PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ مشروع لأكبر تجمع روايات عبير وأحلام المكتوبة نصا ]



صفحة : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 [33] 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46

يوكي 111
09-12-2010, 20:23
غصونة

ياقمر ونجوم المنتدي
أشتقت لكي عزيزتي
الفترة اللي فاتت كنت مشغولة كتير
مع الاولاد والبيت
حقيقي مشاغل لا تنتهي
وربي المعين
مشكورة حبيبتي على سؤالك عليا
يعطيكي ألف عافية




كيفك غاليتي
شوفتي انا سلمت عليكي في الصفحة الفائتة
لكن الظاهر ما رايتيها
عادي حبيبتي ولا يهمك
وتسلمي على كلامك الى ذي العسل
كله من طيبة أصلك
لكي حبي وودي
.........جاآآآآآآآنا..........

PANSSY
09-12-2010, 23:12
السلام عليكم
بداية موفقة ملك هني
هذي رواية حلوة كثير
تسلم يداك و بانتضار التكملة

PANSSY
09-12-2010, 23:15
كل عام و كل اعضاء منتدى مكسات الحلوين بألف خير
ان شاء الله بتكون سنة صحة و سعادة و نجاح للجميع

تقبلو ودي و حبي

milk_honey
09-12-2010, 23:32
4_دون رحمة





احست بأصبع من الجليد يمر فوق عمودها الفقري وتجمدت لتلميحات مارك المشيرة إلى انها قد تكون انجذبت إلى دوغلاس تشاندلر..
وبينما كانت تقطع العتبة اجبرت نفسها على تذكر أن زواجهما ليس زواجا حقيقا. . . بل ترتيبات لها طابع المصلحة فقط . اذ كان من الواضح ان مارك غير عازم على الالتزام بتقاليد العريس والعروس . . . فلم يقبلها بعد مراسم الزواج ، وهو الآن يتركها تقطع عتبة بيتها الجديد سيرا على قدميها بدل ان يحملها. . . والشكر لله لانهما لن يحتاجا إلى الادعاء.
انصب معظم انتباهها عندما ألقت نظرة على غرفة الجلوس، على امراة مسنة قوية البنية تجلس على طرف كرسي مستقيم الظهر تمسك يدها اصابع غلينا . قالت المرأة بلهجة لا رنين فيها اثناء نهوضها:
_اذن ، هذه عروسك مارك ؟
كان وجه تلك العجوز يخلو من التجاعيد التي لم يظهر منها إلا القليل حول عينيها وفمها. . . فالوجه قوي وتقاسيمه متشددة قاسية وخطوط فمها تدل على كثرة الابتسام . . . لكنها بدت امرأه لا تعطي صداقتها جزافا
_اجل . . . هذه زوجتي نيكول . . . وهذه عمتي روز يا نيكول .
فابتسمت نيكول . . . واصبحت يدها بين اصابع المرأة
_كيف حالك ؟
_اتمنى تعجبك الاقامة هنا سيدة هاموند .
كانت لهجتها تقول انها تشك في ذلك. ثم امعنت النظر في مارك قائلة :
_اتريدشيئا تأكله لقد نظفت طعام الغذاء لئلا يفسد قلت
انك عائد صباح اليوم .
فردت نيكول:
_الذنب ذنبى سيدة فريغسون . . . لقد غرقت في النوم .
قال مارك :
_بعض االكيك او البسكويت ، وطعام بارد يكفي حتى موعد العشاء . . . اثناء تحضيرك هذا سارافق نيكول الى غرفة النوم حيث ستنام هي ودايفد . هل هي محضرة ؟
في صوته تحد صامت كانما يتحدى عمته ان تعلق على شيء شخصي . . . لكن فم المراة تصلب في نمط رفيع قبل ان ترد بالإيجاب .
في الطريق عبر ممر الجناح الغربي للمنزل ، اشارت غلينا على استحياء الى غرفتها التي بدت ذات طابع نسائي ناعم والوان زعفرانية صفراء مزينة بورود ذهبية وكانت غرفة دايفد ملاصقة لها . . .الوانها حمراء رزرقاء وبيضاء متناسقة مع الستائر والسجادة . . . بدت غرفة صبيانة مميزة . لكن ما لفت انتباهه ، كان قطارا اصطناعيا في الزاوية . . . انتظر صابرا وغلينا تديره له .
عندما فتح مارك باب الغرفة المواجهة لغرفة دايفيد. . . طغت عليها الدهشة والاعجاب . . . فالاثاث الخشبي السندياني يحتل الغرفة . . . واللون الذهبي النقي كان يعكس الظلال على السجادة الذهبية الخضراء الباهتة . . . والستائر التي تعلو الابواب الزجاجية العريضة لها اللون الذهبي نفسه.
تنهدت نيكول بنفس عميق ، غير قادرة على زحزحة نظرها عن الاتاث الرفيع الذوق:
_هل . . . كانت غرفة عمتك ؟
_لا. . . استخدمت دائمآ الغرفة القريبة من المطبخ ، المخصصة كجناح للخدم ، ولم استطع قط اقناعها باستخدام احدى هذه الغرف ، خاصة بعد ان كبرت غلينا. لكنها اصرت على انها تحتاج الى خلوة خاصة بها.
سارعت نيكول ا لى القول :
_ربما يجب ان احذو حذوها.
كانت تريد يائسة ان تنعم بفخامة هذه الغرفة . . . لكنها كانت تتساءل في الوقت نفسه عما اذا كانت بهذا تطلب الكثير. . . فهي في الواقع ليست سوى مدبرة منزل .
فرد عليها مارك بنعومة :
_لا. . . انت زوجتي. . . ومكانك هنا. ثم ، يجب ان تكوني قرب الصبي الى ان يعتاد على محيطه الجديد.
_نعم . . . بالطبع .
_ستريك غلينا غرفة الطعام . . . لا بد ان روز قد حضرت المرطبات الآن .
استدار نحو الباب لتلحق به متسائلة :
_الن تكون معنا؟
_اريد تفقد بعض الاشياء مع دوغلاس اولآ.
راقبته وهو يبتعد في الممر، ثم لفت نظرها ابواب في الجهة المقابلة فتساء لت ايهما باب غرفته . . . ثم اخرجها من تفكيرها صوت صفير القطار اللعبة فانضمت إلى دايفد وغلينا وتركت دايفد بضع دقائق يشرح لها كيف يدير اللعبة و قبل ان تقترح على غلينا الذهاب الى غرفة الطعام . وفي نيتها ان تطلب من السيدة فريغسون ان تريها ما تبقى من المنزل بعد تناول الحلوى والشراب .

التفت دايفد الى غلينا بعد ا نهاء شرابه :

_هل انت جاهزة للعودة ا لى اللعب ؟

-لا. . . فعلي مساعدة عمتي روز في رفع الاطباق اولا.

فتدخلت نيكول بلطف :

_إذا كتت لا تمانعين غلينا. . . سأساعدها، كي تتمكن من اعطائي فكرة عن محتويات المطبخ . . . فهل ترافقين دايفد لتريه المنزل والفناء؟
لم تتفوه المراة العجوز بكلمة وهما ترفعان الصحون وتحملانها إلى المطبخ ، الجميل العصرى الذي فيه كل
التسهيلات التي قد ترغب فيها امراة . . . تمتمت نيكول بدهشة وهي ترى في سلة المهملات نفايات برتقال معصور.
_عصير البرتقال كان طازجا
_مارك يحب ان تكون الفاكهة طازجة . . . يرسل شاحنة الى وادى ستشوان اسبوعيا لتحميل الخضار والفاكهة الطازجة .
_ الايمكن شرائها محليا
_ممكن . . . لكنه لا يقبل الا الافضل .
_لا بد ان هذا يكلفه كثيرا.
_بامكانه تحمل تلك المصاريف .
_اجل اعتقد ذلك.
وضعتا الاطباق في غسالة الصحون الآليه، وادارتها روز قبل ان تبدا في شرح روتين المنزل لنيكول . بينما كانت ننظف طاولة المطبخ انهت كلامها:
_لقد نقلت معظم اغراضي الى المنزل القديم بعد ان اتصل مارك بي يوم امس. سابقى هنا الليلة لاساعدك في وجبة المساء وتحضير الفطور في الصباح . . . وبعدها اتركك وحدك .
كان عدم موافقتها على زواجهما المتسرع واضحا في لهجتها. ثم تحركت الى الفرن لتمسح سطحه وقالت متجهمة :
_اعرف لماذا تزوجك مارك . عندما يريد يستطيع اقناع اى انسان. . . لكنتي لم اشاهد حبآ او ادعاء حب في عينيك عندما نظرت اليه . . . فلماذا تزوجته ؟ امن اجل ماله ؟
اذهلها السؤال الجرىء. فلم تتوقع من العجوز ان تكون وقحة الى هذا الحد في ابداء ما تفكر فيه فما كان منها الا ان رفعت راسها بكبرياء.
_ كان زواجنا مصلحة مشتركة, فهو يحتاج الى من تعتني بمنزله وبابنته... في حين انني ان و دايفيد نحتاج الى منزل... لذا لم يكن السبب ماله بقدر ما كان الوعد بالامان.
تفرست روز بها فترة قبل ان تستدير عنها :
_ لقد ربيته طفلا... وكنت في ما مضى الوم اباه واذكره ان ابنه من آل هاموند العائلة التي استوطنت هذه المناطق قبل اي انسان آخر لكنني اظنه ولد مختلفا أصلا, انه بارد دون قلب... لذا ستندمين على اليوم الذي تزوجك فيه.
سرت قشعريرة في جسد نيكول وهي تلاحظ نقص الامكانيات في كلام المرأة.. لم تقل ''ربما'' أو ''قد'' بل كلام كالنبؤة يحدد الحقيقة دون اي داع للتشكيك. لكن... موافقة مارك عليها أو مشاعره نحوها لن تكون مهمة لها. فستعمل مدبرة منزل له, تعتني بابنته, أما المكافأة التي تنتظرها فرؤية دايفيد ينال كل شئ تريد أن تقدمه له: المنزل,و الأمان, والمستقبل.
التفتت نيكول عند سماع صوت دايفيد يأتيها من الخلف
_ما بك دابفيد؟
_تعالي و انظري بركة السباحة, انها في الفناء الخلفي
_سألحق بك. فعلي مساعدة السيدة فريغسون أولا.
فقالت المرأة:
_هبا اذهبي, لن أبدأ بتحظير العشاء قبل الخامسة... بامكانك عندها العودة لمساعدتي.
_حسنا.
ضحكت نيكول غير قادرة على تجاهل الاثارة في عينيه اللامعتين... ولحقت به ممسكا بيدها.
كانت مقدمة المنزل صورة عما بجب ان تكون عليه الحدائق النادرة الوجود...فالنبات المتعرش المزهر يغطي الجدران و رائحته العطرة تختلط مع روائح اخرى تدير الرؤوس... ولون نبات الشجيرات الشوكية القرمزي مع ألوان شجرة الميموزا ذات الأغصان المتدلية... وفي نهاية الممر, كانت بركة سباحة, يعكس سطح مائها الساكن زرقة السماء.

milk_honey
09-12-2010, 23:34
جلس الثلاثة على غصن شجر بلوط منخفض ينعمون بالهدوء وجمال المنظر. لكن سرعان ما تبدد كل هذا عندما سئم دايفيد وغلينا الهدوء, فأحظرا كرة كبيرة ليلعبا بها بينما أخذت نيكول تراقبهما مسترخية... فأحست بكل متاعبها تتلاشى... ولم تلاحظ مضي الوقت الا بعد أن نظرت الى ساعتها لتعرف انها تجاوزت الرابعة والنصف.
نزلت عن الأرجوحة التي أمضت وقتها فوقها, فنادت الولدين قائلة انها ستذهب لتساعد العمة في تحضير العشاء...
عندما دخلت المنزل عبر الباب الزجاجي الى غرفة الجلوس, سمعت صوت سيارة مسرعة تدخل الطريق الداخلية ثم يتعالى منها صوت الزمور. فسارعت عبر الغرفة نحو النافذة لترى من القادم.
عندما أبعدت الستائر, شاهدت مارك و دوغلاس يتقدمان عبر الأشجار...بينما غيمة من الغبار تنتشر حول سيارة أجنبية الطرازتوقفت فجأة في الطريق...فخرجت منها امرأة طويلة, شعرها أصهب لماع, ترتدي قميصا قصيرا يصل الى الخصر و سروالا أبيض يستريح باسترخاء عند ردفيها.
تنفست نيكول بحدة عندما رأت المرأة تسرع و كانها في شوق الى مارك. فوضعت يدها على صدره ورفعت له رأسها مبتسمة... لكنها لم تتوقف عند هذا, بل عقدت يديها حول عنقه, وضغطت, بكل قصد ونية, جسدها فوق جسده.
توقف دم نبكول عن الجريان في عروقها عندما رأت يد مارك تستريح فوق خصر المرأة العاري..و عدم اعتراضه على حركاتها أشعل غضبا شديدا في نفسها لم يخف حتى عندما أبعد نفسه قليلا عن المرأة ... لكن نيكول لم تترك الستائر تسقط من يدها قبل أن يلتفت مارك نحو المنزل...فاذا لم يشاهدها مارك تقف عند النافذة , فلا شك ان دوغلاس فعل.
أخذت نيكول ترتجف من الغضب... اذا كان مارك قد تزوجها ليمنع الشائعات التي تثور عندما تسكن في منزله كمدبرة منزل فقط... فبالتأكيد يحق لها الاحترام كونها زوجته لان فعلته هذه بالذات, وعدم محاولته ردع تلك المرأة خير برهان على عدم اهتمامه بها او تعرضها للسخرية.
كان هذا اكتشافا مؤلما...كاكتشاف الأفعى في جنة عدن. لقد اعتقدت انه سيظهر لها احتراما لانها زوجته لكن افتراضها كان في غير محله.
ابتعدت عن النافذة ثم وقفت تدير ظهرها الى الخارج...
لكن ماهي الا فترة وجيزة حتى سمعت صوت اقفال باب سيارة انطلقت مبتعدة فوق حصى الطريق. نبهها فتح باب المنزل واقفاله الى انها ما تزال واقفة قرب النافذة... وقد تأخر الوقت للابتعاد عنها... فرفعت رأسها بكبرياء وتحد تستعد لمواجهة دوغلاس.
لكن مارك كان الداخل الى غرفة الجلوس... متحفظا, وسيما, ومتعجرفا... راحت عيناه تنتقلان من نيكول الى النافذة, ثم الى وجهها ثانية. فابتسم دون اظهار للمرح:
_ قررت جانيت عدم البقاء.
الطريقة التي نطق بها اسم الفتاة التي كانت منذ قليل بين ذراعيه, أرسلت قشعريرة غضب في عروقها... فلمعت شرارات صفراء في عينيها ورفعت حاجبيها بسؤال متعجرف مصممة على ان تظهر له انها ليست ممسحة أرجل قد يدوسها متى شاء:
_ جانيت؟
_ انها جانيت والترز.. ابنة جار من المزارعين.
كان قد دنا منها حتى وقف أمامها ... فكان ان تركزت عيناها على غير ارادة منها على الخطوط القاسية حول فمه, تفتش عن أثر حمرة شفاه المرأة الأخرى... وقالت ساخرة:
_ انها أكثر من ابنة جيران ... بالطبع.
وكأن كلامها الساخر سلاه:
_ هذا ما تعتبر نفسها على ما أعتقد.
ذكرها مرة اخرى ببروده وبحدة انه لايكترث يمشاعر كائن بشري آخر
فأشاحت بنظرها عن عينيه الساخرتين وسألت:
_اين دوغلاس ؟
فضحك بخبث:
_اظنه اعتقد انك محرجة
_لأنني شاهدتك تعانقها؟
هزت كتفيها متظاهرة بأن المنظر لم يهمها اطلاقا..فقال مارك وهو
يصحح لها الخطأ
_في الواقع ..كانت عي التي عانقتني...لا العكس
فاستدارت ترتجف من الغضب وتقول بحدة:
_ولكنك لم تمانع!
_وهل ازعجك هذا؟
_بالطبع لا!
_لم اانت غاضبة اذن؟
كادت تقول انها ليست غاضبة ...لكن العكس كان ظاهرا على وجهها...فالتفتت اليه تكبح اعصابها لئلا تثور:
_لم اكن اعلم انك ستذيع على الملأ اني لست سوى مدبرة منزل ومربية اطفال لاتستحق الأحترام كونها زوجتك.
فقال ببرود وهو يظهر ازدراءه من الفكرة
_اتريدين ان نتظاهر بأننا نهتم ببعضنا بعضاا؟ ام تريدين اظهار عواطفنا امام الناس؟
_لا...لااعني هذا ابدا. لكني لاارغب في ان اكون محل سخرية احد في مجتمع يجب ان ينشأ فيه دايفد ويترعرع.
_حملك اسمي قانونيا سيعطيك الكثير من الأحترام.
فالتوى فمها ساخرة:
_ويجعلتي كذلك موضعا للشائعات!
_هل تهتمين بما يقوله الناس؟
_طبعا اذا كان ذلك يؤذي دايفد.
_اتحسين بالهجر والتجاهل لأنني لم اعانقك واقبلك بعد؟ مع انني قلت لك انك مرغوبة؟
_قلت لك ان مااتوقعه ...الاحترام لاشيء غيره.
_ايعني هذا انك لم تتوقعي ان تكوني المرأة الأولى التي اقبلها بعد الزواج؟
رفع اصبعه يلمس حرارة وجنتيها التين اصطبغتا بحمرة الخجل لأنها تذكرت انها توقعت منه قبلة بعد مراسم الزفاف , قبلة لامعنى لها لتحافظ على المظاهر،
نظرت الى عينيه الزرقاوين المنعزلتين وبقيت دون حراك وهو يلمسها مداعبا وجنتيها وفكها فصمممت على ان تظهر له لامبالاتها تجاهه.. لامبالاة كلامبالته.
_ربما يجب علي ان اصلح هذا الخطأ.
لم يكد يتلفظ بكلماته حتى اطبقت يده بقوة على ذقنها.. فاتسعت عيناها دهشة وارتفعت يداها الى صدره تدفعانه عنها.. لكن كانت هذه الحركة دون جدوى فقد التفت ذراعه حولها يمنع ابتعادها عنه, سرعة حركته كانت مقصودة. فادركت انه مصمم على السيطرة على نفسه لذا لم تحاول مقاومته..فالخضوع واللامبالاة افضل رادع لعناق غير مرغوب فيه.
لكن مظهره البارد المتحفظ لم يهيئها لحرارة ودفء ذراعيه .. فقد توقعت ان تكون مداعباته وقبلته عنيفة قاسية لارحمة فيها ..كمظهره.. لاان تكون مغرية غامضة تثير فيها التجاوب،فأحست بالحرارة تجتاح جسدها
وهو ينزل يده عن ذقنها الى حنايا عنقها. خبرته كانت اكثر مماتتوقع.. فأصيبت بالدوار ولم تعد تعي ماتفعل..
فهل تعلقت به واستجابت له؟ فالأرتجاف الخائن في داخلها يقول انها لاتذكر انها فعلت. مع ان اللمعان الأخضر في عينيه وهو ينظر الى شفتيها المكتنزتين المرتجفتين يدل على الرضى المتعجرف.
ارخى قبضته وتراجع:
_لقد مضى وقت طويل منذ ان مسك فيه رجل.. اليس كذلك؟
_نعم
_هذا مؤسف! ستكونين ممتازة مع بعض الخبرة.
عاد عدم الأكتراث الى وجهه الوسيم..كقط جبلي وحشي سئم فريسته بعد تذوق طعم دمها. استشاطت غضبا على كرامتها قبل ان تدرك ان الغضب لاطائل منه فقد تركها مبتعدا، واشعل سيكارة..بعد ان ايقظ مشاعرها!
ارتدت على عقبيها تتجه نحو المطبخ قائلة:
_سأذهب لمساعدة السيدة فريغسون في تحضير العشاء
_اين غلينا والصبي؟
_اسمه دايفد...ودايفد مع غلينا يلعبان الكرة خلف المنزل.
كانت اول وجبة لهما في المنزل ناجحة.. فالطعام لذيذ،والصحبة بهيجة..فقد سيطر دوغلاس على معظم الحديث يسحره البسيط دون تحفظ. لم يبق مارك صامتا تماما لأنه كان بين الحين والأاخر يرد على اسئلة دايفد المتعلقة بالمزرعة.. وكان قادرا على الرد على كل اسئلته... فتساءلت نيكول الى اي مدى سيستمر تحت ضغط فضول دايفد.
بعد ان ازيلت الأطباق عن المائدة ووضع التوت البري على الطاولة مال دايفيد الى الأمام ليسأل مارك الجالس
على رأس الطاولة:
_هل ستصطحبني لرؤية الابقار والجياد غدا؟ غلينا رفضت مرافقتي اليوم لرؤيتها قائلة انه ممنوع علينا الذهاب الى هناك!
كانت لهجته اقرب الى الامر منها الى الطلب. فسارعت نيكول بلهجة تود اسكاته فيها:
_دايفد السيد مارك سيكون مشغولا في الغد.
فسأله دايفد وكانه يريد سماع الحقيقة من فمه متجاهلا قول نيكول:
_هل ستكون مشغولا؟
-على الارجح سأكون مشغولا في الغد،لكن ربما فيما يعد..سنرى.
ظهر الرضى على دايفد..فتابع الطلب:
_هل استطيع امتطاء الحصان؟
تنهدت نيكول ساخطة مما جعل دوغلاس ينظر اليها مرحا. وقبل ان تقاطع قال مارك:
_هل ركبت حصان من قبل؟
فرد ساخطا باحباط:
-لا!
فنظرت العينان الزرقاون الى نيكول.
_وانت؟
_منذ سنولت يعيدة...ولكتي لم اتمرن كفاية.
فقال لدوغلاس:
_حضر لهما حصانين مناسبين.
فهز دوغلاس رأسه يغمز دايفد الجالس قربه مبتهجا:
_اطنني اعرف تماما ما يحتاجانه.
سالت نيكول محاولة اشراك الفتاه في الحديث:
_اتركبين الخيل غلينا؟
ادارت الفتاة نظرها متوترة نحو ابيها الذي اجابها بسرعة:
_كانت تركب..لكن جوادا رماها عن ظهره منذ سنتين.. لوى لها وركها..فلم تعد الى الركوب منذ ذلك اليوم.
احمر وجه غلينا من جراء سخرية ابيها. فأحست نيكول بقلبها يخفق عطفا على الفتاة. فالخوف شيء رهيب..وغلينا ليست مغامرة بطبعها... وهذا مايزيد من شدة قبضة الخوف على نفسها.

milk_honey
09-12-2010, 23:39
5_متى الخلاص






كانت الشمس قرصآ برتقاليا كبيرا يلوح في الافق عندما انتهت نيكول من مساعدة السيدة فريغسون في تنظيف آخر طبق لتخرج بعد ذلك باحثة عن دايفد اللذي سارع الى القول انه لا يحس بالتعب...لكن رافق قوله تثاؤب ، جعلها تدفعه الى غرفة نومه مكرها.
كانت قد انتهت من وضع ثيابه في الادراج عندما عاد من الحمام :
_لقد اغتسلت جيدا هل تقرئين علي قصة ؟
ارتدت اهدابه الطويلة المقوسة فوق عينيه تخفي لمعان الاعجاب قبل ان تنتهي الساحرة من تحضير العربة والجياد لساندريلا بوقت طويل...دثرته نيكول بالأغطية جيدآ ثم طبعت قبلة على جبينه.وسارت على أطراف اصابع قدميها خارج الغرفة .
قبل ان تصل الى غرفتها.اطلت على غرفة غلينا التي كانت تجلس في فراشها تحمل كتابا مفتوحا على ركبتيها. شعرها ذو الضفائر عادة ، طليق ينسدل على كتفيها حتى خصرها في موجات ناعمةت لماعة ، جعل طوله وجه الفتاة يبدو اطول وانحف . فقررت نيكول بصمت ان تقنع الفتاة بقصه في المستقبل عندما تتعارفان بشكل افضل.ابتسمت نيكول لها :
_جئت اتمنى لك ليلة سعيدة .
_هل نام دايفد؟
_يغط في نوم عميق...مع انه قال إنه ليس تعبآ .
فضحكت بصوت منخفض ، لتفهمهما سبب تردده في الذهاب الى سريره .فجأ ة تلاشت الضحكة من وجه غلينا ، ونظرت باستحياء إلى نيكول :
_انا..انا سعيدة جدا لانك و دايفد معنا .
_وانا كذلك...تصبحين على خير غلينا...احلاما سعيدة .
_تصبحين على خير ... نيكول .
عندما فتحت الباب خارجة كانت عيناها تلمعان بالرضى ...فدايفد يقبل بسرعة حياته الجديدة ...
وغلينا على وشك القبول بهما دون تحفظ ...والمستقبل يبدو زاهيا براقآ امامها .
كانت حقيبتها ما تزال عند قوائم السرير...عندما تقدمت لفتحها شاهدت الباب الذى كانت تظنه باب خزانه مفتوحا. السجادة التي ظهرت كشفت لها انه ليس خزانة ...فدفعها الفضول للدخول تنظر بسعادة الى الحمام الخاص الواسع اللذي كانت جدرانه الثلات بيضاء في حين ان جداره الرابع مغطى بصورة منظر ريفي اخضر. لكن اكثر ما كان في الحمام من اشياء عجيية ، هو المغطس العميق الكبير.
كانت مناشف حمام سميكة تتدلى من مشاجب ذهبية في حين كان الرف الزجاجي القابع قرب المغطس يحتوي على صابون اصفر ذهبي على شكل الورد،وقربه زجاجة عطر اللافندر. ما من شك في ان كل هذا هدية من السيدة فريغسون .
كان التفكير بالاسترخاء في دف ء ماء المغطس المعطر اكثر اغراء من فتح الحقائب ...ادارت صنابير الماء المذهبة وعدلت حرارة الماء مضيفة ملح اللافندر بسخاء...ثم قصدت غرفة النوم . فاخرجت ثوب النوم الأصفر الذهبي من اصغر حقيبتيها وحملته مع حقيبة ادوات الزينة الى الحمام .
بعد حوالي الساعة ، كانت تقف امام المرآة القريبة من المغطس تعصر شعرها وتحس بالنشاط والنظافة ، والانوثة ... حاولت ان تذكر آخر مرة احست فيها بالراحة فبدا أنها لم تنلها منذ زمن طويل ثم نظرت نظرة رضى وابتسمت قبل ان تطفىء مصباح الحمام عائدة الى غرفتها.
ما ان دخلتها حتى تسمرت ني مكانها دون حراك فقد رات مارك يقفد قرب السرير يرمي قميصه على المقعد...فسالته بلهجة أقل قليلآ من آمرة محدقة دون تصديق إلى جسده النحيل وصدره العارى:
_ماذا تفعل هنا؟
نظر اليها شزرآ وهو يكمل فك حزامه ليخلع بنطلونه :
_استعد للنوم .
_لكن ... لكن ... هذه غرفتي.
_اجل ...إنها غرفتك ...ايضا.
_ايضآ؟لكنني ظننت . . .
استدار مارك بيبطء يتامل وجهها المذهول :
_ماذا ظننت بالضبط ؟
احست نيكول بالدواار امام نظرته ، فامسكت يدها دون وعي فاتحة ياقة ثوبها محاولة التوصل الى هدوء بعيد كل البعد عما تشعر به ... ثم تنفست عميقآ... لكن الضحكة الساخرة القصيرة التي تلت حركتها هذه جعلتها تحس بالذعر.
_هل كنت تؤمنين حقآ بان هذا سيكون زواجآ اسميا فقط ؟
هيجت سخريته غضبها فقالت :
_ليلة امس...
فقاطعها بسرعة .
_ليلة امس لم استطع تامين الخلوة المناسبة .
_إذن فاعلم انني لن انام ممك . ربما تزوجنا رسما... لكننا لسنا زوجا وزوجة .
_صح ..لم نصبح بعد.
_ولن نصبح ابدا!
و بسرعة الفهد امسك بيدها وادارهااليه بعد ان استدارت تفتتش عن مهرب منه :
_هل توقعت حقا ان تعيشي في هذا المنزل عشر سنين او يزيد دون ان المسك!
واطبقت يده الاخرى على خصرها تشدها اليه قبل ان يكمل :
_انا رجل نيكول . . . ومن الطبيعي ان يكون لي حافز لامتلك امراة جميلة جذابة مثلك ، ولن احرم نفسي منك ابدا.
لم تكن نيكول تدرى ما اذا فكرت في هذا من قبل ... لكنها نظرت اليه ببرودة وحدة :
_انا لست جارية لديك لتستعبدني متى شئت ...ربما قدمت لى ولدايفد المأوى والامان ...وانا شاكرة لك هذا...
لكن ، حتى العرفان بالجميل لن يجعلني اخضع لك . فأنا فتاة لم يمسني رجل قط من قبل ...واذا حاولت سأصرخ . فهمس بصوت رقيق :
_ومن سيسمعك ؟ روز في الجهة الأخرى من المنزل .. تغط في النوم دون شك وسمعها لم يعد دقيقا كما كان ... اما الى منامة العمال فلن يصل . اذن الوحيدان اللذان سيسمعان صراخك هما غلينا ودايفد.
صدق كلماته جعل وجهها يشحب فاحتل الخوف مكان الغضب وهي تتفرس فيه بحثا عن اثر الرحمة في وجهه فاذا بها لا تجد شيئا منها بل الشيء الوحيد الذي بعث فيها الامل هو فقدان وميض الرغبة في عينيه :
_انت لا تريدني.
_انا لا تحكمني الرغبات.خاصة اذا كنت صادقة ان ما من رجل مسك من قبل .
حاولت دفع صدره ليبتعد عنها. لكن قوته فاقت قوتها. فسحقها على جسده، حتى كاد يقطع فيها انفاسها...وقال بكل هدوء:
_ذا قاومتني...فساظطر لاستخدام العنف.اما اذا تركتني افعل ما اشاء فسأكون رقيقا معك .
بدا ضجيج ضغط الدم في اذنيها وكانه يحرم سائرجسدها من القوة . في حين ان قبضته الحديدية احرقتها و اجتاحت كيانها...فلم تعي او تحس شيئا سواه.ردت راسها إلى الوراء قدر استطاعتها. بل قدر ما سمحت به قبضته عليها.
_كيف لك ان تجبرني علر هذا!
_لانني سابدأ هذا الزواج كما يجب ان يستمر.
بينما كانت تلوي راسها تهربآ منه لوى نراعيها خلف ظهرها فامسك بهما بيد واحدة . ثم تحركت يده الثانية الى عنقها تبعث فيها رعدة تلو رعدة شلتها حتى احست بيد تمتد الى رباط فستانها, خرجت الصرخة تمزق حنجرتها بذعر يقطع الانفاس ثم رفسته على ساقه ...فبدا الألم على وجهه ...لكنه بدل ان يرخي قبضته حملها بين ذراعيه ورماها على السرير.
فراحت هناك تقاومه بكل ما اوتيت من قوة : رفسته ، خدشته كقطة متوحشة فاحست بالدم اللزج الساخن تحت أصابعها على كتفيه . وظهره..لكن عنفها هذا لم يؤد الا إلى امتصاص كل حيوية وطاقة لديها حتى تمددت اخيرآ متعبة مرهقة فوق السرير وذراعاها فوق راسها يقبض مارك عليهما بقوة بينما ثوب نومها مرمي على الأرض .
_توقفي عن المقاومة ...ستؤذين نفسك !
_وانت ...الن تؤذيني؟
اخطأت عندما ادارت راسها لتردعليه. . .اذ سرعان ما أطبق عليها...وما هي إلا لحظات ، وتحت تأ ثير الارهاق الشديد والتعب القوي حتى احست بدوامة تبتلعها وتجذبها الى عتمة حارقة .
استلقت نيكول فيما بعد حيث تركها على الفراش... تحاول بجهد استعادة وعيها من الدوامة التي كانت تدور بها. كان جزء منها ليس فيه سوى الكره الشديد للرجل الذى جعلها زوجته بالفعل . اما الاجزاء الاخرى فكانت تحاول التخلص من صدمة ماحدث.

milk_honey
09-12-2010, 23:41
لكنها لم تكن صدمة كما ظنتها. جعلها هذا الاعتراف تكره نفسها وتكره مارك اضعافا... لو ان الدموع تمحو ما حدث لبكت .. لكنها تكورت على السرير ككرة بائسة مهجروة ..وسمعت صوت روز فريغسون
يقول لها: ستندمين على اليوم الذي تزوجته فيه.
_نيكول..
أطبقت أصابعه على ذراعها وهويحدثها. بلهجة متحفظة ، دون النظر الى الوضع الحميم الذى كانا فيه منذ لحظات .
_اتركني وشأني...
رده كان ان عاقبها بتثبيت كتفيها على الفراش بقساوة .
_انظرى الي...
عندما لم تفعل امسك بذقنها ليلوى وجهها نحوه:
_قلت لك انظرى الي!
بدت الكراهية واضحة على وجهها عندما نظرت اليه ..فقالت له باشمئزاز :
_لا تلمسني .
ضغطت يداه عليها بقسوة يذكرها بفاعلية انها ليست في وضع يسمح لها باصدار الاوامر . فتنفست بحده لكنها لم تحاول الابتعاد فلا طائل من المحاوله .
_اعلم فيما تفكرين
_اتعلم حقآ؟
_تفكرين في الهرب من السرير .. لكن الى اين؟ لن تستطيعي العودة الى شقتك لأنك تعلمين انني سألاحقك اليها .وليس لديك المال الكافي لأستئجار غرفة اخرى. ودون عمل لن تستطيعي اعالة نفسك ودايفد؟ ام لعلك تتركيه هنا؟
_بالطبع لا .
عضت على شفتها بسرعة ، لكن الوقت فات لتتراجع عما اعترفت به .
_ماذا ستكسبين بهربك ؟هل سيغير الهرب ما حدث الليلة؟ هل ممكن ان ننسى ان ماحصل قد حصل؟
كان يعلم ما سيكون عليه ردها ... فاغمضت عينيها بقوة لئلا ترى الحقيقة .او تضطر للاعتراف بها .اردف :
_لم يتغيرشيء. ما زال لك الامان اللذى تريدينه لك وللصبي . كما لك الخلاص من الحاجة والحرمان ومنزل وملابس محترمة.
_لكن ... انظر الى الثمن الذى دفعته!
كان صوتها مختنقا متهدجا في حين ان عينيها مازالتاىمغمضتين تجنبآ لصوره هذا الوجه الوسيم ...فرد ساخرا :
_لكننى لم اكن اعرف هذا حتى الليله . هل كنت تنوين البقاء عفيفة لطوال حياتك ؟ام كنت تفكرين في شخص آخر؟ وانت تحرمين زوجك من حقه الزوجي؟
_أنا لم افكر في الامر قط .
_نحن متزوجان وهذا امر لايمكن تجاهله.
_وانت لن تدعني انساه.
_لا ...لن ادعك ابدا لذا توقفي عن رد فعلك الهستيري الذى لا تشعرين به . كلانا يعلم انك لم تكوني كارهة كل الكراهية ... ولا حاجة للأدعاء . هروبك من هنا لن يحقق لك شيئا ..نامى الآن ... ودعي امراة اقدر منك في التمثيل لتحتل دور الانثى الرافضة الغاضبة .
جاءها النوم السريع الذى حرمها من فرصة التفكير في الحل البديل . ولم تصح منه حتى الصباح عندما احست بالشمس تدق ابواب عينيها المغمضتين . . .لكنها احست ان هناك شخصا آخر معها في الغرفة .
عادت احداث الليلة الفائتة تمر امامها بسرعة ، ففتحت عينيها مذعورة . . . فركزتهماعلى الوسادة الخالية امامها .
_لقد استيقظت اخيرا .
لكنه كان صوت امراة ذاك الذى سمعته في الغرفة.. فاندفعت تجلس منتصبة ..تجر الاغطية معها . . . وقد طغت على وجهها حرارة الإحراج فرفعت يدها تدفع شعرها المشعث الى الوراء ثم سألت سيدة فريغسون :
_كم الساعة الآن؟
_تقارب العاشرة . امر مارك بعدم ازعاجك . لكنني ظننتك بحاجة إلى الحمام والى ارتداء ملابسك قبل الغداء سابقى اليوم ايضا لاعده... فلا تقلقي نفسك به .
_شكرآ لك ...اين هو دايفد؟
_صحبه مارك هذا الصباح . هل ترغبين في فطورك ؟
_لا... قهوة فقط .
هزت روز راسها وغادرت الغرفة . فلما انزلت قدميها عن السرير احست نيكول بألم فى عضلاتها .. إنها بحاجة الى نظافة مياه المغطس لتستطيع مواجهة يومها. انه دائما يسبقها بالتفكير..تركها تنام متأخرة لتعرف عمته انه شاركها الفراش..
بعد الأستحمام ارتدت الثياب ونزلت الى المطبخ حيث وجدت المرأة تحضر الغذاء.. كانت نيكول تحضر اطباق المائدة عندما دخل دايفد عاصفا عبر الباب الأمامي.. صارخا بأثارة:
_نوني ..!نوني!
انحنت بسرعة لتستقبل عناقه السريع وبقيت راكعه لتبقى على مستواه ابتسمت له ابتسامه ملؤوها الحب وهي تنظر الى السعادة التي تكاد تقفز من عينيه.
_اوه نوني كان يجب ان تكوني معنا! لرؤية الجياد وحظائر الماشية ووجار الكلب وكل شيء..و..و.. ومارك..سوف يصحبني لأرى الأبقار وصغارها بعد الظهر.
ارتفعت عينا نيكول الى الرجل الواقف وراء دايفد ،عند باب غرف الطعام.. ثم تقدم الى داخل الغرفة قائلا:
_سأصطحبه شرط الا تعترضي.
فتوسل اليها دايفد:
_سأذهب..الن تأذني لي؟
نظرت نيكول الى مارك وقالت متجهمة:
_وهل سيهمك اعتراضي!
ضاقت نظرته وازرق لون عينيه حتى بات قاتما...
_اذا كان لديك خطة اخرى فقولي.
تجاهلته متعمدة تحديه وابتسمت للصبي:
_اذهب واغتسل الآن.. سنتحدث عن المسالة عند تناول الغداء.
لكنه تردد وكانه يرغب في وعد فوري.. ثم ركض نحو غرفته فانتصبت نيكول واقفه ترفع راسها ثم قالت له:
_انت لاتلعب العابك بانصاف.
_انا لاالعب في شيء.
فارتفع صوتها:
_انت تعرف جيدا مااقصد! كل صبي صغير يحلم بان يكون كاوبوي... وانت تتعمد ان تظهر لدايفد ان حلمه
يمكن ان يتحقق بالبقاء هنا.
_وهل هناك شيء بشأن ارادتك انت في البقاء؟
احست بالم حاد فص صدرها وقد ادركت داخليا انها قبلت هذا الواقع .وكان اكتشافا يثير الأضطراب. فالأعتراف بان كل احتجاجاتها كانت دون طائل ضايقها نفسيا لكنها لن تذكره امامه. رغم افتقار مارك الى الاحساس . كان قويا. وفي المدة التي عرفته بها تعلمت كيف يمكن الاعتماد على رجل يتخذ هو القرارلذا
وبينما كانت تلعن ضعفها قررت ان لا تكشف هذا الضعف امامه... فلتتركه يعتقد انها في يوم من الأيام
ستهرب منه..اذ ربما يوما ما ستجد القدرة على ذلك.
لكنه كان ينتظر ردا على سؤاله:
_اريد ردا نيكول؟
عندما لم ترد وبدأت تسير مبتعدة.. اطبقت اصابعه على ذراعها ..كانت قساوة قبضته كالكلاليب.. فتذكرت تجاوبها معه فحاولت جذب ذراعها منه تقول بغيض وكره:
_لاتلمسني!
عندما فشلت..ارتفعت يدها الأخرى لتصفع وجهه.. لكن حركتها توقفت في الهواء وسقطت في قبضته،ثم لوى يدها الى ماوراء ظهرها فالتصقت به مقطوعة الأنفاس من جراء الحركة المفاجئة، فقالت بصوت ناعم:
_انت حيوان مقرف!
فضحك بسعادة وسخرت منها عيناه:
_وانت قطة متوحشة!كم امتعني ترويضك ليلة امس.
_اتركني!اكرهك!لااريدك ان تلمسني!
سمعا حركة وراء مارك. فظنت نيكول ان دايفد قد عاد لكن وجهها التهب حرجا عندما شاهدت دوغلاس
وحاجبيه المعقودين دهشة... يتردد في الدخول ايقاطعهما ام يغادر الغرفة قبل ان يلاحظا وجوده؟..
التفت مارك ليرى سبب ذهولها.. فلاحظت نظرة التحدي التي رمق بها دوغلاس وكأنه يتحداه ان يتدخل.
ثم عادت نظرتها من جديد الى دوغلاس فوجدت المرح وقد طغى على اساريره وحلت البسمة مكان التهجم...
ثم قال وهو يتقدم ليدخل غرفة الطعام:
_اول خصام لكما..هيه؟ سمعت ان هذا اول دليل على ان شهر العسل قد انتهى.
التفت مارك الى نيكول ليقول لها بصوت لايصل الى مسامع دوغلاس:
_هل تودين الهرب الى منزل امك؟
بقي مارك ممسكا بذراعيها الى الوراء....فراحت تجذب نفسها مبتعدة... متجاهلة استهزائه بها...
_علي ان اساعد السيدة فريغسون.
كان عذرا ضعيفا ولكنه الوحيد الذي استطاعت التفكير فيه.

milk_honey
09-12-2010, 23:47
البقية في الغد ان شاء الله



http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12919383301.gif (http://center.jeddahbikers.com/)





http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12919383302.gif (http://center.jeddahbikers.com/)






تحياتي

يوكي 111
10-12-2010, 10:23
عزيزتي ميلك هاني
بارك الله فيكي
على المجهود الرائع
ممين اليي هيقرأ ويرحل
ماتقلقيش أحنا معاكي مع كل كلمة
وبلتوفيق

Angel 1118
10-12-2010, 13:30
لووووووووووووووووووووول
رووووووووووووعه
في انتظاااااااااااااااااارج ياغلاي
فديتج على هالرواية
مغرور من جد
مع حبي
Angel 1118

Angel 1118
10-12-2010, 13:38
مرحبا ياحلوااااااات
احس نفسي مكسره
كل ماقلت قضت الزكمة زاااااااااااااااااااااادت
وراسي اثقل مني
يالله ارفعة
وبكرة وراي اختبار وانا ما ذاكرت
دعوااااااااااااتكم
مع حبي
Angel 1118

نسمة عطر
10-12-2010, 14:17
[SIZE="4"]تسلم ايدك milk-honeyوبالتوفيق للاجزاء القادمة بس متطولي علينا مع حبي نسمة[/SIZ:)E]

يوكي 111
10-12-2010, 15:30
مرحبا ياحلوااااااات
احس نفسي مكسره
كل ماقلت قضت الزكمة زاااااااااااااااااااااادت
وراسي اثقل مني
يالله ارفعة
وبكرة وراي اختبار وانا ما ذاكرت
دعوااااااااااااتكم
مع حبي
angel 1118


ألف ألف سلامة عليكي
ربي يشفيكي ويعفيكي من كل سوء
وربي يوفقك في الاختبارات

معشوقة العالمي
11-12-2010, 00:50
تسلم الأيادي الذهبية على أحلى فصول والله يعطيك العافية وتكمليها milk-honey

ماري-أنطوانيت
11-12-2010, 11:07
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزاتي....

اخباركم واخبار الدنيا معاكم....عساها بمليون الف عافيه

كلمة وحشتوني قليلة بحقكم الصراحه

وحشني المشروع ووحشني انتظار ردودكم على الروايات:بكاء:

ووحشتني لترحيبات بالعضوات الجدد

كله المنتدى على بعضه وحشني والله

بس ما شاء الله شوف اني تركت المشروع بين ايدي امينه::جيد::

اشكر كل البنات الي راسولني على الخاص يسألون عني ^___^

والله اسعدتني رساسلكم وحسستني بحبكم

واتأسف من قلبي ان ما كنت قادره ارد عليكم والله :(

بس كنت متابعتكم ومتابعه كل اخباركم....

كل الي حبيت اقوله لكم يا بنات سواء من بنات جدد والا مخضرمات

مشكووووورات على الجهد المبذول عشان يبقى المشروع بقمة نشاطه

مع انها قليلة بحقكم والله

من ايام العزيزه lovly Sky الى وقتنا الحاضرا

الف الف شكر

ماري

Angel 1118
11-12-2010, 14:32
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزاتي....

اخباركم واخبار الدنيا معاكم....عساها بمليون الف عافيه

كلمة وحشتوني قليلة بحقكم الصراحه

وحشني المشروع ووحشني انتظار ردودكم على الروايات:بكاء:

ووحشتني لترحيبات بالعضوات الجدد

كله المنتدى على بعضه وحشني والله

بس ما شاء الله شوف اني تركت المشروع بين ايدي امينه::جيد::

اشكر كل البنات الي راسولني على الخاص يسألون عني ^___^

والله اسعدتني رساسلكم وحسستني بحبكم

واتأسف من قلبي ان ما كنت قادره ارد عليكم والله :(

بس كنت متابعتكم ومتابعه كل اخباركم....

كل الي حبيت اقوله لكم يا بنات سواء من بنات جدد والا مخضرمات

مشكووووورات على الجهد المبذول عشان يبقى المشروع بقمة نشاطه

مع انها قليلة بحقكم والله

من ايام العزيزه lovly Sky الى وقتنا الحاضرا

الف الف شكر

ماري




وعلييييييييييييك السلااااااااااااااااااااااام والرحمة والاكراااااااااااام
100 مليووووووووووووون هلااااااااا وغلاااااااااا
حمدلله على سلامتج
والله لج فقدة يالدووووية
انت الي وحشاااااااااااااااااااااااانا وبقوووووة
حيااااااااااااااااج من جديد

مع خالص حبي وودي
المـــــــــــــلاك & Angel 1118

Angel 1118
11-12-2010, 14:37
ألف ألف سلامة عليكي
ربي يشفيكي ويعفيكي من كل سوء
وربي يوفقك في الاختبارات




تسلم انفاااااااااااااااااسج وتدوووووم يالغلا
الله يرضى عليج
تسلمين
آآآآآآآآآآآآآآآآمين وكل طالب وطاااالبه

مع خالص الحب
المـــــــــلاك & Angel 1118

khadija123
11-12-2010, 15:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم بناااااااااااااااااااااااااااااااااااات ؟

khadija123
11-12-2010, 15:40
نينا حبيبتي شكرا كثيرا على تكملة الرواية وأسفة على الكلام إلي قلت بس إن شاء الله وما تكوني زعلتي
تسلم الأناميل من التعب

khadija123
11-12-2010, 15:44
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو ووووووو فرحت كثيرا لما دخلت ووجدت أن المشروع عاد كما كان من قبل
شكرااااااااااااااااااااااا كثيرا Angel 1118 على الرواية إلي بايت إنها رائعة رغم أنني لم أبدأها بعد لكن من الملخص إستنتجت ذلك

Angel 1118
11-12-2010, 15:45
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم بناااااااااااااااااااااااااااااااااااات ؟




وعليك السلاااااااااااااام والرحمة والاكراااااااااام
اهلين وسهلين بخدوجتي
كيفج يالدووووبه
وحشتيني
تمام وانت كيف احوالج ::سعادة::

مع حبي
Angel 1118

khadija123
11-12-2010, 15:50
البقية في الغد ان شاء الله



http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12919383301.gif (http://center.jeddahbikers.com/)





http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12919383302.gif (http://center.jeddahbikers.com/)






تحياتي

شكرا لك كثيررررااااااااااا عزيزتي على الرواية الرائعة ::جيد::
هذه الرواية قد قرأتها من قبل لكن لا أمانع أن أعيد قراءتها مرة أخرى وأخرى أو أكثر من 5 مرات فلذلك لا تخافي أن يقرأها أحد دون أن يعلق
وأقول مرة أخرى شكررررررررررررراااااااااااااااا جزيلا على المجهود ::جيد::

khadija123
11-12-2010, 15:51
سنة هجرية سعيدة للكل وكل عام وأنتم بألف خير إن شاء الله

khadija123
11-12-2010, 15:54
وعليك السلاااااااااااااام والرحمة والاكراااااااااام
اهلين وسهلين بخدوجتي
كيفج يالدووووبه
وحشتيني
تمام وانت كيف احوالج ::سعادة::

مع حبي
angel 1118



الحمد لله بخير
وإنت حبيبتي كيفك إن شاء الله الأمور بخير
والله أنا كمان وحشتك يا قمر

khadija123
11-12-2010, 16:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزاتي....

اخباركم واخبار الدنيا معاكم....عساها بمليون الف عافيه

كلمة وحشتوني قليلة بحقكم الصراحه

وحشني المشروع ووحشني انتظار ردودكم على الروايات:بكاء:

ووحشتني لترحيبات بالعضوات الجدد

كله المنتدى على بعضه وحشني والله

بس ما شاء الله شوف اني تركت المشروع بين ايدي امينه::جيد::

اشكر كل البنات الي راسولني على الخاص يسألون عني ^___^

والله اسعدتني رساسلكم وحسستني بحبكم

واتأسف من قلبي ان ما كنت قادره ارد عليكم والله :(

بس كنت متابعتكم ومتابعه كل اخباركم....

كل الي حبيت اقوله لكم يا بنات سواء من بنات جدد والا مخضرمات

مشكووووورات على الجهد المبذول عشان يبقى المشروع بقمة نشاطه

مع انها قليلة بحقكم والله

من ايام العزيزه lovly sky الى وقتنا الحاضرا

الف الف شكر

ماري


مااااااااااااااااااااااااري 100000000000000000000 حمد الله على السلامة
عزيزتي وينك عنا من زمان؟ إن شاء الله ما تغيبيش عنا مرة ثانية
أخبارك إيه؟ إن شاء الله كل شيء بخير يا رب

khadija123
11-12-2010, 16:08
مرحبا بك معنا بانسي

khadija123
11-12-2010, 16:08
سلام لكل العضوات بدون إستثناء
مالح - غصونة - cute_girl- نسمة عطر - معشوقة العالمي - المتيمة - ربى الأندلس- كريستا و برنسيسة الزمان وأسفة إذا نسيت ذكر

ملاك001
11-12-2010, 20:34
السلام عليكم بنوتات كيكفكم ان شاءالله بخير اتمنى ترحبون فيني وانا من زماناااااااااان متابعتكم

نسمة عطر
11-12-2010, 21:17
ماري ماري وينك من زمان بصراحة انا من المعجبات فيك كتير لخفة ظلك ولباقتك وقدرتك على ادارة الامور احزنني غيابك المفاجئ ولكن الشهادة لله بان الرائعات اللواتي اكملنا المشوار لم يقصروا ابد وكن على قدر كبير من المسؤلية وحسن متابعة الامور الغصن الوحيد(مع انو كل ما قرات اسمك اقول في نفسي ليه وحيد ونحن شوعمنساوي)خديجة الراقية نايت سونغ الليدي كلير نسرين وكل الصبايا اللواتي لهن فترة لم نراهم وعسى المانع خير وطبعا الحاضرات malh milk-honey angelيلرب اكون ما نسيت حدا اسف للاطالة بس شو نعمل بالمشاعر لمل تفيض ومانقدر نسيطر عليها مع حبي نسمة:)

الغصن الوحيد
11-12-2010, 21:26
الله الله الله يا سلام على الاحداث الحلوة عندنا في المنتدى اقصد في مشروعنا الرائع والله اني مبسوطة كثير من شفته يوم دخلت ..

اول شي احلى سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

واحلى تحيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييية

واحلى اشوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااق

واحلى بوسااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااات


حق اختنا وحبيبتنا ماري انطونيت وش ذا النور يا هلا ومرحبا اسفرت وانورت واسفهلت وامطرت والله من جد فرحتينا واسعدتينا بطلتك الحلوة وين هالغيبة ..

اهم شي ان الغيبة هاذي ما تتكرر وتزورينا حتى ولو ( كل سنة مره ) حياك الله يا قمر ..

الغصن الوحيد
11-12-2010, 21:31
خدوجة حبيبتي مراحب وحشتينا ياقمر والله نورتينا ..

وش رايك خدوجة مشالله شفتي المشروع كيف صاير حلو عسى يا ربي يدوم انشالله ولا يفرقنا ابدا ..

الغصن الوحيد
11-12-2010, 21:37
انجل 1118 بسم الله عليك حبيبتي ..
شفتي عاد يا اختي هذا الشتا لما يدخل الناس كلها مريضة عشان كذا انا ما احب شي اسمه شتا اذا جا انا على طول مريضة ولا احب اروح المستشفى ..بس انتي لازم تروحين عشان اختبارتك ..

وانا اقولك الله يوفقك اللهم آمين في الاختبارات ويسهل عليك الاسئلة قولي آمين ..

الغصن الوحيد
11-12-2010, 21:46
نسمة عطر حياتي والله هذا من ذوقك .. انا اكيد مو وحيده وانتوا معاي والحمدلله عندي اهلي بس تدرين الوقت اللي دخلت فيه المشروع كانت نفسيتي تعبانة كثير ولما جيت اسجل اسمي على طول جا في بالي الوحيد لاني كنت احس اني وحيدة في ذاك الوقت ..بس المشروع خلاني شي ثاني وصار ملجأي وبيتي الثاني وبعدين حبيت اسمي كثير..

وكذا بس قصة اسمي ..واكيد حبيبتي انا والله احبكم كثير مثل خواتي ..الله لا يحرمني منكم ..

الغصن الوحيد
11-12-2010, 21:49
هلا حبيبة قلبي ملاك 001 مراحب والله فيك ..

حياك الله حبيبتي اخت وصديقة بينا يا هلا ..

الغصن الوحيد
11-12-2010, 21:56
وحق حبيبة قلبي ميلك هوني تسلم لي احلى انامل ذهبية ..

من جد الرواية حماس و روعه والاحداث كل ما لها تحلى اكثر واكثر ..

على قولة باب الحاره ( يقبرني الله اللي خلقك )

ولا تخافين احنا مثل ما قالت لك malh معاك على طول ..

واكيد معاك ونستناك ..يا قمر ..

الغصن الوحيد
11-12-2010, 22:03
وحبيبتي malh من قالك اني ما قرات اللي كتبتيه لي من قبل بس انا احب اسلم عليك دايم يا قلبي ..

لا تحرمينا شوفتك ..

الغصن الوحيد
11-12-2010, 22:07
بانسي حبيبتي كل عام وانتي بخير يا قلبي ..

عساها يا ربي انشالله سنة خير وصحة وسعادة عليك وعلى الجميع انشالله ..

الغصن الوحيد
11-12-2010, 22:10
ميلك هوني لا تخافيييييييييييييييين ارجع اقولك مره ثانية ..

مين اللي ما يرد عليك لما يقرا مين ؟ ها

تسلمين يا الغلا ..

المتيمه@
11-12-2010, 22:50
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزاتي....

اخباركم واخبار الدنيا معاكم....عساها بمليون الف عافيه

كلمة وحشتوني قليلة بحقكم الصراحه

وحشني المشروع ووحشني انتظار ردودكم على الروايات:بكاء:

ووحشتني لترحيبات بالعضوات الجدد

كله المنتدى على بعضه وحشني والله

بس ما شاء الله شوف اني تركت المشروع بين ايدي امينه::جيد::

اشكر كل البنات الي راسولني على الخاص يسألون عني ^___^

والله اسعدتني رساسلكم وحسستني بحبكم

واتأسف من قلبي ان ما كنت قادره ارد عليكم والله :(

بس كنت متابعتكم ومتابعه كل اخباركم....

كل الي حبيت اقوله لكم يا بنات سواء من بنات جدد والا مخضرمات

مشكووووورات على الجهد المبذول عشان يبقى المشروع بقمة نشاطه

مع انها قليلة بحقكم والله

من ايام العزيزه lovly Sky الى وقتنا الحاضرا

الف الف شكر

ماري

وينك ؟وينك؟
عسا <ماشر> ليش فجأه أختفيتي؟؟
وربي لك وحشه ماتصدقين قد إيش
تكفين لاعاد تقطعين بصراحه يأست أشوف اسمك مره ثانيه!!
مانبي منك شي بس كل فتره والثانيه طلي علينا هذا يكفينا ومشكوره على كل الجهود إلي بذلتيها !!
وماننسى lovly sky‏ مؤسسة هاالمشروع الله يوفقها وين ماكانت!!

<أعذروني إذا خبصب في الكلام ترا من زود الفرحه>

Angel 1118
11-12-2010, 23:44
انجل 1118 بسم الله عليك حبيبتي ..
شفتي عاد يا اختي هذا الشتا لما يدخل الناس كلها مريضة عشان كذا انا ما احب شي اسمه شتا اذا جا انا على طول مريضة ولا احب اروح المستشفى ..بس انتي لازم تروحين عشان اختبارتك ..

وانا اقولك الله يوفقك اللهم آمين في الاختبارات ويسهل عليك الاسئلة قولي آمين ..




هلا بحبي
ربي يخليج تسلمين
الله المستعان وش نسوي حكمة الله في الكون
رحت اربع مراااااااااات بس عشان عندي الربو الزكمة عندي تتطووووول
ربي يعين
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآميييييين وكل الطلاااااااااااب
مع حبي
Angel 1118

الغصن الوحيد
12-12-2010, 10:20
يا قلبي يا انجل 1118 انتبهي على نفسك انتي مشكلتك مثل اختي الصغيرة فيها ربو واذا الجو صار فيه تغيرات هي تنعفس يعني يقلب حالها فوق تحت وعلى طول ناخذها المستشفى تاخذ بخار ..

بس انتي حاسبي على نفسك والبسي زين الصباح لان برد الصبح هو اللي يذبح مع آخر الليل ..

الله يعينك حبيبتي وما تشوفين شر ..دفي نفسك اوكيه .. يا الغلا كله ..

khadija123
12-12-2010, 15:56
السلام عليكم بنوتات كيكفكم ان شاءالله بخير اتمنى ترحبون فيني وانا من زماناااااااااان متابعتكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله بخير
مرحبا بك معنا ملاك

khadija123
12-12-2010, 16:04
خدوجة حبيبتي مراحب وحشتينا ياقمر والله نورتينا ..

وش رايك خدوجة مشالله شفتي المشروع كيف صاير حلو عسى يا ربي يدوم انشالله ولا يفرقنا ابدا ..

كيفك غصونة؟ وحشتني موت وبتعليقاتك الحلوة الله لا يحرمنا منك يارب
الحمد لله المشروع رد كما كان وإن شاء الله يكمل أكثر وأظن إن فيه بنات كثير عندهم روايات حبين ينزليهم من قبل لكن ما أعرف إذا كانوا لس على كلمتهم لأنني أظن أن الكل مشغول بالإختبارات الله يعين الجميع ويوفقهم في إمتحانتهم يا رب

khadija123
12-12-2010, 16:13
كيف حالك نسمة عطر ؟ إن شاء الله بخير

khadija123
12-12-2010, 16:25
الله المستعان وش نسوي حكمة الله في الكون
رحت اربع مراااااااااات بس عشان عندي الربو الزكمة عندي تتطووووول
ربي يعين
angel 1118

الله يشفيك
لكن لا تخافي إذا كنت تلبسين جيدا وعند التغيير تغيير بنفس العدد الملابس وإذا إستحممت لا تخرجي لمكان بارد وإلبسي جيدا ولا تعرضي نفسك للبرد كثيرا فإن شاء الله ربك يشفيك أنا كما عندي ماما فيها الربو
لكن الحمد لله من أكثر من 10 سنوات قمنا بتغير السكن وأصبحت تنتبه للجو إدا كان باردا تلبس أكثر
كما تغيير بنفس عدد الملابس وأن تكون قطنيةأحسن وصارت والحمد لله لا تزور الطبيب كثيرا ولم تعد تستعمل بخاخ نهائيا والحمد لله
إن شاء الله بالإنتباه والإبتعاد عن أي مكان به الغبار أو الرطوبة تكونين أحسن ربنا معاك

milk_honey
12-12-2010, 17:58
6_لماذا انت؟






استمرت الحياة في وتيرة مريحة بالنسبة لنيكول . مع ان كبرياءها كانت تطالب بالتظاهر عكس هذا الا أنها أشغلت نفسها في اعمال المنزل الرتيبة من العناية بغلينا ودايفد الى تحضير وجبات الطعام ...وهذاما تمتعت كثيرا به.اذ لم تكن قط ميالة الى حياة الملل والوظيفة بل كانت ترغب دائما في منزل وعائلة...وبما أنها حصلت على ما تريد الان . فقد امتلات نفسها برضى قد تشعر .به الكثيرات من بنات جنسها . لم يتم كل شيء امامها بسهولة عندما غادرت المنزل ...حصل بعض الارتباك . لكنها بسرعة وجدت طريقها...ثم واجهتها مهمة ارسال دايفد الى صف المبتدئين في المدرسة المحلية .اعطاها مارك كامل الثقة اضافة الى مفاتيح السيارة.مع لائحة بكل المخازن التي له فيها حساب.. بشكل عام تركها تفعل ما تشاء ، ما دامت تحافظ على اتفاقهما.
خلال النهار لم تكن مضطرة لتحتمل وجوده معها وحدهما فهو لم يكن يظهر الا في اوقات الطعام برفقة دوغلاس.. اما في الامسيات ، فكان يقضي وقته كله في المنزل لكنه كان يقضيه مع غلينا ودايفد...ولم يطلب منها الصحبة قط ...ولا اظهر الرغبة في ا قامة علاقة ودودة معها. عندما كانا ينفردان لم تكن تتردد في اظهار كرهها له .لكن حرارة قبلاته وعناقه كانت دائما تنتج رد فعل فيها يخرجهاعن حدود السيطرة .
كانت نيكول تعيد المكنسة الكهربائية الى الخزانة عندما سمعت الباب ينفتح ثم يغلق . فنظرت الى ساعتها،
متسائلة ما اذا كانت قد تاخرت في تحضير الطعام قبل عودة غلينا ودايفد من المدرسة .
لكن وقتهما كان قريبا.لذلك تحركت بفضول الى غرفة الجلوس. لكن خطواتها توقفت فجاة لدى رؤية المرأة الصهباء الحمراء الشعر تتجول في الغرفة بكل الثقة .إنها المرأة التي قال مارك إن اسمها جانيت والترز وهي المراة التي رمت بنفسها بين ذراعيه يوم وصولهما الى المزرعة .
سالتها نيكول متصلبة باردة :
-هل استطيع خدمتك ؟
التفتت الصهباء إليها تحدجها بنظراتها بدت رباطة الجأش، والدهاء والثراء واضحة في وقفتها وثيابها وتسريحة شعرها...لكن رغما عنها، رفعت نيكول رأسها قليلا بكبرياء...فاجتذبت الحركة ابتسامة من الشفتين النحاسيتين ، اللتين تمتمتا بود ظاهر:
_انت السيدة هاموند بالطبع...انا جانيت والترزاردت مقابلتك وتقديم التهنئة لك ...وارجو الا تمانعي في دخولي البيت هكذا.فانا معتادة على الدخول والخروج متى شئت.ولم يخطر ببالي ان مارك لم يذكرني امامك بعد .
_بلى...ذكرك...اليس اهلك جيراننا؟
كان غضب نيكول يرتفع ببطء حتى كاد يصل الى درجة الغليان يزيده ارتفاعا تصرفات جانيت والترز المترفعة.
اردفت نيكول :
_اظنك زرتنا يوم وصولي.وانا آسفة لأنني لم اقابلك وقتذاك .
ضاقت عينا المرأة وهي تنظر الى نيكول ، تنتقي كلماتها:
_لعل...ظهورى يومها لم يزعجك.
_لا...ابدا...على كل ، ما كنت يومها تعرفين شيئآ ءن زواجي
طافت عينا جانيت الزمرديتان في الغرفة ثم اتجهت الى نيكول لتقول :
_أليس بيت مارك جميلا؟ هل انت ممن يحب الحياة المنزلية!
_اجل...انا كذلك .
_اما انا...فأكره رتابة المنزل... وسأكون زوجة سيئة . ثم انه ينظر إلى الزوجة على انها مضمونة...وافضل ان يكون الرجل متحرقا للوصول إلي . يسعى لإرضائي.بدل العكس... لا يجب ابدا ان يشاهد الرجل المرأة عندما تستيقظ في الصباح .. فهذا يحطم أوهامه.
عرفت نيكول ما تعنيه المرأة تماما..و عرفت أنها كانت على الدوام عشيقته...لكن هل تحاول اثارة شكوك اخرى أو تقصد ان علاقتهما مازالت قائمة! له ان يتخذ ما يشاء من عشيقات ، لكن اذا كان يعتقد انها
يمكن ان ترحب باحداهن في بيتها...نعم بيتها ...فهو مخطيء وسيواجه صدمة فظة .
فرضت على نفسها ما استطاعت ايجاده من لباقة وقالت لهاوكأنها تقترح على جانيت والترز ان تخرج من منزلها :
_آسفة ...لكن مارك ليس هنا آنسة والترز.وانا اعلم انه سيندم لأن زيارتك فاتته.
انها لن تعرض على حمراء الشعر اية ضيافة ...لكن جانيت ضحكت ملء فمها .
_اعلم أنه سيكون آسفا لعدم وجوده هنا ...واعتقد ان روحه المرحة القاسية ستجد ان لقاءنا مسل.
فتحدتها نيكول :
_صحيح؟
تجاهلت جانيت اللسؤال ، ولمعت ضحكة صامتة في عينيها وهي ترى توتر نيكول.
_اعرف ان عبوديتك في الاعمال المنزلية تتطلب انهاء آلاف الاعمال العالقة ، فلن اؤخرك سيدة هاموند .
كلمة عبودية كانت اختيارا غير موفق...فرفعت نيكول راسها واحست كانها قطة تتخلص من اوساخها بتوجه جانيت نحو الباب ...لكنها ترددت عند الباب عن قصد، لتقول من فوق كتفها :
_ابلغي مارك...حبي! ايمكن ؟ ساراه في المرة القادمة .
تسمرت نيكول في الأرض ، تجمدت في غضبها ,غضب منقسم بالتساوي يين مارك وجانيت ونفسها. عند إقفال الباب بقيت لحظات لا تعي ان دوغلاس دخل الغرفة حالما غادرتها جانيت :
_هل انت بخير نيكول؟
_طبعا.
الخط المتجهم الذى ارتسم على فمه جعلها تدرك أنها كشفت عن مشاعرها بردها الحاد.فقالت بعد ان اشاحت بوجهها عنه وابتعدت:
_هل ثمة ما تريده دوغلاس؟
كان عدم اكتراثهاظاهرا...وبقي هو في المدخل واقفا يراقبها:
_لا...لقد لاحظت وجود سيارة جانيت عند الباب .

milk_honey
12-12-2010, 18:08
التفتت نيكول فالتقت بنظرته الحادة القوية ...انها ليست المرة الاولى خلال الاسابيع الأخيرة ، التي تمنت فيها لو انها عقدت هذا الزواج المبني على اللاحب على هذا الرجل القوى الهادىء بدلا من مارك ...لكن التمني لا يغير الواقع.هزت كتفيها لتقول :
_لقد توقفت جانيت هنا لتقديم تهنئتها.
فرد ساخرا:
_اراهن على هذا.ماتريده حقآ رؤية المرأة التي خطفت
منها مارك ...

فضحكت نيكول بمرارة :
_خطفت؟هذه مزحة!انا من خطفت ووقعت في الفخ .
سرعان ما ندمت على هذه الزلة ، .. فغرقت مرهقة في احد المقاعد، تضغط بيديها على خديها بعد احساسها المفاجيء بالم في راسها .
_انا آسفة...ما كان يجب ان اقول هذا ...فهو كلام غير صحيح
_لا يمكنك التظاهر امام الجميع نيكول . فوجودى معكما جعلني اعلم انك ومارك لا تتصرفان كزوجين حديثي العهد بالزواج.
_ارجوك...لو قلت كلمة لطيفة اخرى، فساجهش بالبكاء. لقد حصلت على ما كنت اريده ولن ابدا بالندم .
هز دوغلاس راسه متفهما...ثم التفت قليلا نحو الباب الذي انفتح ليدخل مارك الذى راحت عيناه الزرقاوان تنتقلان من نيكول الى دغلاس...ثم قال :
-هل هناك شيء؟
_فرد دوغلاس:
_لا..كنت على وشك المغادرة.ساراك الليلة نيكول .
عندما اقفل الباب ثانية بعد لحظات ، حدق مارك إليها مفكرا بصمت تسلل الى اعصاب نيكول المتوترة .فقالت له :
_دوغلاس لا يأتي عادة إلى المنزل خلال النهار.
_ولا انا...لكنني اليوم اريد الاغتسال وتغيير ثيابي قبل الذهاب الى ماديسون هات.
ابتعد عنها، وسار في الردهة متجها إلر غرفة نومهما كانت اصابعه تعبث بأزرار قميصه لتفكها...فتعالى غضب نيكول بسب تجاهله لها...وبما انها..لم تكن في مزاج يقبل بأن يتركها دون اكتراث تبعته قائلة بنعومة متعمدة بعد ان توقفت داخل غرفتهما:
_هل انت ذاهب مع جانيت ؟
فضحك :
_كنت اتساءل كم سيطول، الوقت قبل ان تتحدثي عنها
_كانت هنا منذ قليل .
_اعلم .
خلع قميصه وجلس على حافة السرير يخلع حذاء العمل:
_كنت على وشك مغادرة منزل عمتي عندما وصلت
جانيت.الهذا السبب كان دوغلاس هنا! لانقاذك من بين براثنها؟
نهض عن السرير يخلع قميصه...فبانت آثار الخدوش التي تركتها اظافرها على ظهره.ثم أكمل :
_ربما لا يعلم دوغلاس انك قادرة تماما على الدفاع عن نفسك!
_انه رجل مهذب يحترم نفسه أكثر منك.
فتطلع إليها دون اكتراث...ورمى لها قميصه قائلا:
_ضعي هذا في سلة الثياب الوسخة .
لفت نيكول القميص بين يديها، تفكر في قذفه به...لكن ما الفائدة ما دامت في النهاية ستلتقطه من جديد.كان يراقب تعابير وجهها.ويلاحظ الجدال الصامت العنيف الدائر في نفسها.فالتوى فمه راضيا عندما ابتعدت نحو السلة ترمي فيه القميص .لكن نظرته الراضية الساخرة ، جعلتها ترمي الحذر ادراج الرياح ...فصاحت تخاطبه وارتدت ترميه بالقميص ،الذي وقع عند قدميه .
_تخلص من ثيابك الوسخة بنفسك... فانا لست خادمتك!
فقال باسترخاء:
_قالت جانيت انك قد تكونين غاضبة .
دفعها الغضب عبر الغرفة لتقف على بعد قدم منه...وقبل ان يصل الضعف المىسيطر على ساقيها إلى سائر اعضاء جسدها...ضربته.فاحست راحة يدها بلذعة عنيفة وبلذة غريبة.فحدقت فيه بكره هنا حيث رات الاحمرار يغزو وجهه نتيجة الصفعة التي لم يحاول ايقافها قبل بلوغ وجهه...ثم اخذ اللون يتحول الى أحمر قاتم بينما تحولت عيناه الى لون ثلجي ازرق .وصاحت نيكول :
_لا أريد هذه المرأة في بيتي!
_بيتك؟
كانت نعومة صوته بنعومة حد السكين وهو يمر فوق المخمل .
_اجل ...انه بيتي...فأنا انام معك قانونيا، مما يجعله بيتي بقدر ما هو بيتك...إذا لم يكن اكثر، لانني انا من يعتني به...ولا اريد تلك المرأة ان تضع قدمها فيه مرة اخرى!
فاشتدت شفتاه فوق بعضهما لتشكلا خطا رفيعآ ساخرا... ثم قال بحنق وبهدوء:
_إذا رغبت...فستدخل وتخرج الى هذا البيت ساعة تشاء.
فصاحت بشراسة :
_لاا!فانا لا اهتم بما لك من عشيقات.. لكنني لن اتحمل ذل استعراضك لهن امامي.
_الأشياءالوحيدة التي يمكن ان تتحمليها هي مالي وبيتى.
سخريته جرحتها فردت :
_ولمستك لى كذلك .
فالتوت شفتاه:
_ما الذى يجعلك تتظاهرين بالأستمتاع بمداعباتي اذن! اما زال في نفسك اعتراض عذرى يرفض الاعتراف بوجود الرغبة !
ردت رأسها الى الوراء لتنظر الى وجهه بازدراء:
_ايها الحيوان المتبجح المغرور! ما الذى يجعلك تعتقد ان فتنتك لا تقاوم !
طافت عيناه في جسدها عن قصد فاحست بالدماء تنتشر كالنار في عروقها...وسالها بهمس :
_هل اظهر لك لماذا؟
تشنجت احاسيسها بارتباك ، فخارت كبرياؤها بينما قطعت نظرته الحادة اى قوة لديها على الرد. ارتدت نيكول بصمت متراجعة...لكن حركتها توقفت عندما اطبقت اصابعه على ذراعها ليجذبها الى الخلف، فحاولت بيدها المتحررة دفعه عنها لكنها كانت جهود لا طائل منها لانه اضاف إلى ضغط يده على ذراعها ضغط يده الاخرى
على ظهرها، ليسحقها على صدره القاسي. لم يكن فى عناقه البطييء سخرية..فهو يعلم انه يفوقها
قوة. لكنها حتى بعد ان حصلت على حرية يدها الأخرى لم تستطيع الابتعاد عنه، وبدات مشاعرها تتحرك ، وتتصاعد الرغبة في جسدها رغما عنها...لن يمضي وقت طويل حتى تضيع بين ذراعيه .
_تبالك! اتركني وشأني!
بدا همسها بكاء...فقال بصوت اجش وضحكة ساخرة :
_ليس بعد!
اطبقت اصابعها على ذقنه ووجهه محاولة دفع راسه عنها وهي تشهق :
_ارجوك توقف! فلتأت جانيت متى شاءت بل فلتؤسس انت بيت حريم اذا شئت .فلن اهتم لكن دعني وشأني،
_وهل اتجاهل زوجتي لاجل الحريم ؟
_يجب ان تذهب الى ماديسون هات كما قلت!
_قبليني اولآ.
فصاحت بكل ذرة عناد فيها.
_لا
فاشتد ضغط ذراعه على ظهرها بشراسة :
_قبليني والا سابقيك هكذا الى ان تصل غلينا ودايفد من المدرسة!
افلتت آهة عجز منها وسرعان ما تضعضعت مقاومتها كلها، وقادتها الخبرة التي اكتسبتها من مارك لتفعل ما يريد.في البداية بقي جامدا دون حراك ، تاركا لها اكتشاف فن المبادرة بدل التجاوب . لم تعد حركاتها تتبع اى احساس او تفكر...بالنسبة لها كان ما يحدث دائما يشبه الغرق حتى الاعماق الذي يعقبه الظهور المفاجيء إلى السطح ، حيث الشعور بعودة الحياة اليها.
عندما استرخت قبضته حولها قال لها ساخراوقد استعاد سيطرته على اعصابه :
_قولي لي الآن ، اما زلت لا تطيقين لمستي؟
اندفعت دموع الألم والغضب الى عينيها فحرقتهما كما يحرق الملح الجرح فردت مرتجفة :
_لقد فعلت ما امرتني به ... الن تتركني الآن !
رفع كتفيه الحاد، كان يسخر من تمسكها الفارغ بكرامتها وتركها تمامآ، ومع ذلك لم يمح ابتعادهما الذكرى ولا اطفأ النار التي حرقتهما...فسارت ببطء نحو الباب الموصد للردهة...لتقف هناك ، وتقول دون أن تلتفت :
_اكرهك مارك ! ام ان الكرهية احساس آخر لا تعرفه؟
رده الوحيد، كان ضحكة ساخرة ثم تابع:
_سأحضر للعشاءالليلة يا زوجتي المحبة . لذا ارجوك لا تطبخي لي الفطر السام و لا تضعي لي الزرنيخ في الطعام... و الا ساضطر الى جعلك تاكلينه لنموت معا.

_لكنني كنت اخطط لقضاء طوال بعد الظهر في التفتيش عن الفطر القاتل !

milk_honey
12-12-2010, 18:11
خرجت بسرعة الى الردهة ، وهي تعلم ان سخريتها ذهبت في الهواء...لكنها كانت بحاجة لان تقولها.
رمت نيكول نفسها في الاسبوع التالي في نشاط محموم تخترع التنظيف في اماكن لا تحتاج اليها..تبالغ في اتعاب نفسها في تحضير وجبات الطعام ... تشارك في نزهات غلينا ودايفد... تعمل حتى ساعات الليل المتأخرة لتتجنب الدخول الى غرفة النوم ...لكنها عندما كانت تندس في الفراش لم تكن تعلم ما ذا كان نائما ام لا وهو لم ينطق طوال هذا الوقت بكلمة ، بل كان ينظر إلى تكريس نفسها للبيت والاطفال بسخرية وتسلية . نقصان وزنها اصبح امرا واضحا... ودوائر الارهاق السوداء كانت تبرز نفسها بسرعة .عندما كانت تنظر الى وجهها في مرآة غرفة الطعام ، أخذت تقرص خديها في طريقة قديمة الطراز لتعيد بعض اللون إليهما،
وذلك قبل دخول غرفة الجلوس لتعلم مارك ودغولاس ان العشاء جاهز.وكما اصبحت عادتها مؤخرا وجهت كلامها الى دوغلاس:
_غلينا ودايفد جلسا الى الطاولة...لذا بأمكانكما الانضمام اليهما ساعة تشاءان .
_مارأيك لو تمنحينا لحظات لانهاء كوب الليموناضة الباردة هذا...كنت احلم به طوال اليوم... انه يوم شديد الحرارة...واكره التفكير في الغد فقال مارك بكسل :
_لماذا لا تطلب من نيكول ان تحضر لناابريق عصير بارد إلى الحظيرة ، بعد ظهر الغد دوغلاس
نظر ا ليه دوغلاس طويلا قبل ان يفرغ كوبه ويرد:
_لدى نيكول اعمال كثيرة ، دون ان تحمل الينا العصير الى الحظائر!
ارتفع خط فمه المستقيم الى الاعلى في ابتسامة خالية من الأحساس:
-_اوه...ولكنها لن تمانع... فزوجتي تتمتع بملء ساعات نهاراتها باعمال مختلفة لا تنتهي.
ارتفع الدم الى وجه نيكول بعد ان حققت سخرية مارك هدفها.لكنها ابتسمت والتفتت الى دوغلاس:
_بالطبع..ساعمل لكم العصير فى الغد. ..ما من ازعاج...والآن اعذرني يجب ان اصب الحساء.
_سنلحق بك فورآ.
لم يعد احد الى ذكر الطريقة التي تعمل فيها نيكول... فخلال العشاء تولى دوغلاس معظم الحديث ، كعادته ، مركزآ على الولدين ونشاطتهما.وبعد الانتهاء لم يبق دوغلاس إلا لتناول القهوة ، ثم ذهب .ولم تدر نيكول اين اختفى مارك بعد ان نظفت الطاولة. ثم امضت القسم الاكبر من الامسية كما كانت تفعل
خلال الاسبوع مع الولدين وفي الحادية عشرة ، كانت فى المطبخ تنظف المصباح المتدلي من السقف... بينما كانت تقف فوق الطاولة ، مسحت العرق عن جبينها بظاهر يدها.فمكنتها هذه الحركة من مشاهدة شخص يقف
بالباب .فالتفتت بحدة حتى كادت تدلق الوعاء المليء بالماء والصابون عند قدميها. فانسكب القليل منه...عندما تعرفت على مارك المتكيء الى قائمة الباب فعادت بسرعة الى عملها، قائله بحدة :
_اتريدشيئا؟
_كنت افكر في ان ادلك على طريق الوصول الى الحظائر
فضحكت ساخرة :
_ستريني الطريق الليلة! الظلام شديد في الخارج!
_كنت اعني بوسطة الخريطة .
مدت نيكول يدها فمسحت السلسة التي يتعلق فيها المصباح من السقف متمنية ان يخفي هذا حرجها من جهلها.
قالت وهي تحاول العودة إلى هدوئها
_سأنتهي بعد قليل .
_ما من عجلة .
كانت تريد التريث قدر استطاعتها و لكن بسبب نظرته المراقبة سارعت الى انهاء ما تفعل لكن حركتها السريعة في مد يدها الى الاعلى وصولا الى نهاية السلسة ، سببت لها موجة مفاجئة من الاختناق ،فقاومت الموجة الاولى لكن الثانية جعلتها تصاب باللدوار وفي اللحظة التالية ، اطبقت يدان على خصرها لتحملانها الى الارض .
فاحتجت بضعف :
_انا بخير.
تركها مارك تستند الى الطاولة وسخر بصوت اجش
_بالطبع انت بخير.
_لكنني بخير..السبب هو الحرارة .
ظهر خيط رفيع من نفاذ الصبر في صوته وهو يقول لها:
_لست اهتم ! باستطاعتك إجهاد نفسك حتى الموت المبكر، او الانهيار من الارهاق...ففي كلا الحالين لست انا
من يعاني التتائج بل انت.بامكانك البقاء هنا والعمل ثلاث ساعات اخرى لكنني اود النوم ، لذا، اذا كنت لا تمانعين ساريك الخريطة الآن .
اذا اعتقدت انها تكسب شفقته ، فقد اعلمها بشكل قاطع جاف مدى خطئها...ان قلة اكتراثه بها كامراة ، وككائن بشرى كانت واضحة.احست فجاة بالهزيمة. لحقت به بصمت وهو يخرج من المطبخ الى مكتبته
المنيرة التي لم تكن تدخلها سوى للتنظيف ...فوجدت صعوبة في التركيز على رأس القلم الذى يسير به فوق خريطة المزرعة الكبيرة فاملت الا تخطىء طريقها في الصباح .
اخيراسالها:
_هل ستتمكنين من ايجاد الطريق ؟
فاجابت بغباء:
_اجل !
قررت ان تعود الى المكتبة بعد ذهاب مارك لتنظر إلى الخريطة مرة اخرى... لكنهاسمعته يتنهد بازدراء ويقول :
_لابأس... انك متعبة الى درجة تجعلك لا تعرفين حتى اسمك.. سادلك ثانية في الصباح .
عند هذا اطفأ مصباح المكتبة ، ثم القى عليها تحية مساء مقتضبة وخرج .فحارت وتالمت من عدم اكتراثه ، فهو لم يتظاهر حتى بالاهتمام..اخذت تحدق فيه ومو يبتعد. إنه على حق... هي الوحيدة التي تعاني...وعليها
التفكير في دايفد...ماذا تحاول ان تثبت له؟ اثبتت له انه بمعاملته لها كجارية ، ستعمل كجارية من طلوع الشمس حتى مغربها! كان مارك في الغرفة عندما دخلتها فنظر اليها دون اهتمام وادار لها ظهره، فتابعت سيرها إلى الحمام فاستحمت وغيرت ملابسها ثم اندست في الفراش قربه لكنه لم يتحرك فافلتت دمعة
من بين جفونها دون سبب ...ثم غطت في نوم متعب قلق .

milk_honey
12-12-2010, 18:12
كان المنزل يخلو من كل العيوب بسب جهدها خلال اللأسابيع لذا لم تحاول نيكول في اليوم التالى ان تبحث عن عمل .بل قررت فقط الذهاب الى الحظيرة وكان قد نفذ وعده في الصباح فدلها على الطريق .
كان دايفد في المنزل ذلك الصباح ، فامضت معظم وقتها معه في الخارج قبل ان تبلغ الشمس كبد السماء .كان كالعادة قانعا باللعب وحده، فجلست على كرسي طويل تراقبه. لم تكن وجبة الغذاء بجودة ما اعتادت تقديمها لانها اعدت وجبة´ بسيطة وكافية .فلقد تعلمت درسا منه . ولن تبرهن شيثا بعد الآن لمارك هاموند.
ملات صندوق الثلج بزجاجات العصير التي بردتها مسبقا في البراد...ثم لفت بعضا من مكعبات الثلج لتبقى كما هي داخل الصندوق ...وكافحت بكل جهدها لتضعه في مقعد السيارة الخلفي.
كان الوقت ظهرا حيث الحرارة شديدة... والسرعة بالسيارة ستثير غيمة من الغبار في انحاء المزرعة ، لذا
اقتنعت بالسير الخفيف. بدت لها الزهور البرية على الطريق ، تتوج خضرة عشب الربيع ، وتخفف بالتالي خضرة اشجار السنديان والصنوبر الارزى.رأت من بين تلك الزهور شقائق النعمان وزهرة قلنسوة الراهب الزرقاء وناعورة الهندي، وكوب اللبن الابيض والاخضر.وكان الهواء مشبعا بالمطر الذي ترسله هذه الازهار. كانت الفراشات والحشرات الأخرى تنتقل من زهرة الى اخرى تشارك النحل في امتصاصها بينما كانت العصافير تناجي بعضها بعضا بالاغاني المشجعة . وفي وسط الحقول هناك رباط فضي يستدير وكأنه يحاول ربط خرافها ببعضها بعضا.انها الساقية التي يجب اذ تستدير من عندها نيكول باتجاه الحظائر.
سمعت الساقية تتهامس فوق الصخور وعلى الاطراف.ثم مات صوت المياه وملأ الجو مكانه صخب الماشية الذى ازداد الى ان وصل الى قمة ضجيجه عندما اخذت نيكول تخفف سرعة السيارة للتوقف قرب ضباب الغبار اللذي، يلف الحظائر...بينما كانت تنزل من السيارة ، اطبقت على انفاسها حرارة ممتزجة من حرارة اجساد الرجال والماشيه والشمس. رائحة العرق النفاذة وحريق الوبر، وروث الحيوانات ورائحة بعض الادويه ملأت انفها فسببت لها شعورا بالغثيان .
كان كل شيء على قدم وساق فالنشاط والحركة في كل مكان والوشم بالصباغ والوشم بالنار.ثقب الآذان في حركة دؤوب اما الرجال فعلى الارض .منهم من يلوح بالحبل ويرميه ارضا ومنهم من يربط الارجل او من يسرع الى الركوب ، وهذه امور غالبا ما شاهدتها في افلام الغرب الأمريكي...ورغم انزعاجها من الروائح الكريهة راحت تتامل ما يجرى بذهول .
غطت عينيها من وهج الشمس وراحت تتفرس في البشر الموجودين في الحظيرة امامها ..قليل من من الرجال لاحظوها واقفة الى جانب الطريق.لكن سرعان ما نساها من شاهدها في غمرة عملهم الذى لا ينتهي...كانوا جميعهم يرتدون الثياب نفسها تقريبا وهي عبارة عن الجينز الازرق القاتم ، والقمصان
الباهته القبعات المغطاة بالغبار الذى يغطي كل شيء تقريبا. ومع هذا لم تجد نيكول صعوبة في التقاط مارك من بين الآخرين. فرغم اتساخه كالآخرين، كان حوله عباءة خفيفة تميزه عن الجميع ...كان يجلس بكل ارتياح على صهوة حصان بني قوي ...يحيط به كل ما يجرى حوله . تركز اهتمامها عليه ... فلم تلاحظ الحصان والراكب المميز الآخر اللذي اقترب منها الى ان حجب راس الجواد الغزالي اللون الرؤ ية عنها، فالتقت عيناها المذعورتان بعيني دوغلاس المداعبتين قبل ان يدير اهتمامه الى الحظيرة.ثم سألها:
-ما رايك بحياة راعي البقر المليئة بالحركة ؟ حرارة وقذارة ، ضجة وبقر...الى من تعتقدين ان بامكاننا الشكوى لظروف عمل افضل
فابتسمت ورفعت راسها الى السماء:
_الى رب السماء.
ثم حدقت النظر في الرجل العريض المنكبين الجالس فوق سرج الجواد.ثم اشاحت بعينيها عنه عندما لم تعد تستطيع منع الشمس عنهما.فقال لها دوغلاس بلهجة قلق حقيقية .
_كان يجب ان تضعي قبعة قبل خروجك إلى الشمس.
فكرت نيكول بقبعة القش المزينة بالزهور. انها رائعة في الحديقة وقرب بركة السباحة ، لكنها مخيفة هنا، فردت :
_هذا ما اكتشفته لتوي...لم اكن اعلم ان العمل كثير في جمع الماشية .
فابتسم لها دوغلاس.
_الامر اكثر من جمعها ووسم الجديد منها، اذ يجب ان تمر عبر قناة تغطى فيها في الادوية المانعة للامراض.
والمريض منها او العاجز يجب عرضه على الطبيب البيطري. فالعجول الجديدة يجب وضع حلقة مميزة في آذانها، كي تباع فبما بعد للذبح ...ليس في هذا كله مرح او رومانسية. سعلت نيكول فجأة وقد وصل الغبار من مكان ما اليها سببته بقرة تحاول التخلص من حبل الرامي الذي التف على رقبتها.فقالت بصوت لا يزال مختنقا:
_اوافقك الرأى... العصير في السيارة .هل تريدني ان احضره؟
نظر دوغلاس نظرة سريعة الى الحظيرة فرأى مارك يستدير بحصانه حول القطيع بطريقة قربته من السياج حيث يقفان فساله دوغلاس :
_ما رايك مارك انستريح الآن ام نكمل ؟
لم يرد مارك بعجلة ، ففهمت نيكول ان قراره اتخذ قبل ان يتقدم نحوهما.
_سننهي ما تبقى ثم ندخل القطيع التالي. ..بامكانه ان يهدا قليلآ بينما يستريح الرجال .
لم يكن ينظر اليها وهو يرد...ولم تستطع توقيف ارتجاف فكها وهي تسال :
_كم سيطول هذا؟
مرر نظرة سريعة إلى وجهها قبل ان يصرف نظره عنها وعن الاهتمام بها.
_بعد نصف ساعة.
_هل من المفترض ان انتظر!
شاب صوتها التوتر في وقت تحاول فيه اخفاء كرهها الناتج عن تصرف مارك غير المكترث بها... ثم اكملت _يجب ان احضر الرستو للعشاء ، فغلينا ودايفد سيصلان المنزل بعد وقت قصير.
سمرتها في مكانها حدة نظرته الفولاذية وقسمات وجهه المتحفظة الصخرية .
_لك ان تبقي او تذهبي هذا خيارك .لكن لا تتذمرى من كثرة العمل, اذا رغبت في كتف تبكين فوقه فانا واثق ان دوغلاس سيكون اكثر من سعيد لتوفيره لك.
التفت بسخرية الى الرجل الطويل فوق حصانه... فاسودت وجنتاه بالغضب ، وارتسمت ابتسامة قاسية على فم مارك .
_لماذا لا ترافقها إلى المنزل لتحضر غطاء صندوق الثلج سيعجبك هذا..اليس كذلك؟
ثم امسك لجام جواده والازدراء بغطي وجهه فاشاحت نيكول وجهها عن دوغلاس متالمة فقد علمت انه معجب بها، لكن مارك يحاول التلميح الى انه اكثر من معجب لكن ما زاد المها وذلها عدم ا ظهاره اقل اهتمام بذلك . تمتم دوغلاس بشراسة :
_ذلك الرجل اللعين دقيق الملاحظة . يلاحظ اشياء ليست من شأنه
اخذت نيكول تتفرس بدوغلاس، مع انه لم ينظر اليها وهو ينزل عن ظهر جواده ملوحا لاحد العمال ليأخذ الحصان .كان الازدراء الغاضب في كل حركة من حركاته قفز عن السياج وسار مع نيكول التي كانت تجرجر اذيال الخيبة المثيره للشفقة ...ثم بصمت مكتئب ، اخرج صندوق الثلج من السيارة ...وحمله إلى تحت ظل شجرة سنديان .وعاد الى السيارة ليصعد ويشير اليها بان تنطلق .
عندما عادا إلى الطريق الموصلة إلى المنزل ، نظرت نيكول مترددة إلى الرجل الوسيم قربها فرأت ذراعه تستريح فوق النافذة المفتوحة وقبضة يده على وجهه .
_دوغلاس ، انا آسفة ...ما كان يجب عليه قول ما قاله .
_ولماذا لا...الامر صحيح .كان يجب ان اقدم استقالتي منذ اللأسبوع الاول الذي جئت به الى هنا بعد ان
لاحظت حقيقة مشاعرى نحوك .
لم يكن هناك ما يمكن ان تقوله نيكول... فلن تستطيع تشجيعه ابدا.خاصة ان مشاعرها نحوه لا تعدو حد الصداقة والإعجاب.مع ذلك فالتفكير في الحرمان من محبتة ومواجهة كل تلك الوجبات وحدها مع مارك وقلة اكتراثه اثارت قشعريرة باردة في اعصابها.
بقيا صامتين ما تبقى من وقت اثناء الطريق فادركت نيكول ان دوغلاس لا يريدها ان تتكلم.فلو قالت له انها متعلقة به فسيكون قولها قاسيا كاعطائه املا زائفا. في الوقت نفسه هناك إحساس مؤكد انه سيكون موجودا الى جانبها عندما تحتاج اليه ، دون شروط. استمر تفكيرها يتساءل عما اذا كانت الامور ستختلف لو انها قابلت مارك ودوغلاس معا في الاحتفال ..لكان الرد يومها سيكون سهلا...لكن سؤالا آخر لاح لها في المقدمة لماذا اختارت مارك بدلا من دوغلاس؟ الرد على هذا السؤال سوف يراوغها كثيرآ بعد.

milk_honey
12-12-2010, 18:15
البقية في الليل او في الغد


سامحوني على التأخير

بس الدراسة ما بترحم


تحياتي

ساكنه القلوب
12-12-2010, 22:07
الف مشكوووووورة ياقلبي واحلا سلالالالالالام الى جميع الاعضاء من اعماق قلبي وحشتوني كثير واحلا سلالالام اليكم دون اسثتناء::سعادة::::سعادة::::سعادة::ودمتم لي في قلبي سكنة

Angel 1118
13-12-2010, 00:51
يا قلبي يا انجل 1118 انتبهي على نفسك انتي مشكلتك مثل اختي الصغيرة فيها ربو واذا الجو صار فيه تغيرات هي تنعفس يعني يقلب حالها فوق تحت وعلى طول ناخذها المستشفى تاخذ بخار ..

بس انتي حاسبي على نفسك والبسي زين الصباح لان برد الصبح هو اللي يذبح مع آخر الليل ..

الله يعينك حبيبتي وما تشوفين شر ..دفي نفسك اوكيه .. يا الغلا كله ..




ياروحي انت
ربي يرضى علييييييييج
حااااااااااضر مامي
ابشري
والله لو تشوفيني تقولين دوب قطبي من كثر الملاااااااااااابس
ربي يسعدج ويخليج يالغلا تسلمين :)
ابشري ياعيون Angel

Angel 1118
13-12-2010, 00:54
الله يشفيك
لكن لا تخافي إذا كنت تلبسين جيدا وعند التغيير تغيير بنفس العدد الملابس وإذا إستحممت لا تخرجي لمكان بارد وإلبسي جيدا ولا تعرضي نفسك للبرد كثيرا فإن شاء الله ربك يشفيك أنا كما عندي ماما فيها الربو
لكن الحمد لله من أكثر من 10 سنوات قمنا بتغير السكن وأصبحت تنتبه للجو إدا كان باردا تلبس أكثر
كما تغيير بنفس عدد الملابس وأن تكون قطنيةأحسن وصارت والحمد لله لا تزور الطبيب كثيرا ولم تعد تستعمل بخاخ نهائيا والحمد لله
إن شاء الله بالإنتباه والإبتعاد عن أي مكان به الغبار أو الرطوبة تكونين أحسن ربنا معاك



حيااااااااااج يالغلا
حااااااااااااااااااضر ابشري
راح البس عني وعنج طيب
وربي فوق 6بخاخات عند راااااااااسي
ربي يعين
تسلمين غلاتي
ويااااااااااج
عيون Angel انت

Angel 1118
13-12-2010, 00:56
هوووووووووني حبي
تسلمي يارب
بانتظاااااااااااااااااااارج يالغلا

يوكي 111
13-12-2010, 04:29
ماشاء الله
ماري ظهرت اخيرا"
أنا في حلم ولا في علم
فينك عزيزتي
أشتقنالك كثيرا"
طلي علينا من وقت لآ خر
لكي تحياتي

يوكي 111
13-12-2010, 04:32
ميلك هني
تسلمي يا سكر
ولا يهمك ياقمر وربنل معكي في الدراسة
..........جاآآآآآآآآآنا............

يوكي 111
13-12-2010, 04:37
أنجل عزيزتي
شفاكي الله وعفاكي من كل سوء
ربي يعطيكي ألف عافية
ومليون صحة وهنا
لكي مني اطيب الامنيات
والدعوات الخالصة
لكي كل أحترامي وحبي
...........جاآآآآآآآنا............

يوكي 111
13-12-2010, 04:40
غصونة
كيفك يا سكرة
أحلى سلام لكي ياقمر
تحياتي

يوكي 111
13-12-2010, 04:45
خديجة
وحشتيني كتييييير ياغالية
كيفك وكيف احوالك
عساكي بخير
وربي يشفي والدتك من كل سوء
ويعطيكم الصحة والعافية
ومشكورة حبيبتي على السؤال
تسلمي من كل شر
,,,,جاآآآآآآنا,,,,

يوكي 111
13-12-2010, 04:48
جانت كيفك أنتي ووسونات
أنشاء الله بخير
وحشتوني كتيير
...جاآآنا...

يوكي 111
13-12-2010, 04:51
نسرين
فينك حبيبتي وحشتيني جدا"
الصراحة قلقتيني عليكي
كل هذة الفترة ولا أي خبر منك
طمأنيني عليكي يا قلبي

يوكي 111
13-12-2010, 04:56
نايتو
مش ممكن أليي بيحصل دة
كل هذي الغيبة الطويلة
فينك وكيف أخبارك
طلي فقط وطمأنيني عليكي
يارب تكوني بخير
........جاآآآآنا.......

يوكي 111
13-12-2010, 04:59
ساكنة القلوب
كيفك يا أميرة الرومانسية
وحشتيني ياقمر
لكي أحلى وأغلى سلام
تحياتي

يوكي 111
13-12-2010, 05:06
ولكل العصابة هههههه
أي كل البنوتات الحلوت أخواتي في المشروع
وحشتونيييي
ياقمرات
كلكم بدون اثتثناء
لكم ودي وخالص حبي
.......جاآآآآآآنا......

الغصن الوحيد
13-12-2010, 06:09
حبيبة قلبي ميلك هوني مافي لا تاخير ولا قصور بالعكس مشالله عليك يعني تنزيلك للرواية توقيته حلو واكثر من حلو بعد يعطيك ربي الف عافيه ..
واحنا معاك ونستناك نشوف اخرتها ايش مع تصانيف الاخ مارك ..

الغصن الوحيد
13-12-2010, 06:11
هلا بحبيبتنا ساكنة القلوب وش اخبارك يا قلبي انشالله بخير ..

اشتقنا لك يا قمر ..

الغصن الوحيد
13-12-2010, 06:18
malh حبيبتي هلا فيك انا الحمدلله طيبة تسلمين يالغلا ..

والله انك صادقه نسرين ما هي عادتها صحيح سوتها من قيل مرتين واقطعت بس ما طولت كذا ...

نسرينو با قلبي وينك طمنينا عليك عسى المانع خير يا ربي ..

الغصن الوحيد
13-12-2010, 06:22
كيوت حبيبة قلبي وينك انتي بعد مختفية انتي وانجل تريس وش اخباركم طمنونا الله يخليكم حبيباتي..

الغصن الوحيد
13-12-2010, 06:25
نايت تاخذ جائزة في الاختفاء والغياب نسبة حق قبل ..نايت كنا على طول نشوف الكتابة الوردية والزرقاء والان ولاشي مره بس لو تدخلين كل 3 ايام يا شيخة كل اسبوع بس نطمن عليكم انتي والليدي كلير وحشتونا والله..

الغصن الوحيد
13-12-2010, 06:31
حبيبتي انجل 1118 زين ماما تسمعين الكلام شاطره ..اهم شي تصرين دب من الثياب تصرين ديناصور اهم شي تدفين نفسك والله يصبرك ويعينك انشالله اجر وثواب يا ربي ..









شاطرة حبيبتي ابشتري لك حلاوة مع شوكلاته كيندر ..

الغصن الوحيد
13-12-2010, 06:32
خدوجة يا خدوجة مراحب مراحب والله شوفتك تشرح الصدر لا تحرميني شوفتك ..

الغصن الوحيد
13-12-2010, 06:44
الى باقي عضوات الحاره اقصد المشروع نداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااء

وينكم ( يخلي لي عينكم ) لا تحرمونا شوفتكم ترى ما نقدر على ( فرقاكم )

الى كل المختفيات من البنات منهم طبعا نسرين ونايت سونغ وجانيت ديلي والليدي كلير وسوناتا وكيوت غيرلز وانجل تيريس والقيد الوافي واميره روزا وبرنسيسة زمان وفرافرفر وهوتفري ولميس ورووناء ..
واسفه على الاسامي اللي نسيت ذكرها ولكن انتم اكيد في قلوبنا ..عشان كذا________________________








لا تخلونا ..................................ولا تنسونا ..

ملاك001
14-12-2010, 23:28
هلا حبيبة قلبي ملاك 001 مراحب والله فيك ..

حياك الله حبيبتي اخت وصديقة بينا يا هلا ..

اهلين فيك غصونه ومشكوره على الترحيب

ملاك001
14-12-2010, 23:34
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله بخير
مرحبا بك معنا ملاك

اهلين فيك خدوجه

يوكي 111
15-12-2010, 10:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كيفكم يا بنوتات
وحشتوني
تحياتي

يوكي 111
15-12-2010, 10:21
ملاك
أهلا" بك عزيزتي
أخت وصديقة
آسفة على الترحيب المتاخر
لسة وخدة بالي
أعزريني العتب على النظر ههههه
لكي تحياتي

يوكي 111
15-12-2010, 10:33
بنات
عندي روايةجاهزة
للأمانة منقولة
فما رأيكم لو نزلتها بعد هوني

يوكي 111
15-12-2010, 10:35
بنات هذا هو ملخص الرواية
وهي من روبات أحلام
الوهم الأسير

الملخص

. أنا مخطوبة لڤيكتور سبنسر !
كانت هذه كذبة بسيطة من زاندرا لتنقذ نفسها من موقف محرج . . وما همها طالما لن يعرف أحد بهذه الكذبة ، وخصوصاً . . ڤيكتور !
. . . لكنه عرف ، وعرف هذا بأصعب طريقة ، وقبل أن يستيقظ من ذهوله وجد نفسه متورطاً . . . منتدى ليلاس (http://www.liilas.com/vb3/)
وهكذا واجهت زاندرا رجلاً غاضباً تعرف أنه لا يطيقها كما لا تطيقه هي ، فكيف سيتخلص ڤيكتور من هذه الورطة ؟ وهل يرغب فعلاً بأن يتخلص ؟

Angel 1118
15-12-2010, 12:28
حبيبتي انجل 1118 زين ماما تسمعين الكلام شاطره ..اهم شي تصرين دب من الثياب تصرين ديناصور اهم شي تدفين نفسك والله يصبرك ويعينك انشالله اجر وثواب يا ربي ..









شاطرة حبيبتي ابشتري لك حلاوة مع شوكلاته كيندر ..




اهلين مام
هههههههههههههههههههههههه وربي موقادره اتحرك زي النااااااس
حااااااااااااااااااضر
لألألألألأ مام ما بي كيندر ابي سنكرس احبه اكثر
فديتج ربي لا يحرمني منج مااااااااامي
مع حبي :)
Angel 1118

Angel 1118
15-12-2010, 12:33
أنجل عزيزتي
شفاكي الله وعفاكي من كل سوء
ربي يعطيكي ألف عافية
ومليون صحة وهنا
لكي مني اطيب الامنيات
والدعوات الخالصة
لكي كل أحترامي وحبي
...........جاآآآآآآآنا............





حبيبتي انت تسلمين
آآآآآآآآآآآآمين وجميع مرضى المسلمين يارب
على قلبج ياعيوني

مع خالص حبي
Angel 1118

Angel 1118
15-12-2010, 12:38
malh
من الملخص بااااااااينتها رووووووعة
تنتهي ملك هوني ونزليها لنا ياحلوتي
مع حبي
Angel 1118

AnGeL-teArs
15-12-2010, 13:18
الـســــــــلام علـــــــــــــيكم

كييييييفكم يا احلي بنااااااات؟؟؟
وحشتوووووووني كلكم بلا استثناء
أأأأأأأأأأسفة جداااااا علي الانقطاع و التقصير بس المشاااغل كثييييييييييرة
..الله يعينا ويعين الجميع

AnGeL-teArs
15-12-2010, 13:21
الغصن
اشتقتلك يا حبيبة قلبي
تسلمي علي سؤالك يا عسل
سألت عليكي العافية

AnGeL-teArs
15-12-2010, 13:22
خديجة
كيفك؟؟
ان شاء الله بــ100000000000000 خير
اشتقتلك جدااااااا يا قــمــر

AnGeL-teArs
15-12-2010, 13:27
malh
كيييييييفك؟وكيف الاولاد؟
ان شاء الله تمااااااااااام
منووووووورة المشروووع بطلتك المميزة
واضح ان الروااااااية حلوة ننتظرك بعد هوني ان شاء الله^^

AnGeL-teArs
15-12-2010, 13:30
ساااااااااااكنة القلوووب
اخبارك؟واخبار الاولاد
ان شاء العااائلة كلها بمليوووون خير
اشتقتلك

AnGeL-teArs
15-12-2010, 13:34
انـــــــجــــــل
1000 سلامة عليكي يا عسل
ان شاء الله صرتي احسن
منوووووووووورة المشروووع ياقمر
وتسلم ايديكي علي رواية "من انا"
كتيييييييييير حلوة

AnGeL-teArs
15-12-2010, 13:50
ماااااااااااااااااااااااااري
الف ومليون مرحبا بك
من زماااااان كان نفسي تدخلي مررة ثانية ع المشروووع
اهنئك علي فكرة المشروع الرااااائعة و المشروع موجود
بفضل مجهوداتك ومجهودات كل العضوااات الرائعات

AnGeL-teArs
15-12-2010, 13:50
نايت / كلير / نسرين / جوليا / فرافير / جانيت /سوناتا / هوتفري
وكللل البناااااااااااات الغااائبات
اشتقنا لكن

AnGeL-teArs
15-12-2010, 13:51
مرررررحبا بكل العضوات الجديدات
سوووري الترحيب متاخر
نورتونا ومنوررررين المشرووع

AnGeL-teArs
15-12-2010, 13:53
ميلك هوني
تسلم ايييدك علي الرواية الجميلة
يــــــــــا قمـــــــــــــرررر

*cute_girl*
15-12-2010, 14:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم بناات ؟ ان شاء الله الكل تماام
اشتقتلكم جداا

milk_honey
15-12-2010, 14:16
7_لاوجود لها


تأخرت دروس دايفد في الركوب الى مابعد انتهاء تجميع الماشية. وقررت نيكول ان تتنظر ذلك الوقت كذلك لتنعش مهارتها في الركوب، صباح اليوم الموعود استيقظ دايفد عندما كانت الشمس ماتزال صفراء ولزم نيكول ان تستخدم كل ابداعاتها وصبرها كي تبقيه مشغولا في المنزل الى حين الساعة المحددة للقاء مارك في الأسطبل. اقنع دايفد غلينا للمجيء لمراقبته.... وهاهي الأن تقفز وراء نيكول ببطء لتتماشى مع سير نيكول البطيء. عندما وصلوا سارع دايفيد للدخول متجها الى الجياد المربوطة خارج حظائرها وسأل مارك بأثارة:
_ايهما لي؟
_الكستنائي الى اليسار.
_ما اسمه؟
_جو.
_جو!اسم غير جيد سأسميه البرق.
تأملت نيكول الجوادين بصمت، فالكستنائي الذي اشار اليه اليه مارك كان يشبه الأحمر القريب منه. كانت تظن ان مطية دايفد ستكون من النوع البوني الصغير فظهرت تقطيبة قلق على جبينها وهي تنظر الى مارك.
_دايفيد صغير جدا على ركوب حصان كبير كهذا؟
_البوني الصغير قد يكون له قوة الحصان الكبيرنفسها. وليس عندنا جواد افضل من جو، بأمكانك تفجير اصبع ديناميت امامه دون ان يتحرك.
فقال دايفد:
_اسمه البرق ...هل استطيع ركوبه الآن؟
قال مارك بلهجة الآمر:
_استدر من الناحية الأخرى وفك رباطه ثم آتني به الى هنا... وتأكد ان تسير الى جانبه كي يراك.
انطلق دايفد بسرعة لينفذ ماقاله له لكن نيكول تحركت محاولة اللحاق به لأرشاده... فأطبقت يد مارك الفولاذية على يدها:
_اتركيه..لايمكنك فعل كل شيء عوضا عنه.
_لكنه صغير.
اشاحت يوجهها عن بريق عينيه الخضراوين واحمرار شعره الذهبي... وتمنت لوكان دوغلاس هنا ليطمئنها بدلا من مارك الذي اجابها ساخرا:
_اذا كنت ستصابين بالهستريا...فعودي الى المنزل.
قررت نيكول الا تتفوه بكلمة اخرى لئلا تعاني من سخرية مارك وهو يحمل دايفد الى السرج على ظهر الحصان العريض. كانت كل اوامر مارك التي اطلقها في الدرس الاول بلهجة صارمة لاتقبل المزاح.
وقد حاولت نيكول اكثر من مرة تبسيط بعض اوامره الى دايفد لكنها كانت تلوذبالصمت،بعد ان تكتشف ان دايفد فهم مايقوله مارك تماما، وما ان انتهى الدرس الذي اعتبره دايفد قصيرا حتى اشار الى نيكول لتمتطي حصانها. بعد ان دارت بالحصان الأحمر عدة مرات بدأت تتذكر معظم براعتها التي نسيتها.
لكن امام عيني مارك الناقدتين الهازئتين احست بأنها اقل خبرة خاصة وانه لم ينظر اليها باستحسان الا مرة واحدة. غلينا التي كانت صامته بشكل مؤلم طوال وقت جلوسها فوق الحاجز تراقب دايفد ونيكول اطلقت اخيرا تعليقا:
_يجب ان تبقي نيكول كعبيها الى الأسفل ابي.
لاحظت نيكول النظرة السريعة التي اطلقها مارك نحو ابنته، ثم طلب من نيكول ان تنفذ ملاحظتها... فخطرت لنيكول فكرتان متوازيتان: احداهما ان غلينا لاتكره الركوب كما قالت،والثانية ان مارك لم يكن غير مكترث بأبنته كما يبدو.
بعد انتهاء الدروس واطلاق الجياد الى المرعى... عاد الأربعة الى المنزل..بينماكان دايفد يتحدث الى غلينا عما احس به فوق السرج التفتت نيكول لتشكر مارك على الدروس، التي تعلم انها اولى دروس عديدة...
لكنها بطريقة ما لمحت اليه بأنطباع خاطيء فتلقت نظرة ساخرة:
_اتحاولين القول انك مقدرة لي جهدي لكنك تفضلين محبة دوغلاس؟
فاتسعت عيناها باحتجاج سريع:
_لا!...!كل مااقوله انني اقدر محافظتك على وعدك بتعليم دايفد الركوب.
_هل كنت تعتقدين اني لن افعل؟
_لا..بل اعتقدت انك ستفعل...
فقاطعها بابتسامة لاحرج فيها:
_لكنك ظننت اني سأكلف شخصا اخر بهذا؟
_اذا كنت تحاول ان تقول انني كنت اتوقع قضاء بعض الوقت مع دوغلاس...فأنت مخطيء كل الخطأ.
كان صوتها يرتجف غضبا فأجابها بكل برود:
_لم اقل هذا...بل انت من تقولينه!
_لكنك كنت تفكر فيه.
ثم امسكها مارك بحركة سريعة ممسكا خصرها ومديرا جسدها اليه ، ثم امسك وجهها بقبضته الثابته.. فتسارعت نبضات قلبها وهي تنظر الى عينيه التين ركزتا اهتمامها على شفتيها وسألها بنعومة:
_اتعلمين بماذا افكر الآن؟
احست بساقها فجأة تتحول الى مطاط فلامست يداها خصره لتدعم نفسها في الوقوف، فكان ان انتقل الى جسدها تيار عنيف من اهتزازات كادت ترميها ارضا.فهمست لدى شعورها بهبوط رأسه عليها ببطء:
_الولدان.
لكن يده كانت قد رحلت عن ذراعها الى بشرة كتفها الناعمة فاذا بالأذعان يغطي على ارادتها. وهي تحس بأنفاسه الحارة التي نتجت عن ضحكته الصامته للحظة واحدة قبل ان تصبح بين ذراعيه فارتجفت رجفة واحدة قبل ان تذوب تحت ضغطهما. قبل ان يبدأ العناق الفعلي بلمحة بصر،ابتعد عنها... فتمايلت نحوه،بينما هبطت يده على كتفها الى ظهرها ليوقفهاهناك. فتصاعدت منها آهة الخيبة من حركته هذه...الن يتوقف جسدها عن خيانة كبريائها ابدا؟... كم تكرهه!... رفعت نظرها ببطء اليه فوجدته لاينظر اليها...ثم سأل بهدوء:
_مالأمر دايفد؟
التفتت بسرعة مذعورة الى الصبي الواقف امامهما وكانت يد مارك ماتزال تمسك بها... فطالعتها تقطيبة تفكير كانت مرتسمة على جبهة دايفد وهو يحدق في مارك ثم يسأله وقد كشر عن وجهه بازدراء:
_اتحب العناق الى هذه الدرجة؟
فأجابه مارك بلهجة مرحة:
_انه كالسبانخ...ستحبه عندما تكبر.

milk_honey
15-12-2010, 14:18
فهز دايفد راسه وكأنما لم يعد للموضوع اهمية:
_اوه..تعالي ناني..قلت انك ستقدمين لنا بعض البسكويت والحليب.
فتمتمت نيكول تتحرر متسللة من يد مارك:
_انا قادمة.
لحقت بدايفد مطأطأة الخطوات تحس بخطوات مارك الرشيقة وراءها.


استمرت دروس الخيل اسبوعا اخر،كانت تبدا في ساعات البرودة في الصباح تحت اشراف مارك...كان حصان دايفد الكستنائي القوي مطيع كالبرق لكنه كان مطيعا وحذرا فعندما كان يشعر بخطأ يرتكبه دايفد كان يخفف سرعته حتى يستعيد الصغير توازنه. اما جهودها هي فكانت اكثر نجاحا ووجدت نفسها تحت ارشادات مارك تتعلم المزيد عن الجياد وركوبها تظهر تألق الرضا على ماتنجزه،في وجهها،دون ان تتلقى انتقادا واحدا من مارك. قال لها مارك وهي تترجل:
_سنخرج بعد الغداء لنرى ماتعلمناه في الحقول المفتوحة.
نظرت اليه نظرة سرور مكبوتة،تود ان تعبر على فرحهها لكنها علمت انه سيقابل هذا التعبير بسخرية فاكتفت بان هزت راسها موافقة بصمت ثم ابتعدت لتريح جوادها الأحمر مبقية احساس الأنتصار مدفونا في نفسها.
بعد تنظيف اطباق الغداء ووضع دايفد في باص المدرسة لتتلقي دروس بعد الظهر .توقفت نيكول في طريقها الى الحظيرة تحت شجرة السنديان تتأمل المراعي الواسعة الممتدة امامها فتصورت نفسها تجري بحصانها الأحمر عبر الحقول...والهواء يتلاعب بشعرها... انها صورة رائعة ستتحقق عما قريب.
حثت الخطى في الممر بين الأشجار تقطع ماتبقى من الطريق الذي تملأه اشعة الشمس الساطعة نحو الحظيرة.فجأة توقفت في منتصف الطريق مذهولة وقد جف الدم من وجهها..لأنها شاهدت حصانها الأحمر خارج السياج وحصان مارك الكستنائي قربه. لكن ماكانت نيكول تحدق فيه بذهول كان الحصان الأرقط الرافع عنقه على بعد اقدام من مارك.. عندها اختفت سعادتها بسرعة البرق.اذ كانت فوق الحصان المرقط جانيت تجلس منفرجة الساقين تبدو خبيرة انيقة بالتنورة البنية الخاصة يالركوب وبالقميص الأبيض والقبعة العريضة التي لها الألوان نفسهاوالتي تخفي خصلات شعرها الطويل المربوط خلف عنقها.كانت تبدو في عيني جانيت الرضى وهي تتامل الخيبة على وجه نيكول.
_نحن هنا نيكول..انا ومارك في انتظارك.
اجفلتها طريقة جمع تلك الفتاة بين اسمها واسم مارك،فارتفع ذقنها بكبرياء مجبرة قدميها على حملها نحوهما لترد ببرود.
_لم اكن اعلم انك هنا آنسة والترز والا لجئت مبكرة.
تلك الملاحظة اطلقت ضحكة مرنمة من حمراء الشعر زادت نيكول غضبا. فنظرت الى عيني مارك المراقبتين بكسل. فذكرها اللمعان الساخر في تلك العينين بماحدث لها معه بعد زيارة جانيت الى المنزل يوم اضطرت للقبول بمجيء جانيت متى شاءت لتتخلص من ازعاجه لها.... فاحمرت بغضب صامت....وسمعت جانيت تقول:
_ابي كان يراقب بعض القطعان في مكان ليس ببعيد من هنا فقررت ان اخرج معه لأزوركم. وعندما قال لي مارك انك ستخرجين للمرة الأولى للركوب في الحقول دعوت نفسي للمجيء معكما لعلك لاتمانعين؟!
فردت نيكول متصلبة:
_طبعا لا.
فأضافت جانيت بلهجة متعالية:
_اعرف شعور المتعلم الجديد..فأنا ومارك ولدنا تقريبا على صهوة جواد.
سرت البرودة في اطراف اعصاب نيكول..فقدراتها على الركوب لاتماثل قدراتهما...لذا احست بثقتها تتبخر...وبمعدتها تتقلص كأنها على وشك التقيؤ وشعرت بأنها نسيت كل ماعلمها اياه. ارادت ان تهرب قبل ان تذل امام براعتهما وخبرتهما وتصبح عرضة للسخرية. فك مارك رباط جواديهما متقدما نحو نيكول ليعطيها زمام الأحمر.فمرت بها نظرته الجامدة بسخرية ثم وقف امامها ليحجب منظر يديها المرتجفتين عن جانيت لكنه لاحظ هذا الأرتجاف فقال بهدوء:
_لقد نسيت قبعتك.
_ماكنت بحاجة اليها اما الآن فلابد من وضعها تحت شمس المراعي الحارقة.
امسكت بالزمام بيد ثابته وهي تتصور نفسها ترتدي تلك القبعة السخيفة ذات الزهور..فاشاحت بوجهها:
_لست بحاجة اليها.
وضعت يدها على مقدمة السرج استعدادا للركوب .لكن اصابع مارك حفرت في ذراعها من فوق قميصها.
_قلت لك اذهبي الى المنزل واحضري قبعتك.
قفزت شرارات مسمومة من عينيها اللوزيتين وهي تجابه نظرته ثم انتقلت نظرتها الى جانيت التي كانت تلااقب بصمت معركة الأرادة بينهما...دون اي كلمة انتزعت نيكول ذراعها من قبضته بغضب ورمت اللجام اليه ثم عادت ادراجها الى المنزل والغضب والسخط باديان في كل حركة منها.
كم سينتظران عودتها ياترى ؟انها لن تشاركهما الركوب خاصة وهي ترتدي تلك القبعة السخيفة على راسها.
صفقت الباب الأمامي خلفها بغضب جارف. ولم تخفف سرعة خطواتها حتى وصلت الى المطبخ،فوقفت قرب الطاولة تحس بحاجتها الى ان تنفس عن غضبها. ثم اخرجت دلوا وفرشاة من خزانة المغسلة ووضعت الدلو تحت صنبور المياه ثم وضعت كمية كبيرة من مسحوق التنظيف فوقه وتركته يمتليء بالماء الساخن ..
بعد لحظات كانت تجثو على يديها وركبتيها فوق الأرض تنظفها بوحشية بحركات عنيفة...كانت قد انهت نصف ارضية المطبخ عندما سمعت الباب الأمامي يفتح وصوت مارك الآمر يستدعيها،فتجهم وجهها لكنها لم ترد. كما انها لم ترفع راسها عندما توقفت خطواته بباب المطبخ ليقول لها بهدوء ينذر بالشر:
-اما طلبت منك ان تحضري قبعتك؟
غطت الفرشاة بالماء والصابون وهي ترد باختصار:
_انا مشغولة.
_بل انت خارجة معنا لركوب الخيل.
كان كل كلمة تفوه بها يركز عليها بقسوة..فأجابته ساخرة:
_ستجد النزهة انت وجانيت اكثر ارضاء لكما وحدكما انا واثقة من هذا!
وقفت على قدميها تضع دلو الماء على الطاولة،ثم تهم بزحزحة الكراسي من مكانها وهي تحس بالنظرة الفولاذية التي كانت تلاحق تحركها فقال مارك:
_هل ستعودين الى هذا مرة اخرى؟
عندما لم ترد سألها:
_هل ستأتين بقبعتك ام آتيك بها؟
فهزت كتفيها بعدم اكتراث.
-اذهب وات بها اذا اردت...لكنني لن اخرج.
_بسبب وجود جانيت؟
ضربت قدمها في الأرض بثورة غضب ثم نظرت اليه تواجهه وهي ترتجف.
_لن ادع تلك المرأة تهزأبي!ولست اهتم بما قد تفعله بي..لكنني لن ارتدي تلك القبعة السخيفة!
امال رأسه الى جانبه متسائلا:
_سخيفة!
_اجل سخيفة!انت تعرف ان القبعة الوحيدة التي املكها هي قبعة القش ذات الزهور!
دوى ضحكه عاليا فقالت بصوت يرتجف:
_الأمر ليس مضحكا!
لكن ضحكته استمرت...وقبل ان تتيح لتفكيرها فرصة النظر فيما ستفعله كانت قد رفعت دلو الماء وافرغته بأتجاهه...وكانت بضع نقاط فقط من نصيبه لأنه قفز جانبا،متجنبا الماء بكل سهولة،فخيم الصمت على المطبخ...ثم ركز نظره عليها بعينين ضيقتين.
رغم شدة غضبها ارتدت الى الخلف وهي تراه يتحرك الى الأمام لكنها اجبرت نفسها على الوقوف في مكانها جامدة تحارب الأندفاع الجبان الذي يحثها على الهرب ولقد نجحت في هذا الى ان اصبح امامها مباشرة،عندها لم تعد تقوى على الوقوف فحاولت الهرب. لكن يديه امسكتا كتفيها بقبضته عقابا لها وجذبها الى صدره فالتصق ظهرها بهواحست بارتجافات باردة برودة الفضة تتسارع نحو نخاعها الشوكي عندما اخذت يداه تمران بنعومة على ذراعيها...فأشعلت لمساته المداعبة المثيرة فيها شموع الرغبة كالعادة. قالت له مرتجفة والتوتر يكاد يخنقها:
_انت اجبرتني مارك ماكان عليك الضحك مني.
تحت تأثير لمساته لم يعد لديها الأرادة لتقاوم فلما ادارها بين ذراعيه ورفعها يحملها بينهماقال متمتما بخبث:
_النار يجب مكافحتها بالنار.
دون قصد منها التفت يداها حول عنقه تدعم نفسها...
في حين غطت قبلاته النارية وجهها،لم يعد ماقاله منذ لحظات مهما كما بدا،خاصة بعد ان احست بالخطوات السريعة التي كان يخطوها.وبعد ان شعرت بشعورا غريبا من الرضى يجتاحها وهي تتصور جانيت تدخل عليها فجأة فتنصدم بالطريقة التي يداعبها فيها مارك.
بدا لها ان تسمع اغنية حب شاعرية تملأ الجو. كأنها تغريد عصفور...فاغمضت عينيها اكثر للتمتع بالصوت الطروب ..فلمسات مارك كانت تغمرها بأحساس مبهج وكأنها تطير فوق الغيم..ودون ارادة منها اخذت تتأوه تحرك عينيها بضعف ولم تعد تستطع رؤية شيء امامها سوى فمه. لكنها سمعته يقول بصوت منخفض ساخر:
_اذن اردت ان تبلليني؟
احست بالصدمة من كلماته قبل ان يبعدها عن صدره... ثم يتركها تقع...فتحت فمها تصيح لكن الماء اطبق حولها فغرقت كل جهودها لتتخلص من ماء بركة السباحة. توقفت كل مشاعرها التي آثارها عناقه بسرعة،وكافحت تضرب الماء بذراعيها وهي تصعد الى السطح...فسبحت نحو الحافة تسعل،ثم جذبت نفسها الى الحافة تحس بأنها قطة غارقة في الماء. دفعت خصلات شعرها المبللة عن عينيها ثم التفتت نحوه بغضب فوجدت ان ابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه بدل ذلك الوجه المتجهم المعتاد.فتسمرت مسحورة من مرأى هذه الأبتسامة الحقيقية،فهي لم تشاهده يبتسم ابتسامة عميقة من قبل وكان تأثير هذا عليها كبيرا.
_سأنقل اعتذارك الى جانيت.

milk_honey
15-12-2010, 14:19
لم يعد مارك ثانية الى المنزل طوال بعد الظهر.لكنه ظهر في المطبخ دون ان تتوقعه وهي تحضر وجبة المساء. رمى العلب التي يحملها بين ذراعيه على الطاولة...فالتفتت نيكول متوترة تمسح يديها.
سمعته يقول وهو ينظر اليها:
_لم يعد امامك عذر يحول دون خروجك لأمتطاء الخيل.
غمرتها السعادة وهي ترى علبة من العلب فيها قبعة..لكنها تباطأت عمدا في فتحها وفي اخراج قبعة رعاة بقر عاجية اللون واسعة الأطار.اما العلب الأخرى فكانت تحتوي على بنطلون خاص بالركوب مع سترة مناسبة،رفعت نظرها عن الثياب ثم قدمت له شكرها الصادق..متسائلة بصمت اذا كانت هداياه دافعها التفكير فيها وفي مشاعرها ام نابعة من العادة،لكنه تكلم قبل ان تشكره:
_على فكرة...سيقيم لدينا ضيف في نهاية الأسبوع... ففكرت ان من الأفضل اخبارك الآن حتى يكون لديك الوقت الكافي لتحضير غرفة الضيوف.
_ضيف؟
جمد الدم في عروقها حتى كادت ضربات قلبها تتوقف...غضبها لن يسمح لها ابدا بتحمل وجود جانيت خلال نهاية اسبوع كاملة.واجابها مارك:
_اجل ...ضيف واحد...لماذا؟
_دون سبب ..هل انت مضطر لدعوتها...مارك؟
_دعوتها!..لم اقل ان الضيف امرأة.
_اوه مارك توقف عن التلاعب اعلم انك دعوت جانيت لتنتقم مني على ماحدث اليوم...انها تلك النزعة الشريرة التي تدفعك الى اذلالي،كي الزم حدودي.
_ومتى كنت قاسيا عليك؟
تحرك من حيث يقف بسرعة حتى انها حشرت بين الكرسي والطاولة صادا بذلك عليها طريق الهرب لكنها اجابت بصوت حازم :
_ببرودتك وعدم اكتراثك،وتحفظك،وبالطريقة التي تسخر بها مني.الطفل الصغير يحتاج اكثر من الأرضاع والدفء فلديه مشاعر ويحتاج الى اهتمام لئلا يموت والكبار ليسوا افضل حالا..مارك...الا تهتم بأمر احد حقا؟اليس هناك من تهمك سعادته؟
فالتوى فمه:
_هل تحاولين انقاذ روحي بالمواعظ نيكول؟
_اعتقد انني احاول البحث عن روحك...هل تملك شيئا تضحي به من اجل شخص آخر؟
بدا عليه القلق وعدم الأرتياح...ثم اجاب:
_لا.
جعلتها حدة رده القاطع تجفل وحملته خطوات واسعة نحوالباب.حيث توقف لينظر اليها بترفع مقصود...قبل ان يردف:
_كما ليس لدي اي رغبة في معاقبتك واذلالك...فضيفنا هذا الأسبوع رجل اسمه فرانك ريتشارد..
ومع ذلك لم تجد نيكول الراحة في هذا.
يوم الجمعة بعد الظهر...سمعت نيكول هدير طائرة صغيرة فوق المنزل..ولم يكن مارك قد عاد الى ذكر الضيف ولاشرح لها ما اذا كان صديقا ام رفيق عمل. نظرت من النافذة فشاهدت الطائرة الحمراء الصغيرة تهبط باتجاه المزرعة قبل ان تختفي وراء الأشجار...هل هذا هو فرانك ريتشارد؟
خشية ان يكون القادم هو الضيف،وضعت نيكول ابريق عصير في الثلاجة...بعد عشرين دقيقة سمعت الباب ينفتح يتبعه صوت مارك ورجل اخر،ملست تنورتها الصفراء المزهرة استعدادا لدخول غرفة الطعام ثم غرفة الجلوس. توقفت في منتصف غرفة الجلوس تتأمل الزائر الغريب بانتظار ان يلاحظ الرجلان وجودها.كان الرجل اطول من مارك شعره اسود كجناح الغراب وعيناع بنيتان لدرجة الأسوداد.على وجهه ملامح العجرفة مرسومة رسما،لكنها ليست بشراسة كما الحال مع مارك لأن الأبتسامة كانت تخفف من تجهمه.وسمعت الرجل يسأل بصوت عميق:
-اين روز؟كنت اتوقع ان تقابلنا عند الباب.في تلك اللحظة التفت الرجل الى منتص ف غرفة الجلوس لكن نيكول كانت قد اعدت نفسها لنظرته الفضولية...فتوقعه رؤية عمة مارك اشار الى انه لايعرف بوجود نيكول.
قالت بأرتجاف خفيف من الغضب وبأبتسامة متوترة تعلو شفتيها لأنها اكتشفت ان مارك لم يذكرها:
_مرحبا!
سارع مارك ليسأل الرجل بهدوء:
_الم اخبرك عندما اتصلت بي ان روز تقاعدت؟
فحول الضيف عينيه نحو مارك:
_لا...لم تقل لي.
_اذن فلابد انني نسيت ذكر زوجتي ...هذه زوجتي نيكول...وهذا فرانك ريتشارد.
رافقت ابتسامة مكبوته يد فرانك الممدودة اليها:
_اشعر ان علي الأعتذار لجهلي
_لا ارجوك لقد تزوجنا بسرعة وهدوء.
فنظر اليها مارك.
_ماتقصده اننا التقينا في احتفالات مدينة مديسن هات ثم سارعنا الى تسجيل عقد الزواج.
لم يترك تفسيره القاطع مجالا للتفكير في ان عاطفة ما كانت بينهما قبل زواجهما السريع وهذا مادفع نيكول الى عدم التظاهر بأن زواجهما مبني على الحب. نظرت الى الرجل الواقف قرب مارك ثم قالت:
-اترى سيد ريتشارد..لقد وجد في مايريد..فأنا اجيد الطبخ وتدبير المنزل واحب الأولاد..هل تود شرب المرطبات؟
فرد مارك بخشونه:
_اجل هذه فكرة جيدة.
انحنى راس مارك بانحناءة خفيفة قبل ان تخرج نيكول مسرعة فسيطرتها على اعصابها تكاد تفلت منها.
عندما اصبحت في غرفة الطعام..تجمدت في مكانها وهي تسمع سؤالا فظا يطلقه بصراحة فرانك:
_اي نوع من الزواج هذا مارك؟
_انه زواج يناسبنا.على الأقل لاتتلاعب بي امرأة بين اصابعها كما تتلاعب بك.
_يوما ما...ستضطر للركوع على ركبتيك...وستجد نفسك في موقف ليس فيه تواضع...بل اذلال.
تمنت نيكول بصمت ان تتحقق هذه الكلمات ...كم تود رؤية مارك يزحف على ركبتيه طلبا لعاطفة امرأة.
احضرت لهما الشراب المثلج وكادت تعود الى المطبخ لولا وصول غلينا ودايفد من المدرسة...بعد تحية حميمة خجولة قدمت غلينا دايفد للضيف...ثم سألته:
_الم تحضر العمة ستايسي ولاجشوا؟
_ليس في هذه المرة.
والتفت الى نيكول ليشرح لها.
_ستايسي زوجتي...عادة ترافقني هي وطفلنا الصغير كلما جئت لشراء الجياد...ومارك كان اشبيني وانا اعلم انها ستحزن لخسارتها فرصة مقابلتك.
_وانا اود كذلك مقابلتها
احست نيكول بألم غريب في قلبها من طريقة لفظه اسم زوجته بحب وعاطفة،ومن اللمعان الخاص اللذي بدا في عينيه عند تذكرها.
وسأله دايفد:
كم عمر ابنك؟
_ثلاث سنوات.
فقال دايف بحزن:
_انه اصغر من ان يركب الجياد.
فارتسمت بسمة مكبوته على شفتي فرانك:
_قليلا...مع انه احيانا يركب الى جانبي او جانب امه.
_لقد تعلمت ركوب الخيل...تقريبا.
فتدخلت نيكول.
_هذا يكفي الآن اذهب غير ملابس المدرسة بأخرى ولاتنسى انتعال حذاء اخر.
فقالت غلينا باهتمام:
_سأتأكد من هذا بنفسي نيكول.
قال فرانك بعد ذهاب الولدين:
_لم تعد غلينا صامته كما كانت.
فالتفت اليه مارك:
_انها متعلقة بالصبي...تحبه كثيرا.
_هذا مفهوم...فلديها حب كبير مكتوم...ولم يكن هناك من تعطيه اياه.
_نحن نعرف بعضنا منذ زمن طويل فرانك.
في لهجته نوع من التحذير...فتبادل الرجلان نظرات مدروسة احست معها نيكول بتوتر مفاجيء وكأنه صرير معدن يصدم بمعدن اخر.انه ذلك الصدى الذي يسمع عندما تلتقي قوتان متوازيتان ثم سمعت صوت الباب يفتح فأحست بالراحة لدخول دوغلاس...كان في نظرته لها معنى مبطن...لكنه القى عليها تحية صامته قبل ان يستدير نحو الرجلين الآخرين.
_لقد فحص كارل محرك الطائرة سيد ريتشارد ولم يجد فيهما اي شيء خاطيء لكنه يقترح استدعاء ميكانيكي طيران لتطمئن اكثر.
فقطبت نيكول:
_ثمة خطب في الطائرة؟
_انطفأ المحرك مرتين اثناء سفري الى هنا...لكنني لم الق متاعب فيما بعد...لقد اجريت الكشف السنوي عليها منذ اسبوع فقط اشكر لي كارل على فحص المحرك...اتسمح دوغلاس؟
فهز دوغلاس رأسه"سأفعل" ثم خرج.
بعد خروجه راح الرجلان يتناقشان امور الأفراس الحاملة التي جاء فرانك لرؤيتها وبهذا تجاهلا ذلك التوتر القصير الذي بدا بينهما منذ لحظات او ربما تعمدا نسيانه.

milk_honey
15-12-2010, 14:21
8_عاصفة من لهب



_هل لك ان تصحبني في نزهة في الطائرة سيد ريتشارد؟
سؤال دايفد قاطعه احتجاج نيكول الحاد:
_دايفد!
فنظر اليها الصبي مقطبا:
_لكنني لم اركب الطائلرة بعد.
فاعتذر فرانك ريتشارد:
_ليس هذه المرة .لا استطيع اصطحابك لكن ربما في المرة القادمة سيكون لدي وقت اطول .اما الآن فأنا مضطر للعودة فأبني الصغير ينتظرني.
والتفت الى نيكول:
_شكرا لك على حسن ضيافتك واستقبالك.
_لاحاجة للشكر انت على الرحب والسعة متى شئت.
انحنى فرانك الى غلينا فقبلها قائلا:
_ساجلب جشوا معي المرة القادمة.
رافقه مارك الى الطائرة..خلال نهاية الأسبوع راقبت نيكول النظرة الغير عادية التي كان مارك يحدق فيها الى ضيفه...وهذا امر طبيعي...فالسيد ريتشارد رجل يحترمه الجميع ويعجب به اكان يحبه ام يكرهه.
افلتت منها تنهيدة صغيرة بعد انضمام مارك اليها مع غلينا ودايفد.واخذت ترنو اليه بطرف عينيها فتساءلت بحزن عما اذا كانت في يوم من الأيام ستفهم هذا الرجل الواقف الى جانبها...زوجها...الأسمر الوسيم...انها تعرفه بطريقة حميمية جدا...لكنها لاتعرفه ابدا.
تساءلت كذلك اذا كانت يوماستتمكن من حل لغز عواطفها الغامضة نحوه...فهي من ناحية تكرهه بسبب الطريقة التي يستغلها بها ومن ناحية اخرى تستمر في الغرق في نارها الداخليه كلما لمحته ودون ان يقترب منها.
انطلقت الطائرة الحمراء الصغيرة الى الجو .ولوح فرانك لهم وهو يرتفع.
بينما كانت تراقب الأطارات ترتفع عن الأرض تساءلت عما اذا كان فرانك يفهم زوجها او لا...اذا كان يقدر ان يفسر البرودة التي تغلفه دائما.فمن خلال الزيارات القليلة التي كانت تقوم بها للعمة روز لم تتمكن العجوز من شرح برودته ولاعدم اهتمامه بالناس.
ضاعت في افكارها فراحت تنظر باتجاه الطائرة دون ان تراها...ولم تسمع الأصوات التي صدرت عن محركها... فامسكت اصابع دايفد الصغيرة بذراعها:
_ما بال الطائرة نوني؟
فالتفتت لترى ان المحرك قد توقف تمامازوبدأت الطائرة تهبط بسرعة نحو الأرض وتتجاوز نهاية المدرج لتهبط فجاة في مكان خال ليس فيه الا بضعة اشجار.
فجأة لمحت سيارة مارك متجهة نحو الأرض المليئة بالعشب حيث الطائرة ثم لاحظت ان مارك لم يعد قربها...فبينما كانت مشلولة التفكير والحركة فيما يحدث امامها كان هو قد بدأ التحرك.
امسكت نيكول بكتفي غلينا ووجهها رفيع اصفر كوجهها تماما:
_غلينا اركضي الى الحظائر واطلبي المساعدة بأسرع وقت ممكن.
ركضت الفتاة بسرعة دون ان تتفوه بكلمة يتبعها دايفد وركضت نيكول باتجاه الطائرة.,, اثناء ركضها سمعت صوت تحطم المعدن والأشجار...وبدا لها هذا يستمر الى مالا نهاية. ما ان وصلت الى نهاية المدرج حتى سمعت صوت شاحنة قادمة من خلفها...فالتقطت انفاسها ونظرت الى المساعدة التي اسرعت فاندفعت الى الأمام لكنها لما وصلت الى موقع سقوط الطائرة التوت معدتها بالغثيان من مرأى هيكل الطائرة المحطم..وملأ الذعر قلبها...وتأكد لها ان مامن احد ينجو منها...ثم انتبهت الى ان مارك يحاول فتح باب فلرانك المحطم..زفمزقت العبرات حنجرتها وهي ترى جهده الكبير دون طائل.
توقفت الشاحنة الصغيرة خلفها...فنظرت بعينين مصدومتين اليها من فوق كتفها فوجدت اللرجال يقفزون منها لكنها ركزت نظرها على كتفي دوغلاس العريضتين...ثم سمعت صوت تكسرالزجاج فالتفتت لتجد مارك يحطم النوافذ ويزيل المكسور منها عن الطائرة.
ثم غشي بصرها...في البداية ظنتها الدموع لكن رئتيها اتسعتا بخوف وهي تتعرف الى سبب غشيان بصرها فقد تصاعدت السنة النار حوله وخرج الهواء من رئتيها بصراخ يمزق القلوب.
_مارك!...مارك!...لا!
امتلأت رعبا لأنها ظنته سيموت مع فرانك..واصبحت النار الآن اكثر بروزا..وكانت تأكل بنهم ماتبقى من الذيل باتجاه غرفة القيادة وباتجاه الجناحين حيث الوقود وفي تلك اللحظات الخطرة الداهمة علمت نيكول انها لاتريد موت مارك...كما كانت تتمنى...بل انهاتحبه!وتريده حيا!
ثم بدات تركض نحو الطائرة وتصرخ وقد اعانها الخوف وحده على التحرك وبدأ الدخان الأبيض الرمادي يتصاعد وينقلب الى اسود حاجبا عنها مارك...ثم احست بكتفيها تقعان في يد قبضة صارمة فقاومت دون جدوى لتفلت منها وتصرخ منتحبة بأسم مارك.
ثم سمعت صوت دوغلاس يقول بغضب:
_ستقتلين نفسك هكذا!
فصاحت:
_لايهمني...!يجب ان اصل اليه...مارك...
وتدفقت الدموع من عينيها عندما لم يصغ دوغلاس لتوسلاتها...ثم سمعته يهمس:
_ياألهي!
فأدارت راسها الى الوراء ...فشاهدت طيفا اسود يبرز من بين الدخان واللهب..فصرخت صرخة حادة من الأرتياح وقد تعرفت الى مارك يحمل فرانك على كتفه...ثم...وصل اللهب الى خزانات الوقود واذا بقوة الأنفجار ترمي نيكول ارضا ويستلقي دوغلاس فوقها ليحميها من الشظايا.
وارتفعت السنة اللهب والدخان ككرة كبيرة في الهواء.
واحست بهواء حار لاذع يدخل رئتيها قبل ان يدفعها دوغلاس بعيدا عن اللهب...كانت اغصان واوراق الأشجار الخضراء القريبة قد تحولت الى رماد يطير في الهواء.
قوة يدي دوغلاس دفعتها عدة امتار لكنها لم تكن تفكر في نفسها فارتدت عائدة وكل همها ان تصل الى مارك...اتجهت ايدي الرجال الى الهدف نفسه يتسابقون نحو جسدي الرجلين المنبطحين ارضا.كان جسد مارك فوق فرانك ليحميه من اللهب المتفجر.

milk_honey
15-12-2010, 14:22
اثنان من الرجال اوقفاه على قدميه فبدا واعيا بعض الشيء...وقادوه الى مكان امن من النار المشتعلة اما الأخرون ودوغلاس من بينهم فقد شكلوا حمالة بشرية من ايديهم ليحملوا فرانك الهامد الى مكان آمن.
ثم بدات صفارات الأنذار من سيارات الأطفاء والأسعاف تتناهى بعيدا بينما حملت نيكول ساقيها المرتجفتين الى مارك الذي تلطخ صدره ببقع من الدماء بينما حرق اللهب نصف شعره ولذع ذراعيه ويديه.
اخذت تنتحب وهي تسأل:
_مارك..هل انت بخير؟...هل اصبت بأذى؟..
_لاتقلقي علي.
رغم قساوة كلماته كانت في نظرته لمعان غريب وهو يبعدها عنه...فقد حجبت عنه رؤية رجلين ينحنيان فوق فرانك فأردف:
_يجب ان نوصله الى المستشفى.
وصل دوغلاس قربهما:
_سيارة الاسعاف والأطفاء وصلت..لكن...اخشى ان يكون الوقت متأخرا.
مسحت الكلمات نظرة الألم عن وجهه وبسرعة البرق دفع يد دوغلاس عنه وصفعه بمؤخرة يده فرماه ارضا وصاح:
_لا!اللعنة!لم يمت!كان حيا عندما اخرجته من الطائرة!
صاحت نيكول وهي تحاول منعه من الركض نحو الجسد المسجي دون حراك.
_اوه...مارك...لاتفعل،لاتذهب الى هناك!
ارعبتها النظرة في عينيه وهو يحدق في الجسد المضجر بالدماء امامه.
سمعت احد المسعفين يقول:
_انه ينزف داخليا بقوة.
وهمس اخر:
_انه ضعيف..
وضع الجسد على الحمالة ببراعة ومنها نقل الى سيارة الأسعاف فلحق بهم مارك...وكأنه مربوط بحبل غير مرئي بفرانك الفاقد للوعي.
بينما ابواب السيارة تقفل التفتت نيكول الى دوغلاس:
_احضر العمة روز لتعتني بالولدين .
دون ان تعطيه الفرصة لمعرفة ماذا ستفعل اسرعت الى السيارة التي قادها مارك الى مكان الحادث وجلست خلف المقود...فتبعت سيارة الأسعاف التي اطلقت صفارتها.
في المستشفى ارشدت الممرضة نيكول الى قسم الجراحة وهناك وجدت مارك يجلس على اريكة عند اخر الممرزكان يميل الى الامام ومرفقاه على ركبتيه ويداه متشابكة امامه يحدق بذهول الى باب غرفة العمليات.
انتقلت عيناه اليها وهي تجلس قربه تلف ذراعها خصره دون ان تتفوه بكلمة مواساة...فكل ملستقوله في هذه اللحظات لامعنى له.
سارت الدقائق ببطء لانظير له وانتظرا بصمت دون تفكير.
كان مارك كالتمثال المنحوت من الحجر...متوترا لاتتحرك فيه الاعيناه اللتان كانتا تلاحقان كل شخص يدخل او يخرج من ابواب قسم الجراحة. فجأة لاحظت عيناه تضيقان وهما تلاحظان رجلا قصيرا عجوزا يخرج من باب غرفة العمليات لايرتدي ثياب العمليات الخضراء المألوفة...بل رداء ابيض يصل الى ساقيه،يسير متجها نحوهما وعلى وجهه ترتسم خطوط الحزن فصاح بمارك.
-اعتقد اني قلت لك دع احد يهتم بيديك.
-انها مجرد خدوش
خدوش؟انها مليئة بالتراب والزجاج..
_لايمكنك فعل شيء هنا سوى الدعاء... فاما ان يبقى بالداخل بضع ساعات ليجمعوا ماتحطم منه،اوان ينتهي امره في دقائق.
فحدق مارك فيه متحديا ثم قال بصوت هاديء:
_فرانك سيعيش.
_هل تسألني ام تقول لي؟فأن كنت تسألني فالوحيد القادر على الرد هو العلي القدير...فكل ما بوسع البشر فعله فعلناه...والسلطات ابلغت عائلته.
فقالت نيكول:
_زوجته...
_ستصل في طائرة خاصة ...مع اني لااعلم من اين اتتها الشجاعة للطيران بعد ماأصاب زوجها.
مدالرجل يده يمسك ذراع مارك:
_تعال ...سأنظف لك جروحك.
حاول مارك المقاومة...لكنه عاد فوق على قدميه بنفاذ صبر ولحق بالرجل...وهذا مافعلته نيكول ايضا.. ،بعد ان اغمضت عينيها برهة وهي ترى منظر الجروح في ذراعيه فعمق حبها له جعلها تحس بالألم بدلاعنه.
ثم استعادا مكانهما يراقبان بصمت باب العمليات وقد عاد قميصه الملطخ على كتفه والتفت يداه بالأربطة...
بعد قليل اتتهما الممرضة بالقهوة التي ارتشفتها نيكول بينما تجاهلها مارك.
المزيدمن الوقت...وتعالى وقع اقدام خفيفة مسرعة في الممر ترافقها خطوات رجل،فوقف مارك على قدميه عندما ظهر دوغلاس ترافقه امرأة جميلة بنية الشعر سارت مباشرة نحو مارك تمد يدها اليه وهي تبتسم بغباء.
سأل دوغلاس نيكول بصوت خافت:
_هل انت على مايرام؟
فردت الهمس بهمس:
_اجل.
فقال شارحا:
_اتصل بي الدكتور سام واقترح ان اقابل زوجة فرانك في المطار.
لم تحس بيد دوغلاس المواسية الموضوعة بشكل عفوي على خصرها لأن عينيها كانت تنظران بعجب الى المرأة التي خرج صوتها الرزين عندما تكلمت:
_لقد اخبرني دوغلاس عن الطريقة التي خاطرت بنفسك فيها لانقاذ فرانك.
قالت كلمات الشكر هذه بهدوء دون اي اسى.ثم تابعت المرأة:
_لاكلمات قد تعبر عن مدى شكري.
_ستكون كلمة شكر من فم فرانك كافية.

milk_honey
15-12-2010, 14:23
التفتت ستايسي تلحق بنظرات مارك الى باب غرفة العمليات:
_امازال هناك؟
وارتجفت ثم ضمت ذراعيها فوق صدرها وكأنها تبعدالبردعنها،فردمارك بصوت ضعيف:
_يقول انه سيمضي وقتا قبل ان يخرج.
مرت ساعتان قبل ان يطل رجل طويل من الباب قلقا متجهما على فمه كمامة طبية فقال الجراح لهم ان فرانك قد نجا من العملية بأعجوبة...فأصابته بليغة وخطيرة فسألته زوجته:
_متى استطيع رؤيته؟
_سيخرجونه من غرفة العمليات الى غرفة العناية الفائقة...عليكم الأنتظار...انه يقاوم بكل ذرة فيه للحياة،هذا كل ماأستطيع قوله لك.
_شكرا لك
انحدرت من عينيها دمعة كانت الوحيدة التي لاحظتها نيكول بينما صدرت عنها تنهيدة ارتياح فانخفض وجه دوغلاس اليها بقلق وتفهم.
لكن ماان غادر الطبيب حتى اخذ التوتر معه،فسار مارك الى النافذة لينظر الى غروب الشمس...لم تستطع نيكول منع نفسها من اللحاق به فسألها دون ان ينظر اليها:
_هل تعتني روز بالولدين؟
_اجل
_سوف يعيش.
_اجل.
_سأرسل دوغلاس الى المزرعة...اعرف انك تودين العودة معه لكنك ستبقين مع ستايسي.
اندفع وجهها جانبا وكانه صفعها وقالت تحس بألم حاد:
_كنت سأبقى في مطلق الأحوال...فانت لست بحالة تسمح لك بقيادة السيارة الى المنزل.
نظر الى ضمادات يده وكأنه نسيها...ودون ان يرد عاد الى مقعده حيث كانت ستايسي تنتظر..انه يملك دائما القدرة على ايلامها...لكنها الآن وقد اكتشفت مدى حبها له...غدا الألم كبيرا كبيرا.
عند منتصف الليل سمح لستايسي ان ترى زوجها لكنها عادت الى القاعة صفراء شاحبة ماتكاد تتمالك نفسها،فحالته لا تحسنت ولا ساءت.
الطبيب الذي نظف جروح مارك...اقبل مسرعا عبر الممر في الثانية صباحا...عندما رأه مارك اجفل فسأله:
_ماذا حدث سام؟
_امازلت هنا هاموند؟
_ماذا حدث؟
_صديقك ليس المريض الوحيد هنا وستكون انت التالي اذا لم تسترح.
ثم نظر الرجل نظرة الى نيكول:
_رافقي زوجك الى البيت،فسيتألم يومين ومن الأفضل ان ينام الآن...لقد رتبت امر اقامة السيدة ريتشارد هنا.
وستعنى بها الممرضات كما يعتنين بزوجها.
_لست بحاجة للنوم.
_اخرج او اجعلهم يرمونك خارجا.
لكن تهديده لم يؤثر في مارك،فتنهد وظهر الجد على وجهه.
_سأبلغك بنفسي اذا طرأ اي امر مارك...ارجوك عد لبيتك.
اضافت ستايسي بصوت ناعم:
_ارجوك مارك...انت ونيكول فعلتما الكثير حتى الآن واذا لم يتصل الطبيب...فسأفعل انا.
اطاع مارك للمرة الأولى اوامر الآخرين وماهي الا دقائق حتى كانا في السيارة بأتجاه المزرعة.
لم يتكلما كلمة واحدة الى ان اوقفت نيكول سيارتها امام المنزل فسألته:
_هل تريدني ان اساعدك على الأغتسال؟
فرفض بحزم:
_سأتدبر امري.
عندما دخلا المنزل اطلت روزمن غرفة الأستقبال ترتدي روبا طويلا يخفي ثوب نومها ولم ينظر مارك الى عمته بل سار الى غرفته وترك نيكول تخبر عمته بماجرى.
تمتمت المرأة تهز راسها بقلق بعد انهاء نيكول رواية الخبر.
احست نيكول بموجة قيء وهي تتذكر الرعب الذي مرت به لكنها تمالكت نفسها لترد:
_مازلت لااصدق كيف اخرجه مارك من الطائرة قبل ان تنفجر .
كانت عينا العجوز تحدقان بعيدا قبل ان تقول:
_لقد اتهمته مرة انه لايمتلك اي مشاعر وكنت مخطئة!كم كنت مخطئة!
لمعت عينا نيكول اللوزيتين ادراكا فرد فعل مارك كان عاطفيا،ليس لانه انقذ فرانك لكن لانه رفض ان يعترف بموته كما رفض ان يهتمو به وبجراحه هو،اذن هو قادر على الاحساس بكل العواطف العميقة وتلك القوقعة الباردة القاسية ماهي الاستار خارجي لم يتخطه احد بناظريه حتى اليوم.
واحست بقفزة قوية في ضلوعها وقالت لها روز:
_لابد انك تعبة.الولدان نائمان في فراشهما وآن لك ان تحذي حذوهما.
_اجل ...انا تعبة.
_سأحضر الفطور في الصباح للولدين.
_ارجوك ان توقظينا اذا تلقيت اتصالا من المستشفى.
تركتها ثم لحقت بمارك قالت روز:
_سأفعل...مهما كان نوع الخبر.
كانت غرفة النوم مضاءة وقميصه الملطخ بالدم في الحمام وآثار اغتساله كذلك .لكنه لم يكن موجودا.فتقدمت على رؤوس اصابعها الى غرفة غلينا ثم الى غرفة دايفد لعلها تجده هناك...ولم تجده في اي منهما.
ثم شاهدت من النافذة ان السيارة مازالت هناك ففتشت الغرف ووجدت نورا ينبعث من مكتبه...عندما دخلت ثانية الى غرفة الجلوس احست بالهواء البارد يلفح وهها لأن ابواب الشرفة مفتوحة.
خرجت الى الظلام في الخارج...فشاهدته هناك.
كان يجلس في احد الكراسي مادا ساقيه يحدق في النجوم والبدر فحاولت التكلم لكنها لاحظت كوب عصير في يده المضمدة فوقفت تراقبه. كانت اصابعة تتحرك حول الكوب وكأنه يحاول تحطيم الزجاج...فلم يلاحظ السائل وهو ينطلق على الجوانب فتمتمت بهدوء:
_من المفترض ان تشربه لا ان تدلقه على ارض الشرفة.
فتنهد دون ان يجيب مع انها لاحظت ان نظرته تحولت الى وجهها فابتسمت له بلطف،لأن حبها له تحول الى الم جسدي لها.
_تكاد الساعة تتجاوز الرابعة...الن تأوي الى لفراش؟
وقف بترددوبطء على قدميه لكنه لم يتحرك ليدخل المنزل.في هذه اللحظة ارادت ان تخبره بأنها تفهم عذابه الصامت الذي يمر به.لكن الخوف من ردة فعله اللاذع اخرسها فما كان منها الا ان وقفت قربه تتساءل عما اذا كان يجب ان تكرر طلبها...ام تتركه وحده...لكنها قررت الكلام:
_مارك انت بحاجة الى الراحة.
فرد بصوت اجش دافيء:
_صحيح؟
_اجل...
التفت بسرعة ليواجهها لكن قسمات وجهه كانت مخبأة في العتمة،ونور القمر الفضي خلف رأسه.
_منذ متى لم المسك ايتها القطة المتوحشة؟
خلف كلماته المداعبة خشونه وسخرية تعرفها جيدا. وهددتها ساقاها بالأنهيار لكنها رمت بالمشاعر التي اثارها سؤاله جانبا وقالت:
_ارجوك مارك...اريدك ان تستريح.
خرجت ضحكة خافته من وجهه المظلل.
_لكن هذا مالا اريده انا.
شهقت عندما احست بيديه تطبقان على خصرها وتجذبانها اليه...وقبل ان تتمكن من السيطرة على بدء انفجار مشاعرها كانت شفتاه قد اطبقتا عليها...بينما طوقت ذراعاه المضمدتين خصرها. ثم تركها فجأة كما عانقها فأفلتت منها اهة وهي تحس بالنار تتأجج في داخلها...وجرها بين يديه عبر البوابة ثم اقفلها...وحملتها ساقاها بارتجاف فسارت الى جانبه...لكنه التفت وحملها بين ذراعيه تشد خشونة ضمادتيه على ذراعيها العاريتين.
وكسر الشعور الأحساس بسحره فاحتجت بضعف:
_مارك...ذراعاك...انت مجروح!
لم يرد عليها الا بعد ان وصل بها غرفة النوم حيث ترك قدميها تتدليان على الارض،في حين بقيت ذراعاه تمسكان بها تلصقانها بجسده.
ثم راح يمسح باحدى يديه شعرها عن وجنتها...وتمتم:
_اذن لاتقاوميني كثيرا الليلة نيكول.
عصف قلبها بجنون بعد ان اضاء وجهه نور المصباح قرب السرير...فاذا بضغط فكه يمتد الى فمه...لكن كان في عينيه لمعان غريب.. لمعان الرغبة...الرغبة فيها!

milk_honey
15-12-2010, 14:24
9_لاتطفيء ابتسامتي



تراقصت اشعة الشمس فوق وجهها تدفيء بشرتها بقبلتها الذهبية،فطوت نيكول نفسها اعمق بين الذراعين القويتين اللتين تحتضنانها. همس صوت خفيف في شعرها:
_ظننتك ستنامين حتى الظهر.
ابقت عينيها مغمضتين بشدة تبتسم حالمة وتحرك رأسها ببطء تحت ذقن مارك.كانت رائحة بشرته نفاذه كالمخدر،واحست بالخوف من ان تتكلم لئلا يبدد الكلام سحر الحب الذي غمرها بطلاسيمه.
قال لها مارك وهو ينقلها الى وضع اكثر راحة مما قربها اكثر الى وجهه فوق الوسادة.
_انت مخلوقة تثيرين الحيرة نيكول.
_لماذا؟
لم تتغير ابتسامتها وهي تتلفظ بالسؤال...ثم فتحت عينيها لتتركهما تعبان حتى الثمالة من وسامة وجهه...في عينيه لمعان الجاد الذي يمر بكسل فوق قسماتها.
تجاهل سؤالها بعجرفته المعتادة وقال آمرابهدوء...اقرب الى الطلب:
_انا جائع انهضي وحضري فطوري.
سحبت نفسها على مضض من بين ذراعيه فافتقدت على الفور دفء صدره...في ظلمة الليل تمكنت بسهولة من اخفاء حبها عنه...لكن اشعة الشمس البراقة لابد ان تكشف هذا الحب الذي لم تكن مستعدة للأعتراف به بعد. كانت ترغب بالأحتفاظ بسرها لنفسها في الفترة القادمة ..فمارك شديد الملاحظة ولن تتمكن من اخفاء الرغبة مدة طويلة.لكنها في الوقت نفسه تريده ان يعرف... انما في وقت لاحق لايكون فيه مثقلا بأحداث كاحداث امس.
ثوبها الذهبي كان ملقى قرب السرير فمدت يدها اليه وهي تنزلق من تحت الاغطية لترتديه بسرعة واقفلت ياقته حتى العنق ،ثم نظرت الى مارك الذي دفع نفسه للجلوس والوسائد خلف ظهره حيث بياض ضمادتي يديه يتناقض مع سمرته وسمرة صدره ووجهه،
اخذ ينظر اليها باسترخاء وتفكير فسألته:
_بيض ولحم؟
هز راسه فسارت نحو الباب.
_لن اتاخر...اتحب ان احضر فطورك على صينيه؟
_لست معاقا،لكن اذا لم اكن جاهزا عندما يجهز الطعام احضريه الى هنا.
كانت عقارب الساعة تشير الى منتصف الصباح... غلينا في المدرسة،ومن النافذة فوق المغسلة شاهدت نيكول العمة روز تجلس على كرسي في الشرفة...فعلمت ان دايفديلعب في مكان ما قربها.
بينما كانت شرائح اللحم في المقلاة انفتح باب المطبخ الموصل الى الخارج فالتفتت نيكول مبتسمة سعيدة لتحيي روز،لكن من دخل كان دوغلاس الذي توقف عند رؤيتها تعابير وجهه المرحة عادة متجمدة الآن.
_صباح الخير دوغلاس.
بعض السعادة التي تفور في نفسها من نبع حبها الخالد تسللت الى كلامها فاضفت على صوتها رنة المرح.
فتحرك فمه الى ابتسامة لم تصل الى عينيه،بعد ان ردت له تحيتها القدرة على الحركة قال:
_صباح الخير نيكول...جلبت البريد معي.
ورمى من يده رزمة صحف ومجلات ومغلفات على الطاولة.
_هل فيها شيء مهم اخذه لمارك؟
_لم الحظ شيئا...هل تحضرين له الفطور؟
_اجل...انه في الفراش.
تبدين مفعمة نشاطا هذا الصباح.هل هناك سبب محدد؟
توقفت الملعقة الكبيرة في يدها فوق المقلاة،ثم اجابت بعد ان تذكرت مشاعره نحوها: اجل.
_انها نظرة امرأة واقعة في الحب...ربما؟
احنت رأسها للحظة،متمنية الا تؤلمه.ثم التفتت ببطء اليه تنظر له بأعتذار وقالت بلطف:
_بالتأكيد توقعت ماهي عليه مشاعري قبل الآن دوغلاس؟
نظر اليها نظرة الم سوداء،تلاشت تماما وهو يقول:
_اعتقد اني لم اصدق ماتوقعته.
_لكنه حدث ولن اغير مشاعري نحوه ولوملكت ما في الدنيا.
حرك ساقيه الطويلتين نحوها ببطء متعمد وهو يتفرس في كل جزء من اجزاء وجهها.
_اريد لك السعادة نيكول...هل لي ان اقبل العروس السعيدة؟
ترددت لحظات قبل ان تسمح له بتقبيلها... امسك وجهها بكلتا يديه وهو يريد ان يطبع كل ذرة من
قسماته داخل ذاكرته...فترقرقت الدموع من عينيها وهي ترى المه...مرت القبلة بسرعة وحرارة،ثم ارتدعنها وألم الخسارة على تعابير وجهه،ثم خرج مسرعا لايلوى على شيء.
رغبت في ان تناديه لتقول له ماقد يخفف المه...لكنها هي سبب الألم...ولن تتمكن من تقديم اي عزاء له.
تلاشى بعض فرحها او على الاصح صحت من نشوتها على اكتشاف جانب الحب الخشن الآخر.
فعادت لتكمل اعدادالفطور...بعد دقائق كانت تصب البيض فوق اللحم الساخن،ثم وضعته على الصينيه واضافت العصير والقهوة والخبز المحمص. وانطلقت تدندن اغنية لنفسها وهي تتجه الى الباب الذي انفتح بقوة قبل ان تبلغه ليدخل دايفد متعثرا هائما بجذل.
_صباح الخير ناني.
_صباح الخير دايف...صباح الخير روز.
فسألها دايفد:
_هل تتناولان افطاركما الآن..؟انا ساساعد روز بتحضير الغداء.
فغمزت له:
_سآخذ الفطور لمارك واعود لمساعدتكما.
فقطبت روز بدهشة:
_مارك ليس هنا...لقدتحدثت اليه في الخارج منذ برهة...انه في طريقه الى المستشفى.
فحدقت في المرأة العجوز مذهولة:
_لكنه طلب تحضير الطعام.
_لست ادري...لكنه قال انه اتصل بالمستشفى وقد بدا على غير مايرام... ربما لأن المعلومات التي تلقاها لم تكن جيدة.واتصور انه نسي الطعام.
فتمتمت نيكول باحتجاج:
_لما لم يخبرني؟
فردت روز:
_ليس من عادته ان يخبر احد بمايفعله.
هذا صحيح...فهي لاتكاد تعرف ماذا يفعل او اين يكون خلال النهار...لابد ان يكون تصرفه هذا نابع من قلقه على فرانك ريتشارد ولن تتخذ هذا محملا عليه.
لم يرجع مارك لتناول العشاء الذي اخرت تقديمه حوالي الساعة. وبعد ان عادت روز الى منزلها،بقيت غلينا ودايفد ونيكول وحدهم على الطاولة الكبيرة.
بعد منتصف الليل سمعت سحق الحصى تحت عجلات سيارة. فنزلت من على الأريكة واغلقت كتابها الذي قرأت منه بضع صفحات خلال ساعات طويلة دون فهم كلمة منها.
اسرعت الى فتح الباب قبل ان يلمس مارك الأكرة. رافقت البسمة تحيتها مقطوعة النفس.فنظر اليها بتعب وهو يدخل:
_ظننتك نائمة.
_كنت انتظرك فلست متأكدة ان كنت تناولت الطعام،كما اردت معرفة حالة فرانك.
_مازالت خطرة،لكنه يتحسن كما يقول الأطباء ولست جائعا...لقد تناولت الطعام مع جانيت في مطعم المستشفى.

milk_honey
15-12-2010, 14:26
_جانيت؟...انت تعني ستايسي.
_لا...لقدارسلنا لها صينية طعام كي تبقى قرب فرانك.
تبعته وهو يتجه الى غرفة نومهما، خلع سترته اثناء سيره.. فسألته:
_ماذا كانت تفعل جانيت هناك؟
_سمعت بالحادثة فجاءت تتطمئن على فرانك،وترى اذا كان هناك مايمكنها تقديمه من مساعدة.
_وهل تعرف...فرانك وستايسي؟
فردساخرا:
_لا...فهي دائما تقدم تعاطفها للغرباء..بالطبع تعرفهما!
عندما كان يخلع كم قميصه اجفل الما لأنه علق بطرف الضمادة فسارعت اليه تزيح القماش عن ذراعه:
_دعني اساعدك.
فجذب ذراعه منها ينظر اليها بشراسة
_وفري امومتك للأولاد فأنا لااحتاجها.
كبرياؤها الجريح جعل رأسها يشمخ متحديا وذلك اثناء ابتعادها عنه تاركه اياه ان يفعل مايشاء وحده،وبدأت تستعد للنوم محاولة اقناع نفسها بأنه متعب وقلق. حين كانت تلبس فستان النوم سمعت صوت السرير يتقبل ثقل جسمه فقالت له:
_روز قالت انها ستجيء لتبقى مع الولدين غدا.
_ولماذا؟
_لألازم ستايسي.
_لاحاجة الى ملازمتها.
_لما لا...؟لقد طلبت مني هذا ليلة امس.
_هذا لأنك كنت هناك.
_اظن جانيت ستكون في المستشفى غدا.
_اجل...ستكون هناك،وانا كذلك انت غريبة بالنسبة لستايسي..انا وجانيت نعرفها منذ تزوجت فرانك...ثم ان الأمر هكذا انسب.
_لماذا انسب؟
_لان لجانيت شقة في المدينة وبامكانها الوصول الى المستشفى في دقائق اذا احتاجتها ستايسي.
احست بارتجاف ذقنها وهي تنظر اليه ثم قالت ساخرة:
_ربما من الأفضل لك البقاء هناك.فهذا انسب من سفرك جيئة وذهابا.
_سافكر في الاقتراح.
ثم اضطجع بغية النوم. رغبت في ان تصرخ فيه طالبة منه العودة الى جانيت ...بل ارادت ان ترميه بكل ماتقع عليه يدها لتخرجه من قلة اكتراثه ولو اكتسبت غضبه...ارادت ان تدفن راسها في الوسادة وتبكي بكل احباطها وهشاشة حبها...ارادت ان تلمسه وتعتذر له وان تجعله يفهم انها لم تكن تريد مخاصمته بل حبه.
في النهاية لم تفعل شيئا من هذا فأطفأت المصباح واندست تحت الأغطية واستلقت في صمت تصغي الى رتابة تنفسه...لماذا ظنت ان هناك شيء ما تغير؟هل هذا بسبب وقت قصير من الحب شاركها به ليلة امس؟
استيقظت في الصباح التالي على اصوات الخزنة تفتح وتغلق.راقبته عبر اهدابها يرتدي قميصا ارزرق اللون وجينز يناسبه.وكأنه احس بعينيها فالتفت اليها.فاجبرت عينيها ان تنفض النعاس عنها فقال ببرود:
_لا تزعجي نفسك بتحضير فطوري.
_الن تعود الى العشاء الليلة؟
_ان لم اعد تناولي الطعام بدوني.
اعلمتها طريقة اجابته انه لن يعود. رفضت ان تذل نفسها بانتظاره قانعة فسارعت الى الفراش بعد ان نامت غلينا ودايفد...فراحت تتقلب الى ان غلبها نوم مضطرب،لكنها لم تسمعه عندما عاد والدليل الوحيد على عودته كانت ملابسه المرمية على الكرسي والوسادة المشعثة الى جانبها.
يومان مرا لم تشاهده فيهما بل كانت ترى دلائل على عودته...بعد ظهر اليوم الثالث،كانت مع غلينا ودايفد في الحظيرة حيث عاود دايفيد دروس الركوب التي انقطعت لكنها هذه المرة كانت باشراف دوغلاس بعد ان توسل اليه دايفد في الأمسية السابقة. كان دايفد يدور بجواد حول الحظيرة عندما تعثرت قائمة الجواد الأمامية بنتوء ترابي انحنى لها للأمام بسرعة قبل ان يستعيد وضعه السوي،هذه العثرة الخفيفة كانت كافية ليفقد فيها دايف توازنه ويسقط الى الأرض, ووصل اليه دوغلاس في اللحظة التي كان فيها على وشك الصراخ.
_اوه...دايفد حبيبي...هل انت بخير؟صاحت نيكول
ساعده دوغلاس على الوقوف..فطوقت ذراعاه الصغيران عنق نيكول التي اصبحت على مقربة منه واجهش بالبكاء الى ان جاء امر حازم من خلفهم:
_اعيديه على ظهر الجواد.
قالت:
_انه يتألم.
لكن يدي مارك جذبتا الصبي منها رغم تمسكه الشديد بها متجاهلا بذلك صرخات دايفد كلها،ثم حمله واعاده على ظهر الجواد واعطاه اللجام. فصاح دايفد صارخا:
_ناني...!
تمسك بمقدمة السرج بكل قوته متجاهلا اللجام الذي وضعه مارك بين يديه...وحاولت نيكول انقاذه لكن ذراع مارك ابعدتها عنه فصاحت:
_ايها الحيوان الظالم القاسي! الا تراه متألما!
فاستدار اليه يساله بقساوة:
_هل انت متألم دايفد؟
فهز الصبي راسه ايجابا،فسأله:
_اين؟
عندما فشل دايفد في تحديد مكان المه قال له مارك:
_انت خائف...اليس كذلك؟
فانخفضت صرخات دايفد الى نحيب منخفض وهو يحدق في وجه مارك الصارم فدافعت نيكول عنه:
_بالطبع خائف...لقد وقع عنم سافة تعتبر عالية بالنسبة لطفل.
_سيقع ثانية اذا لم يمسك اللجام.
وقبل ان تعرف نيكول ماذا سيفعل صفع الجواد على مؤخرته فانطلق الى الأمام...وقفز قلبها معه...اما دايفد فارتسمت على وجهه نظرة رعب ثم بدا ينزلق عن السرج ثانية. لكن الجواد المروض جيدا توقف...فسارع دايف الى استعادة توازنه...فصاح مارك به:
_امسك اللجام الآن...امسك به او سأضرب الحصان ثانية.
فصاح دوغلاس بغضب:
_مارك...بالله عليك!
فتجاهل مارك احتجاجه متقدما خطوة تهديد نحو الحصان فأسرع عندها دايفد فأمسك باللجام في يده،رغم ذهوله وصدمته،اما بكاؤوه فتوقف.
_در به حول الحظيرة ببطء.
زالت الآن الخشونه من صوت مارك الى ان الحزم بقي فيه. وبعد نظرة مترددة الى نيكول...اطاعه دايفد فسار بالجواد ثم ركض به حول الحظيرة مرات وذلك بامر من دايفد.
_اسرع بجو مرة حول الحظيرة.
فتحت نيكول فمها لتحتج لكن دايفد قاطعها:
_اسمه البرق لاجو.
سأله دايفد بعد ان توقف الحصان:
_أأحسنت عملا؟
_بالتاكيد احسنت.
حمل دايفد عن السرج الى الأرض فحاولت نيكول التقدم نحوه،لكن مارك كان قد اعطاه التعليمات بتبريد الحصان مشيا حول الحظيرة ثم التفت الى غلينا:
_هل رأيت بعينيك كيف يتم الأمر؟
سرعان مادفنت الفتاة ذقنها في صدرها عند سماعها السؤال وشحب وجهها،ودون ان ينظر الى نيكول او دوغلاس تقدم الى ابنته وحملها بين ذراعيه ثم تقدم متجاهلا نظراتها المتوسلة نحو جواد نيكول المتوقف في الخارج،ووضعها فوق السرج ثم فك اللجام وصعد خلفها وذراعاه تلتفان حولها لتحميها ،ثم بدأ يقود الجواد مبتعدا عن الحظيرة باتجاه الحقول خلف الأشجار. بعد ساعتين دخلت غلينا الى المنزل مسرعة مشرقة الوجه،تبرق عيناها فخرا...وتصادمت كلماتها وهي تسرع في كلامها تخبر نيكول ودايفد عن تمكنها من هزم خوفها من الركوب.
_قال ابي انني يجب الا اخجل من الخوف،قال ان الخوف من الجياد كالخوف من الظلمة...وعلي ان اتعلم ان لاشيء فيها يؤذيني. ركب معي مسافة طويلة يحدثني حتى استرخت اعصابي ثم نزلت واكملت الطريق وحدي قليلا،فقال انني مازلت جيدة كما كنت في الماضي وانني مع بعض التمرين...ساتحسن.
كانت ابتسامة نيكول ممزوجة بالذهول من رؤية النشاط والحيوية على وجه الفتاه...لم تذكر قط ان غلينا كانت تكثر الكلام هكذا...وهي لم تنته بعد...
_تكلمنا عن اشياء اخرى كثيرة في الطريق للعودة،قال ابي انني لم اعد طفلة صغيرة وانني سأصبح سيدة شابه وانه حان الوقت لأتوقف عن تجديل شعري...اتظنين ان من الأفضل ان اقصه نيكول؟
_سأتواعد مع مصفف الشعر وسأرى ماذا يقترح...لكنني اظن انك ستبدين جميلة جدا بالشعر القصير.
_اوه...اتظنين هذا؟قلت لأبي انني نحيلة ضعيفة فقال انني قد اكون من النوع الذي لاينضج جيدا الا في اواخر سن المراهقة،وعندها سأجعل الجميع يقع صريعا...هل تتصورين هذا؟هل يمكن ان ارتدي اليوم فستانا للعشاء؟قال ابي اني سأبدو جميلة في اللون الأزرق الذي يشبه لون عيني.
_اظنها فكرة جيده.
_تعال معي دايفد...ستساعدني في تمشيط شعري.
راقبت الصغيران يركضان بينما فكرت في ما يفعله اهتمام الرجل بابنته الصغيرة.
لطالما احست ان مارك قد يكون فائق السحر والفتنه اذا اراد. اما التغير الذي طرأعلى غلينا وجدت نيكول صعوبة في الأحتفاظ بغضبها منه بسبب الطريقة القاسية التي عامل بها دايفد...خاصة وهو على حق فيما فعله.

milk_honey
15-12-2010, 14:28
10_أسد الجبل



لم يعد مارك الى المنزل الى ان حلت ساعة الطعام. كان وجهه قناعا ناعما يناقض ماقصته غلينا عنه. جذب الكرسي على رأس المائدة وجلس فسألته نيكول:
_الن تنتظر وصول دوغلاس؟
رد عليها بأختصار:
_لن يأكل هنا.
ظنت نيكول ان لدى دوغلاس خططا اخرى غير مراقبتها هي ومارك وهو يعلم كيف تشعر.
_كيف حال فرانك؟
_استجاب جيدا للاطباء اليوم...وماعادوا يشكون في انه سيستعيد عافيته.
احست نيكول بارتياح لقوله هذا،لكنها شعرت انه وضع به ايضا الحد للحديث بينهما. وجدت نيكول بدون مشاركة دوغلاس في تناول القهوة وبدون الولدين في انها في صمت مستمر يوتر اعصابها فسألته:
_ستذهب غدا الى المستشفى؟
_لا ستحتاجني المزرعة الآن.
وضع احدى ذراعيه على ظهر المقعد ينظر الى قهوته... فاستولت الحيرة عليها...فلرده هذا مغزى ما...عيناه شديدتا الملاحظة التقطتا نظرتها المتساءلة فالتوى خط فمه المستقيم ثم قال بعجرفة باردة:
_من الأفضل ان تعرفي انني طردت دوغلاس...وللابد انه حزم امتعته وذهب الآن.
_طردته؟لماذا؟ماذا فعل؟
_هذا ليس شأنك.
_لكنه سيودع غلينا ودايفد بالتأكيد قبل ذهابه!
_وانت؟...الاتريدين وداعه؟
_ط...طبعا،دوغلاس كان...كان سيدا مهذبا لطيفا معي...مهذبا بغض النظر عما تظنه.
فرد ببرود وعذوبة:
_انه رجل...ولا اصدق انه لم يسرق بضع قبلات.
احمر وجه نيكول بشدة وهي تتذكر قبلة دوغلاس البريئة لكن مارك بالتأكيد لن يعتبرها بريئة.
_اين سيذهب؟هل قال ماذا سيفعل؟
فضحك دون مرح:
_اليس الأمرغريبا؟ انت متكدرة لذهابه اكثر منه.عندما اخبرته ني استغني عنه بدا مرتاحا...وبدا لي ان هناك خطة بينكما.
_ماذا تعني؟
كان صوتها مرتجفا تحس بالغثيان لما يلمح اليه فقال:
_ارجو الا تكوني قد خططت للهرب معه...فبأمكاني جعل حياتك بائسة.
غلى غضبها بعنف...فصاحت به:
_هل ستكون اكثر بؤسا مماهي عليه الآن؟اظن ان ذلك مستحيل.
_لقد عقدنا اتفاقا...وستلتزمين به.
_وكيف ستجبرني على هذا؟...هل ستحبسني ليلا؟هل ستضع حرسا عند الباب كلما خرجت؟انا لست عبدتك...مارك هاموند ولست مكبلة بالسلاسل معك!
كانت يداه على الطاولة قرب فنجان قهوتها مشدودتين،لكنه بسرعة البرق اطبق على احد معصميها بغضب منتقم ومال نحوها مهددا:
_ستفعلين مااقوله لك...وسيحلو لك هذا!!
كانت ردة فعلها قاسية فبيدها المتحررة امسكت بفنجان القهوة ورمت السائل على وجهه...ارعبتها صرخته المتألمة فهبت راكضة نحو الباب،تسمع تحطم الأواني الخزفية والكراسي جراء لحاق مارك لها.
ركضت عبر الأبواب الى الليل المعتم االخالي من نور القمر...فقد حل خوفها على سلامتها محل خشيتها من ان تكون قد آذته...لكنها لم تستطع العودة لتحمل المزيد من اهاناته.واصراره الدائم على ان رغباتها ومشاعرها غير ذات قيمة له.جرحها عميقا اكثر مماجرحتها اتهاماته. ركضت كالمجنونة تستر نفسها باوراق السنديان والبلوط. فوصلتها في اللحظة التي سمعت فيها الباب يصفق خلف مارك...خبأتها الأشجار السوداء عن نظره...لكن الظلمة كانت ضدها. فأخذت تتعثر بجذوع الأشجار وفروعها...وراح وجهها يصطدم بالاغصان المنخفضة. وحده ضوء الحظائر كان يتسلل بين الاشجار يرشدها الى الأتجاه. ساقاها لم تتوجها وجهة محددة,اذ كان هدفها الوحيد الفرار الى اي مكان بعيدا عن غضب مارك وانتقامه. كان نور باحة الحظائر يلمع على شكل معدني لكنها عندما اقتربت اكثر ادركت انها شاحنة صغيرة،اطل منها جسم رجل من مكانه واسرع ليلقاها فارتعبت لأنها ظنته مارك.
_نيكول؟
كان صوت دوغلاس المنخفض ممزوجا بالدهشة والقلق. فرمت بنفسها بين ذراعيه تشهق،فحضنها وراح يمسح شعرها المشعث عن وجهها.
_ما الامر؟ماذا فعل لك؟
فهمست بجنون:
_لاشيء...وكل شيء...لقد قال لي...
لكن صوت مارك اللاذع حبس عليها كلماتها:
_ابعد يديك عن زوجتي تشاندلر!
فرد عليه دوغلاس ببرودة وقسوة:
_ماعدت اعمل لديك مارك.وماعدت اتلقى اوامرا منك!
تقدم مارك نحوهما فابعدها دوغلاس ليحميها بجسده.
وقال باللهجة الباردة الهادئة نفسها:
_كي تصل اليها عليك ان تتجاوزني اولا.
صاح مارك محذرا:
_لا تهددني تشاندلر...لقد جلدت بالسوط رجالا اضخم منك واقوى.
_ستظطر لفعل هذا ثانية..لقد راقبتك طويلا وانت تدوس كرامة نيكول بحذائك الموحل.ولن ابقى صامتا.
امسكت نيكول بذراعه تمنعه:
_دوغلاس الاجوك!
كشرمارك واشتد ضغط شفتيه:
_تبقى صامتا؟هل كنت صامتا عندما احتضنتها وقبلتها؟
فتقدم الرجل الطويل الأسود الشعر خطوة مهددة الى الأمام فتخلصت نيكول من يده التي كانت تبقيها خلفه،وسارعت الى الوقوف امامه،تضع اصابعها على صدره العريض توقفه،تصيح بغضب ويأس:
_توقفا عن هذا!كلاكما!
لكن نظرة سريعة الى وجهي الرجلين اعلمتها ان توسلاتها لا تجد الا آذانا صماء...رد عليه دوغلاس:
_لولا خوفي من ان تكرهني نيكول في النهاية لقتلتك على قولك هذا.
فضحك مارك بخشونة:
_هل ستنكر؟لقد اعترفت نيكول بانك قبلتها.
فصاحت نيكول في محاولة لأيقاف القتال بينهما:
_لقد قبلني...اجل ... مرة واحدة!لكن ليس كما تظن!
احست تحت يدها بسكون مفاجيء يجتاح دوغلاس...وبدت في عينيه نظرات التفكير وهو يدرس الرجل الواقف امامه متحديا:
_لماذا تكترث مارك بان هناك رجلا اخر يجد زوجتك مرغوبة؟ لم يكن يزعجك من قبل ان زوجتك العوبة في ايدي الرجال. ماهمك ان رغبت في نيكول ام انك تخاف ان ترغب هي في؟
فاقترب مارك خطوة منذرا بالشر:
_ستبقى معي...ومن الأفضل لكما الغاء خطط هروبكما كلها فلن اجد صعوبة في معرفة مكانكما مهما فعلتما.
فأصر دوغلاس على تحديه:
_مالفرق عندك بين امراة واخرى؟
فقال مارك بصوت منخفض شرير:
_ابتعدي عن الطريق نيكول.
فجمعت قواها لتصيح:
_لا...لا!

milk_honey
15-12-2010, 14:29
لم يحاول دوغلاس منعها وهي تسرع الى مارك،لتغرز اصابعها في عضلاته الحديديه...
_لن اترككما تتقاتلان!
بحركة خفيفة عادية تخلص منها بعد ان نظر اليها بغضب،ثم امسك بكتفيها ساخرا من محاولتها ايقافه...ثم قال ببرود:
_لن تنفعك محاولة حمايته.
فضحك دوغلا بمرارة:
_ايها المجنون!الأعمى الغبي... انها لاتحاول حمايتي...بل حمايتك انت!
خرج من حنجرة مارك صوت يدل على الأزدراء.
_هل تتوقع مني ان اصدق هذا!
افلتت تنهيدة عميقة من صدر الرجل الآخر...وتراخى توتر الأستعداد للمعركة من عضلاته.
_واخيرا انضممت الينا نحن البشر مارك...لقد تركت صومعتك المرتفعة وها أنت الآن تعرف معنى ان تحب شخصا آخر والى درجة تفقدك صوابك.
شهقت نيكول من كلام دوغلاس الساخر...اذ لن تصدق مايقوله.لكن ازدياد ضغط اليدين الممسكتين بكتفيها جعلتها ترجع نظرتها المشككة الى مارك فاذا بها تلاحظ ان الما لا يمت للحياة بصلة يلوح في وجهه القاسي الجامد.
_هل هذا صحيح؟
لامست خصره ثم الصقت جسمها به رغم قساوة اصابعه على كتفيها واردفت:
_اوه...مارك...ارجوك؟هل هذا صحيح؟هل تحبني حقا؟
اختفى القناع فجأة عن وجهه...فنظر بجوع مؤلم الى وجهها المرتفع نحوه،وسحقها على صدره حتى كاد يقطع انفاسها وراح يمسح راسه وذقنه وخده بشعرها... فكانت مداعبة خشنة من اسد الجبل.
_اجل...اجل...احبك نيكول!تأوه بحرارة)
هزت جسدها امواج متلاطمة من السعادة والصدمة. وبدأت الدموع تتدفق من عينيها لأنها لم تصدق ولم تستطع الا التمتع بقبضة ذراعيه المنتقمة عليها. دفعها فجأة عنه،متجها نحو الأشجار دون ان ينظر الى الخلف...فصدمها تصرفه ووقفت تحدق فيه مشلولة،ثم التفتت بحدة نحو دوغلاس المنخفض:
_لم اكن لأظن ان احد قادر على التأثير به.بدونك سيموت نيكول.
فسألته والألم في عينيها:
_وانت ماذا ستفعل؟
فابتسم بقلق:
_سأعيش...وسأتذكرك من بعيد...فلن تكون لدي ذكرى احتضانك في منتصف الليل.
فهمست:
_لست مضطرا للذهاب.
_بلى...وانت تعرفين هذا.لقد ادخرت بعض النقود...واظن انه يمكنني شراء مزرعة.
_اتمنى لك كل سعادة الدنيا.
فاستدار نحو الشاحنة الصغيرة:
_لقد تركنا مارك لئلا يؤثر على قرارك...فهو يوما لم يفضل رغبات غيره على رغباته. فلا تعذبيه اكثر من هذا نيكول.
بدأت ساقاها تتحركان للخلف:
_وداعا دوغلاس...
ركضت نحو المنزل وهي تشعر ان حبها يجعلها تطير... فتحت الباب ثم توقفت وهي ترى الألم الذي شاهدته في عيني مارك:
_كنت اعلم انك لن تذهبي دون دايفد...فليعطني الله القدرة على تحمل فراقك ثانية.
سمعا صوت تحرك الشاحنة الصغيرة فقالت نيكول:
_دوغلاس رحل وانا لن اذهب معه،ولن اقابله فيما بعد...بل لم اخطط لهذا قط.
_هل تحسبيني غبيا اعمى؟ لقد شاهدتكما ذلك الصباح عندما نزلت لأتناول افطاري وسمعتك تقولين انك تحبينه وانك لا تأبهين بمال العالم كله! كماشاهدت النظرة الدافئة في عينيه...
_اوه مارك...لا!كنت اقول له انني احبك انت!وماقلته عن المال كان ليعرف انني اهتم بك غنيا ام فقيرا فطلب تقبيل العروس السعيدة.
ابتعد عنها بازدراء...وهو لايصدق ماقالته،فأكملت:
_اقسم انها الحقيقة حبيبي. فكيف لي ان الجأ الى ذراعي رجل آخر بعد ان نعمنا تلك الليلة بحب صادق؟ انا لااحب سواك...الا ترى! لهذا تألمت الليلة عندما اتهمتني بأنني على علاقة مع دوغلاس...فأنا احبك انت لا دوغلاس.
_لكنك قلت ان الحياة بائسة معي.
اجفل مارك عندما لامست عضلات فكه...وقالت له بنعومة:
_اليست الحياة بائسة عندما تعتقد بأن من تحبه لايحبك؟
_انها جحيم.
بينما كان يتلفظ الكلمات راح يشدها الى ذراعيه يحرق شوقه اليها بفمه ويديه وجسده كله... للحظات طويلة بقيا هكذا لايشعران بالدنيا كلها...ثم ارتد مارك عنها على مضض،وامسك وجهها بكل رقه بين يديه...وتمتم:
_بعد الطريقة التي عاملتك بها...ليس لي الحق بحبك...لابد انك تكرهيني الآن.
فعادت تضغط جسدها اكثر فاكثر اليه:
_قلت لك مرارا ومرارا انني اكرهك...بل تمنيت في لحظات مجنونة موتك. وعندما شاهدت الطائرة تحترق اعتقدت انك قد تقتل،فأدركت انني لااريد الحياة بدونك.وفجأة لم اعد اهتم لماذا تزوجتني او لماذا شاركتني فراشك.
احست بارتجاف جسده:
_لم اكن اظن انني قادر على الأحساس باكثر من عواطف سطحية. لكن منظر فرانك عالق بالنار بدد ذلك الوهم. وعندما دخلت المستشفى وجلست قربي تمسكين يدي دون ان تتفوهي بكلمة،علمت حينها انك ستكونين موجودة عندما احتاجك...احسست انني احط مخلوق على وجه الأرض. وفهمت عندئذ لماذا كان فرانك يتمتم باسم زوجته عندما اخرجته من الحطام...فقد احسست بالحاجة نفسها الى ان تكوني معي...ووجدتك معي.
فسألت بنعومة:
_وجانيت؟
نظر الى عمق عينيها اللوزيتين.
_لم اقابلها الا في المزرعة حيث تعرفين وفي المستشفى فقط...لم اكن بحاجة ان اراها...لأنني كنت اجد السعادة مع زوجتي المتمنعة.
دفنت رأسها في صدره:
_احبك.
رفعت راسها الى وجهه فوجدت التعجرف والكبرياء قد تلاشيا تماما فحل محلهما اللطف والتواضع...واصبح التحفظ والعزلة من الماضي وابتسم لها:
_علي ان اتعلم الكثير منك.فلااعرف كيف اكون ابا وزوجا صالحا. اريد ان اعرف ابنتي اكثر.فخجلها هذا انا سببه. فالآن فهمت العذاب الذي تشعرين به عندما تعرفين أن من تحبينه لايهتم بك.
فهمست:
_انه بهذه البساطة حبيبي... كل ماعليك فعله هو ان تضم ابنتك الى دائرة حبك.
_ودايفد كذلك...وكل الأطفال الذين سنرزق بهم.




تمت بحمد الله

milk_honey
15-12-2010, 14:34
بنات هذا هو ملخص الرواية
وهي من روبات أحلام
الوهم الأسير

الملخص

. أنا مخطوبة لڤيكتور سبنسر !
كانت هذه كذبة بسيطة من زاندرا لتنقذ نفسها من موقف محرج . . وما همها طالما لن يعرف أحد بهذه الكذبة ، وخصوصاً . . ڤيكتور !
. . . لكنه عرف ، وعرف هذا بأصعب طريقة ، وقبل أن يستيقظ من ذهوله وجد نفسه متورطاً . . . منتدى ليلاس (http://www.liilas.com/vb3/)
وهكذا واجهت زاندرا رجلاً غاضباً تعرف أنه لا يطيقها كما لا تطيقه هي ، فكيف سيتخلص ڤيكتور من هذه الورطة ؟ وهل يرغب فعلاً بأن يتخلص ؟







همممممممم...باين عليها حلووووة

انا كملت رواية مغرور تقدري تبتديها

وكمان حابة أقول بعد ما تنزليها انا عندي رواية اخرى حابة انزلها بعد ما تكملي

تحياتي

يوكي 111
15-12-2010, 16:04
1ـ خطيبها رغماًعنه



– كانت الرحلةرائعة . . وحطّت الطائرة العملاقة على أرض لندن وسط طقس جيد ، مع أنه بارد . . . ولعلها شعرت ببرودته بعد شمس أوستراليا الساطعة . . لكنه مقبول ، فهذاأفضل بكثير من طقس تشرين الثانيالبارد الذي تركوا فيه لندن قبل أسبوع .
أما بالنسبة لزاندرا رودس فلم يكن هذا الطقس أفضل من طقس تشرين الثاني ،وعلى الرغم من جميع محاولاتها لازمها إحساس بالاكتئاب لم تستطع رفعه رغم كلمحاولاتها منذ أقلعت الطائرة بهم من أوستراليا .

نفذت ،آلياً ، المهام الموكلة إليها بدقة . . فكانت لطيفة وعوناً لكل الركاب . . إلاّ أن طبيعتها الحساسة كانت تشكل قناعاً للألم في داخلها . . حاولت جاهدةأن تبعد أندرو يوغت عن أفكارها ، ولكنها رغم محاولاتها لم تستطع محو وجههمن خيالها . . كيف أخطأت بحكمها عليه ؟
عندما تراءى أمامها مرة أخرى وجهه الوسيم ، اتخذت عيناها مظهر من يشعر بألموعذاب لأنها حسبته مخلصاً وصادقاً . . فما بينهما لم يكن مجرد انجذاب عابربل كانت مؤمنة أن علاقتهما عميقة ذات معني . نعم لا تنكر أن أندرو لم يطلبها للزواج ولكنه أمر كانا متفقين أو شبه متفق عليه . . او هذا ما ظنّت .
عضت زاندرا شفتها السفلي بغضب ، وغرقت في ذكرياتها . . . لذا اصطدمت بقبطانالطائرة الذي لم تنتبه إليه ، وعندئذ انقطعت ذكرياتها خاصة وهو يقول بصوتجاف : " هلا ابتعدت عن طريفي رجاءً . . أود المرور ".


– أدركت زاندراأنها ظلت واقفة بالباب على الرغم من توديعها لآخر راكب . . كان هنالك مكانيكفيه ليحشر جسده فيه ليمر ولكن نظرة وجهه وعينيه اللتين حدقتا إليهاأكدتا لها أنه لو استطاع لما اقترب منها ولو على بعد عشر ياردات . . وهذاغريب لأنها بحسب آراء جميع الرجال امرأة جذابة .
تنحت جانباً وقد ارتفع الاحمرار إلي وجنتيها . . لم يعجبها هذا الرجل قطّ . . تحرك ڤيكتور سبنسر ، وكانه يريد العبور من الفتحة لينزل السلم ، لكنهتوقف ونظر إليها :
- نصيحة لك رودس . .

هكذا كانيناديها كلما أراد أن يمرر لها نصيحة ، وهي على أي حال لا تذكر يوماً أنّهناداها باسمها الأول .
- تعلمي كيف تديرين حياتك العاطفية .
تحولت اللون الوردي في وجنتيها إليلون قرمزي فقد أصاب منها وتراص حسّاساً . .
- كيف عرفت . .
قفزت الكلمات من فمها قبل أن تدرك انه لا يعرف شيئاً عن حياتها العاطفيةوغنما استنتج ذلك استنتاجاً .
أجاب : " كيف عرفت ؟ يجب ان أكون أعمي لئلا . . دعك من هذا رودس . . إن كنتعاجزة عن إدارة حياتك العاطفية جيداً ، فليكن عندك على الأقل حسن خلق لئلاتضجرينا جميعاً بمآسيك".


– طارت كل تدريبات زاندرا أدراجالرياح عندما فتحت فمها لترد بغضب شرس . . ولكن قبل أن تخرج منها كلمةواحدة ، نزل ڤيكتور سبنسر الدرج وتوجه نحو المدرج .
آه ! . . كم تكرهه ! من يحسب نفسه ؟ إن مهارته وكونه طياراً في " كرونويلايرلاينز" لا يعطيه الحق أن يكون فظاً سيء المزاج . . ليت حياتك العاطفيةتسوء في يوما ما ، أيها الكابتنڤيكتور سبنسر! وأحست بالعجز لأن هذا لنيكون أبداً . فهو ليس قادراً فقط على السيطرة على أية طائرة يطير بها ، بلهو قادر على إدارة أية أزمة عاطفية قد تمر بحياته . . تعرف أنه أقسي وأقميمن أن يترك للعواطف تأثيراً في حياته .

مآسيك . . حقاً ! قد تفهم سببتعليقه السليط لو أنها رمت بذراعيها ، أو أغمي عليها ، أو انهارت باكيةكلما كلمها أحد . . ولكنها لم تقم بأي فعل من هذا . . بل مارست عملهابكفاءة وهدوء كما تدربت . فكرت ببؤس : ليتك تتعرض يوماً لمأساة . . ثم مالبثت أن ارتدت لتري صديقتها وزميلتها المضيفة ماغي لينسلايد التي جاءتلتنضم إليها في المطبخ الطائرة . سألتها ماغي : " هل أوشكت على الانتهاء ؟يا ألهي ما أشدّ تعبي !" سألتها زاندرا :
- هل بدوت مختلفة أثناء هذه الرحلة ؟
- مختلفة . . ؟ لا. . لا أظن هذا . . كنت هادئة لكنك أصلاً لست شخصيةصاخبة . . أليس كذلك ؟ لماذا السؤال ؟
- أوه . . لا شيء . . السبب كلام قاله ڤيك سبنسر ، هذا كل شيء .
ضحكت ماغي بطريقة معدية :


- آه ! . . إذا كان عندك ما هو مختلف فثقي أن سبنسر صاحب العين الثاقبة قادر على ملاحظته . . أنت بخير . . أليس كذلك ؟ أعني هل من خطب ؟
أجابت : " لا. . " .

ثم أدركت أن من الأفضل أن تستمع ماغي القصة منها على أن تسمعها من أي شخص آخر . فالمرء لا يستطيع إخفاء أموره الخاصة ضمن مجموعة كرونويل.
- أنا . . و . . أند. . أندرو. . انفصلنا .
- زاندرا . . أنا آسفة !
تعرف أن صديقتها واقعة رأساً على عقب في حب أندرو يوغت . . مع انه ، وحسب رأيها ، لا يناسبها ، ولا يصل إلي المستوى اللائق بها ، إلا أنها لم تستطع ألا أن تشعر بالأسي على الألم تحسه زاندرا . . بدت ماغي مرتبكة بسبب فكرة عنّت على بالها . .
- ليس لانفصالك عن أندرو علاقة بما قلته لي . . أليس كذلك ؟
- بالتأكيد ، لا علاقة له .
ثم ، لم يعد هناك وقت للمزيد من الحديث ، فقد حضر رجال الاجمارك والأمن العام لأخذ الجوازات وليتفحصوا المخازن والأوراق ، وخرجت زاندرا أخيراً إلي موقف سيارات الموظفين دون أن تزيد كلمة أخري لماغي .
لقد قالت لماغي أن لا علاقة لانفصاله عن أندرو بأي شيء قالته لها . . لكن لو لم تحذرها ماغي بقولها : " احذري مما قد يواجهك يا بطتي" وذلك عندما كانت تهم بإمضاء إجازة الأسبوع مع أندرو ، لما


جاء الانفصال بهذه السرعة . . واعترفت زاندرا أن عليها أن تكون شاكرة لماغي . . فملاحظة ماغي العفوية أنقذتها من بلاهتها .
كانت تنتظر عطلتها بشوق جعلها ترغب في اطلاع أحد عليها ، وماغي هي الشخص الطبيعي . ولكن قولها العفوي : احذري مما قد يواجهك يا ببطتي ! زرع بذور الشك الأول في براءة نهاية الأسبوع تلك .

كانت قد قالت لماغي :
- آه ! لا. . ليس الأمر كما تظنين .
لكن ماغي لم توافقها الرأي منذ تلاشت البسمة عن وجهها :
- زاندرا . . أنت ساذجة بشكل واضح .
وتنهدت بيأس . . فتمتمت زاندرا مجدداً :
- غنما لن يكون هكذا . . فأندرو . .
قاطعتها ماغي بحدة :
-اسأليه . . اسأليه فقط زاندرا .
لكنها لم ترغب في طرح سؤال عليه . . قد تطنها ماغي ساذجة ، أما هي فلا تطن نفسها ذلك . . أوه . . غنها تعرف أن بعض الفتيات قد يذهبن مع رجل ويدعيان أنهما زوجان . . لكنها تخرج مع أندرو منذ وقت طويل ، وهو يعرف انها لا تستطيع أن تكون هكذا . . وقد فهم أنها تصّده كلما تجاوز غزله حدود العناق . . في البداية حار أندرو بأمرها ولكن عندما عرف أن لا سبيل لتجاوز هذا ، تقبله ، أو هذا ما كانت تظنه ، ودعاها بفتاته الحلوة الرجعية .
ولأنها ظنت أن عطلة الأسبوع التي ستمضيها معه في ويلز ستكون بريئة كما كانت أصلاً تظن قبل أن تزرع ماغي بذور الشك في رأسها ،
استجمعت شجاعتها لتسأل أندرو وكانت تظن انه سيضحك منها ، ولكن عالمها انهار من حولها . . أحست بالصدمة حين لم يجد سؤالها مسلياً أو مضحكاً . . لقد بدا مذهولاً ، متفاجئاً ولكنه لم يبدُ قطعاً متسلياً .

يوكي 111
15-12-2010, 16:08
– قال وكأنه يشك في أنه سمع قولها :


- لست جادة زاندرا؟ آه ! حباً بال لله . . اتعتقدين حقاً أن العطلةستكون رحلة مدرسية ؟
لاحظ شحوب وجهها فسارع يقول :
- سيكون كل شيء على ما يرام حبيبتي . . سنكون حذرين . . وسنمضي وقتاًهائلاً . . صدقاً .
تقدّمليعانقها ولكنها تجنبتذراعيه . . فعليها أن تفكر بصفاء . . أسوأ ما في الأمر أنها تريد أن تذهب . ولكنه يتعامل مع الأمر بخفة . . ألا يعرف أنها لا تستطيع تقديم مثل هذاالارتباط ؟ ألم يفهمأن هذا شيء أساسي عندها ؟ لقد ظنت أنهما مقربانكثيراً ، مع ذلك ، ها هي تشك في صدقه . فطالما صرح لها عن حبه ، ولكنها ،فجأة وجدت أنها تشك في كلمات الحب تلك . . ثم أرادت أن تختبئ من كل هذا ،وعرفت ان أندرو يوغت لم يحب قط أحداً غير نفسه ، وأن الهدف من عطلة الأسبوعمعه ليس المزيد من التعارف . .صحيح أنهما قضيا أوقاتاً سعيدة إنما تبينلها في تلك اللحظةأنه لن يفتقدها حقاً لو خرجت من حياته إلي الأبد . . أما هي . .
- أنا آسفة أندرو . . لا أستطيع المجيء معك .
أجاب بتملق :


- لا تكوني جبانة حبيبتي . . إذ يحدث هذا بشكل طبيبعي كلما ذهب حبيبان في عطلة ما .
أحست بوجهها يتجمد وصدمها معني كلامه . ظنّت أنها وأندرو مختلفان . . وقرأ أندرو في تعابير وجهها أنها لن تتزحزح عن رأيها ، فاختفت الابتسامة عن وجهه وقال ساخراً :
- لن تبقي عذراء طوال عمرك .
قضت كلماته على كل ذرة شك في نفسها . . كان يجب أن تغضب ، أن تضربه ، ولو ليس بيديها فعلى الأقل بلسانها ، ولكنها لم تفعل شيئاً . . لأن كل ما شعرت به هو بالغثيان ، وهربت قبل أن يرى ما فعلته كلماته بها . في طفولتها كانت تؤثر فيها الخلافات العائلية كثيراً وكانت تمرضها جسدياً ، فرهافة إحساسها كانت تؤثر كثيراً في معدتها . . وقد ظنت أنها كبرت على مثل هذا وأنه توقف عن الحدوث بعد طلاق والديها وذهابها لتعيش مع عمتها . . لكن بعدما وصلت إلي شقتها وبعدما تأكدت من أن كل ما بينها وبين أندرو ولى ، عرفت أن علة طفولتها وعوارضها ما زالت تتملكها . وصلت إلي الحمام في الوقت المناسب . وخرجت من الحمام لتستلقي على السريرها ، وتجبر تفكيرها على محو ذلك الموقف مع أندرو . إن ما تحتاج إليه بالضبط هو العمل . ولكن وللصدفة ألغيت عطلتها الأسبوعية بسبب إصابة عدد من المضيفات بتسمم عذائي. كان لا بد أن يكون الكابتن ڤيكتور سبنسر هو المسؤول عن الرحلة إلي أوستراليا . . رددت زاندرا غاضبة وهي تتجه من المطار إلي شقتها : ڤيك سبنسر . . لا بد من وجود علّة ما في حياة كل إنسان . . وكان هو العلة في حياتها . . فمنذ أن بدأت العمل
وهما لا يتفقان . ولكن ذلك ليس سبباً ليتصرف معها بهذه الفظاظة . ولقد قالت ماغي إنها كانت هادئة ولكنها لم تكن هادئة أكثر من المعتاد ، وهو لا تريد أن يكون ڤيك سبنسر على حق . . بل تريد أن تخرجه من أفكارها . . وألا تفكر فيه مرّة أخرى.

يوكي 111
15-12-2010, 16:28
– أحست بالسرور لوصولها إلي شقتها ، فأوقفت سيارتها ودخلت . . لدى كولييت ، التي تسكن في الطابق الأول ، مفتاح إضافي ، ولسوف تنزل فيما بعد لتراها . . خلعت سترة بذلة عملها الزرقاء القاتمة ثم خلعت الحذاء ، وتمطت متعبة متجهمة إلي الحمام . . سرعان ما ملأت المغطس بالماء لتنقع جسدها المتعب مدة عشر دقائق . . لكن قبل أن تصل إلي هذا ، رن جرس الهاتف في غرفة الجلوس . . تبادر إلي ذهنها أن يكون المتصل أندرو مع أنه احتمال بعيد المدى . . ولم يكن . . بل هي العمة إليس . .

- لم أسمع أخبارك عزيزتي .
تحب زاندرا عمتها كثيراً ، وكانت على وشك أن تقول لها إنها وصلت للتو لولا أن سارعت العمة إلي متابعة كلامها :
- وكيف حال صديقك ؟
يا إلهي ! لقد نسيت أنها قالت لعمتها كل شيء عن " الصديق الدائم" . . كانت متأكدة من حبه الذي اعتبرته مقدمة لطلب يدها وها هي الآن غير مستعدة لتقول لها إن ذلك الحب انتهي ، ولكنها أجابت على سؤالها متجنبة قول أي شيء يكدّر العمة . . مهما كان ردها فقد أرضي عمتها التي تابعت بصوت دافئ مليء بالحب :
- ألم يطلب يدك ؟


ونزل سؤال العمة نزول الصاعقة على زاندرا التي تذكرت أنها تركت حنفية ماء الحمام مفتوحة ، وإن لم تسارع إلي إقفالها فستغرق شقة كولييت . . فجأة شعرت بالصدمة والخوف لأنها ردت على سؤال عمتها " نعم" ولكنها لمّ فتحت فمها بسرعة لتنفي ذلك أسرعت عمتها ترد بصوت ملؤه الغبطة :
- أوه . . حبيبتي . . أنا مسرورة لأجلك !
ليس في الكون امرأة أسعد مني ؟ متي الزفاف ؟
اصيبت زاندرا بالذعر بسبب الفرحة العارمة التي استولت على عمتها . . ولم تستطع إخراج الكلمات التي ستنفي فيها خبر تركها أندرو من فمها . كانت العمة تعتقد أن زاندرا ستبقي عانساً لأن ذلك النتيجة المباشرة للصراع الذي عاشته مع والديها قبل الطلاق منذ ثماني سنوات . . ولهذا تبدو مسرورة فهذا يدل على أن الخلافات العائلية التي كانت تدور بين أمها وأبيها لم تؤثر فيها بالقدر الذي تظن .
وعت زاندرا أن عمتها تسألها عن اسم الرجل . . فأجابت مترددة :
- أنا . . حسناً . . يجب أن انهي المكالمة عمتي . . سيفيض الماء في حوضي .
- حسناً يا عزيزتي . . أعرف أنك تريدين الذهاب لتجملي نفسك من أجل فتاك الشاب . . أيعمل معك ؟
- أ. . أجل . .
وهذه زلة لسان أخري . .
وتمنت لو تصارح عمتها بما حدث بكل صدق . . عمتي العزيزة . . لماذا أنا جبانة هكذا حين يصل الأمر بي إلي جرح مشاعرك ؟ لماذا لا
أستطيع مصارحتك بأن كل شيء انتهي ؟ لكنها لن تستطيع . . كيف ذلك وعمتها على هذه الدرجة من السعادة ؟
قالت أليس سمولبورن التي ذكرتها بلطف : " لم تذكري لي اسمه عزيزتي !" .
اسمه ؟ فتشت زاندرا عن اسم تذكره لعمتها فقالت عن غير وعي :
"ڤيك سبنسر" . عندئذ طلبت منها العمة بحبور أن تذهب لتستحم .
في هذا الوقت تعالي رنين الهاتف فهرعت إليه وهي تفكر مذهولة : أقالت ڤيك سبنسر حقاً ؟ لا. . لم تقل هذا . . لا يعقل ذلك . . ما الذي تملكها ؟ يا الله ! . . لكنها لم تتمالك نفسها عن الابتسام . . كم سيحب هذا . . ڤيك سبنسر الضخم ، القوي ، سيسره أن يعرف أن الفتاة التي يظنها سيئة الطابع ، درامية ، غير قادرة على تدبير أمر حياتها العاطفية ، ادّعت للتو أنه خطيبها .

يوكي 111
15-12-2010, 16:35
– أمام زاندرا ثلاثة أيام من الراحة قبل أن تسافر مجدداً . . ثلاثة أيامعليها خلالها أن تتصل بعمتها لتعترف لها أنها لا تعرف ڤيك جيداً . اتجهتيدها أكثر من مرة لتطلب رقم هاتف عمتها . . وحدث أن اتصلت بها فعلاً مرة ،لكنها أعادت السماعة مكانها وهي تحس أنها على وشك الإغماء . . ثم حاولت أنتكتب لها ، لكنها لم تستطع أن تجد الكلمات المناسبة لذلك . في آخر يوم راحةلها ، قررت أن تذهب بنفسها إلي " ميدلاين" لتقول ما تريد لعمتهاغ وجهاًلوجه . . لكن سوف تضع هذه المسألة في سلم أولياتها بعد عودتها من مهمةالطيران التالية . . ولن يكون الأمر سهلاً فعمتها ستتألم كثيراً . . أدركتللمرة الأولي مدى القلق الذي تعيشه عمتها بسببها أي بعد
سنتين من العيش معها . . كانت قد عادتإلي المنزل بعد حفلة راقصة مع نورثي كراين وهو شاب لا يكبرها إلا قليلاً . . استمتعت بأمسيتها ، وبعدما ودعته دخلت إلي غرفة الجلوس فرأت عمتها فيهاوهذا غريب لأن العمة تأوي إلي فراشها في العاشرة والنصف .
- ألم تنامي عمتي ؟
- خلتك ستدعين صديقك الشاب لاحتساء القهوة . (http://www.liilas.com/vb3/)
ضحكت زاندرا : صديقي الشاب . . عمتي ! لم أخرج معه إلا مرة وأشك أن أخرج معه مرة أخرى .
لأن نورثي كراين سيسافر إ&لي الجامعة في اليوم التالي . توقعت من عمتهاأن تبتسم . . لكنها بدل هذا أظهرت انزعاجاً من هذا الرد ّ .
- آه ! زاندرا ! أرجو أن لا تكوني قلت له إنك لن تقابليه مجدداً ؟
قبل أن ترد ، قالت لها عمة بأن عليها أن تعرف أنه ليست جميع الزيجات كزيجةوالديها . . وأن على زاندرا ألا تسمح لخلافات والديها بالتأثير في نظرتهاإلي الحياة .
في السنوات الثلاث التالية ، كانت تتحدث كثيراً عن فضائل الشاب الذييرافقها . ثم أخذت تحاول المقارنة لتختار منهم الزوج الصالح ولكن زاندرا لمتجادلها قطّ ، مع أنها حاولت أن تصور لها أنها غير مهتمة بالزواج من أجلالزواج . . لكنها فشلت ونجحت فقط في إقناعها بأن لديها عقدة من الزواج . . أما هي فكطانت تعرف أنها لن تتزوج إلا إذا أحبت فعلاً الرجل الذي ستتزوجهوفاجأها الألم وهي تدفع الأفكار التي تدور حول اندرو بعيداً عن رأسها . عندما بلغت الحادية والعشرين انضمت إلي خطوط كرونويل الجوية فمرت بفترةتجربة دامت ستة
أسابيع أحرزت فيها نجاحاً . وها هيتمارس عملها كمضيفة في الطائرة منذ ذلك الوقت . في البداية عملت في رحلاتقصيرة ولكن لمّا حظيت بالخبرة انتقلت إلي الرحلات البعيدة المدى . . وكانعملاً صعباً ومتعباً ، لكنها أحبت كل دقيقة منه . . كانت تنسجم بشكل جيد معمن تتصل به من الناس . . ويبدو أن ركاب ، وطاقم الطائرة ، أحبوها إلا ڤيكسبنسر الذي كان الوحيد ، لكنها قررت عدم التفكير فيه أيضاً . (http://www.liilas.com/vb3/)
في الفترة الأولي التي تركت فيهامنزل عمتها شعرت بالألم ، كانت قد تشاركت مع ثلاث مضيفات أخريات شقة خاصةبها . أجل . . إنها تحب هذه الشقة . . ووقفت أمام المرآة تعتمر قبعتهاالرسمية بشكل صحصح ، ثم التقطت حقيبتها . وقبل أن تخرج ألقت نظرة أخيرة علىما حولها . . لتتأكد من أن كل شيء في المنزل بوضع جيد . أقفلت الباب خلفهاونزلت إلي الشقة السفلي حيث يعيش الزوجان كولييت وريك كريمزون . . ستراقبكولييت بعناية شقتها ، وتعرف أنها مسرورة لاحتفاظها بمفتاح إضافي في حالحدوث شيء طارئ . . وستكون جاهزة لتنقذ الشقة في أي وقت كما تدير لهاالمدفأة حين تعرف بموعد عودتها . . كان المنزل قديماً لذا هو معرض في أيوقت إليحادثة ما . . بالأمس فقط ذهبت إلي وكيل الأملاك الذي يدير المنزلنيابة عن المالكة السيدة ساوث ، لتبلّغعن إطار نافذة زجاجية مكسورة . . سألت كولييت : " كم ستغيبين ؟ ".
- ستدوم الرحلة ثلاثة أسابيع !
حاولت زاندرا أن تدس بعض السعادة في جملتها . . لكنها وجدت صعوبة في هذا . . اللعنة على أندرو ! انطلقت كولييت التي لم تعرف
– بانفصال زاندرا عن أندرو ، تتحدثبسعادة وحبور . . أخيراً وجدت زاندرا فرصة لمقاطعتها بأدب :
- يجب أن أذهب الآن كولييت .
- حسناً . . بعد ثلاث أسابيع سأشغل لك المدفأة لتجدي المنزل دافئاً . ماأروع أن يكون لديها جيران مثل ديك وكولييت . . هذا ما فكرت فيه وهي تنزلالدرج . . إنهما يحبانها ، وهي ترد لطفهما أحياناً بأن تكون جليسة لولدهماالصغير البرت البالغ ثلاث سنوات . في الطابق الأرضي التقت الآنسة بايكرالعجوز التي كانت خارجة من شقتها ، فتوقفت لتكلمها وهي تسرع عبر البابالأمامي :
- - احذري آنسة رودس !
ابتسمت زاندرا . . فالآنسة بايكر لا تثق بالطائرات . . مرت الأسابيع الثلاثبسرعة . . كم حمدت الله لأن ڤسبنسر لم يكن قائد هذه الرحلة . في هذا الوقتبذلت جهداً لئلا يدرك أحد بالمحنة العاطفية التي تمرّ بها . . في إحدىالمرات سألها القبطان :
- أما زال ذلك الشاب أندرو يأخذ كل وقت فراغك
ردّت بهدوء :" ومن هو أندرو ؟ "
وكان هذا كافياً له إذ سرعان ما حرص على أن يكون إلي جانبها في أول نزهةخرجت بها مع آخرين في أول محطة للتفرج على المناظر . عندما حطت بهم الطائرةفي " كالكوتا" اقتنعت زاندرا أن الأمر انتهي بينها وبين أندرو ولن يتصلبها مرة أخرى . . ولكن إن اتصل فسترفض الخروج معه . .

يوكي 111
15-12-2010, 16:41
عندما وصلوا إلي لندن كان الطقس دافئاً . . كانت الأسابيع الثلاثة مرهقة ، وكانت زاندرا سعيدة برحلتها . بعد قليلتركت الطائرة لتقول وداعاً للمضيفين والمضيفات المجتمعين قرب لوحةالإعلانات . اتجهت إلي موقف السيارات وكانت تهم بركوب السيارة عندما نظرتإلي صف السيارات المتوقفة ، وتجمدت مرعوبة .
لم تكد تصدق عينيها . . قلبت عينيها بسرعة . ثم جفّ اللون من وجهها واضطرتلإسناد جسمها إلي أقرب سيارة لتمنع نفسها عن الوقوع . . إنها هناك ، واقفةتبتسم وتتحدث . . لم تجد عمتها أليس فقط ، بل رأت معها الرجل الضخم الذيكانت تبتسم له وتتحدث إليه ، ولم يكن سوى الكابتن ڤيكتور سبنسر .
يا الله . . لا ! كيف أتت إليهنا ؟ ماذا . . ؟ من . . ؟ تهددت قواها العقلية بالانهيار وتصارعت الأفكارفي رأسها ، وشعرت بأنها ستذلّ ذلاّ ما بعده ذل إن أخبرته عمتها بأنه سيتزوجمن المضيفة التي لا يطيقها . كانڤيك سبنسر على وشك وضع العمة في سيارته ،حين رأت العمة ابنة أخيها . . في تلك الأثناء كانت قد استجمعت شتات نفسهافهرعت حتى أصبحت على بعد عشرين يارداً منهما ، كان همّها أن تبعد عمتها عنڤيك سبنسر قبل أن تخبره شيئاً يجعله ينفث لهيب الغضب على رأسها ، ويجعلهاأضحوكة جميع العاملين في شركة كرونويل .
كرهت أن تجرح عمتها هكذا . . ولكن ليس لديها أي حلّ آخر . . عليها أن تجرّعمتها بعيداً إن اقتضي الأمر . . قطعت ما تبقّي من مسافة في لحظة ، وفتحتفمها لتتكلم . . ولكنها أقفلته ثانية فقد شعرت بهبوط



– قبضة ثابتة على ذراعيها ، وأحستبأنها تسدّ بقوة إلي جسدڤيك سبنسر القاسي . ازداد ضغط يديه على ذراعيهعندما أحسّ بمقاومتها الغريزية للخلاص منه . . وعرفت أنه لن يتركها حتىيكون مستعداً لذلك . لجمت آهتها وراحت تفكر كم أخبرته العمة أليس . . إنهأطول منها بثمانية إنشات على الأقل . . رحلت عيناها إلي فوق مع أنها خائفةمما ستقرأه في عينيه . . فكان أن اصطدمت عيناها بذقنه القاسي كالحديد ، ثمارتفعتا إلي فمه غير مبتسم . . لم تجد أثراً للمرح هنا . . تابعت عيناهاجولتهما حتى توقفتا عند عينيه الرماديتين الفولاذيتين . . أرادت أن تسبحبنظرها بعيداً ، ولكنها لم تستطع . . أرادت أن تبتعد ، ولكنه أمسكهاوسمّرها إليه . . ثم أحست بأنفاسه تلفح وجهها . . فتمنت لم يغمي عليهافوراً . . إنما لم يسبق لها أن فقدت الوعي طوال حياتها . . سمعت زاندراعمتها تقول :
- لا يرى المرء كل يوم فتاة ترطض لتحيي خطيبها ، سيد سبنسر !
تساءلت والكلمات تصدمها ، إن كانوا سيصدقونها إذا ادّعت الإغماء .
عضت شفتها خزياً وخجلاً وراحت تحاول مقاومة إغراء محاولة الإغماء . . فهذاأمر يجب مواجهته ، حتى بعد أن تقرر العودة إلي وعيها . . لأن هذا الموقف لنيزول ، ولا مجال للخلاص منه . عليها الآن وأمامڤيك سبنسر بالذات أنتعترف لعمتها أنه ليس خطيبها وانه لم يكن يوماً خطيبهاوأن الفيلة قد تطيرقبل أن يفكر في خطبتها . . تعرف أن العمة أليس ستتألم وان سبنسر سيقطعلحمها . . لكنها لن تستطيع فعل شيء .



خف الضغط على ذراعيها ، ووجدت نفسهاقادرة على الالتفاف لتواجه عمتها المبتسمة سعادة . . رفعت رأسها بكبرياءوبدأت :
- عمتي . .
لكنها لم تستطع أن تردف شيئاً . . لأنها سمعت ڤيكتور يرد على تعليق العمةالمتعلق بركض الخطيبة لملاقاة خطيبها .
- لم نرَ بعضنا منذ زمن طويل . . أليس كذلك عزيزتي ؟ علينا التحدث بأموركثيرة . . أليس كذلك ؟
لم يعجب زاندرا طريقته بالقمل " أليس كذلك !" جذبت ذراعها مرة أخرى للابتعاد عنه . . لكنه كان جهداً ضائعاً، إذ قال لها :
- لديّ أمور أود استيضاحها . . سأزورك في الوقت المعتاد ، وسنتناولالعشاء معاً في مكان ما .
زاد ألم ضغطه على ذراعها وأجبرها على القبول ، فتمتمت : " أجل . . حسناً". لا تفهم لماذا لم يفضح أمرها . . مع أنها تعرف أنه يمقت هذا الموقف أكثرمنها . . اختارڤيك تلك اللحظة ليرخي قبضته عن ذراع زاندرا ، فابتعدت عنهوهرعت إلي عمتها تضمها . قالت وهي لا تتحمل رؤية دموع عمتها :
- لا تتكدري عزيزتي . .
- أنا سعيدة من اجلك زاندي . . كدت أوقن من أنك لن تتزوجي .
أجبرت الابتسامة على الظهور إلي وجهها ، أما العنة فكانت تمسح دموعها ثمأبعدت ذراعها عن كتفيها . . يا لها من ورطة . . العمة أليس تكاد تطير فرحاًلأنها قابلت خطيب ابنة أخيها . . و ڤيك سبنسر ينظر إليها . . كيف ؟ ماذاتقول هاتان العينان الرماديتان لها ؟ أتتصور



– أنهما تقولانلها : لا تقولي شيئاً لعمتك حتى تتاح لي فرصة الحديث معك ! يبدو أنهاأصابت في قراءة أفكاره لأنه وضع ذراعه حولها ، وجذبها إليه مجدداً . . وكانت لحظة رهيبة فقد رأته يحني رأسه . . تجمدت وتخدّرت أحسيسها . . سيقبلها . . ولكنها أدركت أنه ينوي أن تبدو قبلة من الجهة التي تقف فيهاالعمة . . ورأت في عينيه وميض الرضي الكامل وهو يدرك خوفها ، ثم قرّب فمهمن أذنها وسمعته يهمس :
- الزمي الصمت حتى أراك فيما بعد ، ونادنيڤيك.
ثم رافقهاإلي سيارة الميني وهناك قالت عمتها إنها تتطلع شوقاً لرؤيته مجدداً . . فقال بدون أن يلزم نفسه :
- سنرى ما نستطيع أن نرتبه سيدة سمولبورن .
تأكد من أنها استوت إلي مقعدها قبل أن يقفل لها الباب ، ثم اتجه نحو مقعدالسائق . نظرت زاندرا إليه بعجز . . وكانت مسرورة لأن عمتها لن ترى تعابيروجهه . . أهون ما يمكن أن يقال عن نظرته إليها هو التجهم ، ولكنها نفذت ماقاله لها وتمكنت من القول بصوت أجش :
- باي . . ڤيي . . ڤيك .
ارتدّ إلي الخلف بدون أن يقول كلمة أما زاندرا فشغلت المحرك وقادت السيارة . .





***********



انتهي الفصل الأول

يوكي 111
15-12-2010, 16:52
–2 – لن يقبل اعتذارها


كانت أليسسمولبورن مأخوذة بالرجل الذي تركتماه في موقف السيارات ، فقد قالت لزاندراإنها تقيم بعيداً عن لندن ، وأنه سألها منذ متي وهي تقيم هناك :" لكن . . كما قلت لخطيبك الرائع . . ." يا إلهي ! " . . جئت إلي لندن مع رحلةللاتحاد النسائي ، وعليّ اللحاق برحلة العودة في الخامسة مساء". لدي زاندراأسئلة كثيرة تطرحها على العمة ولكن عليها أن تكون لبقة . . فلسبب ما لميرغب ڤيك سبنسر بالاعتراف لعمتها بالحقيقة . .والواقع أنها مسرورة بهذا . . فهي جبانة ، وهي غير قادرة على خطف السعادة عن وجه عمتها . .

سألت :" كيفوصلت إلي المطار عمتي؟ ".
- استقليت سيارة أجرة . . اعرف أن في هذا تبذيراً بسيطاً ، لكن . . لكنككتبت في بطاقتك البريدية أنك ستصلين اليوم . . لذا فكرت في موافاتكلأفاجئك.
ياعمتي الحبيبة . . فاجأتني حقاً . .
قالت بصوت مرتفع :
- آه . . إذن التقيت ڤيكتب. . ڤيك صدفة وأنت تنتظرينني .
طالما سمعت بالصدفة الغريبة لكنها في غني عنها .
- لا . . لقد وصلت مبكرة قليلاً ، لذا ذهبت لأسأل الفتاة في مكتبالاستعلامات عن السيدڤيك سبنسر ، فأخبرتني أن من المتوقع وصوله بعدالثانية عشرة .
سألت زاندرا بضعف :" أخبروك متي سيصل السيت. . ڤيك؟ "


– - أخبرتني فقط بعدما قلت لهمإنني قريبته . حسناً . . أظن أنني تقريباً قريبته ، أليس كذلك ؟
ما عساها أن تجيب عن هذا ؟ لقد حضرت عمتها إلي المطار عدّة مرات في السنواتالثلاث الأخيرة ، وتستطيع الوصول إلي موقف السيارات لرؤيتها . . لكن أملهاالوحيد ألا تكون العمة قد ذكرت اسمها كما ذكرت اسم ڤيك. . فلو حصل هذا ،فلن تستطيع أن تتحمل العواقب. سألت مرتبكة :" إذن ، انتظرت ڤيك ثم عرفتهبنفسك ؟"
ردت العمة بسعادة : أجل . . لقد رافقتني الفتاة التي سألتها وأرشدتني إليالمكان الذي يجب أن أنتظره فيه . . أظنه رجلاً لطيفاً .
- ألم . . يظن ان الأمر غريبقليلاً ؟
- غريب عزيزتي ؟ ولماذا ؟ ىه . . تقصدين ظهوري في المطار بدون أن يعرفأنني قادمة ؟
فكرت أليس قليلاً قبل أن تتابع . .
- آه ! نعم بدا مستغرباً قليلاً . . فلا أظنه توقع رؤيتي هناك بدونك . . ومع ذلك كان لطيفاً حين شرحت له من أنا . . عندئذ سألني إن كنت أودّ تناولالغداء معه . . من الطبيعي أن يرغب في معرفة المزيد عنك ، لكنني قلته له " سيكون لديك الكثير من الوقت لتسمع أسرارها الصغيرة". على أي حال خشيت أنتفوتني رؤيتك . . لذا ذهب السيد سبنسر فوجد أن طائرتك حطت ، وأنك لن تتأخريكثيراً ، ثم اقترح أن ننتظر في السيارة .

– صعب على زاندرا أن تركز علىالقيادة في الوقت الذي تفكر فيه بمخرج لائق لتخرج من هذه الورطة . . لهذاامتنعت عن الكلام وركزت على القيادة .
ما إن وصلت إلي الشقة حتى أصرت على عمتها أن تجلس فستقوم هي بتحضير وجبةطعام لهما . . وما عن اختلتبنفسها حتى انطلق تفكيرها بسرعة . . لا فائدةمن لوم العمة ، الحبيبة المسكينة . . إنها سعيدة بحياتها في الوقت الراهن ،كما أنها لا تستطيع لومها لتقديم نفسها إليڤيك سبنسر ، بعدما دفعتها إليالتصديق أنه خطيبها . . لا. . إن اللوم كل اللوم يقع على كاهل زاندراوحدها . وأستندت رأسها إلي برودة جدار المطبخ . . كان رأسها يضج ، ولاينقصها الآن سمى الصداع .
غادرت السيدة سمولبورن قبل الرابعة بقليل . . وأرادت زاندرا أن تقلها إليالقطار ولكن العمة أكدت أنها تفضل فكرة الركوب في سيارة أجرة . عندئذ اتصلتزاندرا بمكتب الخدمات لتستأجر سيارة ثم وعدتها أن تزورها في أسرع وقت ممكن .
بعد مغادرة العمة ، غرقت في التفكير عميق . . كان يمكن أن يكون الأمرمرعباً لو اكتشفت العمة أن علاقتها بأندرو انتهت ، فلو حدث ذلك لبدأتبمحاضرة أخرى عن الزواج أبويها الذي أوصلها إلي هذه الحالة النفسية . . لكنها لا تتصور أن ڤيك سبنسر يقبل بهذا كعذر . . وهذا يعني أنه ليس أمامهاسمى الاعتذار منه . . وعليها أن تتحمل نتائج عملها . . الآن تكاد تشعر بشيءمن غضبه وهي تعرف أن ما ينتظرها لن يكون لطيفاً . لقد تذكرت رحلة قامت بهامع ڤيك سبنسر ،

مماثلة اارحلة التي أنهتها لتوها . . تذكرت كيف تخلي عن وجبة طعامه بعدما تناول الطيار المساعد وجبة مثلها . . وكان إدي سومر مساعد طيار متزوج ، ولكنه ضعيف أمام الوجه الحسن . . الواضحأن ڤيك حسبها تشجع إدي . . لأنه نظر إليها غاضباً . . وعندما حملت إليهوجبة الطعام كاد غضبه يدفعها إلي البكاء . .
يومذاك سألها بهدوء : منذ متي تعملين مضيفة ؟
- منذ سنتين تقريباً .
- إذن . . آن لك أن تعرفي أنالطيار ومساعده لا يتناولان ، وأكرر لا يتناولان وجبتين متماثلتين .
تعرف هذا بالتأكيد لأنه أحد القواعد الرئيسية في كل شركة طيران . . وقد وضعهذا القانون لتجنب أي تسمم غذائي فيما لم كان الطعام ملوثاً، فبهذا يبقيأحد الطيارين سليماً لتولي قيادة اللطائرة . . لو وقع هذا الأمر مع أي طيارآخر لضحك منها أما ڤيك فجعل منها قضية . فكان أن عادت إلي المطبخ ووجههايشتعل دماً ، وركبتاها تصطكان . حدث هذا منذ سنة تقريباً . . ومنذ ذلكالوقت يحدث كلما شاركت برحلة هو قائدها أن ترتكب هفوة تشعرها بأنها غيركفؤة . . إنه أمر مزعج ، مع أنها كفؤة في عملها ، وهذا ما تؤكده التقاريرالتي يرفعها عنها سائر الطيارين .
تناولت زاندرا قرصين من الأسبرين للتخفيف من ألم رأسها . . ثم بدّلت بذلتهاالرسمية ، وارتدت روباً منزلياً ، وذهبت لتتمدد في السرير . . بعد دقائقكانت تغط في نوم عميق . عندما استيقظت وجدت أن صداعها زال ، وهذه نعمة علىأي حال ، مع أن تفكيرها لم يكن صافياً


– . . لقد ذكر ڤيك سبنسر شيئاً عنالعشاء . . قال أنه سيراها لاحقاً . . ولم تشك في أنها ستشنق ، أو تغرق ،أو تقطع على يده إرباً أرباً . . إنما لم تظن البته أنه سيزورها في شقتها . استحمت ، وارتدت ملابس نظيفة . في الأحوال العادية ، التي تتوقع فيها قضاءالأمسية في البيت ، كانت ترتدي جنزاً وكنزة . . لكنها اليوم ألقت نظرة علىخزانة ثيابها لتختار فستاناً .
ما إن سمعت قرع الباب حتي هبّت على قدميها ، وكم أملت أن توكن الطارقكولييت . . لكنها خابت إذ طالعها جسد ڤيك الضخم . . لزمت للحظات الصمتلأنها لم تتمكن من التفوه بكلمة أما هو فكان ينظر إليها نظرة شاملة عميقة . . تعرف أن فستانها البني الطويل يبرز شكلها الجميل ، وطولها الفارع . . ياقته المرتفعة مطرزة بلون عاجي وحول عنقها لون فاتح . . لكن القوة التيأعطاها إياها مظهرها قبل قليل تلاشت وهي تنظر إلي العينين الرماديتينالقاسيتين .
تمتمت وهي تتراجع إلي الخلف لتسمح له بالدخول إلي غرفة الجلوس.
- تفضل . . أدخل . . سيد سبنسر . . اجلس من فضلك . . أتريد . . أتحب أنتشرب شيئاً ؟
لم يقبل ڤيك عرضها ، وانتظرها حتى جلست ثم جلس على مقعد آخر يواجهها .
- هل سافرت عمتك بالسلامة ؟
- أجل . . شكراً لك .
تقدمت لخطبتك . . لا أذكر أنني فكرت أساساً في طلب يدك .
[/center]

يوكي 111
15-12-2010, 16:58
كانا دائماً على طرفي نقيض . . عرفت أن السبب هو الكراهية الدفينة في داخلكل منهما . . لكن حتى وهو غاضب يبدو بارداً كالثلج . . لقد اعتذرت . . ولميقبل اعتذارها . . ولكنها تفضل رؤيته ذاهباً إلي الجحيم على أن تجثو أمامه .
رفعت رأسها قليلاً ، وقالت بجفاء :
- كنت مدينة لك باعتذار . . وقد قدمته لك سيد سبنسر . . والآن . . واتجهت إلي الباب وكأنها تطلب منه الخروج . . لكن البرودة الرهيبة في صوتهصدمتها ، وجعلتها تلتفت إليه وهو يقول :
- ليس بهذه السرعة رودس . . ليس الأمر بمثل هذه البساطة .
- أليس بهذه البساطة ؟
- لا شك الآن أن خبر خطوبتنا يعم أوساط خطوط كرونويل الجوية . . وأناأرفض أن أبدو أبله بسببك أو بسبب أي شخص آخر .
لم يسبق أن سمعت زاندرا بمثل هذه اللهجة في صمت أي رجل . . إنها لهجة لاتقبل الجدل تنذر بشرّ بارد . . ابتلعت غصة في حلقها .
اعترضت قائلة :" إنما لا يعرف أحد بهذا غيرنا نحن الثلاثة ".
لكنها غير واثقة أن عمتها لم تكلم أحداً في الشركةقال باختصار :" سأوضّح لك . . جينا هارتلي رئيسة ناشري الشائعات في الشركة ، كانت واقفة على بعد خطواتمني عندما قدمت لي السيدة سمولبورن نفسها ".
يا إلهي . . ما الذي بدأته ؟ . . لا شك أن الخبر الآن يعمّ كل أوساط شركةالطيران . . ولا غرابة أن يتصرف معها بهذه الفظاظة . . رفعت عينينمضطربتين إلي عينيه ، فوجدت ويا للغرابة أن ثلج اختفي من وجهه وهو يدرسنظرتها المهزومة .
في لحظة اتخذ قراراً ما . .
- أنا جائع . . أحضري معطفك . . سنحل هذه المشكلة حول مائدة العشاء .
أرادت زاندرا أن ترفض أمره لأنه لم يسألها الخروج ، بل أمرها أن تتناولالعشاء معه . . لكن ، وبما أن شيئاً ما يجب التفكير فيه بشأن هذه الورطة ،وجدت نفسها تجلس ألي جانبه في سيارته التي راحت تجوب طرقات لند المزدحمة . اصطحبها إلي مطعممعزول هادئ يقع خارج لندن . . كانت زاندرا كثيراً ماتخرج إلي العشاء خلال السنوات الثلاثة الماضية ، إلا أنها لم تكن تعرفبوجود هذا المطعم . . لم كين كبيراً بالنسبة إلي غيره من المطاعم الحديثة ،وربما كان هذا جزءاً من سحره . . كان البناء موجوداً في أرض خاصة به ،والحديقة مضاءة بأنوار خافتة في أمسية كانون الأول البارد ة. . حيّرها ڤيكسبنسر. . كان يتصرف بشكل جيد ، مع أنها تعرف أنه غاضب منها ومن الورطة التيزجته فيها . . توقعت منه أن يتجاهلها ، إلي أن يتوصلا إلي مناقشة " خطوبتهما" لكنه لم يتجاهلها . . الواقع أنه لم

. يكن مستعداً للكلام ، ولكنها لمتستطع أن تعيب تصرفه . . ساعتئذ فقط أدركت أن لديه حسن مجاملة متأصلة ،وأنه لو كانا على متن طائرة ، أو في خلوة شقتها لوبخها بقسوة . بدأت تركنإلي هذه الفكرة وتتمتع بوجبة طعامها فقد أدركت أنها جائعة . . وكانت قاعةالطعام شبه فارغة عندما تطرق إلي الموضوع :
- ربما تستطيعين إخباري كيف وصل بي الأمر أن أكون خطيبك !
جعلها سؤاله الهادئ تفقد شهيتها للطعام . فتظاهرت بأنها تمضغ قطعة لحم قبلأن تجيبه ، وكانت تعلم أنها ستكون ممتقعة اللون بعدما تنهي كلامها .
قالت :"سيد سبنسر".
- اسمي ڤيك . .
تذكرت أنها كانت بين ذراعيه عندما طلب منها أن تستخدم اسمه الأول ، ووجدتنفسها كالعادة ، تزداد احمراراً للذكرى . وهذا ما لاحظه ، وكان بإمكانها أنتقسم بأن الخجل البادي عليها صدمه ولكن وجهه بقي صارماً
-ڤيك . .
بدأت مرة أخرى . . لكن من أين البداية ؟ هل تخبره بأمر أندرو . . ياالله ! تمالكت أعصابها بسرعة وقررت أن تخبره شيئاً عن مشاعر عمتها نحو الزواج ،ونحوها بالتحديد :
- عشت مع عمتي بعد طلاق والديّ . . وأنا أحبها كثيراً ، وهي تحبني ولاتريد سوى سعادتيي ، لكن وبسبب فشل زواج والديّ . . ولأن العمة تعتقد أننيبتّ أكره الزواج ، أخذ قلقها عليّ يتضاعف .
بدا ڤيك مستغرقاً في ما تقول ،لكن وجهه بقي جامداً لذا لم تستطع قراءة ما يفكر فيه . . ثم جاء صوتهبارداً ، وكما ظنت قبل ذلك ، لن يهوّن الأمر عليها .
- هل أفهم من هذا أنك ادّعيت أمام عمتك أنك خطيبتي ، لمجرد بعث السعادة إليقلبها . . لمجرد . .
استطردت بسرعة :
- لم يكن الأمر هكذا .
ورفعت بصرها إليه فرأت أنه ينتظر بنفاد صبر أن تتم كلامها . . أشاحت بوجههابعيداً لأنها غير قادرة على تحمل نظرته المباشرة .
أضافت :" أنا . . أنا . . كنت أخرج مع . . مع شخص آخر . . وظننت . . .".
[/center]
[/center]

يوكي 111
15-12-2010, 17:03
صمتت قليلاً وطأطأت رأسها :
- ظننته . . يحبني . . و . . أجل ، هذا صحيح . . ظننت أنها ستشعر بالسعادةعندما تعرف . . و. . أوه. . أعرف أن عليّ أن أشعر بالخجل من نفسي . . لكنفي ذلك الوقت ، لم أجد ضيراً من أن تعرف . . وعن غير وعي مني . . إذا كنتتفهم ما أعني ، فكرت أنني كلما أسعدتها . . كلما . . كلما . .
- أوقفها هذا عن الخوض في موضوع زواجك .
- أجل ، اعتقد هذا . . لكن وقبل أن أحصل على الشجاعة الكاملة لأخبرها بأمرأندرو ، راحت تسألني عبر الهاتف عما إذا كان طلب يدي ، ثم سألتني عن اسمه . . وعن عمله وعما إذا كان يعمل معي على الطائرة . . وحدث أن قلت لها غنهطلب يدي . . ثم ، وربما
لأنك كنت تحتل أفكاري بسبب تأنيبك إيايقبل وقت قصير ، وبسبب شعوري بالغضب . . أعطيتها الاسم الول الذي خطرببالي.
خيّم صمت حذر قارص شعرت زاندرا فيه بقلق لم يسبق لها أن شعرت بمثله . . لقدأخبرته بكل شيء . . كل شيء يحق له أن يعرفه وها هي تجلس بانتظار الإتهاماللاذع . لكن سماع صوته الهادئ صدمها ، وهو يسأل
- وماذا ستقولين لعمتك عندما تتصالحين مع أندرو هذا ؟ هل ستقولين إنكتخلصت بسرعة من حب ڤيك سبنسر . . وغنك . .
- لن أتصالح مع أندرو . . لقد انتهي كل شيء.
سألها بلهجة من لا يصدق :
- انتهي ؟ سرعان ما ترمين نفسك بين ذراعيه حين يزورك .
التفتت إليه وردّت ، وفي عينيهابرودة وعلى أساريرها تحجر:
- لن يحصل هذا ؟ انتهت علاقتي بأندرو يوغت . . ولو جاء يتوسل إليّ لأخرجمعه فلن أقبل !
- يبدو أنه قام بعمل فادح حتي بلغت هذا الحزم . . ما الذي فعله معكليسقط من فوق عرشه الذي وضعته فوقه ؟
عاد إلي سخريته الحلوة ، وبما أن لا شيء قد يجبرها على كشف سذاجتها أمام ماخطط له أندرو ، فقد ردت على نظرة ڤيك ببرود ، ونظرت إليه نظرة لا أثرللعاطفة فيها وقالت
- لا شأن لك بهذا سيد سبنسر .
اشتدّ فكّه فأحست بشيء ما يرتجف في معدتها ، ثم أدركت بشيء من الخوف أنأحداً لا يجرؤ على القول لمن هو مثل ڤيك سبنسر بأن يلتزم

بشأنه . . ردت الطرف عنه وراحت تجيلهفي غرفة الطعام ، فلاحظت أنهما وحيدان فيها .
قال ڤيك بصوت حازم أجش:
- فلأوضح لك بعض الأمور زاندرا . . أنهيت عملي اليوم ، وكلي أمل أنأستمتع ببضعة أيام من الراحة في مكان يكون الحديث فيه مسموعاً من الجميع . . وها أنا أري نفسي أمام فتاة ترمي نفسها عليّ مدعية أنها خطيبتي . . فتاةلديها القدرة على إثارة أعصابي كما لم يقدر أحد من قبل . . ولكنني راعيتمشاعر السيدة سمولبورن التي وجدتها من ألطف الناس ، فلم أفضح أمرك . . ثمفكرت أن أنتظر أولاً سماع تفسيرك . . انتظرت سماع ما ظننته مسألة حياة أوموت ، دفعتك إلي القول بأنني الرجل الذي ستتزوجينه .
تلاشي لون زاندرا أكثر فأكثر ، وهذا ما دل بوضوح على أن كراهيتهما متبادلة . لكن الأسوأ آتٍ ، فهو لم ينته منها بعد .
- تناولت العشاء معك ،وانتظرت حتى وجدتك اطمأننت واسترحت فسألتك عما دفعك إلي هذا الإدعاءالمجنون ، وعرفت أن سبب ادعائك هو الجبن التام . . أنت جبانة لأنك لم تجديالجرأة للاعتراف لعمتك أنك فسخت علاقتك .
صدمها كلامه ، لكنه تابع القول دون رحمة ، بصوت لم يفقد شيئاً برودتهالقاسية :
- بعد الاستماع إليك . . خطر ببالي أن أتجاهل اندفاعاً يدفعني إليإجبارك على البوح لعمتك أن الخطوبة انتهت . وليس ذلك فحسب

[center]بل فكرت أن أترك الخطوبة قائمة . . ولهذا السبب ، فقط ، أردت أن أكون واثقاً من أن حبيبك السابق لن يتسللثانية إلي المسرح . . وأردت أن أعرف ما الذي حدث بينكما لأحكم بنفسي إن كانسيعود أليك .
كانت كلماته في منتهي الوضوح . . فلم تجرؤ زاندرا على النظر إليه مع أنكلماته آلمتها .
أضاف:" ولكنك كنت من الوقاحة بحيث قلت لي أن لا شأن لي بهذا"؟ كم تمنت لوتستطيع الهرب منه . . لقد عانت من سلاطة لسانه من قبل ، إنما لم تكن هكذاقط . . كانت وجبتها قد انتهت ، ولم يعد هناك ما يقال . .؟ وفكرت أنه حقه أنيجلدها بالسوط . . وهو محق بنعتها بالجبانة . .ولكن كيف لها أن تستجمعالشجاعة لتقول لعمتها ما تعرف أنها يجب أن تقوله .
وقف ڤيك سبنسر ، مشيراً إلي أنه أيضاً لا يجد أن هناك ما يقال أكثر . . وكان أن رافقته بصمت إلي سيارته .
بعد انطلاق السيارة شعرت بأن كل دقيقة تمر هي دهر . . وشعرت بأنها مدينة لهباعتذار . . إنه غارق وسط الورطة التي وضعته فيها . . لكن بسبب تجهمه وجدتالاعتذار صعباً .
- انا . . أنا آسفة لأنني قلت لك أن تعتني بشؤونك .
قابل اعتذارها الصمت . . نعم هي جبانة عندما يتعلق الأمر بجرح مشاعر عمتها ،ولكنها في الواقع لا تفتقر إلي الشجاعة أبداً .
أردفت : " لم أدرك ماذا يجول فيخاطرك . . ولم أفهم لماذا أردت أن تعرف مدي علاقتي بأندرو . . لكنني ما زلتمتألمة . . ولهذا لم أستطع أن أخبرك شيئاً".
تحولت عينا ڤيك سبنسر عن الطريق أمامه لينظر إليها بسرعة ، وهذا هو الشاهدالوحيد على أنه سمع كل ما كانت تقوله له ، ثم أعاد انتباهه إلي قيادته .
- أما زلت تحبينه ؟
فكرت في هذا هنيهة . . أما زالت تحبه ؟ في هذا الوقت كانت من الارتباك بحيثلم تستطع تفسير مشاعرها ولكن إن لم ترد فسيأخذ ڤيك صمتها على محمل التأكيدويتأكد بأنها تحبه .
- قلت إنك ظننت أنه يحبك . . فهل أفهم من هذا أنه لم يعد يحبك ؟
ردت ، كأنها تكلم نفسها :
- لا أظنه أحبني يوماً . . آه ! قال إنه أحبني ، ولكنه ما قال لي ذلك إلا لن. .
وتلاشي صوتها . . لن يهتم ڤيك سبنسر بهذه التفاصيل . . كما أنه الآن يوقفسيارته أمام باحة المبني الذي فيه شقتها . . لكن قبل أن تتحرك ، ارتدّ ڤيك إليها

يوكي 111
15-12-2010, 17:07
[center]وسأل :

- ما هو السبب ؟
- أوه . . أنت تعرف الرجال .
أحست أنها كادت تقترب من إخباره بما كانت عازمة على البوح به أمامه . .
قال موافقاً : أعرف الرجال . . لكنك بدوت وكأنك . . اكتشفت هذا لتوك.
[center] آلمتها لهجته التي أوضحت لها أنهيظنها تعرف كل شيء عن الرجال .

- ما رأيك بهذه المفاجأة الثانية في يومك هذا ؟ زاندرا رودس، مغفلة إليدرجة أن تصدق الرجل عندما يقول لها إنه يحبها ، وهي بلهاء بحيث تظن أنإعلان الحب يتبعه بشكل طبيعي رنين أجراس الزفاف.
قاطعها صوت ڤيك :
- توقفي عن محاولة السخرية ، فهي لا تناسبك . . إذن ادّعي هذا الشاب انهيحبك . . وبعد زوال أول شعلة من الرومانسية ، طردك من فراشه ومن حياته ؟
ردت بغضب لأنه فسّر ما قالته على منحي آخر :
- لم أدخل قط فراشه!
سأل بعدم تصديق :" قط ؟"
أكدت له ببطء:" نعم ، قط".
- لكنك تحبينه . . وأعتقد أن الفراش هو النتيجة الوحيدة للحب هذه الأيام .
- ليس بالنسبة للجميع .
شعرت بالندم لأنها اعتذرت منه .
- وهل أنت مختلفة ؟ أخبريني . . هل لرفضك الذهاب معه إلي الفراش علاقةبانفصالكما ؟
لم تجد زاندرا سبباً يجعلها تخفي ما تبقي من الحقيقة . . وفي بضع كلماتقصيرة ، أخبرته بأمر مخطط نهاية الأسبوع الذي كانت تتوق إليه . . وأخيراًأنهت كلامها :

- كانت فكرته عن المرح ، كما اكتشفتمتأخرة ، مختلفة كل الاختلاف عن فكرتي .
- يا إلهي ! لا أصدق بأن فتاة بمثل جمالك بريئة إلي هذا الحد . . وأوافقك القول بأنك بلهاء . . أليس كذلك ؟
أحست بأنها فعلاً بلهاء ، ولم تجد جدوي من مناقشة الأمر أكثر من هذا ،فتحركت لتغادر السيارة . . لكنه أمرها :
- ابقي حيث أنت . . لأننا لم نتفق على ما سنفعله بشأن خطوبتنا .
جمدت في مقعدها . . لقد نسيتلبعض الوقت ، أن الدافع الوحيد لخروجها معه هو محاولة تقرير ما يجب فعله . كانت على وشك أن تفتح فمها وتقول إنها ستنكر الشائعة ، وإنها ستعترف بكلشيء لعمتها ، لكنها وجدته يتكلم مستطرداً :
- سنترك الخطوبة قائمة لفترة .
ارتدت إليه مذهولة ولكنها وجدت الخشونة ما تزال مسطورة على وجهه ، أو أنهذا خدعة من النور الداخلي الذي أضاء لتوه . . لكن صوته كان يقرر أمراًواقعاً حين تابع :
- لا بد من وجود ملاحظة شاذة من هنا وهناك في الشركة . . لذا دعينانتابع اللعبة ، وسرعان ما تزول .
- - لكن . .
لم تكن زاندرا واثقة من رغبتها في ترك الخطوبة قائمة ، ولم تكن راغبة فيالاعتراف لعمتهاأنها غير مخطوبة . .لكن من بين الفكرتين ، فكرة أن تكونمخطوبة لڤيكسبنسر ، حتى في سبيل حفظ
ماء وجهها ، جعلتها تحس بالقلق أكثر منتفكيرها بعواقب الاعتراف لعمتها .
عاد ليكون ذلك الجلف الذي دعاها إلى العشاء :
- دون لكن . . لقد قلت لك ، لن يستطيع شخص ما أن يجعلني أبدو مغفلاً. . زاندرا رودس أنت الآن خطيبتي. . أنكري هذا ، وستندمين.

[


* * * * * * *
انتهي الفصل الثاني

يوكي 111
15-12-2010, 17:24
–الحل الوحيد . . المستحيل!]



في الصباح التالي استيقظت زاندرا فشرعت بترتيب شقتهاالنظيفة أصلاً . . فكرت بحملبذلتها الرسمية اليوم إلي التنظيف . . فالأناقة جزء أساسي من عملها . . هلتجرأت فعلاً ونادت ڤيك سبنسر " ڤيك " ليلة أمس ؟ بدت لها الأمسية كلها غيرواقعية هذا الصباح بشكل ما . . لم تستطع أن تجد العلاقة بين الفتاةالمتحفظة التي هي عليها ، وبين الفتاة التي أخبرت ليلة أمس لكابتن الطيرانالمهيب ، تفاصيل حميمة جداً من علاقتها بأندرو .
نفضت عنهاالتفكير في أندرو فالتفكير فيه لن يوصلها إلي أي مكان . كانت واثقة هذاالصباح أنها ما زالت تحب أندرو . . وعزت الشكوك التي ساورتها بالأمس إليڤيك سبنسر وما سببه من تشويش في كيانها . . ركزت أفكارها على خطوبتها ،التي كما قدّر ڤيك ، ستكون موضوع أخذ ورد لمدة تسعة أيام متتالية في أوساطالمطار . . ثم سيحدث شيء آخر يأخذ أولوية الاهتمام ، وينسى الجميع أمرالخطوبة .
تصاعد صوت قرع على الباب . . ليس ڤيك سبنسر بالتأكيد ؟ وبدأ قلبها يخفق بجنون لأسباب مجهولة . ولمّا فتحت الباب وجدت السيد ساوث ، صاحب الملك ،واقفاً هناك .
- صباح الخير سيد ساوث.
دعته إلي الدخول ورجته أن يجلس .
سألته :" هل جئت بخصوص خشبالنافذة الزجاجية المكسورة الذي أبلغت وكيلك عنه ؟ "
رد السيد ساوث بأسف :" لا. . آنسة رودس".
بدت عليه بوادر القلق ، فاضطرت أن تسأل :
- هل من خطب ما ؟
تنحنح . . ثم قال بوجه متجهم :
- حسناً . . الحقيقة يا آنسة رودس هو أنني لا أستطيع أن أؤمن المالاللازم لإصلاح المزيد في هذا المنزل . . وأنا آسف لاضطراري إلي قول هذا . . لكن يجب أن أبيع المكان
أشاح بوجهه عن نظرة عدم التصديق التي رمقته بها .
أضاف : " أنا آسف عزيزتي . . لكن يجب عليك التفتيش عن مكان آخر لسكنك".
حاولت زاندرا استيعاب هذا . أهي مضطرة فعلاً للتفتيش عن شقة أخر في هذهالمدينة المزدحمة ؟ . . تابع الشرح أن كلفة صيانة عقار قديم ، والضرائب ،في تصاعد دائم . . لذا لم يبق أمامه سمى البيع . ولقد قال وكيل الأملاك إنالمكان سيباع بثمن أكبر إذا كان فارغاً .
- أردت إخبار كل المستأجرين بنفسي . . مع أنكم ستتلقون إخطاراً رسمياًعبر البريد . . وهذا أمر مفروض قانوناً بسبب قانون الإجار . .
خفق قلب زاندرا إشفاقا على الرجل المسكين،فقد بدا قلقاً حتى الموت :
- أنا آسف لهذا آنسة رودس . . لكن بإمكانك رؤية وجهة نظري.


– بعد خروجه نسيت عملها المنزلي كلهثم بدأت صدمة هذا الخبر تخبو . . تعلم أنه ليس من السهل إيجاد مكان آخرللسكن . . فقد تمكنت من الحصول على هذه الشقة ، لأن زميلة مضيفة أخبرتهاأنها توشك أن تتركها . . والآن عليها البدء من جديد بأسرع وقت فوجودها خارجالبلاد لأسابيع أحياناً ، يجعل المهمة أصعب . . وماذا عن كولييت وديك ؟كيف سيتمكنان من إجاد مكان آخر ، ولهما ابن في الثالثة من عمره؟ وماذا عنالآنسة باكر الساكنة في الطابق الأرضي . . جعلها التفكير في الآخرين تدرك أنمتاعبها لا تقارن أبداً بمتاعبهم .. ودون المزيد من التفكير ، تركت الشقةوقصدت باب كولييت .


- جاء لمقابلتك إذن ؟ أنا أعد القهوة . أترغبين في القليل منها
- أرجوك .
قالت لها كولييت بعدما استقرتا ، إن ديك تلقي عرضاً لعمل في مانشستر فيالمؤسسة التي يعمل فيها .
- كنا نفكر في الأمر منذ أيام . . لكن ما يحدث الآن قرّر نيابة عنا . خاصة وأن الشركة ستساعدنا في إيجاد السكن . . وبالطبع لا يعرف ديك أن أمرالإخلاء وصلنا . . لذا سأرى ما سيكون رأيه .
تحدثتا قليلاً من الوقت ، وقالت كولييت عن بيوت الإجار تختطف قبل أن تصلإلي سجلات وكلاء الأبنية ، وغن الشقق المعلن عنها في الصحف تستأجر قبل جفافحبر الطباعة . . سألت زاندرا : ماذا عن الآنسة بايكر ؟ إنها هنا منذ سنواتطويلة ، أليس كذلك


– - كانت هنا قبل أن نأتي نحن ،ونحن هنا منذ سبع سنوات . لكنني أتوقع أن تسافر لتعيش مع شقيقتها علىالساحل فقد حدثتني عن هذا قبل أيام .


يبدو أنني الوحيدة التي سأضطر إلي السير في طرق السعي وراء الشقة . . وبمساعدة كولييت أخذت تبحث في الصحيفة . أمضت الأيام الباقية قبل سفرهاالقادم بالبحث عن شقة بلا جدوى . .كانت تخرج باكراً لملاحقة الإعلانات فيالصحف ، وكانت تجول من وكيل أملاك إلي آخر ، حتى يئست . . فكان أن وضعتإعلاناً خاصاً بها في الصحف ، لكن بلا جدوى أيضاً .
قبل أن تذهب إلي عملها بيوماتصلت زاندرا بعمتها معتذرة منها لأنها لم تتصل بها قبل الآن وراحت تشرحلها ما حدث . . كانت قد استلمت إنذاراً الإخلاء الخطي ، ودفعت إيجارهامقدماً وهذا يعني أن أمامها ثلاثة أشهر لتجد البديل . سألت أليس سمولبورن ،متجاهلة العذاب الذي تمر به زاندرا
- كيف حال ڤيك ؟
- ڤيك ؟ آه ! إنه بخير .
- رجل لطيف . . أنا سعيدة من أجلك زاندي .
إذن لم تستطع زاندراأن تُفهم عمتها أن بالها مشغول بإيجاد مكان سكن أكثرمن انشغالها بالتفكير في ڤيك سبنسر . . فتوقفت عن المحاولة ، وأصغت إليعمتها التي راحت تثني على ڤيك ، ثم سألتها متي موعد الزفاف .


– انشغلت في هذه الفترة بالبحث عنشقة لذا نحّت مسألة الخطوبة إلي زوايا تفكيرها . . ولكن في اليوم الأول علىعودتها إلي العمل انقضّ الأمر عليها كالصاعقة . [center][center]
" أيتها الغامضة ، كيف تمكنت منهذا زاندرا؟" . . مشكلة أن الجميع يعرف بخطوبتها إلي ڤيك، برزت عندما سمعتجينا هارتلي تقول لمضيفة أخرى " كنت أدور حول ڤيكسبنسر منذ وقعت عينايعليه". ولم تسمع ما كان يقال بعد ذلك ، لكنها وقفت لتصغي إلي جينا وهي تردف : إذن كل التصرفات الباردة التي كانا يظهرانها لم تكن إلا لذر الرماد فيالعيون ، لئلا يلاحظ أحد ما بينهما حقاً.
في الأسابيع الستة التالية زارت زاندرا عدداً من البلدان الأجنبية . . ثمأمضت أيام راحتها في لندن بالبحث عن شقة ، ولكن إحباطها ازداد حين لم تجدشيئاً . وكان المزاح المزعج الذي يدور حولها وحول ڤيك قد بدأ يخبو . . فقدأصبحت خطوبتهما الآن أمراً مقبولاً . . ونادراً ما كانت تُذكر. دخلت إليشقتها ورمت حقيبتها على الأرض وهي تفكر في أن حياتها ستبقي كئيبة حتى تحلمسألة خطوبتها . دايڤ هنتر،مساعد الكابتن في الرحلة التي أنهتها للتو طلبمنها الخروج معه وهما في " كايب تاون". وأوشكت أن تقبل ، لكنها وجدته يسحبدعوته بسرعة وهو يتمتم :
- آسف . . نسيت أنك مخطوبة.
تقدمت إلي غرفة الجلوس وكانت تهم بخلع سترتها عندما رن جرس الهاتف الذيتعالي منه صوت ڤيك سبنسر:
- زاندرا

يوكي 111
15-12-2010, 17:28
– - نعم .
وتساءلت ماذا يريد ، فلديها ما يكفيها دون سماع كلامه السليط .
- أنا ڤيك سبنسر . .
لكنها تعرف هذا . . ولم يُشعرها صوته أنه في مزاج رائق .
- أريد رؤيتك . . سآتي إلي شقتك .
هذا أمر مثالي من ڤيك سبنسر . . لم يقل " أرجوك هل أستطيع ؟" أو " هل هذايلائمك؟" بل كل ما قاله " أريد رؤيتك . . وسآتي إلي شقتك". تجاهلت المغطسالذي أملت الجلوس فيه لتنعم ببعض الاسترخاء . . اغتسلت بسرعة وغيرت ملابسهاوارتدت بلوزة قطنية وبنطلون جينز ، وكان لها ما يكفي من وقت لتضعلمسة منأحمر الشفاه قبل أن يصل ڤيك سبنسر .
لم يتطرق إلي سبب رغبته في رؤيتها لأنه أدرك أنها على غير عادتها . . سألها : " ما الخطب
جعلها سؤاله المقتضب تدرك أن وجهها كان معبراً بحيث قرأ الإحباط فيه . .
أجابت :" وما هو السليم؟".
وعرفت من ضيق نظرته أن الموقف سينتهي إلي حرب علنية بينهما إن لم تفعلشيئاً لإنقاد الوضع . . أردفت تعترف :
- كل شيء يسير بشكل معاكس . .
وكرهت نفسها لأنها تراجعت أمام غضبه المتصاعد ، فقد أجاب : " لدينا جميعنامشاكلنا.
أردف بهدوء :


– - أتريدين أن تخبريني بمايقلقك ؟
ڤيك سبنسر هو آخر شخص في العالم قد تفكر في إفضاء همومها له . . لكن بماأنه يعرف عنها أموراً كثيرة وجدت نفسها تقول :
- حسناً . . أولاً سيباع هذا المنزل . . لذا عليّ أن أجد مكاناً آخرأعيش فيه . . وما أصعب أن تجد المرء مكاناً يستأجره . . لذا أقضي أيامراحتي ، بالتجوال في كل مكان بحثاً عن شقة أخرى. .
نظر إليها مفكراً :" دون جدوى . . أليس كذلك؟".
- أنت قلتها . . دون جدوى .
- قلت إن هناك أكثر من شيء واحد يزعجك . . فما هو الشيء الآخر الذييكدرك ؟
هزت كتفيها :" تقع المصائب كلها على رأس المرء دفعة واحدة".
كانت محبطة فعلاً ، ولكنها حاولت ألا تدعه يري مدى إحباطها . . ثم شعرتبأنه السبب في نصف مشاكلها .
- وما إن أنتهي من التجوال في مكاتب الوكلاء حتى أجد نفسي دون حياةاجتماعية .
كرر بعدم تصديق :
- بدون حياة اجتماعية ؟ ولكنك مرغوبة من الجنس الآخر .
- كنت هكذا قبل أن أصبح مخطوبة . . أما الآن فلا أتلقي دعوة من أي فردمن معارفنا ، لظنهم أنني خطيبتك . و . . وأنا لا أشعر أنني قادرة علىالخروج مع أحد من الأصدقاء الآخرين . . لأن هذا لن يكون إنصافاًَ لك.
لمحته ينظر إليها بحدة . . وقال



– - عليّ الاعتراف أنك خطيبة وفيةفعلاً زاندرا . . ففي هذه الأيام لا تحمل الفتاة الخطوبة على محمل الجد ،ولا ترى أنها ملزمة بالوفاء لخطيبها .
سألته :
- ولن يعجبك هذا . . أليس كذلك ؟
أملت ألا يبدي أي اهتمام بما تفعله في وقت فراغها ، وأن يعطيها الضوءالأخضر لتفعل ما تشاء . . الليلة ستقيم ماغي لينلايد إحدى حفلاتها المعتادة، وقد ترتفع معنوياتها لو ذهبت إليها .
لكنه أجاب:
- لا. . لن يعجبني . . هل هناك شيء آخر يزعجك ؟
بدأت زاندرا تقول :
- بما أنك راغب في معرفة المزيد من الأمور فلا بأس سأجيب . . أنا مضطرة فياليومين القادمين للاتصال بالعمة . ولا أظن أنني قادرة على تحمل سؤالهاإياي عن موعد الزفاف. . و. .ولقد فاض الكيل !
تكره زاندرا أن يري أحد دموعها . . لذا قاومت لئلا تنفذ دموعها تهديدها . . لم يتحرك ڤيك ، وخشيت أن تنظر إليه . . وفيما هي غارقة في الشفقة علىنفسها ، تذكرت أنه جاء إلي شقتها منذ عشرة دقائق ، لا ليجلس ويصغي إليأحزانها . . لكن ما سبب مجيئه؟ مهما كان سبب ، فلن يكون أسوأ مما هي عليهالآن . رفعت رأسها واستجمعت ابتسامة صغيرة مرتبكة :
- آسفة لأنني أزعجتك . . لم أقصد هذا . .

عندما لم يبتسم ذوت بسمتها . . وندمتلأنها اعتذرت منه . . لا شك أنها كانت بلهاء وإلا لما أفضت إليه بكل همومها . . فهو آخر من يهتم بمشاعرها . . ولكن . . لماذا يهتم ؟
أنهت كلامها ولجأت إلي إظهار البرود. .؟
- لقد أسهبت بالحديث عن مشاكلي فلا أظنك أتيت لتصغي إليّ ؟ ؟ لماذا جئتسيد سبنسر
تمكنت بمناداته سيد سبنسر من جعل صوتها بارداً وعملياً . . إنما ما هي إلالحظات حتى مد يده إلي جيبه ، وأخرج صحيفة مطوية . . أنبأها حدسها بأن كارثةعلى وشك أن تقع على رأسها . . وبدا وجهه متجهماً ، وهو يفتح الصحيفة . .
- ماذا . . ؟
اتجهت عيناها إلي أعلى الصحيفةفرأت اسمها :" ميدلاين ومارتش بورو غازيت".
قالت :" هذه صحيفة عمتي المفضلة . . لماذا
قال : انظري إلي صفحة الإعلانات . . تحت عنوان " خطوبة".
آه . . لا . . ! حتى قبل أن تجد الصفحة ، عرفت أن هناك إعلان خطوبة واحدة . . " يسرنا إعلان خطوبة اليكساندرا مارج رودس ، إلي ڤيكتور ماكفلي سبنسر ،ابن. . ".
وتأوهت زاندرا . . وهي التي ظنت أن لا شيبء أسوأ مما هي فيه قد يحدث . . هذا يتوّج كل شيء ! لكن من أين حصلت العمة أليس على هذه المعلومات ؟ ". . . ابن السيد دايڤد ماكفلي سبنسر وحرمه
الراحلة". خشيت رفع نظرها إليه . . وتركت الصحيفة تسقط من يدها . يا إلهي ! لماذا عمتي أليس ؟ . . ألن ينتهيهذا الكابوس أبداً ؟
قالت بصوت مرتجف :" آسفة ڤيك . . آسفة".
ثم اشتد تكوّر شفتيها وعرفت ماذا عليها أن تفعل . . يعتقد أنها جبانة أمامعمتها . . لكن هذا كثير . .ولا شك انه يكاد ينفجر غيضاً . . فهو لم يطلبمن أحد أن يورطه هكذا . .العمة أليس ستتكدر . . لكن على المهزلة كلها أنتتوقف عند هذا الحد . . فلا مجال لمعرفة ما قد تفعله العمة ببراءة. .

يوكي 111
15-12-2010, 17:32
– قالت بثبات :"سأسعى لنشر تكذيب فوراً . . وسأسافر إلي ميدلاين اليوم لأشرح الأمر لعمتي".
سمعته يتحرك وشعرت بطله عليها :
- لدي حل زاندرا . . وهو ليس التكذيب .
ارتفع رأسها ولكن بدل أن تراه متجهماً ومستعداً لتمزيقها ، وجدت في وجهه مالا يدفعها للخوف . . مع أنه لا يبتسم أبداً . . ثم تقدم ليجلس قربها على الأريكة الصغيرة ، فتحركت لتفسح له مكاناً . .
سألته :" لا تريد تكذيباً ؟ لكن . . ".
- أصغي إليّ فقط . قلت لك أن لدي حلاً . . لكن قبل أن أقول لك ما هو ،عليك أن تعرفي ماذا فعلت عمتك بإقدامها على هذا الإعلان في الصحيفة . . هلسمعت بالكولونيل تايڤستوك؟
سبق أن سمعت زاندرا بهذا الاسم،ولكن ما شأن الاسم بموضوعهما . .
- أعرف أنه يعيش في " مارتشبيرو"وأظنه القاضي المحلي .


– - صحيح . . ولكن ويا للصدفةالكولونيل تاي ڤستوك هو صديق حميم لوالدي . . ولهذا ، حين رأي الكولونيل خبرخطوبتي ، أرسل نسخة عن الصحيفة لأبي .
صرخت بها أحاسيسها . . آه ! لا. . لا. . أل نهاية لهذا كله ؟ وتجاهل ڤيكابيضاض وجهها :
- غني عن القول ، أن والدي كتب لي رسالة غير مهذبة أبداً يسأل عن السببالذي جعلني أمتنع عن إخباره . . ويجب أن أذكر أن والدي كان في المستشفي فيسويسرا في الأشهر القليلة الماضية ، والحقيقة أنه أكثر من حساس ، لأنه مقطوع عن العالم .
أحست زاندرا أنها تكاد تجن . . فهذا كله بسبب كذبة متهورة لا معني لها . . وهي السبب . وهي مستعدة للقيامبأي شيء . . أي شيء لتظهر لڤيك مدي ندمها . .
سألت وفي عينيها نظرة تقول غنها لن تتوقف عند شيء لإصلاح ما فعلته :
- ماذا تريد مني أن أفعل ؟ أنا مستعدة للقيام بأي شيء. . أي شيء تطلبه .
لا مجال للشك في صدقها ، مع ذلك سألها :
- أواثقة ؟
- كل الثقة . . قل ما تريد .
رأت وميضاً يبرق في عينيه ، ثم عادت أساريره إلي التجهم .
- تعالي للعيش معي . . زاندرا .
لا ، هذا آخر ما قد تتوقعه . . أصبح وجهها الشاحب قرمزياً ، ولكنه ما لبث أن عاد شاحباً رمادياً وهي تهمس :

يوكي 111
15-12-2010, 17:37
كما. . كما لو . . أننا متزوجان . . تعني ؟

- يا إلهي زاندرا . . لقد وجدت أن أفضل طريقة للخروج من هذه الورطة هيالزواج.
كانت تتلقي الصدمة إثر الصدمة . . لكن ڤيك لم يكن غاضباً منها ، ولم ينتظرلتستوعب كلماته بل أردف :
- ألا تدركين مدى خطورة أن تقولي لرجل لا تعرفينه تقريباً أنك مستعدةللقيام بأي شيء يطلبه ؟ أشكري ربك زاندرا رودس ، لأنني اعطف على براءتكالتي تمنعني من أخذك للعيش معي بدون حماية خاتم زواج .
عندما استوعبت جيداً ما قال ،هبّت قائلة :
- الزواج ؟ أتقول إنك تريد أن نتزوج ؟
- تبدين أكثر صدمة مما كنت حين فكرت أنني أقترح عليك السكن معي بلا زواج .
ومد يده ببرود يمسك يدها ويشدها لتعود إلي الجلوس فوق الأريكة إلي جانبه .
- أنا لم . . أنا . . ليس لدي النية في العيش معك ، بزواج أم بدونه . .
- لكنك قلت إنك مستعدة للقيام بأي شيء. .
- أجل . . لكن .. الزواج ! هذا أمر مناف للعقل !
نظرت إليه ، فوجدت أنه لا يشاركها الرأي . . فنظرت بعيداً وهي ترتجف حتىأعماقها . . لن تتزوج أبداً إلا من أجل الحب . .وهي لا


تعتقد أن ڤيك سبنسر يعجبها كثيراً . .وها هو جالس بهدوء ، ينتظر بهدوء موافقتها . . لا، لا ينتظر موافقتهابل ينتظر أن تذعن لطلبه .
قالت بجرأة :" لا أستطيع الزواج منك . . هذا ما لا أستطيع التفكير فيه . . إذا كان هذا هو حلك الوحيد للورطة التي زججتك فيها ، فأنا أرفضه . . كل ماعليّ فعله هو الاعتراف لعمتي بالحقيقة كاملة وعندئذٍ ستنشر عمتي تكذيباً فيالصفيحة ذاتها . . وسيكون هذه النهاية".
رد بصوت بارد :" ألم تنسي دوري في كل هذا ؟".
- أنا آسفة ڤيك . . حقاً آسفة . . إن أعطيتني عنوان والدك سأكتب له رسالة أشرح فيها كل شيء .
- لا !
جاءت صيحته حادة ورنت في زوايا الغرفة . . وكان يعني ما يقول . . تبع هذاصمت متوتر ، وتكدر فم زاندرا ولاحت عليه ملامح التمرد حتى تكلم ڤيك ثانية ،وفي هذه المرة اختفي التوتر من صوته ، وبدا على استعداد لمناقشة المسألةبهدوء:
- أعرف أنك لا تحبينني زاندرا . . أجل. . لقد رأيت الكراهية في عينيكبين الحين والآخر . . لكن أكنا متحابين أم متباغضين. . فلا بد لنا منالزواج . . لأن هذا الزواج سيحل الكثير من مشاكلك .
وكأنه بهذا اعترف أنه أيضاً لا يحبها . . وزاد اقتناع زاندرا بأن زواجهماخطوة تنبئ بكارثة. . نعم أن هذا سيقلل من ضغط العمة أليس عليها . . والعيشمعه سيكون حلاً لمشكلة السكن التي تعاني منها . . لقد أوقعت نفسها فيالشركه عندما أخبرته بأنها ستصبح بلا مأوى . . لكن المرء لا يتزوج من أجلإيجاد مسكن . . رفضت مجدداً:


- لا ڤيك. . لا أستطيع حتىالتفكير في هذا .
ووجدت اسمه يدور بسهولة على لسانها . .
سأل :" لماذا لا ؟".
- حسناً . . أولاً لأن الفائدة ستعود إلي طرف واحد فقط . . أعني . . أعرف أن الزواج منك يعني التخلص من ضغط عمتي وإلحاحها على تزويجي . . ويعنيأيضاً إيجاد حل لمشكلة السكن . . لكن ما الذي ستجنيه أنت من كل هذا ؟
غسلت وجهها موجة حمراء فقالت : آه !
ثم أحست بالعرق البارد يتفصد منها ، و ڤيك ينظر إليها بثبات ، ولا يبدو أنهيجد صعوبة في فهم ما يدور في رأسها . .
- لم أبغ الزواج منك من أجلالحصول على الفائدة التي تدور عادة بين الرجل وزوجته.
صمت قليلاً . . ثم أضاف لئلا يترك مجالاً للشك :
- لا حاجة بك لتقولي لي إنك جذابة ، فعلي الرجل أن يكون أعمي إن لم يلحظهذا . . لكن معاشرتك كزوجة ليس من بين مخططاتي .
عاد التورد إلي وجهها بسبب صراحته القاسية . . والغريب أنه نظر إليها نظرةتدل على أنها ستكون هي المحظوظة لا هو ، إن وجدت نفسها يوماً تتلقي حظوةمنه .
قالت، وذقنها يرتفع لتجبر نفسها على مواجهته:
- إذن . . أنا لا أثير فيك جسدياً أي شعور . . حسناً . . أقبل هذا . . مع ذلك لا أستطيع الزواج منك .
- سأل ساخراً : لأن الاستفادة ستكونمن جانب واحد ، ولأنك لا ترين ما الذي سأجنيه من كل هذا ؟ حسناً زاندرا . . أفهم أنك لن توافقي على الزواج بي إلا إذا كنت متساوياً معك . . لذلكسأعترف أن الزواج بك يناسبني جداً. .
- أنت . . أوه . .
عقدت دهشتها لسانها ، ونظرت إليه نظرة العاجز عن الكلام ، ولعل ما زاددهشتها أن ترى في نظرته ، أنه يفضل أن يقول لها أي شيء ، عدا السبب الحقيقيللزواج بالنسبة له . . أضاف ببطء:
- كما سبق أن قلت لك . . والدي في المستشفي في سويسرا ، منذ سنة . وكان قد تزوج امرأة كانت صديقتييوماً . . حسناً واختصاراً للقصة . . يظن التيس العجوز أننا ما زلنامتحابين . . وهذا أمر سخيف بالتأكيد . . لكن كلما حاولت أنا وسوزي إقناعهبأن لا شيء بيننا ، كلما ازداد اقتناعاً بعكس ذلك . . المفروض أن يكون الآنفي بيته . . لكن قلقه على مشكلة لا وجود لها تؤخر شفاءه . . والآن هل فهمتسبب حاجتي لزوجة ؟ لن يكون زواجنا منفعة لطرف واحد زاندرا .
ذهلت زاندرا . . وشعرت بالتعاطف مع أبيه . . لا شك أنه مخبول ببعده عنزوجته ، عن المرأة التي يحبها بسبب الشك والغيرة.
- آه ڤيك ! أنا آسفة على والدك .
استغلّ ضعفها المؤقت وهو ما كان ينتظره وقال :

- انظري إلي المسألة منطقياً . . لن يكون زواجنا دائماً . . فما إن يتعافي أبي وتقلع عمتك عن الضغط عليك ،حتى نسارع إلي إبطال الزواج .
- إبطاله ؟
- يبطل الزواج إن لم تتم فيه المعاشرة الزوجية.
[/center]

يوكي 111
15-12-2010, 17:39
- تورّد وجه زاندرا مجدداً . . وعاد ڤيك إلي حثها على رؤية الوضع من باب المنطق وصوّر الأمر كله وكأنه أمرمعقول . . ثم شعرت بأنها لم تفكر بجلاء حين فكرت برد طلبه . . فقد بدا كلشيء منطقياً ، واعترفت لنفسها بهذا . . ثم سمعته يقول :
- أنت بحاجة إلي مكان تقيمين فيه . . ولدي غرفة نوم إضافية في شقتي لاتستخدم لا مانع عندي أن تستمري بالعمل .
ردت دون تفكير :" سأستمر بالعمل بلا ريب".
- هاك إذن . . هذا يعني أننا لن نري بعضنا إلا في أوقات متفرقة أي حينتتزامن أوقات راحتنا .
بدا لها ما يقترحه الحل المثالي . . ومع ذلك كانت حائرة . . نعم هي غيرقلقة لأن لا حب وراء طلبه هذا . . ولله الحمد على ذلك . . فما زالت تشعربالألم مما حدث لها مع أندرو يوغت ، لذا لن ترغب في تجربة حب أخرى قبل وقتطويل . . ولكن في الأمر ثغرة ما . . غير أنها لا تستطيع تحديدها .
عاد يسأل :" ما رأيك بالأمر زاندرا ؟ سيساعد هذا أبي على استعادة عافيته ".
كادت تذعن . . لكن هناك ما منعها فقالت بصوت متردد
- لا أدري. . لا أدري، فقط . . الواقع أنني بحاجة إلي وقت للتفكير . . هل أنهيت مهمتكللتو كذلك ؟
- لا .. بل حئت مباشرة من سويسرا.
- قصدت والدك حالما تلقيت رسالته ؟
- كان هذا أقل ما أفعله له .
لم يقل لهاما جرى بينه وبين أبيه ، لكنها عرفت من خلال أساريره أن اللقاء لم يكنسهلاً . . في تلك اللحظة ودت لو تقول له إنها ستتزوجه ولو من أجل أن تصلالرسالة إلي أبيه ، الرسالة التي ستريح باله وتضعه على طريق الشفاء . . لكنها تخشي أنها تندفع إلي ما قد تندم عليه لاحقاً . . كررت :" أحتاج إليوقت للتفكير ڤيك ".
وقف ، وبدا أن لا شيء يضيفه ، لكنها كانت مخطئة :
- سأمهلك حتى الثامنة من هذا المساء.
نظرت إليه راغبة في مجادلته بأن هذه الفترة غير كافية ولكنه تقدم إلي البابثم التفت إليها ناظراً نظرة متفرسة طويلة ثابتة . . ثم قال آمراً :
- اتخذي قرارك السلبي أو الإجابي في هذا الوقت زاندرا .
لقد عاد إلي أوامره . . لقد عاد الكابتن ڤيكتور سبنسر !

* * * * * * * * * * *


[/URL]
[URL="http://www.liilas.com/vb3/"]انتهي الفصل الثالث (http://www.liilas.com/vb3/)

يوكي 111
15-12-2010, 17:44
4 ـ كل شيء إلاالحقيقة
كيف لها أنتتزوج رجلاً لا تحبه ؟ هل الزواج حقاً السبيل لشفاء والده ؟ هاجمت الأفكارزاندرا وهي تقوم بالأعمال الروتينية التي تقوم بها عادة عندما تعود منأسفارها . . الظاهر أن سوزي تلك كانت مربة كثيراً من ڤيك قبل أن تتخلي عنه ؟قد لا يكون هذا صحيحاً . . لأنه لم يقل إنها تخلت عنه ، بل لا تتصور أبداًفتاة تقول له أن يغرب عن وجهها . . إنه صاحب تجربة وحنكة وهو واثق من نفسه .
أما زالت سوزي تحبه ؟
هل كانت أصلاً تحبه ؟
استسلمتزاندرا . . فقد أنها تدور في حلقات مفرغة . . حضرت لنفسها ، آلياً ،سندويشاً وشراباً ساخناً . يجب أن تتصل بعمتها لتخبرها بعودتها سالمة . . لم تكن قادرة على مواجهة الكلام معها . في وقت ما بعد السابعة ، ارتدتزاندرا جينزاً وكنزة . . كانت قد أمضت النهار في ترتيب المنزل وتنظيفه وغسلالثياب . . وفي هذا الوقت تساءلت إن كان ڤيك سيتصل بها هاتفياً أم سيزورها، ولهذا لم تشأ ارتداء ما هو مميز . . كان يوماً طويلاً مرهقاً . . ولكنهافترة قصيرة لاتخاذ قرار من هذا النوع . . وكانت أفكارها تشتد وتسترخي طوالالوقت .
بعد الثامنة بدقيقة ، وصل ڤيك. . لاحظت زاندرا أنه مثلها يرتدي ثياباًعادية . بنطلون فروسية عاجي اللون وكنزة كانت تظهر تحت معطفه المصنوع منجلد الغنم . .وجاء معه بنفخة من برد كانون الثاني .
- شرع يتأمل وجهها ، وكأنه قرأ فيتلك النظرة أن لا رد جاهز بعد لديها ، كان يمسك بمفاتيح سيارته .
- أترغبين بالخروج في نزهة ؟
هزت رأسها :" سأحضر معطفي".
أراحت حركة السيارة أعصابها . . ڤيك سائق ماهر بمقدار ما هو طيار ماهر . . وكانت كلما تقدمت بهما السيارة كلما استرخي توترها . . في هذا الوقت لميتباحثا بسبب زيارته ومع الوقت شعرت بأنها ممتنة له لأنه ترك لها كل هذاالوقت لنفسها. . أحست بالدفء نحوه . . وشعرت بأنها مطمئنة معه أكثر من أيوقت آخر .
ثم توقف أمام مبني سكني مؤلف منثلاث طبقات يبدو حديث البناء ، فسألت :" أين نحن ؟".
- إنه منزلي . . أنا بحاجة إلي فنجان قهوة ، اصعدي معي لتحضريه لي .
خفق قلبها ، وهما يتجاهلان المصعد ، ويتسلقان الدرج قاصدين شقته . . ولكنلم يكن لتسارع دقات قلبها علاقة بتسلق الدرج . . لأن التوتر كان يشدّأعصابها . .شاذن
كانت غرفة الجلوس نعمة للنظر . . أول شيء رأته هو الجدران الخضراء الشاحبة ،والأثاث المصنوع من الخشب الماهوغاني . . وبعدما تأملت جيداً الغرفة عرفتأن تمازج القديم والجديد هو الذي يجعلها جذابة . . ومررت يدها فوق منضدةالكتابة الناعمة تتنعم بملمسها الرائع . . كلفة الأثاث وحده ثروة . . تريماذا كان رأيه
- بمنزلها ؟ فإذا ما قورنت شقتها ،رغم نظافتها ، بشقته فهي تعدّ رديئة رثة . . لن تستطيع العيش هنا . .شاذنفشقته . . ما هي الكلمة المناسبة ؟ كاملة . . فإن أقامت فيها فلن ترغب فيتركها . . ارتدت إليه وهي لا تدري أنه كان يراقبها ويقرأ تعابير وجهها . . وعرفت أن عليها ان تخبره بما تفكّر فيه . . شاذن
- ڤيك . . أنا . .
- أتوق إلي تلك القهوة ، زاندرا .
وكأنه عرف أنها كانت على وشك القول له إنها لا تستطيع الزواج به . . ابتسملها ، لكنها لاحظت أن ابتسامته لم تصل إلي عينيه .
اقتادها من باب نقلها إلي المطبخ ، وتركها هناك . لم تشعر قطّ بمثل هذاالعذاب . . ستصنع القهوة ، ثم تطلب منه أن يتصل بسيارة أجرة لتقلّها ، إذلن يرغب في هدر ساعة أخري من وقته في إصالها بعدما ترفض الزواج به .
ربما خفّ توترها . .ولكن يديها كانتا ترتجفان وهي تحمل الصينية إلي غرفةالجلوس ، ما إن رآها حتى هبّ واقفاً من مقعده ليأخذها منها . . بعد ذلك جلسكل واحد منهما في مقعد . . قدمت إليه فنجان القهوة ثم نظرت إليه لتعرف مايدور في خلده . . ولكنها لم تستطع أن تعرف شيئاً. . عليها أن تخبره حالاًقبل أن يعود التوتر بينهما مجدّداً . .
كان صوتها مرتجفاً وهي تقول :
- هل . . أستطيع . . رؤية غرفة نومي . . أرجوك
لم يظهر على وجهه أي ردة فعل إذ وافقت على الزواج به بطريقة ملتوية . . ثمبدأت ابتسامة عريضة تحتل فمه .
في تلك اللحظة بالذات ، وقعتزاندرا رودس في حب ڤيك سبنسر . .وارتجفت القهوة بين يديها ، فانسكبت . . نظرت إلي ما فعلت وهي تسمع طنيناً قوياً في أذنيها . لكن الإنسان لا يغميعليه من الحب . . مع أنه كاد يغمي عليها فعلاً . . فلما توقف الطنين ، نظرتإليه . . فإذا هو لا يزال مبتسماً وما زالت هي تحبه . . الآن عرفت بالضبطلماذا وافقت على الزواج به . . لا علاقة لهذا بعمتها أو بوالده ، فعن غيروعي منها قال لها قلبها إنه أحبه . .لكن عقلها لم يسجل هذا الواقع حتىابتسم .
سمعته يقول :" سأحضر قطعة قماش للتنظيف".
وسرّها أن تبقي لدقائق وحدها ، كيف يمكن أن تحبه ؟

يوكي 111
15-12-2010, 17:56
عندما عاد كان ڤيك واقعياً . . لربما تخيلت تلك الابتسامة . . إذ لم يكن على وجهه ما يُظهر سرورهلموافقتها على الزواج به .
قال لها وهي تحاول إبقاء ما تشعر به نحوه خفياً :
- سأريك الشقة . . ثم نصنع القهوة من جديد .
أراها الغرفة التي ستكون غرفتها . . الجدران مطلية بلون رمادي مشرق لميعجبها لغرفة نوم . . لكن سائر الغرف كان كاملاً كغرفة الجلوس والمطبخ . كان هناك عدا الخزانة المثبتة إلي جدار وطاولة الزينة شاذن،سرير لشخص واحد وطاولة إلي جانبه .
قال لهاڤيك :
- إذا كان هناك ما تحبين أن يضاف إليها أو يؤخذ منها ، فأخبريني .
قالت له أن كل شيء على ما يرام ، وإن لا جدوي من تغيير لون الجدران لأنهالن تمكث هنا طويلاً .


- انتقلا من غرفتها إلي الغرفةالمجاورة .
- هذه غرفتي .
ارتدّ إلي الوراء ليتركها تمر به . . كان طابع الغرفة رجولياً محضاً . . فهناك كتب على الرفوف ، وعلى الطاولة وقرب السرير . . وثمة مصباح للقراءةفوق السرير المزدوج . . التقطت أنفاسها وهي تنظر إليه بطريقة أخرى سببهاهذه المشاعر الوليدة حديثاً . طوله يتجاوز الست أقدام . . ولكنه ليس بديناًمع أنه عريض المنكبين . . انتقلت عيناها إلي خصره النحيل ، ثم عادت فأشاحتبوجهها بعيداً .
أحست بتزايد توترها فارتدت لتترك منتديات ليلاس غرفة النوم ثم ما لبثت أنانتظرت ليلحق بها ، فأراها الحمام الرائع بحوضه المميز الذي لم تكن تتمتعبه في شقتها الصغيرة . . إنما لا مجال للمقارنة بين شقتهما إلا في الفسحةالحميمة الموجودة شاذنفي كلا المطبخين لتناول الشاي . قام ڤيك ليعدالقهوة مجدداً ، ومرة أخرى جلسا في غرفة الجلوس . سألها :" أتريدين الزفاففي " ميدلاين"؟ ".
- ستطلب عمتي هذا .
- حسناً . . بما أن علاقتنا هذه بدأت بسبب عمتك . . أعتقد أن هذا أقل مانفعله لها .
تودر وجه زاندرا ، وبدأت تقول :
- أنا آسفة . . .
لكنه قاطعها : هذا الزواج امصلحتنا معاً زاندرا ، لذا توقفي عن الاعتذار .
نظر إلي ساعته ووقف :
- تكاد تبلغ منتصف الليل ، لذاأقترح أن أعيدك إلي منزلك . تستطيعين النوم هنا لو شئت . . لكنك لن تفعليهذا ، أليس كذلك ؟
هزت رأسها ، وشعرت بغصة في حلقها تمنعها من الرد . كانت تعرف أن عرضهصريحاً كما هو . . فهذا سيوفر عليه ساعتين من عناء القيادة إذ عليه أنيقلّها إلي منزله ثم يعود إلي منزلها . . نظرت إليه فرأت أن وجهه أصبحجامداً .
قال :" كنت على استعداد للنوم تحت سقف واحد مع أندرو يوغت . . أليس كذلك؟".
- كان ذلك أمراً مختلفاً .
رأت فكه يشتد. .
- لأنك كنت تحبينه ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة ، فلا تعرف لماذا تحول فجأة إلي العدوانية ، لكنهاكانت مستعدة أن تقول له أي شيء سوى الحقيقة . .
أجابت :" شيء من هذا القبيل ".
لن يعرف أبداً ان الحب الذي أحست به لأندرو ، لا يقارن أبداً بهذا الإحساس الجديد الذي استيقظ في أعماقها .

يوكي 111
15-12-2010, 17:59
في طريق العودة إلي شقتها ، قال لها ڤيك إنهما وبسبب اضطرارها لترك شقتهاقريباً ، سيتزوجان في أسرع وقت ممكن .
- أزورك غداً في الصباح الباكر . . وسنسافر إلي "ميدلاين "لنقول لعمتك ،ونري الكاهن ونحن هناك .
بدا لها أن كل شيء يسير بسرعة . . وأحست أنها لم تعد تسيطر على شيء . . وحين أصبحا أمام باب شقتها شعرت بأن ردة فعلها قد بدأت
تتبلور ، ولكن الشعور بالخوف مما هيمقدمة عليه بدأ يخف . . وما إن فتحت الباب وأضاءت النور وارتدت إليه لتتمنيله ليلة سعيدة حتى وجدته ينظر إليها . .وعلى وجهه رقة بالغة
قال ممازحاً :" هل عاد التردد إليك؟".
ابتلعت ريقها بصعوبة :" قليلاً".
- سيكون كل شيء على ما يرام زاندرا. . ثقي بي فقط!
وضغط على ذراعها قليلاً ، ثم تركها وذهب .
أمضت زاندرا ليلة مضطربة استيقظت فيها على رنين المنبه . . كان تفكيرهامشوشاً بسبب ساعات من النوم المضطرب
هل قالت لڤيك حقاً إنها ستتزوجه؟
لماذا ؟ إنها لا تكاد تعرفه . . كيف لها أن تفكر في الإقدام على أمر كهذا . . ؟توقف قلبها دفعة واحدة لأنهاتدرك أنها قد تضطر للقول لڤيك إنها لن تستطيع تنفيذ ما اتفقا عليه . منتديات ليلاس
لكن ما إن رأته بباب دارها حتى عرفت أن حبها له ما زال يعمّ قلبها ، وأنّمن المستحيل عليها أن تقول له الكلمات التي حضرتها جيداً . . سألها بعدالتحية :
- هل اتصلت بالسيدة سمولبورن لتخبريها بقدومنا ؟
- فكرت . . أن نفاجئها ! شاذن
راحت جوارحها وأحاسيسها تصرخ بها : أخبريه . . أخبريه . . اخبريه انك لنتتزوجيه . . أخبريه قبل أن يصحبك إلي سيارته . . لكن الكلمات
أبت الخروج من فمها . . وكانا صامتين والسيارة تتجه بهما إلي " ميدلاين" . بعدما خلّفا لندن وراءهما شرع ڤيك يحدّثها . . وبما أن
- بعض ملاحظاته كانت تتطلب ردّاً ،سرعان ما وجدت زاندرا نفسها تتحدث معه بانطلاق وبدأ الإحساس بالذعر الذيشعرت به عندما فتحت له الباب يتلاشي . . وكانت كلما ابتعدا ، كلما تساءلتلماذا تستمتع فعلاً برفقته . . وأدركت أيضاً أنها لولا اكتشافها المدمربأنها تحبه لقالت له هذا الصباح إنها غيّرت رأيها . . وبدا لها كل شيءخرافياً . . وبما أنها تحبه ، لم تستطع إلا أن تتوق إلي قضاء بعض الوقت معهكزوجة .
راحت زاندرا تكرر بينها وبين نفسها : سيكون كل شيء على ما يرام . . رنتبطرف عينها إلي الرجل الذي وعدته أن تتزوجه فأحس بنظرتها إليه وأدار رأسهإليها ، وكأنما عرف ما تفكر فيه ، فلما ابتسم لها مطمئناً تقلصت معدتها . . فسارعت تنظر إلي خارج النافذة خائفة أن ترد له ابتسامته لئلا يقرأ المزيدمن أفكارها ، ويكتشف بالضبط كم تؤثر فيها ابتسامته .
لم يكن هناك مجال لوصف السرور الذي عمّ وجه أليس سمولبورن حينما سمعتباقتراب موعد الزفاف . . وانقلبت دهشتها لزيارتهما إلي ذهول مطبق بعدماسمعت ڤيك يقول إنهما هنا لغرضين ، الأول لرؤيتها ، والآخر لإجراء الترتيباتلزفافهما .
احتضنت ابنة أخيها وصاحت :
- آه . . زاندي . . زاندي ! ما أشد سعادتي ! عرفت أنك ستجدين الحب يوماً !
لم تتصور زاندرا يوماً أن خداع عمتها قد يثقل ضميرها إلي هذا الحد . . فقدطغت موجات من الإحساس بالذنب عليها عندما رأت العمة تمسح
دموع السعادة من عينيها . . وكافحتلتصوغ الكلمات . . لكنها لم تستطع ، كانت شاكرة ڤيك لأنه دعمها بذراعه التيوضعها حول كتفيها وكأنما يقول لها أن لا تضعف . . فكل هذا لخيرهما . .
سرعان ما استعادت السيدة سمولبورن رباطة جأشها . وقبل أن يستطيعا إيقافها ،كانت تتكلم عن كل ترتيبات الزفاف .
- . . وسأتصل بمؤسسة تقديمالطعام والشراب ، و . .
ومع أنها علمت أن ما ستقوله سيمحون السعادة عن وجه العمة ، اضطرت لإيقافها :
- عمتي ! عمتي . . أنا آسفة ، لكننا قررنا . . ألا نقيم زواجاً كبيراً . .
ماتت الكلمات على شفتيها، فتطلعت إلي ڤيك لمساعدتها ، ولم يخذلها :
- نريد أن نتزوج فوراً سيدة سمولبورن . . والواقع إنني لا أطيق الانتظارحتى تنتهي الترتيبات التي يتطلبها الاحتفال الكبير . . فإن كنت لا تمانعينأرغب أن يكون زفافنا هادئاً .
استسلمت أليس سمولبورن ولم تقاوم ، وبعدما ابتسمت لڤيك ، ارتدت علي ابنةاخيها تسأل بلطف :

يوكي 111
15-12-2010, 18:04
[center]- هل ستدعين والديك عزيزتي ؟
أنه سؤال لا بد منه . . مع أنها تعرف أكثر من غيرها مدى المأساة التي عانتمنها زاندرا في طفولتها . .
لم تفكر زاندرا كثيراً في الرد . . بل قالت بجرأة " لا !"
تعرف عمتها كل شيء عن أبويها لذا لن تغضب لردها . . لكنها أحست بنظرة ڤيكمصوّبة إليها ولم تستطع رد نظرته . . إذ كيف لها أن تخبره
- عن الكراهية التي يكنها والداهالبعضهما بعضاً ؟ وكيف تقول له إنها لا تطيق أن تؤثر مشاعر الكره هذه على زفافها ؟
تبع رفضها صمت متوتر . . ورغماً عنها ن وجدت عينيها تتجهان إلي ڤيك ،فلاحظت التفكير المرتسم على وجهه .
قالت :" لا أعتقد أنهما سيأتيان على أي حال".
قالت العمة بلطف :
- ولا أعتقد هذا أناأيضاً .
بعد الغذاء ، ذهب ڤيك وزاندرا لرؤية الكاهن ، السيد مورو . . وكان مسروراًبرؤية زاندرا . هناك تم الاتفاق على أن يزوجهما بعد أربعة أسابيع .
قال ڤيك لزاندرا وهما يغادران منزل الكاهن :
- بما أنني قريب من الكولونيل تايڤستوك أود زيارته ، فمارتشبيرو لا تبعدسوى عشرة أميال عن هنا .
قالت زاندرا التي حسبته يريد الذهاب وحده :
- أستطيع العودة إلي منزل عمتي سيراً على الأقدام .
- وأي نوع من الخطيبات لدي ؟ سترافقينني .
أعجبت زاندرا بالكولونيل الذي أطري جمالها وغمز بعينيه لڤيك ثم قال صادقاًوهو يهنئ ڤيك بعروسه ، مضيفاً :
- لو كنت أصغر سناً بثلاثين عاماً شاذن ، لجعلتك تلهث وراءها ڤيك .
لم يبقيا معه طويلاً ، وفي طريق العودة إلي ميدلاين ، ذكر ڤيك أنه دعاالكولونيل ألي حفل الزفاف . وقبل أن تترجل من السيارة مكثا بضع دقائق وهمايتودعان
أجابت :" أنا مسرورة لأنك دعوته . . إنه رجل لطيف أحببته".
ثم عنّت على بالها فكرة . . إنها تريد من الكولونيل أن يرافقها إلي المذبحليقدمها إلي عريسها . . لكنها لم ترغب في تقديم هذا الاقتراح في هذا الوقتالمتأخر ، فقد لا يكون الكولونيل مستعداً حالياً .
- أنا . .
صمتت . . فسألها :" أنت؟".
- كدت أقول إنني أحب أن أطلب منه تقديمي لك على المذبح . لكن. .
- ولماذا لم تطلبي منه ؟
- أنا لا أعرفه جيداً . . وقد لا تعجبه الفكرة .
- بل سيكون مغتبطاً . . سأطلب منه لو شئت.
- حقاً ؟ !
عندما رأي مدى لهفتها أوقف السيارة جانباً ، وارتدّ ينظر إليها :
- ألا تعتقدين أنها ستكون إهانة لوالدك؟
- ليست المسألة مسألة إهانة له . . لكنني أشك أن أمي أو أبي سيهتمانكثيراً
اهتز صوتها وهي تكبح دموع الإحباط . . في عيد الميلاد أرسلت والدتها بطاقةمعايدة أما والدها فلم يُزعج نفسه . . والبطاقة من أمها لم تكن لترسلها ،لولا أنها قرأت العنوان منتديات ليلاسصدفة . . أما ذكري ميلادها ، فهيمنسية كلياً .
أضافت :" أعرف أن هذا قد يبدو أمراً فظيعاً لك . . لكن منذ وعيت على الحياةووالداي في شجار لا ينتهي . . ولكنهما بقيا معي من أجلي
- فقط . . ولم يمر يوم واحد دون أنيذكراني بهذا . . ولم أكن قط شاكرة كما كنت يوم انفصلا وذهبت للعيش مععمتي".
وضع ڤيك يده تحت ذقنها ، وأجبرها على النظر إليه . . تفرس في عينيها ، وبداأنه رأي في عمقهما شيئاً من تلك الطفلة الحساسة التي كانت عليها يوماً . . فما زال هذا موجوداً في الحب الذي تكنّه لعمتها . . ألن تتزوجه أساساًلإنقاذ عمتها من مزيد من القلق عليها ؟
أردفت بسرعة :" أعرف أنك تظنني قاسية القلب . لكن لو حضر والداي العرس لتشاجرا . . و. . و. . أنا أريد أنيكون يوم زفافي جميلاً. . ".
صمتت فجأة ، وقد راعها ما قالت . . لأنها لا تريد أن يراها ڤيك قاسية القلب . . فهل فضحت نفسها في آخر جملة قالتها ؟ كانت هذه اللحظات لحظات عذابوسرعان ما ش عرت باللون الأحمر يزحف من تحت بشرتها . . قال ڤيك بهدوء :" إذا كان عدم حضور والديك يجعل يوم زفافك جميلاً . . فليكن ما تريدين".

يوكي 111
15-12-2010, 18:08
وضع ذراعه بخفة حول كتفيها ، وجذبها إليه . اتسعت عيناها ذهولاً ولمّا رأترأسه ينحني نحوها تملكها شيء من الذعر فقد حسبته يهم بتقبيلها . . لكنقبلته لم تصل إلي حيث ظنت ، بل كانت أخف لمسة ممكنة طبعتها شفتاه علىوجنتيها . . ثم أبعد ذراعه عنها وشغّل السيارة وانطلق بها .
لم يكن لديها وقت للتفكير في ما حدث بعد ذلك ، فقد عادا إلي المنزل العمةلتناول الشاي بسرعة ، ثم ما لبثا أن توجها إلي لندن . . ولم تجرؤ زاندراعلى الاستسلام لأفكارها لئلا تقول شيئاً آخر دون تفكير .
رفض ڤيك عرضها للدخول :
- لن أستطيع . . فعليّ القيام برحلة جديدة قبل فجر الغد . . كما عليّالقيام باتصالات هاتفية قبل أن أخلد إلي نوم .
تساءلت زاندرا عما إذا كان سيتصل بوالده في سويسرا . . ثم رفعت يدها تسندخدها ، وبدأ وهج السعادة يحترق في أعماقها . . كانت واثقة أن قبلته تعنيأنه فهم سبب عدم رغبتها في دعوة والديها إلي حفل الزفاف . . ثم فكرت فيأنها لن تندم على قرارها الزواج به . . إنها تريد نصيباً صغيراً من الجنة ،فهي تحب ڤيك سبنسر والحصول على نصف رغيف أفضل من عدم الحصول على شيء .
تسابقت الساعات قبيل آخر رحلة لها قبل الزواج . كان عليها أن تشتري شيئاًلترتديه وقت الزفاف ، وبعد بحث طويل وجدت ما تبحث عنه بالضبط . . فستانأبيض محبوك بالقطن ، ومخطط بالساتان الأبيض ، بدت فيه ناعمة ، محتشمة ،وأنيقة في آن . . كان الجزء العلوي منه ضيقاً وكانت أكمامه طويلة وله قبعةصغيرة . . كانت راضية عما اشترته ، وعادت إلي شقتها تفكر في أنها لن تنتهيمن توضيب حقيبتها في الوقت المناسب . . كان ڤيك قد أعطاها مفتاحاً لشقته لتضع ملابسها وأغراضها التي لا تريد التخلي عنها .
- قبلت عرض كولييت للمساعدة شاكرة . . وبدأت الفتاتان بتفريغ الشقة . . قالتزاندرا وهي ترفع غلاية الماء الكهربائية وتشير إلي مكنسة السجادة :
- لن أحتاج إلي هذه أو تلك .
- سأجد من يأخذهما .
بدت الشقة خاوية ساعة خرجت زاندرا إليعملها . . فمعظم أغراضها الآن باتت في شقة ڤيك . . لن تقضي سوى ليلة واحدةفقط هنا . . وهي الليلة التي ستعود فيها من رحلتها . . ليلة واحدة فيسريرها الخاص . ثم ستسافر إلي العمة أليس لتساعدها في آخر التحضيرات .
كانت رحلة مرهقة جداً . . إنها آخر رحلة تقوم بها تحت اسم الآنسة رودس . . كانت تشعر برغبة كبيرة للعودة إلي شقتها علها تجد هناك ما يخفف عنها هذهالكآبة التي حلت فجأة والتي أضيفت إلي قلقها . . لكن رغبتها في الذهاب إليالشقة سرعان ما تلقت صدمة على يد زملائها .
قال مهندس طيار :
- لن ندعك تذهبين دون احتفال .
التقط دعوته الكثيرون من الذينلا يحتاجون إلي سبب كبير لإقامة حفلة . . ولأنها تعلم أنها ستفسد عليهمفرحتهم إن لم تفعل ما طلبوه ، ذهبت معهم إلي نادي الموظفين ، وتحملت مزاحوقرصات زميلاتها لركبتها غير أنها بعد ساعة تذرعت ببعض الحجج التي مكنتهامن النجاة . لقد خاب أملها لأنها ظنت أن بعض المرح قد يرفع من معنوياتهاالمحبطة . . لم يعد أمامها غير ثلاثة أيام على العرس . . وهي أيام ستحتاجفيها إلي الرّاحة .
بدلت بزتها الرسمية وارتدت روباً . . وراحت تفكّر في أن ڤيك سيكون في عطلةكذلك . . وتساءلت عما إذا كان سيسافر لطلب الراحة في مكان ما . . ثم احترقتوجنتاها احمراراً . . هل من المفروض أن تذهب معه ؟ عندئذ لم يعد لديها أيرغبة في النوم . . ولكن لا سبب
يدفع ڤيك لاصطحابها معه في عطلة . . فما هذا بشهر عسل رسمي . . وهل هو كذلك ؟ آه ! لماذا لم تسأله ؟ بل كيف ستسأله ؟
صدمتها فكرة أخرى . . ماذا إن لم يكن ينوي الذهاب إلي أي مكان ؟ ماذا لوكان ينوي البقاء معاً في شقته لمدة أسبوع ؟ آه كيف ستتحمل البقاء معه فيشقته لأسبوع كامل ؟ إنها حتماً متوترة الأعصاب . . من المفترض أن تشعرالعروس هكذا . . فتوقفي عن القلق ! سيكون كل شيء على ما يرام .
تحركت عقارب الساعة ببطء منذرةبانتصاف الليل . . وفي هذا الوقت كانت تشعر بأن النوم يجفوها فما زال الحالعلى غير ما يرام . . أعصابها مشدودة من فرط القلق الذي يسببه تفكيرها فيماإذا كانت مقدمة على ما هو صواب . . وصدمتها فكرة مريعة : ماذا لو انتهيبها وبڤيك الأمر أن يكره بعضهما بعضاً

يوكي 111
15-12-2010, 18:11
[center]؟ في هذه اللحظة شعرت برغبة فيالبكاء . . فأعصابها مشدودة إلي أقصي حد . . من بحق الله يزورها في هذاالوقت من الليل ؟ كان شعرها قد أنسدل من تسريحته الفرنسية الطراز ، وأخذتتدس أطرفاً من هذه الخصلات المنسدلة خلف أذنها ، وحاولت إجبار شاذن ابتسامةعلى شفتيها وهي تفتح الباب .
كان يهم بذكر سبب مجيئه ولكنه عدل عن ذلك عندما رأي الجهد
الجبار الذي تبذله لتسيطر على مشاعرها . .
قال :" ماذا . . ؟".
لكنها لم تنتظر سماع المزيد . . فهي لا تحتمل أن يراها باكية . . لذا هرعتراكضة إلي غرفة نومها وأقفلت الباب بينهما . وهناك راحت
تسعي بيأس للسيطرة على نفسها وفيخضم هذه المشاعر لم تسمع باب غرفتها ينفتح بهدوء . . ولم تشعر بوجود ڤيكخلفها حتى حطّت كلتا يديه على كتفيها وأدارتها لتواجهه . . قال لها بلهجةلطيفة لم تعتقد أنها ستسمعها منه يوماً : [center][center]- - ما الأمر . . زاندرا ؟
نظرت إليه كالبكماء . . فلو أتت على ذكر كلمة لعاودت البكاء على كتفه . . ثم جذبها إلي صدره ، والتفت ذراعاه حولها . . كان الإحساس بالنعيم الفردوسي، لا يشابه الإحساس بيديه اللتين راحتا تمسحان شعرها حتى هدأت .
حاولت الانسحاب قليلاً عنه ،وبدأت تقول :
- آه. . ڤيك . . كنت . . كنت . .
لكنها لم تستطع أن تضيف كلمة أخرى . . فعادة للاستسلام إلي أمان ذراعيه . . كيف تشرح شكوكها ومخاوفها لهذا الرجل الواثق المعتد بنفسه ؟ هذا الرجلالذي قرر الزواج منها ، وتلقي قبولها دون تفكير كبير منها .
أخيراً ابتعدت ذراعاه عنها وكأنه اعتقد أنه ضمها إليه بما فيه الكفاية ،وبعد ذلك اقتادها إلي غرفة الجلوس . .
قال بهدوء:
- أري أن أعصابك مشدودة . .هلاً جلست وقلت لي ما الذي يزعجك ؟
الآن تشعر ويا للغرابة أن الأفكار الرهيبة التي كانت تتجاذبها ما عادترهيبة أو كبيرة . . ثم سرعان ما وجدت نفسها تقول له أشياء عما كانت تشعر به .
- كنت أفكر في زواجنا . . أنا . . لم أعد أستطيع التفكير بوضوح .
جلس إلي الأريكة قربها ، وذراعه ما تزال حول كتفيها :
- أعتقد أنك متعبة . فعدا التوتر الطبيعي الذي يسبق أي زواج ، أنت تشعرينبالذعر وهذا أمر غير مستهجن فنحن لم نلتق منذ أسابيع لذا لا أستغرب أنتكوني قد نسيت شكلي .
إنه مخطئ كثيراً في هذا ، لأنها لم تنسَ شيئاً عنه ، لكنها لن تقول له هذا . .
أردف :" من الطبيعي أن تأخذ شكوكك وهواجسك حجماً أكبر من حقيقتها . . والتعب لم يساعدك".
كانت زاندرا على استعداد للموافقة على أي شيء يقوله . . وقالت له إنها تشعر بأنها أفضل حالاً بكثير .
قال :" عظيم . . ما رأيك لو أعددت فنجان قهوة لخطيبك قبل أن يسرع بالرحيل ؟سيتكلم الناس عنك لأنك تستقبلين الرجال في مثل هذا الوقت من الليل !".
سارعت زاندرا إلي المطبخ . . إن هذا الذي منتديات ليلاس تراه شخص جديدعليها ، وهو محبوب أكثر من ذاك الذي تعرفت إليه . . لكنها لم تجد الشجاعةلتسأله عن مخططاته . غير أن هذا ، في الوقت الراهن ، لا يقلقها .
بما أن كل المقاعد الأخر ذهبت ، فقد عادت لتجلس على الأريكة إلي جانبه فيغرفة الجلوس وإحساس بالخجل يطغي عليها .
- آه . . هل هناك سبب خاص لزيارتي
- لا. . كنت ماراً من هنا ،فنظرت إلي المنزل ولما رأيت النور مضاء تساءلت إذا كان هناك مشاكل . . فقررت الصعود لأراك .
كانت مسرورة لأنه صعد . . لكنها لم تعرف ماذا تقول ، لذا لاذت بالصمت . وماإن رأت نظرته تجول شاذن في الغرفة حتى وجدت لسانها ، فعلقت بالقول :
- تبدو خاوية الآن . . أليس كذلك ؟
- لا داعي للقلق . . هي ليلة واحدة . . هل ستذهبين إلي " ميدلاين" غداً ؟
- هذا صحيح . . كل شيء موضبوجاهز . . لدي فقط بضعة أشياء قبل أن أسلم المفاتيح لكولييت .
- هل لديك جواز سفرك ؟ منتديات ليلاس
- جواز سفر ؟
- أجل . . فكرت أن نمضي ليلة في الشقة ثم نسافر إلي سويسرا . . أريد أن يقابلك أبي .

يوكي 111
15-12-2010, 18:12
تلاشي كل تجهم زاندرا . . ولم يهمها أنه يريد اصطحابها معه من أجل إراحةأبيه فقط . . إنه يأخذها وهذا هو المهم . . لم تستطع منع الابتسامة التياتجهت إليه والتي أضاءت عينيها . . فبدت جميلة جداً . . أشاح ڤيك نظره عنها، فظنت أنها رأت عضلة ترتجف في جانب عنقه .مع ذلك ، لم تستطع كبح الكلماتالتي خرجت مرتجفة من شفتيها :
- لم أعتقد أنك ستأخذني في عطلة معك .


- نظر إليها مجدداً وقال :

- قمت بأشياء شاذةكثيرة في حياتي . . لكن لم بخطر ببالي قطّ أن أذهب إلي شهر العسل دون عروس .
انتظر متوقعاً أن يري وجهها يتورد . . ثم ابتسم لها الابتسامة التي طالماقلبت قلبها رأساً على عقب . .
سأل بعدما وقف :
- هل أنت على ما يرام الآن ؟
ردت :" أنا بخير".
قال :" حتى يوم الثلاثاء إذن . . زاندرا ".
ثم أصبحت بمفردها .


* * * * * * * * * *
انتهي الفصل الرابع

يوكي 111
15-12-2010, 18:16
5 ـ كآبة وفرح


هل يوم زفافزاندرا مشرقاً لا غيوم فيه . . ودخلت أليس سمولبورن غرفة نومها تحمل الفطورعلى صينية .
اعترضت ابنة أخيها :" أوه . . عمتي ! ما كان يجب أن تفعلي هذا ". لكنابتسامة العمة الصادقة أسكتتها وجعلتها تضع ذراعيها حول العمة شاكرة .
تصرفت العمة بطريقة هادئة حتى أنها لم تبك ذلك الصباح . . لكن ، حين شاهدتابنة أخيها في ثوب العرس الأبيض ، لم تستطع أن تحبس دموعها عن الانهمار . . قالت وهي باكية :
- زاندي . . تبدين جميلة !
احتضنتزاندرا عمتها ، ثم رنّ جرس الباب الأمامي فمضت لحظة التوتر . . وكان الواصلهو الكولونيل تايڤستوك اما الدكتور اليكس پايپر وهو صديقڤيك فكان أشبينالعريس . . في تلك اللحظة تساءلت زاندرا عن كانت زوجة أبيها ستكون فيالكنيسة غير أنها لم تستطع طرح هذا السؤال.
تجمع الجيران وهم من أهالي القرية ترعرعت فيها زاندرا ، أمام مدخل الكنيسةالقرية الصغيرة . . راحت صيحاتهم تلاحقها : حظ سعيد . . و. . أليست جميلة ؟ . . ثم لم تعد تعي شيئاً عدا ڤيك . . عرفت أنه أحس بوصولها لأنها رأتالرجل الواقف إلي جانبه ينظر إليها ، ثم يستدير[/center][/center]
ليقول له شيئاً . لكنه لم يستديرثانية ، مع أنها كانت بحاجة يائسة إلي رؤية الطمأنينة في عينيه الرماديتين .
جاء صوت ڤيك ثابتاً واضحاً وهو يتلفظ بقسم الزواج ، أما صوت زاندرا فكانمرتعشاً أولاً ، ثم لمّا شعرت بيده الدافئة تمسك بيدها ثبت صوتها أيضاً وفيتلك اللحظة عرفت أن كل شيء سيكون على ما يرام . وتلاشي الارتجاف من صوتها .
نظر إليها وهو الخاتم في إصبعها . . راحت عيناه تستوعبان طهارتها في هذاالثوب الأبيض النقي وتتأملان شعرها النظيف البّراق تحت قبعتها . . وجعلتهابتسامتها يشد قبضته على أصابعها التي يمسك بها ، ثم يسترخي . . وتتابعتمراسم الزفاف .
رتبت أليس سمولبورن أمر حضورمصوّر ليصورهما يخرجان من الكنيسة . . ووجدت زاندرا بضع لحظات لتلتقط فيهاأنفاسها فهي الآن متزوجة بالرجل الواقف إلي جانبها والذي يضحك لنكتة قالهاله صديقه أليكس پايپر .
ثم بدأ التعارف العام ، وفي هذا الوقت منتديات ليلاس حرص ڤيك ألا تشعرالعمة أنها مستبعدة . . تقدمت الفتاة الأنيقة الجميلة الواقفة إلي جانبالكولونيل ، إلي زاندرا ، وقدمها ڤيك باسم سمزى التي تصغر ڤيك ببضع سنوات . ربما هي في الثاثة ، أو الرابعة والثلاثين . . قالت سوزى وليس في صوتهاأثر للضغينة التي كانت تبحث زاندرا عنها :
- يسرني لقاؤك زاندرا . . وأنا متأكدة أنكما ستجدان السعادة .
[/center]

يوكي 111
15-12-2010, 18:22
-وقبلت خدّي زاندرا .


- راح الجميع يتقدمون نحوهاليهنئوها بنفس الطريقة . ثم أصبحت فجأة بمفردها مع ڤيك في سيارته التيانطلقت بهما إلي فندق على الطراز القديم ويقع على بعد سبعة أميال ، وهناكحجز ڤيك غرفة خاصة لمأدبة الغذاء التكريمية .
بدت هادئة وهما منطلقان . . ولكن رأسها كان منشغلاً بفكرة أن الجميع عانقهامهنئاً . . الجميع . . إلا ڤيك . . صحيح أن الأمر لم يهمها كثيراً . . لكنكان عليه معانقتها على الأقل من أجل المظاهر . . ولا شك أن العمة لاحظتذلك .
أجفلها سؤاله :" ما بك ؟".
ردت بهدوء :" لا شيء".
انعطف بالسيارة وسلك الطريقاً فرعياً . . فقالت :
- هذه ليست الطريق إلي . .
قاطعها ضاحكاً :" أعرف هذا".
ثم أوقف السيارة أمام حافة مرج أخضر ، وعرفت أن ردها المقتضب أزعجه ، وعرفتأنه سيستدير لينظر إليها . .
- زاندي .
قالها بهدوء . . ولم يزد . عرفت أنه ينتظرها لتستدير وتنظر إليه . . وعرفتأيضاً أن أياً منهما لن يستفيد من تجاهل السؤال غير المطروح . . ارتدت ببطءتجبر نفسها على النظر في عينيه اللتين كانتا تبرقان بشكل خطير ، لكنه لميتركها تتراجع عن النظر إليه .
قال لها بحدة :" لا أقبل أن يكون ردك" لا شيء". . وأرفض أن يقع بيننا شجار في الساعة الأولي على زواجنا . . إذن ،هيا أخبريني . . ما الذي يزعجك ؟".
فتحت فاها لكنها لم تتمكن سوى من قول : أنا. . ثم أطبقته ثانية . . لنتستطيع القول لهذا الزواج الحقيقة الكاملة غير المبهرجة ، من أنها منزعجةلأنه لم يقبلها . . لكنها نسيت أنه يمتاز بقدرته على معرفة ما يجول فيرأسها بالضبط .
- إن كنت مغتاظة لأنني لم أقبلك في الكنيسة كما هي العادة فسأخبرك الآنلماذا لم أفعل . . لم يكن ذلك بسبب أنني لم أفكر فيها ، بل . .
صمت . . وبدا متوتراً للحظة ، ثم وكأنما يبحث عن كلمات يستطيع صوغها بلطف . . ولكنه لم يستطع أن يفعل شيئاً بل تغيّر صوته الذي فقد شيئاً من خشونته ،وقال :
- يا إلهي زاندرا ! ليس لديكفكرة كم تبدين . . جميلة جداً . . صغيرة جداً . . وعذراء جداً !
تورد وجهها ، والسبب معرفتها أنه يراها جميلة أكثر من أي شيء آخر . . وشهدڤيك احمرارها ، ثم قال لها بصوت خالٍ من الخشونة :
- ما أحاول قوله . . إنك فتاة متزمتة . . وأنت الآن متزوجة بي . . وكلانا يعرف أن زواجنا كان بسبب سلسلة شاذن من الظروف . . لكن بعد بضعساعات سنعود إلي شقتنا ،منتديات ليلاسونصبح بمفردنا . . ومن الطبيعي أنتشعري بالارتباك عندما نصبح معاً على انفراد الليلة ، ورغم رغبتي الكبيرةفي تقبيلك بعد مراسمالزواج فضّلت الامتناع عن ذلك لئلاأجعلك تخشين من حدوث ما هو أكثر من قبلة بعد انفرادنا .

يوكي 111
15-12-2010, 18:24
هل فهمتني زاندرا ؟
- لم أفكر في هذا .
آه ! ليت تفكيرها يسبق عواطفها ! إنه على حق طبعاً . . فعدا عن انتقالهاحديثاً إلي شقة جديدة مختلفة ، ونومها في فراش غريب ، كانت تعرف أنها ستشعربالقلق ما إن تنفرد به وسط ظلام الليل .
ثم أردف :" أعرف أن عمتك ليستهنا لترانا . . لكن بما أنك أصبحت تعرفين الأسباب الآن . . فلا بد أن نختمالاتفاق ". التفت ذراعه حول كتفيها ، ثم شعرت به يجذبها إليه . . وكانتقبلته لطيفة أفضل مما حملت به يوماً . . وعرفت أنه كان يكبح نفسه ، ثماشتدت يده الأخرى على خصرها ، وتراجع .
فتحت زاندرا عينيها ، ظنت أنها رأت ناراً مشتعلة في نظرته . . واعتقدت أنهعلى شفير أن يقول لها شيئاً ما . . كانت ستوافق على أي اقتراح يقترحه . . لكنه قال بهدوء :
- حان الوقت لننضم إلي الآخرين ، ألا تظنين هذا سيدة سبنسر ؟
لا شك أن الضيوف وصلوا إلي الفندق . وهناك وجدوا الجميع مبتسمين . . وفسراليكس پايپر ابتسام الجميع بالقول :
- الآن ها هي فتاة يبدو عليها أنها تلقت قبلتها !
نظرت زاندرا إلي عمتها فوجدتها تضحك مع الآخرين . . وأسعدها هذا .
بعد وجبة الطعام التي دامت طويلاً ، أخذ ڤيك زاندرا إلي منزل عمتها لتغيرملابسها . . ارتدت بزّة من الصوف بلون الخرذل . الثياب

الداخلية الحريرية التي ستأخذهامعها أشعرتها بأنها فعلاً عروس ، وعدا هذا الجهاز اشترت عمتها فساتين شفافةللنوم ولكل واحد منها روباً يماثله . . حين رأت ثوب النوم الأبيض المطرزبالدانتيل توردوجه زاندرا !يا للعمة أليس الرومانسية ! لا تتصور نفسهاوهي ترتدي هذا الفستان . . ولكنه هو والأثواب الأخرى سيكون تغييراً مهماًعن البيجاما العادية .
ما إن وصلا إلي شقة ڤيك حتى حمل أغراضها وحقائبها إلي غرفة النوم المخصصةلها . . ولحقت به تشهق ذهولاً . . فقد اختفي لون الجدران الرمادي الكئيبوحل مكانه لون أبيض وأزرق ، وستائر ساتان زرقاء جديدة .
همست : ڤيك . . هل كان . . أفعلت كل هذا من أجلي ؟
رد بلهجة الأمر الواقع :
- لم أعتقد أن اللون الرمادي أعجبك . . سأصنع بعض القهوة .
وخرج من الغرفة .

يوكي 111
15-12-2010, 18:27
[center][center]- أثر فيها تفكيره في راحتها . . وتمنت لو تستطيع تقديم ما هو أكثر له . . وكان لديها الفرصة لأن تحضر وجبة سريعة فيها بعد . في الحادية عشرة بدأتبالتثاؤب ، ما ألذ النوم الآن ! لقد سرقت منها أحداث اليوم راحتها . . لاتدري كيف تقول له إنها تريد الذهاب إلي الفراش . لكنه سألها : " متعبة ؟".
- قليلاً . .
- لن أنام الآن . . فإن أردت استخدام الحمام أولاً . .كان يحاول التخفيف من توترها . . هذا ما أدركته وهي تستحم . . بعد الاستحمام ارتدت ثوب نومها الجديد الذيانتقته وهو الثوب الوردي الشفاف . . بدت فيه بعد الحمام مغرية ووجها يخلومن الماكياج . . ودخلت إلي غرفة الجلوس لتتمني ليلة سعيدة ل ڤيك قبل الخلودإلي غرفة نومها .
وقف على قدميه وهي تدخل . . ونظرإلي مظهرها النظيف وإلي ثوب نومها الدافئ . . ثم قال :
- وكأنك في السادسة عشرة .
تقدم نحوها وأحاط وجهها بيديه ، ثم أردف :
- - شكراً لك لهذا اليوم . . تصبحين على خير .
بقيت مستلقية في سريرها ، تفكر في أحداث اليوم . . أخيراً تنهدت تنهيدة رضيوانقلبت إلي جانبها وغطت في نوم خال من الأحلام .
أيقضتها يد من نومها العميق . . مرت لحظات لم تدر فيها أين هي . . وشعرتبالخوف يتملكها ، فعقلها الذي خدّره النعاس لم يميز الوجه المنحني فوقها .
غادرت النظرة الرقيقة وجه ڤيك لأنه رأي شاذن ما علا وجهها من خوف ، وكانتالبرودة في عينيه وهو يقول :
- انزعي نظرة الذعر هذه عن وجهك . . لم آت إلي هنا لأطالب بحقي الزوجي . . الساعة الآن السابعة والنصف . .منتديات ليلاسولدينا موعد بعد ساعة معالطائرة التي ستحملنا . .
وأغلق الباب خلفه بحدة .
- استعادت زاندرا وعيها بسرعة . . وجلست في الفراش ، تتأوه وتنظر إلي فنجان الشاي الذي كان بانتظارها علىالطاولة الصغيرة . أوه .. . يا إلهي . . ماذا فعلت ؟ لن تستطيع أبداً أنتفهمه أنها تلقت صدمة حينما شاهدت رجلاً في البيجاما ، رجلاً لم يكن وجههواضح المعالم لها بسبب دماغها المخدر بالنعاس .
عاد ڤيك ذلك الطيار الصعب المراس الذي طالما كان عليه . . ولكنها رفضت أنتوضع عند حدها ، فكان أن بذلت ما في وسعها لاستعادة الرفقة التي كانت تنموبينهما . لكن بعد عشر دقائق من الحديث عن أشياء محددة ، وبعدما تلقت ردودالمقتضبة ، وجدة غضبها يتصاعد . . إن لم يكن يريد الحديث فليكن له ذلك .
كانا سيمكثان ليلة في الفندق " زوريخ" على أن يتما ما تبقي من الرحلة بالقطار ، في اليوم التالي . . وبعدوصولهما إلي الفندق ، اكتشفت زاندرا أنه حجز غرفتين متجاورتين . . ولكنهدخل إلي غرفتها معها ، ليلقي نظرة على الغرفة التي يريد أن تكون مريحة ، ثماختفي سالكاً الباب المشترك بين الغرفتين وأقفله بهدوء خلفه .
سمعت صوت باب ينفتح ، ثم وقع أقدام ثابتة تتحرك مبتعدة . . لقد خرج ! كيفيستطيع هذا ؟ حسناً . إن ظن أنها باقية في غرفة نومها بانتظار عودته ، فهومخطئ كثيراً ! ستمهله منتديات ليلاس بضع دقائق ليبتعد ، ثم تخرج هي أيضاً . زوريخ مدينة نظيفة . أعجبت زاندرا . فيها الكثير من المحلات التي تستطيعالتجول فيها. أبعدت ڤيك بحزم عن أفكارها ،]
]- وبدأت الاستمتاع بوقتها . . وهلهناك امرأة تستطيع مقاومة التفرج على قسم الملابس النسائية في المخازنالكبرى ؟ . . كم كانت تتمني لو تشتري منتديات ليلاسلنفسها شيئاً . . لكنڤيك فاجأها في آخر لحظة بخبر سفرهما إلي سويسرا ، لذا ليس معها أية عملةسويسرية . . هكذا ، ومع أنه لفت انتباهها أكثر من فستان ، فقد أدارت لهظهرها على مضض .
لم يكن لديها فكرة كم مضي من وقت وهي في الخارج . لكن ما الذي يهم ؟ . . فلن يفتقدها ڤيك . بل لا تظنه عاد إلي غرفته . ما أن خطت إلي غرفتها ، حتىخرج ڤيك من غرفته . . ولم يحاول إخفاء الثلج في عينيه . . ولأنها توقعتالمتاعب ، رفعت ذقنها شاذن إلي الأعلى ثم سمعت صوته فإذا به يماثل عينيهبرودة :
- إلي أين ذهبت بحق الجحيم ؟
كانت على وشك أن ترد بحدة : خرجت ! لكن نظرة أخرى إلي وجهه
جعلتها ترد :
- أتسوق .
- أعتقد أنه لم يخطر ببالك إخباري بأمر خروجك ؟
ردت بحدة مماثلة :
- أنت لم تخبرني أنك خارج .
- لم أخرج إلا لأخذ لائحة بمواقيت القطارات ، ولكنني أمضيت ثلاث ساعات أدورأتساءل أين اختفيت .
سرعان ما شعرت بالندم . . كيف ظنته غير مهتم هكذا بحيث يخرج ويتركها دون أنيقول لها كلمة ؟
- انا آسفة ڤيك . .
هل هذه فرصة لتجميل الموقف بينهما ؟
لكن أملها باء بالفشل . . إذ لم يكن صوته هادئاً حين سأل:
- وأين هو ما لم تستطيعي الانتظار لشرائع ؟
- لم أشتر شيئاً . لم يكن لديوقت للحصول على نقد سويسري . .
رأت يده تمتد إلي محفظته ، ولم تكن مستعدة لسماعه يقول :
- لقد بدلت ما يكفي من استرليني بنقد سويسري لنا معاً . كنت انوي أنأعطيك مبلغاً قبل سفرنا هذا الصباح . . لكنني نسيت .
تعرف سبب نسيانه ، لكن حين تقدم ليعطيها حفنة الأوراق النقدية ، عرفت أن لاشيء سيقنعها بأخذها.
- ليس لدي ما يكفي من استرليني يوازي ما معك .
مرت نظرة ذهول على وجهه :
- يا إلهي ! أنا لا أريد منك أن ترديها لي ! أنت زوجتي زاندرا !
رمي المال على سريرها وقال باحتقار :" يا للنساء !".
وعاد إلي غرفته يصفق الباب خلفه .
عندما حان وقت الاستعداد للعشاء كانت زاندرا قد هدأت . . لم ترّ ڤيك منذخرج من غرفتها . ستضطر إلي استخدام شيء من هذا المال ، فمعجون أسنانها لايكفي لأكثر من استخدام لمرة واحدة وتفضل الموت على أن تطلب استخدام معجونأسنانه .

يوكي 111
15-12-2010, 18:31
كانت قد استحمت وارتدت الروب فوق ملابسها الداخلية وجلست أمام طاولة الزينةتضع ظلال العيون ، حين انفتح الباب المشترك بين الغرفتين . . وعرفت أن ڤيكيقف هناك . . لكنها لم تكن راغبة في


- النظر إليه ، وأحست بيديها ترتجفوهو يراقبها ما يقارب الدقيقة رافضاً التقدم أكثر إلي الغرفة .
- كم سيلزمك من وقت لتنهي هذا ؟
ردت دون النظر غليه :
- سأكون جاهزة بعد عشر دقائق .
- هه . .هذا يعني عشرين دقيقة . . أتمانعين أن أنتظرك في المقهي فيالأسفل .
لم تجد أية تسلية لشعورها بأنهاليلاس بدأت تضجره . . وكان ردها : " أبداً. . ". واضطرت إلي النظر إليهلأنها سمعته يتنفس بحدة . . ثم أشاحت نظرها بسرعة إذ لم تعجبها البتةالنظرة التي طالعها : كانت نظرته تقول إنه يود لو اتخذ معها إجراء صارماً . . وليس لديها فكرة عما هو . أيهزها ؟ يقبلها ؟ وأقفل الباب . . فأصبحتوحدها مجدداً . بعد عشرين دقيقة بالضبط ، دخلت زاندرا إلي المقهي حيث رأتڤيك . . كان يتحدث إلي إحدى أكثر الشقراوات جاذبية ، وأحست بالغثيان يتصاعدوهذا ما صدمها . . أدركت أنها الغيرة البحتة ولكنها حاولت طمس هذا الإحساس . . كان ڤيك ومرافقته بكل بساطة ، أجمل شخصين في الغرفة .
ما إن شاهدها حتى وقف منتظراً انضمامها إليهما .
قال :" أخيراً حبيبتي . . أريد منك ان تتعرفي إلي صديقة قديمة ". لا شك فيأن له صديقة بهذا الجمال .
تبين لها أن جولي بيفرتون تربت معه ، وبعد ما تفرست فيها جيداً عرفت أنهاتبلغ الثلاثين . .

- قالت جولي :
- ما أروع أن نلتقي هكذا !
بدا لها ڤيك مسرور وقد دعاها لتنضم إليهما للعشاء .
حاولت زاندرا دس بعض الدفء في صوتها وهي تحدث جولي ، وظنت أنها تمكنت منهذا مع أن جولي لم تكن مهتمة كثيراً إذ كانت تدير أطراف الحديث وتسيطر علىڤيك . . وكلمة " أتتذكر". تخرج منها كل خمس دقائق ، وهذا أشعر زاندرا بأنهاضيف غير مرغوب فيه على هذه المائدة .
أطلقت جولي مرة أخرى كلمة " أتتذكر" بحيث ظنت زاندرا أن أحداً منهما لميلحظ تثاؤبها . . لكنها سمعت ڤيك يقول :
- هل أنت متعبة حبيبتي ؟
أدركت أنه يكلمها .
فاعترفت :" متعبة قليلاً . . كان الوقت متأخراً حين نمت ليلة أمس".
طغي لون القرمزي على كل جزء من بشرتها ، وأحست أنها تكاد تحترق لأنها أدركتالمعاني من وراء كلماتها . . فليلة أمس كانت الليلةالأولي في شهر عسلها .
كانت محرجة بشدة بحيث لم تجرؤ على النظر إلي ڤيك ثم رأت جولي تبتسم . . ثمنظرت إليه ، فرأت نصف ابتسامته شاذن قد انقلبت إلي ضحكة .
قال وهو ينظر إلي قهوته التي لم تنته بعد :
- إذن اصعدي إلي الغرفة زاندرا . . لن أتأخر كثيراً .
وجدت نفسها واقفة و ڤيك إلي جانبها . . وتمتمت :" ليلة سعيدة . . "

- وسارعت إلي الخروج .
عندما وصلت إلي غرفتها ، لم تشعر أنها أفضل حالاً . . لكنها هدأت قليلاًوراحت تستعد للنوم ، وأحست بنعومة غلالة نومها الفضفاضة الشفافة حول جسدها ،صحيح أنه ثوب نوم قد لا يصلح لشهر عسل ، ولكنه ليس زواجاًُ عادياً . . ولمتستطع سوى أن تتساءل لماذا لم يتزوج جولي التي تبدو أكثر رغبة لملء هذاالدور . نبهتهاحركة في الغرفة المجاورة إلي أن ڤيك وصل . . فجأة تلاشي كل شعور بالكآبة من نفسها وحل محله شعور بالفرح . . فڤيكلم يبق مع جولي وقتاً أطول مما يجب . . انفتح الباب وهي تقف تراقبه . . ووقف ڤيك هناك ، دون أن يبدو على وجهه أثر للفظاظة أو الخشونة كما حدث فيآخر مرة فتح فيها الباب . سـألها بلطف :" ألم تنامي بعد ؟ خلتك متعبة بسببتأخرك في النوم ليلة أمس".
طغي اللون الأحمر على وجهها . . فقال :
- أجل . . بإمكانك الاحمرار خجلاً .
وكادت تقسم أنها رأت بريقاً ممازحاً في عينيه وهو يقول هذا !
قالت :" ڤيك . . بشأن ما جري هذا الصباح. . أر. . أر جوك أصغ إليّ ڤيك . . حين أيقظتني هذا الصباح . . كنت نصف نائمة . . ولأنه لم يسبق أن أيقظنيرجل ، لم يستطع عقلي الغارق بالنعاس أن يعرف وجهك . . كنت في سرير غريب وفيغرفة غريبة ، و. . وكان هناك ذلك الرجل الذي ينحني فوقي . . ألا. . ألاتري ڤيك . . لم أكن أعرف أنه أنت ".

- ما إن أنهت جملتها حتى أحست بأنهابلهاء . . فقد كانت مقتنعة أنه لم يكن مهتماً بما شعرت به ذلك الوقت .
ترك مكانه قرب الباب . . وتقدم ليضع يديه بخفة على كتفيها . . وعندئذٍأدركت أنها لم تجعل نفسها بلهاء البتة . . فقد قال :
- أشكرك لأنك أوضحت لي هذا كله زاندرا . . أعترف أن رؤيتي الرعب في عينيكهذا الصباح ، أثارني . . ظننت أننا كنا متفقين كلياً ليلة أمس . . وحسبتكبتّ تثقين بي . . انكماشك مني هذا الصباح وكأنني حيوان مفترس يحاول اغتصابكأصابني بالغثيان. .
رفعت بصرها إليه ، وأدركت أنه شخص حساس للغاية . .
أردف يبتسم لها :" بما أننا صادقان سأعترف لك أن من السابق لأوانه أن أحصلعليك بالقوة".
احترق وجهها خجلاً :
- ما كنت لتجرؤ !
- ما كنت لأجرؤ ؟ ومن كان سيمنعني ؟
عرفت أن قوتها لا تقارن أبداً بقوته . . وشحب لونها عندما فكرت في ما قديحدث . . إنها تحب هذا الرجل الذي تزوجته . . وتريد من كل قلبها أن تكونزوجته . . لكن إن أخذها في ثورة غضب ، فسيكون ذلك نهاية لزواجهما قبل أنيبدأ .
قال بهدوء :
- لا تقلقي . . لأن ذلك لن يحدث . . أليس كذلك ؟
ترك كتفيها وارتد على عقبيه . . وكانت زاندرا مسرورة من نفسها لأنها وجدتالشجاعة لتوضع له ردة فعلها وهذا ما خفف من حدة

- التوتر بينما . . غادرا زوريخ دونأن يريا جولي مرة أخرى ، ثم وصلا إلي " داڤوس" ومن هناك توجها بالتاكسيغلي الفندق الذي حجز فيه ڤيك جناحاً كاملاً فيه غرفتا نوم وغرفة جلوس . . بعدما اختارت غرفتها بدأ كلاهما بإفراغ حقائبه . . إفراغ حقائبها لم شاذنيستغرق طويلاً ، لذا استغلت الوقت لتغيير ثياب التي ترتديها واستبدلتهاببزة خضراء وما لبثت أن انضمّت إلي ڤيك في غرفة الجلوس . رأت عيناه تطوفانبها ، وأملت أن يكون قد رآها جميلة المظهر كما قال لها انعكاسها في المرآة . .
قال :" فكرت أن نزور أبي بعد ظهراليوم . . لقد كلمته في الهاتف بالأمس ، وهو يتوق شوقاً لمقابلتك".
انطلقت زاندرا مع ڤيك بعد الظهر وهي لا تتوقع شيئاً . . ولكن السير مدة ربعساعة حتى المستشفي أنعشها كثيراً . . وما إن وصلا حتى اكتشفت أن المكان لايشبه المستشفي أبداً . كان منزلاً كبيراً ، يقع سفح جبل كثير الأشجار . .
لم يطغ على هذا المكان الجو الطبي المعتاد بل جو شبيه بالجو في البيت . . دلتهما إلي غرفة ليلاس الاستقبال خادمة تتكلم نوعاً من اللغة السويسريةالألمانية ، فهمها ڤيك بسهولة أكثر مكن زاندرا وقالت لهما إن السيد سبنسرسينضم إليهما بعد وقت قصير .
سألت زاندرا :
- ألا يلازم والدك الفراش ؟

- - كان يلازمه في البداية . . مع أنه لم يعد مضطراً لملازمته . . هو بحاجة إلي فترات من الراحة . . الهواء هنا نقي . . ينعش الجسم والتنفس .
وصمت يصغي . . فسمعت زاندرا الصوت كذلك . . وصوت حركة في الردهة ، فاتجهتعيناها إلي ڤيك وهي تدرك أنهما سرعان ما سيصبحان وجهاً لوجه مع دايڤيدسبنسر .
امتدت ذراع ڤيك لها ، وتقدمتإليه بشكل لا إرادي وسرعان ما أحست بذراعه تشدها إليه ، وكم شعرت بالراحةلهذا التواصل ! حين فتح دايڤيد سبنسر الباب ، رأي ابنه وكنته الجديدةواقفين معاً ، وابنه يحتضن عروسه . ساد صمت بدا وكأنه سيمتد إلي ما لانهاية ، كان الأب خلاله ينقل بصره من أحدهما إلي الآخر . . لكن زاندرا كانتتعي أن هذا لم يستمر أكثر من ثانيتين . ثم تقدم ڤيك مقتاداً إياها إليوالده وابتعدت ذراعه عنها عندما راح الرجلان يحييان بعضهما بعضاً.
قال ڤيك : مرحباً أبي . . أريد منك أن تلتقي بزاندرا . .

يوكي 111
15-12-2010, 18:36
[center]-أرادت زاندرا أن تتكلم لكنها لم تجد صوتها . . أرادت أن تمد ذراعيها إليالعجوز لتقول له : صدقني . . لا داعي أن تقلق !. . ڤيك لا يحب سوزى كما تظن . . لكنها لم تستطع قول أوشاذن فعل شيء عدا النظر إلي الرجل الطويل الذييشبه ابنه إلي حدً كبير . . بالمقابل ، كانت تعي أن دايڤد سبنسر يتأملها . . وأدركت أنه لا يريد منها أن تقول شيئاً . . ثم ، تركزت عيونهما ورأتزاندرا أجمل ابتسامة شاهدتها على وجه رجل فقد أضاءت هذه الابتسامة وجهدايڤد سبنسر بشكل غريب :
- إذن . . أنت من ثبّت له المرساة أخيراً .


- وانطلق صوتها من عقال الخوف :
- لقد تطلب هذا مني بعض الجهد . . لكن . . أجل لقد تمكنت من هذا .
ولأنها عرفت أنه تقبل ما كان يريد ڤيك أن يؤمن به ، تهللت أساريرهابابتسامة عريضة ، وأحست نفسها تنجرّ إلي عناق هو مزيج من الراحة الصادقةوالسعادة .
لم يبقيا أكثر من ساعة . . ولأنڤيك يعرف متى يكون والده متعباً سارع يقول إنهما سيتركانه ليستريح ووعدهبزيارة في اليوم التالي . أحست أن ڤيك غارق في أفكار خاصة . . فبقيت صامتةطوال طريق العودة ووصلا إلي الفندق و ڤيك ما يزال رازحاً تحت صمته .
- إذن ، لقد نجحت في تثبيت مرساتي . . هه ؟
نظرت إليه بسرعة ، تتساءل عما إذا كانت موافقتها على كلام والده أغضبه . ثملاحظت أنه يبتسم لها . . ابتسامة نقلت العدوى إليها ولم تستطع مقاومتها ،فردت له الابتسامة . . وقالت بحبور:
- كلما كبرتم في السن ، كلما كان سقوطكم أقسى .
هذا لم يكن يعني شيئاً فكلاهما يعرف أن ليس هناك أدني فرصة لوقوع ڤيك فيحبها . . لكنها أحست بالسعادة ليلاس ، مع أنها اضطرت إلي النظر بعيداً عنه ،لئلا تري ابتسامته تتحول عبوساً .
وبما أن الصمت بينهما انكسرت حدته ، وجدت دفقاً من الأسئلة تريد أن تطرحها :
- ما رأيك بما بدا عليه والدك ؟
- بدا لي كما كان في آخر مرة رأيته فيها تقريباً . . رؤيتك شدت منعزيمته ، ورفعت معنوياته .


- - أتعتقد هذا ؟
- أنا واثق من هذا فأنت لم تستطيعي رؤية وجهه وهو يحتضنك . لا. أستطيعالقول إنك كنت أفضل علاج تلقاه منذ زمن بعيد .
ارتفعت روحها المعنوية كثيراً . . كانت تعرف أن شخصيتها لم تكن الترياقالذي يحتاجه دايڤد سبنسر ، بل وجودها كزوجة لڤيك . . وهذا ما جعلها تشعر أنزواجها ، وكما قال ڤيك ، لم يكن لفائدة كمن جانب واحد . فكرت زاندرا وهيمستلقية في فراشها تلك الليلة بأن يومها كان جيداً . . ففي هذا اليوم لم ترالنظرة الفظة على وجه ڤيك . وبعد عشاء تناولاه في وقت مبكر أمضيا أكثر منساعة يسيران في أنحاء " داڤوس" التي لم تكن بلدة كبيرة ، بل منطقة رائعةالجمال . ثم عادا إلي الفندق ، ولكنها رفضت أن تتناول أي شراب ساخن وفضلتالصعود إلي الغرفة تاركة إياه يحتسي فنجاناً من القهوة . سمعت يتحرك فيغرفته . . ولا شك أنه شاهد النور في غرفتها ، فقد فتح الباب بهدوء ، فوجدهامندسة بين شاذن الأغطية مستيقظة . . تسارعت دقات قلبها ، فقال :
- ظننت أنك غفوت ونسيت إطفاء النور. . هل من مشاكل ؟
هزت رأسها نفياً لأنها تعرف أن صوتها سيخرج أجش متعباً . .
أردف :" ليلة سعيدة".
ظلت مستيقظة لبعض الوقت منتظرة أن يعود قلبها إلي هدوئه الطبيعي . . تنعمبالدفء الذي أشاعه فيها قوله " ليلة سعيدة". . لكن ذلك الدفء تلاشي لأنفكرة مرعبة خطرت ببالها . . ستكره أن تكون


- مشاعره نحوها مشاعر أبوية . . أيةمشاعر ؟ ڤيك لا يشعر نحوها بأية مشاعر . . لا مشاعر أبوية ولا غيرها .
لم تغف حتى الثالثة لذا كانت منزعجة عندما دخل ڤيك إلي غرفتها فأقلق منامها .
- هيا استيقظي . . أريد أن آخذك إلي " تشازالب" هذا الصباح .
أيجب أن يكون نشيطاً إلي هذهالدرجة ؟ خمس دقائق فقط . . هذا كل ما تريده . . فقالت وهي تدفن رأسها تحتالوسادة هرباً من النور الشمس الساطع المتدفق من النوافذ :
- اذهب عني .
فجأة أحست بالبرد . . البرد والسخط معاً . . فهو لم يفعل أكثر من أن أبعدالأغطية عن جسدها الكسول . وسرعان ما استيقظت زاندرا ممتقعة الخدين فقدأدركت أنه ينظر إليها متأملاً فستان نومها الجميل الذي انحسر عن ساقينطويلتين مديدتين ، غير أنه أسرع يعيد الأغطية عليها قبل أن تمد يدها لتشدها . . لكن هذا لم يجعلها تحس أفضل حالاً .
كان الأول في استعادة رباطة جأشه ن بعد أن أدارت وجهها عنه فاقدة النطق :
- آه . . زاندرا . . أنا آسف . . لا تتكدري حبيبتي .
لكن صوته القلق اللطيف لم يفعل شيئاً لمواساتها . ثم ، ودون توقع ، عادصوته مجدداً :
- يا إلهي . . كيف لي أن أعرف ؟ ظننتك من النوع الذي يحب البيجاما.
[center][center]- - شكراً كثيراً لك .
كان ردها لاذعاً . . ومع ذلك قال :
- على أي حال ، أنا زوجك . . إذا كنت لا أستطيع أن أنظر إلي . . مفاتنك . . فمن يستطيع ؟
سمعته يتنهد مستسلماً قبل أن يردف :
- حسناً ، هل تنهضين . . أم أفعل هذا لك بنفسي ؟
- لا . . لن أفعل .
لكن قولها تغير بسرعة :
- بل . . سأفعل .

يوكي 111
15-12-2010, 18:37
وفتحت عينيها المغمضتين بعناد ، وقالت بصوت مرتفع :
- أتسمح أن تخرج ؟
ولم يساعدها أن تسمع ضحكته وهو يطيع أوامرها ن إذ لم تستطع منع نفسها منالتفكير في جمال هذا الصوت . بعد الحمام ارتدت ملابسها وهي تشعر بالخجل منطباعها السيئة . . لكنها كانت مستاءة لأنه قال لها " إنه كان يظنها منالنوع الذي يحب البيجاما". . وعليها أن تكون ممتنة لأنها لم تعد كذلك ،بفضل عمتها أليس .
جلست معه إلي مائدة الفطور وبدأت باحتساء فنجان القهوة . . في هذا الوقتعرفت أنها لن تستطيع الاستمرار في تصرفها غير الودود أكثر من هذا . . بعدنظرة أخرى طويلة متفرسة من ڤيك ، عرفت أن عليها أن تفعل شيئاً . . قالتبهدوء ، وهي لا تزال متملكة لشجاعتها :
- أنا آسفة لأنني كنت فظة هكذا هذا الصباح. . لم أنم جيداً ليلة أمس .
- وهل لهذا سبب محدد ؟ [/center][/center]


- - السرير الغريب كما أعتقد .
ولم يكن سبباً مقنعاً . . خاصة وأنهما في مجال عملهما لا يقضيان وقتاًطويلاً في فراش واحد ، أو في منزليهما . . لكن ڤيك لم يضغط عليها . . علىأي حال ، حققت ما تريد وكسرت شاذن الجليد الذي كان بينهما .
أحست وهما يتسلقان الطريق الملتوي نحو شازالب أنها منسجمة كل الانسجام معه . خاصة بعدما تعثرت في صعودها ، وأمسك يدها ليضعها في ذراعه قائلاً :
- هاك. . تعلقي بي .
وتركت زاندرا يدها إلي أن وصلا إلي جزء من الجبل يحتوي على مطعم .
وقفا معاً يتفرجان على الوادي تحتهما . .
واستطاعت بوضوح أن تري برج كنيسةيقبع بين الأبنية . . وظنت أنها لن تنسي أبداً صورة الجبل المكلل بالثلجقبالتها ، وأشجار السرو العملاقة تنعكس أمام خلفية فضية مع تسلل أشعة الشمسمن بين أغصانها . . وكرهت أن تتحرك ، وبدا لها ڤيك قانعاً مثلها تماماً . . وعرفت أنه يشاركهانفس السحر الذي لهذه الدقائق ، وأرادت أن تتمسك بهاأطول مدة ممكنة . . أحست أنه أخذ يدها وسرت فيها خيوط سحرليلاس متشابكة ،لكنها خائفة أن تنظر إليه في حال لم يكن يشعر بنفس السحر . . ثم اشتدتقبضته على يدها ، فاضطرت للنظر إليه . . وأحست بأن ابتسامة سعادة صرفة أخذتتشق طريقها إلي وجهها لرؤيتها تعابير وجهه اللطيفة . لكن لحظات السحرانتزعت منها ، مع سماع صوت ، سمعته من قبل ، يناديها :
- ڤيك. . كنتأعرف أنني سأجدك هنا !
زاندرا ، التي لم تكره أحداً في حياتها ، أحست في تلك اللحظة ،وڤيك يتركيدها ، أنها قادرة على دفع جولي بيفرتون من فوق الجبل .

-
* * * * * * * * * *


انتهي الفصل الخامس

يوكي 111
15-12-2010, 18:43
6 – الألم اللذيذ

قضيا ما تبقيمن عطلتهما ، أو بالأحرى شهر عسلهما الصوري، مع جولي . صحيح أن زاندرا لمتسمعه مرة يدعوها للانضمام إليهما ، ولكنها كانت تتواجد دائماً. في النهايةحاولت زاندرا تقبلها ، وكلما ازدادت معرفتها بها ، كانت تشعر بأنها ستحبهالو كانت الظروف مختلفة ، وتولد لديها انطباع بأن جولي كانت تعطي جرحاً ما . . ولأنها رقيقة القلب ، أصبحت تقول لڤيك :
- هل أطلب من جولي أن تنضم إلينا ؟
وكان انضمام جولي إليهما في قمة " تشاتزلاب" في الوقت الذي كانت واثقة فيهأنها على استعداد للبوح لڤيك بحبها ، أفضل لها . فقد راحت تأخذ جانب الحذرلئلا تأتي مثل تلك اللحظة مجدداً .
زارا والده لآخر مرة قبل يوم من ركوبهما القطار إلي زورنيخ . . ثم طارتبهما الطائرة غلي لندن بعد الظهر .
تركت الفندقومشاعرها متناقضة . . فقد عاد ڤيك ذاك الرجل المتجهم الوجه وبذلت جهداًلتعرف الخطأ الذي وقع بينهما ، ولكنها لم تفلح . . ليلة أمس صاح بها غاضباًوكأنه لا يحبها أبداً . . فقد استيقظت ليلاً ، وعندما أرادت معرفة الوقتراحت تفتش عن ساعتها التي تذكرت أنها تركتها في الحمام . فكان أن وضعتروباً خفيفاً على كتفيها وفتحت باب غرفتها فإذا بها تصطدم بڤيك الذي ظنتهفي الفراش منذ ساعات . قالت تفسر له
- ساعتي . . نسيتها في الحمام .
وتقدمته . . وإما بسبب توترها وإما بسبب نعاسِها اصطدمت به ، وأحست للحظةواحدة بذراعيه حولها تسندانها . . في تلك اللحظة لعنت نفسها فبدل أن تسارعللابتعاد عنه ، ذابت بين ذراعيه ، ثم ما لبثت أن سمعت صوته الأجش القاسييقول : منتدى ليلاس (http://www.liilas.com/vb3/)
- ألاتستطيعين النظر إلي أين تتحركين ؟
أقسمت وهي تستعيد وعيها أنها لن تذوب مجدداً بين ذراعيه . . وردت بحدةمماثلة :
- آسفة . . سيدي .
وكأنهما في رحلة عمل وهي المضيفة وهو الطيار الصارم .
وبعد عودتهما إلي شقته لم يتغير شيء . . وليس ذلك فحسب بل ازدادت علاقتهماسوءاً . راحت تفكر أنه عائد غداً إلي العمل ، وهي في اليوم الذي يلي . . وربما ن بعد رجوعهما سيكون مزاجاهما غيره الآن .
وفيما كانت منشغلة بإفراغ حقائبها . . توقفت تفكر . . كم كان ڤيك " فظاً" لا يطاق . . لكن هل هذه غلطته وحده ؟ فهو لم يطلب منها التلوي بين ذراعيه . . كما أنها تعترف أنها عاملته بشكل كريه خلال هذا الأسبوع لئلا يكتشفمشاعرها نحوه . لكنها تعرف أنهما لا يمكن أن يقضياكل الوقت في تناحر دائمومزاج سيء . . يجب ان تبذل بعض الجهد لتعود تلك الفتاة التي كانت ، قبل أنتقع في حبه . بعدما اتخذت هذا القرار ، خرجت تبحث عنه ، ومعدتها ترفرف ،فلا تعرف ما ستقول له . . رأت ظهره من باب غرفة نومه المفتوح . . ولا بدأنه
سمعها ، فقد ارتدّ إليها ولما رأت وجههغير المبتسم وعينيه الباردتين ، تلاشت نواياها الطيبة. .ولكن يجب أن تبرروجودها هنا أمام غرفته.
- هل . . من مانع . . لو صنعت فنجان . . شاي ؟
رد بفظاظة :" يا إلهي يا فتاة ! أنت تعيشين هنا".
ارتدت مسرعة ن ولكنها لم تكن سريعة بكما يكفي لإخفاء الألم الذي سببتهلهجته .
- زاندرا .
ترددت ، وأحست بيده على ذراعها تديرها إليه ، وكانت عيناها متسعتينمترقرقتين بالدموع . .
قال بهدوء :" آسف لأنني جرحت مشاعرك . . لقد نسيت انك ما زلت لا تعتبرينهمنزلك . . ولكن هذا بيتك زاندرا . . وأريد منك أن تكوني سعيدة هنا ".
حين يكلمها هكذا تصبح على أتم الاستعداد لتغفر له إي شيء . . وقد دفعها اعتذاره لتسأل :
- ألا يمكن أن نكون صديقين ڤيك ؟
- كنا أخرقين . . أليس كذلك ؟
وما إن انبعثت تلك الابتسامة التي تحبها على شفتيه حتى ردت الابتسام ملهوفةإلي بداية جديدة . . ودون أن تدرك ماذا تفعل ، رفعت نفسها وعانقته ،ولكنها ما لبثت أن ذعرت مما فعلت فلّما أسرعت تبتعد عنه أسرعت يده تمسك بها .
- إن الشجار معك يرد حقه . . فمصالحتك لذيذة .
ظلّ مزاحه يلازمهاحتى بعدما أصبحت في المطبخ . . بعد دقائق انضم إليها يسأل :
- ألم تصنعي ذلك الشاي بعد ؟
بعد ساعة من عودتها إلي العمل شعرت زاندرا بأنها أصبحت في أتم استعداد . . وما هي إلا ساعتين ، حتى كانت وكأنها لم تغب عن عملها قط . . بعد ذهاب ڤيكبالأمس ، سارعت إلي تنظيف الشقة وترتيبها استعداداً لعودته ، وبما أنهماتشاجرا من قبل بسبب المال ، فقد ذهبتمنتدى ليلاس (http://www.liilas.com/vb3/)إلي السوبر ماركتوملأت خزانة المؤون والبراد بكافة الأغراض . . في أثناء ساعات الطيران ،كانت أفكارها تعود مراراً وتكراراً إليه . . فهذه الرحلة ستستغرق ثلاثةأسابيع . . وتمنت لو تنتهي مهمته ما إن تنتهي مهمتها .
خلال محطات الرحلة المختلفة ، كانت تقضي بعض الوقت بمفردها أو مع جماعة منزملائها . . في رحلة العودة ، توقفوا في سنغافورة ، ودعاها ستانلي كروسمساعد الطيار للعشاء ن ولأنها طنت أن هناك بضعة مضيفين ومضيفات ، سيحضرونالعشاء .ظ . قبلت لكن حين انضمت إليه بعدما بدلت ثوبها الرسمي ، رأت أنهبمفرده . .
سألت :" أين الجميع ؟".
- لقد ذهبوا إلي مكان ما .

يوكي 111
15-12-2010, 18:46
نظرت إليه وفهمت أن دعوة لم تشمل أحداً غيرها .
لامت نفسها لأنها لم تسأله حين دعاها , , لكن لم يكن أمامها غير أن تقول لهإنها جائعة .
كان ستانلي رفيقاًجيداً . . استمتعت زاندرا بوجبتها ، لكنها كانت تتشوق للعودة إلي فندقهالتنام ، فعلى المرء أن يكون في صحة مناسبة لأداء وظيفته . .
فجأة قال لها ستانلي دون مقدمات :
- ما الذي حدث لأندرو يوغت ؟
نظرت إليه . . فلم تعجبها لهجة الاتهام في صوته . لكن ، قبل أن تقول أي شيء، أردف أمام ذهولها :
- أعتقد أنه لم يكن مناسباً لك ؟
- ما ق - هيا زاندرا . . تعرفين قصدي . . كنتما في آخر انسجام . . ولكن ما إناكتشفت أن ڤيك سبنسر محشو بالمال حتى سارعت للتخلي عن أندرو .
أن تقول له " ماذا تعني؟" مجدداً ، لتصرف أبله . . لم تكن تعرف أن ستانلي مشاكس هكذا . لا شك أنه ساخط من شيء ما . . أيقول إن ڤيك محشو بالمال؟ هذا خبر جديدعليها . .
أردف ستانلي بشراسة :
- كنت فتاتي . . لكنك خلتني أبلهاً فتلاعبت بي . .ألم تفعلي ذلك ؟ لمتستطيعي انتظار تمسكك بأندرو . . ثم قبل أن يعرف المسكين ما جري له ، قلتلأندرو وداعاً . . أليس كذلك ؟
- ستانلي . . بحق الله !
لولا قوانين الشركة بعدم السماح بشرب شيء قبل السفر لقالت إنه فاقد وعيه . .
أردف بإصرار :" هذا صحيح . . أليس كذلك ؟"
ردت بحدة وقد بدأ غضبها يتصاعد :
- لا أدري عما تتكلم .
- سأشرح لك إذن زاندرا . . عزيزتي . . في البداية جربتني . وحين ظننتالدنيا أصبحت وروداً ، رميتني من أجل أندرو يوغتالذي صدف أن حسابهالمصرفي أكبر من حسابي . وحين ظن اندرو أنه في السماء السابعة ، ماذا حدث ؟جاء ڤيك سبنسر القادر على شراء أندرو متى يريد ، وهاي . . وداعاً لأيامأندرو .
سمعت زاندرا ما فيه الكفاية . . فوقفت تاركة إياه في مكانه متمنية الابتعادعنه ما أمكن . . فلا شك أنه مجنون ! ما الذي كان يقوله ؟ ڤيك يملك ملاً ؟
كادت تصل إلي فندقها قبل أن يبرد غضبها ، بحيث يمكنها إعادة النظر في ماقاله صديقها الدائم . . فالجميع في شركة كرونويل يعرف أن مهنة الطيران تعنيحياة اجتماعية مشوشة
كان هناك أوقات لم تر فيها ستانلي كروس لأسابيعطويلة . . فكيف يمكنه التفكير في أنهما صديقان دائمان ؟ وهي واثقة أنها لمتعطه يوماً فرصة يمكنه التفكير في أنهما صديقان دائمان ؟ وهي واثقة أنها لمتعطه يوماً فرصة ليفهم أنها " فتاته" . . أما بالنسبة لرمي أندرو من أجلڤيك . . آه ليت ستانلي يعرف النصف الآخر ! سئمت فجأة من كل هذا ، وارتدّتفكيرها إلي منزلها الجديد الذي سيكون مسرورة كثيراً بالعودة إليه . . هذهالفكرة أعادت الانتعاش إلى قلبها فقريباً تري ڤيك لبضع ساعات . .
كانت غارقةبأفكارها بحيث لم تلاحظ قدوم جينا هارتلي التي أخذت مفتاحها من مكتب الاستقبال . ارتدت زاندرا لسماع صوت جينا :
- عدت باكراً . . ظننت أنني رأيتك تخرجين مع ستاتلي كروس .
- مرحباً جينا . . أجل خرجت معه .
- هل عاد ألاعيبه القديمة ؟
كررت بدهشة :" ألاعيبه القديمة ؟".
- لنتقولي لي إنه لم يتحرش بك ؟
حقاً ! جينا في بعض الأوقات لا تطاق ! إن أي ردّ سينتشر بسرعة بين سائرأفراد الطاقم الطائرة ، لذا قالت بهدوء لا تشعر به أبداً .
- لن أحلم أن أخبرك شيئاً جينا . . عمت مساء .
إنها متعبة بعد هذه الأسابيع الثلاثة التي قضتها على متن الطائرة وهي تشعربالحاجة للنوم خاصة في شقة ڤيك التي باتت تروق لها كثيراً . وفكرت ملياً فيالاتصال لترى ما إذا عاد . . إنها مستعدة لبذل أي سيء في سبيل سماع صوتهالواثق ، الهادئ . . ظل ّ صدك بحق الله ؟

يوكي 111
15-12-2010, 18:52
ستانلي كروس بعيداً عن طريقها طوال رحلة العودة . وهذا ما أسعدها . . ساعدت آخر الركاب على النزول من الطائرة قبل أن تنضمإلي المضيفات الأخريات اللواتي كن يتفحصن ما في الطائرة من مؤن ، ويعتنينبالأعمال المكتبية . . حين أصبحت أخيراً حرة اتجهت إلى موقف السيارات . . هل سيكون ڤيك في المنزل ؟ . . كم تتمني هذا . . بإمكانها الذهاب إلى مكتبالطيارين لتتأكد ما إذا كان يعمل . . لكنها شكت في قدرتها على إخفاءمشاعرها لو فيل لها إنه ما زال غائباً . صدمتها خيبة الأمل عندما لم ترسيارته خارج مبني الشقة . . وشعرت بأنها بلهاء
لإحساسهابخيبة الأمل هذه . . أخذت مفتاحها من حقيبتها ، ودخلت إلي شقة . . وكانتتهم بوضع الحقيبة أرضاً، والاستدارةلإقفال الباب حين سمعت صوتاً ، فتسمرتفي أرضها . لم تعرف كيف استطاعت أن تكبح الابتسامة التي ارتفعت من قلبها ،وهي تري ڤيك يقف في باب المطبخ ، وخصلة شعر تتدلي على جبينه . . كيف يمكنلامرأة أن تحيي زوجها " الأفلاطوني"؟ حتى ولو كانت نحبه ؟ لن تستطيع أنتصافحه . . فهذا كثير . . لكن ڤيك أخذ القرار منها
- لا شكأنك شممت رائحة الشاي . . هل كانت رحلتك جيدة ؟
- لم تكن سيئة .
لم تكد تقوي صبراً حتى العودة إلي المنزل ، وإذا به يقابلها بأنها شمّترائحة الشاي . . هذا شيء محبط . . لكن ما الذي توقعته ؟ لحقت به إلي المطبختخبره عن رحلتها ، ثم أدركت أنه قد لا يكون مهتماً بما تقول . . وأرادت أنتسأله متى عاد إلى المنزل ، طرحت عليه سؤالين في الوقت واحد :
- متى ستعود إلى العمل ؟ . . ومتى. . عدت ؟
ولأنها لم تكن تنوي طرح مثل هذا السؤال ، توردت وجنتيها ، ولكنها لم تنتظررده ، بل حملت حقيبتها وذهبت إلى غرفة نومها .
حمقاء ! حمقاء ! لماذا لم تنتظر حتى تسمع رده ؟ فلا شك أنه سيظنها فظة سيئةالأخلاق لطرحها سؤالاً دون انتظار الرد عليه . جعلتها الحركة عند البابتجفل وتستدير ، وهناك رأت ڤيك الذي كانت عيناه على حقيبتها التي كانتتفرغها .
- حملت إليك فنجان الشاي
وتقدم ليضعه علىطاولة قرب سريرها ، ثم عاد لينظر إليها :
- في الواقع ، عدت منذ يومين .
توردت وجنتيها مجدداً ، ونظرت إليه تتوقع منه السخرية . . لكن نظرته رغمبرودتها لا تحمل أي عداء .
سأل :" أتشعرين بشيء من التوتر ؟ لا تقاومي هذا الإحساسزاندرا. . إنه أمر طبيعي . . كاد يمر شهر منذ رأينا بعضنا بعض ولأن . . اتفاقنا غير عادي ، فلا عجبأن يكون هذا هو شعورك ".
وجاءت ابتسامته ، ومعها لمحة " شيطنة". . وخطر ببالها أنه لم يكتشف فقط ماتشعر به بل عرف كذلك أنها لن تتابع إفراغ حقيبتها وهو يقف هناك يشهد خروجقطع ملابسها الداخلية الصغيرة ، لتعرضها عليه علناً . .
قال :" هاتي الشاي إلى غرفة الجلوس . . لنتحدث معاً".
أحست أنها غبية قليلاً . . فڤيك بذل ما بوسعه ليريح أعصابها . . هذاإذا صرفت النظر عن نظرته الشيطانية إليها . . ولحقت به إلى غرفة الجلوس ،وفنجانها في يدها .
قال وهما يجلسان :
- شكراً لك على ترتيب الشقة كي أعود إليها مستريحاً . . من عادتي أن أشنغارة عند عودتي ، لكنني أقدر لك اللمسة الأنثوية على المكان .
كانت قد نسيت التنظيف والتلميع الذي قامت به قبل سفرها لكن باقات النباتاتالخضراء وأوراق الزان على الطاولة إلى يمين النافذة كانت هناك لتذكرها . . فقالت بهدوء : - هذا مندواعي سروري .
- حقاً ؟
كان ينظر إليها محدقاً . . علام ينظر ؟ هل تظهر الكثير من أسرارها الدفينة ؟أكانت أم لم تكن ، فقد وجدت من المستحيل أن تكذب عليه .
فاعترفت :
- حقاً . . أتعترض لأنني نظفتها قليلاً ؟

يوكي 111
15-12-2010, 18:56
[center]قسا تعبير وجهه :
- لا أريد أن أقول لك مرة أخرى زاندرا . . هذا منزلك .
أدارت وجهها عنه ، وأنهت احتساء فنجانها . .شاذنحاول ڤيك جعلها مستريحةولكنها أفسدت عليه جهده . . فها هو يعود إلى البرود مرة أخرى وكان منالواضح أن لا شيء أكثر يقال .
وقفت عن مقعدها ، تقول :
- سأذهب لأتم إفراغ حقيبتي .
بقيت في غرفتها وقتاً طويلاً . . وكان يمكن أن تقضي وقتاً أطول لولا أن خطرببالها فجأة أنه قد لا يدعوها مجدداً للاستراحة في غرفة الجلوس . . ودونأن تفكر أكثر اتجهت إلى الباب وفتحته لتراه على وشك أن يفتحه هو ، وبداواضحاً أنه مصمم على دفعها بالانتماء إلى هذا المنزل .
- جئت أسألك ماذا ستحضرين لنا للعشاء ؟
- ألست خارجاً ؟
قسا وجهه . . فتنهدت . . وبذلت جهدها لئلا يري مقدار البهجة التي بعثتهاكلماته في نفسها . .
قال : " هل أنتخارجة؟" .
- لا. . لا .
آه ! ما الفائدة ؟ كما قال ، إنها متوترة إلى درجة لا تستطيع معها أن تكونطبيعية معه .
- ڤيك. . ڤيك . ., أنا آسفة .
اعتذرت ، وكلها أمل ألا يسألها عن سبب اعتذارها .
أردفت : كماسبق أن قلت أنت . . إنني متوترة .
استرخت ملامح وجهه فشعرت بالراحة ، بعد ذلك رافقها إلى غرفة الجلوس.
- ما تحتاجين إليه هو فنجان قهوة . . اجلسي ، سأحضره لك .
ساعدتها القهوة في السيطرة على أعصابها ، وكانت أكثر راحة حين لحقت به إلىالمطبخ فيما بعد . . لقد قال لها إنه سيطهو العشاء بنفسه ، ولكنها أصرّت ،وبعد نظرة ثابتة إليها ن استسلم . .
قال وهو يفتح خزائن المؤنة :
- على فكرة . . أشكرك لأنك اشتريت هذه شاذن الأغراض كلها . . بكم ادينلك ؟
غضبت زاندرا :" ڤيك ! أرجوك لا تدفعني لأقبل منك مالاً . . فأنا أستمتعبهذا . . ".
نظر إليها ، وعرفت أنه غير راض . . ثم قال أخيراً :
- حسناً . . سأقبل هذه المرة . .لكن إن كنت ستملئين الخزائن دوماًبالمؤن ، فأنا أصرّ على أن اخصص لك مصروف تدبير المنزل .
- لا يمكنني أخذه!
كان رفضها سريعاً وغريزياً . . ولمّا رأت ما بدا على وجهه أضافت ببطء:
- أرجوك ڤيك . . حاول أن تفهم . . هذا أقل ما أفعل .
يا إلهي . . إنه يقطب حاجبيه . . وما هي إلا ثوان حتى يبدأ بتوبيخها . . إنه متكبر لعين . . ولكنها نسيت للحظات أنها أيضاً متكبرة .
أردفت :" انظر إلى الأمر من وجهة نظري . . أنا لا أدفع إيجار شقة الآن ،وأنا أكسب مالاً وفيراً . . حسناً ، أنا . . يجب أن أقدم قسطاً من واجبي . . ".
قال والثلجفي كل كلمة :
- لا تكوني سخيفة إلى هذا الحد . . لا أريد مالك . . فأنت زوجتي .
وارتدّ تاركاً إياها بمفردها .
تمنت لو تصفق باب المطبخ وراءه ، فقد تملكها غضب لم تكن تدرك أنها قادرةعلى الوصول إليه . . يا للقذر المتسلط ! لكنها تعرف أنه لن يتنازل هو أولاً . . حسناً ولن تتنازل هي هذه المرة ! أخرجت بعض شرائح اللحم من البراد ،وبدأت تحضر وجبة العشاء . عاد بعد قليل إلى المطبخ ، وتقدم يأخذ مطرقةترقيق اللحم منها ويضعها على رف الطهي . . ثم وضع يديه على كتفيها وأدرهانحوه . . وقال بصوت جاد :
- أنا مصرّ على موقفي زاندرا . . لكنني عائد إلى العمل صباح الغد ، فهليمكننا عقد هدنة هذا المساء ؟
نظرت إليه والتمرد يكاد يقفز من عينيها . . فجأة خفق قلبها لأنه أخذ يقربهامنه . . ثم عانقها فأغمضت عينيها ، وذاب الثلج في داخلها

يوكي 111
15-12-2010, 18:59
وعادت إلىالحياة . . ولكنها لم تلبث أن فتحتهما بسرعة لأنه أبعدها عنه وهو يقول :
- أرأيت . . لست الوحيدة التي تعرف كيف تصالح بشكل لطيف . . على أي حال ،كنت تبدين شريرة ليلاس وأنت تمسكين مطرقة اللحم بيدك .
فجأة أغرقا بالضحك .
ذلك المساء ،اتصلت زاندرا بعمتها . ز وما إن سمعت العمة أن لدى ڤيك عملاً في اليومالتالي ، حتى دعت زاندرا إلي ميدلاين . . وقالت تحثها :
- ستشعرين بالوحدة بعد سفر ڤيك .
عرفت أن عمتها على حق . . لكن. . لو بقيت في الشقة لشعرت بأنه قريب منهابطريقة ما . . لذا فتشت في ذهنها عن عذر تقوله لعمتها ، دون أن يدرك ڤيكالسبب الحقيقي .
- عليّ القيام ببضعة أشياء حقاً عمتي . . أتمانعين لو أجّلت الزيارة إليالمرة القادمة ؟
- حسناً عزيزتي . . قد تستطيعان المجيء معاً . . كم أحب أن تقيما معيهنا .
وضع ڤيك صحيفته من يده ما أن أنهت زاندرا المكالمة :
- عمتك بخير ؟
قالت له أن العمة دعتهما لزيارتها ، وذهلت لرده :
- أحب هذا . . سنحاول ترتيب أمر ما .

[center]- أخفت دهشتها ،وأحست بالسعادة ترفرف في داخلها . . وهي التي طالما ظنته بارداً متحفظاًومتعجرفاً ! صحيح أن العجرفة كانت تظهر عليه أحياناً ، لكنها الآن بدأتبالتعرف إلى ڤيك مختلف . رجل أكثر دفئاً مما ظننته . . وهي الآن لا تحبهفقط . . بل معجبة به .
بعد هذا ،مرت الأمسية دون أي توتر. . وحين وقف ڤيك ليذهب إلى غرفته في أمر ما ، وقفتلتصنع القهوة . . وفكرت في أن الأمسية أصبحت رغم بدايتها السيئة تفوق كلتوقعاتها ، إذ لم ينطق أي منهما بكلمة تدل على غضبه .
كان قد عاد إلى غرفة الجلوس حين دخلت تحمل صينية القهوة ، فسارع إلى أخذهامنها ووضعها على طاولة قريبة . ثم استقام ليقف أمامها ، يسد عليها الطريقإلا إذا حشرت نفسها به ، أو استدارت من خلف الأريكة . . وهذا لن يبدوتصرفاً سخيفاً فحسب ، بل أمراً منافياً للعقل . . هكذا وقفت حيث هي ونظرتإليه . قال بنبرة عادية :" نسيت أن أعطيك خاتم الخطوبة" .
دس يده في جيب سرواله واخرج علبة صغيرة وأعطاها إيّاها . . وكان ذهولهاواضحاً وهي تنظر إليه وتتمتم :
- ما . . ماذا ؟
- ألا تظنين أن من الأفضل أن تنظري إليه لتعرفي إن كان يعجبك ؟
انتزعت عينيها منه ، ونظرت إلى العلبة وذهنها مخدر . . أخيراً قال :
- اعتقدت أنك تفضلين ما هو بسيط . . لكنني استطيع أن أغيره لك إذا كنتتفضلين ما هو أكثر بهرجة .
شعرت بانبهارحين فتحت العلبة ورأت أنه اشترى لها خاتماً من السوليتير الألماسي :

يوكي 111
15-12-2010, 19:03
[center]- إنه رائع !
فكرت في أنه تحمل مشقة في اختياره . . مع أن المنطق يقول إن السبب وراء ذلك والده وعمتها اللذين يتوقعان أن يرياها تضع مثل هذا الخاتم. .ولكنها رغمذلك ارتعش صوتها ، ولم تستطع أن تقول سوى :
- آه . . ڤيك !
- لا تبكي فوقه وإلا ذاب !
نظرت إليه من خلال دموعها ، وراحت ترفرف بدموعها لتمنع تساقطهما .
قالت :" لم تكن مضطراً ".
- - هل أعجبك ؟
- إنه جميل . . لكنه مرتفع الثمن . . لا أستطيع قبوله ڤيك . . إن تركك تنفقمالك عليّ هكذا . .
ثم أردفت بسرعة وقد رأته يوشك أن ينفجر :
- سأعيده إليك حين ينتهي زواجنا على أي حال .
لم يدم جو الهدوء طويلاً فقد انتظرت رده العنيف . . ولكنه سيطر على غضبهوقال :
- الخاتم لك زاندرا . . بغض النظر عما إذا افترقنا. . هل هذا واضح ؟
رأت غضبه واضحاً . . نظرت إلي قسوة وجهه الصخري ، وفضلت ألا تتكلم .]
شربا بصمت القهوةالتي وجدت صعوبة كبرى في ارتشافها . . ولأنها لم تكن على استعداد لتريه أنههزمها حملت نفسها ما أن أنهت فنجانها وقالت له مجبرة وبشكل بارد :" تصبحعلى خير". وكان رده أكثر برودة . ذهبت إلى غرفتها وهي تفكر أنها قد تتخليعن أي شيء لتتمكن من البكاء . . لكنها أحست إنها غير قادرة على البكاء.
وفيما كانتتهم بخلع ثيابها وعت أنها لا تزال ممسكة بالعلبة التي تحتوي على الخاتمبشدة . . ودون وعي فتحتها . . إنه حقاً جميل . . وكأنها منومة ، دستالسوليتير إلى جانب خاتم الزواج .
وقفت تتأمله فترة . . ثم رفعت رأسها فجأة . . ونسيت إعجابها بالخاتم . . كان ڤيك خارج بابها ، وسمعت صوته يهمس منادياً :" زاندرا ".لكنها بقيت دونحراك لعدة ثوان ثم سمعت يبتعد . . لم يكن لديها فكرة عما يريد . . لكنهاعرفت أنها لن تتمكن من تحمل طبعه ، وقد تضيف عليه شيئاً من غضبها . . فالغضب البارد الذي كان يستعر في داخلها حين أرادت رد الخاتم له ، كانشيئاً يفوق كل ما تعرفه ، ولا تريد أن تواجه مثله مجدداً . . الليلة على أيحال .
فتحت زاندرا درجاً بهدوء لئلا يسمعها ، وأخرجت غلالة نومجديدة . . من حقالعمة أليس أن تفتخر بالجهاز الذي اشترته لها . نفضت الثوب الذي كان منالنايلون الليموني والدانتيل ، ودسته من فوق رأسها . . لقد أختفي جسدها ،ولكنه يكفي لتعذيب مخيلة أي زوج جديد . . آه يا عمتي ! ليتك تعرفين ! دخلتإلى السرير متمنية لو يغلبها النوم ليحملها إلى دنيا الغفلة . .كان الخاتمالخطوبة في إصبعها سلوى
- صغيرة لهاولأفكارها المعذبة . . ڤيك مسافر في الصباح الباكر . . وقد يمر شهر قبل أنتراه مجدداً .
أيقظها ألم متواصل في فكها من نومها العميق . . حاولت ضغط خدها على الوسادة، لكن الألم استمر . . بعد بضع دقائق من الصراع مع ألم ضرسها والرغبة فيالعودة إلى النوم . . فاز الألم ، فجلست . أضاءت المصباح القريب منالسرير ، ومدتيدها إلى ساعتها . أنها الواحدة أإلا ربعاً . . نظرت حولها يائسة فهي لاتريد أن ترفع صوتاً ولكن ألم الضرس أصبح عذاباً ولم تحتمل أكثر . نهضت عنالسرير ، وسارت على أطراف أصابع قدميها إلى الباب ،

يوكي 111
15-12-2010, 19:07
[center] محاولة أن تكون هادئةقدر المستطاع . تقدمت إلى الحمام على أمل أن تجد بعض المسكنات في الصندوقالإسعافات الأولية . . حاجتها إلى المسكن أمر ملح والألم في لثتها يكاديقتلها .آه ! لم تعرف من قبل مثل هذا الألم ! وضعت كوباً تحت الماء ، وعلبةالأقراص المسكنة على المغسلة ، ثم حاولت إقفال الماء فانزلق الكوب الزجاجيمن بين أصابعها . . كتمت أنفاسها والكوب الزجاجي يرتطم بالبورسلان الأبيض . . مدت يدها بسرعة لتمنع الكوب من الارتطامأكثر . . أصغت . . لا شيء سوىالصمت. . الحمد الله لأنها لم تزعج ڤيك وتوقظه . . بعد ذلك عادت الشقة إلىهدوئها مرة أخرى . . ثم سرعان ما انتفضت حين سمعت صوتاً من ورائها . . ارتدّت ورأت ڤيك يمرر أصابعه في شعره وهو يقترب .
قالت متأسفة ، وكأنها تعتذر :
- أشعر بألم في أضراسي .
استوعب ڤيك الموقفحالاً ، ورأي علبة الأقراص المسكنة والكوب في يدها ، كما رأي في عينيهاالألم :
- اذهبي إلى الفراش . . سأحضر لك الدواء .
ما إن عادت إلى غرفتها ، حتى أدركت أنها لم تكن ترتدي الروب . لو رآها فيظرف آخر غير هذا لتوردت خجلاً وحرجاً . .ولكن ألم الضرس أنساها كل شيء . سرعان ما كان ڤيك واقفاً إلى جانب السرير ، أعطاها كأس ماء أذاب فيهاأقراصاً مضادة للألم ، فشربته بسرعة . رأته ينظر إلى الخاتم الخطوبة فييدها ، ولم تعد تدري ما إذا كانت مسرورة أم متضايقة لأنها وضعته في إصبعها . . كل ما عرفته أن فكها يؤلمها وأنها تمر بوقت عصيب لأنها تحاول منعه منمعرفة البؤس الذي تشعر به . . تمتمت وهو يأخذ الكأس منها :" شكراً لك". . أرادت منه أن يذهب ، ومع أنها بحاجة إلى وجوده لتشعر بالراحة ، فهي غيرقادرة على تحمل رؤيته لها في هذه الحالة من الضعف .
قال بلطفوهو يجذب الأغطية فوقها حتى الكتفين :
- يا طفلتي المسكينة . . حاولي أن تستريحي .
مسحت يده شعرها إلى الوراء عن جبينها ، فهل كان متردداً أم تري ذلك من وحيمخيلتها المتوترة ؟ كان صوته لطيفاً وهو يقول :
- هل أترك المصباح الصغير مضاء ؟
- أجل . . أرجوك .
حين تركها ، حاولت زاندرا الاسترخاء والنوم ولكن ذلك لم يكن مجدياً . . فيالواحدة والنصف كانت جالسة مرة أخرى في السرير ، تفكر في اسم دواء سمعت أنهمفيد جداً لمعالجة ألم الضرس . . ثم قررت أن
- تقرأ فحمل تكتاباً وحاولت قراءته . . لكن هذا كان مستحيلاً . نهضت من السرير ، ووضعتروبها وتسللت بصمت إلى المطبخ ، حيث أغلقت الباب خلفها دون أن تحدث صوتاً . . هناك مزجت قليلاً من الملح في بعض الماء ، وتمضمضت . .شاذن وقد ساعدهاذلك . . إنما لثانيتين فقط . . بعد عشر دقائق ، استنتجت أن الماء المالحليس الحل .
كانت متوترة وهي على الأريكة ، تفرك لثتها المتألمة بماء مخدر حين وجدهاڤيك . . ولاحظ حالتها السيئة ، فتوصل إلى قرار .
- زاندرا . . أتثقين بي ؟
لم يكن لديها فكرة عما يعني . . كل ما تعرفه ليلاس أنها لم تشعر قط بمثلهذا البؤس في حياتها .
قالت آلياً :" بالتأكيد ڤيك ".
قال بنبرة لا تحمل جدلاً :" حسن جداً . . ستأتين معي إلى سريري".
فجأة لم تعد تشعر بالألم في فكها ، وراحت تحدّق إليه بعدم تصديق . أضاف :" كنت أصغي إليك وأنت تجوبين الشقة لمدة ربع ساعة . . ولم أعد أتحمل المزيد . . أنت لا تتركين للمسكن فرصة ليأخذ مفعوله . . تعالي . . سنرى إن كانسيريحك سرير " العم ڤيك "".
شدها لتقف ، وكان يعاملها كما يعامل الأب ابنته .
لكنه ليس والدها . . إنه زوجها . . عذبت الفكرة زاندرا ، ولم تعد تدريأيهما يؤلمها أكثر : ألم ضرسها ن أو فكرة نومها مع ڤيك وكأنهما زوجان بكلما للكلمة من معني ؟ ما إن أصبحا في غرفته ، حتى وضعها في السرير وقال
- هل أخذتالمزيد من المسكن ؟
- لا. . فقط ما أعطيتني إياه .
- إذن ن لن يضرك قرص آخر .

يوكي 111
15-12-2010, 19:12
تركها قليلاً وعاد يأمرها أن تشرب ما في الكأس التي يحملها . . حين اضطجعقربها أجفلت فسمعته يقول لها إنها تبدو أكبر بعشر سنوات ، بعينيهاالواسعتين وشعرها المشعث . . ثم عاد الألم في فكهات وكان مطرقة تطرق علىسندان . فجأة تركها التوتر ، ومعه تلاشى استقلالها . . ولأنها شعرت بثقةكاملة بالرجل المستلقي إلى جانبها ارتدت إليه . . فالتفت ذراعه المريحة حول كتفيها المتدثرتين بالقماش الشفاف ، وضمها إليه . . شعرت به يضغط خدهاالمتألم على كتفه الدافئة . . ويشد باليد الأخرى الأغطية حولها . ثم انخفضتتلك اليد بين الأغطية فاستراحت على خصرها وسمعته يقول :
- بخير الآن حبيبتي ؟
- وكأنما هي فعلاً في العاشرة من عمرها . . دفنت وجهها في دفئه . وبشكل لايصدق ، خف الألم بالتدريج .
حين استيقظت من نوم خدّره المسكن ، رأت أن عقارب الساعة المضيئة تشير إلىالسادسة صباحاً . . ثم قبل أن تفكر كيف وصلت إلى سرير ڤيك . . استيقظتمجفلة مصدومة وكأنها كانت في مصعد سقط بها من مبني مرتفع . وكان سبب صدمتهاأن إحدى يديه وجدت في مرحلة ما من مراحل الليل طريقها فوق جسدها وأن الدفءاللذيذ الذي تحسّ به كان سببه تلك اليد . للحظات، لم تستطع التنفس فتساءل
- عما ستفعل . فلو تحركت لأيقظته وعندئذ سيرتاع كما ارتاعت ، وسيبدو له تصرفه اللطيف ليلةأمس غير صافي النية .
ثم ، لم يعد وقت أو حاجة للقيام بشيء ، فقد تحرك فاندس فيها أكثر وراحت يدهتتحرك . في تلك اللحظة ، بدا انه عاد على وعيه الكامل فقد خرجت منه كلمةمخنوقة لم تستطع فهمها ، وخرج من الفراش كالبرق وكأنما ملمسها من فوق غلالةالنوم الشفافة قد خدشه . استمرت طرقات قلب زاندرا بعد خروجه من الغرفة ،فانقلبت إلى المكان الدافئ الذي أخلاه بسرعة . . كان ألم ضرسها يلوح وكأنهموسيقى بعيدة . . لكنه ألم محمول . . أخذت تنعم بالإحساس في أن تكون فيفراش ڤيك . . فهي تعرف أن رأسها لن يستلقي مرة أخرى على هذه الوسادة . سمعته يعود إلى الغرفة وسمعته يفتح الدرج بحذر لئلا يزعجها . . فتقلبت علىالفراش وسألت بصوت ملؤه الناعس :
- كم الساعة الآن ؟
ران صمت قبل أن يقول إنها السادسة ، ثم سألها :
- كيف تشعرين الآن ؟
- أنا أفضل بكثير . . شكراً .
جلست ومدت يدها إلى نور المصباح الصغير تضيئه . .فما زال الوقت باكراً ،ولا شك أنه يجد صعوبة في التفتيش عن أغراضه في الظلام . . وتقدم ليجلسعلىحافة السرير ، فقالت
- شكراً لك . . على عنايتك بي ليلة أمس .
- ستذهبين اليوم إلى طبيب الأسنان ]

أكان يسألها أميأمرها ؟ ليس ذلك مهماً .. وأحست بالحب الذي تكنه له يتصاعد في أعماقها . .
أجابته :" آه ! أجل . . لن احتمل ليلة أخرى كليلة أمس . اعني الألم . . آه . . " .
تورد وجهها ، وارتبكت لأنها ظنت أنه أساء فهمها . فكافأها بضحكة ن متسائلاً :
- هل أفهم من هذا أنك أحببت النوم في سريري ؟
ولم تستطع عيناها ملاقاة عينيه .
أردفت :" سؤال جائر . . أليس كذلك ؟ أتظنين أن كوباً من الشاي قد يحركالألم مجدداً ؟ ".
بعدما خرج . .لم تكن زاندرا في عجلة لترك الفراش . . لقد افترقا كصديقين ،وأملت أن يودعها بقبلة قبل خروجه ، ولكنه لم يفعل . . فجأة أدركت أنعليها أن تخرج باكراً لتأخذ موعداً من طبيب الأسنان . قال الطبيب إنأسنانها ممتازة ، ثم راح يشرح لها أن أحاسيسها كانت متوترة مما أثر علىفكها الأعلى ، وأكد لها أن علاجاً للتوتر سيشفيها . لم تصدقه زاندرا . .فقد كان الألم حقيقياً وموجعاً . .لكن بعد شرائها الدواء من الصيدلية ،وبعدما تناولت الأقراص الوردية وجدت ويا للدهشة ! أن طبيب الأسنان على حقبتشخيصه . . وما أن حان موعد عودتها على العمل حتى شعرت أنها متحررة من كلألم .



* * * * * * * * *
انتهي الفصل السادس

يوكي 111
15-12-2010, 19:16
7– بينهما جدار



دخلت زاندراالشقة شاعرة بالخدر والقنوط . لقد مرت تسعة أسابيع منذ رأت فيها ڤيك ولنتراه هذه المرة أيضاً . . فقد عرفت من مكتب الطيارين أن رحلته لن تنتهي قبليوم الجمعة ،وهي ستعود إلى العمل قبل ذلك اليوم إلى مكان ما عبر الأطلسي .
تسعة أسابيع من الآمال والمخاوف وخيبات الأمل . . فهل هذه صورة عما ستكونعليه مشاعرها بعد انتهاء زواجهما ؟ سارعت إلى تنحية الفكرة المشؤومة عنرأسها . . ما كان الأمر بهذه الصعوبة لو ترك لها وسيلة اتصال . . أو أينوع من المذكرات . . أي ما يدل على أنه لم ينس وجودها . في الوقت الذي غاب عنها فيه ، قامتبرحلتين طويلتين متعبتين . . ولأنها تأكدت أنه لن يعود في هذه الفترة ،أمضت بضعة أيام مع عمتها في ميدلاين . كانت ماغي ليندلايد قد دعتها إلىحفلة راقصة الليلة ، لكنها رفضت الدعوة لأنها تظن أن أندرو سيكون موجوداً نفصديق ماغي هو من عرّفها به . . فكرت كيف تصورت يوماً أنها تحبه . . ولكنها لم ترفض الذهاب بسبب أندرو فقط بل لأنها ستشعر بالذنب إن قبلت فهيالآن متزوجة . لكن لمَ الإحساس بالذنب؟ حاورت نفسها . .فما زواجها بزواجطبيعي . . ولن يهتم ڤيك أبداً لو ذهبت إلى حفلة دون أن يرافقها أحد . . علىأي حال ، ماذا هناك في زواجهما ؟ مجرد عناقات سريعة . . ليلة في فراشهعاملها فيها وكأنها طفلة في العاشرة . . وصحبة ممتعة في بعض الأحيان . نظرت حولها فيالشقة . . إنها نظيفة لا شائبة فيها فقد نظفتها بالأمس . . وهناك قالب حلويبالفاكهة صنعته ووضعته في وعاء محكم الإغلاق من أجل ڤيك حين يعود ، وليسلديها ما تفعله إن بقيت في المنزل . ولأنها تشعر بالقلق لن تستمتعبالموسيقى أو بمشاهدة التلفزيون . ز ولكن لماذا تتذرع بكل هذا؟ لماذا لاتذهب إلى حفلة ماغي ؟ فالعديد من الفتيات يذهبن إلى حفلات دونما رفيق . تناولت السماعة واتصلت بماغي قبل أن يعود ضميرها إلى توبيخها . . وكانالوقت قد فات للتراجع فقد سمعت صوت ماغي يرد بغبطة :
- أنا في غاية السعادة زاندرا . . سيفيدك الخروج كثيراً .
- آه ؟
ما الذي دعا ماغي لقول هذا ؟
- أرجو ألا أكون قد أزعجتك . . إذ لاحظت أنك أهدأ من المعتاد في هذهالرحلة الأخيرة . . كنت منزوية تقريباً .
هذا ما أعطي زاندرا وقوداً للتفكير . . كرامتها لا تسمح لها بترك الآخرينيعرفون أنها يائسة . . وقبل أن تتوجه إلى المقهى حيث سيلتقون جميعاً ،للذهاب إلى منزل ماغي ، ارتدت الثوب الجديد الذي اشترته بالأمس في محاولةلإنعاش نفسها .
أقلها التاكسي إلى المكان، وكانت فعلاً تتطلع بشوق للحفلة . . ولكنها ضحكتعلى الاندفاع المجنون الذي حثها على كتابة ملاحظة لڤيك فهي تعلم أنهاستلتقطها بنفسهابعد عودتها . . فما زال ڤيك على بعد آلاف الأميال منها . وفيما كانت تفتح باب المقهي كادت تصاب بالصمم بسبب الضجة . . وهناك رأتمدعوين ماغي ومن بينهم ستانلي
- كروس الذيكان يخبر بعض قصصه البذيئة لثلاثة رجال تحلقوا حوله . ز وما إن شاهدتهاماغي حتى نادتها.
لم يكن بودي ، صديق ماغي يفارق جنبها ، وسأل :
- ماذا تشربين زاندرا ؟
لم تغب طويلاً إذ عاد حاملاً كوباً من الليموناضة والزنجبيل وهو ما طلبته ،لكن أن يصل ، أوقفه أندرو يوغت . . الذي قال بسرعة :
- أسمعت هذه النكتة ؟

رنا بطرفعينه إلى ماغي وأردف :
- ربما ليس أمام السيدات .
ثم أدار رأسه فلمح زاندرا وعندئذ صاح دهشاً :
- زاندرا !
تبع هذا نظرة ممعنة طافت فيها عيناه عليها . . فوق الفستان المصنوع منالكريب الأزرق الفاتح ، بقسمه العلوي الضيق ، وأكمامه الواسعة التي تضفيجمالاً على ذراعيها . شاذن حاول التقدم إليها ولكن ماغي سارعت تقول :
- لنسرع إلى شقتي . . لدي طعام كثير وأنا أقترح أن نأكل أولاً ثم نرقص .
بسبب الزحام أضاعت زاندرا أندرو ، ومع أنه لم يؤثر فيها كامرأة إلا أنها لمتستطع سوى تسعدللإعجاب ليلاس الذي بدا في عينيه . ركبت زاندرا السيارةمع ماغي وبودي ومع رجل آخر يدعى جاك . بعد وصولهم إلى شقة ماغي ظلت مع جاكلبعض الوقت . . لكن حين خطر ببالها أنه قد يظنها شريكة سهرته ، اعتذرت :
- يجب أنأجول بين الحاضرين قليلاً جاك . . أتعرف الجميع هنا ؟

يوكي 111
15-12-2010, 19:18
-الواضح أنه لم يكن يعرف الجميع ، فأخذته وقدمته إلى عدة أشخاص ثم اتجهت إلىالمطبخ الذي كان فارغاً ، وهناك وقفت تستمتع بعزلتها . . إنها تشعربالفراغ والضياع والانعزال دون ڤيك ولكنها سارعت تضع القناع على وجهها فقدأحست أن أحدهم دخل إلى المطبخ خلفها .
- مرحباً أندرو !
غريب كيفتستطيع أن تحييه بهذا الهدوء ، بينما كان وجوده في وقت من الأوقات يجعلهاتحس أشياء غريبة في داخلها .
- كنت أبحث عنك في كل مكان .
- حقاً ؟
بدأت تحلل قسمات وجهه . . إنه وسيم بالتأكيد . . لكن أليس فمه رخواًومتدلياً . .الغريب أنها لم تلاحظ هذا من ذي قبل .
- تبدين جميلة كحالك دائماً زاندي .
- شكراً لك .
لم يكن أندرو يوغت معتاداً على من يعامله بتحفظ لذا أزعجته لهجتها
- لست غاضبة مني . . أليس كذلك ؟
- يا الله ! بالتأكيد لا !
- كان بإمكاننا الوصول إلى الانسجام التام زاندي .
جاء ردها ببرود ورقة :
- لم نستطع أن نؤلف ذلك الانسجام . . أندرو . . سأنضم إلى الباقين . . من الجيد أن . .


- - ليس بهذهالسرعة . . فأنا أظن أن لدينا عملاً لم ينتهِ . . ألا تظنين ذلك ؟
الواضح أنه سيكون متعباً . . نظرت إلى الباب بلهفة . . تتساءل عما إذا كانبإمكانها الخروج منه قبل أن يعرف ما ستفعل . . لحق بنظرتها ، وأمسكها منذراعها بخشونة :
- لا. . لن تهربي . . فأنت مدينة لي زاندي. . وأنا رجل يحب استعادة دينه .
حاولت زاندرا التراجع ، لكنها اصطدمت بالبراد . . تمنت لو يأتي أحد . . أمالت نظرها عنه وألقت نظرة على الباب المطبخ . .ولكن في تلك اللحظةبالذات قفز أندرو إليها . . وأمسك بها يريد معانقتها فشعرت بالغثيان وحاولتالرفس والمقاومة ولكن لم يكن هناك جدوى فقد قال :
- طالما أردتك . . والآن سأحصل عليك .
صاحت مذعورة بصوت شق الهواء :
- لا أندرو !
ثم تحررت بشكل عجيب منه . . كانت مرتجفة تشعر بدوار عاجزة عن السيطرة علىنفسها . .نظرت حولها بارتباك وحيرة فوجدت ڤيك واقفاً فوق جسد أندرو الممددعلى الأرض وهو ينظر إليها بعينين رماديتين قاسيتين ، فغار قلبها .. وتمنتالموت فنظرته الخالية من الرحمة تظوف في مظهرها الأشعث ، من الرأس حتىأخمص القدمين . . أرادت أن تقول : ڤيك . . ڤيك. .الحمد لله على مجيئك . . غير أنها رددت :
- أريد أنأتقيأ .

يوكي 111
15-12-2010, 19:21
- حملها ڤيك تقريباً فوق جسد أندرو الممدد على أرض المطبخ ، ودفعها إلىالحمام . .وتركها لتتقيأ .
راحت تتقيأ وتتقيأ .. ثم كافحت لتجلس فوق طرف المغطس .. وعندما شعرتبتحسن ، رفعت نفسها على قدميها ، ووجدت معجون الأسنان في خزانة مرآة الحمامفاستخدمت القليل منه لتتخلص من الطعم الكريه في فمها . . ثم أحست أنهاأفضل حالاً . .لكنها ما زالت تشعر بأنفاس أندرو الكريهة على بشرتها .
وصلت صرخةڤيك إليها :
- هل أنت على ما يرام ؟
وعندما لم ترد دفع باب الحمام . . ولكنها لم تستطع مواجهة القسوة في عينيه . .ومع ذلك أجبرت نفسها على أن ترفع رأسها بشجاعة .
قال لها :" جاهزة ؟".
تساءلت ماذا سيفعل لو قالت له :" لا ، لن أذهب إلى البيت". ثم شعرت بأنهاأضعف من أن تفعل :
- أجل . . أنا جاهزة .
قال بازدراء :
- لقد فسرت سبب الفوضى في المطبخ لمضيفتك وقلت لها إنك مغادرة . . لذالا داعي لتوديعها .
لم تبدأ زاندرا بالتفكير السوي ، إلا بعد أن وضعها ڤيك في سيارته وانطلقانحو المنزل . .لم يستطع عقلها استيعاب ماذا يفعل في انكلترا ، وتأوهتلأنها تذكرت الرسالة التي تركتها في الشقة .
نظر ڤيك إليهابسرعة لأنه سمع آهتها المكتومة التي ملؤها الألم ثم ضغط بقدمه على دواسةالسرعة فطارت بهما السيارة في ضواحي لندن . . لا داعي أن يقلق عليها لأنهالم تعد تشعر بالغثيان . . حسناً . .لم تعد تشعر بالغثيان بسبب ذلك المشهدالذي تعرّضت له في المطبخ ماغي على أي حال . لكن سب أهته تلك تذكرهاالرسالة السخيفة التي كتبت فيها " عزيزي ڤيك . . أنا ذاهبة إلى حفلةستقيمها ماغي ليندلايد في منزلها . . تعال إذا استطعت . . زوجتك زاندرا ".
تأوهت مرة أخرى . . وحمدت الله لأن الظلام يعم الكون فهي لا تريد أن يريتورد وجنتيها من الخجل والحرج . . وهما يدخلان إلى غرفة الجلوس قالت :
- أعتقدأنني ذاهبة إلى الفراش رأساً .
رفعت نظرها فاصطدمت بشظيتين من الغرانيت تكادان تمزقانها . . ورد بصوت لاتعبير فيه .
- أظنها فكرة صائبة . . أكلمك في الصباح .
وتركها واقفة في وسط غرفة الجلوس .
استيقظت زاندرا باكراً وكم صدمتها الذكرى التي جعلت من المستحيل عليها أنتعود إلى النوم ! تسللت من السرير ، ارتدت روبها الخفيف ، واتجهت إلىالمطبخ . ما زال ڤيك في الفراش ، لكن لم يكن هناك مجال لتجنب اللقاء . . فهي مضطرة لمواجهته في الوقت ما . ماذا يفعل هنا ؟ لا شك أنه مرهق بسببرحلاته الطويلة . . لكنه لم يكن من المتوقع عودته قبل يوم الجمعة ! غلتالماء في الإبريق ، ودونما تفكير سكبت الماء في إبريق الشاي ، وانتظرت حتىيخمر . ز كان تفكيرها مشوشاً

يوكي 111
15-12-2010, 19:22
- صبتالشاي لنفسها وتساءلت عما إذا كان ڤيك مستيقظاً . . وما إذا كان عليها أنتحمل إليه فنجاناً
وبشكل لا إداري ، قادتها قدماها إلى بابه حاملة الفنجان فوق صحنه في يدها . ز قرعت الباب بخفة ، فلم تتلق رداً . . عندئذ دخلت بصمت ، وتقدمت تنظرإليه وهو نائم ، وراحت تقهر رغبة جامحة تدفعها لتندس في السرير إلى جانبهوتضمه إليها . . كانت تتصارع مع أفكارها المرتبكة ، ولكنها وضعت الفنجانوالصحن بيد مرتجفة على الطاولة قرب السرير . لم تكد تصدر صوتاً . .لكن ڤيكفتح عينيه ، ورأته يحدق إليها وكأنها شخص خرج للتو من حلمه . .
قال :" زاندرا".
ثم وكأنسماعه لصوته أنبأه أنه لم يعد يحلم . . استيقظ فعلياً . . ولمّا سمعت اسمهايخرج من بين شفتيه برقة شعرت بالشجاعة فقالت :
- فكرت أنك قد ترغب في فنجان شاي.
كم بدا ذلك الصوت مزيفاً ، في الوقت الذي كان كل ما تريده هو أن تتوسل إليهليغفر لها لأنها السبب شاذن في رؤيته لذلك المشهد المريع مع أندرو . .
جلس ڤيك ينظر إليها ساخراً :
- شكراً .
لم يعجبها بريق عينيه ، فارتدت على عقبيها خارجة . كانت تشرب كوب الشايالثاني حين انضم إليها في المطبخ . أعاد ملء فنجانه قبل أن يستند بإهمالإلى المغسلة ويسأل :
- كيف حال رأسك ؟


- - لم يكنيؤلمني .
ارتفع رأسه متسائلاً :" لا ؟".
أوه . . ليتها تفقد أعصابها معه ، فذلك سيكون نوعاً من الدفاع عن النفس . . لكنها تخشاه إذ لم تره قط بمثل هذا المزاج والأنكي أن بيده كل الأوراقالرابحة . ولم تعجبها لهجته ، فقالت :
- أنت تعرف ما الذي جعلني أتقيأ.
- بكل تأكيد ، حب حبيبك القديم ، لن يجعلك تتقيأين ؟
عرفت من رنة صوته أنه مشتعل غضباً . . إنه الآن واقف بعيداً عن المغسلة نجسده مشدود وحاجباه معقودان كسحابة راعدة .
ردت بسرعة :" إنه ليس حبيبي ".
- أنت تحبينه .
رفضت الرد آملة أن يحرق غضبه نفسه .
- كنت تعرفين قبل أن تذهبي إلى تلك الحفلة أنه سيكون هناك .
- أنا .. ظننته سيكون .
- إذن أردت رؤيته . .
- لا. . هذا غير صحيح !
- لماذا ذهبت إذن ؟
كيف تشرح له ؟ كيف تقول لهذا الرجل الغاضب إنه الرجل الوحيد الذي تحبه . . وإنها كانت ستجن لو بقيت في البيت تلاحقها الأفكار التي تدور برمتها عنهوعما إذا كان معجباً بها أو يحبها .
كذبها ڤيك وتابع دون شفقة :
- أنت أردت أنتريه . . أردت أن تشعري بذراعيه حولك . . لكن ، حين حدث هذا ، وهددت الأموربالإفلات من يدك . . ذعرت . .هل أنا على حق ؟
إنه مخطئ . . ولأن غضبه كان مخيفاً لم تستطع سوى النظر إليه عاجزة دونكلمات . عرفت أن عليها قول ما يبعد عنه المرارة . . لكنها أحست بسبب مزاجهالحالي أنمه غير مستعد لتصديق إلا ما تصوّر أنّه رآه . . أزعجه صمتها أكثر ،لذا تحرّك نحوها ووضع يديه بثقل على كتفيها فقفزت مذعورة خافقة القلب . . حاولت الابتعاد وهي تري أتوناً مشتعلاً في عينيه لكن جهودها لم تكن تواريقوته . . وللمرة الأولي في حياتها تعرف الذعر المتولد من الخوف المباشر .

يوكي 111
15-12-2010, 19:25
[center]قالت متوسلة :" دعني ڤيك".
حاول الحفاظ على آخر ذرة من سيطرته على نفسه وهو يشعر بها ترتجف في قبضته ،وقال :
- وهل يخيفك الحب زاندرا ؟ إذن حان الوقت ليكون لديك ما تخافين منه .
ثم انخفض رأسه ، وارتفعت يده تمسك رأسها ليثبته بينما كانت تحركه من جانبإلى آخر في محاولة تجنبه .
أخذت تدفعه عنها بكل قواها . . لكنها كانت أضعف منه بكثير . . ولم يكن فيهجومه شيء من الرقة . . وعرفت لحظتئذ انه لن يتوقف إلا عند استسلامهاالكامل . . ثم تحركت ليلاس الذراع الحديدية التي تشدها إليه ، وسرعان ماترك رأسها ، وأصبحت كلتا ذراعيه تحيطان بجسدها وزاد الإحساس بدفئه اشتعالنار الحب في قلبها . مرّ

احتجاجها . . " لاڤيك . . أرجوك!" .دون أن يعيره التفاتاً . . وكان يتجاهل توسلاتها بسببشدة غضبه ورغماً عنها أثارت لمساته فيها شوقاً وتجاوباً أربكها لأنها لمتكن تريده هكذا ، ومع أنها أرادت إنكار مشاعرها فلم تستطع الاستمرار فيالمقاومة . . وأخيراً عجزت عن ردع نفسها فعقدت ذراعيها حوله . . فقط حينأمسك معصميها وأبعد ذراعيها عنه ، عرفت أنه بعد أن أحني إرادتها أمامإرادته ، لم يعد بحاجة إلى تجربة .
اشتد توردوجهها ، ولم تعد تعي إلا أنها تريد أن تزحف مبتعدة في مكان ما وتموت . . ثمقال ڤيك :
- حباً بالله يا فتاة . . استري نفسك . .
كانت كلماته غاضبة وجارحة ، وأدركت لحظتئذ أنه وجد القدرة للسيطرة على نفسهلإيقاف ما يجري بينهما ولكن تلك السيطرة معلقة بخيط رفيع جداً .
- لمصلحتك أنت زاندرا . . أبعدي نفسك عن نظري . . بسرعة !
بسبب كلماته والمعني الكامن وراءها ، نفضت عنها الجمود الذي تملكها وخرجتوهي ترتجف من رأسها إلى أخمص قدميها . . ليساعدها الله . . فلم تكن راغبةفي تركه .
جلست على فراشها تنتظر أن يتوقف ارتعاشها . . ولم يكن لديها فكرة كم بقيتجالسة تلف ذراعيها حولها . . ولكن شيئاً فشيئاً بدأ الهدوء يلج نفسها ، وماأن عاد وعيها كلياً حتى راحت تفكر كيف استطاع ڤيك أن ينبذها . . وحينماأصبح إدراكها سليماً أدركت أنها لا تحتاج إلى التفكير العميق . . فوالد ڤيكيوشك أن يشفى وعندما يحين الوقت لا

شك أن ڤيك سيرغبفي الحرية وسيعمل على إبطال الزواج ولو أكمل ما بدأ به لاستحال عليه إبطالالزواج . . فما تعرفه أن على المرء أن يكون متزوجاً لمدة سنتين قبل إجراءمعاملات الطلاق . دلّت حركة في الغرفة المجاورة على أنها قادرة الآن علىالتوجه إلى الحمام لتستحم ، دون الخوف من ملاقاته . لم تكن مستعدة لمواجهته . . إنها بحاجة للسيطرة على نفسها حين تراه مجدداً . وكان الحظ معها ،فعادت إلى غرفتها لترتدي فستاناً من الصوف الناعم العاجي اللون ، الذي كايليق بجسمها . ساهم الفستان في رفع معنوياتها ، وهي تعرف أنها تبدو هادئةومتحفظة قليلاً مع أنها في أعماقها متضعضعة . توجهت إلى غرفة الجلوس فوجدتڤيك هناك . كان شعره رطباً وذقنه حليقاً ، يرتدي سروالاً أسود وكنزة بيضاءياقتها مرتفعة . .
- تعاليواجلسي زاندرا . . سنتحدث في الأمر كله .
هل هذا هوالرجل الذي سحرها عندما عانقها وأنساها هذه الدنيا كلها ؟ والآن يريد " التحدث بالأمر كله "؟ كان يجب أن تعرف أن ڤيك رجل لا يقبل بقاء الأمور غيرواضحة .
قطعت الغرفة وجلست على الأريكة ، وعاد ڤيك إلى مقعده . . قال وهو يتطرق إلىصلب الموضوع مباشرة :
- لن أعتذر عما حدث ، فلو واجهت الظروف ذاتها لكررت ما فعلت على الأرجح . ولكني أعتذر عن شيء واحد وهو أنني أخفتك . .
تركت عقلها يقلب ردّه في محاولة منها لتقويم ما يقوله في الواقع هل يحاولالقول إنّ شدة خوفها منه عطلت عقلها عن التفكير بحيث أصبحت لا تعرف ما تفعل؟ أحست بالراحة في نفسها للفكرة .

يوكي 111
15-12-2010, 19:29
r] وفكرت أن منالأفضل ألا تقول له إنه الوحيد القادر على حثها على التجاوب . سألته :" أكنت غاضباً لأنك ظننتني أستمتع بما كان يفعله أندرو ؟".
لم تتلق رداً . . وخطر ببالها أنه لا يهتم أبداً بمن كان يحاول معانقتها . . فهو يريد ممن تحمل اسمه الإخلاص .


- أردفت :" كنت غاضباً لأنك فكرت أن أحداً آخر كان سيدخل ويراني بين ذراعيه ".
باتت الآن متأكدة أن هذا هو السبب . . فڤيك محترم جداً في أوساط شركة كرونويل . . ولولا مسارعته إلى طرح أندرو أرضاً ،ـ ولولا مسارعته إلى جرّها من الحفلة لانتشر الخبر في الشركة بأنه رضي بفسوق زوجته . . وعمله هذا سيكون إنذاراً للجميع فالآن باتوا يعلمون أن من يغازل زاندرا سبنسر عرضة ليصبح فكه مكسوراً .
قال دون أن يجيبها عن سؤالها :
- غاضب وصف معتدل . . في الواقع كدت أجن حين رأيت ذلك الأبله الفظ يحاول افتراسك ليلة أمس . . أحسست أن عليّ أن أؤدبكما . . كنت سأسوي الأمر معك ليلة أمس . . لكن . .
- لم تكن غلطتي ڤيك . . في طفولتي ، كنت عادة أتقيأ بعد كل شجار يقع بين أبوي . . ويبد . . أنني لم أتخلص من هذه العادة .
نظرت إليه فرأت أنه يفكر في كلماتها، ورأته يهز رأسه كأنه صدقها . .
أردفت تتابع الاعتراف :
- لم أكن ذاهبة إلى الحفلة . . لكن .. حسناً . . كنت ضجرة قليلاً . . وهي المرة الأولي التي أحضر فيها حفلة منذ حفلة زفافنا .


- شعرت بالراحة لأنها رأت من تعابير وجهه أنه تفهم مشكلتها . . قال : ليست حياة شيقة لك . . أليس كذلك ؟ تعملين بجد وبعد العمل لا تمرحين . أعرف أن هذا صعب عليك . . لكن ليتك تستطيعين الصبر لمدة أطول ! فأنا واثق أن وضعنا الحالي سيحل نفسه ، وآمل صادقاً ، أن يكون حسب ما ترضينه أنت .
عرفت من كلامه أن صحة أبيه تحسنت ، وأن النهاية باتت قريبة . . فسألت :
- كيف حال والدك ؟
نظر إليها يحاول فهم ما تعني . . ثم بدا أنه فهم .
- جيد جداً . . عاد إلى منزله منذ أسبوع .
كانت زاندرا تريد لدايڤد سبنسر الشفاء العاجل ولكن السرور الذي شعرت به طمسه معرفتها أن ڤيك سيدفع عجلات إبطال الزواج قدماً في أية لحظة . . حاولت أن تجعل وجهها متحفظاً ، لكنها عرفت أنها فشلت حين مال إلى الأمام وقال :
- ثقي بي . . زاندرا .
حاولت إظهار السرور ، فهي لا تريد منه أن يعرف شيئاً عن أفكارها السوداء:
- أثق بك ڤيك بالتأكيد ! تعرف هذا .
أشرق الجو كله بينهما حين لمحت فجأة تعبيراً ماكراً في عينيه ، وهو يدرك سبب احمرارها . . وتعمدت تغيير الموضوع :
- كيف حصل أنك هنا على أي حال ؟ ما كنت اعتقد أنك قادم قبل يوم الجمعة .
يا إلهي ! كلما فتحت فمها تكشف عن مزيد من الاهتمام به . . سيعرف دون أدني شك الآن أنها سألت مكتب الطيارين عن خط سير مهمته .
- كنت في ڤانكوڤر حين سمعت أن جايمس كارتنر أصيب بعارض صحي يستوجب منه الراحة لمدة أربع وعشرين ساعة . . فعرضت الإقلاع بطائرته ليستطيع هو أخذ قسط من الراحة ، وهكذا وصلت مبكراً . . وشكراً لرسالتك على فكرة .
عندما تورد وجهها سألها بكلمة واحدة " لماذا ؟".
- أعتقد . . أنها كانت سخيفة قليلاً . . لكنني كنت . . فكرت . ز حسناً . . ظننتها ترحيباً لطيفاً بك إذا عدت .
هاك . . لقد أكدت للتو أنها بلهاء . . تترك له رسالة وهي لا تتوقع عودته . . وانتظرت أن يسخر منها ، لكنها ذهلت حين تكلم بأمر مغاير كلياً .
- شكراً لك . . أرجو ألا تمانعي ، فقد رتبت لك ‘جازة لبضعة أيام بعد عيد الفصح .
- ماذا تعني . . ؟ هل عليّ الذهاب إلى العمل يوم الخميس؟

يوكي 111
15-12-2010, 19:31
- لم تصدق ما رأته فقد ارتسمت ابتسامة على وجهه ، سرعان ما تحوّلت إلى ضحكة كان فيها كثير من السحر لاضطراره إلى الاعتراف بما يخطط له .
- ستعودين يوم الأحد . .قلت لرئيس مكتب الطيران إننا بحاجة إلى راحة . . ولأنه علم أننا متزوجان حديثاً ، وجد الفكرة صائبة . . هل تمانعين ؟


- ضحكت زاندرا . . وسمعت المسيقى في أذنيها حين شاركها الضحك . .ثم أردف :
- فكرت أن نزور والدي ، ومن هناك نزور عمتك .
كانت زاندرا مسرورة في سرها . . فقضاء بضعة أيام معه ، هبة من السماء . . كبتت فرحتها وردت عليه بهدوء :
- سيكون هذا رائعاً .
بعد ثلاثة ساعات من هذا كانا ينطلقان عبر الطرقات الريفية في " ويروكشاير". . كان الريف جميلاً في مثل هذا الوقت من السنة . . الأشجار كلها مثمرة ، والأخضرار يغني مسروراً لأنه تحرّر من قيود الشتاء. . كانت القرية التي يعيش فيها والد ڤيك ، ترتفع قليلاً عن الحدود " ويروكشاير". . وهي قرية هادئة . لم يكن ڤيك قد ذكر لها أي شيء عن منزل العائلة . . لذا لم تكن مستعدة أبداً لرؤية المنزل الجورجي الطراز ، الرائع الجمال الذي كان ينتظرهما . . اتسعت عيناها بعدم تصديق حين وجه ڤيك السيارة عبر بوابة حديدية مرتفعة مزدوجة . . وتابع سيره في طريق داخلية . .ثم قال :
- ها قد وصلنا .
- ڤيك !
وخانتها الكلمات . . سألها والفخر بمنزله لا يكاد يخفيه :
- أعجبك ؟
- جميل جداً . لم أظنك تنتمي إلى هذا النوع من العائلات .
قال : أعرف أنك لم تتزوجيني من أجل مالي . .


- خرجت سوزي ومعها دايڤد سبنسر لملاقاتهما في الوقت الذي ترجلا فيه من السيارة . .بعد قليل دخل الجميع إلى ردهة واسعة ومنها إلى غرفة عرفت زاندرا أنها غرفة الجلوس . . إنها غرفة دافئة حميمة مع أن سقفها مرتفع وثمة مقاعد ثلاث متجمعة حول مدفأة أشعل فيها الحطب . تبادل الأب وابنه النظرات . . كانت عينا ڤيك تبحثان بدقة عن أي دليل يشير إلى مرض أبيه . . ثم قال بهدوء :
- ما أروع أن أراك في منزلك مجدداً . . لكنني أظن أن سوزي سبق أن قالت لك هذه الكلمات قبلي .
أكدت سوزي ما قاله ، وابتسمت لزوجها الذي رد الابتسامة قبل أن يقول لڤيك :
- بما أنك عدت إلى المنزل ڤيك . . فلا بدّ أن نسوي كل الأمور .
ما الذي يجب تسويته ؟ . . لم يتح الوقت لزاندرا أن تفكر ، إذ قالت لها سوزي :
- تعالي زاندرا . . سنتركهما لأريك غرفتك
لم يكن هناك مجال للخطأ في مقدار سعادة سوزي . . الواضح أنها مسرورة بعودة زوجها . . وأحست زاندرا ببعض السعادة تنتقل إليها . .
قالت سوزي :
- أمر رائع . . أليس كذلك . . ليس لديك فكرة كم اشتقت إليه وهو بعيد . أردت البقاء معه لكنه لم يسمح لي بذلك .
أطلقت سوزي ضحكة نصف محرجة ، وأضافت :
- آسفة على ما قلت . . لكن لدى هذين الرجلين شيئاً مميزاً !

يوكي 111
15-12-2010, 19:33
- ولم يكن لدىزاندرا وقت للردّ . كانت غرفة النوم التي أرتها إليها سوزي في الطابق الأول :
- كانت هذه غرفة ڤيك قبل أن يترك المنزل . . وظننا أنكما ستحبان الإقامةفيها أثناء وجودكما هنا .
فقدت زاندرا لبرهة القدرة على استيعاب ما كانت سوزي تقوله . .
- سأترككالآن وعندما تجهزين انزلي . . لن يتأخر موعد الغذاء كثيراً .
تمكنت زاندرا من إخفاء مشاعرها أمام سوزي ، لكن ما إن تركتها حتى انهارتركبتاها وغارت على أحد السريرين . . ثم وقفت متململة مرة أخرى . السريرانمجهزان . . وإن لم تكن مخطئة ، فهذه هي الغرفة التي ستتشاركها مع ڤيك .
يستحيل افتعال مشكلة أو إثارة ضجة . . فمن المهم أن يؤمن دايڤد سبنسر أنزواجهما طبيعي . . لا. . إياها وإثارة أية ضجة . . وما الفرق على أي حال ؟لقد نامت في الشقة معه بمفردهما أكثر من مرة . . بل نامت في فراشه ولم تتأذ . . ! لكن ، صوتاً صغيراً طالعها من أعماقها : أن ذلككان قبل أن يثيرفيها كل تلك المشاعر هذا الصباح .
كانت تنظر دون أن تري إلى الخارج ، حين أنبأتها حركة أن ڤيك دخل إلى الغرفة . . وسمعت صوتاً يدل على أنه وضع حقائبهما أرضاً ، لكنها لم تلتفت . . فالآن تأكدت أنهما سينامان في الغرفة ذاتها . . سمعته يتحرك مقترباً منها . . ثم تصلبت لأن يديه حطتا على كتفيها ، ولم تستطع أن تسترخي .
قال معتذراً بصوت بدا عليه الاهتمام :


- - كان يجب أن أفكر في هذا . . لكنني نسيت .
من يستطيع مقاومة هذا الاهتمام في صوته ؟ كيف يمكن أن تكون منزعجة وهو يكره نفسه لأنه نسي هذا ؟ وخفّ توترها ، ومع ذلك لم تستطع أن تستدير إليه .
ردت بهدوء:
- لم أفكر في هذا أيضاً . . فلنتصوّر أننا في شقتنا وأن بيننا جداراً .
ضحكت متوترة ، وأحست باليدين على كتفيها تشتدان ثم سمعت صوته الأجش يقول :
- أتعرفين شيئاً زاندرا ماكنلي سبنسر . . ؟ أنا معجب بك .
ضحكت بلطف ، فقد أسعدها أنه معجب بها ، وما إن ابتعدت يديه عن كتفيها حتى ارتدت لتبتعد عنه ونظرت إلى حقيبتها :
- على فكرة ڤيك سبنسر . . كان يجب أن تقول لي إنك أحد أصحاب الأملاك .
- لا أكاد أكون كذلك . . سأصحبك بنزهة حول الأملاك فيما بعد . أما الآن فقد جئت لأرافقك إلى تحت حتى نتناول المرطبات قبل الغذاء. . أنت هنا في غرفتك منذ وقت طويل ، وحماك ملهوف لرؤيتك .
لم تكن واثقة من صحة هذا الادعاء . لكن لا يهم . . هي و ڤيك متصادقان . . والأهم أنه أصبح معجباً بها . خرجت أمامه من الغرفة مسرعة. . ولكنها كانت تعرف أن عليها أن تكون ممتنة لما بين يديها.

* * * * * * * * * *
انتهي الفصلالسابع

يوكي 111
15-12-2010, 19:37
8 ـ أعد لي حريتي !
لا شك أنهاوڤيك سارا أميالاً بعد ظهر ذلك اليوم ، قبل أن يعودا أدراجهما نحو المنزل . . وكانت زاندرا متأثرة بكل شيء . انتهي بهما المطاف في مكتب ، قدم لها فيهڤيك، رجلاً في الخمسينات يدعي أڤري مايلز يساعد في إدراة الأملاك منذعدة سنوات . . كان واضحاً وأڤري يخبرها عن الأعمال المكتبية أن الأملاكتُدار على أساس تجاري . كانا يسيران في طريق الداخلية حين شاهدت سيارة سبورخضراء متوقفة أمام المنزل . . ما إن دخلا إلى الردهة حتى استقبلتهما ضحكة . . وكانت جولي بيفرتون هي التي في الداخل . حيت زاندرا ، ثم بحماسة معروفةعنها رمت نفسها على ڤيك تعانقه بصوت مرتفع وهي تقول
- بعدما عرفت أنكما وصلتما لم أستطع مقاومة المجيء إلى هنا .
قال ڤيك :" أنت لا تتغيرين أبداً جولي . . مع انك تعرفين أنني رجل متزوج محترم". وهذاما أسعد زاندرا التي شاركت بالضحك .
قالت جولي إنها لن تبقي كثيراً. .مع ذلك مضت ساعتان قبل أن ترحل :
- وعدت أمي أن أزورها الليلة. .وهي لم تصدق بالتأكيد .
دعتها سوزي للعشاء .
- لا. . صدقاً . . يجب أن أمضي الأمسية في المنزل .. فالجميع هناكيستقبلني ساخراً: متأكد أنني رأيت وجهك قبل الآن !
جلست زاندرا لتضع اللمسات الأخيرة على ماكياجها قبل أن ترتدي فستانهاالأحمر الناري . . تفرست بوجهها . . أهو نحيل كثيراً ؟ أم سمين جداً ؟الواقع أنه وجه جميل الشكل . . لكنها في تلك اللحظة
كانت تحاولأن تقرر أي نوع من الوجوه يروق لڤيك . . صرفت النظر عن التفكير في أنه مهتمبجولي اهتماماً يتعدي المحبة التي نمت بفعل السنين أو أن إعجابه بسوزي لميكن من النوع الذي شد اهتمامه طويلاً . . إذن . . أي نوع من الفتيات يميلإليه ؟
فجأة سمعت صوت أكرة الباب فانتفضت ونظرت مذعورة تفتش عن الروب . . لفكن ڤيككان قد دخل إلى الغرفة حيث راحت نظرته تجول عليها . أغلق الباب وراءه وقال :
- آسف زاندرا . . لا أستطيع الخروج . . والي في الممر .. يا الله . . أنتمتوردة خجلاً !
قالت :" كان يجب أن أكون جاهزة ".

يوكي 111
15-12-2010, 19:40
- تركت مقعدها وتناولت فستانها من المشجب .
- لكن المكان هنا في غاية الهدوء لذا نسيت الوقت .
دست الفستان من فوق رأسها شاذن وسمعته يقول :
- هل أعجبك المكان هنا ؟
شدّت أطراف ثوبها ثم استقامت ، في هذا الوقت كانت عيناه مثبتتين عليها ، وشعرت بأن لردها أهمية عنده ، ثم ابتسم فعرفت أنها تتوهم ذلك . أجابت :" أجل يعجبني".
أرادت أن تضيف قائلة إنها أحبت " لاينوود" منذ وصلت إليه لكنها عرفت أنه أحس بصدقها ، وكان ذلك ظاهراً من ابتسامته .
ارتدت عنه وكافحت لتقفل السحاب . . وأحست بيديه تثبتانه لها فاقشعرت بشرتها .
قال بعدما أتمّ مهمته وارتدت إليه :

- يريد والدي أن أجيء إلى هنا وأتولى إدارة الأملاك عنه .
أحست بجفاف في حلقها :
- أتعني أن تأتي وتعيش هنا ؟
عادت على طاولة الزينة تلتقط أحمر الشفاه .
أضاف :" عندما كان مريضاً ، رفض أن تنضم سوزي إليه في سويسرا . . لذا وقع بينهما خلاف. . والآن قررا السفر لقضاء شهر عسل جديد . . يقول أبي إن إدارة الأملاك أصبحت عبئاً عليه . . وبما أنّه عليّ أن أتولي هذه المهمة في يوم من الأيام ، فيتساءل لماذا لا أستلم المهمة منذ الآن ليستطيع السفر هو وسوزي ".
لم تستطع زاندرا أن تقول له إن ما اخبرها به الآن صدمها صدمة كبيرة . ولكنها استدعت كبرياءها ، فتلاقت بعينيه عبر المرآة . هل كان يقول لها أن زواجهما ستنفصل عراه ما إن تنتهي ترتيبات استلامه إدارة الأملاك ؟ أجبرتها كبرياءها أن تكون باردة :
- ألن تشعر بالأسى إن تركت الطيران ؟
- لا. . لن أمانع .. لقد استمتعت بحياتي ، لكنني كنت اعرف انها ليست دائمة . . تنتهي مدة عقدي مع الشركة في نهاية الصيف . . ولن أجدده .
كانت تهم بإضافة شيء آخر ، ولكن خادمة قرعت الباب لتقول إن العشاء جاهز .
أيجب أن تسأله عن إبطال الزواج . . أم تنتظر إلى أن يذكر هذا بنفسه ؟ قررت ترك الأمر له .. واستنتجت أنها قد تكون ضعيفة ، ولكنها اليوم لن تفكر أكثر .. فستستمتع بما تبقي لها من وقت معه ، ولتترك
الغد للغد . . وكانت تلك السهرة التي أمضتها إحدى أفضل الأمسيات في حياتها . لازمها الشعور بالرضا حتى أصبحت وڤيك في غرفة النوم . .ثم طغى عليها حياء يهدّد بتجميد أحاسيسها . . لم تستطع أن تخلع ملابسها أمام ڤيك .. ولن تستطيع . . لكن ، إن عادت من الحمام وهي تحمل ثيابها تحت ذراعها فسيكون تصرفاً غريباً وسيتساءل حماها وزوجته عن الأمر ثم سيستنتجان أمراً لا يمكنها التفكير فيه . خلع ڤيك سترته ثم انتبه إلى جمودها فنظر إليها يسأل :
- ما الأمر ؟ هل تخشين أن أتصرف كما تصرفت هذا الصباح ؟

يوكي 111
15-12-2010, 19:43
-
تغيرت تعابير وجهه لأنه أساء تفسير خجلها بالخوف :
- ليس من عادتي الاغتصاب . . ولن أبدأ به مع زوجتي .
ردت بسرعة :" ليس الأمر هكذا ".
- إذن لماذا أنت خائفة ؟ إذا لم تكوني معقدة فسنستخدم سريراً واحداً الليلة . . ما بك بحق الله ؟
أشعرتها لهجته بأنها أغبي من أي وقت مضى . . كما تأخرت بالرد ، كلما تعاظم ترددها . . فجأة ، بدا أنه عرف أخيراً أنها تنوء تحت ثقل الإحراج . فتقدم إليها ، ورفعت أصابعه ذقنها بلمسة لطيفة :
- هيا ، طفلتي المدللة . . قولي ما الخطب ؟
أعادت كلمة طفلتي المدللة كل شيء إلى مساره الصحيح ولم يعد يهمها أنه يعاملها فعلاً كطفلة . أخيراً انفكت عقدة لسانها فقالت هامسة :
- أنا . . لا أستطيع نزع ملابسي وأنت هنا .


- ساعدتها شعلة الغضب على تحمل ضحكته التي رنّت فيب أذنيها . . فلم يسبق أن نزعت ملابسها أمام أحد ولن تنزعها الآن حتى لو كانت زوجته .
- آه ! زاندرا ! أنت طفلة .
شدّت ذقنها من يده ، ولكنها أحست بذراعيه تلتفان حولها :
- ما رأيك لو أذهب إلى الحمام وفي هذا الوقت انزعي ملابسك وارتدي ثياب النوم ؟ حين أعود اذهبي ونظفي أسنانك وعندما تعودين فسأكون أنا قد أويت إلى الفراش..ما رأيك بخطتي الفريدة ؟
وهي التي ظنت منذ ستة أشهر أن ڤيك سبنسر رجل منحوت من الجليد ! هاهو الآن لطيف معها ومحب .شعرت أن غضبها تبخر . . فانفرجت شفتاها عن ابتسامة لم تستطع منعها . . وارتّد بعيداً يتمتم شيئاً عن إيجاد فرشاة أسنانه .
ما إن عادت من الحمام مرتدية روبها حتى أدركت أنّ كل شيء سار حسب الخطة ، إلا خطوة أن يكون ڤيك موجوداً في سريره . . كان واقفاً يرتدي روباً فوق بيجامته يبعث بأشيائها الموجودة فوق طاولة الزينة . . أمسك بفرشاة قصيرة وسألها :
- لم هذه ؟
- لوضع البودرة على الوجه .
وقاومت اندفاعاً لاختطافها من يده .
- لا أظنك تحتاجين إليها .
تجاهلته وقالت :" أنا لا أستخدمها كثيراً ".
استغلت فرصة إدارته لظهره ، وكانت في سريرها حين أنهي تفتيشه . أحست بالفراش الآخر ينخفض تحت ثقله . . وسألها :
- هل ستقرئين أم تفضلين إطفاء النور ؟
- أنا . . أظنني على استعداد للنوم .
أطفأ الضوء وسمعت المزيد من الحركة وهو يستقر في فراشه .. كانت تدير ظهرها له وفي هذا الوقت راحت تدعو الله أن يغلبها النوم بسرعة . . فسيكون ليلة ليلاء إن لم تستطع أن تنسي أنه بقربها .
قالت :" تصبح على خير ".
أخجلتها الفظاظة التي علت نبرتها . ؟. ورد عليها بلهجة فظة مماثلة :
-

يوكي 111
15-12-2010, 19:45
- - تصبحين على خير زاندرا .
في الصباح استيقظت على زقزقة عصافير شهر أيار كأنه تقول ما لأروع أن يكون المرء حياً . . مددت ذراعيها فوق رأسها وراحت تتمطى . . لقد نامت نوماً عميقاً مع أنها بقيت ساعات قبل أن يأخذها النوم .
حدقت إلى السقف وهي مستلقية على ظهرها . . لن تنظر الآن إلى السرير الآخر . . فلا شك أن ڤيك مستيقظ منذ وقت طويل، وقبل أن تنظر إلى ساعتها ، عرفت أن الوقت ما زال باكراً .. إنه يوم جميل ومن المؤسف تضييعه في السرير . . لكنها الآن تنعم بالاستلقاء وتستمتع بالهدوء الذي يحيط " بلينوود" دون الحاجة إلى الركض من جانب ‘إلى آخر استعداداً للذهاب إلى المطار ..
- هل أنت مصممة على عدم النظر إلى هذه الجهة ؟


- ارتدّ رأس زاندرا بحدة وشتت صوته هدوء تفكيرها ، فرأته مستنداً إلى مرفقه ينظر إليها ن أردف :
- كنت أنتظر أن أقول لك صباح الخير .. لأنك استيقظت منذ عشر دقائق .
إنها مبالغة بالتأكيد . . لكنه لم يبدُ متأثراً بتقاربهما المفروض . . وتمنت لو كانت مثله . .
ابتسمت :" صباح الخير".
أثبتت ضحكته المرتفعة أن تحيتها الصباحية كانت عادية جداً . . وأدارت وجهها عنه وهو يكشف الأغطية عنه ، ويخرج من السرير .
- بإمكانك النظر الآن .
عذبها صوته ، واضطرت إلى محاكاة مرحه . ولكن عندما رأته يحاول ربط حزام الروب. . خفق قلبها بشدة . . ثم رأته يقترب ويطلب منها الابتعاد قليلاً ، حتى يستطيع الجلوس على حافة سريرها .
- أنا مضطر لتركك وحدك معظم النهار . . إذ عليّ مراجعة بضعة أمور تتعلق بالأملاك . . أنا آسف ، لكن الأمر ضروري .
- لن أمانع .
لكنها ستمانع كثيراً لأنها تريده لنفسها ، ومع أنها تعتبر هذا أنانية فقد عذرت نفسها على ذلك إذ سرعان ما يخرج ڤيك من حياتها . بما أن سوزي كانت مثلها حائرة ، فقد اقترحت أن تخرجا إلى التسوق . . ووافقت زاندرا على أن الفكرة رائعة .. فقالت سوزي :
- أتظنين أنهما سيقتلاننا إن قاطعنهما إلى أين نحن ذاهبتان ؟
لحقت بها زاندرا إلى المكتبة ، وهناك قالت سوزي :
- نحن خارجتان في رحلة لصرف المال .
سأل ڤيك ويده ترتفع إلى محفظته :
- أمعكِ ما يكفي من مال زاندرا ؟
جمدت زاندرا . . فهي لا تريد ماله . .
سمعت دايڤد يقول لسوزي :
- أعتقد أنك قد تستفيدين من المزيد من المال ، أليس كذلك عزيزتي ؟
لكن زاندرا كانت عازمة على رفض المال الذي كان ڤيك يدفعه إليها قالت بحدة لم تشأ أن تظهر في صوتها - لا !

يوكي 111
15-12-2010, 19:47
ووجدت نفسهابين ذراعيه . . وأدارها لئلا يري والده المشغول بالحديث مع زوجته ، وجهها .
همس بصوت أجش في أذنها :
- حباً بالله ! أتريدين فضح كل شيء ؟. . إن كنت تعتبرين مالي إهانةفأعيديه فيما بعد ، أما الآن فعليك أخذه .
وقفت كالخشبة بين ذراعيه. .لكنها عرفت أنه لن يتركهغا حتى توافق .
- حسناً .
حمدت الله لأن سوزي لم تشعر بالتوتر الذي تحس به وهما متجهتان إلى القريةفي السيارة .. لعنت زاندي ميلها للاستقلال الذي جعل من المستحيل عليهاقبول المال من ڤيك . . وعرفت ، دون حاجة إلى إطالة التفكير،أنها أفسدتالأمور بينهما . . في وقت كانا فيه على أتم اتفاق .
توقفت عن التفكير في ما حدث معها قبل قليل ، وصبّت اهتمامها على جولة سوزي . . وما إن دفعت اليأس إلى الخلف، حتى تمكنت من


الاستمتاع بالرحلة . . صحيح أنهما لم تشتريا الكثير، لكن عندما أزف موعد عودتهما كانت تشعرأنها أقدر على مواجهته مجدداً.
كانت مسألة إعادة المال أمراً سهلاً لأن سوزي أعادت ما تبقى معها إلى دايفدوهي تقول برقة:
- احتفظ لي بهذه حبيبي، لم أجد شيئاً أردته اليوم.
ضحكت وهيتضيف :
- لكني سأجده بالتأكيد في المرة القادمة!
أعادت زاندرا المال لفيك قائلة:
- إنه أمر محبط . . لكن. .
وتلقي المال دونما تعليق . بعد العشاء تلك الليلة ، اعترفت سوزان أنهامتعبة قليلاً .. ووافقت زاندرا التي استغلت شاذن الفرصة للخلود إلى النوم . .فهي لن تستطيع مواجهة ورطة الاستعداد للنوم التي مرت بها بالأمس . وإنكانت محظوظة فستكون نائمة عندما يصعد ڤيك للنوم .
مرت ساعتين قبل أن ينفتح باب غرفة النوم بهدوء ، وعندئذٍ أجبرت نفسهاللحفاظ على تنفسها مستوياً .. سمعت ڤيك يتحرك بهدوء شديد . حين نظرت بسرعةإلى سريره في الصباح التالي ، وجدته فارغاً ، وكانت مسرورة لهذا لأنها لنتكون طبيعية معه ، ولأن عليها التخلص من هذا المزاج .
اليوم سيسافران إلى ميدلاين ، ومع أنها تحب عمتها كثيراً فلم تشعر برغبة فيالذهاب إلى هناك . ولكن الذهاب أفضل لها من العودة إلى الشقة حيث ستكونمعه على انفراد .. عندما وصل بها المر إلى هذا
التفكيرتذكرت أنها بالأمس كانت تتمني لو يكون لها وحدها ، وها هيالفكرة ترعبهامع أنه لم يمض على تلك الفكرة أربع وعشرون دقيقة . تمت الرحلة إلى ميدلاينبصمت ، تقريباً . . بدا لها مصمماً على لعب دور الكابتن في الخطوط كرنويلللطيران . .فليفعل ما يريد ! حيّا عمتها بحرارة كالعادة وتحيته الحارة هذهتشير إلى أنه غاضب منها فقط . قالت العمّة :" أرشدي ڤيكليعرف أين يضعالحقائب زاندرا وضعت سريراً آخر في غرفتك لئلا تشعرا بالضيق إن نمتما فيسريرك الذي تنامين فيه عادة".

مرت الزيارة دون حادث يذكر .. كان ڤيك يبذل جهده ن مثلها ، لئلا تشعرالعمة أن بينهما ما هو مريب . . عندما كان يختليان معاً ن كان يبدو وكأنجداراً حجرياً بينهما . ولكن الجهد الذيتبذله لتبعدالحقيقة عن العمة بدأ يؤثر في زاندرا . . عما قريب ، ستضطر للاعترافللمسكينة أنها و ڤيك سينفصلان . . فآخر يوم على زيارتهما ن تساءلت عما إذاكان من الإنصاف مفاجأتهابالخبر في آخر لحظة ! أوليس الأفضل التلميح لها ؟وفيما كانت واقفة قرب ڤيك وهو يضع الحقائب في السيارة

يوكي 111
15-12-2010, 19:50
- قالت أليس :

- تبدين مستغرقة في التفكير عزيزتي ؟
رأت زاندرا الفرصة المؤاتية لمحاولة إيصال الخبر إليها بلطف :
- عمتي . . لم أكن أريد إخبارك . .لكن . .لكن .. لدي . .
ولكن ابتسامة عمتها التي لم تكن زاندرا تتوقعها أوقفتها عن متابعة الكلام . . ثم وقبل أن تستطيع قول شيء ، أحست بذراع ڤيك تحيط بها ثم راحت هذه الذراع تضغط بشدة حتى شعرت بالألم في خصرها .


- قال برقة :" ليس بعد زاندرا . . ".
وبدا أن العمة قد فهمت أن ڤيك يريد أن يبقي الأمر سراً إلى وقت أطول .
لم يكن هناك أدني شك ان ڤيك كان غاضباً . . عرفت الدلائل مع أن العمة لم تدركها . أبقي ذراعه حولها حتى أدخلها إلى السيارة وأقفل الباب وراءها فبدا للعالم كله أنه زوج مخلص . . ارتدت زاندرا التي راحت تلوّح للعمة ، ثم استقرت في مقعدها وصورة وجه عمّتها المبتسم لا يفارقها .
فجأة قال لها بكلمات غير مختارة بعناية :
- بحق الله ماذا كنت ستقولين لعمتك ؟
- أنا . . كنت . . الأمر أنني . .
أحست بخوف حقيقي حين تركت يده المقود وارتفعت إلى عنقها ، وقاومت لتخفي خوفها :
- تعقل ڤيك . . تعرف أن عمتي تهتم لأمرنا كثيراً . . وستكون متكدرة . . حين. . حين نفترق .
اشتدت أصابعه على عنقها بسبب كلماتها الأخيرة . فشهقت :
- أرجوك . . تكاد تخنقني !
سحب يده ، وقال بحدّة:
- سنفترق حين أقرّر أنا هذا . . وليس قبله .. يا إلهي ! أنت تدفعينني للجنون من فرط الغضب وأشعر أنني قادر على خنقك !
أدركت أن الوقت غير مناسب لتقول له إنه كاد يخنقها ، وحين تكلم مرة أخرى كان كلامه بارداً
: - أتعرفين أن عمتك الآن ذهبت مسرعة لتعد ستارتي الحياكة والصوف الأبيض ؟
- ما .. ماذا تعني ؟
- يا إلهي . . هل أنا مضطر لأفسر الأمر لك ؟ تظن عمتك أنك زوجة سعيدة لزوج ينعم بالسعادة . والآن ماذا ؟ تعتقد عمتك بأننا أسعد زوجين منذ آدم وحواء . أتعرفين بما فكرت عندما قلت لها إنك تريدين " إخبارها بشيء"؟
نظرت إليه مخدرة الفكر . .ثم طغي عليها الاحمرار :
- أتعني . .
ردّ :" بالضبط . . وكأنك قلت لها إنك حامل ".
يا إلهي . . أحست زاندرا أنها تغرق في دوامة لا سبيل للخروج منها . . لكن حين سمعت كلمات ڤيك التالية ، تصاعد فيها الغضب. . قال:
- إذن ، وبما أننا الآن نعتقد انك حامل ، وبما إنني لم احصل بعد على هذا الشرف . ز فربما تكونين طيبة لتقولي لي من فعل هذا .
لم تعرف ماذا تفعل وبسبب كلامه الجارح ، ارتفعت يدها في الهواء وصفعته بكل قوتها ، فأصابت صفعتها جانب وجهه بشكل مباشر . . ورن صوت الصفعة في السيارة المغلقة ثم سرعان ما اتسعت عيناها لأنها رأت علامات حمراء حية على خده ، وحدقت مذهولة غير قادرة على تصديق أنها المسؤولة عما تري. . أنه سيوقف السيارة الآن ليخنقها . . وما إن تدفقت الدموع بصمت على خديها ، بانتظار أن تلقى مصيرها ، حتى أدركت أن هذا آخر ما في زواجهما ولم تعد تهتم لأي شيء آخر . ولكن لمسة يده أطبقت على يديها اللتين كانتا في حضنها ن فنظرت غليه .
قال بهدوء :" لا تبكي . . كان تعليقاً قذراً مني . . وأعرف أن لا أساس له أبداً " .
انتزعت يديها منه لأنها كانت تريد تناول منديلها .
أردف : أنا آسف بكل صدق .
قالت بجفاء :" فلننس الأمر".
وأدارت وجهها عنه وهي تعلم أنها سامحته لكنها لم تستطع أن تظهر له بعض اللين .
حاول تغيير الموضوع :
- من الأفضل أن تتصلي بعمتك حين وصولنا ، واخترعي لها أي خبر آخر .
بدا لها أن طريق العودة إلى لندن لن ينتهي أبداً . .

يوكي 111
15-12-2010, 19:52
أحست أنها مرهقة وإنهالا تشعر بميل للانخراط بأي حديث فلزمت الصمت حتى وصلا . .وكانت تشعر أنهمستريح لوصولهما إلى مبني الشقة بمقدار ما هي مستريحة .
بعد وصولها أرادت أن تزيل الحواجز بينهما ولكن كل آمالها ذهبت أدراج الرياححين نظر ڤيك على البريد الذي وصلهما في غيابهما . أخذت الرسالة منه شاكرة . . ثم عمّت الدهشة وجهها فالخط الذي تراه هو خط أندرو ، وعندما استطاعتأخيراً رفع نظرها التقت عيناها بالعينين الرماديتين القاسيتين التين كانتاتهددان باختراقها . ز
- هل من عادتك استلام رسائل من . . منه ؟


- لا. . بالا يبدو أنه وجد صعوبة في إيجاد مكان سكنك الجديد . . فهل جاء إلى هنا ؟
- يا لتأكيد لا.
- الله . . لا !
قال بحدة لاذعة :" تأكدي من عدم إقدامه على الحضور!".
- ماذا تظنني ؟ لن ادعوه إلى هنا بالتأكيد . . أنت تعرف إنني . .
أوه . . ما الفائدة ؟ فلن يصدقها حتى ولو قالت له إن مجرد التفكير بأندرويجعلها تتقيأ . .
فجأة أحست بالتعب من مقاتلته . .تعبت ن وقلقت من تحذيراته المتكررة . . فارتدت على عقبيها مبتعدة عنه ، والرسالة ما تزال في يدها . غنه لا يثق بها . . هذا ما هو واضح . ز وبعيداً عن أي اعتبار آخر ، ما هو الزواج الخاليمن الثقة ؟ كل آمالها بأن يتطور زواجهما تمرغت في الأرض . . عن هذا لميوقفها عن حبه . . لكنها لا تريد زواجاً يسلك أسلوب زواج والديها ذاته. .
وترفض أن يعيد التاريخ نفسه . ز فقد سمعت من الشجارات مايكفيها العمر كله . انتفضت حين دخل ڤيك إلى غرفتها . .لكنها بقيت شاذن حيثتجلس على طرف السرير . .لم يكن لديها فكرة عما يريد . .لكنها لم تفكرقطّ انه جاء ليصالحها . . فجأة أصبحت الغرفة أصغر بكثير وهو فيها . . كانيملأها ن وكان عليها ان تبتعد عنه . .تبتعد ليلاس عن الرجل الذي يعذبروحها . .
نظرت إليه . . وقرار لم تفكر فيه من قبل يطوف فوق رأسها . . قالت له بهدوءكامل:
- أريد أن ينتهي هذا الزواج . . أريد أن ينتهي .. الآن !



* * * * * * * * * *


انتهي الفصل الثامن

يوكي 111
15-12-2010, 19:57
9 – في أحضان الخطر

[]ران صمت رهيبقطعه ڤيك بقوله :
- تريدين إنهاء زواجنا . .هكذا .
فيما بعد أدركت أنه ما كان عليها الوثوق بلهجته .كان يجب أن تكون أذكى منالظن انه تقبل طلبها دون سؤال .
ثم سأل :" لا علاقة لقرارك برسالة عشيقك السابق . . أليس كذلك ؟".
شهقت . . فهي لم تقرأ الرسالة بعد . . ولكنه فسّر شهقتها على أنه مصيب فيما اتهمها .
- إذن أنت غير منيعة أمامه كما أوهمتني ؟ ولم تكوني بحاجة إلى عوني فيالحفلة. . بل الواقع أنك كنت تتظاهرين انك صعبة المنال .
- لا. . أنت تفهم كل شيء بطريقة غير صائبة .
- بلفهمت ! سأوضّح لك شيئاً سيدة سبنسر . . أنت متزوجة بي ، وهكذا ستبقين . .
قاطعته غاضبة غضباً لم تعرف مثله :
- لن أفعل . . سأترك هذه الشقة . . سأتركك . . ثم ..
لم تقل المزيد .. فجأة أصبحت مستلقية على سريرها ، وثقل جسده يسمرها . .ثم أطبق عليها بقسوة لا رحمة فيه . فأخذت تقاتل كقطّة برّية متوحشة نلكنها وجدت أن قوتها أمام قوته معدومة .
صرخت :" لا. . ڤيك . . لا !". أسوأ جزء من كل هذا ، أنه إذا لم يتوقف بسرعة . . لن يعود الأمر اعتداء . . لأنه أثار فيها مشاعر لا[/CENTER][/center]
[ تريدها . . وهي لم تعد تقاومه فقطبل كانت تقاوم التجاوب الذي سيقدّمه له جسدها . .ثم عرفت أنه سيصعب عليهالعيش مع نفسه إن أجبرها على الاستسلام له بالقوة . . ولهذا السبب وحدهوجدت ما يكفي من قوة إرادة لتتوقف عن المقاومة . .بعد لحظات من الجمودالبارد ، تمكنت أن تهمس :
- ستكرهني وتكره نفسك ، بعد هذا ڤيك !
نظر إليها . . وعرفت انه كان من الأفضل لو وفرت جهدها فلا شك انه سيتجاهلها . . ثم طغت على وجهه نظرة حيرة . .ثم مدّ يده يلامس وجهها الحزين وكأنهمنوّم . . ثم سحبها وكأنه يستيقظ من حلم شنيع ، وانقلب بعيداً عنها ووقف .راقبت زاندرا نظرة عدم التصديق تطغي على وجهه لأنه وعى أنه كاد يغتصبزوجته . . شاذن ثم رأت نظرته تصبح كرهاً للذات وازدراءللنفس ، وكادت تبكيمن أجله .
خرجت منه الكلمات بقوة وكأنه لا يصدق ما حدث :
- آه ! يا إلهي العظيم !
ثم ن وكأن مظهرها الأشعث كان شيئاً لم يستطع احتماله . .فارتّد على عقبيهتاركاً إياها .
لم ترَ ڤيك بعدها ذلك اليوم . . ولم ترد رؤيته . . ومع انها على استعدادلمسامحته إلا أنها تعرف انه لن يستطيع مسامحة نفسه . في الصباح التالي ،كانت في المطبخ شاحبة ولكنها كانت متماسكة الأعصاب . ز تحتسي بسرعة فنجانشاي قبل الإسراع إلى مطار ، ثم سمعت صوتاً وعرفت أنه انضم إليها .
قال بصوت حازم :
]- - يجب أننتكلم زاندرا . . لدي ما أريد قوله لك .
عندما تلاقت نظراتهما رأت التعب مرسوماً في عينيه .
ولأنها صممت ألا يري كم أضعفها وجوده قالت بصوت هادئ :
- حسن جداً .
- زاندرا . .
توقفت عن ارتداء سترتها الرسمية . .
أضاف :" أتسمحين ؟ أريد منك أن تؤخري رحلتك حتى نتكلم ".
التقطت حقيبتها وقالت ببرود :" حسناً ڤيك ".
كانت تهنئ نفسها على برودتها . . ولكنها لا تعرف متى ستراه مجدداً ليتحدثا . . ولكن ماذا هناك للكلام ؟
تعرف أنزواجهما سينتهي ما أن ينتهي شاذن عقده مع الشركة . . فلماذا غضب حين طلبتالاستعجال ؟ إنه رجل صادق كثيراً ولا يحاول الخداع . .فلماذا غضب هكذا حينحاولت بت الأمر بدون تأخير ؟ وأغلقت زاندرا تفكيرها في وجه هذه النقطة ،وفكرت في الساعات الطويلة التي ستقضيها ليلاً .

يوكي 111
15-12-2010, 20:08
- .. وقررت مرة أخرى أن ڤيك يريد تأخير إبطال الزواج بدافع الشهامة لأنه يظنها ليلاس تحب أندرو ، وهو متأكد أن أندرو لا يفكر في الزواج . . إنه يحاول بهذا أن يحميها . . ثم أحست أنها كالكلب الذي كان يلاحق ذنبه فالأفكار ذاتها تدور وتدور في رأسها .
دهشت زاندرا عندما رأت جينا هارتلي تعمل في مكتب الطيارين ، فقالت جينا :
- سأعمل على الأرض في الفترة القادمة .


- أردفت تقول إنها تعاني من ألم في الأذنين ومن نزيف انف . . بدت جينا كئيبة وهي تضيف :
- يقول الأخصائيون إن على البقاء هنا حتى أصبح على ما يرام .
عطفت زاندرا عليها . . فصحيح أنها لا تدعي أنها تحب فتاة الشائعات ، ولكنها تشك أن يعطيها الأخصائيون إذناً بالطيران . . كما توقعت زاندرا ، لم يكن لديها وقت طويل للتفكير في ڤيك فالعمل أخذ منها كل تفكير . . مع أنها توقفت قليلاً لتفكر كم هو القدر غريب . ز في يوم ما ، حين لم تكن تطيقه كانت تسافر معه غالباً . . ولكن منذ زواجهما ، لم تطر معه مرة واحدة .
سرّها أن تجد ماغي لينلايد بين المضيفات في هذه الرحلة . . فماغي لم تكن صديقتها طيبة فقط ، بل أعطاها هذا فرصة للاعتذار لأنها تركت الحفلة بشكل مفاجئ . قالت ماغي متفهمة :
- ذلك الأحمق . . أندرو ! لم يكن الأمر مضحكاً في ذلك الوقت ولكنني كلما فكرت في منظر أندرو يوغت وهو ممدد على الأرض وهو يهذي : أين أنا ؟ أغرق بالضحك .
انفجرت ماغي بالضحك ولم تستطع زاندرا إلا أن تتصور ما رأته ماغي ، وأن تضحك معها . ثم سيطرت ماغي على نفسها :
- أسعفه بودي ، وأعطاه محاضرة أخلاقية . . وهذا ما جعله يدرك أنّه جعل من نفسه حماراً .. على أي حال ، قبل مغادرته قال إنه سيكتب لك ليعتذر ، وأعطيته عنوانك .. فهل بعث لك رسالة إليك ؟
- أجل .
عرفت زاندرا أن ماغي قرأت من ردها أكثر من فحواه .
أضافت :" أعطاني ڤيك الرسالة"
صاحت ماغي تأثراً :
- يا الله ! لم أفكر في هذا . . كان غاضباً حتى الجنون حين جاء يقول لي إنكما عائدان إلى المنزل . . فهل انزعج كثيراً لأن أندرو كتب لك رسالة ؟
- قليلاً .
ما إن أنهت حديثهما حتى فكرت أن ردها هو عجيبة العصر .

يوكي 111
15-12-2010, 20:10
- مرت الرحلة كالمعتاد وما هي إلا أسابيع حتى عادت زاندرا على موقف سيارات الموظفين . .
وقبل أن تركب سيارتها الصغيرة نظرت حولها تفتش عن سيارة ڤيك ، فلمحتها ، وتساءلت ترى في أي بقعة من الأرض هو ڤيك في هذه اللحظات .. لم تكن واثقة إذا كانت تريد منه أن يعود قبل أن تنهي أيام راحتها أم لا .
عادت زاندرا إلى المنزل وكانت تقود السيارة والمطر الموسمي ينهمر . .ما أسرع ما جاء حزيران ! دخلت إلى الشقة الهادئة دون ڤيك . صحيح أنه ليس مزعجاً ولكنه يعطي الشقة ذلك الإحساس بالحياة . .وكان عليها أن تعترف أنها تحب الشقة ولكنها لا تحبها كما تحبها عندما يكون موجوداً فيها .
بعد دخولها إلى غرفة الجلوس ، رأت مغلفاً يستند إلى مزهرية من البورسلان فوق رف المدفأة . . التقطتها بسرعة . . ولكنها خافت أن تفتحها . . خافت أن يكون قد عاود النظر في حديثهما وأن يكون في مذكرته هذه إشارة إلى إبطال زواجهما .


سحبت الورقة الوحيدة من المغلف بأصابع مرتجفة وقرأت ما كتبه ، ثم قرأته مجدداً ن وأجهشت بالدموع . كتب :" عزيزتي زاندرا . . أهلاً بك في بيتك . . ڤيك ". كانت دموع السعادة تتدفق على وجهها . وأخذت تهمس : ڤيك . . آه ڤيك ! لن يعرف أبداً كم تعني لها مذكرته الصغيرة . غنها تغفر له كل شيء ، وعندما كانت تنظف الشقة ، النظيفة أصلاً ،كانت كلماته تدور مراراً وتكراراً : عزيزتي زاندرا . . أهلاً بك في بيتك . . ڤيك !
في اليوم التالي اشترت بعض الأغراض ولكن لم يكن هناك الكثير تشتريه لتضيفه إلى خزانة المؤن . . فمنذ رفضت القبول بمصروف إدارة المنزل ، اعتاد ڤيك أن يملأ الخزائن دائماً بنفسه . .لكن يبقي عليها القيام برحلات إلى محل تنظيف الملابس وأشياء أخرى تحتاج إليها . عادت على الشقة فاستقبلتها رائحة الأثاث الملمّع . . فكرت أن الشقة ستكون برّاقة حين يدخل ڤيك إليها . .ليلة أمس اتصلت بالعمة أليس . . وفي أثناء الحديث كادت تخبرها أن انفصالها الوشيك هي و ڤيك لا شك سيحصل قبل وقت طويل . . لكن شيئاً ما منعها عن ذلك . جعلها تفكيرها بعمتها تفتح الصندوق المحتوي على غلالة النوم البيضاء الشفافة والروب المماثل اللذين أهدتهما عمتها . . نفضتها زاندرا من اللفائف وكم تعلقت نظرتها بالثوب الجميل الذي لن ترتديه أبداً . . غصت فجأة لأنها فكرت في ما لن يكون ، فتركت الغلالة البيضاء فوق سريرها ، وأسرعت إلى الحمام حيث استحمت وغسلت شعرها ، ولفت نفسها بالروب الواسع . ثم اعدّت لنفسها فنجاناً من الشاي وسندويشاً وتناولت وجبتها السريعة في غرفة الجلوس ، ثم
تناولت الصحيفة وبدأت بحل الكلمات المتقاطعة . فيما بعد ، عادت إلى غرفتها ورتبت شعرها وسرّحته . . وعندما كانت توشك على مغادرة الغرفة لمحت هدية عمتها ملقاة فوق السرير . . ولم تدرِ لماذا أتاها هذا الاندفاع المفاجئ ، إذ خلعت روبها المنزلي بطريقة لا إرادية ودست الغلالة من فوق رأسها ن ثم ارتدت الروب المماثل . ما كانت لتكون انثي لو تمكنت من مقاومة اللهفة لتنظر إلى صورتها المنعكسة في المرآة . . لكن عينيها لم تريا البراءة والطفولة . .بل رأت وجهها متورداً خالياً من الماكياج ، وشعرها متدفقاً في موجات حول كتفيها وما هو أشبه بحلم أبيض ينسدل من كتفيها حتى الأرض .

يوكي 111
15-12-2010, 20:23
- قالت لصورتها المنعكسة :
- تبدين يا عزيزتي رائعة ن رائعة !
ثم ابتسمت ابتسامة خجول وعادت إلى الكلمات المتقاطعة . بعد قليل ، خلعت خفّها ن ووضعت قدميها تحتها فوق الأريكة . . إن الشقة دافئة هادئة . . أين هو ڤيك يا تري ؟
فجأة استيقظت ولكن غريزتها أنبأتها أنها لم تعد بمفردها ، سارعت للنظر إلى الباب فإذا بها تجفل فڤيك واقف وظهره على الباب المغلق ، وعيناه تمران بها ببطء شديد .
كان شعرها أشعت قليلاً . . وخداها متوردان إثر النوم ، ولم يكن لديها فكرة عن الصورة الرائعة التي تظهر فيها في هذا الثوب ألعرائسي . . كل ما تعرفه أنها لم تقصد أن يراها ڤيك بهذا المظهر . . إنها تقدر له دفء نظرته ولكنها تعرف أن عليها أن تخلعه بسرعة . .
أوقفها ڤيك بصوت أجش :" لا. . لا تقفي ".
عادت زاندرا إلى الأريكة . . اساساً أحست برغبة جامحة في الارتماء بين أحضانه ولكنها لم تجرؤ على القيام بما قد يقربها منه . ز قال وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة : تبدين جميلة ! وتحرك عن الباب نحوها . نظرت زاندرا إليه شاعرة أنها تتأرجح في فراغ بعيداً عن المنطق اقترب وعيناه تأسران عينيها ، ولكنها لم تستطع القيام بما يقطع ذلك الخيط غير المرئي الذي كان يربط نظرها بعينيه الرماديتين الدافئتين . .فغرت فاها ومررت لسانها على شفتين جافتين متوترتين . . واتسعت عيناها ، وخفق قلبها بقوة . وأخيراً وقف أمام الأريكة ، ويداه تهبطان نحوها وكأنما ليحتضنها ، وكأن رقية سحرية تربطهما معاً .
ثم تعالي صوت زمور سيارة في الخارج . .
وعاد الوعي إلى عينيه . . وتلاشت الرقية السحرية. . سمعت ضحكته الخفيفة ، ثم قوله الأجش :
- لا. . من الأفضل ألا ألمسك . . فما زلت غير قادر على تصديق أنك موجودة وأخاف أن تختفي .
قالت بصوت لم تتعرف أذناها غليه :
- أنا . . لم .. أتوقع عودتك .
- ولا أظنك كنت تتوقعين أحداً غيري .

يوكي 111
15-12-2010, 20:25
[center]نظرت إليه بسرعة تريد الدفاع لكنه كان يبتسم ن وأدركت انه يحاولإزعاجها بمزاحه . . ثم تحرك خارجاً من الغرفة متمتماً بشيء عن تغيير ملابسهلقضاء أمسية مريحة . شكرت زاندرا الله لأنها أصبحت بمفردها ن فهبت واقفةوفي نيتها ارتداء ما هو أقل إغراء . كانت تقريباً أمام باب غرفتها حينخرج ڤيك من غرفته . ز وامتدت يده لتوقفها .. وسرعان ما أعادت لمسة يدهعلى ذراعها
المغطىبالدانتيل الخفقات إلى قلبها . . لكنها استطاعت أن ترى أنها لم تعد تؤثرفيه لأن وجهه كان متماسكاً .
- إذا كنت تفكرين في تبديل ملابسك ، فلا تفعلي .
يا لقدرته على قراءة أفكارها !
اعترضت قائلة :" لا أستطيع البقاء معك طوال السهرة وأنا هكذا ".
- ولماذالا؟تبدين . . جذابة ! ابقيكماأنت زاندرا . . أتعرفين؟كنت أتطلع شوق اًلقضاءالأمسيةمسترخياًمدخناًالغليون . . والمدفأةالهادرةأمامي .
أنه متعب،ولايفكّرفي غيرالاسترخاء .
تحدته قائلة :" أنت لاتدخن الغليون . . وليس لدينامدفأةحطب".
ضحكامعاً،ثمقال :
- أليس في نفسك رومانسية يازاندراالصغيرة؟ . .
لكن عندما عادا إلى غرفة الجلوس وجلسا معاً فوق الأريكة، تجاهلت صوتاً داخلياً يقو للها أنهاستندم . . مع ذلك وافقت على الجلوس بلاحراك .
قفزت من مكانهاقائلة :

يوكي 111
15-12-2010, 20:42
- سأصنع القهوة .
فلن تستطيع الانسحاب إلى النوم قبل ساعتين إذ تخشى أن يظنها فظة معه . . ولكن كيف ستمضي هاتين الساعتين ليلاس بحق الله ؟ فكلما نظرت إليه رغبت في رمي نفسها بين ذراعيه .
أوقعت الملعقة فالصوت القادم من ورائها يشير إلى أنه يريد الانضمام إليها في المطبخ . . لكنها وجدت أن لا شيء يدعو للحذر ، لأنه كان

واقعياً في تصرفه ن فقد جلب الفنجانين وراح يخبرها عما مرّ معه في رحلته . . ثم وصل بالحديث عن سيارته التي تعطلت معه في الطريق ، فتركها في الكاراج قريب وأكمل طريقه في سيارة أجرة . .بعد قليل كانت تشعر بالاسترخاء الكامل معه ووجدت نفسها قادرة أن تسأله عن مهمته التالية .
- إذا كان كل شيء على ما يرام ن يوم الثلاثاء . . لكنني مثلك ، في الاحتياط . ولنأمل أن لا يصاب أحد بأي مرض .
كان مصمماً كما يبدو على إبقاء الجو خالياً من التوتر .. ولو كان هدفه من هذا أن تعتاد عليه وهو يجلس مرتدياً بيجاما ن فقد تحقّق هدفه بعد ساعة . . فقد بدأت زاندرا تستمتع بالحميمية التي تحيط بهما . . وبدَوَا أشبه بزوجين قديمين فقد دفن ڤيك رأسه بالجريدة التي راح يقرأها وهي حذت حذوه . .تذكرت انه قال إنه راغب في محادثتها . .لكنها لا تريد أن يتطرقا إلى أي حديث جاد . . فالليلة يطلب ڤيك الراحة ولينتظر الحديث حتى الغد .
بعد قليل تحركت مشاعرها وعن غير وعي منها راحت تصغي إليه وهو يقلب صفحات جريدته . . ولكنها لم تسمع صوتاً منذ وقت طويل ,. ز ولكنها لا تنكر أنها كانت ترفع صحيفتها كدرع مع أنها لم تقرأ أكثر من عشر كلمات منها .
أحست بتوتر حاد يصدمها ن وانتظرت حتى تسمع حركة أخرى من مقعده ن لكن الصمت ران ثقيلاً . . ربما أطرق برأسه ونام. . فعمله صعب ، ويحتاج إلى يقظة دائمة . . هذا لا يجدي ن يجب أن تنظر إليه . . ببطء أخفضت الصحيفة ، ثم أرادت أن ترفعها بسرعة

ولكن ڤيك

وكأنه يريد منها أن تنظر إليه . ز تبادلا النظرات بصمت . . وظننته ويسمع خفقات قلبها المجنونة ن ثم رأته يترك مقعده وتعابير وجهه توحي بأن عليها ألا تخاف ن ثم تقدم إلى الأريكة وأخذ الصحيفة منها .
سألها بلطف :
- لم تقرئي شيئاً منها . . أليس كذلك ؟
يستحيل عليها أن تكذب :" لا".
رفع قدميها عن الأرض حتى أصبحت نصف مستلقية فوق الأريكة .. ثم جلس إلى جانبها ، يمسك يديها المرتجفتين بين يديه .. ثم رفع اليد التي تحمل خاتم الزواج ببطء شديد وقرّبها بوقار من شفتيه . ثم نظر إليها ، وكأنما يحاول قراءة ما في عينيها . . ولن قدرتها تلاشت منها لم تستطع إخفاء رغبتها فيه . . واشتدت قبضته على يدها ن ومع أنه لم يكن يلامسها أكثر من هذا ، إلا أنه كان يغويها وفي عينيه نظرة تفهم .
قال بصوت رقيق : زاندرا . . أريدك .
ردّت بصوت أجش :" أعرف".
وتعرف في الوقت ذاته أنه كان يعطيها فرصة للتهرب . .لكنها لم تتحرك ، بل شدت على يديه في استجابة حالمة . دون تردد ن أخفض رأسه إلى وجهها ، فأغمضت عينيها ثم ما لبثت أن أحست بفمه كخفة الريش على جبينها . . ثم تراجع مجدداً، وسعت عيناه الرماديتان القاتمتان الآن ، إلى قراءة تعابير وجهها وإلى عينيها الواسعتين المضيئتين. . أحست أنه ترك لها يداً ، ووضع اليد بلطف على عرق

يوكي 111
15-12-2010, 20:44
ينبض بجنون في عنقها . . ودون حاجة للتفكير ارتفعت ذراعاها لتحيطان به.
كأنما لمسة يدها المتمسكة بكتفيه ، أخبرته عن مدى رغبتها فيه. . وراح يعانقها فقد وجد أخيراً ما يريد.
عندما تصاعد الشوق بينهما شعرت زاندرا بالغثيان . . لا خبرة لها أبداً . . فرغم شوقها إليه ما زالت تشعر بالخوف من المجهول . . وما إن تضاعف عناقه حتى شعرت بأن غريزتها لن تدفعها للتراجع أبداً . . وخشيت أن يسيء فهم معناها . .لكن نظرة واحدة إلى العينين الرماديتين أعلمتها أنه يتفهم ما تشعر به .
همس بحنان :
- لا تجزعي حبيبتي .
ثم أردف :
- أتريدين البقاء هنا أم نذهب إلى غرفتي ؟
لم تكن ترغب في شيء كما ترغب في العودة إلى فراشه مجدّداً .
ردت بخجل :" غرفتك ڤيك".
سحب نفساً مرتجفاً :" يا فتاتي الحبيبة ".
ورفعها بين ذراعيه ، ويضمها إلى قلبه .
لكن ، قبل أن يخطو خطوة واحدة ، تعالى رنين الهاتف المزعج . . فتوقف قليلاً ، الصوت مزعج غير مرغوب فيه في هذه اللحظات الجميلة . . وتأوه : لا. . وكان يريد أن يتجاهله .
همست :" يجب أن نرد على الهاتف ڤيك ".
قال بلطف :
سأعود حالاً . . لا تتحركي .
ابتسمت زاندرا ابتسامة حب أن خرج . . إنها لا تنوي أبداً الذهاب إلى أي مكان . . لكنها لم تجد خياراً أمامها حين عاد يقول :
- جينا هارتلي تنتظر لتكلمك .
وبدا أنه يبذل جهداً ليحافظ على هدوء صوته . .
تقدم منها وقال : أخشي أنك مضطرة للسفر .
امتدت ذراعه تضمها إليه . هزتها خيبة الأمل :
- آه . . ڤيك!
لن تذهب ، لا تريد أن تذهب .. إنها هنا ، تنتمي إلى ذراعي ڤيك . وقف معها وذراعه حولها . . كلاهما يعرف أن عليها أن تذهب . .فلا أحد يسجل أسمه احتياطياً لمجرد المزاح . .قبلها ڤيك بلطف قبلة واعدة . . وعندما تراجعت ببطء من بين ذراعيه ، شعرت بالشوق إلى البقاء معه .
وجدت نفسها في غرفة الجلوس وسماعة الهاتف على أذنها ، وجزء صغير من عقلها يسجل ما تقوله جينا هارتلي :
- . . وأنت يجب أن تحضري إلى المطار فوراً

يوكي 111
15-12-2010, 20:45
سألت دون أن تعرف لماذا ما زال عقلها وقلبها مع رجل في الغرفة الأخرى :
- وڤيك كذلك ؟ . . هل سأكون على طائرة ڤيك ؟
صدمها رد جينا وبدد الإحساس بالدفء .
- لا تكوني حمقاء . . ألا تعرفين أن الكابتن سبنسر أعطي تعليمات صارمةبأن لا تكوني معه على متن طائرة مرة أخرى ، مهما كان الظرف . . أتعرفين . .





لكن ما يجبأن تعرفه ، لم تسمعه ، فقد عادت السماعة إلى مكانها وراحت زاندرا تحدّقإليها كالبلهاء . .كل ما هو واضح لها الآن ، أن إصداره مثل هذه التعليماتيعني أنه لا يهتم بوجودها معه كثيراً .
سمعت حركة مكن ورائها ، ثم لمّا التفت ذراعه حولها انتفضت ودفعت ذراعه عنهابغضب . . وقالت :
- كيف تستطيع ؟ آه ! كيف تستطيع ؟
- زاندرا . . ما الخطب ؟
- كيف تستطيع ؟
- حباً بالله. .
قاطعته :" لا تتظاهر بشيء معي بعد الآن ڤيك . . " .
- توقفي عن هذا الجنون زاندرا . . وقولي لي ماذا فعلت الآن ؟
كيف يمكنه أن يتغير بسرعة من الدفء إلى البرودة ؟ لم تستطع تحمل الوقوفوالنظر إليه فشهقت ثم أجهشت بالبكاء وهرعت إلى غرفتها حيث أسرعت ترميالأغراض التي ستحتاجها في رحلتها في حقيبتها . . وبعد ذلك ارتدت ملابسهاالرسمية وكانت جاهزة للرحيل دون أن تفكر مرة واحدة بما تفعل . كان ڤيك فيغرفة الجلوس حيث تركته ، لكنه كان يرتدي ثيابه وهذا دليل على أنه لم يبقهناك حين أسرعت إلى غرفتها . . نظرت إليه وعيناها مغروقتان بدموع لم تذرفها . . أرادت أن تتجاهله بالكامل . . لكنه تقدم إليها ، يحرك يده ليلمسها ،ثم عاد وتركها تسقط إلى جانبه لأنه رآها تشيح بوجهها عنه .
قال بصوت تعمد أن يكون هادئاً :





بعدماتغلبت على هذا الغضب الأولي . . فهل لك أن تقولي ماذا فعلت لتكون هذه ردةفعلك ؟
رغت وأزبدت صامتة . . فهي ترفض أن ترد . .
- زاندرا !
الطريقة التي لفظ بها اسمها ، حذرها أنها تخوض في أرض خطرة . . لكن لماذا ،لا تدري . . فهو المخطئ لا هي .
كما قال ، فإن غضبها الأولي تلاشي . .لكنها لن تتحمل ذل الانهيار أمامه . . قالت بحزم :" سأتأخر إذا لم أذهب حالاً ".
- لقد اتصلت بسيارة أجرة . . فلا حاجة بك لقيادة السيارة . . وسنمضي بضعدقائق قبل وصولها . لذا ، أريد استغلال هذه الدقائق لأعرف ماذا هناك . . هل أنت مستاءة مما كان سيحدث بيننا ؟ حبيبتي ..
- ليسالأمر هكذا .
- إذن حباً بالله قولي لي ما خطب ؟
كان ساخطاً جداً لأنها ترفض أن تخبره بما يغضبها وبما حوّلها من امرأةراغبة فيه إلى امرأة جليدية تقف أمامه .
- حالما دخلت إلى البيت عرفت أن علينا أن نتحدث ، لكنني ظننتك تعرفينكيف . .
صمت فجأة ثم أطلق شتيمة بذيئة لم يعتذر عنها ، فقد رن جرس الباب . .لكنقبل أن تستطيع المرور ، هبطت يداه على كتفيها . . وظنت أنه ينوي منعهابالقوة . . لكن حين نظرت إليه بصمت أبعد يديه عنها ، وكأنما بفعله هذا فقط ،يستطيع كبح نفسه عن أذيتها .

يوكي 111
15-12-2010, 20:48
التقط حقيبتها بوجه متحجر ، وقال بصوت خشن :
- الظروف تجبرني على تركك . . لكن علينا في المرة القادمة التحدث مهما كلّف ذلك !
تجاهل يد السائق الممتدة لأخذ الحقيبة منه . . وأجبرها على اللحاق به إلى السيارة المنتظرة . . راقبته وهو يدفع للسائق ، ثم سمعته يقول : انتظر لحظة ! ووجدت نفسها تنظر إلى وجه بارد لم تَر مثله قطّ. .
أمسك ذراعها بقبضة كادت تقطع دورتها الدموية . . ولم يكن هناك شك أنه الآن أكثر غضباً من أي وقت مضى .
قال بحنق :
- أستطيع قتلك لما فعلته هذه الليلة . .ابقي في البيت حين عودتك . . وإلا . . أقسم بالله أن تندمي !






* * * * * * * * * *


انتهي الفصل التاسع

يوكي 111
15-12-2010, 20:52
– كاذبة!




كانت زاندراغافلة عن الطريق التي اختار السائق أن يسلكها ، ولم تع شيئاً مما حولهابسبب هذا الغضب المستعر في أعماقها . . كيف له أنّ يغضب ؟ من يظن نفسه ؟إنه هو ڤيكتور سبنسر ، الذي جعلها مادة للضحك في الشركة ، وليس العكس . . فما دامت جينا تعرف فهذا يعني أن الجميع يعرف أن الكابتن سبنسر لا يستطيعأن يتحمل وجود زوجته على نفس الطائرة معه . كيف تمكن من فعل شيء كهذا ؟ وهيالتي كادت تستسلم له ! وبماذا يفكر الآن ؟ إنها سهلة المنال ؟ أيظن أن كلما عليه فعله هو رفع إصبعه الصغير لتأتي إليه راكضة ؟ وكيف يتجرأ ويقول إنهيكاد يقتلها ؟ كيف ستواجه الآخرين ؟ كيف ستواجه زملاءها من المضيفاتوالمضيفين . .
ما الذي يفكرون فيه بحق الله ؟ لا شك أنهم يدركون أن زواجها غير عادي .
لم تستطع زاندرا إخراج هذه الأفكار.
أعطتها جينا برنامج سفرها حالما وصلت إلى المطار . . وقالت :
- آسفة لأنني أخرجتك من فراشك .
جعل اقترابها من الحقيقة زاندرا تستدير بسرعة قبل أن ترى جينا الاحمراريغزو وجهها .
سافرت الطائرة إلى طوكيو حيث بضعة أيام هناك . . وكانت في طريقها إلى هونغكونغ قبل أن تخمد نار غضب زاندرا وفي هذا الوقت بدأت الشكوك تتسلل إلىنفسها . . ليس هناك ما يدل على أن زملاءها يعتقدون أن علاقتها بڤيك غيرطبيعية
في الوقتالذي حطت فيه الطائرة في هونغ كونغ راحت شكوكها تتعاظم فهي لا تجد سبباًوجيهاً لعدم رغبة ڤيك في السفر معه على متن طائرة واحدة . . إنها بارعة فيعملها .
وعندما كانت في سيدني ، اقتنعت مجدداً أنها لم تتصرف بشكل خاطئ معه . فياليوم الرابع ، عادت إلى الشك في أنها على حق في تخميناتها . . وما إنأقلعت الطائرة إلى نيوزيلندا حتى تشوّشت أفكارها . . ولكنها نحت هذهالأفكار بعيداً ، وركّزت على عملها . . وراحت تعتني بطلبات الركاب ، وأجرتحديثاً ودوداً مع أي مسافر كان يبدو شارداً ، مستوحشاً ، أو خائفاً . ولميبدُ عليها أنها مرهقة حتى حطت بهم الطائرة في أوكلاند. سرها أن تجد غرفةلها وحدها بدل المشاركة مع مضيفة أخرى ، كما يحدث غالباً . . وهناك خلعتحذاءها لتريح قدميها المتعبتين ، وفكرت في النوم ساعات قبل العشاء . . لكن ،كالعادة انصبت أفكارها على ڤيك. . ماذا يفعل الآن ؟ على أي خط سيطيرطائرته ؟ كم عدد الرحلات التي سيقوم بها قبل نهاية عقده ؟ اثنتان ؟ ثلاث ؟وهي لن تطير على أي منها . آخر كلمات سمعتها منه كانت:" ابقي هنا حينتعودين إلى المنزل،وإلا أقسم بالله أن تندمي"..
لكن لا شك أنه هدأ الآن . . ترى أيمكنها أن توضب حقائبها وترحل قبل أن يصل ؟هذا ما يجب أن تفعل . . لكن ن معرفة المرء لما يجب أن يفعله شيء ، وتنفيذهشيء آخر .. ألن يكون غاضباً عندما شاذن يرى غرفتها فارغة ؟ قد يكون مسروراً .. ولكن هذه الفكرة آلمتها

يوكي 111
15-12-2010, 20:54
عندما استيقظت كانت منتعشة فسارعت للاستحمام ولارتداء فستان طويل رفع من معنوياتها . . ولأنها لم ترغب في الانفراد قررت التوجه إلى

صالون الفندق ، فهناك لا بد أن تلتقي بأحد زملائها . لكن الصالون كان خالياً من أي وجه مألوف . . ثم توجهت إلى المقهى وهناك معظم زملائها في الرحلة مجتمعين هناك . . أفسحت لها صونيا ماكنزي ، وهي مضيفة تحبها زاندرا ، مكاناً لتجلس فيه ثم ذهب إدي سومرز ليحضر لها كوباً من العصير . . غريب أن إدي لم يقل لها كلمة ، ولم يكن من المعروف أنه يترك فرصة دون التحرش ، ولو بتعليق ما . . ارتدت إلى صونيا لتعلق على هذا ، لكن النظرة على وجه الفتاة أوقفتها . . نظرت إلى سائر أفراد الطاقم فرأت أحد المهندسين يهمس بشيء لأحد المضيفين . . فتصلبت ، وعرفت دون أن يقول لها أحد شيئاً أن هناك خطباً ما .
وجهت سؤالاً إلى كل من يرغب في الرد :
- ما الأمر ؟ ما الذي حدث ؟
نظرت إلى إدي سومرز الذي عاد وهو يحمل كوباً من الليموناضة والذي سارع يقول :
- اشربي هذا زاندرا .
وعندما بقيت بلا حراك قال :
- لا نعرف التفاصيل الكاملة بعد . . لكن ثمة خبر يقول إن طائرة سقطت على بعد أميال من هنا .
سقطت . . أي تحطمت . . انتظرت زاندرا شاذن أن بضيف شيئاً . . لكن إدي رفض أن يمضي أكثر في سرد الخبر .
سألت : لأية خطوط جوية ؟
ووجدت صوتها هادئاً جداً . .ولكنها لم تحتج ليضيف المزيد . . لقد عرفت . . عرفت وهذا يكفي !

يوكي 111
15-12-2010, 20:58
لكن الصمت السريع قبل تأكيد إدي بدا لها أطول من دهر :
- شركة كرونويل .
- ڤيك؟
- ڤيك كان قبطانها زاندرا .
إنها تسمع أن شعر الناس يقف من الخوف أو الصدمة وهذا ما أحست به فقد أحست بجلدة رأسها تتحرك :" ڤيك كان القبطان . . ڤيك كان القبطان ! ".
تابع إدي يقول بلطف لم تكن تعرف أنه يملكه :
- لا نعرف التفاصيل بعد . . فمن يدري ، قد تكون الطائرة حطت بسلام .
عند سماعها هذه الكلمات تحرك عقلها المخدر للعمل مجدداً . . وكان هناك أشياء كثيرة تريد معرفتها . . هل هم متأكدون أن ڤيك كان القبطان ؟ من أين وصلتهم الأخبار ؟ لكن جموداً هادئاً استولي عليها ، وتجاهلت الليموناضة التي يريد إدي أن تشربها :
- كم سيمر من وقت قبل أن نعرف شيئاً ؟
- جايمس كارتنر يجري تحقيقاً الآن .
يجب أن تفعل شيئاً عدا الجلوس هناك تراقب الباب بانتظار دخول جايمس كارتنر. . لكنها لم تستطع أن تتحرك . . أحست أنها مسمرة في المقعد ، كان عليها أن تذهب مع جايمس . . ولكن كيف ستتمكن شاذن من هذا ؟ لقد سمعت بالحادثة للتو . . آه ! يا إلهي ! ڤيك . . وأحست بتماسكها ينزلق ، ودفعت نفسها للصمود . . اصمدي . . سيكون ڤيك بخير . . فليساعدهم الله . . ليلاس كل هؤلاء الركاب . .لا يمكن أن يكون ڤيك


ميتاً . .لن تصدق هذا . .لن تصدق ! . .بقيت حيث هي ، فمن هنا تستطيع رؤية جايمس حين يدخل من الباب .
مرت الساعة التالية بطيئة بطيئة ، وبين الحين والآخر كان يذهب أحد أفراد الطاقم لتقصي المزيد من الأخبار ولكنهم لم يتلقوا أية أخبار جديدة . . وكانت زاندرا ممتنة لإدي سومرز الذي كان يحجبها بجسده عن عيون الفضوليين .
ثم انفتح الباب ودخل جايمس كارتنر فاتجهت جميع النظار إلى ما وراءه . . ورأت زاندرا ظهر رجل يرتدي بزة طيران شركة كرونويل الرسمية وكان الرجل يستفسر عن أمر ما عند مكتب الاستقبال . . عرفت هذا الجسد الطويل . . عرفت تلك الوقفة لكنها خافت أن تصدق عينيها .
ببطء ، وقفت . . ولم تسمع ما قاله إدي سومرز لها ، ولم تع أن جايمس كارتنر فتح لها الباب وهي تسير عبره . . أحس الرجل باقترابها . . فارتد إليها .
لم يبدُ لها مختلفاً . . إنه طويل ، مستقيم القامة . . إنه الرجل الذي تزوجته . . لم يقل كلمة بل نظر إليها . .ثم ذاب الجليد الذي غلفها لساعة وأكثر . .وقالت بصوت كسير :" ڤيك".
وقطعت المسافة الفاصلة وارتمت في أحضانه . . كانت تتمتم باسمه مراراً ومراراً وفي هذه اللحظة زال كل عداء كان بينهما وراح هو يشدّها بقوة إلى قلبه . .
كانت تشهق وتقول :" أوه . . ڤيك !".
- كل شيء على ما يرام حبي . . أنا بخير . .


ثم وعت أنه كان يقاوم ليبقيها إلى جانبه لأن البهو عجّ فجأة بالمراسلين والمصورين الذين أمطروه بالأسئلة :
- متى عرفت أن هناك خطئاً كابتن سبنسر ؟
- ما كان ارتفاعك ؟
- كم كانت سرعة طائرتك ؟
كان الحشد يتعاظم كل لحظة . .ثم سمعت زاندرا صوت ڤيك الصارم :
- مهلكم لحظة أيها السادة . . جايمس . .
ولم تسمع ما قاله له ، لكنها فجأة انفصلت عنه ورافقها جايمس إلى غرفتها .
سألها جايمس : بم تشعرين لأن زوجك بطل ؟
ولكنه لم ينتظر ردها بل تابع يخبرها أن ڤيك نجح في هبوط اضطراري ، وأن الركاب نجوا إلا من بضعة جروح ورضوض . .سمعت ما كان يقول . ز وتنهدت حامدة ربها . ز لكنها لم تستطع استيعاب التقنيات التالية التي كان يقولها لها .
فالآن يكفيها أن تعرف أن ڤيك ، وجميع من على متن طائرته ، خرجوا سالمين .
ما إن أصبحت بمفردها حتى بدأت ردة الفعل بالاستيلاء عليها . . عرض جايمس عليها أن يبقي معها ، لكنها قالت له إنها بخير . . وما إن أقفل جايمس الباب ، حتى بدأت ترتجف دون أن تستطيع السيطرة على نفسها . . وكان هذا أسوأ من نوبات الغثيان التي كانت تعاني منها في طفولتها . ز وحاولت أن تتذكر ما قالته لڤيك ن لكنها لم تتذكر شيئاً سوى الراحة بين شاذن ذراعيه وهو يضمها إليه بقوة . .والحمد الله لأنه سليم معافى ! لو دخل ڤيك إلى الغرفة تلك اللحظة ، فلن يردعها شيء


عن الارتماء في أحضانه . . ولكنه جاء إليها بعد ربع ساعة . . وفي هذا الوقت كان ارتجافها قد توقف. . وكان عقلها قد عاد إلى وعيه الكامل . . أخذت تؤنب نفسها . . مسكين ڤيك . .إنه يحاول تخليص نفسه من الزواج ، وهي لم تفعل سوى التمسك به أمام كل الناس في الأسفل. . لذا لا عجب أنه استدعي جايمس ليبعدها عنه ! دخل ڤيك إلى الغرفة . .في هذه المرة لم تتحرك للاقتراب منه ، بل بقيت في الطرف الآخر، يفصل السرير بينهما . .رأت الضيق البسيط في عينيه ، ولاحظت تغييراً في تصرفه ، يختلف عما كان في البهو. . ورأت كذلك نظرة حيرة تمر بوجهه، كأنه يجد صعوبة في فهم شيء منها.

يوكي 111
15-12-2010, 21:01
تمتمت :" ما . . ما الذي حدث؟".
- في الأسفل ، تعنين ؟
تورد وجهها ، وعرفت أنه يشير إلى الطريقة التي استقبلته بها
- بل أعني الحادثة .
لم يتحرك ، لم يقترب منها . . وعيناه لم تقولا لها شيئاً . . ولكنها شعرت بأنه يتلاعب بها ، وأن الحساب آتٍ فيما بعد .
- إنه عطل في التوربينات .
ثم شرع يخبرها بما حدث بعدم اكتراث، وقبل أن ينهي كلامه، أدركت أنه لن يشير إلى ما حدث قبل وصول الصحافيين. .
أردف : سيجري تحقيق بالتأكيد . . لكن أميل إلى الظن أن أحد ديسكات التوربين تفكك ، وطارت قطعة معدن إلى المجمّع الكهربائي لتعطل جهاز السيطرة على الطائرة .

شحب وجهزاندرا عندما تصورت ما كان سيحدث . يا إلهي ! نظرت إليه فوجدته ينظر إليها ،وفتشت عما تقوله . . لا شك أن ما حدث أرهقه . سمعته يسأل :" المهم ماتشعرين به أنت ؟".
- ما . . ما الذي تعنيه ؟
- توقفي عن التظاهر زاندرا . لقد انتهينا من مسألة التحطم . . وعليناالآن الاهتمام بمسألتنا الخاصة . أليس كذلك ؟
كانت خائفةمن الرد عليه .. ومسرورة للسرير الفاصل بينهما . . لكنها تعرف أنها لوقالت شيئاً خاطئاً ، لأزال الحاجز بسهولة . قالت ببطء :" لا أظن هذا . . أعترف . .أنني بالغت بردة الفعل في البهو . . لكن. .لكنني لم أكن واثقة ،ما . . بما تتوقعه مني إظهاره أمام الجميع . .هكذا . . اخترت أن أقوم . . بدور الزوجة المحبة ".
لكنها لم تكن أبداً الكلمة الوحيدة التي رماها بوجهها :
- كاذبة .
- أنا . . أنا . .
- اصمتي زاندرا . . إن كنت لا تستطيعي قول الحقيقة ، فسأتكلم عنك . .لميكن هناك شيء من الزيف والتصنع والتمثيل في الطريقة التي استقبلتني بها . .كان تصرفك صادقاً لا ادعاء فيه . .
زادت قسوةصوته وهو يردف:
- لن أسمح لك بتشويه المشاعر التي نحس بها معاً . . أنت لم تستطيعي كبحنفسك عن الارتماء بين ذراعي . . ولم أكن أنا أيضاً قادراً على منع نفسي مناحتضانك .


ارتفعتخفقات قلبها حتى كادت تصمّ أذنيها . . وشعرت أنها واقفة على حافة شيء رائع . . شيء هو أروع من أن يكون حقيقياً . . خافت أن تتكلم ، خشيت أن يفسد ماتقوله هذا الجو . . فكلمة خاطئة واحدة قد تفسد عليها حياتها . . انتظرت أنيكمل كلامه . . فلا يمكنه أن يتوقف عن الكلام هنا . .لا يستطيع
فجأة أبتسم لها تلك الابتسامة التي تحبها كثيراً . . قال بصوت لم يعد جافاًبل ممازحاً تقريباً
- لا تقولي إن قدرتك على القتال خبت أخيراً ؟ هل أنت مستعدة للاعتراف بشيءبدأت أشك فيه في آخر مرة كنا فيها معاً في لندن ؟
التهب وجهها وهي تتذكر أنها في تلك اللحظات كانت تتوق لتقدم نفسها له .
لكن ڤيك لم يبدُ أنه يعاني مثل هذا الحرج ، فأردف يسأل بهدوء وجد :
- هل أنت على استعداد الآن للاعتراف بأنك تحبينني؟
هزت رأسها نفياً ووجدت أنها غير قادرة على الكلام ، فقال آمراً :
- تعالي إلى هنا . .
لكنها لم تتحرك :
- حسناً . . سألقاك في منتصف الطريق . . لا أكثر .
وتقدم إلى أسفل السرير . .
كان عقلها يقول لها . . لا .. لا يمكن أن يكون ما يقوله صحيحاً ، ولسوفتظهرين نفسك بلهاء .. كانت ساقاها الغادرتين تحملانها لملاقاته . .لميلمسها مع أنها كانت قريبة . . وتلاقت عيونهما في محاولة لينتزع كل منهماالحقيقة من الآخر .


قال بهدوء : والآنبذكر ما أغضبك يوم تلقيت المخابرة من المطار ؟
أرادت أن تبتعد ، فقد قرأت شاذن في سؤاله أنه أحس بذات المشاعر التي أحستبها عندما تعلقت به في البهو . لكن يديه ارتفعتا بسرعة وأمسكتا بذراعيهابطريقة توحي بأنه يرفض أن يتركها تنسحب من المواجهة ، وعرفت أنها لن تذهبإلى أي مكان حتى يعرّي روحها كلياً.
قالت :" قالت لي جينا هارتلي إنك أمرت بألا أسافر معك مهما كانت الظروف ".
- وماذا قالت لك غير هذا ؟
حاولتزاندرا أن تفكر . . لكن صعب عليها أن تفكر لأنه يمسك بذراعيها بقوة . . ولأن عينيه تخترقان عينيها :
- لم تقل شيئاً آخر .
قال بثبات :
- إذن سأقول لك بنفسي .. رفضت أن تسافري معي . . لأنك ستلهينني كثيراً . .حين أطير ، أحتاج إلى ذهن منفتح دائماً . . ولقد زاد إيماني بهذا اليوم . . فاليوم كنت بحاجة إلى التركيز التام لأحط بالطائرة سالمة . .ولو كنتمعي . . لكان هذا مستحيلاً .
قالت عاجزة : أنا . . لا أفهم . .
التفت ذراعه حولها ، وأحست بيده ترفع ذقنها
قال بحزم ووضوح :
- زاندرا سبنسر . . أحبك كثيراً إلى درجة أن كل التدريب والانضباطوالتربية الصالحة تتلاشي مني ولا أعود أعرف اليوم من الأسبوع

يوكي 111
15-12-2010, 21:05
- الذي أنا فيه . . والآن ، هلا تلطفت بالإجابة ، فإن لم أقبلك بسرعة فستنفجر شراييني !
- ڤيك . . أوه !
أنه يحبها . . وهذا ما تريده سماعه . . وكررت :
- آه ! ڤيك . . أحبك كثيراً !
ما إن تلفظت بالكلمات حتى سمعت صيحة ڤيك :
- حمداً الله على هذا !
بعد ذلك عانقها بقسوة وشوق ، ولم تذكر أنها تحركت ليلاس نحو السرير أو أنها سارت إليه ، أو أن ڤيك حملها إليه ، لكنها وجدت نفسها مستلقية إلى جانبه .
حين أبعد نفسه إنشاً أو أثنين عنها ، نظرت إليه والتساؤل في عينيها . .
قال بهدوء :" لا أظن الاستلقاء فوق هذا السرير فكرة صائبة في الوقت الحاضر". رفعها عن السرير ليجلس في مقعد مريح وهي على ركبتيه .
- ليبس هذا بوضع أسهل عليّ . . لكنه أفضل بقليل . . أحبك كثيراً . .يا عزيزتي . . لكن يجب أن نتكلم . . أريد أن نوضح كل سوء تفاهم بيننا قبل أن تصبحي لي تماماً .
- لا أصدق أنك تحبني ڤيك . .
- من الأفضل أن تصدقي حبيبتي لأنك لن تستطيعي ليلاس الهرب مني الآن . .فقد ذقت الأمرّين من العذاب الذي سببته لي.
- عذاب ؟ أنت ؟ متى بدأت تحبني ؟


- قال يفكر في سؤالها :" فلأتذكر . . " .
دفعته زاندرا في كتفه ، فابتسم وقال :
- الواقع أن هذا لا يتطلب التفكير . . تعرفين أنك كنت دائماً تثيرين أعصابي كلما طرنا معاً . . وأظن أن تصرفاتي ليلاس وقسوتي معك هي نوع من الدفاع الذاتي عن النفس . .أعرف أنني أفقد عقلي حين جاءت عمتك وقدمت نفسها على أنها عمتي العتيدة ، لكنني فكرت أن أعرف ما الذي تخططين له قبل أن أحاسبك على فعلتك . . ثم جئت راكضة إلينا في موقف السيارات ، وكأنك لا تستطيعين تصديق عينيك . . ولا أدري أي تعبير أعجبني أكثر . .نظرة الرعب حين رأيتني مع السيدة سمولبورن ، أم نظرة الهلع حين ظننتني سأعانقك .
سقطت كل الحواجز . . وضربته ممازحة في ضلوعه فكافأها بعناق كان يمكن أن يطول ويطول لولا أنه كان أقوي منها ، فعاد إلى ما كان يقوله وعيناه تظهران البهجة وهو ينظر إلى وجهها الجميل المتورد .
- أغرتني نفسي بمجاراتك في لعبتك . . ثم ، وقبل أن أعرف ما كان يحدث ، بدأت تحوكين سحرك حولي .
لم تستطع زاندرا التصديق ليلاس أن كل هذا يحدث لها . .نظرت إليه بحب :" ومتى بدأ كل هذا ؟".
- بدأ الأمر حين أخبرتني بأمر أندرو يوغت . . لم أستطيع أن أفهم لماذا أحسست بالتوتر لأنه كان يجرؤ على الطلب منك الذهاب معه لقضاء عطلة مشبوهة .
ضمها إليه :


- - أعرف أنك كنت مستعدة للذهاب معه . . لكن سامحيني لو قلت يا حبيبتي إنك بليدة الفهم قليلاً بالنسبة للعلاقات مع الجنس الآخر ، ولكنه أمر أحبه منك .
طبع قبلة على خدها :
- عرفت أنك مميزة حين طلبت منك الزواج بي ، وما إن وصل موعد الزفاف حتى عرفت أنني سأبقيك معي إلى الأبد . .

يوكي 111
15-12-2010, 21:07
ابتسم لها مؤنباً :" ولكنك لا تثقين بي . . فقد صدقت جينا هارتلي ولا أدري ما إذا كان عليّ أن أسامحك على هذا أم لا".
تلاشت لهجة المزاح ، ورأت أن شيئاً من الدفء غاب عن وجهه . . قال بلهجة صادقة أصبحت مألوفة لها :
- على أي حال .. تجاهلتها ووضعتها عند حدها فوراً ، حين أخبرتني بأمر صدامك مع ستانلي كروس في سنغافورة
- ستانلي كروس ؟ لكنني . .
- خرجت معه للعشاء .
- لم أكن أدري أننا سنكون بمفردنا .
تابعت تخبره كل ما حدث من البداية إلى النهاية .
- أنا أثق بك زاندرا . . لذا لا حاجة لتشرحي شيئاً . حسناً . . ربما أنت مضطرة ، ولكنني كنت مقتنعاًشاذن في أعماقي أنك لن تحاولي العبث مع أحد ما دمت زوجتي . . ولكن لا أنكر أن تلك الرسالة التي أرسلها يوغت ، وما أعقبها من قرار بإنهاء الأمور بيننا هزتني كثيراً . .المشكلة أنه كلما فكرت فيك وفي يوغت ظهرت أسوأ طباعي . . فهل تسامحيني يا حبيبتي على ما حدث ؟

- طبعاً . . كتب لي اندرو فقط ليعتذر عن تصرفه الرهيب في حفلة ماغي. .
حاولت إضافة المزيد من الشرح ، فأسكتها بقبلة ، وبقيا صامتين لبعض الوقت متعانقين . . مرة أخرى تراجع ڤيك ، وكان وجه زاندرا متوهجاً حباً . .
ابتسمت بخجل :
- لقد أحببتك منذ زمن ڤيك . . وأحسست بغيرة رهيبة من جولي بيفرتون .
صاح ڤيك مذهولاً :
- جولي ؟ يا إلهي . . لماذا ؟
- أعرف الآن أن لا شيء بينكما ، لكن يوم التقيتما أول مرة ، وجدتها تثير ضجة كبيرة حولك .

- حبيبتي . . أعرف جولي منذ طفولتها . . وفي يوم من الأيام وبعدما تتعب من الانطلاق ، ستقول نعم لأليكس پايپر . . أتذكرين أليكس ؟
تذكرت زاندرا أنه كان " الأشبين" في زفافهما ، لكنها لم تشك قط أنه وجولي . .
- تعجبك جولي ؟
- أوه . . أجل . . ومن لا . .
- حسناً . . لأنني اعتقدها ستأتي من وقت لآخر لرؤيتك في لينوود .
- لقد نسيت . . أنت عائد إلى " لينوود"في نهاية الصيف . . أليس كذلك ؟
- نحن عائدان حبيبتي . . لم أخطط قطّ للعودة بدونك .

فجأة شعرت بأن الدموع تكاد تنهمر من عينيها فكل ما حولها رائع .
- ظننتك تريد إنهاء الزواج . . عندما تحدثت عن توليك إدارة الأملاك ، خلتك تشير إلى أن الأمر لن يطول قبل أن تطلب إبطال الزواج .
تورد وجهها بشدة وهو يرد :
- بإمكانك نزع كل فكرة عن الإبطال من رأسك

يوكي 111
15-12-2010, 21:08
- ابتهجت حينرمى رأسه إلى الوراء وضحك على تعابير وجهها وقال :
- في بعض الأوقات كدت تنالين فيها ما تستحقين ، سيدتي الصغيرة !
لم تكن بحاجة إلى السؤال عما يعنيه عن الأوقات التي يشير إليها ردت:مع ذلك ،يوم أصبت بألم الأضراس ، أخذتني إلى سريرك . . ولم . .
ولم تتمكن من إنهاء جملتها .
- حبيبتي ، أعرف انك عديمة التجربة في هذا المجال . . لكن ، هناك فرقاًكبيراً بين الحب والرغبة المجردة . يومذاك كنت متألمة كثيراً ، ولن يستغلألمك إلا الحيوان . . وأحمد الله أنك لم تستيقظي إلا بعد مغادرتي السرير !
- لكنني استيقظت قبلك ڤيك .
- وتركت يدي تبقي حيث كانت !
- أنا. . أنا. . أعرف أنها لمسة بريئة . . لكن لم أكن أعرف ما سأفعل . . خلتك ستغضب إن عرفت . . وقبل أن أقرر شيئاً ، استيقظت واتضح لي أنك كنتأكثر سخطاً مني .
تمتم:" يا حبيبتي . . أنت لا تملكين فقط أجمل وجه وجسد ، بل أجمل دماغ".

يوكي 111
15-12-2010, 21:11
وكانت لحظات للذكرى ، وأحست زاندرا أنها على شفير البكاء ، ثم رفعها من المقعد .
- آه ! لا أريد النزول إلى البهو مجدداً . . نعم أعرف أن الصحافيين رحلوا . . لكن لا بد من الاحتياط . أتمانعين لو طلبنا العشاء إلى هنا ؟
- العشاء هنا أمر رائع .
- عظيم .
وأبعد ذراعيه عنها :
- سأتصل بجايمس هاتفياً . . حقيبتي معه في مكان ما . . ثم أستحم . . ثم . ز
مرة أخرى عاد يحتضنها ، في المكان الذي تريد أن تبقي فيه دائماً :
- آسف حبيبتي . . لقد انتظرت طويلاً حتى أصبحت بين ذراعي بملء إرادتك . . ولا أستطيع منع نفسي من احتضانك .

توهجت عينا زاندرا وهما تردان على الحب المرسوم في عيني ڤيك الرماديتين . . ولتنتظر مخابرة جايمس !


* * * * * * * * * *





تمت بحمد الله

يوكي 111
15-12-2010, 21:41
malh
كيييييييفك؟وكيف الاولاد؟
ان شاء الله تمااااااااااام
منووووووورة المشروووع بطلتك المميزة
واضح ان الروااااااية حلوة ننتظرك بعد هوني ان شاء الله^^


مش ممكن
أنا في حلم ولا علم
وحشتيني كتير ياقمر
أخجلتيني بكلامك
والله كلك زوق
تحياتي

يوكي 111
15-12-2010, 21:45
كيوت جيرل
كيفك يا قمر ماشاء الله
الاختين الحلوين هناء وشرين
هلو علينا
تسلمو حبيباتي
تحياتي

يوكي 111
15-12-2010, 21:47
هوني
مشكورة حبيبتي على رواية مغرور
سلمت يداكي

ومنتظرين روايتك القادمة

يوكي 111
15-12-2010, 21:52
أنجل 1118
كيفك ياسكرة
أهم شىء تكوني في صحة جيدة
ومشكورة حبيبتي على كلامك اليي ذي العسل
لكي أحلى سلام وأغلى تحية

ملاك001
16-12-2010, 00:13
ملاك
أهلا" بك عزيزتي
أخت وصديقة
آسفة على الترحيب المتاخر
لسة وخدة بالي
أعزريني العتب على النظر ههههه
لكي تحياتي



ولا يهمك حبيبتي تسلم ايديك على الروايه الروووعه خلصت من قراتها بصعوبه لان بنتي الله يحفظها تبغى تلعب على الاب

يوكي 111
16-12-2010, 03:50
ملاك
تسلمي من كل شر أنتي وبنتك وعائلتك كلها
ولايهمك
وربنا يعينك على تربيتها
ويعني انا أيضا"على تربية أولادي
قولي آآآمين.........
دعوة امهات ذي بعد
الحمدو لله الرواية عجبتك
لكي فائق أحترامي وتحياتي
.......جاآآآآآآآآآنا..........

Angel 1118
16-12-2010, 13:50
انـــــــجــــــل
1000 سلامة عليكي يا عسل
ان شاء الله صرتي احسن
منوووووووووورة المشروووع ياقمر
وتسلم ايديكي علي رواية "من انا"
كتيييييييييير حلوة




هلا بالغلا انجل
سلم الله انفااااااسج
الحمد لله البس حق عشرة
النور نورج
فديت روحج
الحلو هو انت ياحلوتي
مع خالص حبي
Angel 1118

Angel 1118
16-12-2010, 13:52
أنجل 1118
كيفك ياسكرة
أهم شىء تكوني في صحة جيدة
ومشكورة حبيبتي على كلامك اليي ذي العسل
لكي أحلى سلام وأغلى تحية




حبيبتي انت
تمام انت شلونج
الحمد لله احسن
العفو يالغلا حق وواجب اذا اعجبني شي اقول
لك مني كل الحب
Angel 1118

نسمة عطر
16-12-2010, 19:07
milk-honey تسلم ايدك على رواية مغرور كتير حلوة و ما تحرمينا من اطلالتك

نسمة عطر
16-12-2010, 19:13
malhكيفك يا قمر وكيف براعمك الحلويين تسلم ايدك على الرواية الجديدة ورح ابدا قرائتها اليوم انشاء:) الله لكن واضح من الملخص انها حلوة و مشوقة

*cute_girl*
16-12-2010, 19:24
malh
كيفك؟وكيف اولادك الحلوين ؟
ان شاء الله بمليووون خييير
تسلم ايدك حبيبتي علي الرواااية
كتييييير حلوة

*cute_girl*
16-12-2010, 19:25
غصووونة
كيفك يا قمر؟
اشتقتللللللك
منورة المشروووع كالعادة يا عسل

*cute_girl*
16-12-2010, 19:38
انجل 1118
الف سلامة عليكي
يا ملااااك المشرووع
ان شاء الله تتحسن صحتك قريبااااا
وحشتييييييييييييني جدااا

*cute_girl*
16-12-2010, 19:39
]خديجة
اشتقتلك يا قمررر
يااارب تكوني بالف خير[/size]

*cute_girl*
16-12-2010, 19:41
جااااااانيت
كيفك و كيف وسوناتا
الله يو فق الجميع بالدراسة يارب
اشتقنا لك يا عسل

*cute_girl*
16-12-2010, 19:43
سلاااااااااااامي للبنات الغائبات
نرجو عودتكن لنا قريبا
ان شاء الله ونجتمع كلنا مثل الاول

*cute_girl*
16-12-2010, 20:01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزاتي....


اخباركم واخبار الدنيا معاكم....عساها بمليون الف عافيه


كلمة وحشتوني قليلة بحقكم الصراحه


وحشني المشروع ووحشني انتظار ردودكم على الروايات:بكاء:


ووحشتني لترحيبات بالعضوات الجدد


كله المنتدى على بعضه وحشني والله


بس ما شاء الله شوف اني تركت المشروع بين ايدي امينه::جيد::


اشكر كل البنات الي راسولني على الخاص يسألون عني ^___^


والله اسعدتني رساسلكم وحسستني بحبكم


واتأسف من قلبي ان ما كنت قادره ارد عليكم والله :(


بس كنت متابعتكم ومتابعه كل اخباركم....


كل الي حبيت اقوله لكم يا بنات سواء من بنات جدد والا مخضرمات


مشكووووورات على الجهد المبذول عشان يبقى المشروع بقمة نشاطه


مع انها قليلة بحقكم والله


من ايام العزيزه lovly Sky الى وقتنا الحاضرا


الف الف شكر


ماري


الف سلاااااااااااااااااااام لمااااري انطوانيت :eek: :eek:
و الله مو مصدقــــــــــــــــــــــة
منووووووووووووووورة حبيبتي
ومشكووورة لجهودك في المشرووع
وحاولي تدخلي ع المشرووووع اكتر شوي
عشان تنوري مشروعك ومشروعناا كلنا

Angel 1118
16-12-2010, 21:46
انجل 1118
الف سلامة عليكي
يا ملااااك المشرووع
ان شاء الله تتحسن صحتك قريبااااا
وحشتييييييييييييني جدااا




هلا ياعيوني
ربي يسلم انفاسج ويديمها
الحمد لله صرت احسن
وانت اكثر ياعيوني
مع حبي
Angel 1118

@jolia@
17-12-2010, 10:38
احلي سلامااات لأجمل و أرق البنات
اشتقتلكن كتييييير>>>>>الكل بدون استثناء
نايت ^^ نسرين^^كلير^^الغصن^^كيوت^^خديجةmalh^‎‎^‎^^ساكنة القلووب^^انجل تيرز^^انجل 1118^^جانيت^^سوناتا^^برنسيسة^^
آسفة لو نسيت احد حبيباتي >>>>ماتزعلون

@jolia@
17-12-2010, 10:43
ماشاء الله زاد الحماس بمشروعنا الحلو
تسلم يدك نينا ع النهاية الحلوة
وتسلمي كيوت وكريستا ع المساعدة

@jolia@
17-12-2010, 10:48
تسلم يدك انجل ع الرواية الممتازة
والحمد لله صحتك صارت أحسن
أخوي الصغير كمان واخد هالبرد
ديري بالك ع صحتك يا عيوني

@jolia@
17-12-2010, 10:53
Malh
تسلم اناملك ياعيوني
ع الرواية
لسه ما قريتها لكن اكيد حلوة مثلك
حبيبتي بس عندي استفسار>>>متطفلة
اسمك اذا كتبته بالعربي بيكون مالح ولا شو؟
ارجو ما أكون ازعجتك

@jolia@
17-12-2010, 11:05
سلاااامي للجميع
وكل من انضم لمشروعنا الحبيب

ملاك001
17-12-2010, 12:48
ملاك
تسلمي من كل شر أنتي وبنتك وعائلتك كلها
ولايهمك
وربنا يعينك على تربيتها
ويعني انا أيضا"على تربية أولادي
قولي آآآمين.........
دعوة امهات ذي بعد
الحمدو لله الرواية عجبتك
لكي فائق أحترامي وتحياتي
.......جاآآآآآآآآآنا..........


تسلمين حبيبتي على الكلام الحلو بس حبيت اسال وين البنات المشروع مظلم من غيرهم عسى المانع خير

ملاك001
17-12-2010, 12:59
اهلين فيك jolia :سعادة2::سعادة2:::

الغصن الوحيد
17-12-2010, 14:37
واو واااااااااااااااااااااااااااااااو والله انكم دايم تفرحون فلبي الله يفرح قلوبكم قولوا آمين ..

المشروع مشالله تبارك الله مزدهر ومنور باهله واعضاءه انشالله ياربي على طول ...

اول شي الله يسلم يدينك يا ميلك هوني على الروايه الاكثر من روعه ( فعلا يا ليت كل الرجاجيل القويين بهذا الشكل تجيهم لحظة ضعف بسب حبهم لامراة ..احس مسكينة الزوجة اللي معذبها زوجها اللي مثل الجدار ما يحس اذا صار معها كذا بتصير كأنها دخلت دنيا ثانية ) ياسلام بس على الحب المتبادل واللي نهايته سعيدة الله يرزقنا ونحب بالحلال ..

الغصن الوحيد
17-12-2010, 14:40
malh حبيبتي مشالله عليك حماس وفعلا الرواية شكلها رائعة ومشوقه انا قرأت الملخص وكثير حبيته وانشالله راح ابتدي قراتها بس لما يخف صداعي ..

تسلمين لنا يا قمر والله لايحرمنا شوفتك يا قلبي ..

الغصن الوحيد
17-12-2010, 14:44
الله واكبر الله واكبر من وين طالعة الشمس اليوم والله النور زاد في المشروع اخيرا انجل تريس وكيوت غيرل ارجعوا ..

مراحب والله مراحب وش اخبارك حبيبتي انجل والله وحشتينا وش دعوى كذا تقطعين لا حس ولا خبر والله فقدناك لا تعودين القطعه هاذي اوكيه يا قمر ..

الغصن الوحيد
17-12-2010, 14:45
حبيبة قلبي كيوت مراحب والله فرحتونا انتي وانجل يوم دخلتوا يا شيخة من زمان عنكم ليه كذا ارحمونا اشفقوا علينا ولا تقطعون كذا والله من جد وحشتونا ياهلا ومرحبا فيكم ولا تقطعون يا حلوة ..

الغصن الوحيد
17-12-2010, 14:58
حبيبتي ملاك يا قلبي وش دعوى ما سوينا شي وهذا اقل من حقك والله ..الله يخلي لك البنوتة الصغيرة انشالله ..

خليها تلعب اصلا اعيال هالزمن ما يخلون شي حق اهلهم كل شي مشاركة لا جوال ولا لاب ولا ملابس ولا شنطة ولا حاجة يحسون ان لهم حق فيها لا ويزعلون اذا قلتي لهم شي ..

الغصن الوحيد
17-12-2010, 15:00
هلا بجوليا الغالية مراحب وين ها الغيبة حبيبتي والله وحشتينا يا قلبي ..

الغصن الوحيد
17-12-2010, 15:02
نسمة عطر وش الاخبار يا قلبي انشالله بخير منوره يا الغلا ..

الغصن الوحيد
17-12-2010, 15:05
خدوج وينك انشالله احين احنا انسوي نداء حق البنات الغايبين تقومين انتي تغيبين بعد ما يصير يا قلبي لا تتأخرين ( ليه رايحه مشوار طالعه يعني!...استهبل )

الغصن الوحيد
17-12-2010, 15:14
انجل 1118 ولا يهمك حبيبتي سنكرز ( غالي والطلب رخيص ) من عيوني ..
انا قلت لك كيندر لاني احبه كثي والاطفال بعد يحبونه بس صراحة بعد السنكرز ما عليه كلام ..تدرين شلون عاد انا الشوكلاتات كلها شهادتي فيها مجروحة لاني اعشقها وبشدة ..

اهلي دايم يقولون لي مدمنة الشوكلا وخواتي ينقهرون مني قبل يقولون ليش دايم تاكلين كاكاو ولا يبان عليك ..

يعني انا الان وين عن قبل ارحم بكثير قبل كل العائلة يشترون كاكاو ويجيبون لي ويجيني صداع واتعب اذا ما اكلت في اليوم ..اصلا ما اكل ولا اشرب غيره بس كاكاو ..يعنني مثلا الآن عندي كيندر شوكلا وجلكسي الدوائر وكاكاو الملاعق اموت فيه لازم يكون فيه مؤونه ..

*cute_girl*
17-12-2010, 17:01
حبيبة قلبي كيوت مراحب والله فرحتونا انتي وانجل يوم دخلتوا يا شيخة من زمان عنكم ليه كذا ارحمونا اشفقوا علينا ولا تقطعون كذا والله من جد وحشتونا ياهلا ومرحبا فيكم ولا تقطعون يا حلوة ..



الله يخليكي حبيبتي غصوونة
كلللك ذوووووووووق :)
و احنا اشتقنالك كمااان يا عيوني

*cute_girl*
17-12-2010, 17:05
هلا ياعيوني
ربي يسلم انفاسج ويديمها
الحمد لله صرت احسن
وانت اكثر ياعيوني
مع حبي
angel 1118




الله يخليك يا عسل
الحمد لله انك احسن هلا حبيبتي
ان شاء الله تتحسن صحتكـ كمان وكمان

PANSSY
17-12-2010, 23:05
السلام عليكم
كيفكم يا احلى عضوات ما شاء الله عليكم هالأيام معظمكم متواجدين
ربي يدوم المحبة والتواصل
حبيت احي الجميع ودائما موجودين و متألقين

PANSSY
17-12-2010, 23:09
العزيزة malh ‎
رواية كثير مميزة وحلوة
شكرا لك
‏ تحياتي

Angel 1118
18-12-2010, 00:42
انجل 1118 ولا يهمك حبيبتي سنكرز ( غالي والطلب رخيص ) من عيوني ..
انا قلت لك كيندر لاني احبه كثي والاطفال بعد يحبونه بس صراحة بعد السنكرز ما عليه كلام ..تدرين شلون عاد انا الشوكلاتات كلها شهادتي فيها مجروحة لاني اعشقها وبشدة ..

اهلي دايم يقولون لي مدمنة الشوكلا وخواتي ينقهرون مني قبل يقولون ليش دايم تاكلين كاكاو ولا يبان عليك ..

يعني انا الان وين عن قبل ارحم بكثير قبل كل العائلة يشترون كاكاو ويجيبون لي ويجيني صداع واتعب اذا ما اكلت في اليوم ..اصلا ما اكل ولا اشرب غيره بس كاكاو ..يعنني مثلا الآن عندي كيندر شوكلا وجلكسي الدوائر وكاكاو الملاعق اموت فيه لازم يكون فيه مؤونه ..




أووووووووووووه مام

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه دوووووووووووووووبه
بس تصدقين مثلي
أموووت في شي اسمه كاكاو اكل اكل غلط
حتى احيانا افطر على سنكرس أو جلاكسي
من زوووود الروقاااااااان
تعالي افتحي الكبت حقي
بتضيعين بالشوكلاتات الي موجوده فيه
ما شاء الله ربي يحفظج يالغلا
مثلي شكلنا مارح نمتن طووول أعمارنا
عاد انا طويله


مع حبي
Angel 1118

Angel 1118
18-12-2010, 00:45
الله يخليك يا عسل
الحمد لله انك احسن هلا حبيبتي
ان شاء الله تتحسن صحتكـ كمان وكمان



ربي يحفظج ويخليج لنا يالغلا
تسلمييييييييييين
الله يسمع منج
مع حبي
Angel 1118

Angel 1118
18-12-2010, 00:49
السلام عليكم
كيفكم يا احلى عضوات ما شاء الله عليكم هالأيام معظمكم متواجدين
ربي يدوم المحبة والتواصل
حبيت احي الجميع ودائما موجودين و متألقين



وعلييك السلاااااااااااااااام والرحمة والاكرام
100 مليووووون هلاااااااااااا وغلاااااااا
تمام ياحلوتي
انت كيف أحوالج
مرحبابك
حيااااااااااج اخت وصديقة لنا جميعا
مع خاااااااااااالص حبي
Angel 1118

ملاك001
18-12-2010, 02:08
حبيبتي ملاك يا قلبي وش دعوى ما سوينا شي وهذا اقل من حقك والله ..الله يخلي لك البنوتة الصغيرة انشالله ..

خليها تلعب اصلا اعيال هالزمن ما يخلون شي حق اهلهم كل شي مشاركة لا جوال ولا لاب ولا ملابس ولا شنطة ولا حاجة يحسون ان لهم حق فيها لا ويزعلون اذا قلتي لهم شي ..

ههههه لوتدرين كم عمرها توها سنه ونص بس ماشاء الله عليها تنافس في كل شي ربي يحفظها

ملاك001
18-12-2010, 02:16
السلام عليكم
كيفكم يا احلى عضوات ما شاء الله عليكم هالأيام معظمكم متواجدين
ربي يدوم المحبة والتواصل
حبيت احي الجميع ودائما موجودين و متألقين

مرااااحب فيك حبيبتي معنا

الليدي كلير
18-12-2010, 06:15
مراحب الي كل العضوات والزوار الكرام
اشتقتلكووووووووووووووووووووووو كتير كتير كتير
كيف حالكم جميعا انشالله تكونو بخير
سامحوني علي الغيبة الطويلة
بوسة كبيرة الكن جميعا ::سعادة:: ::سعادة::::سعادة::

Angel 1118
18-12-2010, 11:56
هلااااااااااا و 100 مليووووووووون غلاااااااااا
بملاك 00
شلونج يالحلوه
وكيف بنوتتج
ياحبي للصغاااااااااار
حياااااااااااج نورتينا بالمشروووع
مع خالص حبي
Angel 1118

Angel 1118
18-12-2010, 12:00
مراحب الي كل العضوات والزوار الكرام
اشتقتلكووووووووووووووووووووووو كتير كتير كتير
كيف حالكم جميعا انشالله تكونو بخير
سامحوني علي الغيبة الطويلة
بوسة كبيرة الكن جميعا ::سعادة:: ::سعادة::::سعادة::





100 مرحبااااااااااااا بالليدي
وانت أكثر ياقلبو
كيف أحوالج يالدوووووووووووووووووبه ;)
ابشرج من الله بخيييييير
مسموحه يالغلا اهم شي تكونين بخير
أحلى بووووووووووووووسه لج يالدوووووووووووبه
مع حبي ::سعادة::::سعادة::
Angel 1118

*cute_girl*
18-12-2010, 13:00
السلام عليكم
كيفكم يا احلى عضوات ما شاء الله عليكم هالأيام معظمكم متواجدين
ربي يدوم المحبة والتواصل
حبيت احي الجميع ودائما موجودين و متألقين




هــــــــــلاا بكـ ملاك :)
كيفك يا عسل ؟ وكيف بنوتكـ الله يخليها لك
وتشوفيها عروووسة ::سعادة::
اااااامــــــــــــــين

*cute_girl*
18-12-2010, 13:08
مراحب الي كل العضوات والزوار الكرام </B>
اشتقتلكووووووووووووووووووووووو كتير كتير كتير </B>
كيف حالكم جميعا انشالله تكونو بخير </B>
سامحوني علي الغيبة الطويلة </B>
بوسة كبيرة الكن جميعا ::سعادة:: ::سعادة::::سعادة::</B>







كــــــــلــــــيــــــر:eek:
كييييييييييييييفك يا عيوني؟
اشتقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلك جدااااااااا
كيفك وكيف نايت ؟
سلمي عليهاااا
و اكبر بوسة بالعالم لك يا عسل
مووووااااااااااااااا::سعادة::ااااااااااااااااه

khadija123
18-12-2010, 14:33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حال الجميع بدون إستثناء
والله إشتقت لكم كثيرا

khadija123
18-12-2010, 14:41
خدوج وينك انشالله احين احنا انسوي نداء حق البنات الغايبين تقومين انتي تغيبين بعد ما يصير يا قلبي لا تتأخرين ( ليه رايحه مشوار طالعه يعني!...استهبل )

كيف حالك الغصن الوحيد ؟ إن شاء الله الأهل بخير
أسفة عن الغيبة والله كنت مشغولة شوية وكمان عندنا عرس بالعائلة فيه أختين بنات خالتي عرسهم بليلة وحدة وحنا مشغولين معهم في التجهيز إن شاء الله يتمم كل شيء بخير عقبالك وعقبال البنات كلهم
دخلت بس أطمن عليكم وعن أحوالكم

khadija123
18-12-2010, 14:45
]خديجة
اشتقتلك يا قمررر
يااارب تكوني بالف خير[/size]

وأنا كمان إشتقت لك حبي
أنا بخير والحمد لله بس كما قلت من قبل مشغولة هالأيام بالزفاف عقبال عندكم إن شاء الله
كيف حالك عزيزتي إن شاء الله بخير

khadija123
18-12-2010, 14:50
انجل 1118
كيف حالك إن شاء الله تمام

khadija123
18-12-2010, 14:54
Malh الرواية رائعة لقد قرأت الملخص وأعجبت به
وبدأت قراءة الرواية لكنني لم أتممها بعد وشكلها رائعة جدا
شكرا كثيرا على تعبك معنا عزيزتي

khadija123
18-12-2010, 15:03
ماشاء الله زاد الحماس بمشروعنا الحلو


جوليا كيف حالك ؟
الحمد لله إن المشروع عاد كما كان وإن شاء الله يكون أكثر

khadija123
18-12-2010, 15:09
السلام عليكم
كيفكم يا احلى عضوات ما شاء الله عليكم هالأيام معظمكم متواجدين
ربي يدوم المحبة والتواصل
حبيت احي الجميع ودائما موجودين و متألقين

كيف حالك إن شاء الله تكون مبسوطة معنا في المشروع

khadija123
18-12-2010, 15:23
كيف حالك نسمة عطر ؟

PANSSY
18-12-2010, 22:48
Angel1118 ‎
شكرا لك نجولة
انت كيفك بعد البردة ان شاء الله احسن
تحياتي لك ‏

PANSSY
18-12-2010, 22:54
ملاك001
شكرا لك كثير على الترحيب
انت كيفك و كيف السنفورة الصغيرة اعطيها بوسة كبيرة مني

تحياتي لك

PANSSY
18-12-2010, 23:01
‏khadiga123 ‎
عزيزتي خدوج انا بخير و الحمد لله انت كيفك
بالنسبة للمشروع اكيد مبسوطة كثير صحيح انا اشتركت من مدة قصيرة لكن انا متابعتكم من زمان و حبيت المشروع وروح المحبة والصداقة بين الاعضاء لهذا اشتركت معاكم

مع حبي و احترامي ‏

Angel 1118
18-12-2010, 23:31
انجل 1118
كيف حالك إن شاء الله تمام



هلا خدووووج
تمام انت كيفج

Angel 1118
18-12-2010, 23:36
Angel1118 ‎
شكرا لك نجولة
انت كيفك بعد البردة ان شاء الله احسن
تحياتي لك ‏



أهلا اهلا بالحلوه
يسلمو ياقلبو
تمام الحمد لله
انت كيف احوالج
مع حبي
Angel 1118

الغصن الوحيد
19-12-2010, 05:39
malh الرواية جميله وجميلة وجميلة من جد كثير اعجبتني ومتحمسة لها جدا يعطيك ربي الف عافية حبيبتي ..تصدقين اني الى الان ما خلصتها كل ما قعدت اقرا شوي اطلعت لي الف شغله وشغله واعصابي مره ابي اخلص الرواية ..
اهم شي تسلم يدينك يا قمر على الذوق الحلو والاختيار الموفق الاحداث والشخصيات وحركاتهم واو حمااااااااااااس ام الحماس وابوه بعد ..




يقبرني الله اللي خلقك .. يا قلبي ..

الغصن الوحيد
19-12-2010, 05:50
هلا خدوجة حبيبتي مشالله تبارك الرحمن الف مبروك حبيبتي الله يتمم لهم على خير انشالله وعقبالك يا قمر واحنا معاك انشالله ..

لا دام كذا معذورة انك ما تدخلين المشروع .. يا اختي يا خدوج لا تلوميني والله صرت اخاف اذا غابت وحده ان ما عاد نشوفها في المشروع وانتي تعرفين غلاك وقيمتك عندنا حبيبتي .. ما نقدر على فراقك وما احب ما اشوفك ..

الغصن الوحيد
19-12-2010, 05:55
يا مرحبا يا مرحبا نورك يا كلير طفى الكهرباء ...

هلا والله يا قلبي وينكم ليه كذا القطعه عسى ما شر كل هذا مشاغل هالدنيا اللي امنعت عنا شوفتكم يا كلير انتي ونايت والله وحشتونا كثير وفاقدينكم جدا ...

حاولوا انكم تسيرون علينا شوي تزرونا يعني مراحب حبيبتي لا تقطعين ..

الغصن الوحيد
19-12-2010, 06:01
بسم الله عليها الكتوته الصغيرة يا ملاك الله يخليها لك يا قلبي ويخليك لها وتتزفينها عروس قولي آمين ..

انا عارفه انها صغيره لان هاذي حركاتهم عيال احين ..الكبار شوي بتقدرين تصرفينهم بكلمتين والا بشي بس الصغار الكتاكيت مافي تفاهم تعطيني يعني تعطيني بس يهبلون ويجنون..

الغصن الوحيد
19-12-2010, 06:09
لا انجل 1118 حرام عليك انا مو دووووبه ..

وانشالله ما اسمن ولا امتن لاني احس بتعب نفسي بمجرد ما يتغير وزني شوي الى فوق ولا ارادي ما احب آكل اذا سمنت زيادة .. بس ياخوفي اسمن من حنة خواتي علي ..

انتي طويلة ما جا في بالي انك طويله ..انا ماني طويله عكسك يعني طولي زين وخواتي يقولون اني قصيرة مع اني ما احس كذا حتى عائلتنا يقولون لي طولك زين بس لاني نحفت وضعفت صار حجمي نوعا ما تحسينه صغير بس صدقيني انا وسط في الطول ..

khadija123
19-12-2010, 14:28
مراحب الي كل العضوات والزوار الكرام
اشتقتلكووووووووووووووووووووووو كتير كتير كتير
كيف حالكم جميعا انشالله تكونو بخير
سامحوني علي الغيبة الطويلة
بوسة كبيرة الكن جميعا ::سعادة:: ::سعادة::::سعادة::



كيف حالك كلير والله لك وحشة كبيرة لا تغيبي عنا كثير
إحنا بخير والحمد لله لا ينقصنا سوى وجودك معنا

khadija123
19-12-2010, 14:45
بنات : جانيت - برنسيسة - ساكنة القلوب - نسرين -سوناتا و نايت كيف حالكم ؟ إن شاء الله تمام

وينكم عنا عسى أن يكون المانع خير إن شاء الله

khadija123
19-12-2010, 14:55
malh كيف الحال عائلتك وأولادك الصغار إن شاء الله بخير
روايتك أكثر من رائعة رغم أنني لم أكملها بعد شكراااااااااااااا كثيرا عزيزتي

khadija123
19-12-2010, 15:08
همممممممم...باين عليها حلووووة

انا كملت رواية مغرور تقدري تبتديها

وكمان حابة أقول بعد ما تنزليها انا عندي رواية اخرى حابة انزلها بعد ما تكملي

تحياتي

كيفك ميلك هوني إن شاء الله تمام ::جيد::
شكرا على الرواية الأولى "مغرور" وإحنا في إنتظار روايتك الثانية إن شاء الله تكون رواية أخرى رائعة

يوكي 111
19-12-2010, 15:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هلا بحبايب قلبي
وحشششتوووووووونيييي
كيف أحوالكم جميعا" بدون أثتثناء
أنا سعيدة جدا" أن الرواية أعجبتكم
أحب أشكر( شاذن )كاتبة الرواية على المجهود الرائع
يوم قرأت هذة الرواية عجبتني كتير
فحبيت أشارك بها في المشروع
عشان أخواتي وحبايب قلبي يستمتعو بها مثلي
لكم كل أحترامي وحبي
.....جاآآآآآآآآنا.....

يوكي 111
19-12-2010, 15:33
malhكيفك يا قمر وكيف براعمك الحلويين تسلم ايدك على الرواية الجديدة ورح ابدا قرائتها اليوم انشاء:) الله لكن واضح من الملخص انها حلوة و مشوقة

الحمدولله بخير
وانتي كيف احوالك انشاء الله بخير
شكرا" حبيبتي على السؤال

يوكي 111
19-12-2010, 15:36
malh
كيفك؟وكيف اولادك الحلوين ؟
ان شاء الله بمليووون خييير
تسلم ايدك حبيبتي علي الرواااية
كتييييير حلوة



بخير الحمدو لله ياسكر
تسلمي يا رب من كل سوءوالله أنتي اليي حلوة
لكي تحياتي

يوكي 111
19-12-2010, 15:50
malh
تسلم اناملك ياعيوني
ع الرواية
لسه ما قريتها لكن اكيد حلوة مثلك
حبيبتي بس عندي استفسار>>>متطفلة
اسمك اذا كتبته بالعربي بيكون مالح ولا شو؟
ارجو ما أكون ازعجتك


يسلم عمرك حبيبتي
والله الاسم بلعربي يكتب ملح
الصراحة الاسم دة له قصة
في البداية العضوية لزوجي هو اليي سجل في المنتدي
وأنادخلت باسمه
حبت أغير الأسم لأنه مو عجبني لكن البنات عرفتني
به
قلقت لوغيرته مايعرفني اصدقائي
وهذي خلاصة القصة

يوكي 111
19-12-2010, 16:02
malh حبيبتي مشالله عليك حماس وفعلا الرواية شكلها رائعة ومشوقه انا قرأت الملخص وكثير حبيته وانشالله راح ابتدي قراتها بس لما يخف صداعي ..

تسلمين لنا يا قمر والله لايحرمنا شوفتك يا قلبي ..




malh الرواية جميله وجميلة وجميلة من جد كثير اعجبتني ومتحمسة لها جدا يعطيك ربي الف عافية حبيبتي ..تصدقين اني الى الان ما خلصتها كل ما قعدت اقرا شوي اطلعت لي الف شغله وشغله واعصابي مره ابي اخلص الرواية ..
اهم شي تسلم يدينك يا قمر على الذوق الحلو والاختيار الموفق الاحداث والشخصيات وحركاتهم واو حمااااااااااااس ام الحماس وابوه بعد ..




يقبرني الله اللي خلقك .. يا قلبي ..


غصونة الغالية

تسلمي يا روح قلبي

كنت متأكدة أنها سوف تعجبك

وربنا يشفيكي من كل سوء

أخجلتيني بكلامك الرائع لكي حبي وودي

.....جاآآآآآآآنا......

يوكي 111
19-12-2010, 16:17
العزيزة malh ‎
رواية كثير مميزة وحلوة
شكرا لك
‏ تحياتي


تسلمي يالغلا
مشكورة حبيبتي ألف شكر

يوكي 111
19-12-2010, 17:19
مراحب الي كل العضوات والزوار الكرام
اشتقتلكووووووووووووووووووووووو كتير كتير كتير
كيف حالكم جميعا انشالله تكونو بخير
سامحوني علي الغيبة الطويلة
بوسة كبيرة الكن جميعا ::سعادة:: ::سعادة::::سعادة::




كيفك حبيبتي
والله أنتي كمان وحشتينا
وكمان نايت وحشتني كتيييير
الصراحة قلقت عليكو كتير
وكيف نايت
سلمي عليها ولكم مني بوسة كبيرة أوي

يوكي 111
19-12-2010, 17:24
malh الرواية رائعة لقد قرأت الملخص وأعجبت به
وبدأت قراءة الرواية لكنني لم أتممها بعد وشكلها رائعة جدا
شكرا كثيرا على تعبك معنا عزيزتي


خديجة وحشتيني يالغالية
ولا تعب ولاحاجة أهم شيء تكون عجبتك
لاشكر على واجب
وتسلمى حبيبتي على سؤالك

يوكي 111
19-12-2010, 17:32
انجل 1118
وحشتيني جدا" يا قمر
كيف أحوالك مع الدراسة ربي يعينك عليها
ويجعلك من الناجحين في الدنيا وألاخرة
قولي آآآميييين