PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ مشروع لأكبر تجمع روايات عبير وأحلام المكتوبة نصا ]



صفحة : 1 2 3 [4] 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46

لحـ الوفاء ـن
02-03-2008, 12:39
الفصل الثاني


تنهدت جيني التي كانت تجلس الى جانب سين في طريق العودة الى المكتب بعد ان انتهيتا من زيارة ال هاركورت وقالت:" بعض الناس لديهم كل الحظ."
تساءلت سين بشرود:" ماذا؟" فهي لاتزال ترتعد الى درجة لاتستطيع معها ان تخمن الى ماذا ترمي جيني . فقد امضت حوالي الساعة مع العروسين السعيدين تحاول ان تتفق معهما على تحضيرات زفافهما الذي سيجري في شهر آب- اغسطس. وقد حاول وولف ان يبدو موضوعيا من غير ان يثير اي محاولة للاحتكاك بها. وتنفست جيني نفسا عميقا اخر, وقالت :"ربيبكا ثورنتون, ليس من العدل ان يكون لها والد رائع وعريس جذاب تتهافت النساء عليه." لم تستطع سين ان تمنع الابتسامة الخفيفة من الظهور على فمها .قائلة بحسرة:" انا لا اعتبر انه من المهم ان يكون الاب وسيما." ردت جيني برضى :" ربما لا" ولكنها تابعت بتحسر :" ولكن وولف ثورنتون شيء اخر."
" انه شيء اخر...." قالت سين هذا مع علمها بحقيقة وولف الا انها لم ترد ان تخبر جيني بشيء.
تساءلت جيني مفكرة:" ولكنني اتساءل اين هو موقع البستاني من كل ذلك." لم تستطيعا بالتاكيد تخيل مدى اهمية العلاقة بين ريبيكا والبستاني الشاب.وحتمن وجهة ريبيكا على الاقل . فدخول جيرالد هاركورت الى غرفة الجلوس, حول انتباهمها من الحديقة الى المنزل. ولم تريا البستاني يخرج من الكوخ. ولكن ماشاهدتاه في البدية كان كافيا لتعرفا ان البستاني له دور في الموضوع.
لو كان اي انسان اخر هو العريس . لما ترددت سين للحظة, ولكن لا دخل لها في اختيار العروس. كل مايهمها هو ان تبدو العروس متأنقة يوم زفافها وتمضي امور الزفاف على مايرام, ولكن وولف هو العريس !
لم تستسع ان تصدق ذلك! ريبيكا كانت شابة صغيرة في العشرين من عمرها, وولف في الخامسة والثلاثين من العمر .رجل ناضج , وله خبرة في الحياة. ولكن لماذا يتزوج من فتاة صغيرة تكاد تكون من عمر ابنته؟ والاغرب من هذا ان ريبيكا تقيم علاقة مع البستاني في منزل والدها! لم تشك سين للحظة في ان وولف سوف يثور بشدة اذا ما اكتشف هذا الامر. ولم يكن في نية سين ان تطلع وولف عن الامر ولكن ماذا اذا اخبرته ريبيكا بنفسها؟
لقد راقبت سين الخطيبين. وبدا انه لابأس بهما كعاشقين, فقد كان وولف يعامل ريبيكا بنفس الطريقة التي يعاملها بها والدها. وكانت ريبيكا تسأل وولف عن كل شيء حتى من اين تشتري فستان الزفاف! لو كانت سين مكانها لما استشارته.رات سين ان زواج وولف وريبيكا هو في ورطة منذ الان. انها حقا فكرة محبطة عن زواج لم يبدا بعد .فعلى كل حال كانت زيارة سين لمنزل ال هاركورت من اصعب الاوقات التي مرت بها في حياتها. حيث انها قلقت من فكرة ان وولف قد يخطر له ان يطلع الاخرين على علاقته الماضية بسين . وما من شك في انها ستحرج, لانهما تصرفا كغريبين في البداية. ولا بد ان الامر سيحرجه هو ايضا.ولكن بما ان سين تعرفه حق المعرفة, فوولف لا يابه لما يفكر الناس به وهذا ليس في صالح سين. ومضى الوقت في ذلك المنزل زاد من توتر سين,اذ ان وولف لم يقل شيئا .خاصة وانه اخذ يسترضي اكثر كلما لاحظ توتر سين يزداد .بدا مستمتعا بقلقها ولم يبعد نظراته عن وجهها البارد.
عندما همت سين وجيني بالانصراف لاحظت سين من تعابير وجه وولف ان هذا لن يكون لقاءهما الاخير, فهي على ثقة من انها سترى وولف لاحقا لامحالة.
قالت جيني:"ربما لا دخل له على الاطلاق." وعندما لاحظت عدم استجابة سين للحوار اضافت:" وعلى كل, ما من امرأة في كامل عقلها تنظر حتى مجرد نظرة الى رجل اخر عندما تكون على وشك الزواج من وولف ثورنتون,"
جفلت سين مرتعبة , اي امرأة بالتاكيد! ولكن كم كانت جيني ساذجة . فهي لاتستطيع ان تدرك بعد , ان اختيار شريك الحياة يتطلب اكثر من الوسامة .ولكن السؤال هو : هل ادركت ريبيكا هذا الامر, خاصة وانها اصبحت على وشك الزواج؟
ابعدت سين عن تفكيرها زواج هاركورت-ثورنتون, حالما وصلت الى المكتب. فلقد كان لديها عمل يجب ان تنجزه وما كانت لتستطيع ذلك ووولف في تفكيرها.امضت سبع سنوات من دون ان تفكر فيه حتى في الاوقات الصعبة. كانت تنجح في ابقائه بعيدا عن تفكيرها.ولايحق له الان ان يقتحم حياتها وهي على مرمى حجر من تحقيق حلم النجاح الباهر . ولكن من سوء الحظ ان يكون عرس وولف وريبيكا هو نقطة التحول في حياتها.
امسكت بسماعة الهاتف اليا عندما رن جرسه لحظة دخولها الى المكتب وتوترت فور معرفتها المتكلمة, لقد عرفت عن نفسها قائلة:"ريبيكا هاركورت"
تساءلت سين بتحفظ:" بماذا استطيع ان اخدمك انسة هاركورت؟"
مع انها تعودت ربط اواصر لصداقة مع كل العرائس اللواتي تعاملت معهن . ومن خلال تجاربها عرفت سين انه من الافضل لكل منهما ومن الاسهل ان كانتا مستعدتين للكلام بصراحة.
طلبت منها الفتاة متوسلة :" سين ارجوك ماتستطيعينه لي هو ...."
"نعم؟" اجابت سين حين لاحظت ارتباك الفتاة واضافت بخفة:" اذا كنت لاترغبين بالتعامل مع وكالتي بعد كل هذا , افلا تشعرين بأنني قد اهان."
فإذا كان الامر كذلك , سوف تشعر بارتياح اذا وجدت نفسها خارج الموضوع." ربما وضعك والدك في موقف حرج."
ترددت ريبيكا محاولة ان تؤكد لها امرا:"ليس الامر كذلك. فانا متاكده من ان مساعدتك لي ستكون قيمة جدا."
وتحشرج صوت ريبيكا ولم تستطع ان تكمل.
رجتها سين :"نعم؟" ولكن بلطافة اكثر هذه المرة شاعرة بقلق الفتاة. وكان لدى سين شعور بان اللامر علاقة بالبستاني خاصة بعد ان قابلته ريبيكا في الكوخ الخشبي, وهذا الامر المهم.
قالت ريبيكا وكانها وجدت الكلمات المناسبة:" الامو تجري بسرعة, وانا متاكده من انني لست اول عروس تجدينها متوترة قبل الزواج.انني اريدك ان تتمهلي بترتيبات الزفاف, فلا يوجد داع للعجلة." ذكرتها سين بهدوء:"موعد الزفاف بعد اربعة اشهر فقط."
تابعت سين مشفقة عليها:" ماريك لو التقينا نحن الاثنتان على انفراد وتحادثنا."
فكما قالت ريبيكا, اعتادت سين على مفاجآت اللحظة الاخيرة ولكن اربعة اشهر لاتعتبر"اخر لحظة." الى جانب ذلك, تملكها شعور بان في الامر خطورة اكبر ممايبدو. اجابت ريبيكا بامتنان:" آه,نعم, سيكون ذلك رائعا عندها استطيع ان اشرح لك."
شككت سين بذلك.فلقد تملكها شعور بأن ريبيكا تحاول ان تنكر الحقيقة حتى عن نفسها.
: مارأيك لو اتي الى منزلك غدا ونستطيع ان ..."
قاطتعها ريبيكا بحده:"كلا , ليس هنا. ما اقصده هو..."
وحاولت ريبيكا ان تتكلم بشكل طبيعي:"لم لا نتناول طعام الغذاء معا في مكان ما ؟ فهذا على الاقل يجعل اللقاء مريحا؟" وتكهنت سين- انه كلما كان اللقاء بعيدا عن والدها كان افضل.
قبلت سين:" هذا جيد بالنسبة ليوماذا عن ..."
وهنا قطعت كلامها فجأة عندما فتح باب مكتبها من دون انذار, وحملقت بوولف بينما كان يقف بغطرسة عند الباب. وشدت بقبضة يدها بعفوية على سماعة الهاتف, وفاض الدم من وجهها وجف حلقها.لم لم تستطع السيطرة على نفسها؟لقدعرفت سابقا ان وولف لن بوداعه عودتها الى الظهور في حياته ايا كانت الظروف.
فبعد غياب سبع سنوات لابد وان يظهر عدم رضاه. لهذا بقي هادئا عندما كانا معا في منزل ال اركورت. وداعه؟ وولف لم يقبل اي امر بوداعة طوال حياته. وشعرت سين ان ريبيكا لاتريد

لحـ الوفاء ـن
02-03-2008, 12:41
ان يعرف وولف عن مكالمتها الهاتفية. وبما ان الخط لم يقطع بعد بين الفتاتين, ولم يكن في نية سين ان تطلع ريبيكا على وصول الى مكتبها, وبدون ان يعرف وولف مع من تتكلم, لم تعرف سين ماذا عليها ان تفعل حينئذ! شاهدت وولف يتقدم داخل المكتب بعد ان اغلق الباب باحكام , ووقف اماها بتعجرف , بينما كان ينتظر ان تنتهي المكالمة باسرع وقت.
اجابت ين قائلة:"يبدو الغذاء فكر جيدة" واضافت بخفة بينما لاحظت التوتر في صوتها."ربما تستطعين ان تحددي اسم مطعم يكون مناسبا لكلينا؟"
راقبت وولف وهو يتجول في انحاء المكتب, وبين الحين والحين يلتقط بعض الاشياء يتفحصها ويعيدها من دون اهتمام.فلقد كان في مكتبها بعض كتب الزفاف, وبطاقات الافراح, وجدران مكتبها مزينة بورق الحائط
بلوني الزهر والكريم التي الصقتها سين بنفسها, اذ لم تستطع ان تدفع تكاليف خبيرة في هذه الامور.فلقد دفعت اجرة المكتب لسنة كاملة! اظهر وجه وولف المتعجرف درايته بامر فرش المكتب, ورفع حاجيبيه متعجبا, فسين كانت لا تزال تمسك بسماعة الهاتف.
ارادت سين بامتنان ان تنهي المكالمة, لو ان ريبيكا تقول فقط اسم المطعم.فهي تريد ان تنهي هذه المقابلة مع وولف بسرعة . وبعد ذلك مقبلتها مع ريبيكا التي احست انها ستذهب سدى هي ايضا, بالتاكيد وولف لايريدها ان تتدخل بامر زواجه من ريبيكا.
من حسن الحظ ان جيني ذهبت لتناول الغذاء بعد عودتهما, اذ انها ستشتعل بالفضول لرؤيتها وولف في المكتب بعد ان قابلتاه لتوهما في منزل خطيبته. فلم يكن في نية سين ان تقول للفتاة ان وولف اراد محادثتها بامر ما ولكن بعيدا عن اعين الرقباء.
اجابت ريبيكا اخيرا:"ماذا عن الريتز؟" كان من المحتمل ان ترفض سين ولكن رؤيتها لوولف يتجول في المكتب فلا بد من القبول.
ولكن الريتز لم يكن مناسبا لهما, او على الاقل مناسبا لميزانية سين, وبما انه غداء عمل, فهي لاتستطيع ان تضيع وقتها, وحتى اذا ما رفضت قد تخاطر بالكشف عن هوية ريبيكا.
"عظيم"وافقت سين وحددت موعد اللقاء عند الساعة الثانية عشرة والنصف واعادت السماعة الى مكانها. والتفتت ناحية وولف الذي كان يتفحص جدول اعمالها للاسابيع القادمة.
التفت ناحيتها فجأة واخذت نظراته الثاقبة تحدق فيها بإمعان, واحست سين بخصلات شعرها الفضية تتطاير فوق كتفيها, وبدا لون شعرها الزاهي فاتحا اكثر على قميصها , كانت شفتاها بدون احمر شفاه, فقد شربت للتو فنجان قهوة اعدته لنفسها. لم تكن هذه هي االطريقة التي اؤادت بها رؤيىة وولف وماكانت تتوقع رؤيته سريعا هكذا. ولكن كان عليها ان تعلم ان وولف يفعل دائما غير المتوقع. وارتد فمها الى الوراء عندما التقت نظراتها بنظراته الباردة.
فتحدته متسائلة:" ماذا تفعل هنا يا وولف؟"
من حسن حظها ان صوتها لايظهر كم كانت متضايقة ومتوترة من وجوده . فهما وحدهما تماما هنا . ولم يكن امام سين ثمة خيار اخر.
لوى فمه مبديا خطوط وجهه وقال متشدقا بسخرية:" بالتاكيد انت لا تعتقدين ان حديثنا قد انتهى؟" واولاها نظرة ملؤها الشفقة على سذاجتها.
تنفست نفسا متقطعا وقالت:" واي حديث هذا الذي تقصده؟" ثم قوست حاجبيها متسائلة:" الذي جرى هذا الصباح ام الذي كان منذ سبع سنوات؟"
اخرج الكلمات من بين شفتيه بقسوة:" الاثنان مترابطان بالتاكيد!"
وحاول ان يسيطر على اعصابة بقوة كي لا يستعمل قوته الجسدية ويسحبها عن كرسيها ويوقفها على قدميها بقوة ويهزها الى ان تصطك اسنانها.
ارغمت سين نفسها علىالبقاء جالسة, في حين كانت تريد حقيقة ان تقفز عن الكرسي وتجري وتجري الى ان تتاكد من ان هذا الرجل لن يمسك بها . ولكن من تجربتها السابقة معه عرفت انه عندما يريد الامساك باحد فانه لابد سيفعل.
وهكذا بدلا من الهروب اظهرت حركة لا مبالية من راسها قائلة:" انا لم افهم ماتعنيه."
وكانت اصابعها تطبق باحكام على القلم الذي كانت تستعمله حين اتصلت بها ريبيكا.
وقطب وولف وجهه فيما عيناه تتاملان وجهها الشاحب وقال:" هل كان هذا جيرالد على الهاتف الان, يهيئ لموعد غداء معك غدا؟"
لم تتوقع ان يغير الموضوع كله حتى انها للحظة اختل توازنها من التحول المفاجئ. ولكن علامات الارتياح ظهرت على وجهها. قالت له :" اذا كان عو او لم يكن, فلا علاقة لك بهذايا وولف!" قالت ذلك وهي واقفة وهذا لم يكن في صالحها فهو اطول منها بقدم ولكنها اصبحت تستطيع التحرك اذا ما استدعى الامر الهرب. واضافت مندفعة:" استطيع تناول الغذاء مع من ارغب."ايقينت انه لم يتخيل ولو للحظة ان ترتيب موعد الغداء هو مع ريبيكا هاركورت ولم يكن في نيتها ان تطلعه على الامر.
وضع وولف يده بسرعة حول خصرها, ولكن لا . فهي لم تفكر بوولف هكذا منذ سبع سنوات ولم تستمح لنفسها بهذه السعادة, ولن تفعل ذلك الان, وهو على وشك الزواج من امرأة اخرى, فهو الجنون المطبق! نهرته بقوة:" دعني يا وولف" من دون ان تستطيع النظر في وجهه الجميل.
عاد فيض من الذكريات لتؤلمها من جديد, وبقوة لم تكن تعرف بوجودها, تخلصت من قبضة. كان الوجع الان جسديا وليس عاطفيا. فهي تستطيع التعامل مع الوجع البدني بسهولة اكثر من الوجع العاطفي الذي سببه لها هذا الرجل ذات مرة.
عرفت ان الندوب على يديها سوف تختفي ولكن ندوبها الداخلية سوف تبقى.
سألته بتعجرف وتحد:" كيف حال عائلتك , وولف؟"
وتجلت نظرات عينيه وهو يقول :"عائلة؟" ردد برقة مبطنة:" هناك امي وبربارة الان فقط؟" فقط امه وبربارة ؟ ليس هناك حاجة لشخص اخر فالاثنتان رائعتان لوحدهما!
اضافت بتعبير استفهامي :" وكيف حالهما؟"
لوى وولف فمه قائلا:"هل حقا تهتمين؟"
كلا . انها لاتهتم على الاطلاق, ولكن على الاقل ذكرهما قد ابعد انتباهه عن المكالمة الهاتفية التي قاطعها منذ قليل.
اجابت بصدق :" كلا " ولم تجفل من نظراته العميقة الخطرة, وتذكرت جيدا كم ان هاتين المرأتين قد كرهتاها فيما مضى, وكانتا تظهران كرههما لها في كل مناسبة
وهي متاكدة انهما ماكانتا لتكترثا لحالها الان بقدر ما تكترث هي بهما, بالاضافة الى ان كلوديا ثونتورن كانت الرافضة الاولى لها.ولم تكن راضية اطلاقا عن علاقة سين بولدها.وبربارة اظهرت نوعا اخر من التهديد مختلفا كليا هل مازالت؟ اذا كانت لاتزال , فان لدى سين دافعا اشد للشفقة على ريبيكا الان.
همس وولف:"لا اعتقد ذلك." فيما كان غضبه المكبوت في داخله يوشك ان ينفجر."
اطلقت سين تنهيده:"ماذا تريد مني يا وولف؟ واضافت مقطبة:"فإعادة الماضي لن تساعد احدا, يجب عليك التركيز على مستقبلك."
عادتفكيرها من جديد الى ريبيكا والمكالمة الهاتفية الغريبة التي تلقتها منها.كان وولف يراقبها, وقال اخيرا برقة:" وماذا تعنين بذلك؟"
لم يكن في ني سين خداع ريبيكا واردفت بغير اكتراث:"هل تحب ريبيكا هاركورت؟"
بدا ان وولف يعتقد ان في استطاعة العودة الى حياتها من جديد بعد سبع سنوات, متظاهرا بالبراءة, ويطلب منها ما يريد . ولكنها لن تعطيه نفس الفرصة!
"عواطف وولف" ازداته بسخرية وقالت مقطبة الوجه:"انا لا اصدق انك تملك شيئا مها اتجاه ريبيكا على الاقل ليس من نوع العواطف التي يجب ان تملكها تجاه المرأة التي تنوي الزواج منها."
تحرك وولف عابرا الغرفة بخطوات خفيفة ليقف على بعد خطوات منها. وسألها:"ماذا تعرفين انت عن ذلك او متى عرفت او اهتممت بما احسه انا؟"

لحـ الوفاء ـن
02-03-2008, 12:42
هذا لم يكن عدلا.فلعدة اسابيع , اسابيع ثمينة اثرت على حياة سين , اعتقدت, انها تعرفت على هذا الرجل جيدا.ومع ان الحقيقة اثبتت غير ذلك, فان هذا الاثبات ماكان ليأخذ تلك الامور منها.
كانت متاكدة ان وولف لايحب ريبيكا! اذا لماذا يريد الزواج منها؟ لماذا لايتزوج بربارة كما ظنت انه قد يفعل؟
نظرت سين الى وجه وولف والدموع تحجب وجهه عنها, وكان هذا الحجاب قد محا عن وجه هذا الرجل كل ملامح الحدة. وعاد ذلك الشاب الذي عرفته منذ سبع سنوات.فمع انه كان يعرف قدراته , لم يملك غطرسة هذا الغريب الذي يشبهه.
ورمشت بعينيا لازالة تلك الدموع وذهبت صورة وولف القريب الى القلب الذي عرفته من قبل. وبقيت صورة ذلك الرجل الذي تملأ وجهه
ربما كان دئما هكذا وهي كانت متورطة مه الى درجة لم تلحظ لك؟ كلا! فهي لاتستطيع ان تصدق هذا.لان كل ما شعرت به ذات مرة تحول الى تفاهة. وهذا امر كان مهما جدا في حياتها.
نراجعت الى الوراء قائلة:" نحن لانبحث بأمري يا وولف." وسألته بانتباه"لماذا تتزوج من ريبيكا؟"
لوى وولف فمه ووضع يديه في جيبي سروالة, وسترته مرتدة الى والوراء باهمال, مظهرا شكل جسده المتناسق تحت صديريته.لقد كان وولف نحيلا ومايزال....
رد وولف برقة وفمه ينم عن السخريه:"لماذا تعتقدين انني سأتزوجها؟" كانت سين على وشك ان تترك حقها في التفكير باي شكل عن علاقته بريبيكا, ولكنها توقفت متذكرة علاقة وولف العائلية بجيرالد هاركورت وعلاقة الصداقة الواضحة بين الرجلين.وقد عرفت تماما لماذا سيتزوج وولف الفتاة ولماذ ايضا وافقت ريبيكا على الزواج منه.
قالت بنفور ظاهر:"زواج مصلحة , ياوولف." وهزت رأسها ثانية ونظرت صوبه باشفاق:"ماذا حدث لك ؟" ورد نظرتها بنظرة جليدية وقال :"حدث لي ؟"
حدقت فيه سين وكأنها لا تعرفه وكما لو أنها بالتأكيد لم تعرفه أبداً ." أهذا ما أصبحت عليه يا وولف ، رجل أعمال متغطرس مثل أليكس ؟"
قاطعها وولف بحدة :" دعي أليكس من هذا الأمر !"
وتشنجت يداه وهو يقول :" هو ميت ."
كانت تعلم أن أخاه مات ولكنه باقٍ في حياة وولف .
فأليكس كان من عادته أن يقود طائرته الملاروحية خاصته ويتنقل بها إلى أماكن عمله .
ولكن في إحدى المرات اصطدمت طائرته بأحد النتوءات الصخرية فوق جبال كامبريان ، فمات هو و مرافقه على الفور . ولكن وفاة أليكس لم تكن لتغير من كراهية وولف تجاه توسع أعمال أخيه باني امبراطورية العائلة والتي كانت تجعل وولف يرتجف من فكرة تورطه في ذلك العالم .
والآن كما يبدو ، ليس متورطاً فحسب ، بل أصبح بارد القلب وسافلاً أكثر من أليكس نفسه .
"لا تستطيع أن تتزوج من ريبيكا فقط من أجل مصلحة العمل ، يا وولف؟"
سألها متحدياً :" من يقول لا أستطيع ؟ أنت ؟ لقد انسحبت من حياتي عند أول إشارة إلى أن الأمور ستكون صعبة لفترة ، وهكذا..."
شهقت سين رافضة الاتهام :" هذا ليس صحيحاً ! لم يكن أمامي أي خيار آخر . أنت ..."
سألها مستفهماً :" نعم ؟ أنا ماذا ؟ لم أكن أستطيع أن أوليك الإهتمام الذي أردته بعد موت أليكس ؟"
وأضاف متألماً :" لقد اعتقدت أنك تفهمت كيف كان الأمر ." وهز رأسه بقرف وقال :" لكنك ما تركتني مع هذا الاعتقاد الخاطئ لوقت طويل ! لقد قررت أنه الوقت المناسب لإعلامي بعودتك إلى كولينز من جديد ." ولمعت عيناه ببريق الغضب وأضاف بقسوة :" هذا إذا كنت قد توقفت عن رؤيته."
طالبته مستفسرة واللون الأحمر يعلو وجنتيها :" وماذا تعني بذلك ؟" أشار وولف لا مبالياً بحركة من يده :" لقد كنت متورطة مع كولينز قبل أن أتعرف إليك . لقد كنا قريبين ... نحن ... فقط لعدة أسابيع ومن الطبيعي الإفتراض أنه ..."
انهى عبارته وعيناها تلمعان بشدة :" إنني استمريت بلقاء روجرز بينما كنت أخبرك بأنني أحبك . لهذا لم ..."
وأردفت مزدرية بقرف :" أرجو أن تعفيني من الباقي ."
فقطب وجهه متسائلاً :" يعني ؟"
" يعني " وانكسرت الكلمات مع تنهيدة ثقيلة . لم تكن سين غير منتبهة للخطر الظاهر على وجهه . ولكن في النهاية ما كانت تقصده هو أنه ما من داعٍ بعد كل الذي جرى احياء الماضي مع كل ذكرياته المؤلمة . وهزت رأسها لا مبالية :" هذا لايهم ."
" من الظاهر أنه كذلك " ثم اضاف وعيناه ما زالتا مشدودتان :" وإلا ما كنت وجهت الملاحظة أبداً."
أمسك بكتفيها قائلاً :" أخبريني ماذا قصدت يا سين ؟ لن أتركك قبل أن تخبريني ."
تطلعت نحوه بعينين معذبتين . لقد أحبت هذا الرجل كثيراً ذات يوم وكانت على استعداد لفعل أي شيء من أجله ، إلا أمراً واحداً طالبها به . لقد حذرها روجر عندما بدأت تخرج مع وولف من أن الطبقة التي ينتمي إليها وولف ثورنتون تعيش وفقاً لقوانين مختلفة عن قوانينهم . ولكنها كانت متيمة في ذلك الوقت إلى درجة لم تصغ لهذه التحذيرات . لقد دفعت ثمن ذلك غالياً لمدة طويلة من الوقت بعد أن خرج وولف من حياتها .
وبدأ جرس الهاتف يرن بدون توقف . ولكنها لم تكن تريد الرد عليه ، فلقد أرادت أن تعرف الإحساس الذي دفع وولف ليلثمها بمثل تلك الطريقة . فحرارة عناقه لم تكن تخطئها ، وكذلك استجابتها الطبيعية له . ولكن عندما رفعت رأسها لتسأله عن ذلك دفعها بعيداً عنه ، وعلت القسوة شفتيه .
ابتعد عنها بحركات فجائية وأمرها بقوة :" أجيبي على هذا الشيء اللعين." ولوى فمه قائلاً :" لابد أنها عروس فقيرة تريد الهرب من زفافها ، زكل شيء يتعلق به بما فيه العريس !"0
أحمر وجه سين عندما تذكرت حديثها مع ريبيكا هاركورت منذ وقت قصير . فإذا كان هناك من عروس تريد الهرب ، فإنها هي !
أمسكت بسماعة الهاتف ونظرتها العميقة مركزة على وولف الذي وقف باتجاهها ساكناً ينظر من النافذة إلى الشارع . يقع المكتب فوق مخبز . في بعض الأيام تهب رائحة الخبز إلى أنف سين وهي تشعر بالجوع ، هذا عدا عن أن الساعة هي الثانية والنصف ولم تتناول غداءها بعد .
فاليوم ليس هو مثل تلك الأيام !
حياها صوت رجل دافىء:"مرحبا ,سين .ل4قد ذهبت باكرا قبل لن تسنح لي فرصة التخطيط للقائك على العشاء الذي وعدتني به." جيرالد هاركورت ! رمت سين بنظرة يقظة إلى وولف ,من بين كل الناس يتصل بها جيرالد الآن!
كما لو انه لاحظ توترها ,استدار وولف ببظء لينظر الى وجهها الشاحب وهو يقول :"ماذا هناك ؟" تنفست سين بصعوبه. هذا مريع حقا .لم يسمع اجابة على عبارته المقتضبة:" هل اتصلت في وقت غير مناسب؟"
حاول ان يخمن بانه وقت حرج . لايستطيع ان يكون اسوا . ازدردت ريقها بصعوبه :" ليس في الحقيقه!" كذبت قائله :" والعشاء سيكون جميلا." ولم تستطع النظر ناحيه وولف.
لقد قبلت الدعوه . اذا لم تقبل الدعوة فانه سيطيل المكالمه .ومع وجود وولف في الغرفه وملامحه المكفهرة فهذا سيزعجها . تابعت الكلام مع جيرالد :" هل تسنطيع ان تصطحبني في الساعه الثامنه ؟" واضافت مستطردة:
"يوجد مطعم ايطالي بالقرب من هنا ,إلا إذا كنت لاترغب بالمعجنات؟" ومن كان يابه لما يحب او يكره ؟ فكل ما ارادته هو انهاء هذه المكالمه باسرع مايمكن لانها اذا لم تفعل ,فان وولف سينفجر!
وافق جيرالد سريعا :" تبدو المعجنات رائعه." وبدا واضحا انه مسرور لنجاحه السريع اذ بدا وكانه يخطط لاقناعها بقبول دعوته منذ وقت . اعطته سين عنوانها بسرعه مبقية عينيها على وولف! وهي تحاول انهاء المكالمه بدون ان تبدو فظه .لم يتحرك وولف من مكانه قرب الشباك واخذ يبدو مفزعا اكثر. وبقيت سين بالقرب من مكتبها ويداها مشبكتان امامها,تنظر اليه بقلق . وبقيا صامتين ,سين لانها لاتعرف ماتقول , اما وولف ,فكانت متاكدة ان لديه الكثير ليقوله!
سالها اخيرا باتهام واضح :"جيرالد؟"
اجابت :"نعم" وملات الحرارة وجهها لتبدو كتاكيد كاف.
وشد وولف فمه قائلا:"سوف تتناولين العشاء معه الليله؟"
رفعت وجهها بتحد :" نعم" مؤكدة على العبارة
هز رأسه , وعاد فمه من جديد مزدريا:" لقد سألتني منذ وقت قصير ماذا جرى لي؟" سوف اخبرك بكلمه واحدة ماذا جرى لي :" انت السبب. انت وشعرك الفضي وعينلك البنفسجيتانه وتعبير بريء خدعني منذ سبع سنوات, ولكن ليس من جديد !" واغلق الباب بشدة اللا درجة ان الجدران قد اهتزت. سقطت سين على كرسيها بضعف ,ليس من جديد.
وولف قال هذا. ولكن مع ذلك فعناقه منذ وقت قصير في الغرفه بالذات يجعل من كلامه هذا كذبا . في الحقيقه اذا كان وولف قد عانقها بمثل هذه العاطفه الجامحة فانه لا يملك اي حق بالزواج من ريبيكا هاركورت!

لحـ الوفاء ـن
02-03-2008, 12:43
الفصل الثالث


لو ان الامور سارت بشكل طبيعي , لما كان وولف وسين ليتقابلا ابدا. وفي الحقيقه , كان من الافضل لهما وللجميع لو انهما لم يتقابلا قط كانت سين تعمل في احد استقبالات المساء عند آل ثورنتون , الفندق الشيق الذي تملكه العائله في قلب لندن. وهو نفس الفندق الذي ستجري فيه حفله زفاف ريبيكا و وولف في شهر آب_اغسطس.
كان هناك الكثير من العمل في النهار والليل من اجل تللك الليله بالذات . فاليكس ثورنتون وزوجته كانا الضيفين في حفلة ذكرى ميلاد والدته كلوديا التي اصبحت في الستين , اضافه الى ان هذا الحفل كان معلنا عنه على لائحة الملاحظات حيث يدخل الضيف , فلقد امضت سين معظم الليل في ارشاد الضيوف الى الغرفة المناسبه.
لكنها لم ترا ايا من افراد عائلة ثورنتون ,حيث قام مدير الفندق شخصيا بادخالهم الى الحفله. عند الساعة العاشرة والربع تاكدت سين من ان كل الضيوف قد حضروا , فجلست الى جانب الكومبيوتر لتنهي بعض الاعمال التي لم تستطع اتمامها في وقت ابكر بينما اخدت بعض الفتيات وقتا للراحه . فقد كن يعملن جميعا بشكل قاس جدا خلال هذا اليوم من اجل اتمام كل شىء لحفلة ثورنتون. وكانت سين سعيدة بانتظار ان تاخد وقتها للراحة, رغم عملها انها لن تكون طويلة.
سال صوت عميق مرح , مستفهما :" ماذا فعل لك هذا الكومبيوتر؟" رفعت سين راسها بعد ان كانت مركزه باهتمام على الشاشة امامها , وفتحت عينيها جيدا عندما لاحظت شكل الرجل المنحني امامها على الطاولة بينما كان يراقبها تتصارع مع نظام الكومبيوتر لادخال اسم نزيل في المجال المخصص للاسماء على الجهاز .فمن الواضح انهم لم يهتموا بترك مجال واسع لاسماء الناس القادمين من روسيا عندما اعدوا هذا النظام. ولكن نظرة واحدة الى هذا الرجل جعلتها لاتهتم لامر العنوان فهذا الرجل كان رائعا ! طويلا. من المؤكد انه على هذا الشكل لكي يستطيع الانحناء فوق مكتب الاستقبال ! مع شعر طويل اشقر ينسدل فوق جبينه . وعيناه الواسعتان تنظران نحو سين بعذوبه بينما هي تحملق فيه, فقسماته تتعدى ما يسمى بالوسامة وكل ما يتعدى الحياة. فوجنتاه عاليتان وانفه لفطس كانما كسر ذات مرة وفمه .... آه من ذلك الفم ! وقفت سين على مهل , وعبرت الى الجانب الاخر من المكتب.
قالت بسخريه:" الآلات وانا لانتفق." وعرضت عليه بتهذيب :" هل استطيع ان اساعدك ؟" وبدا لها من خلال قميصه الناصع البياض وبدلته السوداء وربطة عنقه التي يبدو انه قد عقدها بسرعه , انه ضيف آخر لحفلة ثورنتون.
ولم تستطيع ان تمنع نفسها من التساؤل عما اذا كانت اي من الفتيات تعرف من هو هذا الضيف . كانت هناك قائمة بالطبع من اجل دواعي الامن . ولكن بدا ان الاستعلامات الكثيرة عن الحفلة قد استهلكتها . القت سين بنظرة جانبيه على القائمة الموجودة الى جانب يدها . ولكن كان هناك العديد منالاسماء التي لم تشطب, الى درجة انه من لمستحيل ان تعلم ايا منهم هو هذا الرجل , الا اذا سالته, ولم تستطع سؤاله مع انها كانت راغبة في ذلك. قال بتهجم:"اتمنى ذلك." ثم اردف :"اخشى انني تاخرت كما ترين وحفلة آل ثورنتون..."اومات بتفهم:"حسنا,لو كنت مكانك لما قلقلت على هذا التاخير.فان تلك الغرفة مكتظة الى درجة ان احدا لن يلاحظ غيابك!"
مع انها لو دعت هذا الرجل الى حفلة ما وحتى اذا كان فيها ثلاثمائة ضيف كانت ستلاحظ غيابة . وعمق تهجمه وهز راسه رافضا:"ما كنت اكيدا كل التاكد لو كنت مكانك!"
آهو فكرت ان هناك امرأة ما بالموضوع.امرأة مثلها تلاحظ غيابه.امرأة علىمايبدو ولايريد جرحها.والا لما كان هنا على الاطلاق .لسبب ما جعلها هذا الامر مكتئبة.
"لقد نسيت امر الليلة كما ترين." وقطب الرجل وجهه غير منتبه لافكار سين المخيبة." ولكن منذ نصف ساعة قمت باسرع تغيير في التاريخ,ماذا هناك؟"
عبس عندما لاحظ انها تومئ له ببطء.
فلم يكن في امكانها ابلاغ اي من ضيوف الفندق ان لباسه غير لائق. وعبس متطلعا الى مظهره العام عندما ادرك ان هذا ما يسبب لها الاحراج.
"لم ارتد جاربين مختلفي الالوان من جديد... هل انا؟ لا يمكن ان يكون ... لاتسطيعين النظر الى قدمي , حسنا"
قال متنهدا:"ماهو ؟ دماء على ياقتي؟ صابون الحلاقة على اذني؟" ارتبك يائسا.كانت سين تضحك, ولم تستطع منع نفسها , بسبب استهزائه من نفسه تجاه اقتراحه!من بين هذه الاشياء, لابد انه اقترف كل هذه الاخطاء مرة واحده...
اكدت له بابتسامة:"ولا واحدهمن هذه." واخبرته بسخرية واضحة:"ولكن ربطة عنقك غير مرتبة." وضع يده متفحصا القطعة المتهمة.يدطويلة ناعمة الملمس والاصابع طويلة ومقلمة.تمتم:"لم اكن ابدو جيدا في هذه الامور اللعينة.لا اعتقد انك..."
قطبت سين بارتباك:"انا ماذا؟"
"لايمكنك ان تكوني أسوأ مني في عقد ربطة العنق."
وقرر بحزم منحنيا فوق المكتب من جديد:"هيا"
ورفع ذقنه الى الوراء ليسمح لها بأن تربطها بشكل افضل حول عنقه. نظرت اليه بعدم رضا لعدة ثوان. فهي لاتستطيع ان تمضي في اعادة ترتيب ملابس الضيوف! لابد وان هناك بالتأكيد بندا فيما يتعلق بهذا الامر في عقد الاتفاق الذي وقعته للعمل هنا , وبم يمض زمن طويل على استلامها له.
تمتم وفمه مشدود :"حسنا" وبدا تعبا من وقفته غير الطبيعية."سوف احصل على رقبة متشنجة اذا ما استمريت في رفع ذقني عاليا لمدة اطول, وانتهي بالمشي هكذا كل الليل. وعندها فعلا سأصبح مشهورا!"مع المرأة التي تنتظر وصوله في حفلة ثورنتون. ولكن لماذا هي مهتمة؟ ازدردت سين ريقها, فمن غير المحتمل ان ترى هذا الرجل مجددا, وهكذا فما الفرق بالنسبة اليها عمن ينتظره في غرفة الاستقبال؟ تنهدت بتثاقل وهي تنحني الى الامام وتحاول فك ربطة عنقه, لتبدأبربطها من جديد وقد احست بخشونة القماش. كان دنوه منها مهما واحست بشيء من التوتر, مما ادىالى فشل محاولتها الاولى.ولكن الرجل كان قريبا منها الى درجة انها رأت مسام وجهه, واحست بأنفاسه الدافئة على وجهها فكيف تستطيع التركيز؟
قال برضى :"ليس سهلا؟" عندما بدأت من جديد,شعرت انها محظوظة لكونه لم يلحظ انه هو سبب فشل محاولتها الاولى .
"همم"عبست سين بينما ركزت انتباهها على ربطة عنقه ولسانها بين اسنانها مانعا اياا من المضي في الحديث, اذ انها اردت التركيز على ربطة بدلا من جاذبية الرجل الذي تعقد ربطة عنقه.
ازدرد ريقه فجأة وقال :" كل من يرانا الآن معذور في ان يفسر الموقف كما يريد. كنت امزح فقط." عارض ابتعادها القاطع عنه وهي تضع يديها خلف ظهرها.
"لا تستطيعين تركي هكذا." عارضته سين بصمت مع ان اقتراحه قد ايقظ بعض الخيالات في عقلها .
أمرته بنفاد صبر :" تعال الى هنا" وشدته من ربطة عنقه الى الامام , باتجاهها , وراحت اصابعها تعمل بسرعه وهي مضطربه بسبب احلام اليقظة التي اجتاحتها . لابد ان هذا الرجل فوضوي . ولكنه شخص مهم جدا كي يدعى الى حفلة ثورنتون. وفيما كانت تربت على العقدة الجديدة برضى. سأله صوت مستنكر وجوده في ذلك المكان ." انت وولف , ماذا تفعل هنا؟"
لم تشعر سين برضى عن ذلك الصوت المتدخل . لابد انها الآن في ورطة بسبب هذا الرجل الذي يدعى وولف . لم يبد منزعجا من المتدخل, وادار وجه نحو المرأة التي نادته.
" أسأل عن مكان الحفلة ، يابربارا ." وانسحب بسهولة :" كيف تسير الأمور ؟" ومر من أمام مكتب الاستقبال لينظم إليها . نظرت سين نظرة ثاقبة إلى المرأة الأخرى . كانت من الضيوف الذين حضروا باكراً . كانت جميلة طبعاً . قسمات وجهها ناعمة وفتية وعيناها الخضراوان

لحـ الوفاء ـن
02-03-2008, 12:49
محاطتان بأهداب مكحلة وفمها أحمر ولون بشرتها أسمر ذهبي لم تكتسب هذا اللون من المدينة . وشعرها الأسود يصل إلى كتفيها ليبدو طبيعياً ، ولكن في الحقيقة ليس كذلك ، فلابد من مصفف الشعر قد أمضى وقتاً طويلاً في تصفيفه ليبدو كذلك . وتبدو طويلة حتى بدون الحذاء ذي الكعب العالي الذي تنتعله مع فستانها الأسود الضيق الذي يعلو عن حدود ركبتيها مظهراً ساقيها الناعمتين .
كانت على النقيض من سين تماماً . ففي الحقيقة أن سين ذات الشعر الذهبي المعقود في جديلة تصل إلى خصرها وقسماتها الهادئة ، لايمكن أن توصف بالجميلة . وكانت عقدة حياتها في قصر قامتها ، فلطالما تمنت أن تكون طويلة مثل المرأة التي يقبلها الآن وولف على وجنتيها بحرارة .
أجابت المرأة التي تدعى باربرا على استفهام وولف " يبدو أليكس هذه الليلة أكثر تهذيباً مع مرور الوقت ."
وسمعت سين حديثهما وهي تقف قرب مكتب الاستقبال وعلى مسافة قصيرة منهما مع أنها كانت منهمكة بالأوراق التي أمامها على المكتب . وأضافت المرأة ذات العينين الخضراوين :" إنها إشارة واضحة إلى أنه مغتاظ ."
تنهد وولف :" وهل هو غير ذلك ، هذه الأيام ؟" وهز رأسه :" سوف يتسبب لنفسه بالذبحة القلبية إذا ما استمر هكذا ، باربرا . هل تعرفين أنه ..." قاطتعه باربرا بنفاد صبر :" إنه مغتاظ منك يا وولف . أنت تعرف أنه كان عليك الحظور مبكراً إستقبال ضيوفنا !" أليكس ؟ باقي العائلة ؟ ضيوفنا ؟ لقد خطر لسين فجأة بينما كانت مسمرة في مكانها ، أن وولف هذا هو أحد أفراد عائلة ثورنتون ، وان أليكس ، هو أليكس ثورنتون صناعات آل ثورنتون ، وبالتالي رب عملها .
لقد تذكرت أنها قالت لوولف ان أحداً لن يلاحظ غيابه عن الحفلة مع كل هذا الحشد ! وقد انتقدت مظهره قبل أن تحاول إعادة عقد ربطة عنقه ! ولكن من هو؟ ورفع حاجبيه بسخرية فوق عينيه العنبريتين قبل أن يقول :" عندما تلقيت دعوة رسمية اعتقدت أن اسمي وارداً في اللائحة الرسمية للضيوف ، وليس للعائلة ." ورمقته باربرا بنظرة لوم ، تغير فيها شكل وجهها مظهراً بشعاً لملامحها ." أنت تعرف أن الدعوة قد أرسلت إليك لكي تساعدك على تذكر المجيء إلى هنا . واضح أننا قد أضعنا وقتنا في تجربة ذلك . حسناً أن تصل متأخراً أفضل من أن لا تصل أبداً ، كما اعتقد " وتأبطت ذراعه واتجها نحو غرفة الاستقبال ." ربما عندما يراك أليكس هنا سيهدأ؟"
تمتم وولف بدون اهتمام :" أنا لا أولي ذلك اهمية فرؤيتي لن ولم تكن لتؤثر على أخي الحازم من قبل ."
أخي ! أدركت سين أن الأمر أسوأ مما ظنت ، لم يكن وولف مجرد فرد من عائلة ثورنتون فحسب ، بل الابن الآخر للعائلة ، والذي ازعجهم جميعاً لأنه أصبح فناناً موسيقياً أو أي شيء آخر حسبته العائلة غير لائق بوريث عائلة ثورنتون شريك أليكس ثورنتون في صناعات آل ثورنتون ويملك نصف هذا الفندق في الحقيقة .
أجابت باربرا لاوية شفتيها المطليتين بأحمر الشفاه :" كلا ، ولكن هذا سيزود والدتك ببعض السعادة لأنك هنا وهذا سيساعد الموقف ." لم يظهر على وولف الإقتناع ، ولا باربرا بدت مقتنعة بما تقوله . وبما أنها رأت أليكس ثورنتون عدة مرات ، لم تستطع سين منع نفسها من الاقتناع بأنهما كانا على حق في خشيتهما ، فالشقيقان لايبدوان مختلفين فقط ، فأليكس يبدو أكثر سمرة وعيناه رماديتان ولا يملك قوام شقيقه الفارع بل أن طباعهما مختلفة أيضاً كما يبدو من القليل الذي رأته . فأليكس ثورنتون حازم بينما وولف ثورنتون بدهائه الساحر قد أسر قلب سين على الفور . في الحقيقة ، لقد نظرت إليه بلهفة عندما أخذته باربرا بعيداً إلى غرفة الاستقبال حيث سيكون بلا شك منشغلاً بعائلته وأصدقائه هناك ناسياً موظفة الاستقبال الصغيرة .

لقد تمنت سين بالفعل أن يكون نسيها ، فلم تكن تريد أن تطرد من عملها بسببه ، وتصرفها معه لم يكن لائقا! في الحقيقه ان سين لامت نفسها على عدم انتباهها لحضوره اللافت للنظر ، وثقته بنفسه اللذين كانا جزءا متمما له قد يكون اكبسبهما بالوراثه ، ولكن كيف لها ان تدرك ذلك قبلا ؟
والآن وهي تراقبه مبتعدا، من المؤكد أنها ماكانت لتنسى اسما كوولف لو سمعته قبلا!
توقف وولف فجأة وتمتم بشئ ما للمرأة التي إلى جانبه قبل أن يستدير ويمشي إلى المكتب حيث ماتزال سين متوقفة . شاهدت تقدمه نحوها بعينين واسعتين، آه ، ماذا سيقول لها الان؟ "هل تتناولين العشاء معي غدا، يالوسيندا سميث؟ "
أضاف بخفه بعدما نظر إلى اسمها المعلق على ياقة السترة التي أعطاها إياها الفندق كجزء من لوازم العمل.
‏بلعت ريقها بصعوبة ، ورمقت المرأة الأخرى التي تقف وراءه في الممشى وهي تنظر إليهما بعينين خضراوين محددتين، ونقلت سين نظرها فحأة ، عندما لمحت الحقد في تلك النظرة. ونظرت إلى وولف وكأنه جن فجأة أو هي قد جنت . لم يدعوها إلى العشاء معه مساء غد؟ هل دعاها..؟ أجابته، مصححة:"سين."
ابتسم مظهرا أسنانه البيضاء على بشرته السمراء التي اكتسبها هو و باربرا في نفس الوقت معا! لم تستطع سين منع نفسها من التعجب. ولكن من كانت المرأة الاخرى؟ وما الدور الذي تلعبه في حياته كي يتمكن من تركها ليدعو سين إلى امسيه في الخارج؟
"أنا لا احمل أي خطيئة في تفكيري من أجل موعدنا الأول؟"قال وعيناه ترمقانها باستهزاء مرح:"فقط عشاء"
وهز كتفيه العريضتين واضاف :"ولكن إذا الححت ..." أجابته متأثرة:"عنيت ، اصدقائي يدعونني سين ، إنه تصغير لاسم لوسيندا."
وكان هو ينظر إليها بمرح. ولكن من يستطيع لومه؟ لقد كانت تتصرف كمراهقه بلهاء وليس كفتاة مسؤولة تبلغ العشرين من العمر. لوى فمه باهتمام لافظا اسمها بحرارة:"حسنا سين. هل تتناولين العشاء معي غدا مساء؟
‏ليس في مكان فخم كهذا، كما أخشى." وكان ينظر حواليه واستطرد :"استطيع أن أتحمل هذا النوع من الثراء حوالي مرة كل شهرين!" ولم تكن سين لتشعر بالراحة في مثل هذه الاماكن ولكنها لاتستطيع أن تلتقي بهذا الرجل في اي مكان ولكنها لاتستطيع أن تلتقي بهذا الرجل في أي مكان .
لقد كان رب عملها.سمعت ان الابن الثاني لعائلة ثورنتون يبقى بعيدا عن مجال الاعمال. هزت رأسها قائلة:"انا لا اسطتيع . اخاف..."اوما بتفهم وهو يقول:"تعملين,استطيع ان اطلب من اخي ان يرتب امر اجازة لك غدا مساء."
"آه,لا"صرخت سين بعدم رضاها على الاقتراح .اخر ماتريد ان يسمعه رئيس عائلة ثورنتون,هو علاقتها بأخيه:"انا لن .."انهى وولف اعتراضها بمزاح:"اعتقد ان افضل طريقة هي اي ليلة اجازة لك سوف نتدبر الامر."
نظرت اليه سين بتركيز.لايبدو انه يستهزئ بها لكن مع ذلك لماذا يدعو فتاة نكرة مثلها؟
اضاف ترغيبا لها:"هل تحبين الطعام الصيني؟هذا ما احبه انا الا اذا كنت ..."
قالت سين بسرعة :"انا احب الطعام الصيني." واعية لنفاد صبر باربرا الجميلة المتوقفة في الممشى."وليلة غد تصادف يوم اجازتي ولكن..."
"عظيم,سوف القاك خارجا في الساعة السابعة والنصف مساء."
ونظر الى الوراء ليرى الرجل الذي انظم الى باربرا الجميلة.انه رجل تذكرت سين جيدا انه اليكس ثورنتون. اخبرها وولف:"اكره ان اكل متاخرا."ثم انضم اليهما ولم ينظر اليها بعد ذلك عندما ذهبوا ثلاثتهم الى قاعة الموسيقى.نظرت سين اليهم وهي تفكر , لقد دعيت بأعذب طريقة للقاء وولف ثورنتون على العشاء مساء غد.

لحـ الوفاء ـن
02-03-2008, 12:53
محاطتان بأهداب مكحلة وفمها أحمر ولون بشرتها أسمر ذهبي لم تكتسب هذا اللون من المدينة . وشعرها الأسود يصل إلى كتفيها ليبدو طبيعياً ، ولكن في الحقيقة ليس كذلك ، فلابد من مصفف الشعر قد أمضى وقتاً طويلاً في تصفيفه ليبدو كذلك . وتبدو طويلة حتى بدون الحذاء ذي الكعب العالي الذي تنتعله مع فستانها الأسود الضيق الذي يعلو عن حدود ركبتيها مظهراً ساقيها الناعمتين .
كانت على النقيض من سين تماماً . ففي الحقيقة أن سين ذات الشعر الذهبي المعقود في جديلة تصل إلى خصرها وقسماتها الهادئة ، لايمكن أن توصف بالجميلة . وكانت عقدة حياتها في قصر قامتها ، فلطالما تمنت أن تكون طويلة مثل المرأة التي يقبلها الآن وولف على وجنتيها بحرارة .
أجابت المرأة التي تدعى باربرا على استفهام وولف " يبدو أليكس هذه الليلة أكثر تهذيباً مع مرور الوقت ."
وسمعت سين حديثهما وهي تقف قرب مكتب الاستقبال وعلى مسافة قصيرة منهما مع أنها كانت منهمكة بالأوراق التي أمامها على المكتب . وأضافت المرأة ذات العينين الخضراوين :" إنها إشارة واضحة إلى أنه مغتاظ ."
تنهد وولف :" وهل هو غير ذلك ، هذه الأيام ؟" وهز رأسه :" سوف يتسبب لنفسه بالذبحة القلبية إذا ما استمر هكذا ، باربرا . هل تعرفين أنه ..." قاطتعه باربرا بنفاد صبر :" إنه مغتاظ منك يا وولف . أنت تعرف أنه كان عليك الحظور مبكراً إستقبال ضيوفنا !" أليكس ؟ باقي العائلة ؟ ضيوفنا ؟ لقد خطر لسين فجأة بينما كانت مسمرة في مكانها ، أن وولف هذا هو أحد أفراد عائلة ثورنتون ، وان أليكس ، هو أليكس ثورنتون صناعات آل ثورنتون ، وبالتالي رب عملها .
لقد تذكرت أنها قالت لوولف ان أحداً لن يلاحظ غيابه عن الحفلة مع كل هذا الحشد ! وقد انتقدت مظهره قبل أن تحاول إعادة عقد ربطة عنقه ! ولكن من هو؟ ورفع حاجبيه بسخرية فوق عينيه العنبريتين قبل أن يقول :" عندما تلقيت دعوة رسمية اعتقدت أن اسمي وارداً في اللائحة الرسمية للضيوف ، وليس للعائلة ." ورمقته باربرا بنظرة لوم ، تغير فيها شكل وجهها مظهراً بشعاً لملامحها ." أنت تعرف أن الدعوة قد أرسلت إليك لكي تساعدك على تذكر المجيء إلى هنا . واضح أننا قد أضعنا وقتنا في تجربة ذلك . حسناً أن تصل متأخراً أفضل من أن لا تصل أبداً ، كما اعتقد " وتأبطت ذراعه واتجها نحو غرفة الاستقبال ." ربما عندما يراك أليكس هنا سيهدأ؟"
تمتم وولف بدون اهتمام :" أنا لا أولي ذلك اهمية فرؤيتي لن ولم تكن لتؤثر على أخي الحازم من قبل ."
أخي ! أدركت سين أن الأمر أسوأ مما ظنت ، لم يكن وولف مجرد فرد من عائلة ثورنتون فحسب ، بل الابن الآخر للعائلة ، والذي ازعجهم جميعاً لأنه أصبح فناناً موسيقياً أو أي شيء آخر حسبته العائلة غير لائق بوريث عائلة ثورنتون شريك أليكس ثورنتون في صناعات آل ثورنتون ويملك نصف هذا الفندق في الحقيقة .
أجابت باربرا لاوية شفتيها المطليتين بأحمر الشفاه :" كلا ، ولكن هذا سيزود والدتك ببعض السعادة لأنك هنا وهذا سيساعد الموقف ." لم يظهر على وولف الإقتناع ، ولا باربرا بدت مقتنعة بما تقوله . وبما أنها رأت أليكس ثورنتون عدة مرات ، لم تستطع سين منع نفسها من الاقتناع بأنهما كانا على حق في خشيتهما ، فالشقيقان لايبدوان مختلفين فقط ، فأليكس يبدو أكثر سمرة وعيناه رماديتان ولا يملك قوام شقيقه الفارع بل أن طباعهما مختلفة أيضاً كما يبدو من القليل الذي رأته . فأليكس ثورنتون حازم بينما وولف ثورنتون بدهائه الساحر قد أسر قلب سين على الفور . في الحقيقة ، لقد نظرت إليه بلهفة عندما أخذته باربرا بعيداً إلى غرفة الاستقبال حيث سيكون بلا شك منشغلاً بعائلته وأصدقائه هناك ناسياً موظفة الاستقبال الصغيرة .

لقد تمنت سين بالفعل أن يكون نسيها ، فلم تكن تريد أن تطرد من عملها بسببه ، وتصرفها معه لم يكن لائقا! في الحقيقه ان سين لامت نفسها على عدم انتباهها لحضوره اللافت للنظر ، وثقته بنفسه اللذين كانا جزءا متمما له قد يكون اكبسبهما بالوراثه ، ولكن كيف لها ان تدرك ذلك قبلا ؟
والآن وهي تراقبه مبتعدا، من المؤكد أنها ماكانت لتنسى اسما كوولف لو سمعته قبلا!
توقف وولف فجأة وتمتم بشئ ما للمرأة التي إلى جانبه قبل أن يستدير ويمشي إلى المكتب حيث ماتزال سين متوقفة . شاهدت تقدمه نحوها بعينين واسعتين، آه ، ماذا سيقول لها الان؟ "هل تتناولين العشاء معي غدا، يالوسيندا سميث؟ "
أضاف بخفه بعدما نظر إلى اسمها المعلق على ياقة السترة التي أعطاها إياها الفندق كجزء من لوازم العمل.
‏بلعت ريقها بصعوبة ، ورمقت المرأة الأخرى التي تقف وراءه في الممشى وهي تنظر إليهما بعينين خضراوين محددتين، ونقلت سين نظرها فحأة ، عندما لمحت الحقد في تلك النظرة. ونظرت إلى وولف وكأنه جن فجأة أو هي قد جنت . لم يدعوها إلى العشاء معه مساء غد؟ هل دعاها..؟ أجابته، مصححة:"سين."
ابتسم مظهرا أسنانه البيضاء على بشرته السمراء التي اكتسبها هو و باربرا في نفس الوقت معا! لم تستطع سين منع نفسها من التعجب. ولكن من كانت المرأة الاخرى؟ وما الدور الذي تلعبه في حياته كي يتمكن من تركها ليدعو سين إلى امسيه في الخارج؟
"أنا لا احمل أي خطيئة في تفكيري من أجل موعدنا الأول؟"قال وعيناه ترمقانها باستهزاء مرح:"فقط عشاء"
وهز كتفيه العريضتين واضاف :"ولكن إذا الححت ..." أجابته متأثرة:"عنيت ، اصدقائي يدعونني سين ، إنه تصغير لاسم لوسيندا."
وكان هو ينظر إليها بمرح. ولكن من يستطيع لومه؟ لقد كانت تتصرف كمراهقه بلهاء وليس كفتاة مسؤولة تبلغ العشرين من العمر. لوى فمه باهتمام لافظا اسمها بحرارة:"حسنا سين. هل تتناولين العشاء معي غدا مساء؟
‏ليس في مكان فخم كهذا، كما أخشى." وكان ينظر حواليه واستطرد :"استطيع أن أتحمل هذا النوع من الثراء حوالي مرة كل شهرين!" ولم تكن سين لتشعر بالراحة في مثل هذه الاماكن ولكنها لاتستطيع أن تلتقي بهذا الرجل في اي مكان ولكنها لاتستطيع أن تلتقي بهذا الرجل في أي مكان .
لقد كان رب عملها.سمعت ان الابن الثاني لعائلة ثورنتون يبقى بعيدا عن مجال الاعمال. هزت رأسها قائلة:"انا لا اسطتيع . اخاف..."اوما بتفهم وهو يقول:"تعملين,استطيع ان اطلب من اخي ان يرتب امر اجازة لك غدا مساء."
"آه,لا"صرخت سين بعدم رضاها على الاقتراح .اخر ماتريد ان يسمعه رئيس عائلة ثورنتون,هو علاقتها بأخيه:"انا لن .."انهى وولف اعتراضها بمزاح:"اعتقد ان افضل طريقة هي اي ليلة اجازة لك سوف نتدبر الامر."
نظرت اليه سين بتركيز.لايبدو انه يستهزئ بها لكن مع ذلك لماذا يدعو فتاة نكرة مثلها؟
اضاف ترغيبا لها:"هل تحبين الطعام الصيني؟هذا ما احبه انا الا اذا كنت ..."
قالت سين بسرعة :"انا احب الطعام الصيني." واعية لنفاد صبر باربرا الجميلة المتوقفة في الممشى."وليلة غد تصادف يوم اجازتي ولكن..."
"عظيم,سوف القاك خارجا في الساعة السابعة والنصف مساء."
ونظر الى الوراء ليرى الرجل الذي انظم الى باربرا الجميلة.انه رجل تذكرت سين جيدا انه اليكس ثورنتون. اخبرها وولف:"اكره ان اكل متاخرا."ثم انضم اليهما ولم ينظر اليها بعد ذلك عندما ذهبوا ثلاثتهم الى قاعة الموسيقى.نظرت سين اليهم وهي تفكر , لقد دعيت بأعذب طريقة للقاء وولف ثورنتون على العشاء مساء غد.

لحـ الوفاء ـن
02-03-2008, 12:54
لم يكن عليها الالتزام بذلك الموعد لو عرفت ان التقرب اليه اكثر سيقودها الى ما يشبه الذبحة القلبية . آه الذبحة القلبية لاتكفي لوصف الالم الذي عانته من الوقوع بحب وولف ثورنتون! وتناول العشاء مع جيرالد هاركورت.انه اقل قسوة.فرفقة جيرالد كانت سهلة وكان هو مغريا ولكن بدون ظغط.ربما لانه لايحتاج الى ضغط.وفكرت سين ان سحر جيرالد الطبيعي ووسامته كافيان للفوز بالقلوب, ولكن ليس قلب سين.فهي تحبه بشكل كاف.ولو انه لميصبح حما وولف ثورنتون لكانت ابقت على صلتها به.ولكن بما انه سيصبح حما وولف..
أخبرها بحرارة :" انا لن اتخلى عنك." وقال عندما رفضت دعوته الثانية :"فكرت انك ربما ستكونين المرأة التي تغير رأيي بالزواج."
نظرت سين اليه نظرة عتاب بينما وقفا في غرفة الجلوس الصغيرة داخل كوخها المؤلف من غرفتين للنوم والذي استأجرته منذ عامين في احد ضواحي فلتام وكان جيرالد قد رافقها الى منزلها بعد ان تناولا العشاء. وقالت:"هل تقع النساء عادة في هذا الشرك؟"
قال بازدراء وبغير خجل:"قليل منهن في الواقع."
ضحكت سين بخفة:"جيرالد,ربما نستطيع تناول العشاء معا من وقت الى اخر, انما الان اريد التركيز على حفلة زفاف ابنتك."
كشر قائلا:"تذكيري بابنة على وشك الزواج يكفي لإبقائي في مكاني , اليس كذالك؟"
هزت رأسها قائلة :"لم اقصد ذلك , ابنتك مازالت صغيرة على الزواج."
قطب جيرالد جبينه وقال :"انها تجاوزت العشرين من العمر اعترف بأن وولف اكبر منها بكثير . انه في الخامسة والثلاثين, ولكن انا اكيد بأنهما مناسبان لبعضهما البعض."
قالت بوهن:"ولكن العريس يبدو غريبا قليلا."فوولف الذي التقته اليوم يكاد لايكون وولف المثير الذي تعرفت اليه منذ سبع سنوات, لقد بدا وكانه لايعرف كيف يكون مثيرا!
اضاف بعدم اكتراث :"اوه,وولف لا بأس به ,هو وريبيكا صديقان ..."
صديقان ؟ عبست سين :"اليس من الغريب قول ذلك عن اثنين سوف يتزوجان في غضون اربعة اشهر؟"
لم يوافقها جيرالد :"لا, ليس غريبا على الاطلاق...انني اتمنى لو انني ووالدة ريبيكا كنا صديقين قبل الزواج, ربما لم نكن لننتهي عدوين لدودين عندما انتهت العاطفة الاولية بيننا . ويمكنني ان اخمن بأن نفس الشيء قد حصل معك." ونظر اليها نظرة حازمة. فاتسعت عينا سين وسألته:"ماذا تقصد؟"
ماذا يعنب؟ لقد كانت اكيدة بأنها وولف اليوم لم يعطيا اي انطباع على انهما يعرفان بعضهما البعض منذ عدة سنوات.
ازدرد جيرالد لعابه وقال :" كائنا من كان الرجل في ماضيك والذي اعطاك عدم الثقة بالزواج مثلي, فأنا استطيع الرهان على انكما لم تكونا صديين ."
لقد كان رهانا خاسرا . فهما كانا صديقين حميمين منذ بداية علاقتهما,مما ادهش سين التي كانت متأكدة من انه لا يوجد اي شيء مشترك بينهما. ولكن مامن طريقة لتخبر جيرالد عن الرجل! ابتسمت بعدم اكتراث:"انا اكيدة من ان كلا منا قد عانى من الازمات العاطفية في ماضيه الى درجة انها قد اثرت على حياته, ولكننا تغلبنا عليها." ورفعت وجهها عاليا اذا انها كانت تعرف انها لن تنسى وولف.
اوما جيرالد بتفكير :"بعضنا يفعل." واخذ يراقبها.وقد وافقها اخير بخفة:"سوف أؤجل دعوة العشاء اذا . وتحرك ليجذبها اليه من كتفيها بخفة:"ولكنني اقصد انني لن اتركك بالفعل " وقلب اصابعه بخفة على شفتيها . وقفت سين على باب كوخها المضاء تلوح مودعة جيرالد الذي كان يقود سيارته بطريق العودة. وتعجبت ماذا سيفعل لو انه عرف انها وولف كانا على وشك الزواج منذ سبع سنوات!
بالعودة الى الماضي, عندما انهت عملها في الفندق تلك الليلة لم تر وولف ثورنتون بعد ذلك . لسؤ الحظ,فقد اعتقدت سين انه لم يكن جادا,فما الذي دفعها لانتظاره خارج فندق ثورنتون في الساعة السابعة والنصف في الليلة التالية؟
شعرت بارتباك شديد وهي تقف في الممشى, والناس الداخلون الى الفندق ينظرون اليها بفضول, بينما حاولت ان تبدو طبيعة وتتظاهر بأنها تنتظر احدا ما , شخصا ما لم يصل حتى الثامنة الا ثلثا! لم يكن جادا, ادركت ذلك بقلب غارق, وهي تفكر كيف تستطيع الانسحاب من دون لفت الانتباه اكثر اليها.
النادل الذي تعرفت اليه منذ بضعة اسابيع كان يراقبها بانتباه, فقط ليعرف مع من كان موعدها. كم هو مريع ان هذا الموعد لم يتم! قال لاهثا:"من حسن الحظ, انني وجدتك." سمعت الصوت من خلفها:"لقد اعتقدت انني تأخرت."
لقد كانت سين على وشك الانسحاب من امام البوابة الرئسية للفندق, ولكنها التفتت بسرعة عندما سمعت صوت وولف ثورنتون. بدا ان وولف قد احتار ماذا يرتدي لتلك الامسية, تماما كما احتارت سين بين الملابس العملية او الرسمية.حيث انه لم يكن يرتدي سترة مع ان برد شهر نسيان كان قارسا. وبدا على قميصه الازرق بعض بقع الطعام!لقد كان مظهره اقل ترتيبامن مظهره ليلة السبت وشعره اشعث من الهواء.ولقد انتبه الى ذلك عندما لاحظ نظراتها الصامتة اليه, ووضع يده على شعره يحاول ازاحةبعض الخصلات عن جبينه:"انني اسف حقا لتاخري عن موعدنا ياسين, ولكنني تأخرت في العمل."
ولم تستطع منع نفسها من التعجب:"انت تعمل يوم العطلة؟" عبس لردة فعلها وامسك بيدها بقوة:"انا اعمل كل يوم ياسين" واقترح بنعومة:"دعينا نذهب وسنتكلم ونحن نتاول طعام العشاء." لقد ظن انها سترفضتناول العشاء معه لانه تأخر عشر دقائق فقط!
ادركت سين بذهول.
لم تكن سين سعيدة بوقوفا في ذلك المكان بانتظاره, اعترفت بذلك . والان بما انه قد حضر فإن النادل قد اضطرب لرؤيته الشخص الذي اتى ليقابلها . ومن الواضح انه مايزال يذكر وولف من ليلة امس! ولكنها ما كانت لتغير من رأيها في شان العشاء من اجل عشر دقائق تأخير. ومن تعبير رون , النادل, المندهش , كان من الافضل لهما الابتعاد عن الفندق بسرعة! "لقد اعتقدت انك قد تناولت طعامك؟" وعبست في وجهه وهما يتجهان نحو سيارة الاجرة التي اشار اليها وولف بالاقتراب.
اعطى وولف عنوانا للسائق وجلس بجانب سين في المقعد الخلفي. وبدا مرتبكا ونظر اليها قائلا:"مالذي اعطاك هذا الانطباع؟ هذا ليس طعاما."
وضحك باستخفاف من طريقة نظرتها للامر ووضع يده على البقع معترفا بذنبه:"كان علي تغييره قبل مجيئي للقائك. ولكني انشغلت في عملي, وكانت تقريبا الساعة السابعة والنصف عندما تذكرت موعدنا." وضحكت بنعومة وبدأت تشعر بالراحة وهما يبتعدان عن الفندق , لقد كان اسوأ مكان ممكن لتدبر موعد لقائهما, مع انها كانت تعرف انه لم يكن امامه الكثير من الوقت ليقرر مكانا اخر.
قالت بابتسامة عاتبة:" ما استطعت قوله لم يكن جديرا بالاطراء." وتحركت يد وولف للامساك يبدها:"عندما تعرفينني جيدا ستدركين انني لا اجيد الاطراء ابدا."
واخبرها بحده:" في الواقع لقد اتهمت بعكس ذلك تماما في اكثر من مناسبة." وبدا انه اعطى بعض الحياة للحوار حين قال :"امل انك لاتمانعين , فلقد طلبت من السائق ان يأخذنا الى شقتي , فانا حقيقة علي ان اغير ملابسي قبل ان اصطحبك الى العشاء." لم تأبه سين الى اين يذهبان , لان جسدها كان يرتعش من مجرد لمسة يديه ليديها. ولاحظت دفء نظراته العنبرية بينما كانا في طريقهما الى الشقة .
كانت الشقة كما توقعت سين في ماي فير, وأخذها الى الطابق الاخير من المبنى. ولكن اثاث المنزل كان في غاية الغنى. فالخشب الابونية مع الكروم مغطى بجلد بني بدا وكأنه ليس ذوق وولف. وقال وولف:"باربرا هي من جهزت الشقة." وكأنه يقرأ افكارها ! باربرا من جديد.لم تقدر سين ان تمنع نفسها من التفكير في موقع باربرا في حياة وولف وجعلها هذا الامر تشعر بالاكتئاب.
بدا وولف هذه المرة وكأنه لايعي مشاعرها فقال بخفة:"امنحيني بضع دقائق لاغير ملابسي وسأكون معك." ودلها الى مكان الثلاجة:"قدمي لنفسك عصيرا واطلعي على رفوف الكتب." واسرع الى الغرفة مشرعا بفك ازرار قميصه.
أخذت سين بضع دقائق لالتقاط انفاسها قبل ان نفذ فكرتها, فكونها برفقة وولف ثورنتون جعلها تشعر وكأنها دخلت في القطار السريع! ولكن عندما نظرت الى رفوف الكتب الممتدة على حائط الغرفة لم تعد مهتمة بالعصير. فلقد وجدت ذوق وولف بالكتب حيويا مثل تفكيرها تماما, ومواضيع الكتب تشمل الشعر والسير الذاتية التاريخية والحديثة الى الفن والتاريخ, وذوقه بالقصص الخيالية يختلف بين الرعب والاحلام والغموض حتى الرواية العادية التي تصنفها ضمن الرومانسيات.
بدا ان اهتمامه ينصب على الكلاسيكيات.ولكن مع ذلك ما زالت سين تعتقد انه من الصعب الحكم على طبيعة انسان من خلال ذوقه باختيار الكتب. ورغم الوقت القصير الذي عرفته فيه الا انها احست انها بحاجة ماسة لان تعرف عنه اكثر.
لكن بضع الدقائق التي طلبها وولف امتدت الى وقت اطول. وعندما نظرت الى ساعة يدها عرفت انه انصرف منذ اكثر من نصف ساعة.بالتأكيد لايلزمه كل هذا الوقت لكي يغير ملابسه؟ وحتى اذا كان قد قرر ان يستحم ويحلق ذقنه قبل ان يرتدي الثياب النظيفة فمن المؤكد انه لن يلزمه كل هذا الوقت الطويل؟
نادته :" وولف؟" واعادتها ثانية عندما لم تسمع ردا على ندائها الاول :"وولف!" ومع ذلك لاجواب.ماذا كان يفعل ؟ لم تشعر بالراحة تماما من فكرة دخولها غرفة نومه, ولكن اذا كان لا يستجيب لندائها ... الى جانب ذلك قد يكون وقع ارضا ولايستطيع الرد عليها. لم يكن امرا محببا, ولكن هناك امر ما قد اخره."الامر." يتحول الى مفاجأة كاملة لسين, التي لم تكن لديها اية فكرة عن اي شيء .غرفة نوم وولف غرفة اخرى تستطيع سين ان تقول عنها انها لم تفرش حسب ذوقه. فمفروشاتها الفخمة لا تناسبه ابدا , ولكنها كانت خالية من الرجل نفسه, والحمام ايضا كان خاليا ولكن الباب الاخر الملحق بالغرفة كان اكثر اهمية. دخلت الغرفة ببطء وفتحت بقوة عينيها عندما وجدت نفسها داخل محترف. محترف فنان – رسومات كاملة وشبة كاملة منتشرة على جدران وسقف الغرفة من الزجاج يسمح بوصول اكبر كمية من ضوء الشمس . وصدق تكهن سين ان المناظر هنا, هي التي تحتاج لضوء لكي تؤثر بالاحاسيس, وليس فقط بالنظر, وحينما نظرت اليها باهتمام, اخذ استغرابها يتزايد, فالرسومات كانت جدة جدا برغم عدم معرفتها بأمور كهذه.وولف قد رسمها جميعا.
كان وولف يجلس وظهره اليها, مهتما كليا بلوحته شبه الكاملة امامه. والمرأة في الرسم كانت مستلقية مثل جنية بين الصخور الرمادية والبحر الرمادي الهائج حولها يحاول ان يغرقها في لججه الحريرية .شعراشقر متناثر بفعل الهواء الهائج. وفستانها الازرق الباهت يلتصق بمنحنيات جسدها.وعادت نظرات سين الى وجه المرأة مرة اخرى.فتعبيرها الصافي على وجهها مرتكز على عينين ساحرتين, كان هناك شيء مألوف في هذه المرأة , ياللعجب انها هي!
لابد انها شهقت عاليا لهذا الادراك لان وولف استدار بحدة , وتجمدت نظراته بضع ثوان عليها, وهز رأسه منزعجا من نفسه."تبا! لقد فعلتها من جديد , اليس كذالك؟"
وقف بغير توازن وهو يمسح الطلاء عن يديه بمنديل وكأنه يفعل هذا للمرة الولى اليوم.فلقد بدا ان هذا المنديل كان ابيض من قبل. لقد كان الدهان على قميص وولف ايضا.
وادركت سين وفجأة انه كان يعمل في هذا الرسم قبل ان يأتي ليقابلها. هذا كان سبب نسيانه للموعد. والمرأة في الرسم كانت هي.كانت متأكدة من انهاهي.

#أرجوان#
02-03-2008, 13:07
يعطيكم العافية جميعا

لحـ الوفاء ـن
02-03-2008, 13:07
راى وولف الارتباك على وجهها عندما عبر الغرفة ليقف امامها ."نعم انها انت.... انه سبب تأخري عن لقاءك هذا المساء."
أومأت له بذهول وكانت لاتزال تحملق في الرسم امامها وقالت له :"كنت مشغولا بالعمل عليها."
"انني كذلك منذ عدت الى المنزل مساء امس." وكان ينظر الى الرسم :"ولكن لم يكن هذا فقط." وامسكها من كتفيها بنعومة وازداد تعبير وجهه عمقا:"عندما اعمل في الرسم يبدوا لي الزمن كما لو انه توقف. وعندما اخبرتك انني نسيت موعدنا لم اكن اقصد ذلك انما الوقت قد انساب بسرعة مني , لقد كنت اتشوق لرؤيتك من جديد منذ ان تركتك ليلة امس. هل تؤمنين بالقدر؟"
استفزها بقوة وهزها بخفة عندما لم تجبه على افور."انا لم اكن متأكدا من ذلك حتى مساء امس .الرسم هو حياتي ياسين, لم ارغب في اي شيء آخر ولم افعل اي شيء آخر منذ ان وعيت على الدنيا."
كان يتكلم بسرعة ويأس لكي يجعلها تفهم مايعني صمت لحظة وأضاف:"وكنت راضيا وحتى مسرورا في بعض الاوقات . لم اخسر صدقيني فأنا انتقد نفسي! ولكن ليلة امس عندما استعطت الهروب من الحفلة , كنت ملهما, كنت اعلم ان علي ان ارسمك." ونظر الى الرسم واستطرد :"انه جيد , ياسين."
ولمع وجهه برضى كونه قال الحقيقة.لم تستطع سين الجدال.كان الرسم جميلا ولكن ماذا يعني؟ لماذا رسمها وولف بتلك الطريقة؟:"انني احضر هذه الرسومات لمعرضي الذي سيجري في الصيف القادم .وكنت في حاجة الى شيء خاص ليكون موضوعي الرئيسي للمعرض."
ونظر الى الرسم مجددا:" هذاالرسم سيكون الموضوع الرئيسي."
اشاحت سين نظراتها عن الرسم الجذاب ونظرت الى وولف الذي اصبح مستغرقا مرة اخرى في الرسم
كان من الواضح , الان , انه رسم يستحق اسم "شيء مميز", وهذا ليس له علاقة بأن وولف قد رسمها لتبدو جميلة.كان هناك سحر خاص في كل عمل له ولكن هذه..!
لم تشك سين للحظة بأن المعرض سيكون ناجحا وان اسم وولف ثورنتون الفنان,سيعرف عالميا وايضاهي اسم ثورنتون في عالم الاعمال. قالت بخجل:"انني سعيدة لان لقاءك بي قد وهبك هذا الالهام."
التفت لينظر اليها مبعدا اثر الرسم الاسر, وابتسم ابتسامة دافئة زينت وجهه الجميل, وامسك بكتفيها مرة اخرى, وقال:"لقد اعطاني اكثر من مجرد رسم ياسين, لقد اعطاني المرأة التي سأتزوج منها."
شعرت بان كل الانفاس قد خرجت من رئتيها وجف حلقها وكل عضلة في جسمها قد توترت غير مصدقة.الم يقل حقيقة انه..
"القدر ياسين"ذكرها بتشويق ضاحكا بسبب تعبير وجهها الجامد.
"لم اكن اتكلم عن الالهام للرسم فقط.انه لقاء المرأة التي اردتها ان تكون زوجتي هو الذي اعطاني الالهام!"
صرخت به :"انا"لاتستطيع تصديق هذا الرجل . فهو من عائلة ثورنتون من جهو , ورجل لو صدق القدر فمن المفترض ان يكون بين اشهر الفنانين من جهة اخرى. ويريد الزواج منها..؟
لم يكن يعرف عنها شيئا فسنوات عمرها الاولى قضتها في الميتم وسنوات عمرها الاطول في بيوت الرعاية والوقت الذي امضته بعد ذلك قضته في الصراع من اجل تلقي بعض علوم السكرتاريا لتحظى بعمل مناسب.
عملها كموظفة استقبال في فندق ثورنتون كان الاكثر اهمية حتى الان. والان هذا الرجل يملك نصف الفندق يخبرها انه يريد الزواج منها! امر لايصدق.
اكد لها :"انت يالوسيندا سميث...وقبل ان يتم معرضي الاول سأقنعك بالزواج مني." وقد اقنعها بدون جهد .كان من المستحيل ان لا تقع في حبه وان لاتكون هناك حين يحتاجها.وقد مضى الاثنان كل ثانية متاحة لهما معا منذ الليلة الاولى, ومن اجل ان تتأكد من انه لم ينس تناول الطعام عندما يستغرق في رسوماته. وقد ذهبت في تلك الليلة واحضرت وجبة طعام صيني الى المنزل وامضيا الليلة معا.ومع نهاية شهرهما الاول انتهى رسم سين كما ارده وولف ووضعت سين خاتم الخطوبة. وهي تعرف جيدا ماجرة لخاتم خطوبتها العقيق مع الماس.لقد اعادته اليه بعد بضعة اسابيع.
لكن ماذا حدث لرسمها؟ والرسومات الاخرى التي اتمها في محترفه ايضا؟ اذ لم يكن هناك اي معرض لاعمال وولف في ذلك الصيف, ولا اي صيف اخر, كما تعي سين , وكانت تبحث عن لوحات وولف ثورنتون خلال الاعوام التالية وتتمنى لو ترى ايا منها من جديد ولكن لم يكن هناك اي عرض لرسوماته ابدا
ماذا حدث لوولف؟.

SONĒSTA
02-03-2008, 15:11
سلمت أناملـك على الفصلين الرائعين
:)
في انتظـاركــ

ماهيما
03-03-2008, 10:28
يسلموووووووووووووووووووو لحوووووونة جد انسجمت مع الرواية

بغيت اصيح يوم خلص الفصلين :بكاء:

وننتظر الفصلين الجايات ياقمر:cool:

لحـ الوفاء ـن
03-03-2008, 11:52
الفصل الرابع:


أخبرتها ربيبكا بوهن:"يمكن وولف صعبا."
فكرت سين انها ليست في حاجة لأن تعرف ذلك.متذكرة حديثها الاخير معه والذي لن تستطيعان تخبر الفتاة عنه. التقت الفتاتان كما خططتا, وحالما طلبتا الطعام شرعت ربيبكا في تفسير لسين لماذا فكرت انه من الافضل التكلم معها عن السر الكامن في ما يتعلق برغبتها بعدم التسرع بترتيبات الزفاف.
استمعت اليها سين بهدوء خلال تناول الحساء, مدعية مرة اخرى ان هناك الكثير من الوقت حتى يحين موعد الزفاف. وانه مامن داع لارسال البطاقات خلال الاسابيع القادمة وان ريبيكا تعرف اي نوع من فساتين الزفاف تريد وفساتين فتيات الشرف ايضا, وكل هذا يمكن القيام به قبل موعد الزفاف بفترة قصيرة. الى جانب ذلك ,فريبيكا تريد تخفيض وزنها قبل الزفاف,فاذا ما اعدت الفستان الان سيختلف قياسه عليها.
نظرت سين اليها, لم تكن الفتاة ذات الجسد المتناسق في حاجة لان تخفض من وزنها.كما فكرت ان ايا من هذه الاسباب له اي علاقة بطلبها تأجيل تحضيرات الزفاف.ومع ذلك فان سين ماتزال تتمنى لو ان البستاني الشاب لايكون السبب الحقيقي لتردد ريبيكا في تحضيرات الزفاف.
طلبت ريبيكا كتمان هذا الحوار عن وولف, احمر وجهها واصبح كلون شعرها.انه لن يتفهم حاجتي الى التمهل. سوف يعتقد ان ترددي في الزواج منه هو السبب في التأخير."
ولم تستطع النظر في عيني سين المتعاطفتين معها.
استفسرت سين بنعومة:"وهل يمكن ان يكون كذلك؟"
عارضتها ريبيكا على الفور:" طبعا لا...لقد اخبرتك بالاسباب التي تدفعني الى عدم التسرع." اخذت تسحق قطع الخبز بغضب غير واعية انها تفتتها." وولف رجل رائع وهو يهتم لامري كثيرا."
"وانت؟" راقبت سين الفتاة الاصغر سنا بحدة, لقد كان هناك خطأ ما , ما تدعيه ريبيكا عكس ذلك, لم يكن له اهمية " وهل تهتمين له كثيرا في المقابل؟"
قالت ريبيكا مدافعة عن نفسها:" ولماذا اتزوجه اذا؟"
لماذا اذا بالتاكيد؟ وشعور سين بعدم الارتياح من الوضع كله قد ازداد بحديثها مع ريبيكا.ولم تكن تثق بالامر. ولم تشك للحظة في ان ريبيكا تهتم لامر وولف,من جراء نبرات صوتها المتهدجة. ولكن هل اهتمت له كما تهتم العروس بالرجل الذي سوف تتزوجه بعد اربعة اشهر؟
هذا هو السؤال. ولكن سين لم تكن في موقف يسمح لها بطرحه من دون ان تجرح الفتاة, وهي قبل كل شيء احدى زبوناتها.
شملت ريبيكا بابستاسمة دافئة, محاولة جهدها لكي تهدئها عندما انتهتا من تناول الحساء, وبدأتا بتناول الوجبة الرئيسية, وقد لاحظت سين مدى ضعف شهية ريبيكا , وتساءلت , هل شهيتها للطعام ضعيفة هكذا دائما ام انه الضغط الذي تعاني منه؟
تنهدت ريبيكا:"انه ليس وولف فقط ابي ايضا سوف يشعر بخيبة امل لو..." وبدت تعيسة وهي تقول:" انهما من اعز الاصدقاء" هذا تماما ما ادعاه جيرالك عن ريبيكا وولف ! ولكن مامن اهمية لقول جيرالد, فعلى العكس فإن الناس الذين هم اصدقاء فقط, ليس عليهم حقيقة ان تنتهي علاقتهم بالزواج,وخصوصا عندما تكون الفتاة متورطة مع بستاني والدها. ومع مرور الوقت اقتنعت سين كليا ان البستاني الشاب هو السبب الرئيسي لتردد ريبيكا في البدء بترتيبات الزفاف.اشارت اليها بجفاء:"والدك ليس هو من سيتزوج من وولف."
ردت ريبيكا بابتسامة واهنة على محاولة سين ابداء المرح:" كلا عندي انطباع واضح بان اهتمام والدي منصب في مكان اخر."
ربما كانت عواطف ريبيكا مضطربة, ولكن هذا لم يمنعها من ان تعي حقيقة مايجري في حياة والدها ايضا! ولقد قبلت المعايير على سين, ربما كانت هذه الفتاة هي الزوجة المناسبة لوولف فقد كانت بالتاكيد تعرف كيف تتصرف في الاوقات الصعبة.
احمر وجه سين الان:" لقد تناولنا انا ووالدك العشاء مساء امس, نعم , ولكن ..." وبدت ريبيكا مرتبكة:"لم تخبريه اننا سنلتقي اليوم هل فعلت؟"
اكدت لها سين مجددا:"كلا" واضافت بنعومة :"مع انني اعتقد انه ربما عليك ..." نظرت إليها الفتاه الأخرى بقلق " لماذا ؟"
فيما نظرت اليها سين برقه :" اعتقد انك تعرفين لماذا ياريبيكا ؟"
ثم استفزتها بخفه مضيفه:" لاتمانعين بان ادعوك ريبيكا , هل تمانعين ؟"
" حسنا ,ربما انك تلتقين بوالدي ربما ..."
اخبرتها سين بحده :" انا لا اخرج مع والدك , ياريبيكا ."
صممت على ان لا تكون في موقع المدافع عن نفسها امام ريبيكا التي حاولت عمداً افتعال هذا لتصرف انتباه سين عن الموضوع الحقيقي , الموضوع الذي تجادلتا حوله طوال وقت الغداء . وكان من الواضح اهتمام واحترام ريبيكا لوولف ولكنها لاتريد الزواج منه بالتاكيد.
" لقد خرجت معه مرة لأني وعدته بذلك , ولكنني لا انوي ان اعيد الكرة"
حملقت ريبيكا من جراء تاكيد سين وبابتسامة عاتبه اضاءت فجأة قسماتها الجميله ,قالت :" لابد ان هذا كله مفاجأة لأبي ." ردت سين قائله :" اعتقد انها كذلك ." وهزت ريبيكا برأسها قائله :" مسكين ابي."
قالت سين برزانة وهي تنحني عبر الطاوله لتلمس يد ريبيكا :" اتصلي بي اذا قررت ان امضي في هذا الامر ... اتفقنا ؟" احمر وجه ريبيكا :" ماذا تعنين بذلك ؟"
قالت لها سين وهي تاكل السلطه :" ريبيكا , لقد احببت منزل والدك." وقد لاحظت من تعبير ريبيكا انها لم تكن متاكدة من هذا التغييرفي الموضوع . " فغلافة الجلوس التي كنا فيها في غاية الاناقه , ومريحه جدا ايضاً , ومع ذلك المنظر الرائع للحديقه ." تناولت بعض السلطه واخدت تاكلها بتلذذ محاوله ان لا تلتقي نظراتها بنظرات ريبيكا . وافقتها ريبيكا بذهول :" نعم. انها مريحة , انا , آه , لا..."
ولمعت عيناها وطأطأت راسها كي لايرى أحد في المطعم دموعها . تمتمت برثاء :" هل رأيت؟"
" رأيت سيدة المنزل الصغيرة , تذهب إلى البستاني هذا كل شىء ."
وأكدت سين لها بلطف :" اريد فقط ان تدركي لنني لست في عجلة من امري كي أبدأ بترتيبات زفافك . ولكنني سأكون سعيدة بمساعدتك في تحديد شخصية العريس ."
أخدت ريبيكا نفسا متقطعا وأبعدت الدموع عن عينيها بثبات ورفعت كتفيها بشدة وامسكت بشوكتها لكي تسرع بتناول الطعام وقالت لسين :" شكراً لك."
لم تستطع سين إلا ان تعجب بالفتاه . فهي تعجبها ! لم تعتقد انها تستطيع قول ذلك عن امرأة قرر وولف أن يتزوجها . ولكن كان هناك شىء مميز في ريبيكا , لقد ايقضت مشاعر الامومه في قلب سين , وهذا ما ادركته . ولكن , كيف لها ان تشعر بالامومه تجاه عروس وولف ؟ لقد كان ذلك في غايه السخف !
قال وولف :" كيف كان عشاؤك مع جيرالد البارحه ؟"
نظرت سين بارتياب الى وولف بينما كانت تجلس الى الطرف الآخر من مكتبه .
كان لدى سين الكثير من العمل لتنجزه بعد عودتها من الغداء مع ريبيكا فقد كانت تحضر قائمة الطعام للعشاء الاسبوع القادم , وبينما هي مستغرقه في عملها تلقت اتصالا من مكتب وولف وقد اعملمتها سكرتيرته ان وولف يريد مقابلتها ان لم يكن لديها مانع .

لحـ الوفاء ـن
03-03-2008, 12:14
اذا لم يكن لديها مانع ! يبدو ان وولف وريبيكا يظنان ان لا عمل لديها سوى اللحاق بهما . يبدو انهما مقتنعان بان لا زبائن اخرين لديها ! ولكنها تذكرت ان وولف قد رأى جدول اعمالها عندما زارها يوم امس , لابد انه لاحظ انها لم تكن لديها اعمال كثيرة للأسابيع القادمه .
مع ان في فترة مابعد الاعياد تقل اعمالها ثم تعود وتتحسن في حزيران – يونيو , ولكن هذا ليس سبباً وجيهاً لوولف كي يفترض انها تستطيع ترك كل شىء والذهاب الى لندن لمقابلته .
ولكن سكرتيرته المهذبه اخبرتها بوضوح ان السيد ثورنتون لا يستطيع ان يذهب بنفسه للقائها , ذلك انه في اجتماع الآن , ولا تتوقع ان ينتهي منه قبل الساعه الخامسة , مما يعني ان سين لا تسطيع التكلم معه لتعرف ماذا يريد! انهت سين المكالمة مع السكرتيرة , على تلتقي وولف في الساعة الخامسة والنصف .
امضت فترة الظهيرة بعد ذلك غير قادرة على التركيز على ما تفعله . ولو لم يكن وولف في اجتماع عمل , إلا بعد الساعه الخامسة.
لقد تمنت لو انها لم تلتق قط بجيرالد هاركورت في ذلكة الزفاف , ولم تسمع بابنته ريبيكا وبالتأكيد لما التقت بوولف مرة اخرى , وخاصة ان السبب طلبه رؤيتها , هو ان يسالها كيف جرت الامور بينها وبين جرالد ليله امس, وهذا ليس من شانه !
كانت تقف بعدم ارتياح وهي تحس بحدائها يغريق في السجادة الزرقاء الباهتة . وابدا ان المكاتب الرئسيه في صناعات آل ثورنتون تتمتع بكل وسائل الرفاهية.
لم تذهب سين الى هناك من قبل . فالمكتب لم يكن بين الاماكن التي كان يتهم بها وولف , الانها تعترف بانه يبدو قاسيا ومتغطرسا مما جعله مناسبا لعالم الاعمال اكثر من كونه فنانا مبدعا, مع انها كانت لا تزال تشعر بالحزن لفقدانه .
هذا لن ينفع . وقد عادت بافكارها الى وولف القاسي والمتغطرس . ومن الافضل لها ان تتذكر هذا .
سألته بخفه :" لماذا اردت رؤيتي ياووبف ؟" وكان مزاجها ليس صافيا بعد ان اضطرت للمجيء الى لندن للمرة الثانيه اليوم . مال الى الوراء على كرسيه الجلدي , وضاقت عيناه وبدا في سترته الكحليه وقميصه الابيض وشعره المسرح الى الوراء بصلابه , انه في الخامسه والثلاثين بدون شك, من الواضح انه رجل اعمال ناجح . لوى فمه بقسوة :" ألن تجيبي عن سؤالي عن موعدك مع جيرالد ؟ لقد بدا على غير عادته هادئاً , مما يعني أمراً واحداً من إثنين ...."
لقد تمكنت سين أخيراً من الكلام :" هل سألت جيرالد عن موعده معي ؟" وقد ارتابت كثيراً في بادىء الأمر في أن تقول أي شيء .
قال وولف :" اما أنكما فشلتما إلى درجة أنكما لن تكررا اللقاء أو أنكما أصبحتما متحابين ." وقسا صوته الآن وضاقت عيناه :" وفي كلا الحالين , فإن جيرالد المهذب لا يطلع أحداً على أموره مع النساء . وهكذا فهو لن يخبرني ويخبر اي شخص آخر عما جرى."
قالت سين بحرارة و عينها تلمعان :" إنه أمر مؤسف , لا يمكن قول الشيء نفسه عنك!"
لم يتحرك وولف , كان متوتراً, إلا انه لم يكن هكذا منذ بضع دقائق , فقد كان هادئاً . كان صوته ناعما نعومه خطرة :" ماذا تعنين بذلك ؟" رمقته سين متهمة إياه:" من الواضح انك لا تشعر بالندم لمناقشة أمري معه ."
وتحدته مدافعه :" أو انك لا تعتبرني سيدة؟"
منذ سبع سنوات كانت حبيبته , بعد معرفة دامت عدة ايام فقط . ربما يعتقد انها عرفت عدة رجال من بعده .
الحقيقه انه لم يكن في حياتها اي رجل بعد وولف . وقد رجعت هي وروجر إلى علاقتهما البريئة التي كانا عليها من قبل . فقد صارا يخرجان بعض الاوقات الآن . كان وولف الرجل الذي أحبته ولكن حبها لم ينجح , وبدلا من ذلك أخدت ترتب أفراح الآخرين .
قال وولف :" أنا لم أتكلم عنك مع جيرالد في أي وقت ."
لقد كان صوته هادئاً تماما :" ولكن على ضوء هذه الضروف يبدو الأمر غامضا خصوصا و أننا قد تناولنلا غداء عمل مع بعضنا اليوم ولكنه لم يأت على ذكر موعده معك ليلة أمس ."
ارتاحت سين مع انه كان من العسير عليها التفكير بان ولف وجيرالد تناولا الغداء معا بينما هي وريبيكا كانت تفعلان الشيء نفسه . من حسن الحظ انهم لم يقرروا تناول الغداء جميعا في نفس المطعم ؟ ألم يكن من شأن ذلك أن يجعل لقاءهم مثيراً؟
قالت ببرود :" ربما تناول العشاء معي هو بتحديد امر لا يجدر به ان يذكره ."
تأملها قائلاً بهدوء :" أشك في ذلك ."
نظرت اليه سين بحده ولكن تعبيره بقى غامضاً. ولم تستطع ان تخمن بماذا يفكر , وتنهدت , فلقد كان ضغط الرحلتين إلى لندن اليوم مرهقا لها.
قالت سين :" هل تستطيع أن اقول لي لم انا هنا , في الوقت الذي يجب ان اكون فيه في المنزل اتناول العشاء وارتاح بعد ذلك خلال عطلة الأسبوع ؟" فبعد هذين اليومين كانت تشعر بحاجه ماسة الى الراحه .
رد عليها وولف :" همم, يبدو مغريا .ط وتجهم وجهه مما اعطاها انطباعا بانه يفعل اي شيء عدا الراحة في عطلته . لوت فمها قائلة :" انا متاكدة من ان رئيس صناعات آل ثورنتون يستطيع فعل الشىء نفسه إذا ما أراد ذلك ."
سألها وولف :" هل انت كذلك ؟" وتنهد :" أنا لست متاكداً الى هذا الحد مع احتمال انني ساحصل على بعض الوقت للراحة في هذه العطله ."
وقطب جبينه فجأة :" بعد ان ذهبت ريبيكا لبضعة أيام ."
" أنا أكيدة أنك ... هل ذهبت ريبيكا ؟" تمنت سين ان يبدو صوتها طبيعياً وفضولياً كما أرادتعه أن يكون .
لم تذكر لها ريبيكا شيئاً عن ذهابها عندما التقتا. فربما كان قرارها مفاجئاً كي تتسنى لها فرصه التفكير جيداً قبل الاتباط بهذا الزواج , وهذا الرجل , تمنت سين ذلك بإخلاص , فريبيكا ما زالت صغيرة لترتبط بزواج لم تكن متأكده منه مئه بالمئة , مع أنها شكت بان وولف سيرى الامر بنفس الطريقه خاصة إذا كان للامر علاقه بما قالته سين للفتاه , مما جعلها تعيد التفكير في هذا الموضوع . قد تكون مخطئة كلياً بالموضوع , وربما ستعود ريبيكا وقد ادركت كم هي محظوظة بالزواج من شخص مثل وولف . وبعد كل شيء يبقى السؤال عن ذلك البستاني ...
" هذا ماردات ان اكلمك عنه ." وهز وولف راسه :" كانت ريبيكا تحت ضغط شديد خلال الاشهر الماضيه بسبب خطوبتنا وامور اخرى " واكمل بخفه :" اذا كانت لديك اية أسئله عن ترتيبات الزفاف في الايام القادمه القليله ربما تستطيعين المجيء إلي ؟"
قالت لوولف بنفاد صبر :" أنا لا اعمل عادة خلال عطلة نهاية الاسبوع , وكان في امكانك قول كل هذا عبر الهاتف ."
وتنهدت عندما ادركت ان رحلتها الثانيه اليوم كانت ايضاً مضيعه للوقت . وتناولت حقيبة يدها استعداداً للذهاب وقالت :" ربما كان عندك وقت لتضيعه , ياولف , إنما انا ...."
أمرها وولف :" إجلسي " وانحنى على مكتيه وكل مظاهر الإ سترخاء قد اختفت ." أنا أيضاً لا أملك وقتاً أضيعه."
تابع بقسوة :" ولم اكن كذلك ابدا." مكملاً بهدوء ما كان يقوله في ما يتعلق برسوماته . تذكرت سين متألمة :" ماذا حدث لك ؟"
في هذا المكتب بعض الرسومات الحديثه , ولكن حتى بنظرة خاطفه لاحظت ان ايا منها لم تكن من رسومات وولف . فسألته :" لِمَ لم تعد ترسم ياوولف ؟" وعندما اكفهر وجهه علافت انه ماكان عليها طرح مثل هذا السؤال . ولكنها اردت ان تعرف .
"لقد سبق ان اخبرتك , انا لااملك الوقتاً لأضيعه ." شهقت سين :" لم تكن رسوماتك مضيعه للوقت ." ضاقت عيناه وقال :" ماذا تعرفين عنها؟"

لحـ الوفاء ـن
03-03-2008, 12:18
شحبت سين وبلعت ريقها بصعوبه .لم يكن قاسيا في الماضي , انما ادركت الآن انه اصبح في ذلك :"من الافضل ان اذهب."
قال بنفاد صبر :" لم انته بعد , لانزال نتاثر بالماضي وهو شيء آخر اردت مناقشته معك عدا الامور التي نتباحث فيها باستمرار." وبدا متهجماً.
قال وولف بعد لحظه :" لقد ادركت بعد ان تركتك البارحه وبعد ان اعدت ترتيب افكاري ..."
اتهمته سين :" لقد تصرفت بشكل لايطاق!" قالت ذلك وهي تستعيد وعيها من إ هانته .فهي لن تسمح لنفسها بان يدمرها هذا الرجل مرة اخرى.
لوى فمه قائلاً:" ذلك اننا لم نناقش امر اخفاء ماضينا عن ريبيكا .طبعا , هي تعرف خطوبتي لفتاه اخرى مند سبع سنوات." وتجمدت نظراته وهو يقول :" كان من غير المجدي اخفاء الامر عنها ."
قالت سين بازدراء : " بالطبع لا , مع انه ماكان من الواجب إخبراها . فلقد كانت هناك قلة من الناس الذين عرفوا بامر خطوبتنا ." اتهمها وولف بقسوه :" وغلطة من كانت ؟"
غلطتها , اعترفت بذلك . فمع انها كانت اكيدة من حب وولف لها , إلا انها لم تكن متاكدة في شان ثروته , مع انه كان يحاول تجاهل ثروته معظم الوقت وانه متن آل ثورنتون وعرف طفوله مميزه اكثر منها , ولم يعرف كيف يكون شعور المرء عندما يريد شيئا ما بقوة وعندما يحصل عليه , يخاف فقدانه , حب وولف كان هكذا بالنسبه إليها . وعندما استعادت الماضي تبين لها انها كانت حكيمه في الانتباه الى اي خطوه قاما بها معا ً, ولكن لم يحدث ذلك . تنهدت بثقل :" هذا كله اصبح من الماضي يا وولف."
اوما بجفاء :" لا استطيع ان اضيف اكثر " واضاف محذرا :" واريد الامر ان يبقى هكذا."
اخبرته سين مؤكدة :" إعتبر اني نسيت." مع علمها انها لن تنسى ذلك . ومن تعبيره الغاضب عرفت لانه ايضاً لن ينسى ولكن لدوافع مختلفه عن دوافعها. " والان انا..." وتوقفت فجأة عندما فتح الباب وراءها.
فمنذ ان توجهت الى المكتب في الخامسه والنصف كانت اغلبية الموظفين يغادرون , وقد امر وولف سكرتيرته يالمغادرة . إذا من كان هذا الذي دخل دون ان يعلن عن نفسه بمثل هذه الالفة؟ نظرت سين نظرة واحدة الى الباب وعرفت على الفور من له الجرأة على القيام بعمل كهذا . انها باربرا.
لقد مرت سبع سنوات منذ آخر مرة رأت فيها هذه المرأة , ولكن تستطيع التعرف الى باربرا الجميله في اي مكان , شعرها مازال اسود ولكنه اقصر من قبل وقسمتها الرائعه مازالت فتيه على الرغم من أنها في الثالثه والثلاثين الان . وكانت ترتدي فستاناً اسود. يظهر كل البراعه والاناقه التي تعلمتها من خلال السنين التي عاشتها كعارضة من الطراز الاول . نعم سين تستطيع التعرف الى باربرا الجميله في اي مكان .
قالت المرأة الاخرى:" آسفه ياوولف " بدون ان تعني حقيقه الإعتذار " لم أدرك ان معك شخصاً اخر " وابتسمت لسين ابتسامه عابره , ففي النهايه هذه المرأة لم تكن لتتصرف بطريقه افضل حتى لو ادركت ان وولف برفقة احد ما , وكان من حقها تماما ان تدخل الى مكتبه بغير استئذان .
فكونها ارمله اليكس ثورنتون , منحها الحق بنصيب كميراث لها في صناعات آل ثورنتون , فربما كانت محقه في ذلك ! ولكن كما تعرف سين لم تكن باربرا في حاجه الى هذا النصيب لتشعر بمثل هذا الحق المكتسب في حياة وولف!
التفتت باربرا الى وولف وقالت :" اردت فقط تذكيرك بان العشاء في الثامنه ." وتوقفت فجأة واستدارت بحدة نحو سين وانقطعت انفاسها عندما امعنت النظر فيها :"أنت ؟" اتهمتها بعينين خضراوين متسعتين من التذكر. لم يكن هناك اي استلطاف بينهما .فلقد عاملت سين ببرودة بعد ان عرفهما وولف منذ سبع سنوات .
لم تنزعج سين من تصرف المرأة الأخرى , فمنذ ان عرفها وولف الى العائله عرفت انهم لن يستقبلوها بأيد مبسوطة , وانها لم تكن الخيار الانسب لوولف , وانها لا تصلح كزوجة لواحد من ورثة آل ثورنتون . كانت, اثناءها تعمل موظفة استقبال في واحد من فنادقهم , ولم يكن لها عائله ,كما كان وضعها الإجتماعي عاديا .فكان من الطبيعي ان تعامل بغير ود , وقبلت سين بذلك ,اي بان يعاملوها بحذر لبعض الوقت الى ان يتاكدوا انها احبت وولف شخصيا وليس ماله.
لم يابه وولف لما قالته عائلته . فقد اخبرهم بانه سوف يتزوج منها وهذا ماينوي فعله , إذا وافقوا عليها ام لم يوافقوا . فقط باربرا تصرفت بعدوانيه تجاه سين منذ النظرة الاولى , وعرفت سين من نظرتها الان ان ذلك الشعور لم يتغير قط. ولكن سين كبرت سبع سنوات الان.
لقد وبخت نفسها لهذا المشاعر, لقد اصبحت سيدة اعمال الان حتى لو كانت اعمالها اقل بكثير بالنسبه لمقياس صناعات آل ثورنتون .
قابلت نظرة المرأة الاخرى بثبات عارفه ان باربرا وإن كانت لم تتغير كلياً , فهي قد تغيرت الى حد ما.ولن تسمح لنفسها بان تخاف اي فرد من هذه العائله القويه, الى جانب ذلك كانت قد أدركت منذ حوالي يومين انها سوف تلتقي باربرا من جديد بغير محاله .لم تعجبها الفكرة ولكنها عرفت ان ذلك لابد وان يحصل.
باربرا في الوقت الحالي مازالت تبدو مذهوله لرؤيتها بعد كل هذا الوقت . حيتها بجفاف "باربرا " واضافت بخفة:" تبدين بخير."
"أنا!" وقطعت باربرا كلامها ,مرتابة في رباطه جاش سين , وادارت عينيها اللامعتين الى وولف :" لم تخبرني لانك ولوسيندا التقيتما مجدداً."
ووجدت صعوبه في ضبط نبرة صوتها الحادة لكي لا تبدو وكانها تتهمه. باربرا وكلوديا والدة وولف اصرتا في الماضي على استعمال اسم سين بالكامل ما ان علمتا ان سين هو تصغير للوسيندا, وادعتا انهما لاتحبان تصغير الاسماء , واسم سين يدعو للإرتياب ! لم يعجب وولف ذلك , ولكن لم تشأ سين ان ينشأ خلاف بخصوص ذلك مع انها كانت تجفل في كل مرة ينادونها باسم لوسيندا , كان يذكرها بسنواتها الطويله في الميتم . كم كانت تثق بسذاجة في ذلك الوقت , فهي لاتستطيع الآن ان ترى الى ماكانت تهدف إليه المرإتان القويتان . فقد ارادتا بقاءها بعيداً عنهما, وليشعراها بانها غير مرغوب فيها بينهم .
اخبرت المرأة الأخرى :" إسمي سين أو انسه سميث." قبل ان تلتفت الى وولف مجدداً , وولف الذي جلس ينظر الى كل ٍ منهما بعينين متقاربتين ربما بانتظار ان يراهما يمزقان اعين بعضهما البعض.
قالت ببرودة :" أعتقد ان امورنا سويت لليوم." وعلمت من حركة فمه وعينيه المتقاربتين ان ذلك نذير سوء , إذ ان ما قالته لم يعجبه اطلاقاً.
قالت باربرا بحدة :" عمل ؟ ماهو نوع العمل الذي يمكن ان يجمعكما؟"
قاطعتها سين بنفاد صبر :" علي حقاً الذهاب." متضايقه من هذه العائله التي تفترض ان لاعمل لديها هذه الليله سوى الوقوف والاستماع اليهما.
اضافت بقصد عندما رأت عيني وولف تتساءلان :" يجب ان اذهب الى المنزل." واخبرت المرأة الاخرى بجفاء:" لقد كان من المثير رؤيتك مجدداً يا باربرا " وبدت باربرا مذهولة من هذه المواجهة.
قالت باربرا بارتياب :" مثير ؟ وولف انا لم ..."
قالت سين وهي تغادر الغرفه:" الى اللقاء." ولكنها وجدت نفسها تتوقف فجأة عندما أمسكت يد أليفة بذراعها :" ماذا تريد الآن ياوولف؟" سألته باستغراب عندما استدارت لتواجهه في الممشى ومنتبهة الى نظرات باربرا في المكتب.
نظر بتمعن الى وجهها الشاحب وسألها عابساً:" هل تتناولين العشاء معي الليله؟" فتحت سين عينيها باتساع وعبست :" ولكنني اعتقدت ان باربرا قالت انكما ستتناولان العشاء معا الليلة ؟"
" لقد عملنا الترتيب منذ ساعة ." وتمتم وولف بكسل "لست مجبراً على الذهاب ."
لقد علم بعد الظهر فقط ان خطيبته ستغيب عن المدينه لبضعة ايام ولكنه قام فوراً ببعض الخطط مع باربرا .لم يتغير اي شيء كما يبدو.
" انا لن اتناول العشاء معك حتى لو كنت اموت جوعاً."
اخبرته سين بذلك بحتقار ونزعت يدها بقوة " ارجع الى باربرا ." نصحته بقرف :" فكلاكما يناسب الاخر."
"سين"
"دعني وشأني ياولف !"
انذرته نبرة صوتها بانها سوف تقوم بعمل جسدي مدمر إذا لم يفعل , فتركها فجأة ... مع انها كانت واعيه لمراقبة باربرا لها بينما عبرت الممشى بخطى راسخه لتصل الى المصعد , وضغطت على الزر بقسوة , ثم دخلت المصعد ما ان فتح بابه , وتلاقت نظراتهما قبل ان يغلق الباب بصمت وتنزل الى اسفل المبنى بهدوء . تمنت سين لو ان افكارها تتناسق بمثل هذا الهدوء . لم تكن تستطيع ان تحتمل وولف وباربرا !
منذ سبع سنوات فسخت سين خطوبتها من وولف . وهي متاكدة من حقيقة انه على علاقة بباربرا وانهما كانا كذلك منذ الايام الاولى لزواجها من اليكس . وباتت متاكدة الان انهما مازالا على علاقتهما القديمه على الرغم من خطوبته لريبيكا . لو انها علمت فقط الى اين ذهبت ريبيكا في عطلة نهاية الاسبوع لكانت لحقت بها واخبرتها كم هي محقة بعدم الزواجها من وولف وانه عليها إعادة خاتمه اللعين إليه . كما فعلت سين ذات مرة.

لحـ الوفاء ـن
03-03-2008, 12:20
الفصل الخامس


قال وولف :" اريد ان اعرف تماما ما تعرفينه عن مكان ريبيكا."
حاولت سين ان تسيطر على انفعالها بعد ان فاجأها وولف بكلامه هذا , ما ان فتحت له باب الكوخ . لقد كانت تنتظر شيئا من هذا القبيل طيلة اليوم , منذ ان افسد هدوء يوم عطلتها في الساعه العاشرة صباحاً عندما تلقت مكالمه هاتفيه من ريبيكا هاركورت , تمنت وليس للمرة الاولى , لو ان رقم هاتف منزلها وهاتف عملها لم يطبعا على البطاقة التي اعطتها لريبيكا في لقائهما الاول , والالما وجدت وولف يقف على بابها.
دعته الى الدخول ." يحسن بك ان تدخل." كانت خائفه حين تراجعت الى الوراء لكي يمر.
تمتم بنفاد صبر :" انا" وهو يتبعها الى داخل الكوخ , وكاد راسه ان يرتطم بإطار الباب المنخفض.
قال بقصد إذلالها : " لم ادرك انك تعشين في منزل الاقزام السبعة !" واخفض راسه ليتفادى ارتطاماً آخر.
إرتفاع الغرف القليل وضيقها كانا احد اسباب سين الرئيسية التي ساعدتها على استئجار الكوخ , فلم يكن هناك العديد من ذوي الاحجام الصغيرة ليشعروا بالارتياح للعيش هنا.. فلا يحبذ العديد من الرجال فكرة ان يتجولوا دائما منحني الظهر داخل بيوتهم.
بدا وولف مثيراً للسخرية , فطوله وحجمه جهلاه يبدو كعملاق داخل بيت الاقزام السبعه. ولم يكن هناك من الرجال يدخلون الى هذا الكوخ . جلس بقلق على احد المقاعد . وقد اخدت ارجل المقعد تهتز من ثقله , حتى الاثاث قد اختير يناسب هذه الغرفه الصغيره . نظر الى سين ونبهها بقسوة :" حسناً "
نظرت سين اليه وكانت لاتعاني من الحجم الكوخ. وكلاهما يرتدي ملابس عمليه في هذا اليوم , وهذه الملابس هي وحدها القواسم المشتركه بينهما.
كان وجه وولف مقطباً , لاحظت سين ذلك بوضوح , كانت تعرف مايريد قوله , طبعا عرفت , ولكنها لم تعرف كيف ترد عليه ولم تكن تعرف مدى معرفته بامر ريبيكا ...
قالت بخفه :" لقد كنت على وشك تحضير فنجان من القهوه , هل تريد واحداً؟" رد وولف بحدة :" كلا . انا لم آت الى هنا لشرب القهوه ياسين . لقد أتيت من اجل بعض الاجوبه . اخبرني جيرالد انك تلقيت هذا الصباح مكالمه هاتفيه من ريبيكا , تطلب منك ابلاغه بالا يقلق بشانها وانها بخير ولكنها قد تطيل غيبتها الى اكثر من بضعة ايام . وان الزفاف قد الغي ."
كانت سيثن لا تزال شبه نائمه , عندما ردت على جرس الهاتف في ذلك الصباح الباكر . وكانت قد امضت ليله مرهقة , ومازالت متوترة من تلك المقابله مع وولف وباربرا في مكتبه . ولكنها استيقضت على الفور عندما عرفت ريبيكا عن نفسها عبر الهاتف , ومع ذلك لم ترد ريبيكا ان تفسح المجال لسين بالتكلم . ارادتها فقط ان تصغي , وبعد ذلك تنقل الرساله الى والدها . وعندما اعترضت سين على الرساله التي تلقتها , اقفلت ريبيكا الخط.
اندهش سين . ماذا كان عليها ان تفعل الآن ؟ كانت تعرف امراً واحداً هو انه لم يكن في نيه ريبيكا ان تتصل بوالدها وتتكلم معه بنفسها .إذا , إن لم تتصل سين فسوف يشعر بالقلق حيال ما قد يحصل لريبيكا التي لن ترجع الى البيت بعد قيامها بزيارة صديقة الدراسه وعندما يتصل بتلك الصديقه سوف يكتشف انها لم تذهب الى هناك . لم تحب سين الموقف الذي وضعتها فيه ابداً, وتمنت من جديد لو انها لم تسمع بعائلة هاركورت . ولكن بما انها سمعت بهم , وقد وثقت بها ريبيكا وكلفتها بمهمة اطلاع والدها على الامر , لم يكن امامها من خيار سوى الاتصال بجيرالد . ولقد صدم بما قالته . وقد اراد معرفة مكان ريبيكا , ولكن سين لم يكن لديها ايه فكرة عن مكانها لم ياخذ وولف وقتاً طويلاً بعد ذلك لكي يقرر ان سين تعرف اكثر مما قالت لهم.
هزت سين كتفيها قائلة:" هذا ما اخبرتني به ريبيكا بالضبط لاخبر والدها." وقطبت جبينها عندما احست بانها لم تف بالغرض . ولكن ريبيكا كانت مصرة على انها لا تملك اكثر من ذلك لتقوله . وهكذا فما كان في استطاعة سين ان تقول اكثر من ذلك.
نظر اليها وولف قائلا:" لماذا سين ؟ لماذا اختارتك ريبيكا انت بذات دوننا جميعا ! جيرالد هو والدها وانا ... انا كنت ..... خطيبها ."بلعت ريقها بصعوبه واقترحت بخفه "ربما لهذا اختارتني . انتما كنتما قريبين بينما انا..."
حثها وولف عندما ترددت :" نعم؟"
" انا ايضا لا اعرف لماذا اختارتني ياوولف " ولمعت عينها وتابعت :" عليك ان تسأل ريبيكا عن هذا ....ألن تفعل ؟"
ذكرها بنعومه :" ولكنني لا استطيع . فهي ليست هنا, انت هنا!" وتمنت لو انها لم تكن هنا ! عرفت انها ستحصل متاعب بسبب تصرف ريبيكا , وحاولت ان تفكر ببعض الاجوبه التي تستطيع اعطاءها لوولف لانه سوف ياتي الى هنا ويسالها ! ولكن في الحقيقه لم تكن تملك ايا منها , من دون ان تخون ثقة ريبيكا بها . ولم تكن لتفعل ذلك !
هزت كتفيها قائله :" لقد اخبرتك بكل ماخبرتني به " كان وولف يراقبها بعينين حادتين :" كل شيء!" لم تستطع ان تنظر في عينيه الان . نعم لقد اخبرتهم كل ماخبرتها به ريبيكا ولكن ليس كل ماتعرفه ! وكان وولف ذكيا الى درجة انه ادرك هذا . لم ترد ريبيكا عندما سالتها سين ان كانت تفضل ان تبقى وحيده من دون معرفة والدها عن مكانها . ولكن سين كانت في غاية الشوق لمعرفة قدوم البستاني الشاب الى العمل يوم الاثنين صباحا . هذا كل شىء . كررت سين بحدة:" حقيقه , ليس هناك شيء اخر استطيع اخبارك به."
اخبرها بينما هم بالقيام :" ولكنني ارفض هذا , سين"
ومرة اخرى احنلا راسه لكي لا يرتطم بالسقف المنخفض:" اردت ان اتكلم معك بشان ليلة امس."
اخذت سين تكتشف ان الغرف الصغيرة في الكوخ لها مساوىء اخرى . فالمساحه الصغيرة جعلت وولف يبدو قريبا جدا ومسيطرا جدا بقامته الهائلة وخطرا الى درجة ما! يقال , ان وسيله الدفاع الافضل هي الهجوم!
حسنا , اذا من الافضل لها ان تهاجم وبسرعه .لان وسائل دفاعها بدات تهتز!
سالته بازدراء :" لقد الغت خطيبتك للتو زفافها وتريد ان تتكلم معي ؟ اعتقد انه عليك ان تتكلم مع ريبيكا!"
هز راسه قائلا :" ولكنني لا اعرف مكانها بينما اعرف مكانك ." بلعت سين ريقها بصعوبه :" ليس عندي ما اضيفه بشان ليله امس . في الحقيقه ,ان الزواج قد الغي "فهي لن تتكلم عن باربرا ولن تعرض نفسها الى مثل ذلك التعذيب الروحي مرة اخرى ! " ولا ارى اي سبب لكي يكون بيننا اي اتصال . الا اذا غيرت ريبيكا طبعا رايها بشان الزواج , ففي هذه الحاله سوف اكون في غاية السعاده لكي اتكلم معكما من جديد ." تمرت سين عندما امسك بها فجاة وضمها الى صدره . وملامح وجهه تبدو صارمه :" اخرسي يا امرأة .... اخرسي." وزفر قبل ان يخفض راسه ليقبلها. تمنت سين لو انه يتوقف عن فعل ها لانها لاتستطيع مقاومته . لقد احبته . ذات مرة . ذات مرة؟ مازالت تحبه . ادركت ذلك وهي تكاد تشعر بالغثيان . كيف يمكن ان يحصل هذا ؟ كيف يمكن لها ان تستمر في حب هذا الرجل ؟ هذا الرجل لم يكتف بخيانتها فقط وانما بخيانة الفتاة التي كان على وشك الزواج منها؟ لم تعرف كيف , ولكنها عرفت فقط انها لم تتوقف عن حبه , فعلى الرغم من كل ذلك لقد احبته ! لقد كان السبب في انها لا تملك اي شعور يتعدى الاعجاب باي رجل اخر.
انتزعت نفسها بعيدا عنه , واصابعه مغروسه في ذراعيها ليمنعها من الحركه , وملامح مذهوله عندما نظر اليها مستفهما فسالته بقسوه :" ماذا دهاك ياوولف؟ الا تستطيع ان تبقى بدون امرأة في حياتك لعدة ساعات!"

لحـ الوفاء ـن
03-03-2008, 12:21
قال لها متعجبا :" ماذا......."
اتهمته سين بقرف :" ذهبت خطيبتك في عطله ليلة امس , فدعوت , لا امرأة واحدة فقط بل امرأتين اتشاركانك العشاء. واليوم عندما بدا ان ريبيكا طلبت الغاء الزواج لم تلحق بها , مدعيا ان حبك لها لم يمت وتقنعها ان مستقبلكما معا , او ... كلا . بل اتيت الي . يبدو ان ريبيكا قد قامت باتخاذ قرار سليم !" كما فعلت هي .... قالت لنفسها بغضب.
تركها وولف كانما قد احترقت يداه وملامح الذهول استبدلت بغضب عاصف بينما هو يستمع لكلامها الجارح. ولكن سين كانت ابعد من تهتم كيف يشعر حيال كلامها . هذا الغضب لم يكن من اجل ريبيكا فقط , بل من اجلها ايضا , من اجل كل الالم الذي سببه لها وولف وكل وجع القلب الاتي . فنسيان وولف هذه المرة اصعب بكثير من المرة الماضيه !
قالت بكرامه متزنه:" والان اخرج من هنا , اخرج وابق هناك ."
قال لها وفمه مشدود بقوه :" انت تغيرين الامور لتناسب ماتؤمنين به."
فردت وعيناها تلمعان:" اريد ان اؤمن بانك ستخرج من هذا الباب ."
"سين..."
" لماذا لم تسأل نفسك لِمَ اريد ان أؤمن بهذه الأمور؟"
تحدته وعيناها تلمعان بدموع متحجرة. لم تكن لتبكي امامه ." هذا لاني لا اريدك هنا. انا لم اردك ابدا ان تكون هنا. انا لا اريدك" وهذه الكلمه الاخيرة خرجت من فمها بقسوه شديدة لانها ارادت ذهابه مع علمها انها لا تستطيع منعه لو اراد البقاء . ولكن لم عليه البقاء في مكان كان من الواضح انه غير مرغوب فيه ؟
لمعت عيناه بعدائيه ظاهره وتحجر وجهه للحظه:" علينا ان نتكلم."
" ليس لدينا ما ننقوله . اذهب وابك على كتف امرأة اخرى !" كتف باربرا كانت دائما حاضره للاستماع الى متاعب . واي شىء آخرل يختاره ليكلمها عنه.
توتر فم وولف :" كما أشرت الان , انا لست في حالة يرثى لها بسبب الغاء الزفاف وهذا بسبب..."
"لأنك لم تحبها!" انهت سين باتهام :" كنت اعرف ذلك .... انت غير قادر على حب اي كان ! لهذا السبب انا...." وتوقفت عن الكلام لانها كانت على وشك الاعتراف بانها شجعت ريبيكا على التفكير بجديه قبل ان تورط نفسها بزواج لم تكن واثقه منه , بدا ان هذا هو العذر الذي يريده وولف لكي يمزقه ارباً.
استفسرها وولف برقه:" نعم؟"
لم تعد وجنتاها شاحبتين , واستبدلت كلماتها مدافعه عن نفسها:" لهذا السبب لم اتزوج منك منذ سبع سنوات ."
لاحظت من عينيه المتحجرتين انه كان غاضبا جدا, حسناً, هي أيضاً غاضبة من طريقة تفكيره بانه يستطيع الرجوع الى حياتها....
صاح بقسوة :" حسناً ياسين , سوف اذهب , ولكن إذا ما اكتشفت ان لك علاقة بهروب ريبيكا فسوف .."
لم تكن سين تعرف ماذا بالضبط سيفعل بها لو عرف انها تكلمت مع ريبيكا! لانه استدار في تلك اللحظه بخطوات سريعه نحو الباب وبدا واضحاً انه نسي امر السقف المنخفض.
عندما ارتطم راسه بذلك الاطار , علقت قدمه ايضاً بشيء فانبطح على ارض الغرفه وتفادى ارتطام راسه مرة اخرى بالمرآة المثبته على جدار المواجه . لقد جرى ذلك في ثوانِ فقط . ووقفت سين عاجزه عن الحركه وهي تشاهد تتابع الحوادث , حائره بما جرى . ولكنها تحركت على الفور عندما ادركت ان وولف لا يستطيع ان يقف على رجليه .
كان ممدداً على السجادة عبر الغرفة, وتعجبت من حقيقة كونه استطاع ان يتفادى الارتطام على اي من قطع الاثاث , فالاريكه ذات المقعدين خلفه , والطاوله القهوه امامه . ازاحت سين على الفور طاولة القهوه , وجثت على ركبتيها الى جانبه, كانت عيناه مغمضتين ولم يكن يتحرك , آه , لم تمت , اليس كذلك ؟ ماذا يجدر بها فعله مع شخص مات؟ ربما عليها الاتصال بالاسعاف ؟ لتستدعي طبيباً على الاقل؟ عندما رفعت السماعه للاتصال بالطبيب اكتشفت ان الخط مقطوع. ولم تنفع كل محاولاتها بالضغط على ازرار الآلة.
" انت تضيعين وقتك بذلك . انه الشىء الذي اوقعني." قوة صوت وولف في الغرفه الصامته كادت تجعل سين توقع السماعه وتغيب عن الوعي هي الاخرى.
التفتت صوبه بعينين متسعتين , وارتاحت لرؤيته ينهض.ولكن من تقطيب وجهه عرفت كم يعاني من الالم . وضعت السماعه مكانها , وسالته :" كيف تشعر؟"
"كيف....؟" حاول سحب نفس عميق وهو ينظر اليها " كيف تعتقدين اني اشعر مع وجود نصف ميل من شريط الهاتف ملفوف حول كاحلي!"
فهمت سين سبب ملاحظته الاولى. فشريط هاتفها لم يكن فقط ملتفا حول كاحله ولكنه في الحقيقه انتزع اداة الوصل من تجويف الحائط , فلا عجب اذن ان يكون خط الهاتف مقطوعاً , ومن الصعب احضار طبيب . اخبرته بسرعه وهو يحاول الوقوف :" كنت احاول مساعدتك . لا اعتقد انك تستطيع الحراك حتى يكشف عليك الطبيب." ومن الواضح انه كان يشعر بالالم في مكان ما من جسمه عندما تاوه قليلاً. واخبرته :" لقد كنت غائباً عن الوعي لثوانٍ فقط" ووضعت يدها على كتفه لتمنعه من الحراك اكثر:" لم اكن غائباً عن الوعي ابداُ, ياسين" لم يكن تعبير نفاذ الصبر الذي ارتسم على وجهه, ولكن وهج الغضب عاد الى عينيه:" لقد كنت ملقى هنا وعيناي مغمضتان , اعد للمئه حتى لا اخنقك فوراً بسبب حقيقة انك دائما تسحبين شريط هاتف طوله ميل لكي تنتقلي من غرفه الى غرفه وانت تتكلمين في الهاتف !"
تراجعت الى الوراء كما لو لدغت , واحمر وجهها عندما تذكرت هذه الحقيقه . كما يبدو فان وولف تذكرها ايضاً , اذ انه منذ سبع سنوات خلت طلب ان ياتي مهندس الى شقته ليركب شريطا اطول للهاتف , بعد ان كانت تنتقل من غرفه الى غرفه وهي تتكلم في الهاتف , ونزعت مقبض الهاتفعدة مرات وقطعت الاتصالات . لقد كان من دواعي استغرابها ان هذا الرجل عرفها جيداً.
اكمل وولف بنفور بعد ان تمكن من فك الشريط عن قدمه:" واضح انك تحتاجين لنصف ميل زيادة من شريط الهاتف في بيت اللعبة هذا."وبنفاد صبر رمى الشريط الى جانبه "ولكن يكفيني انه كاد ان يدق عنقي بسببه!"
لم تشعر سين بان الوقت مناسب الان لتخبرهذا الرجل انه في كوخ , وان الاكواخ من المفترض ان تكون صغيرة. نمودج كما سماها وكيل العقارات . وحدث انها احبته كما هو. وبدا ان الحظ لم يعد يحالف سين كثيراً مؤخراً , لو ان ريبيكا هاركورت اولا, وثانياً لم تكن لتقابله من جديد ابد . ولكنها قابلته من جديد وها هو الان ملقى على ارض غرفه الجلوس في بيتها , وكما يبدو لا يقدر على النهوض واستطاع ان يطلق تاوهاً من الالم مرة اخرى . كانت جاثيه الى جانبه تنظر برعب وبدا انه بحاجه الى طبيب.
" اين تشعر بالالم؟" وعبست :" هل هو راسك؟"
تمتم بنبرة متالمه:" راسي فيه تورم بحجم بيضه" بعد ان وضع يده على جانب راسه واكتشف التورم هناك وقال: " ولكن ربما ذلك سيوقظ بعض الاحساس بداخلي ! يبدو ان كاحلي هو الذي يمنعني من الوقوف." هز راسه منزعجاً من قلة قدرته , التي لاتعينه على القيام بشىء بسيط كالوقوف على رجليه, نظرت سين الى الكاحل المصاب. وانتبهت الى ان جوربيه اسودين. يبدو واضحاً انه لم يعد فوضويا يرتدي كل منها بلون. عرفت انه من الغباء منها ان تلاحظ ذلك ولكنه على الاقل تنبيه اخر الى انه غير الذي عرفته في الماضي والذي كانت تذكره دائما بان ينتبه الى الوان جواربه .... والا كان يخرج بجوارب ذات الوان مختلفه.
رد عليها وولف عندما تنبا بما تفكر:" لقد حللت تلك المشكله بشرائي جوارب سوداء فقط ." اولته نظرة حاده وقالت مرتبكه ونظرت بعيدا لكي تتحاشى نظرته المتهكمة:" انا اكيدة من ان

لحـ الوفاء ـن
03-03-2008, 12:25
ذلك افضل وهي تناسب بذلاتك الخاصه بالعمل." وولف الماضي لم يكن متعقلا ابدا . لم يكن يرتدي بدلات العمل ايضاً.
مرة اخرى عجبت سين لما جرى له خلال السبع سنوات الماضيه ورفضت ان تصدق, بدون الالتفات الى ماقاله متناقضا مع ذلك , ان ذلك له علاقه بها . ولم يكن شيء مما فعلته قد حوله الى رجل اعمال. هي لم تكن تريد ذلك . لقد كانت فخوره برسوماته ومتاكدة من نجاحها.د
أضاف وولف مقطبا:" اتمنى لو كل المتاعب تحل بمثل هذه السهوله يا سين "
" لنر اذا كان في استطاعتي مساعدتك على التحرك!"
قالت بنشاط وهي تقف وتنحني وتضع يدها تحت إبطه. " ولكن إذا لم استطع والهاتف لا يعمل, سوف يكون عليّ الذهاب لإحضار طبيب الى هنا."
لم يحاول وولف الحركة ولكنه جلس ينظر اليها عن كثب :" هل انتهى الحوار؟" إستفزها بقوه.
رفضت سين ان ان تنظر اليه " الافضل نسيان الماضي يا وولف ." قالت له, وببداهة تحركت يده لتمسك بذراعها:" انا لا اتحدث عن الماضي."
قالت بخفة:"حسنا , لاتخدع نفسك بالاعتقاد بانه سيكون هناك حاضر . الشيء الوحيد هنا هو كاحلك المصاب وانوي إحضار مختص بذلك على الفور." وتحركت فسقطت يده عن ذراعها . " هل تستطيع على الاقل ان تجلس على كرسي كي استطيع ان انظر الى كاحلك بشكل افضل؟"
لقد كانت متشنجه وعالقه مثله بين الاريكه والطاوله . استمر في النظر اليها لدقائق طويله مليئه بالتوتر , ثم اوما ببطء واكفهر وجهه من الجهد الذي بذله ليتحرك , وكاحله كان يؤلمه جداً كما هو واضح.
في الحقيقه , انها عندما نظرت الى كاحله بعدما جلس على الكرسي , تعجب كيف انه استطاع ان لايصرخ عاليا من الالم الذي تطلبه تحريك رجله . وكان كاحله متورماً. وعرفت انه إذا لم تنزع حذاءه سوف يكون من الواجب قطع الحذاء من رجله . إشارة اخرى لحياة رجل الاعمال الثري الذي يتمتع بها وولف الان هذا لايعني ان ثيابه لم تكن جيدة في الماضي , لقد كانت جيدة ولكنه لم يكن يهتم بما يرتديه. والان ثيابه كما كل شىء آخر به, تبدو وكانها قد اختيرت بعنايه , الا اذا كان لا ينتقيها هو بنفسه! باربرا ماتزال مهمه في حياته , ولم تنس سين ان هذه المرأة هي التي زينت منزله منذ سنوات للاوقات التي يكونان فيها معا.
لم ترد سين التفكير بالامر, وكان مازال كل ذلك مؤلما. لم ترد سين التفكير بالامر , وكان مازال كل ذلك مؤلما. قالت له بجفاف: " يجب ان ننزع الحذاء" رفعت قدمه ووضعتها على ركبتها وتمتمت :" عفوا" عندما زمجر بالم من علاجها القاسي . وتحركت بانتباه اكثر عندما فكت شريط الحذاء وحلته لكي لا يضغط على قدمه المتورمه وبينما هي تسحب الحذاء, شعر بألم أكثر مع انه لم يقل شيئا, ولكن تعبير وحهه كان واضحا.
صرخت به: " لم لاتصرخ وتئن كما يفعل الناس عندما يتألمون؟" ونفد صبرها من تصرفه اللامبالي. لماذا لا يستطيع ان يكون طبيعياً؟ قال بهدوء:" هل سيغير ذلك اي شيء؟"
نظرت اليه وحولت نظرها بعيدا بسرعه عندما رات الالم على وجهه وتنهدت قائله من انعدام شعورها بالتعاطف معه :" انا اسفه ." وجلست القرفصاء . " اعتقد انه عليك الذهاب الى المستشفى" وعبست من العطب الذي اصاب كاحله وربما يكون قد كسره. قال وولف :" لقد عرفت ذلك منذ بعض الوقت , ولكن السؤالب هل انت ستنقلينني الى هناك؟"
" هل..؟ طبعا سانقلك الى هناك !" ونظرت اليه بلوم . كيف يمكن ان يفكر بعكس ذلك . لم تتغير الى ذلك الحد . قالت بغير اكتراث:" اكره ان ارى اي شخص يتالم"
قال وولف ببطء :" هكذا وضعتني في مكاني " واضاف بقسوة على نظراتها المتسائلة: " اذا ما خطر لي ان اهتمامك شخصي"
لم تزعج سين نفسها بسؤاله, وركزت انتباهها على اخراجه من البيت ووضعه في سيارتها لكي تستطيع نقله الى المستشفى وست ميدلكس الذي يبعد حوالي خمسة اميال. وهذا بحد ذاته كان صعبا . ولم يستطع وولف ان يمشي على رجله المصابه , وقد وضع ذراعه عليها متكئا على كتفها وانحنى بثقله عليها ومشى ببطء الى ان وصل الى سيارتها المتوقفه الى جانب الطريق ." اعتقد انك سترتاح اكثر في المقعد الخلفي ." وقطبت جبينها عندما ادركت انه من المحتمل الايستطيع الصعود الى المقعد الامامي. ولكنه يستطيع ان يرمي بنفسه الى الخلف من دون عناء . وهذا ما فعله وكاد ان يوقعها معه , اذ انها لم تكن قوية البنيه كفايه لمنعه من الاخلال بتوازنها!
شعرت سين بحرارة عندما تمكنت اخيرا من اجلاسه على المقعد الخلفي , فاي اتصال جسدي بينهما كان كفيلا باشعارها بذلك . ومن غير المهم كم تحاول ان تقنع نفسها بانهما لا يصلحان لبعضهما.
قال وولف:" عليك بتحريك سيارتي " واشار الى سيارته المتوقفة وراء سيارتها بالضبط.
" حسنا . لم انو الطيران فوقها ! " ونظرت اليه لتذكيره غير الضروري . كانت تعي تماما ان عليها تحريك السيارة . وكانت منتبهة ايضا الى ان الطريق ضيق جدا وسيكون من حظها السيء لو ان سيارته الثمينه ارتطمت بحائط حديقتها! وكان وولف جالسا يراقبها , الى ان تمكنت من ازاحة سيارته بشكل يكفي لمرور عربتها الى الشارع الرئيسي.
لم تحاول التفكير في وولف الجالس في الخلف بينما كانت تنقله الى المستشفى . وعندما وصلا الى المستشفى تولى طاقم مدرب امر وولف . وقد انزله رجلان قويا البنيه من السيارة واقعداه على كرسي المتحرك واخذته ممرضه الى غلافة الفحص وتركوا سين القلقه في غرفة الانتظار.
بدا انها ستنتظر هناك الى الابد , وبدات تفكر اذا كانوا قد نسوها تماما واحست بالجوع , اذ انها فوتت تناول الغداء مع وصول وولف المبكر , وفي هذه الحال سوف تفوت تناول العشاء ايضا!
اخيرا ظهر وولف منقولا على الكرسي المتحرك الى غرفة الانتظار وكاحله مضمد , ولكن لحسن الحظ لم يكن مجبرا ما يعني انه لم يكسر عظامه, مع ان وجهه بدا متهجما اكثر من اي وقت مضى . واعتقدت سين ان ذلك بسبب الالم الذي عاناه خلال الفحص والعلاج الذي اعطى له منذ قليل .
قالت الممرضه بسرور :" لا شيء مكسورا" دفعت الكرسي الى جانب سين . وقدمت الممرضه له عكازين " ان زوجك سيكون في حاجه لهما هذه الفترة . ولكن لا تعتمد عليهما كثيرا في اليومين الاولين ياسيد ثورنتون . فانت في حاجه الى الراحة حتى يزول الورم " واكملت الممرضه عبارتها هذه بعبوس قبل ان تذهب الى المريض الثاني . وقفت سين تنظر الى وولف بصمت , متجاهلة عمدا الملاحظة التي قالتها الشابه معتقده ان وولف زوجها لانها هي التي اتت به الى المستشفى مع انها احست بخديها يحترقان من هذا الخطأ . ولكن لم يحرج وولف من الملاحظه , فلماذا هي؟
ماذا عليهما فعله الان ؟ من الواضح ان اصابة وولف لم تكن خطرة الى درجة تستدعي دخوله المستشفى , ولكنه لا يستطيع في الوقت نفسه ان يعود الى شقته بمفردة . ولكن مع ذلك ففكرة نقله الى بيت والدته , واحتمال رؤية تلك المرأة مرة احرى تبدو اسوأ ورؤية باربرا من جديد ملاتها بالخوف . ولكن لم تكن في حاجه الى ان تقلق .بدا ان وولف عنده حل لتلك المشكله . "سيكون عليك نقلي الى كوخك لبضعة ايام طبعاً ". ولم يكن من المحتمل أن يبقى في كوخها معها ، لأي فترة من الزمن !

يسلمو على المتابعه

Lmara
03-03-2008, 14:01
الف شكر عزيزتي لحـــــــــ لوفاء ـــــن انتظر متى تخلص الروايه علشان اقراها صراحه من بدايتها شكلها حلوه
خلصيها يا قمر بسرعه علشان اتمتع بقرايتها ...

والف شكر يا قلبي على جهدك وطولت بالك علينا ....:)

القلـ ساحرة ـوب
03-03-2008, 19:09
يسلمووو ايديك حبيبتي لحن الوفاء على الروااااااااااية الروووووعة

ونحنا متابعييييين التكملة بكل حماااااااس

لا تتأخري علينا يا عسل ::جيد::

SONĒSTA
03-03-2008, 19:45
شكرا على الفصليـن
وفي انتظــارك

لحـ الوفاء ـن
04-03-2008, 11:51
الفصل السادس


"ليس عندي مكان آخر اذهب اليه" اخبرها وولف عندي عادا الى السيارة وكان في المقعد الامامي الى جانبها , وقد تمكن من ذلك بمساعدة العكازين.
لو ان هذه العباره جاءت من اي شخص اخر لكانت شعرت بالتعاطف معه وحتى بالشفقه. وربما كان يستحقها كاملة لو كان اي شخص اخر غير وولف. ولكنها عرفت ان هناك عدة اماكن يستطيع الذهاب اليها غير كوخها.
قال لها بسلاسة بعد ان نظر في المرآة الجانبيه:" عليك بالتحرك, هناك سيارة اسعاف تحاول الوقوف خلفنا."
كانت سين قد اتت بالسيارة الى جانب باب قسم الحوادث حتى لايمشي وولف كثيرا, ورات بعد لمحة قصيرة من مرآتها الجانبية انه كان على حق بشان سيارة الاسعاف : " جسناً, سوف انطلق اخبرته بذلك بينما كانت تدير محرك السيارة:" ولكنني لن انقلك الى كوخي مجدداً" مضيفه بحدة.
قادت السيارة الى موقف السيارات وتوقفت هناك , ودارت في مقعدها لتنظر الى وولف . وتقول له:" انني اعني ذلك , لن تعود الى الكوخ معي" ولم تتضايق من هدوئه :" سوف انقلك الى منزل والدتك اذا اردت الذهاب الى هناك" عرضت عليه ذلك بتردد واضح. ولكن حتى رؤية باربرا وكلوديا من جديد كانت افضل من ذهاب وولف معها الى كوخها!
لوى فمه كما لو كان واضحا له بما تفكر, وقال متشدقاً:" هذا كرم كبير منك , وصدقيني اعرف تماما حجم هذا الكرم , فانت لم تتفقي مع امي ابداُ"
عارضته سين بحرارة:" لقد كنت اتفق معها ولكنها لم تحبني" هل كان هذا غذراً؟ تساءل وولف, وتضايق من ملامح العناد في وجه سين غير المتجاوبة. وقال بشده :" قد يزعج امي رؤيتي هكذا"
مما تذكره سين عن كلوديا ثورنتون ان هذه المرأة تستمتع كثيراً بوجود وولف بين مخالبها المسيطرة, فيغدو غير قادر على الحراك . وهكذا لايستطيع ان يوقف تدخلها الا اذا تغيرت كلوديا ! وهذا ماتشك فيه سين كثيراً!
" لم تنس قط الصدمه التي تلقتها بعد وفاة اليكس " اكمل وولف بتجهم عندما لاحظ تعبير سين المرتاب :" لقد عانت من عدة صدمات منذ ذلك الحين, وواحدة اخرى قويه سوف تقضي عليها , ورؤيتها لي الان بهذه الحاله ستتسبب لها بكارثه"
لم تعرف سين شيئاً بشان الاولى حتى لم تتخيل كلوديا على انها اي شيء اخر غير الآمرة على نفسها وعلى عائلتها دائما, قصيرة , ومظهرها الانيق يعطيها انطباع النعومه , وهو مظهر مخادع تماما كما تبين لسين.
لم توافق كلوديا على اختيار ابنها لسين, مع انها حرصت دائما على عدم اظهار هذا الامر امام ابنها. حقيقة شدد عليها وولف اكثر مرة عندما كانا بمفردهما. ولكنلم تتطع ان تسيطر على طريقة شعورها تجاه والدته. كما كانت اكيدة من ان كلوديا لم تستطع ان تغير شعورها تجاهها ايضا!
قالت سين باقتضاب:" اسفه , لم ادرك ذلك"
اضاف وولف ببرودة:" لماذا عليك ذلك ؟ لقد اردت ان تكوني خارج حياتي فقط"
قال ذلك ثم اردف فجأة:" الجحيم الذي كنت اعانيه لم.. انسى ذلك" هز راسه :" كما قلت , الماضي هو لماضي ونبشه لن يغير اي شيء الان"
لكن كان واضحا لسين كم ان هذا الامر مايزال يزعجه وربما لم يكن الوقت مناسبا الان ايضا للاشارة الى هابه الى باربرا دائما!..... ولكن المرأة الاخرى لم تكن من الماضي . ومما راته سين ليلة امس مازالت باربرا حاضرة في حياة وولف. استقامت سين بعدائية, لاتستطيع مقاومة ذلك, مجرد التفكير بباربرا ثورنتون والدور الذي لعبته في ماضيها التعيس يجعل حطام حياتها الماضيه يظهر حتى الان .
قالت بحدة :" باربرا اذا , سوف تكون سعيدة بوجودك معها " ولوت فمها بقسوة. عندما فكرت كم ستكون المرأة الاخرى سعيدة بذلك.
رد وولف :" انتقلت باربرا للعيش في منزل العائله بعد وفاة اليكس وبقيت هناك منذ ذلك الوقت.."
ولكن كما هو واضح, فانك تفضلين ذهابي الى اي مكان الا بيتك . فربما من الافضل ان تعيديني الى شقتي, سوف اتدبر امري بطريقه ما" نظرت اليه سين بخوف. حتى جانب وجهه يبعث على عدم الارتياح, ماهو الخيار الذي امامها, او الذي سبق ان كان لديها؟
قالت له بنشاط :" طبعا ستاتي الى البيت معي " ودارت في مقعدها لتقود السيارة من جديد :" فبرغم كل شيء لقد كانت غلطتي انا التي تسببت بهذا الحادث, اذا فانا مسؤوله عنك حتى تسطيع الحراك مجددا"ووجهت انتباهها الى القيادة باتجاه الكوخ . فهي تستطيع تحمل اي شيء عدا التفكير في وولف مجتاحا خصوصية منزلها بهذه الطريقه . قال وولف بازدراء :" لقد انتهى الامر بروعة"
حدقت به سين بحدة وحولت نظرها بسرعة من السخريه المرحه التي ارتسمت على فمه . كان عليه ان يعلم كم كانت تخاف فكرة وجودها قريبه منه للايام التاليه. كم يوما قالت الممرضه ان عليه الخلود الى الراحة؟ بضعة الايام, اليس كذلك ؟ لم تدرك سين كم ستطول بضعة الايام هذه الا في تلك اللحظه! وكانت عطلة الاسبوع ايضا. ومن دون تحضير لحفلة زفاف 000 وهكذا لن تتمكن من ايجاد بديل من الذهاب الى العمل0000!
لم تكن متاكدة في تلك اللحظه مما اذا كان عليها ان تلعن000 او تتوسل ! اخبرها وولف بتقطيب وجه:" احتاج لبعض الاشياء من شقتي 000 ثياب , واشياء مثل ذلك , وحقيبتي الصغيره طبعا" وتنهد متثاقلا.
تمكنت من ادخاله الى الكوخ اخيرا, ولم يكن ذلك من دون عناء. مضى كل شيء على خير في الخارج. بدا ان وولف استطاع استعمال العكازين جيدا ولكن عندما دخلا الى الكوخ ظهرت المشكلات. فلقد كان هناك الكثير من الاثاثامامه لم يمكنه من التحكم بتوازنه جيدا. والسقف المنخفض ازعجه ايضا.والطريقه الوحيدة التي اسنطاع الدخول بها الى غرفة الجلوس , كانت بمساعدة سين التي ازاخت نصف الاثاث الى جانب الجدران.وهكذا أخلت مساحة له في منتصف الغرفة . مما جعلها تبدو خالية. ولكن سين في النهايه استطاعت ان تريحه على مقعد وثير الى جانب المدفاة, وقدمه مرتاحه على منضدة والعكازان مسندان على الزاويه المدفاة في متناول يده.
وجوده هنا كان اكثر من مبعث ازعاج لسلام عقلها! والان يقترح ان تذهب الى شقته لاحضار بعض الاشياء له!
سالته سين:" هل ما زلت تعيش في المكان نفسه ؟" تمنت العكس, وذلك لاجهاض فكرة ذهابها الى هناك........
رد برفق:" طبعا." ورمقها بعينين حادتين حيث انها كانت جامدة بوضوح . سالها برفق:" هل هناك مشكله ما في ذلك؟"
ليس له هو طبعا ولكن لها000! فلقد امضت مع وولف في ذلك المكان اوقاتا سعيدة, وكان وولف يرسم بينما هي 0000
ردت عليه بتفكير:" كلا. كلا ليس هناك مشكلة في ذلك ابدا" فهكذا ستتمكن من معرفة ماذا حصل لرسوماته وما اذا كان لايزال يحتفظ بمحترفه كما هو. انه تخلى عنه وعن كل الاشياء الاخرى التي تبدو الان ضائعة من حياته. اشياء مثل الضحك والمرح, اشياء مثل وولف نفسه000! وقالت سين:" ساذهب الان , هل تريد ذلك؟" وقفت مستعده للذهاب.

لحـ الوفاء ـن
04-03-2008, 11:53
قال متذمرا:" تريدين الهرب من رفقتي لبضع ساعات أليس كذلك؟آه , خذي مفاتيحي وأذهبي." واخرج مفاتيحه واعطاها ايها قبل ان يلقي براسه الى الوراء واغلق عينيه بارهاق. بقيت سين تنظر اليه لدقائق طويلة ، واصابعها تطبق على المفاتيح البارده، ولاتدري هل تذهب ام تبقى . بدا تعبا جدا ولم تعرف اذا كان سبب ذلك الالم في كاحله ام شيء اخر. على اي حال ليس بالاهميه ، كيف كانت تحتقر ردة فعله من فسخ خطوبة ريبيكا .
ففي النهايه خطيبته تخلت عنه اليوم ايضا. قال وولف :" اذا كنت ستذهبين ،هيا اذهبي!" فتح عينيه ونظر اليها :" انا لست في حاجه الى حضانتك في كل دقيقه من اليوم!" الحضانه كانت اخر ماتفكر به. ولكنها بدات تشعر كيف انه قليل الحيله. مايصعب عليه تدبر شانه فيه هو ان الحمام موجود في الطابق الاسفل خلف المطبخ . وهذا ليس بمشكله بوجودها هنا لمساعدته . اما بمفرده.....
"وولف ..؟" وعضت شفتها السفلى . زاد نفاد صبره :" فقط اعطني الصحيفه وقلما لاحل الكلمات المتقاطعه وكوبا من عصير الفواكه او شيئا اخر من هذا القبيل حتى لا اموت عطشا."
اضافت بتهكم :" ربما لا يكون عصير الفواكه فكرة جيدة، خاصه وان الحمام في الخارج ، وبالواقع..."
تنفس عميقا:" حسنا لا اريد الجريده او القلم لاحل الكلمات المتقاطعه ولا العصير اللعين، سوف اجلس هنا وانام حتى تعودي ! هل هذا يناسبك؟" تحداها بقسوة.
" كنت فقط ...." " اعرف ماذا كنت فقط ،يا سين" قاطعها بنفاد صبر :" لكنني على استعداد للتعرض للانزعاج في هذه اللحظة مفهوم؟" ونظر اليها بتجهم.
نعم ، انها تفهم جيدا لقد كانت تتعرف على على طبعه الجديد . كما اعتقد انها فهمت القديم ، فقط يريد ان يبقى بمفرده ولم يرد اي شيء اخر ، خاصه ضجيجها حوله . الا انها توقفت في المطبخ لمدة كافيه لتجلب له شطيرة وبعض الفواكه. فهو لم ياكل اي شيء منذ فترة ، وضعتها على طاوله بقربه مع الفاكهة الذي طلبه فهو يستطيع تدبر امره اذا كان يائسا كفايه كما تعرفه.
اكتشفت عندما استدارت لتخبره عن الطعام انه قد نام ، كان وجهه مرتاحا الان ، يشبه وولف الذي عرفته. او حتى فكرت انها عرفته. هذا رجل اعمال قاس ، الى جانب ان وولف هذا قد تخلت عنه خطيبته الثانيه ولأسباب شبيهة، اذا ما كان ظهور باربرا في مكتبه امس له اي علاقه بالامر ، فلماذا لم يتزوجها ويتوقف عن توريط الاخرين بهذه المشاكل المؤلمه؟
لسنوات عدة بعد ان اعادت اليه الخاتم الخطوبه توقعت سين تقرا في الصحف مثل هكذا اعلان. ادركت ان الاثنين لا يستطيعان الزواج على الفور ، خاصة ان باربرا كانت ارمله حديثه. ولكن بالتاكيد وبعد فترة مناسبه اجتماعيا يستطيع كلاهما الزواج . لم يكن من المنطيقي عدم زواجهما. ولكن لا شيء من مشاعر وولف تجاه باربرا كان منطقيا بالنسبه لها .
اشاحت سين نظرها عنه من دون ان توقظه ، تاركه الطعام والشراب الى جانبه ، وعندما يستيقظ يراهما اذا ارادهما . كانت في حاجه الى ان تخرج لبعض الوقت ، بعيدا عن كل الذكريات المؤلمة . عن اوهامها الزائله مع وولف . وذهابها الى شقته ماكان ليؤمن لها ذلك ، وشعرت بنفسها تتوتر اكثر فاكثرعندما اوقفت السيارة خارج المبنى وعبرت الممر لتضغط على جرس الحارس. لم تنس هذا الامر ، فربما تكون قد عبرت كل هذه المسافه لتزجر على الباب . فالشقق في هذا المبنى الانيق لها شاشة حراسة عند البوابه للامان من كل داخل وخارج.
لقد كان رجل الامن نفسه. لم تصدق سين ذلك ، ولكنها تذكرته على الفور. كان جورج كروسلي الاصلع النحيف، ما زال منذ ذلك الوقت الذي كانت فيه ضيفة دائمه لشقه وولف، حتى انه كان لها مفتاح خاص. لقد كبر الان قليلا .طبعا، اليسوا جميعهم كذلك!
" آنسه سميث " حياها بسرور بالغ عندما فتح الباب لها. وبابتسامته عريضة:" انك الانسه سميث ، اليس كذلك ؟" بدا الان اقل تاكيدا حيث ان الوقت تسنى له ليتذكر حقيقة انه لم يرها لسنوات عدة.
" طبعا انا هي " ردت بحرارة وخطت الى الداخل . فتذكره لها لايعني انه سيسمح لها بالصعود الى شقة وولف ، ولكن بما انها اصبحت في الداخل سوف يكون صعبا عليه رميها الى الخارج :" سيد ثورنتون وقع له حادث بسيط"
" لاشيء خطيرا كما اتمنى؟"
اكدت له بسهولة :" كلا على الاطلاق ولكنه سيبقى عندي لبضعة ايام . لذا علي ان آخذ بعض الاغراض من شقته. هل هذا ممكن؟"
" طبعا آنسه سميث " قال بدون تردد : " لقد كانت لدي تعليمات مشددة دائما من سيد ثورنتون بانه اذا اردت رؤيته ان ادخلك على الفور"
هذه التعليمات كانت منذ سبع سنوات ولم تعد صالحة ولكن وولف لم يغيرها.
حالما تحصل على اغراض وولف لم يكن لديها اهتمام خاص بان جورج سوف يتعجب من ظهورها مجددا بعد غياب سبع سنوات . لم تتوقف في ردهة الاستقبال . لم ترد ان تجعل هذا الرجل المسن يستغرب اذا كان يستطيع الترحيب بها بعد هذه الفتره الطويله ، لذا لوحت له بيدها قبل ان تخطو نحو المصعد وتضغط على الزر الى الطابق الاعلى.
شعرت بمعدتها تخفق في داخلها اكثر مع كل طابق تمر به ، وعندما توقف المصعد عند الطابق الاخير شعرت سين بالغثيان!
لم تعتقد انها ستعود الى هذا المكان مرة اخرى ، الى مكان سعادتها الكبيرة واذلالها الكبير.
تغير الديكور، السجاد والاثاث ايضا ، مع ان الالوان الخضراء والعاجيه الجديدة في غرفة الجلوس لم تكن من اختيار وولف كما كانت في السابق ، ولكنها كانت خيبة كامله لامرأة ذات عينين خضراوين لامعتين!
باربرا زينت هذه الغرفه مجددا لوولف . كانت سين واثقه من ذلك الامر، السجادة الاخضراء الداكنه، والمقاعد العاجيه ، ورق الجدران الاخضر. والاثاث الاسود وعيناها الخضراوين الداكنتين.
هذه المرة بدا اللون منسجما في غرفة النوم الرئيسية .
فالسرير الضخم الذي كان يطعن على الغرفه في ما مضى تغير الان الى سرير بزوايا اربع، حتى اغطيته كانت خضراء داكنه .
نظرت سين في انحاء الغرفه ، وهرعت الى المحترف تنشد الامان ووجدته . بقى كما كان! تماما كما كان . ادركت ذلك بوضوح وهدات اعصابها بعد ان كادت تصاب بلهلع. لم يتحرك اي شيء ابدا... لاشيء...
الرسومات المنتهيه تقف الى الحائط كما تذكرها، والرسومات شبه المنتهيه الى الحائط المقابل ، والرسم الذي كان يعمل فيه في المرة الاخيرة حين كانت سين هما، مازال شبه منته على المنصه.
لم يعمل وولف على رسوماته قط في السنوات السبع الماضيه ! استدارت سين لتغادر الغرفه عندما احست بالدموع تترقرق في عينيها . ولكنها توقفت فجأة عندما شاهدت رسمها " الحسناء على الصخر." الحائط خلف الباب كان خاليا من كل الرسومات عدا رسمها وضوء خاص مسلط فوقه ، لا عطائه القدر المستطاع من النور . وعندما انارت سين الضوء لا حظت كم الرسومات عدا رسمها وضوء خاص مسلط فوقه ، لاعطائه القدر المستطاع من النور . وعندما انارت سين الضوء لاحظت لاحظت كم هو مؤثر . احتفظ وولف بهذا الرسم الذي الهمته به-حتى بوضوح اكثر لقد كان هنا على الاقل مرة واحدة خلال السبع سنوات الماضيه ، ليشرف على تعليق الرسم ، ربما كان هو من علقه.
لماذا ؟ جاء سؤالها التالي . اعتبرفت بان هذا كان افضل اعمال وولف ، لقد رسمها خلال الايام الاولي من معرفتهما اعمال وولف، لقد رسمها خلال الايام الاولى من معرفتهما ببعضهما ، وهذا كان ظاهرا في كل ضربة فرشاه . لم تستطع سين الوقوف والنظر اليها لمدة اطول . اطفأت النور لترجعالى غرفة النوم ، واخدت تفتح وتغلق الخزائن لتاخد الثياب التي يحتاجها

لحـ الوفاء ـن
04-03-2008, 11:54
وولف للايام المقبله بسرعه ، وبالتحديد ابتعدت عن تفكيرها خصوصية حقيقة كونها تعرف تماما اين تجد الملابس والحقيبة لتضعها بها.
لكن مع ذلك ترددت بالخروج بعد ان اعدت الحقيبه . من الواضح ان وولف لم يعد يرسم ولاسباب لم تكن لتتكهن ماهي، ولكن ربما بسبب قله وقت فراغه. الان يدير صناعات آل ثورنتون ، وسوف يمكث في الكوخ مع قليل من العمل يقوم به للايام القليلة ، الى جانب طلبه الحقيبه الصغيره، لم يكن ليفعل الشيء الكثير من دون الهاتف . وبدون تردد بمنح نفسها فرصة للتفكير ، رجعت سين الى المحترف والتقطعت حقيبة الادوات التي كان وولف يحملها معه دائما اذا ما ذهبا بعيدا لبضعة ايام ، وتعلم ان في داخلها كل ادوات الرسم .واخدت قطعه من فطع الكانفا النظيفه ايضا قبل ان تترك الغرفه وضعتها تحت ابطها حتى تتمكن من التقاط الحقيبه بيد وحقيبة يدة باليد الاخرى . اذا لم يرد وولف الرسم ، فلا باس ، ولكن اذا اراد ذلك على الاقل تكون قد اعطته الفرصه ليحاول اذا مارغب بذلك . شعرت بالامتنان تجاه جورج الذي عرض المساعدة عندما خرجت من المصعد مع كل هذا الحمل . كانت تستطيع ان تنقل الحائب على دفعتين ولكنها لم تشا الصعود الى الشقه مرة ثانيه . فهي تذكرها بباربرا كثيرا . والمكان الذي احتلته دائما في حياته :" بضعة ايام يا آنسة سميث؟" غمزها جورج غمزة عارضة قبل ان يرفع يده ليودعها وهي تقود السيارة الى الشارع الرئيسي..... لو حاول البقاء عندها مدة اطول ، فكرت سين وانفعالاتها ماتزال متاججة نتيجة زيارتها شقة وولف ، فانها سوف تنقله الى والدته وترميه على عتبة بيتها!
" ماهذا؟"
نظرت اليه سين بعد ان وضعت اغراضه لتجده يراقبها عبر غرفة الجلوس الصغيرة . ومن الغريب انه كان لايزال نائما عندما وصلت الى الكوخ منذ دقائق،واعتقدت ان المهدىء الذي حقنته به الممرضة في المستشفى ، كان السبب في ذلك ، فلم تكن تتصور ان وولف ينام نهارا , على الاقل ليس وولف الذي عرفته. كانت متاكدة ان رئيس صناعات آل ثورنتون لايملك عادة وقتا كافيا لياخد قيلولة في النهار او حتى في اي وقت آخر!
حاولت ان تكون هادئه قدر المستطاع واخدت الطعام الى المطبخ قبل ان تبدأ باحضار الامتعه . ولكن يبدو انها لم تكن هادئه كفايه. فلقد كان وولف ينظر اليها بعينين متقاربيتين الان وهي تضع الاغرض على الارض :" قلت ما هذا؟" وكان صوته حادا الان وهو يعتدل في جلسته . اولته سين نظرة سخط :" اغراضك طبعا " قالت بنفاد صبر :" من اجلها كنت خارجا في الساعات الماضيه"
قال وولف بجفاء:" لتجلبي بعض الثياب وحقيبتي الصغيرة ، نعم . ولكن ، هذه .... لم اطلبها." واعطاها تلميحا قاطعا من راسه باتجاه الكانفا التي وضعتها امام المرآة . لقد كان يوما طويلا وكانت تعبه ولم تكن في حاجه اليه ليقول ذلك :" اعتقد انني منتبهة الى ذلك ." قالت بتثاقل .
كانت بحاجه ماسة الى عشائها الان . والتفاحه التي اخدتها معها لم تكن كافيه :" هل تريد ...؟"
قال ببرودة :" اريد جوابا عن سؤالي" قالت له سين بحدة :" وانا اريد عشائي "
" لقد كنت اجوب المدينه من اجلك لسبب او لاخر هذا المساء .ولان اريد ان اكل " ولمعت عيناها وتابعت :" فقط لانك استيقظت كدب برأس مجروح لا تستطيع ان تستخدمني كانني كيس الملاكمه الخاص بك. انا تعبه . جائعه ولست في مزاج جيد!" الجمله الاخيرة خرجت بعاطفية، فاليوم لم يكن سهلا عليها ايضا. تحرك وولف الى الامام في مقعده،متحاشيا بانتباه ان لايحمل كاحله المضمد اي وزن:" قالت انه يمكنك الذهاب الى شقتي واحضار بعض الملابس لي ، ولم اقل انك تستطيعين ان تتجولي في الغرف التي لايحق لك الدخول اليها !" قال بقسوة وعيناه تلمعان بلون ذهبي عميق وفمه مشدود :" لا احد يدخل الى محترفي ، لا احد!"
نظرت سين عبر الغرفه اليه ويدها على خصرها بعدائيه. لقد كانت ذلك عندما قالت انها تعبه وجائعه . في الحقيقه كان هذا اكثر ماتستطيع تحمله ولكن ماذا قصد عندما قال انها تستطيع الذهاب الى شقته وجلب بعض الاغرض له ؟لقد امرها ان تفعل هذا! تحدته بقسوة :" ولا حتى انت كما هو ظاهر ولن..." فهدا وولف . عصب واحد اخذ ينبض في وجهه ليظهر انه ليس من حجر. " ولا حتى انا؟" صاح برقه وبحذر :" اذا ، كل ما جلبته معك من هناك سوف تعيدينه" تنهدت بخوف :" وولف...!"
" انا اقصد ذلك يا سين " قال ذلك بحدة وكل جمسه ينتفض من غضبه المكبوت ، لانه لا يستطيع الحراك ولا هو في موقف يسمح له بفعل اي شيء ." لااريد هذه الاشياء هنا ، لا اريدها في اي مكان قريب مني!"
رات سين انه يعني ذلك ، عرفت من خلال تعبير وجهه العنيد ، انه يريد الكانفا والصندوق الذي يحتوي على ادوات الرسم بعيدا عنه ، وانه سيكون سعيدا لعدم رؤيتها من جديد . وكانه يكره كل الاشياء التي منحته ذات مرة الهدف من حياته.

لحـ الوفاء ـن
04-03-2008, 11:55
الفصل السابع


قالت له سين مقطبه :" الا تعتقد انك تتصرف بصبيانيه الان؟"
" لاابه لتصرفاتي!" وحاول وولف الوقوف على قدميه ، معتمدا على العكازين " لايحق لك جلب هذه الاغراض الى هنا"
قالت بقسوة "آه ،كلا، املك الحق في الركض خلفك مثل خادمه مطيعه!"
اخذ نفسا وقال بغضب :" ليسعليك فعل ذلك ايضا . لقد غيرت رأيي بشان البقاء هنا ياسين . اعتقد اني افضل العودة الى شقتي" حدقت فيه سين بازدراء . لقد كان هو من جعلها تشعر بالذنب بسبب حادثته وليس اما مها اي خيار غير ان تبقيه عندها ، الى ان يشعربتحسن . وكان هو من اصر على جلب اغراضه التي يحتاجها من شقته. رحلة الى المدينه قضت فيها حوالي الساعتين وفوتت عليها العشاء ، والان يقول انه غير رايه ويريد المغادرة. حسنا، يستطيع ان يقكر كما يشاء!
نظرت اليه وقالت: " انا لا ابه لما تفكر به ياوولف . انت من اراد البقاء هنا ولان عليك ان تفعل هذا"
نظر اليها وقد انبغت من عدائيتها ولم تستطع سين منع نفسها من التساؤل : كم مضى من الوقت من وقف بوجهه اي انسان بهذه الطريقه؟ زكرئيس لصناعات آل ثورنتون، فهو دون شك لا يواجه الكثير من المعارضه . حسنا انه في مملكتها الان، وليس في صناعات آل ثورنتون ولا في بيت عائلته. واذا اعتقد انها سوف تلبي كل طلباته عند اقل اشارة منه فهو مخطىء، الى جانب ذلك ، فسبب بقائه هنا لايزال قائما .فهو لايستطيع الرجوع الى شقته معتمدا على نفسه الى ان يصبح متكيفا اكثر مع عكازيه ، وكما قال ان ذهابه الى بيت والدته كان من غير الممكن ايضا… اخيرا استرخى قليلا، ولوى فمه بسخريه مستهترة وقال : لا تستطيعين حملي على البقاء هنا ، يا سين"
قوست حاجبيها وقالت:" كلا. وكيف تقترح الرحيل ؟ هل تنوي الاتصال بسيارة اجرة لتنقلك ؟ أسفه ياوولف كما يجب ان تعلم ان الهاتف عاطل عن العمل . هل تنوي ان تعرج بعيدا على عكازين ؟" واضح انه نسي ان الهاتف معطل. " اعذرني لقولي هذا يا وولف"
قرب عينيه وقال برقه :" دعيني اقول بصراحه ،سين هل تعنين اني اسير هنا"
رفعت حاجبيها وردت عليه :" تقريبا ! ما اقوله لك هو اذا استطعت ان تحضر احدا ما لينقلك من هنا ، حسنا ، افعل ذلك ، ولكنني لن اقلك الى اي مكان!" ولتاكيد وجهة نظرها ذهبت الى المطبخ لتبدا بتحضير العشاء . لم تعتقد ان وولف سيذهب الى اي مكان ، ليس الليله على الاقل!
احست بوجوده على باب المطبخ بعد دقائق . لقد كان حقا يعاني من المتاعب مع عكازيه. فكرت بسرور. استفهمت منه بخفه :" سباغيتي مع الفطر، هل تحبها؟" وبدات بتقطيع البصل والفطر. قال لها :" اتعرفين ، ذات مرة كنت اتخيل وجودنا بمفردنا في الكوخ هادىء في مكان ما . بدون هاتف او عائله تزعجنا"هز راسه مزدريا نفسه :" كم كنت غبيا"
قطبت سين وجهها قائله :" وولف"
قال لها بجفاء :" لا ايد عشاء ،شكرا لك ، سوف اذهب الى الفراش" وضعت السكين التي كانت تستعملها لتقطيع البصل من يدها، واستدارت لتواجهه ، واوضحت له بتعقل :" ولكنك استيقظت من النوم منذ قليل ، لابد ان تكون جائعا "اولاها نظرة قاسيه واستدار بعيدا وتمتم :" ليس للطعام"
تحركت سين الى الباب وقالت :" ماذا قلت؟" ولحقت به الى قاعدة الدرج الضيق وهي عابسة.
قال بتجهم :" قلت انني كنت غبيا ، انت على حق يا سين . الماضي هو الماضي وعليه ان يبقى هناك!"
لم تكن تدري عما كان يتكلم ، عن الرسم او عن شيء آخر . ولكنها كانت تعرف ان الوقت ليس ملائما لتسأله. فقساوة ملامحه كانت كافيه لتنذرها بالا تفعل ذلك كما كان كافيا ليرفض مساعدتها له بصعود السلم ايضا. لقد كان هناك حوالي الذزينه من الدرجات وكان الدرج ضيقا ومن المستحيل عليه استعمال العكازين معا لمساعدته على الصعود . حقيقة ادركها فورا عندما رمى باحد العكازين الى ارض غرفة الجلوس بنفاد صبر. وانحنى بثقله على الدرابزين ليستطيع صعود الدرجات . والدرابزين كان مثبتا ببضعة مسامير فقط ، ولكن فكرت سين انه ربما من الخطر عليها ان تلمح له بذلك اذ انه سيرمي بعكازه الثاني عليها.لذ لزمت الصمت بحكمه ، فرجعت الى المطبخ لتحضر عشءها ، ولكنها كانت تستطيع سماعه كم من الصعب عليه ان يصعد الدرج . تمنت ان تذهب وتساعده ، ولكنها مقتنعه بان مساعدتها سوف ترفض، وقد عانت من الرفض مايكفيها مدى حياتها ! تنفست متنهدة بارتياح عندما سمعته اخيرا يصل الى اعلى الدرج واستغربت لانها لم تدرك انها تمسك انفاسها حتى تلك اللحظه . كان متضايقا من الكانفا والاصباغ ؟ لم تكن مهمة الى درجة انه يغضب الى هذه الدرجه ؟ طبعا كانت فضوليه ، تعترف بذلك ، لمعرفة لماذا لم يعد يرسم ، ولكن ردة فعله لرؤية هذه الاغراض كانت غير متوقعه . كان هناك الكثير من الالغاز لدى وولف لم تكن قادرة على فهمها ، واشياء كثيرة تمنت لو تسأله عنها . ولكنها لم تكن لتفعل ذلك . تمتمت سين:" اللعنه " عندما رأت انها تحرق البصل والفطر-فرفعت المقلاة عن النار لتبرد قليلا.
لم تكن تسمح لنفسها بالإقتراب منه ، لقد فعلت ذلك كفايه في الماضي . كان عليها ان تتركه يذهب عندما يشاء ذلك، كان عليها ان تشعره بالامتنان لاخذه الى اي مكان اراد الذهاب اليه ، بدلا من ان تحكم على نفسها بالبقاء برفقته لوقت اطول . والامر المهم هو كيف تمنع نفسها من الغضب ازاء تصرفه؟
لقد كانت تفعل ذلك ثانيه ، سامحة لنفسها بان تعلق بافكار عنها بدلا من الاهتمام بحياتها ! العشاء ، سوف تاكل حتى لو ان وولف لن يفعل فهي تستحق عشاءها بعد النهار الذي قضته!
تمنت لو تستطيع القول انها استمتعت بالسباغيتي ولكن حقيقة الامر، فقد ذهبت شهيتها للطعام عندما فكرت ان وولف ممدد على السرير في كوخها ، وامتعته لا تزال على ارض غرفة الجلوس ، مع عكازه المرمي . واخدت حقيبته واغراضهع الاخرى الى فوق عندما انهت عشاءها، ربما اذا لم تر هذه الاغرض قد تتمكن من نسيان وجوده في الكوخ او الاحساس به ، ولكنه يستاهل المحاوله .
اتسعت عيناها بعدم رضى عندما فتحت باب غرفة الضيوف بهدوء ورات وولف غارقا في سبات عميق على فراش عار من الاغطيه . لقد نسيت تماما ان السرير الاضافي غير جاهز وواضح ان وولف لم يكن في مزاج ليطلب منها شيئا، او ربما فكر انها بمزاجها السيىء سوف ترفض ان تجهزه له . لم تكن طبعا لترفض، او ربما لم يكن يريد ان يراها ثانيه هذه الليله . آه ، هذا سخف ، رات وهي تنظر اليه بينما هو نائم، انهما يتصرفان بصبيانيه وليس كشخصين ناضجين!
جلست بخفه على الكرسي المواجه للسرير الصغير وقد وضعت الحقيبه والكانفا اللتين كانت تحملهما . هل كان كل شيء خطأ بالنسبه لهما ؟ ولماذا كان كل ذلك خطأ؟ والجواب المتاح عن هذين السؤالين يتلخص بكلمه واحده : " باربرا "
عرفت سين ان كلوديا ثورنتون لم توافق على اختيار وولف لها . ولكن بدا انها رضخت لانه لم يكن لديها خيار اخر ، خاصه وان وولف قد عفد عزمه . اذا قبلت بالامر الواقع باعتزاز جيد مع انها لم تكن تشعر بالسعادة حيال ذلك . والذي لم تعرفه سين انه في الوقت الذي كانت كلوديا تقبل باختيار وولف لاي عروس يختارها طالما ان الفضيحة بعيدة عن العائله ، وكان من الممكن ان تتلضخ وتتعرض للشائعات لو ان باربرا ثورنتون طلقت اخا لتذهب الى شقيقه الاخر ! ومازالت سين تشعر بالاذلال من ادراكها انها كانت دائما الاختيار الثاني لوولف ، ستارة من

لحـ الوفاء ـن
04-03-2008, 11:56
دخان للعلاقه التي كان يقيمها مع زوجة شقيقة، ولكن لم يكن هناك من حاجه للتاكيد عندما توفي اليكس ثورنتون بحادث تحطم الطائرة.
اتصل بها وولف بسرعه عبر الهاتف خلال دوام عملها في الفندق لينقل اليها الخبر ، وبدا واضحا انه يعاني من صدمه ولكنه كان يعرف ان عليه تحمل المسؤوليه تسوية كل التفاصيل الضروريه بعد مأساة كهذه . ذهلت سين من الخبر مع انها لم تكن تعرف اليكس جيدا. وهو لم يكن يحبها اكثر مما تحبها والدته، ولكنه دائما كان بالغ التهذيب معها في المرات القليله التي التقيا بها . طبعا لم يبد هذا منصفا بحق رجل ذي ذهن متيقظ وحيويه لا متناهيه، ان يقتل بهذا الطريقه ، لانه شقيق وولف . كانت سين متورطه في هذه الماسأة ، ليس لان الشقيقين كانا متقاربين ، فلقد كانت طباعهما مختلفه. وولف كان مسترخيا وساحرا واليكس رجل اعمال صعب المراس. ولكن هذا لا يغير حقيقة ان اليكس هو شقيق وولف وعلاقة القربى موجوده بينهما ولو انها كانت عن بعد
عرضت سين :" سوف اترك العملي وآتي"
بمجرد ان اخبرها وولف . ولكنه رفض على الفور :" لا داعي لذلك ، سوف اعتني بامي وباربرا لفترة ما في البيت"
قدرت له سين ذلك ، لكن بالتاكيد كونها خطيبته فمن الواجب ان تكون الى جانبه خلال هذه المحنه ! وبما ان لا عائلة لها قدرت كم ان امرأتي ثورنتون منهارتان من جراء خسارتهما، ولكن بالتاكيد كان هناك ماتستطيع القيام به للمساعده . سالته متعاطيفه " كيف هو حال امك وباربرا! "
قاطعها وولف فورا :" وكيف تعتقدين انهما ؟" وتنهد بعمق :" انهما في حال مروعه . امي منهارة وباربرا تعاني من حالة هستيرية " " علي ان اكون هناك ياوولف" صاح بقسوة :" كلا " جفلت من غضبه الواضح تجاه الاقتراح " ولكنني متاكدة انني استطيع ..." صاح وولف بحزم :" قلت لامجال لذلك ياسين . اسمعي ، على الذهاب " قال ذلك بحدة واضاف : " سوف اكلمك لاحقا" واقفل بجفاء.
انتبهت سين الى فضوليه موظفة الاستقبال الاخرى تنظر اليها وتمسك بسماعة الهاتف لفترة طويله بعد ان اقفل الخط . ووضعت السماعه ببطء عندما لاحظت النظرات الفضولية وافكارها لا تزال منصبة على وولف. كان منزعجا طبعا ولم يلاحظ انها منزعجه من محاولة اخراسها بهذه الطريقة . وآخر شيء يحتاجه هو ان تنفعل تجاه محاولته اهمالها، كان لديه الان مشاعر امه وباربرا ليهدئها وهذا كان كافيا! ولكن لم يكن من السهل عليها انهاء فترة عملها المسائيه، وحاولت ان تبدو وكان كل شيء طبيعي ، وطاقم الفندق سيعلم بوفاة اليكس ما ان ينشر الخبر ، كانت سين اكيدة ولكن في الوقت الحالي لم تعتقد ان وولف يريدها ان تتكلم عن الامر . فكل الذين تعمل معهم كانوا يعرفون بامر خطوبتها لوولف ثورنتون، وكانو لطيفين معها. عدا عن بعض التلميحات اللاذعة الى انها سوف تتزوج الرئيس....والفضولية بشان استمرارها في العمل اذا كان الامر كذلك . والموضوع من السهل الاجابه عليه من جهه سين ، اذ انها ترعرعت في دور الايتام والملاجىء، حيث كان المال قليلا دائما . ولم يكن من طبيعتها ان لاتعمل لتعيل نفسها ، والحقيقة ان وولف احترمها لذلك مع انه حذرها من ان شعوره لن يكون هو نفسه بعد زواجهما . كان ذلك امرا سيناقشانه في حينه ، هكذا قالت له سين.
مع ذلك كانت اكثر من مرتاحه عندما انتهت نوبتها في العمل . واشترت بعض الحاجيات من محل قريب من منزل وولف في طريقها الى هناك. اذا كانت الامور ماساويه له هذه الليلة كما تخيلتها ، فان الطعام هو اخر ما سيفكر به، ولكنها ستشعره بالتحسن . دخلت الى الشقة بمفتاحها، وهي تعلم ان وولف ليس في المنزل . وعندما دخلت الى المنزل الساكن ادركت بخيبة امل ، ولكن سوف يعود الى البيت في وقت ماهذه الليلة وعندما يحضر تكون قد حضرت له وجبة طعام ، وشكت اذا كانت اي من المرأتين شعرت معه في خضم حزنهما.
كانت تبقى في المنزل وولف اكثر من منزلها . وتبقى الكثير من ثيابها هناك ، كانت ذاهبه الى غرفة النوم لتغير زي عملها ، ولكن قبل ان تفتح باب الغرفة انفتح من الحهه الاخرى . وظنت ان وولف موجود في الشقة . ادركت هذا بسرور . انه هنا بعد كل شيء.
سأل صوت باربرا ثورنتون : " عزيزي ، هل هذا انت؟"
وعندما فتح الباب اكثر تمكنت سين من رؤية المرأة كما تسمعها ، وحينما نظرت الى قميص النوم الاخضر الباهت الذي كانت ترتديه باربرا تراجعت خطوة الى الوراء وقد اكفهر وجهها . ماذا تفعل باربرا هنا ، في غرفة نوم وولف؟ ولماذا هي مرتدية مثل الملابس؟
قربت باربرا عينيها الخضراوين عندما نظرت الى سين وقالت لها ببرودة:" ظننت انك وولف"
عزيزي هو وولف ؟ ماهذا؟
تشدقت باربرا بازدراء :" لاتنظري بذهول ، يالوسيندا"
مشت من غرفة النوم الى غرفة الجلوس، وثياب نومها الحريريه يهفهف على ثنايا جسدها . وقالت لسين بصوت غير مهتم :" إنني انادي وولف " عزيزي" منذ وقت أطول من ان اذكره" لم يكن ذلك امام سين ، ولا اي واحد من افرد العائلة ، كما تعرف سين ، وراقبت المرأه الاخرى تتجول في الغرفة وتفتح صندوق سجائر لم تكن سين لتفهم ابدا سبب وجوده دائما مليئا، وولف لا يدخن . هل من الممكن انها من اجل باربرا ؟ واذا كان كذلك ، فلماذا ؟ لم تزل سين جامدة، وغير قادرة ، والمرأة الاخرى تاخذ سيجارة وتلتفت الى ناحية سين بحاجبين مرتفعين بسخريه. اهذه المرأة التي تعاني من حالة هستيريه ؟ وبدت باربرا مسيطرة تماما على اعصابها وعلى الموقف ! راقبتها سين من خلال سحابة من الدخان. وكانت الافكار تتدافع في راس سين ولم ترد ان تعلم او تصدق الافكار غير المعقوله التي لا يمكن ان تكون صحيحه. ولكن ...
قالت سين بجفاء:" انا آسفة بشأن أليكس" و كانت لا تزال تنظر الى المرأة ماخوذة وغير مصدقة لمل تفكر به، لا يمكن ان يكون حقيقياً، لايمكن ! ارتجفت باربرا من ذكر زوجها وتجمدت عيناها الخضراوان. وقالت بقسوة:" وانا كذلك ، الموت شيء نهائي، لم تكن هذه الطريقه التي اردت ان تنتهي اليها الامور"
عبست سين مجددا ، ماذا تقصد هذه المرأة بذلك ؟ وسألتها :" واين وولف ؟" ذهب بعض الارتباك الان واخدت نفسا اخر من سيجارتها:" مع والدته وسوف ينضم الي هنا عندما يستطيع التخلص"
اجابت سين بقسوة :" انت تنتظرين عودته الليله ، اذا؟" لقد كانت في حاجه ماسة الى مكالمته ليخبرها بان ما تتخيلة ليس صحيحا ، فهو وحده يستطيع تفسير هذا . ورق صوت باربرا :" آه ، اجل، لقد وعدني بانه لن يتركني بمفردي لفترة طويلة، وهو يعلم كم انا بحاجه اليه الليلة؟" المرأة كانت في انتظاره في غرفة النومه ... وولف! صرخت سين بداخلها ، انا بحاجه اليك ، انا بحاجه لتخبرني ان كل هذا هو خطأ قضيع ، وان باربرا لا تقصد ما اتصور انها تعنيه!
لكن هذه الافكار بقيت تتراكم في راسها . فقساوة وولف معها على الهاتف قبلا ، واخبارها بان لا تذهب الى المنزل والدته ، وانه لا داعي لوجودها هناك . بالطبع كان لوجودها داع ، لو انها استطاعت ان تكون هناك من اجله؟ الا إذا ... كان لا يحتاجها . ليس لأن باربرا اصبحت حرة .... هذا لايمكن ان يكون صحيحا ، لايمكن . وولف احبها ، وطلب الزواج . ولكن مع ذلك ، هذه الافكار تتاجج في داخلها الان، وترفض ان تتركها . وكانت باربرا لاتزال تنظر اليها وهي جالسة على كنبه وتضع رجلا فوق رجل:" سوف اخبره انك اتصلت " تشدقت بازدراء من تعبير وجه سين المرتبك .
قالت سين " سوف انتظره"
نظرت اليها المرأة بإشفاق وقالت :" هل تظنين ان هذا صواب ؟" بلعت سين ريقها بصعوبه :" صواب؟" قالتها باهتزاز وردة فعلها بدات تظهر بوضوح.
تنهدت بنفاد صبر :" آه، اعقلي ، لوسيندا ، هيا ؟" نصحتها باربرا بنفور وهي تطفىء السيجارة بعصبيه :" لايمكن ان تكوني بمثل هذه السذاجه . وبالتاكيد اصبح واضحا لك الان انني على علاقه معه منذ عدة سنوات.."
" كلا!" وضعت سين يديها على أذنيها ، والمرأة الأخرى تقول أشياء تحاول جاهدة ان لا تفكر بها " وولف يحبني ، انه .... اننا مخطوبان!" رفعت يدها اليسرى بانتصار ، ولمع الخاتمها عندما فعلت ذلك .
قالت باربرا بقسوة :" همم، هذه ضربة ذكاء من وولف اصبح اليكس مشككا بامرنا ، كما ترين . ولكن بضربة حظ قابلك وولف ليلة ذكرى ميلاد والدته . طبعا ، في الحقيقة بدأ الامر مع وولف بانه اراد ان يرسمك . ولكن خلال تلك الليلة ادركنا كلانا ان مزاج اليكس السيء كان بسبب شكوكه عنا نحن الاثنين وليس بسبب تاخر وولف عن الحفلة . وهكذا قرر وولف ان يقوم ببعض التميه"
تمتمت سين بعدم رضى :" وولف فعل هذا؟"
اخبرتها باربرا بهدوء :" آه، كان يرافقك على اية حال ، يا لوسيندا. كان دائما يرافق عارضاته. ولكنني كنت اعلم ان هذا لايعني شيئا . وانني كنت الوحيدة في حياته ، اسأليه ان يريك الرسمه لي في وقت ما" اضافت ببحة:" انا اكيدة انك ستجدينها مشعة جدا"
نبرة صوتها فقط اوحت لسين تماما اي نوع من الرسوم سوف يكون ! لم يكن يجدي ان تقول للمرأة الاخرى انها لا تصدقها ، لانها كذلك ، فكل هذا منطقي حتى الان . الطريقة التي رسم بها وولف في المرة الاولى ، والطريقه التي تاخر بها عن موعدهما واعلان نيته بالزواج منها منذ لقائهما الاول . كان كل هذا تغطيه لعلاقته بزوجة اخيه ،والان باربرا هي حرة....
استقامت سين وقالت :" من الافضل ان اذهب . وكانت تشعر انها بحاجه الى الهروب الان ، قبل ان تنهار . ونزعت خاتم خطوبتها:" ربما تستطيعين اعطاء وولف هذا" واعطت الخاتم للمرأة الاخرى . " انا لست بحاجه اليه بعد الان.." لم تقم باربرا باي حركه لاخذ الخاتم منها وعنفتها برقة :" لاتكوني جبانه هكذا يالوسيندا. فعلى الاقل انت مدينه بمجاملة وولف باعادتك الخاتم اليه شخصيا" ارادت ان ترميه في وجهه، وان تخبره كيف تفكر فيه وكيف استغلها ، ولكنها عرفت انها اذا فعلت ذلك فسوف تتحطم كليا ، وهذان الاثنان قد آذياها واذلاها بما فيه الكفاية ، لقد احبت وولف كثيرا وهو كان يستغلها فقط . وضعت الخاتم على الطاولة " انا... اخبريه انني غيرت رايي واني ادركت اني لا اريد الزواج منه" قامت بسرعه وهي تعلم ان ما تريده حقا هو الاستجداء والتوسل لوولف . ولتخبره انه على خطا، وانها تستطيع اسعاده ، مع علمها ان لا مستقبل لهما الان. وان كل شيء قد انتهى . كل الحلم المستحيل. وادعت مدافعة " أخبريه انني ادركت بان روجر هو من احب!"

لحـ الوفاء ـن
04-03-2008, 11:59
ركضت بسرعه نحو الباب قبل ان تنهمر دموعها وتذل بسببها. قالت باربرا وهي مقطبة الجبين :" روجر؟ لن ادعي ، حتى اني اعرف من هو . ولكنني استطيع ان اؤكد لك ، على اساس عملي من هو وولف ، فهو ليس ذلك النوع من الرجال الذي يريد استرداد خاتمه الان وعلاقتكما قد انتهت وصدقيني " اضافت بصعوبه :" لقد انتهت"
ردت سين لباربرا اهانتها وقد احمر خداها غيظا :" الظاهر ان وولف هو ذلك النوع من الرجال الذي يكون على علاقة مع زوجة اخية في الوقت الذي يستعمل فيه امرأة اخرى ستارا لتلك العلاقه!"
استهجنت باربرا :" لديك اعذارك للاعتراف "
قالت سين بتوتر :" ليس بعد كل ما حدث . جدي شخصا اخر لتغطية علاقتك الصغيرة الدنيئه...الى ان لا تعودي بحاجه الى ذلك ، انا لا انوي ان افعل ذلك بعد الان !"
خرجت في الليل وهي بحاجه يائسة الى الهروب ، ذهبت الى الشخص الذي كانت تعلم انه لن يسالها اية اسئلة ، روجر.
التقت بروجر في اخر ميتم عاشت فيه، عندما كانت في السادسة عشرة، كان الابن الاكبر في المنزل، ومعظم الوقت يقضيه في الجامعه ولكنه اصبح افضل اصدقائها خلال الاوقات التي يقضيها في المنزل ، حتى في العطلات . وحينها غادرت منزل آل كولينز وانتقلت الى العيش بمفردها بقى الاثان صديقين . وكانا يتقابلان بالصدفه بعد ذلك . وقد اعترض روجر على علاقتها بوولف ، ولكنه كان سعيدا من اجلها عندما خطبها وولف ، مع ان سين لم تعتقد انه فوجىء تماما من الطريقه التي انتهت اليها الامر. فلم يكن روجر اكيدا مئه بالمئة من علاقتها بوولف، ماعدا الخطوبه . كم كان محقا بان يشعر بالقلق!
نظر اليها روجر نظرة واحدة. وهي تقف باعياء على على بابة قبل ان يقودها الى الداخل ، واعطاها شرابا قويا قبل ان يضعها تحت الاغطيه في غرفة النوم الاضافيه . وكل هذا من دون ان يسالها سؤالا واحدا . وعرفت سين لماذا كانت شاحبة ، عندما لمحت نفسها في المرآة الحمام، وبنظرة تائهة في عينيها تظهر كل ما تعانيه في داخلها وخيبة املها. كل هذا يخبر عن نفسه.
توسل اليها روجر ان تبقى في شقته في اليوم التالي ، ولكن سين رفضت عرضه وهي تعلم ان عليها مواجهة الواقع ، وقررت ان تذهب الى عملها في الفندق كالمعتاد ، لم تحاول الفرار في حياتها من مواجهة اي موقف، لقد كان عليها ان تكون قويه مع كل عذاب الطفوله الذي عرفته ، ولم تكن على استعداد لترك عملها في الفندق قبل ان تجد عملا اخر. واذا كان وجودها هناك يحرج عائلة ثورنتون فهذا جيد وحسن ، انه ليس يذكر في مقابل العذاب الذي عانته خلال ليلة السهاد الطويله التي مرت، وكل الليالي التي ستاتي . لم تكن قد امضت اكثر من عشر دقائق في عملها عندما رات وولف يدخل الفندق. وشحب وجهها عندما مشى بخطوات سريعه قويه الى حيث وقفت لتقوم بواحبها خلف مكتب الاستقبال. ليس هنا، تمنت في قرار نفسها، آه .....
ليس هنا . وشعرت بالالم ، فهو بدا مخيفا ، وبدا ان ليلته كانت طويله ، مع الخطوط التي ظهرت بجانب فمه وعينيه وهذه الخطوط لم تكن موجوده في اخر مرة راته.
هل كان هذا في خلال اربع وعشرين ساعة مضت ؟ فموت اليكس ترك تاثيره عليه ، حتى لو كان مجرد شعور بالذنب من العلاقه مع زوجة اخيه بينما كان على قيد الحياة.
استقامت سين مدافعه عندما وصل الى المكتب ، متجاهلة النظرات الفضوليه من موظفات الاستقبال عندما التقت بنظرات وولف من دون ان ترمش . اذا اراد ان يكون هذا مشهدا جماهيريا ، فليكن!
" اين قضيت الليله؟" طالبها بالاجابه بدون ان يحييها. وعيناه كقطعتين ذهبيتين . اين كانت طيلة الليل؟ لماذا؟ هي من كان يساله باتهام. وهو مع من كان ؟ قالت له :" ذهبت الى الشقه يا وولف. هل اخبرتك باربرا؟"
" نعم ، اخبرتني ، وعندما اعطتني هذا- وامسك الخاتم خطبتهما في راحة يده والماسات تلمع:" اتصلت بشقتك لاعرف ماذا جرى ولكن لم يرد احد ولا حتى هذا الصباح لهذا السبب ، اين كنت ياسين؟" سالها من جديد
تحركت سين من وراء المكتب وقالت :" دعنا نذهب الى مكان اخر يكون اكثر هذوءا لنناقش الامر" اقترحت بقوة ولم تنتظر رده ولكن اقتادته الى غرفة اجتماعات صغيرة عبر قاعة الاستقبال، والتي كانت تعلم انها غير محجوزه اليوم. كانت تحس بوجوده وراءها وهي تمشي تلك المسافه ، لذا فهي لم تكن بحاجه لتستدير وتراه لتعرف انه يلحف بها . استدارت ناحيته عندما اغلق الباب بهدوء وراءها . وفورا قطعت الاصوات من الفندق وعم الصمت المطبق.
" جسنا " استفزها وولف بنفاد صبر ويداه في جيبي سرواله . نظرت سين الى مظهره بامعان . ولاحظت البدلة الداكنه غير معتاده والقميص الابيض وربطة العنق. واضح ان هناك اشخاصا سيقابلهم اليوم بشان دفن اخيه . هذا وقت اليم لكلينا. منحت وولف تنهيده متثاقله :" دعنا نقبل ماقمنا به كغلطه . ودع الامر كذلك"
نظر اليها وقال :" واذا لم ارد ذلك"
هزت سين راسها باسى" لا اعتقد ان لديك اي خيار يا وولف ... لقد انتهى كل شيء بيننا الان ، حتى لو كانت الامور مختلفه" مع انها كانت لاتستطيع تصور انه وباربرا سيتخليان عن علاقتهما الان :" لا استطيع ان انسى ابدا ما فعلته لأليكس ."
شحب وجهه وولف ، وبدا انه ترنح قليلا قبل ان يستعيد السيطرة على نفسه من جديد وتنفس بعمق: " هل تعتقدين انني لا اشعر بالذنب كفايه حيال ذلم الامر ياسين؟ انا في حاجة اليك معي الان وليس لان تنقلبي ضدي" اخبرها بحنق والالم يعصر وجهه . ماعناه هو انه مايزال في حاجه اليها لتكون درعا لعلاقته بباربرا وستكون فضيحة اكبر لو انتشر الخبر بسرعه بعد وفاة اليكس . هزت راسها من جديد :" لت اعيش تلك الاكذوبه مجددا ياوولف... انا اسفة بشان موت اليكس ، حقا انا كذلك" قالت باسف عميق:" ولكن في الوقت نفسة لقد جعلني ذلك ادرك مدى الحطأ الذي ارتكبته حتى في التفكير باننا يمكن ان نتزوج .
" روجر.." استدرك وولف غير مصدق :" هل كنت معه ليلة امس؟" " نعم لقد قضيت الليلة في شقة روجر" اكدت له بثبات ليدع لها وولف كرامتها، على الاقل،توسل بقلبها الا تسطيع ان يرى ماذا يفعل بها: " لقد ظننت ان باربرا كانت..." توقف فجاة وعبس :" لقد انتهى الامر اذا؟" قال بتثاقل.
بلعت سين ريقها بصعوبه :" نعم لقد انتهى" قالتها بصوت اجش ، متمنيه ان لاتبكي ، ليس قبل ان يذهب وولف بعيدا ، وبعدها تعرف انها لاتسطيع ان توقف فيضان الدموع الذي يهدد بالنهمار:" لم يكن يجدر بنا ان نبدا بها اليس كذلك؟" واجابها :" لقد اردتك منذ اللحظه الاولى التي رايتك فيها" فكرت سين ، كما اراد كل النساء اللواتي رسمهن . وعلاقتهما ذهبت خطوة واحدة ابعد... الى حدود الخطوبه لانه وباربرا خافا ان يكتشف اليكس امرهما.
" هذا ليس كافيا ياوولف" قالت سين بحدة :" ليس بالنسبة الى ، كان يجب ان يكون هناك اكثر من ذلك من اجل العلاقة ، تبادل الثقة" كانت تثق به تماما حتى مساء امس:" روجر وانا... هو يعرفني ، ويفهمني ، وليس عنده ارتباطات اخرى تاخذه بعيدا عني .هذا ماريده من رجل حياتي"نظرت الى وولف من دون ان ترمش عيناها ، وهي تتمنى ان يذهب.
استمر ينظر اليها لدقائق طويله ثم اطلق نفسا عميقا عندما راى انها تعني ماتقوله :" اتمنى ان تكوني سعيدة، ياسين " واومات له براسها : " وانا ايضا اتمنى لك ذلك" لوى فمه بمرارة :" لا ارى هناك فرصة كبيرة لذلك" ومشى نحو الباب ولكنه لم يرحل . تردد هناك قبل ان يستدير ويقول:" اذا غيرت رايك.."
" لن افعل " اكدت له بسرعة . ربما تريد ذلك ولكنها تعرف انها لن تفعل فهي ، تريد ان تكون الوحيدة في حياة الرجل الذي سوف تتزوجه، اذا تزوجت، والان ربما هي تشك بانها ستفعل.
اوما وولف قائلا:" اعتقدت انك ستقولين ذلك ولكن صدقيني ياسين لا اهميه لمدى ماسوف تعتقدين انك تكرهين . فانت لا تستطيعين ان تكوني مزدرية لي بقدر ما ازدري نفسي" قال لها ذلك قبل ان يرحل بهدوء.
نظرت سين اليه بعد استعادة الماضي ، وكان ينام بسلام ، ولم تستطع ان تمنع نفسها من التعجب مرة اخرى عما جرى له خلال السبع السنوات الماضيه.
فهو وباربرا لم يتزوجا. مع ان المرأة الاخرى تبدو مهمه كثيرا في حياته. وروجر ما زال جزءا مهما في حياتها . ولكن علاقتها به كانت دائما كعلاقة اخ باخته ،ولم يكن بينهما اي ارتباط غير هذا . ولن تكون غير ذلك . فهناك شخص مميزجدا في حياة رورجر وهما متفقان منذ فترة طويله .ولم تحزر سين الجزء الذي لعبته ريبيكا في حياة وولف. فيبدو ان الفتاة قررت انها لا تريد الاستمرار بلعب ذلك الجزء في حياته ، والذي عرفته سين بدون شك . ان وولف كان في منزلها من جديد ، ولو انه في الغرفه الاضافيه مع انها اقسمت على ان هذا لن يحدث من جديد!

SONĒSTA
04-03-2008, 14:45
شكرا جزيلا وفي انتظارك

نجمة00
04-03-2008, 16:39
مشكورة على الرواية وفي انتظار التكملة

ماري-أنطوانيت
04-03-2008, 18:29
يعطيكم العافية جميعا
هلا والله فيك ((ارجوان))

اسعدنا مرورك الغالي علينا....

واهلا وسهلا فيك بالمشروع....::سعادة::
_._._._._._._._._._._._._._._._._

لحووووووووووووووووونه....:D

مشكووووووووووووووووووره مشكوره

وتسلم يدك على الروايه الحلوه....:p

مسنياك
04-03-2008, 18:31
يعطيكم العافيه جميعا

لحـ الوفاء ـن
05-03-2008, 11:52
الفصل الثامن


حثها صوت خفيف بنفاد صبر:" هيا ياسين ، افتحي" نزلت سين على السلم متعثرة لترد على قرع الباب، وهي تزيح خصلات شعرها الى الوراء عن وجهها وهي تهرع عبر غرفة الجلوس الصغيرة لتفتح الباب الخارجي، وترمش عيناها من اشعة شمس نيسان – ابريل، الساطعه، وتتركزان على روجر بصعوبه وهو يقف على عتبة الباب.
احتج قائلا :" لم تكوني في السرير . هل نسيت اننا سنلعب الغولف هذا الصباح؟" لم ينتظر اجابة عن سواله الاول، فكونها لا ترتدي ملابس الخروج كان اجابه كافيه ، ومر امامها الى غرفة الجلوس. فكونه قصير القامه لايواجه اي صعوبه من السقف المنخفض كما فعل وولف . تذكرت سين فجاة النائم فوق، وانتابها شعور بالذنب وكرهت ان تفكر بما سيقوله روجر بخصوص هذا الموضوع اذا علم انها قابلت وولف من جديد وانه في الواقع ينام فوق! كان روجر يشمئز من سلوك وولف منذ سبع سنوات عندما اخبرته سين ماذا حصل لها تلك الليلة، وكان اكيدا من انه لن يكون مهذبا اذا ما قابل وولف من جديد . كان في مقدورها فقط ان تتمنى لو ان وولف يبقى نائما الى ما بعد ذهاب روجر . وكانت قد نسيت دورتهما المعتاده بلعب الغولف صباح كل احد، كما نسيت ان اليوم الاحد .
" انا...." بدات في الكلام حين تشدق صوت بسخريه خفيفة:" انها غلطتي ، كما اخشى"
دارت سين بحدة لترى وولف واقفا عند باب المطبخ بكامل ثيابه يشرب كوبا من القهوة ، ومن استيقظ منذ بعض الوقت . ماذا عنى بذلك ، انها كانت غلطته؟

نظرت الية بارتياب لانها لاتستطيع ان تنظر الى روجر اساسا، بالتاكيد انه عرف الرجل الاخر الان، فوولف لم يتغير الى هذا الحد حقا . بدا وولف مرتاحا تماما ومسيطرا وهو ينظر اليها عبر الغرفة وجاجبه مرفوع بتهكم :" اخشى انه بعد ... ليلتنا المضطربه " اضاف وولف بخفة :" كانت سين بحاجة ماسة الى الراحة ، وهكذا تركتها نائمة"
كادت سين ان تصرخ عاليا من تلميح وولف الواضح. لقد اخبر روجر انهما قضيا الليلة معا وكانت سين في حاجة الى الراحة لانها كانت مرهقه منه ! لم تكن فقط كذبة مزعجه ، بل بعيدة عن الواقع ، عندما كان غير قادر على فعل شيء بسبب كاحله الملتوي. مع ان ... ربما لا ، واحمر وجهها عندما استرجعت ذكرى علاقتهما في الماضي . تمنت لو انها تستطيع السيطرة على احمرار وجهها .كان روجر ينظر اليها بعدم رضا عندما رأى ذلك الاحمرار كحياء محرج من جهتها !
عرض وولف بخبث بريء: " اتريدان فنجان قهوة؟"
قالت سين :" لا اريد شيئا" وهي تنظر اليه قبل ان تلتفت ناحية روجر . " لقد التقيت وولف بالصدفة منذ بضعة ايام"
قاطعها وولف بتعاطف : " انا اكيد انا روجر غير مهتم بكل التفاصيل حول كيف التقينا من جديد" مشى عبر الغرفهالى حيث يقفان وبدون العكازين وبعرج لايكاد يبدو عليه، والرباط مخبا تحت جوربه الاسود. ان الراحة اليسيرة من ليلة امس، والنوم الجيد ليلا، بدا انهما عملا العجائب لقدمه المصابه . الا اذا كانت غير مؤلمة كما بدت! نظرت اليه سين بتشكك عندما وصل الى جانبها ، بالتاكيد ، لم يكن يبالغ باصابته امس؟ واذا كان كذلك ، فلماذا؟
اضاف وولف بصوت ابح :" يكفي اننا فعلنا " ووقف ملتصقا بسين اكثر مما تمنت ويده تلامس يدها ، ليزيد الانطباع الحميمي لروجر ، ادركت سين ذلك باحباط.
اخبرت روجر بقليل من الياس :" لو تمهلني خمس دقائق لا غير ثيابي ، يا روجر ، سوف انضم اليك من اجل دورة الغولف" فحالما تستطيع الكلام مع روجر لوحدهما تستطيع ان تشرح له ماذا حصل بالضبط يوم امس. فمع ما اثارة وولف من ارباك ومزاج سيئ ، كان من الخطا القيام بذلك الان ، بدا روجر محتارا اكثر منه متضايقا الان . كما وجب عليه ان يكون.
فكرت سين باسف، وتحركت قاصدة ان تبتعد عن وولف ، فقد كانا يبدوان كزوجين تماما، وهما يقفان جنبا الى جنب بهذا الشكل.
قال روجر بسطحية :" نستطيع ان نلغي اللعب ، اذا كنت تفضلين " وتهجم وجهه عندما نظر الى الرجل الاخر.
كان اللتقاء الرجلين نادرا في ما مضى ، ولكن من جديد صدمت سين من الفارق الجسدي بينهما ، فوولف اطول من روجر بكثير، ويبدو روجر صبيانيا بشعره الكثيف المنسدل على جبينه ولايملك ايا من مواصفات القوة العضلية التي يهتم بها وولف كثيرا، فهو لكالما ملك نضوجا جسديا اكثر من الراجل الاخر ، ولكن القسوه المتهكمة ، كانت جزءا متمما لوولف ، اضافه الى الانطباع الذي لم يكن في صالح روجر قط.
اقترحت سين بخفه على روجر :" اجلس وساحضر لك فنجان قهوه بينما تنتظر" فاذا جلسا لن تظهر فوارقهما الجسديه!
تحركت بعصبيه عندما امسك بها وولف من يدها وهي تتحرك ناحية المطبخ . نظرت اليه بخوف واصابعه دافئة وناعمه على خصرها . قال بصوت ابح :" اريد ان ازيد ايضا" وهو يمسك بفنجانه الفارغ يبتسم لها بعينين دافئتين.
كانت سين محتاره تماما من سلوكه واخدت الفنجان بحركه مضطربه ، متحاشيه ان تلمس يدها يده. ومضت بعيدا لتسقط ذراعه عن خصرها . ومنعت نفسها من اطلاق تنهيدة ارتياح لافلاتها منه. واحست بشعور الغضب من نفسها على الفور لانها تاثرت به . وولف لم يكن بالنسبه لها اكثر من ازعاج غير ضروري ، وكلما اسرع بالخروج من حياتها كان ذلك افضل لها!
وافقها روجر وهو ينظر الى الساعه:" سوف اشرب القهوة ، وارحل لانني وعدت امي بتناول الغذاء معها " عرفت سين ان هذا هو عذر فقط للانسحاب لانهما معتادان على لعب الغولف لثلاث او اربع ساعات ثم يتناولان غداءً متاخرا في النادي ، وبعدها من المحتمل ان يذهبا لزيارة شيلا معا.
فسين بقيت على علاقه طيبه بكل عائلة كولينز ، وقد امضت مع شيلا عدة اسابيع بعد وفاة زوجها منذ خمس سنوات . وهي غالبا ما تذهب للاطمئنان على والدتها لتتاكد من انها بخير.
قالت سين بحدة :" سوف احضر القهوة وبعدها نتكلم " وذهبت الى المطبخ فحاولت ان تسرع قدر الامكان اذانها لا تعرف ما قد يدور بين الرجلين في غيابها.
لم يكن يحق لوولف ان يبدو مرتاحا وسعيدا هذا الصباح فكرت بسخط وهي تحضر فنجان القهوة . فبعد ان تركته في الغرفة النوم الاضافيه ليلة امس، لم تستطع النوم قط ولكنها استقلت مستيقظة لوقت طويل بعد ان صعدت الى السرير منزعجه جدا من وجود وولف في منزلها.
بدا وكانه نائم كالطفل طيلة الليل . ومزاجه لا يحمل اي شيء من الغضب الذي اظهرة الليلة الفائته، عندما عادت مع عدة الرسم . بدا الامر وكانها في بيت واحد مع اشباح!
لقد نسيت كليا موعد لعب الغولف مع روجر ، مع انه لم يكن في استطاعتها ابعاد وولف حتى لو تذكرت ، خصوصا وان الهاتف معطل . اللعنه ! لم يكن الرجلان يتكلامان عندما عادت بالقهوة. ولم يكن وولف منزعجا من ذلك. مع ان روجر بدا متضايقا او اقل ارتياحا برفقة الرجل الاخر.
تعاطفت سين معه فهي تشعر بنفس الطريقة تجاه وولف الان!
" شكرا" اخد وولف فنجان القهوة بابتسامه تضاعفت دقات قلبها تجاهها، وهو يجلس على الكنبه ، مرتاحه تماما.
قال بسعادة :" هذا مثل الاوقات القديمة تماما" كانت سين على وشك ان تصفعه اذا لم يتوقف عن الاعيبه. فقد كان يعي ان ثلاثتهم لم يتقاسموا اي اوقات قديمه وانه التقى بروجر ثلاث مرات فقط ، وفي كل مرة كانا يبدوان كخصمين ينظران الى بعضهما في حلبة مصارعة!

لحـ الوفاء ـن
05-03-2008, 12:01
روجر كان هو الذي اجابه بجفاء:" انت تعرف تماما ، ياثورنتون انني لست سعيدا بتورطك مع سين هذه المرة كما في المرة الماضيه" تابع بتهجم :" واذا انت..."
صاحت سين باحراج :" روجر ، ارجوك ! " ونظرت اليه معاتبه.
قال وولف برقه :" كلا ، دعيه يقول ماعنده" وكانت نظرته مسلطه على اللاجل الاخر.
التوى فم روجر :" انا انوي ذلك " اكد بجفاء :" اذا آذيت سين مرة اخرى سوف اتكفل شخصيا بتعذيبك القدر ذاته من العذاب الذي عانت منه في المرة الماضيه"
كان هناك خطر في هدوء وولف :" حقا ؟ وكيف تنوي القيام بذلك" رد روجر :" انا.."
قاطعته سين بحدة :" انت سوف توقف هذا الان " وقالت له بتحديد :" لان وولف لايمكن له ان يؤذيني من جديد"
فوولف لن يستطيع اذيتها ما ان يعود الى شقته ولن تعود مجبرة على رؤيته مرة اخرى. وفي نيتها فعل ذلك في اسرع وقت ممكن ، فمن الواضح انه قادر على الاعتناء بنفسه اليوم.
قال وولف بصوت اجش:" سين على حق ، انا لا انوي ايذاءها"
اخبرها روجر بعينين متقاربتين وبقسوة: " ماتنوي وما تفعل ، يبوان امرين مختلفين تماما . لم لا تبقى خارج حياتها، ياثورنتون؟"
سارعت سين الى التدخل :" اخبرتك ياروجر ان هذا الحديث لا داعي له اطلاقا ومحرج تماما! لقد التقينا بالصدفه، وليس عن سابق قصد من ناحية اي منا!" فليس اي واحد منهما كان من المحتمل ان يعرف الظروف التي سيلتقيان فيها مجددا!
كان روجر لايزال عابسا: " لقاء بالصدفه لم يتردد في استغلاله" ونظر الى وولف باحتقار.
اتهمه وولف بقسوة :" كما لم تتردد انت بستغلال الموقف منذ سبع سنوات!" واصبحت عيناه كقطعتي حديد الان وفمه اصبح كخط رفيع وجسده منقبضا تماما وهو يجلس الى الامام في مقعده .
اعلمه روجر ببرودة :" كنت هناك لاجمع الشتات ، نعم"
قال له وولف :" امثالك يشعرونني بالغثيان!"
" الرجال امثلك !" قاطعت سين بنفاد صبر :" قلت توقفا!"
وتابعت :" انا لست عظمه بينكما يمكن لكل منكما ان يتصارع عليها . وعلى مايبدو فقد نسيتما انني راشدة، ولي تفكيري الخاص بي، وفي استطاعتي اخذ القرارات والاختيارات التي تناسبني . ويسعدني في هذه اللحظه انتخرسا!" وكانت تتنفس بسرعة من شدة توترها.
قالت لوولف بقوة:" انت سانقلك الى المدينه حالمه اغتسل وارتدي ملابسي، وانت ..."
واستدارت ناحية روجر:" سوف اتكلم معك حول هذا الموضوع عندما تكون في حال فكريه افضل ، وهذا ليس الوقت المناسب لنفعل ذلك"
اضافت وهي تنظر ناحية وولف فهو كان مستفزا منذ ان حضر روجر:" لا استطيع ان اتحمل المزيد"
وقف روجر فجأة واضعا فنجان القهوة الممتلئ على الطاوله. "اذا احتجتني تعرفين اين تجدينني" وتقدم ليقبل سين من خدها بخفة:" واذا سمحت لنفسك بالتورط معه من جديد فلا بد انك ستكونين بحاجه الي" واضاف بتجهم وهو ينظر اليها بشفقة هازابراسه.
وقف وولف ايضا وفمه ملتوي بسخريه:" ابهذه الطريقه تحاول البقاء في حياتها ياكولينز؟ بان تبقى دائما قريبا لتجمع الشتات؟"
" ايها السافل!" كانت ردة فعل سين غريزية ، وتقوست يدها وهي ترفع اصابعها لتقوم بصفع وولف على وجهه. وعلا صوت الصفعه بصمت الغرفه وبدات بصمات اصابعها تظهر على وجهه المتقلص ، بينما سقطت يد سين الى جنبها . وحه وولف يستطيع ان يستثير ردة فعلها العنيفه!
حذرها روجر بسخريه:" استمري في التفكير بهذه الطريقة ، ياسين، لان هذه هي الحقيقه!"
كانت سين مرتعبه من ردة فعلها وحملقت برعب غريب الى وجه وولف بينما كان لون خدة يتغير ، وانطبعت اصابعها بلون ابيض على وجهه الاسمر . لم يقل وولف شيئا ، فقط استمر ينظر اليها لدقائق طويلة قبل ان يستدير لينظر الى الرجل الاخر:" اعتقدتك قلت انك ذاهب؟"
انبهرت سين من غطرسته ولم تكن تعرف سبب شعورها هذا تجاهه . فهي بالتاكيد لم تتصوران ردة فعلها الطبيعيه على اهانته الواضحه لروجر سوف تغير شيئا من كرهه الرجل الاخر. ذكرته سين :" هذا بيتي يا وولف ، وروجر مرحب به اكثر منك ، في اي وقت"
رفع حاجبيه بازدراء وقال برقة متحديا:" ولكن من قضى الليل هنا معك"
ذهلت سين من جديد من التلميح المباشر في كلماته هذه المرة ، فكلاهما يعلم انه لم يمض الليلة " معها" ولكن مع ذلك فقد كان مصمما على اعطاء روجر هذا الامطباع:" انت..."
اجابه روجر ببرودة:" سين دائما بلهاء عندما يتعلق الامر بك" ويداه متقلصتان الى جانبه. :" ولكن اتمنى ان تقول لك الى اين تذهب هذه المرة" نظر الى سين بغضب، طالبا منها ان تفعل ذلك .
" فليذهب الى الجحيم!" واكفهر وجهها من الغضب عندما نظرت الى وولف . بدا فم وولف مراوغا:" وعدت" اعلم سين بخبث :" فات الاوان ياسين ، لقد كنت هناك " وقال بقسوة وعيناه تلمعان :" ولا انوي العودة الى هناك!"
" انت.."
قاطعه روجر بتجهم :" اعتقد ان الوقت قد حان لاترككما تناقشان هذا بينكما" وتحرك يحتضن كتفي سين بين ذراعيه :" ولكن لا تعتقدي بانه قد تغير ، ياسين" انبها بلطف فيما نظراتها معلقه بنظراته:"لأنه سوف يحطمك كلياً من جديد." وهز رأسه مهموماً.
كانت تعلم انه على حق ، وكانت تعلم انه ليس على وولف حتى المحاولة ، إذ أن وجوده في حياتها كافٍ فقط لتحطيمها ، ولهذا عليه ان يكون خارج حياتها في اسرع وقت ممكن !
اكدت له بقوة :" سوف يذهب ، ياروجور ، وحالاً."
قال وولف برقة :" حسناً حالما تضع عليها بعض الملابس ، على كل حال ." استدارت سين ناحيته بقوة مليئة بالغضب على شكله الهازئ بينما كان يرد نظرتها .
قالت له بتوت ر وعيناها لم تتحركا عن وولف :" ربما من الأفضل أن تذهب ياروجر فما علي قوله لوولف من الأفضل ان يتم بيني وبينه !"
ستستطيع أن تقل له تماماً ماتعتقده فيه ، وعن تلميحاته ما أن يصبحا وحيدين !
عصر روجر كتفيها قبل ان يتركها ." سوف أتصل بك ."
وعدها بذلك دون ان يولي وولف اي نظرة قبل ان يذهب ، واغلق باب الكوخ وراءه برقة .
لو سقطت ابرة لكانت سمعت في السكون الذي تلى رحيل روجر ، قبل الانفجار الكبير . لأن سين لم تشك للحظة بما سوف يحدث _ ولانها نوت ان تكون هي من يقوم بذلك ، كانت عيناها تلمعان بشدة عندما استدارت لتنظر الى وولف ، واتسعت عيناها بالغضب العميق عندما عرج الى كرسي وجلس عليه بوهن ، وتعبير الألم عاد الى وجهه . قالت سين باستهزاء :" لا تحاول استدرار عطفي كمحاولة لفمنعي عن رميك الى الخارج ، بعد هذا العرض الذي قدمته امام روجر انوي ان اجعلك تعود سيراً على قدميك الى المدينة !"
تراجع وولف في جلسته الى الوراء بوهن واغمض عينيه لبضع ثوان قبل ان يعاود النظر اليها من جديد . قال بقسوة :"هذا تماماً ما كان سيحدث ياين ، واو بقي كولينز اكثر ربما كنت سأنهار عند قدميه ." ختم كلامه بتجهم . لم تتغير تعابير سين :" وبعد الانطباع الخاطئ الكامل ربما حاولت تركك هناك ." أومأ فجأة :" لا اشك بذلك ."
اجابته بنفاد صبر :" وماذا اتعقدت نفسك فاعلاً ؟ الا يكفي ان روجر علم بامرنا منذ سبع سنوات ، دون ان تقوده الى الاعتقاد الى ..."
قال وولف وهو يجلس بتململ :" كنا مخطزبين منذ سبع سنوات . ولماذا لايعرف بأمرنا ؟"

لحـ الوفاء ـن
05-03-2008, 12:03
قالت بسخط :" ليس هذا ماقصدته ... وانت تعرف ذلك وهو يعرف كيف انتهينا ولماذا ، ولتعطيه انطباعاً كاذباً بأن هناك شيئاً بيننا مرة اخرى الآن ، كان ..."
" طبعاً هو يعرف سبب انفصالنا ، ياسين ." وكان وولف واقفاً على قدميه وتحرك ناحيتها . وقال بقسوة وهو يقف امامها :" ولكن اذا لم يكن كولينز هو السبب ..."
قالت سين محدقة فيه :" لم يكن هناك احد منذ سبع سنوات! لقد كان هناك من اجلي ، يا وولف ، عندما ..."
قاطعها وولف بتجهم :" عندما لم استطع ان اكون ! ولكنني هنا الآن ، يا سين ."
" ليس لوقت طويل ! قلت لك حالما ارتدي ملابسي سوف اقلك الى المدينة ، لا آبه أين ، طالما انه بعيد من هنا !"
بدا وولف وكأنه لم يعد يستمع اليها ، وتذكيرها بان عليها ارتداء ملابسها بدا وكانه لفت انتباهه الى حقيقة انها تقف امامه وهي ترتدي فقط ازاراً حريرياً رقيقاً فوق قميص نوم حريري مساو له .
رفع رأسه الذي كان مرتاحاً على كتفها عندما احس بحركة رفض عفوية قامت بها سين . عندما راى تعبير الالم في عينيها العميقتين اختفت السعادة ببطء من ملامحه القاسية ، وتقطيب داكن ارتسم على حاجبيه وهو ينظر اليها : " لم نقم بشيء خطا، ياسين " اخبرها بتجهم هازا راسه . لم نقم بشيء خطا! لم يتعانقا منذ سبع سنوات ، وحتى مساء امس كان وولف على وشك الزواج من امرأه اخرى . فكيف يقول ان هذا ليس خطأ؟ بالتاكيد كان خطا بالنسبه اليها . دفعته من صدره . واخيرا ابتعد عنها ، محررا اياها من قبضته ، واشعة الشمس المبهرة تدخل عبر النوافذ بوضوح مظهره سمرة وجه وولف الجميلة وهو يقف بهدوء على رجليه.
اقفلت سين ازارها وقد احمر وجهها وهي تشده على جسدها تحت نظرات وولف المراقبه "انت" وقطعت كلامها عندما سمعت صوت سيارة قادمه ، وقد ارتسمت معالم الجزع على ملامحها . من ايضا يمكن ان يسأل عنها يو الاحد صباحا؟ الا اذا كان روجر قد عاد لسبب ما؟
سمع وولف صوت السيارة في الخارج ايضا ، وتقدم ليلقي نظرة عبر احدى النوافذ الصغيرة، غير مهتم :" انه جيرالد" قال بقسوة وهو يستدير لينظر الى سين وبدت تعابيره وكانها تتهمها بتجهم :" يبدو ان الرجال في حياتك يتساقطون فوق بعضهم اليوم ، اليس كذلك؟"
" جيرالد هاركورت هنا؟ الان؟" عندما هي ووولف...؟
آه ... كلا!

القلـ ساحرة ـوب
05-03-2008, 20:00
مشكوووورة حبيبتي لحن على الفصول ::جيد::

و منتظرين التكملة لا تتأخري علينا

لأنها الصراحة صارت مشوقة

pretty*princess
06-03-2008, 02:03
يسلمو حبيبتي لحن الوفاء على الروايه الرائعه
من جد المشروع هذا رووووووعه وعضواته احلى منهم ما فيه بصراحه حبيتكم مررررره

لا تطولو علينا ننتظر

هيونه المزيونه
06-03-2008, 11:28
القصة رائعة جدا ....

تسلمين لحونه وفي انتظارك ياعسل ...

لحـ الوفاء ـن
06-03-2008, 14:18
الفصل التاسع


قالت سين بنفاد صبر :" لا تقف هناك وترشق اتهامات هي مجرد تفاهات" وطلبت منه تغيير ملابسه كي لا يراه في ثياب النوم.
" اشك في جيرالد هنا كي يراني!" ناولته ثيابه ، وهي تنظر اليه وهو لا ياتي باي حركه ليرتديها . فجيرالد على وشك الخروج من سيارته ، سيقرع الباب الان . تمنت فقط ان لاينظر عبر النافذه اولا!
حثته بقلق " وولف!" وهي تصوب نظرات قلقه نحو الباب . تحرك اخيرا مبتعدا عن النافذة ، مع انه لم يحاول ان يتحرك ليغير ملابسه:" ماذا تعنين بذلك ، اتنكرين ان جيرالد هنا من اجل رؤيتك ؟ هذا بيتك"
ذكرته سين بزدراء :" حتى امس كنت على وشك الزواج من ابنته" وهي تسحب الستاره قليلا لتنظر خلسة من النافذة . ونزل جيرالد من السيارة وقطب حاجبيه وهو ينظر الى سيارة وولف المتوقفه على الطريق امام سيارته:" لقد علم انك هنا يا وولف" واسدلت الستارة قبل ان تلتفت لتنظر الى وولف . وما زال جامدا لا يحاول تبديل ملابسه:" ان كنت لا تود القيام بتغيير ملابسك" وهي تشير الى الملابس التي في يده :"فعلى الاقل يجب ان تصعد الى الاعلى، حيث غرفة النوم حتى لا يراك جيرالد!"
قالت سين وهي تنظر اليه:" ولكن انا افضل ان تهتم بامري . وولف ، اذهب الى الطابق العلوي" قالتها بصوت قاس . فهو لا يابه لنفسه ولكنها لا تعلم كيف سيفكر جيرالد فيها ، خاصة مع جهله للماضي. وشكت بانه سيبقى لمدة كافيه لتوضيح له ذلك . ما ان يرى وولف حتى يقوم باستنتاجاته الخاصة!
عمق تعبير وولف اكثر :" طبعا انا اهتم بامرك ! اي نوع من الرجال تعتقدينني؟"
قالت باعياء:" صدقيني لم اعد اعرف ياوولف" بينما كانت تسمع خطوات جيرالد في الخارج :" النوع الذي لن يهينني امام والد ريبيكا، كما اتمنى" ارادت منه ان يصعد الى فوق الان ، ويداها متقلصتان الى جانبيها.
رد وولف برقة :" والد ريبيكا هل هكذا حقا تفكرين فيه؟"
" طبعا ، انا... أوه ، وولف ليس الان" حثته وهي تسمع دقات جيرالد على بابها :" ارجوك!"
لثوان لم يتحرك ، وبعدها اوما باستفزاز واستدار ليذهب الى المطبخ آخدا ملابسه معه.. نظرت سين الى غرفة الجلوس بقلق خوفا من يعود ، ثم توجهت نحو الباب لترد على دقة جيرالد الثانيه القوية . كان يعرف انهما موجودان في الداخل بسبب وجود سيارتيهما المتوقفتين في الخارج، فلا بد انه كان سيتساءل عما يشغلها. شدت سين حزام ازارها حول وسطها. وهي تزيح خصلات شعرها الى الوراء عن وجهها . واصلحت في مظهرها الالمزري. احمر وجهها من التوتر ، والبقعتان الحمراوان تتقدان على وجهها وهي تفتح الباب اخيرا:" جيرالد " حاولت ان تبدو مسرورة وبنفس الوقت مستغربه وهي تبتسم له.
الابتسامه المتبادله لم تكون نابعه من قلبها بدا وكانه لم ينم طوال الليل . خطوط الاعياء باديه حول عينيه. وبدا واضحا اليوم انه في الثالثة والاربعين.
" حاولت ان اتصل بك قبلا ، ولكن يبدو ان الهاتف معطل..." نظر اليها مستفعهما ولم يحاول الدخول الى الكوخ ، مع ان سين شرعت له الباب ليمر.
لن تلومه على حذره ، فلا بد انه متعجب لوجود سيارة وولف المتوقفه امام كوخها:" حادث خفيف للشريط ، كما اخشى" وقالت متهاونه :" عليّ ان اتصل بمهندس لياتي ويصلحه. تفضل بالدخول يا جيرالد ، فالجو بارد كما اعتقد"
كان جيرالد حريصا لدى دخوله الى الكوخ اذ انحنى عندما مر عبر الباب ، ولكنه عبس قليلا عندما راى فوضى غرفة الجلوس ، الاثاث المبعثر قرب الجدران .
احمر وجه سين لعدم تنظيم الغرفة وقالت بوهن : " اعتذر للفوضى ، ولكن انا..."
قاطعها وولف برقة :" انها غلطتي ، كما اخشى " آتيا من المطبخ بكامل ملابسه الان. ارتاحت لرؤية منظره. منحنيا بتثاقل على العكازين اللذين اللذين لم يكن بحاجة اليهما باكرا هذا الصباح.
" ماذا حدث؟ " بدا جيرالد كالابلة عندما صدم بمنظر العكازين وقدوم وولف المضمدة . حدقت سين بوولف ايضا، متعجبة مما سيقوله كجواب لفضول الرجل الاخر الظاهر.
اخبر جيرالد بثقة :" لقد قدمت البارحة الى هنا لرؤية الانسة سيمث املا انها تستطيع ان تساعدنا اكثر في ما يخص ريبيكا . وعندما كنت هنا تعثرت بشريط هاتفها ، ولهذا قطع الخط كليا" اضاف برشاقة:" وارتض كاحلي فوق ذلك" مستهزئا من نفسه.
ادركت سين الحقيقة طبعا ، كان عليها ان تعرف ان وولف لن يفاجا بوصول الرجل الاخر، كما كانت هي . ولماذا عليه ان يكون؟ ماقاله الان هو صحيح تماما ! نظر جيرالد الى كاحل وولف باهتمام :" هل كسر؟"
اضاف وولف بخفة :" كلا، ولكنه مرضوض ، لذلك لم استطع القيادة في طريق العودة الى المدينه مساء امس"
استطعت سين ان ترى السؤال في عيني جيرالد ، اذا لماذا لم تصحبة سين الى المدينه!
" طبعا عرضت علي سين اصطحابي الى المدينه ولكن تعرف حالة امي الصحيه" ونظر في اتجاة جيرالد :" كان من المستحيل بالنسبة الي الذهاب الى هناك" وافقه جيرالد بتقطيبة :" اجل ... أجل طبعا."
" وعرضت علي سين بلطف ان ابقى هنا ريثما استطيع الحراك" وابتسم لسين ابتسامات شكر ، فقط قسوة نظرته كذبت اعترافه بالجميل.
" هل من اخبار عن ريبيكا؟" استدار بحدة ناحية الرجل الاخر. آه ، بدا جيرالد ماخوذا للحظة ونظر بعدم ارتياح الى وولف.
كانت هناك اخبار جديدة كثيرة ، كما كان ظاهرا، فجازفت سين بالتكهن بها في محاولة لانقاذ الموقف.
مع ان تغيير الموضوع بدا وكانه قد نجح في ابعاد انتباة جيرالد بعيدا عن حقيقة معرفة وولف لعنوانها . لانه ماكان عليه ذلك ، حسب المسار الطبيعي للاحداث! قالت سين جازمه : " قهوة ، اعتقد اننا بحاجه الى بعضها " اوضحت عندما استدار الرجلان ينظران اليها . وقالت بحدة :" وبعض الخبز المحمص ايضا" بدت وجبات الطعام امرا من الماضي منذ وصول وولف امس! تركزت عيناه عليها مستفهما كما لو احس بتوضيحها . " القهوة والخبز المحمص يبدوان جيدين" اوما ببطء وهو يراقب سين بتمعن ، عندما التقت نظراتهما، واضاف بتفكير:" علي ان اخذ مسكنا للالم على كل حال"
"جيرالد" استدارت سين بشكر الى الرجل الاخر. والتوتر على وجهه بدا وكانه ازداد منذ ان طرح موضوع ريبيكا من جديد . آه ، لم تبد الاخبار جيدة ابدا . ادركت سين بانقباض. اجابها :" شكرا . علي ان اعترف ، بان الفطور كان ابعد شيء عن تفكيري هذا الصباح ، بعد..." وقطع كلامه باسى وكانه ادرك انه يعيد الموضوع الذي كان من الافضل ان يضعه جانبا الى ان يتناولوا شيئا من الطعام والشراب . نظر الى سين بامتنان قبل ان يجلس:" القهوة والخبز يبدوان رائعين "
" انا اسف يا وولف " وقف على الفور عندما صراع الرجل الاخر ليبقى مسنودا على العكازين والجلوس على الكرسي في نفس الوقت.
" هل استطيع ان اساعدك؟"

لحـ الوفاء ـن
06-03-2008, 14:19
اعتبرت سين وولف قادرا تماما على الحركه من دون الاعتماد على العكازين منذ نصف ساعه مضت . وقررت ان تترك الرجلين يدبران امرهما وهرعت الى المطبخ في حين قام جيرالد بمساعدت وولف على الجلوس.
كانت المرة الاولى التي تختلي فيها بنفسها لادراك جسامة ما حدث بينها وبين وولف هذا الصباح، وظهر اجهادها وهي تنحني بتثاقل على واحدة من وحدات المطبخ ، غير قادرة حتى على التفكير باخذ الفطور اليهما، عدا عن تحضيره فعلا!
تساءلت بغيرة غير معقوله وغير منطقيه ، لان هذا الصباح كان غير متوقع كليا ، ترى كم امرأة عرف وولف خلال السنوات السبع الماضيه الى جانب باربرا طبعا....
باربرا . دائماتعود الى المرأة الاخرى . لماذا ؟ آه ، لماذا لم يتزوج باربرا ويدع النساء الاخريات ؟ هذا لم يكن عدلا. هنا كانت المشكله ، اعترفت بذلك بحزن على نفسها . سالها جيرالد :" هل تحتاجين مساعدة ؟" وهو يقف وراءها عن قرب.
التفتت اليه وقالت :" لم اسمعك تدخل ، شكرا . استطيع ان اتدبر الامر وحدي" اضافت بوهن ، والابتسامه التي ظهرت على وجهها وصلت الى حدود عينيها :" ارجو ان تعود الى غرفة الجلوس وتنضم الى وولف ... مستر ثورنتون"
استبدلت كلماتها بوهن عندما تذكرت العلاقة التي يفترضان تكون بينها وبين وولف . قطب جبينه قائلا :" اعتقد انه من الافضل ان ابقى هنا واساعدك!"
كان على سين ان تبتسم رغما عنها ولكن ؟ تكهنت بقسوة ، وهي تحضر القهوة . فمن المحتمل ان يحتاجوا جميعا الى شيء اقوى من النوع سهل التحضير قبل ان ينقضي الصباح !
قال جيرالد :" دعيني اقوم بذلك" واخذ امر تحضير القهوة ووضع الفناجين على الصينيه بينما كانت سين تضع الخبز لتحمصه.
لم تضغط عليه ، ليس عليها ذلك ، تستطيع ان تحمن اكثر او اقل . ما يمكن ان يقوله لهما وكان على حق ، يستطيع ان ينتظر.
علق وولف بزدراء :" لم يكن لدي اي فكرة انك تحب المشاركه في الاعمال المنزليه" عندما كان الرجل الاخر يحمل الصينيه الى غرفة الجلوس.
نظرت سين اليه نظرت عتب وهي تحمل الطاوله القهوة لتضعها امامه حتى يضع جيرالد الصينيه عليها.
سالت سين باستهزاء:" سكر؟ " وهي تجلس لتسكب القهوة ، فمزاجه سيتحسن بالمذاق الحلو!
لم تذهب محاولتها سدى ، فقوس حاجبيه :" فقط سوداء مثل العادة، شكرا" مثل العادة، لا حظت سين ، وتوتر فمها وحاولت الاتلتقي بنظراته، وهي تناوله قهوته، لماذا تضيع وقتها بمحاولة التبارز معه لفظيا ؟ فهي دائما تخسر!
" اذا ، جيرالد " استدار ناحية الاخر ما ان تناولوا فناجين القهوة والخبز المحمص:" ماذا عندك لتخبرني به وهو، كما يبدو، مهم الى درجة انك قدمت لرؤيتي هنا بدلا من انتظار عودتي الى المدينه؟" اضاف قائلا :" لا اذكر انك قد قلت انك اتيت لرؤيتي...." ونظر الى الرجل الاخر بحاجبين مرفوعين بتساؤل.
اخبره جيرالد بفظاظة:" لن افعل ، اتيت في الواقع لرؤية سين لنفس السبب الذي قدمت انت من اجله، لارى اذا كان هناك اي شيء تستطيع اخباري به فيما يتعلق باختفاء ريبيكا" واستعلم برقه:" افهم ذلك ، وهل كان هناك؟"
عبس جيرالد من السؤال :" لم احظ بفرصة سؤالها بعد" احست سين بالاسف تجاه جيرالد. ولكن لم يكن بيدها خيلة وهي تعرف تماما ان وولف مدفوع باكثر من مجرد اختفاء ريبيكا ، في الحقيقة ، في هكذا ظروف ، فكرت انه من الافضل لو انها تبقى خارج الموضوع النقاش برمته!
لكن كان لوولف افكار اخرى ! دعاه بقسوة:" اذا ، هيا اسالها ، لقد كان لدي الانطباع بانه بسبب بقائكما في المطبخ لمدة ، انكما ناقشتما الموضوع"
سارعت سين الى الاجابة :" لقد كنا مشغولين بتحضير الطعام " حقا لقد بدا يبدو كعاشق غيور، شيء عرفاه معا انه لم يكن عليه :" واخشى انني لا استطيع ان اضيف اي شيء على ما سبق ان اخبرتك به عن ريبيكا"
قال وولف برقه:" لاتستطيعين ، او لاتريدين؟" ونظر اليها بتمعن . اجابت بحدة :" لا استطيع" ولم يكن في نيتها كسر ثقة ريبيكا فيها . ولكن في الوقت نفسه شعرت بالحرارة تصعد الى وجهها. عرفت ان هذا سيجعلها تبدو مذنبه.
لكن اذا كان افتراضها بخصوص جيرالد صحيحا ، فليس من حاجه لها للتورط في التفاصيل الغريبه لقرار ريبيكا بالا تتزوج من وولف. هذا اذا كان افتراضها صحيحا.
قال جيرالد متنهدا:"عادل كفايه، ولكن عليك ان تعرف يا وولف ان ريبيكا اتصلت بي هذا صباح هاتفيا، يبدو انها عندما قررت الذهاب بعيدا لتفكر ، لم تذهب بمفردها" والكلمات الاخيرة خرجت مسرعة من فمه، كما لو انه كان قلقا لانهاء هذا الامر الان خاصة وانه بدا فيه.
" انا اسف يا وولف " اضاف بحزن :" ولكن يبدو ان ريبيكا على علاقة بالشاب غلين رينولدز"
غلين ، اذاهذا هو اسم البستاني. يبدو الاسم لائقا بشكله . كانت سين تغوص في افكارها ! مايهم اسم الرجل؟ على الارجح انه ليس الجزء الذي يهم وولف.
لم تتحمل ان تنظر اليه ، كانت هذه المرة الثانية التي تتخلى فيها خطيبته عنه، وفي كلتا المرتين ، كما يبدو ، الذهاب الى رجل اخر ، ولكن، في حالة سين لم يكن ذلك صحيحا حقا . وانما هذه المرة ، مع ريبيكا ، كان كذلك. كيف يمكن ان يفكر وولف؟
كان من الصعب قول ذلك من تعبير وجهه ، ونظره قلقة في عينيه وفمه مطبق جيدا. قال بهدوء:" ومن هو غلين رينولدز؟"
بدا جيرالد متضايقا اكثر من اي وقت مضى. صرح على مضض:" الشاب الصغير الذي يعتني بحديقتي" وتجهم وجهه محرجا وهو ينظر الى وولف باسف بالغ.
نظرت سين اليه ايضا مجاولة ان تفسر ردة فعله على هذا الموقف. مرة اخرى كان من الصعب ان تقول . فتعبيره كان غامضا مع ان جسده كان متوترا جدا. كادت سين ان تشعر بالاسى تجاهه. لو لم تكن تعرف انه لايزال يملك باربرا في حياته.
اسرع جيرالد يقول واهنا عندما لم يقم وولف باي رد على كلامه:" لم يكن لدي اي فكرة يا وولف ، لو كان لدي لكنت تدخلت" ساله وولف مقطبا جبينه :" لماذا؟"
بدا جيرالد مشوشا:" لماذا؟" اضاف بذهول محركا كتفيه بعدم ارتياح :" حسنا ، الان..." استفزه وولف بنعومه:" نعم؟"
" حسنا .... انا .... يارجل ، انه البستاني!" فسر جيرالد بازدراء :" طبعا كنت ساحول ان اضع حدا لهذا . ماذا يمكن ان يكون لديهما هو وريبيكا من قواسم مشتركه؟"
لوى وولف فمه وتمتم بخبث :" غريب لم اتصور انك ارستقراطي يا جيرالد" تورد وجه الاكبر سنا:" الامر لادخلله بكوني ارستقراطيا، ولكن ريبيكا هي ابنتي الوحيدة ، طبعا اريد الافضل لها!"
اعطاه وولف ايماءة من راسه :" الهذا السبب شجعتها للزواج مني؟"
دافع جيرالد عن نفسه:" طبعا، هي لم تكن ضحية مكرهه، ياوولف!" عندما ادرك ان الرجل الاخر قد اوقعه في شرك الكلام.
اضاف بسخط :" لطالما ، اعجبت بك ريبيكا ، انت تعرف ذلك، اللعنه. لقد ارادت الزواج منك!" وقال بتجهم:" ارادت ، ياجيرالد، فعل ماضي"
واضاف بخفة :" والان بما انه يحق للمرأة ان تغير رايها لاي سبب كان ، وطالما هي بخير مع هذا الشاب كما نفترض ، لن يصيبها سوء، انا لا ارى..." كرر جيرالد بازدراء:" لن يصيبها سوء! فهي تقيم ، لا ادري اين، مع الشاب رينولدز، ولا تعتقد انه قد يصيبها سوء!" ارتفع صوته من شدة الغضب:" جيرالد ، ريبيكا تجاوزت الثامنه عشرة، وقد ذهبت معه برضاها . لا ارى انه يمكن لاي منا ان يفعل اي شيء اخر"

لحـ الوفاء ـن
06-03-2008, 14:21
" لكن كنتما على وشك الزواج!" وقف جيرالد لينظر الى وولف . اوما وولف مهدئا :" الان ريبيكا قررت انها لا تريدني ولا تحبني"
رد عليه جيرالد بغضب:" ولكن ماذا عنك ؟ اذا كنت تحب ريبيكا حقا لم تخليت عنها بهذه السهوله؟" اتهمه ويداه متقلصتان الى جانبه.
هز وولف كتفيه :" انا مهتم بريبيكا كثيرا ، وانا اكيد اننا كنا نستطيع المشاركة بزواج لا باس به ، مبني على اساس الاهتمام المتبادل . ولكن انا بالتاكيد لن الحق بها مثل صبي مغرم ، اذا كان هو المقصدك . اذا كان رينولدز هو من تريد، فانا اتمنى لها الخير" وانهى كلامه.
استمعت سين الى الحديث المتبادل دون ان تشارك فيه . ماذا في استطاعتها قوله لتخفف من حدة التوترالقائم الان بينما؟ ان تعرف وولف ازاء خروج ريبيكا من حياته يذكرها بالم شديد بالطريقة التي تصرف بها منذ سبع سنوات عندما اخبرته انها لن تتزوج منه.
" حسنا ، ربما لاتهتم بمنع ريبيكا من ارتكاب اكبر غلط في حياتها ، ولكن بالتاكيد انا افعل!"
قال وولف برقة:" انها ابنتك"
قال جيرالد باتهام:" كانت خطيبتك! من الواضح انك لم تعد مهتما بما يحصل لريبيكا. و..." وقطع كلامه فجاة ، والاتسمت على وحهه علامات ادراك لما يجري حوله، عندما نظر اولا الى وولف وبعدها نظر الى سين. وبدا وجهها يلتهب من التعبير الذي راته في نظراته، قبل ان يستدير الى وولف وابتسامة قد ارتسمت على فمه. قال ببطء :" كم كنت غبيا ! ولكن مامدى اصابة كاحلك ياوولف؟" نظر الى الرجل الاخر بشك ، ليرد عليه وولف الذي وقف دون مساعدة العكازين ، واضعا ثقلة على قدميه الاثنتين كما لو لم يكن هناك اي ورم في كاحله . اللعنة عليه!
"الى هذا الحد" ادرك جيرالد كارها نفسه ، والتفت لينظر الى سين ويقول:" لقد فوجئت بك ياسين " ثم قال بخيبة امل :" لابل انا مذهول هي الكلمة الملائمة لوصف ما اشعر الان" اضاف هازا راسه بذهول :" لااستطيع ان افهم شيئا من هذا"
سارعت سين مؤكدة له : " ليس هناك من شيء غامض لتفهمه ، ان وولف قد لوى كاحله حقيقة، ولو رايته ليلة امس لعرفت تماما لماذا لم انقله الى المدينه"
" والشيء نفسه يمكن ان يقال عن هذا الصباح ، ياسين" كان وولف من قال ذلك . التفتت لتحدق به :" لم يكن هناك وقت لانقلك الى اي مكان هذا الصباح، فمع زيارة روجر المبكرة، وبعدها.. نعم ؟" استفزها وولف بخبث عندما قطعت كلامها فجاة واحمر وجهها وهي تتذكر جيدا ماذا حصل بعدها. كم كرهته في تلك اللحظة. هو في الحقيقة كان يحاول اهانتها امام جيرالد، ولكن لماذا ؟ لانه اراد ان ينقذ كرامته بعد ان رفضته ريبيكا!
قالت له:" تستطيع العودة مع جيرالد الى المدينة!" احست بشعور عميق بالارتياح من فكرة انه ليس عليها ان تقضي وقتا اطول برفقته.
تابعت : " انا اكيد من ان هناك الكثير لتتكلما عنه، وليس هناك افضل من فرصة الذهاب الى لندن" وبما ان الفكرة الان اصبحت واقعا ، شعرت بالسعادة في اعماقها لضربة الذكاء التي قامت بها . طبعا يستطيع وولف الذهاب الى المدينة برفقة جيرالد، انه الحل الافضل.
لم يبد على وولف الارتياح ، والتكشيرة الداكنه عادت الى وجهه الان وعيناه تلمعان بخطر وهو يحدق بها بسبب اقتراحها . قال لها بحدة:" لا انوي الذهاب الى المدينه الان. فانا اعتقد ان لدينا الكثير لنناقشه"
لم تستطع سين حتى النظر الى جيرالد وهو لا يزال يراقبهما بتمعن:" لقد سبق واخبرتك ياوولف، اذا غيرتما انت وريبيكا رايكما بشان زواجكما وقررتما المضي به بعد كل ماحدث ، فانا ساكون سعيدة بالمناقشة معكما في ما يختص بالترتيبات ، والا، عملنا معا قد انتهى" نظرت اليه متحدية طالبه منه ان يذهب الان . فهي بحاجه ماسة لان تكون وحدها الان لتلملم بقايا كرامتها.
رد وولف برقة :" هل انت...؟" ونظراته القاسية تتمعنها بغير رحمة واردف قائلا:" ربما انت على حق" قال جازما واستدار لينظر الى جيرالد:" هل تستطيع ان تنقلني الى شقتي؟" لم يكن هناك من شك ان جيرالد يستطيع ، ولكن هل هو يريد ؟ هذا هو السؤال . فبعد تعذيب وولف المقصود لسين ، فان الرجل الاخر يشك بانه قد حصل الكثير خلال عطلة الاسبوع هذه بينها وبين وولف . ونظرا لما كانت عليه علاقة وولف بابنة جيرالد حتى الامس، فان الرجل الاكبر سنا، له كل الحق ليشعر بالغضب لفكرة ما يكون قد جرى.
نظرت سين الى جيرالد بدورها وهما في انتظار جوابه، وبدا لوم صامت في عينيها . عبس عندما راى الاعتذار، ومن الواضح انه احتار من العلاقه التي تطورت ظاهريا- في اليلة واحدة- بين خطيب ابنته والمرأة التي طلب منها المساعدة بشأن تللك الابنه بالذات للتحضير لحفل الزفاف.
لكن من خلال نظرة واحدة استطاع سبر اعماق سين. استدار واوما لوولف بالموافقة قائلا:" ربما نستطيع استغلال الوقت بالكلام. اذا كنت مستعدا للذهاب الان...؟"
اوما وولف باقتضاب:" لايبدو ان هناك اي سبب للبقاء. اذا كنت لا تمانع الانتظار في السيارة؟"
بدا جيرالد وكانه يمانع كثيرا :" ساكون في الخارج" قال بايماءة مختصرة :" الى اللقاء ياسين" وهو بالكاد نظر في اتجاهها قبل ان يرحل . واغلق باب الكوخ وراءه بقوة.
كان الصمت الذي ساد بعد رحيله متوترا الى درجة ان سين ارادت الصراخ، ويداها ملتويتان معا امامها وهي تدفع نفسها لرفع رقبتها والنظر الى وولف . بدا وكان وجهه قد نحت من الصخر. هذا ما بدا عليه وجهه.
حاولت سين ان تدافع عن نفسها بالطريقة الوحيدة التي تعرفها وتزايد غضبها تجاهه بسبب العبارات التي قالها امام جيرالد :" لم تكن هناك ثمة حاجة لذلك"
بدا ثابتا ورد بقسوة :" لم تكن هناك....؟" وعبست فيه . لم يدافع عنها عندما اعطى جيرالد الانطباع بان هناك علاقه بينهما ، الا انه جعل جيرالد ينفر منه ومنها. ادركت ذلك واتسعت عيناها غير مصدقة عندما عرفت ماذا حاول ان بفعل.
لم يصدقها عندما اخبرته ان لاشيء بينها وبين جيرالد .
او على الاقل اذا صدقها ، فانه الان تاكد بانه لن يكون هناك اي شيء بينهما. انه مازال قادرا ان يفعل اي شيء مثل هذا حتى بعد...
قالت له بكدر :" اخرج ، ياوولف ، فقط اخرج من هنا"
قال بقساوة:" ليس قبل ان تجيبي عن سؤال واحد"
في مايختص بسين لم تعتقد انه كان في الموقع من يشترط . ولكنها شعرت بالاعياء في هذه اللحظة من محاولة الجدال معه :" ماهو ؟" وتنهدت بتثاقل.
لوى فمه :" كنت تعلمين بامر ريبيكا ورينولدز هذا ، اليس كذالك؟" كان اخر ما توقعته منه هو هذا السؤال . جتى انها فوجئت ، وعبست بوجهه وهو ينظر اليها مقطبا وجهه.
بللت شفتيها، وبلعت لعابها بصعوبه عندما رات الغضب يلمع في عينيه الذهبيتين:" انا.."
" علمت " قال باستهجان عندما راى الشعور بالذنب على وجهها، ويداها متقلصتان الى جانبيها.
ردت مدافعة عن نفسها:" نعم ، علمت ان هناك احدا ما / لم اعلم لا اسمه ولا اي شيء اخر، ولكنني علمت انه يعمل عند جيرالد"
توتر فم وولف :" ومع ذلك عندما قدمت الى هنا امس وسالتك اذا كانت ريبيكا قد اخبرتك باي شيء اخر خلال مكالمتها الهاتفية لك، قلت انك لا تعرفين شيئا لا !" هزت سين راسها، والتقت نظراتهما بتحد:" قلت انني اخبرتك بكل ما طلبت مني قوله"
" لكن ليس كل شيء تعلمينه" ادرك وولف مزدريا نفسة والابتسامه الملتويه على الشفتيه لاتدعو للارتياح.
" حسنا ، الان كلنا يعلم ، وانا اعلم اي نوع من النساء انت ياسين " بلعت سين ريقها مرتجفة :" واي نوع من النساء، انا ياوولف ؟" استفزته باشمئزاز ورهبة ولكن مع ذلك احتاجت لان تعرف الجواب ... ونظر اليها ببرودة :" امراة من النوع الذي شعرت بمرارة وقسوة لما حدث بيننا منذ سبع سنوات وانها..."
عارضته سين:" هذا ليس صحيحا!"
" انك تفعلين اي شيء لتعودي الي !"انهى وولف بقسودة ، وكل عضلات وشرايين جسده متوترة بغضب:" اهذا ماكان الامر عليه ... هل اردت ان ترمي بوجهي كل الضعف الذي احمله... هل اردت ان ترمي بوجهي كل الضعف الذي احمله تجاهك؟ من الؤسف ان جيرالد وصل وافسد اللحظة عليك!" نظرت اليه سين غير مصدقة . لا يمكن حقا ان يصدق مايقوله . ولكنها تستطيع ان ترى الدموع المتجمعه في عينيها . " فكر... كما تشاء.... ياوولف. ولكن اتركني وحدي"
اكد لها بقسوة:" آه انا انوي ذلك وسوف ابعث باحد ما ليقود سياؤتي، لذا امرنا لئلا نفعل ذلك لمدة سبع سنوات، لا ارى مانعا في ان نستمر بذلك!"
انتظرت سين حتى سمعت صوت الباب يغلق خلفة . اذا فهو قد تركها قبل ان تسمح لاهاتها بان تفتت جسدها . دفنت وجهها بين يديها وهي تبكي واحست بغصة في قلبها وكذلك..

الشيخة زورو
06-03-2008, 15:22
مشكـــورة غنــآآــآآتــي عــآآــآآلــقصة الرووعة
وبــأأــأأنتظــآآــآآر التكــمــلة

نجمة00
06-03-2008, 15:55
مشكورة وفي انتظار التكملة

طفله وحيده
06-03-2008, 18:07
السلااااااااااااااام عليكمـ. الله يعطيكم الف عااافيه ..
منجد شيء روووووووووووووعه ..
واتمنى اخوواتي هالرااويات تتحمل بملف وورد ..


تحيااتي ..

SONĒSTA
06-03-2008, 20:19
شكرا جزيلا
وفي انتظارك

ماري-أنطوانيت
07-03-2008, 10:59
السلااااااااااااااام عليكمـ. الله يعطيكم الف عااافيه ..
منجد شيء روووووووووووووعه ..
واتمنى اخوواتي هالرااويات تتحمل بملف وورد ..


تحيااتي ..

هلا والله ((طفله وحيده))...
اسعدنا مرورك على المشروع....
ولا تبخلي علينا بطلاتك الحلوه....:D
وان شاء الله نلبي طلبك اختي عن قريب..;)

البسه الشقراء
07-03-2008, 11:48
حياتي لحن الوفــــــــــــــــــــــــــا مشكوره على الروايه الجميله
واحنا بانتظار النهايه

اختج:
"البسه الشقراء"

لحـ الوفاء ـن
07-03-2008, 12:08
الفصل العاشر..


قالت للفتاة الاخرى بحدة :" كلا ، ياريبيكا ، حقا ، انا لا استطيع " وهما تجلسان حول مائدة الغداء.
اتصلت ريبيكا بالوكالة هذا الصباح بالذات لتطلب من سين موافاتها الى المدينه لتناول الغداء لان لديها شيئا مهما تريد مناقشته معها ، متوقعة بغطرستها كصبية ان لا شيء افضل لدى سين من الذهاب الى المدينه لمقابلتها. وكان لدى سين العديد من الاعمال لابقائها مشغولة . فتحضيرات الافراح كانت تتجمع بزخم الان ، كما اعتقدت قبلئذ . ولكن نظرا لعلاقتهما القديمة، لم تشعر سين ان في استطاعتها ان ترفض طلب ريبيكا ، مع انها في هذه اللحظه تمنت لو انها فعلت . لقد مضى اكثر من شهر على قدوم الرجل الذي ارسله لياخذ السيارة وامتعته الاخرى. وباقة الورد التي تلقتها من ريبيكا والبطاقة المرفقة بها التي تحمل رساله بسيطة:" شكرا لكل مساعدتك وتفهمك" ولم تسمع اكثر من ذلك عن عائلة هاركورت او وولف...
لم تتوقع بالتاكيد ان يكون اول اتصال لها بهم من جديد بعد كل ذلك الوقت من ريبيكا ، تسالها مرة اخرى المساعدة في تحضير ترتيبات الزفاف ! لم تستطع سين ان تتخيل ما جرى خلال الشهر الماضي ، ولكن ريبيكا كانت تشع بالسعادة ، ولا تظهر ايا من تلك الشكوك التي كانت واضحة على سلوكه منذ شهر . وهي الشكوك نفسها التي جعلتها تهرب بدلا من ان تمضي قدما في الزواج من وولف . يبدو ان كل شيء قد اصطلح مرة اخرى ، وريبيكا ارادت ان تعيد توظيف سين لتحضير كل الترتيبات ، سالتها سين بعبوس :" هل يعلم والدك انك تتكلمين معي بخصوص هذا الموضوع؟" بالتاكيد جيرالد لن يكون سعيدا بخصوص هذا الامر ، بعد الانطباع الذي اعطاه وولف ذلك الصباح في كوحها.
ردت عليها ريبيكا بسعادة :" طبعا، عندما اخبرته انني ساتصل بوكالتك، كلنت كلماته الحرفيه :" لا اهتم بمن تتصلين ، طالما انك ستمضين في هذا الزواج هذه المرة وكانني لن افعل " وابتسمت حالمه.
نظرت اليها سين بتفحص . لم يكن هناك شك بالاختلاف الحاصل لريبيكا الان. والسعادةتشع منها، ولكن هل هي حقيقة تستطيع ان تكون متاكدة من انها تفعل الامر الصحيح هذه المرة ؟ لم يكون هناك من مجال ابدا امام سين لتطلع الفتاة على ما جرى بينها وبين وولف منذ شهر ، هذا الى جانب ما حصل منذ سبع سنوات ، وكانت هناك باربرا تحوم في الماضي حياته، مثل غيمه داكنه تحجب نور الشمس والسعادة.
وقطبت سين سائلة ريبيكا:" هل انت متاكدة هذه المرة حقا ؟" ردت الفتاة بدون تردد :" تماما" "وولف ووالدك...في اخر مرة رايتهما، لم يكونا على وفاق تام" وجفلت سين من ذكر تلك المحادثة.
ردت ريبيكا بهزة من كتفيها:" آه، هما بخير الان ، انها الاعمال فقط . ان وولف سامحني على التصرف الغبي الذي قمت به" من الواضح ، ان سين انقبضت من الداخل . ولكن هل ستسامحها ريبيكا اذا اكتشفت ما حدث في عطلة نهاية الاسبوع التي ذهبت فيها بعيدا لتفكر.
اكملت ريبيكا بخفة :" كثيرا ما ارى وولف ، حتى انه وافق... ان يكون شاهدا في عرسنا " نظرت اليها سين غير قادرة على الاستيعاب اتقصدين غلين هو العريس......؟
تابعت ريبيكا بسرور :" هذه كانت الفكرتي"- غير واعيه لتعبير الذهول على وجه سين :" لقد اعتقدت انها ستكون تحية لطيفة، باعتبار انه كان متفهما فسخ خطوبتنا . اعتقد غلين ان وولف سوف يعاقبة ، لكنني اكدت له ان وولف رجل شهم لن يفعل ذلك . وكنت على حق" قطبت حاجبيها وعيناها الزرقاوان تلمعان :" قال وولف انه سيكون سعيدا لكونه الشاهد اذا لم يكن العريس . هل رايت كم انه رجل شهم" وضحكت ريبيكا بخفة!
انه غلين الذي تنوي ريبيكا الزواج منه ، اذا؟ وليس وولف ؟ ولكن سين رات ان هنا مكمن المشكلة . اعتقدت ذلك ، وكان اعتقادها خاطئا !
فوجئت من نفسها عندما شعرت بالارتياح يغمرها لعلمها ان وولف لن يكون زوج ريبيكا في نهاية المطاف وليس عليها الان ان تهتم بما سيفعله وولف بعد الان ، ولكنها..
حاولت ان تقنع نفسها خلال الشهر الماضي بانها لن تهتم لامر وولف بعد الان، وكادت تعتقد انها نجحت الى ان اخبرتها ريبيكا ان الزفاف المخطط لشهر آب – اغسطس قد عاد الى الواجهة . والالم من هاجسها بان وولف على وشك الزواج قد قطعها كما تقطع السكين ، واوجعها في صدرها . والان هي تعلم ان وولف ليس هو العريس المعني.
لم يكن عليها ان تشعر بمثل هذه السعادة حيال ذلك ، وما يفعله وولف في حياته لا يمهمها . لكن! كم تمنت لو انه لا يهمها فعلا!
في الحقيقة ، مع ان وولف لن يكون العريس ، فان الامر لم يعط اي اختلاف في الجواب الذي سوف تعطيه لريبيكا . وولف سيكون الشاهد في العريس . ولم يكن هناك من مجال لتجنب رؤيته مرة اخرى في آب- اغسطس او اي وقت اخر.. " هل والدك موافق على غلين الان" وقطبت جبينها وهي تتذكر مشاعر جيرالد في اخر مرة تكلمت معه بخصوص فكرة تورط ريبيكا مع البستاني. تجهمت ريبيكا بتعاطف :" هو كذلك الان " مظهرة لسين ان اقتاع والدها بصوابية اختيارها لغلين لم يكن سهلا كما تمنت.
" لقد قدم قرضا لغلين . وهكذا يستطيع الانطلاق باعمال زراعيه في ارضه . طالما ان الامر هو قرض فذلك مقبول . فلغلين كبرياؤه وخصوصا عندما يتعلق الامر بمال ابي. فهذا الذي اتعبني لاقناع غلين بان يراعي مصلحتنا نحن الاثنين في المقام الاول!" انهت بازدراء.
استقامت سين في المقعدها واخبرت الفتاة وهي تشعر بالسعادة من اجلها :" انا سعيدة لان الامور تحسنت بالنسبة لك ريبيكا ... ولكن؟" تجهمت ريبيكا عندما احست بما سوف يلي ذلك . نظرت اليها سين مبتسمه :" لقد حذرتك في البداية" وهزت كتفيها:" اخشى ان الاعمال قد زادت خلال الشهر الماضي . ولن استطيع ترتيب حفلة زواج اخرى حتى اخر الشهر" شرحت بخفة شاكرة لكونها استطاعت قول الحقيقة . ولكن لو ضغت ريبيكا عليها اكثر ، لكانت استطاعت حتما.
التعاقد بزفاف اخر ، ربما . ولكن ليس ذلك الزفاف الذي سوف يقودها الى اي مكان تحتك فيه مع وولف!"
بدت ريبيكا خائبة الامل " ولكن كيف تعتقدين ان غلين سيشعر حيال ذلك ، هل يحتمل ان ينتظر؟" وضحكت ريبيكا :" انا من اصرت على الزواج المبكر . فانا لا اريد ان اعطيه وقتا ليغير رايه!"
ذكرتها سين :" كما فعلت " متفهمة قلق جيرالد من ان ذلك قد يحصل من جديد . مع انها لا تعتقد ذلك ، فمن الواضح ان ريبيكا مفعمه بالسعادة لمجرد فكرة الزواج من غلين .
تجهمت ريبيكا :" اسبابي للهروب من الزفاف مع وولف مختلفة تماما" لم تشك سين في ذلك الجزء من السبب الذي كان اسمه باربرا .... قالت بجفة :" حسنا بما ان الامور قد سويت الان ، انا مسرورة جدا لاجلك ياريبيكا واتمنى لك ولغلين كل السعادة معا . انا فقط اسفة لعدم استطاعتي المساعدة في الترتيبات " هل ستسامح على هذه الكذبة ! كانت تستطيع اختلاق اي عذر كي لا تتورط باي شيء يمكن ان يقربها من وولف اذا لم تملك عذرا كي لا تتورط باي شيء يمكن ان يقربها من وولف اذا لم تملك عذرا كافيا صحيحا. ردت ريبيكا بحرارة : " وانا ايضا لدي الكثير لاشكرك عليه، لو لم تعطيني النصيحة لما كنت ملكت الشجاعة لاخبر ابي ، وولف بانني لا اريد الاستمرار بالزواج"
تجهتمت سين قاءلة :" لا تخبري وولف بذلك "
ضحكت الفتاة الاخرى بصوت ابح:" انه رائع . اليس كذلك؟"

لحـ الوفاء ـن
07-03-2008, 12:09
وبدا صوت سين عاديا عندما سالتها :" كيف حال كاحله الان، افضل؟" اومات ريبيكا :" تماما . مع انه يعمل بجهد كبير من جديد. ربما انا لا احبه كفايه لكي اتزوجه ، ولكنني لا ازال اهتم لامرة . فهو ليس سعيدا " براي سين انه يستطيع الاعتناء بنفسه ، وتعاطف ريبيكا تجاهه لم يكن له داع ابدا :" فهو قد خسر خطيبته" ذكر الفتاة الاخرى بجفاء.
عبست ريبيكا قائلة :" وولف لم يكن يحبني اكثر مما كنت احبه . فقد قرر فقط انه لم يعد شابا وان الاوان لكي يتزوج ويؤمن وريثا لثورنتون، طبعا" تمتمت سين بضعف :" رومانسي جدا!"
"آه ، ليس كما يبدو عليه الامر" وابتسمت ريبيكا لتعبير سين المزدري :" فشقيقه اليكس توفي في حادث تحطم طائرة منذ عدة سنوات وزوجته لم تكن تستطيع الانجاب . ولهذا، اعتقد ان وولف شعر بانه مضطر لانجاب الوريث"
الان ادركت سين سبب عدم زواجهما . واخيرا حصلت سين على الجواب الذي اعاد اليها الخوف من وولف الان اكثر من اي وقت مضى...
تمتم وولف مزدريا نفسه:" لن اضرب راسي للمرة الثانية" وهو يحني راسه ليتفادى السقف المنخفض وهو يدخل الكوخها. نظرت اليه سين بذهول . كان اخر شخص تتوقع رؤيتهواقفا على عتبة بابها عندما ذهبت لترد على الدقات المتتالية على باب الكوخها!
لم يكن قد مضى وقت طويل على عودتها من العمل ، وكانت تحضر بعض الطعام لنفسها . ولكنها تعرف انها لن تشعر برغبه في الطعام بعد رحيل وولف ! ماذا يفعل هنا ؟ لم تكن مجرد صدفة ، لقد اتى لرؤيتها في نفس اليوم الذ ي تناولت فيه الغداء مع ريبيكا . ماذا حدث الان ليجعله ياتي. عندما التقيا في اخر مرة جعل الامر يبدو واضحا انه لايريد رؤيتها من جديد . شعرت بنفسها تتوتر وهي تنظر اليه عبر الغرفة.
استدار وولف عندما وصل الى المدفأة ورفع احد حاجبيه بخبث ، بينما كانت لاتزال متوقفة قرب الباب واحدى يديها تمسك الباب جيدا. كان لايزال يرتدي ملابس العمل ، وهي احدى البذلات القبيحة التي تكرهها سين عليه . وريبيكا كانت على حق . بدا حقا وكانه يعمل بجهد شديد ووجهه مسحوق وقاس، وبدا كانه قد خسر بعض الوزن منذ اخر مرة راته فيها سين.
ماذا يهمها ان كان يعمل بجهد ام لا؟ انبت سين نفسها بحدة . ماذا يفعل هنا؟
قال اخيرا باستغراب تشوبه خفة:" اخبرتني ريبيكا انكما تناولتما الغداء معا اليوم" وسين لم تكن لتخدع للحظة بمقدمته العادية. ناظرة اليه بتشكك واومات بجفاء :" نعم"
لوى فمه بازدراء لقلقها الواضح :" قالت انك مشغولة في آب – اغسطس حتى انك لاتستطيعين مساعدتها في ترتيبات زفافها"
قالت سين :" هذا صحيح " وبدا توترها بدا يجعل رقبتها تؤلمها. " واذا كانت هذه زيارة عمل فساعات العمل في وكالتي تبدا من التاسعه حتى.." قاطعها وولف برقه، وعيناها متقاربتان :" انها ليست زيارة عمل يا سين" اذا ماهي ؟ ليست زيارة اجتماعية ، بالتاكيد ! فهما لم يستطيعا التورط بهذه الانواع ! واكمل بصوت اجش :" قالت ريبيكا انك سالت عني اليوم"
صححت سين :" عن صحتك" واحست بالحرارة تغطي وجهها من الغيظ . جعل الامر يبدو كما لو انها سالت ريبيكا عن خصوصياته الحميمه :" كاحلك لاكون دقيقة"
" انه بخير الان شكرا"
" وولف...."
قاطعها بسهوله خلال سخطها :" عندما ارسلت امتعتي بعد تلك العطله وجدت ان بعض الاغراض مفقودة " وكانت نظرته محكمه على وجهها الذي هرب اللون منه ، تاركا اياها تبدو شاحبة ومهمومة اكثر من اي وقت مضى ! اغراض مفقودة..؟ رددت ببطء وهي تحاول كسب الوقت ، والاعياء في معدتها يزداد :" آه تعني اغرض الرسم خاصتك؟" حاولت ان تبدو لا مباليه :" لقد تصرفت بعصبيه بسبب احضاري لها ولم اتصور انك تريد استعادتها" هزت كتفيها بخفة غبر قادرة على النظراليه.
لم يكن عليها ان تبقى هذه الاغراض . ادركت ذلك على الفور، ومع ذلك كانت ستندم لتركها اياها . فهي كانت لوولف الذي عرفته واحبته ، وولف الذي لم يعد موجودا كما يبدو. ولكن لم يكن عليها التعلق بهذه الاشياء . التي اعادت وولف الى حياتها مرة اخرى ، مع انه استغرق اكثر من شهر ليقرر العودة اليها....؟
التقت نظراتها بنظراته وراسها مائل الى الوراء وشعرها الحريري الاشقر ينساب على كتفيها وسالته بفضاضة :" لماذا لم تعد ترسم يا وولف؟"
قال بقسوة :" للسبب نفسه الذي ادير صناعات آل ثورنتون من اجله الان"
قالت غير مصدقة :" المال؟" لم تكن تستطيع ان تصدق حقا ان عائلة ثورنتون بحاجه لمزيد من المال!
قاطعها قائلا :" طبعا لا...! لم يكن المال ابدا مهما بالنسبة لي ، انت تعرفين ذلك" عبست سين:" اذا كان غير مهم بالنسبة لك ، لماذا اذا تمضين كل يوم ، طيلة النهار في العمل لتجني منه اكثر؟"
صمتت لحظة ثم اضافت بنفاذ صبر :" نحن ندور في حلقة مفرغة هنا ياوولف "
" لقد قلت لي ذات مرة ماهو السبب تماماً ، يا سين ، إنه الشعور بالذنب ، وذلك السبب لم يتغير". واخذ نفساً عميقاً وتابع :" انا اكره صناعات آل ثورنتون ، لطالما كنت كذلك ، وسأظل كذلك ." تأملت تلك النار المتقدة في عينيه ، وتعبيره القاسي ، وجسده المتشنج ، كل هذا كان يشير الى كرهه لكل القيود التي تكبله ؟ بسبب علاقته بزوجة اليكس ؟ هذا مريع حقاً ، بالطبع لم يكن هناك سبب ليعيش كذبة ، ليزيل من حياته اشياء مثل السعادة والضحك وليقوم بالعمل الذي يستمتع به اكثر ، ويشعر بانه ملزم على القيام به ، لأن هذا ماكان يعنيه الرسم بالنسبة اليه في الماضي .
سألها بنفاد صبر :" لماذا تنظرين الي هكذا يا سين ؟ لقد فسخت خطوبتنا للسبب نفسه منذ سبع سنوات !"
" سبع سنوات يا وولف وقت طويل لتغير الاشياء ، لو أردت ذلك ." هز رأسه عابسا :" لم استطع استرجاع أليكس ."
" كان في امكانك إنهاء علاقتك بزوجته ." قالتها سين بازدراء وهي تتنفس بصعوبة من شدة غضبها . أصبح وولف هادئاً كثيراً ، ومحدقاً بها :" ماذا قلت ؟" هزت رأسها :" كان في امكانك تغيير حياتك في اي وقت تريده ، بدلاً من ان تحاول اعادة التاريخ نفسه ، وتجلب ضحية بريئة اخرى الى خضم المعاناة التي سببتها انت وبربارا في حياتكما . من حسن حظ ريبيكا انها ارادت من حياتها اكثر مما تستطيع انت ان تمنحها اياه كما هو واضح ، ولو انها لا تعرف بعلاقتك مع باربارا ، فهي على الأقل تعرف ما فيه الكفاية لتدرك ان زواجكما لن ينجح . فيا له من فرار محظوظ قمنا به انا وريبيكا ."
وقف وولف وكأنه نحت من صخر ، لا يتحرك ولا يرمش له جفن ، فقط يحدق بسين وكأنه لم يرها من قبل .
كان صدر سين يعلو ويهبط من الأثر ، وكل لحظة تمرّ تزيد من غضبها ، كيف يجرؤ على القدوم الى هنا حتى ينبش كل هذا من جديد ؟ فهو لم يحلّ اي شيء . فقط اعاد كل الألم والمرارة . عندما كانت هي في حاجة ماسة لتبدأ حياتها ...
تنفس وولف عميقاً ، بدا وكأنه يبحث عن الكلمات المناسبة وقال :" سين ..."
قاطعته ببرودة :" لا أدري لماذا اتيت الى هنا يا وولف ؟ ولكنني اتمنى ان ترحل من جديد وتدعني على الأقل اعيش حياتي بهدوء ."
" سين ، منذ سبع سنوات فسخت خطوبتنا بافتراض ما فعلته لأليكس ." تجاهل وولف غضبها وهو يختار كلماته بعناية ، ولمع نور جديد غريب في عينيه ." وأيضاً ظننت انك ادركت ان كولينز هو من تحبين ."
" لقد احببت روجر دائماً إذ كان العائلة والأخ اللذين لم أحظ بهما مطلقاً!"

لحـ الوفاء ـن
07-03-2008, 12:14
ازدرد وولف لعابه متشنجاً وجسده كله متوتر :" وهذا ما كان عليه الأمر دائماً بالنسبة لك ."
" أنا لا أرى ... سين أرجوك ." ولمعت عيناه بحدة ، ثم قالت بنفاد صبر :" هذا ما كان عليه الأمر دائماً وكل ما يمكن ان يكونه ." فهي لم تحب أحداً غير وولف ولن تحب غيره أبداً.
بلع وولف ريقه من جديد وقال ببطء :" وأليكس ، كيف تعتقدين أنني اذنبت بحقه منذ سبع سنوات ."
لوت فمها باحتقار :" أنا لا أعتقد ، لقد كنت مذنباً بشيء ما ، أنا عرفت ..."
أصرّ أكثر :" عرفت ماذا ؟"
" وولف ، ذهبت إلى الشقة تلك الليلة ، وتكلمت مع بابارا . في الحقيقة لم أكن في حاجة الى ذلك ." أضافت بمرارة :" فحقيقة أنها كانت في انتظارك مرتدية فقط قميص نوم كان يكفي لإفهام أي كان ما المقصود به ! مع العلم أنني لم افهم في البداية ، فقد كان على بابارا ان تقولها لي بصراحة قبل ان ادرك تماماً لماذا هي هناك . حتى في ذلك الوقت لم استطع تقبّل حقيقة ما يحصل وفي نفس اليوم الذي قتل فيه زوجها ، اخوك ."
رد بجفاء :" باربارا قالت لك ذلك ؟"
" آه ، نعم ! لقد اخبرتني كل شيء عن العلاقة المستمرة بينكما منذ عدة سنوات ، وكيف أن أليكس أصبح متشككاً بكما ، ولهذا تورطت معي أكثر من أي واحدة من عارضاتك الأخريات ."
قال وولف ببطء :" لأبعد الشكوك عني وعن باربارا ؟"
" طبعاً ، عادة تقيم علاقات عابرة فقط مع عارضاتك ، ولكن هذه المرة احتجت لبعض التمويه عنك وعن زوجة أخيك ، ولهذا تورطت في الخطوبة . لا اتصور انك نويت الزواج مني ابداً ." هزت رأسها بأسى على غبائها لمجرد التفكير بأن شيئاً مثل هذا قد حصل ..." فليس هناك من عائلة أو اقارب للتخفيف من وقع الأمر عليها أو تفضي لهم بمشاعرها ، مجرد يتيمة سهلة تستطيع التخلص منها بمجرد ان تخف شكوك أليكس حولك وحول باربرا ."
انتفض وولف :" أنت مخطئة يا سين ..."
" كل ذلك الكلام عن زواجنا التقليدي ." أكملت بصوت متألم :" الفستان الأبيض الواسع والكعكة المزينة بالكريما ، وعربة تجرها الخيول لنقل العروسين الى حفل الزفاف ."
أحست سين بالدموع تتجمع في مقلتيها وهي تردد الكلمات التي جرحها بها وولف في ذلك اليوم الذي التقيا فيه من جديد في منزل آل هاركورت . لقد كان يعلم تماماً ما يقول في ذلك اليوم ، وكيف يجرحها تماماً . فلم ينس قط أياً من الكلمات التي قالتها له والتي تتعلق بزفافهما . صاح وولف :" " أنا لا أصدق ذلك ." ويده تهتز قليلاً عندما أزاح شعره بعيداً عن وجهه ، وجه شاحب إلى درجة أنه بدا رمادياً . وتابع قوله :
" سين ، أنا لا أهتم بما قالته لك باربارا تلك الليلة أو أي ليلة أخرى ، كانت في شقتي تلك الليلة لأنني كنت في المستشفى مع أمي ، لقد تلقت صدمة شديدة ، بموت أليكس . وادعت باربارا أنها لا تريد أن تكون وحدها في منزلها تلك الليلة ." هزّ رأسه قليلاً بذهول :" لا أستطيع أن اصدق أننا كنا نتكلم عن شيئين مختلفين تماماً تلك الليلة ، ولم يكن هناك من داع لتلك السنوات السبع الضائعة ..." جلس فجأة وكأن رجليه لا تقويان على حمله .
الآن كان دور سين لتحدق به ولتحاول ان تفهم ذلك . لقد حصلت لأمه صدمة شديدة تلك الليلة ، بطريقة ما اعتقدت أن ذلك حدث بعد وفاة اليكس ولكن ليس في نفس اليوم الذي مات فيه . لم يكن لديها أي فكرة بأن هذا ما عناه وولف ذلك اليوم عندما اخبرها أن أمه انهارت ."
لم لم يكن يعلم من يساعد اولاً ، امه المريضة جسدياً أم أرملة اخيه !
لكن ماذا عن الأقوال التي ذكرتها باربارا تلك الليلة ؟ ذكّرته بقوة :" لقد اعترفت بذنبك يا وولف ." مقررة أن لا تظهر أي علاكمة تدل على ضعف وإلا سوف تضيع من جديد :" اخبرتني انك لن تنسى ما فعلته باليكس ."
عارضها بقوة :" ولكنني لم اقصد باربارا !" ووقف على قدميه من جديد وتحرك عبر الغرفة نحوها :" انا من كان يجب ان يكون في المروحية . يا سين ، انا الذي كان مفترضاً ان يموت !" عبست مدققة في قسمات وجهه ولم تفهم ، احتضن وولف كتفيها واصابعه تشدّ عليها بقوة وهو يهزها :" أنا من كان يجب أن يقوم بالرحلة يا سين ."
" ولكن ..."
" أنا الأبن الأكبر يا سين ."وهزّها من جديد :" ألا تفهمين ؟" وفجأة فهمت . لقد اعتقدت اليكس دائماً الأبن الأكبر ، وأن وولف هو الأصغر . ولكن اذا كان وولف هو الاكبر . فهو الذي كان من المتوقع |أن يأخذ مكان ابيه في صناعات آل ثورنتون . ولكنه رفض لأنه اراد احتراف الرسم ، وهكذا لم يترك لأليكس اي خيار الا ان يرتدي الثوب الذي رفضه اخوه وولف !
هزت رأسها والدموع تملأ عينيها من جديد ، ولكن هذه المرة كانت الدموع من اجل وولف ، لاجل الذنب الذي شعر به طوال سبع سنوات ، لانه احس ان رحلة العمل تلك هو من كان يجب ان يقوم بها ، وهو من كان يجب ان يموت ، وليس اليكس . قالت له بصوت متألم :" انت مخطئ ، فاليكس كان يتمتع بكونه رئيس صناعات آل ثورنتون . فهو كان سيبقى في الشركة حتى لو اردت ان تأخذ مكان الرئاسة بعد وفاة والدك . اليكس كان رجل اعمال بكل مافي الكلمة من معنى . وكان يتمتع بهذا ." قالت من دون ادنى شك :" وولف ، أنا اعتقد انه لو كنت او لم تكن في الشركة ، فلا يغير ذلك شيئاً . انا اؤمن بانه عندما يحين وقت متك ، فهو يحصل ان في حادث تحطم طائرة او حادث سيارة او اسباب طبيعية بسيطة . منذ سبع سنوات كان اجل اليكس ، يا وولف " قالت له بحتمية :" ومامن شيء تستطيعه او تفعله يمكن ان يغير شيئاً من هذا الامر ." اغلق عينيه متمايلاً بخفة :" لِمَ لم تقولي كل هذه الأشياء منذ سبع سنوات ؟" تأوّه بوهن ناظراً اليها من جديد :" لماذا ؟" لأنها منذ سبع سنوات صدقت ما قالته باربارا ولم تعد الآن تصدقها ، فهي اكيدة من ان العلاقة كانت مجرد امنية في رأس باربارا .
لقد لعبت على قلة الثقة لدى سين ، وعدم اطمئنانها الى ان رجلاً مثل وولف من المحتمل ان يحب فتاة مثلها . لم تعد لديها الآن نفس اسباب قلة الثقة ولكن ، كما قال وولف ان سبع سنوات مدة طويلة ...
نظرت اليه بعينين دامعتين :" لا تعرف كم تمنيت ان افعل . آه يا وولف كم كنا غبيين !" لم تكن مسؤوليتها وحدها .
كان على وولف تحمل جزء منها ، فتعذيبه لنفسه بسبب اليكس لم يكن ضرورياً البتة . وشعرت انها في حاجة لأن يؤكد لها انهما اخيراً سكونان معاً ، شعرت انه سيكون لديها هذا الشعور لوقت طويل . تأوه قبل ان يحملها بين ذراعيه الى الكنبة . وقبل ان تغيب عن الوعي .
نظرت اليه سين بحنان :" بعد ذلك ، هل هذا يعني اننا مخطوبان لبعضنا البعض من جديد ؟"
قال وولف بحدة :" كلا . لا يعني هذا ." ونبرة صوته لم تدع مجالاً للجدال .
وتابع :" لقد اكتفيت من الخطوبات . هذه المرة لن اعطيك فرصة لتغيري رأيك . سوف نتزوج فوراً !"
داعبت شعرها بأصبعها :" ريبيكا قالت انك اردت الزواج فقط لكي تؤمن وريثا لثورنتون" قالتها مستفزة، ولكن نظراتها كانت مركزه بفضول على وجهه الجميل المسترخي. " انا لست هاربا من الحقيقة ، في حالة ريبيكا ، نعم، هذا كان صحيحا" اعترف بحزن :" ولكن فيما يخصنا ، انا اريدك انت فقط ، ولا اهتم ان لم ننجب اطفالا"
كان كل مايهمه ، هو ، التعويض عن السنوات السبع التي افترقا فيما عن بعضهما . ونظر اليها نظرة حالمة ، واكد لها بصوت متاثر :" انا احبك ياسين ، وساحبك الى الابد"
لن تشك في ذلك ابدا من جديد ، وعرفت بعد هذه السنوات، كيف تتعامل مع اي معضلة قد تضعها كلوديا او باربرا في طريقة سعادتها . وباربرا لا تشكل تهديدا لها ولم تكن قط .
حثته سين برقة:" ورسمك ياوولف ، هل ستعود اليه؟"
اجابها :" بالتاكيد ، ساعود الى الرسم مجددا ، بعد عودة الجب الى قلبي"
بعد تللك اللحظات وجدت سين صعوبة في التفكير ، بعد ما نظر اليها مطولا ، نظرة حنان وحب وشوق . هذا ما كان لهما ، وما سيكون معهما دائما ، التزامهما بالحب العميق لبعضهما
تـــــــــــــــــمـــــــــــــــــــت

لحـ الوفاء ـن
07-03-2008, 12:17
اتمنى انها نالت على عجابكم
وانتظر ارئكم عنها
مع تحياتي
لحـــالوفاءــــن

ماري-أنطوانيت
07-03-2008, 13:43
http://roro1981.jeeran.com/photos/1377909_l.jpg
تسلــــــــــم يدك لحوووووووووووووونه...
ومشكوره قلبي على الروايه الحلوه...::سعادة::
ربي يسعدك ان شاء الله..

*mero*
07-03-2008, 14:00
عزيزتي لحن الوفاء شكرا لجهودك المميزة والتزامك بتنزيل الرواية دون تأخير اتمنى ماتحرمينا من ابداعاتك ولك كللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل الحب***************

خيال المشاعر
07-03-2008, 15:05
لحونة يعطيكي العافية قصة روعة خطيرة

حبايبي راح اغيب عنكم فترة لظروف حتوحشوني

SONĒSTA
07-03-2008, 15:43
ألف ألف شكر على الرواية الرائعة
الله يعطيك العافية على جهودكـ
:)

القلـ ساحرة ـوب
07-03-2008, 17:24
مشكورة حبيبتي لحن الرواية رووووغة

و تسلم الايدين اللي كتبتها

و ننتظر منك جديدك يا قمر

::جيد::

مسنياك
07-03-2008, 17:25
تسلمين ياعسل

نجمة00
07-03-2008, 18:37
ثانكس

Fenetia
07-03-2008, 20:17
رواية روعة والله تسلم ايديك لحن
يعطيك العافية وننتظر روايات
جديدة منك بالقريب العاجل

Lmara
07-03-2008, 23:45
يسلم ايدينك يا لحــــ الوفاء ـــــن على الروايه الي باين من بدايتها انها روعه
وانا ان شالله راح ابدا فيها بكرى ...

والف شكر يا قلبي مره ثانيه ..

ماري-أنطوانيت
09-03-2008, 14:29
إعـــــلان هـــــام
أرجو من الكل قراءته وإبداء رأيهن..

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكن ورحمته يا أغلى عضوات بالمشروع
قبل انزال أي تصويت اخر بالمشروع هناك اقتراح اود ان اقترحه
عليكن بخصوص طريقه تنزيل الروايات
وهذا الاقتراح اقترحته علي ورده المشروع...العزيزه الغاليه ((وردة قايين))

والاقتراح هو كما يلي...
اولا لن يكون هناك أي تصويت على الروايات
بل سيتم كتابه روايتين كاملتين تنزل نهايه كل اسبوع
يومي ((الاربعاء)) و ((الخميس))
أي روايتين نهاية كل اسبوع...و لن يكون هناك أي روايات وسط الاسبوع
وبهذا فان العضوات يدخلن المشروع يوم الاربعاء ليرين الروايه قد نزلت
بكاملها بدون تجزيء والخميس كذلك ايضا...
وبهذا يكون لدينا 8 روايات في الشهر

وسؤالي لهذا الاقتراح هو:
# بالنسبه للعضوات اللاتي يكتبن الروايات...هل ترين ان هذا الاقتراح
جيد بالنسبه لكن...ان تكتبن روايه كامله لتنزلنها نهاية الاسبوع
بدون تجزيء...ام تفضلن بقاء الامر كما هو الان؟؟؟؟

# بالنسبه للعضوات المتابعات هل تفضلن تطبيق هذا الاقتراح
بأن تقرأن الروايه كامله نهاية الاسبوع...ام تفضلنها كما الان
تنزل على اجزاء بعد ان يتم التصويت عليها؟؟؟؟؟

ملاحــظه هامه: في حال قبول هذا الاقتراح فنحن بحاجه لمتطوعات اكثر
لكتابه الروايات حتى يظل المشروع في تقدم...والشكر الجزيل لكل من ستتطوع

بأنتظار ردودكن وارآكن...فنحن نريد نريد التقدم والرقي للمشروع
وهذا لا يأتي الا براحتكن....

كل الحب والود...
مـــــاري-أنطوانــــيت

ريماالفلا
09-03-2008, 14:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا عضوةجديدة معكم فى هذا المنتدى برغم انى تعرفت على المنتدى منذ حوالى سنة وانا معجبة جدا بكل ما فيه وارجو ان تقبلونى صديقة جديدة لكم وانا معجبة جدا بالاقتراح الذىاقترحتة وردة قابين وعرضته مارى انطوانيت
لان هذا الاقتراح سوف يريح الجميع من تعب الاعصاب وانتظار الاحداث ويوفر على القراء المزيد من التوتر وفى النهاية اود التقدم بالشكر والعرفان لكل من يكتب هذه القصص ويمتعنا بها اتمنى للجميع السعادة كما تمنحوها لنا فى هذا المنتدى الرائع

Lmara
09-03-2008, 19:06
انا عن نفسي كقارئه عجبتني الفكره بس انها تكون كلها باخر الاسبوع او بيومين ورا بعضهم باالاسبوع اعتقد مو حلوه كان تخلونها كل روايه بينها ثلاث ايام عن الروايه الي بعدها على الاقل يكون فيه فرصه اننا نقرا الروايه لحد ما تجي الروايه الي بعدها ...
وطبعا باالاخير يرجع الراي للاخوات الكاتبات . لانهم هم الي يقررون الي يناسبهم ...

والف شكر يا بنات على مجهودكم .....
فعلا انتم شمعات المنتدى مثل ما انتم شعمات قلوبنا ....

و

هيونه المزيونه
09-03-2008, 19:21
مشكورة حبيبتي لحونه على الرواية الرائعة ...

وتسلم ايديك عليها ....

وانا من رائ ماري .. فعلا هذا الأقتراح احسن للجميع ...

لأن اغلب أيام الأسبوع لااستطيع الدخول للمشروع ..

ممايجعل متابعتي متقطعة ..

وبصراحة يوم الأربعاء دائما اخليه للمشروع ...

فأنا مع هذا الأقتراح ....

الأميرة شوق
09-03-2008, 22:02
# بالنسبه للعضوات المتابعات هل تفضلن تطبيق هذا الاقتراح
بأن تقرأن الروايه كامله نهاية الاسبوع...ام تفضلنها كما الان
تنزل على اجزاء بعد ان يتم التصويت عليها؟؟؟؟؟
ملاحــظه هامه: في حال قبول هذا الاقتراح فنحن بحاجه لمتطوعات اكثر
لكتابه الروايات حتى يظل المشروع في تقدم...والشكر الجزيل لكل من ستتطوع




أقتراح حلو أنا معك أن كل أسبوع رواية أفضل ولو أني أشوفها تعب على العضوات الي بكتبون الرواية يعني الصراحة الرحمة
و.....................ما أبي أكثر هثرة

يعطيكم العافية
في أمان الكريم

ماهيما
10-03-2008, 09:08
سلاااااااااااااااام ياحلـــواااااااااااااات

كيفكم؟؟اخباركم؟؟

لحونة شكرا على الرواية الروعة::جيد::

انا مع اقتراح وردة..لانه احس اذا طولت الرواية يروح عنصر الاثارة اللي في الرواية

انا هذا رايي بس الاحظ انه الاغلب مع اقتراح وردة

وردة تسلمين على اقتراحك الرووووعة اللي مثلك::جيد::

واتمنى لكم التوفيق يارب..

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:09
مرحبا يا اغلى عضوات

بما ان الروايه خلصت ومافي تصويت جديد، واقتراحكم عجبني راح انزل لكم رواية جديده من روايات احلام

بي بليز بليز لتردون لين ما اكملها
راح انزلها كلها في وقت واحد

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:12
حب تحت المطر رويات أحلام
جيسيكا ستيل

1- صدمة مزدوجة
2- سعدت برؤيتك
3- شيء في عينيه
4- ماذا يحدث لها ؟
5- صدمة الحقيقة
6- هل يخون الجسد
7- العذاب إذا ابتسم
8- سيدة القصر

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:13
الفصل الأول
صدمة مزدوجة
انتابها الذعر بحيث لم تستطع ان تفتح الباب الخارجي المتين .ولكنها تابعت محاولاتها مع لحاق مخدمها بها إلى الردهة وهو يهتف بكلمات غير مفهومة "لا تكوني هكذا......."
لكنها لم تنتظر لسماع البقية بل فتحت الباب بيدين مرتجفتين ، ثم اندفعت إلى الخارج تحت المطر المنهمر.

لم تتوقف عن الركض إلا بعد ان نظرت خلفها وتأكدت من أن لا أحد يتبعها .
بعد مضي خمس دقائق تحول ركض مالون إلى خطوات سريعة نبهها هدير محرك سيارة إلى أنه ربما قرر أن يتبعها بسيارته . وعندما لم تمر بها أي سيارة بدأ الذعر يتملكها ثانيةً.

لم يقع نظرها سوى على مساحات شاسعة من الأراضي الريفية غير المأهولة وعندما أصبحت السيارة بموازاتها تملكها الارتياح لانها رأت شخصاً أخر غير رولاند فيليبس ....
كانت ترجوا أن يكون السائق أنثى ، لذا خاب أملها عندما انزلق زجاج نافذة السيارة ووجدت نفسها أمام عينين رماديتين عدائيتين " أصعدي"
فأجات بحدة " لا ، شكراً"
أخذت تلك العينان تتفحصانها للحظة " كما تشائين "
يبدو الرجل في منتصف الثلاثينات من عمره إلا أنها لم تهتم ، وتابعت السيارة طريقها .
لا حظت مالون أن الخوف الذي تملكها لدى مهاجمة ورلاند فيليبس لها خف قليلاً.
سارت متثاقلة لا تملك أي فكرة عن مكان تقصده . فما تريده هو أن تبتعد قدر الامكان عن رولاند في منزله "آلمورا لودج" ولك ما تتذكره هو عدم وجود بيت آخر قبل أميال من هنا.
حذاؤها الخفيف أخذ يئن تحت ضغط خطواتها فلم يدهشها الأمر وسط هذا المطر الغزير لم تبال بملابسها المبللة رغم انها ابتدأت تتمنى لو تمر سيارة آخرى تقودها أنثى لتوصلها معها .
تبدد خوفها،وشعرت بالبر والبلل والتعاسة . وتمنت لو انها قبلت أن يوصلها ذلك الغريب .لكنها بعد لحظة سخرت من هذه الفكرة السخيفة لو عانت من الرجال ما فية الكفاية فأكثرهم فاسقون!! عرفت ذلك من زوج أمها وفي ابنه، وصديقها السابق، عدا عن مخدومها هذا!
استمر المطر بالهطول بغزارة فتوقفت عن السير و أخذت تقيم وضعها . لابد انها اجتازت حوالي ميل بعيداً عن المنزل انطلقت هاربة بهذا الثوب القطني الذي ترتدية وقد منعتها شدة العضب ، حينذاك، من الانتباه إلى عزارة المطر، ومن التفكير في الصعود إلى الطابق الأعلى لإحضار حقيبة يدها . همها الوحيد آنذالك كان الابتعاد عن ذلك السكير رولاند فيلبيس .
تابعت مالون سيرها ، وقد أصبحت خطواتها الآن بطيئة كئيبة وهي بدرك جهلها بالمنطقة، وأملها الوحيد هو أن تصادف شخصاً معتوهاً يخرج بسيارته في هذا الجو العاصف، ليعرض عليها إيصالها بسيارته.
من غير المعقول أن يخرج كلب من البيت في وضع كهذا ، فكيق بأحد ما ليعرض عليها توصيلها؟
ألهذا السبب توقف ذلك الرجل رمادي العينين؟ لم يبد عليه السرور لدعوتها إلى ركوب سيارته وتوسيخ فرشها الجلدي، هذا إذا كان قوله لها بتلك الخشونة "إدخلي" يمكن أن يسمى دعوة . حسناً أنه يعلم ما يستطيع ....
تناهى إليها هدير محرك سيارة .. فوقفت. كان المطر قد خف قليلاً فاستدارت وأخذت تنظر إلى السيارة البادية للعيان.
نظرت إلها بحذر وهي تدركها ثم توقفت . إنزلق زجاج النافذة ووجدت عينيها الزرقاوين تحدقان في تينك العينين الرماديتين الباردتين. و أدركت انه لا بد قام بجول ليعود أدراجه إليها .
لم يبتسم الرجل، لم يدعها إلى ركوب دخول سيارته، بل اكتفى بالقول : "هل نلت كفايتك؟"
رأت كلامه صحيحاً ، فشعرها الاشقر يلتصق برأسها وثوبها أيضا بساقيها ، لابد انها أصبحت الآن أشبه بجرذ مبلول .
تنهدت وهي ترتجف وكان أمامها خياران إما أن تطلب منه أن يبتعد بينما الله وحده يعلم منتى تصادف سيارة أخرى وإما أن تصعد إلى سيارته.
سألته وهي ترتجف " هل تعرض علي الصعود؟"
رداً عليها ، انحنى نحو المقعد ليفتح لها الباب ثم ضغد زر زجاج النافذة ليرتفع من جديد
شعرت وكأنها في زاوية مظلمة يتصاعد منها زئير وحش مفترس، وترددت للحظة ولكن الشعور بالهزيمة غلبها.
دارت حول السيارة وصعدت إلى جانب الغريب. وعندما مد يده نحوها قفزت مجفلة . ألقى عليها الزجل نظرة حادة إذا لم يفته حذرها منه، ثم تابع إدراة جهاز التدفئة وتوجيهه نحوها.
دفعتها الغريزه إلى الاعتذار.. ولكن علام فكل الرجال أصحاب غرائز وهو لن يكون مستثنى . ستكون حمقاء لو فكرت خلاف ذلك
قطعا حوالي نصف ميل ، ثم سألها " إلى أين تذهبين؟"
كان جهاز التدفئة ممتازاً وفكرت في ان تشكره لحساسيته ، لكنها لم تشأ ان تبدأ أي حديث معه فأجابت بصوت متعب " إلى أي مكان"
رد ساخطاً " أين تريدينني أن أنزلك".
أهو ساخط؟؟ و أجابت " إلى أي مكان "
لم تكن تعرف إلى أين تذهب .. أو أين هي الآن ، فهي غريبة عن هذه المنطقة تماماً.
نظر إلها متفحصاً، وسألها " من أن أنت قادمة ؟".
مازال الحذر يتملكها إلا أنها كانت تشعر بالدف والراحة واستشفت في صوته الضجر لانه تصرف كرجل شهم نحو شخص مثلها . تملكها شعور بأنها إذا لم تجبه حالأً، فسيفتح الباب ويدفعها إلى الخارج. كانت السيارة دافئة وشعرت بإرهاق بالغ يمنعها من العودة تحت المطر .
فقالت : "من آلمورا لودج. أنا قادمة من هناك".
تساءلت عما إذا كان يعرف موقع آلمورا لودج لكنها أدركت أنه على الارجح يعلم عندما سالها : أتريدين أن أعيدك إلى هنالك"
- لا. لا أريد
أجابت بحدة وجفاء وسحبت نفساً مرتجفاوعندما تمالكت نفسها أضافت "شكرا لا أريد العودة إلى هناك أبداً"
ومره أخرى شعرت بالعينين الرماديتين تتفحصانها، لكن التعب والارهاق منعاها من ان تهتم وعلى كل حال هو لم يقل شيئاً إنما قاد السيارة مسافة ميلين ثم أخذ يبطئ السيارة .

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:14
تملكها الحذر فعدا عن مبنى مهجوز إلى اليمين لم يكن في المنطقة منزل آخر.
توجه بالسيارة إلى ما بدا لها الجزء الوحيد القائم من ذلك البيت المهجور، ولا حظت عمودين حجزيين على جانبي المدخل الذي كتب عليه (هاركوت هاوس)
- إلى أين تأخذني ؟
صرخت بخوف وقد نشطت مخيلتها. من الممكن أن تدفن سنوات في واحد من هذه الأبنية المتداعية الملحقة بالمنزل من دون ان يعرف ذلك أحد.فقال بصوت هادئ يتناقص مع صوتها المذعور:" أنت لا تعلمين إلأى أين تريدين الذهاب ، و انا ليست في مزاج مناسب لأفك الألغاز . توقفت هنا لأخذ بعض معداتي و ...."
فهتفت غير مصدقة :"هل تعيش هنا؟"
- بل أعيش في لندن ، لكنني أرمم هذا المنزل لم أنكن أنوي القدوم خلال هذه العطلة الاسبوعية ، ولكن مع هذا الجو الممطر حئت لأرى ما إذا كان الجزء المتداعي من السط قد أصلح .
بدا لها أن هذا كل ماهو مستعد لقوله لانه سرعان ما تابع"علي القيام ببعض الأعمال التي قد تستغرق بعض الوقت . أما انت ، فإما ان تبقي في السيارة وتصابي بالتهاب رئوي ، لألقي بلك في اول ملجأ لمتشردين أصادفه في طريقي ، و إما أن تدخلي المنزل وتجففي ثولك أثناء إنتظارك في المطبخ الدافئ."
أخذت مالون تحدق إليه بذهول عدة ثوان. وصفه لها بالمتشردة جعلها تنقل نظراتها بينه وبين ثوبها.
رأت، بعينين مذعورتين أن ثوبها كان ممزقاً في أمكنة عدة.
صرخت بصوت مخنوق وقد التهبت وجنتاها وأغرورقت عيناها بدموع المذلة.
- إياك أن تجرؤي على البكاء أمامي! هيا بنا لندخل .
قال هذا بلهجة آمره وهو يترجل من السيارة ليفتح لها الباب .
لم تخرج من السيارة على الفور فقد تملكها رعب لن ثتق بأحد مره أخرى بسرعة ، ولحسن الحظ، أن المطر قد خف كان الرجل الغريب طويلا فانحنى ينظر إليها بينما غطت هي بعناد ثوبها المكشوف وبقيت واقفة في مكانها رافضة ان تتزحزح
- أنت لن...............
ابتدأت بهذا السؤال ثم اكتشفت انها ليس بحاجة إلى إكماله .
بادلتها العينان الرماديتان الثابتنان التحديق. أتراه أعجب بها لينتهز الفرصة؟
نظر إلى مظهرها الرث ثم قال لإختصار " ولا بعد مليون سنة".
لم يكن رده يحيوي علىالمديح ، إلى انه طمانها
تركها لتلحق به ثم فتح الباب الخلفي ودخل إلى ورشة العمل
نزلت مالون من السيارة ثم أخذت تسير بحذر بين معدات البناء. كانت الردهة الخلفية مظلمة وقد توزعت في أنحائها الالواح الخشبية المتاوفته الطول . كان النهار كئيباً ولكن المصباح الكهربائي مضاء أدركت أن عمال الكهرباء مازالوا يعملون وان المنزل هاركورت هاوس لم يعد مهجوراً كما بدا لها الخارج الامامي .
وجدت الرجل يضع إبريق الشاي على النار في مطبخ منظم وكامل التجهيزات وقفت بالباب وهي تقول غير واثقة :" يبدو أن زوجتك حصلت على ما يهمها أولاً"
فقال وهو يفتح درجاً ليخرج منه فوطتي مطبخ ويضعهما على المائدة بقربها :" بل أختي فأنا غير متزوج وفقاً لأختي فاي المطبخ هو قلب البيت وقد تركتها تنظمة حسب رغبتها مع بعض الارشادات مني"
ابتدأت مالون تشعر بشي من الارتياح معه دخلت المطبخ لكن عينيها كانتا تراقبانه وهو يعد الشاي .
- يوجد جهاز تدفئة كهربائي لماذا لا تدفئين نفسك؟ وبما انك لا تستطيعين احتضان ثوبك الممزق طوال الوقت، سأخضر لك قميصاً تلبسينة أثناء شربك الشاي؟
لم تجب لكن لهجته الحازمة جعلتها تحيد عن طريقه وهو يخرج من الغرفة وعندما عاد وهو يحمل قميصاً وبعض البنطلونات ن وجوربين قصيرين ، كانت لاتزال واقفة مكانها.
- جهاز التجفيف موجود في تلك الغرفة . كما إن باب المطبخ مزود بقفل. لم لا تغيرين ملابسك بينما أذهب أن للاهتمام ببعض الامور؟
لم تكن مالون مستعجلة لتغيير ملابسها . شعرت بأن هذا الرجل يعرف كيق يتظاهر بالرقة والشهامة، لكنها لم تعد تنخدع بالمظهر الخارجي. تقدمت نحو باب المطبخ وأقفلته.
استعملت المنشفةبسرعة، ودون الاهتمام بمظهرها.وضعت ثوبها في جهاز التجفيف، بينما ارتدت الملابس التي أحضرها لها الرجل . ثنت كمي القميص ولكذلك ساقي البنطال وحارت في كيفية تثبيتهما . وعندما عاد الرجل الغريب، كانت تلف شعرها المبلل بأكبر منسفة وجدتها شاعره بتحسن بالغ.

أثناء فتحها لخزائن المطخ وجدت فنجاني شاي ومعلبات مختلقة جهزتها أخته.
فتحت مالون قفل الباب.وعندما دخل الرجل ،قالت له بما يشبه الاعتذار :"فكرت في أن أسكب الشاي قبل ان يبرد".
- كيف حالك الآن.؟
سألها وهو يحمل فنجاني الشاي الى المائدة الفسيحة. قدم لها كرسياً،
ثم جلس في الناحية الآخرى من المائدة .
فأجابت شاعرة بثقة بعد ان جلست على الكرسي التي قدمها إليها :
- أشعر بالدفء والجفاف.
- هل لي أن أعرف إسمك.؟
تابع وكانه يشجعها على ذكر إسمها "أدعى هاريس كويليان"\
- مالون بريتويت
ولم تزد وساد الصمت في الغرفة .
سألها وهو ينهي فنجانه ويضعه على المائدة " هل هنالك ما تحبين أن تخبريني به؟"
لا شيء.....! أخذت تفكر سرا وهي تحدق إليه .. تألقت عيناها العميقتا الزرقة فيما عاد اللون إلى بشرتها الجميلة جذبت نفساً مرتجفاً فهي تدرك أنها مدينة لهذا الرجل أكثر من مجرد كلمة (لا) لم يكن مضطراً لان يقف ونتشلها من ذلك الوضع ولا مرغماً على مدها بملابس جافة . واعترفت لنفسها بأن شهامة هاريس كويليان اشعرتها بالدف واعادت إليها الثقة بالطبيعة البشرية .
سألته" ما ... ماذا تريد أن تعلم ؟"
هز كتفية وكأن ذلك غير مهم ولكنه أجاب "أنك شابة مليئة بالكآبة، ولا يهمك أني تذهبين ، عدا عن نفورك الواضح من العودة من حيث جئت.ربما يستحسن أن تخبريني عما حث في "آلمورا لودج" فأجافك إلى هذا الحد".
لم تشأ أن تخبره بشء كهذا ، فسألته "هل أنت مخبر سري؟"
فهز رأسه :"لا، أن أسكن المدينة وأعمل في الموارد المالية"
تكهنت من النظر إليه أنه يتربع على عرش دنيا الأعمال لانه يصلح هذا المنزل الفسيح الذي يكلف ثروة. ومع ذلك لم تشأ ان تجيب عن سؤاله
فأعاد صياغة السؤال "لاي سبب كنت تزورين ألمورالودج".
بقيت على عنادها لا تجيب ، ثم اكتشفت أنه يوازيها تصميماً في الحصول على الجواب ، إذا قال بإلحاح :"آلمورا لودج يماثل هذا المكان عزلة, يقتضي الوصول إليه مواصلات خاصة"
- كان عليك أن تكون مخبراً سرياً
أبتدات تشعر بالاستياء إلى حد لم تعد ترى معه السيد هاريس كويليان شهماً على الاطلاق.
- ما الذي أخافك يا مالون وجعلك تهربين من دون أن تجدي وقتاً لتأخذي مفاتيح سيارتك؟
فانفجرت تقول " لم أجد وقتاً آخذ فيه مفاتيح سيارتي لانني لا أملك سيارة".

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:15
ابتسم، فقد جعلها تتكلم :" ومكيف ذهبت إلى هناك إذن؟"
ابتدأت تكره هذا الرجل :"احضرني رولاند فيليبس من المحطة وذلك منذ ثلاثة أسابيع ونصف".
سكت هاريس كويليان فجأة وقد اسودت ملامحه،ثم عاد يسألها
-أنت أقمت هناك؟ مع فيليبس في "آلمورا لودج"؟ هل انت خليلته؟"
فقال صائحة :"لا. لست كذلك ! وما كنت كذلك قط"
أغضبتها هذه الصفة"ولانني رفضت تحرشاته تعاركت معه اليوم"
واخذت ترتجف،فوقف على الفور واقترب منها لكن مالون لم تكن تريد اي نوع من المواساة من أي رجل فتراجعت بسرعة.
وعندما تكلم ، كان صوته هادئاً مواسياً - هل تعاركت معه؟"
فأجابت وقد هدأ صوتها " حسناً لم يضربني ، رغم انني أعاني من رضوض في جسدي جراء خشونته . فانا التي تعاركت معه، في الحقيقة لأخلص نفسي منه كان يشرب ولكنه لم بفقد شيئاً من قوته".
- هل استطعت التحرر منه قبل........؟
فقالت هامسة :" نعم"
شعرت بإعياء لمجرد تذكرها ما حدث ، ثم أدركت ان لونها شحب عندما قال لها:" ربما يجدر بك أن تجلسي، يا مالون. أعدك بأن لا أؤذيك".
بدت لها العودة للجلوس فكره حسنة. عادت إليها قوتها وكان هذا كافياً لتقول بحزم :" لا أريد ان أتحدث عن ذلك ".
عاد هاريس إلى مقعده ثم قال " لقد اصبت بصدمة .ومن الافضل ان تتخلصي منها بالكلام."
فردت عليه بحدة :"هذا ليس من شأنك".
-بل هو شأني .
كان جوابه خشناُ وعزت الأمر إلى انه انتشلها من مواجهة الرياح ومنحها ملجأ .تابع يقول بحزم : إما ان تخبريني يا مالون ، و إما.........."
نظرت إليه لم تهتم كثيراً بكلمته تلك بينما تابع يثول "و إما سأضطر إلىالتفكير جدياً في أخذك إلى مخفر الشرطة لتقديم شكوى محاولة اغتصاب ضد رولاند فيليبس........"
- لن أفعل شيئاً من هذا النوع ..
قاطعته بقولها. صحيح أن رولاند فيليبس يستحق أن يتهم بمحاوله اغتصاب إلا ان هناك اعتبارات أخرى يجب التفكير فيها. تعلم مالون ان تهمة الاغتصاب ، وما يصحبها من تشهير ستسبب لأمها قلقاً خطيراً ولكن أمها بدأت الآن تشعر بالسعادة بعد سنوات من التعاسة ولن تفسد عليها تلك السعادة
وحملقت بعناد في هاريس، فبادلها نظرتها وهو يقول :"الخيار لك ".
استمرت تحملق فيه من دون أن يؤثر ذلك فيه وثار غضبها .. ماذا جرى له؟ هل لانه أوصلها بسيارته و أعطاها ملابس جافة..؟ حولت نظراتها عنه. لا بد أن ثوبها قد جف الأن ونظرتإلى نافذة المطبخ وتملكها اليأس ..فقد كان المطر ينهمر بغزارة.فقالت بجفاف:
- كنت أعمل لديه.
-رولاند فيليبس؟
- وضع إعلاناً يطلب فيه مدبره منزل والافضلية لمن تحسن الاعمال المكتبية وكنت بحاجة إلى مكان اسكنه .. ووظيفة وهكذا تقدمت.
-وهل أجابك خطياً؟
-اتصل هاتفياً. أنه يعمل مشرفاً على سلسلة مطاعم في أوروبا . قال انه نادراً ما يأتي إلى بيته هنا.
فسألها هاريس بخشونه :" وهل وافقت على العيش معه من دون أن تسألي عنه أولا؟"
فانفجرت ساخرة :"أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً".
شعرت بالارتياح وكأن هذا الرجل الحازم أمدها بالطاقة وتابعت :
- قال إنه بحاجة إلى ان ابدأ عملي على الفور وقد ناسبني الامر جداً قال انه متزوج و .......
فقاطعها :"هل تعرفت إلى زوجته ؟"
- كانت خارج البلاد، انها تعمل في مؤسسة خيرية للأولاد وقد سافرت لتوها.لم أعرف إلى بعد وصولي الى آلمورا لودج، لكن الأمر لم يزعجني بشكل خاص. كان رولاند يعمل بعيداً عني ، أكثر الاحيان ، في الواقع، نادراً ما كنت أراه حتى هذه العطلة الأخيرة.
-هل هذه أول عطلة اسبوعية يمضيها في بيته؟
-نعم .وصل مساء الجمعة متأخراً.. وهو ..
وعندما سكتت قال يستحثها :"وهو ماذا ؟"
- حسناً، كان مهذباً مساء الجمعة ، وامس ايضاً، رغم انني ابتدأت أشعر بعدم الارتياح.. ليس بسبب ما يقوله بل لما كان يتضمنه قوله من أشياء فاحشة .
ألم يكن عدم إرتياحك كافياً لكي يجعلك تغادرين منزله ، حينذالك؟
كان هذا تدخلاً من كويليان فكرهته مالون، وردت عليه بحدة :"وأين أذهب ؟ لقد تزوجت أمي حديثاً، ومن غير المناسب أن أنتقل معها إلى بيتها إذا لم أحصل على راتبي من رولاند ، فلن أستطيع الذهاب إلى أي مكان ".
-هل أنت مفلسة؟.
سألها باختصار ولكنها استشاطت عيظاً . يكفيها اضطرارها إلى الحديث عما حدث لها،لذا لن تضيف أنها لا تملك مكاناُ تبيت فيه ليلتها.
- نسي أن يترك نقوداً كمصروف لبيته، فاضطررت لانفاق ما لدي من دكان القرية الذي يبعد ميلاً.
-ألم تفكري أبداً في أن تطلبي منه نفقات للمنزل؟\
- ماذا ؟
اعترضت على استنطاقة لها ، لكنه عندما نظر إلها ببرودة وجدت نفسها تعترف :" بدا لي ذلك مهيناً ففكرت في أن أدع ذلك حتى أستلم منه أجري . حينها، كان رولاند قد شرب الكحول كثيراً اثناء الغداء ثم ...ثم ...ثم يبدو أنه ظنني أشجعه عندما قلت له أن يرقع يده الكريهة عني. لم يخطر ببالي، عندما استطعت الهرب منه ، أن أتسكع قربه لأتحدث إليه عن النقود التي يدين لي بها! انطلقت هاربة من الباب بأقصى سرعة . والآن هل اكتفيت؟
لم تعرف ما إذا كان راضياً حقاً عن اعترافاتها لان صوت ارتطام عنيف فوقهما صرف أفكارهما عن أي شي أخر.
وفي غضون ثانية أصبح هاريس في الردهة و أخذ يصعد السلم ركضاً وتبعته مالون. كان المكان عائماً بالماء و أحد أبواب غرف النوم مفتوحاً. ومن دون تفكير ، اندفعت إلى الداخل لتقديم المساعدة كان واضحاً أن السطح لا يزال ضعيفاً ومع تساقط المطر انهار سقف إحدى الغرف وسألته "أين تضعون الدلاء؟"
وبعد ساعة ،انتهى تنظيف الغرفة من الماء والحطام وعادت مالون إلى المطبخ وكانت قد استعملت الفوطة التي لفت بها شعرها لعدم وجود خرق لمسح الارض.
لحسن الحظ ، كان شعرها قد جف الآن ، وعندما دخل هاريس بالمطبخ رأها تمشط شعرها الاشقر الطويل، لم تعرف ما إذا كان عملها هو الذي جعلها تشعر بمزيد من المعافاة، وبالقدرة على تقييم خياراتها بمنطق أكثر مما فعلت .
قال لها وعيناه تتأملان لون شعرها الحقيقي: شكرا على المساعدة، عملك كان رائعاً".
لم تستطع ان تقول له انه كان متكاسلاً لانه حمل الاشياء الثقيلة فأجابت "كان عملاً مشتركاً بيننا".
حسب علمها، كان شعرها مشعثاً متشابكاً، ووجهها خالياًمن أي زينة، كما أنها ترتدي قميص كويليان وبنطلونه الفضفاضين وبعضل تنقلها خافية في الماء في الطابق الأعلى أصبحت الآن مبللة .قالت بتكلف مرح :"من الأفضل أن أبدأ بالتفكير في ما علي أن أفعله".
- بشرط ألا تعودي إلى "آلمورا لودج"
قال هذا فجاة بلهجة عدائية .لديه الموهبة لتفجير غضبها على الفور :وهل أبدو غبية إلى هذا الحد؟"
تكلمت بغضب لكنها تعرف أنها ستطلب منه العون لذا عليها ان تكبح كرامتها وتتنازل عن عليائها فقالت مكرهة :" كنت ... أتساءل إن كنت تتكرم وتوصلني إلى يوركشاير؟".
- وهل تعيش أمك هناك؟
- ليس لدي مكان غيره لأذهب إليه
- ولكن ، ألا تريدين الذهاب إلى هناك؟
- عاشت إمي أياماً صعبه وهي سعدة الآن لأول مره منذ سنوات . لا أريد أن أسبب لها القلق خصوصاً في شهر عسلها . لاأعرف الآن ما العمل.
ساد صمت قصير ثم قال :"أنا أعرف"
نظرت إليه بدهشة ...حذرة :"تعرف؟"
- إهدئي و اصغي إلى ما سأعرضه عليك.
- ما ستعرضه علي؟
سألته وعيناها إلى الباب ، مستعدة للهرب لدى أي تصريح منافق يدلي به.
- استريحي ، يا مالون . ما سأعرضه عليك واضح للغاية . أنت بحاجة إلى عمل، مع مكان للسكن، كما أنني بحاجة إلأى وكيل عني هنا.
فحملت به :"وكيل؟ فإما أن تقبلي وإما أن ترفضي. ولكن ، كما ترين، المكان يعاد يناؤة و انا بحاجة إلى شخص هنا ليشرف على عمال الأدوات الصحية ، والنجارين ، والفنيين ومصل هذه الامور. أي ملاحظة الأمور عموماً، إذا تسرب الماء من سقف ما. لقد رأيت لتوي طريقة معالجتك للامور الطارئة . وفيما بعد ، سأكون بحاجة إلى مشرف على العمال وعلى الأثاث...

لم يكن بحاجة إلى الاستمرار ،فقد أخذت فكرة تامة . ولأنها عانت لتوها من مخدومها السابق فكرت في أن هذا العمل يناسبها تماماً لفترة قصيرة ، إذا سيمنحها سقفاً أثناء بحثها عن عمل آخر ..
- أين سيكون مركز هذا العمل المثير؟
سألته محاولة ألا تفكر في أن هذا العمل حل رائع لمشاكلها. إذا قبلت عمل المراقبة هذا فلن يكون عليها ان تتطفل على أمها وزوجها في بداية حياتهما الزوجية معاً
وأجابت :"هذا المبطخ هو ، تقريباً،المكان الوحيد المريح في هذا المنزل، لذا لدينا أنا وانت ، مصلحة مشتركة ..."
فقاطعته بارتياب:"واين سأنام؟"
تأملها لحظة أو اثنتين ثم قال بهدوء:" انت لا تثقين بالرجال، أليس كذلك ".
- فلنقل انني عرفت ما يكفيمن الرجال الذين يظنون أنني متلهفة للخروج معهم .
- وهل لديك تجارب عدا فيليبس؟
تجاهلت مالون هذا السؤال . كانت تجربتها مع رولاند هي الأسوأ، لكنها لاتنوي أن تخبر كويليان عن زوج أمها السابق و ابنه ولا عن خطيبها السابق المتقلب العواطف .
وعادت تسأله - أين سأنام ؟
كانت تدرك أن عليها أن تفكر بجدية في عرض العمل هذا
- حالياً، هناك عرفتان صالحتان للسكن، لكنهما غير مطليتين . تكفيك واحدة منهما وهي تحتوي على الكثير من الاثاث، لكنها عرفتي التي أمضي فيها عطلة الأسبوع.
ومره أخرى ألقت نظرة سريعة على الباب بينما كان يتابع :"لكنني سأعود إلى لندن هذا المساء، وبهذا تكون لك حتى أرسل إليك سريراً أخر، ربما غداً أو الثلاثاء . هل لديك مانع من البقاء هنا

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:16
وحدك ؟"
- لا، أود ذلك .
أجابت بصراحة وصدق، وهي لا تكاد تصدق هذا التحول المفاجئ في الاحداث
- هذا حسن
شعرت نحوه بالمودة وهي تراه لا يشعر بأي جرح في كرامته لان جوابها بدا وكانها تقول إنها لا تمانع حتى لو تركها الآن وخرج..و انها تفضل بعده عنها على صحبته. وتابع هو :" إذا قبلت هذا العمل،

فسأرتب أمر إحضار بعض الأثاث باكراً ، وعند نهاية الأسبوع تكونين مستقرة في غرفتك ".
- هل ستكون هنا مره أخرى في العطلة الاسبوعية ؟
سألته بتحفظ فتأملها بثبات :" هل أنت دوماً بهذا الاحتراس ؟ط
- لا ، وإلا لما كنت في الوضع الذي انا فيه!
- إذن فأنت قلقة من أن أمضي ليلة معك في البيت نفسه؟
لم تجب،، وبعد لحظة قال :" اشتريت هذا المنزل لكي أرتاح فيه أخر الاسبوع . ومن الواضح أن إصلاح "هاركورت هاوس " سيستغرق وقتاً طويلاً. ولكن إذا وافقت على البقاء هنا، فيمكنك الاتصال بي أو بسكرتيرتي عند حصول أي مشكلة ، مثل تسرب الماء ، أو ملاحقةالعمال... فأحضر.
أثناء وجودي ، سأخذك إلى فندق ثم أعود فأحضرك قبل عودتي إلى لندن، ما رايك بهذا؟.
- إلى متى سيستمر هذا؟
سألته ذلك ، عالمة بأن عليها ان تكون متلهفة لاقتناص هذه الفرصة ولكن الخوف مازال يتملكها ، فقالت :" عندما تهدأ أعصابي، سأبدأ بالبحث عن عمل أكثر اسقراراً."
-لا أظن أن العمال سينتهون قبل ثلاثة أشهر، لكنني لن أتمسك بك كل هذه المدة، إذا وجدت عملاً مناسباً.
سحبت مالون نفساً عميقاً ثم قالت قبل ان تغير رايها:" أقبل هذا العرض".
ثم انتبهت فجأة إلى ملابسها فهتفت :" ملابسي.. لايمكن أن أطوف في البيت مرتدية قميصك وبنطلونك ثلاثة أشهر".
-فقال بهدوء سأخذك بالسيارة إلى آلمورالودج لتحضري أمتعتك.
- وهل ستأتي معي أيضاً........؟
وبدا الخوف في صوتها فتوتر فكة - لن أتركك تذهبين وحدك
قال هذا بحزم ، ثم نظر إلى ساعته . عندما نظر إليها ، رأت في عينيه نظره فولازية ، فتملكتها الحيرة وهو يقول : حان الوقت لأن أذهب و اتحدث إلى صهري.
نظرت إليه بصمت من دون أن تفهم ما قاله .وسألته "صهرك ؟"
سار هاريس نحو باب المطبخ ، وقد بدا مصمماً على الذهاب معها :
" رولاند فيليبس هو زوج أختي فاي".
نظرت مالون إليه فاغرة فاها .لم تستطع ان تتذكر ما قالته له. ولكن ما تعرفه هو انها أخبرته بصراحة أن زوج أخته هاجمها عمداً!!
ابتدأ الغضب يتملكها من كويليات، كيف يجرؤ على ذلك ؟لا بد انه أدرك انها ما كانت لتخبره شيءاً عن رولاند لو عملت انه صهره !
وأدركت أن هاريس كويليان لم يخبرها بذلك ، لتتابع حديثها لا بد أنه تعمد ذلك ...... كيف أقدم على ذلك؟
نهاية الجزء الاول


2- سعدت برؤيتك

الغضب الذي شعرت به مالون كان عارماً فصاحت به :
- كان عليك أن تتكلم . تركتني أخبرك بكل شيء بينما كنت تعلم طوال الوقت....
فقاطعها بحدة دون أن يؤثر فيه غضبها :
- ألم تكن تلك الحقيقة ؟ هل تقولين الآن إنك كنت تكذبين؟
ردت عليه بحدة. هل ظن أنها خرجت تتنزه مرتدية ثوباً قطنياً في ذلك الجو العاصف؟
فسألها : "ما الذي يغضبك إذن؟"
- لان......... لان
تلعثمت قبل ان تتمالك نفسها: "ماكنت لاخبرك بشي لو علمت أنه قريب لك"
- يقربني بالمصاهرة.
وصرف بأسنانه . بدا واضحاً أن فكره قرابته لذلك الرجل جرحته.
- هل ستقول شيءاً لأختك؟
- أعطيني سبباً وجيهاً يمنعني من أن أخبرها.
حدقت إليه غاضبة " إذا كنت لاتستطيع أن ترى أن ذلك يضر بزواجها..."
- لقد حصل الضرر فعلاً، فأختي وذلك الرجل انفصلا منذ ثلاثة أشهر.
تلاشى عضب مالون بنفس السرعة التي تصاعد بها،وتمتمت :"لم يقل ذلك قط. جعلني اعتقد انها سافرت لتوها في رحلة عمل".
- هل رأيت في المنزل ما يثبت وجود فاي؟
فتمتمت بملل "ها قد عدنا الآن. بعد ان صرت أعلم، يمكنني أن أرى أنه لا يوجد أي دلائل أنثوية في ذلك البيت."
- هل كان البيت بحاجة إلى ترتيب عندما وصلت؟
- كان فعلاً كذلك. هل هما منفصلات قانونياً؟
فهز رأسه:" إنه انفصال مؤقت بالنسبة إلى فاي، وهي تأمل في أن يعودا إلى بعضهما بعد هذه التجربة".
- هذا مؤلم حقاً. لن ينفع بشيء أن تخبرها عني.
تملكتها الحيرة لوقوع امرأة تملك ذرة من الذكاء في حب رجل مثل رولاند فيليبس ، فكيف بأن تتزوجه وتبقى معه؟
فسألها عابساً :"أتقترحين ألا أخبرها؟ أتظنين أنه من الأفضل لها أن تعود إليه وهي لا تعلم بما قد يفعل مستقبلاً؟".
- قد تكون على علم بالأمر، لكن حبها له يجعلها تصفح.........
فقاطعها بخشونه:"ما حاوله معك لا يقبل الصفح"
تنفست مالون وهي ترتجف :"أنا... لن أناقسك بهذا".
- هل أنت مستعدة؟ سنذهب ونحضر أمتعتك.
شعرت فجأة بالنفور من أن ترتدي الثوب الذي مزقه رولاند عليها.و أدركت انها لن ترتديه مره أخرى أبداً. لم تعتزم استعارة مشط، لأنه لم يعرض عليها ذلك وهي لم تشأ ان تطلبه منه وتمتمت تقول "أبدو مثيرة للسخرية".
- هل يهمك الأمر؟
أغاظها أنه يراها أيضاً مثيرة للسخرية. ما كان له أن يوافقها واجابت باختصار : " أبداً".
وتأخرت قليلاً لتنتعل حذاءها الخفيف ثم لحقت به إلى الردهة.
عندما اقتربا من "آلموزا لودج" توترت أعصابها. وبينما كان هاريس يوقف السيارة أمام الباب ، ابتدأت ترتجف.
- هل ستدخل معي؟
سألته وهي ترتجف مستعيدة كل الأمور الفظيعة التي حدثت في ذهنها.
وفجأة، شعرت بالخوف يمنعها من مغادرة السيارة .
وأجابها متجهم الوجه " سأبقى معك خطوة خطوة".
كان الباب الخارجي مشرعاً. ولم يزعج هاريس نفسه بطرق الباب بل دخل بطوله الفارع . ولكن ، لم يكن ثمة أثر لرولاند فيليبس ، فقال لها : " سأغيب دقيقة واحدة ، فإذا رأيت رولاند قبلي ، إصرخي".
انتظرت مالون اسفل السلم بينما توجه هاريس إلى غرفة الاستقبال. وعندما غاب عن بصرها انتظرت بقلق.ثم، خيل إليها أنها سمعت صوتاً قصيراً خافتاً قد يكون أهة مكتومة ثم صوت ارتطام . لكنها لم تشأ ان تغامر لمعرفة ما يجري.
و كما وعد، ظهر هاريس بعد دقيقة واحدة، ولازمها في كل خطوة وهما يصعدان إلى الطابق الأعلى. وقف بجانبها وهي تحزم حقائبها وتستعيد حقيبة يدها.
كانت متشنجة ، واثقة من أن رولاند فيليبس سيظهر أمامهما في أي وقت، ليرى من يغزو بيته، لكنها عادت إلى السيارة وجلست بجانب هاريس من دون أن ترى مخدومها السابق، وقد إبتدأت تشعر بتحسن. وعندما خلفا "آلمورا لودج " وراءهما ، قالت له "شكراً".
- بكل سرور.
أجابها بنبرة غريبة وكأنه كان مسروراً حقاً. استفر بصرها على يديه الممسكين بالمقود ورأت أصابع يده اليمنى محمرة قليلاً. تذكرت فجأة تلك الآهه والارتطام، فهتفت به " هل رأيت رولاند فيليبس؟ لم يكن لطفياً منه أن يطبع هذا الأثر على يدك ".
تكلمت قبل أن تستطيع منع نفسها . فقال مؤيداً قولها:" إنه يستحق ذلك وأكثر".
التفتت تنظر إلى فكه الصارم، وقمه الحازم، وعينيه الثابتتين. كانت تشعر نحوه بالمودة " لست بحاجة إلى عذر لكي تضربه".
قالت له هذا وقد تكهنت بأنه كان يكبح حافزاً لمعاقبة صهره لأنه يعلم أن أخته تريد أن تعود إلى زوجها ومنحه هذا الوضع اليوم العذر الذي كان يتطلع إليه ليضربه.
أجابها " هذا صحيح. ولسوء الحظ، لا يزال تحت تأثير الشرب، ولهذا اضطررت لضربة مره واحدة فقط."
لم تستطع مالون إلا أن تبتسم وهي تتصور رولاند يتهاوى على الارض.
وعندما وصلا إلى هاركورت هاوس. حمل حقائبها صاعداً بها السلم. الغرفتان الصالحتان كانتا متجاورتين . وضع حقائبها في الغرفة التي لم تكن تحوي سريراً بعد ثم أرها الغرفة الأخرى.
- وضعت فيها فاي الملاءات والمناشف.
وعندما وقفت مالون مترددة عند العتبة، تابع بعفوية :" سأرتب أمر وضع قفلين لهاتين الغرفتيين غداً".
ثم حمل حقيبته التي بدا واضحاً انها لليلة واحدة، قائلاً:" علي أن أذهب ".
ابتدأت مالون ترتاب في أن لديه موعداً هاماً الليلة، وتمنت له التوفيق. نزلت معه إلأى الطابق الأسفل، متطلعة إلى اللحظة التي يخرج فيها، لتغير ملابسه التي ترتديها . عندما رافقها إلى المطبخ، قالت له:" كنت في غاية الشهامة معي.. لا أدري ما كنت سأفعله لو أنك لم تعد أدراجك لتنتشلني".
فقال وهو يخرج مخفظة نقوده ليناولها رزمة منها:" وانت ساعدتني أيضاً. هل نسيت؟ نظراً إلى خبرتك السابقة، من الافضل أن تأخذي راتبك مقدماً على أن تأخذية متاخراً"
فابتدأت بالاحتجاج :" لاأريد أن ...."
- لا تصعبي الأمور، يامالون . أنا أعلم أنك ستستحقين كل فلس منه. لن يكفي أجرك حتى لتموين العمال بالقهوة والشاي يومياً.
ثم ابتسم ، وهي المرث الثانية التي تراه مالون فيها يبتسم فاحدث تأثيراً غريباً على نيتها بالاحتجاج. وكان يقول :" بما أننا نتكلم عن الطعام والشراب، أعدي لنفسك وجبة من المعلبات

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:17
واللحوم التي في الثلاجة . أنها محفوظة لاستعمالك الشخصي فكلي جيداً".
تحولت نظراته إلى قوامها الذي بدا رشيقاً حتى في ملابسها الشنيعة. وجمدت مالون مكانها ، محاولة كبح شعور بالذعر، ثم تقابلت عيناها الواسعتان بعينية الرماديتين ، فتوقف عن الابتسام: لديك وجه رائع الجمال، يا مالون، وكذلك قوام بديع للغاية. لقد أصبت بذعر بالغ، ولكن، صدقيني، لن يحاول كل رجل تتعرفين إليه اغتصابك".
إيه يكشف بذلك ما كان يرعبها، فابتلعت ريقها بصعوبة . هذا الرجل رغم إيجازة في الحديث وحدة طباعه يظهر لها كل رقة وشهامة.
- ولو بعد مليون سنة؟
عند ذلك ضحك.وفجأة ، شعرت بالارتياح معه حتى أنها ابتسمت له. أدركت انه تذكر من دون جهد، قوله لها عندما تلكأت في النزول من سيارته خوفاً من نواياه المبيته. واجابها :" شيء كهذا".
فقالت بلهجة آمرة : " اذهب إذن".
ثم عادت فتذكرت أنه أصبح الآن رئيسها في العمل ، فأضافت :"يا سيدي".
نأولها بطاقته : " اتصلي بي عند الحاجة. هل ستكونين بخير وحدك؟ ألا تخافين؟".
كانت لهجته جادة، فأجابت :" سأكون بخير. في الواقع ، ابتدأت ، أشعر بأنني أحسن مما كنت عليه منذ فترة طويلة ".
حدق هاريس كويليان إليها متأملاً ، ثم أومأ راضياً وهو يتناول حقيبته الصغيرة ومفاتيح سيارته :" قد أحضر يوم الجمعة".
ثم خرج.

تلك الليلة راودتها أحلام مزعجة جعلتها تستيقيظ مرات عدة شاعرة بعدم الأمان وبأن حياتها مهددة، ثم أستيقظت مره اخرى في الربعة صباحاً عند بزوغ الفجر وابتدأت تشعر بالاطئنان.
استلقت مستيقظة تتأمل الغرفة بسقفها العالي ونوافذها الخالية من الستائر. كان هناك بساط كبير على الأرض وخزانة كبيرة.
أدركت مالون أن المنزل سيعود إلى مجده السابق بعد أن يتم إصلاحه . كانت تحب المنازل الأثرية الفسيحة .. فقد نشأت في واحد منها.
وغامت عيناها . لم تكن تحب الاستسلام للذكريات ، لكنها لم تستطع منع نفسها من التفكير في أيام طفولتها السعيدة ، ووالديها المحبين و خططهما لمستقبلها.. لقد استحال كل ذلك إلى سراب.
كانت هي وأمها تضطران لتناول العشاء من دون والدها الذي كان جراحاً يكد طوال ساعات اليوم، وغالباً ما يتأخر عن وجبات الطعام.
وذات يوم قالت أمها:"سنبدأ من دونه".
وإذا بجرس الباب يدق ليطل أحد زملائه الذي جاء ليخبرهما بأن سيرس بريتويت تعرض لحادث سيارة. بذل طاقم المستشفى كل ما بوسعه لإنقاذه، لكنهم علموا من خطورة إصاباته أنهم سيفقدونه.
وفاة الأب حطمت ابنته تماماً، وكذلك أمها التي عجزت عن مواجهة ما حدث. وبقضل المعونه الطبية، تجاوزت الأم محنتها ولكن مالون لم تستطع منع نفسهامن التفكير في أن أمها كانت تتمنى لو ماتت مع زوجها .. وانها من أجل ابنتها فقط، تناضل لكي تشفى..
مرت أيام كانت مالون تمتنع فيها عن الذهاب إلى المدرسة كيلا تترك أمها بمفردها ، فا نحدر مستواها بعد أن كانت في القمة .
وبعد مرور سنتين تعرفت امها إلى أمبروز جنكنز. وكان نقضياً لأبيها الهادئ كان مفاجراً متباهياً بينما كان أبوها متواضعاً، يتجنت العم لبينما كان أبوها مجداُ نشيطاً. لكنه، في البداية ، بدا قادراً على إسعاد أمها، ولهذا تسامحت مالون معه كثيرا.لم تستطع أن تحبه ، ولكنها حاولت جهدها أن تكون منصفة ، مدركة أن حبها البالغ لأبيها جعها غير قادرة على مقارنة أي رجل أخر به.
وهكذا ، عندما أخبرتها أمها بعد أسابيع من لقائهما أنهما سيتزوجان ، عانقتها مالون وتظاهرت بالابتهاج، ولأجل أمها، رضت بانتقاله إلى بيتهم ، وكان لديه إبن في السابعة والعشرين من عمره اسمه لي وجدته مالون بغيضاً.
أما ما لم تتوقعه مالون فهو أن ينتقل لي جنكنز معه أيضاً. كانت في الخامسة عشرة من عمرها، وبدلاً من أن تكون مزهوة بجمال شعرها الأشقر وقوامها، وقوامها، أصبحت ميالة إلى إخفاء قوامها في كنزات فضفاضة، وتمشيط شعرها إلى الخلف وعقده بسبب تحرش لي المتكرر بها.
لم تستطع أن تخبر أمها، وهي التي عانت كثيراً، رغم أنها أوشكت على ذلك ذات يوم حيث دخل لي غرفتها.صرخت به:" اخرج من هنا".
لكن، وبدلاً من أن يترك غرفتها تقدم أكثر إلى الداخل وحاول معانقتها.
عضته... فانهال عليها بالسباب ، لكنها لم تهتم. وعندما اجبرته على تركها لم تبق في غرفتها.
كانت ترتجف، فأرادت أن تلوذ بأمها وتخبرها، لكن رغبتها بحماية أمها كانت تمنعها. وبلاً من ذلك، وضعت كرسياً تحت مقبض الباب في غرفتها.
ثم حثت مصيبة المصائب بعد مرور سنة واحدة على زواج امها إذ أخخذ زوجها يلحظ مالون. لم تصدق في البداية ما حدثتها به غريزتها، إلى أن قال لها مره:" مالون الصغيرة، لم تعودي صغيرة بعد الآن، كما أرى". واقترب منها محاولاً معانقتها ولعابه يسيل من فمه المسترخي.
وقالت له بصدق: " أشعر بالغثيان!" ثم هربت .

وفيما بعد جلست على سريرها وبكت، لانها عرفت أنها لاتستطيع أن تخبر أمها.
تلهفت إلى مغادرة بيتها، فهو لم يعد كذلك علىكل حال. ولكن المال أصبح قليلاً منذ فترة. كانت تعلم أن أباها تركهما في حالة مالية جيدة، ولكن منذ أيام اقترحت عليها أمها أن تبحث عن عمل ، فسألتها مالو عما إذا كان لديهم مشكلة مؤقته ، فأجابت أمها :" بل هي مشكلة دائمة، يا مالون".
بدت عليها التعاسة وهي تقول ذلك على حد لم تستطع مالون احتماله.
علمت،دون سؤال، أين ذهب المال. فقد كان أمبروز جنكنز ينفق بسخار من المال الذي تركه أبوها لهما، ولم يبق منه سوى النزر القليل .
أما ابنة فكان كارهاً للعمل كأبيه، وبالتالي كان يستنزف باستمرار مال أمها. عند ذلك، قررت مالون أن لا تشارك في استنزاف المورد الذي بقى لأمها، فتركت المدرسة ووجدت عملاً.
لم يكن ذلك العمل مهماً، ولكن الاجر لم يكن سئياً بالنسبة إلى سنها. رغم أنه لم يكن كافياُ لدفع أجرة سكن لها لو تركت بيتها كما كانت تتمنى أن تفعل.
مرت السنتان الأخيرتان ببطء، وعندما رأت تدهور زواج أمها شعرت بالسرور لعدم تركها البيت، أردكت الأم حجم الخطأ الذي اقترفته بالزواج من أمبروز جنكنز، لكنها لم تكن تملك القوة للقيام بأي شيء لمواجهة انغماسة في اللهو والعبث، كانت مالون تعرف أن أمها تتألم ، ولكن عجزها هي الأخرى عن القيام بأي شي لتخفف عن امها جعلها تبقى لمواساتها.
كانت مالون من ناحيتها ،تقوم بما في وسعها لصد الاب والبن دون أن تحس أمها بشيء.
كان الاب وابنه غائبين ذات اربعاء عندما عادت مالون من العمل فوجدت أمها تبكي.
اندفعت مالون إليها هاتفة : " حبيبتي ماذا حدث؟"
وعملت أن أمبروز وأمها انفصلا، ولكن يبدو أن هذا الامر لم يكن سبب يأس امها، كما أوضحت لها ، بل لانها أصغت، بحماقة ، إلى أمبروز الذي حثها عن مشروع مثير قد يضاعف ربحهما على الفور، فيصبحان من الأثرياء.
لم تكن امها معتادة على التعامل بالمال، فأقنعها بأن تستدين ، واضعه منزلها الجميل كضمانة .
بعد ثمانية عشر شهراً انتهت المغامرة بالفشل. وعندما فرغ المال ، تركها أمبروز، حتى أن المنزل لم يعد ملكاً لأمها، قالت الام باكية :" علينا أن نترك المنزل الجميل الذي اشتراه أبوك لنا".
من الغريب أن الام ظلت تتمتع بالقوة رغم وصول الأمور إلى الحضيض ، وتكهنت مالون بأن السبب يعود إلى العذاب الداخلي الذي كانت تعانية قبل أن تبوح لها بما حدث. في الصباح التالي، وقبل أن تتمكن مالون من أن تقول أنها تنوي أن تبحث عن بيت تستأجرانه، أخبرتها أمها أنها تنوي الاتصال بشركة محامات لتى إن كان ممكنا القيم بشي ما بشأن المنزل.
أسرعت مالون تلك الليلة إلى البيت لتكتشف أن جون فورست، رئيس شركة المحاماة التي كانت أبوها يتعامل معها يهتم شخصياً بأمها . بعد دراسة التفاصل والأوراق اعتبر أن أمها تلقت من زوجها نصيحة سيئة ، وأن هناك احتمال أن يكون زوجها قد وضع المال في جيبة دون ان يستغله في أي مشروع، وبإمكان أمها أن ترعليه دعوى.
- من الافضل ان اطلقه .
وهتفت مالون استحسانا لهذه الفكرة .
انتقلت مالون وامها إلى شقة صغيرة استهلكت أجرتها معظم راتب مالون. ولكنها لم تتذمر ، فقد كانت مبتهجة بالعيش في مكان بعيد عن جنكنز وابنه.
تم طلاق أمها يوم عيد مولد مالون العشرين ، فأخذهما جون فروست بصفته صديقاً لهما، للعشاء أحتفالاً بالمناسبة .
كان ضيقهما المالي شديدا للغاية، وحاولت الام أن عيل نفسها ، لكن لم تكن معتادة قط على العمل خارج البيت. ولم تستطع مالون احتمال ذلك . لابد أن أباها كان ليصدم للطريقة التي تعامل بها الحياة مع حبيبته إيفلين.
قالت مالون " أنت لست مضطرة للعمل، يمكننا أن نتربر أمرنا".
فنظرت إليها أمها غير واثقة :" ولكن علي ان أساهم بشء، أنه ليس إنصافا....."
- لكنك تساهمين، فانت ربة منزل زائعة.
اخيرا أذعنت أمها، بعد ان استعملت مالون كل طرق الاقناع التي تعرفها. وعاشتا على راتب مالون. وبدأ كل شي يتحسن فجأة خرجت مالون و أمها لتناول العشاء مع الأرمل جون فروست مرات عدة ثم بادلتاه الدعوة إلى شقتهما الصغيرة . أدركت مالون أن جون فروست يهتم بأمها واعجبها فيه قدرته على حمايتها .
في المرة التالية التي دعاهما فيها إلى العشاء، وجدت مالون عذراً مناسباً لعدم الذها ، وتركت لجون فروست أن يقنع أمها بأنه سيكون مسروراً لو رافقته من دون ابنتها .
وفي العمل أحرزت مالون تقدماً جيداً كوفئت عليه بزيادة راتبها، فأصبح بإمكانهما تجديد بعض الأثاث القديم.لم يودعا أمولاً بالمصرف .. غير ان زيادة راتبها حسنت حياتهما.مع انتقالها إلى قسم أخر تعرفت مالون على
شخصين هما ناتاشا و الاس ، وهي فتاة في مثل سهنا أي في الثانية والعشرين تقريباً، وكيت مورغان الذي يكبرهما بثلاث سنوات.
وبما أن جون فروست وامها يخرجان معاً ، وكان جون يحرص على عدم استعجال إيفلين ،فقد ابتدأت مالون تخرج مع ناتاشا، وكان كيت يخرج معهما أحياناً . كانت مالون تتجنب الرجال بناءً على خبرتها السابقة بأمبروز جنكنز وابنه لي، ولم تستطع أن تتصور نفسها متورطة في علاقة مع أي رجل . ولهذا زادت دهشتها عندما أدركت أنها وبعد أربعة أشهر من الصداقة بينها وبين ناتاشا وكيت أصبحت تشعر بنوع من المودة نحو كيت . و أكتشفت أنه شعور متبادل بينهما ما زاد في دهشتها وسرورها.
وبدأت ناتاشا تكثف تدريبها على العزف علىالكمان، فكان كيت ومالون يخرجان وحدهما معاً .
شعرت بالغثيان وهي تستلقي على سرير هاريس كويليان، متذكره مشاعرهما نحو بعضهما البعض والتي أوشكت أن توصلهما إلى الالتزام الرسمي.
ذات سبت وبينما كانت ناتاشا مشغوله بموسيقاها ذهب كيب ومالون إلى السينما. وفجأة راح يتوسل إليها أن ترافقه:"أريدك، و أريد أن نبقى معاً".
رباه ، يا لها من خطوة كبيرة!.
رفضت، لكنه لم ينفك أثناء الشهرين التاليين عن دعوتها للذهاب،معه.ثم أخبرها ذات يوم أنه

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:17
يحبها.
وافقت، رغم انها كانت ترتجف قليلاً: "نـ........نعم "
لم يضيع كيت وقته، واخبرهابأنه رتب أمر لقائهما الشاعري في العطلة الاسبوعية القادمة، وسيأتي لأخذها من بيتها صباح السبت.
عادت مالون يوم الجمعة إلى بيتها من العمل ، وقررت أن تخبر أمها تلك الليلة، فكيت سيأتي ليأخذها صباح السبت .
لم تكن أمها موجودة لكنها تركت ورقة تقول فيها إن جون اتصل بها ويريد ان يحدثها بأمر خاص ، بعد الظهر. وهي لا تظن أنها ستتأخر في العودة.
تمنت مالون ذلك . كانت متوترة لذا ادركت أن ذلك الشعور لن يتبدد إلى بعد أن تخبر أمها وعندما مرت الساعات ولم تحضل امها أدركت أن جون اصطحبها إلى العشاء.
ثبتت صحة كلامنها فبعد أن اعاد جون أمها إلى البيت عند العاشرة مساءاً، هتفت الوالدة " لدينا شي نريد أن نخبرك به".
وقال جون:" سنتزوج . هل تمانعين يا مالون؟"
منذ سنوات لم تر أمها بهذه السعادة فإبتسمت :" تعلم إني موافقة ".
نسيت كل شي عن كيت عندما تقدمت وتعانقوا هم الثلاثة. بقى جون معهما وتحدثوا دهراً قائلين لمالون إنهما يعرفان بعضهما بعضاُ منذ سنوات ، فلم يريا سبباً يجعلهما ينتظران. سيتزوجان الشهر القادم وستترك مالون الشقة.
- اترك الشقة ؟
- أمك ستنتقل إلى بيتي يا مالون، وامنيتي أن تنتقلي أنت أيضاً معنا .
- شكراً لك.
أجابته بذلك ، فهي لا تريد أن تفسد عليهما فرحتهما . لكنها كانت تعلم أن مكانها ليس في بيت أمها الجديد.
- إذن استقر الأمر.


ابتسم جون وهو يقول ذلك ثم أخذ يتحدث عن ابنته المتزوجة في اسكوتلندا، والتي ستأتي بالطائرة غداً لحضور عشاء عائلي احتفالاً بالمناسبة.
- آه........!
هتفت مالون وهي ترى انها نسيت كل شي عن كيت
- لا تقولي إنك لا تستطيعين الحضور،يا عزيزتي . هل لديك موعد يمنعك من الحضور؟
- كيت...
- أنا واثقة من أنه سيتفهم الأمر، فهذه مناسبة عائلية.
- طبعاً ، سأتصل به.
قالت مالون باسمة وهي تدرك أنها لم تشعر بأسف كبير لإلغاء عطلتها الاسبوعية مع كيت.
وعندما اتصلت به ، لم يتفهم الامر ، بل ثار غضبه :" لقد حجزت في الفندق! لقد تزوجت أمك من قبل... فلماذا تبدين هذا الاهتمام الآن؟"
إذا لم يستطع أن يفهم ، فلن تحاول مالون أن تشرح له الأمر.
- آسفه . سأراك يوم الاثنين.
كان العشاء رائعاً للغاية .
يوم الاثنين ، شعرت مالون بعدم الارتياح لتخليها عن كيت ، فذهبت تبحث عنه لتعتذر له وتحاول ان تجعله يتفهم أهمية وجودها هناك مع امها.
توجهت إلى مكتبه :"كيت"
- مالون ، أنا....
قال اسمها في الوقت نفسه وبدون سبب واضح، وبدا عليه الخجل .
- صباح الخير يا كيت.
والتفت الاثنان إلى ناتاشا اليت كانت واقفة هناك، مفعمة بحيوية لم يسبق لمالون أن رأتها فيها من قبل. منحتهما ناتاشا ابتسامة واسعة ، لكنها خاطبت كيت قائلة :"أريدك أن تعلم أنني لم اتعرض لأي مشكلة حين دخلت شقتي الليلة الماضية ".
حملقت مالون فيها، ثم أبتسمت . وماذا في ذلك ؟ ناتاشا هي صديقة قديمة حميمة لهما:" هل خرجت مع كيت الليلة الماضية".
سألتها وهي تشعر بالضيق، لكنها سرت لان كيت لم يمض عطلة كئيبة تماماً، وفجأة ، انبأتها غريزتها إلى أمر ما جعلها ترتجف . كانت تعلم انها تشعر بالضيق ، ولكن لم يشعر بذلك هو أيضاً؟ وسألتها ببطء:" سبق وخرجت مع كيت من قبل، ما الفرق بين تلك المرة والليلة الماضية ؟".
فأجابت ناتاشا :" لم أعد إلى البيت ليلة السبت".
جمدت مالون وجهدت ليبدو صوتها مرحاً وهي تقول :" لقد اختلف الامر الآن، هل استمتعت مع كيت؟"
تألقت عينا ناتاشا :" كان الامر رائعاً، أليس كذلك يا كيت ؟"
فلم يجب.
بقى سؤال واحد لم تتصور مالون، في الاحوال العادية ، أن تلقية فسألتها بصوت خافت :" هل بقيتما معاً؟".
بدا التردد على ناتاشا، ولكن صداقتهما القديمة جعلتها تجيب بصدق وشي من البرودة :" نعم ، لهذا خرجنا معاً".
نظرت مالون إلى كيت، لم يحاول الانكار، بل قال " من الافضل أن نباشر عملنا".
تركتهما و جلست إلى مكتبها، لم تستمع إلى توسلاته وهو يشرح لها أنه كان غاضباُ منها لانها خذلته وانها هي ، مالون، التي يحب .
أدركت ، حينذاك ، انها في مفترق طرق في حياتها . لم تعد تريد أن تعمل مع كيت وناتاشا . شعرت باستحالة السكن مع أمها وجون حين يتزوجان، لكنها كانت تعلم بأنها إذا اصرت على البقاء وحدها في الشقة ، ستتكدر أمها وهي التي عانت ما فية الكفاية .
واخيراً قررت أن ما تريدة هو بداية جديدة ، عمل جديد، و...
وفجأة ،جاءها الحل . العذر الوحيد الذي يمكن أن يجعل أمها تقبل بعدم انتقالها للسكن في بيتها الجديد مع جون هو انتقالها للعمل في وظيفة جديدة في منطقة أخرى.
أردت أن تشتري لأمها ثوباً جميلاً ترتدية عند الزواج . ماذا لو وجدت عملأ مع مسكن ؟ سيكون بإمكانها، حينذاك ، أن نتفق كل أجرها على ثوب جميل لأمها وتأمين مسكن بما بقى لديها من نقود يكفيها حتى يحين موعد أجرها.
ووقع اختيارها على إعلان يطلب مدبرة منزل تجيد الأعمال الادارية، ففضلتها على وظيفة عاملة استقبال في فندق لعدم خبرتها بذلك..أتراها أخطأت؟ كانت تشعر بأن كيت خذلها بتصرفه، وإذا بها تتعرف إلى ذلك الحيوان زولاند فيليبس ما جعلها تمقت الرجال.
سارت إلى النافذة لتنظر منها إلى الخارج . لقد توقف المطر الحمد لل. إذا استمر الصحو ربما يتمكن العمال من القدوم لإصلاح السطح.. وجدت نفسها تفكر فجأة في ان هاريس كويليان شهم، بل أكثر من شهم . لو أنه أوصلها إلى بيت أمها الجديد، لتملك الرعب أمها. يجب أن تشكره خصوصأ على ذلك المبلغ الكبير الذي أعطاها إياه، ذلك الراتب ، كما دعاه. أنه واثق من انها لن تهرب عند أول فرصة ، وهذا يعني ، من وجهة نظره ، انه يثق بأنها لن تهرب بما يتيسر لها أخذه التفتت لتنظر إلى الغرفة العارية وابتسمت.. فلا يوجد هنا ما يستحق السرقة .
قررت ان تفحص جهاز تسخين الماء ، فاكتشفت انه يعمل، وامضت وقتاً ممتعاً تحت الدوش .هاريس كويليان يظن أن وجهها رائع الجمال وجسمها بديع. ووجدت نفسها تفكر في ذلك .. وفجأة خرجت من تحت الدوش.. وماذا يهمها من أمره؟
ملاحظاته لا تحمل صفة شخصية ، ونبذت تعليقاته تلك من ذهنها
إنها واثقة من أن لديه موعدأ هاماً الليلة الماضية مع أمرأة محنكة منمقة ، وهو لا يهتم مثقال ذرة بواجدة تدعىمالون بريتويت. لقد صرح بوضوح انه يريد هذا البيت لقضاء عطلاته الاسبوعية÷، وناسبها الامر تماماً.
تنهدت من دون ان تبتسم .
كانت قد اقفلت الباب الأمامي والأبواب الخلفية وأخذت تتفحص محتوى الثلاجة ، شعرت بالسرور وهي ترى ان فاي ملأت ثلاجة شقيقها بمشتقات اللبن التي تدوم شهوراً. تبينت وصول العمال، فسرعان ما سمعت قرعاً على باب المطبخ :" الآنسة بريتويت؟ شركتي هي التي تقوم بالإصلاح هنا، أن بب ميلر. لقد حضر إلينا السيد كويليان أمس".
انسجمت مع المدعو بوب ملير، وهو رجل يناهز الخمسين من عمره. لم يسألها من تكون أو لماذا هي هنا.
- حسناً، هل من الممكن أن أدخل وأرى السقف الذي أنهار أمس؟
- طبعاً.
وتذكرت ما قاله هاريس أمس عن تموين جيش العمال بالقهوة والشاي، فقالت له :" هل أعد لك كوب شاي؟".
منحها بوب ابتسامة عريضة :" هذه هي الطريقة المناسبة لنبدأ الأسبوع".
كان أسبوعاً حافلاً بالعمل، حتى انها مل تجد صعوبه في ملء ساعات اليوم بالعمل . خلال هذا الاسبوع، تعرفت على النجار الذي وضع قفلين في بابي غرفتي النوم وأصلح النوافذ في عرف النوم . كما تعرفت إلى شارلي ودين وباز وررون، وهم سباكون ممتازون ، وكين الذي يحب العمل في الهواء الطلق. وتعرفت أيضا إلى ديل الذي يتحلى بصوت جميل. وكان يغني معظم النهار واخيراً كيفين الذي أوصلها بالفان عندما ذهب ليجلب بعض الأغراض ، من المدينة.
قال لها ببشاشة وهو ينزلها أمام السوبر ماركت :"تأخري قدر ما تشائين، فأنا سأغيب دهراً".
اشترت مالون فاكهة طازجة وخضاراً واطعمة احتياطية وجريدة أيضاً بالإضافة إلى أدوات مكتبية وطوابع بريد، وعندما عادت ، أخذت تتفحص إعلانات العمل في الصحيفة، ولكن لم يخذبها شي منها. على أي حال، لم يكن هناك داع للعجلة لأن هاريس قال إن العمال سيبقون ثلاثة أشهر، قمل تشأ ان تندفع بقبول أول عمل تراه.عدا عن السرير الذي وعد به هاريس ، وصلت معه عدة قطع من الأثاث. وضعت مالون كرسيين في الصالون الذي كان عارياً كغرف النوم ، من الستائر أو السجاد. أما خزانه الثياب والمكتب والكراسي الأخرى فنقلوها إلى غرفة النومها، وبما أنها تجلس ، عادة، في المطبخ ، وضعت كرسياً مريحاً آخر فيه.
وجدت أنها تفكر في أمها وزوجها جون فروست ، وفي هاريس كويليان أيضاً، محاولة أن لا تفكر في أمثال كيت مورعان ورولاند فيليبس.
ورغم تعليقه على احتمال إصابتها بالإلتهاب الرئوي ، لم تعطس مره واحدة. وبسبب الأحلام المرعبة التي تراودها ، كانت تضطر عدة مرات أثناء الليل إلى النزول من سريها لتلوذ بالمطبخ الأمن. عموماُ، لم تشعر يوماً بأنه صحتها أفضل مما هي عليه الآن.
قال هاريس انه قد يأتي يوم الجمعة ، لذا حزمت مالون صباح الجمعة حفيبتها استعداداً لقضاء عطلة الاسبوع بعيداً، ثم ذهبت تبحث عن كيفين الذي غالباً ما يذهب غلى دكان القرية وسألته :" هل يمكنك ان توصلني معك إلى شروين في المره التالية التي تذهب فيها إليها؟"
- بكل سرور.
اجابها ببشاشتة المعادة، وبعد عشرين دقيقى حاء إلى المطبخ يبحث عنها .
اشترت من القرية أشياء مختلفة . وعندما حل الليك وضعت الأزهار في آنية فوق مدفأة الصالون وعدة بسط في انحائة فاصبح الصالون مكاناً مريحاً .
لكن هاريس لم يحضر، وذهبت مالون إلى سريرها في تلك الليلة واعية لشعورها الغريب بخيبة

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:18
الأمل . وسرعان ما أخمدت هذه الفكرة من رأسها، لكن نومها كان متقطعاً.
سرها أن تغادر سريرها صباح السبت فاغتسلت وارتدت بنطلون جينز وقميصا ، ثم نزلت إلى الطابق الاسفل لتبدأ العمل.
كان أحد الرجال قد اخضر لها كيساً يحوي خوخاً. وعندما انتصاف النهار صنعت فطرتي خوخ ، وكانت تفكر في تحضير الكعك ، مدركة أنه سينفد في ثوان، عندما نظرت من نافذه المطبخ ورأت سيارة يقودها هاريس. لم تتوقع رؤيته قبل يوم الجمعة التالية ، وابتسمت فجأة . لقد أدركت أنها مسرورة برؤيته.
نهاية الجزء الثاني

3- شيء في عينيه


__________________________

سمعت مالون وقع خطوات هاريس في الردهة، وشعرت فجأة بالخجل عندما دخل المطبخ، قامته الطويلة وكتفيه العريضتين .
إنعقد لسانها، أما هو فلم يتكلم على الفور، بل وقف عند العتبة بنظر إليها، وكأنه يراها لأول مره عندئذ، لاحظت ان عينيه مستقرتان على شعرها الاشقر ثم نظر إلى قميصها المقفل وبنطلونها الذي يغطي ساقيها الطويلتين. وأدركت انها المره الاولي التي يرى فيها شعرها غير مبلل أو ملفول بمنشفة.
قالت بسرعة، شاعرة فجأة بالخجل:"لقد هذبت مظهري وأصلحته جيداً".
كانت المره الاولى التي يراها فيها بملابس جافة أنيقة.
أجفلت حالما افلتت هذه الكلمات من فمها، خشية أن تستدعي تعليقاً شخصياً منه . ابتسم فأدركت أنه عرف انها تتمنى لو بقيت صامته.
تبدد شعورها بالتوتر بسرعة عندما قال لها:" كنت صاعداً بحقائبي إلى غرفتي، لكنني لم أستطع مقاومة رائحة الفطائر العابقة في البيت".
شعرت بالخجل مره أخرى. ما الذي بمنعها من أن تتمالك نفسها ووجدت نفسها تجيب:" أحضر لي ديل كيس خوخ. هنالك بعض الدلاء على فسحة السلم تحسباُ لتسرب المياه".
لم تستطع ان تتوقف عن الكلام:" أٌصلح جزء من السقف، ولكن هناك بعض التسربات الجديدة، والعامل المسؤول عن ذلك لا يمكنه الحضور قبل يوم الاثنين، هل تريد قهوة؟"
خشيت ان يحرجه هذا التغيير المفاجئ في لهجة حديثها المائل إلى الحدة.
لكنه أجاب:"أور فنجاناً. سآخذ حقيبتي إلى غرفتي، ومن بعدها تزودينني بكل ما أحتاج معرفته".
سرها أن ذهب لانه منحها فرصة لتتمالك نفسها، رباه، ماذا حدث لها؟ لم يسبق لها أن شعرت بالخجل أو بعقده اللسان في وجود رجل . هل انعقد لسانها؟ كما أن الثرثرة التي لم تتوقف هي مسألة أعصاب على الأرجح؟ من المؤكد أن تجربتها مع رولاند فيليبس لم تحطم ثقتها بنفسها إلى هذا الحد! أنها تتمنى ألا يكون ذلك قد حصل رغم اعترافها بمعاناتها السابقة مع رجال كزوج أمها السابق و ابنه، وصديقها الخائن كيت مورغان. كانت لاتزال تضمد جرحها عندما حصل ما حصل من صهر هاريس .
عندما عاد هاريس على المطبخ، كانت القهوة جاهزة، وبدأت مالون تظن أنها عادت متماسكة عندما قال :"لقد وصل السرير".
فسألته على الفور بلهجة عدائية :"وهل كنت في غرفتي؟".
تلاشت العفوية من صوته "أليس مسموحاً لي أن اتحقق من تنفيذ تعليماتي بشأن النوافذ والأبواب؟".
رد بشي من الخشونه،، فنظرت إليه ثم إلى قهوتها.ما الذي جرى لها؟ هذا بيته ويمكنه ان يفعل في مايريد ساد الصمت بينهما
ثم تبددت الخشونه في صوته وسألها برفق : "هل أنت مستاءة؟"
نظرت إليه تعتذر، محاولة ان تفسر سلوكها :" آسفة ، أبدو حساسة أكثر مما يجب أن فقط..... أحب عزلتي."
لم تشأ أن تزيد فتشرح له ما حدث لها منذ سنوات، حين كان عليها أن تضع كرسياً تحت مقبض الباب كي تمتع دخول المتطفلين.
لم تشكره :"هل لي أن أسأل ما معنى هذا"؟
لم تؤثر عليه رغبتها في المشاكسة :"انت رحبت بي برائحة الطهي....وإذا بك تعاملينني بحدة لئلا اكون فكرة خاطئة عنك".
رات أن لا شيء يفوته، لكنها لم تهتم لذلك بل ردت عليه بحدة :" لم يكن الطعام من اجلك بالذات، حتى ولو اسعدني تقديمة لك ".
وشعرت فجأة بأنها لم تعد تستطيع ان تتحمل ، فتابعت تقول:"لدي حقيبة جاهزة ، سأذهب".
فسألها بدهشة وقد تصلبت ملامحه :" إلى أين ؟ لا أعتقدك ترحلين فقط لأن...."
- أنا لست راحلة، بل ذاهبة لأبيت هذه الليلة في فندق.. هل نسيت؟ .
- لا، لم أنس. لكنني طنت فقط، نظراً لبدايتنا الفاشلة، أنت لن تعودي.
ولانت لهجته مره أخرى:" أهلاً بك إذا شئت أن تبقي...."
فقاطعته بخشونه :" لا أريد ذلك".
فرد عليها بحدة " سامحيني لأنني ذكرت ذلك ، سامحيني لشعوري بالذنب إلى حد جعلني أبدو و كأنني أريدك أن ترحلي".
لم تشأ مالون أن تعتذر ، لم تشأ أن تكون هي المخطئة دوماً.. ودون أن تنظر إليه ، وتعبأ بقهوتها ، خرجت من المطبخ وصعدت إلى غرفبتها .
بعد ثوان فقط، نزلت إلى الطابق الاسفل حاملة حقيبتها. وعندما وصلت إلى الردهة كان هاريس قد خرج من المطبخ ووقف هناك حاملاً مفاتيح السيارة ، عندما أدركته، مد يده ليحمل عنها حقيبتها لكنها قالت وهي تتمسك بالحقيبة :" سأطلب من كيفين أن يوصلني إلى المدينة "ز
فأجاب بهدوء :" سآخذك انا".
وقبل أن تبدأ الجدال ، أخذ منها حقيبتها وأجلسها في سيارته ثم انطلقا من المنزل. ولكن لما كانت تجادوله؟ وجد مالون نفسها تتساءل بصمت . إنها لم تر منه غير الشهامة والتهذيب وتملكها فجأة شعور بالسوء .
فقالت له من دون تفكير :"آسفة ".
وعندما حول عينية لحظة عن الطريق لينظر إليها ، تابعت تقول :"لا أدري لما أنا...."
وفتشت عن كلمة فلم تجد أفضل من كلمة قالها لها وبدت لها مناسبة الآن
" .........فظة بهذا الشكل".
- أنا أعرف.
أدهشها جوابه الرقيق وقد حول نظراته الى الطريق، وحدقت الى جانت وجهة "أنت ؟"
- مازلت تعانين من الأذى الذي لحق بك الأحد الماضي ؟
فكرت مالون في ذلك ، فما عانته من رعب وفزع وهي تركض تحت سيل المطر المنهمر ، كان وحده كافياً بغض النظر عم حدث من قبل. أمضت طوال الاسبوع في استعادة الصورة المروعة لوجه فيليبس الشهواني وهو يحاول أن يمزق ملابسها . عندئذ، خطر في بالها ، أن لا أحد يمكنه أن يشفى على الفور من شي كهذا . فقالت متنازلة :" قد تكون على حق . أرهقتني الذكريات وراودتني الكوابيس".
- ألم تنامي جيداً؟
- يختلف الأمر عندما أنهض باكراً لأذهب إلى العمل".
قال ببطء " حسب بوب ميلز الذي اتصلت به الخميس، انت دوماً مستيقظة وتعدين إبريق الشاي أو القهوة عندما يصل عند الساعة الثامنة إلى ربعاً"
- لم أكن أعلم ان لديك جواسيس هنا.
- هل عدت إلى الفظاظة مره أخرى؟
لكنها لم تجد في لهجته أي انزعاج بل مجرد دعابة واحبت تصرفه.
فقالت باسمة :" لن أقول آسفة مره أخرى".
لكنها تابعت بجد :" بالرغم من شهامتك ولطفك ، أنت ..........."
- هيه...... سوف تمنحينني هالة قديس الآن!
- أشك في قداستك.... إنها شهامة منك أن تتوقف الأحد الماضي كما فعلت.
- يهمنا أن نرى إمكانية علاج لتلك الذكريات والأحلام، أتحبين أن تري طبيباً نفسياً؟ يمكنني أن أرتب لك ...
- رباه ، هذا ليس ضرورياًّ لو عرفت انك ستهتم بالأمر جدياُ لما أخبرتك.
- الأمر جاد ، يا مالون،فأنت متوترة معي أغلب الاحيان. لا اريد أن يتأصل فيك الخوف من الرجال بسبب صهري..
فهتفت بضيق :" أنا لست خائفة من الرجال!أتحدث إلى العمال طوال النهار"

وعندما لم يقاطعها هاريس، وجدت نفسها تقول بغضب:" قد أكون حذرة أحياناً ، وعلى شي من الاحتراس، ولكن ليس بسبب فيليبس وحده ........."
وسكتت فجأة، كارهة هاريس لأنه أغضبها إلى حد جعلها لا تنتبه إلى ما تقول .
و زادت كراهيتها له عندما نظر إليها وسألها بخشونه:" هل حدث لك تجربة مماثلة ؟ سيضاعف ذلك من شناعة تصرف فيليبس".
فأجابت بحده : " لا أريد أن أتحدث عن ذلك ، كما أنه لم يكن بنفس السوء . انتبه إلى الطريق".
وعندما رأت أنهما أصبحا في الشارع الرئيسي، قالت :" يمكنك أن تنزلني هنا و أنا سوف ......."
تجاهلها ... فأرادت أن تضربة بقبضة يدها . لم تعرف قط مثل هذا الرجل .كانت تريد أن تبحث عن نزل مناسب يقدم سريراً وإفطاراُ ، في حين أنه يريد أن يأخذها إلى اجمل فندق في المدينة.
عندما أوقف سيارته في موقف فندق كليفتون، صممت أن لا تدخل إليه . نظرت إليه بعناد ، فبادلها النظر قال :" لا تصعبي الامور، يا مالون".

أحست بشي من الضجر في لهجته.. فشعرت بالذعر. لاشك أنه يجهد نفسه في العمل ويمضي ساعات طويلة ليحقق النجاح الذي يتمتع به . ربما ترك لندن ليأتي إلى " هاركورت هاوس" آملاً في أن يجد الراحة والاسترخاء عدة ساعات قبل أن يعود للكفاح في عالمه.
- أنا...
فتحت فهمها لتقول أنها اسفة ثم ترددت غير واثقة من السبب الذي يجعلها تعتذر، وبدلاً من ذلك قالت:" يبدو الفندق مترفاً بعض الشي، هل تظن ان بنطلون الجينز والقميص القطني سيتناسبان معه؟"
وفجأة ابتسمت العينان الرماديتان الودودتان لعينيها الواسعتين، وقال مداعباً :" انت متكبرة، يا مالون بريتويت"
- لا لست كذلك . كل ما في الأمر أن تربيتي سليمة .
أخذت ابتسامته تتسع، فخفق قلبها بشكل غير متوقع .ت تحولت نظراتها بعيدا، وأمسكت بمقبض الباب . وفي الوقت الذي أحضر هاريس حقيبتها ودار حول السيارة ليفتح لها الباب ، خرجت منها .
وبدأ واضحاً أنه كان ستعمل هذا الفندق كثيرا فقد تبادل التحية مع الموظفيين بالاسم.

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:18
وفي غمضة عين، وجدت أن غرفة حجزت لها في هذا الفندق المزدحم فيما وقف هاريس ينظر إليها وهو يقول :" سأحضر غداً لأخذك ".
وشعرت بالذنب لتحميلة هذا العبء فقالت بإصرار :"بل سأستقل سيارة أجرة".
- أتطعنين في قيادتي؟
- لا أجؤ على ذلك . وضحكت
وشعرت بالأمان، وبقي هذا الشعور حتى عندما استقرت عيناه على فمها .

بعد ذهابه تملك مالون شعور غريب، ليس شعور بالحرمان بالضبط. لم تستطع أن تحدد هذا الشعور ، لكنها افتقدته.
في غرفتها في الفندق، نبذت من ذهنها هذا الهراء ، كانت تشعر بالوحدة لا اكثر،
فتذكرت أمها، رفعت سماعة الهاتف . منذ عشرة أيام ، اتصلت بها أمها إلى " آلمورا لودج" لذا من الأفضل أن تتصل بها .
جاء اتصالها في الوقت المناسب لا امها قالت لها " كنت على وشك ان اتصل بك " وقد بدت السعادة في صوتها والسرور بسماع صوت ابتنها .
سألتها مالون " هل تسير الأمور على مايرام؟"
- بل على أحسن ما يكون، وجون رقيق للغاية . لقد نسيت تماما كيف يتصرف الرجل المهذب الحقيقي.
سألتها أمها " كيف الحال معك ؟ هل رأيت مخدومك كثيرا هذا الاسبوع؟"
أدركت مالون انها تعني رولاند لانها اخبرتها في آخر اتصل بينهما انها نادرا ما تراه.
لم تستطع مالون ان تفسد لى امها سعادتها الجديده فأجابت :" لم أراه منذ الاحد الماضي".
ستتألم إذا عملت بما حدث لها مع رولاند ، وربما ستلح عليها للعيش معها ومع جون لو اخبرتها أنها تعمل لدى رجل أخر
تحدثت مالون طويلا إلى أمها، ثم وضعت السماعة أخيرا وقد زاد اقتناعها بأن أمها أصابت في الزواج من جون الذي لا يقارن بأمبروز حينكنز .
أدركت أن أجزة هذ الفندق ستحدث شرخاً كبيراً في ميزانيتها ، فاختارت أن تخرج وتشتري شطيرة لغدائها.
عادت لغرفتها في الفندق قبل العشاء ، ففكرت في الخروج وتناول طعام خفيف في مكان ما، ثم وجدت نفسها تتساءل عن المكان الذي يتناول هاريس فيه طعامه، تمنت ان يأكل من فطيرة الخوخ.. ثم أدركت أنها تفكر في شي من العطف.

افرغت حقيبتها ثم سارت إلى الخزانه واخرجت بنطلوناً انيقاً وبلوزة.

عندما نزلت، كانت غرفة الطعام مزدحمة بالزبائن، ورأت مجموعة كبيرة تحتفل بشيء ما، كما يبدو .
شرعت مالون بتناول الوجبة التي طلبتها ، وعندما أخذت تتناول الحلوى، أدركت أن الحفلة كانت احتفالا باليوبيل الذهبي لزوجين .لم تكن تنظر باتجاههم بشكل خاص، ولكن لم يفتها رؤية باقات الأزهار الضخمة التي تحفل بها المائدة ، أو رؤية الزوجين المرحين اللذين لم يبد عليهما انهما كبرا في السن .
تناولت قهوتها في قاعدة الجلوس وقد خف اضطرابها . وجدت وهي ترشف قهوتها أنها تفكر في هاريس. ومره أخرى، وجدت نفسها تتساءل إن كان لديه صديقة في هذه المنطقة ليستري أملاك " ابرماسي" لكنها بعد التفكير ملياً، استبعدت الامر ‘ اذا كان راضيا تماما عن حياة العزوبة ،فمن غير المحتمل أن تيخذ صديقة دائمة.
- هل هذا المقعد مشغول؟
رفعت بصرها فرأت رجلا وسيما في حوالي الخمسة والعشرين ن فقالت له باسمة:"لا بأس ، خذه".
ثم اكتشفت انه غير متعجل للذهاب إلى ان ذكره شخص ما بواجبه.
وبعد دقائق، وفيما كانت مالون تهم بالعودة إلى غرفتها عاد الرجل فظنت انه جاء ليأخذ كرسياً آخر. لكنه، بدلا من ذلك ، احضره إلى جابنها:" هل لديك مانع في أن أجلس عدة دقائق؟ قولي لا ، فأذهب".
بدأ لطيفاً، فسألته :" ألا يتوقع أصحابك عودتك؟"


انه اليوبيل الذهبي لزواج جدي . كل الأسرة منغمسة في الذكريات. لكنني لست كبيراً إلى حد يكفي لمشاركتهم بذلك .
أعجبت مالون بتوني ويلسن. كان شاباً مرحا ًسهل المعشر فلم تجد سبباً يمنعها من أن تصارحة عندما سألها أن كات تمضي إجازة في المنطقة ، فأخبرته بأنها هنا لليلة واحدة.
- ماهو العمل الذي تقومين به؟
- حالياً أقولم بعمل مؤقت (كمشرفة) في منزل . أراقب عمال البناء وما شابه ذلك.
- هل أصحاب البيت متغيبون معظم الوقت؟
- جاء صاحت البيت هذا الصباح.
- ومنحك إجازة الاسبوع؟
فكرت مالون في ان الوقت حان لتذهب فقالت:
- بعض افراد اسرتك ينظرون في اتجاهنا ، أظنهم يريدونك.
نظر توني إلى الخلف ولوح بيده ثم التفت إليها يدعوها :" تعالي معي ، تعالي والتحقي بالحفلة ".
- لا يمكن
- سيرحبون بأن تجلسي معهم.
هزت رأسها واوشكت أن تقول إنها تود قراءة كتاب جيد، ثم أدركت أن ذلك يدل على قلة تهذيب.
- لا ، ولكن شكرا.
لم يكن الكتاب بمستوى التعريف به . ولكنها شعرت فجأة بالاضطراب مره أخرى، حاولت الاستغراق في قراءته دون نجاح ، فوضعته جانباً ثم دخلت الحمام لتستلقي في الحوض فترة طويلة بينما أخذ عقلها يجول حتى انتبهت فجاة إى لانها تفكر في هاريس كويليان..
صحيح انه كان شهم معها .. بل اكثرمن شهم ، وسخياً أيضا وهو يلح عليها بقوبل أجرها مقدما ، ولكن عندما تذكرت أنه كان أحياناً بالغ الحدة معها، قررت انه لا يستحق كل هذا الاهتمام منها.
في تلك الليلة غزا نومها المزيد من الكوابيس، وعندما استيقطت ، سرها أن تغادر سريرها . اغتسلت وارتدت ثيابها، فرأت من حالة الجو أنه لن يكون مشرقاً كالامس
ابتدأ المطر ينهمر بينما كانت في صالة الطعام تتناول إفطارها .. إذا استمر المطر، فسيكون عليها غداً أن تمضي معظم الوقت في إفراغ الدلاء.
ابتسمت للفكرة ، وأدركت بحماقة ، بنها رغم رفاهية الفندق، مستعدة للعودة إلى " هاركورت هاوس" مع أن المنزل مازال بعيداً عن الاكتمال ، إلا انها تتطلع بشوق للعودة إليه.انتبهت إلى نفسها عليها ألا تتعلق بالمكان لانها ستعادرة بعد نحو ثلاثة اشهر.
سارت إلى غرفتها وجمعت حاجياتها القليلة ولكنهالم تكن واثقة متى سيصل هاريس ليأخذها . تركت حقيبتها في غرفتها ثم نزلت إلى مكتب الاستقبال لتدفع أجرة الليلة .
وعندما طلبت الحساب قالت لها الموظفة :" الحساب مدفوع".
- مدفوع ؟ لا بد أن هناك خطأ ما .... أنا لم ...
- ترك السيد كويليان خبراً بأن نرسل إليه الفاتورة ، وأنا لا أجرو على تسليمك إياها
أوشكت مالون على اعتراض، عندما ظهر توني ويلسن أمامها، فالتفتت الموظفة إليه.
- كنت أرجوا أن أراك هذا الصباح .
تكلم بصراحة ، صم اضاف :" استعجلت في الصعود إلأى غرفتك الليلة الماضية فلم تسنح لي فرصة طلب موعد منك للخروج ذات ليلة . يمكننا ان نتعشى معاً في مكان ما ".
- آسفة ، يا توني .
أوقفته عند حده على الفور،بنفس لطفه ورقته. سيمضي وقت طويل قبل أن تفكر في الخروج مع رجل مره أخرى، ولكن لطفه وصراحته حملاها على أن توقل له بصدق " أنهيت علاقتي مع صديق من وقت قريب ، وما زلت غير مستعدة لعالقة جديدة بعد".
- أنا أسف.
ولكنه لم يكن مستعداً للتخلي عنها:" ربما إذا أعطيتني رقم هاتفك ، يمكننا أن نتحدث هاتفياً فنتصادق مع بعضنا قليلاً. يمكنك ن بهذا ، ان تعرفيني...."
فقاطعته بحزم مقنع :"لا"
لكنه لم يذعن :" هل ستكونين في هذا الفندق في العطلة القادمة ".
وضحكت مالون.
وفي هذه اللحظة ، شعرت بأنهما لم يكونا وحدهما ، فالتفتت لترى عينين رماديتين حادتين تخترقان أعماقها، فهتفت بدهشة :"هاريس؟"
لم تره أو تسمع صوته وهو يقترب كما لم تكن تتوقع حضوره إلى الفندق بهذه السرعة .
لا حظت أنه لم يكن متحمساً تماما لوجوده هناك. لم يتحرك توني كما أن هاريس لم يقل شيئا وهو ينظرإليه. وادركت هي أن الخيار خيارها فقالت :" توني، هذا رئيسي في العمل هاريس كويليان . وهذا توني ويلسن".
تنحت جابنا بينما حيا الواحد منهما الاخر بتهذيب
قال هاريس بخشونة :"إذا كنت جاهزة؟".
ومره أخرى، شعرت بدافع إلى ضربه. لكنها قالت بأدب:"سأصعد لاحضر حقيبتي"
ثم سارت نحو المصعد برفقة توني.
عاد يسألها وهما بانتظار المصعد :" هل أنت واثقة بشأن رقم الهاتف؟"
- نعم .
والتفتت إلى حيث كان هاريس ينظر إليهما من دون أن يبتسم .وبعكسه ، أدركت أنها لن ترى توني ويلسن مره أخرى بعد الآن فمنحته أجمل ابتسامه. لكنها في المصعد لم تكن تبتسم . قد كان هاريس مستعجلا في الذهاب إلى لندن ، ولكن لم يكن ذبنها انه مضطر للحضور ليأخذها . كان ليسرها أكثر لو عادت في سيارة أجرة . وقد قالت له رأيها ، فالذنب إذن ذنبه هو .

بعد أن استقرت على هذا الرأي ، احضرت حقيبتها والكيس البلاستيك الذي يحوي مشترياتها ومن ثم هبطت بالمصعد. تضايقت حين لم تره واقفا ينتظرها بفروغ صبر، بل كان يتحدث مع موظفة الاستقبال التي بدت مشدوهة به.
قاطعتهما مالون ببشاشة :" انا جاهزة عندما تريد".
استدار اليها ونظر إلى كيس مشترياتها، ومع انه حيا الموظفة مودعاً وهو يأخذ الحقيبة من مالون، فقد بدأ عليه أنه ودع ايضا ظرفه. قررت عدم الاهتمام، وخرجت من الفندق.
توقعت ان يمضيا رحلتهما بصمت إلى البيت، واذا به يسألها بلهجة غير ودودة :" من هو ذلك الرجل ؟"
- من ؟
كانت تعلم جيداً من المقصود ولكن، بما أنه مستعجل ليعود الى لندن ، فلم تكن مستعجلة لمساعدته أيضاً.
- ويلسن!
- إنه نزيل في الفندق.

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:19
هل تعرفت عليه أمس؟
وقررت ألا تجيب . لم كل هذه الأسئلة ؟ ولكنها بعد التفكير مليا رأب أن لديه غرضاً من ذلك :" هذا صحيح".
- هل تعشيت معه؟
- لا.
- لكنكما تواعدتما على اللقاء مره آخرىز
فقالت بحدة :" لا. هذا لم يحصل".
- أين يعيش.
- في الجوار.
- هل أخبرته أين تعيشين؟
- وهل من المحتمل أن أفعل ؟
ردت عليه بحدة وحرارة . لقد نالت ما يكفي من الاسئلة . ولكن ، ربما لا يريد هاريس أن يعطي عنوانه لأحد على الاطلاق . وربما هو يحب عزلته كما تحبها كذلك.
ظنت أن جاوبها كاف ، وان هاريس انتهى من الموضوع. لكنها تبينت أنها مخطئة عندما صاح مزمجرا:"وهل أعطيته رقم هاتفك ؟"
شعرت بسرور بالغ وهي تجيبة بغطرسة :" ربما غاب عن ذهنك اننا لا نملك واحداً".
ظنت أن لهجتها المتغطرسة ضايقته ، ولكنها اكتشفت الآن خطأها. في الواقع ، فقد صوته خشونته وهو يسألها:"أليس لديك هاتف خلوي؟"
- "لا"
مضت دقيقتان كان ينظر فيها إلى كيس مشتريات :" أرى أنك كنت تتسوقين. لم أفكر في ذلك قط، علي أن اعطيك نقوداً لنفقات البيت".
يالهذا الرجل ! سألته مشاكسة :" هل تتعمد استفزازي"؟
فالتفت إليها بحيرة صادقة :"وماذا فعلت؟"
- يكفي أنك دفعت فاتورة الفندق اليوم، إلى جانب كل تلك النقود التي اعطيتني إياها الاسبوع الماضي.
فقال بلطف :" يا مالون المتكبرة!هل ستسامحينني لأنني جرحت إحساسك؟"
همد غضبها في لحظة. وشعرت برغبة في الضحك، فحولت وجهها إلى النافذة كيلا يرى ابتسامتها. كانت الضحكة تحتنق في صدرها . واخيراً التفتت إليه تسأله
- لماذا أشعر برغبة في الضحك ؟
عاد ينظر إليها ، وبعد لحظة قال :" لانك، في الاساس لديك طبيعة مشرقة . لكن الحياة مؤخراً، لم تسعدك . وقد بدأت طبيعتك المشرقة تظهر من جديد".
- لم أطلب منك تحليل نفسيتي.
أعلنت هذا بشيء من التوتر وقد فارقتها الرغبة في الضحك. لكنه ضحك ، واستاءت لذلك . قال : هل هذا ما فعلته أنا؟"
لم تعبأ بأن تجيب ، لكنه لم ينزعح لذلك بل تابع: " علي أن أمدحك لما فعلته؟"
أثار كلامه فضولها :" وماذا فعلت ؟"
- لأانك جعلت منزلي " هاركورت هاوس" بيتاً حقيقياً .
حملقت فيه.. شعرت بالغرور لأنه لاحظ أنها غيرت الملاءات وعلقت مناشف نظيفة.
- هل كنت في غرفة الاستقبال؟
- أضفت الأزهار جمالاً.
وفجأة ، بدا أن العداء بينهما قد تلاشى.
لم تستطع أن تفهم المودة التي شعرت بها وهي ترى "هاركورت هاوس" مرة أخرى. حتى مع المطر ، بدا المنزل و كأنه يرحب بها. وقالت لهاريس وهوينقل كيس مشترياتها إلى المطبخ : " هل لديك قت لتناول فنجان قهوة ".
وضع ما يحمله على مائدة المطبخ ونظر إليها :" وهل أنا ذاهب إلىأي مكان؟"
- ولكنك......
وسكتت . ألم يقل لها يوم الأحد الماضي أنه سيأتي إلأى الفندق ليأخذها إلى البيت قبل أن يعود إلى لندن؟ على كل حال ، غمرتها بهجة غير متوقعة لأنه سيتأخر معها عدة ساعات قبل ان يعود إلى لندن . قال وهي تتجة إلى الباب :
- سأخذ حقيبتي إلى غرفتي .
رباه، كانت مسرورة حقا لبقائه.

أوقفت أي تساؤل عما يجري لها لتشعر بكل هذا السرور ، وهي ترى الدلاء التي وضعتها أمس تداركاً لأي تسرب، وقد بدت طافحة بالمياه.
وضعت حقيبتها على الأرض و فتحت غرفة قريبة منها مزودة بحما، ثم حملت بحذر الدلو . كان عليها أن تحمله ببالغ الحذر ، وبعد أن أفرغب محتوياته في الحمام، وضعت غيره قبل أن ينساب الماء المتسرب على الارض.
حملت الدلو التالي، وهو ممتلئ، ببط بالغ، لكن حين استدارت بسرعة لتضع بديلاً له ، اصطدمت بهاريس الذي كان يصعد السلم. ولسوء الحظ ، كان دلوه ممتلئاً، فلم يستطع أن يتحكم في محتوياته و انسكب على أرض الحمام، بينما اندفع النصف الأخر على مالون والارض .
كان الماء بارداً ، فتراجعت مالون وهي تترنح. شهقت للصدمة المفاجئة وابتدأت تضحك . ولكن ما إن تقوس فمها حتى وقع بصرها على هاريس، فتلاشت رغبتها بالضحك. لم يكن ينظر إلى وجهها بل إلى الماء السائل على قميصها.

لا حقت نظراته فكادت تشهق من جديد فقميصها القطني أصبح الآن ملتصقاً بجسدها. كان هاريس واقفاً من دون حراك يحدق فيه، كالمسحور!
سقط الدلو من يدها، وعندما وصل إلى الأرض وتعالت قرقعته ارتفعت عيناه إلى ملامحها المرتجفة :" مالون أنا......."
لكنها لم تبق لتسمعه ، فقد اندفعت هاربة لا تدري إلى أين ، حتى وجدت نفسها في حمى غرفتها.
تبعها هاريس إلى هناك ، فصاحت به وقد تواردت الصور إلى مخيلتها .. لقد صرخت بهذا الشكل في وجه لي جنكنز منذ سنوات طويلة .
أسرع هاريس إليها وامسك ذراعها بقوة قائلا فيما هي تحاول أن تحرر نفسها منه :" اهدئي. لن أؤذيك. أنت أمنه معي، امنه . دعي عقلك الخائف يفهم أنك أمنة".
حدقت مالون فيه. كانت عيناه تحدقان في عينيها بحزم، مركزاً انتباهه على اقناعها بأنها أمنة، وانه لن يؤذيها . توقفت عن المقاومة ، لكنها بقيت تراقبه بحذر.
وعندما رآها مصغية إليه، تابع يقوم :" اصغي إلي. أي شخص مكاني كان لينظر إليك ليرى إن أصابك مكروة . أنك عديمة الثقة، ويمكنني أن أفهم السبب. ولكن حاولي أن تثقي بي لانني ذو ......."
فقاطعته وقد أسامتها المحاضرة :" ذو عينين لا تستطيعان الامتناع عن الحملقة ".
تكلمت بلهجة عدائية ، فاكتشفت أن كلماتها أقوى من مقاومتها لتحرير ذراعها من قبضته.
لمعت عيناه بخشونه، فترك ذراعها فجأة :" من المستحيل أن يتفاهم الانسان معك"
ثم استدار مندفعاً إلى خارج الغرفة ، وبعد فترة سمعت هدير سيارته. لا شك في أنه غير رأيه بشأن العودة إلى لندن . حسناً، انها مسرورة ، مسرورة ، مسرورة . وإذا خالفها الحظ، فسينسى العودة إلى هنا تماماً .
نهاية الجزء الثالث

4- ماذا يحدث لها ؟

توقف المطر أثناء الليل بمعجزة ، واستيقظت مالون على صباح مشمس رائع
تمنت لو أنها استيقظت بالاشراقة نفسها .قال لها هاريس إن طبيعتها، في الاساس، مشرقة . وقد عكرت كوابيس الليل مزاجها.
تركت سريرها وقدتملتها الكآبة. لم تكن أخلامها هي الغمامة الوحيدة في يومها ، فبسبب موفقها منه أمس، اختصر هاريس زيارته . لقد جاء إلىهنا ليرفة عن نفسه، فأفسدت الأمر عليه.
استعرضت مالون أحداث امس، شاعرة بالخزي من نفسها، تلك الاحداث التي دفعت هاريس إلى الذهاب مبكراً. ( أنت آمنه معي. دعي عقلك الخائف يفهم هذا ) هذا ما قاله لها، ولكن ل
م يكن لديها منطق يتقبل المحاضرات... ربما رحل لظنه انها لن تهدأ إلا إذا خرج .
أمضت مالون يوم الاثنين في إعداد الشاي للبنائبن ولم يفارقها الشعور بالخزي للطريقة التي عاملت بها هاريس. كانت تعلم أن حالتها لن تتحسن إلا بعد أن تعتذر له.
من الغريب انها نامت تلك الليلة لاول مرة من دون احلام ، استيقظت صباح الثلاثاء على يوم مشمس أخر، فسارت إلى إحدى نوافذها لتنظر إلى سكون المكان وصفائه .. قبل حضور البنائين . وغذا بها تدرك أن المنز مبني على أروع بقعة
مع تحسن الطقس ، انتعشت نفسية مالون إلى حد انها ، عندما رات أحد العمال يلقي الجريدة جانباً ، استعارتها منه الوظيفة الوحيدة مع السكن التي أعجبتها هي في مكتب استقبال في فندق. ولكن ، هل تريد ذلك حقا؟ كان عليها ان تجد عملا ً وسكناً بعد أقل من ثلاثة أشهر ، لانها لا تريد أن تلجأ إلى أمها ، مما دفعها إلى التدقم بطلب لذلك العمل ، لكنها لم ترر تماما وضع الطلب في البريد إلا يوم الخميس.
لم تكن واثقة من موقع أقرب صندوق بريد، فذهبت لتبحث عن كيفين . فقال لها دين :" لن يعود كيفين قبل ساعتين، لوكن إذا كان الامر مستعجلاً، يمكنك أن تستعيري دراجتي".
- هل أنت واثق؟.
- أنها ليست أفضل دراجة عندي.
وبعد خمسة دقائق كانت تمتضي وقتا ممتعا في قطع الطريق، لم تر صندوق بريد إلا بعد أن أصبحت قريبة من حانوت شيروين. لكنها ، بعد ان وضعت رسالتها في الصندوق ، شغلت نفسها في طريق العودة بتفحص الطرق الفرعية المختلفة ، إلأى ان لاح منزل هاركورت هاوس . فتملكها شعرو بأنها ستكره مغادرة المنطقة .
بما أنها انطلقت عازمة على ألا تنطلق بتردد بل بأبهة ، فغذا بها تعود بأبهة وسرعة معاً، وهي ترى هاريس وسيارته الفخمة.
مرت بجانبة متابعة طريقها لتعيد الدراجة إلى صاحبها ويه تقول باسمة "شكرا يا دين".
- يمكنك أن تستعيريها في أي وقت .
شكرته مرة ثانية . لكنها اعترفت بوجود كل انواع المشاعر في داخلها ، وادركت أن لا علاقة بركوبها الدراجة بعد انقطاع سنوات .
كانت تقترب من المدخل الخلفي للبيت عندما جاء هاريس وسار بجانبها سائلاً
- لمن الدراجة ؟
- انها لدين زميل تشارلي السباك.
وعندما أدركت أن هاريس لم يكن يسأل عن إيضاح وجدت نفسهاتتابع ثرثرتها
- لستعرتها لأذهب إلأى البريد وأرسل طلب عمل
وقف هاريس فحذت حذوة ( ألست سعيدة هنا)؟
حدقت مالون إليه ، ثم ألقت نظرة ذات معنى على ادوات العمال المتكومة في أنحاء الردهة ، ولم يكن بحاجة إلى قول المزيد ... فضحك الإثنان.
قالت:

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:20
- كنت على وشك تحضير القهوة ، أتريد فنجانا؟
- كنت أظن ان علي تحضير قهوتي بيدي.
وابتسم لها، فأسرعت إلى المطبخ
- أليس لديك عمل اليوم ؟
ألقت عليه هذا السؤال وهما يرتشفان القوة في المطبخ ثم تملكها شعور مفاجئ بالتوتر " أسفة ، أنه سؤال غبي وانا أراك ترتدي بذلة العمل "
- هل انت متوترة الاعصاب بسببي؟
- لست متوترة
ولإثبات ذلك منحته ابتسامة " ما اشعر به هو الارتباك والذنب لانني مدينة لك باعتذار ولا اعرف أحسن طريقة لذلك ".
تسمرت عيناه على عينيها الجمليتي وقال بهدوء :" انا معجب بصدقك يامالون، ولكن لاتشعري بالارتباك هل الاعتدار الذي تدينين لي به شخصي ؟
- أنت تعلم أنه كذلك . لقد جئت إلى هنا في عطلة الاسبوع الماضية لكي ترتاح ، لكن سلوكي المنفعل جعلك تعود إلى لندن مبكراً.
فسألها جاداً :" هل تشعرين بالذنب لهذا؟"
فأومأت : " وبالخزي أيضاً".
فقال برقة :" مالون. لقد مررت بأوقات عصبية، من الطبيعي جدا أن ينفعل الشخص أحياناً"
ترك كرسية واقترب منها باسما وهو يربت على أنفها :" وما كان ينبغير لي أن أستاء من عدم قدرتك على الثقة بي . لم تصدقيني عندما قلت لك أنك أمنه معي".
- آه ، ياهاريس ... انا...
ابتدأت تتلكم بعجز ، وقد أدركت أنه أكثر حساسية بكثير مما كانت تظن . لكنه ابتعد عنها عدة خطوات ناقلاً فنجان قهوته إلى المجلي
- لا تهتمي للأمر.
ثم انتقل إلى موضوع جديد :" فكرت هذا الصباح في المجيء لإلقاء نظرة على العمل وتفحص بعض الاشياء مع بوب ميلر. بعد ذلك يمكنني أن أخذك لتناول الغداء في المدينة إذا شئت".
أعجبها الامر وسرها انه سألها، فأجابت :" هل يمكنني أن أطهي لك شيئاً هنا؟".
فقال دون تردد :" شكراً . هذا حسن ".
يبدو أنه سيعود للندن حالما ينتهي من تناول الطعام ، لذا فهو لا يريد أنيسرع بتناول الغداء
عاد هاريس بعد نصف ساعة ، فسألته :" هل تريد أن تأكل ؟"
وعندما جلسا، أعلن :" ما ألذ الطعام مع أنك لم تعلمي أنني سأتغذى هنا . ولكن الطعام ممتاز".
- أنه مجرد طعام سريع.
اعترفت لنفسها بأنها تشعر بالسعادة . ومع انتهاء الغداء ، قال هاريس انه جاء اليوم لانه لن يأتي في العطلة الاسبوعية ، تملكها شعور غريب يمكن وصفة بأنه خيبة أمل ، لكنها وجدت هذا الوصف سخيفاً، لا سيما وا ن عليها أن تذهب إلى الفندق فلا تراه أبداً حتى لو جاء لقضاء العطلة في البيت ، ولماذا تريد رؤيته؟ أليس جنوناً؟
صرفت من ذهنها هذه الافكار ، فسألته:" مالذي جعلك تختاز هذه المنطقة بالذات؟ ألان أختك .......".
وسكتت، لكن هاريس أجابها :" لم تكن فاي تسكن في هذه المنطقة حينذاك، لقد رأت ألمورالودج في اول زيارة لها إلى هنا. وعندما اكتشفت أن اصحابه كانوا يؤجرونه اثناء غيابهم خارج البلاد لمدة سنة ، اقنعت زوجها بشرائة "
وسكت هاريس ، ثم ‘اد يسألها بهدوء :" أرجوا أن لا تكوني قد رايته؟"
-لا ، الحمد لله.
- ماذا عن كوابيسك .
- لقد ذهبت
- تماماً؟
- لم تعاودني منذ......
أرادت ان تقول منذ الأحد الماضي . ولكن شعورها المفاجئ بالحساسية نحو هاريس، منعها من أن تذكره بذلك الخصام الذي حدث بينهما الأحد الماضي لذا قالت " ثلاث ليال".
لاحظت انه أخذ يحسب في ذهنه على الفور، ولكن كل ما قاله هو
- حافظي على هذا المستوى الجيد.
سألها :" اتريدين عونا في غسل الأطباق؟
أوشكت على الضحك ، شاعرة بالمرح ، وأجابته ببشاشة أن لا داعي لذلك ، لذا خرج .
افتقدته بعد ذهابه فتساءلت عن السبب وهي لا تكاد تعرفه ؟
اكتشفت صباح السبت، أن ما كانت تفكر فيه هو هاريس ، فهو دوما في بالها. حسناً ولم لا ؟ فلولاه الله وحده يعمل ماكان ليحدث لها .
كان العمال منشغلون والضجج عالي اكثر من العادة ، فخرجت لتتمشى ، اخذت معها حقيبة يدها وبحثت عن كشك الهاتف لتتصل بأمها. في الطريق الريقي أخذت تسير وهي تتساءل عما يفعله هاريس في هذه العطلة الاسبوعية ، أترى على موعد مع امرأة ؟ وشعرت مالون بالضيق، ,إذا تنتبه إلى هدير سيارة قادم من خلفها .
لم يكن هناك رصيف ، فتحولت إلى جانب الطريق ، وبدلا من ان تسر السيارة بها ، كما هو متوقع ، إذا بها تتباطأ . عندما أوشكت على الالتفاف لترى أن كان هذا الغريب يريد أن يسأل عن وجهة ما ، سمعت صوتاً جمد الدم في عروقها
- هل يمكنني أن أوصلك ؟
أنه صوت رولاند فيليبس، هي واثقة من ذلك ، أرادت أن تهرب فلم تجب ، عندئذ وقفت السيارة أمامها.... ثم عرفها .
حسناً، حسناً ..... مالون بريتويت!
استمرت في سيرها ، فقاد سيارته بجانبها :" والان مالذي تفعلينه في هذه المنطقة ؟"
حاولت أن تتجاهله ، لكنها وجدت أن الشرير أدرك أن لا بيت في هذه الانحاء سوى بيت شقيق زوجته .
-لا تخبريني انك تقيمين في هاركورت هاوس !
مستحيل أن تخبره بشء ما ، لكن الخوف تملكها لم تكن تريد أن يعرف هذا الرجل أين تسكن أو أنها ستكون هذه العطلة الاسبوعية وحدها في البيت .
- هل تقيمين مع هاريس كويليان؟
وقفت لتجيبه غاضبة "أنا مدبرة بيته"
- هذا اسم جديد لذلك .
وادركت /الون أنه يفكر بالسوء، وتمنت لو ان هاريس أمعن في ضربه
وعاد فيليبس يسأل :" هل هو هنا هذه العطلة الاسبوعية ؟"
فتملكها الخوف :" سأبلغه تحياتك حين أعود . اليس كذلك ؟"
استطاعت أن تتمالك نفسها وهي تسأله، ملقية نظرة ذات معنى على ذقنه عله يتذكر لكمة هاريس له . استنتجت من النظرة الحاقدة التي رمقها بها انه لم ينس ذلك ، ثم وضع قدمة على دواسة البنزين وانطلق بالسيارة .
فاستدارت عائدة إلى البيت
عادر العمال المنزل بعد الظهر مباشرة .
ضهبت إلى سريرها تلك الليلة ، شاعرة بقلق بالغ ، ودعت الله أن يكون مخدومها السابق قد صدقها عندما قالت له ان هاريس موجود بالمنزل.
تاكدت مرتين من ان باب غرفتها مقفل من الداخل ووضعت كرسيا وراء الباب ويه المرة الاولى منذ رحل جنكنز وابنه. وقبل أن تصعد الى سريرها وبالرغم من انها واثقة من ان رولاند سواء اكان ثملا ام صاحيا لن يصعد على ماسورة المياة ، إلا انها تأكدت من ان نوافذها مقفلة .
عادت لها الكوابيس تلك الليلة ،
يوم الجمعة وصلتها رسالة تفيد بأن وظيفة الاستقبال التي تقدمت بطلبها ، قد شغلت . اعترفت مالون لنفسها أنها لم تشعر بالاستياء لذلك ، وعادت إليها طبيعتها المشرقة رغم ان الجو تحول إلى الكآبة .
في اليوم التالي توسلت إلى كيفين أن يأخذها معه إلى "شيروين". عادت من السوق بخضار طازجة وقطع الدجاج ،مصممة على أن تطهي مقداراً وافراً، ستتناول بعضا منه على عشائها هذا المساء، وإذا لم هاريس الخروج أو اذا كان يبحث عن طعام فستناوله .
ذهب العمال في الساعة الخامسة والنصف. وفي السادسة كان الطعام في الفرن ينضج ، عندما سمعت هدير سيارة تقف . اترة أحد العمال جاء ليأخذ شيئاً نسية؟ أم ...... أن هاريس جاء اليوم بدلا من الغد ؟
خوفاً من أن يظهر الانفعال في عينيها ووجهها ، ادارت ظهرها للنافذة من عادة هاريس أن يمر من قرب النوافذ بسيارته ، لكن لعل بعض المعدات تسد الطريق . إذا كان القادم هاريس ويقطع المسافة مشيا سينظر إلى الداخل
عندما مسعت شخصا يدخل إلى الردهة ، تمالكت مشاعرها إذا كان أحد العمال يمكنة أن ياخذ ما عاد لاجلة ثم يذهب , أما اذا ترك شيئا في الدخل فهي واثقة من انه سيناديها .
انفتح باب المطبخ ، وعندما التفتت، شحب وجهها :" أرى أن العمل قد انتهى في هذا المكان ".
قال رولاند فيليبس هذا وهو يدخل المطبخ .
شعرت مالون بالغثيان وسألته بفظاظة " ماذا تريد؟"
- لا تكوني فظة ، يامالون ، جئت أسدي إليك خدمة.
- لا اريد خدماتك
- بل تريدينها. لقد اتصلت امك .
- امي
رد باستهجان :" الم تخبريها انك تركتني في احرج الأوقات ؟"
- فكرت في انه من الافضل ألا اخبرها لما تركتك .
ردت عليه بحدة ليساعدها الله فهي هنا وحدها تماما ن بينما تنطق عينا فيليبس بتلك الشهوانية . وتابعت تقول :" وإلا لأصرت علي بالذهاب إلى الشرطة ".
أوضحت له مالون ظناً منها انها تحذرة
فقال وعيناه تجولان على جسمها :" لا تكوني شريرة ، يا عزيزتي، تعلمين انك ترغبين في "
قالت وهي تتراجع عندما اقترب منها :" انت لا تعرفني !"
- ذنب من هذا؟
قال هذا متذمراً ، وعندما اقترب خطوة أخرى منها ، واستمت رائحة الكحول في انفاسة ، لم تعرف إلى اين تذهب .
- لم لا يمكننا أن....؟
ابتدأ يتكلم ، ولكن كلامه تلاشى حين فتح الباب.
- ما الذي أتى بك إلى هنا؟
ألقى عليه هاريس كويليان هذا السؤال ووجهة عاصف كالرعد، فقفز رولاند مستديراً اليه"أنا ...انا .."
ابتدأ يرفع صوته ولكنه غير رايه وابتعد عن مالون وقال بالهجة لينة بعض الشي
- لو ان لديك هاتفا هنا لما ازعجت نفسي بالمجي على الاطلاق، جئت لاخبر مالون ان امها اتصلت بها .
لكن هاريس لم يهتم لقوله " لا اريدك في الجوار".
قال بحزم وهو يمسك باب المطبخ مفتوحاً " اخرج وإذا وطئت قدما واحدة في هذا المكان مره أخرى .. فلن أدعك بسلام ."
تكلم مكشرا بلهجة تحمل الوعيد ، ويبدو ان رولاند يعلم أن هاريس لا يلقي بتهدايداته جزافا. لذا لم يبق ليقول الوداع بل أسرع الخطى مبتعدا.
في هذه الاثناء كانت مالون على وشك البكاء لقدوم هاريس اليوم بدلا من الغد ، ورغم انها كانت ترتجف إلى أنها ابتدأت تتمالك نفسها وهي تهتف
- لم اكن أتوقع قدومك قبل الغد.
عادت ترتجف من جديد وهي ترى أن هاريس فسر وجود صهره بطريقته الخاصة وهو يقول
- هذا واضح .
فرددت كلامه بذهول :" واضح ؟ لا يمكن أن تظن لحظة ......."
فقاطعها :" كيف علم فيليبس أنك هنا؟"
شعرت بغضب مفاجئ . لكنها تمالك نفسها وهي تسير نحو الباب وقد منعتها كرامتها من ان تتنازل وتجيبه عن سؤاله بل قالت آمرة " أطفئ الفرن في السابعة . أنا صاعدة لأحزم أمتعتي ".
أنه وحش عنيد!
وفي الغرفة كان غضبها قد ازداد لحد انها صفقت معه الباب بعنف فاهتزت النوافذ.
كانت مجروحة غاضبة ، كما لم تحس من قبل ، واحست برغبة قوية في البكاء .كانت قد اخرجت ثوبين فقد عندما انفتح الباب ودخل منه، كانت تعرف ان الكرسي

يسد طريقه.. وكان الكرسي ثقيلا بحيث كانت تدور حوله لتوفر على نفسها عناء جره كل ليلة لوضعه وراء الباب لذا كاد هاريس يقع فوقه
قالت له بلهجة لاذعة :" أنا اضع هذا الكرسي واراء الباب تحت مقبضه لمنع المتطفلين من الدخول .
وسارت إلى إحدى الحقيبتين المفتوحتين على السرير لتضع الثوبين فيها .
أخذ هاريس ينظر إليها لحظة ، ثم قال :" أنا ليست ماهراً في الاعتذار"
- إذن تعلم انك مخطئ؟
- هل تضعين حقا ذلك كرسي تحت مقبض الباب أثناء الليل؟
هزت كتفيها لا تريد ان تخبره بشىء ... لكن الكلمات خرجت من فمها على اي حال: " ذهبت أتمشى يوم السبت الماضي . وكان صهرك ماراً بسيارته، فأدرك أين أقيم . ومنذ ذلك الحين وأنا اضع هذا الكرسي تحت مقبض الباب".
أعلن بتأثر بالغ : " مالون ، يا لي من **************** "
- هذا واضح .
وافقته على ذلك ثم تساءلت عما اذا كانت قد فقدت عقلها وهي تقذفه بكلمته
قال بلطف :" أنا آسف".
- تعتذر ؟ لم يؤذك ذلك ، صحيح؟
- هل تسامحيني إذا أعرتك الخلوي لتتحدثي مع أمك ؟
فترددت ، ثم تمتمت :"ربما ....."
- ألا تعلم أمك انك تركت منزل فيليبس ؟
- اتصلت بها ... من فندق كليفتون، لم أستطع ان اخبرها بذلك لئلا يتمكلها القلق.
تبدد غضب مالون الآن فيما اخذت تطوي الثوب .
فقال فجاة :" أنت لست مضطرة للرحيل ".
كانت مالون تعلم ، بعد تلاشي غضها انها لاتريد أن ترحل ، وتابع يقول :" في الواقع ، لست مضطرة للذها إلى اي مكان هذه العطلة ."
- هل أنت باق هنا؟

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:20
كانت تضعف، وكانت تدرك ذلك
- حتى يوم الاحد ، حاولي أن تثقي بي ، يا مالون.
لقد اصبحت تثق به نوعا ما . نظرت إلى عينيه الرماديتين مباشرة . وهما يتبادلان النظرات ، اذا بابتسامة ظافرة ساحرة تبدو على وجهة ، فشعرت بالعجز .
قال متوسلاً بداعابة :" أرجو أن تبقي. أعلم انك ستكرهينني إذا عدت يوم الاحد فلم تجدي شيئاً من ذلك الطعام ذي الرائحة الشهية في الفرن".
أرادت أن تبادله الابتسام ، لكنها لم تفعل .
- هل تقول إنك لن تأخذني إلى ... إلى الفندق؟
ألقت هذا السؤال الذي يعني ، كما أدركت ، انها لا تنوي الرحيل نهائيا
- أنت تعلمين أنني لم اقل ذلك، ما قلته انك ، رغم استحالة الوضع هنا، استطعت ان تجعلي المكان مريحاً في كل مره أحضر فيها. واضطرارك للمغادرة بسبب مجيئي هو مكافأة هزيلة لاتعابك .
رأت انه يقول انها تستطيع البقاء حتماً.
- ألم تعد تظن انني تعمدت دعوة صهرك إلى هنا؟
- ما ظننت ذلك قط .
- أوه؟
- ولهذا جننت . أردت عذراً لكي أضربه.. وعندما ابتعد بسرعة من دون عراك . كنت.. بحاجة ماسة غلى ما يخفف من غضبي
- وصادف انني كنت الاقرب إليك .
- لم يجعلني ذلك شخصا جيداً.
ابتسمت وقالت " تلك الهالة التي كونتها عنك انقشعت قليلا ، ولكن ما من شخص كامل."
بادلها هاريس ابتسامتها وليكسب مودتها مره أخرى ، قال ليريح قلبها :" أتريدين أن تستبدلي حقيبة صغيرة بهاتين الحقيبتين ؟"
هزت راسها :" إذا كان الامر سيان بالنسبة لك ... سأبقى هنا واشاركك هذا الطعام".
أومأ هاريس راضياً ، ثم أراها كيف تستعمل هاتفه الخلوي وتركها
اتصلت بإمها واخبرها بانها تركت العمل لدى رولاند لانها لم تنسجم معه .
وانهت المكالمة ،بإعطائها اسم مخدومها وعنوانه بعد الحاح امها عليها .
وتكلمت مع جون حيث قال:
- هل سمعت امك تقول انك تعملين عند هاريس كويليان .
- "نعم"
- حسنا لا حاجة للقلق عليك . فهاريس كويليان هو رئيس شركة " وارن وتيبر" للموارد المالية وهو أكثرالرجال المعروفين استقامة "

غسلت مالون وجهها ووضعت زينة خفيفة عليه ومشطت شعرها الاشقر ، ثم شعرت برغبة في تغيير ملابسها . لكن هاريس لم يكن يفوته شيء ولم تشأ ان يظن أنها غيرت ملابسها لأجله . ثم من يرتدي الملابس الانيقة ليأكل في المطبخ؟
عند وصلها للمضبخ ، لم تجد هاريس . لكنها كانت تعلم انه غير بعيد . انه في كان ما يلقي نظرة على سير العمل في غيابة .
اعدت مالون الطعام وعندما اصبح جاهزا سمعت وقع خطى هاريس في المطبخ ، فسألته
- هل كل شيء على مايرام ؟
- بعض اجزاء البناء يتقدم بشكل أسرع من البقية .
- هناك لوح خشب غير ثابت في اراضية السلم .
أخذت تفكر في انه لا يفوته شي ولا لما أصبح رئيسا لشركة مالية معروفة
أثناء تناولها الطعام سالها :" أين تعلمت الطهي ؟ لم أرى أي كتاب طهي في اي مكان هنا"
- لطالما كنت أطهي الطعام
- ألم تكن أمك تهتم بذلك ؟
أتراه يحاول النتقيب في ماضيها ؟ ونظرت إليه بحذر . أم انه مجرد سؤال؟واخيراً، لم تجد ضرراً في أن تجيب :" لقد حطمها موت أبي ، ففقدت اهتمامها بكل شي عندما مات .
نظر هاريس أليها بطرقته الثابته تلك ثم سألها بهدوء:" حتى بك أنت ، ابنتها؟"
كبحت مالون مشاعر الاستياء . ولكن، نظراً للمودة التي تشعر بها نحوه قررت الاستمرار في الحديث :" لأجلي فقط قررت الاستمرار في العيش بعده ".
- كم كان عمرك حين توفى ابوك؟
- ثلاثة عشر عاماً. كان رجلاً رائعاً ، هادئاً رقيقا ... وجراحا ممتازا كان الكل يقول ذلك .
- هل كان جراحاً عاماً؟
- كان الافضل في جميع الحقول . لا عجب في أن امي توقفت عن اي نشاط .

لكن مالون لم تشأ أن تتحدث عن تلك الايام التعيسة، وتابعت ببشاشة :" تزوجت أمي مره أخى مؤخراً.وبعد سنوات تعيسة مخيفة ، أصبحت سعيدة مره أخرى. وهذه هو المهم ."
فقال بدهاء :" أتقولين أنه لم يعد لك مكان الآن؟"
- هذت ما لم اقله بالضط . فهذا المساء فقط ، عندما اتصلت بهما هاتفياً وذالك هاتفك بالمناسبة .
وأشارت إلى منضدة العمل وهي تتابع :" قالا إن ثمة مكانا ً لي معهما ".
وقبل أن يقول شيئا ، تابعت بجفاء :" لكنني أفضل العيش هنا ، طبعاً".
- مع خشب الارض المهترىء"
واضاف بشبه ابتسامة :" هل كنت تعيشين مع أمك قبل زواجها الثاني ؟"
- كان لدينا شقة صغيرة . وكانت امي ستتكدر لو انني قلت لها إنني سابقى في تلك الشقة ولن انتقل معها إلى بيت زوجها . كما أنني كنت أبحث عن بديل لوظيفتي .
- وهكذا اعتقدت أنك ستكونين أسعد لو وجدت عمل مدبرة منزل مع سكن مؤمن؟
- لم يكن العمل كله تدبيراً منزلياً. صحيح أن بيت صهرك كان يحتاج إلى التنظيف، لكنني لم أتعود على الكسل.و.... مكتب رولاند فيليبس كان غارقاً في الفوضى أيضاً ، فاقترح علي أن أنظمه، وافرز ملفاته ، إنه...
وسكتت فجأة . لم تكن تريد أن تفكر في رولاند، فكيف بالحديث عنه، وقالت تغير الحديث :" أحضر لي "ديك" الخوخ من أشجار أمس ، فصنعت فطيرة طازجة، أم تريد جبناً بعد الطعام؟"
نظر هاريس إليها لحظات بصمت ، ثم قال بهدوء: " اتعلمين، يا مالون؟ أظنني كنت الرابح عندما طلبت منك الإقامة هنا".
سرها قوله، إلى حد لم تعرف معه ما تجيب ، أرادت أن تقول شيئاً ظريفاً لكنها لم تجد شيئاً سوى الخجل . ازدردت ريقها بصعوبة، لتقول :" أتظن أن كلاماً كهذا ينجيك من غسل الأطباق؟"
فتمتم يقول مازحاً:"ثمة غسالة للأطباق هنا".
لكنهما لم يستعملا عدداً من الاطباق يبرر استعمال غسالة كهربائية لذا غسلت هي الأواني بينما جففها هاريس. ومره أخرى تملكها سعور بالخجل ، فقد بدا قربها منه ودياً وحميماً . غيرت وضعها ، مبتعدة عنه. رباه، مالذي حدث لها؟
ابتعدت عنه لتطمئن إلى ان كل شي مرتب ثم قالت بعد قليل :" أظنني سأصعد إلى سريري".
شعرت فجأة أن اهتمامها بهاريس طغى على اهتمامها بأي رجل أخر حتى كيت مورغان .
رفعت بصرها إلى هاريس فوجدته يحدق إليها بنظراته الثابته تلك . وسألها :
- هل تذهبين ، عادة، إلى النوم مبكرة بهذا الشكل؟.
- لا .... ليس دائماً. لكنك هنا لتهتم بالمكان الليلة . لذا أشعر بانني حرة في الصعود إلى غرفتي و انهاء كتابي.
فقال برفق :" يمكنك أن تحضري كتابك إلى غرفة الجلوس".
فقالت متعلثمة :" سوف .... أ... أرى".
لكنها تركت المطبخ ، عالمة بانها لن تعود إلى الطابق الأسفل مع كتابها .. تملكنها شعور بعدم الارتياح لانها يعلم ذلك هو أيضاً.
لم يكن السبب أنها لا تثق به كما حدثت نفسها حين جلست في غرفتها لتحلل مشاعرها. إنها منسجمة معه في حسن، وخجوله عديمة الثقة بنفسها، في حين آخر. أنها تثق به. وهي تعرف ذلك في قرارة نفسها ، إلى حد أنها أعادت تلك الكرسي إلى مكانها. لقد أدركت بعد ذلك بساعتين، عندما استقلت لتنام، أن ثقتها بهاريس ثابته، لانها لم تقفل بابها. وعندما تذكرت انه غير مقفل ، لم تجد سبباً يدعوها إلى النهوض من سريرها لتقفل.
ورغم أنها نامت، إلا أن أحلامها كانت عنيفة ، قراحت تشهق مذعورة في نومها. كانت تعلم انها تحلم ، وان هذا غير حقيقي . لكنها لم تستطع ان تجد طريقة تستيقظ بها. كانت تعتصرها قوى غامضة وانحبست أنفاسها، ولم يعد هناك هواء لتتنفس عندما ادركت انها تختنق، استيقظت وهي تشهق بفزع . أخذت جرعة من الهواء وحاولت جاهدة أن تقف .. وشيئاً فشئياً، ابتدأ تنفسها ينتظم. لقد أصبحت بخير . كان الامر حلماً .. مجرد حلم .. لكنها لم تشأ أن تعود إلى النوم، لم تشأ ان تعاودها الاحلام مره أخرى.
نزلت من السرير بخوف، وسارت نحو النافذة، تريد أن تفتحها على اتساعها . كانت بحاجة إلى هواء ... هواء بارد منعش، ثم عاد ذهنها يعمل مره أخرى . فهاريس في الغرفة التالية، وقد يزعج صوت النافذة نومه.. ابتعدت عن النافذة مدركة أن عليها أن تعود إلى فراشها ، لكنها لم تستطع خوفاً من أن يعاودها حلمها ذاك . اختطفت عبائتها القطنية، مسرورة لانها ابعدت الكرسي عن الباب ولم تعد بحاجة لإزاحة الاثاث.
عندما فتحت الباب بهدوء، كان الظلام دامساً ، لكنها لم تشأ أن تشعل النور كيلا يسمع هاريس أي صوت، أو ربما يفتح عينيه فيرى الضوء. وعلى الفور تذكرت لوح الخشب المهترئ فتجنبته، لتجد طريقها إلى أسفل السلم .
عندما وصلت بسلام إلى أسفل السلم، أدركت الخطر المتمثل بأدوات البناء الملقاة في الجوار، لكنها شعرت بأن بإمكانها أن تشعل الضوء الأن.
استيقظت تماماً فلم تشأ العودة إلى غرفتها كيلا يغلبها النوم مره أخىي فتعود إلى الاستيقاظ مذعورة . سارت بهدوء إلى الباب الخارجي الذي كان هاريس قد أقفله ، ثم وقفت في الخارج وسط هواء الليل البارد و أخذت تتنفس بعمق إلى أن شعرت ، بعد خمس دقائق ، بالهدوء الكافي فعادت إلى الداخل .

توخت الهدوء البالغ ، ثم عادت تقفل الباب الخارجي ، كانت تعلم أنها لا تريد العودة إلى غرفتها ، وكما كانت تفعل مرات عديدة في منتصف الليل،توجهت إلأى المطبخ، لكنها استغربت أن ترى المطبخ مضاءً.
أدركت أن هاريس نسي أن يطفئ المصباح قبل أن يصعد إلى غرفته ، رغم انها لا تتذكر أن المصباح كان مضاءً.
عندما دفعت الباب ، تملكها الذهول لرؤية هاريس واقفاً يملأ الإبريق ماء. وهتفت على الفور :" هل أزعجتك؟".
أجابها بلطف :" ألا يمكن لرجل أن يحضر كوباً من الشاي من دون أن تتدخلي؟".
شعرت بالفزع. لقد جاء هذا الرجل إلى منزله طلباً للراحة والاسترخاء، وهاهو ذا يستيظ في منتصف الليل بسببها :"أنا آسفه".
اعتذرت شاعرة بالتعاسة ، ثم استدارت لتعود إلى سريها الذي أصبح ابغض الامكنة لها، صوته أوقفها على الحركة :"كوابيس".
فاستدارت إليه :" كنت .. ظننتيني ودعتها ، لكنها عادت ".
وضع أوراق الشاي في الابريق وهو يسألها :"متى؟ متى عادت تلك الأحلام ؟".
- ليلة السبت الماضي.
بدا وكأنها لا تعرف المراوغة.
- ذلك السبت الذي خرجت فيه فقابلت رولاند فيليبس مره أخرى .
صرح بهذا دون أن يضطر إلى الاستنتاج ،لكنه لم يسترسل في هذا الموضوع، بل دعاها: " إجلسي وشاركيني الشاي. إلا إذا كنت تفضلين شراباً أقوى".
- الشاي جيد تماماً.
أجابت مالون، وهي مترددة في البقاء وشرب الشاي معه و إذا بها تنتبه فجأة إلى انها ترتدي ثيام النوم فيما كان هاريس يرتي روباً فقط، يكشف ساقيه وصدره المكسو بالشعر، وفجأة تقدمت وجلست على كرسي أمام الطاوله.
- سكر؟
- ماذا؟
- هل تودين سكراً في الشاس؟
- ها... لا .
أجابت بذلك وهي تقوم بجهد لتمالك نفسها:" لا أظنني أحدثت أي جلبة ، لم اكن أريد أن ازعجك".
- انت لم تزعجيني بل كنت مستيقظاً متسائلاً عما إذا كنت سأوقظك ن إذا ما جلت في البيت .. واذا بي اسمع اصوات أشارت إلى انك تعانين من ضيق في التنفس.
- آه ، يا هاريس، أنا في حالة سيئة.
نظر إليها ، واحضر كوبي شاي ، ثم أجاب وهو يجلس إلى المائدة أمامها :" لا ، انت لست كذلك . انت تعانين من صدمة اصابتك ، أو كانت ستصيبك لو انك لم تتمكني من الهرب من فيليبس".
حدقت مالون إليه . إنه يبدو متفهما وشعرت ان بإمكانها ان تحدثه عن كل شي :" وكلن ، اما كان من المفروض ان انتهي من ذلك الآن؟"
- لا، ابداً. فأنت حساسة للغاية يا مالون. لقد ذهبت لتسكني وتعملي في منزل فيليبس .. لإيمانك بأن فيليبس رجل شريف.
سكت فجأة ثم عاد ينظر في عينيها ، رافضاً أن تحول نظراتها بعيداً ، ثم قال بلهجة ذات معنى :
- كما ، ما حدث لك من قبل.....
- لا . لم يحث شي .
انكرت بحدة وقد فارقها الهدوء. بينما بقى هاريس هادئاُ بشكل يثير الغيظ، وعيناه عليها رافضاً ان يدعها ، ثم قال بعتذر من دون أن يبدو عليه الندم" سامحيني، قلت في اليوم الذي تقابلنا فيه، أنك نلت الكفاية من الرجال الذين يظنون انك متلهفة للخروج معهم".
- ألم تنسى شيئاً آخر؟.
- ماذا؟
- إنك لات تنسى شيئاً ، كما يبدو.
علقت بحدة . لقد ضايقها فلماذا لا تضايقه؟ لكنه بقى ساكناً ولم يضايقه ذلك مقدار ذرة :" لم أنسى ذلك .و بما أن الشاعر التي تعمل في نفسك تريد أن تخرج ، فأنت دوماً منزعجة.. خوفا من أن يستغل أحد ما ذلك ".
عاد مره أخرى يحلل نفسيتها ، فلم يعجبها الامر، وسألته متهكمة
- أي نوع من الكتب تقرأ قبل النوم ؟
ابتسم، وكانت ابتسامته جميلة ، فذاب شي في أعماقها . وعندما سألها برقة
- ماذا حدث ، يا مالون، ليجعلك تدافعين عن نفسك ؟

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:21
أرادت أن تنكر بشدة لكنها وجدت نفسها عاجزة عن ذلك .
- لا.......
حاولت الاحتجاج ، لكن الكلمة رفضت الانطلاق من بين شفتيها ،
فعادت تحاول :"لا..."
ثم وجدث نفسها تحدثه، وهي ترتجف قيلاً:" بعد سنيين من وفاة أبي، تزوجت أمي مره آخرى . وكان الزواج كارثة منذ البداية تقريباً"
- لماذا؟
- كان زوج امي ، أمبروز جنكنز، مهتماً بأموال أبي اكثر من اهتمامه بإسعاد أمي.
وحولت نظراتها عنه وهي تعود إلى تلك الايام المروعة :" وعندما انتهى الزواج كانت أموالنا قد نفدت. حتى البيت الجميل الذي استراه ابي ، ذهب"
- هل انتقلت مع امك إلى تلك الشقة الصغيرة من دون هذا الرجل؟
- نعم ، ومن دون ابنه الكريه!
- وهل عاش ابنه معكم في بيتكم السابق؟
- نعم . ومنه تعلمت أن أضع كرسياً تحت مقبض باب غرفتي إذا أردت العزلة .
فسألها برقة :" هل حاول ان يتحرش بك؟"
- لم يتورع عن المحاولة في غياب الآخرين.
- كم كان عمرك؟
- خمسة عشر عاماً، ولكن أباه بدأ عندما بلغت السادسة عشر.
- أبو، هذا الــ........
وكبح هاريس ما كان سينطلق من فهمة من سباب.
- كان كلامه أكثر من فعله .
- وماذا كانت أمك تفعل طوال ذلك الوقت؟
- تفعل؟ لاشيء. لم تكن تعلم . كنت حريصة على ألا أبقى وحدي في الغرفة نفسها مع أي منهما .
- حسناً . ولكن .. ألم تخبري أمك بما كان يحدث لك ؟
- و كيف يمكنني ذلك ؟ فقد كانت عاجزة بعد موت أبي لم تعلم إلا في ما بعد أن زوجها كان رجلاً فاسقاً.
- وهكذا تحملت كل ذلك وحدك ؟
فقالت ، محاولة ان تبتسم :" كل ذلك انتهى الآن".
- لكنه ترك آثاره عليك .
فقالت بمرح :" سأعالج الأمر ".
- أنا واثق من ذلك .
شعرت نحوه بمودة بالغة ، وعندما نظرت في عينيه الودودتين شعر بغصة في حلقها. وفجأة، نهضت واقفة :"هل لديك مانع إذا لم اشرب الشاي؟"
شعرت بانها في حاجة إلى أن تلوذ بحجرتها الآمنه.
نهض هو ايضاً من دون ان يمس الشاي وسالها :" ماذا حدث".
- لا شيء.
ثم حدقت في وجهه الوسيم وتابعت :" لقد اخبرتك الآن أسراراً لم اخبرها لاحد قط، واظنني أشعر بالدوار".
وابتسمت ، فقال يطمئنها بهدوء :" سرك آمن معي".
- أعلم ذلك .
- هيا بنا نضعك في سريرك. عليك ان تستيقظي باكراً
ضحكت لوقاحة كلامه ، انه هنا.. وهو ماهر في إعداد الشاي. ليكن بوب ميلر زبونه الاول في الغد في شرب الشاي.
أطفأ هاريس أنوار الطابق الأسفل ، ثم أضاء السلم وصعد معها.
وعندما وصلا إلى الفسحة ، قال محذراً :" حازري من لوح الخشب ذال".
تذكرت كيف لاحظه سابقاً، فنظرت إليه لتذكره بأنها هي التي أخبرته عن ذلك الوح الخشبي ! لكنها لم تنظر إلى مرطئ قدميها ، فداست على ذلك اللوح المتهالك وبدأت تسق عالمة، وهي تتمسك بالهوا، أن لا شي سينقذها.
مد هاريس يديه محاولاً أن يمسكها. ولكن ، وهو يقوم بذلك ،لم يكن ينظر إلى موطئ قدميه، هو الآخر ، فداس بقدمه على اللوح نفسه.. وسقط الاثنان معاُ.
أوشكت مالون أن تضحك .. تعتذر.. أن تقول شيئاً مرحاً عن بيته الملئ بالمخاطر .. لكنها انتبهت إلى ان جسده يلتصق بها .. ولم تتوقف لتفكر في أن قربه هذا مؤقت إلى حين يتمكن من النهوض على قدمية .
صرخت به وهي تضربه على صدرة :" ابتعد عني"
فقال يهدئها :" هششش...."
نظرت إليه ، وعندما لم تر على وجهة ذلك التعبير الشهواني الذي اعتادت رؤيته على ملامح أمبروز وابنه، أو رولاند ،ابتدأ عالمها يستعيد لونه . تمتم هاريس :" ولا بمليون سنه، هل نسيت ؟"
وشعرت بالخجل من نفسها :"آسفة "
وكن قربه منها أوجد في نفسها شعوراً غريباً ، وتمتمت : " أنا اثق بك تماماً.. ولكن فقط.."
- العادات القديمة تموت بصعوبه.
- شيئاً كهذا .
أجابت بذلك وعندما حاول هاريس أن ينهض ، نظرت إليه . تردد وعيناه في عينيها ، ثم انحدرت نظراته إلى فمها ، ثم عادتا الى وجهها .
ثم ، وبتمهل ، عانقها بكل حنان ورقه. شعرت بدفء عناقه واحضانه فانحبست انفاسها. أدركت أن هذا العناق الرقيق سرها للغاية .أرادت ان تبادله عناقه، لكنها خافت من ان تتحرك فيتبدد السحر . وهكذا، بقيت ساكنه، اقرب مما كانت عليه مع اي رجل قط.وسرعان ما انهى هاريس عناقه.
ثم ابتسم ونظر إليها :" لا شيء يستوجب القلق يا مالون، كنت بحاجة إلى عناق. هل قال لك احد إن نظراتك شديدة الإغراء؟ وهذا العناق الخفيف ليس تمهيداً لشيئ ما".
كان قلبها يخفق بجنون، فقالت بصوت أبح لم يدهشها:" هل ستدعني أنهض؟"
طلبت منه بعجز وهي تفتش عما تقوله . وعندما وقف وساعدها على النهوض ، قالت بمرح :" دعني أعلم متى تجد نفسك بحاجة إلى عناق، وسأرى ما يمكنني فعله بهذا الشأن."
لم يكن قولها جاداً، ولكنه أفضل ما يمكن في هذه الظروف.
ذهبت إلى غرفتها دون أن تضيف كلمة أخرى واعلقت الباب خلفيها ثم استندت اليه ، ورأسها يدور في دوامة. لقد عرفت العناق من قبل ، ولكنه لم يكن بهذه الروعة .
قال هاريس إن عناقه لم يكن تمهيداً لشيء ما ولكنها لم تكن تريد ألا يؤدي ذلك العناق إلى شيء! كانت تريده أن يعانقها مره أخى وبعد ! رباه.... مالذي يحث لها؟

نهاية الجرء الرابع

5- صدمة الحقيقة
في الصباح، بدت مالون متماسكة مره أخرى/ وان كانت حائرة قليلاً لما أثاره هاريس فيها من مشاعر حين عانقها بحنان ورقة الليلة الماضية .
ستنتبه أكثر في المستقبل ولكن هذا لا يعني أن الامر نفسه سيتكرر، فهي لن تترك غرفتها في منتصف الليل. فلا شيء حتى ولو كابوس سيحملها على ذلك .
اعترفت بأنها تشعر بشيء غريب هذا الصباح . قال لها هاريس انها كانت بحاجة إلى عناق خفيف وبسيط ، لكن قوله لم يحتوي على اي مديح .
أنها تفكر في ذلك الآن ، وهي تجد في قوله وقاحة ! كانت تفضل أن يعانقها لانه لايستطيع مقاومه ذلك ، وليس لرفع معنوياتها.
لذلك قررت أن تتجنبه قدر الإمكان لقد فات وقت الندم لانهالم تذهب إلى الفندق الليلة الماصية ، غذا طلبت الذهاب إلى الفندق الليلة ، فستلفت الانتباه إلى حقيقة مشاعرها.
بعد ان أرتدت ثيابها ، نزلت إلى الطابق الاسفل لتجد أن هاريس قد سبقها و أخذ يجول في انحاء المنزل
نظرت من نافذه المطبخ فرأته يتحدث الى بوب ميلر. لقد جاء بوب مبكراً عن العادة . هل تعمد ذلك عن سابق تصميم أن أن هاريس اتصل به هذا الصباح؟
عاد هاريس إلى المطبخ، وشملها بنظراته وهي مرتدية الجينز الطويل، والقميص المقفل.
- كيف حال وكيلتي المفضلة ؟
قالها بعفوية وهو يتقدم ناظرا في وجهها وكأنه يقيم حالتها، واجابت بمرح :" في أحسن حال".
لم تكن تريده ان يعلم أنه شغل بالها ليلاً:" احضر باز بعض البيض الطازج أمس. اتريدها مسلوقة أم مقلية؟"
تبادلا النظرات، ولكن نظره واحده منها إلى وجهة جعلت قلبها يخفق. وعندما بدأ بيتسم حولت عينيها بعيداًواجاب :" لم آكل بيضاً طازجاً منذ سنوات".
سكبت مالون الشاي وناولت بوب ميلز فنجانه من نافذة المطبخ، ثم انشعلت بسلق البيض لتصرف ذهنها عما تشعر به من توتر و اضطراب.
وأثناء تناولهما الفطور ، سألها:" هل تلقيت رداً حول طلب العمل الذي أرسلته؟".
- وهل تطلب مني الرحيل ؟سألته وهي ترتجف ، فادركت أن توترها يزداد، أكثر مما كانت تظن، وخصوصاً عندما نظر إليها بدهشة :" مالذي جعلك تظنين ذلك؟ الم أقل لتوي أنك وكيلتي المفصلة؟".
أحمر وجهها ارتباكاً:" نعم ، هذا ما فهمته منك ، حسناً ، إنهم لا يريدونني في الوظيفة".
- خسارتهم هي ربح لي. بمناسبة الحديث عن الرحيل ، ربما من الافضل ان تغيبي هذا النهار.
نظرت إليه باتزان :" لكنك لا تطلب مني الرحيل ؟"
- لا ، بكل تأكيد . هناك أكثر من لوح خشب واحد مهترئ على فسحة السلم. وقد رتبت الامر ليغيروا كل الالواح القديمة ، ولا شك أن الضجة ستكون مروعة"
اعتادت مالون على جلبة البناء، لكنها تفهمت وجهة نظره :"شكراً لهذه الفكرة المفيدة".
- يمكنني أن آخذك إلى المدينة بسيارتي ، وبهذا يمكنك أن تتسوقي كما تشائين.
لكن قلقاً اعتراها ولم تفهم سببه، كانت تعلم أن جلوسها بجانبه في السيارة لم يكن جزءا من خطتها في تجنبه قدر امكانها .
- انه يوم جميل ، واظنني سأذهب في نزهة طويلة على الاقدام .
- اتريدين صحبة؟
سألها بحذر .
فأجابت ببط وصدق :" هناك أشياء علي أن اقوم بها بمفردي.
ابتسم هاريس مشجعاً :" يا لوكيلتي الماهرة"
لكنها شعرت بسرور بالغ .
انطلبقت حلما انتهت من غسل الاواني ،
كان اليوم جميلاً، كما قالت لهاريس، وشعرت بالبهجة للخروج،
لم يكن لديها فكرة عن المسافة التي قطعتها إلى أن اكتشفت فجأة انها في منطقة "شروين" وبدا لها المكان جيد لتوقف.
وفيما استدارت متوجهة إلى الدكان ، رات رجلاً يخرج منه نحو سيارته المتوقفة ، كان رولاند فيليبس، وبما انه لم يرها ، يمكنها ان تختفي في الطريق الذي جاءت منه، ثم تبقى متوارية حتى ينطلق في سبيله .
لكنها ترددت كان تفكيرها صائبا، لكنها تذكرت فجأة قول هاريس فادركت ان هربها لن يقضي على مخاوفها الشخصية .
تابعت سيرها، وراها فوقف وقال بلؤم :" حسناً، هاهي رفيقة هاريس الصغيرة ".
واخذ يتفحصها بنظراته، بينما استمرت هي في طريقها دون كلمة ، ويبدو أن الامر بم يعجبه لانه قال لها :"انا ذاهب في اتجاهك ، إذا شئت سأوصلك".
- لا، شكراً.
- هيا ، لا تكوني عيندة.
ووضع يده على ذراعها لمنعها من السير .
شعرت بالاشمئزاز لمسته. وبدلاً من شعورها بالخوف ، احست فجأة بالغضب ، فقالت بحزم :" إرفع يدك عني".
فقال بابتسامة ظنها خلابه :"لا تكوني فظة ".
واذا بغضب مالون يزداد، لانها تركت هذا المخلوق يسبب لها كل تلك الكوابيس المرعبة ،
ازداد غضبها إلى درجة جعلتها تقول :" انت لا تعجبني، انت في نظري كرية للغاية . وفي العادة، أنا لا احط من قدري بالحديث إلى أمثالك ، لكنني أقوم باستثناء هذه المره لاخبرك بانك إذا اقتربت منى مره أخرى، فأنا لن اتردد في أن أتقدم بشكوى ضدك إلى الشرطة".
لم يعجبه كلامها، لكنها لم تهتم، فلم يعد لديها شيء تقوله له . نزعت ذراعها من قبضته ، ثم تابعت طريقها إلى الدكان، ومن هناك سلكت طريق إلى هاركورت هاوس لو انها فكرت مسبقا في احتمال مواجهتها مع رولاند ، لظنت انها ستنفجر باكية ، لكنها شعرت الان بالبهجة .
كلما اقتربت من هاركورت هاوس كلما كانت صورة رولاند تبهت في ذهنها، لتحل مكانها صورة هاريس.
لدى وصولها إلى طريق المنزل، بحثت عيناها عن سيارته. كان معظم العمال قد فرغوا من العمل ، ورأت سيارة بوب وسيارة سيريل إضافة إلى سيارتين أخريين ، ولكن لم تكن أي منهما سيارة هاريس.
دخلت المطبخ ، فتبدد شعورها السابق بالبهجة ، كلياً ، وحل مكانه الكآبه، رغم انها رات أن الارض فرشت بمزيد من السجاد لكتم الضجيج الذي يصم الآذان.
في الساعة الرابعة والنصف ، انهى العمال تغيير الألواح وذهبوا إلى بيوتهم ، فأخرجت مالون المكنسة ونظفت السلم والردهة مزيلة الخطام والغبار عن الباب الخلفي.

عندئذ دخلت سيارة فان تابعة لبائع الادوات الكهربائية ، وقفت تنظر، امله في ان لا يكون السائق قد رأها فدخل ليسألها عن مكان ما ... فباستثناء دكان "شروين" ومنزل "آلمورا لودج" كانت غريبة عن هذه المنطقة .
- الانسة بريتويت؟
هتف السائق باسمها وهو يترجل من السيارة، وقبل ان تجيب، تابع يقول :" احضرت لك تلفزيون" فتحت فمها، لتبتسم ، بانت سيارة هاريس في الطريق ، فعادت بانتباهها إلى الرجل
- من الافضل أن تحضره إلى المطبخ، لا اظنه ضرورياً في غرفة الاستقبال.
- بل هو ضرروي . لقد سبق واتى احدنا اليوم .
ثم ارته المكان، وكانت في المطبخ عندما تبعها هاريس بعد ان توقف ليتحدث قليلاً إلى الرجل.
اقترب منها :" كيف كانت نزهتك".
لم تشأ أن تتحدث عن رولاند
- بخير
بدأ هاريس متوقعا مزيداً من التعليقات فأضافت :" ظننتك عدت الى لندن"

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:21
- وهل هذا يعني انك مسرورة أم أسفة؟
ولكنه استدار مبتعداً وهو يقول خارجا من المطبخ :" ذاك هو جهاز تلفزيون".
كانت واثقة من ان الابتسامة تغزو وجهة فتكهنت بانه صعد الى الطابق الاعلى ليتفحص أرض السلم الجديدة.
فكرت في أن تصعد هي أيضا وتغير ملابسها التي ارتدتها طوال النهار ، لكنها فجأة شعرت بالخجل .
ركزت افكارها على العشاء.لقد استرت بعض اللحم المفروم آمله في ان يحب هاريس المعكورنه السباغيتي. وعندما سمعته ينزل السلم ويتجه نحو غرفة الاستقبال تسللت إلى غرفتها لتغير ملابسها.
غسلت يديها ووجهها وارتدت ثوباً قطنياً ثم نزلت فوجدت أن العامل الفني قد ذهب وكان هاريس قادما إلى المطبخ مع صندوقين يحويان بقالة .
- ماذا يحويان؟
- ربما أشياء عديمة النفع.ولكن ، ما دمت ترفضين القدوم معي، فتصوري ماذا بإمكان رجل أن يشتري من سوبر ماركت ؟

ضحكت ، وكانت تبتسم عندما رأت أن عينيه استقرتا على وجهها. وتملكها الذهول فجأة لمنحنى الذي اتخذته أفكارها، ففارقتها الابتسامة وشعرت بالارتباك.
سألته بعد فتره :" هل تحب المعكرونه السباغيتي؟"
ثم انتبهت إلى انه يحدق فيها وكأنه يتساءل عما حدث لها فجأة فساءها الامر. توقعت أنه سيطلب معرفة السبب في تحولها من الابتسام إلى الجمود ، لكنه ترك المر يمر.
- المعكورنه السباغيتي هي أحد الأطباق المفضله لدي.
رد بشيء من الفتور فأدركت أنه لا يحبها وانه يكذب عليها.

لكنها لم تشعر برغبه في الضحك، وغادر هو المطبخ بعد دقائق، وبعد نحو دقيقة سمعت صوت التلفزيون.

أرادت أن تنكر بشدة لكنها وجدت نفسها عاجزة عن ذلك .
- لا.......
حاولت الاحتجاج ، لكن الكلمة رفضت الانطلاق من بين شفتيها ،
فعادت تحاول :"لا..."
ثم وجدث نفسها تحدثه، وهي ترتجف قيلاً:" بعد سنيين من وفاة أبي، تزوجت أمي مره آخرى . وكان الزواج كارثة منذ البداية تقريباً"
- لماذا؟
- كان زوج امي ، أمبروز جنكنز، مهتماً بأموال أبي اكثر من اهتمامه بإسعاد أمي.
وحولت نظراتها عنه وهي تعود إلى تلك الايام المروعة :" وعندما انتهى الزواج كانت أموالنا قد نفدت. حتى البيت الجميل الذي استراه ابي ، ذهب"
- هل انتقلت مع امك إلى تلك الشقة الصغيرة من دون هذا الرجل؟
- نعم ، ومن دون ابنه الكريه!
- وهل عاش ابنه معكم في بيتكم السابق؟
- نعم . ومنه تعلمت أن أضع كرسياً تحت مقبض باب غرفتي إذا أردت العزلة .
فسألها برقة :" هل حاول ان يتحرش بك؟"
- لم يتورع عن المحاولة في غياب الآخرين.
- كم كان عمرك؟
- خمسة عشر عاماً، ولكن أباه بدأ عندما بلغت السادسة عشر.
- أبو، هذا الــ........
وكبح هاريس ما كان سينطلق من فهمة من سباب.
- كان كلامه أكثر من فعله .
- وماذا كانت أمك تفعل طوال ذلك الوقت؟
- تفعل؟ لاشيء. لم تكن تعلم . كنت حريصة على ألا أبقى وحدي في الغرفة نفسها مع أي منهما .
- حسناً . ولكن .. ألم تخبري أمك بما كان يحدث لك ؟
- و كيف يمكنني ذلك ؟ فقد كانت عاجزة بعد موت أبي لم تعلم إلا في ما بعد أن زوجها كان رجلاً فاسقاً.
- وهكذا تحملت كل ذلك وحدك ؟
فقالت ، محاولة ان تبتسم :" كل ذلك انتهى الآن".
- لكنه ترك آثاره عليك .
فقالت بمرح :" سأعالج الأمر ".
- أنا واثق من ذلك .
شعرت نحوه بمودة بالغة ، وعندما نظرت في عينيه الودودتين شعر بغصة في حلقها. وفجأة، نهضت واقفة :"هل لديك مانع إذا لم اشرب الشاي؟"
شعرت بانها في حاجة إلى أن تلوذ بحجرتها الآمنه.
نهض هو ايضاً من دون ان يمس الشاي وسالها :" ماذا حدث".
- لا شيء.
ثم حدقت في وجهه الوسيم وتابعت :" لقد اخبرتك الآن أسراراً لم اخبرها لاحد قط، واظنني أشعر بالدوار".
وابتسمت ، فقال يطمئنها بهدوء :" سرك آمن معي".
- أعلم ذلك .
- هيا بنا نضعك في سريرك. عليك ان تستيقظي باكراً
ضحكت لوقاحة كلامه ، انه هنا.. وهو ماهر في إعداد الشاي. ليكن بوب ميلر زبونه الاول في الغد في شرب الشاي.
أطفأ هاريس أنوار الطابق الأسفل ، ثم أضاء السلم وصعد معها.
وعندما وصلا إلى الفسحة ، قال محذراً :" حازري من لوح الخشب ذال".
تذكرت كيف لاحظه سابقاً، فنظرت إليه لتذكره بأنها هي التي أخبرته عن ذلك الوح الخشبي ! لكنها لم تنظر إلى مرطئ قدميها ، فداست على ذلك اللوح المتهالك وبدأت تسق عالمة، وهي تتمسك بالهوا، أن لا شي سينقذها.
مد هاريس يديه محاولاً أن يمسكها. ولكن ، وهو يقوم بذلك ،لم يكن ينظر إلى موطئ قدميه، هو الآخر ، فداس بقدمه على اللوح نفسه.. وسقط الاثنان معاُ.
أوشكت مالون أن تضحك .. تعتذر.. أن تقول شيئاً مرحاً عن بيته الملئ بالمخاطر .. لكنها انتبهت إلى ان جسده يلتصق بها .. ولم تتوقف لتفكر في أن قربه هذا مؤقت إلى حين يتمكن من النهوض على قدمية .
صرخت به وهي تضربه على صدرة :" ابتعد عني"
فقال يهدئها :" هششش...."
نظرت إليه ، وعندما لم تر على وجهة ذلك التعبير الشهواني الذي اعتادت رؤيته على ملامح أمبروز وابنه، أو رولاند ،ابتدأ عالمها يستعيد لونه . تمتم هاريس :" ولا بمليون سنه، هل نسيت ؟"
وشعرت بالخجل من نفسها :"آسفة "
وكن قربه منها أوجد في نفسها شعوراً غريباً ، وتمتمت : " أنا اثق بك تماماً.. ولكن فقط.."
- العادات القديمة تموت بصعوبه.
- شيئاً كهذا .
أجابت بذلك وعندما حاول هاريس أن ينهض ، نظرت إليه . تردد وعيناه في عينيها ، ثم انحدرت نظراته إلى فمها ، ثم عادتا الى وجهها .
ثم ، وبتمهل ، عانقها بكل حنان ورقه. شعرت بدفء عناقه واحضانه فانحبست انفاسها. أدركت أن هذا العناق الرقيق سرها للغاية .أرادت ان تبادله عناقه، لكنها خافت من ان تتحرك فيتبدد السحر . وهكذا، بقيت ساكنه، اقرب مما كانت عليه مع اي رجل قط.وسرعان ما انهى هاريس عناقه.
ثم ابتسم ونظر إليها :" لا شيء يستوجب القلق يا مالون، كنت بحاجة إلى عناق. هل قال لك احد إن نظراتك شديدة الإغراء؟ وهذا العناق الخفيف ليس تمهيداً لشيئ ما".
كان قلبها يخفق بجنون، فقالت بصوت أبح لم يدهشها:" هل ستدعني أنهض؟"
طلبت منه بعجز وهي تفتش عما تقوله . وعندما وقف وساعدها على النهوض ، قالت بمرح :" دعني أعلم متى تجد نفسك بحاجة إلى عناق، وسأرى ما يمكنني فعله بهذا الشأن."
لم يكن قولها جاداً، ولكنه أفضل ما يمكن في هذه الظروف.
ذهبت إلى غرفتها دون أن تضيف كلمة أخرى واعلقت الباب خلفيها ثم استندت اليه ، ورأسها يدور في دوامة. لقد عرفت العناق من قبل ، ولكنه لم يكن بهذه الروعة .
قال هاريس إن عناقه لم يكن تمهيداً لشيء ما ولكنها لم تكن تريد ألا يؤدي ذلك العناق إلى شيء! كانت تريده أن يعانقها مره أخى وبعد ! رباه.... مالذي يحث لها؟

نهاية الجرء الرابع

5- صدمة الحقيقة
في الصباح، بدت مالون متماسكة مره أخرى/ وان كانت حائرة قليلاً لما أثاره هاريس فيها من مشاعر حين عانقها بحنان ورقة الليلة الماضية .
ستنتبه أكثر في المستقبل ولكن هذا لا يعني أن الامر نفسه سيتكرر، فهي لن تترك غرفتها في منتصف الليل. فلا شيء حتى ولو كابوس سيحملها على ذلك .
اعترفت بأنها تشعر بشيء غريب هذا الصباح . قال لها هاريس انها كانت بحاجة إلى عناق خفيف وبسيط ، لكن قوله لم يحتوي على اي مديح .
أنها تفكر في ذلك الآن ، وهي تجد في قوله وقاحة ! كانت تفضل أن يعانقها لانه لايستطيع مقاومه ذلك ، وليس لرفع معنوياتها.
لذلك قررت أن تتجنبه قدر الإمكان لقد فات وقت الندم لانهالم تذهب إلى الفندق الليلة الماصية ، غذا طلبت الذهاب إلى الفندق الليلة ، فستلفت الانتباه إلى حقيقة مشاعرها.
بعد ان أرتدت ثيابها ، نزلت إلى الطابق الاسفل لتجد أن هاريس قد سبقها و أخذ يجول في انحاء المنزل
نظرت من نافذه المطبخ فرأته يتحدث الى بوب ميلر. لقد جاء بوب مبكراً عن العادة . هل تعمد ذلك عن سابق تصميم أن أن هاريس اتصل به هذا الصباح؟
عاد هاريس إلى المطبخ، وشملها بنظراته وهي مرتدية الجينز الطويل، والقميص المقفل.
- كيف حال وكيلتي المفضلة ؟
قالها بعفوية وهو يتقدم ناظرا في وجهها وكأنه يقيم حالتها، واجابت بمرح :" في أحسن حال".
لم تكن تريده ان يعلم أنه شغل بالها ليلاً:" احضر باز بعض البيض الطازج أمس. اتريدها مسلوقة أم مقلية؟"
تبادلا النظرات، ولكن نظره واحده منها إلى وجهة جعلت قلبها يخفق. وعندما بدأ بيتسم حولت عينيها بعيداًواجاب :" لم آكل بيضاً طازجاً منذ سنوات".
سكبت مالون الشاي وناولت بوب ميلز فنجانه من نافذة المطبخ، ثم انشعلت بسلق البيض لتصرف ذهنها عما تشعر به من توتر و اضطراب.
وأثناء تناولهما الفطور ، سألها:" هل تلقيت رداً حول طلب العمل الذي أرسلته؟".
- وهل تطلب مني الرحيل ؟سألته وهي ترتجف ، فادركت أن توترها يزداد، أكثر مما كانت تظن، وخصوصاً عندما نظر إليها بدهشة :" مالذي جعلك تظنين ذلك؟ الم أقل لتوي أنك وكيلتي المفصلة؟".
أحمر وجهها ارتباكاً:" نعم ، هذا ما فهمته منك ، حسناً ، إنهم لا يريدونني في الوظيفة".
- خسارتهم هي ربح لي. بمناسبة الحديث عن الرحيل ، ربما من الافضل ان تغيبي هذا النهار.
نظرت إليه باتزان :" لكنك لا تطلب مني الرحيل ؟"
- لا ، بكل تأكيد . هناك أكثر من لوح خشب واحد مهترئ على فسحة السلم. وقد رتبت الامر ليغيروا كل الالواح القديمة ، ولا شك أن الضجة ستكون مروعة"
اعتادت مالون على جلبة البناء، لكنها تفهمت وجهة نظره :"شكراً لهذه الفكرة المفيدة".
- يمكنني أن آخذك إلى المدينة بسيارتي ، وبهذا يمكنك أن تتسوقي كما تشائين.
لكن قلقاً اعتراها ولم تفهم سببه، كانت تعلم أن جلوسها بجانبه في السيارة لم يكن جزءا من خطتها في تجنبه قدر امكانها .
- انه يوم جميل ، واظنني سأذهب في نزهة طويلة على الاقدام .
- اتريدين صحبة؟
سألها بحذر .
فأجابت ببط وصدق :" هناك أشياء علي أن اقوم بها بمفردي.
ابتسم هاريس مشجعاً :" يا لوكيلتي الماهرة"
لكنها شعرت بسرور بالغ .
انطلبقت حلما انتهت من غسل الاواني ،
كان اليوم جميلاً، كما قالت لهاريس، وشعرت بالبهجة للخروج،
لم يكن لديها فكرة عن المسافة التي قطعتها إلى أن اكتشفت فجأة انها في منطقة "شروين" وبدا لها المكان جيد لتوقف.
وفيما استدارت متوجهة إلى الدكان ، رات رجلاً يخرج منه نحو سيارته المتوقفة ، كان رولاند فيليبس، وبما انه لم يرها ، يمكنها ان تختفي في الطريق الذي جاءت منه، ثم تبقى متوارية حتى ينطلق في سبيله .
لكنها ترددت كان تفكيرها صائبا، لكنها تذكرت فجأة قول هاريس فادركت ان هربها لن يقضي على مخاوفها الشخصية .
تابعت سيرها، وراها فوقف وقال بلؤم :" حسناً، هاهي رفيقة هاريس الصغيرة ".
واخذ يتفحصها بنظراته، بينما استمرت هي في طريقها دون كلمة ، ويبدو أن الامر بم يعجبه لانه قال لها :"انا ذاهب في اتجاهك ، إذا شئت سأوصلك".
- لا، شكراً.
- هيا ، لا تكوني عيندة.
ووضع يده على ذراعها لمنعها من السير .
شعرت بالاشمئزاز لمسته. وبدلاً من شعورها بالخوف ، احست فجأة بالغضب ، فقالت بحزم :" إرفع يدك عني".
فقال بابتسامة ظنها خلابه :"لا تكوني فظة ".
واذا بغضب مالون يزداد، لانها تركت هذا المخلوق يسبب لها كل تلك الكوابيس المرعبة ،
ازداد غضبها إلى درجة جعلتها تقول :" انت لا تعجبني، انت في نظري كرية للغاية . وفي العادة، أنا لا احط من قدري بالحديث إلى أمثالك ، لكنني أقوم باستثناء هذه المره لاخبرك بانك إذا اقتربت منى مره أخرى، فأنا لن اتردد في أن أتقدم بشكوى ضدك إلى الشرطة".

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:22
لم يعجبه كلامها، لكنها لم تهتم، فلم يعد لديها شيء تقوله له . نزعت ذراعها من قبضته ، ثم تابعت طريقها إلى الدكان، ومن هناك سلكت طريق إلى هاركورت هاوس لو انها فكرت مسبقا في احتمال مواجهتها مع رولاند ، لظنت انها ستنفجر باكية ، لكنها شعرت الان بالبهجة .
كلما اقتربت من هاركورت هاوس كلما كانت صورة رولاند تبهت في ذهنها، لتحل مكانها صورة هاريس.
لدى وصولها إلى طريق المنزل، بحثت عيناها عن سيارته. كان معظم العمال قد فرغوا من العمل ، ورأت سيارة بوب وسيارة سيريل إضافة إلى سيارتين أخريين ، ولكن لم تكن أي منهما سيارة هاريس.
دخلت المطبخ ، فتبدد شعورها السابق بالبهجة ، كلياً ، وحل مكانه الكآبه، رغم انها رات أن الارض فرشت بمزيد من السجاد لكتم الضجيج الذي يصم الآذان.
في الساعة الرابعة والنصف ، انهى العمال تغيير الألواح وذهبوا إلى بيوتهم ، فأخرجت مالون المكنسة ونظفت السلم والردهة مزيلة الخطام والغبار عن الباب الخلفي.

عندئذ دخلت سيارة فان تابعة لبائع الادوات الكهربائية ، وقفت تنظر، امله في ان لا يكون السائق قد رأها فدخل ليسألها عن مكان ما ... فباستثناء دكان "شروين" ومنزل "آلمورا لودج" كانت غريبة عن هذه المنطقة .
- الانسة بريتويت؟
هتف السائق باسمها وهو يترجل من السيارة، وقبل ان تجيب، تابع يقول :" احضرت لك تلفزيون" فتحت فمها، لتبتسم ، بانت سيارة هاريس في الطريق ، فعادت بانتباهها إلى الرجل
- من الافضل أن تحضره إلى المطبخ، لا اظنه ضرورياً في غرفة الاستقبال.
- بل هو ضرروي . لقد سبق واتى احدنا اليوم .
ثم ارته المكان، وكانت في المطبخ عندما تبعها هاريس بعد ان توقف ليتحدث قليلاً إلى الرجل.
اقترب منها :" كيف كانت نزهتك".
لم تشأ أن تتحدث عن رولاند
- بخير
بدأ هاريس متوقعا مزيداً من التعليقات فأضافت :" ظننتك عدت الى لندن"
- وهل هذا يعني انك مسرورة أم أسفة؟
ولكنه استدار مبتعداً وهو يقول خارجا من المطبخ :" ذاك هو جهاز تلفزيون".
كانت واثقة من ان الابتسامة تغزو وجهة فتكهنت بانه صعد الى الطابق الاعلى ليتفحص أرض السلم الجديدة.
فكرت في أن تصعد هي أيضا وتغير ملابسها التي ارتدتها طوال النهار ، لكنها فجأة شعرت بالخجل .
ركزت افكارها على العشاء.لقد استرت بعض اللحم المفروم آمله في ان يحب هاريس المعكورنه السباغيتي. وعندما سمعته ينزل السلم ويتجه نحو غرفة الاستقبال تسللت إلى غرفتها لتغير ملابسها.
غسلت يديها ووجهها وارتدت ثوباً قطنياً ثم نزلت فوجدت أن العامل الفني قد ذهب وكان هاريس قادما إلى المطبخ مع صندوقين يحويان بقالة .
- ماذا يحويان؟
- ربما أشياء عديمة النفع.ولكن ، ما دمت ترفضين القدوم معي، فتصوري ماذا بإمكان رجل أن يشتري من سوبر ماركت ؟

ضحكت ، وكانت تبتسم عندما رأت أن عينيه استقرتا على وجهها. وتملكها الذهول فجأة لمنحنى الذي اتخذته أفكارها، ففارقتها الابتسامة وشعرت بالارتباك.
سألته بعد فتره :" هل تحب المعكرونه السباغيتي؟"
ثم انتبهت إلى انه يحدق فيها وكأنه يتساءل عما حدث لها فجأة فساءها الامر. توقعت أنه سيطلب معرفة السبب في تحولها من الابتسام إلى الجمود ، لكنه ترك المر يمر.
- المعكورنه السباغيتي هي أحد الأطباق المفضله لدي.
رد بشيء من الفتور فأدركت أنه لا يحبها وانه يكذب عليها.

لكنها لم تشعر برغبه في الضحك، وغادر هو المطبخ بعد دقائق، وبعد نحو دقيقة سمعت صوت التلفزيون.

أثناء العشاء اخذ يتحدث برقة بالغة وطلاقةن ففارقها التوتر. تملكها اهتمام حقيقي عندما حدثها عن خططه للمنزل، وبدأت تشعر بالاسترخاء والراحة ، إلى درجة أنها تضايقت قليلاً حين تحول الحديث إلى مناقشة الكتب التي قرآها.
لاحقاً ، وقف هاريس يجفف الصحون التي كانت تغسلها فعاد إليها ذلك التوتر المزعج .
- أظن اننا انتهينا.
قالت وهي تنظر حولها لتري إذا نسيا شيئاً، ثم فكرت في ان تذهب قبل ان يلاحظ توترها . شعرت بأنها تعرفه الآن إلى حد انه سيسألها عن سبب توترها. ماذا تول له بينما هي نفسها لا تعرف؟
قال لها مداعباً :" أظنك حظيت بسهرة لطيفة أمام التلفزيون".
نظرت إليه فقفز قلبها بجنون. عندئذ، أدركت أن هذا التوتر والاضطراب اللذان يتملكانها لن يسمحا لها بالجلوس معه صامتين في غرفة الجلوس.
- أنا ... سوف... أصعد إلى غرفتي .
اجابته شاعرة بالذعر لما بدا عليه صوتها من تكلف، واضافت كاذبة :
- وصلت في كتابي إلى قسم مشوق.
نظر إليها، لكن لهجته كانت لينه حين قال، بعد ان تأملها قليلاً
- لن ندير التلفزيون إذا شئت أن تحضري كتابك إلى غرفة الجلوس.
آه هذه فظيع، مالذي جرى لها؟
- أظنني سأنام باكراً
رغبت في إنهاء الحديث، فدارت حوله لتخرج لكنه استدار وتقدمها
- هل حدث شيء، يامالون؟
- لا شيء . صدقني.
- أتعلمين؟ ليس عليك أن تقلقي من شيء. أم تريدينني أن أرحل؟
انحبست أنفاسها .لا.. إنها لا تريده أن يرحل . وأجابته بمثل حدته:
- لا،لا أريدك أن ترحل.
- تعلمين انني ليست مثل فيليبس؟
فهتفت:" طبعاً أعلم! وانا لست قلقة بتاتاً . أريد فقط .. تصبح على خير.
حدق إليها قليلاً ، ثم أفسح لها المجال لتمر وخرجت هي بسرعة .لماذا لايمكنها ان تكون طبيعية معه ؟ لماذا يجعلها مضطربه ومتوترة؟
وصلت
إلى غرفتها ، فتمكلها القلق مره ثانية وهي تشعر بحافز قوي يدفعها إلى العودة إلى الاسفل لتطمئن هاريس إلى انها تثق به كلياً.ولا تشعر للحظة وواحدة بالقلق لجلوسهما معاً تحت سقف واحد . لكنه سيظنها مخبوله إذا ما اصرت على إبلاغة انها غير قلقة .
أخذت كتابها إلى الكرسي قرب النافذة .
كان الهدوء دوماً يتملكها عند تأمل المناظر من نافذتها، لكن اضطرابهامنعها من الهدوء، او النسجام مع كتابها ، فوضعته جانباً شاعرة بالحاجة إلأى القيام بشيء ما.
دخلت الحمام لتغسل وجهها واسنانها، متمنية لو ان الدوش صالح للعمل . جربته مره أخرى ، دون فائدة ، أترى يملك هاريس واحداً صالحاً في غرفته؟ لا .. رفضت الفكرة . ثم تذكرت أن هناك حماما عند فسحة السلم .
بعد ذلك بدقيقة ، فتحت بابها ثم أصغت . كان صوت التلفزيون الخافت صادراً من غرفة الجلوس. أغلقت بابها بخفة، ثم خلعت ملابسها بسرعة ولبست مئزرها القطني، اختطفت صابونه ومنشفة ، وبلمحة البصر، خرجت إلى فسحة السلم، وإذا بها تجد أن باب الحمام يحتاج إلى أكثر من دفعة لينفتح .

دفعته بوركها .. فانفتح أغلقت الباب خلفها و اخذت تختبر الماء لترى إن كانت آمالها خائبة . لكنها وجدت الدوش في حالة جيدة! عقدت شعرها إلى أعلى ثم دخلت الدوش.
وقفت تسكب الماء على كتفيها مدة طويلة قبل أن تستعمل الصابون. ولكن كل الأشياء الجميلة تنتهي، لذا غسلت جسدها من الصابون واقفلت صنبور الماء، ثم لفت نفسها بمنشفة كبيرة ، غطت جسمها كله.
أغلقت شاردة باب الدوش قبلأن تخرج. ولكن عندما داست على ارض الحمام ، التقتت لتتفقد موضع قدميها.. في هذا المنزل المليء بالمخاطر حيث لا يعرف المرء متى يقفز شي ويعضك . . كما سبق واكتشفت .. واذا بها تشهق برعب بالغ وهي ترى هاريس واقفا هناك يتأملها والماء يقطرمن ساقيها.
كان ترتدي قميصاً وبنطلوناً وعلى كتفية منشفة . ويبدو أنه دخل لتوه، وقد استدار بعد أن أغلق الباب خلفه . بدا عليه الافتتان بمظهرها ، وجمدت مالون مكانها، وعندما أصبح اللون القرمزي لون وجهها الوحيد، أطلقت صلرخة ذعر حادة وقفزت راكضة نحو الباب . وعلى الفور، عرف ما تنوية،فخطا إلأى يمينه بسرعة ، مبتعداً عن طريقها. ولسوء الخظ خطت إلى شمالها، فاصطدما. مد يده ليسندها فاحرقتها لمسته، وتسمرت نظراتها على الباب. دفعته عن طريقها ثم اندفعت نحو الباب بقوة ، فوجدته مغلقاً لا يفتح!

تملكها الذعر، فيما راح هاريس يفكر بهدوء. رأي أغراضها حيث تركتها،
فلحق بها وأدركها عند الباب وهو يخفف عنها قائلاً بهدوء:"لا بأس عليك يا مالون. أنت آمنة ، لن يؤذيك أحد".
ورغم ان ذعرها خف قليلاُ ، إلا أنها لم تستطع أن تخفي استياءها فانفجرت قائلة
- كيف تدخل من دون أن تتأكد من خلو الحمام.
واستدارت تواجهة وتحدق إليه، فقال مداعباً :" أسف لتطفلي سيدتي الجميلة .

لم تصدق حين وجدت نفسها تبتسم. وتكهنت بأن هذا ما يريده وقالت :" كنت أريد أن أبلغ السباك عن حمامي لانه كان معطلاً هذا الصباح.
- وكذلك الامر في غرفتي . عندما سمعت تدفق الدوش، رأيت أنها فكرة جيده ، فجئت لأرى إن كان الدوش هنا صالحاً للعمل .
ثم ابتسم وسألها : " هل أنت بخير الأن".
فقال متلعثمة :" نعـ...... نعم "
لقد تجاوزت الصدمة. لكن وجوده قريباً منها إلى هذا الحد جعل إحساسها به يزداد.
فقالت :" سأذهب".
ثم استدارت إلى الباب مستعدة لجذب مقبضة مره أخرى بشكل أعنف أما هاريس فمد يده إلى المقبض في الوقت نفسه وهو يقول :" هذا عمل للنجارين".
ثم أراد أن يزيحها، وإذا به يضع ذراعه، من دون تفكير على مقربة من كتفيها

جعلها الشعور بيده وبذراعه قرب كتفيها تتجمد مره أخرى،لم تكن تتحرك على اي حال . التفتت قليلا نحوه . والتفت هاريس بدوره ، واذا بهما يتواجهان مره أخرى ليحدق إلى عيني بعضهما البعض .
أبعد يده عنها، وسحبت يدها عن مقبض الباب.
- مالون.
تمتم باسمها. ببطء ، احنى رأسه ، وما كانت مالون لتدير رأسها عنه.
عندما عانقها جاء عناقة كما تريد هي، رقيقاً وانتهى بمثل السرعة التي ابتدأ بها .
شدها إليه، و كأنه لم يستطع المقاومة ، فدفن وجهه في عنقها وقال بصوت خافت
- رائحتك رائعة .
وابتدأ قلبها يخفق بجنون، وشعرت بقضبته تشتد على خصرها لثوان ثم ما لبث أن تركها و تراجع إلى الخلف . نظر في عينيها متأملاً ثم سألها
- هل ستسامحينني لاني تصرفت كالرجل ؟
اختفى شعورها بالذعر، ولكن قربها من هاريس أرسل في جسدها كل أنواع
المشاعر:" أظن... علي أن أذهب".

لكن قرارها لم يكن ثابتاً لانها لم تكن ترغب في الذهاب على الاطلاق.
سألها وقد سقطت يداه إلى جانبيه:" ألست خائفة مني؟".
شعرت مالون بكل شيء عدا الخوف ، واجابته باسمة :" على الاطلاق"
ثم أضافت ، بما بصدق أقل قليلاً:" انا لا ... أعني... أعلم انه كان مجرد عناق صغير؟ لكنني لا اريد مزيداً منه".
عناق صغير؟ لقد اطاح بدماغها!
بادلها هاريس ابتسامتها ثم ابتعد ، نصف خطوه، وهو يقول :" مالو بريتويت الصغيرة...."
كانت دوماً تظن نفسها طويله... لكنه تابع قائلا :" ألم تتعرضي للإغراء مره:"
كان بإمكانها أن ترفض الرد على هذا السؤال ، لكنها لم تفعل . وفجأة ، شعرت بالسعادة ، انها تشعر بالسعادة والارتياح معه مره أخرى، وكلذلك بالقدرة على إخبارة بكل شي . فقالت مقرة
- بلى ، منذ شهرين أو نحو ذلك
- ماالذي حدث ؟
من الغريب أن مالون اكتشفت أن لا ضرر في ان تخبره :"قال انه يحبني، وقد تواعدنا معاُ في عطلة الاسبوع. ولكن في أخر لحظة، لم أذهب، فأخذ صدقتي بدلاً مني".
فتمتم :" يا للحبيبة المسكينة".
- حسناً، كانت هي صديقته أيضاً. كنا، نحن الثلاثة ، نعمل معاً.
- هل هذا هوالسبب لتركك عملك؟
كان سؤالاً فطناً، لكنه لم يكن يبتسم . لم يكن يريدها أن تجيب ولكنهٍألها فجأة :" هل كنت تحبينه".
نظرت مالون إليه بنفس الجد الذي يبدو عليه، ثم شهقت بدهشة .لقد خطر لها في اللحظة أمر وقع كالصاعقة عليها فشاع الاضطراب في كيانها لانه فسر السبب الذي جعل مشاعرها مؤخراً، تعتمل في داخلها نحوه.
- لا . لم أكن أحبه
- ولكن ، وفقاً لشخصيتك، لابد أنك كنت مولعة به حتى قبلت الخروج معه.
- كان ذلك منذ وقت طويل.
صرفت عن ذهنها الموضوع بمرح وهي ترى هاريس يتقبل ذلك وكأنه شيء حدث في ماضيها ومات ودفن. ثم تابعت تقول :" من الافضل أن أذهب و أتركك تستحم".
قالت هذا رغماً عنها، فسألها :" هل أستطيع معانقتك قبل ذهابك؟".

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:28
ابتسمت مالون له فيما لم يجرحها قوله هذا ، ولن تجد أفضل منه ليعانقها . علاقتها القصيرة مع كيت مورغان لم تعد تؤلمها الآن، وهي سعيدة بذلك.
تقدمت منه فوضع يده على كتفيها ، فشعرت وكأن تياراً كهربائياً مسها . كانا متقاربين يحدقان ببعضهما البعض. فجأة، بدا وكأنهما تحركا معاً، وسرعان ما تعانقا . لم يكن عناقه هذه المره شبيهاً بما اختبرته معه من قبل، حيث كان عناقه رقيقاً حنوناً... وسرعان ما أذعنت مالون لرغبتها في أن تدنو منه أكثر، فطوقت عنه بذراعيها فيما أخذها هو بين ذراعيه ، وعانقها بشعف أكبر.
- مالون الحلوه .
تمتم بذلك، ثم أبعد وجهه لينظر في عينيها، وقال برقه بالغة وكأنه لا يستطيع المقاومة : "يا عزيزتي".
كانت متلهفة إلى عناق آخر، فازداد عناقه هذه المره عنفاً، وعاد يحتضنها مطولاً.
طوقته بذراعيها، فيما جذبها إليه بمزيد من الشدة.
ألقت رأسها على كتفه، وقربه منها يكاد يصيبها بالجنون. عانقها مره أخرى فكاد يخطف أنفاسها.
وابتدأت تغرق في فيض الأحاسيس التي أثارها فيها، وصدرت عنها شهقة مؤثرة .
وصل إلى مسامع هاريس هذا الصوت الخافت فجمد مكانه، ثم تراجع و أخذ ينظر إلى وجهها.
قال يطمئنها بهدوء :" أنت لست في خطر".
- أنا....
كان هذا كل ماستطاعت قوله عندما استقرت عيناه على وجهها . أخذ ينظر متفحصا إلى عينيها المضطربتين ، وكانت هي تجاهد بيأس لكي تجمع شتات نفسها.
قالت كاذبه :"لا اريدك أن تعانقني مره آخرى".
- ما كان لي أن أفكر في هذا السلوك الشائن.
لكنه كان جاداً عندما سمح للضوء بأن يفضل بينهما ن وقال :" أنا أعني ما أقوله يا مالون ... فأنت بأمان".
- أعلم هذا.
أجابته بذلك ثم تحولت عنه . لكنها كانت مضطربه ولم تتمكن من فتح الباب الموصد.
تقدم هاريس إلى نجدتها يفتح لها الباب لتخرج . وقبل ان يتركها، سألها
- هل أنت بخير، يا مالون؟.
كيف يمكنه أن يكون بكل هذا الهدوء بينما هي ثائرة الأعصاب بهذا الشكل ؟ واجابته تطمئنة : " انا بخير، فلا تقلق".
ثم رمت بجانبة متجهة إلى غرفتها .
آمنه ؟ لقد أثار فيها مشاعر و احاسيس صاخبة خارجة عن السيطرة ولكن من الواضح جداث انه يتحكم بمشاعره طوال الوقت وهو يقول لها ( انت في أمان) لقد عانقها، وكانت مشاعرها متدفقة ، لكن عناقهاما لم يؤثر عليه على الاطلاق.. وإلا كيف استطاع أن يتركها بهذه السهولة ؟ أمنه ؟ وما هو الامان وهي تحب رجلاً لا يريد أن يعلم ؟

نهاية الجز ء الخامس

6- هل يخون الجسد؟

منذ اللحظة التي استيقظت فيها مالون صباح الأحد ،شغل هاريس ذهنها ، انها تحبه وهي حقيقة لن تتبدد. الشي الغريب الوحيد هو إدراكها ما يجري داخلها؟ لقد ابتدأ الامر منذ الاسبوع الاول الذي عرفته فيه!
حدثتها بذلك لحظات الخجل تلك ، وانعقاد لسانها . ولكن ، ما اجمل أن تراه. هذا هو السبب الذي يجعلها قلقة أحياناً. هذا هو السبب .. ووجدت نفسها تسترجع عناقه ولمساته.
ما الذي جعلها تظن ان شعورها ذلك نحو كيت مورغان كان حباً؟ لقد جرحها حينذاك، لكن أتراه كان جرحاً لكرامتها فقط ؟ ربما تألمت قليلاً حين تبين لها أنه متقلب المشاعر ومن طينة أمبروز جنكنز و ابنه لي.
ومهما يكن ، باتت تعرف الآن قوة مشاعرها نحو هاريس .. حبها له .. إن ما شعرت به نحو كيت لم يكن حباً.
تركت سريرها لتغسل وجهها وترتدي ثيابها، متسائلة عما إذا كانت، حينذاك، تفتش عن عذر ما كيلا تذهب مع كيت .
لكن كيت كان بعيدا عن ذهنها عندما فتحت باب غرفتها ، فتوقفت قليلاً وجذبت نفساً عميقاً
أدركت من الاصوات الصادرة من الاسفل ، ان هاريش مستيقظ ويجول في الانحاء. ومرت لحظات شعرت فيها باضطراب في مشاعرها ، فهي تريد أن تراه ، ومتلهفة إلى ذلك ، ومع ذلك تشغر بخجل ساحق تعجز معه عن الحركة.
لكنها أدركت انها لا تستطيع ان تقف مترددة خجلى طوال النهار ، جذبت نفسا عميقاً وانطلقت دون فكرة عما ستقوله له. لقد كذبت عليه الليلة الماضية حين أخبرته بأنها لا تريده أن يعانقها مره ثانية.
ولكن ، رباه ، كم كانت تريده أن يعانقها ويستمر في ذلك ...! لقد ايقظ فيها الشوق إلى الحب لو انه رفض ان يصدق كذبتها فهي لا تعرف ما كان سيحدث لم تكن خائفة على الاطلاق... إنها واثقة تماما منه.
إن مأزق مالون، بعد ذلك العناق الحميم الذي جرى بينهما الليلة الماضية ، سرعان ما تبخر عندما دخلت المطبخ خجلى من النظر إليه، واذا بنظراتها تقع على حقيبته التي يعدها لعطلة الاسبوع، على المائدة مع مفاتيح سيارته!!

كاد الخوف يعصف بها كل شي واضح ... هاريس على وشك الرحيل.
اندفعت تقول له دون تفكير :" ليست بحاجة إلى الرحيل بسببي".
حالما صدرت عنها هذه الكلمات ،تمنت لو تسترجعها لكن الوقت فات ، تمنت لو تهرب وتختبئ ، لكن هريس كان يبتسم :"بسببك؟".
لكنها تدرك انه فهم جيداً ما تعنية، رغم ان الاضطراب حال دون ان تعلم ما إذا كان يغيظها . لكن الغزل الذي دار بينهما ليلة أمس جعلها تقول بابتسامة عريضة :" إذا وعدتني بألا تدخل أي غرفة، مره أخرى ، من دون أن تطرق بابها أولاً، أعدك انا بألا اتبختر مره أخرى ، هنا وهناك ".
بادلها الابتسام، ثم تلاشت ابتسامته وهو يسألها بجد بالغ :" هل نمت جيدا؟ دون نتائج سيئة "؟.
لم تنم جيداً، ولكن ليس بسبب القلق أو الخوف . فما كانت خائفة منه الأن هو أن تفضح مشاعرها نحوه.
وعندما تأخرت في الجواب باحثة عن كلمات حيادية ، قال " مالون العزيزة ، يجب أن تنامي جيداً. أنت لم تكوني قط في خطر".
إذكا كان يحاول أن يهدئ من أي مخاوف تملتكها ، فهي لم تشكره لهذا ، وكأنه يقول لها انها لو لم تتوقف عن غزلهما ، لفعل هو، وإما انه يقصد انها لا تتمتع بأي جاذبية .
بكبرياء يائسة وجدت نفسها تقول بابتسامة عريضة ، دون أن تهتم بأنها نزلت من غرفتها فقط لتجعله يعلم بانها لا تهتم مثقال ذرة لمصيره " لا بأس إذن، ما تريدني أن اخبر السباك غداً"
تجرأت على النظر إليه ، فخيل لها أنها راي لمحة إعجاب في عينيه لسلوكها لكنها لم تكن تثق تماما بمخيلتها، فبقيت متمالكة نفسها حين أجاب:" أخبريه فقط بأننا، نتيجة إهماله، كدنا نقع في مشكلة ".
اضطرت مالون إلى الضحك ، وقد ظنت أن هذا ما أراده هاريس منها، ولكن في اللحظة التالية ، فارقتها كل رغبه في الضحك لانه كان يتناول حقيبته ومفاتيح سيارته.
- انتبه أثناء القيادة .
دفعتها كبرياؤها إلىأن تودعه بهذه الكلمات ، فكان جوابه أن عانقها بسرعة، مودعاً، ثم خرج..

لم تعرف مالون كم بقيت واقفه بعد ذهابه ويدها علىقلبها الذي راح يتخبط بين ضلوعها ، ادركت انها وهي التي لم يحدث أن تشوقت لصحبه أحد ما ، شعرت الآن بالوحدة.

تحملت عبء النهار، وصوره هاريس لا تكاد تغيب عن ذهنها . أليس من المفترض أن يكون الحب مصدر بهجة ، افترضت أن هذه الكلام صحيح إذا كان الحب متبادلا .
يوم الاثنين ، اصلح السباك الاعطال في الغرفتين. وأطل يوم الثلاثاء فجاء مهندس ليصل خط الهاتف فشكل ذلك مفاجأه حسنة . لم يكن هاريس .
قد ذكر شيئاً عن تقدمة بطلب من الشركة .
استغلت مالون الهابف تلك الليلة للإتصال بأمها و إعطائها رقم الهاتف مستمتعة بحديث طويل معها. كانت أمها سعيدة للغاية ، فأثلح ذلك قلب مالون للمره الاولى منذ وفاة أبيها.
مرت الايام التالية ، مع حلول الجمعة ، شعرت مالون بمزيج من الاضطراب والتوقع . جاء هاريس يوم الجمعة الماضية ، وربما سيأتي هذا الاسبوع ايضا.
وذهبت إلى سريرها ، تلك الليلة ، شاعره بخيبة أمل ، فهو لم يتصل بها ، وأتي السبت مشرقاً ولازم مالون الشعور نفسه تقريباً. رما يأتي هاريس اليوم !

لكنه لم يأت أيضاً ، ولا في اليوم التالي، وبقي الهاتف صامتاً طوال العطلة ، عانت مالون كثيراً من آلام الشوق لرويته، إذا سكن تفكيرها باستمرار,
استحال الطقس المشمس إلى موجة حرارة ، وابتدأت مالون تتطلع إلى العطلة ، أمله أن يبقى الطقس لدى مجئ هاريس جيداً، وتملها الشلك في قضائة وقتاً طويلاً ، خارج البيت .
عندما خرج العمال يوم ، الاثنين ، أحضرت المكنسة و أخذت تنظف غرفة الاستقبال لتزيل عنها الغبار ، ودخلت غرفة الجلوس باكراً صباح الثلاثاء، لتطمئن إلى مظهر الغرفة ، عندما سمعت رنين الهاتف لأول مره ، فقفزت من مكانها.

ذهبت لتجيب وقلبها يخفق، رغم أنها حدثت نفسها بأن المتصل قد يكون أمها.
أجابت بصوت هادئ، فأخذ قلبها يخفق بعنف حين عرفت صوت المتكلم .
سألها هاريس بهدوء - هل تسير الامور كما يجب؟.
- لم يحصل مشاكل .
أجابت باسمة .. لم تستطع أن تمنع نفسها من ذلك .
- هذا حسن .
و أحست أنه على وشك إنهاء المكالمة ، فتلهفت إلى معرفة ما إذا كان سيحضر في العطلة القادمة، لكنها لم تستطع .
- كيف حال الطقس عندك ؟
- أظنكم تعانون من موجه الحر التي نعاني منها هنا.
تكلفت المرح وهي تخبره:" أنجز النجارون عملهم بشكل جميل جداً، اتريد أن تتحدث إلى بوب؟ أظنه قريباً من هنا ، يمكنني أن أذهب واخبره........."
- لا حاجة لذلك، ما دمت تنفين وجود مشاكل و انا واثق من ان هذا هو الواقع.
أجاب بذلك ثم أقفل الخط ، وضعت مالون السماعة وقد اعترتها المشاعر المربكة إلى حد انها شعرت، بان عليها أن تكون وحدها ، فصعدت إلى غرفتها و اغلقت الباب خلفها.
عندما استعادت تمالكها لنفسها ، خرجت من المنزل لتتمشى ، شاعره بأن حبها لهاريس جعلها

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:28
ضعيفة . انها ضعيفة ولكن كرامتها منعتها من اظها ر اي دليل على شعورها نحوه ولا ومضة سرور حتى ،
عادت إلى المنزل ، كانت تأم ل في ان يحسن التنزه مزاجها ، لكنه لم يفعل ولكن عندما نظرت من نافذة المطبخ وقت الغداء ورأت سيارة هاريس تتوقف لتوها، ارتغعت معنوياتها.
احمر وجهها لفيض مشاعرها ، وشعرت بالسرور لان وصوله إلى المطبخ سيستغرق دقيقة أو اثنتين يمكنها، في اثناءهما ، ان تتمالك نفسها.
كيف ستحييه ؟ مرحباً أيها الغريب؟ لا. اليوم ليس الجمعة أو السبت ، أليس كذلك؟ لا.
تبددت أفكارها في الهواء عندما دخل هاريس حاملاً سترته بيده ، فسألته وقلبها يخفق بقوة لشده ما تحبه :"هذا تفعل هنا؟ لا أقول إنه لا يمكنك الحضور فأنت صاحب البيت ".
قالتها بمرح واطلقت ضحكة صغيرة .
لم يضحك هاريس، ولا ابتسم جتى وهو يقول :" لدي مشكلة أود أن اناقشها معك".
تملكها الحذر على الفور،لقد ادركت أنه سيطلب منها الرحيل ، لكنها لا تريد أن ترحل ، ليس الآن ، ليس وهي تعلم انها تحبه . هل هذا هو الامر؟ هل أحس بحبها له ؟ وهل لهذا قدم شخصياً ليطلب منها الرحيل ؟ وسرعان ما استجعمت كبرياءها، ربما يظن أنها تحبه، لكنها ستحرص على أن تجعله يشك تماماً في ذلك.
- كنت على وشك أن أعد لنفسي شطيرة وفنجان القهوة، هل أنت مستعجل ؟
إنها هنا لأداء وظيفة مؤقته على كل حال . ستخبره بذلك . هل ينبغي أن تخبره أولاً انها راحلة قبل أن يطلب منها الرحيل ؟ ربما عليها أن تفعل ذلك .
- لا بأس بشطيرة .
أجابها بإتزان ، فأخرجت الخبر والزبده و الجبن واللحم .. ثم أعادت التفكير. أنها غارقة في حبه. ولهذا، عليها ألا تتعجل ... ربما لم يأب ليأمرها بالرحيل
ربما ....... ولكن لماذا........؟
أعدت طبقاً من الشطائر لهما ، لكنها سرعان ما فقدت شهيتها .
عندما جلسا إلى المائدة ، سألته :" و الآن ، ماهي المشكلة .؟ أرجوا ألا تكون خطيرة".
وضع شطيرة في صحنه ثم نظر إليها :" إنها تتعلق بأختي فاي".
تملكها الارتياح، لا يبدو أن هاريس سيطلب منها الرحيل. فردت بصوت هادئ
:" أختك ".
- اتصلت بي فاي بعد أن اتصلت بك بقليل. وبعد ذلك ، خطر في بالي أنها قد تزورك إذا حدث ومرت بالجوار.
لم تفهم مالون ما يعنيه. من الواضح أن فاي ستتجه إلى بيتها "ألمورالودج" ولكن هل يعني كلامه أنه لا يريد ان تعلم أخته بوجود مالون في " هاركورت هاوس"؟ أتراه ، فعلاً يطلب منها الرحيل؟
جعلها عدم شعورها بالأمان تهاجمه بقولها:" أما كان بإمكانك أن تعود فتتصل بي وتحدثني بالأمر؟".
فنظر إليها بجد :" الامر ليس بهذه البساطة".
- ولماذا تأتي أختك إلى هنا لتراني؟
وتملكها الانزعاج فجأة فهتفت بسخط شديد :" تريدني ان أخبرها أي فاسق هو زوجها ، هذا هو الأمر، أليس كذلك؟ حسناُ ، طبعاً لن أفعل ! وشكراً لفكرتك السامية عني".
وإذا بشاعرها تهمد وهو يجيب :" ولأن فكرتي سامية للغاية فضلت أن اترك عملي وآتي إليك بنفسي بدلاً من الاتصال بك ".
أواه هاريس! إن فكرته عنها سامية للغاية !
- إذن... ما .. ما هي ... المشكلة ؟
- المشكلة هي أن اختي ، رغم ذكائها ، مازالت مغرمة بذلك الذي تزوجته . حاولت أن اجعلها ترى الحقيقة ، لكن الامر أفلح فقط في غرس بذور العداوة بيننا. لذا ، اضطررت حالياً إلى اتخاذ موقف المتفرج، العاجز عن القيام بشئ سوى أن أساعدها عندما تكون بحاجة إلى ذلك .
- وهل ... تشعر انها بحاجة إلى المساعدة الآن ؟
- المشكلة هي أن فاي، التي تأمل في إنقاذ زواجها ، سمعت بأن لدى زوجها خليلة . وكانت على وشك الانهيار عندما اتصلت بي هذا الصباح وهي تريد أن تعلم لما خذلتها أنا بوضعي خليلة زوجها في بيتي..........
وسكت فجأة ، لكنه كان ينظر مباشرة في عيني مالون الجادتين وهو ينهي كلامه :"هنا"
فهتفت مالون وهي تفتح فمها ذاهلة :" أنا؟ هل أخبرها هو... أنني كنت خليلته؟"
- أمر لا يصدق، أليس كذلك؟
فشهقت :" له من حيوان".
ثم تذكرت أخر مره رأته فيها فانفجرت تقول :" إنه ذنبي".
- أنت فعلت ذلك ؟
فاندفعت تقول :" إنه ينتقم مني. لقد رأيته...."
فقاطعها بحدة بالغة:" متى ؟ متى رأيته؟ هل جاء إلىهنا مره آخرى؟"
- لا ... كان ذلك ... السبت الماضي.
- بعد أن قلت له بألا يأتي إلى هنا مره أخرى؟
فأومأت :" كنت أتمشى، وتحديته لأثبت لنفسي أنني لست خائفة".
كان صوته أهدأ ، حين سألها بلطف :" بماذا شعرت حين رأيته؟"
ابتسمت وردت :"لم أخف بل غضبت ، وقل له إنه بغيض ، وأنه اذا اقترب مني مره أخرى سأشكوه إلى الشرطة ، وإنني لا انزل من قدري بالحديث إلى أمثاله .
- هل قلت ذلك ؟ وكيف كان نومك؟
بما أن هاريس يحتل دائما ذهنها لانها تحبه كان جوابها:" منذ ذلك الحين ، لم يعاودني أي كابوس . لكن لنعد إلى الموضوع الاساسي،إذا زارتني أختك ، فسأخبرها أنني لست خليلة زوجها........"
فقاطعها :" ليست مضطرة لذلك ".
ولكن الغريب أنه سكت لحظة ثم عاد يقول:" لقد سبق وأقنعتها بذلك ".
سألته "و.... هل صدقتك ؟ هكذا بكل بساطة ؟"
كانا يتحدثان عن أمراة مغرمة بزوجها . هل ستصدقه فاي من دون برهان، خصوصا و ان تلك الخليلة المزعومة تسكن على بعد أميال قليلة منه؟
وسألته :" كيف؟ كيف أقنعتها؟"
أدركت بالغريزة أن جوابه لن يعجبها. وكان إحساسها صادقاً ، رغم تمهيده له بقوله :" كما سبق وقلت ، كانت فاي على وشك الاصابه بنوبه هستيرية . الطريقة الوحيدة التي استطعت التفكير قيها لتهدئتها هو أن أقول لها إنك لست عشيقته ... بل عشيقتي أنا".
حدقت مالون في مذهوله :" عشيقة ؟"
ثم انفجرت به :" هل قلت عشيقة ؟ هل أخبرت أختك أنني........."
لم تستطع أن تصدق ذلك عادت تسأله والشرر يتطاير من عينيها:
- بماذا حدثتها لكي تصدق؟
قابل هاريس نظراتها بجمود، لكنه أجاب:" حاولت أن ألتزم بالحقيقة قدر الامكان"
فانفجرت بعداء :" آه ، هذا واضح".
- كنت مخطئاً وانا أعلم ، لكنها كانت مجروحة ، وقد اعتدت أنا على التخفيف من آلامها لأجعلها تشعر بتحسن عندما تكون على شفير الانهيار. أظنها عادة متأصلة في نفسي.
شعرت مالون بأنها ابتدأت تلين ، فقوت نفسها ، انه فاحش، قما أخبر به أخته هو فحش وشناعة فسألته بحده "وهكذا"؟
- أخبرتها أنك عملت مع فيليبس بضعة أسابيع عندما كان خارج البلاد معظم الوقت ت، وانك تركته عندما عاد إلى البيت وحاول أن يغريك .
- حسناً تابع كلامك .
تكلمت بجفاء فتابع :" قلت لها إنني كنت ماراً بسيارتي ، وعندما وجدتك عرضت أن أوصلك إلى المحطة ، ولكن قبل أن نصل إلى هناك عرضت عليك العمل عندي هنا .. وهكذا .. سارت الأمور بيننا".
- وكانني مومس أخرج مع أي كان...
فقاطعها بحدة : لست كذلك!.
- ليس تماماً!
صرخت به ثم منعها الغليان من أن تحتفظ على هدوئها ، فاندفعت واقفة .. وكذلك هو . وعندما تواجها ، انفجرت قائلة :" إذن ، أدركت ، بعد اتصالك بي ، أن اختك قد تأتي إلى المنطقة لكي تتوصل إلى حل مع زوجها ، وقد يخطر في بالها أن تزورني . وبما أنك لن تستطيع احتمال الامر، سارعت الى المجئ......."
- أردت أن اخبرك بالأمر شخصياً
- وفعلت.
قالت هذا بحده ، ومنعها الغضب من متابعة الحديث، فأعلنت غاضبة
- أنا ذاهبة لأتمشى.
وعند الباب نظرت إليه من فوق كتفها :
- إذا كان لديك أدنى لياقة، فآمل ألا تكون موجوداً عندما أعود.
واخذت تسير بسرعة ، ولكن حرارة الجو أرغمتها بعد خمس دقائق على التمهل . لا تزال غاضبة من هاريس ، لماذا لم يخبر أخته بالحقيقة ؟
إن التفكير في ألم فاي أضعف عزيمة مالون ، مسكينة فاي ، كانت تأمل ان تتصالح مع زوجها .. نبذت مالون هذا الضعف من نفسها، أرادت ان تبقى غاضبة فحتى لو كان هاريس يهتم بأخته إلى أن هذا لا يعطية الحق في ان يقول بها أمورا مماثلة لمجرد تهدئتها وليشعرها بالتحسن .

سارت مالون مسافة ميل حينادركت انها اخذت تشعر بالهدوء.أخذت تتساءل عما جعلها تغلي غضباً بهذا الشكل ؟ صحيح انها لاتريد أن تكون خليلته ، لكن هذا التدبير سيكون رسمياً، فهي تعلم انها ليس كذلك.وهو يعمل ذلك أيضاُ ولكنها قالت له أنها تأمل عند عوتها أن يكون قد رحل .
استدارت عادة إلى المنزل وهي غاضبة منه قليلاً.رما لا تشعر نحوه بأي مودة حالياً
إلا انها تحب ذلك الرجل القاسي ، إذا رحل ، فالله وحده يعلم متى يعود.
كانت في طريقها إلى البيت عندما تجاوزتها سارة لم تعرفها مالون وعندما وصلت إلى هاركورت هاوس، لم تهتم بها كثيراً ،فهناك دوماً سيارات باعة تتوقف في هذه الانحاء، على اي حال ، سيارة واحدة يهمها أن تراها وهي موجوده في الباحة .
تنفست الصعداء . . لابد أن هاريس سمعها قادمة فخرج فجأة من غرفة الاستقبال .
كانت تنوي أن تذهب إلى المطبخ دون أي كلمة ، عندما نادها هاريس .
- مسرور لعودتك ، فلدينا زائرة.
توقفت مالون عن السير. تلك السيارة الجميلة المتوقفة في طريق المنزل، جدالها مع هاريس هاريس إضافة إلى الزائرة . . ابتدأ كل ذلك يعني لها شيئاً.
- ماأجمل هذا!!
قالت بهلجة ساخرة ، غير واثقة من مكان فاي
وجدت إمراة طويلة سمراء تصغر هاريس بنحو عشر سنوات، تنظر إلى الباب عندما دخلا
- لابد انك مالون.
ورغم أنها حيتها باسمة ، إلا أن مالون رأتها حزينة ضعيفة ، مالم تكن مخطئة فإن الاحمرار في عينيها يشير إلى انها كانت تبكي.

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:29
قدمهما هاريس إلى بعضهما البعض، فابتسمت لها مالون ببشاشة ، قائلة
- مرحباً . أشفة لانني لم أكن هنا لحظة وصولك . كنت أتنزه قليلاً".
فقال هاريس :" بينما كنت أنا اتفقد المبنى".
- كان علي أن أخبرك بأنني سأمر
قالت فاي معتذرة لمالون ... وترددت قليلاً ثم أضافت
- ربما تكهنت بانني كنت ذهبة لأري زوجي"
- هذا ما ظننته
لم تجد مالون فائدة في الادعاء، لكنها لم تشأ ان تستمر أخت هاريس في الكلام عما كان مؤلماً لها للغاية . فسألتها
- هل أكلت شئيا؟ يمكنني أن أحضر لك ......"
فابتسمت فاي :" لا استطيع أن آكل شيئاً"
- ولكن يجب ألا تتعجلي بالذهاب ، ارجوك
رأت مالون المرأة بحاجة ماسة إلى جرعة مهدئ للأعصاب
- آه ، هذا لطف منك . المكان يوحس بالسكينة والسلام .
فقال هاريس :" يجب أن تمكثي هنا قدر ما تشائين".
- هل أنت واثق؟
والتفتتإلى مالون :" في الواقع، أشعر وكانني شبه محطمة ، لدي أجتماع في لندن غداً صباحاً إلا أنني لا أمانع في أن أرتاح ليلة هنا . هل يناسبك ، يا مالون؟ لقد قال هاريس أنه جهز غرفتين صالحتين للسكن رغم قلة أثاثهما وحاجتهما إلى الدهان".
أخذت مالون تفكر بسرعة في إعطائها غرفة هاريس ، عندما أجاب عن سؤال أخته
- طبعاً لم لا تبقي . ستتمكنان، بذلك ، من التعرف إلى بعضكما . أليس كذلك يا مالون؟
- يسرني جداً أن أنعم بصحبتك.
طمأنتها مالون ، مدركة أن لا خيار لها ما دامت فاي تعلم بعملها السابق مع زوجها فيليبس، وعلاقتها بهاريس ، ونظر هاريس إلى ساعته ثم قال
- علي أن أعود إلى لندن
فهتفت أخته معترضة :" آه ، لا يمكنك".
سألها مداعباً :" لا يمكنني؟"
- لقد جشت لتكون مع مالون، سأشعر بالكدر إذا ما عدت إلى لندن بسببي. يمكنني أن أنام في الغرفة الآخري، أليس كذلك يا مالون؟ ثم ...
وسكتت ، بدت المرأة على وشك البكاء مره أخرى فلم تحتمل مالون الوضع لانها رأت أن فاي أحضرت معها حقيبة صغيرة لقضاء ليلة واحدة في آلموزالودج فقالت ببشاشة
- يمكنك بكل تأكيد.
ونظرت إلىهاريس ، متوقعة منه أن يلح برفق، على ان لديه عملاً في لندن لا يحتمل الإرجاء
لكنها ذهلت حين قال :" لا يمكننا أن ندع فاي يتملكها هذا الشعور، أليس كذلك يا مالون؟ على الامور المالية في لندن ان تنتظر"
كانت مالون تحق فيه دون ان تفهم ، عندما قالت فاي إن الغرفة لا بد غير جاهزة ما داما يجهلان أنها قادمة ، وأخذت تصر على أن ترتب السرير بنفسها عندئذ فقط ، تبينت مالون ان الغرف الاخرى في المنزل مازالت غير صالحة للسكن .
كادت تلح على فاي بأن تنام في غرفة الضيوف اي غرفتها ، واذا بها تدرك ،مجفة ، ان هناك سريراً واحداً في البيت
التقت عيناها بعيني هاريس، وادركت من الطريقة التي بادرها بها النظر ، أنه هو ايضا لم يحسب حساب تقسيم سريرين على ثلاثة أشخاص
فقالت - لايمكن أن أجعلك تقومين بذلك
وجدت نفسها تجيب بذلك على إصرار فاي على ترتيب سريرها بنفسها، وهي تدرك تماما أن فاي تظن انهما ينامان في غرفة واحدة . انتظرت من هاريس أن يتدخل ، وعندما لم يفعل، بدأت تغضب . لكن مالون كانت تعلم أن افضل طريقة لإقناع فاي بأنها لست خليلة زوجها ، هي بجعلها تعتقد أنهما، هي وهاريس ينامان في سرير واحد، لذا جاهدت لتكبت غضبها وتقول:"بما أنني أتصبب عرقاً لانني كنت أتنزه ، فلا أمانع إذا ذهب أحدكما غلى السوق بدلاً مني".
ردت فاي على الفور :" أنا سأذهب".
ولكن ، قبل أن تفكر مالون في ما ستقوله لهاريس عندما يصبحان بمفردهما بادر هو إلى الذهاب مع أخته إلى المدينة ، قائلا لمالون
- من الافضل أن تعطيني قائمة المشريات.
يجب أن تعطيه ضربة على رأسه ! كتبت القائمة ثم ناولته إياها . قرأ البند الاول ولوى شفتيه، لانه كان يتضمن عباة ( أكرهك).
وعندما توجهت فاي نحو الباب، تقدم هاريس من مالون وهمس في أذنها
- أتعدينني بأن تكوني هنا عندما نعود؟
ارتجفت في داخلها لقضبه يديه القوية وانفاسة الحارة على خدها ، لكنها صرت على اسنانها وهي تقول له بصوت خافت
- لا تحاول إغرائي بالذهاب.
وعندما تراجع ، ابتسمت لفاي تودعها .
بعد ذهابهما ، وقفت للحظة واعترفت بأن الامر يغريها بالرحيل ، لان ذلك الغول الرهيب كويليان يستحق ذلك . ولكن ليس لدها مكان آخر تذهب إليه إلا إذا ارادت اللجوء إلى امها وزوجها ، كما انها تحب ذلك الغول الرهيب.
نقلت مالون ادوات زينتها، مع اشيائها الأخري، من حمامها وغرفتها إلى حمام وغرفة هاريس، تاركة أشياء في الخزانه و الادراج يمكن تفسير وجودها بانها وضعتها مؤقتاً بانتظار إتمام تجهيز الغرفتين .
فرشت السريرين لملاءات نظيفة، بينما ازدادت ثقتها بأن هاريس سيتمكن من إعطاء تفسير وجيه لفاي وهما في الخارج ، فيمكنه أن يفرش غطاء السرير على الارض لينام عليه.
ولكنها سرعان ما نبذت هذه الفكرة ، فلن يصل الامرإلى هذا الحد بالرغم من أن فاي تعيسة وأن هاريس يبذل جهده في مراعاتها والاهتمام بها، إلا ان مالون كانت تزداد ثقة بأنه سيخبرها الحقيقة .
ربما سيضحكون جميعاً للأمر قبل أن يعود إلأى لندن . أخذت مالون تفكر في ذلك وهي تستحم في حمام هاريس، اقفلت الباب عليها . وابتسمت لنفسها لعلمها ان لا ضروره لقلقها منه .
وعندما انتهت من ارتداء ملابس نظيفة ، تذكرت ان كييفين تعود ان ياتي إلى المطبخ في مثل هذا الوقت لشرب الشاي.نزلت إلى المطبخ لتحضر له الشاي.
كان الشاي قد جهز للتو عندما مرت سيارة هاريس أمام نافذة المطبخ، فأعلن كيفين
- ها قد جاء الرئيس. سآخذ الشاي إلى الخارج ثم اذهب لتفقد الجياد، اتريدين ان لحظر لك شيئاً معي؟.
- ليس اليوم.
أجابته بابتسامه ، وكانت تصب الشاي له عندما دخل هاريس واخته حاملين أكياس التسوق.
نظرت مالون إلى هاريس وفاي، فلم يبد عليهما أن الحقيقة انكشفت الآن.. وانتظرت
قالت لها فاي بابتسامة مصطنعة وهي تناولها باقة جميلة من الازهار الصفراء
- قال هاريس أنك تحبين الازهار".


- شكراً ، ما اجملها.
هتفت مالون وهي تأخذها منها، وانتظرت .... لا شي بعد
- حضرت الشاي
- هل أحضر حقيبتي أولاً؟
بدا لمالون أن المرأة المسكينة كانت مترددة بشأن قضائها الليل مع زوجها في " آلموزا لودج"
وعندما خرجت فاي، سألت مالون هاريس :" هل أخبرتها؟"
- أخبرتها بماذا؟
- بالحقيقة عن ......؟
- عن فيليبس؟ عن أن زوجها ، الذي سلب عقلها حاول اغتصابك ، والله وحده يعلم ما كان سيحصل لو انك لم تهربي؟ أنت ترين حالتها الآن. ماذا سيحصل لها برأيك لو عرفت ؟
تبدد غضب مالون وسألت هاريس رافضة الهزيمة:" ألا تظن أن لديها فكرة عما يمكنه أن يفعل؟".
- أشك في ذلك . لكنها سمعت عنه مؤخراً ما في الكفاية . وقد فعلت انا ما بوسعي.. وعليها الآن ان تغربل كل شي على مهل ..
- وهل ستفعل ذلك ؟
- ستفعل . لديها عقل راجح، وستدرك أنها كانت عمياء بالنسبة إلى فيليبس.
نظر هاريس إلى مالون بجد، ثم تابع قائلاً:"كدنا، انا وفاي، نصبح عدوين. لم تستمع إلي عندما أخبرتها ببعض الحقائق عنه ، ومنذ ذلك الحين ، اضطررت إلى كبح شعوري إزاه لأن........"
- لانك تريدها ان تعلم بأنك موجود لمساندتها عندما تدرك اخيراً الحقيقة .
- آه يامالون .... انت متفهمة .
تمتم بذلك ، فنسيت تماما لماذا كانت غائبة منه ، وانها كانت غاضبة منه أصلاً واضاف برقة
- في الواقع ، بقدر ماتتمتعين خارجياً بجمال رائع ، لديك جمال داخلي يقتلني مره بعد آخرى"
حدقت مالون فيه وقلبها يخفق بسرعة. هل يظنها كذلك حقاً؟ شعرت بركبتيها واهنتين ، لكنها سرعان ما ادركت ان فكرة حبه لها لا تزال بعيدة عنها أميالاً
إذا كانت لا تريده أن يعلم وقع كلماته عليها ، فعيها ان تتظاهر بالحدة
- واين ستنام الليلة إذن ؟
نظر إليها ما زاد في غيظها ، وبدلا من ان يبدو عليه الهمود لاح في عينيه الهزل وهو يقول
- مالون... انت لا تريدينني أن انام في سيارتي، أليس كذلك ؟
فقالت بأحلى ابتسامة لديها واعذب صورت :" طبعاً لا ".
ثم تبددت تلك الحلاوة وقالت بحدة :" لانني أفضل أن تنام في المجاري"
انفجر ضاحكاً ، في هذه اللحظة دخلت اخته ، نقلت مالون اهتمامها إلى فاي
- غرفتك جاهزة ، وسأصعد معك ، إذا شئت ، بينما يفرغ هاريس أكياس المشتريات.
رغم كل ما حدث، كان العشاء تلك الليلة لذيذاً. وجدت مالون أن فترة العشاء مرت من دون توتر لانهم، هم الثلاثة ، حرصوا على تجنب ذلك .
كانت تعلم انها تقوم بجهد ، فتعاطفها مع فاي جعلها تكبت قلقها لاضرارها إلى تقاسم غرفة هاريس.
لقد فتشت عبثا عن بديل ووجدت في الواقع الكثير ، كأريكة الاستقبال ، مفرس السرير أو إحدى الغرف. حتى فكرت في وضع الغطاء على أرض الحمام.. ونظراً لطول هاريس، لم تستطع احتمال ان تجعله يعاني من ذلك .
كانت فاي أيضاً تبذل جهدها ، فثرثرت ببشاشة ، متجاوبه ، بوجه مشرق، مع حديث هاريس الحيوي. وإذا غامت عيناها أحيانا في لحظة شرود ، وبان عليها تحطم القلب والضعف ، فسرعان ما كانت تعود لتمالك نفسها وللتنبه إلى مكانها فتعود إلى بشاشتها وتألقها السابقين .بعدالعشاء انتقل الثلاثة إلى غرفة الاستقبال لمشاهدة برامج التلفزيون ، ولكن بدا أن ذهن فاي مشغول عن الشاشة الصغيرة ، فقالت وهي تقف

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:30
- سأخلد إلى النوم مالم يكن لديكما مانع، علي أن استيقظ باكرا في الصباح
فسألتها مالون : " اتريدين شراباً ساخناً تأخذينه معك ؟"
- لا شكرك لذلك .
واغتصبت فاي ابتسامة :" ما دمت سأستيقظ باكراً، سأحضر لكما فنجاني قهوة إلى غرفتكما قبل أن أذهب.
وبينما نوت مالون أن تستيقظ قبل الطيور عند الصباح ، تمنت فاي لهما ليلة سعيدة ثم خرجت صاعدة إلى غرفتها .
كانت مالون تعلم انها لن تستطيع الاستمرار في مراقبه التلفزيون . وبعد خمسة دقائق تخلت عن التظاهر بالتركيز على البرنامج ، والتفتت إلى هاريس، وإذا بها تجده يراقبها هي وليس التلفزيون
وقف بصمت ثم أطفأ الجهاز و راح ينظر إليها
- ستكونين بخير معين، يا مالون.
لقد كشف عن قلقها الذي يغلي في داخلها، فانفجرت تقول
- وهل أن مضطرة إلى ذلك؟أعني ، هل من الضروري أن .... أن تشاركني غرفتي ؟
- هل لديك بديل أخر؟
أجابها متجاهلاً واقع انها هي التي تشاركه غرفته التي يشغلها كلما جاء إلى بيته.
- يبدو أنك لا تملك حلاً.
أجابته ، مدركة أنه بحث مثلها في كل الاحتمالات للعثور على حل لا يكدر اخته التي عانت بما في الكفاية، وقال بحرارة
- كنت مفعمة بالطيبة ويبدو أن اضطرارك لمشاركتي السرير هو المشكلة و.....
فهبت واقفة :" كفى يا هاريس، من قال إنني سأشاركك سريرك ؟ يمكنك ان تأخذ غطاء السرير، فقد يساعدك على التخفيف من صلابة الارض".
شعرت بسرور وهي تقول له هذا الكلام. لكن شعورها الضئيل بالانتصار لم ير النور أقل ما كانت تنتظره منه هو تكشيرة ن ولكن ما حصلت عليه هو ضحكة
- ياللفتاة ، انت قاسية القلب.
ولكن ، عندما اقترب منها ونظر في عينيها الجميلتين لم يكن يبتسم وهو يطمئنها جاداً
- انت في أمان معي ، يا مالون، أنا لست مثل فيليبس ، او صديقك السابق، أو أي رجل آخر من معارفك .
كانت تعلم ذلك ولكنها قالت بحدة
- مازال عليك أن تنام على الارض
ثم رأن انه من الافضل أن تتبع فاي وتصعد الى غرفتها ، فألقت عليه تحية المساء ثم خرجت بسرعة من دون أن تسمع اجوابه .

في غرفته، التي كانت هذه الليلة غرفتها، استحمت بسرعة وارتدت قميص النوم . ألقت بغطاء السرير على الارض ، ولما رأت انه تكوم بغير انتظام، حثها ضميرها على ان تتقدم وتبسطة على الارض فمسدته بيديها . كانت الارض بصلابة الصخر! حتى عندما وضعت تحته بساطاً، لم يتغير الوضع كثيراً. قست قبلها الرقيق فهو لن ينام معها في السرير نفسه .
بعد أن وضعت وسادة على الارض، صعدت إلى السرير، لتتغطي بملاءة واحدة في تلك الليلة الحارة . في الواحدة صباحاً كانت مستيقظة لتتأكد من أن هاريس لن يشاركها السرير ، ولكنه لم يكن قد حضر .
عندما ابتدأت تعتقد أنه قرر ان ينام على الاريكة في غرفة الاستقبال، ليخبر فاي بعدها انهما تخاصما أو ماشابه ... تناهى إليها صوت هاريس في الغرفة .
كان ضوء القمر يتألق في الغرفة ، ومع هذا ، أغمضت مالون عينيها مركزة على أن يبدو تنفسها منتظماً، كانت شديدة الإحساس بتحركاته الرشيقة في انحاء الغرفة ، وسرت عندما تبينت أنه رأى ( فراشه الارضي) دون أن يصطدم بشيء
- تصبحين على خير.
قال هذا ليعلمها انه يدرك انها مستيقظة ، فلم تجب ، لكنها نامت والابتسامة على وجهها
استيقظت شاعرة بالبرد، نظرت إلى الساعة فرأت انها الثالثة وعشر دقائق، نظرت إلى مكان هاريس . كانت تشعر بالبرد.. وهو لديه الغطاء. سمعته يتململ ، وتكهنت بأن الارض أصبحت أكثر صلابة .
بعد ذلك بعشر دقائق، راح يتململ ، فأدركت أنه لم يكن نائماً . باتت قريبة من التجمد . وتسألت إن كان هو أيضاً يشعر بالبرد .
- أعطني وسادتك .
تكلمت بهدوء خوفاً من أن يكون نائماً . ولكن ، بعد لحظة استقرت وسادته قربها . نزلت من السرير ثم وضعت الوسادة في الناحية السفلى من السرير، ونامت تحت الملاءة.
ابتلعت ريقها، لقد خانتها شجاعتها ، ثم ارتجفت وقرر عقلها أن الامر كله زيف وكذب .. فهي تثق به تماماً . وقالت بصورت منخفض كيلا توقظ فاي المسكينة التي قد تكون نائمة :" ضع وسادتك في اسفل السرير إذا شئت أن نتشارك الغطاء".
سمعته يتحرك، ثم وضع الغطاء فوقها ، وعندما أوشكت أن تغير رأيها ، حذرها هاريس بصوت متوعد :" إذا وضعت علي إصعباً واحداً ، يا مالون، فسأقيم البيت واقعده بالصراخ".
ماذا يمكنها أن تفعل؟ خنقت ضحكتها وقالت بصوت كالفحيح
- فوق الملاءة
- أعتذر لسيادتك .+
-
-
- ________________________وامتثل مطيعاً
إنها تحبه . اخذ سعورها بالبرد يخف ، فنامت . واستيقظت مجفلة لتجد أن الفجر قد بزغ وان شيئين متزامنين قد ايقظاها، الاول هو صوت قرقعة فناجين والثاني شعوها بهاريس يدخل تحت الملاءة ... وليس أسفل السرير حيث ينبغي أن يكون.
- إنزل ....
وسرعان ما غطت يده فمها لتسكتها. أخذت تتلوى بعنف لتبتعد عنه ، وهمس بسرعة
- فاي عند الباب ومعها صينية الشاي.
تأوهت ساخطة بعجز بينما أبعد يده . لكنها، لم تعتد ان يراها أحد في الفراش مع رجل ، لذا دست رأسها تحت الغطاء عندما دقت فاي الباب بلطف ودخلت .
- أنا نادلة سيئة
قالت فاي ضاحكة تعتذر، لكن مالون لم تسمع جوابه .. فقد تحول انتباها فجأة إلى مكان آخر عندما وضعت يدها على صدره وكأنها تدفعة عنها.
- هل ستكونين على مايرام؟
سمعته يسأل أخته، لكن مالون لم تسمع رد فاي هذه المره. ولسبب ما وجدت أصابعها تحتك بصدره، وإذا بها تشعر برغبة عنيفة في أن تدنو منه لياخذها بين ذراعيه . لكنها لن تفعل هذا خصوصاً أن فاي في الغرفة .
بدا الامر وكأن فكرة شيطانية قد استحوذت على مالون. على كل حال ، لم يكن لها يد في هذا الوضع .
كانت مستغرقة في أحلامها فصدرت عنها شهقة عندما انكشف الغطاء عن راسها فجأة ، وسمعت صوت هاريس يقول بهدوء
- ما ذا تفعلين؟
وانتفى ذلك الشعور الشيطاني الذي تملكها ، فسألته وهي ترتعش
- أين ... أي فاي؟
- أصبحت الان في طريقها إلى لندن
- آه ، آ......أسفة
كان هاريس مستلقيا يحدق إليها فقال وكأنه قرأ أفكارها
- وما هو شعورك لو تحرشت أن بك ؟
وعندما التهب وجهها واخذ نبضها يتسارع ، قال معتذراً
- آسف، لم استطع مقاومة ذلك، من الافضل أن ينهض أحدنا.
قفز الاثنان من السرير في الوقت نفسه .. فاصطدما ببعضهما
صرخت لكنها لم تكن صرخة الذعر، رغم انها افترضت انه حسب ذلك لا ن هاريس اخذ يهدئها قائلا :" هششش. .... انت بخير".
أخذ يبتعد عنها فرفعت مالون نظرها إليه واذا بشعور غريب يتملكها
فقالت له صادقة :" انا لست قلقة ".
- أنت رائعة .
قالها باسماً ثم تراجع قليلاً. وعندما نوت التراجع هي أيضاً، كان الاوان قد فات .
كان عناقا مختصراً . وتراجع الاثنان ، وهما يحدقان في بعضهما البعض .ولم تشعر بنفسها إلا وهي تتقدم نحوه ، وإذا بها بين ذراعيه حيث لطالما تمنت أن تكون. لم تستطع أن تمنع نفسها من أن تحيطه بذراعيها، وعندما احتضنها، ، ازدادت اقترابا منه ، وشعرت به يدفن رأسه في عنقها ، وشعرها كانت تحبه ، والحب يملأها بالأشواق وهي تلامس بيديها الرقيقتين، كتفيه العريضتين . عانقها مره آخرى ، وهو يتمتم :" أنت رقيقة للغاية ".
تملكتها البهجة لكلماته ولقربه منها .
وعندما تراجع لينظر في عينيها ، لم تستطع إلى ان تبتسم .
آه يا حبيبي ... فكرت في ذلك والبهجة تغمرها
عندما قبل دعوتها الصامته وانحنى ليعانقها مره أخرى، شعرت بيدية تضمانها بقوة .
تأوهت مبتهجه ، وعانقته وجذبته إليها . بات عناقه أكثر عنفاً . شعرت بيديه تلامسان شعرها فابتسمت وقلبها يخفق ... إنها تحبه وهذا كل مايهم .
عندئذ ، شدها إلى صدره وهو يتمتم، ملامساً ملامح وجهها :" يا حلوتي مالون".

شعرت ببهجه فائقة وتسارعت خفقات قلبها. أرادت أن تعبر عن حبها ، فهي تحبه كثيراً وقد ازداد حبها له مع الايام .
- هريس.
نطقت باسمه بصوت أجش، شاعرة بالخجل فجأة
- مالون؟
استجاب لسؤال الصامت قي صوتها
- أنا...
ثم ابتسمت وهي تقول :" أظنني بحاجة إلى بعض الوقت".
وعلى الفور ، تمنت لو انها لم تقل هذا . لان هاريس نظر في عينيها ، وإلى شعرها الاشقر وخصلاته الكثة المحيطة بوجهها ، واذا به يجمد فجأة ، ويحول نظراته عنها ، متأوها بلهجة معذبة
سألته بارتباك بالغ :" مالذي قلته لك ؟"لكن هاريس تركها ، دافناً وجهه بين يديه ، وهو يتأوه :" قلت أنك ستكونين معي أمنه".
لكنها لم تشأ الامان :" هذا ...."
- مالون ، لا تتكلمي .... فقط ادي لي خدمة ، وابتعدي عني ... الآن.

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:31
قال بصوت منخفض وهو يصر على أسنانه
- اتريدني أن أخرج..
- الآن !
كرر ذلك بإلحاح ، لكنها لم تشأ أن تخرج .
واتضحت لها الحقيقة ... الحقيقة الباردة ، التي لم تشأ أن تواجهها .. فهاريس لا يحبها ، وهو لم يتظاهر قط بحبها، لان كل الحب كان من جهتها !
عاد يتوسل إليها :" أرجوك ، يا مالون، اذهبي الان!"
جذبت مالون نفساً مرتجفاً فهي لا تريد أن تذهب ، لكن هاريس يريدها أن تذهب . انه لا يحبها. جرت نفسها بعدياً عنه وهي تقول بصوت أبح
- أعتبر الامر قد انتهى.
ثم هربت ،دخلت غرفتها و رأسها يدور ، كانت تعلم أن بإمكانها أن تثق به ، ولكن ما هزها في الاعماق ، ان احداً لم يخبرها أن عليها ألا تثق بنفسها

نهاية الجزء السادس

7- العذاب إذا ابتسم

كانت تلك الجملة تهز كيانها وهي تستحم، محاوله أن تتمالك اتزانها ( بإمكانها أن تثق به ولكن ليس بإمكانها ان تثق بنفسها) آه يا هاريس........ هاريس ماذا فعلت؟
كانت مالون تحاول ان تتماسك، بعد أن انهت حمامها و ارتدت ثيابها وأصبح عليها أن تواجه الحقيقة البعيضة .. لقد حان وقت الرحيل ، ولكنها لم تعد تريد أن ترحل .
كانت تعلم انها كانت في حالة سيئة، لدى قدومها إلى هذا المنزل ..... ويبدو ان رولاند تعود تحطيم النساء .. لكنها بخير الان، وعليها ان تشكر هاريس لذلك لقد اخترع عملا لتلك التعيسة الممرغة بالاوحال التي رآها تسير تحت المطر المنهمر،وابتدأت معه رحلة علاجها.
حسنا لد جعلت هاركورت هاوس مكانا صالحا للعيش فيه، لكن بقاءها هنا ليس ضرورياً ، فإذا حضر الاثاث أو أي شي آخر ، هناك دوما العمال الذين يمكنهم أن يتسلموا المهمة ز غادرت مالون غرفتها بقلب حزين بعد ان تاخرت فيها قدر الامكان تملكتها الكثير من المشاعر بالنسبة إلى لقاء هاريس مره اخرى، وبعد ذلك يمكنها ان ترحل فلا تراه ثانية ، لكنها متلهفة إلى رؤيته الآن ولو مره واحدة .
تملكها الذعر من ان يكون هاريس قد رحل ، غير انها لم تسمع سيارته فأسرعت تهبط السلم إلى المطبخ ، كانت سيارته في الخارج .. وكذلك هو رباه،مازال الوقت مبكراً لكنه على وشك الرحيل.
ازدردت مالون ريقها بصعوبه، انها متلهفة إلى الخروج لرؤيته.. بإمكانها أن تخبره أنها راحلة لكنها شعرت فجأة بأنها مشلولة لأنه كان عائداً إلى الداخل
شعرت بلهفة إلى الاختفاء ولكنهاتتوق للإتصال به . عندما دخل المطبخ كانت ملامحه رزينه وعندما نظر إليها ، ابتسم فجأة وسألها:" هل انت على مايرام يامالون؟"
فكرت بأنها محطمة تماما ، لكنها أجابت ببشاشة
- بأتم خير
واعترها اضطراب بالغ، حتى قبل أن يتابع هاريس حديثه :" انت تعلمين أن ...... ترتيب البارحة لم يكن مفروضاً به أن ينتهي على هذا الشكل....."
وسكت فجأة ، وبدا لها أن هاريس الواثق عادة من كل شيء، بات مضطراً للتفتيش عن الكلمات المناسبة ثم قال فجأة وقد تلاشت ابتسامته
- هل أذيتك؟
أواه ، يا هاريس ! رق قلبها لحساسيته المفرطة ، ثم قالت تطمئنه :" ولا مثقال ذرة ! عدا......"
واخذت عيناه تتفحصان وجهها بسرعة
- عدا عن انك اعدت إيماني بالرجال
قالت هذا شاعرة بأنها مدينة له فهتف بدهشة
- أنا فعلت هذا ؟
تنفست بعمق لتشجع نفسها ثم قالت بصراحة :
- انت علمتني هذا الصباح ان الرجال ليسوا مثل زوج أمي وابنه أو حتى كيت مورغان أو رولاند فيلبيس و .....
- آه يامالون ، هل يعني ذلك أنك تثقين بي حقاً؟
- طبعاً.
أجابت دون تردد ثم ابتسمت ، ولكن رغم صراحتها معه ، لم تخبره بالحقيقة التي اكتشفتها.... وهي انها لم تعد تثق بنفسها . ثم قالت مقرة
- الذنب ذنبي رغم انني كنت أنوي أن استيقظ منتعشة باكراً
- وكذلك أنا. يقع اللوم إذن علي الساعات الارقة التي سبقت ذلك، فلولا قرقعة فناجين الشاي ،لكنت نائماً حتى الآن لذا لا يمكنني أن أعبر لك عن مبلغ ندمي لأنني .... تجاوزت الحد.
أرادت أن تقول شيئاً مرحاً ، ولكن الكلمات التصقت في حلقها ، وهكذا جذبت نفساً عميقاً لتخبره بما تريده :" هاريس ، أنا......."
لم تقل أكثر من ذلك لانه ، كما لو انه تكهن بما تحاول أن تقول ، قاطعها
- وهل هذا يهم ؟
- يهم ؟
- أن تفكري في أن تتركيني؟
آه يا هاريس! كانت تعلم انها ضعيفة . حتى وهي تعلم انه لم يكن يسأل عن هجرها له بل عن تركها الخدمة كانت مالون تصغي إلى قلبها وليس الى عقلها
فاجابته بمرح :" أي نوع من الفتيات تعتبرني؟
- هل ستبقين
- طبعاً
بداعليه الارتياح :" جيد".
بدا وكانه سيتقدم ليقبل وجنتها، لكنه غير رأيه وقال :" من الافضل أن انصرف".
ومنحها ابتسامة حارة ثم استدار .
وعندما خرج ، تهالكت على كرسي المطبخ . كانت ضعيفة حزينة ، كان عليها أن تخبره بأنها لن تبقى هنا ، لكنها تحبه.......
وامضت مالون اليومين التاليين مدركة أن هاريس يحتل أفكارها طوال الوقت ، وهو أول ما تفكر فيه عندما تستيقظ صباحاً، وآخر ما تفكر فيه ليلاً
كان هاريس يحتل ذهنها ، حتى وهي تتحدث مع العمال.

تساءت عما إذا سيحضر في العطلة القادمة ، وتدربت على تأدية دور الموده معه عندما تراه مره أخرى . يجب ألا يعانقها مره أخرى و إلا ستضيع . ولكنه لم يظهر لهفة إلأى ذلك قبل أن يرحل نهار الاربعاء الماضي .
نهضت من سريرها يوم السبت ، مصممة على ألا تجهد نفسها في الانصات على هدير سيارته كما فعلت أمس . وفي العاشرة ، خرجت لتتمشى ز ولكنها سرعان ما عادت .. قد يصل هاريس وهي خارج البيت! لم يكن قد وصل بعد ... في الواقع لم يحضر أبداً . أوت إلى سريرها في تلك الليلة بعد أن عنفت نفسها بحدة .
استيقظت مالون في الصباح فاستحمت وارتدت ثيابها ثم هبطت السلم إلى الاسفل لتبدأ نهارها ، نابذة هاريس كويليان بحزم من أفكارها. لديها عمل أفضل من ان تدور في أرجاء المكان تفكر برجل لا يزعج نفسة بالاتصال ليخبرها انه لن يحضر.
ثم خرجت لتتمشى مره أخرى..
قررت أنها لن تسرع اليوم في العودة ، كما فعلت أمس ، وتجاهلت السير في الطريق، مصممة على التنزة في الحقول .
وبعد ساعتين ، عادت إلى البيت متمهلة ، لقد سرها خروجها من البيت ، فقد جمعت ملء ذراعيها من الازهار البرية والاعشاب وهي تفكر في التألق الذي ستضيفه على غرفة الاستقبال.
فتحت الباب الامامي شاعرة انها لم تفكر في هاريس مره واحدة على مدى عشر دقائق كاملة ، وتوجهت إلى المطبخ لتحضر زهرية تنسق فيها الازهار لم تكد تتجاوز الباب حتى سمعت أصواتا قادمة من غرفة الجلوس .
توقفت ، وخطر لها أن تدخل باسمة ... فقد جاء هاريس. ولكن يجب أن تمحو ابتسامتها عن شفتيها واذا كان هاريس قد احضر اخته لتنام الليلة هنا... فلا سبيل للمشاركة مره آخرى ، شعرت فجأة بالخجل ، رغم انها كانت تجاهد لتسبغ حولها جواً من الحياد سارت وفي نيتها ان تطل برأسها من الباب محيية ، واذا بهاريس يخرج من غرفة الجلوس
إحمر وجهها ، ورأته ينظر إلى وجهها الوردي ، ثم قالت برقة
- هاريس ، لم أتوقع مجيئك اليوم .
- هل الامر يزعج ؟
سألها وفي عينية دعابه ، فأجابت :" أبداً ، هل فاي معك ؟
هز رأسه نفياً وعندما نطق بكلمته التالية انهار عالم مالون
- لقد أحضرت فيفيان .. أدخلي وتعرفي عليها.
فيفيان !! لم تعرف مالون كيف استطاعت أن تخفي صدمتها . لم يسبق أن قال إن لديه صديقة، ولم يخطر في بالها قط أنه سيحضر معه امرأة إلى هنا
ابتسمت ورافقته إلى غرفة الجلوس، لم تكن تريد ان تتعرف إلى فيفيان .

كما توقعت مالون ، كانت صديقة هاريس أنيقة لا يشوبها عيب. فهي سمراء تناهز الثلاثين.. من النوع الذي لا يعترف بسوى أزهار الاوركيديا ، ترى كيف تبدو مالون ، وهي تحتضن ازهاراً برية ؟
قدم هاريس احداهما إلى الاخرى بسهولة وظرف وهو يضيف
- لقد جعلت مالون المنزل بيتا حقيقياً بلمساتها الانثوية .
ونظرت مالون إلى أرجاء الغرفة بأرضها الخشبية العارية إلى من قطع السجاد ، فودت لو تضربه.
ردت باسمة :" من الافضل أن أضع الازهار في الماء".
كان شعر فيفيان مسرحا بعناية بينما كانت مالون قد تسلقت السياج ودارت في الحقول لتجمع الازهار والاعشاب ارادت ان تخرج من هنا بأقصى سرعة فقالت
- أتريدان قهوة؟
اجاب هاريس
-حسن جداً ، سأرافق فيفيان لأريها بقية المنزل.
لم تستطع مالون بلوغ المطبخ بسرعة كافية
بحركة ألية ، أخرجت المزهرية وملاتها بالماء بينما كانت الغيرة تنهشها بسهامها الحاقدة . مالذي جعله يحضر تلك المرأة إلى هنا ؟ رباه ، اه يريها البيت ، كيف يمكنه ذلك ؟
اعترفت مالون في سرها أن لدى هاريس كل الحق بإحضار من يريد إلى بيته وهو شي لا علاقة لها به.
كانت تصب القهوة عندما سمعت وقع خطاهما على خشب الارضية العاري في الطابق الاعلى ،

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:32
مالذي يفعلانه هناك كل ذلك الوقت؟

واخيراً نزل هاريس ورفيقته السلم واحضرها إلى المطبخ ، صبت مالون ثلاثة فناجين ، وعندما جلسوا يحتسون القهوة ، سأل هاريس فيفيان رايها بالمطبخ قائلاً
- معظمة من تصميم فاي.
وبشكل ما، استطاعت مالونان تبقي ملامحها هادئ، يبدو ان فيفيان تعرف فاي، هل يعني ذلك ان فيفيان هي حيبية هاريس منذ مده طويلة ؟
رأت مالون أ هذا الحل هوالارجح ربما كانت فيفيان هي التي يمضي معها هاريس العطل الاسبوعية التي لا ياتي فيها الى "هاركورت هاوس"
وبما أن فاي تعتقد أن مالون خليلته ، فلابد انها تعرف فيفيان بشكل سطحي وليس لديها فكرة عن جدية العلاقة بينهما ، ولكن...
- ومارأيك يا مالون؟
نظرت مالون إلى فيفيان وأدركت أن المرأة تسألها رأيها في المطبخ .
- أظن أن عمل فاي كان رائعاً.
أجابت مالون بذلك ، ثم اكتشفت، عندما اشارت فيفيان إلى واحد أو اثنين من أجهزة المطبخ التي يمكن استبدالها ، ان المرأة مستعدة للإنتقال إلى هذا البيت في أي لحظة .
عندما اشركتها فيفيان بالحديث مع هاريس، وجدت انها كانت لتحبها في ظروف أخرى لكن هذا لا يعني انها ستبقى هنا إذا صممت فيفيان على البقاء الليلة .

سألتهما ، أولاً، لانها ابتدت تشعر بموده نحو المرأة ، وثانياً ، بدافع التهذيب إن كانا سيبقيان لتناول الغداء، حدقت فيها تلك العينان الدافئتان الرماديتان، وعندما أخذ قلبها يدق حول نظراته عنها بسرعة، لتستقر على فيفيان،وفي لحظة جنونية ، خيل إلى مالون أنه نسي وجود فيفيان هولمز و لإثبات جنون فكرتها ، ابتسم لفيفيان واجاب عنهما معاً
- لا أظن ذلك ، أظننا سنذهب الآن، هل رأيت ما يكفي يافيفيان؟.
كان جوابه ، يوضح كل شي . عندما ينتهي العمل في المنزل ، ستنتقل فيفيان معه إلأى هاركورت هاوس.
كانت مسرورة لذهابهما إلى حد انها ابتسمت وهي تودعهما ، لم يكن هاريس يفكر في مالون عندما طردها بقوله ( أرجوك يا مالون، اذهبي الآن) بل كان يفكر بحبيبته فيفيان.
لم تقاول إلقاء نظرة على هاريس وهو يمر بجانب نافذة المطبخ ثم سارعت إلى إدارة ظهرها ، فلو حدث ونظر ، سيرى أنها قد نبذتهما من ذهنها ، وان انتباهها كان موجها إلى خزانه المطبخ لتبحث عن شي ما .
صحيح أن مالون لم تكن نتظر من النافذه إلا ان اذنيها كانتا مرهفتين تصغيان إلى هدير السيارة الذي ينبئ بابتعادها ، عندئذ فقط ، يمكنها أن تتخلى عن حذرها.

رغم إصغائها وفروغ صبرها لرؤيتهما يذهبان إلى انها لم تسمع هدير محرك سيارة ، بل سمعت وقع خطوات .. فجمدت مكانها إنهما عائدان ..
استدارت تواجه باب المطبخ ، شاعرة بالخوف لانه لم يبق لديها ابتسامة تمنحها لهما ولكن ، لا . لا بد أن فيفيان تنتظر في السيارة ، لان هاريس كان قادماً وحده نحوها .
دخل واقترب منها حتى لم يبق بينه وبينها سوى مسافة قدمين ، ثم توقف . جمدا بصمت يحدقان ببعضهما . سمر هاريس نظراته عليها ، بينما شعرت مالون بجو من التوتر بينهما ، وانها لم تتخيل ذلك وجاهدت في كسر هذا الصمت .. لكن حلقها أصبح فجأة جافاً فخرج صوتها مبحوحاً وكانه يختنق
- هل .. هل نسيت شيئاً؟
نظر هاريس في عينيها العميقتي الزرقة ، وقال بهدوء
- يبدو انك في مزاج سيء.
أدركت مالون أن هذا الرجل لم يتكهن سبب انحراف مزاجها ، لذا ينبغي أن تبدي البهجة . واستطاعت ان ترسم ابتسامة أخرى "من ؟ أنا؟"
خشيت أن يكون أدهى من أن يخدع ، فتابعت تقول
- ما هو شعورك إذا دخلت البيت متمرغاً بالاوحال وكان عليك أن تصافح ضيفة تمثل آخر صيحة في الاناقة ؟.
ابتسم ببطء :" هل أزعجك الامر؟ فيفيان هي ......"
لكنها لم تشأ أن تسمع ما يريد قوله عن فيفيان فضحكت بمرح وهي تقول
- أنه شأنك
ومره أخرى ، راح يتفحصها ثم قال بالحاح
- هل هذا كل شيء؟ ألست قلقة بالنسبة لأي شيء ؟
- لا ، أبداً
- هل تنامين جيداًهل يصيبك الارق أو الكوابيس لأنني فقدت رشدي قليلاً في آخر....
فقاطعته " لا ، طبعاً"
لم تكن تريده أن يسترجع ذكرى تلك الليلة وتابعت :" كما انني لست زهرة مستنبته في بيت زجاجي و ....."
وسكتت فجأة ،تذكر الزهرة المستنبته بأزها الاوركيديا ... اي فيفيان
- ألا ينبغي أن تتابع طريقك إلى حيث أنت ذاهب؟
وتمنت من أعماقها أن لا يخبرها إلى أين، لانها لا تريد أن تعلم
لم تكن تريده أن يتقدم نحوها خطوة ليمسك بيدها ، فقد تذوب تحت وطأة لمسته .. ومع ذلك كانت من الضعف والحاجة إليه بحيث لم يعد لديها القوة لتفعل ما ينبغي لها فعله ، وهو أن تسحب يدها من يده.
- هل أنت واثقة من انك على مايرام ؟
لم هو هنا يمسك بيدها بينما حبيبته الرشيقة تنتظره في السيارة ؟
واجابت :" تماماً"
واخيراً تغلبت عليها كرامتها ، فسحبت يدها من يده وتراجعت خطوة
- هل ستخبرينني؟
وتمكنت من الضحك بمرح :" أرى يا هاريس، أنت تريد أن تنصب نفسك طبيبي، ولكن المشكلة انتهت بعد ان تفهمت وجود حوافز طبيعية معينة ... ينبغي أن تكبح".
فارقت الابتسامة ملامح هاريس ، ورأته لم يهتم كثيراً بقولها ولكنه مع ذلك بقي يسألها :" هل أفهم أنك صفحت عني لعدم كبحي مشاعري؟"
هذه المره ، كانت ابتسامتها حقيقية ، محملة بمسحة من الارتياح ، لانها لم تكن تفكر في مشاعره بل في مشاعرها .
- أنه ليس موضوعا هاما ، صدقني يا هاريس
قالت هذا ثم تقدمت نحوه بحذر. تناست تماما أن حبيبته تنتظره في السيارة وكانت تلك غلطة ، لانها ادركت حالما تعانقا أن صدمة كهربائية سرت في كيانها، عندما همت بالابتعاد عنه ، قبضت على ذراعيها يدان حازمتان ، فاخذت ، مره أخرى تحدق في عينية الرماديتين الدافئتين
همست مالون وهي تشهق:" ها أنذا صفحت عنك تماما . هل أنت راض؟
لكنه استمر في القبض على ذراعيها .. بعد لحظات أردف بصوت أجش :
- علي أن أذهب
ثم خرج


في الاربع وعشرين ساعة التالية ، استعادت مالون في ذهنها زيارة هاريس مره تلو الآخرى . كيف يجرو على إحضار امرأة إلى البيت الذي تسكن فيه؟ وتملكها الغضب في لحظة فبدت غير عقلانية ، ولكن لم عليها أن تلتزم بالمنطق إذا شاءت هي العكس؟ لم عليها أن تكون عقلانية؟ انها تحب ذلك السافل
لكنه لا يدري انها تحبه .. ولن يعلم ! فهي تعرف مقدار حساسيته ، ولهذا ستموت إذا ما شعر بالشفقة عليها ، لن تسمح له بذلك
اختفت كبرياؤها وهي تتذكر كيف ترك فيفيان في السيارة ليعود إليها تنهدت بعجز وهي تفكر في انه تمكن ، بحساسيته المرهفة ، من التنبه إلى انها ، رغم ادعائها ، لم تكن مرتاحة .
هل هذا يعني أن امرها يهمه؟ ولو قليل؟ حدثت نفسها : دعي عنك يا مالون، هل يبدون و كانه حقا يهتم بك ، هل نسيت فيفيان هولمز؟ قال ها ( سأري فيفيان بقية المنزل) فيفيان التي تتمتع بدقة الملاحظة وهي تقترح تغييرات في المطبخ، فيفيان التي سألتها( هل رأيت ما يكفي يا فيفيان؟)
حسنا إذا لم تر فيفيان ما يكفي، فقد اكتفت مالون خصوصا وهي تتصور أن فيفيان ستنتقل إلى هنا .
استيقظت مالون صباح الثلاثاء وهي تعلم انها أدركت النهاية ، نظرت إلى الجدار الذي يفصل بين غرفتها وغرفة هاريس و أدركت أنها لن تستطيع أن تحتمل إذا جاء هاريس وفيفيان يوم السبت وباتا الليلة في ...... في غرفته.
تركت مالون سريها ، مصممة بحزم على حزم أمتعتها قبل أن تأي فيفيان إلى هنا.
ثم اتصلت هاتفياً بمحطة القطار لتعرف مواعيد القطار.
هناك قطار يغادر في الثانية عشر وربع إلى محطة القطار الكائنة قرب منزل امها.
كان الوقت مبكراً للإتصال بها ، لكنه ليس كذلك بالنسبة إلى متاعها ، حاولت مالون أن تكون عملية وهي تجمع أمتعتها وتنبذ افكارها غير المرغوبه.
اتصلت بامها وهي تحس بتعاسة لم تعهدها من قبل
- مرحبا يا حبيبتي .
كان جواب امها حاءا مشوبا بالحنان إلى حد اوشكت مالون على البكاء
- هل استطيع المجئ إليكم ؟
فسألتها أمها بلهفة
- هل تبكين ؟
نعم .. انها تبكي ، وتنزف من الداخل
- هل يمكنني المجئ؟
- طبعا يمكنك ، انت تعلمين ذلك
وادهشت مالون بسؤالها التالي:" كيف ستحضرين إلى هنا ؟ اتريديننا أن نأتي أنا وجون لنأخذك ؟
- لا ، لا . أنا بخير ، سأستقل قطار الثانية عشرة والربع ... كان أنني لا ابكي "
بعد ذلك ، ذهبت تبحث عن كيفين الذي وافق على ايصالها ، عندما اخبرته أن عليها أن تكون في المدينة عند الظهر .
اخبرت بوب ميلر أنها ستغادر هاركورت هاوس ستترك مفاتيح المنزل . بدأ الفضول على وجهة ،
- اتعنين أنك سترحلين لتتركيني أعد الشاي بنفسي؟
- لن يقتلك الامر
اجابته بذلك وبعد ان اتفقا على أن تسلم المفاتيح إلى كيفين ، عادت الى البيت .
لم تقرر ما ستفعله بالنسبة إلى هاريس لانه فقد وكيلته ، ارادت أن تتصل به ولكنه قد لا يكون موجودا ، او قد يكون لديه إجتماع ، لقد كان طيبا للغاية معها ، فقد آواها في بيته وأعطاها عملا،

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:33
وأقل ما عليها فعله هو التحدث إليه شخصياً ، رغم انها لا تعرف سببا تقدمه لرحليها.
واخيرا ، اخذت دفتر الرسائل، وهي تدرك ان السبب الوحيد الذي يدفعها إلى الإتصال به هو انها تبحث عن عذر، كانت متلهفة لسماع صوته ، وهو أمر يثير الرثاء إذ يجب أن تكون قويه .
عندما كتبت أخيرا ما تريد ه ، لم يعد لديها وقت لتضيعه ، شكرت هاريس لشهامته، لكنها قالت انها تشعر بأن الوقت حان لترحل .
وعندما جاء كيفين إلى المطبخ ورأى أمتعتها سألها
- أتريدين وضع هذه في الشاحنة ؟
- سأحمل أنا واحده منها .
عندئذ رن جرس الهاتف ، فقال كيفين
- ما من مشكلة ، سأحمل الامتعة بينما تجيبين انت.
وتوارى قبل أن تقرر مالون ما إذا كان ينبغي عليها الرد ، ولكن من تراه المتصل ؟ كانت تغلي من الداخل أنما ذهبت لتجيب
كانت واثقة من انها امها ، فلماذا إذن تشعر بهذا الارتجاف؟ ورفعت السماعة
- آلو؟
- كيف هي الحياة عندكم في هذا الطقس المشمس؟
جاءها صوت هاريس، فنهارت على كرسي بدا صوته دافئا ومزاجه مرحا
- بأحسن حال في الواقع......
ولم تستطع ان تنطق بكلمة
- في الواقع ؟
القى عليها السؤال ثم تغيرت لهجته :" ماذا حدث؟"
- لا ..... لا شيء
- ما الذي يحدث .... معك ؟
الح عليها ، كانت تعلم أنها تتخيل ذلك ، لكن صوته بدا جديا وكأن الارض ستنهار
انها مجرد امنيات! كانت تعلم ان عليها ان تخبره وقالت
- أنا راحلة
- راحـ......
وسكت ، يبدو انه كان يبحث بنفسه عن سبب:" هل جاء فيليبس مره أخرى؟ أعرف انه هذا الاسبوع يعمل في البيت . إذا كان......."
- لا . لم يقترب من هنا.
أجابت بسرعة
- ماذا إذن؟
- فكرت فقط في أن أوان الرحيل قد حان . هذا كل شيء.
تمنت، وهي تحبه ، لو انه يطلب منها البقاء
- هل أنت خائفة؟ هل كدرك شيء ما ؟ هل هو أنا؟ إذا......
ردت بسرعة :" لست أنت ".
كيف يمكنها أن تكذب عليه ، وكيف يمكنها العكس؟ وأضافت
- كما انني لست متكدرة .
- بل أنت كذلك!
- أنا افكر فقط .. بأنني أريد أن ارحل
ساد صمت قصير قال بعده :" سنناقش هذا اثناء العطلة . سأحضر يوم الجمعة ..."
وحده؟ فقاطعته : " أنا راحلة ... الآن "
زمجر قائلاً :" لا يمكنك".
واغرورقت عيناها بالدموع وهي تضع السماعة مكانها بهدوء، أخذ الهاتف يرن مره آخرى، ولكنها هذه المره فعلت ما كان ينبغي أن تفعله ، فتجاهلته.
ذهبت إلى المطبخ ومزقت الورقة التي كتبتها له ، فلم تعد ضرورية .
بعد ان اقفلت الابواب، مشتثنية ما يحتج إليه العمال للدخول والخروج خرجت إلى الشاحنه وزنين الهاتف في أذنيها.
سألها كيفين بحيويه :" هل ستعودين".
- ربما أعودز
شكرته وودعته وهي تعلم انها نطقت لتوها بأكبر كذبه فهي لن تعود ، لقد غادرت هاركورت هاوس إلى الابد ،.وجدت امها وزوجها في المحطة وكان القلق باديا على امها ولكن مالون لم تستطع ان تنغص سعادة امها ،
فعانقتها وقبلت جون وهي تقول ببشاشة
- من الجميل أن أعود إليكما ولكنني لن أقيم طويلاً.
رد جون :" تعلمين أننا نرحب بإقامتك هنا قدر ما تشائين ، انه بيتك الآن ".
فابتسمت له مالون، لكنها كانت تعلم انها ستءسس بيتها في مكان آخر
عندما وصلا إلى البيت ، حمل جون حقائبها إلى الغرفة التي أعدتها أمها لها، وقال لها باسماً
- سأتركك لترتاحي.
خرج فيما بقيت أمها لتسألها :" مالذي حدث يا مالون؟"
لانها كانت سعيدة ، لاحظت الام فورا أن ابنتها غير سعيدة في أعماقها رغم بشاشتها .
نظرت مالون إلى المرأة الغالية على قلبها والتي أصبحت أكثر ثقة بنفسها ولم تعد بحاجة إلى حماية من ابنتها . حاولت أن تتملص من الجواب ، ولكن نظرة الى امها انباتها باستحالة ان تكذب عليها :" لقد احببته"
- هاريس كويليان؟ وهل أحبك هو؟
- لديه صديقة يحبها، فرأيت أن من الافضل أن أتركه
- أوه يا حبيبتي.
هتفت الام وهي تحتضنها.
أمضت مالون النهار متلبدة الحواس ، وعند المساء كانت تساعد في إعداد العشاء ، عندما دخلت امها قائلة سيتناولون العشاء باكراً لان..
وسكتت ، فسألتها ابنتها :" ماذا؟"
وابتسمت إزاء نظرة امها المذنبة، لكنها فهمت أخيراً ان امها وزوجها كانا قد قررا الذهاب إلى المسرح ذلك المساء.
فقالت مالون مازحة ، مدركة تماما انهما ألغيا امسيتهما من اجلها
- لا اريد أن اسمع انكما لن تذهبا
- و لكنك .. متكدرة .
- لا، ليست متكدرة، كنت كذلك لكنني بخير الان .
كان المنزل هادئاً بعد خروج أمها وزوجها ، و أدركت أن عليها أن تشعر بالسرور لهذا الجو من الهدوء والسلام ، رغم ان البنائين يغادورون عادة في مثل هذا الوقت، إلى انها اعتادت الجلبة في ارجاء المكان ، وتمنت لو تعود الى هناك بعد لحظة ، اعترفت لنفسها بأنها لا تشتاق إلى جلبه البنائين بل .. إلى المنزل فقط، لتتوقع في كل لحظة اتصال هاريس او مجيئة إلى البيت، وتمنت أنها لم تغادر المنزل، لكنها كانت تعلم ان البديل لذلك ان تبقى وتراقب علاقته مع فيفيان هولمز سيكون الامر لا يطاق.
كانت مصيبة في الرحيل تصلب ظهرها بتصميم ، لكن ذلك لم يخفف من ألمها، لقد فصلت هاريس عن حياتها.. تركته من دون أن تترك له عنواناً .
سيخمن انها ذهبت إلى امها ولكنه لا يعلم بمكانها ، ولا يعرف حتى اسم والدتها بعد زواجها، عضت شفتها بقوة لسخرية الاقدار منها.. هل يحتمل أن يأتي هاريس بحثا عنها .؟؟
صعدت إلى غرفتها لتحضر كتابا ثم قرأت منه فقرة واحده قبل أن تتحول افكارها إلىهاريس الذي عارض رحليها ذاب قلبها رقة وهي تتذكر قوله
- سنتحدث في الامر اثناء العطلة ، فانا قادم يوم الجمعة.
شعرت بأن اليأس يحيط بها كسحابة مظلمة ، فنبذت هاريس من ذهنها ، ونهرت نفسها فعليها ان تنطلق في حياة جديدة.
ورن جرس الباب ، لم تذكر أمها ان أحداً سيزورهم ، ذهبت إلى الباب تفتحته وإذا بها تتلقى أكبر صدمه في حياتها
توهج وجهها أحمراراً، ثم شحب مجدداُ لم يكن الطارق يريد أمها أو زوج امها ، لكنه كان ذا عينين رماديتين لا تبدو فيهما المودة على الاطلاق. رأت الرجل الذي كانت تفكر فيه لتوها بأنه لا يعرف المكان الذي رحلت إليه
وشهقت :" كيف... كيف عثرت علي؟"
عاد لونها إليها ، لكن ذهنها لم يعد يستطيع التفكير أكثر من ذلك . حدق هاريس إليها متصلباً :" بكل صعوبه ، مضحياً بما تبقى لي من كرامة ".
واخذت نظراته تتفحص وجهها، من دون ان تعلم عما يبحث :" أريد أن اتحدث إليك وحدنا . سنتحدث في سيارتي".
وبان التوتر في صوته .
نهاية الفصل السابع

8- سيدة القصر

بقيت مالون تحدق بذهول حتى عندما تراجع خطوة، متوقعاً منها ان تتبعه إلى سيارته.
سألته مترددة وهي تشعر بدوار
هل......... هل تريد ان تتحدث إلي؟"
وعاد ذهنها يعمل ، وأخذت الافكار تتلاحق، كيف وجدها إنه لا يعرف عنوان امها الجديد، حتى ولا عنوانها القديم.لما أزعج نفسه بالبحث عنها؟ ثم .... ماذا بقى ليتحدثا عنه؟
واجابها عابساً "نعم . ووحدنا".
وحدنا ؟ من دون وجود أمها وزوجها؟
فتحت فمها لتخبره ان يذهب إلى الجحيم، ولكنها اعترفت بضعفها أمامه ولم تشأ أن تدعه يذهب مره أخرى ... ليس الأن، وهو لن يلبث ان يبتعد عن حياتها إلى الابد
- تفضل بالدخول.
- قلت وحدنا.
- إمي وزوجها غائبان، ويمكنك ان تدخل إلا إذا كنت تنوي قتلي.
تقدم خطوة إلى الامام فأمسكت له الباب فيما اجتاز العتبة فتبعته ثم تقدمته إلى غرفة الجلوس وقلبها يخفق لرؤيتها غير المتوقعه له

وفي غرفة الجلوس ، استدارت لتسأله عما جعله يبحث عنها وقعت عيناها على وجهه، الذي كان عابساً وعدائياً ، فرأته ، رغم ذلك ، حبيباً
لكنه وجدت نفسها تسأله، وهي ترى من لباسه أنه جاء مباشرة من مكتبه
- هل تعشيت ؟
- ومن يريد الطعام ؟
رفض دعوتها بازدراء وقلة تهذيب ، وفكرت في أن تدعوه إلى الجلوس، لكنه لن يمكث طويلاً
سألها فجأة :" لماذا رحلت؟"
كان يريد تفسيراً لم تكن تملكه . عاد ذهنها إلى التوقف عن التفكير . وقالت

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:34
منذ البداية لم اكن أنوي البقاء، وانت تعلم أن عملي مؤقت .
نظر إليها بغيظ ، وعندما نظر فجأة في عينيها ، لانت لهجته وهو يقول
- فكرت في أن نتحدث .. نحن الاثنين.
أواه ، يا هاريس ! انها تريد أن تكون فظة معه وهو يصعب الامر
- يمكننا ذلك . لقد سبف وتحدثت معك ، و اخبرتك بأشياء لم اخبرها لاحد. ولكن.....
وسكتت متخازلة ، شاعرة بانها قالت الكثير، فقد سبق وقالت الكثير

- ما الذي حدث إذن؟ ماذا حدث لتلك الثقة التي وضعتها بي لتهربي حتى دون أن تحدثيني أولاً؟
كانت نظراته مسمرة على وجهها بثبات قبل أن يتهمها قائلاً
- لو اني لم اتصل بك هاتفياً لما كنت أخبرتني عن قرارك .
فاندفعت تقول :
- هل لك بالجلوس ؟ اتريد شراباً؟ ما دمت لا تريد ان تأكل؟.
لم يعجبها أن يامرها بخشونه
-لا تثوري في وجهي، يامالون، انا لا احب ذلك . خصوصاً وانك تعلمين أنني لن أؤذيك أبداً.
ليت كلامه صحيح ! فهي تتألم بسببه . سارت إلى كرسيمريخ فجر كرسياً قربها وجلس عليه
كانت تفصل بينهما خطوات فحاولت تبرئة نفسها من دون ان تفضح مشاعرها ، فظنت أن باستطاعتها تفسير الامر
- لقد كتبت لك ورقة .
- لم أجدها.
لقد ذهب إلى منزله إذن :" هل ذهبت إلى هناك؟ بعد اتصالك بي لم يبق للورقة أي فائدة ، فمزقتها . إذن.. ذهبت إلى هاركورت هاوس"؟
- طبعا كنت هناك.
تكلم بخشونه ثم تابع يقول ما ادهشها تماماً
- كنت في منتصف الطريق عندما اتصل بي بوب ميلر ليقول أنك رحلت . بدا لي......
- لم يكن بوب موجودا ً حين رحلت .
- أعلم ذلك
وخطرت لها فكرة فجأة فسألته مذهوله :
- لا اظنك تركت مكتبك وجئت إلى "أبرماسي" فقط لانني......
وسكتت، هو طبعا لم يفعل ذلك لا بد ان الحب اعمى ذهنها :" أسفة ، انه سؤال غبي مني".
بين يديه معاملات بملايين الجنيهات، فكيف يخطر ببالها انه سيترك عمله فقط لانها ابلغته برحيلها ! لكنها رأته يومئ بوضوح فتساعت دقات قلبها ، واحمر وجهها وهو يضيف
- تأخرت فقط لاتصل ببوب ميلر ، ثم أنطلقت .
- أنت .... انت
وخانتها الكلمات كانت تفترض انها وكيلة كفؤة ، ولكن إلى اي حد؟ ليترك هاريس عمله وياتي إلى منطقة أبرماسي أو ليطلب منها ان تعيد النظر
- انت .. قلت أنك اتصلت ببوب ميلر؟
- اتصلت بالخلوي . لم يكن في المنزل إذ كان منغمساً في احد أعماله الأخرى التي تبعد حوالي عشرة أميال ، قال أنك تحدثت معه عن إعطائه المفاتيح ليحتفظ بها .
توقف هاريس ثم اردف :" لم اهتم مطلقا ً بحسمك للموضوع ، بل أخبرته بان يعود الى هاركورت هاوس ويمنعك من الرحيل .
اتسعت عيناها الجميلتان وهي تشهق :" يمنعني من الرحيل؟"
- وعندما وصل إلى هناك ، كنت قد رحلت .
فتحت فمها مذهوله رغم انها لا تصدق اهتمام هاريس بها . لاشك ان هذه الفكرة صدمتها نوعا ما .
- أنت .....
لم تستطع ان تنطق بغير ذلك ثم عاد ذهنها إلى التحليل:" وقررت متابعة طريقك إلى هاركورت هاوس على كل حال؟"
- كان خياري الوحيد ، عندما أدركت انني لا اعرف في اي طريق ذهبت ، وانني لا املك أي عنوان لك ... إلى إذا ذهبت إلى بيت إمك الجديد.. تملكني الامل في أن اعثر في غرفتك أو في أي مكان أخر في المنزل على ما قد يدلنا على مكانك ".
- هل فتشت غرفتي ؟
سألته بضعف ، وهي تحاول جاهدة ألا ترى أي خطأ في عمل هاريس
- فتشت في كل مكان.
- ولم تجد شيئاً؟
- ولا اثر يرسدني إليك؟
رباه ، يبدو وكأنه حريص على العثور عليها.
ابتسمت متظاهرة بالهدوء :" و.... ولكنك وجدتني . انت هنا الان. كيف عثرت علي؟"
اجاب بشبة ابتسامة :" كما سبق و ذكرت ، أهدرت ما بقي من كرامتي، إلا أن العثور عليك يستحق هذا العناء".
رفض قلبها بجنون ان يقبل المنطق المتزن.. لا يمكن أن يعني ما تظنه ، هل يهتم هاريس بها؟
- عنواني ؟
- نعم . عنوانك . كنت في غرفة الجلوس ، وتلك الازهار البرية التي قطفتها الاحد الماضي مازالت يانعة في إنائها ، وحاولت ألا أستسلم لليأس.
لو انه لم يشر إلى زيارته لها نهار الاحد بنفس اللهجة التي ذكر فيها يأسه من احتما ل العثور عليها، كان قلبها ليقفز من صدرها.
- لا بد انني تركت أثراً ما، على كل حال.
قالت بجفاء وفتور، فرأت هاريس يقطب جبينه لتغيير الذي أصابها ، لكنه تمسك بهدفه بحزم، وقال :" كنت أحاول بلفهة أن اتذكر أي شي قلته ، قد يرشدني إليك . وهكذا عدت إلى نقطة البداية ، حيث تقابلنا عندما كنت هاربة من صهري، ولكنني لم احد دليلاً إلى أن تذكرت انك كتبت إلأى رولاند فيليبس بشأن الوظيفة ، وادركت أن فيليبس يملك عنوانك القديم ، فذهبت لرؤيته".
- أواه ، يا هاريس
تمتمت بشكل تلقائي وقد أدركت ما يعنية بقوله ( إهدار كرامته) فقدكان إذلالاً كبيراً له أن يطلب خدمة من فيليبس .
- لا بد أنك كنت متلهفاً للحصول على عنواني.
نظر إليها مطولاً دون ابتسام ، ثم قا ل ببساطة :" هذا صحيح".
فقالت فيما جف حلقها " هل ... هل أعطاك إياه دون ... دون جدال؟"
عندئذ ابتسم وقال : " لا يمكنني القول ان ذلك تم دون جدال ، في البداية قال انه لا يعرف مكان رسالتك ، وعندما قلت له انك كنت تنظمين ملفاته في المكتب..."
- هل تذكرت انني قلت لك انني نظمت مكتبه.
- ألم أقل لك انني استرجعت كل ما قتله لي ، لأعثر على دليل؟ ذكرت له باقتضاب مصير وظيفته عندما يسمع رؤساؤة بتصرفاته.
- هل وجدت رسالتي في ملف كتب عليه (مراسلات عامة )؟
فأوما :" ثم كان علي أن أقف حوالي ساعتين ، منتظراً الساكن الجديد ليعود، آملاً في ان يكون لديه عنوان امك الجديد"
حدقت مالون إليه وعلا أذنيها طنين . لا تستطيع ان تنكر ما انباها به كلامه.
سألته بصوت أبح :" هل عانيت كل ذلك ؟"
- كان الامر مهماً لي .
تركزت عيناها عليه عندما اضاف بعناية :" انت مهمة بالنسبة لي، يا مالون"
عندئذ ، عمرها شعور لم تستطع أن تبقى معه جامدة ، فانتصبت واقفة وابتعدت عنه ، توليه ظهرها لئلا يرى فيض المشاعر على وجهها.
سمعته يتحرك ثم وقف خلفها يهدئها بقوله :" لا تفزعي ، انا اعلم انني تجاوزت الحد معك منذ اسبوع، وإذا كان تصرفي أخافك مني وجعلك تهربين ، فسنأخذ الامور بشكل ......"
استدارت مالون تواجهة، بدا قلقاً مرهقاً فلم تستطع احتمال ذلك . إذا كانت هي من سيمرغ كرامته في التراب ، فليكن ، رغم انها مازالت صعوبه في تصديق انه اندفع إلى منزله ، متغلباً على كبريائه و ذهب ليطلب خدمه من صهره ثم جاء يبحث عنها ..كيف تدع هاريس يظن نفسه مذنباً أو انانياً؟
أردفت برقه :" يا هاريس، ما أسوأ ذاكرتك "
حدق إليها ، وكان الارهاق باديا عليه، وسألها :" هل كدت أرعبك؟"
فهزت رأسها، حتى أنها استطاعت ان تبتسم
- لا بأس ، علي أن اعترف بأنني ماهرة للغاية ، وهناك الكثير لاتعلمه ، ولكن أذكر أنك أمرتني بترك الغرفة وليس العكس ".
بدأ وكأن الارهاق فارقة، لكنه سألها :" ألم يحدث ما ازعجك وجعلك قلقه متضايقة مني ......؟"
- الشيء الوحيد الذي أزعجني هو اعتقادي أن بإمكان الوثوق بك ، وإذا بي أكتشفت ..
وترددت ، لانه كان يتألم كما يبدو .. هي تحبه إلى حد لا تريد له الالم
وتابعت :" اكتشفت انني ... لا استطيع أن أثق ... بنفسي"
حدق هاريس بها لحظة بدت لها دهراً ثم قال برقة
- ياعزيزتي، اتعنين انني لو لم اطلب منك المغادرة ، كنت لــ....؟
- ما كنت لأستطيع أن أمنع نفسي ..
- آه يا حبيبتي
تمتم بذلك وهو يمد ذراعيه لها ، خفق قلبها وهي تلقي بنفسها بين ذراعيه ، تملكتها البهجة وهي تشعر بدفئة فسألها
- ألهذا السبب هربت ؟ ألأنك لم تثقي بنفسك وانت معي تحت سقف واحد؟.


- ليس تماماً
- هل هربت لسبب آخر؟
سألها بنفس الحدة التي تعرفها عنه ، وشعرت عندئذ أن من الافضل ألا تقول له شئيا على الاطلاق . انها إذا قالت الحقيقة ، فسيفهم انها تحبه ، صحيح أنه يهتم بها قليلا، إلا أن مشاعره بعيدة جدا عن الحب الحقيقي الذي تشعر به نحوه
وسألها برفق:"ألا تريدين أن تخبريني؟ حتى عندما يتسنى لنا أن نتحدث معاً؟
ضحكت بخفة وهي لا تدري متى التفت ذراعاها حول خصره ، كان مجرد وقوفهما معا بهذا الشكل يملأها بهجة ومتعة
قالت باسمة
- هناك أمور لا تحب الفتاة أن تخبرها حتى لأعز صديق لديها.
ابتسم هو ايضا وانحنى ليعانقها ثم قال وهو يقف منتصبا وعيناه في عينيها
- رغم انك تعلمين أنني واقع في غرامك إلى أقصى حد؟
حملت فيه بشكل لا إرادي وجف حلقها .. هاريس ، هاريس مالذي يعنيه بالضبط بكلامه ؟
سألته وهي تلملم شتات نفسها :" هل لك أن ... توضح كلامك ؟"
لكنه بدا بنفس الحذر وهو يقول

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:35
حسب علمي ، ماكنت لتتفوهي بذلك إلا اذا كنت تشعرين نحوي بشء ما
ها هو ذا يقترب من الحقيقة وترددت ، حاولت ان تقول
- أنا ... هذا ...
وتلعثمت، ثم أدركت أنها ، وهي تقول تلك الكلمات المتقطعة اعترفت بانها تشعر نحوه بشي ما
أدرك ذلك هو أيضاً، فاشتدت قبضته عليها قبل أن يمنحها ابتسامة صغيرة ويقول
:" ابتدأ ذلك ذات يوم ممطر عندما توقفت بسيارتي لاعرض عليك توصيلك . رفضت في البداية ..."
- لكنك قمت بجوله ثم عدت مرة ثانية
أكملت كلمة هامسة فقال :"حدثت نفسي بأنني تصرفت بغباء.. وأن شخصاً أخر سيمر وستقبلين منه أن يوصلك . ولكن هل ما كان على وجهك مطر أم ... دموع؟"
فقالت برقة :" أخذتني بسيارتك . لم توصلني فقطن بل منحتني عملاً"
- ولماذا لا امنحك؟
سألها عابساً ثم تابع يقول :" فيليبس ، مع الاسف، هو نسيب لاسرتنا.. وقد حاول الاعتداء عليك ".
- كنت شهماً
وابتسمت له ، لانها لم تكن تريده ان يعبس ومالت إلى الامام ثم عانقته برقة .
- آه ، مالون ،مالون
تمتم بذلك وقد تلاشى عبوسه وبدا على ملامحه شبه ابتسامة وهو يتابع
- لا ادري ما إذا كنت شهماً ، كل ما فكرت فيه ، حينذاك ، هوانني أساهم بإعادتك إلى اتزانك بعد التجربه المحزنه التي عانيتها ، أما ما لم اتوقعه فهو أن امضي الاسبوع الذي تلاه وخيالك لا يبارحني".
حدقت مالون إليه مسروره :" هل فكرت بي أحياناً؟"
- بل غالبا. حين جئت إلى البيت ، لم استطع أن اتقبل فكرة انني في البيت وانت في الفندق.
وابتسم ثم اضاف:" كنت أعلم انني لن استطيع الاستقرار قبل أن اذهب إلى الفندق صباحاً لاحضرك . واذا بالغيظ يتملكني عندما علمت انني كنت افكر فيك ، وانت تمضين الوقت مع رجل اسمه ويلسن !"
فسألته :" ويلسن؟ توني ويلسن !"
- كيف أمكنك القيام بذلك ؟
- القيام بماذا؟
- يزداد كل يوم حنقي على الرجل ،بينما انت لا تكادين تتذكرينه
- أنت ... خانق على .....؟
- أظن أن شعوري يسمى (غيرة).
اجابها و في عينيه حنان، فخفق قلبها بعنف وسألته غير مصدقة
- هل كنت غيوراً؟ لكننا بالكاد كنا نعرف بعضنا حينذاك .
فقال برقة :" يا عزيزتي . ما أشعر به نحوك غير منطقي على الاطلاق ، لقد سررت لعدم وجود هاتف في منزلي كيلا يتصل بك ويلسن . لكنني لم أركب الهاتف إلى لأمنع مجيء فيليبس إليك حاملاً رسالة من امك ، شعرت حينذاك بالغيرة ثم الغضب ، إنما ادركت انني أحب أن اجدك في بيتي فلم تعجبني على الاطلاق مسألة حزمك حقيبتك لتمضي العطلة الاسبوعية في فندق كيلفتون".
فقالت متذكرة :" انت طلبت مني البقاء."
- عندما لم استطع مقاومة رغبتي بك ، كان علي ان ادعي انها رغبتك أنت
- انت سافل
- أتحبينني؟
تجاهلت السؤال:" ماذا كنت تقول ؟"
عانقها هاريس برقة ، متمهلاً، ثم شد قبضته عليها وهو يرتد إلى الخلف
وقال بأسف
- ماكان لي أن أفعل ذلك ، كما لم يكن لي أن أعانقك السبت الماضي.
- أتذكر ذلك
وابتسمت ، وهل يمكنها أن تنسى؟ففي تلك الليلة أدركت انها تحبه.
- تلك الليلة أخبرتك بأنك لست في خطر ، لكنني لم أفكر في ان اقول .. انني انا من كان في خطر ..
- انت في خطر .؟
- خطر الوقوع في غرامك، يا عزيزتي .
تمتم بذلك بحنان بالغ ، فشهقت
- لم اعترف بذلك لنفسي .. حينذاك .
- طبعاً لا
اتراه قال حقاً انه كان في خطر الوقوع في حبها ؟
- لكنني لم اعرف مثل ذلك الشعور من قبل.. وكانني فقدت سيطرتي على نفسي ، أدركت ان علي الرحيل وذلك لاختبر نفسي واحلل مشاعري نحوك .
- وهل قمت بذلك؟ هل حللت مشاعرك ؟
- ليس حينذاك كل ما علمته انني في اللحظة التي افترقت فيها عنك، شعرت بأنني أريد أن أعود. كانت الرغبه دوماً تتملكني للعودة إلى البيت ولكنني كنت أقاومها باستمرار ، عندما أدركت حقيقة شعوري فهمت ان منظرك الرائع يهدد تحكمي بنفسي ، ولكن لم يكن جمالك فقط هو الذي اغرمت به. انت تتمتعين بجمال داخلي.
فسألته بخجل :" وهل أنت ... مغرم بي ؟"
نظر إلى وجهها ، ثم قال بحنان
- عزيزتي مالون بريتويت . حبيبتي مالون بريتويت، ماذا احاول أن اخبرك منذ عشر دقائق غير انني احبك إلى أقصى حد ؟
فتاوهت :" أواه، يا هاريس".
- هل لديك مانع ؟
فأجابت لا هثة :" لا ، ابداً"
- وهل تظنين ان بامكانك ان تبادليني الحب ؟
سالها بحذر، ثم أسرع يقول هو يرى أن خجلها يمنعها من الجواب:
- أنا أعلم أنك تعرضت للأذى في الماضي، لكنني لن أؤذيك أبداً، انت تعلمين ....
شعرت مالون بالنشاط والخفة وعصفت في ذهنها فجأة ذكرى ما سببته لها زياته منذ يومين من أذى والم . عندئذ، اختفت كل حرارة نحوه ، فسألها هاريس على الفور
- مالذي حدث ؟ أخبرني .....
- ماهي علاقتك بفيفيان هولمز ؟
انفجزت به وقد ثارت مشاعرها نحوه بشكل مؤلم .
فقال من دون تفكير مسبق
- لا علاقة لي بها
- ولم أحضرتها إذن إلى بيتك الاحد الماضي؟ ولم تجولت معها لتريها البيت ، وسألتها عما إذا كانت رات مايكفي، ثم ..
هذا المره ، انفجر هاريس قائلاً " فيفيان هولمز امرأة موهوبه في تصميم الديكور"
فتحت مالون فاها :" ولكن ........"
وعندما أخذت تستعيد أحداث الاحد الماضي بدقة ، وجدت أن كلام هاريس يبدون معقولا جدا فقالت وقد تمالكت نفسها قليلاً
- لكنك لم تذكر ذلك ، كان يجدر بك أن تذكر الامر حين .....
- الحق معك طبعاً.
وبدت على فمه ابتسامه استخفاف ، وهو يتابع
- كان يجب أن أقدمها لك بصفتها مصممة ديكور جاءت لتلقي نظرة على البيت ،لكنك جعلتني مضطرباً يا مالون "
- اانا ... جعلتك كذلك ؟
- صدقيني يا حبيبتي ، كنت متلهفا لرؤيتك ، لكنني كنت أعلم ان علي البقاء بعيداً .اضطرت للقدوم لرؤيتك لانني لم استطع ان ابقى بعيداً ،لاول مره في حياتي ، شعرت بالضعف ومرت أوقات كنت متلهفاً فيها إلى احتضانك . وبعد ما حصل بيننا منذ اسبوع بدأت اشعر بأنني لم اعد أثق بنفسي حين أكون معك ، وازداد خوفي من أن ترحلي إذا تكرر الأمر. ثم ما الذي يضمن لي اننا نواجه وضعاً مماثلاُ في ذلك البيت الملئ بالافخاخ والعقبات .
حدقت مالون إليه مصعوقة :" هل احضرت فيفيان هولمز إلى البيت لانك ..."
- لأنني لم استطع الابتعاد عنك اكثر من ذلك ، رغم ان فاي هي التي اتصلت بها اولاً، إلا انني شعرت بأن ليس بإمكاني المجازفة بالبقاء معك وحدنا . كنت في حالة سيئة تماماً، ولكني لم الحق بك أي ضرر ، يا حبيبتي .
وابتسم . تملك مالون شعور بأنه لو استمر هاريس بهذا الشكل مده أطول لفقدت توازنها وثباتها.
- لكن فاي لم تقبل المجئ؟
- كانت مشغولة ...
فقاطعته باسمة :" طبعاً . ولهذا اتصلت هي بفيفيان ......"
وسكتت ، بينما هز راسه :
- كانت لهفتي تزداد لرؤيتك ، وتساءلت عما إذا كنت اجازف بالذهاب إلى البيت ، على كل حال اتصلت بي فاي لتقول إن صديقتها فيفيان تتشوق لرؤية المنزل بعد ان حدثتها فاي عنه وعن شغفها به ".
- وعند ذلك اتصلت انت بفيفيان ؟
لامس هاريس خد مالون بحنان:" عندئذ، اتصلت بها ، اخبرتها ان لدي تصوري الخاص بالنسبة إلى البيت، لكنني ارحب بتلقي أي اقتراحات تحب أن تقدمها .. وهكذا.."
وبدا الاسف في نظراته :" جئت ورأيتك ، فشعرت بخفقان في صدري بدوت رائعة وانت تحتضنين الازهار البرية ، فتمنيت لو ان فيفيان على بعد مئة ميل من هنا."
ابتسم وهو يضيف :" أردتك كلك لي وحدي ، يا مالون"
فقالت بنعومة :" ثم عدت تاركا فيفيان في السيارة "
- كنت بحاجة إلى قضاء بعض الوقت معك ، أردت أن اعانقك ، لقد شعرت حينذاك بضعف لم اشعر بمثلة من قبل .
- هل كنت ... كذلك حقاً
- نعم عدت إلى لندن رغم ارادتي وصممت على العودة في عطلة الاسبوع ، ولاذهاب إلى فندق كليفتون باكرا لاحضرك إلى البيت ، هذا أذا كنت لا تريدين النوم تحت السقف نفسه معي .
- وماذا ؟
سألته ورأسها يدور فيما قلبها يخفق
عانقها مره أخرى ، وشد قليلاً اثناء احتضانها
- لم استطع الانتظار حتى الجمعة لاسمع صوتك.
فهمست :" وهكذا اتصلت بي ذلك الصباح ".
- وادركت ، حالما قلت انك راحلة ، انني لا استطيع ان ادعك تذهبي وانني احبك بكل عصب من جسدي

Angeleyes lucy
10-03-2008, 09:35
وسكت للحظة قبل أن يتابع
- عندما ادركت انني لا املك دليلاً اتعقبك به ، أخذ العرق البارد يتصبب مني ، كان علي أن اعثر عليك فالحياة من دونك يا حبيبتي ، لاتحتمل ".
فتنهت :" آن ، ياهاريس "
- هل يعني كلامك انك .. مسرورة لوجودي ؟
فضحكت بمرح :" انت تعلم ذلك "
- وهل تحبينني قليلاً ؟
انها تحبه ، تحبه ، تحبه :" بل ... أحبك كثير"
- يا حبيبتي
فقد سيطرته على نفسه وجذبها إلى صدره حيث ابقاها طويلا ثم سألها بلهفة وهو ينظر في عينيها :
- هل أنت واثقة ؟
- اجل ، ومنذ تلك الليلة التي تصادمنها ميها في الحمام .
فسألها مذهولاً :" علمت حينذاك ؟"
- كان هناك دلائل من قبل ، لكنني، حينذاك ، تأكدت من الامر
- حبيبتي الحلوه .
قال هذا بصوت خافت ، وعانقها ، ثم عاود الكره ، توقف اخيراً وذراعاه حولها ، ثم قادها إلى الاريكة حيث جلسا متلاصقين ، عانقها وهو يهمس لها بتلك الكلمات السحرية التي تحب سماعها
- مالون ، مالون ، كم احبك
وعندما غاصت في وهح حبه ، وعجزت عن الكلام سألها
- وانت ؟
ابتسمت ثم اضافت :" وانا احبك كثيراً جداً"
- الحمد لله
بقي يحتضنها دقائق طويلة ثم قال
- لم أكن أعلم ما اذا كان علي ان آتي إلى هنا ليلاً ام في الصباح الباكر ، لكنني عانيت الامرين ، ولم استطع ان انتظر حتى الغد .. لم أكن واثقاً من طبيعة استقبالك لي .
نظر إليها بابتسامة عريضة ، فابتسمت له بحب ، ثم تابع يقول
- وقفت علند العتبه حين فتحت لي الباب، متلهفاُ لاستشف من ملامحك شيئاً.
- آه يا هاريس ، شكرا لمجيئك
لم تكن تتصور انه قد يتردد إلى هذا الحد وتابعت تقول من كل قلبها
- أنا ايضا كنت اتعذب
- أه ، انا أسف .
عانقها وكانه يمحو ما عانته من عذاب . وعندما نظر في عينيها، اصبحت عيناه رزينتين وسألها
- لماذا حاولت ان تتركيني ؟ عليك ان تخبريني.
تورد وجهها وهي تعترف
- ظننت انك ستحضر معك فيفيان هولمز إذا جئت في العطلة ، انا اسفة هاريس، لكن مجرد التفكير في انكما معا بجانبي لا يمكنني أن اتحمله .
ضمها بقوة وقال :" آه يا حبيبتي
ثم ابعدها عنه ونظر في عينيها
- هل تغارين ؟
- تبدو عليك الدهشة
فضحك :" لم تخطر هذه الفكرة ببالي قط "
عانقته لانها تحبه ، فهي لا تكاد تصدق ما يحدث. ارتدت إلى الوراء لترى وجهة وإذا بها تسمع هدير سيارة تقترب
- يبدو أن امي وجون عادا باكرا ً، أنا..
- انت ماذا؟
- حسناً ، أرادت أمي أن تعلم مالذي حدث ليجعلني احضر إلىهنا لقد اخبرتها بانني احبك .
ابتسامة هاريس المفاجئة جعلتها تسكت لكنها شعرت بأن عليها ان تخبره بالبقية قبل ان تدخل امها كما انني اخبرتها بأن لديك صديقة .
- تعنين بذلك فيفيان ؟
أومات ، فابتسم وقال
- إذن يا حبيبتي ، علي ان اخبرها الحقيقة .. ومن الافضل ان افعل ذلك قبل أن أسألها .
- تسألها ماذا؟
- حسناً من المفروض أن اطلب من امك أو من زوجها ألا تعلمين؟
- ماذا تطلب؟
سألته وهي تشعر بالارتباك
- أظن أن العادات تقضي بأن أطلب يدك من أمك . أنا لم افعل هذا من قبل، لكنني أود القيام بذلك وفقاً للأصول .
- تطلب يدي؟
- نحن سنتزوج ، أليس كذلك
سألها وقد تحولت ملامحه إلى الرزانه . ازدردت مالون بريقها بصعوبه .
وقلبها يخفق بعنف لم تكن تظن انها
- هل تتزوجيني ؟ لن استعجلك .
- يسعدني أن اتزوجك
تنفس الصعداء :" شكرا يا حبي "
تمتم بذلك وهو يرفع يدها إلى شفتيه
- عندما نعود الى بيتنا بعد شعر عسل طويل ، قد يكون هاركورت هاوس جاهزا لاستقبال سيدته .
وشهقت مالون بعجت :" أنا؟"
- انت فقط .
وعانقها بحنان
- آه يا هاريس .
هتفت بذلك . ستكون سيدة " هاركورت هاوس" وزوجة السيد ! ما اروع الحياة

تـــــــــــمـــــــــــــت
والحمد لله

ماري-أنطوانيت
10-03-2008, 10:09
تسلمين عزيزتي على الروايه...

بس يا ريتك كنت بلغتني قبل انك راح تنزلين روايه

عشان انظم معاك موعد التنزيل....

لان هالفتره احنا راح نوقف تنزيل الروايات كم يوم

عشان نشوف رأي البنات في الاقتراح الموضوع

وجزاك الله الف خير....

ماري

احباب الروح
10-03-2008, 21:35
الاقتراح رووعه


واتصور انه انسب للبنات اللي يكتبوا وللي يقروا



^_^



عجبنــــــي كثيـــــــرر


ولو كان عندي وقت كنت رجعت شاركت بالمشروع


عارفه والله كيف تتعبو ولازم الكم مساعده


:(




اعذروني واول ما تصير عندي فرصه ارجع واشارك معاكم بالكتابه ان شاءالله



:)



وربي يعطيكم الف عافيه


ما تقصرووون



:)




..

نسائم الفجر
11-03-2008, 04:57
انا أول مره اشارك معاكم وانا متابعه معاكم من المشروع الأول لكن لظروف لم استطع المشاركة
في المشروع الأول.

الأقتراح رائع كصاحبته.حلو كل نهاية أسبوع روايتين هذا يصلح للي عنده دراسه مثلي .

وإن شاء الله يطبق قريباً.

ضووءالقمر
11-03-2008, 12:46
هذه اول مشاركة لى علما بانى متابعة مشروعكم الرائع من الجزء الاول والاروع اقتراحكم اتمنى لكم التوفيق

ماري-أنطوانيت
11-03-2008, 15:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا عضوةجديدة معكم فى هذا المنتدى برغم انى تعرفت على المنتدى منذ حوالى سنة وانا معجبة جدا بكل ما فيه وارجو ان تقبلونى صديقة جديدة لكم وانا معجبة جدا بالاقتراح الذىاقترحتة وردة قابين وعرضته مارى انطوانيت
لان هذا الاقتراح سوف يريح الجميع من تعب الاعصاب وانتظار الاحداث ويوفر على القراء المزيد من التوتر وفى النهاية اود التقدم بالشكر والعرفان لكل من يكتب هذه القصص ويمتعنا بها اتمنى للجميع السعادة كما تمنحوها لنا فى هذا المنتدى الرائع
هلا وغلا فيك ريماالفلا....
واهلا وسهلا فيك صديقه عزيزه وغاليه في المشروع...
اسعدنا ردك يا قمر...
وان شاء الله تكونين متابعه دائمه معانا...
وتسلمين على ردك على الاقتراح


انا عن نفسي كقارئه عجبتني الفكره بس انها تكون كلها باخر الاسبوع او بيومين ورا بعضهم باالاسبوع اعتقد مو حلوه كان تخلونها كل روايه بينها ثلاث ايام عن الروايه الي بعدها على الاقل يكون فيه فرصه اننا نقرا الروايه لحد ما تجي الروايه الي بعدها ...
وطبعا باالاخير يرجع الراي للاخوات الكاتبات . لانهم هم الي يقررون الي يناسبهم ...

والف شكر يا بنات على مجهودكم .....
فعلا انتم شمعات المنتدى مثل ما انتم شعمات قلوبنا ....

و
هلا والله لمااااااااااااااااااااااااارا...
مشكوره يا قلبي لردك على الاقتراح...
منوره المشروع كالعاده


مشكورة حبيبتي لحونه على الرواية الرائعة ...

وتسلم ايديك عليها ....

وانا من رائ ماري .. فعلا هذا الأقتراح احسن للجميع ...

لأن اغلب أيام الأسبوع لااستطيع الدخول للمشروع ..

ممايجعل متابعتي متقطعة ..

وبصراحة يوم الأربعاء دائما اخليه للمشروع ...

فأنا مع هذا الأقتراح ....
هلا هلا هلا بهيونتنا الحلوه.....
تسلم هالطله الحلوه...
ومشكوره يا قلبي لردك على الاقتراح








أقتراح حلو أنا معك أن كل أسبوع رواية أفضل ولو أني أشوفها تعب على العضوات الي بكتبون الرواية يعني الصراحة الرحمة
و.....................ما أبي أكثر هثرة

يعطيكم العافية
في أمان الكريم
هلا والله فيك يا احلى اميره...
والله احلى هذره بتكون لو بتكون منك يا قمر
وتسلمين على ردك على الاقتراح



سلاااااااااااااااام ياحلـــواااااااااااااات

كيفكم؟؟اخباركم؟؟

لحونة شكرا على الرواية الروعة::جيد::

انا مع اقتراح وردة..لانه احس اذا طولت الرواية يروح عنصر الاثارة اللي في الرواية

انا هذا رايي بس الاحظ انه الاغلب مع اقتراح وردة

وردة تسلمين على اقتراحك الرووووعة اللي مثلك::جيد::

واتمنى لكم التوفيق يارب..
ماهيمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.. .
هلا هلا والف الف مرحبا
وانا اقول المشروع منور ليه....
والله وحشتينا يا عسل....وتسلمين قلبي على ردك
للاقتراح الموضوع.....



الاقتراح رووعه


واتصور انه انسب للبنات اللي يكتبوا وللي يقروا



^_^



عجبنــــــي كثيـــــــرر


ولو كان عندي وقت كنت رجعت شاركت بالمشروع


عارفه والله كيف تتعبو ولازم الكم مساعده


:(




اعذروني واول ما تصير عندي فرصه ارجع واشارك معاكم بالكتابه ان شاءالله



:)



وربي يعطيكم الف عافيه


ما تقصرووون



:)




..
هلا والله فيك احباب الروح
وتسلم هالطله الحلوه....
وان شاء الله نشوف عن قريب احد روايتك المكتوبه
باناملك الحلوه...اذا ما كنت مشغوله...
وتسلمين قلبي لردك على الاقتراح


انا أول مره اشارك معاكم وانا متابعه معاكم من المشروع الأول لكن لظروف لم استطع المشاركة
في المشروع الأول.

الأقتراح رائع كصاحبته.حلو كل نهاية أسبوع روايتين هذا يصلح للي عنده دراسه مثلي .

وإن شاء الله يطبق قريباً.
هلا والله باحلى نسمه فجر
واسعدنا انك كنت متابعه معانا من الاول...
واسعدنا اكثر مرورك الكريم علينا...
وان شاء الله ما يكون هذا اخر رد....
وربي يوفق بالدراسه ان شاء الله


هذه اول مشاركة لى علما بانى متابعة مشروعكم الرائع من الجزء الاول والاروع اقتراحكم اتمنى لكم التوفيق

هلا وغلا فيك عزيزتي ضوء القمر....
منور المشروع بضياءك الفضي..
اسعدتنا متابعتك للمشروع....
وان شاء الله يكون المشروع الجديد حاز على اعجابك مثل الاول
وتسلمين يا قلبي على ردك
ودمتي بود...

البسه الشقراء
11-03-2008, 20:43
حبيبتي ماري
انا مؤيده لفكرة عرض رواتين كل عطلة اسبوع بس احس فيها تعب كبير جدا على البنات اللي راح يكتبون الروايات واحب اقول لورده قايين وينج بجد وحشتيني

اختكم :
"البسه الشقراء"

عذوووب
12-03-2008, 03:09
وااااااااااااااااااااو اخيرآ انضميت لكم من كل قلبي احبكم ومتابعتكم من فترة طويلة بس الاشتراك مصخها شوي<<<<< رفع ضغطها تفعيل الاشتراك

انا مدمنة روايات عبير وبالنسبة للاقتراح انا معكم روايتين اخر الاسبوع ولا رواية وحده فالاسبوع ومجزأه

يا جماعه سيرووووووووووووووووا ونحن من ورائكم

لحـ الوفاء ـن
12-03-2008, 12:38
يسلمو على الروايه
اما الاقتراح فانا اقول حلو ومو حلو بسبب
ان اسبوع لا يكفي لكتابت روايه كامله
بس سلام

SONĒSTA
12-03-2008, 14:17
هلا


إقتراح رائع جدا
لكنني أرى أن تنزيل روايتين كل أسبوع كثير.. فلو كانت رواية واحدة أفضل :)
-------------------------
وكذلك يجب إبلاغ من ستقوم بكتابة الرواية قبل موعد إنزال الرواية بحوالي أسبوعين أو أكثر حتى تستعد جيدا
:D

/
/


تقبلوا مروري

...(M.A.H)...
12-03-2008, 21:37
اشكرك لحـــــــ الوفـــــــاء ـــــــــن على الروايه الرائعه.....


تسلمين تسلمين تسلمين ياAngeleyes lucy

كنت ابحث عنها هذه الروايه سلمت يداك.....


اقتراح رائع جدا لكن بوجهة نظري اعتقد انه سوف يكون فيه ضغط لكاتباتنا العزيزات.......


وشـــــــــكـــــــــــــرا

تقبلوا خالص تحياتي.....


أختــــــــــــ...(M.A.H)...ـــــــــــــــــكم

ماري-أنطوانيت
14-03-2008, 18:18
وااااااااااااااااااااو اخيرآ انضميت لكم من كل قلبي احبكم ومتابعتكم من فترة طويلة بس الاشتراك مصخها شوي<<<<< رفع ضغطها تفعيل الاشتراك

انا مدمنة روايات عبير وبالنسبة للاقتراح انا معكم روايتين اخر الاسبوع ولا رواية وحده فالاسبوع ومجزأه

يا جماعه سيرووووووووووووووووا ونحن من ورائكم
هلا والله عذوووب...
يلا الحمدلله هانت...وسرت متابعه معانا...:D
وتسلمين قلبي لمشاركتك...
واسعدنا جدا تواجدك معانا في المشروع..
وبصراحه...اسمك راق لي مررررررررررررره...:o


اشكرك لحـــــــ الوفـــــــاء ـــــــــن على الروايه الرائعه.....


تسلمين تسلمين تسلمين ياAngeleyes lucy

كنت ابحث عنها هذه الروايه سلمت يداك.....


اقتراح رائع جدا لكن بوجهة نظري اعتقد انه سوف يكون فيه ضغط لكاتباتنا العزيزات.......


وشـــــــــكـــــــــــــرا

تقبلوا خالص تحياتي.....


أختــــــــــــ...(M.A.H)...ـــــــــــــــــكم

هلا وغلا والف مرحبا فيك (M.A.H)
تسلمين قلبي لردك...
واسعدنا جدا جدا جدا تواجدك معانا....::سعادة::
~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`

هلا والله بسبوسه - سونيستا - لحن الوفاء...
تسلمون عزيزاتي على ردودكم...
ولسه بانتظار رأي باقي الكاتبات ان شاء الله...وانشوف اذا الاقتراح
مناسب لهم والا صعب تنفيذه...اقتراح سونيستا بعد حلو بتقليل عدد القصص..
اما بالنسبه للقارئات فاتوقع ان كلهم مؤيدين للاقتراح لان افضل بالنسبه لهم...
ننتظر كم يوم وانشوف ان شاء الله القرار الاخير....

القلـ ساحرة ـوب
14-03-2008, 18:45
حبيباتي و الله فكرة روووووووعة

وانا موافقة على طوووول

و انا من رأي SONĒSTA

و كل واحدة تكون روايتها جاهزة تتصل بحبيبتنا ماريا

حتى ما يصير اختلاط و غلط بتنزيل الروايات

و موفقيييين ان شاء الله ::جيد::

shining tears
14-03-2008, 20:59
مرحبا بالجميع وسوري لتأخري بالرد
بصراحة انا الي راح تسوونه موافقه عليه وان كانت عندي روايه جاهزة راح اعطيكم خبر
وتحياتي للجميع

Lmara
15-03-2008, 00:21
طيب الله يعافيكم متى تبدون بصراحه احس شي ناقصني

alexandren
15-03-2008, 09:14
هاي صبايا أن حابة أطلب طلب صغير من اللي عندها رواية بقايا الليل يا ليت تنزلها و شكرا" *ألكس *

ماري-أنطوانيت
15-03-2008, 19:59
السلاااااااااااااااام عليكم يا احلى عضوات....::سعادة::

حسنا حسنا يبدو ان الكل وافق على الاقتراح....

ولكن كما قلت من قبل...بما ان الاقتراح سينفذ

فلابد من متطوعات اكثر لكتابه الروايات....

والا فسيكون هناك اسابيع تنقصها الروايات...

انا اعلم بان الكاتبات الحاليات لن يقصرن ولكن....

نحتاج لتخفيف الضغط عنهن اذا اردنا ان نحصل في كل

اسبوع على روايه كامله....::جيد::

وان شاء الله ما ان احصل على معلومات عن موعد تنزيل

الروايه واسمها....نبدأ المشروع......::سعادة::
~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`

الغاليه ((الكسندرين))...ان شاء الله سأبحث عن طلبك....

بحر الامان
15-03-2008, 21:05
الله يعطيكم العافيه
الصراحه روعه
والاقتراح رائع تسلمين ماري
وربي يوفق الجميع

ماري-أنطوانيت
16-03-2008, 15:28
الله يعطيكم العافيه
الصراحه روعه
والاقتراح رائع تسلمين ماري
وربي يوفق الجميع

بحوره!!..بحوره!!.....لا مو مصدقه عيني..:eek:
واخيرا اخيرا بحورتنا حنت علينا ورجعت بعد طول الغياب
وييييييييينك؟؟؟ كل هاذي غيبه...حراااام عليك...:(وحشتيني وحشتيني وحشتييييييييييييييني بدرجه ما تتخيلينها
منور المشروع بوجودك الحلو.....::سعادة::
والله فرحت كثيييييييير لما شفت ردك....:D

مـــــــــاري

عذوووق
16-03-2008, 21:35
الى الامام ويعطيكم العافية يارب

الأميرة شوق
17-03-2008, 01:46
بحوره!!..بحوره!!.....لا مو مصدقه عيني..:eek:
واخيرا اخيرا بحورتنا حنت علينا ورجعت بعد طول الغياب
وييييييييينك؟؟؟ كل هاذي غيبه...حراااام عليك...:(وحشتيني وحشتيني وحشتييييييييييييييني بدرجه ما تتخيلينها
منور المشروع بوجودك الحلو.....::سعادة::
والله فرحت كثيييييييير لما شفت ردك....:D

مـــــــــاري



يو والله ودي أنضم إليكم بس
المشكلة تفشل
إني لا أملك أي من روايات عبير أو أحلام بتاتا
حييل ودي أساعدكم بس مابل اليد حيله

بحر الامان
17-03-2008, 13:43
بحوره!!..بحوره!!.....لا مو مصدقه عيني..:eek:
واخيرا اخيرا بحورتنا حنت علينا ورجعت بعد طول الغياب
وييييييييينك؟؟؟ كل هاذي غيبه...حراااام عليك...:(وحشتيني وحشتيني وحشتييييييييييييييني بدرجه ما تتخيلينها
منور المشروع بوجودك الحلو.....::سعادة::
والله فرحت كثيييييييير لما شفت ردك....:D


مـــــــــاري


حبيبتي انتي كمان انتي وحشتيني

البنات كلهم حشوني

المنتدى وحشني كمان

بس ظروف شوي خلتني ابتعد عنكم

ان شاء الله ارجع لكم واتواصل معكم

حبي وتقديري للجميع

بحوره

ماري-أنطوانيت
18-03-2008, 14:59
[SIZE="5"][CENTER]السلاااااااام عليكم يا احلى العضوات...:D
ان شاء الله راح تكون اول روايه تنزل في هذا الاقتراح
غدا ..((الاربـــــــــــــعاء)) ...::سعادة::
من يد العزيــــــزه الغــــــاليه ((shaining tears))


~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`
*~*~*~ وكان صيف ~*~*~*
- ريث لانغن -
روايات عبير الجديدة

الملخص:
وحيدة, ودون مال, سرت بيلي كثيرا بوظيفة السكرتيرة التي عرضها كاتب السيناريو " كنت تايلور" ولكن بعد رحلة السفر المتعبة, لم تلق الاستقبال الذي كانت تتوقعه.
"انت, سكرتيرتي؟ ولكني كنت قد طلبت رجلا! حتى الان هذه اول مرة اسمع بفتاة تدعى بيلي"
ورغم عدوانيته, وخلال فصل الصيف ,وقعت في حبه,لكن ماهو سره؟لماذا يعيش منفيا في هذه الجزيرة؟.

~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`~"`

Roza Chan
18-03-2008, 16:26
ربي يسعدكم يابنات زي ماتسعدونا بهادي الروايات بجد من أحلى المواضيع .. وانا هنا أشكر كل البنات بدون أستثناء أحد ويعطيكم الف الف عافيه .. بجد عارفه التعب اللي تتعبوه بالكتابه والجهد المميز اللي بتقوموا فيه ..

أختي العزيزه : " shaining tears "


مشكووووووووووووووووووووووووووووووووره على الروايه وشكلها وووووووووووووووووواو رووووووووووعه وأول مره أنا أشوف ملخصها .. تسلم أيديك الحلوه .. ونحن بأنتظارك عزيزتـي ..




http://img367.imageshack.us/img367/431/1nkmjz05211134fw4ho5.gif



http://img90.imageshack.us/img90/6748/82ke8.gif



http://img80.imageshack.us/img80/5251/kalpgllwh8bt6.gif

هيونه المزيونه
18-03-2008, 18:17
وواااااااااوو شكلها تهبل ... ,...

نحن في انتظارك عزيزتي تشاينغ تريز .....

عساك عالقوة حبيبتي .....

SONĒSTA
18-03-2008, 19:07
::

وآآو
شكل الرواية كتير حلوة ومشوقة
خصوصا إنها منك يا شايننغ :o
في انتظارك

::

القلـ ساحرة ـوب
18-03-2008, 19:29
وااااااو من ملخصها اكييد الرواية حلووووة

بانتظارك حبيبتي shining tears

تسلم ايديك و يعطيك الف عافية

::جيد::

الحالمه*
18-03-2008, 20:53
وااااااااااااااااااااااااو
شكل الرواية روعه
من ملخصها
منتظرينك ياعسل

shining tears
18-03-2008, 23:52
مرحبا بنات كيفكم اخباركم
انا بخير والحمدلله
دور الروايه علي والكل عارفه انو الروايه وكان صيف الروايه طبعا وانا بنزلهاالحين لان الوقت دخل يبوم الاربعاء والساعه الحين 2:50 صباحا
حبيت انزلها الحين من شان البنات الي بالمدرسة توهم راجعين ويحبون الروايات يلقوها جاهزة
والي تجلس من النوم متأخرة ماتقول اوف لسه مانزلت الروايه
طبعا الروايه كانت طالبتها مني الاخت ليلى الي صار النا فترة ما نشوفها وان شاء الله تكون بخير
وانتمى الكل الغايب والحاضر يكون بخير وكاني طولت هذره وتفضلوا الروايه واتمنى تعجبكم


روايات عبير الجديدة
ريث لانغن وكان الصيف
الملخص:
وحيدة, ودون مال, سرت بيلي كثيرا بوظيفة السكرتيرة التي عرضها كاتب السيناريو " كنت تايلور" ولكن بعد رحلة السفر المتعبة, لم تلق الاستقبال الذي كانت تتوقعه.
"انت, سكرتيرتي؟ ولكني كنت قد طلبت رجلا! حتى الان هذه اول مرة اسمع بفتاة تدعى بيلي"
ورغم عدوانيته, وخلال فصل الصيف ,وقعت في حبه,لكن ماهو سره؟لماذا يعيش منفيا في هذه الجزيرة؟.

shining tears
18-03-2008, 23:54
الفصل الاول



كان المطر يتساقط غزيرا, وبيلي تحاول ان تميز طريقها. كان ذلك مستحيلا, فحولها الظلام التام يمزقه بين الحين والاخر لمعان البرق, للمرة العاشرة, حاولت ان تدير مفتاح الكونتاك, لاشيء. لابد ان البطارية لاتعمل, ماهذا النحس! وبيأس شديد, اخذت تفكر بحل , فالوضع يتفاقم مع كل لحظة اكثر واكثر....
على كل حال, الذنب ذنبها اذ وجدت نفسها وحيدة في ظلام الليل, وعلى طريق خالية! لقد مرت منذ ساعتين بمدينة صغيرة, كان يجب ان تتوقف فيها وتقضي الليلة في احد فنادقها ثم تستأنف رحلتها في صباح اليوم التالي مرتاحة ونشيطة, كانت قد غادرت نيويورك مع الفجر قاصدة النوبزنسويك, في كندا.لايزال امامها عدة كيلومتراتوهي لن تستطيع المتابعة, كم هي غاضبة من نفسها. وقبل سقوط المطر, تمكنت بيلي من التمتع بجمال المناطق التي مرت بها. وخاصة المناطق الخضراء حول نهر سان لوران.وكانت المناظر الرائعة قد جعلتها تنسى تعبها. وكان لكل قرية كنيسة صغيرة وساحة محاطة بالمنازل الصغيرة المنتشرة بين الصخور الحمراء.
كما وان بيلي نسيت فورا ضجيج المدينة وازدحام الشوارع وابواق السيارات. تركت كل هذا خلفها لتكتشف هدوء وجمال النيويرنويك....ولكن الان ومع هذا المطر الغزير, ومع سيارتها المعطلة, شعرت بيأس قاتل.
لاتظهر اية بلدة على مرمى نظرها...هذا سؤ حظ كبير...
اشعلت مصباح الجيب وفتحت الخريطة... يبدو انها لاتزال بعيدة عن المرفأ الفين,اخر محطة في رحلتها , ومن هناك, تستقل سفينة الركاب الى هيدان ايسلاند, الجزيرة الضائعة,وتصل اخيرا الى هدفها, ماذا افعل الان؟
اتحاول الوصول الى المدينة سيرا على الاقدام, ام تنتظر على امل ان تمر سيارة من هنا؟لكنها لم تلمح خيال سيارة منذ اكثر من نصف ساعة! يجب ان تتخذ قرار, فالعاصفة قد تشتد اكثر يالها من ملابس لمجابهة ليلة كهذه!كانت قد اشترت هذا الثوب بالامس فقط, وهو يتناسب بلون الزهر الفوشيا مع شعرها الاسود وعيونها اللوزية, ورغم ثمنه المرتفع الذي يفوق امكانياتها , اشترته على امل ان تنال اعجاب رئيسها الجديد, ولكن من المستحيل ان تخطو خطوة واحدة في هذه الطريق بهذا الثوب وبصندلها العالي الكعبين. فانحنت
على المقعد الخلفي وبحثت في حقيبتها.بعد دقائق،وبجهدكبير، نجحت في ارتداء بنطلون جينز وقميص قطني وانتعلت اسبدرين رياضي. لم يكن معها مظلة تحميها من المطر، ومن المتسحيل ان تحمل معهل حقيبتها الثقيلة. يجب ان تترك كل شيء في السيارة. وبسرعة.
جمعت بعض الضروريات كالملابس الداخلية وشورت وقميص اخر واوراقها الثبوتية . وضعتها في حقيبة صغيرة وتفحصت الخريطة مليا قبل ان تفتح باب السيارة.
تأملت الطريق قليلا،وبعد تردد قليل، خرجت في الظلام وكأنها ترمي نفسها في الماء المثلج.
وبلمح البصر، تبللت بالمياة من رأسها حتى اخمص قدميها. والتصق شعرها الطويل بخصلاته المبللة على وجهها. اعماها المطر، فأخفضت رأسها وتقدمت في سيرها.
وصلت الى تقاطع طرق، فقرأت اللوحة وسلكت اتجاه اليسار نحو المرفأ الغين، لايزال امامها ثلاث كيلومترات!
هيا، تشجعي ، قالت لنفسها، ولكن صوت الرعد القوي جعلها تنتفض مذعورة وتسقط في حفرة مليئة بالماء، يا الهي،لم يكن ينقص سوى هذا! واصبح حذاءها يشبه مركبين في وسط بحيرة يحيط بهما الماء من كل جانب. وحقيبتها التي امتلأت بالماء، اصبحت تثقل كتفها وتؤلمه. ولكن مالذي دفها لمغادرة مدينتها ومحيطهاالمألوف لتضيع في هذه المنطقة الخالية من كندا. كانت

shining tears
18-03-2008, 23:55
حالة الطقس تشبة حالتها الفكرية.هل المنطق هو الذي دفعها لمغادرة نيويورك؟ انه الحاجة للمال، بكل بساطة، كيف تعوض عن فقدان جدها الذي تركها منذ مدة ليست ببعيدة.
ابتسمت بمرارة ، للاسف لايمكنها ان تعتمد سوى على نفسها، بالنسبة لكل شيء. فهي وحيدة في هذا العالم، منذ وفاة جدها في السنة الماضية، فوجدت نفسها تحتفل بعيد ميلادها الثالث والعشرين وحيدة بدون عائلة... فسالت الدموع على وجهها وامتزجت بالمطر.
جدي، جدي كم كنت احبك... مسكين جدها! كان يعتقد انه امن لها كل شيء قبل اختفائه. وكان قد اوصى لها بكل ماكان يملكه مع انه لم يكن بالشيء الكثير.
عاشت بيلي معه عدة سنوات دون ان يلمح لها عن وجود اخوة له ... ولكن ما ان علن خبر وفاته، حتى حضر رجل يحمل دليلا قاطعا على انه اخوه، وعلى ان ميراث جدها كله اصبح ملكا له وبعقد بيع شرعي موقع منه منذ اربعة اعوام ... وكانت بيلي قد تحققت من عقد البيع واستشارت محاميا، وللأسف كانت الاوراق صحيحية ، ولا يمكن لبيلي ان تفعل شيئا حيال ذلك، فاضطرت للاستسلام.
الاشهر التالية، علمتها مواجهة قسوة الحياة وعدم الشكوى. الماضي قد مضى. ويجب عليها الان ان تنظر الى المستقبل فقط. فهي لاتزال شابة تنبض بالصحة والعافية والذكاء.
قررت ان تعتمد على نفسها،والعمل لايخيفها، وكان جدها قد ترك لها رغم كل شيءميراثا ادبيا لايمكن لاحد ان يسلبها اياه. انه الفكر المتقد، وعادة الاعتماد على النفس والمزاج والمرح والميل للضحك. انها صفات لاتقدر بذهب العالم كله.
وبدأت البحث عن عمل، ففي نسيان الماضي، كانت تستقل الباص لان سيارتها كانت معطلة،فوجدت صحيفة يومية نسيها احد الركاب، وعندما تصفحتها، لفت نظرها اعلان"نبحث عن سكرتيرة ذات خبرة، ومستعدة لقضاء فصل الصيف في جزيرة معزولة . في كندا".
الراتب المعروض بدا لها مغريا بالنسبة للراتب الذي تكسبه في فيرفيلدا اكادمي، مدرسة الصبيان حيث تعمل بيلي سكرتيرة في الادراة.
وتتابع دروسها الليلة ، وفي الصيف، كانت تعمل في منتجع لقضاء الاجازات في شمال الولاية. ولكن هذا الراتب لايبلغ ربع المبلغ الذي يعرضه هذا ااعلان. واذا قبل طلبها لهذه الوظيفة، ستتمكن اخيرا من شراء سيارة جديدة.
وفي نفس اليوم، طبعت رسالة ترشيحها لهذه الوظيفة، وبعد شهر ،وصلها الرد. لقد قبل طلبهاوارفقت الرسالة بخريطة تدلها على الطريق التي ستسلكها حتى الجزيرة هيدن. سرت بيلي كثيرا بهذا الخبر، المغامرة، والتجديدوفي النهاية مبلغ كبير من المال.اما الآن ، فهي تسير تحت المطر الغزير وبظلام الليل، وبدأ المستقبل يبدو لها اقل رومانسية،الوحل يملأ الطرقات، واصبحت تجد صعوبة اكبر في التقدم الى الامام. وفجأة لمحت من بعيد انوار ضعيفة. مرفأ الغين، واخيرا!لقد نجحت بقطع الكيلومترات الثلاثة.فحملت الحقيبة باليد الثانية،وسرعت خطاها.
بين المنازل الاولى، رأت دكان مظلما، فقربت انفها من الزجاج ... لا احد ...فتابعت سيرهاالى ان وصلت الى محطة للوقود.
" مساء الخير، انسة انه طقس سيء لايناسب التنزه"
قال لها الرجل بلهجة كيبيكية.
"اوه! الحمدلله انت لم تقفل حتى الان!"
واخيرا وجدت احدا! كانت بيلي سعيدة جدا برؤية كائن بشري في هذه المنطقة في آخر العالم لدرجة انها كادت ان تتعلق بعنقه.
وكان المطر يزاداد اكثر واكثر, والرجل في متوسط عمره، فدعاها للدخول، احست بيلي فجأة بأنها ستقع من التعب، فتركت حقيبتها في الزاوية، ورمت نفسها على كرسي قديم.
"تعطلت سيارتي على بعد ثلاثة كيلومترات من هنا اعتقد انها البطارية.... ايمكنك اصلاحها؟"
"بامكاني المحاولة، انا صاحب محطة الوقود الوحيد في هذه المنطقة"قال الرجل مبتسما.
"لكن جاري ميكانيكي بارع سنرى ماذا يمكننا ان نفعل لك صباح غد الى اين انت ذاهبة؟"

shining tears
18-03-2008, 23:57
كان الرجل يكلمها ويتأمل قامتها الرقيقة، وكان يبدو عليها انها تزور المنطقة للمرة الاولى، ومن لهجتها يعرف المرء فورا انها اميركية.
"انا ذاهبة الى جزيرة هيدن. اتعرف اين تقع؟"
"انها على بعد كيلومترين في البحر. لكنك تأخرت على موعد اخر سفينة لنقل الركاب. لقد انطلقت الفاري منذ ساعة".
"اوه لا!" صرخت بيأس . ووكانت رسالة استخدامها قد حددت لها مواعيد انطلاق الفاري. لكنها لشدة حماسها لم تهتم بهذا الامر.
"ايوجد مكان في هذه المدينة يمكنني ان اقضي الليلة فيه؟"
سألته بقلق. ولكن عندما رأت الرجل يحك رأسه مفكرا ، شعرت بمزيد من اليأس
"يوجد فندق صغير ، لكنه ممتلئ في مثل هذا الموسم السياحي... لكن لاتقلقي، انسة". وكان قد لاحظ ارتباكها ، فأسرع يطمئنها.
"سأتصل بجو. وانا متأكد انه سيوصلك الى جزيرة هيدن بمركبه".
وبينما دخل الى الغرفة المجاورة ليستعمل الهاتف ،حاولت بيلي ان تسيطر على توترها وتصلي للسماء كي يقبل جو.
انها بأمس الجاجة له، فامكانياتها المادية لاتسمح لها باستئجار غرفة في الفندق.
عاد الرجل بعد دقائق والابتسامة تنير وجهه.
"ليس عليك سوى ان تسلكي هذا الشارع ثم تنعطفي يسارا، فتصلين الى رصيف المرفأ، ستجدين مركبا كبيرا، لن تتوهي عنه ، لان جو يضيء الانوار.انا آسف لانني لا استطيع اصطحابك بسيارتي، ذلك لانه لايمكنني ترك المحطة..."
"بالتاكيد.... انت تعلم ، قليل من السير ايضا لن يؤثر بي ، فملابسي مبللة كثيرا!"
"بامكانك ترك مفاتيح سيارتك، وسنذهب غدا لاحضارها الى هنا".

shining tears
18-03-2008, 23:57
الفصل الثاني:


"هذا لطف منك، شكرا... ولكني لا اعلم متى سيمكنني ان اعود".قالت له وهي تناوله المفاتيح،ثم ترددت قليلا،وهزت كتفيها واضافت:"اذا كانت البطارية بحاجة للتغيير،فافعل،وانا بحاجة لسيارة اعود بها الى نيويورك، سأدفع لك الحساب فور تمكني من العودة الى المدينة. ولكن اذا كانت السيارة بحاجة لاصلاحات اخرى، افضل ان تعلمني بالامر قبل ان تفعل.... لا اعتقد ان امكانياتي تتحمل كثيرا من المصاريف"
قالت له ممازحة، ربت الرجل على كتفها عندما لاحظ ارتباكها.
"لاتقلقي، انسة، اكتبي لي اسمك على هذه الورقة،لايوجد هاتف في جزيرة هيدن.سأنتظر مرورك شخصيا لتطلعيني على قرارك،اذا كانت مشكلة السيارة كبيرة".
كتبت بيلي ملاحظاتها،ثم مدت يدها نحو الرجل.
"شكرا لك ، سيد...."
"غانيون،الفونس غانيون".
"شكرا سيد غانيون. انا ادعي بيلي اندرز".
"عمت مساء انسة اندرز. اتمنى لك حظا موفقا هنا!".
"عمت مساء انسة اندرز.اتمنى لك حظا موفقا هنا!"
من جديد عادت بيلي للسير تحت الامطار، والهواء البارد يعصف بشدة، وما ان وصلت الى رصيف المرفأ، حتى ثنت انفها: ان رائحة شهية تصل الى انفها،انها رائحة السمك،بالتاكيد. لكنها تجاهلت هذه الرائحة رغم احساسها بالجوع الشديد . وبحثت عن المركب الذي كلمها عنه السيد غانيون. وقبل ان تشاهد المركب،اقترب منها رجل وحمل حقيبتها وساعدها على الصعود الى مركبه.
"مساء الخير ،انسة، انت تريدين الذهاب الى جزيرة هيدن. اليس كذلك؟"
"نعم، واكون ممتنة لك اذا اوصلتني بأسرع وقت ممكن" اجابته مبتسمة.
كان الهواء قد خف، لكن المطر لايزال غزيرا، وبيلي ترتجف. فرفع الرجل احد المقاعد، واخرج منه حراما صوفيا ناوله لها.
"تفضلي انسة، لفي هذا حولك، الطقس بارد وقد تكون الرحلة قاسية بهذا الوقت".
جلست بيلي على المقعد، وغطت نفسها بالحرام .لم يكن يوجد غرفة في هذا لمركب، وليس امامها سوى ان تتجمل بالصبر. وتصلي للسماء كي لاتطول هذه الرحلة.... وكي تلهي نفسها اخذت بيلي تفكر بعشاء ساخن وبحمام دافئ وبسرير مريح ينتظرها في اخر هذه الرحلة.
انطلق المركب ببطء، ولكن ما ان خرج جو العجوز من المرفأ حتى اطلق العنان لمحركه. فارتج المركب وارتفع ضجيج المحرك واقتحم المركب الامراج، احنت بيلي راسها بين كتفيها، وشدت الحرام حولها.
ومع كل اهتزاز كانت معدتها تقفز في بطنها... وامسكت المقعد بيديها محاولة الحفاظ على توازنها.. ولم تعد تفكر سوى بشيء واحد: الوصول الى اليابسة، وبأسرع وقت ممكن ، قبل ان ....
كيف يمكن للعجوز جو ان يقود مركبه بهذا الطقس؟ واخيرا وصل المركب الى الجزيرة الغارقة في الظلام. فقطنور واحد يلمع في البعيد عندما توقف المحرك، احتاجت بيلي بعض الوقت لتتأقلم مع الصمت الجديد.
ذ" الا يوجد منازل اخرى سوى منزل السيد تايلور".
"اهو ذلك المنزل المضاء هناك؟".
"نعم، هل ينتظرون وصولك".

shining tears
18-03-2008, 23:58
" نعم ... لكنهم لا ينتظرون وصولي هذا المساء ... كان يجب ان اصل صباح غد".
حمل الرجل حقيبتها وقفز الى الرصيف لخشبي، ثم مد يد نحوها
" هل سترافقني؟" سألته بقليل من الامل.
"لا، انسة ، سأتركك هنا"، وعاد الى المركب.
"ليس عليك سوى ان تسيري مباشرة نحو الضوء. وانتبهي اين تضعين اقدامك. الظلام شديد...."
"كم تريد ايجار هذه الرحلة؟"
"لاشيء، تصبحين على خير ، انسة ".
" شكرا لك ".
ارتفع صوت المحرك في الظلام الى ان بدا يخف تدريجيا.
حملت بيلي حقيبتها وبدا لها انه لايوجد طريق ، لاشيء سوى اعشاب مبللة واشجار.... تحسست طريقها، وفجأة غارت الارض تحتها، وغرزت قدمها ووجدت نفسها في الوحل حتى ركبتيها.
وقعت حقيبتها من يدها. ولم يكن بامكانها ان تر ابعد من خطوة واحدة. فحركت يديها في الهواء على امل ان تمسك بشيء ما . وبسرعة امسكت بغصن شجرة منخفض. لشدة خوفها، تذكرتحكايات سمعتها في طفولتها: حكايات مخيفة عن رمال متحلاكة... فحاولت ان لا تتحرك للحظات طويلة. وعندما تأكدت انها لا تغوص اكثر ، حاولت النهوض ممسكة بالغصن الى ان نجحت في الخروج من هذه الحفرة. ثم حملت حقيبتها وتقدمت في الظلام.
كانت تشعر بان الاشجار تقترب منها متخذة خيالات مخيفة، والهواء يعصف بين الاغصان، فاحست بيلي بان عظامها ترتجف بشدة.
بعد قليل، بداالضوء اقرب . الحمدلله، لقد وصلت اخيرا. اقتربت اكثر ، وشمت رائحة الدخان. رائع! نار المدفأة بالتأكيد...الدفء، الملابس الجافة، السرير المريح...لقد وصلت وانقدت نفسها! تسلقت درجات السلم، ودقت على الباب الخشبي الكبير. بعد لحظات من الانتظار فتح الباب.
"من؟" سأل صوت حاد وعميق. وظهر رجل طويل امام الباب.
رمقها الرجل بنظرة حادة، يبدو ان بيلي ازعجته وهو لم يحاول اخفاء غضبه. تأملها بصمت، ولاحظ خصلات شعرها الملتصقة بخديها، وملابسها المليئة بالوحل.
"انا.... انا هنا من اجل العمل ...." قالت له متعلثمة.
"اسف. هذا ليس مكتب توظيف للعاطلين عن العمل ، كيف وصلت الى هنا؟ سباحة؟" سألها باشمئزاز وهو ينظر الى ملابسها المتسخة بالوحل.
"ام انك كنت تحاربين؟؟" اضاف باحتقار.
نظرت بيلي اليه بيأس عندما رأت انه يحاولاقفال الباب بوجهها.
"ايه انتظر لحظةّ! لقد جئت من اجل الوظفية . امنحني فرصة لاريك الرسالة!"
وفتحت حقيبتها بحثا عن اورقها، ثم نظرت اليه وعلامات النصر على وجهها."
"هاهي، بامكانك قراءتها!"
سحب الورقة من بين يديها واستدار لجهة النور ليلقي نظرة عليها. تأملته خلسة ولاحظت ملامح وجهه القاسية. شعرت امامه بالضعف...كانت ذقنه طويلة وكانه نسي عادة الحلاقة. له جبهة عريضة، وقد لوحت الشمس بشرته،وكان يرتدي قميصا مجعوكا وبنطلون جينز قديم. بعد لحظة ، رفع رأسه ونظر الى بيلي وكأنه لايصدق عيونه.
"انت بيلي اندرز؟"
"نعم " رفعت رأسها بتحد.
الان ، قد يقرر ان يسمح لها بالدخول. لكنه بدل ذلك، اعاد اليها الرسالة.
"كيف وصلت الى هنا؟"
" وصلت على متن مركب جو العجوز".

shining tears
18-03-2008, 23:59
" هل رحل؟"
"نعم... بعد ان دلني على الطريق لماذا؟"
فابتعد وقطب حاجبيه اكثر وسمح لها بالدخول.
"حسنا... يجب ان تقضي الليلة هنا. لايوجد وسيلة اخرى تعودين بها الى المدينة في مثل هذه الساعة.... سأشير للفاري كي تتوقف وتصطحبك صباح غد".
"لاصطحابي! انا لا افهم شيئا".
ووضعت حقيبتها في المدخل واسنانها تصطك من البرد. في زاوية الغرفة،كانت النار تتأرجج في المدفأة، فنظرت بيلي اليها طويلا... بدا على الرجل انه قرأ افكارها.
"يجب ان تبدلي ملابسك"قال وهو ينظر الى حذائها الملئ بالوحل."اهذا كل ما تحمليه معك؟"سألها وهو يشير الى حقيبتها الصغيرة.
"نعم، لقد تعطلت سيارتي على الطريق قبل وصولي الى مرفأ الغين، فاضطررت لترك امتعتي فيها".
"اتبعيني من هنا". وسار امامها الى ان وصل الى احدى الغرف واشار الى الحمام المجاور.
"الافضل ان تأخذي دوشا. سأبحث لك عن شيء ترتدينه".
وامام باب الغرفة عاد والتفت نحوها.
"متى تناولت الطعام اخر مرة؟"
"لست ادري. هذا الصباح بدون شك..." ولم تكن قد تحركت وقد اربكها برودة استقباله لها.
"ساعد لك شيئا سريعا". ثم خرج واغلق الباب وراءه.
ظلت بيلي مسمرة مكانها مضطربة . لماذا هذا الغضب؟ لقد ازعجته بوصولها؟ هل قطعت عليه... ولكن لا ، لقد كان وحده في المنزل . هل ايقظته من نومه؟ هناك انس يكونون بمزاج متعكر جدا اذا ايقظهم احد من نومهم فجأة... على كل حال، بالحكم عليه من خلال ملابسه،لايبدو انه كان ينتظر احد مهما هذا المساء! ولكن اذا كان حارس المنزل فقط؟ في هذه الحالة، قد لايكون يرغب برفقتها حتى عودة صاحب المنزل.
فكرت بيلي بهذه الاحتمالات ثم هزت كتفيها...
ستعرف كل شيء لاحقا,ثم دخلت الى الحمام, وخلعت ملابسها المبللةووقفت تحت الدوش وتنهدت بعد ان شعرت بالتحسن.
عندما خرجت , وجدت روب حمام ينتظرها على السرير. لكن مقاسه كان كبيرا جدا عليها.
نشفت شعرها بالمنشفة ثم ارتدت الروب ولفته جيدا حول جسدها... نظرت الى المرآة...اوه, منظر مخيف... انها اشبه بالاقزام السبع!
رائحة القهوة ارشدتها الى المطبخ. لكنها ايضا شمت رائحة شيء يحترق, دفعت الباب ودخلت , فالتفت الرجل ونظر اليها دون ان يقول اية كلمة.

shining tears
19-03-2008, 00:00
الفصل الثالث:

تأمل شعرها الطويل الرطب, جسدها الصغير المخفي تحت هذا الروب الواسع, بينما كانت قطع التوست تحترق ببطء. وفجأة , تذكرها, وسحبها بسرعة وبدا ينظفها من السواد.
" هذا كل ما يمكنني ان اقدمه لك". قال لها بجفاف.
وقدم لها معه البيض المسلوق الذي يشبه الحجارة...
تشجعت بيلي, والتهمت طعامها بسرعة. كانت جائعة جدا لدرجة انها تسطيع ابتلاع اي شيء.
قضت على طبقها , ثم اخذت تدفء يديها حول فنجان القهوة الذي شربته بتلذذ كبير, شعرت ببعض الراحة.
كان الرجل لايزال واقفا قرب المغسلة يصب جام غضبه على كل الادوات التي تقع تحت يديه . نهضت بيلي.
اقتربت منه ونظفت طبقها وفنجانها.
" شكرا". قالت بهدوء.
لم يكلف نفسه عناء الرد عليها, بل نشف يديه وخرج بسرعة. تبعته بيلي الى غرفة الجلوس.فوجدته يقف امام المدفأة يتأمل النار بوجه عابس.
" اسمع, لقد لاحظت ان وصولي سبب لك مشكلة...." كيف يمكنها تمالك نفسها امام مثل هذا الرجل المتعجرف؟ اضافت بجفاف.
" ولكن السيد تايلور بمكانه ان يؤكد لك فور عودته انه استخدمني".
التفت الرجل نحوها بنظراته الغريبة الغاضبة, ونظر مباشرة الى عينيها دون ان يحاول اخفاء غضبه.
"انا الكونت تايلور.... لكن , يا انسة انت كاذبة ومخادعة.."
" عفوا؟"
وحبست انفاسها. اذا هذا المتعجرف العدائي هو رئيس عملها!
" لقد تفحصت طلب توظيفك بكل عناية" قال بجفاف " ولكن لم يكن فيه اي شيء يلمح الى انك امرأة".
في هذا الروب الواسع, طبعا لم تكن بيلي تبدو جديرة بهذه الوظيفة... ومع ذلك , رفعت رأسها عاليا.
"لا ارى اي سبب يجعل كوني امرأة غير جدير بعملي!.".
" انت لا ترين , حقا؟ قد يكون بامكانك ان تشرحي لي لماذا لم تشيري في رسالة ترشيحك الى انك امرأة!"
اجابها والشرر يتطاير من عينيه.
" كنت قد اعطيت تعليمات صارمة لسكرتيرتي لكي تهتم بكل الطلبات. كنت اريد رجلا قادرا على تحمل قضاء فصل الصيف على هذه الجزيرة المعزولة. رجل, هل فهمت؟ لكنك لم تشيري الى انك امرأة حتى انك لست امرأة لست سوى فتاة صغيرة طائشة!"
ابعدت بيلي نظرها عنه, وتقدمت بضعة خطوات نحو النافذة في الخارج, وكان الظلام حالكا, وكانت بيلي قد اعتادت منذ مدة طويلة على اسمها الغريب ولدرجة انها لم تتصور للحظة انه سيسبب اشكالا. اذا , كان يتوقع وصول رجل؟ وهي التي كانت سعيدة جدا بعثورها على عمل مثير ومختلف ... لو كانت تشك بذلك ! ثم شدت على قبضتي يديها وقالت بيأس.
" انا افهم. كنت تريد رجلا سكرتيرا.... انا اسفة, لم اكن ابدا انوي خداعك, ولكني كنت اعتقد ان الاعلان موجه للجنسين.... وعندما قرأت الصحيفة, قررت فورا ان ارسل بطلبي ودون ان استفسر اكثر. هذا هو الامر بكل بساطة".
وتجرأت على النظر اليه وتلقي نظراته القاسية.

shining tears
19-03-2008, 00:01
" هيا , هذا سهل جدا! جدي لنفسك تبريرا اخر الغريب بالامر , انني عندما تحققت من مركز عملك السابق, قيل لي ان الفيرفيلد اكادمي هي مدرسة للصبيان... وكيف صادف ان متجع وانواي حيث كنت تعملين في الصيف يكون مخيما للصبيان ايضا! آسف, انا لا ابتلع قصصك هذه".
"حسنا, ولكن للاسف , هذه هي الحقيقة! لم اكن انوي خداعك, صدقني . انا اعمل في مدرسة للصبيان منذ ثلاثة اعوام, واقضي الصيف في منتجع وانواي وهذا كله صحيح, لايوجد اي خداع! اوه! لقد اكتفيت من رواياتك. انا متعبة جدا ولايمكنني متابعة النقاش . فكر كما يحلو لك, هذا كله سواء بالنسبة لي".
رمقها بنظرة قاتلة.
"انا متأكد انك ستتمكنين من ايجاد غرفتك وحدك, اسنة اندرز.سأشير للفاري كي يتوقف غدا ويصطحبك الى المدينة". وكان صوته هادئا لكنه قاطع كالسكين.
"عظيم! سأرحل غدا! ولكنك ستدفع لي تكاليف سفري. سيارتي معطلة ولست املك فلسا! لقد انفقت كل ما كان لدي كي اصل الى هنا , تصور". قالت له باصرار.
تخفضت راسها للحقيقة, لم يكن بامكانها حبس دموعها التي تزاحمت في مقلتيها.
ساد صمت ثقيل بعد اعلانها هذا.وهربت بسرعة الى غرفتها , بينما كنت لم يتحرك من مكانه.
رمت الروب السخيف على الكرسي, ونامت على السرير وغطت نفسها جيدا.
ماهذا النحس!لقد افسدت كل شيء, وفات الاوان لاسترجاع وظيفتها في مخيم وانواي. ومن المؤكد انهم وجدوا بديلا لها هناك, كيف يالهي ستكسب عيشها خلال هذه الاشهر الثلاثة؟ بدون هذا العمل الذي كانت تعتمد عليه, لن تتمكن من العيش, انه سوء حظها. كما وانه لن يكون بامكانها العودة الى نيويورك لانها اجرت شقتها لشهرين عندما علمت بان طلبها قبل! كانت قد امنت بدوث معجزة عمل براتب مغر طوال فصل الصيف...
ماذا ستفعل الان؟
وقبل ان تنام من شدة تعبها, لاحظت ان النور لايزال مضاء في الغرفة الاخرى. وسمعت الرجل يروح ويجيء بخطوات غاضبة كما يفعل الاسد الجائع في قفصه.
استيقظت بيلي في صباح اليوم ولاول وهلة, لم تدر اين هي... وفجأة , هبت جالسة وقد استيقظت تماما هذه المرة, وعاد مشهد مساء الامس الى ذاكرتها.
وكانت قبل ان تستسلم للنوم , وقد قلبت المشكلة على كل وجوهها دون ان تتوصل الى حل لها. لم يبق امامها سوى العودة.
على امل ان يحالفها الحظ بإيجاد عمل مؤقت ريثما يبدأ العام الدراسي من جديد. ولكن اين ستسكن؟ على كل حال, لديها بعض الصديقات, وبقليب من الحظ, ستقبل احداهن ايوائها ريثما تخلو شقتها... وما ان وضعت رجلها على الارض حتى تعثرت بحقيبة ملابسها.
ها ان النهار يبدأ بداية سيئة... فأخذت دوشا سريعا, وارتدت الشورت والقميص الذين احضرتهما معها.
وتركت شعرها الطويل يسترسل على كتفيها, ثم جمعت ملابسها الموحلة وحذاءها وكانت قد لمحت من النافذة آلة لغسيل الملابس خلف المنزل.
خرجت الى الحديقة, ووضعت ملابسها في الغسالة الاوتوماتيكية.
بعد قليل, اخرجت ملابسها من الغسالة, وبحثت عن مكان تنشرها فيه. فلم تجد غير درابزين الشرفة واغصان الاشجار القريبة.

shining tears
19-03-2008, 00:03
الفصل الرابع:

ثم وضعت حذاءها الرياضي بعض ان غسلته جيدا على درجات السلم, وعادت الى المطبخ حافية القدمين, وبحثت في الثلاجة عن شيء تأكله, فإذا كان هذا المتعجرف مصر على طردها خالية اليدين, فعلى الاقل, يجب ان يقدم لها فطورا. لن ترحل ومعدتها خالية ابدا, فحتى المحكوم عليهم بالاعدام يحق لهم بوجبة اخيرة...
ثم ابتسمت بمرارة , هذا صحيح, انه يحكم عليها بالاعدام!
ولحسن الحظ , وجدت البيض والجبنة والمرتديلا في الثلاجة. ووجدت مقلاة تحت المغسلة, فقررت ان تعد عجة بالبيض كي تنس طعم العشاء الذي اعده ذلك الرجل الفظيع مساء امس. وراقبت التوست جيدا, وحصلت على عجة لذيذة رائحتها شهية.
وقررت ان تتناول طعامها بهدوء , طالما ان كل شيء يسير بشكل سيء, فلن يحصل ماهو اسوأ منه, المشكلة الاصعب الان هي في الصمود حتى يحين موعد الرحيل. هذا العمل كان يمثل ضربة حظ بالنسبة لبيلي بعد اشهر قضتها في التقتير والتقشف ... وها هي الان تجد نفسها تعود لنقطة الصفر.
وكان الطقس جيدا اليوم والشمس مشرقة, ستكون رحلة العودة اجمل بكثير من الرحلة الاولى... ثم تنهدت بمرارة , لماذا تفسد لذة هذه الوجبة بالافكار القاتمة؟ وابتسمت فجأة وهي تتخيل وجه كنت تايلور عندما ستقول له صفاته السيئة! كيف لا وقد جعلتها تقطع كل هذه المسافة لكي يرمي بها في اول فيري كأنها كيس غسيل وسخ! طبعا لانه يعتقد ان الرجل وحده قادر على القيام بالاعمال التي سيطلبها منه.... ياله من رجل غير طبيعي!
وامام فكرة الشتائم التي ستكيلها له, شعرت بيلي ببعض الراحة. فحملت طبقها الى غرفة الطعام ووضعته على الطاولة الكبيرة قرب النافذة المطلة على البحر الرائع. ليس فطورها فقط سيكون لذيذا. بل المنظر ايضا رائع , كل هذا كاف لتهدئة الاعصاب المتوترة.
ولكن ما ان وضعت الشوكة في صحنها حتى سمعت صوت غليان الماء في ابريق القهوة. فأسرعت الى المطبخ لتعد قهوتها.
ولكن وللاسف , لم تجد البن لا بأس بفنجان من الشاي... وعادت الى غرفة الطعام ولكنها تجمدت امام الباب.
انه كنت تايلور جالس مكانها يلتهم طعامها بشهية.
"هاي! انه فطوري!".
"لابأس به ؟ انه شهي!".
"اليس هذا طبقي؟ لقد وضعته في مكاني".
" في مكانك ام في غير مكانك, انا لست معتادة على تحضير الطعام لاناس لا اعرفهم. اعد الي فطوري!" ثم وضعت كوب الشاي من يدها.. وسحبت صحنها من امامه.
" اسمعي ". قال وهو يبتلع اخر لقمة نجح في سلبها.
" سأعرض عليك فكرة, طالما انني بدأت بتناول العجة, دعيني انهيها, وسأعد لك البيض المسلوق فيما بعد اتفقنا؟"
كادت بيلي ان تخنقه.
"بالتاكيد لا ! فبعد وجبة مساء امس, اشك بمواهبك في فن الطبخ, سيد تايلور..." ثم نظرت مباشرة الى عينيه واضافت:" وكي اقول الاشياء بصراحة وبأسلوبك مطبخك قذر جدا!"
وبدأت بتناول طبقها, ثم نظرت اليه خلسة, فرأت انه لم يبعد نظره عنها ولا عن العجه...
لقد افسد شهيتها للطعام بنظرة اليها هكذا! وبعد لحظات , وبانزعاج شديد, استسلمت وواقفت على ان يشاركها طعامها.
ابتسم كنت ابتسامة النصر ولم يرفض, بل اقترب منها واكلا بصمت. ثم حملت بيلي كوب الشاي وشربته وهي تتأمل مياة البحر التي تتلألأ تحت شمس الصباح.

shining tears
19-03-2008, 00:05
" انه منظر جميل جدا ... هل تأتي الى هنا كل صيف؟"
"لا , وانا لا اتي من اجل التمتع بالمناظر", قال لها باستخفاف." بل لكي اكون وحدي".
"الاحظ ذلك.." وكانت متأكدة انه لايرغب بالكلام عن نفسه, ولا بأن يكون لطيفا. كل مايريده هو ان يتخلص منها وباقرب وقت ممكن. فنهضت وحملت صحنها ودخلت الى المطبخ. فتبعها كنت بسرعة .
" اسمعي , انسة اندرز.. لقد فكرت بكل ماقلتيه لي مساء امس, بالنسبة لسوء التفاهم حول اسمك ... اريد ان اصدق بانك صادقة". ثم ابتسم واضاف:" كل هذه القصة , مدرسة الصبيان وخيم الترفيه واسمك الذي يدل على المذكر , كل هذا يبدو سخيفا."
"سصخيفا , نعم ! كان يجب ان اكون اكثر حذرا , وخاصة امام هذا الراتب المغري الذي تعرضه! بالنسبة لك لا يستحقه سوى رجل , على كل حال انه مبلغ لم يعرض على منذ ان بدأت العمل. كم هو جميل لو كان صحيحا... تفضل بقبول اعتذاري بالنسبة لاسمي السخيف . وكفى".
ولشدة غضبها, ادارت له ظهرها وبدأت تجلي الاطباق وتصدر ضجيجا يدل على غضبها.
" لمعلوماتك, انسة اندرز, هذا الراتب كانت تتقاضاه سكرتيرتي المعتادة, انا سيد عمل متطلب جدا, اريد سكرتيرة متفرغة, تكرس كل وقتها للعمل, وتضحي بساعات الفراغ وتتخلى عن حياتها الخاصة, الافضل ان اعيد السيدة هلين".
" وماذا حصل لها؟"
" ستصبح جدة للمرة الاولى, لقد ذهبت لقضاء الصيف في سيتل كل تكون الى جانب ابنتها اثناء الوضع. افضل ان تعتبرها اجازة طويلة, والا تتخلى عني للابد".
" هلين... ياله من اسم سخيف... لرجل!"
" الا يمكنك ان تكفي للحظة عن مزاحك السخيف, انسة اندرز؟"
" ولكني حرة, سيد تايلور, حرة! طالما انك لم تواقف على استخدامي, فأنت لايحق لك ان تملي علي تصرفاتي!"
همّ كنت ان يتركها ويخرج من المطبخ, لكنه فجأة توقف... فنظرت بيلي الى الاتجاه الذي ينظر اليه, واصابها الارتباك والحرج.. ان حاملة نهديها الدانتيل التي كانت قد نشرتها على احد الاغصان , طارت مع الهواء وحطت على حافة النافذة والهواء ينفخها كالبالون. نظر كنت اليها نظرة استفهام.
" لقد.... لقد استعملت الة الغسيل هذا الصباح... ولكنني لم اجد حبالا, فعلقت ملابسي في الخارج و...يبدو ان الهواء هو الذي...."
" مثيرة جدا , حاملة النهدين هذه! اتنوين تركها هناك طويلا! هذا لطف منك ان تفكري بالترفيه عن الرجال الغابات بإثارة مشاعرهم, ولكن كان بامكانك ان تعلقيها جيدا..." ورمقها بنظرة حادة وخرج مسرعا وصفق الباب وراءه بعنف.

shining tears
19-03-2008, 00:06
الفصل الخامس:

خرجت بيلي وجمعت ملابسها قبل ان يبعثرها الهواء اكثر , وعادت الى المنزل كي تستعد للرحيل.
وفي الممر الذي يبن الغرف, مرت امام باب غرفة كنت. المنظر الذي رأته سمرها مكانها. وكان اعصارا خرب محتويات الغرفة, الاوراق موزعة في كل ارجائها, والسرير متلئ بالاوراق ويضعها على مكتبه, ثم حمل مجموعة اخرى , لكنه قبل ان يضعها , نشرها الهواء في زوايا الغرفة الاربع, حبست بيلي ضحكتها, ودخلت لمساعدته.
" ماكل هذا؟" سألته بسخرية وهي تحاول ترتيب الاوراق.
" انه عملي... او مابقى منه" اجابها غاضبا.
تفحصت بيلي احدى هذه الاوراق فوجدتها مليئة بالكلمات الممحية والمكتوبة من جديد والمحاطة بالحبر الاحمر, وبعض الفقرات مسطر تحتها , وثلاثة ارباع الكلمات لايمكن قراءتها.
" اذا كانت هذه نموذجا عما تكتبه عادة". قالت بيلي بسخرية."
"اخشى ان لايكون الالهام سهل معك..." ابتسم كنت وهو يرتب اوراقه.
" تقصدين الفوضة , اليس كذالك؟ هل فهمت الان لماذا ادفع مثل هذا الراتب المرتفع. والا لكانت سكرتيرتي رحلت منذ مدة طويلة. فخطي ليس واضحا ولا مرتبا. وعندما اطبع على الالة الكاتبة, لايكون الوضع افضل.
وعندما اكتب , املا الصفحات والصفحات, دون ان اتوقف, وانا اكتب وامحي وابدل الكلمات..."
" ماذا تعمل انت بالتحديد, سيد تايلور؟"نظر اليها للحظة وكانه يزين سؤالها, ثم هز كتفيه " حاليا , انا اكتب سناريو لفيلم سيخرجه رينولدز ستنديش, يجب ان يكون جاهزا قبل نهاية شهر اب".
حبست بيلي انفاسها, رينولدز ستنديش المخرج الاكثر شهرة في هوليود! وهذا الرجل الذي يقف امامها هو الذي يكتب له السيناريو... اذا لهذا السبب يطلب سكرتيرة كفؤة. ثم وضعت الاوراق على المكتب وخرجت بهدوء. بعد ساعة كانت بيلي تضع جقيبتها على الشرفة, وذهبت لاحضار حذاءها الذي تركته سنشف على درج المطبخ, وعندما انتعلته, رفعت راسها, فتفاجأت بكنت يحمل علما اصفر يلوح به من على سطح المنزل.
" ماذا تفعل؟" سألته وهي ترفع رأسها نحوه وتحمي مقلتيها من الشمس.
" انها اشارة للفاري, وانا الوح له بالعلم كلما اردته ان يتوقف".
لابأس بهذه الفكرة. قالت بيلي لنفسها, على هذه الجزيرة, بدون هاتف , وبدون جيران.... ولكن ماذا يفعل كنت تايلور اذا تعرض لجروج خطيرة؟ كيف يطلب المساعدة؟ ثم هزت كتفيها, هذه ليست مشكلتها.
وبعد قليل ستصبح بعيدة جدا في طريقها الى مخيم وانواي, والراتب الذي ستتقاضاه هنا زهيد جدا بالنسبة لما كان سيقدمه لها السيد تايلور.
قامت بيلي بجولة حول المنزل, وقطفت زهرة برية, واتجهت نحو الشاطئ, والاعشاب التي اخافتها جدا ليلة امس تبدو اليوم رائعة تحت ضوء النهار, وعلى الشاطئ جمعت بعض الاصداف المتعددة الاشكال, ووضعتها في جيبها وعادت الى المنزل.
الجزيرة كانت هادئة جدا, فتنهدت بيلي بحسرة , كم كانت تتمنى لو تقضي الصيف هنا ... وعندما وصلت الى الشرفة , استقلبها كنت بجفاف.
" لقد وصلت الفاري".

shining tears
19-03-2008, 00:08
التفتت بيلي نحو الشاطئ, فرأت باخرة كبيرة تقترب بسرعة, حمل كنت الحقيبة ونزل باتجاه الشاطئ تتبعه بيلي .... توقفت الباخرة بعيدا وارسلت مركبا صغيرا. التفتت بيلي نحو كنت ودمت يدها لتحمل حقيبتها, لكنها تفاجأت عندما رأته يصعد معها الى المركب.
"لم اكن اعلم انك سترافقني...."
"يجب ان اشتري بعض التموين بين الحين والاخر".
اجابها بايجاز. وعندما صعدوا الى الباخرة, استند على الداربزين بينما جلست بيلي بعيدا عنه, وحاولت ان تتمتع بهدوء هذه الرحلة.
كان الهواء لطيفا, لكنه رمى الزهرة البرية التي كانت قد نسيتها في شعرها قرب كنت. التقطها هو وشم عطرها ثم رماها في البحر. فهزت بيلي كتفيها وادرات وجهها.
وفوقهم كانت رفوف النورس تترك الهواء يحملها, وشاهدت بيلي بعض الصايدين يرمون شباكهم, وتتجمع حولهم الطيور على امل ان تحصل على نصيبها من الغنائم, وهي الجهة الاخرى ترتفع الشواطئ الصخرية التي بلون البريك الاحمر. انها جزيرة الامير ادوراد.
اقتربت الفاري من المرفأ الغين بعد ان مرت على شواطئ خالية من اي اثر للبشر وتنتشر فيها المغاور الصخرية ... اخفضت بيلي رأسها بحزن عندما تذكرت ما ينتظرها اثنتا عشرة ساعة من السير في طريق متعبة تصل بعدها الى نيويورك, حيث الناس المتسارعون وضجيج السيارات والهواء الملوث ... كيف واين ستجد عملا؟ يجب ان تكون سعيدة جدا اذا وجدت عملا كخادمة او كبائعة ...يحب ان تهتم بهذه المشكلة فورا كي تجد لها مسكنا. لقد ذابت كل امكانياتها المادية كما يذوب الثلج .... واجتاحها يأس كبير ... وتاهت في افكارها, ةولم تنتبه لكنت الذي كان يراقبها منذ بعض الوقت. توقفت الباخرة, وبدأ السواح يتزاحمون فرحين وكأنهم في عيد ... امسكت بيلي حقيبتها وتبعت السواح ونزلت. وكانت دهشتها كبيرة عندما رأت كنت ينتظرها في الاسفل .
" اين تركت سيارتك؟"
"على الطريق, ولكنني تركت المفاتيح مع السيد غانون, لابد انه احضرها لكي يصلحها".
"انت من النوع الحريص, اليس كذلك؟"
"يجب ام اكون كذلك,سيد تايلور".
"بدون شك هناك عشرات الرجال ينتظرون كلمة منك لتقديم المساعدة"قال لها بسخرية.
"انت مخطئ, فأنا قادرة على التصرف وحدي" فنظر اليها لحظة, ثم قطب حاجبيه.
"انا اسف .. لم اكن اقصد جرح مشاعرك".
ثم اتجها نحو الكراج, واستقبلهما السيد غانون بالترحيب
" هاقد عدت , انسة اندرز؟"
"بوقت قصير لم اكن اتوقعه"اجابته ونظرت نحو كنت الذي ظل صامتا, "اذا, سيد غانون, السيارة؟"
"للحقيقة ... هناك اشياء عديدة بحاجة للتصليح, ولم اعرف من اين ابدأ ..."
" ارهن انها لم تكن البطارية...." اجابته بيلي منتهدة." اوه, نعم ... ولكن هذا ليس كل شيء!"
احست بيلي بان شجاعتها خانتها.
"هيا, تابع, ماذا هنالك ايضا؟"
"اولا يجب استبدال هذه البطارية لان حالتها لاتسمح بشحنها. ولكن هناك ايضا هذه البطارية لان حالتها لاتسمح بشحنها. ولكن هناك ايضا الشمعات, وبدون هذاكله, لن تنجح سيارتك بالسير خطوة واحدة".
"ايمكنك اصلاحها؟"
"نعم , ولكن يجب ان اطلب بعض القطع من الولايات المتحدة".
" وهل سيحتاج هذا لوقت طويل؟"
"اسبوع تقريبا".
" ماذا ؟ اسبوع؟" صرخت بيلي بدهشة.
"اوه اكثر". تدخل كنت.
"تلك هي سيارتك, اليس كذالك؟"
"نعم" اجاب بيلي بيأس.
"برأيي, من الافضل ان تشتر سيارة جديدة."

shining tears
19-03-2008, 00:11
الفصل السادس:

رمقته بيلي بنظرة حادة " هذا ما انويه, سيد تايلور, ولكن فور حصولي على المال! انت تجهل بانه يوجد اناس لايستطيعون دفع ايجار سكنهم..."
"اعذريني, لم اكن اريد ان اكون فظا, ولكن حقا ارى ان المال الذي ستدفعينه على اصلاح هذه السيارة سيذهب سدى".
ادرات بيلي وجهها " كم يكلف كل هذا , سيد غانون؟"
"لحظة, لاحسب لك كل التكاليف".
حاول كنت التدخل, ولكنها لم تسمح له بذالك..
"على كل حال , سيد غانون, ليس لدي خيار اخر ... استبدال البطارية والشمعات فقط, وعندما سأصل الى نيويورك سأقوم ببقية التصليحات . متى ستنتهي منها؟"
"بعد ساعة او ساعتين. ولكن لايمكنك الوصول الى النيويورك بهذه السيارة. قد تتعطل في طريق معزولة كما حصل معك بالامس".
"شكرا على النصيحة , سيد غانون, ولكن لايمكنني ان افعل غير ذلك"
ثم خرجت وهي على وشك الانهيار, ورمت حقيبتها في السيارة. بعد لحظات انضم اليها كنت.
" اعرف مقهى صغير قريب من هنا, هيا بنا نشرب القهوة".
تركته بيلي يقودها نحو المقهى الذي كان يديره رجل وامرأة مسنان.
استقبلتهما فتاة شابة وارشدتهما الى احد الطاولات.
"سنأخذ فنجانين من القهوة". قال لها كنت.
"فنجانين من القهوة ياجدي!" نادت الفتاة بصوت مرتفع.
من انقباض وجه بيلي , اعتقد انها ستبكي. كانت تعض على شفتها لتتمالك نفسها, ظل كنت يراقبها بتأثر صادق.
"مالذي يقلقلك , انسة اندرز؟"
"لاشئ ... فقط هذه الفتاة تنادي جدها ... كما كنت انا انادي جدي..."
"كنت تناديه ..."
"لقد مات العام الماضي!" ثم اخفضت رأسها واضافت:" كان كل عائلتي, لم اكن اعرف احد غيره, هو الذي اشرف على تربيتي".
"اذا هذا هو السبب الذي دفعك نحو الاستقلالية والاندفاع!"
"ماذا؟" صرخت بحده وقد جعلها الغضب تنسى همها.
" كيف تجرؤ"
"انت لا تشبهين احدا, بيلي اندرز . لا اعرف اية امرأة اخر تقود سيارتها المعطلة في طريق خالية, ولاتملك اية فكرة عما تفعله بعد ان خسرت عملا كانت تعتمد عليه بعد ان قطعت مسافة طويلة جدا ..."
لم تجبه بيلي , ولم تكن ترغب بالنقاش, كانت تشعر بالتعب والانهيار.
احضرت الخادمة القهوة , فقدم لها كنت فنجانا وقال لها بهدوء:"انسة اندرز ... لدي اقتراح ..."
فرفعت نظرها نحوه بحذر.
"انا بحاجة لسكرتير فورا , وليس لدي متسع من الوقت لانشر اعلانات في الصحف من جديد , لدي عمل يجب ان انهيه في مدة محددة, وانت لديك سيارة معطلة تعمل قبل ايام طويلة..."
نظرت بيلي الى مقلتيه مباشرة, وظلت على موقف الحذر , فهي لم تنس استقباله السيء لها مساء امس " كنت اعتقد انك تريد رجلا"
"طبعا انا بحاجة لرجل! ولكن الوقت يمر بسرعة يجب ان انهي السيناريو وليس لدي دقيقة اضيعها. كنت قد طلبت رجلا كي لا اجد نفسي مع احدى الخادمات اللواتي لايعرفن عدد

shining tears
19-03-2008, 00:12
اصابعهن. وخلال هذه الايام الاخيرة, تكدست اوراق كثيرة بحاجة للطبع وانت لست من النوع الضعيف, اشعر بانك ستعرفين كيف تتأقلمين دون مساعدة احد".
"والراتب الشهري؟" سألته وكانت قد وضعت في راسها ان هذا الرجل لايغير رأيه ابدا.
"سيكون نفس الراتب الذي اشير اليه في الاعلان, ولكن قبل ان تتخذي قرارك, اريد ان اشير الى بعض التفاصيل. اولا, انا لا اتقيد بساعات عمل محددة اكتب في اي وقت, واحيانا اقضي الليل كله اكتب واصله بالنهار دون توقف, عموما, انا اسهر كثيرا وانام قبل الظهر, واحيانا انام على مكتبي مدرة اربع وعشرين ساعة متواصلة من شدة التعب. انا لا احتمل اي ازعاج, ولهذا السبب اخترت هذه الجزيرة, فرنين الهاتف, وصوت التلفزيون وحتى مجرد زيادرة بسيطة تجعلني افقد اعصابي. انا رجل متطلب وفظ جدا اذا سارت الامور على غير ما اتمناه. ويجب على سكرتيرتي ان تتحمل مزاجي, وتتحمل العزلة, وقد تضطر لاعادة الطبع اكثر من مرة, اريد ان تتم طباعة الفقرات باسرع وقت ممكن كي اتمكن من قراءتها وتصحيحها قبل البدء بالمشهد التالي!"
كانت مقلتيه تظهر فقدان صبره... بدون شك , انه كما يصف نفسه! بالنتظار جوابها , التفت نحو النافذة يتأمل المارة دون ان يراهم وكأنه تأئه في عالمه الخاص, شعرت بيلي بانه وان كان يجلس قربها, الا ان عقله هناك في تلك الجزيرة حيث ينتظره عمله.
فاجأها وهي تنظر اليه خلسة , فأخفضت نظرها واحمر وجهها , وبدا على كنت انه وجد لذة برؤيتها ترتبك. ولم يبعد نظره عنها, فحاولت ان تركز اهتمامها على اي شيء في الشارع....
هذا ليس كل شيء . ليس لدي وقت اضيعه في اللباقة , انسة ادرز, واحيانا تمضي ايام عديدة لا احلق فيها ذقني , وقلما يهمني ما البسه من ملابس , واحيانا كثيرة انسى ان اتناول طعامي ... اذا ارتكبت اية غلطة, سأقتلع مقليتيك , واذا لزم الامر , سأجعلك تعملين اربع وعشرين ساعة بشكل متواصل, وعندما سينتهي كل شيء , ستكرهينني كثيرا , انسة اندرز, وهذا لايهمني , كل مايهمني هو ان ينتهي هذا السيناريو بموعده . ايناسبك هذا البرنامج ؟"
شعرب بيلي بالتحدي خلف السخرية, فقررت ان تقبل التحدي.
"من يسمعك , يفهم انه حقا ناد رائع لتمضية الاجازة في جزيرتك الحالمة, كيف يمكنني المقاومة؟ على كل حال... ليس لدي خيار اخر." اضافت بمرارة.
"ولا انا ايضا".
لم يكن بامكان بيلي الرفض. كما وانها لاتحب هذا الرجل ولا ترغب بقضاء الصيف وحدها معه, لكن الرفضيعني الكارثة, لانها ستضطر للسفر بسيارتها المعطلة, وسترمي نفسها في البؤس اكيد .. فمدت يدها نحو كنت الذي لازال يراقبها.
تردد لحظة , ثم شد على يدها بسرعة وكانه يريد التخلص من عمل مرهق, ثم وقف بسرعة.
"بما اننا اتفقنا ! هيا بنا لنشتري بعض الحاجيات ثم نحضر امتعتك من الكراج."

shining tears
19-03-2008, 00:13
الفصل السابع:

تبعته بيلي , وبعد ان اشتريا بعض التموين عادا الى الكراج.
"اريد ان اقول للسيد غانون ان يطلب لي القطع التي تحتاجها سيارتي" قالت له بتردد.
"لاضرورة لذلك , لقد سبق وطلبت منه ان يفعل".
"ماذا! وكيف عرفت انني سأقبل عرضك؟"
"حساب بسيط , فالحل المنطقي الوحيد هو في ان تقولي نعم . والان هيا بنا لنسرع قبل ان يفوتنا الفاري"..
"لم يكن يجب عليك ان تفعل ذلك , سيد تايلور" اجابته غاضبة.
"انا اتخذ قراراتي وحدي, واعتقد انه سبق لي ان اخبرتك بذلك".
ادار كنت وجهه وابتسم.
وفي طريف العودة , بدأت بيلي تشعر بسعادة امام فكرة العودة الى هذه الجزيرة المعزولة, سيكون بامكانها التنزه بحرية واكتشاف جمال هذه المناطق , ثم القت نظر نحو الرجل الذي يجلس امامها . يبدوا انه ليس لديه سوى فكرة واحدة : العودة الى جزيرته واستئناف عمله ... وفجأة شعرت انه قد يكون اسوأ مما ذكره , شيء ما ينبئها بأنها ستندم كثيرا على قبولها هذا العمل.
فور وصولهما , املى كنت عليها تعليماته الصارمة, وكانت تستمع اليه باهتمام ولم تكن تتوقع ان تجد نفسها على تلة من الاوراق كهذه.
"هل فهمت؟"
"فهمت ما تنتظره مني ... اعتق ذلك , سيكون لدي طبعا بعض الاسئلة اطرحها عليك كي اتمكن من التصرف في هذه الغابة الكثيفة من الاوراق. ولكني اعتقد انني سأحسن التصرف."
" عظيم .... ولكن بما اننا سنقضي الصيف تحت سقف واحد , فأنا لا انوي الاستمرار بمناداتك انسة ادرز, ساناديك بيلي , وافضل ان تناديني كنت ".
" حسنا ... حسنا ... كنت". ولفت نظرها عنوان السيناريو ." الحرية الاخيرة"... قالت بكل احترام فكاتب هذه القصة هو كنسنغتون مارتن.
" هل سبق ان قرأتها؟"
" نعم , احببتها كثيرا! وانت تعمل عليها؟ ولكن لماذا لا يقوم المؤلف بهذا العمل بنفسه؟"
تأمل كنت وجهها للحظة ثم اجاب بجفاف:" قد يكون مشغولا باعداد مسلسل جديد من اروع القصص , تقول الشائعات انه ليس عليه سوى ان يجلس امام ورقه وتأتيه الافكار وحدها ..." ثم ضحك بمرارة "الا اذا لم يكن قد وقع تحت سحراحدى هذه المخلوقات اللواتي يملان حياته".
"نعم , لقد سمعت عن علاقاته الغرامية المتعددة ولكن لاتقلل من شأنه , كنت . برأيي هو من افضل كتابنا".
"يجب ان تكوني من هواة المطالعة كي تصدري مثل هذا الحكم الواضح!" اجابها بسخرية.
"اقرأ مايكفي لا علم اذا احب ام لا".
" هل قرأت كتابه الاول؟"سألها بجدية مفاجئة
"نعم, ولقد اعجبني كثيرا . وتمتعت بكل فقراته, وانا بغاية الشوق لارى ما ستفعله بهذه القصة ! لابد انك ستقوم بتغيرات كثيرة من اجل السينما".
"تقريبا, وبما ان بعض الادوار سبق ان وزعت فيجب ادخال بعض التعديلات على السيناريو كي يناسب بعض الشخصيات. ولكن الجوهر سيبقى كما هو."
" هذا افضل, انا لا احب ان يطرأ تغيرات مهمة تسئ الى جوهر العمل". ثم ابتسمت واضافت:"تصور ان هذا الكتاب لم يكن يفارقني في ليال طويلة , وها انا من سيطبع السيناريو! يصعب علي تصديق ذلك"

shining tears
19-03-2008, 00:54
"اعذريني الان, العمل ينتظرني . قومي بجولة في المنزل واختاري الغرفة التي تعجبك, ستجدين آلة الطباعةوبعض الادوات في المكتب الامامي".
وعندما همت بالخروج , استوقفها مجددا
"لايهمني كيف تقضين وقتك عندما تنهين العمل الذي اطلبه منك , لا يوجد كثير من التسلية هنا , لاراديو ولا تليفون, ولايزورنا احد غير جو العجوز. بامكانك السباحة , والاستمتاع بأشعة الشمس , ولكن ليس لدي مركب تستعملينه في نزهاتك, وسيكون عليك اعداد وجباتك بنفسك".
لم تتحمس بيلي كثيرا, ولكن كلمة اليأس لاتعني شيئا بالنسبة لها , وبعد ان زارت المنزل كله , اختارت لنفسها زاوية على الشرفة مقفلة بالزجاج.
لكنها منارة وتصلها اشعة الشمس طوال النهار, كما وانها بعيدة عن غرفة كنت , كي تتمكن من الطباعة دون ان تزعجه, وبعد ان استأذنت كنت, نقلت الى مكتبها الجديد كنبة مريحة وطاولة صغيرة وكل ماتحتاج اليه في عملها.
وبينما هي ترتب مكانها, تفاجأت بكنت يتأملها بصمت.
"ان عثرت علىهذا القميص؟" سألها بجفاف عندما رآها ترتدي احد قمصانه القديمة.
"لقد وجدتها في احد الغرف . ايزعجك انني استعرتها؟"
"لا...لا ... انه قميص قديم , لكنني تفاجأت برؤيتك ترتدينه".
رفع كنت يده عن كم القميص فجأة وعقد حاجبيه .
"سأبدا بعملي, لقد اضعت الكثير من الوقت".
تبعته بيلي بعينها, وهي تداعب كم قميصها, وعندما انتبهت لما تفعله, انتفضت مذعورة, مالذي دفعها لاستعارة قميصه؟ لماذا شعرت فجأة بهذه الحرارة القوية؟.
مع مرور الايام , اصبح مكتب بيلي مريحا اكثر, انه يعكس شخصيتها المرحة, وكانت كل يوم تجمع باقة من الازهار البرية تزين بها المكان, وكانت تجمع اثناء تنزهها بعض الاصداف والاحجار الجميلة تضعها على الطاولة الزجاجية.
الاعمال الطارئة اصبحت بالنسبة لبيلي نوعا من الروتين.
وقد تبدلت حياتها المنظمة وقفا لمزاج كنت الذي كان يعمل حتى ساعات الفجر , ودائما يرمي نفسه في سريره في نفس الوقت الذي تستيقظ هي فيه.... واحيانا كثيرة كان يضع في مكتبها الاوراق التي انهاها خلال الليل, ولكن احيانا اخرى, كان ينام بين اورقه المبعثرة فتضطر بيلي للدخول على اطراف اصابعها كي تأخذ حصيلة عمله اليومي.
ورغم تحفظها لم تكن قادرة على ابعاد نظرها عن قامة الرجل النائم الذي يدس راسه في الوسادة, وكان ينام اكثر الاحيان في شورته القصير وعاري الصدر دون ان يشعر باي شيء حوله, ولهذا كانت بيلي تدخل بحذر كل لاتزعجه في نومه. واحيانا, كانت تقف طويلا تتأمل عضلاته القوية ... وكتفيه العريضين وبشرته البرونزية , وصدره الذي يرتفع مع تنفسه بشكل يفتن الفتاة, كان ينام كطفل برئ بعد نهار طويل في اللعب.
للحقيقة, لم يكن كنت جميلا بكل معنى الكلمة , وكما ان شعره الاشقر الفوضوي بحاجة لحلاق ماهر, ومن يرى ذقنه الطويلة, يظن بأنه نسي عادة الحلاقة.... ومقليته! لم تكن خضراء ولا زرقاء , بل هي صفراء مثل عيون هر اشتعل فيها الغضب.

shining tears
19-03-2008, 00:55
الفصل الثامن:

تاملت بيلي خصرة النحيف ساقيه العاريين المغطيان بالشعر الذهبي . رغم اهماله لنفسه ، كان لديه اناقة طبيعية وسحر خاص . لكنه فظ، عيند ... باختصار هو اخر رجل كانت بيلي تفكر بقضاء الصيف معه!.
والغريب بالامر ، ان كنت كان رجلا فوضويا جدا, كانت ملابسه تبقى اياما حيث يتركها. وهناك دفاتر في كل زوايا الغرفة, والاقلام مرمية على الارض، وبينما يعتمد ا:ثر الناس المحتضرين على وجبة الغذاء، كان هو يأكل بنهم في الصباح.
وبالمقابل كان يظهر منتبها لاقصى حد فيما يخص مهنته ، كان البريد يصله بصورة منتظمو الى مرفأ الغين ثم يحمله اليه جو العجوز كلما مر بالجزيرة او كلما التقاه كنتوهو يقوم بالتسوق في المدينة.
كان يصر على ان يسلمه جو البريد بيده . وكان قد نبه بيلي عدة مرات الى هذه النقطة.
"حتى ولو كنت نائما عندما يصل جو ، يجب ان يصعد ويسلمني البريد بنفسه ، دون ان يمر عليك . هل هذا واضح ؟".
وكثيرا ما تساءلت بيلي عن سبب تكتمه ، قد يكون ذلك بدافع الحذر كي لا تفوته اية رسالة هامة ، من رينولدز ستنديش مثلا...
ولم يكن كنت يظهر سوى اثناء تناول وجبات الطعام ، وكل ما كان يهمه السيناريو والبريد عندما يصل.
احيانا كانت بيلي ايضا تنام متأخرة ، او تستيقظ في منتصف الليل . ولكن مهما كانت الساعة ، كانت ترى النور مضاء في غرفة كنت وتسمع خطواته العصبية . بعد عدة ايام على هذا المنوال ، اصبحت خطواته هذه مألوفة لديها، لدرجة انها اصبحت تشعر براحة عندما تسمعها في سكوت الليل.
كفتاة نشأت في ضجيج المدينة ، تفاجأت بيلي بتأقلمها السريع مع الوحدة في هذه الجزيرة ، وتعلمت الاستماع لزقزقة العصافير ، واخيرا، اكتشفت الهدوء.
وذات صباح ، فاجأها كنت وهي تراقب شروق الشمس .
"اوه! ماذا تفعلين هنا باكرا؟"
"لم استطع النوم اكثر ، كما وان منظر الصيادين رائع ، فلم استطع مقاومة هذا المسرح الصباحي...."
"انت ايضا تحبين هذا؟" سألها بهدوء.
احنت رأسها بصمت ، يبدو انهما يتشاركان نفس المشاعر نحو البحر ... هذه الفكرة ادفأت قلبها.
"اكثر هؤلاء الصيادين هم من الاكاديين . اتعرفين قصتهم؟"
اشارت له بيلي بالنفي . ولم تكن تجروء على الكلام كي لا يلاحظ ارتباكها... كان قريبا جدا منها.
"اجدادهم ينحدرون من اصل فرنسي، وهم اناس فخورون جدا بأنفسهم . وعلمهم نفس العلم الفرنسي بالاضافة لنجمة مذهبة وخط ازرق يمثل نجمة ماريا. نجمة البحر ... فقط لو كان لدي متسع من الوقت ... ان قراهم الصغيرة ستعجبك كثيرا . يقدمون هناك اشهى انواع السمك ... اذا تقدم سير العمل قليلا, قد نقوم بجولة على احدى تلك القرى ". ولاحظ ابتسامتها المشرقة.
"انا ايضا احب ان آخذ اجازة اليوم ، ولكن لدي الكثير من العمل...." ثم عاد الى المنزل ببطء وكأنه مرغم على ذلك.
تبعته بيلي بنظرها وكان قد اعجبها كلامه عن الصيادين، فهو بكلامه عنهم يجعلهم يبدون وكأنهم حاضرون امامه كما لايفعل اي كاتب اخر ... وجو العجوز يعود في اصله الى الاكاديين

shining tears
19-03-2008, 00:55
. ولهذا السبب يحبه كنت ، يبدو انه يحترم تقاليدهم وتراثهم، وتذكرت بيلي ليلة وصولها الى مرفا الغين ، كيف حاول غانون وجو مساعدتها.
تابعت بيلي جولتها على طول الشاطئ لكنها لم تستطع ابعاد افكارها عن الرجل الجذاب الذي تعمل عنده ، القوي الصلب المتعجرف . ولكن خلف هذه الاقنعة، اكتشفت بيلي لتوها احترامه لشعب بلد يحبه. قد يكون ايضا يملك حنانا لاشياء اخرى ، ولكن كل هذا مدفون في اعماق اعماق كيانه.
عند الظهر ، استبدلت بيلي ملابسها بالمايوه البيكيني.
وتمددت على الصخور ساعتين تتمتع بأشعة الشمس والهدوء . وكانت بشرتها قد اكتسبت بعض السمرة خلال نزهاتها الطويلة في هذه الجزيرة ، وكانت دائما تتجول مرتدية شورت قصير وقميص قطني تعقده تحت صدرها كي تتمتع اكثر بحريتها مع الطبيعة.
اماكنت ، فكان ينزل الى البحر في فترة بعد الظهر ويسبح مسافة بعيدة بمايوهه الصغير ثم يقوم بنزهته وحيدا على طول الشاطئ.
كانت بيلي تتجنب ازعاجه لانها كانت تشعر بحاجته للوحدة ، ولكن كان يحصل احيانا ان يلتقيا .
بعد ظهر هذا اليوم ، كانت بيلي لاتزال مسترخية على صخرتها تحت اشعة الشمس ، وكانت قج حلت عقدة حاملة النهدين وتعرض ظهرها العاري للشمس ، وفجأة سمعت ضجة جعلتها تنتفض. فأقفلت حاملة نهديها وتلفتت حولها ، كان كنت واقفا في الماء ، ووجهه على مستوى وجهها ...
"كنت اعتقدك نائمة ..."
"كنت تمكنت من ذلك ... لو انك اخترت مكانا آخر تسبح فيه ". اجابته متعلثمة وهي تتابع اصلاح مايوهها.
تابع كنت النظر الى حركات يديها ... فأدارت مقلتيها وقد احمر وجهها . ساد صمت مزعج . واخذت تبحث بيأس عن شيء تقوله.
"الشمس تلوح بشرتك وتجعلها كالثمرة الناضجة". قال لها كنت باعجاب.
لم تجرؤ بيلي على ان تقول له رأيها به ، وانت ايضا تشبة الها اغريقيا...
"وانت لا بأس بك ... وكانك لا تقضي الليالي في النضال مع الكلمات".
"انا اتحارب مع الكلمات ، انا!" سألها متظاهرا بالغضب.
"ياصغيرتي ، اعلمي انك امام عبقري .ونحن العباقرة لا نتعذب في ايجاد الكلمات ، انها تسيل من افواهنا الذهبية ، كما يسيل الخمر من الجرار".
انفجرت بيلي ضاحكة ، لم يسبق لها ان رأته يمزح يهذا الشكل ... ثم اضاف كنت مبتسما:" ولكن بما ان العبقيرية في اجازة الان ، فأنا اتحداك في السباحة حتى تلك الصخور هناك".
قفزت بيلي عن الصخرة ، وكانت سباحة ماهرة، ولكن لا امل لديها للتغلب على كنت الذي قطع المسفة بلمح البصر وبدون مجهود كبير . وصلت بيلي بدورها، فانحنى كنت وحملها كالريشة الخفيفة.
ضربتها موجة قوية ، فضمها كنت اليه كي تجد توازنها...
احست الفتاة بتيار كهربائي يجتاحها .... ونظرت اليه وهي ترتعش وكانت مقليته تشرق ببريق الرغبة.
"اتشعرين بالبرد؟" سألها واخذ يدلك كتفيها كي يدفئها، ثم دلك ذرعيها.
"لا!" اجابته بسرعة وهي تشعر بارتباك شديد
"الان افضل؟" وعاد يدلك كتفيها، شعرت بانفاسه على عنقها.
"لا!" اجابت وقد جف حلقها.
"لا؟" وانزلقت يداه على عنقها ناعمة رقيقة ، فاجتاحتها انفعالات ممتزجة بالخوف والحذر وازداد اضطرابها. فأمسك كنت وجهها بين يديه وتأملها قليلا وكأنه يحاول قراءة افكارها, وببطء اسند شفتيه على شفتيها وفتح براعمهما ، وتذوق رحيقهما.

shining tears
19-03-2008, 00:56
الفصل التاسع:

ظلت بيلي بدون حراك ، فرفع رأسه . وهي لا تزال دون جراك مذهولة بما تقرأه في مقلتيه.فأطبق على شفتيها من جديد محاولا ابعاد الخوف والشك عنها.
وعندما ابعد وجهه عن وجهها، لاحظ انها انهارت تحت اوائل مظاهر الرغبة. وهذه المرة، كانت هي من وقف على اطراف اصابعه بحثا عن شفتيه. واغمضت عينيها، وشعرت بالدوار، فأمسكت خصر كنت بيديها جيدا. طالت قبلتهما ... وتجرأت بيلي اكثر، وتلمسد جسده الرطب، وعضلات صدره التي تتلاعب على نغم دقات قلبه المتسارعة. وسالت بعض قطرات الماء المالح عن وجهها فتذوقها كنت مع قبلاتها، فشعرت وكأن الاف النجوم من اللذه تتفجر في رأسها هل هذا بتأثير القبلة ام ان الارض تدور حولها بسبب اشعة الشمس؟ فابتعدت عنه فجأة ورمت نفسها في المياه الباردة وسبحت حتى الشاطئ دون ان تلتفت خلفها وقد افزعها استسلامها لرغبتها بهذه السهولة.
عندما وصلت الى الشاطئ ،توقفت قليلا لتلقط انفاسها، وتجرأت والتفت الى الخلف فوجدت كنت لا يزال واقفا مكانه ينظر باتجاهها ، كانت هذه تجربة قاسية . فأسرعت نحو المنزل، ونشفت جسدها والغضب يسيطر عليها . كيف سمحت لنفسها ان تذوب لهذه الدرجة بين ذراعيه؟ حتى الان، كانا قد حافظا على علاقتهما التي ترتكز حول محور العمل فقط . لاشيء اخر ، ولا يجب ان يتغير شيء! ارتعشت طويلا. انه رجل خبير بالنساء بدون شك. وبالطبع معتاد على اصطحابهن اينما يشاء ... ولابد انه لاحظ عدم خبرتها وسخر منها . كم تسلى برؤيتها تهرب! ماذا ستفعل الان كي تتصرف معه وكأن شيئا لم يكن ، وكأنه لم يترك في نفسها اضطرابا لا يزال يلهث انفاسها؟.
كل شيء كان هادئا ، الجزيرة نائمة، وبعض الاشعاع بدأ يوقظ المياه الباردة، وفجأة ظهر قرص الشمس.
بيلي كانت هناك على شاطئ البحر تتأمل جمال الفجر كما تفعل كل صباح دون ان تمل منه.
وكانت قد قضت الليل بطوله تتقلب في فراشها، بينما كانت تسمع في الغرفة الاخرى خطوات كنت . وكانت قد استعادت في فكرها كل التفاصيل التي عرفتها معه فوق الصخور، وصدمتها ردة فعلها واستسلامها السريع لقبلاته!.
بالطبع هو خبير معتاد على النساء بينما بيلي ببراءتها ليست سوى فريسة سهلة.... كانت ذكرى لمساته على جسدها تجعلها تشعر بثمل غريب . ولكن ، لو لم تكن تشعر بشيء نحوه، من اين جاء هذا الاحساس الجميل بين ذراعيه؟.
طوال الليل، كان يلاحقها كنت بجسده الرياضي وبشرته البرونزية ... كان رائعا ، قويا ، حاضرا الى جانبها، انها لا تزال تشعر بشفتيه الحارتين المتطلبتين اللتين ولدتا في كيانها رغبة قوية.... ولما لم تستطع النوم، نهضت وارتدت ملابسها بهدوء وخرجت لتراقب طلوع الفجر.
وهمت بيلي بالعودة الى المنزل، لكنها توقفت مكانها واخذ قلبها يدق بسرعة, فكنت ينزل باتجاهها، حافي القدمين، يرتدي كعادته بنطلون جينز وقميص كارو معجوك، وحتى من بعيد، يمكن التأكد من انه لم يسرح شعره وما ان اقترب منها حتى لة.احظ اثر السهر حول مقلتيها.
" اعتقد انه وقت تناول الفطور" قال بلهجة ارادها طبيعي
"تعالي ، كل شيء جاهز".
ابتسمت بيلي عندما تذكرت اول وجبة طعام اعدها لها ، ولكن على الاقل ، لم يحاول ان يتجنبها، وهذا ما كانت تخشاه بعد حادث الامس.
"سأتناول القهوة والتوست فقط كي ابدأ بالعمل". كان هذا عذرها الوحيد كي لاتجلس معه حول نفس المائدة.
"ليس هناك شيء كثير لتطبعيه هذا الصباح، انا لم اكتب الكثير هذه الليلة..."
بدا عليه بعض التردد ثم صمت. اهو نام؟ ايحاول الاعتذار؟.

shining tears
19-03-2008, 00:57
كان افطارا فظيعا، البيض المسلوق يشبه طابات التنس، اما التوست فكان يشبه الفحم كعادته. وكان كنت قد بذل جهدا كبيرا في عصر كوبين من البرتقال ، لكنه نسي ان يصفي العصير.
" مفاجأة ، اليس كذالك؟"
فرفعت نظرها نحوه وغرقت في الضحك
"نعم ، انها مفاجأة، مع انني كنت اعرف مهارتك في فن الطهي..."ثم ضحكت من جديد واضافت : انا احمد الله لان مواهبك في الكتابة لاتشابه مواهبك في الطهي".
جلس كنت واسند ظهره على الكرسي وارتاح لانه راها تسترخي.
"اذا لم تعجبك مفاجأتي هذه، بامكانك، انسة اندرز ان تجلي الصحون!".
"بكل سرور ، فهذا يخلصني من ذكرى اطباق البيض هذه ... ولكن ، هل كانت حقا بيضا؟"
ثم حملت الاطباق الى المغسلة وهي تتابع الضحك, رضي كنت كثيرا عن التغيير الذي بدا على وجهها، فأخذ يشرب قهوته بهدوء والابتسامة على شفتيه، كان قد وجد رفيقة مرحة لكل الايام.
"يبدو ان الوحي يأتي مسرعا ، اراك لاحقا"، واسرع الى غرفته.
ومضت ساعات وبيلي تسمع خطواته ترن في المنزل يبدو انه سيكون لديها الكثير لتطبعه الان. وبعد الظهر ، وصل جو العجوز يحمل البريد ، فأسرعت بيلي لتحضر بعض الرسائل التي تريد ان ترسلها بالبريد ، وعندما خرجت من المنزل ، التقت بكنت مبتسما.
"لدي رسائل اريد ان يضعها جو في البريد"شرحت له بيلي.
"هاتها ، سأعطيها له".
ناولته بيلي الرسائل ، فألق كنت نظرة سريعة على الرسالة الاولى، واختفت ابتسامته فجأة.
" ماهذه ؟" سألها بحدة.
انتفضت بيلي ، مابه؟ لماذا كل هذا الغضب؟
"انها رسالة لصديق لي ، بكل بساطة!"
" صديق يعمل في صحيفة النيويورك بريس ، صدفة!"
"واذا؟ انه يعمل في هذه الصحيفة ، في قسم الارشيف ... وماذا في الامر؟"
بدا على كنت وكأنه يحاول خنق غضبه، لكن وجهه ظل قاسيا والشرر يتراقص في مقلتيه ... وبجهد كبير، كتم غضبه وابتعد دون ان يضيف اية كلمة اخرى.
ظلت بيلي مسمرة مكانها تنظر اليه وهو يسير بخطوات عصبية، ثم تبادل البريد مع جو وعاد مباشرة الى غرفته، دون ان يكلمها ، لم تدر بيلي سبب تبدل مزاجه وعصبيته بلحظة واحدة، مالذي فعلته حتى انقلب بهذا الشكل؟..
هذه الرسالة؟ ولكن لا ، لا يمكنه ان يكون غيورا من رسالة ترسلها لصديق ... حتى ولو كان يظن انها على علاقة معه.
فعلى كل حال ، حياتها الخاصة لاتعنيه ... وقد يكون يكره تلك الصحيفة . ولكن هذه مشكلته خو، كما وانه لم يلمح لاي شيء من هذا النوع ، لديه اسرار خطيرة يخفيها؟..

shining tears
19-03-2008, 01:00
الفصل العاشر:

في الايام التالية، كان كنت يكرس كل وقته للكتابة، وللحقيقة، كانت بيلي مرتاحة، لم تكن ترغب برؤيته وافضل وسيلة لتتجنب لقائه ان لا تغادر مكتبها وغرفتها الا للقيام بنزهاته الطويلة، وفي الاماكن التي لايمكن ان تلتقيه فيها.
وكان كنت يعمل احيانا طوال الليل، وقلما يمنح نفسه القليل من الراحة ، كما وانه دائم العبوس . وكل الاوراق التي تطبعها بيلي تعاد اليها مليئة بالملاحظات ام ممزقة، وكان مزاجه السيء يزداد كلما اضطر لمواجهتها، كان ينتقد عملها بدون رحمة ويتركها على وشك البكاء كما فعل اليوم.
"بيلي ! اين انت؟"
كانت بيلي تنشف جسدها بعد حمام سريع، فرفعت رأسها باتجاه الصراخ.
"انا في الخارج!"
" ادخلي ! فورا!".
فعقدت المنشفة على نفسها بسرعة وصعدت وهي تتعثر، وادركت انها امام مواجهة حادة ... فتسلمت بكل شجاعتها ودفعت الباب.
كان كنت واقفا امام آلة الطباعة. وامام قدمية سلة المهملات مقلوبة، وهو يجعلك ورقتين بين يديه، ومقلتيه تتطاير شررا.
"اين هي الصفحة اربعمائة واثنان وعشرين؟"
"اعذرني ، انها ليست معي". اجابته بسخرية.
"انظري بنفسك... هذه الصفحة اربعمائة وواحد وعشرين، وهذه الاربعمائة وثلاثة وعشرين ، اين هي صفحة الوسط؟"
"قد اكون اخأت بالترقيم...."
"لا! لقد تأكدت من ذلك! هناك مشهد كامل مفقود، مشهد مهم عاطفي بين البطل وفتاة شابة. انا متأكد انني كتبته".
"انت متأكد حقا؟ هذا غريب! لم اكن اتصور انك كاتب عاطفي، ولكن اليس هذا مشهد خصام؟"
"البطلة التي وصفتها هي امرأة حقيقة". اجابها بجفاف." امرأة متقدة، متسامحة، تستحق الحب والـ ..."
"كيف تجروء...."
واجتاحتها ثورة من الغضب كبيرة، فرفعت يدها نحوه، لكن كنت امسك يدها بقوة ونظر اليها بحدة وكانه مستعد لان يخنقها، فاخفضت نظرها وشعرت بخوف كبير.
رمى كنت الاوراق من يده ورفع ذقنها نحوه واجبرها على النظر اليه.
لم يكن بامكان بيلي ان تلتقط انفاسها، شعرت كنت بها ترتجف وبدا عليه التردد .... فخفف قبضته عليها ، ثم ضمها الى صدره بحنان ، فحاولت بيأس ان تتخلص منه.
"كنت .... لا....."
لكنه كان يضمها بيديه القويتين، فأدركت انه يجذبها اليه كالمغناطيس وانه يقدم نفسه لها ايضا رغم عنه . ثم اطبق شفتيه على شفتيها بقبلة مثيرة .
حاولت ان تلتقط انفاسها، وان تدفعه عنها لكن رفضها كان يزيد من ظمئه لها. فضمته اليها وتبدد كل غضبها واحاطت عنقه بذراعيها وذابا معا في قبلة حارة تعصف بالرغبة.
فجأة، لم يعد هناك سوى الفراغ والصقيع.... ابعدها كنت عنه ، وامسك كتفيها ونظر الى شفتيها المرتجفتين ونظر اليها باحتقار شديد .
"اريد هذه الورقة على مكتبي ، امامك خمس دقائق فقط."
نظرت بيلي اليه مذهولة وهو يخرج ، انه يملك سلطة قوية عليها، ما ان يلمسها حتى ينعار كل شيء حولها.

shining tears
19-03-2008, 01:01
لن تتمكن من التظاهر بعد المبالاة بعد الان ، الرغبة المجنونة التي تجذبها نحوه تدفها للاستسلام. لكن عقلها ينصحها بالحفاظ على مسافة بينهما . والا ستتعذب في النهاية. هذا الرجل خطير.... واخذت تفكر بالامرأة المثالية حسب تعريف كنت لها.
امرأة متقدة، متسامحة ، تستحق الحب ... والذة وعشيقة في نفس الوقت . وبالتأكيد لن تهمه امرأة غير خبيرة بريئة وبسيطة مثلها.
انهمرت دموعها على خذيها وهي تبحث عن الورقة المفقودة ، وعندما عثرت عليها، حملتها الى مكتبه وخرجت بسرعة، احست بنظراته تحرق ظهرها.
بعد ايام قليلة تكرر نفس هذا المشهد عندما كانت بيلي في المطبخ تعد القهوة، ودخل كنت كالثور الهائج.
"منذ متى وانت كاتبة سيناريو ، انسة اندرز؟"
"ماذا؟"
" اسألك من سمح لك بالتغيير في نصي؟"
"انا اطبع ماهو مكتوب فقط ولاشيء اخر ...."
" حقا؟ اذا اشرحي لي ماهذا". صرخ بحدة وهو يهز ورقة بيدة.
قررت بيلي ان تواجهه ببرود اعصاب.
"انت على حق، كنت قد اعدت كتابة بعض الكلمات وشطبتها عدة مرات، وانا اخترت اسوأها... لكن ، انظر الى هذه الخربشة ، انا تحدى اي احد اخر ان يفسرها..."
" اذا انت تعترفين بانك غيرت في نصي؟"
" نعم، ولكن من دون قصد! وهذا يحصل مع الجميع..." ثم ادارت راسها لتخفي دموع الغضب التي تحرق عيونها.
"ليس امامك سوى اصلاح هذه الكلمات ووضعها على مكتبي، سأعيد طبعها حالا! ولكن لا! انت تسرع كثيرا انت من النوع الذي لايخطئ، اليس كذالك؟ العبقري لا يخطئ ابدا! وانت ترغب باذلالي دائما" واتجهت نحو الباب لكنها التفتت نحوه مجددا.
"كما وانك متعجرف متسلط، لم يعد بامكاني تحملك، انت ومزاجط السيء..."
ولكن ما ان وصلت الى الباب حتى امسكها بيديه القويتين واجبرها على النظر اليه مهددا، وقرب وجهها من وجهه.
"انا لا استطيع ان اسمح لنفسي اسير في حبائلك".
"ماذا تقصد؟"
كان قريبا جدا منها لدرجة انها احست بانفاسه الحارة على خدها... وكانت يداه القويتان تؤلمان كتفيها.
" اما ان تكوني الامرأة الاكثر سذاجة التي التقيتها في حياتي، واما ان تكوني الممثلة الاكثر مهارة التي انجبتها الارض!"
كانت يداه تؤلمانها لكنه لم يكن ينظر سوى الى شفتيها.... وكانت الشمس قد بدأت بالمغيب، وعيون بيلي تشرق ببريق لماع...
انحنى كنت وطبع قبلة هادئة على جبينها.
"بيلي .... اتعلمين قيمة قدراتك؟"
وداعبت شفتاه وجهها وعنقها... وشيئا فشيئا فهمت بيلي انها تسمعه تنهداتها، وعقدت يديها خلف ظهره ، وفجأة رغبت في الاحساس بشفتيه، لم يكن بامكانها الانتظار اكثر... فرفعت وجهها نحوه متوسلة، فتناول شفتيها بحرارة وشوق كبيرين... توقف الوقت حولهما...
وعندما ابتعد ، ظلت بيلي متعلقة بعنقه، فضمها اليه من جديد ، واحست بساقيه تضغطان عليها .... فارتعشت وابتعدت عنه مع انها احست باليتم والحرمان لاول مرة في حياتها ...
امسك كنت وجهها بين يديه وتأملها قليلا بشوق ورغبة لم ترهما في عيونه من قبل ، كان يلتهمها بنظراته.... ثم طبع قبلة خفيفة على شفتيها وخرج....

shining tears
19-03-2008, 01:02
في صباح اليوم التالي، وجدته بيلي نائما على الكنبة في الصالون ، يدس وجهه في الوسادات الصغيرة....
فتأملت جسده الطويل وكان يرتدي بنطلون شورت قصير، وقد تدلت احدى قدميه خارج الكنبة.
خرجت بيلي على مهل، وشعرت براحة كبيرة لانه وجد النوم اخيرا...
ولكن لماذا تقلق عليه لهذه الدرجة؟ ماذا يمثل هو بالنسبة لها غير شيك في نهاية الشهر؟ ثم عادت الى الصالون، ودون ان تشعر، رمت شرشفا رقيقا على جسده النائم...
بعد يومين ، اعلن كنت انهما بحاجة لاجازة, كانت بيلي في المطبخ تعد قهوة الصباح.
" يالها من فكرة رائعة! سنأخذ اجازة ليوم كامل؟ سألته بحماس.
"ولما لا؟ على كل حال يجب ان امر على مكتب البريد واشتري بعض الحاجيات.... وبعد ان تنتهي، بامكاننا استكشاف المدينة..."
"رائع! كم اتمنى رؤية نيو برنسويك وجزيرة الامير ادوارد و...."
"هاي هاي! لحظة.... انا قلت بأننا سنأخذ نهارا واحدا لاشهرا!"
"نهار واحد، هذا افضل من لاشيء"اجابته ضاحكة "سأكون جاهزة بعد دقيقة واحدة!"كان كنت ينتظرها على الشرفة،
"ارتدت ثوبا اصفر خفيفا، وتركت شعرها منسدلا على كتفيها وانتعلت حذاء رياضيا وحملت حقيبة يد جلدية، وقد ارتدى قميصا وبنطلونا انيقين وسرح شعره.
"تبدين اليوم كازهار المرغريت البرية التي تنبت على الجزيرة".
احمر وجه بيلي، تركته يمسك يدها وهما ينزلان نحو الشاطئ، شعرت بانها مراهقة في اول موعد غرامي لها ... كانت تشعر بنظرات كنت منصبة عليها لكنها تجاهلت ذلك.
كان الهواء لطيفا يداعب شعرها الحريري فتطايرت خصلة من شعرها وضربت وجهه.
"الهواء دائما قوي في هذه المنطقة" همس باذنها مبتسما ثم احاط كتفيها بذارعه " تعالي الى الامام، هناك يصل اشعاش الشمس..."
تركته يقودها الى الامام، شعرت بسعادة لان هناك من يحميها ويهتم بها....
" عندما كنت صغيرة، كان جدي يصطحبني الى عيد القرية في شمال الولاية، هذه الرحلة تجعلني اشعر بأنني عدت سنوات الى الوراء! هل سبق لك ان ذهبت الى عيد القرية؟"
"لا، لكن من خلال كلامك، اشعر بالندم لانني لم افعل ! ما ان انتهي من التسوق سنذهب لتناول الفطور في مكان على الساحل .... اعتقد انه سيعجبك".
"لكن كيف سنذهب، سيرا على ااقدام؟"
" لدي سيارة جيب اتركها دائما في الكراج لمثل هذه المناسبات ".
تفاجأت بيلي بهذا الخبر الجديد، ولم يكن كنت قد لمح من قبل ابدا لهذه السيارة!
بعد ان مرا على اليسوبر ماركت، دخل كنت الى مكتب البريد.
"بيلي، بينما اهتم بالبريد، اطلبي رقم هاتف رينولدر ستنديش في كاليفورينا وقولي له انك سكرتيرتي، واطلبي منه ان ينتظرني دقيقتين ريثما اعود".
تركها كنت تطلب الرقم , ولم تصدق بيلي نفسها انها تتكلم مع هذا المخرج المشهور, وعندما فتح الخط ناولت السماعة لكنت الذي عاد بسرعة.
ثم ذهبا الى الكراج, واحضر كنت الجيب وصعدت بيلي الى جانبه وانطلق الى وسط المدينة, اسندت بيلي ظهرها على المقعد وتنفست الهواء بملئ رئتيها .... كل هذا جديد عليها....
اوقف كنت سيارته في وسط المدينة التجاري, وامسك يد بيلي واصطحبها الى مطعم تناولا فيه الافطار وشربا القهوة, وبعد هذا الفطور اللذيذ, قاما بجولة على المحلات.
في محل لبيع البورسلان, اعجب كنت بطقم زجاجي للشاي ابيض ومذهب.
"احذري بماذا يذكرني هذا ...."
فانفجرا ضاحكين امام دهشة البائعة.
"هل ستأخذه؟"

shining tears
19-03-2008, 01:03
"نعم" اجابها وهو ينظر اليها بطرف عينه.
شعرت بيلي بأن قلبها سيتوقف .... فادارت وجهها كي تخفي انفعالها.
ثم دخلا الي محل لبيع الالبسة بعد ان لاحظ كنت اعجابها بالوجهه , واثناء تنقلهما بين ارجاء المحل, مرا امام مانيكان بزي العروس, فرفع كنت الفوال ووضعه على شعر بيلي ... وانساب الدانتيل على كتفيها وزادها اشراقا, شعر كنت بانفاسه تتقطع امام هذا الجمال الطبيعي.
"بيلي , انت رائعة, صورة عن السيدة العذراء حقيقة...." احست بيلي بالنيران ان تشتعل في خذيها واسرعت باعادة الفوال الدانتيل الى مكانه لتخفي ارتباكها. اصطحبها كنت الى مكتبة قديمة حيث اختارت كتابين, واختار هو ايضا ديواني شعر, ثم عادا الى السيارة وذراعاهما مليئة بالاكياس.
اذا, هل اعجبتك المدينة؟"
"اوه نعم"
"كنت متاكد من ذلك, كنت كلما سمح لي الوقت اقضي فيها بعض الساعات, ولكن للاسف, لم يكن لدي متسع من الوقت في السنوات الاخيرة".
كانت بيلي مرتاحة جدا, لا اثر لاي حقد بينهما, هذا النهار يبدو وكـأنه هدية من السماء ستحتفظ بها في قلبها كذكرى ثمينة الى الابد.
قاد كنت الجيب وهو يصفر مرحا, فقط لو يمكنه ان يكون مرحا هذكذا دائما, لا اثر للهم عليه, وقد نسي لمرة واحدة عمله والمهلة الزمنية المحددة المرتبط بها, انه يبدو اليوم رجلا اخر, اصغر سنا, واكثر سحرا! احس كنت بنظراتها فابتسم لها , واعتقدت عندئذ انها ستذوب من الفرح...
اوقف كنت سيارته الى يمين الطريق الساحلي بعد ان قطعا غابة صغيرة, وظهر امامها شاطئ رملي رائع وهو احد تلك الشواطئ التي يمكن رؤيتها من الفاري.
كانت السعادة ظاهرة على وجه كنت بوضوح, فقطع الكونتاك وانحنى يخلع حذاءه.
" ماذا تفعل؟"
" اخلع هذا الحذاء الثقيل, هيا , تعالي نقوم بجولة على الشاطئ".
خلعت بيلي حذاءها الرياضي وغرزت قدميها العاريتين في رمال الساخنة, بينما كان كنت قد وصل الى المياة وقد رفع بنطلونه حتى ركبتيه, كان كالولد الصغير يلملم الاصداف ويرميها على الامواج.

shining tears
19-03-2008, 01:04
الفصل الحادي عشر:

انضمت اليه بيلي ، ثم سارا معا يتمتعان بصوت الامواج وبزقزقة الطيور، ثم عادا الى السيارة وكنت يحيط كتفيها بذراعه، وبحركة طبيعية يضمها اليه.... وكانت لاتزال تحت تأثير سحر لطبيعة، فابتسمت له وهو يساعدا على الصعود الى السيارة.
"هل سنعود الان؟"
|ليس الان ، سأصطحبك لتناول العشاء، فانا اعرف فندقا يقدم طعاما شهيا."
وكان النهار وقد مر وكأنه الحلم السريع.
اصطحبها كنت الى فندق على الطراز الفرنسي، وسط غابة صغيرة وصعدا السلم يدا بيد واستقبلهما رجل متوسط العمر.
"سيد تايلور؟ مساء الخير، كنا نتنظرك ، تفضلا واتبعاني...."
نظرت بيلي الى كنت بدهشة، فابتسم لها وجذبها نحو الداخل، تقدمها الرجل الى غرفة طعام خاص حيث جلسا وحدهما حول طاولة مستديرة تلمع عليها الاواني الفضية، وقرب نافذة تطل على حديقة الفندق.
قدم مدير المطعم القليل من الخمر لكنت، فتذوقه واشار الى الرجل براسه، عندئذ اقترب الخادم وسكب لهمما كأسين وابتعد بصمت مع مدير المطعم.
"انهم يصنعون هنا النبيذ بانفسهم، اعتقد انه سيعجبك"
كان النبيذ خفيفا، ولكن بيلي لم تكن معتادة على الشرب، لكن هذه التجربة تبدو لها عذبة اكثر من الخمر نفسه.
بعد قليل، عاد الخادم ووضع امامها فاكهة البحر والشوربة الساخنة، ثم اتبعها بالسلطة.
"انت طلبت كل هذا؟ كيف؟" سألته بيلي بدهشة.
" لم افعل شيئا سوى انني اتصلت هاتفيا وحجزت طاولة وهم تكفلوا باعداد المائدة، انها عادتهم."
ثم وصل الطبق التالي وكان مؤلفا من السمك مع النبيذ الابيض محاطا بالبطاطا والبصل، كان حقا طعاما شهيا، بينما كان كنت يلتهم طعامه، سأل بيلي عن طفولتها.
" توفيت والدتي وانا في الخامسة من العمر، ثم تبعها والدي بعد عام واحد.... فاهتم جدي بتربيتي، لكنه كان يعلني الاعتماد على نفسي، والان فهمت السب، كان متاكدا انني سأجد نفسي وحيدة بسرعة، ويجب ان يعلمني الاستقلالية, حتى ولو عاملني بقسوة....لكني كنت واثقه انه يحبني كثيرا".
"لقد تأقلمت بسرعة مع رتابة العيش في الجزيرة!"
"نعم، انها مغامرة! بعد الحياة في صخب المدينة، تبدو الجزيرة مختلفة جدا و...." وتأملت يديها قليلا وكأنها تبحث عن الكلمة المناسبة ثم اضافت.
"قضيت ثلاث ارباع وجودي اركض كي لا اتاخر، كنت اولا في المدرسة، ولكن ما ان بلغت الخامسة عشرة حتى بدأت بالعمل بالاضافة الى الدراسة، بائعة، نادلة في نطعم ... للحقيقة، بدأت اكسب عيشي بسن مبكرة، يبدو لي احيانا انني قضيت كل وقتي وانا اراقب جرس المنبة، وبالاسراع نحو الهاتف، وفي المدرسة التي كنت اعمل فيها كان العمل مرهقا، ومع ذلك تابعت دروسي في الجامعة... صدقني ، انا لست نادمة على اقامتي في جزيرتك المعزولة".
"ولكن الا تشعرين قليلا بالوحدة على هذه الجزيرة بدون اي اتصال مع العالم؟"
" وحيدة؟ ولكن كنت ، انا قضيت كل حياتي وحيدة.... كان جدي معي، ولكن ماعداه.... كما وان المرء يجد نفسه وحيدا دائما في نيويورك رغم الحركة والضجيج الذي يحيط به ، الوضع هنا مختلف ، اشعر بالارتياح، في جزيرتك يتعلم المرء ان يعيش على انغام الطبيعة وان يعرف نفسه اكثر... كما وان هذا العمل منحني فرصة للعودة الي ذاتي بعيدا عن فوضى الحياة اليوومية."
ثم هزت راسها فتراقص شعرها الناعم، ولمعت عيونها، فاضافت.
" احب الوحدة في جزيرتك، لم اشعر بالندم، كما وانك انت معي...."

shining tears
19-03-2008, 01:04
تأمل كنت وجهها قليلا.
" احيانا وانا اعمل، كنت اراك من النافذة تلتقطين اشياء صغيرة وتجمعينها ، وكثيرا ما تساءلت عما يدفعك الى ذلك".
" احب النزهات لانني اكتشف كنوزا كثيرة! اما هذه الاشياء الصغيرة...." وضحكت بكل براءة " فإنها ستظل ذكرى عن هذا الصيف الجميل، لايمكنك ان تعرف الى اية درجة انا سعيدة هنا، كنت في السنوات الماضية اقضي الصيف في مخيم وانواي ، صدقني، عندما يعيش المء شهرا واحدا مع العشرات الشياطين الصغار، فأنه سيفضل الوحدة وسيعرف قيمتها! كان بعضهم يشكو لي همومه كأني والدتهم او اختهم الكبيرة، والبعض الاخر كانوا شياطين، لقد حصل مرة ورموني في البحيرة، في منتصف الليل وانا في البيجاما".
ضحك كنت كثيرا واعجب ببساطتها.
" هنا كل شيء مختلف، لدي متسع من الوقت لنفسي، لنفسي فقط ولاول مرة في حياتي، بالتأكيد هناك العمل، وانا اوليه كل الاهتمام، لكن لاشيء يجبرني على الاستيقاظ في محدد، او على التسوق وحدي في شوارع المدينة ... انها كفترة اجازة..."
"اذا ، كيف وجدت مفاجئتي؟" سألها وهو يشير الى هذه الغرفة الصغيرة المنزوية.
" انها رائعة ، حقا!" واحمر وجهها ولمعت عيونها.
نظر كنت اليها بحنان كبير واعجاب يصل الى حد الرغبة.
"انك انت الرائعة .... بيلي...."وحاول ان يمسك يدها ويداعبها، ولكنها سحبتها بارتباك وازداد احمرار وجهها.
دخل الخادم في هذه اللحظات ووضع امامها الحلوى بالفريز ، تناولت طبقها وكان قلبها يدق بسرعة لدرجة انها كانت تخشى ان يسمعها كنت ، ثم شربا القهوة، وعادا الى السيارة يترنحان، التفت كنت نحوها وقال مبتسما.
" للاسف لم يكن هناك كرمس لادعوك لتناول البوظة او التفاح بالكراميل.... كل ما وجدته هذا الفندق" فرفعت نحوه وجهها المشرق.
" لقد سبق لي ان اكلت التفاح بالكراميل، ولكن لم يسبق لاحد ان دعاني للعشاء في مثل هذا الفندق ، ولم يسبق لي ان شربت الخمر بكأس من الكريستال، كل شيء كان اليوم كالقصص الخرافية.... لن انسى ابدا هذا اليوم كنت."
وانت ايضا ، لن انساك ابدا، قالت لنفسها....
وفي طريق العودة، قررت بيلي ان تطرح عليه السؤال الذي لم تجروء على طرحه من قبل.
" انت لا تتكلم ابدا عن نفسك ، كنت .... اليس لديك عائلة، اخوة واخوات؟"
"لا، ليس لدي اخ ولا اخت، والدي متوفى ، ووالدتي تعيش في بالم سبرينغز" اجابها بجفاف وكانه لايشعر بانه يتكلم عن نفسه.

shining tears
19-03-2008, 01:05
الفصل الثاني عشر:

فتحت بيلي فمها من جديد ، لكنه اوقفها بحركة من يده.
"انا لا احب الكلام عن نفسي"
ولكن بيلي لم تكن من النوع الذي يستسلم بسهولة، وبعد قليل عادت لنفس الهجوم.
"ماذا تفعل عندما لاتكون تكتب سيناريو؟"
" اكتب شيئا اخر".
لكن بيلي الحت من جديد.
"ماذا؟"
"لاشيء يهمك" اجابها بحده ليوقف سيل اسئلتها وعندما وصلا الى مرفأ الغين، اعادا الجيب الى الكراج، وطلب من جو العجوز ان يقلهما الى الجزيرة لانهما تأخرا على اخر رحللة.
لكن بيلي رفضت الاستسلام، وقررت ان تعرف المزيد عن هذا الرجل الغريب، الكتوم.
" اشعر بأن اسئلتي ازعجتك، كنت..."
" انت لست بحاجة لمعرفة حياتي الخاصة! منذ متى والسكرتيرات تبحثن في حياة مستخدميها الخاصة؟"
ذهلت بيلي من اجابته والتزممت الصمت...."
" كم عمرك، بيلي؟"
" ثلاثة وعشرون عاما"
" انا ابلغ ضعف عمرك تقريبا، اسمعيني، ياصغيرتي، انا اعرف الحياة جيدا واعتدت عليها... هناك اناس يجدون لذة كبيرة في سحب اكبر عدد ممكن من المعلومات حول حياتك الخاصة، ويحورون كل شيء، وينشرونها بطريقة تجعل منك فاسقة فاجرة، هذا النوع من الحوادث حصل معي، وانا اعلم انها ليست المرة الاخيرة" قم قطع كلامه واشعل سيجارة واضاف.
" بامكانك ان تسمي هذا وقاحة اذا شئت، انا اسميها الواقعية، اذا لم تكوني تعرفين شيئا عني ، فلن يتمكن احد على ارغامك على الكشف عن اشيئاء ستكون.... فلنقل مغلوطة، اذا توقفي عن طرح الاسئلة بيلي، سيكون هذا افضل".
ففتحت فمها لتعترض، لكنه وضع يده على شفتيها. "لا ، بيل .... سأنزعج كثيرا اذا قرأت يوما عنوانا كبيرا: فصل الصيف الذي قضيته مع كنت تايلور، او قضيت الصيف بين ذراعي..."فابعدت يده عن فمها غاضبة لانه يعتقدها قادرة على مثل هذا العمل.
"كيف يمكنك ان تتخيل بانني سأفعل شيئا مماثلا؟"
وابتعدت عنه، لكنه امسك ذراعها وارغمها على النظر اليه.
"لا تلعبي دور الملاك المهان، بيلي! في مهنتي هذا النوع من الاشياء شائع جدا! واذا عرض عليك احد مبلغا كبيرا لاتحلمين به؟ ستخترعين اي عذر لتقولي بانك كنت بامس الحاجة لهذا المال كي تعيشي" ثم تركها وحدها في الظلام ترتجف من اليأس والخيبة.
"لاتقولي بانه لم يحذرك احد" اضاف بحدة وهو يبتعد " لن ينفعك عندئذ ان تزحفي على اقدامك، هذا حصل معي كثيرا لدرجة انني اعتمدت عليه... لن اعيرك اي اهتمام، لقد سبق ان قامت كثير من الصحف بهذا النوع من الاعلان لدرجة انني اصبحت عديم الانسانية!"
"ولكنني لم اقرأ شيئا عنك! ومن سيهتم بحياة كاتب سيناريو مجهول الخاصة؟"
ثم جلست على المقعد واغمضت عينيها، فرمى كنت سيجارته واحاط كتفيها بذراعه كي يهدأ غضبها، فأسندت رأسها على كتفه وشعرت ببعض الاطمئنان، وتمنت لو تطول الرحلة الى ما لا نهاية، لكن كان يبدو ان الجنيات الجيدات مشغولات لان رغم صلواتها توقف المركب..... فشكرا جو ونزلا الى الشاطئ.
فتح كنت باب المنزل والتفت نحوها.
"انت ترتجفين.... سأشعل النار"

shining tears
19-03-2008, 01:06
كانت بيلي تعلم انه يجب عليها الدخول الى غرفتها، لكنها تمنت ان تطيل هذا اليوم قدر الامكان... وجلست على الكنبة تراقبه وهو يشعل النار.... كانت ترغب في ان تجد نفسها بين ذراعيه، لكنها خافت ان يجرحها بكلمة تقضي على كل سعادتها...
وعندما اقترب منها لاحظ الخوف على وجهها فابتسم بحنان.
"لاتخشي شيئا بيلي... انا اشبه الكلاب لكني لا اعض". ثم امسك يديها ونظر الى عيونها ولاحظ انها ترتعش.
" هل هل اعجبك يوم الاجازة هذا؟" سألها بصوت هامس.
" كان نهارا رائعا ، كنت ...." وشعرت بنظراته العميقة فاضافت "سأتركك تعمل الان...."
لكنه اوقفها ما ان وصلت الى باب غرفتها.
"بيلي...." ناداها بحنان كبير.
" تصبح على خير كنت".
" ابقي قليلا...."
" كان نهارا .... طويلا و ... انا متعبة...."
متعبة! لا ، ولكن لمسة يده على ذراعها تحترق، قلبها يدق بسرعة تمزق صدرها.
وعندما امسك كتفيها، ارتعشت للحظة ثم فكرت فجأة، لا يجب ان تضعف. " لا كنت، انا حقا متعبة، تصبح على خير".
" هل كثير ان اطلب منك البقاء معي خمسة دقائق اخرى؟"
لم تتمكن بيلي من الاعتراض، لانه تناول شفتيها والصق جسده بجسدها وقبلها قبلة عنيفة كادت تقطع انفاسها.
حاولت بيلي ان تدفعه، لكن يديها غرقتا في فتحة قميصه.... كم من مرة ، يالهي، عندما كانت تنظر اليه وهو نائم، تمنت لو تداعب غابة شعر صدره الاشقر... وفقدت كل مقاومتها، وتركت يديها ترتفعان نحو كتفيه وفتحت فمها جيدا لتستقبل شفتيه.
دون ان يتوقف عن تقبيلها ، دفع الباب بقدمه... ودون ان تدري كيف، وجدت بيلي نفسها على سريرها... وكل ثقل جسده فوقها، ثقل جسده الرائع... واندفع الدم يغلي في عروقها، وكاد قلبها ينفجر في صدرها، وفجأة ، لا شيء ... فتحت عيوننها وراته قد جلس على السرير يخلع قميصه، فنظرت الى صدره القوي ... وانتدت يد كنت تبحث عن ازرار ثوبها.
" لا !" صرخت برعب شديد.
ابتسم كنت وتابع فك ازرار ثوبها.
فجلست ، وابعدت يديه عنها بحزم.
"لا!"
" لكن قبلاتك لا تقول لا" اجاب مبتسما بسخرية.
"لم يكن يجب ... هذا لا يجب ان يتكرر! اخرج من غرفتي , كنت ارجوك لا اريد ... اخرج!"
وهبت واقفه امامه ولم يعد بامكانها حبس دموعها التي سالت على وجهها.
" بيلي..." ومسح دموعها ورفع ذقنها بيده فحاولت التهرب من نظراته وهي تجهش بالبكاء الصامت.
" بيلي، لم اكن اعتقد بوجود فتيات مثلك...."
فاغمضت عينيها كي لا ير الحب في نظراتها ولا الرغبة القوية التي تدفعها نحوه، والا ستهبه نفسها روحا وجسدا، وستكون سعيدة بالانتماء له....
لكن ارتعاشها لم يخف على كنت، فتركها وحدها وخرج وصفق الباب وراءه بحدة.

shining tears
19-03-2008, 01:06
الفصل الثالث عشر:

في اليوم التالي شعرت بيلي بتغير في علاقته معها.
قضى كل وفته في الكتابة وعندما وجه اليها ملاحظة، وجهها بكل لطف، يبدوا ان نفسيته قد تحسنت.
بعد مرور يومين، احضر له جو البريد وعدة مجلات وصحف اميركية فالقى كنت نظرة سريعة على العناوين ثم رماها على سريره كي يقرأها في المساء.
عادت بيلي من نزهتها اليومية على الشاطئ، فوجدت كنت يقف امام المرأة في غرفتها ويحمل مقصا، وقد اختفت ذقنه تحت رغوة معجون الحلاقة، فابتسم لها عندما لاحظ دهشتها.
"لاحظت انني اهمل نفسي كثيرا، وشعرت بالعار، لقد بدأت بهذه الذقن الطويلة، وقلت لنفسي بانه من الافضل ان اقص شعري قليلا، فجئت الى غرفتك لا ستعير مقصا ومرأة.."
"تصرف وكأنك في غرفتك". قالت له ضاحكة :" ولكن يجب ان تنهي هذه الذقن اولا، اليس كذلك؟"
" هذا صحيح. ايمكنني ان استعمل مغسلتك؟"
ثم دخل الى الحمام، وتبعته بيلي، ولم تكن معتادة على رؤية رجل نصف عار في غرفتها.
وعندما انهى حلاقة ذقنه، فاجأها في المرأة وهي تكاد تلتهمه بنظراتها, فارتبكت واحمر وجهها.
" هل تملكين موهبة الكوافير؟"
" لم يسبق لي ان قصصت شعر رجل"
" ولكن لايمكنني ان اقص شعري من الخلف وحدي...."
فوضعت المنشفة على كتفيه وابتسمت بمكر وناولت المقص من يده.
" اتساءل كيف ستبدو ... اصلعا .... بامكاننا المحاولة؟ ضربة مقص من هنا، واخرى من هناك...."وامسكت خصلة من شعره.
" اذا فعلت هذا، فالويل لك ". قال كنت ضاحكا.
" لن تجرؤ".
" حاولي وسترين بنفسك"
بعد قليل سرحت له شعره وابتسمت بفخر.
" مارأيك بهذه القصة؟"
التقت نظراتهما للحظات، ولم تدر ماذا تقول وماذا تفعل.
" انت رائعة بيلي، يجب ان احتفظ بك دائما الى جانبي، يبدو ان لديك مواهب كثيرة".
" هذا لانني اقص شعري بيدي منذ طفولتي".
نهض كنت ودس يديه في شعرها.
"ستكون جريمة كبيرة بقص شعر بهذا الجمال، اسود كجناح الغراب، ناعم كالسمور المهر الولود حديثا...."
ثم احنى راسه نحو فمها، فأحست بيلي بازدياد ضربات قلبها، وسقط المشط من يدها فرمت نفسها بين ذراعيه وخبأت وجهها في صدره ، فضمها اليه بقوة.
"بيلي...."
فورا عادت الى الواقع. لا ، لا! فكرت وهو يبحث عن شفتيها، فحاولت مقاومة رغبتها المجنونة التي ايقظها في كيانها واحست بتيارقوي يجرفها. واذا تركته يجرفها معه....
داعبت يدا كنت ظهرها بكل حنان.... ولكي تتمالك نفسها، حاولت ان تفكر ... ولكن بماذا؟ كل شيء يهتاج في داخلها، ولم يعد بامكانها المقاومة اكثر، فترنحت بين ذراعيه كأنها تطفو في عالم الاحلام. وناولته شفتيها ولم تعد تشعر سوى بالظمأ له .. انها بحاجة كبيرة له...
فكيف تقاومه؟ بين ذراعيه، تشعر بأنها تعيش في الجنة.

shining tears
19-03-2008, 01:07
داعبت شفاه كنت عنقها وشعر بنبضها السريع، فتشجع اكثر وداعب صدرها ، واحرقه بشفتيه فشعرت بلذة كبيرة واخذت تفكر دون ان تصدق نفسها.
حملها كنت بخفة بين ذراعيه ومددها على سريره وتمدد بقربها.
لا، هذا مستحيل ، يالهي ، يجب ان تقاوم.. ورغم ذلك احاطت عنقه بيديها وجذبته نحوها، ولم يعد بامكانها السيطرة على النيران التي تشتعل في كيانها،والتي لا يستطيع احد غيره اطفاءها ... هب هواء خفيف من النافذة رفع المجلات التي كان كنت قد تركها على سريره، جذب وجهها نحو وجهه، وقرأت في نظراته رسالة واضحة، انه يريدها، بكل احساسه وجسده هو ايضا كما تريد هي.
كانت متأكدة انه يقرأ في مقلتيها نفس الرغبة، انها نفس الشعلة التي تحرقهما.... طارت ورقة احدى الصحف وحطت قرب وجهها. فحاول كنت ابعادها ، لكن شيء ... كلمة بدون شك ، لفتت انتباهه، وفجأة انحنى ليقرأ التتمة.
" مابك ، كنت؟ مالذي لايسير على مايرام ؟" فرمقها بنظرات قاتلة:" اذا هكذا! انه صديقك الذي يعمل في النيويورك برس، في الارشيف كما تدعين؟"
" ولكن ..."لشدة دهشتها لم تفهم شيئا.
" كان يجب ان اشك بذلك، لماذا صدقت اكاذيبك؟"
كانت تجلس على السرير عارية الصدر، وشعرها منفوش حول وجهها، فنظر اليها باحتقار.
"انظري الى نفسك صورة حقيقة عن البراءة! كان يجب ان اتبع غريزتي واطردك في منتصف الليل ليلة وصولك!"
كان صوته كالسوط يجلدها، نظراته كالسكين تقطعها.
"لكنك لن تكسبي شيئا، بيلي.... لقد سبق وقلت لك انك ستكرهينني في النهاية.... صدقيني ، ستزحفين الان، اغربي عن وجهي ، وابتعدي عن حياتي الخاصة!"
ثم امسك ذراعها ورماها خارج الغرفة.
دخلت بيلي الى غرفتها والدموع تسيل على وجهها بغزارة. الكره والحقد في مقلتيه كان يقطع قلبها، فرمت نفسها في سريرها ولم تستطع ان تبعد نظراته الغاضبة عنها. وكلماته الجارحة كانت تعذبها، ماذا فعلت لتستحق كل هذا الاحتقار؟
ظلت مستيقظة طوال الليل ، وذكرى قبلاته واللذة التي عرفتها بين ذراعيه جعلتها تبكي بمرارة وياس ، ابدا لن تتمكن من نسيانه. لابد انه يضحك من سذاجتها، مسكينة بيلي، اي جنون جعلها تعتقد انه يمكن ان يكون لها مكان في حياة كنت.
لو انه يدري كم تحبه وتتمنى ان تكون له وحده، لكن لاشيء مشترك بينهما سوى هذا السيناريو اللعين. وعندما سيعود الى هيوليود والى عشيقاته الكثيرات سينسى حتى اسمها.
في الايام التالية،عاد كنت لعزلته وانكب على عمله، بينما حاولت بيلي تجنبه قدر الامكان، وتقريبا لم يتبادلا الحديث ابدا.
بعد ظهر هذا اليوم، كانت بيلي تسبح عندما رأت الفاري تقترب من الجزيرة، وعندما توقفت نزلت منها امرأة شقراء شابة انيقة واتجهت نحو المنزل وهي تحمل حقائبها الثقيلة وكأنها تنوي الاقامة هنا طويلا. دخلت بيلي من الباب الخلفي ووصل الى مسامعها صوت تلك المرأة المغناج.

shining tears
19-03-2008, 01:08
الفصل الرابع عشر:
"انت وسكرتيرك، رجل طبعا، وحدكما لقضاء الصيف! برافو، وانا يجب ان اكون صبورة والاازعج العبقري وهو يعمل. ولكن رينولدر ستنديش تعرف على صوت معاونتك الشابة الصغيرة.... ولكني لن اسمح لسكرتيرة صغيرة ان تمشي على ارضي الخاصة!"
"اليك هذا التوضيح، اندري ، انا لست ملكا خاصا لاحد، هل صحيح ان ستدنديش صرخ فوق السطوح بانني وحدي مع امرأة شابة هنا؟"
ثم سكت قليلا مفكرا واضاف:" الم اطلب منك ان لا تأتي الى هنا عندما اكون اعمل؟ سترحلين غدا بنفس الفاري".
" ولكني ياعزيزي..." وبهذه اللحظة لمحت بيلي التي كانت تلف جسدها بمنشفة البحر وشعرها لايزال رطب، وهي بدون مكياج تبدو سخيفة جدا امام هذه الامرأة التي بكامل اناقتها.
قام كنت بالتقديمات، ثم اعتذرت بيلي ودخلت غرفتها لتبدل ملابسها، لكنها سمعت اندري تقول بسخرية:" اوف، ياعزيزي ، لقد اطمأنيت الان! حتى على هذه الجزيرة المعزولة، لايمكن لرجل ان يجد فتاة بائسة كهذه تناسب ذوقه!"
بائسة! ايتها الافعى الشريرة! ! وضبت السرير برجلها وبعد الدوش سرحت شعرها جيدا ولفته بالرول التي كانت قد نسيت انها احضرتها معها في قعر حقيبتها،ووضعت القليل من الماكياج الذي نسيت عادة استعماله. وعندما جف شعرها، ارتدت احد اثوابها التي ستجعل كنت يفقد عقله. ثم خرجت من غرفتها وهي ترفع رأسها عاليا، لكن صدمتها كانت كبيرة عندما وجدت رسالة لها في المطبخ.
" لقد طرقت على باب غرفتك لكنك لم تجيبي، ذهبنا الى المدينة وسنعود في وقت متأخر"
عادت الى غرفتها والحزن يملا قلبها، وخلعت ملابسها وازالت الماكياج عن وجهها وارتدت قميص نومها وتمددت في سريرها تتساءل الى اين اصطحبها كنت
الى نفس الفندق الفرنسي؟ ولكن مايعنيها من امرهما. لا ، لا يهمها كيف غادرا الجزيرة ولا ماذا يفعلان الان.
استيقظت في منتصف الليل على صوت المطر. ما هذا؟ لابد ان هذه الدخيلة اغضبت السماء عندما افسدت هدوء الجنة، وفجأة جلست في سريرها مذعورة.... هل حقا كانت تحلم بأن يدا داعبت وجهها، وانها سمعت همسا يناديها باسمها وبشفتين رقيقتين تقبلان جبينها؟
لا، انها لن تكن تحلم ، لان هذا الشرشف كان مطويا عندما نامت، وها هو الان يغطيها حتى ذقنها. لابد ان كنت دخل وغطاها، احمر وجهها وارتبكت . لابد انه رأى مقلتيها منتفخة من اثر البكاء. هل كانت اندري معه في هذه الغرفة؟ قد يكونان ضحكا كثيرا من سذاجتها.
في الصباح التالي، فاجأها كنت تعد فطورها في المطبخ.
"انا اسف بالنسبة لمساء الامس، بيلي، كنت اريدك ان تأتي معنا. لكنك كنت في الحمام، على كل حال، اندري امرأة لاتطاق، فقلت لنفسي انك قد لا ترغبين برفقتها".
"لقد فعلت حسنا."
"لقد اصرت اندري على الخروج، وكانت قد حجزت مركبا سلفا. كنت سأرفض، لكنني فكرت انها ستكون بعيدة وترتاحين منها..."
" هذا لطف منك ان تفكر بفتاة بائسة مثلي، ولكن، قل لي، هل تعرف اندري كيف تثير رغباتك دون ان تثير غضبك عليها؟" وابتعدت لتغادر المطبخ، لكنه امسك يدها وحبسها خلف ظهرها. ارادت بيلي ان تدير وجهها كي لايرى دموعها. لكنه رفع وجهها نحوه واجبرها على النظر اليه.
" هذه الجملة الاخيرة ليست جديرة بك ، بيلي."
"حقا!؟"
فنظر اليها بغضب شديد ، واحست بانفاسه على خدها، كان يبدو يقاوم
ضد نفسه... وفجأة، انحنى وتناول شفتيها بعنف واجبرها على فتحهما لكنها ظلت كالحجر.

shining tears
19-03-2008, 01:09
وعندما رفع راسه نظرت اليه باحتقار، فابتسم، وعاد وانحنى نحوها، وقلبها هذه المرة قبلة هادئة حنونة، فحاولت ان لا تتأثر... ولكن جهودها ضاعت عندما بدأ يداعب جسدها بلمساته الرقيقة. فبادلته القبل واستسلمت لرغبتها وعانقته.
ابتعد كنت وابتسامة النصر على وجهه، تحملت بيلي نظرته لحظة ثم هربت مسرعة الى غرفتها.
بعد ساعة، كانت بيلي منحنية فوق آلة الطباعة عندما دخلت اندري الى مكتبها.
"اذا، هنا انت تعملين؟ على الاقل احسن كنت باختيار هذا المكان كي تطبعين فيه بعيدا عنه..."
رفعت بيلي رأسها قليلا. ذهلت باناقة هذه المرأة لكاليفورينة.
"ليس كنت هو الذي اختار لي هذا المكان، بل انا اخترته بنفسي".
" يرغب كنت في ان ترافقينا، سنقوم برحلة بحرية...."
كادت بيلي ترفض، لكن كنت انضم اليهما.
" استعدي ، بيلي، سيصل المركب بعد قليل".
وكانت نظراته تأمرها بأن تطيع. فشعرت ان الوقت ليس مناسبا للنقاش، فاطاعته ودخلت الى غرفتها لتبدل ملابسها.
دار المركب حول الجزيرة ، ثم اقترب من الشاطئ الصخري ظلت بيلي تستند الى حافة المركب تتمتع بالهواء الذي يلاعب شعرها، وفجأة رأت بيلي خليجا صغيرا شاطئه رملي، اليس هذا هو نفس الشاطئ الذي تنزهت عليه هي وكنت حافيي القدمين.
" هل رايته؟"
صوت كنت خلف اذنها جعلها تنتفض
"رأيت ماذ؟"
| شاطئنا..... الاتذكرينه؟"
ايسخر منها عندما يصفه بأنه شاطئهما؟
لاحظ كنت ارتباكها، فوضع يده على كتفها.
" انظري جيدا، انه شاطئنا".
" مالذي يشغلكما انتما الاثنين؟" سألتهما اندري وقد اقتربت منهما.
" انه خليج صغير جميل جدا" اجابها كنت بهدوء.
تركتهما بيلي واتجهت الى مؤخرة المركب.
بعد قليل، تناولوا الغذاء في خليج كارديغان، وكان كنت قد اصر على ان يشاركهم قبطان المركب الغذاء.
في المطعم، كانت بيلي تجلس قرب كنت الذي يضغط بساقه على ساقها، فارتبكت ونظرت الى اندري، فوجدتها مشغولة بالثرثرة مع القبطان.
" امن الضروري ان تكون قريبا جدا مني؟" سألته بصوت منخفض.
لم يجبها كنت، بل ظل يسند كتفه على كتفها وساقه على ساقها، تنهدت بيلي، لماذا الطقس حار جدا هنا؟ كانت على قمة التوتر لاتعرف كيف تتخلص منه، وفي طريقهما الى المركب كادت تتعثر في سيرها، فأمسكها كنت بالوقت المناسب.

shining tears
19-03-2008, 01:10
الفصل الخامس عشر:
فأحست بيديه تحرقانها، وابتعدت عنه بسرعة، وعندما وصلا الى الجزيرة ، شعرت بيلي براحة كبيرة، واخيرا ستتمكن من الانفراد بنفسها بهدوء.
ولكن في اليوم التالي بعد الظهر، دخل كنت الى غرفتها وامرها بأن تستعد للخروج لتناول لعشاء في المدينة، لكنها رفضت بشدة، ففتح خزانتها واخرج منها ثوبا للسهرة.
" ارتدي هذا...."
" لن اخرج معكما"
" اذا لم تبدلي ملابسك بسرعة، سأمزق ثوبك هذا والبسك ثوب السهرة بنفسي...."
"لن تجرؤ على ذلك!"
لكن عندما رأته يستعد لتنفيذ تهديده تراجعت للوراء.
" حسنا، كنت ، لقد ربحت، سأبدل ملابسي، اخرج الان" ابتسم كنت واندي والقبطان يشربون كاسا.
"انظرا .... كم انت جميلة هذا المساء!" قالت لها اندري بلهجتها الساخرة.
" كنت اروي قصة مثيرة للقبطان...."
" ارجوك ، لاتقطعيها من اجلي".
عادت اندري للحديث مع القبطان، فاقترب كنت من بيلي وقدم لها كأسا ، فتناولته بيد مرتجفة.
"انت رائعة، هذا المساء بيلي".
ابتسمت بيلي وكانت تعلم انه لامجال للمقارنة بينهما وبين هذه الامرأة الفاتنة الانيقة التي لم تشاهد مثلها في حياتها.
في المطعم، كان الثلاثة يتحدثون بمرح، بينما ظلت بيلي بعيدة جدا عنهم تستند الى ظهر مقعدها شاردة الذهن تستمع الى اغنية يغنيها مطرب السهرة، وهي تتحدث عن القلب المحطم والحب الضائع ، كانت بيلي قد سمعتها مرات عديدة، لكنها لاول مرة تفهم معناها، وكأن كلمات هذه الاغنية كتبت خصيصا من اجلها.
"اذا؟"
"عفوا؟"
انه كنت ، ماذا يريد منها ايضا؟
"انها المرة الثانية التي اسألها فيها اذا كنت ترغبين بالرقص معي، بماذا كنت تحلمين؟"
"بالفعل، كنت بعيدة جدا".
"تعالي"
"لا".
" دعها كنت لاحلامها".تدخلت اندري " سأرقص معك انا."
" انها رائعة". قال القبطان المعجب وهو يتبع اندري بنظراته.
" نعم ، بالفعل"، اجابته بيلي بدون حماس.
"لقد روت لي كل حياتها، لم اكن اعلم انها مثلة مشهورة".
تفاجأت بيلي بهذا الخبر، لكنها ادركت الان سر نظراتها وابتسامتها.
" جاء دورك، الان، ايها القبطان". قالت له اندري وهي تقترب من الطاولة وكأنها تقدم خدمة كبير له.
انحنى كنت امام بيلي ومد يده نحوها، فنهضت وتبعته الى حلبة الرقص. وعندما ضمها اليه، احست بالنيران تشتعل في جسدها... وضعت يدها على كتفه محاولة جهدها ان لا تلمسه ، وتجنبت النظر اليه كي لا يلاحظ مدى تأثير يديه عليها... رقصا على انغام الموسيقى الهادئة دون ان يتبالا الكلام ، وبيلي تركز نظرها في الفراغ غير قادرة على التفكير بشيء اخر غير انفاسه الحارة على جبينها.
"هل اعجبك العشاء؟"

shining tears
19-03-2008, 01:11
" كان رائعا...." اجابته بسرعة مع انها لم تكن تذكر انواع الطعام الذي قدم على المائدة.
"كاذبة!"
" كنت! ماذا تقصد...."
" اخرسي" قاطعها واسند شفتيه على جبينها.
" استرخي بين ذراعي وحاولي ان لاتفكري باي شيء"...وجذبها نحوه فأسندت رأسها على صدره وتركت يدها تنزلق الى كتفه، واحست بأن ساقيها لم تعودا قادرتين على حملها، اذا تابع هكذا،لن تتمكن من الصمود اكثر! ستنهار وسيضطر لحملها حتى مقعدها.
ورغم ذلك، تمكنت من السيطرة على نفسها وتركته يقود حركتها على انغام الموسيقى.
عندما انتهت الموسيقى، عادا الى طاولتهما دون ان يلفظا اية كلمة، كان القمر ينير السماء عندما صعدوا معا الى المنزل بعد ان شكروا القبطان، وقبل ان تستسلم للنوم، سمعت بيلي خطوات كنت في كل الاتجاهات، وفكرت بتبدل مزاجه الغريب، لن تتمكن ابدا من فهم هذا الرجل الغريب.
تأملت بيلي تلة الاوراق المكدسة على مكتبها، يبدو ان كنت لم يتوقف عن الكتابة طوال الليل. انها بحاجة لاكثر من فنجان قهوة كي تجد الشجاعة لمواجهة هذا العمل الذي لن تتمكن من انهائه قبل حلول الظلام.
ومن حسن الحظ، لم تقترب اندري حتى الظهر، وكانت ترتدي تيورا عاري الظهر من الحرير الازرق، بينما كانت بيلي تتابع الطبع، اخذت اندري تتصفح كل الاوراق التي تركها كنت للتصحيح.
" ايمكنني ان افيدك بشيء ، اندري؟"
" اوه ، لا.... اردت ان اقوم بجولة بانتظار كنت".
"كنت؟ لابد انه نائم بعد ليلة طويلة من العمل! انظري لقد كتب خمسين صفحة!"
" لكنني خرجت لتوي من غرفته، ذكرته بأن المركب سيصل بين لحظة واخرى" اجابتها اندري بدلال.
" اي مركب؟" سألتها بيلي بدهشة.
" اتعتقدين اننا سنقضي النهار كله هنا؟ لقد طلبت من فارسي الامس ان يمر لاصطاحبنا ... الن تنضمي الينا؟"
سألتها بعد تردد.
" الافضل ان ابق هنا.... يلزمني ساعات طويلة لانهي كل هذا...."
لاحظت بيلي ابتسامة النصر على وجه اندري، في هذه اللحظات دخل كنت وهو على عادته لم يهتم كثيرا بأناقته.
" هل سنذهب؟" سألته اندري بأبتسامة ودلال.
"نحن لن نعود قبل حلول الليل، اليس كذلك يا عزيزي؟"
" لست ادري، على ماذا اتفقت مع صديقك ذئب البحر؟"
"اوه، ياعزيزي، اريد ان اكشف كل شيء في عالمك هذا كي اشعر بالقرب منك...."
وامسكت ذراعه وجذبته نحو الباب ، لكن بيلي سمعتها تضيف
"يا عزيزي ، الى متى ستبقى في هذه الجزيرة؟ الى ان تهرم....؟ انا متأكدة من ان سكرتيرتك الصغيرة ستعرف كيف تسلي نفسها اثناء غيابنا".

shining tears
19-03-2008, 01:12
الفصل السادس عشر"

ثم سمعت ضحكاتها الماجنة وتساءلت كيف تنجح هذه المرأة باستمالة كل الرجال. وتساءلت ايضا لماذا لم يصر كنت على ان تغادر الجزيرة في اليوم التالي كما اعلن يوم وصولها، انه يترك عمله المقدس من اجل مرافقتها في النزهات البحرية، ترى مالذي حصل بينهما وجعله يغير رأيه؟ هل ادرك الى اية درجة وهو يفتقدها...؟
بالطبع ، اندري امرأة يتمنى كل الرجال رفقتها، وكنت مثل كل الرجال، يكفي ان تظهر اندري حتى ينسى عمله ويصبح دليلا لها، على كل حال، كنت ليس سوى كاتب سيناريو بدون شهرة.... وقد يكون اهتمامه باندري مدروسا اكثر منه عاطفيا.
بعد ساعات، دفعت كرسيها الى الوراء، ونزلت للاستحمام بمياة البحر المنعشة، ثم تمددت على الرمال، تفكر بالمرة الاولى التي ضمها فيها كنت بين ذراعيه، وبتلك الليلة التي حملها فيها الى سريره وكادت فيها تنتمي اليه...
تزاحمت الذكريات في رأسها فتنهدت ولاحظت ان الشمس بدأت تميل للغروب.
لقد اوشك النهار على نهايته دون كنت ، ودون مزاجه المتقلب ولمسات يده الرائعة.
ادركت الان الى اية درجة كل حياتها تتمحور حوله وحول عمله . انها متعلقة جدا بهدا الرجل العنيد والطموح وتخشى ان لا تتمكن من العيش بدونه....
حل المساء، فأشعلت الفتاة النار في المدفأة كي تخفف برودة المساء، ثم تناولت كتابا وتمددت على الكنبة ، لكن كان من المستحيل ان تركز انتباهها على ماتقرأه! لم يكن بامكانها ان تزيل كنت واندري من رأسها.
نهضت ودخلت الى غرفتها وطال ارقها الى ان غلبها النعاس ونامت. ولم تستيقظ عندما عادا متأخرين.
مع طلوع الفجر، استيقظت بيلي ، فجلست في سريرها تبحث عن وقع خطوات كنت، لكنها لم تسمع شيئا، لابد انه نائم، او قد يكون لايزال على اليابسة، نهضت لتشرب كوب ماء في المطبخ، ولدى عودتها الى غرفتها تفاجأت بكنت يقف امام النافذة في غرفة الطعام.
" استيقظن؟" سألها بجفاف.
" اوه، لقد ارعبتني!" واستندت على الحائط لتلتقط انفاسها.
"لم اسمع خطواتك التي اصبحت عادة، فايقظني الصمت".
" هناك مشهد في السيناريو يتعبني كثيرا، فجئت الى هنا لاتمتع بمنظر طلوع الفجر..." وتوقفت نظراته على قميص نومها الرقيق وقدميها الحافيتين.
هربت بيلي بسرعة الى المطبخ كي تحاول تهدئة دقات قلبها المتسارعة وعندما مرت امام غرفة الطعام، كان كنت يشعل النار، فاقتربت منه بهدوء، مسح كنت يديه ببنطلونه وتقدم خطوة منها وتأملها قليلا وتوهج النار ينعكس في مقلتيها.
عضت بيلي على شفتيها ، وكنت لايبعد نظره عنها.
" هل ستعودين للنوم؟"
"لا ، لقد هرب النوم من جفوني".
ابعد كنت خصلة شعر عن وجهها، فابتسمت... كانت يد ناعمة جدا. والتقت نظراتهما من جديد، وكل واحد يبحث في نظرات الاخر عن جواب لتساؤلاته . وامتلا الجو بينهما بالكهرباء، دون اية كلمة، ضمها كنت بين ذراعيه، فاستسلمت له لاهثة ، وعندما التقت شفاههما ، احست بيلي بأن قلبها سيخرج من صدرها.... بدا وكأن الوقت توقف حولهما .... ولم تعد تشعر سوى بهذه اليدين القويتين الناعمتين اللتين تداعبان جسدها وتضمانها اكثر واكثر، احست بحراة جسده من خلال قماش قميص نومها الرقيق ، واصبح فم كنت الدافئ اكثر الحاحاً في تذوق فمها المنعش ... اجتاحتها موجة كبيرة من اللذة ، واحست تحت اصابعها بدقات قلبه القوية ... فأدركت عندئذ مدى تأثيرها عليه ، وجنون الانفعالات التي تولدها في كيانه ... ابتعد كنت لحظة ثم ضمها اليه بقوة

shining tears
19-03-2008, 01:12
اكبر ، احست بصدره يضغط على صدرها ، فضمت كتفيه وفتحت شفتيها من جديد لقبلاته ، لكن كنت ظل يقبل عنقها ويزيد من تأجيج نيرانها .
تحولت كل مشاعر بيلي الى انفعالات بركانية ، شفاه كنت ، رائحة جسده ، نعومة صدره الذهبي ، واحست بدوار ولم تعد تقوى على الوقوف ، دس كنت وجهه في شعرها الطويل .
" في المرة القادمة ، عندما تستيقظين باكراً "، قال بصوت مرتجف لاهث .
" من الافضل ان تحبس نفسك في غرفتك وتقفلي الباب جيداً ..."
ثم امسك وجهها بين يديه وتأمل شفتيها اللتين لا تزالين رطبتين ومنتفختين من اثر قبلاته وداعب خدها بحنان .
" كنت ، انا ..."
فأسكتها بوضع اصبعه على شفتيها ، كانت بيلي ترتعش بين ذراعيه .
" لم يعد يكفيني ان اضمك فقط بين ذراعي ، بيلي . ادخلي الى غرفتك فوراً ، قبل ان نفعل ما نندم عليه ..."
ودفعها باصرار نحو الباب ، لكنها ترددت قليلاً امام الباب والتفتت نحوه ، كان يستند الى المدفأة يحاول السيطرة على انفعالاته ، وكانت بيلي تعلم انها ليست بحاجة سوى لكلمة واحدة ، كي يضمها من جديد بين ذراعيه ... كانت ترغب كثيراً بذلك وهي متأكدة انه يرغب بها بنفس القوة ، بعد نظرة طويلة ، استطاعت ان تتخلص من سحر جسده عليها ، ودخلت غرفتها بهدوء .
مرت الساعات ببطء قبل ان تشرق الشمس وبيلي لم تتوقف عن التفكير بكنت . كانا قد عاشا لحظات نادرة من اللذة علمت من خلالها انها تمثل بالنسبة له شيئاً آخر اكثر من مجرد مغامرة سينساها بسرعة .
ابتسمت بيلي ، يبدو ان هذا النهار سيكون رائعاً فارتدت ملابسها وسرحت شعرها وتوجهت الى مكتبها . لكن المشهد الذي كان ينتظرها جعلها بدون صوت : كانت اندري جالسة على الكرسي وهي بكامل اناقتها تقرأ مخطوطات كنت .
حاولت بيلي ان تسيطر على غضبها وقالت بصوت ارادته هادئاً :" ماذا تفعلين بالتحديد ، آنسة الان ؟"
رفعت اندري رأسها نحوها بجفاف ثم تابعت قراءتها .
" ماذا برأيك ؟ آخذ فكرة عن دوري ، بكل بساطة !"
" دورك ..." ترددت بيلي بدهشة .
" بالتأكيد ! انوي لعب الدور الرئيسي ، وارغب في ان يكون هذا افضل نص يكتب لي . لقد سبق ان حذرت كنت بأنني سأفعل المستحيل كي احصل على هذا الدور . هل فهمت ؟ اريد هذا الدور والآن ، ارغب بقراءة هذا السيناريو وحدي . ولكني اشعر ببعض الخيبة ، ليس في هذه الشخصية شيء مهم كدور البطل . وفور عودتي سأتصل بريندلز لاعلمه بما افكر به ..."
بأي حق تسمح لنفسها بانتقاد عمل كنت ؟ فنظرت اليها بغضب شديد :
" لن تفعلي ذلك ابداً ! انه سيناريو رائع ! واذا بكيت امام المخرج ، فانك قد تؤثرين على مستقبل كنت ."
" اؤثر على مستقبل ! " رددت اندري بسخرية .
" يالك من ساذجة ، يا عزيزتي ... اتعتقدين انني اهتم ؟ ان من يسمعك يعتقد ان كنت مبتدئ مسكين ..."
" اندري ! ".
تجمدت الكلمات على شفتيها ، كان كنت يقف خلف بيلي ، والشرر يتطاير من مقلتيه ، فاقترب منها بسرعة واخذ الاوراق من يدها مهدداً .
" الافضل ان اخرج قبل ان انس انك امرأة ..."
" هكذا اذاً ! قد يكون من الافضل ان تخرج قبل ان ... نفعل مانندم عليه ." قالت بسخرية محاولة ان تقلد صوت كنت عندما كان يكلم بيلي في ساعات الفجر الاولى .

shining tears
19-03-2008, 01:13
عضت بيلي على شفتيها ، اذاً اندري سمعت ورأت كل شيء ! ولكن كيف ؟ اين كانت تختبئ !.
كان كنت ينظر الى اندري وكأنه سيخنقها لشدة غضبها ، ولكن بجهد كبير ، استطاع ان ينجح في السيطرة على اعصابه ...
" انت قادرة على القيام بأي عمل وضيع ، اندري ، اليس كذلك ؟" استفزته اندري بابتسامة ماكرة .
" صحيح ، يا عزيزي ، ولقد اكتشفت شيئاً مهماً بخصوصك انت ... اتعتقد انك وجدته اخيراً ، كنت ، الحب الكبير الحقيقي ؟"
رمقها كنت بنظرة احتقار ، انها لاتستحق الاجابة ، واتجه نحو الباب ، لكن اندري غرزت اظافرها المطلية بذراعه واستوقفته .
"كيف يمكنك ان تعتقد للحظة واحدة انها تناسبك؟"
فرفع يدها عنه بهدوء" هذا يكفي، اندري"
" اوه لا، يجب ان تسمح الي ، ياعزيزي، انت مثالي والرجال الذين من نوعك ، انا اعرفهم: كتاب حالمون.... تعتقدون دائما انه يوجد في هذا العالم المنحط القذر امرأة مثالية لاتنظر الى سواكم! ولكن اذا كنت حقا تجدها امرأة كاملة، لماذا كذبت عليها لماذا لم تقل لها انك...."
ارتبك كنت واعتقد بيلي انه سيضربها، لكنه ابتعد شاحبا كالاموات، الا ان اندري وجهت نحوه سهمها الاخير:" ستخدعك وتخونك كالاخريات، انا اقول لك هذا، وستعض اصابعك ...." لإ.
خرج دونان يلتفت نحو بيلي وصفق الباب وراءه بعنف مما جعل النوافذ ترتج، وترك الامرأتين وجها لوجه.
" انت انسانة كريهة ، اندري".
" وانت ، انت صغيرة غبية! اتعتقدين حقا ان رجلا ككنت يهتم بفتاة مثلك؟ انا وحدي استطيع ان افهمه، نحن من نفس الجزر".
" من نفس الجزر؟ اوه لا".
" بل انا اعرفه اكثر منك، ايتها المسكينة الغبية! انه طموح جدا ، مثلي تماما، هدفنا الوحيد النجاح! كما وان له ضعف عمرك تقريبا. لست بالنسبة له سوى مغامرة عابرة تسلية في وحدته على هذه الجزيرة، رجل مرهف مثله لايمكنه البقاء طويلا بدون امرأة، اذا هو يأخذ ماتقع عليه يده...."
ثم وقفت بدلال واضافت:
" انت بلهاء، ياصغيرتي.... الافضل ان تحبسي نفسك في غرفتك وتقفلي على نفسك جيدا بالمفتاح...."
كانت هذه الجملة الاخيرة كالصفعة القوية هذه الامرأة الفظيعة سمعت كل وارق همسات كنت! وشحب لون بيلي تحت تأثير الاهانة.
"نعم انت فتاة صغيرة تريد ان تدخل في عالم الكبار، ولكن هذه لعبة البالغين! اتعتقدين حقا انه لك مكان صغير في عالم كنت؟ اتعلمين فقط ماهي حياته؟ اصدقاؤه ومعارفه كلهم من المشاهير الاثرياء، طفلة مثلك ستكون كرة بين يديه فقط!"
لا، هذا كثير، اتجهت بيلي نحو الباب ، لكن صوت اندري تبعها:
" انظري الى نفسك ايتها القديسة العذراء! ماذا لديك لتقدميه لرجل مثله؟" وخرجت بكل كبرياءها وتركت الفتاة منهارة في وسط الغرفة....
ماهي كذبة كنت، ماهي الحقيقة التي يخفيها عنها؟..
انها لاتفهم شيئا! مالذي يخشى البوح به؟لم تستطع بيلي ان تتخلص من القلق الذي يخنقها، وظلت كلمات اندري ترن في اذنيها: سخيفة ، صغيرة ساذجة، كيف استطاعت ان تعتقد للحظة انه بامكانه ان يحبها؟ وبذور الشك التي زرعتها اندري في رأسها كانت تعذبها وتخنق كل محاولة منها للتعقل.

shining tears
19-03-2008, 01:14
ايمكنها ان تأمل في التغلب على امرأة كأندري؟ المعركة خاسرة سلفا. ثم دخلت المطبخ واعدت الشاي، وفجأة ظهر كنت امام باب المطبخ
"لقد اعددت الشاي، اتريد فنجانا؟" وحمدت الله الان صوتها لم يظهر توترها.
"لاشكرا، انا بحاجة للقهوة". اجابها بجفاف وجلس على الكرسي مقابلها واخذ ينظر من النافذة .
" هل سبق ان جئت الى هذه الجزيرة في الشتاء؟"
"نعم". اجابها بإيجاز، واعتقد بيلي بأنه لايرغب بالكلام، لكنه اضاف بعد تردد:" انه المكان المثالي عندما اكون بحاجة للوحدة".
"هل كانت سكرتيرتك ترافقك؟"
" هيلين؟ لم يكن بامكاني اقناعها بالمجئ الى هذه الجزيرة في الشتاء. بالكاد كانت تتحمل شهرا في فصل الصيف! على كل حال، عندما لايكون لدي شيء لتطبعه، كنت افضل البقاء وحدي. انها تعيش في كاليفورينا. وعندما كنت احتاج اليها في نيويورك كانت لا تتوقف عن الشكوى."
ارتاحت بيلي لموضوع الحديث، فليتكلم بأي شيء....
"الديك مكتب في نيويورك؟"
" لا، انا اعمل هناك في شقة في شارع بارك افاني".
" يالهي! انه ارقى شوارع نيويورك! لابد انه ينزل في شقة احد اصدقائه..." قالت في سرها.
"وماذا تفعل هناك؟"
فنظر اليها بدهشة" اقصد اي نوع من الحياة تعيشه؟ اتلتقي العديد من الفنانين والمخرجين؟" سألته من جديد.
" نعم" اجابها بإيجاز.
" وفي كاليفورينا؟ اتعرف ايضا اناسا مشاهير" تأملها كنت قليلا ثم سألها بهدوء.
" الى اين تريدين الوصول بيلي؟"
"ولا الى اي شيء". واحمر وجهها من الخجل.
" الم اقل لك بانني لا احب الكلام عن نفسي؟"
" ولكن يجب ان اعلم اكثر عنك!" واخفضت وجهها.
" يجب؟"
" نعم .... اريد ان اعرفك اكثر". ثم رفعت رأسها نحوه، والحنان الذي رأته في مقلتيه جعلها تشعر بالمثل والسعادة.
مد يده فوق الطاولة، وامسك يدها بحنان كبير. فسرت في جسدها رعشة لذيذة.
" حسنا، بيلي ، اطرحي علي كل اسئلتك، لقد تعبت من مقاومتك، قد تكون انجري على حق.... قد يكون من الخطأ ان لا اثق بك..."
شعرت بيلي بأن قلبها يدق بسرعة جنونية... الثقة... انها بداية جيدة.
" اريد ان اعرف كيف عشت طفولتك، وماذا تكتب عندما لا تكتب سيناريو. ومن هم المشاهير الذين تعرفهم في هيوليود..."
لكن هدير محرك مركب جو قاطعها، فخرجا الى الشرفة: انه بالفعل جو يصعد نحو المنزل.
" هالو! صباح الخير، سيد تايلور... انسة .... لدي رسالة لك، سيد تايلور، لقد وصلت لتوها من الولايات المتحدة، وتبدو مهمة لهذا السبب جئت فورا" وناوله مغلفا فتحه كنت فورا وشحب وجهه.
" بيلي ، ولو سمحت قدمي القهوة لجو... سأعد حقيبتي، وسأكون جاهزا بعد خمسة دقائق" قال للبحار.
" ايمكنك انتظاري؟"
" وماذا هنالك، كنت؟" سألته بيلي بقلق شديد.
" والدتي... انها مريضة يحب ان استقل الطائرة فورا الى بالم سبرينغ".
" سأرافقك". قالت اندري التي دخلت لتوها.

shining tears
19-03-2008, 01:14
" لا ، هذا ليس ضروريا"، اجابها دون ان ينظر اليها.
" ولكن بلى! اتعتقد انه يمكنني البقاء هنا من دونك؟ سأكون جاهزة بلحظة واحدة".
" كنت اعتقد ان رينولدز سيمر لاصطحابك في نهاية الاسبوع في طائرته الخاصة".
"لا، لن انتظره، سأتصل به هاتفيا".
واخيرا، فهمت بيلي طبيعة علاقتهما، وفهمت لماذا سمح لها كنت بالبقاء.... المخرج ستانديش وطائرته الخاصة هما تحت تصرف اندري، لهذا السبب يلاطفها كنت... اعدت بيلي القهوة لجو، وانضمت الى كنت في غرفته.
"ايمكنني ان افعل شيئا لك؟"
تأملها كنت قليلاً ثم تابع ثم تابع اقفال حقيبته .
" سأخذ السيناريو معي . لم يبق لدي سوى تصحيح بعض المشاهد ..."
" ايجب علي ان ارحل ؟ خاصة وانك ستغادر الجزيرة ؟"
" لا!" اجابها بحزم ، ثم حاول السيطرة على اعصابه واضاف بهدوء .
" لا ، لو سمحت ... افضل ان تبقي ، لست ادري ماذا ينتظرني هناك ، اذا كان كل شيء على مايرام ، سأعود بسرعة ولكن اذا كان الأمر خطيراً ... ولكني اتركك مع تلة كبيرة من الاوراق للطبع !"
" لا بأس ، كنت ، سأتدبر أمري ".
" انا واثق لامن ذلك ، ولكن هل ستخافين وحدك ؟"
ورفع وجهها نحوه بلطف ، فابتسمت محاولة اطمئنانه .
" لست ادري ، ولكن سبق لي ان وجدت نفسي وحيدة ، في ظروف اصعب ... سأخرج منها كالكبار ، كالعادة "
داعب كنت شفتيها بحنان كبير .
" بيلي ، هناك اشياء كثيرة ..." ثم ابتعد عنها فجأة " والآن اسمعيني جيداً ، بامكانك ان تستقلي الغاري في الصباح وتتصل بي في مرفأ الغين على هذا الرقم " وسجل رقم هاتف على ورقة واضاف .
" غداً في الساعة الثانية عشر سأنتظرك على هذا الرقم ".
" حسناً ، واذا لم استطع الاتصال بك ؟"
" سأتصل انا واترك لك رسالة مع جو فيأتي فوراً لاخبارك ".
" والتقت نظراتهما ، واخذت بيلي تصلي للسماء كي لا يقرأ في عيونها الحب الكبير الذي تكنه له .
بعد دقيقتين ، كان ينزل هو واندي وجو يحمل الحقائب ، وقبل ان يصعد الى المركب ، التفت نحو بيلي وابتسم .
" حظاً موفقاً كنت ".
" شكراً ".
وابتعد المركب ، ورغم حرارة الشمس ، اخذت بيلي ترتجف ، وظلت تنظر الى المركب حتى اختفى ، فعادت الى المنزل .
كم كانت سعيدة في الصباح ... مليئة بالامل ، كان كنت على وشك الوثوق بها ، والآن هناك شعور غريب يثقل قلبها وكأن القدر يريد ان يفسد سعادتها الحديثة .
على الطرف الآخر من الهاتف ، سمعت بيلي صوت كنت العميق .
" آلوا ".
" هذا انت ..."
وغلبها الانفعال لدرجة انها نسيت ماكانت تستعد لقوله .
" بيلي ... انا بغاية الشوق لسماع صوتك ، وكل شيء على مايرام ؟"

shining tears
19-03-2008, 01:15
" نعم !" وبالفعل كان كل شيء على مايرام باستثناء الليلة الطويلة التي قضتها في الوحدة والرعب ...
" سمعت في الراديو ان عاصفة ضربت نيو برنسويك ، هل وصلت الى الجزيرة ؟"
" نعم ... ولقد انقطع التيار الكهربائي ، لكن الشركة اكدت بانه سيتم اصلاحه هذا اليوم ".
وكانت العاصفة قوية لدرجة ان بيلي خافت على المنزل ، لكنها لم تشأ ان تزيد من قلقه ، وكانت قد اضطرت لتحسس خطواتها كالعمياء بحثاً عن الشموع ، واصطدمت بكل اثاث المنزل والجدران واسنانها تصطك ... كانت ليلة مرعبة حقاً حيث لا يسمع سوى صوت الهواء يكسر اغصان الاشجار ، لكن بيلي تشجعت على امل سماع صوت كنت .
" ولكن قل لي ، كيف هي والدتك ؟"
" لقد اجروا لها فحوصات في المستشفى ، ومن الممكن الا يحصلوا على النتائج قبل عدة ايام ، وحتى ذلك لست ادري ماذا ينتظرني ..."
" أنا آسفة من اجل والدتك كنت ..."
" بيلي ، ان ما يقلقني الآن ، هو انني تركتك ووحدك وسط تلك العاصفة ، انا اعلم كيف تكون في الجزيرة ، بيلي اذا لم يتم اصلاح الكهرباء لا ضرورة لبقائك على الجزيرة ، لا تنتظري الغاري ، اذهبي مع جو وتأكدي من الكهرباء ، واذا لم تكن قد عادت ، عودي مع جو الى مرفأ الغين ، هناك فندق مريح ستجدين فيه غرفة بالتأكيد".
" حاضر سيدي ". اجابته ممازحة .
" انا لا امزح بيلي ! لا اريد ان اعرف انك وحدك في الظلام على الجزيرة ... واذا لم اتمكن من العودة قبل ايام ..."
" حسناً ، كنت لا تقلق ، سأتدبر الامر مع جو ".
" بيلي ".
: ماذا ، كنت ، اهناك تعليمات اخرى ؟"
" لا ... لا ، هذا كل شيء ، اتصلي بي بعد غد في نفس الساعة ، سأكون بانتظارك ..."
" الى اللقاء كنت ..."
" الى اللقاء " ثم اقفل الخط .
لكن بيلي لم تترك السماعة ... الهاتف كان الصلة الوحيدة بينهما ... ولكنه بعيد ... نزلت بيلي نحو الرصيف ، وحاولت تجنب الوحول التي تركتها عاصفة الامس ، وفجأة خطرت ببالها فكرة جعلتها تركض بسرعة ، يجب ان تر جزيرة هيدن كي تتأكد ان كل هذا حقيقة وليس حلماً ، وانها حقاً تعمل مع كنت ، بانه موجود وقد تلمست يداه جسدها ...
كان جو العجوز يعمل على تنظيف المركب ، فقفزت بيلي الى المركب ، واقتربت منه بسرعة .
" اذاً ، انت مستعدة للعودة الى جزيرتك ، آنسة ؟".
" ارجوك " وكانت تتمنى لو ان هذه الجزيرة جزيرتها فعلاً ! مسح جو يديه بفوطة الى جانبه وابتسم لها .
" هيا بنا ، سأعيدك ".
وانطلق المركب ، ورغم الهواء الذي كان يعصف بشعرها ويحجب عنها الرؤية ، كانت بيلي تحاول رؤية حدود الجزيرة من بعيد ، وعندما وصلا ، ابتسمت وشعرت بسعادة كبيرة .
صعدت نحو المنزل راكضة كي تتحقق من الكهرباء بينما تفحص جو اغصان الاشجار المحطمة ، سرت بيلي كثيراً برؤية التيار الكهربائي يعمل ، ثم نزلت وطمأنت جو الذي كان يجمع الاغصان في الحديقة .
" عندما ستجف هذه الاغصان ، سيكون بامكانك استعمالها للتدفئة ".
" شكراً لك ".
" سأزورك كل يوم حتى عودة السيد تايلور ، الى الغد آنسة ".

shining tears
19-03-2008, 01:16
في اليوم التالي ، ركبت بيلي الغاري الى الجزيرة برنس ادوارد ، كانت السماء قد صفت ولا اثر للغيوم ، وكان جو مرحاً والسياح سعيدون ... لكن بيلي كانت تفتقد لكنت كثيراً ، بدونه كل شيء يبدو حزيناً بائساً ، ولا طعام للغداء الشهي الذي تناولته في قرية الصيادين .
وفي اليوم التالي ، جاء جو العجوز لاصطحابها الى مركز البريد والهاتف ، فادارت قرص الهاتف وشعرت بسعادة كبيرة عندما سمعت صوته .
" كنت ؟"
لكنه لم يجب .
" كنت ؟ ماهي اخبار والدتك ؟"
" انها بخير ، ليس هناك مايثير القلق " اجابها بصوت بارد جاف .
" انا سعيدة من اجلك ، متى ستعود ؟"
وكاد قلبها يطير من الفرح ، سيعود ، اخيراً الى جزيرتهما ! لكن جوابه كان كضربة قوية ادمت قلبها .
" لن اعود سأرسل رجلاً معتاد كل سنة على اقفال المنزل ، سيصل غداً ، اعدي حقائبك ، سترحلين صباح غد على متن الغاري ".
ظلت بيلي لحظات لا تصدق ماسمعته ، وطال الصمت المزعج الثقيل .
" ... كنت ، ولكن لماذا ؟" وبدأ نظرها يتشوش ، فأغمضت عينيها محاولة مقاومة دموعها .
" انت تعرفين جيداً لماذا ، بيلي ، نحن لم نعد نلعب الآن " اجابها بحدة ، ثم اضاف بعد صمت جديد .
" لو سمحت ، كفاك لعباً بي ..."
" اللعب ؟ انا ؟ ماذا تعني بكل هذا ؟"
" كفى ! كنت تعرفين منذ البداية ، اليس كذلك ؟"
" ولكن ماذا ؟" صرخت بيأس .
" عندما وصلت وادعيت انك جئت من اجل عمل السكرتيرة ... استعملت كل البراءة والاحتيال ، وادعيت انك لا تعرفينني ، لكنك كنت تعرفين جيداً من انا ... وصديقك المزعوم الذي يعمل في النيويورك برس ... لكنني صدقتك مع الاسف ! كنت اريد ان اصدقك ، بيلي ..."
استندت بيلي على الحائط ، وكانت كلماته تقع كالمطرقة على رأسها .
" وعندما حاولت جعلي اتكلم ، اتذكرين ؟ كنت اعلم بانك قادرة على تحوير كلماتي كي تغذي قذارتك وتنشريها في صفحات الفضائح ! ولكن لا ... كنت اعتقد انك مختلفة عن بقية الصحفيين !"
" الصحفيين ؟"
" وعندما رأيت المقال الاول في النيويورك برس ، علمت بانه لا يمكن ان يكون احد غيرك كتبه ، ولكنني مع الاسف ، استعدت ثقتي بك بكل غباء عندما جاءت اندري وقالت بان رينولدز ستنديش قال امام الجميع بانني مع سكرتيرة صغيرة مخملية الصوت ... وبأن أي احد يمكنه ان يخترع الاقاويل ..."
بدأت بيلي ترى بوضوح ... اذاً هذا ما اغضبه تلك الليلة ... كان اسمه على صفحات الجرائد !.
" ولكن المقال الذي نشر بالامس ، بيلي ! هذا كثير جداً ! عندما قرأت الاكاذيب التي نشرتها النيويورك برس والتي انتشرت في كل البلاد ! كيف تعتقدين انه كان شعوري عندما رأيت هذا العنوان : كنستون مارتن ، الناسك المتعبد في جزيرة الرعبة ! تصوري انهم يقولون بانني بعد ان قضيت الصيف مع عذراء صغيرة عدت ورميت نفسي في احضان الممثلة اندري الان ! وكل هذا تحت تعليق احكم انت ايها القارئ لم يسبق لي ان قرأت مقالاً كتب عني بمثل هذه القذارة !"
" كستون مارتن ! كنت ، أهذا انت ؟"
" يا الهي ! توقفي عن لعب دور البراءة !"

shining tears
19-03-2008, 01:16
ظلت بيلي بدون صوت ، اذهلها الخبر ، واخيراً تمزق القناع ... كنت هو الكاتب كنستون مارتن ! انه هو الكاذب المخادع ...
" انت ... انت لا يمكنك ان تعتقد بانني انا ، هذا مستحيل !" قالت له بصوت مختنق .
" احزمي حقائبك وارحلي ! امامك من اليوم حتى صباح الغد ، سترسل هيلين لك شيكاً الى عنوانك الوداع بيلي ، لقد انتهى عقد عملك ."
واقفل السماعة في وجهها ... لكنها لم تقفل ، احست بان شريط الهاتف يخنقها ... لكن الهواء الذي دخل من النافذة ساعدها على العودة الى الواقع .
هذا غير معقول ! مستحيل ! كنت ... اوكنستون مارتن ! ولكن الم يقل لها انه لا يكتب سوى سيناريوهات ؟ لا ، بل استنتجت ذلك من بعض كلماته التي كان يرميها صدفة ، لكنه لم يحاول تصحيح معلوماتها ... وجعلها تعتقد انه كاتب مبتدئ مهمل بينما هو اشهر كتاب جيله ... الرجل العابث الدون جوان ... الذي يلاحق كل الحسناوات ! ويتهمها الآن بتدمير سمعته ...
اعمتها دموعها ، فأسرعت نحو الرصيف واعادها جو الى الجزيرة ، في الليلة السوداء التي قضتها لم تشعر بشيء ، ولا بالهواء ... كل ماكانت تفكر فيه هو ان كنت لن يعود ابداً ، انتهى كل شيء ، والصيف مات ابتداءً من هذا الصباح .
قضت الليل وهي تدور في غرفتها كالحيوان الجريح ، اي اهانة ، اي ذل ! لماذا سخر منها ؟ آه ! لابد انه تسلى كثيراً بلعب دور الكاتب الصغير امامها ! كم كانت غبية ! ذلك الكاتب المشهور اللامع كان يضحك في قرارة نفسه منها ، كان بامكانه ان يقول لها الحقيقة ، ولكن لا ، فضل السكوت وتركها تتوهم ، ولكن كيف كان بامكانها ان تتكهن حقيقته بينما كان هو يهمل نفسه ويعيش منزوياً ؟.
ولكن ... بما انه كنستون مارتن ، فهي تعرف ضحاياه من النساء اللواتي قرأت عنهن كثيراً ، ولا شيء يدهشها في خوفه من الصحفيين ! وهي التي كانت تعتقد انه يحبها ...
يالها من ساذجة ! الحب! انه حتى يجهل معنى كلمة حب ، لقد كانت اندري على حق ، انهما لا يعيشان على نفس الكوكب ... بينما هي اندري رفيقة مناسبة له ، انهما الثنائي المثالي ، اوه ، فيأخذها ويتمتع بها فكلاهما من نفس النوع !.
نهضت بيلي في الصباح الباكر واثار البكاء طوال الليل ظاهر على عيونها المنتفختين ، وبعد ان اعدت حقيبتها ، قامت بجولة اخيرة على المنزل ، و اليأس يملأ قلبها ، سيصل الرجل الذي سيرسله كنت بين لحظة واخرى .
وقبل ان تغادر غرفتها ، القت نظرة اخيرة على السرير الذي قضت فيه ليال هادئة ، كانت التواليت قد اصبحت خالية ... والسرير مرتب ، ليس هنالك سوى الفراغ وكأنها لم تعش ههنا حقيقة ... ثم دخلت المطبخ ونظفت المكان ووقع نظرها على الفناجين المذهبة التي اشتراها كنت في يوم اجازتهما في المدينة ... وبحزن شديد ، اقلت خزانة المطبخ ... فقط لو كان بامكانها ان تقفل على ذكرياتها السعيدة القليلة .
ثم قامت بجولة في الحديقة ، هل سيذكرها كنت عندما سيعود من جديد الى هذه الجزيرة ؟ وعندما نزلت الى الشاطئ ، القت نظرة اخيرة نحو المنزل ، لقد انتهى الحلم الجميل ، كنت تايلور ، المخادع الكاذب ... لقد قال لها ليلة وصولها بانها ستكرهه ، وهي التي جنت على نفسها واستحقت ذلك .
وانتظرت امام حقائبها ... انها لاتنتمي الى هذا المكان ، لقد تبدد كل شيء ولم يبق سوى هذه الجزيرة ...
واخيراً وصلت الغاري ، ونزل منها رجل في الخمسين من عمره وابتسم للفتاة .
" آنسة اندرز ؟" ومد يده نحوها " جئت لاقفل المنزل ، كعادتي كل سنة ، هذه ليست اول مرة ".
ظلت بيلي صامتة ، تحبس دموعها ، ونبتسم بشرود .
" سأهتم بكل شيء ، لا تقلقي ، آنسة ، بامكانك الرحيل الآن ".
" شكراً " وصعدت الى الغاري ، واستندت الى الحافة تتأمل جزيرة هيدن للمرة الاخيرة .

shining tears
19-03-2008, 01:17
كم كانت غبية ، كانت على امل ان يعترف كنت بحبه لها في اللحظة الاخيرة ! لكن الحقيقة شيء آخر ، ابتعدت الغاري ، وكنت على بعد الاف الكيلومترات ، ولابد انه ازالها من فكره ... مسحت دموعها بعصبية ، لا ، لن تبكي ... لقد حذرها منذ البداية ، لكنها هي قبلت التحدي واضاعت نفسها وقلبها ، تنهدت بحسرة كبيرة ، فهي متأكدة انها لن تنسى كنت ونظراته المخادعة ابداً ، ستمضي سنوات طويلة قبل ان تتمكن من نسيان وجهه .
حملت بيلي حقيبتها الى الكراج .
" لقدجئت ، سيد غانون لآخذ سيارتي ".
احضر السيد غانون لها المفاتيح وابتسم لها باعجاب .
" حظاً موفقاً ، آنسة اندرز ، ستقودين سيارتك بحذر ، اليس كذلك ؟"
شكرته بيلي ، وقادت سيارتها ببطء ، وكانت ترى من خلال المرآة الامامية كل شيء يختفي خلفها الى الابد .
كان الهواء الخريف بارداً في شوارع نيويورك ، اوقفت بيلي سيارتها الجديدة امام البناية وصعدت الى شقتها ووضعت الاكياس امام الباب وفتحته ودخلت .
بعد ساعة كانت قد ارتدت قميص نومها وجلست امام شاشة التلفزيون ، وفجأة جحظت عيونها لقد ظهرت اندري الان على الشاشة برفقة ممثل شاب فاتن ترقص في احد ملاهي المدينة وسط حشد من ابناء السينما .
اطفأت بيلي التلفزيون بحركة عصبية يبدو ان العالم كله يستمر في دوارنه بدونها ... ورمت نفسها على الكنبة من جديد ، وكانت كل جهودها اليائسة في المحاولة لنسيان كنت قد باءت بالفشل ، وعادت الذكريات تؤرقها ، ولكن الى متى؟ كلما تأملت في النسيان يحصل شيء يذكرها بذلك الصيف وآلامه .
ومنذ عودتها الى نيويورك لم يحاول كنت الاتصال بها ، وقد وصلها شيك موقعاً من سكرتيرته هيلي ، لكنه لم يرسل لها اية كلمة ، كما وان الصحف خرست مرة واحدة ولم تعد تتكلم عنه .
وكان الروتين قد عاد بسرعة وتأقلمت من جديد مع جو فيرفيلد اكاديمي ، فحملت فنجان الشاي بيدها المرتجفة وتذكرت كل تفاصيل ذلك الصيف مع كنت ، انه لايستحق كل هذا العذاب الذي تعيشه ... لكنها لا تتمكن من طرده من افكارها ، يكفي ان تغمض عينيها حتى ترى قامته وابتسامته ، وتتذكر ذلك الارتعاش الذي كان يعتريها كلما لامستها يداه وشفاهه ... لا يمكن لرجل غيره ان يطفئ النار الذي اشعلها هو في كيانها ، كانت كل ليلة تعيش فيها تلك اللحظات السعيدة القليلة التي عاشتها معه ، كل لمسة كل قبلة كل لحظة حنان ... العذاب كبير جداً على قلبها الرقيق ، ولكن لماذا يجب على رجل مثله ان يدمر حياتها ؟ يجب ان تنساه وان تعيش حياتها فهي لا تزال شابة وجميلة والحياة امامها .
فجأة رن جرس الباب فانتفضت وعادت الى الواقع لابد انها جارتها التي تزورها عندما يكون زوجها مسافراً .
فتحت الباب وجحظت عيونها من شدة الدهشة .
" انت !".
كان كنت يقف امام الباب بقامته الطويلة لشدة غضبها ارادت ان تقفل الباب بوجهه لكنه منعها .
" اخرج " صرخت بحدة ، وكان قلبها يدق دقات مؤلمة .
" كما تشائين ، ولكن الجيران سيسمعون صوتي وانا اصرخ ..."
" لن تجرؤ ابداً!"
" حاولي اقفال الباب وسترين ..."
نظرات عيونه ، والتصميم الذي بدا من كلامه ، جعلها تتفهم انه سينفذ كلامه ، وهي لا ترغب باثارة فضول الجيران ، فتراجعت وسمحت له بالدخول ، اقفل كنت الباب وراءه ووقف امامها يتأملها ، كان قريباً جداً فأحست بيلي بالدوار ... ولجأت الى طرف الغرفة الأخرى ، وكتفت يديها على صدرها كي تخفي ارتجافها .

shining tears
19-03-2008, 01:17
" كيف تمكنت من العثور علي ؟".
" لا شيء اسهل من ذلك ، كان لدي عنوانك ..."
وتأملها كم اصبحت نحيفة .
" لقد نحفت كثيراً ".
" ماذا ؟ هذا مثير حقاً ..."
" كيف حالك بيلي ؟ منذ مدة طويلة ..."
" انا بخير " قاطعته بحدة " لم اكن افضل من الآن ابداً ، وانت ؟"
" انا بخير ايضاً ، أيزعجك ان اجلس ؟" اضاف وهو يجلس .
" نعم ، يزعجني كثيراً ، قل لي ، ما الذي جاء بك ثم ارحل فوراً ".
" ومن قال لك بانه يوجد سبب مميز ؟"
" سيدهشني الامر كثيراً اذا كنت قد كلفت نفسك كل هذا العناء فقط لتحي الذكريات!"
كانت على وشك البكاء هل كان يتوقع ان تقفز من الفرح عندما يزورها بعد اسابيع من الغياب ؟ كان هادئاً مسيطراً على نفسه وفاتناً جداً ... وهو الآن امامها على بعد خطوتين منها .
" لقد ذكروا اسمك ..."
" من ؟ ماهذا الذي تشير اليه ايضاً ؟"
" مقال النيويورك برس ، الذي نقلته المجلات ، وانتقدته ... ذكر فيه اسمك الم تقرأيه؟"
" بالطبع لا ! انا لم اقرأه !"
" حقاً ؟ عموماً الناس يهتمون جداًبهذه المقالات ".
احست بيلي بالغضب يشتعل في رأسها ، اذا كان قد جاء من اجل هذا ...
" اذا كان هذا كل مالديك ، اخرج فوراً ".
" اوه ! ولكن لا ! ليس بعد ".
" اسمع كنت ، انا هنا في منزلي وآمرك بان تخرج حالاً ".
واشارت بيدها نحو الباب لكنه هب واقفاً وامسك يدها ... فتسمرت مكانها ... وقد شعرت بتيار كهربائي غريب من تأثير ملامسة اصابعه ، كل شيء تزاحم في رأسها ، فتراجعت حتى الحائط ، وحاولت الابتعاد عنه ، لكن كنت اقترب ونظر اليها نظرة غريبة .
" لماذا جئت الى هنا ؟" سألته بصوت مرتجف .
" لدي مشكلة ، بيلي ... لم اتمكن من نسيان الفتاة التي قضت الصيف معي على الجزيرة ... انها تلاحقني ليلاً ونهاراً ، انها صورة عن البراءة ... جميلة جداً كالحلم ، اذاً لماذا لا يمكنني نسيانها ، طالما انها خانتني ؟"
وداعب خدها بلطف ، وارتعشت بيلي ، فأمسك ذقنها ورفع وجهها نحوه ، لا ، هذا يفوق قدرتها على التحمل ، فجف حلقها ، وتسارعت انفاسها .
" تقول اندري بانك لست سوى وصولية صغيرة تريد ان يتكلم الجميع عنها ".
" وبالتأكيد انت صدقتها ."
انه يصدق تلك الساحرة الشريرة ... ها ، اندري محقة ، انهما من نفس النوع بينما هي ، بيلي لم تكن سوى لعبة ...
" على كل حال ، بامكانك ان تصدق من تشاء ، لا يهمني ذلك ".
" ولكن اريد ان اصدقك انت ، بيلي ..."
رقة صوته فاجأتها ، ولكن وجهه ظل بارداً كذلك الوجه الذي كان يواجهها احياناً في الجزيرة ، حتى ان بدلته السوداء الانيقة تجعله غريباً عنها ، انه ليس ذلك الرجل الذي كانت تعرفه هناك ، مهملاً لنفسه ، لا يكلف نفسه عناء حلق ذقنه وتسريح شعره ، لقد اختفى كنت وحل مكانه كنستون مارتن الكاتب الناجح .
" من الافضل ان تخرج الان كنت ".
" انت على حق ... ولكني اريد اولاً ان اطرح عليك سؤالاً ".
" هل انت من كتب ذلك المقال ؟"

shining tears
19-03-2008, 01:18
كانت نظراته الحادة تخترقها ، وكأنه يريد ان يكتشف اعماق روحها ، حاولت بيلي بيأس ان تسيطر على ارتجافها لماذا انتظر كل هذه المدة ؟ كان بامكانه ان يطرح هذا السؤال على الهاتف قبل ان يتهمها ويطردها من حياته .
" لست مجبرة على الاجابة ، سؤالك مرفوض " وشحب وجهها ونظرت اليه بتحدي.
" كان امامك متسع من الوقت كي تطرح هذا السؤال ، كنت لقد استمعت جيداً لكلام اندري التي سرت كثيراً بزرع الشك في رأسك ، لم يكن من الصعب عليها اقناعك...
والآن ، تشعر ببعض الندم والشك ، هذا ممكن ... لا اريد ان العب دور الغبية واتظاهر بانني لم افهم سبب مجيئك ، ولكن فات الاوان ، كنت ، اختف من حياتي ، لا اريد رؤيتك ".
خرج كنت ، وظلت بيلي واقفة على وشك الانهيار ... واجتاحها الم كبير ، لم تكن تدري غير شيء واحد ، لن تراه ابداً ، هذه الزيارة زادت من عذابها وكأنها تتمزق وتتلاشى .
دارت الارض بها فاستندت الى الكنبة ، كيف امكنه ان يشك بصدقها ويتهمها بالخيانة؟ لو كان يحبها يحبها حقاً ، لكان علم بانها غير قادرة على مثل هذا العمل ، لكنه خرج ! لمعت فجأة فكرة في رأسها ، الم تقع في نفس الفخ الذي وقع هو فيه ؟ قبلت وعيونها مغمضة بكل ادعاءات اندري عندما قالت لها بانه لا يمكنه ان يحب فتاة بسيطة مثلها ، الم تصدقها فوراً ؟.
واذا كان هو قد داس على كبريائه وجاء لرؤيتها هذا المساء فهذا يعني انه مهتم بها ، ولو قليلاً ...
كان الباب لا يزال مفتوحاً ... وبقفزة واحدة اصبحت بيلي على السلم ، لا احد ، كنت اصبح في الشارع يفتح باب سيارته الليموزين الفخمة والسائق ينتظره فيها .
" كنت ! انتظر !"
وركضت حافية القدمين والهواء البارد يضرب وجهها ، وما ان اقتربت من السيارة حتى دفعها كنت الى داخلها .
" ايتها المجنونة ! الهواء بارد جداً في الخارج ".
ثم اقفل الباب وكبس على زر الى جانبه ، فارتفع الزجاج الغامق الذي يفصلهما عن السائق .
تأملها كنت قليلاً بحذر وريبة .
: بماذا تلعبين الآن ، بيلي ؟"
" اطرح علي سؤالك من جديد ؟"
" ماذا ؟"
" اطرح علي السؤال الذي طرحته منذ لحظات ... " ظل كنت ينظر اليها قليلاً ثم قال.
" هل انت من كتب ذلك المقال ؟"
كان الجو قد اصبح مشحوناً بينهما ... وتلألأت الدموع في عيون بيلي .
" اوه كنت! فقط لو انك بدأت من هذه النقطة ... لكن علمت بانه يستحيل علي ان اخونك ... كيف يمكنني ذلك وانا احبك كثيراً ؟".
لم يقل كنت شيئاً ، ظل عاقد الحاجبين وكأنه لا يفهم ...
" لست ادري منذ متى بدأت احبك بالتحديد ، بدون شك منذ البداية ... وعندما غادرت جزيرة هيدن ، اعتقدت انني سأموت ثم اقنعت نفسي بأنني اكرهك لانك رميتني بكل تلك الفظاعة ، كنت اقول لنفسي بانه لو كان يحبني لما صدقها هي ... ولكن عندما خرجت الآن من شقتي اعتقدت ان العالم كله انتهى ، وفتحت اخيراً عيوني ، انا احبك اكثر من كل شيء في الوجود ، ولكن هذا لم يمنعني انا ايضاً من الشك ... لقد صدقت اندري ، وفقدت ثقتي ... وفجأة قلت لنفسي قد يكون اصابك ما اصابني ..."
ظل ينظر اليها بصمت وحذر ... يال الهي ، الا يعلم كم تتعذب ؟ واجهشت بالبكاء المرير ...
" كم انا غبية ! اعتقدت انك جئت لتعقد السلام ، لتعرف الحقيقة ! كان يجب ان اعلم بانك جئت للانتقام ، جئت تنتقم مني ، اليس كذلك ، كي تزيد من عذابي ..."

shining tears
19-03-2008, 01:19
" كفى بيلي ..."
فرفعت نحوها عيونها المليئة بالدموع ... وفجأة ، فقد كنت السيطرة على نفسه ، وترك قناعه يقع ، ولمعت عيونه بالحنان .
" اوه بيلي ، انا احبك كثيراً ! اوه كم تعذبت ..."
وضمها بين ذراعيه وكأنه يخشى ان يفقدها من جديد .
" بيلي ، انا احبك ، هل تصدقينني يا حبيبتي الصغيرة ؟".
" اصدقك ، ولكن لماذا ، لماذا انتظرت كل هذه المدة ...؟".
فرفع وجهها نحوه وقبلها بكل حب وحنان .
" لأنني كنت عنيداً كالصخر ! لم اكن اريد ان اعترف بانني اهيم بفتاة مثلك !" ثم قبلها بعنف قبلة قطعتها هي بالضحك .
" تقول اندري بانني لست مناسبة لك ".
"دعينا من هذا الكلام بيلي . انا بحاجة لك ، لك وحدك ، ستكون حياتي جحيماً اذا تخليت عني ... لا ازال اذكر تلك الليلة التي وصلت فيها مبللة من المطر ... وعندما اعرتك روب حمامي وكنت ترتجفين منهكة ، عندئذ استطعت ان تسلبيني عقلي ! في تلك الليلة ، بدأت احبك ، بعمق ، ولدرجة الجنون ، منذ ان دخلت حياتي " اعترف كنت وهو يطبع قبلة على جبينها " لم اعد قادراً على تمالك نفسي ... لم يسبق لي ان التقيت بامرأة مثلك ، وعندما فهمت ما يحصل لي ، قاومت كثيراً كي لا انجرف اكثر في حبك ، لم اكن اريد ان اجرحك ، ولكن سلاحي الوحيد كان مزاجي السيء ، لانني كنت اعرف بانك لن تتأخري كثيراً في اكتشاف مشاعري ... لكنني لم انجح في جعلك تكرهينني ... انت الفتاة الوحيدة التي ملكت قلبي !"
" لو تعلم كيف اصبحت عندما اعتقدت انني فقدتك الى الابد !"
" الى الابد ... يالها من كلمة رائعة ، يا حبيبتي الصغيرة ! هل تقبلين ان تصبحي امرأتي الى الابد؟ زوجتي ، عشيقتي ، والدة اطفالي ، صديقتي رفيقتي ..."
" طباختي " اضافت بيلي ضاحكة : " انت بحاجة لطباخة ".
" هذا صحيح، طباختي ، ولكن فوق كل هذا بيلي ، اريد ان اقضي ماتبقى لي من الحياة معك ، احبك وتحبينني ".
" كنت ! هذا كل ما اريده من الحياة ! " ورمت نفسها بين ذراعيه تحلم بالسعادة .
" والسمعة السيئة التي يتهمونني بها الا تزعجك ؟"
" كنت انا لايهمني عملك ، و لانجاحك ولا شهرتك ، انك انت من احب ، لا الكاتب الذي يتصدر اسمه صفحات الفضائح ، احب الرجل الذي قضيت الصيف معه ".
" انتظرت طويلاً لاسمع هذا الكلام ... بيلي حبيبتي اختاري المكان الذي سنعيش فيه، كل ما املكه هو لك ، شاليه في سويسرا ، شقة في باريس فيلا في كاليفورنيا ، منزل في نيويورك ؟ اختاري ! اين تفضلين ان نمضي شهر العسل ؟".
وانزلقت شفاهه تحرقان عنقها .
" ولكن انت تعلمين " اضاف مبتسماً " لا تتوقعي ان نقوم بالكثير من السياحة ، لدي مشاريع اخرى ..." ونظر اليها بمكر .
" اوه ! كنت ، انا احبك ..." والتقت شفاههما ... الحياة امامهما ليكتشفا السعادة ليعيشا الحب ...
ولكن بيلي ارادت ان يبدأ شهر عسلهما في تلك الجزيرة المعزولة حيث لن يكون هناك احد غيرهما .



تـــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــت

الساعه 4:20 صباحا تاخرت بتنزيلها لان الموقع مارضى يفتح معي لمدة نص ساعه:مرتبك:

::جيد::
اتمنى الكم قرأة ممتعه واتمنى الروايه تنال اعجابكم
لاتحرموني من ردوكم الحلوه::سعادة::

لحـ الوفاء ـن
19-03-2008, 12:26
يسلمو شايننغ على الروايه الرائعه
سلمت اناملك الذهبيه

ورده قايين
19-03-2008, 12:48
تسلم ايدينك shining tears على هذه الرواية الحلوه والي ماسبق وقريتها
وأكيد حلوه لأنها من اختيارك وحابه ابارك لكم بداية المشروع بفكرته الجديده وان شاء الله دوم هالتميز ....

SONĒSTA
19-03-2008, 15:00
ألف ألف شكر على الرواية المذهلة
سلمت اناملك
::سعادة::

--------------------------

القلـ ساحرة ـوب
19-03-2008, 17:31
مشكووورة حبيبتي shining tears على الرواية الروووووعة

و تسلم الايدين اللي كتبتها

و بانتظار جديدك يا عسل ::جيد::

ريماالفلا
19-03-2008, 18:32
مهما قدمنا لكى من شكر لن نوافيكى حقكك على المجهود الذى بذلتيه ولكننا لانملك سوى الدعاء لك بكل خير وان تنالى كل السعادةالتى تستحقينها كثيرا
فانتى اسعدتينا جميعا بهذه الرواية الرائعة مثلك فالف شكر وجزاكم الله كل خير

*mero*
19-03-2008, 20:41
الصديقة المميزة شاينينغ تيرز اتمنى لك كل السعادة ياعسل لانك السعادة تسير على قدمين لك حبي يا ذوووووق

Roza Chan
19-03-2008, 20:47
الف شكراً لك أختـي shining tears سلمت يداك ويعطيك العافيه علـى المجهود الجميل والرائع ::جيد:: أنا ماقريت الروايه لسى بس شكلها نااااااااااااااايس وروووووووووووووووووووووووووووووووعه :D:D

@الصرقوعه@
20-03-2008, 03:10
وووووووااااااااااااااااووووووووووومن جد فرحتوني بالروايه صايره كاني مجنونه كل يوم وانا رازه الوجه ومطلعه العيون انتظر تنزلون الروايه واخيرا من جد مشكورين على تعبكم

...(M.A.H)...
20-03-2008, 06:28
اشكرك يا shining tears دوما انت رائعه.....

وفقك المولى ......

مسنياك
20-03-2008, 10:22
رائعه shining tears
تسلم يدينك

ماهيما
20-03-2008, 14:04
مرحباااااااااااا

روووووووووووووعة الرواية جناااااااااااااااان تسلم ايدينك shining tears ;)

نلتقي عن قريب ان شاءالله:)

هيونه المزيونه
20-03-2008, 14:29
تسلمين حبيبتي تشاينغ تريز على هذه الرواية الرائعة ..

والف الف شكر لك على تعبك معانا ..

وفي انتظار القادم بإذن الله ...

الأميرة شوق
20-03-2008, 18:30
تسلمين أختي shining tears
مع اني لسه مابديت في القراءة
مشكوره ويعطيك العافية

shining tears
20-03-2008, 23:55
مشكووووووووووووووووووووووووورين جميعا بدون استثناء على الردود الحلوه

يعطيكم الف عافية
وماتقصرون بانتظار الروايه الجديد الاسبوع الجاي
تحياتي للجميع

ماهيما
21-03-2008, 06:38
مشكووووووووووووووووووووووووورين جميعا بدون استثناء على الردود الحلوه

بس ماهيما ياريت بجد توضحي الي شنو نقل؟؟؟ لان بجد متفاجأة
يعطيكم الف عافية
وماتقصرون بانتظار الروايه الجديد الاسبوع الجاي
تحياتي للجميع


العفو شاينيغ :)

حصل سوء فهم حبيبتي,,انا توقعت انه نفس الوضع الاول يتجمع الفريق كله وتكتب الرواية بالتقسيم عليكم بالفصوول,,و وحدة منكم تنزلها على المشروع

فانا قلت يسلم ايدين اللي كتبها اقصدكم انتم كفريق,واللي نقلها انتي شاينيغ:)

ماكنت اعرف انه انتي اللي كتبتيها,,اذا كنتي كاتبة اول الرواية ماانتهبت لاني مااقرى اسم الكاتبات داايم

واسفة اذا تضايقتي مني او من كلامي:(

نلتقي عن قريب ان شاءالله

بحر الامان
21-03-2008, 08:57
shining tears
يعطيك العافيه
روايه رائعه من جد

ماري-أنطوانيت
21-03-2008, 10:57
السلاااااام السلام لكل الكرام....::سعادة::

سلمت يمناك حبيبة قلبي ((shaining tears))

على الروايه...وربي يسعدك...::سعادة::

وحصل خير على سوء التفاهم....;)

shining tears
21-03-2008, 21:38
معذر منك ماهيما لاني مافهمتك كويس
وتم تعديل الرد ومشكووووووووووووووووووورين جميعا
يعطيكم الف عافية ::سعادة::::سعادة::

pretty*princess
21-03-2008, 22:28
تسلم يدينك shining tears الرواية روووووعه زيك
http://www.mrkzy.com/uploads/50b560e89e.jpg (http://www.mrkzy.com)

عذوووب
22-03-2008, 00:10
[QUOTE=ماري-أنطوانيت;10530402][CENTER]
هلا والله عذوووب...
يلا الحمدلله هانت...وسرت متابعه معانا...:D
وتسلمين قلبي لمشاركتك...
واسعدنا جدا تواجدك معانا في المشروع..
وبصراحه...اسمك راق لي مررررررررررررره...:o



تسلمين ياغالية على ترحيبك ::سعادة::

وانا الأسعد والله اني انضميت لكم ماتدرين قد ايش اعزكم

والاسم وراعيته يا عيوني والله فداك

عذوووب
22-03-2008, 00:36
يعطيك العافية غاليتي shining tears على الرواية ::جيد::

وانتي دائما مبدعة من رائع الى أروووووووووع

ماهيما
22-03-2008, 09:23
معذر منك ماهيما لاني مافهمتك كويس
وتم تعديل الرد ومشكووووووووووووووووووورين جميعا
يعطيكم الف عافية ::سعادة::::سعادة::


مرحبا شاينيغ :)

لاحبيبتي وش دعووووة تعتذرين انتي ماسويتي شي غلط,,واحنا خوات ومابيننا شي,,صح؟؟;)

سيرة حياة
22-03-2008, 19:19
الرواية مرة حلوة يعطيكى العافية

تحياتى

Angeleyes lucy
23-03-2008, 06:12
تسلمين يا الغلا على الرواية الحلوة ويعطيك العافية

ننتظر جديدك:p

سابرينا جاك
23-03-2008, 09:17
[السلام عليكم الرواية كثير حلوة واشكر جميع الاعضاء الرومانسيات::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جي د::::جيد::

Romance Addict
23-03-2008, 21:23
:):)Hi to all of u beautiful girls. This is my first time in your group but i am a reader for A7lam and Abeer for so much time. I love the idea and I love the novels sooooooooo much. and i hope i can be a friend for all of u. Great work girls Keep on it

منتهى الدلال
24-03-2008, 09:48
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عضوة جديدة معكم ياليت تقبلو فيني وحبيت المشروع كثير كثير لأني من عشاق الروايات الرومنسيه

عندي طلب لو ممكن

قرأت زمان رواية لعبير بس ماكملتها ونفسي أقرأها من أول وجديد بس مضيعه اسمها فياليت تساعدوني ولو

كانت موجوده تنزلوها لو سمحتو أنا بحط القصه حسب مفهومي واللي يقدر يساعدني مشكووووووووووووووور

ممكن يكون اسمها الحب والانتقام او الحب والكره مش متأكده

الروايه تحكي عن اختين وحده منهم جميلة جدا والاخرى عكسها لاأحد يحبها اطلاقا ودائما ترتدي النظارات

قامت الفتاه بالتعرف على شاب يوناني الله أعلم ومن ثم هربت مع صديقها وطلبت من اختها تعتذر بالنيابة

عنه عندما ذهبت اختها للفندق حاولت ان تجرب هل بإمكانها أن تغري النادل الدي كان ابن عم اليوناني وهي

لاتعلم ومن ثم اختطفها اليوناني على السفينه وأصبحت رهينته الى أن يتأكد من حقيقة كلامها أنها ليست

أختها وأنها بريئة تماما بلييييييييييز ساعدوني لأعرف التكملة وشكرااااااااااااااا

أنتظر ردودكم بفارغ الصبر أكيد أحد منكم مجرب حالتي ....... أحس بجسمي كأنه فيه حكه من كثر ماأبي

أعرف النهاية كيف تكون

ماري-أنطوانيت
24-03-2008, 10:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عضوة جديدة معكم ياليت تقبلو فيني وحبيت المشروع كثير كثير لأني من عشاق الروايات الرومنسيه

عندي طلب لو ممكن

قرأت زمان رواية لعبير بس ماكملتها ونفسي أقرأها من أول وجديد بس مضيعه اسمها فياليت تساعدوني ولو

كانت موجوده تنزلوها لو سمحتو أنا بحط القصه حسب مفهومي واللي يقدر يساعدني مشكووووووووووووووور

ممكن يكون اسمها الحب والانتقام او الحب والكره مش متأكده

الروايه تحكي عن اختين وحده منهم جميلة جدا والاخرى عكسها لاأحد يحبها اطلاقا ودائما ترتدي النظارات

قامت الفتاه بالتعرف على شاب يوناني الله أعلم ومن ثم هربت مع صديقها وطلبت من اختها تعتذر بالنيابة

عنه عندما ذهبت اختها للفندق حاولت ان تجرب هل بإمكانها أن تغري النادل الدي كان ابن عم اليوناني وهي

لاتعلم ومن ثم اختطفها اليوناني على السفينه وأصبحت رهينته الى أن يتأكد من حقيقة كلامها أنها ليست

أختها وأنها بريئة تماما بلييييييييييز ساعدوني لأعرف التكملة وشكرااااااااااااااا

أنتظر ردودكم بفارغ الصبر أكيد أحد منكم مجرب حالتي ....... أحس بجسمي كأنه فيه حكه من كثر ماأبي

أعرف النهاية كيف تكون


هلا والله فيك حبيبتي ((منتهى الدلال))

ومراااااااااااحب فيك بالمشروع....::سعادة::

اما بالنسبة للروايه الي سألت عنها فاسمها ((البديله))

من روايات عبير القديمه....

وان شاء الله البي طلبك عن قريب واجيبلك اياها...;)

تحياتي...ماري

ماري-أنطوانيت
24-03-2008, 11:01
:):)Hi to all of u beautiful girls. This is my first time in your group but i am a reader for A7lam and Abeer for so much time. I love the idea and I love the novels sooooooooo much. and i hope i can be a friend for all of u. Great work girls Keep on it

هلا وغلا فيك ((Romance Addict))

منوره المشروع بزيارتك وطلتك....:D

وتسلمين يا قلبي على كلامك.....;)

ويكفي انك تتابعين الروايات وتطلين علينا بردودك الحلوه

عشان تكوني اخت عزيزه وغاليه لنا في المشروع.....::سعادة::

اسعدنا تواجدك جدا...

كل الود...ماري

منتهى الدلال
24-03-2008, 12:08
واااااااااااااو شكرا والله لايحرمنا منكم ومن لطفكم

فرحتوني الله يفرحكم ويسعدكم

لينا888
24-03-2008, 13:18
السلام عليكم يا احلى واروع عضوات
بصراحة حابة اشكركم كتير ع هاد المشروع وع شكله الجديد كمان
يعطيكم الف الف الف عافية
واعذروني اذا ردودي كانت قليلة لكن انا من متابعينكم الدائمين
وبالتوفيق ان شاء الله من احسن لاحسن

ماري-أنطوانيت
24-03-2008, 18:25
مســـــــــــــــاء الورد والياسمين والكادي....::سعادة::

الموعد: الأربعاء

بأنامل العزيزه: Angeleyes lucy

النوع: روايات عبير

العنوان: الفتاة اليتميه

الكاتبه: باربرا كارتلاند

الملخص:
الرواية تتحدث عن فتاة يتيمة تدعى ( ثيولا ) كانت تعمل كخادمة لسنوات عند خالها وابنة خالها حتى يقرر خالها اخذها معه حت تعمل كوصيفة بعد ان تعذر وجود وصيفات يرافقن كاترين الى كافونيا قرب اليونان لتزويج ابنته كاترين التي اختيرت كعروس لملكها النمساوي . وكافونيا كان يحكمها في السابق اسرة فازيلاس قبل ان يحتلها الاجانب ويطردوهم من ديارهم حتى يقرر الابن ( اليكسيوس ) العودة سراً الى بلده ليسترد حكم اجداده وينقذ شعبه الذي عاش بمعاناة بسبب وجوده ذاك الحاكم الاجنبي ، فحتى مستشفى للفقراء لم يكن موجود ، وكانت الضرائب ترتفع على اكتاف المواطنين بسبب اسراف الملك !
~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الأميرة شوق
24-03-2008, 23:08
مراحب جميعا
كيفكم........
أقول عاد ماري انطوانيت
ما وقع اختيارك الإ علىالفتاة اليتيمة
الصراحة قراءة الرواية
بس ماعجبتني
على العموم يعطيكم العافية
مع احترامي لكم جميعا

سلام

ماري-أنطوانيت
25-03-2008, 13:58
مراحب جميعا
كيفكم........
أقول عاد ماري انطوانيت
ما وقع اختيارك الإ علىالفتاة اليتيمة
الصراحة قراءة الرواية
بس ماعجبتني
على العموم يعطيكم العافية
مع احترامي لكم جميعا

سلام

هلا والله فيك الاميره الشوق....
بالنسبة للروايات...اترك حرية الاختيار للعضوه الي راح تنزل الروايه::جيد::
وطبعا الناس اذواق...ويمكن تعجب الغير...:D
ويكفي بس انها من يد العزيزة انجيل....::سعادة::

Lmara
25-03-2008, 23:25
مشكوره يا عمري يا شينينغ

الروايه روووووووووووووووعه وتسلمين يا قلبي
وننتظر الروايه الجايه ان شالله
بس انتم كم روايه حددتو اسبوعين ؟؟؟

وبعدين رواية الفتاة اليتيمه قبل منزلينها انتم ...

ليتكم تشوفون روايه غيرها ما تكون منزله قبل لو سمحتو يعني ....

Angeleyes lucy
26-03-2008, 07:11
الفتاة اليتيمة

الفصل الاول تدور احداثه بعام 1873


لقد كان يبدو صعباً بشكل ما حتى بعد مغادرتهم انكلترا انهم سيصلون في النهايه إلى كافونيا .
كانت السفينة التي نقلتهم من مرسيليا قد وضعت مراسيها ألان فأمكنها أن ترى جموعاً محتشدة على الرصيف منتظرين استقبال كاترين .
كان يبدو لها بمثابة الحلم أن يسمح لها بالسفر مع خالها سبتيموس بورن وابنة خالها اللايدي كاترين بورن .كانت ثيولا تعلم جيداً انه ليس العطف هو الذي جعل خالها يحضرها معه ، وإنما كان الامر ببساطه هو انهما لم يجدا فتاة تقبل بالحضور معه كوصيفه لبنته كاترين .
قالت زوجة خالها من الطرف الآخر للمائدة :" أرجو من كل قلبي أن يكون ذالك البلد هادئاً "
فقال خالها مؤكداً :" أنها كذالك طبعاً وكما تعلمين جيداً يا أديليد أن كافونيا ( كانت تابعه لليونان ) و هي بلد مستقل منذ سنوات طويلة ألان بعد أن استقرت الأمور في اليونان تحت حكم الملك جورج لم يعد هناك سبب للخوف على سلطة الملك فرديناند ( ملك كافونيا ) فها هو ذا قد حكم البلاد اثنتي عشر سنة دون مشاكل . آن شعب قانونيا مشهور بقدرته القتالية وهذا هو السبب في حذر الامبراطوريه العثمانية منهم وتركهم وحدهم فالبلاد كما ترين جبليه ما يجعلهم يحتاجون لغزو كافونيا إلى جيش ضخم بما في ذلك إلى خسارة كبيره في الأرواح "
قالت ثيولا :" لقد سبق وغزا الأتراك ألبانيا "
فقال خالها ببرود :" هذا شيء اعلمه تماماً وعندما احتاج إلى معلومات منك فسأطلبها بنفسي "
فقالت ثيولا :" اسفه خالي "
فقالت اديليد :" آن ما علينا التركيز عليه هو العثور على من ترافق كاترين . ما رأيك عزيزي في آن نطلب ابنة السيد بييربوينت إذ ندعوها لمرافقة ابنتنا كاترين !"
فجاب بغضب :"لا أريد المزيد من الرفض فقد قررت أن ثيولا هي التي يجب أن ترافق كاترين "
هتفت اديليد بذلك بصوت ينطق بالذهول " ثيولا !" .
فقال :" لا أريد المناقشة في ذالك فقد حزمت أمري سترافقنا ثيولا إلى كافونيا وستبقى هناك إلى أن نجد امرأة فتأخذ مكانها "
خافت ثيولا من أي تعليق يصدر عنها قد يضايق خالها فيغير رأيه .
وبعد أن أمضت نهاراً حافلاً بالتعب والارتباك جلست ليلاً حيث آخذت ثيولا تناجي أباها الراحل بقولها :" إنني ذاهبة إلى كافونيا يا أبي فهل أنت مسرور ؟ أنها ليست اليونان بل مدينه قريبه منها واكثر أهلها من اصل يوناني . آه يأبى كم اتمناك معي "
كانت تمر عليها لحظات كثيره بهذا الشكل منذ وفاة والديها ومجيئها لتعيش مع خالها في ويلتشاير.
كان خالها أحد أغنى أغنياء إنجلترا وأكثرهم شحاً وبخلاً . كما أن زوجته اديليد والتي كانت تدعى قبل الزواج اللايدي اديليد هولتز ملدرستين لا تقل عنه شحاً وبخلاً .
ولم تجد ثيولا في بيتها الجديد من وسائل الراحة ما اعتادته في ذالك الكوخ الصغير والذي عاشت فيه مع والديها قبل موتهما .
كانت أحيانا عندما كانت ترتجف برداً في تلك الغرف الفسيحة غير المدفأة تتمنى لو أنها ماتت معهما شاعرة بأن الكابه والتعاسة يحدقان بها .
ولكنها لم تكن تعاني من الآلام الصحية فقط فقد كانت هناك القسوة النفسية كما أخبرتها أمها الراحلة . مقدار الكراهية العميقة والتي كان شعر بها خالها نحو أخته الوحيدة ( أمها ) بسبب فعلتها وتمريخ راس أسرتها بالوحل.
كان خالها ما يزال يتعلم في اكسفورد عندما تعاقد أبوه ( جدها ) مع معلم ليعطيه دروساً خاصة أثناء عطلته إصرارا منه على أن ينجح بنيل الشهادة .
كان الأستاذ رتشارد وارين ( أبوها ) لامع الذكاء في التاسعة والعشرين من عمره . قد اختص بتدريس أعمال المشاهير كتاب الإغريق وللآتين بكل نجاح ما جعل عدداً كبيراً من الأرستقراطيين ينجحون في نيل شهادتهم النهائية على يديه . ورغم ثقافته وانحداره من أسره عائله محترمة لم يكن جدها يرى له شأنا يذكر .
وانعكس موقفه هذا على ابنه سبتيموس الذي كان لا يقل ثوره وسخطاً عن أبيه عندما تبين أن رتشارد وارين هذا قد تزوج أخته الوحيدة الأيدي اليزابيث بورن .
وبعد أربع سنوات من زواجهما ولدت سيولا فكتبت اليزابيث إلى والديها تخبرهما بولادة حفيدة لهما .
وعند إعلان مقتل اليزابيث وزوجها في اصطدام قطار ، زار سبتيموس والذي كان ألان قد ورث عن أبيه منزل خارج اكسفورد والذي كانا يعيشان فيه .
وهناك اخبر ثيولا التعسة الشاحبة الوجه بأنها من ألان وصاعداً ستعيش في منزله .
وكان سبتيموس قد تزوج عندما كان في الواحدة والعشرين وولدت له زوجته ابنه أطلق عليها اسم " كاثرين " والتي كانت اكبر من ثيولا بعام واحد . كان سبتيموس قد تزوج عندما كان في الواحدة والعشرين وولدت له زوجته ابنته الوحيدة كاترين والتي كانت اكبر من ثيولا بعام واحد .
قال لها خالها حينذاك بخشونة :" لا تظني أنني مسرور في آن تتزوج شقيقتي من رجل يحصل معيشته من وراء التعليم ..رجل أسلافه من حثالة الناس !"
فردت عليه ثيولا بحدة :" هذا ليس صحيحاً .. لقد كان والدا آبى محبين كما كانا محترمين جداً في بيدفورد شاير حيث كانا يعيشان ، وآبى نفسه كان شخصيه لامعة ككثيرين ..."
وسكتت فجأة عندما صفعها خالها على وجهها بشدة وهو ينفجر فيها قائلاً بعنف :" كيف تجرؤين على مجادلتي ! فليكن هذا واضحاً لك منذ البداية ياثيولا . حيث انك ابنة أختي ولهذا ستعيشين في منزلي على آن تطيعيني وآلا تأتي على ذكر أبيك أو أمك أمامي ..هل هذا مفهوم "
اكتفت ثيولا بأن تنظر آلي خالها وهي تشعر بصدمة تواجهها في حياتها ولكنها تعلمت أثناء الشهور التي تلت أن خالها على استعداد لصفعها كلما ضايقته وكثيراً ما كان يحدث هذا .
لم تكن تعرف من قبل آن من الممكن آن يحوي العالم أناسا مثل خالها وزوجته فأذ كانت صفعات خالها مؤلمة ، فأن لاطمات زوجته ولومها المتواصل كان اشد إيلاما مما يمكنها احتماله .
ولم تكن ثيولا قط تصورت ماهية العيش مع الكراهية .

Angeleyes lucy
26-03-2008, 07:12
فقد كان الحب محيطاً بها على الدوام الحب الذي كان يكنه والداها كل للآخر والذي يبدو انه كان يشع حولهما كلما كانا معاً ، كما كان الحب الذي كانا يسبغانه عليها يشعرها على الدوام بأنها شيء ثمين حقاً .
حاولت ثيولا كثيراً إنشاء صداقه مع ابنة خالها المتعجرفة كاثرين لأكنها وجدت ذلك صعباً .
فقد ورثت كاثرين طبيعة والديها الباردة الشعور والقسوة وتكبر فكانت لا تكترث بآي شخص آلا إذا كان في ذلك ما يعود إليها شخصياً بنفع .
وسرعان ما وجدت ثيولا أن عليها آن تدفع أجرة سكنها وطعامها في بيت خالها وذلك بأن تكون عامله عند كاثرين وتحولها آلي خادمه خاصة لها . فكانت تذهب وتجيء لإحضار الأشياء ونقلها وذلك منذ اللحظة التي تستيقظ فيها آلي آن تذهب إلى فراشها في الليل . فكانت تكوي ملابس كاثرين كما كان عليها آن تغسل لها أثوابها وتستمع آلي مدحها بنفسها ، عالمه بأن من المتوقع منها الموافقة على كل ما تقوله ابنة خالها وان الجدال معها هو حري بأن ينزل العقوبة على رأسها .
في إحدى الأيام قالت كاترين لها :" غالباً ما أرى أن لي ملامح أغريقيه "
ومنعت ثيولا نفسها بجهد بالغ من آن تقول آن هذا غير صحيح أبدا . لم تكن كاترين تشبه الإغريقيين بل كانت نموذجاً للفتاة الإنجليزي شاحبة الوجه كما أنها تتصرف بكبرياء تقرب من الوقاحة .
وكانت ثيولا تعرف عن بلاد الإغريق اكثر مما تعرفه عن آي مكان آخر في العالم . ذلك آن بلاد الإغريق كنت عشق أبيها وهاجسه الوحيد ولطالما تحدث إلى ابنته ثيولا عن أساطيرها فيريها صور شخصياتها مشعلاً في نفسها بعض ما يشعر به من حماس نحو اكثر الحضارات المعروفة في التاريخ جمالاً .
لقد علم رتشارد وارين ابنته كما علم كثيرين من تلاميذه كيف يحبون أعمال مشاهير الإغريق قائلاً لها :" لأي يمكنك أن تفهمي في الحقيقة مشاعر شعب إلا إذا تعلمتي لغته "
وهكذا تعلمت ثيولا الفرنسية والألمانية وللاتينية واليونانية رغم صغر سنها كما كانت تقراء لوالدها أعمال كبار المؤلفين وعندما كانا يتحدثان عنهم كان يستمع آلي آرائها تماماً كما كان يتوقع منها أن تستمع ألي آرائه ....
لم تكن تظن قط أن من الممكن أن يكون هناك رجل في أهمية خالها لم يقراء كتاباً قط ومع هذا كان يحكم على آي موضوع مفروغ منه دون آن يدع مجالاً لاحد بأن يجيبه .
كانت أحيانا وهي في غرفتها ليلاً في القصر مرهقة و منهمكة الجسد من المهمات الملقاة على عاتقها أثناء النهار ، كانت رغم ذلك تشعر بعقلها متعطشاً آلي مناقشات أدبيه ولاكن كان من الصعب عليها أن تجد وقتاً للقراءة ولهذا كان من المتعذر عليها القراءة أثناء الليل آما في النهار فلم يكن لديها وقت لذلك .
وكتفت ثيولا بتلاوة الأشعار في الظلام بينها وبين نفسها من بين الأشعار قطع نثريه كانت تقرأها مع والدها . وكانت تلك القطع تعيد إليها ذكرياتها الجميلة التي تبدد تعاستها .
ومع كل هذا وبعد عام من الظلمة والتعاسة إذ بها وبشكل لا يصدق تصبح في كافونيا ، وكان أقرباء والدة كاثرين والذين كانوا نمساويين هم الذين تدبرا أمر زواج كاثرين من ملك كافونيا " فرديناند " والذي هو ابن عم ملك اليونان .
وكان شعب كافونيا قد حذا حذو اليونان ودول أوربية أخرى فدعو فرداً من عائله مالكه أجنبية ليحكمهم وهكذا جعل الكافونيون من أمير النمسا فرديناند ملكاً لهم . وكانت ثيولا تعلم انهم فكروا مره في دعوة ملك ليحكمهم من اسكندنافيا .
فقد كان الملك جورج ملك اليونان والذي هو الابن الثاني لوارث عرش الدنمرك قد حكم البلاد عشر سنوات وطد فيها دعائم البلاد وجلب السلام لشعبها .
ولكن لم يكن هناك أمير دنمركي أو سويدي جاهز للحكم وهكذا اختاره عوضاً عن ذلك الأمير النمساوي فرديناند وهو من أقرباء الإمبراطور فرا نسو جوزيف النمساوي فقبل هذا العرض بحماس .. وكان من الصعب أن يعرف المرء في إنجلترا الكثير عنه سوى انه في الخامسة والثلاثون من العمر وانه قد سبق له الزواج ولكن زوجته توفيت قبل سنتين .
ورأت ثيولا ذلك مخيفاً بعض الشيء لقد قرأت عن آسرة آل هابسبورغ ما كون لديها فكره عنهم كريهة تماماً . كانت تفكر دوماً في انه لابد للملوك من آن يحاولوا فهم شعوبهم . وكانت تعلم أن هذا ما كان أبوها يقره . وسرعان ما اكتشفت صحة هذا عندما اعتلت متن السفينة لتنقلهم من مرسيليا .
وكانوا قد سافروا ( هي وخالها وابنة خالها ) في الأرض الفرنسية بالقطار تحيط بهم رفاهية بدت لثيولا مفرطة بالنسبة لما تعودت عليه من بخل خالها وتقتيره في النفقات . وكان هناك مرافق رسمي لهم ، إلى جانب ، سكرتير خالها وخادمه الخاص وخادمة لكاترين ثم هي بصفتها وصيفة . وكان طبيب أديليد قد أعلن أن صحتها لا تتحمل مثل هذه الرحلة الطويلة .
وفكرت ثيولا في مبلغ المرارة ولتي ستشعر بها الأم بعدم تمكنها من حضور حفل زفاف ابنتها ، إذ كانت تعاني من مشاكل في قلبها استمر لسنوات ، ما جعل خالها يصر على عدم المجازفة بالنسبة لزوجته .
وعندما حانت ساعة الوداع ، خيل إلى ثيولا أنها ترى لأول مرة منذ عرفت زوجة خالها ، ما يشبه الدموع في عينيها وشيء من الرقة في ملامحها القاسية .
وكانت هذه تقول لابنتها :
" انتبهي إلى نفسك ، يا ابنتي الحبيبة . سأفكر فيك دوماً وطبعاً سأدعو لك بالسعادة " فقالت كاترين بصوت خال من المشاعر :" الوداع يا أماه ."
ثم دخلت العربة بينما وقفت ثيولا بجانب زوجة خالها تقول بصوتها : " الوداع يا زوجة خالي ." .. نظرت زوجة خالها إليها وقد بدت في عينيها الكراهية وهي تقول بحدة :" عليك أن تكوني ذات فائدة لكاترين ." .. قالت ثيولا :" بالطبع ، يا زوجة خالي "
كان في صوت أديليد نبرة حاقدة ، ولم تجد ثيولا سوى أن تصعد بسرعة إلى العربة . وعندما انطلقت العربة بهم ، قال خالها لابنته :" من المحزن بالنسبة لأمك ألا تتمكن من السفر معنا " .. أجابت كاترين " أن السفر سيزيد في مرضها ما سيسبب الكثير من الضيق ." فقال خالها موافقاً :" معك حق طبعاً ، ولكن ربما كان من الأفضل أن نترك ثيولا معها ، فتكون ، على الأقل ذات فائدة " .
وخافت ثيولا ، هل من الممكن أن يعيداها في أخر لحظة ؟ ولكن كاثرين قالت :" لقد فات أوان ذلك الآن يا أبي ، هذا إلى أن ثيولا ستنفعني خصوصاً وان أميلي ستتركنا في مارسيليا ."
فقال خالها :" أن اصطحاب خادمة إنكليزية إلى مكان مثل كافونيا لا فائدة فيه أبداً ، وكما كنت قلت أنت فان ثيولا ستقوم بخدمتك إلى أن نجد خادمة كافونية تهتم بك ." ورأت ثيولا أن خالها كان محقاً في أمر واحد ، فا أميلي لن تكون ذات فائدة بكل تأكيد . ورغم أن البحر المتوسط كان هادئاً عندما أبحروا من مرسيليا ، فقد صادفتهم اكثر من عاصفة قبل أن يصلوا إلى إيطاليا ثم إلى الأدرياتيك . كان هناك عدد من الكافونيين من ذوي المراكز العليا يمثلون الملك ، وقد أعجب بهم خالها كثيراً . وكان من بين من استقبلوه ضابطاً مساعد للفيلد مارشال رئيس المرافقين .! فقال :" أننا بالطبع ،مزيج من الشعبين اليوناني والألباني ، إنما الأصل اليوناني يغلب علينا " فنظرت ثيولا إليه ثم سألته بعد لحظة : " هل هذا صحيح ؟" .. فسألها :" أتريدين الحقيقة أم ما هو ما مكتوب في كتاب المرشد السياحي ؟" .. قالت ثيولا :" أريد الحقيقة طبعاً " .. قال الرجل " أن الكافونيين شعب سعيد بطبعه إذا لم يلحقه ظلم ، فهم يحبون الضحك والتسلية والغناء ." وسكت لحظة ثم قال هامساً :" ومنذ سنوات لم يعد باستطاعتهم القيام بأي من هذا ." فسألته :" لماذا ؟" فقال لها :" أنهم يعانون الكثير الآن من شظف العيش " قالت ثيولا :" ولماذا؟" ..
بدا وكأن الكابتن بيتلوس ينتقي كلماته بعناية قبل أن يجيب قائلاً :" أولاً فرضت عليهم ضرائب ثقيلة ." قالت ثيولا :" ولكن لم هذا " قال لها " بنايات البلديات ، تحسينات ، جيش كبير " قالت " ظننتكم تعيشون بسلام مع الدول المجاورة ، من المؤكد أن تركيا لا تهددكم ."

Angeleyes lucy
26-03-2008, 07:13
فقال كابتن بيتلوس :" أن الأتراك مشغولون بحفظ الألبانيين تحت سيطرتهم . كلما اشتبكت تركيا بحرب مع دولة أوربية ، أغتنم الألبانيون الفرصة للثورة " قالت ثيولا :" وماذا عن اليونانيين ؟ هل لديهم نوايا سيئة نحو كافونيا ؟ "
قال الكابتن :" كلا . أبداً ، فالملك جورج يريد السلام ." قالت ثيولا مندهشة :" فلماذا أذن هذا الجيش الكبير !" ومرة أخرى ، بدا على الكابتن بيتلوس أنه ينتقي كلماته بعناية قبل أن يجيب قائلاً :" هنالك بعض التململ في البلاد ." قالت ثيولا " بين الفلاحين ؟" قال " انهم غالباً جائعون ، وعندما تحدث اضطرابات يهربون إلى الجبال " .. قالت " ولكن ، أليس الجيش مؤلفاً من كافونيين ؟" قال " اغلب الضباط هم نمساويون ." وقد بدا عليه أنه يريد أن ينهي هذا الحديث . ولكن ثيولا عادت تسأله :" ولكن دعوتم رجلاً أجنبياً ليحكمكم ؟ لا بد أنه كان في كافونيا في الأصل أسرة ملكية "
فقال :" لقد حكمت أسرة فازيلاس البلاد عدة قرون . ولكن عندما مات أخر ملك ، كانت هناك خلافات كبيرة وصراعات حزبية . أرجو المعذرة ، يا آنسة وارين إذ أظن أن الفيلد مارشال سيكون بحاجة ألي في مثل هذه الساعة . "
كان هناك الكثير تريد أن تعرفه . ومع ذلك فقد ابتدأت في اليومين التاليين تكون فكرة عامة عما يحدث في البلاد . وعندما وصلوا إلى الميناء كانت ثيولا واثقة من أن الناس في بلد قد أذلها القهر الذي يسببه لها أسيادها النمساويون . ولكنها في الواقع لم تكن تجد ما يكفي من الوقت للتفكير في كافونيا أو في نفسها .
كان بحر الأدرياتيك هادئاً ما جعل كاترين تترك قمرتها وتذهب إلى السطح ولكن عندما رست بهم السفينة كانت الشمس ساطعة وقد هدأت الأمواج . وعزفت فرقة كانت تقف على الميناء موسيقى ترحيبية متبوعة بالسلام الوطني الإنكليزي وذلك في اللحظة التي وضعت كاترين فيها قدمها على الشاطئ وكانت الخاتمة عزف النشيد الكافوني . لم ينتبه أحد إلى ثيولا وبينما وقف محافظ المدينة يلقي خطبة ترحيبية رسمية انتهزت هي الفرصة للإلقاء نظرة على ما حولها .
كانت قمم الجبال البيضاء من الثلج المتراكم فوقها تبهر النظر ، بينما في أسفلها انتشرت غابات الصنوبر و العرعر وكروم الزيتون وبساتين الريحان وكانت أشجار البرتقال والليمون تحبط بالبيوت الخشبية . كانت ثيولا قد اطلعت في كتاب لوالدها على الحياة النباتية والحيوانية لشمال اليونان ، فأدركت أنها هي نفسها تقريباً في كافونيا . ولكن ما أن ابتعدت العربات بهم عن ميناء كيفيا متجهة نحو العاصمة زانتوس حتى رأت ما لم تكن تتصوره قط من وفرة الزهور المختلفة الألوان .
كانت أقواس الزهور تمتد على طول الطريق مزينة بالأعلام بينما الجنود تحرس الجسر الذي مروا من تحته . كما كان هناك جموع غفيرة من المتفرجين والفلاحات في تنانيرهن الحمراء ومآزرهن البيضاء وهن يلوحن بأيديهن . أما ما وجدته ثيولا بعيداً عن التصديق فهو عدم اهتمام كاترين بكل هذا الترحيب الحار الذي يقابلها به الذي سيكون شعبها في المستقبل . وفي الواقع لم تولي كاترين سوى القليل من الاهتمام لتلك الهتافات المنبعثة من تلك الجموع المحتشدة في الطريق . فقد بدت مشغولة جداً بالحديث مع رئيس الوزراء الذي كان استقبلهم في الميناء ممثلاً للملك وقد تجاهل رئيس الوزراء هذا كلياً الكابتن بيتلوس .
أما خالها سبتيموس فقد تبعهم في عربة أخرى مع الفيلد مارشال وآخرين من ذوي المقام الرفيع في الدولة . كان المجموع ست عربات بجانب عدد من الجنود الفرسان على جيادهم تحيط بها من الجانبين وتقودهم سرية من الفرسان بينما سرية أخرى تتبعهم من الخلف .
كان الجنود في المقدمة ينتمون إلى الحرس الخاص .
قالت ثيولا : " انهم بالغوا الروعة . "
فقد ذكرتها خوذاتهم اللامعة بفرسان الحرب من قدماء الإغريق وتمنت مرة أخرى لو كان أبوها موجوداً ليراهم . تمنت ثيولا لو تلقي الكثير من الأسئلة على الكابتن بيتلوس ولكن كان من اللياقات الرسمية بالنسبة إليها ألا تتكلم إلا استجابة إلى كاترين وهكذا بقيت صامتة . وسار الموكب قرابة ساعة ، أدركت ثيولا بعدها انهم كانوا يقتربون من العاصمة زانتوس بعد أن تجاوزوا عدة بيوت في الضاحية .
بعد ذلك بدقائق قليلة ، عبروا جسراً مخفراً بالجند ومزيناً بالأزهار كان يعلو نهراً واسعاً . كانوا الآن قد اصبحوا في شوارع ضيقة تقوم على جانبيها بيوت متواضعة دهشت ثيولا إذ رأتها غير مزينة وتبدو وكأنها غير مسكونة .
كانت النوافذ مقفلة المصاريع ولأول مرة لم تر هتافات سعيدة وجموعاً محتشدة على طول الطريق كما لم تكن هناك ضمم أزهار تلقى على عربتهم . بدا وكأن الجياد أسرعت قليلاً في سيرها . وتاقت نفس ثيولا إلى أن تسأل الكابتن بيتلوس عن سبب هذه الكآبة التي تحيط بهم . وتملكها شعور كئيب لأول مرة منذ وصولهم إلى كافونيا واجتازا شارعاً فارغاً آخر حيث كان ثمة أفراد قلائل من الناس وبعض الأولاد الحفاة ممزقي الثياب يلعبون إلى جانب الطريق ، وانحرفت العربة فجأة . فقد تصاعدت صرخة أوقف الحوذي ، على أثرها ، الجياد ، وسأل بحدة : " ما الذي حدث " وفتح الكابتن بيتلوس الباب وقفز إلى الخارج ثم أجاب : " يبدو أننا صدمنا طفلة . "
فهتفت ثيولا : " طفلة؟ "
رأت فتاة صغيرة ملقاة أمام عجلات العربة . وأسرعت ثيولا تجثو بجانبها ، بدا أن الطفلة قد غابت عن الوعي بعد أن أطلقت صرختها تلك ، فقد كانت عيناها مغمضتين كما أنها لا تكاد تتنفس .
قالت ثيولا : " يجب أن تؤخذ هذه الفتاة إلى المستشفى ، فلا بد أن تحظى بعناية طبية . هل أمها هنا؟ "
ورفعت نظراتها لترى ، وقد تملكها الذهول ، أن كل الأولاد والناس الذين كانوا في الطريق قد اختفوا !
وجاء صوت من العربة يسأل بحدة : " ثمة طفلة مصابة يا سيدي الرئيس . "
قال رئيس الوزراء : " دع الأمر إذن لأبويها . "
قال الجندي : " لا يوجد أحد هنا يا سيدي . "
قال الرئيس : " ضعها إذن إلى جانب الطريق يجب إن نتابع طريقنا . " !
فقالت له ثيولا : " ناد والديها أو من يعرفها لا بد من وجود أحد في هذه النواحي يجب أن تؤخذ الطفلة إلى المستشفى . "
فقال الكابتن بيتلوس بصوت منخفض : " لا يوجد عندنا مستشفى ! ."
ونظرت ثيولا إلى المنازل المقفلة ولكن لم يستجب أحد ولكن رجلاً ما لبث أن خرج من أحدها متجهاً نحوهم ببطء . كان مرتدياً ثياباً قروية لا يمكن تحديدها .
فقالت ثيولا بارتياح : " لا بد أنه أبوها ، هل لك أن توضح له إذا هو لم يفهم كلامي إن عليه أن يحضر لها طبيباً حالاً . "
ووصل الرجل إليهم ، وإذا بالذهول يتملك ثيولا وهي ترى الكابتن بيتلوس يقول له بصوت أقرب إلى الهمس : " هل أنت مجنون ؟ إذا هم عرفوك فسيطلقون عليك الرصاص . " قال الرجل : " اعرف ذلك "
وكان الصوت عميقاً منخفضاً فتمتم الكابتن بيتلوس : " أرجوك ... " وكان في صوته نبرة خوف لم تفهم ثيولا سببها . ثم قال بصوت مرتفع : " أن أبنتك مصابة بكل أسف وهذه السيدة تقول أن عليك أن تعرضها على طبيب حالاً . "
فلم يجب الرجل .
سأل الرئيس بحدة : " من هو هذا الرجل؟ ."
فعاد الكابتن بيتلوس إلى جانب العربة وقال : " أظنه والد الطفلة يا سيدي . "
وقال الرجل الذي كان يمسك بالطفلة لـثيولا بهدوء : " أشكرك لمعاونتك؟ "

Angeleyes lucy
26-03-2008, 07:14
الفصــــل الثاني

تحركت العربة ، فاستدارت كاترين تسأله بفضول : " من هو هذا الرجل المدعو فازيلاس ؟ "
فأجاب : " إن لدى الجنود أوامر مني بأن يطلقوا النار حالماً يرونه . ولكن البعض من الحماقة بحيث يبدو أنهم لم يعرفوه . "
وحملق أثناء قوله هذا في الكابتن بيتلوس . ولكن يبدو أنه شعر بأن من غير اللائق أن يعنفه أمام الغرباء ،
فقال : " ولكن لا حاجة بك للخوف يا لايدي كاترين إنني أؤكد لك بأنه حالما نصل سيأمر الفيلد مارشال بالتفتيش عن ذلك الرجل والعثور عليه . "
واختلست ثيولا نظرة الى الكابتن بيتلوس فرأته بالغ الشحوب ما جعلها تشعر بأنه خائف . لم تستطع أن تفهم بالضبط ما الذي يجري ولكنها شعرت بأنه ذو دلالة خاصة .
اذ كان اليكسيوس فازيلاس هو في الواقع من سلالة الأسرة التي سبق وحكمت كافونيا ، فلماذا يرتدي ثياب الفلاحين؟ ولماذا يبدو أنه يسكن في حي الفقراء الذي مروا به لتوهم؟ .
لماذا كانت الأحياء الفقيرة من المدينة هادئة والشوارع مقفرة؟ .
وعندما اجتازا الموكب تلك الأحياء . عادت أقواس النصر المكونة من الأزهار والأعلام وكذلك هتافات الابتهاج والفرح . ذلك أنه من الطبيعي أن يرغب شعب كافونيا في أن يتزوج ملكهم فيستعدون للاحتفال بهذه المناسبة . مروا خلال ساحة واسعة وعدة شوارع عريضة تقوم على جانبيها منازل فاخرة تحيط بها الحدائق . وعندما اقتربوا أدركت ثيولا أنه كان في الواقع نسخة عن قصر شونبرين الملكي في فيينا . كانت النوافير تنشر في الساحة التي أمامه والحرس من الجنود كانوا يماثلون في الحيوية والحماس مجموعات الضيوف ذوي المراكز الهامة الذين كانوا في انتظارهم على درجات القصر نفسه .
حتى هذه اللحظة ، كان كل شيء يبدو وكأنه جزء من حكاية بحيث توقعت ثيولا أن يكون الملك ذا ملامح أغريقية مثل اليكسيوس فازيلاس . ولكنها ما لبثت أن تذكرت أن الملك هو من أسرة هابسبورغ النمساوية . فهو ليس بالأمير الذي توقعت أن ترى ، ولكنه رجل عادي الشكل ويشبه كاترين في مظهره البارد المتكبر الانعزالي .
وفكرت ثيولا بأنهما قد يكونان متلائمين وتبعت كاترين خارجة من العربة ثم ألقت بالتحية . كانوا يتكلمون الألمانية حيث كانوا نمساويي الأصل . وإذ أخذت الآن تفكر في كل ذلك ، لم تستطع أن تتذكر أنها قابلت شخصاً كافوني .
وفكرت في مبلغ سرور كاترين لرؤية نفسها بهذه الأهمية . ولم يكن ثمة شك في أن ابنة خالها يشملها الابتهاج لأول مرة منذ مغادرتهم انكلترا . حتى خالها نفسه بدا عليه الزهو والسرور لكل هذا التملق والإطراء له والذي لم يـتعوده .
وأخيراً عندما أصبحت كاترين بمفردها مع ثيولا في غرفة الجلوس بلونيها الأبيض والذهبي والتي هي جزء من جناح الملكة ، هتفت مبتهجة : " الحق مع أمي . سأستمتع بكوني ملكة . "
قالت ثيولا : " كنت أعلم هذا . وقد كان الناس سعداء حقاً برؤيتك . كنت أفكر في شعب كافونيا. "
فقالت كاترين : " آه ... أولئك لا شك أنهم سيبتهجون باحتفالات الزفاف التي أكد لي الملك بأنها ستستمر أياماً . "
سألتها ثيولا : " أتعلمين أنه لا يوجد مستشفى في زانتوس ؟ ." فردت عليها كاترين بحدة : " هذا لا يعنيني ، وإذا كنتِ ما زلت تفكرين في تلك الطفلة المصابة يا ثيولا فعليك أن تنسيها . "
لم تجب ثيولا . وبعد لحظة تابعت كاترين تقول : " إذا كان ذلك نموذجاً لتصرفك في هذه البلاد الأجنبية فسأطلب من أبي أن يعيدك معه إلى انكلترا وقد أفعل هذا على أي حال . إني واثقة من أن هناك سيدات نمساويات يعملن في وظيفة وصيفات . "
كانت ثيولا تعرف جيداً نوع الحياة التي تنتظرها في انكلترا ولم يكن ليخطر على بالها قط أنه بعد وصولها الى كافونيا قد تستغني كاترين عن خدماتها بهذه السرعة . فقالت بخضوع : " إني ... آسفة .. "
فقالت كاترين : " هذا ما عليك أن تشعري به ولكن حافظي على سلوك طيب في المستقبل . "
كان هناك خادمتان مشغولتان بتفريغ حقائب ثيولا ، وعندما شكرتهما باللغة الكافونية بدا عليهما السرور البالغ ونظرتا إليها باسمتين . كانت إحداهما شابة صغيرة بينما الأخرى ولتي كانت كما يبدو تدربها كانت امرأة أكبر سناً .
هتفت مسرورة : " هل تتكلمين لغتنا يا آنسة؟ ."
فأجابت ثيولا : " إني أحاول ذلك وأريد منكما أن تساعداني . أن حديثكما ألي باللغة الكافونية سيساعدني ، إذ أن هذا سيكون أسهل طريقة لتعليمي لغتكم . "
فسرت الخادمتان لهذا الاقتراح . وفي نفس الوقت كانت ثيولا تعلم مبلغ ما ستكون عليه كاترين من غضب إذا هي تأخرت في الذهاب إليها وبالنسبة إليها لم يكن من الصعب عليهما ما سترتديه .
فقد كانت أديليد كالعادة شحيحة جداً إذا كان الأمر يتعلق بإنفاق نقود على شراء ملابس لابنة أخت زوجها . كانت قد قالت لها : " لن ينظر إليك أحد يا ثيولا وكلما أقل لفتاً للنظر كان ذلك أفضل . "
ولهذا اختارت لها أرخص أنواع الأقمشة الباهتة الألوان ما جعل ثيولا تحزن كلما نظرت إليها . ومع أنها وأمها لم يكن لديهما ما ينفقانه سوى القليل ، فقد كانتا تختاران لثيابهما الألوان الفاتحة التي كانت تعجب أباها دوماً والتي كانت ثيولا تعلم أنها تلائم طبيعتها .
كانت ثيولا ، أحياناً تتساءل عما إذا كانت زوجة خالها تحاول متعمدة أن تخمد فيها ذلك الضوء الذي كان أبوها قد تحدث عنه . لقد جعلتها حياتها و المعاملة الفظة التي كانت تلقاها ، والإهانات المستمرة ، كل ذلك جعل من الصعب عليها أن تتذكر تلك الأيام السعيدة الغابرة . كان من العصب عليها أن تتذكر كل ما كان قد علمها اياه بينما هي تسرع من مكان لآخر وتطيع أمراً بعد أمر .
وسألتها أكبر الخادمتين سناً ، معترضة بذلك على أفكارها : " أي ثوب سترتدين يا آنسة؟ " . فقاومت رغبة تدفعها إلى أن ترد بحدة بأن ذلك لا يهم ، وأن ملابسها كانت تراها معلقة في الخزانة بألوانها المتنافرة والمتناقضة مع نور الشمس في الخارج ، وبياض الثلوج الباهر الذي يكلل قمم الجبال والزهور التي كانت تجعل من كافونيا حلماً رائعاً . ورغم إسراعها في العودة إلى غرفة كاترين ، إلا أنها لم تكن مسرعة بما فيه الكفاية .
فقد وجدت ابنة خالها في غاية الغضب وهي تبادرها قائلة حال دخولها : " أخبري هواته المعتوهات بأنني أريد أفضل جواربي الحريرية . "
كانت تتحدث بالإنكليزية ومع أن الخادمات لم يفهمن ما كانت تقوله إلا أنهن كن يميزن السخط في لهجتها . ورأتهن ثيولا خائفات . كانت واثقة من أنهن كن يبذلن غاية وسعهن في سبيل إرضائها . ولكن كاترين كانت ضيقة الصدر كالعادة وكانت تتوقع أن تعلم الخادمات ما تريده بشكل سريع دون أن تكلف نفسها عناء الإفصاح بوضوح عما تريده . وعثرت ثيولا على الجوربين بسرعة ، وأخبرت الخادمات بلغتهن كيف تريدهن سيدتهن الجديدة أن يخدمنها . وسرعان ما كن يبتسمن ويسرعن بالامتثال لإرشاداتها ، بينما تحسن مزاج كاترين وهي تنظر إلي صورتها في المرآة . قالت : " هذا الثوب يلائمني تماماً ولا أظن أنه سيماثله ثوب أية امرأة أخرى . أنا أنوي أن أحضر كل أثوابي في المستقبل من باريس . "
فقالت ثيولا : " إنها باهظة الثمن . "
فنظرت كاترين إليها بدهشة وسألتها : " ولماذا يزعجك ذلك؟ إن هذا الأمر لا يؤثر علي قطعاً . "
فأجابت ثيولا : " إن هذا يعني زيادة الضرائب على الشعب ، ويمكنك أن تتصوري كم كان عليهم أن يدفعوا في السابق . " . وكان في صوتها نبرة عدوانية .
وتمكنت ثيولا بجهد من أن تمتنع عن القول إن مثل هذا الإسراف البالغ هو شيء غريب جداً بالنسبة لكونهم لا يستطيعون بناء مستشفى . ولكنها كانت تعلم أن ليس ثمة فائدة من قول مثل هذه

Angeleyes lucy
26-03-2008, 07:17
الأشياء لكاترين التي كان كل اهتمامها موجهاً إلى نفسها ومظهرها الخاص . وتذكرت ثيولا مظاهر الفقر المتجلية في غرفة ذلك المنزل الذي نقلت إليه الطفلة المصابة . لم يكن ثمة من الأثاث سوى كرسيين خشبيين ومنضدة وسرير في إحدى الزوايا كما بدا لها من مظهر الأم والطفلة معاً أنهما تعانيان من سوء التغذية . لقد أدركت جيداً ما الذي كان يعنيه الكابتن بيتلوس بقوله ذاك بأن الشعب هنا تسري بينه حالة من التململ وعدم الارتياح .
لقد كانت سألت إحدى السيدات : " هل أنتِ تعيشين هنا منذ زمن طويل؟ "
فأجابت السيدة : " لقد جئت الى كافونيا منذ عشر سنوات . ان الحاكم يريد أن يحيط به أهل بلده."
فسألتها ثيولا : " ألم يهمك الابتعاد عن وطنك؟ "
فأجابت السيدة : " كنت أشعر أحياناً بالشوق إلى الوطن . ولكننا أصبحنا الآن مجموعة كبيرة هنا ، وعدد كبير منا جمعت بينهم أواصر القرابة والنسب المختلفة ذلك أن الجو في كافونيا رائع الجمال وأنا دوماً أقول لزوجي بأن ذلك يشكل ميزة عظيمة هنا . "
وأدركت أنهم رغم الاحترام الذي أبدوه لها لأنها ابنة أخت سبتيموس بورن وابنة عمة كاترين ، فان مظهرها لم يعجبهم وكذلك معاملة أقاربهم لها . وهكذا اقتنعت بأنها لن تلبث أن تفقد في نظرهم أي اعتبار لها أو أهمية . وما لبثت توقعاتها أن تحققت ذلك أن لوم كاترين الحاد لثيولا وتأنيب خالها لها الذي يقرب الإهانة وذلك أمام الآخرين ، سرعان ما لفت أنظار بين الطبقات من النمساويين . كان أهالي فيينا مشهورين بحبهم للرسميات والتي كانوا يبالغون فيها إلى حد لم يكونوا يرفعون كوباً إلى شفاههم دون الخوف من خرق نوع من قواعد المجاملات .
قالت كاترين لثيولا : " قيل لي أن من قواعد السلوك في فيينا بالنسبة للسيدات أن يتناولن الطعام مرتديات القفازات . "
فهتفت ثيولا : " يا للسخافة لا أستطيع تصور شيء أكثر صعوبة من هذا . لابد أن هذا العرف الاجتماعي ابتدعته ملكة ذات يدين قبيحتين . "
فقالت كاترين : " لقد أخبروني بأن الملكة اليزابيت ملكة النمسا قد أدلت بهذه الملاحظة . "
فقالت ثيولا : " حسناً ، أرجو أنك لن تقترحي مثل هذا الأمر هنا . "
فأجابت كاترين : " ربما أفكر في هذا الأمر . "
كانت كاترين كما لاحظت ثيولا تزداد تشبهاً بالتقاليد الرسمية يوماً بعد يوم وأدركت أنها تتعلم ذلك . عندما دخلت ثيولا إلى غرفتها وجدت الخادمات يبكين ففكرت في أن كاترين لابد ضربتهن كما كانت أمها تضرب ثيولا عندما كانت في القصر . وحيث أن كاترين كانت قليلة الصبر في تعليم خادماتها أي شيء فقد توقعت من ثيولا أن تكون في خدمتها في كل لحظة ممكنة . وإذا كانت ثيولا في منزل خالها قد استطاعت أن تجد شيئاً من الفراغ فأنها مع كاترين ابنة خالها أصبحت لا تكاد تجد لحظة منه . ولهذا كانت واثقة أنه من غير المحتمل أن تعيدها كاترين بعد الزفاف إلى انكلترا مع والدها إذ لم تكن تتصور أن باستطاعة كاترين الاستغناء عنها وكان في هذا راحة لها .
سألت الكابتن بيتلوس مرة : " ألا نذهب أبداً للتفرج في أنحاء مدينة زانتوس أو خارجها؟ "
فأجاب : " نادراً جداً وليس في مثل هذا الوقت من السنة . فالسيدات يعتبرن الجو فيه شديد الحرارة . "
فقالت : " كم أحب التنزه في النواحي الريفية . "
أجاب الكابتن : " قد تحصل لك فرصة لذلك بعد حفلة العرس ، ولكنك اذا اقترحت ذلك الآن فستلقين كثيراً من المعارضين لأنه ليس هناك من يذهب للنزهة . "
فتنهدت ثيولا ثم قالت : " قد أبدو مدللة إذ أقول إنني أجد نفسي كالمسجونة ."
فأجاب الكابتن بيتلوس : " غالباً ما ينتابني أنا نفسي مثل هذا الشعور . ولكن بإمكاني الذهاب عندما يشرع الفيلد مارشال في تفقد الجند في النواحي الأخرى من البلاد . "
فقالت باكتئاب : " ما أكثر الأشياء التي أتوق لرؤيتها . " كانت تفكر في الجبال والأزهار والوديان والغابات الكثيفة التي علمت أنه يعيش فيها أنواع الحيوانات المختلفة . وقال الكابتن يقترح عليها : " عليك أن تقنعي ابنة خالك ، عندما تصبح ملكة بالقيام بالنزهات وحتى رحلات الصيد . " ولكن ثيولا كانت واثقة من أنه كان يعلم أن كاترين لا تحب القيام بأي عمل من هذا النوع . والتلهي بأخبار المغامرات والشائعات والتسليات المحاكة التي تقام في القصر يوماً بعد يوم . وحدثت ثيولا نفسها بأن الخطأ بالنسبة إليها أن تتذمر أمام حسن حظها الذي جعلها تبتعد عن خالها وتأتي إلى هنا . ولم تكن قد رأت خالها إلا قليلاً ، بسبب كثرة الأشخاص الذين كانوا يحتفون به ولكنه أرسل يطلبها وذلك قبل يومين من الزفاف .
دخلت إلى غرفة الجلوس كاترين حيث كان بانتظارها وقد داخلها شعور مفاجئ بالتوجس خوفاً من أن يكون قد قرر أخذها معه إلى انكلترا .
قال حال دخولها الغرفة : " أريد أن أتحدث إليكِ يا ثيولا . "
فقالت وقد تملكها الخوف : " نعم يا خالي . "
فقال خالها : " سأغادر هذا البلد في اليوم التالي للزفاف وحيث أن كاترين تشغلك بشؤونها على الدوام ، فقد لا تحصل لي فرصة أخرى للتحدث إليكِ . "
قالت : " هذا صحيح يا خالي . "
لم يكن يبدو عليه وكأنه ينوي أخذها معه فانتظرت وقد خف توجسها قليلاً .
فقال : " ستبقين في كافونيا إلى أن تستطيع كاترين الاستغناء عنك ولكنني أريدك أن تفهمي جيداً ما سأقوله لك . "
قالت : " وما هو يا خالي؟ "
قال : " عليكِ أن تتبعي في تصرفاتك كل آداب الحشمة والسلوك . "
فحملقت ثيولا به وقالت : " لا أفهم ... شيئاً . "
فقال : " إذن ، فدعيني أكن واضحاً معك . سواء كنت تعيشين في انكلترا أم في كافونيا ، فانكِ ما زلت تحت وصايتي ولهذا لا يمكنك يا ثيولا أن تتزوجي دون رضائي وهذا ما لا أنوي منحك إياه."
قالت : " حتى وأنا ... هنا يا خالي؟ "
فأجاب : " حيثما تكونين وكما كنت أخبرتك من قبل . "
قالت : " نعم .... يا خالي . "
فقال : " إذن ، فهذا كل ما أردت قوله لك . انك محظوظة جداً لأن كاترين بحاجة إلى خدمتك لها وإلا لما كنتِ هنا هذه اللحظة وما كنت لأغادر من دونك . "
وما أن قال خالها ذلك ، لم تستطع أن تصدق أنه كان يقصد ما يقوله حقاً وأن عليها ألا تتزوج أبداً.
وبدا لها من غير الممكن أنه لم يكن يفهم أي رجل غير عادي ما كانه أبوها . ذلك أن كل شخص في جامعة اكسفورد كان يتحدث عن نبوغ رتشارد وارين . وقد كان وقع عليه الاختيار ليكون ( فتى الجامعة ) إذ لم يكن هناك في جامعته من لا يكن له الإعجاب والاحترام معاً لعلمه الجم ، والحب للآخرين . وعندما توفي ، تلقت ثيولا مئات من رسائل التعزية والثناء عليه وهذه لم تجرؤ قط على أن تريها لخالها إذ كانت واثقة من أنه سيرفض قراءتها ويحرمها دون شك من سرور الاحتفاظ بها . كل ما كانت تملكه في بيتها وما كانت تشعر بأنه لها قد بيع عند موت والديها أو القي به بعيداً . ذلك أن خالها لم يسمح لها بأن تحضر معها أي شيء حتى النقود التي كان قد خلفها لها والداها على قلتها قد صودرت منها . وعندما كانوا يستعدون للسفر إلى كافونيا قالت له : " هل لك أن تعطيني شيئاً من النقود يا خالي؟ إنني بحاجة إليها لاحتياجاتي الخاصة . "
فسألها بلهجة عدائية : " وما هي احتياجاتك تلك؟ "
قالت : " ربما ... ربما رغبت في شراء بعض الثياب لي من وقت لآخر أو في إعطاء إكرامية لخادم . "
فقال خالها : " حيث أنكِ لن تتميزي كثيراً عن الخدم ، فهم لن يتوقعوا ذلك منكِ أما بنسبة إلى الثياب فلا شك أن كاترين ستمدك بما تحتاجينه . "
فقالت : " ولكن ليس بإمكاني أن أسير وحقيبة يدي خالية . "
فأجاب بحدة : " إذن لا تحملي حقيبة يد . "
فرأت أن خالها يعرضها لموقف بالغ الإذلال ولكن التعزية الوحيدة التي كانت لديها هي في ثلاثة جنيهات ذهبية كانت تخبئها في علبة صغيرة .
كان والدها قد منحها إياها في أحد ذكرى مولدها لأن كل واحد منها كان يرمز إلى مناسبة هامة في حياتها .
الاول كان مؤرخاً في سنة 1855 وهو عام مولدها ، والثاني في سنة 1868 وهو نيلها أول شهادة مدرسية ، والثالث في العام الذي بلغت فيه الخامسة عشرة ، فأعطاها الثلاثة معاً .
حينذاك قالت لها أمها : " عندما يصبح لديك ما يكفي منها يا حبيبتي سنجعل منها سواراًً لك . "
فأجابت ثيولا : " كم سيكون ذلك جميلاً يا أماه . "
ولكن لم يكن هناك المزيد من الجنيهات وأصبحت هذه الثلاثة الآن هي كل ما تملك من نقود . وكانت قد نوت ألا تنفقها إلا في الأحوال الطارئة الضرورية . وهكذا في غمرة حزنها ، لما أصاب تلك الطفلة حين دخولهم المدينة ، تركت لها واحداً من تلك الجنيهات في ذلك المنزل الذي يطل الفقر من جوانبه .
ولم تندم على ذلك ، بينما في نفس الوقت كانت تتساءل عما سيحدث لو أنها أرغمت على أن تطلب من كاترين ثوباً جديداً في الوقت الذي كانت تعلم فيه أنها لا تقل بخلاً وشحاً عن والديها .
قالت كاترين وهما تصعدان إلى الطابق العلوي : " لم يعد أمامنا سوى يومين فقط ."
فسألتها ثيولا : " هل أنتِ تنتظرين يوم عرسك بشوق؟ "
ألقت ثيولا بهذا السؤال مترددة ، راجية ألا تظن كاترين بها السفاهة . وفي والواقع لم يكن هناك ما يمكنها قوله . ذلك أن كاترين لم يكن يهمها مشاعر أو بالأحرى آلام الشعب ، وبعد فهي نفسها لا تعرف الكثير عنهم . فالغرفة التي يتجلى فيها الفقر والتي رأتها في ضاحية العاصمة زانتوس ، وما كانت سمعته من تململ الفلاحين خارج المدينة جعلها تكون فكرة كاملة عن الوضع .

Angeleyes lucy
26-03-2008, 07:19
الفصـــــــــل الثالث

وفي الصباح ، بدأ الاكتئاب على الخادمة ماغارا . فسألتها ثيولا : " ما بك؟ هل حدث شيء لا تريدين إخباري به؟ . " أجابت المرأة : " إننا قلقون نوعاً ما يا آنسة فهناك شائعات تقول بأن الجنود ينوون مهاجمة المدينة . "
سألتها ثيولا بسرعة : " ألم يقل الجنرال شيئاً؟ "
قالت ماغارا : " لم يقل شيئاً يا آنسة وهذا ما جعلني أظن أن الناس يقولون ذلك لشدة خوفهم . " وسكتت قليلاً ثم عادت تقول : " هناك كثيرون في المدينة يقولون أن اللايدي كاترين كانت هي الأميرة القادمة من وراء البحار والتي ستجلب معها السلام والازدهار . "
ولا بد أن الوقت كان الوقت قرابة الظهر عندما سمعت نقراً على الباب وإذ ظنت أن ماغارا آتية بصينية الغداء ، أجابت قائلة دون أن تدير رأسها : " أدخلي . "
وعندما لم تسمع صوت ماغارا تتكلم ، نظرت حولها فتملكتها الدهشة ( بعد أن رأت الجنرال فازيلاس أمامها .)
قال بعد لحظة : " أحب أن أتحدث إليك يا آنسة وارين . "
ساد صمت شعرت ثيولا منه أنه كان يختار كلماته بعناية ثم قال : " إنني أعرض عليك أمراً ، يا آنسة وارين . وإذ أعلم جيداً ما سيقومون به من دمار ، فأنا لا أستطيع أن أسمح لهم بالقتال في شوارع زانتوس وما سينتج عن ذلك من موت الكثير من المدنيين وخاصة النساء والأطفال . "
فسألته ثيولا : " وماذا بإمكانك أن تصنع إذن؟ "
أجاب : " إنني أنوي أن أعترض سبيل قوات الغزاة قبل أن يصلوا إلى المدينة . في هذه اللحظة . هناك عدد كبير من القرى الجبلية حول الطريق الوحيدة بيننا وبين اليونان . "
قالت : " هل تعني أنكم ستكمنون لهم ؟ "
أجاب : " هذا ما أرجو أن أتمكن من القيام به . وهو بصراحة ، الخيار الوحيد الذي أمامنا . هنالك طريقة واحدة مؤكدة تمنع أي رجل من الجيش الكافوني من اعتراض طريقك . "
قالت : " وما هي تلك؟ "
قال : " هي في أن تنتمي ألي . "
كان الجنرال يتكلم بالإنكليزية ، ولكن ثيولا اندهشت وكأنها تشعر بأنه لا يمكن أن يعني حقاً ما يقوله .
لكنه أضاف يقول بسرعة وكأنه خشي من أن تسئ فهم ما يقول : " إنني أقترح يا آنسة وارين أن نعقد زواجاً . وبصفتك زوجتي ، ستكونين في أمان . "
فقالت : " أظن ... يا جنرال أن لديك سبباً ... يدفعك إلى أن تطلب مني أن أكون زوجتك . "
فتوقف الجنرال عن السير ونظر إليها بحدة : " هل لديك ميزة الجلاء البصري يا آنسة وارين؟."
فأجابت : " لقد أخبرتني ماغارا بأن القلق يتملك الناس لأنهم يعتقدون بأن الأميرة التي ستأتيهم كما اخبرهم رئيس الوزراء من وراء البحار هي كاترين وأن وجودها سيجلب لهم السلام."
فقال الجنرال : " لقد كان رئيس الوزراء بالغ الدهاء في كلامه . إن كل تاريخنا هو مؤسس يا آنسة وارين على الأساطير."
فقالت ثيولا : " إنني لست أميرة . " وتذكرت أن كاترين قد سبق وقالت نفس الشيء وخيل إليها في هذه اللحظة وكأن أباها يكلمها ويخبرها بما عليها أن تفعل ، ويساعدها لأنه يتفهم أكثر من أي شخص آخر مقدار حاجة الكافونيين إلى ذلك . لقد بدا كل شيء أمامها بعيداً عن التصديق أو لعله جزء من حلم! ومع ذلك فقد كانت تعلم أن كل ما قاله الجنرال كان مبنياً على المنطق .
كانت قد رأت الجموع يحملون صور كاترين ، فاستغربت في ذلك الحين مبلغ ما يعنيه ذلك لهم . ذلك أنها كانت فطنة بالغة من رئيس الوزراء أن يضمن نجاح زفاف الملك شعبياً ، وذلك بربط عروسه بقصة قديمة صدقها كل كافوني كما رأت ثيولا.
ورغم أنهم كانوا على استعداد لاتباع اليكسيوس فازيلاس حيثما يقودهم ، فلا بد أن يكون هناك دوماً البعض ممن سيتساءلون عما إذا كانت آمالهم بالسلام والسعادة قد ذهبت مع كاترين .
وحدثت نفسها قائلة : يجب أن يرتاحوا لي يجب أن يكونوا واثقين من أنني سأحاول مساعدتهم قدر استطاعتي . وفكرت ثيولا بأنهم سيجدون تحت سلطة الجنرال فازيلاس كل السعادة والأمان .
وكانت ما تزال واقفة في غرفة الجلوس ، ظهرت ماغارا راكضة نحوها ، وهي تهتف قائلة :" أ صحيح هذا يا آنسة؟ هل صحيح أنكِ ستتزوجين الجنرال هذا المساء؟ " . فأجابت ثيولا : " نعم هذا صحيح . "
قالت : " لا أستطيع تصديق ذلك يا آنسة ، ولكنها أخبار رائعة إنه ما أتمناه لك بالضبط "
سألتها ثيولا : " وكيف علمت بذلك؟ "
فأجابت : " لقد أخبرني بذلك ، وأظنه الآن قد ذهب إلى الساحة ليخبر الناس . إن هذا سيسعدهم جداً . انهم يحبون حفلات الأعراس وقد ابتدأت بعض النساء يشكين من حرمانهم من التفرج على عرس كاترين الذي ألغي . "
قالت ثيولا : " ماغارا ، ليس لدي ما ألبس . "
فردت ماغارا بدهشة : " ليس لديك ما تلبسيه؟ ولكن الخزانة مليئة بالثياب وهناك ثوب زفاف بالغ الجمال . "
فهتفت ثيولا : " آه بالطبع ثياب كاترين "
كانت قد نسيت حقاً أن ثياب كاترين ما زالت هناك ولم يخطر لها قط أن بإمكانها أن ترتديها .
وقالت ثيولا : " أظنها بقياسي "
كانت تتكلم وهي تتساءل عما عسى أن تقوله زوجة خالها إذا هي علمت بأنها ترتدي ثوب زفاف ابنتها . وتذكرت كذلك كلمات خالها عندما قال لها بأنه لن يمنحها إذناً منه لكي تتزوج .
كان في الحقيقة أحد أجمل الأثواب التي رأتها ثيولا في حياتها ، وكانت تعلم كما كانت والدة كاترين قد قالت بأنه كلف مبلغاً باهظاً .
كانت تحمل بيدها باقة صغيرة من الورود البيضاء كانت ماغارا قد ناولتها لها في آخر لحظة . ورأت ثيولا عربة مفتوحة تنتظرهما أمام باب القصر وكانت مزينة بالأزهار ، كما كانت تحيط برقاب الجياد التي تجرها عقود الأزهار .
سارت بهم العربة ببطء في الطريق الواسع الطويل الذي يقود إلى الساحة . وعندما وصلا إليها ، رأتها ثيولا محتشدة بالجموع كما كان الامر حين وصول كاترين ، ولكن ثمة شيء مختلف الآن لم تستطع تفسير ذلك الاختلاف في البداية فقد كانت الهتافات الآن تتصاعد من القلب وكانت الابتسامات تعلو الوجوه .
وضمت لحظة لم تكد ثيولا تصدق ما يحدث . وما لبثت أن أدركت الفرق بين هتافات الفرح التي تسمعها الآن ، وبين تلك الهتافات التي كانت لدى وصول كاترين لقد كانت الأصوات الآن تحمل احتراماً لم يكن هناك من قبل .
وصلا إلى المنصة أمام محافظ المدينة فحياهما بخطبة قصيرة باللغة الكافونية مخبراً الجنرال بمشاعر الشعب نحوه وتطلعهم إليه قائداً ومحرراً كما كانت أسرته لمئات السنين وكيف أن قلوب الجميع معه الآن في أسعد يوم في حياته هذا .
سارا ببطء ووقار بين الجموع المهللة الهاتفة إلى أن وصلا إلى المبنى حيث كان بانتظارهما مجموعة من رجال الدين .
كانت مراسيم الزواج رائعة ، وجعلتها اللغة اليونانية التي كانوا يتكلمون بها تفكر في أبيها متشوقة إلى حضوره . وضع الجنرال خاتم الزواج في إصبعها ثم عادا يسيران في الممر الذي كانت أشعة الشمس تتدفق إليه من خلال الباب الغربي . انطلقا بالعربة وأخذت الزهور تنهال عليهما . عندما غادرا المدينة ، لم يكن الظلام قد أرخى سدوله بعد ، ولكن الشمس كانت تتواري خلف شفق قرمزي وذهبي خلف الجبال . ولم يتحرك الجنود بشكل صفوف منتظمة ، كما كان النمساويون يفعلون و إنما كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض دون كلفة .
ولكن الغالبية كانوا يسيرون على أقدامهم مع جنودهم ويتبادلون معهم الأحاديث على قدم المساواة . وفكرت ثيولا في مبلغ التناقض بينهم وبين الضباط النمساويين .
علمت أن المدينة قد أخذت تمتلئ بالناس ، كما أخذ السكان يزدادون ساعة بعد أخرى وعندما رحلا، كانت الساحة التي تزوجا فيها قد امتلأت بقطعان الأغنام والبقر والماعز .

Angeleyes lucy
26-03-2008, 07:20
الفصـــــــــل الرابع

قالت ماغارا عندما جاءت لرفع الأطباق عن المائدة التي كانت ثيولا قد تناولت عشاءها عليها : " انكِ لم تأكلي شيئاً يا سيدتي . "
وكان التفكير في أنه قد يكون فازيلاس غارقاً في حب ابنة عمه الأميرة أثينا ، والتي كانت ماغارا قد حدثتها عنها مرة ، كان هذا التفكير بمثابة طعنة خنجر تصيب قلبها .
ما شكلها تلك الأميرة؟ أهي جميلة؟ هل من الممكن أن تكون مثله الأعلى في النساء حيث أن ثيولا لن تكون كذلك أبداً؟ وهي تتصور أن الأميرة ذات ملامح إغريقية مثل اليكسيوس فازيلاس نفسه.
بإمكانها أن تفهم كم كان سهلاً عليه أن يستبدلها في أذهان الناس بكاترين التي كان رئيس الوزراء قد أعلن عنها . ولكن ثيولا لم تكن ترى أمامها سوى وجه اليكسيوس فازيلاس . ما الذي كان يفكر فيه؟ ماذا كان شعوره؟ انه سيبقى دوماً ، بالنسبة إليها لغزاً غامضاً ... رجلاً لن تفهمه أبداً .
وسمعت قرعاً قوياًَ على الباب . تكلمت باللغة الكافونية ، ففتح الباب ودخل الجنرال قال : " لقد جئت لأخبركِ بأنني علمت بان سفينة إنكليزية راسية في ميناء كيفيا وستكون ثمة عربة بانتظارك في خلال ساعة لكي تأخذك اليها ."
وشعرت ثيولا للحظة بأن الشلل قد تملكها وبأنها لن تستطيع الحركة مرة أخرى .
فردت قائلة : " سفينة؟ "
قال : " سفينة إنكليزية ، ربما كانت ذاهبة إلى أثينا ، حيث يمكنك الالتحاق بخالك وابنته ، أما إذا كانت ذاهبة إلى انكلترا مباشرة ، فستوصلك إلى منزلك بسلام . "
وشعرت ثيولا بأن من الصعب عليها أن تفهم هذا الذي تسمع . ولكنها لم تستطع أن تصدق انه سيعمل على التخلص منها .
وقفت تحدق فيه وكما تمر جميع أحداث حياة الشخص المشرف على الغرق أمام عينيه ، هكذا رأت ثيولا المستقبل الذي ينتظرها في انكلترا .
كآبة خالها ، حياة الخدمة الدائمة وكل ذلك محاط على الدوام بجو من الكراهية والعداء . كان احتمالها لذلك من قبل ، في غاية الصعوبة .
وسمعته يقول بصوت كأنه قادم من مسافة بعيدة : " يجب أن أشكرك . ولكنني واثق من أنني على صواب في أعادتك ألي بلادك واهلك . "
فقالت : " إننا .... متزوجان "
أجاب : " يمكنني التصرف بالنسبة إلى زواجنا بالطلاق فأنا واثق من أننا سنستطيع فسخه وان كان سيتطلب بعض الوقت ، الأفضل لكِ أن تعودي إلى الحياة التي اعتدتها . ذلك انه ليس لديك فكرة عن المصاعب والأخطار التي قد يحملها المستقبل لهذه البلاد . لا فائدة من هذا الحديث . هذا إلى أن الوقت يمر. أن عليكِ أن تحزمي متاعك كما أن الطريق إلى كيفيا يستغرق ساعتين. "
خرجا متجاوزين الجنديين . كانا الآن يسيران بسرعة لم تكد معها تحتفظ بمجاراته في خطواته في ذلك الممر نحو السلم الرئيسي . وصلا إلى الباب الأمامي وعندما مر خلاله وقف الجنود وقفة الانتباه .
هبط بها الدرجات إلى حيث كان ثمة عربة مفتوحة . ساعدها على الصعود ، ثم أمر السائق بالمسير ، فانطلقت العربة . كانت تعلم أنه برفضه طلبها هذا قد أوصد باب الأمل في وجهها ، وفكرت في أنه ليس ثمة ما يمكنها عمله اكثر من ذلك .
فقد توسلت إليه أن يسمح لها بالبقاء ، ففشلت . هاهو ذا يطردها الآن ولم يعد لديها ما تقوله أو تطلبه منه . وقفت بهما العربة فجأة ، فرأت ثيولا انهما يقفان خارج فيلا بيضاء . كان يحيط بالفيلا أشجار السرو ، وكانت تبدو في غاية الجمال . ركض خادم يفتح باب العربة لهما فخرج الجنرال منها ، ثم أمسك بيد ثيولا يساعدها على النزول .
فقال يطمئنها : " انكِ زوجتي يا ثيولا ، ولن يفرق بيننا سوى الموت . إن الكلمات لتعجز عن وصف مقدار حبي لكِ . فأنتِ كل ما كنت تمنيته في حياتي دون أن أجده انكِ المثل الأعلى الذي كان يحتل قلبي على الدوام ، والذي كنت قد ابتدأت اعتقد بأنه ليس سوى تخيلات . "
وتذكرت وهي تتكلم إنها لم تخبره بعد عن أبيها وفي الواقع ، كان هناك الكثير مما عليهما أن يقوله الواحد للآخر ، والكثير من الإيضاحات .
قال لها في اليوم التالي : " لشد ما تبدين جميلة في الصباح . علي أن أذهب الى العمل ، هذا ما يقوله الرجال في مثل هذه اللحظة ، وذلك في جميع انحاء العالم . لو كان الأمر لي ، لبقيت هنا طوال اليوم . ولكن يجب علي أن أختار حكومة جديده واعين كثيراً من الرجال في مواقع المسؤولية . "
ثم عاد واقترب منها قائلاً : " ويا ليتكِ تعلمين ما أشعر به من أسف لتركي لكِ ولكن حالما أوجد نوعاً من النظام في البلاد ، فسنذهب في رحلة طويلة . أريد أن آخذك إلى مقر سكني حيث كنت أعيش طوال السنوات الماضية . انه مكان بدائي تماماً . "
فهتفت : " أريد أن أكون معك . هل يمكننا حقاً أن نذهب إلى هناك . "
قال : " حالما يمكنني ذلك يا زوجتي . "
واتجه نحو الباب فسألته : " متى سأراك ؟ "
أجاب : " عند الغداء . حتى أكثر الرجال انشغالاً لا بد له من فترة يرتاح فيها في وسط النهار . "
وابتسم ثم غادر البيت .
كانت هذه الفيلا ملكاً لأسرة نيشياس بيتلوس . وعندما نفي اليكسيوس وأمه من البلاد جمعت هذه الأسرة كل نفائس أسرة فازيلاس واختزنته في منزلها هذا .
وكان والد نيشياس بيتلوس قد أنقذ حياة الحاكم فرديناند عند بداية قدومه إلى كافونيا وذلك عندما ألقى أحد المتمردين قنبلة على عربته ، فتلقفها الكولونيل بيتلوس وألقى بها في الطريق قبل أن تنفجر .
وكان الحاكم فرديناند شاكراً له هذا إلى درجة كبيرة وعندما طرد من القصر كل الضباط والموظفين الكبار من الكافونيين ، بقي الكولونيل بيتلوس وابنه متمتعين بامتيازات كانت ممنوعة عن غيرهم من الكافونيين .
وعلى كل حال ، فقد دب الذعر في أسرة بيتلوس من تصرفات الحاكم عندما استلم الحكم ، وبعد عدة سنوات استقال الكولونيل بيتلوس معتذراً بكبر السن ، ولكن ابنه بقي في مكتب القصر بناء على إصرار من اليكسيوس فازيلاس ، الذي كان قد عاد إلى البلاد سراً ، والذي كان يرى أن بقاه في القصر هو افضل طريقة لمساعدة كافونيا .
سألته ثيولا : " هل ستكافئ الميجور بيتلوس؟ "
فقال : " أنوي أن أسلمه مهمة تدريب الجيش . صحيح انه حديث العهد بالنسبة إلى هذا المركز الهام ، ولكنني اعلم أن بإمكاني الاتكال عليه ، ومع أنني أرجو ألا تتعرض كافونيا إلى حرب أخرى بعد الآن ، فأن علينا أن نبقى دوماً قادرين على الدفاع عن أنفسنا . "
سألته : " لم استطع أن أفهم السبب الذي جعلك تحضرني من القصر . "
فقال : " أتظنين انه بإمكاني أن أعيش معك في ذلك المكان الذي شيد بدموع و أحزان شعبي؟ أنني مصمم على ألا نسكن هناك أبداً . "
قالت : " وأنا أفضل كثيراً البقاء ... هنا "
فقال : " لقد وضع آل بيتلوس هذا المنزل تحت تصرفي إلى أن أستطيع بناء منزل لنفسي أو ربما من الأفضل أن اشتريه منهم . "
سألته ثيولا : " متى سيتم تتويجك حاكماً؟ " وكان في صوتها وهي تلقي بهذا السؤال يشوبه القلق . فقد كانت فكرة أن يصبح اليكسيوس بهذا المركز الرفيع ، كانت تشعرها بالخوف .
قال : " لن يحدث هذا "
وسكت ثم عاد يقول : " أتحزنين من ألا تصبحي ملكة؟ "
قالت : " أريد فقط أن أكون .... زوجتك ."
قال : " كما آنتِ الآن وكما ستبقين دوماً . "
سألته : " ماذا ستفعل بالقصر؟ "
أجاب : " سنحول جناحاً منه إلى مستشفى إلى أن يصبح بإمكاني بناء مستشفى . أما الجناح الآخر فسيتحول إلى مكاتب . أما القسم المركزي منه فسنخصصه لاستقبال الضيوف القادمين من البلاد الأخرى وكذلك للاحتفال بالمناسبات المختلفة . "

Angeleyes lucy
26-03-2008, 07:21
الفصــــــل الخامس

وقفت ثيولا في مكانها . فقال خالها : " آه أهذا أنتِ يا ثيولا؟ "
فقالت ثيولا بصوت متهدج : " لم أتوقع رؤيتك .... يا خالي . "
بدا لها مسيطراً ، ما جعلها تشعر مرة أخرى بقوة كراهيته لها والتي يبدو أنها كانت تنبعث منه كذبذبات شريرة .
فقال خالها : " هذا صحيح ... ولكنني الآن في طريقي إلى انكلترا وقد جئنا أنا وكاترين لأخذك. "
فهتفت : " لأخذي؟ "
فقال : " نعم ، فنحن متجهان الآن إلى ميناء كييفا حيث هناك سفينة إنكليزية ستأخذنا آمنين . هيا أسرعي واستعدي . لي لدينا وقت نضيعه . "
كانت كاترين قد دخلت خلفه ، فأخذت تنظر حولها ، والى هذه اللحظة لم تكن قد ألقت نظرة على ثيولا .
وصرخت الآن تقول : " هذا ثوبي ترتدينه . كيف تجرؤين على ارتداء ثيابي؟ هل تسمعين؟ "
وتقدمت نحو ثيولا التي كانت على كل حال ، تنظر إلى خالها وهي تقول : " إن .. إن لدي ما أقوله لك ... يا خالي . "
فسألها بحدة : " وما هو ؟ "د
قالت : " إنني ... إنني متزوجة . "
وكانت دهشته لا تحد . حدق إليها وكأنه لا يصدق أذنيه، ثم سألها : " متزوجة من؟ وكيف تزوجت في هذا الوقت القصير الذي تركناك فيه؟ "
قالت : " إنني زوجة ... الجنرال فازيلاس ."
وبدا للحظة وكأن خالها لم يستطع أن يستوعب ما قالته . وقال بحقد : " أنتِ تعلمين لا يمكنك الزواج من دون إذن الوصي عليكِ . وهذا كما سبق وقلت لك من قبل ، لن أمنحك إياه مطلقاً . هيا ودعي الأمر لي . إننا سنغادر إلى انكلترا فوراً ."
قالت : " إنني .. إنني لا أستطيع ... الذهاب معك . "
فقال خالها : " بل ستفعلين ما أقوله لك . إلا إذا كنت تريدينني أن أستعمل معك طريقة أخرى لإرغامك على ذلك . "
وعادت كاترين تصرخ : " إنها مرتدية ثوبي يا أبي . وكذلك تستعمل أشيائي ، عاقبها فليس لها الحق في ذلك . "
فأجاب : " ستنال ثيولا عقابها عندما نرحل من هنا ، افهمي هذا . كما أننا إذا أردنا أن نصل إلى كييفا ، فعلينا أن نغادر حالاً . "
وأخرج ساعته ينظر فيها ثم تابع قائلاً : " أمامكِ عشرون دقيقة للاستعداد . "
فتدخلت كاترين قائلة : " وكذلك أريدك أن تحزمي أمتعتي أيضاً يا ثيولا . "
أعاد ساعته إلى جيبه ، وإذا به يرى ثيولا لم تتحرك ، فسألها : " هل ترفضين القيام بما أطلبه منك يا ثيولا؟ "
كان يتكلم بهدوء بالغ ، فأدركت أن وراء هذا الهدوء المصطنع يكمن الغضب .
قالت : " إنني ... إنني يجب أن أبقى مع ... زوجي ."
ورفع يده ، فتجمعت لتلقي إحدى صفعاته على جانب وجهها والتي طالما تلقتها منه من قبل .
وفي هذه اللحظة ، فتح الباب . دخل الميجور بيتلوس ، فأنزل سبتيموس ذراعه وقال الميجور بلطف بالغ : " ما أجمل أن أراك يا سيدي مرة أخرى . "
فسأل سبتيموس : " هذا بيتلوس .. أليس كذلك . "
قال بيتلوس : " نعم يا سيد سبتيموس . لعلك تذكر أنني كنت مسافراً معكم في السفينة التي كانت أحضرتكم إلى كييفا . "
فقال سبتيموس بجفاء : " أذكر ذلك "
فأجاب الميجور بيتلوس : " كل شيء سيتضح إذا رافقتماني ، سيادتك وسيادة اللايدي كاترين ، إلى القصر . إن لدي عربة في الخارج . "
أجاب سبتيموس : " ولدينا عربتنا . "
فقال الميجور بيتلوس : " إنكما ، طبعاً في طريقكما إلى كييفا كما اعتقد . "
أجاب سبتيموس : " هذا صحيح . "
فقال الميجور بيتلوس : " فهل لسيادتك أن تأتي معي إذن ؟ "
قال : " أظن الوقت لا يكاد يكفي . "
ونظر مرة أخرى إلى ثيولا وقال : " وأنتِ افعلي ما قلته لك . فإذا لم تكوني عند رجوعنا ، على استعداد ، فتوقعي مني أسوأ الأمور . "
وشرع باللحاق بالميجور بيتلوس ، ولكن كاترين استدارت إليها قائلة : " كيف تجرؤين على سرقة ملابسي؟ " وسكتت ، ثم عادت تقول ونبرة من الحقد الهائل في صوتها : " اعلمي بأنني سأطلب من أمي أيضاً عقابك وليس من أبي فقط ، وسيكون عقابك أليماً لتصرفك هذا . "
واندفعت خارجة من الغرفة دون أن تنتظر جواب ثيولا . كيف لها أن تتصور لحظة أن سعادتها يمكن أن تدوم ، وأن بإمكانها أن تبقى في كافونيا زوجة لأليكسيوس؟.
وهاهي ذي الآن عليها أن تواجه الواقع وهي تعلم جيداً نوع عقاب خالها لها لما يراه سوء تصرف منها . فكم عانت من قبل من مذلة وعذاب ، ولكنها الآن ترى أنها لم تعد تحتمل ذلك .
ومع أنها كانت تعتقد أن اليكسيوس سيقف إلى جانبها ، فلن يكون في استطاعته الوقوف ضد خالها في انكلترا .
وهتفت في أعماقها : " آه يا أبي ... أبي يا ليتك كنت موجوداً لتنقذني .
وإذ أدركت أن الوقت يمر بسرعة ، ذهبت تبحث عن ماغارا . ولكنها عادت فتذكرت أن الخادمة هي الآن في القصر . لقد كانت واثقة من أن خالها ، حيث أنه الآن في القصر ، لا بد طلب إعداد حقائب كاترين ، وأن هذا ما كانت ماغارا تقوم به حالياً وعندما يصبح كل شيء جاهزاً للسفر ، ستحضر إليها دون شك ثيابها التي كانت زوجة خالها قد اختارتها لها لترتديها بصفتها وصيفة لابنتها . وقالت تحدث نفسها بصوت عال : " لا أستطيع احتمال ذلك . ذلك أن لا معنى لمتابعة الحياة . "
وأخذت ثيولا تفكر الآن في أن عليها أن تموت لأن الحياة لم يعد لها فائدة . كان قسم من عقلها يحدثها بأن تعيش مهما كان عليها أن تتألم أو تصبر ، والقسم الثاني يحدثها بأن الموت هو النهاية المفضلة لحياة مليئة بالتعاسة والإذلال .
ونهضت تقرع الجرس ، وبدا أن وقتاً طويلاً قد مر قبل أن تسمع طرقاً على الباب .
" هل قرعت الجرس يا سيدتي ؟ "
كان هذا دينوس الخادم الكبير السن الذي كان قد سبق وأحضر لها طعام الإفطار إلى الشرفة .
فأجابت : " نعم أريدك أن تحضر لي ... مسدساً . "
قال الخادم : " مسدس ، يا سيدتي؟ "
قالت : " لا بد أن يكون ثمة واحد في هذه الفيلا . "
قال : " أنا لست واثقاً يا سيدتي . ولكنني سأبحث . "
قالت : " شكراً لك يا دينوس . "
ورأت الدهشة في وجهه ، ولكنه كان من التهذيب بحيث لم يناقش أمراً وجه إليه . ومرة أخرى عادت ثيولا تنتظر وهي تتساءل عما إذا كان بإمكانها أن تقول لأليكسيوس وداعاً .
وطرق الباب وظهر دينوس وهو يقول : " هذا هو الوحيد الذي وجدته . "
فأجابت : " هذا يكفي . شكراً "
أخذته منه وهي تراه قديم الطراز وأثقل بكثير من ذلك الذي كان اليكسيوس قد أعطاه لها في الكهف .
وقال دينوس : " هل هنالك شيء آخر ، يا سيدتي؟ "
قالت : " ليس الآن . شكراً "
غادر دينوس بينما جلست ثيولا ممسكة المسدس في يدها . وأخذت تتساءل عما إذا كان لديها الشجاعة لإطلاق رصاصة منه على نفسها .
وألقت نظرة على الساعة ، ورأت أنه قد مضت على مغادرة خالها عشرون دقيقة . ولكنها أدركت أن من الصعب على ماغارا أن تكون قد حزمت كل أمتعة كاترين في هذا الوقت القصير . حتى ولو ساعدتها في ذلك خادمات القصر ، فسيأخذ حزم الأحذية وحقائب اليد والمظلات والقبعات وغير ذلك مما يملأ صناديق عديدة كانت قد ملأت قمرة خاصة بها في السفينة .
وساءلت ثيولا نفسها : " ما الذي أنتظره؟ عندما يعودان لأخذي ، وكنت ما أزال حية فسيمنعاني من ... قتل نفسي .
وأدركت أن ما تنوي القيام به هو خطيئة . كما أدركت أنه عمل جبان سيجعل اليكسيوس الذي كان قد وصفها بالشجاعة ، سيجعله يحتقرها . عند ذلك تدفقت الدموع من عينيها . وخيل إليها أنها تسمع صوت شخص قادم .
قال اليكسيوس : " ما الذي تفعلينه؟ ما الذي تقومين به؟ "
قالت : " انهما ... سيأخذانني ... معهما . إن علي أن .. أتركك . لا .. فائدة دعني أموت . لا يمكنني أن أعيش .. "
كانت كلماتها متنافرة تقريباً .
ثم سمعته يقول بصوت عميق قد ملأه التأثر : " كيف تكونين بهذه الحماقة؟ هل تصورت حقاً أنني سأدعك ترحلين ، يا زوجتي؟ "
كان من الصعب عليها أن تتكلم أو أن تتذكر شيئاً عدا ما قاله من أنه لن يتركها . نظر إليها باسماً ، فعادت تقول : " أرجوك أن تخبرني عما حدث . "
فقال : " انه في طريقه إلى كييفا . "
كان في صوته نبرة سرور وهو يقول هذا ، فقالت : " أخبرني .. أخبرني كيف استطعت ذلك . "
فأجاب : " كل ذلك كان بفضل الميجور بيتلوس . فقد علم أن خالك وابنته قد جاءا وهما يسألان عنك . وعندما أرشدوهما إليك في الفيلا ، أخبرني بيتلوس عن تصرفات خالك وعن معاملته لك . لو كنت حاكماً قليل الخبرة لألقيت به في زنزانة وأذقته نوع معاملته لكِ . "
فسألته : " وماذا فعلت إذن؟ "
قال : " جهزت ، بالاشتراك مع بيتلوس ، الذي اخبرني أن خالك شخص متعجرف مستبد لا يحترم إلا مظاهر الفخامة والسلطة ، جهزت مشهداً خاصاً للتأثير عليه . "
قالت : " ما الذي .. فعلته؟ "
قال: " جعله بيتلوس ينتظر في غرفة الجلوس . وعندما أصبحت جاهزاً ، قال لخالك ولكاترين : إن الأمير اليكسيوس حاكم كافونيا سيسمح لسيادتكما برؤيته الآن . "
وأطلق اليكسيوس ضحكة قصيرة ثم تابع يقول : " قال بيتلوس إن خالك أجفل لدى سماعه هذا ولكن قبل أن يجد وقتاً يتمالك فيه نفسه ، قاده مع اللايدي كاترين إلى غرفة جلوس الملك . "
سألته : " وكيف كنت ... تنتظرهما؟ "
أجاب : " كنت انتظرهما بالأوسمة ، وأكثرها أوسمة أبي ، وأظن بعضاً منها قد خلفها الملك وراءه . "
وقهقه ضاحكاً ثم تابع قائلاً : " أؤكد لكِ أن منظري بدا في غاية الأهمية وقد وضعت على صدري كل ما وجدته من أوشحة وأوسمة . ثم أعلن بيتلوس حضورهما بقوله : " السيد سبتيموس بورن ومعه اللايدي كاترين بورن . "
وكنت أنا أوقع بعض الأوراق ، فتعمدت أن أدعهما ينتظران عدة ثوان قبل أن أنهض لتحيتهما ، وكان عليهما أن يجتازا الغرفة الفسيحة قبل أن يصلا إلى مكتبي . "
وتذكرت ثيولا مبلغ ما بدت عليه غرفة جلوس الملك تلك من هيبة وفخامة .
سألته : " ماذا حدث ... عند ذاك؟ "
قال : " لقد سألني خالك بصوت مختلف جداً عما أظنه كان ينوي مخاطبتي به ، سألني عما إذا كان ما قلته أنتِ له صحيحاً . ثم قال : انك تدعو نفسك أميراً فهل لي أن أسألك عما إذا كنت ورثت هذا ألقب حقاً؟ فنظرت إليه وكأنني اعتبرت ذلك السؤال إهانة لي ، فقال بسرعة لقد كنت أتساءل في الواقع عما إذا كنت من أقارب الملك الكسندر الخامس ملك كافونيا والذي أعلم أنه من أسرة فازيلاس .
فقلت له : " أرى أن سيادتك مطلع على تاريخنا . إن الملك الكسندر الخامس هو أبي والملك الكسندر الرابع هو جدي . "
فأجابني خالك صائحاً : لم يكن لدي فكرة عن ذلك .. لم تكن لدي فكرة أبداً فقلت بحدة : وهكذا ترى أنني كنت على حق في استلام كافونيا وتخليص بلادي من الأجانب الذين أخذوا مكاني لمدة اثنتي عشرة سنة . لقد صعق خالك إلى درجة لم يستطع معها أن يتكلم ، فاغتنمت الفرصة وقلت لابنة خالك ، هل لي أن أفهم يا لايدي كاترين ، انكِ لا تنوين الزواج من الملك فرديناند؟ .
فأجابت بأن ملكاً من دون عرش ولا يجد مكاناً يأويه هو ليس بالمطمح . فقلت لها كلا طبعاً ، معكِ حق . فتابعت تقول : ولهذا أنا عائدة إلى انكلترا . فقلت لها إن أول طلب لكِ هو سهل تماماً يا لايدي كاترين . لقد كان بيتلوس أخبرني أن خالك رجل بخيل جشع تماماً . فشعرت حيث أنه لم يعد هناك زواج ملكي ، بأن خالك لا شك نادم على كل ما أنفقه على جهاز ابنته من مال . "
قالت : " إنني مسرورة لاستطاعتك .. التخلص منها . "
فقال : " هذا صحيح فأنا لا أريد أن أرى وجوههم بعد الآن . سأطلعك على سر صغير . لقد تكلمت مع ماغارا باللغة الكافونية ، و طبعاً لم يستطع خالك ولا الفتاة التي كانت تتوقع ذات يوم أن تكون ملكة هذه البلاد ، أن يفهما الأوامر التي كنت ألقيتها إليها . "
قالت : " كم هو مضحك هذا . آه يا اليكسيوس ... هل رحلا حقاً؟ "
فأجاب : " نعم لقد رحلا . والآن حدثيني كيف أمكنكِ أن تتصوري لحظة أنني بعد أن أصبحتِ زوجتي ، سأفرط بكِ وأدعك ترحلين؟ "
كانت ما تزال غير مصدقة بأن الكابوس قد مر وانتهى ، وأن الظلام قد تبدد ، لتعود مرة أخرى إلى النور الذي بدأ يحيط بحياتهما على الدوام.
ونهاية القصة ... عاشا سعيدين للابد ...

تمـــــت بحمد لله

هيونه المزيونه
26-03-2008, 08:40
مشكورة غاليتي ....

وتسلم ايديك ...

pretty*princess
26-03-2008, 11:43
http://www.mrkzy.com/uploads/5877b9b830.gif (http://www.mrkzy.com)

مشكورة حبيبتي على الرواية مع انه فيه احداث غامضه

ماري-أنطوانيت
26-03-2008, 14:11
مشكوره يا عمري يا شينينغ

الروايه روووووووووووووووعه وتسلمين يا قلبي
وننتظر الروايه الجايه ان شالله
بس انتم كم روايه حددتو اسبوعين ؟؟؟

وبعدين رواية الفتاة اليتيمه قبل منزلينها انتم ...

ليتكم تشوفون روايه غيرها ما تكون منزله قبل لو سمحتو يعني ....

هلا والله حبيبتي لمارا....:D

بالنسبة لعدد الروايات...قررنا نخليها روايه كل اسبوع

عشان ما يصير ضغط علىالبنات الي يكتبون الروايات...::سعادة::

اما بالنسبة لرواية ((الفتاة اليتيمه)) ما سبق ونزلناها في المشروع:rolleyes:

ماري-أنطوانيت
26-03-2008, 14:16
تسلمين حبيبة قلبي ((اينجل))....::جيد::

بس ما توقعت ان الروايه تكون قصيره مره...

خمسة فصول بس....:eek:.... اول مره الصراحه..

جزاك الله الف خير وتسلم هالانامل....

shining tears
26-03-2008, 20:11
يعطيك الف الف عافية عنوني على الروايه
خمسه فصول بس انصفعت بس خمسة فصول
ياريت في روايه بكثرها خمسه فصول
يعطيك الف عافية على المجهود الرائع

بانتظار الروايه القادمة

Romance Addict
27-03-2008, 12:41
hi again, i am sorry i am not participating too much but i am still here. i like the novels alot and i hope i can help adding some myself but unfortunately i can't do this now. i love a7lam novels alot because i love harlequin presents and that is the authintic novels, the name of el novels el asly in english. i have tons of them, anyway i have a request. i would love you to get novels of Kate Walker and Lucy Gordan. I read too many novels in english for them and they're great writers. finallly, just keep the hard work and waiting for the next novel. warm wishes to all of you

ماري-أنطوانيت
27-03-2008, 23:07
السلااااااااااااااام السلام يا احلى عضوات...:D
نظرا لقصر فصول الروايه الماضيه قررنا بانزال روايه
اخرى لكم هذا الاسبوع.....يا للكرم:D
~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`

~*~*~ البَحث عن وهم ~*~*~
العنوان الاصلي لهذه الرواية بالانكليزية
~*~*~The Judas kiss ~*~*~
- سالي ونتوورث -

الملخص:
السجن للرجال يقول المثل ... وليس للنساء . فالمرأة اذا دخلت السجن تعطلت حياتها . بات عمرها جحيماً لا يطاق .
وكيف ان كانت بريئة ، وشابة ، وجميلة ، وكيف ان كان الذي أدخلها السجن هو عينه الرجل الذي يحبها والذي اعتقدت ان الحياة بدونه سجن وسراب .
قاست لين الامرّين بسبب بيرت . كان حبها الأول وكانت مستعده لكل شيء في أي لحظة من أجله ولذا باتت مستعدة لكل شيء كي تسحقه كما سحقها ، وكي تعذبه كما رمى بها في قعر سلة المجتمع .
ومن أجل الوصول الى مبتغاها غّيرت وجهها واسمها ونصبت له مكيدة أطاحت بنصف عقله . غير ان الوقت كان لها بالمرصاد وما اكتشفته في نهاية الطريق ليس تماماً كما توقعت في بدايتها .


ستنزلها لنا ((الشيخه زوزو)) غدا باذن الله...قرابة الساعه الثامنه مساء...:D

عذوووب
28-03-2008, 07:18
الف شكر ااااااااااانجل على الرواية ولا تحرمينا جديدك

Roza Chan
28-03-2008, 15:32
يسلموووووووووووووووووووا انا سبق وقريت الروايه رووووووووووووووووعه .. بأنتظار الأخت ((الشيخه زوزو)) يعطيكم الف عافيه ..

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:00
آحم آحم آني جيت << قولي والله
المهمو قراءة ممتعة :D


البَحث عن وهم
العنوان الاصلي لهذه الرواية بالانكليزية
The Judas kiss

سالي ونتوورث


البحث عن وهم
السجن للرجال يقول المثل ... وليس للنساء . فالمرأة اذا دخلت السجن تعطلت حياتها . بات عمرها جحيماً لا يطاق .
وكيف ان كانت بريئة ، وشابة ، وجميلة ، وكيف ان كان الذي أدخلها السجن هو عينه الرجل الذي يحبها والذي اعتقدت ان الحياة بدونه سجن وسراب .
قاست لين الامرّين بسبب بيرت . كان حبها الأول وكانت مستعدة لكل شيء في أي لحظة من أجله ولذا باتت مستعدة لكل شيء كي تسحقه كما سحقها ، وكي تعذبه كما رمى بها في قعر سلة المجتمع .
ومن أجل الوصول الى مبتغاها غّيرت وجهها واسمها ونصبت له مكيدة أطاحت بنصف عقله . غير ان الوقت كان لها بالمرصاد وما اكتشفته في نهاية الطريق ليس تماماً كما توقعت في بدايتها .





1-المصيدة



غاب الشاب والفتاة في هيام طويل واقفين في ظل شجرة نخيل على ذلك الشاطئ الفضي الغارق بنور القمر ، ولم يكف صوت الامواج المتكسرة على اقدام الرمال لايقاظهما ، فالعالم بالنسبة اليهما تقلص ليصبح بحجم الحالة الدافئة التي تجمعهما واللحظة المجنونة التي يعيشان .
وأخيراً افاقا من حلمهما على صيحات ضاحكة لمجموعة من الفتيات جلسن في حلقة على الرمال ينشدن اغنيات صاخبة مصحوبة بالتصفيق والقهقهات .
نظر الشاب الى فتاته المغمضة العينين والتي تحاول التقاط أنفاسها بعد تلك اللحظات العاصفة . وقال مازحاً :
-هل غفوت ؟
ابتسمت ، ثم فتحت عينيها اللامعتين وأجابت بصوت ملؤه السعادة :
-لا ، وليس في نيتي ان أنام الليلة !
-حتى ولو كنت بطل أحلامك ؟
زادت الفتاة قرباً من حبيبها وقالت هامسة :
-وما حاجتي للاحلام وانت هنا الى جانبي يا بيرت ؟
لم يقو الرجل على مقاومة الاغراء فشدها اليه لكنه مالبث ان امسك بكتفيها ودفعها عنه بشيء من العنف قائلاً بصوت تخنقه الرغبة :
-آه لو تدركين ماتفعلينه بي يا لين !
ضحكت عينا لين بخبث وحاولت الاقتراب منه ثانية لكنه صدها ، فسألت باستغراب :
-لماذا تبتعد عني ؟
ابتسم بيرت مدركاً ابعاد لعبتها وداعب شعرها الاسود المتروك على سجيته مرتاحاً من عناء التسريحات المتعبة ، ثم قال :
-انت تثيرين جنوني ، واذا لم تتعقلي لاعتبرت نفسي غير مسؤول عن نتائج اغوائك .
اطرقت لين وعلقت بخجل :
-وما أدراك أني لن أكون مسرورة بهذه النتائج ؟
رفعت عينيها نحوه لترى ردة فعله فما كان منه الا ان ضمها الى صدره من جديد قبل ان يضحك عالياً لطرافة طريقة اعرابها عن مشاعرها ، ثم قال بجدية :
-أمامنا متسع من الوقت لنعمق علاقتنا ، فنحن لم نتعرف الى بعضنا الا منذ اسابيع قليلة . كما انك ما زلت صغيرة ...
قاطعته لين بحدة :
-لا اظن ان فتاة قاربت العشرين تعتبر صغيرة على ...
احمرّت وجنتاها وتابعت بتلعثم :
-الكثيرات غيري في الشركة ...
تولى بيرت مهمة اكمال الجملة :
-يقفزن الى اول فرصة اليس كذلك ؟ أعلم ان بعض مضيفات الطيران لا يحترمن سمو العلاقة بين الرجل والمرأة . ولربما كانت ظروف هذه المهنة المتحررة تملي عليهن ذلك . والامر لا يقتصر على المضيفات فلابدّ انك تلاحظين كيف تحوم الفتيات حول الرجال من افراد طواقم الطائرات في الفنادق حيث ننزل ، وقد يكون السبب في الاقبال النسائي على الطيارين ، البزة الوقورة التي يرتدونها وخبرتهم المفترضة في المغازلة نتيجة تجوالهم في مختلف اصقاع العالم وتعرفهم الى كل انواع نسائه .
هنا سألت لين بقسوة :
-اتلمح الى انك لم تستغلّ الفرص المتاحة أمامك ؟
-لم أقل ذلك ، فأنا رجل يحب الجمال كسائر الرجال . لكني لم آخذ أياً من اولئك الفتيات على محمل الجد ، ولم تكن علاقتي باحداهن اكثر من طريقة ممتعة لتمضية الوقت . كما اني لست مستعداً للخروج على القواعد من اجلهن .
-القواعد ؟
-يالغباء حبيبتي الصغيرة ! القاعدة تقول ان لا تغرم أبداً بمضيفة خاصة وان مامن امرأة تستحق ان يفقد الرجل حريته من اجلها . غير ان هذه القاعدة تستبعد متى وقعت يداي على الفتاة المناسبة . فتاة تملك براءة فائقة في وجهها وحناناً دافقاً في عينيها ، وتعجز كذلك عن اخفاء مشاعرها وكبح جماح عواطفها الجياشة ...
تأملت لين ملامحه الوسيمة بدهشة كبيرة وسألت :
- أتعنيني بكلامك ؟
أجاب بيرت والابتسامة تعلو ثغره :
-بالطبع ياحلوتي .
امسك وجهها الناعم بيديه القويتين وأضاف :

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:01
- علينا ان نسيطر على اعصابنا ولا نستجعل الأمور حتى لا نفسد العلاقة الرائعة التي بدأنا ببنائها . والوقت ، كما قلت ، مديد أمامنا لنقطف من حلاوة الحياة .
ازاحت يديه عن وجنتيها ووافقت على مضض :
- ليكن ماتريد مع العلم ان الامر لن يكون سهلاً اذا تابعت معاملتي بهذه الطريقة .
لف بيرت خصرها بذراعه وعلق مازحاً :
- لا تنسي ان دورك في العملية لم يقل أهمية عن دوري !
- لا ادري ، لم اعد اذكر تفاصيل ما حدث ...
ضحك الشاب من جديد مستغلاً الفرصة :
- افهم من ذلك انه من واجبي انعاش ذاكرتك ... لنعد فوراً الى الفندق ، اذ علينا النهوض باكراً في الغد لنستعد لرحلة العودة الى لندن .
اسندت لين رأسها على كتفه تاركة له أمر قيادتها من الشاطئ عبر الحدائق الخضراء الى الفندق .
كان حوض السباحة مضاء يلهو فيه بعض هواة السباحة في الليل والمقهى الصغير المقام قربه على وشك الاقفال يوزع مابقي لديه من مرطبات على آخر الزبائن . والرواد ليسوا ، في أي حال ، كثراً في هذا الوقت من السنة لأنها نهاية الموسم السياحي في ميامي عاصمة ولاية فلوريدا الامريكية . ولكن هذا لا يعني ان الطقس لم يعد حاراً فالحرارة تبلغ خمساً وعشرين درجة مئوية في الليل ، مما دفع لين الى ارتداء ثوب رقيق وبيرت الى الاكتفاء بقميص قطني أبيض وسروال صيفي مريح .
مشى الثنائي الشاب حول حوض السباحة حيث اصطفت الكراسي العريضة المخصصة لهواة التمدد تحت الشمس المحرقة لاكتساب السمرة الجذابة . واكملا طريقهما الى حوض ثان حيث اقيمت شلالات صناعية توحي للسابح انه مرتمٍ بين احضان الطبيعة العذراء . والى جانب الحوض متجر لبيع المصوغات ومطعم متخصص بأطايب البحر المتنوعة . لكن الاثنين مقفلان في هذه الساعة تاركين الساحة لخرير الماء المصب من الشلالات . اقترب الشابان من الفندق حيث انبعث صوت المغنية الدافئ من النادي الليلي الذي يحتل الطبقة الاولى . بيد ان لين تكره اجواء هذه الامكنة المصطنعة والبعيدة عن الصدق والشاعرية اللذين غلفا ما دار بينهما وبين بيرت منذ قليل على ذلك الشاطئ الفسيح الساحر . لقد حصل كل شيء بسرعة فائقة لم تمكن لين من ادراك ماهية مايربطها بهذا الشاب وما اذا كانت هذه العلاقة ستتوج بالسعادة ، ام ان جل مافي الامر حلم جميل ووجودها مع بيرت على شاطئ ميامي ضرب من الخيال .
وعادت الذاكرة بلين الى الوراء اشهراً قليلة حيث واجهت صعوبة في تليين معارضة ذويها لما فاتحتهم بموضوع تقديمها طلباً للتوظف في الشركة العالمية للملاحة الجوية . وخضعت لامتحان شفوي صعب وآخر خطي قبل ان تتلقى رسالة من الشركة تعلمها بالنجاح وتدعوها لبدء فترة التدريب في معهد خاص امضت فيه بضعة أسابيع مع شابات وشبان اختاروا المهنة نفسها . وهناك تعلمت الكثير ، فوظيفة مضيفة الطيران هامة وصعبة تحتاج الى الجرأة والذكاء والصبر . بعد ذلك قامت بأولى رحلاتها على الخطوط القريبة من لندن والعواصم الاوروبية الاخرى ، لكن قيام الشركة بفتح خطوط جديدة عبر المحيط الاطلسي الى الولايات المتحدة جعل لين تنتقل الى خط لندن-ميامي . واعتبرت الفتاة نفسها محظوظة بذلك لأن جميع المضيفين والمضيفات يتمون العمل على هذا الخط الذي يتيح لهم كل مرة تمضية يومين أو ثلاثة في شمس ميامي الدافئة .
بيرت بدوره كان يعمل على الخط عينه وقد تعرفت لين اليه عندما اصطحبتها المضيفة الاولى الى قسم الطيارين في مطار هيثرو وهو المطار الرئيسي في انكلترا . فقابلت الطيار ومهندس الطيران ومساهد الطيار الذي لم يكن سوى بيرت . وصعقت الفتاة لما شاهدته بقامته الفارعة وعضلاته البارزة ، وبعينيه شديدة الزرقة . صافحها بهدوء مبتسماً فلم تدر لين ماتقول وأبقت يدها في يده مشدوهة لأنها لم تشاهد فتى بوسامته من قبل ، وبخاصة ذلك التناقض الملفت بين سمرته الداكنة وزرقة عينيه . ولم تستطع الفتاة تدارك احمرار وجنتيها الامر الذي أثار دهشة بيرت فسارعت الى سحب يدها وحيت الرجال الثلاثة من جديد ثم انسحبت تحت انظارهم الساخرة .
لم يكن ارتاك لين أمام بيرت غير ذي نفع ا ذ بادلها الاهتمام ودعاها بغد أيام قليلة الى الخروج للعشاء ، فلم تكد تصدق حظها لأن فتيات الشركة كن يحمن حوله بكثافة وهو متعجرف لا يمنحهن نظرة . وخشيت لين الا تفي بالمطلوب نظراً لعدم خبرتها مع الشبان وان يشعر بيرت معها بالملل فيهملها ، لكنه ظهر صبوراً ومتفهماً فاخذ يساعدها على التأقلم معه فارتاحت اليه تدريجياً حتى وجدت شخصيتها من جديد واستعادت ثقتها بنفسها . وعلى الرغم من انسجامها مع بيرت لم تدرك الفتاة سبب

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:03
اهتمامه بها فهي ، وان كانت ممشوقة القوام جميلة العينين ، ليست على ذلك القدر من الفتنة والروعة حتى توقع رجلا وسيماً مثله . ولطالما تذمرت لين من انفها الرفيع والطويل نسبياً ، غير ان بيرت كان يحب تمرير اصبعه عليه ويؤكد لها دوماً انه يعطيها مسحة ارستقراطية متعالية .
مضى شهران على اول لقاء لها ببيرت . شهران تعتبرهما لين اجمل ايام حياتها على الاطلاق . فقد ايقظ لشاب في اعماقها جانباً كان مطموساً ، وأثار فيها حب الحياة فاتحاً أمامها درب السعادة والهناء .
غريب كيف يغير الحب مسار عيش الانسان رأساً على عقب ، فبعد ان كانت الحياة في نظر لين مشروعاً باهتاً فاشلاً هاهي الآن تتلذذ بكل لحظة تمضيها مع بيرت وتتشوق في كل لحظة تمضيها بدونه للقائه من جديد . ولم تأبه لين لملاحظات زميلاتها المضيفات اللواتي يدعونها للتروي والتعقل ، بل انغمست في حب مساعد الطيار الذي أدار رأسها وسلب عقلها . أما بيرت فلم ينجرّ أكثر من ذلك مكتفياً بعناقها مقاوماً الاغراءات واستعداد فتاته لمنحه كل مايشاء ، ولا شك انه يجد صعوبة في كل مرة يكون في موقف عاطفي مع لين لضبط اعصابه وعدم الانسياق وراء الغرائز . ولين لا تخبئ خيبتها من ذلك لأنها تريد الوصول بهذا الحب الى القمة ، لكنها مرغمة على الصبر قانعة بما لديها حتى تترسخ العلاقة أكثر .
قبل ان يدخلا الفندق تبادلا نظرة اخيرة . وفي المدخل الفسيح مشيا ببطء يتفرجان على واجهات المتاجر المتنوعة التي تسهل للنزلاء امر الحصول على مبتغاهم من ملابس واحذية وآلات تصوير والعاب ... نظر بيرت الى محل الالعاب فتوقف فجأة وقال :
- انتظري هنا ، سأعود سريعاً .
اطاعت لين امره واخذت تحدق في الالعاب المتنوعة الحديثة التي تعمل كهربائياً والكترونياً ، والتي تضفي بجمالها والوانها الزاهية جواً فرحاً على المكان . بعد قليل خرج بيرت حاملاً دباً أبيض كبيراً ذا اذنين سوداوين وعينين معبرتين كأنه مخلوق حيّ لا مجرد دمية من الفرو . اعجبت لين كثيراً بالدبّ وضمته الى صدرها فقال بيرت ضاحكاً :
- جلبت لك هذه اللعبة حتى تداعبيها في سريرك بغياب الأصيل .
وبما ان الفتاة لا تخلو من الدهاء علقت :
- لربما وجدت مع دبي الوسيم ان لاحاجة لي الى الأصيل .
عندها نزع بيرت الدمية الكبيرة من يدها مهدداً :
- سأعيده اذاً الى حيث اتى !
- لا ارجوك ! انت تعلم ان لابديل عنك ياحبيبي !
- كانت هذه المرة الأولى له فيها " حبيبي " . لم يعلق بيرت عن ذلك بل زادت نظراته حناناً وعذوبة ، فأمسك بيدها واتجها الى المصعد . وعلى باب غرفتها طبع على جبينها قبلة رعائية ونبهها الى وجوب النهوض باكراً . في اليوم التالي لم يلتقيا الا في مطار ميامي في القاعة المخصصة لافراد طواقم الطائرات . وابدى جميع الزملاء والزميلات اعجابهم بالدب الابيض الكبير الذي تأبطته لين بدون ان ينسوا اطلاق التعليقات والنكات الساخرة . فقائد الطائرة نّبهها الى وجوب دفع تعرفة شحن اللعبة الضخمة ، والمضيفة الأولى ابدت تخوفاً من عدم قدرة الطائرة على حمل الحيوان الثقيل . تقبلت لين هذه السهام بروح مرحة ونظرت الى بيرت الذي تقدم منها مبتسماً لكنه تعثر بقدم احدى المضيفات وخلال المعمعة سقطت حقيبة يد لين وتبعثرت اغراضها على الأرض فانهمك بيرت وبعض المتطوعين من الزملاء والزميلات باعادة كل شيء الى الحقيبة : لوازم الزينة ، المحفظة ، جواز السفر ...
اخيراً نهض بيرت وناولها الحقيبة قائلاً بتعجب :
- لم أرَ في حياتي فتاة تحمل كل هذه الاغراض في حقيبة يد! ولكنه مالبث ان ابتسم جاعلاً قلب لين يخفق بشدة من الحب الممزوج بالفاخرة والمباهاة بالحبيب الوسيم أمام الزميلات الحاسدات .
مرت رحلة العودة الى لندن بدون أحداث تذكر ، كالعادة انهمكت لين وزميلاتها بتلبية طلبات المسافرين التي لاتنتهي . ولم يسعها اخذ قسط من الراحة الا حين عرض الفيلم السينمائي الذي استغرق ساعتين . أخيراً توقفت عجلات الطائرة عن الدوران ونزل الركاب ، فعملت مع لين زميلاتها على تفتيش الطائرة للتأكد من ان احداً لم يترك فيها شيئاً . وبعدها توجه افراد الطاقم الى مبنى المطار للمرور على سلطات الجمرك في عملية تفتيشية روتينية . وكادت لين توقع حقيبتها من جديد وهي تحاول اخراج جواز سفرها منها ودميتها الكبيرة تحجب عنها الرؤية ، فتبرع بيرت بالمساعدة قائلا :
- اعطني الحقيبة لأخرج جوازك .
توقف الشاب قليلاً فيما تابعت لين سيرها في رواق المطار الطويل متجهة نحو مكتب الجمرك . وبعد ان وجد بيرت الجواز لحق بها وناولها اياه بينما هي تتثاءب من النعاس والتعب .

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:05
- لاشك أنك تلعنين من أوهمك بأن السفر مهنة ممتعة .
- انها مهنة ممتعة لك يابيرت لأنك تسافر جالساً ، بينما أنا أجوب الطائرة مئة مرة .
بيد ان التعب كله يزول بهيمنة حب واحدة مع بيرت الذي يكنّ قلبها له عاطفة لا توصف .
وصل الجميع الى مكتب الجمرك حيث وجدوا ازدحاماً فعلق احد المضيفين:
- يبدو انهم يقومون باحدى غاراتهم التفتيشية ، وهذا يعني انهم سيؤخروننا كثيراً ببحثهم الدقيق .
ولكن مالعمل سوى الخضوع لأوامر السلطة التي لارجوع عنها وبخاصة في القضايا المتعلقة بادخال الممنوعات الى البلاد . اما لين فكانت هذه المرة الاولى التي تخضع فيها لمثل هذا التدبير ، فسلمت حقيبتها ودخلت مع احدى مأمورات الجمرك الى غرفة جانبية للتفتيش الجسدي . وسرت الفتاة كثيراً لما انتهى هذا التفتيش المزعج فارتدت ملابسها لتوافي بيرت معه على برنامج السهرة ، لكنها ابقيت في الغرفة فترة طويلة قبل ان تعود المأمورة ومعها احد الضباط الذي حمل جوازها وقال :
- أنت الآنسة لينيت ماكسويل ؟
- نعم .
- هلاّ رافقتني يا آنسة الى مكتبي لبضع لحظات ؟
نهضت الفتاة الحائرة من مقعدها يمسك بذراعيها المأمورة والضابط واصطحابها الى مكتب واسع في وسطه طاولة سوداء كبيرة .
وعلى هذه الطاولة شاهدت محتويات حقيبة يدها مبعثرة ورجال الجمرك يفتشونها بدقة ... حتى احمر الشفاه ومعجون الاسنان لم يسلما من شكوكهم . ولم يسع لين ان تقول شيئاً لأنها لم تفهم شيئاً ، لكنها صعقت ازاء المشهد التالي . فقد تناول احدهم دبها الكبير واخرج من جبينه سكيناً . عندها صاحت الفتاة بشدة محاولة الاندفاع نحوه لايقافه فاشتدت القبضتان على ذراعيها . ولم يعد لديها سوى التوسل :
- ارجوك لا تفعل ذلك !
لم يجدِ ذلك نفعاً اذ تابع الرجل عمله فبقر بطن الدب ممزقاً الفرو من اعلى الى اسفل باحثاً في داخله عما تجهله لين تماماً .
التفتت الفتاة غاضبة الى الضابط الممسك بذراعها وصرخت :
- كيف تجرؤ على ذلك ؟
اجابها الرجل بثقة :
- تأكدي ياآنسة اننا نملك صلاحية تفتيش أي شيء يدخل الى هذه البلاد اذا كان هناك ما يدعو الى ذلك .
- لا شيء يدعو الى تمزيق دميتي فهي هدية تلقيتها البارحة .
اشار الرجل بيده الى الاغراض الموضوعة على الطاولة سائلاً :
- اهذه حقيبتك يا آنسة ماكسويل ؟
- نعم .
- وهذه الاغراض ؟
حدقت لين في الوجوه الجدية القاتمة المحيطة بها و أجابت :
- اذا كانت الاغراض خرجت من حقيبتي فهي لي . لكن هل استطيع ان افهم لماذا فعلتم ذلك ؟
تقدم الضابط من الطاولة وبلمقط صغير التقط علبة مسحوق بودرة افرغ محتواها في علبة ثانية بيضاء ، ثم سأل :
- اهذه لك ؟
- نعم اظن ذلك ، ( امعنت لين النظر في العلبة واستدركت ) لا ، يبدو انها ليست علبتي فالتي ابتعتها في ميامي من نوع آخر على ما اعتقد.
زادت الفتاة حيرة وارتباكاً فحاولت الاستفهام :
- اتسمح ياسيدي بأن تفهمني ماذا يحصل ؟
وضع الضابط العلبة مكانها وقال ببرود :
- لقد وجدنا في علبتك هذه كمية من الهيروين ، لذا يغدو من واجبي الآن تسليمك الى الشرطة التي ستوجه اليك تهمة تهريب المخدرات وادخالها الى البلاد .
وعلى الفور شحب وجه لين من هول الصدمة والخوف فصاحت :
- لا ! لا! لم أفعل شيئاً من هذا !
وزادها الضابط بتهكمه خوفاً وسخطاً ، اذ قال :
- لا حاجة للخوف مادمت بريئة يا آنسة ماكسويل . فالحقيقة ستنجلي بعد ان تقنعي رجال الشرطة بأن علبة بودرة تحتوي على كمية من الهيروين الصافي دخلت حقيبتك بدون علمك .
احست لين انها ستنهار لا محالة ، فجلست على كرسيها صامتة تحدق بعنين غائبتين في الرجال يفتشون بقية الاغراض علهم يجدون مواد جرمية اخرى.
ومكثت سجينة الغرفة مدة طويلة حتى وصل اخيراً مفتش من الشرطة وابلغها انه سيوقفها ويصطحبها الى المخفر . وخلال كل هذا الوقت كانت الفتاة شبه ضائعة كأنها فقدت حواسها وادراكها ، حتى انها لم تسمع

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:07
بوضوح ما قاله مفتش الشرطة الى المخفر محاطة بشرطيتين ، ومروا عبر البهو الكبير حيث مكاتب مختلف شركات الطيران .
وكانت قد وصلت للتوّ طائرة للخطوط الجوية السويسرية فمرّ ركابها وطاقمها على الجمرك بدون ان يخضعوا لأي تفتيش . واخذ الركاب ينظرون بفضول الى لين التي اشاحت نظراتها ارتباكاً وخجلا. وفجأة لمحت بيرت المتكئ الى جدار ، السيكارة في فمه والقلق على وجهه .
ولما رآها ورأى من يصطحبها ادرك ما حدث . ولم تتمالك الفتاة نفسها فافلتت من المرأتين وارتمت في احضانه مرتجفة . وعلى الفور اسرع المفتش ليمسك بها لكن بيرت لم يدعها تفلت من يديه .
انفجرت لين عندها باكية :
- زعموا اني نقلت مخدراً في حقيبتي ! قل لهم يا بيرت اني بريئة من هذه الفعلة !
وهنا تدخل المفتش بحدة :
- دعها ياسيد ! الآنسة ماكسويل قيد التوقيف .
لم يذعن بيرت لأمره بل أحكم ذراعيه حول فتاته التي شعرت بشيء من الارتياح لوجود شخص قوي الى جانبها ، شخص يحميها ويشد من ازرها في هذه المحنة الرهيبة .
أخيراً وجد بيرت شيئاً يقوله :
- سأرافق الآنسة الى حيث تأخذونها .
تفحصه المفتش عرضاً وطولاً بنظراته القاسيه سائلاً بحدة هدفها افهام بيرت من صاحب الأمر هنا :
- ومن تكون بالنسبة اليها ؟
- ادعى بيرت داين واعمل في الطائرة التي تسافر فيها الآنسة ماكسويل .
فكر المفتش قليلاً ثم قال :
- حسناً نحن ذاهبون الى مخفر الشرطة ، فأهلاً بك اذا احببت المجيء.
ركب الجميع سيارة الشرطة وسمِحَ للين بالجلوس في المقعد الخلفي الى جانب بيرت . طوقها حبيبها بذراعه في حين انهمك بالاخرى بمسح الدموع المنهمرة غزيرة على وجنتيها . حاولت الفتاة ان تبتسم ولكنها لم تقوَ على ذلك فاغرقت وجهها في صدره ، فقبل رأسها واخذ يداعب شعرها بحنان . وشعرت لين انها ماتزال وحبيبها على شاطئ ميامي يتبادلان الكلام الحلو ولالعناق البريء ... ولكن ياللأسف فها قد وصلت السيارة الى مركز الشرطة حيث خضعت لين لتحقيق جديد بمعزل عن بيرت الذي جلس يعاني قسوة الانتظار والقلق . وجه المحقق الى الفتاة التهمة بصورة رسمية ، وتم اخذ بصماتها ، ثم انهال عليها سيل من الاسئلة : من زودها بالمخدرات ؟ لمن كانت ستسلمها ؟ كم من المال نالت لقاء ذلك ؟ اسئلة ، اسئلة لا تنتهي ولين تكرر أقوالها السابقة بأنها لاتعرف من دس علبة مسحوق البودرة في حقيبتها وان لاعلاقة لها من قريب او بعيد بتهريب الهيروين . أخيراً تم تدوين افادتها وسمح لها برؤية بيرت الذي ضمها اليه وقال مطمئناً :
- لا تقلقي يا عزيزتي . فأنا وانت عالمان انك بريئة . سأوكل محامياً بارعاً يدافع عنك ويخرجك من هذا المأزق بسرعة البرق . ولابد ان تظهر الحقيقة ويلقى القبض على الفاعل الحقيقي .
- اتعتقد ان احداً ما دس المخدر في حقيبتي ليوقعني في هذه الورطة ؟
هز رأسه نافياً :
- لا اعتقد انك كنت المقصودة ، بل اعتقد ان رجال الجمرك تلقوا معلومات ما عن عملية تهريب فاخضعوا الجميع لهذا التفتيش الدقيق . ولابد ان الفاعل شعر بالخطر فتخلص من المخدر بوضعه في حقيبتك .
علقت لين بمرارة :
- وشاء حظي التاعس ان اكون الضحية .
ابتسم بيرت وداعب وجنتها محاولاً التخفيف عنها ، ثم قال :
- لربما وقع اختيار المجرم عليك لأن وجهك هو الاكثر براءة .
خطرت للفتاة فكرة هامة :
- ولكن كيف كان ينوي المهرب استرداد الهيروين من حقيبتي بعد مروري على الجمرك ؟
هز بيرت كتفيه مجيباً :
- باختلاق عذر ما وبخاصة اذا كان المعني فتاة ، كأن تقول انها اخطأت ووضعت علبتها في حقيبتك في فندق ميامي .
- اتعتقد ان الفاعل فتاة ؟
- من يعلم يالين ! فأي انسان قد يقع في التجربة ويرتكب اعمالاً حمقاء سعياً وراء المال . وأنا لا استبعد ان يكون الفاعل احد الركاب لان الجميع عرضه للتفتيش .
عندها نظرت لين الى البعيد بيأس وتساءلت :
- كيف لنا اذاً اكتشاف الفاعل الحقيقي ؟
امسك الشاب بكتفيها وطمأنها :

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:07
- مادامت العلبة لا تخصك فبصماتك لن تكون عليها بل بصمات المهرب المجرم وهذه القرينة ستثبت براءتك .
ولأول مرة منذ حصول الحادثة أحست لين بارتياح حقيقي واستطاعت الابتسام اذ رأت يارقة امل تلوح في ديجور هذا النفق الرهيب ، فصاحت :
- آه ! ارجو ان يكون كلامك صحيحاً !
وهنا استدرك بيرت بواقعية :
- لا تتوقعي المعجزات فالأمر سيتطلب بعض الوقت . ولاشك ان المجرم سيحاول الابتعاد عن مسرح الجريمة قدر المستطاع ، والطريقة الفضلى لذلك السفر الى خارج البلاد .
وما ان رأى بيرت الخوف يعود الى عينيها حتى أضاف :
- اجزم لك يالين اننا سنصل الى الحقيقة مهما طال الوقت . اتؤمنين بما اقول ام لا ؟
من عينيه الواثقتين استمدت كل الشجاعة التي تحتاج واكدت :
- اؤمن بكلامك مادمت الى جانبي .
داعبها موجهاً لكمة خفيفة الى وجنتها وقال :
- اني اضع هذه العضلات بتصرفك لنقاتل معاً يا آنستي .
- - هل سأبقى كثيراً هنا ؟ فأنا اخاف هذا المكان يابيرت .
- ستبقين الوقت اللازم حتى اوكل المحامي ونؤمن دفع مبلغ الكفالة ، فهم لن يمنحوك اخلاء سبيل الا مقابل كفالة مالية ، والآن عليك اعطائي عنوان ذويك لاتصل بهم واطلعهم على ما حصل ، اذ لايجوز اخفاء الامر عنهم.
- كتبت لين عنوان منزلها على ورقه صغيرة وسمعت بليرت يقول بهدوء:
- ادرك انك تملكين الشجاعه الكافية لتمضية الليلة هنا ، وغدا تمثلين امام قاضي التحقيق الذي سيعين الكفالة المطلوبه لاطلاقك.
اغرورقت عيناها بالدموع شاكيه:
- لا ! لا اسطتيع البقاء في زنزانه كالمجرمين!
امسك بيرت بيدها مشجعا:
- اين فتاتي المقدامه الجسور؟ الا تستطيعين الصبر ليلة واحده؟
داعب وجهها بيده القويه وقبلها باندفاع وشوق فاحست ببساط الحب يحملها على رياح الاحلام بعيدا عن الواقع القاتم الذي اوقعها فيه حظ عاثر.
- سأذهب الان لاتدبر محاميا واعود بأسرع مايمكن.
بذلت لين قصارى جهدها لتجد شيئا من البسالة والقدرة على مواجهة المواقف ، فقالت:
- حسنا، انا بانتظارك.
افتر ثغر بيرت عن ابتسامه عريضة وشدها اليه بعنف:
- انت فتاتي، ولن اسمح بحصول اي شيء يؤذيك.
بعد ذلك خرج من الغرفه تاركا لين وحدها حتى جاء شرطي واصطحبها الى زنزانه، حيث سمعت صليل المفتاح الثقيل يدور في القفل وراءها.
لم تمس الفتاه شيئا من الطعام الذي احضر لها بل اخذت تجوب الغرفه طولا وعرضا حتى جاء بيرت بعد ساعتين وبرفقته احد المحامين.
واعادت الفتاة المتهمة زورا وبهتانا سرد قصتها على المحامي بدون ان تستطيع اضافة شيء الى ما اخبرته لرجال الشرطة. ولفهمها رجل القانون انه لا يستطيع اخراجها من السجن الان، بل عليها الانتظار حتى الغد عندما تمثل امام قاضي التحقيق الذي يعين الكفالة. تقبلت لين ذلك لان البكاء والصراخ لا يجديان نفعا مع حكم القانون الذي لا يلتفت بصرامته الى رقه المشاعر الانسانيه، وهو في ذلك على حق لانه لا يستطيع الاحاطه بكل متطلبات الافراد التي لا تحصى والتي لا تستطيع قاعدة قانونيه ارضاءها جميعا مهما بدت كاملة.
بعد ذلك شرح بيرت للمحامي وجهة نظره في ما يتعلق بالبصمات على العلبه، وسأل هذا الاخير موكلته عما اذا كانت تشك باحد فأجابت نافيه:
- لا اشك بأحد معين اذ لم ار احد في وضع يمكن اعتباره مشبوها.
نظر المحامي اليها من خلف نظارتيه السميكتين بشيء من التعاطف وقال:
- لا شك في انك تحت تأثير الصدمة الان يا انسة ماكسويل. ومع ذلك اريدك ان تفكري الليلة بهدوء وتعيدي في ذهنك شريط احداث هذه الرحلة، فلعلك تجدين مايفيدنا.
وقف الرجل مودعا فنهضت لين بدورها وقالت:
- شكرا على مجيئك يا استاذ.
- هذا واجبي يا انسة.
في هذه اللحظة دخل مفتش الشرطة الذي اصطحب لين من المطار الى المخفر وقال بسخريه:
- ظننت انكم تودون الاطلاع على نتائج اختبار رفع البصمات الذي اجراه رجال الادلة الجنائية على العلبة. يبدو ان بصمات الانسة

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:29
ماكسويل مطابقه لبعض البصمات الموجوده عليها، وهذا يعني انها امسكت حتما بالعلبة قبل مرورها على رجال الجمرك.
لم تصدق لين ما سمعته اذنها واخذت تحدق ببيرت المصعوق بدوره قبل ان تحس بدوار شديد وتسقط على الارض مغميا عليها.
امضت الفتاة المظلومة اسوا ليلة في حياتها ممدة على ذلك السرير الضيق في الزنزانه الموحشه، حيث يتسرب نور خفيف يسمح للحارس بالرؤية عندما يجيء كل ساعه لتفقد الموقوفين. حاولت لين جاهده ان تعمل بنصيحة محاميها واعادة احياء صور ماحصل، غير ان واقع الحاضر المؤلم ابعد عن ذهنها ما حصل وشوش افكارها مانعا اياها من التذكر بدقه. ولم تجد بعد فشلها سوى اغراق وجهها في الوساده والبكاء بصمت لئلا يسمعها احد.
في الصباح وصل والدها ووقع المأساة باد على وجهه واخذ يوجه الاوامر الى مفتش الشرطة مهددا اياه باوخم العواقب اذا لم يوضح له ماحصل. وهذا ليس مستغربا من والد لين لانه ضابط سابق في الجيش ومعتاد على التحدث بهذه النبرة حتى مع افراد عائلته. لكن رجال الشرطة يعرفون كيف يعالجون مثل هذه المواقف فاقنعوه بالذهاب الى المحكمة حيث سبقه بيرت والمحامي.
لم يطل الاستجواب امام قاضي التحقيق اكثر من بضع دقائق، طلب بعدها المحامي اخلاء سبيل موكلته لقاء كفالة فوافق القاضي على طلبه لان سجل لين نظيف. وخرجت لين على الفور من المحكمة ممسكه بذراع بيرت لتتمتع بنور الشمس من جديد. غير ان اخلاء السبيل لايعني الحريه التامة فالمتهم لا يستطيع مغادرة البلاد وتظل تحركاته خاضعة لمراقبه الشرطة. كما ان الشركة علقت عقد الاستخدام القائم بينها وبين الين بانتظار ظهور نتائج التحقيق.
فاضحت الفتاة بلا عمل يشغلها عن التفكير بمشكلتها ، وما ازاد الطين بلة نشر الخبر في الصحف وتوتر الوضع العائلي بين لين وامها التي اضطرت الى اللجوء الى طبيب ليعطيها مسكنات تساعادها على مواجهة الازمة, واقترح الوالد الذهاب الابنة للمكوث عند عمتها ماري في يوركشاير الامر الذي يعني ابتعادها عن لندن وبيرت. وهذا الاخير لم يستطيع اقناع الشركة بنقله من خط ميامي الى الخطوط الاوربية ليتمكن من البقاء الى جانب فتاته اكثر. كما ان المسؤولين في العمل اظهروا له عدم رضاهم عن علاقته بلين التي لوثت برأيهم سمعة المؤسسة ومرغت اسمها في الوحل. وبيرت لم يأبه بالطبع لهذه الاراء الجائرة بل عمل مافي وسعه في الوحل. وبيرت لم يأبه بالطبع لهذه الاراء الجائرة بل عمل مافي وسعه لاخراج لين من ورطتها، فطلب من رجال الشرطة اخذ بصمات جميع الذين الذين كانوا على الطائرة لكنه ووجه بالرفض لان لين ضبطت برأيهم بالجرم المشهود والادلة بحقها كافية فلا حاجة للتوسع في التحقيق. فلم يعد بوسع بيرت سوى دعم لين معنويا وتشجيعها بعد ان اقفلت في وجهه كل السبل.
اقترب موعد المحاكمة فتوجهت الفتاة الى لندن لمقابلة محام جديد نصحها به المحامي الاول، ذلك ان المحامين في انكلترا فئتان/ فئة تستطيع المداعاه امام المحاكم الدنيا وفئة تداعي امام المحاكم العليا.
لذا اضطرت المتهمة الى اعادة اخبار المحامي الثاني بكل التفاصيل بخاصة وان الرجل شدد على معرفة كل ماحدث حتى ماقد يبدو للوهلة الاولى تافها.
جلست لين في مكتبة تجيب على الاسئلة.
- اين وضعت حقيبتك يا انسة عندما صعدت الى الطائرة؟
- هناك فسحة في الطائرة مخصصة لحقائب افراد الطاقم.
- افهم من ذلك ان ايا من زملائك كان يستطيع دس علبة المخدر في حقيبتك اثناء الرحلة؟
اجابت لين:
- بالطبع . ولكن لماذا يقدم المهرب على ذلك خلال الرحلة ما دام لا يعلم بأنه سيتعرض لتفتيش دقيق؟ فنحن لم نشعر بشيء غير اعتيادي الا عند وصولنا الى داخل مطار لندن.
- هذا صحيح . حاولي ان تتذكري ماحدث تماما عند هبوط الطائرة، هل غادر جميع افراد الطاقم الطائرة معا؟
- نعم فقد قطعنا المسافه بين المدرج والمبنى مشيا في مجموعه واحده.
- الى جانب من كنت تسيرين يا انستي؟
- الى جانب بيرت داين.
- لا احد غيره؟
فكرت لين ثم اجابت:
- نزلت سلم الطائرة مع زميلتين وكان بيرت بانتظاري في اسفله فتركت زميلتي ويرت وياه.
- اكانت حقيبتك معك طوال ذلك الوقت؟
- نعم.
- اكنت تحملين شيئا اخر؟
- كنت احمل دمية كبيرة احضرتها من ميامي.
- اتصور ان حقيبتك تعلق بالكتف، اليس كذلك يا انسة؟ فهل كان باستطاعة احد ان يدس فيها العلبة خلال سيرك من الطائرة الى مبنى المطار لانشغالك بحمل الدمية الكبيرة؟
صمتت لين قليلا تفكر واجابت:
-لا اعتقد، لانها كانت مقفلة ولم افتحها الا عندما...
تجمد الدم في عروقها اذ عاودتها ذكرى ماحصل ولم تكمل الكلام فسأل المحامي بالحاح:
- يبدو انك تذكرت شيئا مهما، فما هو؟
لم تنبس الفتاة ببنت شفه بل اخذت تستعرض الصور في مخيلتها بهلع، وتذكرت كيف حاولت اخراج جواز السفر من الحقيبة ولم تفلح فعرض عليها بيرت المساعده. وتخلف عنها للحظات بعد ان اخذ منها الحقيبة قبل ان يلحق بها ويناولها الجواز ثم يعيد تعليق الحقيبة في كتفها... الامر واضح للغاية: بيرت هو من وضع المخدر في الحقيبة، اذ لا احد غيره كان يملك الفرصة لفعل ذلك!

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:35
2 _ الحكم القاطع:


سرعان ما استبعدت لين هذه الفكرة وقالت لمحاميها:
- لا ، لا أهمية لذلك.

لم يقنع وجهها الشاحب فضول رجل القانون الخبير، فأصر على السؤال:
- اواثقه انت مما تقولين يا انسه ماكسويل؟لاتنسى انك مهتمه بجريمة كبيرة تتشدد السلطة في معاقبتها نظرا لانعكاستها الخطيرة على الصعيدين الفردي والاجتماعي . ولا اخفي عليك سرا اذا قلت انك ستدخلين السجن لمدة طويلة اذا وجدتك المحكمة مذنبة. لذا عليك مصارحتي واطلاعي على اي شيء قد يساعدني لاثبات براءتك اتعين ما اقول؟
صمتت لين لبرهة طويلة وظلت تحدق في الفراغ قبل ان تجيب هامسة:
- فهمت.
- هناك شيء تخفينه عني اذا؟
- حستا.
واخذ الرجل يشرح لها ما ستواجهه خلال المحاكمة وماعليها ان تقول ، وهي شاردة تكاد لاتسمعه، فالشكوك والوساس تمزقها وتشعل في نفسها صراعا مستعرا بين نداء القلب وحكم العقل.
بعد مقابلة المحامي عادت الى فندقها حيث تمددت على سرير الغرفة تحدق في السقف الرمادي كلون ايامها. اول ما بدر لها كان رفض فكرة قيام بيرت بوضع الهيروين في الحقيبة، لان هذا يعني انه لم يشعر تجاهها بالحب قط بل اراد استغلال هذه العلاقة الزائفه لتحقيق ماربه. زاخذت تتذكر كيف كان ينتظرها عند نهاية كل رحلة ليمرا على رجال الجمرك سويا، وهي كانت تسر بذلك وتعتبره نوعا من التكريم والاحترام. ولكن الوقت الان ليس وقت الانصراف الى الذكريات الحلوه، بل عليها التركيز للوصول الى الحقيقه.
زضعت يدها على جبينها واعلمت فكرها جيدا. هل سنحت الفرصة في ذلك اليوم المشؤوم لاحد غير بيرت لمس الحقيبة بعد هبوط الطائرة؟ تنهدت يائسة لان الجواب ليس مرضيا ولا يبعد الشك عن مساعد الطيارالذي وقعت في غرامه منذ النظرة الاولى . وفجأة جلست في السرير فرحة اذ خطرت لها فكرة جديدة: اذا كان بيرت هو الذي دس علبة المخدر قبل التفتيش مباشرة لايمكن ان تكون لين قد مست العلبة وتركت بصماتها عليها، ممايعني ان العلبة وضعت قبل ذلك ولكن هذا الاحتمال انها فجأة اذ تذكرت الفتاة انها لما حاولت اعادة جواز السفر الى الحقيبة بعد حاجز الجمرك وقبل التفتيش الجسدي اضطرت الى ازاحة شيء بيدها... شيء ذو شكل دائري كالعلبة المعنية تماما، فدفنت وجهها في الوسادة واخذت تبكي بمرارة كما لم تفعل من قبل.
كيف لها ان تسلم بان بيرت هو الفاعل وحبها له يكاد يقترب من جنون عاشقي الاساطير؟ ايعقل ان يقوم اعز شخص على قلبها بهذه التمثيلة ويخدعها بهذا الشكل المضحك المبكي؟ قبعت الفتاة في غرفة الفندق وحيدة ساعات وساعات تفكر في حل للعقدة ولم تجد سوى مواجهة بيرت بالامر لان الكتمان لا يجدي. والرجل الان في ميامي ولن يعود قبل يومين. ففكرت بمكالمته هاتفيا لكنها عدلت عن ذلك لانها تريد ان ترى وجهه وردة فعله عند مفاتحته بالموضوع.
وهكذا امضت لين اطول واقسى يومين في حياتها متلظية بنار الحيرة والقلق تجوب شوارع لندن على غير هدى، تتفرج على واجهات المحلاتـ تزور المتاحف والمعارض الفنية... تنسى احيانا ان تاكل حتى وهن منها كل مأخذ فغارت عيناها وفقد محياها قسطا كبيرا من حيويته وتوهج شبابه. واخيرا حل يوم موعد عودة بيرت فخفت لين الى المطار لاستقباله. وهناك اعلن عن تأخير في موعد وصول الطائرة، فأمضت لين الساعه الاضافية تمشي في قاعة الاستقبال وتتفرج على وجوه الناس. بعد ذلك شاهدت رأسه يعلو رؤوس سائر افراد الطاقم، ويتلفت يمينا ويسارا باحثا عنها حتى لمحها فابتسم بحرارة. خفق قلب لين لهذه الابتسامه التي ردتها الى العالم البديع الذي كانت تعيشه الى ان انهار بسبب شر احدهم وطمعها بالمال..... وهذا "الاحد" قد يكون بيرت نفسه! اقتربت منه واعصابها مشدودة فايقن ان شيئا مايشغل بالها وسالها على الفور:
- ما الامر؟
لم تستطع لين ان تنظر الى وجهه فاطرقت وقالت:
- أريد ان اتحدث اليك في مكان هادئ .
- لنذهب الى بيتي اذن .
- لا بل الى الفندق .
- كما تريدين .

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:38
امسك بذراعها وتجوها الى موقف سيارات العاملين في المطار حيث استقلا سيارة بيرت الايطالية السريعة . وخلال الطريق ظلا صامتين ، لين لانها تحضر ماستقوله لاحقاً وبيرت لانه لايريد زيادة اضطرابها وقلقها .
في غرفة الفندق وقفت الفتاة قرب النافذه تستجمع قواها وشجاعتها لتبدأ الحديث . وبعد وقت طويل التفتت اليه لتجده يحدق فيها باستغراب .
- اجد نفيب مرغمة على استيضاحك بعض المسائل يا بيرت .
- وأنا كذلك لدي سؤال هام .
فوجئت الفتاة بنبرته الجازمة فسكتت بانتظار ماسيقول . اقترب منها واضعاً يديه على كتفيها رامقاً اياها بنظرات حادة ، وأخيراً سألها :
- هل اشتقت الي ؟
- بالطبع .
- ما رأيك اذاً بترحيب خاص ؟
اسقط يديه وضمها اليه فشلت حركتها كمن تعرض لتنويم مغناطيسي . شاءت المقاومة لكن لين اغمضت عينيها دون الخضوع أو الرفض .
وفجأة عاودتها ذكريات ميامي ولحظاتها الحلوة فاجتاحتها عاطفة جارفة حتى كاد الرجل يفقد عقله .
- انت تفعلين ذلك عمداً .
- افعل ماذا ؟
- تنقضين اتفاقنا على الانتظار باثارة جنوني .
حزنت عينا لين وسألته بأسى :
- اتنتظر حتى خروجي من السجن ؟
ثارت ثائرة الرجل فأمرها بقسوة :
- لا تكرري مثل هذا الكلام بعد الآن ، فانت لن تدخلي السجن !
وبعد تردد وجهت اليه سؤالا طالما قض مضجعها :
- هل تحبني ؟
رأت الفتاة يجتاح عينيه اذا اجاب مبتسماً :
- الجواب هو نعم ، احبك كثيراً .
اغمضت عينيها وتابعت :
- اتحبني الى درجة دخول السجن بدلا مني ؟
- كفي عن ذكر هذه الكلمة .
- ارجوك ، أجب على سؤالي .
قال بيرت بحدة :
- أنا مستعد لفعل أي شيء يبعد عنك هذه الكأس المرة .
لملمت لين مابقي لديها من شجاعة وحزم وأضافت :
- لماذا وضعت المخدر في حقيبتي اذاً مادمت عالماً بانهم سيلقون القبض عليّ ؟
بدا بيرت لأول وهلة كأنه لم يستوعب شيئاً مما قالته . فهز رأسه مدهوشاً وتمتم :
- ماذا قلت ؟
- أظن انك سمعتني بوضوح .
نظر اليها بذهول وقال :
- لا أصدق ماسمعته اذناي . الى ماذا ترمين ؟.
أجابت الفتاة متنهدة :
- لقد تذكرت كل شيء فلاحاجة للانكار .
- انكار ماذا ؟
جلست لين فحذا حذوها والتقت نظراتهما لبرهة قبل ان تكون الفتاة البادئة الى الكلام .
- اذكر الآن تماماً كيف مشينا معاً من الطائرة الى مبنى المطار ، وكيف كنت احمل الدب الذي اهديتني اياه فلم استطع العثور على جواز سفري في الحقيبة . عندها توطعت لتجد الجواز فتخلفت لبضع لحظات تبحث عنه حتى لحقت بي وناولتني اياه بعد ان اعدت تعليق الحقيبة في كتفي ( واضافت لين بما يشبه الهذيان ) انت الوحيد الذي كان يستطيع دس المخدر في حقيبتي بعد هبوط الطائرة .
امسك بيرت بيدها وأكد :
- صحيح اني اخذت الحقيبة منك ولكن كيف تشكين اني واضع المخدر فيها؟ أيعقل ان افعل ذلك واوقعك في هذه الورطة ؟ ( احكم قبضته على يدها وعيناه الزرقاوان تقدحان شرراً ، ثم تابع ) الم اعترف لك منذ لحظات بالحب . انت الفتاة الوحيدة التي سمعت مني هذه الكلمة ! فكيف استطيع تسبيب اللم والعذاب للفتاة التي ملكت قلبي ؟ كيف يمكنني ان اكون جلادها ؟
تسمرت عينا لين في عينيه وهي بين اقدام واحجام . تريد تصديقه ومنحه ثقتها الكاملة ، في حين يناديها صوت العقل ويحذرها من الانزلاق وراء العواطف . وبعناد اعادت ماقالته سابقاً :
- درست الاحتمالات كافة ولم اجد سواك فاعلا ( وضعت رأسها بين يديها واردفت ) أودّ ان اعرف ما اذا كان الامر بيننا مجرد لعبة اوقعتني فيها ليتسنى لك تهريب المخدرات ...

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:38
لم يسع بيرت سماع المزيد فهب واقفاً وارغمها على الوقوف والسخط ينضح من نظراته ، وصاح في وجهها :
- كفى ! قلت لك ان لا علاقة لي الهيروين ! اقسم بالله انها الحقيقة !
خشيت الفتاة النظر الى وجهه لئلا تضعف عزيمتها ويغلب عليها صوت قلبها الدامي . فحررت يديها وقالت ببرود :
- لا اصدقك .
انسحبت آخر قطرة دم من وجه بيرت الساخط وسألها بغضب :
- الا تثقين بي مقدار ذرة ؟ الا تأبهين بمشاعري حتى ولو كنت كاذباً بنظرك ؟
- أنت مخطئ تماماً ، فمشاعرك تهمني كثيراً لأني احبك حباً عميقاً يجعلني اقدم على المستحيل من اجلك .. يجعلني اغفر لك اي اساءة ... حبذا لو جئتني شارحاً الوضع قبل ان تدس المخدر في الحقيبة ، لكنت تفهمتك وقدرت دوافعك وظللت وفية لحبي . اما ان تفعل ذلك خلسة وتزعم انك من الفعلة براء ، ثم تمعن في التمثيل متظاهراً البحث عن الفاعل الآثم .. فهذه طعنة في الصميم لا يسعني تحملها او غفرانها .
- ازاء ذلك قال بيرت والأسى يعصر قلبه :
- لم اقل لك سوى الحقيقة يالين واثبات ذلك ليس بالأمر العسير . فلو كنت من وضع العلبة اللعينة في حقيبتك لتركت بصماتي عليها ، هيا بنا الى مخفر الشرطة للتثبت من ذلك .
لم يلق هذا الاقتراح صدى طيباً لدى لين فهزت رأسها قائلة :
- اتعتقد ان الفكرة لم تخطر لي ؟ لكن اقتراحك غير مجدٍ لأن اي جاهل يستطيع الامساك بالعلبة بمنديل حتى لا يترك عليها بصماته .
- لا شيء يستطيع اقناعك ببراءتي اذاً ؟
لا تعلم لين من اين جاءتها هذه الوجة العارمة من الغضب فصرخت بأعلى صوتها :
- لماذا لا تستسلم وتخبرني بالحقيقة كاملة ؟ لماذا تمعن في الانكار...
لم يقل بيرت عنها سخطاً فأمسك بها مرغماً اياها على النظر اليه مقاطعاً :
- بدأت اشك في انك تقومين بالتمثيل بدورك .
- ماذا تعني ؟
- كوننا الوحيدين اللذين لمسا الحقيبة بعد ان حطت الطائرة ، وكوني اعلم اني لم اضع الهيروين فيها ، يؤدي بي المنطق الى الاشتباه بك .
كادت لين تصاب بالجنون فصاحت :
- لم افهم !
- يخيل اليّ ان كل التهم التي تحاولين الصاقها بي يجب ان ترتد عليك . لابد انك تحاولين اخفاء شيء اقترفته يداك . بدأت اشعر اني كنت ضحية خدعة محكمة ، لقد خدعتني وخدعت الجميع بوجهك البريء وعفويتك الطاغية . ابتسامة واحدة منك كانت تكفي ليدعك رجال الجمرك تمرين بدون تفتيش . وبالفعل فأنت لم تتعرضي للتفتيش ابداً قبل تلقيهم هذه الاخبارية . لماذا فعلت ذلك يالين ؟ أمن اجل المال ام من أجل تأمين حاجتك من المخدر ؟ ولم لا ، فقد تكونين مدمنة . هاتي ذراعك لأرى اثار حقن المخدرات فيها .
وبقوة امسك بذراعها وبدأ يرفع كم فستانها فاعترضت بصوت عال :
- دعني وشأني !
قاومته بعنف حتى سقطت على السرير لكنه تمكن من رفع كميها وتفحص ذراعيها فوجدهما خاليتين من اي اثر للحقن ، فقال :
- بما انك غير مدمنة فهذا يعني قيامك بالتهريب طمعاً بالمال !
قفزت الفتاة من السرير وصفعته بقوة على وجهه صائحة :
- ايها القذر الحقير !
ظل بيرت جامداً كالصخر بالرغم من قوة الصفعة وعيناه متجمدتان كالجليد ، الامر الذي جعل لين في حيرة من اكمرها فانفجرت :
- انت مجنون اذا كنت تظنني سأدخل السجن من اجلك ! لقد استغليتني كفاية حتى الآن ! اوقعتني في الشرك منذ البداية حتى تستغلني !
أخفضت صوتها قليلاً وتابعت :
- كان قلبي يدعوني الى التضحية من اجلك ، انا الآن وقد كشفت عن انيابك فلن ادعك تنال مني وتفلت من العقاب !
ضحكت بفتور قبل ان تضيف :
- يا الهي كم كنت عمياء ! كم كنت ساذجة عندما وقعت في غرامك المدبر هذا ، وهو جزء من خطتك لتهريب المخدرات ! لابدّ انك ضحكت كثيراً لحماقتي ولسهولة انقيادي .
لم تستطع الفتاة قول المزيد فأشاحت بنظراتها واخذت ترتجف كالورقة في مهب الريح .
وبعد صمت ثقيل سألها بيرت بواقعية :
- وهل ستخبرين الشرطة بالأمر ؟
أجابت دون ان تلتفت اليه :
- نعم .

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:39
- لا اعلم حتى الآن ما اذا كنت صادقة في ماتقولينه يالين ، ام ان القضية كلها مجرد تمثيل بتمثيل . وهذا لم يعد مهماً في أي حال ، فاذا كنت صادقة تكونين قد حطمت حباً اقدسه واعتبره اهم شيء في حياتي ، أما اذا كنت كاذبة ... ( هز بيرت كتفيه واكمل ) حماقتك انقذتني لأني كنت قد قررت مع اقتراب موعد المحاكمة وعجزنا عن الحصول على دليل لتبرئتك ان اقدم اعترافاً كاذباً بأني دسست المخدر في حقيبتك . كنت على استعداد لحلفان يمين كاذبة حتى انقذك من القضبان ، ولكنك استقبلتني بهذه الاتهامات الباطلة قبل ان يتسنى لي اطلاعك على نيتي .
بحثت لين بنظراتها الحائرة عن عينيه لتجد فيهما الحقيقة وارادت الكلام لكنه سبقها الى ذلك :
- يالسخرية القدر ! لو انتظرت بضع دقائق لكنت عرضت عليك خطتي لانقاذك من جريمتك ! يالي من عاشق ولهان احمق يضحي بحريته وسمعته من أجل فتاة استغلالية انتهازية ! اشكر الله على اظهاره حقيقتك قبل اقدامي على تلك الخطوة البلهاء التي كانت ستؤدي بي الى السجن في حين تبقين طليقة لتتابعي نشاطك الاجرامي الحقير .
تحول وجه لين الى قناع من الازدراء والحقد فقالت والسم يقطر من كلماتها:
- لم ارَ في حياتي كلها كاذباً بهذه الوقاحة ! أوتجرؤ بعد كل مافعلت على مواصلة اكاذبيك وأباطيلك ؟ اغرب عن وجهي ولاتدعني اراك الا في المحكمة حيث تقتص منك العدالة بعقوبة صارمة تناسب عملك الآثم !
اقترب بيرت منها والشرر يتطاير من عينيه فخشيت ان يضربها .
لكنه مالبث ان ادار ظهره وخرج من الغرفة مقفلاً الباب وراءه بعنف .
بعد ليلة من السهاد توجهت لين الى مرك
ز الشرطة وعيناها متورمتان من البكاء على اطلال حب وسعادة تحطم صرحهما عند اول هزة . وهناك استمع المفتش المكلف بقضيتها الى قصتها بدون ان ينبس ببنت شفة مكتفياً بين الحين والآخر بهز رأسه . تكلمت الفتاة ببطء وتفصيل متمنية لو انها تملك خياراً اخر تبرئ به نفسها وساحة الرجل الذي احبت .
بعد انتهائها طرح عليها المفتش سؤالين قال بعدهما :
- قصتك ليست جديدة ياآنسة ماكسويل ، فقد مر بي السيد بيرت داين بعد ظهر امس وابلغني انك قد تأتين الي لاتهامه بجريمة التهريب . وهو اعترف بانه لمس الحقيبة وان يكن قد نسي ذلك لو لم تذكريه به . كما اصر على انه لم يدس الهيروين في حقيبتك ولم يرَ هذه العلبة فيها ولم يشاهد كذلك الفاعل الحقيقي يقوم بعمله . وبناء على طلبه قمنا بمقارنة بصماته بتلك الموجودة على العلبة فجاءت النتيجة سلبية اذ لم تطابق بصماته أياً من تلك التي على العلبة . ( نظر المفتش اليها واضاف ) بالنسبة الينا لاشيء يشير الى تورط السيد داين في هذه العملية ، لذا لن نقوم بتوجيه اي تهمة اليه .
لم تدم المحاكمة اكثر من يومين . ولم يحضرها والدا لين بل عمتها ماري التي جاءت خصيصاً من يوركشير للوقوف الى جانب الفتاة المسكينة . وجلست المرأة حيث تستطيع لين رؤيتها بقسماتها الهادئة وقبعتها المزينة بالريش . تفحصت المتهمة القاعة فلم تتعرف الى اي من الحاضرين سوى عمتها ومحاميها . وعندما وقفت في قفص الاتهام حسبت نفسها ظاهرة غريبة معروضة في السيرك يتفرج عليها الفضوليون .
استدعت النيابة العامة عدداً من الشهود بمن فيها رجال الضابطة الجمركية ، خبير في المخدرات ، ومفتش الشرطة . بعد ذلك جاء دور الدفاع فرافع محاميها باذلاً اقصى جهوده بالرغم من قلة الحجج والبراهين التي تقنع المحكمة ببراءة موكلته . فاستدعى مديرة المدرسة التي تعلمت فيها لين وبعض الجيران الذين عرفوها منذ الصغر .
وهذا الامر الاخير لم يرق لوالدتها التي اعتبرت ان عليهم مغادرة الحي والسكن في مكان آخر لأن لين لوثت سمعة العائلة وافقدتها احترامها . ولما علمت المتهمة بذلك طلبت من محاميها التوقف عن طلب شهود من محيطها والاستعاظة عن ذلك باستدعاء بعض زميلاتها المضيفات . وهؤلاء الاخيرات لم يفدنها بشيء اذ حاولن الانتهاء من الموضوع والخروج من المحكمة بأسرع مايمكن ، كما انكرن جميعهن رؤية احد يضع المخدر في لحقيبة وأكدن ان تصرف لين خلال الرحلة كان طبيعياً لايثير الشبهات .
والشاهد التالي من شهود الدفاع كان بيرت الذي ما ان دخل قاعة المحكمة حتى احست لين بنبضات قلبها تسرع وبيديها ترتجفان . وجه اليه المحامي اسئلة كثيرة ، ودقيقة محاولاً الايقاع به لاثبات تورطه ، لكنه فشل في ذلك اذ اجاب الشاب على الاسئلة بثقة ووضوح . وقال بيرت انه صرح امام رجال الشرطة بأنه لم يمس الحقيبة بعد هبوط الطائرة وهو الآن يتراجع عن هذا القول بعد ان اعادت لين الى ذاكرته كيف اخذ الحقيبة منها ليخرج

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:41
جواز السفر . غير انه اكد عدم احتفاظه بها سوى ثوان قليلة ارجعها بعدها الى صاحبتها . واعاد بيرت انكار اي علاقة له بتهريب المخدرات ونفيه رؤية العلبة في الحقيبة عندما اخرج الجواز . واستمر الاستجواب مدة طويلة ولم يرتبك بيرت اثناءها برغم قصد المحامي احراجه ، وكان لابد لهذا الأخير من لنهاء اسئلته وترك الشاهد يذهب في سبيله .
واخيراً مثل ، كشاهد ، ممثل عن شركة الملاحة الجوية جاء يؤكد ان سلوك لين طيلة مدة عملها كان سلوكاً مثالياً ينم عن النزاهة والاخلاق ، وانه لم يبدر منها يوماً اي تصرف يدل على تورطها في عمليات تهريب او ماشابه.
وقبل انتهاء دور الدفاع ادلت المتهمة بافاة قصيرة اصرت فيها على نفي التهمة جملة وتفصيلاً .
رفعت الجلسة عند الظهر للغداء فتوجهت العمة ماري ولين الى مطعم قريب وقعدت لين صامتة لاتمس طبقها ، في حين انصرفت العمة الشجاعة الى التحدث عن اشياء مختلفة كأعمال الزراعة وتربية الواجن التي تقوم بها في القرية . واذا بلين تبدأ بالارتجاف بعدما خانتها اعصابها فامسكت العمة ماري بيدها وشجعتها على مواجهة المشكلة كما فعلت هي في شبابها فقدت خطيبها في الحرب العالمية الثانية ، ثم خطف الموت منها زوجها وطفلها الوحيد في حادث سيارة .
حاولت لين الابتسام والدموع تتجمع في عينيها ، وقالت شاكرة :
- لا أدري ماذا كنت افعل بدونك في ه9ذه اللحظات ؟
- لاتقولي ذلك يا ابنتي فالشجاعة والقوة ملكتان تنبعان من داخل النفس البشرية . وانا على يقين انك قادرة على مواجهة الموقف بكرامة وبأس مهما كان قرار المحكمة . وتذكري اني دوماً الى جانبك لأنني مؤمنة ببراءتك ، سأطلب لك شراباً منعشاً يساعدك على تخطي امتحان بعد الظهر العسير .
بعد استئناف الجلسة اعيدت تلاوة قرار الاتهام ، وملخص الوقائع ومطالعة النيابة العامة . ثم بدأ القاضي الرئيسي بقراءة حيثيات الحكم مشدداً على اهمية جرائم المخدرات وخطورتها من الناحية الاجتماعية ، ومبرزاً ضرورة المعاقبة عليها بحزم لمنع تفشيها ولردع مرتكبيها عن الامعان في غيهم . وأشار الى جهود لاترتكز الى دليل قاطع اة الى اية قرينة براءة في حين ان كل الوقائع تدعو الى تجريم لين ماكسويل . وفي النهاية دعا القاضي هيئة المحلفين الى الانسحاب للمذاكرة واصدار الحكم بالبراءة او بثبوت التهمة . ولم يفاجأ احد عندما اعاد اعضاء هيئة المحلفين بعد عشرين دقيقة واعلنوا تجريم لين بقرار اجماعي .
وهنا نظر القاضي الى الفتاة وقال بنبرة خطابية :
- لين ماكسويل ، لقد ثبتت ادانتك بجرم حيازة المخدرات ونقلها بغية تهريبها الى البلاد . وبما ان هذا الجرم خطير ونظراً لرفضك التعاون مع قوى السلطة لكشف المحرضين والشركاء قررت هذه المحكمة ان تنزل بك عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات .
طرقت هذه الكلمات اذني لين كأجراس تقرع في داخلها واخذت تجيل نظرها في القاعة علها تجد بيرت لتريه الحقد والاحتقار اللذين تشعر بهما نحوه ، لكنه لم ينتظر نهاية الجلسة لسماع الحكم . وسرعان ما امسكتها شرطية بيدها واقتداتها الى خارج المحكمنة فالسجن .

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:43
3-لين الجديدة



ثلاث سنوات مدة طويلة تتغير فيها شخصية المرء جذرياً ، وبخاصة اذا دخل عالماً غريباً اكره فيه على اتباع نظام معين ومعاشرة اشخاص ماكان يحلم بلقائهم .
امضت لين اسابيعها الاولى في سجن النساء وهي شبه ضائعة وفي حالة من اللامبالاة ، تنفذ ماتؤمر به ، تنام ، تغتسل ، بالكاد تأكل حتى تسد رمقها ، لاتكترث لزميلاتها وكأنهن غير موجودات . حضر والدها مرة لزيارتها وجلس لايجد موضوعاً للتحدث ناظراً الى ساعته مرات عدة حتى يمضي الوقت ويرحل الى بيته بعد ايفاء قسطه للعلى ... اما والدتها فلم تتحمل فكرة المجيء الى السجن كما قال الوالد . وطلبت لين من ابيها عدم المجيء اليها مرة ثانية فحاول ادعاء الاعتراض أولاً لكنه اذعن ازاء اصرارها . ولاحظت الفتاة السجينة علامات الارتياح على وجهه لتخلصه من واجب الحظور الى هذا المكان المشين . وودعها واعداً بالكتابة . وبالفعل تلقت منه رسائل كثيرة خلال الاشهر الاولى ، ثم اخذت تشح حتى كادت تنضب . والفتاة لم تعد تهتم لذويها فهي تعتبر نفسها بدون عائلة ، اذ لايمكن ان تعود للعيش في بيتها بعد خروجها من السجن لئلا تعكر صفو حياة والديها وطيف جريمتها يحوم في المنزل ، سواء آمنا ببراءتها ام لم يؤمنا .
اما العمة ماري فكانت تأتي من يوركشير لرؤية لين مرة كل شهر حاملة معها نفحة من الشجاعة وباذلة المستحيل لشد ازر الفتاة المعذبة . كانت تجلس واياها لتحدثها عن مجريات حياتها اليومية في الريف .
ومر شهر لم تأت فيه العمة ماري فقلقت لين عليها . وكان قلقها في محله اذ وصلتها رسالة من محامي العمة يبلغها فيها ان المرأة مصابة بمرض خطير وان حالتها ساءت بسبب عدم التزامها أوامر الاطباء بالخلود الى الراحة واصرارها على السفر من يوركشير الى لندن لرؤية لين . وبعد أسبوع من ذلك وصلتها رسالة ثانية تنبئها بوفاة العمة ماري .
قدمت لين طلباً الى آمرة السجن بالسماح لها بحضور مراسم الدفن لكنها رفضت ذلك ، الامر الذي زاد من حزن الفتاة التي فقدت بموت عمتها نصيراً ومرشداً ، ووسعت دائرة كرهها للاشخاص المحيطين بها . وزادها اسى شعورها بالذنب اذ لولا اضطرارها للتنقل بين يوركشير ولندن لكانت العمة ماري على قيد الحياة في هذه اللحظات . ومازاد الطين بلة ان الفقيدة اورثت لين كل أموالها فاحست هذه الأخيرة انها لم تكتفِ بتعجيل موت عمتها بل وكأنها فعلت ذلك عمداً لترث أموالها .
ومع مرور الوقت اصبحت صورة بيت في ذهنها هاجساً يلاحقها مهما فعلت ، يوقظها كابوسه من نومها ، تبتلعه مع طعامها وترتديه مع ملابسها ... وصار هدفها محدداً بوضوح : الانتقام من بيرت الذي كان السبب في تعاستها ووجودها في هذا المكان المقيت . واخذت تعمل على بلورة خطة ناجحة للنيل منه وزجه في السجن . وخشيت ان يكون نال درساً من سجنها وابتعد عن التهريب ، لكنها استبعدت هذه الفكرة اذ لابد ان يستبد به الطمع من جديد ويعود الى تهريب المخدرات ، وعندما ستخرج من السجن ستكون له بالمرصاد للايقاع به ولربما لدس مخدر في شيء يخصه والابلاغ عنه للشرطة فيقع في الورطة نفسها التي اوقع لين فيها ! تلذذت الفتاة بهذه الفكرة كثيراً واخذت تعمل عقلها جاهدة للوصول الى وسيلة ناجعة تحقق هدفها .
خطر لها ان تستخدم شخصاً تكلفه بالتقرب من بيرت لمراقبة تحركاته واقتناص الفرصة السانحة للابلاغ عنه عند قيامه بالتهريب او بعد دس المخدر له . بيد ان هذه الفكرة لم ترق لها لسببين :
الاول هو صعوبة ثقتها بالشخص المأجور الذي سيقوم بالمهمة الدقيقة لانه قد يتسبب بافتضاح امرها ، والسبب الثاني هو ان الانتقام لن يكون شافياً وكاملاً اذا نفذه غيرها وهي داخل السجن لاترى وجه بيرت يتعذب . ويبقى الشيء الاهم وهو ضرورة علم بيرت بأن المكيدة من اخراج لين والا فقد الثأر نكهته . لكن كيف تقترب اففتاة من حبيبها السابق بدون ان تثير شكوكه ومخاوفه اذ لابد له ان يرى الحقد والكراهية في عينيها ويعلم بالتالي انها تضمر له شراً فيأخذ حذره . ولن ينفع لازالة مخاوفه ادعاؤها الغفران والسماح واستعدادها لاحياء الماضي البديع . وهكذا يغدو استخدام شخص ما امراً حتمياً .
بعد رسوخ فكرة الانتقام بدأت الفتاة السجينة تتعرف الى مجتمعها الجديد شيئاً فشيئاً . وخرجت من تقوقعها لتخالط بقية السجينات لعلها تجد بينهن واحدة تناسب لتنفيذ المهمة ، او واحدة تساعدها على ايجاد من هو مؤهل لذلك رجلا كان ام امرأة . وقامت كذلك بتحريات دقيقة لتتصل بأخطر المجرمات اللواتي يستطعن تأمين كمية من الهيروين في حال احتاجت اليها لتوريط بيرت . وبالطبعكان على لين التصرف بحذر وعدم اظهار فضول او الحاح كبيرين لكسب ثقة "زميلاتها" السجينات المتصلات بعصابات كبيرة وخطيرة .

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:45
تمكنت من التقرب من سجينة باهرة الجمال تدعى ناديا كليرمونت . كانت ناديا تعمل فتاة غلاف الى ان ضبطت تبيع مجوهرات سرقها حبيبها فدخلت السجن . ورأت لين ان ناديا هذه قد تكون ملائمة لتأخذ المهمة على عاتقها بخاصة وانها على اتصال بمعظم ارباب عالم الجريمة في لندن . ومع الوقت اكتشفت لين ان صديقتها تتمتع الى جانب جمالها بقدر لا بأس به من الغباء مما يجعلها لا تصلح لتحقيق اهدافها .
في أحد الأيام جلست السجينتان تتبادلان اطراف الحديث ، واخرجت ناديا صوراً فوتوغرافية تظهر فيها وهي تعرض الازياء وفي بعضها تعرض مفاتنها بما تيسر من ملابس لاتستر الشيء الكثير .
ابدت لين اعجابها بمواهب زميلتها وهي تتفرج على الصور ، فاذا بها تلمح صورة سقطت على الارض فالتقطتها ونظرت الى صاحبتها لترى صبية ذات شعر متجعد وانف طويل تعلوه نظارتان سميكتان في حين ان ملابسها العادية لاتمت بصلة الى تلك الانيقة والفخمة التي تعرضها ناديا.
اعادت لين الصورة الى صديقتها سائلة :
- أهي نسيبة لك ؟
ضحكت ناديا وأجابت :
-نوعاً ما . هذه الفتاة كانت تدعى مورين هيغبنز .
-كانت ؟ أهي متوفاة ؟
كادت ناديا تختنق من الضحك اذ قالت :
-باستطاعتنا اعتبارها كذلك ( نظرت الى الصورة من جديد وكأنها تستعيد ذكريات غابرة وتابعت ) الفتاة التي في الصورة هي انا : ناديا كليرمونت .
تفرست لين بالصورة جيداً قبل ان تقول :
-لاشك انك تهذين ! كيف يعقل ان تكوني هذه الفتاة البشعة ؟
-بمقدور أي كان ان يجعل من نفسه جميلاً بفضل العلم المتطور ...
اسندت ناديا ظهرها الى الجدار وبدأت بسرد القصة :
-عندما كنت في الثامنة عشرة تعرفت الى رجل حاول اقناعي بانه سيجعل مني نجمة سنمائية . ظننته يسخر مني أول الامر لينال مأربه فقط ، اذ كيف يحول فتاة قبيحة مثلي الى بريجيت باردو! غير انه اصر على موقفه واصطحبني الى جراح في التجميل كان يملك عيادة في شارع هارلي اقفلتها السلطة بعد افتضاح امره ، اذ انه اجرى عدة عمليات لتغيير وجوه اشقياء شهيرين كي يفلتوا من قبضة العدالة .
المهم ان هذا الطبيب الماهر قصر انفي واجرى عملاً دقيقاً جداً لتغيير فتحة العينين واصلاح شكل الذقن . ثم اصطحبني رجلي الى طبيب اسنان اصلح اسناني البشعة وجعلها كصف من حبيبات الؤلؤ . اما المرحلة الأخيرة من عملية اعادة التأهيل فكانت تمضية أسابيع في مصح خاص حيث اتبعت حمية لانقاص وزني بضعة كيلوغرامات وحيث وضعت لي عدستان لاصقتان بدل نظارتي المرعبتين . وها انذا ناديا كليرمونت بعدما دفنت المسكينة مورين هيغينز .
علقت لين وهي لا تكاد تصدق :
-عمل رائع ! لااحد يشك ان مورين هذه هي نفسها انت !
وخطرت لها فكرة جهنمية جعلت وجهها يشرق وعيناها تشعان ،فاستفهمت:
-كم تبلغ كلفة هذا التبديل الكبير ؟
-لااعلم بالضبط كم دفع رجلي غير انني اعتقد ان المسألة تتطلب بضعة آلاف ، مع العلم انني سددت كل ماعلي بطريقتي الخاصة .
-وهل انت على علم اذا كان هذا الجراح مازال يجري عمليات تغيير الوجوه ؟
نظرت ناديا اليها باستغراب واجابت :
-نعم ، اظن ذلك . ولكن لماذا تسألين ؟
-اريد اجراء عملية لوجهي حتى يصبح جميلاً .
-لا ارى ان وجهك بحاجة لعملية يا لين ، فانت جميلة لا قبيحة كمورين .
-اريد ان ابدأ حياة جديدة عند خروجي من السجن بدون ان يتعرف الي احد.
وافقت ناديا قائلة :
-افهم ذلك ياعزيزتي (ترددت قبل ان تضيف ) عليك ان تدركي ان الجمال ليس مصدراً للسعادة . صحيح انه يؤمن المال والعمل واهتمام الرجال ، لكنه مايلبث ان ينقلب مصدر شقاء عندما تنكشف نوايا الرجال الحقيقة وعندما تصادفين رجلاً تعميه الغيرة اذا داعب النسيم شعرك ، ولاننسى كره النساء للمرأة الجميلة لأنها تنافسهن على اقتسام الغنيمة . خذي العبرة مني وانظري اين انتهى بي المطاف لأني منحت ثقتي لرجل احببته ( هزت ناديا كتفيهلا وأردفت ) لربما توجهت الى ذلك الطبيب بعد خروجي من هنا ليغير وجهي من جديد .
-اتزمعين على ان تعودي مورين هيغينز ؟
تناولت ناديا الصورة ورفعت حاجبيها قائلة بمرح :

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:46
-لن اصل الى هذا الحد بالطبع ... لو كنت املك وجهاً كوجهك لما فكرت يوماً بتغييره .
للين دوافعها ولهذا جزمت :
-أنا اعني ما اقول وانا مصممة عليه .
لم يسمع ناديا سوى الموافقة ازاء هذا الاصرار :
-حسناً ، سأطلعك على كيفية الوصول الى هذا الطبيب عندما يحين موعد خروجك .
مرت الشهور ببطء ولين لا يشغلها سوى المضي قدماً في بلورة خطة انتقامها واخراجها بشكل كامل لا يفسح في المجال لأي زلة .
وتنفيذاً لذلك واظبت باهتمام كلي على جميع دروس اللغات الاجنبية المتوافرة في السجن ، لابل انها اخذت دروساً اضافية على يد سجينة فرنسية لقاء مبلغ من المال . ولين كانت على اي حال ممتازة في اللغات الأجنبية أيام الدراسة ، وهذا ما سهل لها الحصول على وظيفة مضيفة في الشركة العالمية للملاحة الجوية . اما الآن فهي تنوي تسخير هذه الموهبة لسحق بيرت .
اثناء فترة العقوبة قابلت لين مراراً مصلحين اجتماعيين تنتدبهم الدولة للعمل على تأهيل السجناء وتحضيرهم لدخول المجتمع كعناصر فاعلة و صالحة . وقد نصحها هؤلاء بعد الاختلاط بالسجينات الوسخة الملطخة بجرائم خطيرة ، سوى انهم وجدوا انفسهم يجهدون على غير طائل كون لين تجلس امامهم خلال المقابلات بوجه جامد كالصخر وتكتفي بالاجابات المقتضبة على اسئلتهم . وهكذا تابعت اتصالاتها بسجينات عالم العاصابات لتزيد من اطلاعها على خفايا وخبايا فلك الجريمة في لندن وتسخر معلوماتها الجديدة في الارتداد على بيرت واحراقه كما حرق ثلاث سنوات من عمرها . وكان من عدم تجاوب لين مع جهود ومحاولات المصلحين الاجتماعيين سبباً في ابقائها في السجن نفسه ، فالسجينات اللواتي يظهرن تحسناً في السلوك يتم نقلهن الى سجون اخرى تتوافر فيها وسائل الراحة واللهو . ولم تهتم لين لذلك باعتبارها تفضل البقاء مع اناس يساعدونها على تحقيق مقصدها .
في اليوم الذي سبق اطلاق سراحها توجهت لين لمقابلة آمرة السجن . وهناك في المكتب الموحش استمعت الى محاضرة طنانة في الاخلاق وتلقت سيلا مدراراً من النصائح . واكثر ماشددت آمرة السجن كان على وجوب فتح صفحة جديدة بعد انتهاء مدة العقوبة وتجنب الانزلاق في متاهات الجريمة بعد الآن لأن العدالة لا ترحم المجرم في حالة التكرار . وافقت لين في داخلها على وجوب فتح صفحة جديدة خصوصاً وأنها ستفتح هذه الصفحة للاقتصاص من بيرت ، وغرقت في افكارها وخطط الانتقام حتى أنها لم تدرك ان المرأة انهت مواعظها الا بعد ان نادتها عدة مرات .
تنهدت آمرة السجن وقالت :
-أرى انك لم تستوعبي شيئاً مماقلت . وأنا حقاً آسفة لمغادرتك هذا المكان لأنك لست مؤهلة لخوض غمار الحياة الصالحة بعد . كما أني لن افاجأ بعودتك القريبة الينا اذ ان موقفك العنيد طوال ثلاث سنوات ينبئني بانك تحضرين للقيام بعمل احمق جديد . لقد قمت بواجبي وحاولت نهيك وارشادك الى الطريق القويم ... حسناً يا ماكسويل ، بامكانك الانصراف.
لم تنبئ لين ذويها بموعد خروجها من السجن . وحين خرجت الى الحرية في ذلك الصباح البارد فوجئت بناديا كليرمونت التي أطلق سراحها قبل شهور تنتظرها في سيارة تاكسي .
حيتها ناديا بابتسامة عريضة :
-أهلاً وسهلاً بك الى مايسمى المدينة يا ابنة المجتمع المنبوذة !
-ألم تحضري لي حفل استقبال ؟
-ياليتنا نقيم حفلاً يكون شعاره : لا للرجال الذئاب .
تعانقت الفتاتان طويلاً وكادت الدموع تطفر من عيني لين لانها وجدت في ناديا اخلاصاً وحناناً فقدتهما من زمان .
-اشكرك يا ناديا على هذه اللفتة الحلوة .
توجهتا الى شقة ناديا حيث خلدت لين الى حمام ساخن في حين انهمكت الأولى بتحضير طعام الفطور . وبعد تناول الطعام قالت ناديا والسيكارة في يدها :
-كيف تنوين تمضية يومك الأول ؟ اتحبين الخروج للتسوق وشراء ثياب جديدة ام تؤثرين البقاء وحيدة للتأمل ؟ أنا شخصياً امضيت يومي الاول انصت الى السكون ، فاذا رغبت بذلك سأخرج لئلا ازعجك .
-لا ياعزيزتي ، اود العمل بسرعة لمقابلة ذلك الجراح .
-اما زلت مزمعة على اجراء العملية ؟ ترويّ قليلا فربما غيرت رأيك بعد بضعة أسابيع خارج القضبان .
علقت لين على ذلك باختصار :
-لم ولن أغير رأيي . هل رأيت الطبيب ؟
-نعم رأيته ، وهو مستعد لاجراء العملية ساعة تشائين بشرط ان تدفعي نصف المبلغ مقدماً .

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:46
-موافقة لكنني احتاج ليومين فقط كي انجز بعض الاعمال . ماهو عنوانه؟
أجابت ناديا :
-انه يملك عيادة في كنت . سأتصل به وأبلغه بقدومك في الاسبوع المقبل.
-أريد منك ان تساعديني في الحصول على جواز سفر ورخصة سوق جديدين بعد انتهاء العملية .
اعترضت ناديا قائلة :
-وماحاجتك اليهما ؟ بامكانك وضع صورة وجهك الجديد على الجواز القديم .
-لا فأنا أنوي الحصول على اسم جديد بالاضافة الى الوجه الجديد .
-ولماذا يا لين ؟
-لأسباب وجيهة جداً تدفعني كذلك لاستخدام تحرٍ خاص او اي شخص يجيد جلب المعلومات وابفاء فمه مقفلاً . اتعرفين شخصاً يملك هذه المواصفات ؟
يبدو ان جعبة ناديا لا تفرغ اذ اجابت :
-ليس اسهل من العثور على الشخص المطلوب . وأرجو ان تكوني مدركة لما تفعلين لأني لم افهم شيئاً من الغازك .
-لاتقلقي ياعزيزتي فقد حضرت لكل خطوة اقوم بها تحضيراً كافياً وافياً.
بعد ليلة عند ناديا استقلت لين القطار في الصباح التالي الى منزل دويها . وصلت ورأت والدها في الحديقة يشذب الشجيرات والغليون في فمه ، مردداً لحناً وكأن السعادة ملك يديه . وقف لين تراقبه بصمت حتى رفع رأسه ولمحها . لم يتعرف اليها بادئ الامر لكنه مالبث ان ابتسم وفتح ذراعيه مرحباً.
-لين! طفلتي العزيزة!
احست الفتاة بحاجة الى الارتماء في احضان ابيها لتيستعيد نتفاً من هناء الطفولة ، غير ان ذكرى السنوات الفارغة الباردة التي امضتها في السجن اجتاحتها واطفأت هذا الاحساس ، فقالت ببرود:
-مرحباًَ ياوالدي ، كيف حالك ؟
فوجيء الرجل بنبرتها واختفت الابتسامة عن ثغره ، فمد يده مصافحاً كأنه يستقبل ضيفاً عادياً ورافقها الى داخل المنزل وقال للوالدة الجالسة الى المكتب تخط رسالة في غرفة الجلوس :
-انظري من اتانا يا الزابيت .
استدارت الوالدة ، وعندما شاهدت ابنتها تحولت الابتسامة على وجهها الى مزيج من الصدمة والغضب والخوف . راقبت الفتاة تراقص المشاعر وتواليها على وجه امها التي نزعت لين من حباتها واعتبرتها غير موجودة ودفنتها في طيات النسيان منذ يوم الحادثة .
وواضح الآن انها لم تحسب حساباً لاحتمال عودتها بعد مرور ثلاث سنوات كطيف مزعج وكشبح فتاة ماتت في قلب أمها . ازاء ذلك قالت لين في نفسها ان هذا المكان لم يعد بيتها وبيرت هو السؤول عن ذلك بالاضافة الى سلب ثلاث سنوات من عمرها .
بذل الوالدان جهدهما ليظهرا الترحيب بابنتهما . جلبا لها القهوة وبعض الحلوى وجلسا يحدثانها بحذر لتجنب الخوض في ما حدث .
وشعرت لين ان والديها منزعجان من وجودها ولا يعلمان كيف يبلغانها انها لن تستطيع المكوث معهما من جديد . تركتهما الفتاة يتحرقان بعض الوقت وكأنها تريد الانتقام لأنهما لم يمدا لها يد العون في مصيبتها . وفجأة غمرها شعور بالشفقة تجاه المخلوقين المسكينين اللذين تعرضت حياتهما لهزة عنيفة . فلماذا تعود الآن لتفسد عليهما هناءهما بعدما نسيا ان لهما ابنة اسمها لين دخلت السجن بتهمة تهريب المخدرات ؟
وحتى تنهي المعاناة ابلغت لين والديها انها قررت الهجرة والعيش في الخارج ، وانها ستبلغهما بعنوانها عندما تستقر . وكان لهذا القول مفعول سحري على وجه الوالدين فغمرهما الارتياح حتى كادا يطيران من الفرح . وبعد قليل غادرت لين ماكان لها منزلاً دون ان تلتفت الى الوراء وهي تعلم انها لن ترجع الى هذا المكان بعد الآن .
في الصباح التالي توجهت بالقطار الى يوركشير لرؤية محامي عمتها المتوفاة ماري . وهناك وقعت عدة اوراق وتسلمت مجوهرات العمة النفسية وبعض قطع الاثاث الاثرية الموجودة في البيت الي اوعزت لين ببيعه مع معظم موجوداته . وبسرعة عادت الى لندن بعد ان انهت المعاملات المتعلقة بالتركة لتكمل هناك مخططها الذي لن يرحم مسبب شقائها .
بعد شهر ونصف قصدت لين شقة ناديا . قرعت الجرس ولما فتحت صديقتها بادرتها الى القول :
-الآنسة كليرمونت ؟
امتلأت عينا الزرقاوان فضولاً وسألت :
-نعم ماذا تريدين ؟

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:47
-أنا اعمل مصلحة اجتماعية بالتنسيق مع ادارة السجون المركزية ، وجئت اليك ...
قاطعتها ناديا بحدة :
-بامكانك الانصراف لأني غير مستعدة ... ( توقفت فجأة عن الكلام عندما رأت لين تنفجر ضاحكة ، فاستوضحت ) من أنت ؟ وماذا تريدين؟
- انا لين ياناديا . آسفة على الازعاج لكني اردت التأكد من ان اقرب المقربين الي لم يستطيع التعرف الى وجهي .
- يا الهي ! ماذا فعل الجراح بك ؟ حتى امك لن تعرفك اذا رأتك .
افسحت ناديا لصديقتها حتى تدخل وتابعت :
-أرى ان الأمر لم يقتصر على انفك فهناك شيء آخر تبدل في وجهك .
-صحيح فقد صغر لي ذقني وشد جلد الصدغين لتبدو العينان اكبر . بعد الجراحة قصدت اختصاصياً في التجميل جعل حاجبي رفيعين وصبغ شعري اشقر .
-عيناك ايضاً مختلفتان .
-وضعت عدستين رماديتين وغيرت لون رموشي . المهم الآن ، ما رأيك ؟
تفحصتها ناديا بتمعن واصدرت حكمها :
-من الأكيد اانك لم تنفقي مالك هدراً يا لين . فبهذه الضفائر الذهبية وهذا الوجه الفاتن ومع حسن اختيار الملابس ، انت بلا شك جميلة وعلى اهبة الاستعداد لادارة رؤوس الذكور.
حدقت لين في المرآة وسألت بجدية :
-اتقولين الحقية ام انها مجرد مجاملة ؟ ارجو ان تصارحيني فالمسألة حساسة للغاية .
-ثقي اني لست اجاملك . انت جميلة حقاً بالرغم من البرود البادي في عينيك وقسماتك .
-تصوري اني لا اصدق نفسي عندما انظر الى المرآة . وكم من مرة مررت قرب متجر وحسدت الفتاة المنعكسة صورتها في الزجاج على جمالها لانتبه ان الفتاة ما هي الا انا ، فأقف وأطيل التفرج على قوامي حتى يخالني المارة مصابة بمسّ او اقله بعقدة النرجسية !
دخلت الفتاتان الى غرفة الجلوس لاحتساء بعض القهوة والدردشة .
سألت ناديا :
اي اسم ستختارين ؟
-فكرت ملياً بهذا الموضوع وقررت اختيار اسم قريب من لينيت حتى تعتاد اذني عليه ، وهكذا انتقيت اسم نيتا .
وهكذا لن يشك بيرت بأن نيتا هو تصغير للينيت وهو في اي حال لم يكن يناديها الا لين من غير ان يعلم اسمها الكامل ، ولعله ظن لين تصغيراً لليندا كما يفعل معظم عارفيها . وليس في ذلك ما يفاجئ لأن لين لم تكن تستعمل اسم لينيت الاّ في اتمام المعاملات الرسمية وما شاكلها .
-نيتا ماذا ؟
-لم اختر شهرة بعد ، فهل لديك اقتراح يا آنسة كلير مونت ؟
فكرت ناديا قليلاً ثم قالت :
-ما رأيك بشهرة بسيطة كبايج أو مورغان ؟ ( تناولت جريدة تصفحتها بسرعة ووجدت فيها اسماً مناسباً فاقترحت ) عثرت على شهرة ملائمة في الجريدة : نيتا لويس . أليس وقعه جيداً ؟
رددت لين الاسم مرتين او ثلاثاً قبل ان توافق:
-انه يعجبني . من الآن فصاعداً صرت ادعى نيتـا لويس .
-هذا يعني وجوب تدبر جواز السفر المزور .
-حتماً لقد احضرت معي المال اللازم والصور الشمسية والباقي عليك على أمل الا يطول انتظاري .
تناولت ناديا المال والصور من لين وأكدت :
-سيحتاج الأمر الى اسبوع .
- لا بأس .
مكثت الاثنتان تثرثران وقتاً طويلاً الى ان حان وقت انصراف لين الى فندقها بعد التواعد على اللقاء بعد يومين في الاسواق وشراء بعض الملابس . من الفندق توجهت لين الى احد مخازن لندن الشهيرة التي تحوي على كل ما يمكن ان يطلبه المرء . وهناك ابتاعت شعراً مستعاراً شبيهاً بشعرها السابق عندما كانت لينيت ماكسويل . ثم عادت الى غرفتها لتضع الشعر وتنزع العستين عن عينيها ذلك لأنها نوت مقابلة التحري الخاص الذي استخدمته قبل دخولها العيادة للاستقصاء عن بيرت . ولا فائدة من اطلاع التحري خلال ستة اسيابيع من المراقبة ان الرجل امضى ليلتين مع فتاتين مختلفتين يظهر ان علاقته بهما لا تتعدى اطار المغامرة العابرة .
في التقرير كذلك عنوان بيرت في لندن ، وهو نفسه الذي تعرفه لين ، واسم الفندق الذي ينزل فيه افراد طاقم الشركة لقربه من المطار . ولم تجد صعوبة في ايجاد غرفة مريحة مع حمام مستقل في الطابق الحادي

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:48
عشر . ولما كان امامها عشرة ايام قبل وصول بيرت حسب الجدول المعطى من التحري الخاص شرعت بالبحث عن عمل . وزارت لهذه الغاية عدة مكاتب استخدام وقابلت عدداً من الاشخاثص دون ان تحظى بمطلوبها . وأخيراً ابتسم لها الحظ وتعاقدت مع مدرسة معظم تلامذتها اولاد رجال اعمال بريطانيين وأمريكيين يعملون في سنغافورة . وبموجب العقد كان على لين تدريس الفرنسية ( التي اتقنتها في السجن ) لأربع فترات في الاسبوع بالاضافة الى الحلول مكان اي من افراد الهيئة التعليمية في حال الغياب . وجدت الفتاة هذه الوضيفة مبتغاها ومبرراً لبقائها في البلاد مع احتفاظها بأوقات فراغ كثيرة ، والأحسن من ذلك وقوع المدرسة في مكان غير بعيد عن الفندق مما يجعل مكوثها فيه شيئاً طبيعياً لايثير الشكوك . والحقيقة ان لين فوجئت بسهولة الحصول على عمل في بلاد اجنبية ، الامر الذي خشيت صعوبته عندما وضعت خططها ، ولاشك ان جمالها المكتسب بواسطة الجراحة والتجميل لعب دوره ايضاً . كيف لا وكل مدير شركة يأمل بالحصول على سكرتيرة جميلة تجلب له الزبائن ويتمتع بمغازلتها اذا استطاع !
الانتقال من مرحلة الى مرحلة كما فعلت لين ليس بالأمر اليسير بخاصة وان هذا الانتقال كان جوهرياً للغاية . فلابد ان تجد الفتاة صعوبة بأن تصبح جميلة ومحط الانظار بعد ان كانت عادية جداً .
صحيح انها عاشرت بعض الفتيان خلال فترة المراهقة ، غير ان الامر لم يتعد اطار التسلية والبحث عن المغامرة والاثارة ، فلم يبح لها احدهم بحبه ولم يعبر عن ولهه بقصيدة او بباقة زهر عطرة ... حتى بيرت الذي زعم انه مغرم بها ما عاملها يوماً كشيء ثمين يخاف عليه من التخدش ويحرص عليه كما يجب ان يحرص العاشق على حبه .
وسبب ذلك بات معلوماً بعد ان اكتشفت لين خداعه ووقعت في شرك الهيروين الذي كلفها سنوات في السجن مرمية على هامش الحياة ملفوظة من المجتمع الظالم الذي لا يرحم . اما الآن فشتّان بين ماكان وماصار ، لأن عيون الرجال اصبحت ترمقها بنهم كاد ينطق بالاعجاب دون الحاجة الى لسان ، والجميع يحاول التقرب منها وكسب ودها ، من مدير مكتب السفريات في لندن حيث ابتاعت تذكرة السفر الى الشاب الذي جاورها في الظائرة ... الى كل الرجال الاوروبيين والامريكيين الذين قابلتهم في سنغافورة حتى الآن ، ومن الطبيعبي ان الفتاة شعرت بالحرج والارتباك امام الرجال كونها ابتعدت عن مخالطة الناس مدة طويلة ، وشيئاً فشيئاً تعلمت كيف تعاملهم فاصبحت تظهر تجاه الرجال خصوصاً برودة اعصاب وتحفظاً شديداً في الأمر الذي يجعلهم غالباً يكفون عن ملاحقتها .
امضت لين ثلاثة أيام في عملها الجديد قبل ان يحل الموعد المحدد لوصول طائرة بيرت . ومع اقتراب ساعة الصفر زاد توتر الفتاة مع انها لا تنوي الاقتراب من الرجل الآن ، فمخططها مرسوم بدقة ويحتاج الى نفس طويل لينضج ويصبح بالامكان جني الثمار . لذا كان عليها اولا التعرف بالعين الى المضيفات وجعلهن يرونها ، ولا ضير من تبادل بسمات التحية معهن ، والهدف من ذلك ظهورها بمظهر النزيلة الدائمة في الفندق حتى تعتاد الفتيات على رؤيتها فيتعرفن اليها تلقائياً بعد وقت قصير فتأتي المبادرة منهن بشكل طبيعيب لا يثير الانتباه .
في اليوم المحدد تاهت لي في شوارع سنغافورة الزدحمة وهي في طريق العودة من المدرسة الى الفندق . ولم تفلح في ازالة جبل الخوف الضاغط على صدرها وهي على أهبة الشروع في رحلة الثأر المرتقبة .
فهل تستطيع ضبط اعصابها عند مشاهدة بيرت ومتابعة تمثيل الدور باجادة وبراعة ؟ الن تنهار بفعل كرهها وحقدها وتصرح له بكل شيء؟ رهان كبير لا مفر من خوضه ... جعلتها الفكرة الأخيرة تحث الخطى حتى تصل قبل افراد الطاقم وترى المضيفات وهن في ثياب العمل حتى تستطيع تمييزهن ، وبالفعل نجحت في الوصول في اللحظة الاخيرة اذ كان احد باصات المطار يتوقف امام باحة الفندق .
شحذت لين كل شجاعتها ودخلت ردهة الاستقبال حيث طلبت مفتاحها الذي اصبح معروفاً من الموظف عن ظهر قلب .
قال الشاب وهو يناولها المفتاح :
-هناك رسالة لك يا آنسة لويس .
ابتسمت لما رأت خط ناديا الذي تستطيع تمييز رداءته بسهولة فائقة .
ناديا هذه اثبتت انها اوفى انسانة تعرفت اليها لين في حياتها . فهي حاولت ثنيها عن ارتكاب اي عمل متهور ، ولكن أمام اصرار لين مدت لها يد العون وأمنت لها الحصول على جواز السفر الزور برغم خطر العودة الى السجن .
وفجأة سمعت صوتاً مألوفاً فيه الكثير من السلطة يتحدث الى موظف الاستقبال ، فلم تتجرأ على النظر الى صاحبه بل ادارت وجهها وتوجهت للجلوس على احدى الكنبات . فتحت الرسالة ، متظاهرة بقراءة محتواها باهتمام ، واخذت تراقب المضيفات بثيابهن الكحلية والمختلفة عن تلك المعتمدة أيام عملها في الشركة .

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:49
بذلت لين المستطاع لتبقي عينيها على المضيفات غير انها لم تقوَ على عدم النظر ناحية بيرت المنهمك بتعبئة الاوراق على المكتب . وفجأة التفت ليتحدث الى مساعده فرأت جانباً من وجهه وعادت بسرعة الى رسالتها ودقات قلبها المتسارعة تكاد تسمع حتى البعيد . كانت تلك اللمحة كافية لتلحظ ان شيئاً ما في ملامحه يختلف دون ان تستطيع تحديده ، لذا صارعليها ان تتفحصه عن قرب لتكتشف ماهو .
بعد ان استلم افراد الطاقم مفاتيح الغرف اتجهوا بحقائبهم الى المصاعد ، في حين تفرست لين بالمضيفات الست حتى تتأكد من انها الفت وجههن تماماً . ولاحظت الفتاة ان عين أحد المضيفين وقعت عليها ورمقتها بنظرة اعجاب ، فلم تبدِ اهتماماً وركزت على رسالة ناديا لأنها لا تنوي مطلقاً ايقاع أحد غير بيرت في شباكها القاتلة .
صعد الجميع في مصعد واحد كبير توقف اولا في الطبقة السابعة ثم في الطبقة الثانية عشرة ، وهذا يعني ان الطيار ومساعده ومهندس الطيران ينزلون في الطبقة السابعة تاركين للافراد الباقين الطبقة العليا .
جلست لين بعد انصرافهم تلملم شتات اعصابها بصدمة مشاهدة بيرت بعد طول غياب ، وتمنت في تلك اللحظات لو أنها استخدمت تحرياً خاصاً لهذه المهمة الشاقة ، بيد انها استطاعت الى حد ما اجتياز الامتحان الأول دون ارتكاب حماقة وان يكن قلبها ما زال بحاجة الى بعض الوقت ليعود الى نبضه الطبيعي . والله وحده يعلم ما اعتمل في نفسها لدى رؤية الرجل : الحقد ، الألم ، الذكريات الحالمة ... كل هذه المشاعر تلاطمت كالامواج في داخلها وافقدتها صفاء الذهن ونقاء البصيرة .
نهضت لين وساقاها ترتجفان ، ومشت نحو المصعد ممسكة بالرسالة التي لولاها لما استطاعت تجاوز التجربة الصعبة ، وكأن عون ناديا مايزال يؤتي مفعوله هنا على بعد آلاف الاميال من لندن ... في غرفتها كان السرير ملاذاً فاغمضت عينيها وغطت في نوم عميق .
لم تشاهد لين أياً من افراد الطاقم الا بعد ظهر اليوم التالي . فهي عادت من المدرسة لتتناول طعام الغذاء في مطعم الفندق حيث جلست مضيفتان الى مائدة قريبة منها . وتدبرت لين الامر حتى تنهي الطعام معهما فوقفت وراءهما تماماً في الصف لدفع الحساب ، وبذكاء اوقعت الفاتورة قرب ساق احداهما فالتطقتها قائلة :
-عفواً .
ابتسمت الفتاة وسألتها :
-هل انت بريطانية ؟
بادلتها لين الابتسامة واجابت :
-نعم كيف عرفت ذلك ؟
ضحكت المضيفة وأوضحت :
-في عملنا نعتاد على معرفة جنسيات الناس من لهجاتهم أو من ملامحهم.
سددت لين ماعليه ثمناً للطعام في حين مشت المضيفتان صوب المصاعد . ولما خرجت من المطعم كانت الفتاتان بانتظار المصعد ، ترددت لين قليلاً قبل ان تقرر عدم الالحاح وذهبت الى مكتبة الفندق لشراء بعض المجلات المسلية .
في اليوم التالي تدبرت الأمر لتتواجد في المصعد مع مضيفة أخرى ، كما تبادلت التحية مع المضيفتين السابقتين مسرورة بسير الخطة كما رسمتها . في المساء جلست في البهو تتصفح مجلة حين شاهدت جميع افراد الطاقم بثياب السهرة الانيقة يهمون بالخروج معاً. واتيح لها ان تراقب بيرت اكثر بدون ان تنجح في اكتشاف ما بدا لها مختلفاً فيه .
وضع الرجل ذراعه حوا خصر احدى المضيفات وثغره مفتر عن اسنان لؤلؤية تساعدها النظرة الحنونة على سحر الفتاة كما حصل للين تماماً في ذلك العهد الخلي. أثار ذلك في نفسها حنيناً وشوقاً الى الحب الدافيء وحسدت المضيفة على ماتنعم به اذا كان ذلك حقيقة ، ولكنها مالبثت ان احست بالخوف يتسلل الى اعماقها ... خوف على الفتاة المسكينة من ان يكون بيرت اوقعها في الشرك ليستعملها اداة لاخفاء المخدرات كلما رأى الخطر يدنو منه . وزادها ذلك تصميماً على انهاء الخطة رحمة بهذه الفتاة وبغيرها .
عاد افراد الطاقم الى لندن في الصباح التالي فاستطاعت لين العودة الى نفسها لتقيم جردة حساب بما فعلت حتى الآن ، وتقرر الخطوات المناسبة للرحلة المقبلة على امل ان يتألف الطاقم من الاشخاص انفسهم وبخاصة الفتاتان التي استطاعت استرعاء انتباههما والتحدث اليهما . وبانتظار مجيء بيرت وصحبه ثبتت قدميها في وظيفتها كمدرسة ، وامضت اوقات فراغها في المدينة المزدحمة كخلية نحل ، وفي الحديقة القريبة من الفندق حيث اعتادت على الجلوس للتمتع بالهواء النقي والشمس الساطعة ، متعلمة من العصافير الفرحة ان الحرية كنز لا يقدر بثمن .
في الموعد المحدد جلست فتاتنا في البهو تراقب افراد الطاقم يدخلون الفندق ، وسرت لما رأت ان احداً لم يتغير وان طريقة تحدثهم مع

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:50
بعضهم تدل على انهم اعتادوا السفر معاً واصبحوا اصدقاء . يبقى انها تأمل ان يكونوا ودودين ويقبلوا صداقة فتاة جديدة من خارج الشلة . ولم يخب أمل لين ففي العشية نفسها التقت بالمضيفة التي تحدثت اليها في المطعم واتفقتا على تناول العشاء الى طاولة واحدة . بدا ان جولي كونورز ، وهو اسم المضيفة ، فتاة مرحة تحب الناس اذ سرعان ما انسجمت مع جليستها في حديث طويل متنوع المواضيع . سألتها لين :
-كم مضى كليك في هذه المهنة ؟
-سنة ونصف .
جواب اعجب لين لانها تفضل ان تكون الفتاة التي ستستعملها للوصول الى بيرت حديثة العهد في الشركة لم تسمع بما حصل للمضيفة لين ماكسويل .
لم تخبر لين ، التي قدمت نفسها تحت اسم نيتا لويس ، جوليا بالشيء الكثير عن حياتها . فاكتفت بالقول انها لم تكن تملك مالا كثيراً فاضطرت للسفر حتى تجد وظيفة لائقة تمكنها من بناء مستقبل ناجح ، وافهمت المضيفة انها انها تمارس مهنة التعليم منذ زمن طويل قبل مجيئها الى سنغافورة .
-اتعملين دوماً في هذا الخط يا جوليا ؟
-معظم الاحيان ، فافراد الطاقم لطفاء أحب العمل معهم والبلاد جميلة تستحق الزيارة .
وأخيراً طرقت لين بيت القصيد :
-افهم من كلامك ان الطيار ليس من النوع العابس ؟
-بيرت شخص رائع ، فهو جدي وقت الطيران ومرح كثيراً عندما نخرج سوياً.
-بالطبع هو مغرم باحدى المضيفات .
-انت مخطئة يا نيتا ، فمن مبادئ بيرت الا يقيم علاقة مع فتيات الشركة.
هزت جوليا كتفيها وأضافت :
-ليس سبب ذلك انه متزوج او مغرم بل يفضل معاشرة النساء البعيدات عن جو العمل ، وثقي انه لا يجد صعوبة في العثور عليهن .
نظرت لين الى المضيفة وعلقت :
-طياركم زير نساء إذن !
ضحكت جوليا ثائلة :
-لن تستغربي عند رؤيته ، فهو شاب في الثلاثة والثلاثين ، طويل القامة ، اسمر البشرة ، أزرق العنين . باختصار وسامته تجعله فارس احلام كل فتاة ، ولا اخالك الا واحدة منهن .
-لا ، لقد منحت نفسي فترة للراحة والتأمل بعيداً عن عالم الرجال ، ولم يثنيني عن عزمي بيرت هذا أو غيره .
تحول الحديث بعدئذ الى مناقشة مواضيع الازياء والسينما حتى بدأت جوليا بالتثاؤب من تعب الرحلة الطويلة .
-قررنا الذهاب غداً بالباص الى وسط المدينة للتسوق ، فما رأيك في مرافقتنا ؟
وافقت لين على الاقتراح بسرور :
-يسعدني ذلك .
اتفقت الفتاتان على اللقاء في الثانية من بعد ظهر اليوم التالي قبل ان تصعد كل منهما الى غرفتها . ارتاحت لين للتقدم الذي حققته خطتها حتى الآن على أمل ان تصل الى الغاية المشودة .
وافت لين المضيفات الأربع في الموعد المحدد وقدمتها جوليا الى رفيقاتها الثلاث كالمدرسة نيتا لويس . في السوق الكبير الزاخر بالحلات التجارية على انواعها امضت الفتيات ساعات ممتعة في التفرج على الواجهات بحثاً عما يناسب الذوق والجيب . بعد ذلك جلسن يحتسين الشاي الانكليزي الاصيل في فندق رافلز ذي الاجواء البريطانية .
حاولت لين خلال هذا الوقت التصرف بشكل طبيعي لئلا تقودها زلة لسان الى مأزق يهدم مابنته بدقة وصعوبة . وكان عليها بشكل خاص الا تفضح اي شيء يتعلق بماضيها ، وهذا الأمر من الصعوبة بمكان كونها مضيفة سابقة تجالس أربع مضيفات تستهلك مشاكل الطيران والمسافرين معظم احاديثهن . فكيف لها ان تدعي الجهل في هذا الميدان الذي غابت عنه طويلا لتجد نفسها غارقة فيه من جديد وكأن السنوات الثلاث لم تكن ... لحسن الحظ صدف ان للفتيات اهتمامات مشتركة الامر الذي اتاح للين تغيير موضوع الطيران لأن الخوض فيه بالنسبة اليها حقل الغام . وهكذا جاءت نزهة السوق هذه نجاحاً جديداً وخطوة اساسية على درب الوصول الى بيرت داين ، فأي مهلومات عن الاشخاص المحيطين به قد تكون مفيدة في هذا المجال . علمت مثلا ان اثنتين من المضيفات على علاقة مع طيارين من شركة أخرى ولا تخرجان مع سائر افراد الطاقم الا في مناسبات خاصة جداً . لذا صار بوسع لين اسقاطهما من حسابها لأنهما لن تفيداها بشيء . كما اطلعت

الشيخة زورو
28-03-2008, 18:50
على المسار الكامل للرحلة ، فبعد ثلاثة أيام في سنغافورة يستقل الطاقم الطائرة الى جاكرتا عاصمة اندونيسيا ، ومنها الى بالي حيث يبيتون ليلتهم قبل ان يعودوا الى سنغافورة لاثنين وسبعين ساعة جديدة تسبق رحلة الاياب الى لندن .
انحشرت الفتيات في سيارة تاكسي عادت بهن الى الفندق . وفي البهو علا صخبهن وهن يتقاسمن العلب المشتنراة من السوق حين اقترب منهن رجلان . رفعت لين عينيها لترى نفسها وجهاً لوجه مع بيرت راين فتهربت من نظراته متحدثة الى جوليا .
تكلم الشاب الثاني الذي لم يكن سوى احد افراد الطاقم :
-بالله عليكن ! ماذا تفعلن بكل هذه الملابس ؟ لابد ان لديكن متاجر في انكلترا لتستوعب كل ماتشترونه هنا .
تولت جوليا الدفاع عن رفيقاتها :
-لاتقلق فنحن نعي مانفعل .
مشت جوليا نحو المصعد وتبعتها لين التي حاولت التركيز على الثياب المشتراة هرباً من بيرت لكن الفتاتين توقفتا حيءن قال بيرت لجوليا :
-يبدو انك وجدنت صديقة جديدة .
استدارت المضيفة وقالت معتذرة :
-نسيت ان اعرفكما بنيتا لويس . نيتا ، هذا طيارنا بيرت داين ومهندس الطيران جون ريز .
وجدت لين نفسها أمام عيني بيرت الفضوليتين ترمقانها بنظرات الاعجاب والتفحص ، فابتسمت له ولرفيقه الأكبر سناً بسرعة وقالت :
-تشرفت بمعرفتكما .
لمحت الفتاة من الفاجأة في عيني بيرت الذي مالبث ان تقدم منها مقترحاً:
-اسمحي لي بمساعدتك في حمل كل هذه الاغراض .
رفضت الفتاة عرضه بتهذيب :
-شكراً ، استطيع تدبر الامر وحدي .
ومن جديد مرت الدهشة في عيني الرجل الذي سأل :
-أظن لاني رأيتك قبل الآن . في أي شركة طيران تعملين ؟
-أنا لست مضيفة يا سيد داين بل أقطن هنا في سنغافورة .
وصل المصعد فدخله الجميع وقالت جوليا :
-ماهي مشاريعك المسائية يا نيتا ؟ نحن سنسهر في النادي الليلي التابع للفندق ونرحب بوجودك معنا .
وافقت لين بعد تردد مزعوم :
-لايسعني الا الموافقة على اقتراحك .
بلغ المصعد الطبقة السابعة فتوجه بيرت وجون الى غرفتيهما بعد كلمات الوداع التقليدية بعد ان اكد بيرت :
-سوف نراك في المساء اذن يا آنسة لويس .
وما ان اغق الباب حتى انفجرت المضيفات الاربع ضاحكات .
وقالت جوليا :
-لم يستطع بيرت إخفاء اعجابه هذه المرة، لقد استطعت ببرودك اثارة اهتمامه يا نيتا .
اعترضت لين متظاهرة بأن كرامتها مست :
-من أين تأتين بهذه الافكار ؟
-كنت واثقة من ان بيرت سيحاول شيئاً ما عندما يشاهدك ويتعرف اليك.
-جوليا ! سبق وبلغتك اني اقفلت قلبي حتى اشعار آخر.
على هذا علقت احدى الفتيات :
-كلامك نظري بحت لأنني لا اتصور امرأة في العالم تقوى على صد بيرت اذا عقد العزم على غزو قلبها .
تولت جوليا التعقيب على قول زميلتها :
-فلنأمل ان تستطيع نيتا تحطيم غرور طيارنا وخرق جدار تعجرفه .
وفيما همت لين بالخروج من المصعد لتتوجه الى غرفتها سمعت احداهن تقول :
-لا أظن ان املك هذا يا جوليا قابل للتحقيق .
صرفت لين وقتاً طويلا في انتقاء الملابس المناسبة للسهرة مع بيرت وصحبه ، كما استعملت احسن ادوات الزينة للتبرج ، وهو فن تعلمت اصوله على يد ناديا كليرمونت . وأخيراً وقفت تنظر الى نفسها في المرآة حيث انعكست صورة ثوبها الأخضر الناعم ذي القبة المفتوحة العريضة حتى الصدر . اعجبت لين بمظهرها الرفيع الذي زاده ارستقراطية الشعر المرفوع عن الجبين الناصع .
لم تنزل لين الا بعد نصف ساعة من الموعد المضروب وذلك لأن التأخر دليل أهمية ولجعل بيرت يتحرق للقائها . دخلت النادي الليلي وشعرها الذهبي يلمع كهالة سحرية تحت الاضواء المتلألئة المتراقصة على الجدران وعلى أرض باحة الرقص . أومأت لها جوليا بيدها فاتجهت نحو الطاولة حيث جلس معظم افراد طاقم الطائرة . وما ان

الشيخة زورو
28-03-2008, 19:40
بلغتهم حتى نهض الرجال الخمسة لتحيتها واشار بيرت الى كرسي لتجلس الى جانبه . بعد تعريف لين الى مياعد الطيار والمضيفين الآخرين قال بيرت :
-ارجو ان تستمتعي بوقتك معنا .
بعد ذلك غرقت لين في حديث طويل مع الفتاة الجالسة الى جانبها حتى كادت تنسى بيرت لا بل ادارت له ظهرها . وانتظر الرجل الفرصة المناسبة لاسترعاء انتباهها وبدء محادثة معها .
-قيل لي انك تعلمين مدرسة هنا .
-هذا صحيح يا سيد داين فأنا ادرس الفرنسية .
-كم مضى عليك في هذه البلاد ؟
-بضعة اسابيع فقط .
كلما تكلمت لين كانت تلاحظ ان امراً يحير بيرت وكأنه يعرف هذا الصوت . في هذا الوقت بدأت الفرقة بعزف موسيقى ناعمة فوضع الرجل يده على يدها مقترحاً:
-اتسمحين لي بهذه الرقصة ؟
احست لين بالحقد يملأ قلبها عندما لامسها بيرت واستطاعت الرفض بهدوء :
-لنرجئ ذلك الآن .
وانشغلت بالتحدث الى جوليا تاركة الرجل خائباً . وشيئاً فشيئاً بدأ الجالسون ينهضون الى الحلبة فخشيت لين ان ينهض الجميع وتبقى وحيدة مع غريمها ، غير ان هذا لم يحصل لحس الحظ.
لبت لين دعوة للرقص مع احد المضيفين ، وكان وسيماً لطيفاً لكنها رفضت بحزم دعوة للخروج معه مساء اليوم التالي . وعندما انتهت الرقصة وعادا الى المائدة قال المضيف لبيرت :
-ها أنا اعيدها اليك يا كابتن .
علت الحمرة وجنتي لين وشعرت بارتباك لم يخرجها منه سوى تدخل جوليا المتفهمة وفتحها موضوع حديث جديداً.
راقصت لين الرجال الاربعة باستثناء بيرت الذي كرر الدعوة فلم تستطع رفضها تهذيباً بخاصة وان الامر سهل نسبياً كون الرقصة سريعة الايقاع لا تضطرها الى الالتصاق به . انتهت الموسيقى فتنفست لين الصعداء . واستعدت للعودة الى مكانها لكن بيرت شدها اليه لرقصة بطيئة ناعمة هذه المرة . تجمدت الفتاة بين ذراعيه فتولى قيادة الرقص واضعاً يداً في يدها والاخرى حول خصرها، فأحست انها ستصاب بالاغماء وهي تدفع الذكريات في مخيلتها ، وراحت ترتجف وترتعش حتى انها لم تسمع ما قاله بيرت فاستوضحت :
-آسفة يا سيد داين . لم اسمع ما قلت .
علق الرجل ساخراً :
-لماذا تتصرفين معي بشيء من التحفظ يا آنسة لويس ؟
-رأيت انه من التهذيب واللياقة عدم مناداتك باسمك منذ اللقاء الاول .
ازاء عبوسه اضافت :
-يبدو انك لا توافق على رأيي .
تردد بيرت طويلا ثم قال :
-هناك شيء يثير الحيرة في نفسي فانا واثق من اني سمعت صوتك قبل الآن .

الشيخة زورو
28-03-2008, 19:42
4-هل فشلت الخطة ؟


تجمد الدم في عروق لين فهي حسبت حساب كل شيء الا صوتها ، طلبت من ربها ان يساعدها ولا يدع بيرت يتعرف اليها من خلاله . ما العمل الآن اذ لاسبيل الى تبديل الصوت ؟ وبيأس حاولت ان تسأل بنبرة طبيعية :
-أليست هذه طريقة لتقول انك رأيتني قبل الآن ؟ لكنك طرحت علي هذا السؤال واجبتك بالنفي .
رمقها الرجل بنظرة قاسية وقال :
-لا أعلم لماذا تعاملينني بهذه الطريقة !
بنبرة خافتة اوضحت الفتاة :
-سمعتك هي السبب يا كابتن داين ، فانا اخشى الاقتراب من الذئاب .
-اتخافين على نفسك من الالتهام ؟
-ما رأيك بالعودة الى بقية الجالسين ؟
عاد الاثنان الى الطاولة ونظرات الجميع منصبة عليهما بفضول .
ازاء ذلك بذلت لين المستطاع لتخفي مشاعرها وتتابع السهرة بهدوء اما بيرت فجلس يشعل السيكارة تلو الأخرى .
لم تنته السهرة الا حوالي الواحدة فجراً ، وعادت لين الى غرفتها منهوكة القوى فارتمت على سريرها وغفت قبل ان يتاح لها خلع كل ملابسها .
لم تفق الفتاة باكراً في الصباح التالي لأنه يوم عطلة ، ولولا رنين الهاتف لاستمرت مستلقية في فراشها حتى الظهر . هبت من سريرها مذعورة لتذكرها أيام السجن حيث كان الجرس جزءاً اساسياً من الحياة اليومية . التقطت السماعة وقالت :
-نعم .
على الخط الآخر كان صوت بيرت :
-انا الذئب الكاسر .
-آه ، هذا انت .
-ما رأيك بتمضية يوم كامل معي على متن زورق شراعي صغير ؟
أجابت الفتاة باختصار :
-رأيي مخالف لرأيك .
تابع بيرت باصرار :
-فلننضم اذن الى بقية افراد الطاقم لممارسة كرة المضرب والسباحة في النادي الرياضي .
فكرت لين في الأمر وسألت :
-هل سيكون الجميع هناك ؟
-نعم .
-سأفكر في الامر .
قال بيرت ضاحكاً :
-يالك من فتاة ماكرة ! رقم غرفة جوليا 1229 ، لتصلي بها واسأليها . سأكون في البهو بعد حوالي الساعة .
اتصلت لين بجوليا التي قالت بمرح :
-لقد تلقينا امراً من بيرت بوجوب بعب كرة المضرب اليوم . ماذا فعلت به يا نيتا فهو لا يتصرف هكذا عادة ويقترح برامج للتسلية ؟ لابد انه فهم تحديك وماض في اللعبة .
-لكني لم اظهر تجاهه اي تحدٍ.
-الا تعتبرين رفضك مراقصته تحدياً ؟ وكذلك عودتك من الحلبة في منتصف الرقصة . بيرت داين لم يلقَ هكذا معاملة من اي فتاة غيرك ، لذا ستكون المواجهة بينكما عنيفة .
لحظت لين نبرة هازئة في كلام جوليا وكأن هذه الأخيرة خبرت طباع بيرت عن كثب في مغامرة عاطفية فاشلة ، لذلك اكدت لها مرة جديدة :
-صدقيني اني مصممة على عدم التورط مع بيرت أو مع غيره .
-ألن تأتي معنا الى النادي اذن؟
-سآتي لأني لا استسيغ الوحدة في هذا المكان .
كانوا ثمانية توجهوا بسيارتي اجرة الى النادي ، وحرصت لين على الا تصعد في السيارة نفسها مع بيرت . لما وصلوا وجدت لين ان كرم الرجل لم يقتصر على استئجار ملعب كرة المضرب بل جاوزه الى حد استئجار غرفة لابدال الملابس والاستحمام .
وخلال اللعب استعملت لين المهارات التي اكتسبتها ايام المدرسة وان يكن ذلك لم يمنع خسارتها في مبارة الزوجي المختلط التي لعبتها مع أحد المضيفين ضد جوليا وجون ريز . بعد ذلك جلست في ظل احدى شجرات النخيل تشاهد بيرت يلعب بمهارة وقوة وكأنه لم يفقد شيئاً من لياقته في السنوات الثلاث المنصرمة . وكيف يفقدها وهو يتمرن باستمرار ويعيش حيلة مريحة حلوة ؟ اما الري الجديد في حياته فسمعته

الشيخة زورو
28-03-2008, 19:43
كزير نساء يتنقل من واحدة الى اخرى ، وهي لم تعهده كذلك من قبل بل على العكس كان معروفاً بصرامته وجديته .
أنهى بيرت مباراته فالتقط منشفة يمسح بها عرقه وتوجه الى بقية الجالسين وامام عيني لين شرب ماءاً بارداً وحبيبات العرق تلمع على جبينه وذراعيه القويتين وصدره العريض . لمح الشاب الفتاة تنظر اليه فابتسم بدهاء وكأنه يعلم مافي نفسها . اجفلت لين من نظرته وادركت فجأة ان ماوجدته مختلفاً فيه هو هذه النظرة النتهكمية . صفة لم يكن يملكها من قبل أو لم ترها لين لأن الحب اعمى بصيرتها ، أما الآن فالكره صار يريها اشياء جديدة ويفتح عينيها على نواقص خفية .
تمدد بيرت على العشب بجانبها وسأل :
-اترغبين بلعب مباراة اخرى ؟
أومأت الفتاة بالنفي :
-مباراة واحدة تكفي في هذا الحر لقاتل .
-اذ كنت تبحثين عن الطراوة فنزهة معي في حدائق النادي هي الجواب.
-لا شكراً ، انا مرتاحة هنا .
بثقة وعزم اكد بيرت :
-يوماً ما ستتحول "لاؤك" الى نعم .
-أشك في ذلك .
لم يعلق بيرت على ذلك قولا بل فعلا ، فامسك بيدها واخذ يداعب اناملها الطرية ، وحين حاولت الافلات من قبضته رفع يدها الى فمه وقبلها بنعومة ثم قال :
-لا تحاولي تجاهلي يا نيتا ، فكلانا يعلم ان الاعجاب بيننا متبادل .
رمقته بنظرة حائرة فلم يستطع تمالك نفسه من الضحك متمتعاً بسيطرته عليها وامساكه بزمام التلاعب بمشاعرها .
ارتدى الجميع ملابس السباحة للانتعاش بمياه الحوض . وكانت لين الوحيدة بين الفتيات التي ارتدت لباس بحر محتشماً جداً ، كما كانت الوحيدة التي رفضت السباحة خوفاً من وقوع العدستين اللاصقتين من عينيها . فتمددت قرب الحوض تحت الشمس اللاهبة تزيد بشرتها سمرة ذهبية .
وماهي الا دقائق حتى خرج بيرت من الماء تسقط عليها حتى نظرت اليه وعلامات الانزعاج التي تعلو وجهها جعلته يضحك .
-لماذا لا تسبحين قليلا بدل النوم على حافة الحوض يا حلوتي ؟
لم تجد الفتاة جواباً سوى تلفيق اكذوبة :
-لأنني لا أجيد السباحة .
-سأهععلمك أصولها في دقائق .
رفعت لين حاجبيها علامة الرفض .
-الا تثقين بي البتة ؟
-أحسنت .
-انت مخطئة بحقي يا نيتا ، فمعي ستشعرين بالامان والاطمئنان .
علمت لين من نعومة نبرته انه لا يعني السباحة بل شيئاً مغايراً تماماً. وبعد ثوان قالت وكأنها لم تفهم قصده :
-لا أود ازعاجك بتعليمي السباحة .
-لا ازعاج مطلقاً فأنا واثق من انك تلميذة ذكية ومتجاوبة .
-دروسك لن تنفع مادمت ستقطعها بسبب رحلاتك .
ليس بيرت من النوع الذي يستسلم بسهولة فهو يجد لكل حجة رداً:
-اذا كنت لا تقدرين على انتظاري فباستطاعتك تكرار ما القنك اياه خلال وجودي هنا ، وهكذا تجدين مايشغلك اثناء غيابي .
-قلت لك اني لا اجيد السباحة ولا ابغي تعلمها .
إثر ذلك دارت وجهها الى ناحية اخرى فتركها الرجل وعاد الى المياه .
لم يسمع بيرت غير كلمة "لا" من لين جواباً على دعواته المختلفة فهي رفضت دعوة العشاء في المساء نفسه ، ودعوة الى نزهة صباحية في حدائق مدينة بازير بانجانغ ، كما ردت بشكل قاطع اقتراحاً بالسفر الى جزيرة بالي لتمضية يومين مع افراد الطاقم والعودة الى سنغافورة .
رافقت لين جوليا والباقين الى المطار وهي تتساءل متى سيتاح لها وضع الهيروين في حقيبة بيرت . وهذا الامر لن يحصل بسرعة بالطبع ، فهي خطوة خطيرة تحتاج الى الكثير من الدقة والعناية .
وماذهابها الى المطار سوى جزء من التحضير للضربة الكبرى .
تمنت لين للجميع سفرة ممتعة تحت انظار بيرت الغاضبة والتي لا صعوبة في ادراك مغزاها كونه لم يتوصل معها الى شيء مرض حتى الآن . وكان توجهها الى المطار فرصة للتعرف على المضيف الأول طوني ترانت الذي لم تره من قبل لارتباطاته الكثيرة ، وألفته شاباً وسيماً مرحاً لا يكف عن ممازحة زملائه واضفاء البهجة على جو العمل .
عادت لين الى الفندق حيث استلمت باقة كبيرة من الازهار علمت من ارسلها دونما حاجة لقراءة البطاقة . فهي محاولة جديدة من بيرت لكسب ودها ، ولين لا تمانع في ذلك لأن التقرب منه هدف مجيئها الى هذه البلاد ، لكنها لم تقرر بعد متى توهمه بأنها وقعت في هيامه . فهذا الامر

الشيخة زورو
28-03-2008, 19:45
يتطلب اخراجاً ناجحاً حتى يصل بيرت معها الى نقطة اللاعودة . ثم تسهل معرفة نشاطاته ، فإذا كان يمارس التهريب ابلغت عنه ، واذغ انقطع عن ذلك دست له مايكفي لجعله يمضي " اجازة " طويلة في السجن .
والخطة التي رسمتها في لندن تقضي بمماشاة طباع بيرت أي التروي في بناء العلاقات العاطفية وعدم الانسياق وراء الغرائز ، وهو مبدأ لطالما شدد عليه عندما كانت الاحوال بينهما على خير مايرام ، غير انه صار الآن مختلفاً فهو يصر ويلح ويستعجل الامور ليحقق مبتغاه ، لذا اصبحت لين خائفة من انها ستخسره وتجعله ينفر منها اذا استمرت في صده ورفض اغراءاته . ومن جهة اخرى فهي ليست على استعداد للاستجابة لمطالبه ، فاذا قبلت بمجرد الخروج معه سيجر ذلك التنازل تلو الاخر حتى ينتهي بها الأمر في احضانه ، وهي معاناة أين منها عذابها في السجن . فلين لا تتصور نفسها مستسلمة لهذا الرجل الذي تكن له حقداً لا يوصف ، وآثاراصابعه لما لامست يدها وبصمات شفتيه لما حرقت اناملها ماتزال تثير في نفسها السخط حتى الآن ، فكيف تمنحه كل شيء ؟ لا! هذا التصور رابع المستحيلات ... فالافضل الآن ابقاء الامور على ماهي وانتظار خطوات بيرت . وما ارسال الزهور بعد الخيبة سوى دليل قوي على انه لم يستسلم بعد وينوي الاستمرار في ملاحقتها ، وهي مستعدة لذلك معتمدة على حدسها مرشداً يدلها على الطريق الواجب سلوكه .
تلقت لين زهوراً جديدة في اليوم التالي وكأن بيرت يريد اشعارها بأنه ليس غائباً ورعايته لها مستمرة . وفي المساء اتصل بها هاتفياً فور وصوله الى مطار سنغافورة عائداً من بالي ، ورفضت لين دعوة لتناول العشاء في احد المطاعم الفخمة لارتباطها بموعد آخر .
وهي بالفعل مدعوة الى حفل صغير في منزل احد منزل احد زملائها المدرسين ، غير انها لم تقل ذلك لبيرت حتى يظنها خارجة مع احد الشبان المعجبين .
لا شك في ان بيرت رجل عنيد جداً ، فلما عادت لين من سهرتها ووجدته ينتظرها في بهو الفندق .
-مساء الخير يا نيتا . هلمي نشرب شيئاً قبل النوم .
ازاء ترددها اضاف متهكماً :
-لا تخافي فهناك الكثيرون في المطعم ولن استطيع افتراسك بوجودهم .
-حسناً.
وضع بيرت يده في يدها وتوجها الى طاولة شاغرة حيث طلب كوبين من عصير البرتقال بعد ان اشعل سيكارته التي لا تفارقه .
-هل كانت سهرتك ممتعة ؟
اجابت لين بكل لياقة :
-نعم ، شكراً.
بدا الانزعاج واضحاً على بيرت من هذا الجدار الجليدي الذي تحيط لين به نفسها . فهو لم يتمكن حتى الآن من اختراقه والنفاذ الى قلبها . ومع ذلك ظل يحادثها مستعملاً كل قدرته الترغيبية لجذبها وضمها الى قافلة انجازاته . جلست لين حيال ذلك كمتفرج يشاهد مسرحية لا تعنيه الا عند الحاجة . فتضخك عند اللزوم وتبتسم حيث تدعو الحاجة ... اقترح بيرت الخروج للتنزه في الحدائق بعد ان افرغا كوبيهما ، وقرات لين بريق النصر يلوح في ناظريه عندما وافقت على الفكرة .
وقف الشاب والفتاة في باحة واسعة على طرف الحديقة ونظرا الى الاضواء المتلألئة في المرفأ حيث ارتفعت صواري السفن الضخمة وحيث مضت انوار عربات التلفريك المتنقلة في الهواء بين جبل فابر وجزيرة سنتوزا .
-هل جربت الصعود في التلفريك ؟
أجابت لين :
-لا ولكنني انوي ذلك قريلاً برفقة جوليا والفتيات .
-ولماذا لا تذهبين معي ؟
طوق خصرها بذراعه فالتفتت اليه لتواجهه ثم اضاف وعيناه تشعان رغبة وحرارة :
-انت جميلة يا نيتا ، انت رائعة الجمال . لكن تصرفك الغامض يثير جنوني . لا تفعلي ذلك بعد الآن ، لا تحاولي اغاظتي . وأنا واثق من أننا سنمضي اوقاتاً ممتعة معاً.
ارتعدت من الذكرى التي حركت الجرح العميق في نفسها . بيد ان بيرت فهم الارتجاف على طريقته فمضى في اللعبة ولم يتوقف الا عندما لاحظ عدم تجاوبها وكأنه يضم بين يديه تمثالاا من الشمع .
رفعت الفتاة رأسها وقالت بصوت جليدي :
-انت مخطئ يا بيرت . أنا لا احاول اغاظتك لمجرد اللعب والتسلية . لقد رفضتك ولا رجوع عن رفضي ، فانا لن ادخل حياتك ابداً! اتظن ان بزتك الانيقة ووسامتك تكفيان لجعلي استسلم لاغوائك ؟ لا يا عزيزي لن

الشيخة زورو
28-03-2008, 19:47
تنجح في ضمي الى قائمة ضحاياك فأنا املك من الصلابة مايقاوم الاعصار !
تحررت من عناقه وقفلت عائدة الى الفندق تاركة اياه يحدق فيها مشدوهاً لايدري مايقول أو يفعل .
امضت لين الصباح في غرفتها ولم تخرج الا بعد الظهر الى السوق برفقة جوليا . وهناك سألتها المضيفة :
-ماذا حصل بينك وبين بيرت في الأمس ؟ فهو بدا في مزاج معكر اليوم ولم يوفر احداً من سخطه متهماً ايانا بطعنه في الظهر وتشويه سمعته امام الناس .
-كل ما حصل اني افهمته موقفي وعدم اكتراثي له .
لم ترض جوليا بهذا التفسير المقتضب فاضطرت لين الى اعطائها كل التفاصيل .
-آسفة اني كنت سبب الشجاربينكم وبينه يا جوليا .
-لا حاجة للأسف فأنا اتمتع كثيراً بما يجري واتحرق الآن لمعرفة ماسيفعله بيرت بعد الصدمة التي اصابته للمرة الاولى في حياته .
شاطرتها لين هذا الشعور بدون ان تفصح عنه لكنها لم ترَ لبيرت وجهاً في ذلك المساء ولا في اليوم الذي تلا فخشيت ان يكون قد افلت من يديها لأنها تمادت في صده ، وفي اليوم الثالث والأخير قبل العودة الى لندن التقى الجميع مرة جديدة في النادي للعب كرة المضرب ، اكتفى بيرت بتحيتها دون ان يحاول التحدث اليها في حين تصرف الآخرون بشكل طبيعي . غير ان الجو كان محوناً والتوتر يسود تصرفات الجميع .
اتى وقت السباحة فجلست لين كالعادة على حافة الحوض الى ان غلبها الحر فدخلت الغرفة للاستحمام بمياه باردة ترطب بها جسمها .
وما ان انتهت من ذلك وهي لم ترتدِ بعد ثيابها ، حتى سمعت باب الغرفة يفتح فسترت نفسها بمنشفة تحسباً متوقعة دخول جوليا .
التفتت لتجد بيرت واقفاً في وسط الغرفة ونقاط الماء تسقط من جسمه العريض المفتول العضلات . وعلى الفور صاحت لين وهي تشد المنشفة اكثر :
-الم تتعلم طرق الابواب قبل دخولها ؟
-اعتذر جئت لآخذ منشفة جوليا .
صفق الباب وراءه مجيلا نظره في الغرفة وسأل :
-اين منشفتها ؟
-تلك الزرقاء الموضوعة على الطاولة ، خذها واخرج من هنا!
-لن اخرج قبل ان انهي ماجئت من اجله .
اقترب منها والغضب يتطاير من عينيه شرراً فادارت لين ظهرها وقلبها يقرع كالطبل من هول اللحظات الآتية .
-نيتا .
شعرت لين بلهاثه يلفح شعرها وحرارة جسمه تقترب منها الى ان وضع يديه على كتفيها فصاحت :
-لا!
وكانت صيحة في وادٍ اذ اكمل بيرت قائلاً:
-حبيبتي نيتا! لو تعلمين مقدار رغبتي وشغفي بك!
تابعت الفتاة المقاومة عبثاً فهمس بصوت متهدج :
-لا تزعمي المقاومة فانت تبادلينني الشعور عينه .
-دعني وشأني !
قال لين ذلك برعب وحقد ظاهرين توجتهما بصفعة قوية على خده آلمت يدها . تراجع بيرت قليلا فافلتت منه وصاحت بصوت يقرب من الهستيريا :
-أغرب عن وجهي ايها الوقح !
كلمات اثارت في الرجل الجروح سخطاً ممزوجاً بالذهول ، ولما حاول الكلام سبقته لين :
-الرجال كلهم سواسية لا يفكرون الا في نيل مآربهم الحقيرة !
-فهمت عقدتك الآن يا آنسة ! لا شك انك خضت مغامرة عاطفية فاشلة وتخافين من اعادة الكرة . لكنني على اقتناع ان النساء يشاطرن في ايامنا الرجال في البحث عن المآرب التي تلمحين اليها ...
قاطعته الفتاة بحدة :
-تكهناتك خاطئة فأنا لم اخض اي مغامرة فاشلة !
علق بيرت على ذلك بسخرية من الازدراء :
-حسناً ، فلنسمها علاقة حب عميقة .
-لا تختلق اوهاماً تغطي بها فشلك معي !
دفع الغضب بيرت الى القول :
-لماذا قلت لجوليا انك لن ترتبطي بأي رجل الآن ؟ التفسير المنطقي الوحيد لذلك هو مرورك بتجربة مخيبة .
حدقت لين فيه وفكرها يعمل على ايجاد رد فعل مقنع ، فاعطته جواباً فيه جزء من الحقيقة :

الشيخة زورو
28-03-2008, 19:51
-موقفي نابع من عقلية الرجال الذين يسعون الى الايقاع بالانثى المسكينة لجرها الى اقرب سرير ثم رميها في سلة المهملات . امثالك لا يهتمون بالمبادئ والمثل العليا ، ولا يؤمنون بالحب السامي الذي يعرف انتظار لحظة التتويج .
توقفت عن الكلام متنهدة ثم اضافت بمرارة :
-لا فائدة من كل ذلك ، ارجوك اخرج من هنا .
-ماذا تعنين بكلامك هذا ؟
-لا شيء ! اخرج من الغرفة لأستطيع ارتداء ملابسي .
دنا بيرت منها ووضع يده على ذقنها ليرغمها على مواجهته .
-فهمت من كلامك انك ... انك مازلت عذراء!
لم تقوَ لين على الاجابة بل صرخت بصوت متهدج والدموع تترقرق في عينيها .
-اخرج من هنا !
تركها بيرت قبل ان يلتقط منشفة جوليا ويخرج مغلقاً الباب وراءه بصفقة كادت تحطمه .
اسندت لين ظهرها الى الجدار البارد مغمضة عينيها وافكارها في حالة بلبة تامة . هل هدمت بصفعة كل ماشيدته حتى الآن ؟ هل ذهب تعبها ادراج الرياح ؟ لكنها لم تستطع تحمل رؤيته يلامسها ، لم تقوَ على ترك يديه تعبثان بها وتغتالان براءتها ... كان لابد من ايقافه عند حد وان يكن الثمن فشل خطة الثأر .
ارتدت ثيابها وصففت شعرها ثم خرجت من الغرفة بعد تردد طويل خوفاً من مواجهة الآخرين الذين قد يكونون سمعوا ما دار في الداخل ، واذا لم يسمعوا سيحسبون ان الأمور سارت حسنة بينهما وان الرجل وصل اخيراً الى غايته .
شعرت الفتاة وهي في طريقها الى كرسيها قرب الحوض انها تمشي بين جدران السجن الحزينة لترمى وراء القضبان من جديد . ويالشدة فرحها عندما رأت ان بيرت والرجال الآخرين ليسوا هناك بل توجهوا الى المقهى لتناول المرطبات . جلست مع الفتيات وسرعان ما سألتها جوليا ؟
-لماذا تشاجرتما ؟
-أكان صياحنا مسموعاً؟
-صراخك ملأ النادي كله .
-لا شك انك ارسلته ليحضر منشفتك عمداً يا جوليا .
-هذا صحيح اردت تحريك اللعبة الجامدة لأننا راحلون غداً.
-وقد نجحت تماماً في ذلك .
سألت احدى الفتيات :
-ماذا حصل بالضبط ؟
-لا ضرورة للولوج في التفاصيل اذ يكفي القول ان احداً لن يرى بيرت بعد اليوم يجرؤ على التحدث الي .
وبالفعل لما عاد الرجال كان بيرت متجهماً بالكاد يرد على سؤال ، واستعجل الجميع للعودة الى الفندق حيث اختفى في غرفته ولم يشارك في السهرة التي دعا اليها جون ريز صحبه في النادي الليلي .
ظل بيرت على هذا المزاج عندما ودعت لين اصدقاءها العائدين الى لندن ظهر اليوم التالي ، واثرت عدم التوجه معهم الى المطار تفادياً للاحراج .
وصل الباص فقالت جوليا :
-نراك بخير بعد عشرةة ايام يا نيتا .
بادلها الجميع تحيات الوداع باستثناء بيرت الذي اكتفى برمقها بنظرة غامضة من نافذة الباص الذي مالبث ان غاب عن انظارها في طريقه الى المطار .

الشيخة زورو
28-03-2008, 19:53
5- لعبة الاستدراج


عاشت لين عشرة أيام مع قلق الانتظار .
ذبلت الزهور مع حرارة سنغافورة ، ولم ينل بيرت الاشارة التي يريد ليرسل غيرها . ومع ذبول الازهار خافت لين على ذبول جهودها وضياع آمالها سدى .
في اليوم العاشر لم تستطع الفتاة التواجد في الفندق اذ كان عليها الحلوال محل احدى المدرسات الغائبات لكل فترة بعد الظهر . وعندما عادت الى الفندق في المساء فكرت بالاتصال بغرفة جوليا ، لكنها فضلت تأجيل ذلك فاستحمت وارتدت ثيابها استعداداً للنزول . وما ان همت بالخروج حتى سمعت طرقاً ، ففتحت الباب لتجد بيرت واقفاً ببزة العمل السوداء ، فحاولت اقفاله لكنه منعها ودخل عنوة قائلاً:
-أود التحدث اليك .
حدقت الفتاة فيه والخوف يملأ قلبها من قساوة ملامحه كأنه اكتشف الحقيقة وجاء ليصفي حساباته . حاولت الكلام عبثاً فاكتفت بالنظر اليه وهو يمشي في الغرفة صامتاً تخونه العبارات ، فالاثنان في موقف حرج وان يكن لكل منهما أسبابه .
التفت ناحيتها وطرق بنظراته كل ذرة من جسمها فارتبكت من هذا الامتحان وسألت بصوت تخنقه البحة :
-ماذا تريد؟
-ستشاركينني العشاء الليلة .
على الفور غمرها شعور بالارتياح فادارت وجهها لئلا يلاحظ ذلك ، وبالفعل اعتقد بيرت رد فعلها دليل غضب فقال :
-لا وجوب للخوف لأني لن أحاول معك شيئاً بعد الآن .
مارست لين الكثير من ضبط الاعصاب لتستطيع مواجهته بوجه هادئ :
-لم افهم قصدك يا سيد داين .
-اعدك بالتصرف تصرفاً لائقاً.
اعملت الفتاة ذكاءها لتفهم موقفه الجديد وتعمل على تحويله لصالح خطتها فسألت :
-ما سر هذا الانقلاب ؟
بدت علامات نفاد الصبر على بيرت فأجاب :
-لا ضرورة لمناقشة ذلك الآن . كل مافي الامر ان فترة غيابي عنك كانت قاسية وادركت انني ارغب برؤيتك . وها أنا الآن امامك ومستعد لتنفيذ شروطك .
-لا أذكر اني وضعت شروطاً معينة .
-لم تضعيها صراحة ، لكني فهمتها من خلال تصرفاتك ومواقفك .
اطرقت لين التفكير بالأمر ثم توجهت الى المرآة والتقطت فرشاة الشعر محاولة اظهار عدم الاكتراث ، لكنها مالبثت ان توجهت اليه سائلة :
-كيف يمكنني ان اثق بك ؟
-لقد وعدتك ووعد الحر دين .
وأضاف لما رأى انها غير مقتنعة تماماً:
-اذا لم تكفك الكلمة يبقى عليك اختباري لتلمسي مدى مصداقيتي.
اهانته لين بصمتها فالصمت ىيكون احياناً جارحاً اكثر من الكلمة ، وأخيراً عبرت الفتاة عن التأرجح الذي تتخبط به فقالت :
-دعني أفكر بالأمر جيداً .
اقترب منها وامسك بكتفيها قائلا :
-لن اسمح بالتردد مطلقاً . عليك ان تأخذي موقفاً واضحاً في هذه اللحظة . هل تريدين الخروج معي الليلة أم لا ؟
علمت لين ان الاجابة على هذا السؤال تتعدى اطار جلسة عشاء ، ففي الامر قبول ببيرت أو رفضه . وهي لا تملك سوى خيار وحيد فان خيبته خسرته الى الابد وان قبلت دعوته علقت في شباكه وعلقته في شباك مخططها .
رفعت عينيها الة وجهه الجامد وأجابت بنبرة مرتجفة :
-حسناً ، سألبي دعوتك .
حرر كتفيها راضياً مسروراً بخضوعها ولو لمرة ، عالماً انها الخطوة الاولى على طريق غزو قلبها الحصين المقفل .
-سأمر لاصطحابك في السابعة اذن . ارتدي ثياباً أنيقة لأني تواق الى الجمال يا آنستي الحلوة .
تركها بيرت في حيرة من امرها فهي لم تتوقع منه كل هذا العناد ، ولم تكن تعلم ان مواجهته صعبة وقاسية . لقد قطعت شوطاً كبيراً في خطتها ولم يعد بوسعها التراجع . لم تتراجع الآن ؟ ألم يسر كل شيء حسب مرادها ؟ بلى ، ولكنها خائفة من المجهول لأنها على عتلبة مرحلة خطيرة عسى الله يوفقها في اجتيازها بسلام .

الشيخة زورو
28-03-2008, 19:54
انتقت ثوباً لسود طويلا ، واعادت تصفيف شعرها وتزيين وجهها بما يناسب السهرة . انتظرت مجيئه بعصبية كمراهقة تخرج مع شاب للمرة الاولى . في السابعة الا عشر دقائق رن جرس الهاتف وكانت جوليا .
-كيف حالك يا نيتا ؟
-بشوق اليك يا عزيزتي .
-ما رأيك بتمضية السهرة معنا في النادي الليلي ؟
-كنت أود ذلك غير اني مرتبطة بموعد سايق .
-سنسهر في العد اذن .
-لا استطيع الجزم منذ الآن ، سنتفق على الامر غداً.
-يبدو انك خارجة مع شخص مهم الليلة يا نيتا .
-أصبت .
انهت لين المحادثة حضر بيرت ولم تفتح لين الباب الا بعد جعله ينتظر دقيقتين لتظهر قلة اهتمامها بالموضوع . اطل الرجل بقامته المديدة مرتدياً بزة سوداء وقميصاً ابيض يتناقض لونه مع بشرته الشديدة السمرة . لم يلق بيرت عبارات التحية التقليدية بل اكتفى بالنظر اليها قائلا :
-تبدين جميلة جداً الليلة .
وبنبرة من يؤدي واجباً قالت لين :
-شكراً.
-هل أنت جاهزة ؟
-نعم .
في المصعد وضع يده في يدها ولما خرجا منه الى بهو الفندق استرعيا انتباه عيون كثيرة ، فهما ثنائي رائع وان من حيث تلاؤم الشكل فحسب ، لان الطباع مختلفة تمام الاختلاف . نظرت لين في احدى المرايا الكبيرة المعلقة على الجدران فاعجبت فعلا بشراكتها مع بيرت الذي اعطته الطبيعة وسامة لم تنلها هي الا بتدخل يد الانسان .
فاجأها بيرت باصطحابها الى حفلة موسيقية كبيرة قدمتها فرقة سنغافورة السمفونية التي عزفت مقطوعات بديعة لأشهر الموسيقيين كبيتهوفن وباخ وشوبان .لكن لين المعجبة بالموسيقى الكلاسيكية ل تتمتع بالاداء كثيراً لان فكرها كان شارداً في امور اخرى بعيدة كل البعد عن طهارة الفن وعذوبة الالحان . وبيرت بدوره بدا متشنجاً وصاباً اهتمامه على لين اكثر منه على العازفين .
بعد الحفلة الموسيقية توجها الى مطعم في شارع البرت وهو معروف بتقديم الطعام الجيد والشهي . وهنا ايضاً لم تستطع الفتاة الانسجام وبالكاد مست الطعام الكثير والمتنوع الذي وضع امامها .
وخلال العشاء حدثها بيرت عن البلدان التي زارها بسبب عمله وكان من الطبيعي ان يذكر ميامي التي للين فيها ومعها الف ذكرى وذكرى .
حان وقت العودة الى الفندق فاستدعى بيرت سيارة تاكسي . وفي الطريق لما حاول ملامستها جفلت ، فقال مطمئناً:
-بالله عليك هدئي من روعك ، فأنا لن امسك بأذى .
-آسفة .
امسك بيدها فافلحت في السيطرة على انفعالاتها وتركته يأسر اناملها بقبضته القوية .
في الفندق أوصلها الى عرفتها وفتح لها الباب سائلا:
-انلتقي غداً؟
-لدي عمل في الغد .
-اتعملين كل النهار؟
-قبل الظهر فقط .
-اعطني عنوان المدرسة لأمربك ونذهب لتمضية بقية النهار معاً.
-لا ضرورة لذلك فسآتي الى هنا لاستحم وابدل ملابسي .
-كما تشائين . اتصلي بي فور وصولك من المدرسة ، ورقم غرفتي هو 615.
-سأفعل ، والآن تصبح على خير .
خشيت لين من لحظة الفراق هذه ، اتدعه يعانقها ؟ ام تدخل الغرفة فوراً؟ وفوجئت به يبتسم للمرة الاولى ويأمر :
-قولي تصبح على خير يا بيرت .
رددت الجملة كما امرها والحمرة تعلو وجنتيها فربت على كتفها مداعباً قبل ان يدير ظهره ويبتعد فيالرواق . ولما غاب عن نظرها مررت لين يدها على الموضع الذي مسته اصابعه وكأنه طبع بصماته على كتفها كما فعل طبعها على حياتها .
في اليوم التالي كان اسجامهما اكبر اذ تغلبت لين على عصبيتها وعادت الى بيرت ثقته بنفسه . قصداً شارعاً في وسط المدينة كان سوقاً قديمة وتم تحويله الى منطقة مأكولات عالمية ، فانتشرت على جانبيه عشرات المحلات الصغيرة التي تقدم أطعمة صينية وهندية ومحلية بالاضافة الى الماكولات الاوروبية للذي يخاف على صحته من البهارات الحامية .

الشيخة زورو
28-03-2008, 19:55
ووجدت لين متعة في هذا المكان المكتظ بألوان مختلفة من الناس كما تلذذت بالطعام الصيني والهندي.
بعد ذلك مشيا في الحي الصيني الشعبي الكبير ذي الابنية الكبيرة المتلاصقة والتي تحوي عدداً لا يحصى من السكان ، تدل عليهم الملابس المغسولة والموضوعة على الشرفات مما يجعل المشاة بحاجة الى مظلات تقيهم هذا " المطر" المفاجئ المتساقط من الثياب .
اعجبت لين بهذا الحي وهذا المجتمع العجيب الغريب المليء بأسرار اهل الشرق الاقصى . وهي ما كانت لتجرؤ ان تخطو خطوة واحدة في هذا المكان لولا وجود بيرت معها يحميها من محاولة نشل او من احتيال تاجر يريد ان يبيعها قطعة معدنية لا قيمة لها على انها من تحف امبراطورية الصين القديمة ! استقلا السيارة من الحي الصيني الى احد المتاحف حيث جالا متأملين التحف والآثار العائدة الى اقدم الازمنة . وليس كالشرق الاقصى منطقة عريقة في التاريخ يجد المتذوق فيها مايمتع عينه ويرضي فضوله العلمي في التعرف على حضارات الاسلاف التي مهدت للتطور الذي نحن فيه اليوم . لما خرجا من المتحف كان العطش قد اخذ منهما كل ما أخذ فقصدا مقهى قريباً لتناول عصير البرتقال المثلج المنعش . وبيرت ، في كل هذه المراحل ، لم يكف عن الكلام موزعاً عليها ابتسامته بسخاء . تصرف معها بشكل طبيعي مختلف تماماً عما بدر منه منذ أيام قليلة عندما حاول اغواءهامعتبراً نفسه زير نساء وساحر الفتيات . وهذا ما سهل امر التعاطي معه على لين التي فوجئت بقدرتها على ممارسة لعبة الانسجام مع الرجل الذي تكره ، بيد انها حافضت على شيء من التحفظ لئلا تقطع خط العودة وبخاصة عندما تلمح في عينيه بريقاً يشبه ذلك الذي لاح كلما حاول مسها . فيفهم بيرت من جمودها انه زلّ فيصلح الخطأ على الفور ويعود الى الاحاديث البريئة المرحة .
اصرت لين على تمضية صباح اليوم التالي مع جوليا ومضيفتين أخريين على ان تخصص فترة بعض الظهر لبيرت . وحاولت الفتيات الثلاث معرفة الشاب الذي تخرج معه ، لكن لين ابقت هويته سراً واوحت لرفيقاتها انه احد العاملين معها في المدرسة . قالت لها جوليا :
-اتعلمين يا نيتا اننا لم نرَ بيرت منذ وصولنا الى سنغافورة ، لابد انه وجد امرأة جديدة وكف عن ملاحقتك .
ابتسمت لين متسائلة عما يمكن ان تكون تعليقات الفتيات في حال اكتشفن حقيقة الامر ووجدن ان اللعبة مشت كما توقعن . فجوليا راهنت منذ البدء على قدرة لين أو نيتا على للايقاع ببيرت المتغطرس .
استأجر بيرت سيارة مكشوفة جابا فيها الحدائق اليابانية في تورنغ . حدائق بديعة مليئة بالاشجار والازهار المتنوعة ، وغنية بسواقي المياه تعلوها جسور صغيرة حمراء تبدو من بعيد كأنها معلقة في الهواء . وفيما الشابان يسيران في الحدائق بعد ترك السيارة في الموقف ، بدأت السماء تتلبد بالغيوم الرمادية المنذرة بهطول المطر . فاختفت الشمس وراء النقاب الداكن الكثيف مما اضفى على المكان جواً يذكر بمناخ انكلترا البارد الحزين . اقترح بيرت اللجوء الى مقعد يغطيه سقف صغير . وما ان بلغاه حتى بدأ المطر يتساقط بغزارة والريح الباردة تعصف بقوة ، وراح البرد يشتد والرعود تقصف مدوية والبرق يشق بانواره الباهرة صفحة السماء . كم غريب طقس هذه البلاد اذ تحول من طقس مشمس حار الى ممطر عاصف وبارد في دقائق معدودة .
اخذت لين ترتجف من البرد فخلع بيرت سترته الصيفية ووضعها على كتفيها بدون ان ينسى ابقاء يده هناك . وخشيت الفتاة ان يكون عمله هذا ايذاناً بمحاولة جديدة لكنه اكتفى بذلك فارتاحت الى الدفء واسندت رأسها على كتفه .
مكث الاثنان نصف ساعة يتفرجان بصمت على ثورة الطبيعية المفاجئة . وكما بدأت العاصفة كذلك انتهت ، اذ سرعان ما هدأت الريح وانقشعت الغيوم واطلت الشمس مشرقة من جديد تجفف الارض والاشجار والازهار المغسولة بمياه المطر . وفاحت رائحة التراب الرطب عطراً ناعماً طبيعياً لا يضاهيه أي عطر يصنعه الانسان .
غادر الشابان الحدائق اليابانية الى جنائن اخرى تقع في منطقة تدعى مانداي . وذهلت لين لكثافة الزهور نوعاً وعدداً ، وشذاها الفواح يملأ المكان بألف عطر زوعطر حتى ليخال المتنزه انه يسبح في عالم من الخيال على بساط اخضر سحري ومزركش بأبهى الالوان وزهاها . قطف بيرت زهرة جميلة وعلقها على صدر لين مبتسماً فرحاً وكأن الدنيا كلها ملك يديه في هذه اللحظات .
بعد ان اشبعا توقهما الى الروعة والجمال توجها من الحدائق الفسيحة لتناول العشاء في مطعم صغير متخصص بالمأكولات البحرية يقع قرب الشاطئ . ومن المطعم ذي الطعام الشهي الى مركز التلفريك حيث صعدا في مركبة سارت بهما معلقة على حبل يعلو المياه ستين متراً .

الشيخة زورو
28-03-2008, 19:55
كان المنظر رائعاً من هناك ففي الأفق تجمعت غيوم صبغتها الشمس الأخيرة المودعة بحمرة قرمزية رائعة راسمة لوحة تعجز يد أعظم فنان عن الاتيان بمثلها . اطلقت لين تنهيدة وقالت :
-يالروعة هذا المشهد .
علق بيرت :
-شاهدت الكثير من مشاهد غروب الشمس خلال تجوالي في بقاع العالم ولا أشك في ان هذا احلاها .
وصلت بهما العربة الى جزيرة سنتوزا حيث جالا لبعض الوقت يتعرفان الى معالمها حتى غابت الشمس تماماً واسدل الظلام ستاره على الدنيا . عندها استقلا المركبة من جديد ليشاهدا اضواء سنغافورة وقد تحول ليلها الى نهار ، وليتمتعا بنور القمر الكامل السابح في عتم الليل كحلم جميل وبنسيم البحر المنعش الذي يدغدغ المشاعر فبطلق العنان لرحلات الخيال .
نظرت لين الى بيرت وقالت :
-أحس وكأنني في حلم لا في حقيقة .
امسك بيدها وعيناه تبحثان عن عينيها لتخبراهما قصة جميلة ، وبيده الاخرى اخذ يداعب وجنتها المخملية ، ثم طمأنها عندما رأى بداية الانزعاج على وجهها :
-انه وداع فحسب فأنا عائد غداً الى لندن ، ولا اريد ان اودعك أمام الجميع في الفندق . لذلك لا تعتبري عملي محاولة كسابقتها .
ظل يداعبها بحنان وعيناه مسمرتان على وجهها ليطبع كل التفاصيل في مخيلته حتى تبقى معه في الأيام العشرة المقبلة . وفجأة عانقها بحرارة وعاطفة تختلفان تماماً عن الوحشية والانانية اللتين ظهرتا منه سابقاً وهمس :
-نيتا ! جمالك سحرني .
ابعدت لين رأسها عنه واسندته الى نافذة العربة ، وراحت تنظر اليه ودقات قلبها تتسارع كأنها في سباق مع مايحصل ولدهشتها لم يحاول بيرت الاقتراب منها مجدداً بل اشعل سيكارة وقال :
-ستخرجين معي في المرة المقبلة ، اليس كذلك؟
كان في نبرته امر لاسؤال لأنه ليس مستعداً البتة للتراجع الآن والتخلي عن لين التي لم تخيبه هذه المرة اذ قالت :
-نعم .
تخلى الاثنان عن الكلام حتى وصولهما الى الفندق واكتفى بيرت بايصالها الى غرفتها منسحباً بعد تحية قصيرة .
اتصل بها بعد يومين من لندن وحدثها قليلاً عن رحلة الاياب ، ثم سأل :
-الا تأخذون اجازة في مدرستكم هذه ؟
-بالطبع فنحن نأخذ ثلاثة اسابيع بين فصلي الشتاء والربيع ، وهي تبدأ يوم الجمعة .
-وماهي مشاريعك .
-لا شيء حتى الآن . لقد تلقيت دعوة من احدى زميلاتي لتمضية الاجازة بصحبتها في الريف ولكني لم اعطها جواباً بعد .
انهى بيرت المكالمة واستمر يتصل بها كل ليلة ليتأكد من انها لا تخرج مع احد غيره ، ولين لا ترفض ذلك مادام اتصاله دليلا على اهتمامه . وفي احدى الليالي لم يرن جرس الهاتف فخشيت الفتاة ان يكون قد عدل عن مصادقتها وغرقت في الوساوس من جديد .
مكثت لين في المدرسة يوم الجمعة حتى وقت متأخر لانجاز بعض الاعمال الادارية الملحة قبل البدء بالاجازة . وعادت الى الفندق في المساء متعبة تتوق الى حمام بارد ينعشها ويريح اعصابها . اخذت مفتاح غرفتها ودخلت المصعد لتجد بيرت وقد سبقها اليه .
قالت والمفاجأة تغمرها :
-انت ! مالذي جاء بك اليوم وموعد وصولك بعد خمسة ايام؟
-هذا صحيح ولكني تدبرت الأمر حتى ابقى في هذه البلاد ثلاثة اسابيع.
استطاع بيرت اذن الحصول على اجازة ليمضي وقتاً طويلا مع لين ، فترة ادركت الفتاة حساسيتها وجوهريتها لأن نجاح خطتها سيكون رهناً بتعاملها مع بيرت فيها .
رافقها الرجل الى غرفتها وما ان دخلاها حتى عانقها بلهفة الشوق والحنين كون الايام الخمسة التي ابتعد فيها عن لين دهراً بالنسبة اليه.
أخيراً انهى مهمته وفسر:
-كنت بحاجة مايسة الى ذلك .
رمقته لين بنظرة قاسية زاعمة الغضب والكنهما مالبثا ان غرقا في ضحكة طويلة .
دفعها بيرت برفق الى الحمام قائلا:
-هيا الى الاغتسال وتبديل الثياب يا عزيزتي ، لأننا سنخرج الليلة للاحتفال .
اقفلت لين باب الحمام وراءها وسألت :

الشيخة زورو
28-03-2008, 19:59
-وبماذا سنحتفل؟
-بالاسابيع الثلاثة التي سنمضيها معاً . ايمكنني استعمال هاتفك؟
-بالطبع.
لما انهت لين حمامها خرج بيرت الى الشرفة ليفسح لها المجال لارتداء ثيابها ، وعندما انتهت من ذلك وانشغلت بتصفيف شعرها دعته الى الدخول . انجزت الفتاة استعدادها فقال بيرت متأملا حسنها :
-لابد انك اصبحت معتادة على اعجاب الناس بجمالك الباهر .
هزت لين رأسها ببطء وعلقت :
-لست معتادة على ذلك ولا يهمني ان يعجب الناس بجمالي . فالجمال الحقيقي ليس في المظهر بل في الجوهر .
تأملها بيرت قليلا ووافق :
-قولك صحيح وخاصة وانك مؤمنة به .
-وما ادرك ؟
-انت متميزة عن سائر الفتيات اللواتي لا يكترثن سوى للثياب الفاخرة والمظاهر المادية . أي فتاة تبذل الغالي والنفيس لتحصل على وجه مثل وجهك ، وانت لايهمك الجمال .
جفلت لين من كلمة "حصل" هذه واقترحت بسرعة :
-لننطلق.
كان بيرت في مزاج طيب ومرح تلك الليلة ولم تجد لين صعوبة في مماشاته . تناولا طعام العشاء في احد الفنادق ورقصا في ناديه الليلي حتى ساعة متأخرة . وعندما حان وقت الذهاب الى النوم عاملها بحرارة الفتها الفتاة في الايام التالية التي امضياها بالتجوال والتنزه في سنغافورة لاكتشاف اهم معالمها او في التمدد تحت اشعة الشمس على حافة حوض السباحة في الفندق.
سمحت لين ببعض التجاوزات الطوعية لأنها صارت في وضع لا يسمح لها بالتصلب فمقابل التنازل الذي قدمه لها عليها تفهم مشاعره ومنحه القليل . وهي تعلم في قرارة نفسها ان بيرت يأمل في اكمال الرحلة "الرحلة" حتى آخرها عندما يحين الوقت المناسب ، وماالتساهل الحالي سوى مناورة ذكية حتى يراها متقبلة لكل شيء فيضرب ضربته القاضية .. لذلك عليها اجادة التمثيل والصمود حتى تنتهي الاسابيع الثلاثة ويعود بيرت الى لندن قبل تحقيق هدفه .
وفكرت الفتاة غي دس المخدر في حقيبة يده قبيل موعد سفره ، بيد انها ارتأت تأجيل ذلك حتى يكون في رحلة عمل يقود الطائرة لا مجرد راكب عادي كغيره ، كما انها ستجد صعوبة في الحصول على المخدرات وبيرت معها يلاحقها كظلها .
اما بعد ان تصبح وحيدة فستعثر على الهيروين بسهولة فائقة كون سنغافورة احد اهم مراكز تهريب المخدرات وتعاطيها في العالم .
وقد نجحت لين بمساعدة زميلة سبقة في السجن ، في التعرف الى من يؤمن لها الكمية المطلوبة خلال ساعات ، كما انها وجدت علبة بودرة مماثلة تماماً لتلك التي وضعت في حقيبتها حتى يدرك بيرت من نصب له الشرك واوقعه في الحفرة نفسها . وبالتالي تغدو مهمتها الآن الابقاء على العلاقة معه وتحاشي التوغل فيها الى حيث يريد حتى يحين موعد وصوله المقبل مع افراد الطاقم فتنفذ الفصل الأخير وتسدل الستار على مسرحية الثأر المرتقبة .
لحسن الحظ لم يتخط بيرت حدوده معها لأنها لم تكن تبدي تجاهه اي تجاوب بل تنفذ واجبها مجرداً من الشعور ، فيظهر الغضب والخيبة على الشاب ويعرض عن اكمال المحاولة عله يفلح في المرة المقبلة .
وكان من الصعب على لين الخروج من هذه المواقف ، فان امعنت في التصلب ظنها الرجل باردة لا احساس فيها وان استجابت انزلقت في مجاهل تجزع لمجرد التفكير بها .
مرة كانا مستلقيين قرب حوض النادي الرياضي عندما سألها :
-لماذا لا تنزلين الى الماء ؟ اطمئني فلن ادعك تغرقين .
-أنا لا اهابك بل اهاب الماء . انها عقدة خوف ترافقني منذ الصغر عندما دفعني احدهم الى حوض عميق فكدت اغرق . ومن يومها لم اعد اقترب من الماء او تراودني فكرة السباحة .
سرت لين بسرعة بديهتها واجادة تلفيق الاكاذيب واختلاق القصص بهذه السهولة لعلها في مابعد تجد مستقبلاً باهراً في التأليف والأدب أو في التمثيل ...
أثار تفسيرها في نفس بيرت فضولا فقال :
-اخبرتك أشياء كثيرة عن حياتي بينما لا زلت أجهل ماضيك تماماً . فهلا عرفتني بنفسك يا آنسة نيتا لويس.
ابتسمت لين بنعومة وهي تحاول ايجاد الكلام المناسب:
-لا شيء مثيراً في ماضي بالمقارنة ...
قاطعها بيرت آمراً:
-اصر على معرفة ماضيك .
وبحذر استوضحته :

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:00
-ماذا تريد ان تعرف؟
-كل التفاصيل مذ ابصرت النور حتى هذه اللحظة .
عجبت الفتاة لهذا الاصرار فهزت كتفيها وبدأت بسرد القصة :
-فليكن ماتريد . عمري اثنان وعشرون عاماً . ولدت في مقاطعة باكنغهام شاير وعشت لفترة وجيزة في كنف والدي اللذين ماتا في حادث سيارة ولم ابلغ الرابعة بعد . انتقلت للعيش في منزل عمتي التي منحتني رعاية كبيرة وادخلتني مدرسة محترمة انهيت فيها مراحل الدراسة من الابتدائية الى الثانوية .
بالطبع كانت قصة وفاة الوالدين والعيش مع العمة من نسج الخيال في حين ان ماقالته عن مسقط رأسها ومدرستها صحيح .
تابعت لين :
-بعد المدرسة انتقلت الى معهد خاص لدراسة الفرنسية حيث نلت شهادة تخصص في هذه اللغة ، وعدت لادرسها في مدرستي القديمة .
-افهم من كلامك ان معظم حياتك كانت ملكاً للمدارس على اختلافها .
-اعتدت على تلك الاجواء الهادئة البعيدة عن صخب العالم ومهالك الخطيئة .
رفع بيلات حاجبيه مستغرباً هذا الوعظ سائلا:
-وما الذي اتى بك الى سنغافورة ؟
عادت لين هنا الى شيء من الحقيقة اذ اجابت :
-توفيت عمتي تاركة لي بعض المال ، فوجدت الوحدة صعبة في الريف . لذلك توجهت الى لندن ولم أوفق ، وقرأت في احدى الصحف اعلاناً عن الوظيفة هنا فتقدمت اليها وهكذا كان .
-لماذا لم توفقي في لندن ؟
لم تجب لين بل ادارت وجهها . فأضاف :
-أكان السبب رجلا؟
-الرجال بشكل عام هم السبب . لقد دخلت معهداً يعلم فنون التزيين الرجالي ، بيد اني وجدت نفسي فاشلة في هذا الحقل اذ رأيتني عاجزة عن التعامل مع جنسكم فغادرت العمل ، او بالاحرى فررت منه.
-قصتك توضح بعض الأمور .
هذا ما أملته لين من قصتها . وتبين لها ان ماسردته لبيرت عن جهلها عالم الرجال لتمضيتها فترة الطفولة والمراهقة منطوية على ذاتها ساهم في جعله يعاملها برفق وتحفظ .
بعد أيام اقترح بيرت السفر الى بينانغ لما تبقى من الاجازة فادعت لين انها تجهل المكان :
-انها منطقة رائعة في شمال البلاد على حدود تايلاند . بينانغ جزيرة حالمة ينعم فيها المرء بالهدوء والطمأنينة بعيداً عن ضجيج المدينة وبهرجها الزائف .
-مابك تحولت شاعراً بين ليلة وضحاها ؟
-اجيبي على اقتراحي ولا تحاولي تغيير الموضوع .
تابعت لين اسئلتها فيما هما يتنزهان في احدى الحدائق الكبيرة ، فاستفهمت :
-وماهدفك من الذهاب الى بينانغ؟
-اريد تعريفك على جزء آخر من البلاد والمكوث معك في مكان هادئ وشاعري .
قطفت لين وردة عطرة ورددت :
-المكوث معي ؟
-لا تعودي الى المعزوفة عينها .
-اتساءل لماذا اخترت الذهاب في هذا الوقت بالذات .
-ماذا تعنين ؟
-اعني ان طائرة لندن ستصل برفاقك غداً.
حسناً اعترف بأني ابغى تجنب مقابلتهم لانهم لا يعلمون بوجودي هنا .
علت نبرة لين وهي تقول غاضبة :
-فهمت . اتخجل من ان يروك معي؟
ادارت ظهرها وابتعدت عنه فناداها ولحق بها :
-نيتا ! لا تسيئي فهمي .
ضمها اليه بعنف حتى كاد يسحق عظامها واردف :
-اريد الابتعاد عنهم لئلا يفسدوا هنائي ، فأنا لا أنوي اضاعة وقتي مع احد غيرك ، كما نحن بغنى عن ملاحظات جوليا وتعليقاتها الجارحة .
كيف تتصرف لين ازاء الوضع الجديد وعلاقتها مع بيلات اصبحت تسير على خطين متوازيين : خط مخططها الانتقامي وخط نظرتها اليه بعيداً عن المخطط ، وهي نظرة بدأت تتبلور رويداً رويداً.
هل توافق على الذهاب الى بينانغ ؟ وهل يحافظ بيرت على وعده وعدم الاقتراب منها؟
اعتبر الرجل صمتها عدم ثقة فقال :

الشيخة زورو
28-03-2008, 20:01
-يجدر بك ان تضعيثقتك في بعد ان خبرتني في الأيام الأخيرة . الا يكفيك الامتحان الذي اجتزته ؟
تخاطبت عيونهما لمدة وجيزة قبل ان تنطق لين :
-سنذهب الى بينانغ .
ابتسم بيرت ابتسامة عريضة قائلا:
-احسنت يا فتاتي .
لم يخطئ بيرت بشأن بينانغ ، فهي جزيرة رائعة تنتشر فيها الدساكر والقرى بين المروج الخضراء حتى ليخال الناظر اليها انه يعيش أيام الماضي المليء بالخير والبركة . وعلى اقدام المروج تمتد الشواطئ الذهبية العذراء حيث يحلو للمتأمل التأمل ويطيب للمتنزه التنزه .
تناول الشابان طعام العشاء في ليلتهما الاولى في قلعة اثرية قديمة تحولت مطعماً راقياً يشرف على الشاطئ المزروع بأشجار النخيل الباسقة . ومن المطعم استقلا مصعداً الى تلة عالية . أفيم عليها سوق للأثريات .
احست لين بالوقت يمر بطيئاً في هذا المكان الجميل وتمتعت بكل لحظة امضتها فيه . وكم تمشت وبيرت على الشاطئ يراقبان الصيادين يلقون شباكهم ويخرجونها ملأى بعطايا البحر المتنوعة ، وكم تأملا طيور النورس تحوم بحثاًعن سمكة تقتات بها .
مرة استوقفتهما عرافة عجوز قرأت كف بيرت ثم كف لين وقالت لها:
-مستقبلك سيكون باهراً يا ابنتي ولكنك ستمرين بمتاعب جمة قبل الحصول على مبتغاك . سوف تعرف حياتك انقلاباً كبيراً وتضطرين الى السفر بعيداً.
ضحكت لين وعلقت :
-الجزء الاخير قد تم فعلا.
سدد بيرت ماعليه للعجوز وتوجها من قلب الجزيرة حيث السوق التجاري الى قلعة قديمة تدعى قلعة كورنواليس تطيب فيها مشاهدة غروب الشمس قرصاً ذهبياً يذوب في البحر عند الافق . ضمها بيرت اليه وهمس :
-ما رأيك بتحقيق قول العرافة ؟
-ماذا تعني ؟
-ألم تتحدث العجوز عن انقلاب كبير في حياتك ؟ وليس أجمل من ان يكون الانقلاب زواجك مني .
تسمرت لين وكأن الموت دهمها ، ثم رددت :
-الزواج؟
أجاب بيرت والابتسامة تعلو شفتيه :
-نعم ، الزواج . لست صماء على ماعتقد .
- هذا مستحيل ! انت من النوع الذي لا ...
انقطعت عن اكمال جملتها لما رأت الغضب يزحف اليه وينفجر :
-أي نوع هذا ؟ ومن أين لك ان تصنفي الناس انواع وفئات ؟ اتظنين اني ارضى الى الابد بهذه العلاقة العذرية ؟
-ارجوك لاتغضب . أنا آسفة لتفوهي بهذه الحماقات ، لكنك فاجأتني بالعرض لأنني لم اكن اعتبرك من محبذي الزواج .
-الم تفكري بالزواج طيلة هذه المدة ؟
أضاف بعد ان أومأت بالنفي :
-الى اين تودين الوصول بعلاقتك بي اذاً؟
- لم يعد الزواج امراً دارجاً هذه الأيام وصرنا نشاهد الكثيرين يعيشون تحت سقف واحد بدون زواج رسمي . حسبتك تريد هذا النوع من العلاقة حتى تجد من يستقبلك كلما اتيت الى سنغافورة .
حدق بيرت فيها مذهولا وقال :
-يا الهي ! واذا حدث ان نقلتني الشركة الى خط آخر ، ماذا يحصل عندها ؟
-ينتهي الامر وتشرع بالبحث عن واحدة اخرى في البلاد التي تحط رحالك فيها .
لم ينبس بيرت بكلمة بل ضحك بمرارة واخذ ينظر الى الافق ، الى نسمة تزيل عنه ضيق الخيبة . فجأة التفت اليها وقال :
-أنا الملام على موقفك هذا لأني لم اشرح لك كل شيء منذ البداية ...
امسك بيدها باحثاً عن الكلمات المناسبة وتابع :
-لم أكن اتصور اني سأحب من جديد أو أني سأتزوج يوماً . صرت أرى المرأة هدفاً مادياً بحتاً في متناول يدي . ولكنك دخلت حياتي كالعاصفة وجعلتني ادرك ان العالم مازال يتسع للاعاجيب . جعلتني أؤمن ان الحب الصادق ما زال موجودا، وان المرء يستطيع اتخاذ زوجة تحبه وترعاه وتبني واياه عائلة سعيدة.
داعب وجهها مضيفا:
- لا ادري متى وقعت في غرامك بالضبط وكأن الوقت تعطل حتى لا خالني اعرفك واحبك منذ زمن بعيد. انا احبك يا نيتا واقسم لك بأني لن اعير امرأة غيرك نظرة واحدة ما دمت بجانبي.