PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ مشروع لأكبر تجمع روايات عبير وأحلام المكتوبة نصا ]



صفحة : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 [34] 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46

يوكي 111
19-12-2010, 17:36
ملاك1
كيفك وكيف امورتك الحلوة الصغيرة
الحمدو لله تمام
لكي تحياتي

coolxxgirl
19-12-2010, 17:53
كيفكو بنات انا متابعة من زمان المشروع و حبيت اشكركم علي جهدكم الرائع و بالنسبة للرواية روووعة تسلم اناملكم

coolxxgirl
19-12-2010, 18:16
عذرا بس نسيت اسألكم لو احد يعرف وين الاقي روايات عبير بالانجليزية

يوكي 111
19-12-2010, 19:10
كيفكو بنات انا متابعة من زمان المشروع و حبيت اشكركم علي جهدكم الرائع و بالنسبة للرواية روووعة تسلم اناملكم


اهلا" بكي
coolxxgirl (http://www.mexat.com/vb/member.php?u=353967)
معنا في المشروع
لكي تحياتي

ملاك001
19-12-2010, 22:21
هلااااااااااا و 100 مليووووووووون غلاااااااااا
بملاك 00
شلونج يالحلوه
وكيف بنوتتج
ياحبي للصغاااااااااار
حياااااااااااج نورتينا بالمشروووع
مع خالص حبي
Angel 1118

هلا بك حبيبتي Angel1118 انا بخير والبنوته تسلم عليكم كلكم انتم نور المشروع والله

ملاك001
19-12-2010, 22:31
هــــــــــلاا بكـ ملاك :)
كيفك يا عسل ؟ وكيف بنوتكـ الله يخليها لك
وتشوفيها عروووسة ::سعادة::
اااااامــــــــــــــين

آآآآآآآآآآآآآآآآمين يارب تسلمين ياقلبي

ملاك001
19-12-2010, 22:39
Panssy العفو يا عسل ولو والبوسه وصلت ولا يهمك

ملاك001
19-12-2010, 22:48
آآآمين حبيبتي الغصن ايه والله صادقه الصغار الحين ما عندهم تفاهم ابد

ملاك001
19-12-2010, 22:51
ملاك1
كيفك وكيف امورتك الحلوة الصغيرة
الحمدو لله تمام
لكي تحياتي


الحمد لله بخير وانتي كيفك وكيف اولادك ان شاء الله بخير

ملاك001
19-12-2010, 23:06
كيفكو بنات انا متابعة من زمان المشروع و حبيت اشكركم علي جهدكم الرائع و بالنسبة للرواية روووعة تسلم اناملكم

اهلين وسهلين ومرحبتين فيك معنا والله انا زيك متابعه من زمان بس توني سجلت والبنات ماشاء الله ما قصروا تعبناهم معنا الله يعطيهم العافيه

نسمة عطر
20-12-2010, 00:40
[FONT="Fixedsys"]سلام معطر برائحة المطر لكل الغاليات
خديجة شكرا على سؤالك و انشاء الله الفففففففففففففففففففففف مبروك لزواج قريباتك وعقبال عندك بس ما تنسي تعزمينا ماشي يا قمر [/FO:)NT]

نسمة عطر
20-12-2010, 00:49
الغصن الوحيد كيفك يا عمري على هالبردات بصراحة انا متلجة لكن بس كل ما دخلت مكسات فورا بشعر بالدفئ لصدق عواطفكم ومشاعر الحب والالفة الي بتجمع هالصبايا من مختلف البدان
سلامي وحبي الك ولعائلتك الكريمة:)

نسمة عطر
20-12-2010, 00:55
تحياتي لكل الصبايا الحاضرات والغائبات وسامحوني لعدم ذكر الاسماء لانو بخاف انسى حدا بس تاكدوا انو مكانكم بقلبي كبير وجهودكم مشكورة وتقبلوا مروري مع حبي نسمة عطر:)

الغصن الوحيد
20-12-2010, 04:33
يا بعد قلبي يا نسمة عطر والله انك غالية علي كثير حبيبتي ..وفعلا مثل ما قلت انا مو بس احس بالدفى اذا دخلت المشروع ..انا اذا متضايقة ودخلت المشروع والله اني لما اشوفكم يا احلى خوات وصديقات اني ضيقتي تنزاح وينشرح صدري ..وتلاقيني قاعدة اتبسم حتى خواتي يقولون وش عندك تتبسمين اكيد تقرين رواية او احداث المشروع ..

عسى ربي ما يحرمنا من بعض اللهم آمين ..

الغصن الوحيد
20-12-2010, 04:38
كيفكو بنات انا متابعة من زمان المشروع و حبيت اشكركم علي جهدكم الرائع و بالنسبة للرواية روووعة تسلم اناملكم



ارحبوووووووووووووووووووا ..

ياهلا والله ومسهلا حياك الله اختي بينا في مشروعنا الغالي ..

والله يا قمر انا ما عندي روايات عبير بالانجليزي بس حبيبتي اسألي رووناء تقدرين تدخلين على المشروع حقها من الرابط اللي موجود تحت مشاركاتها وردودها هي مشالله عليها مشروعها ملم بعدد كبير من الروايات اتوقع باذن الله انها تفيدك ..

الغصن الوحيد
20-12-2010, 04:46
malh والله عمري ما فكرت وشلون يكون اسمك بالعربي طلع ملح والله حلو تصدقين لانك فعلا ملح المشروع بدونك يصير ماصخ ما فيه طعم ..

يوووه نسيت تسلم عيونك ويدينك واناملك وكل شي فيك يا سلام على هاذي الروايه عشقتها يا ملح والله من جد عشقتها مع اني كنت اتعذب بحركات عنادهم بين بعض لان واضح ان كل واحد فيهم يحب الثاني بس دايم يختلفون ..
ولكن الرواية جميلة ورائعة ووووو يعجز اللسان ... ويبقى الشكر ( كأنها اسم رواية والا مسلسل مدبلج صح هههه)

الغصن الوحيد
20-12-2010, 04:55
ميلك هوني يا قمر انتي خلصت رواية المغرور وما عاد شفناك عسى ما شر حبيبتي طمنينا عليك يا قلبي ..

واذا حابه تنزلين روايه فاقول لك الله يسلم قلبك ويديك مقدما ..بس اذا انتي عندك امتحانات والا حاجه لا تشغلين نفسك يا قلبي ..خاصة انك توك منزلة رواية اكثر من رائعة وجميلة وحالمة ومتألقة ولاماعه ورومانسية وووو(ترى جايتني حالة هبال سامحوني يا بنات )

khadija123
20-12-2010, 20:41
كيفكو بنات انا متابعة من زمان المشروع و حبيت اشكركم علي جهدكم الرائع و بالنسبة للرواية روووعة تسلم اناملكم



أهلا بك معنا عزيزتي

khadija123
20-12-2010, 20:45
كيف حال الجميع ؟

khadija123
20-12-2010, 20:48
[font="fixedsys"]سلام معطر برائحة المطر لكل الغاليات
خديجة شكرا على سؤالك و انشاء الله الفففففففففففففففففففففف مبروك لزواج قريباتك وعقبال عندك بس ما تنسي تعزمينا ماشي يا قمر [/fo:)nt]

الله يبارك فيك وعقبال عندك وعند البنات كلهم إن شاء الله أعزم وياويلك إذا ما جيتي؟

milk_honey
20-12-2010, 21:02
ميلك هوني يا قمر انتي خلصت رواية المغرور وما عاد شفناك عسى ما شر حبيبتي طمنينا عليك يا قلبي ..

واذا حابه تنزلين روايه فاقول لك الله يسلم قلبك ويديك مقدما ..بس اذا انتي عندك امتحانات والا حاجه لا تشغلين نفسك يا قلبي ..خاصة انك توك منزلة رواية اكثر من رائعة وجميلة وحالمة ومتألقة ولاماعه ورومانسية وووو(ترى جايتني حالة هبال سامحوني يا بنات )



السلام عليكم اختي

شكرا على سؤالك

بانسبة للرواية انا عند وعدي بس الللابتوب بتاعي تعطل ولازمه وقت مشان يتصلح

اول ما يتصلح أحط الرواية وخلال هدا الوقت اللي عندها رواية اتنزلها

سلام للجميع

*cute_girl*
21-12-2010, 19:30
وأنا كمان إشتقت لك حبي
أنا بخير والحمد لله بس كما قلت من قبل مشغولة هالأيام بالزفاف عقبال عندكم إن شاء الله
كيف حالك عزيزتي إن شاء الله بخير



خدوووووووووجة
انا تمام الحمد لله يا عمري
مــــــــا شاء الله حبيبتي
اااااااااااالف مبرووووووووووووووك حبيبتي
عقبالك وعقبال كل البنات
منوووووووووورة

*cute_girl*
21-12-2010, 19:32
منوررررة malh
كيفك ان شاء الله تمام؟

*cute_girl*
21-12-2010, 19:34
غصووووووونة
منووورة بطلتك الرائعة يا قلبي
كيفك؟

*cute_girl*
21-12-2010, 19:38
بناااات
انا عندي رواية
بس للامانة منقولة من منتديات ليلاس ...الكاتبة golya

*cute_girl*
21-12-2010, 19:44
اسم الرواية: عتــــــاب
الكاتبة:روبين دونالد
اسم الروايه الاصلي: The Dark Abyss

الملخص :

كان ماضي لورا مورلي قد غفا سنتين كاملتين لم تستطع خلالهما تذكر ماحدث خلال حياتها السابقة ..
عندما التقت سايمون باركلي شعرت شعورا مخيفا ان له يدا في مااصابها . لكن هذا الغريب اقتحم غمار ذكرياتها وفرض نفسه عليها كأنها ملكة وحده .؟!
من يكون ولما تخشاه ؟؟!!! ولماذا هي منجذبة اليه انجذاب الفراشه الى النار !!

*cute_girl*
21-12-2010, 19:45
الفصل الاول :


1. امرأة لاتريد الماضي !!


كان يجب ان ترافقينا لورا ! فالمسرحية كانت رائعه .. واه .. كان ديك ممثلا عظيما .
رفعت لورا راسها الى زميلتها مبتسمة , ودخلت الى الغرفه لتضيء المصباح لتضيء المصباح
اكانت المسرحية بالروعة التي هي عليها الرواية ؟ لقد تعرضت الرواية لعاصفة من النقد والمسرحية مازالت تعرض منذ زمن . اليس كذالك ؟
اطول الفتاتين اللتين دخلتا الى غرفة الجلوس , ابتسمت وهي تغرق نفسها في مقعد ذي ذراعين , ثم شرعت تخلع حذاءها : المسرحية رائعه والتمثيل عظيم .. وهليين على حق ديك بارني ممثل رائع .
رفعت زميلتها صوتها ساخره وصوبت نظرهل الى هيلين شريكتهما في الشقة .
لقد مات ميته جميلة , فبكت هيلين مايملأ دلوا .. الجلوس الى جانبها في مسرحية درامية كمن يجالس قطيعا من الحيتان يتدفق الماء من فتحات تنفسها .
ضحكت هيلين ,,
- حتى انتي تبللت عيناك كايت بل اظن ان الجميع بكى . كانت كمسرحية يونانية أو كأحدى مسرحيات شكسبير التراجيدية .. مثيرة للعواطف لقد لاحظت عدة رجال يختلسون النظرات الى الآخرين وهو يتمخطون ..
- انه لفعل مناسب ف ليلية ربيعة دافئة ..
لورا مورلي , فتاة انجليزية لها الوان الفتاة الانجليزية المثالية , أو ربما ملامح الفتاة ( الشمالية الاسكندينافية ) فهي ذات شعر فضي , وعينين صافيتين رماديتين كالسحب , نادرا ماتظهر بين سكان جنوب بريطانيا , اما اهدابها وحاجبها فبنية , تبدو لرائي جميلة ليس بسبب تقاسيم وجهها التي ينقصها جمال الشكل الحقيقي , بل لانها تمتلك جاذبية لاتقاوم ووجها ابيض يزيده شحوبا فم له خط منتظم غريب !!
بينما كانت تتحرك برشاقة في المطبخ الصغير لتعد القهوة , كانت تصغي الى رفقتيها بابتسامة تلوي شفتيها . وليست هي المرة الاولى , التي تشعر انها محظوظة لانها تشاطر الشقة مع فتاتين لطيفتين مثلهما , كايت عملية رزينة , وهيلين ذات احساس مرهف للمرح والحياة ..

golya

قالت لورا :
- سعيدة انا لاستمتاعكما بها ....... من مؤلفها ؟؟
- انه مؤلف الرواية الاصلي سايمون باركلي .
قطبت لورا جبينها , وكانها تلاحق ذكرى مراوغة , وتمتمت :
- سايمون باركلي ؟ .... يبدو لي الاسم مألوفا ؟؟
تناولت كايت فنجان قهوتها وقالت :
- انه كات شهير بالطبع .... لقد كتب رواية تدور احداثها في العصور الوسطى عن جماعة من المنبوذين , وقد صورت حلقات تلفزيونية . اتذكرينها ؟..؟
ردت هيلين :
- بل كانت قوية في قساوتها ..... فالرجل ساخر متشائم , لكن هناك دائما شعاع من امل يتركة في نهاية رواياته , لقد الف روايات عديده كل رواية انجح من سابقتها ... صحيح ان النقاد لا يقارنونه بشكسبير كصديقتنا المتسرعه هذه لكنهم قد يفعلون لو لم يكن شكسبير في نظرهم مقدسا ..
جلست لورا في كرسيها :
- قرأت عنه في مكان ما . هل شاهدتما شخصا نعرفه في المسرح .؟
- نعم فرانسيس باركر , بصحبة رجل رائع ... لأكنها لم تكن متصنعة كما هي عادتها ... مع أنني لاعتقد أن لزينتها التأثير المعتاد ..
ضحكت لورا :
- وكأنك لاتحبينها هل سرقت منك احد أصدقائك ؟؟!
- اجل ... حين كنا في المدرسة , لكنني لااكرهها لهذا السبب . بل لانها متكبرة وتكبرها هذا قد يجلب الجنون لامها تدريجيا والسيدة باركر امرأة محبوبة ,,
ارتفع حاجبا لورا سخرية :
- الم تقدمكما له

*cute_girl*
21-12-2010, 19:49
ضحكتا .. وقالت هيلين :
- صدقيني لورا .... الامر غريب كانت متأرجحة بشكل واضح بين اظهاره وجاب حسد النساء لها , وبين ابقائة بعيدا لئلا لا تخطفة احداهن منها ..
- وكيف كان شكلة ؟؟
- اووه ... اسمر قاتم الشعر ليس اسودا تماما .. بشرته سمراء لوحتها الشمس , وقسمات وجهه خشنة , علية سيماء الفطنة والذكاء ... وهو الى ذالك وسيم جدا .. خاصة تيكنك العينين التين كانت كايت في طفولتها تسميهما (( العينان القاتلتان ))
صاحت كايت محتجة :
- لم استخدم في حياتي مثل هذا التعبير !! مآبك لورا .... مصابة بصداع ؟ تبدين شاحبة ؟!!!!
ابتسمت لورا :
اجل ياممرضتي .. الا انه صداع خفيف ... نادرا مااصاب بمثله هذه الأيام .
- حسنا الى الفراش إذن , وفي الغد يمكننا الذهب جميعا الى الراحة ما رأيكن بالذهاب الى البحر ؟؟ اذا كان الطقس مناسبا بالطبع ..
كن قد قررن الذهاب إلى وايت كوف , على شاطئ جزيرة وايت ..
هامبشاير , مقاطعة جميلة جدا ... كانت السنتان اللتان امضتهما لورا في مينائها الرئيسي (( ساوثمبتون)) رائعتين ,, فلا احد قد يكون الطف من هيلين وكايت وقد اصبح لديها بسبب صداقتهما دائرة واسعة من المعارف المهمين .. وهي كذالك تتمتع بالعمل في محل الانتيكات .. وحياتها مرضية تماما .
اليوم الدافىء جلب معه الى الجزيرة عددا كبيرا من المتنزهين الذين في معظمهم مجموعات عائلية لاكن هناك عدد كاف من الشبان والشابات ماضفى على مساحة الرمال الواسعه جوا عابثا ..
حصنت لورا نفسها بزيت خاص ضد الشمس بسبب بياض بشرتها الشديد , وذالك قبل ان تتمدد على منشفتها وكانت هيلين قد انضمت اليها لتتمتع باشعة الشمس اما كيات فقد تظللت تحت قبعة كبيرة لتقراء كتابا ,,
بعد قليل قاطعت هيلين السكوت المحيط لتتمتم :
- لاتنظرا الان .. فها قد وصلت فرانسيس بصحبة ذالك الرجل الساحر .
فتأوهت كايت :
- يا الهي ! الا تستغل تلك الفتاة محاسنها كثيرا ؟؟؟!!!
ردت هيلين متنهدة :
- تلك الفتاة تثير في داخلي اسواء المشاعر سأجبرها على تقديمه لي !!
فصاحت لورا :
- هيلين !
ولاكنها تأخرت فكان عليها ان تراقب زميلتها تقف باندفاع طفولي لتلوح منادية :
- فرانسيس ! فرانسيس باركر
اضطرت فرانسيس الى الالتفات اليها متجهمة الوجه . كان من عادة فرانسيس الاقتراب كثيرا ممن يرافقها لاكن يبدو ان هذا المرافق يرهبها لدرجة الابتعاد عنه .
جلست لورا ومدت يدها الى سترتها بعد ان اجتاح عينيها القابعتين خلف نظارتيها ذعر شديد , انه يبدو مألوفا لها .... !! انها موقنة من انها تعرف هذا الونا لاخضر القاتم في عينية كما تعرف هذه الابتسامة ............... لقد شاهدت هذه الابتسامة من قبل ! وتألمت منها ..

ادعت فرانسيس العبوس وهي تدنو منهن ... لم يصدر عن الرجل مايشير الى انه يعرف لورا , لاكنها احست بان نذراته عدائية تجاهها ولم تدهش حين سمعت ان اسمة سايمون باركلي .
صاحت هيلين بذهول :
- الكاتب الروائي المسرحي !!! ؟؟
نظر اليها وبتسامة ساخره تحرك خط فمة المستقيم :
- هو نفسه .... الم أشاهدك في المسرح لية امس ؟

golya
فقالت كايت ساخرة :
- ان لم تكن قد شاهدتها , فقد سمعتها ... لانها كانت احدى الباكيات العاصفات بينهن ..
فضحك , ثم راح ينظر اليها ممعنا :
- يسعدني ان اعرف ان مؤلفاتي تحرك مشاعر الآخرين حتى درجة البكاء . وهذا دون شك دافع قوي للغرور ..
والتفت الى لورا :
- الم تكوني معهما انسه ........... لورا ؟!
- لا
كان ردها قاطعا ومختصرا اذ لا داعي لتقديم اي تفسير .
ران صمت مربك قطعته فرنسيس قائلة :
- حسنا ربما من الاجدى لنا ان نذهب الان سايمون ..
- وهل انتي على عجل ؟
كان رده مقتضبا , لكن وجه فرانسيس احمر خجلا فأحست لورا بالأسى عليها
- لا ....بطبع لا .
قاطعتهما كايت قائله :
اجلسا معنا اذن . لور أنتي الأقرب لسلة الطعام هلا قدمتي لنا مانحتسيه ؟فالطقس حار .
كن قد جلبن معهن زجاجات كبيرة من العصير ,صبت لورا العصير في اكواب بلاستيكية ثم قدمتها الى الجالسين وعيناها ثابتتان عليها لئلا تندلق .
تنهدت هيلين سعيدة :
- رائع ! اخبرني سيد باركلي ,ما الذي حملك إلى هامبشاير ؟ اتعمل على تأليف رواية أخرى ؟؟
- في الوقت الحاضر ..لا .. لكنني اظن ان لدي فكرة رواية انا ازور شقيقتي هنا , فهي وزوجها يملكان مزرعة مواشي .
قاطعتهما فرانسيس شارحة :
- في ريف هامبشاير .
سألته كايت :
وهل ستكون مادة الرواية مستوحاة من منطقتنا ؟
- ربما في جزء منها .
كانت عيناه غريبتي اللون : اطار ذهبي يحيط البؤبؤ المشع بلون اخضر قاتم ولانه لا يضع نظارة استطاعت لورا ان تراه بشكل افضل .
شعورها الذي ألح عليها بأنه مألوف لديها عاد يدغدغ أعصابها .
لكن ربما شاهدت صورته في مجلة أو صحيفة فهو صاحب قسمات يصعب نسيانها . نعم هي قسمات قاسية لا تستطيع ان تقول انها جميلة ولاكن لصلابتها تأثير كبير على الاعصاب .. اعادت بصرها اليه فوجدته ينظر اليها نظره باردة لم تستطع قراءتها . ان له دون شك القدرة على كشف مايريد خلف هذا القناع المثير ..

*cute_girl*
21-12-2010, 19:50
حولت لورا وجهها الى قناع لطيف ايضا ثم اعرضت عنه حتى لم يعد يرى الا استدارة فكها وذقنها الصغير المستدير لكنها لم تدرك انها بذالك تكشف عن عنقها المديد الجميل واهداب عينها الطويله القاتمة بالنسبة لبشرتها ..
لقد ساعدها حضها لانها لم تظطر للمشاركة في الحديث فقد كانت كايت وهيلين تتابعانه بنجاح وسمعت كايت تقول :
- فكرنا القيام بتمثيل رواية – الحصاد – لكننا عدلنا عنها واستبدلناها برواية = العمة العجوز= لانه لم يكن في النادي عدد كافي من الفتيات لتمثيل الرواية ..
فابتسم :
- وهل انتن جميعا ممثلات ؟
- انا وهيلين فقط اما لورا فتحضر حفلة الافتتاح فقط
احست لورا بعينيه تحدقان بجانب وجهها وحين تكلم كانت نبرات صوته منخفضة , حميمة , وكان الثلاثة الاخريات لاوجود لهن :
- الست مهتمة انسة مورلي .
اضطرت الى الالتفات , وقالت دون اكتراث :
- لاموهبة لي سيد باركلي ..
حدقت فيها فرانسيس بحيرة وبلاهة :
- ولاكن كيف تعرفين ؟ ... هذا مستحيل بوجود الاعاقة ..
ران صمت غريب هزت بعده لورا كتفيها من غير اكتراث :
- ذاكرتي ممتازه لمعظم الامور ..
- فقدت ذاكرتك فكيف تتذكرين ؟
ردت لورا بلطف :
- لااذكر شيئا عن حياتي قبل سنتين , أما مبعدهما فأذكره جيدا
- حظ مشئوم ............! الا تظن هذا سايمون ..
على الرغم منها اعادت لورا نظرها اليه golya فصدمت مره اخرى لان قشعريرة اجتاحت جسدها ..
وقال معلقا :
- يبدو وكأنك كيفتي نفسك تماما انسه مورلي ..
لامست بسمة قلقلة شفتيها :
- لامجال لشيء أخر قد يفعله المرء في هذه الحالة ..اذا فقدت الذاكرة فيعني انك فقدتها ولا سبيل لاسترجاعها .
- ربما لاترغبين في استعادتها .
توترت في لحظات قليلة كل عضلة في جسد لورا , وشحب لونها لاكنها علمت انه لاحظ تماما ردت فعلها على ملاحظته وردت بخفه ..
- ربما ..فالله وحده يعلم ماهي الأسرار التي اخبئوها , قد اعرض عليك تجربتي لتتخذ منها مادة رواية سيد باركلي لاكنها ستكون مملة ..
- سأكون انا الحكم على هذا .
جعلت لهجة التحدي في نبرات صوته العميق رأسها يرتفع ورأته يبتسم لاكن ابتسامته كانت عميقة كما نظرته

*cute_girl*
21-12-2010, 19:51
قالت كايت بطريقه فجائية :
- من أين تأخذ مواد وأفكار رواياتك سيد باركلي ؟.
كانت محاولة خرقاء لكسر التوتر الذي لاتفسير له لكنه سمح لها بأن تغير الموضوع . وقال دون أن ينظر إلى ماسوها :
- اسمي سايمون ..أنا اعرف جيدا عن تاريخ المنطقة وأهلها وعاداتهم وأعلم أن التعارف يتم بالأسماء الرسمية ,لكنني أحب أن أدعى بأسمى الأول .. أما بالنسبة للأفكار فأنتي تشهدين لتوك فكرة وليدة جديدة ...وشكرا لك لورا !
- لم تكن لورا بحاجة لنظرة فرانسيس الحارة لتقتنع بأنها أخطأت ... فهي حمقاء تحدته ..وقبل دون تردد ويتحداها ألان أن ترفض .أرادت أن تهب واقفة وتهرب منه ..لأكن إلى أين ؟! ليس لها مكان تذهب اليه ..فأرخت اعصابها واقنعت نفسها بأن لامجال للخوف منه فما من احد يستطيع اذيتها أو ايلامها الا اذا سمحت له بذالك وهي لن تسمح له بأن يقترب منها في أي حال ..
قاطعتهم كايت بصوت هادئ تحاول التخفيف من الذعر الذي اجتاح وجه لورا :
- فلنناقش الموضوع مع فيليستي مارلو .
رفع سايمون حاجبة متسائلا , فسارعت كايت لتفسير :
- انها الطبيبة النفسانية التي تراقب حالة لورا , والتي تقول لها كل ستة اشهر انها طبيعة تماما !!!
فتدخلت فرانسيس بلهجة مقصودة :
- إنها لاتتذكر ماقبل السنتين .
والرسالة التي قصدتها هنا واضحة : ابتعدي عنه انه لي !
احتفظي به ! ظنت لورا في لحظة مرعبه إنها تفوهت بأفكارها لاكن كايت تقاطعها مره أخرى لتغير دفة الحديث ,إلى دفة الإنتاج الجديد لرواية ((ماكبث)) في لندن وبدا ان سايمون يتمتع بهذا الحديث ..
رجل من هذا النوع له الحق ان يكون واثقا من نفسه ..فلدية كل شيء : الموهبة ,العقل ,وشخصية تمثل تحديا لأي امرأة ..
بعد هذا لفت الشمس نفسها بخمار مرتفع من غيوم شفافة , احجبت بشكل فعال الكثير من حرارتها الدافئة , بحيث ان جعل الجميع يقرر العودة من حيث اتوا مادام البحر يسمح بالابحار , اما بالنسبة للقاء اخر فلم يذكر شيئا عنه .
قالت كايت والقارب يمخر عباب البحر نحو خليج شبة جزيرة ساوثمبتون التي يحدها البحر من جهة وملتقى نهري نست و أنشن من الناحيتين الأخريين :
- لن يعجبك الرجل لورا ؟
- ليس بشكل خاص
ضحكت هيلين :
- أليس في مظاهر الرجولة تلك مبالغة ؟ ألا تدري فرانسيس في أي فخ وقعت ؟؟
قالت كايت :
- مافرانسيس الا جريئة متكبرة ..تستحق ان تقع في الفخ مع انني سأشعر بالأسى عليها .فهي لأتعرف حقيقته ! ولا ترى ابعد من انفها , بل لاترى انه يغالي بما تدعوه هيلين (( العينان القاتلتان ))
قالت هيلين :
- اعتقد انه لم يعجبكما .
قالت كايت :
- آوه .. لقد أعجبني لأكنه لايشكل خطرا بالنسبة لي . وماذا عنك لورا ؟
- انه متكبر جدا فلتحتفظ به فرانسيس !
قالت كايت :
- لااظنه مهتما بفرانسيس لانه لم يشح بصره عنك لحظة .
ابتسمت لورا تخفي تعبها :
ربما يحب الشقراوات , أو ربما يسعى إلى ان أقص عليه معلومات تفيده لتأليف قصة عن شخص فاقد الذاكرة . وأتساءل اذا كان بإمكاني المطالبة بأرباح ؟

في طريق العودة الى المنزل بالسيارة , صرفا الوقت في التفكير بمقدار الأرباح وكيف سيصرفنها . لاكن ,في المساء , قالت كايت دون مقدمات :
- فلنذهب إلى فيليستي مارلو لتعاينك لورا ..ولنسألها عما اذا كانت تسمح بأن يسبر ذاك الوسيم المتكبر أغوار نفسك .
سألت هيلين مذهولة :
- أتظنينه قد يفعل ؟
- ربما لاحظت انه يمتلك رغبة عارمة للتجربة ,ثم قد يجد جمال لورا مرضيا , أراهن انه سيعتصر كل ما في ذاكرتها , لكنه في الوقت نفسه سيحاول اكتساب ودها وقلبها .
تضجر وجه لورا :
- اتخالينه يفكر في هذا ؟!!
- طبعا ...الرجال جميعهم يفكرون على هذا النحو ,لاكن ربما تكون الطريقة مختلفة مع الوسيم المتكبر ...وأنا أراهن أن القليلات يقلن له ((لا))
تمتمت لورا وهي تفتح شريط التسجيل :
- ثمة مرة أولى دائما ..
دست الشريط في الآلة فصدحت الموسيقى الناعمة في جو الغرفة . وسألتها كايت بعد أن لاحظت ارتجافها :
- أتحسين بالبرد ؟؟
هزت لورا رأسها نفيا , وجلست في الكرسي تصغي الى الموسيقى ..كايت وهيلين فتاتان عزيزتان على قلبها ,كانت لورا تعتقد احيانا انها لولالهما _ بعد الله ولولا دعمهما في السنتين الماضيتين لجنت ..
انهما دائمتا القلق عليها ..واهتمام سايمون باركلي بها اقلقهما خاصة كايت . كانت دائما تشعر وكأنهما شقيقتان كبر منها سنا , دون ان يكون هناك المشحانات الت ترافق الحياة الاسرية عادة , لكنها كانت تعرف انه ليس في حياتها الماضية المختبئة داخل عقلها شقيقات أو اشقاء . لذالك تحس بالسعادة الان لان لها شقيقتين ..
الا ان هذا لن يدوم طويلا .فالفتاتين تنويان الزواج قريبا .وهنا يكمن قلقهما لانهما لايريان ان بمقدورها العناية بنفسها كما يجب , وخلف تصرفهما هذا امل بأن تستعيد يوما ذاكرتها .
لكن لورا نفسها فقدت الامل ! فمذ استيقظت في ذالك المستشفى عرفت ان ذاكرتها ولت للابد اذ لم يبرز لها بصيص نور قد يضيء لها درب الماضي المظلم كما كانت تحس عندما تزور بعض الأماكن بأنها كانت فيها سابقا ..وقد راودها هذا الشعور ثانية عندما رأت سايمون باركلي .ولان هذا كله لم يكن يقودها الى شيء ,تعلمت الا تفكر في مثل هذه الأمور رافضة الضغط على ذاكرتها التي ثبت انها مراوغة .
ترى لمذا يهتم بها سايمون باركلي ولدية فرانسيس ..لم يعجبها هذا الرجل ولانظراته المتكبرة المصممة الممعنة فيها .
الا ان سوء حظها جعله يظهر امامها في المحل الذي تعمل فيه وذالك ظهر اليوم التالي , دخل من الباب وجو من يملك الدنيا حوله .
جالت عيناه الخضروان في المحل ,حتى استقرتا اخيرا على لورا التي كانت تتناول خاتما من علبته لتعرضه على امرأة .
قالت الزبونة وهي تحاول دس الخاتم لالقوة في اصباعها :
- احب الياقوت جدا ...ايمكن تكبير حجمه قليلا ؟.

*cute_girl*
21-12-2010, 19:54
ردت لورا :
- طبعا ..
- لكنه في الواقع ليس ماافكر فيه ,انه صغير ...سأتركه شكرا لك ..
استدارت لورا الى سايمون الان , وسألته :
- ماذا أستطيع ان اريك ؟.
- ماهذه اللهجة المتزمتة ؟اليس من الافضل وضع هذا في مكانة .
حين كان يتكلم رفع الخاتم بسرعة لم تتوقعها ودسه في اصبعها وأبقاه حيث هو بقوة وقساوة .
- ماذا تفعل ؟
لكنه استمر يمسك يدها ويمنعها من تحريكها . فهمست يائسة .والصدمة في صوتها ويدها على صدغها "
- دعني وشأني !
- أيؤلمك رأسك ؟
- لا ...لا ....لا يؤلمني
ارتجفت والخوف يكتسح جسدها . خوف لم تعرف سببه .
قال مبتسما وكأنة يعني كل كلمة مما يقول :
- الدرس الأول : لا تقاوميني لورا ! لقد اعتدت على الكسب ولن اتوقف عن هذه العادة الان .
انه تهديد ساخن , اعرضت عنه تبحث عن مفتاح الخزانة خائفة من إن يتقدم ويفتحها لها
انتظر حتى اعادت الخاتم الجميل الى مكانة .
ثم قال وكأنة لم يحدث بينها شيء لتوه :
- اريد هدية لشقيقتي ...عيد ميلاده الاسبوع القادم .
- وماذا تريد لها ؟
ابتسم ساخرا :
- زوجها يشتري لها الحلي ,لكنها تهوى جمع الخزف الصيني والزوجاج . وانت تعرفين ذوقها .
ردت بذهول .
- اعرف ذوقها ؟!
- اجل ..انها روزماري دالتون .
- آواه !
وضحك , فرقت القسمات القاسية من المرح :
- لا أستغرب دهشتك ..
وكيف لا تندهش ؟.!! فروزماري دالتون مخلوقه صغيرة الجسم أنيقة ناعمة ليس بينها وبين اخيها الصارم القسمات رابط الا ..... العينين ..عيونهما متشابهه !دائرة ذهبية وبؤبؤ اخضر قاتم ذو اطراف سوداء , لكن ..بينما هاتين العينين تظهران سايمون كطير جارح صائد , كانت عينا شقيقته تخلوان من القساوة .
روزماري جميلة بينما شقيقها خطير , لذا من الخير لها ان تتخلص منه بسرعة .فقادته الا خزانة مقفلة وقالت :
- لدينا مزهرية تعود الى القرن السابع عشر ..نعم هي ليست اثرية لاكنها رائعة الجمال .
- حملت المزهرية بأناملها التي بدت بيضاء شفافة اما لونها الوردي المائل للبنفسجي .
- جميلة جدا ...سآخذها ..
لم يرف له جفن حين سمع سعرها الباهظ golya لوكانت لورا قد اعتقدت انه محكوم على هذه المزهرية بالبقاء بمكانها لمدة طويلة .
انتظرها بهدوء , وهي تلف بعناية القطعة الرقيقة وسألته :
- اتريد لفها بورق خاص بالهدايا ؟
- بالطبع
- هاك اذا ..ارجو ان تعجبها .
- لاشك في انها ستعجبها .
لامعنى لهذه الكلمات لاكنها سببت لها جفافا في فمها , ولمذا تتجنب النظر لعينيه اللتين كأنهم تخفيان عنهما ذنبا ما ؟
احست بالراحة حين اطل عليهما صاحب المحل من الغرفة الخلفية ليقول :
- حان وقت الغداء ,أليس كذالك لورا ؟

*cute_girl*
21-12-2010, 19:55
كان سايمون ينتظرها حين خرجت من غرفة الملابس ..ماشتراه كان موضوع تحت ابطه بطريقه عفوية , يتأمل سيفا اسبانيا اثريا ...حالما وصلت اليه ,سار الى جانبها دون ان يقول شيئا . وعندما وصلا الى الشارع .. قال لها :
- اليس رجلا لطيفا ؟.
- لابد انك بدوت له اهلا لثقة ..فجورج مالفن ليس بالغبي .
- وهل أبدو اهلا لثقة ؟
ردت ببرود :
- لا ...اظنك خطرا ..
ارتفع حاجباه سخريه :
- اتؤمنين بالاختباء خلف التفاهات ؟لمذا ابدو لك خطرا
- لا أحسبك تهتم كثيرا برأيي فيك .
وصلا الا مفترق الطرق , فقالت بسرعة :
- انا ذاهبة في هذا الاتجاه وداعا سيد باركلي , أتمنى ان يكون ما تبقى من عطلتك ممتعا .
قال لها بصوت حازم مانعا اياها من التحرك :
- ليس بهذه السرعة ..اقبلي دعوتي على الغداء .
ولم يظهر عليه إي خوف من غضبها الظاهر :
- لا ..
- لمذا ؟
- لا أريد
- أتساءل من منا له إرادة اقوى ؟ لاني أريدك ان تتغدي معي .
احست امام نظرته الساخره ببوادر ضحك كأنه يدعوها لمشاركته بنكته ما . فخفضت عينيها ونظرت لأصابعه القوية. ربما لاحظ ضعفها فقد رقت نظرته :
- ارجوك لورا أعدك بان احسن التصرف !
قالت لاهثة :
- لماذا لا تتغدى مع فرانسيس فهذه الدعوات ليست لأمثالي .!.!
- ولأمثال من هي ؟
ابتسم وهو يقودها عبر الشارع حين نظرت إليه عدد من الفتيات ولم يعرهن اهتمام .
حين لم ترد قال :
- ظنك بها سيء .
- لا أعرفها !
- وما تعرفينه عنها لا يعجبك ؟ عجبا , لماذا ؟ لأنك تنظرين اليها كنوع من التهديد لك ؟؟.
توقفت وسط الشارع فجأة فاصطدمت بامرأة عجوز تحمل كيس مشتريات ضخم , وقالت له :
- اووه بالله عليك ما هذا كله ؟ golya لاشان لك ابدا في ان تعرف ما اشعر به تجاه فرانسيس باركر ...او تجاه أي كان .!.الأنك كاتب تجد ان من حقك التطفل على حياة الآخرين وأفكارهم ؟.... حياتي أو أفكاري ليست حق مشروع لك سيد باركلي ..فما في داخلها مكان خاص بي ..
- أنتي تسدين طرق المارة .
ابتسم بسخرية لاكنها لم تفهم لمذا وجدت نفسها تجلس قبالته في مطعم صغير كانت تسمع عنه فقط , لأنه فاخر ومرتفع الأسعار ..
قالت له بعد ان اخذت لائحة الطعام دون اكتراث :
- لست جائعة .
- يبدو وكأنك لا تأكلين ما يكفي . كم عمرك لورا ؟
- عشرون .
- إذن كنت في الثامنة عشر حين فقدت ذاكرتك ؟
- هذا واضح !
- أتحسين بعدم الراحة للكلام في الموضوع ؟؟
- لا ...الامر كالحلم ...يبدو اني وقعت من السلم .. اثناء قراءة مجلة ..وحين استيقظت , كنت في ظلام كامل .
- هل تذكرت اسمك ؟..
- لا حين قالو لورا بدا الاسم مألوفا

*cute_girl*
21-12-2010, 19:56
- وماذا تذكرين بعد ؟.
- عن نفسي ..لاشيء لكنني اذكر أو على الاقل أعيد تذكر كل ماتعلمته في المدرسة اذ اعرف اسماء الكتب التي قرأتها , واعرف أنواع الموسيقى , واذكر أسماء الأفلام والمسلسلات ..
- لكنك فقدت أحداث حياتك .
- اجل هذه فقط .
- وهل من الممكن استعادت ذاكرتك ؟.
سرت قشعريرة باردة فوق بشرتها :
- لا ..لو كانت ممكنة ..لردت لي حتى الان ! اووه ! الطبيبة لم تقل هذا قط .. لكنني فهمت انها لاتأمل كثيرا .
- وكأنك غير مهتمة باسترجاعها .
- ولم اهتم ؟ وانا سعيدة في حياتي هذه ؟
- ايعني هذا انك لم تكوني سعيده من قبل ؟
اشتدت قبضتها على كوب العصير , بعد ان عبقت الكلمات في الهواء كريهة مؤلمة :
- لست ادري .!.!
بعد لحظات صمت قال بلطف :
- من الغريب ان احدا لم يسأل عنك ...لاشك ان الشرطة اعلنت عن حالتك ...اوسألت أو إي شيء .
- لست ادري .
أحست بالرقة في نظرته وعاودتها القشعريرة في اللحظة التي وصل فيها غداءهما ..وكان الطعام لذيذا ... اكتشفت أنها جائعة لذالك تناولت وجبة ممتعه وما ساعدها على تناولها أنهما تحدثا عن مواضيع غير شخصية .
قال لها :
- هذا الطعام افضل من – علبة لبن رائب - وتفاحة .... اليس كذالك ؟
فابتسمت :
- لا تفاحة بل برتقالة وحتى احدد أكثر حبة – مندرين - ....الا تمانع شقيقتك في ابتعادك عنها طوال اليوم ؟.
- روزماري تعرفني جيدا لذالك لا يدهشها إي شيء افعله . انها امرأة رائعة مشغولة دائما بزوجها وطفليها والمزرعة ....ثم انها تعلم اني سأغيب لأشتري لها هدية .
- علاقتك مع أختك غريبة .
- واين الغرابة ؟
فضحكت :
- لست ادري , ان قولي ذاك سخيف ...ربما بدت لي كذالك لانك بدوت لي مكتفيا بنفسك .
- تربيتي جعلتني اتخذ لنفسي طريقا للاكتفاء الذاتي , golya كان والداي يؤمنان بأن المدرسة الداخلية هي الرد على مشاكل الانتظام كلها ..وحتى اكون منصفا .كنت قذرا شقيا في طفولتي .لذا أبعداني في سن مبكرة ومنذ ذالك الوقت ما عدت أرى عائلتي الا في الإجازات وأعياد وهذا ما يجعل الروابط الأسرية غير مترابطة .
- وكأنك تشعر بالمرارة من هذا الوضع الذي كان .
هز رأسه :
- احسست بالمرارة مده طويلة ثم بعد عشر سنوات أو مايزيد عدت الى المنزل .
- وبعد ذلك .
- كان والدي قد اصبحا عجوزين .. كانت المدرسة الداخلية درسا قاسيا لي ..قبلها كنت اسخر من قول ان لكل مسألة وجهين بعدها عرفت ان الامر صحيح .
اخافها كلامه هذا فنظرت اليه , حابسة انفاسها ثم اطلقتها متنهدة ووضعت فنجان القهوة من يدها .
- وهكذا الحسن ماتكون نهايته حسنة ..والان علي الذهاب لقد حان اوان عودتي الى العمل .
نظر اليها سايمون بالحدة التي تكرهها منه . لكنه لم يوقفها .وحين وصلا الى المحل ,لم يدهشه توقها الى الابتعاد عنه . كانت وقحه في لهفتها الى وداعه .
فلوت فمه ابتسامة ساخرة وقال بهدوء :
- سأراك ثانية .
وأعمى الشك بصرها , لكنها هزت رأسها , وشكرته على الوجبة , قبل ان تسرع الى الداخل

*cute_girl*
21-12-2010, 20:00
الفصل الثاني :
2- هل أعرفك ؟
فيلستي مارلو هي المشرفة على حالة لورا منذ أدخلت فاقدة الوعي إلى المستشفى ,,هي امرأة متوسطة العمر نحيلة ,وهي كمعظم الأخصائيين النفسيين , يصعب انتزاع تصريح ثابت منها بصدد أي شيء , خاصة بصدد لورا ..
رفعت عينيها إلى الفتاة الجالسة قبالتها , وفي عينيها عطف :
- تعرفين ان ليس في مقدوري الاجابة عن هذا لورا ,فليس لدي فكرة عما اذا كان من المحتمل ان تعود لك الذاكرة ...نحن هنا نتعامل مع الدماغ , وثمة مناطق منيعة فيه ماتزال مجهولة لنا ...ولم الاهتمام المفاجئ ؟؟
- قال لي احدهم ان فقدان الذاكرة نوع من الهستريا... ويظنني موضوعا مثيرا لدراسة ...لكن كايت أصرت على ان أستشيرك قبل ان اوافق .
- وهل نعلم قد يكون فقدان الذاكرة نوع من الهستيريا ...... اذا احبتت وصفة هكذا , انه نظام دفاعي .عادة يتلاشى في بضعة ايام أو أسابع وأحيانا في حالتك يدوم طويلا ...هناك احتمل وارد ان تعود إليك الذاكرة في بعض الأحيان قد تتطلب دافعا منشطا , دفعة صغيرة في الاتجاه الصحيح , ولهذا حاولنا اكتشاف ماضيك لكنك , لم تكوني متحمسة ..
هزت لورا رأسها , فلمع شعرها تحت أشعة الشمس :
- اجل ...اذكر هذا , انه غريب , لكنني أحسست بالتعب وأردت يومها ان أنام .
- هل فعلت شيئا من اجل ذاكرتك منذ ذالك الحين ؟
بدا علة لورا الاستغراب :
- لا فأنا ...حسنا , حين قال الشرطي انهم لم يجدوا شيئا عني تركت الامر كما هو .
- ام يتبادر الى ذهنك ان ردت فعلك هذا غير عادي ؟
مررت لورا طرف لسانها على شفتيها وشمت رائحة القرنفل تتعالى في الجو من مزهرية الطبيبة .
قال بصوت مبحوح :
- اعتقد ذالك , لكن لم يبلغ احد عني أنني مفقودة , لابد أنني كنت وحيده في هذا العالم , فما من احد بحث عني .
- وما من احد اهتم بك كذالك , وما من احد في المنطقة كان يحمل اسمك . كنا نصطدم بالفراغ اينما اتجهنا , وكأنما اختفت كل آثار تدل عليك .
- وكـأنني مجرمة مختبئة !
فابتسمت الأخصائية :
- فليهنأ بالك .. الشرطة قامت بما في وسعها , ولم تجد دليلا يشير الى تورطك بأي شيء مريب . لكن ......لسبب ما ........أعتقد أنك لا ترغبين في ان يعرف احد مكان وجودك ...ولهذا أوصد عقلك الباب حياتك الماضية ..ومازال يوصد عليها ... والرد على ما أنت فيه يكمن في الماضي ..
- الماضي الذي لا يسمح عقلي بخوضه , خوفا مما قد أجد !
- بالضبط...على الأقل هذا ما أعتقده ..
فكرت لورا قليلا ثم قالت :
- أتظنين أن من المستحسن التحدث عن الأمر مع السيد باركلي ؟.
- لورا ...لن أقدم لك نصيحة .. فأنت قوية لتتحملين ما قد يظهر أمامك دون ان تتداعي , قد لا يكون الأمر سارا ,لكن لديك القوة والشجاعة .فلقد كنت في الماضي بحاجة إلى الراحة التي وهبك أيها فقدان الذاكرة . فإذا ارتدي أن تذكري ألان عليكي إقناع عقلك الباطني بأن استرداد الماضي لن يؤذيك
- أتظنين أن علي المحاولة ؟
- القرار يعود إليك فقط .. حتى الآن كنت منجرفة ..وهذا الرجل جعلك تفكرين جديا في استعادة الذاكرة ..وهذا دليل حسن ... ما شكله ؟!
- قوي الشخصية ...ممن تسمعين عنه ولا تصدقين ..هو ذكي وحذق جدا ..
- وكأنك عرفت عنه أمورا كثيرة في فترة وجيزة .
- اجل أليس الأمر غريبا !؟ لكنه أوه يجعل من نفسه موجودا .
تمتمت :
- لدى بعض الناس هذه الموهبة ...الشخصية والسحر , او ما شابه . وهو يعمل في مجال مثير للاهتمام ....وأذكر ان له حصة لابأس بها من المنظر الحسن ..
- اوه ....انه مخلوق مؤثر ..مثل الصقر , رأسه كله زوايا مسطحه ليس فيها استدارة حتى ذقنه المربع , أما عيناه فخضراوان غامقتان , لا لمعان فيها وكأنهما – الجاد
لا يمكنك النظر إليهما وقراءة أفكاره ..

*cute_girl*
21-12-2010, 20:04
لامست قشعريرة بشرتها , وتوترت اعصابها حين قفزت تقاسيم وجه سايمون الكئيب أمام عينيها , فابتسمت لتنهي كلامها :
- انه ليس من الطبقة التي قد تعجبك , وكأنه يعرف عن الجحيم كما يعرف عن باحة منزله الخلفية ..
كان كلاما غريبا , لاكن فيليستي لم تندهش , بل سألتها بإلحاح :
- وكأنك غير معجبة به عزيزتي ؟
- ومن يعجب بالسيد باركلي ؟ انه من النوع المكروه !
- أو المحبوب
هزت لورا رأسها , وابتسمت لتخفي الهاجس المنذر الذي تملكها :
- لا ....الحب لا يمكن ان يكون حبا الا إذا كان متبادلا ؟ سايمون باركلي لم يحب في حياته ,وأنا واثقة من هذا فلدية قوة السحر لا القلب الدافئ ..
- أي انه رجل ...يحس به !
- اووه ...اجل ومن يدري قد تتجسد تجربتي في عمل روائي له عمل يتعلق بفتاة مجهولة ..
- يافتاتي العزيزة لست مجهولة ....حتى وأن لم تعد اليك ذاكرتك فكري جيدا قبل أن تشجعيه .. وسامحيني على ما سأقول : أنتي لاتبدين خبيرة في أمور الحياة , وان كانت ذاكرتي جيده بالنسبة لشائعات, فسايمون براكلي ليس بالرجل الذي قد ارغب بأن تتورط ابنتي معه .. فمن يتورط معه يسخر !.
بعد عدة ايام من هذا القاء لم تندهش لورا حين خرجت من المحل الساعة الخامسة ووجدته ينتظرها وهو يتكئ على السيارة , حين شاهدها استوى في وقفته وتقدم نحوها ,فقالت وهي تحس بنظرته تثبتها في مكانة لتمعن النظر فيها :
- مرحبا !
- مرحبا .....اقبلي دعوتي للعشاء .
عضت على شفتها ساخطة :
- أنت لا تعطي انذرا مسبقا !
- نعم أم لا ...قرري حالا .
أحست بسخطها يتزايد ...ماذا يحسب نفسه بأن يعاملها وكأن عليها ان تشعر بالامتنان لدعوته ؟!.....اهتزت عضلات فكها وقالت بحده :
- لا...شكرا لك .
فرد ساخرا :
- آه ...ها ... هناك اذن مخالب حادة تحت هذا القناع اللطيف ادخلي إلى السيارة لأوصلك إلى المنزل .
ترددت لورا لحظات ,فمهما كان تصرفه مريبا , فمن الغباء ان ترفض توصيلها للمنزل , لكنها سألت ببرود :
- اهاذه عملية اختطاف ؟
- اجل فاليوم عيد ميلاد روزماري التي تريدك معنا على العشاء .
- التفتت إليه وهي تلف حزام الأمان في السيارة :
- لماذا لم تذكر هذا أولا ؟ حقا انك أكثر الرجال إثارة للغيظ ! لن استطيع الذهاب بملابس العمل .
- كان بأمكاني مرافقتك للمنزل لتبديل ثيابك
- اوصلني اليه الان اذن
- لا
- اووه انت تثير الجنون !
- الدرس الثاني : انا شديد الدقة حين يتعلق الامر بتنفيذ ما أريد .
- ولمذا النخفيف من حدة الوصف ؟ لماذا لاتقول انك كثير الوسوسة في دقتك هذه ؟
اضحكه كلامها هذا . لكن ترى امرحه هذا حقيقي ام لا ؟ شعرت بالاحاسيس المخيفة في قوتها تجتاح كيانها كله وابعدت وجهها باتجاه النافذه لئلا يرى تأثيره .. بعد لحضات استرخت , فلا حظت انه يتجه غربا نحو الخط الساحلي كان الريف هناك شديد الرقة كثير الاخضرار , فالأشجار بدأت تزهر وأوراقها راحت ترتدي ثوبها الاخضر من جديد اما العشب بين المراعي فأخضر كثيف .
قال سايمون لها بدون تركيز :
- صهري مزارع ...يربي الخراف والابقار .
- وكيف التقى بأختك ؟
- كانت في ساوثمبتون في رحلة عمل لم اسألها قط عن لقائهما , لكن مما قالته اعرف إنهما كرها بعضها بعضا بالبداية ...لكن الجميع تعجب مما انتهت به علاقتهما ..
- لاكن شقيقتك لاتبدو عاصفة المشاعر .!
- المظاهر قد تكون خداعة ..فقد تبدو لك لعبة لاكنها قادرة على افتعال عاصفة متى أرادت .وهي بحاجة الى يد ثابتة قويه ولن تجد اثبت من يد دان .
- انك تظهره شخص سيء الطباع .!
- فالنقل مثلا اني لو وقعت في مشكلة فلن افكر في اللجوء الى احد سواه .
- تبين لها ان دان دالتون رجل قاس كما وصفه سايمون تماما وقد يماثله في القساوة .فهما يشبهان بعضهما بطريقه مذهله ! فكلاهما يمتلك تلك الثقة الشديده بالنفس , النابعه من معرفتها الباردة عن قوة أو ضعف من يواجهان .. انهما مخلوقان فائقا القوة .. عندما كانت تصاف دان وجدته رجلا مرحا , وذالك رغم برودة عينية السوادوين اللتين بدتا دافئتين حين حطتا على زوجته
التي ابتسمت و قالت للورا بتفهم :
- إنهما يطغيان على كل من بجانبهما , تعالي الى غرفة الاستقبال أضرمت النار مع ان الأمسية دافئة .
بينما كانت تتحدث رافقتها الى غرفة كبيرة فرشت بذوق رفيع , ففيها تحف اثرية واثاث عصري وهي جميعا تناسب عائلة دالتون التي قطنت في هذه المنطة منذ اجيال بعيده , فأنما روزماري تزوجت احد ابناء الطبقة الارستقراطية .
مرت الامسية بشكل مستساغ , كانت روزماري مناكثر النساء فتنة وكياسة ..امازوجها فقد احتفظ بأفكاره لنفسه , ولم يتحدث كثيرا ,, احست لورا بالتوتر من جراء تحديق سامون المستمر اليها , فهو لم يبعد بصره عنها حتى وهو يحدث شقيقته ... بدا العشاء بشكل اجمالي ناجحا فثمة ضحك كثير وحديث مرح ,فقد تمتعت لورا به رغم اضطرابها , وما جعلها تطمئن انهم عاملها حسا وكأنهم لا يعرفون شيئا عن فقدانها لذاكرة

*cute_girl*
21-12-2010, 20:06
تنهدت روزماري وقالت :
- لن أتعود على الربيع في هذا المكان أبدا ....فأنا أحب ان يأتي مع الربيع ضجة صاخبة وسماء زرقاء وأزهار صفراء وبيضاء ونرجس ..فالنرجس ينمو خلال الشتاء في هامبشاير والخراف والأبقار تلد في نيسان ! وحدها الأشجار تزهر في أوائل الربيع .... ألا تفضلين ربيع الشمال لورا ؟
ابتسمت لورا وردت بهدوء :
- لست اذكر ....لاكن الربيع هنا رائع ,إذ تبدو الأيام فجأة أطول والأشجار تصبح مورقة والهواء رقيقا منعشا ...وانا أحب الطقس هكذا .
فتدخل سايمون :
- لورا ليست قلقة أبدا لأنها فقدت الذاكرة .
ابدت روزماري الارتجاف :
- لن أكون هادئة لو كنت مكانك ! .....وأنت دان ؟
- انه واقف على نوع الذكريات .
قادهم قوله ذاك الى فصص كثيرة تتناول فقدان الذاكرة ثم تفرع الحديث الى أشياء عامة عن الثقافة في العالم .علمت لورا انها أدهشتهم بسعة إطلاعها على الإعمال الروائية والأدبية العالمية وبعد قليل من النقاش تقبلوا معرفتها هذه

ومع ذالك أحست بالسعادة لانتهاء الأمسية ,فللمرة الأولى تختلط مع أناس خارج أطار المستشفى ممن يعرفون حالتها , ولا يعلقون عليها فهذا يجعل الحياة أيسر لها .
قالت ماري روز :
- يجب ان تزورينا ثانية لورا
- شكرا لك .
- لكنها لم تلتزم بتكرار الزيارة .
قال لها سايمون في السيارة وكأنه يقرأ افكارها :
- دان معجب بك ...اذن انا السبب .
- ماذا يعني ؟
- ألا ..تعلمين تعجبك فيل , ودان معجب بك , وهذا يعني انك لاتثقين بي , ولهذا لم تلتزمي بدعوة شقيقتي ؟
- وهل كان الامر واضحا ؟
- وهل أنتي قلقه ان كان واضحا أم لا ؟
فتنهدت :
- لا أحب أن أكون فضة فقط كانت لطيفة جدا معي .
- انها روح لطيفة , بل انها من فئة نادرة من الناس لن تتكرر , فلقد أسرت اهتمامها كما أسرت اهتمامي .
انكمشت بشرة وجهها حول فكيها متوترة ,لكنها تمكنت من وضع بعض المرح في صوتها حين قالت :
- أسرت اهتمامك المهني كما أرجو
- ولماذا هل أخيفك ؟
- قد اكون فاقده لذاكره ,لكن غرائزي مازالت حية وكل غريزة املكها تحذرني منك .
فضحك :
- قلتي لي هذا من قبل ..وضحيه أكثر .
- أنت تعرف جيدا ما اعني , فأنت قاس كجلد السوط ,وقاطع كحده ومؤذ مثله .
- لا أوافقك الرأي على هذا الخليط الوصفي ..فالجلد لاحد له ولا شك انك اكتسبت بعض الخبرة في الحياة بعد فقدان الذاكرة لتتعرفي على نوعي بسرعة .
كانت السخرية في صوته مؤلمة ,وهذا ما جردها من الثقة بالنفس . راحت تتسأل بذعر كيف تحسبه مهتما بها وهو على هذا القدر من الشر .
أبتلعت ريقها تحس بأنها تكاد تتقيأ ,وبأنها غبية ,ثم تأوهت بخشونة :
- ماذا بك ؟ هل أنت مريضة ؟
أوقف الأنوار بسرعة ودون ان يطفئ الأضواء الأمامية استدار ليضيء المصباح الداخلي كي يشاهد قسمات وجهها المتقلصة ضيقا :
- لورا ..........ما الأمر ؟.
كانت لحظة الوهن قد طفقت تتلاشى ,فسألته بخشونة :
- هل طنت أعرفك ؟!.
لم يغير شيء لم تتحرك عضلة واحده من ذالك الوجه القاسي الأسمر , لاكنها أحست بارتداده , وكأنه دفعها عنه حتى أحست بالألم .
- لا ...لا ,لا تعرفين شيئا عني , لاشيء أبدا ... ولم السؤال ؟
كان التنفس العميق يساعدها دائما .لذا أغمضت عينيها وراحت تتنشق الهواء برتابة ,حتى ارتد عنها الخوف والألم معا .
بعد دقائق ردت :
- آسفة لما حدث ....أخاف كثيرا حين أصاب بهذا الغثيان الذي يبعثه الخوف .
حرك السيارة من جديد , وقال بهدوء :
- ولماذا الخوف ؟يجب ان تكوني سعيدة باستعادة ذاكرتك .
مسحت بحذر وجهها بمنديل , وجففت راحتي يدها الناضجتين عرقا .
- لا أنني أخاف ان تذكرت شيئا , أن أجد نفسي في لجة سحيقة من الجحيم لا أستطيع الخلاص منها . اشعر وكأنني أعيش على حافة لجة عميقة , تضيئها أشعة شمس براقة , آمنة دافئة وجميلة بصحبة أناس لطيفين ,.وإذا فقدت توازني أشعر بأنني سأقع فوق الحافة إلى أعماق الجحيم ..

*cute_girl*
21-12-2010, 20:09
- وهل أنتي واثقة بأن ما في أعماق عقلك الباطني بغيض ؟قد تكون حياتك الماضية عادية سعيدة , فيها عائلة , وأصدقاء , وأحبة . وربما لم تفقدي الذاكرة إلا لحادث ما وقع ..
أطبق جمال المناظر حولهما على خناق لورا , فقالت بصوت أجش :
- قد تكون على حق ...لكن من الظاهر أن آيا من هذه العائلة , أو الأصدقاء أو الأحبة لم يهتم ليعرف ماذا حل بي .
- وهذا ما يؤلمك .
- كثيرا !
- وهذا يعني انه يجب أن يكون هناك شخصا ما ,في مكان ما...شخص تأملين أن يأتي يوما للبحث عنك .
دهشت لسهولة الحديث معه ودهشت لرقته , لكن الإحساس لم يكن مستساغا
, فالكشف هكذا عن أفكارها أمامه , أشبه بمن يكشف نفسه أمام خطر لا يعرفه تماما . فردت متشنجة :
- ربما...لكن يبدو أنني أخفيت آثاري بحذر حتى أن الشرطة لم تكتشف شيئا ..وعلى هذا لابد أن عقلي الباطني منشطر إلى اتجاهين بالنسبة لهذا الشخص المفترض وجوده .
فابتسم متحديا :
- كما هو منشطر اتجاهي . أنت لا تثقين بي , ومع ذالك تحديثين معي ..فلماذا ؟
- ربما لأنك لا تظهر الشفقة علي , بل ولا تعاملني وكأنني إنسان غير سوي . فأنت تحرضني على التفكير , وثمة اهتمام شخصي في اهتمامك بي أيضا .
أضحكة كلامها ثم لم يلبث أن قاد السيارة إلى شجرة سنديان ضخمة وارفة الضلال ...وقبل ان تفكر ..كان قد أوقف السيارة وفك حزام الأمان ملتفتا إليها ليفك حزام مقعدها قائلا بنعومة :
- أنت ساذجة جدا ياعزيزتي .. أخلتني احتاج إلى تشجيع ؟
خفق قلبها خوفا من هذه المشاعر التي بدأت تخفق في داخلها , ستتركها أية حركة منه الآن ضحية , مسلوبة الإدارة ,عارية المشاعر أمام ناظريه .
سألته ببطء :
- ا هذا ما تظن أنني كنت أقوم به ؟ تشجيعك , أنا لا أكاد أعرفك , أو معجب بك
- آووه ...لكنك لا تعرفين أن لا علاقة لهذا بالإعجاب ..أو بالحب ..وان كنت لا تعرفين لورا , فقد أن لكي ان تتعلمين .
كان لكلماته وقع الصاعقه عليها ..في اعماقها بدأت تستعر نار لم تكد تميزها
عن طريق خدر غريب جعلها دون حراك ..
- لا أستطيع تحمل ما اشعر به الخوف مؤلم .
- ستعتادين مع الوقت .
مدت يدها الى الأعلى وكأنها تتوسل :
- سايمون ....أرجوك .
كانت تشعر بالخوف منه وتحس بمشاعر حادة تهز كيانها .
( ربما الخوف هو السبيل الوحيد إلى استعادة ذاكرتك لا كنني أتسأل مما انت خائفة حقا ؟ مني أو من ماضيك )
وكأنما رمها كلامه هذا في ماء بارد :
- لا أدري
- أذن سأصحبك إلى منزلك !
حين اقتربا من الشقة تذكرت انها لم تبلغ كايت وهيلين عن مكان وجودهما , وشعرت انها عندما تكون معه تنسحق شخصيتها بحيث لا تستطيع التفكير السوي الذي تظنه جزاء لا يتجزأ من شخصيتها

لم يحاول الاقتراب منها فأحست بالرعب لانها شعرت بخيبة امل وهو شعور كان اقوى منها , وهذا ما أجبرها على العودة لصلابة التي طالما تبنتها .
سمعته يقول بصوت ساخر :
- الوقت متأخر . وبرد الليل قد يجمدني .. وأنا اعرف الكثير عنك الان .
- اذن تفضل أدخل اذا كنت تحس بالبرد .
فهمس :
- لا ..يكفي هذا الليلة هذا القدر ...تصبحين على خير لورا .
ردت عليه بما هو مناسب ,فضحك ودفعها لتدخل من باب الشقة المفتوح ,تلك الليلة نامت من ان وضعت رأسها على وسادتها , وهذا ما أدهشها . كان نوما عميقا دفع هيلين في الصباح الى ان تهزها أكثر من مره حتى تستيقظ .
دفعت هيلين الستائر تفتحها :
- هيا انهضي .فاليوم جميل ,مرت عشر دقائق على موعد استيقاظك !
تأوهت لورا وجلست :
- آووه ...يا ألهي !كم الساعة الآن ؟
- السابعة وعشر دقائق ..القهوة جاهزة و الحمام غير مشغول .اين كنت ليلة أمس ؟
لملمت بجهد ابتسامة . ثم أدارت ظهرها تتظاهر بارتداء الروب وهي تخبرها بما جرى , فظهر الذهول على هيلين :
- حقا قلت لك انه مهتم بك , هيا أسرعي لتخبرينا أثناء الفطور .
وهذا ما فعلته .
وعلقت كايت :
- لقد رأيته ليلة أمس .
فسألتها روا :
- أين ؟!
- في المستشفى كان يخرج من الجناح الرابع .
أحست لورا بفراغ في معدتها :
- انه جناح فيلستي مارلو ...أتسائل إذا كان يحاول استنباط شيء منها .. يا لجرأته !
فقالت كايت :
- اووه ..لدية الثقة بالنفس التي في الدنيا كلها ..لاكنه لن يستطيع هو أو غيره استنباط شيء من الدكتوره مارلو مالم تشأ ذالك .فهي مراوغة كبيرة عند الضرورة .
فصاحت هيلين بلورا :
- لا تغضبي كثيرا منه ..اتعلمين , اذا اصطحبك لمنزل شقيقته فهذا يدل على انه جاد .

*cute_girl*
21-12-2010, 20:10
هزت لورا كتفيها :
- أمر مستبعد ..فأنا اعرفها من المحل
فقالت كايت مازحة :
- انت تدورين الان في دوائر رفيعة المقام .فأل دالتون من القانطين الأوائل قي هذه المنطقة .. وكان دان اكبر مورد للحوم قبل ان يتزوج .. ما رأيك بهما ؟
- هما لطيفيان , وهو ممن يسهل التعرف إليه , وهي محبوبة ولكنها معتادة على التعامل مع الأنواع المعقدة , فلا أحد يقول ان سايمون رجل سهل .
أمضت لورا ماتبقى من يومها مشغولة في المحل ..حتى كادت لاتفكر في سايمون وقد استمر ذالك الا ان ظهرت فرانسيس باركر , رائعة في ثوبها الأسود والأبيض , الذي ابرز جمال شعرها الاحمر القاتم وعينيها البنيتين , ابتسمت لورا ابتسامة كادت كادت تخدعها حتى حسبتها غيرت رائيها بشأن البائعات في المحلات .
قالت بدلال :
- أريد رؤية بعض المجوهرات ,,خاصة الأقراط الزمردية تلك .
بدت الاقراط مذهلة على بشرتها الرائعة البيضاء .
- اليست جميلة ؟ عيد ميلادي الحادي والعشرين وشيك . أعلم ان هذا غير مهم هذه الايام ولاكن والداي يودان الاحتفال , وسيقيمان لي حفلة كبيرة ..سأحاول بطريقة لبقة ذكر هذه الأقراط لهما .
لابد ان أل باركر شديدي الثراء ليتحملوا ثمن هذه الأقراط وحفلة كبيرة .
ابتسمت فرانسيس ثانية :
- قال سايمون انه اصطحبك ليلة أمس عند آل دالتون , وقد سرني ذهابك لأنني أحسست بالذنب حين رفضت دعوته في اللحظة الأخيرة ...لكن امي كانت مريضة حقا , ولم استطع الذهاب معه .
- اسفة لسماع خبر مرضها ..هل تحسنت ؟
يبدو ان فرانسيس كانت تتوقع ردا حادا , فامتعضت من هذا الرد وبدا الكدر واضحا في صوتها :
- اووه ..اجل انه بسبب تغيير الطقس والموسم .,هل تمتعت بسهرتك ؟
الفضول الواضح في عينيها اسقم لورا ..
- تمتعت جدا شكرا لك .
- أليس آل دالتون رائعين ؟ روزماري حبيبة ودان ....مازال يجعلني أسيرة حين يبتسم لي .
صمتت تتوقع ردا لكن لورا لم ترد ,فتابعت هذرها :
- أمازح روز أحيانا بالقول لها ان آخاها وزوجها هو أكثر الرجال سحرا في هامبشاير كلها ..اعتقد ان سمعة دان مع النساء كانت رهيبة . وليس سايمون أفضل منه .وطبعا الامر مختلف بين الأصدقاء ..أعني ...ثمة نوع من الفتيات اللواتي يقلب تعرفين ما اعني .
لورا تعرف تماما ما تعني وما تلمح إليه ,وقررت انها لو سمعت فرانسيس تقول (تعرفين ما اعني مره أخرى ) فستركلها حتى تخرج من المحل .
فاجأها جورج مالفن بخروجه من غرفة المخزن الخلفية ليسأل بعد خروج فرانسيس :
- مشاكل ؟
فابتسمت :
- لا .. انها سخافة عقول بعض الفتيات الاتي لايفكرن .
فضحك :
- وهل وجدت صعوبة في التعامل معها ؟
- لا .... لا كنني تمنيت لو لم تكن زبونة .
فقال لها بجدية :
- حسنا ..لاتجعلي مثل هذا يؤثر في نفسيتك الطبية ...وذا تحول سخف بعض الفتيات الا تهجم فناديني على الفور , فلست مضطرة لتحمل هذا !
- اعرف ...ولا كنني اشك بمقدرة فرانسيس على فعل أو قول شيء لا يمكنني معالجته .
اذا كان هذا صحيحا , فلماذا تشعر بالغضب لما كشقته الفتاة الأخرى ؟!!!!

*cute_girl*
21-12-2010, 20:11
الفصل الثالث :
3- امرأة خلقت له ..

عندما خرجت من المحل بعد ظهر ذالك اليوم ,توقعت ان تجد سيارته منتظره وقد وجدت صعوبة في منع نفسها من الالتفات يمنة ويسرى في الشارع ... ولانها تعرف ان هو شاهدها سيلحق بها فقد نظرت أمامها وتابعت المسير .
جعلها الإحساس المؤلم بخيبة الأمل تحس بالإذلال , فهذا يعني ان جاذبيته التي أوصلتها لحد الجنون أقوى مما تصورت , وهو يعلم انها حاضره منتظره لا يلزمها الا القليل من الاقتراب حتى تقع في الهاوية .
حين وصلت الى المنزل كان رأسها يضج بالألم فاضطرت الى تناول دواء ضد الألم ,قبل ان تندس في الفراش .
عند استيقاظها كان الظلام دامسا في الخارج والريح تعصف باعثة في النفوس الأكتئاب . تناهى الى مسامعها في الوقت نفسه أصوات الموسيقى , وصوتي هيلين وكايت , اكتشفت لورا انها جائعه فلفت مبذلا قطنيا فوق غلالة نومها , وخرجت الى غرفة الجلوس , لكنها توقفت عند الباب مصعوقة حين رأت سايمون وكاد يغمى عليها ,
نظرت اليها هيلين بمرح وقالت وهي تطفئ الراديو :
- آه ....لقد استيقظت أذن ............ أتودين تناول الطعام الآن ؟
احست لورا بالرعب من نظرة عينية السوادوين الساخرتين .
قالت ببرود :
- لا ...سأذهب لأرتدي ثيابي .
فرد ببرود مضاعف :
- لا ترتديها من اجلي ...فأنت تبدين هكذا طفلة ساحره .
فابتسمت هيلين :
- لورا خجولة محتشمة , ونحن نعتقد انه لم يكن لديها أخوه أو أخوات .
لاكن لورا سارعت الى غرفة النوم ثانيه وارتدت سروالا وقميصا بغير عناية , وسرها ان يكون اول قميص تناولته من الخزانة اسود اللون , فهذا اللون يتعارض تماما مع شعرها الفضي وبشرتها البيضاء ويزدهما جمالا ..
حين عادت ,كان يتحدث الى هيلين التي بدت منبهرة به.فأدركت ان القليلات يستطعن مقاومة جاذبيته متى اختار أن يستخدمها .
قالت لها هيلين :
- يجب ان تأكلي شيئا لورا سأخفق لك بيضتين واقليهما.ما رأيك ؟
ابتسمت لورا فشغفها بهذا الطبق اصبح نكتة :
- سأفعل هذا بنفسي .
- لا اجلسي مع ضيفنا لتسليه .دوري هذا الأسبوع في الطبخ....سايمون أتود بعض القهوة ؟
- عظيم .
ونظر الى لورا وهي تمر أمامه مشيرا اليها ان تجلس بجانبه في الأريكة .
- كنت اعرف شخصا يحب البيض المخفوق .
- الكثير يحبونه مخفوقا .
- صحيح ....هل اثير فيك القلق ؟
نظرت اليه بدهشة ثم اشاحت بوجهها عنه وقالت بوقاحه :
- أل فمجيئك جريء ..وأنا لا أحب هذا .
- لمنك تمتعت بصحبتي ليلة امس !
- لانني كنت مجنونه ..يبدو بأن علي الاعتذار منك فأنا اريد العودة الى غرفتي .
تحدتها عيناه الخضراوان وقال مبتسما :
- حين اكون مستعدا أسمح لك بذالك ,فقولي ارجوك .
- سايمون ......
- قولي أرجوك !
حين أخذها بين ذراعيه حل مكان الغضب خوف سلب منها ارادتها ,فصمتت فترة وعيناها تتوسلان ان يخفف من قسوته معها لكنها لم تجد جوبا , وكانت تعلم ان ما وراء هذا القناع القاسي فكرا يحللها , وعلمت كذالك وكأنه يصيح بأعلى صوته , انه يتمتع بإحساسها بقوته ,وربما هذا ماجذب مثيلات فرانسيس إليه .
تمكنت بطريقه ما ان تقفز واقفة بعيدا عن ذراعية ,وابتعدت عنه بقدر ما أوتيت من قوه ,
وحين عادت هيلين تحمل صينية الطعام وضعتها على الطاولة وقالت آمره :
- كليها كلها آنت تبدين ضعيفة !
فابتسمت لورا وقالت مازحه :
- انت ام مثاليه .
- انا بشوق عارم الى ذالك اليوم .
فسألها سايمون متعجبا :
- الست امرأة عامله ؟.
- بلى , وأحب مهنة التمريض جدا لاكنني سأتمتع بحياتي اكثر بكوني زوجه وأم ..وبما أن خطيبي طبيب فلن تكون حياتي سهلة ..
- لاكن مابها من مكافئات تجعلها ذات قيمة .
- طبعا , ما كنت لأتزوجه لولا اني أحبه !

*cute_girl*
21-12-2010, 20:13
- وماذا عنك لورا ..هل ستربطين حياتك بحياة شخص آخر ؟
ردت ببرود :
- كل ما أريده أن أكون نفسي .
قال بنعومة :
- امر طبيعي ..لاماض لك يعذبك , ولا ذكريات تبقيك صاحية الليل كله , اعرف اشخاصا يتخلون عن ثرواتهم من اجل تذكر لحظة من ذكرياتهم التي افقدتهم اياها الذاكرة . اما انتي فلا يبدو انك حزينة أو آسفة على شيء !
- لا اريد الا ان تدعوني وشأني !
- كي تتابعي الغوص في الإشفاق على نفسك !.
نظرت اليه منتفضه , ثم ابتسمت بقلق :
- انت .. انت قاسي القلب ومتعجرف .
فضحك ولاكنه لم يترك الموضوع :
- ترى لمذا تعتبر المرأة ذكر الحقيقة اهانه لها . اعترفي لورا انت تتمتعين بأن تكوني من غير ماض ..فهذا يضفي عليكي جوا من الغموض الآسر .
تصلبت هيلين بشكل ظاهر , حتى كادت تحملق فيه غاضبة :
- لمذا تقول لها هذا بحق الله ! الشرطة فشلت فما لذي يجعلك تظن ان لورا افضل منها ؟
رفع حاجبيه بريبة :
- اشك بأن تكون الشرطة قد قامت بجهد .. ولمذا يفعلون ؟ حالما تأكدوا من براءتها من إي جرم عالمي اقفلوا الملف ونسوا الامر , معتقدين انها ستستعيد ذاكرتها قريبا .
قالت لورا غاضبة :
- لاتتكلم عني وكأني غير موجودة ...اسمع سايمون باركلي انا لم اعتد الاشفاق على الذات.. كنت سعيده تماما بحياتي حتى ظهرت انت وبدأت تعكرها .
- ان رفضك كشف ماضيك يثبت وجهة نظري .
فصاحت به ساخرة :
- الن تكره تطفلي على مشاعرك الداخلية ؟ لا تقل لي ان حياتك كتاب مفتوح .!
فابتسم ساخرا :
- هذا صحيح .. لكنني على الأقل اذكر الماضي .
قفزت واقفة بغضب شرس :
- اووه ! الويل لك ! لا أريد ا نراك ثانية .
واتجهت نحو الباب لكنه سبقها اليه يمنعها من الخروج ..منعه اياها من الخروج حرك في اعماقها شيء ما , فوقف مطائطة االرأس تتنفس بصعوبة ,ونظراته تنصب عليها بقسوة , ثم رفعت رأسها اليه فرأته يحدق الى هيلين وقد بدت تعابير وجهه مهددة , لذا لم تندسهش لورا حين قالت الفتاة بكراهية واضحة للموقف :
- سأترككما .. ناديني اذا احتجت الي لورا !
لم يتحرك احد منهما حتى تركت هيلين الغرفة ثم قال لها :
- ما الذي حدث لأخلاقك الطيبة ؟ أنت اعقل من ان تجعلي من نفسك فرجة ؟
- اعرف هيلين اكثر مما اعرفك .
- لا ........ لاكنني مصمم على ان اعرف ماذا وراء هذا الوجه الجميل , حتى وان اضطررت الى أن أؤلمك .
- وأتصور انك ستتمتع بهذا .
المرارة في صوتها دفعته الى رفع حاجبيه دهشة لاكن رده كان باردا :
- ليس بالضرورة , لا اضن ان إيلامك سيمنعني .لاكن اذا كان الألم ضروريا فليكن أذن .
- لأنني فضولي .
- ألتشبع فضولك تريد العبث بدماغي ؟!!!!
- مامن احد قد يعبث بجزء من حياتك اذا لم تسمحي له بذالك ,كل مااستطيع القيام به هو حثك على الخروج من هذه لقوقعه الامنه التي تختبئين خلفها ...ومن يعلم قد يعجبك ماستجدينه في العالم الجديد الحقيقي .
ارتعشت لورا فرفع رأسها اليه ...حدقا لحظات طويله الى بعضهما بعضا , ثم اخذها بين ذراعيه فاشتعلت النيران في انحاء جسدها ووهنت عزيمتها ومقاومتها

*cute_girl*
21-12-2010, 20:14
همست :
- انت تخيفني كانك تكهرني !
- اكرهك ! انا لا اكرهك ! الا تعرفين الفرق بين الكراهية والرغبة ؟
- كلاهما يخيفني .
- لمذا ياترى ؟!
كانت وكأنها ارنب نوّمت تحت أنظار ابن آوى ... وباتت عاجزه يدفعها سحر هذا الرجل الى ظلمة اكثر رعبا من ظلمت الفراغ في دماغها ..بذلت جهدا وارادة قوية ثم راحت تهز رأسها قائله :
- ربما لانني تعرضت لاعتداء ما .
فجـأة ازداد التوتر .
- اهاذا ما تظنين .
في هذه الحظه شعرت بالحاجة الى إنسان ما يدعمها ويواسيها ويهدهدها كطفل بين ذراعي امه .
- لا اعرف ان هذا لم يحدث ....حين بدات افكر في الماضي , قال الاطباء كل ما عرفوه عني ...وكانوا متأكدين من أمر واحد وهو انني ...كنت ..عذارء ..لذا فمن المؤكد انني لم اتعرض لاعتداء .
- وبعد ذالك ؟.
تضجرت بشرتها خجلا :
- لا ! ..انا لست ....انا مازلت ...
ضحك سايمون :
- الكلبتان الحارستان , تحرسانك جيدا ؟
تصلبت ترفع رأسها بغضب :
- لا تهنهما ! كيف تجرؤ ! هيلين وكايت حبيبتان لي .
- انهما حبيبتان حاميتان لك . واذا لم يكن نفوذهما هو ما أبقاك طاهرة حتى الان , فلا بد ان يكون خوفك من الجنس الاخر ..أو قناعتك بأن هذا امر معيب , فدعينا نكتشف السبب أيمكن هذا ؟
يبدو ان له تأثيرا مغناطيسيا عليها ,ينتزع منها الثقة , ثقه لم تعطها لاحد سواه من قبل ...الهدوء الذي فرضه صوته الدافئ عليها اعلمها ان إي ردت فعل منها ستأتي متأخرة .
كان ينظر الى اطراف شعرها على الجانبين :
- انت جميله , وكأنك حورية ثلج ! حورية الخلود .
- الحوريات اناث شرسات من وحي القصص الخرافية !
- اوووه لاكن الحب روضهن .
وابتسم وقال لها :
- امازلت خائفة مني ؟.
الصدق اجبرها على أحناء رأسها :
- انت تعرف الكثير .
- وماذا يعني هذا ؟!
- لست ادري .!
كانت ردت فعلها حاده على سؤاله الفظ , ولاكنها نظرت الى قسمات وجهه التي كانت جلية امامها ... وقد راحت عيناه تبحثان في عمق عينيها , وكأنهما تنتهكان حرمة أسرارها .
ثم تابع يقول بصوت رقيق :
- انت تتفوهين بالألغاز احيانا ...لاكنني سأستمر في منحك الثقة , لذالك دعك من التظاهر بأنني اوشك ان اخنقك ...فحين اقرر قتلك لورا سأتأكد من ان لا يتشوه وجهك الجميل .
- انت تحب ان تلقي الرعب في نفسي .
تمتم حين جذبها الى صدره الدافىء :
- أنتي تتجاوبين بشكل مرضي ...وكأنك خلقتي لي فقط .!
- ايها المتعصب !
لكن لهجتها كانت واهنة ليس فيها إي حيوية .
سألها حين عبست :
- مابك ؟
- لا شيء .
- لكن شيئا ما ازعجك , فما هو .
- التكرار ... أشعر وكأنك قلت لي هذه الكلمات من قبل وكأنني رددت عليك الكلمات نفسها .
فقال بصوت رقيق :
- انها كلمات عاديه ,ربما ليس لديك الخبرة لكن هذه الكلمات والأفعال عاديه جدا وهي تدعى عادة الغزل , ان إي رجل معجب بفتاة يعتقد انها خلقت له فقط . والعديد من الفتيات يرمين كلمة (( متعصب )) في احاديثهن ,
جذبت نفسها من سحر ذراعيه وراحت تحاول شغل نفسها بشيء اخر لاكنه ابتسم :
- اوافقك الرأي لابد ان صديقتك تتجسس علينا ...كما ان الحارسة الاخرى على وشك الوصول ..اليس كذالك ؟
- نعم ..لاكنني لااسمح لك بأطلاق لقب الحارستان عليهما . لقد كانتا في غايت اللطف والطيبة معي .
- انها ملاحظه يقولها طفل ..علا كل هما يعاملانك كطفلة لهما اليس كذالك ؟
فردت بغضب عاصف :
- على الاقل يهتمان بي من صميم قلبيهما .
- وانا لا اهتم بك ؟
أحنت رأسها حائرة , فضحك بكسل ومرح :
- فهمت ... لكن يجب أن تنضيجي لتفهمي الحياة عاجلا ام آجلا لورا ... لمذا لا يكون عاجلا ؟
- تقصد انك تريدني ان انضج حتى اسمح لك بالتقرب مني ؟
تمتم بصوت متكاسل بعث الالم فيها :
- لورا .. لو أردت التغرير بك لما اخترت مكانا عاما ... كنت فقد اقوم بتجربة .
- تج...تجربة ؟..!
- بالضبط عزيزتي وسأخبرك بالنتيجة . ربما لم تتزوجي قط لكنك تفهمين ماهية العلاقة بين الزوج والزوجة فتحت هذا القناع الجاف , سيدة حساسة عاطفية , صدقي قولي هذا قبل ان تجدي نفسك يوما في موقف لن تستطيعي السيطرة عليه , وانا اكيد من انني لست مضطرا لقول لك ما قد يلي ذالك !
بقيت صامتة لحظات ..ركزت عينيها على يديها المتشابكتان في حضنها , ثم راحت تسترخي ببطء و ترخي معها قبضتيها , مصغية الى عويل الريح في الخارج وكانه عويل روح مهجورة , اما السماء فتلبدت فيها عاصفة ربيعيه اتيه من الشمال تعطي عادة امطارا تروي التربة المشبعة بمياه المطر المحلي الحال من ملوحة البحر .
قالت له بصوت اجش قاس :
- وكيف تعرف ذالك ؟
- وهل غضبت ؟
- لا ... لاكنني ارى انك قادر على معرفة هذا . قال لي الاطباء ان الرجل لا يعرف ابدا ما اذا كان للفتاة تجربة ام لا , فكيف لك ان تعرف ؟

*cute_girl*
21-12-2010, 20:15
- هذا حديث محرض ومثير أواثقة بأنك تريدين متابعته ؟
- انت بداته ... ولا اصدق انك تعرف ... اعتقد ان الوهم وحده يجعلك تدعي المعرفة .
ارادت ان تسخر منه , لجرح كبريائه , لذالك احست بالاحباط حين ضحك وقال مؤكدا :
- لمذا لا تجربين مخالبك على شخص اخر لورا ؟ فرأيك بي لا يقلقني . اترغبين في تجربة الطيران معي في نهاية الاسبوع ؟
اربكها تغيير الموضوع , فأدارت وجهها تحدق اليه :
- انا .....طيران ؟
- اجل طيران فوق المنطقة ... لن يتمكن دان أو روزماري من مرافقتي , وانا اريد معي شخصا يدلني على ابرز معالم المنطقة .
- وماذا عن فرانسيس باركر .
- وماذا عنها .؟!
- تعرف المنطقة خيرا مني .. ام لعلها لم تتمكن من مرافقتك مره اخرى كما حدث عندما لم تستطع الذهاب برفقتك الى منزل شقيقتك ؟
فابتسم ساخرا :
- اهذا ما قالته لك ؟
- اجل ...
- حسنا .... ماردك الان ؟
- انا ... اجل سأرافقك .
- وهل طرت من قبل ؟
- اعتقد انني وصل الى هامبشاير جوا , فأنا لست من هذه المنطقة . لما السؤال ؟
- لأن الامر مختلف في طائرة صغيره ..
وجدت نفسها غبية لانها قبلت العرض , الا انها قالت :
- أحب ان اشاهد الجنوب جوا .
فابتسم , ووقف ثم تناول سترته عن كرسي وأرتداها :
- تصبحين على خير لورا .
- تصبح على خير سايمون .... قد سيارتك بحذر ...ستمطر السماء في أية لحظه .
هز رأسه ثم استدار مبتعدا . حين وصلت كايت في بعد كانت لورا محتبية على المقعد تصغي الى الموسيقى فسألتها دون ان تتغير تقاسم وجهها :
- هل امطرت السماء ؟
- قد تمطر في أية لحظة . هل انتي بخير ؟ تبدين متعبه .
- انه صداع سببه صحبة سايمون باركلي القابضة لنفس .فلسبب ما يظن ان من واجبه تشجيعي على استعادة ذاكرتي , وان افضل طريقه لذالك دفعي للغضب .
قطبت كايت وهي تنظر اليها بقلق :
- لقد فشل كل ما فعلناه ...ربما يكون على حق ! , وما تأثيره عليك لورا ؟ وكأنه لا يعجبك ولا كن لا يمكن إلا أن تشجيعه .
- أتظنين حقا أنني قادرة على التأثير فيه ؟
- بطريقة ما اجل ... انتي فتاة جميلة ... وهو بكل تأكيد يعي هذا , مع انني لا أنكر انه يصعب التأثير في رجل كهذا ...الديك فكرة عن سبب اهتمامه ؟
- لا اظنه مهتما بل يتملكه الفضول , ربما يعجبه لعب دور المنقذ .
- وربما يجد صعوبة في رفض إي تحدي
- وهل اشك لانا ذالك التحدي ؟
- اوووه ..بالطبع , أنتي باردة مكتفية بنفسك ..يجد بعض الرجال هذا تحديا .
اجتاحت رجفة أوصال لورا :
- يريدني ان اقوم برحله جوية معه فوق الميناء والجبل .
- وهل ستذهبين ؟
تنهدت :
- اجل .
- هل انت واثقة بأنك تعرفين ما أنت مقدمة عليه ؟
- لا .. بل انا في الواقع لست معجبة به .
- ستؤلمين نفسك ! مذا عن فرانسيس باركر ؟
- ماذا عنها ؟!
- حسنا يبدو انها ستطالب بحقها فيه .
فضحكت لورا :
- ما من احد يستطيع المطالبة بأي حق فيه , وهو لا يطيق أي مطالبة ... انه واثق من نفسه , وقد تكون فرانسيس حبيبته , لكن اذا حاولت أبراز غيرتها عليه سيدير لها ظهره وعلى وجهه ابتسامة .
ارتجفت لورا واشتبكت يداها معا بقوة ..فسألتها كايت :
- وكيف تعرفين هذا كله عنه ؟ لورا كيف تعرفين هل قابلته من قبل .... أتعرفينه ؟ لورا ....... هل تذكرت شيئا .
جعلها ضغط رهيب عند مؤخرة عينيها تتألم . توقعت هطول دموعها لا كنها لم تسقط وردت في خشونة :
- لا انا لا أعرفه لم أشهاده من قبل ... قال إنني لا أعرفه .
- أذن لمذا القلق ؟.
- لست قلقة ... لا بد انني كنت اعرف شخصا مثله . لا أعتقد انه يكذب اذ ليس لديه ما يدفعه للكذب .
- لا .. بل قد يكذب اذا وجده ضروريا .
- وكيف تتأكدين من انه قد يكذب ؟
- ياعزيزتي , قليلة هي الاشياء التي لا يمكنه فعلها , وهذا يشمل الجريمة كذالك . هو يسيطر عل عنفه وقساوته بقوة , لكنها موجودان . وهذا جزء من سر جاذبيته التي شدت فرانسيس اليه ولذالك اظن ان من الأجدى ان لك ان البقاء بعيدة عنه .
- حسنا ... سأقوم بهذه الرحلة ثم اوضح له أنني لا أود رؤيته ثانية .
- قومي بها يا لورا . وذا كان من النوع الذي تعتقدينه , فسيدير لك ظهره وعلى وجهه ابتسامة

*cute_girl*
21-12-2010, 20:18
4- حورية الثلج .

كان يوم السبت يوما رائعا لنزهات يه هواء عليل وفيه السماء صافيه مشمسة لا يشوبها الا غيمة وحيدة عالية فوق الجبل البعيد , تناولت لورا طعام الفطور متسائلة عن سبب احساسها بهذا الفراغ البارد في نفسها .
وصل سايمون حتى قبل ان تنتهي golya النسوة الثلاث فطورهن ,كان يبدو فاتنا جذابا وهو مرتد قميص مرتفع الياقة يلتصق بعضلات كتفيه وصدره .
- جاهزة لورا .
حاولت اظهار استقلاليتها :
- سأنهي قهوتي , أتود شيئا شيئا منها
- لا...
فوضعت فنجانها من يدها واستدارت لتتناول سترتها الصوفية . وعندما اصبحا ي السيارة نظر اليها بطرف عينه :
- تبدين ساحرة , أعتقد ان صديقتك لم توافقا على هذه المغامرة .
- أنت ذكي , لقد ادركت نصف الحقيقة , فماذا تتوقع ايضا ؟.
فضحك .
- وهل تعتقدين ان لي مأربا ؟
- وهل لديك مأرب ؟
- تقريبا .. لكنني اعتقدني قادر على السيطرة على نفسي , خاصة في الطائرة .
ضحكت على قولة هذا , وقد جعلها اثناء المسير الى المطار تضحك أيضا .
بدا ان الهواء اصبح نقيا عندما اقترابا من الطائرة الصغيرة . ولم تدهش البتة حين علمت انه من سيتولى قيادتها .فهو يبدو كانسان قادر على فعل أي شيء .
قال لها بصوت منخفض :
- أنا مؤهل , ولدي رخصه .
- أصدقك ...
حاولت عامدة فرض الاسترخاء على اعصابها وهذا ماجعل توترها يخف قليلا .
حين اقلعت الطائرة وضعت نظارتها الشمسية على عينيها ونظرت الى الخارج ,
تتمتع بالمناظر تحتها , كانت ساوثمبتون تمتد من رأس شبة الجزيرة الى طرف الخليج البحري الذي يثجعل منها اهم ميناء على القناة الانجليزية وأهم ملتقى للخطوط البحرية القادمة من الأطلسي ....
انتشرت المنازل الريفية في ضواحيها تزينها سقوف حمراء قرميدية تبدو أجمل في محيطها الأخضر الذي يشبه اخضرار المتوسط .أما المدينة فامتدت مابين نهري تاست واتشن وأطلقت عليها الجبال ...
من بعيد كانت تشتعل مدخنة طويلة تقع قرب مصفاة النفط عند طرف الخليج . وكان الى جانب المجمع النفطي محطة توليد الطاقة , الى جانب المرفأ الاخر حوض الملك جورج
قالت لورا :
- ان هذا لعمل جبار
- كان الرجال قساه في ذالك الزمان .
أشارت الى الاماكن الرئيسة على الارض لكنها في بعض الأحيان وجدت صعوبة في تحديدها من هذا الارتفاع اذ كانت تبدو لها من الجو غريبة أما امواج القناة فتلاطمت مندفعة رأسا من الأطلسي مصطدمة بالخيط الساحلي ...كانت الوان البحر تتدرج من الأزرق القاتم الى الفاتح الى الابيض حيث الموانئ والشطان ومصب النهرين .
قالت :
- في الصيف تجد الناس في المنتجعات التي يقصدونها لسباحة والتزلج وصيد السمك . وبعض الناس يذهب الى جزيرة وايت وما يحيط بها من جزر صغيرة . هناك الى يسارنا , يغطسون تحت الماء لاصطياد انواع السمك تنجرف هربا من برودة الاطلسي الى مياه القنال الدافئة.
فسألها :
- هل تمارسين الغطس ؟
- لا .... فهذه الهواية تكلف المرء كثيرا . وانت ؟
- اجل ... سأصطحبك يوما للغطس ..
فضحكت :
- وكم تنوي المكوث في هامبشاير ؟
- سأبقى مايحلو لي ان المرء يتعلم محبة هذه المنطقة الدافئة .
- انها المنطقة الوحيده التي أعرفها , وهي جميلة , فيها الحرية والبراري والرمنسية , والمناظر الطبيعية المختلفة .انك فيها لن تمل السفر ابدا .اذ لن تعرف ما يطالعك في المنعطف القادم .
فابتسم :
- ارى هذا بنفسي ...سأذهب الى الخليج غدا ...أترافقينني ؟
أزف الوقت حتى تقول له أنها لا تريد رؤيته بعد ... قالت :
- سأكون مشغولة غدا .
- حقا ؟ ربما في وقت اخر .

أرأيت لورا .... الامر سهل ....بضعة حدود كهذه ولن يقترب منك ثانية ... بقيت صامتة حتى ان أوان الهبوط .عندما حطت الطائرة في المدرج الصغير تنهدت تنهيده غريبة , ثم أغمي عليها .
كان صوت سايمون هو اول ماسمعته حين استعادت وعيها , رأته يلعن و يشد حزام الأمان ليسحبه عن مقعدها . لقد أحست بالدوران فجأة وكادت تتقيأ , لاكن بعد ان ابتلعت لعابها مرات عده استقر الدوران وفتحت عينيها وتمتمت مضرجة الوجه :
- لا بأس ... أنا أسفه .
- ما الذي حدث لك ؟
- لست ادري .أغمي علي دون ان اعرف السبب .
- وهل انت بخير الان ؟
- اجل ...احس بأنني بخير .
- تريثي سأساعدك على الترجل .
انزلها سايمون وقال :
- ايمكنك الوصول الى السيارة ؟
- اجل .. اظن هذا .
- خذي المفاتيح اذن , وابقي في داخلها حتى اصل .

*cute_girl*
21-12-2010, 20:21
التقطت المفاتيح التي رماها اليها ثم سارت الى موقف السيارات , كان الهواء باردا , لكن ليس فيه حدة الشتاء ..امتدت شمالا وغربا أراض زراعية تسقيها الأنهر حتى كرونويل وامتت شمالا وشرقا اراضي – الوايلد – الخصبة وصولا الى اراضي – الدونز – الجنوبية الساحلية . وراحت اشباح غيوم قرمزية تلاحق بعضها بعضا عبر البراري , فتبعتها عينا لورا من خلف الجبال حتى الخط الساحلي
في مكان ما هناك , على شواطىء جزيرة وايت , التقت سايمون منذ اللحظة الاولى علمت انه سيكون مميزا في حياتها . بينما كانت تنقل طرفها مع الغيوم المتسابقة من الساحل حتى الجبل البعيد راحت تتساءل كم سيكون مميزا .
حين انطلقا بالسيارة عائدين , أمعن فيها النظر ثم سألها فجأة :
(( أخبريني عن الأمر ....)) .
- أي أمر ؟
- اين كنت حين استيقظت وبما أحسست ؟ كنت هنا قبل الحادثة دون شك .
- اجل قبل بضعة أسابيع ... كنت خلالها قد وجدت وظيفة في المحل حيث اعمل الان , لاكنني في تلك الاثناء لم اكن اسكن في شقة بل في فندق .
- أخبريني بالضبط ما حدث .
تنهدت لورا لو ان اعادة تذكر ماسبق الحادثة يفيد في استعادة ذاكرتها لا ستردتها منذ زمن بعيد :
- كما يظهر كنت عادة من عملي وأنا اقرأ مجلة ويبدو أنني وبينما كنت ارتقي الدرج انزلقت قدمي فوقعت , ثم أغمي علي .لم استرد وعيي فورا , فحملوني الى المستشفى , وحيد استيقظت هناك لم اذكر من أنا .. وهكذا حصل ماحصل .
- هل قرأ أحد المجلة لمعرفة ما اذا كان ما فيها له علاقة بالقضية ؟
- أجل اظنها مازلت لدي في مكان ما .. انها مجلة عاديه ..فيها مواضيع عن الأزياء , ومقالات عن الاتيكات , وعن أشخاص مهمين .لم اجد فيها ما له علاقة بالماضي . وحتى اكون صادقة معك لقد سأمت المسألة برمتها وأريد ان أُترك وشأني حتى اعيش حياتي بعيدا عن تطفل الناس الذين يظنون ان فاقد الذاكره مجنون , أو نصف مجنون أو نسيج من الأثنين .
رد عليها بهدوء :
- انا لا أفكر هكذا أبدا , وهل يهمك رأي الناس ؟
- يهمني حين يترجمون رأيهم لأفعال .
وأنفجرت ضاحكة :
- بعد فترة من مغادرتي المستشفى ذهبت الى حفلة عشاء مع هيلين , فراحت المضيفة تهمس لي بأسماء الأطباق ونوع أداوت المائدة التي يجب ان استخدمها !
فضحك بدوره :
- وكيف تصرفت ؟
- غضبت في البداية .لكن عادت روح المرح وسيطرت عليَ , فاضطررت الى كبح الضحك الذي تملكني , وحين عدنا الى البيت كنا على شفير الهستيريا من الضحك .الناس يعتقدون اشياء غريبة ,لكن الجميع على العموم كان لطيفا معي .
- اهل الجنوب الانجليزي كرماء بطبعهم , أنا سعيد الحظ لان روزماري تتلقى الدعوات فهي تعتذر عني دائما قائلة انني منشغل بتأليف رواية .
- وهل هذا صحيح ؟
- اوه .. أجل , روزماري لا تكذب .
- اتصورك تتقوقع على نفسك أثناء الكتابة ..تعلم ماأعني ! العبقري المجنون الذي لايرغب ان يزعجه احد .
- وثمة حرس يتسللون على رؤوس اصابعهم عندما اكون نائما , باذلين جهدهم لئلا ارمي غضبي عليهم .

ضحكت فغيرت الضحكة القناع المتحفظ عن قسماتها , أحست بالنشاط والحياة وعلمت ان مايجذبها اليه ليس الجاذبية فحسب .

*cute_girl*
21-12-2010, 20:23
- انت جميله ( قال لها )
نظرت اليه بسرعة golya غير دهشة , فقال لها ساخرا :
- ألن تقاومي, فيما لو قررت عناقك الآن ؟
- اظن ان غريزة الحفاظ على الذات تمنعني من ان اكون عابثة .
لمعت عيناه كأنوار السيارة :
- لو كنت تملكين فعلا غريزة الحفاظ على الذات لتركت هذه المدينة يوم رأيتني .
وتابعا السير بصمت , وحين أصبحا أمام باب الشقة , دعته الى فنجان قهوة لاكنه رفض .. فظهر عليها الارتياح .
قال لها بخشونه :
- يجب ان تتعلمي كيف تخفين ارتياحك جيدا , لورا .
احست بأن هذا الرجل يفهمها كثيرا فهو قادر على قراءة أفكارها وهو قادر أن يجعل قلبها يخفق له .
قال لها :
- لمذا تقاومين مشاعرك لورا ؟ لقد نظرت الي وكأنك تعتبرين بعدي عنك نعمة ...فا لماذا ؟
- لست أدري ..!
- بل تدرين يا حبيبتي .. وحين تعترفين بهذا لنفسك ستكون الحياة ابسط وأسهل بكثير لنا ... وداعا الآن .
شكرته على النزهه , فقابلها بضحكة ساخره , وبقيت عاجزة عن التنفس حتى انطلق مبتعدا .
كانت هيلين مستلقيه على منشفة في مرجة المنزل الخلفية , فسألتها لورا عن الجميع .
- ذهب الجميع الى الشاطىء .. هل امضيت وقتا طيبا ؟
- اجل .
- تبدو عليكي البغتة ... الرجل لا يعجبك ؟ أليس كذالك ؟
- اووه ..... انه يعجبني لاكنني لا أثق به .
- لكن يالورا حتى اطيب الرجال لا يمكن الوثق بهم فكل رجل سياحول نيل مايريد منك ,,, وهذا طبيعي !
ضحكت لورا :
- لديك أغرب الملاحظات الساخرة يا ذات العينين البريئتين . هل حاول حبيبك هذا ؟
احمرار طفيف اظهر خجل هيلين :
- طبعا وكما قلت كلهم هكذا . لمذا السؤال ؟ هل واجهت صعوبة مع الوسيم المتوحش ؟
- لا .... ليس بعد اظنه يحاول ان يفقدني توازني .
- وهو ينجح ... كما يبدو لي .
- اخشى ان هذا صحيح ... انه جذاب لاكن ثمة أمور اخرى .
تنهدت ... فتحركت هيلين بقلق :
- مثل ماذا ؟
- لست ادري ... أولا لا اظنه معجبا بي , كما انه ليس بالفتى العابث , فكيف يلاحق رجل مثله فتاة لا تعجبه . يقول انه مهتم بفقداني لذاكرة ... لكن بإمكانه ان يعرف معلومات دقيقة من كتاب أو من طبيب .
- صحيح .. لاكن ربما هو مهتم بردة فعلك تجاه الامر .
- اعتقد هذا .... لاكن ليس لي ردات فعل .. أعني , انا اتقبل الواقع وانا اعيش حياة طبيعية , واتحدى إي انسان مهما كان موهوبا ولامعا ان يجد في هذا أي خطاء !
- اذن انه مهتم بك شخصيا ... فلنواجه الواقع لورا ..انت فتاة جذابة جدا .. لاحظت كيف ينظر اليك باعجاب شديد , ........ثم تلك الليلة التي طلب مني ترككما وحدكما ... هل حدث شيء ؟
- أ] هل استغلني ؟ لا , ولاكنه قال لي انني امتلك خبرة على الارجح في العلاقات مابين الازواج .
- اهذا ماقاله ؟ ياللوحش .!.! وهل يعجبك ؟
- أنه يعجبني . وهو الى ذالك جذاب , لاكنني لازلت لااثق به !
- وهل تظننين ان لك التأثير ذاته عليه ؟
لامس احمرار طفيف وجنتي لورا :
- اووه ..اجل اعتقد هذا .
- أذن انتي في ورطة يافتاة ...فلدي احساس ان متيريد هذا الرجل يحصل عليه .
- امل ان يكون وضع خطاً احمر ضد التغرير بفقدات الذاكرة .
وقفت لورا مردفه :
- سأصنع بعض القهوة .
- عظيم ... وصل البريد في غيابك , ولك فيه رساله , أعتقد دعوه .

*cute_girl*
21-12-2010, 20:24
كانت بالفعل دعوة قرأتها لورا بدهشة ثم أعطتها لهيلين التي صاحت بعد قرأتها :
- يا ألهي فرانسيس باركر من بين كل الناس تدعوك إلى حفلة عيد ميلادها الحادي والعشرين !. Golya ولمً قد تدعوك ؟ أنها لا تعرفك جيدا !
- أعتقد ان لهذا علاقة بسايمون .
- وهل ستذهبين ؟
- لا أعتقد فكما قلت اكاد لا أعرفها , ولن اسمح لها بتقديم معروف لي .
- صحيح ..افهم وجهة نظرك ..لكن هذا مؤسف . فسترين في الحفلة كيف يعيش نصف المجتمع الآخر , تحاول فرانسيس بناء أسم لها في المجتمع . لكنني لا افهم سبب دعوتها لك . أيكون سايمون طلب منها ذالك .؟
- لا أظن ... ليس لديه سبب لهذا , بل لا اعرف ان كان سيذهب .
- اووه ... انه مجبر .. فأل دالتون و أل باركر ينحدرون من الماضي نفسه ..لذالك ستذهب شقيقته .
عادت لورا الى عملها في الصباح التالي بعد ان اتخذت قرار نهائيا برفض الدعوة . ماهي إلا دقائق على وصولها حتى دخلت روزماري دالتون المحل , وكأن الامر مقصود , بدت منزعجة تجر بيدها فتاة صغيرة مشاكسة , تقول لها :
- لا حبيبتي ..لن تذهبي إلى السينما !
لا بد ان هناك شيئا في لهجتها ابلغ الصغيرة انها جادة , فتوقفت عن التلاعب .. فسألتها لورا برهبة :
- كيف فعلت هذا .
ابتسمت ابتسامة لعوب بدت أثنائها اصغر سنا :
- المقدرة الفطرية والتهديد بأبيها ...لكن مارلين ذات الإرادة الحديدة فتاة عاقلة , إن ولديً ولله الحمد ورثا هذه القدرة عن والدهما ..أما الآن , فجئت أشكرك لأنك اقترحت تلك الهدية الجميلة على سايمون , لقد أحببتها جدا .
- أفرحتني .
يستحيل ان يكون المرء.. ليلاس ..متوتر الاعصاب مع امرأة طيبة كروزماري , لذا فهمت لورا جيدا سبب تعلق دان دالتون بها , أنهما فلقتان لحبة واحدة .
قالت باندفاع خال من الحذر لم تعرف سببه :
- ثمة أمر غريب . لقد تلقيت دعوة من فرانسيس باركر الى حفلتها .. ولست ادري لماذا تريد مني الحضور !
بدت الدهشة على المرأة , وقالت تضحك :
- حسنا ..صحيح .. انها ليست في العادة متحمسة للمنافسة مسكينة فرانسيس . وهل ستذهبين ؟
- لا .. فأنا لأعرفها ولا أعرف عائلتها . حيرتني دعوتها . لماذا أرسلتها ؟
- اوووه .. ولماذا لا تذهبين عائلتها طيبة ساحرة ,والحفلة ستكون ناجحة اعرف ماذا تفعل , اقصدينا لنذهب معا ثم عندما نعود تنامين في منزلنا .
- اوووه ..لا ...لا ... هذا لطف كبير منك , لكنني لن أتطفل ..لقد قررت الرفض .
أسفت روزماري على قرارها لا كنها لم تجادلها في الموضوع :
- امر مؤسف , اذا غيرت رأيك فأنا على استعداد لا استقبالك ومرافقتك , اذ يرتاح المرء أكثر حين يذهب مع شخص يعرفه , كما أن دان ستسره صحبة امرأة جميلة .

فأحمر وجه لورا :
- امرأة جميلة ؟ بل اثنتان بكل تأكيد
- اوووه ..هذا لطف منك عزيزتي , لكن من الافضل ان تقولي ان لي سحرا و جاذبية محددين .
- لكن زوجك مؤمن بجمالك .
فابتسمت روزماري وأجابت بنعومة :
- أجل اعرف هذا .
ولأن الدعوة جعلتها منقبضة الصدر, حاولت إشاحتها عنها فكان أن اغرقت نفسها بالعمل . وحين ودعت جورج , كانت قد قررت نهائيا رفض تلك الدعوة .عندما وصلت إلى الشقة كتبت اعتذار وضعته على الطاولة حتى ينقل بالبريد غدا باكرا , حين رأته هيلين قالت :
- أظن ان عليك الذهاب .
- كان يمكن ذالك , ..ليلاس .. لو أن هناك من يرافقني .
- حاولي ان تعرفي ما اذا كان سايمون على استعداد لمرافقتك .
- لا ...لا اعتقد هذا . ولن أحاول رؤيته مجددا بعد الآن .
كانت هيلين خارجة من المنزل ,فقالت وهي تقفل الباب :
- حسنا .. لقد أوقف سيارته لتوه في الخارج , وهذا يعني انك سترينه الآن , فهل ستكونين على ما يرام ؟ اعني أنني قد ابقي إذا رغبت .
- هراء ....اذهبي وتمتعي بعشائك فلن يضربني أو يؤذيني .
- لا أظنك محظوظة لهذه الدرجة .!
التقى بهيلين عند الباب الخارجي فقد سمعت صوتيهما ..صوته المازح وضحكات هيلين , ثم ساد صمت قصير قطعه دخوله إلى غرفة الجلوس فقالت له وقلبها يخفق :
- مرحبا .
- مرحبا .
نظر إليها وهي محتبية على الكرسي , تبدو دلائل سمرة الصيف الأولى عليها .. تقدم ليجلس الى جانبها :
- تبدين فاتنة ,. هل كنت تعملين في الحديقة ؟
- كنت أشذب العريشة .
نهضت من مكانها محاولة الابتعاد عنه ..لا كنه رفع يديه في إشارة منه لتبقلى حيث هي فتوقفت تنظر الى قمة رأسه السوداء , والى عظام انفه القاسية . عندما أنحى ليلقي نظرة عن قرب على خدش طفيف على ساقها , كاد الأحاسيس التي اشتعلت بسبب قربه منها تجعلها تصيح . فعضت على شفتيها وتسمرت مكانها دون حراك مصعوقة بما أحست به من عمق مشاعر .....

*cute_girl*
21-12-2010, 20:26
قال لها آمرا , وهو يبتسم
- ابتعدي عن الدوالي ...فلا يعجبني ان يعيب ممتلكاتي أو يدمغها احد سوآي .
- وهل أنا من ممتلكاتك ؟..
رد عليها وهو واثق ن نفسه ,قاس , ساخر , وخبير :
- اوووه أظن هذا .
حين لم ترد ابتسم ثانية , وقال لها بهدوء :
- ربما لم تصبحين بعد من ممتلكاتي ..لكن , لن يطول الأمر أنت لست غبية , وتعرفين أني أريدك ..
- اليس لرغباتي حساب لديك ؟
- لم يؤثر في يوما الح الانجليزي الخاسر . ان كنت لا أضمن كسبي معركة ما , لا اخوضها. ونحن نعرف منذ ان التقت عيوننا , اننا متجهان الى هذا الانجذاب . خاصة بعد أن رأيت نظراتك فأنت تبعثين حية حين ترينني فلا تحاولي الكذب عليً لورا .!
- أنت تعرف كل شيء بالطبع فلديك الخبرة الكافية .
ودفعها خوفها والغضب إلى. الوقوف فجأة ...ففاجأه هذا .. ضاقت عيناه وهو يراقب خطواتها تقترب من الشرفة الصغيرة فقال لها بوقاحة :
- ربما ليس لديك خبرة .........لكنك لست ببراءة عذراء ...فلماذا الخوف اذن ؟
لو قالت انه سيدمرها بهذا لضحك .. فالتعقل امر درامي جدا . لكنها تعرف تماما انه سيدمرها , ان هناك شيء فيه يجعل غرائزها كلها تصبح خائفة ...انه يسعى الى علاقة عابرة ., لكنها ليست كفرانسيس السهلة المنال , وإذا سمحت له بالتودد اليها فستضيع في الهوة السوداء التي تقف مسلطة كالسيف فوق رأسها .
- كم امرأة أحببت من قبل .
أوجب سؤلها هذا ابتسامة باردة , ورد بخشونة :
- لست من هواة هذه اللعبة !.اذا كنت تعنين بالحب تلك العلاقات فليس من عادتي وضع علامات على قوائم السرير , اما إذا كنت تقصدين ذالك الهوى الكبير الذي يضج بذكره الشعراء , فسأقول لك إنني لم اعرفه من قبل , فلقد توقفت عن الحلم به منذ عشر سنوات . فنتائج هذا الحب الر ومنسي هي المسئولة عن تعاسة الكثيرات في هذه الأيام والاهم أنني لن أكون ضحية أبدا .
- ولماذا لا تكتب رواية عن الموضوع ؟golya ... اوه سايمون .... صدقني حين أقول أنني لا أريد ا ن أحب إي إنسان .!
- لماذا ؟.
لم ترد ..فكرر :
- لماذا يا لورا لماذا أنت خائفة من الوقع في حب شخص ما ؟.
أخبرتني صديقتاك ان بعض الرجال أحبوك , وذكرتا لي انك تردينً حين تلاحظين ان احدهم جاد في العلاقة ؟...لماذا تبتعدين عن الحب لورا ؟.
أنت لا تخافين من المشاعر فأنت تحبين هيلين وكايت بقوة فلماذا ترفضين ان يقترب منك أي رجل ؟.!!
صاحت به غاضبة وأعرضت عنه لئلا يرى شحوب وجهها .
- اعتقد ان كتاب الروايات يرون أنفسهم أخصائيين في علم النفس , فلماذا لا تخربني عما كونت من آراء بشأني .
دنا سايمون منها , وتوقف غير بعيد عنها .
- لدي بعض آراء عنك , لا كنني سأحتفظ بها لنفسي في الوقت الحاضر ... هل قبلت دعوة فرانسيس ؟
التفتت اليه بحده وغضب فاصطدمت نظراتها بنظراته الباردة :
- هذا ليس من شأنك !
- لكنني اعتبره من شأني ,.. وأراهن انك كتبت اليها رافضة .
- وماذا يعني لك رفضي ؟.
- انه يعزز قناعتي بأنك جبانة .
ابتسم ببرود وتقدم الى حيث وضعت الرسائل للبريد .. حين أدركت انه سيفتح رسالتها ركضت تنتزعها منه , لا كنه مد ذراعه يمنعها .
صاحت بعد ان بلغ غضبها الذروة :
- اتركني ...! لا تتجرأ على فتحها...اوووه !!
نظرت إلى عينيه بتحد وازدراء , محاولة إخفاء واقع ان قلبها يكاد يقفز من بين جنبيها ,
قال ببرود :
- لماذا وقفت عن الصراخ والمقاومة ؟ بدأت أتمتع لتوي بها .
قالت وهي ترغب في انشاب أظافرها في وجهه :
- أنت أفعى سامة!. لماذا تفعل هذا !
حين قرأ رسالة الاعتذار كورها في يده ورماها أرضا .. لكنها قالت :
- سايمون .. لا أريد الذهاب الى حفلتها ! بل أ نا لا أفهم سبب دعوتها لي .و..
- لقد دعتك , لأنني تركت الجميع يعرف , دون قول إي شيء إنني لن اذهب الى هناك اذا لم تكوني انت في الحفلة , وأنت ستذهبين يا حلوتي بإرادتك أو بغير إرادتك , لا أنني سأجبرك على مرافقتي .
- لا تكن أحمق ! لا تستطيع إجباري .!
اختفت البسمة عن وجهه. ..وقال بهدوء :
- لن أستطيع ؟ اوووه بل ..أستطيع .
عقلها قال لها انه لن يستطيع إجبارها على فعل إي شيء , ومع ذالك ارتجفت من التعبير الذي ظهر على وجهه . حاولت التراجع ,كان ما يحيط بهما هادئا جدا الآن , فزحام السير اختفى , ولم يعد ينبعث من الشارع الا صوت شخص يصفر لحنا وأم تنادي طفلها من بعيد . وكانت الشمس قد اختفت وراء التلال الى الغرب , وبدأ الظلام يسدل ستارته .
خاض الاثنان معركة زادها الصمت حده . حاولت لورا جاهده عدم الاستسلام الى إرهابه.. وحين أغمضت عينيها أحست فجأة بالتعب والحرارة ...فقال لها :
- أستطيع لورا ...ألا أستطيع ؟.
خرج نفس عميق من صدرها ترافقه حشرجة عميقة :
- لاااا !
كانت تعرف مايحاول فعله , وتعرف انها بدأت تضطرب لأحساسها بقربه منها وتأثيره عليها :
- لورا تبدين كحورية الثلج ... لكن عينيك وقلبك يكذبان هذا ... هل ستقبلين الدعوة .؟
- لا....
فضحك ورفع لها رأسه متمتما بوحشية :
- جيد سأستمتع إذن بإقناعك ..

*cute_girl*
21-12-2010, 20:34
5- ملك يمينه .

حاولت لورا البحث عن حل فهذا الرجل يأسرها بطوق غير مرئي ويحكم هذا الطوق عليها .
- أي لعبة تحبين ..اتحبين اللعب ؟. هل تتمتعين بالألم لورا ؟
خرجت كلمات الرد فحيحا من بين اسنانها :
- وهل تؤلمني لو قلت لك نعم .؟
أخافتها ضحكته :
- أجل ..فأنا على استعداد لا ختبار جديد .
- جديد ؟.
- صدقي أو لا تصدقي ..فأنا لم اضطر يوما للعنف لأنال ما أريد ... لا كن اذا كنت تحبين العنف ...
اعلمتها نظره واحده الى وجهه انه سيتعمد اذلالها . والأذلال هو مايشبع غرضه الشيطاني , احست للمرة الاولى بخوف يطغى على مشاعرها . وراحت دموعها تفر من عينيها , فانسابت على وجنتيها .

شعرت بأنه يشكل تهديدا لها ... ولا كنها لا تدري ما هذه السيطرة التي يمتلكها عليها .
- سايمون ... أنا لا أريد الذهاب الحفلة .. أرجوك ...

رفع رأسه ليقلد صوتها ساخرا :
- سايمون أرجوك ..! لم تجيبي بعد على سؤالي ..مذا تريدين العنف ام طريقة اخرى ؟.
احست لورا بانها تكاد تختنق , ثم تنهد قائلا واخضعته دموعها لما تريد هي :
- لا...يا ألهي .. انت تدفعيني الى الجنون , استطيع ان افعل ما أريد ..لكنني لن افعل .. فأنا أكبر من أفعل هذا ... لا أنني احتاج الى الراحة .
جعلتها سخرية الموقف تبتسم :
- وكم عمرك ؟.
- ثلاثون .
رفع رأسها يتأملها بهدوء . ثم قال بصوت رقيق :
- انت جميلة رقيقه .. وأنا لا أريد ايلامك .
- لم يعد يهمني شيء حتى الألم .
- بل يهمني أنا .. تعالي الى حفلة فرانسيس لورا .... أرجوك .
رفعت رأسها مذهولة يشوب ملامحها الغضب :
- لماذا ؟!!!!
ضحك ومرر يده على شعرها , وقال :
- أريدك أن تذهبي ..لكن حذار أن تسأليني عن السبب .. فأنا أعتقد اننا سنمضي سهرة ممتعة معا .
- وننهيها بنشاط ممتع اخر ..
- ربما ... لاكن هذا لن يحدث ألا اذا رغبت انت فقط , أنت لا تحبين التعقب المبالغ فيه .. أليس كذالك . ؟
فهمست مرتجفة :
- لا ..

- انت لست بالساذجة حين يتعلق الامر بالأغراء لورا .لابد أن هذا ولد معك . هل كنت مثالا للإغراء ؟
- لست ......
وصمتت ...لن تقول إنها لم تمارس فتنتها من قبل إلا عليه . انه جذاب جدا .. يملك سحرا يخلب الألباب , golya سحرا ترفضه وترفض الاعتراف بتأثيره العميق عليها . اضطرت الآن الى الاعتراف بأنها توشك على الوقوع في حبه ...وهذا كله مبني على واقع بسيط هو ان التجاذب الذي اشتعل بينهما منذ البداية , كان بداية ثقة وحب اعتماد وحاجة ولعل هذا ما يخيفها , لكن الحب بحاجة إلى جذور والى وقت اطول لتعارف .... سألته بريبة :
- ألم نكن نعرف بعضنا ؟ قبل الان ؟
شيء ما لمع وراء الشعاع الأخضر في عينية , ثم اختفى :
- ولماذا تسألين ؟
- أحس بأنني أعرفك .
رد بصوت خفيف :
- ربما التقينا من قبل .
ضحكت لورا , وقالت بسخرية حلوة :
- اتعرف ... اتصورك قرصنا من العصور الوسطى , ترمي برواياتك الخالدة مابين السحرة , واللصوص والمغتصبين ....
قطب بشدة , وقال بنفاذ صبر حقيقي :
- كان بإمكانك التوقف عن هذا التهجم ... لا كنك تتعمدين إثارة حفيظتي وعليك تحمل النتيجة . عليك ان تكتبي رسالة قبل دعوة لفرانسيس .
تقدمت الى الطاولة , لكن قبل أن تضع القلم فوق الورق قالت بهدوء :
- هل تريدني حقا ان اذهب , سايمون ؟
- ألم اوضح لك رغبتي هذه ؟
لامس الأحمرار بشرتها :
- أجل ...لاكن ......حسنا .... ليس لدي شك في أن فرنسيس .. اوه ..تبا انت تعرف ما أعرني ... اذا كنت تسعى الى علاقة حب عابرة , ففرانسيس مستعدة , وهي ترعف قواعد اللعبة .. أما أنا فلا أريد شيئا من هذا .
فابتسم , وبدا واثقا من نفسه :
- أعرف هذا يافتاتي العزيزة , ولاكنني لاأهتم بفرانسيس , كنت قادرا على قبل عرضها منذ سنوات , لا كنني لاأشكو من حسن التمييز , ... أكتبي رسالة القبول وكوني فتاة طيبة , وعندها سأصطحبك الى العشاء .
- رشوة ؟!..
- لا .. بل مكافأة على قبولك الدعوة عن طيب خاطر .
بعد أن تركت رسالة الى فرانسيس , تركت مذكرة لكايت تقول فيها انها خرجت مع سايمون .
خلال النزهة اظهر سايمون انه رفيق مسل ومرح , وقد شعرت بعد عودتها بأن حبها له قد ازداد وبأن ماشعرت به من تردد غدا في طي النسيان .

*cute_girl*
21-12-2010, 20:36
.....

كان الفصل يضمحل مسرعا الى الصيف , وفي الأيام التالية , لم يقترب سايمون منها فأحست بها تطول , كانت لورا خلالها تمارس لعبة التنس في النادي بعد أوقات العمل , فترهق نفسها حتى تكسب فكان ان جعلها هذا الإرهاق تغرق في نوم عميق كلما اوت الى فراشها ,
ظهرت اول ملكات الفراشات golya في الحدائق , وهي فراشة برتقالية وسوداء , رائعة الجمال ,.تطير بخفة توحي بالثقة .. حطت على اصبع لورا التي كانت جالسة في الحديقة فراحت الفراشة ترفرف اجنحتها ببطء وكأنها تحاول تبريد نفسها في النسيم الخفيف ,,
- ما أجملك !..
سمعت صوت سايمون يأتيها من خلفها .
- لا أتعجب حين ارى الأرانب تثبت على اطراف قدميك ولا استغرب حين ارى العصافير تقف لتبوح لك بأسرارها .

قفز قلب لورا من مكانه , لكن سخرية صوته العميق جعلتها تعجز إلا ان تبتسم , فقال :
- اه ....... يجب ان ابتعد عنك كثيرا اذا كان هذا ما سأحصل عليه حين عودتي !
- كنت ابتسم للفراشة .!
وامسك بيدها يرفعها الى شفتيه , فارتعبت الفراشة وطارت بكل هيبة وجلال نحو مجموعة زنابق , قال لها :
- فتاة الطبيعة .
- لماذا اخفت الفراشة ؟.
فضحك :
- لأنها تعيق طريقي وتفعل ما أود فعله .
احست بشحوب مفاجئ يرافقه مشاعر عنيفة .
- تعالي معي الى الشاطئ اليوم .
تخاصم القبول والحذر في نفسها , ففاز القبول :
- حسنا أمهلني عشر دقائق .
اصطحبها الى شاطئ لم تزره من قبل , فتسلقا تلة مغطاة بالأشجار ثم وصلا الى خليج صغير يشبة المغارة تغطية صخرة حمراء مرتفعه عن البحر , والى جانب الخليج كان هناك بيت منخفض البناء , ملطخ الجدران , نوافذه العريضة مقفلة في وجه أشعة الشمس .
قاد السيارة الى خلف البيت , ثم توقف في ما يشبه المراب .
- أهلا بك في منتجعي .
- قلت إننا سنذهب الى الشاطئ ؟!
- يا طفلتي العزيزة . بإمكانك قضاء يومك كله على هذا الشاطئ .
- أتعيش هنا ؟
- اجل .. فأنا أحب العزلة حين أعمل , فالمنزل عند شقيقتي كالسرك معظم اليوم , لذا ألجأ الى هذا الشاطئ .
- قابلت ابنة أختك منذ مدة .
- مارلين ؟ أنها متوحشة . لها أرادة والدها وقلب أمها الرقيق .. والصبي نسخة عن دان .. لا يعرف رقة القلب ابدا .
- وهل تظن رقة القلب مهمة ؟
- يقال ان المرء ينجذب الى الفضائل التي لايملكها .. هل انتي رقيقة القلب لورا ؟ لا أظن انني كذالك .
- لا ...لست رقيق القلب ابدا .
كان قد دخلا البيت وهو عبارة عن غرفة واسعة ذات نوافذ كبيرة تكاد لاتفصلها عن الخارج . سألها عامدا :
- ما لذي يجذبك اليً أذن .... القساوة ؟
- لا .. القساوة لا تجذبني بل تخيفني وانت تعرف هذا !
- ستقولين لي الان أن الرقة هي التي تجذبك , لكنك ستكذبين . أنت بحاجة الى من يحكمك , سيد , شخص ينتزع الاستجابة التي ترفضين إعطائها بسهولة . مشكلك انك تقاومين مشاعرك تجاهي .
- انني على م أعتقد شخصية عادية .. أما انت فلا تعرفني جيدا فكيف تشرح نفسيتي .
- لا بل أعتقد انك فريدة من نوعك .
قال كلماته تلك برقة بالغة ورقته الآن أربكتها , فعالم الحب هو ما تريده ان يأسر حياتها كلها .
- حين ترق مشاعرك , تثقل عيناك , وتصبحان كغيمة مشبعة بالعاصفة في سماء مكفهرة .
أحست بجفاف في فمها فسألته بحماقة :
- وماذا عنك ؟
ضحك وعقد ذراعية :
- كما ترين .... لا تخافي فلت اغرر بك .
- اعتقد إنني أبدو غبية أمامك .
- لا .. ولما تعتبرين نفسك غبية ؟ كل ما أفكر فيه انك صغيرة لا تملكين تجارب . لكن ربما ما حدث في ماضيك ما صدمك وجعلك تفقدين الذاكرة ربما مازالت تؤثر عليك حتى الآن . وبما أنني لا أهتم كثير بالنساء , كما تلاحظين , فأنا أكثر

*cute_girl*
21-12-2010, 20:37
- موافقة .
- إذن إلا السباحة أولا .
ومد يده إلى قميصه ينتزعه من فوق رأسه .. فأفلتت صرخة صغيرة منها . فنظر اليها مذهولا :
- ماذا جرى ... ما بك ؟
- كتفك .....
مدت يدها تشير إلى أثار جرح عميق قصير :
- سايمون .. كيف أصبت به ؟
في صمته إحساس غريب بالانتظار . وشعرت بالرعب , حتى ان رأسها راح يؤلمها من حده مشاعرها . وهمست بعد أن خافت من تلك العمق .
- كيف أصبت به ؟
- حادث سيارة .
- آسفة لابد أني جننت .
- انه ليس بالمنظر المستساغ أرخي أعصابك لورا حدث هذا منذ سنوات ..
مرت نصف ساعة قبل ان يزول الم رأسها , وبعد ذالك مر اليوم بسعادة ...امضيا النهار تحت سماء زرقاء زمردية وقرب بحر رائع تهمس أمواجه على الشاطئ الناعم . سبحا , وتشمسا , واستكشفا معا جوانب الشاطئ المحيط بهما , وتناولا الطعام وشربا المرطبات التي كانت في البراد... وبعد ذالك نامت لورا وعرفت دون ادنى شك .. انها تحبه حبا لا يمكن تغييره , حبا ليس له بداية أو نهاية .
ورغم حبها هذا لن تسمح له بالتمادي ..فلو تمادى لن يأخذ قلبها فقط , بل سيأخذ كل ما يجعل لحياتها قيمة .
بعد قليل من استيقاظها تحرك , وتمتم شيئا ...ثم قال بوضوح :
- حبيبتي ....... منذ متى استيقظت ؟
- منذ وقت ليس بطويل .
فتمتم بكسل :
- جميل ان يستيقظ المرء فيراك أمامه .
- وجميل ان استيقظ فأراك أمامي .. أكانت فرانسيس حقا تقول الحقيقة عندما قالت انك دعوتني لحفلة أختك عوضا عنها لأنها لم تستطيع الذهاب معك ؟
- لا ..أبدا ...بل ان روزماري هي من طلبت مني دعوتك ..قد أمر بلحظة ضجر لا كنني لأدعو غرباء لمنزل شقيقتي , دون موافقتها مع ان فرانسيس عزيزة على قلبها لكنها لا تعجب دان وشقيقتي تحرص على مراعاة مشاعر زوجها الذي ربما يحترم والديها لا ابنتهم المتهورة ومن المنصف أن أضيف ان المشاعر هذه مشتركة ......ففرانسيس تخافه .
- اوووه .. وكذالك أنا ..
- حقا ؟ انه شخصية قاسية , لكن بما ان روزماري تحبك فلن يأكلك , كما إنني أحميك منه .
- وأخافك أنت كذالك .... أنتما متشابهان .
فارتفع صدره ضاحكا :
-أهكذا تشرين عادة الى خوفك ؟ تبدين مرتاحة معي وكأنك ملكي . ألا تودين ان تكوني ملكي ؟
- حتام .؟
- وهل هذا مهم .؟
في عينية نظرة غريبة اخافتها ... وجعلت قلبها يتوقف عن الخفقان لحظات لاكنه لم يلبث أن اندفع حيا :
- قلت انك لن تلجأ إلى التغرير بي ... سايمون أرجوك .
- سألتك : هل يهمك معرفة المدة التي سأبقى فيها على حبك ؟
- أجل .
- لماذا ؟
- تعرف لماذا قلت انني غير مستعدة لحب عابر .
- وماذا تقصدين بحب عابر .؟
- مثل هذا .سايمون لاتكن متوحشا ! لماذا لا تصدق أنني لا أريد ا ن تتطور هذه المشاعر التي تجمع بيننا .
- لانك حين تكونني قربي ينتفض هذا النبض في عنقك كا عصفور وجل . قد يرفضني عقلك ولا كن قلبك يطلب العكس . ومهما قلت .. ومهما حاولت إقناعي بالعكس , فأنت ستتمتعين برفضي لا اعتراضاتك .
- انت كريه .
وتدفق الدم الى وجهها خجلا .
- أعرف هذا .. لكنني لن اضغط عليك .. حين تعترفين بصدق هذه المشاعر التي تشعرين بها .... عندها ..عندها .. سأريك كيف يكون فقدان الذاكرة الكامل
- سوف اجعلك تنسين إي شيء عدا هذا الحب .
وصمت .. فأحست بقشعريرة الخوف من جديد .. وأردف وخيط رفيع من التسلية في صوته العميق :
- وعليك أن تصدقي هذا .
- قرأت وسمعت , أكثر من مرة ان حب الفتاه الاول يجلب لها الالم اذا لم يكن حبيبها مخلصا لها .
- اتحاولين الإيحاء بأني لست مخلص ؟ حسنا ياسيدتي ماعليك سوى الانتظار وسترين .
خلال فترة العصر كان ودودا ومرحا يعاملها وكأنها رفية ذكية دون ان يشير الا انها مثيرة . ووجدت لورا نفسها في الباية مشدوهه ثم غاضبة , انه بالضبط يعرف ماذا يفعل .
حين ودعها امام باب شقتها :
- تصبحين على خير ..سأنتظر على احر من الجمر حتى تعترفي بمشاعرك نحوي .
اجبرها الغضب على هز كتفيها دون اكتراث ,لكنه عرف انه يسيطر عليها , لقد اصبح لها بطريقة ما ضروريا , كالطعام والهواء ونورا لشمس جزءا اساسيا من حياتها

*cute_girl*
22-12-2010, 09:14
6- أنت لي .


كان حظ فرانسيس طيبا ,لأن الطقس يوم مولدها كان رائعا للاحتفال . وكان قد مر أسبوع من الأيام المشمسة الرائعة التي تحدث عنها المزارعون بتفاؤل حذر , ذاكرين أن هذه السنة هي أحدى السنوات التي تجعل من سنوات القحط والرياح وأمراض المزروعات قيد النسيان . لأن فيها هطل ما يكفي من مطر لإبقاء المطر العشب أخضر .
وراقب مزارعو الخضروات بفخر نمو الطماطم , والذرة , والفلفل , الأخضر ... كما راقبوا الأشجار المثمرة من الخوخ والدراق والتفاح المتدلية منها كعناقيد العنب التي انعقدت بدورها .,
وصل سايمون ليرافقها إلى منزل شقيقته , وكالعادة كان السحر بعينه .. حين انطلقت بهم السيارة رمقها قائلا :
- هل أغضبتك ؟.
- لا ... أبدا .
- إذن استرخي ... روزماري في شوق إلى أن تراك والى أن تقيمي عندها .
- وماذا عن دان ؟.
ضحك :
- دان يريد أن تحصل روزماري على ما تشاء , لذالك ترينه في شوق إلى رؤيتك أيضا .
ملأت ضحكته السيارة .. وسرعان ما وجدت نفسها تضحك معه .
- هذا أفضل . ظننتك ستبقين عابسة ..تذكري ...أنت لي ..
- أنا رفيقتك .
- نعم إذا كان هذا يجعلك سعيدة .
ثم أضاف :
- أنت ذكية لورا .
نظر إليها نظره طويلة , ثم قال لها بطريقة غريبة :
- أتمنى ..أحيانا ..أتمنى لو تعاد الحياة .
- ستكون عندها رؤية رائعة .
- انا متأكد من ان هذا حدث من قبل . قرأت كتابا عن رجل أعيد الى الحياة كي يحيا حياته من جديد , بعد ان قرر الا يفعل إي عمل ندم عليه في حياته السابقة ...لكنه وجد انه مضطر , حسب المواقف , الى القيام بالأخطاء نفسها .
ارتجفت لورا :
- اكره التفكير في أن هذا ممكن .
- أظن ان هذا صحيح ..ما الإرادة الحرة إلا وهم .. أنت مثلا , لا تريدين أنت تكوني الآن معي .. ومع ذالك جئت لأنني أقنعتك مستخدما أساليب ليست قويمة , ولأن هناك بعض الروابط التي لا يمكنك تحرير نفسك منها ..
- وماذا عنك ؟ ماذا تفضل أن تفعل الآن ؟
- يافتاتي العزيزة .. أيجب أن تسألين ؟ أفضل أن أكون معك في مكان يبعد مئة ميل عن أقرب كائن حي , حيث أبقى فيه عدة أشهر في عزلة تامة .......
واستمر يتكلم, لكن لورا صمت أذنيها عن سماع كلماته , بوضع يديها على أذنيها إلى أن شاهدته يضحك , قائلا بصوت مرتفع :
- خجلت ! إذا أردت ادخار الخجل فلا تسألي أسئلة مثيرة !.
مالت لورا إلى الأمام لتدير الراديو وهي تفكر أن عليها يوما ما أن تضبط لسانها .!
حين وصلا وجدت لورا أن لامجال لحديث آخر بينهما ذلك أن لورا تعرفت إلى مارلين وأخيها , الذي هو أكثر هدوء وتحفظا , والذي له نظرة أبيه المباشرة الواضحة .
لم يكن دان هناك لكنه جاء وقت الغداء الذي تناولوه على باحة مرصوفة بالحصى حول بركة السباحة ... روزماري كانت طيبة كعادتها و سايمون كان مسترخيا أكثر من أي مرة شاهدته لورا فيها , فما كان منها إلا أن استرخت أيضا , وحين أزف أوان العشاء كانت في شوق للذهاب إلى الحفلة .
عندما نظرت إلى صورتها بالمرآة , برقت عيناها , لأنها بدت متألقة , غامضة , شاحبة اللون كأحجار العقد المتدلي فوق جيدها الجميل ...أما اللمسة الوحيدة من الماكياج فكانت على شفتيها المكتنزتين .
عندما شاهدها سايمون , بدا أن جمالها حرك أعماقه . وقال لها لتسمعه وحدها :
- أهلا بك ..سيدتي الجميلة .!
- وهل أنا جميلة حقا ؟.
ابتسم وقد استعاد سيادته على نفسه ... وانطلق معها في سيارته , ثم تبعتهما أخته وزوجها في سيارتهما , لم يكن منزل آل باركر يبعد ألا بعضة أميال , لكن لورا أحست ان قلقها السابق قد عاد , بل ازداد بسبب هواجسها التي لم تتركها يوما .
كانت الأمسية لطيفة , باردة , صافية , جعلت من الرقص متعة ,لكن رغم البرودة كان في الجو بعض الدفء الذي سمح بالخروج خارج المنزل , وكان كل شيء يتوالف ليؤلف أمسية رائعة , وكانت لورا تعلم أنها تبدو فائقة الجمال , بحيث ستكون الليلة مثار حسد كل امرأة متزوجة أو غير متزوجة .
قالت فجأة :
- سايمون ..
- ما بك ؟.
- لا أريد الذهاب الى حفلة .
فقطب :
- لقد بحثنا هذا الموضوع من قبل , ليس أمامك إلا الذهاب ؟
عضت على شفتها وقالت ببرود :
- لا أريد .
- انه خيارك الوحيد .
- أنت متوحش !. أحيانا أظنك تكرهني .
- أنا لا أكرهك .. بل احتقر نفسي بسبب حاجتي إليك , ولذا أرفضك لكنني لا أكرهك ... لو لا حقتني لا ختلف الأمر لكنك لم تحاولي .
- طبعا لم أحاول ... ولماذا تحدث الأمور هكذا ؟.

*cute_girl*
22-12-2010, 09:17
من يعلم ..الحب شعور أسر مجنون , والطريقة الوحيدة لتحطيم أغلاله هو الاستسلام له ...لكنك لن تستسلمي .
- أفضل الموت .!
- أهذا هو ردت فعلك لدى مواجهتك حقائق الحياة ؟ أم انك بالفعل تشعرين بأن هذا قد يميتك ؟.
- قلت لك من قبل انه قد يميتني .
- مع ذالك فستنقادين اليه , ولا يهمني أذا كنت تكرهنني . فأنا أريدك ... أتفهمين ؟.
راح يتخبط شيء في داخلها ..موجة ساخنة , تبعث على الوهن , اندفعت في شرايينها من جرَاء كلماته التي بعثت فيها رؤى غريبة فأطبقت يديها لتضغط أظافرها على راحتيها , لعل الألم يعيد إليها تعقلها .. قالت بصوت ثابت جاف :
- أنا واثقة بأن الحب رائع .. لكن نتائجه هي ما تقلقني .

قال سايمون ببرود عندما دخلا الى فناء مرصوف :
- سنتابع هذا الحديث فيما بعد .
- لماذا لا تتركني وشأني ؟.
- لأنك كالوباء .. يجب ان تفتكي بجسدي كله قبل ان اشف منك ! وأنت الآن لست سوى حمى تسري في دمي .
أوقف السيارة , والتفت إليها مضيفا :
- ولسوف أساعدتك حتى نعبر مراحل المرض كلها وصولا إلى فترة النقاهة والصحة الكاملة .. بغض النظر عن مخاوفك ورؤاك .
ردت عليه متحدية :
- شكرا لإنذاري ... سأتأكد من إن أكون وحدي معك بعد الآن .
- أنت جميلة ... تذكريني بهليين الطروادية ..
- أنت شاعر الليلة ... ! أولا تقول لي سيدتي الجميلة والآن تشبهني بهيلين الطروادية .
- لكن الوصف لامرأة واحدة ...
بدت فرانسيس رائعة في ثوب حريري أخضر , أظهر تقاسيم جسدها وأضاف إلى جمالها جمالا القرط الزمردي الذي اشترته من المحل الذي تعمل فيه لورا .. استقبلت لورا بترحاب مفرط بدا من زيفه واضحا . لكنها وجدت في الحفلة صدى مألوف ,. وكأنها شاركت في العديد منها سابقا .. وهذا أمر غريب .. لأن الفتيات في الثامنة عشر من عمرهن , لا تكون لهن حياة اجتماعية ناشطة .
قد يشمخ بعض الاثرياء برؤوسهم حين يرون كاتبا روائيا . لكن نظره واحده الى سايمون من قبل المدعوين جعلت من يشمخ منهم يدرك انه مخطئ .. اذ سرعان ما اكتسب سايمون احترام الجميع , وبينما وجده الرجال مثيرا للاهتمام وجدته النسوة فاتنا بسحره الأسمر ,.
واستجاب لهن بالطبع دون أن يترك شكا في من هي رفيقته .. راح جزء بدائي من لورا يتمتع بتصرفاته المتملكة نحوها .. لكن الجزء الأخر بدا متوترا .
حين دعاها شاب لرقص شاب كان ينظر اليها منذ وقت بإعجاب كادت ان تقبل لولا ذراع سايمون التي حالت دون ذالك قائلا : لا.... اما عيناه فكانتا تقولان دون حرج : هذه لي , وان كنت تعرف صالح نفسك ابتعد عنها ....وهذا مافعله الشاب الذي احمر خجلا , وانسحب مسرعا , مما دل على مدى تأثير نظرة سايمون الغاضبة فيه . ولم يلبث ان قادها نحو الحلبة قائلا :
- هل غضبت ؟.
- قليلا .. أكان يجب ان تكون قاسيا ؟.
- أجل ... فقد كان يتعدى على أملاك الآخرين وهو يعلم هذا .
- أوليس لإرادتي وزن عندك ؟.
- أكنت تريدين مراقصته ؟
- اوه .. أوف لك أيها الوغد المتعجرف !.
- صه ... قد يسمعك أحد ...
أحست بالخوف فجأة , فلما رفعت بصرها اليه قال :
- ماذا ما الأمر ؟.
نظرت حولها وكأنها خائفة من شيء سيظهر لها :
- لست أدري .... سايمون أود العودة إلى المنزل ..
- لا .
حين حاولت الاحتجاج قادها إلى الشرفة مديرا ظهره إلى الأضواء ليخفيها عن النظرات الفضولية , قالت متوسلة له وهي بين ذراعيه الحاميتين :
- اوووه ... سايمون ...
- اجتاحتها موجة من الغثيان , كما ملك عليها لبها إحساس بالعذاب جعل أنفاسها تضيق بها , فقال لها آمرا بصوت هادئ عميق :
- استرخي .. ولا تحاولي أن تتذكري شيئا حبيبتي ..دعي هذا الشعور يمر .. وستعود الذاكرة متى حان أوانها ..
ارتجفت لورا وبرقت عيناها بلون قاتم ..
مرت موجة الغثيان ببطء , وتركتها واهنة ضعيفة . ترنحت متنهدة ... فأمسك بيدها لحظات حتى توقف جسدها عن الارتجاف وحين عاد اللون إلى وجهها الشاحب , قال لها هامسا :
- أتسائل ما اذا كانوا سيجدون الأمر غريبا فيما لو طلبت لك الشاي الساخن ..لكن سأخاطر , فقد يعتقدون أن هذا سببه جنون العبقرية .
فابتسمت له وهو يجلسها على مقعد قريب ..وبقيت تثبت نظرها عليه مادام هو على مرمى البصر .. وبعد أن غاب عن ناظريها , نقلت نظراتها دونما اكتراث الى ما حولها , تحس بالانكماش وتتساءل لمذا تأثرت هكذا بتوبيخ سايمون ؟؟ لها !!
ترى اذا عرفت السبب هل تعود اليها ذاكرتها ؟!

نظرت الى فرانسيس بعض لحظات دون أن تدرك من هي .. ومرت بعض لحظات أخرى حتى ادركت انها تتقدم نحوها لا كنها كانت تحس بأنأانهأنها مخدرة , فتمنت أن يصل سايمون وينقذها , ألا ان شعورها بأنها معتمدة عليه كليا زادها سقما .
تناهى اليها صوت فرانسيس المرح الزائف :
- أتشعرين بالحرارة ؟
- قليلا ..

*cute_girl*
22-12-2010, 09:21
جلست فرانسيس قربها وهي تلمس أقراطها :
- ظننتك تعودت على صيف الجنوب ... أتعلمين أن سايمون متزوج ؟
سمعت مثل هذا القول من كايت قبل الآن , لا كنها لم تصدقها ففرانسيس تعيد الأسطوانة ذاتها لذالك لن تصدقها ..
ردت بصوت مهذب جعل الفتاة التي تكبرها سنا تنتفض :
- لا ..
- حسنا انه متزوج من امرأة شهيرة في لندن ... ولم أعتقد انه سيخبرك.. ماأن عرفت ...
وكأنها تلمح لها بأنها ما أن عرفت الأمر حتى تخلت عنه !

إنها كاذبة . لأنها مازالت منجذبة إليه بعنف فلو أشار إليها بأصبعه لرمت بنفسها عليه متزوجا كان أو غير متزوج ..

مع إنها لا تصدق أن لديه زوجة ....
- ومن أخبرك ؟
- اوووه الأمر معروف في الوسط الروائي والمسرحي , عمتي صديقة إحدى الممثلات التي تعرفه جيدا وهي من أخبرتها ... آسفة إذا صدمك الأمر ... لكنني أحسست أن من واجبي أن أخبرك قبل أن تتورطي ..

تقدم سايمون في هذه اللحظات حاملا فنجان الشاي , فراقبته لورا وقلبها ينتفض حتى أصبح كرة قاسية في صدرها . حين أقترب رفعت صوتها قائلة :
- أهلا سايمون ... لقد أخبرتني فرانسيس لتوها أمرا مذهلا عنك !.
سمعت لورا تحشرج أنفاس الفتاة الأخرى التي استدارة بعنف نحوه وعلى وجهها أثار العذاب , وهي تهذي بكلام غير مفهوم :
- اوووه ....ساي ... أنا ....
ناول سايمون الفنجان إلى لورا قائلا بهدوء :
- حقاً ؟.... هيًا أشربي هذا لورا .ثم نقل نظراته القاتمة نحو فرانسيس وسألها بصوت خشن سمرها :
- كنت تروين القصص عني ؟.
أحست لورا بالخوف والخجل من نفسها فرانسيس كانت تريد إيلامها , لكنها تصرفت بأسوأ منها ... أنه صراع قطط ... حول الذكر !.
قالت لورا محاولة استعادة المبادرة :
- أنس المسألة سايمون .
لكنه تجاهلها وسأل بصوت منخفض :
- فرانسيس ...
كان الشر كله متمثلا في هذه الكلمة .. لذا لم تدهش حين شاهدت فرانسيس ترتجف , تحرك فمها بضع لحظات , لكن بصمت , ونظرت إليه متحدية ثم تلاشى التحدي منهما , وارتسم فيها تعبير ذليل جعل الغثيان يعاود لورا بقوة .
- قلت ...لها .. أنك متزوج .. أنا آسفة سايمون لم أشأ .. لقد أردت ...
صمتت ثم همست :
- آسفة ...
وارتدت على عقبيها كالمجنونة تولي هاربة من الشرفة إلى المنزل .
وضعت لورا بحذر الفنجان من يدها على طاولة صغيرة ...ثم ترنحت حتى كادت تقع , فالتقطتها يدان قويتان منعتاها من الوصول إلى الأرض , ثم حملها وكان قلبه يخفق بغير انتظام .

*cute_girl*
22-12-2010, 09:27
-7 بيت الشاطئ


كانت الساعة قد أصبحت الثالثة صباحا حين آوت لورا إلى الفراش ,
ومع إنها كانت مرهقة إلى أنها استلقت ساعات في غرفة النوم الفاخرة في منزل آل دالتون تراقب النجوم من النافذة .
في الحفلة مر إغماءها دون أن يلاحظه أحد . لكنها عندما عادت إلى وعيها وجدت سايمون ما يزال بقربها وأصر على أن تكمل احتساء الشاي . بعد لحظات صفا رأسها , وأعطاها - ليلاس- دفء الشراب قوة لتتجاهل ما حصل كما تجاهله هو , ونجحت في هذا , لم يتركها سايمون لحظة واحده .كانت المرة الوحيدة التي تركها فيها عندما راقصها دان .. وحين انتهيا كان ينتظرها حتى ان الجميع وقبل انتهاء السهرة بكثير قرروا أنها و سايمون على شفير علاقة ما ... أما فرانسيس فقد بقيت بعيدة عنهما , حتى حان أوان توديعهما .. كانت وهي تودعهما تشيح ببصرها عن سايمون لكن صوتها شابته برودة وارتجاف أزعجا لورا .


في طريق العودة إلى منزل شقيقته أقنعت لورا نفسها بأنها أصبحت أسيرة عالقة ضمن هالة مقفلة من الجاذبية والسحر المشع من هذا الرجل .


لكنها قررت الآن وهي مستلقية في الفراش , أنه ليس ذالك الساحر الأسمر الذي يطبق على خناق فرانسيس ! فالفتاة تريده وحبها له أمر قائم بذاته ...لكنه قد يكون نزوة عابرة .


أما هي ... golya وابتسمت بحزن .. هل وقعت في حبه حقا ؟ إذا كان الحب هو الشعور الموجع وهذا التوق إلى أن تعطي وتعطي حتى تذيب نفسها بإسراف في هذا الحب ... فالرد إذا .... إنها تحبه ... حاولت لورا أن تبلور عواطفها لكن الانقباض العميق الذي يمسك بخناقها منعها ... آه ليت الحب يحمل معه السعادة .!


نهضت من السرير لتسير نحو النافذة تجذبها مشاعر أقدم من الزمن نفسه , لم يكن الفجر بعيدا ولا السماء التي بدأت الظلمة تنحسر عنها ,ألا أن الوقت مازال مبكرا على كورس العصافير ,وقفت لورا فترة تحدق إلى شبح رجل يسير تحت عريشه ورود وياسمين ... لا مجال للخطاء حتى في العتمة النسبية , انه سايمون غير قادر على النوم أيضا , وكأن شيئا يدفعه لسير بقلق في الليل الدافئ ...
فيم يفكر وهو يضرع الممر المكسو بالورود والياسمين ؟
أسرعت لورا تعوج أدراجها إلى سريرها , هو لم يعد على ذكر اتهامات فرانسيس ولا هي ذكرتها . لكن المسألة عادت الى ذهنها الآن كما يعود النمل الى السكر ... كان لديها قناعة بأنه غير مرتبط ..لكن لو كان متزوجا لذكرت روزماري شيئا حول الأمر ... شقيقته بالتأكيد ستعرف اذا ما كان متزوجا أحست لورا لألم وهي تضن أن روزماري لا تهتم بها golya .. والا لأخبرتها عن موضوع زواجه هذا اذا كان هناك زواج فعلا .
ومن حيث لا تدري غطت لورا في نوم عميق لم تستيقظ منه الا بعد الغداء
حين نزلت كانت روزماري تضحك وتلعب في المطبخ مع طفليها استقبلت لورا بنظرة واضحة مرحة :
- تبدين منتعشة يا عزيزتي , القهوة جاهزة أتودين بعضها ؟
قبلت فنجان القهوة وقالت :


- كان يجب ان توقظيني باكرا !
فضحكت روزماري وقالت :
- استيقظ دان في الثامنة وحمل الولدين معه للقيام بنزهة في المزرعة , يا له من حبيب قد أفسح لي المجال لأنام حتى العاشرة .
- و سايمون ؟.
- آووه خرج في التاسعة..لا كنه عاد .. أظنه سيأخذك لشاطئ بعد الظهر .
بدا الانزعاج على لورا :
- عليه يوما أن يسألني أن كنت أريد أو لا !
في هذه اللحظة دخل سايمون وهو يقول :
- هذه مضيعة للوقت فأنت آتية معي.....ألن تأتي .؟
قالت تضع بعض المزاح في صوتها :
- أعرف متى أهزم !
GOLYA
فضحكت روزماري وصبت فنجان شاي لأخيها :
- خذ... أشرب هذا .... واصمت ... لئلا تفزع لورا .
وهذا بالتأكيد ليس الكلام الذي يخفي وراءه سر زواج ! كان الموقف غريبا وقد زادة غرابة جو الصبر المرتقب حول سايمون , لكنهم تناولوا الغداء وبعد تنظيف الصحون ونقل حقيبة لورا إلى السيارة شكرت مضيفتها على حسن ضيافتها , وتلقت بدهشة عناقاً حارا من روزماري .
قال سايمون وهما يتوجهان إلى السيارة :
- كانت تتمنى لك حظا طيبا .
- أحب شقيقتك .
- لا تدهشين فهي عكس أخيها تماماً .
ران صمت قصير قطعته بقولها :
- لقد تغيرت .
- اتخذت قرارا ليلة أمس .

*cute_girl*
22-12-2010, 09:30
- رأيتك في الحديقة فأنا لم استطع النوم أيضا ..
نظر إليها بسرعة وحدة :
- لماذا ؟!
- آووه من التعب كما أعتقد , كانت أمسية غريبة .
فابتسم :
- توضيح مقصود .
- لم أنت تصحبني إلى الشاطئ ؟.
- لأنني أعتقد أن الوقت حان لكشف الأوراق جميعها .
طفق نبض ينبض بسرعة جنونية في عنقها .
- ماذا .. تقصد ..؟
- لقد ذهبت الى شقتك هذا الصباح وطلبت من كايت أن تعطيني المجلة التي كانت معك . قبل أن تفقدي الذاكرة منذ سنتين . سوف نراجع كل ما فيها .
في بيت الشاطئ صب لها كوباً من عصير البرتقال , وجلس الى جانبها على الأريكة ثم رمى المحلة على ركبتيها ... فشهقت عندما رأتها كانت مجلة سميكة مليئة بصور وإعلانات عن المجوهرات والحلي والعطور وعن منازل ريفية معروضة للبيع والإيجار . أحست بكراهية شديدة تجاهها , لكن سايمون قال بصوت لا ليونة فيه :
- فلنراجعها صفحة صفحة .

نظرت إليه بسخط ثم فتحت الصفحة الأولى ...وتتابعت الصفحات بعد ذالك مدة ساعة تقريبا :
- هذا كل شيء ( قالت )
- إنها إعلانات .
- تابعي لورا .. ما يزال هناك صفحة عن الشائعات .
- شائعات ؟.
وهذا ما وجدته , كانت مقاطع صغيرة من الشائعات تقطعها بعض الصور . ارتجفت أصابعها فوق الصفحات المصقولة , وأحست بالظلمة تضغط على الأبواب المنغلقة في عقلها , الكامنة خلف أبواب من الظلام الدامس المرعب ..قالت بصوت رفيع مستدق :
- لا أستطيع ...لن أفعل ! سايمون ...أرجوك لا تجبرني .. أرجوك .
لم تجد آثرا لليونة في عينية الخضراوين:, ولا الرقة في خطوط وجهه القاسية , كان يبدو لها واثقا منتظرا يفرض أرادته حتى تطغى على أرادتها , وقال بهدوء :
- يجب أن تستمري ... تعرفين هذا لورا , هيا فلديك الشجاعة والقوة والعزم .
تنفست أنفاسا متحشرجة ... كرهته لأنه يطغى عليها ...لقد طاردها وقادها الى زاوية لا مهرب منها .
- أقرئي ( قال بحده وإصرار )
أخرجت أنفاسها وهي تكاد تصيح بائسة ثم شرعت في القراءة ! كانت جميعها تفاهات ليست مألوفة لديها ..الشائعة الأولى فالثانية ,ثم الظلمة الضاغطة على تلك الأبواب المتقدمة بسرعة شريرة كسرعة القط .. أدارت لورا رأسها فطالعتها نظرة سايمون الباردة وأحست بالعرق يتفصد من صدغها . وتاقت الى ان يريحها من كل شيء , لكنه لم يتحرك ليواسيها .

وصلت إلى فقرة صغيرة : (( سايمون باركلي , الكاتب المعروف نجا من الموت بأعجوبة منذ أسبوع حين صدم سائق سيارته ..لكن مرافقته الشابة المعروفة نجمة المجتمع كريستين مورلي , لم يحالفها الحظ وقد توفيت قبل وصول المساعدة إليهما ...))
وهناك المزيد لكن الظلمة انقضت عليها فسحقتها تحت براثن عذاب من الأوهام وجعلت صوتها يخرج من حنجرتها صارخا يائسا .

عندها راح يحدثها بلطف ورقة وكان يسمع تأوهها الشديد الذي منع عنها الدموع .
بعد فترة ..نظرت الى المجلة ثانية ....وقالت :
- اذن .. من هذه الحادثة كانت الندبة على كتفك كيف يا سايمون
سمعت رفاصات الأريكة تطقطق وهو يستلقي على ظهره ..فجاء صوته بارداً لا تعبير فيه :
- أصبت حين كنت أحاول إخراجها ..كانت عالقة في السيارة ..لكن حين وصلت المساعدة كانت أبعد ما تكون عن المساعدة .
- لكنك حاولت .
- آه ...أجل ...حاولت !
كما حاول مساعدتها هي .. لأن جزء منه , وربما اخر جزء متحرر من السخرية , أحس بنوع من الالتزام .. همست :
- تبا لك .. لماذا لم تتركني وشأني .؟ كنت سعيدة .. حتى ظهرت في حياتي .
- لا لم تكوني سعيدة .. لا تخدعي نفسك لورا ...ما كنت موجودة .. يا الهي ..حين شاهدتك في الشاطئ لم اصدق انك الفتاة نفسها .. كنت متقوقعة في قوقعة جليدية . أنت يا من كنت عنيدة عنيفة متقدة بالغضب... لا كن في الوقت نفسه نشيطة حية تنبضين بالحياة ! كدت ابكي على الحالة التي وصلتي اليها .
- وهكذا صممت على إعادتي الى حياتي !
- أجل .
- أعدني الى منزلي .
- حاضر .
وهذا ماكان .. عندما وصلت الى منزلها وجدت فيه هيلين التي كانت سارعت الى استدعاء فيليستي مارلو , التي أعطتها منوما لكن قبل الفجر بوقت طويل , استيقظت ..وبينما كانت السماء شرقا تنحسر عنها الظلمة والفجر يبدأ بعزف ألحانه استعداد ليوم رائع اخر , كانت لورا متمددة متصلبه تحت ملاءات السير ..تتذكر مرتجفة تصر بأسنانها لمنع البكاء التي اذا انفجرت أيقظت زميلتيها

*cute_girl*
22-12-2010, 09:34
اصبحت الذكريات الان حية .وكأن عقلها الباطني حافظ عليها خير محافظة , نافضا عنها الغبار وكأنها جاهزة للأستخدام الفوري .
كان والدها فاتنا ضعيف الشخصية تركها في مدرسة داخلية , لانها تذكرة بحادثة تحطم طائرة نجت منها هي وماتت فيها زوجته ..يوم ذاك كانت لورا في الثالثة من عمرها , لكن الذكرى ماتزال واضحة في ذاكرتها , ولايطغى عليها سوى ذكرى الرحلة الطويلة التي قامت بها منذ سنتين .
فهمت الان لماذا فرض عليها سايمون القيام برحلة في الطائرة الصغيرة فوق البحر , وفهمت ايضا انها لت تعرف بعد اليوم الرعب الذي ادى الى فقدانهاا لوعي عندما حطت الطائرة بهما ارضا .
كم كان عمرها ياترى حين تزوج والدها من كرستين ؟ عشر ؟ أو احدى عشر سنة .
كانت كرستين مخلوقة نحيفة بسيطة ليس فيها ألا عينان وعظام لا كنها كانت أما ثانية لطيفة معها , تشتري لها الهدايا في الأعياد .
وكانت جميلة مثيرة أنيقة , لا لأنها ثرية بل لأن لها ذوقا رفيعا وكانت تبدو للورا الصغيرة أميرة من أميرات القصص الخرافية , مرحه , لامعة , أكبر بقليل من الحياة نفسها .
مما لا شك فيه , أن لورا تركت يومها المدرسة الداخلية ...وسارت أمور الحية على مايرام .وكانت كرستين رائعة في تلاعبها بالكلمات ..كانت دائما تدعوها ((أبنتي الجميلة )) وتتسامح معها في المصروف . وتبهرها في كثير من الأحيان ..وكانت لورا تقضي معظم اوقاتها تستكشف لندن ,قانعة بحياتها ..لكن موت والدها اثر نوبة قلبية , ولقائها المفاجئ بسايمون باركلي دمر علاقتها بزوجة أبيها .
بعث كل شيء الى ذاكرتها الان تذكرت سايمون العابث المتكبر , الساخر ذي الجاذبية الشريرة ..فطفرت الدموع من عيني لورا وهي تتذكر لقائها الأول به ..يوم ذالك كانت كرستين بالمستشفى , ولورا وحدها بمنزل العائلة بلندن . حين زاره نظر إليها بتعجب فتضجرت وجنتاها خجلا ..فقال لها سايمون والسحر يقفز منه قفزا :
- يا ألهي ...! ما أروعك وأجملك ! كنت اظنك تلميذة مدرسة خرقاء .
- أنا أمام كرستين خرقاء .
- لا , يا فتاتي ..أخبرني ماذا تصنعين وحدك طوال اليوم ؟
- آووه ... لاشيء .
لم يكن الهدف ان يصيب وترا حساسا فيها , لكن قوله ذكرها أن تعمل .لكن زوجة ابيها هزئت منها وأشارت بسخرية لطيفة الى أنها لا تنفع لشيء .


ولأن لورا مازالت صغيرة وتخشى كرستين , صمتت على مضض , كارهه الإحساس بأنها عديمة النفع , وقال لها سايمون يومها :
- لاشيء ؟ فراشة اجتماعيه فقط ؟
- لست أية فراشة اجتماعية فأنا مميزة
فضحك :
- أذن أقبلي دعوتي على الغداء ..فأنا بحاجة الى من يسليني .

لم تكن دعوة ترضي غرورها , ومع ذالك أطبقت عليها جاذبيته اطباقا ..فاستجابت له متحدية كرستين التي لم توافق على اندفاعها ذاك .
وذالك الغداء كان بداية كل شيء ..
وقعت في حبة رأسا على عقب .. ولم تحاول أخفاء مشاعرها ..كان متحفظا في البداية , إلا أنه تغير فيما بعد ...علمت انه لا يحبها ومع ذالك جعلته يريدها ..
ولأنها كانت بريئة ظنت أن ذالك أشارة لبداية الحب .
كانت طفولية التفكير تظن أن حبها يكفيهما ! حاول أكثر من مرة تحذيرها ولم تصدقه .. فقد ضاعت في غمار حبها الأول . كانت ساذجة فلم تدرك أن مخيلتها جعلته أمير أحلامها ... عندما تذكرت ذالك الآن استطاعت أن ترى كيف حشرته في الزاوية , وأجبرته على الاختيار بين الزواج منها أو ترك المحتوم يحدث ..
حتى في ذالك الوقت كان شريفا قاسيا معها ..لكنها رفضت أن تعترف أن احلامها الوردية مبنية على أوهن الأسس : الرغبة !
أخبرته أخيرا في ليلة من الليالي عن مدى مشاعرها نحوه فضحك !

قال لها يومها بخشونة :
لا... لا ... أيتها المجنونة الصغيرة , لن أورط نفسي معك فهذا هو الحد الذي لن أسمح لنفسي بتجاوزه

*cute_girl*
22-12-2010, 09:38
كان يريد إيلامها وقد آلمها فعلا . كلماته القاسية لذعتها كألسنة السوط .فصفعته صفعه فيها كل ألم و عذاب مشاعرها . ثم راحت تراقب بشرته وهي تصطبغ باللون الأحمر وقالت بغيض :
- اذهب إلى الجحيم !
- إنها في طريقي ! ستقودين يوما مسكينا ما إلى ما هو أسوء من الجحيم
لك أخلاق قطة آتية من الشوارع وجمالها . الست مهتمة بما قد يحدث لك .
- لكنني أريدك , أرجوك سايمون ...... أنا أحبك جدا ..
فضحك وقال لها بقسوة :
- أنت لا تحبينني ولكنك ترغبين في وهناك فرق بين الأمرين
- بل أحبك .. ألا تسمع خفقات قلبي الذي خفق لك فقط !
- الآن قد تكون خفقاته لي , وفي الأسبوع المقبل قد تصبح لشخص أخر . لورا ..أنت فتاة رائعة الجمال , لكن إذا استمريتي على هذا المنوال ستصبحين متحجرة الفؤاد مثل كرستين .
- لكنك أنت البادئ .
هز رأسه :
- أجل .. حبيبتي , أنا البادئ , لكنني صدقاَ ندمت , أردت معرفة المدى الذي قد تصلين اليه .
تغلب الألم حين ذالك على مشاعرها جميعها فقالت :
- أعتقد أنني صدمتك .
مع ذلك حين تحرك ليذهب أخذت تبكي وتتنحب . فقال متنهدا :
- يا عزيزتي أنا ضد الدموع . أنت حلوة جدا وأعتقد إنني لو لم أكن أعاني من بقايا ضمير , لقبلت عرضك الكريم , حتى أمل منك فأتركك وأعود أدراجي . إلا إن اهتمامي بك يجعلني أرتد عنك منذ الآن .
وراح يشرح لها ..
- كرستين ستبذل جهدها كي تزوجك , وقد تقدر على تزويجك اذا وضعت ثقلها قليلا ..
- لا أريد الزواج......... أريدك أنت سايمون .
- لكنني لا أريدك ..... أوه ..حسناً , أنا أريدك .. لكنني لا أريد تحطيمك , فأنا غني عن هذا النوع من الدعاية , ولن أقبل أن يشاع عني أنني أغويت قاصرا .
وعادت الدموع تترقرق في عينيها .
- لورا أشكرك لأنك أحببتني لكن الأمر لن ينجح بيننا .
جلست غاضبة وقالت :
- كرستين تقيم حفلة في المنزل الذي سأذهب إليه .. حسناً سأتعرف إلى شاب وسترى ما أفعل .
فضحك :
- كلمات شجاعة , لكن أخلاقك لن تسمح لك بهذا .
- لماذا لا ترافقني لترى بأم عينك ؟
لم يصدقها . لكنه رافقها إلى المنزل حيث استقبلته كرستين بالترحاب ...ما أن وطئت قدمها في المنزل حتى تجاهلته تماما مع أن ذالك مزق قلبها .
كان الرجل الذي اختارته ,ممثلا وسيما واقعا تحت رهبة الثراء والثقافة الواسعة في أوساط كرستين , وقد سهل عليها ذالك الإيقاع به , حتى اذا ما اقترحت عليه الذهاب الى فوق كي تريه بعض اللوحات حتى وافق بشوق .

عرضت عليه اللوحات , ولكنها كانت منزعجة من لوجودها وحدها معه وكم أحست بالراحة عندما سمعت أصواتا عدة من بينها صوت سايمون , مما دعا الممثل الشاب للتظاهر بالتفرج على أللواحات التي كانت تقول له إن والدها جمعها .
حين نزل الجميع تأخرت مع الممثل قليلا لأنها أرادت أن يعتقد سايمون أنهما يتمتعان بحديث حميم ..لكن قرارها لم يلبث أن اندثر إذ وجدت نفسها لن تستطيع الاستمرار في الإدعاء .. فما كان منها إلا أن تسللت إلى غرفتها بعد دقائق قليلة ..

*cute_girl*
22-12-2010, 09:42
ما إن أصبحت هناك حتى غيرت ملابسها وارتدت غلالة نومها ... حين انفتح الباب وراءها ودخل , التفتت بسرعة لتقول له ونفاسها عالقة في حلقها :
- ماذا تفعل هنا بالله عليك ؟.
فابتسم ابتسامة جمدت الدم في عروقها :
- ألم تعرفي أن روميو فقد اتزانه فوضعته في تاكسي حتى يعود إلى بيته ولئلا يصيبك الإحباط جئت عوضا عنه ... ألم تتفقا على ذالك ؟
- كيف تتهمني وأنت تعرف أني أحبك ؟
قال بوحشية :
- أنت لا تحبنني أيتها المعتوهة ...بل تريدينني انه الافتتان غرام المراهقة , سمة ما شئت .. أنه الجنون فأنت لا تعرفينني .. عديني ألا تفكري فيما خططت له الليلة .
- لا ....
- أنها غلطتي ..لقد علمت منذ و وقع بصري عليك أنك المشاكل بأم عينيها , ولو كان لدي بعض الاتزان لتركت لندن مذاك الوقت .
حسنا يا قطتي سنتزوج لكن على طريقتي .
كانت السعادة قد بلغت منها الذروة لذالك لم تجادل حتى حين عرض إبقاء الأمر سرا حتى عن كرستين . كانت اعتقدت وقت ذالك انه يريد التهرب من الدعاية العلنية والصحافة وفضائحها .
كان مكتب تسجيل الزواج صغيرا وكئيبا , ولكنها ارتدت فستانا أبيض وحملت باقة زهور في يدها . وشعرت بأن ذبذبات سعادتها تضفي تألقا على المكان وبأن سايمون حالما يختلي بها لن يعود قادرا على تركها لحظة واحدة .
تقلبت لورا في فراشها تتألم لذكرى ما أكثر ما كانت ساذجة صغيرة وما أكثر ماكانت متهورة !
لكن ما أسعد ما كانت عليه أيضا .! فتلك الأيام القصيرة بين موافقته على الزواج منها وموعد الزواج كانت اسعد أيام حياتها , لم يكدرها إلا أمر واحد وهو عدم إخبار كرستين . التي كانت لطيفة معها وربتها golya كابنتها , والتي ستتألم أن لم تخبرها . لذلك وقبل أن تغادر المنزل لمكتب تسجيل الزواج تركت لها رسالة صغيره أخبرتها بأمر الزواج دون ان تأخذ إذن من سايمون مع انها تعلم بأنه سيغضب منها .لكن ليس من الائق ترك كرستين دون إخبارها

تم الزواج في وقت متأخر من اليوم رافقها سايمون الى العشاء كانت فرحة تغلي فرحة وبهجة لأنها أصبحت زوجة سايمون ولن تتألم بعد اليوم .
ثم وبعد خمس دقائق من وصلهما إلى شقته .. وصلت كرستين .!

حتى الآن .. لا تذكر لورا ما حصل دون أن تشعر بالغثيان .
تنفست بحده حتى تبعد الغثيان عنها ثم استرخت مخدرة الحس تنظر الى عقارب ساعتها سيبزغ الفجر قريبا . وسيكون عليها النهوض من الفراش لذهاب إلى العمل .
آنذاك أعلمته بما فعلت قبل أن تدخل كرستين مباشرة . ولن تنسى ما حيت نظرة السخرية والاحتقار التي رمقها بها . حذرتها تلك النظرة بأن شيئا خاطئا قد حدث لكنها لم تفهم ابدأ ما وراء شحوب زوجة أبيها البارد .التي وقفت تنقل نظراتها من احدهما إلى الآخر . خلعت كرستين قفازيها ووضعتها بحذر على الطاولة ..ثم ... ابتسمت ابتسامة عرفت لورا أنها زائفة كل الزيف .
- أنت لا تضيع فرصة عليك سايمون .. لكنني أرى أنني وصلت في الوقت المناسب .. اجلسي .. لورا .. ستحتاجين إلى ما يدعمك .

نظرت لورا إليه بائسة , فشاهدته يبتسم وهو يستند إلى الباب ,ثم شعرت بدمها يتدفق باردا حين رأت قساوة وبرودة عينيه .
- نفذي ما قالت لك لورا .
كان هذا كل ما قاله وكل ما احتاج إلى قوله ... جلست تحس بالشرر الذي كان يتطاير بين زوجها وزوجة أبيها .. ومع ذالك لم تفهم .
الصمت الذي أعقبه ملأ الغرفة بحجمه الغير مرئي , ضاغطا على أذنيها فراحت تنقل البصر من كرستين الى عيني سايمون الضيقتين .. بعد لحظات قالت كرستين :
-لا أدري كيف أكون لبقة لورا .. أتعرفين أني و سايمون نحب بعضنا منذ سنوات ؟.
ارتد الدم من عروقها عنيفا تاركا بشرتها دون لون ..أدارت رأسها بتوسل أعمى الى سايمون , الذي بقي صامتا وقالت بصوت يكاد يكون همسا :
- سايمون ؟

*cute_girl*
22-12-2010, 09:46
- أصغي إليها لورا ... لن يؤثر قولها في علاقتنا مادمت كما قلت مرارا تحبينني .
صدمتها وحشية كلماته ولهجته وكأنها ضربة موجعة . اعتقدت انه سيغمى عليها .. لكن في مكان ما من أعماقها كانت جذوة قوة لم تقهر بعد وهذه القوة ابقت رأسها شامخا .
صاحت كرستين بغضب :
- بالله عليك سايمون ! أنت نذل قاسي الفؤاد ... ألم تخبرها شيئا عنا ؟.
- لم أعد أحبك , لذا لم أجد لعلاقتنا تلك الأهمية حتى أخبرها عنها .
- ربما لا أهمية لها عندك . لكنها ذات أهمية لي وللورا .. كان عليك على الأقل, أن تقول لي انك لا تريد الاتصال بي قبل أن تتزوجها
- هذا ممكن .
تضرج وجه كرستين في حين ان الغضب أشعل عينيها , أحست لورا بثورتها حتى خافت منها , ومع أن سايمون لم يحاول إنكار الواقع إلا أنها أملت أن تكون كرستين كاذبة ,لكن حركتها نمت على أن المرأة مريضة بحبه , وأن حبها له قادها الى هذه المواجهة مع انها تضر بنفسها وسمعتها وسمعته .

التفتت كرستين إلى لورا :

- هل أنت بخير ؟. تبدين على وشك الإغماء .
تقدم سايمون بسرعة وانحنى من خلف الكرسي ليمسك بشعرها من الوراء ويشدها به :
- لن يغمى عليك .. صحيح يا لورا ؟.
آلمها وهو يشد شعرها حتى طفرت الدموع من عينيها وأبعدتها عن شفير الإغماء
وقالت دون أن تفكر :
- لا .. سايمون أرجوك أنت تؤلمني .
حتى كرستين بدا الخوف عليها وهي تصيح :
- دعها وشأنها ...بالله عليك سايمون ماهي إلا طفلة ! فلماذا تزوجتها ؟
- اندفاع- دونكيشوتي- للفروسية والشهامة .
ترك شعرها وجلس قربها على الأريكة ممسك يدها :
- وربما استهوتني فكرة الزواج بفتاة طاهرة .
عبر ضباب من الرؤيا سمعت كرستين تصيح :
- أنت حقير قذر يا سايمون لعلك لا تسعى إلى المال ... لأنها لا تملك شيئا .. كان والدها مفلسا حين تزوجته ومات مفلسا , هي ستمتص كل مصادر مالك .
- مصادري المالية كافية ..ونحن ننوي العيش باقتصاد . أليس كذالك يا حبيبتي نحن لن نخرج كثيرا .
نظرت إليه بذعر :
- سايمون ... لا تفعل هذا !
- لا أفعل ماذا ؟.
ظهرت بقعتان حمراوان على وجه كرستين :
- لا تلقي بالا .. سايمون !
فرد بقسوة ولهجة امره :
- ظننتك لن تخرجي أوصلي نفسك للخارج .
أغمضت كرستين عينيها ثم ارتدت على عاقبيها نحو الباب قائلة بحنق :

- تمتعا الآن .. وحين تسأم منها سايمون ..عد إلي ... سيكون من دواعي سروري أن أرميك خارجا .
ضحك ساخرا وهو يقف أمامها متكبرا , وهالة من السحر والجمال وقوة الشخصية وثقة بالنفس ظاهرة عليه . انتفضت كرستين , ثم تراجعت وهي تحدق فيه يأسرها اخضرار عينيه .
ولا حظت لورا ان ثقة زوجة أبيها بنفسها قد تبخرت أمام نظرته الساخرة .
أرادت لورا ان تغمض عينيها عن ذل كرستين ! لقد استغل حاجتها اليه .
- تبا لك ( سمعتها تقول ) تبا لك سايمون !
وولت هاربة من الغرفة صافعه الباب خلفها بحده .
- سأتأكد من أن لا يزعجنا أحد بعد الآن .
وكأن وجودها ليس سوى إزعاج عابر !حين عاد لم تتحرك لورا بل جلست جامدة مطأطئة الرأس وسألها بقسوة :
- لماذا تركت لها رسالة ؟.
- كنت مدينة لها بهذا ... يا لغبائي !
- نعم كنت غبية ... هل تطالبينني بتفسير ؟؟
على الرغم من زوال وهمها فيه , كان مازال قادرا على التأثير فيها , فراحت نبضاتها تظهر في عنقها وهو يقترب منها ويسألها بصوت عميق :
- هل كرهتني ؟
- أجل

*cute_girl*
22-12-2010, 09:49
كما كرهتني كرستين ... ماذا حدث للحب الذي أقسمت عليه ؟! لا تقولي ! فالحب الحقيقي قادر على احتواء أي شيء مهما كان .
ليته يفسر لها .. أو يقول لها على الأقل انه لم يعد يحب كرستين !
فهي لم تصدقه عندما قال انه لم يعد يحب كرستين .
- سايمون لماذا لم تخبرني ؟
- لي أسبابي .
- ماهي ؟
فابتسم ثم أخفض رأسه نحوها :
- حبيبتي .. زوجتي العزيزة .. لقد أقسمت على أن تحبيني وتخلصي لي في السراء والضراء . فبرهني لي هذا الآن وإلا .. أقسم أني سأجعلك تندمين على اليوم الذي ولدت فيه .
تلاشى صوت المنطق .. وأوشكت ان تكون مطيعة لكنها ببطء لملمت شتات نفسها وصمت أذنيها عن صوته الأجش وابقت جسدها جامدا عن مداعباته الرقيقة .كان املها الوحيد ان تبقى سلبية .
وجه كرستين وعذابها الذي ظهر عليه انطبع امام عينيها المغمضتين ..كانت ترتجف بسبب دنوه منها كحمى تعصف بها .. لكن وجه كرستين golyaمازال امام عينيها وهو ينظر إليها ساخرا .
أحس سايمون ببرودتها ..فارتد عنها قائلا :
- أهذا هو الحب الذي أقسمت أن تمنحيني إياه بلا حدود ؟ هل غيرت رأيك حبيبتي ؟
فهمست عندما سحق ذراعها تحت يديه :
- أنت تؤلمني !

فابتسم ورفع يده الى عنقها :
- أجيبي عن سؤالي لورا ؟
- لماذا لم تخبرني !
- ربما لأنني أردت اختبار حبك ,. إذا كنت تحبيني مقدار نصف ادعائك فلن تهتمين لشيء .
فجأة علمت لماذا لم يهتم بشرح موقع كرستين في حياته , انه واثق جدا كم حبها له ولذالك لم يجد ان هذا الشرح ضروري ! فاشتعل الغضب في داخلها وتحول الى لهيب جارف جعل وجنتيها تحترقان وعينيها تسودان وكأنهما بركتان عاصفتان .
قالت بصوت متصلب قاس :
- ربما لم يكن هذا حبا ... ربما هو الافتتان .
رفع حاجبيه ساخرا :
- بكل تأكيد .. مع أن الافتتان لا يمنعك من التمتع بليلة زفافك يا حلوتي .
رفعت سخريته الغضب في نفسها :
- ليتني لم التقي بك !
- أنت لا تتمنين هذا أكثر مما أتمناه ..والان هل ستكونين متعقلة أم اخرج ؟
- متعقلة ؟!! ......لا ... سأكون ملعونة لو تعقلت ! أنت جرئ وقح ...تتوقع لأن يكون كل شيء كما كان من قبل .............!
هزها الشد السريع على مجرى تنفسها وجعلها تصمت ..

أشتعل غضب شرس على وجهه حتى ضنت انه سيخنقها حقا , ثم تلاشى وحل محلة سأم خال من الاهتمام , لا شك أنه ينظر إلى كل امرأة مسكينة على هذا النحو . ابتلعت لعابها بصعوبة بعد أن ترك عنقها .
- ادخري ملاحظاتك الطفولية التي لا تتجانس مع حبك المتقد .
وتحرك نحو الباب فأحست بالبرودة وهي تسأله :
- إلى أين ... إلى أين تذهب ؟؟.
- وهل يهمك ذالك ؟.
التفت إليها ببطء ثم حدجها بنظراته من رأسها إلى أخمص قدميها .
- عودي إلى سذاجتك يا حبيبتي ... لك جسد امرأة مغرمة وعقل طفلة .لورا أعلميني متى نضجت .. حتى نتمكن من المرح معا .

وخرج ....

بعد اثنتي عشر ساعة من الانتظار حملت حقائبها واستقلت سيارة أجرة الى محطة فكتوريا حيث قطعت تذكرة نحو الجنوب ,


لقد كان على حق حين قال لها إنها نصف حية , ربما بعد عشر سنوات قد تحس بالعرفان له لتصميمه على جرها إلى ملاذها اللاواعي ..

*cute_girl*
22-12-2010, 09:54
8 - أمير الأحلام ..



تطلعت هيلين جادة إلى لورا ذالك المساء , ودفعت إليها فنجان قهوة عبر الطاولة قائلة :
- تبدين مختلفة .
ابتسمت لورا شاحبة :
- كانت الحياة كئيبة بالنسبة لي منذ سنتين , ويبدو انه أصبح لدي الآن مجموعتان من الذكريات , فالتي فقدتها أكثر حيوية من الأخيرة . وأنشط أحاسيساً .
كان واضحا أن صديقتيها تحسان بفضول شديد لمعرفة ماضيها , ولاكن إي منهما لن تسأل سؤال واحد .. ربما أتبعا لتعليمات الأخصائية النفسية .

كانت القهوة لذيذة , ساخنة , وقوية رائحتها نفاذه .. نفخت عليها لورا قليلا , ثم ارتشفت منها . وقالت بهدوء :
- أنا و سايمون متزوجان .
باد الذهول على هيلين , golya لكن كايت أطرقت ..فسألتها لورا :
- ألم تدهشي ؟
- لا .. في الواقع .. لقد بدا متملكا منذ البداية .. حتى اعتقدت أنكما مخطوبان على الأقل .
قالت هيلين بإلحاح :
- لا كن حين خضعت للفحوصات كنت ... سالمه , فما الذي حدث ! ... يا الله عذرا إن كان كلامي خاليا من اللباقة ... تجاهلي سؤالي !
تحركت كتفا لورا قليلا وردت :

- لا ..... لا بأس عليك , فبعد عقد الزواج مباشرة حدث بيننا سوء تفاهم هربت بعده . حين وصلت إلى هنا , وضعت كل الوثائق الهامة الخاصة بحياتي في خزانة المصرف وتخفيت قليلا , وغطيت شعري بوشاح وارتديت نظاره شمسيه .
- لهذا لم يستطع احد اكتشاف مكانك ... والآن .. هل ستعودين معه إلى لندن ؟.
- لست أدري .. ما كان يجب أن نتزوج أصلا .. كنت مفتونة به والفتاة تكبر عادة على مثل هذه الأمور .
- وهو .؟
الرد على سؤال كايت بسيط :
- انه لم يحبني يوما .. ولم يتظاهر حتى .. تزوجني لأنني هددته بأن ارتكب حماقة إذا لم يفعل .
هزت هيلين رأسها ساخرة :
- سمعت أشياء كثيرة في حياتي .. لكن ما أسمعة الآن هو أكثر الأشياء تنافيا مع العقل ! لا أستطيع تصور شخص متعجرف مهين مثل سايمون باركلي يبتز للقيام بما لا يريده .!!
فابتسمت لورا مجددا :
- آووه ... لديه نقاط ضعف , ومنها النساء الجميلات , فلسبب ما لقيت حضوه قيما تبقى له من ضمير .
- لا أظنه يحمل ضميرا !
- لقد غدا هذا من الماضي الآن . اشكره لأنه تحمل المشقة وساعدني على استعادة ذاكرتي .


وسيبقى الحال معها هكذا , مادمت سترى سايمون أو تقرأ عنه . , أصبحت القهوة دون دعم الآن في فمها وهي تتساءل كم من الوقت يحتاج المرء ليتغلب على حب ما .
فسنتان من حياة جديدة لم تغير مشاعرها نحوه إلا إلى درجة أعمق .. مع أنها لم تذكره حين رأته إلا أن مشاعرها ازدادت عمقا .. ولو واجهت الوضع الماضي نفسه ثانية فلن تصرف بالطريقة ذاتها , ذالك لأنها كانت ساذجة , أنانية , فيها وقاحة الشباب . التي جعلتها تختار رجلها دون ان تدع شيئا يقف حائلا في طريقها . فقط ما شهدته , مما اعتبرته خيانة , هو ما دفعها إلى ذالك التصرف والهرب ليلة زفافها .حين امتزجت الخيانة بالكبرياء المجروحة ... ولو انه لاطفها وقدم لها بعض التفسيرات لأذعنت ربما له .
هذا ما يؤلمها الآن . لكن هل سنتان من حياة جديدة عالقة في الزمن جعلتها تنضج حتى تفهم كم خذلته ؟
فيما بعد حين كان يفتش عن طريقة ليخفف من الجرح الذي أصاب كرامتها ,
لتستطيع الإحساس بحبه .. سألته عن توضيح , لكن كبرياءه رفضتها بقسوة كما رفضته هي من قبل .

- هل أنت بخير ؟
رفعت رأسها نحو هيلين تخفي أفكارها السوداء بابتسامة :
- أجل .. أنا بخير .
- حسنا ماذا تخططين الآن .؟
- لا شيء .. لقد اتخذت لنفسي حياة جديدة , فإذا رغب في طلاق أو فسخ زواج فليكن له ما يريد .
- أليس هناك من فرصة ...!
حركت لورا شفتيها بسخرية , فصمتت هيلين عن رومانسيتها :
- بل لا أمل هناك أبدا ..
بعدما سمعت الفتاتان هذا القول الحاسم , تبدلتا النظرات قم ما عادتا خلال الأيام التالية إلى ذكر اسم سايمون ثانية .
ما أن حل صباح السبت حتى كانت لورا شاحبة مرهقة , وهذا ما لم تذكره لها أي من صديقتيها , .. لكن وبينما كن يتناولن طعام الفطور سألتها هيلين :
- ماذا ستفعلين اليوم لورا ؟.
- سأنظف غرفتي , ثم سأمضي بعد الظهر في نادي التنس . فقد أجن اذا لم أمارس بعض التمرينات .
قالت كايت :
- لماذا لا تركضين ؟.. هل يلعب سايمون التنس ؟.
انتفضت لورا وسألت :
- لا ادري ..... لماذا ؟
صبت كايت بعض القهوة وردت ببرود :
- لأنه أوقف سيارته لتوه في الخارج .. وهو يبدو جهم الوجه .
قالت هيلين تهمس بعنف :
- لست مضطرة لذهاب معه .
احمر وجه لورا , وأحست للمرة الأولى منذ أيام بأنها حية . فقالت ببرود :
- لن يأكلني !
قبل سايمون القهوة التي قدمتها كايت , وهنأها على طيبتها , انتظر حتى استرخت الفتيات الثلاث ليقول برقة :
- لدي رسالة من روزماري تدعوك فيها إلى قضاء النهار معها يا لورا ... فأنا ودان ذاهبان لصيد السمك .
حدقت لورا في القهوة وهي تشعر بعيون الجميع منصبة عليها وامتدت تلك اللحظات حتى ضحك سايمون قائلا :
- احضري حقيبتك , أيتها الفتاة البلهاء !
هكذا بكل بساطة ... أدركت أنها على الرغم من توترها عندما تكون برفقته , إلا إنها تفضل أن تكون معه على أي شيء أخر .
بعد أن انطلقا بضعة أميال , قال سايمون :
- تبدين متعبة .. ألا تنامين جيدا ؟.
- أعطتني فيلستي بعض الحبوب المنومة , لكنني لا احب تناولها .
وأدارت رأسها لتنظر إليها مباشرة و بحده .
- ... لا ما نمت جيدا ... وماذا عنك ؟.
فابتسم :
- لست استثناء ....... أما زلت تكرهيني ؟.
أحست بأن الكذب أجدى من كشف مشاعرها :
- اوووه .. اجل .
ران صمت قصير قضى عليه بقوله :
- أعتقد أنك كشفت كل شيء .. فقد نظرت إلي هيلين وكأنني نوع من البكتيريا المزعجة , وكايت كان في صوتها بعض التحفظ .
- قلت لهما إننا متزوجان وأن الأمور سارت في مسار خاطئ ولم أضف شيئا .
- أتقصدين أنك تجنبت توجيه اللوم لأحد ؟ لا أكاد أصدق هذا !
- آه .. لا تكن قذر التفكير هكذا ! أنا لا ألوم أحد . لا شأن لي إذا وجدت أني أهلا لعطفهما الأمومي أو الأخوي .
غرقت في التفكير فلم تنتبه للاتجاه الذي سلكه , ولا كن بعد خمس دقائق أصبح شكها حقيقة :
- أنت كاذب ! فهذه طريق الشاطئ شقيقتك لم تدعني !
- بل دعتك .ورفضت الدعوة عنك . فنحن بحاجة لأن نكون معا بعض الوقت .
ذعرت فراحت تضربه بكلتي يديها حتى اضطر إلى التوقف , عندئذ امسك بها وهزها حتى استسلمت للبكاء , وحذرتها الخطوط البيضاء حول فمه من التمادي .
- لا تكوني حمقاء ! لن أؤذيك , أيتها البلهاء اهدئي علينا التكلم حتى نصل إلى حل بشان مستقبلنا , ولا مكان أفضل من بيت الشاطئ لأنه لن يقاطعنا احد فيه .
تريث حتى خمدت شهقات بكائها , وقال بهدوء :
- صدقيني لورا , لا أريد أن اسبب لك المزيد من التكدر أو الألم .. لكنك تعلمين انه لا يمكن ترك الأمور على ماهي عليه الآن

*cute_girl*
22-12-2010, 09:57
- اعتقد أنك تخافين أن تفقدي ذاكرتك من جديد .. لكن فيليستي قالت ان هذا غير وارد .
- وهل كلمتها عني ..؟
- أجل .. إنها تعتقد أن صدمة وفاة والدك وحبك العنيف الأول , ممتزجا مع تحررك من وهم , إضافة إلى رحلة جوية مرعبة .وضربة قوية على الرأس يوم وقوعك على الدرج , مجموعة كافية لفقد الذاكرة .. لاكن مستحيل أن تتكرر .
ابتسمت عندما سمعت كلماته الجافة , لكنها لم تلي ثان استرخت في مقعدها , فحرك السيارة من جديد , وسرعان ما كانا يمران تحت ظل الأشجار باتجاه الجون الصغير القابع حالما تحت السماء .
حين خرجت لورا من السيارة , تنفست عميقا تستقبل الإحساس بهمس الأمواج , وبمداعبة النسيم الدافئ الذي كان يرفع شعرها عن جانبي وجهها .
- أتودين السباحة ؟.
- لا .. ليس بعد .
- أذن تعالي نجلس على الشرفة .
نسيت الآن رعبها ., وبدا سايمون مسترخيا .. بعد قليل قبلت زجاجة مرطبات مثلجة واستلقت على كرسي طويل متسائلة :
- كيف عرفت بمكاني سايمون .؟
- أخبرتني روزماري .. كانت تعرف فقط أنني تزوجت , وأن زواجي لم ينجح , لذالك لم يكل لديها فكرة عمن تكونين . لكنك أثرت اهتمامها , فذكرت في أحدى رسائلها وتحدثت عن فقدانك الذاكرة .. لم أصدق في البداية , وظننت انك اخترت هذه الطريقة لإعادة الاتصال . وبما انه كان لدي عطلة قررت أن أقضيها هنا , متظاهرا بالوقع في أحابيل خطتك ثم أتركك .
- وما لذي جعلك تغير رأيك هذا ؟.
- غيرته حين أدركت انك فاقدة الذاكرة . عندما التقينا من جديد عند شاطئ
الجزيرة على وجه التحديد نظرت إلي بعينين فارغتين , فيهما حيرة وقلق طفل مهدد بذكرى كابوس . وجددت أنني لأستطيع أن اكره طفلا لا ماضي له .
- ورغم ذالك لم تكن رقيقا معي .
- لا .. كان علي إقناع نفسي بأنك حقا فاقدة لذاكرة .. كنت أحاول اختبارك منذ البداية .
- يوم اصطحبتني بالطائرة ؟.
- صحيح .. كنت أعرف خوفك من الطيران , وقد أقنعتني يوم ذاك ردة فعلك أمام الطيران . كنت قلقة لا كنك لست خائفة وقد حيرني الإغماء وفوجئت بأنك حائرة أكثر مني . وعندها تأكد بأنك فاقدة لذاكرة . لذالك قابلة الدكتورة مارلو فسألتها اذا كان تطفلي يؤذيك , فوافقت على مساعدتي وأعطتني بعض الأفكار .
- كأن تتودد لي ؟.!
ابتسم دون مرح :
- قالت إن إعادة أحداث الماضي قد تحررك , وبما أن توددي اليك لم ينجح قررت استخدام المجلة التي كانت مقتنعة بأن العقدة منها .
- وقد نجحت .. لماذا لم تذهب وتتركني وشأني سايمون ؟.! لكان هذا ارحم .
- سألتني عن هذا من قبل .. وأجبتك إن ليس في قلبي رحمة . لقد كنت نصف إنسان . أن التجارب والذكريات , مهما كانت مؤلمة وقاسية تعتبر نعمة من السماء .. تذكري ما كان بيننا لورا . تذكري أوقاتنا الطيبة !
فقالت مقطوعة الأنفاس :
- إنها ذكريات مرًة ...
أجبرتها يده غير الرحمية على الاستدارة إليه :
- لقد وقعت في حبي مرتين لورا .. فلا تنكري لأنها الحقيقة لكنك لم تتعلمي درسك , ففي المرة الأولى منحتني فضائل ما كنت املكها .. و غطيتي تجاوبك معي بسلسة من العواطف الزائفة سميتها حبا .. لقد تصرفت بطريقة لا أخلاق فيها ,. أما في هذه المرة تصرفت بطريقة أفضل قليلا . فرفضتني لأنك أحسست بأن هناك شيئا خاطئا .. ربما في المرات القادمة قد تجدين الأعذار التي ترغبين بها .. لكن ذالك لن يكون معي .. سأتدبر أمر طلاقنا حالما أعود إلى لندن .
- طلاق ؟ ... ألن يكون فسخ الزواج أسهل ؟.
- أجل .. لقد عرفت بالضبط ما أريد .. لقد سببت لي مشاكل كافية . وثمة طريقة واحدة لتعويض عن ذالك .وهو أن تعطيني ما حرمتني منه منذ أكثر من سنتين .. في ذالك الوقت ضننت أن هذا يساوي قيمة حريتي منك .. فلنر إذا كنت محقا .

لقد ألمها من قبل قتل حبها له ... لكنها لم تحس قط بمثل هذا الألم الذي تحسه الآن .. إنها تشعر وكأن سكينا حاد النصال يمزق قلبها .. فمطلبه البارد هذا ليس إلا انتهاكا وحشيا لكيانها وشخصيتها ... من قبل , دفع هذا العذاب عقلها الباطني إلى محوه من حياتها وكأن ذكراه سرطان سيقتلها .

صاحت به محاولة التحرر من ذراعية القاسيتين ..
- لا ......!
قال بقسوة :
- لم لا ؟. تعرفين انك تريدينني . والله يعلم إنني أردتك وما زلت أريدك ..
- إذا .... إذا ..! أصبحت زوجتك فعليا الآن ...
صمتت تفتش عن الكلمات لتفسر ما تعني فسألها :
- ماذا ؟.
- لا أظن إنني سأعود كما كنت أبدا .
تراخت قبضته عن عنقها .. وتمتم :
- لطالما جعلت من نفسك ضحية درامية ..وربما لهذا أروق لك .!
تمسكت بصلابتها تستدعي كل مقاومة لديها لتحارب مشاعرها :..
- بل أعني ما أقول .!
- هراء حبيبتي ... أنت تؤمنين بسخافات كهذه لأنك مازلت عذراء .
أخفت عيناها تعبيرا امتزج فيه الألم بالحب ..

- هل ستتركني ؟.
ابتسم قائلا :
- لا ... تركتك مره وكدت أموت إحباطا .. ولن أعيد الكرة ثانية .. تظاهري بأنك تحبيني .
تتظاهر ..!! وعلقت أنفاسها في حنجرتها ..

كانت طيور البحر تصيح .. تنادي بصوت رتيب وتساقطت أشعة الشمس عليهما من خلال أوراق الأشجار التي بدت وكأنها قطع نقود ذهبية .
نظرت لورا إلى الرجل النائم بقربها . إنها تحبه حبا لن يموت أبدا وهاهي تعي أخيرا آن لاشيء بقي لها في الحياة . الا اذا ....! وامتدت يدها الى بطنها .. ربما تحدث المعجزة ربما تظهر معجزة الحمل الخالدة .. ربما سيكون لها سلوى صغيرة في سنواتها السوداء القادمة .
- لم نفكر في هذا ... أليس كذلك ؟.
انتفضت انه دقيق الملاحظة كالعادة . راح يراقبها بتعابير غير طبيعية . فقالت بخشونة :
- إمكانية الحمل ضعيفة .
- ومع ذالك يجب ان نقرر منذ الآن مسؤولية من سيكون .
- لست أدري ما تعني !
- كم من الوقت سيمضي حتى تعرفي ما اذا كنت حاملا ام لا ؟.
- ليس قبل شهر .. لماذا ؟!.
- لأنني لن أسمح بأن يتربى طفلي بعيدا عن أشرافي .
أحست لورا بالحرارة بسب نظرته المتملكة .
- حسنا هذا سيعطيني شهرا لأركز نفسي معك .. أتظنينه وقتا كافيا ؟.
كانت على وشك البكاء إحباطا لا كنها تمالك نفسها وسيطرت على تعابير وجهها .
فاخر ما ترغب فيه آن يقرا ما في قلبها كما يقرا ما في ذهنها .
- علينا الذهاب إلى منزلك لتوضيب حقيبة ملابس لك كما عليك ان تطلبي أجازة من رب عملك .
- جلست لورا مصدومة :
- لا أستطيع ... ليس هكذا ..كان جورج طيبا معي .! لا أستطيع التخلي عنه هكذا !
- سبق أن تخليتي عني وكنت زوجتي لا موظفة عندي .! حسبتك دوم مبادئ لكنني عرفت الان ان مبادئك لا تختلف عن سائر الناس .
- تعني الناس أمثالك ؟.
ابتعدت عنه وهي تشعر بالمرارة :
- أنا لن أذهب معك سايمون .. فلا أخالني قادرة على تحمل المريد من عقابك .
- أهكذا كان الأمر ؟.

*cute_girl*
22-12-2010, 10:03
جعلتها لهجته الباردة الساخر ترتجف .. فردة الفعل الجسدية أهون من لهجة اليأس التي فتحت فاها تحت قدميها , ودون أن تتحرك .قالت :
- ربما انت على حق لا انكر ابدا انني أردتك .. لكنني لم أكن اشير الى هذا .
- الى ماذا اذن ؟
- الى سخريتك المهينة الدائمة !
- ألست خائفة مني ؟.؟
- ليس منك بمقدار ......
وعضت على شفتها .. فأدارها برقة لتواجهه .. كان يبتسم دون أي أثر للوحشية في تعابيره التي تخيفها , بل كان في نظرته حنان وشفقة .. وقال لها بهدوء :
- بمقدار خوفك من نفسك .. أعرف هذا صدقيني . كنت خائفة مني منذ سنتين . ولم أشأ تحطيم سعادتك , لكن لم يكن لديك أحد سواي . حتى كرستين لم تكن تهتم .. ولم يكن لك أصدقاء ليساعدوك . و استطع أراك تشقين طريقا واسعا نحو الهاوية .
- لذا تزوجتني ؟!
- لذا تزوجتك .

مضت عليها سنتان لم تفكر فيه البتة بل لم تتذكر أسمه حتى , لكنه كان دائما معها . جزاء من كيانها ككل خلية في جسدها . لقد تعلمت أن تحبه وأن ترضى بكل أخطائه ونواقصه .
حب (( امير الأحلام )) الجنون انتهى , وحل مكانه ألم ومشاعر أعمق على أساس أقوى وأصلب .. ذالك الحب الأول كان عندا و أنانية , كما هو الحب الأول دائما . الا ان ما تشعر به الآن شيء مختلف راسخ لذا مجرد التفكير في أنه سيلعب دورا ليس الا .
- لا تبكي لورا .. فالله يعرف أن الدموع لا تحل شيئا . وأنا لا أستحقها .
- أنا لا أبكيك بل أبكي نفسي .
- تبكين تلك الفتاة الصغيرة البلهاء ؟ لم البكاء عليها ؟ لقد تمتعت بحياتها . كانت صغيرة جدا لا تعرف الخطر الذي توقع نفسها فيه كانت بريئة بحيث لم تتأثر بأي خطر , اعلمي انه حتى لولا ظهور كرستين في تلك اللحظة بالذات , لما دام الأمر واستمر . مع الأيام كنت ستكسبين مني خبرة و حذراً .

كانت كلماته ضربة موجعه لقلبها , فسألته :
- كم من الوقت كنت ستمهلنا وقتذاك ؟
- سنتين أو ثلاثة . فلم يكن في نيتي تركك دون أن تتعلمي بعض التمييز .
- أنت تظهر كرستين وأصدقائها كأسماك قرش و ذئاب .
- يا حبيبتي البريئة إنهم كذالك . خليط من الأثرياء والمتطفلين والمنحطين . كان لكريستين نفسها سمعة تثير الاستغراب .
- لكن هذا لم يكن يزعجك .
- كانت جميلة , ومنحطة كأصدقائها . ولم أدع يوماً أنني أفضل منهم .

نظر إليها نظرة عميقة ثم أردف :
- كانت ستفقد اهتمامها بك مع الوقت , وما إن يعرف الجميع أنك ما عدت تهمينها حتى يسعوا إليك . وما أن يعرف الجميع أنك ما عدت تهمينها حتى يسعوا إليك . وما كنت لتكوني محظوظة في الحفاظ على براءتك أكثر من أسابيع معدودة .

- كان سيكون لي رأي بهذا الصدد !
ضحك ثم قست عيناه :
- يا حلوتي .. بعض زملائها ما كان ليتورع لحظة عن فعل أي شيء قذر .. كما أن هناك وسائل أخرى لإخضاعك .. المسكرات والمخدرات . وبعده الأبتزاز لتأمين وجودك حين يريدون .
- أنا ... لا... أصدقك .
- لا ... ؟ حسنا أنك حرة في رأيك . لكن أحد الأسباب التي دفعتني للزواج منك , هو أنني رأيت نوع الانحطاط الذي كان ينتظرك .
- هكذا أذن .. وأعتقد أن علي أن أكون شاكرة لك .
- ولكن هناك أسباب أخرى دعتني لزواج منك . فأنت جميلة و تعيشين لتنفيذ وعودك , على عكس بعض النساء .
- وماذا عن كريستين ؟
أطلت في عمق عينيه نظرة قبيحة .
- أمامك طريق طويل طويل فبل أن تصلي إلى مستواها .
عندما اقترب منها دفعت كتفيه بعيداَ عنها بكل ما أوتيت من قوة , كارهه نفسها لتجاوب عاطفتها معه .لكنه بابتسامه خالية من الشفقة أمسك بها فهمست وقد ضاقت بها أنفاسها :
- سايمون أرجوك ....
- أتتوسلين لورا ؟ أحب سماع توسلاتك فهي ترضي غروري . , يا ألهي كم من الغضب تملكني ! كنت أستلقي ليالي كاملة أخطط وأعد خطط الانتقام . وكان علي أن أعرف أنك قد ألقيت نفسك الى الجحيم كذالك .
- هل أحببت كرستين ؟.
رد بصوت ضجر ( لم تكن كرستين كما تظنين أبداَ ) .
حاولت الابتعاد عن محيط ذراعية ودفء أنفاسه بالقرب من عنقها وتوتر كل عضلة وعصب في جسمها . فا اختبرت موجات متتالية من الغضب الجارف وقاومته .. وقاومت لتتحرر منه , ومن مشاعرها وضعفها .

لكنه ضحك وجعلها تذعن له .

*cute_girl*
22-12-2010, 10:06
9- العطاء الأخير .

كانت الشمس تميل نحو الأفق , حين أيقظها سايمون . ودون أن تفتح عينيها تمتمت باسمه :
- هيا .. استيقظي , إذا لم أنقلك إلى البيت الآن فستأتي الممرضتان لرؤية ما حل بطفلتهما الصغيرة .
- لا أظنهما تفعلان ذلك .
- ألا تظنين ؟ فلنذهب أذن للسباحة .
رفعت جفنيها ببطء :
- الآن .؟
- ولم لا ؟ فأنت بحاجة لما يوقظك , فأذا أرجعتك وأنت على هذه الحال فستعرف حارستاك فوراَ كيف أمضينا وقتنا .
- ألن يعجبك هذا ؟
فضحك :
- ياحبيبة القلب .. لقد صنفتاني من النظرة الأولى واعتبرتاني زير نساء . وهذا لا يقلقني أبداَ . لكن قد تصابين أنت بالحرج .
فتأوهت مستديرة تخفي وجهها في صدره قائلة :
- تعرف الكثير عني .
- لئلا تكذبي مجدا علي .
فتمتمت بعد صمت :
- - لكنني .. لم أكذب !
- بلى لورا .. كبت علي .. قلت انك أحببتني .. لكنني رفضت أخفاء تلك المشاعر في عباءة العاطفة الصحيحة .. اتركي الحب لرومانسيين المشوشي التفكير , وعيشي هذه اللحظات بانتظار أن ينتهي كل شيء وأنت لا تشعرين بالألم الذي قد يدفعك إلى الاختباء ثانيه .
لذعت كلماته قلبها كحد السوط , فقالت عبر شفتين شحبتا ألما :
- وأنت بما ستشعر ؟ أم ما عاد يؤثر فيك أي شيء في هذه الدنيا ؟
- آوه قد أتعلم لاكن ليس عن طريق التوسل التافه إلى قلبي أو إلى نفسيتي الطيبة أو حبي .. زواجنا كان جنونا . سوف نحاول شفاء جروح بعضنا بعضا قبل أن أرحل , فأنت ناضجة الآن ويمكنك رعاية نفسك .
- أنت أكثر الرجال تعجرفا أريد الذهاب إلى المنزل الآن .
- لماذا ؟.
- لأنني لا أريد البقاء معك . أنت رجل لا حدود عندك , مستبد قاس , ولست ذكيا كما تظن .. وأعتقد أنني ... أمقتك .
تقدم ليقف أمامها :
- هاهي لورا التي أعرفها .
فطفرت الدموع من عينيها وتغلب عليها الألم وعلمت أنها لن تستطيع الاستسلام له بعد الآن لأنها إذا عاشت معه زوجة بضعة أسابيع فقد يقتلها فراقه .


- هل تريدين العودة حقا ؟
- أجل أرجوك ..
دب الأمل في قلبها لحظات .. لكنه مات قبل أن يبصر النور .. فما يحسه نحوها ليس إلا شعورا عابرا , لا حبا معطاء بعيدا عن الأنانية وحده الغبي لا يدرك أنه يعتبر حاجته إليها ضعفا يجب التحرر منه .
وعاد إلى الشقة بصمت .. حين وصلا إلى هناك قالت لورا :
- لن أذهب لأعيش معك سايمون .
- أعدت النظر بالأمر ؟
- أجل ...
- لماذا ؟
ردت ببرود شديد :
- لا اعتقد أنني أحتاج إلى أسابيع قليله كي أنساك .
ساد صمت قبل أن يقول بصوت ملؤه الشر :
- كاذبة ! لا تستطيعين مقاومتي ومقامة مشاعرك تجاهي يا زوجتي الراغبة .
تطلب منها جهد كبير حتى تهز رأسها نافية .. فسألها :
- ماذا يعني هذا ؟
- إن ما تقوله لا يكفي . فأنا لا أريد أسبوعين منظمين معك يتبعهما عشاء وداعي . فلست عرضه للبيع .
- بلى .. فلك ثمن مرتفع يفوق ثمن الأخريات . اسمعي بإمكاني إجبارك على المجيء معي .
جعلتها الوحشية في صوته ترتجف .. فردت عليه :
- أعرف هذا .. لكنك ستسأم بسرعة لأنك ستضطر دائما إلى انتزاع التجاوب مني انتزاعا . فأنت لست معتادا على هذا , لان معظم النساء يجدنك لا تقاوم .
- ماذا تريدين مني إذن ؟
فابتسمت :
- أتصدق لو قلت لك , لست ادري .
قال ببرود :
- أجل سأصدقك . حسنا هذا هو الأمر إذن .. سأراك فيما بعد .

*cute_girl*
22-12-2010, 10:07
حين اختفت السيارة .. دخلت لورا الشقة لتتهاوى منهارة فوق الأريكة والدموع تنهمر من عينيها.
كانت ماتزال على هذه الحال حين عادت كايت , فسألتها بحيرة :
- كان لقاء مشحوناَ ..
- آووه بكل تأكيد ..!
- قولي أن أصمت إذا أردت .
- لا .. لا بأس أتعلمين ؟ أسوء ما في الحياة أن تحصلي على ما تريدين ثم تكتشفين انه ليس ما تريدين أبداَ . وأذا حيرك قولي , فأنا آسفة لأنها الحقيقة .
وضعت كايت فنجان قهوة على الطاولة قائلة:
- معظم الأمور الجادة تحير المرء . أعتقد أنك لا تودين الخوض في الموضوع .
- لا أدري ماذا أتكلم .
ثمة أحداث مرة بسرعة لم يستطع عقلها استيعابها وهي تحتاج إلى فترة هدوء حتى تساعدها على وضع الأمور في نصابها ..
- يريد مني أن أذهب للعيش معه .
- وأنت لا ترغبين في هذا .؟
- آووه .. بلى .. أريد ذالك . لم أتمكن يوما من مقاومته .
- وهذا لا يدهشني .إلا أن انطباعي يقول انه رجل يهتم بكل شيء . فهو لن يستطيع كتابة رواية واحده إذا كان ساخراً دائما , أليس مهتما بك فعلاً ؟

- يحس بالمسئولية تجاهي . حين التقينا , كنت أعيش مع زوجة أبي وهي ليس الشخص المثالي لتكون مسئولة عن فتاة في الثامنة عشر من عمرها , بعد موت أبي كنت وحيدة لذا رحت أستكشف لندن وحدي , أذكر أنها كانت ترسلني دائما إلى النوم باكرا حين تقيم حفلاتها الكبيرة .
- ما كان أسمها ؟
- كرستين مورلي , كان اسمها قبل الزواج كريستين بروكتر .
رآن صمت قصير أجابت بعده كايت متجهمة :
- أجل سمعت عنها .. , فهي أيضا كانت تحتل الشائعات في الصحف , وحسبما اعرف أنت محظوظة لأنك نجوت منها سالمة .
- آووه .. لا لم انجُ لأن الأمر انتهى بي متزوجة من سايمون وأتحدى أياً كان يعتبر زواجي منه سلامة .
- حسنا .. وماذا ستفعلين الآن هل ستعيشين معه ؟
- لا .. لا .. أستطيع .
- قلت له هذا ؟
- أجل ..
- وماذا قال .؟
- قال انه سيراني فيما بعد .
- وهل تعتقدينه سيستسلم ؟
- لا .. ليس سايمون ,, أنا أخاف منه .. وأحبه سيجعلني أدفع الثمن .

- يبدو مرعباً .
- انه رجل ظالم قاس , لكنه يعرف الشرف بطرقته الخاصة , انه يريدني ويعرف إني أريده وهذا ضعف مني , أعتقد إنني سأموت لو عاملني كأنني امرأة لا تستطيع إلا الاستسلام لمشاعرها .
- قد يموت بعض الناس من تحطم القلب . أما أنت فذات الشخصية القوية لن يسبب لك ذالك الكثير من الأذى , أنت مرهقة الآن , وقد حذرتنا فيلستي وطلبت منا مراقبتك , اذهبي واستحمي ونامي حتى أعد لك وجبة طعام .

ساعدها الاستحمام على التخفيف من توترها . ليتها تستطيع بسهوله نفسها التخلص من أثره على قلبها وعلى عقلها ...!

كان أمامها في الأيام التالية وقت طويل لتفكير , فكأنه قبل رفضها له , لأنها مع قدوم الصيف ما عادت تراه فبدأت تسترخي خاصة بعد أن اكتشفت انها ليست حاملاُ .
لكن شيئاً لم يغير شحوبها حتى الاسمرار الذي ولدته أشعة
الشمس .. كانت ليلاً تستلقي مفتوحة العينين . تحدق في السقف مرتجفة من الذكريات التي تبرز على سطح
تفكيرها .
لكن لورا استمرت في خسارة وزنها .. ومع ذالك رفضت الإذعان الى عاطفتها التي تمزق قلبها .. لت تقبل أن تصبح رقماً آخر في حياته .. يستخدمها ثم يهجرها .. لكن الشوق في داخلها طفق ينمو .وبقيت على هذه الحال . حتى سارت يوماً ظهراً في شوارع المدينة حيث التقت وجها لوجه بدان دالتون الذي توقف ليحيها وعيناه القاسيتان مستقرتان على وجهها باهتمام :


- أكنت مريضة ؟؟
- أنا ... الأمر ....
وصمتت تحس بغبائها .. فقال بهدوء :
- تعالي معي .
وتوجه معها إلى مطعم مجاور .

*cute_girl*
22-12-2010, 10:09
- وكأنك بحاجة ماسة إلى الطعام . لقد فقدت نصف وزنك منذ رأيتك في المرة الأخيرة .
وأجلسها على كرسي ثم طلب ما يريد من الطعام .. بعد لحظات وجدت أمامها كوباً ضخما من عصير الإفريز تحدق فيه مذهولة .
- لا أستطيع شرب هذا .. لن أتمكن من الذهاب إلى العمل بعد احتسائه .
- ألم تتناولي الفطور ؟ هيا أشربيه ثم أخبريني لما تحاولين قتل نفسك جوعا ؟
- هذا غير صحيح !
- بل صحيح .. فأنت تعسة حتى فقدت شهيتك لطعام . اسمعي , أنا اكره حشر انفي في شؤون الناس , ومع ذالك أجد نفسي مضطراً إلى فعل شيء بشأنك وبشأن شقيق زوجتي .. روزماري قلقة عليكما .
- أرى أنك رجل تكره أن تبكي أحداهن على كتفك , لكن إذا استمريت في الحديث عن سايمون .. فستتحمل النتيجة .
- أتسائل إذا كانت سمعتي ستتحمل ذالك أيضاً .. لكنك لن تبكي أخبريني .. أتحبين ذالك المتعجرف المتكبر العابث ؟
- أنت جريء جداً !.. كعب الطنجرة ينادي إبريق القهوة يا أسود !
فابتسم , لكنه لم يلن بل سألها بصوت فيه تحذير :
- لورا !.
أعمتها الدموع فامتخطت بالمنديل وتخلت عن جو الاعتداد بالنفس .. وقالت بصوت متحشرج :
- ط..طبعاً أحبه ......! ولولا حبي له لقبلت عرضه دون .. أن اهتم !
- وما هو عرضه ؟
- بضعة أسابيع نقضيها مع بعضنا حتى نتحرر من حبنا . ثم يأتي بعدها الطلاق .. كدت أقتله على اقتراحه هذا .!
- هذا الشعور مشترك بيننا .
رفعت بصرها إليه :
- ماذا تعني ؟
- تناول ليلة أمس عشائه معنا .. حين آوت روزماري إلى الفراش باكرا ذكر لي سايمون في حديث عابر انه حين يراك في المرة القادمة سيريك من هو
(( الريس )) .
- وهل كان غاضبا ؟
- أجل ..كان غاضبا جدا . كان غير قادر على الكتابة أو النوم أو الأكل أيضا .. وحين سألته عن السبب golya /\lillas طلب مني بطريقة خالية من الأدب ان اخرس . فهل ستحذين حذوه لورا ؟
ردت وهي حائرة في أمرها :
- يجب أن تعرف انك غريب الأطوار بعض الشيء الآن .!
- سخرية الموقف تصدمني كذالك . إن ما فعلته الآن ليس أسلوبي لكنني مرتبط بسايمون وأنا أحبه .
- و روزماري قلقة !
فابتسم :
- بالضبط والآن أتودين أخباري ما حدث بينكما بالضبط ؟
لم تصدق ما فعلت ولكنها وجدت نفسها تقص عليه ما حدث فساعدها هذا على التنفيس عن الاحتقان الذي داخلها . تحدثت بسرعة ووعي دون الميل إلى الدراما .لكن صوتها كان يكشف عواطفها ..
وبينما كانت تتكلم أحست بأن بعض الحمل الثقيل الذي على عاتقها بدا يخف .. أنهت حديثهما مع احتساء القهوة بعد الغداء ..
بقي دان دقائق يحدق في القهوة مقطبا ..ثم رفع رأسه :
- لقد مرت بك أوقات عصيبة .. فماذا ستفعلين الآن ؟
- سأذهب إليه وان آمل ألا يملني بسرعة .. أتظن أن هذا ما يجب أن أفعله ؟
- لا أنصحك بهذا أبدا . لكنني أوفاق على أن هذا هو الحل الوحيد السليم .هل ترغبين حقا في السعي إليه ؟؟.
- اجل .. لقد جعلني الحديث معك أدرك أن لا شيء أمامي غير هذا ..ربما سأصبح تعسة معه ..لكن الحياة بدونه كالسير في الصحراء .
نظر دان إلى ساعته :
- حسنا .. سأبقى في المدينة بعد الظهر كله .. سأمر بك لأصطحبك من العمل .
- ماذا ..! لكن ماذا ؟ ..لكن لكن لايمكن على جورج ان يحظر موظفة أخرى !
- لورا ! أتريدين أن تستمر الأمور هكذا طويلا ؟ ان كل يوم يمر يصعب عليكما الرجوع ..بل يجعل من الصعب على أي منكما ان يتخذ الخطوة الأولى .
همست :
- لا .. لا أريد .
- حسن أذن .
- إنني لأشفق على روزماري أن لها أخا كسايمون وزوج مثلك . بت الآن لا أستغرب انطواءها على ذاتها .
فابتسم لها :
- أهلا بك في العائلة .
في السادسة والنصف من ذالك المساء أنزلها عند أعلى التله الموصلة إلى الشاطئ ... وسألها :
- أتريدين حقاً أن لا أوصلك إلى البيت ؟
- لا ... فإذا وجدني أصل وحيده فلن يتمكن من إعادتي ..تمن لي حظاً طيباً دان .
- لا أظنك في الوقت الحاضر تحتاجين إلى الحظ .. هيا اذهبي .!
عندما وصلت إلى أسفل التله كانت حقبتها تزن طنا . وكانت متوترة حتى ان حركة بعض الحشرات كادت تجعلها تصرخ .
علمت قبل أتن يقابل ندائها الصمت أن البيت فارغ .. ترددت لحظه ثم هزت كتفيها وولجت الباب ثم اجتازت غرفة الجلوس وصولا الى غرفة النوم , وهناك أخرجت ملابسها من حقيبتها وشرعت تضعها في الادراج الفارغة .
أحست كما تحس عادة في نهاية كل يوم صيفي أنها عرقه , لا كنها اليوم لم تشاء الاستحمام لأن البحر اليوم أومأ إليها , فمدت يديها .
كانت مياه البحر دافئة . فبقيت فيها مدة طويلة تسبح خلف السد الصخري الطبيعي حتى شقت طريقها إلى الرمال .
بعد مضي الوقت .. بدأ القلق يساورها .. أين سايمون ؟ أكد لها نظره واحده الى الكراج انه ليس هنا فلسيارة ليست هناك !
عادت إلى البيت تشعر بالجوع , فسارعت إلى البراد الذي وجدت فيه لحما مطبوخا بارد وسلطة .. لم تدرك أن هذه الوجبة الوحيدة الكاملة التي تناولتها منذ أسابيع .

عندما حل منتصف الليل كانت قد نامت مرتين , استيقظت في كل منهما منتفضة مما أدى إلى تصلب رقبتها , فتخلت عن غرفة الجلوس ودخلت غرفة النوم مستسلمة إلى نوم عميق . حين استيقظت كان النهار مشرقا و سايمون يجلس على حافة السرير يحتسي القهوة ويحدق إلى الأرض وكأنه يرغب في أن تنشق و تبتلعه . رفع وجهه نحوها وهو يخلو من أي تعبير :
- صباح الخير .
- صباح الخير .
- أعددت لك القهوة .
- شكراً لك .
قليل من هذا التكلف الرسمي بعد وتصب القهوة فوق راسه ..
مدت يدها فتناولت الكوب من الطاولة قرب السرير ثم اختلست نظره سريعه الى الوسادة فوجدت عليها آثار النوم . فتضرج وجهها وارتجفت يديها ’ لكنها سارعت إلى إخفاء اضطرابها باحتساء القهوة .
- من أحضرك .
فابتسمت ساخرة :
- دان .
فضحك :
- كان يجب أن اعرف .. ثم عاد إلى منزله وغير ملابسة وحمل زوجته وولديه إلى حفلة شواء عند آل باركر .!
- أكنت هناك ؟
- أجل كان خلال الأمسية يتصرف بشكل رائع .
- أنتما متشابهان .. مسكينة روزماري !
- هل أقنعك بالمجيء إلى هنا ؟
- لا .. أوصلني فقط .
- عظيم .! يجب أن لا يحشر أحد أنفه في شؤوننا الخاصة . و لماذا جئت لورا ؟ أريد الحقيقة كاملة .
- حاولي ..!
تنهدت :
- لأنني أريد أن أكون معك . سئمت الخصام والمقاومة , فهذا ما كنت أفعله منذ ليلة عرسنا .. أعتقد أنني أحبك وهذا ما انتزع كل كرامة لدي .
- وما الذي جعلك تغيرين رأيك ؟
- التعاسة !

*cute_girl*
22-12-2010, 10:13
تنافرت الكلمة مع دفء الجو , كان ثقلها الصريح غريبا أمام اشراقة الصباح .
- هل تتوقعين أن تعيشي معي سعيدة للأبد ؟ .
يا ألهي انه بالفعل يتمتع بإيلامها . ردت بخشونة :
- لا ... لا ..لقد تعلمت الدرس الذي لقنتني أيها جيدا .. ما الحب ألا نزوة تتمتع بها مادمت قادرا الخ ..... الخ .. ,لن أتوسل إليك حتى تعطيني أكثر مما تريد . قلت لي ان علي أن ازحف ..! حسنا سايمون انا زاحفة الآن .
- الكلمات تخرج منك بسهولة !
ازداد وجهها شحوبا .., ثم ضاع في تدفق الدم الى عروقها بعد أن أدركت مايطلب . نظرت الى وجهه فالتقت بنظره حادة كحد الموسى خالية من الشعور قاسية فعرفت إنها إذا فشلت في الإذعان إليه الآن فستودع مستقبلهما معاً إلى الأبد .
لم يصدق شعورها تجاهه منذ البداية , وقد زادته الظروف قناعة و قساوة ولعل أسبابه .

- سايمون ... أنا بحاجة إليك .. أرجوك لا تعدني ثانيه إلى الظلام .
- أهكذا كان الأمر لك لورا ؟ قلت ان استعادة ذاكرتك سيرميك إلى أسفل الهوة السوداء .
- لا بل السبب معرفتي بأنني خذلتك , فخسرتك .
خرجت منه الكلمات بقوة وعنف :
- آه يا ألهي ..!
بدا صوته مثقلا بعاطفة كبيرة وهذا ماجعل قلبها يخفق حبا له :
قال لها :
- أضنني لن أدعك ترحلين أبدآ .. أتعتقدين أنك قادرة على تحمل حياة كاملة معي لورا ؟ لن أكون إلا متملكاً مجنونا شرساً , فقد أنفث النار على رأس أي رجل ينظر إليك ويبتسم لك لكن...........سأبذل قصارى جهدي حتى أسعدك .
- وجدي معك وحدة يسعدني .
- حتام لورا .؟ حتى يزول حبك ؟
- اذا خبا حبي لك حل محله أشياء آخرى .. اذا تشاطرنا الحياة سيولد بيننا روابط من نوع آخر , هي أقوى من هذه .
لم يرد عليها .. بعد قليل قالت بائسة :
- أعرف أنك لا تحبني ...
فقاطعها متنهداً :
- لورا أيتها الغبية .. لقد وقعت في حبك منذ رأيتك أول مره .. وقعت في حبك كابن عشرين رأسا على عقب .
حدقت فيه وهي تكاد لا تصدق ما سمعته :
- لكنك ..لم تقل يوما .. أنت لم ....
- بالطبع لم أقل شيئا ..
- لكن .. لماذا لم تبح لي بحبك ؟
- لأنك ماكنت تشعرين بالأحاسيس ذاتها .
- بلى .. كنت فعلا احبك ؟
هز رأسه :
- كان شعورا عابرا . . وأنا لا ألومك لانه الشعور الوحيد الذي يسيطر على الفتاة في سن الثامنة عشر , كنت عنيدة مدلله .ومغرية , وأردتك أكثر من أي شيء آخر . لكنني ما كنت لأتزوجك لولا الجنون الذي استبد بك , كنت سأتريث حتى تمر مرحلة الجنون هذه لكنني للأسف لم أطق الانتظار .
مازالت لورا غير قادرة على تصديق ما تسمع golya. كلامه واضح كل الوضوح , ومع ذالك .. سالت بصوت خفيض :
- لكنك تحب كرستين !
- حتى التقيتك .
- لكنها ... قالت ...
- حاولي ان تفهمي كيف كانت الأمور ! بطريقة ما كان علي أن استوعب مشاعري نحوك .. فانا لم أشعر بمثلها من قبل بل لم يحدث أن أردت الزواج .. لكنني حين رأيتك أردت الزواج منك لأحميك . كنت اعلم أنك سترتدين عن حبي بسهولة ثم كان أمامي كرستين التي لم أرد إيلامها أكثر مما ينبغي .
- وحين هددت أن أحب شخصا آخر أسرعت لإنقاذي .
ضحك :
- أجل وحين ظهرت كرستين كجنية شريرة فاض بي الكيل خاصة وقد شاهدتك تصدقين كل ما تقوله . فكان أن أظهرت أسوا ما في من أخلاق .. فكلنا دخلنا يومها في وضع سنخرج منه خاسرين .
- وهذا ما حدث والشكر لغبائي .
- لا .. بل غبائي لأنا . لو لم اخرج ليلتها لأخذك بالقوة وكنت عندها قد دمرت كل فرصة لنجاح زواجنا . ثمة أمر آخر تريدين معرفته .؟
- ماذا كنت تفعل مع كرستين حين قتلت ؟
كنا معاً في حفلة .. آوه ليس معاً , ولكنني نقلتها معي بسيارتي الى منزلها .. واعلمي أنني لم أذهب إليها ليلة زفافنا .. لقد كذبت عليك .. تمشيت دون هوى في الشوارع وحين عدت لم أجدك .!
- آووه سايمون .. ظننت نفسي الوحيدة التي قاست .. أنا آسفة على كل شيء .
- لكنني لست أسفا .. والله يعلم أن ما حدث كان غلطتي كما هو غلطتك .. كنا سنوفر علينا الكثير من العذاب لو كنت صريحا معك لكن لدي مزاج مزعج شرير , يا حبيبتي , مزاج لن أعدك بأن يتغير بين ليلة وضحاها .
- لا أريد منك ان تتغير تعجبني كما أنت , وأحبك كما أنت . لكن لماذا كنت متباعداً عني حين استعدت ذاكرتي لماذا ؟
- أردت ان تحبيني .. ليس لديك فكرة عن الألم الذي كنت أشعر به حين تقاوميني والخوف والغضب في عينيك , لكن كان لدي امل خشيت عودة ذاكرتك لأنك قد تكرهيني لذا جعلت من الصعب عليك مقاومتي .
فابتسمت :
- يا لك من شرير !
- لست شريرا بما يكفي .. لكن حين استعدت ذاكرتك عدنا إلى نقطة البداية إلى الوراء .. كرهتني واحتقرت نفسك لذا أمهلتك بعض الوقت لكي تتغلبي على صدمتك , وأحببتك عندها أكثر من ذي قبل ..كنت أريد استسلامك كاملا فما فعلته ليس إلا نوعاً من الاختبار أحسست أن الطريقة الوحيدة كي تبرهني عن حبك هو ان تتخلي عن كبريائك كلها . ويا لبهجتي و سروري , كدت ابكي بالأمس من الراحة حين شاهدتك نائمة هنا .. شعرت انك لي ..... لي وحدي .
ساد صمت طويل قبل ان تقول لورا :
- مع ذالك كنت متوحشا معي حين أيقظتني .
- يحضر الصباح كالعادة معه الظنون .. وقد أردت أن ارى أن كنت تعرفين ما تفعلين .

*cute_girl*
22-12-2010, 10:15
رآح يبحث في درج الطاولة قرب السرير , فظلت لورا دون حراك , ترتجف حتى اعماق أعماقها لقربه منها .. بدت قسمات وجهه المتعجرفة قد تغيرت وكانه قد تعرض للخطر .. أن هذا مخالف للقواعد كلها .. سايمون عرضه للخطر !؟ لكنه هكذا وعرفت عندئذ مدى حبه لها .. أخافتها روعة المجد وجعلتها متواضعه حتى كادت تبكي .
قال :
- هاك ...
كان في يده خاتما ذهبيا قدمه لها منذ سنتين خاتم جعلته اشعة الصباح يومض ويبرق .
- حين وضعت ذالك الخاتم الزمردي في يدك يوم كنت في المحل أملت أن أثير فيك الذكرى .. فاشتريته لانه أعجبني .
- أين هو ؟
ووضعه قرب الآخر :
- إن لم يعجبك نستبدله .
- بل أحبه .. آوه يا ألهي سايمون ! لا تتركني ثانية .. فلن أقوى صبرا .
- لن أتركك مرة أخرى .. أعدك بأني لن أتركك .
فهمست :
- أحبك .
- وأنا أموت بك حباً .
في هذه اللحظة شعرت بأنها لا تريد إلا أن تهب وتهب لتعوض سنين الحرمان ولتعيش حباً حقيقياً لا تشوبه شائبة .
وكانت تعلم ان هذا الحب متبادل وأنه سيعطيها بمقدار ما تعطيه

*cute_girl*
22-12-2010, 10:17
~~~~~~~تــــــــــــــــمـــــــــــــت
بحمـــــــــــــد الله~~~~~~~

ملاك001
22-12-2010, 11:37
ماشاء الله عليك ياكيوت على الروايه الروووعه انا قريت نص الروايه من زمان ولا لقيت تكملتها بجد مشكوووره

ملاك001
22-12-2010, 11:45
بنات اخباركم بخير ان شاء الله انا حابه اشارك معكم بس ماني عارفه كيف

الغصن الوحيد
22-12-2010, 12:14
احلى سلام وبوسة كبيرة حق حبيبتي كيوت .. الله يعطيك الف عافية على الرواية الرائعة ..

الصراحة اختيار موفق ورواية مشوقة واو واو المشكلة اني ما خلصتها احين وصلت الفصل 6 وانا اعصابي مره ابغى اخلصها بس احين عندنا مشوار ضروري لازم اقوم اتغدى واخذ شور عشان بنروح نزور اختي ..

ومشكورة حبيبتي على السؤال ..سألت عنك العافية انا الحمدللة بخير يا قلبي دامك بخير ...

وتسلم اناملك يا قمر على الرواية اللغز من جد تحير !!!! ام الحماس ..

PANSSY
22-12-2010, 22:41
Cute girl
يسلمو رواية حلوة
يعطيك الف عافية

تحياتي لك

الغصن الوحيد
23-12-2010, 00:46
اولا ..يعطيك الف عافية حبيبتي كيوت ما قصرت على الرواية الحلوة تسلم اناملك يا قمر ..

وثانيا.. تصدقين حطمتني نهايتهم يوم قامت لورا تترجى وتتوسل سايمون يا شيخة ما خلت شوية كرامة ...اصلا هي بدايتها معاه بعد يوم تقعد تلاحقه وتهدده نرفزتني نهاية الرواية لان شخصية البطلة اطلعت ترفع الضغط ..الله لا يبلانا ونصير مثل هالحريم ( حريم آخر زمن ..ما ناقص الا تحب رجليه وتقوله تكفى لا تخليني ) بسم الله علينا يا بنات ..( واللي قاهرني ان هو ما يبي يتكلم ويقول يحبها ويبيها هي تتكلم يعني مين اللي مفروض يبادر اولا الرجل او المراة )..

ساكنه القلوب
23-12-2010, 15:59
:)::سعادة:::سعادة2::ضحكة:احلالالالالالالالالالالا سلالالالالالالالالالام الى اخواتي القمااااااااااري كيفكم ان شااااااااااااء الله تمام وحشتوني كثيييييييييير وزات اشواقي ليكم انشغلت وزادلهفتي لسولفكم ويارب يسعدالكل ويسعد كم مع احبااااابكم واشوف كل وحدة مستانسة مع قلبوووووووووووبكم ووحشتني الدردشة والوفلة معااكم وسلالالالامة تسلمكم اهداء الى جميع الاخوات منتدى مكسات الغالية والرمنسية دون استثناء ودمتم في قلبي قلبي سكنة

ساكنه القلوب
23-12-2010, 16:01
تسلم الايادي الحلوة على الرواية واحلالالالالالالالالالا سلالالالالالالالالالام الك ودمتي في قلبي سكنة;)::جيد::::سعادة::

ساكنه القلوب
23-12-2010, 16:04
::جيد::::سعادة::;)الف شكر الك ايااااااااااانجل رواية مذهلة وتسلامين ياقلبي ودمتي في قلبي سكنة
۝ تــــــــــــــــمــــــــــــــت ۝

قـــــــــــرااااااااااااااااااااءة ممتعة

مع خالص حبي
المــــــــلاك & angel 1118

ساكنه القلوب
23-12-2010, 16:14
::سعادة::;):)هلالالالالالالالالالاوغلالالالالالالا لالالالا بيكي ياقمر النور نورك الاطغى المشروع ومشكورة على سوئلك تمااام احسن بكثير تعرفي المستشفيات والتنويم كيف انتم والبنات والاهل كيف والجو خالص التحيات اليكي والى الجميع ودمتي لي في قلبي سكنة::سعادة::::سعادة::
ساكنة القلوب وش اخبارك ياقلبي وحشتيني والله منوره مثل العاده ..
ودمتي في قلوبنا ساكنه ..

ساكنه القلوب
23-12-2010, 16:20
:eek::eek::rolleyes:::سعادة::;):)الف ملياااااااار هلا واسهلالا والله العظيم جالسةاقرص نفسي بجد مومصدقة عيوني نورتي ونور المنتدى يااااحلا وارق وانعم ملكة ماااااااااري انطوانت وحشتييينا مرررررررررررة واحلاوارق سلا م مربع الك ياقلبي ودمتي والجميع في قلووووووبي سكنة::سعادة::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزاتي....

اخباركم واخبار الدنيا معاكم....عساها بمليون الف عافيه

كلمة وحشتوني قليلة بحقكم الصراحه

وحشني المشروع ووحشني انتظار ردودكم على الروايات:بكاء:

ووحشتني لترحيبات بالعضوات الجدد

كله المنتدى على بعضه وحشني والله

بس ما شاء الله شوف اني تركت المشروع بين ايدي امينه::جيد::

اشكر كل البنات الي راسولني على الخاص يسألون عني ^___^

والله اسعدتني رساسلكم وحسستني بحبكم

واتأسف من قلبي ان ما كنت قادره ارد عليكم والله :(

بس كنت متابعتكم ومتابعه كل اخباركم....

كل الي حبيت اقوله لكم يا بنات سواء من بنات جدد والا مخضرمات

مشكووووورات على الجهد المبذول عشان يبقى المشروع بقمة نشاطه

مع انها قليلة بحقكم والله

من ايام العزيزه lovly Sky الى وقتنا الحاضرا

الف الف شكر

ماري

ساكنه القلوب
23-12-2010, 16:30
هلالالالالالالالالالالاو غلالالالا بيكي والله عالم قد كثر احبكم من كل اعمق قلبي والف شكر الك ياقلبي على سوئلك وربي يسعكي يارب ومن معك وكل البنات الامعاناهوشوية تعب وان شاالله ارجعلكم حبيت ااطل عليكم لاانكم وحشتتتتتتتتتتوني موتواحلا تحية الك ياقلبي مع احلا وارق وانعم باقة الك ودمتي في فلبي سكنة::سعادة::

ساكنة القلوب
كيفك يا أميرة الرومانسية
وحشتيني ياقمر
لكي أحلى وأغلى سلام
تحياتي

ساكنه القلوب
23-12-2010, 16:35
::سعادة::تسلمين ياالغلا والله تمااام والف شكر على سوئلك ياقمر كلك زوق ورقة ورمنسية ياعسل يارب يسعدكي قولي امييين واحلا سلام الك والى الاهل وان شاء الله يعطى الوالد والوالدة القوة والصحة والعافية ويطمنو عليكم كلكم وتقبلي مروري ودمتي لي في قلبي سكنة::سعادة::
هلا بحبيبتنا ساكنة القلوب وش اخبارك يا قلبي انشالله بخير ..

اشتقنا لك يا قمر ..

ساكنه القلوب
23-12-2010, 16:39
وااااااااااااااو شكلهاحمااااس مرررررة تسلم الايادي الحلوة ياعسل مقدمن ومواخرن الف تحية ياقلبي ومنتضرين التكملة على احرمن الجمر ودمتي لي في قلبي سكنة;):)::جيد::::سعادة::

coolxxgirl
23-12-2010, 23:00
مشكورة علي الرواية مرة روعة بس شو هالبطلة حرقت لي اعصابي

coolxxgirl
23-12-2010, 23:03
مشكورة علي الرواية مرة روعة بس شو هالبطلة حرقت لي اعصابي
و ماري
كيفك وشتينا كلنا و الله ما قدرت اصدق عيوني و اهلا بك في المشروع

يوكي 111
25-12-2010, 19:05
أهلين بالبنوتات
الحلوين
وحشتونيييييييييي
جميعا" بدون أثتثناء
تحياتي

يوكي 111
25-12-2010, 19:08
كيوت جيرل
مشكورة وتسلم أيديكي عزيزتي
...جاآآآآنا...

ملاك001
25-12-2010, 22:24
كيفكم حبيباتي

بنزلكم ملخص روايه اتمنى تعجبكم بس طولوا بالكم علي شوي لاني بطيييييييييئه لانها اول محاولاتي في الكتابه

ملاك001
25-12-2010, 22:25
الملخص
كانت كيم متلهفه دوما الى الزواج والاستقرار لكن عبثا كانت تحاول النجاح في اي علاقه والآن بعد ان هجرها خطيبها تلهفت الى رؤية الرجل الذي لم يهجرها قط ..جاكسون جيدون اعز اصدقائها
دوما كانت كتف جاكسون جاهزه لتبكي عليها ...لكنه احبها دائما ومع هذا كان يقف جانبا ناظرا اليها تسير في الحياة بدونه ...حتى الان
واخيرا قرر انه اذا لم يستطع ان يحصل على كيم في حياته فسيخرجها منها ولكن كيم كانت قد بدأت ترى ناحيه جديده من جاكس ..ناحيه صدمت مشاعرها فهل يمكن ان تتحول صداقتهما القديمه الى حب ...او عداوه

نايت سونغ
26-12-2010, 09:58
أحلاااا سلاااام لأحلى صباياااا في أحلااا مشرووووع :o

اشتقتلكووووووووو كتيييييييير كتييييير ... بعرف اني قصررت هالمده .. كتيير قصرت :(

بس والله دايما بالقلب و بالباااال ... بس شوية ظرووف و نفسية تعبانه ... منعتني من الدخووول

شكرااا للكل اللي ذكرني و سأأل عنيي ... تسلمووولي ما انحررم منكوو يااارب ;)

مشاالله المشرووع مااشي نااااار ... انشالله دووم يارب مو بس يوووم :p

انا لحد الآن ما قريت الروايات اللي نزلت .. بس رح ابداا فيهن و اسهر عليهن

مشكووورين علي المجهوود الجباار

حبكم انااا ... موو ::سعادة:: وواااااه

نايت سونغ
26-12-2010, 10:06
صبايااا ... عندي رواية جاهزة اسمها لو تحكي الددمووع ..

و انا من زمان كاتبتها و جاهزة للتنزيل ... ازا بدكو انزلها هاليومين

و بتكوون ملااك خلصت كتابه .. لأنو زي ما قلنا من قبل ... ما تنزلوو رواية الا لما تكون جاهزة لتنزيل و كل فصولها مكتوبة عشان ما يصير تأخير بالمنتدي ..

رح نزل المخلص و انتوو اختاروو ... اووكيك

سلااامي للجميييع .... بجد وحشتنيييي الجمعه معكوو

نايت سونغ
26-12-2010, 10:12
.لو تحكي الدموع
رويات احلام العدد :61

الملخص : " لقد شاهدت هالة الإنتقام ترفرف فوق رأسك منذ أن وقفت علي عتبة باب القصر كملكة ، ولكن هذا لن يقلقني فقبل وقت طويل ستغادرين و انت تتجرعين مرارة الندم "
لم تردع هذه النبوءة رواينا عن المضي في مخططها فعهد السحرة قد ولي ، وهي قد اقتحمت قصر " الطاعون الاسود " اللورد كالدونيان ، و أوقعته في حبائلها ، ولم يبق إلا انتظار اللحظة المناسبة لتقطف ثمار انتقامها .
ولكن لماذا هذا الصوت الضعيف في أعماقها يحذرها : هذا اللورد اخطر مما تظنين و إذا وقع فلن يكون وحده !


رجع اللون الازرق و الزهر من جديد ههههههه

مع توقيعي المعهود : مووو ::سعادة:: ووواه

يوكي 111
26-12-2010, 11:21
ياالله

مو مصدقة حد يقرصني أكيد بحلم

نايتوالغالية

كلمة وحشتيني قليلة بما أشعر به

أرجوكي لاتغيبي مرة تانية

والله المشروع نور وأشرق بك

ياقمر

بلنسبة للرواية أنا قرأتها من

قبل وهي رائعة اختيارك موفق

عزيزتي

أنا معاكي في تنزيل الروايةقبل

ملاك الرائعة

لكي نعطيها فترة تكتب براحتها

بدون استعجال

وعودة حميدة ياقلبي

أسعدني كتيير روئيتك

...جاآآآآآآنا...

ملاك001
26-12-2010, 19:48
اهلين حبيبتي نايت سونغ نزلي روايتك لاني لسه مطوله الله يعيني واخلصها بسرعه

PANSSY
26-12-2010, 23:09
أحلاااا سلاااام لأحلى صباياااا في أحلااا مشرووووع :o

اشتقتلكووووووووو كتيييييييير كتييييير ... بعرف اني قصررت هالمده .. كتيير قصرت :(

بس والله دايما بالقلب و بالباااال ... بس شوية ظرووف و نفسية تعبانه ... منعتني من الدخووول

شكرااا للكل اللي ذكرني و سأأل عنيي ... تسلمووولي ما انحررم منكوو يااارب ;)

مشاالله المشرووع مااشي نااااار ... انشالله دووم يارب مو بس يوووم :p

انا لحد الآن ما قريت الروايات اللي نزلت .. بس رح ابداا فيهن و اسهر عليهن

مشكووورين علي المجهوود الجباار

حبكم انااا ... موو ::سعادة:: وواااااه




السلام عليكم

اهلا و سهلا بحلو الطلة
كيفك نيوتة انت الي لك وحشة كبيرة لان لك طلة مميزة
ان شاء الله بتكون نفسيتك افضل
بانتضار روايتك انا متأكدة انها حلوة مثلك

تحياتي لك و تمنياتي بدوام التواصل
صديقتك panssy

نسمة عطر
27-12-2010, 01:18
والله زمان نايت سونغ الحمد الله على السلامة وانشاء الله يزول عنك كل شي يزعجك حتى نرجع نشوف لون الزهر مزهر دائما ومنور مشروعنا
وبالنسبة لروايتك فانا من راي malh وتحياتي للجميع:) نسمة

نايت سونغ
27-12-2010, 20:12
ياالله

مو مصدقة حد يقرصني أكيد بحلم

نايتوالغالية

كلمة وحشتيني قليلة بما أشعر به

أرجوكي لاتغيبي مرة تانية

والله المشروع نور وأشرق بك

ياقمر

بلنسبة للرواية أنا قرأتها من

قبل وهي رائعة اختيارك موفق

عزيزتي

أنا معاكي في تنزيل الروايةقبل

ملاك الرائعة

لكي نعطيها فترة تكتب براحتها

بدون استعجال

وعودة حميدة ياقلبي

أسعدني كتيير روئيتك

...جاآآآآآآنا...



حبيييبتي malh

والله انا مشتاااقه اكتتر و انشالله ما ننحرم من بعض

تسلميلي يا قمر .. المشروع منور بوجودك و بوجود الصباياا

وانشالله تكون اخر فترة بالغياب و ما تنعاد

اسعدتني عودتي ... مشكوورة يا الغلا

مووو ::سعادة:: وواه

نايت سونغ
27-12-2010, 20:37
اهلين حبيبتي نايت سونغ نزلي روايتك لاني لسه مطوله الله يعيني واخلصها بسرعه


اهليين فيكي يا عسوول ...

تسلمي اي قمر .. و انا رح طول فيها شوي .. عشان تخلصي انتي الكتابه

و انا احمس الصبايا شوي هههههه:d

يعطيكي الف عافيه مقدما

موو ::سعادة:: وواااه

نايت سونغ
27-12-2010, 20:40
السلام عليكم

اهلا و سهلا بحلو الطلة
كيفك نيوتة انت الي لك وحشة كبيرة لان لك طلة مميزة
ان شاء الله بتكون نفسيتك افضل
بانتضار روايتك انا متأكدة انها حلوة مثلك

تحياتي لك و تمنياتي بدوام التواصل
صديقتك panssy



اهليين و سهلين فيكي

الحمدلله بخيير يا عوومري و الله انتوو اكتتر

نفسيتي تمام بشووفتكم

عيوونك الحلوين يا زووء و بشرفني صداقتك ;)

نايت سونغ
27-12-2010, 20:50
والله زمان نايت سونغ الحمد الله على السلامة وانشاء الله يزول عنك كل شي يزعجك حتى نرجع نشوف لون الزهر مزهر دائما ومنور مشروعنا
وبالنسبة لروايتك فانا من راي malh وتحياتي للجميع:) نسمة



هلاا والله


تسلمي يا قمر .. الله يحفظك ويبعد عنك كل الزعل

بوجودك اكيد منور المشروع

انشالله هلاء رح نزل اكم فصل و انشالله تعجبكم

تحيااتي ... نيوته : بدلع في حالي :d

نايت سونغ
27-12-2010, 21:01
لو تحكي الدموع
رويات احلام العدد :61


الملخص : " لقد شاهدت هالة الإنتقام ترفرف فوق رأسك منذ أن وقفت علي عتبة باب القصر كملكة ، ولكن هذا لن يقلقني فقبل وقت طويل ستغادرين و انت تتجرعين مرارة الندم "
لم تردع هذه النبوءة رواينا عن المضي في مخططها فعهد السحرة قد ولي ، وهي قد اقتحمت قصر " الطاعون الاسود " اللورد كالدونيان ، و أوقعته في حبائلها ، ولم يبق إلا انتظار اللحظة المناسبة لتقطف ثمار انتقامها .
ولكن لماذا هذا الصوت الضعيف في أعماقها يحذرها : هذا اللورد اخطر مما تظنين و إذا وقع فلن يكون وحده !

الغصن الوحيد
27-12-2010, 21:58
هو ها هو مشالله تبارك الله فيه نور قوي في المنتدى عور (يعني وجع ) عيني حتى لبست نظاراتي الشمسية ..

يالله من وين طالعة الشمس اليوم يا هلا ومرحبا مراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااحب بحبيبتنا نايت وين هالغيبة والله وحشتينا كثير ..

سلامتك من التعب النفسي والجسمي يا عمري وما تشوفين شر انشالله بس خلاص ما نبي انقطاع ترى ما نقدر على كذا ..

والحمدلله انتي شفتي المنتدى والمشروع وشلون صاير وانتي ما شالله عليك رجعت بنشاطك مثل ما نعرفك حبيبتي الله لا يحرمنا طلة اللون الازرق والوردي انشالله ..
وحمستوني على الروايات انتي مع ملاك يعطيكم ربي العافية مقدما ننتظركم ..

الغصن الوحيد
27-12-2010, 22:04
ملاك حبيبتي الله يعطيك العافية والله ما تقصرين مشتاقين لروايتك بس مثل ما قالت لك نايت اذا انتي توك ما كتبتي فيها شي خلي نايت تنزل اول بعدين نزلي روايتك عشان تاخذين شوية وقت تخلصين مثلا نص الرواية وبعدها تبتدين تنزلين ..

واحنا معاك ونستناك اكيد يا قلبي ..

الغصن الوحيد
27-12-2010, 22:16
نسرينو حبيبتي وينك عسى ما شر ترى وحشتينا البنات الحمدلله قاموا يرجعون واحنا ننتظرك ترى لا اطولين علينا يا قمر ..

نايت سونغ
28-12-2010, 17:03
1 الانكليزيه الباردة


شدت راوينا قبضتها علي المشتريات المتنوعة التي تحملها بين يديها و راحت تشق طريقها صعودا علي السلالم المفضيه إلي شقتها . كان الانزعاج و العبوس باديين عليها بسبب تعطل المصعد مرة أخرى.


وهذا ما لا تواجهه في مدينة عالميه كبروكسل ما يحدث هنا الآن لسارع المسؤولون إلي حلها ، وفي الواقع الخدمات التي تقدم هناك قد تصل إلي درجة الدلال ، و كيف لا يكون ذلك والخدمات إنما تقدم للنخبة الراقيه من وزراء السوق المشتركة و سكرتيراتهم .. و هلين احداهن .


ما إن بلغت با شقتها حتي حلت البسمة مكان العبوسها ، وقالت لنفسها و هي تفتش عن مفاتيحها " يا لي من محظوظة لأنني وجدت وظيفة كهذه ، أجد فيها المتعة بدل الرتابة في بعض الأعمال . فالجهد للوصول إلي أعلي سلم العمل السكرتاري هو تحد مثيرو ليس بنزهة رتيبة كما بعضهم يظنون ! " ترددت لحظة .. فقد التقطت أذناها نغمامخنوقا يأتي من خلف الباب المقفل . هناك من يدير اسطونتها المفضلة أوه.. ليس هوارد ثانية .


فتحت الباب و دخلت بسرعة ، ثم وضعت ما بين يديها من مشتريات في الردهة و أسرعت إلي غرفة الجلوس متسائلة .


1 مرحبا أختي !


لوح هوارد بيده متكاسلا ، و لكنه لم يحاول إزعاج جسده النحيل الممدد بالعرض علي المقعد ذي الذراعين ، وتابع التلويح ساقيه في الهواء مع النغم الموسيقي .


تقدمت لتطفئ جهاز الاسطونات دون أن تزعج نفسها بالرد ثم استدارتبسرعة لتواجهه :


1 لم انت هنا يا هوارد .. أعرف أنك تعمل في مكان ما في براري اسكتلندة ؟


اطلق ضحكة مستهترة صغيرة ولكن نظرتها الثاقبة التقطت عدم ارتياحه


3 تحسينا لمعلوماتك الجغرافية قومي بجولة في الجزر ابريطانية عوضا عن التسكع في " مناطق غربيه " صحيح ان دمفري شاير في اقاصي الغابات ولكنها ليست في البراري الاسكتلندية الشمالية ، بل هي علي رمية حجر من الحدود الانكليزية .


ردت بجفاء : هلا زدتني و اخبرتني بما حصل لوظيفتك .


صعد سؤالها المركز الاحمرار إلي خديه فراح يمعن النظر فيها بشئ من الاضطراب ، وكأنه يتسأل أي مدي سيجرؤ علي اختيار صبرها معه .. فأخته غير الشقيقة رغم محبتها له بدأت مؤخرا تظهر له نفاذ صبرها منه بسبب تنقله الدائم من عمل لآخر . و أخيرا قرر تبني دور الولد الضائع الذي لم يفشل يوما في كسب عطفها .


13 بصراحة يا أختي ، لم تكن وظيفة ، بل سجن .. فقد كان رب عملي السابق طاغية يحمل عقلية القرون الوسطي . عقلية اسلافه الذين كانو يمكلون الخدم و الأتباع و يخضعونهم لإمرتهم و طاعتهم ممارسين عليهم السيطرة المطلقة الكاملة . المركيز كالدونيان ، إيرل روزمور ، هو رجل كريه شرير يحجب نفسه عن المجتمع الحديث كما كان أجداده يحمون أنفسهم من أعدائهم . فالخدم يقومون بدوريات علي حدود أملاكه ، لإبعاد الغربائ غير المرغوب فيهم . ومع أنه مجبر لأسباب اقتصادية ، علي فتح أبواب حصنه وأراضيه للعامة و لكن التواريخ و المواعيد تنفذ بدقة لئلا يكون هناك خطر أن يواجه العامة من الزائرين . أما حقوق موظفيه فهو يصرف النظر عنا بإشارة من إصبعه و أما يكون للموظف حياة خاصة ، فهذا امر بعيد المنال لا مجال البحث فيه ، حكم عليه بحياة عبودية يحاسبه الماركيز علي أدق تحركاته ، ويتوقع منه أن يكون ممتنا للهواء الذي يتنفسه تحت سقف إحسان السيد للمسود .


قالت راوينا محتجة لأنها تعرف مدي ميل شقيقها للمبالغة :

نايت سونغ
28-12-2010, 17:16
-ليس هناك من هو سئ إلي هذا الحد .
-ألا تصدقين قولي ؟ !
حين هب واقفا وعلي وجهه السخط ، أحست أنها مجبرة علي تصديقه لأن أخاها لا يستسلم عادة إلي نوبات غضب عفوية بل علي العكس فطبيعته باردة خاملة إلي درجة كانت تتوق معا إلي هزه غضبا .
قال متهما : انت لم تصدقيني يوما حتي و نحن صغار ، كنت تملين إلي تصديق أخصامي علي تصديقي . وليتك تحكمين علي الوقائع بنفسك ..لو سافرت إلي اسكتلندة و سألت عن املاك كالدونيان لقيل لك ما قيل لي " اوه ! انك تسألين عن بيت الطاعون السود !"
حين انفجر غاضبا ، غاصت في المقعد امامها محاولة التفكير في الموقف ... كانت فرحتها بالعودة إلي الوطن قد تلاشت بفعل قوله مع أنها منذ أشهر وهي تتطلع للعودة إلي شقتها التي أسستها بحب لتكون منزلا لها ولأخيها الأصغر منها .. لم يكن قد بلغ الخامسة عشرة حين توفي الله والده و والدتهما التي ماتت قبل زوجها بأشهر . أما هي فكانت في العشرين ، فتاة متشبثة بأعتاب الحياة ، في حوزتها شهادة سكرتاريا و في قلبها توق للخطو إلي عالم العمل يومذاك نصحها زوج أمها : لا تتمسكي بأول وظيفة تعرض عليك . تمهلي و انظري إلي ما حولك ثم اختاري بحذر .
ولكن الظروف في النهاية حكمت أن يكون الراتب في الطليعة اهتماماتها . فمع وجود أخ غير شقيق في الخامسة عشرة من عمره و مبلغ قليل من المال بل اقل من قليل كان قد ترك لهما ، لم تستطع الانتظار لتختار
اسندت رأسها إلي ظهر المقعدها ، تنظر ببطئ إلي ما يحيط بها . في غرفة الجلوس هذه أثاث كانت قد عمدت خلال سنوات إلي شرائه أما المقاعد البيضاء الباهتة الثلاث فمن الأشياء القليلة التي بقيت لها من منزلها القديم . وأما السجادة البنيه ، الطويلة الأهداب ، المرقشة بلون عاجي ، فكانت تبذيرا كبيرا ، و تذكر أنها اشترتها بالتقسيط لمدة سنتين شعرت بالذنب لأن زوج أمها و أخاها لم يوافقا علي مبدأ التقسيط . ثم تدريجيا مع ازدياد راتبها ، أضافت بعض اللوحات المختارة إلي جدران الشقة العادية ، وهذة الستائر المخملية الفخمة إلي النوافذ ، و مؤخرا ، بعدما أصبح السفر إلي أوروبا جزءا من عملها ، اشترت قطعا فخمة من البورسلان و الزجاجيات ن و مجموعة من أشياء غير عادية اعجبتها .
أجفلها صوت هوارد الذي انتشلها من أفكارها :
آسف لأنني صرخت في وجهك يا أختي .. أنا فظ أناني . أنت دون شك تعبة بعد رحلتك . اتودين أن أحضر لك العجة و بعض السلطة ؟ لن أتاخر أكثر من عشر دقائق .
أنها تسامحه دائما كلما ابتسم لها ابتسامة تشجيع أو لوي رأسه بهذه الطريقة
شكرا لك هوارد سيكون هذا رائعا . فلنحضر الطعام معا . سأحضر السلطة ن أما أنت فتقلي البيض و بهذا نجد وقتا لنتابع اخبارنا . كان كلما تحرك احداهما في المطبخ الصغير دفع الآخر بمرفقه .. و لكنهما كانا مسرورين لأنهما معا مرة أخرى بعد ستة أشهر من الفراق
كم ستمكثين هذه المرة ؟
ثلاثة أشهر ، فلم يكن رب عملي السير دوغلاس علي ما يرام مؤخرا ، وقد نصحه الطبيب بأن يأخذ عطلة طويلة . كنت مستعدة للاستمرار في العمل عوضا عنه حتي يعود ، ولكنه و اللايدي ليستر ، رأيا أنني بحاجة إلي الراحة بمقدار حاجتهما في هذا .. فلقد كانت حياتنا مرهقة في الشهر الماضية ، فقد تركت اللايدي ليستر منزلها لتهتم ببعض الشؤون العائلية فاضطررت لتمثيل دور المضيفة في مناسبات اجتماعية عديدة كان من العسير إلغاؤها . فما رأيك بالعمل المضني طوال النهار ثم الاهتمام بالجانب الاجتماعي حتي ساعات الصباح الاولي ، كنت أشعر بالإعياء التام لذا تطلعت شوقا إلي الراحة و الاسترخاء في شقتنا ، ورغبت في زيارة الأصدقاء ، و الإخلاد إلي النوم قبل العاشرة كل ليلة .
نظر إليها بقرف : يا إلهي .. ما هذه الطريقة لقضاء عطلة ! هذا البرنامج الذي يدفعني إلي الجنون
أجل .. أعرف هذا يا عزيزي .. و لكن وجهات نظرنا لم تكن يوما واحدة ! فأعتبر التسكع عملا كريها أما أنت فينعشك وكذا الحال بالنسبة للعمل ، ففيما اتجد المتعة فيه تجده أنت شرا لا بد منه
هز راسه موافقا : أنت علي حق . لكل منا طريقة مختلفة في التفكير و التصرف ايضا غير متشابهين ، و هذا ليس عجيبا لأن كل منا أب مختلف
توقفت عن تقطيع الخس ، و تغصن جبينها عبوسا : كنت أذكر نفسي دائما بهذا الواقع . لقد ترملت أمي و هي صغيرة جدا ، ولم أكن سوي طفلة حين تزوجت مرة أخرى ، وكان والداك هو الأب الوحيد الذي عرفته . كنت بالخامسة من عمري عندما ولدت انت ..أذكر يومذاك أن " دادي " فرح كثيرا وقد رماني بالهواء إلي أن صرخت طلبا للرحمة ، ومع ذلك لم يظهر يوما في تلك السنوات ما يدل علي إنه يفضل أحدانا عن الأخر . كان يقسم كل شئ بيننا بالتساوي : حيه ، وفهمه ... و ...
قاطعها هوارد و المرارة في صوته تكبح ما تبقي من كلامها .
كل شئ عدا ماله . لا تنكري أنه كان علي أفضلية فقد ألحقك بمدرسة خاصة و لم يكتف بذلك ، بل أصر "دادي " ان تدرسي دورسا خاصة في السكرتاريا .. أما أنا فحرمت من أصدقائي الذين ترعرعت معهم ووضعت في مدرسة رسمية كنت فيها غريبا عن الأساتذة و التلاميذ في آن . لقد خرجت من المدراس الخاصة و ما فيها من أساتذة أكفاء و زججت في مدارس يزيد عدد التلاميذ في الصف الواحد علي ثلاثين تلميذا و المميز فيها أن التلاميذ لم يكن لديهم الرغبة أو القدرة علي التعليم أما الأساتذة فكانو يكافحون أوضاعا شاذة لا تقهر للاحتفاظ بعملهم .
بقيت راوينا صامتة جامدة بحيث ظهرت صورة متكاملة للتحفظ ن ثم قالت بصوت أجش :
اعرف انك تكدرت كثيرا حين تركت المدرسة الخاصة . لكنني لك أكن اعرف أبدا مدي تأثرك ..إنما لا تلم "دادي " علي ذلك فهو لم يمت بإرادته و اختياره .
رد بقسوة : - لم يختر كذلك ان يوفر احتياطات وقائيه لعائلته . كان أنانيا حين رتب شؤونه بحيث نستريح في حياته و نشقي في مماته ن الا تظنين هذا ؟
همست ببؤس : لم يكن يعتقد بل علي الأرجح لم يفكر في انه سيموت صغير السن كما فعل .
ربما لا .. لكنني كنت افكر أثناء تنقيل من عمل إلي لآخر في ذلك ، و ليس غريبا أن افكر فيه و انا أرى نفسي غير قادر علي تحقيق ترقيه لأنني لا املك مؤهلات أو علاقات مدرسية أو غير مدرسية مهمة لها تأثيرها في الوصول غلي وظائف هامة في المدينة .
المقدرة و التصميم يتغلبان علي كل العوائق .. كان يمكن أن أجلس نادبة حظي لاعنة قدري السئ و أقضي ما تبقي من حياتي في العمل في أول وظيفة مملة

نايت سونغ
28-12-2010, 17:17
كنني التحقت بمدرسة ليله حتي اتقنت ثلااث لغاتن ثم تركت أذني مشنفتين و عيني مفتوحي حتي عثرت أخيرا علي وظيفة عظيمة .. ان كان الرجل ماهرا في عمله فلا هم ما لون ربطة عنقه ؟
من السهل ان تجد المراة في هذه الأيام وظيفة اما الرجل فيعسر عليه إذ يعاشر غير رفاق السوء ، كما عليه ان يكون مقبولا في دوائر خاصة . ولايهم إطلاقا غن كان له عقل أو قدرة تصميم بل المهم ان يدعمه أشخاص من ذوي القيمة و هذا يدكرني بخدمة اريدها منك . ولكن فلنحمل أولا هذا الطعام غلي المائدة ولنتحدث أثناء الوجبة
أحست راوينا ان السلطة اللذيذة والأومليت الشهية ستصدمها ، فأخذت تتلاعب بها بالشوكة و السكين ، تفكر وجلة في ما سيطلبه منها فبسبب تلميحات سابقة ، استطاعت أن تقدر موضوع الطلب المقبل ، و خشيت من عواقب رفضها ، الذي يتشكل منذ الآن في رأسها، كانت شهية هوارد عظيمة وهذا غريب بالنسبة لشخص نحيل مثله .
سألها فجأة : هل حملت معك هدايا من بروكسل لم تخضع لرقابة الجمارك ؟
اجل .. بعض العطور و علب السيكار. تركتها في الردهة .. اخبرني المزيد عن رب عملك الأخير .. عن عائلته .. هل زوجته خاضعة له وهل اولاده بلا شخصية ؟
رد بازدراء : كان يمكن أن يكونو كذلك لو كان له زوجة و اولاد . إنه يعيش حياة النساك داخل حصنه الحجري المنيع مع قبيلة من المحليين الذين يقومون علي تأمين احتياجاته و احتبجات الصبي .
الصبي ... ؟
طفل في الخامسة من عمره هو ابن اخيه ، علي ما اعتقد . اخيه الأصغر سايتون الأحمر .
لا تمزح هوارد ! أنا حقا مهتمة بنعرفة أخباره .
صديقني اختاه ... يجب أن تختبري ذاك الوضيع الإقطاعي لتصدقي ! هناك حقا سايتون السود و سايتون الأحمر ... يقول السكان هناك إن هذين الخوين يظهران من وقت غلي آخر في العائلةن الكبر دائما هو الأسود ، و يكون اسمر اللون أسود الشعر ، ويطلق عليه " الطاعون الأسود " أما الثاني فيكون إما أشقر أو أحمر الشعر و لكنني لم أر قط الأخ الصغر الذي يقال إنه منبوذ لا يملك مالا و يحاول رمي سبب تعثر حظه علي اخيه الأكبر .. لكن كفي كلاما عن عائلة سايتون وما ورثوه من القاب عديدة . لقد قطعت كل صلة لي بتلك العائلة ، و سأكون سعيدا إن لم تقع عيناي ثانية علي سايتون الأسود
حسنا فلنتناول القهوة في غرفة الجلوس ، ولا تزعج نفسك بتنظيف الصحون فسانظفها لاحقا .
لم يطرق هوارد الموضوع الذي شغل رأس أخته طوال الوقت ، إلا بعد ان تمدد في مقعد مريح ، و أشعل سيكارا من أحد العلب التي جلبتها نعها . وعندما سأل كان سؤاله أشيه بالعفوي :
ايمكنك استخدام نفوذك لدي اليسر دوغلاس ليستر من أجلي ؟ أعلم أنه في الوقت الحاضر مشغول بشؤون السوق المشتركة ن و لكنه مدير عدة شركات و أحسبه إن طلبت منه بلطف سيؤمن لي وظيفة ما في مكان ما
هذا تماما ما توقعت ، وعلي أساس هذا رتبت مناقشتها معه .. فقالت بلطف لئلا تجرح مشاعره :
آسفة هوارد لقد ناقشنا هذا الأمر سايقا . و الجواب ما زال " لا " وكما قلت سابقا ، أكره أن أفرض نفسي علي رب عملي
مال إلي الأمام بغية المزيد من التأثير :
لا تطلبي منه ذلك كسكرتيرة بل صديقة ، إنه يقدرك كثيرا وقد اعترف أكثر من مرة بأعتماده الكامل عليك . بل سمعته مرة يتغني بمدحك أمام زميل له قائلا : " تملك راوينا مقدرة فائقة و إخلاصا لا شك فيه ، و هذا في النساء مخيف ولكنها تقوم بكل سحر الأنثي "
ارتفع ذقنها الصغير بعناد ، و لمعت عيناها العنبريتان :
وماذا ... ؟ اتقول إن علي الضغط عليه ليجد لك عملا ؟
بلغ سخطه حدا كبيرا دفعه إلي إطفاء السيكار بغضب :
لا تكوني سخيفة ! لا أطلب منك إلا تلمحي له تلميحا استخدمي سحرك انوثتك ، إبكي قليلا علي كتفه و صبي متاعبك و قلقك من شقيقك الأصغر الذي يملك مواهب كثيرةو يحتاج من يساعده في ارتقاء أولي درجات السلم . لا أطلب منك إلا فرصة ... فرصة واحدة أختاه !
هبت علي قدميها واقفة و راحت تذرع الغرفة في محاولة لتنفيس الغضب الذي بدأ يتعقد في داخلها ... وما هي إلا لحظات حتي ارتدت علي عقبيها نحوه تهاجمه :
انت لا تعلافني إن ظننت أنني قد أغوص إلي هذا الدرك ، فرب عملي يضع في اولويات مقدرتي و مواهبي ، و قدرتي علي مواجهة المشاكل ببرود و هدوء و تعقل . فكيف ستكون ردة فعله ، لو انهرت فجأة علي كتفه و سالت دموعي ؟ استخدم خيالك هوارد ! لن أبدو حمقاء فقط ، بل سيحس السير دوغلاس بالإحراج !
تقدم إليها ليقف غير بعيد عنها بحيث يتسني له ان يمعن النظر في وججها المضطرب . كان الشبه الخارجي بينهما و هما يقفان معا ضمن دائرة الضوء المصباح المعلق فوق رأسيهما ، ظاهرا . فكل منهما شعر اشقر فضي و جسد نحيل و لكن فيما كان فمه رقيقا ، كان فمها مكتنزا يدل بأدل طريقة علي التصميم الذي ينعكس أيضا في عينيها العنبريتان اللامعتين لمعان الكهرمان و هما تتصادمان مع عينيه الزرقاوين الشاحبتين قال بعد صمت و كأنه يتهمها :
لن يكون أبدا كالحرج الذي يصبني و انا أقف في نهاية صف طويل ممل ! أنت قاسية أنانيه راوينا .. فكل ما تريدينه وقع بين يديك مباشرة : وظيفة مهمة وسفر بالخارج و راتب جيد يخزلك الحفاظ علي هذه الشقة التي سمحت لي بشهامتك بمشاركتك إياها .. يا لك من محظوظة ! محظوظة جدا يا أختي .
وكلما عملت إزداد حظي و عظمي
قاطع سخريتها بحدة :
وفري علي سماع هذا ! لو كان وضعنا معكوسا ز كنت أنا من جني فوئد التعليم الكثير الكلفة ، لما جعلتك تتوسلين فتات مائدتي ! لو أن لي وظيفة محترمة لاستطعت أن أحصل علي شقة لنفسي ، و لكان في جيبي مال و ها أنا معتمدا كل الأعتماد علي إحسانك . أتشعرين و الحال هذا التفاخر ؟ هل أنت واحدة من النساء المكبوتات المحتاجات إلي الشعور بأن الآخرين بحاجة إليهم ليرضن غرائز الأمومة المحبطة ؟ أنت جميلة يا أختي أعترف لك بهذا و مع ذلك ، لم أر لك صديقا دائما و لم أشهد لك علي علاقة أقمتها .. فهل أخبرك السبب ؟ إن برودتك و رفعة منزلك اللتين تظهرينهما هما تصدان الرجال .. و يجب أن تخلصي لنفسك منهما أما أنا فلست مستعدا لانتظار وقوع العاجيب . سأقطع الرباط الذي يربطني بميدعتك و مئزرك . أريد حريتي . أريدها الآن ! صديقني و عليك لصالحك أن تساعديني في الحصول عليها !

*************

نهاية الفصل الاول

نايت سونغ
28-12-2010, 17:20
2 - الطاعون الأسود





لم يغمض لراوينا تلك الليلة جفن لآن تبدل تصرفات هوارد نكأ جرحا مؤلما عليها أن تعاين خطورته . فالنجاح كما اكتشفت في بداية حياتها المهنية ليس سبيل الفضل للصداقة ، بل الكراهية و الضغينة ، و الخبث و تعمد الأذى هي الثمن الذي يجب أن يدفع المرء لمجرد الجرأة علي الحلم ، فما بالك بتسلق القمة ، إن الصداقة عند راوينا تعني الالتزام التام و الأخلاص الصرف و المشاركة بالفرح في السراء و الأحساس بالشفقة العميقة في الضراء و لكنها وجدت الصداقة في مفهوم الآخرين مختلفة
كانت سهام الغيرة قد تركت آثارها في مشاعر الرقيقة حتي تراجعت في النهاية إلي قوقعة من عدم الاهتمام المنعزل ... إنها تضع ثقتها في شخص واحد تعلم حقا إنه يهتم بها : هوارد . ولكنه أيضا خان ثقتها به ... إن غريزتها دفعتها للتخفي وراء واجهة باردة من اللا مبالاة أثناء حوارهما أما الآن وهي في عزلة غرفتها فقد اطلقت العنان لدموعها الحارقة و كان أن هزت التشنجات جسدها النحيل المتمدد فوق الفراش و راحت تغرق في موجات متلاحقة من الذهول و الأرتباك ، تحس إنها خائفة ، مهجورة و إنها قطعة من حطام بشري يتلاطم علي الصخور بلا مرساة .
حين انضمت في الصباح إلي هوارد لتناول الفطور ، كانت قد استعادت هدوءها ظاهريا و كان الذنب الذي يشعر به يجعله متوترا . و لكن البسمة اضاعت عبوس وجهه حامل قالت له بصوت متزن خفيف :
قررت أن افعل ما طلبته مني .. سأتصل بالسير دوغلاس لأسأله إن كان قادرا علي إعطائي بضع دقائق من سفره إلي منزله الريفي .
هذه انباء رائعة يا أختي !
تحرك نحوها ، لكنها تجنبت عناقه و ذكرته في الوقت ذات ببرود :
لكنني سأقوم بذلك بدون قناعة لذا أريد وعدا منك ، وعد شرف ، أن تبذل جهدك في النجاح في العمل الذي قد أنجح في تامينه لك بمساعدة السير دوغلاس .. فليس مستقبلك وحده في خطر ، بل مستقبلي أنا فإن فشلت بعد توصيتي بك فلن استطيع الاستمرار في العمل لأنه عندما يراني أهلا للأحكام الصائبة .
أعدك أختاه .. لا داعي للخوف من هذا . فلا احتاج إلا لبداية حقيقية تخولني الانطلاق ، و سأثبت لك أنك لست الوحيدة في العائلة من يستطيع الوصول الي القمة !
رد السير دوغلاس بنفسه حين اتصلت بمنزله :
راوينا عزيزتي .. بالطبع سأقابلك .. فورا إذا أستطعت . وينفرد تقول إن عليها توضيب الحقائب و هذا يعني أن أمامي ساعتين قبل السفر .
تعلثمت راوينا و هي تشكره و لكن بعدما أقفلت السماعة أسرعت تطلب سيارة أجرة . و ما هي إلا ربع ساعة حتي كانت أمام منزل السير دوغلاس اللندني الأنيق ، و ما هي إلا لحظات أخري حتي كانت تدخل مكتبه حيث كان ينتظرها .. ألقي عليها نظرة حادة حاذقة تشير إلي أنه فهم أن سكرتيرته الهادئة عادة ، في حالة مجهدة .. و لكنه لم يشير إلي هذا بل تريث حتي جلست و قال لخادمه :
أحضر لنا القهوة و البسكويت ، أرجوك روبرت .
لوح بيده رافضا احتجاجها ، وترك الحديث يدور بينهما حتي عاد الخادم و بعد ذلك استقر في مقعده و قال بحثا :
ما الأمر يا أبنتي .. أهنالك ما يقلقك ...؟
ارتشفت جرعة من القهوة ، ثم وضعت فنجانها علي الطاولة قريبة فعاودت تغطيه اعصابها بصوت مبالغ في مرحه ، رن مزيفا في أذنيه ، فبدأت بلآعتذار :
أحس أن وجودي هنا عبء تقيل سير دوغلاس . لقد كنت لطيفا معي دائما في الماضي و كريما و متفهما أيضا و أحس بالخجل لأنني سأقدم معروف منك
مال إلي الأمام يشجعها :
لم تتلقي مني شيئا لا تستحقينه ، أنت تسئين تقدير قيمتك لدي .. الغبي وحده لا يكافئ موظفة قديرة كفؤة مساعدة مثلك ..فلولا أخلاقك الجميلة ..و استعدادك لتحمل المسؤوليات إلي ابعد مما هو متوقع من سكرتيرة ، لوجدت الأشهر الستة الماضيه عبثا لا يطاق يا عزيزتي ، أنا مدينلك بالكثير ، لذا سيكون مطلق طلب تطلبينه سبيلا لأقدم لك مساهمة صغيرة تخفف من عبء ما أكن لك من أمتنان .
طفرت الدموع في عينها و لكنها كبحتها بسرعة ووجدت نفسها غير قادرة علي الكلام أما السير دوغلاس فشغل نفسه بملء فنجانه ثانية و لكن فضوله أثاره قلق الفتاة التي شاركته علاقة الرئيس بالمرؤوس و مع ذلك بقيت بالنسبة له لغز مغلقا .
في البداية تردد في قبول اقترح زوجته القاضي بأن يطلب راوينا بمهام المضيفة اُناء غيابها فقد تعلم خلال سنوات عمله الطويلة ان من الحكمة إبقاء كل تالمظيفن علي مافة من الصداقة .
ففي الماضي أساء كثيرون ممن منحهم بعض الصداقة اليه ولكنه اكتشف ان الامر مع راوينا هو العكس فهي التي تركت حواجز التحفظ بينهما ، و ملأت فراغ التي خلفته زوجته ، واكتسبت التقدير من ضيوفه الاثرياء بسبب الطريقة التي لبت فيها حاجاتهم . ومع ذلك ، و علي الرغم مكن اعتماده هذا عليها ، لم تتخط الحد بالتطفل علي علاقتهم و اعمالهم .
عندما بدات تجبر نفسها تدريجيا علي الكلام ، كان اهتمامه قد زاد قالت مترددة :
لا ادري اذا كنت تذكر ان لي اخا نصف شقيق هو اصغر مني .
هز رأسه نافذ الصبر لتتم كلامها وقال معلقا :
- كان في الخامسة عشر حين مات ابوكما . اليس كذلك ؟ و منذ ذلك الحين وضعت علي عاتقك مسؤوليته .
ابتلعت ريقها بصعوبة :
أجل .. و لكن لسوء الحظ ، لم انجح في حمل مسؤولياتي . فمع انه يملك عقلا راجحت كات تعليمه قليللا . ظل اخي حتي مات والده في المدرسة خاصة و لكن بعد وفاة والده لم اجد الا راتبي و بما انه لم يكن يستطيع تغطيه نفقات المدرسة الخاصة ، اضطررت للاعتماد علي التعليم الرسمي . و بالطبع هزه هذا الانتقال وهو حتي علي الرغم من بلوغه العشرين عاما ما زال يشعر بالاحباط و السخط غير انه مقتنع بأن له القدرة علي النجاح لو حصل علي فرصته لاثبات نفسه للآخرين .
بدأ السير دوغلاس يري الصورة فتنهد بالارتياح :
يا فتاتي العزيزة .. هل المعروف الذي تطلبينه هو حقا هذا المر الصغير ، في ان اجد عملا لأخيك ؟
اتسعت عيناها العنبرتيان ولول مرة منذ ان بد ات تتكلم ، رفعت راسها تساله باضطراب :
امر صغير1 سير دوغلاس .. ليس لديك فكرة عما يعنيه ليه هذا الامر يل عما يعنيه لكلينا !
اذن ن يجب ان نري ما نستطيع عمله . قلت انه في العشرين ؟ فيم برع ؟
برع دائما بالارقام .
واين عمل آخر مرة و في اي مجال ؟
بدات الحيرة عندما راي الاحمرار الذي اجتاح وجنتيها .
عمل اخر مرة عند الماركيز كالدونيان .. ان مساعد مدير الأملاك .
ارتفع راس السير دوغلاس بحدة :
ماركيز اوف كالدونيان ؟ هذا بحد ذاته توصيه كافيه . سكوت صديق قديم .
سكوت ؟ لا .. اظن ان اسمه سايتون .
صحيح عزيزتي انه سكوت سايتون .. و عائلة سايتون من اقدم العائلات بين قبائل اسكتلندة . عندما ورث القصر و الاملاك كان كل شئ علي وشك الافلاس . نعم لا انكر انه كان هنالك ارث عيني كبير ، الا انا سكوت اصر علي الاحتفاظ به .. وهذا ما كان . قصر كالدونيام ليس فقط اكثر القلاع التاريخيه جاذبية ، بل هو الان جزء من املاك تعتبر مثالا عالميا علي الديناميكية في الادراة . وقد تبين لحسن الحظ ان سكوت زراعي قديم يميل الي تطوير العمل . ولقد قام بمشروع طموح يقتضي اعادة تشجير منطقة الغابات ، و تحديث المزارع ، و مشكور علي ما قام فبضله اضحت املاك كالدونيان املاك زراعية مزدهرة لاشك في ان اخاك اخبرك بذلك ، فما من احد عمل مع سكوت الا و اضطر اي الاعجاب بشجاعة هذا الرجل و تصميمه .
كان في كلام السير دوغلاس علامة استفهام ، و لكنها قررت تجاهلها . فلن تتمكن من الاعتراف بان هوارد قد اساء وصف رب عمله السابق . و الامر محير .. وظلت علي حيرتها ختي تذكرت ان السير دوغلاس ينظر الي الماركيز من زاوية رب عمل لا من زاوية موظف و هذا يعني انه لا يعرف شيئا عن تصرفات هذا الماركيز مع من يعملون عنده من سيئي حظ !
جلس السير دوغلاس وراء مكتبه :
و الان الي العمل ! قولي لاخيك ان يحكل هذه الرسالة الي مؤسسة محاسبة سأدون اسمها و عنوانها علي الغلاف . اسف لانني لن اتمكن من الحضور و لكن لا تخافي ساكتب في الرسالة توصية لرئيس المحاسبين و هي ستكون سبيلا ليتلقي افضل معاملة . لقد اعلن عن الوظيفة ، لذلك سيواجه منافسة ، طبعا .. انما قرار رئيس المحاسبة سيكون النهائي . ان قدم اخوك الانطباع الحسن ساعده هذا الكتاب و اعطاه خطوة لنيل الوظيفة .
ردت بصوت مترجف ، و قد بدأ سير دوغلاس بالكتابة :
شكرا سير دوغلاس .. انه .. بل اننا مدينان لك .
هراء ما تقولينه يا عزيزتي ، فان كان يملك نصف ما تملكين من مزايا فسيكون كسبا لاية مؤسسة .
اعطاها الرسالة فالتقطت حقيبتها بسرعة لئلا تؤخره اكثر من هذا و لكنه عندما كان يرافقها نحو الباب سألها و كانه يفكر
بالمناسبة هل ستمكثين في لندن طوال الاجازتك ؟
اجل . اتصور هذا .. فليس لدي مخطط محدد

نايت سونغ
28-12-2010, 17:22
قطب قليلا :
المسالة كل المسالة انني اريد معرفة مكانك فيما اذا جد شئ عاجل . لدي عنوانك ولكن ان قررت الايتعاد فاتركي عنوانك مع روبرت احتياطا .
ابتسمت : " سافعل طبعا " استدارت قبل ان تخرج من منزله قائلة :
لكن ارجو الا يحصل هذا .. فانت و اللايدي ليستر بحاجة الي اجازة بعيدا عن اية مقاطعة.
و انت كذلك يا عزيزتي .. و انت كذلك .
لم تكد تستطيع الانتظار حتي العودة الي هوارد .. كانت تمسط بالغلاف في يدها و كانها تخشي ان تفقده ان وضعته في حقبية يدها و عندما وصلت امام منزلها ركضت ترتقي الادرج ثم دخلت الي الشقة كالعاصفة . كان هوارد يجلس ساهما يحدق بالخارج بالنافذة و لكنحين ظهرت تلوح بالرسالة تحت انفه و كانها علم الانتصار ، هب علي قدميه واقفا علي وجهه مزيج من التوقع و عدم التصديق . وحين قرأ العنوان علي المغلف ، عاد ليغرق في مقعده مصدوما لا يستطيع الكلام فقالت تحثه :
حسنا .. هل لاقت اعجابك المؤسسة ؟
لاقت اعجابي ؟ السؤال يجب ان يكون اذا كنت انا سلاقي اعجابهم ! انها اكبر مؤسسة محترمة في المدينة .
ضحكت علي تعبيره الوجل ، و قالت مازحة : اليس هذا ما كنت تطلبه ؟
طبعا .. ولكن هذه الؤسسة تطلب مواصفات عالية في موظفيها يا اختي ! ماذا نا فشلت ؟
جلست تواجهه و قد تهجم وجهها فجاة : سيكون لك المساعدة و التشجيع فهذا ما اكد السير دوغلاس لي وستبدأ من الاسفل ، طبعا . ولكن ان كان عملك مرضيا فلن يكون هناك حدود لما ستصل اليه من مركز . عدني ارجوك بالمحافظة علي الوظيفة و اذل جهدك من اجلي و اجلك . هه ؟
لم تشك في صدقه حين وعد ، بصدق الاطفال :
لاتخشي شيئا يا اختاه .. هذه فرصتي الكبري ، اعدك انني لن افسدها .
امضيا نهاية الاسبوع سعيدة و لكنهما كانا قلقين يحاولان بشتي ملء الفراغ بين الجمعة و الاثنين . في هذه الاثناء اصرت راوينا علي قضاء الوقت بعيدا عما قد يعكر صفو هذه السعادة فكان ان قبلت اقتراح هوارد بالاحتفال بتلك الامسية و القيام بجولة علي اماكن لم يراها من الطفولة اما يوم الاحد فقاما برحلة الي بريتون لزيارة الاصدقاء ظلا عندهم حتي منتصف الليل .
عندما عادا الي الشقة قبلها هوارد علي جفنيها المثقلين بالنعاس :
تصبحي علي خير يا اختي مازال امامي تسع ساعات لاكتشف مصيري ! اذهبي الي النوم .. ولكن اضطرابي سيمنعني من النوم لذا سأقرا قليلا .
كانت متعبة و لكن سعيدة ، فتوجهت الي غرفة نومها غير انها التفت ايه تحتج : هوارد ! يجب ان تستريح . سيكةن المسؤولون في المؤسسة انطباعهم الاولي عنك غدا و لا اريد ان تقوم لالمقابلة و الدوائر السوداء حول عينيك ..
بل سأكون متفجرا حماسة . صدقا ن انا منفعل انفعالا كبيرا سيمنعني من النوم .. اريد فقط ان اجلس بهدوء لاتذوق طعم الفرصة المثيرة .. فالنجاح لا يبعد عني سوي ساعات ! و من اليوم فصاعدا ستتخد حياتي منحني جدي يدفعني الي القمة .
احست راوينا بشئ من الفخر ، حين انطلق في الصباح التالي الي موعده . و علي الرغم من قلة الساعات التي نام فيها بدا مشرقا يقظا لامع العنين . كانت بذلته المكوية تستقر علي جسده النحيل الذي يجعل من ارخص الثياب انيقة . اذا كان المظهر وحده هو المقياس فسيحصل علي الوظيفة دون عون السير دوغلاس ..وقفت تراقبه من النافذة و هو يستقل تاكسي الذي سرعان ما ابتعد عن النعطف . و كانت اناملها بطريقة لا شعوريه تتقاطع برجاء و قد ظلت علي هذه الحال حتي عاد بعد ساعة . لم تدرك انها ما تزال واقفة حيث هي متوترة منتظرة حتي سمعت مفتاحه يدور في قفل الباب .
صاحت في صوت حاد : - كيف تم الأمر ؟
تقدم منها فلاحظت ان الكثير من الحيوية هجرت خطواته .
جيدة .. الي حد ما .
لكن .. ؟
جلس في مقعد قبل ان يرد :
انهم يطلبون كتاب توصية من رب عملي السابق .
تنفست صعداء وتقدمت منه تشجعه : - هذه ليست مشكلة . فان كنت قد اديت عملك بشكل مرضي . فلا شك ان المركيز سيذكر ذلك في وصيته . ما من رجل يترك تلامور تسئ الي مستقبل رجل اخر . و من المستحيل ان يكتب توصيه تحط من قدرك لمجرد عدم اتفاقكما .
رد ساخرا و عيناه تعكسان الخوف الصرف : - الن يفعل ..؟ سنعرف قريبا ، فسيرسله رئيس المحاسبين الليلة .
بعد مرور ابوع بدا انه لن ينتهي ، وصلت الرسالة قصيرة رسمية تشكر هوارد تقدمه للعمل ، مرفقة باسف لان المركز لم يعد شاغرا .
كانت راوينل وجدت الشقة خاليه ، و الرساله مرميه علي السجادة بازدراء ، التقطتها و قرات الجمل المهذبة ثلاث مرات قبل ان تستوعبها تماما . كان شعورها الاولي الشفقة الخالصة علي هوارد .. ثم الخوف . فهو في الوقت الخالي يتارجح علي الخط الرفيع الذي يفصل بين الاستقرار و عدم النضوج .. و هذا الاحباط يدفعه الي السلوك السبيل الخطأ و قد يرسل طبيعته السريعة الثأر للتارجح فوق السلك الملرتفع .
بدات داخليا تميز غضبا حدقت الي الورقة المطبوعةعلي الآلة الكاتبة ، فتراءت لها فسحات البيضاء بين الاسطر ، يد السايتون الاسود او من يطلق عيله القريون " الطاعون الاسود " ..ان نفوذه وحده قادر علي التغلب علي نفوذ السير دوغلاس .. وهو بكل تاكيد كتب اتهاما مشينا بحق موظفه السابق .. انه كما قال هوارد ، طاغية دون رحمة ، مجنون سلطة ، لا يتردد في تمزيق نسيج حياة رجل شاب لمجرد اشباع ضغينته الحقيرة .
بعد نصف ساعة ، وصل هاورد الي البيت و لكنها سمعت صوت العاصف يدعو شخصا بالدخول :
ادخل توبي .. لن أتاخر في توضيب ثيابي امثر من دقيقة .
غاص قلبها .. توبي كوينز هو القلائل الذين عاد هوارد الي مصاحبتهم بعد الفراق عنهم في المدرسة الخاصة ، و هو شخص ر شخصية له ، مدلل غني لكن لا اصدقاء له يعرفه معهم . و كانت قد اعتقدت ان هوارد تخلي عن صداقته منذ امد طويل .
تحققت اسوأ مخاوفها حين دخلا معا الي غرفة الجلوس ووقفا امامها تجتاح وجهيهما ابتسامة بلهاء فبادرت اخيها بازدراء : - اكنت تتسكع معه !
صحيح تماما .. اختي الكبيرة و السبب وجيه جدا . اطمئني لا حاجة بك بعد الآن الي دس انفك الانيق في شؤوني فانا راحل ..!
فشهقت : راحل ؟ لكن الي اين ؟
رمي ذراعا علي كتفي توبي : في عطلة مع صديق قديم طيب .. هذا .. في جولة طويلة متطفلة الي اوروبا .. لذلك لن استطيع ان اقول لك الي اين .. او متي سأعود .
لا هوارد .. يجب الا تفعل هذا ! سأدير عملا اخر .. فرصا اخري .
نحاها جانبا ، و تقدم الي غرفته و بدأ يرمي اغراضه كيفما كان في خقبيته فقال له توبي و هوي يتكئ الي جانب الباب : - لن تحتاج الي الكثير يا بنب بنطلون جينز و بضع قمصان يكفي .
راحت راوينا مذعورة تتوسل هوارد حتي يبقي و لكنه ادار اذنا صماء الي كلامها و نصائحها بالابتعاد عن الذهاب لئلا يقع في ورطة كبيرة فيجد نفسه دون مال يحمله الي بلاده و لكنه قال لها قبل ان يخرج :
لدي توبي من المال القذر ما يكفينا . ثم اردف بصوت قاسي : ابتعدي عن طريقي يا اختي .. فانا ذاهب .. من يعلم ربما الي الايد . لقد سئمت حتي الموت من هذه البلاد اللعينه وروابط الوراثة الضيقة ، و المجتمع المعادي الذي ما ان تزعج احدهم فيه حتي ينزعج الاخرون .. و لقد انتقم مني ذلك الطاعون الاسود ولن اتمكن من الحصول علي وظيفة لائقة في نطاق نفوذه لذلك يستحسن ان اسافر .. ودعا اختاه .. سأراسلك .
وبعد ساعات من البكاء راحت ترتب ادراج خزانته فوجدتالصحيفة لايد انه دسها بين اغراضه حين غادر اسكتلندة . كان عمرها لا سقل عن اسبوعين ، مليئة بالاخبار المحلية و بمقتلات زراعيه ، و اعلانات مبوبة و مان احداها مميزا لانه كان مربعا بارزا يضع كلمات جافة متسلطة كالرجل الذي طلب نشرها :
" مطلوب سكرتيرة للعمل في املاك ريفية نائية ليس فيها اضواء او تسلية ابدا . مطلوب من الكفؤات التقدم للعمل علي ان تتم المراسلة علي العنوان التالي : قصر كالدونيان دمفري شاير "
اعادت قراءة مرات ومرات حتي استوعبت الرسالة . و عندها هدأت مشاعرها المنفعلة المتقدة و راحت تلح عليها شوقا للانتقام


******* ::سعادة:: ******

نهاية الفصل الثاني

نايت سونغ
28-12-2010, 17:25
3 - اسنان اللورد





لم يكن من الصعب ايجاد قصر كالدونيان.. فما ان قطعت راوينا الحدود في السيارة التي هجرها هوارد ، حتي وجدت نفسها فعلا في بلد اخر .. فقد مرت نصف ساعة و هي تقود السيارة علي ارض زراعيه خصبة مترامبه الاطراف يسرح فيها النظر الي لا نهاية حيث المناظر الرائعة و الحقول الخضراء المتطلة بحواجز من الشجيرات الشائكة الشديدة الاخضرار .. كان الريف هادئا كله تلال جميلة ، تتخللها سواق و اراض زراعية و تبتعد عنها جبال مرتفعة مكسوة بالخلنج .
كانت تمر احيانا بمخازن غلال مهجورة ، و مرت مرة بقلعة مهدمه هيكلها الفارغ يتطاول شامخا بفخر نحو السماء و خطوطه المتعرجة القاسية تذكرها ان هذه الارض ارض نزاع ، ارضا عانت قرونا من صليل الفولاذ و هو يقارع الفولاذ و من وقع حوافر الجياد التي كانت تحمل الفرسان الانكليز الي عمق مناطق الاسكتلندية التي كانت تتعالي فيها صيحات العشائر الحادة و نحيب الامهات اللاتي كن يحدقن الي بناتهن الشابات النبيلات و هن تنتزعن من احضانهن لتوضعن وراء ظهور الفرسان كانو ينقلوهن بعيدا بحيث لا يرونهن ثانيه .. كانت ارضا عانت الكثير ففيها كان يصطف الرجال من الاباء و الابناء العم و الاخوة صامتين و مصممين وجوههم كالحة محفورة عميقا بالمرارة يختفون تحت جناح الليل ثم يظهرون ثانية من بعيد و كأنهم صور يعكسها خط الافق قبل ان تبتلعهم التلال . انهم رجال قلوبهم سوداء كانت تحمل الانتقام الذي كان يعذبهم بشراسة ليتقدمو الي الاعداء .
ارتجفت راوينا .. لقد قرات القليل عن تاريخ الحدود الدامي منذ ان تلقت ردا يشير الي القبول بطلبها الذي يقتضي ان تكون سكرتيرة لدي الماركيز كالدونيان و ها هي تعبر الحدود و دافعها الانتقام .
و لكنها بدأت تشعر بالخوف .. فالتاريخ يسرد ان الانكليز و الاسكتلنديين كانو كتكافئين بشكل عادل .. و الانتصارات و الهزائم كانت منقسمة بالتساوي .. لكن هذا ، قبل ان تؤثر المدنيه بحضارتها حتي علي الانكليز القساة القابعين علي الحدود . و قد ذكر هوارد ان هذا التاثير ما زال ساريا و مانه برقع خداع فوق مزاج الاسكتلنديين الشرس ، تختببئ خلفه القسوةو البربرية الجاهزة في اية لحظة علي الانقضاض .
راحت تدريجيا ائناء سيرها تقرأ اسماء المناطق الاسكتلندية النكهة : ماكسويل تاون ، لوتشار بريغز ، بلاك كريغ ، .. ثم أخيرا كالدونيان ! انتفض قلبها عندما لاحظت ان القصر لوحة خاصة يشير السهم فيها الي طريق ريفي طويل ، يمر بين احراج كثيفة و بين حشائش من الاشجار الشائكة المرتفعة الكثيفة بحيث لا يري شئ من فوقها او من بينها و لكن غريزتها انيأتها انه طريق خاص واسع، فرش بالحصي و شق بين غابة من الشجيرات الوردية الكثيفة ، التي ترتفع عن الارض ما لا يقل عن ثمانية اقدام . وهي مليءة بالورود ، و كانها ممر براق قرمزي اللون قادها الي الامام حتي وصلت فجأة ، و بشكل مباغت الي فسحة و هناك امامها مباشرة في موقع متعال شامخ ارتفع صرح فخم مهيب و هو قصر كالدونيان !
سرعان ما توقفت هناك مذهولة . فللقصر شكل حصن و مناعته ، و ليس هناك ما يخفف من صلابة منظره الا نحت كثيف فوق قناطر نوافذه كان هناك دلاج حجري شبيه بحدوة حصان يرتفع عن المدخل الرئيسي كذراعين حجرتين ممدتين و كانهما علي اهبة الاستعداد للعناق او السحق . و كان هناك ايضا برج ساعة الذي حفر فيه تاج الدوقية نظرت اليه مسحورة ثم لم تلبث عيناها أن جالتا علي لون حجره الوردي و علي قبته الرمادية . بدا لها القصر منيعا ضد اي غزو فهو محصن علي جوانبه و من خلفة تقبع غابات كثيفة من الصنوبر.
ركنت سيارتها تحت ظل عواميد منخفضة قبل انا ترتقي السلم الحجري الذي قادها الي اعلي حيث الباب الضخم المصنوع من خشب تاسنديان الصلب . سحبت نفسا عميقا ، ثم امسكت بمقبض الجرس المحاسي بشدة .. و لكن صوت الذي تعالي عقب طرقاتها لم يخترق الجدران بوضوح ، ما هي و الا دقيقة ، حتي تأوه الباب و وقفت وجها لوجه امام عجوز شكطاء حادة القسمات ، ترتدي الاسود من راسها حتي اخمص قدميها ، و لهذه العجوز عينان ثاقبتان مشبعتان بالريبه ، راحت تمعن فيهما النظر في راوينا قبل ان تفتح فهما الاشدق لتقول : - القصر مقفل امام العامة .. لقد دون الوقت المحدد لفتحه علي لوحة قرب الباب الرئيسي و هي واضحة للعيان .
انتفضت راوينا قليلا و لكنها لم تلبث ان قالت بوقار هادئ :
اسمي راوينا هافرشام .. لدي موعد مع الماركيز . هلا قلت له اني وصلت ؟
تراجعت العجوز الي الداخل دون ان يرف لها جفن ، ثم اشرت راسها لروانيا ان تلحق بها و بعد ذلك امرتها بالتوقف ثم شقت طريقها في الردهة و اختفت في العتمة :
انتظري هنا .. سأري في اي مزاج هو
ستري في اي مزاج هو !
غاصت راوينا متهالكة علي اريكة خشبية ، واخذت تنظر الي ما حولها فلما رات المدينة تلتف حولها ارتفعت معنوياتها قليلا .. كان في الردهة لوحات زيتيه ممتازة و ساعة فرنسية رائعة مستطيلة الشكل و تمثال ايطالي نادر و كراسي تعود الي القرن السابع عشر و هي مصطفة امام جدران مكسوة بخشب مصقول حملت قلوبا مطلية بالذهب .
بعد دقائق من صمت ثقبل لم تقطعه غير دقات الساعة الرهيبة ، وجدت الشجاعة الكافية للسير نحو المدفئة التي ادهشها ان تكون مصنوعة ببراعة من الخشب يماثل ما راته علي البرج الحجري . فعلي سطحها حفر بعمق تاج الدوقية و تحت التاج حفر شعار في اللاتينية يقول:
" صدق انك تملكه ، و ستملكه !" .
كانت حائرة بشأن المعاني الشعار حين رن صوت رفيع في اذنها : - صاحب السعادة سيراك الان .
ذعرت راوينا فقد ان اوان المواجهة . بعد لحظات ، ستكون جها لوجهمع الرجل الذي قدمت الي هنا لتكرهه ، ولكن عليها كونها الموظفة المحتملة ان تبتسم له بعذوبة و ان تجلس عاقدة الذراعين و عليها في الوقت نفسه مقاومة مشاعر الكره تدفعها الي تمرير أظافرها الحادة علي طول بشرة وجهه الخالي من الرحمة
أدخت عبر باب قادها الي قاعة ظنتها فارغة فراحتت تتمتع بجمالها . كانت الجدران مغمورة بلون أخضر شاحب و بزخرفة مائية ذات اطار ذهبي و كانت الرفوف مليئة بالبورسلان المنمنم و في القاعة ايضا كراسي مذهبة ، و مسائد مغطاة بأعمال يدوية ، و خزانة جميلة التطعيم ، تحتوي علي وعاء من الخزف ميسينا يعود الي القرن الخامس عشر و هو مزين برسوم تنين ذهبي و علي يمين الزاوية مدفأة و اريكة مريحة المنظر ، مزدانة بالوسائد المكسوة بالقماش المزخرف و علي جانبيها طاولات تحمل مصابيح ذات قوائم عاجية ، اطارتها من الحرير العاجي اللون .وهناك عدة مجلات منتشرة كانت تشكل واحة بيتيه امامها طبق مجوف ملئ باللأزهار العطرة ، ساعدت من التشتيت من الجو الرسمي الطاغي .
لفتت نظرها حركة قرب النافذة فالتفتت مذعورة الي ذلك الاتجاه و اذا بعينيها تلتقيان بعينين سوداوين كالأبنوس ، تعكسان قلة اهتمام مهينة فقد راحت هتان العينان تمران فوق جسدها النحيل المتوتر و فوق وجهها المتهجم و عينيها الواسعتين المحطاتين بأهداب تتناقض مع لمعان شعرها الاشقر الفضي . عندما رفع هامته ، انتصب جسده النحيل و كأنه شجرة من اشجار السرو الباسقة المنتصبة التي تحمي قصره .
آنسة هافرشام ؟
جذبت نفسها بقوة الي الانتباه فقد احست كأنها مضطرة الي الانحناء ،ثم ، وبعد ان صدمتها تفاهة الفكرة ، دفعت نفسها لرد بصوت معتدل : -اشكرك لورد كالدونيان ، لأنك سمحت لي بهذه المقابلة .
توقعت ان يكون صوته خشنا و لكن، الرنين العميق الذي خرج من بين شفتين قاسيتين كالغرانيت ادهشها
اريد منك منذ ابدء الا تتوهمي شيئا عن طبيعة الظروف السائدة في هذه المنطقة . ليس هنا سينما و لا ديسكو او حانات باختصار اقول انه ليس فيها اي نوع من ااتسالي التي اعتادها جيلك .
كان يتحدثو كأنه رجل آلي معتاد علي تكرار الكلمات حفظها فكان ان اخترقت نظرته الحادة المهيبه درع تحفظها ، و اثارت فيها احساسا بخطر كامن منذ سنوات . لم يسبق اهنا تسارعت نبضاتها بهذه الطريقة أو تعرقت راحتيها و جفت شفتاهاحتي عندما قامت بمقابلتها الأولي لوظيفة اثر تخرجها من الكلية ردت متعلثمة :
انا .. انا ، لا احب هذه الاشياء و ما احببتها قط . حتي حين كنت مراهقة . و انا في الخامسة و العشرين ، لورد كالدونيان ، و هذا عمر يخولني اكون لنفسي ذوقا لا يدان .
قاطعها بسرعة : ربما سنري .

نايت سونغ
28-12-2010, 17:28
.
اشار اليها ان تقعد دون ان يتحرك و تريث حتي استقرت علي اريكه ، ثم فاجاها باعتراف مفاجئ :
لم يكن لدي الخيار سوي عرض عليك العمل علي اساس التجربة .. فطلبك هو الطلب الوحيد الذي تلقيته ردا علي اعلاني . كنت أفضل موظفأ ذكرا ، و لكن قلة من الذكور بارعين في فن الاختزال و الطباعة لذلم انا مضطر و إن مرغما علي القبول بما هو اقل من الافضل .. امرأة . علي ان تكون اسكتلندية ! و لمن اراني مضطر للقبول بك .. اعتقد انك تعرفين الطباعة ، و ان سرعة اختزالك تلغ عشرين كلمة بالدقيقة علي الاقل ، و انك قادرة علي الكتابة دون اخطاء املائية او قواعدية .. ؟
أخفضت اهدابها تخفي عنه لهيبا عنبريا مفاجئا ، و ردت و هي تعض علي شفتيها لتمنع تدفق الكلمات الغاضبة .
أظنك ستجد مهارتي مرضية لك .
ردع بصوت لاذع : - هل انا مضظر علي الاعتماد علي كلامك فقط ؟ اليس معك شهاداتن او توصية من رب عمل سابق ؟
لم يفته اجفالها .. يا لها من غبية ! ففي توقها الي المواجهة هذا الرجل الكريه نسيت ضرورة هذه الطلبات . احست انها بدات تحمر و قالت : - انا .. انا ..
اوه .. نسيتها ؟
لم تسمع من قبل صوتا مشبعا بهذا القدر من الازدراء .
سأقدر قدراتك بنفسي ، و ان كنت لم تتمكني بسبب طيش عابر في الماضي ، من ايجاد عمل في مكان اخر ، فهنا ، في قصر كالدونيان لن تجدي الفرصة لارتكاب اي هفوة . و اذا اغوتك نفسك بالفرار ببعض فضيات العائلة فستعتقلين قبل ان تصلي الي الحدود . و اذا ، و هذا يبدو اكثر احتمالا ن كان الطيش من الجنس الآخر هو السبب سقوطك ، فمن الصعب ان تجدي بديلا تزدهر عليه اهتمامتك .
تملكها غضب لا يوصف ، فوقفت بحدة صائحة :
كيف تجرؤ علي هذا الكلام !
بدا سئما و هو يرد ببرود : اوه .. بل اجرؤ .. هل تنكرين عجزك عن احضار توصية من رب عملك السابق ؟
فتشت في عقلها بجنون عن كلمات تهشم فيها غرور هذا المتعجرف الذي يتمتع بإذلالها . و لكن ما العمل ؟ فلو اتصلت بالسير دوغلاس طلبا لتوصية شفهية لتلقت منه اسئلة لن تنتهي و لن تتمكن من الرد عليها . نعم هي تملك شهادات كثيرة و لكن ان قدمتها له الان اثارت شكوكه .. فما هو الرد الذي تقدمه علي هذا التحدي ، و السؤال الحتمي هو ما الذي يدفع سكرتيرة تملك هذه المؤهلات الي التقدم لوظيفة من الدرجة التالتة في غابات اسكتلندة النائية ؟ ..
ما عليها سوى ان تبتلع ريقها و معها كرامتها و تهمس : - لا .. لا انكر . . .
كانت تعتقد ان صوته بارد ، حتي قال لها آمرا ، فخطف الجليد انفايها :
بإمكانك البدء بشهر تجربة منذ صباح الغد .. سأرن الجرس لآليس لترشدك الي غرفتك .. اظنك فعلت ما نصحتك به ، و احضرت معك ما يخولك الإقامة هنا فترة قصيرة ؟
بدا كلامه يطن ان شهر اكثر من كاف ، و عند هذه النقطة وافقته . انها حتي الآن لم ترسم خطة للأنتقام بعد. فقد تقدمت للوظيفة بتهور و غضب ن و لم تدرس الأمر مليا فكل تفكيرها انصب علي ان تكون قريبة من الماركيز لتسنح لها الفرصة الانتقام و ما زالت تتعلق بهذا الأمل ، خاصة بعدما اكتشفت بنفسها الي اي درجة مقيت هذا الرجل و عليه و مهما كلفها الأمر ستجعل " الطاعون الأسود " يجثو امامها .
و كلن الفكرة لم تكد تتجسد حتي تحرك المركيز لاول مرة امامها . كان هناك حبل جرس قديم الطراز تدلي علي بعد ياردات منه . وعندما تقدم منه ، تجمدت نظراتها ، فقد لاحظت بإشفاق غريزي حاد ، ان لديه عرجا مؤكدا و هذا الاكتشاف المها في الواقع .. كان الألم يشبه ذهولا و صدمة احست بها مرة في حديقة الحيوان في لندن عندما رات منظر ذكر اوز مكسور الجناح .
لم تدرك انها تحدق اليه الا حين ايقضتها لهجته القاطعة :
اجل آنسة هارفشام .. كما ترين .. انا عاجز . و ا لآن تفهمين لماذا قلت انني افضل توطيف الرجال ؟ اذا كنت تعتمدين علي اضافة جلدة رأسي الي حزامك ، فلا شك انك الان اعدين التفكير .
حطمت سخريته اللاذعة اخر حاجز لاذت به السيطرة علي نفسها ، فتطايرت الشفقة و عينين غاضبتين و صاحت : - يبدو لي انك عليل العقل اضافة الي اعتلال الجسد لورد كالدونيان . ان عدم قدرتك علي تحمل المرض هو بحد ذاته مرضا .
اصبح وجهه عاصفا : يا الهي ! هل انا مضطر الي معاناة من التزمت شهرا ؟ انما عتقد ان علي ان اكون ممتنا لانك محنتني الشفقة و الافكار المريحة ! فأنا رب عملك الكاره توظيفك آنسة هافرشام ، و انت اليائسة الي العمل . وقد يظن المرء ان عليك الاحتفاظ علي لسان متمدن ، اما ما اسمعه هو التقليد القديم العهد الذي يقتضي ان تصارع المراة الرجل ؟ اتحاولين العبث بطريقة ما و التدلل لانك رشيقة خفيفة الحركة فيما انا عاجز ؟ احذرك من البداية ، انني رغم حالتي المنفرة اجدك غير جذابة .. و احذرك من اشياء قد ترتكبينها فقد تعمدين الي اثارتي و سأبدل بعدم اهتمام ، و لكن هذا التصرف قد يؤدي الي تبدل التصرفات . تري كيف ستتصرفين عندما تتبدل الأمور ؟ في الواقع لست بحاجة الي التساؤل ، فأنت بطبعك النسائي الغادر ستنكرين انك تقودينني الي شئ و ستقسمين بأن العبث هو آخر ما يرد في ذهنك . ثم رمبا تنفجرين بالبكاء متهاوية ، تنتحبين مجاهرة الاحتشام و الطهارة . لذلك ، و قبل ان تسلكي هذا الطريق آنسة هافرشام ، انصحك بالحذر ، و اذكرك بالمساواة بين الجنسين في هذه الايام ، تميل الي ادانة المراة لانها تقوم بلإغواء و لا تلقي العبء علي الرجل لانه يستجيب .
تصاعدت كراهية رواينا الغاضبة حتي رتحت تري وجهها عبر غلالة من لهيب .. و بحثت بجنون عن كلمات تجرحه فيها ، عن خناجر لفظية حادة تهشم بها كبرياءه كما هشم كبرياءها . حاولت التكلم امثر من مرة مرتين ، ثلاث مرات و في كل مرة منعها الغضب الذي خنق الكلمات في حنجرتها . امنا هو فلاحظ عذابها و بدا مسرورا به ، كان وجهه القاسي قساوة الصخور و كانت عيناه ساخرتين ، و فمه غير متسامح . و لكنه كان حساسا من عجزه و هذا سلاح وضعه بنفسه بين يديها .
و استخدمته .. و قد اعماها الغضب عن الاهتمام بما ستكون النتيجة ن فهي لا تريد سوى الانتقام لمشاعرها المهانة ، و الهدف انتزاع هذه البسمة عن وجهه .
- انت تكره بنات جنسي جميعهن لورد كالدونيان . و لكن هل كرهك لهن مجرد واجهة ؟ فأنت رغم إرادتك الحديدية ، و الكراهية الزائفة التي تدعيها للنساء ن تحس في الواقع مخدوع ، محبط ، مربوط بقيود من العفة فرضتها علي نفسك بنفسك ؟
ضحكت بصوت بارد حاد اجفلها . . و اضافت : اذا كانت هذه هي حقا المسالة ، فأنت فعلا اهل للشفقة . . هذه انا .. شابة جذابة ربما عليك القبول بها كسكرتيرة لك . . . ما هذه المفارقة 1 يبدو انني بالنسبة لك هدية لوز لرجل لا اسنان له !

****** ::سعادة:: ******



نهاية الفصل الثالث

انشالله ينال اعجابكو .. نيوته

نايت سونغ
28-12-2010, 17:34
هو ها هو مشالله تبارك الله فيه نور قوي في المنتدى عور (يعني وجع ) عيني حتى لبست نظاراتي الشمسية ..

يالله من وين طالعة الشمس اليوم يا هلا ومرحبا مراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااحب بحبيبتنا نايت وين هالغيبة والله وحشتينا كثير ..

سلامتك من التعب النفسي والجسمي يا عمري وما تشوفين شر انشالله بس خلاص ما نبي انقطاع ترى ما نقدر على كذا ..

والحمدلله انتي شفتي المنتدى والمشروع وشلون صاير وانتي ما شالله عليك رجعت بنشاطك مثل ما نعرفك حبيبتي الله لا يحرمنا طلة اللون الازرق والوردي انشالله ..
وحمستوني على الروايات انتي مع ملاك يعطيكم ربي العافية مقدما ننتظركم ..


يا هلاااااااا و مرحباا فيكي ..

غصوونه والله انا كمااان اشتقتلك كتييييييييير .. (وسلامة عنوونك يا عنووني )

انشالله ما رح نكرر الغيبه ... والله وحشتني تعليقاتك اللي بتسعدنا دائما

ما ننحرم من طلتك يا قمر ..

و صحيح نسرين كمان طولت الغيبه هههههه.. ذكرتني ببعض ناس :d

انشالله ترجعلنا بالسلامة

انشالله تعجبك الروايه .. انا غبت و جيت مع روايه عشان ما تزعلو مني ههههه

تحيااتي ..

موو ::سعادة:: ووااااه

الغصن الوحيد
29-12-2010, 02:10
يا قلبي يا نايت والله ..تسلم اناملك على الفصول اللي نزلتيها الصراحة شي رائع وعاد الفصل الاخير اللي تقابلوا فيه يجنن ..
تدرين اكثر شي ضحكني قلت صراحه قوية كلمتها له يوم قالت له : ( انا كاني هدية لوز حق واحد ما فيه اسنان ) قويييييه يستاهل احسن .. توها داخله عليه واكلها اكل بالكلام بس انا بحكم خبرتي بحركات الابطال يمكن كثر الكلام هذا يكون واجهه دافعيه عن احساسيس هو بدى يحس فيها لما شاف البطلة مثل الانجذاب والاعجاب او حب بعد ( حركات انا عالمة نفسية ترى صرت من روايات عبير واحلام )

الزبدة كثرت عليك الاكلام يا نايت بس لا تلوميني لاني مشتاقة لك كثير يا قلبي ويعطيك ربي الف عافية ..
واحنا اكيد معاك ونستناك ..يا قمر ..










وتكفين طلبتك ..
ترى عيوني احولت وانا اقرى اذا ما عليك امر حبيبتي كبري الخط تكفين ترى النظر بعدين يصير عدم ..

ليان4
29-12-2010, 06:18
السلام عليكم كيف الحال جميعا انا من اشد المعجبين بالمشروع كنت متابعه لكم بصمت من بدايه المشروع الاول ولان حبيت انضم اليكم وحابه اكون صديقه لكم بس معليش ابغى اطلب منكم طلب يليت الي عندها روايه الواحه تحطها الله يجزاهاخير وتحياتي لكم جميعا

coolxxgirl
29-12-2010, 07:35
يا هلااا فيكي نايت اشتقنا لك كتير و الرواية شكلها روعة
ويا هلا بالعضوة ليان مرحبااا في المشروع

ملاك001
29-12-2010, 16:51
أهلا و سهلا فيك معنا في المشروع ليونه

ليان4
29-12-2010, 18:20
اهلا فيكم حبايبي وشكرا لكم لتقبلي صديقه جديدة معكم فرحتوني وبنفس الوقت خجلتوني

صعبة المراس
29-12-2010, 18:24
ايه يلا كملي خيتو اتمنى ما كون قاطعتيك

الغصن الوحيد
29-12-2010, 21:25
يا مراحب ...
وياهلا ومرحبا ومسهلا .. باختنا ليان 4 ..
حياك الله حبيبتي والله منورتنا واكيد نحب تكونين اختنا وصديقتنا ورفيقتنا في المشروع ..

وبالنسبة حق رواية الواحه والله انا اسمها غريب علي .. بس بعد اقلك شوفي مشروع رووناء الله يعطيها العافية دايم عندها طلباتكم مشالله عليها ..اكيد انت تعرفين كيف تدخلين على مشروعها من الرابط الموجود في المشاركات ..

الغصن الوحيد
29-12-2010, 21:29
مراااحب ..صعبة المراس حياك الله ..
شكلك متحمسة جدا على الرواية بس هذا احلى شي في المسألة وهو................( التشويق )...........

ونايت تحب الحماس والتشويق وانا اشجعها واحب كذا ( احلى شي )


نايت منتظرينك يا قمر ..

نايت سونغ
29-12-2010, 22:52
4 - لعنة الساحرة





بعد اسبوع علي هذه الاحداث ، فوجئت راوينا ن لأنها وجدت نفسها ما تزال موظفة عند المركيز ، فبعد انفجارها الغاضب المتهور الذي ندمت عليه فيما بعد توقعت ان يتخلص منها في الصباح التالي و لكن لسبب حيرها سمح لها بالبقاء .
كانت اليس تردد اماها مثلا ماثور يقول : ان هنل\اك اكثر من طريقة لسلخ القطة ! و لقد فسرت راوينا هذا التعبير علي ان هناك طرقا مختلفة لاتمام اي عمل و فيما يختص بالقصاص ثمة طرق كثيرة لتنفيذ و المركيز يعرفها كلها .
ظلت اسبوعا كاملا تواجه معركة ارادات فمن جهته مال لدفعها الي العمل حتي الاعياء و من جهتهتا صممت الا يشعر بالرضي عندما يسمع كلمة احتجاج تقولها . صبيحة يوم الاثنين تبعت طيفه المتهجم الي مكتبه و هناك اشار الي طاولة مكدسات بالملفات : فواتير ن ايصالات ، كشوفات حساب و آلة تسجيل تحتوي شريطا طافحا بالرسائل ن هذا عدا الشرطين آخرين حافلين ايضا بالرسائل كانا قرب الآلة
رمي لها دفتر عناوين امام الآلة الطابعة ، ثم دخل غرفة مكتب مجاور ، قائلا بإبتسامة مخادعة خبيثة :
نادني ان احتجت شيئا .
ولقد احتاجت و لكنها لم تناده كافحت لتفك رموز عمل لم تعتد عليها فامعنت النظر و الدراسة لئلا يجد سبيلا الي اي شكوي . قضت ايام الاولي محبطة احباطا تاما لكن تدرجيا راحت تحمل اليه اكواما من البريد الجاهز و كانت في كل مرة تعود دون ان يقول لها كلمو تقدير و دون ان يشكو من عملها و ان حل يوم الجمعة حتي وجدت انها بدات تتمتع بمهارتها في انجاز هذا العمل الصعب و ما عزز غرورها كسبها جميع الجولات في هذه المعركة .
في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الجمعة الحار الرطب دخل مكتبها يعرج . . فحضرت نفسها تلقائيا للمعركة و راحت تنظر الي جسده البرونزي المفتول العضلات التي برزت تحت قميص من الحرير مفتوح الياقة . نظرت اليه بعيني قطة مرتابة و لكن فروها عاد الي نعومته عندما سمعته يقول :
توقفي عن العمل اليوم فالطقس اللعين حار جدا ثم يبدو انك قد انهيت معظم العمل المتاخر .
كانت جملة متكلفة ولكنها تكاد ان تكون تقديرا ! الا ان قوله لم يمنعها من الرفض الذي قصدت منه الأساءة و العناد
سأكمل العمل فترة اخري . . . هناك ...
بالله عليك ! وفري عليك هذا التظاهر الانوثي بالتضحية و افعلي ما اقول ! ضعي الغطاء علي الآلة الكاتبة و اذهبي .. الان !
هبي علي قدميها واقفة بخوف مخز و لكن ذلك لم يمنعها من رفع ؤأسها بشموخ قبل ان تخرج لتواجه ابنسامات رجال كانو يعملون قريبا بحيث استطاعو سماع اوامر السيد ترن عبر نوافذ المكتب المفتوح و لكن الابتسامات كانت ابتسامات اشفاق كما اكتشفت فحين مرت بجماعة تنشر الاخشاب قال احدهم و هو المسؤول : - لو سلكت هذا الطريق آنسة وصلت الي سقيفة صيفية تطل علي شلال و هي ابرد نطقة في الاملاك كلها اؤكد لك .
تضرج وجهها فقد اثارتها الكلمة اللطيفة الاولي التي تسمعها منذ اسبوع
شكرا لك . . اقلت من هنا ؟
اجل آنسة في الممر اسهم تشير ايه و لكن لا يسمح للزائرين بدخول السقيفة الصيفية فلانها قديمة جدا يجب ان تحمي من الضرر ان انتظرت لحظة احضر لك المفتاح فانا واثق ان صاحب السعادة لن يمانع
و فيما تنظر بريبة الي ظهره الذي كان يعطيه للمكتب ترددت لانها توقعت ان يرفض صاحب السعادة و لكنها دهشت حين عاد الرجل وهو يحمل لها المفتاح :
- هاك آنسة تأكدي من اقفال الباب ثانية ة اعيدي المفتاح الي السيد بعد عودتك .
كان الطريق الي الممر غاية في البهجة سارت راوينا ببطء تينشق عبير زهر الشجيرات الكثيفة حولها عندما وصلت علي غير توقع الي وهاد منخفضة مكسوة بازهار برية عطرة الراءحة اغرتها نفسها باستكشاف ما بعد الممر لكنها قاومت اندفاعا الي الهيام علي وجهها في احضان العشب المرتفع لئلا تضع في هذه الأملاك الضخمة التي بدت لها بلد بحد ذاتها
راح الممر يرتقي صعودا ثم انجلي عن فسحة احتل وسطها بناء مستدير ذو سقف مخروطي الشكل تقدمت منه بفضول و استغراب و قد حيرها تركيب الجدران ذات المنظر غير مالوف ثم اقتربت لتلمسها و عندها شهقت بذهول لانها اكتشفت ان هذه الجدران مصنوعة من القش .. كان البناء عبارة عن هيكي متين محبوك يعلوه سقف من قش كذلك
فتحت الباب بلهفة و دخلت و سرعان ما انجذبت الي فتحة لها شكل نافذه خالية من الزجاج نظرت الي الخارج فسحرها منظر ممر صخري يضيق في اسفله الذي يقبع عند شلال مندفعا نحو الصخور المنتشره حوله .
في هذه اللحظات احست بالرضي و بالسعادة العامرة كان الجو حولها ساحرا فقد رأت في هذا المنزل قرونا من التاريخ النضالي الممزق كما رات فيه واحة امن لمن سكنه من عائلة كالدونيان فهو مكان يأو اليه سوي اشخاص مرحين سعداء مكان ربما شارك فيه زوجان فرحة الاتحاد مجداا بعد طول فراق مكان كان الاحبة فيه يلتقون و الاطفال يلعبون
تمطت باسترخاء و كسل ... انها نعمة من الله ان تاخد قسطا من الراحة من جبل المراسلات الضرورية لإدارة هذه الاملاك الواسعة . فامتداد و تنوع مصالح السعادة ادهشها من خلال الرسائل التي مرت بها علمت الي اي مدي يستغل املاكه فالغلال التي تجمع من الاراضي تنقل الي معامل و اسواق و الملفت للنظر ان الخدم و التابعين وظفة فقط اتامين الخدمة الجيدة للزائرين الذين يودون التمتع بصيد السمك و الذين ينفقون مالا وفيرا مقابل الامتيازات التي يتلقونها لايجاد ما يحبونه اصطياده في انهر مليئة بالسمك علي انواعه و لكن البعض هؤلاء الزائرين هويات اخري تنحصر في التفتيش عن الصيد البري و هم لقاء السماح لهم بالتجول في الاحراج و الوديان يدفعون ثمنا باهضا ايضا
ان مبلغا ضخما من العائدات يتدفق علي الخزينة القصر الزائرين الذين يتوافدون من كل حدب و صوب لإبدداء إعجابهم بالقصر من الداخل و لكنهم اثناء تجولهم في القصر يشترون المرطبات و الكتب و الصور و اشياء يدويه الصنع و وشاحات صوفية حيكت يدويا كما يشترون في تلك الاثناء حيوانات حفرت علي الخشب و رؤوس ذكور غزلان المحفورة في خشب ايضا هذا عدا الحلي او الحلويات اللذيذة التي تصنعها الايادي عمال املاك و زوجاتهم
حين قاطع صوت احلام يقظتها انتفضت متسائلة من هو صاحب الجسد الصغير لنحيل الذي ظهر و كانه اختراع خيالها .. لمنه ليس خيالا .. فها هو يحيها مرة ثانية
مرحبا انا ريموس سايتون من انت ؟
اسمي راوينا هافرشام و انا اعمل لدي صاحب السعادة .
لم يظهر وجهه الضغير الوقور الدهشة او الاهتمام ان هذا الموقف امامها لا يزيد عمره عن الستة او سبعة اعوام و لكنه رغم ذلك ليس فيه ذرة من الطفولة فهو يبدو رغم شعره الاحمر كبرفيسور وقور
فهمت انت اذن السكرتيرة عمي سكوت الجديدة .
وهل صاحب السعادة عمك ؟
هذا ابن الاخ الذي ذكره هوارد اذن ابن اخ المركيز و الغريب انها لم تصادف احد منهما في الاسبوع الماضي و لكن اين لها رؤتيهما و العمل كان يبقيها في المكتب طوال النهار اما في الليل فكانت وجبات طعامها تقدم لها في غرفة صغيرة في الطابق السفلي ز كانت كل مساء تشعر بالسعادة عندما ترمي نفسها في الفراش باكرا قدر المستطاع لتستعيد قوتهاىلعذاب اليوم التالي .
مدت يدها تقاوم ابتسامة : كيف حالك ريموس ؟ انا سعيدة بالتعرف اليك .
امسك يدها و هزها قليلا : - انا سعيد ايضا
كان هدوءه الوقور موروثا ، و ليس تظاهرا كما ظنت في البداية لذا وجدت تصرفاته غريبة جذابة حذرة كعادة الاطفال الاقطاعين و هذا ما احزنها بطريقة ما .
دنا منها لينظر ايها بعنين واسعتين قبل ان يسأل باهتمام يكاد يكون ابويا :
ايعجبك العمل عند عمي ؟ يعجب العمل بعض الناس و لا يعجب بعضهم . هذا يعتمد علي ما اذا كانو يقفون اليي جانب الصحيح ام الخاظئ .
انا .. اجد العمل مسليا .
بدا خائبا الامل : - الست خائفة منه .. اذن ؟
يا الهي ! لا ! وهل يجب ان اخاف منه ؟
هز رأسه :
اظن هذا يقول ابي ان علي من يعمل عند عمي سكوت ان يكون جلده سميكا كجلد وحيد القرن و ان تكون قوته قوة ثور و انت تبدين رقيقة لطيفة و هو سئ الطباع انما هذه ليست غلطته في الواقع كل ذلك بسبب اللعنة .
اللعنة ؟
اجل .. لعنة عائلة سايتون .

نايت سونغ
29-12-2010, 22:55
اعتدل في وقفته فنظرت اليه مذهولا مما تسمع .
لقد اخبرتني ماريان كل شئ عنها .. فاحدي جداتها كانت ساحرة اتعلمين هذا ؟
حين هزت راسها نفيا سارع ليوضح لها الأمر :
اجل و بسبب جرائمها في الشعوذة ربطت الي وتد حتي خنقت ثم احرقت و تطن ماريان ان جدتها هذه هي التي رمت اللعنة علي عائلة سايتون و لو كانت ماريان موجودة قبل مئات السنين لأحرقت علي الاؤجح مربوطة علي وتد فهي تملك قدرة الاستبصار و التنبؤ المسبق لما سيحدث
اوه ... لا اعتقد ذلك ...
لكن احتجاجها قطع :
لقد عرفت بموت كلبي الصغير اخبرتني انه سيموت قبل اسبوع ! يجب الا تهزءي من السحرة ! هذا ما فعله اجدادي و لذا اصبح عمي سكوت اعرج !
اتسعت عيناه و هو يتكلم فسارعت راوينا تحتج خجولة من نفسها لانها سمحت لطفل بالتمادي الي هذا البعد : - اوه ... حقا ..
لكن عناد سايتون اظهر نفسه من الذقن الصغير الذي ارتفع عندما لاحظ عدم تصديقها له فقال مصرا :
منذ قرون بعيدة استخدمت عائلة سايتون كالدونيان جدة ماريان بسبب قدرتها علي قراءة الغيب مستشارة بعد استعادة الملك تشارلز الثاني عرشه عام 1660 استدعي زعيم عائلة سايتون الي لندن ليقوم بعمل خاص بالدولة تاركا زوجته في القصر و بما ان زوجها تاخر لاتمام عمله طلبت اللايدي سايتون عرافتها ان تقول لها ماذا يفعل زوجها .. في البداية رفضت ان تقول .. و لكن اللايدي اصرت علي معرفة و مع ذلك اصرت علي الرفض حتي قالت الحقيقة اخيرا اثناء اجتماع قامت به عشيرة سايتون في القاعة الكبري في القصر كالدونيان .
" سيدك لا يفكر فيك و لا في اولاده و منزله . انا اراه يحيط ذراعيه سيدة شقراء واضعا يدها علي شفتيه !" ولأن اللايدي كانت تشك في هذه الحقيقة المخزية غضبت فصبت حقدها علي العرافة المسكينة و حكمت عليها بالموت بسبب تنجيمها فاخذت المسكينة تتوسلها لانقاذ حياتها و لكن حين رأت ان اللايدي سايتون لن تغير رأيها .. تكهنت لها بالمزيد و كان بمثابة اللعنة .
اردف الصبي بصوت مرتعش بارد بعث القشعريرة الي نفس راوينا :
" انني اري المستقبل البعيد و اقرأ فيه ان هناك سقوطا مريعا لمن يضطهدني اري في كل جيل من اجيال العائلة " سايتون الاسود " و " سايتون الاحمر " لالاحمر سيتملك السحر و الفتنة تعويضا عن قلة ثروته ان الاسود فسيرث كل ما يحق للابن البكر اضافة الي حمل كبير من سوء حظ اخيه و الدليل الذي يعرف به كل واحد منهما التشوه فالاحمر سيحمل اصبعا مشوها و الاسود ستكون قدمه مشوهه ... ! "
رفع يده ليبرز اصبعا ملتويا امام عينيها :
الست محظوظا لانني ولدت احمر ؟
غطت راوينا عينيها بيديها خائفة وجلة :
توقف عن هذا !
احست بالغضب الشديد من ماريان التي ادخلت الي رأس هذا الطفل مثل الخرافات الخيالية التي راح يكررها كالببغاء و لكن سايتون الاحمر نظر اليها بخبث راضيا عن عن عنف ردة فعلها .
قلت لك لاتسخري ! انت تصدقيني الآن .. اليش كذلك
اصدقك ؟ انا لم اسمع قط مثل هذا القدر من الهراء ! سأكلم ماريان في هذا الصدد فلا يحق لها ان تملأ رأسك بمثل هذه القصص السخيفة !
فيما كانت تهب واقفة شعرت لسبب مجهول بأنها ثأرة ثورة لا تطاق اما هو فوقف يواجهها قائلا :
انها ليست سخافات .. حينما اصبح صاحب السعادة فسأشرف بنفسي علي معاقبتك بسبب ما قلته !
علي الرغم من حداثة سنه او ربما لهذا السبب بالذات احست راوينا ان مثل هذه العجرفة يجب الا تمر بدون ردة فعل .
حين تصبح صاحب السعادة ؟ و لكن هذا امر بعيد الاحتمال فعمك ما زال شابا و هو دون شك سيتزوج و يرزق اطفالا ستكون لهم الافضلية
نظرته المحقرة و لها و الساخرة منها لم تهيئها نفسيا لردة فعله المفاجئ
عمي سكوت لن يتزوج ادبا .. ما من امرأة ترضي بحمل طفله المشوه حتي لو تمني ذلك ..و هو لن يفعل
اغضبها رأيه الواعي و تماسكه الغير طفولي هذا التصريح الاخير لا يمكن ان يكون استظهارا عفويا و لاي يمكن ان يتوصل اليه بقوة منطقه .. بل لا بد ان يكون نتيجة استراقه السمع لاحاديث الكبار .. الكبار الذين كان عليهم ان يكونو اكثر حكمة و تعقلا لئلا يضعو مثل هذه الافكار المشينة في رأس طفل صغير وحيد يترك كثيرا لأفكاره الخاصة حيث يدفعه السأم الي اخذ اقوال الخدم علي محمل الجد .
وضعت يدها فوق كتف رايموس بقوة جعلته يئن ألما فقالت آمرة و لهيب الغضب يحذره من العصيان :
اصحبني الي والدتك .. لدي كلمات اقولها لها .
رد عابسا : " لا تعيش والدتي معنا ."
والدك اذن .
فجأة سقط قناع النضج عن وجهه و اصبح صبيا صغيرا مضطربا و قال متعلثما :
لست واثقا اين اجده .. ثم هو لا يحب ان ازعجه .
" و انا واثقة انه لا يحب ان تزعجه ! " و تلاشي غضبها عندما رات الاسنان الصغيرة تعض علي الشفة السفلي المرتجفة ، فأنحنت تحضنه قائلة ، بعدما قررت تغير اسلوبها معه :
دعنا نلعب لعبة التفتيش عن الكنز و إن اول من يجد اباك منا ، تتحق له امنية !
بدا لحظات مشتت الافكار و كان كأن جزءا منه يبحث عما تبقي له من نضوج مصطنع و الأجزاء الاخري تميل الي لعب العاب الطفولة و فازت الطفولة :
حسنا .. أظنه في المسبح تذكري اول من يجده هو الرابح ! عندما انطلق راكضا تبعته و هي لا تدرك اخطار الاحساس بمثل هذه المشاعر القوية من الغضب بسبب " سايتون الأسود " الرجل الذي اقسمت ان تكرهه !

*****************
نهاية الفصل الرابع

نايت سونغ
29-12-2010, 23:25
5- الاسد المجنح





خرج ريموس من الغابة الي حديقة ورد غارقة بأشعة الشمس فمر بملعب تنس ثم اختفي داخل بستان و كانت راوينا في اثرة طوال الوقت تشاهد جسده الصغير و هو يسير ملتويا بين اشجار الفاكهة و لكنه حين دار حول صغ من اشجار كبوش العليق البري غاب عن بصرها اما صوته المنفعل فظل يقودها الي مكانه و مان ان وصلت الي فسحة خالية شاهدته يقف فيها امام حافة مسبح قديم الطراز لم يكن سوي حفرة عميقة في الأرض يحيط بها احجلر وردية اللون كحجارة القصر و ست درجات خشبية تقود الي الماء الذي رغم من حرارة اليوم بدا باردا بسسب افتقاده السي اشعة الشمس .
كان جسد نحيل يشق الماء عندما سمع صاحب الصوت المنفعل الصادر عن الطفل ارتفع رأسه الاحمر البراق فوق الماء و بدا صاحبه السباحة نحو الدرج الخشبي .
- لقد ربحت آنسة هافرشام .. لقد رأيته اولا .. و سأنال امنيتي !
- اجل عزيزي .. ستحصل علي ما تريد .
ربتت رأسه بمحبة عن غير وعي تتسأل و المواجه الآن كانت وشيكة كيف ستصيغ احتجاجها الغاضب بدبلوماسية حين سمعت صفير اعجاب ادارت رأسهابأتجاه والد ريموس التقدم نحوها .. قال لابنه مهنئا :
حسنا فعلت يا بنب الكبير اما زال هناك جنيات جميلات في اعماق الغابة ؟
حاولت راوينا السيطرة علي تضرج وجهها فنظرت الي الرجل بثبات و عندما أطمأن قلبها لما راته اعتلت هذا الوجه ابتسامة فاتنة تعبرعن تاثير صاحبه بما يراه كانت عيناه مرحتين عابثتين واثقتين كع ان عليهما ان تكون مربكتين و هما تجولان علي جسدها النحيل بعد تجربتها مع كلمات الغزل التي كانت تتلقاها من الاستقراطين الشبان استطاعت مواجهته باتزان بحيث ادرك علي الفور ان سيل سحره و فتنته قد ارتد عنها اسرع من البخار الماء علي جسده تحت اشعة الشمس الحارقة ، فارتدت بسمته وهو يمد يده ليتناول المنشفة هازا كتفيه هزه خفيفة توحي بانه يقنع نفسه بأن ليس بالأمكان اكتساب كل شئ !
لوت فم راوينا شبح ابتسامة ملؤو\ها الريبة ليس هذا الرجل بمقاتل فهو يحب ان تقع الاشياء ؤبين يديه و هو قطعا ليس من عيار اخيه الذي لا يقهر .
رنت ضحكة ريموس المفعلة بالغبطة :
انها ليست جنية ابي .. هذه آنسة هافرشام سكرتيرة عمي سكوت !
صحيح كنت سأقسم ... ! حسنا علي اي حال كيف حالك آنسة هافرشام سمعت من اسبوع بوصولك لكنني بدأت أظن ان معلومات مغلوطة اين كنت مختبئة بحق الله ؟
قاطعه ريموس : - وجدتها في السقيفة ابي .. و تسابقنا بحثا عنك و لقد كسبت لذلك سأحصل علي امنية !
رفع حاجبه متسائلا و تمتم :
بحثا عني ؟ هذا يرضي غروري !
ردت بسرعة : - اجل .. لدي ما يدفعني الي التحدث اليك .
ابتسم لها : - نادني جاك .. و انا سأناديك ... ؟
راوينا .
حسنا راوينا .. ان انتظرت بعض الوقت ريثما ارتدي ملابسي تحظي علي كامل اهتمامي و انت ايها الشاب الي الغداء .. الم يحن موعد غذائك ؟
عكس وجه الصغير خيبة امله و لكنه لم يحاول المجادلة . راقبته يسير علي المضض نحو القصر فاحست مجددا بتصاعد غضبها .. فالصبي مهجور منقطع عن المجتمع و كأنه يتيم .
حين عاد والده مرتديا ثيابا بسيطة ابرزت احمرار شعره الذي اشعلته اشعة الشمس بعدما جففه ، لم تضيع وقتها بل تطرقت الي صلب الموضوع و لم تتريث حتي يقعد الي جانبها علي مقعد خشبي .
تعرفت علي ابنك قبل اقل من ساعة و مع ذلك احس بالقلق عليه اتدرك ان الطفل يأخذ اشاعات و أقاويل الخدم علي محمل الجد ؟ و ان ماريان قد ملأت رأسه بقصص خرافية يصدقها و يراها حقيقة الكيدة ؟
ضرب جاك ركبتيه مطلقا صيحة ضاحكة :
اهذا كل شئ ؟ يا الهي قصص ماريان جزء من ميراثنا نشأت و سكوت معها و لم تضرنا اؤكد لك ان الصبي سيتعلم عما قريب التفريق بين الواقع و الخيال .
لكن ، اليس ظلما تركه يصدق انه يوما سيطبح وارث هذه الأملاك ؟ اليس ظلما ان يصدق تلك التخيلات التي توحي بأن عمه لن يتزوج ابدا بسبب لعنة خرافية سخيفة ؟
سرعان ما عبس جاك : - هل اخبرك ذلك الشيطان الصغير هذا حقا ؟
اجل .. و اشياء اخري كثيرة .
حسنا .. اشكرك علي ما اخبرتني به .. سأسعي جاهدا لأفهمه أن يبقي شؤون العائلية سرا في نفسه في المستقبل .
ليست هنا القضية ! الأ تري ان الصبي في الواقع يؤمن بهذه الخرافات ! لذا من المهم توضيح الأمر له ان الشائعات التي سمعها ليست سوى اكاذيب .
رد برصانة صارمة خطفت انفاسها :
لكنها ليست كذلك ! اللعنة في عائلة سايتون موجودة . و سكوت اوضح منذ سنوات طويلة نيته الأكيدة بأن لا يتزوج . و انا اعرف اكثر من اي شخص آخر ، ان هناك فتاة حاولت المستحيل ليغير رأيه و كادت تنجح لكن لسوء حظها تمسك سكوت بأفكاره في اللحظة الأخيرة فتزوجتني انا ردة فعل علي ذلك ، و لم ينجح زواجنا . بعد ولادة ريموس بسنة طلبت حريتها ، و اردات العودة الي عملها و لكن الواقع انني لم اكن املك منافسة مواصفات سكوت .. كان علي ان اكون اذكي فلا احاول منافسة اخي .. فحتي في طفولتنا كانت صنارته هي السباقة الي اصطياد افضل السمك و كان جواده الول في الوصول خط النهاية و بندقيته الاسرع في الأصابة الهدف . و ما كنت اغلبه الا حين يتطلب الامر القدمين و هو كان دائما حساسا من عجزه لذا لم يحاول قط القيام بما لا يستطيع و كان ان وضع الزواج في هذا الاطار و بناء علي ذلك سترين ان ريموس مع الوقت سيصبح وريث هذه الاملاك .
مررت يدها علي عينيها بذهول ، و قالت :
لست واثقة من فهمي لك انت لا تلمح بكل تأكيد الي ايمانه بأن سبب اعاقته هي اللعنة ؟ لا هذا بكل بساطة غير ممكن فشقيقك ذكي بل كلاكما ذكي !
عزيزتي راوينا .. لا علاقة للذكاء ابدا بالأمر .. خذي .. انظري بنفسك .
مد لها يدا برونزية كاملو التكوين بأستثناء اصبع مشوه بطريقة غريبة فهزها الغضب من الضرب المستمر علي وتر ارث صغير وقالت هازئة :
هذا لا شئ ! ان معالجة هذا الأصبع في الصغر امر سهل هل عاينك طبيب يوما او عاين اخاك ؟
بدت عليه الصدمة و التراجع امام منطقها البسيط و قال :
بالضبط و ه مكتوب في شعار العائلة صدق انك تملكه و ستملكه .
جعله عنفها يرفع رأسه بحدة :
يا الهي انت عنيفة ! انت محارة باردة لها لب من نار و انا شاكر لك اهتمامك بنا . او .. ام الاهتماك ليس بعائلتي بل بفرد من افرادها ؟ ليتني اعرف سر جذبية اخي التي تجذب بها النساء اليه .
وقفت تقاوم ارتجاف الغضب :
اهتمامي بعائلتكم هو اهتمام ناظر اذهلته خرفاتكم و تعلقكم بها يبدو ان لكل شخص جذورا مدفونة في الماضي و اصرارا علي التعلق بمحظورات كان يجب ان تدفن مع مثيريها منذ قرون !
نظرت الي القصر الرامي فوق البستان المدثر بنور الشمس ثم قامت بأشارة يأس :
استطيع فهم طبيعة الحجر و العقد التي لا تتحرك ولا تتغير .. ولكنني لا استطيع فهم ركود عقول الرجال .. في الثلاثمئة سنة الماضية خارج سكون قصر كالدونيان تغير العالم كثيرا اتدرك هذا ؟ اتدرك ان اول انسان وطئت قدماه القمر ، تمتد جذوره الي مكان ليس ببعيد من هنا ؟
التوت شفتاه : 0 بلي .. ذكريني ان اريك الشجرة التي غرسها نيل ارمستونغ في حديقة القصر حين زاره منذ سنوات ..و يجب ان افتد مزاعمك بأننا متخلفون لقد حول أملاكه الي مكان عرض مستغلا كل قطعة يملكها للكسب ، فحتي بيتنا تحول و يتحول مرتين في الاسبوع الي سير لتسلية السواح الناظرين ببلاهة .
لم يردعا عن الرد طعم المرارة في رنين صوته
اري ان اخاك يكره ما يفعل اكثر منك و لكن يبدو ان ما سمح به شر لا بد منه
اكد جاك كلامها بضحكة :
بمقدورنا الاعتماد علي المنطق و رأي سكوت مهما كانت النتائج غير مرضية كم اتمني لو اراه مرة واحدة فقط يعاني مما تعانيه مخلوقات الله علي الارض من عذاب و احباط علي اية حال الجوع يرشدني الي ان وقت الطعام قد حان و انا اصر علي ان تنضمي الينا لتناول الطعام في المستقبل .
هزت رأسهخا بالرفض و لكنه قاطعها قبل ان ترد :
بلي ! تناول الطعام مع اخي النكد الطبع امر لا يحتمل في اي وقت كان و لكن تناوله مع امراة جميلة ذكية امر لا يستطيع التفكير فيه ارتدي ثوبا لعوبا و قابليني بعد نصف ساعة لتناول المرطبات قبل الطعام .
يملك جاك القدرة علي القاء الأوامر كأخيه حين يرغب لذلك بعد خمس دقائق وجدت راوينا نفسها تبحث في خزانة ملابسها عابسة قليلا لان ليس امامها خيار كبير و لكن اخيرا قررت ان ترتدي ثوبا من الجيرسيه الرائع ثوب يصرخ طلبا لجسد لا شائبة فيه و حين يجد من يقدره حتي قدره يكافئ من يرتديه مكافأة عظيمة ن بعدما رمت قماشه الابيض علي جسدها وقفت و كأنها شمعة رقيقة يعلوها رأسها فضي الشعر تلمع فيه عينان كهرمانيتان مائلتان الي الصفرة تحت قوس من الاهداب الناعمة التي ترف بجمال و اناقة ، كرفيف نور الشمعة .. راوينا فتاة بطبعها تحت العزلة و لكن حتي شخص مثلها قد يتوق الي عشاء مع ناس بعد اسبوع من العزلة المرهقة للاعصابها و لكن الرفقة لن تكون كلها رائعة فأحدهم مرضي و احدهم كريه قررت صاحب السعادة لن يكون مسرورا بهذا و لكن هل يرضي عن شئ ابدا ؟
و ما خيب املها انها قابلته اولا حينما دخلت القاعة الكبيرة ، كان يقف و ظهره اليها و يداه في عمق جيبي سرواله اما اهتمامه فانصب علي تمثال برونزي التقط نظرها منظر جسدي إمراتين احداهما عند الاقدام و الاخر بين ذراعي رجل مسيطر .. عندما سمع وقع اقدامها استدار اليها فجأة فاضطربت و لكنها جمعت شتتات اعصابها و قالتك مبتسمة تشير الي موضوع اهتمامه :
- يبدو مثيرا للأهتمام .

نايت سونغ
29-12-2010, 23:27
لم تكن تعابير وجهه الباردة اقل هولا من رده المتهجم :
انه رمز (اغتصاب نساء سابينا ) .. من صنع الفنان " جيوفاني بولونجا " .
تحرك جانبا حتي تنظر الي تأثير الأجساد البرونزية التي تبرز تناقض بين النساء الرافضات المقامات و بين مغتصبيهن و لسبب ما احست بالحرج ، فأعرضت عنه نظرها فقال و كأنه يتسلى :
ها آذى المنظر مشاعرك ؟
ردت ببرود :
تؤذيني دائما المظاهر الوحشية . لم استطع يوما ان افهم ماذا يحصد الرجال من اكتفاء من نصر جسدي بحت !
لكن يقال ان نساء سابينا كن يتمتعن بمثل هذا !
وهل هناك امرأة عاقلة تستمتع بعبوديتها ؟ و هل يمكن ذلك لرجل ؟
لا ... ولكن الجبن في النساء كثير و في الرجال قليل . اما الخوف من العبودية فهو يديم العبودية .
تراجعت امام كلامه المشبع بالأزدراء ، ولكنها احست بأنها مجبرة علي الرد :
لم تعد النساء خائفات من الرجال !
قطب ينظر الي نحولها الذي يشبه نحول الشموع .
علي هذه النقطة لا اوافقك الرأي . فالنساء عبدات مشاعرهن ، لا يضين حتي يجدن وليفا يضعن علي اكتافه احمالهن اما الرجل فيقدر حريته حب امرأة هو القيد و علي الرجل ان يبقي دائما علي حذر ان يصبح عبدا علي المضض .
نظرت راوينا الي وجهه المشبع بالأزدراء تتساءل اذا كان يقول الحقيقة مشاعره ام انه خلق من حوله سدا يخفي وراءه مطالب رجل ممتلئ رجولة و لكن صوته قاطعها قبل ان تفهم .
لقد ابدي اخي رغبة ان تشاركينا العشاء .. و بما أنك جئت حاضرة مستعدة فهذا يعني لا اعتراض لديك ؟
عندما كانت تتقدمه الي غرفة الطعام احست بالثورة الغضب مما اوحاه صوته من انها تمنت ذلك و لكن بما انها لا تستطيع المجاهرة بالدفاع عن شئ لم يذكر ، لم تستطع سوي ان تعض شفتيها وهو يرافقها الي حيث ينتظر اخوه .
احست بالغرابة بسبب جلوسها بين رجلين احداهما احمر كالنار و الآخر اسود كالخطيئة . و لكنمها كانا يرتديان ثيابا رسمية فالسترة رسمية و ربطات العنق سوداء و القميص ابيض و هي جميعها تبرز القسمات السمراء اما هي فكانت بينهما نحيلة بيضاء كالشمع جليلة ساكنة و مع ذلك احست بأنها غير قادرة علي الانسجام مع طبيعة مرافيقها المتناقضة .
كانت الغرفة المكسوة جدرانها بألواح السنديان المصقول في الاصل ردهة فلها مدخل من الفناء الخارجي يمر عبر باب ضخم صلب من السنديان يقع من الداخل بين مدفأتين حجرتين .. و كانت علي الجدران لوحات لفراد العائلة و علي كل واحدة منها لوحة نحاسية صغيرة حفر عليها عليها اسم صاحب الصورة و لقبه و مولده و وفاته ز كان فيها طاولة خشبية بيضاوية الشكل وضع في وسطها الشمعدانان توأمان عليهما نقش حروف رمزية متشابكة و تاج . اما النور فتصاعد من الشموع طيبة الرائحة يلمع نورها الصفر علي الأوعية و الكؤوس الفضية المزخرفة و للأوعية حمالتان حفر عليها شكلان احدهما صورة لراس حصان خرافي له قرن حاد و الآخر لحيوان مفترس برزت بوضوح مخالبه و بانت انيابه المكشرة بعدائية شرسة .
ارنجغت ارتباكا تفكر كم يلائم رمز الحصان الوحيد القرن جاك .. فالحصان الخرافي هو الحيوان الوحيد الذي تطوع لمهاجمة الفيل و لكنه كان يقع في الفخ حين يري عذراء شابة في خطر فيسارع لرمي نفسه عند قدميها واضعا نفسه تحت رحمة صياديه اما يكوت فلا يمكن الا ان يكون ذلك الحيوان الشرس المكشر الأنياب سليل الاسود و النسور كما تقول الأسطورة و هو حيوان نبيل كان يستخدم شعارا للأمراء كان يحفر علي دروع العديد من العائلات النبيلة في اوروبا .
قدم لهم العشاء علي اطباق فضية و عندما لاحظ جاك دهشة راوينا نقر علي الطبق الثمين بأظافره :
لا تظهري هذا القرف ايتها الساحرة الفضية انما نستخدمها للمنفعة و المناسبات و ليست تقليدا لأسلافنا المبذرين لقد استخدمت ماريان و مساعدتها الكثير من الاواني الخزفية و اتلفتها حتي لم يعد لدينا خيار الا استخداك هذه فالفضة لا تنكسر .. مثلك انت . انه يخبئ قسوته تحت مظهر مخادع من الرقة .. اتعلمين ان العلماء القدامي كانو يظنون ان الفضة هي ممثلة القمر ؟
سأل صوت كريه : - قمر الصيادين ؟
مد سكوت يده الي علبة الملح و هو يلقي نظرة لاذعة علي راوينا فأحست بان عنقها واقعة تحت مخالب نسر ... رد جاك ساخرا من التشبيه :
راوينا الصيادة ؟ لا يمكن هذا انها من البشر .. الن اتقبل هذا الواقع فهي علي الرغم من مظهرها الطاهر مهتمة بعمق مصلحة الاخرين .. هذا ما اظهرته لي قبل ساعة اضف الي ذلك انها امرأة عصرية تزدري الخرفات الدائرة حول عائلتنا .
قطع سكوت إجاصة بطريقة حادة عمدا .
لم اكن علي علم ان منا اهل هذا البيت من يحتاج الي اهتمام آنسة هافرشام .
ثم اردف بتعالي السيد بشغل نفسه بشؤون اتباعه :
هل لي ان اعلم اسم السئ الحظ الذي اثار شفقتك ؟ وما مشكلته ؟
علق بعض الدخان المعطر المنبعث من الشموع في حنجرتها ، فعجزت للحظات عن الرد شهقت تقاوم احساس ضيق خانق
انه .. انه ابن اخيك .. لكن بعدما تحدثت الي ابيه لا اري حاجة الي ازعاجك بالمسألة .
اتسعت فتحات انفه و وضع السكين من يده فمال الي الامام لاضفاء المزيد من التأثير :
- انا المسؤول عن تصرفات شؤون كل فرد في هذه الأملاك آنسة هافرشام .. ان جاك لا يحمل مسؤولياته الأبوية علي محمل الجد لذا اذا كان هناك من مشكلة تتعلق بالولد ان تسمحي ببحثها معي .
اتجهت عيناها مذعورتان فورا الي جاك .. و لكن رأس الحصان وحيد القرن ظل مطأطئا .. ثم و كأنه أحس بحيرتها رفع راسه و لكن دون ان يكون في عينيه اثر للمقاومة :
اذا كان هكذا حال سكوت فمن الافضل ان يكون ظهرك عريضا فما دمت قادرا علي وضع كل جرم يرتكبه شخص ما علي عاتقك فأتسأل كيف لك ان تنام ليلا و انت تفكر في الاضرار الني سببها احد موظفيك .. ذاك الرجل الذي كان عيوبه واضحة للجميع ن الا لك .
ارتاعت راوينا و لكنه لم يذكر اسما لماذا يجتحها الخوف ؟ ظهر بياض علي عقد اصابع سكوت و هو يشد علي جوزة و حين انكسرت احدثت صوت اجفاهما كلاهما
قال سكوت :
اعترف انني مذنب بالنسبة للخطأ الذي ارتكبته في المسألة التي تشير اليها لقد زرع فينا و لأجيال طويلة عدم الثقة بإنكليزي و لكنني للأسف تجاهلت النصيحة مرتين !
افرغ الجوز من القشرة ببطء و نظر الي راوينا بحدة احست معها بأنه يطعنها .
لهذا السبب ستجدني في المستقبل اشد حذرنا و اكثر انتباها بشان الغربائ من اهل الحدود .

****************
نهاية الفصل الخامس

نايت سونغ
29-12-2010, 23:29
6 - الهدنة




تسلل ريموس بحذر الي مكتب راوينا في الصبح التالي و هو اشبه بكتلة صلبة من التوتر المرتجف فعلمت انه يسير علي ارض محرمة عليه نظر بقلق الي باب المكتب المجاور و قال هامسا :
آنسة هافرشام ! متي احصل علي امنيتي ؟
اجلس لتناقش الامر .
علي الا اقعد فقد يدخل عمي سكوت .
صحبح .. انما ماذا لو قعدت ؟
طلب مني البقاء بعيدا عنك قائلا انك موظفة و علينا الا نعاملك و كأنك فرد من افراد العائلة . لا افهم كيف ان مجرد التحدث اليك يجعلك من العائلة . الا يجب ان يتزوجك عمي سكوت اولا ؟
لا سمح الله !
اجفله ردها الشرس . و لكن قبل ان يتابع كلامه اردفت :
- انس عمك سكوت الان لقد خرج الي احدي المزارع لن يعود قبل موعد الغداء اخبرني ما هي امنيتك ؟ فاذا كانت ممكنة اسع لتحقيقها .
عندما زال عنه خطر وجود عمه صعد ريموس الي الطاولة ليجلس عليها ثم انطلق بحماسة في شرح المشروعه .
ارغب في رؤية عائلة هلينغ مرة اخري ارجوك آنسة هافرشام لم ار هذه العائلة الا مرة واحدة و كنت سعيدا برؤيتها و قد وعدني عمي سكوت بأصطحابي اليهم مرة ثانية و لكن ليس لديه وقت .. لذلك ان استطعت ..
ضحكت لتوقف من حماسه :
مهلك لحضة ! ولان اخبرني ببطء اين تعيش هذه العائلة و كيف تصل اليها ؟
لست واثقا بالضبط .. في مكان ما في الاملاك و لكن عمي سكوت يعرف اين تماما .
اوه .. اذن انا اسفة ريموس لكن ..
ظللت عينيه غيمة اسي فابتلع ريقه بصعوبة ثم انزلق علي الطاولة متوترا بسبب الاحباط و قال وهو يكاد يبكي :
الكبار لا يفون بوعدهم ابدا .. و لكنني طننت .. طننتك مختلفة .
ارتد بحدة و ركض ليخرج و كاد يغيب قبل ان يوقفه صوتها اليائس :
ريموس هل انت متاكد ان عمك فقط يعرف مكان هذه العائلة ؟ الا يمكن ايجاد شخص اخر يعرف الطريق ؟
انهم لا يخرجون الا عندما يطلب عمي ذلك فالجميع يخشاه .
نظرت الي جسده المتصلب فأدركت ان خطوة واحدة او كلمة خاطئة ستحطم ثقة الطفل بالطبيعة البشرية يبدو انه عاني كثيرا من الرغض في الماضي و لا ترغب ان يضمها في صف الكبار الذين لا يعتمد عليهم .
حسنا ريموس . سأتحدث الي عمك حالما يصل انما لا اعدك بشئ ! سأبذل قصارى جهدي فقط .
شكرا لك آنسة هافرشام قولي لعمي انني سأكون هادئا و طيبا جدا جدا .
حين ركض مبتعدا حاولت العودة الي عملها .. لكن تفكيرها رفض التخلي عن التفكير في هذه العائلة الخاصة التي لا تتخلي عن وجودها الا امام شخص واحد هم بالطبع لا يستطعون رفض مقابلة السيد لانه صاحب الملك و له الحق في دخول منازلهم متي شاء مع ذلك فعزلتهم التي فرضوها علي انفسهم اذهلتها فارتجفت تحس باضطراب و الحيرة لمجرد التفكير في الالتقاء بهم و لكن كيف ستطلب هذا المعروف من السيد .
لم تكد الفواتير تختفي من امامها حتي وصل السيد ليعاين بنظراته تقدمها في العمل و كالعادة تلقت تحذيرا مسبقا انباتها بوصوله فبل ان تسمع صوته رفعت رأسها واذا تراه واقفا في الباب المفتوح ينظر اليها عبر الفسحة الفاصلة بين مكتبيهما و هذه الفسحة التي لا تنتمي الي مكتب احد منهما و التي يكره كلاهما عبورها .
لدي بضع رسأئل امليها عليك و لكن بما انني اراك مشغولة بالعمل فسأعود لاحقا .
علي الرغم من كلامه اللطيف احست انه يلومها فردت علي الفور :
امليها علي الان لا امانع . سأوجل هذه التي ليس لدي سواها . انا اعمل بسرعة تحت ضغط العمل .
رد بجفاء : - اذن يجب ان ازيد ضغط العمل عليك دائما .
تنحي جانبا لتمر به الي مكتبه .. و كان املي ما املاه بالسرعة و حزم و اختصار فلم يستخدم كلمتين حين تفي الواحدة بالغرض فهو واثق مما يردي ان يعبر عنه لا يحتاج الي مراجعة او تغير و لا بكلمة او بفاصلة عندما انتهي كانت اصابعها تقبض علي القلم بشدة لا شعوريا ، لمنها تمسكت بجو الثبات و لم تعطه ما يدل علي راحتها التي احست بها حين توقف عن الاملاء .
وقف متمتما بطريقة كريهة :
يجب ان يكون هذا ضغط كافيا آنسة هافرشام و ان لم يكن اخبريني .
اوه ..
كان التعبير المختصر كافيا لايقافه عن التوجه الي الباب فهي عادة كانت تسبقه دائما بالعودة الي كتبها و تصرفها ذاك دليل واضح علي مقتها لصحبته اما الان فارتفع حاجبه بتساؤل متعجرف :
نعم ؟ الديك مشكلة ؟
اجل .. لدي مشكلة . انما لا علاقة لها بالعمل .
رد بلهجة نفاذ صبر : - حسنا ؟
ايها الوحش المتعجرف !
التقط الرسالة التني ارسلتها عيناها فالتوت شفته فمن العسير التظاهر بالرضي عن رجل تمقته .
بالأمس اجريت و ريموس سباقا خسرته .
لا استغرب ذلك فانت تبدين من الذين يدعم الخاسرين دائما .
تجاهلت سخريته و اردفت :
وعدته انم ينال امنيته اذا وجد والده اولا . كنت اود التحدث اليه بشان ريموس .
لا حاجة للأعذار لا تهتمي بأسباب ملاحقتك لأخي افهم ان ريموس تمكن من ايصالك له و هو الان يطالب بأمنيته !
اجل و هنا ياتي دورك .
انا ؟
يريد زيارة السيد و السيدة هلينغ و عائلتهما و يصر علي انك الوحيد القادر علي ايصالنا الي منزلهم
اقسمت برهة ان بريق الضحك لمع في عينيه قبل ان يطبق حاجبي النسر ليتفوه بما فيه هزء و سخرية :
هذا صحيح .. زرنا العائلة مرة ، و لقد تكلم عنها كثيرا منذ ذلك اليوم و لكن لسوء الحظ لم اتمكن من توفير الوقت الازم للقيام بزيارة ثانية و هذه هي طريقة " السعدان " الصغير لاجباري .
تنهدت براحة : " اذن ستصحبنا " .
بل سأحصب ريموس

نايت سونغ
29-12-2010, 23:31
يعرف تماما هذا المتوحش الكريه انها تكره صحبته ! وقفت و جسدها الوقور مشدود من جراء الاهانة التي تلقتها :
هذا يناسبني تماما .. فليس لدي رغبة في التعرف الي عائلة مضجرة اخري من عائلات الحدود .
لكن ريموس لم يكن نستعدا لقبول التنازل و اوضح رأيه بعاصفة حادة في ذلك المساء سعي اللورد اليها و هو يقود الولد الثائر من كتفه و قطع الغرفة و هو يعرج و توجه نحو النافذة التي كانت تجلس عندها تتأمل الحديقة .
قالي بجفاء :
يبدو اننا اصطدمنا بجذع شجرة يا آنسة .. ريموس مصر علي ان ترافقيه كجزء من المكافأة و بما ان الرهان كان بينك و بينه اشعر ان الامر متروك لكما لحله .
تخلص ريموس من قبضة عمه و اسرع اليها يرجوها :
ارجوك آنسة هافرشام قولي انك سترافقينا الآن و في هذه اللحظة يجب ان نصل الي هناك قبل حلول الظلام و الا خرجوا !
خرجوا ؟
ارتابت في امر هذه العائلة التي تتجنب نور النهار و تحب التجول ليلا و نظرت الي اللورد فوجدت تعابير وجهه متحفظة و لكنها احست بأنها مدينة للوفاء بالوعد .
حسن جدا سأحضر معطفي .
كانو ثلاثيا صامتا شق طريقه بأتجاه الغابة حيث اطبقت عتمة المساء عليهم و هم يسيرون في الممرات صامتة هادئة و كأنها دهليز مدفن في كاتدرائية مظلمة سار ريموس بينهما و يد صغيرة في يد راوينا و الاخري في يد عمه وجدت الشجاعو لتسأل :
الن يعترض هؤلاء الناس علي زيارتنا في منزلهم من دون دعوة ؟
توقف ريموس فجاة وكاد يفقدها توزنها :
ناس ؟ انهم ليسوا ...
قاطعه عمه بوقار متهجم :
لا احسبهم يدعوننا الي العشاء .
فجأة تداعي ريموس الي الارض و هو كتلة ضاحكة فنظرت راوينا بأستغراب الي اللورد و شاهدت انه كذلك يجد صعوبة في كبح ابتسامة رفعت الريبة رأسها لتسأل بعجرفة :
ايحاول كلاكما التلاعب بي ؟
بدات تحس فعلا في الغباء فمن الواضح انهما كليهما يتمتعان بأخفاء سر علي حسابها التقط اللورد ابن اخيخ و اخد ينفض الغبار عن ثيابه
نحن مضطران لاخبارها ريموس اتشرح لها انت ام انا ؟
كان ريموس متعبا من الضحك فلم يستطيع الكلام و كانت دموع الضحك تنحدر علي وجنتيه و ضحكته الطفولية ترن كالجرس في الغابة الصامتة و لكنها حتي تلك اللحظة من الاذلال رات ان اللورد قد بدا اصغر عمرا عندما ارتدي وجهه مظهر الضحك .
عائلة هلينغ هي عائلة " غريرات " و منزلها هو الحجر و بما انها حيونات تنشط ليلا فقط فنحن مضطرون للجلوس خارج حجرها قبل المغيب فللغرير حاسة شم قةية و اذا شم رائحتنا لن يخرج انه يعرف وجود الانسان اذا مر في طريق يسلكه و مع انه نظره ضعيف فاقل حركة تزعجه لذلك يجب ان نبقي صامتين هادئين لتمر قربنا دون ان تعرف بوجودنا .
حدقت راوينا اليه تكره ابتسامته و مع ذلك و بسبب مرح الموقف لم تستطيع ان تغضب .
اوه .. فهمت .. بالطبع !
و بدات تضحك و سرعان ما اغرق الثلاتة في الضحك حتي ازعجت اصواتهم الطيور في اعشاشها و المخلوقات في مخابئها و ما ادهشها ان لصاحب السعادة ضحكة جذابة و هي كثير من الاوقات كانت تحكم علي الرجال من خلال ضحكاتهم و ذلك قبل ان تعرف شيئا عنهم كان هذا التناقض محيرا لها فهي تجد من المستحيل ان تغضب من شخص شاركته الضحكة .
كان اللورد اول الصامتين و قال بوقار :
اجد روحك المرحة مدهشة آنسة هافرشام ومع انني كنت اظن ان الانكليز يفتقرون الي هذه الميزة و لقد قال احدهم يوما اننا خلقنا في هذا العالم لنضحك ففي الجحيم لن نستطيع الضحك و في الجنة الضحك غير ملائم .
مسحت راوينا عينها :
ان هذا صحيح !
ثم و لسبب مجهول لم تستطع الا ان تضيف بلسان لاذع :
ما زال امامك امل لورد كالدونيان فحيث المرح توجد القدرة علي التسهل .
ناديني سايتون فهو الاسم المفضل لدي الموظفين . انا اكره الرسميات بمقدار كرهي لرفع الكلفة .
هزت رأيها وقالت تحاول تهرب من موضوع الاسم .
اخبرني المزيد عن عائلة " الغرير " ! تبدو عائلة جذابة .
اجل انها كذلك و تستحق الجهد لؤيتها فحين نتغلب علي بعض الصعوبات نستطيع دراستها عن كثب لا اعتقد ان في الكون حيوانات مثيرة مثلها سنصل قريبا الي احد الجحور فهي تمكث عادة في الغابة و لكن يمكن ايجادها كذلك بين الشجيرات الشائكة علي ضفاف الانهر سيكون الدليل الاول علي وجودها كمية كبيرة من التراب ففي الربيع و الخريف تظهر اكوام من التبن ازيلت من الجحر لتستبدل بأخري طازجة انها تستخدم الحجر نفسه منذ مئات السنين و تمدد تحت الارض كثيرا .
تدخل ريموس :
الغرير نظيفة جدا آنسة هافرشام و هي تنظف جحورها بأنتظام بعضها يفضل العشب و البعض الآخر يحب اغصان الشجر انها تحتضن كومة كبيرة بين قوائمها و تستلقي علي ظهرها لتزحف نحو الجحر لقد راقبتها تفعل ذلك في ايلول الماضي اليس كذلك عمي سكوت ؟
اصمتا الان علينا من الان فاصاعدا ان نلوذ بالصمت .
كان امامهم التراب كوما كوما و ممرات متقاطعة تقود الي مكان غير محدد تحرك الثلاثة بهدوء قدر مستطاع و لكن فجأة اوقف اللورد راوينا و اسند ظهرها الي الشجرة ثم كمن مع ريموس امام دغل من الشجيرات و صمت الجميع يصبر ينتظرون .
مرت نصف ساعة قبل ان تظهر الغريرات التي تعالي صراخها الحاد و قد ظل هذا الصراخ مستمرا فترة حتي ظهر الذكر الذي راح يشم الهواء بريبة قبل ان يفسح الطريق امام الانصي التي بعد ان اطمأنت الي ان كل شئ علي ما يرام راحت تدفع جراءها الي الخارج .
تسمرت راوينا في مكانها مبتهجة تراقب حركات العائلة في البدء تمعت بحك جلدها بشكل مثير ثم قررت الجراء ان تلعب فراحت تقفز علي بعضها بعضا تختبئ و تبحث عن المختبئ و تصرخ بمرح و كل ذلك تحت انظار امها .
بعد ساعة كاملة اخذت الاجساد السمينة الرمادية القاتمة ذات الوجوه المخططة باللبيض تختفي عائدة الي الجحر عندما اشار اللورد اليهما بالبقاء صامتين فسار الثلاثة علي اطراف اصابعهم حتي وصلو الي الممر الي يفضي الي خارج الغابة و لحظئذن امنطلق ريموس بالكلام :
الم يكن هذا رائعا آنسة هافرشام ؟ الم تحبي الجراء ؟ ان عمرها لا يتجاوز الثمانية اسابيع و هي تتعلم التجول وحدها .
ردت حالمة لا تريد ان تكسر السحر الذي يلفها بلأكثار من الكلام .
اجل عزيزي .
و كأنما حس الاثنان بمشاعرها فعادو الي القصر بصمت ، صمت غير متوتر او مقيد بل حميم عميق تشاطرو السعادة و عندما وصلو الي القاعة الكبيرة افترقو و كان ان تطوعت راوينا بأصطحال الصبي الناعس الي غرفة نومه و عندما ارتد اللورد علي عقبيه الي مكتبه حيث ينتطره العمل تمكنت راوينا من التلفظ بكلمات شكر :
- شكرا لك لسماحك لي بمشاركة في هذه التجربة الرائعة .
ارتفع رأسه و قد عاد اليه دور صاحب السعادة المتعجرف الذي لا يلين :
اعتبر هذا تعويضا عن افتقار القصر الي اسباب التسلية العصرية آنسة هافرشام حتي لو كان لتيسليتنا هذه ميزة خاصة فمن سوء الحظ انك ستغادرين قريبا فما لدينا من عروض تسلية هو موسمي كما شاهدت و لا يمكننا استعراضها كلها اماك في شهر واحد .
ارتقت الدرج و هي تشعر [أنها تلقت مداعبة علي خد و صفعة علي الاخر فذكرت نفسها بأنها تكره هذا الرجل من كل قلبها ان ينتهي عملها في قصر كالدونيان قبل انتهاء الشهر .

نايت سونغ
29-12-2010, 23:32
****************
نهاية فصل السادس

ليان4
30-12-2010, 01:41
شكرا لكي غاليتي الغصن الوحيد ولجميع من رحب بي ولكي نايت سونغ على اختيارك الرائع للروايه

نايت سونغ
30-12-2010, 22:34
يا قلبي يا نايت والله ..تسلم اناملك على الفصول اللي نزلتيها الصراحة شي رائع وعاد الفصل الاخير اللي تقابلوا فيه يجنن ..
تدرين اكثر شي ضحكني قلت صراحه قوية كلمتها له يوم قالت له : ( انا كاني هدية لوز حق واحد ما فيه اسنان ) قويييييه يستاهل احسن .. توها داخله عليه واكلها اكل بالكلام بس انا بحكم خبرتي بحركات الابطال يمكن كثر الكلام هذا يكون واجهه دافعيه عن احساسيس هو بدى يحس فيها لما شاف البطلة مثل الانجذاب والاعجاب او حب بعد ( حركات انا عالمة نفسية ترى صرت من روايات عبير واحلام )

الزبدة كثرت عليك الاكلام يا نايت بس لا تلوميني لاني مشتاقة لك كثير يا قلبي ويعطيك ربي الف عافية ..
واحنا اكيد معاك ونستناك ..يا قمر ..

وتكفين طلبتك ..
ترى عيوني احولت وانا اقرى اذا ما عليك امر حبيبتي كبري الخط تكفين ترى النظر بعدين يصير عدم ..



غصووونه حتي انا عجبتني الجمله .. يستاهل البطل .. هع عامل فيها الاخ متكبر

صارت تتنبأ باحداث الرواية غصوونه ..ههههه حبيبت قلبي انا مشتاقه اكتتتر

و هيني كبرت الخط ... ازا بدك اكبر من هيك مافي مشكلي ... ازا بدك بحط كلمة في كل مشاركه ههههههههه لس انتي تأمري يا قممرر

نايت سونغ
30-12-2010, 22:38
السلام عليكم كيف الحال جميعا انا من اشد المعجبين بالمشروع كنت متابعه لكم بصمت من بدايه المشروع الاول ولان حبيت انضم اليكم وحابه اكون صديقه لكم بس معليش ابغى اطلب منكم طلب يليت الي عندها روايه الواحه تحطها الله يجزاهاخير وتحياتي لكم جميعا


اهليين فيكي ليان صديقه و اخت لنا

اتشرفنااا و زاد المشروع نووور

انشالله حبيبتي .. انا ماعندي هاي الرواية .. بس ازا لاقيتها بنزلها عشان خاطر عيوونك

تحياااتي الك

نايت سونغ
30-12-2010, 22:41
يا هلااا فيكي نايت اشتقنا لك كتير و الرواية شكلها روعة




هلااا عنوووني

و انا بالاكتتتر .. تسلمي .. انتي الرووعه

انشالله تعجبك للأخر

تحياااتي الك

نايت سونغ
30-12-2010, 22:47
ايه يلا كملي خيتو اتمنى ما كون قاطعتيك



هلااا و غلاااا

نوورتي بمشاركتك ... و عشان خاطر عيونك ما رح طول

و هلاء رح نزل جزء من الرواية .. انشالله تكون عجبتك

تحياااتي الك

كل الوود

نايت سونغ
30-12-2010, 22:51
7
- نبؤة الشر




بعد مرور ثلاثة اسابيع اصبح العمل في المكتب رتيبا بحيث اعتدت عليه ، و لكنها لم تفتلاب من حل مشكلتها ، و لا اقتربت من ايجاد طريقة للأنتقام من صاحب السعادة .
كانت تدرس المسألة في الأوقات التي كانت تجد فيها بعض الراحة و التي ازدادت بعدما وثقت نعم الثقة في كفاءتها . فقد كان الرجل حصينا جدا كالقصره .. فجسديا كان محمي بجيش من العمال الذين اكتشفت انهم يضحون بحياتهم لأجله .. انا معنويا فكانت تحميه قوقعته القاسية و اكتفاؤه النفسي التام . و لم يعد لديها الا امل وحيد و هو اعتماده علي مهارتها اكثر فأكثر .. صحيح انه لم يقل هذا اطلاقا ولكن دلائل التوتر تلاشت من عينيه و فمه و اصبحت السرعة التي ينهي بها عمله اخف حده .. و اللحظات التي يتوقف فيها للتحدث و المزاح مع الرجال باتت الآن من الظواهر اليومية .
لم يكن في نتيها ان تخفف عنه حمله و مع ذلك حصل ذلك و لكن ما العمل و شهر التجربة يكاد ينتهي ، فلم يبقي امامها الإ خمسة ايام لتعد خطتها .
كانت غارقة في التفكير و الدرس حين قرع جاك الباب بخفة ليدخل و لكن ابتسامة الترحيب اختفت علي وجهها حين لاحظت عبوسه و قلقه .
راوينا ، هلا اعطيتني بضع دقائق من وقتك ؟
اجل ، طبعا . هل حدث شئ ؟
ارجو ان لا . ولكني لست واثقا .. انه ريموس . تطلب ماريان الا اقلق . ربما من السخف الشك في كلامها بعدما ربتني و ربت سكوت و بعدما رعتنا في طفولتنا . موظفونا يعتبرونها كانهة الحكمة بالنسبة لتشخصيها للأمراض . ولكني رغم ذلك ..
- أتريد رأيي ؟
- لو سمحت ، انما احذرك اولا بأن ماريان لن ترضى .
كانت قد زارت غرفة الصبي مرة من قبل ، في ذلك اليوم صدمها الجو الرطب البارد الذي رأته في الغرفة . وها هي الآن اثناء دخولها اليها من جديد تشعر بوخز في ذراعيها اللتين راحت تدلكهما .
كان جسم ريموس الصغير النحيل مختفيا في الرير الضخم ، مدثرا بكونة من البطانيات الثقيلة . وكان رأسه الصغير ذو العينين البراقتين شديد الاحمرار ، وقد بدا احمراره واضحا اما بياض الوسادة .. وكانت ماريان تجلس تحيك الي جانيه و كأنها عنكبوت اسود ضخم ، تحيك الفخ حول ذبابة عالقة في خيوطها .
ما ان شاهدها الصبي حتي قال بصوت متحشرج :
- انسة هافرشام ، حنجرتي تؤلمني .
اسرعت اليه :
- حقا حبيبي ؟ لا شك انك التقطت انفلونزا و هذا ليس عجيبا ! .
استدارت غاضبة الي جاك :
- اليست هناك غرفة مريحة اكثر من هذه ؟
قبل ان يرد وقفت ماريات لتقول :
- كانت غرفة الصغار دائما في البرج المستدير و قد توارثها صبيان سايتون جيلا اثر جيل .
وردت راوينا بخشونة :
- ليس عجيبا ان عاش منهم القليل .
تطلعت الي النوافذ فلم تجد سوى نافذة واحدة لا تعدو ان تكون شقا مستيطلا وهو الي ذلك عال وان تجرات الشمس علي ان تنفذ ، صدتها ستارة سميكة سودء تهمس رسائل النحس اثناء تمرغها علي حجارة الجدران الخارجية . اما الارض فكانت تغطيها قطع رقيقة مبعثرة من السجاد علي احدى هذه القطع خزانة ثياب طويلة استقرت خلفها بقعة سوداء .
تقدمت نحوها :- ما هذا ؟
ثم ارتدت بعنف وهي تصيح
- انها رطوبة ! الماء يجري فوق الجدران ! .
صاحت ماريان :
- ليس هناك سوي هذه البقعة .. وهي هنا منذ سنوات طويلة .
تحرك جاك بقلق متمتما :
- انها علي حق .. كنت و سكوت نستخدمها لبل الطوابع .. كي نوفر علي انفسنا لعقها .
سوت راوينا وقفتها و قد راعها هذا الاهمال ، وجعلها تتساءل كيف بالله عليهم تمكنت اجيال ال سايتون من العيش هنا . قالت بحزم :
- لو كنت مكانك يا جاك ، لأستدعيت الطبيب ... انا متأكدة انه سيوافقني الراي بشأن نقل الطفل الي غرفة ادفأ و بأسرع ما يمكن .
استطال عنق ماريان و كأنها حية كوبرا علي وشك الهجوم :
- طبيب ؟ ما من طبيب داست قدماه قصر كالدونيان فطالما اعتنيت بالمرضي هنا ، وهذا ما فعلته امي و من قبلها جدتي ! .
تجاهلتها راوينا و صبت اهتمامها كله علي وجه ريموس الصغير المتألم منتظرة من جاك التكلم . لقد اعطته رايها و القرار اليه الآن .
- اوه .. ماريان لا اعتقد ان استدعاء الطبيب مرة واحدة يضر بشيء . سأذهب لأتصل بالطبيب حالا .
وهرع خارجا وكأنه خائف من شجار وقع بين النسوة ، وشعر بالحراج لأنه اضطر الي تأييد جانب علي الاخر . حين اقفل الباب وراءه تطلعت عينا ماريان وهما تقذفان الشرر الي راوينا :
كنت اعلم منذ دخلت هذا القصر انك تقصدين الشر .

نايت سونغ
30-12-2010, 22:52
كان صوتها شريرا مخيفا كالموت . فسبب جوا من الذعر مر علي وجه ريموس الشاحب :
- اتيت بهدف الاذية .. احسست بهذا فورا .. رأيتك تقفين علي عتبة القصر و كأنك الملكة بوديسيا ، ملكة القبائل الانكليزية التي ثارت علي الرومان ، والتي سعت وراء اعدائها مقسمة علي الثأر لما اوقعوه بعائلتها .. شاهدت بوضوح تام هالة الانتقام ترفرف علي رأسك ، وشاهدتك تلعقين شفتيك و كأنك تتذوقين اولى قطرات الانتقام الحلوة . ولكنني لم اقلق ، لن اقلق .. فقدرتي علي الرؤيا تقول لي انك وقبل مضي وقت طويل ن ستغادرين وانت تحملين مرارة الندم !
ارتجفت راوينا رغم ايمانها بسخافة ما تقول . ايمكن ان يكون للسحرة وجود .؟ فقد تحدث الامور ضمن هذا الجو الغريب حسبما تكهنت العجوز . لكنها سرعان ما هزت رأسها تنفض عنها شباك الخوف الذي رمته ماريان علي احاسيسها .
حيثما وصل الطبيب تنفست صعداء ، كان شابا يشغل مكان احد الاطباء المحليين . هذا ما اخبرها به عندما كان ينتظر ان ينضم اليه ممرضات من المستشفي متخصصات في معالجة الاطفال . ارسل كلامه المبهج للنفس ماريان الي المطبخ تتمتم بحنق و تحذر من مغبة الثقة بالهواة . قال الطبيب :
- يا الهي ، هل هذه غرفة اطفال ام زنزانة ؟ ماذا فعلت ايها الشاب لتستحق عقاب التسمر علي الة التعذيب ؟ .
تخلص بحركة عنيفة من نصف ما دثر به ، ثم دس يده تحت الغطاء الاول بحثا عن معصم ريموس و رفعه :
- اه ! لا ارى اصفادا ! .
اطلق ريموس ضحكة ضعيفة ، اما الطبيب فراح يفحص نبضه ، ثم بدأ بلطف يفحص الاصبع الصغير المشوه ، كان قد انهي فحص الاصبع عندما دخل جاك :
- انا والد ريموس .. جاك سايتون . وانت دكتور .. ؟
تبسم الطبيب :
- يونغ .. اي الشاب ، بالاسم و الطبيعة كما ارجو .
- كيفك حالك دكتور .. ماذا عن الولد . هل حالته خطرة ؟ .
- لا .. ابدا .. اتسمح لي بكلمة ... ؟
واشار الي الباب فقال جاك قبل ان تجلس راوينا قرب ريموس علي السرير :
- وانت كذلك يا راوينا ! بما ان الطبيب هنا بناء علي الحاحك ، اظن انه من الافضل ان تسمعي ما يقول .
تأكدت من راحة الولد الشاعر بدوار قبل ان تلحق بهما الي الخارج ، و احست بالفخر حين قال الطبيب :
- قبل ان اعطي اي تحليل ، يجب ان اجري بضعة فحوصات مخبرية ، انما ذلك بعد ان تحسن حاله . في هذه الاثناء ، وقبل اي شيء ، يجب نقله الي مكان ملائم . يجب ان اعترف انني وجدت هذا الجناح اختيارا شاذا لتربية الاطفال .. انه منقطع تماما عن دفء الشمس بسبب الاشجار التي تعزله عنها .
هز جاك كتفيع :
اننا نتبع بكل بساطة التقاليد . وهذا الجناح مستخدم للاطفال قبل وقت طويل من وجود الاشجار .
- ان هذا مثير للاهتمام !
فيما هما سائران في الممر راحت راوينا تنصت الي الطبيب وهو يتحدث الي جاك باستغراب :
- انا مهتم جدا بتاريخ المنطقة سيد سايتون و أجد تقاليدها و عاداتها ساحرة ، انا من غلاسكو ، لذلك اراني لا افهم القصور و الاملاك الواسعة و تقاليد الحدود ..
قررت راوينا ان غرفة ارتداء الملابس الملحقة بغرفة نومها ستفي بالغرض ، فهي مناسبة لأقامة ريموس فيها . انها صغيرة و غير معزولة ، وبما انها في مؤخرة القصر فهي تتلقي اكبر قدر من حرارة الشمس ..
اما السرير المفرد الصغير فيتسع للصغير الذي سيبدو فيه وكأنه فرخ بط داخل عشه و الاهم من ذلك انا هي نفسها موجودة قربه لمساعدته اذا اراد شيئا خلال الليل .
نسيت تماما واجباتها الاساسية المهجورة في المكتب و بدأت تنفض الغبار و تعيد ترتيب الاثاث .. كانت قد انهت عملها حين سمعت وقع اقدام ثابتة و مسرعة في الممر ، ترافقها رنة عرج .
توترت غريزيا توتر الارنب يشعر بصائده .
هاجمها بسرعة النسر حالما وقع نظره عليها :
- انسة هافرشام ! لماذا تركت المكتب دون عناية و الهاتف بلا من يجيب علي المكالمات ؟
ارتفعت يدها الي فمها و اتسعت عينياها العنبريتان بعدما ادركت خطورة اهمالها .
- اوه ! انا اسفة .. كان يجب ان اجد من يرد علي الهاتف . لكن الامور تسارعت فتسيت .
- اي نوع من الامور ؟ .
في تلك اللحظة لاحظ منفضة الغبار في يدها ، ثم لاحظت عيناه المتسائلتان الحائرتان بقعة غبار علي انفها و المنديل الاصفر اللماع علي شعرها .
لماذا تقومين بتنظيف البيت .. هل ماريان مريضة ؟
- لا .. ليست ماريان المريضة .
نزعت المنديل و هزت راسها لتطلق العنان لشعرها فقال نافذ الصبر :
- من اذن ؟
- ريموس .. اضطررنا الي اتعداء طبيب .. لا تلقل ، لا شيء خطير .. مجرد رشح و قد اتقرح الطبيب نقله الي غرفة ادفأ لذلك فكرت ..
- يبدو انك تفكرين كثيرا فينا مؤخرا انسة هافرشام .. هل في نيتك ان تجعلي من نفسك ضرورة لا تستغني عنها ، ام انك فضولية بطبعك ؟ .
ارتدت عنه غاضبة :
- كنت انفذ اوامر الطبيب لورد كالدونيان .. ولكن اذا كان هذا رايك .. فخذ ! .
رمت المنفضة ال قدميه و اكملت :
- قم بالعمل بنفسك ! من الآن و صاعدا لن اقوم الا بالعمل السكرتيري .. واذا احتجت الي اي مساعدة من نوع اخر فعليك ان تتوسلني !
بدا راضيا :
- جيد .. بما اني لا اطلب منك منة او معرفا انسة هارفشام عليك متاعبة العمل الذي وظفتك من اجله و اتركي ادارة المنزل الي من هم اكفأ منك .
صاحت به و قد مسها عدم امتنانه :
- تعني ماريان كما اعتقد ؟ .
- بالضبط .. كيف تجرؤين علي المساس بمركزها و استدعاء الطبيب ؟ لم نحتج نحن السايتون بفضل مهارة ماريان و رعايتها و راعاية اسلافها الي طبيب .
.

نايت سونغ
30-12-2010, 22:54
بدت عليها دلائل الدهشة وعدم التصديق :
- ابدا ؟ اتقول لي لورد كالدونيان , ان عائلتك منذ اجيال قابعة في جهل مطبق جعلها تضع صحتها و صحة اطفالها بين امرأة عجوز معتوهة تملأ راسها الخرفات ؟ قل لي .. حين كنت وجاك صغيرين الم تتعرضا للانفلونزا ، اما اصبتما بحمي و انفلونزا كحال ريموس الان ؟
- مرات عدة . ان ماريان كانت تشفينا من هذه الامراض البسيطة بوضع زجاجة الماء الساخن علي اجسادنا و الاكثار من الاغطية و من الشراب الساخن .
عندما ترسخت فكرة الكلام الذي قاله بذهنها ظلت وقتا طويلا صامته حتي نفذ صبره :
- ان انهيت امعانك بي ، اتسمحين بنزع هذه النظرة البلهاء عن وجهك و العودة الي المكتب ؟. تركت لك شريطين سجلت عليهما رسائل اريدها مطبوعة و جاهزة للتوقيع بعد ساعة .
- ولكن ماذا عن ريموس الذي سيستقيظ عما قريب ؟ ان الطبيب طلب نقله من البرج المستدير ، في اسرع وقت .
صاح ببرود :
- سيقي الصبي حيث هو .
- لكنك لا تستطيع مخافة نصيحة الطبيب وان خالفتع غباء اجراميا .
اشاحت بصرها عن وجهه الكريه وهي تشعر بالغضب يتطاير كالصواريخ وماذلك الا لأن معاناة الطفل ستطول بسبب تصرفات رجل مجنون ، مصمم علي تنفيذ ما يريد صاحت به :
- بربري حدودي ! لن ترضى نفسك حتي يصبح الولد مقعدا مشوها مثلك !
حالما انطلقت الكلمات المرعبة احست بالخجل المرير ، اما هو فبدا علي وجهه النحيل الصدمة ، ما من رجل يبدو كما تراه في هذه اللحظة الا بعد طعنة خنجر او طعنة سيف مؤلمة , ومن المستحيل ان يبدو كذلك بسبب لسان امرلأة .
شد يده حتي ابيضت مفاصل اصابعه فعلمت راوينا انها تمادت كثيرا وقررت الفرار وكادت تنجح حتي مد يده بسرعة مذهلة و امسك كتفها ليدفعها ثانية الي الغرفة ، فوقعت علي ركبتيها فوق الارض .
وراقبته برعب وهو يركل الباب قبل ان يتقدم اليها لترفعها يداه الساحقتان من كتفيها حتي تقف مستقيمة كانت اصابعه الطويلة القاسية تحفر لحمها الطري ، تنغرز بلا رحمة .
كانت هذه الحكرة الاتصال الجسدي الاول بينهما ، فصدمتها لمسته و ارسلت الرعدة الي اوصالها ملاعبة شبكة اعصابها خانقة انفاسها
- لقد حذرتك مما قد يحدث لو اصررت علي تحدي سلطتي ، الم احذرك ؟ يروقني عنادك انسة هافرشام .. لا شيء احب لي من ترويض ماهو غير مروض و من تعليم الجواد الاصيل حتي يحني ركبتيه .. ومن تدريب الصقر حتي يذعن علي معمصمي .. ومن تعليم المرأة المقاومة من اجل لمسة مني .. وهذه الاشياء جميعها تمتعني !
كانت قوة الاسد في قبضته وهول النسر في انحناءة رأسه . اخفض رأسه شيئا فشيئا حتي شاهدت رعبها منعكسا في عينيه .. تمتم مقتربا اكثر :
- اسف لأنني خيبت ظنك بتكريس نفسي للعفة ، انا لست براهب انسة هافرشام ، بل انا ككل الرجال حين اثار اعض !
اثبت كلامه بالانقضاض عليها فراح يتذوق صفاءها بوحشية متعمدة ، مجبرا اياها علي التجاوب ليحصل علي اقصي سعادته بأخذ ما كافحت طويلا لتكبحه .. اكتسحتها قشعريرة هائلة ، اهي احتجاج ام ضعف ؟ لكن لم يكن لديها وقت لتحلل الامر فقد استمر الاغواء مدنسا معه برائتها . مقتحما اماكن سرية في قلبها ، جسدا و روحا .
عارضا امامها تقنية متفوقة جعلتها تحس ان هفوة واحدة من ارادتها قد ترميها الي هوة الاحاسيس النساء .
كانت مققطوعة الانفاس ومع ذلك ، احست بالصدمة حين ابتعد عنها و قد ماتت الشعلة المتوحشة في عينيه ، لترك وراءها دخانا خطيرا .. بدت الصدمة عليه ايضا حين همس في اذنها :
- ايتها الساحرة الفضية ، هل ارسلت الي هنا لزيادة عزابي ؟ .
ورماها بشخونة عنه . فترنحت تنظر اليه بكراهية و لكنها لم تلبث ان تعمدت مسح فمها بظاهر يدها مظهرة القرف في عينيها ايضا .. فقال ضاحكا :
- هل كرهت عناقي لك الي هذه الدرجة ؟
- انا اكره المعاملة الخشنة ، خاصة علي يد .. يد ..
- عاجز ؟ يسرني ان تجدي عناقي هذا مقرفا ، فعلي المرء ان يتأكد من ان العقاب يساوي الجرم .
رفع يده بتحية ساخرة و ارتد علي عقبيه منصرفا ، ظلت بلا حراك وقتا طويلا تنتظر فيه ان تهدأ اعصابها المتقدة و ان تبرد المشتعلة ، بعدما هدأت قليلا قعدت علي كرسي شاعرة بالعزاء بسبب المعلومات التي كشفها لها عدوها عندما هاجم دفاعاتها .
انه معرض للخطر ممها ظن نفسه منيعا ، فلديه ضعف الرجال و اساسه بقرب المرأة يثيره ، وشعوره بالبشرة الناعمة و الشفتين المرتجفتين يعذبه .
ها هي الطريقة الفضلي لتنفذ انتقامها الذي ستواجهه اليه بالتظاهر بالرغبة فيه حتي اذا ايقن انه كسب المعركة تقلب الطاولات علي راسه السلتي البربري !

نايت سونغ
30-12-2010, 22:55
***

نهاية الفصل السابع

الغصن الوحيد
31-12-2010, 01:12
عساك الف عافية يا نايت وتسلم يمينك على الفصول الحلوة والله حماس فعلا ..امتعتينا يا عزيزتي..

مشكورة حبيبتي ويا ربي ما يأمر عليك عدو ولا ظالم يا قلبي والله انك ما تقصرين ..

بس تدرين حرام صحيح ان البطل لسانه طويل ووقح بس كسر خاطري يوم قالت له مشوه وانصدم منها يا حرام احس انها جرحته ..

بس على العموم الرواية رائعة واكثر من رائعة واحنا اكيد معاك ونستناك ..

الغصن الوحيد
31-12-2010, 01:14
ليان يا قلبي وش دعوى ما سوينا شي ..والله انك دخلت قلوبنا على طول حبيبتي وحياك الله مره ثانية ...

الغصن الوحيد
31-12-2010, 01:16
malh وينك حبيبتي صرتي تغيبين عن الساحة الروائية الرومانسية حقتنا ..

يا قلبي لا تطولين علينا خلنا نشوفك ..

الغصن الوحيد
31-12-2010, 01:19
حبيبتي ساكنة القلوب طميننا عليك يا قلبي انشالله انتي صرتي احسن ..

حاولي انك تدخلين المشروع حتى لوتكتبين ( دمتم ) او تكتبين ....( في قلبي ) او تكتبين ....( سكنة)

واعرفي اكيد انا نقول لك مهما غبتي ( دمتي في قلوبنا ساكنة ) والله لا يحرمنا طلتك الحلوة يا عسل ..

الغصن الوحيد
31-12-2010, 01:22
كيوت يا قلبي وانتوا بعد مختفين وش فيكم عسى ما شر انتي وانجل تيرس من جد وحشتونا كثيييييير ..

لاتغيبيون عنا كثير ..

الغصن الوحيد
31-12-2010, 01:24
انجل 1118 حبيبتي وينك هاذي ماهي عادتك ابد لا يكون تعبانه ولا شي ..

عاد انا قلت لك تدفي زين وابتعدي عن الاشياء اللي تتحسسين منها ...وانا عارفه ان احين وقت امتحانات بس نبغى نطمن عليك يا قلبي ..

ملاك001
31-12-2010, 01:37
[[COLOR="DarkRed"][/C
OLOR] تسلمين حبيبتي نايت على الروايه مافضيت اقراها لاني قاعده اكتب الروايه بس باين عليها حلوه وان شاء الله بس أخلص روايتي بستلمها

الغصن الوحيد
02-01-2011, 00:31
واو والله ما عرفت المنتدى متغير كثير يعطيكم الف عافية على جهودكم في تعديل وتطوير المنتدى وتسلم ايادياكم جميع ..

عن جد انجاز رائع ... THank all of you Gruob Mexat

نايت سونغ
02-01-2011, 09:52
8 - اجنحة الحب




فتحت راوينا الرسالة بدون تفكير .. كان يجب ن تنفصل هذه عن الرسائل الاخرى قبل ان تصل اليها ، وليس حتي تفحتحها لتعرف انها رسالة خاصة . كانت الكلمات ملتهبة في مقدمتها السبب في الاسراع الي طيها ثانية و اعادتها الي المغلف :- حبيبي سكوت !
جعلت الكلمات قلبها يخفق وانفاسها تنقطع . امسكت الرسالة بدهشة بين اصابع مرتجفة ، اما سبب دهشتها فجرأة اية امرأة علي ادعاء صلة حميمة مع رجل قلبه من حديد .
سحبت نفسا عميقا ، بل ان تشجع نفسها لتقرع الباب المؤدي الي مكتبه . انها المقابلة الاولى بينهما بعدما حصل في الامسية السابقة ..
كان رأسه الاسود الشعر محنيا فوق كومة من الاوراق ، ولكنه ارتفع بحدة حين كلمته بلهجة عذبة لا تفضح شيئا من التقلص الذي اصاب معدتها او من الضعف الرهيب الذي حل في ركبتها .
- سكوت .. ارجو ان تسامحني .. لقد فتحت هذه الرسالة خطأ .
تجاهل يدها الممدودة و ركز عينيه السوداوين علي وجهها ، وكأنه قادر علي اكتشاف السبب الكامن وراء تقدمها الودي غير العادي . لم تجد صعوبة في جعل وجهها يتضرع حياء او في ادعاء الارتباك و الخجل . ولكن الجزء الاصعب كان اخفاء الكراهية التي كانت تلمع في عينيها الصادقتين و عرفت انها نجحت حين ابتسم ابتسامة مغرور ساحر :
- لا بأس في هذا ... راوينا .. ربما هي رسالة من احدى عماتي الكثيرات .
اظهر تركيزه علي لفظ اسمها قبولا بأن يستخدم اسمه .. وكان عليها ان تجبر نفسها علي عدم الفرار عندما ارتدت علي عقبيها لتخرج .. كان قلبها يخفق بجنون ، وكانت الدماء تخضب وجنتيها بحمرة الخجل و العار .. ماهذه اللعبة الغبية التي بدأتها ؟ وكيف ستنتهي ؟
- مهلك لحظة راوينا .
احست بأن قدميها التصقتا بالارض عندما اطاعت اوامره , انتظرت حتي وصل اليها .. وما اذهلها و ارعبها احاطته لها بذراعيه وهو يشرح لها قائلا :
- هذه الرسالة من سيبيل ، زوجة جاك .

حبيبي سكوت ! ما زالت الكلمات مطبوعة في رأسها ..

و تابع :
- لقد دعت بطريقتها المتهورة بعض الاصدقاء للانضمام اليها في العطلة هنا .. الآن فقط ، وبعدما فعلت ما فعلت ، فكرت ان من المناسب ان تكتب لتسأل عما اذا كانت الزيارة مناسبة .

لم تكد تفهم ما يقول لأن عقلها كان مشغولا بأمور اخرى : مشغولا بالطريقة المتملكة التي بها يده علي كتفيها و مشغولا بغمزة عينيه التي افهمتها انه لم يقع بعد ولكنه قرر اللعب حتي تتوقف اللعبة عن اثارته .. شهقت قائلة :
- هذا امر رائع لك .. لجميعكم ، خاصة ريموس .. لاشك في انه مشتاق الي امه كثيرا .
خف توتر اعصابها حين ابتعد عنها عابسا :
- الصبي لا يعي وجودها تماما .. سيبيل جذابة جدا ، امرأة مذهلة ولكنها خالية من مشاعر الامومة . لا .. ان كان هناك من سيرحب بها فليس ريموس طبعا .
فجأة احست بالقلق علي جاك ، فسألته بحده :
- وماذا عنك ؟
بدا دهشا :
- اانا ؟ اوه .. فهمت .. لقد اخبرك جاك بعلاقتي القديمة بها ولكنني في الواقع لا اعترض علي مجيء سيبيل الي القصر متي شاءت ، بل انا ارحب دائما بزوجة اخي ، انما هناك عقبة واحدة .. فسيبيل تقول انها تنوي المجئ الي القصر قبل ضيوفها بأيام لتمهد لهم الطريق ولأنها لا تتفق ابدا مع ماريان ، اتسائل عما اذا كنت تمانعين في ان تساعديها ؟ سيبيل رائعة في تنظيم الحفلات ، وانا اثق بأنها تريد تنفيذ شئ ما اثناء وجودها عندي حتي اكون صادقا اقول انني اهوى ان يرفل هذا المكان القديم بحلة فاخرة مرة اخرى .. اريد منك ان تري القصر حيث كما كان علي عهد والدي الذين كانا يستقبلان الناس دائما في القصر حيث كانت تصدح الموسيقى و برقص فيه الراقصون تحت الثريات المشعة المضيفة سحرا اضافيا عندما تشع علي المجوهرات و الحرير الناعم و علي النار الزرقاء .. نعم .. لقد عملنا طويلا وجاهدين في قصر كالدونيان ، ويجب ان ناخذ قسطا من الراحة .. ما رأيك راوينا .. اترغبين في المساعدة ؟
جعلها نطقه اسمها تخجل فتمتمت :
- اجل .. سأفعل ما استطيع .
لم يظهر ريموس رغم تحسنه صحته حماسا يذكر عندما سمع ان امه اتية بل قال لراوينا انه سعيد لوجوده في الغرفة المجاورة لغرفتها .
- افضل ان اكون معك راوينا .. امي لا تلازمني كثيرا حين تكون هنا ، بل تحدث الضجيج ، واذا حاولت محادثتها تطلب من الابتعاد عنها . هي ليست مثلك .. انت لظيفة .. لماذا لا تتزوجين عمي سكوت فتمكثين معنا الي الابد ؟
وبخته بعناد :
- كف عن هذا ! .
عندما رأت تعابير وجهه البائسة عذبها ضميرها فقد كان صوتها اكثر حدة مما قصدت .. ولكنها كانت قد اصبحت اكثر من حساسة حتي لمجرد ذكر اسه عمه !
طبعت قبلة علي جبينه :
- م يا حبيبي . لكما اسرعت بالشفاء تمكنت من الذهاب الي المدينة . يريد الطبيب يونغ ان تزوره في عيادته اتذكر .. و اريدك ان تكون في صحة جيدة لتجول بي في المحلات الموجودة هناك حين نذهب .
- اعدك بأنني سأكون في صحة جيدة ، مازالت حنجرتي ملتهبة قليلا جدا و لكنها غدا ستكون افضل حالا .
- فلنمهلها حتي اخر الاسبوع لنثق اكثر بشفائها .
مرت بجاك اثناء توجهها الي المكتب فرأته بذرع القاعة الكبري وهو سااهم .. وكان عليها ان تبتسم لشبهه الكبير بأبنه الصغير .
- مرحبا جاك ، لم كل هذا التهجم كله .
لم يرد الابتسامة :- الم تسمعي الخبر ؟
- خبر قدوم زوجتك ؟ الست مسرورا ؟
- ولماذا اسر ؟ انها تأتي فقط من اجل ان تكون قرب سكوت .
- اسفة جاك .. ان هذا مؤلم حقا لك ؟؟ اليس هناك فرصة للعودة ؟
- ما دام اخي غير مرتبط فمستحيل . من المؤلم الوقوف جانبا لمراقبة المرأة الوحيدة التي احببتها ، ام ابني ، ترمي نفسها علي رجل اخر ! ولكنني لا استطيع لوم سكوت فهو لم يشجعها قط . فمنذ زواجنا كان تصرفه معها صحيحا . بل فلنقل ان اهتمامه كان اهتمام العم بزوجة ابنه .. ولكنها لم تتخلي عن الامل بأن يغير رأيه .
- ان هذا الامر محبط لكيلكما .. لكن ربما كان الامر هذه المرة مختلفا .
- ربما .. اذا طارت الافيال . ولكن ان اظهر سكوت اهتمامه بامرأة اخرى .. فسيردعها ذلك .. سيبيل مقاومة ، لكنها عملية ، اذا اصبح ما تريده خارج منالها اقتنعن بما يليه ، لقد حدث هذا مرة ، ويمكن ان يحدث ثانية ..
كان كمن يركل حجرا خياليا فوق الارض .. فتركته لتسرع الي مكتبها ، تتساءل لماذا سمحت لنفسها ان تتورط الي هذا الحد بشؤون عائلة لا تشفق عليها شفقة حقيقية . انها عائلة افرادها متعجرفون ، مغرورون متعودون علي الافتخار بأنفسهم منذ الولادة وعلي رمي الاوامر ، لا علي تلقيها .. فلماذا تشعر بالاسي علي مشاعر احدهم ؟ انها اسفة اسفا صممت معه علي فل ما باستطاعتها لمساعدته !
دخلت مكتب سكوت ، يساعدها قلبها المتطاير اشفاقا علي جاك ، وانطلقت تتهجم عليه :
- لقد تركت جاك من هنيهة انه متكدر جدا بسبب زيارة زوجته ، واظن من المخزي ان يعاني لعلمه انها قادمة من اجلك انت فقط ! بأمكانك مساعدته لو جعلتها تدرك انك لا تهتم بها . ولكنك عوضا عن ذلك تشجعها ! لا تنكر ! قرأت عنوان رسالتها بدون قصد طبعا .. لكن ..
- و لكن عقلك قفز الي استنتاج خاطيء !
ارجع كرسيه الي الخلف لينظر بأمعان .
- تري هل شعرت بالغيرة ؟ راوينا ؟ لقد كان الطريق امامك فسيحا خاليا حتي الآن مع رجلين حساسين جدا . ربما لا تروقك فكرة مشاكتنا مع امرأة اخرى ؟ .
تذكرت في الوقت المناسب دورها الذي تبنته فأخفظت عينيها و رمشت باهدابها بطريقة انيقة ثم همست :
- انا .. الا يحق لي ان .. اغار ؟

نايت سونغ
02-01-2011, 09:59
شدت علي اسنانها غيظا وقد احست به يقترب .. وانتظرت . وقف علي مقربة شديدة منها ولكنه لم يلمسهاا .. حين تكلم بدا كلامه مشبعا بغضب ساخر :
- كما سبق ان قلت لك . انا لا اسمح لأية اامرأة بالمطالبة بحق عندي . ان اقصي ما انا مستعد له هو عبث بسيط لا ارتباط فيه .
حين رفعت اصبعه ذقنها رأته عابسا :
- لا اراك ممن يسيطر علي مشاعره . اتعرضين مشاعرك دائما بمثل هذا التهور ؟ الهذا السبب حضرت الي هنا من المجهول بدون كتاب توصية او تعريف ؟ اكنت هاربة من مشكلة عاطفية ما كان يجب ان تحدث ؟
- لا !
كان نكرانها السريع احتجاجا لا بد منه ضد اتهاماته و دفاعا ضد التواء شفتيه المزدرتين لها ، ثم هزت كتفيها .. فماذا يهمها رأيه ؟
ذكرها صوت داخلي صغير هامسا :- بل يهم كثيرا .. اان هذا ما اردت فعلا خداعه !
ولكنها حتي من اجل هوارد غير مستعدة الي ان يظنها المركيز عابثة فكان ان قالت كحل ويط :
- لا بد لي اذا وجدني الرجال جذابة .. فلم اقصد ان الفت انتباههم .
ادهشها رده :
- اصدقك . ولكن تصرفك البارد الذي يقول للرجل : لا تلمسني ، هو ما يثير اهتمام الرجال ولكن هناك استثناء .. بالامس مسحت وجهك و فمك بعد معانقتي لك . و اليوم تلمحين الي انك لن تنفري بعد الآن .. فأي الموقفين اصدق ؟
احست بتوتر شديد لأضطرارها الي النظر الي عينيه مباشرة و الي القول كذبا :
- كان تصرفي بالامس ردة فعل طبيعيه تبدر عن امرأة تحتضن بالقوة .. ولكنني رغم ذلك احسست احساسا رائعا ، احساسا ام اتمكن من نسيانه .
همس لها :
احساسا جميلا . وكأنما احدهم اعطاك اجنحة ؟ يسمي بعض الناس هذا الاحساس حبا .. راوينا . فماذا تسمينه ؟
حدقت اليه و كلها امل الا تكون معاناة قوبة منها و خطورة لمسة يده و تهديد فمه المقترب منها حملا تحتمل بدون مقابل .. قالت متوسلة وهي ترتجف :
- انا .. انا لست واثقة .. فلننتظر قليلا .. و لنعط انفسنا وقتا لنعرف .
تمتم :
- الوقت يشفي الانسان من كل شيء ، حتي من حياته , ربما انت علي حق .
عندما سمعت دقة خفيفة علي الباب شعرت بالراحة فأسرعت تفتح الباب وهناك وجدت احد العمال :
-اتسمحين يا انسة بالقول للسيد ان زوجة اخيه وصلت وهي تسأل عنه ؟ .
صاح سكوت :
- ماذا . ابهذه السرعة ؟ .. اللعنة !
كان يمسك بمرفقها بقوة وهو يقودها الي مقدمة القصر حيث كانت السيارة صغيرة تقف امام المدخل . كان جاك هناك يفرغ الحقائب من الصندوق و فتاة تتكيء بلا اهتمام الي عمود حجري مبتسمة بنفاذ صبر .
- كن محترسا يا جاك .. انها جديدة !
جاء صوته من عمق الصندوق :
- يا لها من حقيبة لعينة . كيف وضعتيها هنا ؟ الم يكن بأمكانك ارسال بعضا منها في شاحنة .
- حبيبي .. لقد وصلت لتوي من ااوروبا ، منذ يومين فقط . ولم ازعج نفسي بافراغ الحقائب .. لا شك ان بعض ملابسي مشعتة و لكن اليس ما تزال هنا تترأس فرقتها من النساء الممتازات ؟
- لفرقة نسائها الممتازات عمل اهم بكثير من كي ملابسك .. لماذا لا تحاوين القيام ببعض اعمالك بنفسك حبيبتي ؟ لا بد ان تجدي عملا تستطيعين القيام به دون ان تتسخ يديك الوردتين البيضاوين .
ارتعبت راوينا فقد كانت كلماته مشحونة بالسخرية ، فكيف بالله يمكن ان تعود المياه الي مجاريها وهو يصر علي تصرفه هذا معها ؟ وذلك قبل ان يحصل شرخ في علاقتهما يعجزان عن اصلاحه .
- سكوت .. حبيبي ...!

كانت عينا سيبيل اللامعتان بالبهجة مسمرتين علي وجهه ، وكأنهما تودان استيعاب كل تعبير من تعابيره ، وكل جزء بسيط من مظهره :
طوله و نحوله و مشيته الواسعة المستعجلة قليلا و راسه الاسود المتفاخر ، الذي تضيئه الآن بسمة ترحاب , هرعت اليه بذراعين ممتدتين متجاهلة يده التي مدها للمصافحة رامية نفسها عليه ، لافة ذراعيها حول عنقه ، معانقة اياه بلهفة وشوق حتي شعر جاك و راوينا بالاحراج . كان من الصعب معرفة من تخلص من الاخر اولا .. ولكن سيبيل بدت مترددة تكره الابتعاد فتعلقت بذراع سكوت غير مهتمة ابدا بالاخرين .. و قالت :
- لماذا لم ترد علي رسائلي ؟ كنت اراسلك مرة في الاسبوع ، ولم اتلق منك الا رسالة قصيرة كتبتها علي عجل .
- كنت مشغولا .
احست راوينا بالغضب بسبب لهجته المتسامحة ..
- مشغولا حتي عني ؟ لن اصدق هذا يا سكوت !
قاطعها جاك و هو يستشيط غيظا :
- وماذا عن رسائلي لك يا زوجتي الحلوة ؟ ما هو العذر الذي لديك لعدم الاجابة عنها و عدم الاهتمام بصالح ابنك ؟
- انت معه .. اليس كذلك ؟ لماذا يفترض الجميع ان حمل الطفل في احشاء امراة يورث بشكل آلي مشاعر الامومة . انا .. لم اعرف امي يوما . ومع ذلك عشت ! ولكن والدي لم يكن يوما ظلا لرجل آخر !
غطت علي شهقة راوينا الغاضبة احتجاجات سكوت الحادة :
- الا يمكنكما التوقف عن المشاحنة ولو لدقيقة ؟ ريموس لما يستعد صحته . سيبيل انه مازال في فراشه ولكنني واثق انه يتوق الي رؤيتك .
تركزت عينا راوينا علي وجه سيبيل .. فأذهلها جمالها و لكنها احست بالكره بسبب انانيتها عندما قالت سئة :
- ايجب ان اهرع اليه الآن ؟ لقد انتظرت طويلا حتي اتحدث الي سكوت .. فلندخل الي مكتبك حيث نجد الراحة .
توسلت عيناها الزرقاوان وهي واقفة كعارضة ازياء تشمخ برأسها الذي حركت الريح خصلات شعره و الصقت الفستان بثنايا جسدها الرائع . كان تعي التأثير الذي تلقيه علي الرجلين معا .
لم يدل صوت سكوت الكسول المتشدق بنعومة ، علي القنبلة التي كان سيرميها :
- قبل ان ندخل .. اريد ان اقدمك الي عضو في منزلنا .. راوينا .. راوينا اريد ان تلتقي بزوجة اخي سيبيل .
هزت سيبيل رأسها بكسل ، ولكن البسمة اعتلت وجه سكوت عندما اردف :
- سيبيل .. هذه راوينا هافرشام .. خطيبتي :eek:

نايت سونغ
02-01-2011, 10:00
نهاية الفصل الثامن ;)

الغصن الوحيد
02-01-2011, 23:55
يا شيخة تسلم اناملك يا قمرنا يا نايت عن جد روعه بشكل مذهل .. لا ..كله كوم والوجه اللي حطيتيه آخر شي في كوم يوم قال سكوت خطيبتي ضحكت عليه بشكل من جد مناسب جدا للموقف ..


يلا سلام ووووووووووووواحنا اكيد_______________________________معاك ونستناك على طول ...

PANSSY
03-01-2011, 20:46
السلام عليكم
كيفكم يا احلى اعضاء ان شاء الله بخير
نيوتة الحلوة كيفك الرواية باين عليها كثير حلوة انا لسه ماقرأتها لاني احب اقراها كاملة لكن دائما متابعة معاكم.
ع فكرة اسمك حلو و رومانسي كثير يعجبني.

تحياتي
cheerio

PANSSY
03-01-2011, 20:52
غصونة الظريفة كيفك يا حلوة ان شاء الله امورك تمام
بدنا رواية حلوة من ايديك و تكون معاها تعليقات حلوة منك
cheerio

الغصن الوحيد
04-01-2011, 23:03
هلا حبيبتي بانسي (panssy) انا الحمدلله بخير يا قلبي وتسلمين يالذوق على كلامك الحلو ..

وابشري حبيبتي على خشمي ..ما طلبت شي انا انشالله ناوية انزل رواية ولكن اللي معطلني ومأخرني ان الرواية عند صديقتي وانشالله لما اجيبها على طول بكتبها وبعدين انزلها ..

نسمة عطر
05-01-2011, 00:49
سلامات لاحلى عضوات مبروك علينا الحلة الجديدة للمنتدى
نايت سونغ الرواية حلوة ومشوقة مشان خاطري ماتطولي علينا حبابة (مصطلح شائع في بلدي يقصد به الترجي)
وعنجد ما احلى من الرواية الا تعليقات غصونة الظريفة اللي تعطي الروح للمنتدى
وحابة اسال اذا رواية لماذا تبعديني عنك للكاتبة جيني اش نزلت من قبل لانو حابة اشاركم فيها اذا ما في مانع بس طبعا بعد ما اخلص نهائيا من كتابتها و من امتحانات طلابي اللي هلكوني وتقبلو مروري مع حبي نسمة

نسمة عطر
05-01-2011, 00:51
سلامات لاحلى عضوات مبروك علينا الحلة الجديدة للمنتدى
نايت سونغ الرواية حلوة ومشوقة مشان خاطري ماتطولي علينا حبابة (مصطلح شائع في بلدي يقصد به الترجي)
وعنجد ما احلى من الرواية الا تعليقات غصونة الظريفة اللي تعطي الروح للمنتدى
وحابة اسال اذا رواية لماذا تبعديني عنك للكاتبة جيني اش نزلت من قبل لانو حابة اشاركم فيها اذا ما في مانع بس طبعا بعد ما اخلص نهائيا من كتابتها و من امتحانات طلابي اللي هلكوني وتقبلو مروري مع حبي نسمة:)

نايت سونغ
05-01-2011, 19:36
9
- هل تنتهي اللعنة ؟




كانت ممتنة و مصدومة من الحل الذي ابتكره سكوت لحل المشكلة سيبيل ، ولكنها مع مرور الايام لم تجد سهولة في تقبل ذراعه الملتفة بحب حول كتفيها ، او في احتمال نظرات هيامة حين تكون معهما سيبيل التي ما ان تغيب عنهما حتي يعود الي طبيعته ، ورغم مثابرتها علي نزع سلاحه كانت تشك في انها تتقدم بسرعة الي اي مكان .

ولك وصولها الي لعب دور خطيبة سكوت حقق بعض النجاح .. فلم تعد تحرشات سيبيل وقحة و صريحة ، مع ان عينيها بقيتا تنظران اليه بجوع و صوتها ظل يداعبه ، لكن اثار العاطفة الأخرى كانت مقيدة ولو مؤقتا ، فسيبيل كما ترى راوينا لم تنخدع تماما ، وكانت تختار توقيتها ، كي يقنعه ان التحالف غير المتناسب لن يطول .
تأكدت مخاوف راوينا بعد مرور يومين ، حين توقف سكوت يوما عن الاملاء ليقول لها :
- يجب ان نحضر لك هدية الخطوبة .. كانت سيبيل تطرح اسئلة ذات مغزى ، ولعلها عندما ترى ما يدل علي صحة خطوبتنا تزول شكوكها .
رفعت راوينا رأسها وقد وجهت القلم في يدها بطريقة متوترة .
- بكل تأكيد لا ارى حاجة للمضي في هذه التمثلية الي هذا الحد ؟
- بل هناك حاجة . وانا اري من المستحسن ان تحصلي علي بعض مجوهرات العائلة حين ترحلين لتكون ذكرى ، ام تفضلين ان يبقي الامر ذكرى مربكة بسبب ما كان يمكن ان يحدث ؟
احمر وجهها بشدة ولكنها تمكنت من ابتلاع رد عنيف مذكرة نفسها ان سيبيل ليست الوحيدة التي يجب ان تنخدع ، فكان ان تبنت تعبير من جرحت مشاعر سكوت عميقا .
- انت قاس يا سكوت .. لماذا لا تثق الي هذا الحد ؟
اطلق صيحة ساخرة وفيما كان يعمل ، راحت اصابعه تعبث بشعره ، فتساقطت علي جبينه خصل سوداء اعطته مظهر شاب خليع .
- اتجرؤين علي السؤال ؟ انت امرأة ذات ماضي وانت الي ذلك انكليزية .
كانت هذه الفرصة التي انتظرتها طويلا و بصبر ، فعندما سألت عن اخر شخص انكليزي عمل في القصر ، اجاب جاك بهزة كتف لا مبالية :
- اخر مساعد لسكوت ترك العمل ووهو موضع نقمة .. يومذاك كنت غائبا .. ولم اسمع سوى شائعات .
ثم سألت سكوت بحذر :
- لماذا تكره الانكليز هكذا ؟ اليس هناك الطيب و الفاسد في كل الاعراق ؟
- بكل تأكيد .. ويمكنني تعداد بعض اصدقائي الانكليز الجنسية ولكن بعد دراسة حذرة لأخلاقهم ، وبعد الاطلاع علي تاريخ عائلتنا تبين لي الي اي مدى قد يكون الانكليز منافقون والي اى مدى قد يصلون في انتقامهم .
ذعرت داخليا ومع ذلك تجاهلت همسا داخليا يحثها علي الحذر و تاعبت :
- وماذا عنكم يا اهل اسكتلندا ؟ وماذا عن اصراركم علي ابقاء الحياة لمآسي الماضي ؟ اليس من الافضل دفنها مع امواتكم ؟
ضاقت عينياه فظنت في لحظة ذعر انه فهم اهتمامها شخصي لا موضوعي . بدت عينياه تنبشان في عمق روحها وهو يرد عليها :
- كنا لنفعل لو سمح لنا . ولكن لسوء الحظ ، العيوب التي وضعتها في لائحة موجودة اليوم في طباع الانكليزية كما كانت تماما منذ قرون .. في الواقع .. مؤخرا ..
صمت فجأة وكأن ذكرى سيئة ازعجته :
- ولكن ، يكفي ، تلك المسألة لا تستحق النقاش .. تعالي الي مكتبي متي كنت جاهزة ، في البلدة صائغ رائع سيتمكن من توفير ما تريدين .
- اوه .. ولكن موعد ريموس مع الطبيب اليوم ! يريد اجراء فحوص تامة له .
اظهر عبوس حاجبيه معارضته للفكرة .. ولكنه لم يتعرض بل قال :
- انت عنيدة و مثابرة .. اصررت في البدء علي ان يغير غرفة نومه .. والآن تصرين علي هذا ! علي اي حال ، لا استطيع الا ان اشكر لك اهتمامك بمصلحة الصغير الذي اوافق علي ان نصحبه معنا ، مستغلا وجودكما عند الطبيب لأتمام بعض الاعمال .
حين اصطحبت ريموس الي الطبيب بعد الظهر تبين لها ان لا حاجة لبقائها مع الصغير فقط قال الطبيب بمرح :
- لا داعي الي الانتظار انسة هافرشام اذا كان لديك ما تشترينه .. خذي وقتك ، فبأمكان ريموس اللعب مع اطفال شريكي بالحديقة .
- لكن ، قد يحتاج الي .. انه مرتبك قليلا .
- لا تجزعي .. اعدك بأن اجعله يعتقد ان ما سيحدث لعبة ، و اذا كان هناك ما اريد معرفته اطرحه عليك حين تعودين .
احست انها غير مرغوب فيها ، فعادت الي سكوت المنتظر في السيارة و قالت بجفاء :
- لا يحتاج الي .
واحست بتزايد توترها حين ضحك عاليا :
- يبدو ان روح الامومة فيك قد اهينت عزيزتي .. ومن الواضح ان الوقت قد حان ليكون لك اطفال .
كانت البلدة لريفية رغم صغرها جوهرة كاملة . يقطعها نهر الي نصفين ، يتصل احدهما بلآخر عبر جسرين ، يسبح تحتهما الاوز الناظر الي الناس و المتنازل بكبرياء لبقول فتات الخبز الذي يرميه الجالسون علي مقاعد خشبية كبيرة علي ضفتي النهر . كانت راوينا قد مرت بالبلدة اثناء توجهها الي قصر كالدونيان ، و قد تمنت يومذاك لو سنح لها الفرصة لتستكشف الشوارع الضيقة المنتشرة علي محاذاة النهر ،
و المؤدية الي مركز التسوق المكتظ بالسواح التاثقين الي شراء قمصان التارتان الشهير في اسكتلندا ، و قماش التويد الصوفي و قمصان الصوف المحبوكة في جزيرة فاير .. وشغل الابرة محليا باسم فلوورين و الي التطريز الناعم .
توقفت خارج محل يتوسط معروضاته وشاح صوفي رائع تشبه حياكته خيوط العنكبوت .
احس سكوت انه فقد مرافقته . فتوقف ثم تراجع ، وقال معلقا :
- ارى انك تبدين اعجابا بوشاح شهير معروف عندنا باسم شيتلاند . وهو يزن حوالي اونصتين و نص ، يخضع الي اختبار قديم لمعرفة قوته و متانته و ذلك بتمريره في خاتم الزواج . مازلت الطريقة الصنع متوارثة من الجدات الي الحفيدات ، و الشيء نفسه ينطبق علي هذا القماش الصوفي المعد لصيادي السمك .. فالمناطق عندنا تلتزم بمصنوعاتها الاصلية خاصة ، فجزيرة لويس مثلا تقدم تصاميم اسمها نوافذ الكنيسة و مخالب الكركند اما منظقة ايرسكاي فمشهورة بتصميم شجرة الحياة و رباطات الحب و تصاميم جميعها هي رمز للأغراض التي صنعت من اجلها .
تشجع عندما رأى اهتمامها الشديد فأردف من اجلها .
تشجع عندما رأى اهتمامها الشديد فأردف مبتسما :
- هذه التصاميم تسافر مسافات بعيدة مع بنات الصيادين في رحلاتعن علي ظهر المراكب من اجل تنظيف السمك . و اثناء السفر تلتفي البنات المسافرات من مناطق اخري فيتبادلن التصاميم .. في هذه الايام الالوان كثيرة و متنوعة ولكن قماش صيادي السمك هذا ، من جزيرة ايريكي وهو يحاك دائما بأدق الابر اما الالوان فأما ان تكون خضراء دكناء او سوداء . لأن لكل عائلة تصميم خاص بها ترين ان الناس يتعرفون الي اجساد الصيادين الغرقي في البحر من قماش ثيابهم .
كانت راوينا تفكر في كلامه حين توقف بها امام واجهة مختبئة بعيدا في شارع فرعي . ولكن ما ان دخلا ، حتي ظهرت المعاملة الممتازة فقد اسرع سيد عجوز الي تحتيهما ، انحني باحترام كبير انما بدون ما يدل علي الخضوع .
- لقد اوليت مؤسستنا شرفا كبيرا لورد كالدونيان و ارجو ان نتمكن من خدمتكم .
- ارجو هذا سيدفروبيشر .. هذه الآنسة هافرشام خطيبتي وهي ترغب في اختيار هدية الخطوبة .. الديك ما هو مناسب ؟
- بكل تأكيد .. اتفضل السيدة الشابة بروشا بدلا من خاتم الخطوبة التقليدي ؟
من الطبيعي ان تبدو راوينا حائرة فأردف الرجل :
- استطيع ان اقول من تعابر وجه خطيبتك سيدي اللورد ان زواجك سيكون زواج الشوك بالورد .. اليست السيدة انكليزية ؟
- نعم هي انكليزية سيد فروبيششر .. اقترح ان تريها ما هو موجود لديك و دعها تختار بنفسها .
أدخلا الي غرفة داخلية معزولة قعدا فيها امام طاولة راح العجوز يضع علي مخمل اسود مجموعة مختارة من البروشات المثيرة و كان العديد منها يحمل رسم الصليب السلتي الذي شاهدته رواينا محفورة علي حجارة القصر القديمة ، و علي ما حوله , كان بعضها كبير ذا نقوش عميقة لها شكب اوراق الشجر ، ولكن الوحيد الذي اخرج شهقة فرح من شفتيها بروشا فيه قلبان متشابكان يربطهما تاج . تبادل سكوت و العجوز الابتسام حين مدت يدها لتضعه في راحتها .. قال السيد فروبيشر ضاحكا :
- انه اختيار ممتاز انسة هافرشام ، انه بروش " لاكنبوث " .. وهو عادة يهدى عند الخطوبة ، وكلنه يعتبر تقليديا تعويذه من السحرة ..
جعلها خجل عامر لا تقوى علي النظر الي سكوت .. اعادت البروش الي مكانه و قالت :
- يبدو فريدا من نوعه و جميلا ولكنني افضل ما هو ارخص ثمنا .
حل صمت و ذهول فأدركت متأخرة غلطتها .. فمن غير المحتمل ابدا ان يتردد المركيز كالدونيان اما ثمن هدية عروس المستقبل

نايت سونغ
05-01-2011, 19:39
ولكن سكوت قال بنعومة :
- سنأخذه .. ان الانكليز يؤمنون ان الاسكتلندي يقبض بشدة علي ماله و علينا من قبيل الواجب سيد فروبيشر ان نثبت بطلان هذه الخرافة .
لم يدرك السيد العجوز ان الضحكة التي تلت انما كانت تغطية لأستياء سكوت , و حرج راوينا العميق . كانت علي استعداد قبول بخاتم متواضع علي ان ترده له حين تغادر القصر ولكن البروش ذا القلبين المتشابكين كان اشبه برمز لالتزام الشخصي .. ولآنها كانت تعلم ان اي احتجاج سيسبب المزيد من الاحراج لاذت بالصمت حتي تمت عملية الشراء .. ولكنها اثناء ذلك عزت نفسها بالتفكير ان البروش سيؤمن لها حاجزا من ماريان الساحرة .
بناء علي الحاحها اوصلها الي خارج العيادة الطبيب .. ثم تركها هناك ليكمل ما لديه من عمل و قال واعدا :
- لدي فقط زيارة واحدة خاطفة .. سأكون معك و مع الصبي بعد نصف ساعة .
كان الطبيب يونغ ينتظرها . حينما وصلت ادخلها الي عيادته وهناك تناهي اليها من الحديقة صوت ريموس و قهقهاته . سألت :
- ماهي الاستنتاجات التي توصلت اليها ايها الطبيب ؟
تفرس فيها جيدا قبل ان يرد بسؤال مضاد :
- كم تعرفين عن ظروف الصبي انسة هارفشام ؟ وعن عائلة سايتون بوجه عام ؟
- ليس كثيرا . كل ما اعرفه عبارة عن معلومات متناثرة تلقيت معطمها من والد ريموس و من مدبرة المنزل و من الصبي نفسه .
- هممم .. ريموس ثرثار صغير .. اليس كذلك ؟ كم من المصداقية يمكن ان تضعها علي معتقداته المذهلة ؟
تنهدت راوينا :
- اكان يخبرك عن لعنة الهائلة ؟ انها خيالية طبعا . ولكن الجميع يصدقها حتي صاحب السعادة نفسه !
- خيالية ؟ اعتقد ان وصفها بالمذهلة انسب .
شهقت :- انت لا تصدق بكل تأكيد !
ابتسم ورفع يده وكأنه يرد هجومها ساخرا :
- مهلك .. مهلك انسة هافرشام . اسمعيني قبل ان تلقي محاضراتك المتعلقة بساخفة الايمان بالقصص الخرافية .. اتعلمين ان الفلكور الشعبي اثار اهتمامي الي درجة اني قمت بدراسة عنه .اجد الاغاز تضايقني كما تضايق حبة رمل المحارة ، انت مستعدة لصرف النظر عن قصة لعنة سايتون علي انها قصص عجائز خرافية ، ولكن قبل هذا اطرحي علي نفسك هذا السؤال : هل هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن الناس في القرون الماضية كانو اكثر سذاجة و ميلا للتصديق مما نحن اليوم ؟ هم مثلنا عرضة للمخاوف و القلق . لذلك لجؤوا الي قوة الخيال لتفسير ما هو ابعد من حدود معرفتهم .
لوحت بيدها احتجاجا :
- صحيح ولكن ، لا يمكنك ان تصدق ..
- اتؤمنين بالاشباح انسةهارفشام ؟
استوت في جلستها و الانكار متجمد علي شفتيها و لكن تذكرت ترددها و خوفها يوم سارت في ممر مظلم قاتم طويل في القصر المرعب .
- آه . لا .. بلى !! لست واثقة ..
ضحك :
- آه .. هكذا اذن . انت كالعديد منا يؤمن بالاشباح و ينكرها انت مستعدة لنكران وجودها ومع ذلك تكرهين البقاء وحيدة ليلة واحدة في منزل يقال انه مسكون .. اليس كذلك ؟
حين هزت رأسها بخجل ، تابع راضيا بأنه نجح في اثبات وجهة نظره :
- يكمن اهتمامي في الخرافة التي تتصل بالطب .. لقد اثبتت ابحاث طيبة اجريت اخيرا مقدرة بعض الوصفات علي الشفاء التي تصفها النساء القرويات من الاعشاب للشفاء . فأوراق الصفصاف مثلا تستخدم من قبلهن لمعالجة الحمي ، و الادوية التي اساسها السلسيك اسيد اليوم تستخدم للغرض نفسه و مستحلب شجيرة الساحرة ، الصفراء الزهر ما زال مستخدما لتخفيف الآم الرضوض و التواء المفاصل .. و البنسلين يذكرنا بالكمادات التي كانت تستخدمها الساحرات من الخبز او الخميرة و الجزر و الخضروات الآخرى .. هكذا ترين ان لا فائدة من الاستهزاء .
بدت عليها الحيرة :
- ولكن .. ما علاقة هذا كله بلعنة عائلة سايتون ؟
- العلاقة عزيزتي ، قد تكون في واقع ان ما ينظر اليه الآن علي انه لعنة كان اصلا منذ قرون . فقد تحمل الاجيال المتعاقبة مرضا بسيطا مرده انا الوراثة او محيط معين .
راحت تستجمع المعلومات في رأسها :
- اتعني .. ان عاهة اللورد يمكن ان تكون ...
- خللا تشنجيا في العضلات . اما سببها ان لم اكن مخطئا فالاصرار الغبي علي استخدام غرف النوم الرطبة في الطفولة .
ذعرت راوينا و صعقت ثم بدأت تتمتم :
- كان عند العائلة منذ قرون عداء للطب لذا اعتمدوا علي وصفان كانت تضعها ماريان و اسلافها .. ولكن ذلك كله غير منطقي خاصة ان عرف ان احدى جدات ماريان هي التي انزلت اللعنة بالعائلة !
- في عصر غارق بالخرفات ، حين كان الناس يؤمنون بالسحر و الشعوذة كان يمكن لطب الساحرات ، مهما كان اساسه ان يسبب لعنات مختلفة . و الساحرة البارعة قادرة علي استغلال لظروف لتلقي لعنة . تذكري يا عزيزتي ، كانت الساحرات بسبب الاقبال الناس عليهن رئدات الطب الحديث . لا شك انه كان لدى اسلاف ماريان القدرة علي معرفة نقطة الضعف في اية عائلة ولا شك ايضا انهن كن يتمسكن بها ليطلقن لعنة وفي غياب شخص عاقل يقول ان افرادا سابقين من العائلة كانوا يعانون من المرض نفسه كن يحققن غايتهن . فمن المعروف اليوم ان الخوف و التوتر او اي ضغط نفسي اخر قد ينتج عوارض مؤلمة و ان افضل علاج في مثل هذه الحالات ، موجه الي العقل لا الي الجسد .. قد تكون تعويذات الساحرات بلا فائدة للعلاج الجسدي ولكنها علاج فعال للعقول .
تاجعت راوينا في مقعدها مشتته الفكر من منطقه و مطمئنة في الوقت نفسه لأنها فهمت الآن فقط لماذا كان تأثير سكوت في عقلها .
- اشرح لي ايها الطبيب ؟؟ ماذا يعني هذا كله بالضبط .
- لا اقدر ان اكون متأكدا مئة بالمئة الآن .. لكنني واثق ان لعنة عائلة سايتون هي في الواقع نوع نادر من مرض العضلات بدأت في وقت مبكر من الطفولة . وتؤثر اكثر ما تؤثر علي الذكور و تظهر تشوهات انا في اصابع اليد او في اصابع القدم .
تسمرت عيناها :-
هل يمكن شفاؤها ؟
اطلقت نفسا عميقا حين هز رأسه :
- اجل انسة هارفشام . فبسماعدة التدليم ، و الحركة و جلسات كهرابئية تم تسجيل حالات شفاء كبيرة .



****
نهاية فصل التاسع

نايت سونغ
05-01-2011, 19:41
10
- تبكي علي كتفه !




كان موعد وصول ضيوف سيبيل نهار السبت وكانت الحفلة ستجري في الليلة ذاتها . لم يكن عند راوينا ذاك اليوم عملا كثيرا لذلك ، تسني لها مساعدة سيبيل في إخراج الأواني الكريستالية كم اعماق خزائن مغطاة بالغبار ن وفي رد الفضيات الباهتة الي لمعانها الاصلي ، والاشراف علي ازحاة المفروشات و التنظيف و تلميع ارض القاعة الكبرى المسكوة بألواح الخشب المصقول التي ستجري فيها الحفلة الراقصة .
تظهر جاك حماسا غير متوقع و كان يدا مساعدة في امور كثيرة .. لكن يا ترى هل كان وجوده نابعا من رغبة حقيقة في العمل ام كان تظاهر اقاه قرب زوجته . ولالملاحظ ان الاثنين كانا علي وئام و اتفاق ، هذا ما لاحظته حين شاهدت جاك يزيل بقعة غبار علي انف سيبيل باهتمام و حنان كما شاهدت وجهه يضاء اشراقا حين اظهرت له شكرها بابتسامة ساحرة ، ولكن سيبيل تبدو شخصية مختلفة حين لا يكو سكوت موجودا ، فعندها تصبح اقل عدائية و اكثر استرخاء , وتظهر تقبلا لمدعبات زوجها . حتي ان راوينا احست بالاعجاب بها حين قالت بعذوبة لزوجها و المنديل مازال معقودا حول شعرها منفضة الغبار في يدها و البقعة ما تزال علي انفها :
- انا قلقة بشأن اختيار انواع الاطعمة عزيزي . كان سكوت فظا معي حين ذكرت الأمر له .. بل تمادى معتبرا تنسيق اصناف الطعام عجرفة لا معني لها . طبعا هو لا يملك خبرتك في هذا المضمار لأنه لم يدرس قط هذا الموضوع بعمق مثلك .. لذلك ، انا واثقه انه لن يغضب ان طلبت منك ان تتولي تنسيق انواع الطعام بنفسك .
- لسكوت سلطة لا يستحقها .. و هذا كله عائد الي تقاليد آل سايتون . لو سحبت لي لائحه يما تودين تقديمه ، اعدك بالأهتمام بتنسيقها ، بحيث يرضي هذا اصعب الذواقه في العالم .
ابتسمت سيبيل و استدارت تسأل راوينا :
- اليس من الرائع ان نتخلص من التفكير في المشاكل ؟ كنت حائره في ما اختار ، الم تكوني حائره ؟
تخلت رااوينا عن الحذر بسبب الحماس الذي يجري :
- لقد فكرت قليلا في المشكله ، لكنني لست خبيره .. فمعرفتي في هذا المضمار محدوده .
و طققت تردد انواع الطعام التي اعتادت علي تنسيقها اثناء العمل مع السير دوغلاس .. و كادت تعض لسانها حين رأت صمت متسائل بعدما ذكرت ما ذكرته .. و زاد انزعاجها حين نظرت اليها سيبيل بخبث و قالت بقسوة :
- انت تدهشينني . لا يتوقع المرء عاده ان يجد سكرتيره تملك ولو جزءا يسيرا من المعلومات عن موضوع متخصص كهذا .. كنا افكر دائما ان حب التنسيق انواع الطعام هو معد لفئه مختاره من الناس ، فئة لها ذوق في مزج الاحاسيس المختلفه كأن تتمتع بحمام معطر ، و بالوجبات اللذيذه ، و بالحب في آن واحد .
قاومت راوينا لتستعيد القليل من وقارها ، و قد ازعحها تشامخ تعابير سيبيل :
- أتحاولين الاشاره الي ان مثل هذه الامور من حق الطبقه الارستقراطيه فقط . ومن هم ادنى منزله يجب ان يرحموا من الاحساس بحيث لا يتمكنون من التميز او التمتع بهذه المباهج ؟
بدا علي سيبيل الانزعاج , فهزت كتفيها بارتباك :
- ليس بالضبط .. انما يجب ان تعترفي ان الناس في مجتماعتهم نادرا ما يهتمون بمثل هذه الامور .
ضحكت راوينا و كان ارتباك سيبيل يزداد مع تصاعد تسلية راوينا بالموقف ثم قالت اخيرا :
- اوه سيبيل ! انت بعيده جدا عن الطبقه الكادحه .. العطلات في اوروبا في متناول معظم الناس و جيوبهم هذه الايام .. في الواقع و بالتحديد في الاعوام الاخيره كنت اقضي معظم عطلاتي و انا اتجول في فرنسا و المانيا و ايطاليا . و اعرف ما افضله من ملذات الحياة يشاركني في الآف ممن يملكون عقولا راجحه ترفض مجرد الركود فوق رمال الشاطئ بسأم او الي جانب بركة السباحه .
بدا صوت سيبيل الضجر مزدري :
- أووه . اتعنين الرحلات السياحية العامة و ما الي ذلك ؟
هزت راوينا رأسها دون ان يرف لها جفن :
- اجل .. وما الي ذلك !
احس جاك بتبدل مزاج زوجته فقاطعهما بمرح مصطنع :
- راوينا علي حق في امر واحد ، هو لا فرق بين الطبقات الاجتماعيه في هذه الايام .
قاطعهم صوت تناهى اليهم عن الباب :
- لا تبدو الفروقات كبيرة في وقت متأخر من الليل ، او في ساعات الصباح الأولى ، خاصة مع رفيق من الجنس الآخر .
دلف سكوت الي الغرفه و التواء شفتيه الخبيث يدل علي معانيه الشيطانية .. حبست راوينا انفاسها بحدة متسائلة كيف خدعت يوما و اعتقدت انه يسلك سلوك العفة .
صدق انك تملكه ، و ستملكه !
يولد هذا الشعار نوعا من العجرفه غضت النظر عنها من قبل .
فالمركيز كالدونيان ، لا يطلب شيئا .. بل ما يشتهيه يحصل عليه !
احست بأن لون وجهها راح يشحب كلما تقدم منها و قال متمتما :
- هل صدمتك .. اياها الطاهرة الصغيرة .. سامحيني . انسة دائما عزلتك . فمن دون شك انك لا توافقين علي مثل هذا الكلام الدال علي التهتك و الاستهتار .. لكن بعض الرجال يعتبرون هذا الكلام مساعدا لهم علي الاغواء .
كان قد وقف مستمتعا باحمرار وجهها . اما مزاجه فالغاية منه اثارة من يتطلع اليهما . ولكنها انتفضت حين استقرت يداهعلي كتفها حيث راحت اصابعه تدلك بشرتها الناعمة ، و كادت تتراجع مذعوره حين احنى راسه ليطبع شفتيه القاسيتين علي خال اسود يقد بكل فخر في موقع يلفت الانتباه .
- ما من رجل يحتاج الي ما يثيره ما دام برفقتك . ربما يحتاج فقط الي اضواء خافته و موسيقي ناعمه ، للمساعدة علي تهدئة مخاوفك .
هزها قليلا ليخجرها من حالة الذهول ، فقد كان تأثير عينيه المغناطيسي قويا الي درجه السيطره عليها ولكن كلماته الساحرة حطمت التعويذه من حولها . كان وحده من احس بارتعاشه جسمها .
- لللوصول الي استنتاج ناجح يجب ان يشعر الشريك بالجاذبيه نفسها .. في هذه الحالة ضوء شمعه , و فنجان شاي اكثر تأثيرا و أقل كلفة .
ضحك جاك دون ان يدرك ما يكمن وراء الكلمات من توتر:
- كلام عظيم راوينا .. اتركي اخي معلقا .. فالطالما وقعت النساء في سحره بسهولة في الماضي . و انا اشك ان عاهته هي التي تلعب علي احاسيسهن الغريزيه ، مع اني نضطر للاعتراف انهن ما ان يعلقن حتي يصبحن علي غير عجلة للخلاص .
كان هذا القول اللاذع موجها الي زوجته التي كافحت دون نجاح في اخفاء تكردها ..
اعترضت سيبيل بلطف خبيث :
- اجد في ما قالته خطيبتك تناقضا ساذجا سكوت . فبعدما اظهرت معرفة مدهشة بأصول تنسيق الموائد الفاخرة ، و اعترفت بالسفر الي اوروبا بشكل واسع لا اعتقد انها ساذجة كما تشير انت .
لمعت عيناها بالانتصار حين رأت انتفاضته وحتي رده السريع لم يخدعها :
- كنت اشير الي بساطه الطباع لا الي بساطة العقل ، سيبيل .. ربما سافرت راوينا كثيرا ، و لكنها رغم ذلك ما زالت تمتلك القدرة علي ان تبهجها اشياء بسيطه ، و ما زالت تمتلك ايضا روح المرح و تفتقر للمرارة و السخرية , و لهذا يمكننا ان نتعلم منها انا و انت

نايت سونغ
05-01-2011, 19:44
انهى كلامه ببطئ و كأنه متعجب من الصدق الذي تحتويه كلماته .. ولكن شوكه الحقيقة وخزت كبرياء سيبيل ، فارتدت عنه بوحشية شريرة و صرخت بحدة :
- ما دمت مسلوب اللب بخطيبتك الي هذا الحد فلماذا لا تعرفها للعالم معلنا موعد زفافك ؟ اجدها .. فكرة رائعه ! ما رأيك سكوت هل تجعل حفلة ليلة السبت موعدا لأعلان الخطوبتكما ؟
ساد الصمت علي الجميع بأنتظار رده .. اما هو فجال بناظريه علي كل منهم ببرود و بطء . كان وجه سيبيل مرتديا تعابير التحدي و كأنه راية مرفوعة و كانت عينياها جريئتين تتحديانه بالاعتراف بما طالما ارتابت فيه .. فهي تظن ان الخطوبة لا تعدو ان تكون مصطنعه لسبب وحيد الا وهو رميها بين ذراعي زوجها . بدا جاك تائقا ، كانه مرتاب هو ايضا من هذا التحالف , و محتاج الي من يطمئنه .
اما انطباع راوينا فكان اسهل للقراءة ، فردة فعلها الاساسية كانت اتساع عينيها رعبا ، ثم عندما توضحت الفكرة احست بمشاعر الخوف العنيف تثيرها و تلقي في قلبها الذعر وفي معدتها التقلص الحاد وفي حنجرتها عدم القدرة علي ابتلاع ريقها الفكرة منافية للعقل .. ولكن الوقت يداهمنا . لقد جاءت الي قصر كالدونيان لا لتحل مشاكل عائلة سايتون .. بل لزيادتها .. سحبت نفسا عميقا بصمت لتقول بنفسها : هل اجرؤ ؟ لمع في عيني تفكيرها صورة للقاعه الكبيرة و هي محتشدة بأقارب العائلة و اصدقائها الذي يصفقون و يهللون بابتهاج للاعلان عن قرب زواج كبير عائلة سايتون . وتراءى لها سكوت متقبلا الامر الواقع مبتسما للمهنئين . كما تراءى لها استيائه الغاضب الذي سيجتاح وجهه حينما تركي في وجهه هدية الخطوبة امام الجميع قائلة له في جمله واحده بليغه رأيها بالضبط بشخصيته الكريهه .
سمعت من خلال الضجيج الذي عم اذنيها رد سكوت الهادئ :
- هذا قراره يجب ان يكون لراوينا .. ولأن خطوبتنا كانت منذ فترة وجيزه ، فأنا متأكد انها ستفضل ان نحافظ علي سرنا فترة اطول .
سمعت صوتها يقول من مكان بعيد :
- أوه .. لا ادري يا سكوت . فيحق لأصدقائك ان يشاركونا سعادتنا . وبما ان من الغير الممكن ان يقام حفل كبير في الصر في المستقبل القريب , لإاظن ان حفلة يوم السبت مناسبة للإعلان .
نظر اليها نظرة من لا يصدق ، نظرة ذهول و استياء و تهجم . اما هي فتحملت نظرته بابتسامة زائفة ، تنتظر لمعان الانتصار الذي يجب ان يتبع كلامها بدل هذا الرعب السلتي الفاقد للحس .
ولكنها اضطربت للإعجاب لسرعة استعادته لجأشه ، كانت الوحيدة الي لاحظت الطريقة التي سلكها للتعامل معها .
- إذت .. فليطن هذا .
من مكان ما خلفها ، سمعت تمتمة سيبيل المخنوقة و هي تهرع خارج الغرفة وحين لحق جاك بزوجته ، ادركت انها لم تفر هاربة ، فستكون وحدها وجها لوجه مع الاسد في عيرينه !
اعار الخوف جناحين لقديمها فسارت في اعقاب جاك ، محاولة الهرب , و عندما اصبحت علي بعد خظوة من السلامة اطبقت يد علي متها و جرتها بقسوة لتعود الي الغرفة التي صفق بابها بسرعة , حدقت ببلاهه الي وجهه العاصف و تفكيرها في فراغ و لسانها جاف الي درجة انه علق في سقف حلقها .
و عندما تحدث بصوت رهيب ذعرت اكثر مما لو تحدث بغضب مستعر .
- أظن من الواجب التوضيح .. اليس كذلك ؟
- أنا ... انا ...
- لا تزعجي نفسك بأختلاق الاكاذيب ,, فالسبب وراء عملك واضح ! و بما انني ابله ، فقد لعبت لعبتك ، و اعطيتك فرصة ارسلها الله لتحققي الاحترام لنفسك و لتحصلي علي صيد ثمين . كما هو معروف في اوساطك . و انا من كنت لذقائق خلت اقدر بساظه شخصيتك .. يا الهي ! لاد انك اعظم النساء شرا و اكثرهم خداعا ومن سوء حظي انني قابلتلك ! .
قاومت راويناا خوفها منه و سعت الي ايجاد الكلمات تقنعه لتستمر الخطوبة وهي واقفه و اهدابها منخفضه و راسها منحن بما يشبه الخجل ، تصاعد الاحمرار الي وجنتيها ، بالوان متدرجه ما بين الوردي الناعم و الاحمر القاتم . ولكن عقلها كان في سباق مع التفكير الشرس ، ثم وكأنما اليها طوق نجاة تذكرت تصيحة اخيها لها : استخدمي ارادتك كاكرأة . ابكي قليلا علي كتفه !
اظهرت الضعف الذي يجرده من سلاحه فانهارت علي كتفه تبكي بصمت .
- انا اسفة سكوت .
اضطر الي اخفاض راسه ليفهم الكلمات المخنوقه علي صدره :
- اعلم ان ما فعلته سخيف ولكني كنت يائسة .. اترى .. انا أحك .. كانت فكرة الاعتراف بي زوجة المستقبل اغواء وحشيا كجنونا و عذابا جعلتني افقد صوابي . ارجوك .. !
رفعت عينيها العنبريتين الغارقتين بالدموع وهي تتابع رجاء :
- ارجوك سكوت ، لا تذلني امام سيبيل و جاك .. ما الضير ان سمحت ان تعلن الخطوبة كما خطط لها ؟ لن الزمك بها ، وكيف استطيع ؟ اعدك انني صباح الاحد سأختفي من حياتك و بعد ذلك لن تسمع عني شيئا .. انما ارجوك ، اترك لي ليلة واحدة اذكرها ! اهذا طلب كبيير ؟ ليلة سعادة تعزيني العمر كله في منفاي الوحيد ؟
بدت له شهقه الانتصار التي خرجت منها تنهيدة الم و راحه فقد التفت ذراعه ببطء علي خصرها .. يا لغرور الرجل ! ضغطت وجهها علي قميصه المبلل بدموعها .
- كم اتمني ..
و صمت ، ولكنها احست بالانتصار لسماعها لهجته المخنوقه ، فتحرك جسدها النحيل بتوتر عندما لمست يده المرتجفه رأسها ، تداعبها بحنان لا يدصق . همست :
- سكوت ... ؟ ماذا تتمني ؟
شدها اليه فارتجفت .

- تعلمين راوينا اني اقسمت الا اتزوج ! ولم اندم علي هذا القسم الا مؤخرا . فلم يحدث ان شعرت بأحاسيس عميقة نحو اية امرأة ، ولم التق بمن غبت ان اشاركها كل لحظة من ساعات النهار و الليل حتي دخلت منزلي و سرت رأسا الي قلبي ، لقد حاربت طويلا و بضراوة مشاعر اثرتها في داخلي مرات و مرات عندما كنا نعمل معا . كان علي ان اكبح نفسي لأمنع يدي عن ملامسة شعرك الجميل و عن مداعبة وجنتيك ، وكان علي ان ازجر نفسي لئلا انتزع جسدك الصغير المتحفظ من وراء حاجز الطاولة لأذيب الجليد في عروقك بعناقي العاصف . لكنني كنت اذكر نفسي باستمرار انك انكليزية ، و انك مخادعه لا تستحقين الثقه . كنت اختلق الاعذار لصرف النظر عن حاجتك لكتاب توصية و اقول لنفسي ان لك الحق بالاحتفاظ باسرار ماضيك .. كل هذه الامور لم تعد تهمني الآن .. لن استطيع ان اعمي بصيرتي عن واقع اني اريدك يائسا . احبك حتي الدمار . و مع ذلك .. لا يمكنني ان اطلب منك ان تصبحي زوجتي ، ولا يمكنني تحمل وزر عذاب الحياة مع طفل قد يولد مشوها ...
رفهت راوينا رأسها الي وجه يشع صدقا و اخلاصا ، كانت قسماته مثال للكبرياء وكان فمه المتهجم ملتويا بخوط الاسي و الاحباط . حان الآن وقت تبديد خرافة لعنة عائلة سايتون ، بأن تكرر له الكلمات التي ذكرها لها الطيب يونغ . كان بمكانها حتي وان لم تتح لها هذه الفرصة الثمينه ان تقول له ان زوجين في هذه الايام قادرين علي اختيار عدم انجاب الاطفال . لكنها تذكرت هوارد و الانتقام الذي يجري في عروقها كالحمي .. ها هو النجاح في متناول يدها مع ان طبيعتها كانت تنفر من تنفيد مثل هذا المخطط البارد فتذكرها حياة اخيها المدمرة اضفى علي تصميمها قوة لينال الطاعون الاسود ما يستحق .
ادعت ان قلبها محطم فانتزعت نفسها من بين ذراعيه بأسى شديد و هرعت باكية في الرده تعي انه مازال هناك دون حراك ، عاجزا عم الامساك بها , شعرت به جسدا مستوحدا رأسه الاسود منحني و عينياه السوداوان غائرتان بالبؤس ؟



****

نهاية الفصل العاشر

نايت سونغ
05-01-2011, 19:48
تسلمووووليي صبااياااا

اسفي طولت عليكو هاليومين بس انشغلت شووي

يخليلي اياكوو و مايحرمني من تشجيعكم

يلا قررربت اخلص تنزيلها ... هاااانت

مشكووووريين حبااايبيي

نايت سونغ
06-01-2011, 19:33
11 - رجل من ماضيك




سمعت روايونا وهي في المكتب توافد الضيف الاول ، فكان وضعت الغطاء علي اللآلة الكاتبة لأنهل وعدت سيبيل بالمساعدة في ايصال الوافدين الي غرفهم . و بما ان المراسلات ليست كثيرة ، لم تجد عذرا في البقاء داخل المكتب الصغير الذي اصبح الآن مرتبا و الذي بات ملاذها الآمن ، فهو المكان الوحيد الذي تحس به بالراحة في قصر كالدونيان .
دنت من مرآة صغيرة معلقة خلف الباب لتتأكد من شعرها اذا كان مرتبا ومن وجهها اذا كان خاليا من اية بقعة سوداء قد تنتقل اليه من الآلة الكاتبة . ولكن الذي طالعها عينيان متعبتان تحملان التعاسة الي تشعر بها منذ اعتراف سكوت المذهل . كانت الكلمات قد دارت في رأسها مرات و مرات وفي كل مرة كانت تشعر بأن يدا عملاقة تعصر قلبها و تقطع عنها انفاسها و تسارع في اسقاط دموع ساخنة .
كان لديها يومان كاملان لتفكر في ما مر بها . في البداية رفضت الاستنتاج الذي قدك نفسه لا و لكنها في النهاية ، اعترفت بأن المشاعر التي تعاني منها ، و تؤثر علي جسدها كلما سمعت وقع اقدام مقبلة و تسارع الدماء بوحشية في عروقها كلما تذكرت ذراعيه وهما تداعبانها و تحضنانها ناهيك عن تلمسها الخال الذي الصق شفتيه به ، كل هذا يمكن اختصاره بكلمة واحدة .. الحب ! لقد ارتدت عليها جذوة الانتقام فهي تحب الرجل الذي سعت لتكرهه بعمق .
كان الامل احيانا حتي وسط يأسها يتصاعد الي نفسها .. لقد اعترف سكوت لها بأنه يبادلها مشاعرها وليس عليها الا بأن تبادر باعتراف مماثل ذاكرة له ما قاله الطبيب يونغ . لتزيل اخر الحواجز بينهما نحو مستقبل سعيد .. ولكن كان يطيح بهذه الافكار شعورها بعدم الاخلاص لهوارد الذي لا تريد ان تقيم سعادتها علي حسابه .
فالسنوات التي تولت فيها راعايته تركت بصماتها عليها .. و تعلم جيدا ان ردة فعله علي هذا ستكون الازدراء ، و الاحتقار و الارتباك لأنه حرم من ملاذه الوحيد الآمن في هذا العالم المعادي له .
كانت اسراب من السيارات تتوقف قرب المدخل عندما وصلت الي الباب . نادتها سيبيل ما ان شاهدتها فسحبت راوينا انفاسا قوية لأن كل العيون توجهت اليها . حينما سمعت صوتا آخر يناديها باسمها ، ظنت ان مخيلتيها تصور لها ليس موجودا ولكن عندما تعرفت الي شخص كان بعيدا عن المجموعة بيض وجهها و شعرت بأن سيفا مشؤوما قد سلط عليها .
- راوينا .. يا للروعة ! ماذا تفعلين هنا ؟
تمتمت تحس بفضول سيبيل المتصاعد :
- سير دوغلاس .. قد اسألك السؤال نفسه . هل ترافقك زوجتك ؟
أتاها صوت من روائها :
- اتعرفين ديردر ايضا ؟
ثم تحرك سكوت نحو اليد الممتدة اليه :
- اهلا بك في قصر كالدونيان دوغلاس ، صداقتك مع خطيبتي تجعلك علي الرحب و السعة بشكل مضاعف .
ترك السير دوغلاس فمه ينفتح علي غاربه .. و قال مرددا لا يصدق :
- خطيبتك .. ؟
حين ضاقت عينا سكوت تعجبا ، جمعت راوينا شجاعتها و قالت بسرعة :
- اسمح لي ان اوصلك الي غرفتك .. ان بيننا كلام كثيرا انما لا يجوز ان نتطرق اليه ونحن علي اعتاب القصر .. دعنا نترك هذا الي ما بعد .. ايمكن هذا ؟
باركت سرعة فهم و تقدير رب عملها الذي استجاب لطلبها .
- فكرة رائعة ! يجب ان اعترف ان رحلتي الطويلة قد ارهتقتني حتي بت اتوق الي الاستحمام و الاغتسال .. دليني علي الطريق رواينا عزيزتي .. فكما قلت ثمة احاديث كثيرة نتاولها .

عندما كانت تقود السير دوغلاس احست بعيني سكوت تثقبان ظهرها ولكنها ظلت مسرعة في سيرها .. ولم تشعر بالأمان و الأطمئنان حتي اوصلته الي غرفته .. كان يمكن ان تكمل اقتراحها حرفيا و تنسحب حتي تراه لاحقا ، الا ان السير دوغلاس اوضح رغبته في بقائها معه .
- لا .. لن تذهبي سيدتي الشابة .. ليس قبل ان توضحي لي هذا اللغز ! عندما ذكر سكوت في سياق الحديث منذ اسابيع ، لم تذكري ما يوحي الي لقائك باقدم صديق لي .. وها انا الآن اراك في فترة وجيزة خطيبته !
تهالكت علي المقعد .. فالسير دوغلاس المع العقول القانونية في البلاد .. ولا مجال ابدا لخداعه بأكذوبة . كما انها لا تستطيع الا ان تقول الحقيقة و هذا ما حدث فعلا .
- يستحسن ان ابدأ منذ البداية .
سردت كل شيء بسرعة / ابتداء من فرح هوارد الذي توقع الحصول علي الوظيفة وصولا الي الضياع الفرصة من يده بسبب تدخل رب عمله الظالم الاسبق ، و مرورا بقرائتها الاعلات الذي يطلب فيه المركيز سكرتيرا و انتهاء رغبتها في الانتقام و بالمأزق الذي جعلها تكون خطيبة المركيز .. سمعها بصمت حتي اعترفت بنيتها تحقير سكوت امام اصدقائه لتحقق انتقامها النهائي الذي تهدف منه الي تحطيم كبريائه السلتية المتقدة .
عندها قفز السير دوغلاس مذعورا /
- يا رب العالمين ! لن تجرؤي علي هذا بكل تأكيد .. فلن تكون حتي لشخص مجنون الشجاعة للأقدام علي عمل كهذا ّ عليك ان تعرفي يا عزيزتري انني الآن و بعد ان عرفت كل الوقائع ، لن اسمحلك بهذا .
مادت السجادة امام عينيها و قالت بصوت مخنوق :
- اعرف .. و اشعر براحة كبيرة .. فلم اكن واثقة من قدرتي علي المحاولة .
مال نحوها يطبطب علي كتفها :
- ليس الانتقام من شيمك راوينا ، فليس في روحك ذرة شر .
- ماذا ستقول لسكوت ؟
- القليل .. قدر المستطاع . الآن بعدما تأكدت من عدم اقدامك علي الشر اجدني غير مضطر لأخباره بما ذكرته لي .. ولكنني اظنك مدينة له بتقديم تفسير مناسب ليمتنع عن اعلان الخطوبة في حفلة هذا المساء .. اليس كذلك ؟
هزت رأسها ببؤس وهو يقف مرادفا :
- لا اشك انك سترتاحين وهو سيرتاح ايضا لوضع حد لهذا الموقف الحرج . محاولة مساعدة اخيه و أمر الزام سكرتيرتي الثمنية و اشراكها في مؤامرة ، أمر آخر .
توسلت اليه :
- لا تذكر انني موظفة عندك .. سأغادر القصر باكرا صباح الأحد ولك بعد رحيلي ان تخبره بما تشاء ..
- سأتجنب التطرق الي الموضوع وان حدث ان طرح سؤالا مباشرا فسألوذ الي رد غامض مهما كان الامر صعبا علي .
- شكرا لك سير دوغلاس .. يبدو انني سأشكرك علي ما تفعله من أجلي .
وصمتت بائسة ..

نايت سونغ
06-01-2011, 19:36
وصمتت بائسة ..
احس السير دوغلاس بتعاطف مع الفتاة المسكينة التي تختلف كل الاختلاف عن تلك السكرتيرة الكفؤة التي اعتاد التعامل معها و قال لها بوقار :
انا اسف لأن الامور لم تكن علي ما يرام بالنسبة لشقيقك !
ارتفعت كتفاها بهزة كئيبة :
- إذن كنت علي حق . انه سكوت الذي حال بين هوارد وبين الوظيفة .
رد مقطبا :
- أجل .. لقد نجح شقيقك في المقابلة ولك يكن يعنيه معلقا الا علي توصية سكوت التي حين وصلت احدثت خضة في المكتب .. اخشي راوينا الا يكون راي سكوت بأخيك جيدا .
تحرك في نفسها الاحساس القديم بالعداء ، فوقفت تلمتلم ما تستطيع من وقار ، وردت ببرود :
- اشكرك يا سيدي للمحاولة .
اثناء توجها الي الباب توقفت ثم التفت اليه لتضيف :
- علي فكرة انت لم تقل لي سبب مجيئك الي القصر .
ابتسم :
- أوه .. هذه ليست رحلتي الأولي الي هنا .. فأنا اتمتع كثيرا بصيد السمك في أملاك كالدونيان . لذلك . ما ان استدعيت ديردر الي جانب عمتها المريضة مرة أخرى حتي قررت الانضمام الي اصدقاء كانو قد ذكروا لي انهم قادمون الي هنا .
- بهذه البساطة ..
تنهدت ولكن لم يعرف ما اذا كان تنهدها ارتياحا او ندما .
- بالضبط ... لذلك ترين عزيزتي ، كم من السعل تعقيد الحياة فشئ بسيط قد يقود الي آخر عظيم .
أمضت راوينا ما تبقي من يومها في غرفتها تشعر بالجبن من مواجهة سكوت و ما سيطرحه عليها من اسئلة . ولكن اثناء مرور ساعات الثقيلة الوطأ التي قضتها في القراءة و التهيؤ للحفلة ، كان تحذير السير دوغلاس يثقل كاهلها .. يجب ان يلغي أعلان الخطوبة ، و عليها بأسرع وقت اختلاق عذر معقول . راحت تفكر مليا في حل حتي أخذ رأسها يؤلمها ، لو كانت تملك شيئا من الشجاعة لرمت حقيبتها في صندوق سيارتها و لهربت بدون ان ترى سكوت مرة اخرى . ولكن هذه طريقة طريقة جبانة و اضف الي ذلك انها رغم خوفها من النتائج لم تكن تملك من الارداة ما يجعلها قادرة علي الرحيل بدون ان تلقاه مرة اخيرة .
انهت ملابسها ثم دنت من المرآة الطويلة لتقوم النتيجة .
حدقت الي صوتها فرأت الفستان التي اختارته : كان عالي الياقة طويل الارداف . لا يظهر ذره واحدة من كتفها الناعمة العاجية الليون ( شخصيااا ما عجبني ... نايت ) . ولكن القماش اضفي جمالا علي قدها المياس و قامتها الرشقة فانسدل برقة و انسياب و كان ثوبا قد اثار صيحات الاووه و الآه ، و لهذل اختارته فقد اردات الثقة بنفسها لتجد ما يدفع نفسيتها المذعورة الي مواجهة سكوت .
عبست غير راضية عن الصورة الطفولية التي يقدمها الشعر الفضي علي كتفيها فمدت يدها لتتناول ملقط الماسي كان هدية وداع من زوجة رب عملها . تفرست مليا :
- هممم .. هكذا افضل .
رضيت عن المظهر الصارم الذي اضفاه عليها وضع كتلة فضية في الملقط ، و لكنها رغم ذلك تمنت لو كان ليدها وقت لترتيب حلقات من شعرها فوق جبينها ووجنتيها ، استدارت نافذه الصبر تقول لنفسها :
- أوه .. يكفي هذا !
ذعرت عندما سمعت نقر اصبع علي الباب :
- من الطارق ؟
زودتها الحاسة السادسة بالرد قبل ان تسمعه .
- سكوت .. هل لي ان ادخل ؟
استدار مقبض الباب ودخل قبل سماع الرد .. اما هي فذعرت لأنه سراعان ما قطع المسافة الفاصلة بينهما . كان يبدو وسيما حتي وهو مرتد بنظلون العمل فكيف الحال وهو مرتد بذلة سوداء رسمية . بدا شعره الاشعت عادة ممسدا و بدت قسماته السمراء بارزة بحدة امام قميصه الابيص و اكمامه الذهبية ازاراها ، و ربطة العنق الرائعة . وكان ان احست انه ليس فقط جذابا ، بل ارستقراطيا عريقا . و الليلة لم يكن رب عملها مصدر العذاب ، المعادي ، بل المركيز كالدوينان الذي تحس معه الليلة بالخجل الشديد .
- قبل ان ننزل .. هناك ما يجب ان نتباحثه .
انتفضت مذعورة لأن في نبرته صوته حزما لا يعكس ايا من العاوطف التي اطلقتها في وقت سابق .. فتراجعت الي الوراء قائلة :
- الن تجلس ؟ سرني قدومك لأنني ايضا اعاني من مشكلة تقلقني .
لاقت دعوتها اذنا صماء و نظرة ممعنة في جمال الشكل المائل امامه .. تصاعد اللون الي وجنتيها عندما راحت عيناه تستكشفانها . وفكرت ! انه كالذواقه الذي ينتظر تذوق طعم طبقه المغري الخاص .
اغضبها مزاجه المبكوت ، فقالت :
- انت اولا .. كيف لي ان اخدمك ؟
- بأن تجلسي.. علي ان يكون ذلك خلف لوح سميك .
جلست لا استجابه لطلبه الساخر بل لأن ساقيها كادتا تنهاران .
يدا انه يقوم بجهد كبير ليجمع شتات افكاره و لكن ما إن حاول البدء في الكلام حتي تراجع و قال :
- لا .. سأسمع كلامك اولا .
كبحت رعشة توتر مردها غضبه ولكنها تاقت الي التخلص من عقدة ذنبها .
- حسن جدا . لقد غيرت رأي بخصوص اعلان الخطوبة . كانت فكرة سخيفة . ولا ادري لماذا ..
- الا تدرين ؟ إذن ، هل لي ان اذكر لك السبب ؟
شهقت بريبة لأنها خشيت ان يكون لسان السير دوغلاس قد زل .
- اتعرف ؟
- كنت غبيا لأنني لم اعرف السبب قبل الآن . اتظنين انني اعمي و اصم و فاقد قوة التفكير و الأدراك ؟ لقد شاهدت تأثير السير دوغلاس لستر فيك كما شاهدت توقك الشديد لمعرفة اذا كانت زوجته برفقته ام لا .. انه الرجل الذي في ماضيك اليس كذلك ؟ انه السبب وراءسعيك الي وظيفة من الدرجة الثالثه رغم كفائتك و مؤهلتك في عالم السكرتاريا ! واضح ان الموقف بينكما اصبح محرجا ، و لقد سألت دوغلاس فإذا مراوغته في الرد تزيد شكوكي .. اخبريني الحقيقة , الي مدى كنت تعفين دوغلاس قبل قدومك الينا ؟
اختبرت الما هائلا راح يتضخم ، و تسارعت في عقلها المشلول هذه الفكرة العجيبة التي لم تكن السبب في الالم الجسدي الذي تشعر به . ثم لم تلبث ان ادركت ان الالم ليس خياليا با واقعا . اما سببه فضغط اصابعه الوحشي علي كتفيها ، وكان عليها ان تتكلم .. او ابلأحرى كانت مجبرة علي الكلاد ! ولكن ان تكلمت فقد تجد الراحة من الضغط المتزايد الذي سيزداد حتما مادمت صاكته . بدا لها في تلك اللحظات قادرة علي تحطيم كل عظام جسدها وهو متمتع بما يفعل !
- حسنا .. ! هذا صحيح .. اعرف السير دوغلاس جيدا .. كان و مازال رب عملي
.. او ... لم اعد ادري شيئا ...
- رب عملك .. ماذا غير ذلك ؟
اشتد اضغط اصابعه ، حتي كاد يغي عليها .. وكلنها من مكان بعيد سمعت صوته الخفيض الوتيرة ، المشتعل غضبا و ريبة .. اردات ان تصرخ منكرة ؟، لتؤكد له ان استنتج اشياء خاطئة . ولكن الألم جعلها تفقد النظق .. ثم راح العذاب الجسدي يخف تدريجيا عندما اخترقت تفكيرها فكرة ما . لماذا تحرره من وهمه ؟ قد يكون هذا هو الحل الذي كانت تسعي اليه ليفسخ الخطوبة ؟ وسيكون مسرورا بهذا العذر .. فهو مهما ادعي شغفه بها لن يقبل ان يأخذ ما تخلص منه رجل آخر !
فجأة اصبح قريبا منها بشكل مخيف فراح يهزها و عيناه تقدحان شررا حتي وقع المشبك الماسي عن شعرها :
- لا ادري كيفتعترفين بأنك كنت عشيقة رجل ، ومع ذلك تبدين كفتاة بريئة نظيفة لم تمس ، الرجل ينفع ان يكون والدك !

هزها مجددا حتي اصبح شعرها ستارة فضية امام وجهها ولكنها تجرأت علي القول بصوت مخنوق :
- هل افهم من هذا ان خطوبتنا لن تعلن ؟
- بل اقسم انها ستعلن ! ديردر لستر امرأة غالية علي قلبي ، شخصية رائعة تثق بزوجها كثيرا ، لا شك عندي ان دوغلاس نفسه قد عاد الي تعقله في الوقت مناسب وحاول وضح حدا للعلاقة ، ولكن ان عاد الي براثنك ، حتي صممت علي اغوائه مرة أخرى ! حسنا اعملي اني لن اسمح لك بإيذاء ديردر .. خطوبتنا ستعلن كما هو مخطط لها الليلى .. و سيسمعها دوغلاس كما ستسمعها المنطقة كلها / انه سيد مهذب ولن يحاول خداعي تحت سقف بيتي .. لذا لن اقلق .. لكن لو تجرأت ..
امسك حفنة من شعرها الفضي و شده حتي اصبح وجهها النتألم علي بعد انش من وجهه و كرر بتهديد :
اان تجرأت علي انكار خطوبتنا او حاولت الهرب فسألحق بك مطاردا اياك من بلدة الي بلدة ، و من مقاطعة الي مقاطعة ، ومن بلد الي بلد ، وحين اعيد قبضتي عليك ستكتشفين ، الي اي حد طبيعة السلتي البدائي بربرية خالية من الانسانية .





****
نهاية الفصل الحادي عشر

الغصن الوحيد
07-01-2011, 04:11
لا لا يا نايت وبعدين معك اعصابي خلاص ..ماني قادرة استحمل ابدا ..الرواية كثير حماس رغم انها ارفعت ضغطي على تصرفها بالنسبة حق سكوت حرام هو اصلا متعقد من الانكليز ( مع كلامهم اللي مدري كيف منسق ومرتب كانهم في مدرسة اذا شفتوا افلام انكليزية بريطانية بتعرفون قصدي الحرف ينطقونه عن 4 حروف )

نايت الصراحه بالاول الفستان كانه ما عجبني بعدين قلت شكله حلو ..حاولي تعدين تخيله في مخك ..

الزبدة ..تسلم يمناك يا حبيبتي يا نايت واحنا على نار ننتظرك ونستناك ( حركات القافية ها ..يا سلام القواعد الادبية الغوية عندي مقطعه بعضها )

نايت سونغ
08-01-2011, 00:20
12 - وخسرت اللعبة



دنت راوينا من الجماعات المحتشدة بوقار ملكة ، فبدت اشبه بوريثة ملكية اسكتلندية شابة تساق الي المقصلة .

كانت الانوار عندما هبطت الدرج الكبير برفقة سكوت تتحول الي السنة النار فضية كلما وقعت علي رأسها الشامخ بشجاعة .. تزن كل واحدة من تلك الثريات الضخمة ما يزيد عن مئة بوند ، لها فروع علي شكل دلافين و حوريات بحر . وكلها من الفضة وهي معلقة بحبل يبدو رفيعا ، و هذا الحبل يتدلي مباشرة فوق السلم . اثناء نزولها هذا ، ارتفعت عيناها برجاء متمنية لو ينقطع هذا الحبل فينتهي عذابها . ولكن السلك الرفيع الذي يتحمل العبء القرون لم ستجب لها . و تابعت خطواتها نزولا نحو بحر العيون الذي يكان يتأمل بفضول و استغراب الفتاة الانكليزية التي سحرت صاحب السعادة ، و جعلته يحنث بقسمه الذي لطالما سبب الاحباط للنساء و الندم للرجال .
ذعرت راوينا من العيون الباردة ، فما من زوج منها يريدها هنا .. ان ريبتهم بالانكليز اعظم من السماح بالتساهل حتي مع عروس الماركيز الوشيكة . مضت قرون كثيرة علي معاهدة الاتحاد بين اسكتلندا و بريطانيا ، ومع ذلك ما زال الانفصاليون الاسكتلنديون يرتابون بالانكليز ولا يثقون بهم بل هم الي ذلك يضمرون لهم الكراهية و العداء .. رددت من بين انفاسها :
- أحمد الله ، لأنني لن اضطر الي مواجهة وجوه هذه القبائل المعادية ثانية !
علي الرغم من ان هذا الجو شمل القاعة كلها حتي كادت تلمسه بيدها ، اضطرت بعد لحظات الي الظن بأنها كانت تحلم .
عندما قدمها سكوت بحركة بارعة من يده علي انها عروس المستقبل بدت اشبه بورده تطل من بين الاشواك ، فارتفعت اصوات ودود ترحب بها ، و تلقت مصافحات كانت قاسية حتي كادت تسحق يدها ، فكذبت شكوكها بالصدق ، اما النساء الانيقات و الرجال المهذبون فراحو يقدمون تهانيهم بتمدن .
كان الاحتفال في أوجه عندما تمكنت من تبادل بضع كلمات مع السير دوغلاس .. كانت قد ابتعدت للحظات عن سكوت وفي هذه الاثناء رأت رب عملها يقترب منها حاملا كوبا ، قدمه اليها مبتسما :
- اشربي هذا يا عزيزتي تبدين بحاجة لما ينعشك .
- وهل اضطرابي واضح الي هذا الحد ؟
- علي العكس . لقد تمالكت نفسك بشكل مثير الي الاعجاب . لكن الم احذرك من مغية السماح بأعلان الخطوبة ؟ الم تعديني بنسيان الأمر ؟ فلماذا غيرت رأيك ؟
- لم يكن القرار بيدي سير دوغلا .. من المهم جدا ان نتحدث .. هناك ما يجب ان تعرفه ، ما سيصيبك لالصدمة .. لكنني لن استطيع الشرح هنا ..
- إذن .. من الافضل ان نجد مكانا لا يسمعنا فيه احد .
وضع يده علي مرفقها استعدادا لأصطحابها بعيدا .. ولكن ما ان ابتدأ التحرك حتي قاطعهما سكوت :
- أرى انك تؤمن بساعات الليل المغرية دوغلاس .
بدت الحيرة علي السير دوغلاس :
- أخشي انني لم افهم الملاحظة .
نظر سكوت الي صديقه نظرو فولاذية :
- لا حاجة للتظاهر .. لقد انتهت اللعبة .. الم تخبرك حتي اللحظة ؟
في تلك اللحظة ، تحلق جماعة من الشبان يحثون سكوت علي الانضمام الي قطار راقص يدور بين القاعة و الردهة بضخب مجنون . تجاهل الجميع رفضه الصارم بروح الشباب و استجابو لدعاء راوينا الصامت بإبعاده عن الأنظار .
امسكت بكم سترة السير دوغلاس :
- بسرعة .. اعرف مكانا نستطيع التحدث فيه علي حدة دون ان نخشي اكتشاف مكاننا .. الحق بي !

اسرعت ال الخارج و هناك طلبت منه الانتظار لحظة لتدخل مكتب سكوت الذي عادت منه وهي تمسك بمفتاح المنزل الصيفي .
لحق السير دوغلاس بها دون ان يسأل و بقيا صامتين حتي دست المفتاح في القفل القديم . ثم دخلت الي المنزل القديم ، تحثه علي اللحاق بها .

ما ان اصبحا في الداخل حتي اطلق العنان لفضوله :
- انا واثق يا رواينا ان ما ستقولينه في غاية الاهمية ، لكن لماذا الحاجة الي هذه المأسوية .. الم يكن بالامكان الحديث براحة داخل القصر ؟
- ما كان لسكوت ليسمح لنا بالبقاء معا . ولهذا اخترت هذا المكان فهو لن يفكر فيه ابدا .. اتعلم سير دوغلاس انه يتعقد ان بيني و بينك ما هو اكثر من علاقة رئيس بسكرتيرته .. وقد اقنع نفسه بأن سعادة زوجتك في خطر ، واصر علي اعلان الخطوبة لأنو يحتقرني بعمق .. وما ان تبتعد عن القصر حتي يرميني خارجه بقسوة التي يكنها اسلافه للانكليز !
تهاوي علي الكرسي الخشبي ، لا يستطيع الكلام .. اما رواينا فدنت من النافذة الخالية من الزجاج لتنظر الي الليل ولكنها سمعت شهقة تعجب طغت علي خرير المياه المتدفقة في الاسفل . لم تلتفت اليه حين سألها صوته المشبع بالصدمة .

- لكن لماذا لم تنزعي اوهامه عن مثل هذه الفكرة السخيفة ؟ من السعل اثبات خطأه .. ديردر نفسها يمكن ان تؤكد له ...
- انه يريد ان يصدق الفكرة .. ارجودك سامحني سير دوغلاس .. اعلم انه لا يحق لي زجك في هذه المشكلة ، ولكنني اراه الحل الامثل . فاتركه ارجودك يعنقد ان شكه صحيح . قبل بضعة ايام اعترف لي بأنه يحبني ، و اعتقد انني اذا صدمته تخلي عن ذاك الحب . الا تظن هذا ؟ الامر يستحق المجازفة مهما كان رأيه وضيعا بي ، فقد يريحه هذا من ثقل احماله . كان يعاني منذ سنوات عذابا شديدا من جراء فكرة تصور انه من الغير العدل ان يطلب من امرأة الزواج .. وكان بإمكاني ان اقول له انه من غير العدل ان يطلب من امرأة الزواج .. وكان بإمكاني ان اقول له ان ما يقال لها لعنة آل سايتون لسيت سوى ضعف وراثي سببه رطوبة الجو داخل القصر .. و بسبب شوقي الي الانتقام ، انكرت عليه الراحة و تركته يستمر في الاعتقاد انه لن يستطيع ان يكون ابا لطفل .. الا تظن ان هذا خبثا مني استحق عليه العقاب .. ؟ الا تظن انني استحق العذاب ؟
قفز اليسر دوغلاس واقفا :
- يا ابنتي العزيزة .. لا ادري من اين حصلت علي هذه المعلومات .. اجرى سكوت منذ سنوات فحوصات كاملة فقيل له ان عرجه نتيجة ضعف عضلات لو عوجلت في الوقت المناسب لأمكن شفاؤها . اذكر تماما غضبه علي والديه اللذين تقع علي كاهلهما مسؤولية عاهته . لا ادري ان كان يعلم ان الرطوبة داخل القصر هي عامل مساعد ، ولكنني واثق من ازدرائه لخرافة اللعنة العائلية .
نظر الي صمتها وذهولها فتساءل عن الافكار الكامنو وراء مظهرها و ذهولها . أخيرا قالت :
- ايمكن ان تعيد كلامك .. ببطء .. لا .. لا تزعج نفسك .. لقد سمعت جيدا .. ! اتدرك ما يعني هذا ؟ لقد دبر لي عمدا مديكة ليظهرني غبية فقد ذكر لي اكاذيب و لعب دور الحبيب المفجوع .. وهو طوال الوقت ..
صمتت وهي تشعر بالخزى و العار .
تحرك السير دوغلاس بقلق :
- انت دون شك افضل حكم علي هذا يا عزيزتي . انا شخصيا لا استطيع التفكير في ما يدعو سكوت الي ..
قاطعته :
- و انا ايضا لا استطيع ! ولكني سأعرف بكل تأكيد .
بعد لحظة واحدة لم يستطيع السير دوغلاس ان يرى منها سوى وهج فستانها المتطاير خلفها ، وهي متجهه الي القصر ، عاد الي الجلوس علي المقعد الخشبي ، ليأخذ سيكارا من علبة في جيبه الداخلي ثم تمتم بدون وعي وهو يشعله وقولا قديما : شر البلية ما يضحك !
تنهد مشفقا علي سكوت الذي يوشك ان يكتشف ان المرأة نادرا ما تسامح الرجل الذي يجعلها تحمر حرجا .
لم تجد راوينا في ايجاد مكان سكوت الذي كان يجوب الحديقة بحثا عنها .. وما ان تقابلا حتي صاحا معا بغضب :
- اين كنت ؟
- اريد محادثتك !
- سندخل الي مكتبي .
امسكها بمرفها و بدأ يقودها وهو يصر علي اسنانه ، اما هي فكبحت غضبها ، ولكن ما ان اصبحت في المكتبة حتي التفتت اليه ونار الاذلال في اوجها :
- ايها الغشاش ، الكذاب الوقح المجرد من الضمير ! كنت تعلم منذ سنوات ان لعنة سايتون ليست سوى خرافة ومع ذلك خدعت الجميع و جعلتهم يظنون انك مؤمن بها . ولم تكتف بذلك و حسب بل ادعيت وقوعك في حبي ، و مثلت علي دور الحبيب الحزين ببراعة وجعلتني فعلا ابدا بالأسى عليك ! لماذا فعلت هذا ؟ الأنك تحصل علي سعادة ما عندما تبني المرأة آمالها عليك ؟ هل اشفاقك علي نفسك كبير لدرجة الحاجة لأجتذاب اكبر قدر ممكن من شفقة النساء عليك ؟ ام ، وهذا اكتر احتمالا ، انك شيطان سادي النزعة تتلاعب بعواطف النساء و شفقتهن الغريزية موظفا عجرك كمساعدة علي الإغواء ؟
رد ببرود :
- شيء من هذا القبيل .

نايت سونغ
08-01-2011, 00:25
صدمها اعترافه به بطريقة مهينة غير مبالية ، كان غضبه اثناء اصغائه اليها قد برد فلما التوت شفتاه بسخرية شهقت غاضبة :
- و تجرؤ علي الاعتارف !
- بالطبع اجرؤ . كما كانت النساء في الماضي يجرؤون علي خداعي بعاطفتهن المزيفة و بمشاعرهن الكاذبة و يتزلفهن علي ، راثيات حالتي ، محاولات اغوائي علي امل ان اتزوج منهن ! اخيرا تمسكت بلعنة سايتون كنوع من الدفاع .. ولقد اثبت هذا الدفاع جدراته ، خاصة بالنسبة الي فتاة انكليزية خلت يدها ممن يصرف عليها ، ووجدت انني قد اكون افضل ما تحصل عليه . فتاة ادعت انها تحبني ، ورمت نفسها بين ذراعي علي امل ان يذيب بكاؤها الحديد الصلب المحيط بقلبي ، فتاة لم تستطيع اخفاء بريق الانتصار حين ظنت انها نجحت .
رمى القفاز في وجهها منتقما بحقد كبير فلم تستطع سوى التحديق اليه ... ابتسم ابتسامة كريهة و قال مردفا :
- ما بك يا عزيزتي راوينا .. ؟ هل دهشت حقا لأنني لست ذلك الساذح الذي ظننت ؟. هل ظننتني حقا فاقد الذكاء فلا اتسأل عن سبب اقدام فتاة تملك مؤهلاتك كلها الي استلام وظيفة من الفئة الثانية مع العلم ان قدرة واحدة من قدراتك لو ملكتها اية فتاة لحصلت علي ما تشاء من راتب , افلا اتسأل عن سبب رضائك عن العمل في مكان هادئ بثمن بخس ؟ كان الوضع سيبقى مدعاة للتساؤل مني لولا قدوم دوغلاس لألقاء الضوء علي الامر . كنت اقرأ قبل اسايع الكراهية علي وجهك كلما التقت عيوننا . كنت احس بنفورك مني ، وحيرتني الادانة التي كانت تشوب صوتك كلما خاطبتني . مع ذلك وبين ليلة و ضحاها تبدل تصرفك . اتوقعت مني ان اتجاهل دلائل كرهك السابقة . و اصدق انك تحبينني ؟ ... لا .. عزيزتي راوينا .. انت فاشلة مسكينة . اعترفي بهذا .. لقد لاعبتك بلعبتك نفسها و خسرت .
وصلها التوبيخ الساخن عبر ضبابة من العار و لكنها رغم ذلك واجهته بجفاء ، فأطلقت أخر طلقة لديها علي المركيز المنتصر :
- يا لمكرك ! انت علي حق الا في شيئ واحد !
- أوه ؟ و أين اخطأت ؟
- اخطأت الظن بالسير دوغلاس .. فلم يحدث ان تجازوت علاقتنا علاقة الرئيس بسكرتيرته .. اما دوافعي للجيء الي هنا فمحض شخصية .. لدي حساب يجب ان اصفيه معك ، بسبب خطأ شنيع اقترافته بحق افراد عائلتي .. خطأ دفعني للقدوم الي قصرك و علي عزم الانتقام منك . علي اي حال ، لسنا جميعا قساة القلوب مثلكم ايها الاسكتلنديون ، خاصة حين يكون الامر علي القاعدة العين بالعين .. ولست اخجل من اعترف بهذا .. لو كنت انا المنتصرة لشعرت بأنني اسوأ حالا مما انا عليه الآن .
احست باهتمامه ما ان ذكرت الانتقام .. كانت كلمة فهمها جديا كلمة لابد ان تثير شفقته !
- ذكرت ان هناك شخصا من ارفاد عائلتك .. فما علاقتي به ؟
- انه اخي الصغير الذي كان موظفا لديك .. كان شابا تتوق نفسه الي ان يبدأ حياته ولكنك دفنت حماسته و اطفأت شعلة روحه حين تركك ليفتش عن رب عمل الطف منك .. شتت مستقلبه بتوصيتك التي وصفته فيها وصفا كريها ، و زرعت فيها حقدك ، انه هوارد بنجمن .. اتذكره .. ام انه مجرد ذاباة سحقها حذاؤك الملكي المتعجرف ؟
احست مرة اخرى بالخوف من الكراهية التي ظهرت علي وجهه عند ذكرها اسم اخيها :
- - اذكره ... ؟ أجل اذكره جيدا .. بل لدي هنا في املاكي ما يذكرني به جيدا و ذكراه للاسف تنغص عيشي لأنني غضضت النظر عن فمم ضعيف ، و نزوة مستهجنة و شخصية غير سوية . لذلك من غير المحتمل ان انسي ابدا وجود اخيك هنا !
تقدم منها فجأة فذعرت و أمسك كتفها بأصابعه :
- تعالي معي !
ما ان صدمت لهجته الآمرة اذنيها حتي احست ببرودة الموت .. في داخل هذا الطاعون الاسود يسكن شيطان ارادته من حديد ، ولكن هذا الشيطان اصبح الآن مفرطا في العنف .
لم يهتم بفستانها الرقيق ، او بصندلها الخفيف بل راح يدفعها بقسوة الي الابواب الزجاجية ، ومنها الي الحديقة . كانت يده قابضه علي مرفقها يجبرها علي اللحاق بخطواته السريعة . اما هي فخافت ان تسأل او تحتج ، و بقى يجرها بكل حقده الي ما وراء القصر و من هناك الي ممر قادهما الي اكواخ مبعثرة تأوي عائلات عمال الاملاك ... كانت المنازل بعيدة بحيث لم يبد منها الا انوار تتلألأ في سماء الليل المظلم .. ما ان بدأت تحاول الاحتجاج ، حتي علق كعب صندلها الرفيع بين حجرين كبيرين ، فخرت علي ركبتيها فوق الطريق الوعرة .
لكنه رفعها بخشونة لتقف مجددا ، ثو دون كلمة اهتمام او قلقل تابع سيره .
- ارجودك توقف ! لقد التوى كاحلي حين وقعت !
بدا انه لم يسمعها .. و كأنه يقوده تهور عنيف طائش اجبرها علي المضي في السير . لم يكن مهتما لتمزق فستانها او لأمتلاء صندلها بالوحل ، او لشهقات الالم التي كانت تخرج من رئتيها .. تعثرت عشرات المرات علي الطريق الذي امتد ميلا ، و في كل مرة وقعت فيها كان يرفعها لتقف مجددا بدون كلمة عطف او شفقة . وظلت علي هذه الحال حتي وصلت امام باب كوخ مطلي بالابيض ، يقود الي حديقة صغيرة و هناك تحديدا كادت تصرخ ارهاقا و غضبا .. عندما خطا خطوة الي الداخل تمسكت بالسياج الخشبي ، و جمعت انفاسها لتحتج للمرة الاخيرة :
- لا يمكنني الدخول الي هنا ! انظر الي ثيابي و صندلي .. !
فعل لأول مرة ما طلبت منه فنظر الي وجهها الشديد الاحمرار من التعب ، و الي جبينها الذي لطخ بالوحل حينما حاولت رفع خصلة الي مكانها باليد التي اتسخت من الارض التي وقعت عليها مرارا ... قال لها :
- ما من أحد في الكزخ سيهتم بمظهرك .. فلديهم امور خطيرة تشغل بالهم .
دفعها عبر الممر الي الكوخ ، ثم بعد ان دق الباب بقسوة ، امسكها بحزم لئلا تتمكن من التراجع .. حين انفتح الباب تعرفت علي الرجل الذي فتحه فهو عامل الذي تراه دائما قرب القصر .. قال اللورد :
- مساء الخير جيرامي .. آسف علي زيارتي في مثل هذه الساعة المتأخرة .. ايمكننا ان ندخل ؟
تراجع الرجل مستغربا :
- بكل تأكيد سيدي اللورد . انت علي الرحب و السعة في أي وقت .
هز سكوت راسه شاكرا ، ودفع راوينا الي الداخل مستعيدا قبضته المؤلمة عليها ليجرها من الردهة الصغيرة الي الغرفة الرئيسية التي هي غرفة الجلوس دافئة منمنة ، فيها اريكه مغطاة بقماش قطني ، و مقاعد مريحة و رفوف حافلو بالكتب ، و طاولة تحمل مصباحا يضيء وجه صبي صغير منهمك في كومة اوراق ، كانت امرأة تجلس علي احد المقاعد سرعان ما وقفت حين دخلا ، عيناها البنيتان اتسعا دهشة لرؤية الحالة التي عليها الزائرين , ولكن حسن الاخلاق منعها من التحديق ، لذلك وبعد التحية الخجولة ، اشاحت بوجهها متظاهرة انها لم تلاحظ حالة عروس اللورد .
تقدم سكوت الي جانب الصبي فورا :
- كيف تشعر اليوم ستيفن .. اهو يوم جيد علي ما ارجو لأنك تحرق زيت منتصف الليل في هذا القنديل ؟
حين ارتد الصبي علي الطاولة لاحظت راوينا برعب مصدومة انه في كرسي متحرك . لم يكن سنه يزيد علي اربعة عشرة سنة ، له شعر احمر وضحكة مرحة ، لكن تحت وجنتيه الحمراوين كان هناك شحوب مرض لم يكن بعيدا .
قاطعتهما الأم بلكنة اسكتلندية حادة :
- كان متألما .. لكنه أصر علي العمل هذا المساء .. لذلك وحتي لا اتعله بالجدال ، تركته يفعل ما يحلو له .
نسيت راوينا حالتها فانحنت تتفحص الاوراق :
- ماذا تدرس ؟
ابتسم الصبي بخجل :
- مواضيع مدرسية ، التاريخ الانكليزي هذا المساء. أحاول دراسة موضوع مختلف كل مساء .. ولكنني رغم ذلك ما زلت متأخرا كثيرا في دروسي و اخشي الا استطيع المتابعة .
انخفض نظرها الي الغطاء الذي يغطي ركبتي الصبي . ترددت في السؤال ولكن والد الصبي رد علي ما لم تنظق به :
- لأبني ذكاء غير عادي آنسة . كل الاساتذه كانو يتنبئون له بمستقبل لامع . ولكن قبل بضعة اشهر صدمته سيارة كانت سببا في عظب عموده الفقري . نشكر اللورد لأن ابني تلقي العناية علي يد افضل اخصائي البلاد ، و هناك أمل بأن يسير في النهاية ، ولكنه بسبب الآمه و مرضه لم يستطيع متابعة دراسته اشهرا . والآن بسبب شعوره بتراجع مستواه الدراسي يبدي توقه الي الدراسه ما وسعه االي ذلك سبيلا .
احستت ببروده اثلجت دمها فهمست برعب :
- يالهذه المأساة المرعبة ! ما اشد اسفي علي هذا الحادث !
قاطعها سكوت :
- لم يكن حادثا .. بلا عملا اجراميا نتيجة عدم مسؤولية ! كان سائق السيارة موظفا عندي يومها ، لذلك احسست طبعا بمسؤوليتي الجزئية .
صاح الوالدان معا :
- ما كان عليك تحمل المسؤولية سيدي اللورد !
- لم تكن غلطتك .
لكنه تابع :
- اشعر انها مسؤوليتي .. كنت اشعر بانه غير ناضج وبأنه شخصية غير سوية ومع 1ذلك اعطيته عملا علي امل ان يريحني من عبء العمل . لكن تبين لي فيما بعد انه عبء علي اكثر مما هو عون , فهو كسول غير كفء ، يحن دائما للعودة الي الاضواء التي خلفها وراءه .. كان يسعي الي الانحراف في البلدة ليلة الحادثة .. فبعد قضاء ساعات في احدى الحانات ، عاد الي القصر في حالة ارهاق ، و كان يقود بسرعة جنونية في آخر جزء من الطريق ولكنه كبح السيارة كتأخرا فلك يتفاد صدم ستيفن الراكب علي دراجته .
تنهدت الام :
- لم يكن ستيفن غير ملام ، فقد برز الي منتصف الطريق بسرعة ليدخل من باب الحديقة .
- هذا ما عرفناه بعد التحقيق الذي تلا الحادث ، لكنني ما زلت اصر علي ان السائق لو التزم بتعلمياتي المتعلقة بعدم السرعة في حدود القصر ، لأستطاع تجنب الحادثة . انا اعلم جميع من اوظفهم بهذا القانون و عليهم اطاعتي ، اما السائق فكان محظوظا لأنه نجا بسهولة من الادانه لكنه كان يخلو من الضمير .. ففي مرحلة من المراحل كان من الصفاقة بحيث ههدني بإقامة دعوة ضدي لأني صرفته تعسفيا ! وكان من حسن الحظ ان غير رأيه !
سألت راوينا وقد اشتد شحوبها لأنها تحس بثقل كبير يجثم علي قلبها :
- من كان الرجل ؟
ردت الام :
- كان اسمه هوارد بنجمن .
لم تكن تدري ان كلامها منخفض الوتيرة جاء كالخناجر غرزت عميقا في جروح العذاب .. هزت رأسها تكمل :
- انه شاب جنوبي .. يشبهك كثيرا آنسة .. لكنه قاسي ، حقود مخادع . وهذا ما لا يمكن ان تتصف به سيدة لطيفة مثلك .





***

نهاية الفصل الثاني عشر

الغصن الوحيد
09-01-2011, 01:18
نسمة عطر حبيبة قلبي يسلم لي ...اللي كله ذوق والله ..

والله اسعدتيني بكلامك وشهادة اعتز فيها منك ومن بانسي الحلوة على ثقتكم فيني وكلامكم الحلو لي وتشجيعكم لي ..

مشكورة حبايب قلبي ..

Amirah Roza
09-01-2011, 16:14
السلام عليكم
كيف حالكم صبايا
مرة اشتقت للمشروع واشتقت لكل الصبايا من دون تحديد
أبشركم اليوم أنا مرة فرحانة لأني أنهيت أخر اختباراتي في الكلية
:D وحتخرج إن شاء الله قريب
مني مصدقة أخيرا:eek:
وعقبالكم كلكم حبيباتي
:p

نسمة عطر
10-01-2011, 01:30
انشاالله الف مبروك عزيزتيamirah roza وانشاالله كل ايامك فرح وسعادة امين يا رب
غصونةما قلتيلي اذا رواية لماذا تبعديني عنك نزلت بالمشروع لانو انابديت بكتابتها ومارح انزلها لحين انتهائها من الكتابة حتى ما انطركم كتير
وسلامي وحبي لكل الحاضرات والغائبات وانشالله يرجعون عن قريب مع حبي نسمة:)

blackdaimons
10-01-2011, 20:31
يا قلبي عليكم وعلى مشروعكم اللي أكثررررررررررررررررر من راااااااااااااائع

أنا متابعة من زمان بس .....ماأقدر أصبر
أنتظر لحد ما تنزل الرواية كلها وأقرأها مرة وحدة
تسلموا مرة ثانية وتسلم الأنامل كلها اللي تنتج هالمشروع الرائع::جيد::

الغصن الوحيد
10-01-2011, 22:26
الف مبروك مقدما اميرة روزا ..وانشالله ربي يوفقك يا قمر ..
اهم شي شدي حيلك وبشرينا بالنجاح ..
انا شخصيا الحمدلله تخرجت من سنة ونص وكان شعور التخرج ورؤية الشهادة شي لا يوصف ..شعور رائع بالرضا بالفخر بالراحه عدة مشاعر صراحه بس بالاول والاخير الحمد والشكر لله اللي وفقني وتخرجت وثانيا احلى شعور لما اشوف فرحة امي وابوي هذا عندي بالدنيا كلها ..

للامام اميرة روزا وبالتوفيق باذن الله ..

الغصن الوحيد
10-01-2011, 22:31
حبيبتي نسومه قبل كل شي انتي كل اللي يجي منك حلو ..
وحتى لو الرواية كانت موجودة من قبل في المشروع اعتقد ان من زمان لان صراحة اسمها مو غريب علي وكانها نزلت في المشروع ..

بس يا قلبي دامك كتبتيها فا احنا اكيد ما راح نردك وانا اقول كمليها انشالله واحنا اكيد معاك يا قمر على طول ..وعلى فكرة ارجع اقولك انا ماني متأكدة اذا نزلت من قبل يمكن اذا قرأت ملخصها اعرف ..تقدرين تنزلينه اذا ما عليك امر يا قلبي ..

الغصن الوحيد
10-01-2011, 22:34
يا قلبي عليكم وعلى مشروعكم اللي أكثررررررررررررررررر من راااااااااااااائع

أنا متابعة من زمان بس .....ماأقدر أصبر
أنتظر لحد ما تنزل الرواية كلها وأقرأها مرة وحدة
تسلموا مرة ثانية وتسلم الأنامل كلها اللي تنتج هالمشروع الرائع::جيد::



يا قلبي عليك انتي والله ...والف مرحبا ومسهلا فيك ..

والله نورتينا وفرحتينا بمشاركتك وانشالله على طول نشوفك في المشروع ...وتسلمين انتي يا الغلا على الكلام الطيب والحلو ..

PANSSY
10-01-2011, 23:15
السلام عليكم
كيف حالكم صبايا
مرة اشتقت للمشروع واشتقت لكل الصبايا من دون تحديد
أبشركم اليوم أنا مرة فرحانة لأني أنهيت أخر اختباراتي في الكلية
:D وحتخرج إن شاء الله قريب
مني مصدقة أخيرا:eek:
وعقبالكم كلكم حبيباتي
:p


الف الف مبروك لك يا اميرة على التخرج
‏ ان شاء الله انا مثلك اتخرج هذي السنة لكن مازال شوي لان لسه في بداية السنة
ربي يفرحك و يفرح اهلك بك ودوم السعادة عليكم

تقبلي تحياتي
cheerio

نسمة عطر
11-01-2011, 01:13
لماذا تبعديني عنك؟
جاني أش
الملخص
ارتعبت ايف كارول عندما نفذ منها الوقود في الطريق المعزولة وسط غابات ماليزيا .هل ستتمكن من الوصول إلى المستشفى التي ستعمل فيها؟
عندما وجدت أخيرا محطة للوقود، ادعى صاحبها أن المحطة خالية .فجأة توقفت سيارة أخرى ،فهب الرجل و ملا خزانها على الفور ,غضبت الفتاة كثيرا، ولكنها ندمت عندما علمت أن صاحب هذه السيارة المتعجرف المتعالي هو مديرها الجديد
::جيد::
هذا هو الملخص واتمنى انو تكون ما نزلت من قبل لانو كتير حلوة وحابة اشاركم فيها

الغصن الوحيد
11-01-2011, 08:08
واو واو نسومه حبيبتي شكلها حماس ..

لا انا بالنسبة لي غريبة ما شفتها في المشروع من قبل وشكلها كثير حلوة وبعد دامك مدحتيها وحبيتها فأكيد هي حلوة مثلك ( مافي كلام )

توكلي على الله وخلصي كتابتها احنا معاك ونستناك يا قمر ..

الغصن الوحيد
11-01-2011, 08:09
malh حبيبتي وينك مختفيه هاذي الايام عسى ما شر طميننا عليك يا قلبي ..

Amirah Roza
11-01-2011, 17:28
انشاالله الف مبروك عزيزتيamirah roza وانشاالله كل ايامك فرح وسعادة امين يا رب
غصونةما قلتيلي اذا رواية لماذا تبعديني عنك نزلت بالمشروع لانو انابديت بكتابتها ومارح انزلها لحين انتهائها من الكتابة حتى ما انطركم كتير
وسلامي وحبي لكل الحاضرات والغائبات وانشالله يرجعون عن قريب مع حبي نسمة:)


حبيبتي نسمة عطر
الله يبارك فيك وعقبال لك إن شاء الله
أعجبني ملخص القصة وما قرأتها قبل كذا
وننتظرها على أحر من الجمر

Amirah Roza
11-01-2011, 17:38
الف مبروك مقدما اميرة روزا ..وانشالله ربي يوفقك يا قمر ..
اهم شي شدي حيلك وبشرينا بالنجاح ..
انا شخصيا الحمدلله تخرجت من سنة ونص وكان شعور التخرج ورؤية الشهادة شي لا يوصف ..شعور رائع بالرضا بالفخر بالراحه عدة مشاعر صراحه بس بالاول والاخير الحمد والشكر لله اللي وفقني وتخرجت وثانيا احلى شعور لما اشوف فرحة امي وابوي هذا عندي بالدنيا كلها ..

للامام اميرة روزا وبالتوفيق باذن الله ..


حبيبتي الغصن الوحيد
أشكرك على التهنئه و كلامك الرائع شوقتيني كثير للشهادة:p وهذا مو تعب سنة ولا سنتين
تعب العمر كله وفعلا أهم شي فرحت أمي وأبوي لأنهم تعبوا معايا كثير
وألف ألف مبروك على تخرجك ولو أنها متأخرة كثير;)

Amirah Roza
11-01-2011, 17:42
الف الف مبروك لك يا اميرة على التخرج
‏ ان شاء الله انا مثلك اتخرج هذي السنة لكن مازال شوي لان لسه في بداية السنة
ربي يفرحك و يفرح اهلك بك ودوم السعادة عليكم

تقبلي تحياتي
cheerio


حبيبتي panssy
الله يبارك فيك وعقبالك يارب
شدي حيلك وفرحينا فيك
الله يسعدك يارب

يوكي 111
11-01-2011, 22:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

هلا بحبايب قلبي

وحشششتوووووووونيييي

كيف أحوالكم جميعا" بدون أثتثناء

....جاآآآآآآنا....:غياب:

يوكي 111
11-01-2011, 22:14
نايتو

مشكورة على الرايةالرائعة
وتسلم أناملك الذهبية
::جيد:: ..جاآآآنا.. ::جيد::

يوكي 111
11-01-2011, 22:25
غصونة
أشتقت لك ياقمر
سالت عليكي العافية يلغلا كله
معلش على التقصير
عمر وسلمى تعبني في المذاكرة والامتحنات
..جاآآنا..

نايت سونغ
12-01-2011, 04:53
13- الصيادة في الفخ




- الي اين انت ذاهبة آنسة هافرشام ؟
جاء الصوت الصغير من وراء راوينا ففقدها صوابها و منعها من الوصول الي الدرج الذي سؤمن لها سبيل الفرار من قصر كالدونيان .
استدارات تضع اصبعها علي شفتيها :
- ريموس ! ششش ! لا توقظ القاطنين في المنزل ، انت ولد طيب .
بدت امارات الذعر في عينيه :
- لماذا تحملين حقائبك ؟
وضعت حقيبتها من يدها علي المضض ، و انحنت الي هامسة :
- تعال الي غرفة نومك لأشرح لك . لم اشأ الذهاب بدون توديعك .. لقد تركت لك رسالة .. فقد ظنتتك غارقا في النوم .
- اتفكرين في الرحيل ؟
ظل جسده رغم ارتجاف شفته السفلي مستقيما وكأنه ينوي منعها .
وضعت ذراعها حول كتفيه ، و صحبته الي غرفة نومه ، مقفلة الباب وراءهما وهناك حافظت علي انخفاض وتيرة صوتها :
- انا اسفة ريموس انما يجب ان اعود الي لندن . اعدك ان ابقي علي اتصال بك ، اما انت فعليك مراسلتلي اسبوعيا لتقص علي اخبارك . الن تفعل ؟
- لا اريدك ان ترحلي ! قاولا انك ستتزوجين عمي سكوت و تبقين هنا الي الابد .. كنت سعيدا بك و بعمي . لكن لن يدعك ترحليت .. اعرف انه لن يدعك ! سأذهب و احضره ليقول لك هذا بنفسه .
- لا .. ريموس لا تفعل هذا .. ارجوك ريموس .. حاول ان تفهم ! لا اريد ان اتركك ولكن حين تكبر ستدرك ان الظروف في اكثر الاحيان تجبر الكبار علي فعل مالا يرغبون فيه . ارغب كثيرا ان ازيد من شرح الامر ولكنني لا استطيع .. ان كل ما استطيعه هو ان اطلب ثقتك و مساعدتم حتي ابتعد . ايمكنك مساعدتي ريموس ؟ سأكون شاكرة لك لو ساعدتني .
لم يذهب توسلها الي رجولته هباء ، واحست بتحطيم قلبها وهي تراقب كتفيه النحلتين ترتفعان باستقامة تحت سترة بيجامته .
- ماذا تريدين ان افعل آنسة هافرشام ؟
- لن يكون الامر سهلا ريموس .. اريد منك ان تعود الي فراشك والا تذكر هذا اللقاء امام أحد . ان سألك احد ، عليك الا تكذب بالطبع و لكنني افضل ان يبقي رحيلي سرا ولو لبضع ساعات تخولني الوصول الي الحدود .
بعد صمت طويل ثقيل ، مسح خلاله دمعتين ضخمتين تدحرجتا علي وجنتيه ، همس :
- حسن جدا .. لكنك ستراسليني ؟ سأنتظر ساعي البريد يوميا لأرى اذا كان يحمل رسالة لي !
كادت راوينا تنهار و هي تحتضن الجسد لاصغير المحب ، المتعلق بشغاف قلبها .. ثم دفعته عنها :
- لن اسني .. سامحني حبيبي .. يجب ان اذهب الآن ...
كان الفجر يشق دربه حين حاولت تشغيل محرك سيارتها الصغيرة التي بدد صوت محركها سكون الصباح . وكانت دموعها تنهمر بغزارة بحيث جعلتها ترى طريق القصر الداخلية المحيط بها شجيرات مزهرة و كانت تجبر نفسها علي عدم الالتفاف الي الحجارة الوردية وما خلفها من اشجار سرو سوداء ، ثم فجأة كادت تنحرف بها السيارة من جراء سماعها صراخا حاد .. اهو ضحكة ساحرة مسرورة ؟ ابعدت ماريان عن تفكيرها و فكرت في ان الصرخة انما صرخى طائر ازعجه هدير السيارة .
كان لها الطريق كله ، فداست علي دواسة السرعة تقود بشرااسة جنوبا ، وكأنما شياطين الجحيم تهدد باللحاق بها .. ولكنها مهما حاولت السرعة لن تستطيع الهرب من عذاب الضمير ، ولم ولن تستطيع نسيان عذابها عندما فضح سكوت اخاها امامها .. ففي الليل الطويل التي تقلبت في و تولت محصت ا\ ثم نبذتها ، ووصلت اخيرا الي فكرة شتت بالها . لقد اعترفت اخيرا لنفسها ان تصرف سكوت كان مبراا تماما ، فعدم مبااة هوارد بما الحقه من ضرر للصبي و محاولاته الوقحة رفض تحمل المؤولية حين واجه النتائج ، كلها امور تعرفها عنه .. ففي مرات عديدة سابقة كانت تشك ببراءته اما الآن فهي موقنة انها الحقيقة . اخوها ضعيف ، كذاب مخادع و اناني الي اقصي الحدود .
ليلة امس عادت مع سكوت الي القصر بصمت ، كان التهجم و التحفظ باديا عليه ، اما هي فكانت كالبلهاء شاعرة بخزي و عار .
تناهت نبوءة ماريان الي افكارها مرارا :
- لن يمضي وقت طويل حتي تتركي هذا القصر و طعم المرارة علي لسانك !
ارتجغ\فت و ضغطت قدمها مرة اخرى علي دواسة السرعة مندفعة بانفعال الي ترك ارض السحرة و اللعنات و التعجرف ، و الرجال الغضابي وراء ظهرها .
كانت ما تزال منطلقة الي لا مكان حين صدر عن المحرك صوت كالسعال ، فدمدم ثم توقف ، اتجهت عيناها فورا و برعب الي ساعة الوقود و قالت متأوهة :

- أوه .. رواينا ! ما اشد حماقتك !
تشير السيارة الي خلو السيارة من البنزين و هذا يعني انه ليس امامها الا متابعة رحلتها سيرا علي الاقدام . علي امل ان تحصل علي القليل من الوقود من اقرب مزرعة او من اقرب كاراج . راحت الشمس تزداد سخونة علي ظهرها اثناء انطلاقها سيرا ... في الثلاثين دقيقة الأولى تمتعت بحلاة و عطر الصباح الباكر ، وبعبير الازهار المتدلية تحت الاوراق ، لم يكن لها من رفيق سوى قطعان الماشية السارحة في الاراضي المكسوة بالعشب الجميل و كانت هذه القطعان ترفع راسها بلا مبالاة بين الحين و الحين ، نحو الفتاة التي تنظر اليها بتوتر من جهة السياج الاخرى .
كان الخوف من الأبقار ضعف لم تستطع راوينا التغلب عليه .
كانت تكره هذا الخوف و خاصة عندما تسمع من الناس ان هذه الحيونات اللطيفة لن تؤذيها ، و لطالما وعدت نفسها بأن تقهر خوفها بالسير رأسا الي وسط القعان لتربت علي جلدها الناعم و تمرر يدها اما انوفها الناظرة ... ومع انها اقتربت اكثر من مرة الي ذلك ، لم تستطع ان تفعل ، فما ان تقترب من بقرة بهدوء حتي يطير من راوينا كل العزم ، و تسرع الي الباب خلفها ، وهو باب تكون قد اقفلته مقتنعه ان البقرة الوديعة اما ثور او عجل عابث .
ثم شاهدت المزرعة التي بينها و بين المبني ، امتداد واسع من قطعان البقر السارحة .. قفز قلبها بخوف ، و قد ادركت ان امامها خيارا او احد من الخيارين : اما ان تكمل سيرها علي امل ان تجد مزرعة اخرى يسهل الوصول اليها ، و اما ان تسير مباشرة الي القطيع لتحرر نفسها و الي الابد من جبنها . وكان ان فتحت بابا في السياج وسارت في المرعى .
عندما وصلت الي اول بقرة بدأن ترشح عرقا ولكن حين رفع الحيوان رأسه ناظرا اليها بحزن و بلا مبالاة تنفست صعداء و عندما لم يعرها التالي الاهتمام و لوح الاخر بذنبه ارتفعت روحها المعنوية الي درجة الاستهزاء من جبنها . قالت لعجل صغير ابض الانف :
- يا لي من عصفورة مدنية جبانه ! لا تخف مني لن اؤذيك ! . ثم ضحكت عاليا تذكر الاوقات التي كانت تقدم هذه النصيحة اليها .. اكتسبت الثقة مع كل خطوة ، و بدأت تشعر بالبهجة من هذا السير الصباحي ، ومن تغلبها علي خوفها .
كانت في منتصف الطريق الي المزرعة حينما شعرت بقشعريرة خوف ، لم يكن لها سبب ظااهر . نظرت الي ما حولها فاذا بها ترى ان الابقار التي مرت بها ، قد اصطفت في صف طويل وهي تسير الآن في اعقابها .. فتصاعد الذعر القديم عاصفا مرة اخرى ، فحثت خطاها ثم اخذت تركض . ولما القت نظرة الي الوراء رأت ان البقرات تقلد مشتيها ، وكأنها تنوي ان تسبق جسدها النحيل الفار .
كاد الوهم يشعرها بأنفاس البقرة علي عنقها فبدأت تتوجه الي فجوة كانت علي مسافة منها و دعت الله الا تقرر الحيونات التي لم تمر بها الانضمام الي القطيع الهائج وراءها . اندفعت بقوة غير واثقة مما اذا كان سبب الصوت الذي تسمعه وقع حوافر اللاحقة بها ام الدم الضاج في اذنيها ،كانت تنطلق بسعة و عيناها مركزتان علي المنزل ولكن عندما احست بالارض الصلبةتميد من تحتها و بجسمها يغرق بالوحل كادت الانفاس تشق رئتيها .
ما ان توقفت عن المسير حتي توقفت الابقار علي بعد اقدام منها لتتحلق حولها مراقبة تحركاتها بأعين واسعة مستاءة من الدخيل الصارخ رعبا الذي ظهر فجأة وسطها ، بقرة منها كانت اجرا من الاخريات ، رفعت راوينا قدمها من الوحل بصعوبة تنوي التراجع امام الوحش الضخم ذي العينين الواسعتين الشريرتين و الرأس المنخفض استعدادا للهجوم ، لكن حالما سحبت قدمها من الوحل فقدت توازنها فأنكبت علي وجهها في الحفرة المليئة برائحة الوقود ، اعماها الخوف و لشحم معا ، فتقلبت في الطين مقتنعه انها في لحظات ستغرق في قبر لزج ، فأخذت تقاوم ضغطا غير مرئي كان يجها الي الاسفل شالا اطرافها .. راحت تقذف الوحل الكريه الطعم و تشهق صارخة .. ثم احست بيدين تظهران الوحشية و الغضب ، تشدانها ثم سمعت صوتا مبهجا رائعا يصيح بشتائم رائعة .
- من بين كل الحمي البلهاء المذعورين ! بالله عليكي اهدئي واوقفي هذا العنف الشنيع

نايت سونغ
12-01-2011, 04:58
كان لكلماته التأثير المطلوب فتسمرت ، وهي مغطاة من رأسها حتي اخمص قديمها بالوحل بحيث لم يكن من الممكن التعرف الا الي عينيها الكهرمانتين المثبتتين علي مخلصها .
صلحت :
- سكوت .. اشكر الله لأنك وصلت في الوقت المناسب ! لو مضت بضع دقائق أخري لابتلعني المستنقع . كان امامي اما الموت غرقا و اما الموت تحت حوافر القطيع !
- هذا المستنقع ، كما تسميه لا يزيد عن بضعه انشات عمقا ، و الابقار هي اشد الحيونات فضولا علي وجه البسيطة .. فأي شيء غير عادي يثيرها .. وحين تسير واحدة منها تتبعخا الاخريات ، ان صرخة واحدة علي القائد كافية لتشتيتها كلها .
شكل فهما آهة عجب ثم ادركت ان مظهرها سخيف ، فنظرت الي ملابسها الموحلة هاامسة :
- ماذا سأفعل الآن ؟
قال بازدراء كان كوضع الملح علي جرح الاذلال :
- ستعودين الي القصر .. مازال الوقت مبكرا . وان كنت محظوظة نقلناك الي غرفتك دون ان يراك احد .
كانا في منتصف الطريق الي القصر . عندما سألت :
- كيف عرفت مكاني ؟
- هناك طريق واحد تتجه جنوبا من القرية .
- صحيح .. ولكن كيف عرفت انني غادرت القصر ؟ لم يشاهدني احد سوى ...
- ريموس !
آلمتها الخيبة :
- أخبرك ؟
- بطريقة مراوغة غير مباشرة . لا تقلقي لم يخلف وعده لكنه وجد طريقة كلتوية . منذ ساعة ايقظني ليطلب كوب ماء و بما انني اعرف ان ابريقا مليئا موجود قرب سريره ، ارتبت في الامر ثم ازدادت شكوكي عندما اصر علي انزل معه الي مكتبي قائلا انه سمع صوتا اقلق منامه وهناك وجدت الرسالة التي تركتها لي علي امل ان اجدها بعد الفطور حين تكونين قد قطعت الحدود .
لم يكن في لهجته غضب او ما يدل علي الانتقام الذي وعد ان يكون ان حاولت الهرب . ووجدت راوينا هذا محيرا ، خاصة وان محتويات رسالتها تسرد خطتها التي اردات بها اذلاله و بسبب الصداقة القائمة بينه و بين السير دوغلاس شرحت له وضع علاقتهما الحقيقي برئيسها .
لكن سكوت لم يذكر لها شيئا من هذا كله ، ولم تجرؤ هي كذلك علي ذكره كان هادئا ولكن يديه كانت تشدان علي المقود حتي ظهر ابضاض مفاصل اصابعه ، اما عيناه فكانتا ترميان مشاعر لم تستطع تسميتها و كلنها اخافتها ، اهي الكراهية ؟ الاستياء ؟ ام الثورة ؟ قد تكون واحدة منها او كلها مجتمعة .. ولكن امرا واحدا كان مؤكد الا وهو الجو مشحون بالخطر ، فقط كان يجري بينهما توتر وهو جو مماثل لذلك الجو الهائج الي تتركه الصاعقة بعد ان تشق اجاز السماء محذرة من عاصفة وشيكة .
لم يكن في القصر روح تتحرك حين دخلاع .. اما الصوت الوحيد فهي تكتكه الساعة الكبيرة في الردهة حيث الاثاث الثمين المرتب حول مقاعد موشاة بالذهب . كانت شمس الصباح الباكر تتلاعب بالتماثيل و اللوحات الزيتيه التي تظهر قسمات وجه اسلاف العائلة المتهجمة ، وكأنه تحدق بتحد ميال الي النقد الي الدخيلة الانكليزية الواقفة مرتجفة قرفا من ثيابها المشبعة بالوحل . عندما اضاء شعاع من اشعة الشمس مرجلا نحاسيا قديما زعمت ماريان متباهية ان قائدا عسكريا انكليزيا سلق في داخله حيا ، اشاحت بصرها عنه بسرعة ، تعزي نفسها بفكرة ان الاسكتلنديين هذه الايام قادرين علي محكاة مثل هذا العمل ابدا .
لكن حين قطع صوت سكوت البارد المتباعد الصمت الذي ران عليهما بدأت تتساءل ما اذا كان الالم جسدي افضل بكثير من هذا العذاب النفسي .
- ان اسرعت تصلي الي غرفتك قبل ان يراك احد . عليك البقاء في غرفتك حتي ارسل بطلبك . امام ضيوفنا برنامج حافل هذا اليوم . جاك سيرافق جماعة للقيام بالصيد بري و سيصطحب الصبي معه .. اما سيبيل فستخرج لممارسة ركوب الخيل .. و هذا ما سيخولنا الحصول علي خلوة تامة تسمح لنا بالتحدث و النقاش . اتعلمين ان هذا النقاش ضروري ؟
اخفضت رأسها تنظر الي السجادة :
- أجل .
- حسن جدا اذن انسة هافرشام ، فلنو اذا كنت ولو لمرة واحدة ستطعين اوامري دون اهمال . في الماضي اثبت انك مثيرة للغضب ، مخادعة لا يمكن الوثوق بها . وهذه كلها طباع انكليزية ،فلماذا لا تستبدلينها بأخلاق اسكتلندية ؟
ردت سااخطة وهي تنظر الي وجهه المرعب :
- كالتعجرف و القسوة و الظلم و قلة الاحسااس ؟ اهذه هي الصفات التي تفكر فيها ؟ ان كنت لا تمانع سيدي اللورد فأتسمك بمقاييس اخلاقي الخاصة . علي الاقل نحن الانكليز نعيش في الحاضر ، و لدينا تعقل يكفي لندرك ان يد الطغيان الحديدية ، لن يسمح بها في المجتمع الجديث !
حين تقدم خطوة يريد بها التهديد رفضت ان تذعر ، فقال ساخرا :
- يا لك من متمردة . ولكنك كسائر النساء ، تتمتعين بالعقاب الذي ينزل بك ، هيا ، كوني صادقة ، اعترفي ان بنات جنسك يفضلن الجرال القساة علي الرجال الذي يمليون كما يميل الخيزران .. و انا تجذبني عذراء تملك اطباع مومس .
ارتجفت راوينا من الاهانة فشهقت :
- اهكذا تراني ؟ حتي بعد ان قرأت رسالتي ، اما زلت ميلا الي الشك ..

- الميال الي الشك ليس هو الذي يشك دائما بل هو من يتحررى .. فلنقل ان تفكيري لم يغلق كل الاغلاق امام الاقتناع . لذلك استفيدي من الساعات القادمة ما وسعك الي ذلك سبيلا . راوينا الصياادة ,, حضري حججك جيدا .. فمن يعلم قد تتمكنين من اقناعي بأنك قادرو علي قول الحقيقة !


****
نهاية فصل الثالث عشر .

نايت سونغ
12-01-2011, 05:02
14- المتعه و الألم .



بعد تمرغ طويل في المغطس غني بالعطر شعرت راوينا بالراحة ولكن استرخاءها ذاك لم يرح بال الخدر الي مستوى الخدر اللامبالي .
كانت كمن القى الألم علي احاسيسها و مشاعرها المرتجفة ملاءة سميكة . كان يمسكها بجو من الهدوء الزائف قبولها بواقع وصولها وسكوت الي اخر المطاف .فالآن لم بيق عليها الا ان تتحمل اللقاء الاخير و الوداع الاخير .
تناولت منشفة ناعمة جففت بها جسدها الذي دسته بعد ذلك في روب الحمام ، ثم دخلت غرفة نومها حيث تقدمت الي مقعد النفاذة لتجلس حيث يمكن للشمس ان تدفئ جسدها ، و تجفف شعرها الفضي . صبت اهتمامها كله علي تسريح كل خصلة منه لتتجنب التفكير فيه . ونسيت الوقت حتي سمعت اخيرا قهقات وهذر الضيوف المغادرين القصر بحثا علي انواع مختلفة من المتعه . عندها عملت انها لن تستطيع التأخر ، ففتحت احدى حقائبها و نظرت الي المحتويات وهي تفكر ان لا حاجة الي شيء مميز ، ففستانان من افضل فساتينها اتلفا لحد الآن .. الفستان الذي ارتدته الليلة السابقة و البذلة الذي ارتدتها هذا الصباح ، البذلة ملقاة الآن علي ارض الحمام .
لم يبق في الحقيبة سوى تنورة العمل و بلوزة بيضاء غالبا ما كنت ترتديها للمكتب .. فتمتمت لنفسها بمرارة : - انه ثوب مثالي لمواجهة رجل سأربط ذكراه دائما بالخشونة ، ارتدت بسرعة ولكن يدها المرتجفة كادت تعجز عن اقفال سحاب التنورة و اغلاق ازار الباوزة التي تصل الي العنق ثم تقدمت تحاول منع الارتجاف عن شفتهيا ... مالت الي تبني الهدوء و الحزم لكنها لما رفهت راسها وجدت ان عينيها قد غسلتهما الدموع و ان شعرها الفضي يلمع كالشجاعة البراقة .
خرجت من اعماقها تنهيدة مهتزة ثم عند اندفاع دمعه أخرى الي عينيها ، ابعدتهما و ارتدت علي عقبيها بشاجعة نحو الباب .
ما ان وصلت الي الدرج . ونزلت الي القاعة الكبرى ، حتي تناهى الي سمعها الالحان الموسيقية ، كان شخص ما يعزف علي البيانو ، ببراعة و اندفاع عاطفي ، وكأنه ينتزع الانتقام الغاضب من المفاتيح . ترددت وهي تعلم ان سكوت هو العازف المنتقم ، وانه اختار مقطوعة شوبان السوداء الشيطانية لتنسجم مع مزاجه . لا شيء علي وجه البسيطة كان ليقنعها بالدخول في تلك اللحظة ، فجلست علي الدرج تنتظر و بقيت هناك حوالي نصف ساعة حتي استنفد خلالها كل النار و العاصفة ، ودخل مقطوعة اهدأ .. فدعت الله ان يكون غضبه الوحشي قد هدأ ثم تسللت بصمت من الباب النصف مفتوح ، ووقفت بعيدة عنه قليلا و يداها قابضتان بشدة بانتظار ان يلاحظا وجودها .
لكنه تغافل عن وجودها و ظل يعزف عزفا خفيفا رقيقا كان يتناقض مع الرجل الذي لكالما ربطت به القسوة و عدم الاحساس . ولكن شعاعا مضيئا تلاعب بشعره الاسود اظهره اكثر انسانسة و الطف وجها . لا ! هزت راسها بلا وعي ، وهي تصحح افكارها .. فقد كان انسانا ظالما دائما بخاصة عندما كان يبرز رجولته الفظة .
جذبت حركتها رغم خفتها انتباهه ، فارتفع رأسه وفي الوقت نفسه سحقت اصابع المفاتيح فانتزع من اعصابها بذلك ارتحاف غير متوقع .
راحت عينياه الضيقتان تعريانها ، قال :
- تبدين انيقة متزمتة ! هل افهم من هذا انك ارتديت ما يناسب الدور الذي تنوين لعبه ، دور الطفلة الكئيبة الحساسة الي درجة الخوف من ان يساء فهم تصرفاتها .
- لك ان تظن ما تشاء . لم اعد اهتم برأيك بي .
ظللت غمامة سوداء وجهه فوقف ليعرج متوجها اليها فتساءلت بسرعة عما اذا كانت تؤلمه ام لا .. قال بغيظ :
- ماعدت مهتمه .. يشير اختيارك للكلمات الي انك يوما كنت مهتمة جدا .
ابتعدت عنه مشيحة ظهرها لمعذبها :
- ما من إفادة ترجي ان فكرنا في ما كان يوما او ما كان يمكن ان يكون . لو استمرت الامور كما كان مخطط لها لكنت الآن في طريقي الي انكلترا ، لقد وافقت علي هذا اللقاء الاخير انها لا لأتحكل منك الاتههامات ، بل ليودع احدنا الآخر .
استدرات لتواجهه ، وصدمت حين وجدته يكاد يلتصق بها . ولكنه امسك كتفيها ليثبتها كما هي و ليتفرس في وجهها، فأحست بغضبه المكبوت يلذعها ، وببريق عينيه يرهقها ، لم يكن قد اخفي ازدراءه لها ولا كراهتيه لوجودها في قصره فلماذا اذن لا يصرفها بوداع سريع ؟ هل هو الآن في مزاجه السادي المتعاد ؟ هل يتمتع بعذابها ؟
سمعته يقول :
- هل اوقعت فعلا مني ان اصدق الاكاذيب الكامنة في رسالتك الذي تذكرين فيها ان دوغلاس لم يكن اكثر من رئيس طيب و انك عملت معه عن كثب و استضفت ضيوفه و انك قاومت اغراءات المجتمع العالمي في احدى اكثر العواصم صخبا ، محافظة علي طهارتك نقية كالثلج ؟
رنت ضحكته الساخرة غي اذنيها كالرعد ، و انخفض صوته الي تمتمة اغواء و اخذ يمرر اصابعه علي شفتيها المرتجفتين :
- نعم هكذا .. كيف يمكن ان تكوني صادقة ؟
كانت مثبته علي جسده الصلب بسرعة خطفت انفاسها فأمسكت بقيمصه تشده ، و ارداة و تعقل ، و صفاء تفكير ! جعلتها وحشية عناقه تقاوم بكل ذره من روحها لتحرر منه و اتخمد الصخب الملح الذي راح يتسارع داخل عروقها . كان يعانقها بكراهية و كأنه يشتهي الجسد و يرفض القلب الذي وصفه بالمتقلب ، ينظر اليها كأمر تافه كأنثي مفيدة فقط لتخليص الذكر من احباطه .
فجأة أحست بأصابعه تعبث بأزرار البلوزة .. فقاومته بكراهية ، تكرهه و تكره دموع الضعف التي قفزت الي عينيها .. انه لا يستحق دمعه واحدة .. انه كريه ، وحش ضار ، تكرهه ! ولأنها عالقة بين ذراعيه القوتين لم تجد سوى دفاع واحد .. فرفسته ، رفسه قوية حاقدة علي عظم ساقه فأطلق شهقة ألم و استغراب . ما ان تحررت من ذراعيه حتي اطبقت اسنانها علي ذقته كأنياب فخ حديدي اتخرج من الدماء .
- اللعنة ... ! وكان رده صارما ، مذلا و سريعا , فقط اطبقت يداه المتوحشتان علي عنقها و أحست بعضلات عنقها وهيتستعد لتلقي الضغط ..
ولكنها انصدمت وجللها الخجل حين امسك قماش البلوزة الرقيق بقوة هائلة و مزقه من العنق حتي الاسفل . منعتها الصدمة من الكلام و حدقت اليه برعب ، اما هو فبدا للحظة قصيرة مذعورا من جنون ما فعل . ولكن تلك اللحظة كانت كافية لتهرب منه . فكرضت في القاعة و منها الي الردهة ، فالدرج فغرفتها ، كانت مضطربة منفعلة ، بحيث لم تشاهد الجسد النحيل المنزوي الذي دخل الي الردهة من الباب الرئيسي ، ولم تع كذلك ان ما يلاحقها اوقفه عند حده صوت السير دوغلاس السائل بنبرة من لا يصدق ما يرى :
- سكوت ! ماذا فعلت بالله عليك !

ظلت راوينا في غرفتها ما يكفي من وقت لترتدي سترة سميكه فوق جسدها المرتجف قم وبعد ان تأكدته من خلو الطريق امامها هرعت باكية الي الخارج من باب القصر الخلفي مقتنعه تماما انها من اجل سلامتها يجب ان تترك القصر و ممتلكاته حيث يقبع الشيطان ملكا .
كانت تركض بدون تفكير في الممرات بين الاشجار ، وحينما اوصلتها قدماها الي الفسحة المحيطة بالمنزل الصيفي صدمت , كان الباب وباللصدفة السعيدة مفتوحا ، فتسللت بكل امتنان الي الداخل ، و انهارت فوق المقعد الخشبي ، كومة مرتجفة ، مصلبة للغثيان و الحيرة .
بعد ساعات وجدها ريموس .. شاهدت ظظله امامها علي الارض المنزل حالما ارتفع صوته :
- اتلعبين لعبة الاختفاء آنسة هافرشام ؟

نايت سونغ
12-01-2011, 05:07
انتفضت عضلات جسدها من وضعها التكور و ردت كاذبة :
- أوه ... أجل ... ريموس .
جلس قربها علي المقعد :
- هذا ما ظننته . يبحث عنك عمي سكوت منذ ساعات . ولكن حين طلبت منه ان اشاركه في اللعبة نظر الي بغضب و طلب مني الابتعاد عن طريقه .. فقرتت التفتيش عنك بمفردي .
- الم تخبر احدا .. اين تظن انك ستجدني ؟
صحك و التصق بهاا :
- لا .. فهذا مكاننا السري ، ولا اريد ان يعرف احد به .. ثم يبدو ان الجميع ثائر و مضطرب ، اعتقد ان عمي سكوت و صديقه تشاجرا مشاجرة رهيبة .
كرهت نفسها لتشجيع الصبي علي سرد الاقاويل ولكن الضعف البشري جعلها تحثه :
- صحيح ؟ عمن كان الشجار بحسب اعتقادك ؟
- كان عنك علي ما اظن .. لم نسمع انا و ابي سوى اطراف الحديث و لكن اثناء مرورنا بغرفو الاستقبال سمعت السير دوغلاس يوبخ عمي قائلا :
- يجب ان تجد تلك الفتاة و تطلب منها الغفران بكل تواضع ، مع انني لن الومها اذا رفضت ان تتنفس الهواء الذي تتنفسه انت ، بعد تجربتها هذه ! .
كان يقلد صوت السير دوغلاس العميق برنة و ازداد زهوا بنسفه حين رأى الاهتمام علي وجهها :
- ثم صاح عمي سكوت و الشحوب و الصدمة تعتليان وجهه و كأنه مريض :
- اللعنة دوغلاس .. لقد افتعلت المشاكل في كل اتجاه ! لماذا ام تخبرني من قبل ؟
ثم بدا علي السير دوغلاس الاشفاق علي عمي فال بلطف :
- لأن مشاعر سكرتيرتي شأنها الخاص ، و ليس لدي عادة تحليل مشاعر موظفي . في الواقع ما كنت لأتدخل الآن لولا احساسي بالرعب من الانطباع الخاطيء الذي كونته انت عنها .
تحول صوت الصبي ثانية الي لهجة الامر الواقع :
- ثم اخذا يبحثان عنك .. هل ستسامحين عمي سكوت لأنه ازعجك آنسة هافرشام ؟
استجمعت راوينا شتات ذاتها فخجلت من نفسها لأنها استخدمت الصبي لأرضاء فضولها و قالت :
- لم يعد الأمر يهم الآن ريموس .. فلن ابقي في القصر لحظة أخرى ان استطعت .
ثم لمعت في تفكيرها وسيلة للهرب فسألته برسعة :
- اتقدم لي معروفا ؟ ارجوك اذهب و ابحث عن السير دوغلاس ثم احضره الي هنا .. فقط السير دوغلاس ، اتفهم ؟ لا تستدع احدا غيره !
انزلق الي الارض علي المضض :
- حسن جدا .. حين اجده اهمس له لئلا يسمعني احد سواه ،و لن اتأخر , فأنا واثق اين اجده .
حين ابتعد اسندت راوينا ظهرها الي المقعد ، تدلك ذراعيها براحتي يديها لتخلص من الوخز الذي يحمله البرد اليها . فالمنزل اصبح باردت و العتمة بدأت تتسلل و الظلال طالت تحكل دلائل الوقت الطويل الذي امضته هنا ، فارتجفت و شعرت بالغثيان من الحالة التي كانت عليها هذا الصباح حين اخرجها سكوت من الوحل .. و خجلت من التفكير في ما حصل ، و تمسكت بالتفكير في العودة سالمة
الي شقتها و منها الي بركسيل حتي تتمكن من نسيان هذا الاسكتلندي البربري الذي عرى عقلها كما عرى جسدها من كل كرامة .. خالت نفسها مرة تحبه ! و رقدت ليالي وهي تتخيل ذراعيه تحضنانها ! ولكن المرأة تكون بلا عقل و قاسية لقضي العمر كله مع رجل كهذا .. وهي ليست كذلك بل علي العكس ، انها تتألم بسرعة ، و عاطفتها رقيقة متسامحة الي حد الغباء .. انها لمحظوظة لأنها ستتخلص منه .
إذن .. لماذا البكاء ؟؟؟
استسلمت لتدفق الدموع التي كبحتها طويلا ، تضع ذراعيها علي حافة النافذة لتستخدمها وسادة لرأسها المتألم و لدموعها المتدفقة بقوة الشلال .
كادت دموعهل تجف حين سمعت صوتا حبس عليها انفاسها فتساءلت عما اذا كانت تتخيل ذلك الصوت الذي يدعوها باسمها ..
و سمعت مجددا :
- روااينااا !
رفعت رأسها ثم احست بالخوف من الظل الذي ملأ المنزل و بدا في صوت سكوت القلق :
- ارجوك لا تخافي مني .
لكنها كانت اشد انهيارا من الاهتمام برجائه , فشهقت تقول :
- اذهب عني ! لا اريد ان اكلمك !
- صدقيني .. افهم و احترم مشاعرك .. لن المسك .. لن اقترب خطوة اخرى . ليتك تصغين الي فقط .
اعتبر صمتها قبولا ، فدس يديه القابضتين بشدة في عمق جيبي بنطلونه و طفق يتحدث بصوت خيفض :
- لن اهينك بمحاولة تبرير تصرفي ، لكنني احس ان علي علي الا الاقل شرح الدوافع الكامنة وراء عملي ... تعملت منذ ولادتي الا اثق بانكليزي ... ولم يقم الا القليل من بني عرقك بما يغير راي الراسخ .. كان دوغلاسحتي وقت قريب الاستثناء الوحيد .. ربما بدأت اتغير قليلا اتجاهكم حتي جاء اخوك ليعيد الي مشاعري القسوة .. و هكذا حين وصلت انت ، و رغم عندم معرفتي بالصلة التي بينك و بينه . كانت معاملتي لك خشنه حتي التطرف ولكن ,, اثناء عملنا معا توصلت تدريجيا الي التعرف الي مزياك ،، و لم استطع سوى الاعجاب بهذه المزايا .. وكنت مستعدا تقريبا للاعتراف بهذا حين وصل دوغلاس و عندما رأيتكما معا ثار جنوني و شعرتك نحوك بكره و ازدراء جعلاني اتصرف بطريقة مخالة لطبيعتي .. اردت ان اؤلمك . قلت لنفسي ان لتصرفاتي رغم قسوتها تبريرات كثيرة .
سحب نفسا عميقا ثم اردف :
- ثم ... صدمت حينما اكتشفت اني رغم مقاومتي و بغضي لضعفي امامك وقعت في حبك .. و الكراهية التي تعتمل في نفسي انما هي لنفسي لأنن لأول مرة في حياتي لم اكن قادرا علي السيطرة علي مشاعيري التي تتسارع بجنون كلما اقتربت مني .. و فيما خلتني اعاقبك كنت اعاقب نفسي ايضا . رفضت تفسيراتك و رفضت تصديق حتي ما قاه لي دوغلاس ، الصديق الوفي الذي لطالما وثقت به , الي ان جعلني اخضع للمنطق بقوة . و رغم تردده في الحديث عن مشاعرك شرح لي عمق بغضك للعلاقات العابرة و اخبرني العديد من الرجال الاثرياء من ذوي النفوذ و الوسامة الذين فشلو في تجاوز حدود الصداقة الباردة معك .. و هذا برأيه كان درعا لحماية مشاعرك الرقيقة السريعة التأثير .
مرر يده علي عينيه و كأنه يمسح عنهما مشهدا كريها ستبقي ذكراه عابقة في ذهنه الي الابد ثم اردف بلهجة خفيضة مريرة :
- بت دون شك تكرهينني كرها عميقا . انا اسف حقا علي كل الالم الذي سببته لك ، راوينا ، لكتك اردت هذا ام لم ترديه ستحصلين علي انتقامك .. فاسوا عقاب قد يقع علي يوما هو لحظة خروجك من حياتي .
سمعته يرتد علي عقبيه ماشيا بعرج ببطء رفعت راسها فرأته بعينين اغشتمهما الدموع شبحا يتحرك فوق العتمة .. فصاحت بنحيب يقطع القلوب :
- سكوت ...!
تحول ظله الطويل الي حجر .. لم يستدر ولم يتكلم .. بل وقف فقط ينتظر متوترا بدون حراك كتفاه منحني\تان الي الامام راسه منخفض وكأنه مستعد لتقلي الاتهام الذي لن يكنر انه يستحقه .
فتشت عن الكلام .. بدا اعترافه لها صادقا مذهلات ، لكنها سبق ان اساءت فهم وهي تعرف قدرته علي ايقاع الالم باوتار قلبها بتمثليه الرائع .. ومع ذلك .. ما اشد رغبتها في ان تصدقه .
- قلت .. قلت لي مرة من قبل انك تحبني و بدوت لي مقنعا يومذاك كما تبدو الآن ...
استدار ليوجهها :
- لا .. رواينا عليك حتي وان لم تستطيعي تصديق كلامي ان تشعري ان هناك اختلافا كبير ، في المرة الاخيرة وقفت موقف دفاع يحولني الشك وانت تبكين علي كتفي متوسلة الي شيطان " دعني احظي بليلة واحدة من السعادة ! " ولكنك حتي وانا امسكك بين ذراعي ، كنت تتآمرين علي اذلالي .
انجني رأسها اللامع و اعترفت مرتجفة :
- كان كلانا يماثل الآخر خداعا .. لهذا ربما نستحق مع ان نعاني .
بدا صوته وكأنه يتمسك بصيص نور في قلب الظلام .
- انما ليس الي الابد راوينا .
ارسلت انفاسها طويلة ثم رفعت راسها تبحث عنه :
- لا .. فيحق حتي للمجرمين نشدان الحرية في النهاية !
طارت نحوه لتضمها ذراعاه القويتان الي صدره ربطتاها برباط من فلاذ تشدانها بقوة الي جسده .. و قال متآوها :
- راوينا ... ياصاحبة القلب الحلو المسامح !
ثم عانقها بجوع و حب لا حدود لهما .. جفت الدموع عن وجنتيها ..واصبحا روحا واحدة في جسدين ، يروي كل منهما ظمأ و عطشه الي الآخر .. كان عناقهما بلسما شفي جرح كل كلمة فظة خشنه و كل عمل مؤلم و طرد اخر بذور للشك .. و الريبة .. تعلقا ببعضهما بعضا يرتجفان سعادة .. يتأملان مليا كيف تمكنا من الخلاص من الفراق الذي لا يطيق التفكير به ، فكيف تنفيذه ..
قال متوسلا وهو لا يزال بحاجة للاقتناع :
- اتتزوجنني حبيبتي ؟
تنهدت :
- اجل .. ارجوك حبيبي المتوجش .
فضمها الي قلبه اكثر و اكثر متأوها آهة الحب ، يشاركها سعادة عميقة عمق الصلاة التي كانت تحكرهما علي وقع موسيقاها . باركت نعمة الخجل الموروث فيها الذي ابقاها حتي الآن دون مساس . لقد حافظت علي طهارتها للرجل الذي ستكون له وحده .
حين خفف سكوت قبضته عنها لينظر الي وجهها المسحور الشيدي الاحمرار ، شاهد ضبابة صغيرة تعتم بريق عينيها فسأل :
- ما الذي يقلقك .. و يخفف لمعان العنبر في عينيك .. اهو شك اخر .. ؟
هزت رأسها بخجل همست :
- سيكون لنا اولاد .. اليس كذلك ؟
ضحك وهو يضمها ثانية الي صدره متمتما بخبث في اذنها بلهجته الاسكتلندية :
- يا الهي يا امرأة ! طبعا يا حبي .. يجب ان يكون لنا اولاد لنزيد عدد العشيرة .. لا اضمن ان يكونوا من ذوي الشعر الاحمر كريموس او من ذوي الشعر الاسود كوالدهم .. ولا اضمن ان يتجنبوا جميعهم لعنة العرج في عائلة سايتون ..
لفت يديها حوول عنقه :
- لكنني اضمن لك .
امسك بيديها يضغطهما بقوة :
- عديني بانك ستحبيني دوما .. وانك لن تترك طباعي الشيطانية تقودك بعيدا عني .
وقفت رواينا علي اطراف اصابعها لتهمس بأذنه :
- اياك ان تكون غير متأكد من حبي حبيبي .. فأنا لك من الآن وحتي يوم الممات .
كان رده دالا علي الندم ولكنه في الوقت نفسه مليئا بوعد مثير .
حين شاهد ريموس الجسدين في عتمة الليل كجسد واحد وهو يقود السير دوغلاس من يده الي منزل القش ، نظر الي السير دوغلاس بقلق :
- يا الهي ! .. ستنزعج الآنسة هافرشام .. لقد وجدها عمي سكوت اولا .
ضحك السير دوغلاس فدهش الصغير ، ولكن السير دوغلاس رفعه بين ذراعيه ليعود به الي الممر الموصل الي القصر .. و اكتملت حيرة الصبي حين سمع تمتمة السير دوغلاس :
لا يمكن للمرء أخذ وردة دون ان يعاني من وخز شوطتها .. و ما ألذ المتعة بعد الألم


***


نهاية الفصل الرابع عشر


قراءة ممتعه للجميع

اتمني ان تنال اعجابكم

الغصن الوحيد
12-01-2011, 05:56
تسلم اناملك الحلوة يا نايت ويعطيك ربي الف عافية على المجهود الطيب..

بس اتصدقيني والله فيني حره وقهر من سكوت على حركته اللي سواها فيها والله عصبت على ان الاحداث حلوة والنهاية بس انه قهرني ( قليل الادب) والله المفروض تعطيه كف احسن ..

الغصن الوحيد
12-01-2011, 05:59
حبيبتي اميرة روزا مشكورة الله يبارك بعمرك وعقبالك يا ربي يا كريم ..

بعدين عادي ما يتاخر وقت التهنئة لانها فرحه بالقلب طول العمر ..

الغصن الوحيد
12-01-2011, 06:01
هلا هلا حبيبتي malh ..
زين شفناك اهم شي الحمدلله انك بخير يا قلبي والله يعينك على اختبارات الصغار الله يوفقهم يا ربي يا كريم ..

بعدين تعالي ملح ( عمر وسلمى ) هذا اسم الفيلم حق تامر حسني حركات اسماء اولادك الله يخليهم لك يا ربي ويخليك لهم اللهم آمين ..

Amirah Roza
12-01-2011, 16:58
نايت سونغ
تسلمي حبيبتي على الرواية شكلها حلوة حبدأ
أقرأها اليوم وشكرا على مجهودك الرائع

khadija123
12-01-2011, 19:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حال الجميع بدون إستثناء ؟

إشتقت لكم كثييييييييييرررررررررررا
أسفة على الغيبة بس كانت عندي مشاغل الدنيا وأيضا كانت عندي مشاكل مع النت لا أعرف لماذا لا يريد أن يفتح مع المنتدى والحمد لله كل شيء تمام الأن ::جيد::
أتمنى أن يكون الكل بألف خير ::سعادة::

khadija123
12-01-2011, 19:42
ألف مبروك بالحلة الجديدة للمنتدى

khadija123
12-01-2011, 19:52
ألف مبروك أميرة روزا على التخرج تهاني الحارة
عقبال الجميع إن شاء الله

نسمة عطر
12-01-2011, 20:01
والله زمان يااحلى خديجة اشتقنالك كتييييييييييييييييييير لا تطولي الغيبة مرة تانية ماشي
malh معلش بدك تطولي بالك لانو صاير تدريس الاطفال من اصعب المهمات في هذه الايام الله يوفقن ويجيبولك علامات تامة يارب
وتسلم ايدك يا احلى نايت سونغ على هالرواية اللي عنجد روعة وجهودك مشكورة لانو فعلا كتابة الروايات من اصعب المهام للي بطيئين بالطباعة متلي طبعا
وسلامي للجميع الحاضرين و الغايبين مع حبي نسمة:)

الغصن الوحيد
13-01-2011, 04:48
هلا هلا والله بخدوجة والله النور زاد نور يا قمر وينك وحشتينا حبيبتي ..

لا تعيدين الغيبة هاذي ... ومشكلة الكميوتر اذا مسك على موقع ما يفتحه مدري وش قصتها غريب انا احين كذا مسوي لي بس الحمدلله مو على منتدانا ..

نايت سونغ
13-01-2011, 18:50
سلامات لاحلى عضوات مبروك علينا الحلة الجديدة للمنتدى
نايت سونغ الرواية حلوة ومشوقة مشان خاطري ماتطولي علينا حبابة (مصطلح شائع في بلدي يقصد به الترجي)
وعنجد ما احلى من الرواية الا تعليقات غصونة الظريفة اللي تعطي الروح للمنتدى
وحابة اسال اذا رواية لماذا تبعديني عنك للكاتبة جيني اش نزلت من قبل لانو حابة اشاركم فيها اذا ما في مانع بس طبعا بعد ما اخلص نهائيا من كتابتها و من امتحانات طلابي اللي هلكوني وتقبلو مروري مع حبي نسمة


اهلييين نسمة عطر

تسلمي حبيبتي كلك زوووء يا قمر
و يعطيكي الف عافيه ... اكيد الاهم انك تابعي اولادك و خاصة في مراحل الامتحانات

بالتوفييق انشالله ... ناطرين روايتك ع نار

مشكوورة

نايت سونغ
13-01-2011, 18:53
السلام عليكم
كيف حالكم صبايا
مرة اشتقت للمشروع واشتقت لكل الصبايا من دون تحديد
أبشركم اليوم أنا مرة فرحانة لأني أنهيت أخر اختباراتي في الكلية
:D وحتخرج إن شاء الله قريب
مني مصدقة أخيرا:eek:
وعقبالكم كلكم حبيباتي
:p



اهلاااااااا بالقمممممممر المشرووع

نوورت والله ... الك وحشه كتيييير

و الف مبرووك و انشالله عقبال ما نفحر منك يا رب

بالتوفيييق بحيااتك و منو للاحسن

ما تطولي علينا الغيبه هيك تاني مرة


مووووواه

تحيااتي

نايت سونغ
13-01-2011, 19:06
يا قلبي عليكم وعلى مشروعكم اللي أكثررررررررررررررررر من راااااااااااااائع

أنا متابعة من زمان بس .....ماأقدر أصبر
أنتظر لحد ما تنزل الرواية كلها وأقرأها مرة وحدة
تسلموا مرة ثانية وتسلم الأنامل كلها اللي تنتج هالمشروع الرائع::جيد::



هلااااا و غلااا و مييية هلااا بعد

اهليين فيكي معنا يشرفنا انضمامك النا

و انشالله تعجبك الرواية و نكون ع طول عند حسن ظنكم فينا:نوم:

و خلينا نشوف طلتك

ما بدنا نشوفك وراء الكواليس:mad:

تحياااتيي

منوورة يا بطه ::سعادة::

نايت سونغ
13-01-2011, 19:13
نايتو

مشكورة على الرايةالرائعة
وتسلم أناملك الذهبية
::جيد:: ..جاآآآنا.. ::جيد::




حبيييبتيي والله اشتقتلك كتييييييير

ويين هالغيييبه ... طولتيي

تسلمي يا قمرر .. انشاله تعجبك الروايه

مشكووورة و نورتيييي

موو ::سعادة:: وواه

نايت سونغ
13-01-2011, 19:17
تسلم اناملك الحلوة يا نايت ويعطيك ربي الف عافية على المجهود الطيب..

بس اتصدقيني والله فيني حره وقهر من سكوت على حركته اللي سواها فيها والله عصبت على ان الاحداث حلوة والنهاية بس انه قهرني ( قليل الادب) والله المفروض تعطيه كف احسن ..

هلاا غصوونتي

يسلمووو كتيير ع متابعتك الروايه معيي

فرحني كتيير وجودك و تعليقاتك لانو حسيت الكل انشغل و ما حدا تابع الرواية الا انتي و نسمه

مشكورة يا قمممر ... وايه والله معك حق عشان سكوت .. بس خلص هوي البطل يعني منسامحوو هاذي المره هههههههه

تحياااتييي الك و اسعدتنييي متباعتك معي و انشالله تكوني استمتعتي بالرواية و نالت اعجابك


مووووووواااااااه

نايت سونغ
13-01-2011, 19:21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حال الجميع بدون إستثناء ؟

إشتقت لكم كثييييييييييرررررررررررا
أسفة على الغيبة بس كانت عندي مشاغل الدنيا وأيضا كانت عندي مشاكل مع النت لا أعرف لماذا لا يريد أن يفتح مع المنتدى والحمد لله كل شيء تمام الأن ::جيد::
أتمنى أن يكون الكل بألف خير ::سعادة::





اهلاااا خدووجتيي

الحمدلله ع سلاامتك و عووده حمييده يا عسسل

اشتقنااالك والله اهلااا فيكييي

نووورتييي

موووواااه

الغصن الوحيد
14-01-2011, 22:27
مراحب نايتو يا قمر ...
انتي تشكين ان الرواية ما عجبتني ...؟
لا يا قلبي انتي بدون ما تفكرين كل اللي تكتبينه وتقولينه يعجبني كم نايت انا عندي حبيبة قلبي والله ..

الرواية رائعة جدا جدا واختيار موفق وانشالله تسلم يدين اللي كتبتها آمين يا ربي .. وانشالله ربي على طول يسعدك ..

نسمة عطر
15-01-2011, 00:09
عزيزتي نايت سونغ شكرا على كلماتك الرقيقة بس للتوضيح انا لست متزوجة ولكنني معلمة واعاني كثيرا مع تلاميذي لانه بصراحة حاسة في موجة امية قادمة والطلاب فقدوا الحماس للدراسة واكتساب المعرفة واصبح العلم من مشاكلهم الدائمة طبعا هذا الكلام ليس بصورة عامة
حاسة حالي دخلت في الفلسفة و التراجيديا اسفة على كل الاحوال وانشاء الله رح ابذل جهدي في انهاء الرواية
وسلامي وحبي للجميع نسمة:)

khadija123
15-01-2011, 20:12
والله زمان يااحلى خديجة اشتقنالك كتييييييييييييييييييير لا تطولي الغيبة مرة تانية ماشي
malh معلش بدك تطولي بالك لانو صاير تدريس الاطفال من اصعب المهمات في هذه الايام الله يوفقن ويجيبولك علامات تامة يارب
وتسلم ايدك يا احلى نايت سونغ على هالرواية اللي عنجد روعة وجهودك مشكورة لانو فعلا كتابة الروايات من اصعب المهام للي بطيئين بالطباعة متلي طبعا
وسلامي للجميع الحاضرين و الغايبين مع حبي نسمة:)

أنا أيضا إشتقت لكم كثيرا جميعا

إن شاء الله ما أطول الغيبة
الله يعينك مع تلاميذك

khadija123
15-01-2011, 20:15
[quote=الغصن الوحيد;25929845]هلا هلا والله بخدوجة والله النور زاد نور يا قمر وينك وحشتينا حبيبتي ..

لا تعيدين الغيبة هاذي ... ومشكلة الكميوتر اذا مسك على موقع ما يفتحه مدري وش قصتها غريب انا احين كذا مسوي لي بس الحمدلله مو على منتدانا .

أهلا بك حبيبتي إن شاء الله تكون بأحسن الأحوال إشتقت لك كثيرا ولتعليقاتك الحلوة زي العسل يا أحلى عسل

khadija123
15-01-2011, 20:18
اهلاااا خدووجتيي

الحمدلله ع سلاامتك و عووده حمييده يا عسسل

اشتقنااالك والله اهلااا فيكييي

نووورتييي

موووواااه


كيفك نايت سونغ إن شاء الله كل العائلة تمام وبخير

شكرا على رواية تسلم أناميلك الحلوة

khadija123
15-01-2011, 20:20
سلامي للكل بدون إستثناء
أتمنى أن يكون الجميع بتمام الصحة والعافية وإن شاء الله تدوم السعادة والوئام للكل

khadija123
15-01-2011, 20:21
malh كيف حالك وحال أولاد الصغار إن شاء الله بألف خير

khadija123
15-01-2011, 20:23
مرحبا بكل من إنظم لنا في هذا المنتدى وأتمنى أن تقضي معنا أوقات ممتعة

khadija123
15-01-2011, 20:24
نسمة العطر أنا في شوق لرواية
إن شاء الله تكملها
شكرا على مجهودك

ah4reeebk
16-01-2011, 16:24
فكرة رائعة والله يقويك خيوؤ ~

blackdaimons
17-01-2011, 23:01
ياصبايا ياحلوووووووات
أنا عندي رواية أحبهامررررررررررررررررررررررة
إسمها أيام في العذاب .........من روايات أحلام
ماأدري إذا نزلت أولا.........حابه أنزلها
بس أنا طباعتي بطيييييييييييييييئة...
يعني حتتحملوني .........لحد ماأخلصها

نسمة عطر
19-01-2011, 13:17
عزيزاتي الغاليات
انا وعدتكم أنو ما رح انزل رواياتي الى ان انتهي من كتابتها لكن جهازي رح يروح للتصليح مشان هيك رح نزل كل اللي كتبته حتى مايروح تعبي و اوعدكم انشاء الله ما رح طول ابد في تنزيل باقي الأجزاء وذا حدا عندوا اعتراض يقللي قبل ما انزل و ناطر ردودكم الى وقت متأخر من المساء وسلامي وحبي للجميع نسمة:)

نسمة عطر
20-01-2011, 01:41
لماذا تبعديني عنك؟
جاني أش
الملخص
ارتعبت ايف كارول عندما نفذ منها الوقود في الطريق المعزولة وسط غابات ماليزيا .هل ستتمكن من الوصول إلى المستشفى التي ستعمل فيها؟
عندما وجدت أخيرا محطة للوقود، ادعى صاحبها أن المحطة خالية .فجأة توقفت سيارة أخرى ،فهب الرجل و ملا خزانها على الفور ,غضبت الفتاة كثيرا، ولكنها ندمت عندما علمت أن صاحب هذه السيارة المتعجرف المتعالي هو مديرها الجديد


الفصل الأول
ارتعبت ايف كارول فجأة عندما أحست بان محرك سيارتها بدا يضعف على هذه الطريق التائهة في غابة ماليزيا.ولم يكن من السهل السير على ارض موحلة من المطر و خاصة عندما تكون النباتات الشامخة تحجب آخر إشعاعات للشمس.و كانت الفتاة قد تأخرت في الوصول إلى دانتنغ, الله وحده يعل أية مخاطر يتعرض لها من يتوه في هذه الطبيعة الكثيفة 00
ففضلت الفتاة أن تخفف سرعتها كي توفر القليل من الوقود الذي بقي في خزان سيارتها ((ليس مهما أن اصل متأخرة في أول يوم لي))فكرت الفتاة وهي تمسح بيدها العرق المتصبب على جبينها .إنها بحاجة لحمام بعد هذه الرحلة الطويلة,هذا إذا كانت المستشفى التي طلبتها للعمل فيها توفر قدرا من الراحة , و لكن ماذا يمكنها أن تأمل في الريف؟ لا شيء يقارن حتى الآن. وفجأة . لفت نظرها نور بعيد،أيمكن أن تكون قد وصات أخيرا إلى القرية؟ ولكن لا, ليس إلا نور مصابيح سيارة أخرى تنعكس في مرآتها ،إلا إذا كان..........وقفز قلبها من الخوف.
وتذكرت القصص المرعبة التي سمعتها من أصدقائها عن مجموعات إرهابية تقضي على كل ما يقع بين أيديها , فداست ايف على دواسة السرعة ,و خلفها,مصابيح السيارة الأخرى اقتربت بسرعة اكبر,ثم ارتفع صوت زمور مزق الصمت, فانتفضت الفتاة و أفسحت بعض المجال لسيارة رانج روفر(أنا شخصيا بفضل الهامر) كبيرة تخطتها و تسببت برش الماء الموحل على سيارتها . و على ضوء المصابيح القوية ,لاحظت ايف وجه ذلك السائق المتعالي الذي لم يعرها أية التفاتة.
((يا له من وغد !)) صرخت ايف وهي تراه يختفي أمامها في الظلام .
وتمكنت ايف من تجنب الأشجار الضخمة التي على جانبي الطريق ،لكنها للأسف لم تستطع تجنب حفرة غرزت فيها دواليب سيارتها الخلفية.
((اوه لا، لم يكن ينقص سوى هذا ))صرخت بيأس ثم جربت مرة و مرتين وثلاث مرات،لكن للأسف ،كانت الدواليب تدور بسرعة دون أن تتمكن من الإقلاع من الحفرة التي أصبحت سجينتها.
سحبت الفتاة مفاتيحها ،و أمسكت مصباح يدها و نزلت من السيارة لتتفحص الأضرار، لم يكن الوضع مناسبا في هذه الغابة المظلمة حيث حل ألاف الأصوات مكان صوت المحرك، أصوات الحيوانات ،حفيف الأوراق،صفير غريب ،فارتعشت رغم الحرارة الخانقة و عادت إلى خلف المقود و انطلقت بعد عدة محاولات،و ما هي إلا دقائق حتى تراءت لها أنوار القرية ، دانتنغ أخيرا!
وللأسف كانت خيبتها كبيرة عندما وجدت نفسها في وسط الغابة ومكان المنازل الأولى للقرية ،وجدت محطة قديمة للوقود على الأقل هذا يحل لها مشكلة الوقود،كي لا تتوقف سيارتها في مكان معزول.
عندما سمع وصولها ،نهض رجل كان يقرا صحيفة و تقدم نحوها ، لكن ابتسامته تحولت إلى دهشة عندما رأى الفتاة و كانت ترتدي بلوزة قطنية بللها العرق و بنطلون و صندل مليء بالوحل ، حييته ايف وطلبت منه أن يملا لها خزان الوقود.
((انت انكليزية؟)) سألها الرجل بحذر ((اسف ليس لدينا وقود ،ارجعي غدا)).
((اوه لا ! هذا ليس صحيحا !هل مستشفى دانتنغ بعيدة من هنا ؟ أنا الممرضة الجديدة))
إنها على بعد خطوات فقط00000اتريدين أن ادفع سيارتك جانبا؟ أجابها بانكليزيته الضعيفة.
نعم شكرا بهذه الظروف لم يبقى لي سوى أن أتابع سيرا على الأقدام ، سأعود لأخذ أمتعتي غدا.
مع إن فكرة السير في الغابة في مثل هذه الليلة الظلماء لا تريحها ،إلا إنها انحنت لتناول حقيبة يدها ،ولاحظت وهي تقفل السيارة أن الرجل يتأملها.
أنا ادعى عباس000000قال وهو يقترب منها 000انا المسؤول عن هذه المحطة و زوجتي مسؤولة عن مخزن قريب غدا سنساعدك وتقدم منها أكثر
بالتأكيد أين تقع المستشفى ارجوك00سالته وهي تنظر إلى عيونه بقلق
فتوقف الرجل على بعد خطوة منها ووضع يدا على كتفها وأشار باليد الأخرى نحو الطريق سيري بهذا الخط المستقيم
ارتعبت الفتاة و كانت قد سمعت عن هذا النوع من الرجال الذين يصبحون أحيانا خطيرين و فجأة سمعا هدير سيارة تقترب فابتعد الرجل عنها بسرعة و تأمل سائق السيارة الذي توقف أمام عداد الوقود
((اوه انه الدكتور كريغ أنت لم تعودي بحاجة للسير حتى المستشفى انسه )) قال عباس بسرعة ثم التفت نحو السائق
-أهلا دكتور
-مساء الخير عباس بسرعة املأ الخزان أمره الرجل بصوت حاد مدت ايف عنقها على أمل أن تتبين ملامح هذا الطبيب الذي هو ليس سوى مديرها الجديد،نزل الرجل من سيارته وناول مفتاح الخزان لعباس , كان طويلا عريض الكتفين ممتلئ العضلات أنيقا و رياضيا بنفس الوقت0000ولكن سيارته 0000انها نفس السيارة التي جعلتها تسقط في الحفرة الموحلة0
لقد حان الوقت لتنتقم منه , ها هو الآن أيضا بحاجة للوقود , لكن دهشتها كانت كبيرة عندما رفع عباس خرطوم الوقود و دسه في خزان سيارته ,لا هذا كثير! هل كان عباس يسخر منها 0
-بأي حق رفضت أن تملا خزان سيارتي 00000000سالت عباس غاضبة –أيوجد طبقتان في دانتنغ؟
وقف عباس خلف الطبيب الذي التفت عندما سمع صوته
-أنا 000انها الممرضة الجديدة في مستشفاك ,دكتور
نظر الطبيب باستخفاف إلى الفتاة وكان من النوع الذين يربكونها ,كما وان أناقته تجعلها تشعر بأنها حقيرة امامه0
-أنت الآنسة كارول , أليس كذلك
-نعم دكتور كريغ
-ااتعانيين من المشاكل؟
-لا باستثناء السفر المتعب من كوالا لومبور وهذه المحطة الفارغة التي امتلأت بشكل عجائبي لدى وصولك
قالت وهي تنظر بغضب نحو عباس الذي لا يزال مختبئا خلف الطبيب
-بما أن سيارتك معطلة بإمكاني أن أوصلك إلى المستشفى فانا في طريقي إليها
-هذا ليس ضروريا بإمكان سيارتي أن تنطلق إذا أعطيناها بعض الوقود ,أليس كذلك عباس؟
لقد أعطيت الطبيب كل ما تبقى
-ماذا ؟كيف تجرؤ000؟
-أخشى انه ليس لديك خيار آخر
تدخل الطبيب و قد فقد صبره –هذا إلا إذا كنت تفضلين المتابعة سيرا على الأقدام؟
ارتبكت ايفا كثر أمام سخريته وشعرت بالإهانة لماذا يظهر لهل الكره , ورغبت في أن تصفعه لكنهم سمعوا فجأة ضجيجا و صراخا في الغابة تبعه صفير طويل منتظم انتفضت ايف بينما لجا عباس إلى داخل المحطة ,فنظرت نحو الطبيب مستفسرة فراته يأخذ نفسا عميقا ثم ينطلق في الظلام
فشعرت بالذعر ,لا لم تكن تحلم لقد سمعت حقا رصاص0 هل يكون هؤلاء من العصابات الذين كلموها عنهم أصدقائها ؟و انتظرت و هي تحبس أنفاسها عودة الدكتور كريغ ,يا الهي ماذا يفعل في تلك الغابة ؟أيعتقد انه سيتغلب عليهم وحده؟
خرج عباس مرعوبا من مخبئه و انضم إليها دون أن يرفع نظره عن الاتجاه الذي سلكه الدكتور
-هل هذا000يحصل000دائما؟ سالت ايف بقلق0
-أحيانا و لكن يجب أن لا تلاحظي ذلك 0 قال عباس وهو يخفض صوته
-ولكن ما هذا؟لصوص؟أم قطاع طرق0000؟
لم يجبها الرجل وكأنه قرر التزام الصمت وبعد دقائق عاد الطبيب
-حسنا آنسة كارول أسرعي إذا كنت تريدين الوصول قبل منتصف الليل
انتفضت الفتاة مذعورة وشكرت الله لأنه كان الدكتور وليس واحدا من هؤلاء الإرهابيين و اتجه فورا إلى سيارته ولم يحاول مساعدتها بحمل حقائبها ,فحملت حقيبة يدها و حقيبة أخرى على أمل أن تعود في الصباح لأخذ ما تبقى
تأمل الدكتور ملابسها ,لكنه لم يعلق عندما جلست على مقعدها و صندلها مليء بالوحل
-كان ذلك رصاصا أليس كذلك؟ سألته و هي لا تزال ترتجف
-انسي كل ذلك ! الجيش لديه قاعدة قريبة من هنا و يقوم دائما بالتمارين
هذا الجواب لم يقنعها لماذا في هذه الظروف , عباس و الطبيب يرفضان الكلام بحذر؟وبعد قليل ظهرت أمامهما أنوار منازل قليلة
-هل وصلنا؟ سألته بهدوء
-نعم نباتات الكوتشوك على يسارك بالرغم من أن بلدة دانتنغ ليست مهمة إلا أنها تمتد على طول عدة كيلومترات
-وأين تقيم أنت دكتور؟ في المستشفى؟
حسب الظروف أنا أشرف على ثلاثة مؤسسات أخرى في المنطقة, و أنام هنا أو هناك حسب متطلبات الظروف
يا له من وغد مدعي من حسن حظها أنها لن تلتقيه دائما
-ها قد وصلنا قال الطبيب فجأة و هو يوقف السيارة بشكل مفاجئ كادت الفتاة أن تصدم رأسها بالزجاج الأمامي , وما أن فتحت عينيها حتى رأت أنهما توقفا أمام مبنى طويل مؤلف من طابق واحد يقع وسط أرض واسعة بالقرب نهر صغير تحت جسر معدني بعزله وسط هذه الغابة المليئة بالمخاطر
انتهى الفصل الأول قراءة ممتعة للجميع مع حبي نسمة

نسمة عطر
20-01-2011, 01:58
الفصل الثاني
أطلق الدكتور زمور سيارته ,و جمعت ايف أغراضها و تبعته ألى شرفة المدخل . هناك رفع الطبيب ستارة من الموسلين تحل مكان باب الدخول , وأدخل الفتاة الى غرفة الجلوس الكبيرة , ركضت شابة ماليزية رائعة الجمال لاستقبالهم ,فأحست ايف أنها أمام مخلوقة خرجت لتوها من أقاصيص ألف ليلة وليلة0
- أنا سعيدة بالتعرف بك آنسة كارول
قالت لها بانكليزية صحيحة و بصوتها الموسيقي 00أنا ليزا كاي000
- اعذريني على تأخري 000وعلى شكلي قالت ايف بارتباك
- ولكن سيارتي فرغت من الوقود والأسوأ من ذلك أن المدعي عباس رفض مساعدتي
- عباس حالة من الحالات 000 أجابتها ليزا بمرح000- ما أن ترتاحي حتى أخبرك كل شيء عن شذوذه
- أيوجد لديك كوب من الشاي لي ,ليزا؟00سألها الطبيب فجأة انتفضت ايف ,ولاحظت أن الطبيب قد رقت ملامحه و ازداد جمالا ووسامة , وهو ينظر إلى ليزا بإعجاب
- طبعا و أنت آنسة كارول ,أتريدين كوبا من الشاي ؟
- بكل سرور , ولكن أرجوك نادني ايف
- ايف؟ أليست ايف هي أول امرأة عاشت في جنة عدن؟
- أتمنى أن تدرك الآنسة بسرعة أن غابة دانتنغ ليست أبدا الجنة المثالية 000 قاطعها الطبيب ساخرا 000- وانه من الضروري أن تلزم حدود المستشفى , و خاصة في الليل
- اند ريس ! لماذا تحبط من عزيمة صديقتنا ؟
عاتبته ليزا – ليس الأمر بهذه الصورة , فكر بطعام آنيا الشهي
-للأسف لن أتذوقه هذا المساء 00 أجابها الدكتور 00لقد وعدت السلطان أن أتناول العشاء معه
- حسنا ,ستأتي غدا؟
- بدون أي شكل
ثم تبادلا نظرات تؤكد أنهما فهما على بعض دون حاجة لمزيد من الشرح , يجب أن تكون علاقتهما متينة جدا,حتى تشرق عيون الطبيب بهذا الشكل 0انه فاتن على كل حال ,و عيونه التي اعتقدتها ايف سوداء في البداية , كانت زرقاء غامقة00
ارتعشت فجأة عندما لاحظت أنه يتأملها بمرح واحمر وجهها بسرعة هل قرأ أفكارها؟
- إذالم يكن لديك مانع ,ليزا أفضّل أن أخذ حمام قبل العشاء
قالت ايف وهي تنظر إلى ملابسها 00لابد أنني أبدو كالمتشردات
- تماما000 أجابها الدكتور مبتسما
فشدت على قبضتي يديها , وساد صمت قصير في الغرفة
- سأدلك على غرفتك على الفور 00قالت ليزا ثم التفتت نحو الطبيب 00حقا لا تستطيع لبقاء معنا دكتور؟
- لا , يجب أن أذهب أنهم بانتظاري في القصر 00ثم خرج ,فشكرت ايف ربها لان هذا الوغد قد رحل 0وظلت ليزا معها و تمكنت بلطفها من جعلها تنسى وقاحة الطبيب
وكانت غرفتها بسيطة 0تحتوي على سرير لشخص واحد ,و خزانة و طاولة و في السقف توجد مروحة للهواء
- غرفة الاستحمام تقع في الطرف الآخر من الحديقة ,و يوجد حمام هنا في أخر الممر
سعرت الفتاة بالانتعاش بعد حمامها هذا ,وأدركت كم كانت تمل في شقتها الفاخرة في مسكن الممرضات في كوالا لومبور0هنا على الأقل 0ستسنح لها الفرصة للقيام بتجاربها ,وستتمكن من تقديم المساعدة للمزارعين المساكين الذين يحتاجونها أكثر من أولئك الأغنياء في العاصمة
وما أن عادت إلى غرفتها حتى لفت نظرها شمسية تتسلق الجدار 0 فابتسمت الفتاة وكانت تعلم أن الماليزيين يعتبرون هذا الحيوان الزاحف جالبا للحظ 000أيمكنك أن تحمل لي كل ما جئت للبحث عنه هنا000وتساعدني على النسيان
- أوه لا! صرخت ايف عندما فتحت حقيبتها لقد أحضرت الحقيبة التي تحتوي على بيجامتها وأدوات الماكياج وتركت الحقيبة التي تحتوي على ملابسها في السيارة 0 و في هذه اللحظة دخلت ليزا بعد أن دقت على الباب
- العشاء أصبح جاهزا , مابك ؟ ما الذي لا يسير على ما يرام؟
- لقد تركت حقيبة ملابسي في سيارتي في محطة عباس ,وليس لدي ما أرتديه الآن
-لا تقلقي 000أجابتها ليزا مبتسمة 000سأتدبر هذا الأمر
وعادت ليزا بعد ثلاثة دقائق تحمل سريغين وهما من نوع التنانير يرتديها أهل البلاد المحليين ,وقميصين مناسبين لهما
- ستعيدها إلي عندما تحضري بقية حقائبك 000انتظري سأشرح لك كيف ترتدينها يجب أولا أن تلفيها حول جسدك ثم تدسي طيتها بين ساقيك ,وأخيرا تعقديها في وسطك
ضحكت لبزا كثيرا و هي تتأمل ايف التي لم تستطع ارتداء التنورة إلا بعد عدة محاولات 0لكن هذه الملابس كانت جميلة على جسدها الرشيق 00لمرة واحدة فقط00 فكرت ايف وهي تتأمل نفسها في المرآة
كان العشاء الذي أعدته آنيا رائعا فتح شهية الفتاة,فأطرت ايف على طريقة طهوها للطعام
- نعم آنيا رائعة,كما و أنها تساعدنا عندما يكون لدينا الكثير من المرضى0لا تتردي ايف في طلب مساعدتها إذا اقتضت الحاجة ,خاصة بعد رحيلي
- ماذا ؟ اعتقدت أننا سنعمل معا 00قالت لها ايف بخيبة
- طبعا ,لكني أفكر بأخذ إجازة لمدة ثلاثة أسابيع,لزيارتي أختي في سنغافورة, ولن أرحل قبل أن تستلمي العمل و تتأقلمين معه وستجدين أمام الهاتف لائحة بأرقام الهاتف حيث يمكنك الاتصال بالدكتور كريغ
عند ذكر هذا الاسم هزت ايف حاجبيها بامتعاض 00ال يمكنني الاتصال بأحد غيره؟
- بلى ,بزينة ,أنها خبيرة تعيش في دانتنغ وتسهر أحيانا هنا بجانب مرضانا وهي متزوجة و أم لطفل صغير
لم تستطع ايف النوم بسهولة هذه الليلة و هي تفكر بالمسؤولية التي ستلقى على عاتقها وحدها في إدارة هذه المستشفى ,خاصة وأن هؤلاء الفلاحين بحاجة للطب الحديث ,كما أنها تخاف من حكم الدكتور كريغ عليها,و بدأت جفونها تثقل عندما سمعت هدير السيارة لابد أنها سيارة د0كريغ الذي عاد من القصر ز
فتتبعت سير خطواته حتى وصل إلى الشرفة000و فجأة رن صفير في سكون الليل ,يشبه ذلك الصفير الذي سمعته عند عباس ,فنهضت و اقتربت من النافذة و قلبها يدق بسرعة ,فرأت الدكتور كريغ يعود على عقبيه و يسير ببطء نحو أشجار الغابة الضخمة ,ثم استند على أحدها و كأنه ينتظر احد . حبست ايف أنفاسها عندما رأت رجلا يتقدم نحو الطبيب الذي هز رأسه و اخرج من جيبه علبة غريبة ناولها للمجهول الذي اختفى على الفور . مامعنى هذا الموعد الغريب ؟ ماذا سلمه الطبيب؟ تراجعت ايف عن النافذة عندما رأته يعود إلى المستشفى بهدوء. فتسالت أي سر يخفيه ؟ ودق قلبها برعب عندما سمعت خطواته في الممر عندما دخل إلى إحدى الغرف و أقفل الباب وراءه.
في صباح اليوم التالي بدا لها هذا الحادث كأنه حلم, كما و أنها كانت بغاية الشوق للبدء بعملها الجديد . فبعد حمام سريع ارتدت السارونغ الذي أعارتها إياه ليزا على أمل أن تتمكن من الذهاب إلى محطة عباس لإحضار بقية حقائبها
- صباح الخير ايف هل نمت جيدا؟00استقبلتها ليزا في غرفة الطعام ودعتها لتناول الفطور معها , وعرفتها على انيا الطاهية
-مهما يقول الدكتور كريغ فان هذه المنطقة قطعة من الجنة أحب أن ازور النواحي قليلا
- لاتفعلي !00أجابتها ليزا غاضبة .فنظرت إليها ايف بدهشة
لماذا انفعلت هكذا؟و فكرة أن تكون ليزا على علم بنشاطات اند ريس كريغ الليلية أقلقتها
- لا تستخفي بالغاب 00أضافت ليزا 00أنها تغلق على المتنزه القليل الحذر كما يطبق الفخ المحكم ,أنا لا أقصد الأفاعي و الحشرات فقط000عديني أن لا تقومي بمغامرة في الغابة وحدك
- حسنا فهمت00بالمناسية ,هل عاد الدكتور كريغ ليلة أمس؟
- لست أدري 00اجابتها ليزا بقلق مفاجئ 00انيا ! هل عاد د.كربغ؟
- نعم آنسة كاي 00أجابتها الطاهية 00فسيارته في الخارج
- في أية ساعة يبدأ دوام عملنا ؟وأين هم المرضى ؟
- يبدو أنك متحمسة جدا00أجابتها ليزا كاي ضاحكة ثم أضافت 00لقد وزعت لهم آنيا الفطور ,ستجدين هنا وقتا طويلا للراحة .فنحن لسنا في كوالا لومبور ,ولدينا الآن مريضان فقط
- اثنان فقط؟؟00سألتها ايف وكأنها لا تصدق
- نعم ,لدينا عجوز في حالة ميؤس منها ,ونحن نحتفظ به هنا كي نخفف عنه ألامه الأخيرة .ولدينا فتاة مصابة بالتهاب رئوي ,والدكتور كريغ سيفحصها اليوم
كانت الغرفة المشتركة طويلة ونظيفة و مؤلفة من ستة أسرة فوقها ناموسية تحمي المريض من البر غش , وبقرب كل سرير كرسيان للزوار.تأملت الفتاة المريضة ايف بحذر وهي تجس نبضها و تتحس جبينها , كانت حرارتها مرتفعة , و الأفضل انتظار رأي الدكتور .فالتفت ايف نحو المريض الثاني عندما اتجهت ليزا نحو الباب
- وهذا الرجل ,ليزا؟
- جاكو العجوز؟أوه ,لا يمكننا فعل شيء لأجله
- سرطان؟00سالتها ايف عندما لاحظت ضعف المريض وهزاله
- لا انه مدمن على الكحول ,وكبده مفتت
- لماذا لا ترسلونه إلى مستشفى جاهن إذا؟من المؤكد أن لديهم علاج فعال لمرض التليف
أمسكت ليزا ذراع ايف و قد نفذ صبرها وجذبتها إلى غرفة الممرضات00ايف أنت هنا لست في المدينة الخدمة الوحيدة التي يمكننا أن نقدمها لجاكو العجوز هي أن نتركه يموت بسلام ونوفر عليه الحقن و الأنابيب الغير ضرورية
- أيمكنني على الأقل أن أقدم له الشاي ؟
حسنا كما تشائين سأخرج إنا لاستقبال المرضى الذين يأتون للفحص يوميا ,انضمي الي عندما تنتهين من جاكو
تأملتها ايف بدهشة وهي تبتعد كيف يمكن ترك كائن بشري هكذا؟أليس من واجب الممرضة ان تحاول كل شيء لانقاذ حياته؟
- جاكو؟أتشعر بالعطش ؟00همست ايف امام اذن المريض ,لكنه لم يتحرك ياالهي ! ماذا كانت تأمل منه؟قد تكون ليزا على حق بشأنه 000
آنسة كارول؟
انتفضت ايف عندما رأت الدكتور كريغ ينظر إليها بقسوة
- صباح الخير دكتور
- ما معنى هذه الملابس؟أين تعتقدين نفسك؟ في حفلة راقصة؟ هيا اذهبي و ارتدي زيي العمل فورا
ما سبب كل هذا الغضب ؟ تساءلت ايف وتجاهلت أسئلته
آه د.كريغ أحب أن اعرف رأيك بالنسبة لهذا المريض 000قست ملامح الطبيب و أدهشه عدم طاعتها للأوامر
- تقول الانسه كاي أن كبده مصاب 00أجابها بجفاف 00احيانا الإنسانية لا تتدخل في مجال الطبيعة!
- و ما الذي يؤكد لك أن ساعته الأخيرة قد دنت ؟00سالته ايف بجرأة
-لأنني طبيب00اجابها بحده 00ولهذا السبب يجب أن تطيعني إذا هيا وبدلي ملابسك فورا و سنناقش أمر جاكو لمرة أخرى
- زيي التمريض خاصتي لا يزال في سيارتي في محطة عباس واعتقد انه لا ضرورة00
-كفى الآن!!00قاطعها بحده و اتجه نحو الباب00 تعالي ,لدينا عمل بانتظارنا
شحب وجهها أمام موقفه العنيف ,انه الرجل الأكثر فظاظة في العالم ,وهو يذكرها بقول صديقة لها وصفت احد الأطباء السيئ الطباع00انه وحش بقفازات مخملية 00تبعته إلى الخارج حيث كانت ليزا وزينا قد رتبتا الكراسي إمام طاولة وضعت فوقها أوراق و ملفات و علب عقاقير وضمادات ,جلس الطبيب وليزا بينما ترددت ايف قليلا و جلست خلف الطبيب الذي أشار لها بعصبية و دعاها للجلوس إلى جانبهما .فأطاعته على الفور و قررت أن لا تسمح له بالكلام معها بهذا الشكل مرة أخرى.
كانت ثلاثة نساء تنتظرن في ظل شجرة برفقة أولادهن فأشار الطبيب إلى إحداهن فتقدمت نحوه
- أنا والدة سوكي إنها في المستشفى
- حسنا سأفحصها الآن 00اجابها بلطف لم تكن ايف تنتظره منه 00ايف لو سمحت اهتمي بالباقين ريثما أعود
رغم دهشتها من لطفه المفاجئ نادت ايف على الامراة التالية التي كانت تحمل طفلا مصابا بجرح بدا يلتهب ,فنظفته على الفور و ناولت الأم محلولا مطهرا و طلبت منها أن تنظف جرحه إلى أن يلتئم و نصحتها بالاهتمام بتغذيته
- أنت تعملين بسرعة00قال لها بصوت دافئ وعميق من من خلفها
- لأنه لا يوجد أمر معقد ,دكتور
- لا تتخيلي أن كل شيء بهذه السهولة ,الماليزيون شعب متحفظ بطبعه يجب أن تنتزعي الكلمات من افواهم كي تعرفي جيدا ما يعانون
ثم جلس وتأمل الملاحظات التي سجلتها ايف ثم نادى على المريضة التالية

نسمة عطر
20-01-2011, 02:01
- إنها تتألم منذ الأمس 00قالت له ليزا 00اعطيتها دواء ضد الالتهاب ولكني أفضل أن تفحصها أنت
طلب الطبيب من ليزا أن تصطحب السيدة إلى غرفة الفحص .وطلب من ايف أن تتابع فحص الباقين .بعد لحظات عادت ليزا 00يبدو إنها تعاني من حمل خارج الرحم ,يجب ان نجد احد يصطحبها إلى مستشفى جاهم وإلا سنتصل بهم لإرسال سيارة إسعاف
دخلت ايف لتغسل يديها فسمعت سعالا حادا فاقتربت من الطفلة سوكي و سقتها كوبا من الماء ثم سمعت أنين العجوز جاكو فاقتربت منه
- كيف حالك ,جاكو ؟
- ماء000اجابها الرجل بضعف شديد فرطبت شفتيه الجافتين و انتظرت لحظات فابتسم لها العجوز لم يسبق لها ان رات ابتسامة بهذا الجمال ولشدة شفقتها على العجوز كادت ان تبكي ,ثم اتجهت نحو المريضة التي فحصها الطبيب منذ لحظات
- ياالهي !! إنها تنزف ! قالت ايف لليزا 00اليس لديكم أكياس مصل؟
- لدينا ثلاثة فقط ,على كل الأحوال اتصلت بالمستشفى و ستصل سيارة الإسعاف بعد قليل
- حسنا إلا يمكننا أن نطلب منهم أن يرسلوا لنا بعض الأكياس؟
-لا تعقدي الأمور من اليوم الأول ايف من حسن حطنا أن المرضى لايزالون يقصدوننا رغم أوامر وتحذيرات بوموه
-ومن يكون ؟
- بإمكانك أن تسميه الرجل 0000الطبيب أجابها الدكتور كريغ الذي دخل لتوه
- أتقصد أن تقول انه الساحر؟
- و الآن بينما اهتم أنا وليزا بهذه السيدة بإمكانك أن تذهبي إلى المحطة وتحضري أخيرا زيك المناسب
اشتعل الغضب في عيون ايف لماذا لا يوجه نفس الملاحظات لليزا و زينا؟ فهما أيضا ترتديان السارونغ فلماذا لا تبقى هي أيضا بهذه الملابس؟وكيف يجرؤ على الإصرار على الشكليات في مستشفى خالية من أية أدوات ضرورية ؟ وما أن خرجت حتى وجدت امرأة تمسك بيد ابنها الذي يقارب الخامسة عشرة من عمره.
-ما به؟
-كان يتألم طوال الليل
- هل هذا صحيح؟ سألته ايف بدهشة عندما لاحظت انه بصحة جيدة
-نعم كتفي يؤلمني ,هنا في الخلف ,لم استطع النوم ألا بعد أن وضعت عدة وسائد تحتي
_والآن ؟؟
- لم أعد أشعر بالألم 00وكي يثبت أقواله أخذ يمد يديه بكل الاتجاهات لكن ايف فضلت أن تتأكد بنفسها فدست أصابعها بظهر الصبي
- كل شيء يبدو طبيعي
- إن ماتيوس يمارس رياضة عنيفة يوميا تشبه الكونغ فو
- قد تكون مصابا بتشنجات عضلية ولمزيد من الاطمئنان ادخلي و استشيري الدكتور كريغ
- لا.لا بأس 000أجابتها الوالدة وقد ارتاحت لكلامها 00سأعيده إلى المدرسة الآن
عادت ايف إلى الداخل ,فوجدت الدكتور وليزا يجلسان في غرفة الجلوس
- بما أنك لم تقرري بعد تغيير ملابسك ,آنسة كارول , أيمكنك أن تعدي لنا القهوة ؟ سألها د.كريغ
- لا شيء أسهل من ذلك ,دكتور ولكنني أتمنى أن تحدثني بعد ذلك عن حالة الطفلة سوكي
رفع الطبيب يديه نحو السماء 00يا الهي! لماذا لم أعين ممرضة شرقية ؟ على الأقل كانت أشفقت على طبيب مسكين متعب 00ثم هز رأسه و قد فقد صبره 00مع أنها لا تزال مرتفعة الحرارة لكن حرارتها ستعود لطبيعتها بعد أربع و عشرين ساعة ,وأعتقد أنني سأسمح لها بالعودة إلى منزلها قريبا هل أنت راضية الآن 00سألها بتعالي
همت ايف بسؤاله عن حالة العجوزجاكو لكنه نهض بانزعاج
- لم أعد بحاجة للقهوة 00وتنهد بملل00ساتناول الغداء في القصر و سأقضي الليلة هناك في مستشفى جاهم في حال الضرورة اتصلوا بي على هذين الرقمين 00ثم خرج دون أن يسمح للفتاة بطرح مزيد من الأسئلة لكن ايف لم تكن لتيأس بسهولة ,عاجلا أم اجلا ستعرف كيف تقنعه بضرورة معالجة العجوز.
بعد تناول الغداء قررت ايف أن تذهب للقرية لإحضار سيارتها ولكن ما إن وقفت على شرفة المدخل حتى سحرها منظر الغابة و نور الشمس يتخلل أغصان الأشجار الكثيفة بينما تنتقل العصافير من شجرة لاخرى000هناك حياة غريبة تجذبها بقوة نحو الغابة
- ايف!عودي فورا00صرخت ليزا بلهجة غاضبة
انتفضت ليزا و عادت وهي تنظر إليها بدهشة 00هذا خطير جدا ,وخاصة في هذا الاتجاه 00أضافت ليزا
- لا تقلقي أريد فقط أن أحضر سيارتي من المحطة
- اعذريني ايف , لكن قد تواجهين مخاطر عديدة
- لكن كل شيء يبدو هادئا
- لا تنخدعي بالمظاهر ليس كل شيء ورديا هنا
- أفهم ذلك جيدا خاصة عندما يكون الدكتور كريغ في المنطقة000أجابتها ايف بسخرية
- ماذا تقصدين ؟
- أنا أحب أن أعرف من أين تعلم طرقه الرائعة ؟ لم يسبق لي أن التقيت بفظ غليظ مثله
- أساليبه هذه تساعده في إخفاء طيبته الكبيرة ,في أعماقه أعتقد أنه ليس بحاجة للآخرين و بأنه أيضا يفضل الوحدة في مرافقة زملائه
- أليس لديه أصدقاء ؟
- باستثناء السلطان و الجراح المسؤول عن مستشفى جاهم ,لا أعتقد أنه لديه أصدقاء ,منذ سبعة أعوام جاء إلى ماليزيا و لم يسافر أبدا
تفاجأت ايف عندما علمت أن هذا الرجل المتعجرف الأنيق الذي يعاملها باحتقار هو رجل وحيد يعيش أمام الجمال دون أن ينظر إليه بدون شك هو ليس سعيدا .
تخلت ايف عن فكرة الذهاب إلى المحطة ,وعادت و جلست على الشرفة تثرثر مع ليزا , وفجأة سمعا هديرا مألوفا , سيارة بدون شك000نهضت ايف و نظرت بدهشة إلى سيارتها التي تتجه نحو المستشفى , وكانت دهشتها أكبر عندما رأت عباس بنفسه خلف المقود .
- لقد أحضرت لك سيارتك , الخزان مليء الآن 00قال لها بفخر و أضاف 00انت لست غاضبة مني ,آنسة كارول أليس كذلك؟
كيف تغضب منه بعد أن وفر عليها كل هذه المسافة الموحشة ؟
- لا بأس ,عباس بكم أدين لك؟
-أوه ستدفعين فيما بعد00أجابها عباس و ابتعد بسرعة . أسرعت ايف وأخذت تبحث في سيارتها لكنها لم تجد شيئا
عباس000صرخت بأعلى صوتها 00أين حقيبتي ,عباس؟؟؟
- أنا لم ألمس شيئا , لقد ملأت الخزان فقط صدقيني 00هذه المرة كان يبدو صادقا حقا ,ولكن اختفاء حقيبتها يعتبر لغزا إضافيا 00حسنا عباس عد الآن و لا تقلق 00طمأنته ليزا وهي تشعر بالخيبة ثم التفت نحو ليزا
- أخشى أنني سأرتدي ملابسك مدة أطول ليزا رغم غضب الدكتور كريغ عزيزنا
ثم شربت كوب العصير الذي أحضرته آنيا , وتثاءبت بكسل ومدت ذراعيها إلى الأمام هذه الحركة العفوية ذكرتها بذلك الصغير مات و ألمه الغريب في كتفه ,فهذا الألم لا يحدث الا عندما يكون ممدا

نسمة عطر
20-01-2011, 02:04
[SIZE="4"][COLOR="blue"]-يا الهي ! وأنا تركته يذهب 000صرخت ايف وهبت واقفة 000ليزا! لقد ارتكبت خطأ كبيرا
-و لكن عما تتكلمين ؟ سألتها ليزا بقلق
- انه ذلك الصبي مات 000لا ,أنت لم تكوني هنا اعتقدت أنه مصاب بتشنج عضلي و لكني الآن أخشى أن تكون حالته خطيرة , وان طحاله قد تلقى ضربة قوية ,قد أكون مخطئة ولكن الأفضل اصطحابه إلى المستشفى على الفور ,تعالي بسرعة
بعد عشرة دقائق قابلا والدته التي أخبرتهما أنه في المدرسة ,فطمأنتها ايف و قالت لها أنها فقط تريد الاطمئنان عليه بعد استشارة طبيب المستشفى ,ولحسن الحظ وجدتاه في المدرسة
- مات ,هذا أمر مهم للغاية ,هل وقعت نهار أمس ؟ سألته ايف.
- وكيف عرفت أنت بذلك؟ نعم وقعت في حفرة ولكنني لم أصب بجروح
- أفضل أن يراك الطبيب من باب الحذر فقط
اصطحبت ايف الصبي إلى مستشفى جاهم بينما عادت ليزا المستشفى. لحسن الحظ تمكنت ايف من الوصول إلى مستشفى جاهم بمدة نصف ساعة و أمام مكتب الاستقبال ,استقبلتها ممرضتان و أوشكا على ادخال الصبي إلى غرفة العمليات ,الاأنهما تبادلا نظرات الشك عندما وجدا الصبي بصحة جيدة و أمام ترددهما سألتهما ايف عن مكتب رئيس الجراحين ,فأرشداها إلى نهاية مكتب يقع في نهاية الممر
- ماذا هناك ؟ سألها الطبيب الذي يجلس خلف مكتبه يكتب أحد التقارير
- أنا ايف كارول ممرضة في مستشفى دانتنغ ,اعتقدت أنه من الأفضل أن أحضر لك هذا الصبي الذي وقع بالأمس و يشتكي من ألم في ظهره, ولكن000
-خذيه إلى قسم التجبير يا آنسة 0قاطعها الطبيب وقد نفذ صبره0
- لكنني 0000أخشى أن يكون أصيب في الشريان الطحالي0
هذه الكلمات كان لها وقع السحر , فنهض الطبيب دلاسنغام وأمر الصبي بأن يتمدد على السرير و بعد خمسة دقائق أدخل الصبي مات عبدا لله إلى غرفة العمليات ,بينما كانت ايف في المكتب تنتظر خروجه من غرفة العمليات ,الحمد لله أنها تدخلت قبل فوات الأوان . فجأة فتح الباب فانتفضت الفتاة التي كانت قد بدأت تغفو0
- دائما بملابس أنيقة , آنسة كارول؟
- دكتور كريغ!! صرخت ايف بدهشة 000لم أستطع تغيير ملابسي 000
فهز د0كريغ رأسه و جلس خلف مكتب د0لاسنغام . كم من الوقت بقيا صامتين ؟ دقيقة ؟ عشرة دقائق ؟ لم يكن يسمع في الغرفة سوى صوت عقارب ساعة الحائط الخشبية0
- أتريدين بعض الشاي ؟ سألها اخيرا0
-لا شكرا ,أرغب فقط بمعرفة أخبار مات قبل أن أعود إلى دانتنغ0
- كما تشائين , ولكن هذه المرة تحققي من الوقود قبل الذهاب0ولم يترك لها مجالا لإجابة لأنه خرج على الفور , فهزت ايف كتفيها , وكانت معجبة بقامة هذا الطبيب ووسامته , ولكنه للحقيقة يشبه دبا خرج للتو من الغابة ,وأسندت رأسها الى المكتب على ذراعيها , وغفت لبعض الوقت و لم تستيقظ إلا عندما أحست بيد تهز كتفها 0
- لقد أصبح مات بخير0000ففركت ايف عيونها ورأت أمامها الدكتور دلاسنغام يبتسم لها بمرح0
- برافو آنسة كارول , هذا الصبي يدين لك بحياته0
- يجب000أن أتصل بليزا في مستشفى دانتنغ و لكنني لا أعرف رقم الهاتف 00أجابته متلعثمة 0
- لا تقلقي , سأهتم أنا بالأمر 00و رفع السماعة على الفور
- ألو آنسة كاي ؟ هنا مستشفى جاهم لا تقلقي ستكلمك زميلتك 00و ناول ايف السماعة 0
- ليزا طمأني السيدة عبد الله بأن ابنها بخير 000نعم , كان ذلك بسبب انقطاع الشريان الطحالي متى يعود؟ و نظرت الى الطبيب متسائلة0
- بعد عشرة أيام على الأكثر 00قال الطبيب
- بعد عشرة أيام ليزا أنا , سأعود حالا
- لا مجال لذلك 00تدخل د0دلاسنغام 00لن أدعك ترحلين و معدتك خالية , ستتناولين العشاء عندنا , فزوجتي ستكون سعيدة جدا بالتعرف عليك
- هذا لطف منك . ولكن000أنا لست000و نظرت إلى ملابسها0
- هذا ليس مهما بإمكانك الاستحمام في المنزل 00ثم حل قناع الجراحة الذي كان لا يزال يتدلى من عنقه
- انتظريني في المدخل , سأوافيك بعد خمسة دقائق 0
و بعد عشرة دقائق ,أوقف الدكتور سيارته أمام منزل كبير تحيط به حديقة رائعة 0
- ها نحن قد وصلنا 000قال لها د0 دلاسنغام 0
- سيارتي !!!صرخت ايف بدهشة 000كيف وصلت إلى هنا؟
- تولى أحد أصدقائي أمرها , كما و أنه ملأ خزانها بالوقود 000أجابها الطبيب مبتسما 0
من فعل ذلك؟ و لماذا هذه الابتسامة المرحة ؟ و فهمت أخيرا عندما لمحت د0اندريس كريغ , الله وحده يعلم ماذا يصيبها من الارتباك و الاضطراب أمامه , وبصعوبة بالغة تمكنت من أن تحني رأسها قليلا بكل تهذيب 0
- شكرا لأنك اهتممت بسيارتي 0
- هذا ليس بالأمر الكبير 00أجابها مبتسما 000أنا من يشكرك لأنك منحتني فرصة تذوق طعام مضيفتنا الرائعة 00 ثم انحنى بلطف 0 بهذه اللحظة خرجت السيدة دلاسنغام لاستقبالها 0
- أنا سعيدة جدا بالتعرف عليك آنسة كارول و لكن بدون شك تفضلين الاستحمام قبل تناول الطعام000
- بكل سرور , لا بد أن منظري فظيع 000
- لا تبالغي , فأنت رائعة رغم هذه المغامرة التي قمت بها 0
و رافقتها إلى حمام واسع , فوقفت ايف أمام المرآة , ما الذي لا يعجب الدكتور كريغ في ملابسها , فهي جميلة و تناسبها جيدا؟ إلا أن شعرها ليس مرتبا , و حذاءها موحلا , وبعد هذا الحمام , شعرت ايف بالانتعاش و المرح , و انضمت إليهم في الصالون , وكانت الليلة مقمرة و الجو لطيف جدا فجلست قرب السيدة دلاسنغام و استمعت بانتباه إلى الحديث , ثم نهضت لمساعدة السيدة في إعداد المائدة , وكانت على الفور شعرت بلطف نحوها و أدركت أنهما ستصبحان صديقتين0
و بعد هذه السهرة اللطيفة , رافقها الدكتور دلاسنغام و زوجته حتى سيارتها و أرشداها على الطريق المؤدية إلى دانتنغ , بينما د0 كريغ ظل جالسا في الصالون , ولكن أي دليل على التهذيب و اللياقة كانت تنتظره منه ؟ على كل حال الطريق اليوم أفضل من الأمس , وخزان الوقود مليء 000بفضل الطبيب كربغ , هذا صحيح , لماذا ملا الخزان . أيسخر منها , أم يرغب حقا في مساعدتها 0
و في صباح اليوم الثاني , وجدت ايف الفطور جاهزا فتناولت طعامها و دخلت إلى غرفة المرضى وهي تتساءل أين ذهبت ليزا0
- كيف حالك اليوم؟ سألت الطفلة سوكي 0
- بخير , متى ستسمحين لي بالعودة الى المنزل ؟ سألتها الطفلة بتوسل 0
- يجب أن نسأل الآنسة كاي , يا عزيزتي 0
وللحقيقة كان اختفاء ليزا قد بدأ يقلقها , وكذلك الممرضة زينة و الطاهية آنيا ليستا موجودتين كيف يتركن المستشفى بهذا الشكل المفاجئ ثم خرجت و ألقت نظرة على الخارج فلم تجد أي أثر للمرضى من أهل القرية الذين كانوا ينتظرون كعادتهم أي لغز هذا ؟ هل تعرضت المستشفى لهجوم عصابات ؟ لا وإلا لكانت انتبهت , أهناك حالة طارئة استدعت وجود ليزا و زينة زانيا ؟ لا و إلا كانوا تركوا لها ملاحظة 0
بعد ساعة من القلق قررت أن تسال سكان القرية فانتعلت حذاء جلديا و توجهت إلى القرية و حملت معها حقيبة الطوارئ , في الأمس كانت القرية تعج بالحركة و بصراخ الأطفال فلماذا هي خالية اليوم؟ كما أنها لم تلتق بأحد في طريقها 0 و فجأة سمعت صوت رجل يتكلم بصوت مرتفع , فاتجهت نحو الصوت فرأت عددا كبيرا من الأهالي متجمعين حوله , و عندما اقتربت أكثر , رأت الرجل الذي يتكلم , يضع ريشا ملونا على رأسه و يعلق في عنقه ثلاثة جماجم لسعادين صغيرة و إذا هذا هو البوموه , ماذا يروي لهم , وفجأة لمحت ليزا كاي التي تستمع هي أيضا لأوامر الرجل , فتقدمت ايف باتجاهها لكن امرأة صرخت فجأة و أشارت نحوها و ارتفع الهمس بين الأهالي , واستطاعت ايف أن تميز اسمها من خلال تعليقاتهم الغير مفهومة 0
على الفور و عقدت ليزا حاجبيها و أمرتها بعدم التقدم أكثر , وانحنت و همست بأذن جارها الشاب الشرقي الذي أصبح أمام ايف بلمح البصر0
- أنا صديق , اتبعيني بدون نقاش و لا تنظري إلى الخلف0
وجذبها بذراعها و قاده نحو الغابة الكثيفة , تبعته ايف دون أن تفكر بالاعتراض , كانت مذهولة و مرعوبة 0 كان كل ما يهمها أن تتخلص من صوت بوموه الذي يصرخ كالشياطين 0 وركضت وهي تلهث و تتعثر إلى أن توقف مرشدها بعد أن أصبحا في قلب الغابة , فشعرت فجأة بالذعر , انها وحدها مع رجل مجهول لا تعرف نواياه 0 كان رجل في الثلاثين من العمر وسيما ولا يبدو عليه أنه من المجرمين
- اطمئني آنسة كارول أنت هنا بأمان , أنا بليك الصيدلي , أنا نفسي من يزودكم بالأدوية , ألم تكلمك ليزا عني ؟
- أنا جديدة هنا0000شكرا لك لأنك أخرجتني من هذا الموقف سيد000
- نادني بليك فقط, لكن يجب أن تشكري ليزا و ليس أنا , إنها هي التي طلبت مني أن أبعدك عن القرية بأسرع وقت ممكن لأن البوموه غاضب جدا منك 0
- مني؟ لماذا ؟
بدون سبب , انه بكل بساطة يغار من الأطباء 0 انه غبي يخشى أن تنتزعي منه كل أهالي القرية
- هذا سخيف , ولكن لماذا أنا بالتحديد ؟
- لقد أخطأت بإنقاذ حياة مات عبد الله 00شرح لها بهدوء مبتسما000وكي يكتمل سوء حظك , قامت والدة الصغير بالتغني بمواهبك و ذكائك بين الجميع 0
- من واجبي إنقاذ طفلها
- طبعا لكن البوموه ليس من رأيك عند وصولك إلى القرية كان يحدثهم أنك فعلت هذا مع مات كي تحتلي منصب الساحر مكانه 0
- آوه لا! كيف سأعالجهم الآن إذا فقدوا ثقتهم بي ؟
- لا تقلقي آنسة ايف , الناس هنا ليسوا مغفلين و سينسون كلامه بسرعة و وأنا أضمن لك أنهم سيقصدونك عند أول جرح
- أتمنى ذلك؟ أتعتقد انه انتهى الآن ؟
- أعتقد ذلك , ولكن مهما كان الأمر سأصطحبك إلى المستشفى بنفسي , كي لا تجدي نفسك وجها لوجه أمام أفعى أو نمر
- يا الهي لقد هربت من المدينة كي أعيش بهدوء 0
- هيا, هيا لا تيأسين ستسير الأمور كما تشائين 00 وبعد ربع ساعة وصلا إلى الطريق الزراعي , وفجأة سمعت ايف أصواتا عالية , فشحب لونها و أخذت ترتجف , البوموه!!
- لا تخافي , انهم المزارعون 000ظل الزارعون مشغولون بأعمالهم و بثرثرتهم ولم يعيروها أي اهتمام 0
- أرأيت لو كانوا يهتمون بأوامر البوموه لما ترددوا في مهاجمتك حتى لو كنت في العيادة
- ليتني كنت متأكدة مثلك
- ها قد وصلت الآن إلى المستشفى , ألن تدعينني لشرب شيء منعش؟
أوه اعذرني اعتقدت أنك على عجلة من أمرك0
بعد نصف ساعة كانا يجلسان على الشرفة يشربان الليمونادة عندما عادت ليزا أخيرا من القرية
- ليزا ! استقبلتها ايف بحرارة 00كيف أشكرك لأنك أنقذتني من هذا الموقف ؟

نسمة عطر
20-01-2011, 02:07
لكن دهشتها كانت كبيرة عندما نظرت إليها ليزا بحده و قالت :أعدي سريرا بسرعة ستصل الآن طفلة مصابة بالتهاب الغدد اللوزية 0
- بهذه الحالة أنسحب أنا 00قال بليك ممازحا 00أتريدين شيئا آخر ليزا ؟
- سأتصل بك إذا احتجت لبعض الأدوية 00أجابته ليزا بإيجاز دون أن ترفع نظرها نحوه0
- حسنا إلى اللقاء 0
- إلى اللقاء بليك0
كان هذا يشبه الطرد لكن بليك انحنى بكل لطف أمام الفتاتين وابتعد بينما تساءلت ايف ما الذي أصاب ليزا 0
- تقولين إنها مصابة بالتهاب الغدد؟ هل أجريت لها فحصا للدم ؟
- مرة ثانية؟ أنت لست في المدينة ايف 000أجابتها ليزا بحده 0
- اعلمي أن الفحوص المخبرية تكلف غاليا و نحن نفضل مراقبة المريض لعدة أيام كي نتأكد من عوارضه , و إذا فكرت جيدا نحصل على نفس النتيجة0
- على شرط أن يبق المريض حيا 00فكرت ايف بسخرية 0 ولكن لا فائدة من إطالة النقاش , لأن ليزا لا تبدو مستعدة لسماعها ,فتبعتها رغما عنها إلى غرفة المرضى وبدلتا شراشف أحد الأسرة ولم تفتح ليزا فمها طوال الوقت و كأنها تتجاهل وجود زميلتها ماذا حصا لها ؟ أهي تعتقد أيضا بروايات العجوز المجنون بوموه؟
- انتبهي 000قالت لها ليزا فجأة و هي تربت على الوسادة بعنف لا ضرورة لها 000البوموه قادر على خلق مشاكل كبيرة انه رجل قوي يخشى الأهالي سحره
- لكن بليك أكد لي أن الأهالي سينسون كل شيء غدا 0
عند سماعها هذا الاسم ازداد غضب ليزا و أجابت بلؤم 00هذا ممكن و لكنني أعرف البوموه جيدا عاجلا أم آجلا سيحاول التخلص منك 0
تلقت ايف الخبر بهدوء و شعرت أن ليزا تستغل هذا الحادث لتلومها على زرع الشقاق ليس فقط داخل القرية ولكن أيضا في روتين العمل داخل المستشفى ,أهي غير مهنية ؟ خوف على مركزها ؟ أم هناك سبب آخر؟
بعد قليل أحضرت الطفلة ليلى إلى المستشفى , فظلت ليزا على عدوانيتها ولم تسمح لايف بمساعدتها و بالبقاء معها أثناء الفحص اللأولي و تجنبت لقائها طوال النهار ولم تتمكن ايف من التكلم معها سوى وقت تناول العشاء 0
- متى ستأخذين إجازتك ؟
- قريبا , أتمنى ذلك0
- لا تقلقي علي أنا متأكدة أن آنيا و زينة ستساعدانني في إدارة المستشفى 000كما و أنني أستطيع أن أعتمد على الدكتور كريغ, أليس كذلك؟
لم تجبها ليزا و ظلت تتناول طعامها و كأنها وحدها 0
- وإذا احتجنا إلى أدوية , فبليك سيحضر لي ما أطلبه 000أضافت ايف محاولة حث زميلتها على الكلام 0
= لا ضرورة لإزعاجه , لدينا هنا كل ما نحتاج اليه 000أجابتها ليزا بسرعة واحمر وجهها ولمعت عيونها بشكل مميز , بالتأكيد هذا هو مفتاح اللغز إذا ليزا مغرمة ببليك والغيرة هي السبب في تصرفاتها المفاجئة
- يا له من شاب رائع , بليك هذا000قالت ايف وهي تراقبها
- يبدو أنه أعجبك 0
- انه لطيف جدا0
- هذا صحيح000لديه نجاحات باهرة 000
بالفعل كان بليك لطيفا و مرحا بينما ليزا المسكينة رغم جمالها متحفظة و جدية فكيف ستتمكن من لفت نظره
- على كل حال , بالنسبة لي بليك ليس من النوع الذي يثيرني 00قالت ايف بهدوء ونهضت واتجهت إلى الشرفة حيث انضمت إليها ليزا بسرعة و جلست بقربها مبتسمة لها بلطف 0
لا تقلقي بشأن البوموه فالأهالي يعرفون دائما أين مصلحتهم أنهم بسطاء يجب فهم طبيعتهم كي نتمكن من معالجتهم0
- أتعتقدين أن الدكتور كريغ يفهمهم مثلك؟
- لست أدري فهو متحفظ جدا 0
- يبدو أنك تكنين له محبة كبيرة 0
- نعم , أكن له محبة كبيرة أنا معجبة به و أحترمه و لم يسبق لي أن التقيت برجل صادق و مستقيم مثله0
ارتعشت ايف , يجب إثبات ذلك , لو كان مستقيما فعلا لما كان يقابل ليلا أشخاصا مريبين 0
- راقبيه جيدا و سترين كم هو طيب و متسامح مهما كانت مشاعرك نحوه , حاولي أن تحافظي على علاقة جيدة معه و إلا سيصبح وجودك في دانتنغ مستحيلا
- سأحاول المستحيل 000كي أبتعد عن طريقه 00000قالت ايف مبتسمة بمكر 000ستكون هذه خدمة له0
ضحكت الفتاتان بمرح و ارتاحت ايف لتوضيح الموقف بينها وبين ليزا , وفي صباح اليوم التالي اصطحبت زينة الطفلة سوكي إلى منزلها بينما كانت الطفلة ليلى تعاني من حرارة مرتفعة جدا
- يجب أن نجري لها فحصا كي نتأكد أنها حرارة غددية 000اقترحت ايف 0
- بماذا سيفيدنا ذلك ؟ على كل حال , لا يمكننا إعطاءها أي دواء خاص , يجب إبقاءها في الدفء أن نصلي لله كي يساعدها علاجنا على الشفاء 0
للأسف هناك شيء آخر إضافة للصلاة قد يفيد الفتاة , فكرت ايف و هي تتأمل والدة الطفلة التي تجفف لها العرق عن جبينها ثم تركتهم و خرجت إلى الشرفة لتستنشق الهواء0 فتفاجأت بوجود ثلاثة فلاحين ينتظرون بدء الفحص بفارغ الصبر 00الحمد لله ! يبدو أن هؤلاء القرويين يملكون ذاكرة ضعيفة وإلا لأرعبتهم أوامر بوموه 0 وما أن بدأت بفحص المريض الأول حتى انضمت إليها ليزا وسألتها : أيزعجك أن أتركك وحدك , يجب أن أنزل إلى القرية لشراء بعض الحاجيات 0
لا أبد 00اجابتها ايف و هي تتأمل قوامها الرشيق و جمالها الملفت للنظر يبدو أن بليك مغفل كي لا يلاحظ كل هذا الجمال وبعد لحظات وصلت ثلاثة فلاحات يحملن زميلة لهن 0
- بسرعة إنها تنزف 000قالت إحداهن , فأسرعت ايف نحوهن وهي تنادي على زينة 000زينة , أسرعي ! نادتها وهي تضغط على شريان ينزف في ذراعها ، ثم التفتت إلى زميلات المصابة 00يجب أن نوقف النزيف منذ متى و هي تنزف
- قبل أن نصل بعشرة دقائق تقريبا 00أجابتها إحداهن , فجأة رن جرس الهاتف 000ابقي معي زينة : قالت لها ايف عندما همت زينة بالدخول للإجابة على الهاتف 000أن بحاجة لك 0و عندما استمر بالرنين أرسلت ايف إحدى الفلاحات كي تطلب من المتصل أن يتصل فيما بعد 0
- متى سيتوقف سيل الدم هذا ؟ تساءلت ايف وهي تضغط على الشريان أكثر يا الهي لماذا لم ترجع ليزا ؟ إذا لم يتوقف النزيف ستضطر إلى نقل المريضة إلى مستشفى جاهم لإجراء عملية نقل دم قبل أن يفوت الأوان عندما توقف النزيف أخذت المصابة تحدق بوجه ايف بدهشة 0
- أنت الممرضة التي أنقذت حياة مات عبد الله ؟
ارتعشت ايف , البوموه ! ولاحظت الخوف على وجه المرأة , الله وحده يعلم أي تأثير يمارسه ذلك الرجل على الأهالي 0
- نعم , لقد اصطحبت مات إلى مستشفى جاهم حيث أجرى له الدكتور دلاسنغام عملية جراحية على الفور 0
- عملية جراحية ؟ اعتقدنا 000
لكنها تنهدت و سكتت عندما بدأت تخيط لها الجرح و أخيرا , سارت الأمور بشكل جيد , وأصبح بالإمكان نقل المصابة إلى الغرفة المشتركة , جلست ايف و مدت ساقيها بعد هذا الجهد الكبير , وأحست بألم في ظهرها 0 وبعد قليل نامت السيدة المصابة , فنهضت و تفقدت الصغيرة ليلى فوجدتها نائمة أيضا وعندما مرت أمام سرير الرجل العجوز لاحظت انه مستيقظ0000أتريد كوبا من الماء ؟ سألته بشفقة 0 حاول جاكو أن يتكلم لكنه لم يستطع , فسقته الماء و كان ضعيفا جدا لكن لا أحد هنا يحاول القيام بأي شيء لإنقاذه , ففحصته و لاحظت أنه يعاني من التهاب رئوي أيضا إذا كانت تريد إنقاذه يجب أن تتصرف بسرعة , فجأة سمعت خطوات خلفها , فالتفت بسرعة , ووجدت نفسها وجها لوجه أمام الدكتور كريغ الذي يتطاير الشرر من عيونه0
- لقد اتصلت بك كثيرا , الحمد لله أنني لم أكن بحاجة لخدماتك , آنسة كارول0
نظرت إليه كارول بذهول 0يبدو أن المرأة التي أرسلتها للإجابة على الهاتف لم تفعل ولكن هذا لا يفسر غضب الطبيب فرمقته بنظرة حادة , ثم غادرت الغرفة , فهي لم تكن ترغب بالنقاش معه لا الآن و لا في أي وقت اخر0

نسمة عطر
20-01-2011, 02:11
أتمنى لكم قراءة ممتعة و أوعدكم بأن لا أتأخر في تنزيل باقي الأجزاء
وبصراحة نوع الخط ما عجبني بليز نصحوني أي نوع أفضل و سلامي وحبي للجميع نسمة:)

ساكنه القلوب
20-01-2011, 09:43
:dهلا وغلا بالاخت السكرة والعسل والحلا كلة الحمدلله تمااام هي الضرف شغلتني ومن اول احاول ادخل المنتدى ماعرفت كيف الى حاول وبالصدفة والحمدللة كيفكم وكيف جميع الاعضاء دون تميز والله لكم وحشة بجد كثير لكم من احلا واغلا وارق تحية وقبلاات محملة بشتى انوع العطور والالون والازهار النادرة الكم ودمتم لي في قلبي سكنة

ساكنة القلوب
كيفك يا أميرة الرومانسية
وحشتيني ياقمر
لكي أحلى وأغلى سلام
تحياتي

ساكنه القلوب
20-01-2011, 09:56
:confused::eek::Dالف تحية وسلالالالالالالالالالالالام الى كل النوتات الحلوين والعسووووووووولات وحشتوووووووووووووني الى مالانهاية قولولي كيف اوصل الكم في المنتدى مكسات مش محصلها لي فترة عم بدور عليها وبالصدفة اضغط وجات وخايفة ماافلح مرة تانية واحصلها دلوني لوسمحتو كيف ودمتم لي في اعماااااااااااق قلبي سكنة بحبكم;):)

Angel 1118
20-01-2011, 17:02
malh
انجل 1118
وحشتيني جدا" يا قمر
كيف أحوالك مع الدراسة ربي يعينك عليها
ويجعلك من الناجحين في الدنيا وألاخرة
قولي آآآميييين




هلااااااااااااااااا و100 مليون غلاااا
وربي انت اكثر يالغلا
ربج يعيييييييين يالله لقيت لي هالفرصه عشان ادخل
دعواااااااتكم جميعا
آآآآآآآآآآمين وجميع الطلاااااااااب والطالبات
مع حبي وودي للجميييييييييع

Angel 1118
20-01-2011, 17:21
حبيبتي الغصن الوحيد
ابشرج يامام انا بألف خير
بس نوبات الربو شادة علي هالايام مع البرد والاهتبارات
دعواااااااااااااااتج ياروحي
سلامي وحبي لكل من سأل عني
أختكم المحبه
Angel 1118

الغصن الوحيد
21-01-2011, 16:48
فكرة رائعة والله يقويك خيوؤ ~

والله مرحبا فيك ولو اني ماني متاكدة انت متحمسه وفكرتك لنا او معنا ولا قاعدة تتكلمين عن موضوع ثاني ..

على العموم حياك الله ..

الغصن الوحيد
21-01-2011, 16:55
ياصبايا ياحلوووووووات
أنا عندي رواية أحبهامررررررررررررررررررررررة
إسمها أيام في العذاب .........من روايات أحلام
ماأدري إذا نزلت أولا.........حابه أنزلها
بس أنا طباعتي بطيييييييييييييييئة...
يعني حتتحملوني .........لحد ماأخلصها

هلا حبيبتي مشالله على النشاط ..والله عزيزتي احنا اكيد نرحب بكل احد بيشارك معنا واذا انت حابة تنزلين رواية فهذا من كرمك وطيبك وحتى لو كنت بطيئة فالله يعينك لان كتابة الرواية طويلة ...ولكن حبيبتي حاولي تكتبين الرواية وتحفظينها عندك على الورد وبعدين تنزلين لنا تدريجا لان هذا افضل ولا وش رايك ..يعطيك الله العافية..

الغصن الوحيد
21-01-2011, 16:59
عزيزاتي الغاليات
انا وعدتكم أنو ما رح انزل رواياتي الى ان انتهي من كتابتها لكن جهازي رح يروح للتصليح مشان هيك رح نزل كل اللي كتبته حتى مايروح تعبي و اوعدكم انشاء الله ما رح طول ابد في تنزيل باقي الأجزاء وذا حدا عندوا اعتراض يقللي قبل ما انزل و ناطر ردودكم الى وقت متأخر من المساء وسلامي وحبي للجميع نسمة:)

لا لا يا المسكينة الا هاذي الحركة اكرهها ان كل شي اكتبه يروح بثانية ... نسومه اكيد بدون ما تستأذنين تبين توقيع او بصمة يد ولا بصمة عين حاضرين اوكيه ما عندك مشكلة الله يسلم اناملك يا قمر ..بس لا تخلين الجهاز يتأخر عند التصليح طيب..

الغصن الوحيد
21-01-2011, 17:07
احلى سلام لاحلى صاحبات غاليات محمل باجمل وازكى الورود العطره والمصحوبة بارق واجمل تعابير وكلمات المحبة والشوق النابعه والمتدفقه من اصدق احاسيس ومشاعر وقلب وعقل غصونة ..اختكم ..

وش اخباركم حبيباتي وحبيبات مشروع مكسات وحشتوني كثير ... والله يوفقكم جميعا يا صبايا في هاذي الايام مع الامتحانات والضغوط ويا ربي انشالله كلكم تنجحون ..بس انتوا توكلوا على الله واستعينوا فيه واذكروه دائما ...

الغصن الوحيد
21-01-2011, 17:13
حبيبتي الغصن الوحيد
ابشرج يامام انا بألف خير
بس نوبات الربو شادة علي هالايام مع البرد والاهتبارات
دعواااااااااااااااتج ياروحي
سلامي وحبي لكل من سأل عني
أختكم المحبه
Angel 1118

واو هلا والله ومسهلا مرااااااااااااااااااااااااااحب ..والله فرحتي قلبي .. يوه وحشتيني من زمان عنك لا صوت ولا حس ولا خبر يلا الحمدلله انك بخير ..

بسم الله عليك ماما والله انك صادقه في هذا البرد حتى اللي مافيه شي يتعب الله يكون بعونك ..وتدفي زين واشربي حليب دافي قبل روحة الدوام اوكيه يا قمر ..

يا ربي انك توفق انجل 1118 وتسهل عليها الاختبارات وتنجحها يا ربي ( شفتيني وانا رافعه يدي وادعي عاد انت قولي اللهم آمين )

blackdaimons
21-01-2011, 17:24
هلا حبيبتي مشالله على النشاط ..والله عزيزتي احنا اكيد نرحب بكل احد بيشارك معنا واذا انت حابة تنزلين رواية فهذا من كرمك وطيبك وحتى لو كنت بطيئة فالله يعينك لان كتابة الرواية طويلة ...ولكن حبيبتي حاولي تكتبين الرواية وتحفظينها عندك على الورد وبعدين تنزلين لنا تدريجا لان هذا افضل ولا وش رايك ..يعطيك الله العافية..

تسلمي ياقلبي.
أنا قلت كذا برضو أطبعها على الوورد عندي وأنزلها بعد كذا ......لأن عندي وقت فراغ ألحين لأن زوجي مسافر....
بس قلت أعرف إذا نزلت قبل كذا أولا

الغصن الوحيد
21-01-2011, 17:27
هلا هلا بساكنة القلوب والله ولك وحشه يا قمر وش اخبارك حبيبتي ..

وشلون ماانتي عارفه تدخلين المشروع حبيبتي اكتبي منتديات مكسات وبعدين ادخلي على اكبر مشروع لروايات عبير واحلام واضغطي على الصفحات الاخيرة ..(ولا اقولك من الاول اكتبي مشروع روايات كذا كذا وبيطلع لك) وبعدين اذا دخلتي على المشروع اضغطي على المريبع اللي جنب اسمك على الصح يعني واحفظي الموقع في المفضلة عشان تريحين راسك من هذا كله ..اوكيه يا قمر ..



لا يكون المشروع متغير عليك عشان التعديلات اللي صارت فيه ؟

الغصن الوحيد
21-01-2011, 17:35
حبيبتي blackdaimons اسمك طويل وغريب ..
والله يا عزيزتي الاسم مألوف ارياف العذاب بس مدري والله ماني متأكدة اذا ما عليك أمر تقدرين تنزلين الملخص حبيبتي عشان اشوفه اتأكد بس..لان انا شبه متاكدة اني قرأتها ومع ذلك ما عندي مانع اقراها مره ثانية بس انشوف الملخص اذا ممكن وراي البنات ..
وتسلم اناملك مقدما يا قمر ..

blackdaimons
21-01-2011, 18:08
حبيباتي هذا ملخص الرواية
وقولوا لي إذانزلت قبل كذا أولا عشان أبدأبالطباعة
أيام في العذاب
روايات أحلام76

ليس ممنوعا على الفقراء أن يحلموا لكن هل هناك حدود للحلم؟
كان أوسم رجل شاهدته أليسون،نظرت إليه من بعيد ....وفكرت أنه أبعد من أحلامها،ولكن ماكس هاوتورن اقترب منها وقبل أن تستيقظ من المفاجأة قال:
آنسة فيرلاي،أعرف أنك بحاجة إلى المال ،وأنا على إستعداد لتوفيره لك مقابل أن تتزوجينني زواجا أبيض.
زواج! هل هذا الرجل مجنون!......زواج أبيض أيضا....وهل تستطيع أية إمرأة البقاء بعيدا عن ذراعي رجل كهذا!!
لكن أليسون لم تكن تملك مجالا للإختيار....أو للتفكير.
فهل تقبل العيش مع رجل لايرى فيها إلا فأرة صغيرة لادور لها في حياته إلا تأمين مصالحه.......

الغصن الوحيد
21-01-2011, 18:36
واو واو نسومه وش هذا الروايه حماااااااااس والغاااااااااز وخطيرة .. الله يعافي قلبك حبيبتك وتسلم يمينك ..واحنا




اكيد معاك ونستناك على طول...






(يا ربي يا كريم ________________________________________ يتصلح جهاز نسومة بسرعه )

الغصن الوحيد
21-01-2011, 18:45
حبيباتي هذا ملخص الرواية
وقولوا لي إذانزلت قبل كذا أولا عشان أبدأبالطباعة
أيام في العذاب
روايات أحلام76

ليس ممنوعا على الفقراء أن يحلموا لكن هل هناك حدود للحلم؟
كان أوسم رجل شاهدته أليسون،نظرت إليه من بعيد ....وفكرت أنه أبعد من أحلامها،ولكن ماكس هاوتورن اقترب منها وقبل أن تستيقظ من المفاجأة قال:
آنسة فيرلاي،أعرف أنك بحاجة إلى المال ،وأنا على إستعداد لتوفيره لك مقابل أن تتزوجينني زواجا أبيض.
زواج! هل هذا الرجل مجنون!......زواج أبيض أيضا....وهل تستطيع أية إمرأة البقاء بعيدا عن ذراعي رجل كهذا!!
لكن أليسون لم تكن تملك مجالا للإختيار....أو للتفكير.
فهل تقبل العيش مع رجل لايرى فيها إلا فأرة صغيرة لادور لها في حياته إلا تأمين مصالحه.......


واو ملخص رائع وشيق وانا عن نفسي ما اذكر انها انزلت من قبل في المشروع ..اقولك سيري واحنا معك ..

واحنا معاك ونستناك مقدما ..

الليدي كلير
22-01-2011, 05:55
مرحبا صبايا كيف حالكون ؟ انشالله تكونو بخير
يسلمو ايديك نسمة علي رواية الحلوة ومشوقة
البطلة طيبة كتير بس شو هادا الدكتور كريغ ليه ما يعالج العجوز ؟ تاركه هيك :confused: جاي علي بالي :mad:اضربو كف :ميت:
وشو قصة الغابة شوقتينا لنعرف
منتظرينك اختي العزيزة
تحياتي لك وللجميع ::جيد::

khadija123
22-01-2011, 15:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حال الجميع ؟
إشتقت لكم كثيرا
إن شاء الله الأمور بخير::جيد::
أنا في الأيام الأخير صرت مشغولة كثير
سلاميييييييييييي للجميييييييييييييييييع بدون إستثناء.

khadija123
22-01-2011, 16:00
تسلم أناميلك الحلوة يا نسمة العطر على الرواية الرائعة
نحن في إنتظار التكملة

نسمة عطر
23-01-2011, 02:01
سلام لاحلى عضوات
الحمد لله على سلمتك الليدي كلير اشتقنالك كتييييييييييرررررررررر لا تطولي علينا هيك و انشاء الله ما رح نطركم كتير و اليوم رح نزل جزء صغير حتى ما تملوا
لانو الجهاز كان بالتصليح بس طبعا استعملت سلاحي السري حتى ما يطول ( النق ثم النق و النق على راس أخوي حتى يجبلي ياه )
خديجة يسلمو كتير على تشجيعك

نسمة عطر
23-01-2011, 02:03
غصونة اتمنى ان تعجبك الروابة و ناطرة تعليقاتك الظريفة مع حبي نسمة

نسمة عطر
23-01-2011, 02:04
و لجأت إلى غرفتها هي ترتجف من الغضب من هذا الرجل الفظ الخشن . لا يهمه أنها كانت مشغولة بإيقاف نزيف حاد . كل ما يهمه أنها لم تجب على مكالمته الهاتفية و بعد حمام منعش ارتدت ملابسها و نزلت و قلبها يدق بسرعة , وهي تتمنى أن لا تضطر لمواجهته .
- ألا يزال الدكتور يعمل في غرفته ؟ سألت ايف الطاهية.
- نعم انه يكتب ملاحظاته.....أجابتها ليزا ............انه يعمل على بحث عن ضعف الدم في الأوساط الريفية لصحيفة الطب الاستوائية .........و نهضت ووقفت أمام الدرابزين وكانت تبدو كأميرة من ألف ليلة و ليلة ,كيف يمكن لبليك أن لا يتأثر بسحر جمالها ؟ و كذلك الأمر بالنسبة للطبيب كريغ , مع أنها فاجأت عدة مرات نظراته الحنونة نحوها .
- ما الذي دفعك للمجيء إلى غابة ماليزيا , ايف؟ سألتها ليزا فجأة.
انتفضت ليزا و أحست بالإحراج أمام هذا السؤال .
- اعلمي , يا عزيزتي ليزا , بأن امرأة انكليزية لا تغادر موطنها إلا من أجل مهام لمساعدة البؤساء ! المتخلفين أو إذا كانت تهرب من شيء أو من أحد .....أجاب بدلا عنها الدكتور كريغ الذي دخل فجأة.
فتحت ايف فمها لتجيبه لكن آنيا دخلت بهذه اللحظة ووضعت من يدها صينية القهوة , فسكب الدكتور القهوة و قدم فنجانا لليزا.............هل ستنضمين إلينا؟........قبلت ايف و قد أربكتها كلمة إلينا ,أحست فجأة بالوحدة , وعادت إليها ذكريات أليمة , لقد أيقظ كلام الدكتور كريغ آلامها . متى ستتمكن أخيرا من نسيان قصتها المحزنة مع مايكل ؟
- حول ماذا تدور أبحاثك , دكتور كريغ ؟ سألت ايف .
نظر إليها الطبيب بدهشة ..حول العلاقة الموجودة بين شروط الحياة و بعض أنواع فقر الدم , لماذا؟ لم أكن أعلم أن هذا النوع من المشاكل يهمك .
- نعم , أنا............و سكتت فجأة و دق قلبها لقد رأت بين الأشجار خيالات رجال يختبؤن .
- ماذا بك؟ سألها الطبيب بقلق .
- لا, لا شيء اعتقدت أنني رأيت شيئا ........أجابته بحذر ........لا بد أنها طيور الليل.
لحسن الحظ , دخلت آنيا بهذه اللحظة و أعلنت العشاء جاهز فجلس الجميع حول المائدة صامتين.
- متى ستسافرين ليزا ؟ سألها الطبيب وهو يقطع قطعة من اللحم في صحنه .
- ما أن تعتاد ايف على العمل , أعتقد أنه مازال باكرا كي أعهد إليها بإدارة المستشفى.
- لا تقلقي ليزا ............ أجابها الطبيب ..........على كل حال , سأبقى بضعة أيام معها .
ارتعشت ايف , لماذا هذا القرار الغير متوقع ؟ أيرغب في مراقبتها ؟ أم أنه يريد أن يتابع عملياته السرية مع ذلك الرجل الذي يقابله سرا؟
- لا تشغلي نفسك بي ................تدخلت ايف أستطيع أن أتصرف وحدي جيدا .
- لا شك بذلك ....أجابها بسخرية .........لكنني أفضل أن أشهد بأنك ممرضة ...طالما أنك ترفضين حتى الآن ارتداء زى التمريض ؟
- لا أعتقد أن هذا يؤثر على فاعلية عملي ...........أجابته بحده.
- على عملك لا , و لكن على علاقتك مع المرضى , نعم .....شرح لها بلطف .....سيمنحونك ثقة أكبر عندما تكونين بلباس التمريض .
دخلت آنيا تحمل صينية بهذه اللحظات .....أتفضلين الشاي أم القهوة ؟ وجهت أنيا سؤالها لايف .
- لا مشكلة بذلك , أنا أحب الاثنين .
ضحكت ليزا و قالت: بمرح الدكتور كريغ من محبي القهوة , بينما أنا أحب الشاي الأخضر و خاصة بعد العشاء.
- هذا صحيح . أجابها الدكتور هذه النقطة الوحيدة التي لا نتفق عليها ,أليس كذلك ؟ سألها بحرارة .
أجابته ليزا بنظرة بنفس الحنان . يبدو أن الدكتور كريغ أكثر من رئيس بالنسبة إليها.
- يجب أن أتحقق إذا كان المرضى يحتاجون شيئا ........قالت ايف وهي تنهض .
- لا, دعك من هذا , سأتولى أنا أمرهم ............قالت ليزا و هي تنهض بدورها .
- ليس هذا المساء , ابف أنت متعبة جدا !!!
- أنت محقة ليزا , أنا متعبة بالفعل .
- إذا ارتاحي و لا تشغلي بالك.
ظلت ايف وحدها مع الطبيب , و كانت تشعر بالارتباك و لا ترغب بالبقاء معه , إن أساليبه الفظة و السر الذي يحيط بحياته الليلة يقلقانها , كما و أنها لا ترغب بأن يستجوبها عن سبب وجودها في ماليزيا
- تصبح على خير , دكتور .
- ألن تجلسي معي قليلا لشرب فنجان من القهوة ؟
الله وحده يعلم ماذا يصيبها كلما نظر إليها بهذا الشكل يبدو و كأنه يقرأ أفكارها و يعريها , فاحمر وجهها و اعتذرت , فهز الطبيب رأسه بدهشة فأسرعت على الفور إلى غرفتها لم تستطع ايف النوم , وظلت في فراشها و الأفكار تتزاحم في رأسها , ومن النافذة المفتوحة , كان يصل إليها صوت كريغ و ليزا الذين يثرثران على الشرفة , كم بقيا معا؟ طويلا على ما يبدو , وأخيرا سمعت ايف خطوات ليزا تدخل إلى غرفتها . وبعد قليل سمعت ايف حركة في الخارج , فهبت على الفور من سريرها و قلبها يدق بسرعة , اقتربت من النافذة فرأت الطبيب يخرج من سيارته علبتين ثم يقفل السيارة بكل طبيعية , ويتجه نحو الغابة . في صباح اليوم التالي , لم يكن قد نزل بعد , أثناء تناول الفطور .
- سأسافر غدا بعد الظهر .........قالت ليزا و هي تشرب الشاي .
- أيزعجك أن أذهب إلى القرية لشراء بعض الهدايا لشقيقتي و طفلها ؟
- لا أبدا لا تقلقي سأهتم أنا نفسي بالفحوصات الصباحية , وإذا مررت أمام محطة عباس , اسأليه إذا كان لديه أخبار عن حقيبتي .
- أتريدين شيئا آخر ؟
- لا أريد سوى زي التمريض كي يهدأ غضب الدكتور كريغ .
- هيا ايف , لا تتحاملي عليه , فهو رغم أساليبه الفظة أفضل رجل عرفته .......أكدت لها ليزا و قد لمعت عيونها ككل مرة تتكلم فيها عن أندريس كريغ. ولكن من تحب ليزا حقا ؟ الطبيب أم الصيدلي ؟ أتعرف هي ؟
- حسنا , سأقوم بجولة الآن على المرضى .
- كما تشائين و ولكن أنا لا أفعل ذلك إلا في حالات الضرورة .
- و لكن لماذا تستخفين بكل أنظمة المستشفيات الحديثة ؟ سألتها ايف بدهشة .
- أوه ايف أنا في إجازة و لا أرغب في مناقشة هذا الموضوع الان , لكن احذري سيكون من الصعب تغيير عاداتنا في العمل بين ليلة و ضحاها .
غسلت ايف يديها و دخلت إلى غرفة المرضى فالتقت بزينة هناك .
- كيف حال مرضانا اليوم؟
- الصغيرة حرارتها مرتفعة . أما السيدة باند فذراعها تحسن وهي تسأل متى يمكنها العودة إلى منزلها .
- العجوز جاكو ؟
جحظت عيون زينة , و كانت تبدو متفاجأة بهذا السؤال .....لست أدري .
- حسنا سأراه بنفسي بعد أن اطمئن على جرح السيدة باند .
وكان الجرح بحالة جيدة فطلبت ايف من زينة مرافقة السيدة إلى منزلها , و كانت ايف قد بدأت تقلق على غياب الدكتور كريغ الذي لم ينزل من غرفته حتى الآن , ولكن هل عاد من الغابة اصلا ؟ و لم تكن انيا تعلم شيئا , وقد حملت سلتها و نزلت إلى القرية أيضا لشراء بعض الحاجيات , وبعد رحيل الجميع , شعرت ايف بالاضطراب , الآن هي وحدها مع الطبيب , لقد أصبحت الساعة الحادية عشرة وهو لم يظهر بعد , فاجتاحها خوف مفاجئ و أسرعت إلى الطابق العلوي , لا شيء.... فجمعت كل شجاعتها و اتجهت نحو غرفته , يجب أن تطمئن , ولا يهمها إذا كانت ستزعجه أم لا.
دقت على الباب مرة , مرتين و ثلاثة و لكن أحدا لم يجبها , ففتحت الباب بحذر و أدخلت رأسها في فتحته و على الفور صرخت مرعوبة .
أتمنى لكم قراءة ممتعة مع حبي نسمة

الغصن الوحيد
24-01-2011, 00:39
لا لا نسومه حرام عليك وش تبين يصير باعصابنا ..(فتحت الباب وعلى الفور صرخت مرعوبه .......ااااااااااااااااااااااا) والله انا اللي بصرخ وشد شعري بعد حرام حرام انا قاعدة اقرا شوي وعيوني تلصق بشاشة اللاب وخواتي يكلموني وانا ااا اممم اييييه ولا مدري عنهم وش يسولفون فيه ..

عطر يا نسمة ...نسمة يا عطر تكفين جعل ربي يسلم قلبك حبيبتي انت ...لا تتتأخري علينا بانتظاااااااااااااااااااااااارك يا قلبي ..
يعطيك ربي الف عافية واحنا معاك وبنستناك ..

الغصن الوحيد
24-01-2011, 00:44
هلا بالليدي كلير ( عاش من شافك يا كامل اوصافك نورت حارتنا والمشروع يزهى بك)

وش دعوى وينكم انتي ونايت خلاص من حبكم يا زين عزلنا ...من زمان ما شفناكم والله وحشتونا يا قمرات ..

الغصن الوحيد
24-01-2011, 00:46
هلا والله بخدوج الحلوة طلي علينا حتى لو انشغلتي ترى ما نصبر عنك ولا نقدر على فراقك حبيبتي ..

نسمة عطر
24-01-2011, 23:17
كان الدكتور اندريس كريغ ممدا على الأرض فاقد الوعي و بقربه حقنة , وأمام السرير وجدت زجاجة شراب , للوهلة الأولى ,خشيت أن يكون مدمنا على الكحول , ولكن لا , هذا سخيف ! ليس الطبيب! كما أن انتفاخ عيونه تشير إلى احتمال إصابته بنوع من الحساسية أو التسمم , ففحصته بسرعة , وكان نبضه ضعيفا جدا .
- يا الهي !لأنه على وشك الموت ! قالت بجنون , ولكنها سرعان ما حافظت على هدوئها , وتناولت الحقنة التي إلى جانبه إنها الايدروكورتيزون , نعم من الأدوية التي يستعمل في حالة التسمم و يجب أن تتصرف بسرعة و إلا......تمالكت ارتجاف يديها , وملأت الحقنة و بحثت عن شريان ذراعه فوجدته بكل سهولة , و حقنته بالدواء و انتظرت و قلبها يدق بسرعة , أن يبدأ مفعول الدواء . وبعد قليل عاد نبضه تدريجيا إلى طبيعته بينما , استعاد وجهه الشاحب لون الحياة , و صدرت من حنجرته تأوهات ضعيفة , فتناولت ايف كوب الماء و سقته منه القليل , ففتح عيونه الزرقاء و تأملها قليلا و كأنه في حلم.
- ايف؟ ايف....اكتشفت؟
- الايدروكورتيزون ؟ نعم, كانت على الأرض الى جانبك ....وحاولت مساعدته كي يصعد إلى السرير . وضع اندريس كريغ ذراعه الثقيل على كتف الفتاة النحيل و استند عليها حتى تمكن من الجلوس على حافة السرير , ولكن بدل أن يتركها ضمها إليه و نظر إليها نظرة غريبة , فجن قلبها , ولم تعترض كانت تحت تأثير سحر هذه النظرة التي تخترق كيانها .
- أتشعر بتحسن ؟ سألته ايف كي تتجنب الدوار الذي بدأ يغشاها , فشد الطبيب على يدها .
- ايف ...لو لم تأت , لكنت...لقد لسعتني حشرة أو أفعى , لست أدري ....
- الغابة مليئة بالأخطار ...قاطعته بسرعة .
فرفع حاجبيه و تأملها قليلا , بدون شك فهم أنها فاجأته في الليلة الماضية , و مع ذلك لم يعلق على الموضوع ,
- لو سمحت , اطلبي من آنيا أن تعد لي الشاي .
- إنها ليست هنا , لكنني سأحضر لك الشاي على الفور .
ثم نزلت السلم بخطى خفيفة , و كانت تحس بأنه صلة غريبة و عميقة نشأت فجأة بينهما . تبدد كل توتر و باتت تشعر بأنها اقتربت كثيرا من هذا الطبيب الساحر .وعندما أحضرت له الشاي , كان قد بدل ملابسه و سرح شعره . فناولته كوب الشاي بيد مرتجفة .
- كيف تشعر الآن ؟
- أفضل , ولكن ...أنت ترتجفين ..قال و هو يمسك يدها .
- انه توتر عصبي ...قالت بضحكة صغيرة .
ظل الطبيب يحتفظ بأصابعها بين أصابعه , فشعرت باضطراب و ارتباك كبير .
- يجب أن أذهب , هناك بعض المرضى في الخارج .
- ألن تشربي الشاي معي ؟أنت بحاجة له مثلي
- لا.....شكرا......اعذرني, حقا يجب أن أذهب .
- حسنا , أخيرا طالما أن الواجب يناديك ....تمتم و طبع قبلة خفيفة على شفتيها ...شكرا مرة ثانية ايف .
عندما عادت إلى الشرفة , كان قلبها يدق بسرعة , و لا تزال تشعر بدفء شفتيه على شفتيها , لماذا ؟ فكثيرا ما قبلها مايكل في الماضي , لكنه لم يربكها بهذا الشكل . ماذا يحصل لها ؟ أهذا فقط انفعال لأنها أنقذت حياته ؟
بعد ساعة , كانت تجلس في غرفة الممرضات تكتب ملاحظاتها , عندما سمعت سعالا حادا , فأسرعت إلى غرفة المرضى و اعتقدت أن حالة ليلى ساءت أكثر , لكنها تفاجأت بجاكو الذي كان يحرك شفتيه كأنه يطلب النجدة . فأمسكت السماعة و فحصته بسرعة ,كان تنفسه بطيء . لقد بقي مدة طويلة بدون عناية , سيموت و كأنه معزول وسط الغابة لا, لا يمكن أن تتركه يموت بحجة أنه لن يشفى . هذا ليس عدلا . وبسرعة اتجهت نحو الهاتف و طلبت مستشفى جاهم.
- أحد مرضاي بحالة خطرة , أيمكنكم إرسال سيارة إسعاف ؟
- حسنا , سنرسل لك سيارة على الفور .
ثم أقفلت الخط و هي تشعر بالراحة . بعد دقائق تصل الإسعاف و تأخذ جاكو إلى مستشفى حديثة أكثر و مجهزة أكثر ... فجأة خطر ببالها فكرة , لماذا لا تستغل الفرصة ؟ بعد نصف ساعة كانت تراقب عملية نقل جاك والى سيارة الإسعاف .
- أيمكنك أن تضع هذا في المختبر ؟ سألت ايف أحد الممرضين و هي تناوله أنبوبا يحتوي على عينة من دم ليلى ...لقد سجلت الملاحظات المطلوبة على هذه الورقة.
بعد لحظات , كانت ايف تتبع بعيونها السيارة التي تبتعد , و شعرت بخفة و راحة ضمير لأنها قامت بواجبها كما يجب , ولم تتفاجأ عندما وجدت أندريس كريغ ينتظرها على الشرفة عاقد الحاجبين و ينظر إليها بقسوة .
- ما معنى هذا؟ سألها غاضبا .
- أنا... جاكو مريض جدا ....أجابته متلعثمة و قد أرعبتها نظراته .
- في المرة القادمة , قبل أن تتخذي قرارات مماثلة , آنسة كارول , استشيريني أولا ...قال بحدة ثم دخل على الفور وتركها مذهولة يائسة . لم يوجه الطبيب الكلام لايف طوال النهار , حتى أنه لم ينظر إليها أثناء العشاء.
- هل أصبحت مستعدة للسفر ليزا ؟سألها كريغ بمودة .
- نعم ستقلع طائرتي في الساعة العاشرة من مساء الغد الى سنغافورة .
غدا ؟فكرت ايف التي بدأت تخشى وجودها وحيدة مع الدكتور كريغ . كما و أن صحبة ليزا تعجبها و هي ستفتقدها كثيرا.
- كيف ستذهبين إلى المطار في كوالالومبور ؟ سألها كريغ فاحمر وجه ليزا فجأة و قالت متلعثمة.
- أنا ....بليك عرض علي أن يوصلني , سيتصل بي هذا المساء ليؤكد لي ذلك .
- لا ضرورة لإزعاجه , بإمكاني أن أوصلك بنفسي ..ألح د.كريغ.
- شكرا , دكتور لكنني وعدت بليك و....
- حسنا , أخبريني إذا لم يستطع صديقنا مرافقتك , أيمكنك الاهتمام بالمرضى صباح غدا؟
- نعم لماذا ؟
- لأنني سأصحب الآنسة كارول معي غدا إلى القرية .
- أنا ؟ لماذا؟ سألت ايف بدهشة .
- ألم تدعي بأن أبحاثي تهمك ؟
- هذا صحيح , ألديك مرضى في القرية ؟
- نعم , أنا أتابع حالة صبي لمدة سنة و هو يعاني من فقر كبير في الدم , ووافقت والدته على أن يتبع نظاما غذائيا متوازنا.
- و لكن أنا لا أفهم ....كيف تتمكن من مراقبة حالته بشكل تام دون تحاليل مخبريه ؟
- ليس من الضرورة أن يكون لدينا مختبر كي تتبين الحالة آنسة كارول .. أجابها بحده لم تكن تتوقعها . لم يكن هناك مجال للنقاش , فرغم أن وسائله ليست مقنعة , إلا أن ايف فضلت أن تلتزم الصمت بالنسبة لهذه النقطة .
- ألديك مرضى غيره في دانتنغ؟ سألته بلهجة المصالحة .
- أعالج أيضا رجلا مصابا بمرض استوائي لم أنجح بعد في تشخيصه , اكتشفت فقط أنه بحاجة لفيتامين ب 12 و أن كل امتصاصه للغليتان يسبب له آلاما معوية .
- هل الدودة الوحيدة منتشرة في هذه المنطقة ؟ أعتقد أنني أذكر أنها تمنع من امتصاص الفيتامينات بشكل طبيعي .
فنظر الطبيب إليها بمرح ألاحظ أنك تحفظين دروسك .... وابتسم لها بلطف ....للأسف , لا يوجد هنا سوى نوع واحد من التانيا التي تعيش في سمك البحر , لكن القرويين لا يأكلون منها, وظهوره هنا نادر ....ثم تأملها قليلا مفكرا و أضاف ....ما الذي يجعلك تهتمين بهذا النوع من الأمراض؟
أحست ايف بخديها يشتعلان و تذكرت بأي حماس رمت نفسها على كل ما يخص الطب الاستوائي . كل هذا بسبب مايكل , كانت سعيدة جدا بالانضمام إليه في ماليزيا , و كانت قد عاشت آخر أسابيع في انكلترا تحلم بساعة اللقاء به....لكن آمالها كلها تهدمت ....لن تنس أبدا نظرات اللامبالاة في عيونه و الملل في ملامحه عندما استقبلها في المطار , ليس من السهل فقدان الحب في عيون من نحب , و لكن الجرح لم يندمل حتى اليوم.
- أنت لم تجيبي....ألح د.كريغ ....هل لمست وترا حساسا ؟ فرفعت رأسها نحوه بتحد.
- أنت على حق , دكتور أنا بالفعل جئت إلى هنا هربا من شيء ما .
و أدركت بسرعة أنها قالت أكثر مما يجب , فنهضت بسرعة ووقفت قرب الدرابزين , لماذا تركت نفسها تنفعل هكذا ؟ قد يكون لأنها في أعماق نفسها ترتاح بعد هذا الاعتراف . هذه القصة المؤلمة تعذبها منذ مدة طويلة!
- قهوة؟ سألها اندريس كريغ الذي اقترب منها و هو يحمل فنجانا من القهوة .
- ولكن بدون شك تفضلين معه الحليب ؟ أضاف بلهجة جعلتها تبتسم رغما عنها .
- لا, شكرا بعد الطعام أفضله أسود ,دكتور .
- نادني اندريس ...توسل إليها بلطف ...المكان لا يتطلب رسميات , أليس كذلك؟
- بلى....لا......طبعا ...أجابته متلعثمة و احمر وجهها , ولحسن الحظ ,انضمت إليهما ليزا , ونظرت بقلق إلى السماء الملبدة المظلمة.
- أتمنى , أن لا تمطر هذه الليلة .
- لا تقلقي على طائرتك , سأوصلك في الوقت المحدد. قال اندريس.
- هذا لطف منك, لكن بليك اتصل و أكد لي بأنه سيأتي في الساعة الثالثة.
هز الطبيب رأسه موافقا , لكن عيونه الزرقاء اسودت فجأة أهو يكره بليك , أم يسعر فقط بالخيبة لعدم مرافقة ليزا ؟ أيكون غيورا ؟ تساءلت ايف مع انقباض في قلبها . رن جرس الهاتف فأسرعت ليزا إلى الداخل , لكنها عادت على الفور,
- ايف هذه المكالمة لك من شخص يدعى مايكل .
أحست ايف فجأة بأن الأرض ستنهار تحتها , مايكل! لا, هذا مستحيل , فهي لم تخبره أين تعمل, و لماذا يتصل بها بالوقت الذي بدأت تمحوه من رأسها ؟ الآن لم تعد بحاجة إليه؟ اتجهت بخطى متثاقلة نحو الهاتف و رفعت السماعة.
- من؟؟؟
- ايف؟ أهذه أنت ؟ أنا مايكل
- أعلم ... أجابته بجفاف .
- ايف !لماذا رحلت عن كوالالومبور ؟ و دون أن تخبريني ! اعتقدت ....أخيرا , كنت أتمنى أن تكلميني قبلا .
- حسنا , هيا ما الذي يمنعك .
- ليس على بعد مئتي كيلو متر ! كم كنت غبيا بعدم تمسكي بك ! عندما أخبروني برحيلك ....أنا أفتقدك كثيرا,ايف.
أحست ايف بالذل و الإهانة , كيف يجرؤ ؟ هل نسي بأنه عاملها كشيء سخيف لا يستحق اهتمام شاب وسيم مثله ؟
- كان يجب أن تفكر بهذا قبل الآن , لأنني انتهيت منك , تصبح على خير
- انتظري !ألا يمكننا أن نلتق ؟ لا يجب أن ينتهي كل شيء بيننا بهذا الشكل . بالتأكيد أنا كنت مخطئا معك , لكنني لم أكن أعلم بعمق مشاعري نحوك . لم أفهم ذلك إلا عندما دخلت غرفتك ووجدتها فارغة.
تخيلت ايف بكل سهولة اكتشاف الطبيب المساعد في تلك اللحظة لا بد أنه كان مماثلا لشعورها عندما اكتشفت أنه استسلم بسرعة لسحر سكرتيراته الجميلات . ولكن ايف , ليست من النوع الذي يناضل من أجل الاحتفاظ برجل , فانسحبت بكل حزن و ألم و قررت أن تبدأ حياتها من جديد ز
- تصبح على خير , عزيزي مايكل ..أجابته بسخرية وأقفلت الخط بوجهه . لكن دمها تجمد فجأة في عروقها , عندما رأت د. كريغ يقف أمام الباب و ينظر إليها بحده , أيقف هنا منذ مدة طويلة ؟ مهما كان الأمر , فانه من المؤكد قد سمع كلماتها الأخيرة , أي غباء ! لم يكن ينقص إلا هذا
- موعدنا في الساعة الثامنة في صباح الغد ...قال لها ببرودة ....سنذهب معا إلى القرية
- حسنا ...قالت بارتباك و هي لاتزال تحت تأثير المفاجأة .
ابتعد اندريس , فترددت قليلا و حاولت اللحاق به و لكنها لم تستطع و فضلت الصعود الى غرفتها على مواجهة نظرات الاتهام في عيونه . في صباح اليوم التالي , انضمت اليه على الشرفة , وكان المطر قد تساقط طوال الليل .
- صباح الخير د.اندريس ....حييته مبتسمة.
- لقد فحصت ليلى , يبدو أن حالتها مستقرة أتساءل إذا كان من الأفضل أن أرسلها إلى أهلها , نحن لا نستطيع أن نفعل لها الكثير هنا.
انتهى الفصل الثاني ............قراءة ممتعة

الليدي كلير
25-01-2011, 07:06
سلام لاحلى عضوات
الحمد لله على سلمتك الليدي كلير اشتقنالك كتييييييييييرررررررررر لا تطولي علينا هيك و انشاء الله ما رح نطركم كتير و اليوم رح نزل جزء صغير حتى ما تملوا
لانو الجهاز كان بالتصليح بس طبعا استعملت سلاحي السري حتى ما يطول ( النق ثم النق و النق على راس أخوي حتى يجبلي ياه )
خديجة يسلمو كتير على تشجيعك

هههههههههههههه خلي سلاحك السري جاهز علي طول :d

الليدي كلير
25-01-2011, 07:22
هلا بالليدي كلير ( عاش من شافك يا كامل اوصافك نورت حارتنا والمشروع يزهى بك)

وش دعوى وينكم انتي ونايت خلاص من حبكم يا زين عزلنا ...من زمان ما شفناكم والله وحشتونا يا قمرات ..
وانت اكثر يا عسل والله تعليقاتك الحلوه :d تدخل القلب وتسكن فيه ::سعادة::

نووووورتي

قيد الوافي
25-01-2011, 17:49
هاي مرحبا نسمه يعطيك العافيه على الروايه الرائعه وبانتظاااااار التكمله لاتطولي علينا..........

وتقبلي مرورري..

PANSSY
25-01-2011, 23:00
السلام عليكم
كيفكم يا أحلى اعضاء
نايوتة الحلوة شكرا كثير على الرواية الحلوة و لو انها بترفع الضغط في بعض اجزائها
سلمت يداك يا غالية و بانتظار جديدك

PANSSY
25-01-2011, 23:03
نسمة عطر
روايتك باين عليها مشوقة بانتظارك حتى تكمليها لابدأ بقراىتها
معاك عزيزتي اول باول و سلمت يداك

تحياتي
cheerio

الغصن الوحيد
26-01-2011, 10:27
نسومه يا حلوة الله يعطيك الف عافيه على الرواية الحماس كثير والمثيره واكيد احنا تمتعنا بقرائتها وننتظرك يا قمر ..

معاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اك ونستناااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك يا حلووووووو..

الغصن الوحيد
26-01-2011, 10:28
الله الله يا القيد الوافي وش ذا الغبار اللي طلع علينا وينك من زمان وحشتينا يا قمر وش اخبارك ..

الغصن الوحيد
26-01-2011, 10:29
الليدي الليدي يسلم لي الذوق والله تسلمين حبيبتي والله لا يحرمني منكم يا رب..

الغصن الوحيد
26-01-2011, 10:30
بانسي حبيبتي هلا والله احنا بخير يا قلبي انتي وش اخبارك ..