PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ مشروع لأكبر تجمع روايات عبير وأحلام المكتوبة نصا ]



صفحة : 1 2 3 4 [5] 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:02
- هربت لين من نظراته ووقعت في مأزق جديد لم تجد لتأجيل استحقاقاته سوى طرح سؤال:
- لم تكن تتصور انك ستحب من جديد؟ اتعني انك احببت من قبل؟
- نعم وقد انتهى الامر الى خاتمة غير سعيدة
- لماذا؟
- لانني منحتها حبي وثقتي في حين انها لم تبادلني الحب الصادق ولم تمنحني ذرة من ثقتها.
- اكنت تنوي الزواج منها؟
- بالطبع. ولهذا وجدت المرأة بعد خيبتي فارغة لا تستحق الاهتماك. كان الجرح عميقا في نفسي بعد ان خذلتني فتاتي وايقنت اني لن اجد سواها تملأ حياتي حتى اتاني القدر بك منتقذا لم اعد قادرا على خسارة الحب ثانية يا نيتا فالصدمة الاولى تكفيني . وانا مصمم على الزواج من اروع انسانه عرفتها في حياتي.
مشت لين خطوات على باحة القلعه وهي تحاول التفكير منطقيا ولكنها فشلت في استغلال الموقف لصالح خطتها. لماذا التردد والارتباك وهي كانت تعلم بوضوح غايتها من اقامة علاقة مع بيرت؟ واخيرا قالت:
- لا يمكنني الاجابة الان يابيرت لأني لا اعرفك حق المعرفه. صحيح اننا امضينا الايام الاخيرة معا، غير ان ثلاثة اسابيع لاتكفي للجزم على حياة بكاملها.
اقترب بيرت منها فاستوقفته محذرة:
- لاتحاول نيل جواب الان كما فعلت سابقا، فالامر اخطر واعمق مما تتصور . لا تستعجلني والا رددتك خائبا. امنحني بعض الوقت لافكر في المسألة مليا.
رفع بيرت يديه علامة الاستسلام وعلق:
- فليكن ما تشائين يا حبيبتي الموتورة! لن ارغمك على اعطاء اجوبة سريعه، غير انني لن اكف عن محاولة اقناعك.
دنا منها هامسا:
- ليتك تقولين نعم منذ الان وتنهين عذابي.
عاد الشابان من الجزيرة في اليوم التالي ولم يتسن لهما سوى تناول غذاء سريع في المطار قبل عودة بيرت الى انكلترا. ودعها معانقا دون كلام لانه قال كل مالديه البارحة، فترك لعينيه مهمة افهامها كم هو عظيم حبه وكم هي عميقه عاطفته.
انتظرت لين اقلاع الطائرة واختفاءها بين طيات السماء حتى عادت الى الفندق . استلقت على سريرها وعلقها يعيد خلط الاوراق واقامة جرده حساب بما لها وما عليها. كان غياب بيرت عاملا مساعدا للتفكير بهدوء ورويه. لقد اعطاها سلاحا لم تكن تحلم بالوصول اليه عندما اعترف لها بحبه، وصار فريسة سهلة ولقمة سائغه تبطش به متى شاءت.
وينبغي ان تأتي عملية البطش موجعه قدر الامكان لتروي غليلها وتفهم بيرت ان عمله لم يمر دون عقاب، عقاب قاس جدا. ولا شك في ان الانتقام سيكون له وقع شديد بعد وقوعه في غرامها حتى اذنيه.
خرجت لين لتناول العشاء في احد المطاعم وجلست الى طاولة بقرب مجموعه من الشيوخ جلسوا يتحدثون عن ذكرياتهم في معتقل شانغي الذي اسر فيه اليابانيون جميع الاوربيين الموجودين في سغافورة ابان الحرب العالمية الثانية. وروى احدهم كيف نجا من الموت عندما كان في لندن وسقطت بقربه قنبلة اثناء القصف الجوي الالماني للمدينة. واعاد الحديث عن القنابل الى ذاكرة لين كتابا قرأته عن رجل قتلت عروسه بانفجار قنبله في ليلة زفافهما، فأتتها فكرة جديدة تنفذ بها انتقامها بغى عن الهروين وتخلف في قلب بيرت خنجرا يعمل في قلبه تمزيقا طيلة حياته.
وهكذا سددت حسابها المتوجب للفندق بعدما استأجرت شقه قريبة من المدرسة وتركت عنوانها بعد ان شددت ظاهريا على عامل الاستقبال لئلا يعطيه لأحد، وهي تعلم ان قليلا من المال يكفي ليفك الرجل عقدة لسانه ويصرح بالعنوان. وبهذه الطريقه تمتحن مصداقية حب بيرت الذي سيبحث عنها ويجدها لو اراد.
لم تعد لين الى شقتها باكرا في اليوم المقرر لعودة بيرت فذهبت الى السوق ومنه الى السينما لمشاهد احد الافلام الرومانسية. وصحت توقعاتها اذ لما عادت الى البنايه التي تقطن فيها وجدت المصعد متوقفا على الطبقة الرابعه حيث شقتها، وهناك وجدت بيرت في بزة العمل متكئا على الجدار من التعب. رسمت لين على وجهها امارات الخوف والذهول وحاولت العودة الى المصعد لكن بيرت امسك بها بشدة آمرا:
- اعطني المفتاح.
وكا لحمل الوديع نفذت لين الامر،ففتح بيرت باب الشقه ودفعها الى الداخل ثم اقفله وانفجر غاضبا:
- لماذا غادرت الفندق؟ جن جنوني عندما اتصلت منذ خمسة ايام وابلغوني انك تركت الغرفه.

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:03
وضعت لين الاكياس التي تحملها على طاولة صغيرة وسألت:
- كيف عثرت علي؟
- رشوت عامل الاستقبال بعد ان هددته بأوخم العواقب اذا استمر بالكتمان فاذعن واعطاني العنوان.
اظهرت لين ما امكنها من عدم اكتراث فبدأت باخراج ما اشترته من الاكياس غير ان بيرت الثائر لم يكن ليحتمل ذلك فصاح بها:
- لقد سألتك عن سبب مغادرتك الفندق!
تعمدت لين فضح كذبها فقالت:
- غادرته لان البدال مرتفع للغاية.
دفعها الى الجدار قائلا بنبرة مزمجرة:
- لا تكذبي! انما حاولت التهرب مني، اليس كذلك؟
صمت لين اذنيها واجابت:
- اصبت . لقد هربت لأني لا اريد الزواج منك ولا اريد رؤيتك بعد الان!
خبت ثورته فجأة وقال بصوت خافت:
- اهكذا تديرين ظهرك وتمشين دون كلمة وداع؟ الا تأبهين بمشاعري بعد الذي قلته لك في المره السابقه؟
سدد بيرت لطمة الى الجدار قرب رأسها فوثيت جانبا خوفا من ان تكون الثانية من نصيبها. واستعملت قدرتها التمثيلية لتجعل صوتها يرتجف وتقول:
- حاول تفهم عملي يا بيرت . اردت ان اقطع العلاقة بهدوء حتى لا اعقد الامور على كلينا. ظننت ان الانسحاب المفاجئ هو افضل السبل لذلك.
اطرقت لين تحدق في ارض الغرفه بانتظار خطوته التالية التي لم تتأخر،اذ دنا منها ووضع يديه المرتجفتين على كتفيها سائلا:
- لماذا لا تتزوجين مني؟
- لسبب جوهري.
- الانك لا تحبينني؟
اجابت باقتضاب وجزم
- ارفض الزواج منك ، لا اكثر ولا اقل .
ادرك بيرت ان الامل ما زال موجودا كونها لم تنكر انها تحبه فاقترح:
- لماذا لا نجلس ونبحث المسألة بهدوء؟
- لا مجال لأي بحث. ارحل عني ولا تدعني اراك بعد الان ماشاها بيرت محاولا كسب الوقت اذ قال:
- سأرحل ولكن بعد ان تقدمي لي فنجان شاي على الاقل. الا تقضي بذلك اصول اللياقه؟
- اسفه لم انتبه لأصول اللياقه.
- اذا كنت جائعه حضري عشاءك ولاتدعي وجودي يؤخرك.
حملت لين الاكياس الى المطبخ ثم عادت وسألته:
- كم مضى عليك في انتظاري؟
- ثلاث ساعات
- لابد انك تشعر بالجوع اذن. هل تتناول الطعام معي؟
اجاب بيرت محاولا اخفاء فرحه لكسب هذه الجولة:
- ولم لا؟
خلال السهرة تابعت لين تمثيل دور الرافضة باجادة فحاولت صرفه باكرا بميوعه ليبقى،وابدت مقاومة ضعيفه لاقتراحه البقاء صديقين "فاقتنعت"بذلك
غادر بيرت الشقه في حوالي منتصف الليل بعد ان اطمأن الى احرازه تقدما ما ، ولين مسرورة بهذه المناورة الاستدراجيه الجديدة التي ستجعله يسعى اليها بعنف اكبر. وهي ستتابع الخروج معه كصديقين وترفض عروض الزواج حتى تجد ان الوقت قد حان لقطاف ثمرة الثأر.
بعد اسبوع ، اي بعد عودة بيرت من بالي، اصطحبها الى فندق الهيلتون لتناول العشاء. بعد فراغها من تناول الطعام قامت لين لتغسل يديها، ولدى عودتها الى المائدة اصطدمت بمجموعه من رجال الاعمال الذين يمضون معظم اوقاتهم في دول الشرق الاقصى فيشتاقون الى الشقراوات مثيلاتها. قال احدهم:
- يالهذا الجمال الاخاذ!
وتابع آخر:
- واخيرا وجدنا شقراء وسط سمراوات هذه البلاد. انها جوهرة تشع في الظلام.
وقف ثالث واقترح مبتسما:
- لماذا لا تنضمين الى مائدتنا ياحلوتي فنقدم لك العشاء مقابل خدماتك الممتعة؟
حاولت لين المرور لكنهم صدوا طريقها وطوق احدهم خصرها قائلا:

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:05
- نحن لا نعرف احد في سنغافورة ونبحث عن فتاة جميلة مثلك. دعيني اشرح لك.....
وهنا وصل بيرت فقاطعه بحده:
- لماذا لا توجه شرحك لي؟
دفع بيرت الرجل عن لين ثم امسكه من قبة قميصه فتدخلت لين مهدئة:
- دعه يابيرت. لم يحصل شيء يستحث القتال.
لم يكد الرجل يصدق عندما حرره بيرت فلا احد يرغب بمنازلة شاب مثله ذي عضلات مفتولة بارزة، وعلى الفور جمع الرجال بعضهم واختفوا من المكان بلحظة.
علمت لين، وهما في طريق العودة الى الفندق، ان الوقت حل لتمثيل دور حاسم على بيرت. وهكذا لما طلب المصعد قالت له:
- لنخرج قليلا الى الحديقه.
وهناك مشت الى جانبه وعيناها سارحتان في البعيد وفج؟أة توقفت وضربت ضربتها قائلة:
- بيرت، انا .... ضمني اليك!
عانقها بحنان مذهولا لا يفهم مرادها والتحول غير التوقع في موقفها. ولتزيد من حيرته قالت لين هامسة:
- آه لو نبقى هكذا الى الابد!
- للمرة الاولى اخذت المبادرة فكاد عقله يطير.
حاولت لين التراجع لكن بيرت لم يدعها تفلت الى ان همست في اذنه:
- الا تريد سماع ما سأقول؟
- قولي.
- احبك واريدك شريكا لحياتي.
كان لكلامها وقع الصاعقة عليه فهو لم يكن يتوقع كل هذا الدفق من السعادة مرة واحدة. فاخذ يحدق فيها تبذل جهدا جبارا لتبدو صادقه وجادة في ماتقول:
- آه يا حبيبتي كم هي سعادتي كبيرة في هذه اللحظات وكأن الكون صار ملك يدي. ولكن لماذا عذبتني كل هذا العذاب؟
- كنت خائفة
- مني؟
- خشيت ان يكون عرض الزواج ستارا حتى تحصل علي؟
- كيف تراودك هذه الافكار وقد صرحت لك بحبي يا نيتا؟
- ظننت الامر مجرد وهم او نزوة.
- يالغباء حبيبتي الصغيرة!
- اوافق على ذلك فقد اظهرت حماقة كبيرة في تعاملي معك يا بيرت.
- ومالذي جعلك تغيرين رأيك؟
- اكتشقت حقيقتك الليلة في فندق الهيلتون عندما ظهر الفارق ساطعا بينك وبين هؤلاء الرجال الذين لا يرون في المرأة اكثر من ساقين و...

ضحك بيرت عاليا وهو يسجنها بين ذراعيه فاضافت سائلة:
- اتسخر مني؟
- وكيف لا اسخر منك بعد كل ما اظهرته من غباء! المهم الان ان العاصفة مرت بسلام ودرب السعادة مفتوح امامنا لنسلكه سويا....

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:06
6-العروس الخفية


توج بيرت فرحته بعقد قرانه على لين بعد شهرين في بلدته في انكلترا. وحضر الزفاف اقرباؤه واصدقاؤه وافراد طاقم طائرته بالطبع، والكل لا يصدق ان بيرت طلق العزوبيه من اجل امرأة عارضت لين بادئ الامر ان يكون العرس كبيرا ومشهودا، غير ان بيرت اصر على ان يأتي زواجه حدثا طنانا رنانا لانه امر غير اعتيادي لايحصل كل يوم ويقتضي ان تبقى ذكراه ماثلة في الاذهان. ومما قاله مبررا:
كيف لي ان اتزوج من حبيبتي الغالية النادرة بدون ان اشرك جميع معارفي بهذه الفرحة؟
وافقت لين بالنتيجة على الزفاف الكبير كما تخلت عن وظيفتها
وعادت من سنغافورة الى وطنها حيث مكثت في شقه في العاصمة لندن لتحضر حاجياتها قبل الزواج،رافضة اصرار بيرت على سكنها مع اهله. وهي ارادت من بقائها في لندن بعض الوقت وضع خطة انتقامية جديدة بعد ان تخلت عن الفكرة السابقه. فطلبت منه بدلال يحرك الجبال ان يمضيا شهر العسل في شمال افريقيا، فلبى رغبتها على الفور وحجز جناحا في احد فناق سوسة في تونس. وفي لندن ذهبت لين لزيارة ناديا كليرمونت. واختلقت لين لبيرت عذرا لتغيب بعض الوقت فادعت انها سمنت قليلا وانها ستدخل مصحا خاصا لاتباع حمة لمدة اسبوع حتى تنقص وزنها بضعة كيلوغرامات. اقتنع بيرت بالفكرة، وهو لا يرفض لها طلبا، وطار الى سنغافورة في رحلة عادية لن يعود منها الا قبل الزفاف بيومين. وفي اثناء غيابه كان من المفروض ان تكون لين في المصح، لكنها طارت الى تونس بجوازها القديم واضعه شعرا مستعارا كشعرها السابق ونزعت عن عينيها العدستين اللاصقتين ليعود لون عينيها الحقيقي. وهناك نزلت في الفندق الذي حجز فيه بيرت ومكثت خمسة ايام خالطت اثناءها بعض الناس قبل ان تعود الى لندن بعدما ابقت غرفة في الفندق محجوزة باسم الين ماكسويل.
لم تحتج لين الى ادعاء التوتر في اليومين السابقين لحفل الزواج،فهي بدت عصبية المزاج وعلى عتبة مرحلة خطيرة وجديدة في حياتها وتفهم بيرت ذلك لان كل عروس تشعر بالشيء نفسه مع اقتراب ساعه الصفر.
كان يوم الزفاف رائعا، فالشمس اشرقت كما لم تشرق في انكلترا من قبل مضيفة على الريف، حيث بلدة بيرت ، جوا لطيفا ناعما ومريحا للاعصاب. وبعد المراسم الشكلية اقيم حفل استقبال في حديقة منزل آل داين حضره جميع المدعوين، وقدمت خلاله انواع مختلفه من الحلوى بمافيها قالب الكعك الكبير الابيض كما القيت في الماسبة كلمات من القلب تحمل تمنيات الاصدقاء والمقربين بحياة مديدة عامرة بالرفاة والبنين. واخيرا جاء دور بيرت في الكلام فشكر الحضور باسمه واسم زوجته التي رمت، كما يقتضي العرف ، باقة الزهور باتجاة الفتيات متعمده قذفها نحو جوليا التي التقطتها وصارت بالتالي اولى المرشحات لحذو العروس. واخيرا استقل العروسان سيارة مزينة بالورود والشرائط الزاهية وسط الزغاريد ونثر الزهور وابتعدا عن المكان باتجاة لندن ومطار هيثرو بالتحديد للسفر الى تونس.
شعرت لين خلال كل ما مرت به انه مجرد مهرج يؤدي دوره بدون ان يكون في الامر شيء من الحقيقة، وفي حين ان الاثارة والفرح غمرا بيرت وافراد عائلته خصوصا والدته التي شكرتها لانها جعلت ولدها يقرر الزواج والاستقرار. وتجاة ذلك احست العروس ببعض اللوم لانها ستصدم اناسا طيبين لا ذنب لهم بما فعله بيرت يوم اودى بها الى السجن، ولكن ما العمل فالعدالة تؤدي احيانا الى ظلم الابرياء كما حصل لها تماما. فلتتحمل عتئلة داين ماجناه بيرت كما تحملت لين نتائج جريمته.
اوقف بيرت السيارة في الطريق اى المطار حتى يزيل بعض الزينة ليتمكن من القيادة، وبعد ذلك انصرف الى عناق لين التي قالت:
- الا تستطيع تأجيل ذلك الان،فالطائرة لن تنتظرنا.
- مرة واحدة بعد كي اتمكن من الصمود حتى تونس.
- واحده فقط!
وصل العروسان الى تونس في العصر، وتوجها من العاصمة الى منتجع سوسة الساحلي السياحي. اعجبت لين بالاجواء العربية هناك وتأملت المدينة الجميلة المحافظة على اصالتها برغم المنشأت السياحية الحديثه.فشاهدت مثلا الجمال تسير في بعض الاحياء والسيارات الفخمة في شوراع اخرى، كما رأت البيوت الحجريه البيضاء البسيطة الى جانب العمارات الشاهقه. اما الفندق ففخم جدا معظم اعمدته وجدرانه رخامية مزروعه بانواع الفسيفساء، والقناطر تعلو كل مدخل كما في فن العمارة العربي القديم. دخلا غرفتهما الكبيرة المطلة على حدائق الفندق وحوض السباحة، ووقفت لين على الشرفه تتمتع بالطقس الدافئ والجاف الابعيد كل البعد عن رطوبة سنغافورة القاتلة.
بيرت من جهته لم يكترث لالجمال سوسه ولا لفخامة الفندق بل صب اهتمامه على لين وعلى ساعات المقبلة عندما تصبح اخيرا ملكه. نظرت

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:07
العروس اليه وهي تضحك في نفسها لانها ستتركه يحترق بنار الخيبة من جديد، ستوصله الى قمة الانتظار وتدحرجه من هناك الى هوة المرارة والحسرة، ستدفع به الى درك لن يستطيع النهوض منه معافى ابدا.
دخلت لين للاستحمام قبل بيرت ولما خرجت كان زوجها على الشرفه ينفث دخان سيكارته. انتظرت دخوله الحمام حتى تخلع ثوب الحمام وترتدي ثيابها لكنه ادرك ذلك وعاد اليها يعانقها، ويقول
- لا حاجة للخجل بعد ان اصبحنا زوجين.
وامعانا في اثارته همست لين:
لم اعد اعرف الخجل معك يا حبيبي
- آه لو تدركين كم هي جارفه رغبتي الان! ساعات الانتظار حى يحل الليل تبدو دهرا.
تابع الرجل عناق عروسه بحرارة جعلتها تخشى ان يكمل طريقه الان ولا ينتظر حلول الظلام. بيد انها لم تعد تملك ورقه تبرر صده فخضعت لمشيئته للحظات ثم ابتعدت عنه بهدوء
- دعني اتنفس يابيرت!
ابتسم الرجل وقال لاهثا:
- يبدو ان تيار الرغبة واللهفة جرفني بعيدا
مرت التجربة بسلام ونزل العروسان الى مطعم الفندق للعشاء بعد ذلك تنزها في جناح ارضي خاص. وتأملا في الواجهات السجاد الفاخر والزخرفيات الجميلة والحلي الفضية.
التفتت لين الى بيرت وقالت:
- اتبتاع لي سوارا فضيا احمله في يدي كل يوم لئلا افرط بالسوار الذهبي او اضيعه؟
لم يكن الامر بحاجة الى سؤال فلين تأمر وبيرت ينفذ دونما جدال او مناقشة، اذ المهم ان تبقى العروس الرقيقة راضية سعيدة.
بعد ذلك جلسا على مقعد تحت شجرة نخيل يدا بيد صامتين الى ان اقترح بيرت بصوت تخنقه الاثارة:
- هلا صعدنا الى الغرفه.
وافقت لين على ذلك ونهضت متعمده ترك علبة السوار الفضي على المقعد.
ولما دخلا الفندق وصعدا السلم الى غرفتهما صاحت:
- آه ! لقد نسيت سواري في الحديقه!
همت بالنزول لجلبه، غير ان بيرت اوقفها قائلا:
- لا تقلقي يا حبيبتي سنجده في الغد.
رمقته لين بنظره وتوسلت:
- قد يسرقه احد يا حبيبي. انزل واجلبه فأنا اكره ان افقد هدية من شخص عزيز.
- حسنا سأنزل الان بخاصة واني قد اكون منشغلا جدا ي الصباح حتى اكترث لسوراك.
نظرت اليه بغنج وقالت:
- ايها الماكر!
اعطاها مفتاح الغرفه فقبلته وحثته على الاسراع فقفز الدرجات قفزا حتى يعود اليها باسرع مايمكن.
وما ان غاب عن ناظريها حتى هرعت الى الغرفه واخرجت حقيبة صغيرة من حقيبتها الكبيرة وارتدت فستانا فوق فستانها، ثم وضعت الشعر المستعار الشبيه بشعرها القديم وخرجت من الغرفه بعد ان تأكدت من خلو الرواق من اي فضولي. بعدها دخلت غرفه جانبية خاليه مخصصة للخدم حيث بدلت ملابسها وحذاءها ونزعت العدستين اللاصقتين عن عينيها تاركة الملابس القديمة وتنزل الى القاعة الرئيسية حيث ما لبثت ان شاهدت بيرت يقفز السلالم كالمجنون ويقول للموظف:
- هل لديك مفتاح اخر للغرفه رقم 220؟
- هل اضعت مفتاحك ياسيدي؟
- لا المفتاح مع زوجتي
- مالمشكلة اذن؟
اجاب بيرت بنفاذ صبر:
- المشكلة اني طرقت باب الغرفة ولم انل جوابا من زوجتي المفترض وجودها في الداخل.
- ربما كانت السيدة على الشرفه او في الحمام
- مستحيل! فهي بانتظاري. ارجوك اعطني مفتاحا اخر.
اخذت لين تراقب دلائل انتصارها في القلق البادي على وجه بيرت ، لكنها فوجئت بعدم تلذذها بذلك مع انها كانت تنتظر هذه اللحظة منذ زمن بعيد.
فكر الموظف قليلا وقال:
- سأتصل بالغرفه بواسطة الهاتف.
فعل ذلك بدون ان ينال جوابا فالتقط بيرت السماعه من يده صائحا:

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:09
- قلت لك احضر المفتاح، فلربما اصابها مكروه وهي في الغرفه وحدها!
لم يجد الرجل بدا من جلب مفتاح ثان. ورافق بيرت الى الغرفه بعد ان استدعى موظفا اخر يحل محله. اقتربت لين من المكتب طالبه مفتاح غرفتها المحجوزة باسم لين ماكسويل، فسألها العامل:
ما رقم غرفتك يا سيدتي؟-
لم تتذكر لين رقم غرفتها على الفور وكادت تعطيه رقم الغرفه التي حجزها بيرت لكن الرقم عاد الى ذاكرتها فجأة لحسن الحظ. ناولها الرجل المفتاح فصعدت السلالم ويدها على قلبها الثائر، واحست ان هذه الرحلة هي الاطول في حياتها بسبب الخوف والاضطراب الهائلين اللذين يستبدان بها في هذه اللحظات الخطيرة. وفي طريقها الى الغرفه لمحت بيرت وعامل الاستقبال واقفين امام الغرفه المفتوحه يتجادلان، غير انها لم تستطع سماع شيء من الحديث فتابعت الصعود الى غرفتها حيث سقطت على السرير مجهدة خائرة القوى بعد يوم طويل مضن.
مكثت في السرير ساعات وساعات تتصور ماقد حصل لبيرت فهو لا بد قلب الدنيا بحثا عنها مذعورا حائرا. وابتسمت وهي تتخيله يمضي ليلة زواجه الاولى على عكس ماكان يأمل ويتمنى. اما ادارة الفندق فلن يمكنها ان تساعده يشيء بخاصة وان خلاف العرسان ليس بالامر المستغرب والنادر، فالقندق عرف ولاشك احداثا مماثلة. بيد ان القضية ستنقلب جديه بعد العثور على الحقيبة والملابس المتروكه في غرفة الخدم ومفتاح الغرفه رقم 220 بينها، الامر الذي سيزيد بيرت حيرة وارتباكا.
ومرة جديدة غمر لين ذلك الشعور الغريب بعدم الرضا عما حصل كأن عملية الثأر ضحت واجبا لا هدفا كما خططت ، وكمن غاص في امر ولم يعد بوسعه الاحجام عنه.
خلعت ملابسها وحرصت على وضع الثوب الازرق الذي كانت ترتديه بصحبة بيرت على حده حتى تتخلص نه في الصباح،فلربما قاموا بتفتيش كل الغرف بحثا عن العروس الضائعه نيتا لويس داين.
عادت لين الى السرير عاجزة عن النوم وعن التفكير معا ففكرها مشوش وعقلها قاصر عن العمل بمنطق . وفجأة سمعت سيارة مطلقه صفارة الانذار وتتوقف قرب الفندق. علمت آنئذ ان بيرت استدعى رجال الشرطة ليعاونوه على حل لغز اختفاء زوجته، او ان ادارة الفندق استدعتهم بعد العثور على الحقيبة والملابس. وظلت لين ساهرة طوال الليل لايغمض لها جفن تنصت الى الاصوات في الخارج، اصوات نزلاء الفندق يعودون الى غرفهم من اماكن السهر واصوات المزيد من سيارات الشرطة واوامر تعطي بالعربية التي لا تفهم منها شيئا.
عندما انبلج الفجر قامت من سريرها والقت نظرة من النافذه لترى مجموعه من رجال الشرطة موزعين يبحثون عنها او عن دليل يشير الى مكان وجودها، كما رأت غيرهم يقومون بالمهمة عينها على الشاطئ القريب من الفندق. واستنتجت من ذلك ان بيرتيشك في انها انتحرت برمي نفسها في مياه البحر هربا من استحقاقات الزواج.
نزلت الى مطعم الفندق لتناول الفطور والخوف يسحق قلبها، ثم حجزت لها مكانا في باص متوجه الى مدينة المونستير في جولة سياحية، واضطرت الى انتظار موعد الرحيل بعض الوقت.
اخيرا حان موعد الذهاب بعد وصول جميع الركاب، ولما قامت لين تنتظر دورها للصعود الى الباص توقفت بقربها سيارة ترجل منها ثلاثة رجال كان بيرت احدهم. وعلى الفور وضعت نظارتيها السوداوين لئلا يتعرف اليها واخذت تنظر اليه بثيابه التي كان يرتديها البارحة والتعب والقلق يبدوان عليه جليين كأنه شاخ بليلة واحدة عشرات السنين. عندها فقط علمت كم كانت اللطمة موجعه والانتقام رهيبا، فبيرت الان انسان محطم فقد املا ملا حياته الفارغه وركض في صحراء نحو سراب ظنه ماء يروي عطشه الى الحب والحنان. بلحظة عاد بيرت وحيدا واضاع نيتا التي جاءت لتنتشله من الوحده الغارق فيها، يتنقل من امراة الى امرأة باحثا عن دفء الحب بدون جدوى مصطدما ببرود الاحضان اللاجئ اليها.
فالتقطها ثانية واقفلت الخط مبتسمة مسرورة بمعاناته.
عادت لين الى الفندق عبر الشاطئ مطمئنة الى ان الوقت لم يكن كافيا لاقتفاء اثر المكالمة، ولكنها ادركت فجأة ان هذا القدر من التلذذ بعذاب الاخرين ليس سوى سادية معيبة لا تبرير لها مهما كان مقدار الاذى الذي الحقه بيرت بها في الماضي. ولكن لا مجال للتراجع الان فجرحه انفتح وعليها جعله ينزف حتى الموت كما امات مشاعرها واحرق امالها وراء القضبان النبذ الحديديه
في الصباح التالي توجهت الى سوق المدينة لترى مفعول مكالمتها بعدما اشارت الى النبع الصغير، وبالعفل لمحت عدة رجال امن يحومون حول المكان ويسالون المارة والتجار محاولين العثور على قرينه تقودهم الى مكان وجود المخطوفه. اكملت لين طريقها نحو سوق المحلات التي تبيع الجلود الاصلية الفاخرة حيث شاهدت بيرت بصحبة رجلين يحاولان تهدئته اذ كان يخرج من متجر ليدخل الى اخر صائحا بوجه صاحبه مستوقفا المارة.... كان كالمجنون يبحث عن حبيبته التي سلبته اياها براثن الشر وحرمته اسعد ليلة في حياته. وعلى الفور اندست لين بين مجموعه من السياح وعادت معهم في الاتجاة المعاكس نحو سوق الحرير.
هناك وقفت تراقب احدى الواجهات وعينها على مكان وجود بيرت بانتظار اللحظة المناسبة . ولما رأت رجلين من السكان المحليين يتجهان ناحيتها خلعت الشعر المستعار والنظارتين واندفعت نحوهما فدفعتهما مولولة متظارهة بالهرب من قبضتهما:
- بيرت ! النجده يابيرت!
ثم ركضت نحو سلم حجري قديم وصعدت الى شارع آخر في السوق حيث عادت وضع الشعر المستعار والنظارتين.. وعادت الى مكان الحادث لتشاهد احد الرجلين مطروحا ارضا ورجال الشرطة يمسكون بالاخر وبيرت الذي يحاول لاجهاز عليه كما فعل برفيقه المسكين. فاخذت تضحك سرا وهي مسرورة بالشغب والفوضى للذين احدثتهما . ثم انضمت الى جموع السياح وعادت الى الفندق تمكث في غرفتها حتى الصباح حين سددت الحساب وذهبت الى المطار بالباص لتستقل أول طائرة عائدة الى انكلترا.

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:14
7-انقلب السحر



أعلن صوت المذيع في مطار نيس الفرنسية : نأسف لاعلام المسافرين الكرام ان اقلاع الطائرة في الرحلة رقم 907 المقررة الى لندن سيتأخر نحواً من ساعة لأسباب طارئة .
كانت هذه المرة الثالثة يعلن فيها عن تأخير والمسافرون جالسون في قاعة الانتظار يتململون شاكين . اما لين فلم تجد سوى اعادة تصفح مجلة الازياء التي في يدها للمرة الثانية والنظر الى ساعتها حيناً بعد حين وعقاربها تقترب من السابعة مما يعني انها لن تصل الى شقتها في لندن الا في وقت متأخر من المساء . غير ان غداً يوم عطلة فيتاح لها النوم قدر ما تشاء وتعوض بعضاً من ارهاق الاسبوعين الماضيين .
فوظيفتهما في فرع العلاقات العامة التابع لاحدى كبريات شركات صناعة الالكترونيات في انكلترا اوجب عليها التنقل مع زبائن كبار في فرنسا وسويسرا حيث اطلعت على سير الامور في التحضير لمعرض ضخم لمنتجات الشركة سيجري افتتاحه في الشهر المقبل . وبرغم التعب تجد متعة في عملها الذي حصلت عليه فور رجوعها من تونس ، ذلك لأن فيه تحدياً وتجدداً دائمين في التعامل مع الزبائن وفن اقناعهم بجودة المنتجات التي تصنعها الشركة وحملهم على التعاقد لشراء كميات منها بأسعار عالية تناسب أهمية الصناعة الالكترونية المعقدة . غير ان عملها الذي مر عليه اكثر من سنة حتى الآن بدأ يرهقها ، ومازاد الطين بلة تأخر الطائرة التي ستعيدها الى لندن بعد أربعة عشر يوماً من الرحلات السندبادية بين فرنسا وسويسرا .
وعندما سألت مكتب الاستعلامات عن طائرة أخرى متوجهة الى لندن افيدنت ان الرحلة الوحيدة الى هناك الليلة هي على متن طائرة تابعة للشركة العالمية ستتوقف في نيس في طريقها من كوريا الجنوبية الى لندن . وبالطبع فضلت لين الانتظار على ان تغامر وتستقل طائرة قد يشاهدها فيها أحد زملائها أو زميلاتها السابقين برغم انهم لن يتعرفوا اليها بعد عملية تغيير الوجه ، والآخرون الذين قابلتهم في سنغافورة لن يتعرفوا اليها كذلك لأن شعرها عاد الى لونه الطبيعي وعينيها تحررتا من العدستين اللتين رمتهما في تونس مسرح انتقامها الرهيب من بيرت.
ومع ذلك يظل الابتعاد عن الشركة العالمية آمن واحسن تحسباً للمفاجأت.
بعد نصف ساعة قامت لين لتتناول مرطباً وما كادت تنتهي حتى اعلن المذيع عن اقلاع فوري للرحلة 907 من الباب رقم 11 بعد ابدال الطائرة بأخرى . فتوجهت فوراً الى الباب المحدد وتم نقل الركاب الى الطائرة حيث سادت الفوضى في احتلال المقاعد وتقسيم الطائرة منطقة للمدخنين واخلاى لغير المدخنين .\وجدت لين لنفسها مقعداً قرب سيدة عجوز فجلست وربطت حزام الامان اذ بدأت محركات الطائرة تدور استعداداً للاقلاع .
وراحت احدى المضيفات تتفقد الركاب في مقاعدهم وتتأكد من ربطهم الاحزمة فوصلت الى لين التي رفعت عينيها لترى المضيفة ترتدي بزة الشركة العالمية للملاحة الجوية ، فسألت :
-أليس من المفروض ان نكون على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الاوروبية؟
اجابت المضيفة مبتسمة :
-هذا صحيح ، ولكن الشركة اضطرت لاستئجار طائرتنا بطاقمها لتقوم بالرحلة الى لندن لأن الفنيين اخفقوا في اصلاح الطائرة المعطلة .
-شكراً على الايضاح .
اثار ذلك الرعب في نفس لين خوفاً من حدوث شيء ما ولكن ما ان ارتفعت الطائرة عن الارض وبدأت المضيفات بجلب المرطبات للمسافرين حتى تبددت مخاوفها البلهاء وهدات اعصابها التي ثارت الى درجة انها فكرت في النزول من الطائرة قبل اقلاعها!
ارجعت لين مقعدها وحاولت النوم بينما الطائرة تشق عباب السماء الململمة نتفاً من انوار الشمس الآخذة في المغيب ، بيد انها لم تستطع النوم متقلبة في مقعدها حتى كادت توقع المنديل الحريري المعقود حول شعرها . فحاولت اصلاحه عبثاً اذ لا مرآة لديها ، لذلك قامت الى حمام الطائرة الخلفي لتغسل وجهها وتسرح شعرها . ومرت بين الركاب النائمين أو الذين يقرأون بهدوء لتصل الى ذيل الطائرة حيث وجدت ان دورتي المياه مشغولتان فانتظرت قليلا خلو احداهما .
وفجأة استدارت احدى المضيفتين العاملتين هناك على تعبئة المرطبات للمسافرين وصاحت :
-نيتا!
وقبل ان يتاح للين التهرب وجدت نفسها واقفة امام جوليا كونورز المضيفة التي تقربت بواسطتها في سنغافورة من بيرت . وتجمدتت في مكانها عاجزة عن التحرك او التفطير لاعنة سوء الطالع الذي دبر لها

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:14
هذه الصدفة . وفي تلك اللحظة شغر حمام فدخلته على الفور واقفلت الباب وراءها في اغرب عملية فرار . ومن شق الباب شاهدت جوليا تجر عربة المرطبات والسندويشات نحو وسط الطائرة .
ماذا عساها تفعل الآن لتهرب من هذه الورطة ؟ كيف تقنع جوليا بانها مخطئة ولا علاقة لها بالمدعوة نيتا ؟ نظرت لين الى المرآة وادركت ان تغطية شعرها بالمنديل جعلت جوليا تتعرف اليها برغم اختلاف لون العينين ، وماعليها بالتالي سوى نزع المنديل لتعود لين ماكسويل التي لا تمت بصلة الى المسكينة نيتا لويس داين ضحية عملية الخطف في تونس.
وهكذا حررت شعرها من المنديل والدبابيس واسدلته على كتفيها بعد تسريحه بالفرشاة وغطت جبينها بغرة تستر وجهها قدر الامكان .
ولما همت بالخروج سمعت صوت بيرت يقول :
-في أي حمام ؟
اكتملت الفاجعة ، فلم يكن كافياً وجود جوليا على الطائرة بل تبين ان بيرت يقودها والمضيفة اسرعت لاعلامه بما شاهدت واحضاره ليتأكد بنفسه .
هل تجد لين مخرجاً من هذه المصيدة الجديدة؟ ولو استطاعت خرق معدن الطائرة والقاء نفسها في الهواء لما قصرت لحظة ، فالموت هكذا اسهل الف مرة من الموت البطيء في مواجهة بيرت . كيف لها ان تقنعه انها ليست نيتا؟ هل باظهار جواز السفر الذي يحمل اسم لين ماكسويل؟ خياران احلاهما مر كالموت.\
وبينما هي تحاول ايجاد حل سمعت طرقة على الباب ارتعدت لها فرائصها وكادت تسقط الحقيبة من يدها ، لكنها تمكنت من ان تقول :
-لحظة واحدة لو سمحت.
وبسرعة اخرجت من حقيبتها ماتيسر من أدوات الزينة وغطت شفتيها باحمر شفاه كثيف وعينيها بصباغ ازرق براق ، كل ذلك لتبعد الشبهة عنها لأنها كنيتا لويس لم تكن تضع الشيء الكثير على وجهها.
وأخيراً فتحت الباب وخرجت مخفضة رأسها ومعتذرة :
-آسفة لتأخري.
غير ان بيرت لم يكن ليدعها تفلت ببساطة فقبض على ذراعها بقوة حتى كادت تصرخ وقال :
-اسمحي لي يا آنسة .
تغلبت لين على خوفها استدارت لتواجه بيرت فاذا بها ترى فيه رجلا مختلفاً تماماً عن الذي عرفته ، فملامحه الوسيمة ترزح تحت اثقال الحزن والهم وعيناه الساحرتان فقدتا بريقهما بفعل العذاب والمعاناة.
نظر اليها الرجل بتمعن والتردد ظاهر على محياه لا يدري ماذا يقول. فاخذت لين الباردة وقالت :
-بيرت ! بيرت داين ، اليس كذلك؟
لا شعورياً شدد الرجل قبضته على ذراعها مجيباً:
-نعم.
نجحت لين في رسم ابتسامة مزورة على شفتيها واضافت :
-كم غيرك الوقت يا بيرت ؟ ( ولما بقي صامتاً اضافت) يبدو انك لم تعرفني انظر الي جيداً.
امعن الرجل النظر اليها لكن قوله عكس فشله :
-اسمك لا يحضرني مع الأسف .
-أنا لين ، لين ماكسويل التي عملت معك منذ مدة طويلة .
ارتاحت الفتاة عندما رأت الذهول والدهشة يتسللان الى نظراته وشعرت بيده حرر ذراعها المتألمة ويقول :
-لم يخطر ببالي ابداً انك لين .
-لماذا اوقفتني اذن ؟
-لقد ظنتك المضيفة امرأة اخرى .
وهنا تدخلت جوليا:
-اقسم لك اني رأيتها.
قاطعها بيرت بحدة :
-لاشك انك مخطئة .
وباشارة من يده صرف المضيفة ليتوجه الى لين :
-تبدين مختلفة كثيراً عن السابق.
-قد يتغير المرء تماماً خلال خمس سنوات.
نزه الرجل عينيه متفحصاً اياها فلم تستطع كتم شعور بالحرج والارتباك وقالت:
-لن أؤخرك اكثر عن قيادة الطائرة .
توجهت نحو مقعدها مضيفة :
-سررت برؤيتك يا بيرت .
شعرت لين وهي تبتعد عنه ان نظراته سهام تنفذ الى صدرها وتعريها من الستار المزيف الذي لفت به نفسها . وما ان غرقت في مقعدها حتى

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:15
شغلت نفسها بصحيفة تلهيها عن التفكير ببيرت وبلحظات الهلع التي اجتازتها .
وبعد طول انتظار حطت الطائرة في مطار هيثرو في لندن وان بخبطة قوية اخافت المسافرين اذ يبدة ان بيرت فقد توازنه عندما رآها وكاد يودي بالطائرة وركابها.
كانت لين اول من غادر الطائرة الى الباص ومنه الى اروقة المطار راكضة حتى تنهي المعاملات الشكلية وتعود الى بيتها . ولسوء حظها تأخرت في استلام حقيبتها والمرور بحاجز الجمرك ، وفيما هي تدفع العربة بالحقيبتين الثقيلتين باتجاه موقف سيارات الاجرة سمعت صوت بيرت يقترح :
-دعيني اساعدك في دفع العربة .
صدمة جديدة ارعبتها وكأن هذا الليل الطويل لن يعرف نهاية .
وبدون ان ينتظر منها رداً امسك بيرت بدفة القيادة سائلا :
-اقرأ على حقيبتك اسم كيلبورن . هل تقيمين هناك؟
-نعم وسأستقل القطار الى المنزل.
كذبة حاولت بها صرفه ، غير انه لم يزل محافضاً على ميزة العناد والاصرار اذ قال :
-انه يوم الحظ بالنسبة اليك فانا ذاهب بسيارتي الى المنطقة نفسها وارحب بذهابك معي.
أي وصف ينطبق على هذا اليوم باستثناء كلمة "حظ" فلين لم تكن تحسب حساباً لهذا اللقاء المزعج ، وهي حاولت التهرب من جديد فقالت:
-لاضرورة للازعاج فالقطار يوصلني الى البيت بسهولة .
-لا ازعاج البتة والقطار سيرهقك بعد تعب الانتظار في مطار نيس.
انبأها حدسها ان في كلامه شكوكاً فجزعت ولم تزد في الرفض:
-حسناً سأذهب معك بشرط الا تغير طريقك من اجلي.
-لا ، ابداً.
دفع بيرت العربة باتجاه المخرج المخصص لافراد الطواقم ولين تحث الخطى لتحلق به وهي تتساءل ما اذا كان تبعها عمداً ام ان ذلك حصل مصادفة . واخيراً توقف بيرت قرب سيارة فخمة وضع الحقيبتين في صندوقها بعد ان رمق لين بنظرات ذات الف معنى ومعنى ، غير ان الفتاة سيطرت على خوفها بعد ان عاد اليها الشعور بالحقد والكراهية تجاه هذا الرجل الذي جعل من الاتجار بالمخدرات وسيلة للعيش الرغيد ومنه شراء هذه السيارة الفخمة .
قاد بيرت السيارة ذات المحرك القوي بسرعة ونعومة، وسرعان ما بلغا وسط مدينة لندن المزدحمة . وخلال الطريق لم يتكلم الا عندما طلب منها اعطاءه علبة السكائر الموضوعة على المقعد الخلفي ففتحها واشعل السيكارة ثم استدرك وقال معتذراً:
-آسف لأني اقدم لك سيكارة ، ولكنك لا تدخنين على ما اذكر .
-ذاكرتك لم تحنك .
قالت الفتاة ذلك وهي تسأل نفسها ما اذا كان يذكر أشياء أخرى عن لين ماكسويل كأنفها المميز مثلا والذي تغير تماماً بعد الجراحة التجميلية . تجاوز بيرت منطقة ريجنت بارك قاصداً شمال المدينة لكنه مالبث ان توقف قرب احد المقاهي وقال :
-لننزل ونحتسي فناجين من القهوة .
-افضل التوجه الى المنزل مباشرة لأني مرهقة فعلا.
امتلأت السيارة بجو من التحدي بخاصة عندما اصر بيرت:
-عشر دقائق جديدة لن تميتك بعد ساعات من الانتظار .
رضخت الفتاة للأمر الواقع بعدما طلبت منه الا يتعدى الامر الدقائق المعدودة لأنها كادت تغفو في السيارة .
دخلا المقهى المعتم ذا الاجواء الانكليزية الداكنة التي تذكر بلندن القرن السابع عشر واختارا طاولة قريبة من المدفأة حيث تضطرم نار كبيرة جالبة الدفء. جلست لين بينما توجه بيرت لاحضار القهوة وعيناها عليه تتأملان قامته المديدة والمليئة عاجزة عن طرد احاسيس شبيهة بما كان يختلج في قلبها أيام زمان.
عاد بيرت حاملا القهوة وبعض قطع البيسكويت فارتشف قليلا من فنجانه وسأل :
-ماذا كنت تفعلين في فرنسا؟
-كنت في اجازة لاسبوعين .
-مع من ؟
-وحدي.
لم يقتنع بيرت بالجواب الاخير غير انه لم يصر فتابع اسئلته :
-ماذا تعملين في هذه الايام ؟
-وضيفتي مكتبية تشتمل التوثيق والضرب على الآلة الكانبة وما شابه .
-أين مركز عملك ؟

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:16
في لندن ( ولتجعل الجو طبيعياً هادئاً اضافت ) ارى انك رقيت من مساعد طيار الى طيار ، غير اني اذكر حبك للسفرات الطويلة فلماذا اخترت خط نيس-لندن؟
-عملت طويلا على الخطوط البعيدة ولم انتقل الى اوروبا الا منذ فترة وجيزة .
لم يزح عينيه عنها اثناء الجلسة الشيء جعلها تتوتر وتنظر الى ساعتها قائلة :
-اليس من المفروض ان يقفل المقهى الآن ؟
-لا تخافي فعندما ينوون الاقفال سيطردوننا (امسك معصمها الايسر متفحصاً يدها وزاد) ارى انك غير متزوجة او مخطوبة مما يعني ان لا احد ينتظرك في البيت .
تمنت لين الا يكون شعر بارتجاف يدها فسحبتها وقالت :
-مازلت اعيش وحيدة .
-اليس هناك احد في حياتك ؟
اجابت باقتضاب وبرود :
-لا.
ساد الصم بينهما ورأت لين انه ينوقع ان تقول له شيئاً والشيء الوحيد الذي يجب ان يقال لبيرت يتعلق بالحادثة التي مر بها . ومن جهة اخرى خوضها هذا الموضوع يبعد عنها الشبهة . فشحنت عينيها بالأسى والأسف وقالت:
-آسفة لماحصل لزوجتك فقد قرأت عن الحادثة في الصحف .
أوشك الحزن ان يقطر من حدقتيه ولم يجد سوى كلمة واحدة :
-شكراً.
-هل استطاعوا … هل عثرت …
خانتها العبارات فالبراعة في الكذب لها حدود لين ولاتقدر على الذهاب اكثر من ذلك في هذه اللعبة المتمادية كون الرجل الجالس امامها محطماً شر تحطيم . فهم بيرت مقصدها فأجاب :
-لم يتوصل رجال الشرطة الى كشف اي خيط او العثورة على اي اثر لها .
استوى في مقعده مردفاً:
-اتعلمين انك تشبهينيها كثيراً برغم اختلاف لون الشعر والعينين ولهذا ظنتك المضيفة نيتا .
ادعت لين الدهشة فقالت :
-اذكر ان المضيفة نادتني باسم زوجتك على الطائرة لكني الم انتبه للأمر . فهمت الآن لماذا القيت القبض علي إذن (ضحكت وتابعت) ظننت انك جئت لتلقي علي التحية بعد كل تلك السنوات .
-اعترف اني نسيتك تماماً يا لين لكن الشبه بينك وبين نيتا كبير جداً.
اطلقت لين ضحكة جديدة قائلة :
-لا غرابة في ذلك لأن الرجال يسعون عادة ولا شعورياً وراء نموذج معين من الفتيات يعجبهم ، وأظن ان الكثيرات من اللواتي عاشرتهن يشبهنني .
أشعل بيرت سيكارة جديدة وقال :
-تفسير معقول يصدر من خبيرة بأمور الرجال .
-ومن أين آتي بالخبرة ؟ أمن سجن النساء؟
لعنت لين نفسها لسماحها للسانها بالتفوه بهذه الكلمات وتمنت لو انها تختفي من الوجود في هذه اللحظة فترتاح من مواجهة بيرت الذي زادها حرجاً بسؤاله :
-وهل أمضيت في السجن سنة أو اكثر ؟
تلقت الفتاة هذه الكلمات بمرارة لأنها تعني ان بيرت لم يكن مكترثاً لها الى درجة انه نسي مدة عقوبتها .
-انعمت علي المحكمة بثلاث سنوات .
-الم يمنحوك تخفيضاً لحسن السلوك؟
-لا ، فلقد اكملت المدة حتى الدقيقة الأخيرة ( نهضت لين من كرسيها مضيفة ) أود الذهاب الآن لو سمحت .
-هيا بنا .
سبقته الى السيارة ريثما يسدد الحساب . واكملا طريقهما بصمت الى ان بلغا البناء الذي تقطن فيه فترجلت من السيارة واخرجت حقيبتها من الصندوق عندما ترجل بيرت بدوره وقال :
-احد زملائي الطيارين يقيم حفلة غداً مساء بمناسبة ذكرى ميلاد زوجته في منزله الصيفي في مقاطعة كنت ، فما رأيك بمرافقتي ؟
-شكراً على الدعوة ، لكن اشغالي الكثيرة ستحرمني تلبيتها .
-كما تشائين ، فلنستعض عنها بعشاء اذن .
-لايمكنني …
اسرعت يد بيرت الى اقفال فمها فجاءت ملامسته كصقعة هزت كيان لين تبعها قوله الجازم :

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:17
-عشنا اياما جميلة معاً افسدها سوء تفاهم سخيف ، فلنحاول تنقية الاجواء الآن بعد انقشاع الغمامة .
الم يجد تعبيراً عن اتهام احدهما الآخر بارتكاب جريمة خطيرة سوى "سوء تفاهم سخيف" . اغتاضت لين لذلك وقالت بقساوة :
-أنا لا اخرج مع رجال متزوجين .
اثار قولها ضحك بيرت المجبول بالمرارة الناصحة من كلماته :
-متزوج ؟ وهل تسمين رجلا اختفت عروسه بعد ساعات من الزفاف رجلا متزوجاً؟ ( مرر يده على وجنتها وأضاف ) ارغب في رؤيتك من وقت الى آخر فأنا اقضي معظم وقتي في انكلترا .
اكرهت لين عقلها على التفكير برغم صعوبة الموقف . فالى ماذا يرمي بيرت بعد ماحصل بينهما؟ وما السبيل الى التهريب منه بعد ان عرف عنوانها ؟ قررت مسايرته مؤقتاً حتى تتدبر لها منزلا جديداً وترتاح منه.
-متى علينا مغادرة لندن في حال اردنا الذهاب الى الحفلة الراقصة ؟
- في حوالي السابعة مساء لأن الرحلة تتطلب ساعة .
-حسناً يا بيرت ، سأنهي ماعلي واذهب الى الحفلة على أمل ان تكون مسلية .
-لا تقلقي فمعروف عن بوب فريمان انه يقيم حفلات رائعة .
افترقا بعد الاتفاق على اللقاء هنا في السابعة ولين لا تبغي من ذلك سوى الوقت الكافي لتوضيب حقائبها والنزول في فندق حتى تجد مكاناً تقطن فيه بعيداً عن بيرت ومتاعبه .
عجزت الفناة عن النوم برغم الارهاق الشديد لان بيرت بقي مائلا في ذهنها طوال الليل يقض مضجعها ويحرمها لذة التمتع بقسط ولو يسير من الراحة . بقيت صورة وجهه المتعب والذي شاخ بسنة واحدة منطبعة في مخيلتها تعيد اليها ذكريات بشعة تتمنى ان تنساها وتدفنها في غياهب الماضي الحزين .
نهضت من سريرها في السادسة وتناولت فطوراً خفيفاً قبل ان تبدأ بتوضيب اغراضها وتغطية الاثاث بشراشف بيضاء الى ان تتدبر شاحنة تنقله الى شقتها الجديدة .
في الثامنة والنصف باحد مكاتب السيارات ليرسلوا لها سيارة في التاسعة ، لكن المفاجأة المذهلة حصلت بعد خمس دقائق فقط عندما رن جرس الباب وفتحت لتجد بيرت منتصباً امامها كشبح خارج من كابوس مزعج . وبالطبع لم ينتظر الرجل دعوة بالدخول اذ اقتحم الشقة ليجد الحقائب محزومة والأثاث مغطى فقال بشيء من الحدة :
-اراك راحلة .
اقفلت الباب وواجهته قائلة :
-لا ، ولكني كنت تعبة في الامس فلم أكلف نفسي مشقة فتح الحقيبتين .
-ولماذا غطيت الاثاث بالشراشف؟
-لئلا يمتلئ بالغبار اثناء غيابي في فرنسا .
-ولمن هذه الكتب الموضوعة في الصناديق ؟
-انها لصديقتي التي مكثت في الشقة بعد خلافها مع زوجها .
تابع بيرت الاستجواب :
-وهل هي هنا الآن؟
تنفست لين الصعداء بعد ان انطلت عليه الكذبة وأجابت :
-عادت الى بيتها بعد تسوية الخلاف وسترسل في طلب اغراضها يوم الاثنين .
نظرت اليه يقف في وسط الغرفة التي كانت لها ملاذاً بالفرار فاذا به يحولها جحيماً لا تعرف كيف تولي الادبار لتتخلص منه ، وتابعت :
-ما الذي جاء بك في هذه الساعة المبكرة؟
-حدث تغيير مفاجئ في البرنامج فبوب لم يستطع توفير الوقت الكافي للتحضير للحفلة ، لذا طلب مني الذهاب الى المنزل لتحضيره .
-وتريدني بالتالي ان أوافيك في المساء .
-ليس تماماً ، بل اريدك ان تذهبي معي منذ الآن لنمضي النهار معاً.
-سبق وأبلغتك ان مشاغلي كثيرة اليوم .
-الا يمكنك تأجيلها الى الغد ؟
أجابت الفتاة الحائرة :
-أمامي نهار طويل من التسوق ...
اقترب منها ووضع يديه على كتفيها وقال :
-ستذهبين معي.
-بالطبع ولكني افضل موافاتك في المساء .
-لن تستطيعي بلوغ المكان بدون سيارة .
سأستأجر سيارة .
-العنوان معقد للغاية ولن يمكنك الوصول بسيارة اجرة . من الافضل ان تأتي معي الان .
في هذه اللحظة رن جرس الباب من جديد فتولى بيرت فتحه وأطل رجل قال :
-الم تطلب سيارة الى فندق كوينز بالاس يا سيدي ؟

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:18
تشنج بيرت ورمى لين بنظرات حادة كنصل السيف ثم اخرج من جيبه بعض المال متوجهاً الى الرجل :
-هذا ما يعوض تعبك فقد اضطررنا الى تغيير الخطة ولن نحتاج الى السيارة الآن .
اقفل الباب وقال للين :
-فندق كوينز بالاس؟
كانت لين قد اعدت الجواب :
-اذهب الى هناك دوماً لأني اصفف شعري عند مزين يقع محله قرب الفندق .
-شخصياً ارى ان شعرك ليس بحاجة الى تصفيف .
ازاء تصميمه ادركت لين ان لاسبيل الى التهرب فالرجل اعند من ان يرجع خائباً ، لذلك قررت الرضوخ لمشيئته فقالت :
-فليكن ماتريد يا بيرت ، سأذهب معك الى بيت صديقك هذا ... هل استطيع تبديل ملابسي هناك ؟
-بالطبع وانصحك بجلب ثياب الاستحمام فبامكاننا السباحة في حوض المنزل اذا وجدنا الطقس دافئاً.
نفذت لين اقتراحه ووضعت كل ما يلزمها من ادوات تزيين في حقيبة صغيرة ثم انطلقا بسيارته في رحلة اين منها رحلة معاناة السجن الرهيبة.
كنت من اجمل مناطق انكلترا فالخضرة فيها مساحات لا تنتهي ، ومازادها جمالا ان توقعات بيرت صحت فالطقس تحول دافئاً وكأن الصيف اراد ان يودع الناس بذكرى حارة قبل ان يطرده برد الخريف . وخلال الرحلة كانت لين تحاول ان تحلل وتعلل سبب اهتمام بيرت بها واصراره على الخروج معها ، الأنه يحاول اشعال جذوة حب انطفأ منذ زمن بعيد ؟ ام لأنها تذكره بعروسه الضائعة نيتا؟ والله وحده يعلم العواقب الوخيمة التي ستحل بلين لو اكتشف بيرت الحقيقة والخديعة التي راح ضحيتها . وصار كل أمل الفتاة ان يمضي هذا اليوم بسلام حتى تطلق ساقيها للريح وتختفي من وجه الرجل الذي افسد حياتها .
وفيما هي غارقة في وساوسها خطرت لها فكرة جديدة زادتها سوداوية وقلقاً، فماذا لو كان هدف بيرت مجرد مغامرة عابرة ؟ ونظرت اليه متسائلة عما فعله بغياب نيتا خلال السنة الفائتة ، هل بقي محروماً من النساء وفاء لحبه ام انه نسي او تناسى متاعبه مع نساء أخريات؟ وخشيت مايخبئه لها هذا النهار عاجزة عن ايجاد سبيل للنجاة من براثن بيرت . ترك الرجل الطريق العام سالكاً دروباً فرعية غير معبدة في نهايتها بيت صغير في حضن تلة خضراء.
برغم تعاظم مخاوفها عبرت لين عن اعجابها بالمكان:
-انه بيت رائع!
-يستحق تعب الطريق، اليس كذلك؟
ترجلا من السيارة ولين تقول :
-كنت على حق يا بيرت عندما قلت اني لن اتمكن من الوصول الى هذا المكان المنعزل عن البشرية وحدي.
اشار بيده موافقاً:
-اقرب مكان مأهول مزرعة تقع على الجانب الآخر من النهر ، كما ان خلو البيت من هاتف يجعله اكثر انعزالا.
دخلا حديقة مليئة بالزهور على انواعها يزيدها عفوية عدم الاعتناء بها فتبدو اللوحة الملونة طبيعية لا تدخل ليد الانسان فيها.
والعبير الطيب الذي ملأ الجو انسى لين قلقها والرجل الذي بقربها وأثار في نفسها ذكريات ميامي الحلوة حيث كان بيرت غير بيرت اليوم.
فتحت عينيها على الواقع لتراه يراقبها وشيء من البريق عرف طريق العودة الى ناظريه ، هل يتمتع بالذكريات نفسها؟ ولتتخلص من هذا النزال النظري دخلت المنزل ذا السقف المنخفض والمدفأة العتيقة التي تحتل مكاناً كبيراً في غرفة الجلوس . ولم يكن في المنزل اثاث كثير ، غير ان الموجود يكفي ويريح ، فالكنبات الرعيضة وكراسي القش تتمشى مع جو البيت ، وغرفتا النوم في الطابق الثاني مجهزتان بشكل ممتاز اضافة الى الحمامين الكاملين .
بدأ بيرت بفتح النوافذ لتهوئة المنزل المقفل منذ مدة طويلة لأن بوب فريمان صديق بيرت أمضى عطلته هذه السنة خارج البلاد ولم يستعمل منزله الصيفي . بعد ذلك فتح الباب الخلفي المطل على حديقة نما فيها العشب الأخضر كثيراً ما جعل لين تقول :
-عليك ان تقص العشب قبل المساء.
-سأفعل ذلك بواسطة الآلة الخاصة .
خلع بيرت كنزته ثم قميصه كاشفاً العضلات القوية والبشرة المحروقة بأشعة الشمس ثم قال :
-لماذا لا تلبسين ثوب الاستحمام كما سأفعل ؟
زعمت لين انها لم تسمع فسألت :
-ماذا علي ان افعل لمساعدتك؟

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:18
-لماذا لا تقطفين تشكيلة من الازهار لتزيين الدار ؟
ناولها بيرت مقصاً خاصاً وسلة فانشغلت بالحديقة تختار ازهاراً متنوعة وتخيف الفراشات الوادعة المطمئنة في هذا الملاذ البعيد عن سطوة الانسان . شعرت لين اثناء عملها بحر شديد فقررت الصعود الى غرفة النوم وارتداء ثوب الاستحمام لأن البقاء في هذه الثياب مزعج فعلا .
بينما هي تخلع ملابسها في الغرفة فتحت خزانة مثبتة في الحائط لتعليق ثيابها فرأت بزة طيار وملابس رجالية اخرى . اين ملابس زوجة بوب فريمان التي سيحتفل بعيد ميلادها الليلة ؟ اثار ذلك الخوف في نفسها وتحول الخوف الى رعب عندما فتحت درجاً لترى فوق الجوارب والملابس الداخلية صورة لها موضوعة في اطار معدني .
كانت الصورة تمثل بيرت ونيتا في ثياب العرس فعلمت عندها ان بيرت استدرجها الى هذا المكان الذي يخصه ولا يمت بصلة الى المدعو بوب فريمان . في هذا الوقت لم تنتبه لين الى توقف صوت الآلة الكهربائية وصعود بيرت الى الغرفة الا عندما رأته واقفاً يحدق فيها فرمت الصورة على السرير وقالت بسخرية :
-من الواضح ان هذا المنزل يخص صديقك بوب .
التقط بيرت الصورة واعادها الى طاولة موضوعة قرب السرير اي الى مكانها الاصلي ، فاضافت لين :
-الم تزعم ان البيت يخص صديقاً؟
اجاب متهكماً:
-لا اذكر ذلك ، بل قلت انه يقيم حفلا هنا ( اردف مشيراً الى الصورة ) ارى انك عثرت على صورة لزوجتي .
لم تستطع لين التعليق لأن شوكة كبيرة علقت في حلقها ففتحت الخزانة واعادت ارتداء قميصها .
-اليست نيتا جميلة ؟
-نعم.
-لماذا تعيدين ارتداء ملابسك؟
غريب كيف يعيد التاريخ نفسه فلين وجدت نفسها في الموقف عينه عندما دخل عليها وهي ترتدي ثيابها في النادي الرياضي في سنغافورة وكما فعلت هناك صاحت :
-اخرج من هنا !
امسك الرجل بقميصها ومزقه شر تمزيق مؤكداً:
-مازال الوقت باكراً لاخرج الآن .
-لا تفعل ذلك يا بيرت .
- اتعلمين انك تشبهين زوجتي كثيراً.
حاولت الفتاة الافلات كمن قبضته لكنه شدها اليه فانسحقت بين عضلات صدره العريض وعلقت كالفريسة اليائسة تحت انظاره الحادة . وفجأة ادركت ان في عينيه غضباً لا اثارة ، ورغبة في القتل لا رغبات اخرى . لابد اذن انه نصب لها هذا الشرك عمداً ليقتص منها كما يحلو له بعيداً عن اي نجدة محتملة . ولما رأى الخوف في عينيها ابتسم بازدراء فاطلقت لين صرخة مدوية وافلتت من يديه بقدرة قادر .
لحق بها عند اعلى السلم ولوى يدها كما شد شعرها بعنف جعلها تنفجر باكية من الألم غير قادرة على الحراك او الصراخ .
جرها الى غرفة النوم جراً ورماها على السرير ساحقاً ظهرها بركبته ، دافناً وجهها في الوسادة ، مردداً:
-آه كم تشبهين زوجتي المختفية ! ولا اشك في انك تحملين العلامة الفارقة نفسها على صدرك .
قضى بيرت على ماتبقى من ملابسها وروى فضوله بعدما تأكد من ان لين ماكسويل ليست سوى نيتا لويس ، وانه كان ضحية لعبة خداع مارستها لين منذ البداية ببراعة فائقة . واستغلت الفتاة شروده لتقفز هاربة ، بيد انه سرعان ماتبعها وسمرها على الحائط قبل ان تدرك الباب. فاستسلمت لقدرها محاولة ستر عريها بيدها وبيرت يصرخ كالمجنون :
-ايتها الماكرة المخادعة ! تستحقين الموت على ما فعلته بي !
احكم قبضته على عنقها وقال :
-لماذا لا أدق عنقك الجميل هذا وأريح العالم منك !
أطلقت لين زفرة ألم وأصابعه تغرز في عنقها الناعم ، ولما رأت الشرر يتطاير من عينيه أدركت هول الأمر فلم تقوَ على التحمل وسقطت بين يديه كالخرقة مغمياً عليها .

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:21
8-سقوط الأقنعة


شلال من المياه الباردة نجح في اعادة لين الى وعيها فأفاقت مذعورة تمسح الماء عن عينيها لتجد نفسها مستلقية على السرير وبيرت يقف محدقاً كالذئب الكاسر .
وبيأس اطلقت صرخة مخنوقة :
-ساعدني يا الهي !
ثم تحسست آثار اصابعه على عنقها واخذت تذرف الدموع غزيرة وهي تتوقع منه هجوماً جديداً . واذا به يجلس على السرير ويبدأ بالاستجواب:
-كيف نجحت في خداعي طوال هذه المدة ؟ كيف اوهمتني انك نيتا لويس؟
ولما رآها صامتة صفعها بقوة مهدداً:
-اجيبي ايتها الحقيرة والا ازهقت روحك !
نظرت لين الى وجهه الغاضب فعلمت ان لا مجال للتهرب أو الكذب ، وان عليها البوح بالحقيقة ، فاخبرته بصوت متهدج كيف أجرت عملية لانفها وكيف صبغت شعرها ووضعت عدستين ملونتين على عينيها .
لم تكن هذه التفاصيل لغزاً بالنسبة الى بيرت فهز رأسه سائلا :
-كيف نجحت بالاختفاء في تونس؟
كفكفت الفتاة دموعها واكملت يدفعها الخوف من سخطه الى الاعتراف بكل شيء:
-لم اذهب الى مصح لاتبع حمية كما قلت لك ، بل توجهت الى تونس حيث حجزت غرفة في الفندق باسمي الحقيقي وعدت الى انكلترا من أجل ...
صمتت فجأة لأن ما اوشكت ان تقوله سيثير سخطه أكثر ، لكنه صفعها من جديد لئلا تغفل عنه أصغر تفصيل ، فقالت:
-عدت من أجل حفل الزفاف .
عندها ادرك بيرت خيوط اللعبة فاكمل سرد الاحداث:
-وهكذا استطعت الاختفاء بتحولك من نيتا الى لين بطريقة ما ، ولا أحد سيشك بأن السائحة الانكليزية هي نفسها العروس المخطوفة ! وكي تمعني في شرورك اتصلت بي زاعمة ان الخاطفين اخفوك في مكان ما من السوق حيث اسمعتني صراخك في اليوم التالي فزدت في حيرتي وحيرة رجال الشرطة . ألم يكفك الجرح العميق الذي فتحته في قلبي حتى تمعني طعناً وتمزيقاً ايتها السادية المجرمة؟
تحول بيرت الى بركان على وشك الانفجار فاصاب لين هلع شديد وقاومت محاولة الافلات من انيابه ، غير انه عادها الى السرير بدفعة واحدة ، فصاحت :
-انت تؤلمني كثيراً ، أرجوك دعني اذهب !
-طريق الألم ما زال في بدايته يا حلوتي ، سأجعلك تدفعين ألماً وعذاباً ما يكفي لتسديد ديوني ! ولا تنسي انك مدينة لي بأشياء أخرى منها الحرمان من ليلة الزفاف الأولى مثلاً.
واذا بعينيه تجوبان جسمها ولم يأبه بيرت الجائع النهم الى توسلاتها ودموعها مصمماً على نيل مأربه بعد طول انتظار . ومن يأسها استمدت لين شجاعة ومن ضعفها قوة ، فرفسته بشدة على معدته وافلتت منه ، ثم بدل ان تولي الادبار انهالت عليه ضرباً كالمحنونة وانشبت أظافرها في صدره صائحة بنبرة هستيرية :
-ايها الحقير الطماع ! مافعلته بك نقطة في بحر لانك تستحق أعظم من ذلك !
أراد بيرت التكلم لكنها سبقته والغضب العارم يطرد الخوف من نفسها :
-لقد سلبتني ثلاث سنوات من عمري ! سلبتني اسمي وحرمتني منزلي وعائلتي ، رميتني الى الذئاب اصارع للاستمرار وسط عالم الجريمةلا يغذيني سوى الحقد الذي زرعته في نفسي ! أمضيت أيامي أخطط للثأر منك أيها المهرب الدنيء ! وتدعي بعد هذا كله انك مظلوم ومعذب؟
هدأت الفتاة فجأة وجثت على السرير تحدق في الفراغ وأخذت ترتعد كالورقة في مهب الريح وانفجرت باكية . أما بيرت فلم يحرك ساكناً وظل يتفرج عليها لبضع دقائق قبل ان ينهض الى الخزانة ويخرج منها ثياباً ثم يناولها أياها قائلا:
-ارتدي ملابسك ووافيني الى الطابق السفلي.
لم تتحرك الفتاة من مكانها الا بعد دقائق عندما ادركت انها اصبحت وحيدة في الغرفة . فنهضت الى الحمام وغسلت وجهها وسرحت شعرها ، ثم ارتدت ملابسها استعداداً لجولة جديدة مع بيرت. فهي تعلم ان الرجل لم ينتهِ منها بعد وانه لم يحضرها الى هذا

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:26
هذاالمكان النائي ليلاعبها، لذلك عليها ان تكون فولاذة الاعصاب لتقوى على مواجهة ما سيأتي.
وجدته ينتظرها في غرفة الجلوس نافثا دخان سيكارته، فالتفت اليها وامرها بالجلوس فامتثلت لأمره لان العصيان لن يجدي نفعا والغريب ان بيرت بقي صامتا لدقائق طويلة يحدق فيها وهي تسترق النظر الى عينيه محاولة المواجهة وما تلبث ان توهن وتخسر المعركة وبعد طول انتظار قال بصوت متعب:
- لقد كنت على خطأ يالين منذ حصول الحادثة حتى هذه اللحظة، فأنا قلت وأكرر اني لم ادس المخدر في حقيبتك.
رفعت الفتاة عينيها اليه رافضة التصديق فاكمل:
- ما الفارق ان صدقتني او لا فما فات مات، والسنوات الثلاث مرت.
انتظر تعليقها الذي لم يأت فتابع:
- لكن ما حصل اليوم جعلني ادرك شيئا مهما وهو انك بالفعل برئية من تهمه التهريب ومؤمنه اني المجرم الحقيقي. في البداية ظننتك تحاولين الايقاع بي لتبرئي ساحتك بعد ان ضاق الخناق حول عنقك واقفلت سبل النجاة في وجهك، اما الان فجاء ثأرك المحرق دليلا ساطعا على براءتك وبراءتي التي ترفضينها.
نهضت لين من مقعدها قائلة:
-اما تزال تحاول الانكار والقاء المسؤولية علي؟ حتام نمضي في التنصل من جريمتك النكراء؟
ارتسمت على شفتيه ابتسامه الشفقه وهز رأسه مؤكدا بهدوء:
- لست المجرم الذي تبحثين عنه ياسيدتي.
- غير معقول! تحاول اقناعي ان انتقامي ضاع سدى( ارتفعت نبرتها ورددت) غير معقول! مستحيل!
- كلانا كان على خطأ،وانا اعترف به الان فلماذا لاتصدقيني؟اقترب منها وامسك بكتفيها مضيفا:
- انظري الي جيدا وافتحي عقلك الغبي. ما حاجتي الى الكذب الان؟ انا بريء من مسألة الهيروين ولا املك دليلا على صدقي غير كلمة شرف.
درست لين نظراته لتميز الحق من الباطل فلم تفلح في النفاذ الى ضميره، فقالت بيأس:
- لقد مر وقت طويل جعل الحقد يتأصل في قلبي، ولن تنجح مجرد كلمة في نزعه ونسيان الماضي.
ابتعد عنها واتكأ على المدفأة ليشعل سيكارة جديدة ويقول:
- حسنا، مازلت تعتبرينني كاذبا،ولكن امنحيني الفرصة لاثبت اقوالي على الاقل.
- ماذا تعني؟
- فلنفتح تحقيقا جديدا لاكتشاف الفاعل الحقيقي ولو اضطرنا ذلك للتحقيق مع جميع المسافرين وافراد الطاقم الذين كانوا على متن الطائرة في ذلك اليوم.
- انت مجنون! فمن يستطيع كشف خيوط جريمة بعد خمس سنوات من حصولها والادلة قد زالت! ثم لماذا تزعج نفسك وتبحث عن المهرب؟
اجاب بحزن وكأنه يتمنى ان يكون جوابه مختلفا:
- لأدفع التهمة عن نفسي واجنب نفسي التعرض لمؤامراتك من جديد.
- ومالذي يجعلك تعتقد اني سأشاركك البحث عن سراب؟
ابتسم هازئا واجاب:
- لا خيار لك في ذلك، لأني لن ادعك تفلتين من قبضتي قبل انكشاف الحقيقة.
- واذا رفضت البقاء معك؟
- عندها يصبح لزاما علي اعلام الشرطة بأن المواطنه الانكليزية المختفية نيتا لويس ماهي الا السجينة السابقه لين ماكسويل، ولا اعتقد انهم سيسرون كثيرا بانتحالك شخصية زائفه واستعمالك جوازا مزورا.
عجزت لين عن الكلام فبيرت يملك سلاحا مصلتا على رقبتها يجعله متحكما بها. توجهت الى النافذة تنظر الى البعيد باحثه عن حل اخر غير الهروب لان بيرت سيظل ملتصقا بها بعدان وجدها ولن يفرط بها ابدا .
اضف الى ذلك ان الخروج من البلاد سيصبح مستحيلا اذا سلم اسمها الى الاجهزة المختصة ولن يمكنها استعمال اي من الجوزاين.
وحاولت الفتاة فهم مقصده من فتح تحقيق جديد. الانه يود تحين فرصة ليثأر منها ويرد الكيل كيلين؟ ام هو جلد في قوله وبريء حقا؟ وسرعان ما استبعدت الاحتمال الاخير لانه لو صح فان تأنيب الضمير لن يدعها تعرف الراحه طيله حياتها.
فجأة خطر لها سؤال جديد:
- كيف ومتى عرفت اني ونيتا لويس شخص واحد؟
لانت قسمات وجهه واجاب باسما:
-عرفتك منذ ان شاهدتك في الطائرة.
-وبرغم ذلك لم يبدر منك مايفضح الحقيقه.
- لقد تعلمت كيف اخفي احاسيسي وانفعالاتي، وهكذا اوهمتك بأنك في مأمن مني حتى استطعت استدراجك الى هذا المكان
- لم تقل لي كيف عرفتني.
روى بيرت فضولها بشيء من السخريه:

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:27
-ايعقل ان ينسى المرء شخصاً يحبه ويهتم به ويحتل عقله وروحه ؟ثقي اني اذكر كل تفاصيل والدقائق عنك من نعومة بشرتك الى حركات راسك ويديك ومشيتك ، من صوتك الى بتسامتك الى الخوف الذي يلوح في ناظريك . كل هذه الاشياء قفزت الى عيني عندما رايتك في الطائرة ، فعلمت على الفور ان لين هي نينا . وفي اي حال كان لابد ان نلتقي يوما ، فالهروب مني الى الابد امر مستحيل .هنا ذكرته لين:
_ ولكني خدعتك في سنغافوره بدور نيتا لويس
_ لا يسعني سوى الاعتراف بهذه الحقيقه ،ومرد ذلك الى غيابك عني فترة طويله والى تصميمي على حذفك من حياتي بعد دخولك السجن واقتناعي بانك مهربه هيروين. برغم من ذلك فقد خالجني شعور غريب ان هناك شيئا مريبا في تصرفاتك وان لغزا غامضا يكتنف لقائنا.
اثارت اقواله في نفسها رعشه وارتباكا فادارت وجهها لئلا يشاهد ذلك وسالت :
_ ماذا تريد مني الان؟
_ اريد اولا وعدا بانك لن تحاولي الفرار مرة جديدة .
مرت لحظة شك قبل ان يجيب :
_ نعم .
_ ماالسبب؟
_ لاني اتفهم موقفك واعلم تمام اني كنت لافعل الشيء نفسه لو كنت مكانك ، فليس اقسى من البريء المظلوم عندما يود الاقتصاص من جلاده او ممن يحسبه جلاده.
بدات لين تخاف من نفسها ومن ضميرها لانها تشعر ان اقواله صادقه ونيته صافيه وهكذا اضطرت الى الموافقه :
_ حسنا ، اعدك باني لن احاول الفرار .
_ فلنتاقش الموضوع الان بعمق ونضع خطتنا على هذا الاساس.
جلسا يفتحان ملفا قديما كان طي النسيان وبيرت مسرورا لانها منحته فرصه ليثبت حسن نيته، انا هي فترفض الاغتراف بانها اخذت تشك فعلا في اقتناعها السابق بذنب بيرت.
بدأ الرجل بالكلام مفصلا الخطه :
_ سنبدأ اولا باستجواب افراد الطاقم ذلك لان اقتفاء اثرهم سهم جدا وسنركز على المضيفات .
_ ولم التركيز على المضيفات؟
_ هذا منطقي لأنه من الطبيعي ان تميل امرأة لارجل الى اخفاء المخدر في علبه بودرة، فوجود مثل هذه العلبه في حقيبة رجل يثير شكوك رجال الجمرك حتى في الاحوال العاديه. سأتوجه الى مكاتب الشركه .يوم الاثنين للحصول على عناوين المضيفات.
_ وهل يقبلون باعطائك أياها؟
أجاب بمكر:
_ المسؤوله هناك صديقه قديمه وبوسعي اقناعها ببساطه.
اعاد كلامه الى ذاكرتها انه شاب وسيم يملك قدرة كبيره على سحر النساء والتلاعب بعواطفهن كيفما شاء، ولن يصعب عليه بالطبع اقناع صديقته باطلاعه على العناوين.
وكمحاوله لثنيه عن عزمه قالت:
_ سوف تستغرق مقابلة هذا العدد من الناس وقتا طويلا.
_ سأطلب اجازة اداريه واتفرغ لذلك.
_وهل تتوقع استجابة الشركه لطلبك؟
_ سأدعي ان هناك جديدا عن زوجتي كما فعلت في المرة السابقه وقد اعطوني يومها سته اشهر امضيتها بالبحث المضني عنك في شمال افريقيا.
جلس بيرت ولين في السيارة بعد مقابلتهما احدى المضيفات السابقات وهي تسكن في منطقة مايفير اللندنيه الراقيه. وكان بيرت قد استبشر خيرا بالعنوان معتبرا ان سكن المضيفه في هذه المنطقه قد يعني انها توفر المال بالاتجار بالمخدرات غير ان آماله تبخرت عندما تبين ان المضيفه تركت عملها وتزوجت من احد كبار الاثرياء، كما ان المرأة اظهرت كل تجاوب واستعداد للمساعدة في كشف الحقيقة فرضيت باخذ بصماتها والخضوع لفحص طبي يثبت خلو دمها من اي مادة مخدرة. وخرجت لين بعد المقابلة والشعور بالخيبة والخجل يغمرها بعد احراج المرأة بهذا الشكل ، فتنهدت وقالت:
_ لافائدة ترجى من هذا البحث العقيم والفاعل لن يأتي ويقدم اعترافه على طبق من فضه. نحن نضيع وقتنا هباء.
لم يكن بيرت من رأيها اذ اكد:

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:28
- كفي عن مثل هذا الكلام الاستسلامي. حققنا حتى الان مع ثلاث مضيفات وبقيت لدينا اثنتان.
_ تماما، وواحدة منهن تعيش في استراليا وانت طبعا مستعد للحاق بها الى المقلب الاخر من العالم لترضي رغباتك البوليسيه.
_ وما المانع من اللحاق بها اذا كان ذلك يساعدنا؟ اين روحك القتاليه التي بها وحدها ستنجحين في اثبات براءتك؟
اطلقت لين زفره متعبه وقالت:
_ اسفه اذ اظهرت ضعفا، فمقابلة اناس عايشوا الحادثه تحيي ماضيا شائنا.
_ لنذهب لمقابلة المضيفه سوزان سوندرز التي تقطن في هتفوردشير.
_ معلوماتك تقول انها تزوجت وصار اسمها سوزان سوندرز وارنر . انا لا اذكر سوزان هذه.
_ وانا ايضا نسيتها تماما.
_ اعطني خريطة لندن وضواحيها من المقعد الخلفي لاتأكد من الطريق التي لن تستغرق اكثر من ساعه، فهتفوردشير تقع بالقرب من واتفورد على ما اعتقد.
لم تصح حسابات بيرت لان السير كان كثيفا للغاية فتوقفا لتناول الغذاء في احد المطاعم قبل معاودة الانطلاق في الاتجاه المقصود.
وصلا المكان في حوالي الثانية ظهرا ليجدا ان العنوان يشير الى بيت قديم ومهمل ولايبدو انه صالح لايواء عائلة. فترجلت لين من السيارة وتبعها بيرت قائلا:
_ هيا بنا.
_ لايعقل ان يكون هذا المنزل ملكا لتاجر مخدرات حصل على مال وفير
_ من الارجح ان يكون ساكنوه من المدمنين لا من التجار دخلا عبر بوابه حديديه صدئة الى مايجب ان يكون في الاصل حديقه حيث نمت اشواك ونباتات طفيلية مختلفه والقيت دراجه صغيرة مهترئه الى جانب بعض الالعاب المحطمة.
طرق بيرت الباب بيده ونظرا لغياب الجرس فعلا صراخ طفل يلعب في الداخل ونباح كلب لم تسكتهما اوامر امرأة فتحت الباب قائلة:
_ نعم؟
نظرت لين الى المرأة الواقفه امامها بشعرها المشعث وثيابها القذرة، تحمل والدها الحافي وتحاول اسكات الكلب الثائر. وتمكنت من معرفه زميلتها السابقه التي كانت تعمل معها على خط لندن- ميامي برغم من تحولها من فتاة رشيقه جملية الى امرأة بائسة فقيرة . اما المرأة فنظرت الى الين مستغربة ثم الى بيرت فبدا الذهول عليها، وتبعه الشعور بالخوف والذنب. وحاولت اقفال الباب بوجه الزائرين، لكن بيرت كان اسرع منها ومنعها بكتفه قائلا:
_ نود التحدث اليك قليلا ياسيدة وارنر.
دخلا المنزل وتبعا سوزان وارنر الى المطبخ تعلو جدرانه القذارة وتفوح منه روائح كريهة. وهناك جلس رجل على كرسي متحرك يحمل رضيعا بين يديه وعيناه جامدتان لاتعبير فيهما.
وقبل ان يتكلم بيرت قالت سوزان:
_ ياالهي! كنت اعلم ان الحقيقه ستنكشق يوما
واخذت المرأة تجهش بالبكاء فأمرها يبرت بلهجة وحشية:
_ اعترفي بكل شيء والا فضحت امرك للشرطة.
انهارت سوزان واقرت بكل شيء:
_ كنت مرغمة على التهريب لانقاذ حياة ستيف!
اشارت بيدها الى شبه الرجل الجالس هناك وتابعت:
_كان مدمنا الى درجة خطيرة فهدده رجال العصابه بقطع المخدرات عنه اذا لم اقم بالتهريب، ولكي يقنعوني اكثر قاموا بضربي وضربه بشدة.
_ هل كنتما متزوجين يومها؟
_ لا. انما كنا نعيش معا.
وقفت لين تشاهد مايجري امامها كشريط سينمائي خيالي باهر وهي تكاد لاتصدق السهولة التي استخرج فيها بيرت الحقيقة من هذه المرأة المنهارة . فأخبرته بعدد المرات التي قامت فيها بنقل المخدرات وكيف تم اعلامها بأن رجال الجمارك في مطار لندن تلقوا اخبار عن العملية، فدفعها الهلع الى دس العلبة في حقيبة لين على الطائرة. ولما سألها بيرت اماذا اختارت حقيبة لين لاغيرها اوضحت انها فعلت ذلك لاحتمال اكتشاف بصماتها على العلبة، فتستطيع دفع التهمة عنها بالتذكير كيف وقعت الحقيبة من يد لين في ميامي وتبعثرت اغراضها على الارض فتطوع جميع افراد الطاقم لجمعها، فيغدو وجود بصماتها على العلبة امر طبيعيا.

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:28
كان للحقيقة في نفس لين وقع الصاعقه فوقفت دون حراك وكأن احدا سحب الدم من عروقها وخدر عقلها . كيف تتصرف الان حيال هذه المرأة التاعسة وحيال بيرت البرئ؟
واخيرا ارغم بيرت المرأة على تدوين اعترافها والتوقيع عليه، ثم حمل الاوراق وقال:
_ اتعلمين ان هذه الاوراق ستؤول الى الشرطة؟
اجابت سوزان باستسلام:
_ اجل ولن احاول الاعتراض او الانكار فقد ارتحت عند اعترافي بالحقيقة التي كواني كتمها طلية هذه السنوات( ثم نظرت الى ولديها واضافت) ماذا سيحل بهذين الطفلين البريئين؟
نظر بيرت الى الرجل القابع دون حراك في كرسيه المتحرك وسأل:
_ هل هذا زوجك؟
_ نعم.
_ ماذا حصل له؟
_ كان يقود السيارة وهو في حالة ضياع بسبب الهيروين فاصطدم بعمود كهربائي وصار مشلولا.
التفت بيرت الى لين قائلا:
_ لنغادر هذا المكان.
اضطر الرجل الى معاودة كلامه بصوت مرتفع حتى تسمعه لين المتخبطه في خضم من الافكار الحزينة، التي جفلت لما سمعت بيرت يدعوها للخروج. فمدت يدها طالبة اوراق الاعتراف، وعندما سلمها بيرت اياها دنت من المرأة المحطمة وقالت:
_ لاحاجة للخوف ياسوزان فلن تري لنا وجها بعد اليوم. مزقت لين الاوراق ورمتها على الارض، وخرجت مسرعه من المنزل المعتم كالسجن الى الهواء الطلق لتستطيع التنفس ورؤية نور الشمس.
انضم بيرت اليها واستقلا السيارة باتجاه الريف صامتين لايجدان كلمات تعبر عن الموقف. وبعد نصف ساعه انعطف بيرت يمينا في درب ضيقه واوقف السيارة في مكان بعيد على سفح تلة خضراء .
فتح نافذة السيارة ليتمتع بزقزقة العصافير المتنقلة بحرية بين احضان الاغصان المضيافه ، ورمق لين بنظرة اعجاب قائلا:
_ قمت بعمل جبار فعلا في منزل سوزان.
_ قاست هذه المسكينة مافيه الكفاية وعانت الامرين في منزل احقر من السجن. وفضح امرها للشرطة لن يرجع عجلة الزمن للوراء ويعيد الي سنواتي وسنواتك الضائعه.
فتحت الفتاة باب السيارة وراحت تعدو باتجاه الغابة على العشب الاخضر الطري، ولم تتوقف الابعد ان توغلت في الطبيعه الطاهرة ووقفت لتنصت الى شدو العصافير وتتأمل لوحات الجمال التي ترسمها الفراشات الملونه السابحه في الهواء ، بيتها الزهور وملعبها الرياحين.
ومكثت الفتاة في مكانها تعب من جمال الطبيعه وطيب الهواء ما ينسيها مرارة الواقع ، وعمق الوحول التي سقطت فيها واسقطت معها بيرت دونما ذنب .
لقد انتقمت من رجل برئ، وخطيئته انها لم تثق فيه ولم تؤمن بحبه . رباه كيف تستطيع التعويض على هذا الانسان الذي تلقى منها الضربات برحابة صدر وساعدها على الخروج من محنتها؟ وها هي الان تدخل في محنة اقسى، محنة وخز الضمير العادل الذي لن يريحها قبل ان يسامحها بيرت.
وصل الرجل فالتفت اليه وانفجرت:
_ انا اسفه لكل ماحصل!( وسقطت على ركبتيها صائحة) ولكن مانفع الاسف بعد حماقاتي وجرائمي؟
_ الاجوبة الصريحة قد تنفع حيث يفشل الاسف.
رفعت عينيها الدامعتين اليه هامسة بما يشبه الامل:
_ اي اجوبة؟
تردد بيرت قليلا قبل ان يقول بسرعه:
_ اكنت جادة عندما اعترفت لي بحبك قبل دخولك السجن؟ التقطت لين ورقه صفراء اسقطتها اولى جحافل الخريف واجابت:
_ لو لم اكن احبك لما استطعت ان اكرهك الى هذا الحد.
_ وفي سنغافورة؟
_ في سنغافورة كنت اكرهك واكره نفسي اكثر. فكلما امعنت في لعبتي كنت اقنع نفسي اني اكرهك حتى لا اجبن واتراجع لانني في الحقيقة...
لم تقو على اكمال الكلام فالعبرات حجبت عنها الرؤية والغصة خنقتها، فشدها بيرت اليه بعنف سائلا:
_ والان؟
القت رأسها على صدره معترفه:
_ احبك! وسأظل احبك مهما حصل

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:30
تنفس بيرت الصعداء وكأن ثقلا كبيرا ازيح عن صدره، فا حكم ذراعيه حول خصرها وهي بدورها دفنت وجهها في عنقه متنعمه بالدفء والامان بين احضانه.
_ هل استحق ان احظى باهتمامك بعد اليوم يابيرت؟ هل استحق ان تسامحني؟
_ اعتبري الامر منسيا.
_ كيف يمكنك النسيان؟
_ بيد ان قدري مرتبط بقدرك يالين مهما حاولت تفاديك والحقيقة ان حياتي بدونك تبدو بلا معنى شئت ذلك ام ابيته.
مسح دموعها بيديه وعانقها بحرارة وتعني في ماتعنيه طي صفحة الماضي الاليم وفتح صفحة جديدة من الحب والسعاده . ولين لم تهرب هذه المرة بل بادلته العناق.
ولم يعد الحبيبان الى السيارة حتى ستائر المساء التي بدأت تلقي ظلالها على اخر انوار النهار. قاد بيرت السيارة ببطء ولين ملقيه رأسها على كتفه وكأنها لاتريد الابتعاد عن حبيبها بعد الان بورصه واحدة ، فهي تكاد لاتصدق ان ماحدث حقيقه وانها وجدت اخيرا طريقها الى الهناء.
منحها بيرت نظرة وابتسامة ملؤهما الرقة والحنان واكمل الطريق حتى بلغ فندقا صغيرا محاطا بالحدائق الغناء، فاوقف السيارة قائلا:
_ هذا المكان يبدو مناسبا.
_ لتناول العشاء؟
_ بل لتمضية شهر العسل.
ضحكت لين بادئ الامر ولكنها فطنت لشيء فسألت:
_ ايمكن اعتبارنا متزوجين بنظر القانون؟
_ ولم لا؟
_ لكنني تزوجتك باسم مزيف.
_ لا آبه لذلك مادام حبك حقيقيا وأصيلا.
ترجلا من السيارة وهما بدخول الفندق عندما سألته:
_ ماذا سنقول لذويك واصدقائك؟
_ سنخبرهم بالحقيقة او نخلق لهم قصة مقنعه. الست بارعه في التأليف والكذب؟
اطلقت لين ضحكة عالية موافقه على كلامه ووضعت يدها في يده قائلة:
_ هذه التفاصيل تافهه مادمنا معا.
وسارا سويه خطوة على درب حياة يسطع فيها فجر السعادة بعد نفق طويل مظلم.


تمت



آتمنى آن تنــآآل على آعجــآآبكمـ ::جيد::

ماري-أنطوانيت
28-03-2008, 20:35
يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووو

قلبي ((زوزو)) على الروايه....:D

ان شاء الله راح ابدأ بقراءتها عن قريب...::جيد::

الف الف شكر ....::سعادة::

ورده قايين
28-03-2008, 20:36
شكرا لك الشيخه زورو على هذه الرواية كنت بأنتظاره على أحر من الجمر سلمت يداك

shining tears
28-03-2008, 20:38
يعطيك الف عافية الشيخه زورو على الروايه الروعه

ليل اسبانيا
29-03-2008, 02:16
هذي القصه قرأتها قبل ست سنوات
من وحده من صديقاتي وهي اول روايه اقرأها
بعدين بحثت عنها كثير ولأني ماأتذكر العنوان كان البحث صعب
وانت يالشيخه حققتي مبتغاي فشكرا جزيل لك

الأميرة شوق
29-03-2008, 05:05
اينجل - الشيخة زورو
يعطيكم العافية
وماقصرتوا
--------------

ماري انطوانيت
اعذريني ماكنت أدري ان الكاتبة هي التختار على ذوقها
ومشكورة لتوضيح

لحـ الوفاء ـن
29-03-2008, 11:52
يسلمو زورو على الروايه الرائعه

Romance Addict
29-03-2008, 15:08
Hi girls, I love this novel so much, I read it years ago and I am glad that I read it again. You're really great and to make the trouble of writing down the novels is a hard work so thank you for doing so. I am sure most of the girls feel the same toward you, all the amazing editors. Can't wait for the next novel. Warmest wishes to you all.

RED ROSE99
29-03-2008, 20:10
مرحبا انا عضوة جديدة هنا اتمنى تقبلوني صديقة لكم واذا احتجتو مساعدة في كتابة الروايات فمن دواعي سروري اني اساعدكم....

سابرينا جاك
30-03-2008, 13:28
هاي بنات كيف الحال مشكورة حبيبتي على الروايةالحلوة

ماري-أنطوانيت
30-03-2008, 14:49
[CENTER]
مرحبا انا عضوة جديدة هنا اتمنى تقبلوني صديقة لكم واذا احتجتو مساعدة في كتابة الروايات فمن دواعي سروري اني اساعدكم....
اهلا وسهلا فيك ((RED ROSE99))...::سعادة::
اسعدنا انضمامك لنا....ويسرنا جدا تواجد معانا....
واسعدنا جدا عرضك للمساعده....::جيد::
واذا في اي روايه حابه تكتبينها وتنزلينها في المشروع
يا ريت تراسليني على الخاص عشان نناقش التفاصيل...::جيد::

وتسلمين قلبي على مبادرتك الكريمه..;)


هذي القصه قرأتها قبل ست سنوات
من وحده من صديقاتي وهي اول روايه اقرأها
بعدين بحثت عنها كثير ولأني ماأتذكر العنوان كان البحث صعب
وانت يالشيخه حققتي مبتغاي فشكرا جزيل لك
هلا وغلا فيك عزيزتي ((ليل اسبانيا))...:D
وحياك الله في المشروع....
واسعدنا جدا ان الروايه عجبتك...وان شاء الله يكون هذا رأيك
في الروايات القادمه باذن الله ::سعادة::

SONĒSTA
30-03-2008, 15:08
ثانكس على الرواية الرائعة

نسائم الفجر
30-03-2008, 15:23
وااااااااااااااااااااااااااو رواية قليل فيها كلمة روعه فهيا اجمل ماقرأت
تسلم ادينك شيخه زوزو
وذوقك لايعلى عليه

ريماالفلا
30-03-2008, 23:07
تسلمى زورو على الرواية الجميلة هذه
اتمنى ان تنالى كل السعادة والخير جزاكم الله كل خير::جيد::

لينا888
31-03-2008, 05:14
ماري انطوانيت انتي وكل فريق كتابة الروايات كلكم اروع من بعض
وبتتعبو معنا كتير
يسلمو كتير الشيخة زورو عالرواية الحلوة كتير
ويسلمو ماري وفريق الروايات ع تعبكم ومجهودكم الرائع
وبانتظار الرواية الجاية على احر من الجمر

عذوووق
31-03-2008, 13:13
يسلموووووووووو على الروايات المطروحة

مشكوووورين على جهودكم اللي تبذلونها لعرض هالروايات

يعطيكم ربي الف عافيه

shining tears
02-04-2008, 20:14
الروايه للامانه منقولة واتمنى تعجبكم والبسبب الي خلاني انزل هاي الرواية المنقولة لان مافي احد من العضوات متقدمت وارسلت لماري اي عرض من ناحية الراويات
ما انبي المشروع ينام راح انزل هاي الروايه

النمر الاسمر- لبيرل فافر

ملخص الرواية


وقعت روكسان في غرام صديق خطيبها خوسيه الذي اصطحبها الى شقته الخاصة لمحاولة تنفيذ مأربه .
وتزوجها بعد معرفة قصيرة ثم هجرها في ثالث يوم من زواجها لسبب غامض دون أن يخبرها عن مكان وجهته أو عنوانه.
فكيف ستتصرف العروس المصدومة ؟
وهل لخطيبها السابق علاقة بغياب زوجها ؟

shining tears
02-04-2008, 20:15
الفصل الأول
كان مطار غاليو الدولي مزدحماً, فاقد الهوية . وكانت روكسان تجلس في مقهى المطار تحتسي كوبا من الشراب وتفكر أنها يمكن إن تكون في أي مكان اخر من العالم لولا اللكنة البرتغالية السائدة وسواد بشرة الرجال الذين تجمعوا حولها مما يذكرها بانها في البرازيل ومأخوذين على ما يبدو بخصلات شعرها الذهبي وعينيها الزرقاوين .
ونظرت مرة اخرى الى ساعة يدها وهي تتأفف وتتساءل الى متى سيدوم انتظارها, فالرسالة التي تسلمتها عند وصولها لم تكن واضحة كل الوضوح, كل ما جاء فيها ان بيتر سيتأخر في الوصول الى المطار لطارئ مفاجيء وعليها ان تنتظره هناك .
اشعلت سيجارة وهي ترمق الشاب الذي كان يسترق النظر اليها في النصف ساعة الاخيرة, كانت تشعر بنفاذ الصبر على الرغم من معرفتها ان المدينة التي تقصدها لم تكن على مسافة قريبة ثم ان بيتر على علم بموعد وصولها منذ اسبوع لذلك كان بامكانه ان يطلب منها قضاء ليلة في احد فنادق الريو بدل ان يتركها تنتظر في المطار لاجل غير مسمى .
جولت في ارجاء المطار تبحث عن نماذج حقيقية للخشب المحفور الذي اشتهرت البرازيل بصناعته, وامام شعورها بالملل ادركت بالمقابل ان اسابيع الانتظار التى عانتها اخيرا لم تكن من دون فائدة, حتى انها لم تصدق بانها ستلتقي بيتر مرة اخرى .
حين اخبرها انه سيذهب للعمل بالبرازيل شعرت بالاستياء غير انها فيما بعد شكرت له الفرصة التى اتحها لها بالسفر الى تلك البلاد والتعرف الى جزء رائع ومثير من العالم على الرغم من انها منذ ستة اشهر حين غادرتها كانت لا تزال تغالب حزنها على فقدان والدها الذي كانت تحبه اعمق الحب وكانت قد فقدت والدتها منذ عدة سنين حين كانت لا تزال طفلة فاصبح والدها معيلها الوحيد, وقد قضى نحبه وهو في طريقه لمعاينة مريض وكان يعلم في تلك الليلة التي ذهب فيها لتلبية طلب ذلك المريض ان سيارته قد تصطدم بسيارة اخرى لكثرة الضباب الذي كان يلف مدينة لندن , حين قضى نحبه
بقيت روكسان لفترة تحت وطأة الذهول غير مصدقة ان والدها مات وتركها وحيدة في هذا العالم , كان لها اقارب بعيدون في شمال انجلترا ا ان روكسان لم تشأ مشاطرتهم حزنها لانهم لا يستطيعون ان يقدموا لهل سوى الشفقة والعطف .
وفي تلك الحالة من الحزن الشديد التقت بيتر براون لاول مرة , كان نجل صديق والدها وكان عائدا لتوه من الخليج العربي حيث كان يعمل في شركة لاخراج النفط .
شابا وسيما جذابا في الثلاثين من عمره, فلا غرابة ان تشعر روكسان نحوه بميل شديد, وادرك بيتر انها كانت منطوية على نفسها من شدة الحزن, فأخذ يخفف عنها ويقنعها بان الحياة مستمرة في سيرها , ومع مرور الايام, وبفضل بيتر بدأت تبتسم للحياة, وكان اصعب شيء واجهها هو ايجاد عمل تترزق منه, وكان بيتر هو الذي وجد لها عملا مع صديق له كان طبيبا للاسنان .
عندما بيع البيت الذي كانت تسكنه مع والدها وجد بيتر لها شقة تسكن فيها, وما ان مضى بضعة اشهر حتى بيتر وظيفة في البرازيل, وحاول ان يقنعها بالزواج به لاصطحابها الى البرازيل معه, غير انها ترددت وطلبت وقتا للتفكير والاستعداد لاتخاذ هذه الخطوة الحاسمة في حياتها, ثم وافقت على ان تعقد خطوبتها قبل سفره الى البرازيل, ثم تلحق به بعد ان يرتب اموره, فيتزوجان هناك, وشق على والدي بيتر ان لا يحضرا حفلة الزفاف الا انهما تفهما موقف روكسان . وبعد سفر بيتر اخذ يراسلها باستمرار فيعرب لها عن شوقه وتطلعه الى اليوم الذي سيجمعهما معا ويحدثها عن حياته في البرازيل حيث كانت الشركة التي يعمل فيها بيتر شركة كبرى .
نظرت روكسان الى ساعتها مرة اخرى فادركت بانه قد مضى على انتظارها لبيتر اربع ساعات مما جعلها تشعر بالقلق الشديد, وكانت على وشك ان تطلب كوبا ثالثا من الشراب عندما لاحظت ان رجلا كان يتفحصها باهتمام من حول طاولة لا تبعد عنها كثيرا , فرمقته بنظرة باردة, ولكنه لم يبالي, بل اخذ يحدق اليها بمزيد من الاهتمام, فلم يكن منها الا ان نهضت عن كرسيها وحملت حقيبتها الصغيرة واتجهت نحو الباب على انه كان عليها ان تمر بقرب الطاولة التي يجلس عليها الرجل, فلم تتمالك من القلء نظرة عليه فاذا هو شاب لم تشاهد بمثل جاذبيته ووسامته شابا من قبل, كان شعره اسود فاتحا وبشرته سمراء اسود العينين وكان فارع القامة, ذا وجه تدل ملامحه على الدقة والقساوة معا, فاستولى عليها الاضطراب وهي تدفع الباب للخروج الى البهو .
تنهدت وهي تجول بنظرها فيما حولها على امل ان تشاهد بيتر, اما كان يدرك بان لا بد لها ان تشعر بالغربة في مطار غيب كهذا؟ ما الذي جعله يتأخر في المجيء الى لقائها كل هذا التأخير ؟
اجتازت البهو وجلست في احد المقاعد المريحة ثم اخرجت سيجارة واشعلتها واخذت تنفث دخانها بفروغ الصبر, وفجأة سمعت صوت رجل يقول لها :
"هل انت الانسه غراهام, روكسان غراهام؟" فالتفتت الى مصدر الصوت ولشدة دهشتها حين وجدت نقسها وجها لوجه مع الرجل الذي كان يرمقها في المقهى. ولكنها تمالكت نفسها واجابته قائلة :
"كيف تعرف اسمي؟"
فقال لها وهو يضع يديه في جيبي سرواله :
" في هذا المطار الكثير من النساء الانكليزيات الوحيدات, وانت احداهن ".
فنهضت روكسان واقفة, وعلى الرغم من طول قامتها الا انها وجدت نفسها مضطرة لأن ترفع راسها حتى تراه, وعن قرب تبين لها ان عينيه السوداوين هما في الحقيقة بلون المخمل البني الغامق قالت له :
"ارجو ان يكون كلامك اكثر وضوحا..." فهز كتفيه وهو يقول :
"الحق معك يا انسه غراهام اسمي خوسيه فانتوس, وانا زميل خطيبك في العمل... " شعرت روكسان بالارتياح قليلا وقالت له :
"وماذا جرى لبيتر؟... هل هو آت؟".
"مع الاسف لن ياتي وساشرح لك السبب بعد قليل, هل هذه الحقيبة هي كل ما لديك من امتعة ؟" فترددت روكسان وهي تنظر الى حقيبتها ثم قالت :
" وكيف اعرف حسن نيتك؟ هل لديك ما يعرف عنك؟" فابتسم الرجل نصف لبتسامة واجاب قائلا :
"اراك لا تثقين بي" فسارعت الى القول:" ما ادراني؟ قد تكون اي شخص كان, سمع باسمي يتردد على السنة المسؤولين في المطار..." هز الرجل كتفيه العريضين قائلا:
"الحق معك يا انسه غراهام, الحكمة تقضي باتخاذ الحيطة ولكنني اؤكد لك اني صادق في ما اقول, هناك خوسيه فانتوس واحد في العالم

shining tears
02-04-2008, 20:16
وهو انا" فقالت:
"اما لديك وثيقة تثبت هويتك؟ كرخصة قيادة مثلا؟"
فاخرج خوسيه من جيبه جواز سفره ورخصة دولية لقيادة السيارة فالقت عليهما نظرة سريعة لثقتها بان المتمرد على القانون لا يملك مثل تلك الجرأة والثقة بالنفس, فقالت له :
"شكرا معي هذه الحقيبة فقط, لان بقية حقائبي شحنتها مع حقائب المسافرين على الطائرة". اعاد خوسيه اوراقه الى جيبه وحمل الحقيبة واشار الى روكسان بان تتبعه عبر البهو الى خارج المطار, وفي الخارج كان الطقس حارا فلاحظ خوسيه انزعاجها فقال لها :
"الطقس الان اقل حرارة منه في منتصف النهار... وستعتادين عليه في وقت قريب "
حاولت روكسان الابتسام وتمنت لو ان بيتر اوفد رجلا اخر للقائها يكون اقل من خوسيه جاذبية وثقة بالنفس. وكانت بانتظراهما سيارة سوداء فخمة, فالقى خوسيه الحقيبة على المقعد الخلفي وفتح الباب لروكسان ثم صعد وجلس الى جانبها وهو يبتسم لها فبدت اسناه بيضاء اكثر مما هي ازاء بشرته وملامحه الفاتحة وقال لها :
" الم تزوري البرازيل من قبل؟"
"كلا"
"ولكنك بدأت تشعرين نبض الحياة في بلادنا" قال هذا وانطلق بالسيارة الى الطريق العام .
اعجبت روكسان رامارات وجهه المعبرة وعاد اليها الشعور ذاته الذي استولى عليها قبل ان تحط الطائرة, كان هنالك شيء بدائي في تلك البلاد على الرغم من ناطحات السحاب والعمارات السكنية الفخمة, وتنبهت روكسان الى ان خوسيه يخاطبها قائلا:
" كنت تسكنين في لندن على ما اعتقد"
"نعم في الضواحي , هل لم لن تخبرني لماذا لم يات بيتر للقائي, واين نحن ذاهبان الان؟" فابتسم قائلا:
"كنت اعتقد انك نسيت الغاية من زيارتك لهذه البلاد, المنزل حيث ستسكنين هو في تلك الجبال, ولكن الطرق اليها غير امنة ولا سالكة تماما , ولكن ذلك لا يجعل المنطقة مكانا موحشا لا مدينة فيه, فهي تضم متحف وجامعة...غير ان الوصول اليها امر اخر"
"وماذا بعد؟ لا اعتقد ان هذا كل شيء"
"وقع انهيار على حافة الطريق منذ مدة... " فصاحت بلهفة
"وهل وقع ضحايا؟"
"كل, ولكن خطيبك انعزل وسدت في وجهه الطريق, فاتصل بي"
" وانت هل كنت في ريو؟"
"كلا كنت في نفس المنطقة حيث خطيبك"
"بربك يا سيد فانتوس" كيف امكنك ان تصل الى هنا اذا كان بيتر لم يتمكن من الوصول؟" فاجاب وهو ينعطف بالسيارة بسرعة جعلت روكسان تميل نحوه, حتى كادت تصطدم بمقعده.
"لدي وسيلة اخرى للتنقل... اعني الطائرة المروحية"
ولم تشأ ان تثقل عليه بالاسئلة فاكتفت بالقول :
"وهل نحن ذاهبان الى حيث بيتر الان؟" فاجابها مذكرا:
" الطريق مسدودة "
" ولكن اين طائرتك المروحية؟"
فبدت على وحهه ملامح السخرية مما بعث الاحمرار في وجهها وخيل اليها انه من الرجال الذين اعتادوا معاشرة النساء, فلم تعرف كيف تعامله وذلك عائد الى شيء لم تستطع تحديده جعله يختلف عن اي شخص عرفته في حياتها. والذي اثارها هو انه كان على وعي تام بجاذبيته, وربما بالتأثير الذي يبعثه فيها. تصلبت في جلستها وقالت له في حزم :
" ماذا تنوي ان تفعل بي؟" فقهقه ضاحكا وقال:
"افعل بك؟ هذا كلام لا يجوز ان يصدر منك. ماذا تتصورين اني سأفعل لك؟" حدقت اليه روكسان بذهول ثم قالت له باختصار:
"انت تعلم ولا شك ما اعنيه" احنى راسه موافقا وقال:
"نعم, انا اعلم انك متشوقة جدا للقاء خطيبك وهذا من حقك لانه ترك لندن منذ اشهر وفي هذه الاثناء كان من الممكن حدوث اي شيء, وعلى كل حال فالظلام سرعان ما سيخيم ولا اريد ان اجازف بحياتي ان انا حاولت الهبوط بالطائرة المروحية بين تلك الجبال, ويؤسفني ان اخبرك بان عليك ان تقضي الليلة في ريو, حيث حجزت لك في احد الفنادق الفخمة... وغدا يمكنك ان ترتمي في احضان حبيبك!" فرمقته روكسان بنظرة صارمة وهي تقول :
"شكرا لا احتاج منك الى تعليمات وارشادات "
"انا متأكد من ذلك" قال هذا الكلام بسخرية ثم اضاف مقطب الجبين:
"انت لا تثقين بي يا انسة غراهام ... لماذا؟"
"انا لم اقل ذلك"
"لا ولكنه واضح في تصرفاتك... ربما تظنين اني اختطفك, فحين تصلين الى الفندق يصبح بامكانك ان تتحدثي الى خطيبك بالتليفون" وعندما سمعت روكسان بكلمة تلفون شعرت بالارتياح فيما ظل خوسيه يرميها بنظراته الساخرة ثم قال :
"انت فتاة جميلة يا انسة غراهام, ولكني اسف ان اخبرك اني عرفت نساء جميلات كثيرات ولم الجأ الى اختطافهن لاجعلهن يستسلمن ويرضخن لي". زاد هذا الكلام من احراج روكسان في هذه اللحظة ظهر لها ضواحي المدينة حيث هالها ان تفاجأ بالفقر المدقع الذي دلت عليه بعض البيوت الشبيهة بالاكواخ ال********************************ة. ادرك خوسيه ما كانت تفكر فيه فقال لها :
"حيث هناك غنى فاحش هناك فقر مدقع ايضا, انت مثل كل الناس يا انسة غراهام تريدين ان تري فقط ما توقعت ان تريه" نظرت اليه قائلة:
"وكيف ترى انت هذا الفقر المدقع يا سيد فانتوس ام انك لا تراه ابدا؟ فقال عابسا:
"نعم اراه يا انسة غراهام " كان في صوته شيء من المرارة لم تلحظه من قبل واضاف :
"ربما تتصورين اني لم اعرف الا هذه الحياة , حياة الترف والرفاهية" ادارت وجهها وقالت " لم افكر في ذلك يا سيد فانتوس "
"اذن كان عليك ان تفكري قبل ان تتكلمي" . كانت مدينة ريو رائعة الجمال تتميز بفرادة البناء المعماري الذي اشتهرت به . كانت تعج بالسياراتو المارة وعلى جانبي الشوارع العامرة بالاشجار كانت المتاحف وناطحات السحاب, وكان الفندق الذي توقف امامه خوسيه قائما في احد الشوارع الجانبية الهادئة وكان شامخا فخما بخلاف معظم الفنادق التي تواجه الشاطئ وكان من الداخل حديث الاثاث ووسائل اللافاهية. ترك خوسيه سيارته في الموقف ودخل وروكسان الى الفندق ثم سار يتقدمها نحو مكان الاستقبال. ادركت من الحفاوة البالغة التي استقبل بها خوسيه انه يتمتع بتقدير واحترام بالغين وبعد ان تحدث الى المسؤولين هناك عاد وقال لها :
" غرفتك جاهزة احسب انك تعبة وبحاجة الى الراحة والاستحمام قبل تناول طعام العشاء الذي يقدم للزبائن في اي وقت بعد السابعة والنصف, وقبل وصولنا اتصل براون ليستخبر عنك وسيتصل مرة اخرى فيما بعد... هذا كل شيء عندي اعلمك به" وشعرت روكسان بانها تأبى انتفارقه بعد ان ادى مهمته على اكمل وجه, ولعل ذلك عائد الى شعورها بالوحدة .
وسار خوسيه في اتجاه الباب فبدا لها كالنمر بقامته النحيلة المفتولة العضلات, تحت نبرة شفافة ناعمة الملمس وخيل لروكسان انه قد يكون مؤذيا كشبيهه في عالم الحيوان. التفت اليها قبل ان يفتح البال وقال :
" هل يروقك كل هذا؟"
"بكل تأكيد"
"سآتي اليك في العاشرة صباحا من الغد والان ليلتك سعيدة يا انسة غراهام"
"شكرا يا سيد فانتوس" تناول احد تاخدم حقيبتها التي تركها خوسيه الى جانبها واشار اليها بانكليزية ركيكة بان تتبعه. كانت غرفتها واسعة وفخمة ذات عدة نوافذ تطل على المدينة . وبعد ان استحمت ثم استلقت على فراشها تنعم بهواء المروحة وتحدق الى جهاز الهاتف فلعلها حين تسمع صوت بيتر يفارقها الشعور بالقلق الذي اخذ يستولى عليها . استسلمت روكسان للنوم ثم استيقظت على رنين الهاتف حيث كانت الغرفة غارقة في الظلام الا ان انوار الشارع كانت تتسرب من خلال النوافذ . تناولت السماعة وهي تشعر بقشعريرة خفيفة تتسرب اليها نظرت الى ساعة يدها فاذا هي تشير الى الثامنة والنصف . سمعت صوت بيتر يهتف من الطرف الأخر من الخط قائلا :

shining tears
02-04-2008, 20:22
الفصل الثاني
"روكسان! اهذا انت شكرا لله اعتذر على عدم لقائك في المطار هل خبرك خوسيه عن السبب؟"
؟نعم يا بيتر, كم يسرني ان اسمع صوتك بعد هذا الفراق الطويل ... انا بخير... والفندق مريح ورائع"
"يسعدني ذلك هل تناولت طعام العشاء؟"
"كلا .. استلقيت على فراشي فغلبني النعاس ولكني اتضور جوعا الان.. واتطلع شوقا الى لقائك . هل ازالوا الركام عن الطريق؟"
"ازالوه؟ هذا يأخذ وقتا طويلا في هذه البلاد هل أنت خائفة من ركوب الطائرة المروحية؟ على العموم لا تخافي فانتوس قائد ماهر"
"كلا لست خائفة ولكن اخبرني يا بيتر من هو فانتوس هذا؟ هل له علاقة بالشركة التي تعمل بها؟"
"نعم, والده مؤسس الشركة"
"هو رئيسك اذن؟"
"لا فانتوس لا يهتم كثيرا بشؤون الشركة فهو منشغل بانفاق المال الذي تجنيه الشركة"
ظهر العبوس على وجه روكسان وهي تقول :
"يبدو لي من لهجتك انك لا تحبه"
"لا شيء يجمعني به, اما اني لا احبه فهذا شعور متبادل"
فاضطربت روكسان خصوصا لانها لم تسمع بيتر يتكلم عن احد بمثل هذه المرارة فقالت له:
"ولكن لماذا اخترته للقائي؟"
"لان الطائرات المروحية غير متوافرة في هذه البلاد وحين اتصلت بفرع الشركة في ريو كي اخبرهم بانهيار الطريق كلفوا فانتوس للقيام بالمهمة"
"وماذا تعمل الان واين انت؟"
" في شقتي وستعجبك يا عزيزتي فهي شقة واسعة وفي عمارة جديدة, لم اشتر اثاث كله بعد لاني تركت ذلك لك وفي هذه الاثناء ستقيمين عند اصدقاء لي كما كتبت لك وقد عينت موعد لزواجنا بعد خمسة اسابيع من اليوم وهذا يعطيك متسعا من الوقت لتكيفي نفسك مع الحياة في هذه البلاد ولشراء ما تريدين سراءه للبيت فعندنا هنا حوانيت جيدة, السيدة واغنز وعدت باعارتك الة الخياطة لتجهيز الستائر وما الى ذلك " قالت روكسان:
" لا استطيع ان اصدق انني هنا في البرازيل" ففضحك بيتر وقال :
"هذا شيء طبيعي ولا بد لك من بعض الوقت لاستيعاب التغيير الذي طرأ عليك, على كل حال غدا نلتقي... كم انا في شوق الى رؤيتك ومعانقتك... فانا احبك يا حلوتي" فتمتمت قائلة:
"وانا ايا يغا بيتر"
"ساودعك الان اذهبي وتناولي طعام العشاء ونامي باكرا فلا شك انك متعبة"
"لن انام في الحال بعد ان نمت ثلاث ساعات, لذا ساذهب واتناول طعام العشاء, هل ستكون بانتظاري حين تحط الطائرة يا بيتر؟"
"بكل تأكيد يا حلوتي والان وداعا"
"وداعا والى اللقاء"
وبعد ان وضعت السماعة جلست تحدق بجهاز الهاتف بضع دقائق استغربت كم بدا لها كلام بيتر مختلفا عما كان عليه في انكلترا او لعله لم يكن مختلفا في الواقع وانما سماعها له كان مختلفا, وكانت تفكر انه ما كان عليها ان تفارق بيتر هذه الاشهر الستة, اتكون المدة احدثت فيها شيئا من التغيير ؟
ماذا لو ان رايها فيه اختلف الان عن الراي الذي كونته عنه في ظروف الاسى في انكلترا؟ ولكنها صرفت من ذهنها هذا التفكيى الذي اعتبرته سخيفا, لان من احب احدا احبه مهما كانت الظروف .
نهضت عن السرير وفتحت حقيبتها واخرجت فستانا جديدا اعدته لاول ليلة تقضيها في البرازيل القته على السرير وبعد ان تزينت قليلا ارتدته وغادرت الغرفة الى المطعم في الطبقة السفلى كان المطعم في ذلك الوقت من اليل غير مزدحم كثيرا , فقادها الخادم الى احدى الموائد ولعله حسبها صديقة حميمة لخوسيه فانتوس , فرحب بها وعاملها بحفاوة بالغة, ثم قال لها بعد ان انتهت من طعامها :
"هل اعجبك الطعام يا انسة؟"
"شكرا لك كان الطعام لذيذا جدا"
"يسرني ذلك اتريدين شيئا اخر؟" اجابت بلطف :
"كلا شكرا" وهنا سمعت صوتا يقول للخادم :
"هل اعتنيت بخدمتها جيدا كما يجب؟" فالتفتت الى مصدر الصوت فرات خوسيه واقفا ورائ الخادم بقامته النحيلة وبشرته السمراء وهو يرتدي ملابس السهرة. نظر اليه الخادم بابتسامة كلها اعجاب وتقدير وقال:
" اه, يا سيد فانتوس... ما هذه المفاجأة السارة؟؟؟ ارجو ان تتاكد من انني قمت بواجبي نحو الانسة على قدر ما استطيع " تقدم خوسيه الى المائدة وجلس على الكرسي وهو يقول :
" ارى يا الانسة غراهام انك تتجنبي المغامرة... اليس هذا صحيحا؟" فاجابت بحياء
" هذا يتوقف على نوع المغامرة ".
" على كل حال انت رائعة هذه الليلة يا انسة غراهام, ولا يجوز ان تهدري هذا الجمال في مطعم كهذا" شعرت روكسان بالحرج الشديد على الرغم من انها كانت متاكدة من انه لم يحضر الى الفندق الا ليرى ان كانت تعامل معاملة حسنة فقالت له :
"وماذذا تقترح يا سيد فانتوس؟" ابتسم واجاب قائلا:
"ماذا اقترح؟ اقترح ان نذهب الى ناديا ليليا يدعى بيرانا حيث يمكننا ان نرقص ونستمع الى الموسيقى"

shining tears
02-04-2008, 20:34
"لا اظنك جادا في اقتراحك قضاء بقية السهرة معا.اتمنى لك ليلة سعيدة يا سيد فانتوس, والى اللقاء غدا كما تواعدنا... " نهضت على قدميها فنهض خوسيه ايضا وسد طريقها وهو يقول:
"لا تعتقدين اني جاد في اقتراحي؟ لماذا؟ هل لانه لا يجوز لي الترفيه عن خطيبة زميل لي في مثل هذه الظروف ؟"
"انت لست في الواقع زميلا لخطيبي..." فقال لها بتهكم لاذع:
"اراك تحدثت مع خطيبك فحذرك مني!"
حاولت روكسان ان تخطو الى الامام وهي تقول :
"كلا ولماذا يحذرني منك؟ ارجو منك ان تدعني وشاني..."
"مهلا... هل تمانعين في مرافقتي لك ؟"
"لا امانع"
"ولكنك رفضت" فاجابته بحزم :
قد يطيب لك ان تسخر مني يا سيد خوسيه" ولكن اعلم انني لم اعد اتحملك فاعذرني ودعني اسير في حال سبيلي " مال خوسيه عن طريقها قائلا:
"اخطات التقدير؟؟؟ ظننت انك تشعرين بالوحدة" فنظرت اليه بنفاذ صبر قائلة :
"ولذلك اخذتك الشفقة علي!"
"ليس تماما... انما انا مستعد ان اريك جانبا من النشاط الثقافي في عاصمة بلادي" خطت روكسان خطوة مترددة الى الامام ثم التفتت اليه قائلة :
"هذا لطف منك... وانا كنت اود ان اشاهد قليلا من معالم هذه المدينة و... "
"ومع ذلك تترددين هل انا اخيفك الى هذا الحد ؟ وهل قضاء الوقت معي يثير فيك الاشمئزاز؟" ابتسمت وقالت :
"انت تعلم جيدا انك تسيء فهمي عن قصد" دار خوسيه حول المائدة ونظر اليها بامعان ولمس بيده ذراعها قائلا:
"كما قلت يا انسة انت فتاة رائعة الجمال ويسرني جدا ان اصطحبك ال بيرانا" شعرت روكسان بعضلات ذراعها تتصلب تحت لمسة اصابعه وبقشعريرة تسري في مفاصلها هل كان يعي تماما تاثيره فيها؟ لم يكن يبدو عليه ذلك ولكن المظاهر قد لا تدل على شيء .ومع كل ما كان عليه من تهذيب الا انه بالنسبة اليها كان مغلفا بالغموض. حاولت ان تبعد عنها هذه الافكار فمن غير المعقول ان تدعه يثير فيها الاضطراب فهل هذا لانها لم تجد نفسها في صحبة رجل منذ ان فارقها بيتر ؟ ولماذا لم ترفض رفضا قاطعا وتذهب الى غرفتها ؟ هذا ما كان يجب عليها ان تفعله وما ينتظره منها بيتر ثم لماذا تشعر بالحيوية والنشاط بدل ان تشعر بالتعب والعياء؟الأنها نامت عدة ساعات في مساء النهار؟ قالت له :
"ارى انه يجب علي لن ارفض دعوتك... " فانتصب خوسيه في وقفته قائلا :
"هل لانك خائفة مني يا انسة غراهام؟" وكانت بالفعل خائفة الا انها رفضت ان تقر له بذلك فقالت:
"هذا كلام هراء يا سيد خوسيه..."
"اذن تعالي معي وبرهني لي انك لست خائفة"
سآتي يا سيد خوسيه... سآتيما دمت مصرا كل هذا الاصرار " شد باصابعه على ذراعها وقادها عبر غرفة الطعام التي تخلو من الزبائن وقال لها :
"انا معجب بشجاعتك يا انستي ..."نزعت ذراعها من قبضته وهي تقول :
"الانسان لا يحتاج الى شجاعة يا سيد خوسيه بل الى ثبات وعزم ..." فاكتفى خوسيه بالابتسام ولم يتفوه بكلمة.
كانت ريو مدينة ساحرة في الليل تشع منها ملايين المصابيح الكهربائية والانغام الموسيقية المنبعثة من الملاهي كانت تعلو على ضجيج السيارات . كان النادي يتالف من بضع الغرف احواض ماء تعج بانواع السمك وكان هناك نوع من السمك يحمل اسم بيرانا في حوض كبير في وسط النادي, شعرت روكسان بالقشعريرة عندما شاهدته حين قال لها خوسيه:
"في وسع هذا النوع من السمك ان يلتهم الانسان في لحظة فلا يبقى له اثر... " فقالت روكسان:
"هو لبليس السمك اذن..." احاطها خوسيهبذراعه وقال لها :
"دعينا نشرب كاسا اولا ..."
"اكتفي بعصير البرتقال ارجوك, ولا شيء اخر" على ان خوسيه لم يستجب لرايها فطلب لها شرابا اخر ولما راته سالته في حيرة :
"ما هذا؟"
"هذا مزيج خاص بي" ولما ذاقته روكسان وجدته لذيذا وله نكهة الليمون الحامض مع شيء اخر, وفي غرفة الرقص كانت الجوقة الراقصة تتابع رقصاتها في وسط الغرفة وكان يتخلل المشاهد انواع مختفة من الالعاب السحرية الاخاذة, جلست روكسان تتمتع بهذا كله . وشعرت بان خوسيه يرمقها بنظراته الغريبة من حين الى اخر, وقالت له :
"هل هذا ضروري؟"
"ماذا تعنين؟"
"اعني ان تحدق الي هكذا"
"ولم لا؟ اين تريدين ان انظر؟الى الرقص,ام الناس ام الى السقف والجدران؟ فكل هذا اعرفه جيدا انت الشيء الوحيد الجديد هنا, لذا احب ان احدق اليك..."حارت بماذا تجيبه لذا قالت له :
"دعنا نذهب الى حلبة الرقص..." صدحت الانغام الراقصة وهو يمسك بيدها ويقودها وسط الموائد الى الحلبة فقالت له:
"لا اريد... اعني..."
"لا تريدين ماذا؟"هزت كتفها وهي ترزح تحت وطأة نظراته اليها قائلة:
"لم ارقص من قبل على هذه الموسيقى الصاخبة... فانا امراة عادية" ضحك ضحكة خافتة وقال :
" من قال لك هذا يا انسة غراهام؟" وبدا بالرقص ببطء فوجدت روكسان انه من السهل مماشاة خطواته. تساءلت ماذا لو شاهدها بيتر تراقص هذا الرجل؟ ثم صرفت هذه الفكرة من راسها حين تذكرت بان السهرة ستنقضي بعد قليل فتعود الى غرفتها بانتظار اليوم التالي الذي سيجمعها مع بيتر . وهكذا يختفي خوسيه من حياتها ويغمره النسيان... نظرت اليه وهي تراقصه فرات خصلة من شعرها تلامس خده ونظر اليها هو بدوره نظرات حادة نفذت الو اعماقها فيما اقترب منها اكثر, فاخذت ترتعش من شدة خفقان قلبها وعزمت على ان لا تدعه يتجاوز هذا الحد في تصرفه معها .
انتهت الرقصة وفيما هما يغادران حلبة الرقص اوقفهما هتاف امراة كانت تغادر هي الاخرى حلبة الرقص مع رفيقها, كانت امراة هيفاء القوام فاحمة الشعر رائعة الجمال لم تر روكسان امراة في مثل حسنها وسحرها من قبل . تقدمت المراة الى خوسيه وقبلته بحرارة وهي تقول :
"خوسيه! لم اعلم انك في ريو... لماذا لم تخبرني ؟ لقدت عدت من اوروبا منذ اسبوعين وانا الان وحيدة تعيسة لانك لم تات الي..." نظر خوسيه الى روكسان من فوق راس المراة فلاحظ ارتباكها وقال للمرأة بلهجة جافة وهو يبعدها عنه :

shining tears
02-04-2008, 20:35
الفصل الثالث
" كنت منشغلا يا ليديا" نظرت ليديا الى روكسان بامعان وقالت :
"نعم اراك منشغلا جدا, ولكنني اظن انها صغيرة السن وساذجة قليلا لترضي ذوقك في النساء" فاجابها خوسيه ببرود :
"لم اطلب رايك يا ليديا"
"صحيح ولكن لي الحق ان اعلن عما افكر فيه... فانت دائما تعود الي يا حبيبي" ابتعدت روكسان وقد ساءها هذا الحوار واتجهت الى المائدة وجلست متمنية لو ان لديها اشجاعة للخروج من النادي وحدها في مدينة غريبة لا تعرف فيها طريقها الى الفندق في تلك الساعة المتاخرة من الليل , وبعد قليل اقبل خوسيه وحين نظرت اليه وهو لا يزال واقفا قال لها :
"لا تفعلي ذلك مرة اخرى"
"ماذا؟ الاني تركتك مع صاحبتك؟" فامسك بمعصمها وانهضها ما الكرسي قائلا:
"هيا نذهب الى مكان اخر" حاولت الافلات من قبضته قائلة :
"اريد ان اعود الى الفندق يا سيد خوسيه..." لم يجبها بكلمة, كان الهواء في الخارج دافئا تنفست روكسان بعمق لتطرد ما علق في رئتيها من هواء النادي المليء بالدخان ثم صعدا الى السيارة بسرعة وانطلقا باتجاه الشاطئ ثم انعطف بها خوسيه الى زقاق جانبي , ارادت ان تسأله الى اين هو ذاهب ولكنها لزمت الصمت امام ملامح الغضب الظاهرة على وجهه ثم لم تلبث ان خرجت السيارة من الزقاق الى شارع عريض تحف به الاشجار الوارفة ثم توقف على مقربة من حديقة عامة في باحة احدى المساكن الفخمة ونزل لمساعدة روكسان على النزول من السيارة, نظرت الى البناء ثم الى خوسيه الذي قال :
"هيا... اتبعيني" سار الى احد المصاعد ثم ضغط على زر الطبقة العليا وعندما وصلا وجدت روكسان نفسها في شقة واسعة اثاثها فاخر, ثم قادها خوسيه الى غرفة وما ان راتها حتى استولى عليها الذهول من شدة ذلك الترف فقال لها خوسيه بشيء من الزهو :
"ما رايك؟ ايعجبك هذا؟" جمدت روكسان في مكانها وقالت:
"جميلة وانت لا تحتاج الى من يخبرك بذلك"
"نعم, ولكني اريد رايك بصراحة وصدق"
"هذا هو رايي... والان دعنا نخرج من هنا" وصاح بها:
"ماذا بك؟... الا تستريحين قليلا؟ هل انا مخيف؟ هذه شقتي"
"علمت دون ان تخبرني"
"اذن اجلسي واستريحي"
"افضل ان لا افعل"
"لماذا؟"
"لو علم بيتر اني هنا الا يغضب؟" حدق اليها وقهقه ضاحكا وهو يقول :
" قضاءك السهرة معي هذا الليلة؟" صعد الاحمرار الى وجهه وبانت تلك العضلات العنيفة وبرقت عيناه وكانه يحاول ان يقول شيئا اخر كان يفكر به ولكنه لم يقل بل اكتفى ان ارخى يديه ووضعهما على ركبتيه وكانه ينتظر منها ان تساله .
"ماذا تريد ان تقول؟"
"اريد ان اقول انك فضلت ان تغامري ولذلك انت هنا"
" ماذا تعني؟"
"انت تعلمين ما اعني؟؟؟" قالت له وهي تلتفت نحو الباب :
" احذرك يا سيد خوسيه , خطيبي...." قاطعها قائلا بازدراء:
"متى تكبرين وتنضجين؟ انا لست ممن يغوون كل امراة يتعرفون اليها"
"اذن لماذا جئت بي الى هنا؟"
"لاتحدث اليك"
"عن ماذا؟"
"عنك" ثم خلع سترته وقال لها :
" تعالي اجلسي وخذي راحتك, الطقس حار... دعي الامور تجري على طبيعتها ولا تستبقي الامور" روكسان غلب على امرها في تلك الشقة المعزولة حيث لا مجال للهرب فعزمت على تقبل بالواقع لترى ماذا سيحدث؟ وكانما ادرك خوسيه ما يجول في خاطرها فقال لها :
"لا, لا تستطين الهرب فمل عليك الا ان تتمتعي بما هو متاح اليك تعالي الى هنا واجلسي, وريثما آتيك بكاس من الشراب المنعش" اطاعت روكسان واتجهت نحو مقعد مريح وجلست وتمنت لو لنها تخلع حذائها وتستسلم للراحة التامة ناولها خوسيه كاس من الشراب وجلس على مقعد قبالتها وقدم لها سيجارة قائلا :
"اليس هذا افضل؟"
"لماذا جئت بي الى هنا يا سيد فانتوس ؟"
"ناديني خوسيو, لان السيد فانتوس تبدو في غير محلها في الحالة التي نحن فيها الان... وانا اناديك روكسان" يا له من اسم جميل احبه" فتجاهلت ملاحظته وتابعت كلامها قائلة:
"اخبرني يا سيد فانتوس, لملذا رجعت الى الفندق الليلة؟"
"حبا بالاستطلاع عنك"
"عني؟"
"نعم, فانت اثرت فضولي... لانك لست من النساء اللواتي يجدن بيتر اهلا للحب" استولى الذهوا عليها خصوصا لانه ماهر في جعل الملاحظات المثيرة للاعصاب تبدو عادية فقالت له :
"انت لا تعرف شيئا عني" فنفث دخان سيجارته وقال:
" كيف لا اعرف ؟ انا اعرف ما قالته ليديا عنك... اي انك فتاة يافعة وساذجة وهذا شيء جديد بالنسبة الي, فالنساء اللواتي عرفتهن يكتسبن الخبرة في سن مبكرة من حياتهن" جرع ما تبقى من كاسه ثم نهض لياتي بكاس اخرى . وفيما هو يفعل ذلك وقع نظر روكسان على صورة فوق الطاولة بقربها كانت صورة فتاة في نحو التاسعة عشرة رائعة الجمال ذات شعر فاحم فتساءلت من تكون هذه الفتاة فهي لا تشبه ليديا, شعر خوسيه بما يجول في خاطرها فقال وهو عائد للجلوس في مقعده :
"اية افكار تجول في خاطرك الان؟ هذه صورة اختي" فهتفت روكسان قائلة :
"يا لها من حسناء"
"نعم ولكنها غير سعيدة بحياتها"
"لماذا؟"
"لانها وقعت في غرام احدهم ولم يكن مخلصا لها, وحين اكتشفت حقيقته صعب عليها ذلك ورفضت كل عطف وتعزية وفضلت ان تدخل

shining tears
02-04-2008, 20:40
الدير وتصبح راهبة" قالت وهي تضع كاسها على الطاولة بقربها :
"يؤسفني ان اسمع ذلك " تاملها جيدا قبل ان يخاطبها قائلا :
"هل يؤسفك ذلك بالفعل يا روكسان ؟"
تجاهلت تحديقه اليها وقالت وهي تنظر الى ساعتها :
"يا الهي.... الساعة الواحدة!"
"هل انت متعبة؟"
"نعم وكيف لا؟"
"نامي هنا ... عندي عدة اسرة" شحب وجهها قليلا وهي تقول:
"ارجوك يا سيد خوسيه, لا تكلمني هكذا!" وضع خوسيه كاسه على الطاولة وقام الى جانبها وقال :
"هل بدا لك انني قلت شيء غير لائق؟"
"نعم, انه هكذا" فتردد خوسيه قليلا وهو ينظر اليها ثم نهض وتناول سترته بغيظ قائلا :
"حسنا.... حسنا... هيا نذهب " وسار نحو الباب فتبعته روكسان . انطلقت بهما السيارة ثم سرعان ما توقف امام الفندق فتح خوسيه الباب لها فخرجت وهي تتنح قليلا ةلم ينتظر حتى تدخل الفندق بل انطلق بسيارته في اعماق الليل بسرعة جنونية, حين وصلت الى غرفتها خلعت ملابسها والقت بنفسها على الفراش منهوكة القوى. وقبل لن تستسلم للنوم اعترفت بينها وبين نفسها انها كانت تتمنى ان تعرف كيف كانت ستشعر لو ان خوسيه لامسها وضمها اليه في عناق طويل . استيقظت صباح اليوم التالي على صوت ضجيج السيارات, كانت الساعة تشير الى الثامنة وبعد ان استحمت وارتدت ملابسها وتزينت نزلت الى المطعم حيث تناولت طعام الفطور ثم عادت الى غرفتها وجاءت بحقيبتها الى بهو الفندق وجلست تنتظر خوسيه حين اقتربت منها موظفة الاستقبال وقالت لها :
"في الخارج سيارة تنتظرك يا انسة غراهام" فترددت روكسان وقالت :
" حسنا ... علي ان ادفع حساب الفندق اولا.... " فاجابتها الموظفة قائلة :
"دفع الحساب يا انسة.... اتمنى لك سفرا سعيدا"
"شكرا على حسن الضيافة" خرجت من باب الفندق وهي عابسة فرات سيارة فارغة بانتظارها ونزل سائقها ليفتح لها الباب فقالت له في حيرة :
"هل هذه سيارة السيد خوسيه فانتوس؟" فاجابها السائق بلطف قائلا :
"نعم يا انستي" تنهدت روكسان وهي تصعد الى السيارة ثم قالت للسائق :
"اين السيد فانتوس؟"
"السيد فانتوس يحييك ويعتذر عن عدم حضوره لطارئ حدث له, وطلب مني ان اوصلك بدلا عنه" سارت بها السيارة, استلقت الى الوراء وهي تشعر بالضيق واحيرة, لماذا قرر ان لا يرافقها؟ هل لهذا علاقة بما حدث ليلة امس؟ اشعلت سيجارة لتهدئة اعصابها وخطر لها ان من الخخير لها ان تنسى خوسيه فانتوس ففي ساعة او اكثر ستلتقس بيتر وهي انما جاءت الى تلك البلاد لاجله لا لااجل رجل اخر. وصلت السيارة الى مطار صغير فاعانها السائق على النزول من السيارة والصعود الى الطائرة المروحية التي كانت في الانتظار ثم سلم السائق السيارة الى مسؤول في المطار وجلس وراء المقود, نظرت روكسان اليه فاذا هو رجل في نحو الاربعين من عمره ذو بشرة قاتمة وسرعان ما اقلعت الطائرة, ولم تكن روكسان قد استقلت طائرة من قبل فشعرت بالاضطراب اول الامر ولكنها بعد ان اعتادت على ركوبها بعض الشيء سالت السائق :
"ما اسمك؟" فابتسم واجاب قائلا :

لينا888
02-04-2008, 20:41
تسلميلي يا شاينينغ تيرز شو مذوقة ورائعة
هاي الرواية قريت جزء منها وما كملتها لانها اختفت
قديش متشوقة اكملها
يسلمووووووووووووو كتير حبيبتي

shining tears
02-04-2008, 20:42
الفصل الرابع
"ماركوس يا انستي"
"هل عرفته لمدة طويلة ؟"
"عشرون سنة وكان السيد خوسيه فتى انذاك" وسرها بالرغم عنها ان تعلم شيئا اضافيا عنه, عن ذلك الرجل اللغز وحاولت ان تتابع الاسئلة من دون ان ينتبه الرجل الى اهتمتمها بخوسيه, ولكنه بادرها قائلا :
"جئت الى البرازيل لتتزوجي السيد براون اليس كذلك يا انستي؟"
"نعم هذا صحيح" انفرجت اساريره وبدا عليه الارتياح ولكنه نجح في منعها من زيادة الاسئلة لان اي سؤال اخر يعرضها للافتضاح ثم قالت :
"اتعرف خطيبي؟" فاجابها قائلا :
"نعم اعرفه" وساد الصمت قليلا ثم تابع ماركوس قائلا :
"ستقيمين في مدينة جميلة قائمة بين هذه الجبال فيها عدة بنايات حديثة بنتها الحكومة للعمال وفيها حدائق عامة واماكن تثير الاهتمام .... وانا متاكد من انك ستحبين العيش فيها"
"وهل تسكن انت فيها يا ماركوس؟"
"اسكن حيث يسكن السيد خوسيه ... في كل مكان تقريبا في البرازيل واحيانا في اوروبا.... فالسيد خوسيه رجل كثير الشغل يا انستي"
"هكذا يبدو"
"لم يكن هذا من شانه من قبل, ولكن السيد خوسيه رجل غامض يصعب فهمه, فهو منذ كان في الخامسة عشرة يحب الحياة والمغامرو ولكنه الان اخذ يدرك ان المغامرات لا تقضي على الانسان بقدر ما يقضي عليه النلس" ظهر الاهتمام على وجه روكسان ةهي تقول :
"انت مخلص له كثيرا يا ماركوس"
"السيد خوسيه اعطاني كل شيء وله يعود الفضل فيما املكه من معرفة وعمل ومكانة في الحياة ولا يمكنني ان انسى هذا الفضل يا انستي " وبدا لها ان ماركوس يعتبر خوسيه اكثر من رئيسه في العمل . وخطر لها ان تمتنع عن الاهتمام بشؤون لا تعنيها فتقضي ما تبقى من الرحلة بالتمتع بمناظر الطبيعة. حين اخذت روكسان تتساءل كم ستطول تلك الرحلة, فجاة بدأ ماركوس يهبط بالطائرة فوق واحة خضراء فاذا هي تعمر بالابنية الحديثة الشاهقة والحدائق والمسابح العامة وشاهدت روكسان في طرف من اطراف المدينة مجموعة منعزلة من الابنية وسرعلن ما حط ماركوس بالطائرة على مرج اخضر بعيد عن الطريق العام المؤدي الى المدينة وقال لها :
"ها نحن وصلنا" وها خطيبك ينتظرك بشوق "

نظرت روكسان فرات مجموعة من الناس حول مهبط الطائرة ثم لم تلبث ان شاهدت بيتر وبدا لها انه تغير كثيرا فهو الان ذو لحية وشاربين كثيفين وشعر مرسل على ياقة قميصه وكان ضخما عريض المنكبين يرتدي سروالا ازرق تحت قميص برتقالي فاتح فخيل اليها انه غريب عنها لم تقع عيناها عليه من قبل. ونزلت من الطائرة بحذر يساعدها ماركوس فاقبل بيتر عليها يعانقها بشوق ويهتف :
"روكسان! روكسان! كم انا مشتاق اليك يا روكسان" افلتت منه بصعوبة وهي تشعر بالحياء امام انظار الواقفين وفي جملتهم ماركوس الذي اخذ يحدق اليهما وعلى وجهه امارات ذهول غريب فقالت روكسان لبيتر :
" بيتر بربك دعني, دعني التقط انفاسي!" فتركها بيتر بعد عناق واحاطها بذراعه وهو يسير بها نحو ماركوس وقال له :
" شكرا لك يا ماركوس"
" لا شكر على واجب يا سيدي" لاحظت روكسان ان لهجة ماركوس كانت جافة فحسبت انه كسيده لا يحب بيتر ايضا, وقادها بيتر بعيدا الى حيث سيارته فالقى الحقيبة في مؤخرة السيارة وقال لروكسان :
"والان كيف ترين؟" هزت راسها ولم تعلم بماذا تجيب ولكنها قالت :
"لم تسنح لي الفرصة بعد لتكوين اي انطباع.. ولكن يبدو لي ان الهواء منعش وانه لرائع ان توجد مدينة كهذه بين هذه الجبال"
"صحيح... وبعد فترة ستعتادين على هذا المكان وستحبينه ويسرني بان الشركة عرضت علي وظيفة دائمة وانا افكر جديا بقبولها" ابتسمت روكسان قائلة :
"هل ستقبل بالفعل؟ ظننت انك ستبقى هنا لمدة سنتين فقط" فاجابها بيتر وهو يدير محرك السيارة :
"هكذا كنت عازما ولكنهم عرضوا علي وظيفة افضل وقد اصبحت احب هذا المكان بعد ان اعتدت العيش فيه واحب ان نقضي شهر العسل في استكشاف ما امكننا استكشافه من المناطق الريفية الداخلية فسنستاجر ما نحتاج اليه من المناطق الريفية الداخلية فنستاجر ما نحتاج اليه من الخيم والادولت المطبخية وما الى ذلك" حكت روكسان جبينها قائلة :
"ولكن قلت اننا نقضي شهر العسل في بيتر بوليس"
"هذا في الماضي... اما الان الا تعتقدين ان قضاء شهر العسل كما ذكرت افضل؟" فاجابت قائلة بحيرة:
"لا ادري" قاد بيتر السيارة الى ضاحية المدينة فسالته روكسان :
"اين هي شقتك؟"
" ليست بعيدة من هنا ولكننا لسنا ذاهبين الر هناك بل الى بيت ال واغنر كما اخبرتك من قبل وقد دعونا الى تناول طعام الغداء عندهم الان وستقيمين في ضيافتهم "

shining tears
02-04-2008, 20:44
وساء روكسان ان لا تتاح لها فرصة الاختلاء ببيتر لتتحدث اليه عن الكثير مما يجول في خاطرها فهو تغير كثيرا عما كان عليه في انكلترا كان هناك شابا حسن الهندام حلو المعشر والان قد اصبح رجلا اخر فكيف تتزوجه بعد خمسة اسابيع؟ الا يجب ان تتعرف اليه اكثر؟ . وكان منزل واغنر منفصلا قائما بذاته ولكنه جميل وفي الداخل كان عاديا لا يثير الاعجاب . استقبلت السيدة واغنر روكسان بغير حماسة . كانت كولين واغنر امراة في نحو الخامسة والثلاثين ذات شعر كستنائي اللون اما زوجها ويليام فقد صافح روكسان بحرارة وهو ينظر الى جمالها بشيء من الارتباك, وادركت روكسان ان الاسابيع الخمسة التي تفصلها عن حفلة الزفاف لن تمضي بدون متاعب, وكان لال واغنر ثلاثة اولاد في سن المراهقة وكانوا جميعا لطفاء يكثرون الاسئلة عن لندن ويبعثون الراحة والطمانينة في قلب روكسان, وحول مائدة الطعام دار الحديث عن مختلف الشؤون ثم سالت كولين روكسان :
"هل تظنين انك ستحبين هذا المكان؟" ابتسمت روكسان قائلة :
"ارجو ذلك" يبدو لي انها بلاد تثير الاعجاب الا توافيني؟" فاجابتها كولين قائلة :
"انا اقيم هنا منذ ما يقارب السبع سنوات ولم لتمكن من حبها فهي بلاد حارة تغص بالذباب والحشرات في الليل, وحين اخبرنا بيتر انه استدعاك الى هنا للزواج بك, اعتقدت انك لا بد ان تكوني فتاة غبية" فبادرها زوجها ويليام بالقول :
"لا, ما بالك ترسمين للفتاة صورة قبيحة عن هذه البلاد فانت لا تحبينها لانها لا تحتوي على حوانيت عامرة بالسلع الكمالية الممتازة ولا على من يزين لك شعرك كل خمسة دقائق, فلو كان لديك ما تشغلين به وقتك مثل اليزابيت مثلا... " فقاطعته بصوت عال قائلة :
" اذا كنت تريدني ان اذهب الى الاحياء القذرة لاعتني باولاد اكثر قذارة فلدي لكثر من ذلك انفق عليه وقتي"
"ماذا لديك مثلا؟"
"الخياطة...التطريز؟؟؟ المطالعة..." فهز ويليام براسه وقال ساخرا:
"الواقع انك تنفقين كثيرا من وقتك في تبادل الشائعات مع صديقاتك من مثيلات تلك السيدة سوزان فريزر, فرغم ان لديها دار لعرض الازياء مما يجعلها منشغلة في اكثر الاحيان الا ان كل اوقات فراغها تقضيها معك في الثرثرة فانت لا تدعين احدا وشانه " فاجابته بغيظ :
" لا تنتقدني ويليام واغنر اياك ان تفعل" رمق بيتر روكسان بنظرة اعتذار ثم نهض واقفا وقال :
"حان لنا ان نذهب اريد ان اري روكسان الشقة واتحدث اليها عن بعض الشؤون التي تهمنا معا" فقالويليام مرغما :
"فليكن" نهضت روكسان من مقعدها وهي متشوقة للفرار باسرع ما يمكن .

وهما عائدان الى المدينة قالت لبيتر :
" اخبرني يا بيتر هل هما الوحيدان اللذان وجدتهما هنا لاستضافتي؟ اجابها بارتباك :
" اظهر ويليام استعداده للترحيب بك فلم اشا ان ارفض, انا اعلم ان كولين امراة مشاكسة ولكنها امراة متعبة فويليام ليس رجلا خفيف الظل كما هو في الظاهر.
"على كل حال خمسة اسابيع ليست وقتا طويلا...." قالت ذلك وهي تشعر بالضيق يستولي عليها, وعجبت من ذلك خصوصا وانها التقت بيتر بعد فراق طويل وستحقق رغبتها في الزواج به فماذا تطلب اكثر من هذا؟ كانت الشقة التي يسكنها بيتر واسعة رحبة كما اخبرها فرجت روكسان ان باستطاعتها ان تجعل منها منزلا مريحا حقا, قال لها بيتر:
"كولين على استعداد لاعارتك الة الخياطة لصنع الستائر والاغطية وما الى ذلك" ثم حدق اليها لحظة قبل ان يتابع قائلا:
"هل انت نادمة على المجيء يا حبيبتي؟"
نظرت روكسان الى وجهه فرات امارات التساؤل والحيرة فاقبلت تعانقه قائلة :
"كلا... كلا..."
وفي الايام التي تلت تمكنت روكسان من التاقلم والاعتياد على طريقة الحياة في تلك المدينة, وسرعان ما اسمرت بشرتها مما زاد من جاذبيتها . ملات اوقاتها بالعمل في الشقة وطلبت من بيتر لن ياتيها بالدهان فعمدت الى تلوين الجدران بالوان محببة اليها وكانت تتجول من مخزن الى مخزن في البحث عن قماش لتصنع منه الاغطية والوسائد والستائر وكان بيتر قد اشترى بعض الاثاث لغرفة الطعام فاثرت ان تنتظر الى ما بعد الواج وشهر العسل لتشتري بقية الاثاث وفقا للمال المتوافر في صندوقهما , وكان في غرفة النوم سرير مزدوج يستعمله بيتر مؤقتا وبعض الكراسي في غرفة الاستقبال وكان هذا كافيا في البداية, وفي بيت واغنر كانت تنام وتتناول طعام الفطور اما بقية النهار كانت تقضيه خارج المنزل .
ل لان كولين لم تكن لطيفة المعشر بل لانها لم تشا ان تزودها بمادة للاحاديث التي كانت تتبادلها مع صديقاتها والتقت روكسان ثلاثة من اولئك الصديقات فلم يرقن لها , كان همهن الوحيد ان يتداولن التشهير بجيرانهن لانهم لم يتبعوا طريقة الحياة اللائقة في نظرهن, واما سوزان صديقة كولين الحميمة وجدت في روكسان مقاييس عارضة الازياء بعد ان نظرت اليها باعجاب ظاهر .
واستانفت روكسان حياتها مع بيتر بعد فترة وجيزة من وصولها. وادركا ان ما جرى من سوء تفاهم بينها وبين بيتر يقع اللوم فيه غليها ذلك انها اعتادت بعد ان فارقها بيتر ان تتخذ جميع قرارتها بنفسها دون ان تترك له مجالا للسيطرة عليها كما كان يفعل عقب وفاة والدها, ولكنها تمتعت بالعمل على تاثيث الشقة وتزينها, حتى انها كانت تشعر وهي تطهو الطعام ثم تتناوله مع بيتر انها اصبحت زوجة له بالفعل وكانت الشركة التي يعمل فيها بيتر توفر للمستخدمين الغولف والتنس وفي الامسيات كان بيتر يصطحبها الى النادي حيث يجلسان حول المسبح ويشؤبان عصير الفاكهة فيتحدثان الى الزملاء ونساءهم, فاتيح لها ان تتعرف الى غير ويليام وزوجته كولين . ولم يمض عليها عشرة ايام حتى ترى اسم خوسيه فانتوس على مسرح حياتها نرة اخرى وكانت منذ وصولها تعمدت الامتناع عن التحدث عنه مع بيتر ولكنها سمعت كولين وصديقاتها يذكرن اسمه مرة , كان ذلك في صباح احد الايام حين كانت في منزل واغنر تحيك بعض الستائر بالة الخياطة التي تملكها كولين وكانت النسوة في ضيافة كولين يحتسين القهوة في الغرفة التي جلست فيها روكسان ومانت سوزان هي التي ذكرت اسم خوسيه اولا حيث قالت :
"يبدو ان خوسيه فانتوس عاد الى المدينة وكان بيل يتحدث اليه في المعمل امس" فقالت كولين :
"هل كان وحده؟ وها تطول اقامته هذه المرة؟ فاجابت سوزان :
"لا ادري بيل ذكر ان مجلس الادارة سينعقد في اليومين القادمين واظن انه جاء لهذه الغايةط ثم وجهت حديثها الى روكسان قائلة :
"هل التقيت رئيس شركتنا يا روكسان؟" فنظرت روكسان الى الاعلى متظاهرة انها لم تكن تصغي الى حديثهن واجابت متسائلة :

shining tears
02-04-2008, 20:51
الفصل الخامس
"ماذا؟ رئيس شركتكن؟ من تراه يكون؟" وصاحت كولين :
"طبعا تعرفت اليه... الم يشتقبلك في المطار" فاجابت روكسان :
"تعنين السيد فانتوس؟
"نعم" فقالت اخرى تدعى ماغي :
" وكيف يستقبل فانتوس خطيبة بيتر؟ اليس هو رئيس الشركة؟ فاغتنمت كولين الفرصة واخذت تسرد لهن خبر انهيار الطريق الى ريو وكيف ان بيتر اتصل الى هناك ليستنجد باحد الموظفين للقاء خطيبته في المطار وكيف صدف ان تلقى خوسيه المكالة وتطوع بنقل روكسان بطائرته المروحية . فقالت ماغي بدهشة :
" وان يكن... يبدو لي الامر غريبا"
"صحيح ولكن خوسيه يتصرف احيانا بغرابة اليس كذلك؟"
وافقن جميعهن على ذلك, وانصرفت روكسان الى عملها على امل ان الحديث انتهى غير ان املها قد خاب حين سالتها كولين :
"ما رايك بخوسيه يا روكسان؟ هل رافقك الى الفندق ام ماركوس؟"
"هو الذي رافقني"
" اذن ما رايك فيه؟" شعرت روكسان بالضيق من هذا الحديث فاجابت :
"وجدته لطيفا مهذبا... وماذا بعد؟" ولم تكتف كولين بهذا القدر فقالت :
"سمعت ان له شقة فخمة في ريو وانه يستضيف كل شهر امراة" حدقت روكسان الى كولين وهمت بالكلام غير انها امتنعت عن ذلك كي لا تجر الى الحديث فقالت لها كولين :
"المعروف عنه زير نساء من الطراز الاول" فسالتها بانزعاج قائلة :
"ولماذا تقولين لي هذا الكلام؟" فوجئت كولين بهذا السؤال واجابت :
" لا لشئ الا لاننا حريصون على مصلحتك "
"مصلحتي؟ وما علاقة خوسيع فانتوس بمصلحتي؟" فتبادل النسوة الثلاث النظرات فيما بينهن وقالت ماغي بابتسامة :
" انت امراة حسناء وهذا..." فلم تدعها روكسان تنهي كلامها بل نهضت وقالت لكولين :
"شكرا ساكمل عملي في وقت اخر" وخرجت من الغرفة واغلقت الباب ثم اخذت نفسا عميقا وهي تعجب كيف تقضي اولئك النسوة وقتهن بالثرثرة والقيا والقال . ذهبت تتنزه في الطبيعة لتريح اعصابها قليلا وهي تشعر بعذاب الضمير لانها لم تخبر بيتر عن تفاصيل لقائها بخوسيه , تنهدت وهي تتامل الطبيعة من حولها ووحجدت نفسها تتسلق السفح شيئا فشيئا وحين التفتت الى الوراء رات بيت واغنر قابعا في الاسفل حيث اخذت طريق العودة وهي تشعر براحة وهدوء وسكينة وعندما دخلت المنزل وجدت بيتر يجلس مع ويليام وكولين, فاقبلت عليه بابتسامة مشرقة فحياها بدوره بابتسامة ثم قال :
"لقد تاخرت يا عزيزتي اين كنت ؟" فتحت فمها لتتكلم لمنها لم تستطع لان سوزان دخلت في تلك اللحظة من الباب الخارجي الذي كان لا يزال مفتوحا وقالت بلهفة بعد ان حيت الجميع :
"روكسان لقد اتيت للتحدث اليك" امتقع وجه روكسان فقد توقعت ان تعود الى الحديث عن خوسيه فقالت باستغراب :
" بشان ماذا؟" جلس الجميع باستثناء روكسان التي بقيت واقفة بتحفز بانتظار ما ستقوله سوزان التي قالت :
"اتيت لاعرض عليك العمل كعارضة ازياء لمدة يوم واحد فقط, حيث ان هناك فتاة تغيبت لسبب طارئ وانت مناسبة تماما لتحلي محلها ... فما رايك ؟ جلست روكسان بذهول وهي تقول:
" عارضة ازياء؟ ... انا؟" فسارعت سوزان الى القول :
" ما المانع؟" قالت روكسان :
" ولكني غير مؤهلة لهذا العمل فلم يسبق لي تجربته ثم ..." قاطعها بيتر قائلا بعد ان اقترب منها واحاطها بذراعه :
" لم لا يا حبيبتي؟ ليس هناك ضرر من التجربة وما هي الا ليوم واحد" ثم ابتسم بفخر واضاف :
" وانا متاكد باني ساكون محسودا من قبل كل الرجال الذين سيشاهدون العرض " نظرت الى بيتر وقالت :
" ولكن يا بيتر..." قاطعها من جديد قائلا:
"ان كنت غير راغبة في ذلك يا حبيبتي فلا باس ارفضي وانسي الامر غير اني كنت اعتقد بان التجربة ستكون مثيرة بالنسبة لك ولي ايضا, اليس جميلا ان يتمناك كل الرجال وتكوني ملكا لي وحدي ؟
قالت روكسان :

shining tears
02-04-2008, 20:52
"ما هذا الهراء؟ نعم قد تكون تجربة مثيرة ولكن..." ثم تذكرت شيئا وقالت لسوزان : " ولكن هل تعرضون الازياء هنا في هذه المدينة؟" اجابت سوزان قائلة :
"لا بل في الريو في مكان قرب الشاطئ. ان وافقت سنذهب غدا لان العرض سيكون بعد غد وفي اليوم الذي يلي يوم العرض سنعود الى هنا , ما رايك؟" وهنا تدخلت كولين قائلة :
"ولكن لماذا لا تعرضين هذه التجربة علي ايضا؟" فسارع زوجها ويليام الى القول بسخرية :
"كيف هذا؟ هل تريدين ان تفشل دار الازياء ويهرب الناس عندما تبداين بالعرض يا زوجتي العزيزة؟" فقالت كولين بغضب :
"يا لك من لئيم لقد كنت امزح "
"وانا ايضا كنت امزح ..." قاطعت روكسان هذا الحديث قائلة :
"حسنا... انني موافقة" انفجرت اسارير سوزان وابتسم بيتر ايضا . كانت قد فكرت روكسان بنها ستكون تجربة جديدة لها, التسلية المثيرة وبالمقابل لن تخسر شيئا, ومن ناحية اخرى ستبتعد ولو لفترة وجيزة عن اجواء كولين المليئة بالثرثرة كما ان في الريو ليس هناك اي احتمال برؤية خوسيه فانتوس كما هو الحال هنا بعد لن عاد الى هذه المدينة كما سمعت من سوزان . وفي اليوم التالي ذهبت روكسان الى الريو مع سوزان وحدها حيث ان بيتر حاول اخذ اجازة قصيرة من عمله الا ان مدير الشركة رفض لان هناك اعمالا مهمة تنتظره مما جعل بيتر يستاء لعدم استطاعته مرافقة خطيبته.
انضمت روكسان الى بقية العارضات في فندق قرب الشاطئ وبعد ان اخذت قسطا من الراحة اخذت سوزان تدربها على طريقة السير على المنصة لعرض الازياء. وفي اليوم التالي اي في يوم العرض, فوجئت روكسان عندما ذهبت الى الغرفة الخاصة بازياء العرض ان كل الملابس التي ستعرض ما هي الامايهات للسباحة, فخرجت من الغرفة غاضبة وتوجهت الى غرفة سوزان , ثم وفي طريقها اليها خف غضبها تدريجيا الى ان تلاشى عندما تساءلت بينها وبين نفسها عن الفرق بين رؤية الناس لها بالمايوه على شاطئ البحر وبين رؤيتهم لعا بالمايوه على منصة عرض الازياء؟ ووصلت الى قناعة بان لا فرق بين الحالتين فعادت ادراجها الى غرفتها اخذت تستعد للعرض . كان مزين الشعر الخاص بالعارضات يضع اللمسات الاخيرة على شعرها في الغرفة المجاورة لغرفة ملابس العرض, وكانت تسمع صوت الموسيقى الهادئة الاتية من القاعة وبعض الضجيج الذي يحدثه جمهور المتفرجين, دخلت سوزان مسرعة في تلك اللحظة قائلة :
"روكسان, خذي ارتدي هذا واسرعي..."
وخرجت قبل ان تتمكن روكسان من الرد عليها, ثم سكتت الموسيقى وسكت معها المتفرجين عندما سمعت صوت سوزان يدوي في الصالة قائلا:
"سيداتي انساني سادتي دار ازياء مارث يسعدها في هذا العرض ان تستقبلكم في هذا الجو الساحر الذي يحيط بنا. ان عددا كبيرا من الناس بينكم ربما يتساءلون ما اذا كانت هذه الاناقة ضرورية فيما يتعلق باللباس الخاص بشاطئ البحر . دار مارشا تؤمن بشدة ان المراة يجب ان تهتم باناقتها وانوثتها على شاطئ البحر كما في النوادي الليلية او السهرات العائلية, والان ليندا ستفتتح العرض في اول زي للسباحة وسترة للشاطئ مصنوعة من القماش نفسه"
وعادت الموسيقى الهادئة تسيطر على القاعة واسرعت روكسان في غرفة الملابس بعد ان انتهت من تزيين وجهها, حيث ارتدت بدلة السباحة المصنوعة من القطن الاسود فوقها سترة مقلمة سوداء وبيضاء من قماش الحرير الشفاف تغلف جسمها النحيف, وخرجت الى المنصة بخطولت مترددة ثم ما لبثت ان سارت بثقة واخذت سوزان تشرح للجمهور نوعية بذلتها فاظهر الجمهور اعجابه بالبذلة وراحت النساء تصفقن بحرارة بينما الرجال يمسحون جباههم المتصببة

عرقا مما جعلها تسير بثقة اكبر ونظرت بتركيز الى المقاعد الامامية الموضوعة الى جانبي حلبة العرض تتفحص الوجوه وهي تتقدم بخطوات مدروسة الي ان نظرت باتجاه شخص لحظت بانه كان يتفرس فيها هي وحدها متجاهلا العارضات اللواتي كن يتقدمنها, منذ ان دخلت الحلبة, وامتقع وجهها وكادت تتجمد في مكانها عندما التقت عيناها المذهولتنا ببريق عيني خوسيه فانتوس, الذي كان يجلس على اقرب مقعد من الحلبة بتحفز كما لو انه نمر هائج داخل قفص, كانت عيناه تشعان غضبا واحتقارا, فاصبحت خطواتها بطيئة وهي تتقدم باتجاهه ولم تعد تسمع او ترى سوى عيناه اللتلن راتها روكسان في تلك اللحظة كعينا الصقر, كان يبدو كما لو انه سيعتلي المنصة وينشلها من بين العارضات, ارتبكت وصعد الاحمرار الى وجهها حين اخذ يجول بنظراته عليها من راسها حتى اخمص قدميها بامهل قاتل جعلها تشعر وكانها عارية تماما, بدا انه شعر بارتباكها فالتوى جانب فمه سخرية, مما جعلها تغلق سترتها ل شعوريا فيما بقيت عيناه تتاملها بتكاسل غاضب, فلم تعد تستطيع التقدم باتجاهه اكثر فاستدارت باتجاه المكان الذي يجلس فيه لتقوم بالدورة الاخيرة ثم تغادر المنصة الى الابد, نظرت باتجاه مكانه فوجدته خاليا لا شيء يدل على انه كان يجلس هنا سوى سحب الدخان التي تركها وراءه. جالت بنظرها في الصالة فلم تجد له اي اثر فشعرت بالاطمئنان ثم ما لبثت بعد ان دخلت غرفة الملابس لارتداء ملابسها بدات تتساءل بحيرة هل كان خوسيه فانتوس هنا فعلا ام كانت تتخيل؟ ان لم تكن تتخيل فلماذا ذهب قبل نهاية العرض؟ لقد عاد البارحة الى المدينة فما الذي ارجعه الى الريو؟ ما الذي اتى به الى هنا؟ صعدت الى غرفتها مسرعة والاسئلة تشغل بالها, فلم تنتظر لتتملم مع سوزان او غيرها عن العرض . ذلك انها شعرت بالندم لاشتراكها العرض دون ان تعلم السبب .
وعندما كانت على وشك الخروج من البهو قبضت يد قلسية على ذراعها وصوت عرفته في الحال همس في اذنها :
" كنت في انتظارك, اتريدين تناول العشاء هنا ام تفضلين مكانا حميما ظ" هبط قلبها وجمدت في مكانها وهي تقول دون ان تستدير للنظر الى محدثها :
" لا تقلق علي يا سينيور فانتوس , اني قادرة على ان اتولى اموري بنفسي" صمتت لحظة ثم اضافت :

shining tears
02-04-2008, 20:55
الفصل السادس :

" في القاعة عدد كبير من النساء اللواتي تسرهن قبول دعوتك الى العشاء" قال بثقة :
" اعرف ذلك جيدا, بكنني احب ان العب دور الصياد لا دور الطريدة" ارتعشت روكسان بالرغم منها وقالت :
" لا ارى مانعا بان تلعب دور الصياد شرط الا اكون من بين الطرائد "
" لا اجد اقدر منك على لعب دور الطريدة. ثم اين خطيبك؟ وكيف...." قطع كلامه موظف الاستقبال الذي ناداه قائلا :
" سيد فانتوس, سيد فانتوس هناك اطباء وممرضين في الخارج يسالون عنك لامر طارئ" ترحك خوسيه ذراع روكسان وقال للموظف :
"حسنا... حسنا اني قادم" ثم نظر الى روكسان بتردد والتي بدورها رفعت نظرها اليه بتشفي حيث اصطدمت ببريق عينيه الساخر, والتوى فمه بشبه ابتسامة عندما لاحظ ذلك" ثم نفث دخان سيجارته ببطء وهو ينظر اليها بتكاسل قائلا :
" طابت ليلتك" ثم عندما تاهبت للخروج لاحظت بانه حاول ان يضيف شيئا اخر لكنه غير رايه وخرج مسرعا . ركضت باتجاه غرفتها وهي تشعر بان كل من في الفندق كان يسمع نبضات قلبها المتسارعة وعندما وصلت ارتمت الى سريرها بوهن وبتوتر عصبي بسبب هذا الخوسيه . فجاة سمعت رنين الهاتف رفعت السماعة وعرفت صوت الرجل الذي يكلمها على الفور فهتفت :
"اه بيتر...." ثم صمتت متساءلة اذا كان صوتها يفضح توترها فبادها بيتر قائلا:
" ما بك؟ هل انت اسفة لسماع صوت خطيبك؟ " اجابت على الفور :
" كلا... بالطبع في الواقع اني ... اني افضل لو كنت هنا معي" ضحك قائلا:
" اني اتمنى ذلك اكثر منك كي ارى حسد الرجال لي, لكن تبا لهذا العمل الذي حرمني من هذا , اخبريني كيف كان العرض؟ وماذا ارتديت ؟"
" كلن العرض كله مقتصرا على المايوهات "
" حقا؟ لا بد انك كنت رائعة... و...." لم تعد روكسان تسمع بقية كلامه, كانت تقارن بينه وبين خوسيه الذي كان غاضبا لرؤيتها تعرض المايوه مع انه ليس خطيبها , بينما خطيبها يفخر بذلك بدل ان يغار , فجاة قالت بعد ان استعادت وعيها :
" ماذا... ماذا قلت؟" اجابها مازحا:
" لم تصغ الى كلمة واحدة مما قلته!"
" بلا لكن انا مرهقة , اعتقد ان الحرارة تزعجني."
" روكسان؟ " تنهدت واجابت :
"نعم"
"هل وقعت في غرام برازيلي ذو عينين متقدتين؟" اجابته وقد اغضبتها وقاحته:
"انني خطيبتك يا بيتر اذا كنت تتذكر ذلك جيدا"
" لا اسمح لك ان تنسي ذلك. وبعدما وضعت السماعة ظلت لفترة طويلة غارقة في افكارها تتقلب في فراشها الى لن راحت في سبات عميق . وفي اليوم التالي عادت مع سوزان الى المدينة التي يعمل بها خطيبها بيتر, بعد ان شكرتها سوزان اقترحت عليها ان تنضم الى فريق دار مارشا لعرض الازياء بشكل دائم. كانت روكسان سعيدة بهذا الكلام لانها اعتبرته دليلا على ان سوزان لم تلاحظ تحديقها بخوسيه وارتباكها على منصة العرض . فلو انها لاحظت ذلك لما استطاعت تجاهل التعليق على هكذا موضوع بالذات . وقالت روكسان :

shining tears
02-04-2008, 21:02
" اشكر لك اقتراحك وفي الحقيقة كانت مجرد تجربة لي, ولم تكن مثيرة كما تخيلتها فلا اعتقد باني ساكررها مرة اخرى"
وعندما وصلتا الى منزل كولين عند الغروب كان بيتر بانتظارها وقد حاصرها الجميع بوابل من الاسئلة عن العرض مما جعلها تستاء من التحدث في هذا الامر . اما اسئلة بيتر عن هذا الموقف كانت تزيدها شعورا بالاحباط تجاهه .
وفي صباح اليوم التالي اكملت خياطة الستائر , ثم ذهبت الى غرفة نومها حيث بدلت ملابسها واخذت نظاتها السوداء وخرجت في اتجاه التلال بعد ان حضرت صديقات كولين لعقد مؤتمر الثرثرة كالعادة .

لم يكن الطقس حارا اذ كان يلطفه نسيم عليل الاان شعرها الطويل المرسل على كتفيها كان ثقيلا , وصلت الى مفترق طريقين احدهما يميل صعودا الى الجبل والاخر يؤدي نزولا الى الوادي وعلى مسافة منه نهر جار وعزمت على ان تاخذ الطريق الاخر لانه اسهل وتخف به الاشجار الوارفة, ولكنها تذكرت ما سمعته من ان ابرازيل ملأى بالافاعي السامة ةلذلك اسرعت خطاها حتى اشرفت على مجموعة من النباتات الشاهقة التي تحيط بها اسوار تصعد عليها النباتات . وخطر ان هذا هو المكان الذي يسكن فيه خوسيه فانتوس . وعند هذه الخاطرة ادركت انها لا تريد ان تلتقيه مرة اخرى . تسلقت المرتفع الى طرف الغابة من الاشجار, فجاة سمعت محرك سيارة سرعان ما انعطفت وتوقفت بجانبها, واذا به خوسيه ينزل منها وهو يهتف مبتسما:
" اين كنت ؟ قضيت وقتا طويلا ابحث عنك . ارتبكت وهي تتمتم قائلة :
" تبحث عني ؟ يا الهي! كيف تظهر هكذا فجاة كالعفريت ؟ الم تكن البارحة في الريو ؟" قهقه ضاحكا بصوت مرتفع وهو يقول :
" جميلة العفريت هذه . انا اسكن في كل مكان ولا ابقى في مكان معين لفترة...." قاطعته قائلة :
" وهل ذهبت تسال عني في بيت واغنر ؟"
"ولم لا؟ اخبرتني كولين انك ربما ذهبت في نزهة والا كيف لي لن اجدك بمثل هذه السهولة؟" حدقت اليه قليلا وصاحت :
" بحق السماء لماذا فعلت ذلك؟ وماذا تريد مني؟" فاجابها بلهجة جافة :
" هذا ما بدات اتساءل عنه انا ايضا " فاقتربت منه وقالت له :
" حسنا انت عشت هنا وتعرف اي نوع من النساء هي كولين واغنر وستعتبرني امراة ساقطة لمجرد اني القيت نظرة عليك " فشد خوسيه على مقود اليارة بعصبية وصمت قليلا ثم قال :
"ولماذا يقلقك هذا الامر؟ أمراعاة لبيتر؟"
" اوه ماذا جاء بك الى هنا؟" ونفث دخان سيجارته ببطء في وجهها قائلا :
" جئت لاني اريدك. اصعدي الى السيارة اود ان اتحدث اليك" ترددت روكسان قليلا ثم اذعنت الى طلبه . وشع ذراعه خلف مقعدها واخذت اصابعه تداعب خصلات شعرها ثم قال :
" حسنا هل غرامك غرام ليلة صيف ؟"
" ماذا تعني؟
"اعني غرامك لبيتر طبعا"
" هذا امر لا شان لك فيه " تجاهل كلامها قائلا بحدة :
" كيف سمح لك خطيبك المصون بان تظهري شبه عارية لعرض مفاتنك امام غيره من الرجال؟"
" اولا ليست مفاتني هي التي كنت اعرضها بل..." قاطعها ك
" حقا وماذا كنت تعرضين اذا ؟
" انت تعلم حيدا ماذا كنت اعرض"
" حقا! وهل تشعرين بالفخر عندما يلتهم الرجال بنظراتهم تفاصيل جسمك الشبه عاري؟ الا تعلمين ماهي الافكار التي قد تراود الرجال في الصالة حيال هذا المنظر؟ ام انك لا تابهين من جعل نفسك كسلعة وتعتبرين اثارة غرائز الرجال عملا ذا قيمة ؟" قالت بسخرية وعصبية :
" هراء, اذ لا اجد فرق بين ارتداء المايوه على شاطئ البحر وبين ارتدائه للعرض "
" وكيف لا؟ الفرق هو ان في صالة العرض تكون كل العيون شاخصة اليك تفصل كل شيء فيك لنهم يحضرون العرض خصيصا من اجل ذلك . بينما على الشاطئ قد لا ينتبه لك احد لان كل الناس تكون متشابهه بالتعري" قالت بعصبية :
" سيد خوسيه في بلادي نعتبر هذا شيئا عاديا"
" انسة روكسان وفي بلادي يعتبر الرجل الذي يسمح للرجال التمتع بمفاتن خطيبته ليس رجلا, يجب ان تعلمي ذلك جيدا لانها الحقسقة" قالت وقد فقدت اعصابها :
" اذهب انت وعادات بلادك الى الجحيم " ابتسم بخبث قئلا , كانه وجد الامر مسليا :

shining tears
02-04-2008, 21:03
" تاكدي من انك ستذهبين معنا "
" الى اين؟" رقت عيناه وهو يقول بعبث:
" الى الجحيم يا عزيزتي, لام تختاريه بنفسك؟" قالت بسخرية :
" وهل تعتبر نفسك رجلا حقيقيا؟
" قد اثبت لك ذلك يوما ما ."
" وبماذا يهمك هذا الامر؟
" يهمني ان تكوني سعيدة ."
" ولمذا تهمك مشاعري؟" فاطبق عينيه قليلا امام وهج الشمس ثم رفع بيده الاخرى نظارتها عن عينيها والقاها جانبا وهو يتمتم قائلا :
" الا تعرفين الجواب عن هذا السؤال ؟"
"لا..." فامسك خصلة من شعرها وراح يافها حول لصابعه, ثم شدها اليه ببطء وعزم قائلا :
" اه ما اجمل شعرك!" فصاحت به راجية :
" دعني... دعني اعود... اريد ان اعود الى البيت "
" وهل هذا ضروري؟" ازاح يده على جانب كتفها فشعرت بحرارتها على جلدها وثارت مشاعرها على نحو لم تعهده من قبل وتمنت لو انه يستمر هكذا طويلا, فتمتمت قائلة :د
" خوسيه... هذا جنون" قال بصوت متهدج :
" نعم اليس كذلك ؟" ثم راح يداعب ذراعها باصابعه فيما اخذ يتامل عنقها بتكاسل وهو يقول بصوت مرتجف :
" ما اشهى عبيرك يا روكسان ... ضعي ذراعيك حول عنقي" فصاحت وهي تحول وجهها عنه :
" لا, لا دعني " ولكنه غرز اصابعه بشعرها الناعم الكثيف وهو يطبق على شفتيها . فحاولت ابعاده غير ان يديها اصطدمتا بصدره الصلب فمالتا نحو عنقه عن غير قصد منها . ولم تتمالك عندئذ من التعلق به , ولم يكن بيتر عانقها هكذا بحيث تغرق كما هي الان في لجة عميقة من العواطف والاحاسيس, وبدا لها ان لخوسيه مشاعر بدائية تخترق كيانه كله . وفجاة ابعدها عنه وجلس يحدق اليها بعينين كسولتين فيما اخذت تعيد ترتيب شعرها فقال لها بصوت اجش :
" لا ... دعي شعرك كما هو احبه هكذا, تعالي الان الى البيت, الى بيتي انا "
شعرت روكسان انها يجب ان تقاوم حتى لا تصل الى نقطة اللارجوع. اما خوسيه فتابع كلامه قائلا :
" روكسان لا تخافي انت تدركين انك تريدين ان تذهبي معي " فبادرته الى القول :
" انت مخطئ:
" برهني لي عن ذلك" فالقت عليه نظرة زائغة من تاثير ما اجتاحها من عواطف قائلة :
" كيف ابرهن لك ؟
" تعالي لنتناول طعام الغداء معا..." فصاحت قائلة :
" كلا, كلا "
ثم فتحت باب السيارة ونزلت منها . وسارت مسرعة في اتجاه منزل واغنر . وكان الحر شديدا حتى ان العرق عاد ليبلل قميصها ولكن كان عليها ان تمعن في الهرب مخافة السقوط في التجربة . وهي كانت تدرك بينها وبني نفسها انه على حق وانها كانت تريده وتريد الذهاب معه والتفتت بعد حين فرات السيارة لا تزال واقفة في مكانها كانما خوسيه كلن ينتظر ان ترجع اليه . والذي ارعبها انه كان على حق في انتظاره لانها بالفعل فكرت في ذلك .
تباطات روكسان قبل ان تصل الى منزل واغنر ولمحت بيتر من بعيد يجلس على الشرفة مع ويليام وكولين وهم يشربون ويدخنون . وتساءلت اذا كانت كولين ابدت اية ملاحظة امام بيتر عنها وعن خوسيه .وادركت انه من الصعب عليها ان تظهر في حالة طبيعية مع تلك الافكار التي كانت تقلقها . وبادرتها كولين الى القول :
" هل تمتعت بنزهتك ؟" جابتها بابتسامة :
" نعم شكرا ... ما بي اراك عدت باكرا يا بيتر ؟"
" هل كنت تركضيي يا روكسان في هذا الحر الشديد ؟ لم تكوني مضطرة الى ذلك فلديك متسع من الوقت"
" لم اكن متاكدة من الوقت .... وكنت انوي تغيير ملابسي قبل لن تعود الى البيت" نفضت كولين رماد سيجارتها وقالت لها :
" هل رايت السيد خوسيه؟" نظر اليها بيتر متسائلا :
" ولماذا كان على روكسان ان ترى السيد خوسيه؟" فقالت كولين بابتسامة ساخرة :
" سال عنها حالما غادرت البيت واظن انه كان يريد ان يتاكد ما اذا كان ماركوس قد احسن معاملتها عند المجئ بها في الطائرة المروحية" نظر بيتر الى روكسان قائلا :
" حسان هل رايته؟"
" نعم رايته."
" وماذا جرى؟"
"ولم كل هذا الاهتمام؟" فقال بيتر بغيظ :
" ماذا قال لك؟ لا بد انه اوقف السيارة وتحدث اليك "
" نعم تحدث الي ولم يسترسل في الحديث فكل ما اراده هو ان يتاكد من وصولي سالمة كما قالت كولين" فظهر الغضب الشديد على وجهه وهو يقول :
" ما هذا ياروكسان ؟ ستجعليني اضحوكة لدى الاملين في الشركة اذا علموا بذلك" فوضعت روكسان يديها على خصرها وقالت :
" علموا بماذا ؟"
" اذا علموا ان خوسيه بعد وصوله الى هنا بحث عنك, بربك يا روكسان اخبريني .... هل كان عليك ان تذهبي اليوم في نزهة دون سائر الايام؟ فلو كنت هنا في البيت عند مجيئه لما كان في الامر أي ماخوذ" وتدخلت كولين في هذا الحوار قائلة :
" دعها وشانها يا بيتر , لم ترتكب أي خطا ولا هي مسؤولة عن حسنها وجمالها "
شعرت روكسان بتوتر شديد باعصابها فاتجهت نحو مدخل البيت وهي تقول :
"هل بامكاني ان ادخل واغير ملابسي الان ؟"
" قبل ان تدخلي اريد ان احذرك .... ايك ان تقتربي منه بعد الان ."
وفي نهاية الاسبوع الثاني عاد بيتر ذات مساء الي البيت قلقا منشغل البال فسالته وهي تضع طعام العشاء على المائدة , :
" ما بك ؟ " القى بيتر نفسه على كرسيه متهالكا ونظر اليها قائلا :
" خذي, كيف تفسرين هذا؟" وضع مغلف امامها على المائدة فتناولته باصابع مرتجفة وفتحته واخرجت منه بطاقة بيضاء فقراتها, واذا بها دعوة من خوسيه الى بيتر واليها لقضاء سهرة في منزله مساء الاثنين.... فنظرت اليه قائلة :

shining tears
02-04-2008, 21:21
وماذا في الامر انها مجرد دعوة ...." نهض واقفا على قدميه غاضبا :
" مجرد دعوة اهكذا تقولين يا روكسان؟" قال لها
" وما علاقتي انا بهذه الدعوة؟" اجابته
" صحيح" لم يسبق لي ان دعاني خوسيه الى سهرة في منزله , لماذا دعاني اليوم؟" انتاب روكسان شعور بالاشمئزاز وقالت له :
" وهل تعتقد انه دعاك اليوم لاجلي؟
" لاجل من اذن؟ اخبريني يا روكسان ماذا بينك وبنه؟"
" بيننا؟ اكاد لا اعرف الرجا...." قالت ذلك وهي تدعو الى الله في قلبها ان يغفر لها هذا الكذب . واخذ بيتر يزرع الغرفة ذهابا وايابا ثم التفت اليها قائلا :
" هذا يجعلني ان لااقبا باية وظيفة دائمة في هذا المكان "
فقالت له بتردد :" بيتر في وسعنا ان نرفض الدعوة"
" كيف لنا ان نرفضها ؟ لا تكوني ساذجة يا روكسان .... لا تنسي ان خوسيه رئيس مجلس ادارة الشركة " حدقت اليه روكسان وقالت :
" ولكن حين سالتك اذا كان هو رئيسك اجبتني بلا "
" هذا صحيح, هو ليس رئيسي على نحو ما ولكنه مالك شركات اخرى في هذه البلاد ولا يمكنه ان ينفق كل وقته في شركة واحدة"
" ولكن لماذا لا يمكننا ان نرفض الدعوة؟"
" اه يا روكسان الا تفهمين" هذه ليست دعوة عادية انها استدعاء, لا احد , لا احد على الاطلاق يرفض دعوة خوسيه...." فقالت له :
" واكننا سنرفض اليس كذلك؟ فانا لست خائفة منه"
" ظننت انك تتوقين لحضور السهرة" فقالت متنهدة :
" لست تائقة الى حضورها"
" ومع ذلك يجب ان نذهب.... قد لا يكون الامر على مثل هذه الدرجة من السوء فطالما تمنيت ان ارى قصره من الداخل: فحدقت اليه روكسان قائلة :

" ما بك لا تستطيع ان تتخذ قرار يا بيتر؟ لماذا انت خائف منه؟"
" انا لست خائفا منه ولكنه صاحب كلمة مسموعة "
شعرت بالمرارة والحيرة, سوف يذهبان وخوسيه يعرف انهما مجبران علر اطاعة اوامره . وتساءلت لماذا يفعل هذا؟ الانه يريد ان يعذبها؟
" يسرني انك لست معجبة به يا روكسان وكان علي ان ادرك انك لست كسائر النساء , فمعظمهن على استعداد للتضحية بالغالي لالقاء نظرة على ما داخل قصره"
وفي يوم السهرة التي اثارت التساؤلات لدى اصدقاء بيتر وزملائه, قضت روكسان بعض الوقت في اعادة النظر في الملابس التي في حوزتها, كانت كلها ملابس عادية,وكم كانت دهشتها عظيمة حين وقع نظرها على فستان جميا اسود بسيط المظهر ولكنها خشيت ان يحسب خوسيه انها ارتدته للفوز باعجابه, وسمعت طرقات على الباب وقبل ان تفتحه دخلت كولين وكم كانت دهشتها عظيمة حين وقع نظرها على الفستان فقالت باعجاب:
" يا الهي! اهذا ما تنوين ارتدائه الليله؟"
" نعم هل تظنين انه مناسب؟"
" انه رائع ولكنه قصير قليلا"
" هذا كل ما لدي حتى الان من ملابس, فاغلبها قصير, هل جئت تطلبين حاجة يا كولين ؟"
" لا شيء بنوع خاص اردت ان احادثك, اخبريني روكسان ماذا حدث بالفعل يوم جاء خوسيه الى هنا يبحث عنك؟ هل كنت تعلميت انه سيحضر؟"
" كلا اما اخبرتك ما حدث ذلك اليوم؟"
" اخبرت بيتر ولكنك لم تخبريني انا لا اصدق ما يقال على ان خوسيه يتوخى لك الخير والسلامة.... وهو لم يات الى هنا من اجل هذه الغاية...."
" انت لا تعرفينه على الاطلاق وانما تعرفين الشائعات التي تطلق عنه" فنظرت كولين الى روكسان بدهشة قائلة :
" ولكن كيف لك ان تحكمي في هذا الا عن خبرة لك معه!"
" انا لم ادع ذلك كل ما قلته هو انك لا تعلمين عنه شيئا ولا تعرفينه على الاطلاق"
" وهل تعريفنه انت؟ وتعلمين عنه كل شيء؟" وثار غضب روكسان لهذا الكلام وصاحت بها :
" ارجوك ان تخرجي اريد ان اغسل شعري" حملقت في روكسان بغضب ثم خرجت وصفقت الباب ورائها وتساءلت روكسان ان كان هناك شهران بعد لحفلة زواجها فهل تستطيع التعايش مع كولين الى ذلك الحين ؟ وبعد الظهر سمعت بعودة بيتر فنادت قائلة :
" انتظر ريثما اصبح جاهزة"
تمنت ان تبقى مسيطرة على اعصابها في السهرة كما هي الان . قال بيتر حين وقع نظره عليها :
" تبدين رائعة! اليس كذلك يا ويليام؟"
"ليتني كنت مدعوا للسهرة... اتمنى لكما سهرة ممتعة" وقاد بيتر سيارته وروكسان الى جانبه في اتجاه المدينة وظهر العبوس على وجه روكسان وهي تساله :
" الى اين نحن ذاهبون؟"
" الى القصر"
" انه هناك اليس كذلك؟" واشارت نحو الطريق التي سارت فيها البارحة .

فقال بيتر :
" تعنين قصر فانتوس؟ لا انه ليس مثل سائر المساكن, انتظري وسترين العجب على الرغم من الظلام المخيم هناك ."وخرجت السيارة من تحت الاضواء وشقت طريقها نحو الجبال باتجاه القصر فلما راته شهقت من شدة الاعجاب .
دخل بيتر من الباب الرئيسي المؤدي الى الباحة الخارجية التي تعمر بالزهور حول ينابيع فوارة , ولما خرجت روكسان من السيارة دون ان تنتظر بيتر وعبرت حائطا واطئا على جانب البارحة نظرت وراءها بدهشة شديدة, اذ وجدت نفسها امام هوة سحيقة تنحدر الى الوادي حيث اضواء المدينة تشع هانئة ناعسة ولحق بها بيتر واخذ يعرب عن دهشته هو ايضا بذلك المشهد العجيب وقال لها :
" كل هذه الانحاء التي على مد النظر هي ملك خوسيه فهو لا يطيق ان يفسد عليه عزلته الا حين يشاء"
" دعنا ندخل" وفي الحال ظهر ماركس وهو يرتدي ثياب السهرة فحياها بترحاب وقال له بيتر

shining tears
02-04-2008, 21:25
" هل تخبر السيد خوسيه اننا هنا؟" وشعرت روكسان ان سيئا ما يختلج في داخلها فتمنت ان تعود راكضة من حيث اتت هربا من ذلك الشيء الذي يغريها بالبقاء . وحين اشار اليهما ماركوس بان يتبعاه فعلت ذلك بطيبة خاطر دخلوا الى المنزل فوجدوا انفسهم في بهو طويل ثم خرجوا الى شرفة في اخره, مضاءة بانوار خفية وتطل على الوادي والى جانبها حدائق, ومسبح تعلوه عرائش من الزهور وكلن خوسيه يسامر ضيوفه وحين اطل بيتر وروكسان استاذن خوسيه من ضيوفه واقبل للترحيب بهما, كان يرتدي بذلة قاتمة جعلت ملامح وجهه غريبة مع ان بعض ضيوفه لا يقلون عنه اناقة . قال خوسيه :
" اهلا بك يا بيتر يسرني انك استطعت المجئ مصحوبا بخطيبتك الرائعة الجمال, ارتبم بيتر وتمتم بصعوبة قائلا :
" شكرا على دعوتك لنا يا سيدي.... يا له من بيت جميل, بيتك هذا ؟"
" نعم انه جميل... كيف حالك هذه اليلة يا انسة غراهام ؟ عسى ان تكوني في احسن حال "
" شكرا يا سيد فانتوس" فابتسم خوسيه ونادى قائلا :
" تعالي الى هنا يا سارة لاقدم لك السيد براون والانسة غراهام" فجاءت الفتاة وكانت اصغر سنا من روكسان وقالت :
" ها انا يا خوسيه"
" ارجوك ان تعرفي السيد براون الى الضيةف فيما اتولى انا هذه المهمة مع الانسة غراهام" واحست روكسان باستياء بيتر من هذا التدبير , ولكن لم يكن لها ولا له حيلة في الامر.
فسارت سارة برفقة بيتر , بينما بقيت روكسان مع خوسيه ولم يشا خوسيه ان يزيد من احراجها فامسك ذراعها باصابعه وقادها نحو جماعة من الضيوف وبدا بتقديمها اليهم, فاختلطت اسماء الضيوف في ذهنها , حتى فلم تعد تتذكر شيئا منها ما عدا ليون اندروسكا وزوجته ليليان وتمكنت من حمل نفسها على التحدث الى كل من يبادلها الحديث, وكان خوسيه مرتاحا للبقاء في الظل يراقبها ويراقب الاثر الذي تتركه في نفوس ضيوفه وكان لا بد ان ينجذب اليها الضيوف من الرجال فهي لك تكن جذابة فحسب وانما كانت تتحلى بروح النكتة وطلاقة الحديث.
واعلن عن الطعام اصبح جاهزا فتوافد الضيوف الى غرفة الطعام حيث امتدت مائدة كبيرة وغنية بجميع الاطعمة, وجلست روكسان على يسار صاحب الدعوة بينما جلست الفتاة سارة على يمينه وجلس بيتر بعيدا مع سائر الضيوف . وحين القت روكسان نظرة اعجاب على ترتيب المائدة بدا الارتياح على وجه خوسيه, على انها لم تكن تشعر بمذاق الطعام, لانها ادرجت ان خوسيه تعمد ابعادها عن بيتر ليس جغرافيا فحسب بل اكثر من ذلك, مما جعلها تشعر بالغضب والخيبة معا, اولا لانه لم يكن على حق بذلك ولانها على الرغم من كل شيء لا تزال متعلقة به. وكلنت سارة غارقة في الحديث مع الشاب على يمينها فاحنى خوسيه راسه نحو روكسان قائلا :

shining tears
02-04-2008, 21:27
الفصل الثامن :

" انت رائعة هذه اليلة هل هذا كله لاجل بيتر؟" زمت روكسان شفتيها قليلا ثم همست قائلة :
"لماذا فعلت كل هذا ؟"
" ماذا تعنين ؟"
" انت تعرف ما اعني " فابتسم قائلا :
" لا اعرف.... اخبريني !" قالت روكسان دون ان تنظر اليه :
" انت رجل ********************************!"
" لا اظنك جادة فيما تقولين..."
" بيتر غاضب وانت تعلم ذلك.... وهو يشك في ان هناك غاية من وراءها هذع الدعوة" انه على حق بذلك, نظرت نحو بيتر وابتسمت ولكن بيتر بادلها الابتسامة بالعبوس نظرت الى طعامها فيما بدات اعصابها تتوتر, التفت خوسيه الى روكسان قائلا :
" تحدثي الي... احب ان اسمع صوتك" فهزت راسها قائلة :
" بربك دعني وشاني!"
" هل تريدين في الحقيقة ان ادعك وشانك؟"
" اليس هذا واضحا؟"
" لا با الواضح اني ازعجك على قدر ما انت تزعجيني" فاجابت بمرارة قائلة :
" سمعتك تكاد لا تشرفك"
" وهل تصدقين كل ما تسمعينه عني؟"
" ماذا نعني؟"
" لا شيء دعينا من هذا الحديث."
" اظن ان تتمتع في ايقاعي بشراكك؟"
" وماذا تريدين ان افعل غير ذلك؟"
" ان تدعني وشاني كما قلت لك"
" واذا فعلت .... الا تعترضين ؟"
" طبعا لا" فابتسم قائلا:
" قد لا تعترضين.... ولكنك ستغارين."
" اغار؟ ... هذا هراء " فاسند راسه الى كرسيه وقال :
" سترين..." وتجاهلها الى نهاية المادبة فشعرت بالارتياح مع انها ام تنكر ان رفقته تثير المشاعر بخلاف سائر الرجال, ونهض المدعوون عن المائدة وخرجوا الى البهو الذي اعد للرقص على الانغام الحالمة التي كانت تملأ الاجواء . واقبل بيتر على خطيبته وقادها الى الشرفة وقال لها :
" مذا جرى بينكما؟ وما الحكمة من الجلوس على يمين خوسيه؟" فاجابته بنفاذ صبر :
" انا لم اخر الجلوس هناك يا بيتر وانت تعلم ذلك, فلعل رئيسك الوسيم حب ان يحاط بالنياء"
" هذا صحيح... ما الذي اتى بنا الى هنا ياروكسان؟ فقالت باختصار:
" دعنا من هذا الامر الان.... لنت تواقا الى رؤية قصره من الداخل وها انت رايته..."
" نعم ويا له من مكان رائع" قالت وهي تدرك ان الاخرين بداوا ينظرون اليهما :
" قلت لك هذا الكلام من قبل, اسمع يا بيتر دعنا نرثى لحالنا بعد الانتهاء من هذه السهرة, واذا قبض لنا ان ننفصل مرة اخرى فعليك ان تتذكر ان هذه السهرة لن تدوم الى الابد" بينما هي تدرك ان رغبتها في مغادرة الهرة لم تكن بقدر رغبته, وبداوا الرقص فعادوا الى البهو ونظرت روكسان حولها تبحث, على غير وعي منها, عن خوسيه ولم تلبث ان راته يراقص سارة, كانت ذراعاها تطوقان عنقه, واعترفت بينها وبين نفسها انهما يليقان واحدهما بلاخر غير ان شيئا ما في داخلها كان يعمل على تمزيقها اهذه هي الغيرة؟ ولماذا تغا؟ والفتت الى بيتر وقالت:
" دعنا نعود الى الشرفة ونتمتع بمشهد الطبيعة"
كلن بيتر هادئ الاعصاب فجلسا على الشرفة يتحدثان عن الاصلاحات التي تنوي روكسان ان تجريها في الشقة ثم اقبل اندروسكا وزوجته اليهما وقال ليون لروكسان :
" يبدو انك مرتاحة هنا, انه منزل رائع وهذا المشهد ايضا." فابتسمت روكسان قائلة :
" نعم انه يفوق الوصف, ولا بد لنك قمت بزيارته في ضوء النهار"
" نعم في النهار يمكن مشاهدة التلال في كل ناحية ولطالما تخيلت خوسيه كانسر في وكره" كانت ليليان صريحة حلوة المعشر بخلاف كولين واغنر فاعجبت بها روكسان سالتها ليليان :
" هل تحبين السباحة يا انسة روكسان؟"
"نعم"
"اذا ليتك تاتين الى مسبحنا الخاص ساعة تشائين فرفقتك تسرني وسنكون جيرانا عما قريب اليس كذلك؟" فوافقت روكسان على كلامها .

shining tears
02-04-2008, 21:32
ثم ظهر ماركوس وقال :
"هل السيد خوسيه هنا؟" فاجابه ليون:
"كلا يا ماركوس كان مع سارة وسرعان ما تواريا عن الانظار" ونظر ماركوس نحو روكسان ثم قال لليون :
" شكرا يا سيدي" وعاد ماركوس الى الداخل فيما اخذت روكسان تتساءل هل جاء يسال هذا السؤال عن قصد ليثير غيرتها ؟ وشغرت ان اعصابها عادت تتوتر اين خوسيه الان؟ هل هو مع سارة؟ وما دور الفتاة في حياته؟ وحينظهر خوسيه في الباب شعرت بالراحة, واقبل خوسيه نحو الشرفة وهو يشق طريقه بين المدعوين ويلاطفهم وعند وصوله نظر قليلا الى روكسان فشعرت بشيء من الارتباك وقال لهم :
" هل انتم على ما تشتهون يا اصدقائي؟" فاجابته ليون مبتسمة:
" كيف لا يا خوسيه؟ الطعام كان لذيذا كالعادة"
" يسرني ان اسمع ذلك" ثم التفت الى روكسان قائلا :
" هل ترقصين معي يا انسة غراهام؟" فنظرت روكسان الى بيتر واجابت :
" افضل ان لا افعل" فهتف قائلا :
" يجب ان تفعلي.... فانا مضيفك ولي الحق ان آمرك بذلك" فقالت اها ليليان مبتسمة :
" عليك ان تقبلي خوسيه لا يرد له طلب كهذا ..." فترددت روكسان قليلا ثم نهضت وسمحت لخوسيه ان يقودها الى حلبة الرقص , وفي الحلبة التي قل فيها الراقصون شدها اليه بذراعين قويتين , فقالت له محتجة ويداها على صدره :
" هذه ليست الطريقة العادية المالوفة للمراقصة: فاجابها وهو يداعب شعرها :
" انا لست رجلا علديا مالوفا ايضا, اه يا روكسان كم انت فاتنة" فتمتمت قائلة :
" خوسيه.... قد يكون بيتر يراقبنا"
" اتعتقدين اني خائف من السيد بيتر؟"
" كلا بل انا خائفة"
" وكيف تخافين وانت امنة بين ذراعي؟ لعلك الان ترغبين ان اقبلك"
" ارجوك لا تفعل!" ولكنه ضحك قائلا :
" انت اكثر رغبة الان من أي وقت مضى خصوصا بعد ان رايتيني اراقص سارة" فنظرت اليه بكبرياء قائلة :
" لا يحق لك ان تقول هذا بعدما كنت منذ قليل ...." فقاطعها قائلا :
" كنت ماذا منذ قليل؟"
" كنت متواريا عن الانظار مع سارة"
" وهل تطنين اني كنت اتودد لسارة؟"
" هذا واضح اليس كذلك؟ اما قلت تنك ستحاول اثارة غيرتي؟" احنى راسه قرب عنقها قائلا :
" سارة هناك.... الا ترينها؟ مع مدير اعمالي" فابتعدت عنه قليلا قائلة:
" هل كنت تغازلها؟"
" كلا هناك املااة واحدة اريد التقرب منها وهي انت" اضطربت وتمتمت قائلة :
" اذن انت دعوتنا هذه الليلة بسبب ما جرى بيننا في صباح ذلك اليوم؟
" نعم ولا, اردت ان اراك ثانية قبل صباح ذلك اليوم... أي منذ ان وقع نظري عليك في المطار" نظرت روكسان حولها فلم تجد احدا , فقالت باحتجاج :
" يجب ان اعود الى بيتر الان" فافلتها خوسيه قليلا وقال لها :
" تعالي معي .... اريد ان احادثك على حدة"
" لا, لا اريد ذلك" فاصر على طلبه فلم تستطع ان تقاوم وقادها بيدها الى رواق واسع حيث ظهر ماركوس من احد ابوابه , فشاهدهما واقبل نحوهما قائلا لخوسيه :
" هل تريد شيئا يا سيدي؟"
" اريد ان لا يزعجنا احد" فانحنى ماركوس واستدار عائدا من حيث اتى , كان ظهور ماركوس مفاجأة عنيفة لروكسان , ماذا سيظن بها وهو عالم بانها مخطوبة لبيتر؟ هل كان يعتقد ان خضوعها لخوسيه امر متوقع؟ وهل شهد هذه الحالة مرارا من قبل ؟ فاستولى عليها الخجل والحياء, نزعت يدها من يد خوسيه وسارت نحو احد المزهريات تتاملها بعد ان رفعتها وادركت بنها ترتجف , مما اثار غضبها واستياءها من نفسها, وجالت بنظرها في الرواق تبحث عن غير وعي منها عن مهرب فرات سلما يصعد الى الطبقة العليا, وخيل اليها ام خوسيه سيصعد بها ذلك السلم , فهو بالفعل وقف عنده واتكا على جانبه يراقبها بنظرات هادئة وقال لها :
" اربعة وعشرون سنة "
" اربعة وعشرون سنة" هذا لا يصدق !" فاستدارت نحوه قائلة بغضب :
" لماذا؟ الاني اتحلى بشئء من حسن السلوك, فلا ارتمي بين ذراعيك؟" فاجابها مبتسما" افكارك قديمة كمشاعرك المكبوتة"
" هذا يسرني"
" وبيتر؟ كيف ترينه"
" ماذا تعني؟
:

shining tears
02-04-2008, 21:36
لفصل التاسع

" اعني هل تحسبينه كسائر الرجال ؟ ام لا تزالين تعتقدين انه منزه عن أي شائبة؟" فظهر العبوس علو وجهها وقالت :
" لا افهم ما تقوله "
" الا تفهمين؟ اردت ان اسالك هل تعتقدين ان خطيبك بيتر اخلص العشاق؟"
" بيتر لا يبالي النساء ولا يلاحقهن مثلك" فتجهم وجهه وقال :
" يا للشيطان ! انت لا تعلمين أي نوع من الرجال انا! " حدقت به قائلة :
" نعم, اعلم وهو امر واضح"
" هل هو واضح حقا؟" فصاحت غاضبة :
" لملذا لا تريد ان تفهم انني لا اطيق ان يكون لي بك اية علاقة؟" فقبض على كتفيها بشدة ونهرها قائلا :
" كفي عن التمثيل انت تعلمين ان هناك ما يجمع بيننا , والا لماذا ترجفين تحت يدي؟"
كان ظهرها يستند الى الجدار وهو يواجهها , وادركت انها لو استسلمت اليه الان لفقدت كل شئ , كانت تريد ان تضمه بعنف نتعانقه, ولكنها لم تجروء وفاجأتنه حين دفعته عنها بشدة واتجهت نحو الباب الذي حسبته يؤدي الى الشرفة, غير انها وجدت نفسها في الحديقة في مكان تجهله ويخيم عليه الظلام , فاندفعت الى الامام عساها تصل الى مكان تغمره الانوار فيتعذر على خوسيه ان يلحق بها امام انظار الضيوغ وفيما هي تسرع الخطى اطلقت صرخة داوية اذ سقطت في بركة من الماء واخذت تغرق, غير انها الستطاعت ان تعوم على وجه الماء وتتجه نحو الضفة, وسمعت اصوات قادمة لنجدتها , وهي في هرج ومرج. ولكن قبل ان يصلوا اليها , شعرت بيد تمسكها بكتفيها بقسوة وتنشلها من الماء وصوت خوسيه يناديها قائلا :
" روكسان, يا الهي, هل لنت بخير؟" نظرت اليه روكسان وهتفت :
" خوسيه...." ثم جاء بعض الضيوف احاطوا بها وسمعت بيتر يقول لها :
" روكسان.... ماذا كنت تفعلين؟" فاجابته قائلة :
" وقعت في البركة يا بيتر, واللوم يقع علي وحدي" نظر بيتر الى خوسيه قائلا :
" هل يايق بك هذا؟" فاجابه خوسيه بهدوء "
" اما سمعت ما قالته الانسة غراهام؟ اللوم يقع عليها وحدها, والان ارجوكم ايها الاصدقاء ان تعودوا الى الشرفة كان هذا حادثة مؤسفة ولكن الانسة غراهام تحتاج الى تبديل ثيابها وتجفيف شعرها, وماركوس سيهتم بالامر.... اليس كذلك يا ماركوس؟" غير ان بيتر بدا مضطربا وهو يقول لروكسان :
" بربك يا روكسان كيف سمحت لنفسك ان تفعلي ما فعلت؟" فقال له خوسيه ببرود :
" ليس الان وقت تاعتاب يا بيتر يمكنك انتظار "
وحاول بيتر ان يسترسل في الكلام غير ان ليون امسكه بذرتعه قائلا له :
" تعالى, لم يلحق بها أي اذى ستعرف التفاصيل فيما بعد وانت يا خوسيه الا تاتي معنا؟" ونظر خوسيه الى روكسان ثم قال لماركوس :
" اهتم بها جيدا يا ماركوس" فقالت سارة وهي تمسك ذراع خوسيه:
" لا تقلق يا حبيبي.... سيهتم بها كا الاهتمام الليلة"
تبعت روكسان ماركوس وهي تشعر بالعياء والغضب على نفسها فهي لم تثر لستياء خوسيه بتصرفها الاحمق فقط بل جذبت انتباه بيتر ايضا الى شيء كان يجب الا يحدث, ماذا سيكون ايه؟ وسار بها ماركوس صعودا على السلم الذي ظنت انه يؤدي الى غرفة النوم, فاذا بظنها في محله, كان جناحا يحتوي على عدة غرف للاستراحة والنوم, واشار ماركوس الى باب قائلا : هذا باب ينفتح على غرفة نوم هي جزء من الجناح, فاذا دخلته بعد الحمام ستجدين ما تريدينه" فشكرته روكسان واعتذرت على ما سببته من ازعاج, فاجابها قائلا بعطف زائد :
" لا شكر على واجب" ثم انحنى وخرج .
بعد ان انهت حمامها ارتدت ثوب حريري اخضر الذي ابرز مفاتنها الخفية والصارخة, سمعت طرقا على الباب ثم دخل ماركوس وقال لها باعجاب :
" هذا افضل ساجمع ثيابك التي في الحمام لتجفيفها , لن تاخذ وقتا طويلا , لا تقلقي يا انسة غراهام" سالته بصوت خافت :

shining tears
02-04-2008, 21:38
" وبيتر؟"
" السيد بيتر مع الضيوف ... لا تهتمي بشيء فنحن نعتني بامره ونطمئنه, هل لنت جائعة؟"
"لا, لا احتاج الى شيء شكرا لك... امن هذا الرداء ؟"
" للانسة ماريا يا انسة"
" ماريا؟ ومن هي؟"
" اخت السيد خوسيه يا انسة "
" اه نعم تلك التي دخلت الدير"
" هذا صحيح يا انسة" رمقته روكسان بنظرة فاحصة وقالت:
" انت لست ممن يحبون تداول الشائعات يا ماركوس!"
" لا يا انسة... احاول جهدي ان لا اكن كذلك"
" واكنك لعلك ادركت اني احاول ان اعلم منك بعض الامور"
" نعم ادركت ذلك واذا كنت تريدين ان تعلمي شيئا عن عائلة فانتوس فما عليك الا ان تسالينه"
" اتظن انه يخبرني؟"
" اظن انه يعمل الكثير من اجلك يا انسة غراهام. اسمحي لي بالذهاب الان يا انسة "
" نعم, شكرا" شعرت بالراحة عند التحدث الى ماركوس واعجبتها كفائته كما اعجبها صمته . وقفت تتنصت في ذلك الهدوء الشامل, بعيدا عن المكان الذي يسهر فيه الضيوف , وسارت نحو الباب المؤدي الى الشرفة, وخرجت اليها حيث سمعت الباب يفتح وراءها فعادت الى الغرفة لتجد ماركوس حاملا ثيابها المطوية على ذراعه, ودهشت كيف جففها بهذه السرعة, ولمل شعر ماركوس بدهشتها قال لها مبتسما:
" عندنا جهاز كهربائي للتجفيف السريع"
" شكرا يا ماركوس هل غادر الضيوف؟"
" لا يا انستي لماذا تسالين هذا السؤال؟"
" لانني لا اسمع اية حركة او صوت"
" المكلن واسع يا انستي" وفجاة فتح الباب وظهر خوسيه قائلا:
" ماركوس اريد ان اتحدث مع الانسة غراهام قليلا"
" كما تريد يا سيدي" فاغلق خوسيه الباب وراءه ثم اشعل سيجارة وقال لها :
" اريد ان تفسخي عقد خطوبتك من بيتر وتتزوجيني" فصاحت وهي لا تصدق اذنيها:
" اتزوجك ؟ انت غير جاد فيما تقول"
فاجلبها وعلى وجهه امارات التصلب والعزم :
" لم اكن جاد في حياتي كما انا الان"
" يا للسخرية ولكن لماذا ؟ فانت لاتحبني!"
" اريدك" فابتعدت قليلا وقد استولى عليها الارتباك والحيرة وشعرت كتنها رفعت من شاطئ الامان الى خضم الامواج وتساءلت أي نوع من الرجال هذا الذي يعرض عليها الزواج وبهذه السرعة مع انها مخطوبة؟ فما هي اهدافه؟ اضطربت وقالت:
" احب بيتر" اجابها ببرودة:
" لا, انت لا تحبينه , لا تكذبي يا روكسان دعي الصدق على الاقل يجمع بيننا" فقالت بعصبية :
" كيف يحق لك ان تتحدث عن الصدق؟ وكيف تجروء على المجيء الى هنا وتطلب مني ان اتزوجك وانت تعلم حق العلم ان خطيبي في منزلك هذه اللحظة, تلبية لدعوتك, أي لانه يثق بصداقتك؟" حدق اليها قائلا بمرارة :
" لم تكن ولا يمكن ان تكون هناك صداقة بيني وبين بيتر" وازداد اضطراب روكسان وهي لا تصدق ان كل الذي يجري الان هو حقيقة, فقالت :
" حسنا انتما لستمت صديقين, غير ان ذلك لا يعطيك الحق ان ...." فقاطعها بصوت فيه قساوة :
" بربك يا روكسان توقفي عن خداع نفسك, انت تريدينني بقدر ما اريدك, سواء اعترفت بذلك ام لا, ولكنني احب ان اسال لماذا تتصور النساء انهن يختلفن عن الرجال من هذه الناحية ؟ "
" لنت تتحدث عن الرغبة؟"

shining tears
02-04-2008, 21:39
" لماذا لا ؟ "
" وكيف لك ان تتزوج بدافع الرغبة ؟ "
" انا لم اقل ان الرغبة هي الدافع الوحيد, اخبرتك من قبل انك لا تعلمين شيئا عني فخير لك ان تفسحي المجال لمعرفتي" فاحنت راسها وهي ترتجف , تقدم خوسيه نحوها بخطوات واثقة وامسك ذراعيها وشدها اليه بعنف قائلا :
" وانا ارتجف ايضا صدقيني ليست هذه طريقة خوسيه مع الاخرين , كنت ارغب في نساء كثيرات وافوز بهن, اما انت... انت... فانا اريدك لي دائما لذا فاني مستعد ان اعطيك اسمي"
كادت روكسان ان تفقد صوابها لكنها تمتمت بسخرية :
" لي الشرف في الحصول على اسمك "
" كفاك, اريد جوابا على طلبي الزواج بك الان " اغمضت عيناها فما كان منه الا ان لامس عيناها باصابعه وبصوت مفعم بالحنان همس كلمات بلغته البرازيلة لم تفهمها, كان عقلها يدور في حلقة مفرغة ولو حاول في تلك اللحظة لاستسلمت له بطيبة خاطر, غير ان خوسيه ابعدها عنه ونظر الى عينيها الزائغتين قائلا :
" يا الهي, اتريدينني يا روكسان, انا اخسر الكثير من كرامتي وافقد السيطرة على نفسي ايضا" وفجأة انفتح الباب بعنف ودخل بيتر بقمة الغضب والغيرة وصاح قائلا :
" انت رجل حقير يا خوسيه .... ساقتلك جراء فعلتك هذه "
الفصل العاشر
فافلت خوسيه روكسان ولتفت الى بيتر بهدوء ثمى مشى نحوه ويداه في جيب سرواله وقال :
" اهكذا تقول؟ " فجمع بيتر قبضته ولطمه على ذقنه قائلا :
" اللعنة عليك" فوجئ خوسيه باللطمة فوقع على الارض عند قدمي روكسان, فنحنت وجلست الى جانبه ووضعت راسه على ركبتيها فصاح بيتر كالمجنون قائلا :
" انهض وقاتل مثل الرجال" ففرك خوسيه ذقنه بيده فيما صرخت روكسان في وجه بيتر قائلة :
" هل جننت؟ لا يحق لك ان تدخل الى هنا وتتصرف كوحش مفترس " فما كان من بيتر الا ان امسكها بعنف واوقفها على قدميها وهو يقول :
" كيف لا افعل هذا؟ بعد ان شاهدت خطيبتي معه في وضع كهذا؟ " فتخلصت روكسان من قبضته وصاحت به قائلة :
" على الاقل اعطني فرصة ان اشرح لك !" نهض خوسيه عن الارض ببطء قائلا :
" وكيف ستشرحين له هذا الذي جرى؟" فنظرت اليه والى بيتر بعينين معذبتين, فقال بيتر غاضبا :
" روكسان هي خطيبتي ومهما كان كلامك فهو لا يغير هذا الواقع" فقال خوسيه وهو يرتب قميصه :
" هل انت متاكد من ذلك؟" ثم التفت الى روكسان وقال :
" وانت ما رايك يا حبيبتي ؟" فهزت راسها ايجابا وهي تقف بين الاثنين وادركت انها خطت اكبر خطوة في حياتها, بوغت بيتر كمن لا يصدق ما تراه عيناه وسمعته اذناه :
" روكسان... ايك ان تفعلي" ثم اشار الى خوسيه واضاف :
" هذا الرجل يتلاعب بعواطفك ويخدعك كما خدع العديد من النساء.... تعالي معي الان , ساغفر لك كل شيء ولكن لا تهدمي حياتك" قالت بمنتهى الهدوء :
" لا اقدر يا بيتر"
" روكسان لا تجعلي هذه النزوة العابرة تسيطر عليك وتدفعك الى ارتكاب خطر فظيع"
" لا استطيع الامر ليس بيدي" ثم احنت راسها واضافت :
" ارجوك ان تذهب يا بيتر" فتردد بيتر قليلا كانه يفكر في الهجوم على خوسيه مرة اخرى, ولكنه لم يفعل , بل استدار وخرج من الغرفة وبعد خروجه قال لعا خوسيه بشيء من السخرية :
" هكذا اذن احرقت مرتكبك" فاجابته قائلة :
" نعم وهل ستنسى موضوع الزواج؟" فنظر اليها يتاملها وهو يسرح شعره باصابعه قائلا :
" لا, لا يمكن ان انسى " واخرج من جيبه ورقة مطوية وقال :
" هذه رخصة الزواج سنحتفل به غدا" فارتبكت روكسان وقالت :
" وكيف تاكدت من قبولي بك... كيف؟ "

shining tears
02-04-2008, 21:40
" هذا شاني والان خذي قسطك من النوم وهذه الغرفة لك الليلة وغدا سنرى.
وقبل لن تتكلم فتح الباب وخرج من الغرفة, لم تستطع النوم بسهولة تلك الليلة , وهي تتساءل هل هي هنا بالفعل ؟ ام انها تتخيل ؟ وهي حقا ستتزوج خوسيه؟ ايمكن ان يكون كل ما حدث الليلة حقيقة؟ كل ما تعرفه ان شعورها تجاه خوسيه كالتيار الصاعق , استلقت على فراشها منهوكة القوى ثم غرقت في نوم عميق, وحين استيقظت في صباح اليوم التالي كانت الساعة تشير الى الحادية عشر, فسارعت الى النهوض, وهي تترنح وتعجبت كيف مضى كل هذا الوقت دون ان يزعجها احد, كانت ثيابها في مكانها عند قدم السرير غير انه لم يرق لها ان ترتديها ثانية, فهل كان ذلك اليوم يوم زفافها؟ وهنا دخل ماركوس بهدوء وكانه خشي ان تكون بعد نائمة, قال لها :
" اراك استيقظتي انتظري قليلا يا انستي" وغادر الغرفة فخرجت الى الشرفة وسرعان ما عاد وهو يحمل طعام الافطار وفيما هي تتناول طعامها قال لها ماركوس:
" هل يمكننا ان نتحدث الا قليلا يا انستي؟" فابتسمت قائلة :
" نعم بماذا نتحدث يا ماركوس ؟"
" عن زواجك بالسيد خوسيه اليس كذلك؟"
" نعم يا ماركوس, اعلم انه حدث مفاجئا, قل لي لماذا فعل ذلك يا ماركوس؟ لملذا يريد ان يتزوجني؟ "
" لست انا الذي يجيب على هذا الؤال يا لنستي, لماذا تحسبين ان زواج السيد خوسيه منك امر يثير الاستغراب؟ انت فتاة رائعة الجمال, فضلا عن ان السيد خوسيه لا يفعل شيئا لا يريده"
" هذا كرم اخلاق من السيد خوسيه"

نهض ونظر اليها باحترام قائلا :
" دعينا ننسى هذا النوع من الاحاديث يا انستي فلدينا ما هو اهم" قالت وهي ترتشف قهوتها :
" ماذا ارتدي لحفلة العرس؟ فستان العرس لا يزال في بيت واغنر"
" هذا ليس ضروريا يا انستي , طار ريكاردو هذا الصباح الى الريو ليجلب لك فستانا وسيعود يعد قليل , فقد اعطاه السيد خوسيه مقاسك وسيشتريه من المحل الذي كانت تشتري منه الانسة ماريا ملابسها "
" ومتى ستكون حفلة الزواج؟"
" في الساعة الثاثة يا انستي ثم يعقبها حفلة استقبال في الفندق" .
بعد عدة ساعات على تحضير روكسان نفسها نزلت الى البهو وجابت بنظرها تبحث عن خوسيه , فاذ به يقف عند المذبح بكامل اناقته يتاملها بعينين براقتين.
وبعد ان تمت المراسم والبس كل منهما الاخر خاتم الزواج, كانت تنظر اليه فوجدت ان تعابير وجهه قاسية غاضبة . بعد لحظات وفي طريق الخروج لاحظت وجود بيتر وما هي الا ثواني حتى توارى عن الانظار .
راحت تبتسم للجمهور وما ان اصبحت في خارج الكنيسة حتى ارتفع صراخ التهنئة وراح الجمهور يمطرهما بوابل من الورود والزهور المختلفة , ضحك خوسيه ودفع روكسان وهو يحملها الى السيارة ودخل وراءها, احمرت وجنتا روكسان مما زاد في حماس الجمهور .
اقلعت السيارة التي كان يقودها ماركوس , نظرت روكسان الى زوجها قائلة :
" هل اشكرك على هذا الثوب الرائع الذي اخترته لهذه المناسبة, ام اسالك ان كان يعجبك ام لا؟" التفت اليها متاملا وقال:
" انه ثوب جميل, ولكنني اتوق الى رؤيتك من دونه فيما بعد"
احمر خداها وخلال بعض الوقت وصلا ال القصر وعندما اصبحوا في غرفتهما فاذا به يطوقها بذراعيه ويشدها اليه , ثم تمتم باذنها قائلا:
" كا مرة لمستك فيها كنت تنكرين حاجتك الي... اريدك ان تريدينني فهل انت كذلك الان؟ " تنهدت موافقة .

" حسنا يا ماركوس هل هناك سيارة يمكن لي ان استخدمها بعد الغداء؟ اريد ان اذهب الى منزل واغنر لجلب امتعتي "
" السيد لم يقل شيئا عن ذهابك الى خناك, في وسعي ان اذهب انا الى منزل واغنر مكانك, فلا بد ان السيدة واغنر تحزم امتعتك لاجلبها اليك "
" لا يا ماركوس من واجبي على كل حال ان اذهب عاجلا ام اجلا لزيارة بيت واغنر , واظن انه من الخير ان افعل ذلك الان " لم يرق ذلك لماركوس لكنه قال :

shining tears
02-04-2008, 21:41
" حسنا كما تريدين يا سيدتي , والان هيا لاريك جغرافية القصر, ريثما ينتهي طعام الغداء"
وبعد الغداء اخذت روكسان السيارة وذهبت الى بيت واغنر , وعندما وصلت رات من النافذة كولين وسوزان جالستين تشربان الشاي , فاستاءت لوجود سوزان وحارت ماذا ستقول لها كولين . ولما شاهدتاها نهضتل واقتربتا منها . وقالت لها كولين وهي تفتح الباب:
" ماذا جاء بك الى احيائنا القذرة؟"
" جئت لاخذ حوائجي"
" ولين عريسك الوسيم؟" فاجابت وهي تدخل :
" ذهب لامر مهم "
" خذي حوائجك واذهبي, واياك ان تظني ان خوسيه مغرم بك " وبدات اعصاب روكسان تتوتر وقالت لها :
" لا احسب انك في وضع يحق لك ان تحكمي على علاقتنا " فضحكت كولين بسخرية قائلة :
" كفى يا روكسان.... ظننتك امراة واقعية وارائك عصرية, فاذا بك فتاة طائشة بسيطة القلب, هناك محاكم طلاق كما تعلمين... وانت لست زوجته الاولى " ثارت روكسان حين سمعت عبارة لست زوجته الاولى, هل هذا صحيح؟ وان كان لماذا لم يخبرها ؟ وتذكرت انه لم يخبرها الا القليل عن حياته وهي تكاد لا تعرف شيئا عنه , وسارت الى الغرفة التي كانت تشغلها وهي تترنح تحت وطأة ما سمعته , وحين دخلت الغرفة ارتمت على الفراش منهوكة القوى, هل تزوج حقا؟ واين هي الان؟ وهل لهما اولاد؟ لماذا لم يخبرها؟ هل كان هذا ما خشى منه ماركوس حين حاول اقناعها ان لا تاتي الى بيت واغنر؟
وادركت انها يجب ان اامالك نفسها وتحزم امتعتهت , وعندما انتهت من ذلك خرجت من الغرفة واتجهت صىب باب غرفة الجلوس وحين اقتربت سمعت اسمها يتردد على شفاهما فتوقفت تنصت, كانت تتوق الى معرفة ما تتحدثان به عنها مهما كانت المحاذير, فقالت كولين بهدوء :
" يبدو واضحا ان روكسان لا تعرف ما فعل بيتر , انني اشفق عليها على الرغم من كل شيء ذلك لان خوسيه يستعملها للانتقام من بيتر على الضرر الذي الحقه بماريا" قالت سوزان :
" اعرف ذلك, وكل الناس تعرفو ولكن دخول ماريا الدير ما هو الا حماقة , وانا متاكدة ان بيتر لم يشجعها على ذلك وما اتعس ان لايستطيع الرجا ان يبني علاقة مع امراة من دون ان تتصور انه مغرم بها"
" ومع ذلك فاننا فوجئنا لردة فعل خوسيه في ذلك الحين, اعني انه لم يصرفه من العمل"
" الحق معك, ولكن من الواضح انه كان يفكر في طريقة اخرى للانتقام غير انه ما لا استطيع فهمه هو لماذا كان عليه ان يتزوجها؟" قالت سوزان :
" اظن كان عليه في مجتمع صغير كهذا ان يساير بعض التقاليد والاعراف ولعله حاول ان بغلم يستطع ولذلك تزوجها" فقالت كولين :
" اصبت.... والكارثة وقعت على بيتر وهو الان في حالة يرثى لها "

shining tears
02-04-2008, 21:42
الفصل الحادي عشر

استندت روكسان الى الحائط غير قادرة ان تصدق ما سنعته اذناها... على الرغم من انه بدا لها معقولا تماما. وتذكرت تصرف خوسيه نحوها في الليلة الاولى لحضورها الى الريو وذهابها الى شقته وكيف تغير صوته حين حدثها عن ماريا بعد ان رات صورتها, وخطر لها ان عداوته لبيتر كانت اقوى من الغيرة, فهو لم يكن يغار منه بل يحقد عليه , اذن صدق ما قالته كولين وسوزان, ووضعت يدها على جبينها في محاولة لاسترجاع ما حدث لها مع خوسيه فاعترفت انه بالفعل مال اليها, غير ان ذلك ربما كان بدافع عاطفة عابرة فخوسيه بشهادة الجميع يهوى النساء الجميلات ويعرف كيف يوقعن بشباكه .
والان اذا كان الامر كذلك فما هو مستقبلها؟ وكيف ستقضي الايام القادمة معه في ريبة من امر صدق مشاعره تجاهها؟ تالمت لهذه الافكار ولم تشتطع ان ترى سببا لزواج خوسيه لها الا الانتقام من بيتر لما فعله مع ماريا, فعناك نساء جميلات جدا في البرازيل , فلماذا اختارها هي الغريبة عن محيطه دون سائر النساء جميعهن وبهذه السرعة ؟ ثم هناك زواجه الاول .
تمالكت نفسها واتجهت نحو الغرفة قائلة لكولين :
" شكرا حزمت حقائبي" وودعتهما وسارت خارجة من البيت . ثم وضعت حقائبها في السيارة وهي ترتجف من الانفعال . وفي الطريق لامت نفسها على ضعفها وتوتر اعصابعا, فالآن يجب عليها ان تكون قوية وتحتفظ بكامل وعيها ورباطة جاشها لمقاومة خوسيه ومنعه من التغلب عليها بمآربه الخاصة, وحين وصلت نزلت بسرعة من السيارة وصعدت مسرعة الى غرفة الجلوس وفوجئت بخوسيه امامها , حيث كان جالسا ينتظرها , فاحمر وجهها لهذه المفاجاة فبادرها قائلا :
" هل كان ذهابك الى هناك ضروريا؟ كان بامكان ماركوس ان يجلب امتعتك ."
" نعم كان بامكانه, ولكني فضلت ان اجلبها بنفسي" وهنا دخل ماركوس الغرفة قائلا :
" ساضع حقائبك في غرفتك يا سيدتي" فقالت :
" لا دعها في الممر " فظهر الاستياء على وجه خوسيه وقال بحزم :
" خذها الى غرفتها يا ماركوس"
" نعم يا سيدي" فازداد غيظ روكسان, فقال خوسيه بهدوء :
" يبدو واضحا انك كنزعجة من امر ما " فقالت له غاضبة :
" خوسيه! لا تحاول ان تتظاهر بنك لا تعرف ما يزعجني"
" هل تنكر انك تزوجت من قبل؟" لم يظهر انه تاثر من كلامها , كان وجهه كالقناع . ففي الليلة الفائتة ظنت انها اكتشفت خوسيه الحقيقي , اما الان فهي لم تعد متادة من ذلك. قال لها :
" انا لا انكر اني تزوجت مرة... فهل هذا هو سبب كل الغضب ؟ فما علاقة هذا بنا نحن ؟"
" كان عليك ان تخبرني "
" لو اخبرتك هل كان ذلك منعك عن الزواج بي؟ بربك يا روكسان لا تكوني سطحية"
" ليس هذا كل شيء . اريد ان اعرف لماذا تزوجتني؟"
" الا تعلمين؟ انا متاكد انك تعلمين, تزوجتك لانتزعك من بيتر" غطت روكسان وجهها بيديها وهي تصيح قائلة :
" يا الهي! ليتني لم اكن على قيد الحياة!" فامسكها خوسيه من كتفيها وادارها نحوه بعنف قائلا :
" هذا ما اردت سماعه مني اليس كذلك؟"
" نعم"
" الم تسمعي كولين تذكر ماريا في حديثها؟ هل تعلمين الى أي حد وصلت علاقة بيتر باختي ماريا؟ وهل تعلمين لماذا دخلت الدير؟"
" وهل تعلم انت ؟"
" نعم اعلم. ولكن لا تظني ان اقراري بهذه الحقيقة هو بمثابة اعتراف. فاسباب زواجي بك هي هي شاني الخاص , مهما كانت هذه الاسباب "
" اتريد ان تقول لي اني على خطأ؟ وكولين كذلك؟" نظر اليها بعينين حادتين وقال :
" وماذا لو اردت ان اقول ذلك" هل تعتقدين انه بامكانك ان تاتي لتتهميني باني خدعتك, وعندما انكر هذه الاتهامات استعيد احترامك لي من جديد وبدوري اقبل ثقتك بي مرة ثانية ؟" وضع يديه بجيوبه باحباط وبمرارة واضاف :
" لا فهذه الاتهامات قائمة والشك سيبقى داخلك يؤرقك ويجعل مشاعرك تبني جدارا بيني وبينك وهذا ما لا استطيع احتماله " غرز اصابعه بشعره بعصبية وبشيء من الخيبة اضاف :
" لم اكن اعتقد...." لكنه لم يكمل عبارته بل استدار وخرج .
كرهت روكسان نفسها لانها ارادت ان تستعيد ثقتها به, ترى هل اخطات فى الحكم عليه, ام هو ممثلا بارعا؟ صعدت الى غرفتها بوهن وهي ترتجف, فمع ذلك كله لا تزال عالقة بحبه وهنا يكمن مصدر المها, واذا كانت تشعر بالمهانة فذلك لخيبة املها, وفكرت تنها يجب ان تتحدث مع بيتر لتكتشف بنفسها حقيقة العلاقة التي كانت بينه وبين ماريا , حتى لا تبقى في الظلمة كما هي الان . كانت الساعة تشير الى الثانية عشرة وخوسيه لم يعد بعد الى المنزل , فاخذت تتساءل عن مكان وجوده, هل لجا الى احدى النساء اللواتي يعرفهن طلبا للهو والنسيان ؟ واخذت تلوم نفسها على تسرعها في مواجهته, اذ كان عليها ان تتقصى الحقائق بغير هذا الاسلوب, وفي ساعة متاخرة اوت الى فراشها .
بعد عودته متاخرا ايقظها ليتحدث اليها وهو غاضب جدا . اقترب خوسيه منها وهو ينظر اليها بعينين معذبتين وقبض على كتفيها بعنف وهو يصرخ قائلا :
" توقفي عن هذه العواطف الهستيرية, انت لا تعلمين ما تقولين انت تظني اني اخفي عليك المزيد من مساوئي لانني لا اعتذر اليك, دونما الحاجة للاعتذار عن شيء لا علاقة له بنا .... هل جننت لتعتقدي ان الانتقام يصل بي الى حد الزواج؟ كبري عقلك يا روكسان انت امراة ناضجة الان ولا طفلة رعناء... وانا رجل لا ابالي ان اعامل كحيوان!" قالت له روكسان وهي تنظر اليه :
" اخبرني قصة ماريا وبيتر" فافلتها فجاة وقال :

shining tears
02-04-2008, 21:45
يبدو لي انك لم تسمعي كلمة واحدة مما قلته لك الان . ليس في كيانك ذرة واحدة من الثقة بي؟" فقالت له بمرارة :
" انت تريدني ان اكون خاضعة"
" اريد امراة لا محققا قضائيا... ثم لماذا تشغلين بالك بالذي مضى ؟ ان المستقبل هو الذي يعنينا"
" المستقبل؟ أي مستقبل؟ دعني اذهب"
" ادعك تذهبين ؟ماذا يعني هذا الكلام؟ تريدين ان تتحرري مني؟ هل هذا ما تطمحين اليه؟ اتريدين حريتك لتعودي الى بيتر ؟"
كانت روكسان تدرك جيدا انها لن تعود الى بيتر ولكنها قالت بكبرياء فارغ :
" وهل تجد ذلك مستحيلا؟ فهو رغم كل شيء كان خطيبي ويحبني" فتجهم وجه بيتر من شدة الغيظ وصاح قائلا :
" ذلك الانكليزي لا يعرف معنى كلمة حب"
" وهل انت تعرف" فنظر اليها بطريقة غريبة وسار الى الباب وهو يقول :
" نعم اعرف" وغادر تاركا اياها وحيدة وحائرة, وبعده بقليل خرجت الى حديقة قريبة وجلست في احضان الطبيعة لتريح اعصابها, نظرت الى ساعتها بعد حين فوجئت بانها الثالثة بعد الظهر, نهضت واسرعت بالعودة الى المنزل. وحين وصلت اخبرها ماركوس بان خوسيه قد حضر اثناء غيابها وسأل عنها ثم اخذ بعض الملابس الخفيفة في حقيبة وخرج دون ان يقول أي كلمة . وهنا سمعت صوتا من الباب يقول :
" لماذا؟" التفتا الى مصدر الصوت فرات روكسان فتاة محتشمة بالسواد , سمراء ذات وجه فاتن. وعندما شاهدها ماركوس حياها بحرارة وهو يقول :
" انستي ماريا ! لا اصدق" فقالت :
" جئت لارى اخي وابارك له زواجه " ثم تحدثت مع ماركوس بالبرازيلية فلم تفهم روكسان التي كانت مندهشة من الذي يحدث, فخرج ماركوس وبعدها جلست مع روكسان وبادرتها قائلة :
"ما الذي جرى بينك وبين خوسيه؟ ولماذا هو ناقم على عروسه التي لم يمض على زواجه بها ثلاثة ايام؟" فتاوهت روكسان وتسائلت كيف تسرد لها خلافها مع خوسيه وتخبرها ان الامر يتعلق بعلاقتها مع بيتر؟ استجمعت قواها واجابت قائلة :
" لم يخبرني عندما تزوجني انه تزوج سابقا بامراة اخرى"
" ولكن متى يا روكسان تعرفتي الى اخي" احمر وجهها وقالت :
" منذ مدة وجيزة "
" اذن لم تسنح لك الفرصة للتعرف اليه جيدا, ولا من حيث طباعه فقط, بل من حيث ماضيه وتجاربه الخاصة في الحياة ايضا "
" هذا صحيح اكاد لا اعرف عنه شيء, وربما كنت في نظرك فتاة حمقاء اذا قلت لك ان الكلام لم يكن شيئا مهما في علاقتنا, فهل انت تخبريني عنه؟" نهضت ماريا واتجهت نحو النافذة ثم التفتت الى روكسان قائلة :
" انا افهم اخي جيدا , هناك شيء ما يقلقه ويزعجه ويدفعه للمغادرة دون أي كلمة, ساخبرك ما اعتقد ان عليك ان تعرفيه , ابدأ بالقول ان خوسيه وانا لسنا ولدين وحيدين فلنا اخوة واخوات ولكننا لا نعرفهم " فسالتها روكسان بدهشة :
" وكيف يكون ذلك؟"
" كان والدانا فقيرين جدا, وكان لهما على ما اظن تسعة اولاد, فلم يستطيعا اعالتهم جميعا, كنا نحن شيء من الهزال وكنت انا وخوسيه نعيش مع اخوتنا , وهو يكبرني سنا بعدة سنوات, وفي احد الايام جاء رجل ثري جدا الى حينا الفقير لان والدي كان يعمل في احدى شركاته فسرق بعض المال, وهدد الرجل والدي باستدعاء الشرطة فتضرع اليه ان يرحم عائلته هذه من الجوع" واضافت ماريا بمرارة :
" على كل حال كان الرجل عطوفا فنظر الى والدي وابتسم له , كانت ابتسامة مشرقة جميلة فبادلها خوسيه بابتسامة مشابهة, اما انا فاختبات وراء خوسيه واقبل الرجل نحو خوسيه وسال والدي عنه فاجابه بانه ولده الاكبر , لم يكن ذلك صحيحا غير ان والدي اعتقد ان ذلك يزيد في عطف الرجل عليه, ولم نكن نعلم ماذا كانت نية الرجل, الا اننا عرفنا فيما بعد انه يدعى فانتوس وله امراة عاقر وانه كان يرغب في ان يتبنى خوسيه. فقبل والدي على ان يتقاضى لقاء ذلك مبلغ كبير من المال , ولسوء الحظ رفض خوسيه ان يذهب مع الرجل الااذا ذهبت انا معه . اقول لسوء الحظ لانني فيما بعد سببت لخوسيه كثيرا من المتاعب, ولم نر والدينا بعد ذلك لانهما انتقلا من مكان سكناهما, وكانت والدتي اداة طيعة لابي"
" هذا شيء فظيع ولكن ماذا عن زوجته الاولى؟ وهل كان يحبها ؟"

shining tears
02-04-2008, 21:47
الفصل الثاني عشر
"لا لم يكن يحبها بل اضطر للزواج منها لانقاذ شركة والدنا الذي تبنانا, وهي كانت قتاة طائشة مستبدة ولم يغرم بها خوسيه صدقيني, ثم ما لبثت ان توفيت وتركت ثروتها كلها لخوسيه وذلك بسبب حادث اصطدام اودى بحياتها, تابع خوسيه دراسته في الطب وخاصة في مجال الامراض الاستوائية"
" ماذا ؟ لم اكن اعرف ان خوسيه طبيبا" ثم اضافت باستغراب :
" لقد قال لي انه سيقوم برحلة طويلة الى الاستواء مع بعثة طبية وقد تستغرق مدة طويلة ومن المحتمل ان تمتد لشهور طويلة"
" علي ان اذهب لقد اخذت اذنا بالخروج لفترة واكاد اتاخر سلمي لي على خوسيه"
" ولكنه لن ياتي لقد قلت لك انه ذهب في بعثة الى الاستواء وقد يتاخر" ثم تذكرت فجأة ما قالته وكيف انها تشاجرت معه وسببت له الغضب وكيف ان رحل وهو حاقد عليها .
وعندما خرجت شقيقته التقت روكسان بماركوس وقالت له :
"هل عايشت قصة بيتر وماريا؟" اجابها بمرارة :
" نعم يا سيدتي, فماريا فتاة بريئة طيبة القلب ولكن بيتر لم يراع ذلك, بل اراد ان يلهو بها فجمالها جذبه واغواه, لم يكن صادقا معها, فتركها عندما تعلقت به"
" لا اصدق كلامك يا ماركوس, كنا خطيبين وجئت لاتزوج منه"
" ان السيد بيتر ثرثار يا سيدتي, كان تعيسا وحيدا قبل لن يتعرف الى ماريا وظل يحوم حولها الى ان اوقعها في حبائله, حيث كان يحدثها عن فسخ خطوبته لك, ولكنه اضطر الى وضع النقاط على الحروف ورجع عن وعده مما حطم قلب الانسة ماريا ودفعها الى دخول الدير"
دهشت روكسان لكل هذه المعلومات واعترفت بينها وبين نفسها بان لخوسيه الحق بان يغضب ويتكلم عن بيتر بمثل ثلك المرارة, وقالت له :
" ولكن ذلك لا يغير الحقيقة وهي ان خوسيه اراد الزواج كني لينتقم , اليس كذلك؟ وليس لانه يحبني"
" تاكدي يا سيدتي ان الانتقام لا يوصل سيدي خوسيه الى حد الزواج"
تاخر خوسيه في بعثته شهران مما اقلق روكسان كثيرا وخافت وكانت تنتظر قدومه بفارغ الصبر كي تعتذر منه على ما بدر منها كي تبدا من جديد.
ولكن عندما تاكدت انه لن يعود وقد رحل بعيدا عنها , ومضت ستة شهور على غياب الحبيب, راحت تبحث عنه بجميع الوسائل حتى عرفت انه في منطقة استوائية يعالج بعض المرض وقد دونت العنوان , وكما هالها عندما عرفت انه عندما وصل الى المركز بعد حادث سقوط طائرة, كان مريضا للغاية ومصابا بالحمى, وعن طريق صديقه لورنزو عرفت انه بحاجة لمن يبقى الى جانبه من اقربائه وهكذا تم الاتصال بها واول ما فكرت فيه هو السفر على اول طائرة متجهة الى الادغال.
كانت روكسان تجلس على مقعدها في الطائرة الصغيرة المحلقة فوق الاراضي البرازيلية, نظرت من النافذة فرات الادغال تمتد الى مساحات شاسعة , كان يجلس بجانبها ماريو سانتي استاذ التاريخ الطبيعي الذي كان معها كمرشدها .
وبعد دقائق هبطت الطائرة على ممر بدائي يمتد وسط الغابة ونزلت روكسان وكان في استقبالها رجل من المنطقة حياها بالانكليزية قائلا :
" اهلا , شيء جميا ان ارى زوجة صديقي , انا ادعى رودريغينز" واشار الى الشاب " وهذا ابن اخي الذي يعمل كخبير اجتماعي في المركز وهذه زوجته روزا, صافحت روكسان جانوس وزوجته وهي تجول بنظرها في حذر لترى خوسيه من بين مجموعة المستقبلين ولكنها لم تجده, فسالها لورنزو :
" هل تبحثين عن خوسيه؟ اعتقد انه في المستشفى للكشف عن بعض المرضى, لقد احتفظت بالسر كما وعدتك , لم اخبره بان الصحفية التي ستحضر على هذه الطائرة هي زوجته "
" هل تريدين الذهاب "
"نعم ارجوك" ثم فكرت في نفسها وخافت ان يختفي مرة ثانية منها لو عرف انها هنا .
شعرت روكسان الاضظراب وهما متجهان الى عنبر المرضى في المستشفى الذي يعمل فيه خوسيه . وكانت حبات العرق تتساقط على جبهتها ولكنها حاولت التماسك لتبدو طبيعية . عندما دخلا الى العنبر رات روكسان رجلا ينحني فوق احد الاسرة في نهاية العنبر ووقفت الى جانبه ممرضة, وعندما اقتربت كان خوسيه يتحدث بصوت هادئ بالبرتغالية, رفع راسه فجاة ورآها , برقت عيناه واتسعت من الدهشة وهو ينقل نظره بذهول بينها وبين لورنزو فصاح لورنزو قائلا :
" يا الهي ما هذا يا خوسيه؟ انك رجل بارد حقا, الا تعرف هذه المراة؟"

shining tears
02-04-2008, 21:48
واستعاد خوسسيه حالته الطبيعية سريعا, ونظر الى روكسان بثبات وقد ارتسمت على فمه ابتسامة سخرية خفيفة, حاولت روكسان ان ترسم ابتسامة على شفتيها وهي تقاوم رغبة عنيفة في الارتماء بين احضانه , وقال خوسيه في صوت هادئ :
" اهلا وسهلا يا روكسان! انها حقا مفاجاة لي"
بعد لنفرداهما معا في غرفة خاصة به نظر اليها خوسيه في حيرة وسكت قليلا ثم قال :
" في الحقيقة لم اكن اظن انك تهتمين بمعرفة مكاي, قدر اهتمامك بمعرفة سبب عدم اخبارك بزواجي الاول, انني اتذكر تماما انك طلبت مني الانفصال في اخر مرة لتعودي الى خطيبك السابق, وعندما عدت الى المنزل لم اجدك مما اكد لي انك ذهبت اليه فتركت المنزل وذهبت على الفور الى البعثة ابلغها بموافقتي على الانضمام اليهم في هذه الرحلة"

صمت قليلا قبل ان يضيف :
" انني مندهش لاننا ما زلنا زوجين , اعتقدت انك حصلت على الطلاق وانك تزوجت بيتر"
" لا لم افعل , كنت انتظر قدومك بين لحظة واخرى ولم افكر في الطلاق"
" كان بامكانك الاستعانة بمحامي ماهر وهكذا يستطيع ان يخلصك مني بكل سهولة"
" لم افكر بهذا صدقني كان همي معرفة مكانك والمجيء اليك"
" لماذا يا روكسان؟"
" لا... لا اعلم ربما لانني عرفت الحقيقة واردت ان اتحدث اليك قبل كل شيء"
" نعم كان يكن ذلك بالفعل" قال لها ببرود .
" لان.... لانني متاكدة ... لم اكن اعرف...." وفجاة قفز خوسيه من فوق فراشه المعلق وانحنى ليضع حذاءه فبذا وكانه يريد الخروج .
ففي الوقت الذي كانت تتوقع فيه ان يثور عند لقائه بها او ان يعبر عن فرحة وشوق لها, قابلها ببرود لم تعهده قبل في طبعه الناري. تقدم خوسيه فوقف امامها واخذ ينظر اليها وهي مستلقية فوق فراشها النعلق , ثم قالت له :
" هل تالمت كثيرا ؟"
" ان اسوأ ما مر بي هو سقوط الطائرة واكتشافي انني الشخص الوحيد الذي يفقد وعيه , وبعد ذلك تسلطت على تفكيري فكرة واحدة هي الوصول الى المركز في اسرع وقت ممكن , وقد استعنت ببوصلة الطائرة التي لم تدمر في الحادث لمعرفة طريقي ومن ثم استطعت التبليغ عن الحادث كي يسرعوا لانقاذهم"
" وكم استغرقت من الوقت لتصل الى هنا ؟"
" اخبرني لورنزو بعد ذلك ااني امضيت ثلاثة اسابيع في الادغال قبل الوصول الى المركز"
ساد الصمت بينهما فنظرت روكسان الى خوسيه المستلقي بجوارها وشعرت برغبة شديدة ال ان تقترب منه اكثر ولكنها انتفضت واقفة فرفع خوسيه يده عن عينيه ونظر اليها بدهشة متسائلا :
" ماذا حدث؟"
"لا شيء... انني..." ثم احس بحاجتها له وقال اها :
" لقد نسيت انك جميلة " ارتبكت روكسان ثم اضاف خوسيه :
" هيا... هيا يجب ان تعودي الان ان هذا المكان خطر جدا عليك"
"لا... لا... اريد العودة لقد جئت لاج..." دفعها بقوة وسحبها وهو ممسك بحقيبتها بيده نحو الباب وهو يتمتم كلمات الغضب
" يا الهي يا روكسان لمذا اتيت الى هنا انا لست بحاجة اليك هيا عودي من حيث اتيت"
" لا تدفعني هكذا اريد التحدث معك فقط ارجوك افسح لي المجال"
"لا... لا اريد لقد اكتفيت منك دعيني الان وشاني"
ثم امسكت روزا به وهو يدفع بها عندما دخلت حاملة الطعام لهما :
" ما بك يا خوسيه لماذا تتصرف على هذا النحو مع زوجتك؟ اسرع لورنزو بابعادها من بين يديه وهي تبكي بقوة وحقد :
" ما بك يا خوسيه لما هذا الغضب انها زوجتك هل نسيت ؟"
" لا لم انس ولكنني لا اريدها هنا هيا عد بها من حيث اتت "
امسكت روزا يدها وساعدتها للنهوض وابتعدت بها الى غرفة بعيدة عن خوسيه وغضبه .
اقترب لورنزو منه قائلا متسائلا :

shining tears
02-04-2008, 21:49
" لماذا يا خوسيه انها زوجتك؟"
" لقد جاءت بداعي الشفقة من اجلي وانا ارفض الشفقة من احد هل تفعمني؟ كما ان هذه المنطقة خطيرة جدا عليها وهي لا تستطيع البقاء هنا وهي غير نتعودة على مثل هذه الطبيعة والحشرات القاتلة , يجب ان ترحل, ارجوك يا لورنزو انا لا اريدها هنا اصرفها والا صرفتها انا بنفسي في الطائرة"
" لا بأس تناول طعامك الان وسنرى الموضوع لاحقا"
خرج لورنزو وهو يبحث عن روكسان
"اين هي ؟" سال روزا
" انها في غرفتي ترتاح قليلا لقد تعبت كثيرا وهي بحاجة لراحة على ما اعتقد"
" انه رجل غريب" قال لورنزو
"لماذا... لماذا يعامل زوجته الجميلة على هذا النحو "
" لا اعلم اعتقد ان هناك سر ما"
" ولكنها تحبه اليس كذلك؟"
" نعم وهو ايضا, هذا واضح تماما عليهما , لماذا يعذبان بعضهما الى هذه الدرجة؟"
" لقد مضى وقت طويل على وجوده هنا هذا يعني انهما منفصلان ولكن الان وجودها بقربه , هذا يعني انها تحاول اصلاح ما تهدم"
" نعم يا روزا ويجب ان نساعدهم"
" ولكن كيف؟"
"لا اعلم وانما خوسيه يطلب مني ان اعيدها من حيث اتت"
" وهل ستقوم بهذا؟"
" لا اعلم انا حائر"
" لا دعها الان وفي الغد سنرى "
وفي هذه الاثناء عندما كانت روكسان نائمة في غرفة روزا دخل خوسيه عليها وراح يتاملها وهي ترتاح في احضان السرير ولكن فجاة لاحت له حشرة كبيرة وكانها عقرب قرب وجهها من خلف وكان يسير ببطء وهو يخطط للسعة على خدها الايمن
" يا لهي!" صرخ خوسيه ثم وبلمح البصر كان خنجره قد غرز في راسه.
انتفضت روكسان من نومها مذعورة عندما سمعت صرخة عميقة منبعثة من انفاس تعرفها :
" خوسيه ماذا تفعل هنا؟" ثم سحب الخنجر من راس العقرب الكبير وكانه عملاق وقال لها :
" انظري يا روكسان ماذا كان ينتظرك هنا"
" يا الهي انه عقرب ضخم"
" نعم وكلن سيلتهم وجهك الجميل هذا , الم اقل لك ان تسافري في الحال؟ لماذا انت هنا ايتها الصغيرة؟"
كانت دقات قلبها تتراكض ليس من العقرب ولسعته بل من اقتراب خوسيه منها بهذا الشكل العاطفي
احس بها وعرف بانها بحاجة لعناقه ولكن...
" هيا انهضي يجب ان ترحلي على الفور"
"لا... لا اريد ان ارحل لقد لتيت الى هنا من اجل عملي كصحفية وانا لا استطيع المغادرة ساعة اشاء"
نجحت روكسان بهذه المنة كي تستطيع البقاء وكي تفهمه بانها جاءت الى هنا من اجل العمل فقط وليس من اجله
" هكذا اذن؟"
" نعم وانت لا شان لك بي دعني الان انا مسؤولة عن نفسي"
" تنبهي اذا للافاعي ولعقارب الموجودة هنا يا روكسان ان حياتك في خطر وانا لا شان لي بما قد يصيبك"
" نعم لا شان لك" قالت هذه الكلمات بعدما سمعت انغلاق الباب خلفه وهو يعبر عن غضبه الكبير
" يا الهي , سامحني يا خوسيه لقد كذبت ولكنها الوسيلة الوحيدة للبقاء الى جانبك"
في هذه الاثناء كان خوسيه يفكر في الم :
" لم تات من اجلي لقد جاءت من اجل عملها كم انا مغفل وكنت اعتقد انها جاءت من اجلي , انها حمقاء كي تبقى وسط هذه المخاطر "
وفي طريقها الى المركز بعد ان انتهت من عملها كصحفية جلست روكسان صامتة طوال الوقت وهي تشعر بحزن لما وصلت اليه العلاقة بينها وبين خوسيه .

shining tears
02-04-2008, 21:50
الفصل الثالث عشر



بعد عودتها الى غرفتها مساءا تسلقت روكسان الى فراشها فاستلقت على ظهرها وهي تفكر بالرحلة التي ستتم غدا الى منطقة نائية فيها قبائل غريبة وهكذا سيكون بامكانها ان تتعرف على نمط حياة جديد وتستطيع ان تكتب ما تشاء كصحفية عن تلك المناطق وما يجري فيها وكيف ان البعثة استطاعت ان تقدم لها العون الكبير ولابنائها, وكم عملهك شاق ومتعب وخطر .
بعد اتساع الهوة بينها وبين خوسيه الى هذه الدرجة؟... وتنبهت روكسان فجاة على صوت الباب ينفتح برفق ثم يغلق, وتراقص ضوء مصباح في ظلام الغرفة, وبدا وكانه خوسيه تعثر في حقيبتها الموضوعة بجانب الفراش, ثم اتجه الى الحمام حيث سمعته يغتسل, وبعد ان اقترب من فراشها وضع المصباح على المائدة بين السريرين , وسمعت روكسان صوت حذائه وهو يقذف به فوق الارض, وسمعته يخلع ملابسه , ثم صوت صرير الفراش وهويستلقي فوقه, واطفأ خوسيه المصباح وساد الصمت لفترة ثم سنعته يهمس قائلا :
" روكسان هل انت مستيقظة؟"
" نعم"
" اريد ان اعرف لماذا طلبت من لورنزو الا يخبرني بمجيئك الى هنا؟ قلت انك ستشرحين لي الامر فيما بعد" وشعرت روكسان بحلقها يجف واضطربت وودت لو ان لديها الشجاعة لتخبره بالسبب الحقيقي لمجيئها الى يوستو, ولكنها كانت تخشى ان يصدها فقالت:
" انني... انني كنت اعتقد انك لو عرفت بامر حضوري ستغادر المكان"
" وهلهذا يهمك؟"
" حسنا, نعم, ان هذه المسألة تهم الناس الذين بحاجة الى وجودك معهم والذين يهمهم ان يصل تقريرك الى المسؤولين في المنطقة" سالها خوسيه بصوت يشوبه اليأس :
" اهذا هو السبب الوحيد؟" فردت بلهجة حاولت ان تكون باردة :
" نعم, ان المنطقة التي تشارك في العمل معها تريد ان تحصل على هذا التقرير في اقرب وقت ممكن "
"اعرف ذلك وسارسل التقرير في الوقت المحدد"
" وهل ستعود الى المدينة ؟"
" لا, الا اذا اردت زيارة الشركات والاضطلاع على سير العمل, وهذا غير وارد الان"
" ولكن يا خوسيه يجب ان تعود "
" ولماذا اعود؟"
" لتقديم التقرير "
" يمكنني ان ارسله بينما ابقى انا هنا " فاسرعت روكسان تقول وهي تجلس في فراشها :
"ذلك لن يكون مثل تقديم التقرير بنفسك وقد طلب مني السيد لورنزو ان اخبرك ذلك"
" هس... اخفضي صوتك , الجدران هنا رقيقة ويمكن لروزا وجانوس ان يسمعا حديثنا" فقالت وهي تخفض صوتها :
" ولكنني لا اهتم لذلك, لماذا لا تريد العودة الى المدينة بشكل دائم"
" لانه ليس هناك شيء مهم اعود اليه, اما هنا فلدي ما اقوم به ومن يحتاج الى وجودي" شعرت روكسان وكأن خنجرا قد انغرس في قلبها وصمتت لفترة وهي تحاول التغلب على مشاعر الالم التي اجتحاتها وهي تستمع الى كلماته , ترقرقت الدموع في عينيها وهي تفكر بانه ربما لا يفكر في العودة اليها . ثم قال خوسيه وقد بدا غليه انه يحاول مقاومة النعاس :
" على فكرة لقد طلبت من لورنزو اعادتك الى المدينة غدا ولكنه رفض , لا اعرف لماذا " ثم سمعته يتثاءب وهو يتقلب في فراشه ويقول لها :
" تصبحين على خير " ولم ترد , كانت تخشى ان يفضح صوتها الاسى الذي تشعر به. استغرق خوسيه في النوم بينما هي لم تتمكن من النوم ومدت يدها واضاءت المصباح وسارت على اطراف اصابعها وهي تشعر بحرارة شديدة في الغرفة , واخذت من حقيبتها شريطا من الحبوب المهدئة, وفي طريقها الى فراشها قربت المصباح من فراش خوسيه فرأته ينام شبه عار, فتخلصت بدورها من ثيابها للتغلب على حرارة الجو ثم تناولت واحدة من الحبوب واستلقت في فراشها وسرعان ما راحت في سبات عميق .
استيقظت روكسان فجاة وهي تشعر بيد توضع فوق كتفيها وتهزها برفق, وسمعت صوتا يناديها ثم شعرت بالغطاء يسحب من فوقها ففتحت عينيها في فزع وجذبت الغطاء لتلفه حول جسدها العاري, ونظرت حولها فوجدت الغرفة تسبح في ضوء النهار , ووقف خوسيه

shining tears
02-04-2008, 21:51
الى جانب فراشها ينظر اليها وقد ارتدى ثيابه كاملة فسالته في خشونة :
" لماذا سحبت الغطاء عني؟"
" لان هذه هي الوسيلة الوحيدة لايقاظك فورا . لدينا موعد هذا الصباح للذهاب الى بينوروس, وقد حان الوقت لتستيقظي وتعدي حقيبتك" ثم انحني فوقها وهويفحص عينيها وقال :
" تبدين وكانك افرطت في الشراب , ولم تستيقظي على الفور عندما حاولت ايقاظك فنت تبدين كالمخدرة " ثم سالها وهو ينظر الى المائدة :
" هل تناولت شيئا من هذه الحبوب الليلة الماضية ؟"
" نعم كنت اشعر بالصداع ولم لتمكن من النوم "
" هل اعتدت على تناولها؟
"لا... انني اتناولها فقط ينتابني القلق " وجلس خوسيه الى جوارها فجاة وامسك برسغها ليكشف عن نبضها وهو ينظر الى ساعته .
شعرت روكسان بما يشبه الدوار وهي تحس بملمس اصابعه على رسغها ورائحته التي نفذت الى انفها , وحضوره الطاغي , ثم تنبهت فجاة الى انها عارية , فاحكمت الغطاء حول صدرها كحماية لنفسها من نفسها, وجعلها ذلك ترتجف, فسالها :
" ماذا بك الان ؟"
" لا... لاشيء... انني بخير واياك ان تقول غير ذلك يا دكتور فانتوس" فقال خوسيه بسخرية وهو يترك رسغها :
" ان من يرى الطريقة التي ترتجفين بها وانا اكشف عليك, يعتقد انك لم تذهبي الى عيادة طبيب طيلة حياتك, نبضك مضطرب وهذا طبيعي بعد تناول الحبوب التي لن تتناوليها بعد الان "
ثم وقف خوسيه وتناول الحبوب من فوق الطاولة وهو يقول :
" ان امراة في مثل سنك لا تتناول مثل هذه الحبوب لتتمكن من النوم, ومن وصفها لك؟"
" طبيب في الريو"
" لماذا هل كنت مريضة؟ " ثم جلس بجانبها من جديد وهوينظر اليها بقلق , فجاهدت لتمنع نفسها من سرد له ما حدث لها , فقالت بصوت منخفض :
" الى حد ما"
" ماذا تعنين بذلك"
" لن اخبرك بشيء انه ... انه شيء لا يهمك"
" بل يهمني هيا اخبريني"
" ولمذا اخبرك؟ انك لا تخبرني باي شيء عن نفسك, وباية صفة تريد ان تعرف هل بوصفم طبيبا ام بوصفك زوجي؟" وبرقت عيناه وكانه تلقى صفعة على وجهه , ولكنه عاد يسالها :
" هل شعرت بالمرض في الفترة الاخيرة؟" فاجابت بعناد :
"لن اقول شيئا" وساد التوتر بينهما وجلسا يحدقان ببعضهما ثم نهض خوسيه فجاة وابتعد عنها قائلا :
"حسنا كما تشائين , ولكنك لن تاخذي من هذه الحبوب" وقبل ان تتمكن من الاعتراض اسرع الى الحمام حيث القى الحبوب في الحوض واطلق عليها الماء, فنهضت روكسان مسرعة وقالت بعصبية :
" ليس من حقك ان تفعل هذا"
" بالطبع من حقي ان افعل لسببين اولا كطبيب وثانيا كزوجك" ثم خرج من الحمام وهو يقول :
" ساتاكد من انه ليس لديك المزيد من هذه الحبوب " فاندفعت خلفه من جديد ولكنه كان قد سبقها الى حقيبة يدها التي قلب محتوياتها على السرير وحاولت جذب الحقيبو وهي تقول :

shining tears
02-04-2008, 21:55
الفصل الرابع عشر

"
انك... انك... كيف تجرؤ؟" ولم تتمكن من تكملة كلامها بسبب انفعالها فتركها واتجه الى حقائب سفرها التي افرغ محتوياتها ايضا, فصرخت قائلة :
" ليس لدي المزيد من الحبوب المنومة, ارجوك ان تترك حقائبي" وتجاهلها واكمل تفتيش الحقائب ولمل تاكد من عدم وجود شيء بها وضع الاشياء من جديد دون ان يهتم بترتيبها , فصرخت روكسان قائلة :
"انظر الى الفوضى التي احدثتها" رنحنت على ركبتيها لترتيب الحقائب, بينما نظر اليها خوسيه قائلا :
" يمكنك ان تفعلي ذلك بعد تناول الافطار, ولا تنسي ان تلبسي حذاءك الطويل" انحنت روكسان ترتدي حذائها وهي تقول :
" ما كنت اعرف انك بمثل هذه السطوة" فالتفت اليهل قائلا ببرود :
" حسنا, انك تعرفين ذلك الحين انا ايضا لااعرف عنك اشياء كثيرة ولذلك فان الايام القليلة القادمة ستكون مثيرة لاننا سنتعرف الى بعضنا البعض, اليس كذلك؟ والان تعالي لناخذ قدخا من القهوة"
وتغلبت رغبتها في تناول القهوة على رغبتها في تحدي خوسيه, فتبعته الى الخارج وكانت اشعة الشمس قد بدات تملا المكان, ونظرت روكسان فلم ترى احد فقالت :
" اعتقدت اننا سنبدا الرحلة في البحر والساعة الان قد جاوزت الثامنة" فقال خوسيه وهو يبتسم ابتسامة خفيفة :
" ان لورنزو يعني بالفجر مرور اربع رو خمس ساعات على البزوغ, الوقت هنا لا يعني شيئا لاننا لسنا مقيدين بمواعيد قطارات او عربات, ثم نظر اليها متفحصا واضاف :
" ربما افادك البقاء هناك بضعة ايام لتتخلصي من هذا التوتر الشديد الذي تعانين منه" فقالت في تحد :
" لعتقدت انك لا تريدني ان ابقى هنا"
" كان ذلك بالامس اما اليوم فالمسألة تختلف , فانت هنا بالفعل وسنذهب الى الرحلة معا, وليس الامر بيدي ان اغير هذا البرنامج" وهز كتفيه وابتسم لها ابتسامة حقيقية لاول مرة منذ حضورها الى يوستور , ثم اضاف :
" على فكرة هل احضرت معك رداء بغطي ذراعيك؟ لانك ستكونين في حاجة اليه لحمايتك من اشعة الشمس الحارقة فوق المركب"
وبدات تتسائل كيف يريد منها الا تبقى معه في نفس الوقت الذي يظهر فيه قلقه عليها كما لو كان مسؤولا عنها, فنظرت اليه خلسة فرات وجهه حزنا وهدوءا, انها لم تر وجهه حزينا من قبل, ماذا حدث؟ ووجدت نفسها تقول :
" اوه خوسيه لماذا فعلت ذلك؟ لماذا ذهبت دون ان تقول اي شيء؟" فقست ملامحه وقال بلهجة ساخرة :
" ماذا تتوقعين من رجل تاتي اليه زوجته في ثاني يوم من زواجه وتطلب منه الانفصال وهي تشعر بالندم لزواجها منه, لكي تعود الى خطيبها السابق , وعندما يعود الرجل الى منزله يجدها وقد ذهبت اليه؟ هجرتك يا عزيزتي كي اسهل عليك الانفصال الذي طلبته "
" ولكنني لم اذهب اليه ! ولك اكن انوي الذهاب اليه نهائيا "
" اذن اين كنت بحق الجحيم؟"
" كنت اتنزه في الحدائق القريبة من القصر " نهض خوسيه فجاة قائلا :
"ساذهب الان لامر على المرضى فاذهبي الى غرفتك لتعدي حقائبك " وخرج . ووضعن راسها بين يديها في اسى وحيرة وتذكرت كلماته, الايام القادمة ستكون مناسبة انتعرف الى بعضنا, وفجاة ابتسمت وذهبت لاعداد حقائلها .
بدات الرحلة الى بينوروس واستقل الجميع قاربا طويلا . جلس لورنزو وخوسيه يتحدثان باهتمام, فيما جلست روكسان وروزاعلى السطح العلوي للمركب تحت اشعة الشمس , اما جانوس ومعه هنديان فكانوا يتبادلون قيادة المركب, كان المنظر رائع حولهم وقد انساب المركب في وفق فوق سطح المياه, واحاطت بهم الاشجار الكثيفة من الجانبين وكان يمكن رؤية التماسيح وهي ترقد تحت اشعة الشمس , ثم تهرب عائدة الى الماء عند اقتراب المركب, وفي هذه اللحظة توقف محرك المركب, واخذ جانوس باصلاحه, ونظرت روكسان برجاء الى خوسيه الذي صعد الى السطح ليجلس بجانبها, وسالته :
"هل يمكننا الباحة في هذه المياه؟" فقال لورنزو :
" لا لاانها مليئة باسماك البيرانا المتوحشة " فرد خوسيه قائلا :
" ولكننا في مناطق اخرى كنا نسبح في الانهار التي تكثر بها هذه الاسماك" فقالت روكسان بسرعة وقد افزعتها وجود هذه الاسماك :
" المالة لا تهم فهل هناك من وسيلة اخرى لتخفيف حدة الحرارة ؟ " فقالت روزا :
" يمكنك ارتداء لباس السباحة ونملأ دلوا بمياه النهر ونرطب به اجسامنا " فصاحت روكسان متحمسة للفكرة وسرعان ما خلعت ثيابها

shining tears
02-04-2008, 21:58
التي كانت ترتدي تحتها لباس البحر وصبا المياه فوق جسديهما , ؤبدات روكسان تشعر بالانتعاش, وبدا المحرك في العمل وانطلق المركب, فاستلقت روكسان تحت اشعة الشمس ,بعد ان دهنت بشرتها بلزيت الخاص بحمام الشمس , وفجاة شعرت بحركة الى جانبها فرفعت راسها لترى خوسيه يجلس بقربها , ثم قال بصوت منخفض لا يسمعه الاخرون :
"بشرتك ستحترق وقد تصابين بضربة شمس" ثم القى بثوبها اليها واضاف :
" امن الضروري ان ارشدك دائما الى ما يجب عليك عمله كما لو كنت طفلة صغيرة؟" نظرت اليه وقد بدت في عينيه نظرة قاسية فردت بغضب :
" لا ليس من الضروري ذلك, لست ملزما بان تفعل اي شيء من اجلي, يمكنني العناية بنفسي, على اي حال احيانا العناية بشخص ما ليس دليل حب تجاهه فلا تقلق من هذه الناحية فلن افكر ان عنايتك بي دليل عاطفة هي بعيدة عنك كل البعد" فسالها خوسيه بانفعال :
" هل تعنين انني لا احبك ولو احبك ابدا ؟" فهمست بالايجاب وهي تنظر برجاء ان ينفي ذلك ولكنه سالها :
" اذا كنت تعتقدين ذلك لماذا انت متمسكة بزواجنا؟ ولماذا لم تحلبي الطلاق؟ ولماذا بحق الجحيم حضرت الى هنا لتفرضي وجودك على حياتي من جديد ؟ " شعرت روكسان في هذه اللحظة وكانه وحه اليها صفعة , ثم قالت :
" لقد حضرت الى هنا لمهمة محددة, وكما ترى لا يمكنني تغيير شيء ان كان وجودي يضايقك , ولكن الامر يطول"
وتركته روكسان وانسحبت, كانت الشمس قد غربت وبدا الظلام يعم المكان بالتدريج, وبدا القمر يظهر من بين الاشجار, ودخل جانوس بالمركب الى خليج صغير لربطه في احدى الشجيرات الضخمة, ونزل الجميع في قارب صغير على دفعتين وقد حملوا معهم ما يحتاجونه لقضاء ليلتهم على الشاطئ ,وقاد لورنزو الجمع حتى وصلوا الى منطقة توجد على ارضها كتلة كبيرة من الخشب تصلح للجلوس عليها, وبينما اخذ الهنديان يجمعان الخشب لاشعال النيران, اخذ خوسيه وجانوس في وضع شباك النوم بين الاشجار, وبعد اشعال النيران استقل احد الهنود القارب الصغير ليصطاد السمك وتبعته روكسان لتراقبه وهو يصطاد, وفجاة لمحت اجساما غريبة تطفو في الماء في هدوء تام متجهة الى الشاطئ واكتشفت انها تماسيح, فالقت بالدلو الذي كان بيدها وهي تبتعد بذعر, ثم عادت من جديد لالتقاط الدلو, ولكن احد التماسيح اقترب من الشاطئ فتراجعت بسرعة في الوقت الذي رات خوسيه يتجه الى الشاطئ وفي يده بندقية, وصاحت تساله عما ينوي فعله, فقال لها :
" ساحاول اصطياد التمساح الذي كان يريد التهامك, تعالي لتري كيف اصطاده" لم تكن روكسان تريد ان تذهب معه , ولكن فضولها تغلب, ووقفت روكسان تمسك بيدها المصباح ووجهت الضوء الى حيث مكان التمساح, وما ان ظهر راسه فوق الماء حتى اطلق خوسيه الرصاص عليه, وسارع جانوس يساعد خوسيه بسحبه من الماء قبل ان يغوص في الاعماق واتجهوا الى الشاطئ حيث قطع جانوس ذيل التمساح ونزع جلده واعده للطهي, وجلست روكسان فوق كتلة خشبية, فصاح بها خوسيه قائلا :
" لا تجلسي عليها فانها مليئة بالنمل" فقفزت مذعورة وقربت المصباح اليها فوجدتها مليئة بالنمل الاسود وتقدم خوسيه منها حاملا زجاجة مبيد الحشرات وقال :
" اذا كنت تريدين الجلوس عليها رشيها اولا بهذا المبيد, ويجب ان تحركي قدميك طوال الوقت حتى تبعدي النمل عنها لانه يلدغ" فاطاعته وهي تشعر انه ينقصها الكثير لتتعلم طريقة الحياة في الادغال. وبعد تناول طعام العشاء صعد لورنزو الى فراشه المعلق واستغرق في النوم فورا, اما جانوس وروزا فسارا الى الشاطئ وقد لف جانوس ذراعه حول خصرها, وشعرت روكسان بالالم وهي تنظر اليهما, والتفتت تبحث عن خوسيه فلم تجده, واعتقدت انه يريد الاختلاء بنفسه. ولم يكن امامها سوى الصعود الى فراشها المعلق, ولكنها لم تستطع النوم قبل ان تغتسل , فاخذت منشفتها وصابونة واتجهت الى النهر . سارت روكسان في حذر تتلمس خطواتها خوفا من الثعابين , وهي تستمع الى سمفونية الليل في الغابة من حولها, وقد اختلطت صيحات الطيور باصوات الحشرات, وعندما وصلت الر الشاطئ اخذت تخلع ثيابها الخارجية, وانطلقت باتجاه النهر بملابسها الداخلية ثم بدات في الاغتسال بالصابون, واخذت تقفز ثم تغطس بالمياه بسعادة , وانتبهت الى اشياء تتحرك على ساقيها وذراعها, فنظرت لترى في ضوء القمر المئات من الاسماك الدقيقة المتعلقة باطرافها, فاسرعت تحرك ساقيها وذراعيها بعنف لتتخلص منها وبسرعة اتجهت الى الشاطئ ولكن قدمها زلت فسقطت في الماء, وجتهدت لتقف على قدميها من جديد, وفي هذه اللحظة رات جسما طويلا يسبح في الماء بتجتهها شكله مرعبا في ضوء القمر فصرخت وهي تبتعد مسرعة ولكنها سقطت من جديد فوق الشاطئ, وعندما تمكنت من الوقوف على قدميها رات شبحا طويلا يقف امامها فسقط قلبها وصاحت قائلة :
" من هناك؟"
فجاءها صوت خوسيه غاضبا :
" انا ما هذا الذي تفعلينه ؟" بالرغم من رنة الغضب الواضحة في صوته الا ان روكسان شعرت بالراحة لان احد غير خوسيه لم يراها تغتسل شبه عارية, واتجهت ناحيته حذرة وهي تقول :

shining tears
02-04-2008, 22:03
" كنت اغتسل ولكن قدمي تعثرت في شيء فسقطت" ونظرت روكسان خلفها فرات تمساحا اخر يتجه اليها , فصرخت قائلة :
" ان واحدا اخر يطاردني من جديد" فمد خوسيه يده وامسك برسغها بقوة وابعدها عن الماء, فوقفت امامه والماء يتساقط من جسدها, وهمس قائلا وهو ما زال ممسكا بيدها :
" يا لك من غبية, كيف تخلعين ثيابك وتنزلين الى النهر؟"
" كنت اريد الاغتسال, ولم انو البقاء طويلا, شعرت بالسعادة لولا هذه الاسماك الصغيرة" فسالها باهتمام :
" اية اسماك؟ واين هي؟ انت متاكدة انها اسماك وليست دود علق؟"
" على ساقي " واخذ خوسيه يزيح دود العلق عن ساقها بيده فاحست روكسان بالرعشة . ووقف وهو يقول :
" لم يعد هناك دود علق على ساقك الان, لقد رايتك وانت تسقطين"
" رايتني؟ منذ متى وانت تقف هنا ؟"
" منذ مدة طويلة, رايتك تغادرين المعسكر, وعندطا تغيبت لفترة طويلة قررت البحث عنك, يجب ان اعلمي انه ليس من المفروض ان تتجولي وحدك في مثل هذ الككان, ولماذا لاتذهبين الى فراشك من دون الاغتسال ولو لمرة واحدة ؟ الا تستطيعين التخلي عن عاداتك " : وشعرت روكسان بياس , لان محاولتها لاظهار قدرتها على العيش في الادغال لم تنجح, فنظرت الى خوسيه, وقالت بصوت هامس :
" انني اسفة" سلط خوسيه ضوء المصباح على ملابسها الملقاة على الشاطئ والتقط قميصها وقدمه لها قائلا :
" ارتدي هذا " وقبل ان تتمكن من اخذه , وضعه فوق راسها بعنف ليساعدها على ارتدائه, ولكنها فقدت توازنها وامسكت بقميصه حتى لا تقع على الارض, فاسقط خوسيه المصباح من يده واسرع بوضع يديه حول خصرها لمساعدتها على الوقوف, وسعلات بيديه حول خصرها تسترخي, ثم اخذ يتحسس ظهرها برفق وهو يضمها اليه لتاتصق به, فامتدت يديها وطوقت عنقه فضمها اكثر بعنف, ثم همس قائلا :
" هذا جنون" وفجاة ابتعد عنها وهو يرتجف ويتنفس بصوت مسموع, ثم قال بنبرة مخنوقة :
" ارجوك ارتدي ملابسك" ثم انحنى فوق الارض يلتقط المصباح واضاءه وهو يقول :
" الم يكن ممكنا اختيار مكان افضل من هذا الـ ... " وبيد مرتعشة ارتدت ثيباها وهي تقول :
" لست انا من اختار المكان" فقال بلهجة منفعلة :
" حسنا اعترف انني اردت ذلك, ولكنني اتحدى اي رجل تجري في عروقه الدماء ان يفعل غير ما فعلت, عندما يجد سيدة شبه عارية بين يديه" فقالت :
" لماذا تتعامل نعي بهذه الطريقة؟" ضحك قائلا :
" دفاعا عن نفسي, وقد الجأ في سبيل ذلك الى استخدام اي سلاح, وانني على يقين من انك عندما تعودين الى رشدك وتتخلصين من تاثير ضوء القمر على مشاعرك, ستشعرين بالسعادة لنني استطعت التحكم في نفسي ولم انتهز الفرصة" شعرت وكانه طعنها في الصميم, ولكنها تمسكت بكبريائها قائلة :
" نعم انت على حق" فتجهم وجهه وقال :
" هيا قولي ما تريدين يا روكسان ان الوقت الى جانبك الان"
" ماذا تقول ؟"
" نعم باستطاعتك الان استعادة الماضي وتحسين ما حدث"
" ماذا تعني يا خوسيه؟"
"لا شيء... لا شيء . كنت فقط اود لو... "
" لو ماذا ؟ هيا قل ارجوك!"
" لا اعلم ولكن كل ما في الامر اريد ان اعترف لك بشيء"
" ما هو يا خوسيه؟"
" بيتر حاول قتلي عدة مرات "
" هل تعني ان وقوع الطائرة لم يكن حادثا؟"
" لا لقد كان مفتعلا وكلن بيتر يخطط لهذا منذ مدة "
" يا لهي!"

shining tears
02-04-2008, 22:04
" لقد تزوجتك في بادئ الامر كي انتقم لشقيقتي اما عندما عرفتك وتعلقت بك لم استطع مواجهتك بالامر, خفت ان تكرهينني ففضلت ان ارحل, ولم اتوقع ان تلحقي بي الى هنا يا روكسان"
" هذا لانني... لنني يا الهي لا استطيع ان اتكلم"
" وانا ايضا يا روكسان. احبك نعم... لقد احببتك منذ ان رايتك في المطار وعرفت انني لا استطيع ان اعيش بدونك ولعنت الايام التي جمعتنا على هذه الصدف . كان حبي لك وكرهي لبيتر والانتقام قد شوها حياتي حتى الموت ففضلت الرحيل ولكن بيتر دبر لي حادث الطائرة كي يسترعك وهكذا فضلت ان اتركك له بعد ان ندمت على تصرفي هذا وعرفت انك لن تحبينني ولن تستسلمي لي بكافة ارادتك . ثم اضلف :
" اجل , فانا كنت قد رحلت لانني لم استطع ان اعيش حياة طبيعية مع زوجة تظن بي اسوأ الظنون, لنها بذلك ستصبح جسد بلا روح فاشك سيقتل مشاعرها تجاهي, وهذا ما لااستطيع احتماله , وها انت الان بدورك تفضلين الانفصال عن العيش مع زوج تخشين ان يظن بك خطأ عما تكرهينه جدا"
" ولكنني لم اعرفك جيدا فعندما سمعت قصة شقيقتك" قاطعها خوسيه قائلا بعد ان افلت خصلة من شعرها من وراء ظهرها واخذ يعبث بها وهو ينظر اليها بحنان:
" حيث التقيك في المطار, جذبني جمالك فعزمت يومها على ان انتزعك من بيتر انتقاما لشقيقتي, لن انكر هذا وتاكدي من اني لم افكر بالزواج من اجل ذلك, ولكن فيما بعد وجدت انك مختلفة عن النساء اللواتي عرفتهن في حياتي مما ضعضع عزيمتي, فحاولت ان لا اتاثر بذلك, ولكن عندما هربت مني ووقعت في البركة شعرت بانك دخلت الى صميم قلبي, فقررت في تلك اللحظة الزواج منك, ونسيان امر الانتقام من بيتر, غير اني لم اصارحك بمشاعري حين عرضت عليك الزواج لاعتقادي انك اخذت بروعة القصر لا بي "
" لماذا لم تصارحني بهذا . بعد الزواج مني اخبرتك بما سمعت "
" لم يسمح لي كبريائي بذلك, لانني كنت واثق من ان تبريراتي ستكون بدون فائدة, لانك لن تصدقي كلامي وقد تتظاهرين بذلك ولكن الشك سيبقى بداخلك"
" هل نستطيع ان يبدا من جديد؟ " اضاف خوسيه واحاطها بذراعيه , والتقت الشفاه , ثم امسك بيدها ليعود ادراجه :
" الي اين سنذهب ؟"
" الى المركب , انه المكان الوحيد الذي يمكننا ان نرتاح فيه بدون أي ازعاج , على الاقل نستطيع لن نوصد الباب من الخارج" اسندت راسها الى صدره وقالت له :
" احبك يا خوسيه منذ ان رايتك ولن ابتعد عنك بعد الان "
" عندما ننتهي من هذه الرحلة سنذهب في رحلة شهر عسل طويلة جدا"
" لنبدا من الان اذن, ارجوك يا خوسيه انا مشتاقة اليك"
" كنت انتظر هذه الكلمات منذ زمن يا حبيبتي"
ثم عانقها وقبلها قبلة لا نهاية لها وعندما عادا من رحلتهما انطلقا في رحلة جديدة عبارة عن ولادة حب جديد وحياة سعيدة .


تمتـــ
واتمنى تنال اعجابكم
وتحياتي والمعذره من الجمي لانها منقولة

عذوووب
03-04-2008, 03:03
يااااااااااااااااي أول وحده ارد

الف شكر عيوني

وانتي كل شي تقدميه يجننننننننننننننننننن ::جيد::

يعني باختصااااااااااااااااار الرواية راااائعة

ننتظر جديدك

لينا888
03-04-2008, 04:18
يسلمووووووووووو شاينينغ تيرز :):D

ويعطيكي الف عافية ::جيد:::rolleyes:

الرواية روعة واخيرا عرفت النهاية ::سعادة:::D:D

SONĒSTA
03-04-2008, 05:06
ألف شكر على الرواية الرائعة
;)
كلك ذووق

...(M.A.H)...
03-04-2008, 07:41
اشكركم على الروايه الرائعه

دمتم بود

ريماالفلا
03-04-2008, 10:17
الف شكر لجميع اعضاء كتابة الروايات على هذه الروايه الرائعةوالروايات السابقة واتمنى لكم مزيد من الابداع ولابتكار تحياتى للجميع

لحـ الوفاء ـن
03-04-2008, 11:54
يسلمو هني على الروايه الرائعه

ماهيما
03-04-2008, 12:30
يسلمووووووووووووووووو على الرواية :)

وانا قريتها قبل كذا :مرتبك:

بااااااااااااااااااااااااااااااي

ورده قايين
03-04-2008, 17:17
مشكورة shining tears على الرواية وعلى فكرة مع ان الرواية سبق وانعرضت لكن الكثير من البنات لم يقرؤها وعليها طلب كثير ....شكرا لأختيارك

ماري-أنطوانيت
03-04-2008, 18:48
thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks::سعادة::

تسلمين حبيبة قلبي على الروايه الحلوه...

بصراحه هي ما نزلت في هذا المشروع من قبل...

وتسلمين انت و كاتبة الروايه الاصليه....::جيد::

وما اضطرنا الى تنزيل روايه منقوله الا لان قل عدد

البنات الي يكتبون الروايات...فصار ضغوط على بعض البنات

بس ان شاء الله الوضع يتحسن للاحسن....:رامبو:

ماري-أنطوانيت
03-04-2008, 20:33
سلااااااااام سلااااااااام يا احلى العضوات...
باذن الله موعدنا الاربعاء القادم
مع روايه جديده من يد الغاليه SONESTA
~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`

~*~*~ على خطى الشيطان ~*~*~
(عبير الجديده)
الملخص:
"ماذا تحبين في اخي؟" سألها وهو يتأملها بنظرات غريبة
انتفضت الفتاة ، وتفاجأت بنظراته
"انه لطيف"
"هل اخيفك ؟" سألها بهمس عندما لاحظ انها ترتجف .
" نعم.. "
" لماذا؟ "
ابتمست الفتاة رغمأ عنها. وكانت انفعالاتها امام تورن
غريبه عنها. كلما اقترب منها تشعر بالدم يغلي في عروقها
وتخاف من كل شيء
" لست ادري . اتكون انت مجرم محترف؟ "
" انا لااحب ان تكمليني بهذه الطريقة انا لست معتادا ان احوم حول النساء الذكيات"
"ولاحول احد سيدي البربري لانني متأكده انك تلتقي في مهنتك بأناس كثيرين"
" كيف تشعرين بين ذراعي البرت؟ هل كما تشعرين معي؟"
هذا السؤال جعلها تتجمد اية كذبة ستخترع له ؟ لكن
تورن لم يترك لها مجالآ للتفكير » لانه رمى سيجارته وضم الفتاة بين ذراعيه » و اجبرها على النهوض...

منتهى الدلال
03-04-2008, 20:40
مشكورين حبيباتي القصص كل وحده أحلى من الثانيه
وهذا يدل على أذواق كاتباتنا العزيزات
أشكركم على جهودكم الجباره

shining tears
03-04-2008, 20:48
يعطيكم الف عافية ومشكورين على الردود
وانتظر الروايه الجديده

ايــريــن
04-04-2008, 01:42
ياااااااي..

مشكووووووورييين على القصص الختييره ..::جيد::

وبإنتظاار جديدكم..

مسنياك
04-04-2008, 18:59
رائعه
يعطيك العافيه
تسلمين ومشكوره كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتير

الأميرة شوق
05-04-2008, 05:22
مشكورة shining tears

يعطيك العافية

SONĒSTA
09-04-2008, 14:03
][ السلام عليكم ][


كيف الأحوال ؟؟ إن شاء الله تمآآآمــز ...... ;)
سأقوم الآن بإنزال رواية من روايات عبير الجديدة وعنوانها على خطى الشيطان
][ الملخص ][


"ماذا تحبين في اخي؟" سألها وهو يتأملها بنظرات غريبة
انتفضت الفتاة ، وتفاجأت بنظراته
"انه لطيف"
"هل اخيفك ؟" سألها بهمس عندما لاحظ انها ترتجف .
" نعم.. "
" لماذا؟ "
ابتمست الفتاة رغمأ عنها. وكانت انفعالاتها امام تورن
غريبه عنها. كلما اقترب منها تشعر بالدم يغلي في عروقها
وتخاف من كل شيء
" لست ادري . اتكون انت مجرم محترف؟ "
" انا لااحب ان تكمليني بهذه الطريقة انا لست معتادا ان احوم حول النساء الذكيات"
"ولاحول احد سيدي البربري لانني متأكده انك تلتقي في مهنتك بأناس كثيرين"
" كيف تشعرين بين ذراعي البرت؟ هل كما تشعرين معي؟"
هذا السؤال جعلها تتجمد اية كذبة ستخترع له ؟ لكن
تورن لم يترك لها مجالآ للتفكير » لانه رمى سيجارته وضم الفتاة بين ذراعيه » و اجبرها على النهوض...


http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)


الفصل الأول


نظرت سابرينا الى المصابيح تنطفىء الواحد تلو ااخر،

وكانت داثما تشعر بالحزن كلما انتهى العرض . هنا في

سافانه احرزت نجاحا هي وفرقتها . » بعد ان قبض كل منهم

حصته ، لم يبق هناك شيء مهم

ضحكت سابرينا وحدها وحاولت ان تطرد الافكار

السوداء وخوفها من الغد المجهول . على كل حال ، هي تفعل

ما تحبه اكثر من اي شيء آخر. الغناء هو حب

حياتها . وهي سعيدة بمهنتها هذه . بعد عودتها من نيو

اورلينز. حيث اقامت مع فرقتها حبوب الرمل . عرضا في

اكبر ملاهي المدينة وحيث حصلوا على دعاية جيدة .

ابسمت لبقية اعضاء الفرقة الذين كانوا يجمعون

اوراقهم . فغدا ينتظرهم مهرجان كبير في نيو اورلينز.

وكات يقف بعيدآ عنها البرت تورندون يثرثر مع دنيس

هارت مدير سابريناء ويتأملان الفتاة التي تنزل على الحلبه

برشاقة ، وكانت ترتدي بلوزة من الساتان اللماع الاحمر

وشورت ضيق يظهر رشاقة خصرها وفخذيها تحت الكولون

الاسود اللماع . باختصار كانت صورة حية لمغنية الروك

صاحبة الصوت المثير والشعر البني الطويل المسترسل

على كتفيها وكانت مقلتيها الرمادية تبدو فضية تحت لنور

الخفيف ، ورموشها الطويلة تزيد من سحرها وجمالها.

اشارت نحو الرجلين بيدها، ثم سلمت على البرت .

بشكل خاص ، وهو احد اصدقاثها المقربين . كانت قد.

تعرفت عليه عن طريق جيسيكا صديقتها من ايام الطفوله

وجيس تعمل الآن كسكرتيرة في شركة تورندون وهي

تحب آل سرآ وبدوك امل، وكما وعدتها سابرينا لم تكشف

سرها ابدآ .

في بداية معرفتهما< كان آل يشعر بانجذاب نحو

سابرينا« لكنها لم تشجعه ، لم تكن تنتظر شيثآ، ولاتريد .

من الرجال شيئا ، لا عواطف حب ولا متعة جسدية لم

يفهم آل اولآ سبب رفضها الغير مبرر لكنه قبل بالبقاء

كصديقين .

انه هو نفسه الذي حصل على العقد في النيو اورلينز

: ولقد سافر بالطاثرة ليزف الخبر بنفسه الى سابرينا، فشركة

التورندون تملك عددآ من الاعمال المختلفة ومنحها النايت

كلوب في نيو اورلينز.

ولكن يبقى الاخ الاصغر للمدير الكبير، هل سيوافق

اخوه الكبير على ان يهتم آخر سلاسلة عائلة تورندون بفرقة

روك مجهولة ؟ .

وكانت سابرينا لا تستلطف هاميلتون ريغن تورندون،

الثلاثي الاسم ! مع انه كان وسيمآ »لا يمكن احصاء

مغامراته العابرة . انه يمثل كل ما كانت تكرهه سابرينا

السلطه المال » الاغراء السهل » وهي ممتنة جدآ لالبرت

لانه لم يدخلها في داثرة عائلته ء تلك العائلة المفككه

اخوان وامهما التي تقضي كل وقتها في اوروبا . البرت

يتكلم قليلآ عن والديه . وهذا التحفظ يشبه السر الغامض

ولم يسبق له ان دعاها لا هي ولا جيسيكا الى تلك

الحفلات التي كان يقيمها آل تورندون في مزرعتهم في

تكسان .

في البداية كانت سابرينا تخشى ان يكون البرت علم

شيئآ عن ماضيها . ثم تبادرت شكوكها عندما ادركت ان

جيسيكا ايضا لم تدع لحضور اي من هذه الاحتفالات مع

انها تعمل كزميلة لالبرت منذ عامين .

وكانت جيسيكا الوحيدة التي تعرف طفولة سابرينا،

وكانت كتومة جدآ

انهى البرت حديثه مع دنيس » وانضم الى سابرينا

ومقلتيه الخضراء تشعان بالفرح

وكانت رائعة ، اين وجدت هذه الملابس المثيره والانيقه

بنفس الوقت ؟<< .

(لقد صنعتها بنفسي0. اجابته ضاحكة «0انا احب فن الخياطه)

(0أنت جنية منزل حقيقية »< .

د0احب ان اهتم بنفسي وبمنزلي0» .

ددانسمين منزلا تلك الشقة الصغيرة ؟<< . سألها بجدية

0دانه منزلى< .

ددبامكانك ايجاد منزل افضل منه بكثير، لو انك لا

ننفقين كل ما تحصلين عليه على جيرانك المحتاجين انت

لا مملكين المال الكافي لشراء الضروريات لنفسك !<» .

(اصدقائي بحاجة له اكثر منى . اذاكانت تجهل معنى

الفقر والبؤس . البرت ، بامكاني ان اعرفك عليه < .

دد اعلم . . . اعلم ، ولكن يجب ان تحتفظي لنفسك..

ببعض المال <» .

0دلدى ما يكفيني»» .

دد حسنا، كل نقاشاتنا حول هذا الموضوع تنتهي بهذا

الشكل انا غبي لاننى الح عليك كثيرا . هل ستأتين .

سهرتي غدآ؟<» .

دداية سهره ؟»» .

0في منزلي . سيكون هناك الكثرون ، ومن بينهم

تورن 0< .

ددهاميلون ريغن تورندون ، الثلاثى الاسم؟<< . سألته

ببعض الاحتقار.

د0لا تدعيه هكذا ابدآ . هذا يغضبه كثيرآ . انا ادعوه .

تورن منذ طفولتنا»» .

00هذا سخيف بالنسبة لرجل اعمال كبير وشايب مثله


http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 14:18
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)


ددانه فى الثلاثين فقط من عمره». لماذا تصبحين عصبيبه

كلما حدثتك عنه؟»< .

.ا نه يملك المال وعازب . » الكثير من النساء يقعن

فريسة لهذا النوع << .

المال. . . العشاق . . . كلمتان حزينتان على ماضي

سابرينا،كم تكره اولئك الذين يستعملون مالهم لاغراء

النساء البائسات~ . ولا يمكنها ان تمنع نفسها من اتهام

والدتها، وادارت وجهها لاخفاء اشمئزازها

،غريب ان يكون لايزال عازبآ<0

لايمكن لاحد ان يعيش مع تورن !<< اجابها !لبرت

بشيء من المراره .

»وهكذا انتقلت والدتي للعيش في اوروبا< واستقليت انا

بشقه خاصه في المدينة 0<

«»لكن بما انه يحب النساء . . . ؟<< .

؟انه يستغلهن فقط ، من اجل متعته ، ولكنه لا يسمح

لاحد ان يقترب منه . لقد خانته امرأه في الماضي ، فأصبح

وحيدا كالذئب ،ومع انه يظهر رغبة في النساء، الا أنه لا

يحترم جنس النساء كله <<

ددهذا ما يزيد نفورى منه اكثر فأكثر0< .

انتبهي؟ انه يكره الفتيات المهاجمات العدوانيات 0< .

ددهذا الرجل منتظر امرأة قادره» على مجابهته << . فكرت

سابرينا سرا . لكنها لن تخوض هذه التجربة لان قصتها

الشخصيه تمنعها، هذا مؤسف حقآ كان بالامكان ان يسليها

كثيرا هذا التحدي . . . الا انها لا تتأثر نحو جنس الرجال

وبالرغم من صورتها كمغنية روك مثيرة وجذابة «

الا ان

.خبرتها في مجال الحب لاتتعدى قبلتين اوثلاثة قبلات

ولم تكن ترغب بمعرفة المزيد. وقلبها لم يخفق حتى الان

لاي رجل . لن تسمح لرجل بأن يمتلكها، وبدأت تشعر

بالتعب < كانت هذه سهرة طويلة .

ددانا بحاجة لبضعة ساعات من النوم ، شكرلك .

البرت ء لانك قطعت كل هذه المسافة لتزف الي النبأ)

ددبل انا سعيد جدآ. فالمغنية التي تعمل في الملهى.

تعرضت لحادث سيارة ء ولن تستتطيع العمل قبل اسابيع

والمدير سعيد ايضا لانك وافقت انت وفرقتك على

العمل

هناك <0.

ددتعاسه البعض . . . »ء .

>الى اللقاء غدا<< قال البرت بتردد 0دانا . . . »ء .

«دالديك مشكله ؟ ماهي؟»>

«لايمكننى ان اخفى شيئا عنك سأشرح لك كل شي

غدا» انا بحاجه لمساعدتك،الامر يتعلق بمركزمساعدة

الاطفال المحتاجين »ء .

«سأفعل كل ماتطلبه منى .من سيلعب دور سيدة

المنزل غدا؟»»

جيسيكا» . اجابها بشىء من الحزن .

«>انت لم توجه الها ايه دعوه من قبل»» .

«لم يكن تورن ليوافق اذا علم بأننى مهتم بها . .لقدقلت

له بأننى ليس لدى احد يقوم بدورالمضيفه . . . اوه!يجب

ان اذهب الآن سأمر لاصطحابك غدا فى الساعه السادسه

موافقه؟)

عظيم. . وافقت مع ان فكرة هذه السهرة تخيفها

ثم تبعته بنظراتها وهو يبتعد، اهو مهتم حقأ بجيسيكا؟

سيكون ذلك رائعا حقا. انهما افضل اصدقائها.

وابتسمت

كان النهار اوشك على نهايته عندما عادت سابرينا

الى منزلها. وكان الحى الذى تقيم فيه مؤلف من بنايات

قديمه وهي تسكن فى احداها منذ ان غادرت دار الايتام

وكل جيرانها اناس فقراء لكنهم طيبون جدا< كانت سابرينا

تحب الاطفال الذبن يلعبوت على الرصيف . وهذا الحى لم .

يكن بعيدا عن المرفأ . وكانت سابرينا تحب شقتها الصغيره

التي في الطابق الرابع مع انها صغيره وبسيطه ويمكنها دفع

ايجارهاالشهرى

عند اسفل السلم ، التقت بالسيد رافرتي، وهورجل فى

الستين من عمره ولا يملك سوى ملابسه التي يرتديها

«اوه هاقد عدت، آنسه كان 0< . قال لها بصوته

المرتجف .

نعم . ولدى هديه لك << . ثم اخرجت من حقيبة

يدها لوح من الشوكولا اشترته فى طريق عودتها.




http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 14:26
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

«ولكن انتبه الي اسنانك ؟0> .
(شكرا لك ، ياابنتي انتي طيبه جدا. كل يوم

تحضرين لى شيئا< وانا. . . 0< وتلألأت مقلتيه بالدموع .

لااملك شيئا اقدمه لك << . .
( تكفيني صداقتك ، انها ثمينه جدا بالنسبه للاشياء

المادية ، فآنا املك ما يكفيني»» .
ددهذا ليس صحيحآ، انت تهبين كل شيء للآخرين
كيف ستدفئين نفسك في موسم الشتاء القادم <» .
سأشعل اثاث منزلي»0. اجابته ضاحكة .

اخترقت ابتسامة الجل العجوز قلب الفتاة . كانت هي

الوحيدة التي تحبه رغم مظهره المفزع ووحدته وعزة

نفسه التي تجعله فظآ .
وفي الطابق الرابع ، ألتقت ببيلى وبيسي التوأمين الذين
يسكنان في الطابق . فقبلتهما ووزعت عليهما الشوكولا.

(لاتأكلانها الآن » والا لن تتناولا عشاءكما، وعندئذ

ستأتي والدتكماوتلومني! »< .

(اوه شكرآ سابرينا؟ <» . قال لها الصغيران وهما ينظران

الى الشوكولا بنهم .

(انا بحاجة للراحة . سأراكما فيما بعد. قالت لهما

عندمااحست بأنهما ينويان متابعة الحديث معها<< .
>انت متآكدة ؟»0 الح بيلي وهو يشجع أخته الصغيرة علي
مشاركته رآيه . كانا يبلغان العاشرة من عمرهما . ويفتخران
دائماعلى اصدقائهما ان مغنية جميلة تسكن بجوارهما .
نعم نعم، هيا. لا تكثرا من الضجيج . موافقين ؟<< .
(طبعآ انت تعرفيننا جيدآ<> صرخت بيسي بصوت

مرتفع < سنسهر علي راحتك لا تقلقي<<

كانت سابرينا تشك بكلامهما وبالنتيجة وبعد ان..
قبلتهمادخلت الي شقتها. وهذان الطفلان يعيشان مع..

والدتهما الحنونة ، لكنها مدمنة على الكحول،مماكان.

يضطر سابرينا في كنير من الاحيان لاحتضان الطفلين..

وكانت المساعدات الاجتماعيات يترددن كثيرآ علي شقة

ماتيلدا والدتهما.

لكن ماذا يمكنهن ان يقدمن لهذه المرأه الفقيرة

الباثسة ؟كثيرا ماكانت ماتيلدا تبكي وتعد بأنهالن تعود

الى الشرب .

ولكن لا يمضي يوم اويومان حتي تعود من جذيد.
سابرينا تعرف ألبؤس هي ايضآ. كانت تعاني من الجوع

...والبرد الى ان توفيت والدتها. وظروف فرقها المفاجيء

والمرعب لوالدتها التي كانت سندها الوحيد في هذا

العالم ، تركها فريسة لكره وللحقد على كل الرجال وخاصه .

الأثرياء منهم .

كان لديها مهنتها كسلاح تعيش وتحمي نفسهابه

وكانت تندم على شيء واحد، هو انها لم تستطع انقاذ

والدتها. ،

تمددت الفتاة على سريرها واغمضت مقلتيها متعبه

منهكة القوى< انها تكرس كل وقتها لمهنتتا.واحيانا كثيره

تشعر بأنها لاتعيش الا امام الجمهور وتشعر بأن قلوبهم

تدق على انغام دقات قلبها< عندما يسمعون صوتهاالصادر

من اعماق كيانها . في تلك اللحظات تكون تعيش وتنبض

بالحياة .

لكن هذه الحياة الليلية كانت تنهكها . يجب ان تستمر

ولا تتخاذل ،« ليس الآن ، سيأتى يوم وتسجل مع فرقتها

اسطوانات تكون بداية لمهنة لا معه .
ابتسمت واستلمت للنوم ، نامت بضعة دقائق فقط . . .

واستيقظت على طرقات الباب فنهضت رغمآ عنها

وفتحت

(اوه!اهلا البرت اعذرني كنت نائمه كم الساعه
الان)
(انها الساعه السادسه هيابدلي ملابسك فسوزي

قضت كل النهار تعد لنا العشاء اللذيذ)
(يالك من قاسي القلب ستقضي على طاهيتك

المسكينه بهذا الشكل)

(انها سعيده بذلك)

(اجلس قليلا سأكون جاهزه بعد دقائق
قليله)

بعد ان اخذت دوشا سريعا ارتدت ثوبا من الستان
الازرق اللماع العاري الكتفين والذي يظهر اعلى صدرها وظهرها ويصل الى اعلى ركبتيها ثم زينت وجهها وتأملت نفسها في المرآه بعد ان
وضعت شالا
على كتفيها لقد بدأت ليالي الخريف تصبح بارده

وتركت شعرها مسترسلا على كتفيها

(انت رائعه) قال لها البرت باعجاب
(مابك البرت مامشكلتك)

(انت تذكرين لقد شرحت لك انني ينقصني المال

لتأسيس مركز الاطفال البائسين)
(نعم)

(لدي مشكلتان <» .

(بالاضافة لدعمي سأقيم لك كونسير تعود كل

ارباحه
اليك هع انني وفرقتي لسنا معروفين جيدا> .
(اسمعي انا بحاجة لاعلان تليفزيوني يجذب الينا

المتبرعين وينقصني دعم كبير، بامكان تورن وحده ان
يؤمنه لي»< .
«وهل هوعلى على بذلك؟<» .

(لايجب اقناعه اولآ، و. . . »< .
>انتظر!~ لايمكنك الاعتماد علي انا في اقناعه ! !<<
(كل ها اطلبه منك ان تكوني لطيفة معة . ان تكوني

نفسك . . . 0: .

(اتعدني أنه لن يكون هناك مشاكل ؟<0.
(0اعدك ك بذلك ثقي بي»< .

(أنا لااثق باحد ولا حتى بك انت <» . اجابته ممازحه

«0هيا بنا الان »» .

وبينما هما ينزلان السلم طرحت عليه ألسوال الذي

يقلقها .

»«لماذا انت بحاجة لوسيط ؟ لماذا لا تتكلم ألي

اخيك بشكل مباشر؟ فانتما تربطكما صلة الدم . . . 00.

(0تورن لديه مفهوم عن العائلة مختلف عن مفهومي)

(ومعنى ذلك ؟>» .

(0مساء امس قدم لي تورن زوجتي للمستقبل>» اجابها

بحزن ودس يديه في جيوبه .
>>هو. . . عفوا»> .
>>>0اوه! انها في فتاة جميلة جدآ !ومن وسط غني والدها



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 14:31
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)
يملك مصفاة للبترول وتورن مستعد لحل كل مشاكلي
المادية ومساعدتي في اعمالي الخيرية ، اذا وافقت واسعدته
بقبولي هذا الزواج . . . <<
(هذا فظيع ، بأي حق يسمح لنفسه ان يوجه حياتك

الست شريكه ؟<> .

(على الاوراق فقط . انا لن المس فلسآ . واحدآ قبل السنة

المقبلة ، هذا حسب وصية والدي<» .(يا الهي ، الفكرة التي كونتها عن هاميلتون ريغن تورندون ، الثلاثي الاسم لن تتحسن ابدآ! يريد ارغامك على الزواج من فتاة لم تخترها انت ! الا تهمه حياتكالخاصة ومشاعر;» .

)ابدآ « وخاصة عندما يتعلق الامر بالمصالح المادية
فتح لها البرت باب السيارة وجلس خلف المقود.
(هذا تصرف لاانساني»» .
(الم تتساءلي ابدآ لماذا ابعدك انت وجيسيكا صديقتي

الوحيدتين عن عائلتي؟0» .

(لقد بدأت افهم . . . اعتقد انناغير لائقتين بنظر

اخيك <» .

(هو لا ينوى الزواج ، ولكن. . . . شركة التورندون شركه كبيرة ويريد ان يمنحها وريث او وريثين . . . ويجب برأيه

ان تكون الوالدة مناسبة < انت تفهمين . جيسيكا متزوجه

من قبل وهي من اصل اجتماعي وضيع . ولن يقبل بها تورن ابدا . . . << .

الان اصبح كل شيء واضح واخيرا فهمت تحفظات
البرت العاطفيه بالنسبه لجيسيكا.
(اوه ،البرت، هذا فظيع جدأ0<
«في العام القادم ، عندما امتلك ميراث . سأصبح قادرا .،
على الوقوف في وجهه . وبانتظار ذلك ، سأكون متعقلا
«أن !خاك من نوع الرجال الذين اتمنى صفعهم بكل..
سرور<<
(لا اشك بذلك . فأنت تشبيهنه . نفس القوة الاندفاعيه
ولكن ، ارجوك < كوني مهذبة معه هذا المساء، ! أنابحاجه

لمساعدتك <» .

(انا لم اعلن موافقتي حتى الآن»< .

(انا لن اجعلك تحت قبضته انه ليس عطوفآ مع البريئين

اتمنى فقط ان تساعديني في اقناعه بمد لي يد المساعده.،..

سيكون هناك عازف على البيانو، وانت ستغنين 0(مدام
بوترفلي» .
(ايحب شقيقك الاوبرا:»» .
(انه يعبدها<< .
(ومغنيات الروك :<» سألته بتردد .
>>حسنآ!.اعني . . . << .
(ماذا؟» .
(لا اعرف رأيه تمامآ ولكن لا تقلقي سيسر كل شيء
على مايرام» كانت تشك بكلامه » لكنها لم تقل له شيئا



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 14:36
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)


الفصل الثاني


كان منزل البرت الذي كان قديمآ لجدته يطل على
خليج نيواورلينز. ويمثل بأثاثه الفاخر ، وحدائقه المزهره وهندسته القديمة ، تراث الجنوب العريق.
في الصالون الكبير ، رتبت سابرينا زينة صديقتها
وسرحت لها شعرها وكانت جيسكا صديقتها من ايام
الطفوله . وكانت تعيش قرب الملجأ حيث نشأت سابرينا .
وربطت صداقة متينة بين الفتاتين . كانت سابرينا تبدو
متوترة . واحمرار وجهها اكبر دليل علي ذلك .
سابرينا» . قالت جيسكا
(هناك مشكلة »» ثم التفتت نحو البرت .
(لقد دعوت بيك هنتون»< .
(نعم وماذا في ذلك؟»» سألها البرت.
(انه وتورن يتنافسان على مصفاة هوستون انسيت
ذلك ؟ ما ان دخل تورن حتى خرجا معأ من جديد»» .
>>اوه! لا » صرخ البرت وهو يضرب بيده على جبينه (تورن عصبي هذه الايام ، وانت تفهم ما اعنيه »» (يا لي من غبي »» . صرخ البرت .
وانا كنت انوي ان اعتمد عليه حسنآ . لن ينفع اللوم
لآن ، سأفعل جهدي لكي انقذ بيك من بين مخالب اخي»»
وبتعد عنهما .
(سأنادي على سائق بيك ، ستحتاج اليه هنا<» . قالت
جسيكا .
«قبل ذلك < اين يمكنني ان اجد السودا . ارى انه لا
يوجد سوى الكحول في البار0< .
(لقد تركت الزجاجة في المطبخ . سأراك بعد قليل >
اتجهت سابرينا الى المطبخ . وكانت تشعر بالضمأ
فملات كأسها بالثلج ء وتناولت زجاجة السودا ، وفحأة فتح الباب الذي يؤدي للخارج بقوة .

فتسمرت مكانها وشعرت بالخوف وبالذهول عندما رأت

الرجل الوسيم الذي دخل لتوه .

كان طويلآ ، اسود الشعر، مقلتيه زرقاء ، ورموشه

طويلة ، واحدى عينيه محاطة بهالة زرقاء متورمة

«اسكبي لي كأسأ»» . قال الرجل ووضع يده على الكأس الذي تمسكه سابرينا

فملأت الكأس بالصودا .وناولته له . ولم تستطع ان ترفع

نظرها عنه

بأنفه الصغير وخديه الناعمين وفمه الرقيق وسيجارته
المشتعلة يمثل نموذجآ عن الرجولة التي تحرك مشاعر كل
النساء. اما بدلته السموكن السوداء فكانت انيقة جدا
(0ماذا اصابك ؟ الم يسبق لك ان رأيت عينآ متورمة ؟»»
سألها الرجل المجهول بحدة
لابد انه بيك هنتون ، من المؤكد انه تبأدل مع تورن
بعض اللكمات .
««ماذا تفعل هنا في هذا المطبخ ؟»»
(جثت لاسكب كأسآ، قالت لي جيسيكا ان الصودا هنافأنا لا اشرب الكحول »< .
(هل انت صديقة لسكرتيرة البرت ؟ <

(منذ ايام الطفولة »».

تناول منشفة رطبة وضغط بها على عينه

«جيسيكا تقوم جيدآ بدور المضيفة »< . قال الرجل
بسخرية .
«يبدو ان خصمك اهتم بك جيدآ< .
«هذا ليس بالشيء المهم » كان يجب ان تريه هو ! »»
(مسكين هاميلتون ريغن تورندون الثلاثي الاسم
اتمنى ان لا تكون قضيت عليه <«
(مسكين . . . <« ردد الرحل وقد عقد حاجبيه
(علمت من البرت انكما تتنافسان من اجل مصفاه.
لماذا انت فظ في وسطك كرجل اعمال ؟»«
(انت وقحة يا آنسة 0» . اجابها بضحكة ساخرة .
(لابد انك بيك هنتون ء لا يمكن ان تكون شقيق
البرت . . . لانه عندما تحمل اسما طويلآ . . . <<




http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 14:43
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)


>> آه ؟ اية فكرة تكونين عنه ؟<» سألها مبتسما .
«لابد انه رجل نذل خسيس << .
«يا الهي ! لم اكن اعتقد ان البرت يكذب ! 0» .
>اوه انه لم يصف اخاه ، على كل حال ء انا آسفه
لانك اضطررته الى الرحيل . كان لدي شيء اطلبه منه »< .
(ما هو اذآ؟<< سألها باهتمام .
(حسنا < انه يملك شركة نفط و. . . »< .
ضحكة الرجل الساخرة جعلتها تشعر بالخوف فجأة .
(وانا ايضأ املك واحدة . ارمي لي كرتك << .
واقترب منها حتى لامسها، فأخذت ترتعش تحت
نظرات الرجل المجهول
بهدوء، تناول كأسها من يدها ووضعه على الطاولة التي
تستند عليها الفتاة . وبدون ان يبتسم داعب فمها بأصبعه ثم
امسك وجهها بين يديه .
كان بامكانها ان تدفعه عنها ولكن لسبب لم تدركه
تركته ينحني ليقبلها. وكانت دهشتها كبيرة عندما لاحظت
فقدانها لنزعتها الهجومية ضد الرجال
ودهشت اكثر من التهاب نيران جسدها، »بادلته قبلة
طويلة مليئة بالرغبة .
وعندما افترقت شفاههما» كانا كلاهما لا يزالان تحت
تأثر انفعالاتهما
(ياالهي . . . <« همس الرجل
لم يسبق لي ان شعرت بانجذاب مماثل تجاه امرأة منذ
سنوات << وعاد تناول شفتيها، ولكن هذه المرة برغبة اكبر

واخيراابتعد عنها، وتأملهاقليلآ، ثم عاد يتحسس
شفتيها بشفتيه بحنان كبير. واجأبته سابرينا بنفس الرغبة
لم يسبق لها ان قبلها رجل بهذا الشكل
نعم . . . نعم . . . نعم << همس بأذنها ليشجعها على
الاستجابة اكثر للمساته الهادئة
المشهد كان يشبه الاحلام ، حتى الديكور المحيط
بهما، المضخ الواسع ، رائحة الطعام . وطعم قبلات هذا
الوجل كل هذا جديد على الفتاة وليست معتادة عليه
وضمها اليه ورفعها بين ذراعيه ، واطبق على شفتيها من
جديد
برغبة اكبر ، ودار بها كأنه يرقص فرحآ.
عندما ابتعد عنها اخيرآء ظل يتأملها< والتقت نظراتهما.
وكانت مقلتيها أصبحت
مليئه بالبراءه وتفيض ببريق
خاص .
(انت رائعة . قليلة الخبرة ، ولكن هذا سيتغير.
تعالي
معي . . . »» هذا العرض المفاجىء اعاد الى سابرينا وعيها


(لا استطيع . . . »< همست وارتجفت شفتاها .
لماذا؟»» .
«انا . . . والبرت <» .
(ما به آلبرت؟ انه هذا المساء مع راقصة الروك التي
تسحره ، كان يجب ان التقيها ، لكن لاشيء يدعو
للعجلة <> . وداعب خدها الاحمر فنظرت اليه بخوف.
مفاجىء .
لا تخافي ء انالا اريد ان اجرحك بأي شكل
وبامكأننا المناقشة . . . حول مشاريعها . . . <> .
(مغنية روك ؟>< قالت الفتاة بسرعة .



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 14:53
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)


«نعم « البرت لديه صديقة صغيرة <> . قال لها بجفاف
ولكن لن يدوم هذا طويلآ . هيا تعالي < هذا لا يعنينا .
وانت . لقد فهمت منك انك بحاجة للمال ء سنناقش هذا
الامر»< .
(انت . . . انت هاميلتون ريغن تورندون . . . << .
برافو! هذا لا يغير شيئآ بالنسبة لك . هيا ، اعدك بانك..
لن ترحلي فارغة اليدين »0.
احست الفتاة ان كل شيء يدور حولها . لقد تركت هذا
الرجل يقبلها . واحست بخوف كبير. ذلك الخوف الذي
سبق ان عاشته والدتها .

ولكن لحسن الحظ وضعها يختلف عن وضع والدتها
ليست هي على شفير الجوح واليأس .

)ماذا حصل لك ؟<< سألها تورن عندما لاحظ شحوبها

(انت لا تشك بشيء . سيد تورندون ، ايها الثلاثي
الاسم إ لن تخرجي فارغة اليدين <0 كررت كلامه بجفاف
مقلدة لهجته القوية الواثقة
)انت من بدأ بالكلام عن المال ، واناانحنيت هذا كل
شيء كم تريدين ؟0< .

لقد اصبح الوضع واضحآ . اوه يالها من غبية .

وغضبت لانها ,جدت نفسها في وضع لا يناسبها
«دانا غالية الثمن كثيرآ بالنسبة لك << .
فنظر اليها باشمئزاز من رأسها حتى اخمض قدميها
( انت تبالغين<<
كانت هذه اهانة كبيرة . حتى ولو كان شقيق البرت ، لن
تسمح له بذلك ، لكن مقلتيه كانت باردة
(ستدفعينه لي0< . قال لها بجفاف .
»هذا ما سوف تراه ، انا لا اخاف منك 0» . وكان الغضب
قد زاد في جمالها
>من انت 00سألها فجأة .
)انا جنية كرابوس << اجابته ضاحكة ، وخرجت من المطبخ

وانضمت الى الموجودين في الصالون .
»ما بك ؟0< سألها البرت بقلق .
لا شيء ، اين السيد هنتون ؟00
(0لقد عاد الى منزله بكسر في انفه ، لم يحالفني الحظ
معه ، لم يبق امامي سوى تورن <» .
(0البرت ، بالنسبة لاخيك . . . »» .
وفجأة صفق الباب بقوة ء فالتفت جميع المدعوين ولم
تكن سابرينا بحاجة لان تلتفت لتعرف من الذي دخل الى الصالون .
>«حسنا!»< قال البرت ضاحكا . «> لم يؤذك بيك على
مايبدو)
(الن تعرفنا على بعضنا ؟<< سأله تورن
(بالتأكيد . انها سابرينا كان << . واحاط كتفيها بذراعه
لكنه عندما لمح نظرات تورن ارتجغت يده فأنزلها .
(اوه . . . مغنية الروك ؟<< قال وهو ينظر الى سابرينابحده
(نعم ء انها هي<0، قال آل مدافعآ عنها .
ولكنه لم يكن يفهم ما يشعر به اخوه وسابرينا .
«كان يجب ان اشك بذلك ! << . قال تورن بضحكه
متعالية .
(لديك موهبة بالفعل <»
(شكرآ على الاطراء<< اجابته بسرعة .
(تورن »< قال البرت .
(اريد ان اتحدث اليك قليلآ<» .
>ليس الآن 0< قاطعه اخوه بجفاف .
ثم نظر من جديد الى سابرينا باحتقار واضاف : 0لديك ذوق سيء في اختيار النساء0» . وابتعد عنهما وانضم الى
شقراء فاتنة ترتدي ثوبآ اسودآ
رأته سابرينا وهو ينحني ويقبل فم تلك الفاتنة .
««البرت » لا يمكنني البقاذ هذا مستحيل . . . ء< .
«سابرينا» انا آسف < .
وكان البرت المسكين يعرف في اخيه جيدا، لكن اهانته
لسابرينا صدمته كثيرأ .
«ايمكنك اصطحابى الى منزلي ؟»» سألت سابرينا
صديقتها جيسيكا التي انضمت اليهما.
(بالتأكيد، ماذا حصل ؟<<.
«اشعر بصداع اعذرني البرت اتمنى ان لا يؤثر هذا
عليك»».
«سابرينا، اقبلي اعتذاري عنه <<.
««لست مضطرألذلك البرت . انااعرف كيف ادافع عن
نفسي . انا متعبة جدآ الآن انذهب جيسي؟<<.
(تصبح على خير حضرة المدير<» قالت له جيسي
مبتسمة
(تصبحان على خير. سأكلم تورن الآن 0< . قال البرت بحزم
(لا تفسد سهر تك معه << قالت له سابرينا (تصبح على
خير 00.
واسرعت الى الخارج وتبعتها جيسي لاهثة
(ماذا جرى بينكما في المطبخ ؟<< سألتها جيسي وهي
تقود سيارتها.
«0لقد تجابهنا فورآ . لن يسامحني البرت لانني لم استطع
البقاء اكثر في نفس المكان مع ذلك الرجل <<
(انت محقة ، فهذا الرجل التعيس لا يتفق مع احد،
ويقول البرت انه يمضي فى وقته وحيد0<<



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 14:57
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)


ليس هذا هو انطباعي عنه <(النساء تمر مرورآ عابرا في حياته فقط»

(كيف تعرفين كل هذا عنه ؟»<

(مكتبه يقع في نفس الشارع الذي يقع فيه مكتب

البرت . وهو يزورنا مرارا . تصوري انه ذات مرة حضر لي

القهوة عندما رآني مشغولة جدا!.0» .

اعتبرت سابرينا ان هذا اقل شيء يقدمه لسكرتيره

نشيطة . وهي لا ترى بذلك شيئآغير عاديآ . جيسيكا تجهل

كثيرآ من الاشياء وانجذاب البرت نحوها ء والتهديد الذي

يمارسه عليه اخوه ليدمر حبهما البريء السري .كم تمنت

لو تقول لصديقتها كم ان البرت متعلق بها .

وصلتا الى امام منزل. سابرينا.

>انت تعلمين<< قالت لها جيسيكا (البرت يخافه كثيرآ.

وانا ايضآ، لدرجة انه عندما يزورنا في المكتب ، نتوقف عن

التصرف كاصدقاء! ويلعب البرت دور المدير .انا دور

السكرتيره

)

>>>مع ذلك اعلمي جيسيكا ان البرت ليس اعمى عن

سحرك كماتعتقدين)

>>اوه ،انا اعلم سيفتقدني كثيرا اذا توفيت . لن يجد

احدأ آخر يعد له قهوته 0» اجابتها جيسي بسخرية .

«لا تتفوهي بالحماقات ، جيسي . او»! لقد افسد ذلك

الفظ سهرتنا. من حسن حظك انك لا تعملين معه »»

سكرتيراته كثيرات كعشيقاته . انه قاس جدأ مع النساء

وكأنه يكرههن0.

(هذا بالفعل ما يبدو لي . . . انه رجل جليدي<<

(ليس في السرير انا متأكدة <0.

احمر وجه سابرينا كثيرآ . هذا الافتراض يفوق معرفتها ،.

ولكن هي تخشي ان تكون قد ذاقت طعم ذلك سلفا .

(0شكرآ لك جيسيكا . سأراك غدآ<<

(سأتصل بك . هل انت متأكدة انك بخير؟ ماذا حصل

بينك وبين تورن في المطبخ :00

»لقد اهنته << .

(0لن ينسى ذلك ابدآ<> اجابتها جيسي بحزن

(كان يريد شرائي لليلة واحدة << . شرحت لها سابرينا

بصوت مرتجف

(اوه يا الهي ! مسكينة انت سابرينا، !نا افهم ردة فعلك

هل اخبرت البرت بذلك ؟<<

(لا البرت يجهل ماضي ، اذا علم بإهانتي لاخيه

قولى له اننى آسفة لاننى وضعته فى وضع صعب

مع اخيه << .

(لن يلومك أبدا ، انأ متأكده . انت تعلمين) اضافت

جيسي بخجل .

(كنت سعيدة جدآ لانه اختارني ان اكون مضيفته لهذه

السهرة << .

(لقد بدأ ينتبه لوجودك ء انت ترين ذلك <<

)تورن ايضأ كان لطيفأ ، الا انه متكبر جدا0< .

(انه شخص فظيع << . واحست سابرينا بالغضب الشديد

اذا لم يكن هناك من يقف في وجهه فأنا مستعده لصفعه

على عينه الاخرى)

(انا اتخيل هذا المشهد) اجابتها جيسكا ضاحكه

(هيا شكرا لك تصبحين على خير) وقبلت صديقتها ونزلت

عندما وصلت سابرينا ،الى منزلها، احست بتعب شديد

ولم تكن قد تناولت عشاءها عند البرت ، ولكن هذه السهره

التعيسة قطعت كل شهيتها للطعام . وللاسف ء لم تعد ترى

امامها سوى وجه تورن. وتذكرت كيف كان يضمها بين

ذراعيه ، وقبلاته ، والنار التي أشعلها بكيانها بلمساته

السحريه


ايمكنها ان تلومه لانه اعتبرها فتاة رخيصة بعد ان

استجابت لقبلاته بهذه الحراره ؟ نعم ، نعم حتى ولوشعر

هو بانجذاب قوي نحوها، الا يجب ان يعتبر ردة فعلها

طبعية بدل ان يتهمها بالفجور؟ بالتأكيد هولا يعرف شيثأ

عن مأساة طفولتها »عن قصة والدتها. فخبأت وجهها في

الوساده واجهشت بالبكاء

هاهي الآن 0امام خصم قوي، لقد دمرت آمال

البرت . . . نتيجة جيدة ! والآن يعتبرها سيدالبترول انها

عشيقة البرت ولن يدعهما بسلام . وفكرة مواجهته من جديد

لاتعجبها ابدأ



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 15:06
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)


الفصل الثالث


استيقظت سابرينا بخوف غريب . وبسرعه تذكرت سهرة
الامس ، فانقبض قلبها وفكرت بسخرية القدر. اول رجل
تشعر بين ذراعيه بمثل هذا الاحاسيس الجميلة ، يصبح في
دقاثق معدودة عدوها الكبير
لم تكن ترغب بمغادرة الفراش ، لكن يجب عليها
ذلك ء فالفرقة تنتظرها للقيام بعرض في النهار في احد
الملاهي بوربون ستريت . انها اول مرة لا تشعر فيهابرغبه
في العمل .
خرجت سابرينا مسرعة وهي لا تز ال بملابس العمل
ولم يتسع لها الوقت لارتداء ملابسها العادية . وامام المبنى
المرتفع حيث يوجد مكتب التورندون كومباني . توقفت

لتتمالك نفسها وتسيطر على دقات قلبها المتسارعه
وتذكرت خوفها الغريب عندما استيقظت هذا الصباح . قد
يكون تورندون الفظ < الثلاثي الاسم ، لا يرغب سوى
بنقاش قصير. . . وقد تكون فكرة تعلق اخيه بمغنية روك
تسليه .
دخلت سابرينا المكتب الكبير، فوجدت فتاة تجلس
خلف الاستعلامات .
(يجب ان ارى الميد هاميلتون ريغن توندون انه ينتظرني ، على ما اعتقد»» .
اخذت الموظفة تتأمل بفضول دهشة ملابس هذه الزائره 0.
الغريبة وكانت سابرينا لا تزال ترتدري شورت قصير من الساتان اللماع وبلوزة حمراء ضيقة وبوط من الجلد
الاسود .
كادت سابرينا ان تغرق في الضحك ، بالتأكيد هي لا
تشبه زبائن هذا المكتب العاديين. ولكن لا يمكنها ان
تشرح لهذه الموطفة المذهولة بأنها كانت تغني في بار منذ
ساعة ولم يتسنى لها الوقت لتبديل ملابسها . لا يهمها ان
يراها تورن بهذه الملابس .
ددحسنآ . . . سأعلن عن قدومك »< . قالت الموظفة وهي
ترفع سماعة الهاتف .
>سيد تورندو ن ، يوجد هنا آنسة . . . ما هو اسمك لو
سمحت ؟»» سألتها وهي تضع يدها على السماعة .
««سابرينا»«
ددالانسة سابرينا هنا . نعم حسنا»» . والتفتت نحو الزائرة
وقالت .
ددانه بانتظارك تفضلي<> . واشارت لها نحو الباب الذي
على اليسار.
شكرتها سابريناوابتسمت لها قبل ان تدخل الى وكر
الذئب . وفوردخولها ندمت لانها لم تغير ملابسها
(ها انا» » قالت وهي تنظر مباشرة الى مقلتي الرجل
الذي كان يجلس خلف مكتبه
«انت محظوظ لانني تمكنت من الحضور فورآ . انا لا
انتهي عادة باكرا . فهيا فلنبدأ بالموضوع فو ر ا، سيد
تورندون »» .
نهض تورن بهدوء، ودار حول مكتبه دون ان يبعد نظره
عن سبر ينا . تم ضغط على زر الانترفو ن وتمنى من
سكرتير ته أن لاتمرر اي اتصال . وكتف يديه على صدره .
وكان يرتدي بدله بنية لا تخفي شيئا من قوته العضلية
وجاذبيته
«اهذا زي العمل؟ سألها بابتسامة باردة .
»تمامآ . لقد جئت فورا عند ما رجاني البرت . فلنبدأ
بالموضوع ، ارجوك »» .
(حسنا~ كم تريدين لكي تتركي البر ت بسلام ؟<0.
«انت لا تنقصك الجرأة <» اجابته بدهشة .
0الايخطر ببالك ان مالك القذر لا يمكنه شراء كل
شيء؟ طبعا شراء مصفاة بترول تهمك اكثر بكثير من سعادة اخيك)
ورأت في مقلتيه الزرقاء نظرة مخيفه فحاولت تمالك نفسها
<<لقد سمعت ان اخي البرت جاء بالطائره خصيصا لكي يعلن
لك عن قبول طلب عملك وفرقتك في ملهاي الليلي>>
(انه ملهى اخيك وامك)
(لقد حاول البرت التفاهم معي طوال السهره كفاني احتيالك واحتيال امثالك)
اضاف بقوة مخيفة «اريد اوضح لك انه لا مجال
لمجيئك الى المزرعة < انها مكان لا إحتمل وجود نساء
فيه 0
0داذا اصر البرت على اصطحابي معه . فسأكون سعيدة
بالقبول»< .
وفي قرارة نفسها» تساءلت~ لماذا يدعوها البرت ولا
يدعو جيسيكا التي تحتل كل افكاره . ايعتمد عليها ليضيع
اخاه؟
00اسمعيني . ايتها المغامرة الصغيرة قال تورن بلهجة
اكثر قساوة : انا لن ادع اخي ينخدع بجمال عينيك اللتين
لا تلمعان الا طمعا بماله . و اقتر ب منها وامسك ذراعها
بقوة وسحب من جيبه شيك : »لوحه امام عينيها»
(ستأخذين هذا الشيك وتختفين . وألا سأصبح شريرآ
صدقيني00. ودس الشيك في صدرها وجذبها نحو الباب
(ساعتذر عنك أمام والدتي» < ؟اضاف قبل أن يغلق الباب
خلفها .
امتلأت مقلتي الفتاه بدموع الغضب واخذت ترتجف
بقوة ولم تعد قادره على الكلام. . هذاالمشهد يذكرها
بأشياء فتناولت الشيك ولكنه لعنه » ودون أي تفكير
عادت الى مكتبه وعندما رأت ملامحه أدركت إنه لم
يجرؤاحد من قبل ان تصرف معه _ ~ بهذأ ألشكل .
0؟اسمعني . ايها المتعجرف.::. قالت له بحده واصرار
«لقد دعاني البرت الى المزرعه. وسأذهب وأحتفظ انت
لنفسك بدولاراتك الثمينة .
نهض تورن بصمت ينذر بالخطر . » واقترب منها .
ارفع يدك علي وانا سأرفع عليك قضية أمام
القانون 0> .
>بأمكاني ان افعل اسوأ من ذلك . < . .:



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 15:12
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)
0« دعني والا . . . .
لم تستطع أنهاء كلامها، لانه ضمها واطبق فمه
على فمها بشكل مؤلم . فأخذت تقاومه بيديها و رجليها .
ولكنه كان يمسكها بقوه وكأن ضرباتها لاتؤثر به . بعد
قليل تحولت قبلته العنيفه الي قبله لذيذة . وكانت سابرينا
حبيسة بينه وبين الحائط ولايمكنها الهرب وشيئا فشيئا
اخذ يداعب ظهرها وخصرها ويلتصق بها اكثر واكثر
ورغبته القوية اربكت الفتاه كما اربكها أشتعال النار في
جسد ها .
«انك تؤلمني»» .
»واخيفك ؟»» سألها بهمس .
ددنعم »» . .اعترفت الغتاة .
فابتعد عنها ، وبدأ قلب الفتاة يهدأ
»»امن عادتك ان تهاجم النساء . . . هكذا في مكتبك؟
سألته وحاولت ان تبتسم .
د«ابدا>» اجابها دون ،ان يبتسم
ددعموما لكنهن متعقلات .´ولايحاولن استفزازي»< . ثم
ضحك بمرارة « اضاف :
«للحقيقة ، انت تجذبينني ! ~ من كل النساء اللواتي
عرفتهن> ادارت سابرينا .وجهها لاخفاء احمراره .
دد اذآ انت تريدين ان تثبتي لي انه يمكنني شر اءك ؟
اليس كذلك ! ! ؟»» وعاد الى مكتبه وتناول سيجار .
ددنعم »» .
«هناك طرق اخرى لجعلك تنحنين»» .
ددان تغريني . مثلآ؟>» . سألته بلهجة تحد .
ددليس لديك اي امل . لن اتركك تقترب مني مرة ثانية »> .
دداتريدين المراهنة ؟ اذا جثت الي المزعة ، تكونين
تجازفين مجازفة كبيرة »>
»كل ما تتمناه هو اختيار زوجة لالبرت ، اليس كذلك؟
لاسباب
(فكري بماتشائين لايهمني ذلك ولكن اذا
استمريت بملاحقة البرت ستجدينني دائما في طريقك
انسحبي الان قبل ان تدفعي ثمن دهاءك)
؟اهذا تهديد) .
>.انه مجرد وعد»» ثم سحب نفسا من سيجارته ومرر
اصابعه في شعره« وللحظه تغيرت نظراته واصبحت رقيقه
لكن هذا لم يد م طويلآ.
~انا رجل ~واضح ومتفهم ، بامكانك اذ تحتفظي
بالشيك ، اذا كنت تريدينه الست كريمآ) »» .
>» واذا جئت الى المزرعه:: .
.حاولي» اجابها بعد ان سحب ~ آخر من سيجارته
« سترين جيدا
فكرت الفتاة قليلآ هذا الشيك يمثل مبلغا جيدا يساعد .~
البرت في مشروعه الخيري . فمدت يدها نحو الشيك
بدت الخيبة على وجه تورن ومع ذلك ناولها الشيك
(انت ذكية » .
(اكثرماتعتقد) ولعبت دورها حتى النهاية وطبعت
قبلة على فمه قبل ان تخرج .
عندما عادت للغناء بعد ساعة تقريبآ » كان اداؤها غريبا
ستذكر هذا اليوم طويلا ، انه يوم مميز في مهنتها لم يسبق
لها من قبل ان غنت بمثل هذا الصوت الدافىء» وكانت
انفعالاتها اكثر عمقآ » وجسدها اكثر اثارة .
بانسجام كبير، تجاهل الجمور الموسيقى وشغفوا بهذا
الصوت والاداء الرائع وبعد ان صمتت الموسيقى
بلحظات تعالى التصفيق » وكان البرت في احدى
الزوايا وينظر الى صد يقته بقلق ودهشه وعندما انضمت
اليه < كانت عيونها لا تزال تلمع . بالسحر او بالغضب ~ .
دد وما الذى لا يسير على ما يرام ؟»< سألها البرت.
انت دائما شديد الملاحظه <» اجابته مبستمه <لقد قمت
بجوله اخرى مع اخيك »» .
«اوه ، لا!<< صرخ البرت ~ 0>اعتقدت انه يريدعقد صلح

معك !< فتناولت الشيك ووضعته بين يدي البرت
«هذا ما يعتقده اخوك سعرا لك ، عشرون الف دولار،
لوكنت مكانك لغضبت كثيرا !، اانت تساوى بالنسبه لى اكثر
من مئه الف دولار:»0.
اصغر لون البرت ثم احمر واخضر
>الم تشعرى برغبه لرمي الشيك بوجهه ؟0<
00هذا مافعلته ، بالتأكيد ولكنه تحداني ان اطأ بقدمى
ارض المزرعه انت تتصور ردة فعله لكنى قلت له ان
ينتظر وسيجدني هناك ، اليس هذا بسبب صداقتى لك ؟
>اوه سابرينا، انت رائعه !» اجابها البرت ضاحكا. دداذا
ستأتين معي ، اهذا صحيح ؟ ».
0طبعا»
0راثع !»قال ألبرت بحماس «واخيرأ سنجح خطتى،
بالمناسبه ماذا سنفعل بهذا الشيك )<»
«انه لمؤسستك طبعاء تبرع من اخيك العزيز. . . »<
ودست الشيك في جيبه
>0انت متأكده سابرينا؟ تورن يعتقد انه يشتريك «0.
>.اذ1؟.< .
(لن يسامحك ابدا انت تعلمين انه قادر على ان
يكون مؤذيا0.
«لقد عشت الخطر دائما<» . .
ددبامكانه ان يدمرك . . حقا<0.
~>بامواله ؟<< سألته ضاحكة .
د«لا ، حتى بدون ذلك <» .
~>انا اكره ان اهان ، وكل ما سيفعله معي سأرده له .
دداذا انت مستعدة لمساعدتي حتى ولو اضطررت
لمواجهته ؟»0.
0(تماما).
ددشكرآ سأبدأ بتقديم خاتم الخطوبة لك <» .
هذا الاعلان جعل الفتاة ترتبك ، ونظرت اليه بخوف
لكن البرت لم يستطع ان يمنع نفسه من الضحك
>~لا تخافي ، هذا ليس طلبا للزواج ، انا حبك كثير
ولكن 0 . . . << .
ددولماذا هذه الخطوبة المزيفة ؟<>
0لقد تعبت من تدخل تورن فى حياتى الخاصه انه
يكبرني فقط بخمسة اعوام ، ويتصرف معي وكأنه والدي
فقررت ان !لعب معه على طريقتي هذه المرة <» .
00ما الدور الذي ستعطيني اياه في لعبتك هذه ؟
لا تبتعدي عني لحظة ، اظهري حبك الكبير لي
وخاصة في المزرعه ، وهو سيصح مجنونا<< .



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 15:20
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)



>>انا لا ارغب بخداع والدتك <

»0لا تخافي ، لن تأتي من اوروبا . فمنذ وفاة والدي

تقضى هناك معظم وقتها . لقد كبرت تحت رعاية تورن

وتحت قبضته . لقد اصبحت في الخامسة والعشرين من

عمري وهو لا يزال يمسك بكل اداراة تورندون كومباني .


أنا سأقوم. بحرب صغيرة للحصول على بعض حريتي

واستقلالي0» .

ددانك لا تشبه اخاك ابدآ . البرت : أعتبر هذ! اطراءا<»

0«حقآ: مع ان اكثر النساء يجدنه فاتنآ ومثيرآ<»

..:انالااحب الرجال المتسلطين. فقد عشت حياتي

على حريتي ، ولايمكنني ان اعيش تحت سلطة احد< .

ددوهذا ما يجب ان افعله . لقد تعلمت مهنتي جيدآ .

وبعد عام وأحد سأحصل على حصتي»<

»وماذا ستفعل .

ددسأستثمرراس مالي بتأسيس ر شركة خاصة . بالبترول

طبعآ»< . ثم امسك يد سابرينا وقبلها .

0انت ستساعدينني في الحصول على استقلاليتي .

ضعي خاتمي في اصبعك لاسابيع قليلة فقط وعندما يرى

تورن هذا التحدي ا لكبير امام عينيه سيرضخ للامر

الواقع »» .

ددلتأمل ذلك . .لكن لا تختار خاتما ثمينا»» .

: 0«سابر ينا ياعزيزتي انت متواضعة جدآ0< .

.،لكنه لم يستمع لرأيها وكان الخاتم الذي قدمه لها في

اليوم التالي ثمينآ جدا، وهو من الذهب والزفير والالماس .

«لا تعترضي». . قال البرت عندما فتحت فمها لتعترض .

(،انسيتي0انني لست فقيرا< .

««اتساءل عن الحاجات الضروريه الكثيره التي يمكن

شراؤها لجيراني الفقراء بثمن هذا الخاتم

(لا، سأبريناء لا يمكنك بيعه ! 00

«بألتأكيد . اجابته ضاحكة ، ولكني اشعر بالخجل وانا

اضع مثل هذا ألخاتم الثمين»0

>انت مخطئة » يبدو وكأنه صنع خصيصآ لك . انه يناسب

بشرة يدك البيضاء . . . لقد اتصل بي تورن»اضاف بعد

تردد قصير

«اوه ) وحاولت اخفاء ارتباكها

«ولقد اخبرته اننى اشتريت لك خاتم الخطوبه »

>وكيف كانت ردة فعله »»

ددلقد قطعت الخط لكي لا اسمع اجابته .

(ومتى ستذهب الى المزرعة ؟ . سألته سابرينا بدون

حماس

0بعد غد00

«بهذه السرعة ؟0

«لا تخشي شيئآ، اذ´ سأحميك ، على كل حال تورن لا

يقضي اوقاتا كثيرة في المزرعة »

ددالبرت . . . قد تكون فكر تك هذه غير

ناجحة . . . 0

«لن تتراجعي الآن إ»0

(ألبرت . . . أن شقيقك يخيفنى 0

00اعلم ذلك . اجابها وبدا القلق على وجهه فندمت

سابرينا لانها اخبرته بخوفها . فنهضت بسرعة .

«ستكون حقيبتي جاهز ة الان يجب ان انام هل

ستصحبني معك :»»

(بالتأكيد، اكرر لك كل شيء سيكون على خير ما

يرام »

كانت تشك بذلك وكان املها الوحيد ان لا يبقى تورن

طويلا في المزرعه

وعندما اوقف السياره امام منزلها خطرت ببالها فكره

جعلتها تر تعتش

«جيسيكا! ». قالت بصوت ضعيف .

ماذا تقولين»

«0اوه! كنت ؟تساءل ماذا؟ سيكون رأى ألناس بخطوبتنا

المزعومه)

«ماذا تخفين عني . سابرينا: ما الذي يقلقك ؟»» .

فلتذهب .وعودها في الجحيم ! انها تحب جيسكا كثيرا

ويجب ان ´لاتخسر صديقتها بلعب دور خطيبة البرت .

ددجيسيكا لن تسامحني ابدآ » ولكن . . . هي تحبك »» .

بدا البرت وكأنه تلقى صفعة قوية . فأخذ يتأمل تابلوه

السياره ويحرك مفاتيحه بعصبية .

(اهذا صحيح ؟»

لم تجبه سابرينا . واخيرآ اخذ البرت نفسآ عميقا
وابتسم
(هل انت متأكدة :»»
)نعم)
اختفت ابتسامة البرت من جديد
(وماذا سيغير ذلك؟ لن يدعني تورن اتزوجها. فهي
لاتملك مصفاه نفط كمهر لها.»» .
ددانا لا اريد ان افرض وجهة نظري .ولكن الآن لااملك
سوى نصيحة واحدة اقدمها لك : اذهب ،الى جيسكا الان
واخبرها عن خطوبتنا الزائفة . هي في منزلها وكانت
تنتظرني لنشرب الشاي معآ . اذهب انت مكاني00.
«انت . . . انا»0.
>>آه دعك من النقاش . لن يعلم تورن شيئااذا لم
تخبره ، هيا تشجع !. <» .
(انت محقة »< . اجابها بسعاده . (لن تلوميني لاني
زجيتك فى هذه المخاطره )0» .


http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 15:30
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)


الفصل الرابع
ابتسمت له سابرينا . ولكن عندما اصبحت وحدها في
شقتها، تمنت ان تتراجع . وندمت لانها كشفت عنعواطف صديقتها و فكرت بالاتصال بجيسيكا لكنها غيرت رأيها . فصديقتها كبيرة وواعية وقادرة على التصرف
وحدها . هذا ما كانت تعتقده حتى صباح اليوم التاليكانت تشر ب قهوتها عندما سمعت دقات على بابها،وعندما فتحت الباب ، وجدت جيسيكا امامها، ووجهها
شاحب ومقلتيها حمراوتان
(جيسي ما بك ؟<< .
«»لا شيء، لا اعرف اتقدمين لي القهوة ؟»» .اعدت سابرينا القهوة وعندما عادت الى غرفة الجلوس،وجدت جيسيكا تخبىء وجهها بين يديها .(مابك ياجيسيكا؟ هل انت والبرت)
(ماذا قلت له مساء امس؟) سألتها الفتاه وهي تمسح دموعها.
(لا شيء). واحمر وجه سابرينا .ددلا اصدقك لقد زارني مساء امس ، واخبرني
بخطوبتكما و. . . انا . . . انت تعلمبن 0 شعوري نحوه ففقدت كل اعصابي وصفعته . . . >واخيرآ باختصار ضمني بين ذراعيه » وقبلني وقال لي ان خطوبتكما ليست
سوى خطة لخداع تورن . . . .و بقي ولقد قضيت .اجمل ليلة في حياتي . و!لآن لا اجرؤ على العوده الى منزلي، فهو لا يزال هناك ولا اجرؤ على الذهاب الى المكتب انا احبه بشكل جنوني . . . والآن ازداد حبي له
ولكني لست ادري ماذا يظن . . . 00.
ضحكت سابرينا وقبلت صديقتها
ددماذا سيظن ؟ انه متعلق بك كثيرأ . انت تعرفينه جيدا 0.
والا لما قضى الليلة عندك >> .
0لن يصدق ،. . . »» .
ددسأتصل به »» . قالت سابرينا »وهي تتجه نحو الهاتف

ددلا ارجوك 00.
0اهدثي ودعيني اتصرف . و ادارت قرص الهاتف
رن جرس الهاتف طويلآ قبل اذ يجيب البرت بصوته
الناعس .
ددصباح الخير0.
«صباح الخير ، سابرينا؟<< . ثم ساد صمت قصير.
«دسابرينا، هل جيسي معك ؟ اوه« يا الهي ، لقد
اختفت . اتمنى ان لا تعتقد . . . 0<
««انها هنا، ويجب ان تتكلما . اعتقد !نه يوجد بينكما
اشياء كثيرة تتحدثان عنها . . . برأيي ، لن يطول سوء
التفاهم بينكما»» .
0ددعيني اكلمها لو سمحت !»»
كانت جيسيكا ~ خلف سابرينا و تفرك يديها بعصبية
ولم تجرؤ على الامساك بسماعة الهاتف
«كلميه » جيسي . أرجوك »»
تناولت جيسي السماعه .
ددنعم . . . نعم . . . . نعم << . وابتسمت بخجل .
فاطمأنت سابرينا، وتركتها وحدها ودخلت الى المطبخ .
وبعد لحظات انضمت اليها جيسيكا وهي منهارة سعيدة
وحزينة قليلآ. ،
«سأعود الى منزلي ، سنتكلم معآ. و أخيرا« مع ان هذا
بدون امل . انا اعلم بأن تورن سينفينى الى سيبريا ولن
يسمح لالبرت بالزواج مني . انا لست غنية ، كما وانني
مطلقة . . . كل شيء يعمل في غير صالحي<<
0ليس كما تتصورين ، واخيرآ . قد تخدم خطوبتنا
المؤقتة هدفآ آخر. . . »<
>>اوه سابرينا، كم اتمني ان تكوني سعيدة مثلنا<< .
(أنا ليس في الحب سأجد سعادتي0» . أجابتها سابرينا
بابتسامه
(يجب ان اذهب الان البرت ينتظرني)
ددحاولي ان تفهميه انه لن يكسب شيئآ اذا رضخ دائما
لمشيئة اخيه << .
ددانه يعلم هذا . وهذا ما يعذبه ، انتبهي انت عليه
ايضآ»» .
ددلا تخشي شيئآ . جيس 0< .
(اوه . كم انا سعيدة بصداقتك !.<» . وعانقت صديقتها
وقبلتها فنظرت اليها سابرينا بطرف عينيها، واشارت الى
الخاتم .
ددسأحتفظ لك به ، موافقة :<< .
ددانت تعلمين ، كدت اصاب بالجنون عندما اخبرني
البرت عن خطوبتكما0» .
«والآن < اجد كل هذا سخيفآ0< . ثم ضحكت .
ددكنت اتمنى ان ارى ردة فعلك 0» .
اوه فقدت كل اعصابي . الى اللقاء الآن . شكرا لك على
القهوة . . . وعلى كل شيء!»» .
وفي المساء تفاجأت سابرينا بصديقيها ينتظرانها في
البار وعندما انهت وصلتها الغنائية انضمت الى طاولتهما.
بعد ان بدلت ملابسها .
(تبدوان بأحسن حالتكما، انتما الاثنان ماذا
تخططان ؟»» . قالت لهما ممازحة .
ددانا وجيس سنتزوج الاسبوع القادم << . قال البرت بسعاده
كبيرة .
(رائع !»< . صرخت سابرينا وعانقت صديقيها .
«كما قلت لك ، جيس ، هذا الخاتم سيكون لك وماذا
ستفعل بالذئب الكبير؟» .
(للحقيقه ) . شرح لها .البرت .
«يوجد بند في وصية والدي يمكنني الحصول علىحصتي من ميراثه اذا تزوجت قبل الخاسة والعشرين منعمري . وهذا يعنبي انني لا اكون تحت قبضة تورن . فأنا
وجيس ~ خارج قبضته » .
(اذآ يجب علي ان ادير انتباهه حتى زواجكما؟»» . سألته
سابرينا وكانت قد بدأت تفهم خطته««في المزرعة وتحت حمايتي وحماية والدتي. لنيزعجك شيء وعندما سيتغيب تورن » سأغتنم الفرصة
» لترتيب آخر الشكليات مع جيسيكا » ~ظلت سابرينا تفكر . بالتأكيد سعادة صديقيها لا تسمح

لها بالتراجع. لكن فكر ة مواجهتها من جديد مع تورن لا

تشجعها ابد،آ . فهي لم تنس الرغبة والانفعال الذي شعرت

بهما بين ذرأعيه . وبدون شك » ادرك هو ذلك . ماذا سيفكر

عندما يرى اصرارها على الخطوبة ؟ هل سيسرع لانقاذ

اخيه ؟ ولكن بأية وسيلة ؟ .



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 15:36
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

«سنرحل غدأ<« . ذكرها البرت ددهل نسيت ؟<< .

ددلا . . . << .

«ستحل مغنية اخرى مكانك لمدة اسبوح . وستعودين

لعملك بعد ذلك . . . »< . وكأنه لم يكن يصدق نفسه .


فأضاف بصوت منخفض .

0سامحني سابرينا ، انا لست بمستوى تورن . اوه ! من

يمكنه الوقوف في وجهه ؟»< .

ددلا تقلق <» . اجابته واصطنعت الضحك واذا رفض

يعيدني الى العمل ، سيكون لي نقاش طومل مو

المزرعة 0> .

ايمكنها ان تلوم شخصآ آخر: فهي تعرف ما هو االضعف

والخوف . وتحب جيس والبرت كثيرآ . ولا يمكنها التخلي

عنهما .

نهضت وقبلت صديقتها بمحبة .
ددذلك الاخ الاكبر لن يلمس شعرة منك ياجميلتي
سأسهر على ذلك »< .
>>او»! سابرينا!. كم احبك ، انتبهي منه فأنت رقيقة
اكثر مما تعتقدين <» .
عادت سابرينا الى منزلها . وحضرت حقيبتها .
متأكدة انها ترتكب اكبر غلطة في حياتها.
ددلم تكن مزرعة آل تورندو بعيدة جدآ عن بومون كانت
فى شرق تكساس < وكان المنزل الكبير يقع وسط اشجار
خضراء وبساتين واسعة . وهو على شكل فيكتوري مؤلف
من طبقتين . ويطل على حديقة كبيرة .
كثيرآ ها حلمت سابرينا و هي صغيرة في الملجأ بأن
تعيش في احد هذه المنازل الفخمة التي كانت تراها في
الصور. وانقبض قلبها عندما رأت سيارة رولز رويس متوقفه
امام المنزل . انها سيارة تورن بدون شك .
«0لقد وصلنا0» . قال البرت وهو يقطع محرك سيارته
المرسيدس . وبنفس اللحظة ظهر فارس من بين الاشجار
واتجه نحوهما على صهوة جواده الابيض . لم يسبق
لسابرينا أن رأت فارسآ بمثل هذا الجمال وهذه الشخصية
القوية لابد انه احد العاملين في المزرعة .
ددانه فارس ماهر اليس كذلك ؟0» . قال لها البرت .
0عندما كنت صفيرآ كنت احلم .بأن اصبح مثله ، في
تلك الفترة كان يكسب كل سباقات االمنطقه وامتنع عن
المشاركة في السباقات بعد وفاة والدنا . للحقيقة هو ليس
سعيدآ>» .
اقترب الرجل اكثر وتعرفت سابرينا عليه . كان يرتدي
جاكيت واسعة ويضع قبعة واسعة مما جعل من الصعب
عليها التعرف عليه من بعيد .
وعندما رآها ابتسم بسخرية . ولاحظت الفتاة انه لم يعمل
هناك اثر للضربة التي تلقاها على عينه في ذالك اليوم .
صباح الخير يا مغنية الروك . من كان يعتقد انك
ستأتين :00.
تحملت الفتاة نظرتة الساخرة . واجابته بهدوء .
0انا اعرف انني اجازف وكذلك اعلم بأنني استطيع
التصرف ايها السيد الثلاثي الاسم 0» . وابتسمت بسخرية .
لم يبدو عليه أنه اعجب بهذا التحدي . فأشعل سيجارة
وعقد حاجبيه
ماهي آخر الاخييار؟<< . سأله البرت محاولآ تغيير
الموضوع .~
0..سينقصنا العلف هذا الشتاء . لقد طلبت كمية جديدة 0< .
«هل وصلت والدتي ؟0< .
(لن تأتي 00. اجابه تورن وقد ازدادت ملامحه قسوة <0.
دديبدو ان عشيقها الجديد لا يريدها ان تغادر اوربا» _
وهي ايضآ لا ترغب بالمجيء . انت تعلم ذلك «< . اضأف
بلهجة احتقار.
ددهذا مؤسف <> . اجابه البرت .
(كنت اتمنى . . . انها لم تأت الى المزرعة منذ عام
ددانها لالا تحب رائحة المواشي<» . اجابه تورن بجفاء
ثم التفت نحو سابرينا (ملابسك الساتان القصيرة لا تناسب
هذا المكان ، آنسة <» .
(اذا ، لن ارتدى شيئا . فألبرت لا يجد ضررا فى ذلك <.
رمى تورن سيجارته بعصبية .
ددستقيمان في غرف منفصلة . انا هنا سيد المكان ولن
اتردد في رميك خارجآ اذا اضطرتني الظروف <» . قال هذا
ودار على عقبيه وابتعد .
(انه رجل من حديد0» . قالت سابرينا بأسف .
ددانه لا يتراجع عن قلة ادبه . اهو يشبه والدتك :<» .
>>لا، انه يشبه والد» . كان والدنا متسلطا رغم كونه كريم
ومتسامح . وتعذبت والدتي معه ، فأرادت اذ تنتقم منه
كان هناك رجال آخرون في حياتها . وكرهها تورن لعدم
اخلاصها لوالدنا . وهي تعلم ذلك ، واعتقد ان هذا هو
سبب بقائها في اوربا . ذات يوم فاجأها والدي مع احد
عشاقها في أحد الفنادق ، فجرها الى السيارة بعنف وكان
غاضبأ جدآ لدرجة !نه قاد سيارته بسرعة جنونية ادت الى
وفاته »» .
دداوه ! يا الهي ! كم كان عمر تورن ؟» .
دكان بمثل عمري . في الرابعة والعشرين . لا يمكنني
ان انس ابدأ كيف استقبل والدتنا . وماذا قال لها . فرحلت
بعد الدفن فورأ < وعاشث عند خالها في أنكلترا »
فارتاعت سابرينا » ايعلم تورن شيئأ عن ماضيها حتى
يستقبلها بهذا الشكل ؟ واحست بقشعريرة مغاجثة وتبعت .
البرت نحو المنزل .
«سابرينا تورن قادر على كل شيء عندما يكون بمثل
هذا المزاج ، لا تستفزيه » وابقي قريبه مني»0.
«هذا ما انويه بالفعل <»



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 15:42
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)


لم يكن اثاث المنزل فخما كشكله الخارجي وكله
قديم واول ما لفت نظرها كؤوس فضية فوق المدفأة .
(اهذه انتصارات تورن في الفروسية ؟0»
(نعم ، وتورن يحب هذه المزرعة . وهو الذي يديرها
حياة الريف هذه تعجب سابرينا كثيرأ ولا تزال تحتفظ
بذكريات قليلة عن أقامتها في في مزرعة جدها والد ابيها
ان يختفي والدها . هناك فقط سمحت لها الفرصة بالركوب
على الخيل < لنقد مضى علي ذلك زمن طويل جدأ .
( لابد ان تورن فخور جدأ بهذه الكؤوس» .
0بالفعل 0» . اجابها صوت حاد من الخلف .
لم تستطيع سابرينا منع نفسها من الارتعاش عندما رأته
بهذه الاثارة بنطلونه الجينز وبوطه الموحل . بالرغم من
طبعه الحاد، الا انه جذاب جدآ .
(اذا انت تعلمين بأن اسمي تورن وليس الثلاثي
الاسم<>
ددلم اكن استعمل اسمك بالكلام معك مباشرة . انا اترك
مثل هذا ´لاصدقائك المقربين < وانا لست منهم »< .
(اذآ ، الحرب بدأت يا جميلتي:<< .
ددكانت قد بدأت من قبل . ولا تأمل في ان تراني اعلن
راية السلام البيضاء . ولا تناديني بجميلتي انا اكره هذا
التعبير <.
تأملها تورن طويلا، .وكأنه يدرس عدوه جيدآ ليكتشف
سر قوته وضعفه .
«اتبحث عن نقاط ضعفي؟. سألته ضاحكة .
(لا تأمل في ايجادها، انا اقوى واصلب منك ايها
السيد الثلاثي الاسم ! 0< .
0ستكونين بحاجة لذلك 0» .
ادرك البرت ان هذا النقاش سيشعل نار الحرب . فقرر
التدخل .
«تعالي لأريك المنزل . سابرينا»0.
فأمسكت ذراعه بدلال وادارت وجهها نحو تورن بسرعة .
0بكل سرور»0.
لكن تورن استوقف اخاه .
ددنحن على وشك حفر بئر جديد على بعد ثلاثة اميال من
هنا اريدك ان تراه0» .
«0الأن 0» .
ددنعم هيا وبدل ملابسك << .
(اتأتين معنا، سابرينا؟. سألها البرت .
(هل تجيد امتطاء الخيول ؟<» . اجابته سابرينا بحدة .
(كما وانها تتكلم وتستطيع الاجابة على اسئلتك
بنفسها< .
ددسأحضر حقيبتي<< . قال البرت ضاحكآ .

ددسنلتقي بعد قليل »< .
تمنت سابرينا ان تتبعه وتهرب من تورن . لكنها لم تكن
تريد ان يلاحظ خوفها منه .
انك لا تترك فرصة دون ان تظهر فيها فظاظتك <> . قالت
له عناما رأته يتأملها بسخرية .
ددانت تملكين القدرة على استفزازي ء يا جميلتي
انتبهي ، مع البرت او بدونه انا قادر محلى التهامك بسرعحة << .
«انا حذرة اكثر مماتتصور<» . اجابته ~..
فأشعل تورن سيجارة دون ان يرفع نظره عنها .
(احيانآ تلعب . الصدف دورآ سخيفا . في ذلك المساء.
عندما التقيت بك في منزل البرت < شعرت بلذة كبيرة لم
اشعر بمثلها عندما اضم بين ذراعي أمرأة اخرى. ولكن بعد
لحظات وجدت نفسي امام امرأة شريرة ، طماعة دور
تلعبينه بعناد. . . <»




http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 15:44
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

ددكنت بمزاج سئ عندما اعتبرتني امرأة فاسقة <> .
ددمهما كان الامر لن ادعك تتزوجين البرت ، لا شي>
سيثنيني عن عزمي<< .
(لا شىء؟»0. سألته باستفزاز
(لا تدعيني اؤذيك ، سابرينا انت تستغلين الظروف ،
لا~ لن ادع اخي فريسة لامرأة محتالة »< .
0انت تعتبرني حقآ امرأة مغامرة :<< .
(الم تقبلي شيك العشرين الف دولار؟<» .
لم تستطع سابرينا اخباره عما فعلته بالشيك ، لان هذا
سيكشف قصة جيسيكا والبرت .
«0اذا اطعتني، سأنسى هذا الشيك ، وسأجد لك ولغرقتك
عملآ في مكان آخر. شرط ان تتر كي البرت لا شيء
اكثر 0» .
>>اوه»! ولكنه هو الذي لا يريد ان يتركني) . اجابته
بسذاجة .
اقترب منها تورن ورفع يده ولكن كان ذلك ليداعب
خدها وشفتيها المرتجفتين 0.
0توقفي عن هذه اللعبة <» . همس تورن 0انت لست
بحاجة لهذا التمثيل . تكفيني دقائق قليلة لكي اوقع بك في
احضاني<» .
(انت مدع . انسيت انني خطيبة البرت 0. اجابته
بسرعة ، وكان يربكها قربه منها .
(حاليآ فقط »< . اجابها وداعب عنقها وخدها . ثم رفع
يدها بسرعة وكأن نعومة بشرتها تحرقه .
«انا لست لطيفآ سابرينا، ولا حنونآ مع النساء. ولن
استغل براءتك ولكني اعلم انك قادرة على جعلي افقد
صوابي . . . اذأ حافظي على مسافة بيننا . موافقة ؟»0.
لم تستطع اجابته فورآ . هذا الموقف فاجأها وتورن
يدهشها اكثر واكثر.
(انا اعرفك بريئةكالحمل الوديع 0> اضاف تورن .
0«اوه ! لا تحاولي اثبات العكس . انت شفافة ورقيقه رغم
مظهرك ، سابرينا . ولكنك تمثلين مشكلة بالنسبة :
لن اجذبك الى سريري لكي اجبر اخي على قطع علاقته
معك ؟0> .
(ستفعل ذلك ؟»ء سألته بخوف .
(لقد قلت لك لتوي انني لن افعل ، لانك انت
افهميني البرت هو اخي انا احبه < على طريقتي
لم تهتمي بتحذري . مع انني اشتريتك . . . << .
>>او»! قد تفعل لكي تتمكن من ابعاد البرت عني<<
0لدي كل الوقت . وعندما سأتصرف ضدك سأكون انا
الرابح 0> .

http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 15:49
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)


الفصل الخامس


ابتسم بجفاف ابتسامه كشفت عن بعض ضعغه ،
غريب تخيلته سابرينا طفلا هادئا، لم يدخل من قبل في
معركه مع احد، «خاصة مع النساء الابسبب كرهه
لوالدته
>>~لماذا تنظرين الي هكذا؟ء»
(يؤسفني كثيرآ ان نكون اعداء»» اجابته بصدق مفاجىء
0كنت اتمنى ان اكتسبك صديقا>» .
اختفت ابتسامة تورن وقست ملامح وجهه.
(انا ليس لدي اصدقاء لارجال ولانساء)
(الم يخطر ببالك ابدا انه يوجد مشاعر واحاسيس
انسانيه)
(وانت من سيعلمني ذلك؟) سألها بضحكه ساخره.
(انت لا تنقصك الجرأة ! << .
(سابرينا؟ نادها البرت
فابتسمت بسرعة وانضمت الى خطيبها المزعوم
دداريد ان اغسل وجهي قبل الخروج . ايمكنك ان
ترشدني الى غرفتي؟»» .
رافقها البرت الى غرفتها في الطابق العلوي .
ظلت تهديدات تورن ترن في اذنيها ، يا لسخريه القدر .
انه يحاول جاهدآ ان يحمي اخيه الصغير من خطر
وهي ايضآ تحاول انقاذ سعادة صديقها البرت . >:
نفسها دهشت وتعذبت من فكرة عدوانية تورن لها هل
البراءة وقلة الخبرة ظاهرتان على وجهها؟ ولكن لايجب ان
يربكها رأي تورن بها . فغلطة واحدة تهدم سعادة جيسيكا
والبرت ، فقط لو كان بامكانها ان تكره تورن كرها كبيرا
لكان عندئذ كل شيء سهلآ . انه يشبه بكل شيء الرجال
الذين كرهتهم في طفولتها، وخاصة الاخير الذي كان السبب في مصير والدتها المأساوي .
هذه الذكريات الاليمة جعلتها تشعر بقشعريره بارده
وعاد اليها وجه تورن . انها تعرف معه مشاعر غريبه لكن
ايضا تضع قناعا يخفي مشاعرها . فاذا كانا متشابهين في
وحدتهما، الاانهما يجدان نفسيهما في معسكرين
متضادين ! .
لم تكن سابرينا قد امتطت حصانآ منذ فترة طويله جدا
لكن الفرس الذي قدمه لها تورن كان هادثآ جدا كان
جدها قد اهتم بها لمدة سنتين قبل وفاته ، وفي تلك الفتره
علمها ركوب الخيل لكن وفاته صدمتها بشكل كبير .
كان محيط المزرعة رائعآ ، وارضه منبسطة الى ان تصل
الى التلال ، وكانت كل هذه الاراضي تزرع قبل اكتشاف
الذهب الاسود والذي ادى لتأسيس ثلاث شركات نفط
كبيرة في هذه ألولاية < والرابعة هي شركة تورندون .

امطحبها تورن الى موضع البئر. واظهر ادبآ ملحوظآ
تجاه سابرينا ، وكأنها ضيفه مثالية ء ادهشها تبدل مزاجه ،
وابتسم لها البرت مشجعآ .
(كم هو جميل التخيل في هذه المزرعة) قال لها
البرت .
«كان يجب ان تأتي الى هنا دائمآ اجابه تورن .
(انت لا تتنشق الهواء جيدآ . تحبس نفسك دائمآ في
مكتبك <0.

(على كل حاك . عندما سأتزوج انا وسابرينا . . . << .
لم يتمكن من انهاء كلامه . فنظرة واحدة من اخية كانت
كافية لاسكاته ولشحوب وجهه وكأنه امام خطر كبير.
«0الزواج شيء جدي0< قاطعه تورن بجغاف «دالم تفكر
بمهنة سابرينا؟ هل ستتخلى عن كل شيء لكي تهتم بك
وبعائلتك ؟0< .
ستتابع عملها اذا رغبت فى ذلك . الا تزال ضد تحرر
المرأة ؟0» .
(فقط عندما تتعارض حريتها مع حريتنا . . . او مبادثنا

ما رأيك بنظر الرجال التي تكاد تلتهم سابرينا وهي
تتمايل بثياب عملها الرقيقة . . .؟

سكت البرت ، ونظر تورن

الى سابرينا بحدة .
(انت ماذا لديك لتقدميه لزوجك ؟ وقت فراغك؟ فأنت

تقضين كل وقتك في الملاهي الليلية »» .
فكرت سابرينا بسر عة . لم تكن تنتظر مثل هذا السؤال .
0انا سألتزم منزلي واهتم باولادي»> .
دهشة تورن جعلتها ترتبك ، فاخفضت نظرها .
ددهل انتهت جولتنا؟»» سألته بخجل ددانا بدأت اجوع«.
«من عادة الكوي بوي في الماضي ان يحمل طعاما معه »» قال البرت ضاحكآ .


http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 15:54
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)
0انا ارغب بخروف مشوي الان »ء قالت سابرينا وهي
تبتسم لتورن .
00م م م . . . ان تقطع اللحمة ونضعها في فمنا
0(المسا احد نعاجي وسأقطع عنقكما) قال لها تورن
مهددآ .
00انا متأكدة انك مضيف رائع ءء .
(كل الماشية هنا من اصل ماف . يجب ان تعلمي
ذلك »» اجابها وهو يضحك .
(شعرت سابرينا بسعادة غريبة . » ازدادت دهشة البرت
لم يسبق له ان رأى اخاه يمزح منذ مدة طويلة . . .
>0حسنآ<0 قالت له سابرينا 0اذا حرمتني من الطعام
فيعذبك ضميرك بعد موتي»» وتظاهرت بالاغماء .
0هيا تعالي ! »< قال لها تورن ضاحكآ من جديد
(سأطعمك 00.
وسلك الثلاثة طريق المنزل . واحست سابرينا بفرح
كبير.
سبقهما تورن الى الاسطبل . فالتفت البرت نحوها .
(عادة ، هو لا يضمك . هذه اول مرة <0.
فنظر ت سابر ينا الى الرجل الذي سبقهما .
(لم اصدق جيس عندما اخبرتني بذلك 0> .
«لقد اختار وحدته بنفسه على كل حال ، لا تشفقي
عليه ، ولا تثقي بلطفه الظاهر. فعندما لا تحذري منه ،
سيوقعك في فخه . لقد سبق لي ورأيته يتصرف هكذا
دائمآ«» .
ددسأبقى متيقظة 00.
واحست نجأة بالمرح . على كل حال رغم القلق الذي
تعيشه ء هذ» القصة كلهاليست سوى لعبة .
(اوه ! آل ، كيف استطعت اكتساب صديقتين عزيزتين
مثلك ومثل . جيسكا؟».
(انه من حسن حظك 0> اجابها ضاحك ´ .
صعدت سأبر ينا الى غرفتها وبد لت ملابسها ، » ارتدت
تنورة وردية كلاسكيه وقميص ابيض . وعندما نز لت ،
وجدت تورن يحمل كأسآ ويدخن سيجارة امام النافذة .
(اين ذهب شورتك الساتان القصير؟<<
«0لا اريد_ ان تصاب بازمة قلبية ، سيد الثلاثي !لاسم
اجابته «بابتسامة ماكرة .
(اعتقد انني قلت لك انني لا احب هذا الاسم ، لا
تستفزيني اكثر .»~
)سيد تورن ندون اتسمح ان تتركني؟)
فتركها رغمآ عنه .
(ماذا تشربين؟»» .
(انا لا اشرب الكحول )
(حتى ولا من باب المجاملة )
(معك انت !.»» سألته بسخر ية .
(اعذرني ، انا لا احب طعم الكحول.
ظل تورن يتأملها، فابتعدت قليلا؟ ورمت بنفسها على
اقرب كنبة . فاقترب منها ونظر اليها من رأسها حتى
قدميها .
«انا لست مسخآ ، انت تعلمين. بكل بساطه انا لا احب الوصولين :. .
رفعت نظرها نحوه . والتقت نظراتهما للحظات احست ..
خلالها ان الارض تدور حولهما . ورغبت فجأه في ان
تلامسها يداه وتضمانها ، الرغبة القوية في نظراته كانت واضحة جدآ
فقاومت ولكن بدون جدوى وتذكرت لقائهما الاول
انحنى تورن نحوها ، وكأنه فهم نداءها الصامت
وداعب عنقها، فارتعشت » كانت يده ناعمة ودافئه
(انا لا اريد ان اؤذيك »» همس تورن وجلس بقربهافلم
تستطع ان ترفع نظرها عن فمه وكأنها ترغب بتقبيله
«الرغبة تضر احيانآ<» قال لها بصوت عذب لانها
قوية . . .
كرغبتي بك سابرينا عندما المسك وعندما ترتجفين كالان..)
لم تكن الفتاة تتوقع ان يتلفظ بهذه الكلمات بشكل

مباشر وخاصة انها لم تكبن متأكدة من مشاعرها
,ولكن لم يكن يبدو على تورن انه يريد ان يتركها بسلام .
(انت ترغيبن بفمي كما ارغب بفمك »» اضاف بهمس
لم تستطع الاعتراض . وتابع تورن تحسسس عنقهاوخديها .
(سابرينا انا لا ارغب باقتحام براءتك . واقضي على
حذرك_ . فمي وفمك . . . جسدي فوق جسدك . . . < .
»>ارجوك . . . »» توسلت اليه ؟>،انا . . . انا خطيبة البرت »» .
فقست ملامح تورن وجذب وجهها نحوه واطبق شفتيه
على شفتيها المر تجفين .
«اذا لماذا تنادين قبلاتي؟) .
(اوه ! انت فظيع ! :: »ودفعته عنها بقوة حتى وقع على الارض
فنهض _ وابتسم ابتسامة النصر .
«انت تفتنيني . آنسة كان» قال دون ان يبعد نظرة
عن جهها المشتعل .
(انت رقيقة ء وبريئة رغم مظهرك المغامر. كيف حدث انك
واخي . . . واخيرآ » لماذا ، الحب الجسدي
يخيفك ؟ » .
تقطعت انفاس الفتاة . واحست بانه سيكشف خطتها .
(انت رجل وقح <» .
(ليس كما تتصورين . اذا سمعت كلامي
فأنا..)
من حسن حظهالم يستطح متابعة كلامه ، لان صوت
البرت ارتفع من بعيد .
«اين انتما:»» ودخل الي الصالون وقد بدل ملابسه .
وكان البرت وسيمآ ايضآ . ولكنه بجمال اخيه الاكبر
ودهشت سابرينا من هذه المقارنة السخيفه .
(انتما لستما متشابهين<» اضافت الفتاة .
0«تورن يشبه والدي وانا اشبه والدتي بشرها الكستنائي
وعيونها الخضراء) اجابها البرت مبتسما .

http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 15:56
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

عبس وجه تورن . ووضع كاسه على الطاولة وغادر والغرفه .
>:هكذا يتصرف كل مره الفظ بها اسم والدتي . هيا،
(تعالي الى غرفة الطعام . انا اموت من الجوع !>
جلسا لتناون الطعام اضطرت سابرينا لتحمل برودة نظرات تورن
0)كيف اصبحت مغنية روك» سألها تورن أثناء تناول الحلوى
.انتفضت عندما سمعت سؤاله المفاجىء
«بالصدفة . لقد ربحت في مسابقة للهواة وعملت في
ملهى ولاقيت نجاحآ والتزمت بعقود متتالية الى ان دخلت في فرقةحبوب الرمل ولانزال نعمل معا0
>كانت معرفتك بهم مميزة . هذا ما اخبرتني به جيسيكا)
قال البرت
(بسبب سوء تفاهم بسيط 0> اجابته ضاحكة
)في اول لقاء لي معهم ، تخاصمت مع ريكي تورتن
لكن كان هذا بداية صداقة وتعاو ن كبيروفي ذلك
المساء< حققنا نجاحآ كبيرآ ولم نفترق بعده »».
اخفت سابرينا قسمآ من قصتها، اخفت حبها للاوبرا،
وفي تلك الفترة لم تكن تملك ألمال لمتابعة دروسها في
معهد الموسيقى. يجب عليها ان تدفع ايجار سكنها وثمن
طعامها كل يوم ولا يمكنها التوقف عن عملها
الذي اخذته من تورن . والذي ابكاها بمرارة ، لا يمثل شيئا
بالنسبة لها ولا يكفي لانقاذ سمعة والدتها. . .
«بماذا تفكرين؟»» سألها البرت
(اوه » عفوآ»» ورسمت ابتسامة على شفتيها، وتذوقت
الحلوى التي اعدها جون ، الرجل الو حيد الذي يهتم بهذاالمنزل .
وكان تورن يجلس في مقعد الشرف حول الطاوله ولا
يبعد نظره عنها. فتذكرت تلك اللذة التي شعرت بها بين
ذراعيه في لقائهما الاول . ولكن يجب ان تنتبه
وان لا
تنسى بانه عدوها
«والدتي ايضآ» قاطعه تورن .
0اريد ان اكلمك قليلآ حول موضوع البئر الجديد)
(حقا ) ستكون هذه اول مرة تشركني فيها بهمومك
حتى الان لم تكن تنفذ سوى رأيك انت »».
««لقد حان الوقت لكي تشاركني في اتخاذالقرارات بعد
عام ستصبح مديرا لقسم كبير هذه الاعمال(
(ياالهي! هل انت جاد)»>>« سأله البرت بسخرية
(كان يجب ان تعرف ذلك <» ونظر الى سبرينا بطرف عينه . ففهمت ما يقصده
(هيا بناالى المكتب »» ثد التفت نحو سابرينأ
(ستجدين شيىء تشغلين به نفسك بانتظارنا»»
دخل الرجالان الى في غرفة المكتب ودخلت سابرينا الى
الصالون الثاني . حيث وجدت بيانو كبير جعإر جعل قلبها يدق
ولم تستطح مقاومة الجلوس وتلمس ملامسه العاجيه
وكانت الفتاة قد تعلمت العزف على البيانو في الملجأ
وبدأت اصابعهاالرقيقه بالعزف بصوت منخفض اولا
معزوفة الكونستوار الثانية ل:رانشمنينوف. وكان الحن يناسب روح الفتاة وانسجمت الفتاة بالعزف الى ان
احست بانها مراقبة ، فتوففت فجأة والتفتت نحوالباب .
فوجدت تورن والبرت يقفان يتأملانها .
>>تابعي قال لها تورن بهدوء ودخل الى الصالون
وجلس على الكنبة واشعل سيجارة ودعا <اخاه للجلوس
اربكها وجود عدوها بقربها ولكنها اكملت عزفها الى الاخر.
(انت تعزفين بشكل رائع . . اين تعلمت العزف؟)
قال لها باعجاب .
>صديقة لي علمتني»» اجابته بايجأز.
(بامكأنك امتهان العزف »» .
>> ياالهي!< قالت بعصبية .
(انه عمل متعب افضل الغناء) ثم نهضت وجلست قرب البرت
(اتعزف علي البيانو البرت ؟0< .
(انالا، ولكن تورن عازف ماهر << .
جحظت عيون الفتاة وهي تتأمل تورن .
0اهذا يدهشك ؟<< قال تورن مبتسما .
(ايه نعم ! انا احب الموسيقى . . . الحقيقية لاتلك التي ترفينها في عالمك تلك ليست سوى ضجيجا0)
فضلت ان لاتجيبه مباشره فضلت ان لاتستفزه
اكثر
>~اذآ ماذا تفعل عندما ترغب بالتسليه) .
(يذهب الى السنيما)قل البرت ضاحكا .
(سنشرهد الفيديو في غرفة الجلوس اتأتي معنا
تورن :<0.
0لا شكرآ : لدي عمل0< .
نهضت سابرينا وتبعت البرت .
(للحقيقة ، البرت لاارغب بشاهدة التلفزيون . افضل
الجلوس في الحديقة <» .
(انتبهي « سابرينا ، تورن ليس ساذجا لهذه الدرجة <» .
ددلا افهم سبب كرهه الشديد لي<0.
(اعتقد انك تذكرينه بوالدتنا . انكما تملكان نفس
الاطباع ، لكنكما تختلفان في ألشكل . و. . . تورن لا
يعرف ان يعيش مع العواطف . . . فيحاول ان لا يظهر
عواطفه انت تعجبينه ، هذا واضح ، لم يسبق لي ان رأيته
هكذا،<
«1ذآ، من الافضل ان ارحل ».
(ليس الان << اجابها البر ت ضاحكأ
«لقد بدات الامور تصبح شيقة ،<
«بالنسبة لمن ؟ لن تتركني وحدي معه ، اليس كذلك ؟»<
(ايخيفك ؟<<.
(جدأ. وارجوك » لاتهزأ مني، انه غاضب مني جدأ
على كل حال ، لا تقلق» انا وهونحب التحديات ><
(انت رائعة)
(لكنني غبية << اجابته مبتسمة . متى سترى جيكا؟ لماذا
لا تدعوها الى هنا. . .<<
>>من الافضل ان نبقى على حذر. فاذا لاحظ اننا نشاهد
التلفزيون هذا المساء، فهو لن يهتم بنا. . . <<
(فكرة جيدة . ولكت قد يسمع هدير سيارتك وانت
خارج)
>>لا، لدي موعد مع جيسكا على بعد خمسمائة متر من
هنا بعد ساعة <»
>«.1ذا قرر اخوك رؤيتنا. واذا سأل عنك <<
>>قولي له انني. . . في الحمام ><
«>1نت فكرت في كل شيءء.
(مع تورن هذا ضروري. سابرينا لا اعرف كيف اشكرك
على ما تفعلينه من اجلي << وطبع قبلة على خدها.
بهذه اللحظة دخل تورن . وكان قد بدل ملابسه» ولم
حاو ل اخفاء غضبه .
«انا ذاهب ، سأعود بعه ساعة اه بعد ساعتين
وصفق الباب وراءة بشدة .
د0كل شيء يسير على مايرام <» قال لها البرت بحماس
««انه غاضب لانه بدأ يفهم انني لن اتزوج وريثة النفط » .
«0لا تفرح كثيرآ » قد يعود بسرعة 0» .
««لا تقلقي ، اجلسي في في غرفتك واذا سأل عني قولي له انني ذهبت الى المدينة لانني نسيت شيئآ مهمآ -
واسرع البرت مغتنمآ في فرصة غياب اخيه وانطلق بسيارته
»ظلت سابرينا تشاهد التلفزيون الى ان شعرت بالملل
فرغبت بتنشق الهواء . فخرجت الى الحديقة وكان الجو
هادئآ . فجلست الفتاة على مقعد هزاز تحت الشرفه تهز
نفسها بكل . وشعرت بالنعاس وهي تتأمل النجوم
بدأت تسطع في االسماء المظلمة . وكان كل همها ان لا
يلاحظ تورن شيئآ قبل زواج صديقتها وبعد ذلك
لن
يستطع ان يفعل شيئا . وفجأة سمعت هدير سياره تتوقف،
امام المنزل ء ولم يكن البر ت قد عاد حتى ألان .
اقترب تورن منها وكان نور الصالون ينعكس على وجهه
(ماذا تفعلين هنا وحدك؟ اين البرت)
(لقد اضطر للذهاب الى المدينه نسي شيئا
هناك)
(ماذا نسي)
(لم يقل لي)
(وتركك هنا وحدك » ايها العندليب الصفير» يا له من
مغفل ! لماذا لم ترافقيه ؟<<
«خشيت ان اسيء الى سمعة جيرانه » اجابته ضاحكة
(ماذا! الست خطيبته ؟»
«لا يحق لك ابداء هذه الملاحظة ، الم تمنعنا من
مشاركة نفس الغرفة ؟<<
«انا رجل رجعي»
«ولكن سمعت انك كثير المغامرات )وحاولت ان تخفي
خوفها منه .
«الامر مختلف بالنسبة لعائلتي انا احاول حمايتها»
(الهذا السبب تمنعني من الدخول في عائلتك)
(السؤال لم يطرح نفسه بعد، لن ادع البرت يتزوج من..)
انتبه لما تقوله . لن اتردد في صفعك من جديد اذا
اهنتنى . انت لا تعرف شيئا عني<<
(ماذا تحبين في اخي؟»< سألها وهو يتأملها بنظرات غريبة
انتفضت الفتاة ، وتفاجأت بنظراته
(انه لطيف <<
(هل اخيفك ؟<< سألها بهمس عندما لاحظ انها ترتجف .
«نعم << «لماذا؟
ابتمست الفتاة رغمأ عنها. وكانت انفعالاتها امام تورن
غريبه عنها. كلما اقترب منها تشعر بالدم يغلي في عروقها»
وتخاف من كل شيء
(لست ادري . اتكون انت مجرم محترف؟><
(انا لااحب ان تكمليني بهذه الطريقة انا لست معتادا ان احوم حول النساء الذكيات)
(ولاحول احد سيدي البربري لانني متأكده انك تلتقي في مهنتك بأناس كثيرين)


http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 16:01
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)
الفصل السادس

هذا هونفس انظباعي عنك) قال وهويستند على جذع الشجره.
(من المؤسف اصرارك على حمل اسم البرت بالنسبه للمال الذي تطمعين به بامكاننا ان نتناقش بهدوء)
(انت مغرم بالنساء الرخيصات مالذي يعجبك بهن؟) سألته بسخريه
(انهن لاتطالبن بمكان في حياة الرجل وهن لايزعجنني في حياتي) اجابها بهدوء ثم التقت نظراتهما
وادركت سابرينا انها اخطأت بالحكم عليه. لقداكتشفت في مقلتيه رجلا محترما ومتسامحا وحنونا
(انا ...) قالت سابرينا لتقطع الصمت الذي حل بينهما
(انا لااحب..)
«كم عمرك ، سابر ينا >
(ثلا ثة وعشرون عاما . كبيرة كفاية لاكون ابنتك . اذا
ثنت تنوي. ان تقلم لي نصائح ابوية)
(هذه الفكرة بعيدة جدأ عني . لابد ان البرت اخبرك في
بأنني اشبه والدنا<<
>><اخبرني القليل فقط << .
«كان رجلا قاسيا .واي دليل على الحب كان يعتبره ضعفآ . انا افهم والدتي قليلا كانا مختلفين . ولكن هذا لا يعذر موقفها منه ولولا ذلك لكان الآن لا يزال حيأ» . :
تذكرت سابرينا ماضينها . حزن هذه السيدة يشبه حزن والدتها عندما كان الرجال يتخلون عنها » وخاصة في الليله الاخيره
،>» وانت ، سابرينا . كيف كانت والدتك ؟<<
>>قريبه من والدتك . لااحب الحديث عنها» .
>>هل الذنب ذببها اذا كان الرجال . . . <<
«ماذا ! لن تتكلم من جديد عن . . . عدم خبرتي؟
حسنا. انا لااحب ان اعيش كال. . . » .
(كيف تشعرين بين ذراعي البرت؟ كما تشعرين معي؟)
هذا السؤال جعلها تتجمد اية كذبة ستخترع له ؟ لكن
تورن لم يترك لها مجالآ للتفكير » لانه رمى سيجارته وضم الفتاة بين ذراعيه » ه اجبرها على النهوض::
>>لا، تورن ارجوك <<. 0 :
(احب سماعك وانت تلفظين اسمي» وكأنة نداء قوي »
قاومته الفتاة كما قاومت نفسها لكي لاترتمي على ذلك
الجسد الذي يجذبها بقوة
( ليس الامر كذلك مع البرت <<. قالت اخيرا ووضعت يدها على صدره لتدفعه عنها.
(اتعتقدين اننى لم اكن اعلم 0؟<< همس بصوت دافىء
(اوه سابر ينا! اناارغب بك بقوة ،،
وكانت مقلتيه تلمع بالرغبة » ودقات قلبه سريعة احست بها الفتاة تحت يديها. وكانت نظراتهمامعبره اكثر من الكلام
ففهمت سابرينا انها هي ايضآ ترغب به وتبحث
عن دفىء جسده وقوته . وبحركة يائسة لكنها ارادية . رفعت
وجهها نحوه وقدمت له شفتيها
. قبل تورن جبينها وخدها، وكان فمه دافئأ علي جلدهاالحريري فبدأت ترتجف وأحاطت عنقه بيديها
(ايقبلك البرت هكذا. . . هكذا. . )
(انا ايضآ. . . انا رجعية . . . لم يسبق . .»
وكان يقبل عنقها وخلف اذنيها بحرارة . وكانت ترتعش تحت لمسات يديه الرائعة
(سابرينا، لم يسبق لي ان ضممت بين ذراعي امرأه
مثلك . . .ابدآ. . .،<
واطبق فمه على فم الفتاة يقطف اولى تنهداتها وكان يشعر بها مليئة بالرغبة وترتجف وتلتصق بصدره وتتحرق
تحت اقل لمسة منه دست يديها تحت قميصه . واكتشفت
ببطء بأصابعها جسده الدافىء وغرقت مقلتيها في مقلتي
تورن التي تعبر عن الم كما تعبر عن الرغبة
.
وبهدوء تناول فمها من جديد والتهمه بقبلة مليئة
بالانفعال . كان رقيقأ وصبورأ بشكل لم تكن تعلم بأية حجة
كانت ستقاومه . كان يلهب مشاعرها دون ان يخيفها
وكانت تشعر بخفة بين ذراعيه وبسعادة كبيرة .
هل هذه التنهدات التي تخرج من حنجرتها من اعماق
كيانها . هي تصدر عنها؟ لم تعد تعرف نفسها . وبرغبة
قوية ، التصقت به اكثر. حتى اصبحا كالجسد الواحد .
واخيرأ ابعد تورن وجهه عن وجهها وكان فمه ومقلتية
تظهران رغبته المتزايدة واخذ يداعب فمها بيده المر تجفة .
هذه الفتاة المغامرة تمثل سر كبيرأ لا يتسطيع اكتشافه .
(ارجوك << . توسلت اليه وتلألأت مقلتيها بالدموع
«>1نا . . . لم يسبق لي ان . . . <<
وكانت تتوسل اليه كي يتابع وليس لكي يتوقف
«!علم » . اجابها بحدة . . . اعلم اسكتي . . ودس يديه تحت قميصها برقه و حنان . ارتبكت الفتاة
واخذت ت ترتجف بقوه بين ذراعيه » وخافت من خضوعها
له
ولرغباتها . ولشدة انفعاله . اخذ تورن يهمس باذنيها باجمل
الكلمات
وكانت الفتاة على وشك الانهيار. كل لمسه منه تزيد في
اشتعال عاطفتها. ولم تعد قادرة على التفكير
«تورن . . . اوه . . . تورن <.
فعاد الى فمها يرشف من عسلة ويشرب خمره . « وعرفت سابرينا بين ذراعيه لذة لا تعرف حدودأ ونسيت كل تحفظاتها وخجلها
وسمعا من بعيد هدير سيارة ابعدهما عن بعض . فتأملها
تورن طويلا، «ادرك عطشها له . انه عطش متبادل .
(هاقد وصل البرت <<. واخذ نفسأ عميقأ لكنه لم
يتركها. لانه كان يخشى ان تقع اذا تركها.
>>»اوه سابرينا. انت رائعة . ولكنك له هو». ثم تركها
بسرعة و ركض الى المنزل دون ان يضيف كلمة اخرى.
اقتربت انوار مصايح سيارة البرت .
وكانت سابرينا لاتز1ل وحدها، فأحست بأنها لا تملك
القوة على مواجهة احد فركضت الى المنزل وجلست في
الصالون وادارت التليفزيون ريثما تلتقط انفاسها قبل دخول
البرت .
(هل حصل كل شيء على ما يرام)». سألها وهو يدس رأسه في فتحة الباب
(لقد عاد بسرعة . .قلت له انك ذهبت الى المدينه ».
(ولم يشك بشيء´؟ لا توجد مشاكل جديدة؟».
،>لا<<، اجابته دون ان تجرؤعلى النظر في مقلتيه .
(تصبح على خير، البرت ، الى اللقاء غدأ صباحأ».
ومرت امامه واتجهت الى غرفتها.
لكن البرت لشدة سعادته بلقاء جيسيكا، لم يايلاحظ مدى
ارتباك صديقته . وفي غرفتهاتساءلت مئات الاسئلة .
كيف استطاع تورن ان يفقدها عقلها بهذه السهولة ؟ لو
لم يأت البرت . . . اوه كانت تفضل ان لا تفكربذلك .
وكان جسدها لا يزال يرتجف من الاحساس الذي ولده
تورن في كيانها. وسالت الدموع على وجهها بغزارة .
(اوه جيسكا لوتعلمين كم اتعذب من اجل مساعدتك)
كانت تخاف من رغبتها الشخصيه اكثر من خوفها من تورن .

http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 16:09
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)
في صباح اليوم التالي » ارتدت بنطلون رمادي وكنزه حمراءوهي تتمنى ان تجد البرت لكنها
وجدت تورن وحده يجلس في مكان الشرف
حول الطاوله و يلعب بمنديل ورقي بعصبيه وكأنه كان في انتظارها وكان قميصه مفتوحا على صدره فذكر الفتاه بالامها وتمنت الهرب منه بسرعه.
(تفضلي بالجلوس » ايها العندليب الصغير
جون يعد لنا الفطور<< .
اصبح من المستحيل الهرب فجسلت وناولها تورن
فنجان القهوة .
(ليس هذا جيدآ بالنسبة لالبرت » قال هذا فجأه .
(عن ماذا تتكلم؟!،< .
(عن خاتمك هذا<< واشار الى يدها .
(لا يجب ان تنسي خاتما كهذا عندما ترغبين برجل آخر، كما كنت ترغبين بي) .
)انا لم..)
(لا فائدة من الكذب << . قال وهو يضع اصبعه
على فمها.
(بعد لحظات كنت سأصطحبك الى غرفتي«< .
«دعني بسلام تورن) صرخت بحدة .
(بالتأكيد لا<<. «اشعل سيجارة واخذ يتأملها.
(انت لم تأخذي تحذيراتي على محمل الج وها انت
تلقين النتائج <،.
(ما سيكون عقابي ليله في سريرك؟<< سألته بتعال . أ
(هذا لا يعجبني كثيرأ». اجابها بابتسامة عندما رأى احمرار وجهها
«لم أرغب بامرأة بهذه القوة منذ فترة طويلة«
(انا لست كما تعتقد!<<.
>>انا اعلم . لكنك انت تعقدين الموقف . من اين اتيت سابرينا)
(من نيو اورلينز0» لماذا´؟»
(كيف التقيت بالبرت «. وشرب جرعة من فنجانه (عن طريق جيسيكا،<
««انها فتاة جيده جيسكا. . . اتعلمين انها تحب اخي´؟»<
سألها مبتسما. احمر وجه سابريا . وتركت فنجانها كي لايقع من يدها .
«يبدو لي انك كنت تعلمين الا يشعرك هذا
بالخجل ؟».
«لم اكن اعتقدانك مهتم بسكرتيرات الشركة).
(انا لست غبيآ ايتها العندليب الصغير».
>>لا. ولكنانت صاحب احكام قاسيه ايها السيد
الثلاثي الاسم).
(خاصة عندما التقتي بنساء لم تخلقن من اجل انجاب الاولاد» اجابها باحتقار.
(اهذا كل ما يهمك »< سالته و قد صدمها كلامة كثيرا
(1نت تعتبر الناس كالمواشي الا وجود للبشر
في نظرك »
«على كل حال، انت لا تعتبرين كذلك . يا جميلتي
جسديا ممكن اما غير ذلك فلا<<.
»فليحمني الله) اجابتة بغضب والالم يعصر قلبها.
لمعت مقلتي تورن ببريق غريب ولكن قبل ان يتمكن من
الكلام ، دخل البرت ، وانضم اليهما
(صباح الخير ، هل اصبح الغطور جاهز) قال البرت
باشراق.
«>جون»< صرح تورن بغضب لا مبرر له.
(السيد الكبير جائع وكذلك الآخرون<<. .تمتمت
سابرينا.
)اسكتي انت »، قال لها تورن مهددا.
)hbالاتزلان تتناقشان انتما الاثنان »؟<< سالها البرت
)ستكونان زوجة اخ وابن عم)
فرمقه تورن بنظرات قاتلة
«لم يحن الوقت بعد. لا تكن مستعجلا يا اخي انت
لاتزال صغيرا<<
««وانت ايضا ماذا تنتظر) ساله البرت بقوة جديدة
)اتذكر تلك الفتاة الشقراءالتي كنت تتمنى الزواج بها والتي من اجلها هددك والدي بحرمانك من الميراث؟ ولاازال اذكر كيف حاولت اللحاق بها، كات والدي تبعك وهددكما بانة لن يكون لك مليم واحد اذا تزوجتها، ودفع
لها والدي مبلغأ لكي تتعقل . . . فقبلت . . . مسكين انت يا اخي، لقد ظهرت على حقيقتها بسرعة وانت
تخاف ان اكون انا اعمى مثلما كنت انت )).
(اذهب الى الجحيم << صرخ تورن ثم نهض وغادر
الغرفة .
((هذا فضيع !)) قالت سربرينا بذهول وانقبض قلبها فكرت بالعذاب الذي عاشه تورن .
(اردت ان يكون هذا درسأ له . ليس لان امرأة خانته ،
يجب عليه ان يفسد حياة الأخرين هيا بنا تناول فطورنا.
وسأدعوك للقيام بجولة على صهوة الجواد. فأنا لم ارك
كثيرأ مساء امس ، وسأضطر اليوم ايضأ للتغيب لكي اذهب
سرأ لاحضار اجازة زواجي<<
وخيلا قليلا حول المزرعة .وعند احد المفترقات تركهاالبرت واففا على قصة يقولانها لتورن اذا شعر بغياب اخيه.
وفضلت سابرينا ان تنتظره قرب النهر كي لا تعود
وحدها
.
فنزلت عن حصانها وسارت على ضفة النهر. وفجأة
رأت آثار اقدام غزال وتعرفت على ذلك بفضل المعلومات
التي كسبتها من جدها عن تقفي آثار الحيوانات البرية .
«هل اضعت الطريق يا ابنة المدن ؟<<. سألها صوت
مألوف ساخر، فالتفتت باتجاه الصوت . وكانت دهشتهاكبيرة عندما رأت تورن يقف قرب جوادها ويتأملها.
(لا ابدآ كنت اقتفي اثر غزال ».
انضم اليها وانحنى يتفحص الآثار .
«انهما غزالان »< . قالت لة وهي تسير الى الآثار
(هذه خطوات الانثى وتلك خطوات الذكر << .
(من علمك كل هذا><
(جدي لقد قام على تربيتى لمده قصيرة . وكان كل شيء بالنسبه لي<< .
(ماذاعلمك ايضا´؟»<
(اشياء كثيرة ليست مهمة ، كالتنبؤ بالمطر، وزراعةالخضار، كان ن مزارعآ<< .
نهض تورن وتأمل وجه الفتاة بدهشة .
(انت تقلقينني<< .
(لماذا´؟´ سألته ضاحكة بجفاف .
(الانني اعرف تميز اثر غزال ؟<< .
((لانك لا تشبهين احدأ ممن اعرفهم . لاننى اشتعل
من الرغبة بك . بامكاني ان اكرهك لهذا الضعف الذي اشعر به امامك <<.
(ولا انا، سيد تورندون لم التق برجل مثلك
اقصد. . . الآخرون كلهم تصنع وكذب اما انت . . .فصلب ،صادق . . . وعميق هذا ما كنت اقصده عندما قلت لك انني اتمنى ان اكسبك صديقأ<<.
(عشيقأ، هذا ما كان يجب ان تقوليه ! < اجابها بضحكة ساخرة .
(كنا سنكون عشيقين لولا وجود البر ت <<.
«لا اعتقد ذالك ، فأنا اخاف منك ، ولا احب طريقتك
التي تستعملها مع الآخرين لن يمكنني تحمل فكرة ان اكون . . . لعبتك ، قد تكون النساء ترغبن بأن يمتلكهن الرجل ولكن لا ان يشترين)
>>لا يوجد فرق كبير !><.
(بلى، انه فرق مهم<<. ونظرت !لي التلال القريبة
((المنطقتة هذه جميلة جدآ كيف يمكنك تحمل نيو اورلينز بعد ان تأتي الى هنا؟)
>انا اتحمل. . . .اشياء كثيرة «
فسارت نحو حصانهاولكن تورن استوقفها
(اين اخي؟)
(ذهب لاحضار فرسه ، سيعود بعد قليل <<
(هذا ليس ضروريا سابرينا قبلينى << وضمها اليه



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 16:12
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

(قبليني انا اموت من الرغبه بامتلاكك . انا اتعذب قبليني)
وتناول شفتيها بحرارة>
تفاجأت الفتاة بعدم رغبتها بمقاومته انه حلم رائع قطع مساء امس وهاهو يعود من جديد وفجأة عاد اليها وعيها
فحاولت الابتعاد عنه لكنه ضمها اليه اكثر ودعاها للمساته الرائعةاغمضت عينيها وبادلته القبلات الحارة وتحسست كتفيه وظهره فتح تورن عينيه تأمل وجهها ولاحظ مدى
سعادتها. اشتعلت عواطفه اكثر واصبحت لمساته على جسدها اكثر جرأة . وسابرينا في غمرة انفعالها رددت اسمه بهمس ودست يديها تحت قميصه تداعب صدره .
فتنهد بلذة قريبه من الالم « ثم ضحك
(انت تحرقيني، سابرينا. ان المسك . . . واضمك بين ذراعي . . . لم اشعر بمثل هذا الاحساس في حياتي كلها»
امتزج قلبها بالفرح والقلق. كان الريف هادئا ولم يعد البرت باكرأ. فتنهدت وعادت تبحث عن شفتيه لتروي
ظمأها. فضمها اليه اكثر.
وقبلها بحنان كبير، فأحست بأنه جزءا منها وبأنها جزء
«>انا لم امارس الحب واقفا من تبل ». همس بأذنها.
«أرغب بالجلوس) فانتفضت بخوف وابتسم لها تورن
بحب.
«اريدك سابرينا، والا سأفقد عقلي. . . <<
اعتقد الفتاة انها ستجن من السعادة التي جتاحتها
وزادت كلمات تورن رغبتها. وفجأة تذكرات تحذيرات البرت . وتذكرت تلك المرأة ائتي خانت تورن. . . وببطءوبيد مرتجفة داعبت فمه بحنان
))انها كانت مجنونة تمامأ<<. قالت له
))كانت مجنونة عندما قبلت بالمال وتخلت عنك<<
هذه الكلمات اغضبت تورن كثير فأسمك شعر الغتاة
وارجع رأسها الى الخلف.
)على الاقل لم تحاول ان تلعب دور الحمل الوديع والذئب بنفس الوقت ا<
شعرت سابرينا بالإهانة . وتبدد كل مانشأ بينهما
بسرعه
(انت تؤلمني<<.
وفورأ تركهاوبصعوبة كبيرة ابعدت يديها عنه انه يعرف كيف يسيطر على مشاعرها فكرت الفتاة وهي تنظر اليه يشعل سيجارة .
عندما رفع نظره نحوها لم تجد في مقلتيه سوى الاحقار والتحدي
>>1نا احضر لك مفاجأة صغيرة » ايتها العندليب الصغيرة ،
بعد يوم اويومين يكتمل السيناريو<<.
>>كم هذا مثير ! لا يمكنني الصبر اكثر <<. اجابتة بجفاف .
«هل البرت على علم بذلك ؟<<.
«لا اريد ان اجر اكثر ، يكفي انك بتصرفك معي، تحضرين له لحظات فظيعة <<
كيف سيمكنها ان تشرح له بأن هذهء الخطوبه مزيفه.
انها تحبه و ترغب به وتحتاج اليه ؟؟ ايمكنها الاعتراف بسرعة
دون خوف من النتيجة : بالنسبة لرجل متكبر فظ مثله!
واخيرأ! لكي تكون صادقة مع نفسها يجب ان نعترف بأن عدة وجوه . انها ترغب به كثيرآ وافضل شيء تفعله الآن ان تهرب من امامه :0.
«سأتركك الان، سيد الثلاثي الاسم <«. قالت وهي تمتظي جوادها
(سأذهب للانضمام الى البرت <.
(استغلي وجودك معه الآن << اجابها وهو يمتطي جواده
بدوره.
>لن تستمري معه طويلا))
>>كيف كان والدك << سالتة فجاءه.
(مثلى انا. لماذا!<<.
(لقد فهمت الأن موقف والدتك <<. اجابته بحزن.
>«كم تعذبت بعد وفاته <<.
(لا تتكملي بما لاتعرفينه . الذنب كله كان ذنبها))
((لقد كلمني البرت عن والدكما. اذا كان والدك كما اتخيله ، انا متأكده انها لا تزال تبحث عن رجل بمستواه .
وانا متاكده انها لن تجد مصدر حزنهاووحدتها))
(لم يكن هناك مايقلقها كان من الممكن ان يكون حياالان لولم تحاول استفزازه <<. اجابها بحده وقد بدا يفقد صبره.
(يوجد اناس يجعلون اليحاه مستحيله بالنسبة للآخرين وذلك .برفضهم اظهار حبهم . انا اعتقد انها كانت تريد فقط ان يفهمها ويهتم بها اكثر بعد الذي حصل تصور مدى
احساسها بالذنب كيف يمكنها ان تنساه؟<<.
«يبدو انك على معرفه في بعض الامور<< اجابها
بسخريه.
دون ان تضيف اية كلمه سلكت سابرينا اتجاه الطريق حيث ينتظرها البرت انها تحب تورن حبا لاامل منه .
وهى تعلم انه يرغب بها كما ترغب به وخلف قناعه الباردتعرفت على رجل يمكنها ان تحبه وتتمنى العيش
معه . لكن القدر القاسى اراد ان يكونا عدوين.



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 16:14
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)


الفصل السابع

«عندما وصل البرت حملها .ورقص بها من الفرح ،
واخبرهاانه حصل على اجازة الزواج وانه سيتزوج من جيسكا بعد ايام قليلة>
في المساء احست سابرينا بآلام الغيرة عندما رات تورن يخرج في ملابس السهرة . وتخيلته يضم ببن ذراعيه
فتاة جميلة كتلك التي كانت معه مي حفلة البرت
)كل النساء تمر بين ذراعيه دون ان تؤثر بة » قال لها البرت .
»ويقول بانة لا يمكن لااحداهن ان توقعه في شباكها<<
<>لابد ان لديه اسبابة الخاصة .
(ايمكنني ان اعزف على البيانو؟
»بتأكيد وساغتم فرصة غيابه واذهب لرؤية
جسيكا«.
في اليوم التالي، عندما نزلت من غرفتها لم تجد
في غرفة الطعام غير البرت وكان يبدو قلقآ.
(تورن سيقيم حفلة مساء يوم السبت » ولقد دعا جيسكا!. >
(اوه . . . اتظن 0بانة يشك بشيء» سالته بقلق
(لست ادري . يدعي ان هذه الحفلة لاعلان خطوبتنا.
لكنه اعد لكل شيء بسرعة » ودعا بعض الاصدقاء بالهاتف . هذا ليس من عادته . . . اشعر بقلق كبير» ثم نظر الى صديقته باشفاق .
(قولي لي سابرينا. . . ايوجد في ماضيك شيء. . .»<
(لا ليس بالشيء المهم . . . » اجابته بصوت مرتجف
(لماذا؟)
>كان تورن بمزاج رائع هذا اليوم » »هذا ما يقلقني<<.
«قد يكون مضى مساء امس سهرة ممتعة ».
جاء قبل الظهر بائع العلف ، فرافقه البرت الى المدينة .
وكان تورن في مكتبه . فقررت سابريتا القيام بجولة في الغابة القريبة من المزرعة . فارتدت بنطلون جينز وقميص قطني وتركت شعرها مسترسلا على كتفيها. وبعد ان سارت
طويلا، جلست تستريح تحت سنديانة كبيرة .
>انت تشبهين آلهة الغابة ).
انتفضت الفتاة والتفتت خلفها فرأت تورن يقف ويتأملها.
>>لماذا لست مع خطيبك؟<<
««لقد ذهب لقضاء بعض اعماله . »لا ارغب بالتدخل بشؤنه) استند تورن على جذع الشجرة ، وكتف ذراعيه .
>«افسخي خطوبتك به << امرها بحزم
(لااستطيع .،<.
«انها الفرصه الاخيره التي امنحك اياها اغتنميها<<.
«هذا تهديد؟ سألته وهي تضحك بسخرية .
(بل اكثر من ذلك». »تأملها وكأنه يراها للمره الاولى.
(نت وحيده ، سابرينا. ولو لم تثبتي لي مال البرت هو كل مايهمك ، لسامحتك . ولكن للاسف لا يمكنني ان اترك اخي.يرتكب خطأ كبيرا بالزواج منك)
)هل ستقضي كل حياتك بتدمير حياة الآخرين 0::<< سألته بحدة .
)أل في الرابعه و العشرين من عمره وقادر على تحمل
مسؤلبة اعماله . لو لم تكن دائما خلفه . . .»<.
(اسمعي. _انا اعرف ماذاافعل). قاطعها واشعل سيجارة . لقد. قضيت عمري وانا احافظ على اعمال العائلة ولا ارغب في ان يفسد اخي ما حققته لهذه الشركة <<. ثم سكت قليلا ولاحظت الفتاة الحزن على
وجهه
(كان البرت صغيرأ عندما توفي والدكما ولهذا تحملت انت كل المسؤوليات <<
)بامكاني م,اجهة كل مسؤولياتي دون ان تكسرني».
«من يتستطيع ان يكسرك ! انا افهمك وانت تعرف ذلك <<.
(لا اشك بذلك»<. اجابها وهوينظر اليها بقسوة .
(وانت ايضأ لم تكن حياتك سهلة حتى الآن ».
لا...لايمكنه ان يعرف شيئا عنها. . .
(كم كان عدد الشبان في حياتك ؟!».
(للحقيقة . لااحد<<.وهزت كتفيها.
(لم يكن لدي الوقت للمغامرات فأنا اعمل بدون توقف)
><اوه! مثلي تمامأ!<<
>>لا، انت غني، وانا كنت اعمل اولا في قطع تذاكر السبنما، ثم عملت كبائعة للازهار.، ثم بعت السجائر في احد المطاعم . لم يكن لدب احد يدافع عني في وجه
الظروف القاسية . ولم اطلب مساعدة احد . تعلمت التصرف والدفاع عن نفسي».
اخذ تورن نفسا عميقا من سيجارته ثم داس برجله
>>ثم تعبت من كل هذاوقررت الزواج من البرت
مع انك لاتحبينه)
«من يسمح لك. . . <<
(هذا واضح . انتما لا تشعران برغبة الواحد تجاه الأخر هذا اقل ها يقال عنكما<<. ثم اقترب منها. فتراجعت بسرعه.
«انا لااحب اظهار عواطفي نحوه امام الناس)
))وعندما تكونان وحيدين؟ واذا اخذتك الآن بين ذراعى.ماذا ستفعلين!»
ونفذ القول بالفعل »ارجورك». توسلت اليه بيأس.
))وانا مثلك، سابرينا. عندما اضمك بين ذراعي افقد صوابي. الا تلاحظين ذلك؟. اوه ياالهى ، انا لااتحمل ماتفعلينه بي !<<
ارتعشت الفتاة من الخوف و الاثارة ايعرف انها ترغب به؟ ايعرف ما تشعر به عندما يلمسها؟ فانقبض قلبها. بعدايام لن تر تورن من جديد بعد زواج البرت من جيسيكا،سيعود كل شيء لسابق عهده . سينساها تورن، فنظرت الى عينيه بنظرات ملؤها الحب.
«سابرينا، افسخي خطوبتك مع البرت طالما .ان الاوان لم يفت بعد. لاترغمين على ايذائك هذه الفكرة لاتعجبني ابدا. لكن يجب على حماية البرت <<
بدون وعي منها، رفعت يدها وداعبت وجههه وتلمست جفنيه، فاخفضهما تحت لمسة يدها. ولم يتحرك وتركها تداعب وجهه. وكأنها تريد ان تحتفظ بكل تفاصيل هذا
الوجه الذي تحبه كثيرا .
تسارعت انفاس تورن .وارتجفت شفاهه فأمسك
وجهها بين ذراعيه ، وو قفت الفتاة على رؤس اصابع قدميها لتطال فمه لكنه لم يحاول تناول شفتيها.
(تورن. . . ارجوك . . .«<.


http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 16:16
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)



(ولكن. ماذا تريدين مني، سابرينا»

(لحظة سعادة .. ذكرى . . . ». .

فتأمل مقلتيها المدمعة . وحملها وقرب فمه من فمها.

(ذكرى لحظة من السعادة . . . ؟ بامكاني ان امنحك منها بدون حساب . فقط لو كانت الظروف مختلفة »».

فخبأت وجهها في عنقه ، لتخفي دموعها.

>>1نا ارغب بك«. اعترفت له بمصوت يدل على مدى المها .

««ترغبين بي ؟والبرت؟!<< واجبرها على النظر اليه . فكانت على وشك الاعتراف لة بكل شيء. ولكنها لم تجرؤ .

فحملها تورن ومددها على اوراق الشجر المستاقطه وتمدد قربها.

«اذا كنت تحبين المال ايتها العندليب الصغير، فكان يجب ان ترمي شباكك حولي انا. انا اكثر ثراء من البرت <<.

><1لمال لايهمني<،

(ولا الحب ايضا><. اجابها وجذبها اليه والهبها

بقبلات حاره وداعب عنقها وصدرها وهو يلهث من شدة رغبته بها

(انت جميله جدأ ورائعة لدرجة تقطع الانفاس لدرجه تجعلينني مجنونا. انت هنا وانا لا ارغب من الحياة سوى

تذوق طعمك ) وعاد يستكشف جسدها المثير . اغمضت الفتاة مقلتيها عندما قبلها بكل حب وحراره.

ولكن ظمأها لم يرتو وبدأت تتنهد من السعادة واشتعل كيان الفتاة بالحب الكبير لم تكن تتخيل ان تعيش مثل هذه اللحظات فأمسكت وجه تورن بين يديها المرتجفتين. هذا كثير لم تعد تعرف شيئأ آخر. ماذا تفعل الى اين تتجه .

فحاولت اخفاء وجهها بيديها .

«لا تخجلي<< قال لها وهو يتنهد(ان سعادتنأ متبادلة << .

وعادت شفاهه تتبع طريق يديه . وغطاها بحنانةالمشتعل.

«يا الهي !. كم ارغب بك << همس تورن (لا نحن نحن . . . لايجب ان. . . << قالت له متلعثمة .

«حتى ولو ارت الابتعاد عني ، فجسدك واحاسيسك لن تطيعك كل خلية في جسدك تناديني ، كيف تريدنني ان اقاوم!<< .

>نعم » انا اريدك . . . << .

فقاطععا بقبلة حارة ، فأحست بأنها ستختنق من لذتها

تورن يعرف كيف يثيرها وكيف يملي عليها حركات الحب التى لم يسبق لها ان قامت بها .

(انك تعلمين الحب. فقدن السيطره على النفس،

والخضوع هواقصى مراحل الحب »< .

بالفعل كانت تحبه وتحتاج اليه وتريد ان تتعلم كيف تهبه السعادة تأملها تورن قليلا ثم جلس وكان يرتجف مثلها. فضمها اليه ولكن بحنان هادىء وابتسم:

(انا لست شريفا . . . << .

(تورن ، ارجوك . . . لا تتوقف <، .

(انت لست مستعدة لان تعيشي مفامرة عابرة ) وغطى جسدها بقميصه .

(حتى ولو كنت قادرة على الاستسلام بهذه اللحظة » .

(شكرأ«شكرته لانه فهمها .

(والان ، سابرينا، قولي لي انك لن تتزوجي البرت)

اذآ ، كان هذا هو هدف لمساته وقبلاته الوحيد، أن يقنعهابفسخ خطوبتها

(لا سبيل لذلك « .

ففضب تورن ورمقها بنظرة كره واحتقار .

«لديك مهلة حتى مساء غد لكي تعيدي اليه خاتمه .

واذا لم تفعلي . . . )).

(1نا آسفة . هذا مستحيل » . اجابته بصوت منخفض

وكان قلبها يتمزق من الالم نهض تورن بسرعة . ورتب ملابسة .

>>لم اكن اعلم انه يوجد نساء مرتزقات مثلك ! الا تشعر ين بالاسف و العار´؟<> .

«دوانا لم اثد0 اعتتد انك رجل قادر على اذ الاتشعرين بالاسف والعار((

(وانا لم اكن اعتقد انك رجل قادر على اغراء امرأة فقط من اجل..)

)ايصدمك هذا؟ انت تدهشينني كنت اتمنى ان استطيع اقناعك بالانسحاب من اللعبة . انا بدون شفقه ولارحمة حتى انني كنت مستعدا لادفع لك الثم الذي كنت تريدينه . وانت تعرفين ثمنك » » شحب لون سابرينا بعد هذه

الاهانه . هل هو يعلم

(اتوقع دائما لنساء ثمن مايمنحونك اياه<».

«نعم خاتم الماس ،معطف فرو ><.

ازداد شحوب سابريا، وتذكرت والدتها وهي تفارق الحياة

«اذهب الى الجحيم ، الى الجحيم ... الى الجحيم. . . ،<

صرخت بيأس وشعرت بكره كبير له لانه يشبة كل

الرجال . واجهشت بالبكاء وركضت بسرعة .

>>سابرينا اانتظري<<

~ لكنها لم تستمع له واستمرت بالركض والدموع تسيل بغزارة على وجهها

حاولت الفتاة ان تكتم حزنها، اوه ! تورن لماذا كان يجب ان تلتقية بمثل هذه الظروف؟ ان رغباتهما متبادلة ،

وكلماتها الأولى التي تبادلاهاكانت رائعة . لقد قال لها انه قادر على منحها لحظات كثيرة من السعادة فقط لوكانت الظروف مختلفه..
اوه ! ماذاسينفعها البكاء´؟ تورن يكرهها لانه يعتقد اننها
مغامره بدون قلب وبدون شرف ، ولكنه مع ذلك يرغب بها كثيرآ. انه مخطىء. وبعد يومين ستخرج نهائيآ من حياته ولن يبقى لهماسوى الذكرى
في صباح اليوم التالي، حدثهما تورن عن السهرة هذا المساء وطريقة كلامة جعلت الفتاة ترتعش من الخوف.
>ستكون هذه سهرة على ستوى رفيع « قالها تورن بتحد.



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 16:20
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

«لا تخشى شيئأ. لن ادعك تشعر بالعار لدي ثوب رائع) اجابته دون ان تجرء على النظر الى عيونه .
(انت لا تشعريننا ابدأ بالخجل سابرينا) قال البرت ثم التفت نحو اخيه
<>تبدو سعيدأ جدأ اليوم، تورن، الديك سبب
خاص؟<<
«لدي بعض الاوراق في يدي» اجابه ضاحكا ونهض ذهب البرت وسابرينا الى المدية ليزورا جيسكا
>>1نا خائفة سابرينا، اذا كان تورن قد اكتشف شيئآ فنحن لن نتزوج بعد غد<< قالت لها جيسيكا.
«لا تقلقي<< طمأنتها سابريا
«لن يشك بشيء<<
>>1نا اصدقك » ولكنك انت من يتحمل الكثير من المخاطر <<
(تورن لم يكن قاسيأ معها<< قال البرت الذي لأمان يجهل اشياء كثيرة . ولكن جيسيكا لاحظت حزن صديقتها»
فاغتنمت فرصة دخول البرت الى الحمام ، وسألتها:
(سابرينا. هل اساء اليك ؟ انا لا اريذك ان تتعذبي بسبنا<<
>>1نا احبه جيس<<
(ماذا؟»
«1نا احبه ماذا يجب ان افعل اول حب في حياتي، لكنه يعتبرني مخادعة له جيس !<< واخفت وجهها بيديها.
»واذ عرف حقتيتي سيزداد احتقاره لي. . .<<
(لا تتفوهي بالحماقات ، سابرينا» انت افضل منه بكثير».
(ليس في نظره.».
«اوه ! سابرينا، اشعر بالذنب !.».
«سأتصرف <» قالت لها سابرينا وهي تمسك يدها، بعد يومين سينتهي كل شيء، وقد استطيع نسيانه . . .»<.
(وهو؟ ماهو شعوره نحوك ؟<<.
>>انه يرغب بي كثيرأ. . . هاقد جاء البرت ، لا تقولي له شيئآ لا اريده ان يعرف حقيقة مشاعري نحو اخيه).
حل السماء وامتلا منزل تورن بالضيوف
الانيقين. . . فبدا لسابرينا ثوبها غير مناسب .
لابد ان
تورن استقبلها بابتسامة ساخرة ، .عاد لااهتمام بضيوفه ،
وفضلت سابرينا مع البرت وجيسيكا.
(آنسة كان ؟)<<.
تفاجأت سابرينا عندما سمعت تورن يناديها. وبنفس الوقت سكتت الموسيقى والتفت الجميع نحوها، فشعرت وكأنها مجرم وقع في قبضة العدالة ، ومع ذلك رفعت رأسهاوسارت نحو مضيفها، وكان ينظر اليها تحد كبير.
)لقد قلت انك تملكين موهبة الغناء، ايمكنك ان
تسمعينا شيئأ!»<.
(بكل سرور<< وابتسمت له محاولة اخفاء أرتباكها،
واتجهت نحو الاوكسترا وتوقفت امام عازف البيانو.
وكان تورن ينتظر منها ان تغني اغنية سخيفة وهكذا يتمكن من اذلالها امام ضيوفه . فادركت الفتاة ذلك ،وقررت ان تلعب على طريقته . فابتسمت وهمست باذن عازف البيانو ببعض الكلمات ولحسن الحظ كان يملك اللحن . والا لما استطاعت ان تغني >>اكابيلا».
وابتسمت للضيوف . وانحنت قليلأ وكان تورن يقف مستندأ على الباب يحمل كأسأ بيده وينظر اليها بجفاف وتحد. وكأنه يقول لها:
(هيا ايها العندليب الصغير . اذا كنت تعتقدين ان ضيوفي سيعجبون باغ

http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 16:25
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)


بدأ عازف البيانو، وارتفع صوت سابرينا الجميل فدهش الضيوف في بهذا الصوت الكريستالي. وقطع الجميع انفاسهم اعجابأ بموهبة هذه المغنية التي لم يتوقعوا

لقائها.واعطت سابرينا قلبها و روحها وغنت اغنية بطلة الاوبرا المشهورة مدام بوترفلي وعندما انتهت من الغناء وسكتت الموسيقى. كانت الدموع تتلألأ في عيون عدد من النساء المحترفات الموجودات .

وفي لحظات الصمت التالية . سمع صوت زجاج
يتحطم ، فالتفتت الفتاه الى حيث كان يقف تورن فوجدت
انه اختفى وحطام زجاج كأسه على الارض
(برافو.. .برافو). صرخ الجميع .
«واقتربت منها بعض النساء وقالت احداهن لقد فهمت من تورن انك تغني الروك اند رول ».
اسرعت الفتاة وانضمت لالبرت وجيسيكا.
(لقد كسر كأسه > قال لها البرت .
(كسره في يده هكذا<< .
><»وهل جرح يده ؟»< سألته بقلق . واسرعت الى غرفة مكتب تورن فوجدته يدخن سيجارة امام النافذة .
(تورن ؟<< .
(يدك . . . »< .
(ما بها بدي ؟» ولاحظ فجأة ان يده مجروحة .
(سأنظفها والفها<< قالت له ودخلت الى الحمام المجاور.
لتحضر له المطهر، فتبعها تورن . . .
حاولت الفتاة ان لا تظهر ارتباكها وهي تعالج يده .
(لم اسمع اجمل من ذلك في حياتي» قال لها تورن .
(صوتك رائع << .
(للحقيقة . كنت اتمنى ان اصبح مغنية في الاوبرا، لكنني لم اكن املك المال المتابعة دروس الموسيقى» .
>انا اعلم بانك كنت فقيرة ، لكني كنت اجهل مواهبك الفنية »
«حياتي لم تكن سهلة . وارجوك لا تعقدها اكثر<< .
فداعب تورن وجهها بحنان .
(ارحلي ما دام هناك وقت ، لدي سر، سابرينا، لا تدعيني استعمله ضدك امام البرت << .
«>1ذآ انت تعتبرني عدوة لدود)
(نعم ، لم يسبق لي ان التقيت بامرأة خطيرة مثلك افسخي خطوبتك من البرت ».
ددلماذا´؟)
>لانك ستخونينه معي »< . واطفأ سيجارته بعصبية في المغسلة .
(سابرينا ، نحن لا يمكننا العيش تحت نفس السقف
.دون ان نمارس الحب معآ . البرت هو اخي وانا احبه .لا اريد ان اكون غير شريف معه << وكان يلتهمها بعيونه ولسمة يده كانت تحرقها .
(احيانآ . انسى اي نوع من النساء انت واكتشف انك رقيقة و. . . بريئة . حسنأ ، هيا بنا ننضم للآخرين اريد ان اعلن عن خطوبتكما . . . ! »< .
وابتعد عنها بسرعة . ففهمت سابرينا ان الحرب لن تنتهي بينهما .
وقف تورن في وسط الصالون ، وقال بصوت مرتع
«سيداتي ، سادتي ، لدي خبر ازفه اليكم ،لقد اختار اخي البرت الامرأة _التي ستشاركه حياته على السراءوالضراء . انها سابرينا كان << .
ونظر الى الفتاة باحتقار شديد .
«سابرينا كان . . . الابنة الغير شرعية لامرأة فاسقة ، انجبتها من احد عشاقها الاثرياء» .
ظلت سابرينا صامتة وشحب وجهها واخذت ترتجف ،بينما ظهرت الدهشة على وجه البرت . وتلألأت دموع جيسيكا ، صمت الجميع ، فتسلمت سابرينا بكل ما اوتيت من شجاعة ، وسارت نحو تورن ، وعيونها تظهر المأ عميقأ . وكأن اخفاء سرها الذي لاتعلمه سوى صديقتها جيسيكا وهاهو تورن الان يرمي بهاالوحل امام ضيوفه
«اهنئك ) قالت له بهدوء
ددلقد كشفت عن مواهبي ايها الثلاثي الاسم . ولكن دعني اعطيك بعض التفاصيل الاخرى: والدتي كانت تحب رجلا رحل الى فيتنام ولم يعد منها. وكانت حامل منه . فرمتها عائلته في الشارع ، وقالوا لها ان السعادة لم تكن من حقها. فعملت كخادمة في المنازل لكي تدفع ايجار في غرفة رخيصة

، وعندما ولدت انا اضطرت للعمل في وظيفة ليلية الى ان تأخرت صحتها كثيرأ».
كان الجميع يصغون اليها بانتباه كلى . ولم تكن قد لاحظت وجه تورن القاتم قربها.
>>لم يكن لديها سوى شيء واحد جمالها. وعندما لم تعد قادرة على العمل ، قبلت الخروج مع تاجر غني كان هو الاول ، واشترت لي حينها اول حذاء. ... وتلاه الثاني وكان رسامأ وصديقأ لذلك التاجر،وبعد ذلك ، تلاه آخرون . ولم نعد انا ووالدتي
نشعر بالجوع ، ثم التقت ، بهاري، كان غنيآ جدأ، لكنة كان مجنونأ كان يحب ان يضربها الى ان تفقد الوعي . . . << وبدأ صوت الفتاة يرتجف ، و رغم ذلك تابعت الكلام :
»وذات يوم عاد وكان قد شرب كثيرآ، وضربها حتى
ماتت بين يديه،وامام نظري)
«يا الهي . . . » همس تورن منهارأ.
(فأرسلت الى الملجأ» وتعلمت كيف اعيش، وحاولت الاستمرار رغمأ عني واعتقدت اننى نسيت . . . حتى هذاالمساء(
ثم رفعت نظرهانحو المدعوين. واضافت
(اعتقد انه يجب علي ان اتحمله كل حياتي ، هناك شيء آخر اريدك ان تعلمه ، سيد الثلاثي الاسم »<
ثم سحبت الخاتم من اصبعها وناولته لالبر ت ، الذي كان ينظر الى اخيه بغضب كبير.
«لقد ارتكبت عملأ أحمقا<< قال له البرت .
ددواذا لم تعتذر حالأ< فانا ساحطم رأسك . . .<<.

(انت محق . هذا غيرعادل << قال تورن .
ددانسه كان. ارجوا ان تعذريني» اضاف وهو ينظر الى عيون الفتاة
وكانت تجهش بالبكاء اذأ هذا ما كان يحذرها منه تورن ان يرمي بماضيها امام كل هؤلاء الاثرياء، وتناولت حقيبتها وفتحت باب غرفتها ، فتفاجأت بتورن يدخل
ددالديك سلاح آخر؟) .
ددلم يكن يحق لي ان . . .<<
ددلا ترهق نفسك بالاعتذار قاطعته بضحكه مرة
«لم يكن يحق لي ان آت الى هذا العالم » فانا ثمرة
حب كما يقولون . كان يجب ان ابق في الملجأ، حيث لا يحتقرني احد. . . لم يكن يجب ان اولد وارى والدتي مع كل هؤلاء الرجال »
واغمضت عينيها لتخفي المها. بينما كان تورن يتأملهاوقد اختفى صوته
ددلكني كنت اعلم انها كانت تفعل ذلك من اجلي ومع ذلك كرهتها .. . . الى ان قتلها ذلك المجرم...
لكني افتقدها كثيرأ وكرهت كل الرجال الاثرياء الذين يدفعون الامرأة البائسه الي فراشهم
ولو لم تكن مريضة لما كانت ماتت لقد مدت يدها للرجل الذي قتلها، وحتى آخر يوم في عمري سأكره كل الرجال ، ولن اصبح مثلها ابدأ، ابدأ!<.< واجهشت بالبكاء
من جديد
«هل انت سعيد الان ؟ لقد اذليتني امام ضيوفك
الاغنياء حتى هذا الثوب الذي ارتديه والذي جعلك تبتسم بسخرية ! نعم ! انه ثوبي الوحيد للسهرة . وانا بحاجة لاشياء
كثيرة في مهنتي<>
لم يلاحظ تورن ان سيجارته بدأت تحرق اصابعه.
«ولكنك اخذت منى شيكا ´. . . ><
»واعطيته لالبرت ، انه يريد تأسيس ملجىء للاطفال المحرومين . وكنا نريد طلب مساعدتك ، لقد اعطيته الشيك ، وقلت له انو هبة منك اما بالنسبة لخطوبتنا المزعومه ، فهي لم تكن سوى تمثيليه وستعرف سببها فيما بعد والآن ، اختف من امامي ، اذهب من هنا!))
(اريد ان ارافقك الى منزلك ) اجابها متلعثمأ
«شكرأ بعد اهانتك هذه . افضل ان اذهب الى آخرالعالم مشيأ»




http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 16:27
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)


(سابرينا. . . »
(لقد ربحت انت . الست فخورأ بنفسك ايها الثلاثي الاسم . >،
<<لا. انا اشعر بالعار. . . ء »لم يعد يستطع النظر الى
ضحيته ، فخرج واغلق الباب وراءه
فنزلت سابرينا تحمل حقيبتها، والتقت بالبرت وجيسيكا
في الصالون ، فقررت صديقتها ان ترافقها وتقضي الليل
معها . وكان البرت يبدو غاضبأ وحزينأ، وقرر ان يقطع علاقته نهائيا باخيه اللئيم هذا، لقد تخطى هذه الليلة كل حدود .
. وبينما كانت سابرينا تغادر منزل آل تورندون ، احست
بانها مراقبة ، لكنها لم تلتفت ، اوه ! يا لها من سخرية ، وياله من قدر: رغم كل ما فعله بها، لا تزال تحبه . تحبه
بجنون .
نظرت جيسيكا بقلق الى صديقتها التي تجلس على
الكنبة القديمة في قميص نومها الازرق . وهي تشرب القهوة التي اعدتها لها .
«اتشعرين بتحسن ؟) .
«بالتأكيد» اجابتها سابرينا بجفاف .
>>اذأ انت تحبين هذا الرجل حقأ؟) .
ددانه لا يستحق الحب ) .
«سابرينا، لقد رأيته بينما كنا خارجين من منزله << ولم
تجروء ان تقول لصديقتهاانهالمحت الحب في عيون تورن .
ددكان يبدو نادمأ<< .
(سينس . . على الاقل هو يعتقد انه انقذ البرت من
مخالبي ! << .
(لقد اخبره البرت بالحقيقة << .
شحب وجه سابرينا وعادت ترتجف .
(وماذا قال تورن ؟<<
ددلا شيء. لكنه صفعه بقوة وحبس نفسه في مكتبه
وقال البرت انه بستحق هذه الصفعه وانا ايضا. انا آسفة
على كل ما سببنا لك به . . . لكما انتما الاثنين 0 في الحقيقه)
(ارجوك . انا وتورن لا ننتمي الى نفس العالم . ولاشيء ممكن بيننا)
(1نت مخطئة يا عزيزتي ، البرت يؤكد ان اخاه لم يحاول ايذاءك فقط لابعادك عن اخيه الاصغر<<
«كل اولئك الضيوف . . . كلهم شهدوا اذلالي ، اتساءل كيف استطعت الوقوف والكلام امامهم »
>>1نا فخورة بك ، تورن هو الذي اهين ، لو رأيت نظراتهم اليه..»
ددالان الجميع يعلمون بحقيقتي ، سأتوقف عن الغناء و سأترك فرقة حبوب الرمل<< .
ددلا يجب ان تحطمي حياتك ، انت بحاجة لتناول
الطعام و ماذا تريدين ؟)
«قلب تورن<< اجابها بمكر
«لست جائعة . لكنني سعيدة بموقف البرت »
«وانا ايضأ . انها المرة الاولى التي يواجه اخاه بهذاالشكل<<
وبهذه اللحظة رن جرس الهاتف، فرفعت جيسيكا
السماعة . ورأتها سابرينا وقد شحب لونها وهي تجيب على الهاتف.
(...نعم..نعم اعتقد...سأقول لها...تصبح على خير<<.
ثم اقفلت السماعة .
(انه تورن . كأن يريد الاطمئنان عليك . وانك لست وحيدة يبدو. . . مننهارأ).
«فليذهب الى الجحيم <<صرخت سابرينا وهي ترتجف (هيا بنا ننام»<<.
ادركت جيسيكا عذاب تورن . واشفقت عليه كما تشفق على سابرينا لقد جعلهما القدر عدوين ونفاهما عن الحب والسعادة فهزت رأسها ونامت ، لكنها طوال الليل كانت تسمع بكاء سابرينا الذي تحاول خنقه .
تزوج البرت وجيسيكا يوم الاثنين . واصر البرت ان تكون سابرينا شاهدة زواجهما ولكن ماان دخلت الى الكنيسة » حتى تفاجأت بوجود تورن، فترددت قليلا وقررت العودة ادراجها، لكن جيسيكا رأت واسرعت نحوهاوطمأنتها.
فدخلت سابرينا وهي تخشى ان يؤذيها تورن من جديد .
«لم يكن يجب علي المجىء) قالت سابرينا لصديقتها.
ددلقد وقع وكيل الفرقة عقدأ لنا في نيورك وسيدفعون لنا جيدأ، سأذهب معهم بالتأكيد . هناك . . . هناك . . . . لااحد يعرفني . . .<»
(كفي عن هذا التفكير. سابرينا لن يرو احد
المدعوين قصتك للصحافة ، ولا حتى تورن <<.
(حقأ؟<< ونظرت نحوتورن الذي كان يدير ظهره ودق
قلبها بسرعة » وهي تتذكر عناقه لها . ويجب عليها الان مواجهته من جديد .
التفت تورن ورمقها بنظرات غريبة ، فلاحظت الفتاةشحوب وجهه ، واثار السهر على عيونه . اهو ايضا لم ينم
هذه الايام ´) واتجهت جيسيكا مع زوجها نحو الكاهن
وخلال اللحظات التالية . التفتت سابرينا نحو تورن وعيونها
مليئة بالدموع ، فلاحظت انه كان يتاملها فاخفضت راسها بسرعة ، اوه ! اصيح ما راته في عيونه ) ام ان خيالها
يخونها؟ .
قبل البرت زوجته ثم التفت يتقبل التهاني ، فاسرعت
جيسيكا الى صديقتها وقبلتها .
ددكوني سعيدة ، يا جميلتي » قالت لها سابرينا بحنان .
(سارآك بعد عودتي من شهر العسل » .
«وانا ساكون في نيورك مع الفرقة ، وسنصور هناك فيديو كليب ) .
« يبدو ان الحظ بدا يبتسم لكم ايمكنني ان اكتب لك! « .
«سيحتفظ لي رافرتي.. بكل رسائلي) .



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 16:29
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)
الفصل الثامــن

انضم اليهما البرت وضم سابرينا بين ذراعيه بمحبةاخوية وكان وجهه مشرقأ بالسعادة . لكن حاله صديقته كانت تقلقه
(انت بخير ، سابرينا؟).
(،نعم !»
«لقد ادركت ما سببناه لك انا وجيسيكا. . . <<
><كونا سعيدين، هذا كل ما يهمنى» اجابته » وارغمت نفسنها على الابتسام . وبعد ان سلم العريسان على الجميع غادراالكنيسه ليبدأ حياتهما السعيدة وبهذه الحظةأقترب تورن منها
دداريد ان اكلمك قليلا»
ددليس لدي وقت . ولن اكرس لك ولا ثانية من وقتي
ايها الثلاثي الاسم ا<. .
>>1نا افهم ردة فعلك ، وبامكاني اختصار ما سأقوله قدرالامكان ، كنت اجهل الحقيقة . اليس هذا يخفف العقوبة ؟»
كان يبدو آسفأ حقأ، فقاومت الفتاة كثيرأ كي لا ترمي بنفسها بين ذراعيه
(لقد دست علي بقدمك !» قالت له بصوت مرتجف (لم يكن احد يعرف ماضي سوى جيسيكا»
ددمن الخطير جدأ الاحتفاظ بسر مدة طويلة ، لقد حاولت
كثيرأ ان اجعلك ترحلين قبل اللحظة الحاسمة ».
(كان ذلك مستحيلا، وكنت قد وعدت بأن ادير انتباهك حتى زواجهما).
«كان يجب على البرت ان يخبرني منذ البداية بدل ان يعمد الى تمثيلية سخيفة كهذه ! انا احترم جيسيكا، و لم اكن لاعارضى لوعلمت كم يحبها<<.
ددكان يخاف منك ، انهما صديقاي الوحيدان ، فقبلت مساعدتهما، كما انني كنت اريد ان أئأرلنفسي منك بعد معاملتك لي في لقائنا الاول . . . انت . . . كنت تريد ان
تشتريني لليلة . . . » وازداد غضبنها وتابعت بصوت متقطع
(لم تكن طفولتي سوى بائسة وكل ذلك بسبب الرجال الاثرياء، لوكنت تعلم كم اكرههم ، كم . . . »»
ددقد اكون افهم ذلك اكثر مما تعتقدين ، لماذا لم تخبريني بكل ذلك عندما كانت لدينا الفرصة لذلك ؟ لقد اخطات بالحكم عليك <>
.كان ذلك انتصار لك في ذلك المساء، فتاة غير شريفة من حي وظيع !».
(0اسكتي، اسكتي، لم اكن اريد ايذاءك )0.
>حتى عندما كشفت عن ماضي امام اصدقائك الذين هم من علية المجتمع؟<».
«لقد اعتذرت ».
«اعذارأ. . . لم تمنعمك من احتقاري ».
فنظر في عيونها وكأنه يريد ان يعترف لها بسركبير.
«انت لا تعرفينني جيدأ<<.
«اوه ! بلى! انا اعرفك ، انت رجل ممنزو في برجك العاجي الذي لا تسمح لاحد بدخوله ، لا شيء يلمسك ولا شيء يرضيك ، ستنتهي وحيدأ، عجوزأ بدون حب ، لن تمنح الحب ولن تحصل عليه ولن يبقى لك سوى مالك الوسخ والنساء الرخيصات ، ستبقى وحيدأ حتى موتك <
0 0قالت له بحدة وسخرية .
»هل انتهيت ´!«، سألها وبدأت انفاسها تتسارع .
«تقريبأ، انت لم تعلن الحرب ضدي فقط لكي تنقذالبرت من مخالبي، بل لانك تكرهني لانني اكتشفت حقيقتك من خلف قناعك ).
لمعت عيون تورن بغضب كبير، وشحب لونه ، واخذ
يرتجف من الغيظ .
«اختفي من حياتي ! » .
(الم يحصل ذلك حتى الآن ؟ لقد ربحت ، كنت قد
حذرتني ، لكن كان يجب علي ان اسمع ، الوداع ،
هاميلتون ريغن تورندون ، ايها الثلائي الاسم ، اتمنى ان تعيش سعيدأ مع مالك ».
«اختفي من امامي» صرخ تورن بحدة
لن تنس سابرينا ابدأ ملامح وجهه القاسي المرتجف ،
وتركته وحده وركضت حتى لم يعد بامكانها السير. . .
مرت الاسابيع التالية ببط ء كبير، ورغم عملها مع فرقة حبوب الرمل ، كانت تتجنب البقاء وحدها وكانت ترهق نفسها بالعمل ، اعتقادأ منها انها بذلك تهرب من آلام
الذكريات .
وفي اول اسبوع لهم في نيويورك صوروا اول فيديو كليب لهم ، وكانت اغنيتهم الجديدة رماد وهواء، تعد بنجاح كبير، وكلفهم الفيلم عشرة آلاف دولار، وكان دنيس مدير الفرقة يتهرب من اجابتها، كلما سالته سابريا عن اسم المنتج الذي يسرلهم ، ولكن ماذا يهم ! كل امكانيات نجاحهم ، هي رهن بنجاح هذا الفيلم ، وكان صوت سابرينا
كنزهم الوحيد، وتم التسجيل باقل من شهر، وحصلت الفرقة على دعاية واسة في اكبر الصحف والمجلات .
وكان كل هذا يكلف ئروة كبيرة ، لكن سابرينا لم تشغل نفسها سوى بعملها لكي تنس تورن، وحبها له .
»الاعلانات تجذب الينا عددأ كبيرأ من المشاهدين قال دنيس قبل يوم من بداية عرضهم في اكبر ملاهي نيويورك
«سنضطر لتمديد اقامتنا لاسبوعين اضافيين، وسيعرض فيلمنا على شاشة التلفزيون بعد اسبوع ، نحن على طريق المجد!.».
ددهذا اذا سار كل شيء بشكل جيد)قال ريكي .
«انت وتشاؤمك !»< اجابته سابرينا «حتى الأن لم تواجهنا مشاكل .
ددوهذا ما يقلقني»




http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 16:31
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

غادرت سابرينا المكان، وكانت عادة تشعر بانقباض في قلبها اكثر من مرة ذلك اليوم ويعذبها حنينها لتورن اللئيم .
، حتى ولو التقيا بظروف اخرى» لما كان تورن سيد النفط
سيهتم بها، امها من عالم آخر، والامراة التي سيفكر تورن بالزواج منها ستكون غنية وجديرة بحمل اسمه .
اوه ! طوال حياتها، لن تنسى ملامح وجهه فى . لقائهماالاخير .
ولكنها لمحت في نظراته اثناء» اكليل صديقيها نظرات تدل على الحب والحنان . . . وكادت ترمي نفسها من جديد بين ذراعيه لكي لا ترحل عنه من جديد. . . ولكن
لماذا تحي هذه القصة التي لم يكن لها بداية ولا نهاية ؟
هاميلتون ريغن تورندون ، لم يكن رجل احاسيس عميقة ،
وخاصه بالنسبة لامراة يعتبرها من سفالة المجتمع .
عادت سابرينا الى غرفتها< وتاملت وجهها الشاحب في
المرآة م انها تتعب كثيرأ، وستستمر في وهب نفسها لعملهاجسدا وروحا ولن تسح لماضيها ان يعذبها بعد الأن ،
ووعدت نفسها وعدأ قاطعأ، ستجعل كل العالم يركع امامها. . . حتى تورن . . .
وعندما عادت الى العمل ، كان ريكي لا يزال متشائمأ»
ولكن هذه المرة كان ناقمأ على مهندس الديكور الذي
اشرف على تمديدات الاضاءه
(انا لا احب طريقة تدلي هذه الثريا. . . <<
(انت قلق دائمأ، ريكي« قالت لة سابربنا مبتسمه ددتعالى واشرب القهوه وكفاك نذمرأ»
فبى نفس المساء، واثناء ادائها لاغنيتها الثانيه سقطت الثريا التي كانت تقلق ريكي . ووقعت على رأس سابربنا،
وتحطمت على الارض وسط صراخ الجمهور الهستيري .
لم تستيقظ سابربنا الا فبى المستشفي، واحست
بغشاوه امام عينيها رأسها وكتفها يؤلمانها كثبرأ» ولم تعد تذكر
سوى ذكرى غريبه بينما كانت تغي، وقبل ان تقع ،سمعت صرخة قوية أتيه من مدخل الصاله ، في الظلام ،
صوت يبدو لها انها تعرفه ، وعادت للاغماء من جدبد
«استيقظي ، استيقظي . . . » امرها بصوت حنون
واحست بأن احدأ يهزها
(لقد اخفتني ايتها العندليب الصغبر هيا
استيقظي . . . ء فتحركت فليلأ،لكن كل جسدها كان ،يؤلمها
«هذا جيد» تابع الصوت بحنان اكبر ددهذا افضل بكثير هيا، افتحي عينيك ، نعم . . . دعبني ارى عينيك الجميلتين »
فرفعت جفنيها بثقل كبير ورات خيالأ، خيال رجل ،وحولها آلات عديده متصله بجسدها بواسطة اناببب وأشرطه . . . فحاولت الحراك لكنها لم تستطع فأغمضت عينيها
دداتشعرين بألم آنسة كان ؟<< سآلها الطبيب
فرطبت شفتيها بلسانها قبل ان تتكلم
ددرأسي. . . كتفي. . .<< وحاولت التحرك من جديد»
< لكنها صرخت من الالم ، فامتدت يد دافئة واجبرتها على ابقاء رأسها على الوسادة من جديد
)كنت في غيبوبه ولكن انتهى كل شيء الان،
< سنعطيك مهدئأ وكل شيء سيكون على ما يرأم<<.
وكانت لا تزال مغمضة العينين . لا تتمكن من فتحهما بسهولة .
فيما بعد ادركت سابرينا انها في المستشفىء وكان رأسها ثقيلأ، لكن الألم اصبح خفيفأ» واكتشفت لفات من الشاش على كتفها الايمن وعلى جبينها فرفعت يدها اليسرى. . . ولكنها احست بألم كبير
ددصباح الخير»
هذا الصوت . . . فالتفتت » ورغم حالتها بين الوعي واللاوعي انفعلت عند رؤيته وظلت تتأمله بنظرات ملؤها الحب والشوق
«تورن . . .» همست بصوت منخفض
0 فانحنى نحوها، وكان يبدو متعبأ جدأ» لكن نظراته كانت رقيقة وحنونة ، لا» لا بد انها تحلم . .
كان يرتدي بدلة سهرة ، وعلى قميصه الابيض آثار بنية ،
دم ! نعم انها اثار دماء جافة ؟.
«هل تشعرين بألم » يا جميلتي؟»
يبدو ان الحلم يستمر» لا يمكن ان يكون تورن هنا
ويناديها بهذا الحنان يا جميلتي ، فأغمضت عينيها لكي تحافظ على هذا الحلم الجميل
وعادت للغيبوبة من جديد
كان ضوء النهار قويأ فرفعت سابرينا يدها امام عينيها
ددلاء لا، هذا يعميني . . . »
ددسأغلق الستائر»
لقد سمعت صوتأ، وسمعت خطوات في الغرفة ،
فالتفتت حولها وراته من جديد، وعاد الالم ، الألم المخيف ، ادركت الآن انها لم تكن تحلم ، تورن هنا بقربها بدمه ولحمه
حاولت سابرينا ان تراه جيدأ لكن نظرها كان لا يزال ضعيفا
ددكيف تشعرين الآن ؟<> سالها تورن للمرة الثالثة
لا، لا بد ان هناك خطأ، الم يأمرها بان تختفي من حياته؟
(هذا الضوء . . . <<
«ارتاحي ، ابق مستلقية ،<
بلطف ولكن بحزم اعاد رأسها الى الوسادة
>«1وه . . . كتفي . . . <» ولاحظت انبوبأ في يدها اليسرى،
وزجاجة معلقة قرب سريرها.
(ما هذا؟» .
>>1نه من اجل تغذيتك ،< اجابها تورن وهو يجلس على كرسي قريب من رأسها
«لقد تلقيت ضربة قوية ، واصبت
بجرح في كتفك وذراعك ، ولكن اذا بقيت هادئة ستشفين
بسرعة ، الطبيب يؤكد ذلك ، بامكانك الخروج من هنا بعدايام قليلة ، وبامكانك العودة الى الغناء بعد اقل من شهر<<
(يوجد دماء على قميصك ».
«منذ متى وانا هنا؟».
«~منذ ثلاثة ايام ».
«كنت موجودأ في الصالة عندما حصل لي ذلك ´؟».
تنهد تورن واطفأ سيجارته واشعل اخرى.
«لا) اجابها اخيرأ، وكان يكذب (كنت في مانهاتن مع بعض الاصدقاء، وكنت قد وعدت دنيس بالمجيء فيما بعد، اتصل بي دنيس، فوصلت بنفس الوقت مع الاسعاف !<» اضاف مبتسما.
ددفرافقتك الى هنا<<.
. لم تفهم سابرينا شيئا. .
»لماذا جئت ؟ انت تكرهني<<.
من غيري يمكنه البقاء بقربك ؟ البرت وجيسيكا
مسافران دنيس وريكي والآخرون يجب ان ينهوا عقدهم في النادي لقد ارتبطوا مع مطرب آخر».
«من ؟<< سألته بقلق
«وما اهمية ذلك ؟».
واحست الفتاة بالحزن والتعاسة ، ففي الوقت الذي بدأفيه الحظ يبتسم لها يأتي آخر ويأخذ مكانها، فأغمضت عينيها لكي تحبس دموعها.
»لا، سابرينا لا تبكي» طلب تورن منها عندما رأى شفتها
السفلى ترتجف .
(شكرأ، لك لانك اهتممت بي، والان بامكانك العودةالى منزلك » بامكاني التصرف وحدي انا معتادة على ذلك )
نهض تورن بعصبية » ووقف يتأمل الفتاة الحزينةالمنهارة .
««ماذا سأفعل في منزلي´!» سألها فجأة . :
ددبامكانك العودة الى حياة الدون جوان بهسولة << . اجابته بضحكة باردة .
ددانا اعيش وحدي سابرينا< . راقترب منها يتأملها .
دداذأ اهلا بك في النادي << .
ددحاليأ سنترك النادي جانبآ» .
التزمت سابرينا الصمت وكانت تعلم انها بهذه الحالة بحاجة لمن يهتم بها كما انها بحاجة لمكان تستريح فية .
ددستعودين للمنزل معي<< . قال لها تورن وهو يشعل سيجارة جديدة .
>~سأهتم بك الى ان تشفين»< .
(لا)
(كنت اتوقع جوابك » . اجابها وهزكتفيه .
«ولكن لا يوجد خيار آخر امامنا، ايتها العندليب الصغير. لا يمكنك البقاء وحد ك << .
اعدني الى نيواورلينز . سأبقى في منزلي . السيد رافرتي سيهتم بي» .
»رافرتي يصر على وصفك بالقديسة او بالجنية
الصالحه)
كيف علمت ذلك ؟<>.
هز تورن كتفيه من جديد، والتغت نحو الفتاة .
ددشعرت برغبة لأن ارى كيف تعيشين 0<>.
ددلماذا؟ سألته بدهشة .
»انه كوخ قذر».
>>لا، ابدأ، انها بناية قديمه ، وايجار الشقة ليس مرتفع ،وجيراني لطفاء،! وسيهتمون بي!0.
بدأ تورن يفقد صبره .
(السيد رافرتي لا يتمكن من الاهتمام حتى بنفسه . هل انت مصرة على تحميله عناء الصعود الى شقتك عدة مرات في اليوم؟(
تلألأت الدموع في مقلتي سابرينا من0جديد. انه محق ، ليس لديهاأحد.
)انا افهمك . انت صاحبة كبرياء. وترفضين اي مساعدة مني~ ،ولكن لا خيار وانني اخاف . وانت ايضا مثلي«<.
«هذا لكن ولكن 0. . .>.
انحنى تورن. وداعب وجهها وفمها المرتجف ، وحدق
بمقلتيها.
(سابرينا لقد تسببت لك بألم كبير. . . دعيني،
ارجوك ، اغتنم الفرصة الوحيدة الممكنه . . .».
»لكي ترضي ضميرك؟) سألته بحدة .
(اعتقدي كما تشائين، على كل حال سأهتم ..بك
جيدا».
>>»و . . . الفرقة ؟»،
>>سيتمرون . وبعد نجاح الفيديو كليب
ستتمكنين من العودة الى عملك <<
>>وكيف علمت انت بهذا الفيلم؟>< سألته بدهشة
ددهذا ليس مهمأ». وحاول اخفاء ارتباكه
ددحسنأ، انا بحاجة للذهاب الى الفندق لابدل ملابسي . وهل ستكونين بخير اثناء غيابي؟»
عندئذ فهمت سابرينا
«انت . . . انت بقيت معي طوال الايام الثلاثة الماضية ؟
ملابسك . . . قميصك . . . لماذا؟.)



http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 16:33
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

داعب خدها بحنان وابتسم : >>1نا احب المستشفيات خاصة قسم العناية الفائقة . كنت مستعدأ لقضاء حياتي في غرفة الانتظار اتوسل اليهم لكي يسمحوا لي برؤيتك خمسة دقائق ثلاث مرات في اليوم ! هذا بسيط . لم استطع الابتعاد عن الكنبه التي اعتدت عليها!<<
«انت . . . لم يكن يجب . . )
.
ددباتأكيد). اجابها غاضبأ. «وان اتركك في الغيوبة دون ان اسأل عنك <<
ددالغيبوبة :؟ء<
>>1نت لم تغتحي عينك الا هذا الصباح . لم اكن متأكدأمن عودتك الى الحياة رغم تأكيدات الطبيب <<
دديا لهامن مجاملة !<< اجابته ببروده وسخرية
>>1نت لا تتصوري ماكنت اشعر به »
«انتبه » ايها الثلاثي الاسم. انسي من اكون ؟ الابنة
الفير شرعية لامراة . . . ء وسكتت لان يداحطت على فمها منعتها من الكلام .
«لا ، ارجوك ، سابرينا . لقد حاولت يوم زفاف البرت ان اشرح لك كم انا آسف . ولكنك لم تصدقيني انا اتعذب اكثر منك << .
فادارت وجهها ولم تستطع النظر اليه اكثر
><1نت تعلمين »» . اضاف تورن وهو يضحك بمرارة .
(لقد دمرت صورتي امام ضيوفي . لم يعد احد من
اصدقائي يكلمني . حتى انني فقدت بعض شركائي في
العمل. مارايك ؟<< .
«وهل هذا يهمك ؟<، سالته بدهشة .
«انت لا تتصورين حالتي . لم يعد احد يدعوني لسهرةاو لتناول الغداء . كما وانني اجبر نفسي على ابتلاع الوجبات المحروقة التي يعدها لي جون . حتى هو اكتسبته الى صفك لا يبدو مستعدا لمسامحتي<! . اجابها
تورن مبتسما .
احمر وجهها وسرت لانه يبتسم . وتاثرت عندما رات نقط الدم على قميصه ، وادركت انه ضمها اليه اثناء غيبوبتها .
«ستأتين معي الى المزرعة عندئذ ، سيعود جون لاعاداد الوجبات اللذيذة ! لقد اصبحت كل سراويلي واسعه ، كما وانك انت نحفت كثيرا . وهذا سيفيدك كثيرا)0. وكانت
مقلتيه تشرق بمرح وحنان .
«حسنا ساذهب معك » .
ازدادت اشراقة وجهه «انت ستعلميني كيف اكون انسانا ، وانا ساعلمك كيف تكونين امراة <<
«انا لااريد ان اكون . . . << .
ددصه . . <> »وانحنى وقبل فمها بحنان .
«لن احاول اغراءك ابدأ . حتى .ولو توسلت الي موافقه؟»
)ولكني قد افعل . . . <» اجابته مبتسمه .
دداعلم ذلك . لا تخافي »لست وحدك ضعيفه>< .
والتقت نظراتهما للحظات طويلة تنقل بصمت
كل الكلمات التي لا تستطيع حتى الأت عبور شفاهما.
(حسنا الآن سانادي على احد يخبر الطبيب بانك
استيقظت << .
وضغط على زر جانبي ، فدخلت ممرضة بسرعة ، فتركها تورن وخرج .
انت محظوظه ياآنسه . لقد سمحنا للسيد توندون
.بالبقاء بجانبك يبدو ان وجوده قدافادك . كنا كلنا خائفين عليك انت تعلمين هناك حالات من الغيبوبه لاينجو منهاالبعض . .وكنا نحن عاجزين << .
>>هو. . بقتي الى جانبي كل الوقت!< .
ددلم يشا ان يتركك ابدأ . انت محظوظه فعلا(<> .
بعد اقل من ساعة عاد تورن يحمل باقة زهر وملفات كبيرة .
>>نامي< . امرها وهو يجلس قرب سريرها .
(انا ساعمل« .
كادت سابرينا تلتهمه بمقلتيها ، وتاثرت عندمأ راته
يرتدتي بدلة سوداء وقد حلق ذقنه ، وعاد لمظهر رجل الاعمال الناجح فرفع نظره نحوها وابتسم .
(نامي)
», انت ايضا بحاجه للراحة »
(لا يمكنني البقاء بعيدا عنك » . وانكب على ملفاته
يدرسها ويسجل ملاحظته . وجاءت ممرضة وحقنتها
بمهدىء فنامت ملىء مقلتيها بعد ان قالت لتورن .
<لا. . . لا تتركني» .
>>ابدا . . يا حبيبتي» . لكنها لم تسمع جوابه لانها استسلمت لنوم .
بعد اسبوع على وصولها الى الممستشفى ، اصطحبها تورن الى تكساس وكانت لا تزال ضعيفه و تعاني من الدوار لكنها كانت على طريق الشفاء .
كان عيذ الميلاد قد، اصبح قريبأ . وتفاجات سابرينا برؤيةالمزرعه مضاءة والصالون مزين بشجرة الميلاد المشعة وعند اسفلها رأت الفتاه العديد من الهدايا
كان تورن قد امر باعداد غرفة لها في الطابق السفلي .
كي لا تضطر لصعود السلالم كثيرا .
>هل ستعود والدتك في عيد الميلاد؟»< سالته الفتاة »
و كانا يجلسان في الصالون امام الشجرة المزينة .
>لا ، ستعو د بعد عيد راس السنه، في نفس الوقت مع عودة البرت وجيسيكا من المملكة العربيةالسعودية) .
>اذا لن يكون هناك سوانا في عيد راس السنه؟ » .
>،نعم<<
«ولكن. . . لمن كل هذه الهدايا؟<،
تردد تورن قليلا. واشعل سيجارة وجلس قرب ضيفته
«لقد دعيت بعض الاصدقاء لحضور عيد الميلاد معنا<».
شحب لون سابرينا و نظر ت اليه بحدة
>>لا« سابرينا، .0لن يأت احد ممن كانوا هنا ذلك المساء»
»ااعذرني تورن <<
(ستعلمين ان تثقى بي ،<. قال لها بعد صمت قصير.
.~>لقد اقسمت ان لا اجرحك ابدا، وانا لا ارمي بقسمي في الهواء»
>.حسنا<<. اجابتة بابتسامة مشرقة
(لقد دعوت السيد رافرتي، وتوأمين جنين مع والدتهما«
كما دعوت السيده المسنة التي تقيم في الطابق السفلي في بنايتك <>.
>>انت . . . ماذا سألته بدهشة وكأنها لا تصدق ما سمعته
ددانهم اصدقاؤك اليس ، اليس كذلك؟><
(نعم. ولكن. انا . . انا لم اكن لأجرؤ على . . . حتي ولا في الحلم ،>
ددلقد قلت لك انني لست سيئآ. وارغب كثيرأ بإثبات ذلك»
»واصدقاؤك . . . اصدقاؤك انت»
فاطفأ سيجارته وضحك بحرارة (ليس لدي اصدقاء<<
ددانت تعرفت على كل جيراني؟ وتعرفت على السيد رافرتي ؟)
تامل تورن جسد الفتاة النحيف في قميص نومها
الازرق.
ددلقد ذهبت لاحضار بعض ملابسك ، »لكني لم اجد.
غير قميص النوم هذا وروب وقميص اخررقيق <<.
احمر وجه الفتاة و فكرت به وهو يكشف عالمها
الخاص، وكانت تظن انه ارسلل جون لاحضار ما تحتاج اليه .
ددلم اكن اهتم بملابسي الداخلية » كنت انفق كل اموالي على ملابس العمل ». اجآبته وكانت تكذب .
>«»ولكن 0ماذا كان يبقى لك بعد ان توزعي الجزء الكبير من راتبك على جيرانك :؟».
(لقد رأيت بنفسك بؤسهم <<.
«نعم . . . انا من كان لا ينقصه شيء، لم اكن افكر كيف يعش الآخرون ».
شعرت سابرينا بالراحة ، ورفعت رجليها ووضعتها تحتها. واسندت راسها على ظهر الكنبة . هكذا يمكننها النظر الى تورن جيدأ. وابتسمت في سرها، كم هي سيعدة
برؤيته بهذا الجمال والقوة . . . والرقة . .ونسيت كل ذكرياتها السيئة ، وشعر ت بحاجتها له ، ولحبه ! وفجاة ، لاحظت انها مراقبة فابتسمت له
(اتشعرين بتحسن.:<<.
ددنعم . . . ايجب ان اعود الى نيويورك ليسحبوا لي
خيوط جروحي؟».
>>لا. بالتاكيد»>. لقد اتصلت بطبيبي الخاص وسنذهب
اليه يوم الجمعة وسيهتم بك جيدا»
«ماذا! سيفعل بي؟؟<< سالتة بقلق .
(سيجري لك فحص طبيا، لم يكونوا ليسمحوا لك
بمغادرة المستشفى لو كان هناك اي، خطر عليك <<.
»حاولت سابرينا الحراك ، لكنها صرخت من الم ذراعهافرفع تورن كم قميص نومها ونظر الى ساعدها.
«بجب ان تنتبهي وان لاتتحركي. . . << ورفع نظره نحوها.فلاحظ احمرار و جهها.
ددسابرينا! لقد اصبحت متحفظه .بعدما حصل يننا في الغابه:< قال لها ممازحا.
ذكرى ذلك اليوم .جعلتهماكليهما ينفعلان ، فداعب تورن عنقها حتى وصل قبة قميص نومها
«كنت ارغب بك كثيرا<<. همس تورن .
(وكنت ترتعشين من الرغبه ايضا، كم كنت مخطئا
بحقك .مع انني كنت اشعسر بانني مخطىء. الا ان الاشياء تطورت . لم اكن ، اجرؤ على الوثق بحدسي، لم اكن ايضا احتمل فكرة ان تكوني ملكا لالبرت . وغضبي الكبير منعني من التفكير وكنت اعمى لدرجة انني لم اكتشف
خدعتكما. . . <
ددكنت تسعى لحماية البرت . فهمت ذلك ولكن بعد ان فات الاوان .كنت اخجل كثيرأ من ماضي<<.
(لماذ:؟» سألها وهو يداعب شعرها.
(انت لم تكوني مسؤولة انت لاتستحتقين الجراح التي عانيت منها طويلا»<.
ددآخرليلة . . . عندما ضربها بقوة لاعتف . . كنت هناك. . .<» وتقطع صوتها فضمها تورن الى صدره بحنان كبير
(لقد مضى زمن طويل_ على ذلك و انتهى الآن
انتهى. . .،،.
لم تستطع الفتاة التوقف عن البكاء، وامتزج حزتها بألم كتفها
«هل .يؤلمك ؟:!<< وداعب وجهها وجبينها الذي لا يزال مغطى باللفائف.
ددتورن. . .<<.
والتقت نظراتهما» وعبرت بأكثرمماتعبر عنه الشفاه ،
فانزلقت يد تورن تحت قبة قميص نومها. فانتفضت بخوف
)دعيني المسك<» توسل اليها.
لم يكن الحذر الذي .جعلها تنتنفض. ان اقل ردة فعل
منها تخونها، وكل لمسة من تورن تحرق جسدها» وتجعلها تفقد عقلها. وكانت قد بدأت ترتجف~ وعادت اليها
احاسيسها التي كانت تعتقد انها لن تعرفها من جديد
فضمها تورن الى صدره الدافىء واسندت .راسها على كتفه . كانت ترغب به بشكل يؤلمها ويعذبها .
ددانت لست سوى ساحر . . .<<.
«انت لاتتصورين حالتي عندما اراك على سرير
المستشفى اذا الان. وانا اضمك بين ذراعي مليئه بالحياه<<
ددقالت لي الممرضه انك كنت تكلمني، وكنت تمسك
بيدي . . . <<.
<هل خانتني لدرجة ان اخبرتك بردة فعلي عندما قالوا لي بأنك قد لاتستيقضين_ ابدا من الغيبوبه؟ بكيت كالطفل الصغير . . . <<

http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

SONĒSTA
09-04-2008, 16:35
http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

ددبكيت !!>< «سألتة بدهشة وكأنها لا تصدق اذنيها
لكن تورن كان يفكر بشيء آخر ، كان فمة الدافى يداعب شفتيها ويدعوها للحب . ويداه تداعبان رأسهابنعومه .فتنهد ت بعمق وخبأت وجهها في عنقه.
وبلذة كبيرة اكتشفت سابرينا صدر الرجل الذي تحبه .
ودهشت كثيرا من جرأتها في تحسس جسده وكأن رغباتها تجعلها امام مرآة ينعكس الواحد فبها امام الأخر و احست بسعاده كبيره رائعه.
وعندمت التقت نظراتهم المشتعلة . قال لها بصوت خافت .
ددأنا اموت عندما اراك هكذا >.
(تورن انا)
«1ين تريدين ان اعقد زواجنا؟<<
)ارتبكت الفتأة وكأن تنظر الى مجنون امامها.
(عفوا؟)
(انت تريديننا ان نتزوج ؟ في بومون او في نيو اورلينز؟
سيصحبك السيد رافرتي الى الكنيسة وستكون جيسيكاآنسة الشرف »» .
فأبعدت الفتاة يديها عن صدره .
(لا استطيع ان اتزوجك تورن << .
(الماذا؟) سالها وهو يحاول اخفاء خوفه وقلقه
تنهدت الفتاة وابتعدت عنه ورتبت ملابسها .
ددلا استطيع هذا كل شيء<<
(بسبب مهنتك ؟<< .
فهزت رأسها، وكتفت يديها بعصبية ، اوه ! لماذا لفظ
الكلمات نفسها التي كانت تحلم بسماعها؟ انها تعبه لدرجة الموت .
(اماذ!؟) اصر .تورن
>>كيف ستعلنه :>< سألته بضحكة مره .
ددلا يمكنك الزواج من فتأة مثلي دون ان تتعرض للااقاويل ! انت تعلم هذا الزواج. لا يناسب طبقة المجتع الراقية التي تنتمي اليها! لا اريد ان اتحمل ر مسؤليتة . . . »
«فلتذهب اقاويلهم الى الجحيم ! انت لا تقولين
الحقيقه) صرخ تورن وهو ينهض بدوره
>>هذا بسبب ما فعلته بل. لانني اهنتك امام الجميع.
وتعتقدين اننى سأحاول من .. جديد . <<
ولم يجرؤ على !لنظر اليها ، فأشعل سيجاره بعصبية .
(لا!. < اجابته من اعماق قلبها
(صدقني» ليس الامركذلك . اوه!تورن انت ستشعر .
بالعار . . . »
وكأنه تلقى صفعة قوية ، فأغمض عينيه .
(الشخص الوحيد الذي اشعر بالعارمنه هو نفسي اريد ان اعمل الان » واتجه نحو الباب .
«سأأراك فيما بعد <<.
فنظر ت اليه وهو يدير ظهره ، هذا ´لا يمكنها تحمله»!.
وشعرت بأن قلبها سيتوقف» وبسرعة ادركت ان حياتها مرتبطة بخيط رفيع الأن .
«تورن !»< صرخت سابرينا بيأس.
توقفت يدتورن التي لا تزال تمسك بقبضة الباب .
ددنعم 0؟<<.
فجمعت شجاعتها. وطردت االخوف من نفسها،
وفتحت له ذراعيها وعندما تردد لحظة ، احست بأن قلبها يتمزق في صدرها. هل هي اساءت الفهم لقد انفرج وجه تورن وركض نحوها ووقع على ركبتيه »
وضمها اليه ، واسند رأسه على بطنها
كان يرتجف ، واحست الفتاة انها ستقع على الارض، لاول مرة تشعر بانه يشاركها كل احاسيسها.
ددانا احبك. . . قال لها تورن بصوت مرتجف .
ددعلمت ذلك في ذلك المساء المشؤوم الذي اهنتك به .
اوه! انا احبك لدرجة الموت ! كنت اعتقد انه لن يمكنني اقترب منك ابدأ»
و ضمها اليه بكل قوة وبكل جنون وضمته سابرينا
ورغبت في ان تذوب بين يديه .
ررلم اتركك لحظع اهتممت بمهنتك حتى فيلم الفيديو كليب إ ولكن لم يتمكن . شيء من ملىء الفراغ الذي تركته في حياتي لم يعد بامكأني الاقتراب من اية امرأة اخرى
ولم اعد استطتيع تناول الطعام، والنوم وهرب مني. . .
وذلك الصباح الذي كاد ان يقضي على حياتك . اوه ! ياحبيبتي لومت ، كنت سأدفن نفسي معك، انه لا يعود هناك سبب لحياتي من بعدك»<.
~» >«تورن.. . . كم . احبك!<<.
فرفع وجهه نحوها، واشرق بسعادة كبيرة .
«حقا حتى بعد كل ما فعلته بك ؟<<.
فداعبت وجههه وجبينه بيد مرتجفة ، وكانت قوة حبها له تخيفها.
(كنت اشعر انني اعرقك جيدا، وكانك كنت ذاتي! تعذبت كثيرا وانا العب دور خطيبة البرت ، واحيانا كنت .احس بمشاعرك وادرك افكارك «.
«وانا ايضا، لقد قضيت علي بالضربة القاضية في الكنيسه، كنت غاضبا ويائسا لانك ادركت حقيقتي، كنت تعلمينى وحدتي. . . ،وكل شيء اوه! انامستعد لان ادفع .حتى آخر يوم من عمري ثمن العذاب الذي سببته لك ! (
.وكان لا يزال جاثيا على ركبتيه . فانحت وقبلته بشوق كبير.
»تزوجيني، سابرينا<< همس تورن متوسلا
«ستلاحقنا الاقاويل ، انا احذرك ».
ددليس لدى الناس. سوى ذالك يفعلونه انا احبك، وانت تحبينني ولا شيء آخر يهمنا!).
ددعلى كا حل من الصعب مناقشتك ، فانت دائما تكون على حق << .
(هكذا يقال << اجابها تورن وقبلها بحنان . ~
«تزوجيني ارجوك سننجب اطفالآ . وساشتري لك
قميص نوم جديد) اضاف مبتسمأ .
«»وسيكون بامكانك متابعة الغنأء في ملهاي! << . .
»وانا حامل وبطني منتفخة! » سالته ضاحكه .
>>ما اهمية ذلك 0؟ ) .
ددشكرا .. شكرآ يا حبيبي<< . وقبلته الى ان كادت ان تخنقه .
«ولكن تورن انت تعلم ، عندما زارني اعضاء الفرقة في المستشفى قالوا لي بان الامور تسير بشكل جيد مع المغني الجديد ، اذأ ، بالنسبة لم لي بامكاني ان اعمل في الاوبرا..) .
«لك كل ما تريدينه وكل ما ترغبين به >< .
جلست على الارض بجانبه ورمت نفسها بين ذراعيه
من جديد
(كل شيء؟ ولكن لدي الآن كل شيء . انت انت
تورن . . »< .
««ستفكرين بها بعد ايام قليله. او بعد شهور انا لن اقف في طريق فنك انا احبك كثيرا ، وانت ما اريده في الحياة <<
)بما ان كل مايهمني ان اعيش معك . واسافر معك لاشيء آخر مهم ، انا احبك . . . »< .
دديا حبيبتي. . انا<>.
دداصمت الآن .،< همست وهي تقبله واجبرته على ان يتمدد على السجادة .
(يا الهي <<. اعترض تورن
ددلا تعتقدي انك ستجذبيننى الى .فراشك قبل ان تضعي خاتم الزواج في اصبعي!<«
ددكفاك مزاحا واسكت الآن)
«فلنحدد موعدآ لزواجنا<:. ونهض وحملها بين ذراعيه
<<1لاترغبين برؤية الهدايا التي تحت الشجرة؟<<
(اذآ. معطف من الشمو لسيد رافرتي. وزوج من
الاحذية لكل واحد من التوأمين، و لوالدتهما<>
«لقد فكرت في كل اصدقائي<<
«اعلم بأن كل البؤساء في العالم هم اصدقاؤك! ولكني سأكون اغلاهم على قلبك . سنفعل جهدنا لكي نؤمن لهم مايحتاجون اليه ، ولكن. . . هل انت موافقة على ان نلاحظ لانفسنا ببعض الراحه )
فرمت نفسها بين ذر1عيه وقد غمرها الحب والامتتان
(موافقه)
وابتسما معا. وضحك تورن ضحكات كان يفتقدها منذ مده طلويلة . وحمل الفتاة وكأنها تبلغ وزن الريشه ووصعها على الصوفا، وتمدد بقربها
(كنت اعتقد باننا لن نتشارك الفراش قبل الزواج)
ددانا تكلمت عن السرير ، ولم اتكلم عن الصوفا)
اجابها ضاحكا
دداعتقد ان الباب مفتوح < قالت سابرينا مبتسمة .
)واخيرأ لا<< اجابها بحزم ونهض اغلق الباب وعاد اليها.
>«1لاتشعرين مع كل هذه الملابس )سألها وهويضحك كالاطفال
لكن سابرينا لم تكن ترغب بالمزاح واللعب . وانتظرت وهو يعريها من ملابسها بكل حنان
ورغبة ، وجذبته نحوها قبل ان ينتهي من ذلك
ددارجوك. . .» قالت له لاهثة . ا
>>1نا ايضآ ارغب بك) همس تورن . 0..< ~
(ياحبيبتي يازوجتي؟ ، يا شريكة حياتي!<<.
تردد جون قبل ان يدق على الباب الصالون ليعلم ان العشاء اصبح جاهزآ. وكان يدرك ان ما يحصل خلف هذا الباب اهم بكثير من العشاء. فابتسم وعاد الى المطبخ ليحفظ الطعام ساخنا.


http://www.br2h.com/pic/uploads/br2h-041a007ac5.gif (http://www.br2h.com/pic/)

انتهت الرواية
أتمنى أن تكون قد نالت إعجابكم
:)

shining tears
09-04-2008, 20:57
يعطيك الف عافية مجهود رائع
سلمت يمناك عزيزتي على الرواية الرائعه

الأميرة شوق
09-04-2008, 21:23
SonĒsta
مشكورة
جاري القراءة

ماري-أنطوانيت
10-04-2008, 12:06
الف الف الف شكر حبيبة قلبي
((Sooooooooooooooooooonesta))
على الروايه الحلوه...::سعادة::
وتسلم اناملك الحلوه الي تعبت في كتابتها....;)

نقاء الثلج
10-04-2008, 12:21
مرحبا حبيباتي
أنا عضوه جديده بالمنتدى وشاركت
بس عشان هذا المشروع و حملت
كل الروايات اللي مو عندي و أنا عندي
مجموعه كبيرة من روايات أحلام و عبير
أحب أشارك أبها معكم و أنا مستعده
لكتابة أي روايه تطلبوها مني إذا كانت عندي
و أحب أشكر الأخوات:
ماري انطوانيت - وردة قايين - شايننغ تييرز
على جهودهم

نقاء الثلج
10-04-2008, 12:27
معليش حبيباتي
أنا بنوته مثلكم
لكن حصل خطأ
في الملف الشخصي
وصلحته
لا تواخذوني

ورده قايين
10-04-2008, 18:38
مرحبا حبيباتي
أنا عضوه جديده بالمنتدى وشاركت
بس عشان هذا المشروع و حملت
كل الروايات اللي مو عندي و أنا عندي
مجموعه كبيرة من روايات أحلام و عبير
أحب أشارك أبها معكم و أنا مستعده
لكتابة أي روايه تطلبوها مني إذا كانت عندي
و أحب أشكر الأخوات:
ماري انطوانيت - وردة قايين - شايننغ تييرز
على جهودهم

ياهلا فيك نورت المشروع ويسرنا مشاركتك لنا ...
والشكر موصول لماري انطوانيت وشايننغ تييرز


سونيستا مشكورة على الرواية ....

ماري-أنطوانيت
11-04-2008, 12:17
مرحبا حبيباتي
أنا عضوه جديده بالمنتدى وشاركت
بس عشان هذا المشروع و حملت
كل الروايات اللي مو عندي و أنا عندي
مجموعه كبيرة من روايات أحلام و عبير
أحب أشارك أبها معكم و أنا مستعده
لكتابة أي روايه تطلبوها مني إذا كانت عندي
و أحب أشكر الأخوات:
ماري انطوانيت - وردة قايين - شايننغ تييرز
على جهودهم

هلا وغلا فيك حبيبة قلبي نقاء..

واهلا وسهلا فيك اخت عزيزه وغاليه في المشروع..::سعادة::

وتسلمين قلبي على كلامك الحلو واسعدنا جدا مبادرتك للمساعده..::سعادة::

والشكر مو محصور في عضوه والا اثنين....

الشكر موزع على كل عضوه غاليه تعبت ونزلت لنا روايه في المشروع...;)

ماري-أنطوانيت
11-04-2008, 12:31
سلاااااااام معطر بماء الورد والياسمين لاحلى العضوات...
~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"

--- رواية الاسبوع ---

~*~*~ امرأة لكل الفصول ~*~*~
- آن ويل -
125
(عبير القديمه)

قلب للبيع ....انجيلا عرضت قلبها للبيع رغبة منها في الثروة
والخلاص من الفقر . سافرت الى جزر الباهاماس مع شقيقتها ساره
بحثا عن العريس الذي تقدم له قلبها على صحن من فضة ....
هل يباع القلب كما تباع الأشياء الأخرى ؟؟

انجيلا اعتقدت ان قلبها في يدها تعطيه للعريس المناسب ..
لكن القلب متمرد .. مجنون ...يهوى من يدغدغه ويجيد لغته ...
ويتجاوب وخفقاته هذه اقوال ساره التي تعتبر الوقوع في الحب من اهم شروط الزواج
الأختان كالماء والنار لا تلتقيان .
انجيلا اعلن قلبها العصيان عليها ... وأوقعها في حب لازلو البوهيمي في غفله منها وسلمه مفتاح حياتها .
اما ساره فمنحها الحب من نعمه وهداياه الشئ الوفير حين احبت ستيفان راند . لكنها احترقت لوعة بعد ظهور
فاليري الجميلة في حياته .
فهل تغير الغيرة من مسار القلب ؟؟؟

# ستنزلها لنا وردة المشروع الغاليه ((وردة قايين))
يوم الاربعاء او الخميس باذن الله...
كن بالانتظار....:D

فالنتينو
11-04-2008, 14:05
مرحبا انا عضوة جديدة ::cool: بصراحة عمري ما شفت موضوع احلى من هذا الموضوع ::سعادة:: لاني مجنونة روايات عبير واحلام :eek: اشكركم كثير على المجهود اللي تبذلوه من جد رائع وان شاء الله يستمر::جيد::

...(M.A.H)...
11-04-2008, 21:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكم خالص الشكر على الرواية الرائعة

اتمنى ان اجد هاتان الروايتان لديكم

وهي (آخــــــــر الغرباء) و(ماكيب فالنتين)<<<<وخصوصا هذه لأنني بحثت عنها

كثيرا ولم اجدها..... في الموضوع الأول كانت ستنزلها احدى العضوات

لكن اغلق الموضوع قبل إنزالها.....تقبلوا خالص تحياتي.....

shymoon
12-04-2008, 14:13
http://th303.photobucket.com/albums/nn122/leimsider72o2/Kata2/Kata3/Kata4/Kata5/th_sorry015.gif نسيت اني كنت انزل رواية (ماكيب فالنتين) معليش حبيبتي عشان خاطرك رح انزله بكرة باذن الله لانها تبغى شوي تعديل عالوورد ...

نقاء الثلج
12-04-2008, 22:09
حبيباتي الحلوات وردات المشروع
انا بحثت عن روايه قراءة الملخص تبعها في وحده من الروايات الي عندي
لكن ماحصلتها فاحتاج منكم مساعدتي الموجود عندها هذه الروايه تنزلها
في المشوع طبعاً بعد أذن رائعتنا ماري-أنطوانيت
والروايه هي
ضاعت العروس
الملخص
((المطلوب صائد ثروات للزواج من وريثة ثروة ضخمة . مليونيرة
تبحث عن زوج بالاسم كي تتحكم بثروتها الخاصة . الشروظ مغرية
للرجل المناسب))
إعلان في الصحيفة
ووصل الرد إلى ميريل وينترز بسرعة :
((القصر ينهار . التشققات في كل مكان و الأغراض الأساسية تنفد .
المطلوب وريثة غنية على جناح السرعة ))
اللورد جارفيس لارن

لن تلوم ميريل سوى نفسها على هذا الإعلان , فهي التي جلبت لنفسها
النتاعب ... ووجع القلب !

و الشكر للجميع

shymoon
13-04-2008, 04:16
http://th303.photobucket.com/albums/nn122/leimsider72o2/Kata2/Kata3/Kata4/Kata5/th_sorry015.gif مرة ثانية رح تنزل رواية ماكيب فلنتاين الاسبوع اللي بعد 000( بعد اسبوعين) اوكي...http://th303.photobucket.com/albums/nn122/leimsider72o2/Kata2/Kata3/Kata4/Kata5/th_sorry015.gif

ماهيما
13-04-2008, 05:04
سلاااااااااااااااااااام صبايا كيفكم؟؟

كيفك ماري؟؟؟

مشكورين على الرواية اللي راحت والرواية اللي بتجي ;););)

ماري كل الروايتين قريتهم رواية الاسبوع اللي راح ورواية الاسبوع هذا عشان كذا ماشفتي ردودي بالمنتدى:p:p:p

على العموم الله يوفقكم,,وقراءة ممتعة للعضواات::جيد::

pretty*princess
13-04-2008, 12:41
يسلمووووو حبيباتي فريق كتابه الروايات بصراحه اسعدتنا رواياتكم الحلوة اللي تدل على ذوق صاحباتها الرفيييع
ننتظر رواياتكم الجايه على احر من الجمر
http://www.mrkzy.com/uploads/9689284095.gif (http://www.mrkzy.com)

لحـ الوفاء ـن
13-04-2008, 14:46
نحن في انتظار الروايه الجديده
وشكرا للجهود ويعطيكم العافيه

فرح احمد
13-04-2008, 19:14
السلام عليكم
اشلونكم خواتي طبعا اني عندي سؤال عن رواية قبل 7 سنوات تقريبا قريتها ولحد الان اتمنى اقراها بس الصراحة اني ماعرف اسم الرواية بس تحكي عن بطلة تعيش عند عائلة خنية وكخادمة في منزلهم ويذهبون في سفرة بنات العائلة وهما اثنتين والاب لكن الام لن تذهب معهم وكانت السفرة عبارة عن منطقة تزلج
وهناك تقع البطلة وتصطدم بشجرة وفقدت الوعي ولامن احد يراها سوى شخص وهو البطل ويدعى خوان وهو مصارع ثيران وقد ضنها في البداية صاحبة الاسرة ويأخذها في منزل الى ان تصحو ويتعرف عليها ويقع في حبها ويتزوجها غصب .
وطبعا اني ايضا ماعرف ان كانت الرواية تابعة لسلسلة احلام او عبير فارجو منكم خواتي ان تعطوني ولو بس اسمها امنيتي اقراها ارجوكم من كل قلبي ولكم جزيل الشكر .. اختكم فرح

ورده قايين
13-04-2008, 23:36
طيب انت قلتيها اسمها مصارع الثيران من روايات عبير القديمه

ايــريــن
14-04-2008, 01:41
يااااي مشكوووووووورين ..

بإنتظااار جديدكم..

هيونه المزيونه
14-04-2008, 09:21
مشكورين حبيباتي على الروايات الرائعة جدا جدا ...

بصراحة توني قريت الروايتين الأخيرة ... كانت رائعة من جد ...

تسلم ايدين من كتبها ...

وعندي طلب ( من ملخص مصارع الثيران شكلها تجنن ) ..

فياليت تضعونها في طابور الروايات اللي راح تنزلونها في المشروع ..

مشكورين حبيباتي الرائعات ....

وفي انتظار امرأة لكل الفصول على ناااااااااار ....

بنوته تجنن
14-04-2008, 12:33
صراحة هذي الرواية خطيييييييييييييييرة

ماري-أنطوانيت
15-04-2008, 13:40
مرحبا انا عضوة جديدة ::cool: بصراحة عمري ما شفت موضوع احلى من هذا الموضوع ::سعادة:: لاني مجنونة روايات عبير واحلام :eek: اشكركم كثير على المجهود اللي تبذلوه من جد رائع وان شاء الله يستمر::جيد::
هلا والله فيك حبيبة قلبي (فالينتينو)
واهلا وسهلا فيك في المشروع...::سعادة::
وتسلمين قلبي على كلامك الحلو...
وان شاء الله المشروع يستمر بجهود العضوات الي يساهمون بالكتابه
وبتشجيع العضوات بكلامهم الحلو.....;)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكم خالص الشكر على الرواية الرائعة

اتمنى ان اجد هاتان الروايتان لديكم

وهي (آخــــــــر الغرباء) و(ماكيب فالنتين)<<<<وخصوصا هذه لأنني بحثت عنها

كثيرا ولم اجدها..... في الموضوع الأول كانت ستنزلها احدى العضوات

لكن اغلق الموضوع قبل إنزالها.....تقبلوا خالص تحياتي.....
وعليكم السلام والرحمه (M.A.H)...::سعادة::
هلا والله فيك..
بخصوص روايه (ماكيب فالنتين)..ان شاء الله بتكون روايه الاسبوع الجاي
والغاليه (shymoon) راح تنزلها باذن الله...
اما بخصوص روايه( اخر الغرباء) ان شاء لله نحاول نلبي طلبك في اقرب فرصه...:D



http://th303.photobucket.com/albums/nn122/leimsider72o2/Kata2/Kata3/Kata4/Kata5/th_sorry015.gif نسيت اني كنت انزل رواية (ماكيب فالنتين) معليش حبيبتي عشان خاطرك رح انزله بكرة باذن الله لانها تبغى شوي تعديل عالوورد ...
اهلييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين اهلين (shymoon)
هلا والله بالطله الحلوه الغاليه...وحشتينا...::سعادة::::سعادة::




حبيباتي الحلوات وردات المشروع
انا بحثت عن روايه قراءة الملخص تبعها في وحده من الروايات الي عندي
لكن ماحصلتها فاحتاج منكم مساعدتي الموجود عندها هذه الروايه تنزلها
في المشوع طبعاً بعد أذن رائعتنا ماري-أنطوانيت
والروايه هي
ضاعت العروس
الملخص
((المطلوب صائد ثروات للزواج من وريثة ثروة ضخمة . مليونيرة
تبحث عن زوج بالاسم كي تتحكم بثروتها الخاصة . الشروظ مغرية
للرجل المناسب))
إعلان في الصحيفة
ووصل الرد إلى ميريل وينترز بسرعة :
((القصر ينهار . التشققات في كل مكان و الأغراض الأساسية تنفد .
المطلوب وريثة غنية على جناح السرعة ))
اللورد جارفيس لارن

لن تلوم ميريل سوى نفسها على هذا الإعلان , فهي التي جلبت لنفسها
النتاعب ... ووجع القلب !

و الشكر للجميع
هلا والله فيك حبيبة قلبي (نقاء)....:D
باذن الله ندور على طلبك ونحاول ننزله بالمشروع...::جيد::
واذا في اي وحده عندها الروايه وتبغى تنزلها فحياها الله..;)
واي طلب ثاني احنا حاضرين..:رامبو:




سلاااااااااااااااااااام صبايا كيفكم؟؟

كيفك ماري؟؟؟

مشكورين على الرواية اللي راحت والرواية اللي بتجي ;););)

ماري كل الروايتين قريتهم رواية الاسبوع اللي راح ورواية الاسبوع هذا عشان كذا ماشفتي ردودي بالمنتدى:p:p:p

على العموم الله يوفقكم,,وقراءة ممتعة للعضواات::جيد::
مااااااااااااااااااااهيماااااااااااااااااااااااااا ......::سعادة::::سعادة::
هلا هلا هلا والله....اشتقت لك يا بنت....:D
ما شاء الله عليك كل روايات المشروع قرأتيها....
خلاص...انا خذت على نفسي عهد اني ادور على روايه
عمرك ما قرأتيها وانزلها في الموضوع.....:D:D


يسلمووووو حبيباتي فريق كتابه الروايات بصراحه اسعدتنا رواياتكم الحلوة اللي تدل على ذوق صاحباتها الرفيييع
ننتظر رواياتكم الجايه على احر من الجمر
http://www.mrkzy.com/uploads/9689284095.gif (http://www.mrkzy.com)
هلا والله يا عسل...
والله انتوا اسعدتونا اكثر بردودكم الحلوه...وتشجيعكم المستمر...::سعادة::



السلام عليكم
اشلونكم خواتي طبعا اني عندي سؤال عن رواية قبل 7 سنوات تقريبا قريتها ولحد الان اتمنى اقراها بس الصراحة اني ماعرف اسم الرواية بس تحكي عن بطلة تعيش عند عائلة خنية وكخادمة في منزلهم ويذهبون في سفرة بنات العائلة وهما اثنتين والاب لكن الام لن تذهب معهم وكانت السفرة عبارة عن منطقة تزلج
وهناك تقع البطلة وتصطدم بشجرة وفقدت الوعي ولامن احد يراها سوى شخص وهو البطل ويدعى خوان وهو مصارع ثيران وقد ضنها في البداية صاحبة الاسرة ويأخذها في منزل الى ان تصحو ويتعرف عليها ويقع في حبها ويتزوجها غصب .
وطبعا اني ايضا ماعرف ان كانت الرواية تابعة لسلسلة احلام او عبير فارجو منكم خواتي ان تعطوني ولو بس اسمها امنيتي اقراها ارجوكم من كل قلبي ولكم جزيل الشكر .. اختكم فرح
هلا والله فيك (فرح) اخت عزيزه وغاليه في المشروع...
اسعدنا جدا مرورك الكريم علينا...
اما بخصوص الروايه فهي مثل ما قالت الغاليه ورده
اسمها (مصارع الثيران) من روايات عبير القديمه..
وهاذي الروايه قيد الكتابه وان شاء الله تنزل اول ما صحبتها تخلصها..;)



يااااي مشكوووووووورين ..

بإنتظااار جديدكم..
هلا والله (ايرين).....::سعادة::
واهلا وسهلا فيك...اسعدنا جدا مرورك يا عسل..:D


مشكورين حبيباتي على الروايات الرائعة جدا جدا ...

بصراحة توني قريت الروايتين الأخيرة ... كانت رائعة من جد ...

تسلم ايدين من كتبها ...

وعندي طلب ( من ملخص مصارع الثيران شكلها تجنن ) ..

فياليت تضعونها في طابور الروايات اللي راح تنزلونها في المشروع ..

مشكورين حبيباتي الرائعات ....

وفي انتظار امرأة لكل الفصول على ناااااااااار ....
هلاااااااااااااااااااااا والله بهيونتنا...اشتقنا لك كثيييييير يا بطه..
اما بخصوص روايه (مصارع الثيران)...مثل ما قلت قبل...
هي الحين في مرحله الكتابه..وان شاء الله اول ما تخلص تنزلها صاحبتها..::جيد::


صراحة هذي الرواية خطيييييييييييييييرة
هلا وغلا بنوته تجنن...
تسلمين قلبي على مرورك....::سعادة::

فرح احمد
15-04-2008, 13:50
واااااااااااااااااااااااااااو اني اشكركم لان اعطيتوني اسمها وحتنزلوها عن قريب بالمندى

احباب الروح
15-04-2008, 16:23
منتظرين رواية امرأة لكل الفصول
شكلهــا حلــوه كثيـــر ..


ويسلمـــوو مقدما وردة قايين


:)



..

ayadi31
15-04-2008, 16:37
::جيد:: انا سعيد بكم

ayadi31
15-04-2008, 16:44
::

جيد:
:::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد:: ::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::
مع تحيات صيدلية العيادى


محمد الشريف

SONĒSTA
15-04-2008, 18:28
::

بانتظار رواية امرأة لكل الفصول
;)
وشكرا مقدما وردة قايين على الرواية

::

ماهيما
15-04-2008, 19:43
هلا وغلا فيك حبيبتي ماري,,كيفك؟؟

ههههههههههههههههههههههههه يالله شدي الهمة وجيبي رواية ماقريتها;)

الله يوفقك:cool:

bintbaladha
16-04-2008, 05:59
إلى جميع منتسبي هذا المنتدي سلام من القلب إلي القلب ::سعادة::::سعادة::::سعادة::
وأشكر جميع من يشارك في هذا المشروع الجميل
فأنا من هواة روايات عبير وأحلام مع أني كنت مقاطعتها صارلي 3 سنين
ويا ريت لو ألاقي عندكم رواية مطلوب زوجة وام
وشكرا ::جيد::::سعادة::::سعادة::::سعادة::::سعادة::

ورده قايين
16-04-2008, 15:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشكر جميع الأخوات على كلماتهن المشجعه

والأن سوف اقوم بعرض الرواية والتي اتمنى ان تنال على اعجابكم ..

ورده قايين
16-04-2008, 15:16
امرأة لكل الفصول

آن ويل
125



قلب للبيع ....انجيلا عرضت قلبها للبيع رغبة منها في الثروة
والخلاص من الفقر . سافرت الى جزر الباهاماس مع شقيقتها ساره
بحثا عن العريس الذي تقدم له قلبها على صحن من فضة ....
هل يباع القلب كما تباع الأشياء الأخرى ؟؟

انجيلا اعتقدت ان قلبها في يدها تعطيه للعريس المناسب ..
لكن القلب متمرد .. مجنون ...يهوى من يدغدغه ويجيد لغته ...
ويتجاوب وخفقاته هذه اقوال ساره التي تعتبر الوقوع في الحب من اهم شروط الزواج
الأختان كالماء والنار لا تلتقيان .
انجيلا اعلن قلبها العصيان عليها ... وأوقعها في حب لازلو البوهيمي في غفله منها وسلمه مفتاح حياتها .
اما ساره فمنحها الحب من نعمه وهداياه الشئ الوفير حين احبت ستيفان راند . لكنها احترقت لوعة بعد ظهور
فاليري الجميلة في حياته .
فهل تغير الغيرة من مسار القلب ؟؟؟





امرأة لكل الفصول


آن ويل

كتابة " ورده قايين "


1- الارث



انجيلا , استفيقي يا انجيلا
واستفاقت انجيلا غوردون من حلم لذيذ على صراخ شقيقتها ودفنت وجهها في الوسادة , فصرخت ساره:
انجيلا انهضي لقد حصل الأمر وقد حمله البريد الينا 0
- ماذا , ماذا حصل ؟
الفلوس طبعا 0فلوس عمتي دوروتي 0
دفعت انجيلا غطاءها عند سماعها كلمة فلوس واستوت على سريرها قائلة :
هل هذا صحيح ؟
والتقطت الأوراق الثبوتيه من ساره وسألت :
أرني كم معنا ؟
فأجابت ساره :
. الفان وستمئة جنيه ويزيد0

ماتت عمة الصبيتين منذ سنتين تاركة لهما جميع ما تملك : بيت عتيق في ضواحي مدينة فيفان واثاث رث لا يصلح الأ للمجموعات الاثرية وأوان اخرى لا فائدة فيها ، مما جعل انجيلا وساره غير مهتمتين بالامر . وكان الكاتب العدل قد نبههما الى ان قانون الارث يستوجب وقتأ قبل تنفيذه وانه ، بعد احتساب المصاريف المتوجبة لا يبقى لهما شئ يذكر . لذلك نسيت ساره الارث ولم تتذكره الأ عندما لمحت الرسالة الرسمية الكبيرة في علبة البريد . وبحماس قالت : . يجب الاحتفال بالامر . سندعو اصدقاءنا واطلب من ديك ان يجلب اسطواناته

ورده قايين
16-04-2008, 15:18
وسأحضر طبقأ من المعكرونة ونشتري عصير الفواكه و. .. . ما بك ؟
- يبدو انك غيرمتحمسة للامر يا انجيلا . . . هل انت متعبة ؟

والقت انجيلا نظرة تائهة على شقيقتها ممسكة بطرف قميصها الشفاف . وقالت وهي تفكر وتعبث بحليها : . كنت اتمنى ان نحصل على خمسة آلاف جنيه على الاقل 0
. خمسة آلاف ؟ انا اعتبر الالفي جنيه ثروة.. قالت انجيلا وقد اعترى وجهها بريق اهتمام :
. حسنأ سنتدبر الامر .
نتدبر الامر؟ انه مبلغ لم نحصل على مثله في حياتنا . سنعيد تزيين البيت ونذهب في اجازة و. . . نفعل اشياء كثيرة .
يا الهي انظري الى الساعة0
- ستتاخرين عن الموعد . ساحضر الفطور بسرعة . . . كان المطر ينساب على الزجاج ولم تكن المدفأة تشيع جوأ من
الدفء في الدار، لكن ذلك لم يمنع ساره من ان ترتب الطاولة وهي تغني . كانت تكسب معيشتها من الضرب على الألة الكاتبة لدى شركة للتامين ، بينما كانت انجيلا تعمل بائعة في مخزن ازياء في حي نايتبردج مما جعل حياتهما تدور بصعوبة . فبالرغم من اقتصاد ساره ، كانت المصاريف المفاجئة تذيب المال المدخر . لم تكن الاختان فقيرتين ولكنهما لم تستطيعا ادخار مبلغ من المال يقيهما العوز, وتركة العمة تسمح لهما الآن بمجابهه جميع الكوارث لذلك شعرت ساره بانها شبه غنية . انها اصغر من اختها بثلاث سنوات لكن ثقل المصروف كان يقع دائمأ على عاتقها هي . وغالبأ ما كانت تتمنى ان تكون اختها مقتصدة نوعأ ما , واقل ميلأ الى التبذير وذلك عندما كانت تجد صعوبه في الانفاق حتى آخر الشهر . صحيح ان السلع الرخيصة تصبح اكثر كلفة على المدى الطويل بفعل الاستعمال , ولكنها لم تكن تستطيع ان تفهم ان احذية جوردان وحقائب هرمس وادوات التجميل ديور كانت تباع بأسعار باهظة خصوصأ وان انجيلا كانت بالغة الجمال بحيث انها لم تكن بحاجة إلى اثواب انيقة او تجميل خاص لتبدو غاية في الاغراء0.
خرجت انجيلا من الغرفة وشعرها مبعثر بذوق واجفانها مرسومة بعناية فائقة , فقالت ساره :
- خسارة ان تكوني مضطرة للذهاب الى العمل أليوم0


مكان عمل ساره يقفل يوم السبت في حين ان انجيلا تعمل في ذلك اليوم حتى الظهر . فاجابت انجيلا بتثاقل وهي تسكب لنفسها فنجان قهوة :
- لا عليك , لن اتاخر كثيرأ .
. ماذا تقصدين ؟
. ساقدم استقالتي . . . واستقالتك انت ايضأ0
فارتبكت ساره وكادت ترمي مقلاة البيض أرضا :
استقالتك ؟
فردت انجيلا بنفور المتسلط :
-أجلسي , كلي واسمعيني 0سنترك وظيفتينا المرهقتين واللتين لا تؤديان الى شئ 0 سنتخلى عن هذا الكهف التعيس ونبدأ حياة جديدة 0
- ولكن 000انجيلا 00
- سنشتري حقائب وملابس للبحر ونصف دزينه فساتين سهرة وحالما أنتهي من دراسه التفاصيل سنستقل الطائره الى باهاماس 0
ظلت ساره فاغره فمها وصامته هنيهات ثم تفرست في وجه اختها وتمتمت بصوت خافت :
انت مجنونه تماما 0
أبدا بالعكس , فأنا افكر بهذا المشروع منذ عدة أشهر وهو مناسب جدا 0
لكننا لانستطيع التخلي عن كل شئ 0 الفا جنيه 000شئ عظيم لكننا اذا توقفنا عن العمل فلن يبقى معنا شئ بعد سته أشهر 000
فردت انجيلا بهدؤ :
الم يذكر أحد امامك بأن صيد الأسماك يتم بالطعم ؟ فلوس العمه دوروتي ستشكل الطعم الكبير الذي يجعلنا نصطاد السمكه الكبيره 0


وقفت ساره متسائله اذا ما أثرت رساله الكاتب العدل على عقل اختها لكن انجيلا تابعت حديثها بالهدؤ ذاته :
ستعترفين بنفسك ان الحياه لم تكن غايه في البهجه في الفترة الأخيره وليس هنالك بريقأ أمل لتحسين الوضع اذن هذه فرصتنا لنتحرر ونخرج من هذه الدوامه 0

ورده قايين
تقصدين 00أن نبذر كل ما لدينا خلال أسابيع , للرفاهيه ؟ وماذا سيحدث اذا اضطررنا للعودة الى الأرض الواقع ؟
بالتحديد 0 اذا سار كل شئ على مايرام , لن نضطر للهبوط ثانيه او على الأقل ليس في مكان تعيس كهذا 0
رفعت ساره يديها الى شعرها الكستنائي القصير محاولة اخفاء حيرتها التامه 0
اسمعي , انا لا افهمك 0 ماهو قصدك ؟ بماذا تفكرين ؟
فسكبت انجيلا لنفسها القهوه ثانية وأشعلت سيكاره 0
عمري 25 سنه 0 حتى الأن عرض علي الزواج ثلاث مرات لم اكن لأقبل بأحدهم ولو من بعيد 0 والرجل الذي أردت الزواج منه كان متزوجا 0
رأت ساره مسحه من الحزن في عيني أختها التي اكملت :
اذا صدق المثاليون وأذا انتظرت كثيرا فسأقع حتما على فتى احلامي 0 لكن ما اريده الأن هو زوج مريح كثير المال طبعه متساهل ولهذا السبب ياصغيرتي الحبيبه , سنطير معا نحو بلاد الهند الغربيه المشمسه 0
فصرخت ساره :
هل تنوين جديا تبذير كل رأسمالنا لتحاولي الأمساك برجل غني ؟ أنت فعلا مجنونه 0
أجابت انجيلا بجديه :
انها طريقه خشنه وفظة للتعبير , لكن هذه نيتي في الاجمال 0 فلا ترتعبي هكذا ياحبيبتي 0لن اتزوج رجلا كهذا لمجرد انه غني لكنني اعتقد انه بامكاني ايجاد رجل مقبول , ليس في لندن لأننا لانعاشر الأوساط الراقيه , لكن ناسو عاصمه باهماس , تقدم لنا خيارا مهما مغريا 0
انك تهزأين بي 0 انا لا اصدقك0فأطفأت انجيلا سيكارتها ووقفت :
يجب ان اسرع في ارتداء ملابسي 0


عادت الى الغرفه تاركة ساره مصعوقه من الدهشه ,لاقابليه لها للأكل ومتأكدة بأن اختها لم تكن تمزح بل تتكلم بجديه 0
عشر دقائق مرت , ظهرت بعدها انجيلا بفستان اسود , انيق فوقه شال من الحرير الأبيض 0 سألت اختها :
هل راقت لك الفكرة ؟ اتتصورين فكرة قضاء شهر في الشمس ؟انه الصيف كل السنه في الباهاماس 0
فأجابت ساره بصوت يرتجف:
- وأذا رفضت الذهاب معك ؟ لاتنسي ان نصف هذا المال لي 0


ارتدت انجيلا معطفا واقيا من المطر وقالت بصراحه والأبتسامه تعلو شفتيها :
ليس لديك خيار يا حبيبتي 0 فأنا استطيع ان انظم سفري بثمانمئه جنيه لو أردت 0 لكنه يصعب علي تركك وحيدة هنا 0
آه لا تخدعيني فأنت تعرفين انك لن تسافري لوحدك 0
لبست أنجيلا قفازيها وأمسكت بحقيبتها السوداء اللماعه 0


فاكتشفت ساره عند اختها تعبيرا لم تعهده من قبل 0 كانت عيناها المتوحشتان تلمعان من الحنق 0
لاداعي للنقاش يا ساره فأنا افكر بهذا منذ وصلتنا اول رساله من الكاتب العدل وأنا مصممه على تنفيذ مشروعي 0 بامكانك الأعتراض حتى اخر نفس من انفاسك فلن اعدل من قراري 0 أما الآن فسأودع المال في المصرف ويوم الأثنين سأشتري بطاقتي سفر .......أمهلك حتى ذلك الوقت لتقرري مجيئك او بقائك هنا , وأتمنى ان تتعقلي وتأتي معي 00والا ذهبت كل واحدة منا في طريق ...وما كادت ساره تستوعب حده هذا الأنذار حتى كانت أنجيلا قد خرجت من الشقه 0

ورده قايين
16-04-2008, 15:19
بعد مرور ألأسبوع الأكثر اثاره وحركه في حياتها كانت ساره جالسه في مقهى في ريجنت ستريت تنظر الى اختها 000وبعدما جادلت وتوسلت وناقشت بقسوة وفاضت الدموع من عينيها رأت نفسها في نهاية الامر مضطرة للرضوخ والآن بعدما تركت الأختان محلهما وبيتهما شعرت ساره بأنها مركب صغير تكسرت حباله وجرفه تيار خطير 0 وأذ بأنجيلا تقول اشتريت البطاقتين والحقائب اللائقه وحجزت غرفه في الفندق فعليك الآن ان ترتدي ملابسك فمن غير الضروري ان ابدو انا رائعه اذا لم تكوني انت على المستوى المطلوب يجب ان نبدو نحن الأثنتين وكأننا معتادان على الرفاهيه وحتى الآن لا أمل فيك من هذه الناحيه 0 لا اريد ان تغضبي لكنك بعيده عن مظهر الفتاة التي تنعم بمال والد وافر الثروة 0
- لأن الأمر ليس كذلك وهذا حالك 0
- لا ,لكن هذا هو الأنطباع الذي نريد اعطاءه فأول خطوة هي تصفيف شعرك وترتيب يديك 0
- ماهي ملاحظاتك على شعري ؟ وما بهما يداي ؟


على عكس انجيلا التي ورثت جمال امها كانت ساره تشبه والدها عينان عاديتان جميلتان وأسنان ناصعه لكن انفها كان قصير جدا يعلوه النمش 0
اجابت انجيلا :
افضل ما يمكن , هو قصة شعر ناجحه 0 ويجب ايضا ان تطلي أظافرك وتفركي يديك بالمرهم 0 وأذا ماحدثك أحد عن آلة الطباعه فيجب ان تتظاهري بعدم معرفة ماذا يعني 0 تعالي سنرى اذا كان من الممكن تزيين شعرك الآن وسنمضي بعد الظهر في شراء الأثواب لك 0


في ذلك المساء وبينما كانت انجيلا تستحم جربت ساره بعضا من ملابس عطلتها وبما ان شعرها كان مجعدا كانت تغسله بنفسها وتصففه ولاتذهب عند المزين الا مرة كل شهرين لتقصه 0
كانت ساره تفكر دائما بأن الفرق بين صالونات التزيين في الشوارع الكبيرة والصالون الذي تصفف فيه شعرها في زاوية الشارع هو الديكور الهندسي الأجمل والاسعار الفائقه الارتفاع ولكن كان لابد من الأعتراف بأن المزين بربطه عنقه وحركاته كان فنانا بالفعل 0 الغرة الجديده الخفيفه جملت وجهها وخففت من عرضه 0
شعرت ساره بنوع من الرعشة في جسمها وهي تنظر الى نفسها في المرآه مرتدية سروالا مرجانيا مع قميص حريري ابيض 0 كانت مقتنعه تماما منذ البدايه ان مخطط اختها لعين ولابد ان ينتهي بكارثه ......لكنها انسانيه ولهذا شعرت بالفرح عندما رأت نفسها بهذه الأناقه متخلصه من رتابة عملها وسلبيات شتاء لندن .
خرجت انجيلا من الحمام تفوح منها رائحه العطور الثمينه وجلست على السرير ترتب أظافرها 0
هذا اللون يليق بك ياحلوتي , لكنك بحاجه لتجميل وجهك اكثر 0 حاولي ان تضعي لونا على اجفانك اضافة للكحل 0


فانتزعت ساره ملابسها وارتدت ثوب نومها بعدما طوت بترتيب ثيابها الجديده 0
انجيلا ......قلت في ذلك النهار انك أردت الزواج من رجل واحد .هل هو روس اندرسون ؟سألت ساره ذلك بصوت متردد متذكرة ذلك الشاب الجذاب الذي جاء ليخرج مع شقيقتها مرتين او ثلاثا خلال الربيع وذات يوم لم يعد يتصل فبدت انجيلا مضطربه بعض الشئ لفترة 0 غير أن شيئا لم يدل ان انجيلا كانت ضحية صدمه قويه ولا ان هذه القطيعه أغاظتها 0
أكاد لا أصدق انك تتذكرينه , تمتمت انجيلا دون ان ترفع رأسها :
الأفضل ان تعرفي كل شئ الآن مع ان احدا لايتعلم من اخطاء غيره ولكن ....تعرفت عليه عندما قدمنا تلك المجموعة الكبيرة في آذار فهو يعمل في احدى دور الملبوسات الجاهزة 0 وكنت أجهل حينها انه تزوج ابنه رب العمل ليتعلم المهنة قبل التربع على كرسي مريح في مجلس الأدارة 0
كيف عرفت ذلك ؟
فأجابت انجيلا :
لحسن الحظ , رآنا شخص معا فأخبرني بذلك ...لولا ذلك لكنت ارتكبت خطأ هائلا ...فقد كان روس اندرسون يعتقد بأني على علم بزواجه 0فلو خبأ عن قصد وضعه , لكان ثقل الحزن اقل علي 0 والمزعج هو ان تري نفسك واقعه في حب رجل يعتقد انك من نوع النساء اللواتي يجدن لذة في المغامرات مع رجال غيرهن 0


لزمت ساره الصمت هنيهة 0 كان يخيل اليها انها تعرف أختها ولكن الآن تراها غريبه أمامها 0 لم تترك انجيلا المجال مرة واحدة ليكتشف احد أساها وخجلها العميقين وردت على اختها بنعومه :
ولكن ياحبيبتي ليس كل الرجال من هذا الصنف 0 فمن الجنون ان تدمري حياتك بسبب خطأ 0
ليس في نيتي تدميرها 0
بامكانك ذلك اذا تزوجت بلا حب 0
لم تقعي في الحب بعد ياحلوتي فلا تتكلمي عنه اذن 0
ممكن , لكني اعرف ان النهاية ليست دائما سيئه 0
فما كان من انجيلا الا ان ردت :
حتى ولو توصل الاثنان الى الزواج بعد حب كبير فماذا يحدث ؟ بعد خمس سنوات ينكسر الرونق ويفقد الأثنان كل مالديهما من نقاط مشتركه 0 اما اذا كان الزواج عن سابق تفكير فلا مجال لخيبة الأمل او بالأحرى لايتوهم الواحد بخصوص الآخر 0
ورده قايين
فلم ترد ساره ظانه في نفسها ان الطريقة الوحيدة لكي تغير انجيلا رأيها بهذا الموضوع هي ان تقع في الحب مرة ثانية 0
أقلعت الطائرة من مطار لندن ومعظم المسافرين كانوا أزواجا متقدمين في السن الرجال منهم صلع , اما النساء فظهرن بملابس راقية مغطيات بالفراء الثمين 0 وبعد الأقلاع مباشرة انطفأت الأضواء الفرديه وتمركز المسافرون في كراسيهم للنوم 0 لكن أنجيلا كانت قد بدأت تتنفس بانتظام اذ سبقتهم الى الرقاد بينما بقيت عينا ساره مفتوحتين غير قادرة على السبات 0
كانت الساعة قد قاربت الثانية عندما استطاعت اغماض عينيها ونامت بعمق لدرجة ان انجيلا اضطرت الى هزها عدة مرات لايقاظها 0 كان النهار قد طلع وعلى الاف الأمتار من اجنحه الطائره والأطلسي الشمالي يشع تحت الشمس 0

ورده قايين
16-04-2008, 15:20
بعد الفطور ثرثرت انجيلا مع المسافرة الجالسه في الصف الموازي بينما اطلعت ساره على الدليل السياحي الذي تقدمه شركه الطيران للمسافرين ومنه خارطه لارخبيل باهاماس بكامله .......مع أسماء الجزر : غراند اباكو , ماياغانا , ايلوتير ...........وفكرت وهي تقرأ هذه الأسماء بأن الامر يسهل اذا اخذت مع شقيقتها باخرة ودارتا في هذه الجزر المتوحشه بدلا من البقاء في مركز سياحي كبير 0
كان من المتوقع ان تحط الطائرة في نيو بروفيدنس ظهرا 0 وما كادت تقترب من المطار حتى فاجأها اللون الفيروزي الذي غطى المحيط وأبصرت ساره الجزيرة التي كونت نقطة غامقة تحت المساحة الزرقاء 0000
آه انجيلا ,انظري 0
لكن انجيلا كانت مأخوذة بطلاء شفتيها بالأحمر , فلم تكترث0
بعد نصف ساعه كان الركاب يطأون السلم للنزول 000خيل لساره أنها في عالم آخر 000تحت الشمس الساطعه ورائحه الصيف ونسيمه 000لم تصدق أنها بين ليلة وضحاها انتقلت من سماء لندن الكئيبه الداكنه الى هذا الجو الاازوردي الصيفي 0
الفندق الذي حجزت فيه انجيلا غرفتهما , آمنت خدمة السياحه الوصول اليه 0 فما أن خرجتا من الجمارك حتى استقبلهما رجل باهامي أسود البشرة , يرتدي بزة بياضها ناصع كأسنانه قادهما الى عربه بيضاء يقودها حصان وغطت مقعدها خيمه زهرية فاقعه 0
فالتفت السائق باسما وقال بصوت هادئ بلهجة بلده :
الهواء عندنا دائما مؤاتيا للمراكب الشراعيه في الجزر يا أنستي 0


ذهلت ساره عند مرورها في شوارع ناسو العاصمه . من وجود الزهور في كل مكان 000فالاصفر والاحمر الفاقع والنباتات المنقطه بالذهبي والألوان الزهرية والبيضاء 000حدائق كيفما ادارت رأسها 00هكذا كان انطباعها وهي تسير بين السيارات الأمريكيه الكبيرة والأنكليزية الأصغر 0
لما وصلتا الى الفندق في باي ستريت , شارع المدينه الرئيسي , اقتربت انجيلا من اختها هامسه :
لاتندهشي ياساره , فهنالك بلا شك الكثير من الناس في البهو والأنطباع الأول هو الأهم 0


فتبعت ساره اختها بدون ان تبدي حركة اعجاب الى قسم الأستقبال الذي دلهما الى غرفتهما التي تطل شرفتها على الخليج واقعه في قسم ذكر سارة بفندق في فنيس لأن البحر كان يصل الى شرفة الطابق الأرضي حيث كان عدد من الزبائن يتناولون طعام الغداء 0 ورأت ساره باخره ذات محرك واحد تتوقف ويصعد ركابها على درجات المطعم ليتناولوا طعامهم على الطاولات المحجوزه سلفا 0
لحقت أنجيلا اختها الى الشرفه وقالت :
سنتناول غداءنا في الغرفه ونرتاح بعد الظهر 0 فأنا لم انم جيدا كما يبدو الأرهاق عليك انت ايضا 0
لكنني لست متعبه وأستطيع ان ابدأ السياحه 0
لاداعي للأسراع 0 سنظهر ساعه ابتداء السهرة 0 اطلبي الغداء الآن 0 سأستحم 0


كانت ساره تريد ان تقول بأنها ليست هي التي تبحث عن زوج ثري فلا بأس اذا لم يعجب بها أحد 0 لكنها لم تقل شيئا 0
بعد قليل استلقت انجيلا على احد السريرين واضعة قناع التجميل على وجهها , بينما جلست ساره تستمع للضحكات الخارجه من الشرفه الأرضيه وفكرت بالأستفادة من وقتها ,فحرام ان يذهب هذا المصروف سدى , فقررت بعد نصف ساعة من الأنتظار ان تخاطر وتنزل حتى لو كان غضب انجيلا هو الثمن . فاختارت ملابس رزينه بنطلونا من القماش الأبيض وقميصا بسيطا وخرجت الى الشمس . وبعدما تجولت في باي ستريت متأملة المباني القديمه وصلت الى الخليج حيث رأت بواخر من جميع الأشكال والأنواع ابتداء من تلك التي تنقل السياح الى الجزر المختلفة مرورا بالبواخر الخصوصيه الى الشراعيه 0 فجلست ساره على حافه لتراقب منها قدوم ورحيل البواخر , والهواء يدغدغ شعرها ويجعل كل خصله تتطاير والشمس تحرق كتفيها , على نغم صوت رجل باهامي يغني الكاليبسو الغناء الوطني . وبينما كانت تتبع بنظرها باخرة تجتاز الخليج باتجاه جزيرة هوغ سمعت صوتا يناديها :
هاي , انت , فوق , اربطي لي هذا , أرجوك 0


وشعرت بأن ربطة الحبال وقعت على ركبتيها آتيه من مركب وصل الى المرفأ ......فلما فهمت ساره ماحدث , لم تر الرجل الا ظهره القوي العضلات من خلال غرفه قياده المركب 0 لم تكن تعرف كيف تربط حبال المركب فحاولت جهدها 0
لا , ليس هكذا 0
كان الرجل قد قفز ووقف امامها , أسمر البشرة , عيناه رماديتان باسمتان وجلده غامق لوحته الشمس 00
اعتذر 000فأنا لا اعرف 00
سأعلمك 0انظري , هكذا 0
اخذ الحبل وأراها كيف تربطه ثم سألها بعدما استعاد وقفته :
لست معتاده على البواخر اليس كذلك ؟
لا ..لأنني لم أركب باخره في حياتي 0


فضحك وأعاد ترتيب قميصه الازرق الباهت على صدره القوي ونظم سرواله الذي ناله بياض ملح البحر0
- إنه اعتراف مخجل في هذه البقعة من الأرض فالباهاميون يعتبرون من أفضل بحارة العالم يخافون من خيالهم لكن البحر لا يخيفهم فيه شيء ،فالصبي هنا يركض كيلومترين إذا تخيل أن شبح يتبعه بينما يفرح إذا اجتاز عاصفة بحرية هائلة.
أخرج الغريب علبة سكائر أمريكية وقدم واحدة إلى سارة
- شكرا لك لا ادخن .

وبينما هو يشعل سيجارة فاستطاعت سارا أن تتأمله وتتفحصه
فكان يبدو انكليزيا في 30 من عمره ولكنه أمضى بلا شك أيام حياته في الهواء والشمس
تجاعيد صغيرة بيضاء بدت حول عينيه وقاطع أفكارها سائلا:
- اهذا اليوم الأول لك هنا ؟
- نعم كيف عرفت؟
- عرفت أن طائرة حطت اليوم من لندن .. هذا ما فضحك.
وضع يده السمراء على مقربة من يديها التي لم ترى الشمس منذ زمن فبدأت بيضاء باهتة
يجب أن تجلبي نظارات الشمس أو قبعة فهذا النور يسبب وجع في الرأس لغير المعتادين عليه .
فأجابت سارا:
- نسيت نظارتي السوداء في الفندق فعلا هذه الشمس محرقة ....أه هل ذهبت قبلا إلى جزيرة غرين ترتل؟
- نعم ...طبعا.... إنها في شمالي اباكو ..هل يهمك أمرها ؟ وسألها مازحا:
- هل اعطاك أحد طريقة للعثور على كنز فليبستري ؟
- لقد قرأت اسمها في دليل الطائرة هل هناك كنز فعلا ؟
- من يدري فيمكن الحصول على الكنوز في أي جزيرة....عندما كنت طفلا كنت أمضي وقتي في التنقيب والنبش مازالت هنالك الكثير من المناطق غير منقب فيها0000 حيث يمكن العثور على أي شيء..
- من المؤكد أن تمضية الطفولة في مناطق كهذه شيء رائع أود لو أجد الوقت لرؤية هذه الجزر المتوحشة.
- المخاطرة جميلة بالنسبة إليك واكتشاف الغابات مغري ولكن الاناس المعتادين على الرفاهية يضجرون بسرعة بعض السياح يأتو إلى أماكن كهذه لكنهم بعد يومين يتعبون ويسعدون باللقاء من جديد مع المخازن وملاهي الليل .
خيل إلى سارا أنه تعود على نوعية معظم زائري ناسو وتساءلت إذا كان يعتبرها أبنه مدللة من المجتمعات الراقية فلم ترق لها هذه الفكرة وجدت نفسها تقول:
- السبب بلا شك هو أن معظمهم متقدمون في السن.
- مما يعني من الثلاثين وما فوق بنظر ابنت السابعة عشرة مثلك؟

ورده قايين
16-04-2008, 15:20
- لست في السابعة عشرة بل في الثانية والعشرين.


وما أن لفضت ساره هذه الجملة حتى على خدها احمرار خجل لأنها تذكرت بأنها أفصحت لمجهول بأشياء شخصية حتى في ناسو ألتكلم مع مجهولين غير مرغوب فيه. فقالت في لهفة:
- يجب أن أعود إلى الفندق إلى اللقاء.
- في أي فندق تنزلين ؟
طرح عليها هذا السؤال وهو يمشي معها بكل بساطة ولم تستطع إلا أن تجيب بالبساطة ذاتها.
- هل يعجبك هذا الفندق ؟
- نعم كثيرا فعندنا منظر رائع على الخليج.
- اذا اردت التأمل الى منظر جميل فعليك الصعود إلى فورت فنكاسل .
وتابع ممازحا:
- 22 عاما إنها فعلا سنا متقدمة.


وما كاد ينهي جملته حتى خرج صبي أسود مجعد الشعر من شارع فرعي واصطدم في سارا حتى كاد يرميها أرضا لو لم يمسك بها رفيقها من خصرها ويسندها فشعرت الصبية الشابة بحرارة هذا الرجل القوي وتمتمت وعلى شفتيها ابتسامة مترددة:
- شكرا , لو كانت الضربة الأقوى لوقعت أرضا.
لما اوصلها إلى شارع العام ودعته مجددا وتوجهت إلى الفندق.
ولما التفتت وراءها بضعة أمتار شعرت بحرج إذا رأت عيني الشاب المجهول تتبعان خطواتها فشعرت بالنار في خديها وعجلت في سيرها .

******

- بالله عليك أين ذهبت؟
- نزلت إلى المرفأ . اعذريني يا انجيلا ولكن النوم كان مستحيلا علي.. ثم ما الذنب الذي ارتكبته ؟
- الأمر يتوقف... أتمنى ألا تكوني قد تكلمت مع أحد؟
- رجل واحد فقط يربط مركبه قرب المكان الذي جلست فيه ولا أمل من ملاقاة هذا الشاب في الفندق هنا.
- من غير المسموح به أن تنزلي لوحدك خاصة وأنني حددت أننا سننزل معا في المساء.
- أنا لم أهرب من الفندق ولا تنسي أنها عطلتي أنا أيضا.
فهمت أنجيلا إن لهجتها الشديدة لم تكن في موقعها فحاولت تخفيف حدة الحوار.
- أعتذر منك فأنا متوترة الأعصاب لأني لم أجدك عندما استيقظت فخطرت على بالي الف فكره و فكرة.
- أي نوع من الأفكار؟
- أنت تجهلين نفسك تتعرفين على أشخاص وتقيمين ومعهم علاقات صداقة وتخبرينهم قصصا
لم يكن لهذا أهمية في لندن لكن هنا الأمر مختلف... إذ شك احدا بوضعنا الحقيقيي لا اعتقد بأننا نبحث عن المغامرة.
فأجابت سارة:
- ونحن مغامراتان في الواقع ..أنت.. أنت لن تكذبي على الناس بكل بساطة أليس كذلك؟
- لا ..ياحبيبتي لأن أحدا لن يطرح علي الأسئلة مباشرة فيكفي أن ندعي أن هذه هي طريقة عيشنا العادية الطبيعية.
- يبدو لي هذا غير صحيح. لماذا يتوجب علينا الإدعاء؟
- يا إلهي كم أنت بسيطة آلا تفهمين أن نخبة الناس يعيشون في دوائر مقفلة لا يخترقها الا منهم فيها؟
وردت سارا بحزن:
- لا أدري إذا كنت أود فعلا دخول عالم هذه النخبه وهذا المجتمع.
- أما أنا فأريد ذلك .هيا اذهبي واستحمي الآن . سأبدأ الأن في تزيين وجهي وسأرتدي فستاني الموسلين الأخضر واقترح أن ترتدي أنت فستانك الحريري الأبيض وبهذا تكمل إحدانا الأخرى.
وانتهت ساره من ارتداء ملابسها بينما كانت إنجيلا ترتب رموشها. لم يكلف فستانها الحريري الأبيض مبلغا كبيرا لكنه كان بسيطا لدرجة تغش الناظر فيه فيفكر أن دار ازياء كبيرة صممته وهو عبارة عن صدر ضيق بلا أكمام وتنوره واسعة مثنية . وانتعلت ساره معه صندل بنفسجي وتحلت بحلق من اللون نفسه ورثته عن أمها.
" وردة قايين "
لم تتذمر ساره من انتظار اختها على الشرفة لمدة ساعة لأن المنظر كان جميلا يضج بالناس والحركة
ولما دخلت الغرفة لم تستطع إلا أن تبدي دهشتها عند رؤية جمال أختها وروعة تصفيف شعرها على شكل تاج
وقوامها الرشيق المغطى بالموسلين فصرخت:
- أنت رائعة.
فأجابت إنجيلا وهي تنظر الى ظهرها العاري في المرآة:
- ارجو ذلك لكن هنالك خطر المنافسة فأنت لابأس بك أبدا يا حبيبتي.
فإن استطعت تمالك نفسك وإذا برهنت عن ثقة في النفس لاستطعنا إدهاش الجميع.
وبينما هما تنزلان إلى قاعة السهرة شعرت ساره بنفسها متضايقه وطالما فضلت العودة والمكوث في غرفتها
كانت قاعه السهر مليئة عندما وطأت أنجيلا عتبة الباب وساره وراءها بقليل.
وفجأة صمت الحضور هنيهه ونظرا الموجودون إلى الفتاتين فاضطربت ساره وافتعلت إضاعة شيئ ما أخذت تبحث عنه في حقيبتها .
بعد ذلك تقدمت إنجيلا نحو الكراسي الحمراء الفارغة بهدف الجلوس على أحدها وتابع الحضور الحديث بينهم
وألقت ساره نظرة عامة على وجوه الناس حولها فلاحظت أن معظمهم كركاب الطائرة متقدمون في السن ماعدا فريقا من الشبان والشابات المجتمعين حول طاوله وبعض الشبان وحدهم هنا وهناك.
كل شيء حتى الآن كان هادئا وناعما وتساءلت سارا وهي تآكل بعض الزيتون الذي وضعه خادم أمامها عن موعد العشاء فقد فتح الهواء والبحر قابليتها للأكل.
في هذه الأثناء اقتربت من سارا سيدة ممتلئة القوام زرقاء الشعر ترتدي ثوبا أبيض مطرز الأطراف
وطلبت من الخادم شراب بلهجة أمريكية واضحة ثم التفتت وتوجهت موجهة بحديثها إلى جارتها.

- ياالهي .. ما هذا اليوم ذهبنا هذا الصباح لنقوم بنزهة في الحديقة الكبرى بعد الظهر اصر رونالد وشدد لكي نزور معا أعماق البحار وحدائقه وفي منطقة ليفورد كاي يجب يا عزيزتي زيارتها بأي ثمن فهي هائلة ....يذهب المتفرج إلى أعماق البحار بواسطة بواخر زجاجية شفافة ويتمتعون بألوان لا مثيل لها ...عفوا لا أعتقد إني رأيتك قبلا. هل وصلت اليوم؟
لم تجد سارا جوابا بل أدهشها هذا الكلام الكثير وأثر على رأسها مفعول عطر هذه المرأة الغريبة فأكتفت بالابتسام.
- اه.. أنت إنجليزية لقد زرنا أنكلترا السنة الماضية خلال دورتنا حول أوربا.
وقد أعجبتني كثيرا كل شيء في بلدك جميل وهاديء كأننا في عالم آخر.
سأعرفك على نفسي اسمي اميلي ستيفنست.
ألقت سارة نظرة على إنجيلا لتحاول معرفة ردة فعلها على تصرف هذه السيدة وردت بأدب:
- تشرفنا بمعرفتك اسمي ساره غوردون وهذه أختي أنجيلا .
- أه... هاهو رونالد.
وأومأت السيدة بيدها متجهة بنظرها نحو شاب طويل بلباس سموكنغ حاد عن ألباب ليترك الممر لسيدتين أنيقتين وما أن اقترب من امه حتى قالت الأخيرة:
- هذا إبني رونالد....رونالد اقدم لك آلأنستين آنجيلا وسارة غوردون.
وصلتا آليوم من إنجلترا.
رونالد ستيفنست شاب عمره بين 25 و 30 عاما لم يكن جميلا المظهر بشعره الأحمر ونظاراته الكبيرة لكن ابتسامته الجذابة جعلته ينال إعجاب سارا مباشرة بعد الانتهاء من تقديم ابنها الى الصبيتين قالت السيدة ستيفنست:
- رونالد عندما كنا في لندن التقينا بالسيد والسيدة غورودن هل تذكر ؟ وأنا متأكدة من أنهما كلمانا عن ابنتيهما كان ذلك في وستبوري فهل من الممكن أن تكونا أنتما الأبنتين ؟ يا للصدف!!
فتمتمت سارة:
- إن والدينا متوفيان للأسف.

ورده قايين
16-04-2008, 15:22
- أنا آسفه أعتذر لقد أخطأت بسؤالي ..إذا أنتما لوحدكما ؟ رونالد الا تؤمن بشجاعتهما فتاتان صغيرتان لوحدهما .... إذن والحالة هذه ستتعشيان معنا الليلة فأنا اعرف كم هو صعب النزول في فندق لا تعرفان أحدا فيه.
تساءلت ساعتها عن الطريقة التي ستتخلص فيها إنجيلا من هذه الدعوة وتعجبت عندما رأتها تجيب بابتسامة عريضة:
- إنه لطف كبير منك ياسيدة ستيفنست ولكي أكون صريحة معك فنحن نشعر ببعض الضياع فهي المرة الأولى التي نسافر فيها لوحدنا... فاالسنة الماضية...
قطعت إنجيلا حديثها وعضت على شفتها محنية رأسها بينما فاضت شفقة السيدة ستيفنست:
- يا لها من كارثة محزنة افهمكما جيدا واعي رغبتكما في ترك أوربا في هذه الفترة من السنة.
وهذا تماما ما فعلته عندما فقدت السيد اوتواي زوجي الأول ..رجل طيب كريم ..كان علي أن اطير فورا إلى هاواي لأنسى الصدمة. علينا الآن آن ننسى هذه القصص المحزنة وأن نتعلم كيف نعيش معها ونتطلع إلى المستقبل الأفضل أليس كذلك؟
خلال العشاء تبادلت إنجيلا أحاديث عديدة مع رونالد بينما تحملت سارا أحاديث السيدة ستيفنست
الكثيرة وهي تروي وتسلسل حياتها وتآكل في الوقت ذاته وجبة دسمة من الأطباق المحلية التي أرادت تقديمها للصبيتين
بعد العشاء كانت السيدة فنسينت وابنها متواعدين مع أصدقاء أمريكيين ليذهب الجميع إلى نادي ليلي في أحد الأحياء الوطنية فقالت إنجيلا بعدما وجهت السيدة فنسينت لهما الدعوة.
- إنها فكره رائعة.. كنا نود الذهاب معكما لكن ساره تشعر بنوع من الإرهاق منذ مدة وعليها أن تنام باكرا فالنوم في الطائرة لا يكفي أليس كذلك؟
نظرت السيدة فنسينت إلى سارة:
- خيل إلي إنك متعبة ونحن نتناول طعام العشاء فأنا حساسة لكل ما يصيب أحدا حولي فعليك أن تفعلي ما نصحتك به أختك الكبرى.. لا شيء أفضل من النوم لأسترداد العافية.
في هذه الأثناء وجهت إنجيلا ركلة الى رجل اختها التي فهمت دورها ولعبته دون نقاش:
- لكنك ستذهبين ياإنجيلا أليس كذلك ؟ أنا متأكده أنك لست متعبة.
- طبعا لا يا حبيبتي لكني لن أتركك وحدك.. سننام معا باكرا هذا ألمساء.
- لا داعي لذلك فأنا متأكده بأنك تحبين الذهاب أقنعيها أرجوك ياسيدة فنسينت.
- أجل تعالي معنا يا انجيلا فستنزعج أختك إذا عرفت أنها السبب في حرمانك من السهرة.
فكرت سارت في نفسها والغضب يكاد يخنقها... أحقا انتظري ياإنجيلا حتى تعودي من سهرتك..
- إذا كنت متأكدة من عدم ضرورة وجودي بجانبك ياسارة...
- طبعا لا ضرورة لذلك يا حبيبتي والآن عن اذنكم ...
ما أن وصلت سارا إلى غرفتها حتى تركت العنان لغضبها
فبعثرت احذيتها في زاوية الغرفة ورمت بنفسها على السرير
لم تفهم قصد أختها بهذا التصرف ولكن مهما كان القصد فعلى إنجيلا أن تقنعها وهمت بالخروج وحدها
لكنها بعد التفكير فهمت أن نآسو مدينة من غير المستحسن أن تخرج فيها فتاة بمفردها في المساء فعلقت ثيابها بتآن وارتدت ثياب النوم.
كانت الساعة قد قاربت الحادية عشرة ليلا عندما دخلت عن الشرفة ولم ترجع إنجيلا من سهرتها ألا بعد ذلك بساعتين فما كان من سارا الا ان أضاءت الضوء الصغير المجاور لسريرها وقالت:
- أتمنى أن تكون قد أمضيت سهره ممتعة.
- أنا آسفة يا حبيبتي خفت أن أزعجك.
- تزعجينني بصراحة أريد أن أصرخ من الغضب إنجيلا ..أنت...
- إسمعي لقد تصرفت هكذا من آجل مصلحتنا لم أكن أريد حرمانك من السهرة على العموم تعرفت على شاب ملائم جدا لك.
- شكر جزيلا على طيبتك التي أخجلتني هل لي الآن أن اسألك لماذا تصرفت هكذا؟ لماذا جعلتني مريضة وطفلة بحاجة إلى النوم؟؟
- لأني لم أريد أن تغرقك أميلي في بحر من الأسئلة.. الواقع أنها بمجرد الانتهاء من قصة حياتها ستبدأ بالاستفسار عن حياة الآخرين فوددت أن تطرح الأسئلة علي اولا... على فكرة... سنتناول الغداء معهما ومع أصحابهما غدا لقد بدأنا أفضل مما كنت أتوقع.
- ظننت أنك ستتتخلصين منهم فهم لا يعطون انطباع النخبة من المجتمع.
- إنهم ليسوا أفضل وأرقى العائلات الأمريكية... هذا ليس هدفي الم تري الماس في يديها؟
- إنه يشبه البحص النهري.
- غريبة أنت يا سارا لاتفرقين بين الياقوت والزجاج الأحمر إنه ماس رائع.
- إنجيلا.. لا تهدفين على إلقاء شباكك على رونالد ؟
- إنه لطيف وأعتقد أني أعجبه لكني أود دراسة الأحوال كلها قبل القرار ..غيره أقل جمالا ورونالد لابأس به.
نظرت سارا بقلق إلى أختها وهي تخلع ملابسها وتزيل مساحيق التجميل عن وجهها بدأت إنجيلا أقسى قليل من السابق مما خلق عند سارة شعورا بالكارثة القريبة.
و ر د ه ق ا ي ي ن

ورده قايين
16-04-2008, 15:27
اللقاء


استيقظت سارة في إلساعه السادسة
فمنذ 15 يوما كانت تحلم بالنوم العميق دون التفكير بهم تنظيف البيت أما اليوم وبما أنها ليست مضطرة للقيام باكرا شعرت بنشاط وجرأة غريبة لبدء نهار جديد
كانت إنجيلا قد أخبرتها بأنهم سيحضرون الشاي في الغرفة في الساعة الثامنه فقررت سارا النزول للسباحة لأن المدينة ما زالت هادئة ولأن لديها ساعتين من الوقت قبل الفطور وتركت هذه المرة لشقيقتها كلمة على طاولة الغرفة تعلمها بمكان وجودها.
خرجت سارة من الغرفة بهدؤ وحاملة منشفة البحر وثياب السباحة تحت ملابسها.
لم يكن في الفندق حوض سباحة لكنها سمعت السيدة ستيفنست تقول أن الجميع يذهبون إلى مسبح باراديس بيتش على جزيرة هوغ وبما أن مكتب استعلامات الفندق كانا مقفلا لم تجد سارة أحدا يدلها على كيفية الذهاب للمسبح
اتجهت الصبية نحو المرفأ باحثه عن أحدا يدلها ووجدت نفسها في المكان الذي جلست فيه البارحة و المركب الأبيض فلامنكو أمامها راسيا في النقطه ذاتها وعرفت أن المجهول الرمادي العينين مازال في ناسو وخفق قلبها بخفقه غير عادية.
- هل تبحثين عن مركب أو وسيلة تنقلك الى الشاطيء؟
قفزت ساره وأدارت رأسها وفتحت عينيها على وسعهما عندما عرفت من يتكلم كأنه المارد خرج من المصباح فكرت فيه فحضر.
- خدمة بواخر الفندق تبدأ في السابعه لكني وللصدف بالاتجاه إلى شاطئ تستطيعين ألمجئ معي.
- أه ... شكرا جزيلا.
أخذ الغريب حقيبة سارا وقفز بها الى المركب وبعدما وضع الحقيبتين مد يده لضيفته ليساعدها على الصعود إلى المركب
فشعرت ساره للمرة الثانية بيديه الكبيرتين ألدافئتين على خصرها.
ببعد 20 دقيقة ركضت ساره على الرمال ورمت نفسها في المياه الخضراء المشعه
كانت ترتدي لباس بحر أصفر أجبرتها أختها على شراءه اذ كانت تفضل شراء لباس اكثر حشمه
وبعد استمتاعهما بالسباحة مدة نصف ساعة غير مكترثه لوجودها مع هذا الغريب اكتفت بنشوة الرياضة الجسدية في هذه المياة الدافئه الهادئه.
وخرجت من الماء لترى مرافقها يجلس على الشاطئ
بجانب ترمس زرعه في الرمال.
فصرخت سارة بعدما نزعت قبعة السباحة:
- أه ... رائع .. من غير المستغرب أن يسمى هذا الشاطئ باراديس
فقدم لها الشاب فنجان من القهوه أخذته وقالت بعدما غطت ظهرها بمنشفة . أمسكت ببعض الرمال بيديها :
- لماذا لون الرمل زهري هنا ؟
- لأنه من المرجان المقشر . يجب أن يكون أحد أجدادك من رموز البحار.
فطريقة سباحتك رائعه.
- تعلمت السباحة في سن صغيرة جدا وأنا اعشق البحر لكن التمرين ينقصني فقد توقفت منذ ان سكنا لندن .
فسألها الغريب بعدما قسم بينهما ما تبقى من قهوة:
- آلا تعتقدين أن الوقت قد حان لنتعرف على بعضنا اسمي ستيفان راند 0
- وأنا ساره غوردون.
- ساره ....اسم يليق بك. فا بالرغم من لباس السباحة المتعجرف الذي ترتدين والطلاء الذين يخفي أظافرك تبدين خجولة ورصينة.
فشعرت ساره بالحرارة تصل إلى خدودها لكنها تابعت محاولة إدعاء اللا مبالاة:
- خجوله ورصينة؟ تعبيران قديمان جدا.
- تعبيران قصدت أن أمدحك بهما. ففي ناسو نسأم من الأناس المتعجرفين الفارغين.
- هل تأتي كثيرا إلى هنا؟ اعتقدت أنك تسكن في الجزر الصغيرة؟
- بيتي في فلامنكو كاي . لكني أشتغل في ناسو.
- فلامنكو كاي ... اسم جميل لجزيرة , لم آرى دواسا زهري اللون الا في السينما طبعا
وابتسمت سارا وكأنها تذكرت حادثة معينه وأكملت:
- هل تعتقد أن الدواس عصفورا ناعم؟
فرفع حاجبيه بين علامة النفي:
- طبع لا ... إنه من نوع العصافير الفائقة الأناقة والترفع .
بعد ذلك حدثت سارة استيفان عن السيدة ستيفنست بدون قصد الإساءة ولكن فقط لأنها أرادت إن يشاطرها تسليتها فرحت عندما رأته يقهقه بصوت عال بعدما أخبرته عن وصف السيده الأمريكية لحدائق ما تحت البحار وخاصة ليفورد كاي وصندوق مجوهرات رمز البحر.
- لا أريد أن أكون شريرة فاالسيدة ستيفنست سيدة فاضلة فعلا لكني لا أستطيع تمالك نفسي من الضحك عندما أفكر بأنها قامت بدورة في أوربا في 3 أسابيع وتعتقد أنها تعرف كل شيء.

ورده قايين
16-04-2008, 15:28
- أنا أعرف هذا النوع من الناس جيدا في الواقع أفضل طريقة لمعرفة أعماق البحار هي الغوص هناك نزهات بحرية منظمة توصلك الى الصخور تحت سطح البحر فبواسطة قناع وجهاز تنفس تستطيعين الغوص والتنزه تحت الماء لساعات وساعات . هناك باخره لهذا الغرض تبحر من أمام فندقك بعد الفطور.
- رائع ..سأذهب.. ولكن ..لا.... فقد اتفقت مع أختي أن نتناول طعام الغداء على متن لست متأكدة آي باخرة أمريكية يالسوء الحظ ويا له من عبء ثقيل .
- لابأس فقاع البحر لن يهرب واليخوت الكبيرة تروح وتجئ بلا توقف, ستكتشفين الأعماق مرة ثانية.
- بألرغم من كل هذا أفضل الذهاب إلى صخور المائية.
وقف استيفان ومد يده لسارة
- هيا بنا يجب أن اعود الآن وإلا قلقت عليك اختك .
- تركت لها كلمة على الطاولة أعلمها اين أنا.. أرجوك أن تنتظرني دقيقه واحدة فقط لأرتدي ملابسي فنزلاء الفندق لا يحبذون فكرة التنزه بلباس بحر مبلل .
احتاجت سارة لدقيقة واحدة لتختفي وراء شجرة نخيل لتخلع لباس البحر وعندما عادت كان ستيفان قد إرتدى سرواله وقال لها بعدما أصبحا في المركب :
- إذا آردت أن تسبحي غدا صباحا فسأمر حوالي السابعة.
معظم الناس يمضون سهراتهم في النوادي الليليه وينامون قبل الظهر لذلك تكون الشواطئ خالية في هذه الساعة.
- شكرا لهذه النزهة وللقهوة.
- رفقتك تشرفني ويوما عندما تتخلصين من ارتباطاتك على اليخوت والبواخر سأخذك واعرفك على جزيرتي
- أنتظر هذا بفارغ الصبر هل هي فعلا لك؟
- نعم تستطيعين أنت استئجار جزيرة إذا اردت بشرط أن يكون فيها ماء صالح للشرب وإذا كنت لا تخافين من نظام يقتصر على الأسماك وفواكه البحر, بإمكانك العيش بثمن بخس جدا في كوخ من قش سطحه من نخيل.
- ياليت.. ارجو ذلك ولكن عندما ينتهي المال الذي معنا....
تمتمت سارة هذه الجملة وعرفت خطأها فاستطردت بصوت عال لتغطي أثر ماقالته :
- هذا مشروع عظيم لكن من غير المعقول أن ينقطع الإنسان مرة واحدة عن الحضارة فأنا لا أتخيل نفسي أعيش وحيدة أبديا بلا كتب ولا موسيقى مثلا.
- تستطيعين إيجاد رفيق لك ثم تستطيعين أخذ الكتب والراديو معك0
- اذا كان هذا معقولا بنظرك ,فلماذا لاتمضي كل وقتك على جزيرتك ؟
- لأنني مثلك بحاجة الى رفيقه . فحتى الأن لم أعثر على فتاة تقبل بغسل الثياب في الساقية , وطبخ الأكل على نار الحطب ...كلهن في انحدار مستمر , يتوقف مصيرهن على الغسالة الكهربائيه والطباخات الألكترونيه .
عندما وصلا الى المرفأ استطاعتت ساره رسي السفينه كما يجب او بالأحرى كما علمها ستيفان عند اول لقاء لهما فقال لها وهو يناولها حقيبة البحر :
الى اللقاء غدا واستمتعي بوقتك مع الأميركيين الأثرياء .
دخلت ساره غرفتها في الثامنه الا خمس دقائق , وبينما أنجيلا ماتزال نائمه . ولم تتذكر ساره كلمات ستيفان الا بعد ما رمت الورقه التي تركتها لأختها . عليها ان تعود باكرا كي لاتشغل بال اختها ....
وبينما أخذت تغسل لباس البحر انتبهت انها لم تكلمه عن انجيلا ....فكيف عرف ان لديها أختا ؟

************


أحضرت موظفة الفندق الشابة الشاي والكعك والبرتقال المقشر للفتاتين فشكرتها ساره . وبدأت تسكب لنفسها الشاي عندما استيقظت انجيلا ومططت جسمها كالهرة :
- أه ...هذه هي الحياة الحقيقيه .
- لقد عدت الأن من البحر حيث سبحت .
- ياالهي . في هذه الساعة ؟ هذا جنون فعلا .
البحر كان دافئا .
حتى ولو كان دافئا . انا لا أبلل لباس البحر وشعري لايحتمل الماء المالح .

أمضت الفتاتان قبل الظهر في التنقل بين المخازن الأنيقه وزيارة السوق في الهواء الطلق , الذي اعجب
سارا أكثر من محلات باي ستريت اشترت لنفسها قبعة الكبيرة من القش بينما اهتمت إنجيلا بفارق الأسعار بين ناسو ولندن فاشترت لنفسها عطر الجزر.
كان يخت بليركرفي في عرض "شاطئ الحب"في الناحية الشمالية الغربية فقاد رونالد الصبيتين في سيارة الكادلاك التي استئاجرها جلست أنجيلا بقربه وساره في الخلف قرب السيدة ستيفنست التي ارتدت ثوبا يتناقض مع عمرها وغطت نفسها بالمجوهرات ..كان شاب باهامي بانتظارهم لينقلهم الى اليخت , وهم في طريقهم كانت الضحكات تعلو على بعضها والضجيج يعلو من اليخت الراقي فذهبت أفكار سارة في النزهة الحلوة التي توصلها إلى أعماق البحاروالذي تخلت عنها بسبب هذه الحفلة.
اتى معظم المدعوين ساعة ابتداء المشروب وبعد قليل لم يبق إلا 5 أشخاص فقط.
بالرغم من توقعات أنجيلا لم يكترث السيد بيتر بساره تماما كعدم اهتمامها هي به عند الساعة الرابعة وبما أن أحدا لم يهم بالذهاب اعتقدت سارا أن انسحابها لن يؤثر على أحد ولن يلاحظه أحد فذهبت تسبح لوحدها على الشاطئ القريب وبعدها جلست على الرمال واضعة يديها على ركبتيها . كان الماء نقيا هادئا كالزيت. مال لونها الى الليلكي في المنطقة التي غطتها ظلال إليخت .
اغمضت ساره عينيها ووضعت خديها على ركبتها لترتاح لكن صوتا ما جعلها تفتحهما من جديد وإذ ببيتر لازلو يقترب منها سائلا بأبتسامة:
- هل يضجرك الأمريكيون ياآنسة غوردون ؟
- لا ..لأ ..أبدا إنهم لطفاء لكنني شعرت برغبة في المجيء إلى هنا.
- هل تسمحين لي بالجلوس معك ؟ أو تفضلين البقاء وحدك ؟
فإجابت بأدب :
- أرجوك. تفضل .
فتناول علبة الدخان من بنطلونه القصير الذي كان يرتديه .

ورده قايين
16-04-2008, 15:28
- أعتقد أنك لا تدخنين .
وجلس قربها بعدما أشعل سيجارته غير أنها كانت الأولى التي تقطع الصمت بينهما :
- من اي منطقة من أوربا أنت يا سيد لازلو ؟
- كنت من هنغاريا ...اما الآن فأنا بدوي رحال إذا صح التعبير .
- أعتذر لأني سألتك هذا .
فأدار رأسه وحاول معرفة ما وراء أفكارها.
- لماذا الاعتذار يا آنسة غوردون ؟
فأحمر وجه سارة:
- لأنك فقدت بلدك.
فأجابها وهو يحرك يده باتجاه البحر:
- ألا تعتقدين إن كل هذه الشواطئ وهذا النخيل والبحر الرائع ...أليست كل هذا أفضل من شتاء أوربا الوسطى؟
- انا ...لا اعرف؟
- هذا لاشك فيه , فالإنسان يجد هنا كل ما يشتهيه و كل ما تقدمه الدنيا.
قاله هذا ونظر بعيدا في الأفق فحاولت سارة تأمله للتعرف إذا كان فعلا بهذه السطحية واللامبالاة أو أن كلامه إدعاء.
- في الجزر الصغيره ربما لكني لا أفكر هذا عن ناسو, ومع ذلك فنشوة الشمس ليست كل شيء.
أجابها بنوع من السخرية:
- حقا ؟ ماذا تطلبين من الحياة غير ذلك يا انسة غوردون ؟
- لو كنت رجلا لشعرت بوجوب القيام بعمل ما. بعمل يهمني .
- أتعتقدين أن التسلية الدائمة هي نوع من الانحطاط؟
- انحطاط وضجر..
- أود لو اشاطرك الرأي لكن بالنسبة إلي المضجر هو العمل بالدرجة الأولى.
- ماذا تفعل في الدنيا؟
فرفع كتفيه مبديا عدم الاكتراث:
- أعطي دروسا في التزلج المائي وقد كانت الأمريكية الصغيرة تلميذتي .وأنت يا انسه غوردون ماذا تفعلين ؟ أنا متأكد من أنك لا تتسلين كل الوقت.
أحرج سؤاله سارة لأن انجيلا انذرتها من ضرورة عدم التكلم عن حياتهما في لندن . فحاولت تغيير مجرى الحديث :
- لا شيء جدير بالذكر فبالنسبة للنساء الزواج هو أحلا مهنه ألا تعتقد ذلك؟
فنظر إليها قبل أن يبتسم ويجيب :
- نعم أعتقد هذا في ما يتعلق بك.
لم تعرف ساره كيف تحور جوابها, لذلك فضلت تغيير الحديث والموضوع:
- كلمني عن التزلج المائي هل هو صعب التعليم؟
- هذا يتوقف على التلميذ فبالنسبة إلى فتاة مثلك لاتخاف الماء تتعلمين التزلج المائي بعد جلستين أو 3. بعد ذلك يجب ممارسة هذه الرياضة للتمكن منها والقيام بحركات طموحة.
هل تودين ان تجربي يوما ما؟
طالما أرادت سارا التزلج كالهواء أمام مركب سريع كان عرضه فكره رائعة لكنها خافت ألا يكفيهما المال لأكثر من درس واحد لذلك أجابت بنوع من اللامبالاة:
- أخشى ألا يكن لدي وقت للتعلم الذي اريده فعلا هو الغوص في أعماق البحر .
- فعلا هذا منظر يجدر اكتشافه.
وإرتاحت سارا لأنها ابتعدت عن المواضيع الشخصية لكن السيد لازلو سرعان ما أعاد الحديث عن حياتهم الخاصة قائلا:
- أنت مختلفه جدا عن شقيقتك يا آنسة غوردون . لا اتكلم عن جمالها فأنت لديك جاذبيتك الخاصة. أنا أقصد فرق النفسية فهذا يهمني.
- تتكلم وكأنك عالم نفسي. الفرق بيننا غير مستغرب. إنجيلا تشبه أمنا وأنا اشبه ابينا .
- هل والدكما معكما هنا ؟
- لا , نحن هنا وحدنا .
وتمتمت ساره وهي تهم بالوقوف:
- والدانا متوفيآن.. علي أن اعود إلى اليخت فربما أراد الباقون الانسحاب بعد قليل , وسبحت سارة عائده وهو يتبعها :
- إذا غيرت رأيك بالنسبة إلى تعلم التزلج المائي ,أنذريني فيسرني .ان اعلمك .
لما صعدا على متن اليخت لاحظت سارا إن إنجيلا غاضبة لكنها لم تعرف إذا كان انسحابها هو السبب أو إذا كان قد حصل حادث ما في غيابها.
أوصلت عائلة ستيفنست الفتاتين الى ناسو في السادسة وعرفت ساره في الطريق أن سهرة راقصة تقام مساء في الفندق حيث يرقص النزلاء على الشرفة الكبيرة غير أن حفلة كبيرة كانت تقام مرتين في الأسبوع مع أوركسترا واستعراض.

ورده قايـين

وعندما دخلت الفتاتان غرفتهما, قالت إنجيلا لأختها:
- حقا ياسارا أنت جافه وفظة الطبع , كيف تذهبين بعد الظهر دون استئذان؟
- اعتقدت أن أحدا لن يلاحظ غيابي.
- وكنت أيضا وقحه مع بليكر الشاب .
- أبدا... لكنه لم يعجبني ... هذا كل ما في الأمر.
- أتصور أنك تفضين لازلو البشع.
- بالتحديد.
- أنت فعلا غريبة.. وغير معقولة... انتي أسوأ من الأطفال يجب أن تعرفي من هو..
فردت سارا مرتبكة:
- ماذا تقصدين؟
نظرت إليها إنجيلا بطريقة يائسه و قالت:
- الأمر واضح هذا النوع من الرجال موجود دائما في أماكن مماثلة فهو يتبع ألأغنياء ويعيش على حساب النساء..
- ما هذه التفاهة ما هذه الفكرة قال لي إنه إستاد في التزلج المائي.
- وعرض عليك دروسا ..أنا أراهن على ذلك.
- بالفعل.. ذكر ذلك.
- أيتها الحمقاء طبعا ذكر ذلك... فهو يعتقد أنك مثل تلك الأمريكية الصغيرة ابنة رجل يمشي على الذهب. فالفتيات الصغيرات مثل دولوريس بلبيكر الضحيات المثاليات. فهي تنفق كل مصروفها لتشتري له هدايا . ولو كانت أكبر سنا لأقنعها بأنها مغرمة به وسحب منها ومن والدها اموالا كثيرة.

ورده قايين
16-04-2008, 15:29
نظرت ساره إلى اختها بدهشة , متأثرة بالأسلوب وبنمط صوت انجيلا السام أكثر منها بالتعابير المستعملة وحتى لو كانت شكوكها صحيحة لماذا تحكم بهذه القساوة على الرجل؟
عندما نزلت الفتاتان في المساء كان المكان مهرجان من الفساتين المتعددة الألوان والتطريز أللماع والمجوهرات البراقة. اختارت إنجيلا فستانا من الساتان المطرز الأكتاف وارتدت سارا فستانا من ألأورغندي الأصفر.
وقف رونالد فينسنت الذي كان جالسا مع والدته ليستقبل الصبيتين , أما عن والدته فعدا عن المجوهرات العديدة وبالرغم من الطقس الصيفي فقد ارتدت معطفا من الفراء الأبيض سرعان ما أسندته على طرف كرسيها .
بعد العشاء دخل الجميع إلى قاعة الرقص حيث كانت الفرقة تعزف موسيقى الكاليبسو. وبعدما طلب رونالد الشراب صرخت أمه:
- هاهو السيد لأزلو الجذاب . لم يقل لنا بأنه سيأتي.
رونالد اذهب واطلب منه الانضمام إلينا. سيكون رفيق سارة فلا عجب في ذلك فأنا اعتقد إنه أتى من اجلها .
وأضافت متوجهه بالحديث إلى سارة:
لاحظت أنه تبعك اليوم الى الشاطئ ..لا شك أنك أعجبته .
أحمر خدا أساره وألقت نظرة إلى أختها التي كانت تشعل سيكارا وعلي وجهها تعبير لا يفسر.
- أه ..برافو . لقد نجح ابني رونالد بأحضاره إلى طاولتنا .
قبل بيتر لازلو يد السيدة الأميركيه بأناقة اعجبتها , ثم ابتسم لسارة وهنأها على أناقتها , وكتفى بانحناءة بسيطة أمام إنجيلا . وقبل أن يجلس الرجلان بدأت الفرقة بالعزف فدعا رونالد انجيلا للرقص فقالت السيدة ستيفنست :
- لقد خبأت علينا نيتك في الحضور هذا المساء ياسيد لازلو 0
- لم أكن أنوي ذلك قبلا, ثم قررت في آخر لحظة . هل تودين الرقص يا سيدتي ؟
- هذا لطف منك , لكني متأكدة من انك تفضل الرقص مع ساره ....اذهبا معا فيجب ان يتسلى الشبان و الشابات ....انا افضل البقاء هنا ...لقد تعبت اليوم .

- هل تتفضلين علي بهذه الرقصة انسه غوردون ؟
ترددت سارا لكن السيدة ستيفنست اصرت:
- هيا أسرعي فلا بد أن قدميك يرقصان سلفا.
كانا قد دار حول المرقص مرة واحدة عندما سأل الهنغاري :
- هل تحبين الرقص يا آنسة غوردون ؟
فأجابت سارة:
- لا امارسه كثيرا.
ارتاحت الصبيه عندما شعرت بسهولة اللحاق بخطواته لأنها لم تكن تعرف الكثير عن خطوات الرقص وزاد ارتياحها عندما لاحظت إنه لم يختار الخطوات المعقدة.
- الا تخرجين كثيرا في لندن؟
- بلى لكني أفضل الذهب إلى السينما أوالمسرح ماذا تفعل أنت في أوقات فراغك ياسيد لازلو ؟
- ارجوك .. ناديني بيت في نآسو لاوجود ولا ضرورة للأصول الجميع في عطله الوقت يمر بسرعة فحرام إضاعة بالتعقيدات المماثلة.
تساءلت ساره إذا كان بيتر حور الحديث بهذه الطريقة قاصدا عدم الإجابة على سؤالها ...إن وضعه الظاهر كاذب فعلا, أو أن حكم أنجيلا عليه جعلها تشك في أمره .
- حسنا إذا كانت هذه ارادتك .
- بالطبع.
توقفت الموسيقى وأعادها إلى الطاولة ممسكا بذراعها . ولما بدأت الرقصة التالية دعا رونالد سارا بكل أدب فقبلت وبعد لحظات لمحت سارا إنجيلا ترقص مع بيتر ولم تستطع إلا ملاحظة جمالهما معا على عكس تناسق أختها مع رونالد ستيفنست .
كانت الساعة قد قاربت منتصف الليل عندما أعادت ساره الرقص مع بيتر . وفجأة كاد نفسها ينقطع وأحست بالدهشة تخرج من عينيها ...ستيفان راند هنا ..., يقف قرب الباب مرتدي سموكينج ابيض , كادت لا تصدق إنه هو ... كانت باحة الرقص مليئه لدرجة جعلتها تضيعه, ومع كونه آخر من فكرت بإمكانية وجوده في تلك السهرة فأنها تأكدت إنه هو بلحمه ودمه إلا اذا كان له أخ توأم , ماذا جاء يفعل في هذا القصر؟
عندما رأته قرب البحر في اليوم السابق وفي صباح ذاته لم تكن تتخيل إنه يملك ثياب سهرة ...هل اتى من ........؟..لا مستحيل مستحيل فقد كان لطفا منه أن يأخذها معه الى الشاطئ... أظهر بعض الأعجاب بها لكنها لا يمكن أن تتخيل إنه أتى الليلة ليراها .
- مساء الخير ساره .
- اوه ..ستيفان ...بيتر ..اقدم لك ستيفان راند ...ستيفان ...السيد لازلو ...
- مساء الخير هل أستطيع أخذ ساره منك لازلو؟
وهي تنتقل بعينيها من الواحد الى الآخر فهمت ساره ببعض الأنزعاج ان الرجلين يعرفان بعضهما
وبينهما نوع من الفتور المتبادل.
اعتقدت للحظة ان بيتر سيعترض ..ثم وبعد ما انحنى معتذرا لتركها وقال بصوت لا نبرة فيه :
- طبعا ....الى اللقاء يا ساره.
وبعد أن أخذها بين ذراعيه للرقص سألها ستيفان هادئا :
- تبدو عليك الدهشة من رؤيتي؟
- بالفعل ...نعم ....ماذا تفعل هنا ؟
- الم تحزري ؟
ابتسامته والطريقة التي كان يشدها فيها إليه , جعلت خفقات قلب ساره تزداد ......
- كيف كأن غداؤك ظهر اليوم ؟
- جيدا ...ممتعا جدا...كدت لا اعرفك بهذا الزي.
- آنا دهشت ايضا ....لم أتوقع رؤيتك ترقصين مع لازلو .
- تعرفنا عليه اليوم على متن اليخت لماذا ألا يعجبك؟
- ليس لي اي موقف ضده , لكنه لا يصلح كصديق لك .
- لماذا؟
- كادي يجيب على سؤالها عندما صمتت الموسيقى وأطفأت الأنوار في القاعة تدريجيا, فقال ستيفان محاولا حماية سارة من الناس العائدين إلى طاولاتهم :
- سيبدأ الاستعراض.

ورده قايين
16-04-2008, 15:30
فكرت سارة بأنهما سيتجهان أيضا نحو الطاولة التي جلسوا عليها مع آل ستيفنست لكن ستيفان أخذها الى الناحية الثانية من القاعه وجلس الأثنان على كرسيين في موقع يريان منه استعراض بوضوح .
استغرق استعراض الفرقة الوطنية نصف الساعة أعيدت بعدها الأضواء الى القاعه وعادت الموسيقى.
- لا أعتقد إني أستطيع النهوض باكرا والخروج للسباحة إذا نمت في الثانيه صباحا .
فسألها ستيفان وهما يدوران معا ببطء على نغم رقصة الفالس.
- هل تودين الصعود إلى أراضي الصنوبر غدا بعد الظهر؟
- هذه فكرة جميله لكني أجهل مشاريع أختي للغد .
- اذن عليك دائما أن تفعلي ما تريده هي ؟
- لا ..ليس فعلا ...لكنها هي التي تقرر المشاريع اجمالا.
- اذن يجب تقديمي أليها... أين الطاوله التي تجلسون حولها ؟
- كانوا هناك قرب الباب ..... ستيفان .. لست مدرسا في التزلج المائي ..ولا شيء من هذا القبيل اليس كذلك؟
فأبتسم مستغربا ثم رأت في عينيه تعبيرا قاسيا :
- أعطيت بعض الدروس لبعض الناس لكن من باب الهواية وليس الاحتراف لماذا تسألينني هذا ؟
- لا ادري .. هكذا.
انتظرت وتأملت أن يقول لها ماذا يفعل في الحياة ليكسب عيشه, ولم تعرف اذا كان يتجاهل حشريتها أو إذا كأن يرفض فهم السئوال,
لم يخيب آل ستيفنست ظنها , استقبلوا استيفان بلطفهما وحسن ضيافتهما المعهودة, وكأنت إنجيلا مؤدبه , بسيطه , لم تظهر شعورا بالأنزعاج كما فعلت مع لازلو .
هل أنت هنا بصدد عمل معين أم أنك في عطلة يا سيد راند ؟
فأجاب ستيفان السيدة ستيفنست :
- أنا أعيش هنا .
- فعلا ..هذا شيق.. يجب اذن أن تكون عشت جو العواصف الهائلة التي كلموني عنها اليوم.
- عواصف الخريف نعم من الممكن أن تكون شديدة القساوة .
- أه ... هذا مثالا ساطعا عن أسلوبك البريطاني في تصغير الأشياء.. أكد الشخص الذي أخبرني والذي لم اذكر من هو أن العاصفة تهب بسرعة 150 كيلو متر في الساعة , أتمنى من كل قلبي آلا تحدث عاصفة مماثلة خلال مكوثنا هنا .
فاجأب ستيفان مطمئنا الأمريكيه المضطربه :
- هذا غير وارد ففصل الأعاصير هذه تراوح بين آب وتشرين الأول وقلما هبت لتعكر الفصل السياحي. عندنا بعض العواصف لكنها لا تقارن بالأعاصير.
فتدخلت إنجيلا سائلة:
- ماذا يحدث عند هبوب أعاصير مماثلة؟
- نختبئ وننتظر مرور العاصفة ..سآخذ سارا غدا إلى أراضي الصنوبر فهل تودون مرافقتنا ؟
القت إنجيلا نظرة على أختها ولكن قبل أن تتفوه بكلمة قال رونالد :
- الآنسة إنجيلا وأنا سنقوم بالصيد تحت البحر الا تريد المجيء معنا يا سيد راند ؟
فأنت بلاشك تجيد هذا الصيد ما دمت تسكن هنا. سنذهب في الساعة العاشرة وسنبقى طيلة النهار.
فنظر ستيفان إلى ساره قائلا:
- اتفضلين هذا؟
وتخلل نظراته نوعا من السخرية اذ إنه كان يعرف أنها تفضل البقاء معه , لكن تنقصها الجرأة للبوح بذلك.
ولحسن الحظ أخذت السيدة ستيفنست القرار بدلا عنها:
- أعتقد أن يوما بكاملة في البحر يتعب ساره . بينما تريحها نزهة طويلة في الغابة. لذلك أقترح عليكم أن نلتقي جميعا للعشاء وبعد ذلك نستطيع الذهاب إلى نادي ليلي...
لم يعترض أحد على هذا المشروع ولكن استيفان أضاف:
- حسنا جدا سأنتظرك في في باحة الفندق غدا ظهرا يا ساره .
وبعد وقت قليل أقنع السيدة ستيفنست بالرقص معه تبعهما رونالد وانجيلا , بينما بقيت ساره وحدها مع بيتر .
كان ينظر إلى كأسه منذ عدة دقائق ولو دعا ساره للرقص لخيل اليها انه غير سعيد .
- سأبقى هنا هذه المرة.. أشعر بالكسل.
- ربما تشعرين بالحر هل تريدين التنزه قليلا على الشرفه؟
كانت طاولات العشا قد نقلت واستبدلت بمجموعات من الكراسي الخاليه من الناس عندما وصلا إلى الشرفة فجاءت نسمات البحر ناعمه منعشة بعد جو قاعة الرقص العابق بالعطور والدخان .ورده قايين
كانت الساعة قد قاربت الواحدة صباحا ولكن في مكان ما على الطول المرفأ كانا أحد الباهاميون السود يغني الكاليبسو بصوت جميل والبحر الفضي اللون تحت القمر المنير يدغدغ بصوت امواجه أطراف السفن واليخوت الراسيه, وعندما رفعت سارا رأسها رأت سلسلة هائلة من النجوم.
- ما أروع هذا المنظر.
ودأرت صوب جزيرة هوغ وفكرت بنزهتها الى باراديس بيتش مع ستيفان حيث سبحت في صباح اليوم نفسه. .. فتمنت لو كانت هناك الآن تسبح تحت ضوء القمر وتشعل نارا من الأخشاب الموجود وتشوي اللحم ..على شاطئ البحر.
وقاطع بيتر أفكارها وكأنه عرف ماذا يدور في رأسها:
- أحيانا تنظم الفنادق حفلات عن الجزر الصغيرة تؤكل فيها اللحوم المشويه على الفحم .
هل تعرفين ذلك؟ على حاضريها الاستراحة والنوم بعد الظهر... فا الباخره التي تقلهم تذهب في منتصف الليل ولا تعود إلا مع طلوع الشمس.
- حقا علي ان استعلم فهذا مسل جدا .
- الا تشعرين بالبرد بعد حرارة قاعة الرقص؟
قال هذا محاولا تغطية كتفيها بيده .
- لا أبدا فهذا نسيم منعش.
- في كل حال أعتقد إنه من الأفضل العودة فربما لن تستحسن أختك فكرة بقائنا معا مدة طويلة.
فنظرت ساره اليه بطريقة شكت فيه بمصدر شعوره.
- لماذا تقول ذلك ؟
- إنه انطباع شخصي.
فشعرت الصبية ببعض ألأنزعاج كان يتكلم بدون اكتراث لكن الاحتمال كبير بأن تكون انجيلا قد استفادت من الرقص معه لتضع النقاط على الحروف مبدية انزعاجها من برودة هذا الشاب تجاهها .

ورده قايين
16-04-2008, 15:31
- إنجيلا غير منفتحة على الغرباء ... هذا تصرفها الطبيعي مع كل من تجهله .
- ربما هي غاضبة لأني لم اضطرب أمام جمالها فهي بلا شك معتادة على الإعجاب الدائم فيها .
- هي معتادة على ذلك لكنها بعيده عن الادعاء والكبرياء .
فأجاب بيتر متهكما :
- المرأة الجميلة متكبره دائما ... إذا لم يقع الرجل في غرامها ..مطلق رجل , لصدمت وأصابها الحزن والقلق.
- أنا لست من رأيك ... هذا صحيح عن بعض النساء ولكن ليس عن إنجيلا .. فليس لأنك لا ...
صمتت ساره فجأة ...
- ماذا؟
- علينا أن نعود بسرعة.
رافقها بيتر ولكن قبل الدخول إلى قاعة الرقص قال لها :
- إذا كنت وحيدة غدا صباحا ربما وددت تعلم التزلج المائي إجمالا لا أعطي دروسا قبل الغداء لذلك وبما أنني أعرض عليك الدروس بصفتي صديقا تستطيعين البدء غدا .
كان العرض مغريا لدرجة منعت ساره من المقاومة مهما كلف الثمن مع أختها .
- أه ...شكرا , شكرا جزيلا, يسعدني ذلك .
- عظيم انتظرك اذن في مكتبي تحت الشرفة في العاشرة صباحا .
والآن سأعيدك الى اصدقاءك استأذن منهم.
بعد ذهاب بيتر بقليل تمنى لهم استيفان ليلة طيب بدوره وانسحب . وما ان ادار ظهره حتى قالت السيدة ستيفنست :
- هل تريدون رأيي ؟ هذا الرجل الصورة أصلية التي أتخيلها عن رجل انجليزي . هل تفهمون ما أعني؟ هذه اللهجة الجميلة والحركات الأنيقة.
فساءلت إنجيلا أختها :
- اين عرفته يا ساره ؟
- على المرفأ ..فقد .. فقد أخذني معه على الشاطئ.
فبان العبوس على وجه إنجيلا ولكنها لم تتفوه بكلمة لكن السيدة ستيفنست سألت :
- أتساءل من هو.... أحد أعضاء الحكومة ربما..
فأكمل ابنها مع مسحة تسلية في عينيه:
- لماذا لم تسئليه يا أمي؟
- سألته بطريقة غير مباشرة لكنه من نوع ألذين لا يحبون التكلم عن أنفسهم فتهرب من سؤالي .
وتابعت إنجيلا مقطبة حاجبيها :
- أتمنى أن لا يكون في خروج سارا معه غدا خطرا عليها ؟
فطمأنتها الاميركيه:
- أنا متأكده من إنه رجل محترم.
فاقترح رونالد :
- اذا كان من سكان هذه المنطقة أو هذا الفندق فنستطيع الأستفسار عن اصله .
فصرخت سارا:
- أه ..لا..
التفت إليها الجميع فأحمر خداها :
- أعتقد أني رشيده وأستطيع اختيار أصدقائي دون...دون ضرورة الاستفسار عنهم.
على العموم اشعر الآن بالنعاس سأصعد الى الغرفة.
تبعتها إنجيلا بعد نصف ساعة ولما لم ترغب ساره في التحدث اليها افتعلت النوم العميق.
استفاقت الفتاتين متأخرتين ولما نزلتا الى الشرفة كان رونالد قد بدأ فطوره , وبعد بضع دقائق جاءت امه بسرعة ولهفة وكأنها تريد إعلان نبأ مهم جدا:
- لا أريد أبدا أن تعتقدي ياعزيزتي ساره بأني اتدخل في شؤون غيري , لكني لاحظت اضطراب انجيلا في ما يتعلق بموعدك بعد ظهر هذا اليوم , لذلك نويت التكلم مع موظفة الأستقبال الخدومه عن الشاب , فغضبت ساره ولكن السيده ستيفنست أكملت :
- لقد كنت كتومه جدا وحريصة في حديثي . فسرت للموظفة أنني تعرفت على سيد راند في الحفلة الراقصة وإنني أود الحصول على عنوانه لدعوته إلى حفلة في بيتنا , وبنظري أحسنت في خطوتي هذه والا لبدونا كلنا كالبلهاء أمامه , كان يجب رؤية وجه الفتاة الهازئ عندما سألتها عنه. تخيلو أن هذا الرجل هو صاحب الفندق الذي نحن فيه.
استقبل النبأ بصمت قصير قالت بعده سارة:
- صاحب الفندق ؟ لا ..لا يمكن...
فاندهشت السيدة من ردة فعلها.
- ما بك ياسارة ؟ لماذا امتقع لونك هكذا ؟ يا إلهي هل أنت مريضة ؟ ربما ذهبت الى النوم متأخرة.
- لا ...لا .. أنا بخير.. فقط صداع بسيط.. سأتناول حبة دواء أعتذر ..
وصعدت ساره بسرعة إلى غرفتها و لما دخلتها اتكأت على الباب بعد أن أقفلته بقوة.
بعد لحظات ارتسمت على وجهها ابتسامة مرة ساخرة... هكذا اذن . بعيدا عن كونه رجلا من الجزر لا تقبل به إنجيلا كان استيفان أحد أكبر أثرياء أصحاب الفنادق في ناسو. على مستوى غنى رونالد ستيفنست .... إذا لم يكن أكثر... سرواله وقميصه المهترئان لم يكونا إلا طعما جذباها إليه.... يا لها من بلهاء .. تنغر بالمظاهر .. لم يكن في الواقع من نوع الرجال الذي تحب.. بل من النوع الآخر. الثري, السطحي ,الناجح, المادي. ...
ورده قايين

ورده قايين
16-04-2008, 15:32
3 - المغامرة


عندما ذهبت إنجيلا بصحبة ال ستيفنست الى الصيد ارتدت ساره ثياب السباحة تحت قميصها وسروالها
وحضرت حقيبتها ونزلت إلى صالون المراسلة . بعد أن مزقت العديد من أوراق الرسائل الراقية المطبوع عليها اسم الفندق استطاعت كتابة بضع كلمات وجهتها الى ستيفان راند معتذرة عن عدم مقدرتها على مرافقته إلى غابة الصنوبر.
ابتسمت لها موظفة الاستقبال عندما رأتها اتيه نحوها :
- بماذا أستطيع أن أخدمك يا آنسة غوردون ؟
- أود لو سمحتي أن تعطي هذه الرسالة إلى السيد راند .
- بكل سرور لكنه موجود الآن في الفندق اذا اردت التكلم معه .
- لا ..لا .. الأمر غير مستعجل .
شعرت بالراحة عندما رأت بيتر يصل في الوقت المحدد . فعندما كانت تنتظره على شرفة الفندق خافت أن يراها استيفان ويلحق بها . خاصة وأنها كانت ستجد صعوبة بالرد عليه اذا سألها عن سبب إلغاء موعدهما.
زورق بيتر كان من النوع القوارب المتينة القوية واسمه وايتسبرايت وهو لونان أسود وفضي.
جلس فيه رجل باهامي بلباس بحري خاص ممسكا بالدفة الخشبية وإلى جانبه رجل أسود يراقب قطر السفينة ابتسم عندما رأى بيتر يحمل ساره إلى القارب . وعندما ابتعدا عن الشاطئ امسك بيتر بأدوات التزلج وبدأ بتعليم ساره
:
- اذا وقعت في اثناء التزلج يجب ترك الحبل مباشرة فتقعين مسببة دويا كبيرا دون أن تتضرري أو تتألمي ونذهب بعدها لننتشلكي من الماء . عليك الا تهتمي بأدوات التزلج . فهي تطوف وحدها أهم شئ هو ترك الحبل . إحدى التلميذات بعدما شعرت بقرب وقوعها تمسكت بالحبل فكانت إصابتها لا بأس بها . لم يجرها القارب بعيدا لأن السائق لاحظ ما حدث فخفف سرعة سيره . لكن التلميذة أرتعبت وخافت .
- بأي سرعه يسير القارب عندما يجر متزلجا ؟
- حوالي 30 عقدة عند الراشدين طبيعي أن تكون السرعه أخف مع ألأطفال الذين يتزلجون على ألواح خشبية اصغر .
- 30 عقده ؟ بدأت أشعر بالخوف.
- لأتأبهي فسأكون بجانبك وعندما تعتادين على هذه الرياضة ستودين ممارستها طيلة اليوم.
عندما صار القارب في عرض البحر نزل الأثنان وسبحا لتمرين العضلات , ثم أعطاها الشاب الأسود الواح التزلج .
فسأل بيتر ساره عندما كان الأثنان في الوضع الصحيح لبدء التمارين:
- مستعدة؟
فهزت ساره رأسها بالإيجاب وشدت يديها على مسكه الحبل الخشبية . كانت شبه جالسة على الهواء والواح التزلج أمامها قليلة الأنحناء .
- حسنا.. والآن سنبدأ لا تنسي ان تبعدي ركبتيك عن بعضهما .
بالرغم من كونها سابحه جيدة لم تستطيع ساره أن تتمالك خوفها عندما بدأ القارب يبتعد كانت أصابعها تشد قبضة الحبل الخشبية ورجلاها تغرقان في المياه فوق لوحي التزلج شعرت بأن عضلاتها مشدودة متقلصه استعدادا... وفجأة وبسرعة هائلة اشتد الحبل وشعرت بأن القارب يتأرجح صعودا ونزولا على سطح الماء وهي تتبعه فصرخت بشكل لا شعوري ثم أحست بنفسها ضائعة في رغوة هائلة.
أخبرها بيتر في ما بعد أن منظرها كان مضحكا لدرجة كاد يقع من جراءه فلم تصدق ساره أنها واقفه على الماء .... وحتى لو وقع بيتر لم تكن لتلاحظ ذلك... ولما أصبحت مستقيمة على الماء غابت عن العالم الخارجي وتركت لنشوتها العنان .. تلك النشوة والتي لا توصف ... الجريان على سطح الماء تحت شمس رائعة في جو عطله وراحة لم يسبق لها أن نعمت بها .... كان الهواء يدغدغ خصلات شعرها وطعم الملح والهواء على فمها.
بعدما خفف القارب سرعته وبنما كان الأثنان يسبحان سألها بيتر :
هل اعجبك التزلج المائي ؟
فهزت ساره رأسها وكانت ماتزال تحت تأثير تجربتها الجديدة محمرة الخدين وفي عينيها بريق سعادة لايخفى :
آه بيتر . هذا رائع كنت اود الا اتوقف ابدا ان التزلج المائي اسهل مما يبدو عليه .
رائع . كنت متأكد انه سيعجبك . تعالي . سنجرب مجددا .
بعد دورات عديده شعرت ساره بانها اكيده من قدرتها لدرجه انها بدأت تتبع بيتر وتتعلم منه الحركات الصعبه ...فكان فرحها اكبر وسرورها اعمق وسرعتها على سطح الماء اقوى .

مر ذلك الصباح بسرعة هائلة وأصيبت ساره له بخيبة أمل عندما حاولت التزلج وهي ممسكه بالقبضة خشبية بيد واحدة اذ عرف بيتر ان الوقت صار متأخرا وعليه العودة إلى الفندق.
- حقا حان وقت رجوعنا؟ شكرا يا بيتر ... لا أعرف كيف أشكرك.
ساعدها على الخروج من القارب قائلا:

ورده قايين
16-04-2008, 15:33
- لا شكر على واجب فأنت موهوبة جدا. توازنك رائع ولا يصيبك الخوف مثل الأخرين. مع بعض التمارين الإضافية ستصبحين مستعده للقيام ببهلوانات على الماء .
فخجلت ساره من هذا الإطراء .
- هل تعتقد هذا فعلا؟ كم أود ذلك.
لو لم تكوني مأخوذة بعد الظهر لأكملنا التمارين خاصة وأن تلاميذي قد اعتذرو عن الحضور
- لكني غير مرتبطة بعد الظهر.
- الست ذاهبه إلى الغابة مع راند ؟
فنفت ساره بحركة رأسها .:
- حصل تغير في المشاريع.
ثم أكملت مغيرة الحديث :
- بيتر ... لا أستطيع أن أقبل منك الدروس دون مقابل .
فأجابها بلهجة صارمة:
- تستطيعين وستفعلين فلا أحد يقبل المال من أصدقائه والآن هل نعيد الكرة .
كانت الساعة قد قاربت الواحدة عندما قال بيتر :
- لو عرفت أنك ستبقين معي لجلبت بعض الأكل. ما رأيك لو نذهب ونأكل في بيتي؟ تستطيعين بعد ذلك الاستراحة في الحديقة متفاديه بذلك ضربة شمس .
- ورده قايين -
يسكن بيتر في إحدى الفيلات البيضاء الصغيره المتعددة المحيطة بالشاطئ وبينما كانت ساره تصعد من الشاطئ إلى حديقة بيت بيتر فكرت في أنجيلا ستقتلها إذا رأتها ففي لندن كانت انجيلا نفسها تتردد في قبول دعوة رجل تكاد لاتعرف عنه شيئا . لكن هنا في الباهاماس وفي جو مماثل تختلف الاعتبارات و طريقة التعامل عموما كانت سآره متأكدة من شعورها مهما فكرت أختها : بيتر رجل اهل بالثقة.
تأكدت سأره من حدسها فيما يتعلق ببيتر عندما رأت داخل منزله .. لم تكن هناك أي دلاله على كونه رجلا يلحق النساء ويود اغراءهن بما يملك في بيته. كل ألأثاث غاية في البساطة . بعض المقاعد وطاولة منخفضة خشبية وبعض النباتات الخضراء . والذي يفرق هذا البيت عن غيره من البيوت المجاورة هو بعض معدات التزلج والغوص وآلة تسجيل واسطوانات ... هناك أيضا الكثير من الكتب والمجلات وبندقيتا صيد مائي.
اعتذر بيتر عن الفوضى ودل سارة على الحمام الذي كان يستعمله كغرفة سوداء لتظهير الصور . .. وكان ينشر بعضها فوق المغطس .
غسلت سأره يديها وجهها ووضعت بعضا من أحمر الشفاه وسرحت شعرها الرطب ولما عادت إلى غرفة الجلوس رأت بيتر يحضر لها عصيرا من الفواكه:
- اعتذر يا ساره فالخادم غائب اليوم , لذلك لن أستطيع أن اقدم لك وجبة طعام شهية.
- هل تريد مساعدة؟
فأجابها ضاحكا:
- الفوضى عند رجل عازب مثلي توقظ شعور سيدة البيت عندك .
- لا.. أبدا في كل حال أنا لا أسمي هذا فوضى.. المكان مريح وقريب إلى القلب.
- حسبتك حساسة أمام الفوضى واعتقدت إنك شديدة الاهتمام بالترتيب .
- إذا كنت هكذا فالأمر يعود إلى الضرورة أكثر منه إلى الذوق الشخصي . بيتنا كان صغيرا لدرجة أن ترتيبه كان واجبا والا غرقنا بالأغراض والحاجيات ... فالبيت بكامله كان بحجم هذه الغرفة...
بعد هذا الاعتراف البرئ وبعد الغداء خرج بيتر بصينية القهوة إلى الشرفة المطلة على البحر وجالسا مع سارة على كرسي قماشي طويل.
- بعد الظهر, سأصورك , وهكذا عندما تعودين إلى لندن تتذكرين هذه العطلة.
- وآنت ماذا ستفعل؟ هل تنوي الأستقرار هنا وقضاء كل حياتك ؟
- من يدري؟ أنا لا أقوم بأية مشاريع. إني مرتاح هنا أحب المكان . وأكسب عيشي بطريقة تعجبني ... أما المستقبل فيبرهن عن نفسه بنفسه لم أعد شابا لأحلم .
كم عمرك يا بيتر ؟
- واحد وثلاثون عاما .
- ليس كثيرا .
- عدد السنوات ليس مهما ... المهم هو طريقة التي يعيش بها الإنسان.
حتى الآن لم تكن سارا قد تجرأت على سؤاله عن حياته فلا بد أنها ستوقظ عنده ذكريات مؤلمة . لكنها أسرعت بالسؤال حتى لا تغير رأيها :
- ماذا كنت فعلت لو لم تترك هنغاريا يابيتر ؟ هل كان لديك عمل تحبه ؟
أمسك بيتر إبريق القهوه وسكب لهما من جديد :
- هل تعرفين التوكاي؟
- أعتقد أنه شراب أليس كذلك؟
- بالتحديد إنه نوع من عصير العنب أهلي كأنو يملكون كروما منذ اجيال عديدة . ولما كنت صغيرا علمني أبي كيفية زراعة الكروم . لكن حياتنا بدأت تصعب بعد موته حتى قبل الثورة وعلمت حينها أنني من غير الممكن أن أبقى هناك فأن يكون الإنسان بلا وطن شيء صعب بلا شك لكن البقاء في وطنه والشعور بالتعاسة شئ أصعب .
كان يتكلم ويتأمل البحر في وقت في واحد شعرت ساره ببعض الحزن عليه خاصة وإن ثنيات فمه عبرت عن تأثره البالغ . وفجأة نظر إليها مقاطعا مجرى الحديث والتفكير :
- يكفي التكلم عني الآن ....اذا كنت مستعدة سنعود الى القارب لمزيد من تمارين التزلج المائي...عليك قبل ذلك وضع الزيت على جسمك , فحرام ان يحترق جلد بطراوة جلدك .
في نهاية بعد ظهر ذلك اليوم ., استطاعت ساره بمهارتها التزلج ويديها على خصرها وقبضة الحبل الخشبيه بين رجليها . عند اول محاولة لها لهذا التمرين , فشربت الكثير من ماء البحر لكنها اعادت المحاولة ونجحت . وعندما رافقها بيتر الى الفندق ليوصلها , قال لها ممازحا ان عدم مشاركتها له في التعليم خساره اذ انها تستطيع تمرين الرجال وهو تمرين النساء ....
في الوقت الحاضر . ليس لدينا معلمات جميلات ...وهذا التجديد في اسلوب التعليم لابد ان يلاقي رواجا كبيرا .
فأجابته :
- اود لو استطعت البقاء .
كانت تشعر بنشوة التعب الجسمي الممزوج بالأكتفاء المعنوي من جراء يوم ملئ بالشمس وهواء البحر.

ورده قايين
16-04-2008, 15:34
- ولم لا تبقين ؟ لست مجبرة على العودة الى لندن , اليس كذلك ؟
فردت مبتسمه وهي تفكر بردة فعل انجيلا اذا سمعت بمشروع كهذا :
- لا . لست مجبرة على الرجوع .
فلم يشدد بيتر وسأل :
- في أي ساعه تعود اختك من رحلة الصيد ؟
لا اعرف , لقد تكلموا عن عشاء متأخر ثم الذهاب الى ناد ليلي للرقص .
- ربما تأخروا اذا كان يوم الصيد ناجحا . هل تودين العشاء معي ؟
اذا كنت تحبين الأكل الصيني , لدينا الخيار بين مطعمين جيدين : غولدن دراغون وبلاك بير .
- اود ذلك يابيتر لكنني افضل انتظارهم .
- لابأس . سنذهب معا في مساء آخر .
عند عودتها الى الفندق , ارادت ساره الصعود بسرعة الى غرفتها خوفا من رؤية ستيفان راند لكن مفاجأتها كانت عندما صادفت اختها انجيلا في المصعد .
- مساء الخير يا انجيلا . هل استمتعت بوقتك ؟
حاولت ساره اخفاء المفاجأة عند رؤيه اختها لكن شعورها خانها .
- نعم كثيرا . لقد اصطدنا العديد من الأسماك .. كانت نبرة صوت انجيلا محببة ومقرونه بابتسامه ولكن
ما ان اصبحت لوحدها مع اختها غيرت نبرتها :
- ماذا فعلت اليوم ؟ التقينا الان السيد راند الذي أنبأنا بأنك الغيت موعدك معه ؟
- فعلا , لقد غيرت رأيي .
- كيف يمكنك يا ساره ان تكوني بهذا الحمق ؟ ماهو العذر الذي اعطيته ؟
- لم اعط أي تفسير , قلت له بكل بساطه انني لن اكون معه اليوم . ولما دخلتا الغرفه صرخت انجيلا بغضب :
- بعض الأحيان تتصرفين بعدم شعور بالمسؤوليه . اود ان تتذكري ان افعالك تقع عواقبها علي ...هلا قلت لي ماذا فعلت اليوم ؟
فاعترفت ساره وهي تفك ازرار قميصها :
- تزلجت على الماء مع بيتر لازلو . ولو كان عندي القليل من الذوق لقبلت دعوته على العشاء...فكان هذا اكثر تسليه لي من رؤيتك عاقدة الحاجبين طيلة السهرة .
وللمرة الأولى لم يزد غضب انجيلا . كانت على وشك الصراخ . لكنها حركت كتفيها , دلاله على عدم الأكتراث وقالت ببرودة :
في اية حال اذا قررت القيام بكل ما تريدينه فليس بيدي حيلة , لكن حذار ان تطليبي مساعدتي اذا ما خلق لك هذا الأنسان مشكلة وانصحك بتفادي ستيفان راند فهو ليس من نوع الرجال الذي يقبل بتصرف مثل تصرفك .
خلال العشاء توقعت ساره رؤية ستيفان لكنه لم يظهر ...
عندما تركوا طاولة الأكل , كان مفروضا ان يأخذها أل ستيفنست الى ناد ليلي
وبما أن هذا النادي لايفتح قبل الساعة الحادية عشرة ذهب الجميع إلى مقهى الفندق بعد نصف ساعه تذمرت انجيلا من الحرارة الشديدة
فاقترح عليها رونالد القيام بنزهة بحرية على الكورنيش وسأل أمه بعد ما وافقت انجيلا :
- وأنت يا امي ؟
- لا ياحبيبي فأنا اشعر بالتعب . اذهبا معا وإذا لم تجدانا هنا عند عودتكما سوف تجدوننا في الصالون الكبير.
فأخذ رونالد انجيلا بينما مالت السيدة ستيفنست مبتسمة نحو ساره و قالت :
- أتمني آلا تكوني حانقه علي لأني لم أقترح عليك التنزه معهما ياعزيزتي . لكني متأكده أنهما بحاجة للبقاء وحدهما ... أو بالأحرى هذا ما يريده رونالد .
- طبعا أنا أفهم ذلك.
- هل تعرفين أنني قلقه بشأنه.. حتى أيام الجامعة قليلا ما يخرج مع صبايا في سنه. وفي الفترة الأخيرة كان منهمكا بأعمالنا لدرجة لم تعطه دقيقة واحدة للراحة. وقد تعذبت كثيرا في اقناعة بالمجئ معي الى هذا المكأن في عطلة.

ورده قايين
16-04-2008, 15:35
توقفت السيدة ستيفنست عن الحديث لحظة لتشرب الشراب , بينما تساءلت سارة عن هدف هذا الحديث .
- أنا متأكد إن ابني ليس نادما الآن على ن المجيء ولن افاجأ إذا كانت هذه العطله تاريخية في حياة رونالد ...
ماذا تعتقين انت يا ابنتي الصغيرة ؟
فردت ساره بنوع من الأرتباك وعدم الراحة :
لا اعرف .
- الم تقل لك اختك شيئا ؟ ربما لا ...انتم الأنكليز اكثر تحفظا منا ...حتى بين ابناء العائلة الواحده . فتخيلي ....
وقاطعت الأمريكيه حديثها وعلى وجهها علامه مضايقة مفاجئه :
- آه ....يالهي , ليتني لم آكل فواكه البحر ...فهذا النوع من الأكل يزعج كبدي ..هل تعرفين ..ساره يا حبيبتي اكون لك شاكرة اذا صعدت الى الغرفه وجلبت لي ادويتي ...فأذا تناولت حبة دواء فورا , تكون عواقب العشاء سليمه .
- طبعا , حالا ..
اجاتها ساره وفي نفسها فرحه لاتوصف لأنها ستهرب من هذا الحديث ولو قليلا .
- هذا مفتاح غرفتي , تجدين الأدوية على طاولة ادوات الزينه في علبه صغيرة ملونه ...لايمكن اضاعتها .
بعد ضجيج طابق الفندق الأرضي وجدت ساره نفسها غارقه في هدوء الطابق الأول . دخلت ساره الى غرفة السيدة فيسنت وفتشت عن زر الكهرباء ...طاولة الزينه كانت مخبأة بعدد هائل من زجاجات العطور والمراهم وادوات الزينه مما اضطرها للبحث مطولا قبل العثور على العلبه الصغيرة الملونه . تساءلت ساره عما تفكر الخادمات عندما ترين غرفا مثل هذه ..ورده قايين ...

ولاحظت بأن الغرفة بكاملها كانت بهذه الفوضى... فنفخت على العلبة المغطاة بالبودرة ومشت نحو الباب عندما ارعبها صوتا أت من خلفها:
- مساء الخير يا آنسة غوردون .
شعرت سارة بالخجل والانزعاج واستدارت لتواجه ستيفان راند كان يرتدي بدلة خفيفة رمادية فاتحة مع قميص من الحرير الأبيض وربطة عنق غامقة من لون واحد .
- لقد ندمت كثيرا لأنك لم تستطيعي المجيء معي الى الغابة.
كانت ساره مرتبكة لدرجة أنها قالت أول كلمة مرت في رأسها :
- كنت ...كان عندي صداع .
فرأت جفنا من جفنيه يرتفع بقصد الهزء :
- اذن أنا أخطأت فقد كنت على متن باخرتي بعد الظهر وخيل إلي إنك كنت تتزلجين على الماء .
لم تعرف ساره أين تذهب بوجهها لم يكن الكذب من عاداتها .
قالت ما قالته لأن هذا الرجل الواقف أمامها يفقدها توازنها ...
- نعم هذا صحيح. اعتذر الآن لإني أتيت لآجلب شيئا للسيدة ستيفنست .
كان المصعد والسلم ء عن يمينها مما جعلها مجبرة على المرور أمامه.
فما أن تقدمت حتى وقف في عرض الممر وسألها :
- هل تلغين مواعيدك في بصورة دائمة؟ عندما يعرض عليك مشروع أفضل؟
فازداد احمرار خدي ساره : لم يسد راند الممر نهائيا بوجهها لكنها شعرت أنه لن يلبث ان يفعل .
فأجابته ببرودة:
- لم يكن هذا السبب.
- ما هو السبب اذن ؟
فترددت بين الهروب منه اوالإجابة بصراحة. فقررت الانتهاء من الموضوع:
- كان عليك أن تقول ألي بأنك صاحب الفندق.
ابتسمت لكن عيناها كانتا تبرقان وجسمها يرتعش .
- لماذا؟ لإنك تعتقدين أن أصحاب الفنادق غير اهل بالثقه ؟
فتفاجأت ساره بتحليله وفتحت عينيها بغضب :
- طبعا لا .. فأنت تعرف أن هذه ليس السبب.
- عفوا لكني لا أجد علة أخرى.
- ارجوك السيده ستيفنست تنتظر دواءها.
- تستطيع أن تنتظر قليلا.
أريد أن أعرف ما يحدث ؟
- السبب بسيط لا أحب أن يهزأ مني الناس.
فضحك ستيفان راند بقوة مما زداها حيرة:
- اعذريني لكنني لاافهم.... كيف توصلت الى هذا التحليل الغريب؟
- عرفت إنني من نزلاء الفندق ...مع هذا لم تقل لي شيئا... جعلتني أصدق إنك تسكن جزيرة صغيرة..
- إذا كانت ذاكرتي جيدة... اعتقد أنني قلت لك أنني أعمل في ناسو ..
- لكنك لم تقل لي ماذا تفعل في ناسو ؟
- لإنك لم تسأليني عن ذلك.
- أه .. كل هذا بلا جدوى لافائدة للنقاش.
- فعلا... لاجدوى لهذا لكنني أريد أن أؤكد لك أني لم أهزأ منك. فلنبدأ من الصفر .
ما رأيك بزيارة إلى جزيرتي غدا؟
سألها راند هذا السؤال بابتسامة جعلتها تتأكد أكثر وأكثر من جماله و جاذبيته مما زاد ارتباكها :
- اوه ...لا .. لأعتقد إني أستطيع اسمع... علي أن اخذ الدواء الى السيده ستيفنست وإلا قلقت علي .
- حسنا سآتي معك وافسر لها كل شيء.
لم يترك لها ستيفان الوقت لتعترض اذ امسك بيدها وقادها نحو المصعد . وعند وصولهما وبعد اعتذار ساره عن تأخرها قالت السيدة الأمريكية:
- مساء الخير يا سيدي راند ... هل تود الجلوس معنا ..؟ لقد أكلت كثيرا هذا المساء.. لكن ماكولات فندقك لذيذه لدرجة لا يتمالك الإنسان نفسه...
فرد استيفان وهو يجلس والتسليه ببادية على وجهه:
- هذا شرف لي يا سيدتي . اسمحي لي أن أقترح لك عليك علاجا افضل من هذه الأدوية مجتمعه .
أشار إلى أحد الخدم وأعطاه أوامر بصوت منخفض ثم أكمل :
- هل تودين مع ابنك والآنستين القيام بنزهة معي. في الغد إلى جزيرتي؟
- هذا لطف منك .. يسعدنا ذلك اليس كذلك يا ساره؟

ورده قايين
16-04-2008, 15:36
شعرت الصبية ان استيفان يراقبها . فتفادت النظر إليه لكن السيدة ستيفنست لم تترك لها فرصة التعبير عن رأيها إذ سألته عن كيفية مجيئه للعيش في باهاماس :
- أنا أدرس دائما الأماكن التي نزورها بهدؤ... البارحة مساء قرأت في سريري تقارير مذهلة عن تاريخكم المحلي , تدور حول أول من جاء إلى هذه الجزر واستعمرها وغامر فيها ... هل أنت من سلالات أحد أولئك المغامرين ؟
- اوه...لا ... أن عائلتي منحدرة من أحد اللصوص المشهورين واسمه جاك راند لونوار ...
فبدا الرعب لوهلة صغيرة على وجه السيدة ستيفنست وظلت فاغرة فاها . هنيهة قبل اطلاق صرخة عبرت عن دهشتها :
-أه ...طبعا يا سيد راند ....لا اصدق لا استطيع ان اصدق . نظرا لكتبي التي قرأتها كأن هؤلاء الناس مذهلين , هائلين ,مخيفين . ... على العموم أعتقد أن الميول الوراثيه قد اختفت منذ مدة بعيده .
فأجاب ستيفان ساخرا:
- خاصة منذ تلك الفترة البعيدة .
في تلك اللحظة جأء الخادم حاملا الوصفه التي اوصاها ستيفان ... كوب مليء بالسائل بلون الكراميل البني .
- لا تخافي ياسيدة ستيفنست طعم هذا السائل لذيذ .
فنظرت إليه الأمريكية بطريقة حذرة منه ومن إلشراب . خاصة بعدما أعلن عن السلالة التي ينحدر منها ثم ذاقت السائل وقالت :
- آه ... طعمه لذيذ .
عندها نهض ستيفان عن كرسيه:
- المعذرة علي الانصراف فلدي الكثير من الأعمال ستكون الباخرة جاهزة في الساعة الحادية عشر .. إذا أردتم المجئ معي .
- حسنا... مساء الخير... ليلة طيبه يا ساره .
فانحنى بأدب وخرج مسرعا من الصالون.
- أعتقد بأيمان ساطع أن هذا الشراب قام بمفعول إيجابي .
وبعد وقت قصير قالت :
- اشعر بالتحسن البارز . ألا تعتقدين إني جرحته بكلماتي البلهاء ؟ فلو شككت لحظة بأن أحد جدوده لص لما سألته . اتساءل إذا كان كتابي يذكر جاك راند لونوار .... يجب أن أعيد قراءة هذا المقطع.
- السيد راند كان يمازحنا يا سيدة ستيفنست .
- لا.. فهذا ليس موضوع مزاح.. أنا مندهشه من كيفية اعترافه بأصل كهذا؟ إذا أردنا القيام بهذه النزهة معه علينا النوم باكرا . انتي متعبة أيضا .. مارأيك لوصعدنا؟ سنقول لخادم هنا أن ينبئ رونالد وانجيلا بأننا نائمتان فأنا متأكده من أنهما لن يغضبا بل على العكس سيفرحان.
في اليوم التالي حوالي الساعة الثالثه كانت سارة تستكشف الجزيرة, صغيرة ,مهجورة ,وضائعة في زرقة المحيط الكبير.. بين نيوبرفيدس والوثير . كانا آخرون يتفيأون تحت شمسية بحر كبيرة مركزة في المركب والأشجار الكثيرة تخبئهم عن عيني سارة ... وعندما اختفى صوت الراديو الذي حمله رونالد معه خالت سارة نفسها وكأنها ضائعه وحيدة في هذا العالم بعيدة عن كل الحضارات.
هذه الجزيرة كانت صغيرة نوعا لتمثل الانزواء والانطواء المثالي .
كان طولها 800 مترا على 100 متر عرض مليئة بالأعشاب الشائكة وبعض أشجار النخيل التي يمكن لمن يريد السكن في الجزيرة استعمال أوراقها كسقف .ورده قايين .
انتصبت سارا واقفة بعدما نظرت إلى قعر حوض بين الصخور ورأت ستيفان يأتي نحوها من بعيد . كان يرتدي سروال بحر قصير . عاري الصدر وعلي كتفيه منشفة . شعرت لوهله دون أن تدري السبب برغبة بإهماله وكأنها لم تره . والاختفاء وراء أكوام ألأعشاب .
عدا تحية صباحية مؤدبه . ومساعدته لها في النزول إلى المركب للذهاب إلى الجزيرة لم يعرها ستيفان أي انتباه . وخيل إليها في بعض اللحظات إنه يتجاهلها عن قصد. جلست على الرمل تنتظره وأعصابها شديدة التوتر . ولما وصل رمى بنفسه قربها وقال:
- هل تعرفين إنك من بعيد تحت القبعة الكبيرة التي تعتلين تبدين وكأنك صبيا في العاشرة من عمره يصطاد السلطعون ؟
- حقا ؟
اغرقت سارا أصابع رجليها في الرمل الدافئ . وأخذت تتأمل المركب الراسي أمامها. كانت قد خلعت تنورتها البرتقالية التي يتماشى لونها مع قميصها . وابقت سروالا قصير ابيض ... اعطى تناقضا جميلا مع لونها العسلي الذي أقرت عليه أشعة الشمس خاصة بعد درس التزلج المائي الذي أعطاها إياه بيتر . مما جعل لون رجليها جميلا جذابا.
أشعل استيفان سيكاره ولاحظت أنه على عكس رونالد الذي كان يحمل علبة مذهبه رائعة مخصصة للسكائر وولاعه ذهبية متناسقة كأن استيفان مكتفيا بالعلبة الأصلية وبولاعه بسيطة قديمة لا قيمة لها.
- الآن وبعدما رأيت بعض الجزر الصغيرة ما رأيك ؟ هل مازلت تحلمين بمنافسة روبنسن كروز ؟
- طبعا . هذا لا يزعجني . لكني اعتقدت أنك ستأخذنا لنتفرج على جزيرتك .
- كنت فعلت ذلك لو اتيت لوحدك .
- الا تحب آل ستيفنست ؟
- أنا ارى العديد من السياح في نآسو.
- وأنا أيضا سائحه .
- لكنك لست امريكيه سمينه ثرثاره .
فأحنت ساره رأسها ورسمت شكلا من التراب .
لم يكن لطفا منك ان تهزأ منها البارحه مساء . ربما هي محدودة الأفكار نوعا ما لكنها طيبة القلب .
- اهزأ منها .
- تتذكر ...عندما قلت لها انك تنحدر من قرصان لص . لقد صدقتك ؟
- وانت ...الم تصدقينني ؟
فرفعت ساره رأسها ونظرت اليه بطريقة يائسه ثم بدأت تضحك .
- طبعا لا ؟
- ولم لا ؟ لا ارى السبب.
اوه ...انا اعرف ان هذا ممكنا طبعا . لكنه يخيل الي انه اذا بقى قراصنه في هذه البحار لانتهوا على المشنقة . في كل حال اعتقدت انهم في المنطقه الأكثر جنوبا ...في جزر الانتيل .
- نعم ..كان الجنوب مركز عملياتهم . لكنهم لم يهملوا الباهاماس . خلال خمسين عاما كانوا يحكمون هذه المنطقه اذا صح التعبير . ويسنون فيها القوانين . اكثرهم بطشا شنقوا في فور شارلوت . لكن الكثيرين منهم تعقلوا وتمركزوا هنا واصبحوا محترمين جدا .
- بما فيهم جاك راند لونوار ؟
فأجابها بهزء :
بلا شك ..والا لما كنت هنا اليوم لأروي القصه والتاريخ . بديهي اني لم اكن مجبرا على البوح بأصلي الحقيقي . كان بوسعي مثلا ان اقول لها ان ابي جاء هنا بهدف شراء الأراضي واستثمارها قبل وفود السياح اليها ...لكن هذا الأمر لم يكن ليهمها ؟
هل تعلم انها ستردد ماقلته لها على مسامع الجميع ؟
فابتسم ستيفان بقوة :
سيزيد هذا بلا شك عدد نزلاء الفندق .
ثم اكمل حديثه مستعيدا جديته :
ماذا اتى بكما الى ناسو , انت وأختك ؟
انها فكرة انجيلا . اعتقدت ان ناسو تغير جو حياتنا .
تأملها ستيفان واكمل :
لايمكن تصوركما كأختين .
نعم ..هذا ما يقوله بيتر لازلو ....وما يقوله الجميع .
فجلس عندما سمع الأسم الذي ذكرته وقال بنبرة غريبه :
على فكرة ..نسيت امر لازلو .
يخيل الي انك لاتحبه .
فلنقل انه لو كانت لدي اخت شابه طيبه القلب وساذجة مثلك , لما شجعتها على الأهتمام به .
فعبست ساره وقالت بانزعاج :
انه رجل مؤدب وشيق .
حقا ؟ هل كلمك عن هجرته المشهورة من هنغاريا ؟
لم يخبرني عن كيفيه هروبه والطريقه التي ترك فيها بلاده فهذه بلا شك ذكريات يريد نسيانها .

ورده قايين
16-04-2008, 15:37
هذا ممكن ..
بعد جواب ستيفان الامبالي شعرت ساره بنوع من الأحتقار بصوته فغضبت وقالت :
-يبدو لي انه بحاجه الى الشفقه اكثر منه الى الشك .
فلم يخفف ستيفان تسليته بالحوار الذي يدور وقال :
- اتساءل اذا كانت هنالك امرأة واحدة في العالم قادرة على الصمود امام لهجة اجنبيه غريبه وامام انطباع الشجاعة عند الرجل .
لا يعجبك لأنه ربما اثر على السياح. فمن غير الأئق ان يذكرهم بان الحياة ليست عبارة عن حفلات وسهرات وحمامات شمس . تكون مخطئا اذا قلقت , فبعد الذي رأيته حتى الآن معظمهم يهزأون ولا يبالون ابدا بصعوبات غيرهم , فهم منهمكون بسرورهم واكتفاءتهم الذاتيه .
- انت مثلهم على الأرجح . اشك بأن نصيب ومستقبل هنغاريا منعك من النوم قبل لقائك بصديقنا لازلو .
- هذا ممكن , لكني على الأقل لم احتقر احدا لأنه فقير او غير مهم .
- ياه ..دقيقة ...انت تغضبين بسرعة دون سبب . انا لا احتقر لازلو ....على العكس فهذا الشاب يعجبني وانا اقدره .
- بكل تواضع .
رأت ساره فم ستيفان يلتوي وبرقت في عينيه قلة الصبر . شعرت انه غضب ولسبب ما بدأ قلبها يخفق بسرعه اكبر واحست بأن حوارهما اخذ اطار اخطر مما توقعت . كان عليها ان توقف الحديث لكن حدسا اخر جعلها تكمل :
- اعتقد انه لو كانت عندك اخت صغيرة بلهاء وطيبه وساذجه وسهلة القياد . لكنت شجعتها على بعض الأمريكين الأثرياء مثل رونالد المسكين ...
لم تكد تنهي جملتها حتى ندمت على جنونها العفوي . تبعت هذه الجملة فترة صمت ثقيل جعلها تحمر اكثر من الأنزعاج . لم تجد الشجاعة الكافية لتسمع جواب ستيفان بل وقفت بسرعة :

علينا اللحاق بالباقين ..

- لا ...انتظري ...

قال قال هذا وامسك يدها بيده السمراء مجبرا اياها على الجلوس من جديد . كان ستيفان قد غير ملامح وجهه فلم تعد ترى فيه قلة الصبر بل تعابير اخرى ...تعابير جعلتها ترتجف من التأثر ...فقالت محاولة التكلم ببرودة دون التوصل الى التحكم بصوتها :

- ارجوك..اتركني ...

هل تعرفين انك تبحثين عن المتاعب ؟ لا ادري أي دواء افضل لك , ضربة على كتفك او هذا ....لم يعطها الوقت الكافي لتجيبه ..ترك يدها واخذها بين ذراعيه ...لم تفكر او بالأحرى لم تستطع ان تفكر بمقاومته .. كان اقوى منها بكثير ما جعل مجهودها لمقاومته يذهب سدى ...زد على ذلك ان قبعتها وقعت على وجعلت الشمس تصب اشعتها في عينيها مباشرة ...لم تقدر على تحريك رأسها رفضا لأنه امسك بذقنها وشد باصابعه على ذراعيها ازدادت غضبا عندما فكرت بان حدسها وشعورها اتيا بها الى الوضع الذي قبلت به ورفضته في الوقت نفسه..

- الأمر ليس جديرا بالخوف يا صغيرة لكن هذه التجربة البسيطه ربما تجعلك تعين الحقيقة والواقع ...مازلت طفلة يصعب عليها معاشرة الذئاب .

- اوه ....

انتشلت قبعتها من يده وترددت ثم صرخت في وجهه :
انت افظع مخلوق التقيته في حياتي .
ونظرت اليه بطريقه كادت تدفنه فيها تحت التراب , تركته واكملت سيرها على الشاطئ .
كانت السيدة ستيفنست وحيدة في المكان الذي اختاروه ليجلسوا فيه عندما وصلت ساره .
- اعتقدت انك مع ستيفان يا ساره . رونالد وانجيلا اختفيا ...اظن انهما في الناحية الثانية من هذا المكان .
فتمتمت ساره وهي تفتش في حقيبه البحر :
- حقا ؟ اشعر برغبة في السباحه .
ذهبت لتغيير ملابسها وراء بعض الأشجار . كان قلبها لا يزال يخفق بقوة ويداها ترتعشان لدرجة انها وجدت صعوبة في ترتيب ملابسها . كان ستيفان في الناحيه الثانية من الشاطئ عندما نزلت الى الماء . بعد بضع دقائق وبعدما قامت ببعض التمارين في الحوض الهادئ استرجعت هدوء اعصابها .

ورده قايين
16-04-2008, 15:38
الرجال مثل ستيفان راند عندهم مناعة ضد الكره ...غضبها الهاه وسلاه افضل شئ هو نسيان الحادثه التي حصلت اليوم وتجاهلها وكأنه لم تكن ....ندمت لأنها لم تتحكم باعصابها وتظل على هدوئها ...لكن الندم لا ينفع الآن بعد فوات الأوان ...بعد قليل رأت رونالد واختها عائدين اليد باليد انجيلا تضحك على كل ما كان يخبرها اياه ..
عندما عادت ساره الى الشمسيه التي جلسوا تحتها كان ستيفان موجودا ...قامت بمجهود هائل لتنظر اليه وترد على نظرته الساخرة بنظرة كثر سخرية ..عندما حان وقت العودة تركته يساعدها على الصعود الى المركب دون اظهار شعورها ..
هذا الشعور بالتأثير الشديد عندما يمسك يدها او يقترب منها او يشعرها بوجوده بجانبها .
عندما وصلوا الى نيوبروفيداس كانت الساعة تقارب السادسه حين رأو باخرة لوكارونيان تصل الى المرفأ ..اوقف ستيفان مركبه قرب سلم الفندق وقفز الى الأرض ثم مد يده ليساعد السيدة ستيفنست على الخروج وتبعها الباقون . وبنما هم يشكرونه على اليوم الرائع الذي امضوه ظهرت شابه بصورة مفاجئه ونادته ضاحكة :
ستيفان ...لماذا لم تأت لاستقبالنا ؟
كانت طويلة القامه من عمر انجيلا تقريبا بلا شك احدى القادمات على لوكارونيان , لأن الشمس اثرت على بشرتها . على عكس السياح الأتين من اوروبا بالطائرة مع لون بشرتها وشعرها الأسود وعينيها السوداوين بدت وكأنها غجرية رائعه , اضافة الى فستانها الأحمر والحلق الذهبي في اذنيها .
- فال . كم انا مسرور لرؤيتك . هل كانت سفرتكم ممتعة ؟
ورده قايين
- رائعه .لكنني لم اصدق اللحظة التي وصلت فيها . ابتسمت ابتسامة عريضة ابرزت اسنانها الناصعة البياض .
ونظر ستيفان الى الباقين :
اسمحوا لي ان اعرفكم بالأنسه فاليري لانغدن اوين ...فاليري اقدم لك السيدة ستيفنست .
حياها الأمريكيان بطيبه , كعادتهما لكنها لم تكترث لهما بل التفتت مجددا الى ستيفان .
تعال لتحيي ابي وامي. تعال بسرعة .
فأجابها ناظرا الى ساعته ومعتذرا من الأخرين :
- طبعا . اعذروني .
عندها لاحظت ساره وجه اختها والتعبير المندهش المرتسم عليه . كانت انجيلا ممتقعة اللون بصورة استثنائيه . تتبع فاليري اوين بنظرة حقد وهي تبتعد .

ورده قايين
16-04-2008, 15:39
4- السر



عندما صارت الفتاتن في غرفتهما . رمت انجيلا بحقيبة السباحة على السرير وبنفسها على الكرسي وقالت :
يالحظي السيئ. كل شئ كان على مايرام قبل ان تأتي هذه القذره . الأفضل لنا ان نعود الى بلدنا .
- هل تعرفينها ؟ يبدو انها لم تعرفك .
آه طبعا . وعندما تحول نظرها لحظة واحدة عن ستيفان راند . ستتعرف علي ....اذا لم ترني حتى الآن فلأنها لم تتوققع رؤية بائعة بسيطة .
من هي ؟
اشعلت انجيلا بغضب سيكاره وهي التي لاتدخن الا بعد وجبات الطعام او في المساء احيانا . لكن منذ تحولت حياتهما ازداد استهلاكها للدخان . وفي اليومين الأخيرين دخنت السيكاره تلو الأخرى ...فشكت ساره بأن تكون اختها متوترة بالرغم من مظهرها الهادئ .
- هي وأمها اسوأ زبونتين في المخزن ....كانتا تبذران الكثير من المال لكن صعوبتهما في الشراء جعلت الجميع يستاؤون منهما ....حتى صاحبة المحل كانت تضطرب عند رؤيتهما انهما أبعد انسانتين أردت وجودهما في هذا المكام .
فقالت ساره :
ليس عليك معاشرتهما . لم نكلم احدا هنا باستثناء آل ستيفنت .
لاتعرفين السيدة لانغدن اوين الأم ...عندما تكتشفان انني هنا وتعرفان وظيفتي السابقة ,ستجدان غبطة كبيرة في سرد قصتي امام الجميع .
وما العيب في ذلك ؟ العمل في المخزن ليس مدعى للخجل .عديدات من الفتيات يشتغلن هذه الأيام ..وفي المخزن الذي عملت فيه كانت هناك فتاة مبتدئه بالعمل .
نعم لكنها لم تكن مضطرة للبقاء ..فقد تركت العمل عندما ضجرت منه ...آل ستيفنست يجهلان اننا عملنا ويعتقدان اننا مبتدئات .
لم تقولي لهم هذا اليس كذلك يا انجيلا ؟
لا لكنهما يعتقدان ذلك ... ولأكملا في تفكيرهما لو لم تأت هذه اللعينة . الا تفهمين ان رونالد ليس كائنا خياليا تحلم به الفتيات لكنه يشكل نصيبا جيدا .
لا احب سماعك تتكلمين هكذا يا انجيلا . تبدين باردة غير مكترثة بينما طبعك الأساسي مختلف .
لم تسمع انجيلا ما قيل بل وقفت ونظرت الى نفسها في المرآه وبين حاجبيها عقدة اضطراب وتمتمت قبل النظر الى اختها :
اذا ارادت تخريب مشاريعي فسأعرف كيف اتدبر امرها ..ليس هناك مدعى للسرور يا ساره فسبب وجودها في ناسو واضح .
- ما قصدك ؟
لست عمياء يا ساره ..الا ترين انها مهووسة بستيفان ؟
ماذا تريدين ان افعل وبماذا يؤثر ذلك علي ؟
آه ...عفوا لأنك لست مهتمه بأمره . في نهاية الامر هكذا أفضل . اعرف انك حزت على اهتمامه لكنك لن تصلي الى مركز فاليري عنده ...

في المساء لم يظهر ستيفان ولا عائلةلانغدن اوين في الفندق . بعد العشاء فكر آل ستيفنست ان يشربوا قهوتهم في الحديقة بصحبة الصبيتين . وما ان جلسوا حتى جاء الخادم ينبئ ساره بأن احد يطلبها على الهاتف . فوقفت لتتبعه الى مكان المكالمه لكنه قال لها انها تستطيع تلقي المخابره في مكانها فوضع الهاتف على يمين كرسيها وطلب من الأستعلامات اعطاءها المخابره . لم تتعجب ساره عند سماع صوت بيتر لازلو لأنها لم تتعرف على احد غيره من خارج الفندق . طلب منها ان تخرج معه في ذلك المساء . فترددت خاصة عندما صمت الجميع ونظروا اليها ثم قررت وقالت لأنجيلا وهي تقفل الخط :
انا خارجة مع بيتر لازلو . سيمر ليأخذني بعد عشرين دقيقة .

ولم تمر عشر دقائق حتى انبأها الحارس بأن السيد لازلو بانتظارها .
فتمنت للجميع سهرة سعيدة وتساءلت عما تخبئه ابتسامه اختها . ثم ذهبت لتلاقيه في المدخل قرب مكتب الأستقبال .
آه . مساء الخير ياستيفان , لقد أمضينا وقتا رائعا اليوم .
ثم مرت امامه شامخه الرأس ثم ابتسمت ابتسامة عريضة لبيتر ومشت معه بعدما امسكت بيده فقال لها وهو يفتح باب السياره :

تبدين نشيطة جدا هذا المساء .

فعلا .

وبينما دار بيتر حول السيارة ليحتل مكان القيادة القت ساره نظرة الى مدخل الفندق لكن ستيفان كان قد اختفى . فتساءلت اذا توصلت الى اثارته في المسرحية الصغيرة التي قدمتها امامه ...ثم أجابت نفسها بالنفي ...الآن وبعدما دخلت فاليري اوين الى الساحه لم يعد يهتم بغيرها .
ماذا تفعل اختك هذا المساء ؟
اعتقد انها تخرج مع رونالد .
هل يجذبها فعلا هذا الأمريكي؟
فكرت ساره بأن هذا السؤال في غير موضعه ودليل حشرية غير واضحه لذلك فضلت الا ترد عليه .
انه لطيف جدا.
ثم تابعن مغيرة محور الحديث :
الى اين نذهب يا بيتر ؟

ورده قايين
16-04-2008, 15:39
فكرت انه ربما يهمك رؤية برج اللحية السوداء ..انه عبارة عن اطلال مهدمة لكن زيارته مهمة ..المكان منزو قليلا , لكن لا تأبهي فنواياي ليست عاطلة .
قال هذا وحول نظره نحوها مبتسما . فاحمرت ساره وقالت :
لم تخطر ببالي فكرة من هذا النوع .
فضحك بيتر :
ببالك انت . طبعا لا . ولكن ببال اختك بلا شك .
لا يجب الاهتمام بكل ماتقوله . بما انها تكبرني بثلاث سنوات تعتقد انها مجبرة على مراقبتي .
معها حق .فأنت شديدة الثقة بالآخرين . وهذا سئ في مدينة مثل ناسو .
انا متأكدة من ان ناسو ليست اكثر خطرا من لندن ..ثم ان الثقة عامل مهم في الحياة والا لكانت هذه الأخيرة لاتطاق .
برج اللحية السوداء مقر سياحي موجود على قمة التلة في طرف الجزيرة .
اخبر بيتر سارة ان اسم هذا القرصان الحقيقي هو ادوارد تيتش وان البرج كان قلعته ..
فتمتم ساره وهما في طريق العودة الى السيارة :
:
اتساءل أي نوع من الرجال كان هؤلا القراصنه ..اتكلم عن الرؤساء ...لم يكونوا كلهم سيئين ...فهنري مورغان مثلا اصبح حاكم جامايكا .
اشك في كونه شخصيه رومنطقيه خياليه كما يصورون في السينما .
طبعا لا .
اعتقد في الواقع انك فتاة خياليه رومنطقيه جدا ..من النوع الذي يحلم بلقاء رجل الأحلام والهروب معه .
كل الفتيات يحلمن بذلك بالغم من معرفتهن بأن هذا غير وارد .
كلهن ؟ لست متأكدا ...فأختك مثلا ليست من هذا النوع .
انت تعرفها منذ مدة قصيرة جدا ....فكيف تعرف بماذا تحلم ؟
تبدو لي واقعيه .
وأنا . الا ابدو واقعيه ؟ شكرا انت تمدحني حقا .
ضحك بيتر معها على هذه الجملة :
اعذريني ...لم اقصد جرحك ...لاينقصك التفكير والتعقل لكنه يخيل الي ان قلبك هو الذي يقود تصرفاتك .
تقصد ان تقول ان رأسي ليس فوق كتفي ؟

ثم سألته ساره وهي تنظر اليه نظرة ناعمه :
قل لي ...اذا لم يكن في رأسك ايه نية بشأن هذا المساء لماذا دعوتني ؟
لم يجب بيتر مباشرة على السؤال صادف سؤالها في الوقت الذي خبأت القمر غيمة عابرة لذلك لم تر تعابير وجهه .
منذ زمن بعيد لم أصادف فتاة مثلك يا ساره . تذكرينني بالفترة التي كنت احلم فيها .
هل وقعت في الحب يا بيتر ؟
لم تعرف لماذا طرحت عليه هذا السؤال وخافت ان يسخر منها لكنه أجابها بجدية :
- آه , طبعا صادفت حبا ككبيرا في حياتي .
- هل تقصد في هنغاريا ؟؟
ضحك على سؤالها هذه المره دون ندم . ولم تشعر بنفسها مرتبكة وبلهاء مثلما شعرت البارحه مع ستيفان .
لا الأمر عادي , لم اجد يوما ما شقيقيتي بالروح , ولم اصب بخيبه امل عاطفيه . كنت دوما السبب بايقاف قصصي الغرامية وذلك بسبب عدم ثبوتي على انسانية معينه ...وخيبات املي كنت انا سببها ....سهل جدا ان يقع الأنسان في الحب لكن الصعب هو الأبقاء على هذه العاطفه . لم اصادف حتى الآن المرأة التي اريد تمضية حياتي معها . ورده قايين
صعد الى السيارة واقترح بيتر ان يعودا الى المدينه ويذهبا الى الجهة الثانية .

يجب الا اتأخر في العودة الى الفندق .
مازال الوقت باكرا .
قادها بيتر الى ناد ليلي للرقص في الهواء الطلق وكل طاولة فيه مغطاة بشمسية .
كانت الموسيقى هادئة وبطيئة ...وبيتر يجذبها اليه كلما رقصا معا .
فرأت ساره امامها رجلا هادئا ,رقيقا , انيقا , لطيفا , وبعد رقصه معها , لم يترك يدها وهما عائدان الى الطاولة ..اعتقدت انه من السهل الوقوع في حبه ..لكنها كانت على يقين بأن هذا لني يحصل لها , بيتر جذاب , لكن شيئا ما كان ينقص بينهما .

رقصا وتكلما ورقصا ايضا حتى نظرت ساره الى ساعتها ...انها الواحدة صباحا .
ياالهي ..بيتر ...الوقت تأخر كثيرا .
هل الأمر خطير لهذه الدرجة ؟ انت لست سندريلا ...لا شئ يجبرك على العودة عند الساعة الثانية عشرة .
قلت انني سأعود باكرا ...سيقلقلون ارجوك ...علي ان اعود .
عندما رآها مستعجلة جدا دفع بيتر الحساب وذهب بصحبتها .
كان الفندق مشعا عندما وصلا ففي ناسو الناس يبدأ الناس سهرتهم في منتصف الليل .

وعندما هم بيتر بالنزول ليفتح لها باب السيارة قالت :
لا , لاتزعج نفسك ....لقد امضيت سهرة رائعة ...شكرا .
متى نعاود الكرة ونتقابل ؟ هل تستطيعين المجئ غدا لمزيد من التزلج المائي ؟
لا ادري . الأفضل ان تخابرني ...شكرا ايضا والى اللقاء .

اسرعت ساره في الدخول الى الفندق وفي اجتياز المدخل وشعرت بالراحه عندما انبأها عامل الأستعلامات ان آل ستيفنست لم يرجعوا بعد من سهرتهم ...لم يكن مفتاح غرفتهم معلقا , فقالت له :
هكذا افضل ...شكرا ...تصبح على خير .
هرولت ساره الى المصعد فرحة لأن اختها لن تعرف الساعة التي عادت فيها . وبما ان المصعد كان مشغولا استقلت السلالم هادئه ونادمه على الخوف الذي اظهرته امام بيتر بسبب التأخير ثم غرقت في ذكريات سهرتها الحلوة وهي تدندن اغنيه على ايقاع الكاليبسو وتبتسم , واذ بها تكاد تقع بين يدي ستيفان راند الذي سألها وهو ينظر الى خديها الموردين وشعرها المبعثر من الهواء :

ورده قايين
16-04-2008, 15:40
مساء الخير يا ساره ...هل امضيت سهرة ممتعه ؟
فجأة فقدت بسمتها وثقتها بنفسها :
نعم ..نعم ...شكرا .
ثم استعادت هدوءها :
- لقد ذهبنا الى نادي كرواسان دولون ...هل تعرفه ؟
نعم ترددت عليه ثلاث مرات واعتقدت انه سيأخذك اليه .
كان ينقص ساره الخبرة في هذا النوع من الجدل الكلامي لذلك كانت تفقد اعصابها بسهولة .
- ماذا تقصد ؟
الرقص في الهواء الطلق على ضوء القمر ..هذا يدخل في سياسه لازلو للتقرب .
رفعت ساره رأسها ولحسن الحظ تحكمت بغضبها :
حقا ؟ لكن اسلوب التقرب اللطيف الأنيق هو افضل من سياسه رجال الكهوف ..اليس كذلك ؟
كم ارادت ان تفقد ستيفان اعصابه بجملتها الأخيرة ...كم حلمت بذلك ..وفرحت عندما لاحظت بالرغم من ابتسامته الدبلوماسيه تعابير و الغضب في عينيه .
بما انني رجل ولست فتاة يصعب علي معرفة الأفضل ..انت متعبة بلا شك بعد هذا اليوم الطويل ....تصبحين على خير يا ساره .
انحنى بأناقة صاحب الفندق الذي يحيي احد زبائنه ثم مضى امامها قبل ان يختفي وراء احد الأبواب . تبعته ساره بعينيها ثم اكملت طريق صعودها الى الطابق الأعلى متنهدة لم يكن التعب الجسدي هو الذي ارهقها وهي تخلع ملابسها بل الضغط المعنوي الذي جعلها تشعر برغبة في الأرتماء على سريرها والبكاء .
وفي صباح اليوم التالي انتظرت مكالمة هاتفية من بيتر حتى الساعة العاشرة . لم يخابرها فقبلت بمرافقة الأخرين الى بارادايس بيتش معتقدة انه منهمك في اعطاء دروس سباحة ..لم تذكر انجيلا أي شئ عن سهرتها في المساء الماضي ..فقالت ساره ان اختها مشغولة بمشاكلها الخاصة ولا وقت لديها لتسألها عن امورها .
عندما صعدت الى الغرفة بعد الغداء لتجلب حقائب الشاطئ لاحظت انجيلا ان نظاراتها مكسورة :
علي ان اذهب لأشتري نظارات جديدة . اذهبي يا ساره مع آل ستيفنست وانا سألحق بكم .
عندما روت ساره نية انجيلا غضب رونالد وقال بسرعة :
سأرافقها ..ربما لاتدري من اين تلحق بنا وتأخذ المركب
بلى ..في كل حال لقد ذهبت الآن .
حقا ؟
قال ذلك واختفت من وجهه ملامح السرور والبهجة . بدا مندهشا ومفجوعا وكأن الدورة في مخازن باي ستريت رحلة لاعودة بعدها . بعدما وصلوا الى الشاطئ بنصف ساعه بدأ رونالد يصرح عن قلقه ::
كان عليها ان تصل الآن اذا ذهبت لتشتري نظارات ..ربما حصل لها حادث .
لاتتكلم هكذا يا بني ...ربما قامت بدورة في كل المخازن لتشتري حاجات اخرى او تتفرج على الجديد .
سأذهب وراءها ...ربما هي مريضة خاصه ووان لونها كان ممتقعا هذا الصباح .

نظرت اليه السيدة ستيفنست ضاحكة وهو يترك الشاطئ :
مسكين رونالد . لم اره في حياتي على مثل هذه الحالة ...انه فعلا مغرم اتمنى الا يقع من احلامه ويصطدم بالواقع الأليم .
تفوهت بالجملة الأخيره ناظرة الى ساره نظرة امل بينما تنهدت هذه الأخيرة .
تبدين مستعجلة على زواج ابنك ...مع ان الأمهات يخشين الفتيات اللواتي يجذبن ابناءهن.
كثيرات لديهن ذا الشعور ...بعض صديقاتي ذقن الأمرين عندما وقع ابناءهن في الحب وأرادو الزواج . انا لست من هذا النوع عندما سيتزوج سأكون اكثر سعادة منه .
رجعت السيدة ستيفنست وساره الى الفندق ظهرا عندما لم يعد رونالد مع انجيلا . فوجدت الأمريكيه سببا لغيابها عندما دخلتا الفندق :

ربما فضلا البقاء وحدهما ... لن نراهما بعد الظهر آه ..من ارى ؟
فعرفت ساره ان سبب الجملة الأخيرة كانت رؤية رونالد يتهافت نحوهما عند رؤيتهما صارخا :
هل هي معكما ؟ هل رأيتماها ؟
- ماذا ؟ الم تجدها ؟ لقد حصل لها مكروه بلا شك ....فهي لا تذهب دون ترك خبر ...
- لقد حصل لها حادث .بحثت عنها في كل مكان . صعدت الى غرفتها ولم اجدها .
لاتقلق هكذا يا حبيبي ...ربما ذهبت عند مصمم الشعر . الف أمكانيه وأمكانيه يمكن ان تؤخرها ....هل سألت الأستعلامات اذا تركت لك رساله ؟
- طبعا ..لا خبر ولا رساله , هل تكلمت أمامك يا ساره عن مصمم الشعر ؟
- لا . لكني اكيدة من ان شيئا لم يحصل لها ..لماذا تخشى الحادث ؟؟
لم لا ؟ سأتصل بالمستشفيات .
وركض نحو مكتب الأستقبال .
ربما كان ابني على حق ...غريب ان تختفي هكذا ....تعرف اننا نقلق عليها .
آه ...هاهو السيد راند الجذاب ...ربما اقترح علينا حلا .
استمع ستيفان بجدية الى قصة السيدة ستيفنست ثم التفت نحو ساره :
هل اخذت اختك حقيبتها عندما خرجت ؟
اعتقد ذلك ...انا متأكدة , تركت حقيبة البحر لكنها اخذت حقيبة يدها .
اذن معها تذكرة هويتها وجواز سفرها ..وأشياء مماثلة .
لا ادري ..انجيلا مرتبة جدا . لاتحمل الكثير من الأوراق معها .
تدخلت السيدة ستيفنست في الحديث :
- عليها على الأقل ان تحمل جواز سفرها .
انها تتركه دائما في غرفتنا وتقفل عليه بالمفتاح .

ورده قايين
16-04-2008, 15:41
هذا غاية في الوقاية....كيف تختفي هكذا دون اعلامكم ؟ اعتقد اننا نستطيع ان ننتظر قليلا قبل المبادرة في البحث . اذا لم تعد بعد الغداء ....
-وتوقف ستيفان عن حديثه عندما رأى تاكسي يتوقف امام الفندق فصرخت السيدة ستيفنست :
- آه ...هاهي . ياالهي ...الحمد لله على راحة بالنا , رونالد انها هنا . وكان منظر انجيلا اكبر دليل على عدم اكتراثها عند خروجها من التاكسي وفي طريقة دفع اجرة الالسائق . كأنها لم تشك في حالة القلق التي انتابتهم خلال غيابها . عندما ركض رونالد وأمه ليسألاها ععما حصل لها . كانت بعيدة كل البعد عن الأعتذار .
- لم يكن هناك أي داع للقلق . فأنا راشدة وبأمكاني الأهتمام بنفسي .
فرد رونالد وهو يمسح قطرات العرق عن جبينه :
- كنا سنفقد عقولنا يا انجي .
- لاحظت ساره مسحة من المقت تمر على وجه اختها , لكنها خبأتها بسرعة :
- آه رونالد ...اعتذر يا حبيبي فأهمالي لا يغتفر .
ولكن اين كنت ؟
ذهبت لشراء بعض الحاجات ...ثم توقفت ساعتي عن الدوران ولم انتبه للوقت . وكأن هذا التصريح الأخير اعاد الى رونالد ابتسامته وقال :
- هل تعرفين انك بحاجة الى حارس خاص يا حبيبتي ...هل هذه تصرفات فتاة ؟ الأختفاء طيلة اليوم من دون التفكير بقلق الأخرين . اتساءل كيف استطيع تحمل صدمات مماثلة . وأنت يا راند ؟
- فأجاب ستيفان بأدب لكن ساره شعرت بأنه , مثلها يشك بأمر غياب انجيلا :
- اتساءل انا ايضا عن هذا ...المعذرة يجب ان اترككم الآن ,
- وأمسك رونالد بذراع انجيلا قائلا :
- كلنا بحاجة لشرب شئ الأن . في المرة المقبلة عندما تدورين في المخازن يا عزيزتي سأكون بقربك متتبعا خطواتك .
- لم تستطع ساره التكلم مع اختها بهدوء الا بعد الغداء , اذ ان رونالد قرر الذهاب الى البحر والتعويض عن سباحة الصباح , بينما فضلت والدته زيارة فور شارلوت بصحبه ساره .وردة قايين .
- ماذا حدث حقا هذا الصباح يا انجيلا ؟
لقد اخبرتك ..لم انتبه لمرور الوقت .
ارجوك انجي ...حتى لو توقفت ساعتك فالشوارع مليئه بالساعات . والجدير بالذكر اني رأيتك تعبئين ساعتك بعد الفطور .
- فالتفتت انجيلا الى اختها صارخة :
لاتناديني انجي .
اعتذر ...لابد اني تعلمت هذا الأسم من رونالد .
انسي هذا الأسم اسمي انجيلا وليس انجي .
حسنا لاداعي للغضب .
تنفست انجيلا بقوة بعدما هزت كتفيها علامة الندم .
اعذريني يا حبيبتي , في الواقع عندي صداع هائل مؤلم .
سأحضر لك الدواء .
- ذهبت ساره لتجلب كوبا من الماء لأنجيلا وعندما عادت وجدت اختها متكئة على طرف طاولة الزينة وذقنها بين يديها والتعابير الحالمة تكسو وجهها فتمتمت وهي تشرب الدواء :
شكرا يا صغيرتي , معك حق ساعتي لم تتوقف عن العمل واخطأت في اللأختفاء هكذا ....
لكنني كنت بحاجة للبقاء وحدي لل....للتفكير .
هل تقصدين انك غيرت رأيك فيما يتعلق برونالد ؟
لم تجب انجيلا بل اخرجت بعض المرهم من الأنبوب .
- اسمعي يا انجيلا , لا تغضبي ..لكني يجب ان اقول لك شيئا , اذا بدأت تفهمين بأنك لاتستطيعين الزواج من رونالد عليك ان تخبريه بذلك ..كان قريبا من الجنون هذا الصباح بسبب قلقه عليك . من الخطأ ان تشجعيه يا انجيلا , ربما صدمته جديا .
بالرغم من هدوئها وضياعها الممزوجين , سمعت انجيلا كلام اختها وضحكت بحزن عندما انهت ساره جملتها :
القلوب لاتكسر يا حبيبتي ...انها تنطوي قليلا ثم تستعيد حجمها الطبيعي .
لكن لاداعي لجرحه بلا جدوى .
اخبرت ساره اختها عن الحديث الذي دار بينها وبين والدة رونالد على الشاطئ , ثم اكملت :
اذن ...هل يستحيل عليك تكملة هذه العلاقه ؟
طبعا استطيع ...وأنوي القبول بالالزواج منه عندما يعرضه علي . خاصة بعد بروز عائلة لانغدن اوين ...فكلما اسرعنا كان ذلك افضل . بيني وبينك اعتقد ان كلام هذه العائلة لن يغير كثيا في مجرى علاقتي برونالد لأنه متيم في حبي , لكنني لن اتأكد الا بعما ارى المحبس في يدي , واذا أعادت والدته الحديث بعد الظهر , افهميها بطريقة غير مباشرة وبلباقة , بأني مغرمة ومتيمة بحب ابنها .

صدمت ساره من هذا الحديث :

- ولكن ...انجيلا .

هذه حياتي يا ساره ...انا حرة فيها . استطيع ان اسيرها كما اريد . لن تغيري رأيي مهما قلت والآن فلنسرع ارجوك .

بعد ظهر ذلك اليوم حملت ساره ثقل حزنها وألمها معها , وهي تدور مع السيدة ستيفنست في فور شارلوت وتتبعها في الغرف , تحت الأرض , في تلك القلعة القديمة , عرفت بض وقبولها قرار السفر مع اختها ... والا لما وصلتا الى هنا .

عندما عادت الى الفندق كان رونالد مازال على الشاطئ مع انجيلا , ارادت والدته ان ترتاح ساعة قبل حفلة المساء ونصحت ساره بأن تفعل مثلها . لكن الشابة بعدما اخذت حمام وطلت أظافرها . لم تشعر برغبة في النوم او في البقاء وحدها مع افكارها . فارتدت فستانا ليلكيا ناعما ونزلت . فكرت بالذهاب الى غرفة المطالعة لتطلع على بعض المجلات الأمريكيه لكنها رأت المقهى

ورده قايين
16-04-2008, 15:42
ما زال يعمل فجلست على طاولة في زاوية المقهى حتى دخل رجل وسيدة متقدمان في السن , وجلسا على الطاولة المجاورة . في بادئ الأمر لم تكترث لهما لكن سرعان مالفت انتباهها جملة قالتها السيدة :

- هذا شئ عظيم بالنسبة اليها ياروبرت , فاليري اصبحت في الخامسة والعشرين وحان الوقت لكي تتزوج .

- ففكرت ساره بان هذين هما بلا شك والدا فاليري لانغدن اوين , فأخذت تستمع الى الحديث ببالغ الأهتمام :

- هذا الأمر يتعلق بك ياعزيزتي . لكننا لن نراها بكثرة اذا استقرت هنا .

علينا الرضوخ للأمر , الأهم هو ان تستقر ...المشكلة هي ان الجميع في بلادنا يعرفون بمغامرتها مع وودوارد .

ياله من صبي احمق . اود لو اضع يدي عليه .

لاداعي لفتح الدفاتر القديمة ياروبرت . لكن لسوء الحظ عندما تدخل الفتاة في مسألة طلاق بشعة مثل هذه . تففقد الأمل في الزواج من رجل تحلم به . نشكر الله لأن فاليري نسيت هذه المأساة عندما تعرفت على ستيفان .

- هل تعتقدين انه مغرم بها ؟

اعتقد ان امرها يهمه ...الباقي يتوقف عليها .

وقفت ساره وخرجت بسرعة من المقهى . كانت شبه مريضة من شدة القرف . لم تستطع ان تفهم كيف يتكلم الأهل بهذه الطريقة عن ابنتهما . لقد كفاها تفكير اختها السطحي بأمور كهذه ..لك الأهل الذين يفكرون بزواج ابنتهم بهذه الطريقة هذا مثير! شعرت بأنها محاطة باناس باستثناء آل ستيفنست لايعني الحب والشعور لهم شيئا ...بعد العشاء اقترح رونالد مشروع الذهاب الى السينما .

لكن انجيلا اعتذرت بسبب الصداع وصرحت بأنها ستذهب وتنام فورا , الفيلم المقترح كان الملحة الأكثر دراماتيكيه وحزنا في تاريخ سينما تكساس ...وبالرغم من صوت اوراق الشوكلاته التي ابتلعتها السيدة ستيفنست اثناء الفيلم . ومن غضب رونالد من جراء غياب انجيلا . امضت ساره سهرة ممتعه . كانت تعشق افلام الكاوبي وخلال ساعة ونصف استطاعت نسيان مشاكلها والأهتمام بمشاكل الممثلين وادوارهم . ولما عادت الى الفندق شربت كوبا من العصير وشكرت آل ستيفنست وصعدت ....

دخلت الغرفة بهدوء حتى لاتوقظ انجيلا ففوجئت بالسريرين فارغين , دخلت الحمام وخرجت الى الشرفة لكنها لم تجد احدا ..ثم لاحظت ورقة على طاولة التجميل .

- ساره حبيبتي لا استطيع ان انام ...سأخرج قليلا واقوم بدورة على الشاطئ , ارجوك لاتخبري رونالد والا اخبر الدورية البحرية وعساكر المنطقة وبوليس الشاطئ ....انجيلا ...

طوت ساره الورقة ورمتها في سلة المهملات ...كانت متأكدة من ان هذه السطور تخبئ قصه ... وتأكدت من شكوكها عندما فتحت الخزانه فالثوب الناعنم الذي ارتدته انجيلا اثناء العشاء كان معلقا ....لكن الثوب المفقود هو الحريري الأبيض الأنيق الذي لم ترتدة انجيلا حتى اليوم . تاركة اياه لمناسبة مهمة ...الصداع اذن كان عذرا , ويبدو انهم ما ان ذهبوا الى السينما حتى صعدت انجيلا وارتدت اجمل ماعندها وذهبت لتلهوا وتتسلى على طرقتها ..بقى سؤالان : مع من سهرت انجيلا ؟ وما السبب او الهدف ؟ في نهاية الأمر , وبعدما حاولت ساره ايجاد الأجوبة حسب المعطيات التي لديها توصلت الى ربط حادثة غياب اختها في الصباح مع سهرتها في المساء ...ماذا لو التقت انجيلا بأحد اعجبها وقبلت لقاءه ؟ هذا لم يكن مكنا فقط بل مرجوا , لأنها اذا قامت بهذا المجهود للقاء ذلك الأنسان فهذا يعني انه يعجبها لدرجة تستطيع ان تحبه .
و ر د ه ق ا ي ي ن
عندما عادت انجيلا الى الغرفة كانت ساره نائمه ..وفي اليوم التالي تفادت التكلم عن الرساله التي تركتها على الطاولة لكنها لاحظت بأن انجيلا كانت تغني في الحمام وبأنها من وقت لأخر وبينما هي ترتدي ملابسها كانت ترتسم على شفتيها ابتسامة سريه , خفية , غير معهوده ... وقبل النزول الى شرفة الفندق لتناول الفطور حيث ينتظر الباقون مع لائحة مشاريع اليوم انسحبت ساره وذهبت الى غرفة الهاتف لتتصل ببيتر لازلو .:
الو بيتر , انا ساره غوردون . هل باستطاعتك اعطائي درسا في التزلج المائي . درسا ادفع تكاليفه لك .
على عكس نبرة صوتها الممازحة : رد بيتر بجدية :
اخشى ان اكون منهمكا طوال النهار يا ساره . انتظري لحظة سأرى مواعيدي على دفتري .
- وهي تنتظر عودته , تفحصت ساره مظهرها على زجاج غرفة الهاتف الشفافه . كانت سمراء حقا ولونها الجديد اعطى قيمة اكبر لأسنانها البيضاء ولعينيها الرماديتين .
وعاد بيتر وقال :
اعتذر يا ساره , لأني مأخوذ حتى الساعة السادسة .. وغدا ايضا .
حسنا لابأس ...سأحاول الأتصال بأحد منافسيك .
- وتوقعت ان يعرض عليها السهر معه لكنه لم يفعل .
- اعتذر لأني ازعجتك ..الى اللقاء .
انت لاتزعجينني ...الى اللقاء يا ساره .
- اقفلت ساره الخط متعجبة من برودته معها . مر اليومان التاليان بهدؤ . لم تتغيب انجيلا من الفندق , بل على العكس . ظهرت في غاية الطيبة والأغراء مع رونالد مما خيب امل اختها وجعلها تخشى ان يطلب يدها بين لحظة وأخرى ...كانت كلما رأت ستيفان رأت بصحبته فاليري لانغدن اوين , على متن باخرته يضحك معها في المقهى او جالسا بصحبة اهلها على الشرفه الفندق , يتعشون ....فتساءلت اذا كان يشك بنية السيدة

ورده قايين
16-04-2008, 15:42
اوين فيما يتعلق به وبالتالي كان معهم لتمضية الوقت . او انه ان فعلا مغرما بفاليري ويود الزواج بها .
ورده قايين

ورده قايين
16-04-2008, 15:43
5 – المفاجأة




في اليوم الثالث , خرجت ساره وحدها فالباقون ذهبوا الى ميدان سباق الخيل هوبي هورس هول . اما هي ففضلت التنزه وزياره مخازن باي ستريت . اخذت تتأمل المجوهرات المعروضه والأحجار الكريمة من الجاد والعاج وغيرها وتتساءل عن الشعور الذي ينتاب الاغنياء عندما يكون بمقدورهما شراء كل ما يريدون ...وفجأة رأت بيتر لازلو يتجه نحوها :
-صباح الخير يابيتر .
ساره ؟ آه صبكيف حالك ؟
رد عليها التحية لكنه لم يرد لها ابتسامتها . فخيل اليها انه غاضب من لقائها ..

فقالت لتكسر ثقل الصمت بينهما :
لقد انفقت 500ليرة استرلينيه على الحلي ...ولكن بالخيال فقط بعض هذه المخازن مقتصرة على الأثرياء ..
فبدأ على وجه بيتر الأرتياح نوعا ما .
- هكذا اذن ...تلعبين دور الصبيه المتزوجه من الرجل الكهل الوفير الثروة , الذي لايرفض لك طلبا ؟
ابتسمت ساره ...فلو كانت المناسبه فلو كانت المناسبة مختلفة لأجابته , لكنها فضلت ان تحمل جملته محمل المزاح :
- علي ان اعود ...لدي حاجات اشتريها .
لا يا ساره انتظري ...هل لديك بضع دقائق . يجب ان اقول لك شيئا .
ماذا ؟
ليس هنا . تعالي نجلس في مقهى ما , ارجوك .
حسنا , لكني لا استطيع ان اتأخر .

امسكها بذراعها وسألها وهما يمران من امام مخزن الجواهر .
هل هذا هو المخزن الذي بذرت فيه اموالك ؟
نعم ...لكني لست معجبة بأثمن الحلي ...فقد اعجبني هذا السوار العاجي الصغير .
اذن لماذا ؟ لاتشتريه ؟
اوه ...لأني املك أشياء كثيرة مثله , علي ان اتعلم كيف اتحكم برغباتي الشرائيه .

حاولت ساره اخفاء الحقيقه ..لاتستطيع شراءه لأن المال ينقصها , ذهبا وجلسا على شرفة احد المقاهي وطلب بيتر قهوة مثلجة , واشعل سيكارته فسألته بحشرية :
ماذا تريد اخباري ؟

فتردد لحظة واصابعه الناعمه تعبث بالولاعة ثم قال :
لقد زارتني اختك ذلك اليوم .
انجيلا ؟
انا ايضا دهشت .
لكنها لم تخبرني بشئ .
لأن الأمر سري بالنسبة اليها .
أي يوم كان ؟

سألت متعجبة مما يقول بيتر .
كانت معك اذن
لم ترد ان اخبرك يا ساره , ولو لم التق بك اليوم لما فتحت الموضوع امامك .
ولكن عندما اتصلت بي , شعرت بأنني جرحت شعورك .
لم تجرحني فعلا لكني وجدتك باردا ...كما انك لم تفرح عند رؤيتي اليوم .
- ثقي بأن صداقتي لك مازالت موجودة لكني وعدت انجيلا بعدم رؤيتك .
وعدت انجيلا ..ولكن ..ما معنى هذا ؟
يخيل الي اختك اني مهتم بك بسبب مالك , فأكدت لها انها مخطئه لكن لم تصدقني ...وفي النهاية وبعد جدل طويل توصلنا الى اتفاق .
هل تقصد انها دفعت لك مالا كي لا تراني ؟

امتقع لون ساره ثم تمالكت نفسها وشدت على اصابعها :
نوعا ما ...لا لا تذهبي بعيدا بأفكارك يا ساره ...لم يكن الأمر ماديا .
ماهو اذن ؟
قبلت بعدم رؤيتك ووعدت انجيلا بعد ما قبلت اختك بالسهر معي ...

فتحت ساره عينيها على مداهما :
ماذا ؟ ولكن لماذا ؟ لا افهم .
الأمر سهل ياصغيرتي ...منذ اللحظة الأولى التي رأيتها فيها شعرت بجاذبية حادة نحوها .
نحو انجيلا ؟ لكنك لم تعجبها , لمست ذلك بنفسك . فهي لاتعيرك أي احترام .

فضحك بيتر بصوت مرتفع .
آه ياساره . كم انت بريئه السبب الذي تجاهلتني انجيلا من اجله هو شعورها بالجاذبيه ذاتها نحوي ..وهذا الشعور ارعبها لذلك جاءت لتراني لأنها خافت عليك ولأنها لم تستطع مقاومه رغبتها في رؤيتي ...تماما كما تجذب النار الفراشة .
القت ساره رأسها على.
مسند الكرسي الذي جلست عليه وحركته لتعي ماذا يحدث وتستفيق من دهشتها ...ما قاله بيتر الآن كان غير متوقع لدرجة جعلتها لاتصدق

ورده قايين
16-04-2008, 15:43
هل تعني انك تحبها ؟
الحب كلمة تحمل فيها اكثر من شعور وأكثر من احساس ...بالنسبه الى فتاة ناعمه مثلك , يدخل الحب في اطار مغامرة حلوة هدفها الزواج . لا اعتقد انك تسمين حبا ما نشعر به .
ماذا سيحدث الآن ؟ هل ستراها مجددا ؟
القرار عائد لها ...عندما يفعل الأنسان اشياء تتناقض مع مبادئه يجب ان يجد مبررات لما يفعل .

تساءلت ساره عن طريقة تفكير بيتر بالمبررات التي تختلقها انجيلا لرؤيته ...فسألها بيتر بنعومه :
- اما زلت غاضبه ؟بعدما عرفت الحقيقه ؟ هل تعتقدين انني خنت صداقتنا ؟- لا ..انا فقط مندهشه . انت وانجيلا ؟ كنت مقتنعه بأن احدكما يكره الأخر .
لأنك لم تمري بالتجارب الكافية بعد . ولأنك تحكمين على المظاهر . ستتعلمين يوما بأن الشخصين الذين يشعران بجاذبيه قوية يفتعلان عدم الأكتراث في بداية الأمر ....

في معظم الأحيان , لايعيان حقيقه مشاعرهما لكن حدسهما يحميهما .

فتمتمت ساره متنهدة :
- الحياة معقدة احيانا .

فضحك بيتر ووضع يده على يدها محاولا حمايتها وتهدئتها :
لاتأبهي , ولاتقلقي لن تكون معقدة بالنسبة اليك ستلتقين بلا شك الرجل الذي تحبين وسيخفق له قلبك بسرعة وستعرفين انه هو الذي تحتاجين اليه سيطلب منك ان تتزوجيه وستقبلين ...وكما في الروايات والحكايا سترزقان بعدد كبير من الأولاد وتعيشون سعداء هانئين .

هل تعقد ذلك ؟

انا متأكد...

وتابع وهو ينادي الخادمه ليطلب الحساب :
ماعليك الا الأنتظار ...سأتركك الآن , والا تأخرت عن درسي ...
للأسف لن استطيع ان اعطيك دروسا مع كونك تلميذة ممتازة تعد بمستقبل باهر .
شكرا على كلامك يابيتر ....انا مسرورة لأنك فسرت لي كل ما حدث .

اخذ يدها وقبلها قائلا :
الى اللقاء يا ساره ...انتبهي الى نفسك .

عندما ذهبت نزلت ساره الى الشاطئ محاولة التفكير بما اكتشفته . كانت تجد صعوبة في تصديق علاقة اختها ببيتر ...كيف ترفض هذا الرجل لخوفها منه ومن جاذبيته ؟
ورده قايين
وهي غارقة في افكارها وسط ضوضاء الشواطئ الملآنه , التي كادت تضيع فيها مشيا لو لم تمسك يد سمراء قوية وتوقفها :
هذا ليس المكان المناسب للغرق في الأحلام ...هناك خطر الوقوع في المرفأ.

نظرت ساره الى ستيفان راند بعد ما انقطع حبل افكارها وفجأة وبعدما حاول مسك ذراعها لأبعادها عن عربه خضار مرت قربهما شعرت برعشه قويه ..كانت تستعيد كلمات بيتر : عندما يلتقي شخصان يشعران بجاذبية قويه يفتعلان عدم الأكتراث في بداية الأمر ...في معظم الأحيان لايعيان حقيقة مشاعرهما لكن حدسهما يحميهما ...اذن هذه هي الحقيقه هذا هو سبب ارتباكها ورعشتها ...عرفت في لاوعيها انها منذ اللقاء الأول في هذا المرفأ بالذات وقعت في حب ستيفان .

فسألها متعجبا :
مابك ؟ تبدين كممتقعه اللون .

ورده قايين
16-04-2008, 15:44
لا . لاشئ ...لقد فاجأتني .
لو دق رأسك في احدى البواخر الراسية لكانت مفاجأة اكبر .هل انت وحدك ؟
نعم . لقد ذهب الباقون الى سباق الخيل .
وهل كنت متجهة نحو الشاطئ ؟ لقد ذهبت الباخرة التي تقل الركاب ..سأوصلك بنفسي.
لا .

جاء رفضها لاشعوريا لدرجة ادهشت ستيفان الذي لم يقل شيئا .
لا ...لست ذاهبة ..اعني ...كنت انوي الذهاب لكني غيرت رأيي . لقد قمت ببعض المشتريات .
حسنا , فلنذهب اذن في نزهة .

وقبل ان يترك لها مجلا للرد او الرفض , امسكها ومشى معها حتى وصلا الى قارب صغير ثم ساعدها على النزول اليه فسألته بعد ما صار في عرض البحر:
كم باخرة وقاربا تملك ؟

كان هذا اول سؤال مر في رأسها ...سألته ونفسها يتسارع وكأنها امضت يومها بالحركة والسباحة ولم ترتح بعد .

هذا القارب هو ملك الفندق , الباخرة لي ولدي يخت صغير في فلامنكو .
لاشك بأن المراكب الشراعية مسلية .
جدا ...خلال شهر آذار –مارس يتم
سباق قوارب وهذا اكبر حدث في السنه . كل القوارب تتجه نحو الجنوب لتنطلق من هناك ويبدو مرفأ جورجتاون لكثرة القوارب فيه , كأنه قريه عائمه .

فكرت ساره : اذار – مارس ...اين ستكون في آذار ؟ في لندن بلا شك وأكثر تعاسه من قبل ..ولن يتذكر ستيفان حتى اسمي ....واذ به يقاطع افكارها ويسألها :
- كيف حال دروس التزلج المائي ؟
لم اكمل تماريني . ليس لدي الوقت .
اليس لدينا كل الوقت في العطلة اجمالا ؟
فهمت ماذا اعني ؟
تعنين انك مرتبطة بآل ستيفنست .
لديهم دائما الكثير من المشاريع للنهار . وليس لطفا مني ان اتركهم لأنهم كانوا لطفاء جدا معنا .
- الفنادق مثل بواخر الشحن ...اول انسان يضع يده عليه هو الذي يحصل على اكبر محصول منه انا لاأتهم ستيفنست لكني متأكد من ان عطلتكما كانت مختلفة بدونهما .
لا ادري ...ربما كانت عطلتنا اقل لهوا ..وكانت سهراتنا اقل .

ابتسم ستيفان على اثر جملتها .
كثيرون في ناسو يودون الخروج معكما .

كان البحر رائعا في ذلك اليوم ..أشعة الشمس أسدلت الوانها عليه وأعطته اللون الزهري الممزوج بالأزرق والأحمر والأصفر وأخذت تختفي تحت امواجه ...عندها وصل ستيفان وساره الى الشاطئ ..كانت تجلس وراءة وتتأمل جسمه تحت الساء الزرقاء ..شعره الأسود القصير وبنيته القوية وبالرغم منها ارادت تسجيل كل تفاصيله الدقيقه التي استطاعت تدوينها وهي بصحبته ...

على فكره يا ساره , في الأسبوع المقبل . ننظم حفلة تنكرية على احد الشواطئ . انصحك بالبدء بالتفكير بالزي ...هناك مخزن في المدينة يؤجر ثيابا من هذا النوع . بعض النساء يعذبن أنفسهن ويخترن ثيابا معقدة ...الأفضل هو الأبسط . فاختاري ثيابا تتحمل التراب والماء .
كيف نذهب الى هذه السهرة ؟
نستأجر بواخر اضافيه ننقل الناس فيها . عليك ان ترتاحي بعد ظهر ذلك اليوم لأن الحفلة تنتهي في الساعات الأولى من الصباح .


بأي زي ستتنكر ؟
لا ادري ..لاشئ مهم جدا . ليس من عادتي الذهاب الى حفلات كهذه . لكني سأكون هناك هذه السنه .

قفز قلب ساره ثم عاد الى طبيعته ...سيكون بسبب فاليري ...
وعندما عادت الى الفندق اول من التقت به كان فاليري لانغدن اوين . كانت على الشرفة بصحبة شاب مهتم بها . وما ان رأت ستيفان حتى قاطعته .
ستيفان ..فتشت عتك في كل مكان تعال واشرب معنا شيئا ...اقدم لك غي كاستيل , ستيفان راند .


فوقف غي كاستيل مسرورا لأنه بصحبة فاليري , وسلم على ستيفان ووضع كرسيا لساره .
وأكملت فاليري بعد ما جلس الجميع :
ستيفان . الكاميرا التي معي معطلة . فهلا صلحتها لي ؟ انا متأكدة من ان العطل بسيط لكني لا افهم شيئا في الميكانيك .

فأذا بغي كاستيل يقول :
استطيع اصلاحها لك يافاليري , فهذه هوايتي الأساسيه :
احقا ؟

وأدارت ظهرها لتتوجه بالحديث الى ستيفان :
ماذا فعلت بعد ظهر اليوم ؟
تنزهت في القارب بكل بساطه .


فنظرت فاليري الى ساره . بتمعن , هذه المره وبطريقة تنتبه اليها النساء فقط وسألت :
هل تبدأ عطلتك يا انسه غورون ام هي على وشك الأنتهاء ؟

ورده قايين
16-04-2008, 15:45
فعرفت ساره ان فاليري اكتشفت نوع وسعر ماترتديه ودرست كل التفاصيل المادية المتعلقة بها وأجابت باتزان :
سنبقى عشرة ايام اخرى وأنت ؟
- مشاريعنا غير واضحه .

ففهمت ساره الأسس التي توضح مشاريعها وفجأة ظهرت انجيلا من باب مقهى الفندق انيقه ونضرة :
- آه , انت هنا ياحبيبتي .

ووقف الشابان وقدم ستيفان انجيلا للجميع ودعاها للجلوس معهم .
- هل تودين شرب عصير ما او مشروب ساخن .
ليموناضة ومعها عدد كبير من قطع الثلج ...لقد امضينا كل النهار في ميدان السباق .
كان الطقس شديد الحرارة ناهيك عن الغبار
وجود انجيلا ادهش ساره خاصة وأنها رأت فاليري على الطاولة لكنها فرحت عندما رأت ان جمال فاليري الأصطناعي اختفى امام نضارة اختها الكبرى ...تابعت فاليري الحديث :
انا اعرف ان رأيي رجعي جدا , لكني اكره سباق الخيل ..كل السباقات تضجرني ...آنسة غوردون انا متأكدة من انني رأيتك قبلا ..هل تسكنين لندن ؟

التقطت ساره انفاسها اثر هذا السؤال لكن انجيلا بدت مرتاحه للغاية . وبعد ما خلعت قبعتها الثمينه ورمتها على الطاولة بدون اكتراث . وكأنها تتتساوي بنظرها مع أي قبعة صوفيه اخرى قالت :
- عندنا منزل في لندن .
لكن فاليري اصرت :
- يبدو لي اني اعرف ملامحك .
يخلق من الشبه اربعين .
وأضافت انجيلا بعد اول جرعة ليموناضة :
-آه ...هذا لذيذ جدا ومنعش .

لم تقل فاليري شيئا وفهمت ساره بأن انجيلا على حق ..المسألة مساله وقت قبل ان تتعرف عليها فاليري ..بعد ذلك اعتذر ستيفان ولحقته فاليري بصحبة غي .

ماذا كنت تفعلين مع هؤلا الثلاثه ؟

ففسرت لها ساره لكن انجيلا لم تسمع ولم تعلق على خروجها مع ستيفان :
- انا امضيت وقتا ممتعا . كان يجب ان العب لأربح . فراهنت على خيول ربحت ...الحياة ممتعه حقا ...وتمكننا من معرفة تعاسة وحزن حياتنا القديمه .
- بعد مرور وقت على هذه الحياة , وعندما تصبح قديمه ستجدينها بلا شك مملة وتعيسه . فربما لم تلاحظي انه بالرغم من الفراء والمجوهرات الألماسية لاتعبر وجوه الناس هنا عن فرحة كبيرة .
مشاكلهم مشاكل قرحة او زيادة وزن ..تعالي لنبدل ملابسنا . ارجو ان تكوني قد لاحظت بأي عدم اكتراث تخلصت من هذه المخلوقة المزعجة ..اما انا فلن تنقصني الأناقة والمجوهرات بعد اليوم .

اخذت كل واحدة منهما حماما وحضرتا ملابس المساء عندما قالت انجيلا بهدؤ :
آه بالفعل , نسيت ان اخبرك بأن رونالد طلب يدي بعد الظهر .

فاستدارت ساره نحوها :
انجيلا , بماذا اجبت ؟

فضحكت انجيلا بقوة :
لقد اخطأت في اختيار مهنتي ...كان علي ان اختار التمثيل المسرحي ..في البداية تفاجأت ثم تلبكت وفي النهاية رجوته ان يترك لي وقتا للتفكير ...رونالد اكيد تقريبا من جوابي ...تقريبا ...

فصرخت ساره :
كيف تستطيعين ان تكوني مجرمة قاسية بحق الناس الى هذه الدرجة ؟
اسمعي ..من غير المعقول ان اوافق فورا ...فأنا لا اعرفه جيدا.

عقدت ساره يديها وصممت على صنع المستحيل لأقناع اختها بالعدول عن مشروع الزواج من رونالد فسألت :
وبيتر ؟
بيتر ؟ أي بيتر ؟

لكن بريقا عبر في عيني انجيلا قبل استدراكها ...لاحظته ساره من خلال المرآة :
التقيت بيتر لازلو في الطريق اليوم وروى لي كل شئ .
وهل غضبت ؟ لقد فعلت هذا من اجلك حبيبتي .
كنت صدقتك لو لم يفسر لي العامل الذي من اجله زرته .
أي عامل ؟ زرته لأطلب منه ان يدعك وشأنك ...هذا كل ما في الأمر .

فردت ساره بهزء :
حظي كبير ...لدي اخت تخاف علي لهذه الدرجة لكنك نسيت تفصيلا صغيرا ...انا فعلا شابة وبسيطة وطيبة القلب ...لكن بيتر لازلو مختلف عني ...وكما يقول , لم تكوني لتقبلي باتفاق كهذا . لو لم تشعري سريا بجاذب نحوه ..انت تبادلينه شعوره نحوك ...

فشعرت انجيلا انها وقعت في الفخ :
ماهو شعوره ؟
كنت متأكدة من سؤالك ..فلو كنت فعلا غير مكترثة به , لاكتفيت بحركة اكتاف ...انه يحبك يابلهاء .

بعد لحظة صمت كانت ردة فعل انجيلا غير متوقعه فقد تنهدت طويلا وحركت رأسها .

ورده قايين
16-04-2008, 15:46
حسنا ..اعترف انني شعرت بجاذبية كبيرة نحو بيتر ...لم اعرف ان الأمر سيوصل بي الى هنا ..ولكن ..هذا ما حدث ...
اذن لماذا لاتكونين معه ؟
لأن علاقتنا لن تدوم ..فالذي بيننا ليس حبا كما تتصورين , لكنه جاذب حسي قوي ..فبعد هدؤ العاصفه لن يبقى شئ .
- طبعا فالعاطفه والشغف لايدومان ..فلا تعتقدي ان الناس المتزوجين منذ عشرين سنه يرتعشون بمجرد ان ينظر احدهما الى الآخر ؟ الحب يهدأ ...لكن لكي يهدأ يجب ان يكون عاصفا في البداية .
ورده قايين
كانت ساره تتكلم بلهجة اقناع قوية جعلت أختها تتساءل عن السبب .
انت على حق يا ساره . لكن بين الحب والجاذب عالم مستقل .
كيف تعرفين ان ما يحدث بينك وبين بيتر مجرد جاذب عابر ؟ لاتستطيعين معرفة ذلك الا اذا عاشرت بيتر وتعرفت على الأشياء التي يحب قراءتها وسماعها , وأطلعت على تفاصيل حياته التي تتقارب او تتنافى مع شخصيتك ...لا حق لك في رفض كل هذا مسبقا .
كفى يا ساره . لست محتاجة للأنتظار كي اعرف ان هذا مستحيل , بيتر غريب , لاجذور له , يعيش ليومه , بعد ستة اشهر سيكون في طريقه الى الى البرازيل ليبحثلاعن الزمرد او يرحل الى بقعة اخرى من العالم .
لا , ليس في حال استقراره وزواجه من امرأة يحبها ..فبيتر ليس مغامرا , وهذا واضح عليه . الحياة هي التي اجبرته على هذا الوجود الضائع التائه ..ولو كفاه حبك لتغير كيانه .
لايغير الحب الناس ...اذا احببت شخصا , قبلت به على حاله , ثم اني اردد اني لا احبه ...فأرجوك تركي وشأني .

انتهى الحديث بين الأختين مع هذه الجملة وأخذت انجيلا كيس التجميل ودخلت الى الحمام مغلقة الباب وراءها بقوة .
بعد اربع ساعات , ندمت ساره على الحديث الذي دار مع انجيلا . كان افضل لها لو صمتت ...بعد ان رأت رونالد يعود مشرقا من نزهة بعد العشاء بصحبة انجيلا .. وبفرح منقطع النظير قال لها :
- ساره . عزيزتي ..لقد اصبح لك صهر امريكي .

في اليوم التاالي نزل رونالد مع انجيلا الى السوق واشترى لها خاتم خطبة رائعا من الزمرد المحاط بالماس ومعه الحلق والعقد المناسبين . وعندما صعدت ساره الى الغرفة لتغسل يديها قبل الغداء وجدت الغرفة مليئة بالأزهار وكأن رونالد اشترى كل ما يخطر على البال من انواع الأزهار والوانها اضافة الى علبة شوكلاته كبيرة وزجاجة عطر جوي من جان باتو .
قبل العشاء شرب كل نزلاء الفندق نخب العروس والعريس على حساب السيد ستيفنست الذي قدم هدايا لوالدته ولساره مما زاد في انزعاج الأخيرة : فقالت والدته وهي تقفل سوارها المذهب الجديد :
- رونالد ...ماهذه اللفته الحلوة منك ..انا متأكدة ان هذا ذوق انجيلا .

اما هدية ساره فكانت عقدا من اللؤلؤ الأصلي الجميل .
شكرا رونالد , هذا لطف بالغ منك .
هذا شرف لي يا عزيزتي . ستشعرين ببعض الوحدة يا ساره , اليس كذلك ؟ لكن لاتقلقي فلن يغير زواج انجيلا شيئا . ستأتين وتعيشين معنا الوقت الذي تريدين .

وأضاف ضاحكا :
انا لم اقصد اننا سنأخذك معنا في شهر العسل . فشهر العسل لشخصين فقط . اليس كذلك يا انجيلا ؟

فوعدته والدته :
خلال شهر العسل , سأخذ ساره الى نيويورك وأجعلها تزور كل المدينة . اين تنويان قضاء شهر العسل ؟
لم نحدد بعد تاريخ الزواج يا امي .
لا ارى سببا للتأجيل , الا اذا رغبت انجيلا في السفر الى انكلترا لتعرفك الى عائلتها .
لستما طفلين ...بل تعرفان ماتريدان . فبرأيي , باستطاعتكما الزواج فورا .
هذا ايضا رأيي ...ما رأيك يا حبيبتي ؟

كانت انجيلا تشرب ما يحتويه كأسها هادئة حالمة , جالسة قرب النافذة وعلى وجهها نولاا زادها جمالا . رفعت يدها لتضعها على كتف رونالد ...فاذا بحبة من الزمرد تبرق راسمة على وجه انجيلا ابتسامة اكتفاء ذاتي . ثم اقتربت بكل مافي الدنيا من تودد وقالت :
لم لا ؟

خصص رونالد قبل ظهر اليوم التالي في انهاء المعاملات الرسمية المطلوبة لزواج امريكي وبريطانية بينما دارت والدته بصحبة انجيلا في مخازن المدينة بحثا عن ملابس جديدة للعروس بينما نجحت ساره في التخلص من هذه الورطة بابداء رغبتها في الذهاب الى البحر .
حوالي الساعة العاشرة وبعد ذهاب الآخرين كانت في غرفتها تحضر ملابس السباحه عندما دق الباب ...وبما انها اعتقدت ان عاملة التنظيفات هي وراء الباب صرخت لها بالدخول . لكنها فوجئت بستيفان راند يقول :
-صباح الخير . هل انت ذاهبة للسباحه ؟
قفزت ودارت نحوه :
آه ستيفان , نعم .
تعالي معي وقومي ببعض تمارين الغوص . انا ذاهب الى فلامنكو حيث سأقضي النهار .

لأول مرة منذ اربع وعشرين ساعة شعرت ساره بنوع من الراحه وكأن همومها زالت .
يوم بصحبة ستيفان راند في فلامنكو ...هروب من الواقع ...فردت ببساطة :
اكون مسرورة .

ففاجأته بدورها عندما قبلت دعوته .
حسنا , بعد ربع ساعة في المكان المعهود .
ولكن ستيفان لا املك قناعا ولا ادوات غطس .
لا اهمية لذلك لدي كل ما يلزم .

ورده قايين
16-04-2008, 15:47
بعد نصف ساعة وبعد ما ابتعدا عن نيوبروفيداس وأصبحا في وسط البحر الهادئ الرائع استرسلت ساره في نشوة الحاضر .
كم من الوقت لدينا قبل الوصول الى جزيرتك يا ستيفان ؟
ساعة تقريبا ..الا تريدين قميصا ؟

فحركت ساره رأسها بالنفي اذ كانت تهب عليها نسمات منعشة تختلط برذاذ البحر مبللا ذراعيها والشمس ناعمة مما جعلها بغنى عن القميص .
بعض هذه الجزر يحاط بالصخور لدرجة تصعب الوصول اليها .
اكمل ستيفان تفسيره:
لحسن الحظ لجزيرة فلامنكو مدخل خاص يسهل علينا الأمر .فهذه الصخور تخفي بين طياتها وتحتها ألوفا من الأسماك ويخال الناظر لأول مرة عن قرب انه في عالم مختلف .
اعتقدت اننا بحاجة الى غواص للغوص عميقا .
نعم , للذهاب الى العمق . لكن ذلك يتطلب تمرينا قاسيا ..اشك بمقدرتك على النزول كثيرا اول مره ...فهناك خطر الضغط على الأذنين .
ماذا يحدث اذا غصنا الى العمق ؟
هنالك خطر الأصابه بضعف السمع او الدوخه او الصداع ..لكن لا عليك ساراقبك .

كلمها ستيفان بنبرة جعلتها تشعر بالرعشة الدافئة تجتاح جسمها .
بعد عشر دقائق مد يده نحو الشرق قائلا :
هاهي فلامنكو .

استطاعت من بعيد ان تلاحظ انها جزيرة مختلفة عن غيرها ..
الزراعة فيها مختلفة : هناك الصنوبر والنخيل الهائل الكبر .
وهما يقتربان من شاطئ الجزيرة فوجئت ساره برؤية سدود من الأحجار البيضاء تحيط بالخليج على شكل هلال , اضافة الى بعض الجماعات من الناس على الشاطئ , فقالت :
خلت انك تسكن الجزيرة وحدك .
عندنا خمسة وعشرون شخصا ..عائلة واحدة ..ماعداي .
وما ان رسى قاربه حتى ركض نحوهما سته اطفال سمر لأستقبالهما . يتبعهم كل سكان الجزيرة .

اول الوافدين كان رجلا مسنا رمادي اللحية أسمر البشرة , القى التحية على ستيفان وانحنى بأدب امام ساره .
هذا صاموئل جونسون . لقد اتى الى فلامنكو مع جدي وهو احد اقدم أعضاء العائلة ...سام , اقدم لك الأنسه ساره غوردون .
اهلا بك في جزيرتنا يا انسة ساره .

قال صاموئيل الملقب بسام بصوت ناعم , وأكمل :
أورورا في المنزل يا سيد ستيفان . لقد حضرنا كل شئ . كما طلبت منا .
فأمسك ستيفان بذراع ساره وقال لها :
سأعرفك على المنزل . ثم نتناول طعام الغداء . وبعد ذلك نغوص ..

صعد الأثنان نحو غابة صغيرة تغطيها الأشجار بينما تبعهما الأولاد قفزا على اقدامهم . ووصلا الى البيت الذي تحيط به حديقة مزروعة في وسطها شجرة قديمة وتحيط بجذعها مقاعد خشبية وحولها أزهار زهرية اللون وأشجار صغيرة .ورده قايين
كانت السيدة اورورا جونسون بانتظارهما على عتبة الباب...
انها سيدة متقدمة في السن . بنية اللون , سمينة ترتدي العديد من الألوان في وقت واحد . وبعد ما قدمها لساره قال ستيفان :
أورورا أفضل طباخة في الباهاماس . تضرب بأفضل طباخ عرض الحائط . لا يضاهيها احد ...لو استطعنا اقناعها باستلام مطبخ الفندق . لأصبحت غرفنا محجوزة على مدى عشر سنوات .

فضحكت اورورا بشدة لأن هذه دعابة قديمة , اعتادت عليها من ستيفان .
انت تعرف يا سيد ستيف اني اكره المدينة ولو كان طبخي يعجبك لهذة الدرجة لبقيت في فلامنكو كل الوقت بدلا من الذهاب يمينا ويسارا .

بعد ذلك نادت اورورا زوجها وذهبت لتحضر الغداء . لم تفكر ساره يوما كيف يمكن ان يكون بيت ستيفان , لكن عندما زارته تساءلت لماذا لم تتخيله .
كان جو البيت عائليا جدا يعكس نفسية صاحبه . احد الأجنحه احتوى على ثلاث غرف نوم للأصدقاء والجناح الجنوبي خصص لستيفان وفيه غرفة نوم ومكتبه كبيرة بدل احد جدرانها بالزجاج الشفاف وغطي بالبرادي العصريهعندما رفع ستيفان البرادي لتدخل الشمس عبرت ساره عن فرحتها بصرخة عفوية . لم تنتبه ان الغابة الصغيرة اجتازت كل الجزيرة . لكن هذه الشرفة جعلت المكتبة تطل على منظر رائع ملون .
آه ستيفان ...هذا رائع ..خيالي .
عرفت ان المنظر سيعجبك .

قدمت اورورا الغداء في غرفة الطعام وبقيت واقفة وراءهما لترى ردة فعلهما على اكلها ...

ورده قايين
16-04-2008, 15:47
وكانت قد حضرت لهما وجبة هائلة اختارتها خصيصا من بين أفضل ما تحسن طبخه وكللته بألذ حلوى لديها . بعد آخر لقمه تنفست ساره وتنهدت مستحسنة .
اذا فكرت بالسباحه الآن لغرقت فورا بلا تردد .
سنشرب قهوتنا في المتكبة وترتاحين بعدها ساعة من الزمن . علي ان اذهب لأرى أحفاد صاموئل..ارجو الا يزعجك ذلك .
لا بالعكس . ارجوك ان تذهب , مع اني اتساءل كيف يمكنك ان تمشي لأنك اكلت أكثر مني .
السبب بسيط , لقد ربيت على مطبخ اورورا وأكلها .

بعد القهوة وضع ستيفان بعض الأسطوانات وأعطى ساره بعض المجلات وتركها . لكنها اكتفت بالأستلقاء على المقعد الطويل متأملة المنظر في الخارج .
بعد لحظات قليلة نامت ولم تستيقظ الا على صوت ضحكات الأطفال . وعندما فتحت عينيها وجدت ثلاثة رؤوس سمراء غريبه على الشرفة ...ما لبثت ان هربت لكن الضحكات استمرت وأختفت تدريجيا قبل ان يظهر ستيفان .ارتدت ساره ثياب السباحة نزلا معا الى الماء وفسر لها ستيفان طريقة استعمال ادوات الغوص طالبا منها ان تبلل رأسها حتى يلتصق القناع به . وعندما اقترب منها ليساعدها على ضبطه شعرت بحرارة جسمه اكثر من مرة ..ثم اعطاها ادوات اخرى منها الأحذية المخصصة .
فتساءلت ساره كم وكم فتاة قبلها اتت الى فلامنكو كاي لتتمرن على الغوص معه ...وفكرة كونها واحدة من الفتيات جعلت هذا اليوم المشمس اسود . لكن عندما أصبحت في الماء لم يعد لديها مجال للتفكير ..فعليها الأنتباه الى استعمال جهاز التنفس وحركة الرجلين ..كل هذا كان سهلا على سابحة جيدة مثلها لكن كان ينقصها بعض التمارين والممارسة .
عندما اجادت ساره التمارين الأولى بدأ ستيفان يعلمها كيف تقترب من الأسماك دون ان تهرب الحيوانات منها . بعد ذلك اخذا قاربا شراعيا وذهبا نحو الصخور . حيث الغوص أصعب ..وكانت اول محاولة غوص حقيقية في حياة ساره . وأول اكتشاف لها لعالم ما تحت البحار ...أصبح كل ما رأته في التلفزيون بالأبيض والأسود زائلا ..فغنى الألوان تحت البحر لايوصف ...ولا يقدره عقل ...والأسماك الموجوده فيه غريبه بأشكالها وألوانها وأنواعها ...وكأنها تعيش متصلة بالعالم الخارجي ,منظر جميل وكأنه حلم , الا ان ستيفان أجبر ساره بعد ساعة على الصعود الى القارب فخاب أملها .
أمضيا بعد الظهر في التنقل من جزيرة الى اخرى حتى اعلن ستيفان ان وقت شرب الشاي قد حان . لكنهما لم يعودا الى فلامنكو بل توقفا عند جزيرة مجاورة حيث انزل ستيفان ساره وأجلسها على صخرة . ثم وأمام دهشتها الكبيرة وتسليته الأكبر . ارتدى ثياب الغوص وغاص من جديد ...وبعد نصف ساعة , كانت السمكة الكبيرة التي اصطادها تطبخ في حلة كبيرة .
عندما عادا كان البيت خاليا . فدل ستيفان ساره على غرفة الحمام قائلا :
تودين بلا شك اخذ حمام . لكن لا تتأخري , اريد العودة الى الفندق قبل الليل .

بعد ما غسلت ساره شعرها من ماء البحر . ونشفت جسدها بمنشفة حمراء اللون . سمعت فجأة صوتا أتيا من الحديقة . ثم عدة اصوات مضطربة . فارتدت ملابسها بسرعة بعد ما سرحت شعرها ووضعت بعضا من احمر الشفاة . فرأت ستيفان آتيا من غرفة الطعام فسألته :
ماذا حدث ؟
حادث . أحد الصبيه قطع ذراعه بالمنشار الكهربائي ...اخذوه الى المستشفى بالقارب. صاموئيل يعتقد ان ريحا ستهب هذا المساء . فلن أخاطر باعادتك الى الفندق . ستضطرين الى تمضية الليلة هنا .
لكني لا استطيع .

صرخت ساره مفكرة بقلق انجيلا اذا لم ترها في الفندق . فرد عليها بجفاف :
ليس لديك أي خيار . لاداعي للجنون . اورورا رفيقة مثالية .ولكنهدئي من روعك . سأنام في الغرفة المجاورة للشاطئ .

ثم مر امامها ودخل الى مكتبته مقفلا الباب وراءه .
لم تفهم ساره سبب غضب ستيفان , فاكتفت بالنظر الى الباب المقفل مدهوشة . ومجروحه من قسوة كلماته.
ورده قايين

ورده قايين
16-04-2008, 15:48
6- الخلاف




بصوت مرتفع وبتأثر فائق . فسرت اورورا لسره ما حصل .
فسبب الحادث ان احدا نسى وضع جهاز الأمان حول المنشار الكهربائي . ولحسن الحظ كان زوجها قرب مكان الادث وعندما رأى ما حصل , عرف انه لاوقت لديه ليذهب وينادي ستيفان , فحمل الولد ونقله بالباخرة بأقصى سرعة . فقالت ساره :
هذا مروع يا اورورا . انا اسفه . اين اخذوا الولد ؟ الى ناسو ؟

فمسحت السيدة السمينة دموعها بطرف كمها وقالت ان مستشفى الوثير اقرب من ناسو في احوال طارئه كهذه . ثم تنهدت قائلة :
ليس بوسعنا الا الصلاة . اذا اخذ الله امانته وفقد هذا الولد الحياة . لفقد ستيفان عقله . فقد جاء بجو وهذا اسمه من المدينة وكان عمر الصبي شهرا واحدا وما زالت له مكانه الخاصه عند السيد ستيفان . وعلى الأرجح هو جالس الآن قرب جهاز الراديو القديم حيث سيبقى حتى تصله انباء من المستشفى .
ارتاحت ساره وارتفعت معنوياتها لأنها عرفت بأن كلامه معها بجفاف هو بسبب خوفه على الصبي وقلقه ..اذ لا سمح الله ماتجو فلن يغفر ستيفان لنفسه كونه بعيدا عنه ..لكنها لم تجرؤ على اللحاق به الى المكتبه لتسهر الى جانبه .
بعد ساعتين تقريبا جاء الى المكان الذي كانت تجلس فيه ..كانت ملامحه قاسية . ورمى بنفسه على كرسي طويل وأغمض عينيه دون ان ينظر اليها .
لم تعرف ساره كيف تتصرف ..كان ستيفان ممتقع اللون ضائعا لدرجة اخافتها ففضلت الا تكلمه حتى تتفادى الجفاف في صوته . ثم لم ترد ان تظهر غير مبالية بما حصل . فتمتمت بخجل :
- انا آسفه فعلا يا ستيفان .

ادار رأسه نحوها ففهمت انه نسيها تماما , ثم قال بهدوء :
-آه ساره ..هل اهتموا بأمرك ؟

ارتعشت شفتاها بالرغم منها , ارادت ان تساعده . ان تخفف عنه , لكنها شعرت بأنها غريبة لا بل متطفله . فوقف ستيفان معلنا :
-يجب ان ابعث برسالة الى ناسو ز والا قلقت اختك عليك .
لا ارجوك ..لا اهمية لذلك ...سنتدبر الأمر بعدما ..
لكن ...ساره ...لماذا تبكين ؟
لا ..ابدا لكن اورورا اخبرتني بتعلقك بالصبي ..يبدو لي ..انني جلبت لكم الشؤم معي ..ليتني لم آت معك .
على العكس . فاذا لم نأت معا لكان الأمر اسوأ . فلو لم نعطه دما ..
هل تعني انه ..لم يمت ؟
طبعا لا ..من اين خطرت لك فكرة كهذه ؟
لكن اورورا قالت ..
اورورا تفقد عقلها اذا رأت جرحا صغيرا , فالرسالة الالسلكية التي ارسلوها لي تذكر ان الجرح عميق جدا لكنه ليس مميتا ولا خطرا ...

فتنفست ساره الصعداء وفتشت في جيبها ثم اخرجت منديلا جففت به دموعها ووجهها .
لو عرفت انك تفكرين بالأسوأ لأخبرتك منذ البداية , هل هو التفكير بأن صبيا اصيب بجرح مميت جعلك في هذه الحالة ؟

فأخفضت ساره رأسها , ارادت ان تبوح له بأن حالتها تتعلق به وبسبب قلقها عليه هو لكنها اكتفت بالقول :
حوادث الأطفال تؤثر عليك كثيرا ...كم عمره ؟
عشر سنوات .
قالت لي اورورا بأنك اتيت به وهو رضيع . من ناسو . هل كان يتيما ؟
نوعا ما . كانت امه مصابة بالسل توفيت بعد سته اشهر من ولادته . والده مسجون في نيوبرفيداس ....كان مكتوبا على جوان تربيه جدته في كوخ صغير يعيش فيه اربعة عشر شخصا . ففضلت المجئ به الى هنا .

فتساءلت ساره كم شخصا في مركز ووضع ستيفان , كانوا قد اهتموا بمستقبل طفل متروك , خاصة وأن والده له ماض حافل .
اعتذر يا ساره , لقد كنت قاسيا معك في الكلام ..اعذريني .
لاداعي للأعتذار ...كنت قلقا على جو , ولابد انك وصفتني بالأنانية لكنني لم اعرف بأنك تملك جهازا لاسلكيا فاعتقدت ان انجيلا ستقلق علي .
لا ...للم اصفك بالأنانية .

ومرت ثوان قليله قبل ان يكمل :
:
الأن سأبعث الرسالة الى اختك .

كان الليل قد غطى الجزيرة عندما تناولا طعام العشاء في المكتبة .
لم يظهر في تلك الليله للقمر اثر ..بل امطرت السماء وعصف الهواء بقوة . لكنها لم تكن كافية لأقفال نوافذ البيت المخصصة للعواصف , فبنظر ستيفان ان هذا الهواء هو عبارة عن متبقيات من اعاصير الشتاء الفتاكة المدمرة .
وردة _ قايين
امضيا قسما من السهرة يستمعان الى الأسطوانات وحوالي الساعة العاشرة , بعدما هدأ الهواء نادى ستيفان اورورا لتدل ساره على غرفتها .
كان السرير مغطى بملاية زرقاء اللون , لكن اورورا ارادت ان تمضي ساره ليلة مريحة .
فبعدما ارتدت ثياب النوم , التي استعارتها من ستيفان , جاءت اورورا وفي يدها فنجان فيه سائل ساخن بني :
هذا السائل يساعدك على نوم اعمق يا انسة ساره ز

لم تسأل ساره عن المةاد التي صنع منها هذا السائل , كانت رائحته غير مشجعه وطعمه اسوأ ..لكنها ومن باب الأدب شربته دون تذمر ...وحصلت على نتيجة ايجابية فقد ارتاحت على اثره من ضغط النهار وشعرت بثقل ي جفونها , وتغلغلت في فراشها ورائحة الياسمين تدغدغ انفها ..وقبل ان تستسلم للنوم شعرت بأن شيئا ما . قاسيا يضايقها تحت مخدتها .
عند استيقاظها , كانت الشمس تملأ الغرفة وزرقة السماء رائعة وبينما كانت تتهيأ للنهوض , رأت قرب كتفها ..كيسا صغيرا جلديا محكم الأقفال ...وكأنه يحتوي على بحصه ...فوضعته في جيب تنورتها لتعطيه لأورورا خلال الفطور ولتسألها عما فيه ومن اين اتى . بعد ذلك اطلت من النافذه وتصبحت بعصفور جاء يطير امامها على اغصان

ورده قايين
16-04-2008, 15:49
شجرة . كانت رائحة الأرض منعشة بعد الشتاء , ولون البحر براقا وكأنه حجر كريم كبير .
عندما خرجت من الغرفة , كان ستيفان بانتظارها في غرفه الطعام فسألها وهو يسكب لها القهوة :
هل نمت جيدا ؟
جدا ..اعطتني اوروررا سائلا شربته ونمت على اثره مباشرة . هل قلت شيئا مضحكا ؟
لا , عفوا ..لكن مساحيق اورورا سيئة الطعم اجمالا .
بالفعل ...انها بعيدة عن اللذة ..اتمنى الا تكون مصنوعة من مواد غريبة .
هل تفكرين بكبد الضفادع الممزوج بدماء الأخطبوط ؟ لا , لا اعتقد , فقد شربت الكثير منها عندما كنت طفلا ولم تؤثر علي سلبيا حتى الآن حتى الأن ...على فكرة لقد عاد المركب وصموئيل يقول ان جو افضل بكثير من البارحة ..عندما تصبحين جاهزة سنذهب .

عندما اقتربا من ناسو تذكرت ساره الكيس الجلدي في جيبها فأعطته لستيفان .
ما هذا ؟
احدى خزعبلات اورورا . رغم انها مؤمنه كثيرا بالله لكنها تخاف من السحر عند الضرورة .
اذن وقع منها الكيس دون انتباه على سريري .
اعتقد انها تركته لك .
لماذا ؟ ماذا سأفعل به ؟

فضحك متسليا :
يجب ان تسألي اورورا عن ذلك .

ففرحت ساره . لابد ان هذا يعني انه سيعود بها الى فلامنكو .
لما وصلت ارتاحت لأن انجيلا لم تعلق كثيرا على غيابها . اما السيدة ستيفنست فسألتها عن بيت ستيفان راند وهندسته . اما سبب هذه الامبالاة فهو ان رونالد تلقى انباء سيئه من احد معاملة حيث يهدده العمال باضراب شامل , لذلك قررالعودة في نهاية الأسبوع .

قبل رحيل رونالد بليلة واحدة , تناول الجميع طعام العشاء باكرا وصعدوا الى غرفهم ليتنكروا استعدادا للسهرة المنتظرة . انتهت ساره من استعدادها قبل شقيقتها , فقد ارتدت لباسا بسيطا جدا . زي مساعد قرصان السفينه ...لم تتأمل ساره ان تفوز بالجائزة الأولى لكنها مرتاحه بملابسها .

بنطلون ابيض ضيق على الخصر يربطه زنار احمر عريض مع قميص اسود وعلى رأسها مشلح اسود وأبيض منقط ..على وسطها سيف من ورق وضع اللمسة الأخيرة على تنكرها ..وانتعلت حذاء رياضه ...سألت اختها عند ما انتهت :
كيف ابدو يا انجيلا ؟

ردت انجيلا بعدما ازالت عن وجهها المسحوق المنظف .
رائعة ..بما انك انتهيت اركضي واسألي السيدة ستيفنست اذا كانت بحاجة مساعدة للدخول في ثوبها .
تريدين ان تتخلصي مني ...

قالت ساره هذه الجملة لأن انجيلا رفضت الأفصاح عن الزي الذي اختارته .
- نعم افضل البقاء وحدي . لكن اميلي بحاجة الى عون . فالزي الذي استأجرته اصغر بكثير من قياسها .
حسنا . لكن لا تتاخري والا مرض رونالد .

بعد نصف ساعة وبعدما ساعدت ساره السيدة ستيفنست في اقفال فستانها رأت انف رونالد يطل من باب الغرفة .
تستطيع ان تدخل يا عزيزي ..كيف ابدو ؟

كانت السيدة الخمسينيه تتصرف وكأنها مراهقة تتحضر لسهرتها الأولى . لكن ساره لم تستطع الا ان تفكر بسوء اختيارها لزيها .
انت رائعة يا امي .

اما رونالد فعلى غرار ساره وضع راحته في المرتبة الأولى واختار زي صياد .
كان الصالون مليئا مكتضا عندما نزلوا ..في تلك الناحية سيدة متنكرة بلباس راكيل والش والأخرى راقصة من تاهيتي ..هناك امبراطور روماني او سلطان او امبراطورة مدججة بالحلي ..بدأ رونالد يفقد اعصابه قائلا ان المراكب ستسبقهم , عندما بدأت انجيلا ..صمت رونالد من شدة الأعجاب وساره حبست انفاسها عندما رأت اختها . لم تر بحياتها انجيلا بهذا الجمال . وكان الصمت الذي حل اكبر دليل على انها لم تكن الوحيدة المدهوشة في القاعة . ارتدت انجيلا زي كليوباترا . ثوب طويل من الموسلين والحرير الأبيض . ممسوكا بمشبكين لماعين تتدلى منهما شرائط الأطلس .
اظافر يديها ورجليها مطلية بالذهبي تماما كلون صندالها .
صممت شعرها الجميل بطريقة ادخلت فيه حبات لؤلؤ وريش ذهبي ووضعت على عينيها الزينة المذهبة والكحل الأسود , ما عدا شفتيها وشعرها , كانت انجيلا كلها بيضاء وذهبيه . فقالت السيدة ستيفنست :
انجي . حبيبتي . انت رائعة ..رائعة ..خياليه .
شكرا , امييلي , انت انيقة ايضا , رونالد . هل استطيع ان اشرب شيئا ؟
تشربين ؟ آه ..اي شئ تطلبين ..انت خيالية ..رائعة ..اشكر السماء على اننا سنتزوج قريبا والا سرقتك هوليوود مني .

تأملتها ساره وقالت في نفسها ان الفرق بين زيها هذا المساء يبرهن عن الفرق بين شخصيتيهما . عندما صعد الجميع على متن الباخرة رأت ساره فاليري لانغدناوين تصعد بصحبة غي كاستيل . كانت متنكرة بزي اسبانية بفستان احمر متعدد الكشاكش , يتماشى مع اسلوبها الغجري . زينت شعرها بمشط كبير اسود زرعت فيه وردة حمراء ووضعت في أذنيها حلقا كبيرا ...لم يكن قد ظهر اثر لستيفان عندما وصلت الباخرة الى الشاطئ .

ورده قايين
16-04-2008, 15:49
فشاهدت سارة الترتيبات التي وضبت للسهرة .
مكان شاسع للرقص على الأسمنت تحت خيمة قماشية هائلة . انير المكان بالأضواء اليابانية ورائحة اللحم المشوي تملأ المكان . الذي تولى امره شابان اسودان وقفا قربنار حطيبة .
على احدى اشجار النخيل انتصب مكبر الصوت بينما جلست السيدة ستيفنست قرب ساره على كراسي وضعت امام ساحة الرقص وضمت يديها السمينتين على صدرها قائلة :
يالها من جلسة رومنطيقيه تذكرني بفيلم شاهدته .
ثم بدأت تروي لساهر قصه هذا الفيلم ..ويالها من قصة معقدة طويله لاتنتهي .

اجبرت ساره نفسها على الأستماع بقدر الأمكان او بالأحرى ادعت الأستماع بينما كانت تراقب الناس الموجودين وتتفرس
بالبهلوان والكاوبوي ودراكولا وكل المتنكرين . لكنها لم تجد ستيفان .

وفجأة بينما وصلت السيدة ستيفنست الى ذروة القصة , شعرت ساره بيد تمر على كتفيها فاستدارت ورأت رجلا بزي لص خبأ عينيه بقماش اسود ولبس حلقة ذهبية بالأذن اليسرى وتحلى بشنب اسود غامق ..كان التنكر متقنا لدرجة انها لم تستطع معرفة الرجل الذي قال منحنيا امام السيدة الأمريكيه :
ادوارد تيتش بخدمتك يا سيدتي.

ياالهي ..السيد راند ...لقد اخفتني ...تبدو شرسا بهذا الشارب .

فابتسم ستيفان وتحت الشعر المستعار بدتاسنانه اكثر بياضا .
دعا ساره الى الرقص واخذها الى طرف الباحة حيث فك زناره العريض وتخلى عن سيفه وطرحهما ارضا . بعد ثانية كانت ساره بين ذراعيه .
انت مساعد قرصان جيد جدا . سأجد لك عملا معي .

فابتسمت ساره واجابت :
انا لا اعمل الا مع البواخرالناقلة المحترمة . ياكبتن تيتش .
في هذه الحالة ستجدين نفسك تحت امري دون ان تختاري ذلك .

فضحكت ساره وتساءلت اذا فهم ان ماقاله هو الصحي بالنسبة اليها . .كانت تحبه وكانت تحت امره ولم تختر ذلك بحياتها .
الساعات التالية كانت عظيمة بالنسبة اليها ..وكلما توقفت الموسيقى واتى اناس ليحدثوها خافت من رؤية ستيفان يعتذر ليذهب مع غيرها . لكنه بقى بقربها وعندما كان يحدث اناسا آخرين كان ينظر اليها محركا شفتيه بطريقة محببة طالما جعلتها تسبح بالنشوة . وطالما فكرت في نفسها انه لن يتصرف هكذا لو انه لا يحبها . ورده _ قايين
وراء نار الحطب حيث كانت تشوى اللحمة رأت ساره فاليري اوين تتحدث مع تايدور بعدما نجحت في التخلص من غي كاستيل ....لكنها كانت تنظر الى ستيفان ..بعد مدة قصيرة استأذنت من محدثها ودارت حول النار .
ستيفان ...يا وقح.

نادته ضاحكة ثم قالت له جملة , بصوت خافت , لم تستطع ساره سماعه .
هل تريدين ان ترقصي ؟
سأل هذا السؤال لساره رجل متنكر بزي فقير معدم متقدم في السن .

لم يعطها فرصة للرفض بل اخذها من يدها وجرها نحو باحه الرقص .
اليست دعوتي فكرة جيدة ؟

فردت ساره محاولة اخفاء غضبها :
طبعا . فكرة جيدة جدا .

لحسن الحظ وبعد نهاية الرقصة , جاء احد ليتكلم مع رفيقها فاستطاعت الهرب , واتجهت الى الشاطئ باحثة عن آل ستيفنست ..لم تقم بأي ضجيج اثناء سيرها اذ كانت تطأ الرمل بخفة . وبنما هي في طريقها , سمعت ضحكة امرأة فدارت عفويا ..ما رأته كاد يجعلها تصرخ الما ..مختبئان عن عيون الناس , رأت رجلا وأمرأة يعانقان بعضهما بشغف .

ورده قايين
16-04-2008, 15:50
لكن مفاجأتها لم تكن من هذا المنظر العادي .. ولكن بالرغم من الظلام , تعرفت على الفستان الأحمر الأسباني وعلى رجل مخبأ الوجه , وفي اذنه اليسرى حلقة ذهبية ..في اليوم التالي قالت ساره باتزان لأختها وهي تنظر اليها تشرب قهوتها الصباحية :
-اريد العودة الى لندن يا انجيلا .
الى لندن ؟
نعم الى لندن في انكلترا .

وقفت ساره وذهبت الى النافذه , كانت قد ارتدت ملابسها ووضعت بعضا من الأحمر استعارته من اختها حتى تخفي آثار ليلة متعبة مليئة بالتفكير والأنزعاج.
لاداعي لكي ابقى مدة اطول اليس كذلك يا انجيلا ؟ انت توصلت الى هدفك اما انا فبدأت اشتاق الى البلد .
لكن لابيت لنا هناك .
سأجد غرفة ووظيفة لنفسي . استطيع ان اتوظف في شركة ترسلني لأحل محل سكرتيرة مريضة او غائبة ...هذا شئ يعجبني لأني لا احب المكوث في عمل واحد .
لكنك لم تعودي بحاجة للعمل , اميلي ورونالد يعتقدان انك ستأتين معي الى نيويورك ستمضين وقتا رائعا ..سهرات وشبان وسفريات .
لا استطيع ان اعيش على حسابهم ..فلن اكون مرتاحه .
اسمعي يا ساره اعرف انك لم توافقي يوما على كل هذا . لكن لاجدوى لعنادك . لن تعودي لوحدك الى انكلترا . عليك المجئ الى الولايات المتحدة ...قالت اميلي اننا نستطيع الرجوع مع رونالد ..على الأرجح غدا في طائرة المساء .
لست مجبرة على أي شئ . لقد نظمت حياتك ..انا سأنظم حياتي ...سأرجع .

بقيت انجيلا صامته هنيهة :
لاتستطيعين العودة . الا اذا قبلت ان تدفع اميلي بطاقة عودتك
انت مجنونه ..بطاقة عودتي ...بطاقة عودتي معي .
لا , فأنا اخذت بطاقتي مجئ فقط ...
ماذا ؟ لا . مستحيل ..لم تفعلي هذا .

تناولت انجيلا سيكارة بهدؤ تام ..في تلك اللحظة فهمت ساره كيف يرتكب الناس جرائم من جراء غضبهم ..اخذتها رغبة امساك اختها وهزها وضربها . ثم تناولت بيدين مرتعشتين حقائبها من الخزانة واخذت ترمي اثوابها الواحد تلو الأخر ..كان عندها هدف واحد فقط : ان تترك اختها وأل ستيفنست بأسرع وقت ممكن .
بعد دقيقتين , انتهت من التوضيب غير آبهة باعتراضات انجيلا .
اين تذهبين هكذا ؟
ليست لدي ادنى فكرة ..لكني لن اذهب معك الى الولايات المتحدة .
تعقلي يا حبيبتي .

هدأتها انجيلا لأنها فهمت اخطاءها , فصرخت ساره وهي تضع الأحذية فوق الأثواب :
اتعقل ؟ انت تتكلمين عن التعقل ؟ التعقل بالنسبة اليك هو التصرف على هواك ..اهنئك ..فقد نجحت , عندك الزوج الثري الذي تمنيت والمال الذي طمحت له .
ليس لي فقط , اردت ذلك لك ايضا .
شكرا جزيلا...لكن المال ليس طموحي .

اقفلت ساره حقيبتها بقوة وذهبت لتأتي بباقي اغراضها من غرفة الحمام .
اسمعي يا ساره . غير ممكن ان تذهبي هكذا ..فليس معك مال .
طالما استطيع الضرب على الألة الكاتبة , لن اموت من الجوع .
هل تتكلين على استيفان لمساعدتك ؟

فأزاحت ساره اختها من دربها وامسكت بثياب نومها ووضعتها مع الأغراض .
من الآن فصاعدا , اتكل على نفسي فقط .

ورده قايين
16-04-2008, 15:51
هل سبب رفضك المجئ الى الولايات المتحدة هو ستيفان ؟ لاتدعي عدم الأكتراث به ..انت مجنونى بحبه . كل الفندق يعرف ذلك .

احمرت ساره من الغضب والخجل معا وارتعشت شفتاها , لكنها اكملت توضيب اغراضها , ثم , مع ما تبقى لديها من قدرة تمالك اعصابها :
الوداع يا انجيلا ارجو ان تجدي ما تطمحين له

ارادت اختها ايقافها لكنها لم تفلح , خرجت من الغرفة حاملة حقيبتين , سائرة باتجاه الممشى .
عندما رجع بيتر لازلو الى بيته في الساعة الحادية عشرة مساء , تفاجأ برؤية صبية نائمة على كرسي طويل في الشرفه , وبعدما انار الضوء فوق الباب , تعرف على ساره غوردون التي افاقها الضوء نظرت اليه :
ماذا تفعلين هنا يا ساره ؟

كانت قد تخلصت من وهم النوم وتذكرت سبب وجودها هنا عندما قالت :
بيتر , هل استطيع تمضية الليلة هنا ؟

فرفع حاجبيه من وقع المفاجأة ثم اجاب بلا تردد :
طبعا , اذا اردت ذلك . لكني سأحضر لك شيئا تشربينه وتاكلينه . اعتقد اننا سنكون افضل في غرفة الجلوس ...الهواء بدأ يعصف .

سكب فنجان قهوة لها بعد ان عاد من المطبخ مع بعض الأكل , لم يحاول استجوابها , لكنه جلس بهدؤ واشعل سيكارة .
وقبل ان تفسر له ماذا حصل , فضلت ان تأكل خبزا مع جبنة وترشف قهوتها خاصة وانا لم تأكل شيئا طيلة اليوم ثم قالت :
اذا سمحت لي بالبقاء هنا هذه الليلة سأجد بلا شك عملا غدا . اعرف انني ازعجك لكن لامكان آخر لدي سوى دائرة الشرطة .
لا . لا انزعاج ابدا ...اهلا بك في أي وقت . لكن اأفضل ان تدعيني اقرضك بعض المال اذانه باستطاعتك ايجاد غرفة في فندق ما في ناسو .

فاحمرت ساره فجأة .
هل تعتقد ان الناس سيفهمونني خطأ اذا رأوني خارجة من بيتك في الصباح ؟ اعتذر . لم افكر بذلك ..
هذا غير مهم بالنسبة الي . فالناس حكموا علي للأسف , اما انت فبالنسبة اليك الأمر مختلف.
خافت ساره من فكرة البحث عن فندق خاصة وان حالتها النفسية لم تكن تساعدها على ذلك .
ارجوك بيتر..دعني ابقى , فكلام الناس لا يخيفني ..ارجوك .
حسنا ..تعالي ..ستشعرين بتحسن اذا اخذت حماما ..وفي هذه الأثناء سأحضر لك سريرا مريحا .

وبعدما ارتاحت ساره بفضل الحمام الساخن , رأت بيتر ينتظرها قرب غرفة الجلوس .
القاعة ليست انيقة جدا ..لكن السرير مريح . واذا تناولت هذا الدواء فستنامين بطريقة اعمق وافضل ...

لو عرض عليها بيتر النوم في المطبخ لما اثر ذلك فيها بعد اطول واصعب يوم في حياتها ,,شربت الدواء المهدئ وشكرته :
انت لطيف جدا يابيتر , اعتذر لأني ادخلتك في قصة من هذا النوع .

فأمسك بيتر كتفيها وشدها نحوه بشعور اخوي صادق .
حاولي الا تفكري كثيرا ..غدا يوم آخر ..ناميي جيدا يا صغيرتي .

وطبع على جبينها قبلة حنونة ثم تركها ..لكنها بالغم من الدواء والتعب لم تستطع ان تنام الا بعد وقت طويل . فقد دارت في رأسها الف فكرة وفكرة . فقصتها مع اختها لم تكن السبب الأساسي في وضعها الحالي

ورده قايين
16-04-2008, 15:52
...كانت غاضبة ضد نفسها وضد ضعفها فقد علمت ان اساس تعبها وتوترها هو ستيفان ..ستيفان ...حتى ذكرى ستيفان تعذبها .
كانت مستعدة لتدفع من ايام حياتها لتجد بقرب ستيفان الراحة التي يعطيها اياها بيتر . استيقظت ساره في غرفة تغمرها الشمس .
دق بيتر الباب دخل مع صينية الفطور . كان مرتديا ملابسه وكأنه استيقظ منذ مدة طويلة .

يالهي . كم الساعة يا بيتر ؟
العاشرة فقط ..الراحة جلبت لك النفع . فوجهك مرتاح ..لدي انباء لك .
من انجيلا؟
لا . هل تعتقدين انها عرفت انك عندي ؟
لا اعرف . ماهي اخبارك ؟
اعتقد انني وجدت لك عملا . انه مؤقت لكنه يسمح لك بتحسين اوضاعك .
آه بيتر ..انت رائع ..اي نوع من العمل ؟
اعرف سيدة تملك مخزن ثياب . اتصلت بها هذا الصباح لأسألها اذا كانت سمعت بوظيفة شاغرة . ولحسن الحظ . مساعدتها غائبة سنذهب للقائها بعد الظهر . سأتركك الآن تلميذي بانتظاري .
هل تتولين امرك حتى بعد الظهر ؟ على فكرة السيدة تؤمن لك مأوى ايضا .
بيتر , لا اعرف كيف اشكرك , اشعر بالخجل من المجئ هكذا وفرض نفسي . فأنا بلا شك آخر انسانه تود وجودها بقربك .
بسبب انجيلا ؟
نعم .
قولي لي . هل تعتقدين انها ستتزوج رونالد بعدما رفضت مرافقتها ؟
لا ادري ..ربما اصبحت الثروة مرضها . لقد تغيرت لدرجة لم اعد اعرفها . بيتر , هل ما زلت ت...؟

سألت هذا السؤال وعضت على شفتيها مخافة ان تكون قد تدخلت في امر لا يعنيها فابتسم بيتر وقال :
نعم ..هذا جنون ..اليس كذلك ؟ لم اكن اعتقد يوما بأنني في هذه السن استطيع ان اقع في الحب كمراهق .

بعد الظهر قادها بيتر الى مخزن السيدة السا التي وظفتها فورا بالرغم من عدم خبرتها . ساعدها بيتر على حمل حقائبها عندها وبدأت بالعمل مباشرة . كانت ساره متأكدة من ان انجيلا لتن تذهب قبل محاولة صلح ..فبعدما فتشت عنها في كل الفنادق وانتظرت منها خبرا في اليوم التالي . لم يظهر اثلا لأنجيلا . عندما انتهت من الغداء لم تستطع تمالك نفسها . ركضت الى المقهى المجاور وطلبت مكالمة هاتفية . كان بيتر غائبا عن منزله واكد لها خادمه انه لم يترك اية رسالة وان احدا لم يتصل .
ورده قايين
اقفلت ساره الخط وجمعت شتات جرأتها واتصلت بالفندق :
اريد ان اتكلم مع الأنسة انجيلا غوردون من فضلك ..غرفة رقم 33 .
لحظة واحدة من فضلك ..اعتذر لكن الأنسة غوردون تركت الفندق .
ماذا ؟ غير ممكن . اين ذهبت ؟
لحظة ..سأحولك على الأستقبال .

انتظرت ثم سمعت صوتا آخرا :
مكتب الأستقبال . بماذا نستطيع خدمتك ؟
ارجوك يجب ان اتكلم مع الآنسة غوردون .
اعتذر لكنها تركت الفندق مساء امس .
الى اين ذهبت ؟
اعتقد ان الأنسة غور...

وأذا بصوت اخر يدخل على الخط ويأخذ المخابرة :
ساره , اين انت ؟

ورده قايين
16-04-2008, 15:53
وكان صوت ستيفان ..ارتجفت وكادت تقع من الدهشة ..
لايهم اين انا ..اين انجيلا ؟ يجب ان اكلمها ..يجب ..
لقد اخذت الطائرة الى ميامي مع السيدة ستيفنست البارحة مساء وتركت لك رسالة ..اين انت بالله عليك ..ماذا يحدث يا ساره ؟

كانت قد اقفلت الخط ...شعرت بالجليد في جسمها واستندت الى الحائط , جاءت خادمة المقهى لتسألها اذا كانت تشعر بوعكة صحية . فصرخت ساره من الألم ثم هرولت خارجة.
ورده قايين

ورده قايين
16-04-2008, 15:54
7- البداية




كيف ستحصلين على الرسالة التي تركتها انجيلا؟ قولي لراند اين انت ...
كانت ساره تجلس مع بيتر على الشاطئ تحت منزله... مر عليها بعد انتهاء عملها وعندما رأى وجهها عرف انها على وشك الأنهيار.
نظرت اليه نظرة تائهة وكأنها فقدت كل احتكاك مع الواقع وكأنها لم تفهم سؤاله:
_ الرسالة...؟ أوه...لا أهمية لها...ماذا يمكن ان تقول لي انجيلا فيها؟
_ اتساءل ماذا قالت لستيفان مفسرة رحيلك المفاجئ.
_ ليست لدي أي فكرة... على العموم لادخل له بهذا بيتر. سأذهب الى غرفتي. يجب ان انام باكرا.
لاحظ بيتر تغير نبرة صوتها عندما ذكرت ستيفان.
_ يبدو انك تخافين هذا الرجل الا تريدين المجئ بالرسالة مخافة رؤيته ولقائه؟
وقفت ساره وأزالت التراب عن رجليها:
_ لا ...ماهذه الفكرة؟
ولما عادا الى بيت بيتر قال لها :
_ لديك متسع من الوقت لشرب القهوة ..الساعة لم تشر الى التاسعه بعد.
تركها على الشرفة ودخل الى المطبخ...أغمضت عينيها وأخذت تسمع صوت مطحنة القهوة والفناجين..ثم استرسلت في أفكارها...وفجأة قاطع أفكارها صوت باب يقفل في الشارع.
لم تعر ذلك انتباها لكن شعورا ماجعلها تركض الى المطبخ.
_ مابك؟
لم يكد ينهي سؤاله حتى دق الباب. فقالت ساره بصوت منخفض:
_ انه ستيفان.
_ وما أهمية ذلك ؟ لقد أتى ليسألني أذا كنت اعرف أين انت.
_ لاتخبره...لا أريد أن اراه.
ومر بيتر أمامها ليفتح الباب فأمسكت بذراعه:
_- عدني ألا تدعه يدخل.
_ حسنا. حسنا...ولكن ألا تعتقدين..
كان ستيفان قد دخل الى البيت قبل ان يكمل بيتر سؤاله..لم تجد ساره الوقت لتختبئ .
مساء الخير ..عرفت اني سأجدك هنا يا ساره .

بالرغم من نبرة صوته الهادئة . رأت ساره نفسها تتجه وتحتمي ببيتر سائلة :
ماذا تريد ؟
افضل ان اكلمك على حده اذا سمح لي لازلو .
لا اخفي شيئا على بيتر .
حسنا .

فاقترح بيتر وهو يمسك بيد ساره ليطمئنها :
فلنذهب اذن الى قاعة الجلوس .

ولما جلس الجميع سأل بأدب :
هل تريد ان تشرب شيئا يا راند ؟
شكرا , هذه ليست زيارة عادية , الأفضل ان تقدم شيئا لساره فهي تبدو بأمس الحاجة لذلك .
الأنسة غوردون لم تكن على ما يرام ..كنت على وشك ارجاعها الى بيتها ..هلا فصحت عن سبب زيارتك ؟
في هذه الحالة , سأخذها انا ,,فنستطيع التكلم ونحن في طريقنا .

فقالت ساره :
افضل التكلم هنا ..هل استطيع ان ادخن سيكارة يا بيتر ؟

تفاجأ بيتر من هذا الطلب لكنه قدم لها علبة السكائر ..تناولت ساره بيد مرتجفة ..ولما اقترب ستيفان ليشعلها لها تجاهلته وانتظرت ان يشعلها لها بيتر . عندها تناول ستيفان من جيبه مغلفا .
هذه رسالة اختك .
شكرا ..لم تكن مضطرا لكل هذا الأزعاج . كنت أخذتها من مكتب الأستقبال .
بلا شك ..حتى لاتواجهي سؤالات صعبة مني .
لا افهم أي سؤالات ؟
سبب وجودك هنا بينما رحلت اختك الى الولايات المتحدة ؟
الا تعتقد ان هذا من شأننا فقط ؟
ربما ..لكن أختك طلبت ذلك منك ؟
لأنها قلقة عليك على الأرجح .

رفعت ساره رأسها عندما سمعت صوتا غريبا في المطبخ آتيا من آلة القهوة ...فركض بيتر ليتدبر الأمر . وما ان تركها حتى امسك ستيفان بيدي ساره :
لاتلعبي معي ..ماذا حدث بينك وبين انجيلا ؟ هل خطوبتها هي السبب ؟
اتركني ..كيف تسمح لنفسك بالمجئ الى هنا لتسألني اسئلة من هذا النوع ؟

حاولت التخلص منه لكن قبضته كانت اقوى منها .
لا استطيع البقاء هادئا عندما اراك تتصرفين مثل البلهاء ...وهذا الذي تضعينه في فمك ...ستجعلك تصابين بالسعال ...

ورده قايين
16-04-2008, 15:55
ترك يدا من يديها ليتناول السيكارة من فمها بقوة ويرميها من النافذة . فاستفادت ساره من هذه الفرصة لتحرر يدها الثانية ..وبعد ما وقفت قالت مستاءه :
طفح الكيل . انت مجنون ...منفصم الشخصية . يخال اليك انك تملك حق اللحاق بزبائن فندقك الوسخ في كل انحاء الجزيرة ؟

وقف ستيفان لكنه لم يتراجع خطوة واحدة ...كان قريبا جدا منها ,وبالرغم من غضبها ونقمتها عليه , شعرت ساره بوجوده قربها .
خيل الي في فترة من الفترات انك لاتكرهين اللحاق بك ..

بعد هذا التأكيد بصوت ساخر , لم تستطع احتمال ما قاله ولم تعد تتمالك نفسها , فصفعته بقوة لا واعية دون ان تشعر بما فعلته .ولحسن الحظ عاد بيتر في اللحظة الحاسمة والا . لكانت العواقب وخيمة , خاصة وان ملامح وجه ستيفان برهنت على ارادته في الرد بطريقة او بأخرى .
افضل لك ان تذهب , راند .
ليس بدونها .
اذن ستنتظر كثيرا يا سيد راند ...اود ان اخبرك انني خطيبة بيتر واذا احتجت الى مساعدة سأطلبها منه .

مرت امام ستيفان وذهبت وأمسكت بذراع بيتر . فنظر اليها ستيفان وخافت الا يصدقها . عندها , وبصمت بالغ وعلامة اصابعها ما زالت على خده خرج من البيت . وبعدما سمعت صوت محرك سيارته يبتعد تنفست الصعداء .

آه بيتر . انا اسفه . لم اقصد ماقلته ...لقد ..لقد خرجت الكلمات من فمي , هل انت غاضب ؟
لا يا صغيرتي . لكنك اخطأت ..فأنا لم اكن قد فهمت بعد انك مجنونة بحب هذا الرجل .

كانت لهجته مقنعه مما جعل ساره تلقي رأسها على كتفه وتبكي حبها الضائع .
في الأسبوع التالي , قرأت ساره عدة مرات رسالة اختها الخالية من أي وعد او امل .
" عزيزتي ساره .
الأن بعد ما ذهبنا , لابد انك فهمت انني سأكمل الطريق الذي اخترته دون تردد .
تجدين طية ما تبقى من مالنا . رجوت ستيفان ان يسهر عليك ويهتم بك . قلت له حقيقة مشاعرك نحو زواجي ومعارضتك له . اميلي تعتقد انك ذهبت الى لندن لأنهاء اعمالنا .
عندما تصبحين جاهزة لتقبل الواقع ابرقي لي على العنوان التالي ..عندها اتدبر امر سفرك ...
التوقيع : انجيلا "

خيل لساره ان عليها الأختيار على حساب قناعاتها المعنوية احد الأمرين : اما القبول بزواج اختها واللحاق بها الى الولايات المتحدة او البقاء وحيدة والعيش حياة صعبة ...لم تكن تكره آل ستيفنست بل على العكس , كانت متأكدة من انهما سيقومان بكل ما بوسعهما ليسعدا اختها ..كانت ضائعة تأكلها الشكوك عندما دخل ستيفان الى المخزن الذي تعمل به :
ماذا تريد ؟

واذ به يقفل باب المخزن , فتراجعت وراء طاولة البيع :
ارجوك , اذهب . لاحق لك في المجئ الى هنا .
فضلت الا يكون الأمر ضروريا ...اخشى ان تكون أخباري لك سيئة يا ساره .
اخبار سيئة ؟ ...هل ...هل حصل مك...مكروه لأنجيلا ؟
لا . لا . لايتعلق الأمر بأختك ...انه لازلو ..لقد تعرض لحادث سيارة ..اذا اقفلت المخزن سأخذك الى المستشفى .
طبعا ..السيدة السا ليست هنا لكني أستطيع ترك المفتاح في المخزن المجاور مع ذكر مكان وجودي ..هل اصابته خطرة ؟
يصعب القول ..لكنني اذا فهمت جيد , ستجرى له عملية جراحية .
ورده قايين
سألت ساره وهي في السياره :
كيف عرفت بشأن الحادث وكيف عرفت مكاني ؟
من الصعب اخفاء شئ في ناسو فأنا اعرف مكانك منذ زمن . اما في ما يتعلق بحادث لازلو , فقد اتصل بي المستشفى بسبب وجود رسالة كانت في جيبه ...رسالة من الولايات المتحدة ؟؟؟؟..من اختك ..ارسلتها له من الفندق .
لماذا لم تحضرها لي طالما عرفت اين تجدني .
فكرت انك تفضلين ان يجهل الناس اين انت.

ورده قايين
16-04-2008, 15:56
بعد دقائق وصلا الى المستشفى ...وأوصلهما البواب الى قاعة الأنتظار مضى وقت قبل ان يهتم احد بهما فأخذت ساره تمشي في القاعة ذهابا وايابا .
لاتقلقي كثيرا , فهو قوي ,,والخدمة عظيمة في هذا المستشفى .
الاتعرف شيئا اخر ؟ كيف حصل ذلك ؟ هل كان الحادث خطيرا ؟

قبل ان يجيبها دخلت ممرضة تعرف ستيفان من قبل اذ حيته ونادته باسمه ...فعرفها على ساره :
هذه الأنسة غوردون ..انهاخطيبة لازلو .
اخاف الا يكون بامكانك رؤيته , فهو مازال في غرفة العمليات , لكننا سنعلمكما حالما يخرج . سأجلب لك بعض الشاي . هل انت باق معها يا سيد راند ؟
نعم بالطبع ..الاتستطيعين اضافة شئ عن حالته ؟
كان معه ثلاثة اشخاص في السيارة , اصيبوا بجروح طفيفة لكن اصابته هي الأكبر .

ترددت فقال لها ستيفان :
اعتقد ان الأنسة غوردون تفضل معرفة ماذا سيحصل له .

فلملمت ساره شجاعتها وتمتمت :
هل ..سيموت ؟
لا . طبعا لا ..انه شاب قوي . والدكتور كونواي جراح عظيم . لكن جراحه خطيرة واعتقد انه سيمكث طويلا عندنا .

عندما ذهبت الممرضة رمت ساره بنفسها على كرسي وتنهدت :
لا يأتي النحس الا مرة واحدة .

ثم رفعت رأسها نحو وجه ستيفان القلق :
اشكرك لأنك نويت البقاء معي ..لكن لاداعي لذلك ..انا متأكدة من انك منهمك باشياء اخرى .
كل الأعمال تنتظر ..سأتركك لحظة واحدة ..لأرى ماذا فعلوا برسالة اختك .

لما ذهب اتت مساعدة ممرضة بكوب من الشاي . تناولته ساره ضاحكة بسخرية مرة :
-شاي انكليزي اصلي ...يشفي كل الأمراض ...من الم الرأس الى الم القلب المجروح !

عاد ستيفان مع الرسالة وأعطاها لساره ثم ابتعد بهدؤ وأشعل سيكاره ..كانت الرسالة مختصرة : وصفت انجيلا منزل آل ستيفنست وأعطت انطباعاتها الأولى عن مينابوليس . قالت ايضا ان موعد زواجها قد حدد في الشهر المقبل . في النهاية رجت اختها ان تكتب لها لتطلعها على مشاريعها .
مر على وجودهما ساعة . فتح باب بعدها الدكتور بلباسه الأبيض . فانتظرت ساره حكمه بفارغ الصبر .
اعتذر لأني جعلتك تنتظرين طويلا ..لكنني سعيد باخبارك ان خطيبك تغلب على جراحه وان حالته في تحسن .
هل استطيع رؤيته ؟
الأفضل ان تذهبي وترتاحي في منزلك فهو ما زال تحت تأثير المخدر . سنتصل بك حالما يستفيق نهائيا .

حسنا ..ولكن هل زال الخطر عنه ..نهائيا يا دكتور ؟

لاتقلقي يا انسة غوردون ..اعدك بان نخبرك اذا طرأ تغير على حاله .


جواب الدكتور لم يكن مطمئنا ..ثمة نبرة في صوته جعلت ساره تشك في حقيقة ما يقول .
ارجوك ..قل لي يا دكتور كل الحقيقة ..لن يغمى علي .

فنظر الطبيب الى ستيفان :
قلت لك الحقيقة يا انسة غوردون . ففي ظروف كهذه . ونسبيا لأصابته , السيد لازلو في افضل الأحوال ..ولكن ..حسنا هنالك شئ آخر فابألأضافة الى كسر في عظام الرأس هناك اصابة في رجله اليسرى ...قمنا بكل مابوسعنا لأنقاذه , لكن هناك خطر ال...
آه لا . لا . لايمكن ان يصبح مقعدا . لقد خسر اشياء كثيرة في حياته حتى الآن .

فأمسكها الطبيب واجلسها .
لاشئ يبرهن لنا بأننا سنضطر الى قطع رجله . لكنك طلبت مني ان اكون صريحا للغاية .
نعم ..اشكرك . لكن بيتر لاجئ من هنغاريا فقد عائلته ووطنه ...فأذا حصل له مكروه ...

نظر اليها الدكتور نظرة تفهم وشفقة :
افهم شعورك واقدره . لكن اذا استطعنا انقاذ رجله اليسى عليك البقاء بقريه خلال فترة النقاهة . هل لدينا عنوانك ورقم هاتفك ؟
ستكون في فندقي .

امام جواب ستيفان الصارم لم تستطع الا ان تسأل :
والمخزن ؟
ستجد السيدة السا مساعدة اخرى . لاعليك سأفسر لها كل شئ .

كان يكلمها بنوع من السلطه والحزم .كانت منهمكة بمشكلة بيتر . لذلك فضلت الا تجادل ستيفان . عندما عادوا الى الفندق ادخلها ستيفان الى

ورده قايين
16-04-2008, 15:56
غرفته الشخصيه وأجبرها على شرب فنجان قهوة ساخن . عندها لم تجد مانعا من قبول مساعدته لكنها قالت :
ستيفان , لطف منك ان تعرض علي البقاء هنا لكني افضل العودة الى بيتي .
انت تسكنين عند السيدة السا . اليس كذلك ؟ اشك في قبولها في ابقائك في البيت طالما توقفت عن العمل معها , واشك ايضا ان تستطيعي البقاء قرب بيتر مع احتفاظك بوظيفتك .
استطيع ايجاد غرفة في مكان ما ؟ ثم ...ليس لدي المال الكافي لأدفع اجرة غرفة في فندقك .
سأعطيكغرفة تستطيعين دفع ايجارها اذا عملت كموظفة في الفندق , في كل حال نحن بحاجة الى موظفة هذه الأيام ..لست محبا لأعمال الخير , فلا داعي للتفكير بهذا الأتجاه لو عرفت انك بحاجة لعمل , لعرضت عليك هذه الوظيفة . وحتى لا ازعجك ..سأذهب الى فلامنكو وأمكث فيها ...هل يعجبك هذا الحل ؟

فترددت ساره . كان على حق . فمن غير الممكن ان تبقى عند السيدة السا . كما ان بيتر انذرها بصعوبة ايجاد غرف رخيصة في ناسو ..فالمدينة مخصصة للزائرين الأثرياء ...لا مكان فيها للمصروف المحدد .
حسنا ...اشكرك .
لا داعي لذلك ..فهذا يسمى بتبادل الأعمال . والأن ارجوك اعطائي عنوان السيدة السا ..سأجلب امتعتك من عندها وأضعك بين يدي مدير اعمالي .

فأعطته ساره المعلومات المطلوبة وسألته :
هل استطيع ارسال برقية لأختي ؟
طبعا . اذا اردت . اكتبيها على هذا الدفتر وسترسلها لك السيدة المسؤولة . اعتذر لحظة .

لما اصبحت وحيدة عضت ساره على قلمها ولما قررت كتبت لأختها :
-" مستحيل ترك ناسو .بيتر مجروح في حادث سيارة . مرضه خطير بعد العملية . مستشفى الجنرال . الأميرة مارغريت . يسأل عنك ".

بعد يومين وحوالي الساعة صباحا .,سمعت ساره الباب يفتح وهي تغسل شعرها في غرفتها ...فصرخت معتقدة ان عالمة الأستقبال .ماريان . هي التي دخلت عليها :
هل اتصل بي احد يا ماريان ؟
لا ادري .

فتركت ساره المنشفة التي في يدها وأزاحت شعرها المبلل ونظرت في المرآة ...لم تكد تصدق ما رأته , ثم ادارت وجهها :
انجيلا ...هل اتيت ؟

فنظرت الأختان هنيهة الواحدة الى الأخرى ثم ركضت انجيلا وضمت ساره اليها بقوة .
كانت كل واحدة تبكي وتضحك في الوقت ذاته ...وتتكلمان معا وتصرخان معا من الفرح .

ثم رجعت انجيلا الى الوراء ومسحت وجهها :
آه ساره .. كم كنت بلهاء ليتك علمتني درسا اكبر ..ليتك تخليت عني ...

فهزت ساره رأسها :
لقد اخطأنا معا ...لو كنت اقوى مما كنت عليه لما حصل كل هذا . لكن الأهم الآن هو ان تذهبي الى المستشفى . اتيت بسبب بيتر ...اليس كذلك ؟
لقد رأيته . فقد ذهبت الى المستشفى مباشرة من المطار ...خفت ان اصل متأخرة .

قالت هذا وأجهضت بالبكاء ..فكانت دموع الحزن ممزوجه بكل مالديها من ذكريات اليمة واعتراف بالخطأ ..فأخذتها ساره بين ذراعيها بنعومة وحنان وبعد وقت قصير هدأت انجيلا :
اعذريني ..لا ادلاي لماذ انا بلهاء لهذة الدرجة ..ربما لأنني سعيدة جدا .
هل تعنين انك وبيتر ..

فهزت انجيلا رأسها بالايجاب واعترفت :
مازلت مؤمنة بأن هذا جنون من جهتنا ,فنحن لانعرف بعضنا الا منذ فترة قصيرة , لكن ...ماباليد حيلة .
اعرف ماذا تقصدين .
ساره .حبيبتي ..اريد ان ابوح لك بشئ ..في اليوم التالي الذي تركت فيه الفندق , بعد خلافنا ...
لا اهمية لذلك ..فلننس هذه الذكرى .
بلى الأمر مهم . ماقلته عنك وعن ستيفان لا يغتفر .

فدارت ساره نحوها .
كنا متضايقتين منزعجتين ..وكنت ايضا قاسية معك .
كنت اهلا لدرس من هذا النوع ..اما انت فهل تحبينه ؟

اخذت ساره مشطا وحاولت تمشيط شعرها المبلل :
لاتأبهي..مرحلة وتمضي .
عندما قيل لي انك هنا , اعتقدت ان شيئا جديدا قد حصل .

ففسرت لها اختها بكلمات قليلة ماذا حصل خلال غيابها وانتهت بهزة كتف .
يعتقد ستيفان انني خطيبة بيتر .
هل مازالت فاليري لانغدن اوين هنا ؟
لا ادري انا لا انزل الا للعمل في المكتب .
هل ستبقين هنا ؟
لا ادري , لم اقم بأي مشاريع ..كل شئ يتوقف على شفاء بيتر وعلى بقائك .
سأمكث في بيت بيتر وعندما تتحسن صحته سنتزوج . ثم من يدري ....ولكن مهما فعلنا فستكونين معنا الا تريدين المجئ معي الى بيت بيتر الأن ؟
لا استطيع ان اترك المكتب دون انذار ستيفان وهو في فلامنكو الأن ..سأفكر بالأمر عندما يعود .

ورده قايين
16-04-2008, 15:57
انتهت ساره من تسريح شعرها وارتدت قميصها .
انجيلا ..ماذا حدث مع أل ستيفنست هل تأثروا برحيلك ..؟
نعم ..كثيرا .لم اجرؤ على مواجهتهم لكنني عرفت انني الحقت بهم كثيرا من الأذى ..لذلك اعترفت لهم بكل شئ ...ساره هل تعتقدين اننا سندفع ثمن اخطاءنا ..يخيل الي ان حادث بيتر هو بسببي وانه لا يحق لي ان اعيش سعيدة ..فالمستشفى قالوا لي ان الخطر زال لكنه غريب ومتعب ..هل تعتقدين انني ربما اكون السبب في ...؟

تخلل صوت انجيلا نوعا من الأرتعاش ثم وضعت يدها على عينيها :
يا حبيبتي ماهذه الأفكار السوداء ؟ بيتر افضل حال من قبل من الطبيعي ان يكون متعبا ..فالحادث كان خطيرا ولكن الأن وبعد ماعدت اليه سيتحسن بسرعة اكبر .
وردة _قايين
عندما ذهبت انجيلا الى بيت بيتر بقيت ساره سارحه بأفكارها تسأل نفسها بدون توقف كيف يمكن تخطي هذا اليأس ؟لكن شجاعتها كانت تخونها . فهي متأكدة من عدم قدرتها على نسيان ستيفان وجزيرة اسمها فلامنكو كاي .
في الأسبوع الذي تلا عودة انجيلا , استفهمت ساره عن امكانية دفع ثمن بطاقة عودتها الى انكلترا وذلك بأتمام عمل ما . لكن وكالات السفر الجوية والبحرية أجابتها بالرفض .
امضت انجيلا كل وقتها في المستشفى بجانب بيتر . فبدت وكأنها انسانة اخرى . حتى مغامرتها الحزينة مع روس اندرسون والتي كانت السبب في مجيئها الى ناسو . لم تغيرها بهذا الشكل انجيلا اليوم تركت كل انانيتها مما زادها جمالا . وغطت حرارتها الأنسانية على برودتها المعهودة مما اسرع في شفاء بيتر .
اكتشفت ساره ان عائلة لانغدن اوين تركت الفندق . فاستعادت املها . لكنها سرعان ما فكرت بأنها بلا شك في فلامنكو مع ستيفان . لم تستطع ان تتخيل فاليري في تلك الجزيرة . واقترحت على نفسها التسلل في احدى البواخر المتجهة نحو الجزيرة .

ذات مساء وهي خارجة من غرفتها بقصد التنزه على الشاطئ . اصطدمت بستيفان . فمد يده نحوها عندما رآها ستفقد توازنها وتقع . لم تستطع ان تتحمل حرارة يده فأبعدته عنها وركضت نحو سلم الخدم .
ساره ..

لحق بها والتقاها بعد ما هبط طابقين .
ساره , بالله عليك

حاربته وكأنها حيوانه مفترسة لدرجة ان كم فستانها تمزق . لوهلة قصيرة خفف ستيفان ضغطه عليها فكادت تفلت منه لكنه عاد وأمسكها وأسندها الى الحائط . ثم ضمها الى صدره بقوة وغضب وشغف .

وبعد وقت طويل , عندما شعرت بيدي ستيفان ترتخيان قليلا استفاقت من هذا الحلم , فرفع رأسه قائلا :
الأن لديك سبب وجيه للغضب .

وفجأة اصبح كل شئ بسيطا وواضحا ..اي رجل في العالم حتى ستيفان لا يتصرف بهذا العنف دون سبب ...والسبب واضح .
آه ...ستيفان .

كان بريق عينيه ينم عن نا حبه الكبير ابتسم وقال :
ساره ...

وضمها اليه بقوة ممسكا بها . خائفا من اضاعتها من جديد .وبعد هذه اللحظات الحالمة , ابتعد عنها ليرى تعابير وجهها .

اذا كنت خائفة من غضب خطيبك , فلا عليك يا حبيبتي انا اعرف كل شئ .
تعرف ..اتعرف حقا ؟
ذهبت لرؤيته في المستشفى فوجدت اختك . وبمجرد ان رأيت ما رأيت , فهمت على ان قدرته على الشفاء فائقة .
اذن اخبروك كل شئ ...كل الحقيقة ؟
قسما منها . اعتقد انهما يجهلان القسم الأكثر اهمية بالنسبة الي .
أي قسم ؟
السبب الذي من اجله ترفضينني منذ مدة طويله ..لماذا يا ساره ؟
اه يا ستيفان ز هناك اسباب عديدة جدا . فكيف كان بامكاني ان اعرف انك .
اني احبك ؟ انت بلا شك محدودة التفكير يا قلبي .
لا ..كنت غامضا . ولما رأيتك ..

فتوقفت عن الكلام واحمرت بينما ابتسم ستيفان :
المكان غير مناسب للتكلم عن مواضيع مهمة كهذه . تعالي ...فلنذهب الى بيتي ..في جو غرفته الخصوصية الهادئ اجلسها ستيفان وضمها اليه .
- الأن..قولي لي مالذي رأيته والذي سبب لك هذا الهرب ؟
كان ذلك ليلة السهرة التنكرية .
احقا ؟ عرفت ان هذه السهرة هي اصل مشاكلنا . كان كل شئ قبلها على مايرام . كنا على وشك التوصل الى نتيجة عندما بدأت تتراجعين .
لم يكن الأمر مشجعا ..فقد رأيتك تعانق امرأة اخرى .
رأيتني ماذا ؟
رأيتك مع فاليري لانغدن اوين .

صمت الأثنان قليلا ثم اخذ ستيفان يضحك .
ولهذا تحولت الى قالب ثلج معي ؟ لم اعانق احدا في ذلك المساء ولا حتى فاليري ..اردت في تلك السهرة ان اكون معك انت .ليس الكذب من عاداتي ..لقد رأيت فاليري مع احد القراصنه , ربما ...لكن ليس معي , كان هناك العديد من القراصنه .

ففهمت ساره انه صادق ...
الم تحز على اعجابك ؟
هذا النوع من الفتيات لا يعجبني .
اكاد لا اصدق انني انا من نوع النساء الذي يعجبك .

ورده قايين
16-04-2008, 15:58
فقال ممازحا :
انا لا اصدق ذلك . لكن اورورا متأكدة من انك تمثلين الزوجة الصالحة لي ..وانا احترمه حكمها .
وماذا تعرف اورورا عني ؟
لديها الحاسة السادسة فيما يتعلق بهذه الأمور ...في الليلة التي امضيناها في فلامنكو , وافقت تماما على علاقتنا . اتذكرين السائل الذي شربته والكيس الذي وجدته تحت وسادتك ؟ هذا ماتسميه اورورا بجاذب الحب .
هل عرفت شعوري تجاهك ؟
سألتها ..فطلبت مني ان اتأكد بنفسي . لكني للأسف لم اسمع كلامها فورا . والا كنت قبلت في الليلة ذاتها وكنا وفرنا على نفسينا كل هذه المتاعب .
كنت قبلت قبل تلك السهرة بكثير .

وبعدما تبادلا العديد من النظرات الحالمه تمتمت ساره بصوت هادئ :
اكاد لا اصدق ..منذ ساعة من الزمن كنت يائسة , حزينة . فكرت برمي نفسي في البحر والآن ...

تنهدت مرتاحة ...كانت يد ستيفان تدغدغ خدها .
والأن ...ماذا ؟
هل ...هل تعرف ...
لا , لا أعرف ..قولي لي ..

ضمها بنعومة وحنان بينما ظلت ساره صامته هنيهة ثم وقفت :
لا ..اريد ان اخبرك بشئ جدي ..

فاستمع اليها ستيفان بدون ان يقاطعها ..اعترفت له بكل القصة منذ البداية ..لكنه لم يعلق ..شعرت ساره بخوف كبير من فقدان سعادتها الجديدة ..
وأخيرا سألها :
هل هذه كل القصة ؟
نعم ..هذا كل شئ ؟

فاقترب منها وأخذ وجهها بين يديه ونظر في عينيها وضحك مقهقها :
هل تقصد ان قصتي لم تؤثر عليك ؟ لم تصدمك ؟
اثرت علي كثيرا ..لكني في الواقع شعرت بها منذ البداية فمهنتي تجبرني على معرفة الناس والحكم عليهم .
اذن كيف حكمت علي ؟
انك الفتاة التي اريد العودة اليها بعدما انتهي من عملي كل يوم ..

ثم اكمل بجدية :
اسمعي , اريد ان اطلب منك شيئا آخر .
ماذا ؟ اطلب ..

سألته هذا وقلبها يخفق خوفا من ردة فعل عنده غير منتظرة :
متى تريدين ان نتزوج ؟

فبدت على وجه ساره ملامح السعادة ..بريق الدنيا في عينيها ..وعلى فمها ابتسامة لاتوصف ..اخذت تتامل وجه ستيفان الذي طالما ارادته وحلمت به وأمضت ليالي طويلة تتعذب من اجله ...فوضعت يديها حول عنقه :
ستيفان , حبيبي , انت صاحب الأمر ...
ورده قايين

تمــــــــــــــــــــــت

ماهيما
16-04-2008, 18:49
واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو,,انا اول من رد عليك شي حلووووووووووووووووو

مشكوووورة ورودة على الرواية الروعة مثلك;);)

SONĒSTA
16-04-2008, 19:26
/

ألـــــــف شكر على الرواية الأكثر من رائعة
:)
سلمت يمنــاكــ

/

shining tears
16-04-2008, 21:07
مشكووووووووووووووووووووووووورة عنوني وردة على الرواية الروعه
يعطيك الف عافية عن جد روعه

فالنتينو
16-04-2008, 21:42
يسلموا يا عسل هادي الرواية رووووعة ::جيد::

ورده قايين
16-04-2008, 21:44
ماهيما

SONĒSTA

shining tears


الشكر لكن ولمتابعتكن واتمنى ان تكون الرواية حازت على اعجاب الجميع ...

بحر الامان
16-04-2008, 22:14
واااااااااااااااااااااااااااااو
رائعه يعطيك العافيه
وردة قايين تسلم يدينك
بنات وحشتوني خالص خالص

ماري-أنطوانيت
16-04-2008, 22:14
تسلميـــــــــــــــــــــــــــــــــن يا احلى واغلى ورده بالمشروع..

روايه رائــــــــــــــعه مثل صاحبتها...::سعادة::

~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`

ماري-أنطوانيت
16-04-2008, 22:20
واااااااااااااااااااااااااااااو
رائعه يعطيك العافيه
وردة قايين تسلم يدينك
بنات وحشتوني خالص خالص
بحوووووووووووووووووووووووووووووووره....::سعادة:::: سعادة::
والله انتي الي وحشتيـــــــــــــــــــــــــــنا اكثر واكثر والله...::سعادة::
فرحت كثيــــــــــير لمرورك الغالي على المشروع...
وحشتيني وحشتيني وحشتيني...:D

بحر الامان
16-04-2008, 22:24
ماري يعطيك العافيه ::سعادة::
انتم الي من جد وحشتوني :مذنب:
وحشتني سوالفكم :مكر:
والقعده وياكم في المشروع ::جيد::

ورده قايين
16-04-2008, 23:06
فالنتينو

بحر الامان

ماري-أنطوانيت


الشكر لكم ويسرني اعجابكم بالرواية ...

لحـ الوفاء ـن
17-04-2008, 13:04
يسلمو ورده على الروايه الرائعه
انتظر جديدك بفارغ الصبر
الان استمتع بقراءة الروايه

ورده قايين
17-04-2008, 19:20
العفو عزيزتي لحن الوفاء وان شاء الله تعجبك الرواية وتستمتعي فيها

pretty*princess
17-04-2008, 20:51
يسلمووووووووووووووو حبيبتي وردة قايين روووووووووووووووووعه اكييييييد لانها من يدينك الحلوه

ورده قايين
17-04-2008, 21:20
تسلمين pretty*princess هذا من ذوقك وان شاء الله تعجبك

*mero*
17-04-2008, 22:24
بيييييييب بيييييب سسسسسسلام بنات كيفكم وحشتوني موووووووووت !!!!!! ما اقدمني صح ؟؟؟؟ كالعادة تثبت وردة قايين تميز ها بلا منازع

ورده قايين
18-04-2008, 10:41
العفو عزيزتي المشروع متميز بكم وبتشجيعكم

شكرا لك

سيرة حياة
18-04-2008, 11:15
مشكورة على هالرواية وعلى المجهود الكبير فى كتابة الروايه لانه مجهود صعب

يسلموا

EdWaRd LoVeR
18-04-2008, 16:00
:pمراااااااااااااااااااااااحب بأحلى العضوات

وحشتوووووووووووني ...وحشتووووووني ...وحشتووووووني


والله من زمااااااااان عنكم ...اشتقت لكم وللمشروع ..من زماااان عن الروايات ..<< كله من كمبيوتري الخايس اللي احترق مره وحده ..



خيتوو وردة قايين تسلمييييييييين وربي يعطيج العافية عالرواية الروووووووعه ...ماننحرم من رواياتج الحلوه ان شاء الله


وارجع اقول مشتاقه لكم وااااااايد وان شاء الله ماانحرم من المنتدى والمشروع مره ثانيه لأن الحياه بدون نت مثل مايقولون ماااااااااااااالها طعم



تقبلوا مروري وتحياتي وأحر قبلاتي

اختكم EdWaRd LoVeR

ورده قايين
18-04-2008, 19:55
سيرة الحياه الشكر لكم ولتشجيعكم وفعلا الكتابة صعبه لكن تهون لأجل رضاكم ...

EdWaRd LoVeR العفو عزيزتي وان شاء الله تستمتعين بالرواية وماننحرم منكم ..

الأميرة شوق
19-04-2008, 00:43
مشكورة ورده قايين
على هذا الذوق الحلو
أنا الصراحة مابديت فيها
بس من الملخص شكلها روعه
تسلم أناملك

فالنتينو
19-04-2008, 01:07
مرحبا بنات ;) انا حابه اسالكم عن رواية :D وياريت تساعدوني اعرف اسمها هيا كانت عندي زمان بس ضاعت :eek: اعتقد من روايات عبير :p البطل تبعها اعمى ويتعرف على البطلة في المستشفى ويتزوجها وياخدها معاه بلده بس هي بعد فترة تهرب منه لانها تعتقد انه يحب وحدة تانيه ويلحقها قريبه ويلاقيها في المطار ويقولها ان ام زوجها مريضة فترجع معاه البيت ويقوم الاعمى يتركها مع امه ويسافر من دون ما يقولها من شان يسوي عمليه ولما يرجع تلاقيه انو يشوف هاد اللي فاكرته :rolleyes: بليز ساعدوني من زمان نفسي اقراها تاني :مذنب:

نقاء الثلج
19-04-2008, 01:53
مرحبا حبيباتي
أشتقت لكم كثير
حبيبتي وردة قايين مشكورة كثير على الرواية
الحلوة و أنا متأكدة لما اقراءها راح تعجبني دام أنها منك
أختي فالنتينو الرواية اللي تسألي عنها أسمها
( بين الوهم و الحقيقة )
للكاتبة مارجريت روم

ورده قايين
19-04-2008, 10:42
الأميرة شوق الشكر لكم ويسرني ان الرواية اعتجبتكم

نقاء الثلج العفو عزيزتي وانا متأكدة انها راح تعجبك ..

فالنتينو الرواية من ملخصها بتشبه رواية وقال الزهر آه لمارغريت روم من روايات عبير القديمه
وما اذكر اننا نزلناها بالموضوع الا اذا كان اسمها متغير ...

ماهيما
19-04-2008, 21:16
مرحبا بنات ;) انا حابه اسالكم عن رواية :D وياريت تساعدوني اعرف اسمها هيا كانت عندي زمان بس ضاعت :eek: اعتقد من روايات عبير :p البطل تبعها اعمى ويتعرف على البطلة في المستشفى ويتزوجها وياخدها معاه بلده بس هي بعد فترة تهرب منه لانها تعتقد انه يحب وحدة تانيه ويلحقها قريبه ويلاقيها في المطار ويقولها ان ام زوجها مريضة فترجع معاه البيت ويقوم الاعمى يتركها مع امه ويسافر من دون ما يقولها من شان يسوي عمليه ولما يرجع تلاقيه انو يشوف هاد اللي فاكرته :rolleyes: بليز ساعدوني من زمان نفسي اقراها تاني :مذنب:



حبيبتي انا ضامنة لك 100% انها قال الزهر آه::جيد::

لانها عندي وقريتها اكثر من مررررررررررررررررررررة لمين حفظتها:p

وصح عليك وردة قايين مانزلناها بالمشروع ابدا::جيد::

سنا المجد
20-04-2008, 15:30
السلام عليكم ..
اشكركم على مجهودكم الجبار ....

سنا المجد
20-04-2008, 15:36
الأخت وردة قايين اشكرك على جهدك الرائع ..
وهل من الممكن نقل الروايه المكتوبه الى منتدى اخر ...
بعد اذنكم طبعا...

فالنتينو
20-04-2008, 23:20
يسلموا انا لما عرفت اسمها دورت عليها ولقيتها اخيرا ::سعادة::

ورده قايين
21-04-2008, 12:37
سنا المجد بالنسبة لرواياتي اهم شئ تذكرين اسمي وانا سامحه لك على الأقل انتي استأذنتي غيرك ينسبها لنفسه ....

ورده قايين
21-04-2008, 12:38
فالنتينو الحمد لله انك لقيتها وعلى فكرة الرواية هذه من الروايات المفضلة عندي

ماري-أنطوانيت
22-04-2008, 15:42
::

جيد:
:::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد:: ::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::
مع تحيات صيدلية العيادى


محمد الشريف
هلا والله فيك اخوي ((ayadi))
اسعدنا مرورك الكريم على المشروع....::سعادة::


إلى جميع منتسبي هذا المنتدي سلام من القلب إلي القلب ::سعادة::::سعادة::::سعادة::
وأشكر جميع من يشارك في هذا المشروع الجميل
فأنا من هواة روايات عبير وأحلام مع أني كنت مقاطعتها صارلي 3 سنين
ويا ريت لو ألاقي عندكم رواية مطلوب زوجة وام
وشكرا ::جيد::::سعادة::::سعادة::::سعادة::::سعادة::
وبأسمي واسم جميع عضوات المشروع شكر وعرفان
نابع من القلب على ردك الحلو...::سعادة::
اما بالنسبه للروايه فان شاء الله نلبي طلبك اذا امكن...:rolleyes:



:pمراااااااااااااااااااااااحب بأحلى العضوات

وحشتوووووووووووني ...وحشتووووووني ...وحشتووووووني


والله من زمااااااااان عنكم ...اشتقت لكم وللمشروع ..من زماااان عن الروايات ..<< كله من كمبيوتري الخايس اللي احترق مره وحده ..



خيتوو وردة قايين تسلمييييييييين وربي يعطيج العافية عالرواية الروووووووعه ...ماننحرم من رواياتج الحلوه ان شاء الله


وارجع اقول مشتاقه لكم وااااااايد وان شاء الله ماانحرم من المنتدى والمشروع مره ثانيه لأن الحياه بدون نت مثل مايقولون ماااااااااااااالها طعم



تقبلوا مروري وتحياتي وأحر قبلاتي

اختكم EdWaRd LoVeR
اهليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــن...::سعادة::
هلا والله بالطله الحلوه قلبي....:D
انت وحشتينا اكثر واكثر واكثر.....::سعادة::
والله فرحت كثير لما شفت ردك...لا تحرمينا من طلاتك


السلام عليكم ..
اشكركم على مجهودكم الجبار ....
وعليكم السلام والرحمه...
هلا والله فيك اختي...واهلا وسهلا فيك بالمشروع...:)
اسعدنا جدا تواجدك معانا...:D

ماري-أنطوانيت
22-04-2008, 15:53
سلاااااااااااااااااااام معطر بماء الورد والياسمين
~" ~~ ~" ~~ ~" ~~ ~" ~~ ~" ~~ ~" ~~ ~"

_ روايه الاسبوع _
~*~ ماكيب فالنتين ~*~

الملخص:
اعتذر اشد الاعتذرات للعضوات الحبيبات...
لاني لا ادري اين اختفي ملخص الروايه..:مذنب::مذنب:

ولكن سيكون موعدنا غدا الاربعاء باذن الله..
ستنزلها لنا العزيزه ((shymoon))...::جيد::
بأنتظار القمر ليطل علينا....:D

ماهيما
22-04-2008, 16:57
مرحبااااااا ماااااري :):)

كيفك؟؟اخبارك؟؟

بقولك شي بس لاتكفخيني:(

قاريتهااااا الرواية:rolleyes::rolleyes:

وبالنسبة للملخص احسن عشان مايكوون عندهم فكرة بالرواية ويتخيلوون احداثها يعني يدشوون

بالعميق اكثر حماس واثارة مع الرواية>>>عليك تشبيييه:eek:

وتسلميييييييييين shymoon على تعبك وكتابة الرواية للعضوااات::جيد::

واذا مصرييين على الملخص احطه لكم طبعا بعد اذن الكاتبة;)

shymoon
23-04-2008, 03:57
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_22-11.gif
http://th277.photobucket.com/albums/kk67/saxo21/th_creddy36.gif اعتذر لاني تأخرت بوضع الرواية مدة طويلة...
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_9-20.gif حبيبتي ماري -انطوانيت على تذكيري .. وانت ايضا اخت ماهيما ..شكرا على المساعدة http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_1-34.gif ولكني سانزل الملخص والرواية معا...

shymoon
23-04-2008, 04:01
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gifhttp://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif
( ماكيب فالنتين )
ملخص القصة

زاك تايلور الوحيد يقود حياة كثيرة الطيران بدون شروط ملحقة ولكن عندما توفي إبن عمه وزوجته في حادث سيارة تاركين خلفهما طفلين صغيرين كان زاك هو قريبهما الوحيد ..

بعد أن وضع الطفلين مؤقتاً في رعاية المحامية كليرماكيب بدأت تحب الطفلين وتتعلق بهما وكأنهما طفليها .. فهل ستستطيع أن تقنع زاك الرافض أن يقبل بعائلة جاهزة؟ .. أم أنها ستقع في حبه أولاً؟

" هنالك خطأ " قال زاك تايلور بنفاد صبر لكلير ماكيب لحظة فتحها له بابها الأمامي بعد الساعة التاسعة بقليل من مساء الجمعة .. " أنا لاأعرف ماالذي كان إبن عمي وزوجته يفكران به عندما ذكرا إسمي في وصيتهما , ولكن لايمكن أن أكون وصياً على طفليهما , حتى أنني لم أقابلهما أبداً "
" ألا تعتقد بأنك متسرع قليلاً في هذا؟ " سألته كلير بلطف محاولة بصعوبه ألا تلاحظ كم يبدو زاك تايلور رائعاً في حياة العزوبية الأبدية التي إختارها طريقاً لحياته وهي تدلّه إلى إستراحة منزلها في لارمي تكساس ...
" لا " قال زاك بحزم وهو يمرر يده خلال الطبقات المجعدة من شعره المجعد الأسود ثم تابع بتصلب
وهو يركّز عينيه الزرقاوين بلون البحر في عينيها " لست الشخص المناسب لرعايتهما . فأنا أكسب عيشي كطيار لمدير تنفيذي في مدليتون الدوليه وهذا يعني بأني خارج البلاد في هذه الأيام أكثر من داخلها "
كلير تعلم بأن لديه عمل رفيع المستوى وأن سجلّه المهني ممتاز هذا ما عرفته عنه وهي تحاول تعقّبه
فمن الواضح أنه رجل يأخذ مسؤولياته بجدية تامة .. وكل ما عليها هو أن تساعده ليدرك بأن الطفلين أصبحا الآن من مسؤوليته أيضاً ..
إبتسمت كلير وهي تأخذ سترة طيرانه الجلدية وتعلقها على الشمّاعة في القاعة ..
" بالتأكيد هناك وظائف طيران أخرى يمكنك إستلامها لدعم نفسك " قالت وهي تقوده نحو غرفة الجلوس حيث وضعت القهوة والكعك في إنتظاره ..
" لو رغبت بهذا .. أكيد " جلس زاك بتردد على صوفاها الزهري المحشي ثم راقبها وهي تملأ كوبيهما بالقهوة التي تصاعد منها البخار برائحته العطرية " المعضلة هي .. " أكد بشكل صريح ..
" أنني لا أريد "
تستطيع كلير أن ترى هذا .. ورغم أنه لم يكن من حقها أن تحكم على أحد إلا أنها لم تستطع سوى أن تشعر بخيبة الأمل .. من المؤسف أنه لن يلتقي بالطفلين أبداً .. فكرت بهذا كلير .. فلو أن زاك إلتقى بروبن ذات الست سنوات والكثيرة الكلام وشقيقها المحبوب ذو الثلاث سنوات برادلي لربما أراد الطيار الوسيم الإعتناء بهما . ولكنه بدلاً من هذا أراد الهرب بعيداً عن المسؤولية التي سقطت مباشرة فوق كتفيه العريضين ...
" أنظري " إستمر زاك بالتوضيح بينما تحرّك الكريمة في قهوتها " لقد عملت طوال سنوات بلوغي لأحصل على هذا العمل الحلم ولن أتخلى عنه "
نصف دزينة من السنوات من التجربة في أروقة المحاكم علّمت كلير كيف تلعب أوراقها بشكل صحيح ...
رغبة منها بالتريث إلى أن تتحيّن فرصتها بينما يعود زاك لصوابه أخذت رشفة من قهوتها واستراحت على الصوفا ..
" حسناً "
" أهذا كل شيئ؟ هتف زاك " تتصلين بي وتخبريني بأن أقطع كل تلك المسافة إلى لارمي تكساس لألتقي بك وبالطفلين , فأخبرك بأني لاأستطيع أخذهما , وهذا كل شيئ؟ "
من الواضح .. فكرت كلير .. بأن زاك تايلور كان يتوقع تصلباً أكثر من قبل المحامي الذي عيّن وليّ أمر الأطفال مؤقتاً .. ولكن حتى لو أرادها أن تقنعه بفعل الشيئ الصحيح , فهي غير مهتمة بلعب دور ضميره .. ومهما كان قراره بشأن رعاية أطفال إبن عمه فلابد أن يكون نابع من قلبه تماماً وإلا ستبوء كل جهوده بالعناية بالطفلين بالفشل مهما كانت نواياه صادقه ..
وضعت ساقاً على ساق وقالت مستهجنة ..
" يسعدني أن أقول بأنك لست الخيار الوحيد هنا لروبن وبرادلي . هناك قائمة كاملة من العائلات إهتمت بتبني كلا الطفلين . فعندما إنتشر خبر الحادث الذي راح ضحيته إبن عمك وزوجته تفتحت قلوبٌ كثيرة " توقفت تريد منه أن يدرك بأن تخلّيه عن الطفلين غير قابل للنقض .. " والمسألة هي أن تترك كل الحقوق على الطفلين ولي للتشاور مع عائلة تكون قادرة على منحهما الحب والحنان الذين يحتاجان " توقفت ثانية وهي تتأمل كيف سيكون الأمر عندما تخبر الطفلين اليتيمين بأن قريبهما الوحيد لايريدهما ..
" لقد عانا الكثير " أجتاح زاك خليط من الشعور بالذنب والحزن حولا عيناه لعاصفة رمادية زرقاء ونظر إليها وهو يقول بأسف صادق ..
" أعرف . وأنا آسف " هزت رأسها .
" كلنا آسفون " ولكن السؤال هو ماذا سيفعل زاك إزاء هذا الأمر؟
خيّم عليهما الصمت بينما كان زاك ينظر للأسفل ويتمعّن في رسوم الطباشير الملون التي كان يرسمها الطفلين قبل أن يذهبا للنوم .. برادلي بعمرالثلاث سنوات كانت في الغالب شخبطة ولكن روبن رسمت قلوب بأشكالٍ وأحجامٍ مختلفة بمناسبة عطلة عيد الحب القادمة ... ولمعت عينا زاك بالعاطفة وهو يحدق بصور الطفلين .. ثم وضع قهوته على الطاولة بينهما ومال نحوها وتكلم بصوت خفيض أجش
" أنظري , من الواضح أننا نحن الاثنين في وضع خاطئ .. وهذا شيء مزعج للغاية "
أومأت كلير برأسها وهي توافقه في هذه النقطة تماماً ..
" أنا واثق من أنك ستفعلين كل ما هو في صالح الطفلين " وقف زاك واستعد للرحيل " لهذا افعلي ما يتوجب عليك فعله و... " وضعت كلير قهوتها ونهضت متأهبةً مع زاك ..
" أخشى بأن الأمر ليس بهذه البساطة .. سيد تايلور "
" ماذا تعنين بأنه ليس بهذه البساطة؟ " سألها زاك بشك , ونظر لشعر كلير الكستنائي الذي يصل طوله لكتفيها ثم لبشرتها الفاتحة ووجهها البيضاوي قبل أن تستقر في عينيها الخضراوين الداكنتين ..
" هذا قرار لايمكن إتخاذه بهذه البساطة " أخبرت كلير زاك وهي تشعر بجسدها يدفئ تحت نظرته المتفحصة . " يجب أن تقابل الطفلين " إستطردت بشكل عاطفي .." تحدث معهما .. أقنع المحكمة بأنك فكرت بهذا قبل أن تتخلى عن كل الحقوق القانونية عليهما " أطبق شفتيه المثيرتين ثم ثبّت يديه على جانبي خصره ..
" لن أغير رأيي " قالها بنفاد صبر أكثر من أي وقت مضى ..
ما أسهل قول هذا الآن .. فكرت بهذا كلير وهي تحاول بصعوبة تجاهل كم يبدو جسد زاك الرجولي الطويل رائعاً بقميصه الخاكي المنشّى وبنطلونه الجينز ..
كمحامي قانون عائلي مجرّب إعتقدت كلير بأنها يمكن أن تكون موضوعية أيضاً . ولكن هذا كان قبل أن تبدأ بالإعتناء بروبن ذات الست سنوات وشقيقها برادلي ذو الثلاث سنوات إثر المأساة قبل حوالي أربعة أسابيع ..
" أستطيع تفهم هذا " قالت كلير ببرود وهي تجذب نظراتها من جسده الرياضي إلى الخطوط الوعرة في وجهه الوسيم ..
" ولكن مازال يجب عليك أن تتخذ الخطوات المطلوبة " قالت وهي تحاول أن لاتضيع في أعماق عينيه الزرقاء المغريه .." وهناك أمور قانونية أخرى عليك الإعتناء بها أيضاً "ربّع زاك كتفيه بينما غلت كل بوصة من جسده بالتوتر ..
" مثل ... ؟ " بذلت كلير جهداً لتركز تفكيرها في المسألة القانونية التي بين يديها ..
" إبن عمك وزوجته تركا عقار صغير لابد من الإهتمام به . فهناك سيارة وبيت في القرية وكذلك متعلقاتهما الشخصية .. شخص ما يجب أن يشرف على ترتيب كل تلك الأشياء . وطبقاً لشروط وصية إبن عمك ذلك الشخص هو أنت . "
لف زاك ذراعيه فوق صدره ..
" أليس بإستطاعتك فعل هذا؟ " قالها بصراحة شديدة وبدا واضحاً أنه يريد أن يبقى خارج هذه المسألة والآن .. لكن كلير كانت تعلم بأنه من الخطأ أن يهرب المرء من مشاكله بدلاً من مواجهتها ..
" أنا مشغولة جداً فبالإضافة لعملي في لارمي علي الأعتناء بالطفلين "
" ظننت بأنهما سيكونان في بيت للتبني الآن " قال زاك عابساً غير مدرك لنظراتها إليه ..
كان يمكن أن يكونا في بيت للتبني فكرت كلير في نفسها لولم تستطع إقناع القاضي بأنهما سيكونان في حال أفضل لو بقيا عندها مؤقتاً..
" كان أقرب بيت للتبني يبعد خمسين ميلاً عن هنا .. ففكرنا جميعاً بأنه سيكون من الأفضل أن يبقيا هنا في لارمي في البيئة المحيطة المألوفة لهما إلى أن تتمكن أنت من الحضور إلى هنا وتأخذهما "
إنعقد حاجباه السوداوان بعد أن كافح وفشل في النهاية أن يبقى بعيداً ومنعزلاً عاطفياً عنهما ..
" كيف حالهما؟ " سألها أخيراً ..
إبتسمت كلير فهذا النوع من القلق والإهتمام هو ماكانت تأمل أن يبديه ..
" لما لاترى ذلك بنفسك؟ " سألته بلطف " إنهما نائمان فوق . يمكننا أن نلقي نظرة عليهما . تعال سآخذك إليهما " تأملها زاك بحذر وقد ظهرت الممانعة على ملامحه أكثر من أي وقت مضى .


***************

shymoon
23-04-2008, 04:05
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gifhttp://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif
لا توجد مشكلة في هذا سيد تايلر " إستمرت وهي تحثه بلطف مدركة صعوبة الوضع الذي وجد نفسه فيه فقد تعرضت هي لأوضاع صعبة في حياتها وقد تجاوزتها وهذا ما يجب أن يفعله زاك وكذلك الطفلين ..
" ثم إنني .. " أنهت جملتها بطريقة عملية " أظن بأنه عليك أن ترى ما ستتخلى عنه قبل أن تقدم على قرار لا يمكن إلغائه " إزدرد ريقه بصعوبة وقد بدا عليه التوتر والتردد مثلما كان الطفلين متوترين ومترددين عندما سُلموا لها لترعاهم في منزلها .. أمسكت كلير بذراع زاك وقادته نحو درجات السلم لتصعد به للدور الثاني عندما أحست بأن تردده أخذ وقتاً أكثر من الازم .. لم يكن زاك يعرف ما يتوقع عندما تبع كلير ماكيب على درجات السلم ولكن بالتأكيد ليس هذين الطفلين الرائعين اللذين كانا ينامان بعمق في سريرين أحدهما على شكل سيارة لعبة والآخر على شكل عربة قصص الجنيات الخيالية بشعرهما الأسود ووجهيهما الملائكييين وجسديهما الصغيرين ولكن القويين أيضاً كانا لطيفين وكأنهما
أحد هؤلاء الأطفال من نجوم الإعلانات التجارية في التلفزيون . غمرته موجة من الحنان وهو يتمعن في وجهيهما البريئين الصغيرين . ولكنه سرعان ما دفع هذا الشعور فآخر شيئ يريده هنا هو أن يتعلّق بهما عاطفياً .. وبكتفين متوترين إستدار وخرج من الغرفة بسرعة . فتبعته كلير بشيئ من التردد مغلقة الباب خلفهما .. إستمرزاك بهبوط الدرجات وهو يدرك بأن كلير كانت تراقب ردة فعله تجاه الطفلين وعندما أصبح في البهو وقف و إستدار نحوها ونظر في عينيها قائلاً بعد أن أصبح قادراً على الكلام دون أن يخشى أن يوقظ روبن أو برادلي ..
" يبدوان بخير " هزت كلير كتفيها النحيلين
" بإعتباركل الأشياء أظن هذا صحيح " تعلّقت نظراته بعينيها وهو يحاول طوال الوقت ألا يلاحظ الشعر الكستنائي المغسول بعنايه وهو يسقط بهدوء فوق كتفيها ولا الذكاء المطل من عينيها الخضراوين الغامقتين أو شفتيها المثيرتين الناضجتين فهو لايريد أن ينجذب لكلير ماكيب خصوصاً تحت هذه الظروف ولكن يبدو هذا مستحيلاً فهي جميلة ومثيرة حتى في بنطلونها الواسع المحتشم وبلوزتها الكشميرية ..
" أتعنين بأن الطفلين ليسا بخير؟ " قال زاك بعد لحظة صمت .. تنهدت كلير ومالت عليه لتبقي صوتها منخفضاً حتى لاتزعج الطفلين النائمين في الطابق العلوي ..
" لقد إنقلب عالمهما بالكامل رأساً على عقب زاك " أخبرته بلطف " فبالرغم من أن هناك الكثير من الناس في لارمي تكساس الذين يحبونهما ويهتمون لأمرهما إلا أنه ليست لديهما عائلة حقيقية يستندان إليها " زاك كان يعرف ما معنى هذا الشعور بالرغم من أن حالته كانت مختلفة . فهو أيضاً فقد أبويه عندما كان صغيراً .. إذ تخلى عنه والده أولاً ثم أمه لينتهي به المطاف في رعاية قسم الخدمات الإجتماعية في دالاس تكساس ويحوّل من بيت للتبني لآخر فلم يشعر أبداً بالإنتماء لأي مكان وكان دائماً يشعر بالخوف وأن شيئاً أسوأ من هذا قد يحدث له وفي أية لحظة .. والطريقة الوحيدة ليبقى حياّ ويشق طريقة هو أن يبني جدران حول قلبه . وبقدر ما أراد مساعدة هذين الطفلين وتجنيبهما ما سبق أن تعرض له من معاناة إلا أنه لم يكن يرغب بهدم تلك الجدران حول قلبه الآن خصوصاً وأن ذلك لن يساعد الطفلين على المدى البعيد .. حاول تجاهل ذلك التأنيب اللطيف في عيني كلير الخضراوين الداكنتين وصوتها الناعم المنخفض ..
يتــــــــــــــــــــــــــــــبع

shymoon
23-04-2008, 04:10
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif
" لقد مر شهر ... "
" ونحن عملنا كل مايمكننا عمله لمنحهما الراحة والفهم والأمان الذي يحتاجان إليه " قاطعته بلطف
" ولكنهما لايزالان يشعران بأنهما عائمين "
" هل حصلت على أية مساعدة لهما؟ "
" أجل . التقيا بكيت مارتن المستشارة بالإضطرابات النفسية في مستشفى جالية لارمي بضعة أيام "
المستشارون , عرف زاك .. يمكنهم فقط أن يفعلوا الكثير فقد رأى حصته منهم كطفل وتعلّم بأن نظرات اللطف والحنان والكلمات المليئة بالحكمة لايمكنها أن تعمل الكثير لتسكين ألم طفل فقد والديه فجأة ودون توقع ..
" وماذا قالت المستشارة؟ " سأل زاك بخشونة . بدا القلق عميقاً في عيني كلير وهي تقول ..
" قالت بأن الأمر سيأخذ وقتاً قبل أن تبدأ روبن وبرادلي بالشعور بالأمان من جديد .. للتوقف عن توقع أن تلك المأساة يمكن أن تضربهما مرة أخرى في أية لحظة "
" كم من الوقت؟ " سألها أخيراً مدركاً من خلال تجربته الخاصة بأن برادلي وروبن قد يكونان الآن خائفين من أن لايكونا محبوبين بصدق أو أن لاينتميا لأي مكان ثانية وهو شعور بغيض لأن يشعر به أي طفل .
" من الصعب القول الآن .. ولكن سيساعدهما أن يعرفا بأنه لايزال لديهما بعض الأقرباء .. حتى ولو لم يرونك كثيراً فالهدف الأساسي هو أن يمر الطفلين بسلام عبر هذه الفترة الإنتقالية الصعبة بالكثير من الحب والدعم من الأصدقاء والجيران بالإضافة إلى العائلة " وسواء أراد ذلك أم لم يرد .. إعترف زاك لنفسه بتردد فهو العائلة الوحيدة الذي بقي لهذين الطفلين ..
" أعتقد بأنه يمكنني أن أرسل لهما بطاقات بريدية أو أتصل بهما من وقت لآخر " قال وهو يقاوم غصة متزايدة في حنجرته .. لكن عرضه لم يرضي كلير ماكيب كثيراً
" يدور في رأسي شيئ أكثر فاعلية " قالت وهي تعقد ذراعيها فوق صدرها وتحدق بعيني زاك برفض متزايد لعرضه ..
" أظن بأن عليك أن تكون هنا عندما يستيقظان غداً صباحاً " لو لم يرى النظرة الجدية التي بدت على وجهها لظن زاك بأن كلير تمزح ..
" تريدين مني أن أبقى هذه الليلة هنا معك أنت والطفلين؟ " إرتعشت أحاسيسه لفكرة النوم مع كلير تحت سقف واحد .. أومأت له كلير برأسها بود مبقيةً عينيها الخضراوين في عينيه ..
" أريدك أن ترى برادلي وروبن بقدر المستطاع طالما أنك لاتخطط للبقاء هنا لمدة طويلة وهذه .. "
" يوم أو يومان على الأغلب " ذكرها زاك وهو يبتعد خطوة للوراء ليتجنب رائحة عطرها الزهري الرقيقة ..
" تبدوأفضل طريقة لعمل هذا " أنهت جملتها .. فكر زاك بأن يشاركها أربعاً وعشرين ساعةً يومياً ولكنه أدرك بأن هذا سيكون خطأ جسيماً فبالرغم من براءة العرض إلا أنه يشعر بانجذاب شديد لكلير وإن لم يخنه حدسه فهي أيضاً منجذبة إليه وآخر شيئ يحتاجانه هو إضافة المزيد من التعقيدات الجسدية أوالعاطفية إلى وضعهما المعقد أساساً .. جذب سترته الجلدية من الشماعة ..
" شكراً على العرض ولكني سبق أن حجزت في حانة متنقلة في باوي لين وأفضل البقاء هناك ولكن يمكنني الحضور وقت الفطور " عرض عليها زاك مدركاً بأنه كلما أسرع بلقاء برادلي وروبن ورتب كل هذه الأمور المتعلقة كلما كان أسرع بتركه هذه البلدة والعودة لحياته الخاصة ..
" ما الوقت الذي يستيقظان فيه عادة؟ " سأل متجاهلاً نظرة الإحباط في عيني كلير وهو يرتدي جاكيته بسرعة شديدة فهويعلم ما الذي تريده كلير منه ولكن يجب عليها أن تتعلم بأنه لا يرغب سوى بمنح القليل من نفسه ..
" السادسة صباحاً " أجابته كلير . قام بحسبة صغيرة في رأسه للتأكد من أن يمنح كلير وقتاً كافياً لتبدل ثياب النوم قبل ظهوره أمام الباب .
" سأكون هنا حوالي السابعة إن كان هذا يناسبك "
" لابأس بهذا " قالت مبتسمة وقد عادت نظرة التفاؤل لعينيها فجأة مثلما غادرتهما قبل قليل فجأة ..
" سيفرح الطفلين لرؤيتك كثيراً " قالت تطمأنه بهدوء .. وجد زاك صعوبة بتصديق هذا فنظر إليها متشككاً
" إنهما لم يقابلاني أبداً " هزت كلير كتفيها ..
" كما قلت لك من قبل أنت فرد من العائلة وفي هذه اللحظة .. " إبتسمت له مشجعة آملة في نفسها أن تتأثر مشاعره بهما .. " أنت كل ما لديهما "
**********
راحت كلمات كلير ترن في أذني زاك وهو يودعها ويصعد إلى سيارته المستأجرة .. هو يعلم في قرارة نفسه بأن كلير كانت تأمل بأنه لو قضى بعض الوقت مع الطفلين فقد يؤثر هذا على قراره ويرغب بأن يصبح ولي أمرهما . ولكن هذا لن يحدث أبداً مهما كانا رائعين , ومهما كانت رغبتهما بالإنتماء لعائلتهما فهو لايعرف شيئاً عن الأطفال وفي هذه المرحلة من حياته هو غير مهتم للتعلم ..
ومن الأفضل لهما أن يعيشا مع أسرة مكونة من أب وأم .. وتمنى وهو يركن سيارته أمام باب غرفته المستأجرة بأن تدرك كلير ذلك أيضاً غداً ..
خرج زاك من سيارته ودخل غرفته ومثل أكثر الحانات المتنقلة في المدن الصغيرة كانت الحانة رخيصة ولكن نظيفة وتقع في مكان ملائم ..
خلع حذائه البوت ثم ضبط المنبه على السادسه والربع صباحاً ونزع ثيابه ودخل السرير ونام وهو لايزال يفكر بنظرة خيبة الأمل العميقة في عيني كلير عندما أدركت بأنه فعلاً لن يأخذ الطفلين ..
إستيقظ زاك صباحاً وهو لايزال يفكربكلير متمنياً أن يستطيع جعلها تدرك بأن هذا هو الأفضل دون الدخول إلى التفاصيل الحزينة من ماضيه .. قطب جبينه ثم نهض وتوجه إلى الحمام ..
كان قد وضع كريم الحلاقة على وجهه عندما دق الهاتف .........
" إنه ليس هنا " عبرت روبن عن قلقها جهاراً " قلت بأنه سيكون هنا في وقت الفطور " وجهها الملائكي يكسوه التوتر وهي تراقب كلير وهي تنهي طبخ آخر الفطائر ثم تضعها في الفرن لتدفئها مع اللحم المقدد ..
نظرت كلير للساعة كانت قد تجاوزت السابعة والنصف ولا أثر لزاك تايلر ثم إلتفتت لروبن وقالت بإبتسامة مطمئنه ..
" ربما يكون إستغرق بالنوم " .. أو قرر عدم المجيئ أبداً .. صححت لنفسها بصمت .. وهذا بالطبع أحد الأسباب التي جعلتها ترغب بأن يقضي زاك ليلة البارحة هنا ..حتى لايكون بمقدوره التراجع قبل أن يلتقي بروبن وبرادلي ..
دق جرس الباب فتنفست كلير الصعداء ..
" قد يكون هذا هو الآن " قالت بينما أطفأت الشواية ومسحت يديها بمنشفة الصحون ..
" أريد أن أرى " قال برادلي وهو ينزلق من كرسيه ويدس يده بيد كلير بينما ترددت أخته الأكبر منه سناً بإستحياء .. فيما توجهت كلير وبرادلي إلى إستراحة المنزل ..
" آسف على التأخير " قال زاك حالما فتحت له الباب الأمامي .. وبدا متوتراً ومنزعجاً " لقد كنت على الهاتف مع رئيسي " .. تفحصت كلير شفتيه المتجهمتين ..
" مشاكل؟ " خمنت فدفع يده خلال شعره الأسود المجعد..
" دعينا نقول فقط بأن مارجوت ليست سعيدة جداً لأنني طلبت إجازة إضافية لبضعة أيام "
إبتسمت كلير لزاك متعاطفة معه فهي تدرك ما معنى الجدال مع رب العمل دون مواجهته وجهاً لوجه وهذا هو أحد الأسباب التي جعلتها تفتح مكتباً خاصاً لممارسة المحاماة ..
" آسفة "
" لاداعي للقلق " قال زاك ثم إنحنى لينظر في عيني برادلي ومد يده له ..
" أنا زاك " إبتسم برادلي وصافحه معلناً
" أنت إبن عمي "
" بالتأكيد أنا كذلك .. وإن لم أكن مخطئ " قال زاك ثم أشار إلى القطار المطرز على بدلة برادلي المخططة بالسكك الحديدية " فهذا قطار "
" يخرج منه الدخان " قال برادلي بإبتسامة عريضة " ولدي المزيد منها في صندوق ألعابي فوق "
" ربما سيكون في مقدورنا اللعب بها فيما بعد " قال زاك فهز برادلي رأسه موافقاً بحماس ..
فداعب شعره ثم إعتدل واقفاً ونظر إلى كلير بفضول .. مخمنة ما الذي كان سيسأل عنه قالت له ..
" روبن في المطبخ إن كنت تريد إلقاء التحية عليها "
" بالتأكيد " قال ثم خلع جاكيته عن كتفيه العريضين وعلقه على الشماعة بجانب الباب ..
قادته كلير إلى المطبخ وهي تحاول التغاضي عن وسامته الشديدة هذا الصباح بعد أن حلق ذقنه وأخذ دشاً ..
كانت روبن لاتزال حيث تركتها كلير بقميص داخلي أحمر وبلوزة بيضاء مزينة بالقلوب , شعرها الأسود مرفوع على شكل ذيل حصان .. وبدت غير ودودة وهي تراقب زاك بحذر وقد تألقت عيناها الزرقاوين بسوء الظن وهي تنقل وزنها من قدم لقدم أخرى ..
" لا أريد أن أتحدث إليك " قالت بينما إنزلقت شفتها السفلى في عبوس متجهم ..
" موافق " قال زاك ببساطة كافية كما لو كان يتوقع هذه الزجرة ثم إتجه إلى كلير وسأل بمرح .. هل الفطور جاهز؟ " أحست كلير بالإرتياح لأن زاك تغاضى عن مجاراة روبن وقالت ..

" ليجلس الجميع وسأحضره "

" ألا يهمك أبداً أنني لا أريد التحدث إليك؟ " سألته روبن وهي تقترب بينما كان زاك يجلس ..

" بالطبع يهمني " قال زاك بلطف وهو يحدق بالطفلة العدوانية بنفس الأدب والإحترام الذي يمنحه للشخص البالغ .. " ولكني أيضاً أظن بأنك الآن فتاة كبيرة وهذا هو قرارك الذي إتخذته " ثم هز كتفيه العريضين بلا إهتمام وتابع " تماماً مثلما هو أيضاً قراري سواء أردت أم لم أرد التحدث إليك "
كان من الواضح أن روبن أحبت حقيقة أنها حصلت على إحترام زاك وإنتباهه ..

" هل تريد التحدث إلي؟ " تابعت روبن بينما كانت كلير توزع الفطائر واللحم في صحني الطفلين ..
" طبعاً أريد " قال ثم أخذ يد روبن بلطف في يده " لأنك وبرادلي أبناء العم الوحيدين لي أيضاً "
فكرت روبن بهذا وهي تأكل فطائرها ..

" أعتقد بأننا يمكن أن نصبح أصدقاء " قالت بعد لحظة ثم إبتسمت لزاك فبادلها الإبتسامة ..
وهنا أدركت كلير بأنها ربحت الجولة الأولى من معركتها .. فقط لوأن بقية أهدافها تتم بنفس السهولة..http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

shymoon
23-04-2008, 04:13
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif
إذاً هنا كان يعيش إبن عمي وزوجته " قال زاك وهو ينظر حوله إلى الهكتارات الخمسة التي ورثها الطفلين والواقعة خارج لارمي .. كان بيت المزرعة المرتب الصغير مبني من حجر الكلس المحلي وقد توسط في بستان البلوط وأشجار الجوز الأمريكي .. وفي الفناء الخلفي كانت توجد أرجوحة كبيرة من الخشب .. أما الأمامي فقد صُفت على جانبيه أشتال الزهور ..
" ألم تحضر إلى هنا أبداً؟ " سألته كلير وهي تفتح الباب ليدخلا البيت فهز زاك رأسه وهما يسيران خلال الغرف النظيفة ثم توقف أمام الصور العائلية المبتهجة والتي كانت تزين رف الموقد ..
" لم أرى إبن عمي منذ سنوات " وأصبحت تعابير وجهه مليئة بالحزن والندم " آخر مرة رأيت فيها سيندي كان يوم زفافهما "
" هذا مؤسف جداً " قالت كلير بهدوء وهي تحاول جاهدة ألا تكون متأثرة بألفة الحالة التي وجدا نفسيهما يتعاملان معها " سيندي وبليك كانا لطفاء "
واستدار زاك بسرعة لمواجهتها فغمرتها رائحة الكولونيا الخفيفة المنبعثة منه ..
" أتعرفينهما؟ "
" أجل " وانزلقت عينيها إلى العمود القوي من حنجرته ثم إلى الشعر الداكن الظاهر من عنق قميصه المفتوح القطني الأزرق الغامق " كانا من أوائل زبائني عندما إنتقلت إلى لارمي العام الماضي "
تفحصت عيناه الزرقاوان بلون البحر شعرها ووجهها قبل أن تستقران مرة أخرى في عينيها ..
" ألهذا السبب أنت شديدة الحرص على الطفلين؟ " سألها بفضول ..
هزت كلير كتفيها وهي واعية إلى أن قربه منها بهذا الشكل يجعلها تشعر بداخلها بالإندفاع والذعر دون أن تدرك السبب ..

" أنا ولية أمرهما المعينة من قبل المحكمة وهذا هو عملي " غامت عيناه بإدراك بطيئ وهو يتفحصها بنظرة سريعة شاملة ..

"بطريقة ما يبدو لي الأمر أكثر من هذا "
أدركت كلير منذ أيام بأنها أصبحت متعلقة جداً بروبن وبرادلي وقد أزعجها أن يظن زاك هذا أيضاً إبتعدت مستديرة عنه متصنعة الهدوء وأشارت إلى الأثاث والحاجيات الشخصية في الغرفة وسألته ..
" ماذا تريد أن تفعل بالأثاث؟ " تنهد ثم وضع يديه في جيبي بنطلونه الجينز
" أي شيئ ذا قيمة عاطفية يجب أن يبقى للطفلين " ثم عبس بينما يتأمل تشكيلة كتب وتحف زهيدة بالإضافة إلى مصابيح في الغرفة بدا أنها لم تكن تستخدم كثيراً " ولا أعرف بالنسبة للبقية "
سجلت كلير بعض الملاحظات حول ما قرره حتى الآن في دفتر ملاحظاتها الذي بين يديها ثم نظرت إليه بشكل حذر ..
" هل تريد أي من الأثاث لبيتك الخاص؟ "
" ليس لدي بيت " أخبرها بإقتضاب
" شقتك إذاً " قالت كلير
" ليس لدي شيئ من هذا القبيل أيضاً " تابع بدون ذرة إحساس بالندم .. وتشابكت نظراتهما للحظة طويلة ..

" إذاً فأين تعلق قبعتك على سبيل المثال؟ " سألته كلير منذهلة ..
" في الطائرة المتعلقة بالشركات التي أطير برئيسي حولها أو في أي فندق أقيم فيه "
تفحصت كلير زاك بحيرة فهي لم يسبق لها أن التقت بشخص لايملك سوى النذر القليل من الإرتباطات العاطفية والطبيعية ثم أمالت رأسها قليلاً إلى الجانب وهي لاتتخيل نفسها تعيش حياة كهذه
" ألا يضايقك هذا؟ " هز زاك كتفيه العريضين بلا هدف وقد بدا أنه أصبح .. إن كان هذا ممكناً .. بعيد جداً ..
" تعلمت منذ زمن طويل أن أتنقل بخفة " وسمعت كلير ألماً عميقاً وإحساساً بالوحدة من خلال هذه الكلمات المقتضبه , وأيضاً أمنية صامتة بألا يتطرقا لماضيه أكثر من هذا .. ماالذي حدث لزاك؟ ..
تسائلت بداخلها .. ليجعله يرغب بالعيش بهذه الطريقة؟ .. من الذي جرحه؟ , ولماذا؟ ..
" هل هناك أي أشخاص آخرون قد يشعرون بأن لهم الحق بالحصول على أي شيئ من هذا؟ "
سألته كلير بشكل حذر فأومئ زاك برأسه مرة أخرى .. فنظرت إليه بتمعن ..
" يمكنك أن تحتفظ بالبيت لتستخدمه عندما تأتي لزيارة الطفلين " .. يمكنك أن تصنع منه منزلاً لك وللطفلين هنا ..حدثت نفسها بهذا بحزن .. وكل ما عليك أن تفعله هو أن تقول نعم وسأقوم بكل الإجراءات القانونية لتحقيق هذا
أومئ زاك رأسه بعناد ..
" مع جدول عملي لا أظن أنه باستطاعتي العودة في الغالب لجعل هذا ممكناً وأظن من الأفضل المضي وبيع المنزل بأسرع وقت ممكن ووضع ذلك المال في حساب الطفلين ثم نرى ماذا يمكننا أن نفعل بمسألة إيجاد عائلة تتبناهما " حاولت كلير ألا تظهر خيبتها لأن زاك لم ينجذب للطفلين ولا إلى لارمي تكساس مثلما إنجذبت هي إليهما بسرعة وبعمق .. وذكرت نفسها بأنه ليس من عملها الحكم على زاك ولا محاولة تغيير رأيه .. تابعت وهي تحاول إخفاء عاطفتها ..
" سبق وأخبرتك بأن لدي قائمة من العائلات المهتمة بهذا الأمر "
عبرت وجه زاك موجة من الإرتياح بالرغم من إشتداد صوته وهو يقول ..
" أريد أن أرى تلك القائمة .. أريد أن أتأكد من أن يكونا في وضع جيد مع أناس يحبونهما قبل مغادرتي "
" هل وقعت كل أوراقك؟ " سألته روبن .. عندما أخذتها كلير وزاك هي وشقيقها برادلي من موعد لعبهما الصباحي ..

" بعضها وليس كلها " فقد مر هو وكلير على مكتب عقارات وعرضا المنزل للبيع .. غريب لم يبدو هذا وكأنه نوع من الخيانة بالرغم من علمه بأنه ليس هناك خيار آخر .. فقد كان يقوم بما هو أفضل للطفلين على المدى البعيد وفي يوم ما ستدرك كلير والطفلين هذا .. ولكن حتى ذلك الوقت ستظل كلير
تنظر إليه بحزن وهي تتمنى بلا شك أن تحثه على البقاء .. وكذلك الطفلين قد لايدركا لم كان عليه الرحيل .. فكر بهذا بمرارة وهم يقطعون المسافة القصيرة إلى بيت كلير
" هل يمكن أن نلعب جزيرة الحلوى؟ " قالت روبن حالما دخلوا المنزل وأخرجت طاولة اللعبة وقدمتها إلى كلير
" يمكن لزاك أن يلعبها معك " عرضت عليها كلير وهي تجلس خلف مكتبها في غرفة الجلوس وتشغل حاسوبها وابتسمت لروبن لتطمئنها متابعة " أنا لدي بعض الأعمال التي يجب أن أقوم بها الآن " كانت ستصرف وقت العصر بكتابة الأوراق القانونية المختلفة التي يتوجب على زاك توقيعها في النهاية بينما يساعدها بتسلية الطفلين
عكس وجه روبن إحباطها لكنها أطاعتها على أية حال فحملت صندوق اللعبة إلى زاك ووقفت أمامه تتفحص وجهه قبل أن تسأله ..
" هل تعرف كيف تلعب؟ "
" سأفعل بعد أن أقرأ القواعد " وعدها زاك وفكر بأن تسليتهما لهذا العصر بعد كل ما مرا به بسبب فقدهما لذويهما هو أقل ما يمكنه أن يفعله لهما ..
أحس زاك بالإرتياح فقد كانت اللعبة سهلة إلى الحد الذي جعل برادلي ذو الثلاث سنوات ينضم إليهما باللعب ورغم أنه أحس بالغرابة في بداية اللعبة وهو يتمدد على الأرض مع الطفلين إلا أنه مع مرور الوقت وجد نفسه يستمتع باللعب معهما وقد أصبحا في منتصف الطريق لإختراق روحه .. وفي المقابل كان حماس برادلي للعبة يقل شيئاً فشيئاً ويزداد خمولاً وما أن وصلت اللعبة لنهايتها حتى كان يتكئ على زاك بينما رأسه يستند على صدره وقد بدت وجنتيه شديدة التورد وأحس زاك من خلال قميصه القطني الثقيل بحرارة جسد برادلي الصغير وبحركة غريزية وضع زاك يده على جبين الطفل وقطب حاجبيه لما وجد ..
" كلير؟ " رفعت كلير نظرها عن لوحة مفاتيح حاسوبها وقد بانت الحيرة على ملامحها ..
" هممم؟ "
" ألديك مقياس حرارة؟ حرارة برادلي مرتفعه "
إنه التهاب في الحنجرة " أعلن الدكتور جون ماكيب عم كلير بعد فترة وجيزة وهو يكتب وصفة من المضادات الحيوية في غرفة الطوارئ في مستشفى جالية لارمي " يجب أن تملآ هذه في صيدلية المستشفى وتبدآن بإعطائها لبرادلي فوراً ويمكنكما إعطائه أيضاً دواءً مخففاً للحرارة كما قد لايرغب بالأكل كثيراً إلى أن تتحسن حالته قليلاً ولكن من الضروري أن يستمر بتناول السوائل فنحن لا نريده أن يصاب بالجفاف . وترقبا علامات المرض في أي شخص آخر كان قريباً منه فالتهاب الحنجرة معدي "
" حسناً " قالت كلير وهي تنهي تلبيس برادلي ثيابه ثم تحمله لتهدهده بين ذراعيها بلطف ..
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

shymoon
23-04-2008, 04:15
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif
" إن إزدادت الحمى أثناء الليل .. " تابع وبدت الطيبة واللطف عليه كطبيب للعائلة " قد يكون من الضروري وضعه في حوض ماء فاتر ومسحه بإسفنجة للتخفيف من حرارة جسده "
والقت كلير على زاك نظرة قلقة فعرف شعورها لأنه هو أيضاً يشعر بالقلق ..
" وكيف لي أن أعرف متى أفعل هذا؟ " سألت كلير جون بينما كان برادلي يمد ذراعيه لزاك فأخذه منها وضمه بين ذراعيه وهو لايزال ينصت لنصيحة الطبيب بإهتمام ..
" إن إرتفعت حرارته فوق 102 درجة فضعيه فوراً في حوض الماء " قال جون .
أحاط برادلي عنق زاك بذراعيه وهو يضع رأسه فوق صدره ورغم أن زاك لم يسبق له أن حمل طفلاً بين ذراعيه إلا أنه بطريقة ما بدا شعوراً جميلاً وهو يضم برادلي لصدره بهذه الطريقة ..
أمسكت كلير بيد روبن ونزل أربعتهم معاً إلى القاعة لأخذ الوصفة ثم توجهوا خارجاً إلى السيارة ..
وعندما وصلوا إلى المنزل كان برادلي نائماً مرة أخرى فأيقظاه لإعطائه الجرعة الأولى من الدواء..
ثم وضعاه على الصوفا وغطياه بالبطانيه وشغلا له الفيديو على برنامجه الكرتوني المفضل .. متجاهلة العرض الذي كان على شاشة التلفزيون جرت روبن يد زاك ويد كلير معاً ..
" أنا جائعة " أعلنت وهي تنقل نظراتها بينهما " ما هو العشاء؟ " بدا سؤال روبن موجهاً أولاً إلى زاك .. وبالرغم من أن نيته هي الإبتعاد من هنا في اللحظة التالية من توقيعه بقية الأوراق القانونية اللازمة إلا أنه كان يعلم بأن ليس لديه خيار آخر فكلير وبكل بساطة بحاجة للمساعدة ..
" لا أعرف بعد " أخبر زاك روبن بحزم " ولكن أعدك بأننا سنتدبر الأمر "
" أتريد البقاء؟ " سألته كلير بدهشه فهز كتفيه إنها ليست تضحية كبيرة فهو على أية حال لن يكون قادراً على الأسترخاء في غرفته بالحانة وهو يعلم بأن برادلي مريض هنا ..
" شخص ما يجب أن يخرج ويحضر العشاء " قال زاك وعلى خلاف الإهتمام بروبن وبرادلي كان هذا عملاً رتيباً يمكنه التعامل معه .. ونظر في عيني كلير وابتسم" بيتزا وبعض السلطة تبدو جيدة؟ "
" يبدو هذا رائع " قالت كلير وهي تبتسم له بإرتياح وتنظرإليه بإمتنان ..
" لست جائعاً " قال برادلي وهو يلف ذراعه حول ساق زاك ويجذبه بقربه من جديد .. فأحس بقلبه يهفو نحو الطفل ذو الثلاث سنوات فبالرغم من أن برادلي لم يشتكي إلا أن حنجرته لابد كانت تؤلمه ..
فانحنى بجانب الطفل وسأله برقه " ما رأيك بالحليب المخفوق؟ " وتسللت داخله موجة من الحنان وهو يبعد شعر برادلي عن وجهه المحمر من الحمى " هل تظن بأن بمقدورك شربه؟ "
هز برادلي رأسه..
" بالشوكولاتة لو سمحت "
" هل أستطيع أن أذهب معك؟ " تدخلت روبن وهي تشد زاك من كمه فنظر إلى كلير ليرى رأيها ..
أحست كلير بأن روبن كانت تشعر بالإهمال بعد أن إستحوذ شقيقها الأصغر على كل إهتمامهما ..
" ستكون هذه مساعدة كبيرة روبن " قالت كلير مبتسمة بلطف .............
عندما عاد زاك وروبن بالعشاء كان برادلي يغط بالنوم على الأريكة فوضعت كلير حليبه بالثلاجة ليشربه فيما بعد ثم جلس ثلاثتهم في المطبخ ليأكلوا ..
" هل تحب الطيران بالطائرات النفاثة؟ " سألته روبن
" كثيراً " أجابها زاك وهو منتبه إلى أن كلير كانت تستمع لأجاباته بإهتمام أكبر من إهتمام محققتها الصغيرة .. التقطت روبن الفلفل من بتزاها وأكلتها أولاً ثم أمالت رأسها جانباً وهي تسأله ..
" لماذا؟ "
" بسبب الحرية التي يمنحها الطيران على ما أظن " قال زاك ثم تابع " عندما كنت في مثل سنك .. أردت أن أفعل شيئان .. أن أصعد إلى السحاب وأن أرى العالم والطيران منحني هذين الشيئين معاً " ثم توقف وهو يمعن النظر في تعبير الفضول الذي إكتسى به وجهها الصغير " ماذا تريدين أن تصبحي عندما تكبرين؟ "
" أن أكون أماً " أعلنت روبن بسعادة " وأن أكون محامية مثل كلير " ثم إلتفتت إلى كلير بسرعة ..
" ولكن كيف أصبحت محامية؟ "
" لأن والدي كان محامياً وفيما بعد عندما صار عمري إثنا عشر عاماً أصبح قاضياً وكنت معتادة على الذهاب معه إلى غرفته بالمحكمة أحياناً ومراقبة ما يحدث هناك وفكرت بأن الطريقة التي يساعد بها والدي الناس كانت رائعة جداً "
" حسناً هذا ما أريد أن أفعله أنا أيضاً " قالت روبن " أساعد الناس .. وأكون عروساً وأتزوج "
ثم نظرت لكلير وسألتها " لماذا لم تتزوجي؟ "
" في الواقع " قالت وهي تشعر بوجنتيها تتوردان إرتباكاً بينما تعيد إنتباهها إلى سلطتها ..
" كنت متزوجة "
" متى؟ " هتف زاك قبل أن يستطيع منع نفسه .. لم يكن يعرف السبب ولكن لم تعجبه فكرة أن تكون كلير متزوجة من أي رجل آخر ..
" عندما كنت في كلية الحقوق " قالت ثم إبتسمت لهما معاً وهي تنهي سلطتها وتبدأ بأكل البيتزا ..
" هل قتل زوجك في حادث سيارة مثل أمي وأبي؟ " سألتها روبن وقد ظهر القلق على وجهها ..
" لا بل تطلقنا " قالت كلير بتنهيدة حزينة ..
أراد زاك أن يسألها عن السبب ولكن النظرة المتقلبة التي بدت في عيني كلير جعلته يدرك بأن الأجابة ليست شيئاً يجدر بطفل سماعه .. لاحقاً عندما يصبح هو وكلير لوحدهما ثانية .. وعد نفسه .. سيعرف إجابة ذلك إضافة إلى كل الأشياء الأخرى التي يريد أن يعرفها ..
غافلة عن التوتر الذي ساد الجو بين الشخصين البالغين بجانبها إستدارت روبن لزاك فضولية كالعادة
" هل سبق لك أن تزوجت؟ " سألته بعينين واسعتين بريئتين .. تجمد زاك ثم إعترف بتردد..
" أه .. لا " تجهم وجه روبن الفزع عكس إحساس كلير ..
" ولما لا؟ " سألته روبن ..
لأنه لم يسمح لأي شخص بالاقتراب منه بما يكفي .. خوفاً من أن ينبذ مرة أخرى كما نبذ عندما كان صغيراً ..
" أنا فقط لست من نوع الرجال الذين يمكن لهم أن يستقروا مع أي شخص كان على ما أعتقد "
قال زاك بلطف ثم أدرك بمجرد أن خرجت تلك الكلمات من شفتيه ورأى القلق على وجه كلير فداحة ما تفوه به ................
" خاب أملك بي .. أليس كذلك؟ ... لأني قلت لروبن بأني لست من النوع الذي يمكن له أن يتزوج "
سأل زاك كلير بعد أن أصبحت روبن وبرادلي في سريريهما بعد أن جاء موعد نومهما وهو يشعر بالضيق لإدراكه إلى أي حد أثر فيه إنزعاجها ولأسباب لايفهمها تماماً أرادها أن تعجب به وتحترمه وهو في هذه اللحظة يشعر بأنها لاتفعل هذا ..
غامت عينا كلير إلى أن تحولتا إلى زمردة عميقة وهي تهز كتفيها النحيلين بلا إهتمام
" على الأقل أنت صادق حول الطريقة التي تشعر بها " قالت وهما يجلسان إلى الطاوله في غرفة المعيشة ..
" ما الذي تعنينه؟ " سألها زاك ثم تابع وهو يأمل أن تتجه دفة الحديث إلى حيث يريد " أتعنين أن زوجك السابق لم يكن صادقاً؟ "
" أعتقد بأن زوجي السابق أراد أن يتزوج " قالت وهي تسلم زاك الأوراق القانونية التي كانت تعمل عليها في وقت سابق " إنه فقط لم يكن يرغب بالأطفال "
" ألم تتحدثا في هذا الأمر قبل الزواج؟ "
" شكلياً " قالت كلير وقد إحمر وجهها وهي تبعد عينيها عن نظراته المتفحصة " لكن عندما أصبح حقيقة أثناء سنتنا الأولى من كلية الحقوق .. " توقفت وابتلعت ريقها بصعوبه " قرر بأن الأبوة ليست له .. وقال بأنه فقط لايستطيع بأن يرى حياته تسير بهذه الطريقة ثم هجرني "
أراد زاك أن يدق عنق زوجها السابق لأنه جرحها بهذه الطريقة ..
" وماذا حدث للطفل؟ " سألها برقة وهو يمد ذراعه ليأخذ يدها في يده .. نظرت كلير لأصابعهما المتشابكة لكنها لم تحاول إبعاد يدها وهي تجيبه بحزن ..
" فشل الحمل بعد بضعة أسابيع "
لم يكن زاك بحاجة لأن يرى الدموع تلمع فجأة في عينيها ولا لأن يسمع الألم في صوتها الخافت ليعلم إلى أي حد حطمها هذا .. ولكنه أيضاً أصبح يعرف كلير بما يكفي ليدرك بأنها ليست إمرأة تقبل الهزيمة بسهولة أو أن تتخلى بكل بساطة عن التزاماتها ..
وأحس برغبة ملحة بأن يعرف ماحدث بعد ذلك فسألها ..
" هل حاولت أن تعودي إليه؟ "
" لم تكن هناك فائدة ترجى من هذا؟ " قالت وشدت بأصابعها على أصابعه ثم جذبت يدها بعيداً ..
" لأني أدركت بعد هذا بأني أريد الأطفال كثيراً .. وعرفت بأنه لايمكنني أن أكون مع أي شخص يهرب من مسؤولياته "
" كما أفعل أنا " خمن زاك بتعاسة ..تغير لون وجه كلير وتقوست كتفاها وهي تتراجع في كرسيها ..
" لم أقل هذا " ورفعت ذقنها بتحدٍ
" ورغم ذلك هذا هو ما تفكرين به " إحتج زاك بهدوء وهو يتراجع هو الآخر في كرسيه وتابع بعد فترة صمت قصيرة " طوال الوقت "
لم تحاول كلير إنكار هذا ..
" أنا فقط لا أظنك تعرف مالذي ستتخلى عنه " قالت بلطف وهي تنظر عميقاً في عينيه " برادلي وروبن طفلين رائعين " أحس زاك بتأنيب الضمير لكنه سرعان ما دفع عنه ذلك الأحساس ..
" لم أقل أبداً بأنهما ليسا كذلك " أجاب بإقتضاب ..
" وثلاثتكم عائلة "
عائلة .. فكر زاك وهو يشعر بالمرارة تصعد إلى حنجرته ثم وقف ومشى في الغرفة بقلقٍ واضح ..
" العائلة لم تخلق من أجلي كلير "
" هذا غير صحيح " وقفت كلير وسارت نحوه لتنضم إليه أمام النافذة التي كانت تشرف على شارع البلدة الصغير الهادئ ..
" لقد خلقت العائلة للجميع " قالت بعاطفة بالغة جعلته ينزل نظراته إليها وهو يحدق بوجهها بينما يقاوم رغبة شديدة بأن يأخذها بين ذراعيه ويقبلها وتمالك نفسه وهو يفكر بكل الأسباب التي تمنعه من أن يفعل ذلك ..
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

shymoon
23-04-2008, 04:19
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gifhttp://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif
" تتحدثين كشخص عاش طفولة سعيدة " إتهمها بخشونة .. فاندفعت مدافعة عن نفسهابحرارة ..
" لم تكن كلها طريقاً مفروشة بالزهور " ولكن زاك كان مستعداً لأن يراهن بأنها كانت طفولة أسعد من طفولته بكثير .. واقترب منها خطوة وسألها بهدوء وهو يفتش في عينيها ..
" كيف كانت إذاً؟ " وبحثت عن كلمات مناسبه لتشرح له الأمر..
" كنت أصغر إخوتي السته .. فقد أنجبتني أمي وعمرها خمسة وأربعون عاماً .. وعندما بلغت السادسة من عمري كان الجميع قد تركوا العش كما يقال .. لا أقول بأنه كان يزعجني إستحواذي على كل إهتمام والداي .. ولكن ما كان يزعجني ولا يزال هو التباعد بيني وبين أشقائي وشقيقاتي بسبب فرق السن بيننا "
لم يستطع زاك أن يشعر بالأسف كثيراً من أجلها ..
" على الأقل كان لديك إخوة وأخوات أما أنا فلا "
" ولكن لديك أبوان زاك " وتطلعت كلير لوجهه وكأنها تعتقد بأن هذا كافياً ..
يالهما من أبوان .. فكر زاك وهو يتذكر طفولته .. وكلير لن تفهمه أبداً إلا لو أخبرها حقيقة ماضيه ..
" هجرنا والدي عندما كان عمري أربع سنوات , وتركتني أمي مع موظفي الخدمات الإجتماعية عندما أصبح عمري ثمان سنوات , قالت بأنها ستعود من أجلي لكنها لم تعد أبداً , لم تكن تريد تحمل المسؤولية , ولم أكن أناسب حياتها "
وتذكر غبائه وهو يتوقع أن تعود إليه أمه ذات يوم .. وهذا ما جعله ينطوي على نفسه رافضاً أن يندمج أو يسمح لأي فرد من أفراد العائلات التي تبنته بالإقتراب منه .. خوفاً من أن تظن أمه عندما تعود لأخذه بأنه سعيد مع تلك الأسرة أكثر من سعادته معها ...
والتمعت عينا كلير بالتأثر وهي تلمس ذراعه بحنان ..
" آسفة لأن والديك سببا لك الألم "
" لم يعد يهم " قال محاولاً تجاهل دفء لمستها وهو يتنهد بشكل منهك ويفرك خلف عنقه .. " كان ذلك منذ سنوات مضت .. لقد تجاوزت الأمر "
أحقاً تجاوز الأمر؟ ولكن تلك النظرة التي بدت في عينيه أخبرت كلير شيئاً مختلفاً .. تركت يدها تسقط من ذراعه لتمسك بيده ..
" مازلت تستطيع الحصول على عائلة زاك في روبن وبرادلي "
عرف زاك بأن هذا ما تظنه كلير لكنه لايستطيع أن يرى نفسه يأخذ طفلين يتيمين وهو لايعرف شيئاً عن كيفية بناء عائلة مترابطة ومتحابة .. وأحس بالذنب ثانية فجذب يده من يدها ليبتعد عن ألفة لمستها
" الأمر ليس بتلك البساطة كلير " أخبرها بقسوة فهو لن يرضخ لها مهما كان نوع الضغوط التي تمارسها عليه ولن يعرض هذين الطفلين الصغيرين لما تعرض له هو نفسه عندما كان طفلاً من قلة إهتمام وحب .. فهما يستحقان أن يعيشا في بيئة صحية بل يستحقان أكثر من هذا بكثير ..
وضغطت كلير شفتيها معاً في إدانة صامتة ..
" إذاً إجعله بتلك البساطة " قالت وقد تصلبت كتفاها ..
" حسناً " قال زاك مصمماً أن يجعله بسيطاً كما أرادت له كلير أن يكون وعاد يجلس أمام طاولة الطعام ثم التقط قلماً وتناول الأوراق القانونية التي سبق لكلير أن قدمتها له في وقت سابق .. ودون أن يضيّع المزيد من الوقت دخل في صلب الموضوع سائلاً إياها ..
" أين أوقع لأتخلى عن الوصاية على كل أملاك إبن عمي وطفليه؟ "
وتقدمت كلير نحو الطاولة أيضاً وقد إمتزج الغضب والحزن في عينيها الخضراوين .. فعرف زاك بما لايدعو للشك بأنه خذلها وبعمق..
" أحقاً أنت مصمم على فعل هذا؟ "
هز زاك رأسه رافضاً الإقتناع بغير ما قرره حتى ولو كان من قبل شخص برقة وجمال كلير ماكيب فما كان يفعله هو من أجل مصلحة الطفلين ويوماً ما إن شاء الله ستدرك كليروالطفلين هذا أيضاً ..
وقبل أن تتفوه كلير بكلمة تأنيب أخرى دق جرس الباب ..
" ماذا الآن؟ " قالت متنهدة وهي تنظر لساعتها لتجدها قاربت التاسعة ليلاً .. واندفع زاك واقفاً على قدميه وقد أصبحت رغبته بحمايتها والطفلين أشد من رغبته بالتوقيع والهرب فالمشاكل ممكنة الحدوث حتى في المدن الصغيرة كلارمي , تكساس ..
" أتريدين أن أفتح أنا الباب؟ " سألها .. فأومأت برأسها وهي لاتشعر بأدنى توتر لما قد ينتظرها ..
" لا .. أنا سأذهب .. أما أنت فقط إبقى هنا واقرأ الأوراق جيداً وفكر بما توشك على التخلي عنه "
ثم قذفته بنظرة إستهجان أخيرة قبل أن تستدير بسرعة وتتوجه نحو الباب ..
وأخفض زاك نظراته إلى الأوراق التي وضعتها أمامه .. لم يكن ملماً بمفردات الصيغة القانونية كلها ولكن كان من الواضح بأنه لو وقع هذه الأوراق فلن تكون له أي حقوق قانونية أو مسؤولية تجاه الطفلين من هنا وصاعداً .. كان هذا ما أراده .. فلماذا إذاً يشعر بأنه يرتكب خطأ فادح؟ تسائل زاك بينما تناهى صوت نسائي مألوف قادماً من الإستراحة المجاورة .. وازداد إنزعاجه بسرعة فائقة .. فوقف وسار نحو القاعة الأمامية فإذا برئيسته تحدق به موبخة ..
" هل تعرف كم من الرسائل تركت لك في ذلك الفندق؟ " قالت له مارجوت ميدليتون وقد بان منصبها العالي كمدير الصيانة التنفيذي الحازم على لهجتها " وأخيراً إضطررت لجعل سائقي يحضرني إلى هنا حيث هذه المدينة الرجعية لأجدك .. أريد الذهاب إلى فيينا مباشرة .. وسأغادر هذه الليلة "
نظر زاك إلى مارجوت , عادة كان يلتزم بتنفيذ أوامرها فهذا جزء من عمله .. ولكن هذه المرة الأمر غير وارد وهو يدرك بأن مديرته التنفيذية الغنية لن تتقبل الأمر بسهولة .. واستدار نحو كلير فهي ليست بحاجة لأن تحتمل وطأة مزاج مارجوت السيئ السمعة ..
" أيمكن أن تعذرينا .. " وبدا له أن كلير تريد أن تفعل أي شيئ إلا أن تتركه ومارجوت لوحدهما ولو لم يكن زاك يعرف أفضل من هذا لفكر بأنها تشعر بالغيرة ..
" بكل تأكيد " قالت وابتسمت لهما بإقتضاب ثم إستدارت وتوجهت للمطبخ ..
فعاد زاك يستدير بإتجاه مارجوت ..
" لا أستطيع الذهاب " أخبر رئيسته .. خلعت مارجوت قفازها المصنوع حسب الطلب ثم الآخر
" لا أستطيع تحمل إعطائك أياماً أخرى إجازة زاك .. فقد حصلت على يومين "
" يوم " صحح لها زاك ..
" حسناً .. لقد بدا لي أكثر " قالت بغطرسة وقحة ..
" أنظري .. أنا آسف " قال زاك وهو يتسائل كيف لإمرأة ناجحة جداً في عملها أن تكون بهذه القسوة والتجاهل لإحتياجات الآخرين الشخصية .. " لكني لم أتمكن بعد من ترتيب الأمور هنا "
" لماذا؟ " سألته وهي تنقر الأرض بحذائها الثمين بنفاد صبر " فقط وقع كل الأوراق التي بحاجة للتوقيع ثم دعنا نذهب "
" لا أستطيع " أجابها .. فحدقت به رئيسته بنظرة ثلجية مهددة ..
" لديك عمل كالحلم .. زاك .. فلا تهدمه "
" صدقيني ... " قال زاك بضيق وهو يتذكر كم عانى وبذل من جهد ليصل إلى ما وصل إليه الآن
" بأني لا أريد أن أفعل هذا "كانت كلير قد إنتهت لتوها من إعداد القهوة عندما سمعت الباب الأمامي يغلق ثم إنضم إليها زاك في المطبخ وهو يبدو غير سعيد ومتجهم الوجه فأدركت كلير السبب وقالت ..
" لا أريدك أن تطرد من عملك "

نظر إليها زاك بإمتنان وهو يأخذ قدح القهوة ذات البخار المتصاعد الذي قدمته له كلير..
" مارجوت لن تطردني "
وعدها وهو يرفع القدح لشفتيه ..
رشفت من قهوتها هي الأخرى وهي لاتزال تشعر بالوخز حيث تلامست أصابعهما ..
" كيف لك أن تكون متأكداً جداً من هذا؟ " إرتسمت فوق شفتيه إبتسامة تهكميه ..
" لأنها لن تجد شخصاً آخر يحتمل هرائها اليومي "
حاولت كلير جاهدة بألاّ تلاحظ كم يبدو زاك وسيماً هكذا في ضوء مطبخها الخافت وقد تجعد شعره الأسود وظهر شبح لحية يرسم وجهه .. ولكن الوقوع تحت تأثير سحره ليس جزء من عملها ...
" ظننتك تحب العمل عندها "
قالت وقد بنت إستنتاجها على عدم إهتمامه بعمل شيئ آخرفي أي مكان آخر ..
هز زاك كتفيه ..
" أحب كسب الراتب الكبير ورؤية العالم "
ثم تنهد بشدة ومرر يده في شعره فزاد تجعيداته وقابل عينيها بصراحة وهو يتابع:
" أما مارجوت ميدليتون فهي شيئ آخر "
تفحصته كلير من فوق حافة قدحها .. ورغم علمها بأنه جزء من عمله إلا أنها كرهت حقاً التفكير به تحت رحمة تلك المرأة ..
" تبدو متعلقة بك "
بل شديدة التعلق فكرت كلير بهذا وهي ترى حاجب زاك يرتفع بفتنة صامته ..
" هل أنتما الإثنان ... " ولم تقوى على التفوه بالكلمة بصوت عالي ..
" ماذا؟ "حثها زاك مبتسماً
" على علاقة حميمة " هاهي نطقتها أخيراً
إبتسم لها إبتسامة عريضة .." لا "
أجابها بشكل جاف" ليس بأي شكل من الأشكال "
وتجولت عيناه فوقها من رأسها حتى أخمص قدميها بنظرة منزعجة قبل أن تعودا وتستقران على وجهها .. وفجأة أصبح صوته شديد الإغراء عندما تكلم بينما يضع قدح قهوته جانباً ويعود بانتباهه إليها ..
" هل هذا ما يجعلك غيورة؟ .. إعتقادك بأنه ربما يكون هذا هو السبب؟"
" لست غيورة " أخبرته بحدة .
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gifhttp://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

shymoon
23-04-2008, 04:24
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif
لكن زاك إكتفى بالإبتسام فقط وهويقترب منها ثم لف ذراعيه حولها ..
" أخبريني بهذا مرة أخرى بعد دقيقة "همس وهو يرفع وجهها إلى وجهه" وسأصدقك "
أرادت كلير المقاومة لكن في اللحظة التي لامست شفتيه شفتيها وهو يغمرها بعذوبة بفمه والإصرار الرجولي المطلق بقبلته .. في اللحظة التي باغتها بالإحساس بجسده القوي الدافئ .. تاهت في روعة تلك اللحظة .. تاهت فيه ..
لم يسبق أبداً لرجل أن لمسها بهذه الطريقة ...لم يسبق أبداً لرجل أن أرادها بهذه الشدة ....عناق واحد فقط فإذا بها تحترق شوقاً ..كانت ملكه .. تحتاجه .. تريده .. وترغب بالمزيد .. والمزيد ..
كانت ترتعش عندما رفع رأسه متراجعاً للخلف وهو لايزال ينتظر جوابها وأخفض نظراته لينظر في عينيها وهو يبتسم قائلاً بنعومة .." أعتقد بأن هذا هو الجزء الذي يفترض فيه أن تصفعيني على وجهي "
كانت كلير تدرك بأنها لو إبتعدت عنه الآن فإن أية لمحة للرومانسية بينهما ستتوقف فوراً .. ولهذا أطلقت العنان لمشاعرها وهي تأخذ وجهه بين يديها ولتتأكد من أن ما شعرت به قبل قليل لم يكن من نسج خيالها قبلته برقة في البداية .. ثم راحت تقبله مراراً وتكراراً ..
لا .. أدركت مرتعشة بينما كانت قبلاتهما مستمرة إنها لم تكن تتخيل .. كما أنها لم تكن تتخيل الطريقة التي جعلها تشعر بها وهي تشعر بالدفئ يغمرها من جديد .. بأنها إمرأة شديدة الأنوثة ومرغوبة ..
تنفست بصعوبه وهي تبتعد عنه لترى ردة فعله .. فرأت الرغبة تلمع في عينيه والحاجة التوّاقة الوحشية التي كان يشعر بها بينما يده تتخلل شعرها وهو يخفض رأسه وينظر في عينيها برقة هامساً:" هل تريدين أن تجربي ذلك مرة أخرى؟ "
هذه المرة قبلها بشدة بغير تحفظ أو قيود وقد استبدل الحاجة للتجريب بشيئ أقوى وأشد حرارة وأكثر وحشية .. وأعمق .. كان يريدها بنفس الشدة التي تريده بها وإن لم يتوقفا هنا والآن .. فكرت كلير ..
فإنهما سيصلان بسرعة إلى اللحظة التي لن يكونا فيها قادرين على التوقف ..
كانت لاتزال ترتعش وهي تضع يديها فوق صدره وتدفعه برفق عنها .. " لايمكننا أن نفعل هذا "
وبقدر ما كانت ترغب بالنسيان إلا أنه كان لديهما مسؤولياتهما .. الطفلين .. الذين يعيشان تحت نفس هذا السقف ..
" أعرف "وافقها زاك متنهداً .. فعادت تنظر إليه وهي ترغب بأن تكون واضحة معه .." لديك أوراق عليك توقيعها .. ويتطلب العمل أن تقا ... "
" ليس بالضبط " قاطعها زاك " ليس بعد اليوم "
رمشت بعينيها غير متأكدة مما كان يحاول قوله .." ماذا؟ "
" لقد إستأجرت مارجوت طياراً آخر لينقلها إلى أوروبا هذه الليلة .. " شرح لها زاك " وتركتني آخذ بضعة أيام كعطلة ولكنها تريدني أن أكون في أروروبا في منتصف الإسبوع التالي على الأقل وفي الوقت المناسب لأنقلها إلى أمستردام يوم الخميس .. "
والذي يعني .. فكرت كلير .. بأنه لايزال سيرحل في آخر المطاف .. تجاهلت ألمها الجديد قائلة .." هل هذا ما تريده؟ "
هز زاك رأسه بحزم .." أرغب بأن يستقر كل شيئ قبل أن أغادر تكساس "
أحست كلير بالبرودة تغمر قلبها وهي ترغم نفسها بأن تكون عملية ..
" ورغم هذا فلا يزال أمامنا أوراق علينا الإهتمام بها "
تلك الأوراق التي ما أن يتم توقيعها حتى تنهي أي إتصال بينهما .. هز زاك رأسه موافقاً ..
وفجأة توقفا معاً بصمت عندما تناهى إلى مسامعهما صوت عويل عالي النبرة ...
" برادلي " هتفا معاً في نفس اللحظة ثم صعدا الدرج ركضاً .. كان برادلي يجلس في سريره الصغير ودموعه تغسل وجهه بينما العرق يبلل شعره وقد إحمرّت وجنتاه وارتفعت درجة حرارة بشرته كثيراً ..
والتقطه زاك بين ذراعيه قائلاً
" لابأس .. كل شيئ على مايرام .. فأنت الآن معنا وسنعتني بك "
وبقلب خافق بشده حمل برادلي مجتازاً روبن التي كانت لاتزال نائمة ودخل به غرفة النوم الرئيسيه ولم تكن كلير بأقل منه قلقاً وهي تخرج مقياس الحرارة بسرعة وقاست حرارته بينما كان زاك يهدهد الطفل بكلمات رقيقه وهو يربت عليه بحنان ..
" 104 " أخبرته كلير بقلق وهي تخلع بيجامة الطفل
" علينا أن نضعه في الحوض لتنخفض حرارته"
متذكراً التعليمات التي قدمها لهما الدكتور ماكيب أسرع زاك بحمل برادلي إلى الحمام .. وعندما قاوم برادلي الدخول في الحوض نفض زاك قدميه خالعاً حذائه البوت ومتجاهلاً نظرة كلير المنذهلة وهو يجلس في الحوض مع الطفل المريض ببنطلونه الجينز وقميصه وكامل ملابسه .. وكما كان يأمل زاك توقف برادلي عن البكاء فوراً والتصق به بينما كان زاك يملأ يده بالماء الفاتر ويغسله به في محاولة منه لخفض حرارته ... وأحضرت كلير دواءً خافضاً للحرارة وانزعجت عندما أدركت بأن برادلي لم يتناول دواءه من أجلها ولكنه تناوله على أية حال من أجل زاك ..
" كم درجة حرارته الآن؟ " سألها زاك بعد فترة من الوقت عندما قاست حرارته مرة أخرى
" حوالي 100 " أخبرته وهي تتنهد بإرتياح .. ونظرت لزاك بإمتنان تاركة إياه يقرأ في عينيها مدى تقديرها لبقائه معها لتقديم يد المساعدة لها ..
" أعتقد بأنه باستطاعتنا إخراجه الآن والباسه بيجامة جافة .. وأنت على أية حال .." قالت كلير بجفاف وهي تنظر لثياب زاك المبللة وتلتقط منشفة كبيرة كانت معلقة " حالياً تبدو مشكلة أكثر صعوبة "
بينما كانت كلير تعطي برادلي الحليب المخفوق والماء لتهدئ من التهاب حنجرته ثم تضعه في السرير كان زاك قد خلع ثيابه المبللة ولف حول خصره منشفة حمام كبيرة .. لم يكن عريه مشكلة بالنسبة إليه ولكنه أحس بأنه سيكون مشكلة كبيرة بالنسبة لكلير خاصة عندما يأخذ بعين الإعتبار الشغف الذي تبادلا فيه تلك القبلات المحمومة قبل ساعات من هذه الليلة وهو لايستطيع التوقف عن التفكير بحرارة عناقهما ويراهن بأنها هي الأخرى لم تتوقف عن ذلك ..
لم يفاجئ عندما رآها تحمر في اللحظة التي دخل بها المطبخ ووضع ثيابه في داخل مجفف الثياب وقام بتشغيله ...
" هذه تعود إلى أحد إخوتي " أخبرته كلير بهذا وهي تقدم له بنطلوناً رمادياً وقميصاً داكن الزرقة وزوجاً من الجوارب البيضاء السميكة ثم أسدلت رموشها الكثيفة الكستنائية وهي تحوّل نظراتها عن صدره العاري " سأعد لك بعضاً من الكاكاو بينما تبدل ثيابك "
" شكراً لك " قال وهو يشعر بنبضه يتسارع ثم تابع عندما توجه للسلم " سأتفقد برادلي مرة أخرى بنيما أنا في الطابق العلوي "
عندما عاد زاك كانت كلير قد جهزت كوبين من الكاكاو وبدأت بإشعال النار في المدفأة وراقب بمتعه السقوط الناعم لشعرها الحريري الكستنائي فوق بشرتها الذهبية المتوهجة قبل أن يجلس بجانبها ليساعدها .." برادلي نائم .. وحرارته عادية عندما لمسته "
" هذا جيد "وتنهدت بإرتياح وهي تبتعد لتترك زاك يكمل إشعال النار وبرقت عيناها الخضراوان الداكنتين بالإهتمام وهي تزدرد ريقها وتعترف له .." لقد أخافني كثيراً لبعض الوقت
" وأنا أيضاً " قال وقد إنتهى من إشعال النار ثم إنضم إليها على الصوفا ولامست فخذه فخذها عندما إستدار ليواجهها وهو يشعر بحاجتها للتهدئة والإطمئنان الآن كما كان برادلي بحاجة لهما قبل قليل .. أخذ يدها بيده وزحف بإبهامه على طول الجانب السفلي الحريري من رسغها .. فالتوى قلبه بالشوق وهو يشعر بيدها ناعمة ودافئة وأنثوية جداً بين أصابعه .." سألتني إن كنت أريد البقاء هنا ليلة البارحة .. وأجبتك لا , ولكني أعتقد بأنه ربما علي البقاء هنا الليلة , ليكون بإستطاعتي المساعدة فيما لو إرتفعت حرارة برادلي من جديد "
جذبت كلير نفساً عميقاً وهي تهز رأسه وتبعد نظراتها الخائفة ثم قالت بهدوء ..
" سأكون ممتنة لك .. وفي هذه الأثناء ..." تنهدت ثم أكملت بتردد " يجب علينا العودة لتلك الأوراق"
وتمنت في قرارة نفسها أن يطلب زاك مهلة للتفكير بأمر تخليه عن الطفلين بما أنه بدأ يصبح قريباً منهما .. ولكنه هز كتفيه فقط وقد عادت تلك النظرة البعيدة إلى عينيه وهو يقول .." فقط أريني أين أوقع "
ذهبت كلير للطاولة التي كانت عليها الأوراق القانونية ثم عادت بها إلى حيث كان يجلس زاك قائلة .." تتضمن المجموعة الأولى أي إيرادات نقدية من عقار إبن عمك وبتوقيعك لهذه الأوراق ستمنحني صلاحية وضع أي مال يدره هذا العقار في الأمانات لأطفاله "
رفع زاك يداً تحذيريه قائلاً" أعتقد بأنه يجب تسوية هذا الوضع ليتم صرف ذلك المال عليهما وحدهما فقط .. فأنا لا أرغب بأن تصرف العائلة التي ستتبناهما ذلك المال على أشياء أخرى .. وفي الحقيقة .. " تابع زاك " أعتقد بأنه يجب أن تكوني أنت منفذ الأمانات فبهذه الطريقة لن أشعر بالقلق "
" حسناً " قالت كلير ثم سلمته المجموعة الأولى من الأوراق القانونية وهي تشعر بقلبها يغوص بأعماقها ألماً بسبب السهولة التي كان يتخلى بها عن كل شيئ وهي تراقبه يقرأ الأوراق ثم يوقعها ..
وبينما تحاول تذكير نفسها بأنه لايحق لها بأن تخلط عواطفها بشؤونه القانونية أعطته المجموعة الأخرى من الأوراق وهي تقول بصوت حاولت أن يبدو عملياً ..
" أما المجموعة الأخرى فهي تُسقط عنك أي علاقة أو حق عائلي لك على الطفلين ليتسنى لعائلة أخرى تبنيهما قانونياً "
ومرة أخرى تمنت كلير في نفسها أن يتردد زاك أو أفضل من هذا أن يرفض توقيع تلك الأوراق التي ستحرمه من فرصة تبني الطفلين بنفسه .. كانت تريده أن يبقى معها هي والطفلين ويحاولان إيجاد طريقة لإنجاح هذا الأمر ومنح الطفلين النهاية السعيدة التي يستحقانها ولكنه عوضاً عن هذا قرأ الأوراق ثم وقعها بكل بساطة وهدوء.........

http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

shymoon
23-04-2008, 04:26
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

" كم مرة إستيقظ برادلي ليلة البارحة؟ " سألت روبن بمجرد أن هبطت من سريرها صباحاً ..
تبادل زاك وكلير نظرات تأملية ربطت بينهما بألفة بسبب إشتراكهما بتلك الأزمة
" أعتقد بأنه كان يستيقظ كل ساعتين أو ثلاث .. أليس كذلك؟ " قالت كلير وهي تتنقل حول المطبخ ببجامتها الحريرية وروبها ..
كان زاك يحاول وهو يراقب كلير وهي تعد الفطور بألا يفكر كم تبدو هذه المرأة بطريقتها العفوية بريئة ومثيرة في الوقت نفسه , أو كم أحب قضاء الليلة في بيتها الدافئ والمريح , فهذا شيئ لا يريد أن يعتاد عليه حتى ولو كان لمدة بضعة أيام , وخالجه شعور بأنه لو إستمر هكذا مع كلير والطفلين فسيعتاد على هذا الوضع وسيصل لنقطة يصعب عليه بعدها تصور حياته بدونهم ..
" إن لم يكن أكثر " وافق زاك تقييم كلير وهو يرتشف من قهوته ويتذكر عدم إنزعاجه من قلة النوم فالبقاء مع كلير ومساعدتها في العناية بالطفل المريض والذي كانت تحبه كما لو كان طفلها من لحمها ودمها جعله يدرك كما لم يجعله شيئ آخر ولشدة دهشته بأنه لم يخطر بباله ولو لمرة واحدة بأن يعتبرنفسه من النوع الذي يمكن أن يصلح لأن يكون أباً حتى ليلة البارحة ..
جالت روبن بنظراتها الفضولية بين زاك وكلير وقد بدا الإهتمام على وجهها الصغير وكأنها لاحظت بأن هناك شيئ مختلف وربما جيد يحدث بين الشخصين البالغين أمامها , ثم أسندت ذقنها على قبضتها الصغيرة وسألت .." هل لاتزال حرارته مرتفعة؟ "
" ليس معظم الوقت " قالت كلير وهي تبتسم للطفلة بينما تضع على الطاولة أطباقاً كبيرة من اللحم والبيض المخفوق المقلي
" لكن ما يزال يجب على برادلي البقاء بالبيت طوال النهار والراحة "
" حسناً .. أنا لا أستطيع فعل هذا " أعلنت روبن بأهمية " فأنا يجب علي أن أحضر بعض هدايا عيد الحب لحفلتي المدرسية يوم الثلاثاء فالآنسة بيكنل .. "
" إنها معلمة فصلها " أوضحت كلير لزاك ..
" .. تريدنا أن نكتب كل الأسماء على الظروف بأنفسنا .. وهذا سيأخذ وقتاً طويلاً .. طويلاً جداً .. لربما حتى كل وقت العصر " أنهت روبن جملتها بجدية تامة ..
" أوه .. يا إلهي " قالت كلير وقد تورد خديها الجميلين بحمرة الخجل الممزوج بالضيق ..
من الواضح .. فكر زاك بأن كلير شديدة التنظيم والكفاءة قد نسيت كل شيئ يتعلق بهذه الحفلة ومرة أخرى وجد زاك نفسه يتخلى عن أهم قاعدة في حياته وهو ألا يتدخل في مشاكل الآخرين ويهب لإنقاذ الموقف ومساعدة كلير قائلاً .." يمكنني أخذها للمتجر لإحضار ما تريد "
" ذلك سيكون عظيماً " قالت كلير وهي تتنهد بإرتياح يمتزج بالإمتنان .. أشرق وجه روبن بالفرح وهي تقفز لإحتضان زاك هاتفة .." سيكون هذا ممتعاً "
وبمجرد أن إنتهى الفطور عاد زاك لغرفته ليستحم ويحلق ذقنه وما أن عاد للبيت حتى وجد روبن وقد بدلت ثيابها وتنتظره بنفاد صبر ليذهبا للمتجر .." هل لكما أن تحضرا معكما حليباً وعصيراً وبعض الأشياء الأخرى؟
سألته كلير فأجابها زاك مبتسماً" يسعدني هذا " وفكر بأن هذا أقل ما يفعله من أجلها بعد كل ما فعلته وتفعله لطفلي إبن عمه ..
إستطاعا الحصول على أغراض كلير المدونة على ورقة بكل سهولة ولكن عندما وصلا لما تريده روبن وجدت صعوبة في الإختيار وهما يقفان في الممر أمام واجهة العرض الكبيرة .." أحب سنوبي " قالت وهي تقيّم الصندوق الذي كان يحتوي على شخصيات كارتونية .." لكني أيضاً أحب غارفيلد "
" كم هدية تريدين؟ " سألها زاك وهو يقرأ المعلومات المكتوبة فوق الصندوق .. فجعدت روبن جبينها وهي تحاول التقرير.." حسناً هناك 22 طفلاً في فصلي كما أنني أريد إهداء واحداً لمعلمتي ولكلير ولك ولبعض الأشخاص الآخرين الذين أعرفهم أيضاً " ورفعت وجهاً حائراً إلى زاك " ولهذا لاأعرف كم سيكون هذا "
" أعتقد بأن هذا يعني بأنك ستحتاجين لصندوقين " قال زاك " فلماذا لا نأخذ صندوقاً من كل واحد ترغبين به؟ " فابتسمت روبن من الأذن للأذن .." حسناً "
ثم ساعدها بإختيار كتاب تلوين وطباشير ملونه لبرادلي ليجد هو الآخر شيئاً ليقوم به .. وما أن بدأ بالتوجه لخط الخروج حتى نادته روبن .." إنتظر " أمسكت بيده وجذبته تعيده لصف الهدايا المخصصة لعيد الحب .." ألن تحضر لكلير حلوى القلوب " سألته بنفاد صبر .. تردد زاك وهو ينظر أمامه إلى علب الشوكولاتة الحريرية الحمراء الكثيرة التي صنعت على شكل قلب وربطت بأشرطة حريرية حمراء لامعة ..
" والدي دائماً يحضر لأمي واحدة من هذه " قالت روبن ..
" أنا وكلير لسنا زوجين حبيتي " قال لها زاك بحنان ..
" يمكنكما ذلك " كانت عينا روبن تلمعان بالأمل ممتزجاً بالحماس ..
أيمكنهما ذلك؟ كره زاك الإعتراف بأن هذه الفكرة فتنته وعبثت بقلبه .. فبعد الأيام القليلة التي قضاها مع كلير والطفلين أصبح بإمكانه أن يرى نفسه يعيش في لارامي , في البيت مع كلير , يذهب لعمله كل صباح ويعود كل مساء ..
جلس على قدميه للكلام مع روبن بشكل خاص وجهاً لوجه ..

" إنه ليس بهذه البساطة , روبن " قال بهدوء ..
" سيكون كذلك , لو كنت تحبها " أصرت روبن " وأنت تحبها , أليس كذلك؟ "
أجفل زاك وحبس أنفاسه .." من أين جئت بهذه الفكرة؟ "
سألها وهو يدرك في قرارة نفسه وعلى الرغم من محاولته المستميتة لإنكار الأمر بأن روبن على حق , ففي وقت ما , في اليومين الماضيين وقع في حب كلير , ولكن ذلك لايجعله الرجل المناسب لها , فكلير بحاجة لشخص يكرّس حياته ووقته لبيته وعائلته كما تفعل هي , وليس لرجل مثلة دائم الترحال والقلق , ولايشعر بالسعادة إلا عندما ينتقل من مطار لآخر ..
" لا أعرف " قالت روبن وهي تهز كتفيها " فقط خطرت ببالي هذه الفكرة , وهذا كل شيئ "
" حسناً .. لاتذكري هذه الفكرة أمام كلير "
قال بإقتضاب ثم وقف فآخر شيئ يريده هو أن يؤذي مشاعر كلير أو يحرجها , فعلى الرغم من أنها قبّلته بحرارة وعاطفة , إلا أن هذا لايعني أن تكون بالضرورة تحبه , أخبر نفسه بحزم ..
" حسناً .. ولكن لايزال عليك أن تحضر لها هدية " قالت روبن وهي تدس يدها الصغيرة بيد زاك .." لأنك إن لم تفعل فستجرح مشاعرها "
" شكراً لحضوركما " قالت كلير وهي تقود عمها وعمتها لداخل المنزل .
" على الرحب والسعة " قالت لايلا ماكيب بابتسامة عريضة ودودة ..
" هذا ما يجعل التقاعد شيئاً رائعاً " قال جون ماكيب " فعدا عن المساعدة في المستشفى بين الحين والآخر , عندي الكثير من الوقت للمجيئ لإنقاذ إبنة أخي المفضلة " قبّل خدها ثم دخل غرفة الجلوس حيث كان يوجد برادلي جالساً على الكنبة ببجامته وهو يشاهد التلفزيون ويغفو بين الحين والآخر
" كيف حال برادلي هذا الصباح؟ " سألت لايلا وهي تتبع كلير داخل المطبخ .
عادت كلير لصنع سندوتشات الطفلين ليتناولاها فترة الغداء وهي تقول ..
" درجة حرارته طبيعية , ولكنني أخشى أن ترتفع بعد الظهر , وأنا مظطرةحقاً أن أذهب للمكتب مع زاك " كانت كلير تشعر وكأن ثقل العالم يقبع فوق كتفيها بل وأسوأ من هذا بل شعرت بأنها فشلت في جعل زاك والطفلين يتجنبون المضي في طريق مظلم سيطاردهم لسنوات قادمة .. والتفتت إلى لايلا مدفوعة برغبة برمي حملها على شخص آخر ..
" وقّع البارحة الأوراق التي ستسمح لعائلة أخرى بتبني الطفلين " خيبة الأمل الحادة التي شعرت بها كلير إنعكست في عيني لايلا ..
" أعلم بأنك كنت تأملين لو أن زاك تصرف بطريقة أخرى عندما جاء إلى هنا " قالت لايلا معزية برقة وهي تتقدم وتحرك شوربة المعكرونة بالدجاج التي كانت تغلي ببطء فوق الفرن .. نعم هذا ماكانت تأمله حقاً .. فكرت كلير .. وهو دلالة أخرى على مدى تورطها عاطفياً بهذا الوضع ..
" لقد فعل ما ظنه في مصلحة الجميع وأنا أحترم ذلك " قالت كلير بحذر وهي تجاهد لإبقاء مشاعرها الخاصة تحت المراقبة , إذ لم يكن من السهل عليها تجاهل ألمها ورغبتها أن تصرخ بزاك بكل أنوثتها وبكل ذرة ناعمة بجسدها بأنه يرتكب غلطة حياته بتخليه عن الطفلين وهما بأمس الحاجة إليه , ناهيك عن ذكر الوعد بالحب والعاطفة الجياشة التي أحست بها بالقبلات الصادقة التي تبادلاها ..
" هل تعتقدين بأنه سيبقى على إتصال بالطفلين أو يزورهما؟ "
" لا أعرف " قالت كلير بحدة وهي تفكر بشغف زاك بعمله وحاجته للترحال دوماً " ولكني مازلت آمل بالتحدث إليه بهذا الأمر , ولا أستطيع أن أفعل ذلك بالقرب من الطفلين دون المجازفة بإمكانية سماعهما لحديثنا وشعورهما بالنبذ , ولهذا ... "
" خذي كل الوقت الذي تحتاجين إليه عصر هذا اليوم " قالت لايلا بابتسامة متفهمة " سوف أبقى أنا وجون مع الطفلين "
" شكراً لكما " قالت كلير بتنهيدة إرتياح " ما كنت أستطيع ترك برادلي على الإطلاق لو لم أكن أعلم بأنه سيكون مع أفضل ممرضة وطبيب في مقاطعة لارامي كلها "
" أصبحتي شديدة التعلق بالطفلين , أليس كذلك؟ " سألتها لايلا بجدية فهزت كلير رأسها موافقة وهي تلف السندوتشات بغطاء بلاستيكي وتضعها في الثلاجة ..
" سيكون من الصعب علي التخلي عن برادلي وروبن " فقد جعلها بقائها مع الطفلين والعناية بهما تشعر بأحاسيس الأمومة وبأن كل أحلامها قد تحققت ...
إقتربت كلير من النافذة وهي تبتسم عندما سمعت صوت باب سيارة يغلق خارج البيت ..

***************

shymoon
23-04-2008, 04:28
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

" هاهما زاك وروبن " وفكرت كم يبدوان سعيدين ..
أسرعت روبن بالدخول كالعاصفة وهي تحمل أكياس مشترواتها ..
" مرحباً عمتي لايلا , لقد حصلت على هدايا فالنتاين , أتريدين رؤيتها "
وتبعها زاك حاملاً الأغراض التي طلبتها كلير فأخذتها منه ثم قدمته لعمتها لايلا وعمها جون ثم أخبرته عن خطتهما للبقاء مع الطفلين بعد الظهر قائلة .." أعتقد بأن علينا الذهاب لمكتبي لإنهاء بقيت الأوراق القانونية "
" رائع جداً " قال زاك وقد تملّكه إحساس مفاجئ بالضيق عندما أدرك بأنه لم يعد متلهفاً للرحيل..
كان مكتب كلير الذي تزاول فيه مهنة المحاماة والذي يقع في الشارع الرئيسي في الدور الثاني هادئاً وخالياً كعادته بعد ظهر كل يوم أحد ....
ألقى زاك نظرة متفحصة حوله في غرفة الإستقبال الوردية قبل أن يتبع كلير داخل مكتبها الخاص ..
كان في زاوية الغرفة الواسعة الطويلة مكان للجلوس بمنضدة صغيرة وصوفا وكرسيان مجنحان , وفي نهاية الغرفة مكتب ورفوف صفت فيها كتب القانون , بينما إحتوت غرفة أخرى صغيرة مجاورة أدراجاً للملفات وآلة لصنع القهوة وجهاز فاكس وكومبيوتر شخصي ..
" حقاً ما أروع هذا " قال زاك ..
" شكراً " ونظرت حولها بإعتزاز وهي تستدير حول مكتبها وتحضر الملفات , ثم بدأت بإعداد القهوة لهما..
" لم أكن واثقة من أني سأستطيع إعتياد الحياة الهادئة عندما إنتقلت من شيكاغو إلى هنا في العام الماضي , إذ كنت في الطريق لأصبح شريكة في شركة كبيرة هناك "
ساعدها زاك في حمل الكؤوس والمناديل والسكر والقشطة وعصي التحريك ووضعها على المنضدة الصغيرة ثم جلس على الصوفا بينما عادت هي لآلة صنع القهوة .. " ولكن لم رحلت ؟ "
ملأت كلير أقداحهما بالقهوة الساخنة ثم جلست بجانبه على الصوفا ..
" أردت من الحياة أكثر من هذا , فقد تعبت من العمل أربعة عشر ساعة متواصلة , ورغبت بأن أكون قريبة من عمي وعمتي بعد وفاة أبي , فقدت أمي منذ سنوات طويلة ولكن بعد موت أبي شعرت بالحاجة للبدء من جديد في مكان آخر , وكانت لارامي بحاجة لمحامي قانون عائلي , وأنا أحببت تكساس دائماً , .. وها أنا هنا الآن "
تفحصت عيناه بلوزتها الصوفية الناعمة وبنطلونها دقيق التفصيل لم تكن تبدو فتاة بلدة صغيرة وإنما بدت فتاة لاتقل عنه تمدناً وحضارة .. ثم طافت عيناه بشعرها الكستنائي المرفوع وشفتيها الناعمتين اللامعتين وهو يتسائل بصمت من أين لها بكل تلك الشجاعة والإيمان لتقفز تلك القفزة الهائلة وتبدأ من الصفر؟!!" ألا تحنين إلى المدن الكبيرة؟ " ترددت كلير ثم قطبت جبينها .." عندما ينتابني الحنين إليها أقفز إلى السيارة وانطلق إلى دالاس أو هيوستن أو سان أنطونيو وأقضي فيها يوماً وهذا يجعلني أشفى "
إبتسم إبتسامة عريضة وهو يرى في عينيها بأنها فعلاً تحب العيش هنا أكثر من أي مكان آخر .. ولدهشته جعله هذا التناقض بين حقيقة هويتها كفتاة مدينة وحبها للعيش في بلدة صغيرة يزداد إعجاباً واحتراماً لها ..
" تتكلمين وكأنك فتاة بلدة صغيرة في الصميم " قال يغيضها ..
كان قدح القهوة في منتصف الطريق لشفتيها عندما توقفت فجأة ..
" وأي نوع من الرجال في الصميم هو أنت .. زاك؟ " سألته بهدوء " رجل مدينة كبيرة , أم رجل بلدة صغيرة؟ "
هذا سؤال جيد فكر زاك وهو غير واثق من كيفية الإجابة عليه ..
" أعتقد بأني لا أرتبط شخصياً بمدينة أو بلدة " إنخفضت زاويتي شفتيها الناعمة وهي تخمن صراحة" أنت فقط تحب أن تكون دائم التنقل "
" صحيح " أكد زاك بخشونة .. لقد علمته الحياة بقسوة , أولاً كطفل صغير منبوذ , ثم كصبي مُتبنى , ثم كطيار بأنه كلما قلّل من إرتباطه بأي علاقة أو مكان ما , كلما كان أقل إحساساً بخيبة الأمل .. وتلك المعرفة خدمته جيداً حتى الآن ..
والتمعت عيني كلير الخضراوين بإدراك بأن عليها أن تتصرف كمحام خبير كما هي حالها وتعود للقضية التي بين يديها , وتبعد تفكيرها عنه واهتمامها به كشخص , وكرجل ..
" من الأفضل أن نبدأ العمل " أخبرته بسرعة وهي تسلمه رزمة من الملفات " جمعت معلومات عن كل العائلات التي إهتمت بتبني روبن وبرادلي ,و بموجب قوانين التبني الخاصة بتكساس تم التدقيق بظروف كل عائلة وكلها عائلات جيدة ومناسبة , أعتقد بأن روبن وبرادلي سيكونان سعيدين مع أي منهم , وكل ما علينا هو أن نعرف مع من سيكونان أكثر سعادة "
ما أسهل هذا فكر زاك , روبن وبرادلي سيكونان أكثر سعادة بالبقاء مع كلير , مدركاً بأنه لايستطيع إرهاقها بإعلان هذا الإقتراح فيكفيها ما فعلته من أجل الطفلين حتى الآن منذ وفاة والديهما ..
بدأ بقراءة الملفات التي كانت تمررها إليه واحداً تلو الآخر , وعائلة تلو الأخرى راح زاك يرفضها لسبب أو لآخر , تأمل رزمة الملفات أمامه ثم رفع عينيه إليها وقد خاب أمله فيما رآه حتى الآن فهو لم يستطع أن يتصور أن برادلي وروبن سيعيشان سعيدين في أي من تلك البيوت , ومع أي من تلك العائلات ..
" هل لديك المزيد؟ " سألها فجأة كشخص نافد الصبر لإيجاد حل لوضع الطفلين كما بدت كلير أيضاً
" لا .. هذه هي العائلات الثلاث والعشرون في لارامي , إلا لو كنا سنبدأ بالبحث عن عائلات أخرى في مكان آخر , وأنا في الحقيقة لا أريد أن أفعل هذا , فقد مر برادلي وروبن بتجربة صعبة وقد رأيت أنا والقاضي بأنه من الأفضل أن يعيش الطفلين هنا في لارامي حيث عاشا دائماً , إلا بالطبع لو كانا سيعيشان مع شخص من عائلتهما ... "


" تعنينني " قاطعها زاك وقد غمرته موجة جديدة من الإحساس بالذنب ..
" أجل " همست ..
تصلب فكه وهو يحدق بكلير .. لن يسمح أبداً بدفعه للقيام بعملٍ ليس في مصلحة الطفلين حتى ولو بشكل مؤقت.." فهمت " قال بهدوء ..
" لا .. زاك " ردت كلير بغضب والتمعت عيناها وهي تقفز واقفة وتستدير نحوه لتواجهه .." لا .. لاأعتقد بأنك تفهم , يجب عليك أن تتخذ قراراً هنا , إما أن تأخذ الطفلين أو أن تتركهما تماماً "
كانت فكرة التخلي تماماً عن كل شيئ والرحيل تخيفه كفكرة أخذ مسؤولية الطفلين كاملة على عاتقه لوحده ..
" أهذا ما تريدينه؟ " فجأة كان هو الآخر يقف على قدميه ..
شعرت كلير بالألم يجتاحها فأدارت رأسها .." لايهم ما أريده " تمتمت بحزن
أمسك بها قبل أن تهرب.. " بلى .. يهم " همس وهو يخفض رأسه لينظر في عينيها " ويهم أكثر مما تستطيعين إدراكه "
ثم أثبت لها ذلك ....

http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

shymoon
23-04-2008, 04:30
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

أحتوى وجهها بين يديه رافعاً ذقنها لوجهه ثم قبّلها قبلة عنيفة حارة قلبت عالمها رأساً على عقب وجعلت يديها تنتقلان من مكانهما الدفاعي فوق صدره لتلف ذراعيها حول عنقه وقد أسرتها عاطفته الحارة الجياشة ..
لم تكن كلير تعرف ما الذي سيحمله لهما المستقبل , ولكنها في هذه اللحظة لا تكترث بهذا الأمر , وكل ما تعرفه فقط هو أنه لم يسبق لها أن جربت إحساساً كهذا الإحساس الذي تبعثه فيها قبلات زاك العذبة والمنعشة , وأن الفرصة لتكون هكذا مع زاك قد لا تتكرر أبداً .. وكلاهما عانى الكثير في حياته وخسر الكثير وهي لا تريد لهما أن يخسرا هذه اللحظة أيضاً ..
وتعثرا بالصوفا أثناء إنجرافهما في عاطفتهما المتهورة , فسقطا فوقها دون أن يتوقفا عن تبادل القبلات المجنونة المحمومة ووجدت كلير نفسها دون وعي تندفع في عاطفتها هامسة بصوت لاهث .." أريدك بشدة " بينما كانت أصابعها المرتعشة بعنف تكافح لفتح أزرار قميصه ..
" وأنا أريدك أيضاً " غمغم زاك وهو يحتويها بين ذراعيه ويغمرها بعاطفته المشبوبة إلى أن التوى قلبها داخل صدرها حباً , وشوقاً , ولهفة إليه ..
إبتعدت عنه كلير وهي تدرك بأن ما حدث بينهما كان يعني لها الكثير , ولكنها في نفس الوقت لم تكن متأكدة إن كان هذا هو إحساس زاك أيضاً , ثم وقفت والتقطت ثيابها بيدين مرتعشتين ..
تنهد زاك وهو يراقبها بعينين قلقتين .." آسفة على ما حدث , أليس كذلك؟ " سألها مؤنباً بهدوء , وهو يقف بتردد ويرتدي ثيابه ..
ازدردت ريقها بصعوبة , يجب عليها أن لا تتصرف كفتاة صغيرة فزاك لم يعدها بوعود كاذبة ولهذا فهو يستحق أن تكون منصفة وصادقة معه ..
نظرت بعمق في عينيه وقالت ..." لست آسفة على ما فعلناه , فقد كنت بحاجة لأن أشعر بما جعلتني أشعر به "
عزيزة , وأثيرة , ومرغوبة .. فكرت بهذا , وراحت تعدل بلوزتها وتغلق أزرتها بطريقة عشوائية وغير مرتبة عندما أدركت بأن قلبها سيتحطم عندما يرحل ..
" أنا فقط آسفة لأن وداعنا سيكون أصعب من أي وقت مضى "
حدق بها زاك متسائلاً.." ولم علينا أن نودع بعضنا؟ "
ودوى قلبها في صدرها بعنف وهي ترفع إليه وجهها الذاهل .." ما الذي تقوله؟ " همست بشكل شديد العاطفة ..
قطع زاك المسافة التي تفصل بينهما وقد إلتمع الدفئ في عينيه اللتان كانتا بلون البحر .." ببساطة , إن مغادرتي للآرامي الأسبوع المقبل لا تعني بالضرورة نهاية صداقتنا "
" أهذا هو الأمر؟ " سألته وهي غير واثقة من سبب إحساسها بالألم فكل ما تعرفه هو أنه جرحها , لقد سمحت لنفسها بالتمادي مع زاك قبل قليل وهي تدرك بأن ذلك لن يحدث سوى مرة واحدة ولن يتكرر وستحتمل لوحدها مغبة علاقتهما العابرة , هذا ماكانت قد أخبرت نفسها به , ولكن بعد أن ضمها زاك بين ذراعيه وجعلها ملكه , تزعزت تلك الثقة , وأدركت بعد فوات الأوان بأنها تريد منه أكثر من ذلك فهي تحتاج للإلتزام منه , تحتاج لأن تكون محبوبته والأثيرة لديه ليس فقط عندما يرغب بها وإنما دائماً وحتى آخر يوم في عمريهما ..
أخذها زاك بين ذراعيه , فغلّفها دفئه كبطانية ثقيلة في يوم شتوي شديد البرودة .. ثم أبعد شعرها عن وجهها ..
" لدينا هنا شيئ ما كلير , شيئ نادر " أخبرها بلطف وهو ينظر بعمق في عينيها " وسنكون غبيين إن لم نترك علاقة حبنا تستمر "
جذبت كلير نفساً عميقاً وتسلحت بكل شجاعتها وقوتها حتى لا تضعف وتنجرف خلف مشاعرها وقلبها" يمكن أن يكون هذا صحيحاً " أخبرته بصوت واهن مرتعش " لو لم أكن أرغب بالزواج وإنجاب الأطفال , ولكني أرغب بهذا زاك , أريد عائلة , أريد حياة طبيعية , مع زوج يريد نفس الأشياء التي أريدها , فأنا لم أخلق لعلاقات الحب العابرة طويلة المدى "
لقد وضعت مشاعرها على المحك , فكر زاك و قال .. .." تعلمين بأن هذا ليس أنا "
هزت رأسها بينما علا رنين هاتفها على المكتب .." ولهذا السبب " قالت بتردد " بقدر ما أحببت أن كون معك بتلك الطريقة , فيجب ألا يحدث ذلك مرة أخرى "
تقدمت من مكتبها وضغطت على زر السبيكر , كانت لايلا على الطرف الآخر من الخط ..
" آسفه لإزعاجك ولكن هل لك أن تتحدثي مع روبن؟ فهي منزعجة جداً "
" بالتأكيد " قالت كلير وهي ترمق زاك بنظرة إعتذار وإهتمام .. وملأت شهقات روبن مكتب القانون
" كلير أين أنت؟ " قالت روبن بصوت ضعيف هلع , كاد أن يحطم قلب زاك " أنا خائفة "
رمقت كلير زاك بنظرة إعتصرت قلبه أكثر ..
" مم تخافين حبيبتي؟ " سألتها كلير بحنان في السبيكر ..
" أن يكون قد حدث شيئ لك أنت وزاك " وازداد نشيجها على الطرف الآخر من الخط " لا أريد أن تتحطم بكما سيارتكما أنتما أيضاً "

" حبيبتي , أنا بخير " قالت كلير بحزم " وكذلك زاك ولأثبت لك ذلك , سأتركك تتحدثين معه أيضاً "
وتحركت ليتمكن زاك من التحدث في الهاتف ..
بينما كان زاك يهدئ من روع الطفلة بدأت كلير بجمع الملفات فوق مكتبها والإستعداد للخروج ..
" سنحضر حالاً , أعدك " أخبر زاك روبن ثم أغلق السماعة واستدار يساعد كلير في ترتيب مكتبها وبالرغم من أنها بدت هادئة ومسيطرة كعادتها دائماً إلا أن وجهها شُحب بالقلق وهي تزم شفتيها الناعمتين بقوة ..
" هل حدث هذا من قبل؟ " سألها وهما يجمعان أقداح القهوة والغلاية بسرعة ويغسلانها في المجلى ..
" بضع مرات " قالت كلير بعجز " ربما يكون السبب في إثارة خوفها هو المطر والبرد واقتراب حلول الليل , كانت تمطر تلك الليلة التي قتل فيها والديها , بينما كانت هي وبرادلي بصحبة جليسة أطفال "
كره زاك التفكير بمدى الألم الذي مر به الطفلين وهما يعتقدان بأن أبويهما سيغيبان لفترة قصيرة من الليل ليكتشفا بعد فترة وجيزة بأنهما لن يرياهما ثانية أبداً ..
" من نقل الخبر لروبن وبرادلي؟ " سألها زاك وهو يساعدها بإرتداء معطفها , فأظلمت عينا كلير وهي تتذكر قائلة .." أنا "

http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

shymoon
23-04-2008, 04:32
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif
" آسفة لأننا إستدعيناك للمنزل بهذه الطريقة " قالت عمة كلير لايلا بينما كانت تستعد هي والعم جون للمغادرة .. ألقت كلير نظرة على زاك الذي كان يجلس على الصوفا وقد أحاط به الطفلين وهو يقرأ لهما قصة عن راكون يدعى فرانسيس ..
" ولكننا أدركنا بأنها لن تهدأ حتى تصلا أنت وزاك إلى هنا " تابعت لايلا بينما كانت كلير تسير معهما في السقيفة .. إن كان هناك شيئ واحد يعتمد فيه العم جون والعمه لايلا والوالدان لأربعة أبناء على الفهم فهو الأطفال , بالإضافة لعملهما كمحترفون طبيون جعلهما واعيان تماماً لتأثير الصدمة على العائلة ..
عندما فقدا روبن وبرادلي والديهما تحطم عالمهما بالكامل , فعملت كلير وآخرون ما بوسعهم لتأمين إحتياجاتهما , ولكن في أوقات كهذه كانت تخشى كلير بأن هذا غير كافٍ لهما , ويعلم الله بأنها لاتريد للطفلين بأن يعانيا أكثر مما عانياه ... إبتلعت كلير غصة مؤلمة في حنجرتها وهي تحاول جهدها لإبعاد إحباطها الخاص ..
" قال الطبيب النفسي في المستشفى بأن الأمر سيستغرق وقتاً " هزت لايلا رأسها موافقة بينما قال العم جون بلطف ..
" وسيحدث هذا أسرع لو عرفا أين سيستقران بدلاً من العيش في منزل بشكل مؤقت "
كانت كلير تفهم هذا , فلو كانت مكان روبن وبرادلي لرغبت بأن يكون لها منزل وعائلة دائمة مرة أخرى ..
" هل إستطعتما حصر القائمة على عائلة واحدة متوقعة أو إثنتان؟ " سألتها لايلا بلطف , فأومأت كلير برأسها وقد غمرها الإحباط حول هذا الأمر من جديد ..
" كانت لدى زاك مشكلة مع كل العائلات " إعترفت متنهدة وهي تنظر للمطر المنهمر ..
إنعقد حاجبا جون ماكيب الأبيضان معاً ..
" حسناً أرجو ألا يأخذ الأمر وقتاً طويلاً , فقد عانى الطفلين الكثير , وهما بحاجة ماسة للإستقرار في مكان ما "
" أعلم بأنك على حق " قالت كلير ثم شكرتهما مرة أخرى على مساعدتهما لها , وسارت معهما حتى نهاية السقيفة حيث وقفت تراقبهما وهما يسيران نحو سيارتهما ولوحت لهما مودعة عندما إنطلقت بهما السيارة ..
كانت ترتعش بسبب برد مساء فبراير عندما عادت للداخل ..
" قال زاك بأنه ربما أمكننا الحصول على قطع دجاج ,وبطاطا مقلية , وحليب مخفوق للعشاء "
أعلنت روبن بسعادة , فأحست كلير بالإرتياح إذ بدت الطفلة مرتاحة وآمنة مرة أخرى ..
" هل أنت موافقة؟ " سألها زاك غافلاً على ما يبدو عن حقيقة أن مجرد وجوده هو ما فعل العجائب وبعث الطمأنينة في نفس كلا الطفلين ...
عملت كلير ما بوسعها لإحتواء أمنيتها بأن تتحقق معجزة عيد الحب فيقرر زاك البقاء بعد كل هذا ..
هزت كلير رأسها مبتسمة وهي تقول مشترطة .." لابأس بهذا طالما سنضيف إليه صلصة التفاح وبازلاء أو جزر مطبوخ يلتصقان حوله من الخارج بشكل مغذي "
بعد أن ينتهى العشاء ويصبح الطفلين في سريريهما , عليها أن تتحدث مع زاك ..
" شيئ ما يشغل بالك؟ " سألها زاك وهما يشربان القهوة بعد أن وضعا الطفلين في سريريهما ..
" أجل " جذبت كلير نفساً عميقاً وهي تتسائل من أين تبدأ الموضوع ثم قررت بأن أفضل طريقة هي طرقه مباشرة , فنظرت بثبات إلى زاك لترى ردة فعله .." أريد تبني الطفلين " إنثنت أكتاف زاك العريضة تحت قماش قميصه القطني الناعم ..
" وحدك؟ "
تمنت كلير لو لم يكن الأمر بهذه الطريقة , لكنها لم تسمع بأي شخص يريد أن يتبناهما معها ..
" أجل " قالت وهي تواجه تحديق زاك بثبات ..
حامت عيناه الزرقاوين بها بشكل مدروس من قمة رأسها حتى أخمص قدميها قبل أن تستقران على وجهها , ثم زفر نفساً طويلاً ..
" وهل ستكون هذه مشكلة مع المحكمة؟ "
جلست مستقيمة وشبكت يديها في حضنها برزانة وهي تقول ..
" ليس إذا حصلت على دعمك , ووافق الطفلين على ذلك بحماس "
" آخذة بعين الإعتبار شعورهما تجاهك , فإنك تعلمين بأنهما سيفعلان " إفترض زاك بهدوء فحدقت كلير بعينيه , لم يسبق لها أن رأت عينيه شديدتي الزرقة ..
" وماذا عنك أنت؟ " سألته بنعومه متمنية لو يكون أكثر إنفتاحاً ويخبرها بمشاعره الخاصة تجاه هذا كله , مد زاك يديه وأخذ يديها يمسك بهما بقوة بين راحتيه الدافئتين وهو يشد عليهما ..
" ليس هناك مكان آخر أفضل أن يكونا فيه " قال بلطف , وقد بدت مودته تجاهها واضحة " أعلم بأنك تحبينهما , وستعتنين كثيراً بهما , كلير . وهذا ما تفعلينه الآن "
أحنت كلير رأسها محاولة ألا تقرأ أي شيئ شديد الألفة من خلال الطريقة التي تشابكت بها يداهما بقوة
فهو مازال سيغادر بعد بضعة أيام , ومن يعلم متى أو حتى إن كان سيعود أبداً , بسبب ما يفرضه عليه عمله
كطيار متنقل ..
إبتلعت غصة مؤلمة في حنجرتها بسبب عاطفتها المفاجئة ..
" إذاً إتفقنا؟ " سألته بصوت أبح " سنسألهما عن رأيهما بالأمر في الصباح "
هز زاك رأسه وقد بدا عليه القلق مثلها .." هذا أول شيئ سنفعله " وعدها بهدوء ...

http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

shymoon
23-04-2008, 04:33
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif
لأن درجة حرارة برادلي عادت إلى الوضع الطبيعي وبدا من المحتمل أن ينام بهدوء أثناء الليل عاد زاك لغرفته في الفندق تلك الليلة , وعلى الرغم من أن كلير عرفت بأن هذا أفضل إلا أنها كانت ما تزال تشعر بالوحدة والحزن بسبب الطريقة التي قدر لعلاقتهما الإنتهاء بها وهي تتقلب في سريرها طوال الليل ..
البهجة الوحيدة التي شعرت بها جاءت في الصباح التالي بينما كانت تجلس مع زاك للكلام مع روبن وبرادلي بعد الفطور وهي تخبرهما بلطف وبشكل واضح إقتراحها ..
" إذاً لو عشنا هنا معك من الآن فصاعداً , سيكون لدينا أم ولن يكون لدينا أب؟ " خمّنت روبن وقد إندفعت شفتها السفلى للخارج بقلق ..
هزت كلير رأسها وهي تدرس ملامح الطفلة بحذر ..
" وهل ستكون هذه مشكلة بالنسبة إليك؟ "
" لا " قالت روبن وهي تبتسم فجأة إبتسامة عريضة وتقفز للأعلى والأسفل على مساند الصوفا بحماس وإثارة وتتابع " لأني أعرف كيف يمكننا إصلاح الأمر"
رفع زاك حاجباً وهو يتبادل نظرة مصدومة وفضولية مع كلير ..
" زاك يمكن أن يعيش هنا أيضاً " قالت روبن وهي تقفز من الصوفا وتحيط زاك وكلير معاً بذراعيها
" ويمكنه أن يكون والدنا "
" لن ينجح الأمر بهذه الطريقة روبن " قال زاك بكل مايستطيعه من لطف وصبر ..

" بالتأكيد سينجح " قالت روبن بعناد وهي تلتصق بمنطق ذو الست سنوات كالشمع " المرأة عليها أن تكون الأم والرجل عليه أن يكون الأب , ونحن نحبكما كلاكما وأنتما تحباننا , ويمكننا العيش هنا معاً
وبإمكانك أن تقرأ لنا القصص كل ليلة , ومساعدتنا في بعض الأشياء , كالطبخ وحل واجباتنا المدرسية والتسوق , بل في الحقيقة إنه يمكنك البقاء هنا والإعتناء بنا بينما تذهب كلير للعمل في مكتب القانون , وعندها لن نضطر أنا وبرادلي للذهاب لمركز الرعاية النهارية بعد المدرسة كما نفعل الآن "
لقد خططت الطفلة لكل شيئ .. فكر زاك .. وهي في الحقيقة بدت خطة جيدة لو لم يكن سيصاب بالجنون إن لم يستطع البقاء في عمله والطيران حول العالم أكثر ..
" حبيبتي " قالت كلير بلطف " زاك لايزال سيغادر غداً صباحاً إلى أوروبا "
" لكنه عيد يوم الحب " إحتجت روبن وقد بدت وكأنها ستنفجر بالبكاء في أية لحظة " لايمنكه أن يرحل في عيد يوم الحب!! , أريده أن يأتي للمدرسة ويحضر حفلتي المدرسية , يمكنه مساعدتك! "
" عرضت صنع الكعك ومساعدة الأمهات " شرحت كلير عندما رمقها زاك بنظرة متسائلة وزحفت لعينيها الخضراوين الداكنتين ومضة من الكآبة وهي تكمل " بدا الأمر مسلياً "
إنها نوع من تلك اللحظات التي يحب الأباء تصويرها على أشرطة فيديو أو التقاطها في صور للذكرى .. فكر زاك في نفسه وتدفق الحزن في روحه عندما أدرك بأنه لن يكون أبداً جزء من تلك اللحظات الحميمة بل إنه حتى لن يتمكن من رؤيتها عندما يخرج من حياة كلير والطفلين , والذي يعرف بأن عليه أن يفعله ..
" أنا آسف , ستفوتني الحفلة " قال زاك وهو يجبر نفسه على الإبتسام متوقعاً أن تغضب منه روبن
لكن الطفلة والتي لم يفارقها تفاؤل الست سنوات إبتسمت له إبتسامة عريضة وهي تقول : " لا زال بإمكانك أن تغير رأيك "
ولكن زاك لم يغير رأيه ليس عندما وقع الأوراق القانونية التي طلبت منه كلير توقيعها , ولا عندما ذهب مع كلير للمحكمة العائلية ليتحدث مع القاضي ويشرح له لماذا شعر بأن روبن وبرادلي سيكونان أفضل حالاً بالعيش مع كلير ..
القاضي كانت إمرأة في أواخر الأربعين حدقت به من فوق حافة نظاراتها وقالت .." يبدو أنك أصبحت شديد التعلق بهذين الطفلين "
هز زاك رأسه مدركاً بأنه لم يهتم بحياته بثلاثة أشخاص بقدر إهتمامه بكلير والطفلين ..
" هذا صحيح " قال عملياً ..
" وأنت لاتريد سوى ما هو في صالح الطفلين فقط " واصلت القاضية إستجواب زاك ..
" أجل " قال زاك وهو ينظر لكلير التي إبتسمت له ثم عادت تنظر للقاضية ولكن ليس قبل أن يرى ومضة الحزن والمرارة التي التمعت في عينيها , فعرف في هذه اللحظة أكثر من أي وقت مضى بأنه ما كان له أن يطلق العنان لمشاعره معها كما فعل في مكتبها , ما كان له أن يسمح لهما بالتقارب الى ذلك الحد كما فعلا ذلك اليوم , ليس وهو يعلم بأنه لايزال عليه الرحيل ..
" أحقاً سترحل؟ " سألت روبن في الصباح الباكر ليوم الأربعاء بينما كان زاك ينحني جالساً على قدميه ليضمها وبرادلي مودعاً ..
حصّن زاك نفسه ضد رغبة ملحّة بأن يبقى ليوم واحد آخر , وهو يهز رأسه عملياً لروبن , فسواء أحب ذلك أم لم يحبه , كلما طالت مدة بقائه كلما أصبح من الصعب عليهم جميعاً أن يتخلصوا من الخيال الذي يضفيه عيد يوم الحب , بأنه بإمكانهم هم الأربعه أن يعيشوا معاً بسعادة حتى النهاية ..
" علي أن أذهب " أخبر روبن بلطف وهو يجلس بجانبها " طائرتي ستقلع بعد بضع ساعات وعلي القيادة طوال الطريق المؤدي إلى مطار دالاس – فورت وورث قبل موعد إقلاعها "
لفت روبن ذراعيها الصغيرتين حول عنقه وعانقته بقوة قبل أن تبتعد لتنظر له بحزن : " ألا تستطيع حضور حفلة عيد الحب في المدرسية اليوم والذهاب لأوروبا في وقت آخر؟ "
عرف زاك بأن روبن كانت تقول ما كانت تفكر به كلير لكن أدبها كان يمنعها من قوله .. أومئ برأسه
" رئيستي في العمل في فيينا وعلي أخذها بالطائرة غداً إلى أمستردام " إذا لم يصل إلى هناك في الوقت المحدد فسيطرد من عمله , فقد كانت مارجوت ميدليتون واضحة تماماً حيال هذا الأمر , وهو لايستطيع إحتمال خسارته لهذه الوظيفة ..
" حسناً , سوف أشتاق إليك " إعترفت له روبن بصوت ثقيل بينما إرتعشت شفتها السفلى وقد ملأت الدموع عينيها ثم طوقت عنقه بذراعيها وعانقته بقوة وتبعها شقيقها برادلي ذو الثلاث سنوات وقد بدا حزيناً بقدر حزن أخته الأكبر منه سناً ..
" وأنا سأشتاق لكما أيضاً " أخبرهما زاك بصوت ثقيل غير متأكد من السبب ولكنه أراد أن يعرفا بأن هذا الفراق ليس سهلاً عليه هو الآخر ..
" هل ستأتي قريباً لترانا؟ " سأله بردلي بحزن ..
نظر زاك إلى كلير , بعد مقابلتهما مع القاضية لم تكن كلير تريد أي حديث عن المستقبل أو إنتزاع أي نوع من الوعود منه , ولكن الآن لم يعد لديهما خيار ..
" علينا أن نرى " تدخلت كلير أخيراً , العاطفة المشبوبة التي تقاسماها كانت تبدو كحقل ملغوم خفي بينهما " هذا يعتمد على مدى إنشغال زاك بعمله وما يتطلبه منه " أكملت كلير بصوت ودي ولكن غير شخصي والذي بدأ يضايقه " ولكن بالطبع هو مرحباً به في أي وقت يستطيع الزيارة فيه "
" شكراً " قال زاك لكلير بإمتنان , كان يمكن لكلير أن تجعل الأمر صعباً عليه كثيراً ولكنها لم تفعل والمشكلة الحقيقية هو أنه رغم ذلك يشعر بعقدة الذنب , ولكنه سيتخطى هذا الشعور طمأن نفسه بحزم
لأنه برحيله يقوم بالشيئ الصحيح لكلير والطفلين ..
" أحبك " همست روبن وهي تعانقه بقوة أشد فابتلع زاك غصة مفاجئة مؤلمة في حنجرته .." وأنا أحبك أيضاً " أخبر روبن أولاً ثم برادلي , ولكن عندما وقف ليودع كلير إبتسمت له بتحفظ وهي تصافحه ببرود شاكرة له كل ما قام به من أجلها وأجل الطفلين متمنية له التوفيق , بدون عناق , بدون قبلات , أو حتى وداع لطيف , مجرد إستسلام وقبول بارد بأنه مهما يكن ما تشاركا به من تقارب وحميمية فقد إنتهى ..

http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

shymoon
23-04-2008, 04:36
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

" أردت بشدة أن يحضر زاك اليوم " إشتكت روبن لكلير وهم عائدون للمنزل بعد الحفلة في مدرستها
" أعلم بأنك كنت تريدينه أن يحضر حبيبتي " وساعدت كلير روبن وبرادلي بخلع معطفيهما ..
" أفتقده " قالت روبن بحزن وهي تجلس على أرضية غرفة الجلوس وتنشر الهدايا التي حصلت عليها ليتفرج عليها برادلي ..
وأنا أيضاً أفتقده .. فكرت كلير .. أفتقد الطريقة التي ينظر بها إليّ , كما لو كنت أجمل نساء العالم وأكثرهن فتنة , أفتقد الطريقة الحنونة التي يضمني ويقبلني بها , والأهم من هذا كله هو إفتقادي لحقيقة أنه كان دائماً هنا إلى جانبي حينما وكلما كنت بحاجة إليه لفترة قصيرة جداً ..

كان زاك يقف في سقيفتها الأمامية حاملاً علبة شكولاتة مصنوعة على شكل قلب بيد وباقة زهور باليد الأخرى , كان يبدو وسيماً وقوياً , مجرد رؤيته ثانية كانت أفضل هدية عيد حب تلقتها كلير في حياتها , ورغم هذا الم يتركها منذ ساعات هي والطفلين دون أن ينظر خلفه مرة واحدة , لم تكن كلير تظن بأنه يمكنها أن تتجاوز ألم خسارته مرة ثانية ..

فتحت كلير الباب وهي تشعر بساقيها ترتعشان تحتها وخرجت إلى السقيفة الأمامية بجانب زاك .. وقد عقدت العزم على أن لاتدعه يؤذي مشاعرها هي والطفلين بتغذية آمالهم في المستقبل عقدت ذراعيها فوق صدرها بطريقة متحفزة دفاعية ..

" ماالذي تفعله هنا؟ " سألته بهدوء , وهي لاتعرف هل تعانقه أم تنفجر بالبكاء " من المفترض أنك في أوروبا "

" لم أستطع أن أذهب " قال زاك وهو يضع الزهور وعلبة الشوكولاتة فوق الإرجوحة , ثم خلع سترته الجلدية ووضعها حول كتفيها فغلفها بدفئه ورائحته المثيرة بينما يلف ذراعيه حول خصرها ويشدها نحوه أكثر , هدهدها برفق قريباً منه وقد بدت في عينيه كل المشاعر الجياشة التي كانت تريدهها ..
" حاولت أن أذهب " وابتسم لها نصف إبتسامة بدت غاية في الإثارة وهو يتابع " بل حتى أني قلت لنفسي بأن هذا أفضل لنا جميعاً , ولكني في النهاية لم أقوى على تركك كلير , ولم أقوى على ترك الطفلين "
إغرورقت عينا كلير بالدموع التي جاهدت لحبسها , بينما جعل الألم في حنجرتها الكلام مستحيلاً عليها , ولكن زاك بدا وكأن لديه كل ما يحتاجانه من كلمات ..
" أريدنا أن نبني حياة معاً كلير " وبرفق أزاح شعرها عن وجنتها " ذلك النوع من الحياة التي لم أحصل عليها طوال عمري ولكني أردتها دائماً "
" وماذا عن عملك مع مارجوت ميدليتون؟ " سألته كلير وهي تزداد إرتعاشاً , مهما كان سيحدث بعد هذا , فهي لاتريد أن يكون لديه شكوك بما يشعر به تجاهها أو تجاه الطفلين , أو ماهو مقدم عليه , لاتريده أن يشعر فيما بعد بأنه أقدم على غلطة فظيعة وأنه لن يكون سعيداً بعدها أبداً ..
" كنت في منتصف الطريق إلى مطار دالاس وقد تملكني إحساسٌ فظيع بسبب تركي لك ولروبن و برادلي خلفي , كما لو كنت فارغاً من الداخل , ثم أدركت فجأة شيئاً , لم تكن الوظيفة هي ما أحبه , إنه الطيران , وأستطيع أن أفعل هذا هنا , سأفتتح مكتباً في المهبط الصغير جنوب البلدة , وسأشتري طائرتي الخاصة من المال الذي كنت أوفره , وأعطي دروساً في الطيران لمن يرغب بها , أنقل بضائع , وأحمل مسافرين إلى حيث يريدون , بشرط أن يكون بإستطاعتي العودة إليك والطفلين كل ليلة "
" لن يكون الأمر مثيراً كما هو عملك الآن " حذرته كلير ولشدة إرتياحها لم يبدو زاك مهتماً ..
" لقد رأيت العالم كله كلير " أخبرها بحزن " بل في الحقيقة كل ما كنت أفعله في السنوات العشر الماضية هو السفر , وقد آن الأوان لأستقر , لأحظى بمنزل وزوجة وأطفال أحبهم أكثر من أي شيئ آخر , أنت وروبن وبرادلي كل ما لدي , والسؤال الآن هو , هل الزواج بي والحياة معي هو ما تريدينه؟ "
إنه كل ماتريده , فكرت كلير , بل إنه كل ما أرادته على الإطلاق , ولكنه لم يزل لم ينطق بالكلمات التي تاقت روحها لسماعها وإلى أن يفعل هذا ...
" هل تفعل هذا فقط لأنك تحب الطفلين؟ " سألته بحذر , مسرورة لأنه فعل ذلك , لكنها في داخلها كانت تحتاج المزيد , بل أكثر بكثير , قبل أن توافق على عرضه ..
عقد زاك حاجبيه معاً قائلاً .." هذا جزء من الأمر بالطبع " أعترف لها بصوت هادئ ثم نظر بعمق في عينيها " ولكن الجزء الأكبر هو أني أحبك بطريقة لم يخطر في بالي أنه يمكن لي أن أحب بها أية امرأة , كلير "


ــــــــــــــ النــــــــــــهايـــــــــــــة ـــــــــــــــ

http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

shymoon
23-04-2008, 04:54
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif
http://th81.photobucket.com/albums/j212/Kauly/Candy%20dolls/th_Coeur.gif ..في حال وجود خلل في الكتابة او اي مقطع ناقص خبروني عشان اتاكد واحطه .. وتحياتي لكم shymoon
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_2-33.gif

...(M.A.H)...
23-04-2008, 16:20
اشكرك shymoon جزيل الشكر.....

عذرا إن اتعبتك....او ازعجتك....

مرررررررهة ثانيه اشكرك على الرواية....

shymoon
23-04-2008, 16:45
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_38-2.gif..لا عادي حبيبتي ..تعبك راحة....

ورده قايين
23-04-2008, 20:01
مشكورة على الرواية

shymoon
24-04-2008, 04:35
http://th170.photobucket.com/albums/u255/daniiSahne/Gifs/th_Thanks00033.gif

ماهيما
24-04-2008, 08:05
يسلمووووووووووووووووووووووو على الرواية shymoon;)

@الصرقوعه@
25-04-2008, 02:27
مشكورين صراحه المشروع بيجنن حلو مره ووناسه ومريح ويعطيكم العافيه وانا اتمنى اساعدكم في المشروع لانه عاجبني وانا من عشاق روايات عبير وعندي منها كثير بس بعضها تلاقون الروايه مسويه ريجيم ةطبعا انا فاضيه ماوراي شيء واذا موافقين اساعدكم خبروني كيف الطريقه وانشاء الله اساعدكم ويله سلام وراح اقراء الروايه بالليل

لحـ الوفاء ـن
25-04-2008, 18:13
يسلمو على الروايه النايس
وفي انتظار الروايه القادمه
يعطيكم العافيه

نقاء الثلج
26-04-2008, 00:35
http://www.ksa05.org/uploads/f35d1746ca.gif

حبيبتي Shymoon على الروايه الروعه
و نحن بانتظار الروايه القادمه على احر من الجمر

عذوووق
26-04-2008, 11:26
وااااااااااااااااااااااو روووووووووووووعة

يسلمووووووووو shymoon على الرواية ويعطيكي ربي الف عافية

shymoon
26-04-2008, 14:40
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_55-2.gif ..ماهيما على الرد الحلو..
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_61-2.gif..@الصرقوعه@ ..رد مشجع ومحمس..جدا..
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_13-5.gif..يسلموا لحـ الوفاء ـن
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_15-5.gif..حبيتي نقاء الثلج اخجلتيني
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_8-6.gif..يسلموو ..اخت عذوووق على الرد الحلوووووووووو........
http://s251.photobucket.com/albums/gg306/REME_MOON/th_12-4.gif

@الصرقوعه@
27-04-2008, 05:25
هاااااااااااااااااااااااااااااي جميعا كيفكم وش اخباركم 00000لوسمحتي اختي ماري -انطوانيت 0000انا صراحه ماعرفت كيف الطريقه باني اتواصل معك علشان اخبرك عن الروايات اذاذا لقيتي حل للتواصل خبريني وانا بقولك اسم روايتين ابغى اكتبها الحين وانتي اختاري 1\ الهدف من الارث --2\مطلوب زوجه وام -----------عاد انتي اختاري وخبريني ومشكوره على تقبلك لي في مشروعك

سنا المجد
27-04-2008, 14:59
سلاااااااااام
عندي رواية غجرية بلا مرفأ وحابة انزلها اذا كان ماحدا نزلها قبلي .....

سنا المجد
27-04-2008, 15:15
غجريه بلامرفاء
ملخصها........
كان الطبيب مارك ميريث يريد ممرضه تساعده لاحورية بحر ولاغجريه مجنونه فما الحكمه في ان يرمي


له البحر بحوريه خرقاءطائشه اسمها ميمي ياتيست؟لم تجهل ميمي رايه بها وتساءلت بكآبه هل تريد


حقا البقاء بين اسوار هذه الجزيره التافهه اسبوعين تعمل لحساب رجل نكد؟


صحيح انه وسيم للغايه ولكنه بغيض حقا وقضاء اسبوعين معه يفوق طاقهكل انسان عاقل ولكن ما


العمل وليس لديها خبار اخر؟

ماري-أنطوانيت
27-04-2008, 16:02
تسلميــــــــــــــــــــــــــــــــــن ((shymoon))

على الروايه الحلوه.....::سعادة::

وعذرا على تأخري في الرد...بس ضغوط الامتحانات..:ميت:

الف شكر حبيبة قلبي وتسلم الانامل...
~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`


هاااااااااااااااااااااااااااااي جميعا كيفكم وش اخباركم 00000لوسمحتي اختي ماري -انطوانيت 0000انا صراحه ماعرفت كيف الطريقه باني اتواصل معك علشان اخبرك عن الروايات اذاذا لقيتي حل للتواصل خبريني وانا بقولك اسم روايتين ابغى اكتبها الحين وانتي اختاري 1\ الهدف من الارث --2\مطلوب زوجه وام -----------عاد انتي اختاري وخبريني ومشكوره على تقبلك لي في مشروعك
هلا والله فيك يا قمر...

منوره المشروع بالطله الحلوه......::سعادة::

اما بخصوص التفاصيل انا ارسلتها لك على الخاص

وبانتظار جوابك.....::جيد::



سلاااااااااام
عندي رواية غجرية بلا مرفأ وحابة انزلها اذا كان ماحدا نزلها قبلي .....
هلا والله فيك عزيزتي (سنا المجد)...منوره..:)

الروايه ما قد نزلت من قبل في المشروع...

وان شاء الله راح نخليها روايه الاسبوع..::جيد::

ارسلت لك التفاصيل على الخاص وبانتظار ردك...:D