة :
-هل قلت قبل قليل انك لا تريدينني ؟ اظن انني برهنت الآن عكس ذلك . هراء كان تظاهرك باللامبالاة ! فانت تريدينني بمقدار ما اريدك ، وهذا الصباح مناسب مثل اي وقت آخر .
-كلا!
كان الخجل و الغضب يلسعانها لان قلبها الغبي غدر بها ، تملصت من بين ذراعيه ثم رفعت يدها وهوت بكفها على وجهه في صفعة عنيفة بدت ذات صدى تردد في سكون الغرفة . تراجع الى الوراء رافعاً احدى يديه الى خده، فاغتنمت فرصةاندهاشه وركضت الى الحمام تجمع أدوات زينتها ثم عادت الى الغرفة التي نامت فيها ، فأغلقت الباب وأدارت المفتاح في القفل . لا وقت لديها لتخطيط الخطوة التالية و ينبغي ان ترحل فوراً قبل ان يجد خوان وقتاً للحاق بها ولاستعمال قوته الفائقة في ارغامها على الرضوخ له. حتى لو استطاعت بلوغ الفناء ستكون ، على الاقل ، خارج البيت وسوف تجد من يسمعها اذا صرخت تطلب النجدة .
جمعت الاغراض التي تناثرت من حقيبة يدها حين سقطت من يدها ، ودست كل شيء من الحقيبة الجلدية ثم غادرت الغرفة مهرولة . تنفست الصعداء لما وجدت الممر خالياً ، وتوجهت منه الى البهو لتقطعه بخطوات واسعة عفوية المظهر . فتحت الباب الامامي وخرجت حيث الهواء رطباً دافئاً ، وسرعان ما وقع بصرها على الشاحنة ذات اللونين الابيض و الاحمر .
رأت غطاء محركها وكان بانشو ينحني على المحرك ليصلح شيئاً ما . سارت الى حيث يقف و قالت :
-صباح الخير يا بانشو . هل ستذهب الى ايبارا هذا الصباح ؟
فاستقام في وقفته و ابتسم لها مرحباً وهو يمسح يديه المزيتتين بخرقة ثم اغلق غطاء المحرك و قال :
-صباح الخير سنيوريتا ، هذا الصباح سأمضي الى ابعد من ايبارا ، سأذهب الى كوبايا لحضور المهرجان .
-اين تقع كوبايا ؟
-ليست بعيدة من هنا ، حوالي ثلاثين كيلومتراً . انها مدينة صغيرة على ضفة نهر جميل . مناخها ادفأ من مناخنا وفيها بيوت عتيقة ساحرة . اما بالنسبة الى نسائها ...
وهنا غرب عينيه ولثم اصابع يده التي ضمها الى بعضها البعض وتابع :
-انهن اجمل نساء كولومبيا واكثرهن وداً وعاطفة . في مثل هذا الوقت من كل عام تفتتح كوبايا مهرجاناتها الشتوية وحيث تقام استعراضات دينية من كل الانواع ، ويرقص الناس في الشوارع ، وبالطبع تقام ايضاً مصارعة ثيران .
كوبايا . لقد سمعت عائلة انهل تتحدث عنها وبما انها مركز سياحي معروف ، فلابد ان فيها مطاراً يؤمن رحلات منتظمة الى ميدلين وبوغوتا .
وعادت تسأل بانشو :
-متى ستنطلق ؟
-في اسرع وقت ممكن فلقد سبقتنا الشاحنة الكبيرة المحملة بالثيران .
-اذن سآتي معك .
اتسعت ابتسامته واجب :
-يسرني ذلك ، اصعدي من فضلك ، هناك متسع لك .
استغربت ان تحظى سريعاً بهذا الانقاذ وشكرت الله على ذلك .
صعدت الى الشاحنة واغلقت الباب الى جانبها . بدا بانشو غير مستعجل على الانضمام اليها اذ سمعته يصفر لحناً طروبا وهو يتشاغل باصلاح شيء في مؤخرة السيارة .
ثم توقف الصفير وسمعته يتكلم ... احست توتراً يزحف في اعصابها ثم انفتح الباب الى جانبها فنظرت بحذر من طرف عينيها لترى خوان يقف هناك وقد ارتدى كامل ثيابه . قميص مموج من الحرير القرمزي تحت سترة قصيرة مفتوحة الازرار من القمش الاسود وعلى رأسه قبعة عريضة الاطراف خفيفة العلو . كانت عيناه الغاضبتان ترمقانها ببريق شرير لكنه قال لها بصوت ناعم كالمخمل :
-افسحي لي مكاناً من فضلك .
-المعذرة ؟
حيرها طلبه اذ توقعت ان يأمرها بمغادرة الشاحنة ، فأجابها بفظاظة :
-لقد سمعتني . افسحي لي مكاناً كي اجلس الى جانبك . انا ذاهب ايضاً الى كوبايا للاشتراك في المصارعة . يدهشني انما يسرني ، انك تريدين مرافقتنا لتريني اصارع الثيران .
فاستدارت سوريل بسرعة كي تمر من تحت المقود وتقفز من الباب الآخر ، لكن بانشو كان قد استقر في مقعد القيادة . استدارت يميناً، كحيوان سجين ، لتجد خوان قد اخذ مكانه الى جوارها ، وراح يزيحها الى الوسط بحركة خشنة . ثم صفق الباب ، وادار بانشو المحرك فاهتزت الشاحنة وانطلقت قدماً في اتجاه المقنطر.

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:55
5- باقة الأوركيديا

قاد بانشو الشاحنة على الدرب المنحدر وانعطف على الطريق العام محدثاً زعيقاً رهيباً في الدواليب ، وهو يسوق بسرعته المعتادة المجنونة ويكلم خوان بانفعال حول المصارعة الوشيكة . كانت سوريل تجلس كعمود بين الرجلين ، تحدق الى الطريق أمامها وذهنها منشغل بمشكلة اخرى ، كيف ستخرج من المصيدة الجديدة التي أوقعها فيها خوان رينالدا ؟ استمر بانشو يثرثر ويسأل و يعلق لكن خوان اكتفى بالاجابة على كل ذلك بهمهمات لم تشف غليله جعلاه يكف عن الكلام و ينتقل الى الصفير . استرقت سوريل نظرة جانبية الى خوان فوجدته ملقياً رأسه على ظهر المقعد ومغطياً عينيه بطرف قبعته العريضة وكأنه نائم . قفزت بهم الشاحنة قليلاً حين اصطدمت بنتوء على الطريق فلعقت سوريل شفتيها الجافتيها وأحست غثياناً في معدتها ، وهنا تذكرت أنا ما اكلت ولا شربت شيئاً ذلك الصباح .
في شارع ايبارا الرئيسي و الوحيد ، رأت نساء هنديات يرتدين تنانير طويلة وعباءات مخططة ، وقبعات مائلة عريضة الأطراف عالية التيجان ، ويحملن على أذرعهن سلالاً وهن يصعدن الباص المهترئ الشكل الذي استقلته يوم امس من مانيسالاس .
وفجأة قفزت الى ذهن سوريل خاطرة جديدة ، فمالت صوب بانشو وهمست له :
-هل لك أن تقف هنا وتدعني انزل ؟
فرمقها بنظرة جانبية مرتابة ، ولما عاد ينظر الى الطريق اطلق شتمية حارة وهو يدير المقود بعنف ليتحاشى دعس ولد كان قد اندفع من بيته راكضاً الى الطريق . هذه الحركة جعلت الشاحنة تتمايل بقوة و تطرح سوريل على خوان الذي هب جالساً ثم دفعها عنه وسأل بحدة :
-ماذا حدث ؟
فأجابه بانشو بفيض من اللغة الاسبانية الرشيقة ووضع كل اللوم على سوريل . ثم انطلقت الشاحنة من جديد تقعقع على الحصى و الحفر ، واصبحت ايبارا خلفهم .وسألها خوان بالانكليزية كيلا يفهم بانشو حديثهما :
-لِمَ اردت الترجل من الشاحنة ؟
-اشعر بالجوع و العطش وبشيء من الغثيان .
عادت الى جلستها المتشنجة السابقة وهي تحس تعاسة شديدة من جراء فشل خطتها الصغيرة للهرب الى مانيسالاس بواسطة الباص ، والحق الأكبر على بانشو الذي يدين بكل ولائه لسيده ، مثل جوفيتا تماماً . وأجابها خوان :
-ستأكلين عندما نصل كوبايا . يوجد مطعم في مركز المصارعة . أنا ايضاً لم اتناول فطوري اذ انشغلنا بشيء آخر الهانا عن الطعام ، ان كنت تتذكرين.
-لن اذهب الى المدرج . لا اريد ان اشاهد مصارعة ثيران .
-اذن لماذا تركبين هذه الشاحنة المهدمة .
-حسبت أن بانشو سيوصلني الى كوبايا حيث يمكنني السفر الى ميدلين . لم أدرِ انك ستأتي ايضاً. ظنت انك تخليت نهائياً عن احتراف المصارعة.
-تخليت عنها لفترة . لكن مؤخراً ، بدأت اتضايق من الآراء القائلة بأني فقدت شجاعتي بعد تلك المصارعة الأخيرة ، وهكذا ، عندما جاءني متعهد المصارعات المحلية وطلب الي ان اصارع في افتتاح مهرجان كوبايا وافقت على طلبه ، فهذه فرصتي لأثبت اثباتاً قاطعاً بأني لست جباناً.
كان يتكلم بمرارة ثم اطلق ضحكة قصيرة متهكمةوتابع يقول :
-خلال العامين المنصرمين بدأت نسبة الحضور تحف في حلبة كوبايا . لم تعد هناك اثارات ومنافسات عنيفة تشبع نهم المعجبين الجائعين الى الاثارة . لكن اليوم سيكون هناك جمهور كبير يتعطش الى رؤية "الشجاع" يعود الى الحلبة . هؤلاء الناس سيأملون الى حد ما ، أن يروا بطلهم يتمزق كما تمزق في مصارعته الأخيرة في مانيسالاس قبل عامين تقريباً.
-اوه ، كلا !
انطلقت هذه الصرخة من عمق قلبها فتوقف بانشو عن الصفير والتفت اليها منجفلاً ثم سمعته يسأل عما حصل . أجابه الآخر مهدئاً من روعه فعاد الشاب الى صفيره المرح . اندفعت تسأل خوان بلهفة وقد نسيت للحظة همومها الخاصة :
-أأنت مصمم على المصارعة ؟
استدار نحوها متعجباً وقال هازئاً:
-لا تقولي انك قلقة بالفعل .
-اجل ، انا كذلك .
فالتوى فمه باحتقار وأجاب :
-قلقة على الثور بالطبع .
-لا ، قلقة عليك انت . فقد ... فقد يخرق لحمك ثانية ويفترسك المرض كما حدث في المرة الأخيرة.
هز كتفيه وأشاح عنها ينظر الى يمينه من فتحة النافذة ثم تمتم بلا اكتراث :
-وماذا يهم ؟ ان ذلك جزء من اللعبة ، فالثور يفوز احياناً.
فهتفت بحماسة ولهفة :
-لكن ... لكن جوفيتا قالت انك كدت تموت آنذاك . اوه ، ارجوك يا خوان ألاّ تدخل الحلبة هذا اليوم .
فأجاب بصوت بارد وقاسٍ:
-البرنامج قد تقرر ولا بد لي من الاشتراك.
-من الجائز أن تقتل .
استدار اليها ليحدجها بنظرة ضيقة مزدرية وهمس بهزء :
-اذن يجب ان تفرحي.
-كيف يمكنك ان ترضى بذلك ؟ كيف تسمح لنفسك بأن تُستغل في ما لايعدو كونه خدعة اعلانية لتحميس عدد اكبر من الناس على شراء التذاكر ؟ كيف يمكنك ان تدخل الحلبة وتتعمد اغراء الثور على ان ينطحك ويمزق لحمك ؟ كيف تقدر أن تعرض نفسك لهذا الخطر يا خوان ؟
وعلى حين غرة ، فاضت الدموع في عينيها ، وراحت تنتحب وهي لا تدري أن سبب بكائها هو عدم احتمالها فكرة تعرضه للأذى أو للموت بحد ذاته . ومن خلال دموعها الغائمة رأته يحدق اليها بعينين متسعتين من شدة الحيرة ، فأدركت للمرة الثانية كم هما متباعدان في مواقفهما ووجهات نظرهما . ثم رفع يده وبلمسة لطيفة من رأس اصبعه ، مسح دمعة تدحرجت على خدها ، وقال برقة :
-احتفظي بدموعك لتبكي على الثور اليوم عصراً ، اذ سيحتاجها حتماً.
خفض يده مشيحاً عنها بسرعة ثم سألها وهو ينظر خارج النافذة :
-لِمَ أردت الذهاب الى ميدلين ؟
-لأخبر مونيكا أنني فشلت في مهمتي وعجزت عن اقناعك بمقابلة رامون لتفهمه انكما بريئان من تلك العلاقة . لقد وعدتها بأن اعود اليوم لرؤيتها.
-وأين ستذهبين بعد ذلك ؟ هل سترجعين الى انكلترا ؟
-ربما . لست ادري.
أسندت ظهرها الى المقعد تمسح خديها المبللين بأصابعها وتتساءل عن سبب بكائها عليه . لماذا هذا الشعور والقوي لديها ، تجاه أي شيء يفعله ، أو فعله سابقاً ؟ لماذا يؤثر على عواطفها بطريقة لم يؤثر بها عليها اي انسان من قبل ، بطريقة تدفعها الى فعل وقول اشياء غريبة تماماً عن طبيعتها ؟

الشيخة زورو
04-05-2008, 15:57
على الأقل ، غريبة تماماً عن الفتاة التي حاولت دائماً ان تكونها ،الفتاة الرابطة الجأش ، والخالية القلب .
هل تحبه ؟ اغمضت عينيها وارتخت كتفاها على ظهر المقعد . كلا ، لا يمكنها أن تحبه ، لا يجب ان تحبه.
فتحت عينيها فآذاهما وخج الشمس الساطع ثم نظرت حولها فرأت المشاهد تتبدل وهو يهبطون سلسلة منعطفات قوية في اتجاه الوادي الذي يخترقه نهر عريض . الريف هنا اكثر خضرة وأكثف تشجيراً ، وبدأت تظهر للعيان ، بيدوت ذات شرفات مظللة تتدلى من عليها متسلقات تتفتح براعمها بأجمل الألوان وأزهاها . وبرغم ضجيج المحرك استطاعت سوريل أن تسمع بوضوح صوت الموسيقى وايقاع الطبول المنتظمة وألحان الزمارات الهندية العنيفة . وحين عبروا طريقاً جانبياً آخر لمحت اناساً مقنعين في ثياب عجيبة الأشكال والألوان كانوا يهتزون ويدورون في رقصة جماعية تتقدم الى شارع أوسع . ثم مروا على طريق جانبية ثالثة فرأت موكباً دينياً حافلاً يتميز بشموع مضاءة وباقات ضخمة من الزهور الحمراء و البيضاء. لدى بلوغهم مفترق الطرق التالي سلك بانشو درباً انحدارياً يخترق بيوتاً منخفضة ذات شرفات صغيرة ، ومروا بمجموعة من الأولاد يقومون باستعراض خاص بهم . في نهاية الدرب برزت الجدران العالية التي تحيط مدرجاً مستديراً وتحمل ملصقات مزركشة لماعة تعلن عن مصارعات الثيران.
قد بانشو الشاحنة عبر بوابة عريضة ثم أوقفها الى جانب شاحنة كبيرة لنقل المواشي مكتوب عليها بالدهان ، مزرعة رينالدا . فتح خوان الباب وترجل، وسرعان ما أحاط به الرجال الذين جاؤوا بالثيران . وحتى بانشو ترك الشاحنة وهرول راكضاً لينضم الى المجموعة المثرثرة بلهفة وانفعال.
وفكرت سوريل أن الفرصة سانحة لتنسحب بهدوء وبدون أن ينتبه لها أحد.
أمسكت حقيبتها ودفعت جسمها الى حافة المقعد لتقفز الى الارض لكنها فوجئت بخوان يسد طريقها ، وقال واضعاً يديه على ردفيه :
-المطعم فوقك مباشرة . لقد تأخر موعد الافطار وعساك لا تمانعين في تناول الغداء بدلاً منه . لا اريدك أن تصابي بالاغماء من جراء الجوع .
ترجلت من الشاحنة فبادر هو الى صفق الباب صارخاً ببعض التعليمات الى بانشو ، ثم امسكها من كوعها وساقها على أرض الساحة المتوهجة بنور الشمس الحار ، وعبرا ابواب البناء الزجاجية الدوارة .
كانت طاولات المطعم مكسوة بأغطية ذات مربعات بيضاء وحمراء ، ومصفوفة بمحاذاة الجدران بين مقاعد منجدة مستطيلة ذات ظهور خشبية عالية. رأت اناسا كثيرين يتناولون وجبة الغذاء وهم يضحكون ويتسامرون، وبعض الرجال حيا خوان بصوت عال وهو يرسل نظرات جريئة وفضولية في اتجاة سوريل. جلسا الى طاولة منزوية حيث حجبهما المقعدان العاليا الظهر عن النظرات الحشرية. جاءتهما المضيفة التي بدا انها تعرف خوان اذ راحت تثرثر معه بمرح وهي تسجل طلبه لشرحات لحم مشوية، بطاطا حلوة وخضار. ثم احضرت لهما فنجانين كبيرين من القهوة ورجعت الى المطبخ لتأتي بالطعام.
اخذت سوريل ترشف القهوة الساخنة وهي تحس توترا متزايدا لوجودهما منفردين في عزلتهما النسبية. وفاجأها سائلا اياها بالانكليزية:
-لماذا صفعتني؟
اضطرت الى اجابته فغمغمت من دون ان تنظر اليه:
-لم يرق لي قولك انني ارغب فيك.
-لم تكن تلك الحقيقة.
-لمن اكن امثل دورا.
-اذن كنت بارعة في تمثيل ذلك الدور. لقد خدعتني بالفعل وجعلتني اعتقد...
-وهل اغضبك ذكر الحقيقة؟
حدقت اليه بغضب عبر الطاولة، ثم مالبثت ان شهقت وغطت فمها بكفها اذ ادركت انها قد ناقضت نفسها بنفسها. وحين رأته يبتسم ساخرا، اردفت متأوهة:
-اوه، الحق عليك! انت الذي ارغمتني.
-اذن انا لست سوى وغد اسود القلب اجبرتك على عناقي، لكن لم يكن بوسعي ان اثير فيك ذلك التجاوب لو لم تكن في داخلك شرارة تنتظر من ينفخ فيها.
زفر متضايقا ومرر اصابعه في شعره ثم انتفض عضل في خده كما لو انه يصر على اسنانه ليكبح عاطفة قوية تتأجج في كيانه، قال بصوت متقلص:
-والله انت قاسية، اتعلمين ذلك؟ لو انك لم تصفعيني وتهربي ، لكنا اصبحنا حبيبين هذا الصباح.
صراحته المتناهية هزتها في الصميم، فهمست:
-كلا، كلا ، لم يكن ذلك ليحدث.
-بل كان سيحدث لاننا انجذبنا الى بعضنا البعض منذ لقائنا الاول،
لكنك ترفضين الاعتراف بهذا. انك ترفضين الانصياع لمشاعرك لانك عندما تتوقفين لتفكري بعقلك تقرين بانني لست من النوع الجدير بحبك...
انت تنعتينني بالااخلاقية لاني اتصرف بالطرق التي تنسجم مع مبادئك الخلقية... تصيفنني بالانحطاط لاني اصارع الثيران من اجل كسب عيشي... ثم تصفعينني لاني اشعر بانجذاب اليك.
حدجها بنظرة وقحة جارفة اجفلتها وتابع يقول:
-لقد غلطت هذا الصباح لاني اتحت لك مجالا للتفكير. كان يجب ان اقفل فمي واحصل على ما عرضته علي، حتى لو كان من دون حب آلمتها مرارته بشكل فاق احتمالها فصرخت تحتج بعنف:
-لم اعرض عليك شيئا!
-هذا ماتقولينه باستمرار ولست مضطرا الى تصديقك
جاءت المضيفة بطعامهما حيث وضعت الطبقين امامهما وسكبت لهما مزيدا من القهوة ثم ابتعدت. شرع خوان ياكل على الفور،فيما اخذت سوريل تراقبه بحسد. كانت ماتزال منذهلة من عنف هجومه، اما هو، فبدا ان عصبيته لم تؤثر بتاتا على شهيته. في الاخير بدأت تأكل لعلمها بانها اذا لم تفعل فسوف تندم على ذلك في مابعد.
امتد الصمت بينهما اثناء الطعام وزاد توتره ضجيج الاصوات المنبعثه من الطاولات الاخرى. احست سوريل انها تأكل تبنا لكنها ارغمت نفسها على ازدراد اللقم الجافة وهي تفكر على الرغم منها في مصارعة الثيران الوشيكة وفي ماقد يحدث خلالها للرجل الجالس امامها. من الجائز ان يقتل ، اذن كيف يمكنها ان تفارقه غاضبة؟ كيف يمكنها ان تدع علاقتهما القصيرة والحميمة تنتهي بكلمات جارحة ومرة؟ عجزت عن اكمال طعامها. جرعت مزيدا من القهوة ثم نظرت اليه ومدت يدها نحوه وقالت بصوت اجش:
-خوان... يؤسفني اني لا استطيع ان اكون ما تريدني ان اكون.
-كيف لك ان تعرفي ما اريدك ان تكونيه وانت لم تدعيني اخبرك اياه ابدا؟ لقد امضيت الوقت القصير الذي قضيناه معا تقفزين الى استنتاجات زائفة، وتنسجين افتراضات مغلوطة عني وتحكمين علي بما يروق لك. ما الذي تحاولين فعله بحق السماء؟ان تعاقبيني على ذنب اقترفه رجل اخر بحقك؟
لسعتها قسوته فردت باختصار:
-لا. انا لا اعاقبك.
نهضت واقفة على قدميها وقد نسيت رغبتها في ان تفارقه وديا، ثم اختطفت حقيبتها ودارت حول الطاولة لتجده يسد الطريق قائلا:
-اين تظنين نفسك ذاهبة؟

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:06
-الى المطار. سأبتعد عنك بقدر ما تسعفني المسافات.
توقف ازيز الكلام حولهما واحست سوريل برؤوس تستدير وبعيو تحدق اليهما معا. دارت على عقبيها . وبدات تسير في اتجاه الباب لكن يد خوان امتدت بسرعة البرق لتقبض على ذراعها بشراسة مؤلمة ثم اجبرها على مواجهته. ومع انها ذعرت من الغضب القافز من عينيه كنار باهتة، الا انها احست حنقا لاهبا لانه جرؤ على لمسها في مكان عام واما جمهرة من الرجال الفضوليين، وبينهم شرع يبتسم ويطلق تعليقات وقحة، فحاولت ان تنزع ذراعها من قبضته، وزعقت مهتاجة وخداها يلتهبان بالدم الذي تصاعد اليهما:
-كيف تجرؤ على لمسي!
فقرب وجهه من محياها الى حد استطاعت معه ان ترى مسامات جلده وآثار القطب الخفيفة التي تحف بندبته، وقال من بين اسنانه البيضاء لمطبقة :
- اسمعي ، انت التي قررت اللعب بخشونة حين كنا في المزرعة ولذا سأرد عليك بخشونة اكبر حتى اتمكن من ترويضك ايتها الثورة الصغيرة. من الافضل ان تنسي الوعود التي قطعتها لمونيكا لانك ستبقين هنا وستحضرين المصارعة هذا العصر
-تألق شعرها وتماوج وي تهز رأسها بعنف وتقول:
-كلا كلا. لايمكنك ان ترغمني على حضورها، لايمكنك!
-بل استطيع وانت ستكونين هناك وتحضرينها حتى النهاية! ستكونين جالسة في مقصورة الرئس، مع المتعهد دييغو كورتيس وزوجته عندما انحني امام الجمهور وبعد ذلك اكون قتلت الثور. سوف تنتظرين هذا العصر حتى انهي مهمتي وبعد ذلك نذهب معا لنعقد زواجنا امام رجل الدين تغلبت دهشتها على خوفها وغضبها فرددت بهمسة مبحوحة:
-نعقد زواجنا؟
-اجل. ما كان في نيتي ان اعرض عليك الزواج بهذه الطريقة امام حشد من المتفرجين لكنك ارغمتني على كشف اوراقي بتصرفك السخيف العنيد. الا صرت على علم بما اريدك ان تكونيه. اريدك ا ن تكوني زوجتي في السراء والضراء. وفي الصحة والمرض. لايمكنك حنما ان تجدي في ذلك شيئا منافيا للاخلاق؟
بدأ عدد من معارفه يهتفون ويصفقون له مشجعين، فحدجهم بنظرة غاضبة ، ثم قال بسرعة:
-هيا لنخرج من هنا.
حثها على التقدم ويده ما تزال تقبض على ذراعها فشعرت كأنها لعبة يديرها محرك دمى قوي اليدين، وسارت معه مسلوبة الارادة لفرط الدهشة المسيطرة عليها.
خرجا من المطعم فتلقفتها حرارة الشمس الساطعة. اجتازا الساحة امام مبنى المطعم واتجها الى باب يؤدي الى مبان داخلية تحت المدرج.
دفعها امامه عبر الباب الشرع حتى وقفا امام باب اخر دقه خوان بقبضتيه فجعلها الصوت تفيق من ذهولها، فحاولت ثانية ان تنزع ذراعها وحين اخفقت قالت مغمغمة:
-انت مجنون. لابد انك كذلك لترغب في الزواج من امرأة تعرفت اليها منذ ثلاثة ايام فقط..
اجابها بنظرة متهكمة:
-لست مجنونا انما اقدر على اتخاذ القرارات الحاسمة عند الاضطرار، لاني من النوع الذي يعرف مايريد ويدرك قيمة هذا الشيء عندما يراه.
يمكنك القول ان تجاربي مع النساء الاخريات تساعدني الى حد ما .
سمع صوتا يدعوه الى الدخول فأدار مقبض الباب وفتحه بقوة ثم دفعها بخشونة امامه الى غرفة مكتب فسيحة رأت فيها شخصين ، رجل مسترخ وراء طاولة مكتبية كبيرة، وامرأة تجلس على اريكة. هب الرجل واقفا وهتف:
- خوان! مالذي اخرك بحق السماء؟
كان عريض الكتفين معتدل الطول، شعره الاسود الكث والاجعد بدا يشيب عند الفودين، وعيناه السوداوان صغيرتين وثاقبتين تحت جفنين مغمضين. كان يرتدي بزة رمادية خفيفة، قميصا ابيض، ربطة عنق سوداء انيقة ويقبض بأسنانه على سيكار طويل غليظ فيبدو نموذجا لرجال الاعمال الكولومبيين ، تابع يخاطب خوان بقوله:
-انسيت ان استعراض المصارعين يبدا في خلال عشر دقائق، وانك ما تزال في ثيابك العادية؟
-جئت بأقصى سرعة ممكنة. هل قمت بالترتيبات اللازمة بشأني؟
فأجابت المرأة عنه:
-اجل ، اتممنا الترتيبات.
نهضت عن الأريكة وتقدمت منهم . كانت طويلة متناسقة القوام ، تلبس رداء جميلاً من حرير القز ، لونه أحمر داكن ، وخيل الى سوريل انها ترى شيئاً مألوفاً في عينيها الرماديتين وهي تنظر اليها من تحت حاجبيها المقوسين بجمال . مدت لها يداً نحيلو و قالت مبتسمة :
-انا اوهينيا كورتيس وهذا زوجي ، دييغو . خوان حدثنا عنك يا سوريل، هل لفظت اسمك لفظاً صحيحاً ؟ اننا نرحب بجلوسك معنا في المقصورة.
ثم نظرت الى خوان بمحبة و قالت له برقة :
-لا تقلق يا صديقي ، سوف نعتني جيداً بعروسك العتيدة .
حنى رأسه وقبلها على وجنتيها قائلاً:
-شكراً لك . كنت واثقاً من استطاعتي الاعتماد عليك .
فبادلته عناقه وغمغمت :
-اذهب في رعاية الله.
ثم استدارت الى سوريل التي كانت تقف مشدوهة فهزتها من ذراعها وقالت تحثها:
-هيا ، عانقيه و امنحيه بركة دعائك . الا تدركين انه سيخاطر بحياته هذا العصر ؟
لا جدوى من الرفض أو الممانعة أمام هذين الزوجين ، وفي اي حال ، لا تريد أن ترفض لأنها الآن ، وقد اصبحت على وشك أن تفارق خوان، لا تريد إلاّ أن تتعلق به وتناشده عدم دخول الحلبة اطلاقاً . تقدمت منه وأحاطت عنقه بيديها ثم همست وهي تقرب رأسه من وجهها :
-احترس ، أرجوك .
قبلته على خده لكنه سرعان ما احتواها بين ذراعيه معانقا اياها ، ثم ابعدها عنه بقوة وخرج مغادراً الغرفة . كانت ساقاها ترتعشان وأنفاسها تتلاحق فتمسكت بظهر المقعد لتثبت نفسها . عادت اوهينيا تمشي متهادية الى حيث الأريكة لتجلس عليها باسترخاء رشيق . كان دييغو قد غادر الغرفة في اعقاب خوان وهو يحثه على الاستعجال ، وبقيت المرأتان بمفردهما. قالت اوهينيا :
-اذن سوف تتزوجين ابن اخي ، مع انني لم اسمع باسمك الاّ يوم امس. هتفت سوريل :
-ابن اخيك ؟
شعرت فجأة بحرج بالغ وتمنت لو أنها ترتدي لباساً اكثر اناقة من تنورتها الغجرية الصيفية وبلورتها القطنية البسيطة . اجابتها اوهينيا باستغراب واضح :
-اجل . ألم يخبرك ذلك ؟ أنا الشقيقة الصغرى لرودريغو رينالدا ، والد خوان . تعالي ، اجلسي الى جانبي و اخبريني اين التقيت خوان . ان قراره المفاجئ بالزواج منك هذا المساء لهو قرار مثير ورومانسي جداً

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:07
لكنه ينسجم تماماً مع تقاليد مصارعة الثيران ، فزواج المصارع كثيراً ما يتم بسرعة ، ويعقد احياناً ، وللأسف في مستشفى في لحظات احتضاره .
لحظت الرعدة السريعة التي انتابت سوريل على الرغم منها ، فلمست ذراعها مواسية و قالت :
-سامحيني ، ماكان يجب أن أذكر ذلك .
وفكرت سوريل في نفسها ، إذا روت لأوهينيا كل شيء فلربما تفهمت وضعها وكيف أنه يستحيل عليها أن تبقى و تتزوج خوان ، ولربما ساعدتها ايضاً على العودة الى ميدلين فسألتها :
-متى حدثك خوان بأمري .؟
-جاء مساء امس الى كوبايا ليزورنا و ليطلب الينا أن نقوم بالترتيبات لاجراء زواج سريع بعد انتهاء المصارعة . لكني كنت سمعت عنك قبل ذلك ، من ابنة اخي انيز ، حين قامت بزيارتي وهي في طريقها الى بوغوتا . كانت مفعمة بالشيطنة كعادتها ، وأخبرتني كيف بعثت تستدعي خوان بقولها ان هناك اميرة انكليزية جميلة ذات شعر أحمر رائع قد جاءت لزيارته . كانت مهتمة جداً بوصولك المفاجئ الى المزرعة و الذي تزامن مع ساعة رحيلها فاعتقدت ان خوان قد دعاك الى المزرعة لتعيشي معه كرفيقة . هل فعل ؟
فردت سوريل متعلثمة :
-كلا ، أنا ... أنا قصدته لأطلب مساعدته في انقاذ زواج ... زواج مونيكا انهل.
وهنا رأت التعجب يغضن وجه اوهينيا ذا التقاسيم الاسبانية الدقيقة ، فاندفعت على الفور تروي لها قصة التقائها بخوان في مركز التزلج وكل ما نتج عن ذلك اللقاء من ملابسات . وهتفت اوهينيا لما انتهت :
-الهذا السبب وحده ، قطعت كل تلك المسافة من ميدلين الى المزرعة ، بمفردك ؟ انت و الله فتاة متهورة ! الم يحذرك أحد من الخطر الذي قد تتعرض له شابة مثلك في مناطق الريف النائية ؟ كان من المحتمل أن تصابي بمكروه .
فأجابت سوريل شامخة الأنف :
-لم أتعرض لأي مكروه ، على الاقل ، قبل ان احاول الهرب من منزل ابن شقيقك .
-وماذا حصل وقتها ؟
-حاول أن يمنعني . وأخيراً ، حين تمكنت من الخروج ، لحق بي وأصر على أن ابيت الليل في منزله .
فقالت اوهينيا بحماسة :
-حسناً فعل . يسرني أن اسمع ذلك . لقد تصرف بما هو صواب .
-صواب ؟ وهل من صواب أن يحتجز ثيابي و يقفل عليّ باب غرفة النوم ؟
برقت العينان الرماديتان المركزتان عليها و قالت صاحبتهما :
-كان يفكر فقط في حمايتك .
فأضافت سوريل بصوت اجش :
-وهذا الصباح ... حاول أن ...
-من البديهي أن يحاول خوان ذلك ، فأنت ، حتى في هذه التنورة الرهيبة و البلوزة العادية ، فتاة نادرة الجمال ، كزهرة اوركيديا حمراء ، وخوان يحمل تقديراً عظيماً لكل الجمالات النادرة .
ثم تابعت تسألها بجدية تامة :
-هل تضايقت من بادرته ؟
غطت سوريل خديها الملتهبين بيديها واعترفت قائلة بارتباك :
-انا ... انا ... لا ، لم أتضايق . لكن من الخطأ أن نفعل ذلك اذ لا يمكنني التنازل عن مبادئي لأجاريه في مطالبه . اننا بالكاد نعرف بعضنا بعضاً.
ردت اوهينيا قائلة :
-هذه المعرفة تتوطد عادة بعد الزواج و ليس قبله .
-هناك فوارق عديدة بيننا . فكلانا نشأ بطريقة مختلفة ، كذلك وجهات نظرنا تختلف عن بعضنا تجاه امور عديدة .
-اتظنين ان هذا شيء نادر الحدوث ؟ ثقي انه ليس كذلك ، فدائماً هناك أناس من مجتمعات و أوطان مختلفة ، يتزوجون بعضهم بعضاً. الفوارق قد تكون عاملاً ايجابياً ومثيراً في الحياة الزوجية ، كما أن الحب كفيل بالتغلب عليها .
وهنا نهضت واقفة وأردفت :
-هيا ، لقد حان موعد ذهابنا الى المقصورة كي نشهد استعراض المصارعين .
فقالت سوريل بعناد :
-لن اذهب . لا استطيع مشاهدة مصارعة كهذه . لا استطيع ! سأصاب بغثيان ان فعلت .
-لكن يجب أن تكوني جالسة في المقصورة . خوان سيتوقع أن يراك هناك ، هيا بنا ، هذا وقت يحتاج فيه الى وجودك ، وعليك أن تقدمي مصلحته على مصلحتك .
فاحتجت سوريل قائلة :
-وماذا سيعنيه الأمر سواء كنت هناك أم لم اكن ؟
في تلك اللحظة فتح الباب ، ودخل دييغو يقول ونظرته الثاقبة تروح جيئة وذهاباً بين سوريل وزوجته :
-هل انتما مستعدتان لمشاهدة الاستعراض ؟
ثم اقفل الباب وأردف سائلاً :
-مالخطب ؟
اجابته زوجته بامتعاض :
-انها ترفض مشاهدة المصارعة . تقول ان ذلك سيصيبها بالغثيان . افهمها أنت يا دييغو . افهمها لماذا يجب أن تكون هناك . لماذا لا يجب أن تخذل خوان في هذا اليوم بالذات .
هتفت سوريل تبرئ نفسها :
-كلا ، أنا لا أخذله .
فقال دييغو :
-بل ستصيبه خيبة قوية . اوهينيا ، اسبقينا الى المقصورة فضيوفنا الآخرون قد حضروا.
فتح الباب لزوجته ولما اغلقه بعد خروجها ، ارتكز عليه ثم عقد ذراعيه على صدره وراح يحدق الى سوريل . وفي الأخير قال بصوت اجش من كثربة التدخين :
-يبدو واضحاً يا سنيوريتا انك لا تعرفين الاّ القليل عن مصارعة الثيران وعن الرجال الذين يشتركون فيها . هل تعلمين كيف نشأت هذه الرياضة عندنا ؟
فهزت رأسها نفياً وهي تشعر كما لو انها تستمع الى عظة اخلاقية من مدير مدرسة صارم لكونها اهملت واجباتها المدرسية . وتابع دييغو يقول بتمهل :
-نشأت منذ القدم بسبب حاجة الانسان الى اصطياد الغذاء ، منذ أن كان الرجال البدائيون يطاردون الثيران البرية ويذبحونها في العراء ليقتاتو بلحومها . آه ، يبدو انك بدأت الآن تهتمين بالموضوع.
كانت قد توقفت عن التحديق في يديها ورفعت رأسها لتصغي اليه عن قرب . لكنها ردت محتجة :

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:07
-ما كان يمارسه الناس من رياضة وحشية في القرن الحادي عشر لا علاقة له بالقرن العشرين . انه مشهد محط للكرامة ليس الاّ.
-اذن انت تعتقدين فعلاً اننا اكثر تمدناً في هذا العصر ؟
هز رأسه يمنة ويسرة وتابع حديثه :
-لا ، لا اعتقد اننا كذلك ، فالطبيعة البشرية لا تتغير كثيراً على مر العصور ، ومايزال الرجل يتجاوب مع التحدي الذي تمثله الوحوش البرية ، ويجب أن يمتحن شجاعته امام سطوة الحيوانات الكاسرة ... مع حلول القرن الثامن عشر ، تعاظمت أهمية ذلك الخادم الذي كان يحمل حياته على كفيه ويتقدم ليستجلب الثور بواسطة وشاح أحمر يهزه امامه في مناورات خداعية . وهكذا اصبح هو بطل هذه الرياضة وليس الفارس على ظهر الجواد . و شيئاً فشيئاً أصبحت المصارعة تعتبر تأدية دراماتيكية ، وحيث تمكن المقارنة بين مهارة وفن المصارعين و بين مهارة وفن الممثلين المسرحيين.
توقف لينظر الى ساعته وأردف قائلاً:
-الوقت لا يتسع لمزيد من الشرح واكتفي الآن بالقول ان المصارع انسان مزاجي كأي فنان لامع آخر فهو يلعب مع الموت نفسه ، وأية حركة خاطئة أو غلطة صغيرة من جانبه كفيلة بالقضاء عليه من قبل الثور المنتصر . هذا ما حصل في تأدية خوان الأخيرة . فقبل أن يدخل الحلبة ، حدث شيء لا يمكنني البوح به ، شيء ضيّع عليه تركيزه الى حد جعله يرتكب غلطة بسيطة ويتيح للثور بأن يصرعه . اليوم ، لا أريده أن يفقد تركيزه بأي شكل . فهو ان رفع بصره الى المقصورة في الجولة الأولى ولم يرك فيها ، سوف يتساءل عن مكانك وقد يشتت ذهنه ويصاب بأذى خطير . اتريدين أن يحدث له ذلك ؟
هزت رأسها ببطء و قالت بصوت كسير :
-لا أريده أن يتأذى ابداً ، كما لاأريده أن يصارع بعد اليوم .
قال دييغو :
-قد يتوقف عن المصارعة بعد الزواج . والده تقاعد عنها لكي يتزوج . لكن خوان مدين لنفسه ولمعجبيه بمصارعة واحدة فقط كي يستطيع الانسحاب بكرامة ، وليطهر اسمه من وصمة الجبن . والآن ، هيا بنا يا عزيزتي . انا واثق من استعدادك لمساعدته على بلوغ هدفه بوجودك في المقصورة ، وأعدك بأن الأمر لن يكون سيئاً كما تظنين . بوسعك أن تغطي عينيك اذا استحال عليك أن تتابعي المشاهدة .
فكرت سوريل بالندبة على وجنة خوان ، ثم تذكرت صورة الثور وهو يقذفه في الفضاء ، وتذكرت قول جوفيتا انه كاد يموت آنذاك . لا مفر لها من كبت نفورها الخاص من هذه الرياضة ، وحضور مصارعة خوان الأخيرة ... نهضت واقفة و قالت وهي تمسد تنورتها المشوشة :
-سأمشط شعري قليلاً ثم أذهب معك . ليتني ارتدي ثياباً غير هذه لكن ليس لدي سواها .
فابتسم لها دييغو و قال بشهامة و تهذيب :
-تبدين رائعة كما انت . كنت اعلم أنك ستراعين مشاعر خوان متى أدركت ماقد يتعرض له .
لدى وصولهما نهاية الممر ارتقيا درجاً خشبياً يؤدي الى مقصورة تشبه صندوقاً كبيراً ، مزينة بالاعلام و الزهور ، وتقع في وسط مقاعد المدرج المحيطة بدائرة كبيرة من الرمال الزاهية . كان الاستعراض قد إبتدأ ، وحشود الناس تهتف بصخب مغرقة صوت الفرقة الصغيرة المكونة من طبول وزمارات وأبواق . كانت تعزف لحناً حماسياً وهي تتقدم غارزي الرماح و الحراب ، ومهتهم تعذيب الثيران في الجولة الأولى . وخلفهم مر المصارعون وهم يرتدون اللباس المقصب ويردون على هتافات الجماهير بتلويح قبعاتهم المثلثة الزوايا . وحين مروا من أمام المقصورة ، رأت سوريل بوضوح تام النظرة المتألقة التي صوبها اليها خوان من عينيه الرماديتين قبل أن ينحني لها .
لم تزح بصرها وهو يتهادى حول الحلبة ، ملقياً عباءته الحمراء على كتفه ، ويسير مختالاً في حركات رشيقة من ردفيه وكتفيه تشكل جزءاً لا يتجزأ من دوره كمصارع ، وهكذا ، بالكاد استوعبت أسماء الضيوف الآخرين في المقصورة حين عرفتها اوهينيا اليهم .
ثم انحنت اوهينيا صوبها و قالت هامسة :
-هل ادركت الآن اهمية وجودك في المقصورة ؟ عظيم . بعد انتهاء المصارعة سآخذك الى بيتي واختار لك ثوباً مناسباً للزفاف بدل هذا الذي ترتدينه .
ثم ضغطت على يدها بمحبة وأردفت :
-لا تقلقي يا حبيبتي ، سأنوب ، أنا و دييغو ، عن وجود والديك أثناء الزفاف.
يبدو الأمر و كأنهم ينتزعون مقود حياتها من يديها ... فكرت سوريل وهي تجلس واجمة على مقعدها ، وتسمع هدير الهتافات حين هجم ثور اسود راكضاً الى الحلبة وهو يلبط بقائمتيه الخلفيتين وينظر هائجاً حوله.
غطت عينيها بيد واحدة كي لا ترى الحراب تغرز في الثور ، وتساءلت عن الشيء الذي حدث لخوان في مصارعته الأخيرة وجعله يضيع تركيزه .
شعرت بارتياح لأن دييغو كورتيس ، وبرغم ضيق الوقت ، شرح لها السبب الموجب لوجودها في المقصورة لدى تطلع خوان اليها . كل ذلك لم يحببها اكثر الى هذه الرياضة ، لكن بعد مافهمت شيئاً عن تاريخها وتتطورها أصبح بامكانها ان تحترم وتقدر الرجال المصارعين اكثر بكثير عن السابق . ومع تلاحق المشاهد المثيرة على الحلبة المتألقة في وهج الشمس ، ومع ازدياد هياج الثور لحظة اثر لحظة ، بدأت تراقب بانتباه على الرغم منها ، وتشعر بتوتر يتنامى في داخلها ، وما أن ابتدأت الجولة الأخيرة حتى وجدت نفسها تجلس على حافة مقعدها كسائر الناس حولها ، وعيناها لا تفارقان المصارع الثالث ذا القوام المتين الخفيف الحركة ، الذي كان يهز عباءته الحمراء الزاهية بحركات رشيقة متعددة ليحث الثور على مهاجمته ، وينتحي جانباً في الدقائق الأخيرة فقط ، فيمزق الثور ، بقرنيه عباءة الرجل القريبة جداً من جسمه. وكلما تكررت الهجمات و تقارب الالتصاق كلما علت هتافات الجماهير ودوّت في الفضاء .
وشيئاً فشيئاً بدأ الثور الصغير يستسلم للتعب وحيث قلت هجماته وازدادت شجاعة الرجل . كان يلف عباءته حول احدى ذراعيه لحمايتها ، ويمتشق سيفاً بيده الأخرى ، وهو يتقدم ببطء شديد من الحيوان اللاهث المتعرق والذي دل رأسه المخفوض على انهيار قواه . وهنا صمت المتفرجون وحبسوا أنفاسهم رهبة وتوقعاً . جلست سوريل يتوتر ، تقلص يديها على فمها وكل اعصابها ترتجف خوفاً ، ليس على الثور ، انما على الرجل الذي يترصده .
-احمه يا الهي من كل اذى ! احمه من كل اذى .
راحت تكرر الدعاء بدون أن تعي وجود جيرانها في المقصورة أو ماقد يصدر عنهم من انتقاد . وفجأة هجم الثور . هبت سوريل واقفة على قدميها كمئات الناس حولها وقد تملكها اقتناع بانها سترى جسم خوان ينقذف في الفضاء ليسقط على الرمل ويدوسه الثور بحوافره ، لكنها دهشت اذ رأته مايزال واقفاً على قدميه ، ثم استدار بسرعة ليواجه الثور الذي هجم عليه من جديد فيما كان المتفرجون يلوحون بمناديل تعبيراً عن اعجابهم . بعد ذلك جاءت النهاية بسرعة وغطت سوريل عينيها . تراخت على مقعدها وهي تشعر بغثيان يحل مكان التوتر . ثم رأت

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:08
جميع جيرانها في المقصورة يقفون ويصفقون فوقفت في الوقت المناسب لترى خوان يقترب منهم وينحني كما تقضي تقاليد المصارعة .
ثم ناولتها اوهينيا باقة من الأوركيديا الحمراء وقالت تحثها :
-هيا ، اقذفي بها اليه . انها بادرة تظهر له حبك وستفرح الجمهور كثيراً.
فانحنت على حاجز المقصورة وقذفت بالباقة الى تحت حيث سقطت عند قدمي خوان . التقطها ولثمها ثم انحنى لسوريل من جديد . وهنا عبر المشاهدون عن استحسانهم بهتافات مدوية وراحوا يمطرون خوان بباقات الزهور دلالة على اعجابهم الكامل بتأديته الشجاعة ذلك النهار . وفي الوقت نفسه اقتحم المقصورة عدد من المعجبين المتحمسين كي يهنئوا دييغو كورتيس على تقديمه مصارعة رائعة . ساد هرج ومرج فوعت سوريل أن اوهينيا قد نسيت امرها مؤقتاً ، وبالتالي زودتها بفرصة ذهبية للهرب .
هبطت الدرج بسرعة وهرولت راكظة على الممر والى مكتب دييغو.
استرجعت حقيبتها وفي بضع ثوان كانت تغادر المدرج مع حشد من المعجبين المنفعلين . سارت بينهم الى الردب الضيقة وقررت أن تبقى معهم كي تهتدي بواسطتهم الى ساحة البلدة حيث تجد سيارة اجرة تقلها الى المطار .
سارع رجل الى مساعدتها بعطف وتفهم فمشى معها ليدلها على الشارع المخصص لوقوف السيارت لكن سائق التاكسي البدين ذا الشاربين الكبيرين لم يظهر لها أي عطف وبدا مصمماً على سلوك أظول طريق امكنه سلوكه الى المطار . جلست على حافة المقعد الخلفي متوترة الأعصاب تضرب اخماساً في أسداس ، اذ خشيت الاّ تجد ظائرة تقلع في هذا الوقت الى ميدلين ، أو أن تكون الطائرة قد أقلعت وسوف تضطر بالتالي الى الانتظار بضع ساعات حتى تقلع اخرى . خنقها الحر لعدم وجود مكيف هواء في السيارة و النافذة المفتوحة لم تخفف منه شيئاً.
في الأخير ، أصبحت البيوت أكثر تباعداً عن بعضها البعض وبدأت الطريق تلتف بمحاذاة النهر العريض المحفوف بالأشجار . ثم استطاعت أن ترى سواري المطار اللاسلكية . وأخيراً انعطف التاكسي على الطريق المؤدي الى مبنى المطار . رفعت الحقيبة وفتحت سحابها لتخرج حقيبة يدها المحتوية مالاً كي تدفع اجرة السائق . أخرجتها وراحت اصابعها تبحث عن ملمس المحفظة الجلدية في داخلها ، انما عبثاً. فتحت الحقيبة على اتساعها ودققت النظر في محتوياتها فلم تجد أثراً للمحفظة . أذهلها هذا الاكتشاف فجلست مصعوقة فيما كان التاكسي يخفف سرعته ويتوقف امام مبنى المطار.
أخرجت يدها ببطء وأقفلت السحاب . ثم رطبت شفتيها الجافتين ونظرت الى السائق ... لا تستطيع التوجه الى اي مكان من دون مال .
ليس امامها الاّ أن تطلب اليه ارجاعها الى المدرج على أمل ان تجد خوان هناك ويدفع الأجرة عنها . لكن العودة تعني استسلامها لخوان ، وهذه النتيجة واضحة كعين الشمس .
وقال الرجل محتداً :
-سنيوريتا . لقد وصلنا المطار . ادفعي لي من فضلك .
فبدأت تقول :
-اود ذلك لكنني فقدت محفظتي المحتوية كل ما لدي من مال .
ثم أجفلت حين بدأ يوجه اليها سباباً ورأته يفتح بابه بعصبية مهدداً باستدعاء البوليس . هتفت بصوت يائس :
-ارجوك لا تستدعي البوليس . ارجعني الى المدرج ، حيث تقام مصارعات الثيران . اني اعرف شخصاً هناك ، وهو سيدفع لك اجرتك.
عاد يجلس على مقعده وسألها بنظرة ضيقة مرتابة :
-ما اسمه ؟
-خوان رينالدا .
بدا الاسم مجهولاً لديه فأردفت مفسرة :
-الشجاع ، مصارع الثيران .
رد باحتقار :
-ها ! أنت صديقة الشجاع ؟ اتتوقعين مني أن اصدق هذا الكلام ؟
وانخرط في سيل آخر من الشتائم ، ناعتاً اياها بالكذب و اللصوصية ولكن لحسن الحظ ضاعت غالبية عباراته القاسية في ضجيج طائرة مقلعة وربما الطائرة نفسها التي كان من الجائز أن تسافر بها .
و فجأة ، مرت بهما سيارة فارهة وتوقفت أمامهما مباشرة . انفتح احد البابين الخلفيين ، وهبط منها رجل يرتدي قميصاً قرمزياً وبنطلوناً أسود. فقذفت سوريل نفسها على مقعد التاكسي الخلفي وصرخت وهي تخرج رأسها من النافذة :
-خوان ، خوان ! انا هنا !
كان يهم بدخول المبنى لكنه توقف ناظراً خلفه ثم تقدم صوب التاكسي . حدجها بنظرة قاسية متأججة وفتح الباب آمراً اياها بقوله :
-اخرجي.
وعلى الفور قفز سائق التاكسي من مقعده وهرول الى خوان يؤشر بيديه غاضباً وبدأ يشرح له القصة . توقف فجأة وبحلقت عيناه ثم غمرت الابتسامات وجهه وهو يمد يده لخوان ويربت على كتفه بحب واعجاب.
قال له خوان شيئاً ثم أخرج من جيبه مالاً ونقده اياه . فقال السائق مبتهجاً وهو يدس المال في جيبه :
-الف شكر يا سنيور .
ثم التفت الى سوريل وأردف :
-اعتذر سنيوريتا عما حدث بيننا من سوء تفاهم .
وحالما انطلق بسيارته بدأت سوريل تسير في اتجاه المبنى لكن سرعان ما قبض خوان على ذراعها وأرغمها بخشونة على مواجهته . قال من بين اسنانه :
-لن تسافري . ستأتين معي .
رفعت بصرها اليه فطالعها وجهه المقنه بقسوة ورأت في حدقتيه بريقاً غريباً جعلها تنكمش داخلياً وتحسب الف حساب لعواقب ذلك الغضب الرهيب . قال تتوسله :
-ارجوك يا خوان . يجب أن أرجع الى مونيكا ... اذا ... اذا دفعت عني ثمن البطاقة .
اجاب بصرامة :
-لقد اقلعت الطائرة قبل قليل .
شدد قبضته على ذراعها وبدأ يدفعها صوب سيارة الليموزين حيث رأت سائقاً في لباس رسمي يجلس بصبر وتهذيب . فقالت بالحاح وهي تحاول التملص منه :
-سوف انتظر الطائرة التالية .
فأجابها وهو يفتح الباب الخلفي :
-سنزور آل انهل بعد زواجنا . أعدك بذلك . اما الآن ، فاصعدي امامي .
-كلا ! دعني اذهب ، ارجوك . الا ترى أن زواجنا سيفشل ؟ اننا مختلفان جداً عن بعضنا وغير متكافئين .
قال بوقاحة :
-اخرسي ! لا تدعيني اضربك على قفاك على مرأى من الناس ، ولا تظنني للحظة انني اهددك جزافاً !
توسلته بنظرة أخيرة يائسة ثم صدقته . صعدت السيارة كالسلحفاة ، وحالما جلس الى جانبها انطلق السائق عائداً بهما الى كوبايا .

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:10
6-عروس لليلة واحدة


جلست سوريل بعيداً عن خوان قدر المستطاع ، وسرحت ببصرها الى النهر العريض الصافي الذي يعكس ألق الشمس الغاربة ، ويجري كذهب مسيّح بين حفافي الأشجار الداكنة . على الضفة الأخرى ، وخلف الأشجار ، بدت الحقول الخصبة مزنرة بظلال زرقاء وهي تنطوي أمام بصرها كغيوم ارجوانية ، فيما بيوت المزارع المتباعدة تتألق كأجنحة بيضاء وأسطحها الحمر تتوهج كما النار .
هذا المشهد الهادئ و الوجه الآخر لكولومبيا ، بلد التناقضات ، لم يجلب الراحة لأفكار سوريل . فعواطفها تتوه في دوامة ، وهي تجلس متهدلة الكتفين على المقعد الخلفي ، لا تدري ماذا تفعل أو تقول . شبهّت نفسها بالثور في نهاية المصارعة ، خائرة القوى ، وتصميمها على المقاومة في درجة الصفر تقريباً . وجاءها صوت خوان على حين غرة ، يهمس في أذنها وأنفاسه تلمس خدها كريشة ، مما جعلها تعي أنها صارت تجلس لصقه بدون أن تتذكر قيامها بذلك :
-والآن ، ما رأيك بتأديتي ؟ ألن تعززي غروري كما هو مطلوب من الزوجة الفاضلة ؟ ألن تقولي انني ادّيت دوري ببراعة فائقة ؟ قبل بضعة ايام ، لم تترددي في امتداح براعتي التزلجية .
فردت بصوت خفيض :
-انا لست زوجتك .
ظلت مشيحة عنه كي لا ترى السخرية التي تصورتها مرسومة على فمه المائل . قال مؤكداً بغرور :
-ستصبحين زوجتي عما قريب .
-لا اريد ذلك . لا استطيع الزواج منك ونحن بالكاد نعرف بعضنا بعضاً.
-ولهذا السبب بالذات ينبغي أن نتزوج ... لكي نوطد هذه المعرفة .
فاستدارت تتفحص وجهه بعينيها الواسعتين ، ولم تخرج بنتيجة سوى أنه بدا متسلياً بفكرة ما . قالت بارتياب :
-لابد ان هناك سبباً آخر . لا اصدق أنك تبغي الزواج مني كي نوطد معرفتنا .
أجابها بصوت أرق وقد اقترب منها اكثر :
-لم تتركي لي أي خيار . يجب أن أفعل شيئاً لأمنعك من الهرب . لقد جعلتني ألحق بك مرتين . ألا يلفتك هذا الى شيء عني ، يا سوريل ؟
-يلفتني فقط الى انك تبدو عاجزاً عن تقبلك لأول هزيمة عاطفية تمنى بها . انك تواجه لأول مرة ، امرأة تختلف عن الأخريات ، امرأة لم تصرعها بتلك الهالة البطولية الرومانسية التي تتلذذ في احاطة نفسك بها . ولو انني لم اضيع محفظتي لكنت الآن في طريقي الى ميدلين .
-اجل ، فكرت في ذلك .
ضغط على خدها برفق ثم ازاح شعرها الكث عن عنقها الناعم بأطراف اصابعه ، وتابع يقول :
-لهذا السبب لم أرجع اليك المحفظة عندما وجدتها .
-انت ... وجدتها ؟ اين كنت ؟
-سقطت منك في غرفة النوم . وعلى الأرجح لم تنتبهي لسقوطها في غمرة استعجالك الهرب هذا الصباح .
-اذن ، اعطني اياها فوراً ! اوه ، اني اعتبر احتفاظك بها عملاً خسيساً !
حاولت ازاحة يده بعنف لأن ضغط أصابعه اللطيف كان يضعف مقاومتها لسحره لكنه اعتقل يدها بيده الأخرى ورفعها الى شفتيه ، ثم ضغط بها على صدره كي يدعها تشعر بخفقات قلبه ، و قال بهدوء متأملاً وجهها :
-عندما أتناور مع ثور صغير و متهور ، أحاول دائماً ان اتكهن بالوجهة التي سيهجم منها ولذا خمنت أنك ستحاولين العودة اليوم الى ميدلين ، وكان عليّ أن أجد طريقة ما لأعيق ذهابك . دييغو و اوهينيا ساعداني من جهتمها على اقناعك بحضور المصارعة ، وأنا أخفيت محفظتك لأزيد من تأخيرك و لأتمكن بالتالي من اللحاق بك في الوقت المناسب.
-لم ارَ على غرارك رجلاً مجرداً من المبادئ الى هذا الحد .
-اني اتجرد منها حين أكون راغباً في الحصول على أمر ما ، وأنا أريدك زوجة يا سوريل .
حاولت أن تبعده عنها بدفع صدره الى الوراء انما كانت كمن يزحزح حائطاً صخرياً ، وحين حركت رأسها لتتفادى وجهه وجدت يده تقفز الى خدها وتلوي وجهها صوبه . همست :
-لن تجبرني على الزواج منك . سأرفض ذلك . سأقول ان هناك اسباباً عديدة تحول دون زواجنا . سأزعم انك خطفتني بالاكراه . سأقول لرجل الدين اننا لا يجب ان نتزوج لأننا لا نحب بعضنا بعضاً.
-تتحدثين دائماً عن الحب مع أنك بدأت لتوك تتعلمين شيئاً من عذابه اللذيذ ، والآن سأعطيك مزيداً من الدروس .
لمس محياها برقة ، وجنتيها ، جبينها ، جفنيها وذقنها فارتعش قلبها وأصبح التفكير في مقاومته شيئاً منسياً . عطر شعره ووجهه أشعرها بضعفها وخفقات قلبه أسمعتها الحاناً رقيقة ، فما عادت تهتم أين هي ولا درت بشيء عن حلول الغسق ولا عن قناديل الشوارع التي كانت السيارة تخترقها بهدوء وسلاسة . الكون كله كان يدور ويتركز في هذه العواطف الملهوفة . مرر اصابعه في شعرها وقال ناظراً في عينيها بتوق ، وصوته يخرج كثيفاً بفعل عاطفته المشبوبة :
هل عرفت الآن شيئاً عما سيحدث بيني وبينك ؟ عما قد يحدث هذه اللحظة وفي هذا المكان بالذات ؟
-اجل .
-هذا ماحاولت أن تتحاشيه من خلال هروبك . كان بمقدوري أن أدعك ترحلين وأنساك ، ربما مع امرأة اخرى ، لكني لم أشأ فعل ذلك لأني اريدك انت بالذات يا سوريل ، لذا ابقي معي وتزوجيني إن كانت هذه هي الطريقة الوحيدة .
غمرت وجهه بيديها وهمست بحرارة :
-نعم . نعم . سأبقى معك واتزوجك .
تمهلت السيارة ثم توقفت أمام بيت قديم ، ذي جدران خارجية بيضاء تلتمع بنعومة في الضوء الذهبي المنبعث من قنديلين يتدليان قرب المدخل .
لم تكن سوريل قد افاقت تماماً من مشاعرها فدخلت البيت كالحالمة لتجد نفسها في ردهة فسيحة تشعشعها اضواء ثريتين كبيرتين . كانت اوهينيا كورتيس هناك ، وبعد حوار قصير مع خوان تأبطت ذراع سوريل وصعدت بها الى الطابق العلوي وادخلتها غرفة نوم جذابة مزينة بورق جدران منثور بالورود ومؤثثة بفرش أبيض و ذهبي .
اغلقت اوهينيا الباب و قالت بحيوية :
-هذه الغرفة ستكون تحت تصرفكما ، انت و خوان ، اثناء مكوثكما في كوبايا . يوجد حمام ملحق بها ، وستجدانها هادئة على ما اظن . لقد وجدت لك ثوباً مناسباً للزفاف ، فلحسن الحظ ، لم تأخذ ابنتي روزينا كل ثيابها عندما تركت البيت عروساً . انت وهي متعادلتان في الطول تقريباً، لكنك انحف منها ، ولذا عليّ ان اضيق الثوب ليناسب جسمك . اذهبي الآن واغتسلي لبينما آتي به .
كان الرداء عاجي اللون من قماش الكريب دوشين الثقيل ، وزنه انيق رغم بساطة خطوطه . قالت اوهينيا وهي تساعد سوريل على ارتدائه :

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:10
-لقد ارتدته روزينا في حفلتها الراقصة الاولى حيث صمم لها خصيصاً عندما بلغت الثامنة عشرة قبل ثلاث سنوات ، لكنني واثقة من انها ستفرح من ارتدائك اياه ، كما ارجو الاّ تمانعي انت في ارتدائه كثوب عرس . ان لبس شيء مستعار ، من المفروض ان يجلب للعروس ، اليس كذلك ؟
-اجل .
حدقت سوريل باستغراب الى مظهرها الجديد المنعكس في المرآة الطويلة . فالثوب جعلها تبدو مختلفة كثيراً عن الشكل الذي توقعته ، اذ بدت كفتاة تخرج من صورة في كتاب قصصي اسطوري !
بدا لها انه لم يكن هناك اي تباين يذكر بين لون الثوب ولون بشرتها ، ونتيجة لذلك بدا شعرها الاحمر اكثر لمعاناً وروعة ، وعيناها اغمق لوناً وكأنهما بركتان عميقتان من السواد.
كانت اوهينيا قد ضيقت حواشي الفستان قليلاً بواسطة الدبابيس وبدأت تخيطها بسرعة حول جسم سوريل . سألتها بعد قليل :
-ما رأيك في الثوب ؟ هل اعجبك ؟
-اجل ، اعجبني انه للطف كبير منك ان تعيريني اياه . لقد كلفكما خوان عناء كبيراً ، انت وزوجك ، حين قرر ان يتزوج بهذه السرعة من فتاة التقاها لتوه.
ثم اضافت بلهجة اعتذار :
-ومع ذلك لا تبدين مندهشة من تصرفه .
اطلقت اوهينيا ضحكة قصيرة وردت :
-لا يمكن ان يدهشني مطلق تصرف يصدر عن خوان ، فكلانا من السلالة نفسها . لقد كان منذ ولادته قانوناً بحد ذاته ، وذا نزعة عنيدة جداً الى نيل ما يريد ولو اضطر في سبيل ذلك الى اقلاق الآخرين او حتى الى ايذائهم . من فضلك ، استديري قليلاً الى اليمين ، علي ان اخيط الثوب وانت ترتديه ، اذ لا وقت لاصلاحه بآلة الخياطة .
اطاعتها سوريل واطلقت تنهداً بطيئاً خفيضاً عبر عن ارهاقها ، فنظرت اليها اوهينيا باهتمام وغمغمت :
-ياصغيرتي المسكينة ، انت منهكة جداً . ما كان يجب ان تهربي بتلك الطريقة اذ جعله ذلك اكثر تصميماً على امتلاكك ، انه يحب كل انواع التحديات ، ولو لم يولد لعائلة تحترف مصارعة الثيران اباً عن جد ، لاختار ربما شيئاً آخر يشكل تحدياً مماثلاً : كتسلق الجبال او الطيران البهلواني او سباق السيارات ، اي شيء يضطره الى استعمال مداركه وبراعته ليتجنب الموت في العاب الموت هذه .
عادت سوريل تحدق الى صورتها في المرآة ، انها تشعر فعلاً بارهاق وخوار . كذلك تحس انها وحيدة جداً ، فهاهي تستعد لزواجها من رجل غريب في ارض غريبة وتبعد كثيراً عن اي اهل او اصدقاء . لماذا تقدم على هذا ؟ اين ذهبت ارادتها القوية ونزعتها الاستقلالية ؟ قطعت اوهينيا خيطاً بمقص صغير وتراجعت قليلاً لتتفحص نتيجة اصلاحها ، ثم قالت :
-هذا اقصى ما استطيع فعله ، والآن ، جربي هذين الحذائين . من المفروض ان يناسبا قدميك . وبدلاً من الطرحة التقليدية ، لدي هذه الطرحة المخرمة التي كانت لامي.
فاحت من الطرحة العاجية رائحة الخزامى المجففة التي خزنت بها ، فلامستها سوريل باغتباط ، وقد تأثرت لمعرفتها بانها كانت تخص جدة خوان .
-هيا يا حبيبتي ، حاولي ان تبتسمي قليلاً ، الزواج خطوة رائعة لأنه بداية الحب وليس نهايته . لننزل الآن الى الطابق الأول حيث يقدم اليك دييغو شراباً منعشاً يزيل الذبول عن محياك .
بعد نصف ساعة كانت سوريل تقف الى جانب خوان أمام رجل دين ضئيل الجسم اسود الشعر ، يشبه جوفيتا الى حد بعيد ، وتحاول ان تركز على ما كان يقوله بعبارات اسبانية سلسة وهو يبارك اتحادهما ويوصيهما بالحفاظ على العهود التي قطعاها على نفسيهما قبل لحظات .
غام لهب الشمعة امام بصرها واحست بدوار بسيط بفعل حرارة الجو العابقة بالبخور . ترنحت فسارع خوان الى احاطة خصرها بذراعه ، ثم ازاح الطرحة عن محياها وقبلها بلطف ، وفي الاخير تأبط ذراعها ، واستدارا معاً ، يهبطان الدرجات القليلة ويسيران خارجين على الممر الطويل بين صفوف المقاعد.
لو ان هناك شخصاً واحداً من اهلها يقف الآن بين الصفوف المعتمة ، قريباً او صديقاً ينتظر مرورها ليهديها ابتسامة حلوة . لكن لم يكن هناك سوى اوهينيا ، و دييغو ، بانشو ، الرجال الذين اشتركوا في المصارعة ذلك النهار وبعض المعجبين بخوان من اهالي البلدة الذين سمعوا اشاعة تقول ان بطلهم المحبوب سيتزوج هذا المساء فجاؤوا ليحظروا الاحتفال.
عاد الى منزل دييغو ، وحيث تحولت الحفلة الخاصة بالمهرجان الى احتفال بزفاف . و لكن كم تختلف هذه عن كل حفلات الاعراس السابقة التي حضرتها قبلاً ! فهنا لا يجلس المدعوون الى موائد طعام طويلة و لاتسمع انخاب هادئة مهذبة تعقبهما وصلة رقص و شراب . هنا يعطون الاولوية للرقص و الشراب اللذين كانا في عزهما عندما وصلت و خوان الى البيت.
وماهي الا لحظات حتى انتزعها شاب مجهول من جانب عريسها واخذ يدور بها في ارجاء القاعة في رقصة كولومبية تفيض بالحيوية ، تصاحبها غيتارات محلية يعزف عليها شبان متحمسون . وبعد نصف ساعة ، وقد توردت وجنتاها وتبعثر شعرها لكثرة مارقصت مع عدد وفير من المدعويين ، تلفتت حولها تبحث عن خوان فرأته واقفاً عند احد المداخل المقنطرة لقاعة الاستقبال الفسيحة ، وهو يتحدث الى امرأة بدت مألوفة جداً بشعرها المعقوص عالياً وعنقها الطويل وقامتها النحيلة ، انها ايزابيلا كورتيس ! احست سوريل ان وجود ايزابيلا كان جزءاً متمماً للمشهد الخيالي العجيب ، وقد يعني ذلك انه سينتهي قريباً وستفيق هي لتجد نفسها في غرفتها في بيت عائلة انهل ، وان كان كل ما حدث لها من حين تركت رامون في مكتبه مساء الاحد ، لم يكن سوى اضغاث احلام .
بدأت تسير صوب خوان و ايزابيلا ، وهي تتوقع الى حد ما ان يتبخرا في الهواء لدى اقترابها منهما . لكنهما بقيا مكانهما ، ورأت خوان يستدير عنها و يتقدم بضع خطوات ليرحب بصديق له قدم في تلك اللحظة. اما ايزابيلا فكانت تتلفت حولها عابسة وحالما وقع بصرها على سوريل ، اختفى عبوسها وحلت مكانه ابتسامة خفيفة ساخرة وهي تقول:
-آه ، الآنسة بريستون .
ثم وضعت اصبعها على فمها تتظاهر بالامتعاض ، واردفت :
-المعذرة ، يجب ان اقول السنيورا رينالدا . ها نحن نلتقي ثانية ، وفي ظروف غريبة حقاً.
-ماذا تفعلين هنا ؟
-دييغو هو شقيق زوجي ، وقد جئت ازوره و اوهينيا بمناسبة المهرجان، اظنني تأخرت قليلاً في الوصول .
قطبت ثانية وبدت قلقة جداً وهي تردف :
-قضيت وقتاً طويلاً مع مونيكا فتأخرت على موعد الطائرة التي تقلع عصراً من ميلدين . اني لأتساءل عما ستقول مونيكا حين تسمع خبر زواجكما.

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:11
ثم تلفتت حولها وكأنها تريد التأكد من انهما بعيدتان عن مسمع الحاضرين ، واضافت هامسة :
-اخبرتني اليوم أنها تأمل في عودة المياه الى مجاريها بينها وبين رامون، وانها قد فكرت في وسيلة لاقناعه بأنها لم تعد رفيقة لخوان.
فردت سوريل بتوكيد :
-لكنهما لم يكونا رفيقين في أي وقت من الاوقات .
-كيف عرفت ؟ هل اخبرتك هي ذلك ؟
بدت ايزابيلا مندهشة ، لكن حين أومأت سوريل برأسها . ضحكت المرأة باطمئنان و قالت :
-لم تخبرك بذلك الاّ لتكسب عطفك ، وأفضل وسيلة لاستمالتك الى جانبها هي ان تزعم براءتها من قصة خيانتها لرامون . لا تنسي اني اعرف كل شيء عنها وعن خوان اذ اطلعت على علاقتهما منذ البداية وراقبت تطوراتها . الم تكن هي التي طلبت اليك ان تأتي هنا لتري خوان ؟
-نعم ... كلا ...
وفجأة لم تعد سوريل متأكدة ، هل كانت هي صاحبة الفكرة ام مونيكا ؟ رأت ايزابيلا تبتسم هازئة فاضافت بضعف :
-انا حثثتها على طلب مساعدته ، وهي وافقت على ذهابي لمقابلته .
فقالت ايزابيلا متشدقة :
-وهكذا وقعت في مصيدتها الصغيرة . لقد شجعتك على الذهاب لكي يعلم خوان ان رامون قد اكتشف ما كان يجري بينهما و بالتالي كي يبادر خوان الى ذر بعض الرماد في عيني رامون ليعميه عن رؤية الحقيقة .
بدأت سوريل تفقد حيويتها السابقة التي احدثها الرقص و المرح ، وشعرت ببرد وارهاق و حيرة فغمغمت :
-انا لا افهم .
-لا تفهمين ؟ كم يؤسفني اني لم استطع رؤيتك قبل مغادرتك بيت رامون امس . فلو حصل ذلك ، لاستطعت منعك من الحضور لرؤية خوان . فانا اعرفه جيداً ، واعرف قدرته على استغلال الامور لصالحه وحيث لا يتوانى عن استعمال الناس وخداعهم لما يخدم اهدافه الخاصة ، وهنا لابد لي من الاعتراف بأنني لم اتصور ابداً ان تصل به انانيته الى حد استخدامه الزواج من فتاة شابة وبريئة مثلك ، ولعله اضطر الى هذا الزواج ليقنع رامون بان علاقته مع مونيكا قد انتهت الى غير رجعة ، ولتستطيع مونيكا ان تحتفظ بزوجها وبرفيقها معاً.
وفكرت سوريل في نفسها . الآن حان وقت الاستيقاظ كي نضع حداً لهذا الحلم الذي يتحول بسرعة الى كابوس . لكنه يرفض ان ينتهي ، وهي ماتزال تقف مكانها ، تحدق الى ايزابيلا ، وتشعر بغضب جامح يتنامى في داخلها .
ابتسمت ايزابيلا بشيء من المرارة ، و قالت :
-اما خطر لك ان تتساءلي عن فجائية هذا الزواج ؟ لقد استطاع خوان ان يخدعك بسهولة بسحره القوي ، اليس كذلك ؟ بعد شهرين من الآن سوف تحملين طفله في احشائك ، ويعود رامون الى الانغماس في اعماله ، وتستعيد مونيكا قدرتها على السير ، وبوسعك ان تتصوري ماسوف يحدث آنذاك .
وهنا تنهدت ايزابيلا وتابعت :
-اوه ، يؤسفني يا عزيزتي ان اضطر الى اخبارك كل هذا . يبدو ان دوري في الحياة صار يقتصر على ان اكشف للآخرين ما لا يستطيعون ان يروه بأنفسهم . وحتى رامون ، رجل الاعمال الناجح ، وقد وقع فريسة لهذا الخداع المزدوج من قبل زوجته و عريسك . ولكن ، ماذا ستفعلين الآن ؟
-لست ... لست ادري لغاية الآن ... ليّ ان افكر . اشعر بارهاق شديد ومن الافضل ان انام .
رفعت طرف ثوبها بيديها واستدارت تسير مهرولة وهي تشق طريقها بين تجمعات المدعوين الصاخبة . ولما وصلت الردهة رأت خوان يرفع بصره اليها وسمعته يناديها الاّ انها تجاهلت نداءه وصعدت الدرج مهرولة ، ثم استدارت الى اليمين في اتجاه الغرفة التي غيرت فيها ثيابها قبل اجراء الزواج . وحالما دخلتها اغلقت بابها وارتكزت عليه لتلتقط انفاسها، ثم سارعت الى قفله بالمفتاح.
لم يكن ظلام الغرفة دامساً اذ كانت اضواء مصابيح الفناء تتسرب من النافذة العريضة التي تطل عليه وتلتمع على زجاجها . سارت اليها سوريل ، وثوبها الحريري يصدر حفيفاً ناعماً و اقفلت بابيها الزجاجيين باحكام . وفجأة استدارت بسرعة ، كحيوان محاصر ، حين احست بوجود شخص يدير مقبض الباب ويحاول فتحه بالقوه . وجاءها صوت خوان يهتف بحدة :
-سوريل ! افتحي الباب من فضلك .
تعرقت يداها على حين غرة فمسحتها بفستانها . حدقت الى الباب وكلمات ايزابيلا تضرب رأسها كمطرقة ... انها في حاجة الى وقت لتفكر في تلك المعلومات ولتخطط شيئاً في ضوئها .
وعاد خوان يناديها بصوت ارق ، وبشيء من المرح :
-سوريل ، اعرف انك هناك ، افتحي الباب ارجوك !
-خوان ، هل تستطيع سماعي ؟
فهز مقبض الباب واجابها :
-اجل ، لكنني افضل ان اراك . هيا ، افتحي . اية لعبة هذه التي تلعبينها ؟
-ارجوك يا خوان . حاول ان تفهم . انا ... انا متعبة و اريد ان انام .
فقال بلهجة مداعبة :
-اذن دعيني ادخل وانام ايضاً من حقي الآن ان افعل ذلك ، وانت ايضاً يا حبيبتي من حقك ان تنامي معي.
-كلا ، ليس الآن ، في ما بعد . سيكون من الافضل لكلينا ان استريح اولاً. ارجوك يا خوان .
اجابها الصمت . انتظرت باعصاب متوترة اذ توقعت ان يتصرف بعنف فيحطم القفل بلبطة محكمة الهدف ، لكنه ظلّ ساكناً ولم يهز مقبض الباب ايضاً . مرت اللحظات ثقيلة بطيئة ثم اغضبها صمته فنادت قائلة :
-خوان ، هل تسمعني ؟
الصقت اذنها بالباب واصغت ، فما قدرت ان تسمع شيئاً . هل ذهب ؟
حيرها رد فعله هذا ، او بالأحرى عدم رد فعله تجاه الباب المقفل ، فابتعدت عنه ببطء ، وهي تقاوم رغبة في فتحه و اللحاق بخوان كي تتهمه وجهاً لوجه بما قالته لها ايزابيلا .
كانت تشعر بالحيرة و الارهاق ، وبوجع الخيبة يمزق احشاءها . نزعت الثوب العاجي و القته كبركة من الحرير على السجادة الوثيرة ، ثم ارتقت السرير العالي القوائم واندست بين الاغطية الناعمة بارتخاء . اغمضت عينيها المثقلتين وبدا لها ان ايقاع الموسيقى الراقصة المنبعث من تحت كان يمتزج مع ضربات قلبها و يجلب لها النعاس تدريجاً.
خيل اليها انها على متن طائرة تحلق فوق المحيط الاطلسي ، وان الكابوس قد انتهى اخيراً ، واحست نفسها تبكي بقلب كسير لأنها لا تريد فراق خوان و لايهمها ان كان يخدعها . تريد فقط ان تكون معه . وحتى في احلامها استطاعت ان تحس دفء يديه وحرارة انفاسه وان تسمع خفقات قلبه تتحد مع خفقاتها .

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:12
فتحت عينيها فاذا بنور الفجر الباهت يتسلل من النافذة المفتوحة قليلاً و التي تظهر منها زاوية سطح احمر ... لم تكن على متن طائرة ، انما في منزل آل كورتيس في كوبايا !
رفعت يديها فاصطدمتا بيدين اخرتين ، كبيرتين قويتين . ادارت رأسها على الوسادة فانزلقت اليدان فوراً مبتعدتين عنها . هبت جالسة على الفراش ونظرت الى الرجل المستلقي على ظهره الى جوارها . كان الضوء الباهت ينطرح على خده المندب ، واهدابه الكثة تبدو كمروحة سوداء تضلل ما تحت عينيه وفمه الجميل ينحني بهزء كما لو انه يبتسم لفكرة ساخرة .
كيف دخل الغرفة ، وكم من الوقت مضى وهو هنا الى جوارها ؟ انحنت عليه بفضول . اهو نائم ام يتظاهر بالنوم ؟ لمست الندبة على خده و لاحقتها بلطف بطرف اصبعها . ثم لمحت بريقاً بين اهدابه ورأته يراقبها. انزلت يدها وجلست بلا حراك . مرت لحظة مشحونة بتوتر مثير ثم تحرك خوان كالبرق المرعد ولف عنقها بذراعه جاذباً اياها صوبه ، وغمغم :
-صباح الخير سينيورا رينالدا . كنت انتظر اسيقاظك . ارجو ان تكوني نمت جيداً وزال تعبك ، لأن وقت العناقازف من جديد .
فهتفت وهي تدفعه عنها :
-لا ، انتظر يا خوان . هناك شيء يجب ان اعرفه واريد التكلم معك بشأنه.
-انت تتكلمين اكثر من اللزوم ، لكني اعرف طريقة جيدة لاسكاتك.
احسته يعاملها بلا رحمة وكان ملمس يده يوقظ عواطفها و يشل قدراتها.
بعد ذلك استلقت الى جانبه في صمت راجف وقد ادهشها استسلامها الكامل له.
سمعته يغمغم :
-اصبحنا الآن متحدين جسماً وروحاً . هل تظنين فعلاً انك تستطيعين منعي باقفال باب علي ؟
كانت تحس ارتخاء ينتشر في مفاصلها و يغريها بالبقاء طيلة النهار الى جانبه .
وسألته :
-كيف دخلت ؟
-عبر الحمام الذي له باب يفتح على الرواق .
شبك اصابعه في شعرها وتبع ضاحكاً بخفوت :
-لابد انك كنت مرهقة جداً فلم تفكري في اقفال باب الحمام ايضاً.
لكن التعب لم يكن السبب الذي حداك الى اقفال باب الغرفة ، وهناك سبب آخر . هل تريدين الافصاح عنه يا حبيبتي ؟
-اردت ذلك قبلاً لكنك منعتني ... اقفلت الباب لأنني اردت ان افكر في شيء سمعته عنك من شخص ما .
-شيء لم يرق لك ؟
-اجل يا خوان ، فأنا لماذا قررت ان تتزوجني .
ضحك ثانية ورد وهو يعانقها :
-بالطبع تعرفين ، فأنا اخبرتك السبب وقد اثبته لك فعلياً قبل قليل.
تزوجتك لأحول دون هروبك ، لابقيك معي ، ولأعرضك بافتخار لكل اقربائي و اصدقائي ولأزهو بك امامهم ...
فأضافت تتهمه بصوت خفيض :
-ولتذر الرماد في عيني رامون ؟
هب جالساً ليواجهها وهتف بحيرة و عبوس :
-ماهذا الذي تقولينه عن الرماد وعن رامون انهل ؟
-انت تعلم جيداً ما اقصد ، لذا لا داعي لأن تتظاهر بأنك لا تفهم . قلت لي امس ان هناك سبباً اخر لزواجك مني اضافة الى رغبتك في توطيد معرفتنا ، وقد اكتشفته ! سوف تستعمل زواجنا كغطاء لتحمل رامون على الاعتقاد بأن علاقتك مع مونيكا قد انتهت ، اليس كذلك ؟
استمر يحدق اليها واجاب بوجه قاس :
-من اخبرك ذلك ؟
-ايزابيلا كورتيس .
-اتعرفين ايزابيلا ؟
-بالطبع . تعرفت اليها والتقيتها عدة مرات في بيت رامون و مونيكا . انها صديقة العائلة ، ومن المفروض ان تعرف انت ذلك لانها هي التي عرفتك الى مونيكا.
-حقاً ؟
هز كتفيه بلا اكتراث ثم اضاف وهو ينهض :
-لقد نسيت ، وانصحك بأن تنسي انت ايضاً.
راحت تلاحقه ببصرها وهو يرتدي ثيابه . انه لم ينف اتهامها بشكل حازم بل رد عليه باسئلة اثارت فيها مزيداً من الارتياب ، فغمغمت :
-لا اقدر ان انسى .
رمقها بنظرة حذرة ثم حمل قميصاً نظيفاً على ذراعيه وهم بمغادرة الغرفة، فسألته :
-الى اين تذهب ؟
فاستدار قائلاً :
-الى الحمام ، كي اغتسل واحلق ذقني . اود من كل قلبي ان اقضي الصباح معك لكنني مضطر الى زيارة الحلبة لاهتم بأمر الثيران .
افترفمه عن ابتسامة خفيفة واردف :
-لا تقلقي يا حبيبتي ، سوف نستمتع بشهر العسل بعد انتهاء المصارعات .
-لكنك لم تجب على سؤالي .
فرد باختصار :
-حسبتني فعلت . لقد طلبت اليك ان تنسي الأمر ، اذ لا يعنيك اي شيء من احداث حياتي الماضية .
-بمافي ذلك علاقتك بمونيكا ؟
-اجل ، تلك ايضاً.
-تصرفاتك الماضية لا تعنيني لكن تصرفاتك المستقبلية تهمني .
-بدأنا الآن نقترب من لب المشكلة ! انك تغارين من النساء اللواتي قد التقيهن وانظر اليهن مرتين.
هز رأسه ضاحكاً و قال وهو يفتح باب الحمام :
-سوريل ، لم يخطر لي انك ستكونين غيورة الى هذا الحد . لكن الذي تلمحين اليه لن يحدث اطلاقاً طالما انت تتصرفين كزوجة مثلى وترحبين بتقرباتي العاطفية .
رمقتها بنظرة ولهى جعلت قلبها يخفق بقوة ، واضاف بصوت اكثر رقة و عمقاً :
-مثلما فعلت هذا الصباح .
-كفى ، كفى ! لا تحاول خداعي وايهامي بانني سأبقى المرأة الوحيدة في مستقبل حياتك .
-لكنك كذلك يا حبيبتي .
-طالما انا خاضعة لمشيئتك وساكتة على تصرفاتك ، اوه ، ماذا فعلت بنفسي ؟ كان يجب ان استمر بالهروب بعيداً عنك ، والا اسمح لك بامتلاكي ! اوه ، كيف سأتصرف الآن ، ماذا سأفعل ؟

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:13
ثم اجهشت في بكاء عاصف حين ادركت ان خوان لا ينوي دحض اتهاماتها . لقد اخذ هذا الصباح بغيته منها ، لكن بالرغم من تعهداته الزوجية مايزال مصمماً على خداعها . اجابها :
-يمكنك ان تحاولي الوثوق بي.
قال ذلك بصوت بارد جعلها تزيح يديها عن وجهها وتنظر اليه ، فبدا لها شاحباً الى حد البياض . قالت بعنف :
-كيف استطيع ذلك وانا لم ار منك الا الخداع ؟ ففي لقائنا الاول خدعتني برفضك ذكر اسمك الحقيقي . ثم عرضت ان تساعدني فصدقتك لكن حين قصدتك لتساعدني رفضت ذلك ، بل لم تتورع عن سرقة محفظتي...
-لم اسرقها بل وجدتها على طاولة الزينة . اما بالنسبة الى باقي الاتهامات فقد حاولت ان اشرح لك دوافعي ومبرراتي ، لكن ان كنت عاجزة عن فهمها فيبدو انني اخطأت فهمك بدوري . و بالنسبة الى مونيكا...
صمت فجأة ومرر يده في شعره ثم تابع مستديراً الى الحمام :
-اوه ! ماجدوى التفسير مادمت مصممة على ان تصدقي ايزابيلا كورتيس ، و بالتالي لا يمكنني دحض اتهامك . اعتقدت آملاً ان زواجي منك سيضع حداً للحديث عني وعن مونيكا .
فهتفت تلسعه بلا وعي :
-اذن كان بوسع اية فتاة اخرى ان تخدم هذفك هذا !
آلمتها خيبتها العميقة اذ تحققت مما اوحت به ايزابيلا ، وجرفتها الكآبة فلم تسمعه يشهق كما لو انه طعن بسكين.
التهبت عيناه كنار وسط وجهه الشاحب وصرخ فيها بصوت اجش :
-كم انت مصيبة ! لكنني كنت شديد الغباء حين اخترت فتاة باردة الدم على شاكلتك ! الآن عرفت لماذا هرب الرجال منك قبل ان التقيك !
صفق باب الحمام خلفه ، فأعولت سوريل متعذبة وطرحت نفسها على السرير تنتحب بشدة وتضرب الوسائد بقبضتيها ، متمنية لو انها لم توجه اليه مطلق اتهام ، ولو انها ماتزال الى جواره وهو يحضنها ويهمس لها بأعذب كلمات الغزل الاسبانية .
لم تدري كم من الوقت بكت ، لكنها هدأت شيئاً فشيئاً وبدأت تواجه حقيقة الوضع . لقد تزوجت رجلاً من النوع الذي حاولت دائماً الابتعاد عن طريقه ، رجلاً خشناً ، صلباً و مغروراً ، يجني آلاف الدولارات من تأدية رياضة عنيفة ، ويحبه مئات المعجبين الى حد الوله ، رجلاً اثار فيها عواطف كانت هاجعة في كيانها ، رجلاً اعترف لتوه بأنه ماتزوجها الا ليوقف اشاعة تتناوله وامرأة اخرى !لا يمكنها العيش معه في ظل هذه الحقيقة . لا تطيق الجلوس بلا حراك ، منتفخة البطن بطفل منه ، وهي تعلم انه يلتقي امرأة اخرى في الخفاء . يجب ان تتركه في اسرع وقت قبل ... قبل ... شهقت سوريل وهي تواجه حقيقة اخرى ... يجب ان تتركه قبل ان يتعمق حبه في خلاياها الى حد الاستسلام لكل الحقائق الأخرى .
هبطت ببطء من على السرير ، وسارت الى طاولة الزينة تلتقط محفظتها الملقاة هناك وتتفحص محتوياتها . لا شيء قد مس فيها ، فالمال الذي سحبته من المصرف في ميدلين مايزال موجوداً.
يجب ان تعود الى مونيكا لتروي لها ما حدث ولترى ردة فعلها . الفكرة فرخت على مهل في ذهنها الا انها كبرت بسرعة هائلة جعلتها تبادر الى ارتداء التنورة و البلوزة التتين لبستهما في اليوم السابق . سوف تغتنم غياب خوان و تنسل من البيت واهله نيام .
ولما ايتعدت للرحيل اخرجت مفكرتها من حقيبة يدها ونزعت منها ورقة كتبت عليها رسالة قصيرة لخوان جاء فيها :
-لقد تركتك . لا تحاول اللحاق بي . لا استطيع العيش مع شخص خدعني.
وضعتها على الطاولة في مكان المحفظة ثم حملت حقيبة السفر وغادرت الغرفة . لم تلتقي احداً وهي تهبط الدرج . ولما خرجت الى الشارع شعرت بشيء من الاستغراب لكونها استطاعت الافلات بهذه السهولة.
كان الوقت قد شارف الظهر حين وصلت ميدلين ووجدت أخيراً سيارة تاكسي وزودت السائق بعنوان آل انهل . كانت ابنية البلدة تتألق في شمس الربيع الدائم وزهور الاوركيديا تتماوج في جمال قرمزي وزهري نادر على امتداد الشارع . وحين توقف التاكسي قرب مدخل البيت ، احست بقشعريرة رهبة تغزو اعصابها ، فليس من السهل ان تروي لمونيكا ما حدث وان تحاول الوصول الى الحقيقة . استغربت ان ترى سيارة رامون متوقفة امام المدخل الرئيسي وتساءلت ان كان مايزال في البيت و لماذا . دفعت اجرة التاكسي وهرولت تصعد الدرج وتدق الجرس . بعد قليل فتحت لورا الباب وليس مانويلا كما توقعت فهتفت :
-لورا ! لماذا انت في البيت ؟
فألقت نفسها عليها وصرخت وهي تقبلها وتحضنها وتضحك :
-سوريل ! لقد عدت ، لقد عدت ! اوه ، اين كنت ؟ الماما كانت تعيسة جداً هذا الصباح لانك لم ترجعي . لقد بكت و بكت واضطرت الى البقاء معها ، وفي الأخير استدعيت البابا من المكتب . هيا ، ادخلي الى غرفتها، ان البابا موجود معها .
وجدت مونيكا مستلقية على فراشها شاحبة الوجه مغمضة العينين ، ورامون يقف عن النافذة ينظر الى الحديقة ويعبث بحبل الستائر . سمع سوريل تدخل الغرفة فاستدار بسرعة وهتف :
-آه ، لقد عدت آخيراً !
وهتفت مونيكا :
-سوريل ! حمداً لله انك رجعت .
انخرطت فوراً في البكاء ، فألقى عليها رامون نظرة قلقة ثم سأل :
-هل اتى رينالدا معك ؟ اذا كان جاء ، فاذهبي للاتيان به فوراً الى هنا.
-لكن كيف عرفت اني ...
توقفت ناظرة الى مونيكا ، فمسحت السيدة عينيها بمنديل صغير و قالت :
-لقد اخبرت رامون كل شيء . هل وجدت خوان ؟ ماذا قال ؟ هل عاد معك ؟
-كلا ، لقد رفض ان يأتي . قال ان مجيئه لن يجدي نفعاً ، وبدلاً من ذلك تزوجني .
فغر كلاهما فمه مذهولاً وقالت مونيكا بلهفة :
-سوريل ، عزيزتي ، هل أنت متأكدة من ذلك .؟
وهتف رامون :
-رينالدايتزوج ؟ لا اصدق ! لابد من وجود خدعة ما .
مدت سوريل يدها لتريهما خاتم الزواج و قالت بصوت راجف :
-انا متأكدة من الزواج . لكني اظن انك مصيب يا سنيور في وجود خدعة ما ، انما لم اكتشفها الا في ما بعد ، وحين اوحت الي ايزابيلا كورتيس بأنه تزوجني بسرعة ليذر الرماد في عينيك . ليوهمك بأن علاقته مع زوجتك قد انتهت.
فصرخت مونيكا قائلة :
-لكن لم تكن هناك اي علاقة بيننا على الاطلاق ! افهمتك ذلك يا سوريل ، واكرر ، لم نكن ابداً ، رفيقين . يا الهي ! كل الحق على ايزابيلا ! لقد حاولت ، منذ ترملها ، ان تقف بيني و بينك يا رامون ، فهي التي عرفتني الى خوان وشجعتني على الذهاب للتزلج . كذلك اقترحت ان

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:13
ازوره في مزرعته ، وطوال الوقت كانت تنقل اليك تحركاتي وتوهمك بأن العلاقة اعمق وأسوأ مماهي بكثير. اوه رامون ، يجب ان تصدقني ! يجب ان تصدقني !
ران صمت قصير ، راح رامون يحدق خلاله الى زوجته المنتحبة ووجهه الكليل يتقلص الماً وحيرة . ثم استدار الى سوريل على مهل و قال لها بهدوء :
-اجلسي ، فهذا الموضوع يحتاج الى مناقشة ، ويخيل الي اننا جميعاً قد خدعنا بشكل أو بآخر .
جلست سوريل وانتظرت فيما عواطفها تتصارع في داخلها . اما رامون فجلس على حافة السرير و خاطب زوجته قائلاً :
-اصغي الي يا مونيكا وحاولي ان تجيبي بهدوء . لقد شرحت لي سبب انجذابك الى رينالدا في اول الامر ، واحسبني اتفهم ذلك بل لا امانع في الاعتراف بان تصرفي قد يكون هو السبب . اما الآن ، فهو لك ان تخبريني عما حدث بالضبط حين ذهبت الى مزرعته ؟
مسحت زوجته دموعها وتنهدت بارتجاف ثم قالت بجمود :
-لم يكن موجوداً.
-اذن لم تريه ؟
هزت رأسها نفياً وتابعت :
-استقبلتني امرأة كانت هناك . امرأة في حوالي الثامنة و العشرين من العمر ، جذابة جداً ، ترتدي ثياباً مزخرفة وتلبس خواتم ثمينة تساوي آلاف الدولارات.
ادركت سوريل فوراً انها انيز ، فسألت مونيكا :
-هل عرفتك بنفسها ؟
-كلا ، لا اظنها فعلت . لكن ... لشدة انذهالي من رؤيتها لم يخطر لي ان استوضحها اسمها . لقد تصرفت معي بطريقة هجومية . سألتني من اكون ، وعندما اعطيتها اسمي ضحكت و قالت ان خوان حدثها عني وسخر مني امامها .
وهنا عبر صوت مونيكا ووجهها عن الكآبة نفسها التي احستها آنذاك لدى سماعها ان الرجل الذي وقعت في حبه قد اغتابها وهزأ منها امام امرأة اخرى . وتابعت بصوت كسير :
-طلبت مني ان اعود الى بيتي الزوجي لانها كانت تعيش في المزرعة ولن يوجد هناك متسع لكلتينا .ادركت في تلك اللحظة انها رفيقة خوان ولا ريب . شعرت بخزي جارف عميق و استدرت اعدو الى سيارتي... ضحكتها الشامتة تلك لم تفارقني حتى اللحظة ...قدت السيارة على غير هدى ولذا حصلت الحادثة . لكنني كمنت عائدة اليك يا رامون ، ارجوك ان تصدق ذلك . كنت عائدة اليك انت ، لاني ادركت وقتها انك الرجل الوحيد الذي احب.
فضمها رامون الى صدره واخذ يمسد شعرها و يقول :
--لا تبكي يا حبيبتي ، لقد صدقتك الآن . صدقتك تماماً.
لكنها عادت تقول بذعر كي تقنعه اكثر :
-ولم احاول الاتصال ثانية بخوان بواسطة سوريل . لقد كذبت ايزابيلا حين اخبرتك ذلك يوم الأحد . انها تريدك ان تطلقني لتحظى بالزواج منك ، وما انفكت تحاول ان تبني ضدي قضية محكمة كي افشل في الدفاع عن نفسي لانها تعلم صعوبة حصولك على الطلاق من دون اثباتات قوية .
شهقت مونيكا باكية واضافت باكية واضافت متأوهة :
-لكن ربما انت تريدها بدلاً مني . يا الهي ! سيكون ذلك عقاباً قاسياً لي ، لكوني تجرأت فقط على النظر الى خوان .
-كلا ، لا اريد ايزابيلا ، اريدك انت وما رغبت في امرأة سواك . لكني كنت بدأت اعتقد انك لا تريدينني ، فبعد موت الطفل اظهرت لي بعض الانكماش فلم اشأ ان افرض نفسي عليك ، ولاسيما ان الطبيب حذرنا من مغبة حمل آخر قد يقضي عليك ايضاً . ادركت الآن خطأي اذ كان يجب ان اصارحك بمشاعري تلك .
ابتسمت له مونيكا وعيناها تتألقان من خلال الدموع المتجمعة فيهما ثم تمسكت بيده و قالت :
-اجل ، كان يجب ان تصارحني . اريدك ان تفصح لي دائماً عن مشاعرك يا حبيبي .
عبس رامون بقلق ، و قال :
-لكني ما زلت افكر في قول ايزابيلا ان رينالدا تزوج سوريل ليقنعني بانه ليس على علاقة معك . سوريل ، انت صدقت كلامها ، اليس كذلك ؟ لهذا السبب انت هنا ولست مع زوجك ؟
اومأت سوريل كالخرساء ، لخشيتها اذا تكلمت ، ان تفضح عذاب احاسيسها . و قالت مونيكا بشراسة غريبة عنها :
-كم هي منحطة ايزابيلا لتقول ذلك . كم هي فاسدة ومنحطة . لابد ان حقدها الشديد جعلها توحي بشيء كهذا لعروس سعيدة تزوجت لتوها .
فسأل رامون :
-وما سبب حقدها ؟
اجابته مونيكا نقطبة :
-قد يكون السبب ما قلته لها يوم امس . كانت هنا ، تتظاهر كعادتها بالرثاء لوضعي ، وفجأة عيل صبري من مداهنتها الزائفة فحاولت ان اكذب عليها بعض الشيء . قلت لها اني تصالحت معك واننا ننتظر عودة سوريل من مزرعة خوان لتنبئنا انه سيأتي اليك لينكر قيام اية علاقة بيني و بينه . فوجئت ايزابيلا بكلامي واستأذنت فوراً بالانصراف وهي تتذرع باضطرارها الى السفر بالطائرة الى كوبايا كي تزور سلفها وزوجته.
تألق وجه مونيكا وكأنها استشفت تصرف ايزابيلا فجأة ، ثم انحنت الى الأمام وهتفت :
-فهمت السبب ! فهي حين وصلت كوبايا وعلمت بزواج خوان ، ادركت ان زواجه سيكشف كل الاكاذيب التي حاكتها حوله ، ولشدة غضبها منه لكونه افسد لها خططها حاولت ان تهدم زواجه قبل ان يبدأ. اوه ، سوريل ، انت لا تعتقدين فعلاً ان خوان ما تزوجك الا لذلك السبب ؟
فتمتمت سوريل :
-من الصعب ان اعتقد خلاف ذلك فهو تزوجني بسرعة فائقة .
اعقب ذلك صمت قصير حيث شعرت سوريل ان الزوجين يحدقان اليها ، وربما ينتظران ان تضيف شيئاً اخر ، الا انها لم تجد ما تقوله .
تنحنح رامون و كأنه يستعد لالقاء خطاب ، فتطلعت اليه لتراه يحدق اليها بلهفة ثم بدأ يتكلم ببطء وكأنه يبذل جهداً جباراً ليحط من كرامته و ليقول ما يريد قوله :
-سوريل ، اظن انني لو لم افصلك من الخدمة لما كنت وصلت الى هذا الوضع العسير . تقبلي اعتذاري المخلص ، وقد كنت ليلتها في اشد حالات الانزعاج . فايزابيلا ما برحت منذ فترة طويلة تحرضني على زوجتي من خلال تلميحات معينة تذكرها عن رينالدا ومونيكا . حاولت جهدي الا اتأثر بكلامها . لكن ما حدث يومي السبت والأحد ، رسخا ظنوني بشكل ما ، فحرت في امري ... اريدك اذا شئت ، ان تعودي الينا ، وتنهي ما بدأته من عمل ، كي تستطيع مونيكا ان تسير ثانية .
فناشدتها مونيكا قائلة :
-ارجوك ان تقبلي .
حدقت سوريل في يديها تفكر ... ان عودتها الى هذا البيت كان خياراً اخر لم تأخذه بالاعتبار اثناء رحلتها الجوية الى هنا ، لأنه لم يخطر لها وقتها ان مونيكا و رامون سيتصالحان ، او ان ايزابيلا كذبت في قولها ان خوان ومونيكا كانا عاشقين وسوف يستمران في هذه العلاقة . اما الآن ، فتوصلت بسرعة الى قرار ، ورفعت رأسها تقول مبتسمة :
-سأعود لبضعة ايام في اي حال ، لكن علي ان اذهب الى المطار لاجلب حقائبي.
ابتسم رامون ونهض واقفاً ، ففكرت سوريل في نفسها ، هذه اول مرة اراه يبتسم وكم احدث ذلك من تغيير في وجهه الصارم ! قال لها :
-اتفقنا . سأذهب واياك بسيارتي لاخرج حقائبك بنفسي.

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:15
**7-العذاب كالعسل **



كانت أشعة الشمس الصفراء ترقط زرقة حوض السباحة التوركوازية وتتألق بزهو على جوانبه ، الوقت عصراً ودفء النهار في عزه ، وسوريل مسرورة بالضل الذي تزودها به الشمسية وهي تستلقي على الكرسي الطويل وترشف عصيراً مثلجاً . كانت هي و مونيكا تسترخيان بعد وصلة من التمارين العلاجية في المياه الرائقة و القابلة للعوم . و سألتها مونيكا بصوت متفائل :
-ما رأيك يا سوريل ؟ ألم أتحسن كثيراً ؟
-بل كثيراً جداً.
لقد استغربت سوريل بالفعل التقدم الحثيث الذي حصلت عليه مونيكا منذ يوم الاربعاء . فموقف المرأة كله تجاه تعلم المشي قد تغير وصارت تظهر لهفة بدل التردد السابق وهي تتأمل المياة مفكرة:
-أنا واثقة تماما من ان تقلقي الماضي على علاقتي مع رامون كانت تعيقتني عن السير. لابد اني كنت اشعر في اعماقي انه لن يتركني مادمت مشلولة، ولذا لم ابذل اي مجهود يذكر. هل من الجائز ان يكون هذا التفاعل قد حدث بين اعراضي الجسدية والنفسية؟
-ربما.
اجابتها سوريل وهي تحدق شاردة الى سعف شجيرات متهدلة تشبة السرخس وتشكل سياجا حول موقع البركة ليحجبها عن البيت وسائر ارجاء الحديقة.
اليوم الجمعة والساعة الثالثة بعد الظهر . لقد مر على رجوعها الى هنا حوالي اثنتين وخمسين ساعة، اي اكثر من يومين! كم زحف الوقت بطيئا، او ربما بدا لها كذلك لان اليومين اللذين سبقا عودتها كانا مشحونين بالاحداث المتلاحقة ، او ربما لأنها في حالة توقع دائمة ، اذ كلما رنّ التفون تتوقع ان تكون المخابرة من خوان وكلمات رنّ جرس الباب تحسب ان خوان قد جاء يسأل عنها . لكن ما الذي سيحدوه الى المجيء ؟ لقد طلبت اليه الا يلحق بها ، وهو في أي حال ، لم يركض ابداً خلف النساء . تنهدت بدون ان تعي . انها تحس ارهاقاً بالغاً من جراء الارق الذي كابدته في الليلتين الماضيتين وحيث عذبها الندم وجعلها تتقلب على فراشها و تتمنى لو انها لم تفه بكل تلك الاشياء التي قالتها لخوان حول علاقته العابرة و البريئة بمونيكا و تتمنى كذلك لو انها وثقت به بدل ان تصدق مزاعم ايزابيلا الحاقدة .
-انت لا تتوقفين عن التفكير في خوان ، أليس كذلك ؟
فنظرت اليها سوريل متأملة ... شعرها الرطب يتجعد حول وجهها المستدير ، فمها استعاد رونقه بعد تصالحها مع زوجها وماعاد متهدلا حزيناً كما في السابق ، و الخط العميق بين حاجبيها قد إمحى تقريباً . من السهل ان يتصور المرء مدى جاذبيتها عندما كانت في الثامنة عشرة و التقت رامون لأول مرة . تهربت من جواب مباشر وردت بصوت مرح:
-وما ادراك بأني لم أكن اخطط لبعض التمارين الجديدة المفيدة لك ؟
-وهل تتنهدين وتحدقين في الفضاء لو كنت حقاً تفكرين في تلك التمارين؟ لا أظن ذلك يا عزيزتي .
التوت شفتاها المليئتان ببسمة حزينة وأردفت :
-لاتنسي انني انجذبت الى خوان لفترة من الزمن ، ولذا استطيع ان اقدر شعورك الى حد ما .
فتمتمت سوريل بانفعال :
-اني اكرهه في هذه اللحظة .
-اذن هذا دليل على وقوعك في حبه ، فهو جرحك في الصميم ، ولو لم تكوني عاشقة لما آلمك جرحه لك .
-لكنني بالكاد اعرفه ، وما عرفته عنه لا يشجعني كثيراً على حبه . فكيف استطيع ان أغرم برجل التقيته لأول مرة ، منذ اقل من اسبوع ؟
-لقد تزوجته .
وفجأة اجتاحت ذهنها ذكريات الحب القصير مع خوان فقالت بصوت مرتجف خفيض :
-تزوجته لأنه حشرني في خانة الزواج .
هذه المرة نظرت اليها سوريل بارتياب فتابعت مونيكا على عجل :
-ألا يؤكد لك هذا اكثر من أي وقت مضى ، ان ايزابيلا كذبت عليك حين اخبرتك انه ما تزوجك الا ليذر رماداً في عيني رامون ؟
-ماكان يجب ان اصغي اليها ابدا.
-وانا أخطأت جدا في تسليمها اسراري، لكنها ذات دهاء وتجعلك تشعرين انها تفعل كل ماتفعله من اجلك وحدك، وانها لا تهتم الا لمصالحك،فيما تكون طوال الوقت تسعى لمصالحها الخاصة.
-اعرف ماتقصدين،لكن ذلك لايبدل حقيقة ان خوان اعترف صبيحة زواجنا بأنه تزوجني عمدا،لكي يضع حدا للاشاعة التي تتناول اسمك واسمه.لقد خدعني وهذا مايؤلمني.
-أحقا؟هل انت متأكدة؟ الاتظنين انك انجرحت لانه لم يخبرك ما وددت سماعه منه في تلك اللحظة؟ سوريل ،يمكنني ان اتصور بالضبط ما حدث!لابد انك سارعت الى اتهامه بصراحتك المنتاهية، وهاجمته كثور هائج من دون ان تحسبي حسابا لمشاعره الخاصة. انه رجل كسائر الرجال وله كرامته التي يعتز بها . ماذا قال لك؟
-في البداية،طلب الي ان انسى معرفته بك وقال ان تصرفاته الماضية لاتعنيني، ثم اتهمني بالغيرة من شيء لم يحدث شرط ان اخلص له واثق به.
-هذا ماتصورته،لم يخبرك ما اردت سماعه. كيف كان رد فعلك انذاك؟
-سألته كيف يمكنني ان اثق به وهو ماتصرف معي الا بطرق خداعية، فاستشاط غضبا، واستطيع الان ادراك السبب، فلقد ثار لانفضاح امره.
فسألتها مونيكا:
-هل انت متأكدة من هذا السبب؟
-لايمكن ان يكون هناك اي سبب اخر لانه اعترف بعذ ذلك بأنه فكر في الزواج ليوقف الاشاعة.
وهنا تذكر سوريل العبارة الاخيرة التي قذفها بها،فغمغمت بصوت مرتجف:
-لا ارغب في متابعة الحديث.
-حسناً لا تفعلي ... ظننت ان الحديث قد يساعدك على بلورة الامور. انما عليك ان تسارعي الى حل المشكلة بطريقة ما ، الا تعتقدين ذلك ؟
هل تلمح مونيكا الى انها سوف تستغني قريباً عن خدماتها حالما تستطيع المشي ؟ ان كان الأمر كذلك ، فعليها ان تفكر من الآن في خطوتها التالية . يمكنها ان ترجع الى وطنها او ... اوه ، كيف تتصرف المرأة حين تترك رجلا لم يدم زواجها منه اكثر من اثنتي عشرة ساعة ؟ يمكنها ان تبقى حيث هي ، وتأمل ان يأتي ساعياً وراءها . لكن اذا لم يأت افتراضاً ، ماذا ستفعل ؟ هل تذهب هي اليه و تناشده استرجاعها ؟
كانت مونيكا قد أنزلت ظهر مقعدها الطويل واستلقت عليه لتأخذ حمام شمس . رشفت سوريل من شرابها المثلج و حاولت عبثاً ان تتصور نفسها تعود الى خوان لتلتمس صفحه . قالت مونيكا انه رجل موفور الكرامة ، لكن هي ايضا لها كرامتها التي لن تسمح لها بالذهاب اليه ذليلة متوسلة .
من جهة اخرى ، هي لا تعرفه جيداً لتستطيع التكهن برد فعله ، و تخشى بالتالي ان يرفضها ويزدريها و لاسيما ان السبب الأساسي الذي دفعه

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:16
الى الزواج منها قد زال الآن تماماً ، فهي لا تعتقد ان ايزابيلا ستستمر في نشر الاشاعات حول علاقة حب وهمية بين زوجة رجل اعمال بارز و مصارع ثيران مشهور .
لو ان خوان يحبها حقيقة لما تأخر لغاية الآن في اللحاق بها . لقد جرى وراءها مرتين من قبل . استفاقت من افكارها التعيسة على جلبة اصوات ، فرفعت رأسها ورأت لورا و غابرييلا في لباسهما المدرسي ، مقبلتين لرؤية امهما . و كالعادة ، راحت غابرييلا تثرثر وتظهر عواطفها لأمها بالجلوس على حافة مقعدها واحاطة عنقها بذراعها . و حالما صمتت غابرييلا لحظة لتلتقط انفاسها ، اغتنمت لورا هذه الفرصة ، فقالت بعفوية وهي تسترق النظر الى سوريل :
-علمت اليوم من فتاة في المدرسة ان خوان رينالدا قد أصيب عصر الأربعاء في احدى المصارعات في كوبايا . قالت صديقتي ان الخبر نشر امس في الجريدة .
بدت الصدمة على غابرييلا فهتفت بأسى :
-اوه ! أتظنين اننا ما نزال نحتفظ بجريدة يوم امس .
فردت لورا :
-لم لا تسألين مانويلا ؟
و هنا حثتها امها قائلة :
-اجل ، اذهبي واسأليها يا غابرييلا ، وأجلبي الجريدة معك اذا وجدتها . لورا ، هل اصيب اصابة بالغة على حد علمك ؟
-ذكرت صديقتي انه في حالة حرجة ، ماذا يعني ذلك ؟
لم تسمع سوريل جواب مونيكا اذ كانت تستعين بكل قواها لتخفي شعورها الشديد بالغثيان و لتبقى جالسة في مكانها ريثما ترجع غابرييلا بالجريدة . راحت تقول في نفسها : لا يعقل ان يكون الخبر صحيحاً ، فهو ادى مصارعته الأخيرة يو الثلثاء . لابد انها غلطة مطبعية . لابد ان الجريدة اخطأت في الاسم . اوه ، ماذا تراني فاعلة اذا توفي ؟ ضغطت على فمها بظاهر يدها و استلقت على مقعدها فالتقى بصرها بنظرات مونيكا القلقة . ثم أقبلت غابرييلا تعدو حول الشجيرات ، وتصرخ ملوحة بالجريدة :
-الخبر هنا ! هنا ! منشور في الزاوية الرياضية !
فأخذت لورا الجريدة منها و قالت :
-دعيني أراه .
لكن مونيكا أمرتها بقولها :
-اقرأيه بصوت مرتفع.
قرأته لورا على مهل ، فشعرت سوريل ان كل كلمة كانت خنجراً يغمد في قلبها ...
-الشجاع يصاب في مصارعة مذهلة .
كان هذا العنوان و تلاه نص الخبر ...
" بعد ان اصيب خوان رينالدا في بداية المصارعة بقي في الحلبة حتى النهاية مما جعل عشاقه المتحمسين يهبون واقفين و يهتفون له محيين بطولته حين ذبح الثور . ثم خر صريعاً من جراء نزيف حاد فحمل على جناح السرعة الى المستشفى في كوبايا ، وحيث أعلن في وقت لاحق انه في حالة حرجة . كان رينالدا قد عاد الى الحلبة قبل يومين فقط بعد غياب دام عامين تقريباً ."
توقفت لورا عن القراءة و قالت :
-سائر الموضوع يتكلم عن حاجة المصارعة الى مصارعين في مستواه الفني وحسه الدرامي .
فتمتمت سوريل وعي تقفز من مقعدها :
-عن اذنكن .
وضعت يدها على فمها و غادرت المكان وهي تركض حول سياج الشجيرات الى البيت . دخلت غرفتها و استلقت على الفراش ... لقد اصيب خوان بسببها ... بسبب هروبها الذي آلمه و شتت افكاره . لكنها لم تكن تدري انه سيصارع ثانية . لماذا لم يخبرها ؟ هل كان سيخبرها لو انهما لم يتخاصما ؟ تلاطمت الاسئلة في ذهنها ثم قفزت فجأة من السرير و هرعت الى الخزانة لتخرج حقيبة السفر . يجب ان تذهب الى كوبايا لتراه اذ لا جدوى من بقائها هنا ومن تعذيب نفسها بأسئلة عميقة ستظل بلا اجوبة .
الأهم من كل ذلك انه ، في حالته الراهنة ، يحتاج الى كل الحب الذي تستطيع اغداقه عليه .
لاحظت سوريل ارتجاف يديها وهي تطلب رقم المطار و فكرت في نفسها ، لم اعد هكذا منذ التقيت خوان ، فلقد استطاع ان يجرحني في عمق اعماقي ، وهيهات ان اعود الى سابق عهدي ... علمت ان هناك طائرة ستقلع الى كوبايا في خلالنصف ساعة ، فأوصلها بيدرو بالسيارة الى المطار . وعندما غادروا ميدلين كانت الشمس الغاربة تبدو كلهب قرمزي و ذهبي ، لكن عندما حطت الطائرة في كوبايا و صار لون السماء أرجوانياً داكناً ، وبدت مدثرة بنجوم ذهبية متوهجة ، تلتمع انعكاساتها كمصابيح صينية على صفحة النهر الداكنة .
كان المستشفى قديماً مبنياً على الطراز الاسباني له برج عال على أحد جانبيه ، وفي الداخل كان كل شيء هادئاً يوحي بالسكينة و عدم الاستعجال ، وبدا مختلفاً تماماً عن المستشفى الذي عملت فيه سوريل في انكلترا . عند مكتب صغير للاستعلامات ، اخبرتها ممرضة ، ان السنيور رينالدا غادر المستشفى ذلك الصباح . فهتفت سوريل :
-لكن ... أين ذهب ؟
أجابتها الممرضة بنبربة هادئة :
-لست ادري . حالته لم تكن جيدة تماماً غير انه اصر على مغادرتنا . هذا كل ما استطيع اعلامك اياه.
-شكراً.
ازداد قلقها أكثر من أي وقت مضى و خرجت على مهل لتقف بضع لحظات على رأس الدرج المؤدي الى بوابة المستشفى وهي تتساءل عما يجب ان تفعله . ثم رأت سيارة أجرة تتوقف عند البوابة و يترجل منها ركابها.
تحركت على الفور فهبطت الدرج ركضاً و طلبت من السائق ان يوصلها الى الشارع الذي يقطن فيه دييغو و اوهينيا ، وفي خلال عشر دقائق كانت تقف على العتبة تنتظر من يفتح لها الباب الحديدي.
غمرها الارتياح حين فتحته اوهينيا بنفسها ، ثم هتفت بحرارة وهي تعانقها وتجذبها الى البهو :
-وأخيراً ! كم انا مسرورة لعودتك . كنت اتناول العشاء مع دييغو ، تعالي و شاركينا الطعام .
ومشت خلفها وقطعتا البهو الى غرفة طعام انيقة و صغيرة حيث رأت دييغو يجلس الى الطاولة . فسألت بلهفة :
-هل خوان هنا ؟
اجابتها اوهينا :
-كلا . اعتقد انه ذهب الى المزرعة . دييغو ، ألم اقل لك انها ستأتي في أسرع وقت ؟
وقف دييغو يحيي سوريل بتهذيب ، وأزاحت لها اوهينيا كرسياً و تابعت:
-اجلسي يا سوريل و تناولي شيئاً من الطعام.

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:17
ومع ان سوريل كانت متابعة رحلتها الى المزرعة ، الا انها امتثلت لطلب اوهيبنيا ، سألتهما :
-كيف صحة خوان ؟
اجابها دييغو :
-انه في حالة جيدة نسبياً . فلحسن الحظ اصيب فقط في ذراعه اليسرى ، هل انهيت عملك في ميدلين بصورة مرضية ؟
-عملي ؟
قالت اوهينيا :
-اجل ، فقبل ظهر الاربعاء ، وحين تأخرت في النزول من غرفتك و بحثت عنك فلم اجدك ، سألت خوان عن مكانك ، لدى عودته من الحلبة ، فأخبرني انك عدت الى ميدلين لتقابلي السنيور و السنيورا انهل اللذين كنت تعملين عندهما ، وهكذا افترضت انك ذهبت لتأتي بحوائجك من بيتهما .
اذن ، خوان اخفى عنهما الحقيقة ، ولم يعترف لعمته بأن زوجته هجرته بعد ان قضت معه ليلة واحدة فقط.
وعادت اوهينيا تسألها بحيرة :
-اين حقائبك و اغراضك ؟ لم ارها معك حين وصلت .
وعت سوريل انها تأخرت عليها بالجواب ، فقالت بسرعة وبصوت جامد :
-سوف ترسل الي في ما بعد.
-حسناً . حسبتك ستعودين مساء الاربعاء او ربما صباح الخميس و لما تأخرت في العودة اردت ان ارسل لك خبراً لاعلمك باصابة خوان ، لكنه رفض ذلك رفضاً باتاً و قال انك ستطلعين على الخبر في الوقت المناسب و لا داعي لاقلاق بالك.
ثم رمقتها بنظرة فضولية ، واردفت :
-كيف تناهى اليك الخبر ؟
اجابتها سوريل بصوت خفيض :
-قرأته في الجريدة عصر هذا اليوم . اوه ، ارجوك الا تخفي عني الحقيقة . هل هو فعلاً بخير ؟ فقد ورد في الجريدة ان حالته خطرة.
فقال دييغو :
-كان ذلك مجرد مبالغة ، فأغلب الظن ان محرر الزاوية الرياضية بالغ في خطورة حالته ليضاعف اهتمام الناس بالخبر ، مع ان خوان فقد فعلاً كمية كبيرة من الدم . كان يجب ان يغادر الحلبة فور اصابته لكي يطهر الجرح و يضمد لكن خوان يأبى على نفسه ذلك ، اذ اصر على ان يبدو اقوى من جراحه البدنية البسيطة واقوى من الثور الهائج ، و هكذا جن الناس اعجاباً ببطولته.
ابتسم دييغو برضى ، فكتمت سوريل رغبة ملحة في ان تعطيه رأيها الصريح في كل مايتعلق بمصارعة الثيران . وهنا قالت اوهينيا بهدوء :
-لكنه اصيب بالاغماء في النهاية ، وفي المستشفى اسعفوه بعمليات نقل دم. ومع ذلك ، قرر فجأة هذا الصباح انه لا يستطيع البقاء فيه مدة اطول واصر على وجوب عودته الى المزرعة . قال ان جوفيتا ستعتني به اكثر مما ستعتني به الممرضات ، واخشى ان كلامه هذا قد جرح مشاعر الممرضات.
همت سوريل بالنهوض من مقعدها و قالت بقلق :
-يجب ان اذهب اليه بسرعة .
فاجابتها اوهينيا بصوت حازم :
-ليس قبل ان تنهي طعامك وتشربي فنجاناً من القهوة الساخنة المنعشة . سوف يوصلك توماس الى المزرعة.
طوال الطريق الى المزرعة اخذت سوريل تتساءل عن السبب الذي حدا خوان الى حجب الحقيقة عن اوهينيا . لماذا ستر فعلتها ؟ ولو انه فعل العكس ، هل كانت ستلقى الترحيب الحار نفسه الذي لقيته الليلة من دييغو و اوهينيا ؟ وهل كانا سيلومانها على اصابة خوان في الحلبة ؟ لا ريب في ذلك .
وصلا ايبارا ورأت اضواء البيوت تتراقص من خلال النوافذ . في ساحتها الصغيرة ، كان الباص المهترئ اياه متوقفاً امام الفندق الرث ، ورأت بعض الأهالي يجلسون على درجات المنازل . ثم اصبحت البلدة خلفهما وراحت انوار السيارة القوية تشق الظلام مجدداً وتضيء الاشجار والاجمات وتتماوج على رؤوس الصخور . كانت السيارة السوداء الفارهة تنطلق بسرعة بالرغم من حالة الطريق السيئة ، وخمنت سوريل ان تصل المزرعة في غضون عشر دقائق.
احست ارتجافاً يسري في اعصابها . ماذا ستقول لخوان ؟ ماذا يمكنها ان تقول ؟ كلمة "آسفة " بدت واهية جداً ، وبالكاد تعبر عن شعور الندم الذي يمزق كيانها ... في اي حال ، هل سيصدقها بعد ان قرأ كلمات الرسالة القاسية التي تركتها له ؟ لا تستبعد ان يرفض رؤيتها وقد يطلب الى جوفيتا ان تبعدها عن البيت .
خشخشت الواليب فوق الحصى المبعثر حين انعطفت السيارة على الدرب الموصل الى البيت واخذت جذوع الاشجار على الجانبين تطير امامها كاشباح باهتة . ثم التمعت الجدران البيضاء المزينة بالمتسلقات في ظلام القنطرة ، وهنا خفف توماس سرعة السيارة وعبر المدخل المقنطر الى الفناء المظلل وتوقف عند النافورة.
دقت الباب الأمامي وتأخرت جوفيتا كثيراً في فتحه، وعندما فعلت ذلك اخيراً ، لم تفتحه على اتساعه ، بل نتعته الى الخلف شيئاً فشيئاً ، ثم سدت الفرجة الصغيرة بجسمها الضئيل وثوبها البني ، اما وجهها الذابل الشبيه بوجه قرد حزين ، فبدا كصفحة سوداء تغلف ماكان يجيش فيها من مشاعر او افكار .
قالت سوريل بعصبية :
-مساء الخير يا جويتا .
-ومساؤك يا سنيوريتا .
اعترت سوريل دهشة مستاءة حين سمعت المرأة تخاطبها بلقلب الفتاة العازبة ، وبدا لها ان خوان لم يطلع مربيته العجوز على نبأ زواجه . سألتها:
-هل لي ان ادخل يا جوفيتا ؟
فهزت المرأة رأسها قائلة :
-السنيور خوان مريض في السرير ويرفض ان يستقبل اية امرأة . عودي في يوم آخر يا سنيوريتا .
فبدأت سوريل تحتج بحرارة :
-لكنني لست مطلق امرأة ...
الا انها صمتت حين رأت الباب ينغلق قليلاً، فأضافت بسرعة :
-يجب ان اره يا جوفيتا . اسمحي لي بالدخول ، ارجوك ! لقد قطعت مسافة بعيدة و ليست لدي سيارة لترجعني. دعيني ابيت الليل في الغرفة التي نمت فيها سابقاًكي استطيع ان اراه في الصباح . ارجوك يا جوفيتا !
توقفت العجوز عن اغلاق الباب وتضاعفت التغضنات على جبينها الضيق وهي تحاول ان تواجه هذه المشكلة الجديدة ، ثم قالت :
-اتعلمين انه مصاب بجرح في ذراعه اليسرى ؟ هناك قطب عديدة في الجرح وهو يحتاج الى راحة تامة.
اقتربت سوريل قليلاً وقالت وهي تمسك بحافة الباب استعداداً لفتحه :
-اجل ، علمت ذلك من العمة اوهينيا في كوبايا ، وهي ارسلتني الى هنا لمساعدتك على الاعتناء به ، هل تذكرين يا جوفيتا كيف تصرف بغرابة

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:17
حين جرح في المرة السابقة ؟ وكيف رغب في عزل نفسه عن سائر الناس؟ انه سيعود الى تلك الحالة ذاتها ان رفضت ان تسمحي لي بمساعدتك . سوف ترين بعينيك كيف سأريحه و اجعله سعيداً جداً.
بدا الاضطراب على وجه العجوز لبضع لحظات ثم تنفست سوريل الصعداء حين فتحة الباب واشارت لها تدعوها الى الدخول.
اغلقت الباب و قالت :
-لقد سمحت لك بالدخول يا سنيوريتا ، لاني اعرف جوهر قلبك ، ولأني اعرف ايضاً انه يفكر فيك باستمرار.
فسألتها سوريل مندهشة :
-كيف عرفت ذلك ؟
اجابتها المرأة الضئيلة :
-كان هذا العصر يستريح من عناء الرحلة من كوبايا ، وفي اثناء نومه سمعته يكلم نفسه عنك . انت تختلفين كثيراً عن المرأة الاخرى التي جاءت لزيارته ابان مرضه الماضي وحيث احدث مجيئها مشكلات كثيرة.
-اية امرأة تقصدين ؟
-تعالي معي الآن الى الغرفة التي ستنامين فيها وسأروي لك الحكاية على الطريق.
مشت العجوز امامها على الممر و قالت :
-كان اسمها تيريزا وقد جاءت من كالفورنيا . كان السنيور خوان قد تعرف اليها في مطلع شبابه ، فمال اليها لفترة ثم انتهت العلاقة تماماً بالنسبة اليه.
توقفت جوفيتا عن الكلام لتفتح الباب وتضيء النور في غرفة النوم الجميلة التي باتت سوريل فيها ليلة الاثنين ، ثم اردفت بصوت جاف :
-لكن العلاقة لم تنته بالنسبة اليها .
دخلت سوريل الغرفة ووضعت حقيبتها على السجادة الوثيرة ، لم تحس هذه المرة بأي انزعاج من جو الغرفة الانثوي المحض بل شعرت بأنها تدخل بيتها.
وسألتها جوفيتا وهي تدور حولها باهتمام :
-اترغبين في الاستحمام يا سنيوريتا ؟ الماء الساخن سيريحك من عناء السفر .
-لكنني اخشى ان يستيقظ السنيور خوان على صوت جريان الماء.
-لااظن ذلك ، فقد تناول حبوباً منومة و مسكنة لألم ذراعه وصفها له الطبيب في المستشفى . انه يغط في نوم ثقيل.
-اذن ، ارحب بحمام ساخن ، من فضلك.
-حالاً.
ابتسمت جوفيتا ابتسامة حقيقية اذ اسعدها ان تسمح لها الزائرة العزيزة بخدمتها . ثم سألتها وهي تشير الى الحقيبة :
-هل جئت بردائك الخاص هذه المرة ؟
فأومأت سوريل بالايجاب وما ان استقرت في المغطس الرخامي الأسود و احتوتها الرغوة العاجية الواصلة الى كتفيها حتى استسلمت للأمر الواقع وسمحت لجوفيتا بأن تغسل لها شعرها و تفرك ظهرها بالماء و الصابون . ثم تذكرت حديثهما السابق الذي انقطع ... صحيح ان خوان افهمها ان احداث حياته الماضية لا تعنيها بتاتاً لكن الفضول الح عليها لمعرفة المشكلات التي سببتها المرأة ، فسألت جوفيتا بقولها :
-كنت تتحدثين عن امرأة تدعى تيريزا . قلت ان السنيور خوان حين قطع علاقته بها انتهى الأمر بالنسبة اليه انما لم ينته بالنسبة اليها . ماذا قصدت بهذا القول ؟
اجابتها جوفيتا بطريقتها البسيطة :
-كانت ماتزال تريده ، وبما انها فشلت في الحصول عليه ، صارت صديقة لأخيه الاصغر . لقد اخبرتك ان له اخاً . اتذكرين ذلك ؟
-نعم ، اتذكر . ما اسمه ؟
-اندريه ، آه ، كان طفلاً هادئاً كملاك صغير ، اشقر الشعر مثل امه و يبتسم دائماً مثلها . كان الابن الأثير لديها و عندما قتلت حزن عليها كثيراً وكان عمره انذاك اربعة عشر عاماً فقط .
-هل اصبح مصارع ثيران في ما بعد ؟
-كلا ، لم يهتم ابداً بهذه الرياضة . كان لطيفاً و ذكياً جداً و لاينقطع عن مطالعة الكتب . تلقى علومه في جامعة بوغوتا ، وطالما قال بانه سوف يصبح كاتباً شهيراً في المستقبل . ثم جاءت تلك المدعوة تيريزا و سيطرت عليه .
اطلقت جوفيتا تنهداً حاراً ، و تابعت وهي تسكب الماء على ظهر سوريل لتزيل عنه رغوة الصابون :
-اغرم بها بجنون وجاء بها الى المزرعة لتعيش معنا ، وهذا ما كانت تبتغيه هي في الحقيقة ، ان تكون قريبة من خوان حين يأتي الى هنا . لم تكن تريد اندريه في الواقع . كانت تستعمله ليس الا . اتفهمين ما اقصد يا سنيوريتا ؟
-اظن ذلك . هل اعرض السنيور خوان على اقامتها في المزرعة ؟
-كلا . يجب ان تفهمي شيئاً يا سنيوريتا . ان سيدي رجل كريم جداً. له قلب طيب كبير . كان يحب اخته واخاه كثيراً ويسمح لهما بالمجيء و الذهاب على هواهما . كان يقول لهما ان البيت يخصهما مثلما يخصه ، ويشجعهما على دعوة كل اصدقائهما الى زيارته . وقبل ان تتزوج السنيورا انيز كانت الحفلات تقام هنا باستمرار حيث يرقص الناس و يغنون و يمرحون ، وكان خوان يشارك اخته حبها للحفلات و المرح . انهما يشبهان بعضهما بعضاً في نواح كثيرة.
احست سوريل ان جوفيتا بدأت تحيد عن الموضوع الأهم ، فسألتها لتعيدها اليه :
-وهل نجحت خطة تيريزا ؟ هل استطاعت ان تؤثر على خوان من خلال اخيه ؟
تناولت جوفيتا منشفة حمام من على الرف و اجابت وهي تهز كتفيها :
-حاولت ذلك . كانت تقتنص كل الفرص السانحة لتغازله . انه يحب المغازلة ايضاً ، لكن حين وجد ان تصرف تيريزا كان بثير اعصاب اندريه، بدأ يتجاهل تصرفاتها ، الأمر الذي اغضبها كثيراً.
اقتربت جوفيتا من المغطس و اردفت متسائلة :
-هل حدث و لاحظت يا سنيوريتا ، ان الناس يقدمون على تصرفات شاذة عندما يثورون غضباً؟
فغمغمت سوريل :
-اجل ، لاحظت ذلك . انا نفسي اثور احياناً ثم اندم كثيراً في ما بعد على مافعلته او قلته في لحظات الغضب . ماذا فعلت تيريزا ؟
-اخبرت اندريه انها ماعادت تحبه وانها تفضل خوان عليه . ظلت تهينه و تستفزه حتى صار يغار من خوان الى درجة الجنون ، ثم اتهم اخاه بأنه سرق منه تيريزا . في بادئ الأمر سخر خوان من كلامه وحاول افهامه ان تيريزا فتاة فاسدة لا تستأهل حبه . لكن اندريه رفض الاصغاء اليه وتصديق كلامه ، بل انه ذهب الى ابعد من ذلك وصفع خوان على وجهه . يجب ان تعرفه شيئاً يا سنيوريتا ، هو ان رجال هذا البلد يعتزون جداً بكرامتهم ، ولا يتوانون عن العراك من جراء اي شيء يعتبرونه مهيناً لشرفهم .
-سمعت ذلك قبلاً . هل تعارك خوان مع اخيه ؟
-نعم ، تقاتلا هناك ، في الساحة امام البيت . وبما ان خوان كان اقوى من اخيه و اكبر حجماً ، فقد تغلب عليه بسرعة ثم حمله من على الأرض و القاه في البركة ، كي تخف ثورة غضبه ، ثم تركه و مضى .
-وبعدئذ ، ماذا حصل ؟.
-السنيور خوان اعاد تيريزا بنفسه الى كالفورنيا و امرها بأن تترك اخاه وشأنه.

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:18
-واندريه ؟ ماذا فعل ؟
-ذهب ايضاً الى كالفورنيا ولم نسمع عنه شيئاً لوقت طويل . كان خوان يسافر كثيراً الى بلدان اخرى ليشترك في مصارعات ثيران تقام فيها ، وكانت اخته قد تزوجت و سافرت لتعيش في الولايات المتحدة . ثم ذات يوم ، وقبل عامين تقريباً ، كان السنيور خوان على وشك ان يدخل الحلبة في نهاية المصارعة التي جرت في مانيسالاس ،واذا بتلك المرأة تظهر فجأة ، لتخبره ان اندريه قد توفي ، او بالاحرى ، قتل نفسه .
فشهقت سوريل قائلة :
-تقصدين انه انتحر ؟
-اجل ، فتلك الفاسدة كانت قد اوصلته الى الادمان وحيث تناول كمية مضاعفة من بعض انواع المخدرات . اصيب السنيور خوان وقتها بصدمة عنيفة ووضع كل اللوم على نفسه لكونه لم يعتن بأخيه كما يجب . ثم دخل الحلبة و اصيب بذلك الجرح الخطير .
وهنا اظهرت جوفيتا عواطفها الكامنة بشكل لم تظهره من قبل وهي تتابع متأوهة :
-آخ ، آخ ... كان وقتاً رهيباً ذلك الذي مررنا فيه ، وقد جرؤت تلك المرأة على المجيء الى هنا اثناء نقاهة خوان من مرضه . لقد ساعده جداً وجود السنيورا انيز هنا آنذاك اذ انها طردت تيريزا بالنيابة عنه.
انتهت جوفيتا من تجفيفها فلفت سوريل المنشفة حول جسمها على طريقة السارونغ الذي يرتديه اهل الملايو ودخلت غرفة النوم تقول :
-اشكرك جوفيتا على اخباري هذه القصة اذ واضحت لي بعض الامور التي غمضت علي. والان،جاء دوري لأقول لك شيئا. انا لم اعد فتاة عازبة،فقد تم زواجي من السنيور خوان في كوبايا،ليلة الخميس . كان من المفروض ان احضر المصارعة حين جرح،لكني اضطررت الى العودة الي ميدلين ذلك النهار.
حدقت اليها جوفيتا بذهول ثم نظرت الى خاتم الزواج وهمست وعيناها تمتلئان بالدموع:
-سنيورا. سنيورا رينالدا.انا سعيدة جدا من اجلكما معا، انه ليس ابني لكنني احبه وكأنه كذلك. من الان فصاعدا لن اقلق عليه فانت ستعتنين به جيدا. من فضلك، سنيورا،البسي رداءك كي اجفف شعرك واسرحه.
ارتدت سوريل قميص النوم الذي احضرته معها وفوقه الروب الفضفاض المرافق له. جلست امام المرآة وتذكرت جلستها الاولى مساء الاثنين الماضي. كم يختلف شعورها انذاك! الان لا ترغب بتاتا في الهروب ولا تريد الا ان تبقى مع خوان وتعيش في كنفه. لكن المشكلة انها غير متأكدة من استمرار رغبته فيها.
واخيرا انتهت جوفيتا من تسريح شعرها ثم تمنت لها نوما مريحا وغادرت الغرفة. جلست لفترة تفكر في قصة اندريه وتيريزا،قصة حب وعنف وموت مأساوي،دقت الساعة الاثرية مؤذنة حلول العاشرة ليلا، تماما حدث في الليلة الاخرى. يجب ان تنام لتعوض عن النوم الذي جافاها في الليلتين الماضيتين ولتنهض في الصباح منتعشة ومستعدة لمواجهة اي عقاب قد ينزله خوان بها.
مشت الى حيث السرير وازاحت غطاءه جانبا، وحين همت بنزع الروب قفزت الى ذهنها فكرة اخرى ستذهب لتقي نظرة على خوان ولتطمئن الى راحته... افلم توكل اليها جوفيتا مسؤولية العناية به؟
وفي الحال، عبرت الحمام الموصل بين غرفتيهما، ثم فتحت الباب بهدوء ووقفت على عتبته تنظر حولها. كان المصباح الى جانب السرير مضاء، تقدمت سوريل داخل الغرفة واغلقت الباب بغاية اللطف. وبالرغم من ذلك اصدر طقطقة بسيطة فتجمدت للحظة وتراقب خوان الا انه بدا في عالم اخر، فخطت الى الامام وقدماها الحافيتان تغوصان في ثنايا السجادة القرمزية الوثيرة. توقفت عند السرير ونظرت الى تحت . كان خوان مضطجعا على بطنه، وجهه مدار الى الجهة الاخرى فلم تقدر ان ترى منه الا جانب خده وحنكه البارز واهدابه الكثة التي تظلل عينا واحد مطبقة. غطاء السرير كان يدثره حتى خصره فيما صدره عاريا، والقسم الاعلى من ذراعه اليسرى ملفوفا بضمادات بدت شديدة البياض بالنسبة الى جلده الزيتوني اللون. تراجعت الى خلف ، تبحث بعينيها عن كرسي لتحمله الى جانب السرير وقد خطر لها ان تجلس لفترة قربه. وفجأة، سمعته يسأل بصوت خفيض وثقيل كما لو انه استيقظ من النوم لتوه:
-اهذه انت يا جوفيتا؟ الم اطلب اليك الا ترجعي؟
ثم قسا صوته واكتسى بنبرة متسلطة وهو يتابع:
-طالما انك جئت فيمكنك ان تقومي بعمل نافع. افركي ظهري من فظلك، فعضلاته كلها تؤلمني.
لم يكن قد ادار راسه ولا فتح عينه. جمدت سوريل في مكانها لاتدري كيف تتصرف. ثم تنبهت فجأة الى انه يطلب شيئا تستطيع هي ان تؤديه له بطريقة بارعة تعجز عنها جوفيتا لان التدليك مهنتها. انها تعرف بالضبط موقع الالم في ظهره وتعرف سببه. استيقظت في كيانها روح شيطنة هاجعة جعلتها تبتسم لنفسها.سوف تدلك ظهره و تتركه يحزر هوية المدلك ! انحنت ووضعت يديها على الجانبين السفليين لعموده الفقري وبدأت التدليك بضربات قوية عريضة . خيل اليها ان عضلاته تقلصت قليلاً ، فتوقعت ان يدير رأسه و يفتح عينيه ، لكنه لم يفعل . اطلق تنهداً بطيئاً وركز رأسه على ذراعه في وضع مريح . كانت سوريل تستمتع دائماً بعملها التدليكي و قد توصلت مع الوقت الى تأديته بانعزالية مهنية تامة مما جعل منها مدلكة ناجحة . لكن حين راحت تمسد ظهر خوان بدأت تفقد تلك الانعزالية بالتدريج . فهذا هو الرجل الذي احبت و الذي عاهدت نفسها امام الله ان تكون له بالروح و الجسم . فشعرت بالحب يسري فيها وتحول ملمس اصابعها الى ضغطات حارة وناعمة كالحرير .
وفجأة سمعته يسألها بالانكليزية ، وبصوت شرس اشعرها بامتعاضه :
-كم من الرجال دلكت اهم ظهورهم يا سوريل ؟
فتلاحقت انفاسها بفعل التعب و الحب معاً وسألته مبهورة ؟
-كيف عرفت انني انا التي تدلك ظهرك ؟
-لأن يدي جوفيتا كمخالب الطير اما يداك فهما ... لكنك لم تجيبي على سؤالي.
كان عملها في المستشفى البريطاني محصوراً في تدليك النساء فقط ، اما المرضى الرجال فكان يوكل امرهم الى مدلكين ذكور . ولذا اجابته وهي تجلس على حافة السرير :
-ولا رجل واحد.
فغمغم قائلا :
-عظيم . فوالله لو قلت غير هذا لكنت بحثت عن هؤلاء الرجال وقتلتهم واحداً واحداً لانهم نعموا بلمس يديك قبلي !
-هل عليك ان تكون عنيفاً الى هذا الحد ، او غيوراً ؟
-هكذا اذن ! اصبحت الان عنيفاً و غيوراً اضافة الى كوني عديم المبادئ ، مخادعاً ، منحط الاخلاق ومنحرفاً ، باختصار ، من النوع الذي لا يروق لك بتاتاً.
ثم استدار اليها و تابع وهو يساعد نفسه على الجلوس :
-لماذا جئت اذن ؟
بدا وجهه شاحباً فوق لحيته النامية حديثاً ، وعظمتا خديه بارزتين جداً لكن عينيه كانتا تتألقان بنار باهتة تحت جفنين ثقيلين ، وهو يصوب اليها نظرة جارفة . وسألها بسخرية لاذعة :
-هل استدعتك اوهينيا و افهمتك ان واجباتك الزوجية تحتم عليك المجيء الي ؟

الشيخة زورو
04-05-2008, 16:19
-كلا ، لم تفعل . انا جئت لكي ...
توقفت وما استطاعت النظر اليه اذ اجتاحتها رغبة في ان تمد اليه ذراعيها وتلصق رأسه بصدرها لتخفف عنه ما يكابد من آلام . لكنها ابتلعت ريقها الجاف وقالت بصوت جامد :
-لماذا لم تخبرني انك كنت تنوي الاشتراك في المصارعة يوم الاربعاء ؟
-لانني لم اعرف ذلك حتى صباح ذلك اليوم . فالمصارع المكسيكي لم يحضر بسبب مرض مفاجئ الم به ، وهكذا طلب الي دييغو ان انوب عنه . رجعت الى البيت لاخبرك لكني لم اجدك هناك.
رمقها بنظرة مزدرية اشعرتها بخجل كامش و تابع بجفاف :
-اشكرك على الرسالة . كانت في منتهى الوضوح ! لهذا انا مندهش من عودتك . حسبتك قد هجرتني.
ادركت لحظتها ان تلك الرسالة المجرمة السبب الحقيقي لاستلقائه هنا شبه مخدر بتأثير الحبوب المسكنة للألم . احست العذاب يمزقها قطعاً فهتفت متأوهة :
-ليتني عرفت ! لو اني عرفت انك ستشترك في المصارعة لما ذهبت الى ميدلين . الذنب ذنبي لانك جرحت.
-ذنبك؟من اين جئت بهذه الفكرة بحق الجحيم؟
-اخبرني دييغو انك يجب ان لا تضطرب بأي شكل قبل دخولك الحلبة. قال ان هدا ما حدث في مانيسالاس.
-اقال لك ذلك؟
اطلق ضحكة قصيرة متهكمة جعلتها تنظر اليه باستغراب. رأته يستلقي على الوسائد مراقبا اياها بحدة ، وتابع يقول:
-هكذا افترضت ان رسالتك عكرت مزاجي! ها! ان دييغو يعرف كيف يؤلف قصة مقنعة عندما يرغب في ذلك.
عادت ترتجف الما من سخريته اللاذعة وسألته :
-ماذا تقصد؟
-طلبت اليه يبذل جهده ليقنعك بالبقاء وحضور المصارعة يوم الثلاثاء وهكذا ابتدع تلك القصة ليضرب على وتر ضميرك. انه طبيب نفسي جيد، اليس كذلك؟ فأنت حضرت المصارعة كي لا تحملي ضميرك وزرا وليس لتبعدي عني الاذى.
-لكنك كنت مضطربا قبل دخولك الحلبة في مانيسالاس. جوفيتا اخبرتني انك اضطربت جدا حين سمعت ان اخاك قد انتحر.
-اقسم بالله انك امضيت وقتا ممتعا في التجسس علي من وراء ظهري! والان جئت راكضة الى فراش مرضي بتأثير ضميرك المعذب. لماذا؟ هل خفت ان موت قبل ان اغفر لك فعلتك؟ اذن دعيني اريح ضميرك بالنيابة عنك. كان الذنب ذنبي. كنت اعرض بطولتي كالعادة وازود الناس ببعض المشاهد المثير لقاء ثمن البطاقات، سواء في المصارعة مانيسالاس اومصارعة كوبايا الاخيرة. لقد اتحت للثيران ان تقترب مني اكثر من اللزوم ولم اقفز من طريقها بالسرعة المطلوبة. في منيسالاس، كان الثور كبيرا وما يزال يحتفظ بتصميم كبير على القتال، وفي كوبايا كان ثورا صغير الحجم والسن ربما خجولا. كانت مجرد مصادفة ان يحدث ذلك في اليوم نفسه الذي قررت ان تهجريني فيه. الحادثة الاولى مجرد صدفة ايضا.
توقف صوته الهازئ الخفيض ففكرت سوريل في نفسها:"لو انه لسع جلدي بسوط لما استطاع ان يجرح احاسيسي الى هذا الحد..." وتابع يقول:
-ثقي انك لست الملومة . والان، اخرجي من هنا، وعودي الى انكلترا او ميدلين او الى اي مكان يحلو لك. لا اريدك ان تحومي حوالي لمجرد ان ضميرك يلسعك.
اشاح وجهه عنها كي لا تقدر ان تراه، فقالت:
-لست هنا بدافع من ضميري المعذب. لقد رجعت لاني... اظن انني واقعة في حبك.
فرد بسخرية:
-تظنين انك واقعة في حبي؟ اين الجدوى من ذلك بالنسبة الى رجل حار الدماء مثلي؟
-انا لا اكذب!
-امضي عني. اتركيني وشأني لا ستكمل موتي على انفراد.
-كلا!كلا!
تملكها الذعر فلم تدر ماذا تفعل او تقول لتقنعه. وفي غمرة يأسها،
ازاحت الغطاء واستقلت الى جواره على السرير. احاطته بذراعها وهمست متوسلة:
-خوان، انت لن تموت ، لن ادعك تموت ،لن ادعك تموت لاني احبك واريدك ان تعيش كي استطيع مشاركتك حياتك. لقد اخبرتني مرة انك تريد هذا ، وها انا الان اطلب الشيء نفسه بعدما اكتشفت انني احبك... احبك، هل تسمعني؟
تفجرت الدموع من عينيها واردفت:
-اوه يا خوان، ماذا افعل لاقنعك؟ اخبرني ، ارجوك! استدار اليها على مهل وقال برقة:
-حاولي عناقي. لا داعي لان تخجلي مني. اريدك سوريل، اريدك الان. بكل جارحة من جوارحي.
-الرغبة تختلف عن الحب.
-في الاسبانية معناهما واحد"تي كييرو"تعني اريدك."تي كييرو" تعني احبك ."تي كييرو موتشو" تعني احبك كثيرا. يبدو ان امك لم تعلمك الاسبانية جيدا... انا دائما احب بهذه اللغة، وما انفكيت اردد على مسمعك منذ عصر الاثنين انني احبك احبك. لكنك لم تفهمي.
وهنا ابتعدت عنه قليلا لخوفها من ان ينفتح جرح ذراعه اذا مام بحركة عنيفة، وقالت:
-جئت غرفتك بقصد الاطمئنان عليك. بوسعي ان انام في الغرفة الاخرى.

ضمها اليه واجاب
-بل ستبقين هنا. سوف ننام الليلة معا وفي كل ليلة اخرى. هذا عقابك على تركك اياي صبيحة يوم زواجنا.
-العقاب االعذب . لكني مسرورة الى حد ما لانني تركتك، فلو لم افعل، لما قدرت ربما ان اكتشف حبي لك. هل احببتني فعلا منذ لقائنا الاول؟
-اجل ، لكن في بادئ الامر احببتك بعيني، اذا وجدت فيك كل ما كنت ابحث عنه من جمال انثوي. اتذكرين كيف استمريت احدق فيك؟
-اجل، اتذكر. وقد حسبت.... حسبت...
-حسبتني سيء النية، وانا بدأت وقتها اكتشف بأنك ختلفين عن كل امرأة اخرى غرفتها . فبالرغم من المك انذاك وضياعك، اظهرت شجاعة فائقة، فأعجبت بنزعتك الاستقلالية. كنت تكيلين لي الكيل كيلين فشكلت لي تحديا لم اجده في امرأة غيرك من قبل، وبدأت افكر كم ستكون الحياة مسلية ومفرحة اذا عشت معك لفترة . غير انني فشلت في اختراق ذلك الحاجز الدفاعي الذي شيدته حول نفسك في ذلك الوقت القصير الذي قضيناه معا. ثم عجزت عن ايجاد طريقة تمكنني من لقائك ثانية، ولذا القيت اليك بذلك الطعم وطلبت اليك ان تقصديني اذا احتجت الى مساعدة.
ضحك برقة وبلهجة منتصرة ثم تابع:
-نجح الطعم اكثر بكثير مما توقعت! جئت الي بنفسك وكانت الخطوة التالية ان اقنعك بالبقاء. وفي خلال ذلكاكتشفت كم انت برئية وقابلة للعطب ،فغمرتني رغبة قوية في ان احميك واحتفظ بك لنفسي. الامر الذي جعلني

الشيخة زورو
04-05-2008, 17:52
ادرك اني اريدك ان تكوني اكثر من حبيبة عابرة الهو بها، اردتك ان تكوني زوجتي، ليس لمجرد ان اقنع رامون انهل بانني لم اهتم قط بزوجته، مع انه خطر لي ان زواجي منك قد يكون طريقه افضل لاقناعة من الطريقة التي اقترحتها انت.
فادركت في تلك اللحظة قصد خوان الحقيقي من قوله السابق انه تزوجها على امل ان تتوقف الاشاعة حول علاقته بمونيكا، واحست بخجل كبير من نفسها فقالت متعلثمة:
-اوه...انا...لم افهم...قصدك . خوان، كم يؤسفني تصرفي الوضيع ذلك الصباح.
اجابها بصدقة المعهود.
-انه يؤسفني ايضا. لقد جرحتني في الصميم، كنت اول امرأة تجرحني بكلامها وبالتالي وجدت نفسي اواجه تجربة جديده مخيفة جعلتني اعي مدى تورطي العاطفي معك، وهذا الاكتشاف اثار غضبي ودفعني الى اسماعك عبارات مهينة ندمت عليها وما زال نادما عليها. لذا لم استغرب هروبك وما اعتقدت انك سترجعين.
-هل كنت ستلحق بي لو لم تصب في الحلبة؟
اجابها مستفزا:
-ربما نعم، وربما لا.
فردت تتهمه بلطف:
-بدافع الكرامة؟
قال بسخرية:
-نعم يمكنك ان تضيفي الكرامة الى لائحة الموبقات التي الصقتها بي لكن اخبريني يا حبيبتي، ل كنت ستدوسين على كرامتك وتعودين الي بعد اصابتي؟
همست وهي تحاول ان تجاريه في صدقه:
-لست ادري. لكني ارجح ذلك.
-اذن دعينا نقفل هذا الموضوع نهائيا.
ثم ضمها فرب قلبه واردف:
-دعينا الان نستمتعع بوجودنا معا. دعينا تنبادل الغزل ياجمليتي سوريل.
فقالت تعترض بلهفة:
-لكنك ضعيف من جراء النزيف .
-اتظنين ذلك؟ اذن عليك ان تساعديني في استرداد قوتي


**تمت**


واحب اشكر اختــي shining tears على كتابتها معي فيها
واتمنى انها تنــآآل على اعجــآآبكم :تدخين::D

ماري-أنطوانيت
04-05-2008, 19:10
thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

تسلم الاربع الايادي الي اكتبتها....::جيد::

ويسعدني اني اول وحده ارد.....::سعادة::

احم..احم..صحيح اني بس خلصت الفصل الاول..:مرتبك:

بس في طريقي للنهايه....:D

الف الف شكر لشيختنا ((الشيخه زوزو))

وطبعا غاليتنا ((shaining tears)) المتألقه كالعاده...;)

لحـ الوفاء ـن
04-05-2008, 19:54
يسلمو زورو حبيبتي على الروايه الرائعه
اي تاي يو هنا في المنتدى
داي داي سكيو زورو- شان
قمبر نه نه نه اند داي جوبو زورو شان
جانا

نقاء الثلج
04-05-2008, 21:10
الشيخة زوزو
مشكورة حبيبتي
على الرواية الحلوة
تسلم ايديك وايدين شايننغ تيرز

ورده قايين
04-05-2008, 21:43
سلمت يداك يالشيخة زورو وكل الشكر لــــ shining tears كنت بأنتظار هذه الرواية الرائعه وتسلمين على الأختيار الموفق .....

Lmara
04-05-2008, 21:58
تسلمين يا شيختنا زوزو وتسلم يدينك
من زمان وانا نفسي اقرا الروايه
بس ما لقيتها مكتوبه

الف شكر عزيزتي

^_^

shining tears
05-05-2008, 02:48
يعطيك الف عافية زورو
سلمت يمناك مجهود رائع وجبار
وبانتظار طيران اصابك مرة اخرى للكتابة هههههه
يعطيك الف عافية

الأميرة شوق
05-05-2008, 05:32
shymoon
سنا المجد
الشيخة زورو
مشكورين وماقصرتوا

SONĒSTA
05-05-2008, 11:03
ألف شكر على الرواية المذهلة
:)
اختيار موفق
::جيد::

...(M.A.H)...
05-05-2008, 11:56
أشكركم جزيل الشكر....

دائما مبدعين....

دمتم بود....

احباب الروح
05-05-2008, 14:56
يسلموووو الشيخه زورو الروايه
ويعطيج العافيه انتي وشاينينج تيرز


لسه ما قريتها بس اكيد حلوووه ^_*




..

ريماالفلا
05-05-2008, 20:26
والله انا مش عارفة اشكر فريق كتابة الروايات ازاى لان اى شكر مش هيكفيهم حقهم ولا تعبهم بس بقول هما عارفين طبعا احنا بنحبهم ومقدرين تعبهم وبندعيلهم دايما بالخير والسعادة فشكرا جزيلا للجميع

هدية الحب
06-05-2008, 12:42
يسلموا حبيبتي

عذوووب
07-05-2008, 03:55
الف شكر يا غالية على الرواية

lebanon cat
07-05-2008, 13:34
:o:مكر::نوم::مرتبك::مندهش::تدخين::ميت:;):cool::p:D
شكرا زوزو على مجهودك الحلو و لماري انطوانيت و وردة قابين و كل العضوات الجميلات على هل الروايات الحلوة و بتمنى لو تتطلعوا عموضوعي الاغلفة الاجنبية لروايات احلام و عبير العاطفية و تعطوني رائيكم فيها و شكرا تاني مرة على المجهود الرائع و الملفت::جيد:::مذنب::بكاء::رامبو::eek::rolleyes:

ايــريــن
07-05-2008, 17:21
مشكوووووووورين

ع الرويااات لروووووووووووعه..

زيييييييييييييييييييييكم ..

بس يااااااليت تعجلووووووووو علينآ..

من آول آستنى الملخص

مشكووووووووووووووورين مررررررررره تااااااااااااااانيييه

حباااااااااااايبي ..

ЄҺểểяΨ
07-05-2008, 20:58
هاايات ومراااااااحب

أنا عضوة جديدة في مكسات
أحب اهنيكم وأشد على ايديكم على مجهودكم الرائع
تقبلوني صديقة جديدة لكم

::سخرية:: ::سخرية:: ::سخرية:: ::سخرية::

مرام مجدي
07-05-2008, 22:03
والله لوفي منتدى يستاهل مني كلمه شكر ماهيكون غير منتداكم شكرا عالمجهود الجبار واتمنالكم التوفيق على احلى مشروع

ماري-أنطوانيت
08-05-2008, 09:56
والله انا مش عارفة اشكر فريق كتابة الروايات ازاى لان اى شكر مش هيكفيهم حقهم ولا تعبهم بس بقول هما عارفين طبعا احنا بنحبهم ومقدرين تعبهم وبندعيلهم دايما بالخير والسعادة فشكرا جزيلا للجميع
هلا وغلا ريم الفلا...:)
كفايه علينا ردودكم الحلوه وتشجيعكم المستمر للمشروع
ولكاتبات الروايات...وتسلمين قلبي على كلامك الحلو..::سعادة::


يسلموا حبيبتي
هلا وغلا فيك عزيزتي ((هديه حب))
واهلا وسهلا فيك في المشروع...::سعادة::


:o:مكر::نوم::مرتبك::مندهش::تدخين::ميت:;):cool::p:D
شكرا زوزو على مجهودك الحلو و لماري انطوانيت و وردة قابين و كل العضوات الجميلات على هل الروايات الحلوة و بتمنى لو تتطلعوا عموضوعي الاغلفة الاجنبية لروايات احلام و عبير العاطفية و تعطوني رائيكم فيها و شكرا تاني مرة على المجهود الرائع و الملفت::جيد:::مذنب::بكاء::رامبو::eek::rolleyes:
اهلا وسهلا فيك عزيزتي...
واهلا وسهلا فيك في المشروع...
اسعدنا مرورك الكريم ورد الحلو يا عسل...::جيد::


مشكوووووووورين

ع الرويااات لروووووووووووعه..

زيييييييييييييييييييييكم ..

بس يااااااليت تعجلووووووووو علينآ..

من آول آستنى الملخص

مشكووووووووووووووورين مررررررررره تااااااااااااااانيييه

حباااااااااااايبي ..
تسلمي حبيبية قلبي ((ايرين))
والف شكر على كلامك الحلو...واسعدنا جدا ان الروايات حازت على رضاك..::سعادة::




هاايات ومراااااااحب

أنا عضوة جديدة في مكسات
أحب اهنيكم وأشد على ايديكم على مجهودكم الرائع
تقبلوني صديقة جديدة لكم

::سخرية:: ::سخرية:: ::سخرية:: ::سخرية::
هلااااااااا وغلااااااااااااا فيك عزيزتي
ومراااااااااااحب فيك في المشروع اخت وصديقه عزيزه وغاليه
تسلمين قلبي على كلامك الحلو...:)


والله لوفي منتدى يستاهل مني كلمه شكر ماهيكون غير منتداكم شكرا عالمجهود الجبار واتمنالكم التوفيق على احلى مشروع
هلا والله فيك ((مرام مجدي)) في المشروع...
اسعدنا كلامك الحلو...واسعدنا اكثر تواجدك معانا في المشروع...::سعادة::
وتسلمين قلبي اخجلتي تواضعنا....:o

ماري-أنطوانيت
08-05-2008, 10:22
صباح/مساء مزين بازهار الورد و والقرنفل والياسمين لاحلى العضوات
~"`~"`"~`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`

-- روايه الاسبوع --

~*~*~ اسكني قلبي الى ابد ~*~*~
(مرغريتا راميريز)

الملخص
كانت لارا فتاة مراهقة عندما وقعت بحب لاعب التنس المشهور لوك هارو لدرجة انها ارسلت له صورة فوتوغرافية لها مرفقة برسالة حب...
لكنها لم تتلقى ردا بالتاكيد. اما اليوم فانها مصممة ديكور و لقد اوكل اليهاالاشراف على ديكور منزل لوك هارو بطل وحبيب قلبها الا ان الرجل تغير كثيرا بعد تلك الماساة التي سببت اعتزاله اصبح قاسيا وفقد اشراق ابتسامته التي كانت تجمع حوله المعجبات في الماضي. امالارا فانها تشعر بان قلبها لايزال ينبض بحبه كما كان عندما كانت في 14 من عمرها .

كن معنا يوم ((السبت)) باذن الله..
ستنزلها لنا العزيزه ((سنا المجد))
وشكر من القلوب للاخت ((الامل الدائم)) لكتابه الروايه..

زهر نوار
08-05-2008, 12:29
السلام عليكم جميعاً
أسفة جداً لأنى تأخرت فى إبداء إعجابى وشكرى للعزيزتين
((الشيخة زوزو)) & (( Shaining Tears))
على هذه الرواية الأكثر من رائعة لكنى ماحبيت أرد قبل ما أقرأها كلها
وتسلم أناملكما على هذه الرواية الجميلة جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااا
ولكنكم أسعدتمونى جدااااااا

::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::: :جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::


وفى إنتظار الرواية القادمة وتسلموا عزيزتى
((مارى- أنطوانيت))&((سنا المجد))&((الأمل الدائم))
وتحياتى لكم على الذوق الرفيع والرائع
::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::: :جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::

ЄҺểểяΨ
08-05-2008, 21:26
هااايات ياعسووووووووولات

رواية اسكني قلبي الى الابد

انا قريتها قبل كذا

حلووووة مررررررررررة

يسلموووووو الايدين (سنا المجد)

وباقي الفريق

pretty*princess
08-05-2008, 22:34
روايات رووووووووووووووووعه يسلمو جميعا

لينا888
09-05-2008, 01:13
"الشيخة زورو" و" شاينينغ تيرز"
يسلمو ايديكم يا رب ع هيك رواية
كتيـــــــــــــــــــــــــــــــــر حلوة
وبانتظار رواية السبت مع الشكر لفريق الروايات كلهم
الله يعطيكم الف عافية
ويسلمو مقدما " سنا المجد"

فالنتينو
09-05-2008, 16:52
يسلموا على الروايه على فكرة انا عندي روايه اذا حابين انزلها لو ما كانت موجودة وهذا ملخصها واسمها



~*~*~ البَحث عن وهم ~*~*~
العنوان الاصلي لهذه الرواية بالانكليزية
~*~*~The Judas kiss ~*~*~
- سالي ونتوورث -


الملخص:
السجن للرجال يقول المثل ... وليس للنساء . فالمرأة اذا دخلت السجن تعطلت حياتها . بات عمرها جحيماً لا يطاق .
وكيف ان كانت بريئة ، وشابة ، وجميلة ، وكيف ان كان الذي أدخلها السجن هو عينه الرجل الذي يحبها والذي اعتقدت ان الحياة بدونه سجن وسراب .
قاست لين الامرّين بسبب بيرت . كان حبها الأول وكانت مستعده لكل شيء في أي لحظة من أجله ولذا باتت مستعدة لكل شيء كي تسحقه كما سحقها ، وكي تعذبه كما رمى بها في قعر سلة المجتمع .
ومن أجل الوصول الى مبتغاها غّيرت وجهها واسمها ونصبت له مكيدة أطاحت بنصف عقله . غير ان الوقت كان لها بالمرصاد وما اكتشفته في نهاية الطريق ليس تماماً كما توقعت في بدايتها .

طبعا البنت لطشتها من مكان تاني للامانه فقط


;):cool::o:rolleyes:::سعادة::::سخرية::

عذوووق
09-05-2008, 20:18
تسلموووووو ياحلـــى قروووب للكتابة

ابدعتوا وانستونا بهالروايات

يعطيكم الف الف عااااااااافية

فالنتينو الرواية اللي طرحتيها انا قاريتها بالمشروع الاول

ومشكورة

ماري-أنطوانيت
09-05-2008, 21:37
يسلموا على الروايه على فكرة انا عندي روايه اذا حابين انزلها لو ما كانت موجودة وهذا ملخصها واسمها



~*~*~ البَحث عن وهم ~*~*~
العنوان الاصلي لهذه الرواية بالانكليزية
~*~*~The Judas kiss ~*~*~
- سالي ونتوورث -


الملخص:
السجن للرجال يقول المثل ... وليس للنساء . فالمرأة اذا دخلت السجن تعطلت حياتها . بات عمرها جحيماً لا يطاق .
وكيف ان كانت بريئة ، وشابة ، وجميلة ، وكيف ان كان الذي أدخلها السجن هو عينه الرجل الذي يحبها والذي اعتقدت ان الحياة بدونه سجن وسراب .
قاست لين الامرّين بسبب بيرت . كان حبها الأول وكانت مستعده لكل شيء في أي لحظة من أجله ولذا باتت مستعدة لكل شيء كي تسحقه كما سحقها ، وكي تعذبه كما رمى بها في قعر سلة المجتمع .
ومن أجل الوصول الى مبتغاها غّيرت وجهها واسمها ونصبت له مكيدة أطاحت بنصف عقله . غير ان الوقت كان لها بالمرصاد وما اكتشفته في نهاية الطريق ليس تماماً كما توقعت في بدايتها .

طبعا البنت لطشتها من مكان تاني للامانه فقط


;):cool::o:rolleyes:::سعادة::::سخرية::

هلا وغلا فيك عزيزتي ((فالنتينو))

تسلمين على مبادرتك الحلوه...:)

بس هاذي الروايه كتبتها ونزلتها لنا الغاليه

((shaining tears)) قبل اسابيع في المشروع...;)

وتسلمي قلبي على المبادره...

Atoora
10-05-2008, 00:16
هااااااااااااااااااااااي بنوتات :D:D:D

اشلونكم شخباركم ؟؟

انا عضوه يديده في المنتدى وصارلي شهر وانا اقرى الروايات وليما الحين ما خلصتهم :مرتبك:

بس الحمد لله نزلتهم كلهم عندي

واتمنى ان اترحبون فيني بينكم :p

واتمنى ان اكون وحده من كاتبات الروايات

انا اعشق روايات احلام وعندي مجموعه اكبيره منها

وبالنسبه حق الروايه الي اطلبتها وحده من العضوات الحلوين

روايه (ضاعت العروس) عندي اياها وانشاله راح انزلها لكم من بعد اذن (ماري انطوانيت)

بس صبرو علي اسبوعين على ما اخلص من كتابتها

تقبلو مروري
Atoora

سنا المجد
10-05-2008, 14:18
سلام لاحلى عضوات ......
شكر خاص لشيخة زورو" و" شاينينغ تيرز" على الروايه الأكثر من روعه ...
اما رواية اليوم فهي كما اخبرتكم الغالية ماري بعنوان (اسكني قلبي الى ابد)
للكاتبة مرغريتا راميريز
وملخصها
كانت لارا فتاة مراهقة عندما وقعت بحب لاعب التنس المشهور لوك هارو لدرجة انها ارسلت له صورة فوتوغرافية لها مرفقة برسالة حب...
لكنها لم تتلقى ردا بالتاكيد. اما اليوم فانها مصممة ديكور و لقد اوكل اليهاالاشراف على ديكور منزل لوك هارو بطل وحبيب قلبها الا ان الرجل تغير كثيرا بعد تلك الماساة التي سببت اعتزاله اصبح قاسيا وفقد اشراق ابتسامته التي كانت تجمع حوله المعجبات في الماضي. امالارا فانها تشعر بان قلبها لايزال ينبض بحبه كما كان عندما كانت في 14 من عمرها .

سنا المجد
10-05-2008, 14:19
لنبدأ على بركة الله ..


كان عمر لارا 14 عاما عندما همست في ادن صديقتها ماري"ا حب لوك هارو".
و كانت لارا قد احتفظت بالبوم خاص جمعت فيه كل الصور والمقالات التي تمكنت من قصها من المجلات والجرائد عندما كان لوك لاعب التنس العالمي في اوج مجده في دورة ويمبلدون ورولان غاروس.حتى هانها علقت في خزانتها خلف الملابس صورة كبيرة له تتاملهاكلمابدلت ملابسها لانه بالنسبة لها رمز السحر و الجمال بطول قامته و جسده الرياضي و لونه البرونزي و شعره اللماع.
لكن الحظ تخلى فجاة عن لوك هارو بعد حادث مريع دهب ضحيته والده ورافقته فضيحة كبيرة جعلت كل المعجبين به والمعجبات يتخلون عنه ايضا.كلهم ما عدا لارا,لارا التي قررت ان تقوم بمبادرة نحوه, فارسلت له صورة التقطتها لها صديقتها في حديقة المنزل,كتبت عليها"لوك,انا احبك".
هده حركة جريئة طبعا,فلارا كانت تريد ان تثبت له ان هناك على الاقل شخصا يفكر به.لكنها بالتاكيد,لم تحصل على رد و هدا ما احزنها في البداية. ثم صار عمرها16 عاما ثم18 عاما...وظلت الصورة الكبيرة خلف ملابسها في الخزانة, لكنها لم تعد وحدها,اصبح الى جانبها صورة اخرى لبوغارت واخرى لسين كونري ولمجموعة من المغنين.
في20 من عمرها, تركت منزل والديها لتقيم في شقة خاصة بها, فرمت كل تلك الصور ما عدا صورة لوك هارو واحتفظت كدلك بالبوم صوره.
مرت السنوات بسرعة, وهاهي الان في 25 من عمرها.في حياتها الخاصة,لم يعد الرجال مجرد صور تعلقها وتحلم بها. انهم احياء ويحاولون التقرب منها, لكن لوك هارو يبقى الرجل الاول في حياتها, انه
الرجل الدي ايقظ في نفس الفتاة المراهقة دلك الشعور الدي يعرف بالحب...
"ادا؟ ايمكنني الاعتماد عليك بالنسبة لهدا العمل ام لا؟"
انتفضت لارا. فالصوت الدي اعادها من احلام اليقظة حاد جدا.انحنت لارا على اوراقها المنتشرة على الطاولة .
"اتريده منتهيا في نهاية فصل الصيف؟"
"لا, بل مع عيد الميلاد.انت تبدين شاردة, انسة تيل"
"اعدرني. لدي مشروعان اقوم بتنفيدها في الوقت الحاضر و لقد كنت اقكرمتسائلة ادا كان بامكاني ان انفد الثالث....ايمكنك ان تعطيني فكرة عن اهمية...؟"
نهض محدتها وكانه يعني لها بان المحادثة انتهت.فجمعت اوراقها.
"لا سبيل لأتاقلم مع جدول مواعيد الآخرين"قال زبونها الجديد بجفاف."ارغب بان تاتي الى فرمونت لقضاء بعض الوقت هناك كي تري بنفسك مادا اريد من اعمال الديكور اخر.انا اسف لانني احببت طريقة عملك, ولا يمكنني ان اطلب منك الغاء اعمالك, الاخرى"
لهجته الساخرة اربكتها. هدا الزبون يبدو صعبا. تمنت لو انها ترفض على الفور وتجنب نفسها المتاعب معه.لكن هل الامر ممكن؟ بالتاكيد سيغضب مايك شريكها الدي يعلق اهمية على هدا المشروع . ولن يقبل برفض التعامل مع زبون بهده الاهمية حتى ولو انهما قاما باعمال الديكور مجانا
فهده دعاية جيدة لهما .
"بامكاني ان اعدك بان ..."
"انا على عجلة من امري , انسة تيل .اتصلي بي فيما بعد "
كان بالكاد ينظر اليها, فشعرت بلانزعاج .الزبون زبون ويجب مراضاته.

"ان مكتبنا سيقبل بكل سرور بالاهتمام بمنزلك عندما تريد. ساتصل غدا بك لنحدد موعدا لزيارة المنزل..."
"حسنا, حسنا, الى اللقاء, آنسة تيل"
لاحظت فجاة انه ينظر اليها جيدا هده المرة .
"الى اللقاء...سيد هارو"
للحقيقة, هدا الزبون الجديد ليس الا لوك هارو لاعب التنس الدي كانت تحبه في فترة المراهقة. لكن هده اول مرة تراه فيها شخصيا. لم يعد يشبه دلك الشاب المتحمس الدي احبته, لقد اصبح اشبه برجال الاعمال . لقد انقطع عن اللعب مند الحادث و ما تبعه من فضائح على صفحات المجلات والجرائد. لقد فقد ابتسامته المشرقة ومرحه مع الجميع وخاصة مع الصحافة.لارا تفهم سبب مرارته, لكن الصحافة رمته في الوحول.لكن لقد مضى على دلك عشرة اعوام,فلمادا هده المرارة على ملامحه. لقد كان بطل مراهقتها ومع دلك عاملها اليوم بدون اهتمام واحترام ؟ يبدو انه سيكون زبونا متطلبا وصعبا ويبدو انه يجب عليها ان تنسى دلك الشاب المثالي الدي كان يحتل احلامها في الماضي .
"ادا, كيف وجدت حبيب الطفولة ؟" سالها شريكها مايك ممازحا.
"ستجعلني اندم لأنني كلمتك بالامر ؟" قالت متنهدة وهي ترمي حقيبة يدها على مكتبها.
كانت لارا قد اخبرته عن حب مراهقتها, لكنها لم تشر للوك باي شيئ عن هدا الحب . فالكشف عن هدا الحب في سن 25 يبدو سخيفا.
"اوه؟اوه؟اشعر ان الامور لم تسر على ما يرام بينكما؟"
" لو لم يكن لوك صاحب اجمل منزل قديم , ولو كان بامكاننا ان نتخلى عن مثل هدا العقد وهده الدعاية لكنت قلت له ان يتصل بغيرنا. انه حتى لم ينظر الي ...اوه, مايك, اقصد انه لم ينظر الي كاكائن بشري, اتفهم؟ كيف يمكنني الاهتمام بمنزله في هده الظروف؟يريدني ان اقيم في منزله اثناء العمل, اتدرك دلك؟ رغم تعجرفه وسخريته"
"اهدأي, لم يسبق لي ان رايتك بمثل هده الحالة"
"هدا لأنه لم يسبق لأحدهم ان عاملني بهده الطريقة من قبل"
"اعلم. لكن الزبون هو الملك, وهدا زبون مهم ويجب ان نرضيه...لو انك نظرت اليه نظرة من نظراتك الرائعة. بالمناسبة, لمادا تصرين على وضع هده النظارات دائما؟ فانت لست بحاجة لها الااثناءالعمل"
"صحيح. ولكنني لست ادري, ربما لأن النظارات والشعر المعقود يوحيان بالثقة لدى الزبون"
"انت تختبئين خلف هده النظارات خوفا من ان تقولي "نعم"للرجال"
"اسمع مايك نحن شريكان فقط في العمل ..."
"ولكن بامكاننا ان نتفق بامور اخرى اتمنى لو نعمل على توسيع شراكتنا"
كانت لارا تحب مايك كزميل و شريك لكنها لا تفكر ابدا باقامة علاقة حميمة معه. ربما هي فتاة رجعية, فبعض صديقاتها لم يكن ليترددن لحظة واحدة امام مايك. اما هي فلا.


لقد تخصصت في الديكور الداخلي و بدأت أعمالها تلفت الانظار و حتى الآن لم يحتل أي رجل بلوك هارو
في اليوم التالي اتصلت بزبونها الجديد لوك "صباح الخير انا لارا أتصل بك من أجل..."كان حديثه جافا و هويتفق معها على موعد هدا المساء .
قالت لمايك"السيد لوك لا يستطيع استقبالي قبل اسبوع و لقد اقترح ان نلتقي مساء, فما رايك؟"
"اتخافين ان تضعفي امام اول حب لك وتقولي له نعم؟"
"مايك, انا اتكلم عن العمل. كيف ساتمكن من الاتفاق معه بينما هو يحدثني كضابط حربي؟ لا استطيع ان اهتم بمنزله ادا لم يكن بيني وبينه بعض التفاهم. اكره ان اوافق على عمل ما فقط من اجل المال"
"انها فرصة كبيرة بالنسبة لنا, لارا. ومن الافضل ان تهتمي بهدا العمل انت, لأنه من مجال اختصاصك"
"ادا, لا تتفاجأ ادا طلبت منك النجدة؟"
"لا تتأخري في طلب النجدة مني ادا تخطى السيد هارو حدوده"
كان مكان موعدهما في مطعم كبير من افضل مطاعم المدينة.لكن للاسف, تكاليف الدخول الى مثل هدا المطعم تفوق قدرة المكتب المالية لأن من عادتها هي ومايك ان يدفعا الحساب أثناء اللقاءات الخاصة بالعمل.
كان لوك قد سبقها, يحمل كأسا بيده ويقرا بعض الوثائق. رفع نظره نحوها فشعرت انها كسبت نقطة, خاصة بعد ان اهتمت كثيرا بنفسها وقد ارتدت تيارا أخضر من الحرير الناعم وحملت حقيبة أوراقها الجلدية السوداء.
نهض لوك ومد يده نحوها.
"مساء الخير,انسة تيل "
لقد تدكر اسمها هده المرة, قالت لنفسها بينما كانت عيناه الزرقاوان تتأملانها. لكن لمادا لم بنظر اليها في المرة السابقة؟ هدا المساء يبدو وكأنه يعتبرها شخصا يستحق الاحترام. الان, وقد حظيت باهتمامه,
يجب ان تحافظ عليه.
"اعدرني, سيد هارو لأنني كنت غير دقيقة في لقائنا الاول. لقد كنت مشغولة البال بأعمالي الاخيرة, اتمنى ان تعدر شرودي"
"اليوم, انت مختلفة تماما" قال وهو يجمع اوراقه.
"اتريدين شرب كأس ما؟"
طلب لوك من الخادم ان يحضرلهما الشراب ثم وضع اوراقه في حقيبته. كل حركاته هده كانت تكشف عن بنيته الرياضية, لكنه ازداد وسامة اكثر من الماضي رغم السر الدي تخفيه عيناه الزرقاوان. ان لوك هارو يحيرها. خشيت ان يكشف أفكارها, فسوت نظاراتها. لوك هارو زبون ليس اكثرويجب ان تحصر تفكيرها معه بالعمل فقط.
"هل سبق لك ان اتصلت بمهندس ديكوراخر, سيد هارو؟"

سنا المجد
10-05-2008, 14:21
"لا"
"بهده الحالة, ساشرح لك طريقة عملنا "
"عملنا؟"
"اقصد انا وشريكي مايك لوغان. نحب اولا ان نتعرف على ادواق زبائننا واهتماماتهم الخاصة ونمط حياتهم...بالنسبة لك انت, نعتقد اننا نعرف مسبقا ما تفضله..."
كانت هده اشارة واضحة الى ماضيه كلاعب تنس, لكنه لم يظهر أية ردة فعل. كانت لارا تعرف عنه أيضا انه كان يهوى النساء و هدا الهوى بنعكس على دوقه في ديكور منزله.
"ان هدف هدا اللقاءهو ...فقط لتسهيل امور العمل و..."
ارتبكت وتسائلت بحدة:"لمادا يصعب عليها الحدبث مع هدا الرجل.

فهو لا يفعل شيئا , فقط يراقبها ويبدو انه يستمع اليها باهتمام. ففضلت ان توجه اليه سؤالا مباشرا يصعب عليه التهرب منه والصمت أمامه
"كم غرفة تنوي اعادة ديكورها؟"
"سبق ان قلت دلك بوضوح, كل الغرف, آنسة تيل"
"كل الغرف؟ تقصد ان تقول بان المنزل سيكون فارغا واننا سنقوم باعادة تنسيقه من أساسه؟"
"ليس فارغا تماما.اريد ان تري كل شيئ بتفاصيله. هل هدا ادهشك ؟ اتعتقدين ان هدا العمل يفوق قدراتك؟"
"بالتاكيد لا" أجابت متجاهلة سخريته. "و لكنني اعترف انني لم أقم من قبل بتنفيد مشروع بهده الاهمية"
يا الهي؟ مادا قلت؟ ومادا لو ألغى كل شيئ؟
"استغرب صدقك" اعترف بجفاف.
"انا دائما صادقة مع زبائني حتى و لو كان هدا الامر شاق علي, هدا المساء, مثلا,اخشى ان يكون الامر أساء الي"
بدت الدهشة في نظراته
"سيد هارو, عندما يتصل بي احد الزبائن من اجل مشروع ما, افضل اولا ان يتم عادة بجو من التقة المتبادلة.اعلم انني لا العب دور تاجر يسعى فقط لبيع سلعه"
كلامها هدا لم يترك اي اثر على وجه لوك هارو, فتوترت و تطاير الشرر من عينيها, فنزعت نظاراتها بحركة مفاجئة و انحنت نحوه.
"ادا اصريت على عدم الكلام, سيد, اعتقد انه من الافضل ان نبقى حيث نحن. لا يمكنني العمل في الفراغ, انا ارفض ان افعل كبقية مهندسي الديكور الدين يشترون كل شيئ ثم يقدمون اخيرا كشف حساب ضخم؟"
كانت لارا متأكدة من ان مايك سيغضب كثيرا ادا علم انها خسرت هدا العقد. فأغمضت عينيها للحظة لتستعيد هدوءها. عندما فتحتهما من جديد, لاحظت ان لوك ينظر اليها مبتسما. اوه؟ انه يبتسم ابتسامته
الجميلة الساحرة, لكنها زادت من توتر لارا.
في هده اللحظة, جاء رئيس الخدم وقدم لهما لائحة الطعام.اختارت لارا صنفا من الطعام مع انها لم تعد قادرة على تحمل صمته.
"امن الضروري ان تضعي هده النظارات دائما؟" سالها لوك فجأة
"انا ...ايه...نعم"
"آه؟ هدا مؤسف ,اسمعي . آنسة تيل . اعتقد انني ادين لك بالاعتدار لآنني كنت فظا نحوك"
"انا لم اقل هدا ابدا " قالت وقد أدهشها تبدل موقفه المفاجئ.
"اعلم انك لا تتهمين احد زبائنك بالفظاظة, فأنت دبلوماسية ؟"
"هدا اطراء غريب"
"اعدري جفافي معك في الامس, و هدا المساء ايضا, آنسة تيل . كان هناك ما يشغلني. حتى ان موهوبا مثلك قد يغريه الطمع في الربح احيانا. لقد ارتحت الان لأنك لست ممن يعلقون أهمية كبيرة على المال "
"ألهدا السبب كنت جافا معي ؟"
"ليس تماما" اجاب وهو يحدق بعينيها. "انا عادة اترك محدثي يتكلم وحده حتى افهم طريقة تفكيره . من
هده الناحية, كان انفعالك مطمئنا "
"حقا؟ ادا , انا اسفة عما تلفظت به أثناء انفعالي هدا "
"مادا؟"
"على كل حال, مهما حصل , سأقدم لك كشف حساب ضخم"
ضحك لوك واشرقت عيناه, فأحست الفتاة بانقباض في قلبها لأنه دكرها بدلك الشاب الدي كان عليه مند 10 اعوام.
"قل لي سيد هارو .الديك لون مفضل؟"
تاملها للحظات بصمت قبل ان يجيب .
"لون ...الاخضر. ليس الزمردي لكن الاخضر ال..."واخد يبحث حوله ثم نظر نحوها من جديد, وقبل ان تفهم حركته, مد يده الى نظارتها وجعلها تنزلق على أنفها.
"نعم, هدا هو...الاخضر المتموج كالبحر الدهبي" قال مشيرا الى عينيها
التقت نظراتهما فارتبكت الفتاة واعادت نظاراتها الى مكانها بسرعة

"فهمت ما تعنيه, اخضر و دهبي, نعم...انه امتزاج الوان نستعمله دائما للحصول
على لمحة الرخام في المنازل الواقعة بين كروم و فيرمونت"
قالت محاولة السيطرة على الارتعاشة التي اجتاحتها."هدا الرجل مجرد زبون ليس أكثر"
لكن تبدل موقفه منها يزعجها و يربكها.
"يبدو انك تعرفين فيرمونت جيدا, انسة تيل "
"نعم, رأيته من بعيد و رأيت صورا عنه. و لكني ولدت في تلك المنطقة وأهلي لا يزالون هناك . عندما كنت طفلة, كنا نتنزه قرب النهر, فأدهب لرؤية دلك المنزل الكبير المهجور و لأرى ..."
"مالكه أيضا؟" سألها بمرارة
"لا, انا لا اصفك هكدا"
"حسنا, سآخد كلامك على محمل الاطراء" قال مبتسما
"أتنوي اعادة ترميمه من الخارج؟"
"ما رأيك انت؟"
"أعتقد انه من الافضل الحفاظ على نمطه القديم. وخاصة مدخله"
"أشاركك الرأي , لكن مدخله بحاجة للتغير, خاصة بعد الحريق"
"الحريق؟ متى حصل دلك؟"
"مند يومين" قال بايجاز." لحسن الحظ كنت هناك و تمكنت من ايقاف امتداد الحريق "
"و كيف نشب الحريق؟"
"ليس لدي أية فكرة" قال بانقباض مفاجئ .
"و لكنك قلت بأنك كنت هناك..."
"نعم"
فهمت لارا انه لا سبيل لدفعه للكلام عن الأمر.
"انت لم تقل لي شيئا عن مشروعك. مادا تريد ان يكون هدا المنزل, للراحة, للعمل, ام لل..."
"لو نرقص؟"قال و هو ينهض و يمد يده نحوها.
"نرقص؟ ولكن ... نحن هنا للكلام عن العمل. كنت آمل ان احصل منك على بعض المعلومات عن..."
"ستحصلين على مزيد من هده المعلومات و انت ترقصين معي"
ترددت لارا.على كل حال, عليها مراعاة زبونها مع ان مجرد ملامسته تفقدها اتزانها.
نهضت مبتسمة, فوضع يده على ظهرها. زبون؟ هدا الرجل الدي احتل احلام مراهقتها يدعوها للرقص وهده كانت أغلى أمنياتها.
وضعت أصابعها بحدر على كتفيه و التقت بنظراته.
"استرخي؟ انا لا لاغرائك, لا تخشي شيئا على الاقل ليس هنا"


لم تجبه لارا على هده الملاحظة و سالته بلطف:
"لمادا اخترت مكتب لوغان و تيل للديكور؟"
"احدى صديقاتي اوحت لي بهده الفكرة. قمت انت بديكور شقتها في دار لنغ بونت, ولقد أعجبني عملك"
لم تستطع لارا تحمل نظراته التي تداعب وجههاوهو يحدثها عن بعض تفاصيل تلك الشقة, لكنه لم يشر الى السرير الدائري
"انا لا أعرف شريكك"
"مايك بارع جدا, خاصة في الديكور العصري"
"وانت, آنسة تيل, في اي مجال متخصصة؟"
"انا...متخصصةفي..."
"في مادا؟"
ابتسامته الماكرة جعلتها تفهم انه قد سبق و استعلم عن تخصصها. فهي قد نشرت اعلانا مند مدة في احدى المجلات المعروفة.
"في ديكور غرف النوم "
"يا للحظ؟" قال وانزل يديها الى خصرها و قربها منه أكثر.
"لمادا تقول هدا؟"
"لأنني انا أيضا أهتم كثيرا بغرف النوم"
حاولت ان تتجاهل الاحساس بالنمل الخفيف الدي تتركه لمساته على جسدها. وحاولت ان تنسى انها بين دراعي بطل التنس العالمي الدي كان بطلها المفضل وحبها الاول .
"انا اهتم كثيرا بغرف النوم لدرجة انني اخصص في منزلي ست غرف للنوم. وستكون خبرتك ضرورية جدا لي في هدا المجال"
"انت تكتر منالاطراء, سيد هارو. قل لي, هل خصصت غرفة لكؤوسك الرياضية ونصبك التدكارية؟"
"نادني لوك, أرجوك"
"كما تشاء, ونادني انت باسمي لارا"
"لارا..."
تباطئ نغم الموسيقى فقربها اليه أكثر ولم ترغب هي بالابتعاد عنه.
"اشعر بان غرفي ستهمك انت أيضا, لارا"
"هدا ممكن, لوك. ولكن كي تجدبني الى غرفة كؤوسك, يجب ان تكون شيطانا؟"
ضحك لوك وأسند خده على خدها وهمس في أدنها:
"هكدا كانت تطلق علي الصحافة هدا الاسم. عندما تأتين الى فيرمونت, لارا, ستدخلين وكر الشيطان؟"
قال بمرارة .
"هل انت حقا شيطان؟"
"بالتأكيد, وهل يمكن للصحافة ان تكدب؟"
توقفت الموسيقى فعادا الى طاولتهما.
"عندما تزورين فيرمونت سترين ما أنجزه المهندس من تعديلات على المنزل. نصف الغرف مفروشة بالاثات لكنني أود اجراء التعديل عليها الخطوط العريضة لمشروعه.
"هناك أيضا أمي. انها تشغل جناحا يتألف من شقة مستقلة عن بقية المنزل"
"لم اكن أتخيل انك تعيش مع أمك" قالت بدهشة
"نعم, تصوري. بأمكانك ان تقيمي في فيرمونت بكل أمان , سيكون لديك حارس"

"لا أعتقد ان و جود أمك هناك سيجعلني في مأمن"
"انت واضحة جدا,لارا, وصادقة أيضا مند موعدنا الآول"
"هدا ليس موعدا بالمعنى الدي تفهمه, لوك, ولكنه لقاء عمل " ثم رفعت يدها لتطلب الخادم .
"الحساب, لو سمحت " طلبت من الخادم مبتسمة.
لكن عندما جاءت ورقة الحساب أمسكها لوك وتناول حافظة نقوده.
"أرجوك , لوك, هدا يدخل ضمن النفقات المهنية"
"ليس هدا المساء "
عندما خرجا, فتح لوك باب سيارته الآلفاروميو , فمدت يدها نحوه.
"الى اللقاء, لوك, متى سأزور فيرمونت؟"
"سأتصل بك لأحدد الموعد. رقم هاتفك الشخصي موجود على بطاقتك, أهناك ما يمنعني من الاتصال بك؟"
"اهده طريقة لتسألني بها ادا كنت أعيش مع أحدهم؟"
"أتعشين مع أحدهم؟"
"نعم , ومع دلك, بأمكانك الاتصال ساعة تشاء "
"ما أسمها؟"
"ما الدي جعلك تعتقد انني أعيش مع امرأة وليس مع رجل؟"
"لقد اتصلت بك قبل مجيئي الى هنا لأتفق معك على مكان آخر للقائنا. لكنك كنت قد خرجت " قال بمكر.
"ولقد أجابتني فتاة. أين تركت سيارتك, سأرافقك"
"على كل حال هدا لا يثبت شيئا. فهده الفتاة قد تكون جاءت للزيارة فقط"
وصلا الى سيارتها, فأخدت تبحث عن مفاتيحها.
"هل حقا جاءت للزيارة فقط؟"
"لا, لقد حزرت, انها شريكتي في الشقة...حسنا..."قالت مترددة "تصبح على خير, لوك...لقد كانت سهرة..."
ثم ماتت الكلمات على شفتيها ووقعت المفاتيح من يدها. أحاط لوك كتفيها بدراعه فسقطت حقيبة يدها أيضا. قرب وجهه من وجهها ولشدة ارتباكها تعلقت به كي لا تفقد توازنها.
"لوك, لا..."
نزع نظاراتها عن وجهها وقرب شفتيه من شفتيها...كانت تريد ان


تدفعه عنها لكنها لم تفعل , وأحست بنفسها تدوب تحت حرارة أنفاسه, فنسيت كل تعقلها واستسلمت لقبله بضعف. فجأة, سمعا هدير سيارة تقترب, فابتعدت عنه, لكنه ظل يمسك بدراعها وينظر اليها بصمت
ثم أمسك نظاراتها التي كان قد وضعها على سقف السيارة وأعادها الى فوق أنفها.
"أنها بداية فقط. انظري مادا يحصل عندما تنزعي هده النظارات, لارا. انا أحدرك , أتمنى ان اراك بدون نظارات طوال الليل " قال هامسا.
"لكنني لست انا من نزعها, لوك, بل انت"
"نعم هدا صحيح, و لكنني سأكون سعيدا جدا ادا نزعتها انت بملئ ارادتك"قال ضاحكا.
"لا تعتبره تحد لوك, لن أكون انتصارا جديدا لك"ثم تناولت حقيبتها ومفاتيحها وانطلقت بسيارتها.

سنا المجد
10-05-2008, 14:25
اذا, حصلت على زبون شهير؟" سألتها صديقتها بات عند عودتها.
" لاحظت من خلال صوته على الهاتف بأنه رجل خطير"
"كان مجرد لقاء عمل من أجل ديكور منزله النيكتوري النمط, للحقيقة, هدا أفضل عقد حصلنا عليه حتى الآن. لكن ما يقلقني هو انه يريد أن ننتهي من العمل فيه مع نهاية فصل الصيف, مع انه لدينا عدة ارتباطات أخرى في هده المدة, خاصة ديكور منزل السيدة برنتز التي تريد ان تعيش وسط ديكور زهري اللون"
"دعي شريكك الفاتن يهتم بأعمالها...على كل حال يبدو بارعا مع السيدات"
"افهم انك لا تحبينه أبدا"
بات هده تقيم مع لارا مند ستة أشهر فقط, لكن لارا لم تفهم سبب موقفها من شريكها مايك. وهي تتساءل عن مدى صدقها عندما تزعم انها لا تحبه.
في اليوم التالي, اطلعت لارا شريكها مايك عن منزل فيرمونت.
"لارا, هل المنزل هو الدي يمنحك كل هدا الاشراق أم صاحبه؟"
"انك سيء النية, مايك, مثلك مثل بات. لقد حدثني بمكر عندما علمت بأنني تناولت العشاء معه "
"هل تعلم بات بحبك القديم له؟"
"لا, وانا نادمة لأنني حدثتك بلأمر. كان عمري حينها 14 عاما فقط, اما الآن فلقد أصبحت كبيرة "
"حسنا, طالماانك أصبحت كبيرة ما رأيك لو تقضي السهرة عندي؟"
أحست لارا بالآرتباك, فهي لا تريد أن تتعدى علاقتهما الصداقة و العمل.
"لا,لا أستطيع. لقد أعدت بات شيئا مميزا للعشاء"
"لاافهم كيف يمكنك العيش مع هده الفتاة البلهاء "
"لا, انها أكثر دكاء مما تعتقد, كما و انها لطيفة جدا"
"على كل حال, هي ليست من النوع الدي أفضله من الفتيات"
"انا أعرفكما جيدا وبأمكاني ان أؤكد ان لديكما أشياء كثيرة مشتركة"
بعد قليل, كانت وحدها في المكتب عندما اتصل بها لوك هارو . ما ان سمعت صوته حتى نزعت نظاراتها وابتسمت.
"انت تبتسمين , لارا. لا تقولي لا"
أعادت بسرعة النظارات الى وجهها.
"أعتقد أنك تتصل لتحدد موعد زيارتي لفيرمونت "
"لارا, لمادا أعدت النظارات الى وجهك؟" سألها هامسا
"ولكن كيف...؟ فأنا...لم أنزعها"
"انت تكدبين؟ حتى ان صوتك يتغير عندما تنزعيهما"
"لوك..."
"اعلم, اعلم...لدينا أشياء نتناقش بشأنها. لكنني اليوم لا أحب سماع شيئ عن العمل, أتحبين البطاطا المقلية؟"
"اوه, نعم..."
"بأمكاننا ان نأكل البطاطا المقلية معا هدا المساء, ما رايك ؟"
ترددت لارا , فهي عادة لا ترغب بعلاقات تخرج عن المألوف مع الزبائن.
"انت تدينين لي بعشاء"ألح لوك"هدا المساء’ انت ستدفعين "
"أتريدني ان اقدم البطاطا المقلية لزبون مهم جدا؟" قالت ضاحكة.
"هدا المساء, لست زبونا. انسي هدا الأمر, أرجوك. سأمر لاصطحابك. أين تسكنين؟"
لم تخبره بعنوان منزلها واتفقا على اللقاء على رصيف الميناء الرئيسي في الساعة السابعة.
عادت لارا وركزت اهتمامها على عملها بدون جدوى, للحقيقة كانت تتحرق شوقا للقائه.


استقلت سيارة اجرة الى الميناء بعد ان مرت الى المنزل وبدلت ملابسها, كانت تشعر بالخفة لأنها تركت شعرها مسترسلا على ظهرها وانتعلت حداء رياضيا.
كان لوك بانتظارها مرتديا أيضاملابس سبور. كان يبدو اصغر سنا.
ما ان راها حتى اشرق وجهه.
"انا اسفة لنني تاخرت بسبب زحمة اسير"
"المهم انك هنا انا معتاد على انتظار النساء"
"اتنتظرهن طويلا؟"
"لعشرة دقائق فقط"
"اتقصد انني لو تاخرت ثلاث دقائق لكنت رحلت؟"
"بالنسبة لك انت كنت سانتظر اكثر" ثم امسك دراعها وقادها نحو الرصيف.
"اراهن انك تقول هدا لكل النساء".قالت ممازحة مع ان لمسته كانت تجعل دمها يغلي في عروقها."الى اين ندهب؟"
قاد خطواتها حتى وصلا الى مقعد حجري فدعاها الى الجتوس ثم فتح حقيبة واخرج زجاجة شمبانيا وكاسين .
"هدا مكان مثالي لنشرب كأسا قبل تناول العشاء هل اعجبك االمكان؟" قا وهو يناوتها كأسها ثم أحاط ظهرها بدراعه وأخد يتأملان مركبا شراعيا متوقفا في المرفأ.
"عندما كنت صغيرا كنت أحب التنزه بالمركب وأول صديقة لي تعرفت عليها على الشاطئ"
"لكنك كنت تعيش في كومبلتون. " قالت لارا لكنها عضت على شفتيها فهدا الأمر كانت قد عرفته من المجلات التي كانت تكتب عنه لكن لوك لم يلاحظ دلك.
"دلك لأنني نت أقيم أحيانا عند عمتي قرب الشاطئ"
"كنت مع دلك مشغولا بالتنس"
"نعم كان التنس يشغل كل وقتي مند أن وضع والدي بيدي الكرة والمضرب لدرجة أنه كان يشغلني عن المدرسة"
"هل كانت طفولتك مملة؟"
"لا أبدا كنت أتنزه على الشاطئ وألعب مع الفاق وآكل المثلجات...بالأضافة للتنس الدي كان يجري في دمي لدرجة انني لا أدكر شيئا من حياتي بدونه"
تأثت لارا بكلامه ادا كان مولعا لهده الدرجة بالتنس كيف تمكنت فضيحة صحافية من ايقافه عن اللعب؟ هدا السؤال كان يحرق شفتيها لكنها لم تجرؤ على طرحه
"وأنت لارا؟ هل كنت تدركين انك ستصبحين مصممة ديكور؟"
"في البداية كنت أغير ترتيب أثاث غرفتي ولا أدع أحدا غيري ينسق الحديقة "
ضحك توك وقربها منه تحت ضوء المساء الخفيف وأمام البحر أخدت تحدثه عن طفولتها الباكرة.
/-"حقا الجو مناسب جدا مادا أفضل من تناوت البطاطس المقلية في أمسية هادئة كهده؟"قالت متنهدة.
وجدا ما يشبه الملجأ عند جانب الشاطئ الجنوبي حيث تناولا وجبتيها كانت الأمواج تتكسر على الرمال والنسيم العليل ينعشهما بقيا مدة جالسين أمام البحر في الظلام يتحدثان في كل المواضيع.
"لطالما كنت أحلم بأن يكون لدي شقيق أو شقيقة "قالت متنهدة. "كنت أتمنى أن أجد من يشاركني حماقاتي. تصور أنني كنت أشبه الصبيان وأتسلق الأشجار وأشعل النيران في قن الدجاج ...لدرجة أن والدي يئسا من أنوثتي ...أدكر أنني يومرأيتك على شاشة التلفزيون تدكرت أنني فتاة"
أحاط لوك كتفيها بدراعه وكان يجلس قريبا جدا منها.
"لدي أخ يكبرني بستة اعوام "قال لوك ."كنت دائما أسير خلفه وخلف رفاقه..."
سارا على طول الشاطئ وقد عقدا أشرطة أحديتهما ليحملاها حول أعناقهما .لأن يد الواحد تمسك بيد الأخر.
أوصلها لوك الى المنزل أوقف السيارة أمام المبنى وأخد ينظر اليها بصمت.
"كانت سهرة لطيفة لوك" قالت بخجل وقد أربكتها نظراته وصمته.
خرج من السياة وفتح لها الباب ثم رافقها حتى البناية هناك ضمها بين دراعيه فرفعت وجهها نحوه.

سنا المجد
10-05-2008, 14:25
"تصبحين على خير لارا" ثم طبع قبلة على فمها. اعتقدت لارا للحظة أنه سيقبلها من جديد لكنه لم يفعل بل تركها واتجه نحو السيارة. في اليوم التالي تدكرت لارا انها لم تسأل لوك عن موعد زيارتها لفيرمونت لقد نسيت بسهولة انه زبون لديها كان مايك شريكها متغيبا عن المكتب قبل الظهر لآنه يشرف غتى ديكور النادي البحري وعند عودته حدثته عن اتصال السيدة برنتز.
"مادا تريد أيضا صاحبة الدوق الزهري؟" سالها بأنزعاجها.
"لقد نجحت في اقناعها بادخال اللون الرمادي انها مترددة أحيانا وبحاجة لرجل شاب ومتفهم مثلك لمساعدتها في اتخاد القرارات"
"بمعنى آخر تريدين ان تتخلصي منها"
"لا مايك ليس الأمر كدلك ادا كنت ترغب سأترك لك ملفها لانني اعتقد انك قادر على التفاهم معها أكثر مني ثم...."
"بل تريدين التخلص منها كي تتمكني من تكريس نفسك لملف هارو؟"
"أنت لست عادلا مايك" اعترضت واحمر وجهها.
"انا آسف " قال بحزن فتأثرت لارا كثيرا.
"مايك يجب ان نتكلم بهدوء هيا قدم لي كأسا"
وصعدا لمعاينة بعض عينات القماش في الطابق العلوي الدي خصصه لسكنه الخاص.
جلسا في الصالون الصغير المصمم على النمط الشرقي وكل واحد منهما يحمل كأسا بيده.
"يبدو انني أمر بمرحلة متأزمة" قال مايك معتدرا "أنت تعلمين لارا لقد قاربت الثلاثين"
"الثلاثون عاما امر ليس مخيفا لهده الدرجة انه سن الشباب فأنت لديك شقة لطيفة وسيارة جميلة والأعمال تسير على مايرام ما الدي ينقصك؟"
"بامكان سعادتي ان تكتمل لو..."
"نعم اعلم ما يتقصك ولكن مايك أنا لست الفتاة الوحيدة ...والإمور ستفشل بيننا صدقني فلمادا نفسد علاقتنا العملية؟"
"هل حصل معك مرة ان تخليت عن الحدر وعشت وضعا معينا بدون تفكير؟"
اختفت ابتسامة لارا كانت قد انتظرت طوال النهار اتصالا من توك وبشوق كبير كأية فتاة تعيش حبها الأول ادا كان لوك يعرف دون ان يراها متى تبتسم ومتى تنزع نظاراتها فهو قادر على قراءة أفكارها فليدهب الى الجحيم ...اليس هدا ما تستعد له؟اليست تعلم بانها عند دخولها الى فيرمونت ستدخل وكر الدئب على قدميها؟
"بالتأكيد هدا حصل معي "قالت بشرود عادا الى الطابق السفلي فسألها مايك ادا كانت سيارتها لا تزال عند الميك********************************ي "نعم" "بهده الحالة سأسطحبك الى منزلك شرط أن تقدمي لي انت أيضا كأسا بدورك لا أرغب بالبقاء وحيدا هدا المساء"
"كاسا فقط وليس شيئا آخر ستكون سهرة مشتركة مع بات أتمنى أن تفهم دلك"
لاحظت امتعاضه عند دكر اسم بات فحاولت ان تتخيل ما الدي يجعل هدين الشخصين يكرهان بعضهما.
عندما دخلا شقتها رحظت لارا على الفور الفوضى التى زرعتها بات في الصالون لم يستطع مايك الجلوس الا بعد ان ازاحت لارا القماش والدبابيس عن الكنبة.في هده اللحظة خرجت بات من غرفة النوم ترتدي ثوبا لم تنته من خياطته "اوه مساء الخير هل ستخرجان معا هدا المساء؟"سالتهما بدهشة.
"لا لن نخرج" اجابتها لارا "لقد اوصلني مايك بسيارته يبدو ان هدا الثوب سيكون جميلا عندما تنتهين منه"
لاحظت لارا نظرات الاعجاب في عيني مايك وهو ينظر الى بات.
"يبدو انه يوجد قماش على الارض اكثر بكثير مما يوجد عليك"قال مايك ممازحا.
في هده اللحظة رن جرس الباب فدهبت لارا لتفتح بينما اسرعت بات تخلع ثوبها لكنها عجزت عن نزع الدبابيس فعرض مايك المساعدة.
تفاجاتلارا عندما وجدت لوك امام الباب"كنت مارا من هنا..."قال لوك مترددا عندما لاحظ انهاكانت تضحك "اعتقد انه كان من الافضل ان اتصت بك قبل مجيئي"
"اوه لوك انا سعيدة برؤيتك تفضل هده فرصة لتتعرف على شريكي"-

كان لوك قد لاحظ وجود مايك الدي كان يجلس على الكنبة ويحمل كأسا. أما بات فكانت قد أختفت في غرفة النوم تاركة أغراضها مبعثرة في كل أرجاء الصالون.
نهض مايك. لقد تعرف على لوك, فقامت لارا بالتعريف بهما فتصافحا وكل واحد منهما ينظر الى الآخر بتحفظ.
"جاء لوك ليحدد لي موعدا لزيارة فيرمونت" شرحت لارا
"ما رأيك بالغد؟"سألها لوك وهو يتناول الكأس الدي قدمته له.
ترددت لارا لأن لديها مواعيد أخرى غدا.
"لم لا, لارا" شجعها مايك. "سأقوم بما عليك من اعمال غدا"
كانت لهجته مألوفة جدا وكأنه خطيبها. فانزعجت لارا كثيرا لأنه يحاول اظهار غيرته عليها.
"ادا لارا ؟" سألها لوك. "غدا؟"
"لكن سيارتي لا تزال في الكراج و..."
"سأمر لاصطحابك من المكتب في الساعة الثانية. من الافضل ان تحضري معك ملابس اضافية, قد يؤخرنا عملنا حتى المساء, وتضطرين للعودة صباح اليوم التالي. أيناسبك هدا ؟"
"نعم"
رافقته حتى الباب, فجدبها الى الخارج وأغلق الباب وراءهما.
"أيقيم هنا هو أيضا؟"
"من, مايك؟ اوه لا. ان شقته فوق مكتبنا. لمادا تسأل؟"
"لأنني أتساءل ادا ما كنت تشاركينه شيئا آخر غير المكتب؟"
"لقد قلت لك.انا اشارك شقتي هده مع بات بينما مايك شريك في العمل وليس أكثر. على كل حال, هدا أمر يتعلق بحياتي الخاصة "
"لا أريد أن أكون فضوليا, أرغب فقط بالوضوح"
"لمادا؟"
"لأنني أفضل الجولات البسيطة"
"أنا لست جزءا من احدى مبارياتك, لوك"
"ادا كنت قد أعطيتك هدا الانطباع, فأنا آخر الاغبياء في العالم "
سمعا في الداخل أصوات بات ومايك ثم وصلهما صوت أغنية لباربرا سترايسند, فعجزت لارا عن رفع عينيها عن لوك. جدبها نحوه وبحثت شفتاه عن شفتيها فعقدت يديها خلف ظهره واستقبلت قبلته وقد أحست بالرغبة الحارة للبقاء بين دراعيه.
عندما أبعد شفتيه عن شفتيها, انهال على خديها بالقبلات الخفيفة.
"لوك اعتقد انه من باب التعقل ان لا أرتبط بهدا العمل معك. ومن الافضل ان يهتم مايك بمسألةالدهاب لزيارة فيرمونت غدا"
ادا كان مكتب لوغان وتيل يريد هدا العقد, لارا, فأنك انت من سيشرف على سير العمل. هدا شرطي الأول والآخير"قال بحزم ثم نزل بالمصعد الكهربائي.
لمادا عجزت عن الاجابة؟ لمادا تبدل فجأة ولم يعد يشبه دلك الشاب المرح الدي دعاها لشرب الشمبانيا بكأسين من البلاستيك على شاطئ البحر؟
عندما جاء لاصطحابها في اليوم التالي, كان منقبض الوجه فحاولت عدة مرات أن تفتح معه حوارا لكنها لم تنجح فبدأت تفكر انها كانت تبني اوهاما حول قصة لقاءهما .كانت تحلم وهي تعد حقيبتها باشياء جنونية . فبتسمت بمرارة وخيبة .مرت ربع ساعة قبل ان يقرر لوك الكلام "لقد شعرت بالخيبة عندما دخلت شقتك بالامس"
"لمادا؟"سالته بدهشة.
"كنت اتوقع رؤية شيء مميز تابلوهات اشياء نادرة...|
"للحقيقة كنت املك شقة من النوع المميز في الماضي"
"يبدو ان صديقتك فوضوية جدا"

"نعم"
"ادا لمادا تشاركينها السكن؟ أنا متأكد ان عملك يسمح لك بالسكن المستقل"
"نعم,ولكنني أحب العيش مع بات. انها تعمل سكرتيرة. صحيح اننا مختلفان. لكننا نتشارك حب الموسيقى و التنس العادي, طبعا من وقت لآخر"
"لا أفهم سبب اقامتك معها"
"للحقيقة, لاأحب السكن وحدي. بات صديقة مرحة ولايهمني ادا كان طبعها مختلف عن طبعي. أمن الضروري ادا كنت انا مصممة ديكور ان تكون صديقتي مثلي"
"انت غريبة, لارا"
لم تدر بمادا تجيبه فلادت بالصمت. عندما وصلا الى فيرمونت, كانت السماء قد تلبدت قليلا. لاحظت لارا ان المنزل الكبير فقد شيئا من سحره وخاصة الحديقة التي اجتاحتها الاعشاب البرية. لطالما كانت لارا معجبة بهدا المنزل القديم وشرفاته الواسعة وسقفه المتدرج القرميد.
تأملت المنزل قليلا من الخارج وهي تتسأل. أهدا هو المنزل الدي دفعها نحو حب مهنة الديكور؟ولوك؟ الدي لطالما حلمت به ووقفت امام صوره...نظرت اليه خلسة ثم قالت لنفسها:"هيا لن اقع بحبه كما كنت في سن المراهقة"
"هل يحتاج المنزل لبعض الترميم برأيك" سألها لوك وهو يفتح لها باب السيارة لتنزل.
اعتقدت لارا انها رأت ستارة تتحرك خلف احدى النوافد العليا.
"غريب منزلك لقد جعلني اعتقد انني رأيت أشباحا خلف النافدة في الاعلى"
التفت لوك الى دلك الاتجاه وانقبضت ملامحه.
"لابد انها امي, هيا اتبعيني لارا"
تبعته لارا الى المدخل الكبير الدي احترق نصفه فأحست بالرعشة ثم دخلا الى غرفة واسعة تتوسطها مدفأة كبيرة رافقها لوك بجولة على غرف الطابق السفلي فتفاجأت بوجود صالة خاصة للرقص...
عرض عليها شرب القهوة فرفضت وأخرجت دفتر ملاحظاتها وأخدت تسجل الملاحظات المبدئية. صعدا السلم الدائري المؤدي الى الطابق العلوي وهي تستمر بتسجيل افكارها ولوك يراقبها مبتسما. فجأة لاحظت عودة ابتسامته وهو يتقل حقيبتها الى احدى الغرف الواسعة.
"هده غرفتك"

سنا المجد
10-05-2008, 14:26
تأملت لارا الغرفة واحمر وجهها عندما رأت السرير الكبير. وأخيرا دخلا الى غرفة أكبر لكنها بحاجة لأعادة الديكور.
"انها الغرفة الرئيسية"قال لوك"هدا يعني انها غرفتي وانا أنتظر اقتراحك بشأنها"
تأملت لارا أثاث الغرفة دون ان تدخلها
"بأمكانك الدخول" قال لوك بمكر"لا خوف عليك, أريد ان اسمع اقتراحك"
"يجب ان أفكر بالآمر اولا. لوك, فهدا يتوقف على ما تريده انت"
"ما أريده؟ هدا بسيط جدا" قال بهدوء ثم جدبها نحوه وضمها بين دراعيه ليضع فمه على فمها. لم تكن لارا تعلم ادا كانت ترغب بهده القبلة ام لا. لكنها احاطته بدراعيها واستجاب جسداهما لدافع واحد بحنان
وشوق وكأن لارا أحست ان مكانها الطبيعي هو بين هاتين الدراعين.
عندما ابتعد عنها قالت بصوت مرتجف.
"انت قلت بأنه لاخوف علي؟"
"نعم لا خوف عليك"وارادان يضمها من جديد.
"لا لوك...انا بالكاد اعرفك و..."
داعب شعرها بحنان دون ان يرفع نظره عن نظرها.
"اشعر وكأنني اعرفك مند زمن طويل لارا. أتساءل كيف لم اعرفك مند لقائنا الاول"
"كيف لم تعرفني؟"تساءلت بخوف وقد تدكرت فجأة تلك الصورة التي ارسلتها له عندما كانت في 14 من عمرها واعترفت له بحبها من خلالها.
"نعم ان اتعرف عليك كامرأة قادرة على ابقائي مستيقظا طوال الليل"شعرت بالراحة, فضحكت.
"هيا لوك انا متأكدة ان كثيرات غيري سبقنني الى هدا الشرف"
"انت مخطئة لارا"قال وقد عقد حاجبيه"هدا حصل معي مرة واحدة فقط مند مدة طويلة. اماانت لارا فأنت محفورة في داتي وكأنني التقيت بك مند سنوات بعيدة مند سنوات. وكأنني غير قادر على نسيانك..."قربها اليه وهو يتكلم ووضع يديه على كتفيها.
"لكنك الآن, لست عجوزا" قالت محاولة اخفاء اضطرابها.

"لاتمزحي لارا انت تشعرين بنفس شعوري اليس كدلك ؟رأيت دلك على وجهك دلك المساء عندما رقصنا معا""
"لكنك عندما رأيتني لأول مرة بالكاد وجهت الي الحديث "
"كنت أريد أن أعرف الى أين أسير . بكل بساطة أنا أكره تسريع الأمور "
"لقد كنت متعقلا. لكن في تلك السهرة وجدت نفسي مضطربة ...لدرجة انني احسست بالدنب"
"بالذنب؟لماذا؟"
"لأنني أتقرب من زبون"
"لكنني اريد اتقرب منك لارا بعد تلك السهرة على الشاطئ حاولت ان اتعقل وان اقنع نفسي بانني واهم لكنني ادركت انك ستجعلينني اقضي الكثير من الليالي بدون نوم..."
"لوك مادا تقصد"
"اقصد انني ارغب بك وهدا ما تعرفينه جيدا كان بامكاني ان احدثك عن الحب...لو كنت متاكدا انني لازلت اعرف ماهو الحب "ثم احاط وجهها بكفيه"بفضلك انت اعتقد انني اعيش من جديد تلك الأيام الجميلة التي كنت اعرف فيها الحب احنى رأسه وقبلها بحرارةولم يتركها الا عندما سمعا خطوات في الممر .
انها الخادمة جاءت تسألهما عن موعد العشاء .سألها لوك عن صحة أمه فأخبرته انها بخير لكنها لن تنزل لتناول العشاء .
التفت لوك نحو لارا وقال "بالنسبة لجناح والدتي لا تدخليه ضمن خطتنا حاليا فادا رغبت باجراء بعض التعديلات عليه سنفعل فيمابعد باستثناء دلك الجناح بامكانك التجول في المنزل كله. ستجدين التصاميم في غرفة المكتب في الأسفل"
رافقتها الخادمة الى غرفتها ثم تركتها وحدها تفكر بأقوال لوك . احست بفرح كبير اجتاحها هدا كثير جدا كي يكون حقيقة وليس حلما .
نظرت من النافدة فرأت منزلا صغيرا مجاورا للمنزل الكبير ومحاطا بالأشجار. بعد قليل لمحت لوك يخرج مرتديا ملابس التنس ثم انضم اليه رجل متوسط السن واخدا يتبادلان بعض الكراة لاحظت لارا مع انقباض في قلبها ان لوك لايزال محافظا على ليونته وعلى لياقته البدنية نفسها.
ابتعدت عن النافدة ونزلت لتقوم بجولة في المنزل سجلت خلالها بعض الملاحظات ثم عادت الى غرفتها واستحمت وارتدت ثوبا جديدا لكنها ترددت قبل ان تضع نظاراتها الى ان قررت انها لن تحتاج اليها هدا المساء.
عندما نزلت نهض لوك على الفور وكان قد بدل ملابسه لكن التمارين الرياضية تبدو انها عكرت مزاجه اهدا هو نفس الرجل الدي كان يضمها مند قليل بين دراعيه؟ انها تشك بدلك.
"تعالي لارا اقدم لك دون مرسون مدربي وصديقي مند مدة طويلة "
انه الرجل الدي كان يلعب معه التنس انه في 50 من عمره تقريبا وينظر اليها الأن باعجاب.
"اوه لوك"قال مارسون ممازحا "يبدو ان لك حظ الشياطين "
"هدا حقا ماكانوا يقولونه.."قال لوك مبتسما .
"ادا كنت تلمح الى ..."قاطعته لارا .
"هيا آنسة تيل "قاطعها دون"لننسى تلك القصة القديمة اتريدين شرب شيءما ؟"
تساءلت لارا عن تلك القصة القديمة التي مجرد دكرها يحزن لوك.
"أعتقد ان مهنتك آنسة تيل تسمح لك بالتعرف على المشاهير."قال دون .
"ليس دائما "
"لكنك تطمحين للمجد والدعاية لأنكي ستهتمين بمنزل لوك هارو؟"
"هدا ليس اسلوبي "اجابته بجفاف .
"هيا هيا انت تعلمين ان الصحافة تلاحقه واية امرأة لاتقاوم امام الكشف عن بعض التفاصيل عن حياة لوك الخاصة "
"للحقيقة لست من هدا النوع كماوان لوك لم يطلب مني ان ابقي امر اهتمامي بمنزله سرا"
نهض لوك من مكانه واقترب منها "انا آسف لارا ان دون يعتقد بانه مضطر دائما لتأمين الحماية لي "
"هل وقعتما العقد ؟"سالهما دون .
"لا.لكننا سنفعل عندما تقدم لارا لي اقتراحاتها"قال لوك.
"للا ادا لم تعجبه افكاري"قالت لارا.
"اعتقد بان افكارك ستعجبه حتما"قال دون بمكر مما ازعج لوك .
"دون اريد ان اكلمك على انفراد "قال له لوك ثم خرجا معا ليعود لوك بعدها وحده.
"ارجو ان تقبلي اعتداري لارا دون يعرفني مند صغري ولا يرغب الا بحمايتي من اجل مصلحتي تكنه احيانا يتخطى حدوده"
"اانت تفكر مثله لوك؟"
ابتسم وضمها اليه "انت تعجبيني جدا لارا .لكن بالنسبة لهداالعقد فانت ستحصلين عليه فقط من اجل كفائتك المهنبة"ثم قبلها بحرارة كبيرة لاحظت من خلالها انه رجل خبير بامور النساء .
"حان موعد العشاء لارا "قال وهو يبتعد عنها.بعد العشاء شربا القهوة في الصالون وهما يستمعان الى الموسيقى .
"لوك هل ستشترك دات يوم في احدى المباريات؟|
"لقد كبرت على المباريات"قال وقد تشنجت قبضاته على المقعد.
"اتعتقد دلك؟انظر الى روزويل وكونورز لقد فازا في ويمبلدون بعد الثلاتين "
"لكنه لم يبقى خارج الدائرة لمدة عشرة اعوام"
"وانت ؟لمادا؟"سألته باصرار.
"اسمعي لارا ..."قال بحدة "حسنا لنقل انني لم استطع حينها ان اتحمل خبر وفاة والدي .انت على علم بما كان قد حصل؟"
"اعلم القليل فقط "
"لكن الظواهر مخطئة و....انا ...على كل حال كنت اريد الأعتزال "
"انا لا اصدقك"قالت رغما عنها .
ازدادت ملامحه حدة "لا يمكنك الحكم لارا كنت اريد ان اكون الأفضل ونجحت بدلك لمدة معينة هدا كل ما في الأمر"
"لكنك كنت ايضا تحب اللعب "
"حسنا انا العب كل يوم ولكن كي العب امام الجمهور يجب ان تكون مسألة حياة او موت"
كانت لارا متأكدة انه يعيش نصف حي ونصف مية محروما من المهنة التي نمت معه ومع دلك لم تلح امام نظراته الجريحة .

بعد قليل, عاد لوك الى هدوئه وأخدا يتحدثان كأصدقاء قدامى الى ان اقترح عليها ان يقوما بنزهة قصيرة في الخارج. مد يده نحوها فأمسكتها وخرجا الى الحديقة حيث سارا بصمت الى ان وصلا الى شجرة وارفة, وقف لوك وضم الفتاة بين دراعيه.
"لارا...هناك أشياء كثيرة أود ان اقولها لك..."
أحست بأنفاسه الدافئة تلامس وجهها.
"كما وانني ...أريد ان اعرف كل شيء عنك" وضمها اليه أكثر.
" لم اعد قادرا على الانتظار لارا..."تمتم هامسا بأدنها ثم انهال بالقبل على عنقها, فأخدت تردد اسمه بصوت هامس.
قبلها فتلقت قبلته برغبة لا تقل عن رغبته.انها تحب لمسات يديه على كتفيها ورائحة عطره ودفء دراعيه.
"ارغب بك لارا اريد ان احبك" وعاد الى شفتيها.
"وانت أتردين دلك؟"
"نعم لوك اريد دلك"
"حسنا سأقصد غرفتك هل ستدعينني أدخل؟"
"نعم لوك"
عادا الى المنزل وهو يمسك يدها.
"سأزورك بعد عشر دقائق" قال لها مبتسما وتركها امام باب غرفتها.لم يعد يهمها شيء الآن كل ما يهمها هو لوك وزيارته المنتظرة. بعد لحظات سمعت طرقات على بابها.
"من؟"

سنا المجد
10-05-2008, 14:27
دخلت المرأة ترتدي ملابس بيضاء.
"اعدريني لأنني أزعجتك انا بولا هارو"
"آه نعم" قالت لارا وقد احمر وجهها من الارتباك "انا لارا تيل من مكتب لوغان وتيل للديكور الداخلي. سمعت بأنك مريضة هل أصبحت بخير آلان؟"
كانت السيدة بولا هارو ترتدي قميص نوم ابيض وروبا ابيض متناسبين. انها امرأة جميلة رغم نحافتها.
"انا بخير شكرا كنت اريد ان احدثك عن ديكور شقتي ولكني اعتقد ان هناك شيئا أهم...ومن واجبي ان أحدرك"
"ان تحدريني؟" وارتعشت من الخوف من هدا المنزل وهده المرأة و...
"نعم يجب ان احدرك من لوك. فهو معروف بملاحقته للنساء..."
"أعلم دلك" قالت وقد شعرت ببعض الراحة.
"قد يبدو لك غريبا ان يأتي هدا التحدير مني" قالت ببعض التوتر"ولكنني اعتبر نفسي مسؤولة بعض الشيء. فأنت صغيرة وجميلة آنسة تيل. تدكري فقط ان لوك قادر على اغراء كل الفتيات. فهو يجعلهن يعتقدونان كل واحدة منهن هي الوحيدة في حياته..."
الوحيدة؟ كانت لارا تعلم انها ليست الوحيدة في حياته لكنها مختلفة عن الأخريات.
"أعتقد انك فهمت ما اعنيه آنسة تيل؟"
تمنت لارا لو ان هده المرأة تصمت وتدكرت كلمات لوك الجميلة العدبة.
"سيدة هارو امن الضروري حقا ان تقولي لي كل هدا؟"
"ربما لا. فأنت تبدين فتاة متعقلة, بينما لوك...لا تثقي به, فخلف مظهره الفاتن يخفي كائنا غير اخلاقيا. ما ان تكون المسألة خاصة بامرأة حتى يصبح شيطانيا"
وبدا بريق مخيف في عينيها للحظة ثم ابتسمت.
"انا آسفة لكنني اعتقد انه من واجبي ان أحدرك قد أراك غدا وقت الفطور. أتمنى لك نوما هانئا"
النوم الهنيء بعد كل ما سمعته؟


توترت لارا كثيرا وأخدت تروح وتجيء في الغرفة تردد كلمات الوالدة المخيفة وكلمات الابن العدبة. وقفت امام المرآة وفكرت بتلك العباراة التي قالها لها:"لو كنت قادرا على الكلام عن الحب لكلمتك عنه..." ولاحظت ورقة شجر على رأسها بقيت بعد مشهد الغرام الدي حصل بينهما تحت تلك الشجرة. ربما ردد لوك مثل هده الكلمات وهدا المشهد كثيرا مع غيرها. فأدا كانت والدته محقة, فهدا يعني انه كان يمثل عليها ليحصل على ما يريده منها. هل يمكنها تجاهل تحديرات هده المرأة؟ أيمكن لوالدة ان تكدب بشأن ابنها؟
سمعت طرقة خفيفة على بابها. فانتفضت مدعورة قبل ان تتجه نحو الباب لتفتحه. ما ان رأت لوك والوعود التي تملأ عينيه حتى أحست بانقباض في قلبها. ان الحنان ينبض من نظراته...هدا مستحيل. اتخدت قرارا. ادا كانت أمه مخطئة بشأنه, يجب على لوك ان ينتظر ليلة الحب هده التي وعدته بها. اما ادا كانت والدته مصيبة...
تأمل لوك وجهها ولاحظ ان هناك شيئا لا يسير على ما يرام.
"اسمع لوك انا...غيرت رأيي"
دخل لوك الغرفة وأغلق الباب وراءه.
"غيرت رأيك؟"سألها بحدة "لاافهم مند ربع ساعة قلت لي...مادا جرى بهده الاثناء؟"
"انت لطيف جدا لوك. وانا مثأثرة بك انت تعلم...ثم انك...تتدبر كل شيء كي يستحيل على أي امرأة مقاومتك"
"آه. لا ابحثي عن عدر آخر" قال غاضبا وهو يضغط على كتفيها"أتعتقدين أنني سأصدق كلامك هدا؟ اتحسبينني سادجا لهده الدرجة؟"
"بالتأكيد لست سادجا لوك, وهداصلب الموضوع فمع كل هؤلاء النساء اللواتي مررن بين دراعيك أصبحت خبيرا و..."
هزها بعنف لدرجة أن نظاراتها وقعت الى الأرض.
"انا لم أخدعك لارا مند البداية اعترفت لك أنني أرغب بك وانت شجعتني"
"لكنني أقول لك أنني لن أكون انتصارا جديدا من انتصاراتك"
أجابته غاضبة امام ردة فعله. الآن وبعد أن عرفت أكثر لا يمكنها القبول. ولكن مادا لو استمرت بتجاهل
الحقيقة؟
"لقد غيرت رأيك فجأة ولكن بعد فوات الأوان" ودفعها الى الخلف فسقطت على السرير وتمدد فوقها بعد ان ثبت كتفيها من الحركة.
"قلت انك أيضا ترغبين بي, لارا, حسنا ها انا هنا"وقبلها بوحشية.
"لارا..."همس بدفء وقد فقدت عيناه شررهما وأصبحت لمسات يديه رقيقة.
"لمادا لارا؟ لمادا يا حبيبتي؟" همس بأدنها" ألا يزال الوقت مبكرا؟ أهدا هو الأمر؟"وانهال بالقبلات على وجنتيها. انه لا يستسلم قالت لنفسها وها هو يشكل كل أسلحته لأقناعها.
"أتخشين أن تفشل علاقتنا؟ لا تخشي شيئا. سأعرف كيف أحبك"وداعبت يده شعرها الناعم وأطبقت شفتاه على شفتيها. أغمضت لارا عينيها. كم تصعب مقاومته؟
"لوك اسمعني...انا أتكلم جديا...لقد فكرت و...ولا يمكنني ان..."
"فكرت؟ يبدو انك تدكرت فجأة شيئا ما عن ماضي وعن تلك الفضائح القديمة اتعتقدين انت أيضا انني قتلت والدي؟ اتعتقدين انه يمكنني ممارسة الحب مع رجل من نوعي؟" قال بحدة وابتعد عن السرير.
"من المؤسف حقا انك لم تفكري بلأمر من قبل لارا لكنت جنبتني الاعتقاد بأنك..."ثم خرج دون ان ينهي جملته.
"ادا أي مزيج من الالوان اقترحت عليه حتى يتبدل مزاجه بهدا الشكل؟"سألها دون مارسون في الصباح اليوم التالي وهو يوصلها الى المدينة.
"لاأفهم ما تعنيه"
"اوه, بلى. مساء أمس, عنفني بحدة لأنني لمحت الى انك تساعدينه على السير. بينما هدا الصباح تبدل مزاجه وطلب مني أن أوصلك بنفسي بدل أن يرافقك هو"ظلت لارا صامتة ولم تجب.
"حسنا, مادا جرى؟ هل أقفلت بابك بوجهه؟"احمر وجه الفتاة.
"هدا ما كنت اعتقده. اسمعي, آنسة تيل. انا رجل صريح وأ..."
"لقد لاحظت دلك"
"صدقيني, لم أكن أنوي ازعاجك. انا اعتبر لوك كابن لي كنت أعتبره كدلك أيضا قبل وفاة والده. فأدا جرحتك بالأمس, فأرجو ان تسامحيني""دعنا من هدا الموضوع. سيد مارسون"
"لقد تعرف لوك على فتياة كثيرات...لكن انت....معك انت الأمر مختلف"
"حقا؟بمادا يختلف؟"
"لنقل انه...يحترمك نعم يحترمك عادة يتحدث عن النساء باستخفاف لكن عندما كلمني عنك أدهشني"
"بالنسبة لسؤلك الأول مادا تعتقد انني فعلت له هده اليلة ؟" سألت وهي تشعر بانقباض وحزن.
"هناك نوع من النساء يملكن القدرة على تدمير لوك لقد سبق لي ان جمعت حطامه دات مرة ولا أريد ان أضطر لدلك مرة أخرى"
لوك حطمته امرأة.
"لا تقلق من أجلي سيد مارسون"
"لكنك ستقيمين هنا لبعض الوقت طالما انه لم يطلب منك نسيان موضوع ديكور منزله"
"نعم"
وهدا ما أدهشها هدا الصباح عندما كانت تتوقع أن يعلن لها عن نسيان موضوع المنزل لكنه دعاها لتناول الفطور وشرح لها مادا يريد بالنسبة للديكور.

"اهتمي أولا بغرف الاستقبال و الضيوف" كان قد قال لها صباحا."نفدي خطتك بأسرع وقت ممكن. اتمنى ان ينتهي هدا الجزء من المنزل قبل شهر أيلول. لأن شقيقي سيعود من انكلترا في هدا الموعد مع زوجته"
انها معجزة حقيقية بالنسبة لمكتب لوغان وتيل. لقد احتفظا بهدا الزبون بالرغم مما حصل ليلة أمس.
تحدث مارسون لبعض الوقت عن لوك. لكن لارا لم تفهم شيئا. لكنها أصبحت متأكدة أن دون مارسون رجل لطيف ويهمه جدا مصلحة لوك. لقد تعرفت على شخصين يحبان لوك كثيرا, والدته ودون. والدته لأنها تخشى على الفتاة من أن تصبح ضحية جديدة لابنها, ودون لأنه يخشى عليه من الصدمة.
لحسن الحظ لم يسنح الوقت لمايك باستجوابها حول زيارتها لفيرمونت. مع انها لم تكن قد توقفت عن التفكير بتلك الزيارة بحزن وانقباض. لكن في الساعة الرابعة, تفرغ مايك لهدا الاستجواب.
"ما رأيك لو نتناول العشاء معا, لارا؟هناك ملاحظات حول شقة السيدة برنتز وحول مشروع السيد هارو"
"سيكون غداءا متواضعا"
"حسنا, سأخبربات بأنني سأتأخر بالعودة. لكن اعلم مايك بأن هدا العشاء سيكون عشاء عمل فقط"
أخبرتها بات انها على موعد هدا المساء أيضا مع صديقها برت.
"عندما تنتهين من هدا العمل الدي بين يديك, اتبعيني الى الشقة"قال لها مايك وتركها وحدهافي المكتب
بعد نصف ساعة, أنهت لارا التصميم الدي كانت تعمل عليه وبينما كانت تستعدلأقفال باب المكتب والصعود الى شقة مايك العليا, جاء لوك مرتديا بدلة رسمية ويبدو حازما أكثر من العادة. كم رغبت بأن
تضمه بين دراعيها.
"لقد اتصلت بمنزلك فأجابتني صديقتك بأنك ستتأخرين في المكتب"قال ثم دخل وهو ينظر حوله واضعا يديه في جيبيه ثم التفت نحوها. كان يلتهمها بنظراته من رأسها حتى أخمص قدميها.
"ليلة أمس, لارا..."
"لننسى هده الليلة,لوك"قاطعته بصوت مرتجف.
أمسك لوك دراعيها.
"لكنني لا أريد نسيانها"قال بحدة"أريد أن أفهم لمادا وصلت الأمور الى هنا"
"لقد قلت لك. بكل بساطة عدت الى عقلي بعد لحظات من الضياع"
"لاأصدق"
"بالنسبة لسمعتك, لن تتمكن من الفهم. على كل حال, قد أكون فتاة رجعية التفكير, لكني لست مستعدة لأهبك نفسي. من أجل بضعة لمسات..."
نظر اليها بعينيه الزرقاوين بعمق...ثم ببطء أمسك يديها بيديه. فتدكرت نزهتهما على الشاطئ...
"لارا...أتعتقدين انني لاأعلم؟"قال بصوته الهامس.
يبدو انه صادق وأنها المرأة المختلفة عن الأخريات بنظره.
"هيا بنا لارا لنتناول العشاء معا. يجب أن نتحدث...لن أحاول الضغط عليك لتغيري رأيك, أعدك بدلك.."
ثم وضع شفته على شفتيها بقبلة هادئة.كيف تقاومه؟ انه يملك سحرا عليها.
في هده اللحظة ارتفع صوت مايك كان يكلمها وهو ينزل السلم.
"هل أصبحت شريكتي جاهزة أخيرا؟ بسرعة لارا لدي فكرة رائعة, سأستحم وانت تفركين ظهري ثم ننتقل الى غرفتي و...اوه. مساء الخير, سيد هارو"
كانت لارا قد ابتعدت بسرعة عن لوك وكانت قد نسيت تماما مايك.
تقدم مايك ووضع يده على كتفها. حركته هده كانت تعني بوضوح:انها لي. اضطربت لارا.
"لقد أعدت لارا خطة جيدة للعمل في فيرمونت.لن نخفي عليك, سيد هارو كنا سنتناول العشاء في شقتي في الطابق العلوي...تعالى وألقي نظرة على الرسومات"
كانت لهجة مايك تدل على انه بات يعتقد بأنها ملك له.وهدا ما أزعجها كثيرا. انحنى لوك فوق الرسومات بوجهه الحازم.
"حسنا.اتصلي بي عندما تختاري الالوان, أحب أن أراها"
اعتدر مايك وصعد الى شقته.
"لمادا لم تقولي بأن لديك صديقا خاصا؟"سألها لوك بجفاف."ألهدا السبب كنت تشعرين بالدنب؟"
"لا لوك الأمر ليس كما..."
"كنت اعتقدك مختلفة"وضحك بمرارة ثم خرج.

لقد كان مشهدا حميما جميلا"قال مايك بسخرية عندما صعدت الى شقته.
"نعم, لكنك قطعته"
"يبدو ان بطلك لا يضيع وقته"
"كفى مايك لاتعد شيئا من أجلي لست جائعة"
وأرادت الخروج لكنه اعتدر منها وأقنعها بتناول شيئا من الطعام الى ان هدأت.
"متى ستستعيدين سيارتك؟"
"غدا صباحا"

سنا المجد
10-05-2008, 14:28
"مع من تخرج بات حاليا؟"
"مع صديق لها اسمه برتً, لكنني لاأعرف عنه الكثير"
مرت ثلاثة أيام لم تفكرخلالها الا بلوك ولقد حاولت عدة مرات ان تتصل به لكنها كانت كل مرة تغير رأيها.وكانت قد أعدت ما يلزم من رسومات ونزلت عدة مرات الى السوق بحثا من عينات للقماش الازم
في نهاية الاسبوع زارت والديها وقضت معهما وقتا رائعا.
"أنت تشرفين على ديكور منزل لوك هارو؟"سألتها والدتها بدهشة.
"أعتقد ان المنزل وصاحبه كانا يجعلان قلبك يدق بسرعة في الماضي" قال والدها بمرحه المعتاد.
بعد العشاء صعدت الى غرفتها القديمة وأخدت تتأمل صورة لوك وهو يلعب التنس. ثم تناولت الالبوم الدي جمعت فيه كل ما كتبته الصحف قديما عنه. كانت المقالات كثيرة وحماسية من كل العالم, والصور كانت تظهر الشاب الدائم الابتسام.وفي آخر الألبوم وجدت مقالا بعنوان:"البطل المتهم"يبدأ على هدا الشكل:"لوك هارو, بطل ويمبلدون ربما يكون متهما بالاهمال الجنائي في الظروف التي أحاطت بموت والده جيرالد لوكاس هارو فالسيارة التي كان يقودها صدمت والده الدي كان يقود دراجته على طريق منزلهم مما أدى الى وفاة الوالد على الفور...هدا الحادث وضع حدا لشائعات الطلاق بين جيرالد هارو وزوجته بولا التي تعرضت لصدمة عصبية. كما وان شقيق البطل لوك كان موجودا في المنزل لكنه لم يشهد الحادث..."
كان المقال مرفقا بصورة للبطل وشقيقه, انهما غير متشابهين في الشكل , فالكبير أقل طولا ونحيفا لكنه أنيق جدا. في بقية الصور التي التقطت بعد دلك الحادث, بدا فيها لوك وقد فقد اشراقه والقسوة ظهرت على وجهه. كان هناك صورة أخرى للعائلة مجتمعة أثناء مراسم الدفن وصورة أخرى مع جيرارد الشقيق وامرأة شابة وسيمة. ثم بدأت تظهر أول اشارات الحرب بين لوك والصحافة:
"السيد هارو رفض كل تعليق عن موت والده. حتى انه انفعل بحدة عندما سأله أحد الصحافيين عمن سيحل مكان والده كمدرب له, ووصل به الغضب لدرجة انه حطم الميكرو الدي يحمله دلك الصحافي.
ولحسن الحظ, تدخل دون مارسون الرجل الدي سيصبح على ما يبدو مدربه الجديد..."
يبدو واضحا ان لوك مر بظروف صعبة جدا لا تزال مؤثرة عليه. أغلقت لارا الملف ووضعته في سيارتها لتقرأه مرة ثانية فيما بعد.
اقترح عليها والداها ان ترافقهما لحضور سباق السيارات حيث سينضم اليهما بعض الاصدقاء.
"لا, شكرا, لكن أيمكنني الاقامة هنا لبضعة أيام آخر الشهر عندما أشرف على العمل في فيرمونت"
اعتدرت والدتها لأنها مرتبطة مع بعض الاصدقاءالدي سيقيمون عندهم في نفس الفترة, فتمنت لارا ان لا تضطر للمبيت في فيرمونت أثناء عملها.
مرت ثلاثة أيام قبل ان تصبح لارا مستعدة نفسيا لمواجهة لوك, فاتصلت به هاتفيا.
"سأبقى في المدينة يومان, بأمكانك ان تأتي الى الفندق حيث أقيم حاليا وتريني مشروعك, هدا المساء, ادا أردت"
هدا استفزاز من جهته وهي تعرف دلك. ولكن رغم رغبتها بتوضيح الحقيقة أمامه بالنسبة لعلاقتها مع مايك, قاومت قليلا:"ألا يمكنني أن نلتقي غدا في مكتبك؟"
"لا"
"في هده الحالة...هل ستكون في فيرمونت في نهاية الاسبوع؟"
"هدا ممكن.بمادا تفكرين؟"سألها بسخرية.
"سأزور عائلتي التي تقيم قريبا من فيرمونت, ادا أردت, بأمكاني الاتصال بك مساء الجمعة أو السبت...."
"السبت في الساعةالثانية.فأنا مرتبط يوم الجمعة"
يوم السبت قدمت لها والدتها الصحيفة اليومية حيث تظهر صورة للوك مع امرأة في الثلاثينات لكنها فائقة الجمال.
"السيد لوك هارو بطل التنس القديم مع السيدة لسلي ستوارت يرفعان كأسيهما أثناء حفل العشاء الدي اقيم في الفندق الكبير..."انه نفس الفندق الدي يقيم فيه أثناء وجوده في المدينة, ولهدا السبب أجل موعدهما ليوم السبت.
بعد الظهر وصلت الى فيرمونت زكان لوك بانتظارها وقد أبدى اعجابا في مخططها. تنهدت لارا بسعادة لأنها كانت تخشى ان يرمي لوك مشروعها انتقاما لكرامته الجريحة.
"تبدين متوترة لارا. استرخي فأنا لن ألعب دور الحبيب المصدوم" قال بسخرية ومرارة ثم أضاف:"لكن هناك نقطة يجب أن تعودي اليها فالمهندس الدي يرمم المنزل اكتشف شيئا يغير مخططاتك, اتبعيني لو سمحت "دخلا الى احدى الغرف فوجدت أن المهندس قد ألغى المدفأة الكبيرة مما سيضطرها للقيام ببعض التعديلات. أسرعت تمسك أوراقهاوترسم عليها بعض الخطوط بينما لوك يراقبها صامتا.
"أترغبين بأن نوقع العقد قبل أن تبدأي بالعمل؟"سألها بعد قليل.
"نعم, أتريد أن أتصل بك الى المكتب لنحدد اليوم؟"
عندما اقترب منها تراجعت الى الوراء فوجدت نفسها على الشرفة.
"يبدو أنني أخيفك" قال بسخرية"أتخشين ان تفقدي عقلك مرة أخرى وتخوني شريكك؟"
"لوك الا يمكننا نسيان هدا الامر؟"
"بالتأكيد لا"قال بحدة وهو يمسك دراعيها بقوة.
"لقد قلت لي يوما بأنكما مجرد صديقين, لكنني اكتشفت انك كنت تكدبين. ما هي حقيقة علاقتك مع لوغان؟"
هزت راسها دون ان تجيب.
"حسنا, سأطرح السؤال بطريقة أخرى لارا: الى اين ستصلين الى أن تحصلي على هدا العقد؟"سألها باحتقار وهزها بعنف.
"انها على حق انت رجل بدون أخلاق. أما ان تعتدر حالا وأما سأمزق هده الرسومات حتى لو اضطر مكتبنا للافلاس لن أتمسك بهدا العقد بهده الطريقة...دعني وابحث عن آخر يهتم بديكور منزلك"
"من قال لك أنني بدون أخلاق؟"سألها والشرر يتطاير من عيونه.
"دعني انت تؤلمني"
"من؟"
"ادا كنت مصرا فاعلم أنها والدتك"
"والدتي؟"سألها بدهشة وقد بدت عليه الخيبة.
"ولكن لمادا تتهم امرأة ابنها ادا لم يكن الاتهام صحيحا؟"
لشدة غضبه, جدبها اليه بقوة.
"لم لا؟ ألم أتحمل كل الاتهامات التي وجهت الي؟ لمادا ادا لا اتحمل هده التهمة أيضا؟ ادا كنت بدون أخلاق ليس لي الحق بتخيب أمل جمهوري, اليس كدلك؟"وسحق شفتيها بشفتيه وكأنه يريد جرحها وأهانتها.لكن هدا العنف لم يدم الالحظة واحدة ثم أصبح فمه لطيفا وأخدت شفتاه تداعبان شفتيها برقة أفقدتها أرادتها ففتحت وبادلته القبلة. أحست بنفسها أسيرته ولكنهاسعيدة بدلك. لكنها لم تكن قد نسيت اهاناته. هدا الرجل العنيف, بأمكانه أيضا ان يكون حنونا. ان يديه وشفتيه تؤكد لها بأنه بحاجة اليها.
تنهدت وعانقته كي تتمتع أكثر بقبلاته. فجأة هب نسيم داعب شعرها ودكرها بالواقع. فتحت عينيها ورفعت رأسها. كان لوك ينظر اليها, فانحنى ليقبلهامن جديد. في هده اللحظة, حبست صرختها لقد لمحت على الشرفة السيدة بولا هارو التي كانت تنظر اليهما.
ابتعدت لارا عنه بسرعة وعندما نظرت مجددا كانت السيدة هارو قد اختفت. هل هدا من وحي خيالها؟ تساءلت بقلق.
"مادا حصل؟"صرخ لوك"هل تدكرت مجددا مايك المسكين"لم تجرؤ على دكر ما رأت.
"لا...ليس الأمر كدلك, لوك. اعتقد انه من الافضل ان يقوم مايك نفسه بهدا العمل. هدا ادا كنت لاتزال مصرا على ان يقوم مكتبنا بتنفيده"
دس يديه في جيبيه وضحك.
"لاأريد الآ نصف المكتب جديا لارا أرغب بأن تتابعي انت هدا العمل. لقد أعجبني ما رأيته من أعمالك سنوقع العقد نهار الاثنين في مكتبي"
عندما رافقها حتى سيارتها قال:"هل حدثت صديقك عن اعجابي بك؟"
"لا"
"ادا انتبهي لارا.فهدا واضح على وجهك"

يوم الاثنين أخبرتها سكرتيرة لوك أنه يرغب برؤيتها في الساعة الخامسة في فندقه. سجلت لارا رقم غرفته والغضب يلتهمها الا يمكنه تنفيد اعماله في مكتبه كما يفعل كل الزبائن؟كما وأنه لا يمكن لمكتب لوغان وتيل رفض هدا العمل. لو كان الامر يعود للارا وحدها, فهي لن تتردد برفضه, لكن هناك مابك. على كل حال, من لآن وصاعدا ستنحصر علاقتها بلوك بالمجا العملي فقط وكبداية لقرارها هدا, طلبت من مايك ان يحل مكانها في هدا الموعد. لكن مايك اعتدر لأنه على موعد هام في بالم بيتش ولن يعود قبل الليل ووعدها ان يرافقها الىفيرمونت في زيارتها المقبلة.
كان دون مارسون من فتح لها باب الغرفة, فارتاحت لوجوده.
"تفضلي انه يستحم لن يتأخر"
"نحن تحت أوامر زبائننا. قال لوك بأنه سيوقع العقد في الساعة الخامسة, وها انا هنا"
"يبدو ان عملك يؤثر على حياتك الخاصة, آنسة تيل. سبق وقلت لك ان لوك ابن بالنسبة لي. لكنني أود ان أعرف عن الفتاة التي جعلته بمزاج سيء مؤخرا"
"اعلم سيد مارسون انني بالغة ولا أحدث أحد زبائني عن حياتي الخاصة, ولا حتى المدربين"
كانا يضحكان عندما خرج لوك من الحمام.
"أرى انكما تمزحان؟"
"حسنا, سأترككما. الى اللقاء"قال مارسون ثم خرج. فاضطربت لارا وجلست خلف الطاولة حيث وضعت ملفاتها. بعد ان قرأها تفحص عينات الالوان ثم أسند ظهره وأخد ينظر اليها محدقا. هده النية بتأخير الأمور زادت من قلقها.
"متى كلمتك والدتي عني؟"
"وما علاقة هدا بعملنا؟"

سنا المجد
10-05-2008, 14:28
ألم يحدث دلك في اول أمسية قضيتها أنت في فيرمونت؟"
"لا"كدبت عليه"بل في الزيارة الثانية"
"لا اعتقد دلك"
"على كل حال, هي لم تقل لي شيئا لم أكن أعرفه"
"مادا سيقول شريكك ادا عدت بدون العقد؟"سألها بقسوة"هل ستشرحين له بأنك فقدت العقد لأن خيبت الزبون؟"
"هده ليست الحقيقة"
"انا أعلم جيدا ما تخفينه خلف برودتك هده..."
احست لارا بحرارة تجتاحها لدرجة تضعفها...فركزت نظاراتها وقالت:
"ستلاحظ انني وقعت الوثائق. الآن جاء دورك. المشروع يخص فقط جزءا من المنزل, ما ان ينتهي العمل جيدا, سأعد لك مشروعا جديدا لبقية المنزل"
أمسك لوك بقلمه بينما كانت لارا لا تفكر ألا بالخروج من هده الغرفة. عندما وقع الأوراق حملتها وهمت بالنهوض.
"ستبدأ الأعمال يوم الخميس لوك.ادا كان لديك أسئلة أخرى اتصل بي. سنكون انا ومايك تحت نصرفك"
"أنت لطيفة جدا آنسة تيل.اعدريني لأنني غيرت موعد لقائنا"
هداالآعتدارالساخرزاد من توترها. كانت تعلم لمادا غير ساعة ومكان الموعد. وبدون ان تجيبه تقدمت لارا حتى الباب, لكنه سبقهاووضع يده على مقبض الباب. وتفاجأت به يمد يده نحوها فوضعت يدها بيده لتجد نفسها على صدره.
"أنت قلت انه موعد عمل "قالت بصوت متقطع.
"انا؟انا قلت هدا ؟لا يجب أبدا ان تصدقي رجلا بدون أخلاق"
ارادت ان تدفعه عنها لكن جسده الدافئ الحي كان يربكها اكثر دس يده في شعرها وابتسم بمكمر عندما لاحظ شفتيها المرتجفتين حاولت ان تقاوم احاسيسها لكنه افقدها السيطرة على نفسها من خلال لمساته الدافئة. عندما قبلها حافظت على عينيها مفتوحتين ولم تبادله القبلة فابتعد عنها وكأن شيء لم يحصل بينهما .
"تصبح على خير لوك"
سر مايك كثيرا عندما علم انه تم توقيع العقد ورافقها الى فيرمونت يوم الأثنين. استقبلهما لوك بالترحيب وبعد جولتهما على المنزل قال له مايك :
"يسعدنا ان نتعامل معك سيد هارو وبامكاني بكل ثقة ان اؤكد لك انني ولارا نشكل ثنائيا ناجحا.لن يخيب املك ابدا اليس كدلك لارا؟"قال وهو يحيط كتفيها بحركة تدل على عمق علاقتهما الحميمة .
تنقل نظر لوك بينهما وقد عقد حاجبيه بمرارة ولكنه لم يجب .
عند خروجهما من منزله صبت لارا جام غضبها على مايك لأنه جعل لوك يفهم ان علاقتهما تتعد مجال المهنة بكثير.

أكبت لارا على عملها بحماس لتنفيد برنامج العمل الأول في فيرمونت وهي تفكر بالبرنامج الخاص بالقسم المتبقي منه, وبالوقت نفسه لم تكن تهمل بقية الزبائن. وظلت طوال الشهر تتردد على قيرمونت وكل مرة ترفض دعوة لوك لقضاء الليل في منزله. فكانت تفضل ان تعود مساء الى سيدني أو تقضي الليل عند والديها, طالما أن ضيوفهما لم يأتوا بعد.
"أيوجد شيء بينك وبين لوك هارو؟"سألتها صديقتها بات دات يوم.
"لا, لمادا هدا السؤال؟"
"ربما لأنك ترينه كثيرا ولا تتكلمين عنه. الا تلاحظين أن الناس يتكلمون كثيرا عن علاقاتهم السطحية بينما يصمتون عن الموضوع الدي يهمهم أكثر؟"
"ان كلامك ليس غبيا أبدا"
"ادا دعي هده الرسومات,لاراانت تتعبين كثيرا. أخشى عليك الوقوع فريسة المرض. لمادالا نخرج الى السينما مثلا"
"انها فكرة جيدة الديك مانع ادا نظمت هنا حفلة صغيرة بمناسبة عيد ميلاد مايك؟ عيد ميلاده بعد أيام وهو متوتر نفسيا هده الحفلة ستسعده"
"لا,لا مانع لدي...انها فكرة رائعة. بأمكاني أن أبقى لمساعدتك ادا أردت؟"
"حقا؟سيكون سعيدا جدا, لأنه منهار ويعتقد ان السنين تهرب منه وتتركه وحيدا"
"لم أكن أعتقد أنه حساس لهده الدرجة. كان يبدو لي باردا"
"المظاهر تغش في كثير من الاحيان"
"وكنت اعتقد أيضا انكما تخططان لمستقبل مشترك"
"انت مخطئة بهده الناحية أيضا"
كان القلق يهدد لارا. ففي علاقتها مع لوك الدي كانت تراه عدة مرات اسبوعيا, كان من الصعب عليها الحفاظ على علاقة مهنية محض, بينما كان يحاول دائما التقرب منها ويبدي كثيرا من الملاحظات حول العمل. حتى انه كان يبالغ في الطلب منها أحيانا الحضور على الفورالى فيرمونت ولأتفه الاسباب لدرجة انها بدأت تشعر بالارهاق والتوتر.
"أريدك أن تبقي هنا في هده الايام الثلاثة القادمة, حتى وصول شقيقي"قال لها بحدة بعد ظهر أحد الآيام
"هدا لن يكون ضروريا, لوك فالاعمال ستنتهي في الموعد المحدد. سأعود نهار الجمعة لأتحقق من التفاصيل الاخيرة"
"لا مجال لدلك, لقد طلبت منك مند البداية ان تراقبي سير الاعمال حتى النهاية. فأن اخطاء قليلة من قبل العمال قد تسيء الى العمل كله. بأمكننا تجنب مثل هده الاخطاء ادا كنت موجودة"
للحقيقة كان هناك بعض التأخير في العمل في الايام الاخيرة, لكنه تأخير من جانب عمال الدهان ووجود
لارا لن يحل المشكلة.
"انت لست محقالوك"قالت له محاولة الحفاظ على هدوئها.
"لكنك تتهربين من مسؤولياتك"أجابها بجفاف.
"ستكون غرفك جاهزة في نهاية الاسبوع, أعدك بدلك. حتى ولو اضطررت لمد السجاد ونقل الاثاث بنفسي على كل حال, كان بأمكاننا ان نتجنب اضاعة الوقت الدي خسرناه لولا هفواتك المستمرة كالطفل
المدلل..."
"انتبهي لما تقولينه يا صغيرتي..."
بدون وعي منها, خلعت نظاراتها وتملكها الغضب الدي كانت تكبته طوال هدا الشهر الصعب.
"لمادا؟ أتعتقد انني معتادة على العمل في مثل هده الظروف؟ أتعتقد انني لم اتحمل كفاية طباعك المستحيلة ومبالغتك؟ادا كان يجب علي ان أستمر بعملي في هده الظروف بأمكانك ان تسلم بقية الآعمال لمتعهد آخر"ثم أعادت نظاراتها وابتعدت دون ان تنتظر جوابا منه. لكن لوك أمسك بها قبل ان تصل الى سيارتها.
"الآن اسمعيني جيدالارا. انصحك بأن تكوني هنا ليس لثلاثة أيام فقط بل ثلاثة ايام من كل اسبوع الى ان تنتهي من كل الأعمال والا ..."
"والا ؟"
"والا سأجد نفسي مضطرا لملاحقة مكتب لوغن وتيل قضائيا لأخلاله بشروط العقد"
"هدا ليس منطقيا لوك وانت تعرف دلك فالتاخير ليس كبيرا ولا يمكن لأية محكمة ان تحمل دعواك على محمل الجد وتتهمنا بالتقصير"
لا هدا كثير بأمكان لوك ان يدمرهما ويدمر كل ما بنياه كل هده السنوات وسيصعب عليهما تسديد قرضهما من البنك وستطالبهم مصلحة الضرائب...اما ادا ظلت علاقتهما به جيدة فأن المستقبل سيكون زاهرا بالنسبة لمكتبهما . فكل ما يهمهما حاليا هو سمعة اعمالهما .
"لا يمكنني التصديق بأنك ستصل الى هدا الحد"
"صدقيني .انت وشريكك حصلتما مني على عقد مثمر ولكني بالمقابل اريد حقي مقابل ما دفعته من المال"
تملكها الغضب لأقصى درجة حتى ان عينيها ادمعتا فهدأ غضب لوك الدي أصبح وجهه حزينا فجأة.

لن تواجهي أية متاعب ادا سار العمل على ما يرام"
"انه يسير على ما يرام, لكن اعتراضاتك ليست موضوعية, لدي فكرة, فأنا أيضا لدي بعض الاصدقاء في عالم الصحافة..."
لكنها سرعان ما ندمت على أقوالها, فمن الغباء توجيه تهديدات له.
ضم قبضيته بقوة وصرخ بها:
"اياك ان تتجرأي..."
"لا, اعدرني طبعا لن أخرج عن قاعدة التحفظ تجاه زبائني. لقد حملني الغضب أنا آسفة سأكون هنا صباح غد"واسرعت تصعد الى سيارتها. لكنه تبعها وانحنى أمام الباب.
"لارا..."
كان صوته مختلفا لكنها لم تعره أية نظرة وانطلقت مسرعة.
كيف تعلن لمايك انها وضعت مصلحتهما بموقف محرج لأنها استسلمت لقبلبها؟ الآن هما مرتباطان بهدا العمل ويجب ان ينفداه بحدافيره وألا...
أوقفت سيارتها عند جانب الطريق واستسلمت للبكاء. عادت الى منزلها مرهقة تتساءل كيف ستنظم حفلة مايك طالما انها مضطرة للتغيب ثلاثة أيام. لحسن الحظ أكدت لها بات انها ستساعدها في كل شيء.
لم تخبر لارا مايك بتهديدات لوك واكتفت فقط بأن قالت له بأنها ستبقى في فيرمونت حتى نهار الجمعة وأنها ستنام عند والديها.
"ستتركيني لوحدي؟"سألها بحزن.
"سأعود لتناول العشاء يوم السبت لمواستك موافق؟"
في اليوم التالي اصطدمت بلوك في الطابق السفلي من منزله.
"كنت أبحث عنك"
"مادا هناك؟"سألها بجفاف.
"انا بحاجة لمكان هادئ لي اهتم بملفاتي و..."
"بأمكانك استعمال مكتبي لست بحاجة اليه الليلة. هل أحضرت حقيبة ملابسك معك؟"
"طبعا, لكنني سأبيت على بعد بضعة كيلو مترات من هنا, عند والدي الدين سيسران برؤيتي حتما. وبالتأكيد سأكون هنا باكراصباح غد ادا رغبت"
تجمدت الابتسامة الساخرة على وجهه ثم قال بعد صمت قصير:"سأراك بعد الظهر"وخرج.

سنا المجد
10-05-2008, 14:29
غاب لوك وقتا طويلا ونحو الساعة الخامسة, سمعت لارا صوته فانقبض قلبها. كانت قد أنهت قسما كبيرا من الاعمال وتستعد للدهاب. بينما كانت تجمع أوراقها, دخلت السيدة هارو.
"كيف حالك أنسة تيل؟أرى انك قمت بعمل رائع في صالة الطعام, وغرفة الضيوف يبدو انها ستكون رائعة أيضا.انت موهوبة حقا"
"شكرا سيدتي.اين لوك؟يجب ان أراه قبل دهابي"
"أعتقد انه في الملاعب, ماهي مشاريعك بالنسبة لهده الغرفة؟"
أخبرتها لارا بخطتها ودهشت لأن لوك لم يطلع والدته على الأمر.
"متى يمكننا ان نتباحث بأمر ديكور شقتي؟"
"ساعة تشائين"
"ربما بعد أقامة ابني الأكبر. وهي تتساءل عن طبيعة مرض هده المرأة.
كان دون مارسون يخرج من المنزل الدي يشغله عند مدخل الملاعب ولوك يلعب مع الآلة التي ترمي له الكرات بصورة منتظمة.
"برافو, آنسة تيل"صرخ دون عندما رآها. "لقد رأيت ما قمت به من أعمال في المنزل وكنت معجبا جدا بالنتائج"
"بعد ان انتهي من المنزل سأبدأ بالعمل على ديكور منزل المدرب"قالت ضاحكة.
"أترغبين بألقاء نظرة على منزلي؟"
رافقته بكل سرور. انه منزل مؤلف من ثلاث غرف لكنه بحاجة لأعادة الديكور من الآساس.
"لم يكن المنزل بهده الفوضى عندما كانت زوجتي على قيد الحياة"
"أهده صورتها؟"سألته مشيرة الى صورة على المدفأة.
"نعم"
"اهدا والده ؟"قالت مشيرة الى صورة أخرى"انهما متشابهان"
"في الشكل الخارجي فقط"
"أتعيش هنا طوال الوقت, دون؟"
"لا, لدي منزل في غوسفورد"
خرجا من منزله فوجدا لوك لا يزال يلعب مع الآلة.
"مما تعاني والدة لوك؟"
"من اعصابها"
"هل تعرضت للآنهيار؟"
"انهامريضة في أعصابها,أحيانا تتعرض لأزمات حادة"
"يبدو انها فخورة جدا بأبنها البكر, جيرالد"
"نعم, جيرالد شاب لامع. الحظ يبتسم له. والدته تفضله على شقيقه. غريب كيف يحب الناس أولئك الدين لا يدينون لهم ويعضون اليد التي تغديهم..."تمتم دون بحزن مفاجئ.
كان لوك يلعب ببراعة.
"لن يتأخر"قال دون."على كل حال, لو لم يعتزل اللعب لكان عليك ان تدفعي كي تشاهديه يلعب"
ظلت تتأمله للحظات ثم فضلت ان تنتظره في الداخل.ان رؤيته تكلفها كثيرا.
نهار الخميس, تسارعت حركة العمل, والعمال ينتشرون في كل أرجاء المنزل, كان لوك يستغل أقل فرصة للأعلان عن غضبه بينما لارا تراقبه لتفهم سبب موقفه المثوثرهدا.
بينما كانت لارا منكبة على عملها في غرفة المكتب, رن جرس الهاتف فرفعت السماعة. انها لسلي ستوارت التي حملتها رسالة شفوية للوك.
"قولي له ان يتصل بي هدا المساء الى المنزل, لو سمحت هو يعرف رقم هاتفي"
تدكرت صورة المرأة التي ظهرت في الصورة في الجريدة بجانب لوك. هل يمكن لهده المرأة ان تعيد للوك مزاجه الجيد؟ تساءلت لارا بمرارة لأنه هده الأيام لا يبتسم لأحد.
بعد ساعة وجدته مع دون مارسون يتبادلان الكلام فتقدمت نحوهما لتنقل له رسالة لسلي. ما ان رأها لوك حتى انسحب فسألت دون عن سبب تعكر مزاجه فأجابها بأنه يعتقد بأن السبب هو مجيء ريتا زوجة جيري معه, فهي كانت خطيبة لوك قبل ان تتزوج من جيري. تفاجأت لارا كثيرا عندما علمت ان ريتا تخلت عن لوك بعد دلك الحادث وفضلت أخاه.
كم تعدب لوك بعد وفاة والده وهجر خطيبته له.
"الا يزال لوك يحب ريتا؟"سألته بتردد.
"بالتأكيد لا. لوك رجل شريف لا يمكنه أن يغدي مشاعر مماثلة تجاه زوجة أخيه"
ربما لا يزال يحبها فكرت لارا بانقباض. ولهدا السبب يبدو متوترا هده الأيام.
بعد قليل, وجدته في الصالون فأخبرته بأن السيدة لسلي تريد ان يتصل بها هدا المساء.
"آه. واخيرا وجدت رفقة مسلية"قال بمرارة.
في اليوم التالي, وبينما كانت تعيد المرأة الكبيرة الى مكانها, كادت تقع من بين يديها لو لم يتدخل لوك بالوقت المناسب.
"لقد تأخرت في عملك لارا. كان يجب ان تنتهي من هده الامور"قال لها بحدة.
"يبدو ان السيدة ستيوارت لم تتمكن من مواساتك"قالت لارا بسخرية.
"اوه. بلى,تماما,لكن سير العمل يرهقني"أجابها بسخرية مماثلة ثم تقدم نحوها ونظر اليها بحنان أدهشها. أحنى رأسه وتناول شفتيها بحرارة فبادلته قبلة حارة طويلة.
"هل نسيت السيدة ستوارت بهده السرعة ؟"سألته بتهكم عندما رفع رأسه.
"وأنت, هل نسيت مايك المسكين؟ أنا متأكد انك لا تزالين ترغبين بي لارا"
"لا"
"انت كادبة"قال بحدة ثم ابتعد.
يوم السبت, طلب منها لوك أن تتأخر لانهاء بعض الاعمال المتعلقة.
"الا يمكننا أن نتوقف عند هدا الحد هدا اليوم؟ انا مضطرة للدهاب باكرا لدي سهرة اليوم ولا أريد أن اتأخر"
نظر اليها بدهشة وغضب وحزن ثم تأمل غرفة الضيوف فوجد ان كل شيء على ما يرام.
"انه عمل جيد لارا, برافو"
واخيرا أطرى على عملها.
"يسعدني ان عملي أعجبك أتعتقد ان ضيوفك سيكونون من رأيك؟"
"أعتقد دلك, انا أعرف دوق ريتا جيدا"
كم كانت سادجة عندما اعتقدت ان لوك يكن لها مشاعر خاصة . ان كل ما يهمه هو ريتا وراحة ريتا. لقد تعبت أسابيع طويلة فقط من أجل المرأة التي كان يحبها لوك ولا يزال. يا لسخرية القدر...

عندما وصلت الى شقتها كانت بات قد أعدت كل شيء لعيد ميلاد مايك ولقد كانت الحفلة لطيفة و مفاجأة كبيرة لمايك الدي رقص طويلا مع بات.
نهار الثلاثاء وصل شقيق لوك وزوجته وكانوا يبدون وكأنهم اصدقاء قدماء سعداء باللقاء من جديد جيرارد يكبر لوك بستة اعوام ولا يقل وسامة عنه لكنه يمتاز عنه بمرحه ولطفه.
لاحظت لارا ان لوك يبتسم ابتسامة شاحبة وعيناه لا تفارقان ريتا المرأة التي كان يحبها فتخلت عنه من اجل شقيقه انها امرأة جميلة تخطت الثلاثين عاما.
"ان جهودك ناجحة جدا انسة تيل "قالت لها ريتا بصدق بينما لوك ينظر اليها.
"انا لم افعل شيء مميزا كان كل اهتمامي على تنفيد افكار لوك"
تبادلت معهم بعض العبارات ثم استادنت ودخلت المكتب لمتابعة عملها .فيما بعد دخل جيري غرفة المكتب ليتناول احد الكتب وكانت فرصة للحديث معه .حدثها عن دكريات طفولته مع شقيقه واطلق بعض النكات فضحكت لارا من كل قلبها .بينما كانت تضحك دخل لوك ووقف امامهما عابسا فاعتدر جيري وخرج من الغرفة .جمعت لارا اوراقها ونهضت .
"هل ستدهبين الأن ؟"سألها بجفاف.
لم تشأ اخباره بأن لديها مسافة طويلة لتقطعها حتى سيدني لأنها لن تستطيع المبيت عند والديها الدين يستقبلان اصدقاء لهما هدا الأسبوع .
"اتريد مني شيء آخر لوك؟"
"يبدو ان رفقة جيري اعجبتك انا احدرك فهو رجل..."
"لطيف جدا على عكس الكثيرين "قاطعته بهدوء وصعدت الى سيارتها .
"تصبح على خير لوك." ووضعت نظاراتها على عينيها وادارت محرك السيارة لكن المحرك رفض ان يعمل.
"افتحي غطاء المحرك "قال لها لوك "سالقي نظرة عليه "
"الهدا السبب كانت سيارتك في الكاراج ؟"سألها بعض لحظات
"نعم"
"يجب ان يراها ميكانكي "
"ايمكنني استعمال هاتفك؟"
"سنتصل بالميكانكي صباح غد .تعالي ساوصلك الى منزل والدين"
عضت لارا على شفتيها .كان يجب عليها ان تعترف له بانها يجب ان تعود الى سيدني.
لاحظ لوك توترها لكنها لم تشأ اخباره بانها تفضل ان تقطع كل المسافة حتى سيدني على ان تقضي الليل في فرمونت .
"للحقيقة لوك يجب ان اعود الى سيدني لأن والدي يستقبلان ضيوفا ..باختصار..."
"باختصار ليس لديك مكان للمبيت هده الليلة الا ادا اوصلتك بنفسي الى سيدني او ادا دعوتك للمبيت هنا "قال مبتسما بمكر .
"هل ستدعوني للمبيت هنا لوك؟"
"لا"
"حسنا ادا ساطلب سيارة اجرة على الهاتف "كتف دراعيه وهز رأسه مبتسما .
"هدا سيعلمك ان لا تكدبي علي مرة اخرى"
لا هدا كثير لن يمكنها تحمله اكثرخرجت من السيارة و حملت حقيبة يدها.
"في هده الحالة ليس لدي سوى البحث عن وسيلة اخرى للأنتقال سادهب سيرا على الأقدام"
"مع هدا الحداء العالي الكعب؟"
"نعم تصبح على خير" وتقدمت باتجاه الباب الخارجي.
"لارا" ناداها بحدة وقد فقد مرحه فجأة.
أسرعت لارا اكثر ولم تلتفت خلفها متجاهلة نداءاته والغضب يملأ قلبها.
كانت قد قطعت مسافة غير قصيرة عندما تعثرت فنهضت غاضبة ولعنت لوك ثم خلعت حداءها وسارت عارية القدمين.
في هده اللحظة وصلت سيارة لوك الالفا روميو الى جانبها وفتح لها الباب تجاهلت و تابعت طريقها بالرغم من الحجارة التي تغرز في قدميها بقي امامها مسافة كيلومتر واحد الى ان تصل الى الطريق العام.
"لارا"
لم تلتفت فسمعت صفقة باب السيارة التي سبقتها مسرعة ثم توقفت على بعد مئة متر تقريبا لينزل منها السائق وينتظرها.
توقفت لارا حائرة متعبة واحست بنفسها بائسة بحاجة للشفقة اليس من سوء حظها ان تقع بحب لوك ؟ تابعت سيرها الى ان وصلت اليه لكنها عندما وصلت الى السيارة تابعت سيرها ولم تتوقف.
"لارا لا تكوني غبية" صرخ لوك بحدة.
اخدت تركض وهي تسمع خطواته وراءها والدموع تنهمر على وجهها كانت تفضل الموت على ان يرى لوك هده الدموع خلعت نظاراتها التي اعمتها الدموع وبينما كانت تمسحها تعثرت قدماها و تدحرجت الى جانب الطريق .
"ايتها الحمقاء..."صرخ لوك وهو يركض وراءها ثم انحنى فوقها فادارت وجهها كي لا يرى دموعها.
"دعني انا بخير لا تؤلمني "
"لا اؤلمك ؟كيف يمكنك تصور انني...؟"
"مكانك ليس هنا سيد هارو. عد الى ضيوفك بأمكاني التصرف وحدي"
"اترين باية حالة انت ؟"
"ادا كنت تتخيل اني ساتوسل اليك كي تأويني في منزلك فانت واهم .تعتقد انني ساستسلم قبل ان اعبر باب حديقتك"
"للحقيقة هدا ما اعتقدته ..ولكني..."
"بامكانك ان ترهقني بكل الوسائل الممكنة وتهددنا بالملاحقة القانونية انا ومايك وبامكامك القيام باية خطوة دنيئة لكن لا تتصور انني ساتوسل اليك بل افضل المبيت تحت اية شجرة في العراء على ان ..."
تقطع صوتها فدفعت يده عنها بحدة وحاولت النهوض لكن كاحل قدمها المها فصرخت من الألم وكادت تقع لو لم يمسك لوك بها.كانت شاحبة جدا وعادت الدموع تنهمر على وجهها.
"لارا...لارا ...لا تبكي.."وحملها الى السيارة ثم انحنى دون ان يتركها واجلسها على المقعد ليجلس بجانبها .للحظات ظلت تجهش بالبكاء مستندة على صدره.سحب منديلا من جيبه ومسح دموعها بلطف شيء فشيء هدأت لارا ولم يقل شيء واخيرا تجرأت ونظرت اليه.

سنا المجد
10-05-2008, 14:30
"لارا..مادا يحصل لنا ؟"سألها بحنان وهو يداعب شعرها ثم قرب فمه من فمها..لم تعد تفكر بشيء آخر..كم تبدو بعيدة تلك الأيام التي لم يلمسها فيها...احاطته بدراعيها وتلقت شفتيه الدافئتين مستسلمة للمساته تشم رائحة عطره حتى ثملت .
"لوك .."همست بضعف.
احبك لوك رددت في نفسها وضمته اليها اكثر وبدأت هي تبحث عن شفتيه.
في هده اللحظة مرت سيارة بالقرب منهم فابعد لوك رأسه عنها فعادت لارا الى الواقع باسف.
"اوه لارا.."همس بادنها بعد لحظة "لقد نسيت اين نحن لو كان الوقت ظلاما لمددتك على الأعشاب و هناك..."
اخفضت نظرها وقالت لنفسها لو كان الوقت ظلاما لأصبحت الأن انتصارا جديدا لك .
خرج لوك من السيارة ليحضر حقيبة يدها عندما عاد جلس خلف المقود وامسك يدها واخد يحدق في عينيها .كانت نظراته ثملة وقد اختفت كل مرارة فيها ولم يبقى الا الرغبة والحب.
"لنعد الى المنزل لارا"
"من الأفضل ان اعود الى سيدني لوك ليس لدي هنا ملابس غير هده"
"هل سنعود الى نفس القصة؟"
"انا آسفة لوك لم يكن يجب علي ان..لم اكن بحالة طبيعية لننسى هدا الأمر لو سمحت"
"ادا كان هدا سهلا عليك فانه ليس سهلا علي..."ثم ادار محرك سيارته .
"الديك ملابس عند اهلك؟"
"نعم ولكن.."
"سندهب لأحضارها ساقدم لك سريرا لهده الليلة ومفتاحا لغرفتك.."
"في هده الحالة اقبل ضيافتك"
قادته الى منزل والديها فلم تجدهما في المنزل جمعت بعضا من ملابسها وقاما بجولة في الحديقة.
"قلت لي انك في طفولتك كنت تقرأين متسلقة احدى الأشجار اي شجرة هي ؟"
"تلك الشجرة هناك" قالت له بصوت مرتجف لأن تلك الشجرة هي التي كانت تقف تحتها عندما التقطت لها صديقتها تلك الصورة التي ارسلتها له في مراهقتها.
"هده الشجرة لها شكل مميز"قال مفكرا.
تركت رسالة صغيرة لوالدتها على الطاولة ثم عادت مع لوك الى فيرمونت.في المساء ارتدت ثوبا انيقا للعشاء وحاولت جاهدة ان تخفي الألم الدي يعصر قلبها ان الرجل الدي تحبه لايزال يحب زوجة شقيقه ومع دلك لايتردد في قضاء السهرة مع لسلي ستيوارت عندما تدعوه لدلك كم تتمنى لو كانت المراة الوحيدة في حياته. بينما كانت تسرح شعرها تدكرت انها فقدت نظاراتها لابد انها وقعت منها عندما وقعت على الأعشاب بينما كان يتبعها لوك.ندمت لارا لأنها انضمت اليهم على العشاء لأن لوك لم يبعد نظره عن ريتا طوال الوقت .
"انت لا تضعين نظاراتك هدا المساء؟"قال لها لوك بعد العشاء .
"يبدو انني اضعتها "اجابته بجفاف لأنه كان يعرف في اية ظروف اضاعتها . احست السيدة بولا بالصداع فرافقها لوك الى غرفتها ثم تبعتهما ريتا بعد دقائق .
"لم تعد والدتي نفسها بعد دالك الحادث "قال جيري الدي بقي وحده في الصالون مع لارا .
"انت على علم بدلك الحادث اليس كدلك ؟للحقيقة لم يسلم منه احد "
حثته لارا على متابعة الكلام ."وقع الحادث كان الأصعب على لوك لم يكن يجب علي ان أتركه... اعدريني لارا لندع الماضي"وانتقل يسألها عن مهنتها حدثته عن عملها وعن مشاريعها لكن عقلها كان في مكان آخر بين لوك وريتا اللدين عادا بعد قليل يبتسمان .
"اتقيمين دائما في ورشة العمل؟"سالتها ريتا وهي تجلس .
"ليس دائما احيانا يتطلب مني العمل دلك. احاول ان لتجنب الأمر قدر المستطاع لأن شريكي يرفض دلك لأسباب مهنية وشخصية"
"افهم دلك "قال جيري ملتفة نحو لوك .
"كنت اعتقد انك تعيشين مع صديقتك بات؟"قال لوك بحدة.
"حتى الأن نعم لكننا اقمنا احتفالا مند يومين بمناسبة رحيلي"
لاحظت برضى ان ملامحه انقبضت . عليه ان يعلم انه لن يسب كل الجولات.

تعالي معي لارا لتريني مادا ستفعلين في صالة الرقص"قال لها جيري وهو يقدم لها كأسا بينما كان لوك يتحدث مع ريتا.
دخلا الى صالة الرقص الكبيرة فأدار جيري الستيريو ودعاها للرقص. وضعت الكأس منيدها جانبا ورقصا بمرح وهي تشرح له عما ستفعله في هده الغرفة.
فجأة دخل لوك عابسا وقال بحدة:"جيري ريتا تبحث عنك"
"حسنا تصبحين على خير لارا" قال جيري وهو يطبع قبلة حريرية على يدها. وظلت لارا مسمرة مكانها
وقلبها يدق بسرعة.
"أية ساحرة انت؟"قال لوك بسخرية."هل قررت ان تجربي سحرك على كل رجل ترينه؟"
"لاأفهم ما تعنيه لوك, أريد ان انام تصبح على خير"واتجهت نحو الباب لكن لوك أسرع وأمسك دراعها
بقوة.
"أيتها الخائنة. لابد ان جيري يفكر الآن بوسيلة ليقرع بابك ليلا. هل ستعلنين له أيضا انك غيرت رأيك؟"
"مادا تعني؟ انا بالكاد أعرف شقيقك"
"كان يجب عليك ان تمتهني التميل يا عزيزتي. فأنت تلعبي دور الشريفة العفيفة بمهارة. انا أيضا كنت بالكاد تعرفينني. لن أدكر مايك أيضا الدي نسيته هده المرة من جديد"
"لاأريد سماع المزيد لوك"وحاولت الابتعاد لكنه منعها.
"ستسمعيني رغما عنك لا تنسي ان جيري رجل متزوج"
"نعم أفهم لمادا هو المتزوج وليس انت"قالت باحتقار.
"مادا تعنين؟"
"ان ريتا أحسنت في الاختيار"شد قبضته على كتفيها بشكل مؤلم.
"نعم فضلته علي . هل أخبرك كيف استغل الوضع بينما كنت انا مشغولا ب...بشيء آخر؟ انت ايضا تفضلينه اليس كدلك لارا؟"
"نعم.فهو لطيف ومرح"
"هدا لأنك تفضلين التعرف كل يوم على رجل جديد..."
"دعني لوك لا يحق لك ان تعطيني دروسا في الآخلاق. خاصة وانك تتدخل بين جيري وزوجته..."
"اسمعي. عليه ان يكتفي فقط باستلطافك ولكن ادا كان هناك من احد سينضم اليك في غرفتك هده الليلة
فأنه سيكون انا"وأقفل باب الغرفة ثم عاد ليمسك بكتفيها.
"دعني لا يحق لك...ادا لمستني. سأ..."
لكنه ضمها أكثر بينما كانت عيناه تشعان بالغضب. أمسك يديها وسحق شفتيها بقبلة عنيفة. أرادت التخلص منه, فترك احدى يديها ليمسك رأسها بطريقة تمكنه من فمها. قاومته طويلا فشد شعرها بشكل مؤلم فأحست بالدموع تنهمر من عينيها رغما عنها لشدة عجزها أمامه فاستسلمت لقبلاته التي ما لبتت ان أصبحت حنونة رقيقة جعلتها تنسى كل كلامه الجارح. ما هي الا لحظات قليلة حتى تمكن من تعريتها فضمته اليها وقالت في أعماقها:"أحبك لوك اجعلني لك"
"لوك..لوك...انت هنا؟"انه صوت مدبرة المنزل.
"نعم, سيدة سيمون, مادا تريدين؟"
"والدتك تريدك..."
حاولت لارا النهوض لكن لوك هدأ روعها بلمسة من يده على فمها. كان جسداهما متلاصقين وكلاهما لا يرغبان بالآنفصال.
"حسنا, سأراها بعد دقائق قليلة اصعدي وابقي بجانبها"
ابتعدت خطوات السيدة سيمون, نهض لوك يتأمل عري لارا ثم جمع ملابسها وناولها اياها.
"يا لمايك المسكين"قال بسخرية وهو يرتدي ملابسه ارتدت لارا ملابسها فساعدها لوك بأقفال سحاب ثوبها لكن يديه تأخرتا على كتفيها العاريين.
"ادا كنت تريدين ان نكمل ما بدأناه لارا ستأتين انت لتقرعي على باب غرفتي وستجدينني بانتظارك"
ظلت مكانها لوقت طويل جالسة على حافة الكنبة تتدكر كلامه.
في الصباح أحست بنفسها تعيسة جدا, مادا سيحل بالعقد الثاني؟ مادا لو تخلى لوك عنه؟ بصراحة انها تقريبا تتمنى دلك. ارتدت ملابسها رغما عنها ووضعت مسحة من المكياج على وجهها لتزيل آثار الأرق عنه...يجب عليها ان تتصل بالميكنيكي لأصلاح سيارتها كي ترحل بأسرع وقت ممكن. عليهاأيضا ان تتصل بصديقتها بات وتطمئنها. وعليها أن تكلم لوك لتعرف نواياه بما يخص العمل. ان فكرة رؤيته كل يوم تجعلها ترتعش.



كانت لارا قد نهضت باكرا والجميع لا يزالون نياما. شربت فنجان قهوة في المطبخ بينما كانت السيدة سيمون تنظر اليها بريبة. يبدو انها تشك بأن لوك لم يكن وحده في صالة الرقص ليلة أمس.
دخلت غرفة المكتب واتصلت ببات وبالميكنيكي. بعد دقائق فتح الباب. أنه لوك لكن شيئا في ملامحه تغير شيئا لا تعرفه.
"هل اتصلت به وطمأته؟"سألها بحدة وبعبوس.
"نعم"قالت دون ان تفكر بما كان يقصده.
"في المرة القادمة حاولي ان لا تنسيه"
رفعت وجهها نحوه بحزم ونظرت الى عينيه مباشرة.
"لوك, مادا قررت بالنسبة لبقية العمل؟"
وضع يديه في جيبيه ولم يجبها على الفور.

سنا المجد
10-05-2008, 14:31
"لم هدا السؤال؟ ستتابعين عملك كالمعتاد"
"بعد الدي حصل..."
"لم لا؟ لقد أثبت انك مصممة ديكور ممتازة بالرغم من عيوبك الأخرى"ارتعشت تحت وطأة الاهانة.
"لكنني سأترك لك حريتك طالما ضيوفي هنا. سيرحلون في الاسبوع القادم. عودي في دلك الوقت فأنا سأكون في مزرعتي في نيو انجلترا"
"حسنا, أترغب بأن أترككم ما ان تصبح سيارتي جاهزة؟"
"كما تشائين. المهم ان تتركي جيري بسلام, فأن زوجته حساسة جدا"
راقب برضى شحوب وجهها.
"أحب قبل رحيلي أن أبحث مرة ثانية عن اللوحات المفقودة"
وافق لوك فخرجت مندهشة من قدرتها على السير رغم أن جسدها يرتجف بكامله.
لم ينجح بحثها عن اللوحات التي ضاعت أثناء العمل.التقت بجيري وتبادلت معه بعض الكلمات لم تلتق بريتا لكنها رأت السيدة سيمون مدبرة المنزل تصعد حاملة صينية طعام يبدو انها تحملها لريتا. حضر الميكنيكي وبدأ يعمل على سيارتها وأعلن لها انها ستكون جاهزة بعد ساعتين. لكن القطعة التي يجب تبديلها فيها ستكلفها مبلغا كبيرا. لا بأس. المهم ان تبتعد عن فيرمونت. بانتظار دلك, دهبت تعطي معلوماتها لاثنين من العمال الدين يعملان في الصالون الثاني. أحدهما شاب ورياضيا بينما الآخر كان أكبر سنا ويهوى التلاعب بالكلام. عندما حاول التحرش بها فقدت أعصابها وابتعدت عنهما.
كانت تستعد للرحيل عندما فتح لها العامل الشاب الباب واعتدر عن زميله بلطف, فابتسمت له لارا. في هده اللحظة اصطدمت بلوك الدي كان يهم بالدخول, فرمق العامل بحدة .
"الا تزالين هنا؟"
"انا آسفة لكن الميكانكي لم ينته بعد من اصلاح السيارة."
و اخيرا وجدت اللوحات التي كانت تعتقد انها مفقودة في احدى الغرفتين الفارغتين في الطابق الأول.كان العمال قد وضعوها هناك ولا تزال سليمة. أخدت لارا تمسح عنها الغبار فلمحت ما هو موجود خلفها انها صور للعائلة . لوك مراهق يلعب التنس. والدته شابة جميلة. صورة اخرى للشقيقين معا. كان هناك صورتان يبدو انهما تعرضا للحريق. وجدت صورة اخرى للوك كان زجاجها محطما.لا انها ليست للوك بل لوالده.
"آنسة تيل .."
انتفضت لارا عندما سمعت صوت السيدة بولا خلفها.
"اتبحثين عن شيء آنسة تبل؟"
شرحت لارا لها الموقف فاقتربت السيدة بولا ورأت اللوحة التي كانت بين يدي لارا.
"هل تحطمت هده الصورة اثناء الحريق سيدة هارو؟"
"للأسف نعم"
"انها صورة جميلة"
"نعم فهو وسيم جدا آهده ما كنت ابحث عنها.اعتقد أن ريتا ستكون سعيدة جدا برؤيتها" ثم حملت صورة لجيري وهو لا يزال صبيا.
ظلت لارا حائرة تنظر الى صورة السيد هارو الأب لمادا قالت بولا بأنه وسيم بدل ان تقول كان وسيما" يبدو انها مجرد هفوة.
احتاج اصلاح السيارة لوقت اطول من المتوقع. لهدا السبب كانت لارا لا تزال في فيرمونت عندما وصلت سيارةسبور نزلت منها امرأة شابة جميلة ترتدي ملابس حمراء أسرعت على الفور الى الملعب حيث التقت بلوك الدي ركض نحوها فأدارت لارا وجهها والألم يعصر قلبها.
في هده اللحظة ظهر دون مارسون.
"اوه. هدا انت دون كنت متجهة الى منزلك لأودعك.لقد أصبحت سيارتي شبه جاهزة, أريد الرحيل الآن, ولن أعود قبل اسبوع . اعتقد انك في هدا الوقت ستكون مع لوك في مزرعته؟"
"نعم, هداصحيح ولكن لمادا هده السرعة؟ كنت اعتقد انك ستبقين هنا حتى الغد"
"آه انا ...شريكي يطلبني"قالت بارتباك وهي تراقب لوك وضيفته في الملعب.
"افهم انها ليسلي ستيوارت"
"أعلم. انها السيدة ستوارت, هدا سبب يدفعني للرحيل أيضا فأنا لا أحب الحريم"
"آه لا لا تخطئي يا صغيرتي. لا تمزجي بينه وبين لوك الأخر .فلأخر هو الدي يهوى تجميع النساء "
"لوك الأخر ؟اتقصد ان والده كان ايضا هاو النساء؟"
"لست ادري من اين لك هده الفكرة لوك ليس قديسا لكنه يملك قلبا .هو ليس كوالده الدي لم يكن يعرف نفسه ما ان يلتقي بامراة .كان يحصل عليهن ثم يتخلى عنهن.كان الشيطان بنفسه المسكينة بولا تعدبت كثيرا ليس من المدهش ادا..."
قطع الشك حنجرة لارا. ان كلام دون يرن في رأسها :"لا تمزجي بينه وبين لوك الأخر ..."الم تقل بولا هارو تلك الليلة "ما ان يرى امراة حتى يصبح شيطانيا؟"
"كان مشهورا في عالم التنس ورفيقا للجميع لم يخطئ امام الجمهور. ولا يزال يغطي والده بمعنى او بآخر..."
تدكرت لارا كلام بولا هارو "...انه وسيم جدا..."
"في سن الخامسة عشر كان الأولاد اكثر نضجا من والدهم"
"هل كان يمينيا ؟"سألته ممسكة بدراعه.
"من؟"
"والد لوك؟"
"نعم ولكني لا ارى ..."
جف حلقها واشتعلت عيناها .
"ما بك لارا؟"
"المكتب ..هو مكتب والده؟لقد قلت لبولا اننا سنستبدله بمكتب قديم مخصص ليساري فصرخت " لوك ليس يساريا""
"كانت تفكر بزوحها "
"الأن؟"
كهدا الصباح عندما رأت صورته ؟ودلك اليوم عندما رأتها بين دراعي لوك ؟لم تكن لارا قد ميزت ملامحها لكنها لم تكن ملامح امراة مستهجنة .
"لمادا لا تعامل لوك كابن لها؟عندما عاملته كابن لها دلك المساء اصيبت على الفور بالصداع...دون ما هو مرضها؟"
"لم تعد نفسها مند دلك الحادث .الأحساس بالدنب يقضي عليها كنا نخشى على عقلها .تتعرض احيانا للحظات من اللبس والغموض ولكن ..."
قطع كلامه لأن لوك اتجه نحوهما مع لسلي استيوارت وهما يضحكان .
تلك الليلة عندما زارت فيرمونت للمرة الأولى كانت تشعر بغريزتها ان كلام لوك كان صادقا. ثم جاءت والدته وزرعت الشك في قلبها كانت بولا تريد تحديرها مما كان حقيقيا ونصحتها بأن لا تثق بغريزتها.لمادا استمعت لها ؟صرخت لارا بصمت .لمادا؟بولا ولأسباب مأساوية كانت تعاني من الألتباس تلك الليلة كانت تتكلم عن الرجل الدي مات عن الرجل الدي وصفته بلوك الأخر.

سنا المجد
10-05-2008, 14:31
اقترب لوك وضيفته منهما .رفعت لسلي نفسها على رؤوس قدميها وقبلته على خده.
"شكرا لوك انت رائع هل ستأتي للعب دات يوم ؟ جون مصمم على التغلب عليك ما ان يستطيع"
ثم لوحت بيدها وركبت سيارتها لتنطلق بها بسرعة التفتت لارا نحو لوك فالتقت نظراتهما .كم هي نادمة على تلك لليلة...تنقل نظر لوك بينها وبين دون .
"اعتقد ان لديكما ما تقولانه"قال دون ثم ابتعد.
لكن لم يتسع لهما الوقت للكلام لأن ريتا خرجت من المنزل في هده اللحظة ونادت على لوك.تقدم لوك نحو ريتا فوضعت يدها تحت دراعه مبتسمة.
"لا" تمتمت لارا لنفسها"ليس لدينا ما نقوله"
لقد كانت السيدة برنتز راضية جدا عن العمل وقد غيرت رأيها بما يخص اللون الزهري.لقد ادخلت على ديكورها اللون البرتقالي وسرت كثيرا قدمي لي التهنئة لارا"قال لها مايك بحماس .
"برافو مايك "
"اتمنى ان تفكر بتغيير لون شعرها أيضا"
"ستجد بالتأكيد وسيلة لأقناعها بدلك مايك" "اوه لارا الاحظ انك اشتريت نظارات جديدة كما وأنك لست على طبيعتك.."
تجاهلت لارا ملاحظته الأخيرة لقد كانت حزينة جدا وتشعر بأنها بائسة.
"لم أشتر هده النظارات, انها قديمة لكنني لم أكن أضعها"
"هل كسرت نظاراتك القديمة؟"
"لا...لكنني أضعتها"
"هدا أمر غريب لارا..."
لو انه يدري كيف أضاعتها. لو انه يدري كم هي تعيسة.
أثناء عودتها الى سيدني كانت لارا قد توقفت على الطريق بحثا عن نظاراتها في دلك المكان لكنها لم تجدها. هدا لم يعد مهما الآن بعد ان ضاع أملها.فهي لا تعرف ادا كان لوك مستعدا ليحبها لكن عودة ريتا جعلت الآمرمستحيلا. عندما استمعت لارا لتحدير والدته , فقدت كل حظ بمعرفة دلك. الآن وجد من جديد المرأة التي كان يحبها مند سنوات.
"لارا...ما بك؟الا تسمعينني؟"
انتفضت لارا ورفعت نظرها نحو مايك.
"لارا ياألهي. هل انت متأكدة انك لم تفقدي شيئا أخر غير نظاراتك؟"
أكدت له مجددا انها بخير. لكنها كانت تعمل أكثر وتضحك أقل ولا تأكل جيدا.
"لارا"صرخت بات بعد اسبوع"لقد أصبحت شفافة, فأنت لا تأكلين جيدا"
"لا تقلقي بات, ليس لدي شهية للطعام, هدا كل ما في الآمر, كيف حال برت؟ الا ترينه؟"
"لا..."
"أراهن ان لديك صديق جديد"
احمر وجه بات وصمتت.
"حسنا, ستكلمينني عنه عندما ترغبين"
كانت لارا في النهار تكب على عملها وواجباتها فتنسى هموم قلبها لكنها وعندما تصبح وحدها لا تفكر الا بقلبها وبحبها اليائس. فقط لو كانت متأكدة انها لن تراه مجددا, لربما هانت عليها الامور وتمكنت من نسيانه. لكنها دائما تتخيله مع ريتا يتبادلان الحب في الجو الجميل الدي صممته لهما في فرمونت.
ان المرحلة الثانية من عملها في فيرمونت تشكل تحديا كبيرا بالنسبة لها, يمكنها من خلاله ان تحدد قدرتها وكفاءتها.

"انها دراسة رائعة لارا"قال لها مايك وهو يطلع على ملف رسوماتها الجديدة."انا فخور جدا بك"
تأخرت نظراته عند شحوب وجهها وتعب عينييها.
"انه الحب الدي يمنحك الالهام؟حب دلك المنزل الكبير الدي كان يغدي أحلام مراهقتك...؟"
"شكرا مايك"أجابته بشرود.
"شكرا على الاطراء؟ انت تستحقينه فعلا"
كان فيرمونت يعج بالعمال ولكنه يبدو فارغا تماما. لوك لم يكن هناك ولا والدته أيضا. رافقتها السيدة سيمون الى شقة السيدة بولا هارو.
"لقد رحلت مع السيد هارو" أجابته عندما سألتها عنها.
أخدت لارا مقاسات الشقة وخطت على أوراقها بعض الخطوط وهي تفكر بهده المرأة الجميلة الحساسة.
مادا كانت تكن لدلك الرجل الدي ربطت حياتها به ولم يعرف كيف يسعدها؟الحب؟أم الكره؟لقد تكلم دون مارسون عن الاحساس بالدنب.لمادا؟
قبل خروجها سألت لارا السيدة سيمون بشيء من التردد:"هل السيارة الفيات الموجودة في الكاراج هي للسيدة هارو؟"
"لا, لم يعد لديها سيارة الآن . لم تقد سيارة مند...مند سنوات. أما الفيات فهي لسيد مارسون. لكنه يستعمل حاليا الرانج رؤفر"
مادا كان قد قال دون مارسون؟"...انه لا يزال يغطي والده بمعنى أو بآخر..."ومادا قال لها لوك دات مرة؟"...ألم يسبق لي أن تحملت كل الاتهامات....؟"فكرة غريبة طرأت على رأسها. لابد انها كانت مخطئة .لكن...بولا لم تظهر أمام الناس مند دلك الحادث. بعد سبعة أشهر, كانت قد رفضت وضع كأس انتصارهارو الاخير."لم يعد لديها سيارة الآن..."
هل هدا ممكن؟ هل كانت هي من كان يقود السيارة دلك اليوم المشؤوم؟
صدمتها هده الفكرة فالتفتت نحو السيدة سيمون وسألتها:"السيدة هارو رحلت مع لوك ام مع جيري؟"
"مع لوك"
ظلت هده الفكرة تشغلها طوال النهار...على كل حال دون مارسون معهما, فلا مجال لوقوع أي التباس...أغمضت لارا عينيها وهي تصلي كي لا يقع أي حادث.
بعد الظهر رأت الرانج روفر تصل فأسرعت نحو دون مارسون وكادت تصطدم به.
"دون كنت اعتقد انك في المزرعة. لمادا عدت؟"
"اهدأي لارا. لن أبقى هنا الا ليلة واحدة"
"ولكن دون...لوك, والدته..."ثم سكتت لتلتقط أنفاسها."دون انها هي التي كانت تقود السيارة دلك اليوم؟والحريق أهي التي...؟"
"نعم"أجابها دون بأسف.

نعم, هي من كان يقود السيارة دلك اليوم. لكنها لم تكن تريد دلك. انه حادث. لكن لوك-الوالد- كان قد عدبها وأهانها لدرجة انها رددت كثيرا:"أريد ان يموت".هدا يحصل عادة لكثير من الناس. ولكن في حالة بولا, أصبح الآمر مأساويا. كانت تقود السيارة التي قتلت زوجها حادث لم يكن متوقعا ومع دلك لا تزال تشعر بالدنب وكأنها تدبرت الحادث عمدا.ايمكنك ان تفهمي دلك؟"
"نعم"
"كنت انا موجودا كان دلك في منزلهما القديم قرب كامبيلتون. كان لوك ووالده يتسابقان على دراجتيهما كنوع من التدريب وانا كنت في الملعب مع جيري سمعت صوت الفرامل ثم الصراخ...فاسرعنا انا وجيري ...فوجدنا لوك يحاول ابعاد والدته عن جثة والده. لم تتوقف حينها عن ترداد انها قتلته وفي البداية صدقت انا ... "
"اعتقدت انها قتلته عمدا"
"على كل حال لم اكن لألومها لقد كانت حساسة جدا وكانت الشرطة سترهقها بالاستجوابات وتتهمها بالقتل.فكرت واردت ان اتحمل انا مسؤولية الحادث لكن لوك رفض واصر على ان يتحمل هو المسؤولية .قال بأن سمعته بأمكانها ان تتحمل في دلك الوقت كان الجمهور يحبه كثيرا وكدلك الصحافة...حاول جيري ان يتحمل المسؤولية لكن الصحافة اثارت فضيحة بشكل آخر واتهمته بالأدمان عى المخدرات والكحول الخ..."
"لكنك قلت انه كان هناك دراجتان.."
"سحبنا دراجة لوك وزعمنا امام الشرطة ان السيدة بولا كانت في الملعب معي ومع جيري كي نبقيها خارج المسألة .قلنا فيما بعد انها تعرضت لصدمة عصبية وهدا صحيح "
روى لها كيف تم الدفن والتحقيق وقرار لوك بالأعتزال لقد فقد كل شيء سمعته مكانته في قلوب الجماهير ومهنته...

سنا المجد
10-05-2008, 14:32
"الجميع انقلبو ضده.ريتا تزوجت من شقيقه بعد بضعة شهور حتى والدته أخدت تعامله بكل قسوة وجفاف كان الأمر فضيعا بالنسبة له"تنهد دون وكانت نظراته حزينة .
"انت تعلمين كان لديها اعدارها ...لست طبيبا نفسانيا ولكني اتخيل انها لم تتمكن من تحمل فكرة انه فقد كل شيء بسبب غلطة منها.فحملت نفسها الدنب.لقد نحفت كثيرا وفقدت ابتسامتها الرائعة...حاولت ان اكلمها لكنها لم تكن تفكر الا بدلك الرجل الدي جعلها تعيسة .ولا تفكر ايضا الا بجيري ابنها البكر الدي لم يفعل شيئا من اجلها. ظلت عاما بكامله تدير ظهرها للوك و تجافيه مع انه فعل كل شيء من اجلها "
"وتدير ظهرها لك انت ايضا دون"قالت لارا بهدوء.
"هل قرأت ما في قلبي ؟"
"فهمت الأن دون سبب بقائك وفيا لهده العائلة"
"هدا صحيح بسببها هي .ولكني ايضا احب لوك كابن لي...ان حالتها هده الأيام قد تحسنت.رافقتهما الى المزرعة وراقبت بولا عن كثب.لقد خف صداعها وبدأت تتكلم مع ابنها بشكل طبيعي حتى انها لمحت عدة مرات للوك الآخر"
"كما فعلت اثناء العشاء دلك المساء عندما تحدث جيري عن اول سيارة للوك..."
"ربما يجب ان نستعيد الأمل ..على كل حال كنت مخطئ عندما كرهت اقامتهما هنا .عندما رأت ولديها مجتمعان هنا استعادت شيء من شخصيتها لكن للأسف لا يمكنهما البقاء معا ..."
بسبب ريتا بالتأكيد التي تقف عائقا بين الشقيقين.
"اما بالنسبة للحريق فأنه حادث أيضا للحظة شككنا بالأمر لارا انا ..."
"لا تقلق دون لن اخبر احدا بانك حدثتني بالأمر .على كل حال شكرا لثقتك بي"
"ربما سيساعدك هدا كي تفهمي لوك اكثر "
"ربما ما ان انتهي من العمل هنا حتى يتخلص من تعكر مزاجه "نظر دون اليها بحزن .
"اعتقد انني ساجد نفسي مضطرا لجمع حطامه مرة اخرى"
هدا محتمل فكرت لارا .فاقامة ريتا وجيري هنا ساعدت على شفاء بولا لكنها كانت مجازفة كبيرة بالنسبة للوك.
"سمعت انك انتقلت للأقامة مع شريك؟"سألها دون بينما يرافقها الى سيارتها.
"هل لوك اخبرك بدلك ؟"سألته بصوت مرتجف.
"نعم ولكنني اريد ان اتأكد "
وصلت لارا الى سيدني دون ان تنتبه .فرأسها كان يضطرب بالأفكار ما ان وصلت الى المنزل حتى اسرعت تفتح الألبوم الدي تحتفض به مند عشرة اعوام عندما وضعت فيه هده الصور والمقالات هل كانت تفكر بان مصيرها سيرتبط بها؟ فكرت بالصورة الوحيدة التي ارسلتها الى لوك.كانت تعتبر ان هده المبادرة ستعتبر مواسة له .لم تكن حينها تعرف حقيقة مأساته.اما الأن فهي تعرف ان لا احد يستطيع ان يخلصه من مأساته الا نفسه.كل شيء اصبح واضحا الأن توتره عند دكر بعض المواضيع برودته احيانا ابتسامته الحزينة. ولكن كيف تنسى اشراق ابتسامته القديمة ولطفه الطبيعي؟وقبولاته ولمساته؟
يوم الأثنين وصلت الى مكتبها باكرا وبينما كانت تقرأ البريد رن جرس الباب فالتفتت بدهشة لترى لوك يدخل بهدوء ارتبكت كثيرا عندما تدكرت ما حصل بينهما تلك الليلة في صالة الرقص.
"لقد احضرت لك هده"قال وهو يناولها نظاراتها.
"شكرا لك لوك لم لكن اعتقد انك تستيقض باكرا للحقيقة انا..."
"نزلت باكرا ايضا"
يبدو انه يعتقد حقا انها تقيم في الشقة العليا مع مايك.
"لارا.لقد جئت باكرا لأنني اريد ان اكلمك على حدة الا يزال شريكك في السرير؟"
"هدا امر لا يعنيك لوك على كل حال مايك خرج باكرا ادا لم يكن لديك ما تكلمني عنه بخصوص العمل ارجوك ادهب لدي عمل كثير...."
بدل ان يدهب اقترب منها وأجبرها على النهوض وجرها نحو السلم.
"سنتحدث في الأعلى"
عندما صعدا الى الأعلى كانت دهشتهما كبيرة امام الفوضى التي تعم المكان وقبل ان يعبرا العتبة سمعا صوت ضحكة حادة تبعتها ضحكة رجولية. يبدو ان مايك يمرح مع احداهن .

عندما نزلا نظر لوك اليها بحدة:"انت لا تقيمين هنا"قال لها بحدة واجبرها على النظر اليه."انت كادبة لقد جئت اليوم بنفسي لآتأكد ادا كان الأمر جديا بينكما. وكنت مستعدا لأقدم لك خاتما ادا كانت هده هي الوسيلة الوحيدة كي تتبعيني و..."
شحب وجه لارا لشدة غضبها.
"اتعتقد ان خاتما هدية سيكون كافيا لتصطحبني الى السرير؟"
"لارا انا آسف. لقد أسأت التعبير..."
"بل عبرت بشكل صريح. قل لي أهو خاتم من الالماس دلك الخاتم الدي سأتخلى من أجله عن رجل آخر؟"
أخرج لوك من جيبه علبة حمراء فتحها فادا بداخلها خاتم رائع من الالماس.
"عندما تريد ان تكسب لا تعدم وسيلة اليس كدلك لوك ؟"
"قلت لك انه ليس لعبة لارا . انت ترغبين بي وتحبينني على ما اعتقد لمادا لا توافقي على الزواج مني؟"
ادارت وجهها مرتبكة "لا اريد الزواج منك لوك اريد رجلا يعيش هنا والأن ليس رجلا يعيش في الماضي "
نظر اليها بحدة"قال لي دون بانك على علم اتعتقدين ان نسيان ما حصل امر سهل ؟"
"لقد مرت عشرة اعوام لوك "
"عشرة اعوام بدت لي كثلاثين عاما "
"هدا سبب اخر يدعوك للخروج من هده الحالة لوك"
وحاولت حبس دموعها"انت لا تفتقد للجرأة لوك لقد كنت مقتنعا انني اعيش مع رجل اخر واعتقدت ان عرضك الزواج علي سيجعلني اتركه واتبعك .تعتقد انني سارتبط برجل غير مستقر متبدل المزاج ومعقد امام اخيه وامه؟"
"كل هدا لن يهمك عندما تكونين بين دراعي لارا تدكري بعد ظهر دلك اليوم في السيارة على حافة الطريق...وفي دلك المساء في صالة الرقص.." قربها اليه واخد يداعب خديها بيديه فاشتعل خدا الفتلة وابتعدت عنه.
"انت تتكلم عن الرغبة الجسدية لوك هدا اعلم جيدا انك لم تنسه خلال السنوات العشر الأخيرة .ولكنك نسيت اي شيء آخر...لن اكون اداة تستبدلها متى تشاء لوك لن اكون اداة مواساة لك من اجل كل ما فقدته هدا يدمرني لوك يجب ان تستعيد نفسك قبل ان تصبح العشرة ثلاثين ..."
"قل لي بانك تحبني ولن يعود هناك اهمية لشيء آخر"
فكرت بمرارة واغمضت عيناها...فجأة سمعت الباب يغلق كان لوك قد رحل عند ئد لم يعد هناك ما يوقف انهمار دموعها.
حل شهر تشرين الثاني وكانت لارا قد دهبت عدة مراة الى فيرمونت لكن لوك لم يكن هناك. ثم حل شهر كانون الأول وازداد العمل في المكتب لأن كل الزبائن يريدون ان تنتهي اعمالهم قبل الأعياد .قرر مايك وبات ان يتزوجا فاقاما حفلة صغيرة لأعلان خطوبتهما .
"سأفتقدك كثيرا لارا " قالت لها بات وهي تجمع اغراضها.
"اني اتساءلادا كانت شقة مايك ستتسع لكل اغراضك بات... سأشتاق اليك وستكون هده الشقة فارغة بدونك"
"لكن شقة مايك ستمتلأ" اجابتها بات ضاحكة.
دات يوم اتصل بها جيري الى المكتب. كان صوته مرحا ضاحكا كعادته .لقد قرر ان يعمل في سيدني واشترى منزلا في احدى الضواحي وستعيش والدته معه.
"بعد عيد الميلاد. لارا. نتمنى ان تشرفي على ديكور منزلنا الجديد لقد اعجبت ريتا كثيرا بما قمت به في فيرمونت"
قفز قلب لارا من صدرها . كانت تتمنى ان تبقى بعيدة عن عائلة هارو.
"هل سبق لك ان عملت على غرف الأطفال"
"مادا؟"سألته بدهشة.
"اوه لسنا على عجلة من امرنا لارا فالطفل سيولد في شهر آب المقبل"قال ضاحكا فشعرت انه فخور بهدا النبأ.
"تهاني جيري"
"بالتأكيد تأخرنا على اتخاد هدا القرار انا وريتا لكن لا يخفى عليك انه كان لدينا بعض...المتاعب.لكن كل شيء انتظم افضل بيننا"
"هدا ...هدا رائع"قالت بصوت مرتجف."اعتقد ان والدتك سعيدة بهدا النبأ"
"جدا. وكدلك لوك سعيد جدا يسعده جدا ان يصبح عما"
"حقا؟"
تحدثا بأمور اخرى ثم قال جيري فجأة"اعتقد انني سأراك اثناء المباراة؟"
"اية مباراة؟"سألته بدهشة وقد تسارعت دقات قلبها.
"الست على علم ؟ لوك سيلعب في نصف نهائي "كرانستون"كنت مقتنعا بأنه لن يشترك بأية مباراة. لكنني حتى الآن لا اعلم ماالدي جعله يغير رأيه على كل حال انا سعيد بدلك...."
اما لارا فكانت تعلم السبب الدي جعله يتخد هدا القرار ليس من باب الصدفة ان يصادف هدا القرار المهم مع اعلان نبأ حمل ريتا.
في اليوم التالي ظهر الخبر في الصحف ةظهرتالاعلانات الكبيرة مع التساؤل عن سبب قرار لوك بالعودة عن اعتزاله.
تدكرت لارا كلام لوك"كي العب امام الجمهور يجب ان يكون هناك مسألة حياة او موت "كانت تعلم ان قراره بالعودة يعود لفشله مع ريتا التي انهت كل علاقة معه عندما قررت ان تحمل.

سنا المجد
10-05-2008, 14:32
بعد الظهر وصلت رسالة بداخلها ثلاث بطاقات لحضور نصف النهائي. مع اليطاقات ورقة صغيرة مكتوب عليها اسم لوك وامصاءه. قلبت لارا الورقة بين يديها عدة مرات محاولة فهم الرسالة التي لا تحمل سوى اسمه.
"ثلاث بطاقات في المدرج الرسمي؟"صرخ مايك بدهشة وحماس هده البطاقات الثلاث ارسلها لوك لبات ومايك ولها. فهو يعلم انها لا تعيش مع مايك. ويعلم انه لا يوجد رجل في حياة لارا. لكنها لا تعتقد انها قادرة على مشاهدة لوك يلعب بجهد كبير وهي تجلس بين المتفرجين كيف ستتمكن وسط عائلته من اخفاء انفعالاتها ومشاعرها؟ثم لوك سيراها...وهدا ما لا تريده.
"ستدهب مع بات وشقيقها .مايك. انه يهوى التنس على كل حال لن اكون حرة وقت المباراة"
لم يعلق مايك احتراما لمشاعرها.
اشترت لارا بطاقة واختارت اخر المدرج حيث يمكنها رؤية لوك وهو يلعب ورؤية بات وشقيقها ومايك وعائلة هارو دون ان يروها.على كل حال مهما كانت النتيجة فان وجود امه يعتبر نجاحا بالنسبة له.
طوال وقت المباراة كان قلب لارا يدق بسرعة كانت تعلم ان لوك يجمع حطام حياته .لاحظت لارا نظرات دون يبحث بين الجمهور .فأخفت نفسها جيدا كي لا يراها.
كان منافس لوك لا يقل عنه كفاءة وشجاعة وشهرة وقد استقبله الجمهور بتصفيق قوي.
لاحظت لارا ان لوك التفت عدة مرات نحو مدرج الشرف.لابد انه كان يأمل برؤيتها.
الجولة الأولى كانت اشبه بالكارثة بالنسبة للوك حيث ساد الصمت وصعب الانتظار...
"ساعده يا ربي."صلت لارا بصمت "لا تصدنه من جديد يا رب"الجولة الثانية كانت كالأولى ايضا....شدت لارا على قبضتيها كيف يمكنها مساعدته؟لو يمكنها ان تهمس له بالكلمات التي...تشعره بانه ليس وحده.لو يمكنها ان تقول له انها تحبه...اغمضت لارا عينيها ومن اعماق قلبها صرخت بصمت.؟احبك لوك"الأن هي تعرف قوة هده الكلمات . همستها بعمق فادا بها ترى لوك يرفع نظره نحو الجمهور ثم يعود لوضعه ويرمي الكرة.
لاحظت لارا كما لاحظ الجمهور تبدل موقف لوك الفجائي. بكل حزم واصرار تحسنت ظروف اللعبة امام دهشة منافسه والجمهور.
كسب لوك المباراة وادرك الجمهور ان البطل عاديحتل مكانه الأصيل.

لاحظت لارا الدموع تسيل على وجهها فصفقت مع الجمهور بكل قوتها عندما رأت لوك يتجه نحو الشبكة ويمد يده نحو منافسه.
مسحت لارا دموعها ونهضت لتتسلل بين الجمهور كي ترى لوك مرة اخيرة قبل ان يغادر الملعب مع مدربه رفع دون نظره فجأة فشعرت وكأنه رآها.
كانت لارا تقرأصحف نهاية الاسبوع وتقرأ اخبار لوك وعودته عن اعتزاله. قطعت الصور والمقالات واضافتها على البومها القديم وادركت انها لم تتغير خلال هده الاعوام العشرة و لا تزال تجمع الصور.
بقي اسبوع قبل عيد الميلاد وها هي تقوم بزيارتها الاخيرة لفيرمونت. كانت قد بدلت كل جهد لينتهي العمل قبل بداية العام الجديد لآن هدا المنزل ولوك نفسه لن يعودا نفسيهما مع العام الجديد. فكرت مليا بطلب جيري وقررت ان يشرف مايك على ديكور منزله.فهي ترغب الأن بقطع كل علاقة لها مع عائلة هارو.
ما ان نزلت من سيارتها امام المنزل حتى رأت السيارة الألفا روميو بجانب منزل دون . لوك هنا لم تكن تتوقع دلك .لقد كان غائبا عن فيرمونت مند دلك اليوم الدي عرض فيه عليها الزواج .الزواج بدون حب للحظة فكرت بالعودة ادراجها كي لا ترى الحزن على وجهه ان عودته للتنس ربما لم ينسيه ريتا وخيبة حبه لها.
همت بالعودة ادراجها لكنها في هده اللحظة رأها لوك وناداها . كيف تتجنب لقاءه الأن ؟انه برفقة امراة ليسلي ستيوارت ومعهما رجل لا تعرفه لارا .قام لوك بالتعريفات :ليسلي وجون ستيورت لكن المدهش اكثر هو تلك الأبتسامة المشرقة على وجه لوك ونظرات الثقة في عينيه.
"آنسة تيل "قالت لها ليسلي"انا متأكدة ان الطلبات ستنهال عليك عندما يرى الناس منزل لوك ارجو ان تحجزي لي اول طلب لديكور منزلي"
شكرتها لارا مبتسمة لكنها كانت تعلم ان الوقت ليس مناسبا لبناء الجسر بينها وبين لوك عن طريق قبول طلبات اصدقاءه وعائلته.التفتت نحو ه فلاحظت انه سعيد وكأنه عاد عشرة اعوام الى الوراء هل فوزه بالمباراة هو الدي احدث كل هدا التغير؟
"الأن وبما ان جون سيستقر هنا ولن يقضي وقته متنقلا من طائرة الى اخرى يجب ان نهتم باعادة ديكور منزلنا "قالت ليسلي .
"تقصدين انك لم تعودي في حاجة لي لمرافقتك الى حفلاتك الخيرية؟"سألها لوك مبتسما .
"لا يا صديقي من الأن وصاعدا ساحظى انا بهدا الشرف"تدخل زوجها جون "ومع دلك يسعدنا مجيئك ساعة تشاء الى الفندق الكبير"
قفز قلب لارا ادا تلك الصورة كانت لأصدقاء وليس لعشاق.لقد جعلها لوك تعتقد ان ليسلي عشيقة له كما وانها استغلت نفس الأسلوب بشأن مايك...
"حسنا"قال لوك وهو ينظر الى لارا"أما بالنسبة للفندق الكبير المجاور للمرفأ, فأنا أفضله من الخارج أكثر من الداخل. انا رجل يحب البساطة"
أدارت لارا وجهها انه رجل بسيط. تدكرت يوم تنزها امام المرفأ واكلا البطاطا المقلية بالقرب من الفندق الكبير...
"هل ستعود للمباريات العالمية لوك؟"سألته لسلي.نظر لوك بطرف عينه نحو لارا قبل ان يجيب:
"هدا يتطلب الكثير من السفر. كما وأنه يتوقف على..."
على مادا؟ تساءلت لارا لاهثة. يبدو ان لوك كان يريد ان يقول لها شيئا لكنه سكت. بعد لحظات انسحبت لارا الى الداخل وتركتهم معا.
"لا تدهبي لارا قبل ان أراك"قال لها لوك قبل ان تبتعد.
ظلت لارا مع العمال لبعض الوقت الى ان ناداها صوت لوك.
"لارا..."
التفتت نحوه انه لا يبتسم لكن نظرته دافئة .
"أريد ان أكلمك لارا"
دق قلبها بسرعة واقتربت منه فاتجها نحو غرفة المكتب. ولكن قبل ان يدخلا المكتب دخل جيري متأبطا دراع زوجته ويبدوان سعيدين جدا. طبعت ريتا قبلتين على خدي لوك وتصافح الشقيقان بحرارة. يبدو ان كل سوء قد زال بينهما.
تحدث جيري عن الطفل المنتظر وأخبرتهما ريتا انهما جاءا ليحضرا سرير العائلة الخاص بالاطفال ثم انسحبا بعد ان تمنيا على لارا أن تشرف على ديكور منزلهما الجديد.
بعد ان خرجا أمسك لوك يد لارا واصطحبها الى غرفة المكتب.
"والآن لارا انا..."
سمعا طرقات على الباب فصرخ لوك غاضبا:"من؟"
دخل دون وبدا سعيدا جدا برؤية لارا.
"تبدين نحيفة جدا لارا"قال مادا يده نحوها.
"اعتقد بأنك لم تأت الآن فقط لتقول للارا بأنها أصبحت نحيفة ؟"قال له لوك وقد فقد صبره.
"لا, لكن للآسف لدي خبر سيء. لقد وقع بيتر وجرح ساقه. يجب ان تلقي نظرة عليه"
"الآن؟"
"نعم لوك لقد اتصلت بالطبيب. لا تنسى ان الصبيان سيلعبون غدا"
"حسنا حسنا, سأتي "ثم التفت نحو لارا آسفا:"أيمكنك البقاء حتى بعد الظهر لارا؟ حاولت ان أراك عدة مرات..."
"لوك"تدخل دون"لديك موعد بعد الظهر مع السيد ماركوم..."
"يا الهي"صرخ لوك"ادا بعد ظهر يوم الجمعة لارا ما رأيك؟"
تأملها للحظة وكأنه يخشى رفضها ثم خرج دون ان يسمع جوابها.
يوم الجمعة كان الطقس جميلا وأرادت لارا ان تكون جميلة في آخر زيارة لها الى فيرمونت. ارتدت ثوبا أخضر بنفس لون عينيها. سرحت شعرها وتركته مسترسلا على ظهرها.
مادا لو كرر لوك عرضه للزواج منها؟ تساءلت فجأة وتمنت لو يمكنها ان تعود للوراء وتقول له نعم حتى ولو لم يكن يحبها.لكنها لا تستطيع. لا,لا يمكنها ان تتشاركه مع امراة اخرى.
ما ان نزلت سيارتها حتى استقبلها دون بمرحه المعتاد.
"كم انت جميلة لارا"
"شكرا دون "
"كنت موجودة اثناء المباراة "
"هل رأيتني؟"
"نعم وانا متأكد انك يومها درفتي الكثير من الدموع"
"ماالدي يجعلك تعتقد دلك؟"
"لأنني انا نفسي درفت دمعتين"قال ضاحكا وهو ينظر اليها بمكر.
"كيف حال والدة لوك؟"
"انها تتحسن.بدأت تشبه بولا التي كنت اعرفها.ان خبر ولادة حفيد لها غيراها تماما انها تعيش حاليا مع جيري وريتا الا تعلمين؟"
"نعم "ثم وضعت يدها على دراعه "انها مسألة وقت دون .من يدري ؟ربما تعود دات يوم وتعيش هنا؟"
"اتمنى دلك فأنا رجل صبور "
تركته واتجهت نحو المنزل "ساعود واوعدك قبل رحيلي دون"
"اتعتقدين دلك ؟"
وحرك يده ضاحكا لم تنتبه لارا لرده الغريب لأن تفكيرها كان في مكان آخر .

عندما دقت على الباب كان لوك هو الدي يفتح بنفسه ونظر اليها مبتسما. تمتمت ببعض الكلمات البسيطة لكنها عجزت عن ضبط ضربات قلبها.
"يسعدني ان أعلم ان والدتك بصحة أفضل لوك"قالت فيما بعد بهدوء تام"سمعت انها ستعيش مع جيري"
"تماما"ودعاها لدخول غرفة المكتب.
"أتريدين كأسا؟"
"لا, شكرا"
"خدي واحدا لنحتفل بأتمام عقدنا"
"حسنا, لم لا"
ملأ لوك كأسين.
"نعم, والدتي ستعيش مع جيري.كان يجب علي ان اخبرك قصتها قبلا. ادا كنت تدكرين قلت لك مرة ان هناك امور أرغب بأن احدثك عنها.ثم..."

سنا المجد
10-05-2008, 14:33
نعم قال لها دلك تحت الشجرة في اول زيارة لها الى هدا المنزل.
"والدتي حساسة جدا لتتمكن من تحمل رجل مثله. كانت شخصيته قوية جدا لكنه ضعيف امام النساء. لم يكن بأمكانه ان يتجنب المغامرات النسائية كما وان والدتي لم تعرف كيف تساعده على التخلص من ضعفه هدا. حاولت ولم تستطع فانتهى بها الآمر الى ان كرهته.فقررت ان تهجره عندما صدمته سيارتها وقتل"
"قال لي دون بأنها تشعر بالدنب وكأنها قتلته عمدا"
"اعتقدت لمدة طويلة انها حقافعلت دلك, ثم غرقت في القلق والتوتر..."
"كانت تمزج بينك وبين والدك..."
"نعم.كل هدا كان فظيعا لارا, مدمرا"
صمت للحظات وهو يتأملها مفكرا.
"يوم المبارة كنت اعلم انك هناك. لم أرك لكنني كنت اعلم بأنك موجودة"
لم تستطع ابعاد نظرها عنه. كان ينبعث منه هدوء دافئ وثقة بالنفس تأسرها.
"تعالي لارا سنصعد الى غرفتي"قال فجأة
"مادا؟"
"انه السبب الدي من اجله طلبت منك المجيء. هناك شيء كنت قد نسيته.كنت اريد ان ادعوك لألقاء نظرة عليه من قبل ولكن ما ان عدت الى عالم التنس حتى وجدت نفسي امام واجبات كثيرة"
"آه.حسنا ما هي المشكلة؟"
امسك يدها وصعدا الدرج.
"المنزل كله لنا والدتي غائبة والسيدة سيمون لن تأتي قبل يوم الآثنين"
فوقفت لارا عند اعلى الدرج مندهشة.
"ما معنى كلامك هدا؟"
"هدا يعني لارا يا حبيبتي اننا وحدنا"
كانت نظراته حنونة حارة ومحبة جدا, نعم....عندما ينظر اليها بهده الطريقة تشعر برغبة قوية بأن تلمسه. أمسك يدها مجددا وقادها في الممر. عند عتبة غرفته توقفت لارا:
"لوك اعلم جيدا انه لا يمكنني..."
ابتسم ابتسامته الساحرة وفتح الباب ثم امسك يدها وادخلها الى منتصف الغرفة.
"ما الدي لا تستطيعينه حبيبتي؟"
"لا تعتقد انني جئت من اجل ..."
كان ينظر اليها بحنان كبير. فوضع يده خلف ظهرها وضمها اليه.
"كنت تقولين لارا...؟"تمتم وهو يدس أنفه في شعرها.
"لوك..."وابتعدت عنه متراجعة خطوة.
"لوك لا تعتقد انني سأقع على سريرك لمجرد..."
"سؤال لارا:أتريدين الزواج مني؟"
ارتعشت وعضت على شفتها. فقط لو انه يلفظ تلك الكلمات التي تنتظرها...أغمضت عينيها وهي فريسة للشك القاتل.
"لوك اعلم انك لا..."
فتحت عينيها. فوجدت امامها على الحائط صورة كبيرة بالآسود والأبيض.
انها صورة مكبرة للوك يقف تحت الشجرة في الحديقة وبين يديه لوحة تحمل هده الكلمات:"أحبك لارا"
شوشت الدموع التي انهمرت فجأة من عينيها الصورة والرسالة اللتين هما رد على صورتها القديمة.
"هدا ما كنت قد نسيته لارا.نسيت ان اقول لك أحبك لارا"
التفتت نحوه.ضمته الى صدرها وأحاطت عنقه بدراعيها.
"لمادا انتظرت كل هده المدة؟"سألته هامسة.
تناول شفتيها بقبلة محترقة وضمها جيدا اليه.
"حبيبتي كنت غبيا جدا.أحبك ولهدا السبب كنت افقد عقلي وأعصابي عندما تتهربين مني...كنت اعتقد انك فهمت. حتى اليوم عند وصولك لشدة انفعالي نسيت ايضا ماهو أهم"
"لوك حبيبي..."تمتمت قرب فمه"ان والدتك هي التي اقنعتني أول مساء انني لست بالنسبة لك سوى فتاة كأية فتاة اخرى.لم اتمكن من تحمل تلك الفكرة. كل شيء حصل بسرعة و..."انهمرت دموعها من

عندما دقت على الباب كان لوك هو الدي يفتح بنفسه ونظر اليها مبتسما. تمتمت ببعض الكلمات البسيطة لكنها عجزت عن ضبط ضربات قلبها.
"يسعدني ان أعلم ان والدتك بصحة أفضل لوك"قالت فيما بعد بهدوء تام"سمعت انها ستعيش مع جيري"
"تماما"ودعاها لدخول غرفة المكتب.
"أتريدين كأسا؟"
"لا, شكرا"
"خدي واحدا لنحتفل بأتمام عقدنا"
"حسنا, لم لا"
ملأ لوك كأسين.
"نعم, والدتي ستعيش مع جيري.كان يجب علي ان اخبرك قصتها قبلا. ادا كنت تدكرين قلت لك مرة ان هناك امور أرغب بأن احدثك عنها.ثم..."
نعم قال لها دلك تحت الشجرة في اول زيارة لها الى هدا المنزل.
"والدتي حساسة جدا لتتمكن من تحمل رجل مثله. كانت شخصيته قوية جدا لكنه ضعيف امام النساء. لم يكن بأمكانه ان يتجنب المغامرات النسائية كما وان والدتي لم تعرف كيف تساعده على التخلص من ضعفه هدا. حاولت ولم تستطع فانتهى بها الآمر الى ان كرهته.فقررت ان تهجره عندما صدمته سيارتها وقتل"
"قال لي دون بأنها تشعر بالدنب وكأنها قتلته عمدا"
"اعتقدت لمدة طويلة انها حقافعلت دلك, ثم غرقت في القلق والتوتر..."
"كانت تمزج بينك وبين والدك..."
"نعم.كل هدا كان فظيعا لارا, مدمرا"
صمت للحظات وهو يتأملها مفكرا.
"يوم المبارة كنت اعلم انك هناك. لم أرك لكنني كنت اعلم بأنك موجودة"
لم تستطع ابعاد نظرها عنه. كان ينبعث منه هدوء دافئ وثقة بالنفس تأسرها.
"تعالي لارا سنصعد الى غرفتي"قال فجأة
"مادا؟"
"انه السبب الدي من اجله طلبت منك المجيء. هناك شيء كنت قد نسيته.كنت اريد ان ادعوك لألقاء نظرة عليه من قبل ولكن ما ان عدت الى عالم التنس حتى وجدت نفسي امام واجبات كثيرة"
"آه.حسنا ما هي المشكلة؟"
امسك يدها وصعدا الدرج.
"المنزل كله لنا والدتي غائبة والسيدة سيمون لن تأتي قبل يوم الآثنين"
فوقفت لارا عند اعلى الدرج مندهشة.
"ما معنى كلامك هدا؟"
"هدا يعني لارا يا حبيبتي اننا وحدنا"
كانت نظراته حنونة حارة ومحبة جدا, نعم....عندما ينظر اليها بهده الطريقة تشعر برغبة قوية بأن تلمسه. أمسك يدها مجددا وقادها في الممر. عند عتبة غرفته توقفت لارا:
"لوك اعلم جيدا انه لا يمكنني..."
ابتسم ابتسامته الساحرة وفتح الباب ثم امسك يدها وادخلها الى منتصف الغرفة.
"ما الدي لا تستطيعينه حبيبتي؟"
"لا تعتقد انني جئت من اجل ..."

سنا المجد
10-05-2008, 14:39
كان ينظر اليها بحنان كبير. فوضع يده خلف ظهرها وضمها اليه.
"كنت تقولين لارا...؟"تمتم وهو يدس أنفه في شعرها.
"لوك..."وابتعدت عنه متراجعة خطوة.
"لوك لا تعتقد انني سأقع على سريرك لمجرد..."
"سؤال لارا:أتريدين الزواج مني؟"
ارتعشت وعضت على شفتها. فقط لو انه يلفظ تلك الكلمات التي تنتظرها...أغمضت عينيها وهي فريسة للشك القاتل.
"لوك اعلم انك لا..."
فتحت عينيها. فوجدت امامها على الحائط صورة كبيرة بالآسود والأبيض.
انها صورة مكبرة للوك يقف تحت الشجرة في الحديقة وبين يديه لوحة تحمل هده الكلمات:"أحبك لارا"
شوشت الدموع التي انهمرت فجأة من عينيها الصورة والرسالة اللتين هما رد على صورتها القديمة.
"هدا ما كنت قد نسيته لارا.نسيت ان اقول لك أحبك لارا"
التفتت نحوه.ضمته الى صدرها وأحاطت عنقه بدراعيها.
"لمادا انتظرت كل هده المدة؟"سألته هامسة.
تناول شفتيها بقبلة محترقة وضمها جيدا اليه.
"حبيبتي كنت غبيا جدا.أحبك ولهدا السبب كنت افقد عقلي وأعصابي عندما تتهربين مني...كنت اعتقد انك فهمت. حتى اليوم عند وصولك لشدة انفعالي نسيت ايضا ماهو أهم"
"لوك حبيبي..."تمتمت قرب فمه"ان والدتك هي التي اقنعتني أول مساء انني لست بالنسبة لك سوى فتاة كأية فتاة اخرى.لم اتمكن من تحمل تلك الفكرة. كل شيء حصل بسرعة و..."انهمرت دموعها من

جديد فمسحها بأطراف اصابعه.
"لارا لاتبكي يا حبيبتي"
"بكيت ايضا عندما رأيتك تلعب"
"الم العب جيدا؟"
"كنت رائعا"
"كنت يائسا ولكن دلك كان مسألة حياة أو موت.حياة على الآرجح. في اللحظة التي ساد فيها صمت عميق عندما كان الجميع يترقبون, تدكرت المباراة التي تخليت عنها في الماضي. عندئد فقط عادت الى داكرتي رسالة وفاء وصلتني من معجبة حينها حملت تلك الصورة الى قلبي بعضا من الراحة وسط كل أحزاني"
احمر وجهها فضحك بلطف.
"كنت على وشك تدكر تلك الصورة يوم تجولنا في حديقة منزل والديك"
"الا تزال تحتفظ بها؟"
"بعد المبارة مباشرة جئت للبحث عنها..."
ثم سحب من جيبه صورة قديمة ألقت لارا نظرة خجولة عليها لم تكن تعتقد في الماضي ان الصورة ستبقى مع لوك كل هده السنوات.
"هل خيب املك لوك هارو الحقيقي؟"
"جدا, في المرة الأولى. لكني سرعان ما وقعت بحبه..."
"لمادا؟"سألها مخفيا دهشة."لمادا لم تبقي على حبه؟"
"اوه,لا. عندما لم يصلني رد منه على رسالتي بدلت اهتماماتي, وعلقت بجانب صورته صورة بوغارت وسين كونرين"
"مادا؟صورتي معلقة على حائط بجانب صورة بوغارت وجيمس بوند؟"
"آه لا .انت تختبئ في خزانتي خلف ملابسي لي وحدي "
"خلف ملابسك...هدا يعجبني جدا "
"لوك حب مراهقتي لم يكن له اية صلة مع الواقع. دلك اليوم صرخت امامك بأمور فظيعة عندما زرتني في المكتب...دلك لأنني كنت اريد الرجل بكامله لوك الحقيقي .وكدلك لانني كنت اعتقد انك لاتزال تحب ريتا"
"لارا اهدا صحيح؟"
"نهار الثلاثاء الماضي اثناء زيارتي الم تكن مبتسما و فرحا حتى اللحظة التي جاءت فيها ريتا؟"
"دلك لانني فقدت اعصابي لانني لم اكن قادرا على الكلام معك وحدي .كانت تلك اول مرة مند ان استعدت حياتي الطبيعية ولكنهم لم يتركونا بدون ازعاج.الم تلاحظي دلك؟"
"ولكن هدا صحيح؟"اعترفت ضاحكة .
"كما ترين فقدت عقلي واعصابي مرة اخرى لان حبيبتي تهربت مني .انت لارا "
"لكن دون قال لي ..."
"دون صاحب داكرة سيئة. كنت احب ريتا لكنها لم تكن لي.قبل الحادث ببضعة شهور بدأت بالخروج مع جيري ثم ...حصل ما حصل. وللأنها كانت رقيقة لم تشأ زيادة مشاكلي اكثر بالأعتراف لي بانهما متحابان .لكن عندما لم يعد بأمكانها تحمل حدة مزاجي رحلت مع جيري.ومع دلك لم يكن جيري متأكدا من انها لا تكن لي بعض الحنان..."
"لقد رأيتكما يوم وصولهما تتبادلان انت و ريتا نظرات حارة..."
"انه مجرد تخيلات في رأس حبيبة غيورة .لم يكن هناك رومنسية حقة في نظراتنا.لم يكن بقي شيء من دكرياتنا.لكني على العكس ادكر انني كنت الاحقك انت ايتها النمرة الشرسة "
"انا نمرة شرسة؟"
"نعم انت"
"هدا ليس صحيحا"
داعب شفتيها بيده ببطء وحنان فضمته اليها وتعلقت بعنقه فضحك لوك من كل قلبه .
"نمرة" همس في ادنها.
"انتبه لوك هارو. بامكاني انا ايضا محاولة القيام بهده اللعبة معك"
"اتعدينني "
"مستحيل"
"انت لست بسيطة لقد سحرتني لارا.وجعلتني اعتقد انك تعيشين مع مايك. لقد اقلقتني وجمدتني. ..ادكر انني شعرت دات يوم في غرفتي في الفندق انني اقبل تمثالا من حجر "
ثم انحنى على فمها .
"لحسن الحظ لست دائما كدلك "قال ضاحكا.
"لوك انا لم اتبادل مع مايك سوى قبل اخوية وليس بيني وبينه سوى روابط العمل والصداقة "
"افضل هدا.كم تمنيت لو انني خنقته بيدي يوم رافقكي الى هنا ووضع دراعه حول كتفيك..اعتقدت انني اصبحت مجنونا .وجيري. ..دلك المساء عندما رقصت معه في صالة الرقص ...لارا احبك واريد ان نتزوج وننجب اطفالا "
"نعم سيكون لنا اطفالنا لوك "
"لكني لارا...قررت العودة الى التنس "قال بقلق .
"يجب عليك دلك لوك .لمادا انتظرت كل هده المدة ؟"
"لست ادري كيف اعبر بالضبط .عندما اعلنت عن اعتزالي كان دلك تحت وطأة الضغط والحزن .كنت مقتنعا بأني سأعود يوما لكن الأمور كانت تزداد صعوبة عاما بعد عام حتى فقدت الثقة بنفسي"
"ومع دلك نجحت في مجالات اخرى :تشكيلات الشبان وادارة الأعمال. لمادا فقدت ثقتك بنفسك؟"
"هده القصة يعرفها جيدا من سقط عن جواده ولم يعد بأمكانه امتطاؤه.عندما كنت صغيرا كان الجمهور يخيفني.كان يجب ان انتظر حتى اصبح عمري 18 عاما كي اتمكن من الدخول الى المباراة دون ان ارتجف كالورقة في مهب الريح...ثم حصل ما حصل وكرهني الجمهور والصحافة.فلم اعرف كيف سأعود الى الساحة؟"
"المهم انك عدت واثبت جدارتك سأكون الى جانبك لوك كي لا يتغلب اليأس عليك مرة ثانية"
قبلها قبلة طويلة مليئة بالوعود والطمأنينة والأمل.
"بالنسبة لعملك لارا ؟"
"لا انوي اتخلي عنه .لكنني لن استلم الكثير من العقود كي اتفرغ لك ولأولادنا "
"حبيبتي انت امرأة رائعة.عندما التقيت بك لأول مرة أحسست بنفسي غبيا أحمق كشاب صغير يعرف الحب لأول مرة.كما وانني لم اكن صبورا.لكنك انت اعتبرت الآمر وكأنه محاولة مني لاغرائك فقط.عندما اصبح كل شيء صعبا بيننا كدت أفقد عقلي حقا لدرجة انني دهشت من نفسي..."
"كنت قاسيا جدا معي وأحيانا لم يكن بأمكاني تحملك"
"اعترف بدلك اعترف.ولكن كنت انت ايضا مسؤولة في هده القصة. كنت اريد رغم كل شيء ان احتفظ بك بجانبي اطول وقت ممكن, كي اتمكن من اكتساب حبك.لكني اخجل ان اعترف لك بأنه بالنسبة لتهديدي لك بالملاحقة القانونية...لست ادري ادا كنت سأفعل..."
"انت وغد لئيم..."
وضع يده على فمها ليمنعها من الكلام.
"لارا نسيت ان اقول لك بأن امك تهديك السلام وكدلك والدك"
"حقا؟"سألته بدهشة"أين رأيتهما؟"
"في منزلهما يوم أمس"
"مادا دهبت تفعل هناك؟"
"دهبت لأحدثهم عن دورة ويمبلدون وشربت معهما البيرة"
"لوك..."قالت بحدة امام ابتسامته العريضة"انا لست صغيرة كي تدهب وتطلب يدي من والدي قبل موافقتي الشخصية"
"لكنني شاب رجعي "
"هل أخبرتهما انني رفضت طلبك الآول؟"
"نعم.أبديا دهشة كبيرة وأدركت انك تستحقين المحاولة مرة ثانية"
"الخونة"
"انهما يحبانك كثيرا, لكن ليس أكثر من حبي لك, تعالي يا حبيبتي, تعالي واسكني قلبي الى الآبد".


النهــــــــــــــايــــــــــــة

الروايه منقوله من الأخت الأمل الدائم وتمنى ان تعجبكم...
قرأة ممتعه للجميع...

SONĒSTA
10-05-2008, 18:13
شكرا على الرواية الجميــلة

لحـ الوفاء ـن
10-05-2008, 19:32
يسلمو هني على الروايه الرائعه
يعطيك العافيه

ماري-أنطوانيت
11-05-2008, 14:14
((سنـــــــــــــــــا المجــــــــــــــــــــــــد))

الف الف الف شكر على الروايه الرائعه..::سعادة::

ويعطيك العافيه يا عسل.....::جيد::

ماري-أنطوانيت
11-05-2008, 14:22
هااااااااااااااااااااااي بنوتات :D:D:D

اشلونكم شخباركم ؟؟

انا عضوه يديده في المنتدى وصارلي شهر وانا اقرى الروايات وليما الحين ما خلصتهم :مرتبك:

بس الحمد لله نزلتهم كلهم عندي

واتمنى ان اترحبون فيني بينكم :p

واتمنى ان اكون وحده من كاتبات الروايات

انا اعشق روايات احلام وعندي مجموعه اكبيره منها

وبالنسبه حق الروايه الي اطلبتها وحده من العضوات الحلوين

روايه (ضاعت العروس) عندي اياها وانشاله راح انزلها لكم من بعد اذن (ماري انطوانيت)

بس صبرو علي اسبوعين على ما اخلص من كتابتها

تقبلو مروري
Atoora

هلااااااااااااااااااااا وغلااااااااااااااااااااا ((Atoora))

فيك يا قمر بالمشروع....::سعادة::

واسعدنا جدا انضمامك لفريق كتابه الروايات...::جيد::

ويلا شدي الهمه وخلصي قراءه كل الروايا المنزله وعطينا رايك فيها....:D:رامبو:

وتسلمي حيبتي لمبادرتك وحماسك في كتابه روايه ((ضاعت العروس))

بناء لرغبه احد العضوات....::جيد::

وان شاء الله راح اتواصل معاك على الخاص لتحديد الموعد...:تدخين:

كل الود والحب...ماري

ЄҺểểяΨ
12-05-2008, 01:54
سنا المجد
مشكووووورة

شكلك جداوية


كل كلمة في ذ تكتبيه د


سوري عالتعليق هذا

زهر نوار
12-05-2008, 12:30
شكراً عزيزتى (( سنا المجد)) على الرواية الروعة وتسلم أناملك اللى نقلتها إلينا

ومشكورة عزيزتى(( الأمل الدائم)) على الكتابة اللى كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيييييييييييييييي يييييييير حلوة
وفى إنتظار جديدكم يا أحلى عضوااااااااااااااااااااااااااااااااااااات;)
::جيد:: ;) ::جيد:: ;) ::جيد:: ;) ::جيد:: ;) ::جيد:: ;) ::جيد:: ;)

سابرينا جاك
12-05-2008, 12:36
شكرا على الرواية كلش حلوة بنات الي عندها رواية مصيدة الانتقام من روايات احلام ارجو منها ان تنزلها

هيونه المزيونه
12-05-2008, 15:24
ياااااااااااااااااه من زماااااااااااااان عنكم يافريقي الغالي ... من جد وحشتووووووووووووووووني جدا جدا ...

وللأمانه توني حفظت الثلاث روايات الأخيرة عشان أقراها على مهل وتأني (( ككخخ حلوة تأني ))...

حبيبتي تشاينج تريز والشيخة زوزو .. كالعادة الرائعة دوما رائعة تسلمون يالغلا ولاعدمناكم ...

سنا المجد ... والأمل الدائم ... تسلم الأيادي وننتظر جديدكم بكل شوق ....

مااااااااااااااااااااااااااااااااااري ... ياسكر ياعسل كيف اخبارك وحشتيني مووووووووووووت ...

وردتنا الغالية كيفك ... مشتاقة لكم جميعا .....

ترا انا أغيب أغيب بس في الأخر ارجع لكم ... لأني ما أقدر استغني عنكم ...

كل الود ياغالين ... وفي انتظاااااار القادم .....

ورده قايين
12-05-2008, 23:34
مشكورة سنا المجد على الأختيار الرائع للرواية وتسلم ايدين من كتبها

سابرينا جاك الرواية اعتقد انها مو من روايات احلام وعبير هي للأخت سنان واعتقد انها ما اكتملت الى الآن


هيونه المزيونه مرحبا بعودتك والحمد لله على سلامتك

ЄҺểểяΨ
13-05-2008, 03:30
صباح الفل لاحلى فريق


لو سمحتوا ياحلوات

ممكن طلب

انا في رواية قريتها من روايات عبير اسمها (ومرت الغيوم) وملخصها انها البطلقة سابت زوجها واشتغلت مصممة ديكور
وبعد سنوات رجع الزوج عشان يبغاها تسويله القصر حقه

انا قريتها زمان وللاسف كانت تقريبا الفصلين الاخيرة مو موجودة

فيا ريت تشوف اي وحدة منكم لو عندها
وتنزليي اخر فصلين




وسسووووري عالثقالة

بارقه
13-05-2008, 06:23
أشكركم على الرويات الرائعه......

وعلى الجهد المتفاني.............

وأتمنى أن يكون من ظمن الروايات القادمه ((رويات عبير القديمه))

لأنها فعلا من الروابات الجميله المؤثره.

ورده قايين
13-05-2008, 08:09
Cheer2Life انت متأكدة ان الرواية من عبير انا سبق وقريت وحده مشابهه بس من احلام كان القصر الي محتاج للديكور في اسبانيا وتفاوضت مع السكرتير الخاص بزوجها وبعدين اكتشفت ان زوجها صاحب القصر وراح يقيم معها في الوقت الي تشتغل فيه ....هي نفس الرواية او لا ؟؟

ماهيما
13-05-2008, 17:39
سلاااااااااااااااااااااااااام ياصبااايا :cool:

كيفكم؟؟اخباركم؟؟

مشكووووووووورة الشيخة زوزو على الرواية وللحين ماقريتها على فكرة :D

انتظري لمين اخلص شغلي واقراها ان شاءالله برواااق;)

ومشكوورين على رواية اسكني قلبي للابد,,وعلى فكرة ماري وشاينيغ تراي قاريتهاا>>ماتقهركم ترى :cool:

مو كل مرة تسلم الجرررررة:)

يلا اشوووفكم على خير ان شاءالله

مرام مجدي
14-05-2008, 02:33
اتمنى تكون الروايات نصيه دائما وماتتحول بقدره قادر لشكل اخر يصعب قراءته :eek:ساعتها تكونو متميزين دائما وشكرا عالرد:)

ماري-أنطوانيت
14-05-2008, 14:22
ياااااااااااااااااه من زماااااااااااااان عنكم يافريقي الغالي ... من جد وحشتووووووووووووووووني جدا جدا ...

وللأمانه توني حفظت الثلاث روايات الأخيرة عشان أقراها على مهل وتأني (( ككخخ حلوة تأني ))...

حبيبتي تشاينج تريز والشيخة زوزو .. كالعادة الرائعة دوما رائعة تسلمون يالغلا ولاعدمناكم ...

سنا المجد ... والأمل الدائم ... تسلم الأيادي وننتظر جديدكم بكل شوق ....

مااااااااااااااااااااااااااااااااااري ... ياسكر ياعسل كيف اخبارك وحشتيني مووووووووووووت ...

وردتنا الغالية كيفك ... مشتاقة لكم جميعا .....

ترا انا أغيب أغيب بس في الأخر ارجع لكم ... لأني ما أقدر استغني عنكم ...

كل الود ياغالين ... وفي انتظاااااار القادم .....
هلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا والله

بمزيونتنا.....:D

وحشتينااااااااااااااا وحشتيا وحشتينا...احنا بعد ما نقدر على فراق..::سعادة::

لا تطولين الغيبات كثير....;)




أشكركم على الرويات الرائعه......

وعلى الجهد المتفاني.............

وأتمنى أن يكون من ظمن الروايات القادمه ((رويات عبير القديمه))

لأنها فعلا من الروابات الجميله المؤثره.
هلا وغلا فيك عزيزتي (بارقه)

واهلا وسهلا فيك بالمشروع منورته...:)

نزل بالمشروع عدد مو قليل من روايات عبير القديمه...;)

وان شاء الله في الاستمرار لتلبيه طلبك..اكثر واكثر

لان مثل ما قلتي عبير القديمه لها جو ثاني....:D




سلاااااااااااااااااااااااااام ياصبااايا :cool:

كيفكم؟؟اخباركم؟؟

مشكووووووووورة الشيخة زوزو على الرواية وللحين ماقريتها على فكرة :D

انتظري لمين اخلص شغلي واقراها ان شاءالله برواااق;)

ومشكوورين على رواية اسكني قلبي للابد,,وعلى فكرة ماري وشاينيغ تراي قاريتهاا>>ماتقهركم ترى :cool:

مو كل مرة تسلم الجرررررة:)

يلا اشوووفكم على خير ان شاءالله
ماهيمااااااااااااااااااااااا....

وراك وراك والزمن طويل....:تدخين:



اتمنى تكون الروايات نصيه دائما وماتتحول بقدره قادر لشكل اخر يصعب قراءته :eek:ساعتها تكونو متميزين دائما وشكرا عالرد:)
هلا وغلا فيك اختي (مرام مجدي)

ان شاء الله الروايه بتظل دايما مكتوبه على ملفات الوورد

اذا راح تنزل في هذا المشروع...

اتباعا لخطى العزيزه والغاليه ((lovely sky))

صاحبه وفكره المشروع ومؤسسته...:)

زهر نوار
17-05-2008, 10:38
السلام عليكم

مرررررررررررررررحباااااااااااااااااااااا
وينكم يا صبايا

وحشتونى كتتتتتتتتتتتتتيييييييييييييييييييير والله...

شكلها الإمتحانات شغلاكم كتتتتتتتتتتتتتتتتييييييييييييييييير

عموما الله يوفقكم وإياى ويسمعنا عنكم أخبار...................

طبعا تكون كتيييييييييييييييييير .......حلوة


إن شاء الله
::سعادة::

احباب الروح
17-05-2008, 10:53
وردة قايين

انا سمعت ان رواية مصيدة الانتقام من روايات احلام
ونزلت بمنتدى ثاني بس مو كامله


^_* هذا اللي اعرفه


سابرينا جاك ان شاءالله لما تتكمل الروايه بالمنتدى الثاني ننقلها هنا


ولو كانت عندي كنت نزلتها :)


..



وعندي طلب من صاحبات المشروووع ^_*


ياريت ترجعو تسووا تصويت ع الروايات اللي تنزل
لان اكثر الروايات صارت تنعاد وتقريبا كلها قارينها

:)



ويعطيكم الف عافيه

^_^

كاس الدموع
17-05-2008, 13:58
مشكور على الرو ايات انا كنت انتظر الكتير من الروايات وانتظر على احر من الجمر مشككووورر
التتوقيع:
http://www.alhsn.net/up/files/11769.jpg

ورده قايين
17-05-2008, 20:58
احباب الروح حلو التصويت يعطي حماس للمشروع
بس الملاحظ ان البنات يطلبون روايات بدون مايشاركون بكتابه اي روايه !!!!

ليش يابنات اي وحده تكتب لو رواية واحده من الي عندها ولو ماعندها هذا مو عذر تقدرين تحملين رواية مصورة وتكتبينها ...
ليش ماتكونوا متعاونات معنا ؟؟؟

انا والله كل اسبوع اشوف الموضوع وكلي حماس اشوف رواية وللأسف الاقي رواية مكرره ومنقولة عالجاهز !! مع ان فكرة المشروع اننا نكتب روايات والي تلاقي صعوبة في كتابه الرواية تقدر تتعاون هي ووحده ثانيه بحيث يكتبونها سوا وهذا سبق وعملناه في بداية المشروع ....

اتمنى ان البنات يتفاعلن ويبذلون مجهود شوي رواية واحده ماراح تتعبكم .....

اعذروني على اسلوبي بس انا شايفه ان مافيه تعاون بس طلبات ...

shining tears
18-05-2008, 03:14
[quote]احباب الروح حلو التصويت يعطي حماس للمشروع
بس الملاحظ ان البنات يطلبون روايات بدون مايشاركون بكتابه اي روايه !!!!

الملاحظ وبكثر كمان تمنيت اني القى تفاعل اكثر من كذا

ليش يابنات اي وحده تكتب لو رواية واحده من الي عندها ولو ماعندها هذا مو عذر تقدرين تحملين رواية مصورة وتكتبينها ...
ليش ماتكونوا متعاونات معنا ؟؟؟

اتفق معك في هاي كمان لو كان فيه تفاعل كان راح تنوجد روايات اكثر من الي تنعرض الحين


انا والله كل اسبوع اشوف الموضوع وكلي حماس اشوف رواية وللأسف الاقي رواية مكرره ومنقولة عالجاهز !! مع ان فكرة المشروع اننا نكتب روايات والي تلاقي صعوبة في كتابه الرواية تقدر تتعاون هي ووحده ثانيه بحيث يكتبونها سوا وهذا سبق وعملناه في بداية المشروع ....

هاي نقطة مهمة الروايات صارت مكررة وانا بصراحة تمنيت انو نلجأ للروايات المكررة للضرورة لما ما تكون فيه رواية جاهزة في الموعد المحدد او ماكان فيه احد متبرع يكتب
اما انو الروايات تكرر مو حلو بالمرة
حلوة فكرة تنعاون انا لقيت انو رواية البديلة انطلبت بكثرة هنا وبحثت عنها ولقيتها مع انو الخط مو واضح ابدا الا اني بديت اكتب فيها بس من شان مايكون فيه روايات مكررة وخواتي لحن الوفاء والشيخة نفس الشيء نحاول نختار افضل الروايات من الي موجودين عندنا او نبحث عن احلى منهم من شان نكتبها وتنعرض هنا رواية جديدة مو مكررة
بس تمنيت انو يكون فيه تعاون اكثر

اتمنى ان البنات يتفاعلن ويبذلون مجهود شوي رواية واحده ماراح تتعبكم .....

معك حق في هاي عنوني

اعذروني على اسلوبي بس انا شايفه ان مافيه تعاون بس طلبات ...

عذرك معك عنوني وانا كمان اطلب المعذرة على كلامي احسه جاف شوية او اكثر من شوي بس الصراحة لازم تنقال
حلو انو الكل يتعاون الحين الي يكتبون كم وحده بغض النظر عن الي ينقلون الروايات وطبعا مشكورين على الجهد الي يبذلوه على الاقل نزلت رواية حتى لو منقولة تعبت حالها ودورت

[/quote

معذر منكم جميعا وادري انو مالي دخل بس حبيت اعطي راي وانا مؤيدة لكلام وردة قايين
وخلينا نقول انو الامتحانات على الطريق بس بعدها راح تجي الاجازة واتوقع انو يكون فيه تغير ملحوظ ان شاء الله بالقسم

تحياتي للجميع ومعذرة على الاطالة ><
وتحياتي للجميع ::جيد::

ورده قايين
18-05-2008, 08:01
shining tears ياقلبي اشكرك على المداخلة وليش مالك دخل بالعكس انت واخواتك نور المشروع كله اغلب الروايات من يديك وايدي اخواتك ولولاكن كان المشروع نايم بالمرة
تحياتي لك ولأخواتك ولكل من بذلت مجهود في هذا المشروع

+++loumina+++
18-05-2008, 15:49
( الشمس العمياء ) 160 من روايات احلاm



[COLOR="Black"][SIZE="4"]
رواية ( الشمس العمياء ) 160
عرفت إن هذا سيحدث 00منذ البداية أحست بذلك المزيج الغامض من الإثارة والتململ ! ذلك الإحساس الذي يسمونه الحب!!
لم تعترف إنها بدأت تحبه منذ البداية لأن هذا أخافها حتى الموت ! لكنه كان أمر حتمي لا يمكن تجنبه ، مثله مثل الألم الذي جاء مع الحب 000
تعرف أنه محكوم على حبها بالاحتراق من أجل رجل لن يحس أبداً بحرارته 00رجل تخلى عن الحب بكل بساطة 000رجل تجمد قلبه منذ خمس سنوات 0فكيف لفتاة مثلها بسيطة وعادية الجمال أن تأمل في إذابة ذلك القلب ؟
لن تستطيع 000إنه لا يريد الناس 000لا يريدهم أن يشهدوا طريقة حياته وانعزاله عن العالم 000إنه ليس بحاجة للناس 0
لقد فقد أعز ما يملكه ، ولم يعد قادراً على الرسم ، وهاهو الآن غارق في حزنه 00وكم كانت غبية عندما اعتقدت أنه تكيف فلا شيء ولا أحد قادر على تقديم العزاء له [/



امممم اتمنى تعجبكم و حبيت اساعد البنات و اتمنى ما اكون تطفلت

اذا تبون انزلها ردوا :rolleyes:

امورة بابا
18-05-2008, 16:07
تسلمين اختي تعبناك

ماري-أنطوانيت
18-05-2008, 19:35
( الشمس العمياء ) 160 من روايات احلاm



[COLOR="Black"][SIZE="4"]
رواية ( الشمس العمياء ) 160
عرفت إن هذا سيحدث 00منذ البداية أحست بذلك المزيج الغامض من الإثارة والتململ ! ذلك الإحساس الذي يسمونه الحب!!
لم تعترف إنها بدأت تحبه منذ البداية لأن هذا أخافها حتى الموت ! لكنه كان أمر حتمي لا يمكن تجنبه ، مثله مثل الألم الذي جاء مع الحب 000
تعرف أنه محكوم على حبها بالاحتراق من أجل رجل لن يحس أبداً بحرارته 00رجل تخلى عن الحب بكل بساطة 000رجل تجمد قلبه منذ خمس سنوات 0فكيف لفتاة مثلها بسيطة وعادية الجمال أن تأمل في إذابة ذلك القلب ؟
لن تستطيع 000إنه لا يريد الناس 000لا يريدهم أن يشهدوا طريقة حياته وانعزاله عن العالم 000إنه ليس بحاجة للناس 0
لقد فقد أعز ما يملكه ، ولم يعد قادراً على الرسم ، وهاهو الآن غارق في حزنه 00وكم كانت غبية عندما اعتقدت أنه تكيف فلا شيء ولا أحد قادر على تقديم العزاء له [/



امممم اتمنى تعجبكم و حبيت اساعد البنات و اتمنى ما اكون تطفلت

اذا تبون انزلها ردوا :rolleyes:

هلا وغلا فيك عزيزتي....::سعادة::
ومرااااااحب فيك بالمشروع...منورته...

اما بخصوص روايه ((الشمس العمياء))...
فهي قد نزلت في المشروع الاول...:مرتبك:
وتسلمين قلبي على مبادرتك الحلوه...ورغبتك في تنشيط المشروع
جزاك الله الف الف خير..::جيد::

ماري-أنطوانيت
18-05-2008, 19:50
مرااااااااااااااااااحب...مراااااااااااااااااااحب يا احلى عضوات...
مساء كله خيرات بطعم فراوله الربيع الحمراااااء...:p

تعقيبا على كلام الغاليتين ((ورده قايين)) و ((shaining tears))

اسعدني جدا اهتمامهم بالمشروع...ورغبتهم في نشاطه وتقدمه..

ولكن ومع الاسف كلامهم صحيح...نعاني ازمه رهيبه في عدد الكاتبات..:(

مع ان في بنات كثير ما شاء الله عليهم ما قصروا ابدا...

وخلال هذه الفتره تقريبا على حسب ما عندي من معلومات

ان في فقط 4 روايات او خمسه هي قيد الكتابه في هذا الوقت...:نوم:

وتوهم في الفصووووووول الاولى.....

عدد جميل ولكن للاسف يعتبر قليل بالنسبه لنشاط وحركه المشروع....

طبعا هذا فقط توضيح من قبلي بسبب تأخير تنزيل روايه جديده هالاسبوع..

وطبعا بالنسبه لي يكفيني اشوف المشروع نشيط وحيوي داااايما...

واوجه شكري النابع من اعمق اعماق قلبي للمثلث الاخوي...
shaining tears الشيخه الزوز لحن لوفاء
لتعبهم الدائم معانا في سبيل ارضاء الجميع....;)

وطبعا جميع العضوات العزيزات من غير استثناء الي تعبو انفسهم لتنزيل روايات لنا

ولكن ارجع واعيد كلامي الي اكتبه في معظم الردود....

((المشروع ما يستمر من غير ردودكم الحلوه وتشجيعكم المستمر...فلا تحرمونا من ردودكم))

وعذرا على الاطاله...:مرتبك:
كل الحب والود.....ماري-أنطوانيت

الأميرة شوق
19-05-2008, 00:25
مع الأسف
كان بودي أساعدكم
بس النت عندي يادوب يفتح وكل ينقطع
ان شاء الله اذا ركبت dsl
بكون معاكم


بس عندي اقتراح
ماري انطوانيت
ليه ماتسوي فهرس للمشروع
أسهل علشان كلن يشوف الرواية
المكتوبة ويدور غيرها

وسلامي للجميع

shining tears
19-05-2008, 03:06
احم احم .....
كيفكم جميعا :rolleyes:
اليوم جاية وانانافخة العضلات ويا رحبتوا فيني ويا قلتو الي روح بعيد
<<<يابنت الزبده بسرعة
اوك مابي اطول عليكم بس انا قلت الكم انو انا اكتب رواية البديلة وخلصت فيها كم فصل
اذا ممكن انزل الي كتبتهم والي اكتهم انزلهم على طول او لا مو ممكن لانو لاحظت انو مافي رواية لهذا الاسبوع

عموما هذا الملخص ان كنتوا موافقين راح ابدي ان كان الجواب لا فراح اخليها لبعد ما اخلص منها:مرتبك:




البديلة


فيوليت وينسبير

The awakening of alice

"لايحق لك خطفي سيعاقبك القانون"
"القانون؟ لا اعرف غير قانون واحد.... هل سمعت؟ الثأر مازال الشكل الوحيد والاكيد للعدالة. عندما فتحت لي الباب مساء امس ادركت انه من اللباقة ان اعيد لدمسكيتوس عذراء مبللة بالعار، مهانة... فهمت في الحال مالذي جذبه اليك... هذه الحالة من الحشمة والبرءة التي تلقك انه مجمع الحجارة النادرة والخالية من اي خطأ،اليس كذلك؟
"اجهل ما يجعمه كم من مرة علي ان اردد على مسامعك انني لست خطيبته، لو رأيت اختي تستدرك خطأك انها شقراء جميلة تسحر الالباب وتجذب العديد من الرجال "
اجابها بنضرة احتقار
"هل تتصورين اننا نستلطف الفتيات اللواتي يعاشرن الرجال؟ دمسكينوس يوناني مثل ساجرح قلبه حتى الموت عندما اعيد له خطيبته بعد ان انال ما اريده
قالت بصوت متقطع:
"انت مجنون كليا، دمسكينوس لايعرف حتى من اكون!"

وتحياتي للجميع ومشكورة عنوني وردة قايين وماري انطوانيت على الكلام الرائع

::سعادة::::سعادة::
بانتظار الرد ابدي انزل فيها او لا:تدخين:

منتهى الدلال
19-05-2008, 06:52
اي اي اي ياليت تنزليها انا من زمان ادور عليها بموت على الروايه دي لأني ماكملتها نزليها بسرعه الله يعطيك العافيه

منتهى الدلال
19-05-2008, 06:55
ماري انطوانيت حبيبتي تعبناك معانا كثير كثير

بس شوفي رواية البديله عند وحده ياليت تقوليلها تنزلها من غير أمر طبعا فضلا ورجاء يعني

مشكورين حبيباتي

ايــريــن
19-05-2008, 10:26
شكل الروايه حلوووة ..:)

والله يآريت تتنزل ..

وآنا بصرآحه نفسي .. آسآعد ..

بس .مآعتقد يمديني ..غير لعطله ..

وكمآن القصص اللي عندي في الوورد ..

مآعرف اذا نزلتوها . ولآ .لآ

أتمنى تفهمووني ..

إن شآلله أول فرصة ممكنة ..

أسآعدكم..

ومشكوورين كتير كير ..

ع مجهودآتكم ..:)

احباب الروح
19-05-2008, 16:55
ايييييي شاينينغ تيرز

نزلي المكتوب من الروايه بسرررعه ^_^

شكلها روعه



..




وردة قايين

ياريت كل عضوات المشروع يتفاهمو مع بعض
ويسألو عن الروايات اللي مو مكتوبه عشان يكتبونها


واذا كم عضوه كتبو روايه مع بعض ممكن تخلص باقل من اسبوع مثل ما كنا زمان
هالطريقه حتكون اسهل ع اللي يكتبون لان رواية كامله على عضوه وحده مراح تخليها تلحق باسبوع


..



:)

ماري-أنطوانيت
19-05-2008, 18:28
سلاااااااااااااام ممزوج بالوان قوس قزح بعد صباح ندي لاحلى العضوات...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

بخصوص روايه ((البديله))....

خلاص حبيبه قلبي ((shaining tears)) نزلي الفصول

الي كتبتيها....واحنا متابعينك...::جيد::

وعشان عيون العزيزه ((منهى الدلال)) الي طلبت الروايه..


وان شاء الله بيكون عندي اعلان جديد عن طريقه تنزيل الروايات
بعد ما تخلص الروايه...:تدخين::D
بس من الحين اعطيكم خبر هالاعلان يحتاج شددددددد الهمه...:رامبو:

كل الحب...ماري..
بأنتظارك الروايه عيوني....

هيونه المزيونه
19-05-2008, 18:47
هلا وغلا بالمقبلين ... ومعاهم رواية جديدة كمان ... يابعد عمري تشاينغ تريز ....

الله لايخلينا منكم جميع ... صراحة مقدرين تعبكم معانا .... وعارفين ان المشروع ...

بشكله الحالي يأخذ من وقتكم الكثير الكثير ...

لكن الله يسعدكم زي ماتسعدونا بهالروايات الحلوة ..

وانا للأسف لاأستطيع حاليا المساعدة ( لظروف عملي ) ...

لكن مستقبلا .. إن شاء الله أحاول المساعدة قد ماقدر ...

كل التحيات العاطرة اللي في العالم لمجهوداتكم الكريمة ...

هيونه ....

منتهى الدلال
19-05-2008, 21:11
واااااااااااااااااو مشكوره ماري انطوانيت

والله يعطيك العافيه ياتشايننغ تيرز على هالروايه الأكثر من رائعه منتظرينك على أحر من الجمر

نقاء الثلج
19-05-2008, 21:28
مشكووووووووووووورين
وبانتظار رواية البديلة

ورده قايين
19-05-2008, 21:33
shaining tears مشكورة على الرواية وبأنتظارها خاصه اني سمعت عنها ومتشوقة لقراءتها




وان شاء الله بيكون عندي اعلان جديد عن طريقه تنزيل الروايات
بعد ما تخلص الروايه...:تدخين::D
بس من الحين اعطيكم خبر هالاعلان يحتاج شددددددد الهمه...:رامبو:[/SIZE]

كل الحب...ماري..
.


نحن بأنتظار الأعلان وان شاء الله البنات يشدوا الهمة معنا

shining tears
20-05-2008, 03:58
صــــباح /مســــاء الخير
كيفكم ان شاء الله بخير

بسم الله نبدي

::جيد::::جيد::


البديلة
The awakening of alice
فيوليت وينسبير


الملخص:::__><





"لايحق لك خطفي سيعاقبك القانون"
"القانون؟ لا اعرف غير قانون واحد.... هل سمعت؟ الثأر مازال الشكل الوحيد والاكيد للعدالة. عندما فتحت لي الباب مساء امس ادركت انه من اللباقة ان اعيد لدمسكيتوس عذراء مبللة بالعار، مهانة... فهمت في الحال مالذي جذبه اليك... هذه الحالة من الحشمة والبرءة التي تلقك انه مجمع الحجارة النادرة والخالية من اي خطأ،اليس كذلك؟
"اجهل ما يجعمه كم من مرة علي ان اردد على مسامعك انني لست خطيبته، لو رأيت اختي تستدرك خطأك انها شقراء جميلة تسحر الالباب وتجذب العديد من الرجال "
اجابها بنضرة احتقار
"هل تتصورين اننا نستلطف الفتيات اللواتي يعاشرن الرجال؟ دمسكينوس يوناني مثل ساجرح قلبه حتى الموت عندما اعيد له خطيبته بعد ان انال ما اريده
قالت بصوت متقطع:
"انت مجنون كليا، دمسكينوس لايعرف حتى من اكون!"

shining tears
20-05-2008, 04:03
اولا احب اوضح انو يمكن احتمال تكون فيه كلمات غير الي موجوده بالرواية انا ماحرفت فيها بس لان الخط مو واضح يعني كلمة كلمتين :مرتبك::مرتبك:

انا سويت الي علي واتمنى تنال القصة اعجابكم



1/ اليس شيلدون تواجه اختها البيرتا التي قررت عدم الذهاب الى اليونان للالتحاق بخطيبها. وحين تذهب بدلا عنها تدهمها احلام لم تكن تعرف لها شبيها في حياتها الرتيبة...





السفر يفتح العقل... لكن ماذا ستجني اليس شيلدون من هذه الرحلة الى اليونان، سوى الاحساس الثيب بالدوران في الفراغ؟ يضيع نظرها وراء نافذه الطائرة، ولاترى الاوجه اختها الجميل المرتعب وصوتها الحزين:
-آه،سيقتلني!
كان صوت البيرتا العذب يرتجف قلقا وهي تقول:
-لقد وعدته بالزواج والان اتهرب في اخر لحظة ، بعد ان بعت خاتم الخطبة لاشتري به بطاقة السفر الى سيلان.... لا، يا اليس ، لاتحاولي تغيير رأيي، سأذهب الى سيلان للقاء هاري، توقيت زوجته واصبحنا قادرين على الزواج، فانا لا احب ايوتيدس، بل كنت مولعة بماله، ولاشك انه يعرف ذلك، لان احدا لايمكنه التعلق بهذا النوع من الرجال.
-ماذا تعنين؟
لم تكن اليس تعرف خطيب البيرتا، الرجل اليوناني الذي تعرفت اليه شقيقتها خلال رحلة قامت بها الى جزيرة كريت، كل ما تعرفه انه يكبرها بسنوات عديدة واضافت تقول:
-انت لم تحدثيني ابدا عن خطيبك الثري اذن ... ماذا تعنين؟...
-حسنا تيونيدس رجل معاق ، هذا كل مافي الامر. جزءه الاسفل مشلول كليا ، هل تريدني ان ارسمه لك ؟
فوجئت اليس بهذا الكلام غير المتوقع، ثم قالت:
-وكيف بامكانه اذن ان يقتلك؟
-انت لاتعرفين الطباع اليونانية!
هزت البيرتا شعرها الاشقر الناعم.
وبعينيها الزرقاوين المختبئتين وراء النظارات حدقت في وجه شقيقتها واضافت تقول:
-وخاصة ايونيدس بالذات-حراسه ومرافقوه يكرسون له روحهم وجسدهم . كلمة منه تكفي كي يضربوني حتى الموت!
صرخت اليس قائلة:
-لاتبالغي ، يااختي! الاشخاص المتمدنون لايتصرفون على هذا النحو.
-طبعا، الاشخاص المتمدنون، لكن اليونانيين ليسو متمدنين على النحو الذي تعتقدين. انهم يتمتعون بشيء وحشي وبدائي يرعبني. ايونيدس رجل ثري يربح امولا طائلة بمراكبه البترولية وشاحناته ويكفي ان يرفع اصبعه الصغير ، ليطعه كل من يتعامل معه... انا احب هاري، ياليس، واخاف ان ينتقم منه.
-انت تهزئين،يا البيرتا كيف باستطاعة رجل معاق الانتقام من شخص يعيش على مسافة الاف الكيلومترات من اليونان؟ هيا، اصمتي اذا كنت حقا لاتريدين الزواج من ايونيدس ، فما عليك الا مواجهته بالامر بصراحة قولي له ان هاري فقد زوجته وانك تعرفينه منذ زمن بعيد ومازلت تحبينه وتريدان الزواج، فسيفهمك جيدا ما دام ذكيا الى حد انه تمكن من الحصول على ثروة ضخمة .
اجبت البيرتا بيأس ومرارة:
-طبعا لا.
تعرف اليس تماما الانانية المخبأة وراء مظهر شقيقتها الملائكي.
وهذا الذي جعل هاري يتزوج من امرأة اخرى لكن زواجه لم يكن سعيدا. والان..... كلا، لاشك ان البيرتا تبالغ في الامر فاليونانيون ليسوا مهتمين للثار الى هذهالدرجة، لكن لم يسبق لاليس ان تعرفت على اي يوناني... كل ماتعرفه ان معظم الرجال بشكل عام يتجاهلونها وفي الرابعة والعشرين من العمر مازالت تعيش حياة رتيبة وبائسة:
-تابعت البيرتا الحديث قائلة:
-بالنسبة الى اليونانين، الخطبة تقيد مثل الزواج، لم يسمح لي ايونيدس بالعودة الى انكلترا الا من اجل شراء جهازي. ولما وصلت الى هنا تلقيت رسالى هاري من سيلان... وانا الان حرة للزواج منه و...
- اذن كل هذه الملابس التي اشتريتها هي من مال ايونيدس دسكينوس، اليس كذلك؟
-طبعا! ومن اين لي المال؟ معاشي لايسمع لي بارتداء الملابس الفاخرة! والمال الذي تركه لي والدي تبخر منذ زمن طويل، آه، يا اليس عليك مساعدتي للتخلص من هذه الورطة!
سألتها اليس بجفاف:

shining tears
20-05-2008, 04:07
-وماذا تريدنني ان افعل؟ ان اذهب الى كريت واقترح على ايونيدس ان احل مكان شقرائه الجميلة؟
صرحت البيرتا قبل ان تفهم مزاح شقيقتها.
-ان تحلي مكاني؟ هل تمزحين؟ لاينظر الاثرياء الا الى النساء الجميلات... وهذا لاينطبق عليك ،ياعزيزتي المسكينة!
ابتسمت اليس من دون استياء،لقد اعتادت من زمان على سخرية اختها ثم ،اليس واضحا داخل العائلة ان اليس هي الذكاء والبيرتا هي الجمال؟
-اسمعي، يالبيرتا، انت التي وضعت نفسك في هذا المأزق وعليك انت وحدك الخروج منه . لايمكنك الا ان تتحلي بالصراحة الكاملة معه، ولن يجد صعوبة في لقاء امرأة اخرى بجمالك.
اجابت البيرتا بحزن:
-انت تغارين مني لان الرجال يهتمون بي بينما لاحد يهتم بالنظر اليك ،نعم، انني اشعر بالنشوة اتجاه اعجاب الرجال بي ... ولكن هاري هو الرجل الذي اريد وليس شخصا اخر ولن اشعر ابدا بالشجاعة لاقول ذلك لايونيدس ، اعتقد انني سأطير الى ميلان مباشرة.
-وستحملين ثمن خاتم الخطبة!
لم تكن اليس تغار من اختها الجملية المدللة، لكنها مضطربة لرؤيتها ترقص رجلا معافا بهذه الطريقة الوقحة، طبعا لم يكن الحب واردا في هذه القضية. لكن من هو الرجل الذي لايغضب عندما تتركه خطيبته بهذا الطريقة؟ صحيح ان الاثريا لايبالون بالمصاريف عندما يغدقونها على النساء الجميلات، لكنهم لايحبون ايضا ان يذهب المال بهذا الشكل.
قالت لها البيرتا:
-ارسلت له برقية وامل ان يتفهم الوضع.
توقفت عن الكلام وعبر وجهها ظل قاتم فأضافت تقول:
-انا خائفة ،ياليس ،طبعه قاس وعنيف، وتروي عنه امور كثيرة، لقد انتقم من الرجل الذي عذب شقيقته الكترا بطريقة رهيبة، كما انه مهتم بقتل خادمة الاولاد لانه اعتبرها سببا في اغرق ابن اخته المذكورة....
قالت اليس مرتعبة:
-انها مأساة حقيقة!
-نعم ، ما اقوله صحيح، والكترا اكدت لي صحة هذه الاقاويل ، كان ايوبيدي يحب الصبي حبا كثيرا ويعامله كابنه، وانتهى التحقيق يان الخادمة انتحرت، ولكن الرأي العام متأكد بأن ايونيبدس قتلها...
هل تفهمين الان لماذا يرعبني؟
مهما تكن حيقيقة هذه القصة ، لاشك ان ايونيدس دسكينوس شخصية شديدة الخطورة:
اخيرا قالت اليس:
-نعم ، ومن الافضل لك الزواج من هاري، سأذهب بنفسي الى اليونان وسأشرح لهذا الرجل الثري الوضع بكامله.
هتفت البيرتا فرحا:
-آه، ستفعلين ذلك من اجلي؟ التخافين من غضبه؟
هزت اليس رأسها وقالت:
-في كل حال، من الصعب عليه ان يسبب ضرار لجمالي.
من زمان وهي مقتنعه بأن الفتاة التي ترتجي النظارات لاتجلب الرجال. ومن اجل ان تنسى حياتها العاطفية الفارغة،انصبت على العمل المتواصل، تخصصت في فن الرسم ونجحت فيه كليا، وكم من مرة جلست في المساء تحبك الصوف وتطرز الملابس ، وقرب الشاشة الصغيرة ، بينما تلبي البيرتا دعوات العشاء، والسهرات المنهمرة عليها من قبل المعجبين العديدين ، وكم من مرة سمعت كلمات الاطراء الكثيرة على اختها ورأت نظرات الاشمئزاز والشفقة حيالها، سمعت الضحكات الساخرة والمتآمرة ، لكن اليس المسكينة ، ذات القلب الدافئ والكريم ، كانت ترغب حتى الجنون في جذب انتباه الرجال اليها الا ان وجهها الصغير الهادئ والمتحفظ، المختبئ وراء النظارات لم يكن يجذب احد، لذلك من يستطيع معرفة حدة ذهنها ودفء عينيها؟.... هدنة تأسفات عاقرة....
الطائرة تحلق فوق مطار اثينا ، اقفلت حزام المقعد وبدأت الطائرة بالهبوط.
ماذا ستكون ردة فعل ايونيدس دمسكينوس عندما يرى اليس بدلا من البيرتا؟ وافقت على القيام بهذه المهمة الغامضة ؟ اليس هذا جنونا؟
بعد نصف ساعة، حل الليل واوصل التاكسي اليس الى فندق ميثروبوليس، في قلب اثينا ، حبث حجزت غرفة لمدة اسبوع في مثل هذا الفندق الفاخر يتكلم المواطنون الانكليزية بطلاقة.
الغرف كانت مشمسة ومريحة خلعت حذاءها وراحت تمشي على البساط الطري، ثم فتحت حقيبتها ووضعت امتعتها داخل الخزانة وقررت ان تتصل بمطعم الفندق وتكلب ان يحضر لها الطعام الى غرفتها. فرفعت سماعة الهاتق وقالت للصوت الذي اجابها:
-اريد منك احضار الطعام الى غرفتي هل تتكلم الانكليزية؟
-نعم، ياسيدتي، انا اتكلم الانكليزية،ماذا تريدين؟
قالت اليس بتردد، مستغربة لهجة الرجل القاسية والغريبة:
-اريد طبقا من "الموساكا" انه مصنوه من اللحم المفروم والباذنجان المقلي، اليس كذلك؟
-نعم، ياسيدتي ، انه طبق محلي لديذ الطعم هل بمكاني ان انصحك بتناول طبق من الكوسي المقلية معه؟
-تماما
-هل تريدين قطعة شمام اولا وصحنا من الحلوى والقهوة في اخر العشاء؟
احمرت وجنتاها ووافقت قائلة:
-حسنا

shining tears
20-05-2008, 04:10
لماذا هذا الصوت المتعجرف يحدث فيها توترا غريبا؟
-هل بامكاني ان اسألك عن اسمك وعن رقم غرفتك؟
-غرفة رقم 120 اسمي الانسة شيلدون
بعد ثوان عديدة قال الرجل:
-الانسة اليس شيلدون ،اليس كذلك؟
-نعم.
-وصلت من انكلترا؟
اجابت باندهاش:
-طبعا.
-سيصل العشاء بعد قليل.
اخذت اليس دوشا سريعا، ونظرت الى عينيها في المرآة ، هاتين العينين الرماديتين الزرقاوين الحالمتين اللتين لاتفارقهما النظارات دات العدسات السميكة.
لماذا يعتبرها الاخرون مثل راهبة خالية من الانوثة, او فتاة صغيرة محتشمة وقبيحة؟ انها ترغب بالوقوع في الحب كأي انسان اخر . هل هي حقا غير جذابة؟ وعندما وقعت الدبابيس عن شعرها المرفوع انسدل شعرها الكستنائي على كتفيها كالحرير فوق بشرتها العاجية الملساء.
وكانت البيرتا تردد على مسامعها مرات عديدة قائلة:
-لاتعرفين الاعتناء بجمالك. لماذا ترفعين شعرك كعكة الى الوراء وتخبئين عينيك وراء هذه النظارات القبيحة ! من الافضل ان تضعي عليها الكحل والظل، فتصبحان كبيرتين وجذابتين!
وكانت اليس تجيبها:
-وما فائدة كل هذا ؟ الرجال لاينظرون الى امرأة ترتدي النظارات.
-اخلعيها اذن!
-وكيف ترى؟....
راحت اليس تستمع بماء الدوش الساخنة. بشرتها لم تلوحها الشمس مثل بشرة البيرتا التي تقضي عطلات الاسبوع على شاطئ البحر برفقة شلة من الاصدقاء. ولامرة دعيت اليس الى الانضمام الى هؤلاء... فوجود البيرتا يعني دائما المرح واللعب ، اما وجود اليس فيعني الكتب ودفاتر الرسم


وبيمنا كانت تتمتع بهذا الحمام راحت تفكر وتقول لنفسها : آه لو ابذل جهدي كي اتشبه قليلا باختي لو اعطر نفسي
وارتدي ثوب الموسلين الزهري الذي اشتريته خصيصا لهذه الرحلة
هل اجرؤ على الظهور بهذا الفستان الشفاف عندما يدخل خادم الفندق الى غرفتي جالبا لي العشاء؟ البيرتا لا تترد لحظة واحدة.
تحب ان تكون قبلة الانظار ... آه يالهي كم اتمنى ان ارى عيني رجل ترتجفان لدى رؤيتي .. عمري 24 سنه ولم اتمتع بعد بهذه السنوات لا ينظر الرجال الي الا بلا مبلاة وتهذيب هل صحيح انني غير قادرة ان اثير اعجاب الرجال ولهفتهم؟
بعد ان جففت جمسها وضعت البودرة ذات العطر الرفيع ثم ارتدت فستانها الزهري فوق بشرتها المعطرة واحتلها الخجل . لماذا هذا العطر وهذه الملابس الثمينه الوقحه ؟ اي حيوان احتلها لصرف هذا المبلغ من المال لشراء امتعة السفر؟ هل كانت تأمل بالسر لقاء الرجل المناسب في بلاد اليونان؟
نركت شعرها ينسدل على كتفيها وقررت عدم ارتداء نظارتيها لئلا تفسد مظهرها الجميل ثم ابتسمت لنفسها امام المرآة وقالت: الا تخجلين ايتها المجنونه ؟ اي لعبة تلعبين ؟ هل تلعبين دور اليس في بلاد العجائب ؟ ماذا سيفكر الناس عندما يرونك هكذا ؟؟
فجأة سمعت طرقا على الباب . فتحته ودخل الخادم دافعا امامه طاولة الطعام وشعرت اليس فجأة بالخجل . لمذا خطر ببالها ان تقلد اختها ؟
واحست نظرات الرجل تحدق بها ثم قال وهو يدل الى طاولة مستديرة صغيرة موضوعه بين نافذتين مفتوحتين على الليل والسماء المليئه بالنجوم:
-هل ترغبين في ان اضع الطعام على هذه الطاولة؟
يالهي! انه الصوت نفسه الذي سمعته على الهاتف! نظرت الى الخادم بطرف عينيها. كان ممشوق القامة. بشرته البيضاء تظهر بوضوح عينيه وشهره الاسود. اشتبكت نظراتهما وارتجفت اليس في داخلها . هل يعرف انها لاترتدي الا هذا الثوب ولاشيء سواه؟
-لقد... هل انت من اجابني على الهاتف ، منذ قليل؟
-نعم.

shining tears
20-05-2008, 04:15
ثم توجه لتحضير الطاولة. وما ان انتهى حتى تجمعت رائحة الموساكا، ارجاء المكان، فتذكرت اليس انها تتضور جوعا.
-كل شيء حاضر...
وضع كرسيا امام الطاولة وترددت في اجتياز الغرفة امام نظراته الفاضحة، وفي فستانها الشفاف الضيق. لكنها اقتربت اخيرا من الطاولة في وقاحة لم يسبق ان شعرت بها من قبل ، قدماها تعترثا ببساط صغير لم تره وكادت ان تقع لو لم يقفز الخادم الى الامام ويوقفها. فاتعلقت ذراعاه حولها بقوة، كالفخ الحديدي.. وخلال لحظة قصيرة بدت لها ابدية ، شعرت بقبضته، فنظرت اليه وتفحصت ملامحه. بشرته السمراء وفمه الكبير وحاجباه العريضان وانفه المستقيم... حاولت التخلص منه بجهد وهي تقول:
-انا .... حسنا ... شكرا...
بعد ثوان عديدة بعدها عنه وتوجه الى الباب وقال:
-سأعود بعد قليل لاخذ الطاولة يا آنسة.
اختفى بسرعه ووجدت اليس نفسها وحيدة وسط الغرفة، ترتجف كورقة في مهب الريح ، لاول مرة في حياتها يضمها رجل بين ذراعيه بهذه القوة!
شيئا فشيئا استعادت برود اعصابها وراحت تؤنب نفسها. ثم جلست على الكرسي ووضعت الفوطة على حضنها وراحت تسكب لنفسها الموساكا. هذا الخليط الشهي الؤلف من الباذنجان واللحم المفروم والجبنة وخالصة الطمام، توجهت نحو النافذه وراحت تحتسي قهوتها وهي تتأمل اضواء المدينة.
غدا ستذهب لاكتشاف اثينا... امامها الوقت كله قبل الاتصال يابونيدس ديسكينوس.
القهوة التركية كانت حلوة ومرة في ان واحد، فجأة شعرت بالبرد، فاعلقت الستائر السميكة وتنهدت وملأت فنجان قهوة آخر,
عملها كان ينسيها الوحدة المزبرة التي تعيشها، لكن في هذا المساء بدأت تشعر بالوحدة القاسية، في هذا البلد الغريب وفي لباس انيق كانها على موعد... مع حبيب ما؟.
تثاءبت وجلست في المقعد وشعرت بالتعب بعد قليل ستتوجه الى فراشها تستغرق في النوم كل اشواق قلبها العطشان الى الحب، يا لسخرية القدر!
وضعت فنجانها على الطاولة واتكأت على الوسائد، عيناها ثقيلتان لكنها لاتريد الذهاب الى فراشها قبل ان يأتي الخادم ليأخذ الطاولة، اذا رآها هذه المرة في قميص النوم، الله وحده يعرف ما سيدور في رأسه تبا لك ولا حلامك السخيفة! لاشك ان لهذا الرجل زوجة واولادا يحبهم. هل لاحظ ما انتابها حين اقترب منها في اللحظة المناسبة؟
تعيش كبتا وحرمانا؟ حبست زفراتها. اي جنون ان تأتي الى اليونان... بلاد افروديت" رمز الحب الذي الشق من المياه وبلاد فيولون ، ابن الثورة رمز الجمال الكامل...
غداستعود الى قناعها الطبيعي ، بكعكتها المرفوعة ونظارتيها السميكتين ولباسها المحتشم ، تشعر الان بالوحدة اكثر من قبل نعم، غدا ستنسى هذا اللقاء القصير مع ابولون الجميل، ذي الشعر السميك والعينين اللوزيتين اما هي فليست سوى ابنة رزينة وجدية، تدعى شيلدون، فتاة لاتجذب الرجال.
اطلقت زفرة لا ارادية وتحددث في مقعدها بارتياح وتناثر شعرها حول وجهها وكتفيها وغطت في نوم عميق.
وراحت تحلم. وفي الحلم رأت ايولون الجميل من جديد هو يلفها بعباءة سوداء واسعة ، راحت تتخبط في البداية، لكنه في النهاية حملها الى جزيرته المشمسة

وبكذا انتهى الفصل الاول
وان شاء الله يعجبكم لان انا عجبني وطبعا اني متشوقة لنهاية القصة مثلكم لاني اول مرة اقرها
تحيـــــ تي ـــا::سعادة::

SONĒSTA
20-05-2008, 06:37
شكرا على الفصل المذهل
-
-
في انتظارك ::

احباب الروح
20-05-2008, 07:42
ليش يتكلمون عنها بهالطريقه كسرت خاطري

وبعدين البطل يجنن ليش يحبها ؟

خخخ



خل يسوونها حلوووه
وخل تسوي عمليه لعيونها وتبطل تلبس نضارات
وبلكي تصير تخلي ميك اب

<< محتاره شو تسويلها عشان تطلع حلوه



يقهروني لما يكتبون عن البطله بهالطريقه


..



يسلمووو قلبي ع الفصل

و ناطرين التكمله على احر من الجمر



:)

راويــــــــــه
20-05-2008, 11:37
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


أناعضو جديده في المنتدى بس متابعه له من سنتين و عاجبني ... و رداً على وردة قايين أحنا مقدرين مجهودكم وتعبكم و أنا أتمنى أساعدكم بس ظروف دراستي ما تسمح لي من بداية السنه الى نهايتها كلها أعمال و مو متفرغه و الحين أنا عندي أختبارات نهاية السنه ما راح أخلص الا في 4/6 بس أن شاء الله أحاول في إجازة الصيف ....

مو كني ملقوفه أنتي تقصدين الي يطلبون و انا الي أرد :لقافة:

مره ثانيه أشكركم على الروايات و على مجهودكم....


تقبلو خالص ودي:)

ايــريــن
20-05-2008, 15:10
يآآآآآآآآآآآي ... مررررررررر حلوووا ..

بليييييييز لآتطوولي علينااا ..

مشكووووووووووورا قلبووو

~east_rose~
20-05-2008, 16:20
السلام عليكم حبايبي..

انا عضوة جديدة في المنتدى بس متابعه له من ثلاث سنوات وكنت زائرة يومية لهذا المنتدى الرائع ..

وبعد كنت معاكم من بدية مشواركم في مشروع كتابة روايات عبير واحلام وهو مشروع رائع وكلمة شكر ما توفي جهودكم الجبارة..

تقبلو شكرى المتأخر جدا وخالص تمنياتي بالتوفيق..
وتابعوا والى المام والله معكم

lebanon cat
20-05-2008, 18:49
:محبط:::جيد:::eek::eek:::سعادة::::مغتاظ:::محبط:::س عادة::بونسوار مبين الرواية من الكاتب و الملخص كتيير حلوة بس بلييز لو حدا حب ينزل رواية ينزل رواية مرة واحدة حتى ما نقعد عأعصابنا و يكون تعذيب بطئ كرمال هيك بفضل لو تنزلوا الرواية كاملة فرد مرة بلا انتظار و ياريت لو تزيدوا من روايات عبير الجريئة و العنيفة و المليئة بالاحداث و الاثارة متل روايات و كان صيفا و بريق في عيونك و على خطى الشيطان و غيرن من الروايات الجريئة و المليئة بالمشاعر الحارة و الاحداث المتفجرة و سلامي لكل الاعضاء المتألقين متل وردة قابين و شاينينغ المشعة دائما بحضورها الاوريجينال :رامبو::confused:

ريماالفلا
20-05-2008, 19:16
الرواية باين عليها روعة وخاصة ان البطل يونانىوانا مغرمة بابطال القصص اليونانين فظاع رجالة عن حق باحساسهم بالمسئولية كدة تجاة نسائهم وطبعا دة حلم حياة كل واحدة تتمنى انها تكون مسئولة من حد يخاف عليها ويحميها يلا حبيبتى من فضلك كمليها وربنا يعينك

نقاء الثلج
21-05-2008, 00:15
مشكوووووووووووره
حبيبتي شايننغ
واضح ان الروايه رائعه و مشوقه
في انتظارك

shining tears
21-05-2008, 03:17
2/ استيقظت اليس في ... زورق العجائب لتجد نفسها خارج الفندق، خارج كل التوقعات، ومتوجهة الى مكان بعيد.... خارج العالم المتمدن مع رجل ينهش الثأر قلبه!



صوت جرس ايقظ أليس ، ثم عم الصمت من جديد. شعرت سريرها يتأرجح بها، تمطت وجلست نصف جلسة، فانزلق شيء احمر عن كتفيها. وفي اندهاش كلي راحت تنظر حولها هل تحلم؟ نعم، هذا حلم وليس حقيقة. لمست الغطاء، الذي يلفها... انه عباءة سوداء مبطنة بالحرير الاحمر.
يالهي! انها حقيقة وليست حلما! وبسرعة البرق استعادت ذاكرتها . القت نظرة جنونية على الغرفة المزخرفة حولها:البساط الصوفي السميك يفترش ارض المكان المصنوعة من قطع الخشب، على احد الرفوف كتب عديدة ، وعلى اخر ، ساعة حائط برونزية، تافذتان صغيرتان مستديرتان مجوفتان في الجدار التدخل منهما اشعة الشمس.
سمعت صوت خطوات وبعد قليل انفتح الباب ورأت رجلا ممشوقا يقف على العتبة. كان يرتدي سترة مصنوعة من جلد الغنم ويحمل بيده فنجانا ساخنا . قال بصوت اليف:
-صباح الخير. ها انت يقظة، كما ارى.
راحت اليس تتأمل باندهاش الرجل الذي رأته في فندق المترويوليس بلباس خادم المقهى، ثم قالت متعلثمة:
- اين... اين انا ؟ هل انا خارج الفندق|؟
- بالفعل، يا انسة شيلدون.
اقترب منها حتى كاد ان يلمسها،فالتفت على نفسها داخل العبارءة فأضاف:
-انت على متن زورقي، تبحر باتجاه جزيرةجزيرة سوليناريا. هيا احتسي قهوتك قبل ان يغمى عليك من شدة الصدمة.
مد لها الفنجان،فارتجفت قليلا وتراجعت الى الوراء وقالت:
-لاشك انك وضعت في داخله مخدرا كما فعلت بالقهوة التي شربتها مساء امس!
-عظيم! انت تتمتعين بذكاء حاد.
ابتسم بسخرية وقال:
-هذه القهوة لامخدر فيها. احتسيها لتستعيدي وعيك ونشاطك انت شاحبة حتى البياض ، ولا اريد ان اراك غائبة عن الوعي، هيا اشربي.
كان ذلك امرا مفروغا منه . كانت حنجرة اليس جافة، فتناولت الفنجان من دون مناقشة. اذن هذا اليوناني خطفها لكن لماذا؟ نظرت اليه بعينيها القصيرتي البصر وقالت:
-لا افهم ماذا...ماذا تنوي ان تفعل بي ؟اذا كنت مصما ان تحصل على فدية، فسيخيب املك.
بعد صمت قصير اجاب
- اطلب العدالة والانتقام . وانتظرت مدة طويلة لاحقق ذلك ، يا انسة شيلدون ليس في نيتي ان اطلب فدية كي احررك.
- لكن ماذا... انا .... انا....
راح قلبها ينبض بسرعة جنونية فقال ببطء.
-انت خطيبة ايونيدس دمسكينوس. ولهذا السبب انت هنا هزت اليس راسها وقالت:
-انت مخطئ! ادعى اليس شيلدون.... واختي هي التي كانت تنوي الزواج منه!
-اختك؟ انت ذكية وفطنة، لكنك غير قادرة ان تسخري مني بسهولة. عندما رأيت اسمك في سجلات الفندق ، عرفت تماما انكجئت الى اليونان لهدف واحد، وهو الزواج من رجل اكرهه حتى الموت.
وبوجه قاتم راح يزرع الغرفة الضيقة بخطواته السريعة . اما اليس فكانت تحدق به وتتساءل بقلق كيف تتوصل الى ايجاد طريقة لتهدئة روعة وافهامه خطأه. كان قلبها ينبض بقوة الى درجة الاختناق: فقالت بلهجة متوسلة:
-اسمعني، ارجوك، لم يسبق ان رأيت ابدا خطيب اختي...
-انت كاذبة.
اقترب منها وراح ينظر اليها بغضب ويقول.
-ولماذا جئت الى اليونان اذا كنت لاتنوين الزواج من هذا الرجل؟
لاضرورة للكذب يا انسة شيلدون ولا تتذرعي بالبرأة ، لاشك ان تمارا، هي ايضا، حاولت طلب الرجاء من جلادها، لكن هذا لم ينقذها من الموت.
رجعت اليس قليلا الى الوراء وسألته:
-ماذا... ماذا يقول؟
رأى الفنجان يرقص بين يدها ، فتناوله ووضعه بعنف على الرف وقال:
-آه، الا تعرفين؟ الم يخبرك احد الى اي عائلة ستنضمين؟
ضحك ساخرا وبمرارة واضحة ثم اضاف:
-لا؟لاشك انه اراد انتظار ان يتم الزواج قبل ان يقوم بهذا النوع من البوح.
قالت باصرار:
-لكن عليك ان تفكر جيدا. رجل ثري لايفكر لحظة واحدة بالزواج من امرأة مثلي!
-امرأة مثلك...

shining tears
21-05-2008, 03:19
راح يتأمل وجهها من دون شفقة، ابتداء من شعرها المنسدل وانتهاء بصدرها اليانع . مد يده وشعرت اليس بالهلع وهو يلامس كتفيها باصابعه القاسية فجأة جذبها اليه، فسقطت العباءة ارضا.
فراحت اليس تتخبط، لكنه كان يمسكها بقوة ثم عانقها بوحشة ليرغمها على الخضوع. كانت تنوح كالاطفال والدمع ينهمر من عينيها. اطلق شتيمة وابعدها عنه فسقطت على الوسائد . ظل يحدق بها ويقول:
-من انت اذن؟ ممثلة بارعة ام طفلة في جسم امرأة؟
اجابت بتعلثم:
-انا... انا اليس شيلدون. لماذا... لماذا لاتريد ان تصدقني؟
-بل، انا اصدقك. جئت الى اليونان للزواج من رجل غني معاق ، محكوم عليه في البقاء على الكرسي المتنقل، هذا الامر يناسب ولاشك طبعك ومزاجك ، اليس كذلك؟ تنوين الحصول على ما تريدينه من هذا الرجل من دون ان تقدمي له شيئا في البديل، اليس كذلك؟ لكن الامر لم يتم كما خططت له، انت الان بين يدي، ايتها الفتاة الباردة، ومتى يعرف ايونيدس دمسكينوس ماحل بك، سيفقد عقله لشدة ما سيتألم.
انتفضت اليس لدى سماعها هذه الكلمات اللاذعة، وهمست بصوت مخنوق :
-وماذا يهمك ان عرفت؟ هل تشعرين بالمحبة تجاهه؟ آه،لن اصدق ذلك ابدا.
احتجت واجابت/
-انا لا اعرفه
-اعداؤه فقط يعرفونه
راح يداعبها بيد خبيرة، فانتفضت. فابتسم وقال:
-كأنما لم يلمسك احد من قبل! لكنني سمعت الكثير عن الانكليزيات بانهن يفقدن براءتهن باكرا. لن تدعيني اصدق بأن... هل بامكان ايونيدس ان يعثر على فتاة عذراء... املا في ان يحتفظ بها لنفسه؟ ولم لا؟
قالت اليس محاولة النهوض من دون جدوى...
-لا افهم ماتقوله.
ارتجفت اليس من لمسته للجوج وقالت:
-ارجوك... ابتعد عني!
هز رأسه وقال:
-هل انت جديه! بعد كل العذاب الذي عانيته كي اتمكن من خطفك! لن تتخلصي مني مهما فعلت وبكيت وتوسلت. واذا كنت حقا عذراء، فسأكون سعيدا ان آخذ وجهك. وسألقن ديونيدس درسا لن ينساه في حياته ...ولن يكون ذلك الا انتقاما عادلا للطريقة التي غرقت فيها تمارا في حوض السباحة. لقد اتهمها بانها هي التي سببت غرق ابن اخته!
تذكرت اليس ما اخبرتها به البيرتا عن موت ابن اخته وعن مقتل الخادمة والاقاويل التي تدور حول ذلك... فنظرت الى الرجل مثل عصفور مصعوق ينظر الى حية لتستعد لابتلاعه وقالت:
-تمارا... مربية الاولاد؟
-آه، انت على علم بذلك، كما ارى
بعنف امسك بشعرها وقال:
-ماذا سمعت عنها؟ الاشاعات الكاذبة نفسها؟ بأن تمارا خطيبتي، اخذت الصبي الى السباحة واغرقته؟ هذا امر غير معقول. انا اعرفها منذ الصغر. ترعرعنا جنبا الى جنب في القرية نفسها.
كانت جميلة وطيبة ، واي ولد يشعر بالامان معها. كلا. ان اليكترا دمسكيتوس هي التي اردات التخلص من ابنها، هذا الابن الحرام، وذلك للتهرب من العار وخوفا من انتقام اخيها. وبعد ان دبرت غرقه، اتهمت المربية بذلك.
راح يهزها بغضب وخافت اليس ان يقتلع شعرها. فراحت تبكي وتقول:
-انت قاس وفظ مثل دمسكيتوس!
-آه ، لو انني لا اضبط نفسي فأنا قادر على خلع عنقك!
صرخت من شدة الالم. فتركها فجأة، فتقوقعت على السرير مرتجفة وخبأت رأسها بين يديها كأنها تريد التخلص من جلادها. ثم نجحت بالقول:
-كل هذا لا يتعلق بي كليا، لقد... لقد جئت الى اليونان لاعلن لمسكيتوس ان شقيقتي تريد فسخ الخطبة.
لكنه لم يكن يسمع. تقدم خطوة نحو الباب ثم قال:
-صأصعد الى السطح للتأكد من ان الزورق يسير بالاتجاه الصحيح نحن وحيدان هنا ماعدا خادم صغير...
-لايحق لك خطفي .. سيعاقبك القانون..
- القانون؟ لا اعرف غير قانون واحد... هل سمعت... الثأر ما زال الشكل الوحيد والاكيد للعدالة. عندما فتحت لي الباب مساء امس ادركت انه من اللياقة ان اعيد لدمسكينوس عذراؤه مبللة بالعار مهانة... فهمت في الحال مالذي جذبه اليك... هذه الهالة من الحشمة والبراءة التي تلفك . انه يجمع الحجارة النادرة الحالية من اي خطأ، اليس كذلك؟
-اجهل مايجمعه، كم من مرة على ان اردد على مسمعك انني لست خطيبته، لو رأيت اختي ستدرك خطأك، انها شقراء ، جميلة تسحر الالباب وتجذب العديد من الرجال.
اجابها بنظرة احتقار:
-هل تتصورين اننا نستطلف الفتيات اللواتي يعاشرن الرجال؟
دمسكينوس يوناني مثلي. سأجرح قلبه حتى الموت عندما اعيد له خطيبته بعد ان انال منها ما اريد.
قالت بصوت منقطع:
-انت مجنون كليا، دمسكينوس لايعرف حتة من اكون!
-ومتى تكمل حجارته النادرة ويخف وهجها لن يعود بحاجة اليها. ولن يكون لك معنى بنظره بعد ذلك ، وسيتألم كبرياؤه اكثر مما لو خنقنتك في الحال من

shining tears
21-05-2008, 03:20
دون عنف او تعذيب..آه ، هذه البراءة، في عصر تحرير المرأة امر لايصدق، ام انك تمثلين علينا دورا ستندمين عليه!
-انا لا امثل، وسترتكب جريمة اذا
عضت على شفتيها. مافائدة الكلام؟ فهي تعرف الان الى اي درجة هو قادر ان يكون اسيا وعديم الشفقه. انه يكره دمسكينوس ولا احد يستطيع تغير رغبته الفادحة بالثأر منه، تغلقت بالعباءة السوداء المبقعه بالاحمر للتخلص من نظراته التي تعريها وقامت بجهد اخير لتقنعه بانه مخطئ.
-اسمعني ارجوك، انت تريد ان تعاقب شخصا بسبب موت خطيبتك، اليس كذلك؟ مهما فعلت بي ، هذا لن يؤثر على دمسكينوس ، لانني لا اعرفه ولايعرفني، سأكون وحدي من سيتحمل هذا العذاب... وسيؤنبك ضميرك اذا نفذت جريمتك البغضاء.
نظر اليها بإعجاب وقال:
-انت فتاة رائعه...
وبتأثير اشعة الشمس التي تدخل الان من نوافذ الزورق الى داخل الحجرة بدون شعرها المشعث بلمعان ذهبي ، وبين رموشها الطويلة المبللة بالدموع كانت عيناها تلمعان مثل الزمرد
-اعتقد بانني سأتدوق لذة في هذا الثأر، وسيكون ذلك تعويضا على ماعانيته خلال السنوات الماضية. كنت احب تمارا حتى الجنون لكنك لا تستطيعين فهم الامور.... وماذا تعرفين عن الحب يا انسة شيلدون، انت التي كنت على استعداد ان تسعي تسمي بنفسك لهذه الشخصية الحقيرة ؟
نعم، ماذا تعرف عن الحب؟ لم يسبق ان اعارها احد من الرجال اهتمامه، ماعدا هذا اليوناني الوقح الذي اعتبرها ليبرتا وخطفها الى زورقه.
زورقه؟ لكن ... امس ... كان يعمل في فندق متووبوليس كخادم في المطعم!
سألته فجأة:
- من انت؟
قال متأخرا:
- الشيطان بذاته، حاضر لخدمتك، ادعي ستيفان كسندروس ولست خادما في فندق متروبولس، انما صاحب الفندق بنفسه واملك سلسلة من الفنادق مثالي الاعلى انه لايوجود كالعمل المتواصل لاشغال العقل والجسد وبما انني فقدت امرأة حياتي وشريكة مستقبلي فانا اعيش حياة الشك ،لكن هذه الحياة ستعتبر عندما نصل الى جزيرة موليتاريا.. انها جزيرة موحشة، بعيدة عن كل شيء، صالحة في البحر الايجي. وهناك سانتقم بك من الوحدة الرهيبة التي عشتها منذ وفاة تمارا ستبقين معي حتى امل منك...
سأمتلكك جسدا وروحا هل هذا واضح؟
نعم، انه وضوح اعمى. هذه الشابة السادجة التي لم تجذب اي رجل في حياتها من قبل ، عليها ان تعيش الان في جزيرة يونانية في صحبة هذا القرصان الوحيد.
قالت له بحركة متواصلة:
-ارجوك ، دعني وشأني ! هذا امر حقير ومهين!
-لكنه مثير للغاية!
اقترب من الاريكة حيث كانت ملتصقه داخل العباءة السوداء مثل عصفور بردان فلاحظت حينئذ عينيه الجميلتين اللوزتين وملامحه الحادة ، وبشرته الناعمة السمراء. راح يلمس كتفها بيده، ثم عانقها وقال:
-لن اعود عن قراري وعليك الاعتياد على هذه الفكرة في الحال، ومن الافضل لك الخضوع.
وبنعومة غير منتظرة راح يلامس شعرها ببطء ويقول:
-لم يسبق ان رأيت شعرا بهذه الطراوة، وما حلمت يوما ببشرة ناعمة كالحليب، لاداعي للندم والاسف، فأنت الان على متن سفينتي...فات الاوان للشفقة... من زمان والحقد يحتوني...
ومهما تخبطت واحتجيت ، فأنت حقا عذراء تمكن دمسكينوس من جذبها بواسطة امواله الطائلة، لا، انا لا الومك على تعلقك بالمال، الجميع بحاجة الى المال. لقد بنيت الفنادق من اجل ايوا السياح المبهورين ببلادنا وتاريخنا واساطيرنا وآثارنا وسمائنا الزرقاء وجبالنا العطرة...
اندهشت اليس ورفعت عينيها نحوه، لم يسبق ان سمعت رجلا يتكلم عن بلاده بهذا الشغف المطلق الحسي.
اضاف يقول بلهجة تهديد:
-انت لي منذ اللحظة التي دخلت فيها الى شقتك مساء امس. كنت قد خرجت لتوك من الحمام، اليس كذلك؟... لقد تنشقت عطر جلدك عندما تعثرت قدماك وانقذتك من السقوط،آه ، كان بامكاني اخضاعك في احال لقد شعرت بذلك ، اليس كذلك؟ لكن ستشعر بالارتياح والالفة اكثر في سوليتاريا تقريبا وحيدان في جزيرة لاتحتوي الا حفنة من الفلاحين تهتم عائلاتهم بالاعتناء بمنزلي وحديقتي. هناك يمكنني ان افوز بالثأر وارى في عينيك الزرقاوين رغبة لامثيل لها.
كانت عيناه تشعان رغبة جامحه وشعرت اليس بتوتر يملأ جسمها كله، وراح قلبها ينبض بقوة، كأنها تعيش كابوسا رهيبا ، لاشيء سيمنع هذا الرجل من تحقيق مشروعه، لا الرجاء ولا الدموع. وجزيرة سوليتاريا تقترب حتما.
وخلال لحظة قصيرة حاوت ان تتخيل الجزيرة الصغيرة الصخرية التي تلعب الريح فيها حيث ينتظرها ولاشك بيت ذو جدران بيضاء مطلية بالكلس، هذا البيت الذي بناء ليؤوي حبه مع تمارا
اخيرا قالت:
-انت مخطئ تجاهي. انا ارتدي النظارات ويعتبرني الرجال غالبا كمنغصة للافراح....
توقفت عن الكلام لدى رؤية ستيفان كسندروس يقهقه من الضحك فقال بعد ان ابتعد عنها:

shining tears
21-05-2008, 03:22
- بعد خمس دقائق ستقنعيني بأنك ترتدين الباروكة ووجه اسنان وصدرا اصطناعيا!
- انا لا ارى جيدا من دون نظارات ولم تتعثر قدماي في الامس بصورة ارادية اذا كنت تلمح الى ذلك.
- لا، لقد لاحظت اندهاشك ولذلك حاولت منعك من السقوط.
ابتسم واضاف :
-من زمان لم اضم امرأة بين ذراعي. ونسيت كم ان ذلك رائع.
وفي الحال ، لدى رؤيتك ارتسم قدرك امامي.
-ماذا تعني؟
-قررت حينذاك ان اخطفك كنت افكر في البداية ان اطلب من دمسكينوس فدية ضخمة يدفعها لمنظمة خيرية، لكن عندما شعرت ببشرتك والعطر... ياجميلتي، عرفت ان الحظ يحالفني في ثأر بالغ الروعة.
-انت انسان مجنون وخطر ولست جادا في الوصول الى اهدافك؟ هل تعتقد انني سأدعك تتصرف بي كما تشاء؟ مثل شيء... كي تهجرني مثل خرقة قديمة، بعد ان تحقق انتقامك؟
قال ساخرا:
-وكيف بامكانك منعي من تحقيق ذلك؟ انا اقوى منك بكثير ولا احد يصدني عندما اريد تحقيق امر ما. حرمني دمسكينوس من المرأة التي احببت وسأفعل الشيء نفسه بالنسبة اليه.
صرخت اليس قائلة:
-لكن دمسكينوس لا يحبني. وانا لست شيئا بالنسبة اليه, لا شيء، اردد لك ذلك وارجو ان تصدقني.
-انت على حق ، كيف بامكانه ان يحب امرأة لاتحب سوى المال؟
مهما كان الامر لاشيء يمنعني من امتلاكك. وسيعرف دمسكينوس وسيختنق غضبا. وانا اكيد من انني سأتمتع كثيرا بالحصول عليك.
احب ان اراك حساسة ومنفعلة... احب هذا العطش للمحبة الذي اراه في عينيك الشريتين احب...
انسحرت اليس بكلامه الجميل ولم تستطع ازاحة نظرها عن وجهه الوسيم الحالي من الرأفة. مضت ساعات منذ خطفها، ولا احد سيشغل باله عليها. سافرت البيرتا للالتحاق بحبيبها في آخر العالم وها هي الان تصغي الى خاطفها وهو يشرح لها بهدوء وبساطة انه يريد النيل منها.
-انت شخص حقير وقذر!....
هز رأسه وقال:
-عليك ان تعتبريني قديسا بالنسبة الى خطيبك. انا لست فاسدا مثل دمسكينوس. انا انسان طبيعي بكل مافي الكلمة من معنى .
-لانك تجدد طبيعيا ان ...
قاطعها قائلا:
-هيا ، لاتعتبريني مريضا مهووسا من دون فائدة! سأتركك فترة ، حقائبك موجودة تحت الاريكة . ارتدي ملابسك ووافيني على سطح الزورق. سأطلب من الطاهي ان يحضر البيض المقلي. هل انت جائعة؟
-كلا....
قال وهو يتوجه الى الباب:
-كاذبة! هيا، يا اليس، من الافضل لك الاستسلام للامر المحتوم، انا بانتظارك.
وما ان انغلق الباب وراءه حتى نهضت اليس معلقة بعباءتها لترى من خلف النافذه البحر الازرق الهادئ، والمركب بمخر الماء كأنه يحفر هاوية بين الفتاة والعالم المتمدن.
فوقها، على سطح هذا الزورق، الضائع وسط البحر الايجي، شاب يوناني مهووس يجتر ثارا رهيبا:
لكنها لن تجعله يهزأ منها. فستدافع عن نفسها حتى اخر نقطة من عنفوانها في البداية ستبرهن له انها ليست امرأة فاتنة. عندما يراها ترتدي نظارتيها وترفع شعرها كعكة الى الوراء وترتدي الملابس المحتشمة سيفهم خاطفها جيدا خطأه الفادح.



انتهى الفصل الثاني ولي عودة بالفصل الثالث::جيد::
مشكوووووووورين على الدعم الرائع والردود الرائعه
ويعطيكم الف عافية

منتهى الدلال
21-05-2008, 08:06
مشكوره حبيبتي على الفصول اللي نزلتيها وبانتظارك

احباب الروح
21-05-2008, 08:58
حبيبتي lebanon cat

الروايات ع طول تنزل كامله هنا

بس هذي اول رواية تنزل جزء جزء

ولان احنا طالبنا من الكاتبه انها تنزلها بهالشكل :)


..



لسه ما قريت الجزء الثاني

بس اكيد حلووو



ويسلمووو يا بطه

نقاء الثلج
21-05-2008, 22:22
يسلموووووووو يالغلا

روووووووووووووووعه

بانتظارك

جنازة
22-05-2008, 08:03
ما شاء الله

روايات في غاية الروعة...:)

القصص مثيرة ومشوقة لمعرفة الحدث

ننتظر منكم ان تسرعوا قليلاً

سلام

ماري-أنطوانيت
22-05-2008, 11:17
تسلميـــــــــــــــــــن حبيبة قلبي ((shaining tears))..::سعادة::
الف شكر على الفصول...تعبناك معانا كثير...تسلمين قلبي..::جيد::
ّّ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


أناعضو جديده في المنتدى بس متابعه له من سنتين و عاجبني ... و رداً على وردة قايين أحنا مقدرين مجهودكم وتعبكم و أنا أتمنى أساعدكم بس ظروف دراستي ما تسمح لي من بداية السنه الى نهايتها كلها أعمال و مو متفرغه و الحين أنا عندي أختبارات نهاية السنه ما راح أخلص الا في 4/6 بس أن شاء الله أحاول في إجازة الصيف ....

مو كني ملقوفه أنتي تقصدين الي يطلبون و انا الي أرد :لقافة:

مره ثانيه أشكركم على الروايات و على مجهودكم....


تقبلو خالص ودي:)
هلا وغلا فيك عزيزتي ((راويه))
واهلا سوهلا فيك في المشروع منور بوجودك..::سعادة::
تسلمين قلبي على كلامك الحلوه وتشجيعك...
حبيبتي ما يحتاج تتعبين نفسك...وان شاء الله اي وقت تفضين
فيه احنا منتظرين والمشروع موجود...::جيد::
ولقافتك احلى لقافه...;)



السلام عليكم حبايبي..

انا عضوة جديدة في المنتدى بس متابعه له من ثلاث سنوات وكنت زائرة يومية لهذا المنتدى الرائع ..

وبعد كنت معاكم من بدية مشواركم في مشروع كتابة روايات عبير واحلام وهو مشروع رائع وكلمة شكر ما توفي جهودكم الجبارة..

تقبلو شكرى المتأخر جدا وخالص تمنياتي بالتوفيق..
وتابعوا والى المام والله معكم
هلا وغلا فيك عزيزتي ((east rose))
وحياك الله في المشروع...::سعادة::
سعيده بانضمامك اخيرا لنا...يكفينا حبيبتي انك متابعه لنا
ويكفينا منك ردودك الحلوه مثلك يا عسل...::سعادة::




ما شاء الله

روايات في غاية الروعة...:)

القصص مثيرة ومشوقة لمعرفة الحدث

ننتظر منكم ان تسرعوا قليلاً

سلام
هلا وغلا فيك عزيزتي ((جنازه))...
ومرااااااحب فيك بالمشروع....::سعادة::
تسلمين قلبي على تشجيعك...وان شاء الله بقيه في الفصول
راح تنزل بأقرب وقت....::جيد::


:محبط:::جيد:::eek::eek:::سعادة::::مغتاظ:::محبط:::س عادة::بونسوار مبين الرواية من الكاتب و الملخص كتيير حلوة بس بلييز لو حدا حب ينزل رواية ينزل رواية مرة واحدة حتى ما نقعد عأعصابنا و يكون تعذيب بطئ كرمال هيك بفضل لو تنزلوا الرواية كاملة فرد مرة بلا انتظار و ياريت لو تزيدوا من روايات عبير الجريئة و العنيفة و المليئة بالاحداث و الاثارة متل روايات و كان صيفا و بريق في عيونك و على خطى الشيطان و غيرن من الروايات الجريئة و المليئة بالمشاعر الحارة و الاحداث المتفجرة و سلامي لكل الاعضاء المتألقين متل وردة قابين و شاينينغ المشعة دائما بحضورها الاوريجينال :رامبو::confused:
هلا وغلا فيك ((lebanon cat))
هذي كانت طريقتنا في تنزيل الروايات من بعد ما غيرنا
طريقه التصويت:D...بس بسبب الظروف الي نمر فيها
من قله عدد الكاتبات طلبنا من العزيزه ((shaining tears))
انها تنزل الروايات على اجزاء لانها لسه ما انتهت من كتابتها..
بس احنا عجلنا عليها بالتنزيل عشان المشروع ما يخمد وينام...;)

اما بخصوص طلبك فان شاء الله راح تكون في روايات حلوه وجميله
فما شاء الله على عضواتنا دايم اتيارهم حلو...::جيد::

وتسلمين قلبي على على ردك..وان شاء الله تكون الروايات القادمه
مثل ما تبغينها....;)
ملاحظه: روايه (بريق في عيونك) نزلت في المشروع الاول من يد العزيزه ((ورده قايين))

لينا888
22-05-2008, 12:04
السلام عليكم

حبيبتي شاينينغ يعطيكي الف عافية والرواية كتيييييييييييييييييييير حلوة

بعتذر اني تاخرت بالرد بس والله لانه امتحاني مو ضايله وقت
ومتبهدلة بالدراسة .. لهيك ما بفتح النت

بس عنجد الله يفرحك متل م فرحتيني لما دخلت ولاقيت الرواية

وردة قايين وماري انطوانيت بصراحة معكم حق
وبتمنى لو كنت بقدر اساعدكم
ان شاء الله بعد فترة الامتحانات الاقي طريقة اساعدكم فيها

ويعطيكم الف عافية عنجد عم نغلبكم معنا

مشكوريييييييييييييين يا احلى فريق

ايــريــن
23-05-2008, 04:38
شكل القصة..حلوووه ..

بليييييييييز ماتتاخري علينا :)

زمشكورررا ع الاجزاء اللي نزلتيها..:)

lebanon cat
23-05-2008, 08:05
حبيبتي شاينينغ على الاقل نزلي كل يوم فصل او حتى سطر حاسة حالي ضايعة و مني عارفة وين رجلي متل ست مجوزة مش عارفة حالا مطلقة او معلقة فبلللليز رديني لعصمتك و ما تطلقيني

lebanon cat
23-05-2008, 08:19
بونجور لحتى زيح حمل عن شاينينغ هل الفترة قررت نزل كام رواية تتسلوا فيها كرمال تتفرخ شوشو حبيبتنا للدروس و الامتحانات و كرمال ما نموت من الانتظار و الملل و الزهق

ماري-أنطوانيت
24-05-2008, 12:12
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انا متأكده من ان الاخت العزيزه ((LEBANON CAT))

كانت نيتها صافيه عندما انزلت الروايه و كان في نيتها المساعده

في نشاط المشروع...وانا متأكده بأنها لم تقرأ قوانين المشروع

ولهذا حدث ما حدث....:نوم:

ولكن الامور ستعود الى نصابها خلال يوم او يومين لا اكثر

باذن الله...وستكمل لنا ((SHAINING TEARS)) الروايه...:)

ولكننا نود في بادئ الامر الغاء روايه (وشم الجمر)

حتى لا يحدث تداخل في ترتيب الروايات...وقد ارسلت بالفعل الى احد المراقبين بالامر

على امل الرد السريع منهم....

~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~

عزيزاتي........

اعود واكرر..اتمنى قراءه القوانين الموضوعه في اول المشروع

واتباعها فهذا ليس بالامر الصعب او المستحيل...

وهذه القوانين ما وضعت الا لجعل المشروع ناجح..وتسهيل القراءه عليكن

~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`

دمتم بود....ماري-أنطوانيت

ماري-أنطوانيت
24-05-2008, 18:39
المشكله حلت....

متابعه ممتعه لبقاي اجزاء الروايه...::سعادة::

لما تنزلها ((shaining tears)) طبعا...::سعادة:::D

الأميرة شوق
24-05-2008, 22:33
المشكله حلت....

متابعه ممتعه لبقاي اجزاء الروايه...::سعادة::

لما تنزلها ((shaining tears)) طبعا...::سعادة:::D


شكرا لك
على مجهودك وسعة صدرك
تصدقين من صارت المشكلة
وأنا متنرفزة

وأحنا بنتظار shaining tears
ومقدرين تعبها

تحياتي........

ورده قايين
25-05-2008, 02:24
مشكورة ماري على حل المشكلة وبأنتظار shaining tears

بارقه
25-05-2008, 04:16
:cool: أشكر الأخت اللي منزله الروايه على المجهود


وأتمنى أنك ماخفتي من الرد العكسي على مجهودك


( لا تاخذين بخاطرك على العضوات ) لأننا نعاني من



هوس الرويات ... وأعتقد معالجتنا سهله:مكر:


لك شكري ........


ماري ـ انطوانيت


لك الشكر الجزيل لحل الأوضاع ....مجهودك للمشروع لاينسى....

shining tears
25-05-2008, 12:36
3/ ستيفان كسندر ومن يكشف عن قسوته الكاملة ويمنع اليس من رفع شعرها كعكه كما فعلت طيلة حياتها. ثم يذهب به الجنون الى محاولات اخرى ابعد خطورة بكثير...


الريح تعصف في شراع المركب الذي يبحر كالسهم بين الامواج صعدت اليس الى السطح من دون احداث اي ضجة. وخلف الرافعه وقفت تنظر الى ستيفان كسندروس وهو يقود المركب محدقا بالماء والافق البعيد. وبيد حازمة ينطلق الى اخر العالم، الى جزيرة نائية حيث ينوي ان يفعل بها مايشاء!
كان قد خلع سترته المصنوعه من جلد الخروف. ويرتدي سروالا قديما وقميصا بيضاء تظهر عضلاته القوية وحيويته ونشاطه. النظر اليه يعذبها كثيرا. هذا الرجل الوحيد ، اللامبالي، الذي يقوم بعمله في تمهل ومثابرة كما يفعل الزورق في الامواج الصاخبة، وراحت تتامل خاطفها بوضوح لاول مرة وهي تشعر بوميض غريب في صدرها ،
عمدما كانت منذ قليل ، تبحث في اغراضها،لم تجد نظارتها. لا شك انها نسيتهما على الطاولة في حمام الفندق، ولحسن حظها وجدت بين امتعتها نظارات الشمس ، فارتدتها كي تخفي عينيها الضائعتين. ارتدت تنورة غامقة وقميصا ازرق فاتح اللون ميكلا بالازرار حتى العنق. وبنظاراتها السوداء وكعكة شعرها المشدودة وغياب الزينة عن وجهها، عادت اليس شيلدون الى طبيعتها القديمة التي لا يلتفت الرجال اليها ابدا.
كانت تتمنى ان تهدئ من عزيمة خاطفها متى رآها على هذا الشكل، واخيرا قررت الاعلان عن وجودها فقالت:
-ها انا ياسيد كسندروس. لقد ارتديت ملابسي. وصعدت الى سطح الزورق كما طلبت مني.
نظر اليها بلامبالاة ثم انتفض لرؤية كعكة شعرها وقال:
-انزعي كعكتك الان وبسرعة، واتركي شعرك ينسدل على كتفيك.
كانت مصممة ان تخافظ على هدوئها... لكنها قالت بصوت اكيد:
-تبا لك ! شعري ملكي وانا اسرحه دائما على هذا الشكل ، فكه فقط عندما اذهب الى فراشي.
-لكن هذا تحريض واثارة... وانا احب شعرك منسدلا بحرية على كتفيك في كل ساعة من الليل والنهار، هيا، انزعي الدبابيس بسرعة ودعي الريح تلاعب شعرك الجميل!
وضعت اليس يديها خلف ظهرها وقالت ببرود:
-هل للقائد اوامر اخرى يريدني ان انفذها؟ من الافضل عليك ان تعرف حقيقتي ومن اكون حقا.
من جديد راح يتأملها من رأسها حتى اخمص قدميها. ولم يسبق لأليس ابدا ان رأت نظرات رجل، بهذا التوتر والاضطراب والقلق والسرية، كالبحر الذي يحيطها،فزاحت نظرها عنه وحدقت بالسلسلة الذهبية حيث تعلقت جوهرة من حجر الحاد وظهرت من تحت قميصه.
-اشبهي نفسك! هذا كل ما اطلبه منك!اسدلي شعرك الحريري.
-لست فتاة شيطانة واكره ان ارى شعري على وجهي.
سألها ساخرا:
-اذن، لماذا تريدينه طويلا؟ هل تريدين، ياليس ان اجيب عنك .. انت تعرفين جيدا . ان لديك شعرا جذابا ولا تجؤين على اظهاره انت فتاة معقدة؟
-الايكفيك ان تلعب دور الخاطف والمضيف والبحار؟وتريد ان تلعب دور طبيب النفس ايضا. شخصيتي لا تخص الا نفسي فقط.
-خطأ منذ الان انت تحت سلطتي، ويحق لي الرقابة عليك.
صرخت قائلة:
-انت عديم الوجدان! عندما تقبض الشرطة عليك.
-لا خطر علي ياليس، خطفتك من فندق متروبوليس ليلا واخذتك الى هذا الرزورق ، كما شطبت اسمك من السجلات ولم يعد هناك اي اثر لمرورك بالفندق.
- لكن ... موظف الاستقبال... الذي تكلمت معه؟
- انه احد ابناء عمي، وهو لايفشي بالامر لانه يريد وظيفته.
-و... الطاهي ؟ سيراني.
-طبعا. انه ابن خالي لا احد من افراد عائلتي قلق على ما سأفعله بخطيبة دميكينوس هنا، الصدق لا يتزعزع ، ونحن نعرف كيف نتكاتف مع بعضنا.
-انت انسان تافه، انت انسان فظ، متعجرف وحقير!.
-كمعظم الرجال. انا موافق, منذ الطفولة ينهمر الجميع علينا بالمديح والقول باننا اقوياء وارفع منزلة من الجنس الضعيف...
ونحن لا نفعل شئيا لايقاف الغريزة، اما انت التي تتحلين بصفات تدفعك الى الخضوع للرجل والاستسلام له، الظاهر انك لست واعية لسحرك ، يا اليس... ربما يجب ان تتعلمي استخدامه .
-وطبعا ستكون انت المعلم المختص؟ اخشى ان اكون تلميذة خائبة، ياسيد كسندروس.
-ليس ذلك اكيدا, وراء احتشام الانسة شيلدون، باحذيتها الولاذية وقميصها ذي القبة العالية والاكمام الطويلة، ارى انسانة مختلفة... فراشة جميلة ذات اجنحة ملونة لاتطلب الا الخروج من الظلمة ... هل انا مخطئ؟ اليس، اعترفي بذلك، عندما كنت صغيرة، هل اشعرك احد بانك انسانة عادية؟
-لست بحاجة ان يقال لي ذلك.
راح يضحك بفراسة وانطلاق جعلتها تضطرب بغرابة ، ابدا، وحتى في احلامها الجنونية، لم تتخيل اليس انها ستعيش مغامرة مماثلة. لقد قال لها منذ قليل:"ماذا تعرفين من الحب؟ انت التي كنت على استعداد لان تبعي نفسك لرجل ثري قذر؟"
نعم ماذا تعرف عن الحب؟ لم يكن يريد تصديق الحقيقة. ما العمل؟ هل تستمر في لعب دور انسان اخر؟ فهي تحت سلطته الا اذا قذفت بنفسها في الماء لتودي بحياتها.
ارتعشت وهي تشعر فجأة بيد ستيفان على شعرها لنزع الدبابيس
-لاتحاولي ان تثيري بي الشفقة، فأنا لا اشعر بالرأفة تجاة خطيبة دمسكينوس، اقنعي بانك امرأتي في الوقت الحاضر، من زمان وانا اعيش وحدي وسأفرح برفقتك صحيح، ان هذا المنزل كان ديرا قديما ، لكني لا اتمتع بروح القداسة!
تخبطت للمسته وقالت:
-لاسبب في ان تلح علي ، فهمت نواياك.
-انا لست الرجل الوحيد الذي يترك لغرائزه حرية الانطلاق، اعترفي بذلك بصدق، اليس هذا امر رائع؟
جذبها اليه وشعرت بانفاسه فوق خدها وقال:
-حتى ولو كنت مخطئا بالحفاظ عليك هنا، ياليسيا، سوف افعل بك ما اريده، من زمان وانا محروم من لمس امرأة. اريدك، هل تسمعين؟ اريدك كلك لي/ اريد ان افرح باستمالتك يا ايتها الخجولة، وقبل ان ارميك جانبا سأعلمك الكثير عن الحب,
سأجعلك تصرخين عاليا....
شعرت اليس بالارتخاء يحتل اعضاءها. كانت بين يديه مثل عصفورة بلادفاع، وفجأة تقلصت لئلا تدعه يشعر بقوة انفعالها، فمهس يقول:
-قفي عن التمثيل وتحملي البلاء، لوكنت انوي ان اتصرف معك بلطف،لما جئت بك الى هنا ، لاتتصرفي كالطفلة، وضعي في عقلك بانني لم اقطف التفاحة من اجل النظر اليها!
قالت ببرود لطيف:
-انا لم اتصورك ابدا رجلا، ارجوك ان تكون اكيدا من ذلك، كما لم اعتبر نفسي ابدا مثل التفاحة....
-انت متواضعة جدا، ساعلمك ما قيمة سحرك.
-ان تفعل بي ماتشاء، اليس كذلك؟
-انت تفاحة،وقدرك منذ الابد ان تشفي غليلي.... نعم، يا اليس الصغيرة، سيكون رائعا ان اعلمك الحب !
-لقد عرفت الحب، يا اليسيا! لكن في الماضي البعيد....
حمل الحقائب ودخل الى المنزل وتبعته الفتاة، مضطربة الى درجة رهيبة ماذا حل باليس الخجولة؟
دخلا غرفة عالية السقف، ذات جدران غامقة، الاثاث المنحوت والمقاعد المغلفة بجلد الحيونات كانت منثورة على الارض المنقطة.
قفال ستيفان:
-هذا جلذ الذئاب، مازالت الذئاب تتشرد في جبالنا، بحثا عن فريسة تقع بين اسنانها.
ارتعشت لهذا العالم الغريب، غير المنتظر، الذي ستواجهه رغما عنها، داخل المدفأة الحطب يشتعل ورائحة اللهب غريبة، اقتربت من المدفأة ومدت يديها فوق حرارة اللهب فسألها:
-كيف تجدين داري؟
وضعت اليس نظارتيها وراحت تتأمل الانية الفخارية المطلية المنثورة على اثاث يلمع ببطء في الظل، على البلاط بساط رائع من الصوف السميك, وعلى احدى الجدران، بين نافذتين تعلقت ايقونة بيزنطية محفورة بالحجارة النادرة.
اخيرا قالت:
-الايفكر المرء هنا انه في دير.
-هذا ماقصدته، لم اغير شيئا في ملامح القلعة من الخارج، لكنني فضلت جعل الغرف اقل تقشفا مما كانت عليه، وهكذا، حولت بعض غرف الطابق الاول الى حمامات.
نظرت اليس بامعان الى المدفأة وقالت:
-انه منول شاسع لرجل يعيش وحيدا:
-بالفعل، لكن الانسان الذي يتوصل الى كسب المال، يكون حلمه الوحيد ان يملك بيتا له.
قالت من دون ان تنظر اليه.

shining tears
25-05-2008, 12:38
-طبعا وجزيرة حيث بامكانه ان يفرض سلطته على كل شيء...
قال بسخرية غير واضحة:
-هذا ينطبق علي، وانا لا انكر ذلك..
اقترب منها واسند ظهره الى المدفأة. كان قد خلع سترته الجلدية ومن فتحة قميصه رأت اليس عقد الجاد يلمع على صدره الاسمر. وتذكرت في الحال العراك العنيف الذي حدث في الزورق وخلاله شعرت بهذه الجوهرة تؤلم صدرها. رفعت نظرها الى ستيفان فرأته يراقبها بنظرة غريبة كانه يتذكر هو ايضا هذه الحادثة،فعاد يقول بعد لحظة:
-الجزيرة والمنزل ربما سيضللانك في البداية ، لكنك سرعان ما تعتادين عليهما، وبما انك تتحلين بموهبة الرسم، فأنا اكيد بأنك ستجدين هنا ما تودين رسمه.
قالت بسخرية:
- هذا معقول! هل ستسمح لي هذا النوه من التسلية؟ تصورت ان علي اطاعتك حرفيا طلية النهار.
- -لا،لا ، لن اصر على رؤيتك بصورة مستمرة الا في الليل احمر وجهها والتهب حلقها.. وبحركة غريزية خبأت وجهها.المشتعل بين يديها المرتجفتين. فقال لها بجفاف:
- -لاتتصنعي الخجل اكثر مما انت حقيقة. حان لك ان تصبحي امرأة بكل مافي الكلمة من معنى، وبكل مافي ذلك من لذة وسعادة لم تستائي، مساء امس، عندما دخلت الى غرفتك، وكم كان رائعا ان اضعك بين ذراعي، انت العطرة الناعمة! ربما كنت تفضلين الا ابالي لوجودك والا اجدك جذابة، اليس كذلك؟ دعك من هذه التفاهات! آه ، ارغب في ان ابرهن لك عن همي الان وفي الحال، لكني اخاف من حضور الخادمة في اي لحظة.
اجابته اليس بصوت مخنوق:
- انت رجل وقح!
هز كتفيه واجاب:
-من دون شك. لو كنت حقا امرأة حقيقة ولست عانسا مغقدة لفرحت بجنون لمجرد اثارة رجل مثلي.آه سأعرف كيف اجعلك تتقاسمين هذه الاحساس الرائع!
شعرت برغبة ملحة لطمر نفسها تحت الارض والاختفاء كليا، ثم قالت بصوت اتهامي:
-هل تسخر مني؟ انت انسان سادي.
-لايحق لك ان تتهمني بالساذجة!
-الحقيقة تجرح!
يني مثل دمسكينوس ، هل تفهمين؟ انا لم اسبب سوءا لاي امرأة في حياتي..آه، افهم الان لماذا انسحرت به... خوفا من الحب، اليس كذلك؟ لكنك لم تفكري،يا ايتها الحمقاء المسكينة ، بأنه سيفرض عليك امور اخرى...
-انا.... انا لم افهم ماذا تقصد...
ومن جدد شعرت بانجذاب لنظرة ستيفان هل سينفذ تهديده الان هازئا بكرامتها ويفتك بها في لحال؟
فجأة سألها:
-كم عمرك ، ياليسيا؟
-24 سنة.
-الم تسمعي من قبل بالانجرافات؟
-بلى ولكنك لا تريد ان تفهم...
-بل افهم الكثير. تريدين الزواج من دون القيام بالواجبات الزوجية. لو نجح دمسكينوس في اقناعك بانه يكتفي بلمس يدك، اسمحي لي بأن اقول لك بانك فتاة ساذجة الى حد بعيد. منذ موت تمارا عرفت عن هذا الرجل امورا كثيرة، لايمكنني ان اقولها لك من دون ان احمر خجلا.فوراء المظاهر المحترمة يخبئ غرائز مجرمة وفاسقة . انه انسان متعفن حتى العظم!
توقف لحظة قبل ان يضم اليه اليه بقوة ويقول:
-تجدين صعوبة في فهم كلامي، اليس كذلك؟ لكن هذه الحقيقة. ومن حسن حظك انك وقعت بين مخالبي انا، الذي سأعاملك مثل انسان بشري ، اما هو، لكان اعتبرك شئيا مثل اي شيء اخر، هل كلامي واضح؟
ارتجفت اليس ، اذا كان مايقوله صحيحا، فهذا من حسن حظ البيرتا. لكن ذلك لن يغير شيئا في مصيرها. فالقدر رماها بين ايدي هذا الرجل اليوناني الذي بعد في ان يبلغ ثأره مهما كان الوضع.
-اذا تمكنت من ان ابرهن لك بأنني لست خطيبة دمسكينوس، فهل ستدعني اذهب وشأني؟
-عدنا الى الموضوع من جديد. اذن يوجد في العالم فتاتان تدعبان اليس شيلدون.
-لدى شقيقة تدعى البيرتا. ذهبت الى سيلان لتتزوج من رجل احبته منذ سنوات عديده لكنه كان قد تزوج من فتاة اخرى، واثناء ذلك، كانت اختي قد تعرفت على دمسكينوس وخطبته ولما علمت بأن حبيبها فقد زوجته، قررت فسخ الخطوبة والذهاب الى سيلان بناء لطلبه لكنها لم تكن تتمتع بالشجاعة الكافية تتعلم دمسكينوس بالامر شخصيا فوكلتي انا بالامر...
-خطبة دمسكينوس تدعى اليس وليس البيرتا.
صرخت اليس فاقدة الامل:
-لقد كذبت...
يالهي كيف سأتمكن من اقناعه ان يصدق كلامي ويعيد الي حريتي؟
اضافت تقول:
-كانت البيرتا دائما تفضل اسمي. ولاي سبب استعلمت اسمي مع دمسكينوس؟ لا اعرف! لكن بامكاني الاتصال بها في سيلان وابرهن لك عن وجودها . ارجوك، اعطني خطا لابرهن لك الحقيقة، قبل ان ترتكب ما لايمكن التعويض عنه.
قال بقسوة:
-حسب رأيي انت تحاولين كسب الوقت. احب ان اصدق بأن لك اختا تعيش الان في ميلان، لكن قصة تغيير الاسم امر لا يصدق! الم تقولي لي ، عندما كنا في الرزورق بأن دمسكينوس سيرسل من يأتي لنجدتك؟
-كنت... كنت قد فقدت الامل، واعتقدت ان هذا النوع من التهديد سيجعلك تفكر بالامر وتعيدني الى اثينا.
-الظاهر انك حتى الان لم تتوصلي الى معرفتي، يا اليسيا ...
-وانت، ماتعرفه عني خطأ فادح، مادمت تتصور بأنني انجذبت الى دمسكينوس هذا، انا لا اشبه البيرتا، لا جسديا ولا فكريا..
-كيف تنوين برهنة كلامك؟
-هل... هل من الممكن ان ارسل برقية الى اختي؟ لدي عنوان هاري خطيبها. سأطلب منها ان تؤكد لك بانها كانت فعلا خطيبة دمسكينوس.

shining tears
25-05-2008, 12:39
-آه ، فهمت، هل انت صديقة حميمة لاختك؟
-كلا، ليس تماما.
-هل بامكانها ان تكذب لتخلصك من... هذه الورطة؟
اجابت اليس بمرارة:
-آه لا ، لاتخف من ذلك، لاخطر ، لان البيرتا فتاة انانية... اذن هل بامكاني ان ارسل لها برقية؟
-سأرسلها بنفسي، ستعطيني عنوان اختك في سيلان وسأطرح عليها السؤال بنفسي، ومصيرك متعلق بجوابها. هل اتفقنا؟
شعرت اليس بارتياح وقالت:
- آه ، نعم ، كم من الوقت تحتاج للحصول على الجواب، حسب رأيك؟
- ربما اسبوع، ربما اكثر.. فسيلان بلد بعيد في اخر العالم.
- ومن الان حتى .... ذلك الوقت...؟
ابتسم بسخرية وهو يرى ارتجاف شفتي اليس وقال:
- حتى ذلك الوقت سأكف عن ملاطفتك ما دام ذلك يزعجك. لكني انبهك، اذا كانت البرقية تعكس اقوالك ، فلا مجال لطلب الامان او العفو ، هل فهمت؟
اشارت برأسها في حركة ايجابية . وشعرت بخوار في قدميها، فجلست على المقعد الجلدي بينما راح ستيفان يشعل سيكاره.
سألها بعد ان اخذ مجه عميقة:
- - والان ، قولي لي ، الم يحبك احد عندما كنت صغيرة؟
- -لكن ، بلى....
طبعا لم تحصل اليس على الدلال مثل البيرتا ، لم يمدحها احد وكانت عائلتها تدعوها الفتاة الجدية، لانها كانت تنصب على القراءة بنهم ولاتبالي بشيء اخر . وذات يوم سمعت عمتها تقول :"للاسف على هذه المسكينة ان ترتدي النظارات ، فهي قبيحة من دونها ايضا! وليس من الصعب التنبؤ بنجاح اختها تجاه الرجال اما هي..."
وببطء رفعت اليس نظرها المتكبر نحو ستيفان فقال لها ، مقطب الحاجبين:
-لاتنظري الي هكذا، لقد وعدتك بانني سأرسل البرقية وهذا ما سافعله ، اليوناني عندما يعد يفي بوعده.
اجابت بتهذيب:
-اشكرك.
وفي مقعدها المريح استرخت اليس وراحت تفكر بأن عليها الان قضاء عطلة قصيرة على هذه الجزيرة اليونانية بانتظار وصول رد البيرتا، في حقيبتها وضعت بزة السباحة وحجرا من الزيت الواقي لاشعة الشمس واقلاما ودفاتر... باختصار، كل ماتحتاجه لتمضية الوقت.
فجأة قال ستيفان:
-من زمان ولم اشعر برغبة في حضور انثوي ، الظاهر انك تحبين الملابس الجدية. اما انا افضل الملابس الريحة، الخفيفة... اتمنى الاتنقصك الملابس الخاصة بالسهرات كالتي ارتديتها مساء امس
افرحيني وارتدي واحده منها، ارجوك ايضا عدم رفع شعرك واتركيه حرا يتطاير فوق كتفيك...
-هل هذه اوامر؟
-اوامر؟ كيف بامكانك قول مثل هذه الكلمات! اني اقدم لضيفتي ببساطة استقبالا غير معقد هل اشتريت ثيابا فاخرة فقط لارتدائها في وحدة غرفتك؟ ياللاسف؟
-انا لست انسانة طائشة او هائمة ياسيد كنسدروس
-لكني لاحظت في حقيبتك عددا من الملابس توحي بعكس ما تقولينه..
رمى السيكاره في المدفأة وقال:
-اطلب منك ان ترتديها .... وان تناديني ستيفان.
- وماذا اذ رفضت؟
-قدمت لك خدمة، ياليسا لماذا لاتباديلني بالمثل؟
-الظاهر انه ليس لدي اختيار
-بالفعل..
ظهرت امرأة في عتبة الباب، وكانها من القرن السابق، ترندي قبعة مطرزة وثوبا حريريا اسود واللؤلؤه تتدلى من اذنيها ، نظرت الى اليس بامعان فقال لها ستيفان:
-الانسة شيلدون، ضيفتي، يا كاترينا...
ثم التفت بأليس وقال:
-خادمتي، ستكون تحت تصرفك كليا.
قالت اليس بلطف وتهذيب:
-تشرفنا.
احنت كاثرينا رأسها وسأل ستيفان:
هل آخذ الانسة الى شقة الشرق؟
-طبعا والان ، من اجل ان توضب حقيبتها وتتحضر للعشاء نهضت اليس بهدوء وسألته:
-اي ساعة تنناول العشاء؟
-في التاسعة ، يا اليسيا.
-اذن الى اللقاء ، في التاسعة... يا ستيفان
-اذكرك بان تغيري هندامك وترتدي الملابس الانيقة استعدادا للعشاء.
احنت رأسها بابتسامة مرغمة وتبعت الخادمة ، نحو سلم يقودها الى الطابق الاعلى.

shining tears
25-05-2008, 12:45
احم احم
اولا احب اعتذر عن التأخير واعتذر لاني نزلت بس فصل لان حصلت معاي خربطة في الرواية طنشت فصل كامل توي منتبه :محبط:

واشكر ماري انطوانيت على المجهود الرائع

وحبيت اوضح نقطة انا ما زعلت ولاشيء من الي صار بس لان تفأجات بس
واتمنى ما احد يأخذ في خاطره على
واعتذر عن اي كلمات غلط في الرواية او غير موجوده لان الخط مو واضح واحاول قدر الامكان اني اكتبها كاملة ::جيد::

تحياتي للجميع

واتمنى الفصل ينال اعجابكم :مرتبك:

ЄҺểểяΨ
25-05-2008, 13:06
Cheer2Life انت متأكدة ان الرواية من عبير انا سبق وقريت وحده مشابهه بس من احلام كان القصر الي محتاج للديكور في اسبانيا وتفاوضت مع السكرتير الخاص بزوجها وبعدين اكتشفت ان زوجها صاحب القصر وراح يقيم معها في الوقت الي تشتغل فيه ....هي نفس الرواية او لا ؟؟




عزيزتي وردة قابين
أنا متأكدة إن الرواية هاذي من عبير والبطل اسمه نيك وهي اسمها شيلي والرواية على ما اعتقد لـ(آن هامبسون) هذا اللي اعرفه
أما بالنسبة للقصر مو في اسبانيا

آسفة حبيبتي على تأخري بالرد
ومرة ثانية آسفة عالتعب

دمتي بود

سنا المجد
25-05-2008, 17:44
اشكرك عزيزتي shining tears على الرواية الرائعة
وننتظر التكملة على احر من الجمر...............

*mero*
25-05-2008, 19:29
مرحبا بنات كيفكم عساكم بخير شكرا لجهود الجميع وبالنسبه للحلوة ليبانون كات نيتها كانت طيبة وشكرا لها اما شايينينغ تيرزوالتي لازلت مصممة على انها شاينينغ هابينيس فلا زالت هي القمة ابداعا وتميزااااااولهاحبي وتقديري الخالص[meroooooooooooooooooooooooooooooooo

غــلا
25-05-2008, 22:43
يعطيك العاافية shining tears الرواية جناان استنى بقية الاجزاء على ناااار

صمت المشاعـر
26-05-2008, 05:01
السلام عليكم
انا عضوة جديدة بها المنتدى الرائع..
وماخلاني اخذ عضوية الا هالمشروع الناجح!!
و احب اشكر كل من ساهم فيه واتمنى تقبلوني عضوة جديدة...

lebanon cat
26-05-2008, 07:43
بونجور
بالنسبة للاعضاء و القراء الكرام انا بس بدي اعرف شو هل الغلط الفظيع الي عملتوا و خلاني بين متل المعتوهة و لازم روح على العصفورية بعدين جل من لايخطئ اذا الانبياء غلطوا احنا يالبشر ما نغلط
طيب فهمت اني خالفت القانون عرفت اني غلطت فلشو عملتوني مجنونة و ماكان قصدي و هل الحكي كلوا كان بيكفي تحذفوا القصة و كان الله عليم
بس شكرا لماري انطوانيت و يا شاينيغ اسفة اذا سببتلك ازمة نفسية

منتهى الدلال
26-05-2008, 10:16
مشكوره حبيبتي شايننغ على الرواية الاكثر من رائعه وننتظر التكمله على أحر من الجمر


بالنسبه لصاحبتنا اللي نزلت رواية وشم الجمر انا بصراحه ماألومها بالعكس اشجعها بس هي غلطت غلطه صغيرونه قد كدا ( يعني طرف اصبعي الصغير) وماعرفت تمشي على القوانين وبشكرها وياليت لوعندها رواية تانيه تنزلها بعد ماتستشير المشرفات وشكرا

شايننغ احنا بانتظارك لاتطولي علينا لو بس تدخلي وتطمنينا عليك مش ضروري الروايه >>>>>>>>>> البكاااااااااشه

ماري-أنطوانيت
26-05-2008, 14:28
بونجور
بالنسبة للاعضاء و القراء الكرام انا بس بدي اعرف شو هل الغلط الفظيع الي عملتوا و خلاني بين متل المعتوهة و لازم روح على العصفورية بعدين جل من لايخطئ اذا الانبياء غلطوا احنا يالبشر ما نغلط
طيب فهمت اني خالفت القانون عرفت اني غلطت فلشو عملتوني مجنونة و ماكان قصدي و هل الحكي كلوا كان بيكفي تحذفوا القصة و كان الله عليم
بس شكرا لماري انطوانيت و يا شاينيغ اسفة اذا سببتلك ازمة نفسية

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته...

عزيزتي....

محد قال عنك معتوهه او مجنون...ومحد مسك بسوء..:مندهش:

واذا في احد تعدى بالكلام على اي احد ما كنت راح اسمح بالهشي

في هالمشروع عزيزتي...:cool:

كل الي صار في الامر اني ارسلت لك اطلب منك تحذفين القصه..

مرتين وما لقيت اي رد..فاضررت اني اتصرف عشان المشروع يمشي...

وانا عارفه ان نيتك حسنه وكنت تبغين تساعدين بالمشروع...وشاكره لك الامر..;)

بس اتمنى ما نجيب طاري الانبياء في الموضوع لان لا مجال للمقارنه طبعا...

عزيزتي...ما يحتاج تاخذي على خاطرك..اتوقع باني ارسلت رساله

استسماح...::سعادة::

وان شاء الله كل لنفوس صافيه وراضيه...وما كان في اي مشاكل...

كل الود ماري..

ماري-أنطوانيت
26-05-2008, 15:25
السلام عليكم
انا عضوة جديدة بها المنتدى الرائع..
وماخلاني اخذ عضوية الا هالمشروع الناجح!!
و احب اشكر كل من ساهم فيه واتمنى تقبلوني عضوة جديدة...


مراااااااااااااااااااااااااااحب مراحب...:p

اهلا وسهلا فيك عزيزتي((صمت المشاعر))

اسعدنا جدا بان المشروع كان من اسباب تسجيلك...:D

وفخر لنا ان اول مشاااااااااااااااركه لك تكون بالمشرووووع::سعادة:: ::سعادة::

واكيد انت اخت قبل ما تكونين صديقه عزيزه وغاليه....::جيد::

SONĒSTA
26-05-2008, 20:37
بونجور
بالنسبة للاعضاء و القراء الكرام انا بس بدي اعرف شو هل الغلط الفظيع الي عملتوا و خلاني بين متل المعتوهة و لازم روح على العصفورية بعدين جل من لايخطئ اذا الانبياء غلطوا احنا يالبشر ما نغلط
طيب فهمت اني خالفت القانون عرفت اني غلطت فلشو عملتوني مجنونة و ماكان قصدي و هل الحكي كلوا كان بيكفي تحذفوا القصة و كان الله عليم
بس شكرا لماري انطوانيت و يا شاينيغ اسفة اذا سببتلك ازمة نفسية


لأ ولـــو
ما تاخدي بخاطرك ولا شي
فمتل ما قالت ماري إنت نيتك كانت حسنة
وسوري إذا أزعجناك ... ::سعادة::
/
/
كل المحبة

;)

هيونه المزيونه
26-05-2008, 21:45
تشاينغ تريز مشكورة يالغلا على الفصول الحلوة .....

بصراحة رواية راااااااائعة بمعنى الكلمة ...

في انتظارك عزيزتي ....

نسائم الفجر
27-05-2008, 00:53
مشكوره shining tears على الرواية الرائعة ننتظر باقي الفصول على أحر من الجمر
سؤال للجميع وإلى يقدر يجاوبني بأدعيله, :Dرواية من روايات عبير القديمة أبغى أعرف أسمها .

الملخص:
ان عروس هربت من زوجها يوم الزفاف وانقذتها وحده واخذتها بسيارتها بعد كم يوم تفاجأت ان
العريس لم يطالب بالعروس بل طالب بها هي أن تأتيه.

أنا مو فاكره منها إلا هذا الشىء ياريت تساعدوني.

إلى أنا متأكده منه إنها من روايات عبير القديمه.

ЄҺểểяΨ
28-05-2008, 00:47
عزيزتي شايننغ

مشكووورة كتير كتير عالرواية

دمتي بود

الأميرة شوق
29-05-2008, 05:07
[QUOTE=shining tears;11579861]صبـــ ح ـــآـآ // مســــ ء ـآـآ الخيــــــر

كيفكم جميعا
اولا احب اعتذر عن التأخير الي صدر مني بخصوص الرواية
وحبيت اوضح انو الفصل الثالث كان ناقص والرابع مو موجود من صفحة 34 الى صفحة 53 هذا كله ناقص ومالقيته من شان كذا اذا قدرت ماري توفره النا راح تنزله بعد ما تكتبه وراح نعلن عنه متى ماتوفر
وطبعا الصفحة الاخير من الفصل الخامس وبداية الفصل السادس كمان يعني صفحة 81 و82 ناقصة
اعتذر على الخبطة بس الي قدرت عليه عملته
واذا اي احد قدر يوفر الي ناقص من الرواية اكون شاكرة اله

والان اتركم مع الفصل الخامس ومتابعة ممتعة



ماتنلامين
سويتي الي عليك
بس كأن النقص كثير ولا
بس عادي
ندور النقص مافي مشكلة

هيونه المزيونه
29-05-2008, 08:40
تسلمين حياتي تشاينغ تريز ... ماقصرتي ...

وياليت يكمل الناقص ...

في الأنتظار ...

صمت المشاعـر
29-05-2008, 11:30
مساء الخيرات
مشكورةعالروايةالحلوة
مع انها ناقصة شوي....:مرتبك:
بس والله مشكورة انك قعدت تكتبينها والله من جد جهدرائع

بما اني عضوة جديدة ومااخذت العضوية الا من اعجابي بهالمشروع قلت لازم اشاركم فيه :مكر:
وقعدت اكتب رواية ...بس 3 صفحات وتعبت :مندهش:

يعنس الكتابة من جد متعبة

بس حبيت قبل اكملها اتاكد انها موموجودة من قبل ....وهذا الملخص:-
الملخص:-
وجدت جنفييف نفسها تمشي كالمسحورة في الكنيسة القديمة. متابطة ذراع بلين الشخص الذي احبته منذ الطفولة ولكنها لن تكون زوجة بلين بل هومن سيوصلها الى عريسها.

بدا كل شئ كالكابوس..تنفست وتنفست ولكنها لم تستطع ان تتنشق مايكفي من الهواء…وكان اخر ماسمعته صوت بلين وهو بنطق باسمها.
لولم يغم عليها في تلك اللحظة لخطفها بلين بعيدا..مواجها غضب الدنيا باسرها..
…اذا فلم اقدمت جنفييف على الزواج بمن لاتحب ولماذا بلين هو من دفع نفقات هذا العرس كله..

shining tears
29-05-2008, 15:46
[/quote]
ماتنلامين
سويتي الي عليك
بس كأن النقص كثير ولا
بس عادي
ندور النقص مافي مشكلة
هلا والله بالاميرة انا عارفة انو الي ناقص كثير ان شاء الله نقدر نوفره باقرب وقت واتمنى انو مايسبب الناقص اي اشكال تحياتي الك يالغلا


تسلمين حياتي تشاينغ تريز ... ماقصرتي ...

وياليت يكمل الناقص ...

في الأنتظار ...

يسلمك ربي عنوني ان شاء الله يكمل بس لما نلقى الناقص او يتوفر


مساء الخيرات
مشكورةعالروايةالحلوة
مع انها ناقصة شوي....
بس والله مشكورة انك قعدت تكتبينها والله من جد جهدرائع

مساء النور عنوني
العفو والحمد الله الرواية عاجبتك والناقص ان شاء الله يكمل



بما اني عضوة جديدة ومااخذت العضوية الا من اعجابي بهالمشروع قلت لازم اشاركم فيه
وقعدت اكتب رواية ...بس 3 صفحات وتعبت

يعنس الكتابة من جد متعبة
[/quote

هلا والله فيك منورة المشروع بوجودك الرائع انا معك الكتابة متعبة بس متعه بنفس الوقت
[quote]بس حبيت قبل اكملها اتاكد انها موموجودة من قبل ....وهذا الملخص:-
الملخص:-
وجدت جنفييف نفسها تمشي كالمسحورة في الكنيسة القديمة. متابطة ذراع بلين الشخص الذي احبته منذ الطفولة ولكنها لن تكون زوجة بلين بل هومن سيوصلها الى عريسها.

بدا كل شئ كالكابوس..تنفست وتنفست ولكنها لم تستطع ان تتنشق مايكفي من الهواء…وكان اخر ماسمعته صوت بلين وهو بنطق باسمها.
لولم يغم عليها في تلك اللحظة لخطفها بلين بعيدا..مواجها غضب الدنيا باسرها..
…اذا فلم اقدمت جنفييف على الزواج بمن لاتحب ولماذا بلين هو من دفع نفقات هذا العرس كله..


واو واو باين عليها انها روعة طيب شنو اسم الرواية من شان اذا قدرت القاها يمكن اساعدك بكتابتها من شان تنزل باقرب فرصة اذا ممكن يعني واذا حبيتي انو اساعدك فيها اذا مابدك عادي بس الملخص روعة
بانتظار شد الهمة من شان نلقها كاملة بالمشروع

منورة عنوني واتمنى تفاعلك معنى يكون دايم
تحياتي للجميع

ورده قايين
29-05-2008, 22:50
رواية رائعه يا شانينغ وبالنسبة للجزء الناقص ان شاء الله اكمل الجزء الناقص بس انتظروني يومين وانزلها ..



صمت المشاعر اهلا بك في المشروع والرواية من ملخصها روعه وبأنتظارها لكن ماقلتي هل هي من عبير او احلام وما أسمها ؟

shining tears
30-05-2008, 03:16
رواية رائعه يا شانينغ وبالنسبة للجزء الناقص ان شاء الله اكمل الجزء الناقص بس انتظروني يومين وانزلها ..



مشكووووووورة عنوني وردة وننظر الاجزاء الناقصة ::جيد::::سعادة::

صمت المشاعـر
30-05-2008, 07:35
صباح ا لخيرات
والله اسم الرواية مااعرفه:confused:
لان الرواية مو وحدة يعني كتيب فيه روايتين ولهم عنوان واحد
العنوان هو قلب في امراتين بس احس هذا العنوان يصلح للرواية الثانية مب الاولى اللي انا اكتبها
والرواية من روايات احلام
بس مااقدر اكملها قبل ا خلص امتحاناتي يعني تقريبا اربع اسابيع:محبط:
انشاء الله من اخلص اكتبها:رامبو:

تعبت آهواك
30-05-2008, 18:22
shining tears


الرواااية روووووووووووووووووعة ::جيد::


من جد اعجبتني..


ننتظرك بكل شوووق..


وبصرااحة أنا ماسجلت الا عشاان هالموضوع..


* * *

صمت المشااعر..


الروااية اللي تقولي عنهاا قلب في امراتين..


مثل ماقلتي العنواان يدل ع الرواية الثاانية..


ومن جد هي حلووة..:رامبو:


ننتظرك تنزلينهاا..!

تحيتي..

ورده قايين
01-06-2008, 15:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الجزء الثالث من البداية بعد أضافة النص الناقص



3/ ستيفان كسندر ومن يكشف عن قسوته الكاملة ويمنع اليس من رفع شعرها كعكه كما فعلت طيلة حياتها. ثم يذهب به الجنون الى محاولات اخرى ابعد خطورة بكثير...


الريح تعصف في شراع المركب الذي يبحر كالسهم بين الامواج صعدت اليس الى السطح من دون احداث اي ضجة. وخلف الرافعه وقفت تنظر الى ستيفان كسندروس وهو يقود المركب محدقا بالماء والافق البعيد. وبيد حازمة ينطلق الى اخر العالم، الى جزيرة نائية حيث ينوي ان يفعل بها مايشاء!
كان قد خلع سترته المصنوعه من جلد الخروف. ويرتدي سروالا قديما وقميصا بيضاء تظهر عضلاته القوية وحيويته ونشاطه. النظر اليه يعذبها كثيرا. هذا الرجل الوحيد ، اللامبالي، الذي يقوم بعمله في تمهل ومثابرة كما يفعل الزورق في الامواج الصاخبة، وراحت تتامل خاطفها بوضوح لاول مرة وهي تشعر بوميض غريب في صدرها ،
عمدما كانت منذ قليل ، تبحث في اغراضها،لم تجد نظارتها. لا شك انها نسيتهما على الطاولة في حمام الفندق، ولحسن حظها وجدت بين امتعتها نظارات الشمس ، فارتدتها كي تخفي عينيها الضائعتين. ارتدت تنورة غامقة وقميصا ازرق فاتح اللون ميكلا بالازرار حتى العنق. وبنظاراتها السوداء وكعكة شعرها المشدودة وغياب الزينة عن وجهها، عادت اليس شيلدون الى طبيعتها القديمة التي لا يلتفت الرجال اليها ابدا.
كانت تتمنى ان تهدئ من عزيمة خاطفها متى رآها على هذا الشكل، واخيرا قررت الاعلان عن وجودها فقالت:
-ها انا ياسيد كسندروس. لقد ارتديت ملابسي. وصعدت الى سطح الزورق كما طلبت مني.
نظر اليها بلامبالاة ثم انتفض لرؤية كعكة شعرها وقال:
-انزعي كعكتك الان وبسرعة، واتركي شعرك ينسدل على كتفيك.
كانت مصممة ان تخافظ على هدوئها... لكنها قالت بصوت اكيد:
-تبا لك ! شعري ملكي وانا اسرحه دائما على هذا الشكل ، فكه فقط عندما اذهب الى فراشي.
-لكن هذا تحريض واثارة... وانا احب شعرك منسدلا بحرية على كتفيك في كل ساعة من الليل والنهار، هيا، انزعي الدبابيس بسرعة ودعي الريح تلاعب شعرك الجميل!
وضعت اليس يديها خلف ظهرها وقالت ببرود:
-هل للقائد اوامر اخرى يريدني ان انفذها؟ من الافضل عليك ان تعرف حقيقتي ومن اكون حقا.
من جديد راح يتأملها من رأسها حتى اخمص قدميها. ولم يسبق لأليس ابدا ان رأت نظرات رجل، بهذا التوتر والاضطراب والقلق والسرية، كالبحر الذي يحيطها،فزاحت نظرها عنه وحدقت بالسلسلة الذهبية حيث تعلقت جوهرة من حجر الحاد وظهرت من تحت قميصه.
-اشبهي نفسك! هذا كل ما اطلبه منك!اسدلي شعرك الحريري.
-لست فتاة شيطانة واكره ان ارى شعري على وجهي.
سألها ساخرا:
-اذن، لماذا تريدينه طويلا؟ هل تريدين، ياليس ان اجيب عنك .. انت تعرفين جيدا . ان لديك شعرا جذابا ولا تجؤين على اظهاره انت فتاة معقدة؟
-الايكفيك ان تلعب دور الخاطف والمضيف والبحار؟وتريد ان تلعب دور طبيب النفس ايضا. شخصيتي لا تخص الا نفسي فقط.
-خطأ منذ الان انت تحت سلطتي، ويحق لي الرقابة عليك.
صرخت قائلة:
-انت عديم الوجدان! عندما تقبض الشرطة عليك.
-لا خطر علي ياليس، خطفتك من فندق متروبوليس ليلا واخذتك الى هذا الرزورق ، كما شطبت اسمك من السجلات ولم يعد هناك اي اثر لمرورك بالفندق.
- لكن ... موظف الاستقبال... الذي تكلمت معه؟
- انه احد ابناء عمي، وهو لايفشي بالامر لانه يريد وظيفته.
-و... الطاهي ؟ سيراني.
-طبعا. انه ابن خالي لا احد من افراد عائلتي قلق على ما سأفعله بخطيبة دميكينوس هنا، الصدق لا يتزعزع ، ونحن نعرف كيف نتكاتف مع بعضنا.
-انت انسان تافه، انت انسان فظ، متعجرف وحقير!.
-كمعظم الرجال. انا موافق, منذ الطفولة ينهمر الجميع علينا بالمديح والقول باننا اقوياء وارفع منزلة من الجنس الضعيف...
ونحن لا نفعل شئيا لايقاف الغريزة، اما انت التي تتحلين بصفات تدفعك الى الخضوع للرجل والاستسلام له، الظاهر انك لست واعية لسحرك ، يا اليس... ربما يجب ان تتعلمي استخدامه .
-وطبعا ستكون انت المعلم المختص؟ اخشى ان اكون تلميذة خائبة، ياسيد كسندروس.
-ليس ذلك اكيدا, وراء احتشام الانسة شيلدون، باحذيتها الولاذية وقميصها ذي القبة العالية والاكمام الطويلة، ارى انسانة مختلفة... فراشة جميلة ذات اجنحة ملونة لاتطلب الا الخروج من الظلمة ... هل انا مخطئ؟ اليس، اعترفي بذلك، عندما كنت صغيرة، هل اشعرك احد بانك انسانة عادية؟
-لست بحاجة ان يقال لي ذلك.
راح يضحك بفراسة وانطلاق جعلتها تضطرب بغرابة ، ابدا، وحتى في احلامها الجنونية، لم تتخيل اليس انها ستعيش مغامرة مماثلة. لقد قال لها منذ قليل:"ماذا تعرفين من الحب؟ انت التي كنت على استعداد لان تبعي نفسك لرجل ثري قذر؟"
نعم ماذا تعرف عن الحب؟ لم يكن يريد تصديق الحقيقة. ما العمل؟ هل تستمر في لعب دور انسان اخر؟ فهي تحت سلطته الا اذا قذفت بنفسها في الماء لتودي بحياتها.

ورده قايين
01-06-2008, 15:17
ارتعشت وهي تشعر فجأة بيد ستيفان على شعرها . نزع الدبابيس وانسدل الشعر البني الحريري شلالا فوق كتفيها . ثم قال :
- انا على استعداد ان اسمح لك بألا تثقي بي . لكنني لن اقبل ان ترفضي لي هذه الرغبة في رؤية شعرك . هاهو الأن جذابا حتى الأثارة .
- انت انسان مستحيل ومن الصعب تحملك .

نظر اليها بسخرية ورمى الدبابيس في الماء وقال :
- لا اريد ان ارى بعد الأن هذه الكعكة الرهيبة !
- اكره ان ينسدل شعري ويغطي وجهي ..
- لقد سيق وقلت لي ذلك ! حسنا والأن دعيني اتأمل قميصك ..لونه رائع . لكن . هل افك بعض الأزرار العالية ام ستفعلين ذلك بنفسك ؟
- لا . لن اسمح لنفسي ان اتحول الى امرأة سهلة , فقط من اجل ارضائك . لايحق لك ان تطلب مني مثل هذا الأمر !

ابتسم ثم قال :
- ستفعلين ما اطلبه منك بالتمام والكمال . حان لك الوقت ان ترمي جانبا هذه المبادئ البالية التي تخنقك . وتدعي الريح تلاعب شعرك والشمس تلامس جلدك . في حياتي كلها لم أر مثل هذه البشرة الجميلة . الم تسمعي هذا الكلام من قبل ؟

احمرت أليس . نعم تعرف انها تتمتع ببشرة ناعمة ..
لكنها رفضت اظهارها للأخرين ...لكن ماذا عليها فعله لئلا تدعه يفك الأزرار العالية بنفسه ...وبعصبية فكت ازرار قبتها ونظرت اليه , فأسرع يقول :
- وزر آخر بعد !
فكته وقالت :
- تبا لك !

شعرت ان خاطفها يداعب عنقها بنظرته الحالمة , فخطت خطوة نحو الزورق فقال لها :
- الماء تحثك على السباحة , اليس كذلك ؟ لكن احذرك . فالماء هنا مليئة بالتماسيح .
- تقول لي هذا الكلام فقط لترعبني .
- حاولي اذا اردت ..

ارتعشت وقالت :
- انت عديم الرحمة .
- ما بالك يا اليس , هيا . كفي عن التخبط ضد التيار الذي يجرفك ! يجب ان تعتادي على فكرة ان تصبحي لي . انت لا تستطيعين مقاومة القدر , تماما كما لاتستطيعين مقاومة الريح والأمواج العاصفة . انا اريد الأنتقام , وسأناله .
- من دون اعتبار عواطفي ؟
- سأبذل جهدي لئلا اتصرف مثل رجال الكهوف ...
- هل تتصور انني سأخضع لك مثل ...عانس متعطشة للحب !
- في كل الأحوال , ستستسلمين لي,يا اليس , وهذا امر ضروري ..آه , هذا ميكي الطاهي , حامل فطور الصباح ..
- ابتسم لها الطاهي ببساطة كأن وجودها امر طبيعي فسأله ستيفان بالأنكليزية :
- اجلب هذا الصندوق لتجلس عليه الأنسة شيلدون .

ثم قال لأليس :
- ميكي يتكلم الأنكليزية واليونانية . عاش والده عدة سنوات في الولايات المتحدة الأمريكيه حيث تزوج وأنجب , لكنه عاد الى اليونان , كما يحصل مع الجميع ...

جلست اليس . فوضع ميكي امامها صحنا مليئا بالبيض المقلي والخبز المحمص والزبدة والمربى , ثم سكب لها فنجان قهوة .
قال ستيفان :
- خذ عني قيادة الزورق يا ميكي , بينما اتناول فطوري .
- نعم , كابتن .

ورده قايين
01-06-2008, 15:18
نظر ستيفان الى اليس بشغف لايصدق ..كيف بامكان هذه الفتاة الباهته ان توقظ في هذا الرجل اليوناني هذه الرغبة المثيرة ؟ انه يريدها بوضوح من دون تعقيد ...لاشك انه كان فعلا مغرما بتمارا لأنه ابتعد عن جميع النساء بعد وفاتها ...اخفضت عينيها خوفا من ان يكتشف انجذابها اليه . وراحت تفكر بوضعها الغامض . يخطفها ستيفان الى جزيرة نائيه . فتنجذب بكتفيه العريضتين ووركيه الضيقتين ورأسه الكبريائي المتوج بالشعر الأسود الكثيف . يالغرابة هذا الوضع !

سألها فجأة :
- بماذا تفكرين ؟

قالت بعد ان احمرت وجنتاها بقوة :
- افكاري تخصني , اليس كذلك ؟
- تحيريني يا أليس . هل تتجاهلين مكر النساء ؟ كأنك عشت في صومعة حتى الأن . كيف نجحت في التسلط على دمسكينوس ...؟
آه سيجن عندما يعرف باختفائك , اليس كذلك ؟
- سيحاول نجدتي .

ضحك ستيفان بشكل تهديدي وقال :
- هل تتصورين انه سيرسل اشخاصا للتفتيش عنا ؟ انت مليئة بالأوهام ..سترسي سفينتنا في سوليناريا قبل آخر النهار . وقبل ان تصل فرقة النجدة يكون قد قضي الأمر ...

انتفضت وسألته :
- ماذا تعني ؟
- مابالك , يا ابنتي العزيزة , لاتجبريني على توضيح النقاط !

بضربة جافة قطع البطيخة التي بين يديه الى جزئين وقدم لها قطعه بابتسامة ساخرة فقالت له :
- هل ..هذا تهديد , اليس كذلك ؟
- هيا كلي بطيختك . الحلوة كالعسل انه العالم بالمقلوب, اليس كذلك ؟ على متن السفينه الرجل هو الذي يقدم للمرأة ثمرة التجربة .
- آه , مازلت تتذكر الحوادث التي جرت في الفردوس ...فما عليك الا ان تتذكر التتمه , جزيرة اليوم هي ربما مرفأ سلام . ماذا سيحل بها عندما تكون قد مارست انتقامك ؟ لن تمس سوىبطعم الرماد في الفم !
- انت متواضعه جدا , ياعزيزتي أليس !
كيف بأمكانك ان تفكري بأن هذا الثأر لن يجلب لي الفرح الكبير ؟
وراء النظارات الغامقة كانت اليس تتامل باندهاش وجه الرجل الكبريائي الواثق من نفسه .
اضاف يقول بعد لحظة :
- الا ترغبين في معرفة المزيد عن سوليتاريا ؟ هناك ستعيشين .
- الاتخشى يا سيد كسندروس , ان يكون وجودي على الجزيرة حافزا سيدفعك الى الأفشاء بالسر ؟ او انك تنوي القول بأنني جزء من عائلتك ؟
- الجميع يعرف بأنني اعيش من دون امراة منذ زمن بعيد . وهنا في جزيرتي , الناس منفتحون ويتمتعون بافكار واسعة ...

اشعل سيكارا صغيرا وأضاف :
- ما افعله , لادخل لأي انسان آخر به .
- كنت اتصور ان لي علاقة في الأمر . لكن تبين انني لست بشئ ! لكن لدي كرامتي وعزة نفسي . و ..ولا اريد ان يعتبرني الأخرون ...غانية ...
- كلمتك الأخيرة قديمة الأستعمال وبالية , ياعزيزتي !

ثم أضاف بعدما اخذ مجة من سيكاره :
- بالية ...مثلك , يا طاهرة ! بدأت افهم لماذا يجذبك دمسكينوس ... كنت تعرفين بأنه لايمكنه ان يطلب منك كل شئ . فكان بامكانك الأستفادة من ثروته من دون ان تدفعي شيئا من ذاتك .
- هل ...هل تفكر جديا هكذا بي ؟
- هذا امر حتمي .
- لنقل ان هذا رأيك . لكنني اردد لك منذ ان صحوت من دوختي , بأنني لست الأنسانه التي تبحث عنها , غير انك لاتريد ان تسمعني . فكر لحظة . انك تعتبرني من الطراز القديم ...نعم كلامك صحيح وينطبق في عدة وجوه . هل تتصور ان رجلا مثل ابونيدس دمسكينوس يفكر لحظة واحدة في الزواج مني . انا ؟

نهضت وتابعت بحدة :
- نعم . يا سيد كسندروس , انا فتاة خجولة ومعقدة وضد
المغامرات العابرة وحبوب منع الحمل والأجهاض , اعيش حياة
هادئة في شقتي اللندنية واكسب معيشتي بالعمل كرسامة في المجلات
النسائيه . ليس عندي أي نجاح . ينقصني ذلك الشئ الذي يجذب
الرجال . ومن زمان وانا مضطرة للعيش وحيدة ...وأذا احببت يوما
رجلا فليس لأنه يملك ثروة او لأنه ...معاق !وانا لست باردة كما تظن !

نظر اليها ستيفان كسندروس فترة طويلة بصمت , ثم هز رأسه ببطء واندهاش وقال اخيرا :
- انت تدهشينني حقا . كان عليك ان تصبحي ممثلة . هل تعرفين
- انني بدأت اشعر برغبة ماسة لأكتشاف أليس شيلدون الحقيقية ؟
- الا تصدقني ؟
- يا ابنتي العزيزة , لقد استعلمت عن خطيبة دمسكنوس , وقيل لي انها فتاة انكليزية نحيلة , في العشرين من عمرها , ذات شعر طويل رائع ...وتدعى أليس شيلدون .
- كلا تدعى بيرتا شيلدون .
- بل قيل لي انها أليس شيلدون . لقد تفحصت جواز سفرك خلال نومك , وتأكدت
من انك أليس شيلدون ذاتها , ومولودة في ميدليكس وعمرك 24 سنه . اذن
توقف عن الكلام وراح يتأملها بشغف وأضاف :
- كثير من النساء يبعن كل مالديهن ليملكن بشرة مثل بشرتك , والعديد من الرجال يفعلون الشئ نفسه لكي ينالوا الحق في لمسها ومداعبتها .

وبحركة جافة رمى سيكاره في الماء وأمرها قائلا :
- تعالي الى هنا .
- اذهب عني , من فضلك .

بريق تهديد ارتسم على وجهه وقال :
- افعلي ما يقال لك ...والا ..بامكاني ان اكون قاسيا ! هيا , قرري , حان الوقت!

اراك متقلصة مثل هرة غاضبة مستعدة للهجوم وأنشاب مخالبها !
لماذا زعمت البيرتا انها تدعى اليس ؟ هذا ماتساءلته الفتاة المسكينة . وتذكرت اليس , انها رأت مرة اختها الصغيرة تسأل والدها قائلة :" بشعري الأشقر وعيناي الزرقاوين كان عليك ان تسميني انا اليس بدلا من البيرتا " . يومها ضحك والدهما ثم التفت الى اليس بمحبة قلقة كأنه يشك بأنها ستكتشف يوما بلاد العجائب .
فجأة شعرت اليس بذراعي الرجل تلتفان حولها بقوة . فجن جنونها ورفعت عينيها الى وجهه القاسي , وبينما الدنيا تدور بها سمعته يقول :
- اذن هذه هي خطتك ؟ لاتريدين ان تهبي شيئا ؟ وأنا سآخذ ما اريد .
- هل تتصور انني سأرتمي في احضانك ؟..

راحت تتخبط بائسه لكنه ظل يشدها في ذراعيه بقوة الحديد فارتجفت وهمست بصوت قلق :
- آه ..لا ......ليس هنا . الطاهي بامكانه ان يرانا ...
- تفضلين الأختباء ؟

جذبها بقوة وراء تلة الصناديق . كادت ان تفقد عقلها . كلما تخبطت اكثر , كلما اصبح اكثر حماسا لكنه فجأة حملها بين ذراعيه وأدخلها الى الحجرة ووضعها على الأريكة وأقفل الباب بالمفتاح .
فصرخت بصوت مخنوق :
- لا .لا ارجوك ....

خلع نظارتية فاطلقت صرخة رعب وتخبطت بقوة ترجوه ان يتركها وشأنها . كان قلبها ينبض بقوة جنونية واحتلها الضعف وفقدت الوعي وارتمت على الوسائد , بيضاء كالأموات ...كدمية من رقع .
ولما رفعت عينيها كان جالسا قربها يبلل وجهها بالماء الفاتر . ادرك انها عادت الى صوابها فقال :
- هل افزعتك ؟ هل تشعرين بتحسن ؟
- لقد ..نعم .

رفعت يدها الى جبينها المبلل ونظرت اليه برعب وقالت :
- هذه اول مرة اشعر بالغثيان ويغمى علي .
- كنت اتصور ان هذه الأمور تحصل فقط في قصص العهد الماضي ! انت انسانة غريبة يا اليس !
- انها غلطتك . لقد خدرتني وخطفتني وجئت بي الى زورق بهدف ممارسة العنف معي . وتريدني فوق كل ذلك ان ارتمي بين ذراعيك ؟

ابتسم وقال :
- احتسي هذا المشروب . لتستعيدي نشاطك ولونك .

قالت له بنظرة متوسلة :
- انت ...انت تعرف جيدا ما اريد . اريد ان تعيدني الى اثينا .
- نحن الآن في منتصف الطريق ولا انوي العودة فقط لأرضائك , اعرف الآن انه لايجب علي ان اكون عنيفا معك . يا اليس , سأخذ الوقت المطلوب . آه , انت لاتشبهين الأنكليزيات ! انت لست امرأة متحررة !
- انت رجل عديم الشفقة ومنفر .

ورده قايين
01-06-2008, 15:19
قال لها وهو يضع يده على كتفها :
- وأنت , انت فتاة حنونة مثل الندى . انك شديدة الحساسية , وانا اكيد بأني خدمتك في ان خلصتك من مخالب دمسكينوس . ولأنك ساذجة , لاتعرفين ما كان ينتظرك ؟
- تريد الآن ان تبرهن لي انك قديس ومهذب ! لاشك انك مثل دمسكينوس . تتمتع بموهبة استغلال الناس ولاتفكر الا بلذتك مهما كان العذاب الذي تفعله بالغير .

بريق خافت عبر عيني الرجل اليوناني , فتقلص وقال :
- انتبهي , لا اطيق مقارنتي بمجرم .

هزت كتفيها وقالت :
- انت ايضا تقوم بعمل جيدا , يا سيد كسندروس !
- ارجوك ان تعتادي على مناداتي بستيفان . نحن في طريقنا الى سوليتاريا . بامكانك ان تصرخي وان يغمى عليك وان تمزقي الوسائد هذا لا فائدة منه , لاشئ سيرغمني على العودة. استرخي وكفي عن شتمي .
- ان اشتمك هو الشئ الوحيد الذي احب في هذه الرحلة !
- اذن اترك لك الحرية في ان تشتميني , لكن وحدك !

نهض فجأة وقال لها :
- نامي الآن .
- تبا لك , يا سيد كسندروس , سأجد طريقة للتخلص من مخالبك .
- في هذه الحال اتمنى لك احلاما جميلة , لكن اخشى الا تستطيعي تحقيقها !
توجه الى الباب فقذفت عليه كأس الشراب الذي تحطم ارضا من دون اصابته .
فسألها بضحكة ماكرة :
- هل تشعرين الأن بتحسن ؟
- كثيرا , شكرا .

وما ان انغلق الباب حتى تقوقعت اليس على الأريكة تاركة نفسها تتأرجح مع حركة الأمواج . لقد حلمت بالحب بين ذراعي رجل محب وحنون ...لماا رماها القدر في طريق هذا اليوناني القاسي الذي قرر ان يشفي غليل انتقامه بواسطتها ؟ وكل هذا بسبب شقيقتها البيرتا المجنونة التي تكذب من دون ان تفكر بالعواقب .
واهتز كيانها وهي تتذكر عناقه . وادركت انه في المره المقبلة , لا شئ سيوقفه عند حده . لاصراخها ولابكاؤها ولاتوسلاتها ...
كانت ضائعة حتى العدم .





4- مع الوصول الى جزيرة سوليتاريا ازداد الموقف
حرجا ولم يعد امام اليس سوى ان تطلب الرحمة
عنوة وبلا خجل . اتفقت مع ستيفان على ارسال
برقية الى اختها في سيلان لتأكيد هويتها ...واعلنا
الهدنة مدة اسبوع !

اسندت اليس ظهرها الى حاجز السفينه , شاحبة اللون تنظر الى الزورق يدخل و


سط صخور البحر المنثورة حول شاطئ جزيرة سوليتاريا , و
الريح تلعب بشعرها والغسق يشارف على نهايته . وفي الأفق سحابات طويلة من اللهب تخطط السماء الليلكية .
هذه الصخور الغامقة المنبعثة من اعماق ايجيه تجعل الجزيرة شبه قلعة . والصخور الساحلية المحززة عميقا والمتأججة بنيران شمس المغيب , تنحدر عاموديا فوق الرمال الضيقة , اشار ستيفان بأصبعه الى منزله الذي اطلق عليه اسم " الفانوس " هذا المنزل المهجور الذي يطل على البحر من فوق قمم الصخور وقال :
- هاهي قلعتي !

و كان في صوته فخر واعتزاز لأنه مالك هذه الجزيرة وهذا المنزل ...وهذه الضحية الهشة..كان الزورق يبحر ملتويا ضد الريح بمهارة كبيرة , ويخترق الصخور . اخيرا دخل المرفأ , فنشل ستيفان المرساة محدثا قرقعة عنيفة , وبالرغم من كل الظروف كانت اليس تشعر بنوع من النشوة وهي تصل الى هذه الجزيرة الغريبة .
نزلت من السفينه الى زورق صغير وبعد عشرين دقيقة كانت تدوس الرمل الأبيض على الشاطئ الصغير المحدد بالصخور الحمراء الشاهقة . وفوق رأسها كانت السماء متوهجة .
كانت نظاراتها موضوعتان في جيب سترتها , لأنهما اصبحتا غير صالحتين للاستعمال من شدة الوسخ والرطوبة , ومن دون هذه العدسات لاتستطيع اليس ان ترى جيدا. كل شئ امامها تراه بمثابة ضباب يريح نظرها , هدأت عدائيتها تدريجا . نظر اليها ستيفان بتحد وكبرياء وقال :
- اذن ظ الا تشعرين بان الميرا تنتظرنا ؟

قالت بصوت مضغوط :
- لا افهم معنى هذه الكلمة .

بذلت جهدا كبيرا لئلا تفقد برودة اعصابها وخاصة كلما اشتبكت نظراتها بنظراته . فأجاب قائلا :
- " ميرا " يعني القدر . ماكتب قد كتب . والا ستحدث مشاجرة ....

قالت بلهجة احتقار :
- يالهذا العذر الجميل ! تخطفني مثل لص عات , ثم تسمي ذلك القدر .
- في ظروف اخرى يدفع السائح اموالا طائلة ليقوم برحلة على متن سفينة كالتي املكها . انا اعاملك باعتبار ومراعاة , حتى ولو اني افكر بالطريقة التي غرقت فيها تمارا في حوض السباحة !

قامت اليس بحركة غاضبة وقالت :
آه , ارجوك , كف عن تحميلي مسؤولية موت هذه الفتاة المسكينة !
اوقف حركتها واطبق يده على معصمها , ثم رفع يدها وراح يتأملها بسحر ويقول :
- يداك جميلتان , ياعزيزتي , بيضاوان وناعمتان , ولاشك انهما تعرفان المداعبة الساحرة . آه , هناك امور عديدة المفروض ان تتعلميها يا عزيزتي ...في المرة المقبلة عندما سأضمك بين ذراعي آمل الا تمزقني اظافرك كما حصل في السابق .
- آه , هل شعرت بالألم ؟ كم انا شديدة الفرح لذلك !

قال بضحكة ساخرة :
- كنت تتخبطين مثل هرة شرسة لذلك تستحقين العقاب المناسب .
- لكنك رجل مهذب , اليس كذلك ؟

ازاحت عينيها عنه ونظرت الى الصخور العالية وقالت :
- لاتقل لي ان علينا تسلق هذه الصخور للوصول الى قلعتك ؟
- كلا . اتبعيني .

امسك حقائبها وتقدمها ماشيا على الرمل الضيق الذي يتأجج بدوره تحت اشعة شمس المغيب القوية .
امامها لمحت اليس فجأة حجرة مصعد محفورة داخل الصخرة .
دخلا اليها . انها ضيقة ومبنية من الحديد السميك . اتغلق الباب وصعدا ببطء . لكن الخوف احتل اليس , فكانت ترتعش بقوة لوجودها داخل الصخور الضيقة .
قال ستيفان للحال :
- من النادر ان يتعطل المصعد . " الفانوس " كان في الماضي ديرا قديما ولم يكن الرهبان يخافون من التنقل من صخرة الى اخرى . لكنني فضلت الرخاء وبنيت هذا المصعد . هل تعانين من خوف الأحتجاز ؟ اعني هل تخافين من الاماكن المقفلة , ياأليسيا؟
- لا احب المصاعد كثيرا ....ثم افضل ان تدعوني اليس , كما من قبل , فأنا لست يونانية ولا انوي الزحف امامك .
- صحيح ؟ لكنني تصورت بأنك فهمت ان عليك الأستجابة لرغباتي , طوعا او كرها ...
قالت ببرود :
- آه نعم , انت لاتعرف الا العنف ! لكنك لن تتحمل طويلا عدائية وحقد وكراهية فتاة سجينة . المستبدون مثلك , بحاجة دائمه الى الحنان كأي انسان آخر , وهذا امر لايمكنك ان تجبرني على اعطائك اياه .

نظر اليها بسخرية وقال :
- اذا كنت تعتقدين بأنني اتوقع حنانك ومحبتك , فأنت مخطئة تماما . لم يكن في نيتي سوى شئ واحد عندما جئت بك الى هنا . هل هذا واضح ؟
- نعم . لكنني لا اريدك ان تنخدع نسبة الى مشاعري .

ضحك بسخرية وقال :
- انت لاتهوينني في قلبك , بالطبع ! كل مشاريع مستقبلك فشلت بسببي ! آه , كنت تحلمين بحياة ناعمة , قرب نصف رجل , غير قادر ان يطالب بحقه , اليس كذلك ؟

قالت اليس وصوتها يرتجف احتقارا :
- هل تنوي , انت , المطالبة بحقك ؟ لكنك لست سوى شخص ردئ يستحق ان يشنق , وطبعا لن تحمل حقك معك الى الجنة !
- لكن لا احد سيصدق ابدا بأن الملاك المحترم , صاحب سلسلة الفنادق الكبيرة , قد خدرك ثم خطفك الى زورقه !لست الأجنبية الوحيدة التي تأتي الى اليونان بحثا عن رجل ثري !هل تريدين تعويضا لذلك ! رجال القانون سيضحكون عليك ويسخرون منك ! وسترفض دعوتك رفضا اكيدا امام المحكمة!

قالت اليس باشمئزاز :
- انت شيطان كبير . انا لست هذا النوع من النساء , وانت تعرف ذلك تماما !
- كيف اعرف ذلك ! مساء امس , في شقة الفندق اظهرت لي بأنك فتاة محتالة , ومغرية تعرف كيف تقع بين ذراعي , نيتك كانت واضحة ...
- تعثرت قدماي بالبساط . الم تر ذلك بعينيك ؟
- ما رأيته يختلف كليا عما سأبوح به امام المحكمة . هل هذا واضح ؟
- انت رجل كريه وعفن ! سترميني في الوحل وانا سأكون الضحية ! ...الا تخشى انتقام دمسكينوس ؟
- هل تعتقدين ان دمسكينوس يتحلى بروح الفروسية ؟ عندما سيعرف بأنك وقعت بين يدي . سيتعذب كثيرا , لكنه سيتخلى عنك بسرعة . ياصغيرتي لاتتوهمي كثيرا . انا سأعوض عليك تلك الخسارة .
- تعوض علي ؟ ماذا تقصد ؟
قال بحركة راقية :
- المال , يا عزيزتي , اليس هو المال الذي جذبك نحو دمسكينوس ؟
- انا لم ...لم احضر الى اليونان من اجل ذلك .