PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ مشروع لأكبر تجمع روايات عبير وأحلام المكتوبة نصا ]



صفحة : 1 2 [3] 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46

هيونه المزيونه
09-02-2008, 14:27
شكل السالفة تجنن ...........

تسلمين ساحرة القلوب ..

وفي انتظارك حبيبتي على احر من الجمر ...

SONĒSTA
09-02-2008, 18:06
ملاحظة: حبيبات قلبي ممكن اتاخر بتنزيل الفصل الثالث كم يوم
بسبب ظروف قاهرة و اخليكم تستمتعوا بالفصل و ان شاء الله ما باتأخر عليكم


ولو حبيبتي
----------------
في انتظارك على أحر من الجمر
;)

مسنياك
09-02-2008, 20:39
معلش مشاكل الاتصال تعيقني عن التواصل المستمر معاكم
لاكن انا كلي معاكم في هذا المشروع
سحوره يعطيك العافيه
تسلمين بس لا تطولين عيني

بحر الامان
09-02-2008, 20:58
ما شاء الله بدء المشروع من جديد
ولا تقولوا لي
معلش صبر جميل ولله المستعان
راح اخاصمكم ولا اكلمكم او اتواصل معكم
ومن غير شي الاتصالات قايمه بالواجب وعازلتنا عنكم

لحـ الوفاء ـن
10-02-2008, 12:02
يالله بدأ الحماس

القلـ ساحرة ـوب
10-02-2008, 13:39
هلا و غلا بأحلى بناااات
و يسلمو على المتابعة وانا بانزل الفصل الجديد
و ان شاء الله ما اتاخر عليكم رغم انه النت زفت هاليومين


الفصل الثالث:خدمة مدفوعة


في صباح اليوم التالي, أخذ نك يحدق في الصحيفة التي وضعتها سكرتيرته على مكتبه و قد تملكه الغضب...تبّا! كان عليه أن يتكهن بذلك الليلة الماضية.و الآن عليه أن يصلح ما أفسده قبل أن تخرج الأمور من يده.سألته هيلين:" هل هناك ما تريد قوله سيدي؟"
عملت معه هذه المرأة البالغة الخامسة و الخمسين من العمر منذ استلم إرثه من أبيه و المتمثل في سلسلة <فنادق ماغيللان> التي تغطي الساحل الغربي. وكان فندق <فلاغ شيب> هو الأول, و قد جعله مركز قيادته كما فعل أبوه قبل وفاته منذ عشر سنوات.
تبّا لماذا لم يفكر في الصحف عندما أخذت الكاميرات له الصور الليلة الماضية؟
تملكه وهو ينظر إلى الصور شعور بالضيق هل كان الأمر مجرد خطة موضوعة؟ نوعا من الخداع؟ تمثل دور الخطيبة لتبدأ بعد ذلك بابتزازه؟ أم أنها مجرد محاولة منها للتعرف إليه أملا في نوع من الربح؟
تعود نك على ملاحقة النساء له منذ ابتدأ في دنيا الأعمال... طمعا في حصة من ماله أو التألق الذي تجلبه إدارة الفنادق.لكنه لم يتوقع شيئا كهذا. كانا, هو و موللي, يحتلان عناوين القسم الاجتماعي في الصحيفة.
مالك الفنادق الكاره للزواج يستقر أخيرا... نك بايلي يتزوج. كان واثقا من أن دوني لم يكن يتوقع النتيجة عندما اقترح أن يمثل نك دور الخطيب لفتاة غريبة. كان الاقتراح يستحق التفكير نظرا لمتطلبات كارمن المتزايدة. ولقد حاول فسخ علاقتهما برفق لكنها لم تفهم أن ما بينهما قد انتهى. و شعر بوخزة من خيبة أمل وهو يفكر في أن موللي ستسرع إلى الاتصال به مقدمة اقتراحا او طالبة شيئا.وقفت هيلين بجانب المكتب متأملة الصور مائلة إلى الأمام لتقرأ المقالة. ثم تمتمت: "لم أرسل إليها أزهارا أو أحجز لها مائدة في أي من مطاعمك المعتادة"
- ليس الأمر كما تظنين. قال هذا وهو يطوي الصحيفة ثم يلقي بها في زاوية المكتب. لقد طلب من دوني أن يتحرى عن موللي ماغاير وما تسعى إليه و أن يقضي على أي شيء قد يكون نما في ذهنها.
قالت هيلين:" ما الذي علي أن لا أظنه؟ ألا تعني الخطبة التصميم على الزواج؟ "
- مخبر الصحيفة أخطأ . نحن غير مخطوبين.
- في إحدى الصور يبدو خاتم الخطبة.
- هل وصلتك الأرقام من موقع البناء في بورتلاند؟
- هل تغير الموضوع سيدي؟ قالت هذا و هي تعود إلى مكتبها و تأخذ في مراجعة التقارير و الملفات المكدسة.
و عندما رن جرس الهاتف تناولته بسهولة ثم رفعت بصرها باسمة: "دوني على الخط يا سيدي ".
فاختطف السماعة: " تبا لك و لأفكارك اللعينة!"
- أظنك قرأت الصحيفة
- لم أفكر قط في أن الصحافة ستكون هناك
-ربما موللي هي التي تدبرت هذا طمعا بالمال أو بمصلحة.ما الذي تعرفه عنها؟
- إنها تبدو لطيفة بما يكفي.هل تريدني أن أتحرى عنها؟
- نعم و أخبرني إذا وجدت شيئا ذا أهمية.
- أنت محظوظ لأنك لم تظهر على نشرة الأخبار فقد كان العناق جيدا.
- أي عناق؟ كان ذلك العناق جيدا و لكن كيف عرف به دوني؟
- ألم تر الصفحة الثانية؟
قلب نك الصفحة إلى حيث بقية المقالة, فرأى صورة لعناق وداعه, تبا لذلك!
و سأله دوني: " إذا, هل ستراها مجددا؟"
- لا فقد كان ذلك لليلة واحدة فقط.هل نسيت؟تبا! ألست أنت الذي سعيت بذلك؟ هذه المقالة تبدو مشبوهة. عليك أن تتحرى عن سبب نشرها و انظر ما بإمكاننا فعله لإصلاح الأمر. كذلك عليك أن تكتشف ما هي لعبة موللي.
- هيه... أنا أعيش للعمل هذا صحيح. و لكن أليس لديك من يمكنه القيام بعمل أفضل؟
- أدع أناسا آخرين يعرفون الوضع؟ هذا مستحيل.
- و كارمن؟
- لقد فهمت الأمر بالأمس.
- إلى أن تراك في مكان ما من دون خطيبة . فإذا اشتبهت أن هناك خلافا بينكم ستعود إليك هذه المرة بشكل يجعل رجوعها عنك مستحيلا.
- هذا جميل. سأهتم بذلك في حينه.ألم تفعل شيئا بالنسبة للأمر الآخر؟
- أعطني فرصة, يا نك, فقد ابتدأت لتوي منذ يومين. هذه الأشياء تأخذ وقتا. علي أن أبدي المودة قبل أن يفضي إلي أي شخص بالأمر.فإذا استعجلت الأمور سيشككون للأبد.
كان دوني مورغان قد أنشأ وكالة للتحريات الخاصة منذ عدة سنوات بعد أن عمل عشر سنوات في " قسم شرطة لوس أنجلوس".و كان نك قد استخدم ابن خالته هذا ليتحرى له عما إذا كان هناك اختلاس في المقهى, ذلك أن أرقام المبيع تدهورت مؤخرا على الرغم من ازدحام المكان الدائم.تملكته الشكوك لكنه كان يريد برهانا قبل أن يتصرف. ووافق دوني على أن يسعى متخفيا إلى العثور على برهان.
و سأله دوني: " كيف حال خالتي؟"
- على حالها. كان هذا هما آخر يتملكه فصحة أمه تتدهور منذ أسابيع. كانت الممرضة التي ترعاها طوال الوقت متفائلة على الدوام لكن الطبيب كان أكثر تحفظا. كان نك يكره العجز الذي يشعر به عندما يكون بجانب أمه. إنه يريدها أن تشفى و تستعيد نشاطها المعتاد لتعود مجددا تلك المرأة النابضة بالحياة.
- بلغها تحياتي عندما تراها. على أن أذهب الآن.
أدخلت هيلين إليه الملف الذي يريده ثم أخذت الصحيفة و هي تتأمل الصورة الجديدة.
ركز نك انتباهه على الملف باذلا جهده في نبذ موللي ماغاير من ذهنه. إذا فكرت في أن تستفيد بشيء مما حدث الليلة الماضية فسوف تندم. كانت بينهما اتفاقية لليلة واحدة و هذا كل شيء. لكنه أخذ يتساءل عما كانت تفعله تلك اللحظة... تخطط و تتآمر.

القلـ ساحرة ـوب
10-02-2008, 13:42
كانت موللي تعمل أثناء تناولها الغداء. لقد وصلت إلى المكتب باكرا لكي تتمكن من إنهاء عدة مشاريع كانت وضعتها جانبا عندما أخذت تعمل لحساب شركة<هاماكوموتو> و قد صممت على قضاء عطلة نهاية الأسبوع في منتجع للمياه المعدنية...ابتداء من الغد. فساعات العمل الطويلة التي تطلبتها إبرام تلك الاتفاقية مع الشركة اليابانية استهلكت الكثير من ساعات فراغها. و لهذا أخذت عطلتها بعد ظهر الجمعة مباشرة حتى صباح الاثنين.و لم تكد تستطيع الصبر!
تناولت ملفا آخر مستمتعة بحس الإنجاز الذي يرافق إنهاء العمل.نشرت التخطيطات على منضدة الرسم ثم تناولت القلم الفحمي.كانت تريد أن تنهي آخر رسم لديها قبل أن تأخذ فترة استراحة.
ساد الصمت فجأة في القاعة الواسعة المخصصة للفنانين فرفعت موللي بصرها ليقع مباشرة في عيني نك بايلي.
حدقت إليه بدهشة. ألم يودعا بعضهما إلى الأبد الليلة الماضية؟
و على الفور تذكرته و هو يغازلها ممثلا دور الخطيب العاشق الليلة الماضية.لكن لم يكن يبدو عليه اليوم أي استعداد للغزل. البذلة القاتمة و القميص الأبيض اللذان يرتديهما أبرزا شخصيته الفياضة بالرجولة.وبدا لها أن مجرد وقوفه هناك ملأ القاعة.كان هذا غريبا. فهي لم تلحظ قط من قبل أن هذا المكان الفسيح المكشوف ضيق بهذا الشكل.
نظر إلى الفنانين الآخرين الذين أسرعوا جميعا للاهتمام بعملهم, ما عدا بريتاني التي أخذت تحملق فيهما من بعيد. و اذا كان نك قد لاحظ هذا فقد تجاهله تماما إذ كان ينظر إلى موللي مباشرة:" علينا أن نتحدث"
بدا الفولاذ وراء لهجته اللينة تماما كما كان مع كارمن. نظرت إليه بحذر:" نتحدث في عماذا؟"
ما الذي يفعله هنا؟ و كيف جاء إلى هنا؟ إنه يعلم طبعا أنها تعمل في شركة <زنتك>.ألم يجد صعوبة في الظهور أمام المكتب الخارجي و السؤال عنها؟و لكن لماذا تركته موظفة الاستقبال يدخل من دون مرافق؟هذه ليست العادة المتبعة.
سألها :" هل رأيت صحيفة اليوم؟"
فهزت رأسها :" نادرا ما أقرأ الصحيفة المحلية. لماذا؟"
استدار ووضع يديه في جيبي بنطلونه وهو يتأملها بتقطيبته المألوفة. توقفت موللي عن الحركة و لكن هذا استلزم منها جهدا بالغا. نظرت في أنحاء الغرفة بسرعة و لاحظت كيف أن الجميع كان يبدو مشغولا. لكنها تعلم أنهم يصغون بفضول. بريتاني على الأقل كانت أبعد من أن تستطيع سماع شيء لكن موللي رفضت أن تصب الزيت على نار الأقاويل فقالت له :" تعال معي"
و نزلت من على مقعدها العالي و اتجهت الى باب الخروج. كان المكان الوجيد الذي يمكنها الانفراد فيه هو قعر السلم. فتحت الباب ثم أطلت منه لتتأكد من أنهما وحدهما قبل أن تستدير لتواجه نك :" ما الذي تريده؟ لم أتوقع أن أراك مرة أخرى".
- أصحيح هذا؟ من الصعب تصديق ذلك خصوصا بعد تغطية الصحافة لما حدث الليلة الماضية.
- الصحافة؟ كنت أعلم أنهم سيكونون هناك. ذلك أن شركتنا الجديدة هي حدث هام. وما لدينا من مخططات يؤثر على عدة شركات في سان فرانسيسكو و حول العالم. هل حاول أحد أن يجري معك مقابلة؟
و كان هذا مستحيلا لأن نك كان بجانبها طوال الوقت إلا إذا حصل هذا بعد ذهابها.
- هناك صور لنا في الصحيفة اليوم بالإضافة إلى مقالة عن زوبعة حبنا و خطبتنا.
حدقت موللي إليه ذاهلة :" ماذا؟ أنا لم أعطهم أي قصة حتى إنني لم أتحدث إلى أي صحفي. كنت أنت معي طوال الوقت و تعرف أنني لم أفعل هذا."
كيف كتبت الصحيفة قصة الخطوبة و لماذا؟ كان من المفترض أن تتركز التغطية الصحفية على اتفاقية الشركة الجديدة.
- لا يهم كثيرا من الذي أعطى القصة للمراسل الصحفي. الموضوع هو أن القصة في صحيفة هذا النهار و ربما قرأها الجميع.
- لكن هذا سينتهي بعد يوم أو يومين. أعني من يهتم لخطبة مديرة فنية في <زنتك>؟"
- المجتمع بأكمله و القطاع المالي في سان فرانسيسكو سيهتم بذلك إذا كان خطيبها هو نيكولاس بايلي صاحب <فنادق ماغيللان>".
تخلخلت ركبتا موللي فهبطت جالسة على درجة السلم و هي تحدق فيه و تجفف راحتيها اللتين رطبهما العرق ببنطلونها.ثم هزت رأسها :
" مستحيل! لا يمكنك أن تكون رئيس <فنادق ماغيللان>.إنها موجودة منذ عشرات السنين وهي إرث عائلي."
- أنشأها جدي بعد الحرب ثم ورثتها أنا بعد وفاة منذ عشر سنوات.
- ما الذي كنت تفعله في المقهى عند العصر إذن؟ ظننتك... و سكتت فجأة.
أراح قدمه على الدرجة بجانبها ثم انحنى يتكئ على ركبته:" ظننتني ماذا؟"
- دعك من هذا عندما سألك الناس عن عملك لم تقل إنك صاحب الفندق! قلت فقط إنك تعمل في حقل الصناعة.
- أعني بذلك الفنادق. لكن <زنتك> لم تكن شركتي و لهذا لم أشأ أن أسرق الأضواء منك أثناء حفلتك.
- الآن ماذا تريد؟ أن أرسل تصحيحا للصحيفة؟
لم تستطع موللي أن تصدق هذا... أن رئيس <فنادق مغيللان> وافق على أن يقوم بدور خطيب مؤقت لها! لم تجد هذا معقولا.
سألها :" هل أعطيتهم أنت القصة؟"
فهزت رأسها.
- من غير المحتمل إذن أن يقبلوا تصحيحا منك. و بعد نشر الصور أشك في أن أحدا سيصدق ذلك على أي حال. و من ناحية أخرى تجاوز الأمر هذا الحد. فلقد رأت أمي المقالة و الصور.
- و هي لم تقبل بذلك؟
كوللي تتفهم فكل أم ترغب في رؤية خطيبة ابنها قبل الخطبة.
- أخبرها الحقيقة فأنا واثقة من أن مجيطها غير محيط بريتاني و جاستين و على أي حال أنا أفكر في إعلان انفصالنا قريبا.
- و كيف؟
فهزت كتفيها :" سأذهب إلى عدة مناسبات وحدي و إذا سألني أحد أقول بأن خطبتنا لم تنجح."
فتردد :" ليس الآن".
- ماذا تعني بقولك ليس الآن؟
- عليك أن تتمهلي قليلا
- ماذا؟ و لماذا؟
- أمي مريضة منذ فترة و هذه المقالة غيرت وضعها تماما. طبيبها و ممرضتها يظننا أن الحدث هو ما جعلها تعود إلى الوقوف على قدميها. لقد بدا عليها من التحسن بعد قراءتها المقالة أكثر مما اكتسبته منذ أسابيع."
- ما هو مرضها؟
- أصيبت في الشتاء الماضي بالتهاب رئوي لم تشف منه تماما. هزلت و فقدت اهتمامها بكل شيء.
فأجابت موللي :" لا بأس, لن نصحح الخبر إذن."
- هناك المزيد. إنها تريد أن تتعرف إلى خطيبتي.
- أخبرها بأننا انفصلنا.
- لقد أخبرتك لتوي بأنها تغيرت تماما لأنها ظنتني سأتزوج و هي تريد أن تقابل عروسي المقبلة.و إذا كنت تظنين أنني سأقضي عليها فأنت مجنونة.
فقالت باستنكار :" لكننا غير مخطوبين."
- أنا و أنت نعلم هذا و كذلك دوني. لكننا لسنا كذلك بالنسبة لبقية العالم. ألم تقدميني في حفلتك على أنني خطيبك؟ يمكنني أن أستدعي عشرات الشهودعلى ذلك الآن.
أخذ الشك يتملكها بالنسبة إلى قصده من هذه المناقشة :" لكن ذلك كان لتلك الليلة فقط."
- أنا ساعدتك في الخروج من مأزقك و عليك أن تساعديني في الخروج من مأزقي.
- لكني ساعدتك مع كارمن
- أنا ساعدتك مع بريتاني و جاستين و هما اثنان مقابل واحد. مازلت مدينة لي بواحد.
قفزت واقفة بغضب:" أنا لست مدينة لك بأي بشيء."
وقف بدوره و أخذا يحدقان ببعضهما البعض فلاحظت نظراته القاسية و ما فيهما من عزم و تهجم.
- إذن أنت لا تمانعين إذا أنا مررت على مكتب جاستين أثناء خروجي وأخبرته أن كل شيء كان مجرد ادعاء؟ و ربما أخبرت بريتاني أننا كنا نخدعهم جميعا.
- لن تفعل هذا
فقال بنعومة :" جربيني".
- لماذا تريد أن يعتقد معارفك أنك خطيبي؟ أنا فنانة أعيش في أحلام اليقظة و ألبس الجينز و الصندل.إذا كنت أنت حقا كما تقول فأنت غني و ربما لديك عشرات من النساء يرتمين عند قدميك. من سيصدق أننا خطيبان؟
- هذه ملاحظة هامة, أليس كذلك؟ لكن الحقيقة هي أن الصحيفة هي التي قالت ذلك, مكملة بصور تجعل من يراها يصدق الخبر.
- أنت مخبول من أدراني بأن ما تقوله صحيح؟
فقال و عيناه تلمعان بشكل خطر:" أتظنني أخترع كل هذا؟ اشتري الصحيفة."
أخذت تفكر كيف أن خدعة صغيرة لا ضرر منها يمكن أن تستحيل قضية معقدة كهذه.
سألته بارتياب:" ما الذي تريدني أن أفعله؟"
- تعالي الليلة لتتعرفي إلى أمي و ستتناولين العشاء في بيتها.لا أضمن لك أنها ستجلس معنا على المائدة.لكنها ستتعرف إليك على الأقل. تظاهري بأننا خطيبان و عندما تتحسن صحتها سنخبرها بأننا فسخنا الخطبة. و لكن ليس قبل أن تشفى! فهذا أول دليل مشجع رأيناه و أنا لن أعرضه للخطر.
- و كيف أتأكد من أنك حقا صاحب فنادق ماغيللان؟ أتراه يظنها تخرج مع رجل غريب عنها تماما؟
- عودي معي إلى الفندق إذا شئت و سأريك مكتبي و أجعلك تقابلين سكرتيرتي التي ستشهد معي. لقد عملت مع أبي من قبلي و هي تعرفني منذ كنت صبيا صغيرا.و سأدعو "دوني" ليشاركنا هذه الليلة إذا كان هذا يشعرك بمزيد من الارتياح.
- دوني؟
- ابن خالتي... الساقي في البار.
- ابن خالتك يخدم في بار؟ و تتوقع مني أن أصدق أنك صاحب سلسلة <فنادق ماغيللان>؟"
- إنه مخبر خاص يعمل في قضية فلا تخبري أحدا بذلك. ومادام وضعني في هذه الورطة أتصور أن الأفضل أن يكون موجودا ليساعدني على الخروج منها.
- كان يمكنك أن ترفض.
- و من يساعدني على كارمن؟
فهزت رأسها :" لا تحاول أن تقنعني بذلك.. أنت لست بحاجة إلى مساعدة مني ضد كارمن أو أي امرأة أخرى."
- لكنني بحاجة إلى أن تساعديني مع أمي. لقد جربنا كل علاج اقترحه الطبيب و هذه هي المرة الأولى التي تمنحني أملا.
حدقت إليه وهي تسمع الإخلاص في صوته. لقد ساعدها الليلة الماضية فهل سيكون صعبا أن تمثل دورا لأجله ليلة أخرى؟ و تنهدت.
- لا بأس. أعطني العنوان و ٍاذهب إليكم عند الساعة السابعة. هذه الليلة فقط و نصبح متساويين.
- لا انا أريدك أن تجاريني في هذا الأمر حتى تتحسن صحة أمي و بعد ذلك نتظاهر بالخصام ثم نفسخ الخطبة و يذهب كل في طريقه.
- و كم تظن هذا سيستمر؟
- حسب ما يقتضيه الأمر. أسابيع قليلة أو شهرا أو شهرين على الأكثر.
- شهرا أو شهرين؟ لا يمكنني أن أقيد حياتي شهرا أو شهرين. أنت تطلب مني أن أعطل حياتي كليا لأجلك بينما أنا لا أعرفك.
- كنت أعلم أننا سنصل إلى هذا الحد. كم تريدين؟
حدقت إليه مذهولة.
- هل تستلقي في سريرك ليلا لتفكر كيف يمكنك أن تهين الآخرين؟
ثم سارت نحو الباب و قلبها يخفق لشدة الانفعال من هذا الظلم.
- لدي أشياء أفضل أقوم بها في السرير
و على الفور قفزت إلى مخيلتها صورته مع كارمن و لم تشأ أن تفكر في ذلك.
- موهبتك إذن تظهر بشكل عفوي. أنا لا أريد شيئا منك! و قد تراجعت عن وعدي بالخروج معك الليلة. و تابعت وهي تفتح الباب:" ابحث عن طريقة تخبر بها أمك الحقيقة."

القلـ ساحرة ـوب
10-02-2008, 13:43
- الحقيقة؟ أي حقيقة؟
ألقى جاستين هذا السؤال من حيث كان واقفا قرب الباب الذي يؤدي إلى قاعة العمل. أرادت موللي أن تقفز عائدة إلى السلم ة تصفق الباب في وجهه. ثم ما الذي يفعله جاستين هنا؟
و تدخل نك يساعدها :" أمي تريدنا أن نقيم عرسا مترفا بينما موللي تريد حفلة هادئة تدعو إليها أصدقاءها المقربين.لكنها تكره أن تؤذي مشاعر أمي."
و سألت هي جاستين :" هل تريد شيئا؟" أما هي فلم يسألها أحد ماذا تريد طبعا ... و هكذا وقفت تنظر إلى خطيب حالي و حبيب سابق يحدقان ببعضهما البعض ... كما كان الأمر في الماضي عندما كان الرجال يتقاتلون لأجل امرأة.
وقال جاستين:" أنا بحاجة إلى ناثان لكي يخطط لي نموذجا لكنه يقول إنه مشغول بعمل أوكلته به لذا يريد موافقتك.ساعديني في هذا يا موللي"
حملقت موللي فيه. كانت تعلم أنها تفرغ احباطها عليه لكنه يستحق ذلك فقد أدركت أنه كان يحصل على ما يريد منها بظرفه و عذوبته أثناء علاقتهما. هل كان هذا هو سبب إظهاره الاهتمام بها و الحرص على إرضائها.
- اذهب و اسأل بريتاني إن كان لديها أحد ليساعدك.
- انتظر دورك إذن.
ثم عادت بانتباهها إلى نك و كان متكئا على إطار الباب ببساطة و كأن لا شيء في العالم يشغل باله ما عدا التوتر حول عينيه الذي كان يناقض ادعاءه. وقالت بحدة :" إذا لم يكن لديك ما تفعله, فأنا لدي."
- سأمر لاصطحابك بعد العمل, نحن لم ننته من حديثنا.
أدركت أن عيون الجميع منصبة عليهما فأومأت بالإيجاب لكنها لم تكن راضية بالوضع:" عملي ينتهي عند الخامسة و لكن سيكون علي أن أغير ملابسي.يمكنني أن أقابلك هناك."
ثم انتبهت إلى أنها لا تعرف أين يقيم و المفروض أن تعرف الخطيبة ذلك. لكنها لم تستطع أن تسأله بوجود جاستين.و كأنه استطاع أن يقرأ أفكارها فهز رأسها:" أنت تعلمين أن ليس لدي مانع من أوصلك إلى بيتك ثم أنتظرك ريثما تغيرين ملابسك. أراك عند الخامسة يا حبيبتي."
ثم مال إلى الأمام و عانقها.
و كادت موللي تنفجر.لم تكن تريد ذلك لم تكن تريد شيئا من هذا الرجل, لكن وجود جاستين و بريتاني و بقية الزملاء جعلها تتمسك بالهدوء. كان خفقان قلبها يعلو وهو يتركها و يغمز بعينه ما كاد يصيبها بالجنون! نظرت إليه وهو يخرج, ثم نظرت إلى جاستين الذي مازال واقفا بقربها يكبت غضبه:" متى تعرفت إليه؟ "
- بعد أن انقطعت علاقتنا. أنا مشغولة الآن
- أنا بحاجة إلى ناثان. قال جاستين و هو يتبعها إلى مكتبها.
- أي جزء من كلمة " لا" أنت لم تفهمه؟
قالت هذا و قد ازداد غضبها. لو كان لديه ذرة عقل لاستعملها و تركها و شأنها.
- هيه ما الذي كدرك؟ إنها خدمة بسيطة. كنت دوما تساعديني في الماضي. نحن مازلنا صديقين يا موللي أليس كذلك؟
و ازداد اقترابا منها و كأنه يريد أن يؤثر عليها بسحره لكي تستجيب له.
و تصورت موللي الأقاويل التي سرعان ما تنتشر عصر ذلك اليوم, فبقيت عيناها على أوراقها:" لا, نحن لسنا صديقين و أنا لن أدع ناثان يترك عمله الحالي. اذهب و اسحر بريتاني و هي تعطيك ما تريد بكل تأكيد فأنتما الاثنين متلائمان."
فقال بلطف :" أتغارين؟"
فأجابت ساخرة :" لا. انفصالنا كان أفضل ما حدث لي فقد تعرفت إلى نك فانظر أين أنا الآن."
كانت في مأزق لكن جاستين لم يكن يعرف هذا. و بعد أن أدرك أخيرا أنها تعني ما تقول ذهب متذمرا بينما حاولت أن تعود حيث تركت عملها لكن صورة نك كانت تتراقص في ذهنها. إذا استمرت العلاقة بينهما سيؤدي بها إلى الجنون.ماكان له أن يعانقها أمام جميع الموظفين! إنه خبير حتما! و لكن إذا كان عليهم أن يتناقشا في مسألة خطبة مزعومة ستكون هناك شروط ثابتة عليه اتباعها و ستوضح له ذلك عندما يأتي ليأخذها. و لكن هل صحيح ان والدته مريضة؟ و هل خبر العرس جعلها تتحسن؟ أن ان نك بايلي يقوم بلعبة ما؟
لقد بدا لها منزعجا حقا مما أصدرته الصحيفة. و هنا تذكرت فاتصلت بموظفة الاستقبال و طلبت ارسال نسخة من الصحيفة اليومية. و عندما وصلت هذه قرأت موللي المقالة في صفحة الاجتماعيات كلمة كلمة و تأملت كل صورة. و كانت الأوضاع التي اختارها المصور مقنعة حتى كادت تصدق أنها حقيقية لولا أنها تعؤف الحقيقة. كما أن المقالة أخبرتها المزيد عن (كاره الزوج)! و تفحصت بسرعة أسماء نساء اقترنت باسمه مفكرة أن تلك النسوة لا بد كرهن أن توضع أسماءهن بصفتهن حبيبات سابقات ما عدا كارمن التي ربما من النوع الذي يحب الشهرة مهما كان نوعها.
لكن موللي ليست كذلك. و مع ذلك ما كان لها أن تلوم سوى نفسها لهذه المقالة و للمأزق الذي وجدت نفسها فيه.يا ليتها فقط لم تشترك هي و شيلي في اختراع هذه الفكرة السخيفة! و يا ليتها دخلت تلك الحفلة وحدها وواجهت جاستين و بريتاني و شفقة زملائها!
فتحت دليل الهاتف بحثا عن رقم <فتدق ماغيللان> في ساحة "ساحة يونيون" ثم طلبته.و بعد لحظة قصيرة أجابها نيكولاس بايلي:"بايلي"
بإمكانها أن تميز ذلك الصوت في أي مكان.
- أردت فقط أن أتأكد من أنك أنت حقا من تقول إنك هو. ثم أقفلت الخط.
يبدو أنه حقا صاحب تلك السلسلة الضخمة من الفنادق الناجحة.يمكنها ان تواجه ذلك أما ما لم تكن واثقة منه فهو الاستمرار في تلك التمثيلية نزولا عند رغبته.
ماذا لو بدأت أمه حقا ترتب أمر الزفاف؟ سيكون من الظلم أن تنتزع هذا الأمل منها بعد أن تتحسن صحتها؟ أليس من الأفضل أن تخبرها بالحقيقة الآن و تمنحها أملا حقيقيا في أن يجد فتاة يقع في حبها
و يتزوجها؟ تساءلت إن كانت الأم تعرف كارمن.ولم تستطع موللي أن تتصورها من نوع النساء اللاتي يرغب نك أو أي رجل آخر أن يأخذها إلى بيته و يقدمها إلى أمه.
في الخامسة تماما خرجت موللي من مبنى المكاتب الضخم. و بالرغم من الازدحام البالغ في الشارع و مواقف السيارات كانت سيارة نك راكنة أمام المبنى بالضبط. عندما رأته لم تستطع موللي أن تتجنب الشعور بالبهجة الذي غمرها و تمنت لحظة لو أنهما خارجان معا للمرة الأولى ليكتشفا ما يحبانه و ما لا يحبانه.
قال وهو يفتح لها باب السيارة: "هل أنت راضية الآن؟ "
- عن ماذا؟
- عمّن أنا حقا.
تجاهلت قوله و دخلت السيارة, كانت المقاعد وثيرة ناعمة و خاطبت نفسها باستغراب: مرحبا بك يا موللي في عالم الثراء!
و جاءها صوت دوني من المقعد الخلفي: " مرحبا, يا موللي ماغاير".
التفتت إليه جزئيا فكانت ابتسامة التحري الخاص عريضة مرحة كالعادة: " مرحبا أظن أنه كان عليك أن تملأ كأسي فقط في الأمس و تتجاهل الطلب الثاني".
- آه يا لها من شبكة أكاذيب نحوكها... لكن الأمر بالنسبة إليك و إلى نك غير معقد. هو ساعدك على الخروج من مأزقك و أنت ساعدته على الخروج من مأزقه.
و دخل نك خلف المقود ثم أدار المحرك.
- تحدثت مع السيدة براوم قبل أن أترك المكتب.إنها ممرضة أمي. أمي متلهفة إلى التعرف عليك. سنتوقف امام بيتك كي تغيري ملابسك ثم نتابع طريقنا.
انطلق نك بالسيارة و سرعان ما تحول إلى شارع "إمبركاديرو".
- ألست بحاجة إلى معرفة الاتجاه؟
- أعرف الطريق.
- من أين أخذت عنوان مسكني؟
- أخبرني دوني بذلك.
التفتت إلى المقعد الخلفي:" كيف عرفت ؟"
فضحك دون خجل :" أنا أعرف كل شيء و الأفضل لكما أن تتعرفا الآن على بعضكما قبل أن تقابلا الخالة ايلين. لقد أعطيت نك المعلومات الرئيسية عنك ثم كتبت لك صفحة سريعة عنه."
ثم ناولها ورقة تحتوي على المعلومات الأساسية عنه: العمر, تاريخ الميلاد, مكان دراسته. فتمتمت موللي:" هل لدى نك معلومات وافرة عني هو أيضا؟"
- أنت ابنة وحيدة أبواك يعيشان في فريمونت حيث نشأت أنت و حاليا هما في رحلة بحرية أمنتها الشركة التي يعمل فيها والدك. أمك تعمل في مدرسة للصم.أنت كنت متفوقة في المدرسة الثانوية, في كلية الفنون. و تسكنين في شقة قرب الحي الصيني.و يبدو أن لديك اصدقاء كثيرين و لكن ...
و ألقى عليها نظرة خاطفة :" قليل من الرجال الأصدقاء المحبين"
- كان عليك ان تسألني فأعطيك ما تريد من معلومات.
استاءت لأنه كلف دوني بالتحري عنها. كان عليها أن تكلف شخصا بالتحري عنه ليرى إن كان هذا يعجبه!
و قال نك :" مازلت أريد أن أعرف نوع الألوان التي تفضلينها, والطعام و الأفلام و الكتب و ما إلى هنالك"
- و أنا أيضا أريد أن أعرف ذلك عنك.
أتراها تجاريه في هذا؟ و ماذا حدث لإصرارها على الشروط الأساسية؟ لقد سلمت بأنه أنقذها أمس من موقف صعب و اليوم من جاستين. لكنها تعرض نفسها للقلق و الاضطراب رغم انها غير واثقة من أنها تشعر نحوه حتى بالمودة.
كان نك يتخلل الزحام بمرونة وهو يجيب:" لوني المفضل هو الأزرق, طعامي المفضل هو الدجاج المقلي رغم أنني أعرف أن الطعام المقلي مضر بالصحة. أحب أفلام المغامرات و اذا استطعت أن استأجرها نادرا ما أذهب إلى السينما.و لدي تذاكر دوما للقاعات الموسيقية حيث أستمع إلى السمفونيات.لا أقرأ كثيرا لكنني عنما أقرأ أفضل القصص البوليسية الغامضة.ماذا عنك؟"
- أحب اللون الأزرق أنا أيضا, الشوكولا هو أكثر ما أفضل من الأطعمة و أظن انه ينبغي تصنيفه أحد الأغذية الأساسية. أفضل الأفلام و الكتب الهزلية و أحيانا الروايات العاطفية الحقيقة. لعبة كرة القدم لا تهمني البتة و أحب كل أنواع الموسيقى.
فقال دوني من الخلف:" الآن أعلنكما خطيبا و خطيبة."
و رد عليه صوتا نك و موللي في وقت واحد :" اخرس"
قالت:" هل وجدت سببا تتذرع به أمام أمك و يبرر عدم إطلاعها على خطوبتنا.أعني أليس هذا غريبا؟ أم أنكما غير متقاربين؟"
- إننا متقاربان كمعظم الناس كما أظن. و السبب الذي منعني من أن أحدثها عنك هو مرضها طبعا.
- و كانت علاقتنا عاصفة على كل حال أليس كذلك؟
- ماذا تعنين؟
- ألم تقرأ المقالة في الصحيفة؟ أم أنك اكتفيت بمشاهدة الصور؟ فحسب مصدر موثوق, و أظنه تلك السافلة بريتاني, كانت قصة حبنا عاصفة. ولا بد أن هذا صحيح ما دمت أنا قد قطعت علاقتي حديثا بجاستين و كلنا نعلم عن كارمن.
فقال دوني:" أرجو ألا تكون خالتي ايلين تعلم بأمرها"
وقف نك أمام مبنى من ستة طوابق ثم نظر إليها:" سننتظر هنا"
- هذا حسن. لن أتأخر.
فتحت الباب و دخلت بسرعة شاكرة لحصولها على عدة دقائق تنفرد
فيها بنفسها.ربما عليها أن تقفل باب شقتها ولا تعود إلى الخروج مطلقا. لم تكن واثقة من حكمة تورطها في هذا المشروع إلا أن الفضول كان يتملكها بشأن نك.
عادت إلى تلك السيارة المترفة بعد ثلث ساعة و أخذت تنظر إلى نك وهو يخوض زحام السير بكفاءة.قبل أن يصعد في طريق خاص ليقف أمام بيت عتيق جميل تلتف حوله نباتات متعرشة يتصاعد الشذا من أزهارها.
- هل تسكن هنا؟ سألته موللي وهي تنظر إلى بعض البيوت الفسيحة الجميلة التي كان يعود بناؤها إلى مائة عام.
- أمي تسكن هنا أما أنا فأسكن في شقة في منطقة "توب هيل". اسمعيني جيدا يا موللي لا أريد أن تتكدر أمي إنها واهية ضعيفة الصحة و سأفعل كل ما بإمكاني لكي تتحسن.هل نحن متفقان؟ لا ينبغي أن يدور أي حديث مثير للجدل .أفهمت؟
- آه , يا لروعة هذا الزواج! تهديد ,أهانات, تحريات, مزيد من التهديد.ماذا تتمنى المرأة أكثر من ذلك؟
خرج دوني و فتح الباب لموللي:" هل حفظت المعلومات التي أعطيتك إياها؟"
- لم أنته بعد من تلاوتها. أظنني سأتسلل إلى الحمام و أحفظ كل شيء عن ظهر قلب ثم أمزق الورقة قطعا صغيرة و أرميها في المرحاض.
وقال نك لابن خالته:" كان ممكنا أن يكون الوضع أسوأ لو انها لا تتحلى بروح الفكاهة." ثم عبس و مد يده فوضعت يدها في يده على مضض شاعرة بأصابعه تلتف حول أصابعه.
استدارت تواجه المنزل آملة أن ينجحا في تمثيل مهزلتهما الجنونية لأجل المرأة المريضة. لكن شعورا سيئا تملكها بالنسبة لهذا الأمر.

SONĒSTA
10-02-2008, 14:47
:)

,,

شكرا على الفصل الممتـــع
------
في انتظارك

;);)

Fenetia
10-02-2008, 17:07
يسلموا سحورة على هالفصل الروعة وبانتظارك بالفصول القادمة

ويعطيك ألف عافية يا رب

البسه الشقراء
10-02-2008, 19:48
مشكوره حبيبتي القلوب الساحره على الاجزاء الجميله
واصلي مشوارك الشيق ونحن معاكي

الحالمه*
10-02-2008, 22:15
مشكوووووووووره يا أحلى سحورة

السنيورا يارا
10-02-2008, 22:58
تسلمين سحوره...!!!
::جيد::
القصة شكلها خرافية (جنان)...!!:D

وأنا أخيتك مهنا تأخير ...!!:cool:
بس هااه لا تطولين أكثر عن يومين أوك ;)

دمتي بود
يارا

عذاَري
11-02-2008, 02:27
.

آهــــــلآ


حتى آلآن قرَيت بس .

معاً فوق آلنجوم وْ غربآء على آلطرَيق .

روْوَوْوَوْوَوْوَعهـِ . كل وحدهـ آحلى منٌ آلثآنيهـٍ .

ليٌ عوْدهـ بعد قرآءة آخرَ روْآيهـ بآلموْضوْع .

.

لحـ الوفاء ـن
11-02-2008, 12:02
في انتظار التكمله

خيال المشاعر
11-02-2008, 12:37
سلام يا حلوين

يسلمو سحورة على اجتهادك والرواية شكلها خطيرة

في انتظار التكملة

صوت الساعات
11-02-2008, 20:51
السلام عليكم شكرااااااااااااااااااااااااااااااااا جدا"sonesta"على الاختيار الممتاز وعلى المجهود وشكرا جدا ليكى يا"وردة قايين "انت بجد خدومة جداااااااااااااااااااااا انا عارفه ان الشكر متاخر معلش لانى كنت غيبة شوية شكرا مرة تانية::جيد::

هيونه المزيونه
11-02-2008, 21:11
سحورة حبيبتي عفيا .... تكفين وينك ...


ننتظرك ومشتاقين نعرف وش صااااار ....


انا حاسه انها بتفشله مع أمه ...


لاتتأخري ياقمر ....

القلـ ساحرة ـوب
12-02-2008, 08:21
أحلى سلامات لأحلى متابعات
اسفة على التأخير الخارج عن ايدي

المهم نتابع روايتنا و اخليكم مع الفصل الرابع

الفصل الرابع: خلف الكواليس:


قاد نك موللي إلى غرفة استقبال مترفة ثم استأذن للذهاب و الاطمئنان على أمه.و تمنت فجأة لو انها امضت قليلا من الوقت مع نك لمراجعة قصتهما.أخذت تنظر مأخوذة رغم قلقها.وكانت الغرفة أنيقة فاخرة و سألت دوني:" هل نشأ نك هنا؟"
أومأ الشاب و هو ينظر حوله :" نعم و كانت أمه تخشى دائما أن يتلف أيا من تحفها.و عندما كنا نحن الأقرباء نجيء للزيارة كنا نمضي وقتا سيئا.لا تلمس هذا, لا تجلس على ذاك! لا أدري كيف احتمل العيش هنا. هناك غرفة خاصة في الناحية الخلفية من المنزل كان نك يمضي فيها أكثر أوقاته فالخالة ايلين كانت أكثر قلقا على لحفها و أغطية مقاعدها المطرزة من أن تسمح لنا باللعب في هذا القسم من المنزل."
و تساءلت إن كان نك مشاغبا في صغره, يركض في أنحاء المنزل يصرخ و يلعب. هل كان يلعب كرة القدم في المدرسة؟ إن بنيته تشير إلى ذلك.و أخذت تقرأ الورقة التي أحضرها دوني معه إذ ربما ستجد الأجوبة فيها.
دخل نك بعد دقائق فرفعت بصرها إليه لكنها لم تستطع أن تقرأ شيئا
في ملامحه.فقالت:" لا أظنها فكرة حسنة."
- إذا كانت فكرة حسنة الليلة الماضية فهي فكرة حسنة هذه الليلة.
- كانت الليلة الماضية مختلفة.
- و كيف؟
لوحت بالورقة التي أحضرها دوني:" لم أكن أحاول أن أخدع أسرة هل يفترض بي حقا أن أتذكر كل هذه الأشياء؟"
- ليس فيها الكثير فأنا في السادسة و الثلاثين فقط
- لقد درست في جامعة ستانفورد و حزت على ماجستير في إدارة الأعمال.أنت تحب السفر و سافرت إلى بلدين لم أسمع باسمهما قط.
- و ما هو اعتراضك؟
- إننا غير متلائمين على الإطلاق و ستلاحظ أمك ذلك فورا.
- إذا أنت أديت دورك جيدا لن تلاحظ. لقد صدقت القصة الآن و لن تحاول أن تحلل شيئا.
و أمسك بذراع موللي برفق:" هيا بنا, إنها مستيقظة و متلهفة لرؤيتك."
و نظر إلى دوني:" سنعود حالا."
- خذا وقتكما. سأذهب إلى المطبخ و أرى ما يعدانه.
- عندما اتصلت أمي تدعونا للعشاء فالت إن شوــ وين ستجهز العشاء عند السابعة.قريبا سيكون جاهزا.
قالت موللي شاكية و هما يصعدان السلم:" أنت لا تصغي إلي. نحن لا نعرف بعضنا."
عندما وصلا إلى أعلى السلم أخذها نك بين ذراعيه:" أنا أصغي لكنني أتجاهل ما تريدين قوله.إننا سنجعل هذا الأمر ينجح فالكثير يتوقف على ذلك."
- و لكن...
و فتحت فمها لتعترض لكنه شدد من احتضانها مسكتا أي اعتراض قد تتفوه به. و قفت بين ذراعيه شاعرة فجأة بدفاعاتها تذوب. عرفت رجالا من قبل و لكن لم يعانقها أحد بمثل هذا الشكل و لا عجب أن كارمن لم تشأ أن تتخلى عنه. و بعد لحظات ابتعد عنها ثم أخذ ينظر إليها و الرضى في عينيه فسألته وهي تحدق في عينيه الداكنتين اللتين تخفيان الكثير:" لم فعلت هذا؟"
- أريد أن تصدق أمي هذه الخطوبة. سأمثل أنا دور المفتون ما دمت تمثلين أنت دور المحبة المشغوفة.
- آه, مشغوفة...؟ لا بأس. سأبذل جهدي!
كانت موللي الذاهلة على استعداد أن تعد بأي شيء.
عندما دخلا غرفة النوم الفسيحة, أول ما لفت نظر موللي هو سرير مستشفى بدا و كانه يحتل الغرفة و نهضت ممرضة من على كرسيها و تقدمت إليهما باسمة.
- سأترككما مع السيدة بايلي.نادوني إذا احتجتم لأي شيء.
ثم خرجت بينما اقترب نك و موللي من السرير:" أمي أريدك أن تتعرفي على موللي.موللي هذه أمي ايلين بايلي."
بدت المرأة المستلقية في السرير أضعف من أن تستطيع الجلوس. وكانت غائصة بين الوسائد نحيلة إلى حد محزن بشرتها أشبه برق قديم.
بدا الفضول في عينيها لكن ابتسامتها كانت مرحبة:" أهلا و سهلا بك يا موللي ماغاير.أتمنى لو أقول إني سمعت عنك لكن نك أخفى الأمر عني تماما."
- يسرني جدا التعرف إليك يا سيدة بايلي.
- ادعيني ايلين يا عزيزتي.أما بالنسبة إليك أيها الشاب فسنتحدث فيما بعد عن سبب إخفائك هذا الحدث عن أمك.
تقدم نك إليها و قبل خدها:"لم يكن لدي ما أخبرك به حتى مؤخرا.و الآن موللي هنا وأمامكما وقت طويل لتتعرفا إلى بعضكما, لذا لا تستائي."
ربتت على السرير بجانبها و قالت لموولي:" تعالي و اجلسي بجانبي وحدثيني عن نفسك."
جلست موللي بجانبها:" ليس لدي الكثير لأخبرك عنه.أنا أعيش في هذه المدينة وو أعمل في شركة زنتك في القسم الفني وقد و لدت و نشأت في كاليفورنيا."
- مثل نك أنا من بوسطن.لم أكن أظن أني سأغادرها يوما لكن توماس بايلي أرغمني على ذلك.أخبريني كيف قابلت نك.
حملقت موللي فيها بينما أخذت أفكارها تدور بسرعة.ما عساها تقول لها؟ فتدخل نك بنعومة:" قابلتها في حفلة عمل اقامتها شركتها في الفندق لقد افتتنت بها منذ البداية."
- إذن لهذا أعلنت خطبتك الليلة الماضية في حفلة زنتك.
و أومأت برأسها و كأن الأمر توضح أخيرا. لاحت ابتسامة واهنة على شفتي موللي و نظرت إلى نك.فليجب على كل السئلة فهذا سيوفر عليها توتر الأعصاب! و قالت له أمه مقطبة:" اجلس يا نك.تسبب لي وجعا في عنقي."
سحب نك كرسيا إلى قرب موللي و جلس فاحتكت ساقه بساقها.وانتبهت إلى قربه هذا منها ما سبب لها رجفة في داخلها و فقدت تسلسل أفكارها. لماذا تسبب لها لمسته هذه الفوضى في أعصابها؟
- هذه أول مرة تجلسين فيها مع الناس منذ شهرين.لا أريدك أن ترهقي نفسك.
- إياك أن تمرضي يا موللي فسيقلقك حتى الموت في محاولته أن يشفيك حالا.في الواقع انا لا أرهق نفسي بل اشعر أنني أقوى مما كنت عليه منذ زمن طويل.و ربتت على يد موللي:" كل هذا لأنني قابلت المرأة التي سيتزوجها نك. لم اظن قط أنني سأرى هذا اليوم.عندما كنا أنا و أبوه في مثل عمره كنا متزوجين منذ خمس سنوات و كان نك يتعلم المشي."
ضاقت عينا نك بنظرة محذرة لموللي و كأنها لحاجة إلى تحذير. وشعرت أنها تسير في حقل ألغام.نظرت إليه بجانب عينها:" أراهن على أنه كان صعب المراس, ومازال كذلك."
فضحكت ايلين:" ستكونين مناسبة له.حدثيني عن خططك للعرس! لن تدعاني اقرأ عن هذا في الصحف أليس كذلك؟"
هزت موللي رأسها الذي فرغ الآن من كل فكرة. لم تتعود ان تكون خطيبة زائفة ولم تفكر قط في عرس. سألتها ايلين:" هل ستتزوجين هنا في سان فرانسيسكو أم في منطقتك؟ من أين أنت أساسا؟"
شعرت موللي بقدم نك تحتك بقدمها محذرة.إذا كان لا يثق بها في سير التمثيلية فلماذا تزعج نفسها؟ فقالت:" لم نناقش التفاصيل بعد. أنا اساسا من <فريمونت> لذا سأرغب في الذهاب إلى منطقتي لنتزوج. ومادامت المسافة تستغرق أكثر من أربعين دقيقة فسيكون سهلا على الأصدقاء قطعها بالسيارة."
- وهل حددتما تاريخ الزفاف؟
- مازال الوقت مبكرا. علينا ان نختبر بعضنا أولا.
فقالت ايلين:" قاعات الحفلات تحجز عادة قبل أشهر أو حتى سنوات. هذا إلى أن موللي ستحتاج إلى وقت لشراء الجهاز و التخطيط لشهر العسل. هل ستسكنين في شقة نك؟ أم تريدين مكانا أوسع؟"
بدت عند الباب امرأة صينية قصيرة القامة حاملة طبق طعام: "العشاء جاهز يا سيدة بايلي."
قالت هذا و هي تدخل محيية نك فقدمها إلى موللي بأنها شوــ وين مدبرة المنزل.و تبعتها الممرضة السيدة براوم إلى غرفة النوم.و سألت:
" أتريدين أي مساعدة يا سيدة بايلي؟"
- بعد دقيقة ما زالت الزيارة قائمة.
- سنتركك الآن لتتعشي يا أمي. و أنا واثق من أن عشاء شو ــ وين ينتظرنا في الأسفل و سأعود مع موللي قبل أن نخرج.
قال نك هذا وهو يقف مادا يده إلى يد موللي فوضعتها في يده و ابتسمت له ابتسامة ترجو بها أن تعبر عن الشغف لكن الصدمة تملكتها للأحاسيس البهيجة التي شعرت بها.كانت يده دافئة حازمة. و عندما اشتبكت أصابعه بأصابعها خفق قلبها. و نصحت نفسها بأن تحاذر. قادها إلى الطابق السفلي. ومن نظرة الرضى التي لمحتها موللي في عيني الأم قبل أن تغادر الغرفة أدركت أن المرأة زالت شكوكها و اطمانت لتصرف ابنها.لو انها تعرف الحقيقة!

القلـ ساحرة ـوب
12-02-2008, 08:25
عندما دخلا غرفة الجلوس سأل دوني:" كيف سارت الأمور؟"
- بشكل ممتاز.
و ترك نك يد موللي. فقالت موللي شاعرة بالحرمان لترك نك يدها: "أمك مريضة جدا أليس كذلك؟"
فقال دوني:" إنها مريضة منذ أشهر."
- تبدو أحسن اليوم.
و قال نك مخاطبا موللي:" اكتسيت وجنتاها بعض اللون كما ان عينيها عادتا تلمعان كالعادة. ما كنت أعلم أن خطبتي يمكن ان تشفي أحدا. و لكن اذا كان الأمر كذلك فليكن."
كانت موللي متفهمة قلق نك. اذا كان ادعاؤهما سيساعد أمه على الشفاء فعليها اذن ان تستمر في تلك التمثيلية إلى أن تشفى هذه المرأة. يمكنهما أن ينجحا في ذلك إذا تركت له أمر الإجابة عن أسئلة أمه الشخصية.كل ما عليها فعله هو التحدث قليلا ثم تحدق في نك بشغف. مازالت طبيعة خداعهما تزعجها’ فقد كانت ايلين بايلي سعيدة حقا لظنها بأن ابنها سيتزوج.و سيخيب أملها عندما تكتشف الحقيقة. عندما انتقلوا الى غرفة الطعام للعشاء, سرها أن يستغرق الرجلان في الحديث حيث أضبح ب‘مكانها أن تفكر.نظرت في أنحاء الغرفة إلى الأثاث التراثي و الستائر المقصبة وهذا أثيت لها الفارق مرة أخرى بين خلفياتهما. ودهشت لأن ايلين لم تظنها طامعة في أموال ابنها.
قال نك :" أراك هادئة يا موللي."
فنظرت إليه:" ليس لدي ما أقوله."
فقال دوني مداعبا:" أي امرأة لا تتكلم إلا عندما تجد ما تقوله؟ أخبريني يا موللي كيف نجح الخداع بين أصدقائك في زنتك؟"
- يبدو أنهم صدقوا ذلك.
- هذا غريب ربما لديك موهبة في التمثيل.
- هل ظننت أني لن انجح؟
هز دوني كتفيه و عيناه تلمعان هزلا:" و كارمن, ما الذي ستفعله بها؟"
- لا شيء. لقد فهمت الأمر.
غمز دوني:" ربما. الأيام ستبرهن لنا ذلك."
عندما انتهى العشاء توقف الحديث و نظر نك إلى موللي:" يمكننا أن نودع أمي ثم اوصلك إلى بيتك."
- يمكنني ان أستدعي سيارة أجرة
فقال نك بفروغ صبر:" بل أوصلك أنا. أي رجل يرسل خطيبته إلى بيتها وحدها بينما بإمكانه أن يوصلها بنفسه؟"
أومأت موللي شاعرة بغبائها فالخطيبان الحقيقيان يترافقان حتى باب المنزل حيث يودعان بعضهما. عندما دخلا غرفة ايلين كانت هذه قد غلبها النعاس فأشارت إليهما الممرضة أن يقتربا قائلة:" لقد طلبت مني أن اوقظها . لقد أكلت معظم طعامها.هذه أول مرة تكمل فيها طعامها تقريبا منذ بدأت أعمل هنا."
ربتت على كتف ايلين برفق ففتحت هذه عينيها على اتساعهما. وعندما رأت نك و موللي ابتسمت ابتسامة عريضة و سألتهما و هي تحاول الجلوس:" هل استمتعتما بالعشاء؟"
فقالت موللي و هي ترى وجه المرأة المتعب:" كان لذيذا أرجو أن تتحسني قريبا."
- سأتحسن. كنت أفكر في أن علينا أن نقيم حفلة خطبة, لكي اقدمك إلى كل الأقارب و الأصدقاء. ما رأيك يا نك؟
وضعت الممرضة عدة وسائد خلفها بينما قال نك:" فكرة رائعة يا أمي. لكننا سننتظر حتى تشفي تماما."
- حسنا جدا. فكرا في ذلك بينما أشفى أنا بأسرع مما تتوقعان.
انحنت موللي تقبل وجنتها:" تصبحين على خير."
- تصبحين على خير يا عزيزتي. في المرة القادمة سنمضي انا
و أنت مزيدا من الوقت معا.
و في السيارة التفتت موللي إليه:" نحن بحاجة إلى خطة محددة نسير عليها."
- ماذا تعنين؟
كان دوني قد اختار أن يستدعي تاكسي لنفسه و بهذا اصبحا وحدهما في السيارة.
- أنت تعلم ما نخبر به الناس وما نفعله بصفتنا خطيبين. لا اظن أن علي توطيد علاقتك بأمك لأنها ستتكدر جدا عندما نفترق.
- بامكاننا أن نضع خطة نسير عليها, مساء غد. عليك أن تمري عليها من وقت لآخر و الا شكت في أمرنا وهذا يسبب لها قلقا لا أريده لها.
- ماسء غد؟ لن أكون هنا’ فأنا راحلة لقضاء عطلة الأسبوع
فقال بحدة:" مع رجل؟"
- لا ليس مع رجل ثم هذا ليس من شأنك.
أخذت تفكر في غرابة ردة فعله.لو كان لها صديق لما طلبت من رجل غريب أن يرافقها لحضور حفلة زنتك.
- إلى أين ستذهبين؟
- إلى منتجع في "نابا".
فقطب جبينه:" منتجع؟ حيث تخوضين في الأوحال و تشربين عصير الكرفس؟" ز كان صوته أقرب إلى الرعب.
- بذلت جهدا كبيرا في العمل لأجل <هاماكوموتو> وهذه مكافأتي منهم.
- إلغي ذلك. دوني على صواب في قوله إنه لم يعد بإمكاني الخروج وحدي بعد أن ذاع نبأ خطبتي و إلا وصلت الشائعات إلى أمي. سأحضر
مناسبة خيرية يوم السبت و سيكون عليك مرافقتي.
- ليس علي أن أفعل أي شيء فقد خططت لهذه العطلة الأسبوعية منذ دهور.
- عندما ينتهي هذا الأمر سأدفع لك نفقات أسبوع كامل تقضينه هناك.
تقبضت يدا موللي غيظا:" هل هذا فقط ما تفكر فيه؟ ألم يخطر ببالك أن تلتمس ذلك بصفته خدمة؟"
هز نك رأسه ببطء:" تصورت أنه بما أنني أطلب منك إلغاء عطلتك الأسبوعية فأقل ما يمكنني فعله هو أن أعوضها عليك."
- حاول أن تلتمس فترى ما سيحدث
فقال صارفا أسنانه:" هل لك أن تأتي معي إلى الحفلة الخيرية ليلة السبت؟"
- طبعا! لقد التمست هذا بمثل هذه الرقة فكيف أرفض؟

القلـ ساحرة ـوب
12-02-2008, 08:32
و عندما حل ظهر يوم الجمعة كانت موللي قد غيرت رأيها مرة بعد أخرى. لم تشأ أن تتخلى عن تلك العطلة الأسبوعية الفريدة.وتساءلت عما يجعلها تذهب إلى حفلة خيرية ستشعر فيها حتما بأنها في غير موضعها.ثم إن والدة نك لن تعرف مطلقا بأنها لم تذهب إلى الحفلة, كما أنها لا تتصور أن نك هو موضع اهتمام الصحافة بحيث ينشرون له المزيد من الصور في الصحيفة بهذه السرعة بعد هذه النشرة الأخيرة.
تناولت غداء سريعا ثم عادت للعمل.سمعت حركة من خلال الباب المفتوح لكنها ما لبثت ان رفعت بصرها و إذا بها تهتف بصوت منخفض:" عجباً,عجباً."
فقد تسمرت لمرأى كارمن هيرناندز تشق طريقها خلال طاولات الرسم
و المكاتب و كأنها تتنزه في منتجع عصري.و استقرت عليها عيون كل الرجال في القاعة و كذلك عيون النساءو لكن لأسباب مختلفة.ومرة أخرى أخذت موللي تتساءل عما أصاب موظفة الاستقبال لتدع الناس يتسكعون في المكاتب كما يشاؤون؟ عندما وصلت كارمن أمام موللي نظرت حولها مقطبة:" هل تعملين هنا؟"
و لم يكن لمعان عينيها يبشر بخير
- نعم.
ما الذين كانت كارمن تتوقعه؟ و كيف عثرت عليها؟ ربما قرأت ما كتب عنها في الصحيفة و رأت صورها في احتفال زنتك. نظرت المرأة حولها و كأنها تختبر ردة فعل كل رجل هناك.و بعد أن رضيت بلفت انتباههم عادت تنظر إلى موللي:" أين خاتمك؟"
نظرت موللي إلى يدها.كانت قد خلعت خاتم جدتها عندما انتهت الحفلة ذلك المساء. و سرعان ما وجدت العذر:" على أن أغسل يدي من الأضباغ عشرات المرات في اليوم و أنا أخاف عليه من ان يضيع."
فقالت كارمن بلهجة مسرحية:" لو أن نك ألبسني الخاتم لما خلعته من إصبعي أبدا."
- لكنه لم يفعل أليس كذلك؟ قالت موللي هذا ببشاشة منتظرة أن تفصح المرأة عن سبب زيارتها هذه إذا كان هناك سبب.
ضاقت عينا المرأة:" ليس بعد لكنكما غير متزوجين.أين تعرفت عليه؟ هل يعلم أنك تعملين هنا؟أم يظنك غنية مثله؟ رجل في مركزه عليه أن يخاف من صائدات الثروات."
فأجابت موللي قائلة:" نك يعلم كل ما يريده عني."
نهضت موللي و هي تنظر حولها بعد أن لاحظت اهتمام جميع زملائها و سرها أنها لم تر بريتاني و لكنها أدركت من العيون المتلهفة حولها أن مزيدا من الأقاويل سيطالها.
- لا أدري ما الذي أعجبه فيك. كنا حبيبين مدة طويلة. قالت كارمن هذا وهي تتأمل موللي بوقاحة.
- أنا سعيدة لأجلكما.
فسألتها كارمن بدهشة:"ألا تشعرين بالغيرة؟"
- وهل يفترض أن أغار؟ كل ما بينكما انتهى قبل أن أعرفه.
- مثل تلك العواطف المحمومة لا تنتهي بهذه السهولة.إنه متكدر لسبب ما و يحاول أن يثبت لي أن بامكانه أن يطلب الزاوج من أية فتاة تافهة.أنا يمكنني أن أثير فيه النيران و العواطف المشبوبة ماذا بامكانك أنت ان تمنحيه؟أنت نحيلة هزيلة شاحبة اللون.إنه بحاجة إلى امرأة حقيقية! تأكدي أنه سيفسخ خطبته بك ليعود قريبا إلي زحفا.
استبد الضيق بموللي لهذا القول و فكرت في أنها لو كانت تهتم حقا بنك لضايقها أن تعلم عن تلك العلاقة المحمومة.
- لا أظن أن هذا سيحدث.
قالت موللي هذا و هي تتساءل كيف يمكنها أن تتخلص من زائرتها غير المرغوب فيها.هل هذا جزء من كونها مخطوبة إلى مالك فنادق؟
- سترين!و نظرت مرة أخرى في أنحاء القسم بازدراء ثم استدارت لتبتعد قائلة:" ليس لديك شيء بينما بإمكاني أعطيه أن كل شيء ."
كان الصمت يصم الآذان و العيون تتبعها خارجة. ضحكت امرأتان تعملان بجانب موللي, و قالتا:" إذا كان ذلك الرجل الرائع الذي كان هنا أمس هو محور القتال بينكما فقد أحسنت يا موللي من هي هذه المرأة."
- لا أحد ذات أهمية.
حيرتها ردة فعلها الهادئة إزاء محاولات كارمن الوقحة لإثارة فضيحة. تسللت خارجة بعد دقائق و اتصلت به. حولتها السكرتيرة إليه مباشرة إذ يبدو أنها تعتقد أن هذه الخطبة حقيقية.
- بايلي
فقالت بصوت غنائي عذب:" مرحبا يا حبيبي, كنت متشوقة لسماع صوتك.هل يسير يومك جيدا كيومي؟"
- موللي؟
- هل لديك خطيبة أخرى كامنة تترصد؟ واحدة يمكن أن تضايقها كارمن بزياراتها؟
- كارمن؟ ماذا يحدث؟
- أرادت أن تخبرني شخصيا عن العلاقة المحمومة التي كانت بينكما و كيف أنكما ستستعيدانها حالما تلقي بي جانبا. دعنا نوضح شيئا بالنسبة لهذا الوضع... عندما تنتهي هذه المهزلة أنا من سيلقي بك جانبا فقد تعبت من كوني دوما الضحية المنبوذة.
- هل جاءت إلى مكتبك؟
- نعم و لكن لا تخف. فأنا أشك في عودتها.
- لم أتوقع أن تفعل شيئا كهذا.أرجو أن تكوني قد قمت بدورك جيدا.
- أنا أعيش لأرضي الآخرين.لكنني سأقدر لها عدم عودتها مجددا.
- ليس لدي نفوذ عليها.لكنها اذا اقتنعت ان خطبتنا حقيقية فستتركني و شأني.
فقالت مفكرة:" أتوقع أن تبقى منتظرة إلى أن تفسخ خطبتنا فتعود إليك عندئذ."
- كارمن ليست صبورا إلى هذا الحد.
- إلى أي حد عليها أن تصبر؟ فخطبتنا لن تستمر طويلا ذلك أن أمك ستشفى قريبا.
- لا تستمري في الحديث عن إنهاء الخطبة فقد يسمعك أحد.
-لا أحد سيسمع فأنا لا أتحدث الآن أمام جمهور.
- ليس الآن. و لكن اذا بقيت في حالتك الذهنية هذه سيزل لسانك أمام أي أحد.
آه, ما أسوأ ما سيكون ذلك!
- سأحرص على أن يكون سيئا للغاية. و كان الفولاذ في لهجته واضحا جليا .
- هذا تهديد آخر. هل هذه هي طريقتك في الحياة؟ أنا خطيبتك فأظهر بعض الشغف و الحب.
و كادت تضحك وهي تتصور وجهه في الناحية الأخرى من الخط.
- معك حق.سآتي لآخذك الى العشاء الليلة و سنمثل دور العاشقين الهائمين المفتونين.تمثيلك الليلة الماضية لم يكن وافيا.
- ماذا؟ أنا تصرفت بشكل رائع و أمك مقتنعة أنني أعبدك.
أجفلت لانزعاجها من قوله هذا.أي نوع من الأداء كان يتوقعه منها؟
- كنت تتوترين كل ما لمستك و المغرمون يزدادون ارتياحا بجانب بعضهم بعضا.
- ربما أنت تعلم عن ذلك بعد العلاقة المحمومة مع كارمن.
- انسي أمر كارمن.فأنت بحاجة إلى تدريب.
- أما أنت فلا؟
- حسنا سنتدرب نحن الاثنين.هل الساعة السابعة وقت مناسب؟
وافقت موللي على الموعد ووضعت السماعة و قلبها يخفق توقعا. أي نوع من التدريب يفكر فيه نك؟و كيف سيجعلها ترتاح بجانبه؟

القلـ ساحرة ـوب
12-02-2008, 08:33
لم يصدق نك أنه سيتعشى مع موللي مرة اخرى و انه اصر عليها بذلك. لقد رافقها ليلة الأربعاء الماضي إلى الحفلة.ثم ذهب معها الى منزل أمه و حطط لرؤيتها ليلة غد و حفلة الرقص الخيرية.لكنه الليلة مرهق للغاية. الواقع أن موللي ماغاير تثير فضوله فهي لا تشبه أي امرأة عرفها و لديها الاتزان الذي تفتقده معظم النساء أمثال كارمنو آخر ما تفكر فيه هو المال.
عندما يفكر بموللي يجد من الصعب أن يتذكر أي شيء عدا عينيها اللامعتين و فمها الجميل و سلوكها الجريء. وقف و سار إلى النافذة و نظر إلى ساحة يونيون الفسيحة حيث يبدو الخليج.لم يستطع أن يرى شقتها في الحي الصيني أخذ يحدق في بالمباني متأملا.أتراها تقوم بلعبة ما؟ أم أنها واضحة كما تبدو؟
لم يستطع أن يرى كيف كان بإمكانها أن ترتب فرصة تعارفهما الأولى. كيف لها أن تعلم عن كارمنو سبب وجوده في المقهى؟ و مع ذلك لم يستطع إلا ان يفكر كيف ظهرت صورهما في الصحيفة و كم أحدثت الصحيفة من ضجة حول خطبته المزعومة.موللي بحاجة إلى أن توضع تحت المراقبة.لكنها مادامت لا تثير مشكلة فسيتابع معها التمثيلية.لأن شفاء أمه يأتي في المقام الأول و إذا ساعدها ادعاؤه على الشفاء فهو حتما سيطيل من أمر الخطبة.
سيكونان مرغمين على البقاء معا بطبيعة خداعهما.كان دوني يتحرى عن خلفيتها ذلك أن نك ليس بالرجل الذي يؤخذ بالمظاهر.و مع ذلك لم يكن من الصواب تضييع الفرصة. فهو لم يصل إلى ما وصل إليه في دنيا الأعمال بتجاهله الفرص عند ظهورها.
عند السابعة بالضبط سمعت موللي قرعا على بابها ففتحته من أن دون أن تدهش لرؤية نك. أما ما أدهشها فعلا خفقان قلبها عندما رأته. بدا أطول مما تتذكر و أكثر حزما ببذلته الداكنة و قميصه الرمادي.
قال من دون ابتسامة تضيء وجهه ولا لمحة ترحيب:
- جاهزة؟
أومأت بالإيجاب و هي تتساءل إن كانت معتوهة لتمضي السهرة معه.إذا كان سيمضي العشاء مقطبا جبينه هكذا فالأفضل لها أن تخرج و تأكل وحدها!
- هل هذا مناسب؟
قالت ذلك مشيرة إلى ثوبها الأزرق الصارخ.لم يكن لديها فكرة إلى أين سيأخذها, فبدت بالمقارنة مع شكله الرزين أشبه بإعلان مضيء.ولكنها تحب الألوان الصارخة. انحدرت نظراته من وجهها إلى جسمها و شعرت بقلبها يزداد خفقانا.
- يكفي أن تقول نعم أو لا. قالت هذا بحدة خائفة من تأثير مظهره عليها.
- نعم.
حملقت فيه باستياء لأنه لم يقل أكثر من ذلك و لكن كان عليها أن تتذكر أن هذا ليس موعدا غؤاميا حقيقيا.
- انت لم تخبرني إلى أين نحن ذاهبان.هل ملابسي أكثر تألقا مما ينبغي؟ سألته و هي تخطو جابنا لكي يمر.
- هذا يعتمد على نوع خططك. و مد يده يمسك بذقنها و يطبع قبلة خفيفة على خدها:" إذا كنت ستذهبين إلى النوم, فملابسك حتما اكثر مما ينبغي."
- العشاء؟
قالت هذا و قد تملكها الغيظ لتسارع خفقان قلبها بسبب القبلة البسيطة, إنه على صواب! كلاهما بحاجة إلى تدريب ليشعرا بالارتياح مع بعضهما البعض:" لكن القبلات ليست طريقة للابتداء"
- الابتداء بالعشاء؟
قطبت جبينها و قد أدركت أنها فكرت بصوت مرتفع. فتراجعت عنه عدة خطوات:" لا بل الابتداء بالشعور بالارتياح.أظنك قلت إننا بحاجة إلى تدريب لنشعر بالارتياح مع بعضنا البعض."
أومأ و هو يتأملها بعينين ضيقتين:" علينا أن نبدو كحبيبين حقيقيين أمام الناس."
- حسنا, لكننا لسنا أمام الناس الآن.
هز رأسه وهو ينظر في أنحاء الشقة القائمة على السطح.و تفاجا بصغر حجم المكان و افتقاره للمساحة كما تفاجا بالصور الملونة المرسومة على الجدران و قطع الأثاث المتنوعة المريحة. كانت الأرضية خشبية و قطع السجاد ملقاة هنا و هناك. فكر في أن
ذلك يتلاءم مع شخصيتها.و نظر إلى السلم الحلزوني الصاعد إلى غرفة النوم. كيف تراها تبدو غرفتها تلك؟ ما قاله سلفا قصد به أن يثيرها.فهي تشتعل كالنار عندما يغيظها,و كان قد ابتدأ يتطلع إلى الدلائل. ثوبها كان ملائما تمام لعشاء لشخصين.ولاحظ نك التصاقه على جسدها الرشيق.لم يكن لديها مزايا كارمن الطبيعية من امتلاء لكنها كانت تمتاز بشيء أنثوي مثير تفتقر إليه كارمن.وحاليا, وجد نفسه يفضل الرشاقة الهادئة على الإثارة الصارخة.
تناولت موللي معطفا دافئا فدرجة الحرارة تنخفض بسرعة بعد حلول الظلام.مد يده يمسك بالمعطف مظهرا لياقة فأثار بذلك فضولها. بالرغم من إكراهها على خطبة المصلحة هذه و على الأخص مصلحته هو افتتنت بالرجل.عندما يعرفان بعضهما البعض بشكل أفضل قليلا ربما سيتلاشى هذا الافتتان.ولكن حتى ذلك الحين ستستمتع بهذا اللغز.
اللغز الأكبر هو لماذا احتاج إليها لكي تمثل دور الخطيبة بينما بإمكانه أن يحصل على أي امرأة في سان فرانسيسكو فتقفز فرحا لهذه الفرصة؟

لحـ الوفاء ـن
12-02-2008, 11:43
يسلمووووووووو على الروايه الرائه وفي انتظار التكمله

ماري-أنطوانيت
12-02-2008, 21:40
هلا والله بساحرة القلوب....::سعادة::

تسلميــــــــــــــــــــــــــن قلبي على الفصل الرائع

وبانتظار البقية على احر من الجمر....

Fenetia
12-02-2008, 22:27
تسلمي ساحرة على تعبك معنا وعلى الفصل الروعة

وبانتظار البقية معك ان شاء الله


يعطيك العافية

الحالمه*
12-02-2008, 23:43
تسلمي سحوره وبأنتظار البقيه

shery2
13-02-2008, 08:46
مرحبا

أنا عضوة جديدة بالمنتدى وهيدي أول مشاركة إلي

حابة تقبلوني معكن حبيتكن كتير وحبيت المشروع كتير وكنت متابعتكن من الأول
الرواية كتير حلوة حبيبتي ساحرة القلوب
وبانتظار التكملة::جيد::

لحـ الوفاء ـن
13-02-2008, 11:47
حياك معنا ويمتابعتك
ونحن في انتظار الفصل الجديد

القلـ ساحرة ـوب
13-02-2008, 12:43
هلا و غلا أحلى بنات

اليوم راح أنزل فصل جديد وهو


الفصل الخامس: تحريات:

بقي نك صامتا طوال الطريق أقسمت موللي في سرها على ألا تكون هي البادئة بالحديث.فأخذت تنظر حولها و كأنها لم تر المدينة من قبل. وعندما اقترب نك من منطقة <ليتل إيتالي> حيث تكثر المطاعم و النوادي الليلية, و أوقف السيارة و نظر إليها:" هل الطعام الإيطالي يناسبك؟"
- ممتاز. وكادت تضحك لنظرة الحرص التي بدت في عينيه.و كانت تتحدث بمثل إيجازه فسألها:" ما المضحك؟"
- لا شيء.تساءلت فقط عما إذا كان هذا كله جزءا من خطتك.
- خطتي؟
- انت تعلم. التدريب يجعل الخطو كاملة. لأنها إذا كانت كذلك على أن أخبرك بأن عليك أن تقطع طريقا طويلا.
-أحقا؟
- أذا كان هذا موعدا حقيقيا ألا تظن أن عليك أن تتصرف بشكل مختلف؟
- هذا موعد يمكننا فيه أن نرسخ بعض القواعد المتعلقة بخطبتنا.
- يا له من حب شاعري تغمرني به.
مال إليها و عيناه تلمعان:" هل تريدين حبا شاعريا؟"
فتنتها نظرته و تعلقت عيناها بعينيه, و مرة أخرى عرفت خفقان القلب و انحباس الأنفاس.و غامت عيناها بحس من الإثارة.كيف سيكون شعورها لو كانت علاقتهما غرامية؟
فقالت :" لا."
أتراها تنكر ذلك على نفسها أم عليه؟ و مالت إلى الخلف محاولة ان تفك عنها السحر الذي تملكها:" لا, انا لا أريد حبا شاعريا.لكنك قلت إننا بحاجة إلى تدريب.و كنت أتوقع مزيدا من ... الرقة كما أظن."
- الرقة؟
و بدا عليه الإجفال ثم ضحك. و طرفت بعينيها لتغير ملامحه و خفق قلبها ثم غمرتها موجة ساخنة وهي تنظر إليه.
الأفضل لها أن تحاذر بقرب نك بايلي!
- جاء دوري لأسألك ما المضحك؟
- أرى أن أهذب تصرفاتي.
و مد يده إلى مقبض باب السيارة يفتحه و يشير إليها بالخروج.
- شيء ما يخبرني بأنك لست بحاجة إلى تدريب.
فقال وهو يشير إلى مطعم إيطالي صغير عبر الشارع:" وما هو هذا (الشيء)؟"
- أنا واثقة من أن لديك خبرة واسعة
- أنت تمنحينني قيمة أكثر مما أستحق.
- لا أدري في السادسة و الثلاثين من عمري.أتظنين رجلا في عمري لم يواعد في حياته؟
- يواعد؟ آه, هذا ما تصف به الأمر إذن! هذا الوصف قد يكدر كارمن.
فتوتر فكه:" أنا حقا لا أريد أن أمضي السهرة في الحديث عن كارمن بل أفضل أن أمضيه في الحديث عنك."
فقالت بدهشة :"عني؟"
كانا قد وصلا إلى المطعم فدخلاه و تفاجآ بالحشد فيه:" تيا لذلك! نسيت أنها ليلة الجمعة." تمتم بذلك وهو يسير إلى المديرو قال ينبهها:" سيكون علينا ان ننتظر."
فهزت كتفيها:" لا يهم"
عندما ذكر اسمه للمدير منحه هذا ابتسامة عريضة:" السيد بايلي هذا سرور لنا. أنا مسرور برؤيتك و رؤية خطيبتك.تفضلا من هذه الناحية.لدي مائدة رائعة لكما."
تبعته مذهولة, متجاهلة تذمر الناس من خلفها.وخلال ثوان كانت تجلس حول مائدة صغيرة في زاوية منعزلة أنيقة و هادئة في المطعم. أحضر لهما النادل قائمة الطعام فاختفت خلفها حتى غادر الرجل ثم رفعت بصرها إلى نك:" لا بد من حصولك على صديق في مكان مناسب هو شيء حسن."
- أنا لا أذكر أنني رأيت هذا الرجل من قبل.لكنني أكلت هنا مرة أو اثنتين.
خفضت بصرها إلى قائمة الطعام
- هل يحدث هذا معك غالبا؟ سألته و هي تلقي بالقائمة جانبا إذ كانت تعلم أنها ستطلب لحم العجل, فهذا ما تطلبه في المطاعم الإيطالية.
فوضع قائمته جانبا:" أحيانا,إذا كانوا يعرفونني و يعرفون أنني سأمنحهم شيئا."
- بقشيشا جيدا؟
- توصية من فندقنا عندما يسأل النزلاء الأجانب عن مطعم جيد يقصدونه.
- هممم... هذا جميل. ربما علينا أن نكثر من الأكل في الخارج طالما دامت هذه الخطبة.أراهن أنني سأرى أماكن لم أعرفها من قبل.
تصلب جسم نك للحظة بشكل غير ملحوظ لكن موللي انتبهت لذلك: "ماذا؟"
- ماذا تعنين؟
ضاقت عيناها و هي تتأمله:" لم يعجبك ما قلته.ما الذي جعلك تنقبض؟"
- فلنقل أن لدي بعض التحفظات.
- بالنسبة إلى ماذا؟
- إلى الوضع كله.
طرفت بعينيها ثم استندت إلى الخلف:" أي وضع؟ خطبتنا الزائفة؟"
- منذ يومين لم أكن اعرفك. و الآن مدينة سان فرانسيسكو بأجمعها تعتقد بأننا خطيبان, ومازلت أنتظر لأعرف ما الذي تتوقعينه من هذا كله.
قطبت جبينها:" أنت تثير جنوني.أنا احتجت إلى شخص لأجل حفلة زنتك لليلة واحدة فقط.أنت الذي أدمت الخطبة فلماذا تصر أنني أريد منك شيئا منك؟ هل تراودك دوما هذه الشكوك؟"
تجاهلته و بحثت في حقيبة يدها ثم اخرجت قلما و بطاقة و أخذت تكتب عليها.
- ماذا تفعلين؟
- لا أدري إذا كان هذا قانونيا, و لكن هذا ما ينبغي أن يكون.إنه اعتراف بخطي بأنه لا يحق لي أن أطلب أي شيء منك.
ووقعته و دفعته إليه عبر المائدة.وهي تقول متوترة:" إذا لم يناسبك هذا فاعتبر إذن أن خطبتنا قد انتهت و فكر في طريقة تخبر بها أمك."
نظر إلى البطاقة و في هذه اللحظة جاء النادل فوضعها نك في جيب سترته بينما وضع الرجل كأسي ماء على المائدة:" ماذا ترغبان في الأكل؟"
عندما اخبره نك بما اختاراه. نظر إلى موللي التي كان الاحمرار مازال يكسو وجنتيها و الغضب يلمع من عينيها.ما كان له أن يضايقها لكن الفضول مازال يتملكه لردة فعلها هذه.

القلـ ساحرة ـوب
13-02-2008, 12:49
- نك بايلي, هذا ما ظننته.
و تقدم إلى مائدتهما رجل طويل يرتدي بذلة عمل:" تهاني. قرأت عن خطبتك في الصحيفة.هل هذه خطيبتك؟"
نهض نك و صافح الرجل و أومأ:" موللي أعرفك إلى جاسون هولتون. هذه موللي يا جاسون."
ابتسم الرجل لها:" يسرني أن أتعرف المرأة التي استطاعت أأن تفوز بصديقنا.لم يظن أحد أنه سيرى هذا اليوم.متى موعد العرس؟"
و نظر إلى نك:" أتوقع أن يكون أفخم عرس في سان فرانسيسكو. فكر في كل الذين سيحضرون المناسبة فقط كي يروا حدوث المستحيل."
- هل كان نك يتهرب من الزواج؟ ألقت موللي هذا السؤال متفكهة بالارتباك الذي سببه جاسون لصديقه.
- كان يعبث بشكل...
و أدرك فجأة إلى من يتحدث:" آه, أنت تعرفين حال الرجل قبل أن يعثر على المرأة المناسبة."
فقال نك بجفاء:" ربما عليك أن تدع موللي تستمتع بجهلها بماضيّ و عد أنت إلى سيليست"
- لقد ابتدأنا العشاء لتونا.ربما عندما ننتهي جميعا نجلس معا لتناول القهوة.
فقال نك بحزم:" لدينا مشاريع لبعد العشاء."
نظر جاسون إلى موللي ثم عاد إلى نك:" بكل تأكيد.إنني أفهمكما.فلندع ذلك لوقت آخر."
و ربت على ظهر نك ثم أومأ إلى موللي محييا:" يمكنك أن تتعرفي إلى سيليست في المرة القادمة.تهاني لكما."
انتظرت موللي إلى أن أصبح بعيدا ثم مالت إلى الأمام وقالت بهدوء: "كيف يكون حال الرجل بالضبط قبل أن يجد المرأة المناسبة؟"
فرفع حاجبيه:"أعتقد ان هذا النوع من الأمور لا يأتي الرجل أبدا على ذكره عندما يجد المرأة المناسبة."
- ولكنك تحاول أن تخبرني بأن ليس لديك كل تلك الخبرة؟
- جاسون يبالغ, فقد تزوج سيليست حال خروجه من الجامعة ومازال يشعر بأنه كان عليه أن يعبث قبل الزواج.
- وهل هذا صحيح؟
فهز نك رأسه:" أظن زواجهما سعيدا, لم تنتشر قط عنهما أي نوع من الشائعات أنا أحد أصدقائه الذين مازالوا عازبين."
- ولماذا؟ لقد أدركت موللي فجأة أنها تريد أن تعلم كل شيء عن الرجل.ليس لكي تجيب على أسئلة قد توجه إليها.ولكن إرضاء لفضولها.إنها تعرف اللون الذي يحبه و الطعام الذي يفضله و لكن هناك الكثير مما لا تعرفه.وليس هذا لأنها بحاجة إلى الانخراط التام في حياته.ذلك أن الخطبة المؤقتة قد تنتهي بنفس السرعة التي حدثت بها, ولكن حتى ذلك الحين تريد أن ترضي فضولها بمعرفة ما تستطيع ت أن عرفته عن هذا الرجل.
هز كتفيه:" في العمر الذي يبدأ فيه الرجل بالبحث عن رفيقة حياته كنت أكافح في سبيل التحكم بسلسلة فنادق ماغيللان.وكان أبي قد مات فجأة بنوبة قلبية, فرأيت نفسي في سن الخامسة و العشرين أخلف أبي و أدير السلسلة عنه."
- أتريد أن تخبرني أنك لم تخرج مع نساء طوال السنوات العشر الماضية؟
- كلا بالطبع.لكن نوع النساء اللاتي عرفتهن لم يكن يصلح للزواج.كانت مواعيد لمناسبات عمل أو احتفال جمعيات خيرية.
- أو لمجرد المتعة
فأومأ:" أو لمجرد المتعة."
- لكنهن لسن من نوع النساء اللاتي تأخذهن إلى بيتك وتقدمهن إلى أمك.
- عندما يأخذ الرجل امرأة إلى بيته ليقدمها لأمه, عليه أن يكون حذرا.
ابتسمت موللي محاولة أن تتصور نك خائفا من تعليقات أمه إذا أحضر امرأة إلى البيت.و لأمر ما لم تقنعها الصورة ذلك أن نك لم يكن ممن يرهبهم أحد.
- لدي احساس بأن بإمكانك أن تواجه أمك.
- ليس مؤخرا. ما زلت لا أعرف ما تريدينه من وراء كل هذا لكنني سأبذل جهدي كي تشفى أمي.
نظرت إليه موللي متسائلة كيف لا يستطيع أن يفهم أن بعض الناس
يساعدون الآخرين لمجرد الخدمة.إنه مقتنع بأن دوافعها مادية.هل يمكن له يوما أن يغير نظرته إليها؟
- عليك أن تنتظر لترى.
- أقول على سبيل التحذير إنني لست خصما يسهل التغلب عليه.حذار وإلا ستكونين أنت التي ستتألمين في النهاية.
بعد وجبة لذيذة وخدمة ممتازة خرجا وهما يلوحان لجاسون و زوجته مودعين. وقد سرت موللي لعدم اضطرارها إلى تناول القهوة معهما. فالإدعاء أمام أمه المريضة هو شيء و التمثيل أمام أصدقائه هو شيء آخر لأنه من المحتمل أن يحلل أصدقاؤه الأمور أكثر من أمه.
عندما جلست موللي في السيارة بعد ذلك بلحظات, تذكرت أنهما لم يتدربا على شيء. أو لم يكن هذا سبب خروجهما؟ و بدلا من ذلك أخذا يثرثران,أثناء العشاء,بأسلوب ودي تقريبا كما أنه لم يمسك يدها و لو يعانقها كما لم يدعها حبيبتي أو عزيزتي أو بأي شيء شاعري حتى أمام النادل. عندما جلس نك وراء المقود التفتت إليه:" ماذا عن ذلك التدريب الذي تحدثت عنه؟"
- هل في ذهنك شيء خاص؟
سألها بكسل وهو ينظر إليها. كان الظلام قد حل والضوء الوحيد كان ضوء الشارع ولافتات النوادي الليلية والمطاعم حول الساحة. تحت الأضواء الخافتة والظلال بدا شكله أكثر شبها بالقرصان. وارتجفت موللي هل يمكن السيطرة على مشاعرها؟
- أنت أثرت الموضوع.ماذا في ذهنك؟
فقال بكسل:" أولا, أن نتعرف أكثر على بعضنا و بهذا لن تنفعلي عندما تكونين بقربي."
- أنا لست سريعة الانفعال!
مال نحوها وتسلل بيده إلى رقبتها فتسارعت خفقات قلبها.و سمرتها عيناه السوداوان اللتان اشتبكتا بعينيها.حاولت أن تأخذ نفسا عميقا تهدئ به أعصابها و تسترجع تسلسل أفكارها.
سألها:" إذا عانقتك هل ستعتبرين ذلك تدريبا؟"
كلمة (تدريب) ليست الكلمة المناسبة, كما أخذت تفكر! "البهجة" و"الإثارة" ... قد تصلح أكثر وهذا لا يعني أنها ستشارك هذا الرجل المتغطرس هذه الانفعالات.لقد حان الوقت لكي يشعر بالإذلال:"سأعتبره كذلك و لكن هل ستعتبره أنت كذلك؟"
قالت هذا وهي تميل نحوه و كادت تبتسم لما أحست به منه من إجفال. ولكن سرعان ما جذبها نحوه و أخذ يغذي بخبرته المشاعر المحمومة التي بدأت تثور.أحاطها بذراعيه مشددا من احتضانها بينما تشبثت هي بكتفيه و كأنها تتشبث بحبل النجاة.
تفجر عالم من الألوان خلف جفنيها المغمضين و رهفت حواسها. وتراقص قلبها فرحا و سمعت خفقات قلبه,و ارتفعت الحرارة بشكل مثير حتى تمنت موللي أن تفتح النافذة لتدع ضباب الليل ينعش الجو. ولكن ليس إلى حد يجعلها تقطع هذا العناق الذي أملت أن يستمر إلى الأبد. بعد لحظات طويلة تراجعت موللي و رفعت بصرها إلى نك. تنحنحت و تمنت لو أنها كانت محنكة حاضرة البديهة ولكنها أكثر من ذلك تمنت لو تعود فتلقي بنفسها عليه وتعانقه حتى الصباح. قالت:
" ربما هذه ليست فكرة جيدة.أنا أعلم أنك تريد تدريبي وما شابه و لكن هذا يكفي لهذه الليلة."
لامس نك وجهها ثم استند إلى الخلف و نظر حوله:" تبا! لا يمكنني أن أصدق أنني نسيت أننا وسط "ساحة واشنطن" في منتصف ليلة الجمعة. على الأرجح أن نصف سكان مدينة سان فرانسيسكو قد رأونا."
- لا أحد يمكنه أن يرانا في هذا الظلام.
قالت هذا و هي تستند إلى الخلف شاعرة فجأة بالبرد.كان بإمكانه أن يقول شيئا يلطف هذا التوتر لكنه بدلا من ذلك عاد إلى التقطيب, متجها بالسيارة إلى الحي الصيني ومنه إلى شقتها.كلاهما بقي صامتا طوال الوقت.
نظرت إلى الأنوار محاولة أن تتجاهل الدم الذي مازال يندفع في عروقها و الشوق الذي كلأ كل خلية فيها. لم تعرف مثل هذا الشعور من قبل. هل هذا لأنها عانقت رجلا لا تكاد تعرفه؟ فاكهة محرمة كما يقول المثل؟ أم أن هناك شيئا فريدا في شخصية نك؟
لم تشعر أن من السهل معرفته.فقد أرغمها على التعاون معه في هذه التمثيلية مع أن ذلك يتناقض مع سمعته.و بعد أن اقترح هذا المشروع وضعها تحت المراقبة.و مع ذلك كان سلوكه الليلة ودودا و حريصا على الإرضاء.عندما وصل إلى شقتها أوقف السيارة و نظر إليها:" أنا لن أصعد معك إذا كان هذا لا يزعجك؟"
كبحت موللي ضحكة قصيرة فهذا جل ما تريده الليلة إذل عليها التحكم بمشاعرها.
- حسنا. سأراك غدا إذن.
- الحفلة تبدأ عند السابعة سآتي لآخذك قبل ذلك بربع ساعة ولن يستغرق وصولنا إلى الفندق وقتا طويلا.إنها حفلة رسمية.
ونظر إليها بعينين ضيقتين متأملا.
أومأت موللي ثم فتحت الباب:" هذا ما توقعته.شكرا للعشاء فقد كان ممتعا."
ثم نزلت قبل أن يقزل شيئا و أسرعت إلى الباب الأمامي.
- موللي؟
التفتت إليه و كان قد نزل من السيارة و أخذ ينظر إليها:" ذلك العناق الذي تبادلناه... لم يكن لمجرد التدريب."
وقفت حائرة بينما عاد إلى سيارته ثم تحرك بها مبتعدا.

القلـ ساحرة ـوب
13-02-2008, 12:53
في الصباح الباكر من يوم السبت تنشق نك الهواء المنعش العابق بشذا أورق شجرة "الأوكالبتوس" و برائحة البحر.وكان يتهيأ للركض في "حديقة البوابة الذهبية" العامة الأمر الذي لم يعد يقوم به بقدر ما يتمنى.هناك خمسة كيلومترات يستمتع بقطعها و تؤدي به إلى أهدأ نواحي الحديقة العامة حتى أن بإمكانه أن يتمشى على الشاطئ.
وقفت سيارة جيب داكنة اللون خلفه و ترجل منها دوني.
- ألم تجد وقتا و مكانا آخرين؟
قال هذا متذمرا وهو يسير إلى نك و يرشف قهوة أحضرها من بائع جوال.
- لا.
كان كلاهما يرتدي سروالا قصيرا و حذاء للركض و قميصا مقفلا فضفاضا.
- أجاهز أنت للركض؟
- لا علي أن أنهي قهوتي أولا.
ومال متكئا على السيارة و أغمض عينيه:" أنا لست مثلك. بقيت ساهرا حتى الثالثة صباحا."
و فتح عينيه و نظر إلى نك:" متى اوصلت موللي إلى بيتها الليلة الماضية؟"
- قبل الثالثة بوقت طويل.
ز مد نك يده يتناول فنجان القهوة يرتشف من جرعة طويلة.
- مهلا ... هذا فنجاني.
فقال نك و هو يناوله الفنجان :" كلما أسرعنا في إنهائه أسرعنا في البدء من جديد. هل عرفت شيئا جديدا؟"
- عن موللي أم عن المقهى.
- عن الاثنين.حاول نك أن يجعل لهجته طبيعية لكنه كان فضوليا وحذرا
- لا شيء عنها.إنها مستقيمة.
- أنا لست بحاجة إلى رأي الشرطة.فأنا لا أظنها متورطة في جريمة ما. أتظن أن لديها خطة في ذهنها؟
- الشيء الوحيد الذي تمكنت من معرفته هو أنها لم تمض قط علاقة طويلة مع شخص.لا أظنها تحاول أن تحطمك.ماضيها لا يوحي بذلك و لن تتحول فجأة إلى امرأة مخادعة.
أومأ نك و هو يستدير لينظر إلى الطريق.كان يعلم أن موللي ليست مخادعة و لكنه يريد إثبات ذلك.قال وهو يبدأ الركض:"فلنذهب."
أدركه دوني في ثانية, ثم ابتدأ الاثنان يركضان معا.
سأله نك :" وماذا عن المقهى؟"
- هناك حتما خطب ما و أظنه هاري كوكر.
- هاري؟ إنه هناك منذ سنتين و نحن لم نلحظ النقص إلا قبل ثمانية أشهر.
- الأشياء تتغير على كل حال و أنا أبحث في الخلفيات.ربما برز شيء منذ ثمانية اشهر فغيره.
- هل أنت واثق من أنه هاري؟
- هناك برهان سأحصل عليه
ركضا فترة صامتين عاد دوني بعدها ليسأله:" هل ستتخذ ضده الإجراءات القانونية عندما أحصل على البرهان؟"
- نعم على الفور.تبا له !
- هذا ما تصورته.ماذا لو كان لديه طفل بحاجة إلى عملية جراحية أو ما شابه؟
- تحر عما يحدث و دع الأمر لي.
- نعم, يا سيدي, كما انني لست مهتما تقريبا بهذا الأمر قدر اهتمامي بما ستفعله بالنسبة لموللي.
- أنا لا أفعل شيئا معها.
- الخروج برفقتها أربع مرات هذا الأسبوع يبدو و كأنه شيء ما.
- كيف عرفت بمسألة ليلة امس؟
- هيه ... لا تنسى أنا التحري الخاص البالغ المهارة.
خرجا من تحت الأشجار إلى الجزء الذي ينحدر نحو الشاطئ. فكر نك في سؤال دوني عن موللي عندما ابتدأ الركض على طريق ترابي. ما الذي ينوي عمله بالنسبة إليها؟
لم يتعلق عناق الليلة الماضية بالتدريب. كان ناجما عن مشاعر صرفة. لم يتملكه مثل هذا الشعور نحو امرأة منذ سن المراهقة كما أنه كان معروفا بضبط النفس. لكن عناق موللي نسف ذلك.
- هل تشاركني النكتة؟
- ماذا؟ و نظر إلى دوني
- أنت تبتسم. ما المضحك؟
- لا شيء.
كان يتساءل عما عسى تكون فكرت فيه بالنسبة إلى آخر ما قاله لها عندما افترقا في الأمس.

********

السبت هو يوم موللي المفضل ففيه تنهض باكرا و تتناول فطورا بسرعة ثم تبدأ في الرسم. وهو بالنسبة إليها يوم راحة تبتعد فيه عن الزبائن و ذوي النفوذ و الرؤساء الذي يتوقعون المعجزات أحيانا والذين يعتبرون الفن سلعة و ليس إبداعا. أحب العمل في شركة زنتك لكنها احبت الرسم و حلمها ان تتمكن ذات يوم من أن تعيل نفسها من فنها , لكن ذلك اليوم لم يأت.
هي دائما تعرض بعضا من لوحاتها في معرضين للفنون في المدينة. واحد بجانب المرفأ و الآخر قرب " ساحة يونيون". كلاهما صغير لا يزال في طور النمو.إلا أن اللوحات التي باعتها ساعدتها في زيادة دخلها و مكنتها من شراء شقتها.فضلا عن هوايتها كما يدعوها والداها خولتها قضاء إجازاتها في أماكن غريبة.
كانت اليوم تريد وضع اللمسات الأخيرة على لوحة أمضت في رسمها عدة عطلات اسبوعية في " حديقة البوابة الذهبية" العامة و هي تمثل جزءا من " حديقة الشاي اليابانية". حيث تبدو أغصان الصفصاف منحنية وكانت مسرورة من النتيجة.
ارتدت بنطلون جينز مريحا و قميصا قطنيا ناعما ثم دست فوق ثيابها
مئزرا ملطخا ترتديه أثناء الرسم.كان الجو دافئا إلى حد استغنت فيه عن الحذاء. اغتسلت بسرعة و غسلت اسنانها.ثم رفعت شعرها إلى الخلف كي لا يزعجها أثناء الرسم. تفحصت اللوحة لحظة فرأت أنه بعد ساعتين ستكون اللوحة قد انتهت.و مدت يدها إلى الألوان.
عادة ما إن تلمس الفرشاة حتى تضيع في عالم الألوان و الأشكال. لكنها اليوم لم تشعر بالراحة. رسمت ورقة شجر ثم أخذت تفكر في نك و عناقه.
تأملت صورة المياه و لكنها بدلا من ذلك رأت صورتهما هما الاثنين أثناء عشاء الليلة الماضية. ورغم جهودها لم تعرف عنه ما تريد أن تعرفه.إنه إما بطل في النفاق و إما أكثر تحفظا مما تظن.
مرة أخرى حولت انتباهها إلى اللوحة.لم تكن تريد مداومة التفكير في نك , فاليوم هو اليوم الوحيد الذي بامكانها فيه أن تكرس نفسها للرسم. وغدا لديها واجبات منزلية عليها أن تقوم بها و بعد ذلك يبدأ العمل الأسبوعي.
ماذا كان يفعل نك اليوم؟ هل أمضاه في المكتب؟ في لعب الغولف؟ في رحلة بحرية؟ أما عليها أن تعرف هوايات خطيبها المزعوم؟
وضعت فرشاة و لوحة الألوان ثم سارت تبحث في حقيبة يدها. أخرجت الورقة التي أعدها لها دوني. كانت تلقي عليها نظرة عندما ذهبت إلى بيت والدة نك ذلك اليوم, لكنها لم تستوعب كل شيء.و أخذت تقرأ بسرعة. كان الأمر كما ظنت تماما ذلك أن دوني لم يسجل هوايات نك.
تملكها الغضب وعادت إلى الرسم. أخذت تضع اللمسات الأخيرة على اللوحة بينما أفكارها مشتتة بين العمل و نك بايلي.

SONĒSTA
13-02-2008, 13:09
شكرا جزيلا
وفي انتظار التكملــة ...

ماري-أنطوانيت
13-02-2008, 13:54
مرحبا

أنا عضوة جديدة بالمنتدى وهيدي أول مشاركة إلي

حابة تقبلوني معكن حبيتكن كتير وحبيت المشروع كتير وكنت متابعتكن من الأول
الرواية كتير حلوة حبيبتي ساحرة القلوب
وبانتظار التكملة::جيد::

هلا والله فيك shery2...

واهلا وسهلا فيك في المشروع...منورته ::سعادة::
وتسلمين قلبي على كلامك الحلو...وان شاء الله تعجبك الروايات الثانيه بعد..;)

هيونه المزيونه
13-02-2008, 18:43
يسلمووووووووووو ...

في انتظارك حبيبتي سحورة ...

لاتطولين علينا ....

الأميرة شوق
14-02-2008, 02:09
الى الأمام

في انتظار التكملة

*mero*
14-02-2008, 19:48
هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــاي بنات رحبوا فيني والى أميرة الأميرات ماري انطوانيت كل الشكر والتقدير ومعقول باقي فيه ناس عندهم تفاني واخلاص في اللي يسوونه زيك يااعسل الله لايحرمنا منك ومن كرمك ولايحرمك منا ولا من طلباتنا اللي ما تنتهي وكل عام حب وانتي بحب ولكل الأعضاء والزوار والمشرفين هابي فالنتاين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!وساحرة القلوب الف شكر تراك عرفتي كيف تسحرين الكل بروايتك لانها الوحيدة في التصويت اللي ماقريتها من قبل يعني زين بديتي بها وعساك على القوة دووووم ياقلبي

iam bak

ماري-أنطوانيت
14-02-2008, 20:08
هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــاي بنات رحبوا فيني والى أميرة الأميرات ماري انطوانيت كل الشكر والتقدير ومعقول باقي فيه ناس عندهم تفاني واخلاص في اللي يسوونه زيك يااعسل الله لايحرمنا منك ومن كرمك ولايحرمك منا ولا من طلباتنا اللي ما تنتهي وكل عام حب وانتي بحب ولكل الأعضاء والزوار والمشرفين هابي فالنتاين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!وساحرة القلوب الف شكر تراك عرفتي كيف تسحرين الكل بروايتك لانها الوحيدة في التصويت اللي ماقريتها من قبل يعني زين بديتي بها وعساك على القوة دووووم ياقلبي

iam bak

هلا والله فيك ((ميرو))...::سعادة::

تسلم هالطله الحلوه...وتسلمين قلبي على كلامك الي زي العسل

وما شاء الله المشروع ماشي بجهد البنات ربي يخليهم لنا..ويقويهم :رامبو:


ويلا حبيبتي ساحرة القلوب لا تطولي علينا بالتكمله

القلـ ساحرة ـوب
14-02-2008, 20:28
السلام عليكم

وش هالحمااااس يا بنااات خجلتوني بتشجيعكم

بس ولا يهمكم جيت و جبت الفصل الجديد و يارب تستمتعوا معاي


و عنوان فصلنا الجديد هو: مسرح الخداع:


بعد وقت قصير أجفلت موللي لرنين الهاتف.نادرا ما كانت تتلقى مكالمات يوم السبت, فمعظم أصدقائها يعرفون أنه اليوم الذي تتفرغ فيه للرسم.و رفعت السماعة:
- آلو؟
- موللي.أنا ايلين بايلي أرجو ألا يكون اتصالي في غير وقته. بدا صوت المرأة أقوى مما عهدته سابقا.
- على العكس. كيف حالك؟
- أحسن بكثير شكرا. لكنني أشعر بنفسي قوية بما يكفي لأحظى برفقة على الغداء.هل لك بالمجيء؟ ذلك سيمنحنا فرصة للتعارف دون أن نهتم لنك.
- نهتم لنك؟
ضحكت ايلين برقة:" حسنا, لا يمكننا أن نتحدث عن كل ما نريده إذا كان جالسا معنا."
تملك موللي الفضول:" وما الذي عسانا نتحدث عنه من دونه؟"
- عن طفولته مثلا... لدي ألبومات إذا كنت تحبين رؤية بعض صور الأسرة القديمة.
نظرت موللي إلى اللوحة التي كانت قد انتهت لتوها من رسمها والتي لا تزال تتمسك بها لأنها تكره دوما أن تنهي مشروعا.و إلى أن تجد موضوعا جديدا, تبقى شاعرة بالضياع.
و قالت ايلين بكبرياء:" إذا كان لديك مشروع آخر سأتفهم ذلك."
لم يكن لدى موللي أي مشروع آخر, أو أي سبب يجعلها ترفض ما عدا أنها لم تشأ أن تتورط أكثر من ذلك.لكن الوحدة في صوت المرأة أثرت عليها. كم سيكلفها قضاء ساعتين مع ايلين بايلي؟
- لا ليس لدي مشروعات أخرى. متى علي أن أحضر؟
- في الثانية عسر و النصف. ثم اقفلت الخط.
ترددت موللي لحظة ثم حاولت الاتصال بنك في الفندق.دهشت قليلا وهي تكتشف أنه لا يعمل يوم السبت.ولم يكن هناك من يخبرها أين هو. أقل ما كان يمكنه فعله هو أن يعطيها رقم هاتفه الخليوي أو رقم بيته, كما أخذت تفكر متذمرة و هي تبحث عبثا عن ذلك في دليل الهاتف. قلقت من ردة فعل نك عندما يعلم أن موللي و أمه تناولتا الغداء من دونه و فكرت في أنه ربما سيتهمها بمحاولة خداع أمه لتتنازل لها عن ميراثها.


**********


عندما وصلت موللي أرشدتها مدبرة المنزل إلى غرفة ايلين بايلي.وكانت ترتدي قميصا ملونا و تجلس مستندة إلى عشر وسائد. وعندما وصلت موللي بادرتها بابتسامة عريضة مرحبة وكان التحسن باديا عليها.
أنا مسرورة جدا لمجيئك موللي. وسامحيني إذا لم أقف لك فقد سبق وحاولت ذلك فكان مجهدا للغاية. لذا قررت أن أرتاح و أكرس طاقتي لهذه الزيارة بدلا من أجلس على كرسي.
- لا عليك. إذا كان وجودي هنا يتعبك أخبريني بذلك فأخرج حالا.
نظرت موللي إلى الممرضة فابتسمت لها مرحبة ثم انتقلت لتجلس بجانب النافذة.
- وجودك هنا أشبه بالدواء المقوي.أتريدين أن تشربي شيئا؟
- سأنتظر حتى الغداء.كيف حالك؟ و جلست على كرسي بجانب السرير.مازالت ايلين تبدو هشة كما كانت تلك الليلة و فكرت في أنها لا بد هزلت كثيرا أثناء المرض.
- أنا احسن بكثير. شكرا يا عزيزتي.لاحظت تلك الليلة أن خاتم الخطبة لم يكن في اصبعك و تصورت أنك لا بد تركته في البيت أو ماشابه.ألم أر خاتما في صورة الصحيفة؟
- آه. حاولت موللي أن تفكر راجية أن لا تفضحها ملامحها لا سيما أنها لم تكن بارعة في اختلاق الذرائع:" لدي في الواقع خاتم جميل, لكنني لا ألبسه أثناء الرسم.لا أريده أن يتلطخ و عندما اتصلت بي كنت أرسم. وهكذا نسيت أن اعيده إلى إصبعي عندما غسلت يدي."
عليها ان تتذكر دوما أن تضع خاتم جدتها في اصبعها. و أخذت ايلين تسألها بلهفة:" أنا متلهفة لرؤيته.أخبريني مرة أخرى كيف تعرفت إلى نك وكيف عرض عليك الزواج هل كان الأمر مفاجأة؟ هل كان ذلك رومانسيا؟"
- دوني عرفنا ببعضنا البعض.
قالت موللي هذا آملة ألا تلح المرأة في إلقاء الأسئلة.ما الذي أخبره نك لأمه؟ماذا لو اختلفت قصتيهما؟ و تابعت تقول:" ليس من وقت طويل في الواقع كان ذلك بحب عاصف."
على الأقل عليها ان تقول هذا ... و عادت تقول:" أنا متلهفة لرؤية نك وهو صغير."
أفضل طريقة لتمضية فترة الغداء هو أن تدع ايلين تتحدث عن نك مكتفية هي بالإصغاء. و بهذا تأمن زلة اللسان.
قالت ايلين مخاطبة الممرضة:" هلا ناولتني أول ألبوم يا سيدة براوم؟"
نهضت الممرضة و أحضرت لها الألبوم وهي تقول:" سأنزل إلى المطبخ لأرى ماذا جرى مع شو ــ وين بالنسبة للغداء الذي لا بد أصبح جاهزا الآن."
- سنكون هنا. قالت ايلين هذا بجفاء بعد خروج الممرضة ثم ابتسمت لموللي:" إنها عزيزة علي.لكنني أظن الوقت حان لكي تذهب. فقريبا سأقف على قدمي و أساعدكما على التخطيط لهذا الزفاف. أنا متشوقة للتعرف على والديك أيضا. هل كانا مسرورين لسماعهما أن ابنتهما ستتزوج؟"
- هما ... لا يعلمان عن الخطبة.
- لم لا؟
- إنهما حاليا في رحلة بحرية و من الصعب نوعا ما الاتصال بهما. طبعا كان لدى موللي كل ما يلزم للاتصال بوالديها لكنها لن تخبرهما عن هذه الخطبة.و إذا حالفهما الحظ ستكون انتهت قبل عودتهما. قالت ايلين ببطء وهي تتأمل موللي مفكرة:" أنا واثقة أنهما متشوقان لسماع أخبارك."
أومأت موللي و أشرق وجهها بالابتسام و هي تتظاهر بالنظر في الألبوم:" هل لديك صور لنك و هو طفل رضيع؟"
و عندما انفتح الباب بعد عدة ثوان رفع كل من موللي و ايلين والممرضة نظرهن بدهشة. وكانت النسوة الثلاث يتأملن الصور في الألبوم. كانت موللي مستغرقة بالنظر إلى نك الذي بدا لها طفلا مشاغبا. متى أصبح بهذا الشكل الجدي الجاف؟

القلـ ساحرة ـوب
14-02-2008, 20:32
وكان نك يقف عند الباب ينظر إليهن غير مصدق.
- ماذا تفعلين هنا يا موللي؟
- أزور أمك.
قالت هذا و هي تحملق فيه باستغراب. لقد ذهب ذلك الثري ذو البذلة الفخمة و الحذاء الايطالي ليحل مكانه رجل أكثر شبها بذلك القرصان الذي يذكرها به. كان يرتدي سروالا رياضيا قصيرا و قميصا ضيقا يحتضن صدره الرحب فكاد منظره يخطف أنفاسها. كان واضحا أنه كان يمارس الرياضة. تقابلت نظراتهما فرات الشك في عينيه. فكرت أنهما عادا إلى ذلك مرة أخرى و نظرت خلسة إلى الأم و الممرضة. أتراهما لاحظتا؟
و قالت خارقة الصمت:" إننا نشاهد صور الأسرة."
و سألته أمه :" ما الذي تفعله هنا يا نك؟"
- اتصلت بي شو ــ وين وقالت إن علي أن أحضر فورا فظننت شيئا حصل.
فقالت الأم :" أنا طلبت منها أن تتصل بك لتعلمك أن موللي هنا. لقد دعوتها للغداء و رأيت أنك ربما تريد أن تقلها إلى بيتها فيما بعد. لكن الأمر لم يكن مستعجلا.
- موللي ستبقى للغداء؟
- نعم.
من النظرة التي رمقها بها عرفت موللي أن بقاءها هناك لا يعجبه. كانت تحاول جهدها أن تفكر كما تفكر أي خطيبة. ماذا يتوقع منها نك أن تفعل إذا دعتها أمه إلى الغداء؟
- سأغير ملابسي و انضم إليكما و لكن هل يمكنني أن أرى موللي لحظة الان؟
فقالت الأم بابتسامة عريضة:" طبعا"
كانت تعلم أن أمه تتصور لقاء محموما بين عاشقين. وبدلا من ذلك تبعته إلى الردهة خائفة من التعنيف بينما أغلق هو باب غرفة النوم فبقيا وحدهما. ثم سألها بخشونة:" أي لعبة تقومين بها الآن؟"
- أممممم ... أعتقد أنها اللعبة التي ابتدأت بها. أخدع أمك حتى المدة التي تناسبك.
- اعني لماذا جئت إلى هنا هذا الصباح؟ هل ظننت حقا أنن لن أعرف؟
كانت قد تضايقت قليلا لشكوكه المستمرة:" هي التي دعتني. لقد ترددت لكنها ألحت علي. ألست أنت الذي تحاول أن تجعلها تتحسن؟ أظنها كانت تشعر بالوحدة و السأم فجئت أسليها."
- تشعر بالسأم؟ لديها أصدقاء كثر.كان بإمكانها أن تدعو أحدهم.
- و ماذا عن ابنها الشغوف؟
- أنا لا أتجاهلها نحن لا نتحدث عني الان. أنا لا اريدك أن تجلسي مع أمي عندما لا أكون موجودا. هل هذا واضح؟
- ولم لا؟
تخلل شعره بإحباط:" دعي الأمر عند هذا الحد. سأغير ملابسي و أنضم إليكما."
و بجرأة اخذت تمرر أصابعها على ذراعه:" لا تغير ملابسك بسببي."
قالت هذا مداعبة و كادت تضحك و هي ترى ملامحه المجفلة. ربما عليها أن تبدأ في لعب دور الخطيبة لترى إن كان هذا ما يريده حقا.
أمسك اصابعها يضغط عليها برفق دون أن يتركها وقال:"ما هذا الآن؟"
- لم لا تحاول أن تثق بالآخرين أحيانا؟
- علمتني الحياة أن الثقة قد تحطم لي أسناني.
فمالت عليه:" آه, لا نريد أن يحدث لك ذلك لأن أسنانك جيدة للغاية."
- جيدة للعض. قال هذا وهو يجذبها إليه ثم يحيطها بذراعيه.
- و هل أنت تعض؟ سألته باسمة و قلبها يخفق توقعا.
- أحيانا.
و أخذ ينظر إليها وهو يحني رأسه ببطء حتى انعدمت المسافة بينهما. كان عناقه دافئا و مفعما بالرجولة و تسربت إليها حرارة جسمه الصلب حتى كادت تشتعل.
كان يعلم ان عليه الابتعاد فهو لا يريد التورط أكثر مع موللي ماغاير. لكنها كانت بالغة الليونة بين ذراعيه و بالغة العذوبة, ما اشعل نيرانا في عروقه... و تراجع عتها ببطء ثم أراح جبهته على جبهتها ناظرا إلى عينيها و هما ترمشان.
- سألتحق بكما حالما أغير ملابسي.
- هل عليك أن تذهب إلى بيتك لتغير ملابسك؟
وكان صوتها منخفضا ما جعل نك لا يريد أن يتحرك مقدار سنتمتر.
- لا. لدي بعض الملابس هنا و لن أتأخر.
- سأحاول إذن أن أتحكم بمشاعري حتى تعود.
و تراجعت ثم اتجهت إلى الباب المفتوح فقال ينبهها:" حذار مما تقولينه لأمي."
- نحن ننظر فقط إلى صور الطفولة. كنت طفلا جميلا. هل كنت حينذاك تشك في كل شيء مثل الآن؟
- الحياة تعلم بعض الدروس الصعبة.
- لا أستطيع أن أتصور أن أي شخص يمكن أن يعلمك شيئا.
أجابته بذلك بابتسامة جريئة و هي تتابع:" و لكن سيسعدك أنني أتقدم في هذا التظاهر.إنه التدريب كما تعلم."
و فتحت الباب و خرجت منه و كأنها من أصحاب البيت.
أراد أن يتبعها على الفور و ينظر إلى كل ما تفعل ليتأكد من أنها لا تحاول أن تصل إلى قلب أمه. فقد كانت موللي تعلم أن أمه واهنة الصحة. أتراها تحاول بشكل ما أن تستغل ذلك لمصلحتها؟
اغتسل و غير ثيابه في وقت قياسي. فهو لا يثق بموللي إذ يعلم أن النساء يردنه للأموال التي ينفقها عليهن و للمتعة التي يشعرن بها فالحب و الوفاء لم يعد لهما أثر هذه الأيام.
عندما سار متجها إلى غرفة أمه حاول ان يتذكر متى بالضبط انعدمت ثقته بالنساء. هل عندما هجرته جيليان برينتس أثناء سنته النهائية في الجامعة؟ أم بعد تلك التمثيلية التي قامت بها ماريا بيلينغهام حين استلم <فنادق ماغيللان>؟ مازال مدينا بالشكر لصديقه هاملتون الذي جعله يسمعها من حيث لا تعلم و هي تعترف بأنها فقط تتزوجه لأجل ثروته. وكان في ذلك النهاية العاصفة. كل امرأة عرفها بعد ذلك جعلها تفهم منذ البداية أنه لا يفكر في الزواج. حتى كارمن رغم رغبتها في تغيير القاعدة. لم يكن لديه سبب يجعله يرى موللي مختلفة عن غيرها. بل العكس,فالفرق بينهما اكبر مما كان عليه بينه وبين النساء اللاتي اعتاد الخروج معهن. فهي تعيش في شقة صغيرة في الحي الصيني وهو يعيش في "تلة توب" كما أنها ترسم لتزيد دخلها بينما هو لديه ثروة طائلة تسنده. دوني يثق بنواياها, لكن نك يشك في عدم استغلالها للفرصة التي نزلت عليها من السماء. سيصبر عليها ليساعد أمه لكنه سيراقبها عن كثب.
فتح الباب فدهش وهو يرى أمه تضحك. كان اللون يكسو وجنتيها ولمعت عيناها و هي تنظر إلى نك بسرور. كان التغيير فيها أشبه بمعجزة.
- تعال و استمع إلى موللي و هي تخبر كيف قامت بطلاء شقتها.
سحب كرسيا و جلس قريبا من موللي إلى حد احتكت ركبتاه بركبتيها. و عندما ابتعدت عنه قليلا, مال نحوها ووضع ذراعه على مسند مقعدها.
كانت تبذل جهدها لتسلية أمه لكنها تشعر بانعقاد لسانها و تحس بأن وجوده يكاد يعصف بها.
تمتم يقول :" ظننتك ترسمين لوحات."
نظرت إليه ثم انتقلت قليلا إلى اليسار.
- فعلا لكنني أردت أن أبعث بالإشراق إلى شقتي. كانت الجدران قاتمة كئيبة فأردتها براقة مشرقة.
- حدثيه عن البديل المؤقت للسقالة الذي صنعته.
نظرت موللي إلى نك مترددة. أنه لا يتصور ماذا يمكن أن تكون البدائل لأنه يستطيع أن يستخدم فرقة من الدهانين إذا أراد تغيير أي لون.
- حسنا انت تعلم أن في بيتي علية تحت السقف, و بهذا تعلو الجدران من ثلاث جوانب سبعة امتار تقريبا.
أومأ بالإيجاب.لم يذهب إلى منزلها سوى تلك المرة الوحيدة لكنه يتذكر ذلك.
استعرت طاولة جارتي شيلي ووضعتها مع منضدتي بجانب بعضهما البعض ثم وضعت عليهما كرسيين عليهما لوح خشب كالجسر. ونجح ذلك تماما.
- كان بالإمكان أن تقعي و تكسري عنقك.
- كان مزعجا جدا نقلها كلما احتجت تغيير موقعي. لكنني نجحت تماما ووفرت علي مبلغا كبيرا. أحضرت دهانا كي يخمن التكاليف لكنها كانت أكثر مما أردت أن أدفعه بكثير.
تصورها نك على تلك السقالة المؤقتة ثم تخيلها و قد وقعت و انهارت السقالة بالكراسي ولوح الخشب فوقها, فقال بحدة:" لا تفعلي مثل ذلك مرة اخرى."
فنظرت موللي إليه:" ماذا؟"
- هذا بالغ الخطورة لا تفعليه مرة أخرى.
- لكنني كنت شديدة الحذر.
فقالت ايلين:" كان هذا قبل أن تعرفك نك. وأنا واثقة من أنها لن تحتاج إلى القيام بذلك مرة أخرى. وعلى أي حال لن تستمر موللي في السكن هناك طويلا. نحن لم نتناقش في عرسكما على الإطلاق. ولكن لا تدعا مرضي يؤخركما, فأنا أشعر بأنني أقوى لحظة بعد لحظة. وتحديد موعد زفافكما سيسرع حتما في شفائي."
حملقت موللي في نك. ماذا الآن؟ هما لا يجرؤان على تحديد موعد, بصرف النظر عما سيحدث لإيلين. ولكن كيف سيحتالان للتأجيل دون الكشف عن تمثيليتهما؟
- علينا أن ننتظر عودة والدي موللي.
- أحسنت.
تمتمت له موللي بذلك بصوت خافت من دون أن تسمعها ايلين ثم التفتت إلى المرأة:" أنا واثقة من أنك تتفهمين أنني أريد أن أتحدث معهما قبل أن نتابع هذا. لقد كان حبنا مفاجئا عاصفا كما تعلمين."
- لكن هذا الحب خلق ليبقى فأنتما مناسبان تماما لبعضكما البعض.
عندما انتهى الغداء, طلب نك من أمه أن ترتاح ريثما يأخذ موللي إلى بيتها. عندما وصلا إلى الطابق الأسفل من البيت اوقفته قائلة:" ليس عليك أن تفعل ذلك. سأستدعي تاكسي."
- أريد أن أتحدث معك.
- آه ه ه ... محاضرة أخرى؟
فقطب جبينه:" أنا لا ألقي محاضرات."

القلـ ساحرة ـوب
14-02-2008, 20:33
ابتسمت وربتت على ذراعه شاعرة بعضلاته القوية و الحرارة التي تنبعث منه. ثم استدارت و هي تتنهد أسفا على مما لن يكون. وتمنت لبرهة لو أن الأمور كانت مختلفة بينها وبين هذا الرجل ولو بامكانها أن تصدق أن الرجال والنساء من مختلف الخلفيات يمكنهم أن يجدوا قواسم مشتركة. لكن هذه لم تكن حتى مجرد محاولة للعثور على القواسم المشتركة فقد عقدا هذه المعاهدة فقط ليساعدا امرأة مريضة على الشفاء. وبينما كانا يسرعان باتجاه المرفأ مالت إلى الخلف في تلك السيارة الفارهة و أخذت تنظر من النافذة بكسل. لقد استمتعت بهذه الزيارة و عرفت الكثير نك. كما ارتبطت بإيلين بايلي بشكل غريب.
سألها:" ما الذي تحدثتما عنه أنت و أمي ؟"
- عن هذا و ذاك.و بالأخص عن طفولتك, ظنا منها أنني أريد أن أعرف
كل شيء عنك. يبدو أنها تلوم نفسها بعض الشيء, فقد كانت أكثر انشغالا بأثاثها و تحفها من أن تدع صبيا صغيرا يركض و يعبث في أنحاء البيت.
- كانت أما مميزة.
- وكانت تتمنى لو انجبت المزيد من الأولاد.فتاة صغيرة حتما.
ألقى نظرة باتجاهها :" لم أعرف ذلك قط. كنت أظن أنها تريد ولدا واحدا."
- قالت إنها هي ووالدك كانا يتمنيان المزيد لكن هذا لم يحدث.كما أنها افتقدت أباك إلى حد بالغ. مات منذ عشر سنوات و مازالت تشعر بالوحدة. ومن الطبيعي أن تفتقده وربما ستمضي حياتها في ذلك.
- كان بإمكانها أن تتزوج مرة أخرى.
- لو وجدت من تحبه كما أحبت أباك لربما فعلت.ألا تظن ذلك؟
- رأيي أن ما يسمونه حبا هو شيء مبالغ في أهميته. والرجال والنساء يتزوجون لأسباب مختلفة.فإذا افتتنوا او أعجبوا بأحدهم سموا ذلك حبا.
- أظنك ستحصل حتما على جائزة السنة لأكثر الرجال سخرية. ولكن كونك لا تؤمن بالحب لا يعني أن أمك لا تؤمن به.
- وأنت؟ هل تؤمنين بالحب؟
سكتت موللي لحظة طويلة:" أنا أريد أن أؤمن."
قالت هذا بحزن لكنها والحق يقال تساءلت إن كانت ستعثر عليه يوما ما. كان الافتتان صعبا بما يكفي فهل ستميز حب حياتها إذا هي صادفته يوما.
ربما كل ما في الأمر أنها لم تصادف بعد الرجل المناسب.كان أبواها سعيدين وكانت ايلين سعيدة مع زوجها, أما هي موللي التي بلغت الثامنة و العشرين من العمر فقد ظنت مرتين أنها وجدت الرجل الذي يمكنها أن تتخذه شريكا لحياتها, و بعد خيبة أمل كان غشاء الوهم ينزاح عن عينيها. ربما كانت تتوقع أكثر مما ينبغي.
عندما توقف نك قرب بيتها. مدت يدها لتفتح باب السيارة لكنه وضع يده على ذراعها يعترضها:" سآتي لآخذك الليلة في السابعة إلا ربعا"
- سأكون جاهزة.
- سأفتح أنا الباب.و نزل من مقعده و دار حول السيارة يفتح لها الباب فقالت:" إلى اللقاء."
وعندما توجهت إلى بيتها قال :" موللي؟"
- ماذا؟
- سيكون في الحفلة كثير من الناس ينظرون إلينا ليتأكدوا من أن خطبتنا حقيقية.بما في ذلك كارمن.
فقالت ضاحكة:" لا تخف. سأرتدي أكثر ملابسي إثارة و التصق بك كما تلتصق صلصلة الخردل بالسجق."
ابتسم بخفة وهز رأسه:" يا له من تشبيه فاتن."
فلوحت له بيدها و ابتعدت بينما وقف ينظر إليها.كانت تبدو مثيرة في بنطلون الجينز فكيف ستكون في الثوب المثير؟ وشعر تقريبا بالخوف من أن يعرف ذلك.
- حدثيني عن هذا الرجل. سألتها شيلي بعد أن أنهت تصفيف شعرها. وكانت تنظر إلى صديقتها في المرآة:" آخر ما أتذكره هو أنك كنت تتظاهرين بأنك مخطوبة و تتباهين أمام جاستين بخاتم جدتك جائلة في أنحاء القاعة و بعد ذلك رأيت وجهك في كل الصحف مع خطيبك المزعوم و الآن تذهبين إلى مكان حيث ربما سيراك كل شخص في سان فرانسيسكو و تخبرينني بأنها مجر تمثيلية؟"
فاعترضت موللي:" إنها ليست تمثيلية."
و لمست خصلة من شعرها بمرح:" هذه تبدو عظيمة.شكرا شيليي."
ثم سارت نحو سريرها وتناولت ثوبها تريها إياه و تسألها:" إنه أسود. لكنه ينفع للمناسبة.أليس كذلك؟"
- أنا أتذكر متى اشتريته.أنت تحاولين أن تجربي تأثيره على هذا الرجل, أليس كذلك؟
فقالت موللي ضاحكة:" لا أظن ذلك. ابقي هنا سترينه عندما يحضر.إنه من النوع الذي يعتبر أن العمل هو كل شيء."
- لهذا هو قمة في الثراء.
نظرت موللي إلى شيلي:" إنه غني,أعلم ذلك, ولكن (قمة في الثراء)؟"
- هيه ... إنه صاحب فنادق ماغيللان.
- وهذا ليس أمرا بسيطا.قد لا يكون من أغنى أغنياء أميركا لكنه يلعب بالمال و يتمرغ به.
- دوما كانت أمي تقول إن الفتاة تقع في غرام الغني بنفس السهولة التي تقع فيها في غرام الفقير.
- لكنني لست مغرمة بأحد.
قالت موللي هذا وهي تلبس الثوب.كان أنيقا و ملائما ومحاكا بخيوط فضية متألقة ما جعله يجذب النظر كما يجذب اللهب الفراشة. كان قصيرا مكشوفا عند الذراعين و الجزء الأعلى منه محكم على جسدها. من حسن الحظ أنها تذهب إلى عملها سيرا على الأقدام فبقي وزنها كما كان لأن هذا الثوب يبرز أي زيادة في الوزن. انتعلت حذاء عالي الكعب مع أنها تعلم أن نك يبقى أطول منها بحوالي عشرين سنتمترا وجاءتها شيلي بأحمر شفاه صارخ:" هذا يناسب ملابسك و وضعك أيضا."
- وضعي؟
- نعم. وضعك هذه الليلة, لأن عليك أن تنافسي كارمن, ومن يعلم من أيضا في هذه الحفلة؟
- أنا لن أتنافس مع أحد فهذه خطبة زائفة.فإذا أراد أن يتركني من أجل امرأة أخرى فهذا لا يهمني.
لكنها عندما ازدادت اقترابا من المرأة لكي تصبغ شفتيها شعرت بوخزة من الغيرة.أزعجها على الرغم منها أنه قد يميل إلى امرأة أخرى. وكان هذا حماقة بالغة منها. لقد عقدا الخطبة لأجل مصلحة و هي لن تدوم. وستكون معتوهة لو ظنت لحظة واحدة أن نك بايلي يمكن أن ينجذب إلى امرأة مثلها!

خيال المشاعر
14-02-2008, 20:56
يسلمو سحورة

بانتظار التكملة

SONĒSTA
14-02-2008, 21:25
،

شكرا سحورة على الفصل المشوق
وفي انتظــار التكملــة

/
/

:)

alexandren
14-02-2008, 22:23
hi ÷نا اليكسندرين حابة شارك معكن بالكتابة عندي روايات كتيرة ومنها حب في الظلام أكيد رح تعجبكون

ماري-أنطوانيت
15-02-2008, 00:46
hi ÷نا اليكسندرين حابة شارك معكن بالكتابة عندي روايات كتيرة ومنها حب في الظلام أكيد رح تعجبكون

هلا والله فيك اليكسندرين...

اسعدنا تواجدك معانا...وان شاء اللهنشوف مجهودك على

على صفحات المشروع....::جيد::

الحالمه*
15-02-2008, 02:08
شكرا سحورة
وبانتظــار التكملــة

shery2
15-02-2008, 10:45
شكراً كتير إلك حبيبتي ماري أنطوانيت عالترحيب الحلو

أما إنت حبيبتي ساحرة القلوب تسلم إيديكي عالرواية الحلوة

وبانتظار الفصل الجديد عل أحر من الجمر

*mero*
15-02-2008, 18:00
مرحبا بنات سحوره الأمور وينك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الله يملا قلبك سعاده وجسمك عوافي ياعسوله

القلـ ساحرة ـوب
15-02-2008, 20:28
هااايااااااااات يا احلى عضوااااااات

عارفة ان كثير منكم زعلانات منييي بس سامحوووووووني عالتأخير

واليوم فصلنا الجديد هو

الفصل السابع : رقص الأقنعة


عند السابعة إلا ربعا بالضبط قرع جرس الباب.
- رجال الأعمال دقيقون في مواعيدهم كما هي حالهم بالنسبة إلى أي شيء آخر.
تمتمت موللي بذلك و هي تسير إلى الباب لتفتحه. وعندما رأت نك حبست أنفاسها.ظهر ذلك اليوم بدا لها وسيما بما يكفي لتعود إليها شهيتها للطعام.أما الآن فهي تعلم لماذا تريد النساء أن يرتدي الرجال ملابس السهرة.إنها تسبغ عليهم روعة خلابة.سألها وهو يشملها بنظراته: "جاهزة؟"
ظنت نفسها قد رأت شعلة من اللهب في عينيه.
- تقريبا,أدخل و تعرف إلى جارتي شيلي.
قامت بواجب التعارف بسرعة شاعرة بالتسلية لرؤية الحذر على وجه نك و الارتياب على وجه شيلي.
سألها نك:" كانت الخطبة الزائفة فكرتك,أليس كذلك؟"
فأومأت:" لكنك أحدثت تغييرا.لم يكن في خطتي رجل."
- ما كان الأمر لينجح.
- وهل هذا سينجح؟ ماذا لو أن أحدا اكتشف الخدعة؟
- مادام الأمر في سبيل شفاء أمي فلا ضرر في ذلك.
فقالت موللي وهي تتناول معطفا خفيفا:" المعذرة. ليس لدي ما أقوله في هذا الأمر."
فقال نك لها بجمود:" هل نذهب؟"
فقالت شيلي:" استمتعا بوقتكما.ولا تنسي يا موللي ما قالته أمي."
ثم خرجت قبلهما و دخلت بابا في آخر الممشى. عندما اطمأنت موللي إلى أن بابها مقفل سألها نك عن آخر ما قالته شيلي. تصورت ملامحه إذا هي أخبرته فقالت:" لا شيء,مجرد نصيحة أم. هل هناك شيء علي أن أعرفه قبل أن نصل إلى هناك أم أن علي أن أبقى هاربة طوال الليل؟"
- سنجلس مع بعض الأصدقاء,آل بيترسن و آل هاربل.فأنا أعرف الرجلين منذ سنوات.زوجة تيم بيترسن هي زوجته الثانية و قد تزوجا منذ أشهر فقط أما بيتسي و باكستر هاربل فقد تزوجا منذ أيام الجامعة.
- هل عرفتهما في الجامعة؟
كانا قد وصلا إلى السيارة ففتح لها الباب لتصعد. و ارتجفت قليلا في برودة الليل فقد كان الضباب يغطي سان فرانسيسكو.وكانت أضواء الليل تبدو متألقة و جلس نك وراء المقود وما لبث أن اتجه بالسيارة إلى فندق "ريفال" حيث تقام الحفلة الخيرية الراقصة.
قالت تذكره:" كنا نتحدث عن أصدقائك وهل هما من أيام الجامعة."
- لا بل منذ الطفولة.
- هل كانا يعيشان في جوار منزلكم؟
- لا بل كنا نرى بعضنا البعض في مدرسة السيدة بورتر للرقص التي كانت أمي تصر على أن أحضرها كما يفعل الآخرون.
فتمتمت:" مدرسة للرقص؟"
- إياك أن تتفوهي بكلمة عن هذا أمام أحد!
فضحكت برقة:" سأتذكر هذا.إذا صديقاك القديمان متزوجان بينما أنت عازب؟"
- نعم
- و لم تتزوج قط؟
- لا
- ولن تتزوج على الإطلاق؟
بقي لحظة صامتا:" أتوقع ذلك يوما ما. وأنت؟"
- نعم إذا وجدت الرجل المناسب.
- وكيف تعرفين بأنه مناسب؟
- أرجو أن أعرف توأم روحي عندما يظهر.إذا أردت زواجا طويل الأمد على أن أحرص أن لا أقترف أي غلطة.
- لكن الطلاق سهل.
- ليس بالنسبة إلي.أنا سأتزوج بنية البقاء كذلك حتى أموت كوالدتي ووالديك. أمك مازالت تحب أباك كما تعلم.
لم يجب نك.و أدركت موللي أن حركة السير ليست السبب..فقد كانت خفيفة. وسرعان ما ركن السيارة في موقف الفندق.
خرجت من السيارة و انتظرت نك الذي أمسك بذراعها ثم دخلا الفندق. من الآن فصاعدا عليها أن تتذكر أنها خطيبة رجل بالغ الأهمية, و هي ترجو أن تتمكن من تأدية دورها ببراعة بحيث تخدع العالم و خصوا كارمن هيرناندز.
وجدا مائدتهما بسهولة و سرعان ما تعرف موللي إلى صديقي نك القديمين. أحبتهما و كذلك انسجمت مع زوجتيهما. و كانت انيسا زوجة تيم الثانية أصغر من الآخرين بسنوات حتى إنها اصغر من موللي. وكانت جميلة ودودا و تبدو كما تكهنت موللي في الثالثة و العشرين من العمر. هل كان تيم قد اجتاز أزمة منتصف العمر فاقتنى عروسا صغيرة دليلا على انتصاره؟ ونظرت إلى نك. ربمما انتظار الشريك المناسب هو أكثر عقلانية فهي لا تريد أبدا أن تحطم قلبها بالطلاق.
بعد تعارفهما هي و تيم قال هذا:" ليس من عادة نك أن يفاجئنا.لكنه فعل ذلك الان بالنسبة إليك.آخر مرة رأيته فيها كان يسير مع..."
و سكت فجأة و نظر إلى نك بما يشبه الذعر.فقال نك بسهولة:" كارمن! لا تخف لأن موللي تعرف كل شيء عن كارمن."
مالت نحوه و ابتسمت وهي تقول هامسة بإغراء:" كل شيء عنها؟"
ضحك الآخرون و اشتبكت عينا نك بعينيها. و للحظة شعرت موللي بأنهما وحدهما. ارتفعت يده و كأنه لم يستطع أن يقاوم ولامس خدها وأجاب:" مل الأشياء المهمة."
فقال باكستر :" آه, آه, لقد فتنته منذ الآن."
فقال نك و عيناه لا تفارقان عينيها:" بل سحرته."
كادت موللي تصدقه.حتما عندما يقع في غرام امرأة سيخلص لها طوال حياتها.يا لها من امرأة محظوظة!
ابتدأت الموسيقى فنهض نك و مد يده إلى موللي:" هل نرقص؟"
اعترض الآخرون قائلين إنهم يريدون أن يتعرفوا إلى موللي بشكل أفضل, لكنه ابتسم لهم ثم أخذها بيدها إلى حلبة الرقص. وقالت موللي وهو يأخذها بين ذراعيه:" في المرة التالية سأخبرهم بكل شيء مسبقا. فأنا أشعر و كأن علي أن أشرح قصة حياتي باستمرار."
قادها نك في الرقص بانسجام تام و كانا يتحركان على الأنغام بخيرة بالغة فقالت:" كلية الرقص فعلت فعلها حتما."
- التساؤل سيدوم تسعة أيام و بعد ذلك هذه الخطوبة سيطويها النسيان. لو أنني لم أوافق من قبل على الحضور لبقينا بعيدين. لكن القدوم من دونك سيشير الأقاويل في صفحة المحليات وهذا ستلحظه أمي على الفور.
- كانت تبدو أحسن اليوم.
- هذا صحيح و هذا سبب استمرارنا معا.
- مازلت أظن أننا إذا أخبرنها فستصاب بصدمة.

القلـ ساحرة ـوب
15-02-2008, 20:29
توقفت الموسيقى وعاد الاثنان إلى مائدتهما. وعندما اقتربا رأت موللي كارمن جالسة مكانها. تنفست بعمق استعدادا لمواجهة أخرى مع ( القنبلة الاسبانية) وقالت له:" صديقتك عنيدة و أنا أشهد لها بذلك.:
شعرت به يتوقف لحظة و قد بدا عليه الغضب تقريبا:" هذا أكثر من مجرد العناد."
- مرحبا يا حبيبي.
قالت له كارمن هذا وهي تبتسم بغرور. و نظرت إلى الآخرين حول المائدة متباهية بالأعين المنصبة عليها.
- قال لها نك:" لا أعتقد أن هذه طاولتك."
- و أنا لا أعتقد أنك مخطوب. إن ما يعنيه الواحد منا للآخر هو أكبر من أن يجعلك تغرق بحب امرأة أخرى خلال الأسابيع القليلة التي افترقنا فيها. إذا كنت تحاول إثارة غيرتي, فأنا اعترف بأنك نجحت في ذلك. والآن تخلص منها.
فقال تيم بنعومة:" آه, يا إلهي."
وقالت موللي وهي تمسك بذراعه و تضغط بصدرها عليه:"آه, يا حبيبي لا تصغ إليها.فأنا أحبك و قد خلقنا لبعضنا البعض فلا تدعها تأخذك مني يا حبيبي. لا أحتمل الحياة بدونك."
نظر إليها و كأنها فقدت صوابها ثم إذا به يأخذها بين ذراعيه و يعانقها بشدة حتى ذابت عظامها و أحست بالعالم بأسره يتلاشى من حولها لدرجة أنها نسيت مسألة التمثيلية ولم تشعر سوى بقوة هذا الرجل وجاذبيته و إثارته التي لا يمكن لها أن تنكرها. استمرت العناق طويلا طويلا و أخيرا ابتدأ يتضح لها العالم الخارجي فتأوهت بصوت ناعم.
وقف نك وهو يبتعد عنها ببطء و عيناه عليها:" هل يقنعكم هذا بأنني مأسور تماما؟"
مضت لحظة شعرت فيها موللي فيها بأنها أسيرة شعورين مختلفين : الأول هو أن نك يحبها حفا و قد أرى العالم ذلك و الثاني خطتهما الموضوعة لخداع الجميع بأي طريقة كانت.
قالت بتسي :" أنا مقتنعة."
و قالت أنيسا:" و أنا أيضا.أنت لم تعانقني قط بهذا الشكل يا تيم."
- لا أظن أن امرأة في العالم تلقت عناقا بهذه الطريقة يا حبيبتي."
حملقت فيهم كارمن ثم انتفضت واقفة و انطلقت مبتعدة كالعاصفة. صفق باكستر وهو يقول:" هذا حسن للغاية. بعض الناس لا يفهمون إلا أذا تلقوا ضربة على الرأس."
جلست موللي و حاولت أن تشترك معهم في مداعباتهم و مزاحهم لكن عقلها كان مركزا على ذلك العناق, و تساءلت متى تهدأ خفقات قلبها؟ لم تستطع أن تمنع نفسها من النظر إلى نك خلسة من تحت أجفانها. كان يتأملها و ابتسمت راجية أن تبدو حقا تلك الخطيبة الشغوف التي يريدها أن تمثلها. ما كانت تريده الآن هو العودة إلى شقتها و الابتعاد عن الأعين الفضولية و حقل الألغام الذي يتخلل الأحاديث... و بالأخص الابتعاد عن إغراء نك بايلي.
كانت تعلم أنها هي التي طلبت منه أن يتصرف كالمفتون. ولكن هل كان مضطرا إلى القيام بذلك بهذا الشكل الرائع؟ لن يكون بإمكانه أن يبعد نفسه عنها الآن بعد أن أقنع الجميع بأنهما غارقان في الحب. و إذا لم تتحكم في مشاعرها فسوف تفقد عقلها من دون شك و بالتالي قلبها.
سألتها نيسا:" ما هو مجال عملك يا موللي؟"
- أنا اعمل كمصممة فنون تخطيطية في شركة زنتك.
أجابت موللي بذلك مسرورة لتحويل ذهنها عن نك.فسألها باكستر: "زنتك؟ أليست هي إحدى الشركات التقنية القائمة في منطقة باي؟"
فأومأت بالإيجاب.
- كيف تعارفتما إذن؟
- عرفنا دوني ببعضنا البعض.
قال نك هذا و ذراعه ممتدة على ظهر كرسي موللي و أصابعه ترسم خطوطا على كتفها. لم تستطع موللي أن تركز على الحديث.فقد كان ذهنها منصرفا إلى ملامسات نك و ما تثيره فيها من احاسيس أليس لديه فكرة عما يفعله بها؟
سأله تيم:" متى موعد الزفاف؟"
فقالت موللي بسرعة :" لم نقرر بعد. والداي في رحلة بحرية و نريد أن ننتظر عودتهما قبل أن نقرر شيئا."
و سأل باكستر نك:" كيف حال أمك؟"
- إنها تتماثل للشفاء.شكرا.
فسألته بيتسي بابتسامة عريضة:" وهل هي سعيدة لأن ستتزوج؟" أرهن على أنها متلهفة لتصبح جدة."
نظرت موللي إلى نك وكادت تضحك لملامحه المذهولة.أكثر الناس يتوقعون أن ينجبوا أولادا بعد الزواج ولكن يبدو أن هذه الفكرة لم تخطر ببال نك قط.
فأجاب: "لم تقل هذا."
ابتدأ الندل يشقون طريقهم خلال الموائد يقدمون الطعام. ومالبثت الموسيقى أن تيرت فأصبحت ناعمة. وفي نهاية الوجبة أعلن عن مجموع التبرعات التي جمعت. وعندما انتهى التصفيق عزفت موسيقى أخرى فأمسك نك بيد موللي و أخذها إلى حلبة الرقص.
- الأمر يسير بشكل حسن أليس كذلك؟
قالت له و هما يرقصان على انغام الموسيقى الحالمة:" الجميع يظن أني اعبدك.أنا ممثلة عظيمة حقا و ربما كان علي أن أحترف التمثيل."
نظر إليها ثم شدد قليلا من احتضانها:" لا تغتري بنفسك فأنا أعرف هؤلاء الناس منذ وقت طويل."
- وما هو رأيك؟
- لست واثقا من أنهم اقتنعوا.
نظرت إلى المائدة و لكنها كانت خاوية فقد ذهب الآخرون هو أيضا إلى الرقص :" وكيف يمكنك أن تقول ذلك؟ لقد ظننوا ما بيننا حبا عاصفا."
- ربما صدقوا هذه الليلة و لكن عدم معرفتك بشقتي عندما ذكروا المشهد الذي تطل عليه أثار ارتياب تيم.
- لكن إذا عرفوا الحقيقة لن يخبروا أمك أليس كذلك؟
- بالطبع لن يذهب أحد إلى بيتها ليقرع الباب ليخبرها بأنني لست مخطوبا لكن الأخبار تنتشر. انظري إلى الوضع الذي نحن فيه.
- حسنا لم يكن لدي فكرة عن أن حفلة زنتك سيكون فيها مصورو
صحف أو سيكون لديهم أي اهتمام بخطوبتي الزائفة.كان على ابن خالتك أن يخبرني بشخصيتك الحقيقية بدلا من أن يعقد الاتفاقية.
- ربما كان يظن أنك سبق و عرفت ذلك.
- هل عدنا إلى ذلك مرة أخرى؟ صدقني يا نك بأنني لا أدري كيف تسير بك الأيام بكل هذه الشكوك التي تساورك.
و تبددت بهجة الرقص:" أريد أن أذهب إلى بيتي. لقد جئنا و رآنا الناس و أهانتنا عشيقتك السابقة و رأى أصدقاؤك عرض حبنا العميق الراسخ فما الذي يبقينا هنا؟"
فشدها إليه:" ولماذا العجلة؟ ألا تحبين الرقص؟"
- مع شخص يعجبني.
- ألست من تلك الفئة؟
هزت كتفيها و فجأة ابتسمت في عينيه مباشرة وهمست بحيث يسمعها وحده:" كارمن إلى يساري."
و بعد ذلك بلحظة قالت بصوت مرتفع:" يمكننا أن نذهب إلى شقتي يا حبيبي."
أدرك أنها قالت هذا لتسمعها كارمن التي لا بد تقترب منهما.لكنه اجفل وهو يدرك أنه يريد فعلا الذهاب إلى شقة موللي. لقد تعب من هذه الليللة و من التعامل مع الأفكار و المناورات... شقة موللي هادئة طبيعية غير متكلفة.
- فلنذهب إذن ونودعهم.
و بعد دقائق كانا في سيارة نك متجهين إلى الحي الصيني. استرخت موللي في مقعدها وهي لا تزال تترنم بآخر أغنية:" أمضينا جميعا وقتا طيبا."
سألها نك:"تبدين كدهوشة.أما كنت تتوقعين ذلك؟"
- لا كل ذلك في الحقيقة لم أتعوده.كنت خائفة من أن أقترف غلطة شنيعة و يشفق عليك جميع أصدقائك لخطبتك لي.
أحقا؟
ملأه ذلك بالفضول.لم يستطع أن يتصور أيا من النساء اللاتي عرفهن تفكر بهذا الشكل او تعترف به بصوت مرتفع.كلهن كن متحمسات للظهور معه و آخر ما كن يفكرن فيه آراء أصدقائه فيهن. عندما بقيت صامتة خطر بباله مدى الفضول الذي تثيره موللي في نفسه. مازال غير واثق من ان تعارفهما كان مصادقة تماما.لكنها لم تندفع لتستحوذ على انتباهه كما هو المفروض.كانت واثقة من نفسها بهدوء. تبدو راضية بحياتها كما هي. في الحقيقة لم تطلب شيئا قط. قطب نك حاجبيه... هذا غير معقول!
فالجميع يريد منه شيئا. لكنها رفضت حتى تعويضها عن إلغائها قضاء إجازة الأسبوع في المنتجع. للمرة الأولى ابتدأ نك يتساءل إن كانت تصرفات موللي حقيقية و ليست تمثيلا. هل يوجد نساء لا يخرجن مع رجل لهدف حقيقي؟

القلـ ساحرة ـوب
15-02-2008, 20:33
عندما اوقف نك السيارة قالت له:" أظنك مستعجلا للذهاب إلى بيتك؟"
- ادعيني إلى فنجان قهوة.
فنظرت إليه بدهشة.
- قهوة فقط؟
نزل يفتح لها باب السيارة. لم يكن لديه موعد هذه الليلة وموللي تبدو حلم كل رجل في هذا الثوب وهذه التسريحة. كان شعرها يتوسل ان يطلق سبيله لينهار على كتفيها و هاتان الكتفان المغطاتان الآن بمعطفها كانتا تجذبانه طوال السهرة.
عندما دخلا الشقة خلعت معطفها و ألقت به على كرسي, ثم سارت إلى المطبخ. فك ربطة عنقه و خلع سترته. لقد أصبح الجو حرا فجأة.
تبعها و اتكأ على الطاولة مشبكا ذراعيه على صدره بينما كانت هي تعد القهوة و كانت تنظر إليه من وقت لآخر. هل تشعر نحوه بنفس انجذابه نحوها؟ أم أنها لا تفكر إلا في التخلص منه؟
- يمكنك أن تنتظر في غرفة الجلوس.
- أتحاولين التخلص مني؟
واجهنه قائلة:" نعم أن توتر أعصابي."
تقدم منها وهي تتراجع حتى اصطدمت بحوض الغسيل فوضع يدا على كل جانب منها ثم مال إلى الأمام:" حقا؟"
بسطت راحتها على صدره فانتظر إن كانت ستدفعه عنها لكنها لم تفعل. وببطء مال إلى الأمام ليعانقها. لقد اشتاق إلى ضمها إليه.
- هذه ليست فكرة جيدة.
و تأوهت برقة و هي تغمض عينيها.كان عناقا رقيقا عذبا حنونا. قاطعهما أزيز غليان إبريق الماء فتركها ببطء رغم رغبته في المزيد. قالت:" اذهب إلى غرفة الجلوس و سأحضر القهوة إلى هناك."
أومأ وهو يغادر المطبخ الصغير. وعندما دخل الغرفة تذكر ما أخبرت به أمه عن طلائها. كانت الجدران عالية.إذا أرادت أن تفعل هذه مرة أخرى فهو يرجو أن تستخدم دهانا.
كان يفصل غرفة النوم عن غرفة الجلوس نصف جدار.أراد أن يصعد السلم ليرى غرفتها. هل لديها سرير مزدوج أم مفرد؟
صرف تلك الأفكار من ذهنه و أخذ يتأمل اللوحة الموضوعة بجانب النافذة. وتكهن بأنها تجسد" حديقة الشاي اليابانية" في الصباح الباكر
وكان الضباب يسبغ على المشهد سكونا وصفاء رائعين.لم يكن يعلم أنها موهوبة بهذا الشكل.
سألته:" هل تضع السكر في قهوتك."
فالتفت دون أن يبتعد عن اللوحة:" لا. هل لديك شار لهذه اللوحة؟"
سارت إليه تناوله الفنجان ثم هزت رأسها نفيا.
- من يدير اعمالك؟
- لدي بعض اللوحات في معرضين للفنون.معرض"بوكارد" في السوق و معرض " صامويل" عند المرفأ.
عاد ينظر إلى اللوحة :" سأشتري هذه."
رشفت موللي الشاي و تاملت الصورة ثم نظرت إلى نك بفضول: "لماذا؟"
- ماذا تعنين بقولك لماذا؟ أليست للبيع؟
- أظنني مدهوشة فقط, هذا كل شيء.
نظر إلى الصور المعلقة على الجدران متأملا كل منها.كانت الأولى تمثل مشهدا بحريا فيه تحد و جرأة و كان نك يشعر بمذاق الملح في الهواء. واللوحة التي بجانب الكرسي و المصباح كانت تمثل حديقة في الريف الإنكليزي فيها أزهار كثيرة و شاعرية بحيث تعجب النساء في كل مكان. أما الثالثة و هي قرب خزانة الكتب فقد كانت تمثل ناحية أخرى من حديقة " البوابة الذهبية" العامة حيث الأرض وفيرة العشب وتتنزه فيها الأسر و يلعب الأولاد.
التفت ينظر إليها:" لماذا تعملين في زنتك طالما كنت بإمكانك أن تكوني ثروة من الرسم؟"
فقالت:" زنتك هي الأساس."
- ستبيعينني هذه اللوحة؟
- بكل تأكيد . ذكرت له ثمنا رأه زهيدا بشكل سخيف, لكنه لم يساومها لرفع الثمن.إذا كان هذا هو الثمن الذي تطلبه فليكن.
جلست على الأريكة ثانية ساقيها تحتها. ووضعت كوب قهوتها على الطاولة ثم نظرت إليه:" لقد قرأت الورقة التي كتبها دوني عنك قبل أن أذهب لزيارة امك من باب الاحتياط. لكنه لم يدون أي هواية.هل تعمل طوال الوقت؟"
جلس بجانبها و كان من القرب منها بحيث توترت اعصابها.وضع فنجانه بجانب فنجانها ثم استند إلى الخلف على الوسائد:" ليس لدي وقت للهوايات إلا إذا اعتبرت الركض هواية.إنني احاول ان افعل ذلك بضع ساعات في الأسبوع.لكن فنادق ماغيللان تاخذ معظم وقتي.ليس الفندق الذي هنا فقط ولكن كل تلك الممتدة على طول الساحل.احيانا اظن نفسي أعيش في طائرة."
- هل تقرأ أثناء وجودك في الطائرة؟
- بكل تأكيد.التقارير الأوراق تحليلات السوق.لماذا تهتمين بذلك؟
- من باب الاحتياط فقط.
- الاحتياط؟
- ستسألني امك عن كل شيء اثناء وجودي معها و سوف تستغرب أذا كنت لا اعرف شيئا عن حياتك.أخبرتني عن نشأتك لكنها لم تخبرني عن مدرسة السيدة بورتر للرقص.
- تلك المعلومات ليست للتداول كما ان عليك ان لا تنشريها.
ضحكت فضاع عقل نك فمد يده إليها و سره ان جاءته طائعة.
لكنها لم تمنحه سوى عناق سريع ثم تراجعت عنه ملامسة خده بخفة و هي تنهض:" عليك أن تخرج."
فوقف بجانبها وهو يحيط عنقها بيده و يدنيها منه:" أو أبقى."
لكنها بقيت حازمة:" لا. لا يمكنك أن تبقى يا نك.إنها خطبة زائفة اتفقنا عليها فقط لمساعدة أمك على الشفاء وأنا لست من تلك الفتيات العابثات."
- وهل تظنين أنني أعبث مع أي امرأة؟
- يمكن لكارمن أن تجيب على هذا السؤال.
هزها برفق ثم تركها:" ربما لدي علاقة أو اثنتان في الماضي.هل تتوقعين مني في هذا العمر أن أكون راهبا؟"
- أنا لا أتوقع شيئا منك, ما عدا أن تغادر بيتي الآن.
سألها وهو يتناول سترته:" ماذا ستفعلين غدا؟"
- بعض الأعمال المنزلية لماذا؟
- أعمال منزلية؟
- الغسيل التنظيف وما شابه.أي شيء مفروض القيام به.
فقال :" امضي النهار معي.إذا سألتني أمي لا تريدينني أن أكذب أليس كذلك؟"
فضحكت:" كل هذه التمثيلية هي كذب في كذب ماذا لو أضفت كذبة جديدة؟"
- امضي النهار معي.
- ماذا ستفعل؟
كانت تعلم انه لا ينبغي لها ذلك لكن الإغراء كان قويا. إنها تريد أن تمضي معه مزيدا من الوقت قبل أن يفسخا خطبتهما.و إذا استمر شفاء أمه بهذه السرعة فسيكون عليهما الانفصال قريبا جدا قبل عودة والديها من رحلتهما بوقت طويل.
- ما تشائين.
- آه هذا شيء مغر للغاية
فأضاف بسرعة:" إنما بالمعقول."
- منذ متى لم تركب الترام؟
- ماذا؟
فابتسمت:" حسنا. هذه هي الاتفاقية.نتقابل في أول شارع لومبارد ثم نسير متجهين نحو المرفأ.يمكننا أن نتسكع هناك فترة ثم نركب "الترام" إلى المدينة الصينية حيث نتناول الغداء.هل فريق العمالقة يلعب غدا؟ يمكننا أن نذهب إلى الملعب و نتفرج على المباراة.أنا لست مجنونة بكرة القدم لكنني لا أمانع في التفرج على البيزبول سيكون ذلك رائعا غدا."
- يبدو و كأنها نزهة سياحية تتضمن كل الأماكن الجديرة بالمشاهدة في المدينة.
- لماذا يحصل السياح وحدهم على كل المتع؟ إننا نعيش عنا وعلينا أن نتمتع بكل تلك المشاهد الممتعة.
- الساعة العاشرة؟
- أول شارع لومبارد. أومأ برأسه ثم خرج. حدقت موللي في الباب لحظة طويلة و قد أذهلتها موافقته.لم تكن تتوقع ذلك.هل سيتمتع بيومه؟ تمنت ذلك و بالنسبة إليها يمكنها على الأقل أن تختزن ذكرى هذه النزهة معه لتستمتع بذكراها في سنواتها القادمة.

القلـ ساحرة ـوب
15-02-2008, 20:36
الفصل الثامن: القرصان:


في العاشرة بالضبط وصلت موللي إلى أول شارع لومبارد حيث كانت الأشجار وفي أوج إزهارها و ألوانها الزرقاء والوردية تزيد المشاهد الجميلة جمالا. كانت قد ربطت شعرها لتبعده عن وجهها إزاء هواء البحر.وكانت ترتدي بنطلون جينز فوقه و كنزة ناعمة و تساءلت عما سيلبس نك.ربما سروال الركض ذاك!
ضحكت لهذه الفكرة و أخذت تنظر إلى السيارات التي كانت تمر بقربها
نظرت إلى ساعتها.كانت تظن أن نك دقيق دوما في مواعيده فقد كانت الساعة اجتازت العاشرة بدقيقتين.
وقال من خلفها:" ركن السيارة هو معاناة في هذا المكان."
و عندما التفتت انحنى نك يعانقها وكأن ذلك شيء عادي.
- أنا اركب الترام وهذا يجنبني متاعب توقيف السيارة
- ألم يكن لديك يوما سيارة؟
فهزت رأسها:" ولماذا أزعج نفسي طالما أن المواصلات حولي سهلة للغاية؟ أأنت جاهز؟"
- هيا بنا. و شبك أصابعه بأصابعها ثم ابتدآ نهار الأحد معا.
أمسكت بيده مستمتعة بالتظاهر بأنهما خطيبان و أنها تخرج معه الآن لتكوين ذكريات سعيدة و مستمتعة بقضاء النهار معا. لم يحاول جاستين قط أن يبذل جهدا لأجلها غلا إذا ألحت هي بطلب شيء.كان كل وقتهما مكرسا من اجله هو.كيف أقنعت نفسها بأنها تشعر بأي شيء تجاه ذلك الرجل؟
- أنت لم تعترض حين اقترحت عليك الذهاب إلى مطعم صيني لتناول الغداء. هل تحب هذا النوع من الطعام؟
- أنسيت أن طاهيتنا صينية؟ أنها تعمل عند أمي منذ سنوات و كثيرا ما تطهي لنا طعاما صينيا. عندما كنت صغيرا كنت أحب أن أمضي وقت العاصر في المطبخ أراقبها وهي تطهي وكانت دوما تشركني معها في اختيار الطعام وهكذا كنت أبدأ بالعشاء باكرا.
- أنا أحبه أيضا و بإمكاني أن أتغدى طعاما صينيا يوميا إذا استطعت.لكن معظم زملائي في العمل لا يهتمون به إلى هذا الحد لذا لا آكله إلا مرة أو مرتين شهريا.
- وهل تحبين الطعام الياباني أيضا؟
و هكذا أخذا يتحدثان عن الطعام طوال سيرهما.
و عندما صعدا إلى التلال بدا الخليج الأزرق يمتد أمامهما و الأمواج المزبدة تلوح في الأفق. شعرت موللي بحر شديد وكانت يدها في يد نك فلم يصعب عليها مجاراته في السير خصوصا وهو غير مسرع في سيره. وأخيرا وصلا إلى المرفأ حيث احتشد الكثير من الناس و قد فتنها نك بطريقة حمايته لها إذ كان يبعدها عن طريق بعض المراهقين المشاكسين أو يمنع بنظرة واحدة بائعي الشوارع من إزعاجها. وتمنت لو بإمكانها أن تفوز بتلك النظرة. وفي الواقع تمنت لو بإمكانها أن تفوز بكل النهار, ذلك أنها كانت مستمتعة أكثر مما تتوقع بكثير.فقد كان وجودها مع نك شيئا بالغ البهجة.
لقد ذهب ثري الفنادق المتشكك ذاك ليحي محله رجل عادي راغب في تمضية يوم رائع برفقتها. لكنها عادت فذكرت نفسها بأن ذلك كله مجرد ادعاء. عندما تجاوزا معرض صامويل للفنون, توقف نك ثم عاد وهو يجذب موللي معه.
- أليس هذا أحد المعرضين اللذين يعرضان لوحاتك؟
- بلى. دهشت موللي لتذكره ذلك. وقبل أن تتمكن من قول أي شيء قادها معه إلى الداخل.
قال :" أريني"
أشارت إلى اليسار حيث كانت لوحاتها معروضة و اخذت تنظر إليه وهو يتامل كلا منها. لم تكشف ملامحه الجامدة عن شيء فأخذت تتساءل بقلق عما إذا كان عملها قد أعجبه أم انه يبحث عن طريقة يظهر فيها العكس بشكل مهذب.
نظر اليها :" إنها لوحات جميلة."
- شكرا.
- أعجبتني لوحة الزورق الشراعي بشكل خاص.
فابتسمت:" و أنا أيضا. بذلت محاولات كثيرة لكي أستطيع رسم البحر كما أريد."
اقترب البائع منهما متسائلا:" هل يمكنني المساعدة؟"
سحب نك محفظته و أخرج بطاقته الخاصة وناولها إلى البائع:" أريد أن أشتري هذه اللوحات."
قال هذا مشيرا إلى لوحات موللي. طرف الرجل بعينيه و هو يقرأ البطاقة ثم نظر إلى نك:" كل اللوحات؟"
- كل لوحات موللي ماغاير.
- ماذا؟ هل أنت مجنون يا نك؟ لا يمكنك أن تشتري كل اللوحات. هتفت موللي بهذا معترضة ذاهلة لمجرد الفكرة.
- لدي ثمانية فنادق فخمة و نحن نزينها بقطع فنية قيمة فلماذا لا يمكنني أن أضيف اللوحات إلى مجموعتنا؟
لم تعرف موللي ماذا تقول. إنها سبع لوحات و قد استغرق منها رسمها أكثر من سنتين. هل هو جاد في شرائها كلها لفنادقه؟
لماذا ينفق كل هذه النقود على تلك اللوحات لمجرد أنه يعرف من ريمها؟ لا بدا أن هناك غرضا خفيا لا تعرفه.
نقل البائع النظرات بين الاثنين لا يعرف ما عليه أن يفعل و كادت تبتسم لحيرته هذه لأنه لم يحدث قط أن اشترى رجل سبع لوحات مرة واحدة... خصوصا بأسعار وضعها صامويل نفسه.
- سأعطيك العناوين غدا لترسل اللوحات.لا اريدها كلها إلى فندق واحد. هل لشركتك أن ترسل الفاتورة؟
تنحنح الرجل:" المعذرة لحظة, لا أدري كيف سأقوم بهذا الأمر."
و اتجه بسرعة إلى مؤخرة المعرض, بينما عاد نك يتأمل اللوحات.
فقالت:" أنت لست مضطرا لشرائها."
فقال بغطرسة:" طبعا لست مضطرا. لكنني سأكون أحمق لو تجاهلت الأعمال الجيدة عندما أراها.ومن ناحية أخرى أتوقع أن يرتفع سعرها."
شعرت موللي بانتعاش داخلي. رجل الأعمال هذا يشتري لوحاتها لأنه يظن أن سعرها سيرتفع! هذا كان احسن مدح لعملها تلقته على الإطلاق. و إذا بهارولد صامويل يأتي من مؤخرة المعرض و في إثره البائع:" آه يا عزيزتي موللي.ما أجمل أن أراك و كذلك يا سيد بايلي! زيارتك للمعرض شرف كبير."
ثم عاد بنظره إلى موللي بابتسامة عريضة:" و أظن على أن اهنئك.لقد رأيت المقالة في الصحيفة عن خطبتك."
ابتسمت و كبحة آهة أترى العالم كله رأى تلك المقالة؟
و قال لنك:" يسعدنا أن نرسل اللوحات إلى المكان الذي تريده,يا سيد بايلي. نرجو أن تزودنا بالعناوين غدا فنرسلها لك يوم الأربعاء."
و أشار إلى البائع بأن يتقدم ثم قال له:" موللي هي الفنانة و هذا خطيبها.إنها بادرة رومانسية أن تشتري مجموعتها لتوزعها على فنادقك.و أنت لن تندم لأن موللي ترسم بشكل رائع."
فقال نك :" أظن ذلك."
- لكنك اخذت كل لوحاتها التي لدي.
و هز رأسه ناظرا إلى موللي:" متى يمكنني أن أتوقع المزيد؟"
فقالت وهي تنظر إلى نك:" قريبا لأن اللوحة التي أنهيتها لتوي قد بيعت."
فقال نك:" تلك لمجموعتي الخاصة."
تمتمت و هما يتابعان السير على رصيف المرفأ:" لا أدري ماذا أقول"
كانت تسير متجنبة السياح ناظرة إلى طيور النورس من بعيد. ثمن اللوحات السبع الإجمالي كان مذهلا. عندما علقها المعرض لأول مرة ظنت الثمن الذي وضعه لها باهظا جدا. لكن نك لم يفكر حتى في المساومة.ربما هارولد كان يعرف ماذا يفعل!
سألها:" أتودين أن تأتي معي لنختار المكان المناسب لتعليق اللوحات في كل فندق؟"
نظرت إليه مترددة.أتراه يمزح؟ هذا محتمل جدا. فرئيس الشركة لا يعلق لوحاته بنفسه و لديه عشرات الموظفين لمثل هذه المهمات. هزت كتفيها و لم تجب. فمن غير الوارد أن تدعه يعلم كم تود رؤية لوحاتها معلقة في ردهات فنادق ماغيللان.ربما تذهب إلى الفندق في ساحة يونيون لترى إن كانوا يعرضون إحدى لوحاتها.
سألها:" هل تشعرين بالجوع؟"
- نعم.

القلـ ساحرة ـوب
15-02-2008, 20:38
كانت أشعة الشمس و الهواء النقي قد أثارا شهيتها. فقررا أن يسيرا إلى الحي الصيني وراحا يتأملان تغير المباني من الجديدة الطراز قرب المرفأ إلى القديمة منها. نظرت إلى المطعم الذي أكلا فيه منذ أيام وهما يمران به.لقد أصبح لديها ذكريات مع نك.
و سرعان ما انعطفا إلى الشارع الكبير حيث كانت موللي تشعر دوما بأنها في تايوان. كانت الروائح المنبعثة من المطاعم شهية للغاية ومنظر النسوة اللاتي يحملن الأكياس و يسرن منحنيات تحت ثقل أحفادهن الصغار المشدودين إلى ظهورهن يظهر حضارة مختلفة للغاية.
سار أمامها إلى مطعم معروف ثم دخلا و إذا بها تذهل وهي ترى أنهما وحدهما من غير الآسيويين في المكان. قالت عندما أجلسهما النادل على الفور:
- المكان رائع هنا.
- أشهى طعام في المدينة.
عندما طلبا منم النادل ما يريدانه اكتفت بالنظر. لو سألها عما تختاره لطلبت أن تتذوق كل الأنواع حتى تلك التي لا تعرفها.
طلب الطعام باللغة الصينية و ليس بالإشارة إلى الأطباق المعروضة. وكانت تعلم أنه تعلم ذلك من طاهيتهم شو ــ وين.
قالت بعد أن تذوقت أول لقمة:" لذيذة, هل تطهي شو ــ وين هذا النوع؟"
- أحيانا في الدعوات الكبرى.
عند ذلك رن جرس هاتفه الخليوي, فأجاب فورا. تناولت لقمة أخرى و أخذت تنظر حولها محاولة عدم الاستماع إلى ما يقوله رغم استحالة ذلك لقربه منها.
- نعم في الحقيقة إنها هنا.
عند ذلك نظرت إليه فقال لها:" المكالمة لك."
فأخذت منه الهاتف:" آلو."
- موللي عزيزتي توقعت أن تكونا معا. يسعدني أن نك يعطل نفسه عن العمل لعض الوقت ليمضيه معك.لقد استمتعت بالغداء معا أمس.
قالت ايلين هذا بحرارة فقالت موللي:" و أنا أيضا."
- ما هذه الضجة عندك؟
- إننا نتغدى في المطعم.
- آه توقيت مكالمتي سيء. لن أعطلك يا عزيزتي.أردت فقط أن أعلم إذا كنت غير مشغولة مساء السبت القادم.أفكر أن أدعو مجموعة صغيرة من أصدقاء الأسرة ليتعرفوا إليك. لن تكون حفلة خطبة رسمية فأنا أعلم أنك تنتظرين عودة والديك. لكنني متلهفة للمباهاة بك أمام أصدقائي.
نظرت موللي إلى نك بذعر فأخذ منها الهاتف:" ماذا هناك يا أمي؟"
و رأت موللي وجهه يسود:" لا, لا تفعلي ذلك. عليك أن ترتاحي لتتحسن صحتك قبل أن تستضيفي الناس."
سكت لحظة ثم تنفس بعمق:" أمي, هل يمكننا التحدث في هذا الأمر فيما بعد؟ ... لا في الواقع لقد خططنا لزيارة بعض الفنادق الأخرى.سنغيب طوال العطلة الأسبوعية."
انحبست أنفاسها. هل سيغيبان معا في العطلة الأسبوعية؟ لم تكن تظن ذلك.إنه يتحجج بذلك فقط ليقنع أمه . أقفل الهاتف بعد لحظة:" الأمور تخرج عن السيطرة."
- ربما و لكن يبدو أن خطتنا تنجح, فهي تشعر بتحسن كبير أليس كذلك؟
- سترهق نفسها إذا أقامت حفلة في العطلة الأسبوعية القادمة مهما كان عدد المدعوين قليلا. على كل حال أخبرتها أننا لن نكون في المدينة.
فتنحنحت :" هذا يبدو عذرا جيدا."
- عذر جيد؟
- اعني إذا ظنت أننا خراج المدينة فكأننا فعلا خارج المددينة.أليس كذلك؟
- لكنني كنت أعني ذلك.سنذهب بالطائرة إلى لوس أنجلس أو سان دييغو و نقيم هناك في الفندق.
فقالت معترضة:" ربما تعودت أن تأمر مستخدميك لكنني لا أتلقى الأوامر منك."
- ماذا؟
- ربما لدي خططي الخاصة للأسبوع القادم.
- أحقا؟
توقف ذهنها عن التفكير.لا بد أن هناك ما تدعيه:" على مراجعة مفكرتي."
- هيا يا موللي. ليس هناك ما لا يمكن تأجيله. سبق و ألغيت زيارتك
إلى المنتجع.دعيني أعوضك عن ذلك برحلة إلى فندقنا في سان دييغو. إنه رائع و يقع على شاطئ خليج ميشين تماما حيث الزوارق و الرمال الذهبية و وجبات الطعام التي تبهج الحواس.
فقالت ضاحكة:" أنت تتحدث و كأنك مندوب تجاري."
- أنا فخور بفنادقنا خصوصا هذا الفندق.
- لماذا ذلك الفندق بالذات؟
- لأنه فندقي. لقد اقتنيته منذ مات أبي و بنيت له شهرة بأفكار مبتكرة. وهو الآن أحد أكثر فنادقنا شعبية.
ثم أوقف عربة تحمل أطعمة ليطلب لها نوعين إضافيين. وكانت قد ابتدأت تشعر بالشبع لكن الطعام كان من اللذة بحيث لم تشأ أن تتوقف.
سألته:" هل السعي وراء المال هو الذي أملى عليك أن تشتري فندق سان دييغو.؟"
فهز رأسه:" كان ذلك مقامرة.الفنادق التي تركها أبي كانت ناجحة, ولكن ليس بشكل كبير.كان المال قليلا نوعا ما فابتدأت ألتمس تمويلا لها. لكني وجدت فندقا معروضا في السوق, اشتريته."
- مجازفة
- طبعا, ولكن إذا أردت شيئا من كل قلبك فهو يستحق كل مجازفة.
- ولكن لماذا أردته؟ أعني ألم يكن ما لديك كافيا؟
- كان كافيا فعلا, لكنها كانت من إنشاء أبي و جدي من قبله.فأردت شيئا يثبت أن بإمكاني أنا أيضا أن أنشئ شيئا مختلفا.أردت شيئا لأظهر للموظفين في كل الفنادق التي أعرفها أن بإمكاني أن أقود الشركة للتغيير و أن بإمكاني أن أقود الشركة في اتجاه جديد و أجعلها مزدهرة.
- وقد نجحت لأن فنادق ماغيللان ذات شهرة عالمية.
أومأ بهدوء ثم وضع قطعة حلوى أخرى في صحنه.
- هل كان ذلك مخيفا؟
- بل كان تحديا.
كانت تعلم أن الرجال ينظرون إلى الأمور بشكل مختلف. ولكن أن يعرض الرجل شركة ناجحة للخطر من خلال مجازفته بمشروع جديد فإن ذلك يستلزم عزيمة و إرادة قوية و ثقة بالغة بالنفس.
- هل ستأتين إذن لتري فندقي؟
- يمكننا أن ندعي أننا سافرنا إلى هناك إذا لم يجب أي منا على هاتفه أثناء تلك العطلة.أمك لن تعرف أبدا أننا في المدينة كما أنه ليس بإمكانها الخروج لتتجسس علينا.
- أنا أود أن تأتي معي.
لم تتوقع ذلك فسألته:" لماذا؟"
- لكي تري الفندق. لقد فاتتك الرحلة إلى المنتجع فدعيني أعوضك عن ذلك لعونك لي في الخروج من مأزقي.
- لكنك فعلت بشرائك سبع لوحات. و هز رأسها ومازالت ذاهلة لعمله ذاك.
- لوحة الزورق ستكون رائعة في ردهة فندق سان دييغو. تعالي معي يا موللي انظري إليها هناك.
رن جرس هاتفه مرة أخرى فقال متذمرا وهو يفتح الخط:" تبا! ألا يمكن للمرء أن يأخذ نهار عطلة؟"
سرت موللي لانقطاع الحديث.لم تستطع أن تتصور نفسها تمضي عطلة نهاية الأسبوع مع نك. حتى لو كانت علاقتهما مختلفة, هي ليست من نوع النساء اللاتي يمضين عطلات نهاية الأسبوع مع الرجال, وعلاقتهما ليست كما يدعيانها. و لكن إذا أمكنها أن تملي بعض الشروط فهل تجرؤ على اغتنام الفرصة؟ لم تنزل قط من قبل في أي من فنادق ماغيللان, وربما لن تنزل فيها أبدا في المستقبل, فهي غالية الأجر, فلماذا لا تطلق لنفسها العنان ما دامت علاقتهما رسمية أمام الناس وكل منهما يعرف حدودها؟
- سأكون هناك حالا.
اخترقت أفكارها كلمات نك هذه فنظرت إليه وهو يقفل الهاتف و يقول: "علي أن أذهب."
ثم رفع يده يستدعي النادل ليدفع الحساب.
- ماذا هناك؟ هل هي أمك؟
أترى حدث لأمه شيء بين المكالمتين؟
- لا.دوني أمسك بشخص يعتقد بأنه هو من يختلس النقود من البار.وأنا أود أن أتحدث إليه قبل أن نستدعي الشرطة. كانت المسافة من المطعم إلى ساحة يونيون قصيرة للغاية فأوسع نك خطواته.
- أليس من الأفضل أن تدع الشرطة تستجوبه؟
- بلى لكنني أريد أن أقابله أولا. فقد اختلس من فندقي.
وصلا إلى الفندق فتوجه نك رأسا إلى المصعد الذي اتجه بهما إلى الطابق الثالث عشر.
- هل مكتب الفندق في الطابق الثالث عشر.
سألته في أنهم لو كانوا سألوها لاختارت الطابق لجمال المنظر.
- بعض الناس يتشاءمون من الرقم 13 لذا فهم يرفضون الإقامة في هذا الطابق مع أن المنظر منه يضاهي الطابق الأخير جمالا.
قال هذا بشرود فأدركت أن أفكاره كانت منصبة على ما اخبره به دوني.
كانت المكاتب فخمة رائعة و لون الجدران رماديا فاتحا علقت عليه أعمال فنية أصلية و فرشت بسجادات سميكة.كانت مكاتب زنتك الفاخرة مخصصة فقط للموظفين الرفيعي الشأن. أما في فندق ماغيللان فجميع الموظفين يستمتعون بهذه الأمكنة المرفهة. خرج نك من المصعد و بعد لحظة كان يدفع باب أحد المكاتب.
وقفت موللي عند الباب و نظرت إلى الداخل فرأت دوني واقفا بجانب النافذة و قد تبدل من الرجل اللطيف إلى رجل حازم مخيف مثل نك. أخذا يحملقان في الرجل الجالس على كرسي أمام المكتب والذي كانت يتململ ارتباكا و قد بدا عليه التوتر. حاول أن يبدو شجاعا لكن الرهبة كانت تتملكه إزاء الرجلين الواقفين أمامه.
- سأنتظر في الخارج. تمتمت موللي بذلك وهي تتراجع مغلقة الباب خلفها.ثم جلست بجانب مكتب السكرتيرة.و أخذت تفكر.

القلـ ساحرة ـوب
15-02-2008, 20:39
مع نك لا يمكن للسأم أن يتملكها. إنه يثير فضولها يوما بعد يوم.هو ممتع و يتصرف بمرح و ذهن خال من أي هم لكنها تعلم أن ذلك مجرد تمثيل و أنه دوما وراء مظهره السطحي يركز على أولوياته.وعمله كان في القمة. حتى الآن لم تكتشف أي دلالة علة مناورة أو تملق لأجل مكسب كما كان الحال مع جاستين.
قطبت جبينها متمنية لو أنها لم تفكر في جاستين.لم يكن حكمها صائبا عليه.كيف فكرت يوما في أنه يحبها أو أنها تحبه؟
إنها تعرف الآن... و توقف ذهن موللي عن التفكير.
لا لم تكن تريد أن تقول أنها تعرف الآن الفرق.فهي لا تعرف شيئا ولن تفكر في ذلك والواقع أنها لم ولن تحب نك بايلي!
ليس بينهما أي قاسم مشترك. ولولا الرجل الذي اختلس نقود البار ما تعارفا.وهكذا عقدا اتفاقية مؤقتة لتسريع شفاء أمه. وهذا لا يعني حتى أن عليهما أن يكونا صديقين. فهي لا تحبه !!
نهضت... و نظرت إلى الباب ثم اتخذت قرارها. هو لن يفتقدها أبدا.وعليها أن تنشئ لنفسها حياة خاصة بها, حياة بعيدة عن تأثير نك بايلي المزعج والأفكار المتعلقة به.
أخذت ورقة عن المكتب و كتبت كلمة سريعة و تركتها حيث يراها نك ثم انطلقت خارجة كالسهم.بقاؤها مع نك أشبه باللعب بالنار.وما دامت بلغت هدفها فقد أصبح عليها أن تخرج من حياته بأسرع وقت ممكن ذلك أن من الجنون المستحكم أن تنمي أي شعور نحو ذلك الرجل.
لكنها وهي تنزل بالمصعد خافت من أن يكون الأوان قد فات.خرجت إلى أشعة الشمس لكن البهجة بالنهار بددها القلق من أن تكون قد ارتكبت خطأ فادحا مثل الوقوع في حب ذلك الرجل.
قد يفيد الهواء النقي في أخلاء ذهنها من الحماقات لكنها بقيت تفكر في كل دقيقة أمضتها مع نك.من الرقص بين ذراعيه الليلة الماضية إلى أول مرة رأته فيها إلى المعانقات التي تبادلاها.
أجفلت حين رفعت رأسها فرأت نفسها أمام بيتها, فهو يبعد عن ساحة يونيون أميالا.اندفعت إلى الداخل ثم أخذت تقرع جرس شيلي بنفاذ صبر ففتحت هذه لها الباب دهشة.
- هيه موللي. ظننتك خرجت اليوم مع ذلك الرجل؟
اندفعت موللي إلى الداخل واتجهت إلى غرفة الجلوس وهي تقول:" أنا غاضبة للغاية."
- ألم ينجح موعدكما؟
قالت شيلي و هي تنظر إلى موللي التي كانت تذرع الغرفة بضيق. فلوحت بيدها:" بل كان بأحسن حال حتى قبض على اللص و أظنني وقعت في غرام ذلك الرجل المدمر."
- أحببت اللص؟
- لا ... بل نك بايلي.
فابتسمت شيلي:" وما هي المشكلة إذن؟ سبق و أخبرتك أن الوقوع في حب رجل ثري هو بنفس سهولة الوقوع في حب رجل فقير. فكري كم سيسعدك أن تمضي الليل في فندق مختلف منى شئت!"
- لا يهمني أبدا النزول في الفنادق. فأنا أملك شقة رائعة في هذا المبنى.
- لكنك لن تمكثي فيها إذا تزوجت نك.لا أظنه سيرب في السكن هنا.
- الزواج؟ نحن أبعد ما يكون عن الزواج.أنت تعرفين غايته من كل هذه التمثيلية.ما إن تشفى أمه حتى يقول وداعا يا موللي.
- وربما لا. بدا لي أنه يعزك عندما جاء ليأخذك .هل عانقك مرة؟
هزت موللي كتفيها:" ربما مرة أو اثنتين.لكن ذلك لا يعني شيئا. لقد عانقني جاستين لكن ذلك لم يسفر عن شيء أيضا .
فقالت شيلي بجفاء:" ما كنت لأضع نك بايلي وجاستين في الخانة نفسها. إنهما غير متشابهين بشيء."
توقفت موللي عن السير و نظرت إلى صديقتها:"ماذا سأفعل؟"
- بأي شأن؟
- هجر جاستين لي بذلك الشكل الفظ آذى شعوري. لكن هذا الأمر الآن أكبر بكثير,شيلي. نحن نتحدث هنا عن قلبي.
تقدمت شيلي منها تحتضنها بسرعة و أشارت إلى الأريكة:" اجلسي لنتحدث عن ذلك. ربما بإمكانك أن تجعليه يحبك."
- آه لا. أنت لم تري كارمن... لتعرفي نوع النساء اللاتي يعاشرهن. صدقيني سأتوقف عن رؤيته الآن. ألا تظنين أنني ربما أتخيل كل ذلك
و أن كل هذا مجرد أمنيات تساورني كردة فعل لهجر جستين لي؟
- بكل تأكيد.المثل يقول: بعيد عن العين بعيد عن القلب. يمكنك أن تبقي بعيدة طوال الأسبوع مشغولة بعملك و في العطلة الأسبوعية اذهبي إلى المنتجع كما خططت سابقا. عند ذلك تكون أمه قد تعافت تماما فتخرجين من هذه المشكلة!
أومأت موللي و حاولت أن تشعر بالحماسة لاقتراح شيلي.بإمكانها أن تشرع برحلتها المرجأة لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من التفكير في عطلة أسبوعية في أحد فنادق ماغيللان في سان دييغو.
قالت ببطء:" لقد اشترى كل لوحاتي."
- ماذا؟
- ذهبنا إلى المرفأ فتذكر أن معرض صامويل للفنون يعرض بعض أعمالي فذهبنا إليه و اشتراها جميعها.
حدقت شيلي إليها:" أنت تمزحين!"
- لا.حتى لم يساوم. وقد طلب مني اللوحة التي أرسمها حاليا أيضا.
- أووووه .... يا لها من لفتة شاعرية.
و اتسعت عيناها وهي تفكر في هذا الخبر.
-لا بل هذا مجرد عمل. لديهم لوحات جميلة في فنادقهم.وهي نسخ أصلية, وهو يريد أن يضيف لوحاتي إلى مجموعة الفندق.ما عدا اللوحة التي أنهيتها لتوي فقد قال تلك لمجموعته الشخصية.
- ربما عليك أن تبرئيه فأنت لم تري منه سوءا.فأنا لم أسمع قط عن شخص اشترى مجموعة أعمال كاملة لفنان غير معروف نسبيا.
- لقد رأيت مدى قسوته مع كارمن. وكان عليك أن تريه عندما دخل على اللص... لم يظهر أي رحمة على الإطلاق. و أنا لا أريد أن أكون يوما في ذلك الموقف. إذا قطعت علاقتي به الآن بإمكاني أن أنساه بسرعة. ربما أنا أسبغ معنى عاطفيا على الأمر كله لا سيما و أننا استمتعنا معا هذا الصباح.
فقالت شيلي بحيرة:" أنا لا أفهمك."
قفزت موللي واقفة:" ولا أنا أفهم نفسي. سأذهب إلى بيتي و أعد كوبا من الكاكاو و أفكر في كيف عساي أنسى نك بايلي."
وقفت شيلي هي أيضا ورافقت موللي إلى الباب:" امنحي نفسك فرصة. أنت فتاة رائعة يا موللي. ولا ادري لماذا لا يقع في غرامك."
احتضنتها موللي قائلة:" أنت صديقة مخلصة.أتريدين أن نذهب إلى السينما معا هذا الأسبوع؟ سيكون لدي وقت فراغ."
- أحقا لن تريه مجددا؟
- وما الفائدة؟ لا أظن فعلي هذا ينبئ عن ذكاء كبير.يمكنه أن يخبر أمه أننا نرى بعضنا البعض و يختلق شيئا عن انشغالي البالغ عن زيارتها و عندما تشفى يخبرها بأننا انفصلنا.
و ابتسمت آملة بألا تلحظ شيلي الكآبة التي تغلف قلبها.ثم اتجهت إلى شقتها.
و لكن رغم كلماتها الشجاعة اغرورقت عيناها بالدموع و غاص قلبها بالألم.كانت مغرمة بالرجل. ويا له من مأزق! حاولت أن تخرج من وضع سيء فأوقعت نفسها في وضع أسوأ. هذا بالإضافة إلى أنها تشك في أنها ستنساه في فترة قصيرة.
وعندما انفردت بنفسها في غرفتها سارت إلى اللوحة وهي تمسح دموعها. لقد أعجبه عملها و هو يريد اللوحة ليضمها إلى مجموعته الخاصة. عندما ينظر إليها هل سيفكر في الفنانة التي رسمتها؟ أم أنه سيرى فقط الصباح البارد في " حديقة البوابة الذهبية" العامة؟
رم جرس الهاتف فتجاهلته. ثم استمعت إلى الرسالة التي تركها المتصل:" موللي أنا نك. هل أنت في البيت؟ اتصلي بي عندما تصلين."
ثم أقفل الخط.سارت إلى الهاتف و أعادت الصوت مصغية إلى صوته ثم محته. لن تنوح كالمراهقات. استدارت و رفعت الصورة. غدا ستأخذها و تؤطرها ثم تضعها في صندوق و تشحنها إلى عنوانه.
وهكذا ينتهي الأمر.

الأميرة شوق
16-02-2008, 01:27
مشكوره
في انتظار التكملة

هيونه المزيونه
16-02-2008, 02:14
وااااااااااااااااااو ......وااااااااااااااااااااااو .....

بصراحة رواية تجنن وتاخذ العقل ؟؟؟؟


تسلمين غناتي ... ماقصرت ...


وهاه لاتطولين علينا بالباقي ...


في انتظارك ياسحورة ...

لحـ الوفاء ـن
16-02-2008, 11:56
والقصه مشوكه جدا
وفي انتظار البقيه

SONĒSTA
16-02-2008, 12:58
مشكوورة
وفي انتظار التكملة

ملهمة القلب
16-02-2008, 14:30
مشكوره ويعطيك العافيه
بس الله يخليك لاتطولين علينا بالبقيه

Fenetia
16-02-2008, 16:30
يعطيك ألف عافية على مجهودك سحورة

وبانتظار الباقي معك بشوووووق

القلـ ساحرة ـوب
16-02-2008, 20:08
الفصل التاسع:فردوس استوائي:



مع حلول يوم الأربعاء ابتدأت موللي تفكر في أنه كان عليها أن تواجه نك و توضح له أنها تريد إنهاء الاتفاقية. لقد ساعدها ليلة واحدة و من المؤكد أن كل ما ساعدته به حتى الآن قد سددت به حسابه عليها.
كانت يوم الثلاثاء قد فتحت المجيب الصوتي إذ لم يعد بإمكانها إبقاؤه مقفلا لكثرة الرسائل التي محتها دونما الاستماع إليها. ربما سترسل إليه رسالة قصيرة و بذلك لا تضطر إلى رؤيته مرة أخرى بل توضح له أن علاقتهما انتهت و أن عليه أن يختلق قصة لأمه كي يفسر سبب فسخ خطبتهما. وكلما أسرعت بذلك كان أفضل فهي تمضي من وقتها في التفكير به أكثر مما تمضيه في العمل. لقد امضت في تأمل هذا اللتخطيط أمامها عشر دقائق دون أن تتذكر ما يمثل.
و فجأة تملكها القلق فرفعت نظرها و إذا بها ترى نك يجتاز القاعة المكشوفة و كأنه مالك شركة زنتك و لكن حتى المالك لا يسير بهذه الغطرسة. وضعت القلم من يدها و استجمعت شجاعتها.بدا رائعا كعادته و أقرب إلى القرصان الغاضب. التقت نظراته بنظراتها فلم تستطع أن تشيح بنظرها.ربما كان عليها أن تجيب على مكالمة واحدة على الأقل.
قال نك دون تحية وهو يقف بجانب مكتبها يحملق فيها:" هل المجيب الصوتي في هاتفك معطل أم انك لا تجيبين؟"
فرطبت شفتيها الجافتين مجيبة:" ولماذا أفعل هذا؟"
- هذا سؤال حسن ليس لدي الإجابة عليه.احاول الاتصال بك منذ يوم السبت.لماذا خرجت بذلك الشكل المفاجئ؟
- لم اكن اعلم كم سيستغرق التحقيق مع الرجل الذي تشك فيه.هل كان مذنبا؟ هل هو الشخص الذي اختلس النقود؟
- نعم وهو في حراسة الشرطة الآن.
- عمل دوني في البار انتهى الآن ؟
أومأ وقد ضاقت عيناه قليلا ثم نظر إلى ساعته وقال :" حان وقت الغداء تقريبا, أحضري حقيبتك و سنذهب لنتغدى معا."
كانت تعلم أن عليها أن تعترض ففتحت فمها لترفض و إذا بجاستين يظهر.كان مؤخرا يعمل مع ناثان في عمل فني لكنه استمر ينظر في اتجاه موللي.
نظرت إلى نك بابتسامة حب متألقة:" ما أجمل هذا يا حبيبي! كم أحب ذلك"
تناولت محفظة يدها وهي تقول:" فليكن مطعما عاديا لأن ثيابي لا تليق بمكان فخم."
ثم تأبطت ذراعه وهي تخفق له بأهدابها. توترت عضلات ذقنه: "مسرور جدا يا حبيبتي لأنك منحتني من وقتك."
- وقتي كله لك يا حبيبي.
قالت هذا بصوت مرتفع ليسمعه جاستين و يقتنع بأنهما هي ونك مازالا حبيبين!
عندما استدار رأى نك جاستين فأومأ باتجاهه ثم نظر أمامه.
- ما الذي يجري يا موللي؟ تتجاهلينني حتى تعود حاجتك إلي فتتمسكي بي لتخدعي خصمك.
- خصمي؟
- أعني جاستين.
- نك, أنت دعوتني إلى الغداء و نحن مخطوبان على كل حال.فلماذا لا يسرني أن أرى خطيبي؟
- أخبريني أولا لماذا تجاهلت مكالماتي؟
سكتت حتى أصبحا في المصعد فتخلت عن مظهر الشغف الذي كانت تتظاهر به.و كان الراكبان الآخران في المصعد يجعلان من الحديث بينهما مستحيلا, فانتظرت حتى يصبحا وحدهما. ثم قالت له و هما يسيران نحو "ماركت ستريت":" كنت مشغولة هذا الأسبوع."
- مشغولة إلى حد أنك لم تستطيعي الاتصال بي لتخبريني بأنك مشغولة؟ أو لتجيبي على مكالمات أمي؟
لم تكن أصغت إلى المكالمات بعد اليوم الأول ظنا منها أنها كلها منه:"لم أكن أعرف."
- إنها تريد جوابا لاقتراحها إقامة حفلة عشاء صغيرة في العطلة الأسبوعية القادمة.
- أنا خارجة من البلد.
- هذا ما أخبرتها به. سنذهب إلى سان دييغو لنشرف على تعليق لوحاتك.
توقفت عن السير متجاهلة دفع الناس لها و هي تقف فجأة, وحملقت فيه: " ماذا فعلت؟"
أمسك ذراعها يقودها على الرصيف المزدحم:" تحدثنا عن ذلك يوم الأحد و من المؤكد أنك لم تنسي ذلك."
- أنت اقترحت ذلك لكنني لم أقل قط أنني سأذهب.
- لقد حجزت تذاكر لصباح السبت الباكر و سنعود مساء الأحد.
- يا لوقاحتك! لكنني لن أذهب معك يا نك0 إنها خطبة زائفة هل نسيت؟
- هل هذا ما يقلقك ؟ لقد حجزت جناحا بغرفتي نوم. شرفك مصان معي يا موللي.
- لا ليس هذا ما يقلقني.
وسكتت فجأة و قد أدركت ما كانت ستقوله.آخر ما تريده هو أن تنبئه بأنها تعاني من تغيير مشاعرها نحوه. ألن يبهجه هذا الخبر؟
- ماذا إذن؟
- أنا ذاهبة إلى المنتجع هذه العطلة. ذلك الذي كنت سأذهب إليه من قبل.
قالت هذا بشيء من الفظاظة.
- تعالي معي إلى سان دييغو.
رفعت بصرها فرأت حدة المشاعر في نظراته و بدت عيناه و كأنهما تخترقان أعماقها. سألها:" ألم تذهبي إلى سان دييغو قط؟"
هزت رأسها و قد سمرتها نظرته. وقالت:"سمعت أنها جميلة."
- " خليج ميشين" ساحر للغاية و فندق ماغيللان مصصم لكي يسحر السحر نفسه. قولي إنك ستأتين.
حولت نظراتها بعيدا محاولة أن تتذكر سبب رغبتها في الابتعاد عنه. حتما لا ضرر هناك من عطلة أسبوعية ... كما أنها ستحظى بفرصة كي تزور سان دييغو... ترى لوحتها في ردهة فندق شهير... وتقضي عطلة أسبوعية مع نك.سوف تراه في مكانه الطبيعي صاحب الفندق المهيب مباهيا بأحد فنادقه.ربما ستشمئز منه فيصبح من السهل عليها أن تقول له مساء الأحد وداعا.
لكن هذه الاستنتاجات توقفت :" لا أستطيع الذهاب."
- إما هذا و إما تلك الحفلة في بيت أمي.
- لا. هذا ير ممكن.أخبر أمك أننا راحلان.ثم اجلس في بيتك ولا تجب على الهاتف.
- كما فعلت أنت طوال الأسبوع؟
فقالت رافضة الهزيمة:" كنت مشغولة."
تنحى نك جانبا و أشار إلى موللي بالدخول إلى مكان لبيع الشطائر. انضما إلى الصف بانتظار ما يريدان شراءه.فنظرت حولها و رأت شخصا يعمل معها. كانت غالبا ما تأكل في هذا المكان وكانت تعلم أن كثيرين من موظفي زنتك يفضلونه على سواه. وعندما لوح لها زميلها بيده ردت عليه بالمثل. ثم التفتت إلى نك آملة بأن تبدو مستمتعة بوقتها وليس غاضبة. إذا أنهت علاقتها مع نك ستسري الأقاويل عنها في العمل! لقد تعبت من كونها مصدرا للشائعات و الأقاويل.
سألها:" هل هو من أصدقائك؟"
- زميل في العمل.
ثم تقدمت بطلبها و انتظرت حتى طلب نك ما يريده و دفع ثمن الشطيرتين و الشراب ثم سارا ينتظران ما طلباه.
- هل نأكل في الخارج؟
سألته ذلك, غير راغبة في التحدث في مثل هذا المكان المزدحم. من يدري من سيسمعهما؟
- يمكننا أن نذهب إلى "إمباركاديرو" إذا شئت
كان لطيفا سمح الخلق. وتمنت لو أنه متغرطس كعادته أحيانا فذلك يسهل الأمور عليها.
- أي تهديد ستستعمله معي لإرغامي على الذهاب إلى سان دييغو؟
بدا الهزل في عينيه:" تهديد؟ ألا تصلح الدعوة البسيطة؟"
فهزت رأسها بحذر:" لا أريد أن أذهب."
- ألا تريدين الذهاب بشكل مطلق أم أنك لا تريدين الذهاب معي؟
سكتت قليلا ثم قالت :" معك"
- قلت لك ليس هناك ما تخافينه.
- مجرد وجودي معك يجعلني أخاف.
- آه و السبب؟
كان قلبها يخفق و نبضها يتسارع لمجرد وجودها بقرب نك فكيف يكون الأمر لو أمضت نهاية الأسبوع معه؟ كانت واثقة من أنهما سيحصلان على أفضل خدمة. و سان دييغو معروفة بتألق شواطئها و مناظرها الطبيعية و جوها الدافئ ... وهي لن تحصل على مثل هذه الفرصة مرة أخرى.كما أنها سترى لوحتها معروضة في الردهة و ستمضي أياما أخرى مع نك بايلي.
و نظرت موللي إليه مرة أخرى:" لا بأس, صباح السبت سننطلق إلى سان دييغو, كيف حال أمك ؟"
- تتحسن بشكل ملحوظ.
- لن يكون علينا إذن أن نتابع هذه التمثيلية لفترة طويلة؟
هز كتفيه.ولسبب ما لم يشأ أن يعطي موللي موعدا يمكنهما فيه أن ينهيا هذه <التمثيلية> كما تسميها.صحة أمه كانت تتحسن بسرعة وقد تحدث مع طبيبها أمس فأخبره هذا [أنها ستستعيد عافيتها تماما في أسرع وقت.
كان أذكى من أن يعتقد أن صحة أمه ستنهار حين يخبرها بأنه و موللي انفصلا لكنه كذلك لا يريد أي انتكاسات. واستمرارهما لمدة أطول ليس فيه أي ضرر.

القلـ ساحرة ـوب
16-02-2008, 20:12
سألها:" هل هناك رجل آخر تفضلين رؤيته؟"
- طبعا لا. بعد خدعة جاستين أتظنني أريد أن الخروج مع رجل بهذه السرعة؟ هذا مستحيل.
- ما الداعي إذن إلى الإسراع في إنهاء اتفاقيتنا؟
أخذ يتأمل ملامحها متمنيا لو استطاع أن يقرأ الأفكار. ما الذي يجري داخل رأسها هذا؟
لقد عادت عليه هذه الاتفاقية بفوائد كثيرة. فكارمن توقفت عن إزعاجه وأمه تتماثل للشفاء, كما أصبح لديه مرافقة للمناسبات الاجتماعية مرافقة لم يكن يتوقعها ولا تحاول التأثير عليه على الدوام. وهذه الصفة الأخيرة كانت مفيدة أكثر مما كان يتوقع في البداية. ربما كان عليه أن يعقد خطبة مماثلة منذ وقت طويل.
قال ببطء:" أنا في الواقع غير مستعجل على إنهاء الخطبة."
نظرت إليه بدهشة :" هل تمزح؟ لم لا؟"
- ولماذا ننهيها إنها تمنحنا حماية ضد الآخرين و يجد كل منا شخصا يقوم معه بنشاطات دون ارتباط.
نظرت بعيدا وهي تنهي آخر قضمة من شطيرتها:" أنا أفهم رغبة الرجال في عدم الارتباط لكنني أريد أن أتزوج يوما ما و يكون لدي أولاد.أريد أن أشيخ أنا و زوجي."
قطب نك حاجبيه إذ لم يعجبه أن يتصور موللي في سن الشيخوخة مع أي رجل.إنها شابة رائعة الجمال مليئة بالحيوية. بإمكانه أن يراها مع
أولاد و يعلم أن عينيها تتألقان بهجة بهم و ستكون مرحة خالية البال وتملأ أولادها بالبهجة. حاول أن ينسى تلك الصورة لكنها لم تفارق خياله. سألها:" لا أحد يقول إنه لا يمكنك الحصول على ذلك. ولكن هل أنت مستعدة للقيام بذلك الآن ؟"
- الآن ... فيما بعد ... من يعلم متى يأتي الحب؟
- الحب شعور عاطفي بالغوا في تقديره تمنحه النساء لتجميل الغرائز الأساسية التي ترافق البشر.
قالت مازحة:" رجل ساخر."
فأجاب باللهجة نفسها:" امرأة حالمة."
فقالت وهي تنهض واقفة:" مسموح للفنان بذلك.لا بأس لقد بلغت هدفك لأننا سنذهب معا إلى سن دييغو. علي أن أعود الآن إلى عملي. سأراك صباح السبت.هل أوافيك إلى المطار؟"
فقال وهو ينهض أيضا:" آه لا. لن أجازف بذلك. إذ ربما تكتشفين أنك مشغولة جدا.سآتي لأخذك عند السادسة."
- صباح السبت؟إنه اليوم الذي أتأخر فيه في النوم.
تقلع طائرتنا عند الثامنة صباحا. أظنك ستحبين تضييع النهار سدى.يمكننا أن نكون على الشاطئ في سان دييغو قبل الغداء.
لم تكن موللي معتادة على مثل هذه الرحلات العفوية. فهي نادرا ما تذهب في إجازة و فكرة الطيران إلى سن دييغو للاستلقاء على الشاطئ عند الظهر ملأتها بهجة.لقد حصل نك على هدفه و هي ستذهب معه في العطلة الأسبوعية المقبلة.كيف حدث هذا؟ في عطلة الأسبوع يحصل الكثير.
افتتنت موللي بسان دييغو تماما كما توقع نك حتى عندما رأتها من
الطائرة. كان الهواء أكثر دافئا و رقة من هواء سان فرانسيسكو الجاف. كما كانت أشجار النخيل تتهادى على جانبي الجادة التي كانت سيارة الفندق تنطلق بهما فيها إلى الفندق. كانت النباتات المتعرشة تغطي جدران البيوت و تحيط بأبوابها, فيزيد ذلك في بهجة النفس.
عندما وصلا إلى فندق <ماغيللان سان دييغو> تلقيا استقبال الأمراء. طبعا كان المستخدمون يعرفون نك و ربما هو يلقى تلك المعاملة في كل مكان. لكن البهجة تملكت موللي إزاء الترحيب الحار. كانت النافذة الواسعة تطل على الشاطئ, في ميناء ميشين الهادئ حيث عشرات العائلات تستمتع بالشمس والمياه المنعشة. وكانت مياها زرقاء مغرية للغاية.
وقف نك عند عتبة الجناح ينظر إليها و يداه في جيبيه:" أتريدين الذهاب للسباحة؟"
التفتت إليه موللي بابتسامتها المتألقة:" بكل تأكيد سأغير ملابسي حالما تصل حقائبنا. إنه فندق جميل."
- فلنأكل أولا, ثم نمضي طوال فترة العصر على الشاطئ إذا أحببت. ويمكننا فيما بعد التسكع في أنحاء البهو لتختاري المكان المناسب لتعليق لوحتك. لقد اخترت لوحة الزورق لهذا الفندق.
أومأت موللي و هي تعود لتتأمل المياه. لديهما أكثر من أربع و عشرين ساعة معا و هي تريد أن تستغل كل دقيقة.
عندما وصلت الحقائب ارتدت ثوب السباحة ثم لبست فوقه ثوبا فضفاضا و رفعت شعرها إلى أعلى و لبست صندلا خفيفا. ثم عادت إلى غرفة الجلوس في الجناح و انتظرت حضور نك وهي تتمشى في أنحاء الغرفة المترفة معجبة بالأثاث و حس الأناقة في كل قطعة.
- جاهزة؟
سألها من الباب المؤدي إلى غرفته. كان يرتدي سروالا قصيرا قطنيا.
- جاهزة!
قادها إلى مقهى خارجي و مظلل بالأشجار و المظلات يطل على الخليج. وكان أصص الأزهار المتألقة منتشرة في الفسحة فشعرا أنهما يتناولان الطعام في فردوس استوائي. نظرت موللي إلى قائمة الطعام وقالت:" أريد سلطة القريدس. إنه الشيء الوحيد الذي يناسب هذه الجلسة. ما أجمل المكان هنا! أنا متلهفة إلى الرسم..."
و أشارت بيديها إلى أنحاء المكان. كم تحب أن تمسك بيديها ظلال لون المياه الأزرق بدرجاته المختلفة. حمرة و صفرة الأزهار و خضرة الشجر الداكنة. كانت هذه وليمة لحواسها.
قال لها نك بعفوية:" هودي إلى هنا مرة أخرى و ارسمي هذه المناظر."
كانت عيناه مختفيتين وراء نظارات قاتمة فتساءلت عما يفكر فيه. هل يحتمل أن يعودا معا ذات يوم؟ أم أنه يعد الأيام حتى تتعافى أمه فيتخلص منها؟
عندما انتهى الغداء, انتقلا إلى الشاطئ الذي كان مزدحما بالعائلات و العشاق. لكنهما رأيا, أثناء سيرهما, كرسيين خاليين فنشرا عليهما المنشفتين التين أحضراهما معهما من الفندق.
حاولت موللي أن تبقي نظراتها على المياه, لكن جاذبية نك كانت قوية للغاية. كان لون جسده بلون العسل و كان واضحا أنه تعرض للشمس عدة مرات قبل ات يأتي في هذه الزيارة إلى فندقه.
خلعت ثوبها و ركضت إلى الماء المنعش و سرعان ما غطست فيه تخفف حرارة جسمها, و تحاول أن تركز اهتمامها على أي شيء ما عدا نك.
لكن هذا لم يكن سهلا إذ ما لبث أن وافاها نك, بعد أن غاص إلى الأعماق ليبرز بجانبها:" هذا حسن."
قالت هذا و هي تختبر الماء و تنظر حولها. و مرة أخرى انجذبت نظراتها إليه. و بجرأة مدت يدها تلامس كتفه فسألها:" هل أنت مسرورة لمجيئك؟"
- نعم.
كانت فترة العصر رائعة. تخبطا في المياه. ومرة أخرى انجذبت نظراتها إليه. و سبحا إلى الأعماق الباردة و استلقيا في الشمس فترة على الشاطئ و سرعان ما انتقلا إلى تحت مظلة واسعة ليتجنبا حروق الشمس. كان الحديث بسيطا متقطعا. لكن جلستهما كانت مريحة للغاية بحيث لم تستطع أن تمنع نفسها من النعاس. انتبهت و نظرت إلى نك وكان هذا يتأملها:
- ربما كان عليك أن تنامي هذا الصباح.
- آه, لا. ما كنت لغير شيئا هذا اليوم. يمكنني أن أنام غدا أليس كذلك؟
- كما تشائين. لكن هناك مركبا سيخرج صباح الغد في نزهة قصيرة. ظننتك ربما تحبين ذلك.
ابتسمت حالمة. إنه يتصرف كخطيب حقيقي... يبحث عن أشياء بهيجة يقومان بها في هذه العطلة الأسبوعية. هل سيتجاهل شروطها فيما بعد؟ ويطلب أكثر من ذلك؟ وتمنت ألا يحدث ... سيفسد كل شيء.

القلـ ساحرة ـوب
16-02-2008, 20:14
- نك بايلي, ماذا تفعل هنا؟ ظننتك لا تترك مكتبك أبدا.
رفع نك بصره, ثم مد يده مصافحا. كان سام بيركنز أحد أصدقائه منذ أيام الجامعة لكنه لم يره منذ استلم إدارة الفنادق بعد وفاة أبيه.
- وماذا تفعل أنت هنا؟ ظننتك لم تغادر لوس انجلس قط.
فقال سام بزهو:" أنت تعلم أنني تزوجت و عندما يتزوج الرجل لا يمكنه العمل طوال الوقت."
و أشار إلى شقراء جميلة تلاعب طفلا يدرج على الشاطئ:" تلك هي ستيفي و طفلنا جويل. أريدك أن تتعرف إليها. لم أصدق عيني حين رأيتك تسبح منذ فترة. ولم أكن متأكدا من أنه أنت."
ابتسم نك و نظر إلى المرأة الجميلة. تعلق بصره لحظة بالصبي الصغير الذي كان يركض إلى الماء دون خوف, لتختطفه أمه حين أخذ يركض و ضحك الاثنان و كأنهما يستمتعان باللعبة. ثم عادت توقفه على قدميه و مرة اخرى توجه نحو الماء.
كان نك و سام في فريق السباحة في الجامعة معا.و بعد ذلك أنشأ سام شركة استيراد و تصدير في لوس انجلوس مختصة بالفن الآسيوي. وكان آخر رجل يتوقع منه أن يتزوج. وتذكر مدى دهشته عندما تلقى الدعوة إلى زفافه, رغم أنه لم يستطع تلبية الدعوة. وكان منذ ثلاثة أو أربعة أعوام.
و الآن أصبح لدى سام ابن.
و شعر بانقباض في صدره. إنه في السادسة و الثلاثين و هو يكبر في السن وكما تقول أمه دوما, كان لدى والديه طفل في سن الدراسة عندما كانا في عمره. نظر إلى موللي التي جلست لتلقي التحية:" سام, أقدم إليك موللي ماغاير. موللي, سام صديق قديم كنا معا في الجامعة."
- سررت بمعرفتك يا موللي.
قال سام هذا و هو يمد يده مصافحا. ثم نقل نظراته بينهما وهو يرفع حاجبيه مستفهما بصمت. فقال نك :" أنا و موللي خطيبان."
ربت سام على كتفه:" حان الوقت لذلك.هذا خبر عظيم. تهاني! موللي لقد حصلت على رجل هائل. لماذا لا تتعشيان معنا أنا وستيفي؟ يمكننا أن نحتفل بذلك بشكل مناسب في مطعم "كوف" طبعا."
قال هذا ذاكرا أحد مطاعم الفندق فأومأ نك :" عند السابعة؟"
- عظيم سأراكما هناك.
و ابتسم لهما ثم اتجه حيث زوجته و ابنه.
راقبهم نك للحظة ثم نظر إلى موللي التي كانت تتأمل الأسرة مفكرة. العشاء مع سام و زوجته سيخفف من مفعول العشاء مع موللي وحدها. أليس لديها فكرة كم تبدو مذهلة في ثوب السباحة ذاك المؤلف من قطعتين؟ و حول نظراته عنها مرة أخرى متسائلا عما إذا كان بحاجة إلى غطسة أخرى في الماء البارد ليبرد أحاسيسه الملتهبة.
أغمض عينيه و حاول أن يفكر في شيء آخر. في أي شيء ما عدا موللي و بشرتها الذهبية و شعرها الرطب المكوم فوق رأسها. كم كان يود أن يفكه و يسدله على كتفيها و يدفن وجهه فيه و يتشمم رائحتها.
لكنه سينفذ رغبتها إلا إذا أبدت رغبة في تغييرها.
قالت:" كان ينبغي أن تقول إنني مجرد صديقة."
فالتفت إليها:" ماذا؟ ما الذي تتحدثين عنه؟"
- لم يكن ضروريا أن يظننا مخطوبين.غنه سيتساءل عن المستقبل.
- هذه مسألة سهلة.
فتمتمت و هي تغمض عينيها :" طبعا."
كان نك يعلم أن سام متزوج لكن رؤيته مع زوجته و ابنه جعل ذلك حقيقيا. و غير نظرته إلى صديقه القديم.
نظرة سام المزهوة حين تحدث عن زوجته و ابنه اخترقت صميم الموضوع. سام يحب حياته الزوجية. يحب كونه زوجا و رب أسرة و تساءل عما إذا كان سيحب هو أيضا شيئا كهذا.
*******
لم تعرف موللي ما إذا كان الثوب الذي أحضرته معها للعشاء جيدا بما يكفي. كانت تظن أنها و نك سيجلسان فقط في مطعم هادئ. وهي, بكل تأكيد لم تتوقع أن تمثل دور الخطيبة المغرمة أثناء تناول العشاء مع صديق قديم. وهذا لا يعني أنها لا تريد أن تتناول العشاء مع الزوجين فهي بهذا ستعرف المزيد عن نك.
و لكن إلى أي حد؟ تساءلت و هي تحدق في صورتها في المرآة. كان الاسمرار يكسو وجنتيها و أنفها نتيجة قضاء عصر هذا النهار في الشمس. كومت شعرها على رأسها باختلاف قليل عما كان عليه بعد الظهر فقد تركت بعض الخصلات تنسدل على كتفيها. تعمددت أن تبدو مغرية قدر إمكانها.
ألا ينبغي على الخطيبة أن تبدو مغرية؟ إنها جاهزة, وليلتهب قلب نك شوقا لامرأة عابرة. لكنها ترجو أن يتمكن قلبها هي من التماسك ...

احباب الروح
16-02-2008, 20:42
يسلمـــوو ع الروايه الرووعـــه


لا تتأخري علينا بالتكمله بليييز



ويعطيكم الف عافيه


:)

هيونه المزيونه
16-02-2008, 23:26
متابعة بكل شووووووووووووووق ...


تسلمي ياسحورة .....

لحـ الوفاء ـن
17-02-2008, 12:18
اتابـــــــــــــــــــــــــــــــــــع بصمت
الروايه قمه في الروعه
بليز لاتتاخري

البسه الشقراء
17-02-2008, 12:30
حبيبتي القلوب الساحره ::سعادة::::سعادة::
يعطيج ربي الف عافيه على الاجزاء الروعه بل الاكثر من روعه
واحنا في انتظار نهايه هذه الروايه الجميله اللي مثل صاحبتها :D:D;):D

shery2
17-02-2008, 17:16
تسلم إيديكي عالرواية الحلوة يا أروع ساحرة

وبانتظارك بفارغ الصبر ::جيد:: ::سعادة:: ::جيد::

القلـ ساحرة ـوب
17-02-2008, 19:37
هلا يا بناااات يا اموراااااااااات

مشكوراااااات على المتابعة و اسفة لو طولت عليكم

بس اليوم جبت اخر فصلين و يارب يعجبوكم


الفصل العاشر : أطول ليلة:



كانت ردة فعله حين دخلت غرفة الجلوس هي ما كل ما كانت موللي ترجوه. شعرت بنظراته و كأنها تدغدغها, و أضاءت عينها استحسانا.ثم إذا بمشاعر جياشة تدور بينهما.
رفعت موللي رأسها بعناد رافضة أن تدع هذا يثبطها :" أنا جاهزة إذا كنت كذلك."
- لم تلبسي الخاتم.
- لم احضره معي. لم اتوقع أنني سأحتاجه.
- سنتوقف عند متجر مجوهرات قبل أن نصل إلى المطعم.ثم نختار شيئا.
و نظر إلى ساعته:" لدينا وقت كاف."
طرفت موللي بعينيها. سيذهبان إلى متجر مجوهرات في منطقة التسوق بجانب الفندق ثم " يختاران شيئا!"
- يمكننا فقط أن نخبرهما بأنني لم أحضر خاتمي.
فهز رأسه:" من غير المعقول إثارة التساؤلات."
و عندما دخلا المتجر بعد ذلك بلحظات كانت تظن أنهما سيبحثان عن خاتم في المعروضات. لكن نك قادها إلى حيث المجوهرات الممتازة. وطرفت بعينيها.
حتى متى سيتابع التمثيلية؟:" خاتم زائف يكفيني."
- من حظنا أن ستيفي صائغة و تميز الزيف من مسافة ميل. فكري في سمعتي!
فقطبت جبينها :" لا أظنها ستقول شيئا."
- ليس في وجهي و لكن لزوجها حتما. ثم يذكر هو ذلك في مكان ما و سرعان ما سيظن الساحل الغربي بأكمله أنني لم أشتر لخطيبتي خاتما حقيقيا.
- حتى يحين ذلك الوقت سنكون افترقنا.
- أرني أجمل ما عندك.
قال نك هذا مخاطبا البائع الأنيق الذي تقدم منهما. و سرعان ما كان عرض جميل من الخواتم الماسية أمامهما. و نظرت وهي مسرورة إلى هذه المختارات.يا ليتها فقط لخطبة حقيقية! ويا ليتهما كانا يختاران خاتما يرمز إلى حبهما المشترك! ... خاتما يدوم سنوات حياتهما معا... خاتما يورثانه لابنهما أو ابنتهما.
اغرورقت عينا موللي بالدموع. يفترض أن تكون لحظة فريدة بالنسبة إلى أي ثنائي. وتمنت من صميم قلبها لو أن هذه اللحظة حقيقية بينها وبين نك.
- أي خاتم يعجبك؟
لامس صوته أحاسيسها و هو يلف بجانبها و كأنه يحميها.
- كلها جميلة.
لم تسأل عن الثمن خصوصا و أحد موظفيه هنا. و تملكها شعور بالارتياح. سيتمكن حتما من إرجاعه حالما ينتهي العشاء. ما أغباها وهي تظنه سيشتري خاتما حقيقيا!
- أعجبني ذاك.
و أشارت إلى خاتم سوليتير بسيط لكنه في عينيها بدا مذهلا في بساطته هذه.
- ألا يعجبك هذا؟
و التقط نك خاتما آخر مبهرجا صارخ الجمال. إنه يناسب كارمن تماما. لكنه لا يناسبها هي كما أخذت تفكر غاضبة. هزت رأسها و اشارت إلى الخاتم الذي أعجبها ... كان مناسبا تماما على اصبعها.
- لا حاجة للانتظار لتعديل القياس. قال الموظف هذا باسما و هو يناول الخاتم لنك ثم يقف منتظرا.
نظر هذا إليه, ثم إلى الخاتم, و بعد ذلك إلى موللي. رفعت بصرها إليه متظاهرة بأن الأمر حقيقي و بأنه يحبها حقا و انهما سيمضيان حياتهما معا.
و ببطء أمسك يدها ودس الخاتم في إصبعها دون أن يحول عينيه عن عينيها. الدموع في عينيها أوشكت أن تنهمر فأخذت تغالبها بسرعة محاولة أن تبتسم. عندما مال إلى الأمام أغمضت عينيها وكان عناقه رقيقا و يداه دافئتين وهو يداعب وجهها.
قال الموظف:" تهاني لكما."
طلب منه نك أن يرسل إليه الفاتورة فأومأ بابتسامة عريضة. و تكهن نك بأن الرجل سرعان ما سيخبر الجميع أنه اشترى خاتم خطبته من متجره!
عندما اتجها إلى المطعم بدت موللي هادئة. نظر إليها وهو يتساءل عما تفكر فيه. لقد أدهشته الدموع في عينيها. أتراها تأسف لأنه ليس رجلا آخر؟ أم لأن هذا مجرد تظاهر زائف؟
كان يظنها ستتباهى بخاتم ثمين و مع ذلك اختارت خاتما بسيطا. وبدا هذا جميلا في إصبعها.ربما عندما يفسخان خطبتهما سيترك لها الخاتم. وتملكه إحساس بالرضا وهو يفكر في أنها تلبس خاتمه.
تكلم مع رئيس الندل في الفندق بهدوء فأسرع هذا بإرشادهما إلى المائدة التي كان سام مع زوجته ينتظرانهما عندها. وعندما وصلا قام بينهم التعارف وسرعان ما طلب الطعام و دارت الأحاديث.
كان الفضول يتملك سام بالنسبة إلى خطبة نك. فراح يطرح ألف سؤال وسؤال, حاول نك أن يجيب عليها بقدر الإمكان من الغموض. وحالما سنحت الفرصة لنك حول الحديث إلى سام و زواجه وفي هذا بدا سام محدثا مفوها. وكانت ستيفي ودودا ومسرورة لمدح زوجا الزواج. و أخيرا كبحت جماحه وغيرت الموضوع بمهارة. أخذ نك يراقب التفاعل بين صديقه القديم و زوجته.كان واضحا أنهما متلائمان و سعيدان معا. هل هذا جزء من الزواج لم يفكر فيه؟
ألقى نظرة سريعة على موللي و تصور حالهما بعد شهور وسنين. لقد انجذب إليها كثيرا و مع ذلك لم يفكر قط بالزواج. ولكن حين يصبح مستعدا لذلك, هل سيختار امرأة مثل موللي؟
و نبذ تأملاته و أخذ يستمتع بمشاركة الزوجين العشاء. مر المساء بسرعة. وودع الأربعة بعضهم البعض عن المصعد مع وعود غامضة بلقاء آخر قريب. تعانقا المرأتان. لقد تحادثتا عن أشياء كثيرة أثناء السهرة, كما فكر نك.
قالت موللي وهما يصعدان إلى جناحهما:" إنهما ظريفان, خصوصا سام.أراهن على أنهما يضحكان كثيرا في بيتهما."
- لقد أعجبته السهرة هذه الليلة.
- هممم ...
- هل أنت متعبة؟
- نعم قليلا. لكن هذا لا يعني أنني لن أذهب للسباحة غدا.
- تأخري في النوم إذا شئت و سنذهب إلى السباحة حين تكونين جاهزة. رحلة العودة لن تكون قبل آخر العصر, وبهذا يمكننا أن نمضي على الشاطئ وقتا وافرا.
فتح نك باب الجناح و تنحى جانبا لتدخل قبله.مرت بالقرب منه فشم عطرها قتبعها و أغلق الباب إزاء العالم اجمع. لو كانا مخطوبين حقا لما سمح لهذا المساء بأن ينتهي. وقفت وسط غرفة الجلوس ثم نظرت إليه: "شكرا على هذا النهار كان رائعا."
- بالفعل
و اقترب منها يمد يديه إليها و عندما أصبحت بين ذراعيه عانقها بشدة. كان يريد أن يفعل هذا طوال السهرة, أن يعانقها و يحتضنها ويلامسها حتى لا يتمكن أي منهما من التفكير. كان وجهها متوهجا و عيناها متألقتين بالمشاعر المحمومة.لكن يدها كانت تدفعه عنها:" على أن أخلد إلى النوم."
و لم يكن الحزم خافيا في لهجتها.
قال برقة :" اسهري معي."
فهزت رأسها بأسف:" لا أستطيع.لا أستطيع."
و ببطء, تنفس بعمق, متمنيا لو بإمكانه أن يطفئ مشاعره بنفس السهولة التي فعلت هي هذا.تركها و استدار مبتعدا بغضب وخيبة أمل وقد حل الإحباط مكان المشاعر المحمومة منذ لحظات.
- تصبح على خير.
ثم هربت. وسمعت صوت الباب يصفق, فسار إلى الباب آسفا. ما أطولها من ليلة ستمر به!

القلـ ساحرة ـوب
17-02-2008, 19:38
استيقظت موللي في الصباح التالي و بقيت مستلقية تتذكر ليلة الأمس. لم يسبق لها من قبل أن أمضت عطلة الأسبوع بهذا الشكل. ونظرت في أحاء أجمل غرفة في فندق رأتها في حياتها. كان طراز الأثاث فرنسيا و اللوحات على الجدران كانت نسخا أصلية زيتية و السجاد سميكا وثيرا و الشرفة تمتد على طول الجناح.
نهضت وفتحت باب الشرفة فاندفع إلى الداخل هواء الصباح البارد المنعش ينفخ الستائر المخرمة. إذا كان نك مستيقظا ربما بإمكانهما أن يتناولا الفطور على الشرفة لأن مشهد البحر رائع. كان أزرق داكنا يمتد إلى ما لا نهاية. أخذت معطفها المنزلي و ذهبت لترى إن كان نك مستيقظا.
فتحت الباب المؤدي إلى غرفة الجلوس فتملكتها خيبة الأمل حين لم تجده هناك. لكن باب غرفة نومه كان مفتوحا. ربما كان مستيقظا ينتظرها. اجتازت الغرفة فسمعت صوته. هل معه احد؟ وقفت عند الباب و نظرت إلى الداخل. كان نك خلف مكتبه بكامل ملابسه و يتحدث في الهاتف.
- شكرا للتقرير. سأدع الباقي للمحامي... أنا لم أرها لكنني حتى لم أتناول الفطور بعد. كنت أعرف أن وراء ذلك أكثر مما يبدو في الظاهر و أنا لم أثق بها قط. أنت تعلم أنه لا يمكن أن تخدعني كذابة تافهة. هي تعلم الشروط ... ليكن الماس بديلا لأي مبلغ آخر.
تراجعت موللي إلى حيث غابت عن النظر. إلى من كان يتحدث نك؟ ومن هي التي يتحدث عنها؟ وخفق قلبها ظنا منها أنها هي المقصودة بالحديث. لم يثق بها قط و أكثر من مرة يحقق في دوافعها. أتراه يفكر في أنها ستحاول القيام بشيء ما ضده لتحصل على المال؟
استندت إلى جانب الباب عالمة أنه ما كان لها أن تسترق السمع لكنها لم تستطع منع نفسها.
- نعم حسنا. ربما كان من الأفضل أن تمكث فقط لتسجيل المبالغ المدفوعة و تتحرى عن كل امرأة أخرج معها. وبهذا لا يكون على أن ادفع أجرا لكل امرأة أخرج معها أكثر من مرة.الماس ليس رخيصا.
سمعت موللي ما يكفي, فعادت إلى غرفتها وقد ثار غضبها. كيف يجرؤ على التفكير في أنها تريد ماسا؟ ورفعت يدها و حملقت في الخاتم. ثم انتزعته من إصبعها بعنف و كادت تلقي به من باب الشرفة إلى الخارج.
لكنها عادت فكبحت نفسها فألقت به على السرير وذهبت لترتدي ثيابها.
لم تطلب منه أن يحضرها إلى هنا. أخذت تتمتم بذلك وهي تحزم أمتعتها. لم تطلب منه أن يشتري لوحاتها و يعرضها في ردهات فنادقه. و أخذت تزفر غضبا و هي ترتدي ملابسها بسرعة قياسية. لم تطلب الدخول في هذه الخطبة الزائفة اللعينة. لم تطلب سوى ليلة واحدة من الإدعاء.
سرحت شعرها و هي تنظر إلى المرآة بعينين شاردتين.كان شكاكا إلى حد لا يمكنها معه أن تصدق ما يقول.و هي غير مستعدة لأن ترفع دعوى خرق عهد.هل مازال الناس يفعلون ذلك؟
ولكن ربما يعتبرها صائدة ثروات. وتوقفت عن تسريح شعرها و الفرشاة في يدها.ألا يفترض دوما أن بإمكانه أن يشتري هذا وذاك ليصل إلى ما يريد.
خبطت الفرشاة على الطاولة و كادت تذهب لمواجهة الرجل, لكنها عادت فغيرت رأيها. الأفضل أن ترحل فقط. تذكرت حماستها لشراء خاتم يرمز لشيء غير عادي ... لكنه بدلا من ذلك رآه ثمنا لسكوتها.
كانت تؤدي خدمة لأمه و لكن لا فقد كان عليه أن يظنها تهدف إلى أكثر من هذا. يبدو أن تحريات نك لم تكن كافية فطلب المزيد. حسنا فليتفضل ويتسلم تقريره و خاتمه و ادعاءاته الكاذبة.نظرت حولها لتتأكد من أنها لم تنس شيئا ثم حملت حقيبتها الصغيرة و الخاتم وخرجت.
كان لا يزال يتحدث عبر الهاتف. وضعت الخاتم على المكتب حيث كانت واثقة من أنه سيراه, إذ لم تشأ أن تضيف صفة السرقة إلى رأي نك السيئ فيها. ودون تردد غادرت الجناح و اتجهت إلى حيث موقف سيارات الأجرة و بعد وقت قصير كانت في طريقها إلى المطار. كان عليها أن تشتري تذكرة سفر و لكنه ثمن قليل تدفعه لتمكنها من الرحيل على الفور.
شعرت و كأنها تلقت صفعة. لقد وقعت في غرام رجل يظنها صائدة ثروات. لقد حاولت مساعدة امرأة مريضة فظن أن في ذهنها هدفا آخر.
كيف تحب رجلا كهذا؟ و مع ذلك تحبه! و الألم في قلبها لم يكن يحتمل. هي لن ترى نك مرة أخرى وكادت هذه الفكرة تثير جنونها. إنها تحبه!
سافرت موللي إلى سان جون و من ثم اتجهت إلى بيت والديها. كانا لا يزالان في رحلتهما البحرية. ستتفحص البريد و تسقي النباتات و تمكث في غرفتها القديمة. كانت تختبئ لكنها لم تعبأ بذلك. ستتصل بعملها غدا و تأخذ يوم عطلة أو ربما أياما و تبقى بعيدة عن نك بايلي.

القلـ ساحرة ـوب
17-02-2008, 19:41
الفصل الأخير:سؤال وحيد ... ممنوع !


عندما أقبل الخميس كانت موللي على شفير الجنون. لقد اقتلعت الأعشاب الضارة من أحواض زهور أمها و أجرت تنظيفا شاملا للبيت.
قرأت بعض الكتب وزارت جيرانها لكن الملل يقتلها.
كانت تحلم بنك ليلا نهارا و تفكر فيه دون انقطاع. حاولت جاهدة أن تشغل نفسها لكن ذلك لم يبدد صورته من ذهنها ولا ذكرياتها معه.. من المرح على الشاطئ إلى يومهما ذاك في شارع المرفأ و لقائها بأمه و رؤيتها صور طفولته وسماعها تسجيلات صوته وهو يتحدث بشكب مضحك أثناء طفولته.
لكنها ستنسى كل ذلك. لم تعرف ذلك الرجل إلا مدة أسابيع. وما أسرع ما ستنسى هذا الافتتان السخيف وتعود إلى وضعها السابق المستقر المتزن! وكلما قرع جرس الهاتف لن تتوقع أن يكون هو. وكلما سمعت صوت سيارة في الشارع لن تتوقع أن تكون سيارته.ربما هي تهتم بهذا الرجل أكثر مما يجب. هل حاول قط أن يتصل بها بعد عودته إلى سان فرانسيسكو؟ أم تراه فهم من تركها الخاتم أن علاقتهما انتهت؟
تساءلت عما تراه أخبر أمه... أم أنه مازال على ادعائه كي تتحسن صحتها بسرعة؟
عندما رن جرس الهاتف بعد ظهر الخميس, تملكها الإغراء في أن
تدعه يرن. هاتف والديها نزود بمجيب ىلي وكل اصدقائها يعرفان أنهما في رحلة لم يعودا منها بعد.
- آلو؟
- موللي, أنا بريتاني. أرجو أن يكون كل شيء على ما يرام.
بريتاني! فأجابت :" طبعا , لم لا؟" ما الذي جعل بريتاني تتصل بها؟ وكيف حصلت على رقم موللي؟
- حسنا, أنت لم تأتي إلى العمل طوال الأسبوع وهذا ليس من عادتك. يبدو أن لديك مشاكل. هل هناك ما يمكنني أن أساعدك به؟
تشبثت موللي بالسماعة:" هل جاء نك؟"
- يوميا, و لكن في أوقات مختلفة وقد غادر الآن لتوه. كان يبدو متلهفا. أخبرته بأنني سأرى كيف يمكن أن أساعده.
- ما أحلى هذا التطوع منك!
و أرادت موللي أن تصرف بأسنانها. كانت تعلم سبب تطوع بريتاني هذا ... لمزيد من الأقاويل. وقالت:" آسفة علي أن أذهب."
ووضعت السماعة. لم تستطع أن تصدق أن بريتاني اتصلت بها. كانت تعلم أنها تبحث عن معلومات للثرثرة و لكن هل ما قالته صحيح؟ هل يذهب نك إلى شركة <زنتك> يوميا؟ ورن جرس الباب.
عندما فتحت موللي الباب, تنهدت:" كان علي أن أعلم. لماذا تأخرت؟"
و ابتسم دوني :" لدي زبائن ىخرون لكن نك ابن خالتي. حاول أن يقوم بالعمل وحده, لكن إحساسا داخليا تملكني.هل يمكنني أن أدخل؟"
ترددت موللي لحظة, ثم هزت كتفيها. وماذا يهم لو دخل دوني أو لم يدخل؟ إنه يعلم وضعها الآن ... فردوسها الآمن قد تبخر.
دخلت أمامه إلى غرفة الجلوس حيث جلست على كرسي و أشارت إلى الأريكة. وجلس على الحافة و نظر حوله ثم إليها:" أتريدين أن تخبريني لماذا هربت بهذا الشكل؟"
- وهل هذا يهم؟
- كلا, في الواقع. لكنه لا يبدو طريقة مناسبة.
- بسبب تحرياتك الواسعة؟
ضاقت عيناه للحظة:" ظننت أننا تجاوزنا ذلك. لم نكن نريد أن نقدم للخالة ايلين فتاة غريبة تماما."
- أعني التحريات الجديدة.
فهز رأسه:" أنت تحيرينني! لم أسأل عنك سوى مرة واحدة بعد يوم من حفلة زنتك"
تأملته لحظة ثم تملكها الشك:" سمعت نك يتحدث معك يوم الأحد."
- لقد أخبرته بأحدث أخبار الاختلاس فقد ظهر أن هناك شخصين متورطين. كان نك قد قرر مواصلة التحري.
- سمعته يتحدث عن ماسة.
و عندما أومأ قالت:" هذا ما جعلني أرحل."
فقطب جبينه:" لماذا؟"
- أخبرتك لتوي بالسبب
- هل غضبت لأن كارمن احتفظت بالقلادة الماسية التي قدمها إليها نك في عيد الميلاد؟
- كارمن؟
فأومأ قائلا:" نك يبحث عنك فهو لا يعلم لماذا رحلت. قصد شركة زنتك ثم بيتك."
- ثم أرسلك في أثري؟
- لا بل أنا من اتخذ المبادرة. فإذا لم تنجح لا أريد لم تنجح لا أريد أن ينقطع أمله.
تملكها الاضطراب. أي أمل؟ ولماذا يهتم نك بأحد سوى أمه؟
نظرت إلى يديها ثم عادت تنظر إلى دوني:" كانت تلك خطبة زائفة
و أنت تعلم ذلك. أنا لم أعرفه قط قبل تلك الليلة."
- أهكذا؟ أظنه يهتم لأمرك ربما أكثر مما يدرك هو. لقد هزه رحيلك.
- لم أكن أنوي أن ... و أغمضت عينيها قبل أن تقول أكثر مما يجب ...
- أظنه سينام بشكل أفضل إذا سمع خبرا منك أو رآك. امنحي الرجل فرصة يا موللي و انظري إلى أين يؤدي بك هذا.
و نهض دوني محييا :" أنا عائد إلى بيتي. الحياة في سان فرانسيسكو مزعجة جدا بالنسبة إلى رجل من لوس انجلوس."
نظرت إليه وهو يرحل, متسائلة متى يتصل نك.
عندما مر العصر ذلك النهار و لم يرن الهاتف, ابتدأت تعتقد أن دوني لم يخبر ابن خالته بمكانها. إذا لم يخبره ما هو السبب؟
(أظنه يهتم لأمرك) هذا ما قاله دوني. وعندما ألقت بنفسها على السرير تلك الليلة دون أن تستطيع النوم, احتلت ذهنها صور مختلفة لنك. ثم صورة معينة...
عندما اشترى لها الخاتم و وضعه في إصبعها تماما كما لو كانت خطبة حقيقية!
و جلست منتصبة... ماذا لو كان نك يحبها؟ ماذا لو كانت تبعد عنها الشيء الوحيد الذي تريده أكثر من أي شيء في العالم؟ كيف يمكنها أن تعلم؟
يمكنها أن تسأله.
عادت تستلقي على الوسائد و تفكر أنها تقول له :" أنا أحبك. ما هو شعورك نحوي؟"
ربما سيضحك في وجهها, إذا لم يتهمها بمحاولة القيام بشيء لتحصل على نقوده. في الواقع كان اهتمامه مركزا على هذا الأمر. ولم لا ما دامت كل النساء اللاتي عرفهن كن يتقربن منه لهذا الأمر؟
هي ليست كذلك و لكن هل يعلم هذا؟ لقد احتاجت إلى مساعدته تلك الليلة و هذا كل شيء. وفي اليوم التالي طلب المساعدة فمنحتها له بسهولة رغم أنه كان دوما يتحدث عن التعويض لها.
ما عدا أنه توقف عن ذلك مؤخرا ... أتراه غير رايه فيها؟
كم تمنت أن تكون خطبتهما حقيقية لكنها لم تتصوره يفعل ذلك. ولماذا يستسلم رجل أعمال صارم إلى التخيلات العاطفية؟ هل لمجرد تمثيل دور أمام بائع المجوهرات؟ لا تظن ذلك.
جلست في سريرها مرة أخرى و نظرت إلى الساعة. كانت الواحدة بعد منتصف الليل. فات الأوان على الذهاب إلى أي مكان الليلة.
(أظنه سينام بشكل أفضل إذا سمع خبرا منك)! هل لدى نك اضطرابات في النوم أم أنها طريقة دوني في القول إن نك قلق عليها.
بل أكثر من مجرد قلق إذا كان يذهب يوميا إلى زنتك ... كم هو فظيع بالنسبة إليه أن يضطر إلى الاعتراف بأنه لا يعرف مكانها! لقد قال مرة إن المرء إذا أراد شيئا فهو يستحق المجازفة.أنراه يجازف من أجلها؟ إلى أي حد هي متلهفة إلى الحصول على نك؟
أشعلت النور و مدت يدها إلى الهاتف و حاولت أن تطلب مساعدة الاستعلامات للعثور على الرقم, لكنها عادت فتوقفت فهو لم يعطها أي رقم.ألا يتبادل الناس الذي يهتمون ببعضهم أرقام هاتفهم؟

القلـ ساحرة ـوب
17-02-2008, 19:44
و أخيرا جربت الفندق.و عندما سمعت الجواب قالت:" نك بايلي."
- من المتكلم؟
طرفت بعينيها. هل مازال في العمل في مثل هذه الساعة:" موللي ماغاير."
- لحظة من فضلك.
- بايلي.
كان صوته هو نفسه. وأغمضت عينيها تستمتع بسماعه:" مرحبا يا نك. هذه أنا موللي."
ساد الصمت لحظة ثم قال:" أين أنت بحق الله؟ ثم لماذا رحلت بذلك الشكل يوم الأحد الماضي؟"
و أدهشتها الخشونة في صوته.
- أنا في بلدي. لم أقصد أن أقلقك.
- ماذا ظننتني سأفعل عندما لا أجدك هناك؟ ظننت في البداية أنك اختطفت. ثم قال شخص هناك أنك استأجرت تاكسي و اتجهت إلى المطار.
- أنا ... سمعتك تتحدث على الهاتف فأسأت الفهم.
- ما الذي تتحدثين عنه؟
- إنها قصة طويلة و يسعدني أن أخبرك بها غدا هذا إذا كنت لا تزال تريد رؤيتي.
- نعم هذه الليلة. يمكنني أن أكون في بيتك بعد عشر دقائق.
- أنا لست في شقتي. أنا في بيت أسرتي. سأعود إلى سان فرانسيسكو غدا. ويمكننا أن نتقابل ...
- أين هو البيت؟ أنا قادم إليك الليلة.
- إنه في فريمونت. رباه لا يمكنك أن تقطع كل هذه المسافة الليلة! إننا الآن بعد منتصف الليل.
- أنا مستيقظ و أنت مستيقظة فماذا يهم الوقت؟ أعطني العنوان.
حالما وضعت السماعة.قفزت من السرير ثم ركضت إلى الحمام. نك سيأتي إلى هنا الليلة. لديها ثلاثة أرباع الساعة تقريبا لتغتسل و تغير ملابسها ولم تستطع أن تصدق أنه رفض الانتظار إلى الغد. كان بإمكانها أن تشرح له الأمر عند ذاك أو حتى هاتفيا.
لكنه أصر على رؤيتها الليلة.

*******

كانت موللي تراقب الطريق من نافذة غرفة الجلوس عندما صعدت السيارة في طريق البيت. وركضت إلى الباب تفتحه على اتساعه بينما كان ينزل من السيارة, و أخذت تنظر إليه وهو يتقدم نحو البيت بسرعة و قلبها يخفق.
رآها فسارع خطواته:" إياك أن تفعلي هذا معي مرة أخرى."
قال هذا وهو يأخذها بين ذراعيه و يحتضنها بشدة لم تستطع معها أن تتنفس. تعلقت به بقوة شاعرة بالذنب. لم تكن تقصد أن تقلقه. أبهجها عناقه و استمتعت بحرارة جسمه و صلابته, متمنية أن تدوم هذه اللحظة إلى الأبد.
لكنها لم تدم, إذ سرعان ما تراجع عنها لينظر في عينيها.
- الأفضل أن يكون تبريرك لما فعلته مقنعا.
لمست خديه و هي ترى القلق مازال في وجهه:" تبدو متعبا."
- لم يغمض لي جفن منذ ليلة السبت. لماذا رحلت بذلك الشكل.
- ظننت أن لدي سببا وجيها. أتريد أن تدخل و تسمعه؟
نظر حوله في الظلام. لم يبد أحدا مستيقظ و لكن لم يكن هناك
سبب يجعلهما يتحدثان في الخارج :" إذا شئت."
تركها و دخلا المنزل و قادته إلى غرفة الجلوس. جلست على الأريكة وهو بجانبها.
قالت:" إذا كنت تريد أمرا بقوة فهو يستحق المجازفة. هل تتذكر أنك قلت لي هذا بنفسك؟"
فقال مقطبا:" ربما قلت شيئا كهذا."
- المجازفات تكون مخيفة أحيانا.
- ما علاقة هذا بسان دييغو؟ هل كنت خائفة هناك؟
- لا, بل كنت سعيدة لقد أمضيت وقتا رائعا.
- هل هذا هو سبب رحيلك بذلك الشكل صباح الأحد ذاك؟
- سمعت, في الواقع, حديثك مع دوني أو جزءا منه على الأقل, وظننتك تتحدث عني.
- كنا نتحدث عن المختلسين.
- وعن كارمن كما قال دوني.
- هل تحدثت مع دوني؟
- كان هنا. ظننته سيخبرك.
- متى كان هنا؟ ولماذا لم يخبرني؟
- كان هنا اليوم ولا أعرف لماذا لم يخبرك. لكنه أخبرني بأنكما كنتما تتحدثان عن كارمن.
فقال غير مصدق :" هل رحلت لأجل ذلك؟"
- لا.ظننتك تتحدث عني وانك تتوقع إقامة دعوى نقض عهد بالزواج أو ما شابه و من ثم تتخلى عني. شعرت بالإهانة و ثار غضبي فرحلت.
هز رأسه غاضبا و حدق إليها لحظة طويلة, أخذ غضبه يتلاشى ببطء:
" ظننت أننا اتفقنا على أن نستمر في هذه الخطبة."
- حتى تتحسن صحة أمك
- أو يصبح لدينا سببا جيدا يجعلنا ننهيها.
- كأن تجد امرأة أخرى مثلا؟ سألته وهي لا تتذكر هذه النقطة من الاتفاقية.
- أو تجدي أنت رجلا آخر.
كان هذا غير محتمل خصوصا على المدى القريب.فقد كان نك يملأ أحاسيسها و عقلها حتى أنها لا تستطيع أن ترى رجلا آخر مكانه. جازفي! اغتنمي الفرصة! وقالت بجرأة:" قد لا أعثر على رجل ىخر أبدا."
- ولا أنا .
حبست أنفاسها. ما معنى هذا؟
فقال برقة:" أو يمكننا أن ننهيها كما تنتهي الخطبة عادة."
- كيف؟
- بحفلة زفاف.
حدقت إليه و الأمل يتنامى في قلبها. كانت تقريبا من أن تسأل فيضحك عليها ويقول إنه كان يمزح لا غير.لكنها كانت الليلة تشعر بالجرأة :"زفافنا؟"
فأومأ إيجابا, ثابت النظرات.
- بالزواج؟
قالت هذا شاعرة بالغرفة تدور حلوها. مدت يدها تلمسه...لتركز نفسها على الأرض.
- لأنني أحبك يا موللي, أريد أن أتزوجك. أريد هذه الخطبة أن تكون حقيقية حتى يعود والداك ز ترانا أمي متزوجين.عند ذلك نعيش معا إلى الأبد.
- آه...
- أهذا كل ما بإمكانك أن تقوليه؟
-أنا مذهولة. فأنا أواجه مجازفة كبرى كما ترى.
- بل يبدو أنني أنا الذي يواجه مجازفة كبرى فأنت لم تردي عليا بنعم أو لا.
ضحكت و ألقت بنفسها بين ذراعيه:" نعم, نعم, نعم, و ألف نعم.كنت سأقول لك إنني أحبك.كنت سأجازف بأن أهجر مرة أخرى, بعد أن أفسدت كل شيء... ز ذلك بقولي..."
فقال راضيا:" ... إنك تحبينني."
- أنا احبك, أعبدك.هذا ما تريده أليس كذلك؟ الحب حتى العبادة؟
- نعم فأنت أسرتني.
منحته قبلة عذبة:" أنا لم أأسر أحدا من قبل."
- بل أسرتني من اللحظة الأولى. لم أدرك ذلك ثم قاومت هذا الشعور. ولكن رحيلك ير كل شيء. بعد أن رأيت سام و ستيفي معا, بدأت أفكر في أنني أريد شيئا مثل ذلك و قبل أن أفكر في الأمر جيدا كنت أنت قد رحلت, و أدركت ما معنى الحياة من دونك. وكان هذا شيئا لا أريده.
- وهذا يذكرني بشيء. اتصلت بريتاني اليوم. قالت إنك كنت تزور زنتك يوميا.
- هل أصبحتما أنت و بريتاني صديقتين؟
- لا, بل كانت تبحث عن أقاويل للثرثرة. لم أصدق أن لديها الجرأة لتتصل. هل كنت تذهب حقا إلى هناك يوميا؟
- باحثا عنك. ظننت نفسي ذكيا.
فضحكت:" أتصور ذلك."
و أخذت وجهه بين يديها:" آسفة لأنني هربت بذلك الشكل ولأجل سبب خطأ أيضا. لو كانت لدي فكرة عن شعورك..."
- كيف تظنني شعرت؟ اشتريت لك خاتم خطبة.
فأومأت:" كان علي أن أفهم من قبل..."
أخرج من جيبه علبة فتحها و أخرجه:" لقد أحضرته. هل أعجبك حقا, أم أنه فقط لتريه لسام و ستيفي؟"
نظرت إليه ثم إلى الرجل الذي تحب:" طوال الوقت الذي كنا فيه هناك كنت أتمنى لو أن الخطبة حقيقية."
- كانت عيناك دامعتان.سأتذكر ذلك دوما.
قال هذا و هو يلبسها الخاتم مرة أخرى. ومرة أخرى نظرت هي إلى الرجل الذي تحب من خلال دموع السعادة.
- أحبك يا نك.
- احبك يا موللي ماغاير.
لقد طلبت رجلا طويلا أسمر خطرا وكان هذا أروع ما يمكن طلبه!





و اخر شي احب اشكر البنات على متابعتهم رغم اني قصرت معاهم و تاخرت اكثر من مرة

في تنزيل الرواية بسبب الظروف و مشكورااااااااااااااااااااااات مرررررررررررررررررررررررررررررررة

و بانتظار باقي الروايات على احر من الجمررر

خيال المشاعر
17-02-2008, 20:43
يسلمو يا احلى سحورة بهالدنيا ::سعادة::::سعادة::::سعادة::

روووووووووعة القصة::جيد::::جيد::::جيد::

شكرا شكرا شكرا واذا على التاخير عادي اهم شي كملتيها يا حلوة

shining tears
17-02-2008, 21:22
تسلمين قلبي على الرواية الروعة


بجد بجد تجنن
يعطيك الف عافية
واحنا كمان متأسفات لا ن تنعبناك معنا يعطيك الف عافية

آن همبسون
17-02-2008, 21:29
الله يعطيك العافية يا سحووره على الرواية


من جد حلوووه ,, ربي يسلمك لنا ياعسل

هيونه المزيونه
17-02-2008, 21:45
تسلمين حياتي سحورة على الرواية الرائعة جدا جدا ....

وبصراحة تعبت اعصابي على الآخر .. من انتظاار النهاية ...

لكن كانت الرواية خطيييييييرة وتستاهل التشويق اللي راح ...

الف شكر ياسحورة ... وماكان فيه تأخير ولا شي .. بالعكس .. ماقصرت غناتي .....

ننتظر الرواية الجديدة بكل حمااااااااااس ...

لينا888
17-02-2008, 22:05
يسلمووووووووووووووووووووووووووووو عالرواية الروعة
ويعطيكي الف عافية
غلبناكي معنا
وبانتظار باقي الروايات

ماري-أنطوانيت
17-02-2008, 23:33
http://roro1981.jeeran.com/photos/1335444_l.jpg
الف شكر حبيبه قلبي سحوره على الروايه الرووووووعه
وتسلم الانامل الي كتبتها......::جيد::
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -



كان ودي المشاركة في التصويت امس .. لكنني ما ان دخلت حتى وجدت التصويت قد اغلق :محبط:

وكان صوتي لضفاف سلبيرس ..

اتمنى يا ماري العزيزة ان تقومي باحتساب صوتي حيث اني قمت بالتسجيل في المنتدى فقـــط من أجل
المشاركة في مشروعكم الرائع..

ومتابعـــة يومياً اكيــد


سلام

الروايتين ((ضفاف سليبرس)) و ((الحب المجنون)) تعادلو بالتصويت.....
ولكن مع صوت الغاليه ((teya maria))...

احتلت روايه ((ضفاف سليبرس)) ثاني اعلى نسبه تصويت
وراح تنزلها لنا الغلا كله...
(( saining tears ))

بأنتظارك قلبي على احر من الجمر....::جيد::::سعادة::

الحالمه*
18-02-2008, 01:26
سلمت يداك سحوره

لحـ الوفاء ـن
18-02-2008, 12:07
الله يعطيك العافيه
يسلمو على احلى روايه
ونحن في انتظار الجديد

Fenetia
18-02-2008, 13:51
الله يعطيك العافية سحووووووووووووووووورة كتير حلوة الرواية ومؤثرة بشكل مو طبيعي

تسلمي يا رب وبانتظارالرواية القادمة ضفاف سليبرس على احر من الجمر و انا واثقة

من انها حلوة كمان لانه البنات كلهم ذوق باختيار الروايات الحلوة والمشوقة.....

ورده قايين
18-02-2008, 18:09
شكرا لك ساحرة القلوب على الرواية الأكثر من رائعه

وبأنتظار saining tears في روايتها القادمه

shining tears
18-02-2008, 20:07
احم احم

هلاوالله بالبنات الحلوين
ماشاء الله الحماس يدب فيني وشكلها اللعانه بتبدي معي

المهم روياتي جاهزة وراح انزل اول فصل منها او بس الملخص مدري لشوف :d

shining tears
18-02-2008, 20:12
ضفاف سيلبرس
جان اربور
روايات عبير الجديدة


الملخص :
كانت جولييت تستعد بيأس كبير لمغادرة ريتغن, هذه البلدة الصغيرة, حيث تدير مدرسة للفنون اليدوية, ففندق البلدة الوحيدة سيقفل ابوابه مما يجعل الفتاة كل زبائنها...
رجل واحد فقط هو كارل ادلر يمكنه ان يجعلها تغير رايها, الم يقرر انشاء منشرة اخشاب على ضفاف سيلبرس, البحيرة الهادئة الرائعة بين جبال بافاريا؟ لكن جوليت اعلنت الحرب على كارل, مشروعه هذا لن يرى النور! ستبقى!.

shining tears
18-02-2008, 20:15
الفصل الاول:
في بداية نسيان هذا, بدأت ازهار الربيع تتفتح لكن شتاء بفاريا القاسي لايترك مكانه للربيع الا مرغما على منحدرات الجبال. هنا وهناك, طبقات الثلج لاتزال تقاوم اشعة الشمس والهواء بارد كهواء شباط.
كانت جوليت تقود سيارتها ببطء تبحث بعيونها عن مكان على حافة الطريق لتركن سيارتها وتتناول الطعام .
واخيرا لمحت طريقا جانبيا منسلكة دون تردد.بعد ان اطفأت المحرك, خرجت من السيارة .كانت الاشجار تتمايل مع الهواء المنعش , فتنهدت الفتاة وفكت ازرار جاكيتتها الصوفية ومرنت ساقيها طويلا. في هذه اللحظة مرت سيارة على الطريق خلفها.ثم مع ضجيج الفرامل توقفت السيارة ورجع السائق الى الخلف حتى مدخل الطريق الفرعي حيث توقف بدوره.
عقدت جانيت حاجبيها .لك تكن ترغب بمشاركة هذه الزاوية الهادئة مع اخرين! عموما كل السواح يتوقفون في الوادي على ضفاف بحيرة سيلبرسي. نهضت جانيت وكتفت يديها على صدرها واستعدت لاستقبال هذا المزعج بجفاف.نزل من السيارة رجل اشقر طويل ممتلئ الجسم واتجه بخطوات رشقية نحوها ربما يريد فقط ان يسألها عن الطريق, لا, هذا احتمال ضعيف. فهذه الطريق الفرعية لا يستعملها سوى سكان القرية المحلين ولا تؤدي الى اية قرية, ابتسم الرجل وانحنى امامها.
"انت ترتاحين قليلا بعد ساعات طويلة على الطريق؟"
سألها بمرح."اذا كنت تسمحين . بامكاني ان اقلدك..."
"هناك؟ كان بامكانك ان تجد مواقع اجمل في الاسفل على بعد بضعة كيلومترات. سيد..".
اجابته ببرود.
هز كتفيه وبدا يخلع جاكيته الجلدية .
" ربما...فلماذا اعود الى الوراء...؟"
نظراته الساحرة التي رافقت كلامه لاتترك شكا...المجهول بمزاج جيد ويريد ان يعقد صداقة."
"المنظر رائع.في الاسفل..."الحت جانيت.
"الى اين انت ذاهبة؟" الى سيلبريس؟ سالها متجاهلا كلامها.
"نعم... بعد قليل." وكانت تأمل ان تتخلص منه".
زانا انا , فقد جئت من اوتيش واتجه الى مينيس..."
شرح لها دون ان يعير انزعاجها اهتماما.
"انت مخطى في الطريق..فهذه لاتؤدي الى محطة التزلج هذه"
"نعم ,عدت منها لتوي..."
اذا اين هي زلاجتك؟"
"تركتها في الاعلى"قاطعته جوليت وقد ازعجها فضوله."
"الان, ماذا ستفعلين؟"
"سأتناول طعامي هنا قبل متابعة طريقي."
"وحدك؟"
"نعم... انا احب الوحده..."
ضحك الرجل "هذه طريقة مهذبة لطردي! او انك مهذبة جداكي تعترفي لي بان ستدويشاتك لاتكفي لشخصين..."
لم تجبه جانيت وادرات له ظهرها.
"حسنا... نحن نعيش في بلد حر." اضاف الرجل.
"ويحق لي البقاء في هذا المكان, حتىولو كان وجودي يزعجك...بامكاني النظر اليك وانت تأكلين بعيني متوسلتين الى ان ترمي لي بقطعة خبز, لكني لا احب ازعاج فتاة جميلة مثلك..

shining tears
18-02-2008, 20:20
اتمنى لك طعاما شهيا , فراولن!"
ثم صفر بمرح وعاد الى سيارته, ولكنه قبل ان يجلس فيها, التفت نحو الفتاة وسألها.
"انت لست المانية , اليس كذالك؟"
"لا... انكليزية..."
"اه فهمت الان ..."
"ماذا فهمت؟سالته بحدة.
"يقال بان البريطانين يولدون مع قلب من حجر... اعتقد الان ان هذه النظرية صحيحة تماما...الى اللقاء!"
حرك يده مودعا والابتسامة الساخرة على شفتيه وانطلق بسرعة وحرم جوليت لذة الرد عليه بطريقة جارحة...
تنهدت براحة عندما اختفى هدير محرك سيارته في البعيد.ثم بسطت منشفتها ووضعت عليها طعامها ولكن افكارها عادت الى ذلك الغريب.من هو, ماذا يفعل في المنطقة؟ سيارته فخمة وملابسه انيقة واسلوبه الواثق يدل على انه من عائلة ثرية...
اهو سائح يقضي اجازة في بفاري انه واثق جدا من نفسه.
عندما راى جوليت وحدها على حافة الطريق, استنتج على الفور انها تنتظر بفارغ الصبر رفيقا يسليا.الا انها لو اختلفت الظروف لاعتبرته مثيرا.
هزت كتفيها, لماذا تسأل عن المجهول بينما تشغلها مشاكل خطيرة؟
في اليوم السابق, كانت قد تزلجت للمرة الاخيرة على حلبات انسغور, قريبا, ستغادر ضفاف سيلبري ستكون صعبة جدا...تمددت على الاعشاب تدرس المشاكل الاقتصادية التي تجبرها على العودة الى انكلترا, ليستهي المسؤولة, لكن يجب عليها الانحاء رغما عنها امام الحقائق القاسية...
بعد ساعة , وزعت قتات وجبتها على العصافير وغادرت الغابة رغما عنها.كانت الشمس تختفي خلف الغيوم الرمادية ودرجة الحرارة انخفضت قليلا, ولكن الطريق لم تكن بعيدة من الوادي, والفتاة وصلت الى شقتها في ريتغن.
عندما سكنت في هذه القرية , قبل ثلاث اعوام, كانت ترسل الى انكلترا رسائل حماسية طويلة تصف فيها جمال الاطار الطبيعي الذي يحيط بها , وحماسها هذا لم يختفي مع الوقت, بل على العكس, كانت دائما تقارن هذا الشالية بمنزل هانس وغرتيل ابطال الرواية الشهيرة عن الاخوة غريم احبت هذه الجبال والغابات كثيرا .. فكيف ستتمكن من الرحيل عنها؟
كانت جوليت تقيم في شقة في جناح الايمن للمدرسة التي تديرها والمؤلفة من ثلاث اشهر بتغير هذاالبساط الخضروتحويله الى بساط من الازهار المتعددة الالوان, هذا الصيف, للاسف لن تتمكن من تحقيق مشروعها هذا, الفصل الجميل سيأتي قريبا ولكنها ستقضيه تحت سماء انكلترا الرمادية .
اعدت لنفسها فنجان شاي وجلست تشربه امام النافذه, فجأة رن جرس الهاتف, على الفور, عرفت صوت البارونة فون بودان المميز, وهي اخر وسليلة احدى اكبر العائلات النبيلة في بفاريا, ما غدا فون بودان كانت تفك بتحويل قصر ريتغن الى فندقفاخر منذ تسعةاعوام لتتخطى بعض الصعوبات المادية, لكنها لاتزال دائما بالنسبة لسكان التقليدية ومالكة اغلبية الاراضي.
كانت قد اتخذت جوليت صديقة لها, جوليت هي من بين القلائل الذين يعرفون ان التقدم بالسن والتعب كانا السبب في فقدان البارونة الشجاعة, مما اضطرها للاستسلام وللتخلي عن قسم من اراضيها والاقفال الفندق "جوليت؟ اسمعي سيصل بين لحظة واخرى, غادر القصر منذ دقائق ليزور البيوت والمدرسة بصورة خاصة.."
"ولكن عمن تتكلمين؟
ساد صمت قصير ثم تنهدت السيدة العجوزواضافت:"الخبر الذي سأعلنه لك لن يسعدك كثيرا,هذا ما اخشاه.. انا المح الى كارل مدير شركة الدلر,هو شقيق جيرار التؤام.كان قد

shining tears
18-02-2008, 20:33
حضرمواسم الدفن لكني لم التق به قبل اليوم. باختصار, شركة ادلر ستكشف اخشابنا, لقد زارني"السيد ادل" بعد ظهر هذا اليوم, ويريد ان يقدر بنفسه اهمية الاراضي والابنية..."
" ولكن...لا افهم... مادخل شركة ادلر في صفقاتك؟كنت قد قلت لي بان مجموعة هارتنغ المالية في همبورغ حصلت على اولوية حق الخيار."
"نعم, بالفع, ولكني علمت بالامس ان كارل ادلر اشترى المجموعة...كل شيء ثم بسرعة وعلى اكبر المستويات من مدير الى مدير, كل هذه التفاصيل ليست مهمة الان, وانا اكلمك عن السيد ادلر,بالتأكيد..."
"رويت له كل شيء؟" تمتمت جانيت بقلق.
"اوه.لا! يعرف بكل بساطة انك تتبعين دورة في الفنون مع جيرار هنا.قبل عودتك الى انكلترا لتدرسي بدورك الفنون في احد المعاهد,اخبرته ايضا انه بعد وفاة جيرار, قدمت لك ادراة المدرسة,اطمئني,لم اتكلم ابدا عن تفاصيل حياتك الخاصة..."
"لحسن الحظ...حسنا.اعرف الان كيف اتصرف اذا جاء اسم جيرار في الحديث...ولكني لا ازال لا افهم لماذا السيد ادلر يرغب بزيارة البيوت واملاكك,لايجب ان يهتم سوى بالغابات وقطع الاخشاب..."
"نعم , ولكن...."
"اعذريني , سيدة بودان,اعتقد انني اسمع طرقات على الباب..."
"لابد انه هو...جوليت,اتصلي بي فور رحيله..."
اقفلت السماعة وفتحت الباب,اعمتها اشعة شمس المغيب,فلم تر على الفور سوى قامة رجل طويل على عتبة يمد لها يده.
"فراولين هارمون؟ انا كارل ادلر,ايمكنني الدخول؟"
دون ان ينتظر جوابها,دخل الى الصالون اغلقت جوليت الباب وراءه بسرود,لم تكن قادرة على تصديق... الرجل الغريب الذي التقت به على الطريق, ليس الا شقيق التؤام لجيرار... مالك سلسلة معارض لبيع الاثاث ,الذي اختا لشقيقه العمل على الخشب,لكنه اصبح صناعيا كبيرا,بينما كرس جيرار نفسه للخلق الفني, النحت لاتزال غير مصدقة, نظرت الى الرجل بطرف عينها لامجال للخطأ,انه نفس الرجل... لكن موقفه تبدل جذريا عن لقائهما الاول في الغابة. اختفت ابتسامته الساحرة, وحل مكانها احتقار وسخرية دعته للجلوس وجلست قبالته.
"بالها من صدفة,اليس كذلك, كارل ادلر؟سبق ان تعرفنا على بعضنا..."
"نعم, من الصدف الغريبة لكنني سمعت الكثير عنك في الماضي... وانت لاتجهلين ذلك بدون شك وصفوك لي بعبارات الاطراء..."


وهذا الفصل الاول ونزل
اتمنى الكم قرأة ممتعه
تحياتي::سعادة::

الأميرة شوق
18-02-2008, 21:34
شكرا لك ساحرة القلوب
والله يعطيك الف عافية

----------
shining tears
الله معاك
وأحنا متابعينك

هيونه المزيونه
18-02-2008, 22:41
اهلين بالعسولة تشاينغ تريز ... من بداية الرواية شكلها روووووعة ...


بانتظارك حبيبتي ...

نجمة00
19-02-2008, 10:59
مشكورة سحورة على الرواية الحلوة
انا ما رديت من البداية لاني ما بغيت اقرا الرواية الا وهي كاملة
saining tears مشكورة على الفصل الاول
اكن انا ما بقرا الرواية الا وهي كاملة

لحـ الوفاء ـن
19-02-2008, 11:46
هااااااااااااااااااااااا ايش فيك شايننغ راح اقتلك <<<<<<<<<<<< عندي روايه ههههههههههههههه
وراح اتابعها هنا معك شايننغ يا شقيه
انتظر الفصل القادم وبلا لعانه

Fenetia
19-02-2008, 12:59
يسلموا shining tears على هالفصل اللي من بدايته

في تشويق واثارة .........

بانتظارك للفصل الثاني ويعطيك العافية

shining tears
19-02-2008, 20:43
احم احم احم

مشكورين على المتابعه
والحين الفصل الثاني واتمنى يعجبكم

shining tears
19-02-2008, 20:46
الفصل الثـاني":
ترددت جوليت, ماذا يعرف بالتحديد؟ هل زلق لسان البارونة بدون انتباه منها؟
"بهذه الحالة نحن متساويان... انت نانيي! رفضت رؤية ومساعدة جيرار, اقرب اقاربك.مع انه كان محكوما عليه بالموت بسبب مرضه..."
"انا لم ارفض رؤيته!جيرار وانا لم ننشاء معا,ولم نلتق الا نادرا منذ وفاته وزواج والدتنا من جديد..."
"نعم,انا على علم يهذه المسألة العائلية.لكنني لست مسؤولة عنها! حتى انني كتبت لك قبل وفاة جيرار بمدة قصيرة."
"لم اكن اعرف حتى اسمك,في ذلك الحين!"
"لكنني قلت لسكرتيرتك انها مسألة طارئة ومحض شخصية!"
"اتعلمين كم عدد الدخلاء من كل الانواع الذين يحاولون قرع باب مكتبي كل اسبوع مدعين بأنها "مسألة طارئة ومحض شخصية؟"
...سكرتيرتي تعلمت التصرف بحكمة...رغم نيتك الطيبة, صنفتك بين تلك الفئة, لماذا لم تشيري الى اسم جيرار؟ لكانت استقبلتك على الفور."
"لان جيرار لم يكن يكن لك مشاعر الحنان,فاعتقدت انك ايضا لاتحبه... من ناحية اخرى لم تكن لتستقبلني رغم اصراري, وانا لن أ..."
"تتركعي على ركبتيك لتتوسلي اليها لاستقبالك؟"
قال كارل بسخرية:"اليس كذالك"
"نعم تقريبا"
"انت سريعة التأثر...لسبب كبريائك الاحمق,لم اتمكن من رؤية شقيقي قبل وفاته.."
"ماذا؟ كنت تعرف جيدا اين يعيش وماذا يفعل!"
"هو ايضا , كان يكفيه ان يكتب لي او يتصل هاتفيا اذا كان يرغب بالكلام معي...."
"لم يكن ليفعل ذلك من تلقاء نفسه! انت انتظرت يوم الدفن لتأتي الى ريتغن.حبك الاخوي غريب."
"وانت ,اين كنت ذلك النهار؟"
"كنت قد عدت الى انكلترا منذ عدة اشهر وعلمت بالامر مؤخرا فلم استطع حضور مأتمه."
"تجلس عنه لتتهربي من شعور سيء بالذنب,اليس كذلك؟ولكن ربما لست اسفة ابدا..."
"ماذا تقصد,هير ادلر؟" سألته بصوت مرتجف تحت وقع الاهانة.
"تعلمين ذلك جيدا,فراولين...عفوا,انسة هاملون...لاضرورة للعب دور الامرة المنهارة,علمت بكل القصة..."
"اهالي القرية...لا , انا لم استجوبهم... شفقتهم على جيرار كانت كافية لاطلاق السنتهم...."
"وماذا قالوا لك؟"
الحقيقة,انت جئت الى ريغن لدراسة الفن مع جيرار. فوقع بحبك بشكل جنوني وطلب الزواج منك,دون ان يحول اخفاء مرضه المستعصي عنك وان ايامه باتت معدودة...لكنك رفضت الزواج منه ببرودة , مع انك لم تكوني مرتبطة برجل اخر في ذلك الحين.لم يكن هناك شيء تخسرينه بتقديمك لمدة سنة او سنتين.ربما اقل , القليل من الحنان والعطف له..."
"لم يكن جيرار يبحث عن رفقية تساعده على تحمل تجربته.كان يريد ويستحق زوجة...كان من المستحيل بالنسبة لي قبول هذا الارتباط...لم اكن احبه..."
"لكنه كان يحبك بجنون. وكان سيقبل بكل شروطك التي تفرضينها."
"لا يبني اتحاد زوجي على الشفقة, وانا لم اكن مشاعر اخرى له, بزواجي منه دون حب ,كنت سأذله...تكلمنا معا بهذا الموضوع و اكد لي انه يكتفي بكل سرور بوجودي فقط, لكني لم اصدقه...لانه بيوم او بآخر سيطلب اكثر..."

shining tears
19-02-2008, 20:47
"انسة هاملون , انا مذنب لانني وصلت متأخرا, ولكنك تحملين ايضا مسؤولية اكبر.انت رفضت انقاذ جيرار من الناحية النفسية...برايك. من منا يجب ان يكون لديه ضمير متعذب؟"
"كارل ادلر, انا لم اتزوج من شقيقيك, ولكني بذلت كل مابوسعي لمساعدته, حاولت الاتصال بك , لكنني لم انجح.حتى انني اقترحت على جيرار اخر فترة دراستي بالبقاء في ريتغن.كأصدقاء فقط.."
"هنا؟كنت تعيشين معه؟"وعقد حاجيبة.
"بالتاكيد لا ! كنت اقيم في القرية ,عند آل كونستات."
"ارغب بمعرفة حقيقة علاقتكما... ماذا تقصدين بكلمة اصدقاء؟ هل كنت عشيقته؟اذا كنت ترفضين الزواج منه والارتباط معه,لكنك قبلت بتسوية...بدون عقد وبدون خاتم زواج ,هكذا تكونين حرة في الرحيل ساعة يحلو لك..."
جنت من الغضب,فهبت على قدميها وتقدمت منه رافعه يدها...لكن كارل كان اسرع منها ,فأمسك يدها بعنف لدرجة انها عضت على شفتيها كي لاتصرخ من الالم."
"لماذا العنف,انسة هارمون؟هذا التكتيك يستعمله عادة المذنبون.. يفضلون تغير الانتباه على البحث في مسألة يعلمون فشلهم فيها مسبقا.انصحك بالجلوس وبالعد حتى العشرة قبل فتح فمك من جديد."
"انا...اطلب منك ان تعتذر"تلعثمت غاضبة.
"لماذا؟لاستنتاج استنتاجات منطقيه ؟ لا,انا آسف ,لن اقدم لك اي اعتذار...لننسى هذا جئت لاكلمك بالاعمال, آنسة هارمون ، لقد خرجت عن موضوعنا الرئيسي لنتكلم جدياً الان ، لو سمحت ."
تنسى ؟ كيف وقد تلقت اكبر اهانة بحياتها وهو يطلب منها السكوت ! من الواضح انه يعتقد انها كانت عشيقة اخيه . احتقار رجل لم يكن يجب ان يجرح كرامتها ، لكنها بالكاد تعرف كرامتها ، لكنها الكاد تعرف كارل ادلر وتشعر بالحذر منه لماذا تصرفت بهذا العنف امام تلميحاته ؟ ماذا يهمها من رأي هذا الرجل الذي كان يلعب دور القاضي ؟ كيف امكنها ان تجده مثيراً قبل ساعات ؟.
" انا استمع ... بماذا تريد ان تحادثني ؟".
" هل اخبرتك البارونة لماذا جئت انا شخصياص الى ريتغن ؟".
" لا ، اعلمتني فقط انك اشتريت مجموعة هارتنغ . اجهل حتى الان سبب تشريفك لي بهذه الزيارة ...".
" كنت أرغب برؤية مدرسة اخي . ومعرفة ماذا حل بها ...".
" حقاً ؟ لا تزال موجودة كما ترى ... انا اديرها منذ اشهر ، بناء على طلب البارونة .
" اخذت ايجار جيرار باسمي " ثم سكتت ، لن تخبر السيد ادلر بان اقفال الفندق يجبرها على التخلي عن المدرسة ، بطريقة نهائية ، السياح كانوا اهم زبائن التحف الفنية . مع اختفائهم تخسر القرية كل محلات التجارة في القرية ، منذ اكثر من عشرة اعوام ، كل واحد في ريتغن يحضر الخشب خلال فصل الشتاء ليبيعه كتحف تذكارية اثناء الاجازات في الصيف القادم . حتى الفندق يقدم ايضاً وظائف كثيرة من الشهر ايار حتى شهر تموز يصبح كل القرويين كخدم. هذا الموسم السياحي سينقرض والخطاء لايقع على البارونة ولا على جوليت ، ولكن عندما سيصل الخبر باتهام الفتاة بخيانة ...
" اه ، نعم ، ايجارك ... كنت اريد ان اكلمك بهذا الامر حتى يحل الاستحقاق ؟"
" لمدة عامين ..."
" عامين ؟ في هذه الحالة ، لن تضرري ."
" اتضرر ؟ من ماذا ؟" سألته بدهشة .
" ستتلقين تعويضاً كبيراً عندما تبني شركتي ورشة نشر الاخشاب على ضفة البحيرة ..."
" منشرة ! على ضفة سيلبرسي ؟ انت تمزح ! ستكون هذه مذبحة ، عملاً تدنيسياً !"

shining tears
19-02-2008, 20:49
" لا ، انه استثمار ضروري ، اشتريت كل الاخشاب تقريباً . واحتاج لمنشرة جزوع الاشجار دائماً على ظهر الثيران الى المدينة ؟ نحن نعيش في القرن العشرين ."
" لكنك ستتدمر منازل عشرات العائلات والمدرسة مدرسة اخيك !"
" نعم ، ولكني سأقدم العمل لارباب العائلات سأؤمن لهم عمالاً دلئمة وبرواتب جيدة ... سأبني المساكن بعيداً ..."
" انت تفكر بدون شك بمكعبات من الاسمنت ، واقفاص الارانب !" اجابته باحتقار .
" آنسة هارمون ، لماذا تستعمل الاسمنت في حين ان الخشب متوفر ؟ اطمئنك ان المنازل الجديدة مناسبة جداً ، واذا رفضت نقل المدرسة ، ستقفلينها ، هذا كل شيء سيستمر عمالك بالعمل في الخشب . ولكن بانتاج اكبر ، عندي ..."
فهمت جوليت انه لايزال لا يعرف شيئاً عن مشروع عودتها الى انكلترا ... قررت مع ثورتها على الخراب الذي يستعد لالحاقه بضفاف البحيرة التي تحبها . ان تعارضه بكل قواها .
" عندك ؟ كحطابين او نجارين ؟ اتعتقد انهم سيقبلون ؟ انت ساذج حقاً ! انهم يحبون الاخشاب واختاروا خلقها بروعة باليد ! سيكون عملا غير شريف بالنسبة لهم . انهم يكسبون رزقهم بخلق ادوات جميلة فنية يحبها زبائننا !"
" بالتأكيد . ولكن باي سعر يشترونها ؟ السياح يشترون التحف لتزين منازلهم لكنهم لا يحرمون انفسهم من الطاولات والكراسي المصنعة في المعامل ، بحجة ان هذه الادوات ليست مصنوعة باليد ... من عملك احتقار الالات ؟ مع انها ضرورية ومفيدة ..."
" اعلم ... كنت اريد ان احذرك بأن عمالي ... اقصد عمال جيرار ، سيرفضون ان يصبحو الات بسيطة ."
" سنرى انت تتهميني بانني لا انتج الا الاثاث الردي النوعية ، هذا ليس صحيحاً . يكفي ان تزوري مؤسساتنا لتفهمي ان ادواتنا تقاوم الزمن وتبقى على حالها بعد مئة او مئتي سنة كأثريات حقيقة ..."
ثم نهض ليستأذن بالخروج.
" انتوي زيارة ابنية اخرى للبارونة قبل عودتك الى مينيس ؟"
" تبدلت خططتي منذ هذا الصباح ..." اجابها مبتسماً.
"نعم , سأرى عائلة او عائلتين على طريق القصر. ولكني لست مستعجلا الان طالما انني سأمكث في ريتغن عدة ايام..."
"ولكن..كنت اعتقد ان الفندق لم يعد يستقبل الزبائن الجدد."
"هذا صحيح.لكني مستثنى لحسن الحظ, بفضل البارونة."
"قل لي, كارل ادلر,ماذا سيحصل اذا رفض المستأجرون الرحيل؟."
"سندفع لهم تعويضات كبيرة.اعتقد ان القيلي منهم سيقاوم حجة مقنعة كهذه..."
"ولكن لنفرض ان احدا منهم على الاقل لن يستسلم..."
"بداية الاعمال ستتاخر قليلا, ولكن عاجلا ام اجلا, سأجد طريقة لازالة اية عقبة..."
نهضت جوليت وسبقته حتى الباب ومدت يدها لضيفها .
"بدأمن الان بسؤال محاميك , كارل ادلر . مهما كان ارتفاع قيمة التعويض ,انا ارفضنقل مكاني. ايجاري يسمح لي بالبقاء لمدة عامين ايضا في هذا المكان. وانوي استغلال حقي هذا..."
تأملها كارل ادلر بصمت ودون ان يرفع نظره عنها, بدأت قبضة يده على يدها تقوى. حبست انفاسها لتمنع صرخة الالم... دون اية كلمة ,اعلنت الحرب بينهما... اذا انت لا تملكين قلبا من حجر فقط , ولكنك ايضا تمتلكين منقارا واظافر, ولا تتردين في استعمالهما... اخي المسكين لم يكن يعلم لحسن الحظ من اي شيء تخلص..."
ثم خرج فصفقت جوليت الباب وراءه بعنف واسرعت ترفع سماعة الهاتف.
"ماغدا؟"
"نعم.هذا انا , هل رأيت كارل ادلر ؟ ماذا حصل؟"

shining tears
19-02-2008, 20:50
"اسمعي ماغدا, لايمكنني ان اكلمك طويلا,سياتي الى القصر بعد قليل... هل اخبرته اثناء حديثه معك انني انوي اقفال المدرسة والعودة الى انكلترا؟"
"اعتقد انه يجهل حتى الان كل خططي , ولايجب عليك ان تقولي له شيئا ارجوك, ماغدا, هذا مهم جدا! رايي...سابقى!"
"القرار يعود لك, جوليت, وانا متاكدة انك ستفعلين ما هو الافضل..."
ماذا لو اعترفت لها جوليت باسباب قرارها المفاجئ الحقيقة؟ كارل ادلر وتعجرفه الذي لايطاق...
هذا المساء, تأخرت في مشغلها الصامت, منذ نهاية فصل الشتاء, والمصنوعات مكدسة على الرفوف, في هذا الصباح نفسه.كانت جوليت تعتقد انها لن ترى هذا المشغل الواسع مليئا بالحركة والنشاط من جديد0...
مكتب جيرار الذي تشغله منذ وفاته,يطل على صالة المستودع الملئية بالمصنوعات الخشبية, الالعاب والدمى الداما المحفورة باتقان والساعات التي تجذب السواح.في كل مكان تنتشر رائحة الحشب والزيوت والمواد اللاصقة التي تشعر بها هذا المساء, انها تشعر بالغبطة امام فكرة الحرب التي تعلنها وحدها ضد كارل ادلر...جيرارلن ينفد ذكره. مدرسته ستبقى, رغم كل شيء !.
ولكن في اليوم التالي, تراءت لها قسوة الواقع...مع اقفال الفندق, يجب عليها ان تستخدم عمالها صيفا وشتاء اذا كانت تريد ان لاتفقدهم, اين ستجد عمال جدد؟ حتى الان.كان الانتاج بياع كله للسواح.ولم يسبق للمدرسة ان عرضت بضائعها على محلات بيع التحف والهديا في المدن المجاورة, قررت جوليت ان تحمل على عاتقها هذه المهمة.

واتمنى الكم قرأة ممتعه

ماري-أنطوانيت
20-02-2008, 08:07
تسلــــــــــــــــــــم اناملك الحلوه يا قمر....

روايه روعه من بدايتها...شي طبيعي من shaining tears

بانتظار التكمله يا حلوه....:D

Angeleyes lucy
20-02-2008, 08:51
مرحبا
شكراً لك يا شاينغ تيرز على الروايه الحلوه

في الحقيقه انا اول مره اشارك فيها وحابه انزل روايه معاكم
عندي وايد روايات حالياً بس الروايه الجاهزه معاي هي صيف القطاف

اتمنى اني اقدر انزلها لكم لأنها ويد حلوه

ماري-أنطوانيت
20-02-2008, 09:57
مرحبا
شكراً لك يا شاينغ تيرز على الروايه الحلوه

في الحقيقه انا اول مره اشارك فيها وحابه انزل روايه معاكم
عندي وايد روايات حالياً بس الروايه الجاهزه معاي هي صيف القطاف

اتمنى اني اقدر انزلها لكم لأنها ويد حلوه

هلا والله ((Angeleyes lucy))..وحياك في المشروع...::سعادة::

ويسعدنا جدا انك تشاركينا بروايتك....

بس حبيبتي روايه ((صيف القطاف)) سبق ونزلت في المشروع القديم:مرتبك:

واحنا بانتظار مشاركاتك الحلو...:D

لحـ الوفاء ـن
20-02-2008, 11:47
يسلمو شاينغ على الروايه وفي انتظار التكمله

Angeleyes lucy
20-02-2008, 12:47
طيب شو رايكم بروايمه من روايات احلام

اسمها احلامي ليست لي

بليز لا تقولون لي انها كانت موجوده في المشروع القبلي:p

هيونه المزيونه
20-02-2008, 14:52
الله يعطيك العافية عزيزتي ..... ماقصرتي ....

القلـ ساحرة ـوب
20-02-2008, 15:05
يسلموووو حبيبتي shining tears على الفصلين الروووعة

و الرواية مشوقة كثير من اولها

مستنيين التكملة قلبي و مشكووورة

خيال المشاعر
20-02-2008, 19:59
يسلمو shining tears على الرواية الرائعة منتظرين التكملة على نار

مسنياك
20-02-2008, 21:55
يعطيك العافيه ساحرة القلوب


وتسلمين shining tears على الروايه الحلوه

shining tears
20-02-2008, 22:58
هااااااااااااااااااااااااي يا حلوين جاية معي الفصل الثالث ::سعادة::


الفصل الثالث:
ستدق كل الابواب وتقنع اصحاب المحلات, ستضع اعلانات في الصحف ولن تترجع ابدا , ستعرف التعب, ولكنها ستنتصر بوجه كل شيء ستصبح افضل بائعة وافضل معلمة في كل المنطقة, وعندما ستحقق النجاح, ستحضر كارل ادلر, رجل الاعمال المشهور... تمنت لوتراه الان لفتح الحرب معه.
لقائهما بالامس منحها رغبة المقاومة والانتصار...
يدها التي تؤلمها, لكنها كانت تعلم انها كسبت الجولة الاولى وتنتظر بفارغ الصبر الجولة الثانية....
لم يسبق لها ان تحدث رجلا بمثل هذه العدائية وبكل هذا السرور.كارل ادلر لايشبه شقيقه جيرار كان يستعمل معها رقة كبيرة وتوسلات وابتزاز عاطفيا ليقنعها بالزواج.
وسائل كارل مختلفة ومناقضة تماما. معه الحرب تأخذ شكل المبارزة وسلاحه حاد... لكنه يدن بنجاحه الكبير في عالم الاعمال لتصميمه وحزمه وقسوته وحيلته.
لم تتمكن جوليت من السيطرة على توترها فقررت ان تبدأ بالحركة على الفور, فرات رئيس عملها ويليام كونستات لتعرف اذا كان كارل ادلر قد زاره مساء امس.
"لا" اجابها ويليام.
"ولكن عملت هذاالصباح انه التقى باثنين من المستأجرين عند البارونة..."
"وما رأيهم بعرضه؟"
"لم يقولوا لا نعم, ولا,لا... وعدهم كارل ادلر بتعويضات كبيرة وبعمل...."
"لكنهم ليسوا مضطرين للقبول!"
"اذا باعت البارونة اراضيها لشركة ادلر, لن يكون لديهم خيار اخر."
"البارونة نفسها لاتستطيع ان تحرمنا من منازلنا طالما ان مهلة الايجار لم تنته. اتعلم بان كارل ادلر يفكر في تدمير مدرسة اخيه؟ رأيته مساء امس واخبرته بأنني لن اقبل ابدا بنقل المدرسة اذ رفض كل الاهالي عرضه.لن يتمكن ابدا من انشاء منشرته..."
"لكنني كنت اعتقد انك تريدين اقفال المدرسة!" قال ويليام بدهشة.
"نعم,هذا صحيح,كنت متأثرة, باقفال الفندق, ولكني غيرت رأيي,سأجد سوقا جديدا لاتناجنا وسأؤمن العمل الكل الفريق صيفا وشتاء...
"هذا يعني انك تعارضين انشاء المنشرة؟"
" يحق له استغلال اخشاب البارونة , لكننا نستطيع منعه من نشاء مصنعه الرهيب على ضفة البحيرة."
"بالتأكيد,لكن بعض العائلات لن ترفض تعويضاته الكبيرة, يردن منذ مدة طويلة الاقامة في المدن حيث العمل متوفر..."
"ولكن فكر بالاخرين الذين يعيشون في ريتغن منذ اجيال! ماذا سيحل بالجد ويسكوب,الذي لايعرف غير النحت؟وهملت جاجر؟لن يستخدمه احد في المدينة بسبب عماه."
"اذا, فراولن.انت تطلبين مني ان ارفض عرض كارل ادلر وارفض الانتقال؟ انت لاتحبين هذا الرجل,اليس كذلك؟"
"لا,هذا صحيح, لكن النفور متبادل.لم يخف ذلك,في لقائنا بالامس, اعتقد انه متأثر ببعض الاقاويل التي سمعها يوم دفن جيرارد..."
"افهم...حينها كنا بالكاد نعرفك واتهناك بسرعة ... ولكن الان, اذا سأل كارل ادلر حول هذا الموضوع , لن يسمع عنك الاطراء..."
" اشك بأنه سيغير رأيه...مهما كان الامر ,اتمنى ان ترفض عندما ياتي...."
"عندما يأتي؟" ردد صوت حاد ساخر خلفهما.
التفتت بسرعة نحو الباب فرأت كارل ادلر يقف وقد كتف يديه خلف ظهره يتاملها من رأسها حتى اخمص قدميها بجفاف.

shining tears
20-02-2008, 23:00
"ارى انك بدأت عملية الشطب وتجميع حزبك..." قال ضاحكا.
"اتحصلين على نتائج جيدة؟" ودون ان ينتظر جوابها, تقدم نحو وليام مادا يده.
"صباح الخير, اعتقد اننا تقابلنا من قبل."
"نعم يوم دفن السيد جيرار."
" صحيح, لكن الانسة هارمون لم تكن موجودة... واليوم, بما انه يجب علينا التكلم بالاعمال معا, لن نؤخر الانسة كثيرا بعيدا عن اعمالها..."
غضبت جوليت كثيرا... انه يطردها , بتهذيب بالتاكيد, لكن باحتقار ايضا. تجاهلته والتفتت نحو ويليام.
" ايمكنك ان تمر لرؤيتي هذا المساء؟ اريد ان اقيم معك موجودات المستودع". ثم اتجهت نحو الباب رافعة راسها عاليا. لكن كارل ادلر امسك ذراعها..
"انوي زيارتك مرة ثانية ظهر هذا اليوم, هل تكونين في المدرسة في هذا الوقت؟"
"ربما...."
"اتمنى ذلك."
عادت جوليت وهي ترتجف من الغضب. كيف يسمح لنفسه بمعاملتها بهذا الشكل؟ وفكرت في ان تخرج عند الظهر كي يأتي ويرى الباب مقفلا. ولكن لا, ستجد لذة في مواجهته لذة اكبر من التهرب منه.
فهي تشعر بأنها مستعدة تماما للدخول في المعركة
خطة انشاء هذه المنشرة اللعينة كان لها على الاقل نتيجة جيدة, فهي لم تكن بمثل هذه الشجاعة من قبل. جلست خلف مكتبها في شقتها واخذت تدرس خارطة مينيس ولائحة تطور متاجرها على امل ان يفاجئها كارل ادلر وهي بين اوراقها ويعرف انه امام امرأة خبيرة بالاعمال.
لكن خيبتها كانت كبيرة لان كارل ادلر لم يلق نظرة واحدة الى مكتبها عندما دخل.
"جئت لادعوك لتناول الغذاء عند البارونة". قال بدون مقدمات.
" انه غذاء عمل ." اضاف مبتسما.
فكرت جوليت بسرعة وحذر. ايعرض عليها هدنة؟ لا, كارل ادلر ليس من النوع الذي يعترف بهزيمته بسرعة. ايحاول ان ينصب لها فخا؟
" شكرا لك, لكن لدي اعمال كثيرة..."
"حقا؟ لا للاسف البارونة ترغب برؤيتك, الستما صديقتين؟"
"نعم , بالفعل, ولكني اعلم انها لا تجمع حول مائدتها شخصين يتبادلان العداء, اذا , انا ارفض الدعوة".
" عزيزتي" قال ضاحكا.
"انا رجل متمدن! اعدك ان لا المح الى نزاعنا حول ملئدة الطعام."
لم تجبه جوليت وظلت مترددة.
"افعلي مثلي, وانسي نزاعنا حتى نهاية وجبة الغذاء.اتخشين ان انقض عليك من فوق الطاولة؟ اطمئني , واذ كنت تشكين بتصرافاتي في المجتمع, فانا اذكرك بان البارونة ستكون موجودة....سأطلب منها ان تجلس بيننا..."
"لا , ارفض ان اجعل من ماغدا ملجا".
"قد يعجبها هذا... ولكني اكرر لك بأنني لا انفعل امام الناس . اذا, ستأتين الى القصر؟"
" حسناً ، لكن يجب ان ابدل ملابسي اولاً ."
" افعلي ذلك " ، رجاها بكل ادب .
" لسنا على عجلة من امرنا ، فالبارونة لا تتوقع وصولنا قبل ساعة ونصف ، اعلم جيداً ان النساء تتأخرن بتبديل ملابسهن ..."
" اترغب بشرب شيء في هذا الوقت ؟"
" لا شكراً ."

shining tears
20-02-2008, 23:01
دخلت الى غرفتها واقفلت الباب وراءها بالمفتاح . لم تكن تشك لحظة بأنه معتاد على الانتظار في صالونات صديقاته قبل موعد العشاء في المطاعم ، شكله الفاتن وثروته تمنحه بدون شك نجاحاً بارزاً مع النساء ... لكن جوليت بعيدة عن التخيل بلذة في مشاركته الغداء .
لحسن الحظ ، ماغدا ستكون موجودة . تساءلت فجأة اذا كان كارل ادلر متزوجاً . لكن لايبدو عليه ذلك ، هو رجل لا يؤمن بالحب طالما انه يلومها على رفضها الزواج من جيرارد .
ارتدت ثوباً انيقاً ورفعت شعرها قبل ان تنضم الى ضيفها الجديد.
" لايزال الوقت باكراً."، قال وهو ينظر الى ساعة يده .
" قبل ذهابنا ، اريد ان اعرف لماذا كتمت عني نيتك في اقفال المدرسة والعودة الى انكلترا ."
" هذا لايعنيك بشيء ." اجابته بتعالي بعد لحظات على مفاجأتها .
" لا ، هذا صحيح ... لكن كل الذين التقيت بهم هذا الصباح ، ابدوا دهشتهم عندما علموا انك ستبقين في ريتغن ."
كانت جوليت قد طلبت من البارونة ان لاتلمح له عن نيتها في الرحيل ولكنها نسيت بقية الاهالي الذين سيتلقون هم ايضاً زيارة كارل ادلر .
" لكني غيرت رأيي ..." اجابته بحدة .
" بهذا الوقت القصير ؟ الم تغيري رأيك فقط لكي تخلقي لي المشاكل ؟"
" اية مشاكل ؟"
" حتى مساء امس ، كنت تنوين ترك المدرسة ، دون ان تنظري خلفك ، كما فعلت مع جيرار ..."
" انا لم اتخلى عن جيرارد ! لم يكن يتركني لحظة بسلام ، واضطررت لمغادرة ريتغن كي اضع حداً لهذا الموقف الذي لايطاق ! بأي حق تسمح لنفسك بمحاكمتي ؟"
" اهدأي ! لكن ربما تشعرين ببعض الندم ، رغم كل شيء ، لنعد الى المسألة التي تعنينا ، مع اقفال الفندق ، ستفقدين كل زبائنك ، اليس كذلك ؟"
" ارى انك قمت بتحقيق ... ولكن هذا صحيح ..."
" ومع 1ذلك قررت البقاء ..."
" نعم ."
" نحن نعلم لماذا ... انت تتبعين اسلوب النعامة ، آنسة هارمون ، تدسين رأسك في التراب لكي لاتري الحقيقة ..."
" على العكس ، كارل ادلر ، انا اعرف ماهي المشاكل التي ستواجهني ، ولكنني لن اغير قراري ..."
" انت مصرة على منع بناء المنشرة ، اليس كذلك ؟"
" كم انت قوي الملاحظة !"
" حسناً ، الاشياء باتت واضحة بيننا ، الآن ... مع انني كنت اعرف ماذا اواجه منذ مساء امس ، نظراتك اكثر فصاحة ... حسناً ، لنذهب للغداء ، اتريدين ؟" ونهض على الفور .
" هل أنت متأكد من انك ستتمكن من تجمل وجودي طوال وقت الغداء ؟" سألته ضاحكة .
" كل التأكيد !" اجابها ضاحكاً.
" تعالي ." وامسك يدها وجذبها نحو الباب .
ظهر القصر امامها خلف آخر منعطف على الطريق .
الباب الخشبي الكبير يطل على بهو واسع . عندما تحول القصر القديم الى فندق ، انتقلت ماغدا للسكن في الجناح الغربي .
" من المؤسف ان يجهز هذا القصر بمصعد كهربائي ! تخيلي امير الاسطورة المغرم ينتظر بفارغ الصبر وصول المصعد ليصعد الى حبيبته ! افضل الاسلوب القديم ، عندما كان الامير يتسلق الجدار المؤدي الى الشرفة بواسطة حبل ..."
" اعتقدت ان ذلك الامير كان سيفضل استعمال المصعد ..." اجابته جوليت مبتسمة .

shining tears
20-02-2008, 23:02
" ربما ... لكن الاميرة كانت ستفقد كل حب له ... النساء تحب ان تجعل حبيبها يشتعل بنار الحب بأخطر اشكاله ، مثلاً ..."
" مثلاً؟"
" عندما يحاول غريب بكل لطف ان يعقد صداقة مع فتاة جميلة ، تتصرف هي معه بكل عنف كي لايشاركها زادها ... الة هنا يصل عنف النساء معنا ، نحن الرجال المساكين ..."
" ولكن ... انا لم ارفض ابداً مشاركتك زادي صباح امس !"
" لكن الرجل الغريب لم يكن لديه نوايا سيئة ، كان كل مايرغب به ان يتحدث قليلاً مع هذه الفتاة الجميلة جداً في ذلك المكان الجميل . الوضع اصبح اكثر ايلاماً عندما التقى هذان الشخصان من جديد ..." التزمت جوليت الصمت بحذر ، من جهتها كانت بغنى عن هذا اللقاء الثاني ، وتبعته الى بهو القصر الذي تحول الى صالة استقبال للفندق . في وسطه سلم حلزوني يؤدي الى مطعم في الطابق الاول حيث استقبلتهما البارونة بمحبة ، انحنى كارل وقبل يدها بكل احترام .
طوال وقت الغداء ، كان الحديث يدور حول مواضيع عامة ، تساءلت جوليت اثناء تناول الحلوى لماذا اكد لها كارل بأنه غداء عمل . وندمت لأنها قبلت دعوته .
" اصبح فندقي يشبه مركباً مهجوراً." قالت البارونة رداً على احد اسئلة كارل .
" آخر زبائني سيرحلون غداً ، اقبية المطعم اصبحت عبارة عن رفوف فارغة ، الخدم قل عددهم ... اشعر بالمسؤولية عن هذا الفشل ..."
" اقفال الفندق هو حقاً لا يمكن تجنبه !" سألها كارل .
" نعم ، انا اسهر عليه منذ عشرة اعوام ، وحدي ، ولقد اصبحت كبيرة على تحمل هذه المسؤولية ..."
" لكن الفندق مشهور في كل بفاريا ، الا يوجد حل آخر ؟"
" انا ارفض بيع القصر ." اجابته بحزم .
" يكفي انني سأبيع قسماً من اراضي ..."
" لماذا لا تبحثي عن مدير يحمل عنك جزءاً من المسؤولية ؟"
" سبق ان وظفت مديرين ، لكنهما لم يريحاني ابداً."
" هل انت مستعدة للمحاولة من جديد ؟ احدى صديقاتي تعمل في ادارة الفنادق ، خبرتها ممتازة اكتسبتها من فنادق انكلترا وامريكا ، انها حرة من اي ارتباط حالياً..."
" صديقة ؟ اذاً هي امرأة ..."
" نعم اعرفها منذ سنوات طويلة . هي من مواليد مينيس وعادت اليها مؤخراً."
" كانت ، لكنها مطلقة حديثاً .
التقيت بها صدفة منذ بضعة اشهر في مينيس ..."
" فات الاوان " ، قاطعته ماغدا ، " ليس لدي حجوزات لهذا الصيف ووكالات السفر والسياحة اصبحوا على علم باقفال الفندق ، كما وانني صرفت اغلبية العمال ."
" لم تفقدي كل شيء ، بامكانك ان تكتسبي زبائنك من جديد عن طريق اعلان في الصحف اليومية . ما رأيك ، سيدتي ؟ اترغبين بأن لتصل بصديقتي لسلي هاتفياً؟"
" لست ادري ... يجب ان افكر ." قالت البارونة بعد تردد قصير وقد كانت يائسة من ايجاد حل بشكل نهائي .
" بالتأكيد ." قال كارل وسكب الخمر ." افكر بقضاء يوم بالتزلج مع الآنسة هارمون ."
" فكرة رائعة ." قالت ماغدا بحماس .
" جوليت تحب التزلج كثيراً . جوليت ، اقبلي دعوة كارل ادلر قبل ان يفوت الاوان ، فالمحطة ستقفل ابوابها قريباً."
تفاجأت جوليت ولم تفكر بأن تجيبه بأنها باعت ادوات التزلج خاصتها ... ولكن لماذا تشجعها ماغدا على مرافقة كارل ادلر الى انسغور ؟ الا تلاحظ النفور بينهما ؟.
" لا ، انا آسفة ، الاولوية للمدرسة ، ولن اضيع وقتي بالاجازات ابتداءً من هذا اليوم ..."

shining tears
20-02-2008, 23:03
" البارونة متعلقة كثيراً بك ." قال لها كارل وهو يفتح لها باب السيارة فيما بعد .
" وانا ايضاً احبها ."
" ماذا قالت لك عندما رفضت الزواج من جيرارد ؟"
" لاشيء ، ماغدا متفهمة ولا تسمح لنفسها بالحكم ..."
" ارى ... لكن الم تنصحك بالزواج ؟ بالاضافة الى انك لو تزوجت رجلاً من المنطقة كانت ستحتفظ بك قريباً منها ."
" البارونة لاتعمل خاطبة ..."
" ربما تعرف انني قادرة على اختيار زوجي بنفسي ، ولا يهمني اذا كان انكليزياً او المانياً او حتى تاهيتياً ."
" البريطانيون مشهورون ببرودتهم كعشاق ، والالمان حسب الاقاويل لا يحبون النساء الخاضعات وربات المنازل . اما التاهيتيون فلا اعرف شيئاً عنهم . لكن بامكاني ان اؤكد لك بأن الرجال الالمان على عكس ما يقال عنهم ، يحبون ان تملك الامرأة مواهب اكثر من موهبة الطبخ والرضوخ الكلي للرجل . نحن نحب السحر والجمال ، الذكاء وحسّ الاستقلالية ، ولكن ليس لدرجة ..."
" انت تناقض نفسك ، توشك على وصف امرأة راضخة ..."
" ليس تماماً . الامرأة الراضخة لا تعرف ان تقول غير كلمة نعم ، ويمل الرجل منها بسرعة ، الانوثة تشجع الرجل على البحث في كنوز الخيال ليتمكن من الحصول ..."
" ولكني افترض انك اذا لم تنجح ، لن تتردد في استعمال وسائل الفروسية ... " قالت بسخرية ..
" لا ، عندما يكون المخطط مدروساً جيداً ، يصبح الفشل مستحيلاً ."
" انت لست سوى مغرور ." اجابته غاضبة .
" لم يسبق لي ان سمعت اعلانات بهذا التعجرف والغباء !"
" حقاً ؟ لكن نظريتي مبنية على اسس معروفة ... الطبيعة منحت الرجال دور الصياد والنساء دور الطريدة ... ولكني اشعر بأنك لا تشاركيني رأيي. لنغير الموضوع ، إذاً البارونة موافقة على قرارك البقاء في ريتغن؟"
" نعم ."
" آنسة هارمون ، هل فكرت انه برفضك الانتقال تلحقين الضرر بالبارونة؟"
" الضرر ؟" سألته جوليت بدهشة ." ماذا تقصد ؟ انا لا افهم ..."
" مع انه بسيط ... اشتريت مجموعة هارتنغ ، ولكني لم اوقع حتى الآن على اي عقد بشأن اخشاب البارونة . شركائي ينصونني بعدم الارتباط بأي عقد طالما ان بعض المستأجرين يرفضون الانتقال ... هل انا واضح؟"
" لكنه ابتزاز !" اجابته غاضبة .
" انت تحاول استغلال محبتي لماغدا كي ترغمني على ترك الميدان ! كيف تجرؤ ؟..."
دون ان يترك الطريق يعينيه ، انحنى كارل نحوها وربت على ركبتها مبتسماً . انتفضت بشدة والتصقت بالباب .
" هيا اهدئي ! انا اعرض عليك الامر بكل بساطة . كما وانني لا افكر لحظة بالتخلي عن اخشاب البارونة ، على كل حال ، انت والمستأجرون الذين اختاروا محورك لا يمكنكم البقاء للأبد على ضفة البحيرة . آجلاً ام عاجلاً سينتهي عقد ايجاركم . انا صبور جداً ... الرضوخ للابتزاز العاطفي مفيد ..."
" بمعنى آخر ، انت تحاول ان تؤثر على نفسية الخصم ، اليس كذلك ؟" اتهمته بحدة .
" تقول بنفسك ان مصالح البارونة لا تتأثر اذا عارضت انا فكرة انشاء المنشرة . ولكنك تتلذذ بنعتي بالانانية مرة اخرى ... لصبري حدود ، كارل ادلر ! لن اتأثر بتهديداتك ! لماذا تتعب نفسك ؟ قلت لك واككر بأنني لن أقبل ابداً عروضك بالانتقال لماذا تدعوني للغداء بحجة انه غداء عمل بينما لم تتطرق الى اي الموضوع يهمنا ؟ اقفال الفندق لا يعنيني مباشرة . ولماذا تزعم امام البارونة انك ترغب بقضاء نهار معي على حلبات التزلج ؟ كلانا يعلم ان هذا لن يحصل ."

Angeleyes lucy
21-02-2008, 06:39
يعطيك العافيه وناطرين التكمله

لحـ الوفاء ـن
21-02-2008, 11:47
يسلمو شاينغ على الروايه ونتظر الفصل القادم

laila1920
21-02-2008, 13:19
الله الله يا شاينينغ شو ها الهمة غبت شوي واجيت لقيتك بديتيها فشكرا الك لاهتمامك وان شاء الله ما تتاحري في تنزيلها كتير

SONĒSTA
21-02-2008, 16:26
آسفة على الإنقطاع.. فقد كنت مشغولة بالدراسة
وإن شاء الله أتابع ما فاتني خلال أيام
---------
تقبلوا مروري

احباب الروح
21-02-2008, 17:33
بنات ممكن مساعدة


المشروع اللي قبل هذا ما لقيته

كنت حابه اقرا رواية رجل صعب



ممكن تعطونياها ؟؟



<< زودتها


^_^"




..

shining tears
21-02-2008, 20:34
هلا بنات مشكورين على المتابعه
بس اليوم راح انزل الرواية كاملة واتمنى تعجبكم
وكنت ابي اكتب من بداية الرواية اني ابي اهدي هاي الرواية الى ليلى :d
وهاذي بقية الاجزاء ::جيد::


الفصل الرابع

اوقف كارل سيارته امام المدرسة وابتسم بسخرية :
" هذه اسئلة مهمة ... انا ايضاً سأطرح عليك سؤالا. عندما تجدين نفسك امام خصم بمثل قواك ، وانت تعدين السلاح ، الا تشعرين بالخيبة اذا حرموك من المعركة ؟ آنسة هارمون ، هذه الحرب الصغيرة تعجبني .": ثم نزل من السيارة ودار حولها ليفتح لها الباب .
" الى اللقاء ، عزيزتي الآنسة . وارجوك لا تخيبي املي . كوني حاضرة في الجولة القادمة . لا تنسي انه اذا لم يحضر احد المتبارزين ، فإنه يكون قد اعترف بفوز خصمه ..."
ثم انحنى امام الفتاة وعاد الى مقعده وانطلق مسرعاً حارماً الفتاة من لذة قول الكلمة الاخيرة ...
في المساء زارها رئيس اعمالها واخبرها بأن كل الاهالي باتو يعلمون بان جوليت قررت ان لا تقفل المدرسة .
" العائلتان اللتان زارهما كارل ادلر مساء امس وافقوا على عرضه ."
" والآخرون ؟" سألته بقلق .
" سألوا كارل ادلر الى اين سينقل سكنهم ، فأجابهم بان المنازل الجديدة ستبنى على بعد عدة كيلومترات ، فقالوا له لا . طالما ان المدرسة ستبقى مفتوحة وتقدم لهم العمل ، فهم يرفضون الابتعاد عن مكان العمل ..."
" ولكن هذا رائع !" قالت الفتاة بسعادة كبيرة .
" اذا اتحدنا جميعنا ، لن يتمكنوا من مواجهتنا . ويليام ، اخبر كل العمال اننا سنعيد فتح مشاغلنا ابتداءً من الاسبوع القادم . سأبحث عن زبائن جدد، طالما اننا لا نستطيع بعد الآن الاعتماد على زبائن الفندق ."
بعد يومين على رحيل كارل الى مينيس ، زارت جوليت صديقتها العجوز وشربت معها القهوة .
" لا اتمكن من فهم سبب اصرار كارل ادلر على انقاذ الفندق ." قالت البارونة على الفور .
" فهو يعلم بفضل العقد الذي اوقعه بشأن اخشابي ، ستتحسن اوضاعي المادية . يقول انه يحب الاقامة في هذا الفندق عندما تناديه اعماله في المستقبل . لكني لا اصدقه تماماً . اعتقد انه يحاول مساعدة صديقته لسلي كرانتز بإيجاد عمل مهم لها ... ما رأيك ، جوليت ؟"
" نعم ، انا من رأيك ." اجابتها جوليت بهدوء .
" ولكن هل اعطاك بعض التفاصيل عن صديقته هذه ؟"
" نعم ، انها في الثلاثين من عمرها ، مطلقة ناجحة في اعمالها . عاشت فترة في امريكا في سلسلة فنادق ضخمة ، تتكلم عدة لغات ، لقد مدحها كثيراً حتى اني ظننت انهما على علاقة حميمة . على كل حال ، انها سترافقه في زيارته القادمة لانني قبلت لقاءها . لماذا لا ارمي اخر ورقة بيدي ؟ المهم انقاذ الفندق ."
كانت جوليت توافقها الرأي فانقاذ الفندق يساعد المدرسة .
" ولكن لماذا يهتم بالفندق ؟"
" ربما يحاول ان يحافظ على زبائن مدرستك ، فهو يعلم انك وبعض الاهالي ترفضون الانتقال ..."
" لا ، انت مخطئة ماغدا ... انه لم يتخلى عن حرماننا من منازلنا بطريقة او بأخرى وهو لم يخفي نواياه ... حتى انه حاول اخضاعي لابتزاز ..."
" من اي نوع ؟"
" قال بأن رفضنا يضر بمصالحك ، لكنه اطمئني ماغدا ، اضاف بأنه سيوقع على العقد معك ، يحاول بكل بساطة ان يشعرني بالذنب ، لا ، هو لا يهتم ابداً بالمدرسة ، يكرهني بحقد كبير ..."
" يكرهك ؟ جوليت ، انت مخطئة ..."
" ابداً ، لقد اتهمني بايلام شقيقه ... وصدقيني ، لقد تمكنت من الدفاع عن نفسي !"

shining tears
21-02-2008, 20:35
" اذا كان يكرهك كما تقولين ، لماذا دعاك للتزلج معه ؟"
" لست ادري ، ربما لا يحب التزلج وحده ..."
" لا ، لا يقضي نهاراً كاملاً معك اذا لم تكوني تعجبينه ."
" على كل حال ، انا بعت ادوات التزلج ، ولا انوي شراء غيرها في نهاية الموسم ..."
" يسعدني انك ستبقين ، جوليت . اما بالنسبة لعلاقتك مع كارل ادلر ..."
" التي لاتكون جيدة ابداً ..." قاطعتها جوليت بسخرية .
" المستقبل سيرينا ... سأحاول ان لا اقف الى جانب اي منكما ..."
في الايام التالية ،، كرست جوليت كل وقتها للعمل وكان العمال قد استجابوا لندائها بحماس وعادت المشاغل تضج بالحركة والعناد والمزاح . حتى ان ويليام وظف عاملين شابين لمساعدة العمال .
وكانت البارونة تسمح لجوليت بالحصول على كل المواد الاولية من الخشب الذي تحتاج اليه في اراضيها ، لكن يجب عليها ان تجد سوقاً لبيع انتاجها المكدس في المستودع . وهكذا تسلحت يالشجاعة وبحقيبة وضعت فيها عينات من الانتاج وسلكت طريق المدينة لعرضها على اصحاب المحلات .
ذات صباح وبينما هي تضع في حقيبتها بعض الادوات التي تبرز مواهب فنانيها ، سمعت طرقات على بابها ، اقتربت من النافذة ورأت سيارة كارل ادلر متوقفة امام المدخل . ماذا يريد منها ؟ تذكرت فجأة دعوته للتزلج عندما رأت زلاجتيه على سيارته .
اذاً كان مقتنعاً من قبولها الخروج معه ! عقدت حاجبيها وفتحت له الباب .
" صباح الخير ، اتمنى ان لا تكوني قد نسيت دعوتي ..."
" اية دعوة ؟ انا لم اقبل اية دعوة منك ، لدي عمل كثير اليوم ..."
" اليوم هو السبت ، انا حر كالهواء ، اصطحبت لتوي صديقتي لسلي الى القصر ، سيطول حديثها مع البارونة ، ايمكنني اجراء اتصال هاتفي ؟"
التهذيب يمنعها من رفض طلبه ، فأشارت له بالدخول .
" سأخبر البارونة بذهابنا الى انسغور ..." قال وهو يدير قرص الهاتف .
" ماذا ؟ لا يحق لك ان ..." اعترضت الفتاة لكنه كان قد بدأ بالكلام مع البارونة .
" حسناً ." قال لها اخيراً وهو يقفل الخط .
" الآن ، لا يمكنك التهرب ..." ثم دفعها نحو غرفة نومها ، لكنها تراجعت للوراء .
" لا أملك زلاجات ، لقد بعتها في اليوم الذي ..."
" في اليوم الذي دافعت فيه بقوة عن ساندويشاتك في وجه شهيتي ؟" سألها ساخراً.
" اليوم ، احضرت معي زاداً محترماً ، وادعوك لمشاركتي بكل سرور ... اذا قبلت دعوتي ستنقذيني من قضاء نهار في وحدة محزنة . لن نضيع المزيد من الوقت ، هيا ، بدلي ملابسك ، بامكانك ان تستأجري زوج زلاجات من المحطة ، سأنتظرك في السيارة .
دخلت جوليت غرفتها وهي تتساءل لماذا استسلمت بهذه السرعة . بالتأكيد البارونة ستسألها عن هذا الموضوع ، لو رفضت دعوة كارل لاحست طوال النهار بالاسف لانها تعلم مدى خيبة رياضي عندما يحرم من ممارسة رياضته المفضلة .
لكن يجب عليه ان يعلم انها تملك ايضاً لساناً جارحاً ، سيدرك ذلك سريعاً ... ارتدت الانوراك الجلدي وانتعلت حذاءً مبطن بالفرو وانضمت لكارل الذي ينتظرها في الخارج ، لحسن الحظ ، كان الحديث معه اثناء الطريق اسهل مما كانت تتوقع ، تكلما عن جمال الطبيعة والطقس الجميل وبعض المواضيع العامة .
سألها كارل عن نوعية حلبات التزلج في انسغور . لم يكن يعرف المكان . لكن محطات التزلج في الالب لم تكن تخفى عليه .
بينما كانت تستمع لكلامه ، كانت جوليت تراقب يديه على المقود .. ودون وعي منها ، اخذت تتخيل كيف كان بامكان علاقتهما ان تكون لو لم يكن ظل جيرارد والمنشرة بينهما .

shining tears
21-02-2008, 20:37
كان بامكانهما الثرثرة والمزاح دون ان يزنا اقوالهما ، فهما يتشاركان حب التزلج ، وهذه الدعوة كانت بامكانها ان تكون فرصة مناسبة للتسلية معاً دون اية افكار خلفية ...
انتفضت الفتاة وعادت الى الواقع . بماذا تحلم ؟.
لم يتغير شيء , بينمها فهما لا يزالان غريبين يفرق بينهما عدم التفاهم والحذر.
الم يعلن بأنه دعاها لانه لايحب قضاء النهار وحده؟ هذا يدل على انه لايهتم بها شخيصا... لكن لماذا تحاول البحث عن ملامحه في صوته الدافئ العذب؟ لماذا تنتظر منه اسئلة محددة حول ذوقها وحياتها وماضيها؟
قبل الوصول الى محطة انسغور,ركن كارل سيارته على حافة الطريق والتفت نحوها.
"لايزال الوقت باكرا, لكني اقترح ان تنتاول الطعام هنا, هكذا,يكون لدينا للتزلج.."بكل هدوء, بسط شرشفا على الاعشاب وفتح سلة الزاد وزجاجة ريسلنغ.
"بروست جوليت!"
قال وهو يرفع كاسه.
"بروست.." رغم جهودها, لم تنجح في لفظ اسمه. لكنها كانت تصر على عدم مناداته بهده الالفة.
كان الطعام شهيا, وكارل مرحا فلم تستطع جوليت منع نفسها من الاطراء على مواهب مضيفها, لكنها سرعان ما ندمت.
"اية مواهب ! يكفي ان تقدمي لضيوفك اطباقا لذيذة دون ان تهتمي للكمية... انا لا اتناول طعامي وحدي عادة, ومع الوقت, تعلمت معرفة ذوق النساء . اذا كنت ترغبين انا تحت تصرفك , لتلقينك بعض الدروس في فن الضيافة" بكلمات بسيطة سخر منها واستغل الفرصة ليلمح الى علاقاتة الغرامية الكثيرة مع النساء...
بعد ساعة وصلا الى احد فنادق انسغور واتجها فورا الى محل لتأجير ادوات التزلج . ثم صعدا التلفريك ليصلا الى الحلبات .هناك ,ساعد كارل الفتاة في انتعال الزلاجات رغم اعتراضاتها.
تأملته وهو يتنعل زلاجاته وندمت لانها لم تتعرف عليه بظروف اقل تعقيدا.
انزلقا بنفس الوقت على الحلبة لكن كارل تقدم عليها ليقطع المنحدر بسرعة منكمشا على نفسه.
بعد لحظات اصبح نقطة في اسفل المنحدر الابيض, تمتعت جوليت بانحدار بطيء بدون اي تسرع وهي تغني بمرح وتتمتع بالصمت وبلفحات الهواء على وجهها.
التقت بكارل في نهاية السباقىوعاد الى الا على بواسطة المصعد . اثناء صعودهما, كان كارل يلتفت دائما للخلف ليتأكد ان جوليت لم تترك المقبض الذي يسحبها . هذه المراقبة كانت تزعج الفتاة, من يعتبرها ؟ مبتدئة؟
بعد ساعتين من التزلج الممتع , قصدت جوليت بار المحطة لترتاح, بينما استمر كارل بالتزلج على الحلبة الكبيرة. عندما انضم اليها في لبار. اقتراح عليها ان ينهيا فترة بعد الظهر على الحلبة السوداء التي تبداء من قمة الجبل . قبلت جوليت وتبعته حتى العربة. لم يكن قد سبق لها ان تزلجت على الحلبة السوداء الامرة واحدة...
من عربة التلفريك , الارتفاع يشعرك بانك تسيطر على العالم كله,
عالم ابيض متلالئ, عى قمة المنحدر الكبير.عرفت جوليت لحظة خوف.
هل ستنجح في الانزلاق دون ان تقع؟ ستموت من الخجل اذا شهد كارل سقطة لها. تفضل ان تكسر رجلها او يدها على ان يغرز راسها في الثلج امامه ! اخذت نفسا عميقا واستندت على صايتها وانحنت نحو الفراغ المنفتح امامها... كارل انطلق وراءها ولكنه لم يحاول تجاوزها.ر
بعد لحظات قليلة,نسيت جوليت مخاوفها , سيطرت بسهولة على محورها ومنحها الراحة... الحياة جميلة جدا.
مئاتالامتار ثم طية في الارض خففت سرعتها , لكنها بعد ان عبرت القمة , انزلقت , من جديد بكل سرعتها. كانت تتمتع بتخطي العقبات والصعوبات.

shining tears
21-02-2008, 20:39
لم يسبق لها من قبل ان تزلجت بهذا الشكل! من وقت لآخر, كانت تلمح جاكيت كارل الزرقاء امامها لانه سبقها .
كانا قد قررا الاستمرار بالنزول حتى الوادي مرورا بحلبات متوسطة الرتفاع بدل التليسياج في منتصف الطريق. المحطة اصبحت بالكاد مرئية على اليمين , جوليت تقطع المرحلة الاخيرة بمزاج ممتاز . ثلاثمائة امتار بعد وتجد نفسها على ارض سهلة حيث الثلج مرصوصا جيدا.
كان كارل قد توقف لينتظرها وينظر اليها متجهة نحوه.
بهذه اللحظة بالذات , شردت الفتاة بهذه النظرة المنصبة عليها, ونسيت ان تحافظ على ركبتيها مضمومتين جيدا.
فافترقت الزلاجتان على الفور... كادت ان تفقد توازنها, فتوقفت بمعجزة, لكن الانحدار جملها بسرعة نحو مجموعة من المتزلجين, وفهمت بلمح البرق انها ستصطدم بهم....فجأة, ارتسم كارل جانبيا امامها. كان قد ادرك الخطر ووقف في محور الفتاة عموديا على الحلبة. بعد لحظات, اصدمت به . رجل اخر اقل قوة من كارل, كان ليسقط تحت قوة الصدمة, لكنه صمد ولم يقع لا هو ولا جوليت.
ظلت اللحظات بين ذراعيه مقطوعة الانفاس, وجهها على كتفه, ثم عندما استعادت انفاسها, ابتعدت عنه ونزعت نظارتها السوداء ولمحت عينا كارل تلمعان من الغضب.
"حبا بالسماء ,لماذا لم تعترفي لي قبلا بانك لم يسبق لك ان نزلت الحلبة السوداء؟.
صرخ بحدة وهو يهزها.
"من خلال الطريقة التي واجهت بها اخر مرحلة من نزولك, من الطبيعي انك بحاجة لبعض الدروس."
"انا لم اكذب." صرخت بيأس.
"سبق لي ان تزلجت على قمة الجبل! فقدت التركيز لبضعة لحظات, هذا كل شيء كل شخص يخطئ..."
"وخاصة مبتدئة ملثلك على منحدر مماثل...."
"لست مبتدئة!"
"لا؟ راقبت انطلاقتك...كنت تشعرين بالخوف!"
"اسمع, لو لم تكن هنا لانقاذي, لكنت وقعت , وهذه ليست كارثة...ليس لدي حساب اقدمه لك."
"اذا لم يكن لديك مانع , سنخلع زلاجاتنا ونستعمل التليسياج للعودة الى المحطة...الا اذا كنت تريدين ان تحدثي مشهدا جديدا. ولكني احذرك, هذه المرة , لن اتحرك اذا ساءت الامور..."
تبعته جوليت رغما عنها بصمت. اعادت الزلاجتين الى محل الايجار, ثم عرض عليها كارل ان يشربا الشاي في بار المحطة. لكنها رفضت بجفاف وعادا الى السيارة دون ان يتبادلا الكلام طوال الطريق.
شيئا فشيئا, لاحظت جوليت انها كانت سخسفة. لم يكن يجب عليها ان تغضب من ملاحظاته, يجب ايضا ان تعترف انه انقذها من حادث مؤكد مع انها تشعر بجرح في كرمتها...
"اعلم انني كنت مغرورة عندما قبلت النزول من قمة الجبل معك... كنت مغرورة بامكانياتي..."
"انا سعيد بسماع كلامك هذا. هل كنت تفضلين قضاء عدة اشهر في الجفصين فقط لمجرد التلذذ بادهاشي امام قدراتك."
" لم اكن افكر بذلك!"
اذا هل كنت تريدين لفت انتباه متزلج وسيم وارغامه على انقاذك ."
" اي متزلج ؟ كنت وحدي على ذلك المستوى ..."
" لم اكن بعيداً عنك ... هل كنت تتزلجين في الماضي مع جيرارد ؟"
" في البداية نعم ، ثم بدأت قواه تضعف ولم نعد نخرج ..."
" كنتما تذهبان وتعودان بنفس اليوم ؟".
" لا، لم تكن سيارتي بهذه القوة . عموماً كنا نمضي ليلة السبت في فندق المحطة."

shining tears
21-02-2008, 20:40
" في غرفتين منفصلتين ؟"
اغضبها سؤاله الجارح ، فأجابته بسخرية :
" كنا نستأجر جناحاً وننظم فيه جلسات رقص وسكر حتى ساعات الفجر الاولى !"
الصمت الذي تلا كلامها جعلها تعتقد ان كارل صدقها .
" مزاجك غريب ..." قال اخيراً.
" لابد انه وضعك في مواقف حرجة في المجتمع ".
" في المجتمع ، كارل ادلر ، لااحد يحاول اهانتي كما تفعل انت ! اكرر لك انني وجيرارد لم نكن عشيقين ابداً . كما وانني اجهل كل مشاعره حتى اليوم الذي ..."
الذي اصبحت في اعترافاته المثيرة الملحة ؟ لا اصدق اية كمة منك ... طيلة اشهر طويلة عشت الى جانبه دون ان تلاحظي شيئاَ ؟ هيا اذاً اعترفي ان رؤيته يموت حباً بك كانت تسعدك . النساء يملكن حاسة قوية لمعرفة اهتمام الرجال بهن ..."
" الامر يتوقف على طبيعة الرجال ، كارل ادلر ، بعضهم يسهل فهمهم ، والبعض الآخر ، لا ..."
" وجيرارد؟"
" كان منطوياً متكتماً ..."
" دون ان اكون فضولياً ، كم مرة علمت من النظرة الاولى ان رجلاً وقع او سيقع بحبك ؟"
" نعم ، انت فضولي ، لكني سأجيبك مرتين او ثلاثة ".
" حسناً ، والآن ، اريد ان اعرف ماتبؤك غريزتك عني ..."
" لا شيء ، طالما انك اطلعتني منذ البداية على رأيك بي ..."
" تقصدين انني شخص فظ ..."
" انت تتسرع في احكامك . بعد وفاة شقيقك ، قررت ان تحتقرني وقبل ان تعرفني ، ومنذ وصولك الى ريتغن تحاول ...".
" في هذه الحالة كيف تفسرين دعوتي لك للعشاء او للتزلج ؟".
" هذا ما لاافهمه كارل ادلر ، المخيمان نصبا ، ولكنك تصر على لقائي . لماذا لاتدعني بسلام ؟ اليوم ،مثلاً ... لا تقل لي بان هذه الدعوة كانت فقط لتطرية الاجواء بيننا ".
" لم اكن ارغب بقضاء هذا النهار وحدي ، هذا كل مافي الامر ".
" حسناً ، وانا بكل سرور ، لست بحاجة لرفقتك ".
" لكنك رافقتني ".
" لم يكن لدي خيار آخر ، كنت قد اتصلت بالبارونة ..."
" هيا! اعترفي بأنك ستندمين لو لم ترافقيني !"
" انا ؟ بالتأكيد لا ".
" انت لاتجيدين الكذب ، آنسة هارمون ! الحقيقة ابسط من ذلك . كنت تتحرقين رغبة في جري الى نزاع معك ..."
" بما انك متأكد من قدرتك على قراءة افكاري ، لن اضيف شيئاً " اجابته بتعال .
" لكنني مستعدة للاقتناع بكلامك ..."
كانت تعلم بأنها على وشك الفشل امامه ، فالتزمت الصمت حتى وصلا الى ريتغن .
" سنلتقي هذا المساء ."، قال كارل وهو يوقف سيارته امام منزلها .
" البارونة تدعوك لمشاركتنا العشاء الذي تقيمه لنا ".
" لكنها لم تدعوني !" اجابته جوليت بدهشة .
" كنت قد نسيت ان اخبرك ، اريدك ان تتعرفي على صديقتي لسلي قبل عودتنا الى مينيس آخر السهرة ، سأمر لاصطحابك في الساعة السابعة ".
" لا ضرورة لذلك ، سأستقل سيارتي ".

shining tears
21-02-2008, 20:48
" كما تشائين . اكنت راضية ام مستاءة من نزهتنا اليوم ، اعترفي ان زادي كان لذيذاً على الاقل ..."
" ممتازاً " اجابته بنفس السخرية .
" وانت ، مارأيك بنهارنا ؟ انا اموت من الفضول ..."
" كان مثيراً من بعض الجهات ... من المفيد دائماً التحري داخل ميدان الخصم قبل المواجهة ... وهذه المواجهة لن تتأخر ، اليس كذلك ؟"
" نعم ، انا بانتظارك ".
" انا ايضاً ، آنسة هارمون ، انا ايضاً ..."
فهمت جوليت بسرعة انها تواجه خصماً ثانياً بوجود لسلي كرانتز التي عاملتها بعداء مكشوف . لابد ان كارل قدم لها تقريراً مفصلاً وسيئاً عن مديرة مدرسة الفنون .
لسلي كرانتز امرأة جميلة طويلة انيقة بثوبها الكلاسيكي الابيض . استلمت دفة الحديث طوال الوقت وتمكنت من اقناع البارونة بضرورة احداث تغييرات على الفندق . واوكلت الى كارل الذي كانت تناديه باسمه ، مهمة الاتصال بالصحف اليومية للاعلان عن اعادة افتتاح الفندق بحلته وادارته الجديدة .
ثم اعلنت انها ستقيم في الفندق لتراقب سير العمل فيه ، ووعدت البارونة بأن الفندق سيكون مسنعداً لاستقبال اول المصطفين مع نهاية شهر نيسان .
" كما ترين ، عزيزتي جوليت ، كنا مشغولتين بعد الظهر " قالت لسلي بتعال .
" بينما كنت تتزلجين مع كارل ... ابتداءً من الغد ، سأكون مشغولة جداً ."
" يجب علينا اولاً ان نتفق حول بعض النقاط " اعترضت البارونة بحزم .
" هل ستحتفظين بشقتك في مينيس ؟"
" بالتأكيد ، لدي اصدقاء كثر واصر على استقبالهم في شقتي من وقت لآخر ، من ناحية اخرى ، كارل يعتبر منزلي منزلاً ثانياً له ... هو يزورني كلما وجد وقت فراغ يرغب بتمضيته مع رفقة انثوية ، اليس كذلك كارل ؟"
" وانت ايضاً لا تترددين في قرع بابي ... " اجابها مبتسماً .
" في ايامنا هذه ، للنساء الحق بالقيام بالمبادرة ، اليس كذلك ، جوليت ؟ كيف تسير الامور في هذه المنطقة ؟ الانكليزيات مشهورات ببرودتهن ، لكني متأكدة انهن في حياتهن الخاصة ، رمين منذ مدة طويلة ببرودتهن خلف الحائط ..."
حاولت جوليت ان ترد الضربة للسلي ، لكن كارل سبقها .
" لنرى ، لسلي ، انت مخطئة "، قال مبتسماً.
" انت لاتعرفين الآنسة هارمون جيداً ، بامكاني ان اؤكد لك انها لم تتصرف معي ابداً بطريقة غير مناسبة ، على الاقل ، حتى الآن ..."
" لكنها نجحت في الحفاظ على مسافة بينكما ، طالما انك لاتزال تناديها الآنسة هارمون وليس جوليت ... قضيتما النهار معاً ، ولابد انكما احتفلتما بالمناسبة في احد البارات ، وانت تدعي ايضاً ؟ ماذا حصل لسحر كارل؟"
" حاولت بالفعل ان اقدم لها شيئاً ، لكنها رفضت ... فعدنا مباشرة الى ريتغن ..."
" لحسن الحظ ، انت ادركت ان الفضيلة تكون دائماً بخطر برفقة كارل ادلر " قالت لسلي ضاحكة .
" انا اعرف من خلال تجربتي انه لايترك الفتيات بسلام ".
ساد صمت ثقيل ، ثم حاولت البارونة ان تخفف حدة الجلسة بسؤالها كارل عن رأيه بجوليت كمتزلجة .
حبست جوليت انفاسها . هل سيسخر منها امام صديقته ؟..
" الصعوبات لاتخيفها ..." اجابها كارل بعد ان تردد قليلاً ." للحقيقة مزاياها تفوق اخطاءها ".
التقت نظرات جوليت وكارل للحظة . فشكرته بصمت وقد ادهشها موقفه .

shining tears
21-02-2008, 20:50
بعد ان شربوا القهوة ، انسحب كارل ولسلي ليعودا الى مينيس . بينما ظلت جوليت وماغدا تتباحثان بموضوع التغييرات التي اقترحتها لسلي بخصوص الفندق .
" الآنسة لسلي تزعم ان اثاث الفندق قديم ولايناسب زبائننا . هي تصر مثلاً على استبدال خزائننا الالمانية القديمة بخزائن جدرانية بأبواب جرارة ... من جهتي ، اجد هذه الخزائن الخشبية تتناسب اكثر مع نمط القصر ".
" انت محقة ، ماغدا، ولكن لماذا لم تجيبيها بأن الزبائن يختارون هذا الفندق بسبب اطاره المميز واثاثه الذي قاوم الزمن ".
" لان لسلي كرنتز لديها علاقات كثيرة في مينيس وستكون مفيدة لنا وقت اعاد ة الافتتاح . اما بالنسبة لافكارها الجديدة ، فهي لن تنفذ قبل عدة اشهر . وحتى ذلك الوقت ، سأترك لمديرة الفندق الجديدة امكانية الدفاع عن وجهة نظرها ".
" لكن لا تكوني متسامحة جداً ، ارجوك ، سأكون حزينة برؤية القصر يفقد طابعه المميز ".
" لم تتقبل لسلي خبر خروجك مع كارل بسرور ... ولكن لا يمكنها اعتبارك منافسة ممكنة . كم كانت عدائية معك ، هذا المساء ، بدون شك هي تغار منك ".
" تغار مني ؟ انت تمزحين ".
" لكن كارل ادلر لم يكن قد نسي دعوته لك في الاسبوع الماضي ، وانت قبلت دعوته ".
" ماغدا ! اتعتقدين انني امثل دوراً واتظاهر بكرهه ؟ اسأليه في المرة القادمة وسيقول لك كيف فتحنا النار على بعضنا ... لم يدعني للتزلج معه الا من اجل المشاجرة معي بهدوء ..."
" وصلت الامور لهذه الدرجة ؟ ولكن هل ستستمرين في المشاجرة معه ؟"
" ماذا تحاولين ان تجعليني اعترف ؟ اقسم لك ان غيرة لسلي لا اساس لها . رافقته للتزلج كي لا يعتبر رفضي كاعتراف بالخوف ... فهو يعرف الآن انني لن اكون الاولى التي تضع حداً لعدائنا ..."
" للاسف كنت اعتقد انك ترغبين بقضاء يوم بالتزلج معه . ومالغير طبيعي في هذا ؟ انتما شابان رياضيان ..."
" ماغدا ، هذا لا يعني بالضرورة ان نشعر بانجذاب متبادل انا وهو . انه يتهمني بيأس اخيه عندما رفضت الزواج منه ، وانا لا اتحمل اتهاماته واحكامه ... كما وانه قرر ان يرمينا خارج كي يبني منشرته ويزداد غنى ".
في الاسابيع التالية ، تغيرت الحياة في ريتغن رأساً على عقب . الشاحنات والجرافات ظهرت في الشوارع الهادئة ، الاشجار تساقطت تحت مناشير الحطابين الذين يقيمون في غيتباش بانتظار بناء مساكنهم هنا .
استقالة اثنين من النحاتين اقلقت جوليت .
لابد انهما قررا الانضمام الى صفوف الحطابين لان رواتبهم اكبر من الرواتب التي تقدمها لهم هي .
" اخشى ان نفقدهم كلهم " قال لها ويليام رئيس عمالها ذات يوم .
" اطمئن ، مستقبل المدرسة مؤمن ". اكدت له بثقة لا تؤمن بها .
" سيبدأ المصطافون بالصول الى الفندق قريباً كما وانني سأحصل على عقود مع متاجر المدينة "
وكانت محاولتها الاولى باءت بالفشل لان اكثر التجار اشتروا مايحتاجون اليه قبل شهر نيسان . لم يكن بامكان جوليت الا ان تترك انتاج المدرسة في المستودع للعام القادم . ومع ذلك ، استمرت بالمحاولة .
ذات صباح ، وبينما هي تخرج من احد محلات التحف في مينيش ، التقت بكارل ادلر صدفة على الرصيف .
" صباح الخير ، آنسة هارمون ، ياللمفاجأة " قال لها بلطف واقترح عليها ان يوصلها بسيارته الى المكان الذي تقصده " الى اين تريدين الذهاب ؟"

shining tears
21-02-2008, 20:52
" الى مطعم بوكلن في شارع شاون بلاتز ، اتعرفه ؟"
" بالتأكيد ، ولكن ماذا يجذبك في هذا المطعم الشعبي ؟"
" اسعاره تناسبني تماماً " اجابته بحدة .
" بامكاننا ان نختار افضل منه ".
" نحن ؟".
" نعم ، لانني انا ايضاً ارغب بتناول الطعام ، سأصطحبك الى مطعم سليبركان . دائماً اتناول وجباتي هناك مع رفيقة ساحرة ..."
" حقاً؟"
" بالتأكيد ، هل تشكين بذلك ؟"
بدون شك ، كلمته البارونة عن اعمال جوليت وجولاتها على التجار لانه سألها وهو يقرأ لائحة الطعام :
" اتحصلين على نتائج جيدة ؟"
" حتى الآن ، نعم "، كذبت وادارت وجهها .
" لكننا في شهر نيسان ".
" اوه ، لم اتلقى تشجيعاً حتى الآن ، لكن التجار متحمسون لانتاجنا ..."
" هل اتصلت بغرانوير وكلنماير ؟" سألها مشيراً الى صاحبي اكبر متجرين في المدينة .
" ليس بعد ، سأزور كنماير بعد ظهرهذا اليوم ".
" اعرفه ، سأوصلك الى متجره بعد الغداء ".
" انا ادين لك ببعض الشكر ...".
" ماذا ؟" سألها بدهشة .
" عندما سألتك البارونة عن رأيك بي كمتزلجة ، لم تشر الى حادث اتسغور ..."
" انا لست فظاً لدرجة ان اسخر من فتاة امام الناس ، وخاصة لسبب سخيف ..."
" لكنك لن تستمر بلطفك في المستقبل ، اليس كذلك ؟"
" المستقبل سيتكلم ... " اجابها مبتسماً.
" الجنرال لا يكشف عادة عن مخططه امام العدو ..."
" العدو هو انا ... هذا يعني انك دعوتني فقط لتحدد لي سياستك ".
" دعوتك لمشاركتي الطعام لاننا التقينا صدفة في الشارع ".
" وفضلت اصطحابي متظاهراً بانك تهتم لعمل بينما تتمنى ان ترى المدرسة تقفل ابوابها بأسرع وقت ممكن . كنت اعلم منذ البداية لماذا ؟ لماذا ؟"
" انت اجبت بنفسك على هذا السؤال منذ لحظات ... كنت احاول التعرف اكثر على العدو لاجد سياسة فعالة " ثم نظر الى ساعته ونهض فجأة .
" لو سمحت ، اعذريني ، يجب ان اجري اتصالاً هاتفياً هاماً ... سأعود بعد لحظات ". ثم ابتعد وترك الفتاة في قمة الاضطراب .
للحقيقة ، كانت تتمنى سماعه ينفي اتهاماته ، ويؤكد لها انه كان يريد مرافقتها لانها تعجبه .
لكنه لم يجب على هذا النداء المكشوف ، وهي تشعر الآن بذل امرأة رماها عشيقها .. عشيقها ! يا الهي ! بماذا تفكر ؟ ماذا اصابها ؟ لا يمكنها ان تقع في حب رجل تكرهه ! انهما ينتميان الى معسكرين مواجهين . ونقطتهما المشتركة الوحيدة هي الحرب التي يشنانها على بعضهما .
لقد كرر اكثر من مرة انها عدوته ... عندما عاد الى طاولتهما ، تأملت وجهه جيداً بحثاً عن اشارة تمنحها الامل . لكنه لم يتغير ، لا يزال ذلك الغريب المتعجرف الذي التقت به على الطريق لاول مرة . وهو الد اعدائها الذي يحكم عليها ويحتقرها .
غادرا المطعم واصطحبها بسيارته حتى متجر كنماير ، فودعته ودخلت وطلبت من السكرتيرة ان تقابل المدير ثم جلست تنتظر مع بعض العملاء في غرفة الانتظار .
عادت السكرتيرة والتفتت نحوها :

shining tears
21-02-2008, 20:53
" هير بيزولد سيستقبلك على الفور ، فراولن هارمون ..."
" ولكن ..." اعترضت جوليت بدهشة " هذا ليس دوري ..."
" تفضلي واتبعيني لو سمحت ".
تبعتها جوليت متجنبة نظرات بقية المنتظرين .
وبعد عشرين دقيقة ، كانت المفاجأة الكبيرة ، هير بيزولد سلمها طلبية كبيرة ... كانت سعادتها كبيرة وهي تعيد العينات الى حقيبتها فجأة ، ادخلت السكرتيرة كارل ادلر الذي سلم على هير بيزولد ثم التفت نحو جوليت التي كانت تهم بمغادرة الغرفة .
" لحظة ، آنسة هارمون "، استوقفها كارل .
" الديك مواعيد اخرى ؟"
" لا ".
" اعتقد انك جئت من ريتغن بسيارتك ، اين ركنتها ؟"
" في موقف للسيارات في ليدويغ ستريت ".
" في هذه الحالة ، انتظريني ، سأسوي بعض التفاصيل مع هير بيزولد ولن اتأخر ، سأصطحبك الى موقف السيارات لانني ذاهب الى نفس الشارع ..."
انتظرته جوليت في غرفة الانتظار وبعد عشر دقائق ، خرج كارل من مكتب المدير وحمل حقيبتها وسبقها الى الخارج .
" هل كانت مقابلتك مع هير بيزولد مثمرة؟"
" جداً ! سلمني طلبية كبيرة ..." اجابته بفخر .
" الوحيدة لهذا النهار ؟"
" لا ، ابداً "، وكانت قد تلقت طلبية اخرى صغيرة من احد التجار في الصباح ، لكنها لا تذكر امام طلبية هير بيزولد .
عندما وصلا الى موقف السيارات ، لاحظت جوليت ان الباب مقفل واجتاحها قلق واضطراب ، فتوجهت نحو مكتب الحارس وقرعت على الباب ، لكن لم يجبها احد ، لم يكن كارل قد انطلق بعد وهو يرى من بعيد اضطراب الفتاة ، فنزل من سيارته واقترب منها .
" الموقف ..." قالت له متلعثمة .
تقدم من الباب الرئيسي واشار الى لوحة امامه .
" غداً يوم عطلة ". قرأت جوليت بصوت مرتفع .
" نعلم زبائننا ان الموقف سيقفل في الساعة الثالثة اليوم استثنائياً . ولكن لماذا لم يخبروني ؟"
" اغلبية الناس تعرف القراءة " اجابها كارل .
" لم يبق امامي سوى ان استقل القطار ..." قالت بيأس .
" هناك حل آخر ... بامكاني ان اعيدك الى ريتغن ".
" آه لا ! لا مجال لذلك !" وهزت رأسها باصرار .
" لماذا ! ف|أنا مدعو لتناول العشاء مع لسلي في قصر البارونة هذا المساء . كنت سأذهب في الساعة الخامسة ".
" حقاً؟" سألته بحذر .
" نعم او سأبقى هناك غداً لانه يوم عطلة ، ولكنني اولاً مضطر لمرور على شقتي لاخذ حقيبتي . هيا بنا ، تعالي سيارتي مريحة مريحة اكثر من القطار .
وحدها في الصالون الكبير ، وقفت جوليت تتأمل الديكور اللطيف حولها ، لفتت نظرها صورة بين مجموعة المزهريات البورسلان ، اقتربت منها وتعرفت على وجه لسالي كرنتز ، وفي اسفل الصورة توقيع بخط انيق " لعزيزي كارل ".
الان ، لم تعد تشك ابداً بوجود علاقة حميمة بين كارل ولسلي ، ادارت وجهها عن الصورة عندما سمعت خطوات كارل تقترب ، كان قد ارتدى بدلة انيقة رمادية مع قميص ابيض ناصع ، تخيلت للحظة انها تدس اصابعها بين عنقه الطويل وقماش قميصه الناعم لتتحسس حرارة هذا

shining tears
21-02-2008, 20:55
الصدر العريض ... اخفضت رأسها وتمالكت نفسها ، الله وحده يعلم اية امنية اخرى ستتمناها قريباً ! قبل مغادرة مينيس ، توقف كارل عند بائع زهور واشترى باقتين للبارونة ولسلي ، وعندما جلس خلف المقود من جديد ، رمى باقة صغيرة من البنفسج على ركبة جوليت .
" هذه هدية متواضعة كي تسامحيني " قال بمكر .
" على ماذا ؟" سألته بخجل .
" لانني ارغمتك على تناول الغداء معي اليوم ..."
لم تفهم جوليت اذا كان يمزح ام لا ، فشكرته .
والتزمت الصمت من جديد هذا الصباح قد استيقظت مع ساعات الفجر الاولى فأسندت رأسها الى الخلف تحاول منع نفسها من النوم ... لكنها بعد دقائق خرقت في اللاوعي .
اولاً اعتقدت انها تحلم ... يدان دافئتان تضمان وجهها وشفتان رقيقتان تداعبان شفتيها ، بحنان ...
رفعت يدها ولامست اصابعها يداً حقيقة على عنقها عادت الى الواقع منتفضة ، وفتحت عيناها . في الخارج الشمس تغيب والسيارة متوقفة امام مدرستها وكارل منحنياً فوقها يراقبها ...
" ولكن ... ماذا يجري ؟ هل كنت تقبلني ؟"
" اليست هذه افضل طريقة لايقاظ فتاة جميلة ؟".
" لكنني لم اكن نائمة !"
" بلى ، وكان امامي خياران ، اما ان اهزك بعنف واما ان اتبع طريقتي ... كما فعل الامير الساحر مع الاميرة الغابة النائمة . ضعي نفسك مكاني ... ارى فتاة رائعة تنام قريباً مني ... فقط الاحمق يترك فرصة كهذه ... كما وانني كنت افكر بهذا منذ اللحظة الاولى التي التقيتك فيها على حافة الطريق ..."
" انت مجنون ، وحسناً انك لم تفعل ..."
" من يدري ؟ لو كنت سمحت لي بمشاركتك زادك ، كان بامكاننا ان نصبح صديقين ..."
كان وجهه قريباً جداً من وجهها ، واحست جوليت بانفاسه على خدها .
" لماذا تغضبي من قبلة بسيطة ؟" همس وضمها اليه يبحث عن شفتيها . قاومته بشدة لكنه لم يتركها .
" هناك انواع عديدة من القبلات ".
اضاف وهو يرفع رأسه " تلك التي تدل على شوق ورغبة ، وتلك التي تمنح الراحة والهدوء ، ودون ذكر تلك ..."
" وفر علي كل هذا الشرح " قالت بحدة ودفعته عنها .
" دعني اخرج ! شكراً لانك اوصلتني الى ريتغن مع انني نادمة جداً!"
" اما انا فكنت سعيداً ". اجابها مبتسماً.
نظرت اليه نظرة سوداء ونزلت من السيارة وصفقت الباب بعنف .
" نسيت بنفسجياتك !" ذكرها كارل .
" انت ترغبين في ان ترميها في وجهي ؟" سألها ضاحكاً .
" اصفك بالازهار ؟ انت تمزح انها تستحق الافضل ..."

shining tears
21-02-2008, 20:56
الفصل الخامس:

وركضت الى منزلها وهي ترتجف من العار والغضب والاسف . لقد استسلمت للغضب ، بينما قبلها كارل لارضاء غريزته الرجولية . من تلك اللحظات التي اتحدت شفتاه مع شفتيها ، كانت تتمنى ان تبادله القبلة وان لا تخرج ابداً من دائرة ذراعيه ... كيف سيمكنها ان تغفر لنفسها هذا الضعف ؟.
كانت جوليت تريد الذهاب الى مينيس لاستعادة سيارتها ، لكن لسلي كرنتز اقترحت عليها ان تصطحبها الى المدينة ، قبلت جوليت ورافقتها بسيارتها ، طوال الطريق ، تحدثتا عن الفندق واخبرتها لسلي انها تريد تغيير الديكور القديم . لكن جوليت اعترضت واعطتها وجهة نظرها .
" نحن لانريد جذب الاشباح ، ولكن الزبائن الشبان ".
اجابتها لسلي بتعال وكبرياء .
" الزبائن يرغبون بفندق يضم حوض سباحة وسناك وبار ".
" الزبائن لم يكونوا يشتكون من الفندق . البارونة كانت تريد اقفاله لانها اصبحت مسنة غير قادرة على ادارته ..."
" لكن زبائنها كانوا كلهم مسنين ..."
" الا انهم كانوا يترددون كل عام الى الفندق ".
" اوه ، جوليت ، كوني متعقلة وواقعية . علمت انك تسببت بمشاكل عديدة لكارل ومنشرته ...
اعرف انني اجده متسامحاً جداً معك ... يدعوك للتزلج ثم لتناول الغداء معه في مطعم سيلبركان ويعمل لك كسائق طوال النهار ... اي سحر تستعملينه لاغرائه ؟"
" لاغرائه ؟ ماذا تقصدين ؟ اولاً ، كارل ادلر يحق له انشاء منشرته وانا يحق لي معارضة المشروع لانه يرمي الى تدمير مدرستي ومنزلي ! اما بالنسبة للغداء في مينيس فذلك لاننا التقينا صدفة في الشارع ."
" اذاً اشرحي لي لماذا استعمل نفوذه عند هير بيزولد ...؟"
" نفوذه ؟ ماذا تقصدين ؟" سألتها جوليت بدهشة .
" لاتعتقدي ان هير بيزولد سلمك طلبية كبيرة لأنه استلطفك فقط ..."
" غريب ! انا بالفعل كلمت كارل ادلر عن نيتي في مقابلة هير بيزولد اثناء الغداء لكنه لم يره قبل زيارتي ..."
سكتت فجأة ، وتذكرت انه اجرى اتصالاً هاتفياً في المطعم ... اذاً كلم بيزولد واخبره بزيارة آنسة هيرمون وطلب اليه ان يكون كريماً معها ...
" كارل ادلر يكلمك دائماً عن افعاله ؟" سألتها جوليت وهي في قمة الغضب .
" كارل لا يكلمني عن افعاله الخيرية ، لكني فاجأته يكلم البارونة ... ليسخر مني ؟"
" ولماذا ؟ كلم البارونة ... ليسخر مني ؟"
" ولماذا تشتكين ؟ حصلت على طلبية كبيرة ... لكني اريد ان احذرك ان كارل لن يستمر بلطفه معك حتى النهاية ... اذا اصريت على الدفاع عن حقوقك المزعومة فهو سيفقد صبره ".
" لست بحاجة للتحذير ، يدهشني اصراره على التكلم معي رغم الدرجة التي وصلت اليها الامور ".
" انه شاب لطيف ، ويعرف جيداً كيف يخفي مشاعره الحقيقة . اعلمي ان اكبر رجال الاعمال في المدينة لا يستطيعون الوقوف في وجهه . وانت لست اكثر دهاءً منهم ".

shining tears
21-02-2008, 20:58
" انا املك عامل الوقت الى جانبي ". اجابتها جوليت بتحد . شكراً لك على اصطحابي الى مينتس ". ونزلت من السيارة امام موقف السيارات .
" اتمنى ان لا تحتفظي لي بأية ضغينة ، جوليت ". قالت لها لسلي قبل ان تنطلق مسرعة .
احست جوليت بشعور من عدم القدرة يجتاحها ، ادعاءات لسلي ليست في الحقيقة سوى تهديدات مستترةوهي في قرارة نفسها تعلم انها لن تتمكن من الوقوف الى الابد في وجه مشاريع كارل شاءت الاقدار ان يكونا عدوين بسبب شقيقه جيرار في البداية .كانت جوليت تتلذذ بعداءه. ولكن شيئا فشيئا. وتحت تاثير غريب تغير الوضع. داخليا هي تتمنى حصول هدنة معه. ضعف كبير يهددها منذ اللحظة التي قبلها فيها في السيارة. وغزا الشك افكارها , اليست الشكوك الد اعداء محارب يسعى الى النصر؟ لكنها غير قادرة على النسيان الاهانة التي وجهها لها باتصاله بالهيربيزولد , اما بالنسبة للانجذاب الذي تشعر به نحوه, فهو مجرد انجذاب جسدي تتمنى ان تمتلك القوة لمقاومته....
في الاسبوع التالي اخبرها رئيس عمالها ويليام بان اثنين من العمال يريدون تقديم استقالتهم , كما اخبرها بان رئيس عمال ادلر تعرض لهيلموت والادموند ومنعهما من قطع الاخشاب من الغابة وهددهما بالاتصال بالشرطة, ثار غضب جوليت واتصلت بالبارونة التي اخبرتها انها لا تستطيع ان تفعل شيئا , طالما ان الغابة كلها اصبحت لكارل ادلر ويحق له منع القروين من دخولها.
"ماغدا, ارجوك عندما يزورك السيد كارل ان تطلبي منه ان يمر على المدرسة, لو سمحت."
"سأفعل, ولكن لا تستفزيه, جوليت انت تفسدي علاقتك معه بينما هو يرغب بمساعدتك, مهما كنت تقولين..."
في اليوم التالي, زارها كارل في المدرسة , كانت تخرج من المستودع عندما رأته يقف امام هليوت جابر الاعمى ويراقب حركات يديه وهو يعمل على تمساح من الخشب.
"البارونة قالت لي انك ترغبين برؤيتي" قال كارل عندما رآها بكل هدوء.
"نعم."
" ايمكنني اولا زيارة المدرسة؟"
"تفضل" وافقت رغما عنها.
اقترب كارل من جديد من هليوت ووضع يده بلطف على كتفه ثم اطرى على عمله واشترى منه التمساح ثم اقترب من عامل آخر واخذ يتحدث معه, ويسأله عن عمله ونوعية الخشب الذي يستعمله . عندما رأته جوليت يتجول بين العمال مازحا ومهنئا, شعرت ببعض الغيرة امام ردات فعل عمالها الذين ادهشوها بابتسامتهم له. وقلقت وتساءلت هل سينحاز عمالها الى صف العدو؟ ولكن لماذا تهتم بالخيانة بينما هي نفسها كانت شفافة وحساسة امام سحر العدو؟"
اشترى كارل قطعة صغيرة ايضا وتبع جوليت حتى شقتها.
"انظري الى هذه القطعة" قال وهو يداعب وبرها المحفور" تبدو نائمة لكن مخالبها مستعدة للخروج في اية لحظة, وكانها تراقب بعيني نصف مغلقة... تبدو وكانها تشبة شخصا اعرفه لكن من هو؟"
"ستذكره حتما" اجابته جوليت بحدة ولم يعجبها مزاحه
"لنغير الموضوع لو سمحت."
"حسنا"ووضع القطعة الخشبية جانبا" يبدو لي ان التعليمات التي اصدرتها لوكيلي لم تعجبك ابدا ... مع انه يحق لي منع اي كان من قطع الاخشاب"
" لكنهم من سنوات عديدة يستفيدون من الاخشاب الميتة في هذه الغابة, وبرضا البارونة فون بوند!"
"انا رجل اعمال ولست مؤسسة خيرية . انت قررت ودون استشارتي انه يجب علي ترك اراضي بتصرف الجميع..."
" هيلموت وشقيقه اعتقدوا...."

shining tears
21-02-2008, 20:59
" اذا سمحت استثنائيا لعاملك الاعمى, من يمنع الاخرين من المطالبة بهذا التميز ايضا؟"
" مهما كان الامر, كنت اريد ان اكلمك فقط لاعرف اذا كان مسموحا للمدرسة اراضي القصر كما في السابق... الان, لم يعد بامكاني سوى الرضوخ لقرارك..."
" هذا يسعدني..." تمتم بسخرية . لو اظهرت اقل تفهما , لكنت نفسي مضطرا لتسبيح كل الغابة...."
" اذا انت قررت حرماننا من بقايا الاخشاب؟..."
" لاتتظاهري بمظهر الشهداء. انسة هارمون انا لم اشتر كل الغابة. امامك مئات الهكتارات تحت تصرفك في الجوار."
"نعم..."
" اذا لماذا تدافعين بكل هذه الاستماتة عن حق غير موجودة الا في مخيلتك؟ لكنك تبحثين عن اي سبب للمشاجرة."
" كارل ادلر. انا لا اجد لذة في خلق المشاكل لك كما تعتقد, انا ادافع فقط عن مصالح المدرسة. نحن نسعمل خشب الصنوبرلصنع ادواتنا. وغابتك تقدم لنا اكثر من غيرها... عرضت عليك طلبا رفضته وانا لن الح اكثر..."
" ولكنك تركت البارونة تشتكي عنك. اشك بانك تريدين دائما الاتنقام مني وبكل الوسائل..."
"كيف تجرؤ على التلميح بمثل هذا الكلام؟ اعلم انني انا ايضا اشك بك . لايمكنك ان تحرمني من المدرسة اذا انت ايضا تصعب علي شروط حياتي بحرماني من الخشب , مثلا,...."
" اهدأي! انت قلت بنفسك انه لديك منابع اخرى للتموين... اما بالنسبة لشكوكك, فاعلمي انني سأصدر اوامر جديدة لرجالي, سيكون من حق عمالك استعمال كل مايحتاجونه من اخشابي كما كانوا يفعلون في الماضي. هل انت راضية الان؟"
"لا , لا ارض بقبول صدقة".
"اذا لم تكوني راضية عن صدقتي كما تسمينها فلماذا انا هنا؟ لماذا طلبت رؤيتي؟" سألها بحدة وقد ضاق صدره من نقاشها.
"كنت اريد فقط معرفة وضع المدرسة من كل هذه المسألة, انا اكره طريقتك وبامكانك ان تسعدني بعدم استعمال نفوذك مرة ثانية امام اصدقائك..."
"آه , بيزولد ؟ من اخبرك؟"
"لا اهمية لذلك. انت اتصلت ببيزولد من المطعم اليس كذلك؟"
"تماما"
"ولم تنبت ببنت شفه لانك كنت تعلم بانني لن اقبل تدخلك , حتى ولو كان بنية طيبة في عملي...."
" كنت اعرف كبرياءك الاحمق . ولكن في سبيل النجاح في التجارة, تحتاجين الى اسكات صوت الكبرياء, اليوم مثلا, تفضلين حرمان مدرستك من الاخشاب على قبول عرضي."
بعد ايام , التقت جوليت بالسيد هانز شربير وكيل اعمال كارل ادلر في الفندق وسألته عن قرار كارل ادلر حول دخول عمالها اراضيه.
" بامكانكم ان تفعلوا كما في الماضي, انسة هارمون, انا اسف لانني منعت الاخوين اربور في قطع الاخشاب, كان يجب ان استشير كارل قبل ان اطيع اوامر لسلي كرنتز."
"ماذا؟"
" نعم . كانت تلك اوامر لسلي, وانا نفذتها اعتقادا مني ان السيد ادلر يمنحها حرية التدخل في اعماله..."
غاردت جوليت الفندق وهي تشعر براحة كبيرة كارل ادلر ليس رجلا بخيلا كما كان يدعي, ولكن الغيرة اجتاحتها فجأة. بالتأكيد هو لم يدافع عن نفسه عندما اتهمته, كي لايفضح لسلي... صمته يؤكد حبه للسلي . ربما عاتبها بينه وبينها, لكن صديقته المتعجرفة قلما تهتم...

shining tears
21-02-2008, 21:01
اعدت البارونة لحفل كبير بمناسبة اعادة افتتاح الفندق بشكل رسمي, ووعدت مدعويها بحفل راقص تليه نزهة مركب في البحيرة تحت ضوء القمر . ونصحت اليزابيتا بان لاتأتي الى الفندق.
اشترت جوليت للمناسبة ثوبا جديدا. فلسلي كرنتز تعرف ثوبها المخملي, ولامجال لان ترتديه مرة ثانية امامها. مساء اليوم الكبير, انتظرت جوليت بفارغ الصبر وصول مرافقها. ودون ان تعترف لنفسها. كانت تأمل ان يكون كارل . لكنها اصيبت بخيبة امل عندما وصل جون سيبر الذي يعمل مهندس في شركة ادلر.
كما في الماضي . كانت ساحة القصر مضاءة بمصابيح كرطزة على الاشجار , وفي الداخل تختفي الطاولات تحت باقات كبيرة من الزهور. رغم النفور بينها وبين لسلي, استقبلتها هذه الاخيرة امام الباب وكانت انيقة جدا في ثوبها الحريري الطويل, اما كارل فلم يكن قد حضر بعد. اتجهت جوليت نحو ماغدا المحاطة بدائرة من الاصدقاء والخدم المرتدين الزي الايبض ينتقلون بين المدعوين, همس الاحاديث كان يصل حتى اعلى السقف المزين بالكريستال.
اخذت جوليت تراقب الضيوف الانيقين. وكانت تعرف بعضهم, ولكن اكثرهم كانوا من اصدقاء لسلي الذين جاؤوا من مينيش
لم يأت كارل ادلر الا عندما اعلن مدير المطعم ان العشاء اصبح جاهزا . عندما ظهر امام الباب , هادئا واثقا من نفسه,انيقا في بدلته السموكن السوداء, حبست جوليت انفاسها. انه يطعن بوسامته وجاذبيته على كل الموجودين . التقت نظراتهما للحظات, كانت جوليت اول من ادار وجهه وهي باتت تعرلف مدى نفوذه على قلبها. رغم كل المنطق والتعقل, وقعت في حبه...غباء كبريائها, يجب عليها الان ان تسكت هذا الحب السري المستحيل... فجأة. لاحظت كارل يتجه نحوها.
توقف قريبا منها يسلم على بعض معارفه لكن المسافة التي تفصله عنها قريبة جدا. احست بالدوار ورغبت في ان تسرع للقائه فاتحة الذراعين... تقدمت خطوة نحوه عندما وقف جون سيبر بينهما فجأة ودعاها لمرافقته الى طاولته...
جلست جوليت مع جون بينما جلس كارل ولسلي وحدهما حول الطاولة المجاورة. ابتسمت لسلي لجوليت وسلم كارل على جون بانحناءة من رأسه. جون شاب وجوليت تناسب ذوقه لانه امطرها بالاطرءات لدرجة انها انزعجت في البداية, خاصة وان قرب كارل منهما يزيد من توترها وكي تتغلب على توترها اخذت تبادلجون المزاح, كانت تعلم ان ضحكاتها اكثر من الازم. لكن جون للاسف, كان قد شرب الكثير من الشمبانيا واصبحت تصرفاته مزعجة حقا. لابد ان بقية المدعوين اعتقدوا انها تشجعه على السكر... للحقيقة,لم يكن يهمها رأي الاخرين, لكن نظرة كارل الساخرة كانت تقتلها. نهضت جوليت واتجهت نحو الحمامات بحجة اصلاح ماكياجها, عندما عادت . كان الجميع يرقصون فتهربت من جون وانضمت الى البارونة تثرثر معها واخيرا حان وقت النزول الى مرسى ريتغن. وكانت لسلي قد استأجرت مركبا فاخرا كبيرا يتسع لمئة شخص. انطلق المركب على انغام الفالس الرائعة, وانساب على مياه البحيرة الهادئة.
لتتغلب على ضجرها. زارت جوليت الصالونات ثم صعدت الى السطح واستندت على الداربزين تتنشق الهواء المنعش. فجأة احست بيد تحيط خصرها انتفضت ورأت جون سيبر خلفها.
"لماذا تتهربين مني؟"سألها
"انا ... لا اتهرب ... كنت انت تتكلم مع بعض الاصدقاء , فجئت لاتنشق الهواء..."
"هذا ليس صحيحا , لماذا تحاولين التخلص مني؟ كنا نتسلى جيدا اثناء العشاء, وبامكاننا ان نلهو حتى الفجر..."
"لننضم الى الاخرين. لو سمحت..."قالت له بنفاذ صبر . لكن جون لم يكن يستمع لها. كانت الكحول قد لعبت برأسه.

shining tears
21-02-2008, 21:01
"لا اريد ان اعود الى الصالون بينما انا وجدتك اخيرا ! اعترفي انك تحاولين التهرب مني من جديد. لا احب طريقتك معي, وارغب في الثأر منك...قصاصا لك,ستعطيني قبلة ..."
"بالتاكيد لا!" صرخت وحاولت ابعاده عنها.
لكنه رغم ثمله كان اقوى منها وونجح في ضما اليه قاومته جوليت بكل قواها وادارت وجهها تجنبا للقاء شفتيه. واخيرا تخلصت منه وهربت لكنه تبعها وهو يكيل لها الشتائم. فجأة احست بانها داست على قدم احدهم خلفها.
"انا اسفة ..." اعتذرت بسرعة
"لابأس ..."
رغم الظلام, تعرفت الفتاة على كارل ادلر
"اعتقد ان هذا المزاح طال كثيرا..." قال موجها كلامه لجون
" الانسة لاترغب بمرافقتك..."
"انها ليست سوى ..." قال جون باحتقار وغضب.
"اعترف بفشلك .جون ولا تلح اكثر ..." قال له كارل بحزم واشار الى السلم المؤدي الى الصالون. فهز جون كتفيه وابتعد.
"انا اسف على هذا الحادث...." تمتمت جوليت
"اتمنى ان لا اكون قد المتك عندما دست على قدمك..."
"اوه! سأحيا ..." قال ممازحا " ماذا حصل مع جون ؟"
"كان يريد تقبيلي...فرفضت... كان ذلك مجرد سوء تفاهم..."قالت وهي تدير وجهها
لكنه يحق له ان يظن بانك لن ترفضي..."
رفعت الفتاة زجهها مصدومة.
"لكن ...لم اكن اعتقد ابدا ان .."
"هل انت متأكدة؟"
"ماذا تقصد؟"
"انك اذا كنت تشجعينه في البداية ثم تصدينه في النهاية, وبدون اي تفسير, فسيكون لديه اسباب للبحث عن الاتنقام ...الرجال لايحبون ان يتلاعب بهم بهذا الشكل."
" كيف؟ انا لم اشجعه ابداً!"
" حقاً ؟ عندما رأيتك تلاطفينه طوال وقت العشاء ، كنت بعكس ماتقولينه ..."
" لقد شرب كثيراً . ومن باب اللطافة ، كنت اتظاهر معه بالمرح ..."
" تكلمت معه منذ قليل ، وبامكاني ان اؤكد لك انه ليس ثملاً ، لكنه ..."
" اتدافع عنه ؟ اتعني انه يحق له ان يقبلني رغماً عني ؟"
" كان يعتمد على موقفك طوال العشاء . واستنتج انك معجبة به وانك ستسمحين له بالتالي ..."
" باختصار . كنت انا سأعيش نفس الوهم ، لو كنت مكانه . ربما التدخل بينكما منذ لحظات كان يجب ان اترك له الوقت ليقول لك رأيه بك ..."
" لقد فعل وامطرني بالشتائم التي لا استحقها . وانت تدافع عنه الان ".
واحست بكلمات كارل تجرحها وتدمي قلبها . فأضافت بمرارة :
" لماذا يمنح الرجل لنفسه حق استغلال امرأة ، حتى بطلب قبلة منها ؟".
" لان الطبيعة جعلت الرجال هكذا . وفي اغلب الحالات ، يقومون بالمبادرة قبل ان توجه الدعوة اليهم بطريقة او باخرى ..."
" جون سيبر لم يتلق مني اية دعوة ".
" ليس اكثر من جيرار في الماضي ، اليس كذلك ؟ على الاقل هو اعتقد ..."
" لا تلمح لاسم جيرار الان . كيف تجرؤ على مقارنته برجل ... مثل جون؟"

shining tears
21-02-2008, 21:03
" لان الاثنين كانا ضحية لمسرحياتك ... في القصر ، كل حركاتك ونظراتك كانت تدعو جون ، بعد قليل دفعته عنك بلعب دور البراءة ... اذاً، انا افترض انك اخضعت اخي لنفس المعاملة ، بكل لا مبالاة جيرار لم يكن ليطلب الزواج منك لو لم يكن تلقى منك التشجيع في البداية ..."
" هذا ليس صحيحاً ! كم مرة يجب ان اكرر لك بانني لم امنحه اي امل ؟ كما وانني قبل ان يكشف لي عن نواياه . كنت اجهل كل مشاعره ... موقفه تغير كلياً عندما رفضت عرضه . فبدأ يتهمني بنواياه السيئة وبعيويبي لدرجة انه ارغمني على مغادرة ريتغن ..."
" كان يجب عليه ان يصمت ويظهر لك بشكل صامت ما تفتقدينه بعدم زواجك منه ..."
" كارل ادلر ! انا احترم الزواج كثيراً ولهذا لا ارتبط برجل لا احبه ..."
" تحترمين الزواج . لكنك بقيت صماء امام نداء رجل محكوم عليه بالموت ..." قال بحدة ثم اقترب منها وامسك ذراعها .
" انت لا تملكين قلباً . جوليت هارمون " همس بهدوء مخيف " ترفضين منح شاب قبلة بريئة ، وتملين مسبقاً من فكرة قضاء عام او عامين مع رجل مريض ... ارغب كثيراً بان اعاملك كما كان يجب على جيرار ان يعاملك في الماضي ..."
وبسرعة البرق . امسك شعرها وسحب رأسها الى الخلف ، ثم جذبها الى صدره بيده الاخرى وتأمل بوجهها للحظات قبل ان ينحني بكل بطء نحوها، ويتناول شفتيها ، لكن هذه القبلة لم تكن تشبه ما تحلم جوليت به سراً ...
فقط الرغبة باذلالها ، وجرحها تحركها . ومع ذلك ، قاومته كي لا تستسلم له طالما ان ارتباكها كان كبيراً وهي تخشى ان يكتشف كارل حقيقة انفعالها ... واخيراً ابعد شفتيه عن شفتيها فأخفت وجهها بيديها لتخفي احمرار خديها ....
" انت وحش ، عديم الاخلاق . كارل ادلر ".
قالت بصوت مرتجف :
" كنت اشك بك منذ البداية ، لكنك اثبت لي الان وقاحتك . تعتقد انني تلاعبت باخيك وعذبته ... ولهذا تصر على معاقبتي ، اليس كذلك ؟"
" لنقل انني لم استطع مقاومة الرغبة في جعلك تدفعين جزءاً من ديونك . استعملت اللغة الوحيدة التي تفهمنيها . اتمنى ان لا تعجبك هذه المعالجة..."
" ابداً"
" حسناً . هذا ما اريده ..."
اذاً هو لم يفهم شيئاً ...
" انت تكرهني " تمتمت بضعف ويأس .
" بل اكره المتدللات الماكرات ..."
" انا لست متدللة ولا ماكرة ! لم اتلاعب ابداً بمشاعر جيرار ".
" واكره ايضاً انانيتك ..." ثم امسك ذراعها وجذبها نحو الباب .
" لننضم الى الناس المتحضرين ، هذا افضل لك ولي ..."
في الداخل ، تركها واتجه نحو طاوالة لسلي وبعض اصدقائها . ترددت جوليت ثم رفعت رأسها ودخلت الى الحمام ، لحسن الحظ ، لم يكن هناك احد ، فتمكنت من تصحيح ماكياجها بسلام .
" متى ستنتهي هذه السهرة اللعينة " رددت بيأس . وكيف ستعود الى منزلها من القصر؟ لا كارل ولا جون سيوصلانها .

shining tears
21-02-2008, 21:03
الفصل السادس:

بساعة واحدة ، كانت قد اكتسبت عداوتهما معاً . غضب جون وحقده لا يشكل بالنسبة لها مشكلة كبيرة .
لن تراه ابداً بدون شك ، ولكن كارل ... كارل سيبقى مقيماً في الفندق وستلتقي طريقهما دائماً في هذه البلدة الصغيرة .
كيف ستتمكن من مشاهدته والنظر في مقلتيه بعدما حصل بينهما ؟.
هو لا يشك حتى الآن بمشاعرها الحقيقية وحبها الكبير له ، ومن اجل مصلحتها وكرامتها يجب عليها ان تتجنبه وتهرب منه .
لا يمكنها بعد الآن ان تثق بنفسها ، في يوم او آخر ، اذا لم تحافظ على مسافة معه ، ستخونها مشاعرها .
ما ان خرجت من الحمام حتى التقت لسلي .
" اوه ، هذا انت .. جوليت ؟"
" عفواً !"
" اخبرني كارل انك واجهت مشاكل مع جون ..."
قالت لسلي بسخرية ،" بالمناسبة ، البارونة تبحث عنك ، انها تفكر بأن يرسوا المركب في مرسى مدرستك ، ليتمكن الضيوف من زيارتها ، باختصار انها تنتظرك في الصالون ".
كانت ماغدا متحمسة جداً لفكرتها والحت على جوليت بالقبول .
" بهذه الطريقة ، ستسفيدين من الدعاية لمدرستك ، ويكون الضيوف ايضاً قد انهوا سهرتهم بطريقة لطيفة مفاجئة ".
" لكن المشاغل يسودها الفوضى "، اعترضت الفتاة ، وفكرت فجأة انها بقبولها عرض البارونة ، تتوفر على نفسها عناء الطلب من جزون او غيره مرافقتها الى المنزل ، طالما ان المركب سيرسوا امام المدرسة ... فوافقت بدون تردد شكرتها البارونة وهمست باذنها .
" اتعلمين ان لسلي تجد فكرتي سخيفة ؟"
" حقاً؟ هي حرة ..." اجابتها جوليت بابتسامة ماكرة .
عندما رسى المركب امام رصيف المدرسة ، طلبت جوليت من المدعوين ان ينتظروا لحظات ، ثم نزلت تتفحص المشاغل ، لحسن الحظ ، كان العمال قد نظفوا المكان ورتبوا الادوات قبل مغادرتهم اطمأنت جوليت وعادت ودعت الضيوف للدخول .
لمدة نصف ساعة ، لعبت دور الدليل واجابت على اسئلتهم حول العمل الفني . سرعان ما اصبح الجو خانقاً ، فخرجت لتتنشق الهواء المنعش وتركت ضيوفها يتجولون وحدهم في المشاغل .
لمحت في الخارج وعلى نور القمر تحت احدى الاشجار لسلي كرانتز تتحدث مع رجل لم تتمكن من معرفته . اثارها الفضول فانحنت واصغت لحديثهما .
" نعم بالتأكيد"، كانت تقول ليزا .
" كل هذا جميل وفولوكلوري ، لكن العمال هم مجرد فلاحين فقراء ... وهذه الفتاة الانكليزية التي تحميها البارونة ، ترفض الاعتراف بان ايام مدرستها اصبحت معدودة ، وانها ستجد نفسها قريباً بدون عمالها . سيبقى معها المسنون والمعاقون اما الاقوياء فيجذبهم بسرعة طعم الرواتب المرتفعة التي تدفعها شركة ادلر ".
تكلم المتحدث الآخر ، لكن جوليت لم تنجح في فهم كلماته .
" تعتقد ان المكان سيفقد سحره ؟" اجابته لسلي .
" هذا ممكن ، ولكن التغيير مفيد ، كارل فكر بذلك وتوصل لنفس استنتاجاتي ... والآن ، لنعد الى المركب ".

shining tears
21-02-2008, 21:04
عادت جوليت الى الداخل وهي تغلي من الغضب ، لماذا لم تفهم من قبل تكتيك كارل ؟ لكن حيلته لن تنجح لانها ستضاعف اجور عمالها كي لا يتركوها وتضطر لاقفال المدرسة . لا يمكنها تحمل فكرة انتصار لسلي وكارل عليها .
عندما غادر المدعون المدرسة ، تأخرت جوليت عمداً في المشاغل . كانت تعلم انه لن يلاحظ احد غيابها على متن المركب عندما يرحل ، وقررت ان تتصل بماغدا لاحقاً لتعتذر لها وتشكرها ، اطفأت الانوار ببطء . وفي الممر ، كانت تستعد لاطفاء الانوار الخارجية عندما جمدت يدها مكانها .
الباب لايزال مفتوحاً ، وكارل يقف على المدخل ...
" ماذا ... ماذا تريد ؟" سألته متلعثمة .
" لماذا لست مع ..."
" لماذا لست مع الآخرين ؟ وانت ؟"
" الحفل انتهى تقريباً ، وليس من الضروري ان اعود الى القصر حتى انزل من جديد ..." دافعت عن نفسها بسرعة .
" كان يجب ان تستأذني البارونة ..."
" سأتصل بها عندما تكون قد وصلت لاقدم لها اعتذاري وشكري ..."
" كنت تخشين ان تطلب البارونة مني ان ارافقك بسيارتي ، اليس كذلك ؟"
" طالما انك دقيق الملاحظة ، لماذا تطرح علي هذا السؤال ؟"
" اذا ، انا حذرت ..."
" بعد طريقتك الوقحة في تصرفك معي ، هذا المساء ، اتعتقد انني كنت سأقبل ان ترافقني ؟ انت مخطئ! كنت سأفضل العودة سيراً على الاقدام !"
" كما يجب ان افعل انا الآن ..."
" انت السبب . لماذا لم تصعد الى المركب ؟ كنت تريد رؤية ضحيتك من جديد ، لتدفعها الى مشاجرة جديدة ، لقد استحقيت العقاب ، سيد ادلر، وانا سعيدة لذلك!"
" لا ، لم ابق لهذا السبب ..."
" لا ؟ ربما كنت تفكر بعقد هدنة سلام معي ؟"
" بمثل هذا الوقت المتأخر ؟" سألها مبتسماً.
" لست بمزاح جيد لاتقبل المزاح !"
" ولا انا ، الآن ، اطفئي الانوار ، واقفلي الابواب ، واخلدي للنوم ، لا تشكريني لانني جنبتك غضب شاب مصمم على الانتقام منك ، تصبحين على خير ".
" انتظر ... الى من تلمح ... الى جون ؟"
" نعم! كان ينوي ترك المركب يرحل بدونه ..."
" كي ... كي يعود الى هنا ؟"
" لم يدهشني ذلك ... كان بيسعى بدون شك للانتقام ".
" وماذا فعلت انت ؟"
" ارغمته على الصعود الى المركب ، اعتقاداً مني انك ستفضلين زيارتي على زيارته ".
" شكراً لك ..." تمتمت واخفضت رأسها .
" لا تشكريني ". قال وهو يداعب خدها بأصابعه .
" انت الد اعداء نفسك ، آنسة هارمون ... اتدركين ذلك ؟ لكنك محظوظة. معي انا ، لا خطر عليك ... تصبحين على خير !" ثم انحنى امامها وابتعد بسرعة في الظلام .
لم تعد جوليت تعرف بماذا تفكر . في البداية ، وقف كارل موقف الدفاع عن جون سيبر ، واكد لها انه يحق له بالانتقام ، فيما بعد ، وقف مدافعاً عنها ومنع جون سيبر من تنفيذ تهديده .
موقفه يحيرها ، يعاملها باحتقار ثم يسرع لانقاذها بالموقف المناسب . ربما كان يسعى لجرح كبرياءها بانقاذه لها .

shining tears
21-02-2008, 21:05
بعد ان اتصلت بالقصر وتركت رسالة للبارونة ، نامت على امل ان تنسى هذه السهرة اللعينة . لكن الحقيقة لحقت بها الى احلامها . كانت تحلم بأنها تقف وحدها في مشغلها الهادئ المهجور .
وعندما استيقضت ، كانت الدموع تسيل على خديها . لسلي لم تكن تتكلم عبثاً . الخطر الحقيقي . حتى الآن ، استقال بعض عمالها وانضموا الى معسكر عدوها .
فهمت جوليت الآن فقط لماذا سمح كارل للمدرسة بالاستفادة من اخشاب الغابة . كان يعلم مسبقاً ان العمال سيهجرونها وبالتالي تعود بحاجة للاخشاب .
نهضت الفتاة وهي تحمل همها على كتفيها واستعدت لمقابلة رئيس عمالها . سألته على الفور اذا كان كارل ادلر قد اتصل بالعمال وقدم لهم عروضاً مغرية .
" لا "، اجابها ويليام " ولكني سمعت شائعات رجالنا رؤوا الحطابين الذين يعملون لشركة ادلر وجيوبهم ملئ بالمال ... بالتأكيد طرحوا عليهم بعض الاسئلة ..."
" اسئلة ؟"
" سألوهم عن الرواتب ، وشروط العمل ، باختصار ، اغراهم المال ". ثم نظر الى الفتاة واضاف .
" وانا ايضاً".
" اوه ، ويليام !" صرخت بقلق وبصوت مخنوق .
" اطمئني "، اضاف ويليام بسرعة .
" لقد فكرت كثيراً ، وقلت لنفسي ويليام ، توقف عن التصرف كالصغار ، انت اصبحت مسناً لا يمكنك تغيير نمط حياتك ومهنتك . انت فنان في الحفر على الخشب ، كوالدك وجدك ، وستبقى !"
" اوه ، ويليام ". صرخت جوليت ضاحكة .
" لقد اخفتني ! ولكن الآخرين ؟ كيف نعرف اي جهة سيسلكون ؟ ايجب علي ان اجمعهم واكلمهم ..."
" لا ! وفري قواك ليوم المعركة . اشعر انه لن يتأخر كثيراً ... بانتظار ذلك ، ابقي طبيعية ".
رغماً عنها ، اعترفت جوليت ان وليام على حق والتزمت الصمت . كان اليوم يوم احد ، فقررت ان تقوم بنزهة طويلة وحدها .. وهكذا اعدت سلة الزاد وسلكت عند الظهر طريق الجبلواختارت ممراً صغيراً كان القرويون قد شقوه في القديم عبر الغابات . عندما وصلت توقفت تتأمل المنظر الرائع الذي جعلها تنسى همومها : البساط الاخضر الممتد تحتها ، البحيرة الزرقاء المتلألأة تحت اشعة الشمس .
وتنمت لو تستطيع ان تبني منزلاً في هذا المكان حيث لا يعيش اي كائن على بعد عدة كيلومترات . لكن الطريق تسمح اذا قضت الحاجة بالوصول الى عالم الحضارة بأقل من نصف ساعة فقط . الموقع مثالي حقاً.
عادت الى الواقع ، واختارت مكاناً بين الاشجار ، بسطت فيه شرشفاً وافرغت عليه محتويات سلة زادها . فجأة سمعت هدير سيارة تقترب .
هل سيتابع السائق طريقه نحو قمة الجبل ام انه سيسلك الطريق الفرعي ؟ بعد لحظات فهمت الفتاة انه يجب عليها ان تودع احلام الوحدة . توقف السائق ونزل من سيارته يحمل لوحة رسم وآلة تصوير .
رأى الفتاة جالسة تحت الشجرة فاتجه نحوها بعد لحظة تردد .
" مرحباً ، فراولن اتمنى ان لا اكون قد ازعجتك ..."
" لا ، ابداً". اجابته بدهشة .
" انا هيرمن برنتل ". قدم نفسه .
" انا مهندس ويجب علي ان التقي هنا بأحد زبائني ..."
" هنا ؟ لكن المكان ملك للبارونة فون بودن ".

shining tears
21-02-2008, 21:07
" نعم ، لكن زبوني يأمل ان يشتري هذه الارض منها ، شرط ان اوافق على اختياره ... من النظرة الاولى ، اعتقد انني لن اعارض " اضاف وهو ينظر حوله .
" ايرغب زبونك ان يبني منزلاً هنا ؟" سألته بفضول .
" نعم ... لماذا تضحكين فراولن ؟"
" لانني كنت اتخيل منذ لحظات اي نوع من المنازل ابني هنا ، اذا كنت املك المال الكافي ! يالها من صدفة !"
" انا وصلت باكراً على موعدي ، لكن ، لاتقطعي وجبتك ، بامكاني ان انتظر الزبون في سيارتي ..."
فهمت انه لا ينتظر منها سوى كلمة واحدة ليجلس ، فدعته لمشاركتها طعامها .
" بكل سرور ، فراولن "... ثم جلس على الاخشاب وبدأ يلتهم السندويش الذي قدمته له .
" هل انت من عائلة دون بودن ؟"
" لا ، انا انكليزية "
" لهذا السبب لهجتك مختلفة ".
" انا ادير مدرسة الفنون اليدوية في ريتغن . ولكن ... ايمكنني ان اعرف اسم زبونك ؟ ربما اعرفه ..."
" هذا ممكن جداً . انه كارل ادلر ، مدير شركة ادلر " هذا الخبر لم يفاجئها، كانت منذ لحظات تتوقع سماع اسمه .
" اعلم انه اشترى كل اخشاب الغابة لكنني لا اعرف شيئاً عنه في الاقامة هنا ..."
" لا شيء مؤكد حتى الآن . السيد ادلر ينتظر سماع رأيي ليقدم بعده عرض شراء البارونة ."
فكرت جوليت ان كارل لن يتأخر اكثر في الوصول ، وهي لا ترغب بلقائه ! لكن ضيفها كان يحدثها وليس من اللطف ان تجمع اغراضها وتنهض بهذه السرعة لكن املها مات عندما سمعت هدير سيارة اخرى تقترب .
انهى هيرمون برانتل قطعة الحلوى الثالثة وقفز على قدميه ليستقبل كارل . ابقت جوليت رأسها منخفضاً وبدأت تجمع بقايا زادها .
لكنها كانت تشعر بنظرات كارل منصبة عليها بدهشة ...
" وصلت باكراً " شرح له هيرمن .
" وهذه الفتاة الساحرة ، الآنسة هايرمون دعتني لمشاركتها طعامها ."
" حقاً ؟" اجابه كارل بسخرية .
" مع انك تعلم بأننا سنتناول الطعام في الفندق عندما تنتهي من عملنا " ثم اقترب من جوليت واضاف .
" اي سحر لا يقاوم يملكه صديقي هيرمن كي تسمحي له بما رفضته من اجلي ؟" سألها بتهكم .
ثم التفت نحو المهندس الذي يستمع له بدهشة .
" ذات يوم " شرح له كارل " التقيت انا ايضاً بالآنسة هايرمون تنتاول طعامها لكنها لم تدعني للجلوس ، انا اي سحر تخفي اذاً ، هيرمن؟ اني اتساءل ... ربما التقيت انت بها في لحظة من اللحظات النادرة التي تكون فيها مزاجها سمحاً ..."
" يبدو انك غيور ، كارل "، مازحه هيرمن .
" من ماذا ؟ من سندويشات اكلتها ، ام من نجاحك امام الآنسة هايرمونن ؟ لن اجيب بالتحديد ... والآن ، لنأتي الى المهم ، ما رأيك بهذا الموقع ؟"
" انه مناسب تماماً ، ولكن سعر الارض سيكون بالتأكيد مرتفعاً جداً ..."
" لا تهتم بهذه التفاصيل . عندما ارغب بشيء ، احصل عليه مهما كلف الامر ".
" اي اصرار !"
" لا ، انا عنيد ، وصبور ... حسناً ، اذا اعجبتني خططك ، متى يمكنك ان تبدأ بالورشة ".
" بعد ثلاثة اسابيع ."

shining tears
21-02-2008, 21:09
" ومتى ينتهي البناء ؟"
" بعد تسعة اشهر او سنة على الاكثر . اتساءل اذا كنت تريد بناء هذا المنزل لتستقبل فيه زوجة المستقبل ".
" بالتأكيد لا . من اين لك بهذه الافكار ".
انتقل الرجلان للحديث عن الطريق وتوسيعها . ثم انحنيا فوق لوحة المهندس . استغلت جوليت هذه اللحظة ، وانسحبت خلسة ، لكنها لم تكن قد ابتعدت اكثر من ثلاثة خطوات عندما ناداها كارل .
" انتظريني لحظات ، سأرافقك بسيارتي الى البلدة ."
" لا ، شكراً ، اريد ان اعود سيراً على الاقدام كما اتيت ."
" كنت اريد ان اسمع رأيك حول تشييد المنزل هنا ، ما رأيك ؟"
" الموقع مثالي ..." اجابته بحذر .
" الن تتهميني بتدنيسه ايضاً هذه المرة ؟"
" كارل ادلر انا لا ازال اعارض فكرة انشاء المنشرة على ضفة البحيرة ، لكن هنا ، في هذا المكان المعزول ، لن يؤثر منزل على المنظرالطبيعي ..."
" عظيم! كنت اخشى ان تكني لي ضغينة اخرى ..."
" انت محق بطلب رأي الآنسة " تدخل المهندس .
" اثناء تناولنا الطعام ، اخبرتني بأن لديها افكار حول بناء منزل احلامها، هنا، تماما !"
"لا ابدا". احتجت جوليت بارتباك،"كنت اتخيل فقط افضل وسيلة للاستفادة من هذا الموقع المميز!"وكان قد ادهشها اتفاقهما على اختيار نفدس الموقع لتشييد منزل احلامهما.
"هيا، هيا" قال المهندس مبتسما.
"النساء تحب تشيد منازل الحب ، ويكون لديهن دائما مخططات في رؤوسهن . على كل حال، في مهنتنا نحن المهندسين نعلم جيدا اننا نشيد المنازل للرجال، لكننا نتبع تعليمات زوجاتهن!"
استأذنت جوليت ورسارت بين الاشجاردون ان تلتفت خلفها.
هذا المساء، اتصلت بها البارونة واخبرتها بأن كارل زارها وبأنها قبلت بيعه قطعة الارض التي ستبني عليها منزله.
"لم اكن اعتقد انك ستتخلين عن هذه القطعة من اراضيك"، قالت لها جوليت بدهشة.
"انها ليست سوى جزءاً صغيراً بالنسبة لما املكه كارل كان مصمماً ومتسرعاً ودفع ملبغاً كبيراً. كنت اعتقد انه سيبني منزلاً صغيراً. لكنني تفاجأت عندما اخبرني المهندس انه يريده منزلاً واسعاً يتسع لعائلة كبيرة.... ربما يفكر بالزواج."
"هذا ممكن."
سأدعك الآن ، جوليت، وسأتصل بك فور عودتي من برلين".
اثناء غياب ماغدا،تفاجأت جوليت بالعاملين الجديدين يقدمان استقالتهما ، فسألتهما بجفاف :
" لماذا ترحلان ؟ الا يعجبكما الراتب ؟"
اجابها الشابان بأن هذا قرار والديهما .
" ولكن لماذا ؟ ايفكران بنقلكما الى مدرسة اخرى ؟"
تظاهرا الشابان بأنهما لا يعرفان شيئاً . ففهمت جوليت انها لن تحصل منهما على شيء . فذكرتهما انه يجب عليهما الاستمرار في العمل حتى انقضاء الشهر ثم اسرعت الى ويليام وسألته اذا كان يعرف سبب استقالتهما .
" اعتقد انهما يبحثان عن عمل في شركة ادلر لصنع المفروشات ".
" اتظن بأن كارل ادلر قدم لهما عروضاً؟"
" لا ، هذا كان سيدهشني ، لانه بحاجة لعمال ذوي خبرة وليس لمبتدئين كهذين !"

shining tears
21-02-2008, 21:10
بدأت جوليت تشعر بالقلق يزداد يوماً بعد يوم . هل ستتحقق تنبؤات لسلي؟ استقالة هذين الشابين هي اشارة مخيفة ... فضاعفت اجر الحرفيين القدماء الذين يعرفون قيمة فنهم . انهم القوة الحقيقية الفاعلة في مشاغلها .
لكن صباح يوم السبت ، استقال ثلاثة شبان مساعدين بدورهم ولم يعطوا اسباباً محددة كسابقيهما .
تأسفت جوليت كثيراً لغياب ماغدا . هي لا يمكنها ان تفعل لها شيئاً ، لكن لطفها يساعد الفتاة كثيراً .
يوم الاحد ، حاولت جوليت ان تجد حلاً ، فخرجت الى الحديقة تنزع اعشابها . كانت منحنية فوق احد الاحواض عندما سمعت صوتاً يناديها .
" صباح الخير ..."
رفعت عينيها وتعرفت على كارل ، كان قد جاء سيراً على الاقدام ولهذا لم تسمع هدير سيارته .
" صباح الخير ..." اجابته بلا مبالاة بينما اجتاحها ارتباك داخلي كبير ككل مرة تراه فيها .
" اترغب بالكلام معي ، ام انك تحييني اثناء مرورك من هنا فقط ؟"
" هذا يتوقف على ... اذا كان مزاجك جيد ، اريد ان اطلب منك خدمة ."
" خدمة ، مني انا ؟"
" اطمئني ، تناولت فطوري ولن اطلب منك كسرة خبز ".
" الا تعتقد ان هذا المزاح اصبح سخيفاً؟"
سألته وهي تتابع نزع الاعشاب ، واحست بغضب كارل ونفاذ صبره .
" اذا كنت تنوين انتزاع الاعشاب طوال النهار ، اخبريني وسأمر عليك غداً ". قال لها بحدة .
" والا فأعيريني انتباهك كلياً ..."
" ولكني استمع لك ".
لكنه بسرعة امسك ذراعها واجبرها على النهوض .
" اتفعلين ذلك عمداً لاغاظتي ؟" سألها وهو يهز كتفيها بعنف .
" ماذا تقصد ؟"
" منذ لقائنا الاول وانت تفقديني صبري !"
" اذا كان الامر كذلك ، مالذي جاء بك اليوم ؟ انا لم ادعوك لزيارتي !"
تركها فجأة وادار ظهره ليسير بضعة خطوات .
" الامر يتعلق بماغدا . ستعود غداً كما تعلمين ، اثناء غيابها ، قامت لسلي ببعض التعديلات على الفندق ، انها تعديلات ضرورية ، لكنني اعتقد ان البارونة لن تكون راضية ..."
" لحظة ... الى اية تعديلات تشير ؟"
" على سبيل المثال ، طردت لسلي كل العمال واستبدلتهم بعمال جدد ، شبان ... والغت المطعم وجعلت مكانه بوفيه حيث يخدم كل شخص نفسه بنفسه ... كما وانها ..."
" ولكن قبل ان تقوم بهذه التعديلات ، الم تستشر لسلي البارونة ".
" لم يكن لديها خيار آخر . ماغدا امرأة مسنة ترفض كل افكار التحديث... الصبر والتعقل لا ينجحان في اقناعها . انا اوافق لسلي على رأيها ، فهي تعرف اكثر منا بما يخص تجهيز الفنادق ".
" حقاً ؟ انت تدعمها ضد ماغدا ، مع انها ليست سوى مدبرة للفندق وليست مالكته ! الا يصدمك تصرفها من خلف ظهر البارونة ؟"
" عندما اوظف مديراً ، انتظر منه ان يدير ..."
" الا تعترض عندما يتخطى حدود مسؤولياته وحقوقه ؟"
" فقط اذا كنت اكثر منه خبرة في مسألة معينة ..."
" لكن لسلي تصرفت وحدها دون اي اذن من البارونة ..."

shining tears
21-02-2008, 21:11
" لهذا السبب جئت طالباً مساعدتك كي تفعلين كل ما بوسعك لتخفيف الصدمة عن البارونة لدى وصولها ... حاولي ان تظهري لها ان لسلي محقة في ارائها وان الفندق بحاجة لهذه التعديلات ".
" افهم ان الآنسة لسلي تخشى ردة فعل البارونة وارسلتك لتقترح علي دور المحامي المدافع ! هذا ما اره ".
" انت لا ترين شيئاً ! كالعادة ، كرهك لي يدفعك لاستنتاجات خاطئة ! لسلي لسنا سوى مخادعين بدون ذمة ، اليس كذلك ؟"
" اسمح لي بعدم الاجابة ... انت كنت انت متفقاً معها ام لا ، فالامر وقع . ويجب علي الآن رؤية ماغدا تنهار من الغضب ... اما انت ولسلي ..."
" لا افهم لماذا تعتبرين لسلي شيطانة او ... ما ان الفظ اسمها امامك حتى تصابي بجنون الغضب . لماذا ؟"
" انه نفور متبادل بيني وبينها ... هي ايضاً لا تحبني ..."
" نعم ، اعلم ..."
" آه ، تعلم ! هل شرحت لك السبب ؟"
" لا ، لكنني ربما افهم ... مهما كان الامر ، هذه المشكلة لا تهمني . احاول فقط اقناعك بان لسلي لم تفكر بالاحتماء خلفك لحظة واحدة عندما تأتي البارونة . انا فقط اطلب منك ان تستعملي نفوذك امام البارونة كي توافق على مافعلته لسلي ..."
" ماذا يجب ان اقول لها ؟ اقبلي بالامر الواقع مبتسمة ، ماغدا؟ ام دعي مديرتك تدير الفندق كما تشاء البارونة لم تتدخل ابداً في شؤوني وفي مدرستي ، وانا لا انوي التدخل بشؤون فندقها !"
" اصمتي !" وامسك كتفيها بكل قوته .
" غيرت رأيي " صرخ بحدة .
" كان يجب ان اتنبأ بأن محاولتي معك ستكون فاشلة ... ولكني اعلم الآن انك تعارضينني وتتلذذين بمعارضتي ولاي سبب كان . مع اولئك الذين تعتبرينهم كأعداء لك ، تتعاملين بالخداع والوضاعة ، بكلمة اخرى ، تكشفين عن طبيعتك الحقيقية ".
" الاعداء الذين من نوعك لا يستحقون الافضل ..."
اجابته بتحد " هيا ، ارحل من هنا ، واضربني ، اقتلني اذا شئت ، هذا ماترغب به انا متأكدة من ذلك . ساد صمت قصير بينهما ، ثم تركها كارل ونظر اليها باحتقار .
" لن انزل لمستوى ضربك هذا اسلوب ربما ينفع مع الاطفال ، ولكن ليس مع امرأة مثلك ..."
في مساء اليوم التالي ، زارتها ماغدا فون فجأة ، وكان من عادتها اذا احبت لقاءها ان تدعوها الى قصرها ، يبدو انها اليوم ترغب بالكلام معها بعيداً عن اعين وآذان المتطفلين ...
" هل علمت بما حصل في الفندق ؟" سألتها ماغدا على الفور .
" نعم ، تقريباً ..."
" وكيف علمت ؟ هل زرت الفندق اثناء غيابي ؟"
" لا ، كارل زارني ليخبرني ".
" كارل ادلر ؟ لماذا ؟ ... آه ... فهمت ، لسلي كانت تعلم كيف ستكون ردة فعلي ... فأرسلت كارل ادلر لاقناعك بلعب دور المفاوض ، انا متأكدة انها تغار منك ، وتسعى لايذاءك ".
" اعتقد ذلك ، ولكن كارل دافع عن نفسه بحدة عندما اتهمته بانه رسول لسلي ... اكد لي انها لاتعلم بزيارته لي ، اعتقد ايضاً انه يحاول ان يخفف عنك صدمة ما حصل بطلبه مساعدتي ... هذا دليل على حسن نواياه ..."
" لكنكما افترقتما متخاصمين كالعادة ؟"
" نعم ..."
" بسببي " تنهدت ماغدا بأسف

shining tears
21-02-2008, 21:13
" لا ، هذا الرجل وانا على خصام دائم ، وكأن القدر شاء ان نكون عدوين، وانت لست مسؤولة ، يضحكني قولك ان لسلي تغار مني ! لو انها تعلم كيف نتخاصم انا وكارل ، لكانت غيرت رأيها ... لا ضرورة لمخاوفها مني ".
" كم انت عنيدة جولييت ..."
" دعينا من امرها الآن ، ماذا ستفعلين حالياً ؟"
" للاسف ، لا شيء ، الذي يؤلمني هو هذه الخيانة المدبر لها ... اتغيب اسبوعين فلا اتعرف على فندقي لدى عودتي ! تصوري ان زبائن يقفون بالصف امام البوفيه ، تصوري انها ايضاً طردت العمال القدامى ! اضيفي الى ذلك الاوركسترا الجنوب امريكية التي ستأتي مرتين كل اسبوع ... وبعد كل هذا تتهمني لسلي بانني لا افهم اذواق الزبائن ... سامبا ورمبا في بافاريا ! هتذا سخيف ! انا بحاجة لوسيلة لجذب الزبائن الى فندقي ، ولا انوي جعله ملهى ليلي او كازينو ..."
" اهدأي ، ماغدا ..."

shining tears
21-02-2008, 21:14
الفصل السابع:

" كم انا نادمة على منح منصب الادارة للسلي ، لكني اعتمدت على كارل ادلر ، منذ لقائنا الاول كنت اشعر بأنني لن اتفق معها ، لكني قبلت ببعض التعديلات من اجل مصلحة الفندق ، فهمت متأخرة ان كارل كان يملك اسباباً شخصية للتغني بمديح لسلي وتشجيعي على منحها هذا المنصب ، بوجودهما قرب بعضهما ، يصبح بامكانهما اللقاء وتجديد علاقتهما القديمة، اتعلمين انهما كانا خطيبين ؟ اتساءل لماذا فسخا خطوبتهما ... على كل حال ، لسلي كانت متزوجة ، لكنها الآن عادت حرة من جديد ..."
تذكرت جوليت صورة لسلي التي رأتها في منزل كارل .
" وكيف علمت انت بالامر ؟"
" كارل اخبرني ذات يوم ، ولكني متأكدة ان لسلي لن تفوت الفرصة هذه المرة ، انسي هذا كله جوليت ، ارجوك كم انا ثرثارة ..."
" ولكن هل تفكرين بفسخ عقد لسلي ؟"
" اتمنى ذلك ، لكن بدونها ، سأعود لنقطة البداية ، لندع الامور حالياً على ماهي عليه ، اذا لم تنجح لسلي في الزواج من كارل ، فهي ستغادر الفندق ... ولكني اشفق على كارل واحترمه ... واعتقدت انك ، اذا فكرت ملياً وبحسن نية ، ستشاركيني رأيي !"
" ماغدا ، هو لم يحاول ان يكون لطيفاً معي ، قرر منذ البداية ان يكرهني، حتى قبل ان يتعرف بي ..."
" لا يمكنني تصديق ..."
" لانك ترفضين رؤية سيئات بعض الناس ، كارل ادلر يفكر بأنني رفضت الزواج من اخيه بسبب انانيتي ، ويريد ان ينتقم له مني ..."
" لا يمكن لكارل ان يفكر بهذه الطريقة ! من ناحية اخرى ..."
" ماذا ؟"
" لا شيء ... كنت سأفشي سراً ، وعدت كارل ان لا اكشف عنه لاحد ، وخاصة انت ..." ثم نهضت وتمنت لها ليلة سعيدة .
" لا تتركي كبرياءك يعمي احكامك ، بامكانك ان تصدقيني بموضوع كارل ادلر ..."
اقفلت جوليت الباب خلف ماغدا وهي تفكر بان كارل ادلر ، ولو لم يكن موجوداً يفرض نفسه في كل لحظة ويدخل في كل حديث ، نفوذه يزداد يوماً بعد يوم في ريتغن ولن تكون الحياة هي ذاتها على ضفاف بحيرة سيلبريس ...
بعد اسبوعين ، كشفت لها البارونة عن السر الذي تتقاسمه مع كارل ادلر. بعد عدة مفاوضات باعته قطعة ارض كبيرة على ضفة البحيرة لكنها بعيدة عن القرية لينشئ عليها منشرته الكبيرة . هذا الخبر فاجأ جوليت كثيراً .
" انت ترين الآن ان كارل ليس رجلاً بدون اخلاق كما كنت تتهمينه " قالت لها ماغدا بمرح .
" كنت اعتقد ان عناد الاهالي بالانتقال هو السبب ..."
اجابتها لسلي بمرارة ." على كل حال ، نحن كسبنا ".
" اذا كان هذا رأيك ، لا تبوحي به امام كارل ... لقد حاول جهده ان يجد حلاً يحفظ مصاله ومصالح الاهالي ..."
كانت البارونة تجهل كم ترغب جوليت بتصديقها .. لكن كارل لا يزال يلومها على تسببها بيأس شقيقه . عنف قبلته التي سرقها منها على متن المركب لا تدع شكاً . انه يحتقرها ويعتبرها انانية . نعم ، لقد اثبتت بمناسبتين لطفاً تجاهها ، لكنه كان قد ساعدها ليذلها فقط . لكنها مع ذلك قررت ان تغير موقفها منه وتشكره .. لكن حدث مالم تكن تنتظره عندما جاء ويليام يوم السبت التالي وناولها صحيفة يومية تحمل اعلاناً من شركة ادلر يطلب فيها خمسين عاملاً لقطع الاخشاب برواتب مغرية .

shining tears
21-02-2008, 21:14
عرفت جوليت خوفاً كبيراً امام هذه الكارثة . فبدل ان يضطرها كارل لاقفال المدرسة ، اختار ان يحرمها من عمالها ... كيف تمكنت للحظة ان تؤمن بحسن نواياه ؟.
انه مصمم على انتقامه من جوليت ولن يتردد في استعمال وسائل وضيعة لقهرها . تمنت اليوم لو انها ماتت قبل ان تسمح له بتملك قلبها ...
تمالكت نفسها ، وتظاهرت بالهدوء وهي تتقبل استقالة العمال الواحد تلو الآخر .
كانت البارونة قد تغيبت عن ريتغن مرة ثانية ، وكارل لم يظهر منذ لقائهما الاخير العاصف في حديقة منزلها . فهمت انه لا يرغب بلقائها ... لكنه لا يزال يشغل افكارها ، في النهار ، وهي تعمل ، تلقى اسمه وتعد مخالبها للنيل منه ، وفي الليل تجتاحها الشكوك ، وخلال احلامها تتساءل... اترغب برؤيته لتثبت حقدها في وجهه ام فقط لتسمع صوته وتتأكد من جديد من عواطفها نحوه ؟.
ذات صباح ، رن جرس الهاتف في منزلها .
" صباح الخير ، آنسة هايرمون " حياها كارل ." اتعلمين الآن انني سأبني منشرتي بعيداًعن ريتغن ؟".
" نعم ."
" الاعمال ستبدأ قريباً . يجب ان نبني محيط المصنع ، وبما اننل سنقطع اشجاراً كثيرة لبني هذا السياج ، بامكان عمالك ان يستفيدوا من الاخشاب ، ارسليهم متى شئت ، سأخبر رئيس عمالي بزيارتهم ".
سرت جوليت في البداية من هذا العرض ، لكن حذرها استيقظ من جديد . انه يلعب الآن دور الكرماء بينما هو يقضي على المدرسة .
" شكراً لك " اجابته بجفاف .
" لكن عمالي لن بكونوا بحاجة لاخشابك ".
" حقاً ؟ لماذا ؟"
" تعرف ذلك ؟"
" ماذا تقصدين ؟ هل ستقفلين المدرسة ؟"
" سأضطر لذلك طالما ان الرواتب المغرية التي تعرضها ستفرغ مشاغلي من العمال ..."
" آه ، انت تلمحين الى حملة المتطوعين ؟ ولكن ماذا يؤثر هذا عليك . عمالك كلهم مسنون ، وانا لا اطلب من الاعلان سوى رجالاً اقوياء ..."
" يوجد الكثير منهمفي المدرسة والمشاغل ، لانني لا استخدم فقط العاجزين المسنين ".
" اذاً ، انت مقتنعة انك تخسرينهم ... هل بدؤوا بالعمل في ورشة المنشرة؟"
" لست ادري ، لكني اعلم انني في آخر الشهر سأعمل مع ثلاثة او اربعة رجال فقط ..."
" ولكن ..."
" كارل ادلر ، انت حذرتني من نواياك حول اقفال المدرسة وتدميرها ، لكني لم اعتقد انك قادر على مثل هذه التصرفات الحقيرة ! اهنئك انت ... داهية بالفعل . كان يكفيك ان تحرمني من عمالي لتدمرني ..."
" تقصدين انني حاولت تحطيمك بسرقة عمالك ؟"
" نعم ، انت نفسك قلت بأن الحرب قد بدأت بيننا ، اتتذكر ؟ كنت غبية لانني لم اتنبأ بأن الفوز يهمك وبأي ثمن ! الآن ، انت راض ، اليس كذلك...؟ الغاية تبرر الوسيلة ..." فاجأها كارل بصمته وهدوئه .
" نعم ، بالفعل ، النتيجة فقط هي المهمة . لا تبكي عندما يتخلى عنك كل عمالك ويأتوا للعمل معي . كان يجب ان تعرفي انه في الحرب كل الضربات مسموح بها ... حظ موفق ، آنسة هايرمون ".
انهالت جوليت عليه بالشتائم لكنه كان قد اقفل الخط . حاولت ان لا تنقل عرض كارل الى عمالها ، لكنها كانت تعلم مدى حاجتهم لهذا النوع من الاخشاب .

shining tears
21-02-2008, 21:15
بعد ظهر نفس اليوم ، قصدت موقع المنشرة سيراً على الاقدام ، كانت الاشجار الكبيرة تتمايل اغصانها مع الهواء .
احست جوليت بكآبة وهي تفكر بالموت الذي ينتظر هذه الاشجار الشامخة.
كانت ارض الموقع مليئة بالاغصان المكسرة . هيلموت جاجر سيكرس قريباً وقتاً طويلاً في هذه المنطقة بحثاً عن اشكال من الخشب تناسب فنه ، وبمساعدة اخيه ادموند طبعاً .
كان الكثير من الاهالي قد قصدوا الموقع ليشاهدوا بدء العمل على انشاء المنشرة الضخمة وكلهم ينتظرون بفارغ الصبر لحظة سقوط الاشجار بهبوطها المخيف .
بعد ظهر احد الايام المشمسة ، قررت جوليت ان تتبع عمالها الى الموقع . كانت حركة العمل تنشط يوماً بعد يوم ، وقد اصبح عدد العمال هناك خمسين رجلاً . ولاسباب امنية ، وضعت حبال تمنع الاهالي من دخول منطقة العمل .
لكن المشاهدين كانوا يأتون بأعداد كبيرة وبعضهم يحضر معه الزاد .
عندما وصلت جوليت الى الموقع ، كان الحطابون يحيطون بشجرة صنوبر عملاقة يريدون قطعها . تسلح رئيس العمال بأدوات مختلفة القياس وتحديد النقطة الافضل لسقوط الشجرة . فجأة ، لمحت جوليت كارل ادلر يتكلم مع مدير ورشته وهما متجهان نحوها ، فاختفت خلف مجموعة من الاهالي . تعرفت من بينهم على ادموند جاجر الذي سألها على الفور اذا كانت قد التقت بشقيقه .
" لا ، منذ متى اختفى ؟"
" منذ ربع ساعة ، ولكني لست قلقاً سأجده ".
اطمأنت جوليت وعادت تختلس النظر الى كارل الذي لا يزال يتحدث مع مديرورشته . كم تحبه ! كم ترغب بمصالحته ! انه يملك قدرة على ارباكها حتى ولو من بعيد ، وبطريقة عميقة عنيفة اكثر من اي رجل آخر ، عادة ، النساء تسعدن بوقوعهن بالحب . اما جوليت ، فهي تعيش حباً من طرف واحد . باتت الآن تفهم يأس وخيبة جيرار ... هو ايضاً كان يحبها حباً لا امل له .
صرير المناشير الآلية ، اعاد الفتاة من افكارها الحزينة . بعض الطيور فرت من الشجرة اثر هذا الضجيج الذي طردها من اعشاشها . الاغصان بدأت تترنح مع حركات المناشير ... تمايلت العملاقة استعداداً للسقوط ، فحبس كل المشاهدين انفاسهم ... فجأة تقدم رجل بكل هدوء نحو المنطقة المحظورة .
" هيلموت !" صرخ ادموند وهو ينزل تحت الحبال ليركض وينقذ شقيقه الاعمى .
الصنوبرة كانت قد انحنت باتجاه الارض ... تفاجأ الاعمى بصراخ المشاهدين ، فتوقف مكانه لايدري ماذا يفعل .
كان كارل ومدير ورشته هما الاقرب اليه ، فأسرعا نحوه ، وصل كارل اليه اولاً وبسرعة البرق رمى بنفسه عليه وحماه بجسده . مع صرير الخشب الذي يتكسر ، سقطت الشجرة عليهما وغطتهما بأغصانها ... بعد لحظة الدهشة ، حيث ساد صمت عميق ، بدأ الصراخ والنداء . اما جوليت التي شلها الخوف . فدفعها الحشود معهم نحو مكان الحادث .
حتى الآن ، لم يكن هيلموت ولا كارل قد خرجا من بين الاغصان بمعجزة كبيرة ، كان يوجد طبيب في المكان ، وعندما رفع العمال الاغصان ، كان هو اول من انحنى فوق الجسدين ...
" هيلموت " صرخ ادموند .
" انه اخي ، اعمى لا يرى ..."
" يا الهي ... هل ماتا ؟" سأل احد العمال .
" اتمنى ان تقتصر على كسور فقط ".
لم تعد جوليت تسمع شيئاً . فأغمضت عينيها واخذت تصلي :" يا الهي لن يعرف كم احبه ، ولكن دعه يعيش ، ارجوك ! اتوسل اليك يا ربي ، لاتدع حبيبي يموت ... كارل كارل " واخفت وجهها بيديها واحست ببرد قاتل يسري ببطء في عروقها .

shining tears
21-02-2008, 21:16
تم نقل المصابين حتى شاحنة تابعة للورشة انطلقت بأقصى سرعتها نحو المدينة .تبعها عدة سيارات ... ساد الصمت من جديد في الموقع . وشيئاً فشيئاً عاد الحطابون الى عملهم . حوادث من هذا النوع تهدد مهنتهم، عادت جوليت الى البلدة وزارت آل جاجر واخبرتهم بالحادثة بقيت عندهم طويلا ثم عادت الى منزلها لتتصل بالمستشفى .
" انا صديقة آل جاجر " قالت للمرضة .
" اردت الاطمئنان عن حالة هيلموت "
" حالياً هو لايزال تحت تأثير البنج . يبدو ان لديه ضلوع مكسرة ... الاطباء يهتمون به وشقيقه الى جان "
" والسيد ادلر الذي اصيب معه بنفس الحادث ؟" سألتها جوليت وقلبها يضرب بسرعة كبيرة .
" سبق ان اتصلت وسألت عنه ... الست خطيبته الآنسة كرنتز ؟".
" خطيبته ؟ لا ... انا فقط احدى معارفه ..."
" على كل حال ، حالته اسوأ من حالة هيلموت جاجر ... قوة الضربة كانت كبيرة عليه لانه كان يحمي الشاب بجسده ، هو ايضاً تحت تأثير البنج . الاطباء يتحفظون بتشخيصاتهم الآن ، لكن حياته ليست بخطر ".
" اوه ، يسعدني سماع ذلك ، متى يمكنه تلقي الزيارات ؟"
" لا يزال الوقت باكراً للتأكد ، اتصلي في الايام التالية "
رغم اطمئنانها ، ظلت جوليت تشعر بحزن عميق . كارل حي ، ولكن بأية ظروف ؟ هل سيكون قادراً على السير طبيعياً ؟ اغمضت عينيها واخذت تتذكر لقاءاتهما وكل خصاماتهما .
عندما تذكرت العنف الذي اعتقد انه يعاقبها به على متن المركب وحمايته له فيما بعد بإبعاده جون سيبر ، فهمت انها تحبه من اجل الجانب الآخر من شخصيته ، احبت غضبه الكبير وسحره الهادئ . كانت تحسده على انسانيته التي جعلته محبوباً من كل الاهالي . لكنه لم يكن يتردد عن تدمير المدرسة انتقاماً منها . انه متسلط متعجرف ... لكن رغم كل عيوبه ... ورغم اساءته لها ، هي تحبه . وكانت مستعدة للقبول به كما هو لتعيش بقربه ، تتحداه عندما يجرح كبرياءها وتتمتع بوجوده وبابتسامته وتحيطه بالحب والحنان الذين ولدهما في نفسها ... لكنه لم يكن قد قدم لها اي امل ، الآن ، لن تراه ابداً ، بدون شك سيمنعون عنه الزيارات في المستشفى وبعد اسابيع او اشهر ، ستقفل المدرسة وتعود جوليت الى انكلترا بدون امل بالعودة .
عادت الى منزل آل جاجر وكانوا قد علموا ان هيلموت سيتمكن من السير من جديد بعد فترة من العلاج . ولكن كارل ... ؟ يقال بأن عموده الفقري مصاب وقد يبقى مشلولاً ...
بعد يومين ، اتصلت جوليت بلسلي لتسألها عن صحة كارل .
" هل اتصلت بالمستشفى ؟"
" نعم ، لكن الممرضة اعتقدتني انت ... اردت ان اعرف متى يمكنني زيارة كارل ".
" اوه ، نعم ... مهما كان الامر ، انت تعرفين بدون شك ، ان الزيارات ممنوعة ، حتى زيارتي انا ... بامكانك الذهاب لكنهم لن يسمحوا لك ، طالما انك لست من اعضاء العائلة ... اليس كذلك ؟"
" نعم ..."
" اعدك انني سأتصل بك لاطمئنك عند تطور حالة كارل ، بين الحين والآخر ".
بعد عدة ايام ، تلقت جوليت زيارة زوجة ويليام كونستات فدعتها لشرب الشاي واخذتا تثرثران حول سير العمل .
" السيد بولز والسيدة ماير ترغبان بمساعدتك في المدرسة لقاء اجر بسيط ..."
" هيا ، سيدة كونستات . انت تعلمين انهما تعملان قبل الظهر في الفندق ".
" نعم ، ولكنهما تبحثان عن عمل اضافي ..."
" انت تمزحين ! فزوجاهما يعملان في المنشرة ويكسبان جيداً !"
" لا ، لقد رفض رئيس العمال هناك تشغيلهما ..."

shining tears
21-02-2008, 21:17
" ماذا ؟ ولكن ... انا بنفسي رأيت الاعلان في الصحف ..."
" يدعي رئيس العمال انه تلقى اوامر . لم يقبل بتشغيل اي رجل كان يعمل في مدرسة الفندق ..."
بعد ذهاب السيدة كونستات ، توجهت الى الفندق حيث يتناول رئيس عمال ادلر غداءه يومياً . كانت تريد ان تعرف سبب رفضه لطلباتهم طالما انها كانت آخر ربة عمل لهم .
وكانت قد اكدت للسيدة كونستات انها مستعدة لقبول العمال من جديد في مشاغلها .
طوال الطريق ، ظلت تتساءل عمن اصدر هذه الاوامر ، ولماذا ؟ ربما كانت لسلي التي تتدخل في اعمال كارل سراً .
وجدت السيد بيرجر في بار الفندق ، ما ان رآها حتى نهض ومد يده نحوها .
" ارغب ان اكلمك سيد بيرجر ".
" تفضلي بالجلوس ، يشرفني ذلك ".
" هير بيرجر ، اذا لم اكن فضولية ، ايمكنني ان اعرف من اصدر الاوامر لرفض طلبات عمالي للعمل في المنشرة ؟"
" بالتأكيد ، فراولن ، هذا ليس سراً . اوامر صارمة من السيد ادلر شخصياً".
" السيد ادلر ؟" تمتمت بارتتباك ." ولكن ... هذا مستحيل ! لا يمكنه ان يقوم بمثل هذه البادرة ، خاصة انه يرقد في المستشفى !"
" اتصل بي قبل الحادث ،طبعاً"
" متى ؟"
" الاسبوع الماضي ".
" اي يوم ؟"
" الثلاثاء ".
" الثلاثاء " انه نفس النهار الذي تخاصما فيه على الهاتف . لقد حاول اقناعها بنواياه السيئة بينما اتصل بهير بيرجر ومنعه من توظيف عمال المدرسة السابقين ... الم ينهي محادثتهما الهاتفية باحتقار وتهديد ؟ كان يبدو سعيداً جداً بقهر خصمه .
علماً منها ان طلب العمل في المدرسة سيسبب حرجاً للعمال ، قامت هي بالخطوة الاولى واكدت لهم ان مساعدتهم ضرورية لاستمرار المدرسة . فعادوا كلهم وبنشاط كبير . كانت ماغدا قد ارسلت لها رسالة تعلن فيها انها ستمدد اقامتها في برلين .
بدأت اخبار كارل ادالر تصل الى البلدة . كان قد خضع لعمليتين جراحيتين في عموده الفقري لكنه من الغير المؤكد تمكنه من السير مجدداً حتى الآن. لايزال يقضي فترة النقاهة في المستشفى . رغم وعودها لم تتصل بها لسلي ابداً . لكن بعد اسابيع قررت اخيراً ان تتصل بها .
" انت تعلمين بدون شك ، انه سمح لكارل بتلقي الزيارات ".
قالت لها لسلي بهدوء مصطنع " وربما تفكرين برؤيته لكني انصحك بالتخلي عن هذه الفكرة ، كارل قال لي بأنه لا يريد رؤية وجهك ابداً ."
احتاجت جوليت للحظات طويلة كي تجد القدرة على الكلام .
" ارى ..." قالت بصوت حاولت ان تجعله هادئاً .
" ايمكنني ان اسأل بأية مناسبة ورد اسمي في حديثكما ...؟"
" كنا نتكلم عن الزيارات التي ينتظرها ، فقلت له انك بدون شك ترغبين بزيارته ، فأجابني (يا الهي ) لا اريد رؤية وجهها هنا ! ... انه ليس محقاً، على كل حال "
" هل طلب منك ان تنقلي لي رسالته هذه ؟"
" لا ، ربما كان يريد ان يحتفظ لنفسه بلذة طردك من غرفته . ولكني اشفقت عليك وحاولت ان اوفر عليك مثل هذه الاهانة ..."
" انت طيبة جداً ، لسلي ! انا متأكدة ان هذا كلفك جهداً كبيراً ..." اجابتها جوليت بسخرية واقفلت الخط .

shining tears
21-02-2008, 21:18
" لا اريد رؤية وجهها هنا " هذه الكلمات ظلت تتردد في رأسها . اتستحق كل هذا ؟ بالطبع كارل يظن ذلك ...
عندما قال هذ الكلام . كان متأكداً ان لسلي ستنقله لجوليت حرفياً . في ايام تفاؤلها النادرة ، كانت جوليت تأمل بخجل ان تجد كارل في المستقبل ساحة سلام ، او على الاقل ارض حياد . لكن جملة لا اريد رؤية وجهها هنا ظلت ترن في كل احلامها .
فور عودتها الى البلد ، زارتها ماغدا .
" لدي خبرمهم لك ، جوليت ، ايستعدت ادارة فندقي !"
" ماذا ؟ لكن هذا رائع ، وماذا حل بلسلي ؟"
" سترحل ، بالتأكيد سأمنحها تعويضاً كبيراً "
" وربما لن تطلب تعويضاً ، فهي تأمل بالزواج قريباً من كارل "
" وما ادراك ؟"
" اعتقد ذلك ، لانها تعتبر نفسها خطيبته "
" لا اعرف شيئاً عن هذا الموضوع ، المهم انها سترحل "
" اذا ستستعيدين ادارة فندقك ".
" لا ، هذا مستحيل ، لكنني اتخذت مساعدين لي :
شقيقتي وزوجها . لهذا السبب تأخرت في برلين . زوج شقيقتي كان يعمل في ادارة فندق كبير . سيهتم هنا فقط بالجانب المداي . بينما اهتم انا واختي بما تبقى . ولكن ، جوليت ، لماذا لم تزوري كارل ادلر في المستشفى ؟"
" ولكن ... كيف علمت انت ؟"
" وكيف حاله ؟"
" اصبح نحيفاً ، لكن رغم كل مامر به ، لا يزال متفائلاً ، يأمل ان يسير قريباً بواسطة عصا ... لماذا لم تذهؤبي لرؤيته ؟"
" لانه لا يرغب برؤيتي ..."
اجابتها جوليت واخفضت نظرها .
" وما ادراك ؟"
قال ذلك للسلي التي سرها نقل هذه الرسالة انا لم اتفاجأ بقراره هذا بعد ما حصل بيننا على الهاتف ، قبل الحادث الذي تعرض له ..."
" وماذا كان قد حصل بينكما ؟"
" كنت قد اتهمته بسرقة عمالي باغرائهم برواتب مرتفعة ، فانفعل بعنف... بالنسبة له ، رجل الاعمال يفعل كل شيء لقهر عدو مثلي ... كان يبدو سعيداً بما فعله بي . ولكن بعد اسبوع علمت انه امر رئيس عماله بعدم قبول اي عامل من عمال المدرسة ".
" هذا يثبت انك اتهمته زوراً ".
" لست ادري بما افكر ..."
" اشياء كثيرة تغيرت بالنسبة لكارل ، لقد خاطر بحياته من اجل انقاذ هيلموت . وبدون شك سيعرج حتى آخر ايامه . لو لم تتصل بك لسلي ، هل كنت ستنسين كبرياءك وتزورينه ..."
" لست ادري لا اعتقد .. اوه ... ماغدا ".
" انا آسفة ... جوليت ، كنت اتمنى سماعك تقولين العكس ".
خرجت ماغدا وظلت جوليت وحدها تزرف دموع الحب والشوق واليأس والمرارة .
تلقت لسلي خبر اقالتها بهدوء وتعال . لم تكن نادمة حسب ما ادعت لانه لديها مشاريع اخرى اكثر اهمية .
" ربما تحاول فقط انقاذ ماء الوجه ". قالت البارونة لجوليت .
" ولكني اعتقد انها تستعد للزواج من كارل . هذا الاحتمال يؤسفني كثيراً . ستصبح جارتي وتسكن المنزل الذي يشيده كارل ..."

shining tears
21-02-2008, 21:20
بعد يومين ، اصيبت ماغدا بكرب شديد . فاتصلت بجوليت وطلبت منها ان تحمل لكارل بعض الكتب من مكتبها اثناء ذهابها الى مينيش . وقالت لها ان تتسلم الكتب الى الممرضة اذا كانت لاترغب برؤيته شخصياً.
وهذا ماكانت جوليت تنوي ان تفعله ... لكنها عندما وصلت الى القسم الذي يعالج فيه كارل ، وجدت مكتب الممرضات خالياً . واخيراً وبعد دقائق طويلة من الانتظار ، مرت ممرضة في الممر وكانت تبدو مشغولة جداً.
استوقفتها جوليت وطلبت منها ان تحمل الكتب للسيد ادلر .
" اسمعي " قالت لها الممرضة .
" لماذا لاتحمليها له بنفسك ، لقد وقع حادث على الطريق ونحن نستعد لاستقبال الجرحى ... غرفة ادلر في آخر الممر ، رقم 20" ثم تركتها وابتعدت .
ترددت جوليت ، وتسارعت دقات قلبها فجأة ، هل ستجرؤ على قرع باب غرفته ؟ كيف ستكون ردة فعله ؟ اتجهت نحو غرفته . لكن يدها تسمرت على مقبض الباب . الا ان رغبتها الكبيرة برؤيته وسماع صوته تغلبت على كل مخاوفها .
دخلت ، فوجدت الغرفة خالية لكن باباً زجاجياً يؤدي الى الشرفة حيث يرتاح كارل بدون شك .
بكل هدوء ، دخلت الى الشرفة ، امامها ، على مقعد طويل ، كان كارل نائماً . اقتربت منه بحذر . كانت ساقه اليمنى مغطاة باللفائف . وهو نائم ، كان يبدو شفافاً ...
اجتاحتها موجة حنان ورغبت فجأة بالتخلي عن التعقل وبتقبيله كما فعل عندما غفت مرة في سيارته .
لكن ملامسة شفتيه ولوللحظة قصيرة تعتبر مجازفة ...
تأملت عنقه وصدره ، وبكل بطء وكأنها تحلم ، جلست على ركبيتها بجانب كرسيه .
ثم احنت رأسها وأسندت جبينها على كتفه ، على الفور ، تحرك كارل ورفع يده وجذب رأس الفتاة الى صدره دون ان يفتح عينيه . حبست جوليت انفاسها وكانت تجهل اذا كان لا يزال نائماً ... واخيراً ، انزلقت يده عن شعرها لتداعب ظهرها ، رفعت مقلتيها نحوه والتقت بنظراته الزرقاء المليئة بالاتهام ... انه ليس نائما ... هو يعرف ..."
فكرت بسرعة قبل ان تستسلم لقبلته الحارة . وبهدوء ، بادلته قبلة مليئة بالاشواق ، وشعرت بسعادة كبيرة في تقديم نفسها للرجل الذي يجعلها ترتعش من الرغبة . فهي لم تنس ابداً خلال هذه اللحظة من اللذة انه هو لم يكن يطيع سوى اندفاع جسدي في تقبيلها . لكن حبها يكتفي بهذه القبلة التي طالما حلمت بها ، واخيراً تركها ، فنهضت وهي تشعر بالدوار .
" ارسلتك ماغدا ، اليس كذلك ؟" سألها بسخرية .
" نعم " تمتمت بضعف .
" كنت اشك بذلك ... لابد انها الحت كثيراً ..."
" لا ..."
" ولماذا فعلت ؟"
" لم يكن هناك احد من الممرضات ".
" اذاً ، خاطرت بدخولك الى هنا ، وعندما وجدتني نائماً ، استغليت الفرصة ".
" ماذا تقصد ؟" سألته متلعثمة .
" خاطرت بلعب مسرحية الشفقة و ... لكنك لم لكني مثل هذا الشعور ابداً لجيرارد ، ولا تشعري به ايضاً من اجلي . لكن فضولك كان الاقوى ، فجئت واستسلمت لفضولك ..." ثم اشار الى ساقه ، واضاف بحدة .
" انظري لدي ساقان وقدمان لكني قد لا اسير ابداً . اما اذا حالفني الحظ فقد اسير بواسطة عكازات هل انت راضية ، الآن ؟ لا تقولي شيئاً ! بهذه الظروف ستكذبين ... لماذا جئت ؟" انفجر غاضباً.
" الم تنقل لسلي لك رسالتي ؟"

shining tears
21-02-2008, 21:22
" بلى ..." اجابته بجهد كبير
" اكرر لك بأن ماغدا هي التي ارسلتني ..." واخذت ترتجف ، لكن حبها وانفعالها جعلها تجرب من جديد .
" لماذا ترفض رؤيتي ؟" سألته متهمة اياه .
" بينما استقبلت لسلي والبارونة بالترحيب ... يحق لي ان اعرف لماذا يزعجك وجودي ."
تأملها كارل من رأسها حتى اخمص قدميها ثم قال :
" الم تفهمي بعد ؟"
" لا ".
" حسناً ، سأشرح لك ... انا عرفك جيداً . المرض، العذاب ، الالم يشعرك بالقرف ، انت مستعد للمساعدة ولكن لدرجة معينة فقط . شرط ان لايطلب احد منك التضحية ، انا اكره كل هذه المسرحيات بالمناسبة ، انت لعبت دورك جيداً منذ لحظات ، اهنئك مواهبك كبيرة ..."
" انا ... لم اكن العب دوراً ، فهمت ان ."
" ماذا فهمت ؟" سألها بحدة واحتقار .
" انك ... انك ستتصرف ... بنفس الطريقة مع اية امرأة ... لانك في هذه المستشفى منذ عدة شهور ... وارجوك حاول ان تفهمني !"
قست ملامح كارل ونظر اليها نظرة مخيفة .
" تقصدين انني اذا وجدت ممرضة منحنية فوقي توقظني ، كان يجب ان تكون ردة فعلي هي نفسها لانها امرأة ايضاً ".
" اعلم انني شخصياً لا اهمك الآن " اجابته بصوت مرتجف .
" لكنك طيبة وحساسة لدرجة انك لم تمنعيني ".
قال بسخرية . ثم اسند رأسه واغمض مقلتيه .
" ارحلي " امرها فجأة " نحن لايمكننا التفاهم وليس لدي صبر امنحك اياه ... دعيني وحدي ".
اتجهت جوليت نحو الباب وقلبها يعتصر من الالم ، وقبل ان تخرج ناداها صوت كارل .
" اذا فهمت فيما بعد لماذا انت ، وليست اية ممرضة ، كانت ضحية لقبلاتي ، لا تتعبي نفسك بتحذيري لا يهمني ذلك ... اتمنى ان لا اسمع عنك شيئاً بعد اليوم ".
هذه السنة ، كان الخريف لطيفاً على ضفاف بحيرة سيلبريس . وكانت ماغدا سعيدة بإدارة فندقها مع شقيقتها وصهرها . اما لسلي ، فكانت قد رحلت دون ان تطلب تعويضاً كبيراً . ولا احد يعلم اين هي الآن .
اما كارل ، فبعد ان قضى فترة النقاهة ، غادر بفاريا وتقول الشائعات انه يقيم حالياً في ايطاليا . لكن لا احد يعلم اذا كان يعيش هناك وحده ام مع ليسلي ... ويقول الجميع انه يسير الآن متكأً على عصا ويقود سيارته بشكل طبيعي .
انتهى العمل على انشاء المنشرة ، وضجيج الآلآت يرتفع على ضفة البحيرة الشرقية ليقضي على هدوء الوادي .
اما جوليت ، فمنذ ان اهانها كارل وطردها من غرفته ، وهي تكرس وقتها للعمل الذي انغمست فيه جسداً وروحاً على امل النسيان ... من الفجر حتى الغروب ، كانت تفكر في العمل وتتكلم عنه ، تبيع انتاجها وتحلم به حتى في الليالي ، اصرارها وعنادها ، جعلها تتلقى طلبيات كبيرة وخاصة مع اقتراب عيد الميلاد فزادت اجور العمال واشترت كل مايلزم للموسم القادم . وهكذا تكون قد وفت بكل دينها لجيرارد وحافظت على المدرسة التي كانت حبها الوحيد الحقيقي.
لكن الجميع كانوا يجهلون اية فدية كبيرة كلفها هذا الفوز .
ذات يوم احد ، كانت تحضر قدداساً في كنيسة البلدة . وعندما قرع آخر جرس ، بدأ الحشود بالخروج ، بينما تأخرت جوليت امام المذبح . هي تحب هذه البلدة واهلها وتحب عملها . كان بامكانها ان تكون سعيدة جداً لولا الحزن المرير الصامت الذي يؤرق ليلها ونهارها ...

shining tears
21-02-2008, 21:23
خرجت أخيراً من الكنيسة ، وكانت كل السيارات قد غادرت الساحة ولم يبق هناك سوى سيارة واحدة ، عندما رأتها الفتاة ، احست بقلبها يقفز من صدرها . حبست انفاسها ، وبحثت عن صاحبها . انها سيارة كارل الذي يستند على جذع احدى الشجرات . حمل عصاه ، واتجه نحوها ، انه نفس الرجل الانيق الواثق من نفسه .
" اكدت لي ماغدا انني سأجدك هنا ". بدأ كلامها وانحنى امامها ، خلعت نظارتها الشمسية واخذت تتلاعب بها بعصبية وتوتر .
" نعم ، كنت احضر قداس الاحد ... ارتغب في الكلام معي ؟" سألته وهي تحس بجفاف في حلقها .
" لا ، كنت اريد ان اراك ".
لم تعرف ماذا تقول ، فتأملته بصمت .
" هل انت جائعة ؟" سألها فجأة .
" جائعة ؟" رددت بدهشة " لا ...".
" حسناً ! هذه المرة ، انا ادعوك للغداء ،ليس الآن طبعاً ، طالما انك لست جائعة ، فيما بعد ، ربما ..." ثم دعاها لكي تتبعه ، فتبعته بصمت وجلست بقربه في السيارة .
" الى اين تصطحبني ؟" سألته بحذر .
" ستعرفين قريباً ". وانطلق بسيارته بكل هدوء متجهاً نحو الجبل .
لم يكن يبدو عليه انه يرغب بالثرثرة ، وجوليت لم تجرؤ على البدء بالحديث ، تتالت المنعطفات امامهما ، ففهمت فجأة انه يصطحبها الى الجبل حيث موقع منزله الجديد . لماذا ؟ الطريق الفرعية اصبحت واسعة .
كانت جوليت قد علمت من عمال المدرسة ان عملية البناء مستمرة لكنها لم تحاول ابداً ان تتحقق من ذلك بنفسها ، طالما ان كارل يبنيه من اجل لسلي ...
كانت آلة الاسمنت تتوسط الورشة ، لكن لحسن الحظ ، عدد قليل من الاشجار فقط قطع ، من جديد ، تساءلت الفتاة لماذا يصر كارل على اصطحابها الى هنا ، أيأمل ان يثير غيظها بتهديده من جديد سلام الحياة الهادئة هنا ؟ بالتأكيد لم تكن هي سعيدة بسكنه في ريتغن ، لكنه لا يمكنه ان يفهم حقيقة اسباب مخاوفها ... ايحاول ان يبدأ من جديد بالمشاكل معها ؟ لكنها عندما رأته امام الكنيسة لاحظت ان نظراته مختلفة ، ربما كان يقول الحقيقة عندما اخبرها بأنه جاء فقط رغبة برؤيتها ...
نزلت جوليت من السيارة ووقفت تتأمل واجهة المنزل الذي لم ينته العمل فيه .
" ما رأيك ؟" سألها كارل وهو لايزال واقفاً امام سيارته .
" حالياً ، المنزل ليس سوى هيكلاً ، ولكن الموقع رائع حقاً ... متى سينتهي العمل فيه ؟"
" بعد ستة اشهر تقريباً ، اذاً ، في الفترة المناسبة لبيع الابنية ..."
" البيع ؟ ولكن ... كنت اعتقد انك ستقيم هنا ..."
" كنت بالفعل انوي ذلك ، لكني غيرت رأيي إثر ... صدمة ، في حياتي الخاصة ... الآن ، سأبيع المنزل لاول مشتر ".
أيحاول ان يعلن لها عن فسخ خطوبته مع لسلي ؟ في هذه الحالة ، لماذا يسألها رأيها في منزل لن يسكنه ؟ كان يتكلم بمرارة ولكنها لم تتمكن من التوصل للفظ كلمات المؤاساة التي ينتظرها منها .
" اتمنى ان تغير رأيك بخصوص المنزل ..." تمتمت جوليت " هل قرارك نهائي ؟"
" يتوقف على بعض الظروف ".
شعرت جوليت بالكآبة ، الا يزال لديه امل بمصالحة لسلي ؟.
" احب معرفة رأيك حول تقطيع الغرف " قال فجأة وجذبها نحو المنزل .
توقفت ورفعت نظرها نحوه وعقدت حاجبيها .
" لماذا ؟ لماذا تستشيرني

shining tears
21-02-2008, 21:24
" ولما لا ؟ كنت قد همست للمهندس بانك تملكين بعض الافكار ، ستجرحينني اذا رفضت مساعدتي بافكارك ..."
" هير برنتل كان يمزح ، في ذلك اليوم " اجابته بجفاف امام لهجته الساخرة " والآن لو سمحت ، اريد العودة الى البلدة ..."
" ألم تعرفي بعد لماذا اصطحبتك الى هنا ؟"
" بلى ! انت تشعر بالملل ، وقد قررت ان تمضي وقتك في اصطحابي الى منزل لن نتهي العمل فيه قبل مدة طويلة ".
" حماسك ربما اقنعني بعدم البيع ..."
" انت صاحب القرار ..."
" نعم ، هذا صحيح ، للاسف ".
" للاسف ؟ لماذا ؟"
" انت تفرطين في استعمال كلمة لماذا ؟"
" لعبة الحزازير هذه طالت كثيراً " صرخت بنفاذ صبر " لا افهم سبب اصطحابك لي الى هنا ، واهتمامك برأيي ، مع انك في الحقيقة قلما تهتم لذلك !"
" سبق وقلت لك انه تحت بعض الظروف ، سأهتم مجدداً بمشروعي هذا". " حسناً ، وماهي هذه الظروف ؟"
" اذا كنت انت ايضاً مهتمة ، هكذا يمكننا معاً نحن الاثنان ان نكمل بناء المنزل ".
هذا الجواب كان غريباً لدرجة ان جوليت انفجرت ضاحكة ، لكنها ضحكة ليس فيها اي مرح .
" نحن ؟" قالت بمرارة " انت تمزح ! نحن لا نتفاهم ابداً ! انت تكرهني ، تحتقرني " وانهمرت دمعة من عينها دون ان تنتبه " انت اثبت لي ذلك اكثر من مرة ، حاولت ان تتلاعب بي بكل الوسائل لانني اعارض بناء منشرتك ، طلبت من لسلي ان تحذرني بانك سترميني خارجاً اذا زرتك في المستشفى ، ووفيت بوعدك عندما احضرت لك الكتب التي ارسلتها ماغدا! والآن تجروؤ ..." قطعت كلامها وقد جرحتها هذه الذكريات المؤلمة .
" ولم تعلمي لماذا طردتك بهذا العنف ، ذلك النهار ؟"
سألها كارل بحدة وبدأ يهز كتفيها بعنف " الا يوجد ذرة ذكاء في رأسك ؟" صرخ كالمجنون " الا تفهمين انني كنت بخطر البقاء مشلولاً بقية ايام حياتي ، وان ذلك القدر كان يرعبني ؟ كنت اخشى مصير جيرارد ، هو ايضاً كان مريضاً ، تائهاً ، هو ايضاً كان يحبك ، وتسألين لماذا شفقتك ترعبني ؟"
" الحب ؟" رددت بذهول " انت تحبني ؟ ولكن هذا مستحيل ! ... لابد انك ... مخطئ ... ابداً لم تلمح لي بأية ... اشارة ..."
" مع انني حاولت ..." اجابها بمرارة .
احمر وجهها عندما تذكرت كيف قبلها في السيارة وعناقه لها على متن المركب ، هناك ، كان قد تظاهر بأنه كان يريد الثأر لاخيه ، لم يكن يعلم ابداً انها كانت على وشك الاستسلام له طوعاً وبكل رغبتها ... مرتين ، سرق منها قبلة دون ان يظهر لها حباً ، والآن يؤكد انه كان يحبها ، لكن كرامته اجبرته على طردها بقسوة في المستشفى ، اين هي الحقيقة ؟
" لم اشك لحظة انك ..." بدأت كلامها مترددة .
" هل كنت تتمنين ذلك ؟" قاطعها ورمى عصاه ليضمها الى صدره " كنت تتمنين ذلك ؟"
حنان صوته طرد آخر مخاوفها وشكوكها ، فرفعت وجهها نحوه بخجل .
" نعم ، كنت اتمنى ذلك ..." تمتمت جوليت " منذ مدة طويلة ..." اغمض عينيه للحظة وكأنه لا يجرؤ على تصديق سعادته .
" هل انت متأكدة ؟" سألها متوسلاً .
كجواب على سؤاله ، عقدت يديها حول عنقه وقدمت له شفتيها ، تنهد وتناول شفتيها وضمها اليه اكثر ، كانت تنتظر هذه اللحظة منذ مدة طويلة جداً ، كانت تنتظر ان يقبلها مثل الآن بحنان

shining tears
21-02-2008, 21:25
وحب ، اتحد قلباهما واستسلما للحب والرغبة ، للمشاركة والانتماء ، لكن فجأة ، وابتعدت جوليت عنه .
" بالنسبة لجيرارد ..."
" جيرارد ؟ نعم ... كنت اريد ان أثأر له منك ..."
" افهم ذلك ..."
" تلك الليلة ، على متن المركب ، الغيرة اعمتني كنت اعتقد انك ستعاملين جون بنفس الطريقة ، الغزل ، الاثارة قبل ان تدفعيه عنك بوحشية ... كنت مقتنعاً انك تصرفت بنفس الطريقة مع اخي ، وحاول ادلالك بنفس السلاح ..."
" لكنك مع ذلك حميتني من جون ..."
" نعم منذ البداية ، كنت اتردد بين الاحتقار والاعجاب ، بين الحب والحقد، لكن الحب كان هو المنتصر في النهاية ..."
" رغم جيرارد ..."
" بفضله على الاصح ، فكري جيداً ، لو كنت وافقت على الزواج منه دون حب ، لكنت كرهتك للابد ... لانني اريد حبك ، حبك كله ، اصر على كوني الوحيد ، الاول والاخير ، خلال الاسابيع الاخيرة ، كنت اصلي دائماً كي يفهمك جيرارد ويسامحك ، اذا كان لايزال يستطيع ..."
" كارل ، للحقيقة ، كانت المدرسة تهمه اكثر من وجودي ، لم اتعرف عليه الا قبل مدة قليلة من وفاته وكل حياته كانت مكرسة لفنه ، كان من المستحيل علي ان احبه لكني حافظت على ثمرة عمله احتراماً لذكراه ... لهذا السبب ، قاومت بكل قوتي ..."
" نعم ، كنت جندياً قوياً ، ياحبيبتي ..." قال ممازحاً مبتسماً بحنان .
" كنت تهددني ..."
" لكني لم انفذ تهديداتي ! للحقيقة ، كنت انوي ذلك في البداية ، كنت اجد لذة في مقاومتك ، ثم بدأت اتلذذ اكثر بمعركتنا ، وعندما فهمت انني احبك ، حاولت مساعدتك على النجاح ، سراً ..."
" باقناع اصدقائك بتسليمي طلبيات كبيرة ... ولكن اعلم انني حاولت الاعتماد على نفسي ، حتى ولو سرق مني عمالي ..." كانت تتكلم وتداعب كتفيه بحنان .
" لم يكن لدي امل ، كنت اعتبرك خطيباً للسلي ..."
" كانت خطيبتي قبل زواجها ..."
" نعم ، ولكني رأيت صورتها في منزلك ..."
" تركتها هناك لاعيدها اليها اذا طلبت ... من جهة اخرى ، كنت اعلم انك رأيتها في صالوني ، واسعدتني غيرتك الانثوية ..."
" لكن لسلي كانت تزعم انك خطيبها ".
" كانت تفعل ذلك عمداً ... ولكن انتظري لحظة ..."
ثم اخرج من جيبه قصاصة صحفية ناولها لها ، كانت عبارة عن صورة للسلي مبتسمة متأبطة ذراع رجل متوسط السن "
" تزوجت حديثاً من تاجر اميركي غني ..."
" ولكن لماذا كانت تكرهني ؟" سألته جوليت .
" كانت تغار منك منذ البداية ، وشعرت بالخطر بسرعة ".
" خطر ؟ اي خطر ؟"
" ان ترانا نغرم ببعض ، كما نحن عليه اليوم ، اليس كذلك ؟" الح كارل وهو يبحث من جديد عن شفتيها .
ابتسمت جوليت بمكر وتراجعت للوراء .
" كنت تريد ان تريني المنزل ..."

shining tears
21-02-2008, 21:27
" حسناً ، بهذه الحالة ، اتبعيني " قال متنهداً رغماً عنه .
قادها عبر الحجارة وادوات البناء حتى داخل المنزل ، وبعد ان تجولا في الطابق الاول قال بمكر .
" لحسن الحظ ، الطابق الثاني ليس موجوداً بعد "
" لحسن الحظ ؟ لماذا ؟"
" لان غرفتي ستكون في الاعلى ، والمغامرة مثيرة جداً ... كنت سأحملك بين ذراعي لعبور العتبة و ..."
" لكن العادة تقتضي ان تحملني امام مدخل المنزل !"
" ليس مهماً ، بامكاني ان احملك من القبو حتى العلية ، يوم زواجنا ، متى سنتزوج ؟"
" هل ستنتظر حتى ينتهي بناء المنزل ؟" ضمها اليه وجلسا على حجر كبير .
" اذا كنت تحبينني حقاً لنتزوج غداً ".
" اوه ، كارل ، حبيبي ... ولكن ،المدرسة ، اريد ان اتابع العمل فيها ..."
" قد اعارض بحق الفيتو " هددها بحنان " يجب اولاً ان اعرف كم ساعة يمكنني ان ابتعد عنك ..." وطبع قبلة على راحة يدها .
" القليل جداً ، اتمنى ذلك " قالت بابتسامة مشرقة .
" ربما لن استطيع الابتعاد عنك دقيقة واحدة ..."


تمت




واتمنى تنال اعجابكم
تحياتي ويالله استنى الرواية الجاية::سعادة::

القلـ ساحرة ـوب
21-02-2008, 21:42
ماشاء الله عليك حبيبتي shining tears

والله يسلم الانامل اللي كتبتها ::جيد::

روااااية جناااااااااااااان ::جيد::

و اسفين على تعبك عذبناك معنا الله لا يحرمنا منك و من طلتك علينا

و مشكورررة مررررررررررة يا قلبي

و ننتظر جديدك قريب ان شاء الله

نجمة00
22-02-2008, 09:48
مشكورة على الرواية

هيونه المزيونه
22-02-2008, 11:13
تسلمين الرواية بصراحة رائعة جداااااا جداااااااااا ....

والآن دور رواية الحب المجنون .... ( أنا صوت لها من البداية )

ياترى مين راح تنزلها لنا ...

في الأنتظاااااااار ....

لحـ الوفاء ـن
22-02-2008, 12:06
يسلمو شايننغ على الروايه الرائعه ويعطيك العافيه
ونحن في انتظار الجديد

ماري-أنطوانيت
22-02-2008, 12:44
http://roro1981.jeeran.com/photos/1350958_l.jpg
الله عليك حبيبتي ((shaining tears)) روايه رووووووعه مع اني لسه ما
خلصت قراءتها...:D
تسلمين قلبي وخاصة في سرعه انزالها...ما قصرتي ::سعادة::
~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~

وان شاء الله الروايه الجايه هي روايه ((الحب المجنون))
بتمتعنا بقراءتها الغاليه ((Fenetia))

بانتظارك يا الغاليه على احر من الجمر.......::جيد::

ماري-أنطوانيت
22-02-2008, 12:59
بنات ممكن مساعدة


المشروع اللي قبل هذا ما لقيته

كنت حابه اقرا رواية رجل صعب



ممكن تعطونياها ؟؟



<< زودتها


^_^"




..

هلا والله فيك يا الغاليه.....::سعادة::
تفضلــــــــــــــــــــــي قلبي هذا هو الرابط....
وقراءه ممتــــــــعه......:D

http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=348153&page=2

احباب الروح
22-02-2008, 17:11
^


تعجبني هالبطه :D



حيااااتي انتي :p

تسلمين والله


لي فتره ادور عليها ومو لاقيتها

تسلمين لي يا عمررررري



والله يعطيج الف عافيه



..



^_*

مسنياك
22-02-2008, 20:04
رائعه
تسلمين
مشكوره على تنزيل الروايه كامله

خيال المشاعر
22-02-2008, 23:00
يسلمو shining tears على الرواية الحلوة زيك مرررة خطيرة كانت

مجهود رائع في سرعة تنزيل الرواية شكرا

الأميرة شوق
23-02-2008, 00:24
مشكوره وماقصرت
أكيد أنت تعبانة الحين
الله يعطيك العافية

البسه الشقراء
23-02-2008, 19:39
بجد بجد انا كثير مستانسه من الروايه اللي كتبتها الاخت العزيزه
shining tears
واحب اقولها الله يعطيج العافيه على هاذي الروايات الروعه اللي انت معودتنا عليها
وبانتظار المزيد منك

*mero*
23-02-2008, 20:05
الله يعطيك العافيه ياقلبي وانت المفروض اسمك شاييننغ هابينيس على المجهودالسوبر اللي تسووينه دائما$$$$$

عذاَري
24-02-2008, 13:42
.

قرٍيت رٍوْآيه { آيضن }

.

آدرٍي بتقوْلوَن بطيئه بسِ معليشُ

وْ آلرٍوْآيه . روووووووووووووْووعه بمعنىٌ آلڪلمه

.

lilac77
24-02-2008, 14:11
مرحبا بنات اريد اشكركم على المجهود الي تبذلوه واتمنى تقبلوني صديقة انا احب روايات عبير مووووت

Lmara
24-02-2008, 16:36
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/eTp69305.gif (http://www.arb-up.com/)

بنات احبكم
احبكم
احبكم
واحب منتداكم الرائع

تراني من زمان متابعه للمنتدى

بس عاد توني اسجل .لاني كنت خايفه ما اقدر اوفي المنتدى والعضوات العزيزات على قلبي حقهم باالردود

بس ان شاالله راح احاول على قد ما اقدر ....
واقول للكاتبات امووووووووت فيكم مو بس حبكم

والروايات رووووووعه بصراحه انا اموت بشي اسمه روايات عبير واحلام
من وانا صغيره
بصراحه تعيشك بعالم ثاني .... بعالم احلام اليقظه

يووووه يا قلبي على الابطال:p..... بكل روايه احب واحد طبعا البطل ;) ههههههههههههه:D

اتمنا تقبلوني متابعه معاكم ومشجعه ::جيد::

واخيرا ارجع واقول ...
احبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــكم


http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/MwI69656.jpg (http://www.arb-up.com/)


http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/mAg70928.gif (http://www.arb-up.com/)

Lmara
24-02-2008, 16:59
صح نسيت اقول رواية غرباء على الطريق روعه :)

Fenetia
24-02-2008, 20:22
ربنا يعطيك العافية والصحة shining tears على هالرواية الروعة

وبانتظار جديدك من الروايات الحلوة متلك

shining tears
24-02-2008, 20:27
احم احم والله تشققت من كلامكم

يعطيكم الف عافية وان شاء الله عجبتكم الرواية
وياهلا بالعضوات الجدد
الف مليون مرحبا

Fenetia
24-02-2008, 20:30
مررررررررررحبا يا بنات أنا آسفة جدا على التأخير بتنزيل الرواية
لكن والله حصلت ظروف بالبيت والحمد لله عدت على خير:بكاء:
واليكم الرواية ::سعادة::



رواية " الحب المجنون "

من روايات عبير القديمة

شخصيات الرواية

"بليندا برونسكي":فتاة أمريكية توفي والداها وأصبحت تحت
وصاية ابن زوج أمها
"وولف ويكفيلد":نجم سينمائي صاعد
"هيكتور بليدسو":ابن زوج أم بليندا والوصي بها
"لوريث":مديرة منزل بليندا وهي ريفية فرنسية عجوز...

ملخص الرواية:

صرخت بليندا وهي تواجهه وقد أسندت ذراعيها على السطح
اللامع للمكتب.
- والآن عليك أن تشرح لي.
- لا تصرخي عاليا فلربما اعتقدت ليديا أننا نتعارك
- هذا ماسنفعله بالضبط يا وولف
قال بصوت راض:
- لازلت جميلة وأنت غاضبة وفي منتهى الفتنة والجاذبية.
قالت بليندا وهي تضع كل دفاعاتها أمام صوته الناعم والذي
تعرف تماما مدى خطورته:
- سألقي بك من النافذة إذا لم تخبرني في الحال مامعنى كل هذا..
إن الصحف حددت تاريخ الزواج..خلال خمسة عشرة يوما بالضبط.
هل أنت الذي أصدرت هذا البيان إلى الصحافة؟
اعترف بصوت هادئ:
- نعم هو أنا... في الحقيقة سنتزوج ثم...

Fenetia
24-02-2008, 20:36
الفصل الأول:
خريف 1977 كان المقهى الصغير منزويا في الجزء القديم من نيس ويتردد عليه أهل الحي فقط. ولا يرتاده السائحون وهو ما جذب وولف ويكفيلد إليه.
كان كل شيء يسير بالعكس بالنسبة له من البداية للنهاية في ذلك اليوم. لكن الشراب وأدوار لعب الورق مع الصيادين في الناحية خففا من مرارته. لا أحد هنا يعرف أنه ممثل الفيلم الذي يجري تصويره في المنطقة.
عندما غادر المقهى مع أصدقائه الجدد كان ذلك بعد إغلاقه, بعد سباب رئيس البوفيه لهم. كان رفقاء الشراب يسيرون بجواره وهو نفسه كان يترنح حتى سيارته.
جلس وولف وذهنه غير صاف وراء عجلة قيادة السيارة الچاجوار التي استأجرها بسعر زهيد وكانت تستهلك وقودا ضخما وإن كانت مزودة بجهاز ستريو ومحرك قوي.
خرج من المدينة بسرعة كبيرة ليصعد نحو التلال الخضراء حيث تقع وسطها الفيلا التي يسكنها. كان ينهب المنحنيات دون أن يهدئ من السرعة مما يزيد بهجته ونشوته من الشراب.
بدت الحياة جميلة بالنسبة له في تللك اللحظة ونسي تقريبا متاعب ومضايقات النهار. من الأفضل أن يتمسك بالجوانب الإيجابية. لقد أصبح معروفا وانتهى الأمر بأن لاحظوا عمله وأصبحت أدواره منتقاة شيئا فشيئا وهناك من يدفع أجر إقامته في أوروبا التي كان دائما يعشقها.
كان قد واصل دراساته في فرنسا و ألمانيا عندما كان يحس في أي مكان أنه في وطنه.
ماذا يطلب أكثر من هذا؟
ضغط بدال السرعة بشدة ودخل في ملف شديد الانحناء عندما سمع صريرا. تصور في البداية أن ذلك من وحي خياله. ولكن الأمر أصبح واقعا... وقف بالسيارة في الحال على جانب الطريق واستدار نحو الخيال الموجود على الأريكة الخلفية. لم يصدق عينيه: إنه يقل معه مسافرا خفيا. سمع صوتا يقول:
- لا تتعب نفسك, على أية حال أنا التي تدحرجت من جانب لأخر وفي كل اتجاه بسبب قيادتك الهوجاء.
قال وولف وهو مذهول ويتأمل الفتاة ذات الشعر الأسمر المحمر والعينين اللامعتين التي ظهرت أمامه:
- قيادة هوجاء؟ ماذا تفعلين في سيارتي بحق الله؟
أجابت الشابة:
- إنني أختفي. إنني مطاردة من الوصي علي إنه يدعي أنه يريد استرداد الأموال التي أدين بها لأمه وفي رأيي أنه يريد أكثر من هذا .
- أليس لك عمل ؟
- إنني أبحث عن عمل. إنني أحاول أن أظهر في بلاتوه تصوير فليم يجري تصويره في هذه المنطقة...هل تفهم ماذا أقصد؟
رد عليها وولف وقد تجهم من تأثير الصداع الذي كاد يحطم رأسه.
- أعتقد ذلك. هل يمكن أن تجلسي في المقعد الأمامي؟
وهل يجب علي أن أنزلك في مكان ما؟
دهش من نفسه لأنه تصرف بهذه الكياسة في حين كان من الواجب أن يغضب من هذا التطفل. عندما جلست الشابة على المقعد المجاور له,لاحظ ساقيها الطويلتين اللتين برزتا من الشورت القطني الذي ترتديه: أخذ وولف
يسب ويلعن في نفسه.. إنها ليست سوى صبية صغيرة.
أجابت على سؤاله:
- لايهم أي مكان بشرط ألا يعثر بير علي ولا داعي لأن تنظر إلي بهذه الطريقة. سأدفع للوصية حالما أحصل على نقود ولكني لا أريد بأي حال من الأحوال أن يضربني ابنها
سألها وولف بصوت مرهق:
- كيف أتيت إلى فرنسا وليس معك نقود؟
لم ينتبه إلى ردها لأن صداعه ازداد سوءا:
-لقد ترك لي والدي وديعة صغيرة عند موته... إيه! هيا سر بطريقة
هادئة فإنني لازلت صغيرة على الموت.
- ماأسمك يا آنسة؟
- بليندا برونسكي.
- بليندا! إن هذا الاسم يبدو فريدا ويذكرني بالأسماء التي تستخدم
في روايات جدتي.
استاءت الفتاة وقالت:
- أحقا ما تقول؟ أنا آسفة بالنسبة لك ولكنه اسمي الحقيقي ولم أخترعه.
- هل كان والداك يكرهانك إلى هذه الدرجة؟
-لاجدوى من أن تكون ساخرا وأنت الذي تقوم بالدور السيئ. لقد أحتسيت الشراب بشراهة وغدا سيتصلب فكك ولن يرتخي طوال النهار وهذا سيعلمك ألا تسخر من اسمي.
- ولكني لا أسخر. إنه مثير للسخرية في حد ذاته.
قالت بصوت بارد كالثلج وهي تستدير ناحية النافذة:
- لطيف منك ما تقوله.
ساد صمت ثقيل بينهما وبعد ثلاثة كيلو مترات من السير وقف وولف بين عمودين يحدان المدخل الصغير الملتوي وسط غابة الصنوبر ثم انطلق بالسيارة دون أن يهدئ السرعة. ما إن وصل إلى أعلى حتى وقف فجأة وسط مسطح من الحصى. قال:
- ها نحن قد وصلنا. وإذا استطعت أن تظلي مختفية حتى لاتزعجيني فيمكنك استخدام أريكة الصالون وإلا فتصرفي بمعرفتك.
قالت "بليندا" في تهكم:
- هذا كرم كبير من جانبك.
بدأ "وولف" الحديث وأعصابه مشدودة للغاية.
- اسمعي... أنا...
قاطعته في الحال:
-لا بأس.. لا بأس. لن أقول شيئا.
خرجا من السيارة. كانت الفيلا البيضاء التي يضيئها القمر أحسن مكان عرفته الشابة من شهور مضت. كانت تخشى دائما الوحدة هذا الرجل على الأقل أمريكي. ولا يبدو عليه مظهر السفاحين بل إنه فتى مليح. ثم إنها يجب أن تتجاوز عن مغازلته لأنه ليس في كامل وعيه.
بدأت "بليندا" تضحك. وسألته:
- هل تحب الشراب في الصباح؟ يمكنني أن أحضر لك منه من السوق من أجل الإفطار.
زفر "وولف" وهو يمرر يده على جبهته.
- لا. بالأخص الشراب. لدي إجازة غدا وأنوي أن أنام حتى المساء وإذا بقيت فأرجوك ألا تصدري أي ضجة.
قالت الشابة بإلحاح وهو يدخل البيت دون أن يعيرها أدنى إلتفات:
- ألا أستطيع على الأقل أن أحصل على غطاء؟
لم تكن "بليندا" قد تركته قيد أنمله. قال وهو يلوح بيده في اتجاه غير محدد:
- ماذا؟ آه نعم! في دولاب البهو.
- هل يمكن أن تدلني عليه؟
زمجر "وولف".
- من الأفضل أن ألقي بك في البحر.
ومع ذلك ذهب معها إلى البهو وقد تضاعف الصداع وأحس بأن نافوخه سينفجر. قالت "بليندا":
- يجب عليك أن تكف عن الشراب.. ربما كانت لديك حساسية ضد الشراب المنعش.. إنك تبدو فعلا مريضا.
- أنا قيادتي سيئة وأنا أبدو مريضا.. هل هناك شيء آخر تودين أن تنتقديه في؟
سحب درجا في غضب وكان مملوءا بالأغطية المطوية.
- هذه مجرد نصيحة ويمكنك أن تستشير طبيبا نفسيا حتى يمكن أن يرتب عقلك.
- لا داعي لذلك فليس لدي عقل ثم تصبحين على خير ولا تقولي أي شيء آخر.
عاد ناحية الدرج فقالت:
- حسنا جدا. مادام هذا هو الذي تريده.
توسل إليها وهو في منتصف الدرج:
- اللعنة. أرجوك اخرسي!
ردت عليه "بليندا" قبل أن يختفي.
- أيها اللعين!
لم يعرها "وولف" أدنى انتباه. وصل إلى حجرته وألقى ملابسه على الأرض وألقى بجسده على السرير ووجهه لأسفل. حيث استغرق في نوم عميق.

Fenetia
24-02-2008, 20:37
استيقظ في الصباح عندما سقطت أشعة الشمس على وجهه وعلى صوت هدير محرك سيارته الچاجوار.
زمجر وهو شبه تائه ونهض من السرير بصعوبة.
- ولكن.. ماذا يجري؟
ألقى نظرة على ساعته وعرف أن الساعة لم تتجاوز الثانية صباحا.
من ياترى يحدث كل هذا الضجيج في هذه الساعة المبكرة؟ ترنح وهو يشعر بألام القرحة في معدته إلى أن وصل إلى النافذة الكبرى المطلة على الحديقة وصرخ:
- مامعنى هذا؟
كان نصف "بيلندا" مختفيا تحت غطاء محرك السيارة أمام البيت.
قالت له وهي ترفع أنفها نحوه قبل أن تشير إلى محرك السيارة في سخرية:
- ألا تعرف شيئا حقا سوى الصراخ؟ لقد خرجت ونظفت شمعات احتراق السيارة.ولآن أجرب الكاربوراتير. إنك حقا لا تعرف التعامل مع المحركات.
وضع "وولف" رأسه بين كفيه وهو يسب ويلعن ثم عاد إلى سريره ليعاود النوم. ولكن الضجة طردت النوم من عينيه مرة آخرى. قضى نصف ساعة كاملا تحت الدش ثم قرر بعد ذلك الاستحمام. ولكن بعد أن يخنق تلك الفتاة ذات الاسم المضحك. على الأقل لو فعل ذلك لتخلص من آلام. قابل في البهو مديرة المنزل "لوريث" وقالت له بلهجتها الإنجليزية المشوبة بلهجة أهل الريف:
- ياسيدي "وولف" إنني متوترة تماما من هذه الضجة وحاولت أن أفهم تلك الشابة ولكنها قالت لي:إنك لا تجد في ذلك أي إزعاج.
- بالعكس أجدها أكثر من مزعجة ولكنها ليست غلطتك يا سيدة "لوريث". سأرحل للاستحمام بسيارتي الچب ولا تقولي هذا لتلك الفتاة الوباء.
تسلل خارجا من الباب الخلفي المؤدي إلى الجراچ ما إن وضع قدميه في الخارج حتى قالت "بليندا":
- صباح الخير. هل أنت ذاهب للاستحمام؟
سأصحبك فقد انتهيت من السيارة "الچاجوار".
نظر "وولف" إليها في ذهول وغيظ وقال:
- ولكن مغطاة بالهباب من رأسك لقدميك.
-طبعا بسبب "الچاجوار" والحمام سيزيل كل ذلك.
- ولكن ليس عندك لباس البحر.
- وماذا في ذلك؟ إنني سأستحم بالشورت.
أحس بالدوار وهو يتخيلها تسبح بالشورت فقط. قال وهو ساهم:
- ولكن الهباب سيلوث المقاعد في السيارة وهي ليست ملكي.
قالت قبل أن تختفي في الجراچ لتخرج منه في الحال ومعها غطاء قماش مربعات كبير:
- سأجلس على قطعة القماش.. هيا بنا.
كان منوما مغناطيسيا من "بيلندا" وقدرتها على سيطرتها التامة على مجريات الأمور. ظل "وولف" في مكانه يتأملها دون كلمة. قالت له مقترحة.
- هل تحب أن أتولى القيادة؟
قال بعنف وهو يستيقظ من أحلامه ويجلس خلف عجلة القيادة:
- لا
انطلق والإطارات تصدر صريرا مزعجا وقفزت السيارة بعنف للأمام مما أعاد له الصداع. قالت بلا اكتراث.
- أنت لا تقود هذه أفضل من الچاجوار.
كز "وولف" على أسنانه دون أن يتكلم. تصور أن رأسه تضاعف حجمه وتترد فيه كل طنين الغابة.
هبط بالسيارة إلى نهاية الممر حتى الطريق العام ثم اتجه نحو المرفأ. صاحت "بيلندا" وهو ينهب بأقصى سرعة طريق الرعاة.
- خرافي! إنني أعشق السرعة.
ألقى "وولف" نظرة مسرورة على راكبته وقال دون أن يكتم ضحكته:
- أنت أكثر الفتيات إثارة للغيظ رأيتها في حياتي.
احتجت قائلة:
- كيف يمكن أن تقول هذا الكلام عني؟ إنني لم أفعل أي شي غريب معك.
- آه! رائع.. والاختباء في سيارة رجل غريب في الثالثة صباحا.. ماذا تسمينه؟
- حسنا.. ولكن الأمر يتعلق بغريب ثمل تماما ولكنك على حق واسمي هذا خليط من البؤس والجنون.
لاحظت أن ذهنه صاف تماما ويتذكر كل ماحدث في الليلة الماضية ومع ذلك لم يستغل الفرصة. إنه يبدو مختلفا عن بقية الرجال. قال وهو يركن السيارة أمام سقيفة القوارب.
- شكرا لاعترافك بذلك.
كان مجرد رؤيته للبحر قد أعادت له قوته. كان البحر منعشا وهائجا يتوجه الزبد والأمواج التى تصطدم بالشاطئ. إنه وقت رائع لمارسة التزحلق بالشراع على الأمواج:
- كوني حذرة وأنت تسبحين فقد تكون هناك تيارات ودوامات تحتية أما أنا فسأزاول رياضة التزحلق باللوح على الأمواج.
قالت الشابة:
- وأنا كذلك.
- إنها ألواح كبيرة الحجم ولن تستطيعي التحكم فيها.
- طبعا.. وهل تستطيع أنت؟
ألقى عليها "وولف" نظرة غاضبة ثم دار نصف دورة حول السقيفة حيث أخذ لوحتين للتزحلق.
قال لها وهو يأخذ لوحه تحت إبطه:
- حظا سعيدا.
وقفت "بليندا" معترضة طريقه للبحر.
- إنك لم تقل لي: ما إسمك؟ ولا ماذا تفعل هنا؟
فهل أن الأوان لتفعل؟ هل أنت صاحب المقهى أم وصيف في أحد الفنادق الكبرى؟
- أنا ممثل واسمي "وولف ويكفيلد"
قطبت الشابة حاجبيها:
- أوه.. لقد سمعتهم يذكرون اسم "ويكفيلد" ولكنك لست نجما.. ربما كنت ممثلا ثانويا.
قال "وولف" وهو يزيحها بيده ليتجه نحو الشاطئ:
- وأنت صاحبة أطول لسان...
توغل وهو يرتجف في سعادة في الماء البارد من تأثير الليل وسرعان ماحملته الأمواج. وقف فوق لوح التزحلق وفرد الشراع ثم ألتقى نظرة خلفه. لا حظ بصعوبة "بليندا" فوق الشاطئ تحمل الشراع الضخم على كتفها ثم سحبته هبة ريح إلى وسط الزبد.
أخذ يصيح مسرورا وهو يصارع ليجد الوضع الأفضل بالنسبة للريح ثم زادت سرعته.
في اللحظة التي تقوس ليدور للخلف فوجئ برؤية "بليندا" في طريقه.
تساءل:كيف استطاعت أن تقود لوحا بهذا الحجم وبهذه السرعة؟
إنها اتية نحوه. وأما "وولف" فكانت تحمله الرياح مباشرة إليها حاول بكل قوة أن يعكس الشراع ففقد توازنه وطار اللوح نحو السماء بينما غاص هو وسط البحر.
طفا مرة ثانية فوق الماء المالحة التي كانت تلذع حلقه وتحرقه وأخذ يبحث عن اللوح الطائر. قالت "بليندا" بصوتها الضاحك:
- لقد أمسكت به.. لقد قمت بدور تمثيلي رائع
أجابها بصوت جاف:
- شكرا.
ودلو خنقها... استأنفت الشابة الحديث:
- أستيقظ ياطرزان ... نحن نتعرض جميعا لهذه المواقف المضحكة ولكننا لانموت منها و...
قطعت كلامها في الحال عندما رأت في عينيه ماينوي أن يفعله..
حاولت أن تهدئه بصوت قلق:
- أنتظر.. إنني أمزح.. لا.. لا تقترب.
بينما كان يتقدم منها اجتاحها خوف رهيب وتذكرت المرة التي اختفى فيها أخوها غير الشقيق تحت الماء وزاد قلقلها.
غطس "وولف" تحت اللوح في اللحظة التي حاولت فيها فرد شراعها لتهرب. وبرز فجأة من الناحية الأخرى من الموجة ليمسك بكاحلها, ثم ألقى بها بدورها وسط البحر في كومة من الزبد.
- ظلت لحظات تتخبط ثم فقدت سيطرتها على أعصابها و أخذت تضرب الماء بذراعيها. رفعها فوق سطح الماء.. لقد أوشكت أن تغرق.
اختفت سعادة "وولف" التي أحسها وهو يمسك بين يديه فتاة الليل الشرسة وهو يرى على وجهها علامات الرعب الحقيقي بدلا من الضحك. لقد كانت تختنق حقيقة ولا تستطيع أن تسترد أنفاسها. رفعها فوق سطح الماء وهو يدعوها لأن تهدأ وتسترد أنفاسها.
- أنظري إلي يا"بليندا" أرجو المعذرة ..لم أكن أقصد أن أخيفك .. لقد كنت أقصد الضحك.. أنظري إلي!
كان يمسك بها بين ذراعيه وقد بدا عليه الانفعال قالت وهي تنتحب:
- دعني.. لابد أن أرحل.
- مستحيل.. إنك ترتجفين.
أمسك بأحد اللوحين العائمين وساعدها برقة لتصعد فوقه ثم سبح نحو اللوح الثاني. استغلت "بليندا" ذلك لتنهض وتمسك بالشراع وتوجهه نحو الريح لتقفز نحو الشاطئ. أحس "وولف" بالصدمة من الرعب الذي سببه وغضب من نفسه ثم انطللق وراءها فوق لوحه.
وصلا الشاطئ في نفس اللحظة تقريبا. وجرى وراءها إلى أن واجهته فجأة وهي متنمرة وقد ضمت قبضتيها استعدادا للصراع.. قال لها:
- خبريني ماذا جرى؟ هيا حدثيني.
قالت بصوت قاس:
- سأرحل.. ولا تقترب مني.
رد "وولف":
- بل سأقترب ولكنك لن ترحلي.
تقدم "وولف" نحوها. بحثت بعينين زائغتين عن أي شيء حولها وكأنها حيوان محاصر. قال لها:
- أبقي! إنني لم أرغب في أن أسبب لك ضررا وليس هناك سبب لأن تخافي مني.
رأها أمامه ضعيفة ومذعورة لهذه الدرجة وقد أغرقت الدموع عينيها

Fenetia
24-02-2008, 20:39
فأحس بعطف غير مفهوم. همس بصوت حنون وهو يأخذها بين ذراعيه كطفلة مذعورة:
- كل شيء سيكون بخير الآن. لن يؤذيك أحد.
لم تعد الشابة تستطيع أن تمنع نشيجها ونحيبها.
واستسلمت فجأة والتصقت به. كان العقل يحثها على الهرب ولكن جسدها كله رفض أن يطيعها. قال:
- لقد كان غباء من جانبي وأنا أعتذر تماما. لماذا أحسست بكل هذا الرعب؟ هيا صارحيني.
تجنبت "بليندا" نظراته. إنها لن تحدثه عن "هيكتور" الذي تعتبره شبه شقيق لها. ولا عن أسرتها ولن تعترف له بمدى شعورها بالوحدة. لقد أحست بعجز تام عن الكلام أو الإجابة.
- "بليندا" لو أقسمت لك أنني لن أضايقك.. فهل يمكن أن تبقي معي؟
إنني أريد فقط أن أكون صديقك.
ربت برقة كتفيها وظل يتكلم بصوت دافئ. لم تكن للكلمات أية أهمية ولكنها هدأتها وهذا هو المهم. أخيرا بدأت تحكي:
- عندما كنت صغيرة كنت معتادة معاكسة شبه أخي وكان انتقامه يزداد كل مرة قسوة وفي سن الثانية عشرة كنا نلعب في البحيرة. ضغط رأسي تحت الماء أخذت أتخبط وانكسرت ذراعي.وقد استطاع "أورتون" أن يقنع زوجة أبي و أبي أن الأمر لم يكن سوى حادثة.
قال "وولف" الذي ود في تلك اللحظة لو استطاع أن يقطع رقبة شبه أخيها:
- ياله من قرار حكيم.
تركته "بليندا" بلهجة حاسمة.
- لا..لابد أن أعود.
قال لها:
- أرجوك أن تسامحيني.
وافقت الشابة بهز رأسها وابتسمت ابتسامة حزينة ثم ابتعدت ببطء.
فكرة أن الوقت حان لعودتها إلى الولايات المتحدة.إنها تستطيع دائما أن تتصل بمحاسبها "بروكس" لتحصل على قرض ولكنها تخاطر بأن يعثر عليها "هيكتور" صاح "وولف"
- أرجوك ألا ترحلي.
إنه لا يعرفها قبل أربع وعشرين ساعة ولكن العذاب الذي عاناه وهو يراها ترحل كان حقيقيا. قالت بصوت رقيق.
- لن أرحل لأعاقبك ولكن الرحيل أفضل هكذا لابد أن أحصل على تذكرة سفر بالطائرة لأعود لوطني.
أقترح عليها بحيوية:
- دعينا نذهب في نزهة إلى القرية ولن نتكلم إذا رغبت في ذلك.
وسنتأمل البحر والعصافير والسفن التي تدخل الميناء وتخرج منه.
لم يسبق ل "وولف" أن توسل لأحد من قبل ولكنه أحس بالحاجة لذلك لأسبابه العديدة التي لا دخل لها بغريزته. أحس بالارتياح عندما وجدها توافق.
- يجب أن تتخلصي من هذه الملابس المبتلة.
الآن وقد وافقت فإن "وولف" لم يمنع نفسه من تأمل تفاصيل جسدها الرائعة. اقترح عليها أن ترتدي قمصانه الموجودة في السيارة الچب. قالت وقد أدركت في دهشة أن كل الخوف قد ذهب عنها:
- ولكنه واسع جدا. ثم ماذا أرتدي تحته؟
- آه.. واضح. ولكن القميص من القطن السميك وسيصل إلى ركبتيك و أعتقد أنه سيناسبك إلى أن تجف ملابسك.
قالت بطريقة طبيعية للغاية:
- لا بأس.
قلبت ابتسامته قلبها رأسا على عقب. اجتاحته رغبة عارمة فقفز نحوها ولكنها تجنبته ببراعة ثم تبعها حتى السيارة وكأنه يسير على قشر بيض.
تساءل:ماهذه الأهمية التي أصبحت هذه الفتاة عليها بالنسبة له؟
أعطاها القميص وراقبها وهي تبتعد نحو سقيفة إصلاح القوارب في خطوات رشيقة متماوجة مثيرة.
أحس بأنه لاشيء بالنسبة لها.. إن "بليندا" ساحرة رهيبة وطفلة مبهمة لا يستطيع أن يفهم أعماقها.
بدل هو أيضا ملابسه خلف السيارة.
استغرقا بضع دقائق ليصلا إلى القرية القريبة وابتاعا خبزا وسجقا جاهز الطهي من محل على الناصية.
عادت ل"بليندا" روحها المرحة وضحكاتها الرنانة مما أصاب "وولف" بعدوى السعادة. وعند البقال اشتريا مفرشا وأطباقا وسلة ليضعا فيها طعام الرحلة بعد إضافة الزيتون وعصير الفواكه وزجاجة مياه معدنية.
عادا إلى السيارة والتقت نظراتهما لحظات وتشابكت وهو يفتح لها باب السيارة.. سألها وهو يجلس خلف عجلة القيادة.
- هل أنت جائعة؟
زفرت "بليندا"
- وعطشى.
فكرت في صمت أنها أيضا سعيدة.
لم يسبق ل"وولف" أن كان الناس يشاركونه متعته أم لا. ولكن فجأة أصبح ذلك أحد اهتماماته. ظل لا يعير اهتماما للصوت الداخلي الذي يكرر عليه أنه من غير المجدي إقامة علاقة مع "بليندا". إنها صغيرة للغاية وبرزت في حياته في اللحظة التي يجب عليه فيها أن يركز ويستثمر كل جهده في عمليه لينجح.
غادر القرية وعاد إلى التلال. كانت قيادته بطيئة وعاقلة وعندما وصل إلى السهل كانت الفتاة قد استغرقت في النعاس. خطر ببال "وولف" أن الخوف المرعب الذي سببه لها شبه أخيها هو كابوس متكرر لم تتخلص منه بعد. إنه يريد من الآن فصاعدا أن يعرف عنها كل شيء حتى يستطيع أن يخترق تلك المنطقة المظلمة. مرت سحابة قلق على سعادته الحالية. هل نامت بما فيه الكفاية في الليلة الماضية؟ هل ينقصها شيء؟
لابد أن يتعقل. كل شيء على مايرام. لقد رأى النتيجة على لوح التزحلق. إنها في حالة بدنية ممتازة. أحس بالاطمئنان وترك الأمور تجري في مجراها الطبيعي كما خلقت عاطفته الجديدة مجموعة من الأحاسيس من الحنان لم يعرفها في سنواته الأخيرة التي تركزت على طموحه ورغبته في النجاح. لقد غيرت "بليندا" من منظوره كثيرا. حتى الآن كان "وولف" راضيا وقانعا بارتباطه بأصدقائه. كان يعيش بمفرده ولنفسه ولم يهتم أبدا أن يربط مصيره بأي شخص قانعا بعلاقاته النسائية العبرة. كان قد فقد والديه وهو لايزال صغيرا فتعلم مبكرا جدا كيف يتأقلم مع وحدته.
ولكن " بليندا" كانت في الحقيقة الشمس والراحة له. لقد كان من الضروري أن تظهر في حياته ليعرف أنها هي التي تنقصه.
كانت الريح في المرتفعات تهب بشدة. فردا المفرش في حماية صخرة ووضعا طعام الغداء عليه. أخذا يمتصان رحيق الزيتون الأسود المغموس في الزيت وقد أسندا ظهريهما على الصخرة وهما يتأملان البحر تحتهما الذي امتد سطحه اللامع إلى ملا نهاية تحت أشعة الشمس الحارقة. همست "بليندا":
- كم أحب ضجة السكون!
سألها:
- ماهي ضجة السكون؟
-إنه السكون المليء بالأشياء: همس الريح وحركة النسيم على الأوراق وصيحة عصفور أو تغريد البلابل أو تساقط قطرات المطر فوق الصخور.
كان "وولف" واقعا تحت تأثير سحرها. لقد أعطته "بليندا" بكلمات بسيطة حياة لصور كانت موجودة بداخله ولكنه كان يجهل وجودها في حياته التي بلغت ثماني وعشرين سنة.
لقد أعطت طعما ورائحة وجمالا لهذا العالم الذي لم يهتم أبدا بأن يحس به.
أخذا يتلذذان بتناول الفاكهة ويتحدثان ويثرثران بلا هدف. قلد "وولف" زقزقة العصافير وقلدت "بليندا" صوت قطرات المطر المتساقط على الصخور مما جعلهما ينطلقان في الضحك ثم غرقا في النوم وفي وقت واحد وكأنهما متفقان على لحظة معينة.
عندما فتح "وولف" عينيه والتقتا بزرقة السماء أحس بشعور من الانسجام التام وهو نائم بجوارها.
التقط ورقة شجرة ومررها على أنفها ليوقظها لم يسبق ل"بليندا" أن أحست بالهدوء والسكينة والكسل كما تحس الآن. أحس بأن حياتها لم تكن سوى سلسلة من العواصف الضارية منذ إصابة والديها بمرض قاتل أثناء رحلة صحراوية في إفريقيا. كانا قد أودعاها مدرسة داخلية حتى تتابع دراستها حيث وجدت فيها بعض الأمان. ولكن "هيكتور" بدأ يضايقها. لم يكن يكف عن أن يقول:لابد أن تتزوجه وتحتفظ له بميراثها قبل أن تنفقه.
لم تكن تحبه أثناء حياة والديها ولكنها سرعان ما بدأت تكرهه كره العمى بعد أن زادت سماجته بعد موتهما.ومن وقتها لم تعد حياتها سوى سلسلة من الهرب المستمر والمجنون.كان "هيكتور" قد بدأ ييئس ولكنها كانت مقتنعة تماما أنه لن يكف عن محاولة تدميرها مالم تتمكن من قطع كل الجسور.ومن الآن فصاعدا لم تعد تثق بأحد وترفض الارتباط بأي شخص.ولكن "وولف" اكتشفت أنها في أمان واسترخاء. همست له:
- إن هذه السحابة تشبه الخروف وتلك تشبه النعجة.
رفع "وولف" ذراعه نحو سحابة ضخمة وقال معلقا:
- وهذا حمار على اليسار.
كان يحس بسعادة لاتصدق وهو بجوارها يتأمل السماء والسحاب المتفرق. كان يحس كأنه صبي صغير.
- يلزمك نظارات معظمة ياسيد "ويكفيلد" إن تلك السحابة لا تشبه الحمار وإنما تشبه القطار.
قال بإصرار وهو يشير إلى واحدة بطرف قدمه.
- ليست هذه إنما تلك.
بدآ يلعبان التخمين كما يفعل الأطفال ساعات وهم ينظرون إلى السحب وانهمك "وولف" في اللعبة بحماس حتى اضطرت في النهاية لتنبهه أنها مجرد لعبة.
سألته وهي تستلقي على بطنها لتتأمله أفضل:
- هل كنت محروما من اللعب في طفولتك؟
- في الحقيقة كان لدي كل المال واللعب التي أستطيع اللعب بها. لقد كان والداي يحبانني كثيرا وكانت حياتنا كلها رفاهية وربما كنت أفتقد فقط تلك المسرات البسيطة الكافية لإسعاد الطفل. لقد كنا غالبا في رحلات وسفر دائم وكنت أكتشف_ بلا انقطاعات _حضارات مختلفة وطرقا معينة متنوعة.
كان والداه يحبانه بطريقتهما وفي الحقيقة طريقة متقطعة تفرضها عليهما مسؤولياتهما نحو وطنهما. كان والداه دبلوماسيا وأمه تنحدر من أكثر العائلات البريطانية عراقة. وكانت السلطة هي الكلمة المسيطرة على وجودهم. ووجد "وولف" نفسه وحيدا نوعا ما. سألته "بليندا"
- وهل رآك والداك وأنت تمثل من قبل
- لقد مات والداي من مدة طويلة ولكنهما في الحقيقة شاهداني في دور أو اثنين.
كان "وولف" يحس بأن والديه لم يوافقا- في نفسيهما-على مهنته.
وكانا يأملان أن يصبح على شاكلتهما ولكنهما لم يحاولا أن يعارضا رغبته. لقد عرف "وولف" كثيرا من الناس وكان يحب بعضهم ولا يقبل البعض الآخر ولكن أحدا منهم لم يتجاوز قلعة أسراره. لم يستطع أحد أن يقترب من طبيعته إلى هذه الدرجة مثل "بليندا" رفع عينيه إلى السماء وأشار إلى سحابة:
- أترين هذه؟ إنها أنت
- لا
قال بإصرار وعيناه تخترقان عينيها:
- بل أنت.. هل أنت ساحرة يا "بليندا"
- لقد اعتبروني أسوا من ذلك.
لم يعرف "وولف" في أي لحظة بالضبط أمسك بيدها ورفعها ببساطة إلى شفتيه ثم قبلها ببطء.. كل أصبع على حدة.
ردت عليه الشابة بابتسامتها الرائعة التي كان لها على قلبه تأثير الصاعقة والذي أخذ ينبض بشدة في صدره بينما يهتز كل كيانه بفرح صامت لا يختلط به شيء.


وموعدنا غدا مع الفصل الثاني ان شاء الله يكون الفصل الأول نال اعجابكم

البسه الشقراء
24-02-2008, 21:36
حبيبتي Fenetia شكرا على الروايه الجميله

اختج
"البسه الشقراء"

Lmara
24-02-2008, 21:43
يووووووووووووه ما احد قدي من الوناسه :)


حبيباتي الف شكر على مجهودكم الي تبذلونه على كتابة الروايات shining tears وFenetia وجميع الاخوات الكاتبات الله لا يحرمنا منكم ...
ويخليكم لنا ولمنتدانا العزيز ...

Fenetia الله يخليك يا قلبي انتظر التكمله على احر من الجمر لا تطولين علينا الله يخليك ....

!SO
25-02-2008, 10:32
شكـــــــــراًَ لكــــــــــــم جميعــــــــاً على الروايــــــات الرائعـــــــــة

وبالاخــــ ! SHINING TEARS ـــــص أبدعتــــــــــي !!!

وكانت الروايــــــــــة تماماً كمـــا توقعت فلم يذهب تصويتي هبائاً ::جيد::

Fenetia متابعـــــــــة بكل شغف وشكراً عزيزتــي على الرواية الحلوه
http://www.zwani.com/graphics/thank_you/images/345.gif

لحـ الوفاء ـن
25-02-2008, 13:42
يسلمو على الفصل الرائع وفي انتظار التكمله

SONĒSTA
25-02-2008, 13:52
وآآآو

ألـــف شكر لسحورة على الرواية المذهلــة
( وأخيرا قرأتهــا ;) )
-------------------------------
وأقرأ حاليــا الرواية التي نزلتها shinning tears
وأنا واثقة من أنها رائعـة كذلك

/
/

لــــي عودة
:)

Fenetia
25-02-2008, 15:16
البسه الشقراء


Lmara


SO


لحـ الوفاء ـن


مشكورين حبيبات قلبي على متابعتكم للرواية

ولا يهمكم ويلا عالفصل الثاني
:)::جيد::

Fenetia
25-02-2008, 15:24
الفصل الثاني..
قضى "وولف" و"بليندا" خمسة عشر يوما معا دون أن يتبادلا أي نوع من الأسرار الشخصية. في البداية لم يكن هناك ضرورة ملحة لأن يعرف كل منهما أسرار الآخر ولكن بعد ذلك ازدادت حاجته إلحاحا أن يعرف أكثر عن تلك التي تشغل تفكيره.
كانت علاقتهما تقتصر على بعض الابتسامات والأحاديث الضاحكة تتخللها نظرات كلها هيام أو أن يرفع يدها ليقبل أناملها. ومع ذلك كان يحس أنه لم يسبق له أن اجتاحته هذه العاطفة الجياشة التي يحسها نحوها. ورغم أنه لم يكن يعرف الكثير عنها إلا أنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من كيانه.
كان عقل "وولف" دائما ينصحه أن يحتفظ بأسرار حياته لنفسه. على أية حال فقد تكون مدسوسة عليه أو إحدى الصحفيات الفضوليات من الصحافة التي تبحث عن الفضائح وتستطيع أن تهدم كيانه وشهرته التي لاتزال هشة. ولكنه كره صوت العقل الذي ينصحه بالحذر والحيطة. إنه سعيد واستطاعت "بليندا" أن تخرجه من حياته الخاصة بأن قدمت له الأمل والسكينة.
كان "وولف" في مهنته يحاول دائما أن يكون مستعدا عندما يحين وقت التصوير. وكان يعمل دائما على إتقان تمثيل دوره مقدما حتى يصل إلى تحقيق هدفه من أول محاولة لتصوير المشهد. وكان يصل به هذا الاهتمام حتى وقت الغداء الذي كان يستغله لدراسة وتأمل الدور والتدريب عليه. وكان هذا يؤدي إلى كسب الوقت مما يتيح له الفرصة أن ينتهي بأسرع وقت ليعود إلى "بليندا" قبل غروب الشمس.
كانا يخرجا في القارب وقت احمرار الشمس قبل الغروب ويتأملان الشمس وهي تختفي خلف الأفق وفي كل مرة يعود فيها إلى الفيلا كان يخشى أن تكون قد رحلت وسرعان ما يشعر بالارتياح التام عندما يجدها لم تفعل شيئا.
عاد في ذلك اليوم ولديه نفس الخوف وعندما دخل البيت التقى ب"لوريث" سألها في الحال:
- أين هي؟
أجابت المرأة بطريقتها الصريحة"
- وأين ستكون في غير الحديقة؟ لقد استطاعت أن تحولها إلى جنة خضراوات.
- أنت تعشقين الخضراوات يا"لوريث" وأنا كذلك.
- تماما كما تقول و الأكثر من ذلك أنني تغلبت على بائع القرية.. إنه لص حقيقي وصدقني في هذا.
لم يعد يصغي "وولف" إلى شكوى المرأة من مساوئ بائع الخضراوات في القرية وذهب إلى الحديقة حيث وجد "بليندا" وقد تحولت بشرتها إلى اللون البرنزي.
- يجب أن تنتبهي لضربات الشمس يا"بليندا".
قالت الشابة بمرح:
- لقد حدث بالفعل.. كيف مر نهارك؟
نظر حوله ووجد أن "بليندا" قد حولت الحديقة المهملة إلى جنة حقيقية قال لها:
- - لا داعي لأن تتعبي نفسك إلى هذا الحد.
- إنك لم تحدثني عن نهارك؟
-نهاري؟ لقد عملنا بصعوبة وقد كررنا المشهد الأول خمس عشرة مرة. أما المشهد الثاني فقد هزمنا ولم ننجح في تصويره.
كانت فكرته عن مهنته يعتبرها سرا نادرا ما يشرك أحدا فيه. ولكن مع "بليندا" كان يحس بالحاجة لأن يقص عليها كل التفاصيل والأحلام والأهداف وهذا شيء جديد حدث في حياته.
- والآن حان دورك أن تقصي علي أيتها الفلاحة الجميلة.
قالت الشابة وهي تمسح بيدها كل الحديقة.
- كما ترى.. غدا سأبذر التقاوي في الجانب الأيسر لزراعة الطماطم والبصل.
كانت "بليندا" تتمتع بوجوده بجوارها إلى أقصى حد وكانت تشعر بالحزن عند رحيله في الصباح لدرجة الدموع سألها "وولف":
-ماذا تفعلين في الولايات المتحدة؟ الأعمال البستانية؟
رأى في عينيها تحذيرا جعله يندم على سؤاله.فقال:
- ما رأيك في أن نذهب للاستحمام؟
قالت الشابة وهي منهمكة في فحص نفسها لتداري اضطرابها:
-إنني قذرة لدرجة رهيبة.
إن البحر سيغسلنا وأمامك بالضبط خمس دقائق.
استدار وهو يدعو أن تنسى سؤاله ولكنه رأها تسابقه في الجري نحو البهو وهي تصيح:
- آخر سيارة على وشك الرحيل.
انطلق "وولف" خلفها وهو يطلق صيحة الحرب:
أحضر كل منهما المنشفة وارتدى لباس البحر في حجرته وفي وقت قياسي كانت "بليندا" تنهب الدرج ولكن "وولف" امتطى الدرابزين وانزلق بسرعة إلى البهو كالصاروخ.
احتجت وهي تراه يسبقها بمسافة:
- أيها الغشاش.
وصل إلى السيارة قبلها وجلس خلف عجلة القيادة وهو يبتسم في وقاحة قالت وهي تميل على بابه:
- لقد كدت أقضم أنفك!
قال لها بصوت عميق:
- أنا تحت أمرك في أي لحظة.
دارت أمام السيارة لتأخذ مكانها بجواره. انطلق "وولف" في الحال ليقطع الممر نحو الطريق. لقد سيطرت عليه مشاعر مختلفة من خوف ودهشة وانجذاب. بينما ظلت "بليندا" تنظر في عناد أمامها خلال الزجاج الأمامي. كانت فوضى تجوس داخلها وصراع أفكارها المتضاربة يجري داخل عقلها. إنها تحب هذا الرجل. إن عقلها يكرهه ويرفضه وليس هناك حل وسط. عندما وقفت السيارة عند المرفأ قفزت نحوه. جرى "وولف" خلفها وهو يناديها وقالت وهي تنظر إليه:
- سأذهب للسباحة.
تركت حقيبتها وملابسها مكومة دون ترتيب عند قدميها وجرت فوق الرمال الساخنة لتلقي بنفسها إلى المياه و"وولف" في أعقابها. عاما طويلا جنبا إلى جنب إلى أن استلقت "بليندا" على ظهرها لتستقر فوق سطح الماء قالت وهي تتنفس بسهولة:
- إنه لذيذ.. لقد دخل طين الحديقة داخل جلدي.
- إنك تبذلين جهدا أكثر من اللازم. استأجري أحدا!
- حتى يؤدي العمل بلا كفاءة وأضطر لإصلاح ما أفسده؟
غطست في أعماق الماء وتبعها "وولف" إلى الأعماق الملوثة. قال لها عنما ظهرا فوق السطح:
- ألا يمكن أن تسمعيني دقيقة يا "بليندا"؟ أقسم لك أنني لم أحاول أن أقبلك.
- الأمر ليس كما تظن. بل إنني أود ذلك ولكن الموضوع كان أسرع من استعدادي ويمكننا أن نكون أفضل لو صبرنا.
- وأنا كذلك.
- إذن هيا بنا.
عاكسها "وولف":
- لست سوى طفلة.
- أنت مخدوع. اثنان من زملائي في الكلية تزوجا هذا العام صمتت وهي تتذكر يوم الزواج. كانت قد كرهت "هيكتور" بسبب الفضيحة الشائنة التي سببها في حفل الزواج. كان إلحاحه على عودتها معه بعد الحفل قد تجاوز الحدود وفي تلك الليلة قررت الرحيل إلى أوروبا. همس لها "وولف"
- هيا صارحيني!
- ليس للأمر أي أهمية على أية حال لقد تركت دراستي.
- يجب أن تعودي إلى العمل مرة أخرى يا "بليندا" وتكملي دبلومك.
- هذا قول سهل عليك أنت يامن انتهيت من كل شيء.
اعترض:
- إن بعض ذكريات الدراسة تشكل جزءا رائعا من حياتي. هل سبب لك صديق صغير كل هذه المتاعب؟
صاحت وابتلعت جرعة من الماء المالح أحرقت حلقها.
- ماذا؟ لايمكن لأي صديق صغير أن يسبب لي أي متاعب.
- بل هذا هو الذي يحدد الداء.
- اسمع يا "وولف"! إذا كنت تبحث عن سبب لمضايقتي فإنني سأقول لك وداعا.
أرادت الشابة أن تهرب ولكنه حاصرها. قالت له:
- إنني امرأة في التاسعة عشرة من عمري رضيت أم لا.
انطلق "وولف" في الضحك.
- هأنا قد نجحت أخيرا.
أحس "وولف" بأن كل دفاعاته تنهار واختفى كل شيء من حياته من سيناريو الفيلم والتصوير والمستقبل ولم يبق سوى "بليندا".
أخذ "وولف" يتأمل عينيها المبللتين ذواتي اللون الأزرق الشفاف ونسي العالم كله. لم يسبق ل"وولف" أن أحس بهذا الشعور الحاد المتسلط. وعندما عادا إلى السيارة سألته بغتة:
- لماذا تتجنب النظر إلى يا "وولف".
أجاب:
- أنت تشعلين النار داخلي. وليس هناك أي شيء يربطك بي. يمكنك الرحيل في الحال كما يمكنك أن تظلي عندي أطول وقت ترغبينه. ولن أمارس أي ضغط عليك أو أؤثر قيك. هل فهمت؟
إنني أريدك يا "بليندا" ولكني أريدك حرة وهادئة.
لم تجب الشابة. لقد تدخلت صورة "هيكتور" الرهيبة بينهما كستارة بينها وبين الحياة. قال "وولف":
- ألا زلت لا ترغبين في الإفصاح عما تكتمينه عني؟
كانت أخص خصوصيات المرأة يحترمها بعمق ولكنه أحس بسطوة الشكوك والرغبة في معرفة الشابة كانت أكبر من أي شيء. دست الشابة وجهها في فراغ كتفه. وأجابت وهي تهمس برقة في أذنه والعاطفة الشديدة في حبها تجتاحه بفظاعة:
- ليس بعد.
أجابها:
- لا تكفي أن تظلي كما أنت.. إنك رائعة على ما أنت عليه الآن. هيا نعود ولاشك أن "لوريث" رحلت بعد أن تركت ما نأكله على العشاء.
- هل سنكون بمفردنا؟
- نعم.
- هذا يناسبك على مايبدو.. قل لي: هل هذه ابتسامة التي أراها على شفتيك؟
- نعم بالضبط أيتها الشيطانة الصغيرة. إنها ابتسامة.
وقف "وولف" بالسيارة أمام الفيلا وهبط ليفتح لها الباب بحركة دبلوماسية راقية. أحس بالدماء تغلي في عروقه وهي تنظر إليه بنظراتها الساحرة وحاول أن يسيطر على نفسه. قال لها:
- "بليندا" أعتقد أنك ساحرة..لايمكن لأي مخلوق بشري أن يمتلك تلك القدرة.
ضجت الشابة من الضحك ودخلا المنزل معا:
قالت له مقترحة:
- يمكن أن تأخذ حماما ساخنا.
- نعم إن كلا منا في حاجة إليه لينعشنا بعد مجهود النهار: ما هذا..؟ إنك ترتجفين.
لاتظن أنني أرتجف لأنني أخافك يا"وولف" ولكن لأنني أحبك حبا شديدا.
انحنى أمامها وقال:
- وأنل كذلك يا حياتي.
أخذت رأسه بين يديها وهمست:
- إنني أحس بأن قلبي يدق حتى يوشك أن ينفجر وأحذرك لو أصبت بأزمة قلبية فسأجرك أمام المحاكم.
- يا إلهي! إنني أوشك أن أنهار في مكاني. كيف استطعت أن تجعليني أشعر بهذه السعادة وتجعليني أضحك إلى هذه الدرجة.
- ربما كان أجدادي يعملون مهرجين في السيرك.
- حقا؟ قصي علي ذلك.

Fenetia
25-02-2008, 15:33
هزت "بليندا" رأسها وهي ساهمة تفكر.
كيف يمكنها أن تحكي له عن شبه أخ لها كل همه في الحياة أن يقودها إلى الجنون؟ وأن ذلك المخلوق يرعبها بكل الوسائل؟ لقد حاولت بكل الطرق أن تتجنب "هيكتور". ولكنها استردت شجاعتها من لقائها بـ"وولف" وأحست من الآن بانها قادرة على مواجهته حتى تحصل على حقوقها.
ولكن كل ذلك بدأ لها كقصة قديمة عفا عليها الدهر وتود لو تطوي صفحاتها خاصة في وجود "وولف" بالقرب منها. قال لها وهو يربت ذراعها:
- هل ممكن أن تعيريني انتباهك ثانية؟
قالت وهي تخرج من تأملاتها:
- ليس هناك أسهل من ذلك لأنك تشغل تفكيري ليل نهار على أية حال.
أحس برغبة شديدة في أن تصارحه بما يشغلها.
- "بليندا" ربما كان يفيدك كثيرا لو صارحتني بما يثقل على قلبك بهذه الدرجة القاسية.
أجابت الفتاة:
- كنت أفعل ذلك لو كانت له أي أهمية. ولكن لايوجود شيء مزعج وأن جزءا كبيرا مما أحسه من متاعب هو من خيالي ثم إن الوقت ليس مناسبا. ولا حتى المكان.. أليس كذلك؟
فكرت أن الجميل في الموضوع هو أن تعترف ل"وولف" أن هروبها من الولايات المتحدة إنما كان هربا من مطاردة "هيكتور" الغزلية لها. إن "هيكتور" يطالبها دائما بالمال الوفير ويلح على الزواج بها. إن الربيع السنوي الذي تتلقاه لايكفي شخصين كما أن "هيكتور" يريد أن يضع يده على قيمة وثيقة التأمين ولكنها لن تسمح له أبدا بذلك. إنها محتاجة إليها جدا في يوم ما لتبدأ حياتها من جديد.
ربتت خده وهي تطرد "هيكتور" من أفكارها إنه هو الذي يهمها الآن وهي تود لو تصرخ معلنة حبها الأبدي له. سألها هامسا:
- هل هذه أول مرة تحبين فيها يا"بليندا"
احتجت:
وهل هذا سؤال توجهه لي يا"وولف"؟ ألا يخبرك قلبك بالحقيقة؟
أنت أول حب في حياتي. لأنك أول رجل لمسني واستولى على قلبي.
أخذ يضحك وهو يشعر بالارتياح. ود في هذه اللحظة لون أن روحيهما انصهرتا في روح واحدة. إنها تمثل له النقاء والبراءة على عكس كل علاقاته السابقة التي كانت تشوبها المصلحة والتي لم تستمر طويلا. همست:
- "وولف"!
- ماذا!
- هل تحبني حقا؟
- أوه.. كثيرا.. جدا.
رفع عينيه نحوها واستطاع أن يقرأ فيهما كل العاطفة الجياشة وقال:
- أريد أن تكون علاقتنا ممتازة لايشوبها أي شيء.
- إنني لا أشعر بأي خوف لأول مرة في حياتي. لم يعد يعني شيئا بعد الآن حتى لو أذيتني.
- لن أسبب لك أي أذى ياحبيبتي وكيف أسبب ألما لنفسي فأنت روحي.
- عدني ألا تتركني أبدا.
- ليست لدي أية نية أن أفعل ذلك وأنت هل تعدينني أن تظلي بجواري يا "بليندا"؟
كان ينتظر ردها وكأن بهجة الحياة كلها تعتمد عليه. ردت عليه "بليندا":
- كم من الوقت ستحتفظ بي؟
- أطول وقت تريدينه. ولكني أولا أريد منك أن تستأنفي دراستك ولكن يجب أن يتم ذلك وأنت معي. ما رأيك في هذا؟
قالت وقد أحمر وجهها من السعادة:
- لا أريد أن أتركك أبدا. ولكن ربما يصيبك الملل من تلك القروية التي هي أنا والتي تقضي معها وقتك في حين أنك تستطيع أن تتمتع بصحبة النجمات الفاتنات.
- إن ما يربطنا ونتشارك فيه هو الشيء الوحيد الذي له قيمة في حياتي والذي لايمكن أن يحل محله أي شيء كان. وأريد أن يستمر ذلك للأبد. من المؤكد طبعا أنني سأقابل فتيات فاتنات وذكيات بحكم طبيعة عملي وقد أمثل أمامهن أدوار العاشق والفارس الغازي الذي لايشق له غبار. ولكن ستظلين يا "بليندا" في روحي وفي قلبي.
ربما كان الوقت مبكرا على التمادي في علاقتهما إلى هذه الدرجة ولم يمر سوى أيام قليلة على تعارفهما ولكن قناعته وعاطفته كانتا تغطيان على حرصه.
قالت الشابة وهي تزفر.
- إنني لا أستطيع أن أصدق أننا نستطيع أن ننطق كل هذه الكلمات العاطفية.. إن الأمر يبدو وكأننا كشفنا الغطاء عن عالم آخر. عالم خاص بنا.
همس "وولف":
- أنا أحبك.
- وأنا أحبك أيضا.. وقد حدث ذلك بكل بساطة. لم أكن لأصدق أبدا أنني أستطيع أن أحب أحدا إلا إذا عرفته مدة مائة سنة على الأقل.
- سنتعلم كيف يعرف كل منا الآخر بدون استعجال ونتمتع بكل اكتشاف نحققه عن نفسينا.
- يا إلهي! يا "وولف". أنت رجل خارق سوبرمان لم أكن لأعرف أن هناك رجلا له مثل تأثيرك السريع.
انطلقت في الضحك السعيد المرح.
- أصارحك القول... هذه أول مرة أقع صريع الحب بهذه السرعة..ربما لأنه حب صادق.
لقد اجتاحتهما عاطفة الحب كالإعصار نظر إليها في وله وهيام وهمس:
- إنني لم أحس من قبل بمثل هذه اللحظات.
عندما اضطر "وولف" للرحيل في الصباح للعمل همست في أذنه:
- عد سريعا.
استلزم الأمر كل إرادته حتى ينتزع نفسه من أمامها ويصعد السيارة لينطلق بها مبتعدا.
نهاية الفصل الثاني...

SONĒSTA
25-02-2008, 15:46
شكرا شايننغ على الرواية الأكثر من رائعة
------------
سلمت يمناك وفي انتظار جديد آخر من ذوقــك
;)

/
/
تقبلي مروري
سونيستـــا

SONĒSTA
25-02-2008, 15:48
وشكرا فينيتيا على الإختيار الموفق
وفي انتظارك
/
/

ماري-أنطوانيت
25-02-2008, 17:26
http://www.gulfup.com/up/bmpfiles/KFX59877.bmp (http://www.gulfup.com)

مرحبا بنات اريد اشكركم على المجهود الي تبذلوه واتمنى تقبلوني صديقة انا احب روايات عبير مووووت

هلا وغلا فيك حبيبتي ((lilac77))
والف مرحبا فيك صديقه واخت عزيزه وغاليه في المشروع...::سعادة::
والف شكر على كلامك الحلو...
وان شاء الله تستمتعين بباقي الروايات....::جيد::



http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/eTp69305.gif (http://www.arb-up.com/)

بنات احبكم
احبكم
احبكم
واحب منتداكم الرائع

تراني من زمان متابعه للمنتدى

بس عاد توني اسجل .لاني كنت خايفه ما اقدر اوفي المنتدى والعضوات العزيزات على قلبي حقهم باالردود

بس ان شاالله راح احاول على قد ما اقدر ....
واقول للكاتبات امووووووووت فيكم مو بس حبكم

والروايات رووووووعه بصراحه انا اموت بشي اسمه روايات عبير واحلام
من وانا صغيره
بصراحه تعيشك بعالم ثاني .... بعالم احلام اليقظه

يووووه يا قلبي على الابطال:p..... بكل روايه احب واحد طبعا البطل ;) ههههههههههههه:D

اتمنا تقبلوني متابعه معاكم ومشجعه ::جيد::

واخيرا ارجع واقول ...
احبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــكم


http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/MwI69656.jpg (http://www.arb-up.com/)


http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/mAg70928.gif (http://www.arb-up.com/)

هلا والله يا قمر..واهلا فيك منوره المشروع بهذا الرد الي زي العسل مثلك
والله ان ابتسامتي ما فارقتني وانا قاعده اقراه....:D
اتوقع اني اقولك باسم كل العضوات في هذا المشروع:
حياك الله يا احلى Lmara اسعدنا جدا جدا تواجدك معانا
واخجلتي تواضعنا بكلامك الحلو.....
وان شاء الله ربي يكتبلك النصيب بواحد زي ابطال الروايات...:D

القلـ ساحرة ـوب
25-02-2008, 19:08
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/eTp69305.gif (http://www.arb-up.com/)

بنات احبكم
احبكم
احبكم
واحب منتداكم الرائع

تراني من زمان متابعه للمنتدى

بس عاد توني اسجل .لاني كنت خايفه ما اقدر اوفي المنتدى والعضوات العزيزات على قلبي حقهم باالردود

بس ان شاالله راح احاول على قد ما اقدر ....
واقول للكاتبات امووووووووت فيكم مو بس حبكم

والروايات رووووووعه بصراحه انا اموت بشي اسمه روايات عبير واحلام
من وانا صغيره
بصراحه تعيشك بعالم ثاني .... بعالم احلام اليقظه

يووووه يا قلبي على الابطال:p..... بكل روايه احب واحد طبعا البطل ;) ههههههههههههه:D

اتمنا تقبلوني متابعه معاكم ومشجعه ::جيد::

واخيرا ارجع واقول ...
احبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــكم


http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/MwI69656.jpg (http://www.arb-up.com/)


http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/mAg70928.gif (http://www.arb-up.com/)




هلا وغلا حبيبتي و منورتنا بوجودك و انضمامك لاسرتنا الكريمة

والله خجلتي تواضعنا بكلامك الحلووو و هذا احلى رد قريته :p

و يارب مثل ما قالت ماريا يبعثلك عريس احلى من الابطال

أسمر و حلو طويل وخطير ====> مييين زيك يا بنت :D






حبيبتي Fenetia على اختيارك الراااائع

و تسلم ايديك وننتظر التكملة على احر من الجمررر

::جيد::

Lmara
26-02-2008, 00:06
http://www.gulfup.com/up/bmpfiles/KFX59877.bmp (http://www.gulfup.com)




هلا والله يا قمر..واهلا فيك منوره المشروع بهذا الرد الي زي العسل مثلك
والله ان ابتسامتي ما فارقتني وانا قاعده اقراه....:D
اتوقع اني اقولك باسم كل العضوات في هذا المشروع:
حياك الله يا احلى Lmara اسعدنا جدا جدا تواجدك معانا
واخجلتي تواضعنا بكلامك الحلو.....
وان شاء الله ربي يكتبلك النصيب بواحد زي ابطال الروايات...:D


هلا فيك والله عزيزتي..والله وجودكم انتي وحبيباتي الكاتبات الي عسل يكفي انكم انتم حلى المنتدى كله انتم الي تنشرون الرومانسيه باالمنتدى انتم اطباء الروح...... اااه بس :مذنب:لا تخليني اقول شعر فيكم <<<<<< تأثير اخر روايه :D
يا حبيلك والله يا ماري انطوانيت وعلى فكره اسمك كان من اول الاسماء الي عرفتها من عرفت المنتدى انتي والاخت وردة قايين نك نيماتكم روعه وهذا يدل على ذوقكم الحلو اصلا يكفي انكم تحبون روايات عبير :D

اخيرا اتمنا اني ارد لكم لو جزء بسيط من جزاكم وتعبكم معانا حبيباتي :p

Lmara
26-02-2008, 00:17
هلا وغلا حبيبتي و منورتنا بوجودك و انضمامك لاسرتنا الكريمة

والله خجلتي تواضعنا بكلامك الحلووو و هذا احلى رد قريته :p

و يارب مثل ما قالت ماريا يبعثلك عريس احلى من الابطال

أسمر و حلو طويل وخطير ====> مييين زيك يا بنت :D


::جيد::



ههههههههههههههههههههه اجل شكلي راح اعنس :D
من وين يا حسره يجيني كذا ....ما عندنا هاالاشكال الي عندنا يا نحاف او سمان
هم مواصفاتهم غير عنا ::مغتاظ::

والله يحلي ايامك عزيزتي :pساحرة القلوب وشكلك يا قلبي اسم على مسمى;) <<<<<< يكفي ان تفكيرك مثلي;):D:D:D:D


أسمر و حلو طويل وخطير ====> مييين زيك يا بنت :D
7
7
7
حرام عليك جيتي على الوتر الحساس:(:(


وتسلمين يا قلبي ومشكوره على كلامك الحلو :) وترحيبك الاحلى انتي وعزيزتي ماري انطوانيت::جيد::

ماري-أنطوانيت
26-02-2008, 17:56
تسلميـــــــــــــــــــــــــــــن قلبي ((فينيتيا))
على الروايه الروعه..وبانتظار التكمله لا تتأخري علينا....::سعادة::

Fenetia
26-02-2008, 20:18
مرحبا يا بنات مشكورين على متابعتكم الغالية جدا على قلبي ورح اترككم مع الفصل الثالث

ان شاء الله تستمتعون فيه



الفصل الثالث:
تمر الأسابيع و"وولف" يزداد دهشة من السعادة التي يحسها كل يوم.
وكلما فكر في "بليندا" كان يتساءل أحيانا:
إن كانت ستتغير في يوم ما عواطفها نحوه؟ إنها صغيرة وليست لديها تجارب كثيرة في الحياة. وغالبا ما يحدث تغير عند أي شابة تبلغ سن العشرين وهو ما كان يقلقه وهو نفسه يقترب من الثلاثين.
نسيت "بليندا" شبه شقيقها ومتاعب الماضي. ولأول مرة في حياتها تفكر الشابة في إيجاد أصول لها وتقيم علاقات عائلية. كان "وولف" يملأ أيامها وكان يمثل كل شيء بالنسبة لها. وعندما يحدث لها أن تفكر في أنه قد يمل منها ويتحول إلى امرأة أخرى كانت تصارع مخاوفها وتحاول إلى امرأة أخرى كانت تصارع مخاوفها وتحاول أن تطردها من أفكارها.
لقد أقام كلاهما اتحادهما ببطء على أساس الفرحة وكانت شخصيتاهما تندمجان معا قليلا قليلا وبطريقة كاملة على أساس الحب. كانا يسبحان ويركبان القوارب ويقومان بنزهات طويلة دون أن يترك إي منهما الآخر. وبناء على إلحاح "وولف" المستمر اتصلت "بليندا" بجامعة لوس أنچيلوس" التي قلبت أوراق قيدها المدرسية.
ومن ناحيته كان "وولف" راضيا عن التصوير وكان مخرج الفيلم مسرورا من عمله وإن كان يستعجل الانتهاء من النص الذي كان مزدحما. كان يتخيل المستقبل عندما يعود هو و"بليندا" إلى كاليفورنيا. وأثناء قيامه بتمثيل وتصوير فيلم آخر تكون "بليندا" قد انتهت من الدبلوم وتبدأ حياتها المهنية دون أن يستبعد من ذلك كونها ستصبح أما وزوجة.
أما بالنسبة ل"بليندا" فقد كانت كل أيام الآحاد تتابع نشاطها البستاني وتقضي معظم الوقت مع "لوريث" حتى تستطيع أن تتقن لغتها الفرنسية استعدادا للدراسة في الجامعة. قالت الريفية الطيبة في يوم ما:
- أنت أكثر إشراقا من الوردة يا آنسة وأحب أن أسمعك وأنت تغنين. كانت الحياة جميلة ومرحة ولم تتصور "بليندا" أبدا أن أي ظل يمكن أن يشوب هذه اللوحة جميلة. ومع ذلك في مساء يوم مابعد أن انتهى "وولف" من تصوير آخر مشاهد الفيلم كان رجلان في انتظاره في مخرج الاستوديو. أعلن الأول وهو رجل قصير وبدين في الثلاثينات من عمره وأصلع.
- اسمي "هيكتور بليدسو" وأنا الوصي الشرعي ل"بليندا برونسكي" وهذا هو السيد ديزموند محامي. أنت تحاول أن تسلب مني أختي الغالية يا سيد " ويكفيلد" أضاف السيد "ديزموند" وهو يناوله ورقة أخرجها من حافظته.
- وهذا أمر رسمي وسليم.
قرأ "وولف" المستند بسرعة وهو يفكر بسرعة. هذه إذن النقطة السوداء في حياة "بليندا"؟ وتساءل.
الماذا اسم المدعو "هيكتور" بدا مألوفا لديه؟
قال موجها الكلام إلى المحامي:
- أنا في انتظار تفسيراتك.
تدخل "بليدسو":
- إن القانون يحمي الأشخاص أمثال "بليندا". وأنتم أيها الممثلون تعتقدون أنكم فوق القانون ولكنك مخطئ تماما.
أجاب "وولف" في هدوء وهو ينظر لمحدثه العدواني:
- لم أفكر أبدا في ذلك.
تساءل "وولف": ما الذي يبحث عنه بالضبط؟ إن غريزته تحذره أن ذلك المخلوق لم يأت إلى هنا إلا للأضرار بها سأله فجأة مما جعل المدعو "هيكتور" يجفل:
- ماذا تريد؟
- إن السيد "بليدسو" يريد أن يقول...
قاطعه "بليدسو".
- أنا كبير بما يكفي أن أعبر عما أريد بمفردي. إن هذا الأمر يعني ببساطة أن تترك أختي في حالها.
قرأ "وولف" المستند مرة ثانية بسرعة. قال بصوت منخفض وإن كان باردا كالثلج:
- إذا ما قرأت هذا المستند بعناية فإنني أفهم أن "بليندا" هي شبه أخت لك يا "بليدسو".
رد الثاني بوقاحة:
- لايهم. إنك لن ترى "بليندا" بعد اليوم. وكما هو مكتوب في وصية زوج أمي فهي تحت وصايتي و...
قاطعه "وولف" بجفاء:
- أريد نسخة من هذا المستند من أجل محامي أنا أيضا ومن وجهة نظري فإن جدلك القانوني لا يساوي شيئا يا سيد "بليدسو".
ألأقى في وجهه الورقة باحتقار بينما بدأت عينا السيد "ديزموند" تدوران في محجريهما, صاح "بليدسو" وهو يوشك أن يختنق:
- لا تحاول أن تخدعني واترك أختي في حالها بعيدة عن حركاتك ولا مجال لأن تجعلها عشيقتك و...
لم تتح له فرصة إتمام جملته. فقد تلقى قبضة "وولف" بصوت منخفض:
- نصيحة مفيدة يا "بليدسو" لا تقل هذه الكلمة أبدا عن "بليندا".
نبح التعس كالكلب وهو يقف بصعوبة:
- سأشكوك أمام القضاء.

Fenetia
26-02-2008, 20:20
قص "وولف" كل شيء على "بليندا" في المساء. قالت معلقة بلهجة المنكوبة:
- هذه هي طريقة "هيكتور" وتابعه "ديزموند" لقد طارداني حتى هنا ليعيداني إلى نيويورك بالقوة ورغما عني ولكني لن أذهب أبدا.. أنا أحبك يا "وولف"
ألقت بنفسها بين ذراعيه فقال لها:
- وأنا أيضا أحبك ياحمامتي الصغيرة.
- إذن تزوجني ولن يستطيع "هيكتور" أن يفعل شيئا.
- آه لو علمت كم أرغب في ذلك يا عزيزتي! بل إنني فكرت في الأيام الأخيرة ولكنك لازلت صغيرة.
انفجرت الفضيحة في صحافة الفضائح في إنجلترا وفرنسا وعرفت "بليندا" أن مستقبل "وولف" المهني يتعرض للخطر وربما ستقضي عليه نهائيا. أما هو فلم يكن مع رأيها وأخذ يطمئنها.
تذكرت الشابة كل أحاديثهما حول أدواره وعن خياراته وأماله. لم يكن "وولف" ليعيش إلا من أجل مهنته. وكانت تشاهد البريق الجياش الذي يضيء عينيه عندما يتناقشان عن فنه. لم يكن هناك ما يبرر أن يتعرض كل هذا للخطر بسبب حياته الخاصة ولكن الجمهور والوسط السينمائي كانا هوائيين ولا أمان لهما. فيمكن أن يرفعا هذا النجم إلى السماء و الشهرة في يوم في الصباح ويخسفان به الأرض في مساء نفس اليوم. كانت تغلي وهي تفكر في كل الاحتمالات.
كانت كل طبعة أسوأ من السابقة مما زاد كربها وكان من هذه التعليقات:
النجم الصاعد"وولف ويكفيلد" في السينما الأمريكية يخدع فتاة قاصرة ليجعل منها "لوليتا" في الواقع.
قالت "بليندا" ل"وولف" بعد أسبوع من النشر المتكرر.
- لست مثل " لوليتا" الفتاة المراهقة التي أحبت كهلا فأنا أدفع فواتيري بنفسي ولست قاصرة فلماذا لا يقولون هذا أيضا؟
دست وجهها في صدره يائسة.قال يطمئنها:
- اهدئي.. هذه الإشاعة ستموت من نفسها وأنا واثق بذلك وسنكون في الولايات المتحدة بعد أيام وكل شيء سينسى.
ردت في أمل:
- الحق معك.. لنرحل بأسرع مايمكن.
أحست وهي معه بالأمان والحماية من عالم جارح به أمثال "هيكتور" ومناوراته الدنيئة. إن "وولف" يحبها وهي تحبه أيضا وسيتزوجان وستصبح أجمل حياة في العالم. ولاشيء يمكن أن ينزع منها حب "وولف".. عدا الزيارة التي. لم يراع ذلك البائس أصول الأدب وهو يقول لها من بين أسنانه:
- أتظنين حقا أنك تستطيعين أن تعيشي إلى مالا نهاية بدون شعور بالمسؤولية؟ إنك لن تلمسي ميراثك إلا بعد سنتين كما تنص وصية والديك على ذلك. وبصفتي الوصي يمكنني أن ألجا إلى المحكمة لتجبرك على أن تكفي عن التشرد وأن تعودي إلى البيت.
- في كل مرة تفتح فيها فمك الكريه يا "هيكتور" تتحدث عن المال. لقد حاولت دائما أن تسرق مني ميراثي ولكنك لن تحصل عليه أبدا. أما بالنسبة لأموال التأمين وبقية ميراثي فإنها بعيدة عن مخالبك.
كانت تتلذذ وهي تقول له ذلك قال "هيكتور":
- إذا كنت قد اتصلت بـ"بروكسي" فإن ذلك لم يكن إلا من أجل أن أطلب منه قرضا ليغطي استثمار أود أن أعمله من أجلنا أنا وأنت لأنك لم تنسي طبعا أنك ستتزوجينني.
قالت الشابة بصوت حاد كالسياط:
- لا أريد الزواج ولا الاستثمار ولا أي شيء وأرفض المناقشة في ذلك وأنا كبيرة بما يكفي , أنا أعرف ما أريد وأعرف كيف أحصل عليه سأبقى مع "وولف".
سألها "هيكتور" بنظرة تهديد:
- هل ستدمرين مهنته؟
- هذا غير صحيح تماما. ولقد قال لي ذلك بنفسه:
- حقا؟ إنهم يشيعون أنه فقد الدور الرئيسي في فيلم "الحب المجنون" وأنهم اختاروا ممثلا آخر لدور "أوراجان" ألا تعرفين ذلك؟
- أنت تكذب.
- لا. على الإطلاق. اتصلي بوكيل أعماله إذا أردت أن تعرفي. أو الأفضل اقرئي آخر الأخبار في هذه المجلة الإيطالية. إن صديقك ينهار يا صغيرتي المسكينة.
رغم أنها لم تستطع أن تترجم - بالضبط – التعليقات باللغة الإيطالية. فإن الشابة استطاعت أن تفهم ما يؤكد كلام "هيكتور". وفي نفس المساء أطلعت "وولف" على المجلة التي تركها شبه أخيها في نهاية زيارته, ولكن "وولف" هز كتفيه بلا اكتراث و ألقى بالمجلة في سلة المهملات.
- إن هذه الأدوار يسعى إليها ممثلون آخرون موهوبون يا "بليندا" أشخاص يريدونها و يعلمون جادين للحصول عليها. نحن جميعا نتنافس على الأفلام ولهذا السبب فسخت هذه العقود ولا صلة لذلك بمجلات الفضائح.
كان كل ما تتمناه "بليندا" هو أن تصدقه ولكن كلمات "هيكتور" أخذت تطارد فكرها. وكذلك عندما وقعت يدها على صحيفة أمريكية مرغت في الوحل سمعة "وولف" وعمله. طلبت شبه أخيها في التليفون وعلق "هيكتور" في النهاية قائلا في لهجة أبوية:
- الحق معك إذا رغبت في الخروج أخيرا من هذا المأزق الذي لاحل له.
- أبعد عن هذا كله يا "هيكتور" ولا أريد بأي حال من الأحوال أن أجدك في طريقي.
- ولكن...
- لقد سمعتني جيدا وسأتحول إليك إذا اقتضى الأمر ولكن لن أدع لك فرصة النجاة.. وداعا للأبد.
عاملت "بليندا" "وولفر" في تلك الليلة بمنتهى الحنان قال لها دون أن يخفي فرحته:
- إنني أعبد هذا.. إنني أحبك إلى مالانهاية.
ردت عليه بصوت خفيض مشوب بالجدية:
- سأكون لك للأبد.
طار "وولف" على جناحي العاطفة الجياشة. وفي الصباح عندما حان وقت رحيل "وولف" لآخر تسجيل صوتي أحس بأنه موضع حمى عاطفية من جانبها فزادت سعادته ونظر إلى عينيها بعمق:
- سنرحل إلى "كاليفورنيا" بعد يومين يا عزيزتي وهناك سيكون كل الوقت لنا بمفردنا.
- إلى اللقاء يا "وولف" وتمتع بنهار سعيد.
تساءل: ما هذه التحية الفاترة؟ راقبته وهو يبتعد بالسيارة, تسلحت بكل شجاعتها وكتبت كلمة موجهة إلى "وولف" وتركتها على الوسادة. ودون أن تودع "لوريث" انتظرتها حتى رحلت إلى السوق لتترك بدورها الفيلا واستأجرت دراجة لتهبط إلى القرية. ومن هناك قفزت داخل أتوبيس نقلها إلى مطار "نيس".
اشترت الشابة تذكرة لم تستعملها وقبل أن تدخل دورة المياه أخفت شعرها تحت القبعة وارتدت چينزا حائل اللون وقميص قطن وبدت في مظهر الصبي حيث ذهبت إلى محطة سكك حديد المدينة.
ما إن وقفت أمام شباك التذاكر حتى حجزت تذكرة للأكسبريس الذاهب إلى "باريس" تحت اسم مستعار لرجل.
نهاية الفصل الثالث....

Lmara
26-02-2008, 20:35
يا حبيل قلبك يا Fenetia تسلمين والله يا قلبي على التكمله ..

يا عمري طلبتك ....

تنزلين الجزء الرابع ... صرحه مولعه ابيها تخلص بسرعه علشان اقراها كلها لاني لو بديت فيها وهي ما خلصت بموت من الانتظار ...
بس اليوم غيري شوي من القاعده ونزلي جزئين ..يا قلبي لا ترديني !! :(

ورده قايين
26-02-2008, 20:35
شكرا لك shining tears على الرواية الروعه


رواية رائعه من بدايتها تسلم ايديك Fenetia

Fenetia
26-02-2008, 20:48
يا حبيل قلبك يا Fenetia تسلمين والله يا قلبي على التكمله ..

يا عمري طلبتك ....

تنزلين الجزء الرابع ... صرحه مولعه ابيها تخلص بسرعه علشان اقراها كلها لاني لو بديت فيها وهي ما خلصت بموت من الانتظار ...
بس اليوم غيري شوي من القاعده ونزلي جزئين ..يا قلبي لا ترديني !! :(


تكرم عيونك Lmara رح انزلك الفصل الرابع ما انا متلك ما بحب القصة مجزأة بس هيك المطلوب

ما راح اردك خايبة والله;)

Fenetia
26-02-2008, 20:50
رواية رائعه من بدايتها تسلم ايديك Fenetia


هلا بوردة قايين مرورك الأروع عيوني تسلمي يا رب

Lmara
26-02-2008, 20:55
الف شكر عزيزتي Fenetia ؛) وانتظر الجزء الرابع على احر من الجمر :)

Fenetia
26-02-2008, 20:59
الفصل الرابع.....

حلت بشائر الخريف محل الصيف. كان هواء "مانهاتن" يشوبه بعض البرودة وإن كان لطيفا نسبيا. سار "وولف" على قدميه حتى نهاية الشارع السابع نحو مطعم "جرينوتش" حيث حدد له وكيل أعماله موعدا.
إنه سيتأخر قليلا على إفطار العمل المحدد له هذا الصباح ولكن الهواء المنعش طرد ما كان يشعر به من اعتلال في المزاج أثناء الليل.
بعد أن قضى ليلة في قراءة نص. كانت صورة "بليندا" لا تزال تتردد على أحلامه كما يحدث باستمرار منذ عشر سنوات لم يرها فيها. حمد الله أن ذلك بدأ يحدث أقل فاقل وكان دائما يحس بالتمزق خاصة في اللحظات التي سيقابل فيها ممولي أي فلم جديد سيلعب بطولته. كان وكيل أعماله يذرع الرصيف ذهابا وإيابا عندما ظهر "وولف" على مرأى من المطعم. قال بمرح:
- مرحبا يا "وليام"
أجاب الأخير وهو ينظر إليه في لوم:
- إنني أنتظرك من ساعات! لقد غير الممولون مكان الموعد ويجب أن نقابلهم في مكاتبهم.
قال "وولف" بغيظ:
- وماذا أيضا ؟ من يظن هؤلاء أنفسهم ؟
رد "وليام" وهو يسحبه نحو سيارته التي تقف بعيدا:
- لا تبالغ في الأمر.
- أنت تعلم جيدا أنني لا أحب أن تجرني يمينا ويسارا. اعتمد علي وسأقول لهم ذلك.
فضل "وليام" ألا يرد. وأنزلهما السائق أمام أحد المباني التي ترتفع نحو السماء وتلمع من الزجاج والصلب.
علق" وليام" وهما يعبران البهو نحو المصاعد:
- إنهم يشغلون الطوابق الثلاثة الأخيرة.
أحس بأن "وولف" متردد وقد بدا عليه الغضب فقال:
- أسمع! أعرف تماما أنك مشدود الأعصاب جدا:
و أنت تحاول موازنة تكاليف الفيلم ولكن لقاء اليوم هو أفضل العروض المتاحة وعلى أية حال أنت الذي طلبت مني ترتيب هذا اللقاء.
زفر "وولف".
- هذا صحيح.. هيا بنا.
خلال دقائق نقلهما المصعد إلى إدارة شركة "ليندا" العالمية لمستحضرات التجميل‘ أعطى "وولف" اسمه - وهو لا يزال عصبيا - إلى فتاة الاستقبال التي أوشكت أن يغشى عليها عندما رأته أمامها ثم تماسكت لتذهب كي تفتح بابا مزدوجا معلقا عليه لافته: الإدارة.
صاح "وليام" وهو يتقدم "وولف" نحو امرأة بدا ظلها واضحا ضد الشمس التي نفذت أشعتها من النافذة التي بطول الجدار خلف الكتب:
- آه هاهي ذي! " لندا" أقدم لك "وولف ويكفيلد"
"وولف"! أقدم لك "ليندا" من شركة "ليندا" العالمية لمستحضرات التجميل.
ابتعدت السيدة من أمام النافذة واستطاع "وولف" أن يتعرف عليها أخيرا: "بليندا" ! أصيب با لشلل أو أصبح كمن أصابته صاعقة. كانت تشغل فكره من سنوات وظن أنه مصاب با لهلوسة.
سأل "وليام" في قلق :
- "وولف" ! هل كل شيء على مايرام ؟
أجاب الأخير بعد أن أرسلت له المرأة ابتسامة هادئة:
- كل شيء على مايرام.
كانت "بليندا" تنتظر لقاءه. منذ اليوم الذي تركته فيه. كانت تتابع أخباره في مهنته وتكتب له مئات الخطابات التي لم ترسلها إليه أبدا. ورغم أنها كانت قد أعدت نفسها لهذه اللحظة إلا أنها فوجئت بالانقباض الشديد بداخلها عندما رأته وعندما نظر إليها. لقد أحتفظ "وولف" بكل قوته وسحره.
أحست بالعرق يبلل بشرتها وأن قلبها يتضخم وبذلت "بليندا" كل مافي وسعها حتى تتمالك نفسها.
همس "وليام" بينما نظراته الدهشة تنتقل بينهما:
- قل أي شيء يا "وولف" !
قالت "بليندا" وهي تبتسم ابتسامة حاولت أن تكون ابتسامة سيدة الأعمال:
- نعم.. قل أي شيء.. لقد مر وقت طويل.. أليس كذلك؟
صاح "وليام" متسائلا :
- هل يعرف كل منكما الآخر؟
قال "وولف" بصوت مشوب بالتهكم اللاذع :
- أنا والآنسة "بليندا برونسكي" تعارفنا من سنوات عندما كانت لاتزال... طفلة.
إنه لايصدق عينيه ولكنها فعلا أمامه تلك الفتاة الصغيرة الوباء التي قابلها في "نيس" وقد تحولت إلى هذه المخلوقة الرائعة الناعمة كالحرير والراقية.
أجابت السيدة:
- الإنسان لايكون طفلا في سن التاسعة عشرة يا "وولف" ثم إنني من الآن فصاعدا اسمي "ليندا".
أحست بأنها تتطوح. لقد صعقها "وولف" منذ لحظة دخوله ولكنها كانت واثقة بأن ذلك نفس ما حدث له. لقد أصبح مفتونا. غرست "بليندا" أظافرها في راحة يدها لتحافظ على مظهرها. قالت وهي تشير إلى باب موجهة الحديث إلى "وليام" :
- سنجتمع في القاعة المجاورة.
فتح "وليام" الباب وتركهما بمفردهما. ساد صمت أخذ كل منهما أثناءه يتأمل الآخر وكأنهما مصارعان على وشك الاشتباك. همست "بليندا" أخيرا:
- كيف حالك يا "وولف" ؟
لقد بدأ أمامها أكثر لمعانا من قبل وفي منتهى الملاحة والقوة.. تلك القوة التي لدى الفهد ولكنه متحكم فيها رد عليها وهو يكتشف فيها تلك الرقة التي احتفظ بذكراها من عشر سنوات:
- في أحسن حال في العالم.
كانت "بليندا" لازالت تحتفظ بوجه الصبية المليحة ولكن بدلا من الضحك والمرح وعدم الاكتراث والبساطة حل نوع من التباعد والتحفظ. ولكن "بليندا" ظلت كما هي فاتنة وشديدة الجمال. ولكن هل اختفت رقتها السابقة لتحل محلها الجدية والسلوك الهجومي؟
- إذن أنت تملكين شركة "ليندا" الدولية لمستحضرات التجميل؟
- نعم..أنا بمفردي ودون شبه أخي وهذا هو المهم.
- وكيف وصلت إلى هذا؟
أجابت بابتسامة أظهرت غمازتيها مما جعل "وولف" يكتوي بنار الذكريات.
- بقوة الإصرار والعزيمة..ومرحبا بك إذن في الإدارة العامة لشركتنا.
- ويالها من إدارة عامة! بصراحة لقد تأثرت كثيرا أعتقد أن هذا هو هدف تغيير مكان اللقاء؟
أخذ يتأملها بوقاحة من رأسها لأخمص قدميها وهو راض داخليا عندما لاحظ احمرار وجهها أمام عملية الفحص. قالت المرأة وهي متوترة من وقاحته:
- نحن نعمل دائما على التأثير على عملائنا. على أية حال فأنت ستعمل معنا..أليس كذلك ؟
- ليست لدي أي فكرة ‘ إنني سأوقع معك يا "بليندا". ولماذا اهتمامك بفيلمي ريح الجنوب؟
قالت بجفاء:
- إن شركتنا معروف عنها دقتها في اختيار مواد استثماراتها.
أجاب "وولف" دون أن يتخلى عن تهكمه الساخر:
- هذا أفضل. إنني أقدر دائما الجبابرة.
في هذه الحالة سنؤدي عملا طيبا معا..لننضم إلى الآخرين الآن إذا سمحت.
سار "وولف" خطوة بخطوة معها إلى صالة الاجتماعات وكان فستانها الحريري يحدد تفاصيل جسدها بينما ارتجفت "بليندا" وهي تحس بنظراته المركزة عليها.
تمت عملية التعارف في قاعة الاجتماعات بسرعة بين المحامين. وعندما استعدت الشابة للجلوس على رأس المائدة أحست بأنفاسه في عنقها والذي سحب مقعدا لتجلس عليه.
بدأ الجميع يتناولون الإفطار وهم يتحدثون عن العمل. التهم "وولف" فطيرتي كرواسان وثلاثة أقداح من القهوة بغير سكر وهو يجيب على الأسئلة التي طرحت عليه. ولكنه وإن بدا أنه يراقب الجميع إلا أن نظره كان مركزا على "بليندا" ‘ التي تعمدت أن توجه الحديث للجميع سواه. وبعد ساعتين انقضى اجتماع العمل.

Fenetia
26-02-2008, 21:01
بينما كل واحد ينهض ليرحل بعد المصافحة المعتادة ظل الاثنان جالسين وجها لوجه وعيونهما تتلاقى. تقدم "وليام" من "وولف" مترددا وقال مقترحا:
- أتحب أن أوصلك إلى مكان ما ؟
- لا..شكرا..أفضل أن أتمشى فالهواء طلق ويفيدني.
ترك "وليام" القاعة وأصبحا بمفردهما. نهض "وولف" ليصفق الباب بعنف ثم عاد ليجلس في مواجهة "بليندا". ساد صمت ثقيل عدة ثوان ثم ضرب المائدة فجأة بقبضته. وصاح:
- لماذا ؟
كانت "بليندا" تعرف بالضبط ماذا يعني.
- لقد كنت موضع هجوم من جميع الجهات من صحافة الفضائح وكنت تعلم كل الضرر الذي يمكن أن تسببه. لقد كنت قد بدأت لتوك مهنتك التي كانت لا تزال هشة ويمكن أن تهشمها خبطة واحدة للأبد. وفي نفس الوقت شبه أخي كان يهددنا باتخاذ الإجراءات الجنائية القاسية وكنت في حاجة إلى الدراسة العملية التي تؤهلني أن أحصل على حريتي من قبضته. أشياء كثيرة كانت قائمة بيننا ‘ يا"وولف".
نظرت إليه نظرتها الصافية والجريئة. بعد كل هذه السنوات التي قضتها في تجميع كل صورة عنه و مشاهدة كل أفلامه تجد نفسها أخيرا أمامه وتحس بنوع من الدوار. رد "وولف" بصوت منخفض:
- فهمت ! إنك لم تفكري لحظة واحدة في أن بإمكاني الحفاظ على مهنتي وتخليصك من شبه أخيك والعناية بدراستك؟
كان يتميز غضبا ‘ كيف أمكنها أن تحطم هكذا حكايتها من نفسها وبطريقة ديكتاتورية؟
صاحت "بليندا" وهي تتوتر بدورها من مسلكه المتسلط:
- كل هذا ليس من شأنك ومن ناحية آخر فإنك كنت ستخسر أكثر مني في هذا الموضوع.
قال بلهجة مريرة:
- ولقد خسرت الكثير.
همهمت الشابة:
- وأنا كذلك.
أخذ كل منهما يحيط الآخر بنظراته بكل الآلم والأسى اللذين تجمعا على مر السنين. ووسط ذبذبة السكون المحيط بهما كانت لكل كلمة تنطق تأثير المتفجرات.
- أما وقد حدث ما حدث فقد ربحت كل شيء مثلك.
قال "وولف" معلقا وهو يضم قبضتيه:
- دائما لديك الرد حاضر ‘ أليس كذلك ؟ كان من الواجب أن نتخذ هذا القرار معا وباتخاذه بمفردك تخليت عني ولم تستشيريني..هل وضعت هذا في الاعتبار ؟
لقد حصل كل منا على حياة جديدة.
ترك "وولف" نظراته تتأملها كلها. إن تلك الصبية الممشوقة القوام التي كانت في يوم ما قد حلت محلها امرأة راقية ذات جسم فارع متناسق ومغر وأحس بموجة من الرغبة الشديدة في أن يحتويها بين ذراعيه فجأة. قال "وولف":
لقد مضى الوقت الذي كنت أجعلك تذوبين أمام نظراتي ولم يبق اليوم سوى تمثال من الرخام.
ردت الشابة وهي تحاول تجاهل الوخز الذي أحسته داخل قلبها:
- لقد قطعت مشوارا طويلا كما قلت لك.
أدركت أنه هو لم يتغير فيه شيء بزوايا وجهه الرجولي والتي زادت حدة ونضجا. إن "وولف" ساحر للنساء لاشك فيه. زادت سرعة نبضات قلب "بليندا" .
قال بسخرية وهو يدور حول نفسه ليثبت لها أنه يستطيع أن يقرأ تفاصيل أفكارها:
- ما أريك؟
- رأيي هو رأي امرأة تستحق لقب امرأة. لست سوى محطم للقلوب. كانت تحاول أن تستخدم اللهجة المرحة التي تعرف تأثيرها وإن كانت هذه المرة غير متأكدة. عندما استعدت لمواجهته نسيت "بليندا" أنه قادر على شفط كل الهواء في المكان وتركها تختنق من الرغبة.
أضافت بطريقة مثيرة ومتحدية لترمي الكرة في ملعبه:
- ثم إن وجهك أحسن وسيلة دعاية لأعمال شركتنا.
- هذا صحيح..لقد نسيت أن هذا هو الهدف من عقدنا.
لمح "وولف" في عينيها ومضة شك هاربة. أحست الشابة يدور حولها كسمكة القرش التي تنتظر اللحظة المناسبة لتوجيه الضربة القاتلة. سألها:
- هكذا إذن واصلت مهنتك؟
هزت رأسها موافقة ببطء وكان "وولف" يحتوي غضبه بصعوبة. لقد اصطادته بسنارتها كسمكة صغيرة بعد أن ظلت تراقبه يوما بعد يوم وسنة بعد سنة بينما هو تائه كالأعمى يبحث عنها. قال بصوت أجش:
- أين كنت ؟
- في باريس. لقد قيدت اسمي بجامعة "السوربون" في البداية عشت في منزل صغير في شارع "ريف جوش" ثم عثرت على عمل كخادمة فندق. كل ذلك تحت هوية "ليندا بينيت" وهو اسم أمي وهي فتاة. بل صبغت شعري.
- ماذا ؟ كل هذا التنكر حتى لا أستطيع العثور عليك؟
همست وهي تخفض عينيها:
- نعم.
زمجر "وولف" بصوت تأنيب :
- لقد بحثت عنك في كل مدن أوروبا بما فيها "باريس" بل إنني قابلت شبه أخيك ولكن بدا أنه ل لا يعرف مكانك.
لم يجد داعيا لأن يذكر لها أنه حطم وجه "هيكتور" عندما قابلته وتركه شبه ميت . أضاف قائلا :
- ألم يكن من الممكن على الأقل أن تتصلي بي ؟
- لقد اتصلت بك من ست أو سبع سنوات وكنت تصور أول فيلم لك في" باريس" عندما تحولت إلى مخرج وتركت رسالة في فندقك ولكنك لم ترد علي أبدا . ربما لم ينقلوها لك . على أية حال لقد أردت أن نكون على قدم المساواة في اليوم الذي نلتقي فيه .
- ونحن على قدم المساواة الآن .. أليس هذا ماتريد ين قوله ؟
اعترفت الشابة :
- لقد كانت هذه أعز أمنياتي .. هل يمكن فقط أن تفهمني ؟
رد "وولف" بحدة .
- إنني أفهمك جيدا . لقد تصورت اللوحة وقد وضعتني في مكان محدد فيها ويجب علي الآن أن التزم بهدوء بخططك .
كانت مجرد فكرة أنها تلاعبت به بهذه الطريقة تجعله يتحرق شوقا أن يوجه قبضته إلى الجدار . اضطربت "بليندا" من هذا الغضب الأسود المختفي تحت ابتسامة بريئة .
بدأت حديثها :
- يجب يا " وولف" أن ...
ولكنه أشاح بوجهه إلى الناحية الأخرى من المائدة وقد تكوم كالفهد المستعد للهجوم .. قاطعها :
- نعم .. أنت تحملين كل علامات النجاح . الثوب والحذاء الغالي الثمن من الماركات العالمية واللآلئ والمجوهرات لقد أحسنت لعب دورك ودفنت فتاة الشوارع.
ردت عليه في تحد:
- رائع! واعلم أنني في أي لحظة كنت أستحق أن أصل إلى هذا عن جدارة. وأنت نفسك لم تعد ذلك الممثل الشاب المتعطش للمجد الذي عرفته سابقا.
لم تكن "بليندا" لتعرف عنه شيئا سوى ما تنشره عنه الجرائد عن ذوقه ومتعه. ولكنها لم تكن لتعرف شيئا لا عن أسرته ولا عن ماضيه.
والوقت القصير الذي عاشا فيه معا قضياه في الحب واليوم هاهو واقف أمامها فقد اكتشفت رجلا مختلفا تماما .هل اختفى "وولف" الذي كان ملكها ؟
رأت حاجبه يرتفع قليلا أوحى إليها أن لديه فكرة ما لايمكن أن تخدعها ذكرياتها ولكن لايهم إلى أين يقودها الأمر إلا يقودها الأمر إلا أن العاصفة بدأت تبتعد.
قال وهو يدور على عقبيه ويصفق الباب وراءه:
- إلى اللقاء يا "بليندا" .
ظلت الشابة ساهمة تفكر وهي تائهة وسط الصمت والسكون ثم ذهبت إلى مكتبها وحاولت التركيز على عملها.
تركت العمل في منتصف النهار وأخطرت سكرتيرتها أنها ستذهب لتناول الغداء رغم أنها فقدت شهيتها.
عندما خرجت "بليندا" إلى الشارع توجهت إلى المنتزه القريب و أخذت تتجول بين المشاة دون أن تراهم وقد غرقت في أفكارها التي تقودها بلا انقطاع نحو "وولف".
كان جو الخارج قد حسن من حالتها وعندما وصلت إلى جانب المنتزه أبطأت خطواتها ووقفت تحت أشعة الشمس أمام بائع سجق ساخن. قال صوت خلفها:
- لو سمحت....
استدارت "بليندا" كان "وولف" واقفا خلفها وهو يمدلها سندوتش سجق ساخن كان ممسكابه في يده.
سألته في شك:
- هل تبعتني ؟
- طبعا.. هيا نعثر على أريكة لنجلس عليها.
جلسا في دائرة من مقاعد الرخام وأخذا يأكلان في صمت ثم ناولها "وولف" بعد ذلك علبة عصير برتقال ثم سألها: إن كانت ترغب في القهوة ؟ أجابته:
- لا...شكرا..إن عصير البرتقال يكفيني.
ساد صمت من جديد أنهته "بليندا" عندما قالت:
- حسنا ! أعتقد أن علي أن أذهب.
قال "وولف" وهو يلقي العلب و الأوراق في سلة المهملات:
- سأصحبك حتى مكتبك .
أخذ ذراعها في يده بطريقة طبيعية للغاية وقال في الحال وهو يرغب في ألا يتركها تنساب من بين أصابعه دون أن يفهم سبب النيران التي تشعلها داخله:
- هل يمكن أن أدعوك للعشاء هذا المساء ؟
أجابت "بليندا" :
- الأحرى أنني أنا التي تدعوك إلى بيتي . أنا متأكدة أنك ستعشق طهيي .. أتدري أنني اصطدت " لوريث " وأحضرتها معي هنا في نيويورك ؟
كانت تتكلم بسرعة حتى تستطيع أن تستحضر اللحظات السعيدة من لقائهما وحبهما الأول . قال مذهولا :
- لوريث ؟ ولكن لماذا ؟
- ولم لا ؟
فكر "وولف" أن يكون الجنون بعينه على مائدتها !
وهي التي كانت تتصور دائما أن يكون العثور عليها بطريقة ودية وهادئة ومؤدبة . وهاهي الآن تهدم كل الخطوات التي أعدتها في هدوء قال "وولف" وهو يقترب منها أكثر حتى اصطدم بها دون قصد وهما يسيران:
- موافق سنتعشى عندك في المرة القادمة . قولي لي :
ألا تحسين بصعوبة وألم وأنت تسيرين بهذا الحذاء ذي الكعب العالي ؟ على أية حال لا زلت أذكر أنك كنت تحبين أن تسيري حافية القدمين.
- إنني أحب ذلك دائما. ولكن الكعب العالي لم يعد يجرحني. ولدي الآن إمكان أن أشتري . النوع الذي يبدو مريحا مع الاحتفاظ بجماله الساحق.
كانت تتكلم وقد بدا عليها بعض المكر جعله يبتسم . هذه إذن بداية عودتهما إلى التأمر . لقد أقسمت الشابة أن تتذكر تلك الأيام مدى حياتها.

Fenetia
26-02-2008, 21:03
وجد "وولف" نفسه واقعا تحت تأثير فتنتها وترك عينيه تتجولان على ساقيها المخروطتين بيد نحات . ود لو عاد إلى الأريكة الحجرية وجعلها تخلع الحذاء .
انتزعته مرارة الذكرى والأسف من تأملاته عن الماضي الرائع .أحست "بليندا " بتغيير مزاجه وخمنت أنه يفكر في ذلك الزمن الذي كان يعرف فيه كل أفعالها وتغييرات سلوكها دون أن يشك في شيء . لقد فهمت أن ذلك يحرقه كالحامض اللاذع .
ارتعدت الشابة أمام فكرة أن يهجرها . لقد فكرت مئات المرات قبل أن تتأكد من إمكان مواجهتها لهذا الافتراض . ولكن نظراته هزت اطمئنانها .. أن تفقده مرة ثانية هي ضربة قاتلة . قالت وهي تسرع :
- لابد أن أسرع .
كان "وولف" مصمما ألا يدعها تفلت منه مرة ثانية .. ماذا يمكن أن يحدث له لو اختفت ثانية ؟
في هذه اللحظة بالذات ولدت الفكرة في رأسه .
إنه يستطيع هو أيضا أن يلعب دورا مزدوجا . أجاب :
- وأنا كذلك .. لدي نص لابد أن أقرأه .
أحست "بليندا " أن هناك فكرة في رأسه فشعرت في الحال بالضعف . بماذا يهددها ؟ ولماذا ؟ سألها " وولف فجأة عندما وصلا أمام المنى :
- ماالذي قادك إلى الوسط السينمائي ؟
- عرض لم أستطع أن أرفضه .
عندما وثقت " بليندا " بنفسها وأنها مستعدة لمقابلة "وولف " بدأت في التحري والبحث عن أفضل دور يصلح له بهدف أن تقوم بتمويل الفيلم وكان الفيلم الذي ستوقع عقده معه - وهو ريح الجنوب - هو الثاني الذي عثرت عليه .قالت شارحة :
- لقد أردنا في البداية أن نشتري - الرجل الحجري - ولكن الفرصة فاتت . أنت تستحق حقا جائزة الأوسكار للأحسن ممثل والتي نلتها عن ذلك الفيلم أقصد "الرجل الحجري " وكانوا يسمونك لذلك في الصحف "الرجل الحجري".
- أنت تعرفين أمورا كثيرة عني يا "بليندا " .
- لأنك أصبحت مشهورا .
- وهل أنت شريكة في مؤسسة "ديلند " التي أرادت أن تشترك في فيلم " الرجل الحجري " ؟
- نعم
- من الواضح أن لك أسماء كثيرة .
- إنه اسم شريكي وهو أروع رجل قابلته في حياتي .
سمع نفسه يجيب :
- حقا ؟ أنا سعيد من أجلك .
في الحقيقة كانت الغيرة تأكل قلبه وهو يرى عينيها تغشاهما الدموع . إنها تحب ذلك الرجل . تابعت "بليندا " حديثها :
-أنا واثقة بأنك كنت ستقدره . لقد كان نوعا خاصا من الرجال.
كان موت الأستاذ "ديلند " قد صدمها بشدة في اللحظة التي بدأت فيها شركتهما تزدهر . كان الرجل العجوز كريما وطيبا وحاو المعشر ويعتبر أباها الثاني ولازالت تشتاق إليه بدرجة رهيبة . طبع "وولف "قبلة على وجبينها وهو يقول بصوت عميق :
-هذه باسم الأيام الخالية الجميلة .. سأمر عليك في السادسة لأصحبك إلى بيتك .
كانت تشعر بالدهشة وعدم القدرة على الكلام . هزت "بليندا " رأسها علامة الموافقة وابتعد "وولف " . أحست بجبينها يحرقها .. لقد قبلها وعليها أن تظل ترقص فرحا حتى المساء .
تمشى "وولف " في الشوارع , كانت الخطة التي تكونت شيئا فشيئا في ذهنه لم تفارقه أبدا . إن "بليندا " لن تتبخر أبدا بعد في الهواء وستتخذ كل الإجراءات والاحتياطات اللازمة .
اتصل بسكرتيره "وليام " من إحدى كبائن التليفونات العامة على ناصية الطريق ليحصل على رقم تليفون الإدارة في الحال . ما إن كان على الخط حتى أعطى تعليماته في كلمات قليلة مختصرة ووضع السماعة مكانها . لقد بدأت المرحلة الأولى من خطته في الانطلاق . استأنف تسكعه دون أن يعير الشاة أي انتباه ودون ينصت إلى صوت آلات التنبيه الصادرة من السيارات كانت فكرة واحدة تحتل ذهنه : لن تهرب منه "بليندا " أبدا .
"بليندا " تلك الصبية التي رفعت في يوم ما عينيها إليه في ثقة أصبحت الآن بعيدة وحلت محلها امرأة واثقة بنفسها بقوتها ولا تحتاج لأحد . لقد شقت طريقها . ثم هذا المدعو " بليندا " ؟ لقد أحبت رجلا آخر .. هذا مؤكد وهو ما يعذبه أيضا .
أخذ يدير خطته في رأسه مرة ومرة ومرات وفي جميع الاتجاهات حتى سيطر الموضوع على أفكاره تماما .
في النهاية بدأ يمارس رياضة الجري إلى أن وصل إلى الحي الذي يقطن فيه وقد انقطعت أنفاسه وغرق في عرقه واستطاع أخيرا أن يسترد سيطرته على نفسه , على الأقل حدد هدفا وهو الذي سيمسك بزمام اللعبة .اختفى في شارع جانبي صغير فجأة ثم انضم إلى النادي الصحي الذي يتردد عليه وبصفة دائمة للمحافظة على لياقته البدنية . وهناك ارتدى لباس استحمام كان موجودا في دولابه الخاص ثم غطس في حمام السباحة وظل يسبح باستمرار ذهابا وإيابا بما يعادل مسافة كيلو مترين قبل أن يدرك أن ذلك لم يطرد من ذهنه صورة "بليندا " المثيرة . عاد إلى بيته يحدوه الأمل أن ينجح العمل الذهني فيما فشل فيه التمرين البدني وانهمك في دراسة نص سينمائي جديد قدمه له "وليام" هذا الصباح نفسه.
كان هذا النص مثل "ريح الجنوب" مبيعا أيضا إلى "شركة "ليندا" الدولية لمستحضرات التجميل" وبدا وكان الدور مفصل عليه بالضبط. لابد أن يكون مجنونا لو رفضه مادامت وعدته "بليندا" أن يكون له السيطرة الكاملة على النص وإخراج الفيلم لو أراد.
قرأ النص مرتين ليحاول إيجاد نقاط الضعف ولكنه وجده أفضل عند تحليل له.. لا زلت "بليندا" تناوره وتتلاعب به وعليه أن يقوي من خطته.
رفع سماعة التليفون من أول رنة وأجاب على المرأة المنفعلة وهي تتكلم على الطرف الآخر من الخط وقال:
- نعم يمكنك أن تطبعيه . كل شيء مضبوط .. إلى اللقاء.
فكرة "وولف" ماذا ستظن "بليندا" ؟ كل شيء سيثبت بسرعة وسينشر في كل الصحف صباح غد.
كان في بهو مبناها من الساعة السادسة إلا عشر دقائق. وهو يذرع الأرضية الرخامية منتظرا خروجها. كان المبنى جديدا وفاخرا.
هل كانت "بليندا" تستأجر فقط الأدوار الثلاثة العلوية أم تمتلك كل المبنى ؟ وإذا كانت قد استطاعت أن تشيد مشروعا دوليا في عشر سنوات فهل كان ذلك بمفردها أم مع ذلك المدعو "بليندا" ؟
في تمام السادسة فتحت أبواب المصعد وظهرت الشابة ‘ تقدم "وولف" نحوها وقد أذهله جمالها. كان مجرد تأملها يملأ قلبه بكل مشاعر الحب والرغبة في العالم. لقد ظلت نضرة وجميلة عبر السنين. كانت غير عادية وراقية وهشة وقوية في آن واحد. مراهقة وناضجة واستطاعت أن تجمع كل هذه التناقضات في سيمفونية رائعة جعلت منها إنسانة فريدة.
في هذه اللحظة أدرك "وولف" أن حبه ل"بليندا" الذي ظن أنه مات ودفن في التراب لم يكن سوى حالة من البيات الشتوي واستيقظ عند أول لمسة للحرارة. كان من الواضح أن الشابة تحتفظ بمجموعة كاملة من الملابس في مكتبها مادامت قد ظهرت وهي مستعدة مسبقا للخروج بعد أن استبدلت التايير المهني بثوب سهرة من الحرير اللامية والساتان الأرجواني يبرز اللون التركواز لعينيها الواسعتين ونعومة لون بشرتها قال "وولف" وهو يستقبلها بتقبيل يدها :
- ها نحن هنا .
سألته دون تكلف :
- إلى أين سنذهب ؟
- لقد فكرت أن بإمكاننا العثور أولا على مكان مسل يفتح شهيتينا للعشاء بعد ذلك .
كان رائعا في حلته السموكينج الحريرية الزرقاء الداكنة وحيث التفصيلة المضبوطة تظهر جمال جسده الفارع .
ظلت الشابة مصعوقة أمامه وانهمكت في فحص ثوبها حتى تعيد الثقة بنفسها. لقد كانت واثقة بنفسها ثقتها بالكون عندما التقت به في "نيس" لقد اختلفت الأمور تماما اليوم فقد بدأت تفقد ثقتها بنفسها من قرب "وولف" منها وكأنه انتزع منها كل تلك الثقة في لمح البصر بسطوة وجوده. قالت الشابة وهي تدرك أنه كان يحدثها:
- أرجو المعذرة.
- إنني تساءلت: لماذا تفحصين ثوبك وقد بدا عليك بعض القلق... إنك فاتنة إلى أقصى حد.
كان صوته كالنسيم الذي أصابها بالرعدة ‘ قالت:
- لقد كنت تتحدث عن شيء يفتح شهيتينا.. في الحقيقة لسنا مزودين بما يسمح لنا بالجري في الحديقة.
- لا... ولكننا في حالة رائعة تسمح لنا بالذهاب للرقص.
أدارت "بليندا" رأسها لترى سيارة "كوبيه الفاروميو" .
- هل هذه سيارتك التي نالت غرامة مرور؟

Fenetia
26-02-2008, 21:04
تحرك "وولف" بسرعة وهو يصيح ويقودها نحو الباب الخاص بالمبنى.
- اللعنة.. هيا نسرع
شاهدتهما الشرطية وهما يصلان بهدوء ودون أن يبدو عليها أي تعبير. قالت بصوت اتهام:
- أنتما تقفان في منطقة ممنوعة!
رد "وولف" وهو يبتسم :
- سنرحل في الحال .
تغير تعبير الشرطية في الحال عندما رأته . ظلت فاغرة فمها واتسعت عيناها عن آخرهما و أسقطت القلم . لا يزال "وولف" يؤثر فيهن نفس التأثير . تلعثمت المرأة:
- ولكنك ... أنت .. أنت "وولف ويكفيلد" . إن أختي ستموت حسدا عندما أحكي لها .
فتح "وولف" الباب أمام "بليندا" ثم التقط القلم ليناوله الشرطية في أدب . سألته:
- هل يمكن أن أطلب منك أن توقع لي في الأوتوجراف ؟
- طبعا .. أين ؟
- هنا في دفتر المخالفات بجوار اسمي.
استدار "وولف" عندما سمع صوت نفير سيارة كانت سيارته تسد الطريق أمام سائق غير صبور.
صاحت الشرطية وهي تلوح بحركة إمبراطورية :
در حوله !
ثم عادت إلى "وولف" وهي تبتسم:
- لا تعره أدنى انتباه .. وقع من فضلك.
قال "وولف" بعد أن وقع وناولها القلم:
- هاك ! وشكرا لتفاهمك.
أجابت المرأة:
- ولكن لا .. أنا التي أشكرك وشكرا على التوقيع وهذه هي مخالفتك. تركته مسمرا في مكانه بعد أن أدارت له ظهرها وتركت له المخالفة في يده. وعادت أصوات آلات التنبيه تنطلق مرة ثانية فقفز إلى السيارة بينما انفجرت "بليندا" في الضحك الصاخب . نظر إليها بطرف عينيه:
- ظريفة للغاية.
كان المرح الفجائي و الطبيعي في عينيها قد أسعده وأعاد إليه ذكريات حبيبة إلى قلبه. لقد سبق لهما أن ضحكا كثيرا في الماضي.
قال وهو يندس وسط زحام السيارات:
- لماذا لم تسارعي بنجدتي؟
- أنا ؟ أنحشر في رقصة الإغراء حول الشرطية ؟ لايمكن أبدا .
استأنفت الضحك من أعماقها وأصابته العدوى .
قال من بين ضحكاته :
- إنك لست سوى ساحرة شريرة " يابليندا " .
خلال ثوان قليلة اختفت بعدها عشر سنوات من الفراق .
لقد وقف الزمن ليحرصهما وسط دائرته الذهبية .
كتما أنفاسهما وابتسم كل منها للآخر واستأنف الزمن مساره وأصبح الحاضر هو المهم .
لقد أحست "بليندا " أنها تدور وسط شبابها .
لم يسبق لها أن ضحكت بهذه السعادة من زمن طويل وبدا هذا واضحا .قالت بمرح لتخفي عواطفها :
- ياصغيري العزيز .. لا بد أن كرامتك اهتزت أمام خيبة الأممل . رد عليها بحنان :
- نعم ولايوجد شخص آخر يستطيع أن يضحك علي مثلك .
كانت " بليندا "تهتز من السعادة وهي تشعر بهذه الحرية بجواره كيف استطاعت أن تعيش بدون ذلك ؟
ولماذا لم تقدم تلك اللحظات الثمينة عن موعدها ؟ قالت :
- في رأيي أنك لم تتعرف جيدا على تلك الشرطية إنها لم تصدق عينيها ولكن لاشيء يمكن أن يحولها عن أداء عملها . لابد أنها تعول أسرة بأكملها من هذا العمل . اعترف " وولف " وهو يطبع قبلة على ظهر يدها :
- لايهم .. لقد استطاعت خداعي وأنا الذي كنت أظن أنك فقط القادرة على ذلك ...
قالت " بليندا " بصوت سريع :
- زد السرعة على الثالث .
- هذه السيارة أوتوماتيكية . هل يضايقك أن أمسك يدك ؟
- طبعا .. لا ولكن الأمان قبل كل شيء .
قال بصوت رقيق :
- لاتخافي .
إنه لا يستطيع أن يتركها ولا يرغب في ذلك خوفا من أن تهرب منه مرة أخرى . حاولت "بليندا
أن تجد ماتقوله :
- إنك لم تصادف سوى النجاح في كل السنوات . هل تحب مهنتك إلى هذه الدرجة ؟
- نعم ,ولكن حدثيني عن نفسك .. كيف وجدت نفسك وسط صناعة مستحضرات التجميل ؟
- لقد حدثتك عن شريكي "اندريه ديلند "وهو كيميائي تعرفت عليه خلال دراستي في "السوربون كان يصنع مراهم ضد الحساسية للعناية بزوجته .
وعندما توفيت تابع أبحاثه . جعلني أهتم بعمله .
همس "وولف " وهو يلاحظ الحزن في صوتها .
- هل كان شخصا مهما بالنسبة لك ؟
قالت وهي تشعر بالحزن لدرجة الهوس :
- مهم جدا .. لقد مات هو أيضا في اللحظة التي بدأت فيها أعمالنا تزدهر أخيرا.
لم يستطع "وولف" أن يكتم السؤال الذي كان يحرق شفتيه.
- هل كنت تعيشين معه؟
أجابت "بليندا" :
- "أندريه" كان أستاذي وشريكي وصديقي وكان في السبعين من عمره يوم وفاته.
أعتذر لها وهو يحس بالارتياح الشديد:
- أرجو المعذرة فليس هذا من شأني ولم يكن من الواجب أصلا أن أطرح عليك هذا السؤال.
- هذا بالضبط.. ما كان يجب عليك أن تفعله. هل تدخلت في كل مغامراتك النسائية؟ والتي ذكرتها الصحف؟
رد عليها "وولف" هجوما مقابل هجوم:
- هذه ليست سوى إشاعات في معظمها ولو كان لدي عنك ربع المعلومات التي لديك عني لما احتجت لأن أطرح عليك هذا السؤال.
قالت الشابة وهي تنظر إلى الزجاج الأمامي:
- هذه ثاني مرة تفعل بي ذلك.
- إذا كان الأمر كذلك فلن أمل من تكراره.
- حقا؟ لو كنت راغبا إلى هذه الدرجة في العثور علي فلماذا لم ترد على رسالتي التي تركتها لك في الفندق وأنت تمثل فيلم "انهيار باريس" ؟
- أقسم لك أنني لم أتسلم أي رسالة ثم إن هذا كان من سبع سنوات.
أجابت بعد أن كتمت أنفاسها:
- هذا صحيح.
وصلت السيارة إلى وجهتها وأحس "وولف" بالأسف. إن ما شعر به من خصوصية مع "بليندا" داخل السيارة جعله يشعر بالدفء والحياة.
ركن السيارة في ساحة الانتظار أمام واجهة فاخرة تعرفت عليها بدهشة.
- ولكن ملهى "البيلوري" .. إننا لا نستطيع الدخول. إنه من أكثر النوادي خصوصية.
قال "وولف" مطمئنا:
- باعتباري من نسل المتعاطفين مع التقدميين أثناء الثورة فلدي الحق في الدخول.
- لا شك أنك تمزح.
- لا...على الإطلاق . إن النصف المحافظ من أسرتي عاد إلى إنجلترا ونحن على الجانبين .
- بالمناسبة هذا لا يبدو عليك من قليل أو بعيد.
همس في أذنها وهو يعبربها مدخل النادي:
- هذه أحيانا الطريقة الوحيدة للرجل ليحصل على ما يريد.
- دائما ساخط يا "وولف" وأنت كنت أكثر قسوة عندما تثور.
- أثور؟ ولكني لست غاضبا لدرجة الثورة معك يا حبيبتي.. ثم إن كبير الخدم ينتظر.
قالت له وهي تدير له ظهرها:
- لا مجال للعشاء مع رجل دائما يحاصرني.
تهكم "وولف" وهو يدفعها في اتجاه كبير الخدم:
- وتقولين: إنني غاضب .. مساء الخير يا"نيلسون" هل الفرقة الموسيقية جيدة هذا المساء؟
قال كبير الخدم وهو يبتسم بطريقة راقية جدا:
- ككل مساء يا سيد "ويكفيلد" .. نحن سعداء برؤيتك ثانية .. أتحب أن ترقص؟ أم تتناول العشاء؟
تقدمها "نيلسون" فوق المرات المغطاة بالسجاد الناعم عبر حجرات مغلقة بستائر من المخمل خلفها أحاديث هامسة إلى أن وصلا إلى حجرة أصابت الشابة بالذهول ‘ كانت عبارة عن قاعة ثلاثية الأسقف محاطة بمقصورات تعلو حلبة الرقص وتطل على الراقصين وكانت الجدران كلها مغطاة بقماش حافاته مطرزة بخطوط بيضاء بينما النجف الكريستال يعكس آلاف الأنوار الذهبية والفضية . همس "وولف" عندما رأى دهشتها:
- إنها جميلة .. أليس كذلك ؟ أعرف أنك كنت ستحبينها.
أجابت:
- إنني أحبها جدا.
قدم لها مقعدا وهي لا تعرف ماذا تقول. طلب "وولف" عصير التفاح مع حلوى "البتي فور" وأضافت الشابة:
- ومياه معدنية من فضلك من أجلي.
قال لها عندما رحل الساقي:
- لقد كنت تشربين عصير البرتقال في "نيس"
- لم أكن راقية ومميزة كما أنا الآن.
- معنى هذا أنك تفضلين شرب عصير التفاح بدلا من المياه المعدنية.
- أتريد أن تقول: إنك تفضل من يشرب عصير التفاح على من يشرب المياه المعدنية.. لم تذكر شيئا عن الرقص؟
قال "وولف" وهو ينهض:
- هذا حقيقي.
عندما أمسك بيدها ليقودها إلى حلبة الرقص عرفت أن هذا أسوأ طلب طلبته منه. أن ترقص مع "وولف" فإن ذلك آخر حصونها.
وجد "وولف" لذة في أن يشاهدها تسير أمامه حتى وسط الحلبة. كان جسدها يتأرجح في ليونة في منظر لم ير في جماله مثيلا من قبل.
همس في أذنها:
- أتذكرين تلك الليلة التي ذهبنا فيها للرقص على الشاطئ ؟
قالت كاذبة:
- نعم .. قليلا.
إنها تذكر أدق تفاصيلها ووجدت قلبها يشتعل أمام الذكرى. تابع بصوت دافئ وعميق:
- ثم راقبنا شروق الشمس فوق البحر وقلت: إنني أريد في طعام الإفطار....
قاطعته حتى لا يسترسل في الذكريات:
- "وولف" ! إنني أنصت للموسيقى.
ولكن الأوان قد فات.فإن سيل الذكريات غمرها بلا رحمة.
أحست بيد خفية تدفعها للالتصاق به وتغمض عينيها لتطير فوق أجنحة الموسيقى نحو عالم خرافي لذيذ ... كان عالمهما من عشر سنوات مضت.
نهاية الفصل الرابع

Fenetia
26-02-2008, 21:07
تسلميـــــــــــــــــــــــــــــن قلبي ((فينيتيا))
على الروايه الروعه..وبانتظار التكمله لا تتأخري علينا....::سعادة::


سلمت يا قمر مكسات انتي من كل شر ومرورك الأروع دائما::سعادة::

shining tears
27-02-2008, 00:04
رووووووووووووووووعه تسلمين قلبو بانتظار التكلمة على احر من الجمر
لاتتاخري علينا

SONĒSTA
27-02-2008, 20:17
يسلموو فينيتا على الفصول المذهلة ..
وبانتظار التكملــة

صوت الساعات
28-02-2008, 02:07
"وردة قايين "انت بجد جميلة جدا انا عارفه ان الرد متاخر اوى بس انا لسه مخلصة القصة دلوقتى وبكيت وانا بقرئها وعجبتنى جداااااااااااااااااااااااااااااااا تسلم ايدك ويارب ما يحرمنا من مجهوداتك يا قمر

Fenetia
28-02-2008, 11:04
shining tears

مرورك الأروع دائما حبيبة قلبي وهلا فيك دائما

SONĒSTA

هلا وغلا فيك حبيبتي وان شاء الله نكمل اليوم

الفصلين الخامس والسادس

ويلا نبدأ




الفصل الخامس...
رقصا ورقصا حتى ساعة متأخرة من الليل وقد تاها في ذكرياتهما ولم يقطعا رقصهما إلا لكي يتناولا بعض عصير الفاكهة أو يلتهما بعض الجمبري أو الجبن المقدم على قطع من الخبز المدهون بالزبد.
قالت "بليندا" :
- إنني أعشق طعم الجبن و الفواكه.
قال "وولف" وهو يلتهم العنب وشراب التفاح:
- إنهما مفيدان لك .. أترغبين في الرقص ؟
قبلت في الحال وأخذا يرقصان على أنغام الموسيقى الهادئة. سألته الشابة حتى ينظر إليها وتغرق في سحر عينيه :
- أتعتقد أن القروض الحكومية استثمار جيد؟
أجاب وهو شارد:
ماذا ‘ حكومة؟
قالت "بليندا" وهي تضحك:
- يالها من إجابة ممتازة ! ثم لماذا ترتجف؟
- لاشيء إنه من تأثير السعادة.
أخذت تفكر في هذه السعادة وخشيت أن تفقدها فارتجفت بدورها .
سألها:
- لماذا ترتجفين؟ هل دست على قدمك؟
- لا .. لدي مشكلة في ركبتي.
قال مقترحا:
- من الأفضل أن نجلس.
- لا طبعا.
أوشكت أن تصرخ فالتفتت بعض الرؤوس نحوهما . أسندت رأسها على كتفه وأغمضت عينيها . لابد أن تعيش هذه اللحظات أطول وقت ممكن ولقد اشتاقت إلى "وولف" شوقا عارما . إنها لا تجرؤ على عد الليالي التي زارتها فيها الكوابيس و أيقظتها وهي غارقة في عرقها لأنها كانت ترى فيها الرجل الذي تحبه يرفضها بلا رحمة. سألها :
- هل تركت حقا لي رسالة في "باريس" من سبع سنوات يا "بليندا" ؟
نظرت في وجهه مباشرة وهزت رأسها بالإيجاب إذن هو يعرف أنها تقول الحقيقة وأن القدر شاء في ذلك اليوم أن تخطئ موظفة الاستقبال في الفندق في عملها وتنسى أن توصله بالمكالمة.
عندما حيا الأوركسترا الحضور وبدا يجمع أفراده آلاتهم . ابتعد عنها "وولف" وهو يشعر بالأسف.
قالت الشابة معلقة :
- إننا لم نفعل سوى تذوق الطعام طوال السهرة . ما رأيك لو ذهبنا إلى بيتي ؟ لابد أن "لوريث" قد أعدت لنا شيئا دسما.
رد "وولف" :
إنه عرض لطيف جدا.
ظلا صامتين طوال طريق العودة ولم يتبادلا النظرات . ثم فتحت له "بليندا" في خجل باب شقتها قالت له وهي تدخله إحدى الغرف في الدور العلوي لشقتها :
- تصرف وكأنك في بيتك.

Fenetia
28-02-2008, 11:06
شكرها بابتسامة واختفت الشابة . ما إن أصبحت في حجرتها الخاصة حتى أخذت تتأمل صورتها في المرأة . إن "وولف" عندها وسط الليل ! إنه الرجل الوحيد الذي وهبته قلبها للأبد والذي جعل لحياتها طعما ومعنى إنه موجود الآن هنا وهو قريب منها كان ذلك يرعبها كثيرا. هل ستفقده في اللحظة الرائعة؟
وهل لازالت عواطفه نحوها سليمة دائما ولم تتغير ؟
ارتجفت يدها فلوثت خدها ببعض أحمر الشفاه الذي كانت تمسك أصبعه . قالت لصورتها تطمئن نفسها :
كل شيء سيكون على مايرام . وستنجحين مهما كان الأمر يا "بليندا" تأمل "وولف" الحجرة التي أدخلته فيها , كانت الحجرة في منتهى الرقة و الفخامة ومجهزة بكل وسائل الترفيه وعندما دخل الحمام وجده تحفة من الألوان الهادئة التي تغلب على تجهيزاته . لم يكن عادة ليهتم بالديكور الداخلي وكان يكتفي بإلقاء نظرة على ما يعرض عليه من مخططات تاركا للأخصائيين تنفيذ كل شيء ولكن هذه الليلة أخذ يدرس كل التفاصيل وكأنه يدرس التاريخ الشخصي ل "بليندا".
كان "وولف" يحب بيته ويعجب بالأثاث تماما كما أعجب بشقتها وأثاثها. لقد صعق عندما رآها هذا الصباح بجسدها الممشوق الممتد نحو السماء أمام زجاج الجدار خلف مكتبها...
ولكنه تساءل : ماذا يمكن أن يقدمه لها أكثر مما يمكن أن يقدمه الرجال الآخرون ؟ أخذ "وولف" نفسا عميقا وعبر الحجرة ثم فتح الباب رآها في الحال وهي تخرج من حجرتها الخاصة لتعبر الشرفة وتهبط إلى الدور الأسفل وهي تتماوج.
أخذ "وولف" وقته ليدرس بتأن "بليندا" ورغم أنها كانت مختلفة إلا أنها احتفظت بتلك المسحة من البراءة التي لا يملكها أحد غيرها. وكل ما زاد عليها هو النضوج. يا إلهي! إنها رائعة في بريق الثلاثين من عمرها. قال بمرح:
- هاللو! .. مرحبا.
قالت وهي ترفع عينيها نحوه:
- مرحبا بك أنت.
قال معترفا:
- لقد أحببت بيتك.
لم تكن بالطبع كما كانت من قبل. ويكفي أن يعلم "وولف" أن كل الجرأة والقوة التي واجهت بهما شبه أخيها حتى تصبح سيدة نفسها.. كل هذه القوة اختفت وطارت أدراج الرياح أمامه هو الذي انتظرته كل هذه السنين. لقد نزع "وولف" أسلحتها في الحال وأصبحت هشة.
سألها "وولف" وهو يراها تقطب وجهها:
- هل هناك ما يسوء؟
ردت الشابة:
- نعم.. صداع خفيف يبدو أنني لم أكل جيدا.
قال وهو يصحبها إلى المطبخ:
- سأعدلك شيئا لتأكليه.
- لابد أن هناك طبقا في الثلاجة يمكن تسخينه بالفرن أو الميكروويف.
لابد أن "لوريث" نائمة ومن المستحيل إيقاظها في الخامسة صباحا.
ابتسم "وولف" وهو يداعب طرف أنفها:
- سرعان ما ستتعود على ذلك لو عشت معك هنا. إنها تعيش حسب العادات القديمة ولكن ما إن يوجد رجل في البيت...
احتجت "بليندا".
- إن "لوريث" ليست من النوع الذي يخضع إلى السيطرة الرجولية في مجتمعنا .. أتذكر كيف كانت تعامل البقال في "نيس" ؟ ورغم سنها الكبيرة فهي متحضرة وتؤمن بأن الرجال والنساء متساوون.
قال "وولف" مازحا:
- وهل كانت هكذا هناك ؟ على كل هذه ليست مشكلة وأنا متفق تماما معها والآن لنهتم بك .. أين دولاب الصيدلية ؟
سألته دون أن تفهم:
- لماذا ؟
رد "وولف" دهشا.
- أبحث عن أسبرين من أجل صداعك.
- أوه! .. نعم طبعا. هناك دائما أنبوبة في أعلى الرف بجوار الفيشار.
أحس "وولف" أنها قلقة وغير مطمئنة ولم يزعجه ذلك , فقد كانت تحتفظ بأوراق اللعب في يدها مدة طويلة والدور عليه الآن ليلعب وجد الأنبوبة بسهولة وملأ كوبا بالماء وناولها قرصين ابتلعتهما "بليندا" بسرعة حتى تبتلع معهما كذبتها الصغيرة . قال:
- اجلسي الآن سأعدلك الموجود.هذه غلطتي لأنني صحبتك للرقص دون مراعاة لصحتك.
- لا .. أؤكد لك . ثم إنني تحسنت كثيرا وأحس بذلك فعلا. ثم إنني التهمت كمية كبيرة من الأشياء الصغيرة هناك.
لم يكن لديها صداع وإنما هي الذكريات التي لم تعد تتحمل تدفقها على ذهنها.
- لابد أن تأكلي ثم إنني لن أقدم لك ما يصيبك بالتسمم قالت "بليندا" :
- من يدري ؟ على كل حال "لوريث" هي التي تطبخ.
نهض ثم اتجه نحو باب الثلاجة وهو يقول:
- وعلى أية حال فقد حققت بعض التقدم من يومها.
أخرج من الثلاجة لفافة محاطة بورق الألمونيوم وسألها:
- ما هذه ؟
- ماذا ..؟ آه.. إنها يخني الفاصوليا بلحم الضان .
نزع "وولف" الغطاء ووضعها في الميكروويف. سألها:
- وما أخبار شبه أخيك الآن ؟
أجابت بابتسامة مقتضبة:
- كما هو دائما. أنه يبحث عن مال لأعماله الصغيرة ويمر على المكتب كل خمسة عشر يوما وسكرتيرتي تحلم بأن تلقي به من النافذة.
قال "وولف" معلقا:
- تحيا السكرتيرة.
كان يبتسم ابتسامته الخالدة وهو يتحدث. ولكن "بليندا" لمحت بعض الغضب في كلامه, فكرت "بليندا" أنه من الأفضل ل"هيكتور" ألا يعترض طريقه وستحذره في المرة القادمة. بعد فترة قصيرة كانا جالسين فوق مقاعد عالية في المطبخ أمام الطبق اللذيذ المصحوب بسلطة خضراء. كانا يأكلان بطريقة آلية ولا يتبادلان سوى القليل من الكلمات . تساءلت "بليندا" فجأة عن التحفظ الذي ظهر فجأة على "وولف" . ربما لا يزال يحتفظ ببعض المسافة بينهما. قال لها عندما حانت لحظة اصطحابه إلى الباب:
- لقد سعدت من هذه السهرة.
قالت بصوت غير ثابت ومنخفض:
- لقد كانت ممتازة.
ابتسم وخرج. عندما أصبحت بمفردها صعدت إلى المستوى العلوي وهي تحدث نفسها وتلومها:
أيتها الغبية ... لماذا لم تقتربي منه.. لا. إنه جذاب أكثر من اللازم وكان من الممكن أن تفقدي عقلك وتتصرفي تصرف المراهقات.
حملت هذه الليلة بـ"وولف" وهو يهزأ بها لأنها صرحت له بحبها كله أما هو من ناحيته فقد ظل يتقلب طوال الليل كالفهد المحبوس في قفص تساءل:
ماذا سيكون رد فعل "بليندا" أمام أول جزء من خطته؟
إن ذلك سيحدث ابتداء من الصباح. إنه يريدها بقوة وستعرف الشابة عن عواطفه من أول طبعة من جرائد الصباح. لقد وقع المقدور.

Fenetia
28-02-2008, 11:11
نهضت "بليندا" من الفراش في الساعات الأولى وتطوحت وهي ذاهبة إلى الحمام حيث أخذت دشا بالشامبو أزال الصداع وبعد أن ارتدت التايير والحذاء من الجلد الكستنائي هبطت ومعها حافظة أوراقها قالت "لوريث" وهي تستقبلها في المطبخ:
- لقد وجدت خوخا في السوق هذا الصباح يا آنسة واشتريت أيضا الجريدة. وصورتك جميلة جداً وكذلك صورة السيد "وولف" .
قالت "بليندا" وهي شاردة بعد أن جلست أمام المائدة:
- آه .. حسنا ؟
ثم ألقت نظرة مذهولة إلى الريفية العجوز الباسمة عندما فهمت ما تقوله:
- صورتي ؟ وصورة "وولف" ؟
فتحت الصحيفة بأصابع مرتجفة وأطلقت صحية ثم قفزت واقفة وهي تهمهم كلاما غير مفهوم. قالت "لوريث" وهي تحاول أن تهدئها:
- هل أنت مريضة يا آنسة؟ ربما ترغبين في تناول إفطارك في السرير؟
صاحت الشابة وهي تلوح بالجريدة في غضب:
- مريضة؟ نعم بسبب الغضب . سأتبعه واقتله.
سألتها "لوريث" وهي مدهوشة :
- هل أعجبتك الصورة ؟
قالت "بليندا" أخيرا وهي تلقي الجريدة على الأرض وتتجه نحو التليفون :
- سأنزع روحه.
قبل أن تلمس التليفون رن الجرس وقالت بعد أن رفعت السماعة:
- هنا "بليندا برونسكي" .
سألها أحد الصحفيين على الطرف الآخر من الخط.
- هل حقا ستذهبين للعيش بصفة دائمة في أوروبا ؟
ولكن "بليندا" وضعت السماعة بعنف . قالت لمديرة البيت.
- من اليوم ستغيرين رقم تليفوني يا"لوريث " .
قالت " لوريث " التي لم تفهم شيئاً :
- سأصعد لك بالبيض وعصير البرتقال وأنت في السرير .
أجابت الشابة :
- لا داعي لذلك .
سألت الدليل عن رقم تليفون ثم أدارته في الحال وانتظرت رفع السماعة وهي تطرق سطح المائدة بأظافرها ولكن كل ماسمعته هو صوت " وولف " على جهاز الرد الآلي يعلن أنه غير موجود في تلك اللحظة . وضعت " بليندا " السماعة بعنف . أخذت تغلي وهي تكلم " لوريث" :
- كيف تجرأ وأعلن الصحافة أننا سنتزوج ؟
قالت الأخيرة في حكمة :
- آه .. إذن هذا هو الأمر .. يجب أن تكوني سعيدة أنت تحبينه .
صاحت " بليندا " .
- ولكني لا أحبه .. إنه خائن وغير أمين وليس سوى ساحر نساء سوقي .
ردت عليها " لوريث " بهدوء :
- كل ذلك سينتهي عندما يتزوجك . إن السيد " وولف " سيكون زوجا ممتازا وسينسى معك كل النساء الأخريات .
ظلت الشابة تشعر بتقلص في معدتها من هذا الحديث .
قالت بعد أن استردت أنفاسها :
- أنت مطرودة " لوريث " . أعدي أمتعتك واحزميها وعودي إلى فرنسا .
ردت عليها العجوز بهدوء :
- هيا اهدئي ! إنك ستتأخرين .. اشطفي وجهك بالماء قبل أن ترحلي .. إن وجهك أحمر قان.
بعد ذلك أدارت العجوز ظهرها لها وعادت إلى المطبخ صمتت "بليندا" أمام هذا المنطق الهادئ والتقطت حافظة أوراقها ونهبت الدرج ثم قفزت فوق الرصيف ولديها نية أن تستوقف أول سيارة أجر تمر عليها. ولكن حشدا من المصورين الصحفيين جعلها تتقهقر وهي تتعثر إلى مدخل العمارة.
خشيت أن يطاردها مصورون آخرون في مكان عملها فطلبت من السائق أن ينزلها خلف مبنى شركتها واستخدمت مفتاحها الخاص لتفتح باب الفناء الخلفي.
ثم وصلت إلى المصاعد وصعدت حتى مكتبها . أعلنت سكرتيرتها وهي تستقبلها:
- إن الأمر لم يتوقف من الصباح . ولقد بلغ الحنق برجال الأمن أشده في محاولة منع المصورين و الجماهير من دخول المبنى. أمرتها الشابة:
- اقطعي كل الاتصالات . واعثري على السيد "ويكفيلد" بأي طريقة عن طريق التليفون.
- ولكنه موجود في مكتبك يا آنسة.
صرخت "بليندا" وهي تسرع إلى الداخل:
- ماذا؟
كان "وولف" مسترخيا في أحد المقاعد ذات المساند داخل المكتب صفقت الشابة الباب وراءها بعنف وسارت في خطوات ثابتة نحو مكتبها. ثم صرخت وهي تواجهه وقد أسندت ذراعيها على السطح اللامع:
- والآن عليك أن تشرح لي.
- لا تصرخي عاليا فلربما اعتقدت "ليديا" أننا نتعارك.
- هذا بالضبط ماسنفعله يا "وولف".
قال بصوت راض:
- لا زلت جميلة وأنت غاضبة وفي منتهى الفتنة و الجاذبية.
قالت "بليندا" وهي تضع كل دفاعاتها أمام صوته الناعم والذي تعرف تماما مدى خطورته:
- سألقي بك من النافذة إذا لم تخبرني في الحال مامعنى كل هذا؟ إن الصحف حددت تاريخ الزواج خلال خمسة عشر يوما بالضبط .. هل أنت الذي أصدرت هذا البيان إلى الصحافة ؟
اعترف بصوت هادئ :
- نعم هو أنا . في الحقيقة سنتزوج ثم ...
قاطعه رنين التليفون الداخلي ولم يتردد هو لحظة في أن يوجه الحديث إلى السكرتيرة:
- حسنا يا "ليديا" نحن في انتظارهم فأدخليهم.
قال "وولف" وهو يدور حول المكتب ليمسكها من وسطها:
- إنهم أصدقاء .. هيا اهدئي أنت تشبهين قنبلة موقوتة.
قالت له في اللحظة التي انفتح فيها الباب على رجلين وجهاهما مألوفان بعض الشيء:
- تدخل من ؟
قال "وولف" وهو يتقدم نحو القادمين ليصافحهما:
- إن "بليندا" تعشق طرح الأسئلة. كيف حالك يا " بيتر" وأنت يا " بير"؟
هز الاثنان رأسيهما بطريقة آلية دون أن تترك نظراتهما الشابة في إمعان وجدية.
قالت وهي تحس بالاختناق من هذا الفحص الغريب و الشاذ:
- من أنتما وما معنى هذا التطفل ؟
تدخل "وولف" ليقوم بعملية التعارف:
- إنهما أفضل أصدقائي يا عزيزتي: " بيتر لارابي" و " بير كيتمور" أقدم لكما "بليندا برونسكي"
قال " بيتر" بصوت حاد وهو يمد لها يده:
- أنا سعيد جدا لأنني عملت أخيرا بعودتك. لقد كان "وولف" ينتظر هذه اللحظة من زمن بعيد.
قالت في دهشة وقد فغرت فمها:
- حقا ؟
قال " بير" مؤكدا بدوره وهو يبعد صديقه ويقبلها على خدها :
- نعم .. حقا إن من يراك اليوم يفهم كل شيء. لا شك أن " وولف" سيقتلني لأنني قبلتك . انظري إليه.
قالت الشابة بعد أن استعادت توازنها:
- لا يهم ما يظنه والأمر ليس كما تظنان.
قال " بيتر":
- أيتها النمرة! إنك تذكرينني بزوجتي. آه هذا يذكرني بضرورة أن أدعوك إلى العشاء عند " بير" للاحتفال بإعلان زواجكما. وستكون عائلة " بير" موجودة وقد وعدنا الأولاد أن يظلوا هناك فلا تتأخرا.
قال " بير" :
- بالمناسبة يا " وولف" أنت تعرف طبعا أن والدي قد يصران على إقامة حفل الزفاف عندهما.
رد " وولف" :
- لقد اهتممت بذلك. وكل شيء تم ترتيبه في نادي "بيلوري" .
كررت " بليندا" كلامه بصوت منخفض وكل مقطع على حدة.
- كل..شيء..تم..ترتيبه ؟
تبادل " بيتر" و " بير" النظرات وابتسما. قال " بير" وهو يستأذن في الانصراف من "وولف":
- حسنا.. وشكرا لأنك اتصلت. كانت كريستين " ستغضب بشدة لو عرفت هذا الخبر العظيم من الصحف.
قالت " بليندا" بحدة وقد تصلبت بجوار " وولف" :
- ولكن هذه هي الطريقة التي عرفت بها الخبر شخصيا.
صاح " بيتر " في مرح:
- كيف ؟ هل أعد لك " وولف " المفاجأة ؟ أنا أحب ذلك.
زمجر " وولف " :
- ظريف جدا يا " بيتر " ! لم يبق أمامنا سوى بعض التفاصيل وسيتم إنهاؤها بسرعة.
قال " بيتر " الذي ذهبت بهجته أمام نظرات صديقه:
- لاشك في هذا. أعرف يا " وولف " أنك لا تحب أن يتدخل أحد في أي شيء تفعله.
قال " بير" متهكما:
- وهذا هو شعوري أيضا.
أعلن " بيتر" وهو يطرقع أصابعه:
- حسنا. كان بودي أن أبقى قليلا ولكن أعتقد أنه من الأفضل أن نرحل..إلى اللقاء يا " بليندا " .
مال عليها وطبع قبلة على خدها وحذا " بير" حذوه :
- إنني سعيد للقائك .
أجابتهما الشابة بصوت منخفض ممطوط :
- وأنا كذلك .
اختفى الرجلان وهما يبتسمان وأصبح " وولف "و " بليندا " بمفردهما مرة أخرى في مكتبهما . قال وهو يحس أنها تقلى على نار الغضب :
- لنبق هادئين .
- لقد اتصلت بصديقيك ولم تفكر لحظة في الاتصال بي أو تأخذ رأيي أنا صاحبة المصلحة الأولى ؟ على أية حال لن نتزوج .
رد عليها صوت ثابت وغير مكترث :
- بل سنفعل .
- هل تعرف أنك تلاعبت بي تماما في هذه الحكاية ؟
- وأنت ؟ هل عملت غير ذلك من عشر سنوات قضيتها في انتظارك وانتظار أي مكالمة منك أو علامة تدل على أنك لازلت على قيد الحياة ؟
ماذا كنت تنتظرين؟باقة ورد؟ لقاء حار وهتاف ترحيب؟
بدأ صوته يتصاعد ويضربها كالسوط من الغضب.
ردت وهي تشكو:
- لقد اتصلت بك وتركت لك رسالة.
قال مزمجرا:
- مرة واحدة خلال عشر سنوات!
- أحذرك يا " وولف" لا ترفع صوتك في وجهي.
- آه لا ؟ من الواجب أن أفعل أكثر من ذلك.
- حقا؟ وماذا إذن من فضلك؟ لقد صعدت كل هذا الموضوع دون أن تقول شيئا بالطبع من حقه أن يغضب؟
تصاعد غضب " بليندا" مع غضبه. وبقدر ماتسعفها ذاكرتها فإنها لم تشاهد " وولف" يخرج عن حدوده عدا اليوم الذي جاء فيه "هيكتور" ليغتال قصة حبهما. وباستثناء تلك المرة يمكن تلخيص أخلاق "وولف" في أنه نموذج للتحكم في النفس الكامل والمطلق. تابعت صياحها وهي على استعداد للدخول معه في جدال:
- لا تحاول أن تمثل علي دور الرجل المجروح من الماضي...
ولكنها كفت عندما رأت لون وجهه يتحول من الأحمر إلى الأبيض الشاحب من الشعور بالمهانة و العذاب.
قال بصوت أبح :
- أمثل؟ ليس هناك أي تمثيل. إن ما فعلته أوشك أن يقتلني يا " بليندا".
- ولكن..ليس..ليس هذا حقا ما أردت أن أقوله ولم أنتظر منه أي شيء محدد و...
قاطعها بإشارة من يده لوح بها في الهواء كالسكين:
- كذب! لقد كنت تنتظرين الكثير مني , لقد أردت مراقبتي و التجسس علي و اختباري خلال سنوات قبل أن تخرجي فجأة من مخبئك لتصطاديني كالفراشة وتضميني إلى مجموعتك.
- كيف تستطيع أن تحدثني هكذا؟ إنني لم أخرج من مخبئي... لقد قضيت كل هذا الوقت في بناء مشروع عالمي و...
- أعرف . وأعرف رقم ثروتك , ولكنك لست الوحيدة التي تتحكم في حياتنا. إن لي كلمتي التي سأظل أقولها للأبد. والآن اسمعي جيدا , لقد تحدثت مع محامي عن تلك الرابطة المغناطيسية التي سأحصل عليها عندما تأتين لتعيشي معي.
قالت " بليندا" فجأة وهي تحس بالعجز التام:
- أليس لديك تلك الرابطة باستمرار؟ ولكن أي فرق هناك ؟ ثم ليس لديك أي إثبات لهذه العلاقة.
- لم نقف بعد أمام المحكمة يا عزيزتي ؟ وأنت لست محامية ورجال القانون الذين يعملون معي يؤكدون لي أن ما بيننا يعد وعدا لو أخللت به لسمح لي بأن أرفع عليك قضية أمام المحاكم. هل نسيت تلك الليلة التي أصابنا فيها جنون الحب وأخذنا نحتسي الشراب المنعش , ونقرأ الشعر الذي موضوعه الحب , وتبادلنا القسم أن نظل معا للأبد ومن باب المزاح سجلناه كتابة؟ صدقيني: إنهم سيصغون إلى قضيتي وسيفهمونها .لقد طلبت منهم أن يجدوا لي وسيلة أستطيع بها أن أسيطر عليك.
احتجت " بليندا" في ضعف:
- إنك لن تجرؤ.
- أتظنين هذا؟ لو كنت مكانك لما وثقت بنفسي لأنني سأستخدم حقي يا " بليندا" إما أن تقبلي الزواج بي يا "بليندا" وإلا جررتك أمام المحاكم أنت ومشروعك.
هل فهمت؟
صاحت الشابة وهي تتمرد وتستعد للدفاع عن مشروعها لآخر نفس:
- ليس لك أي حق.
- انظري في عيني يا "بليندا" وخبريني: أيهما أفضل؟
الزواج بي أو الصراع ضدي في المحاكم بلا رحمة ولا شفقة إلى أن يسحق الأقوى منا الآخر؟
قالت تتحداه:
- إن محامي يستطيعون أن يعدوا لي ملفات ممتازة تجعلني أصارعك على قدم المساواة.
رد عليها وهو يهز كتفيه:
- بلاشك .ولكن رجالي هم الأفضل ثم إنهم بدءوا العمل بالفعل.
قبل أن تأتي بأي حركة حاصرها ولم يترك لها أي فرصة للهرب. كان يود أن يقبلها قبلة يضع فيها حرمان السنوات العشر.ولكن هذا مستحيل . بينما كانت " بليندا" تصارع النار التي سرت داخلها . أخذت تصارع لتفلت من حصاره. قال لها:
- إنك ترتجفين ياحبي.لاتقلقي.ما إن نتزوج حتى أعمل جاهدا على ألا ترتجفي مرة أخرى . سأعود لمقابلتك بعد ست ساعات.
اختفى في لمح البصر بينما " بليندا" لازالت تترنح وعيناها تحومان حول الباب الذي أغلقه خلفه.
رفعت يدها ببطء نحو فمها وسدته حتى لا تصرخ.

Fenetia
28-02-2008, 11:13
وجدت " بليندا" في دولاب ملابسها في المكتب ما يمكنها من تغيير ملابسها للعشاء هذا المساء. اختارت تاييرا من الساتان البليسيه مكونا من چيب مستقيم وسترة مربعات أزرارها بنفس شكل قرطها الذهبي وبلوزة من الحرير الكريم بكمين منفوخين . حلت شعرها من الضفيرة الجادة التي تستخدمها في ساعات العمل.
وتركته ينسدل على كتفيها بعد أن مشطته بقوة لتعطيه لمعانا وحجما ضخما. انهمكت في فحص نفسها في المرأة فلم تسمع صوت الباب وهو يفتح خلف ظهرها.
- إنه أنا " وولف" " ليديا" أخبرتني أنك تستعدين . أنت رائعة.
- لقد اعتقدت أنني أغلقت الباب.
- أنت مخطئة...هل نذهب ؟
قالت " بليندا" معلقة:
- الآن أنت في ملابس كلاسيكية.
كان رائعا في بذلته الحريرية الداكنة بلون الفحم.
- لقد ارتديتها من أجلك فقط ., ولأذكرك بالوقت الذي قضيناه معا في "نيس" .
قالت الشابة حتى لا تتوقف أمام تلك الصورة الحارقة:
- أنا مستعدة .. هل سنأخذ سيارتي أم سيارتك ؟
- سيارتي أسفل .
طوال فترة هبوط المصعد أحست " بليندا" بنظراته تثقل فوقها بقوة. استند على جدار المصعد وأخذ " وولف" يدرس تفاصيلها .كانت كل أفكاره حول أول لقاء لهما لم يعد لها وجود .لقد أراد أن يلعب بها عن طريق إعلان زواجهما في الصحف وهاهو يشعر بالسعادة أمام فكرة أن يصبح زوجها.
تظاهر بأنه يراعي احتياطات الأمن وأمسك بذراعها ليعبر البهو ولم يتركها إلا بعد أن جلست في سيارته والتي كانت واقفة في مكان ممنوع فيه الانتصار.
لسوء الحظ لم تكن هناك مخالفات . إن تلك الشرطيات لا يتواجدن عندما تحتاج إليهن .شعرت "بليندا" بالأسف لسوء حظها الذي أوقعها في الفخ.
كانت "مانهاتن" ساحرة في المساء وكان الهواء جميلا وتركت الفتاة نفسها على سجيتها رغما عنها وهي على مقعد السيارة " الفيراري" عندما أمسك " وولف" بأصابعها التي التفت حول أصابعه بحركة لا إرادية.
قال " وولف" :
- إن " بير" يمتلك بيتا في هذا الحي أما بالنسبة ل " بيتر " فإنه يعيش بعيدا في " لونج إيلاند" .
لمحت في صوته حرارة الصداقة فقالت معلقة:
- إنهما يعنيان الكثير بالنسبة لك.
- لدي إحساس أحيانا أنهما أنقذاني من الجنون.
لم ترغب أن ترد على العبارة الأخيرة وأحست بالارتياح عندما وصلا إلى وجهتهما .ركن " وولف" السيارة أمام مبنى جميل مكون من أربعة طوابق من الحجر المنحوت .
دار حول السيارة ليفتح لها الباب ثم تقدم نحو الباب الذي انفتح قبل أن يطرقه قال:
- مساء الخير يا "بير" .
أجاب " بير" .
- لقد كنت أنتظر حضوركما .. ادخلي يا " بليندا" وستقابلين باقي العصابة.
ما أن دخلت الشابة إلى المسكن الفسيح و العالي حتى انفتح باب جانبي فجأة واندفع نحوها صبيان صغيران توءمان متشابهان كل الشبه.
قال " بير " برقة وهو يحاول الإمساك بهما .
- كونا عاقلين .
ولكن التوءمين تجنباه ليندفعا نحو " بليندا" التي أوشكت أن تسقط على ظهرها لولا نجدة " وولف" لها الذي قال :
- انتبها أيها الولدان . هذه السيدة ملكي وليست ملككما .
لم تكن " بليندا" لتترك هذه الفرصة لولا أن التوءمين نالا كل انتباهها.
ورغم قلة خبرتها بالنسبة للأطفال فإنها خمنت أن سنهما ثلاث سنوات.
انحنت عليهما وقالت:
- مساء الخير .
قال أحدهما قبل أن يشير إلى " وولف" بإصبعه الصغير.
- أنا " باتريك" وهذا " إيريك" وذلك أبونا الروحي.
أجابت الشابة :
- أنا سعيدة بمعرفتكما.
ابتسم " إيريك" في خجل بينما كان " باتريك" أكثر جرأة.
- نحن نعرف من أنت .لقد سمعت أبي يقول لأمي :إنك ستنجبين أطفالا في منتهى الجمال وإنك...
تدخل " بير" وهو يحملهما بين ذراعيه و ينظر إلى " بليندا" في حرج :
- يا إله السموات ! إنني أحاول دائما ألا أتحدث أمامهما ولكنهما أفسدا كل شيء .كف عن الضحك يا "وولف" فإن " بليندا" ستغضب .
قال " وولف" .
- ولكن لا ..إنها لن تغضب أليس كذلك يا عزيزتي ؟
ردت الشابة :
- كلا ..على الإطلاق.
في الحقيقة تمنت لو اختفت تحت الموكيت .كان " وولف" لا يزال يضحك وهما يتبعان " بير" إلى الصالون الفسيح المزود بالسجاد الشرقي . ألقت سيدتان ممشوقتا القوام نظرات دهشة على القادمة الجديدة.
تقدم " بيتر" نحو " بليندا" وأمسك بيدها ليقدمها .
قالت المرأة الأولى الضخمة الشقراء ذات الشعر الذهبي :
- أنا " كريستين كينمور" ولقد سمعت الأخوين التوءمين وأنا آسفة جدا بالنسبة لهما.
وجدتها " بليندا" شديدة الجمال بعينيها الواسعتين الحادتين .
تدخلت المرأة الثانية وهي تمد لها يدها بود.
- أولادي أسوا منهما .. أنا " دميانة لارابي" .
قدمت الشابة نفسها وهي تتساءل : إن كانت قد سبق لها أن رأت هذا الوجه ذا الشعر الفضي على غلاف مجلة " فوج ".
- أنا " بليندا برونسكي ".
قالت " دميانة وهي تشير بيدها نحو بنت صغيرة وولد صغير .
- هاهما ..سوزان سنها أربع سنوات و "روبرت" عنده سنتان .
قالت " بليندا" متهكمة وهي تشير إلى " وولف" .
- وأنت طبعا الأب الروحي لهما.
هز رآسه موافقا في فخر . قالت "سوزان" بصوت كالقيثارة :
- أنا لا أتكلم مثل الأولاد وأنا المفضلة عند العم " وولف" .
اتسعت ابتسامتها عندما رأت الكبار يضحكون.
همس " وولف" في أذن " بليندا" التي احمر وجهها وابتعدت عنه.
- هل أقول لها :إن لدي مفضلة جديدة؟
بعد ذهاب الأطفال للفراش . التف الجميع حول المائدة وأمامهم الأوزي اللذيذ.
رغم أن أيا من الموجودين لم يجرؤ على أن يطرق الموضوع فإن الشابة فهمت أن أصدقاء " وولف" لديهم فضول قاتل أن يعرفوا كيف التقى الاثنان.
قررت " بليندا" أن تقص عليهم بالتفصيل كيف أن " وولف" فشل في محاولته إغواء الشرطية التي حررت له مخالفة الوقوف في الممنوع.
أعجبتهم القصة كثيرا وانفجر " بيتر" و " بير" في الضحك بينما أخرجت " كريستين " منديل يدها لتمسح دموعها و قالت :
- كم كنت أود أن أشاهد ذلك يا " وولف" .
قالت " دميانة" وهي تضع يدها على كتفه:
- وأنا كذلك.
همس " وولف" نحو صديقتيه.
- أيتها الخائنتان.
بعد أن تمنيا للجميع ليلة سعيدة أخذ " وولف" و " بليندا" طريق العودة. قالت معلقة:
- لقد فهمت الآن لماذا هم أعزاء على قلبك.
أجاب بلهجة جادة:
- إنهم عائلتي و أصدقائي في وقت واحد وهم دائما يمثلون العاطفة الوحيدة و الغالية في السنوات الأخيرة بالنسبة لي.
انسلت برودة فجائية إلى داخل السيارة . اقتربت " بليندا" من الباب في حزن . ود " وولف" لو نزع لسانه قبل أن يقول عبارته الأخيرة.

نهاية الفصل الخامس....

Fenetia
28-02-2008, 11:15
الفصل السادس ...
قضت " بليندا" اليوم التالي في العمل وهي تعطي ردا مبهما على كل سؤال يطرح عليها دون أن تترك الابتسامة فمها .لقد افترقت هي و " وولف" و علاقتهما يشوبها بعض البرودة ولكنها حرصت أن تذكره أن اتفاقهما قائم.
بعد أن تناولت غداء عمل على حسابه لم تعد الشابة تحلم إلا بشيء واحد :أن تحصل على أربعة أيام من النوم المتواصل . أوشكت أن تنفذ ذلك في مكتبها عندما سمعت رنين التليفون الداخلي و أعلنت " ليديا" :
- إنه شبه أخيك .. إنه يريد بإلحاح أن .. هاي انتظر.
انفتح الباب على صرخة " ليديا" وهي تحاول أن تمنع " هيكتور" من الدخول على رئيستها والذي وقف على الباب .قالت " بليندا" بصوت كالفحيح:
- ادخل هكذا مرة أخرى إلى مكتبي وسأطلب الشرطة و سأجعلهم يلقون القبض عليك لو استلزم الأمر ذلك .هل هذا واضح؟
لم يتغير " هيكتور" خلال السنوات العشر وإن زاد صلعا وبدت عليه البلاهة وعدم الاكتراث و الإهمال نحو نفسه.
وتساءلت " ليديا" :ماذا سيظن " وولف" لو رآه هنا ؟
همهم " هيكتور" .وهو يشير إلى " ليديا" التي تبعته حتى داخل المكتب :
- إن سكرترتك لا تساوي شيئا. ولم تعرني انتباها .
ردت الشابة :
- لدينا عمل . ثم إنه ليس لدينا ما نقوله لك.
لقد كان أكثر الأشخاص الذين تحتقرهم في العالم .
لابد أنه قرأ المقالات في الجرائد وأتى من أجل ذلك .
رد " هيكتور":
- أعتقد تماما العكس . أريد جزءا من نصيبك في هذه الشركة . فيما مضى كنت أطلبه منك أما الآن فأنا ألزمك به .
أمسك بمحبرة و أخذ يفحصها ثم قال :
- إنها جميلة أليس كذلك ؟ هل يضايقك لو أخذتها ؟
- بل يضايقني . وستضعها في مكانها .. خذ أقل شيء من هذه الحجرة وسأستدعي الشرطة ولا أريد أن أراك بعد الآن .. هل فهمتني جيدا ؟
رفع التعس حاجبيه ولوى فمه في تأثر . قال وهو يضع المحبرة ببطء :
- إنه أنت التي لم تفهم جيدا .. أنا لا أطلب منك عملا وإنما أريد فقط استثمار في مشروعك و أعمالك مالا لم أحصل عليه فإنني سأكشف كل شيء لصحافة الفضائح . أختي القاصرة وحياتها مع " وولف" كعشيقة ..
هل هذا ما أدركته ؟ ولكن كل ذلك ليس سوى حكايات قديمة علي أية حال , ثم بالنسبة لي فإن إعادة ظهور كل هذا البؤس سيكون عذابا حقا وأنت تعرفين ذلك جيدا.
صمت ليسحب لنفسه مقعدا وقال:
- لا يمكن لأي شخص أن يظهر العلاقة بين " ليندا" المديرة الحالية لشركة " ليندا العالمية لمستحضرات التجميل " وفتاة " وولف و يكفيلد" الخاصة من عشر سنوات , لا أحد سواي . وأستطيع أن أثبت ذلك.
- "هيكتور" !
قال متهكما :
- أحب هذا المكتب كثيرا .. إنه يعجبني جدا .
ضربته بالمحبرة في صدره مباشرة فتدحرج للخلف هو ومقعده.
عندما رأته " بليندا" فوق الأرضية مكوما و مذهولا انطلقت في الضحك ولكنها كانت مجروحة في أعماقها . دارت حول مكتبها ورفعت المحبرة الثقيلة وكأنها ستضربه بها مرة ثانية . قالت بعنف وهي تكز على أسنانها :
- والآن إلى الخارج ولا أريد أن أرى وجهك القبيح مرة ثانية أبدا, ومهما قلت للصحف فلن تحصل على بنس واحد.
- اللعنة عليك يا "بليندا" لقد أوشكت أن تكسري ساقي وسأجرك إلى المحاكم.
- هيا ابدأ إجراءاتك من الآن ولن تحصل مني على شيء. " ليديا"!
سيخرج الآن من هنا صندوق قمامة على قدمين وعلى الأمن أن يخرجه من الباب و يعمل على عدم عودته ثانية.
أجابت السكرتيرة عبر التليفون الداخلي:
- لقد أخطرتهم بالفعل .
في الحقيقة انفتح الباب وظهر حارسان .أعلن " هيكتور" بصوت مليء بالكراهية عندما أمسكا به .
- لا تحاولا .. ففي يوم ما سأكون الصاحب و السيد لهذا المكان وستمسحان حذائي.
ردت " ليديا" ولم تفارقها روح الفكاهة الدائمة.
- هذا عندما ترى حلمة أذنك وتطلع أسنان للدجاجة .
أخرج الرجل المقزز الكريه بسرعة من المكتب.
قالت " بليندا" لسكرتيرتها :
- لا تحولي لي أي مكالمات حتى لو كانت من ملك إنجلترا.
- إنك تخلطين الأمور فليس لديهم ملك في انجلترا و إنما ملكة ...
خرجت " ليديا" وهي تضحك وتغلق الباب وراءها .
بقيت " بليندا" بمفردها في مكتبها ورأسها بين يديها لابد أن كل ذلك ليس سوى حلم مزعج .

Fenetia
28-02-2008, 11:17
في الساعة العاشرة ظهر " وولف" في مكتبها وقال بصوت ناعم:
- إن منظر " ليديا" غريب وكأنك لاقيت متاعب .
أجابت " بليندا" وهي تستدير نحو النافذة زجاجية الجدران التي تخترقها أشعة الشمس الغاربة في سماء "نيويورك" .
- هذه هي الحقيقة . لقد حضر " هيكتور" لمقابلتي وقد هددني أن يبيع للصحافة رؤيته الخاصة عن لقائنا في " نيس" إذا لم أترك له مكتبي ووظيفتي كمديرة .
قال " وولف" بصوت بارد كالثلج :
- ثم ماذا ؟
كان قد تمكن بصعوبة من السيطرة على نفسه وضم قبضتيه و كأنه يمسك " هيكتور" من رقبته . قالت :
- لقد ألقيت به إلى الخارج .
- اللعنة .. كم كنت أتمنى أن أقوم بهذه المهمة بنفسي . لقد حلمت من زمن بعيد أن أعطي لشبه أخيك المجنون هذا العقاب الذي يستحقه وبقوة للأبد .
صاحت " بليندا" وهي تنظر إليه .
- سيفعلها يا " وولف" .. إنه سيبيع قصته لأكبر عرض .
أحس " وولف" بالحب الشديد لما يجتاحه وهو في مكانها وقد انعكست أشعة الشمس الذهبية على جسدها الممشوق .
قال بصوت ثابت يدل على تحكمه في نفسه :
- دعيه يفعل .
- ولكن مهنتك وسمعتك ...
- لقد تعرضت سمعتي للكثير من ذلك وسترى أكثر .
تساءل : ألم يخطر ببالها مرة أنه لن يتردد أبدا في الاختيار بينها وبين مهنته وأنها هي دائما الاختيار الأول .قال لها :
- وهل هذا سيؤثر على أعمالك ؟
ردت الشابة :
- لا أظن ذلك .. ولكن من يدري !
- لن أجعله يفعل ذلك أو يسبب لك أي ضرر , وسأعمل بجدية على القضاء عليه لو حاول وبعدها لن يشعر أبدا بأي رغبة في أن يصبح مديرا هنا أو في أي مكان .
دهش عندما وجد " بليندا" تنفجر ضاحكة وقالت :
- لا تقلق وليست لدي نية أن أصبح مجنونة من هذا الضحك وإنما أضحك على هذا المشهد الكوميدي .. كان عليك أن تشاهده وهو يخرج على أربع من تحت المقعد ذي المساند . لقد ضربته بهذه المحبرة الكريستال.
فحص " وولف" القطعة باهتمام وسألها :
- خبريني .. هل أنت مناضلة صغيرة ؟
- نعم ومن الأفضل لك أن تتذكر ذلك أنت أيضا.
- عندما نتزوج سأسير وأنا مرتد ملابس مدرعة ولكن هذا المساء سنحتفل بخطبتنا مثل كل العشاق.
قالت الشابة بصوت ممطوط :
- حقا ؟
رد عليها وهو يدير رقم تليفون و ينظر إليها :
- حقا مادمت أقول ذلك .. من السعادة أن أحس بك بجواري.
- أعرف ذلك.
أغلقت " بليندا" عينيها. لم تفهم أبدا لماذا أخرت هذه اللحظة كل هذا الوقت ؟ لقد كان "وولف" هو الوحيد محور حياتها و طموحاتها ورغبتها في النجاح .
قال "وولف" في السماعة عندما رد عليه "بيتر لا رابي" .
أنا "وولف" يمكنك أن تنضم إلينا أنت و "دميانه" في "كاسوريل" وسأجد أيضا " بير "و "كريستين" .
- لا مشكلة . و أعتقد أن لديهم فرقة ممتازة للموسيقى وأنا متلهف على الرقص مع زوجتي و مع "بليندا" .
زمجر "وولف" :
- لم أسمع شيئا.
قال "بيتر" وهو يطلق ضحكة صاخبة .
- إلى اللقاء هذا المساء .
أغلق "وولف" الخط وهو يحدج "بليندا" بنظرة تأمر .
- إن "بيتر" و "بير" يستطيعان أن يقرأ ما في فكري ككتاب مفتوح . إنهما يفهمان مدى أهميتك بالنسبة لي .
أخذ قلب " بليندا" يدق بشدة وسرعة . تابع "وولف":
- خلال سنوات كانا يتساءلان عما أخفيه .. لقد أخفيتك في أعماقي بشدة حتى إنهما لم يستطيعا أن يستشفا أي شيء . و الآن هما يعرفان السر. على أية حال فإنني لم أعد أستطيع أن أخفي هذا الشيء الكبير .
لقد بدت له الحقيقة ساطعة : إنه يريد هذه المرأة حتى آخر أيام عمره .
عادت "بليندا" بذاكرتها إلى أيام "نيس" لقد كان "وولف" مصدر سعادتها في الأمس وهو مصدر سعادتها اليوم .
ودت لو بكت من السعادة والعرفان . لقد غرق كل منهما في أعماق عيني الآخر وهمس "وولف" .
- لا يمكن أبدا أن أتركك تهربين مني مرة ثانية. ردت عليه وهي تضحك من القلب:
- لا يمكن أبدا أن أسمح لك بذلك ويجب عليك أن تحضر إلى الكنيسة في الموعد لأنني لا أريد أن أنتظر ساعات أمام المذبح .
- سأكون هناك يا عزيزتي لا استقبالك .. هل لديك شاهد على الزواج يصاحبك ؟
- لا سأسير بمفردي على طول الممر الرئيسي.
أحست " بليندا" في تلك اللحظة بمدى وحدتها في السنوات الماضية واجتاحها حزن الماضي . وأحس "وولف" بأفكارها مما جعل قلبه ينفطر .. لقد كان سبب عذابها وهي ملكه.
- مستعد لأتنازل عن مال الدنيا لأنتظرك وأنت تأتين نحوي أمام المذبح يا " بليندا" . لا تبكي .. لا تبكي يا عزيزتي .. أنا ملكك منذ اليوم الذي وجدتك في سيارتي وحملت معك كل حياتي عندما رحلت و اليوم أولد من جديد.
اجتاحت العواطف الشابة وغرقت في دموعها ولم تستطع سوى أن تردد اسمه وهي تتلعثم من بين شهقاتها .
همس "وولف" :
سأحتفظ بك للأبد.
همست "بليندا" :
لم أظن أن هذا اليوم سيأتي .. لقد حلمت به كثيرا ويجب أن تعلم ذلك . ولكن في أعماق روحي كنت مقتنعة أن الأمر لن ينجح .
- كان من الواجب عليك أن تثقي بي من البداية يا وبائي الصغير في "نيس" .
شرد "وولف" في الذكريات و همس :
- "نيس" ! إنني أذكر كل شيء .. لقد كنت تعلمين الأعمال البستانية طوال النهار وكان وجهك دائما مغطى بالغبار والعرق وأنت ترتدين المريلة الواسعة عليك عشر مرات .
- يا لها من لوحة جميلة !
- أنت جميلة اليوم كما كنت دائما ولازلت أحبك كما كنت في الماضي .
- وأنا كذلك .
- سأحبك بكل قوتي و كياني .
- على حبك القوي أن يصبر قليلا .. يجب أن نرحل .
سألها فجأة وهما يتجهان نحو المصاعد :
- هل ترغبين في أطفال يا "بليندا" ؟
ترددت في الإجابة ثم اعترفت :
- منذ أن رأيت "باتريك" مساء أمس أريد فعلا صبيا .
أعلن "وولف" :
- أما أنا فأريد بنتا ذات شعر أحمر وعينين بنفسجيتين لا تخاف شيئا .
- مثل " سوزان" ؟
- بالضبط .
وصلا إلى الدور الأرضي بسرعة ولحقا بالسيارة الواقفة في الممنوع كالعادة .قالت الشابة:
- أريد حقا أن تمر على بيتي لأنني أريد أن أخذ دشا وأبدل ملابسي .
قال "وولف" :
- وأنا كذلك ويمكننا المرور على بيتي بسرعة بعد ذلك هل ستبقين معي هذه الليلة "بليندا" ؟
- نعم .
همهم .
- حمدا لله .
ما إن ركن السيارة أمام بيتها حتى تبعها إلى شقتها ذات المستويين.
صاح "وولف" وهي تصعد إلى الدور العلوي :
- هل هناك ما أستطيع أن أؤديه لك ؟
قالت وهي تنحني على الدرابزين:
- لا .. ليس الآن .
هربت بسرعة من أمام الوميض الذي يلمع في عينيه و أغلقت على نفسها الحمام وهي مستمرة في الضحك.صاح :
- سأخذ "دشا" في الدور الأول حتى لا نتأخر على أصدقائي. عندما التقيا في الصالون وكان شعرهما لا يزال مبتلا قال لها "وولف":
- أتعرفين أنك ستصيبينني بالجنون يا زوجة المستقبل ؟
كانت تحب لهجته القاطعة و المرحة في آن واحد والتي يستخدمها أحيانا ليخلب ألباب الآخرين .قال:
- يجب أن نرحل.
وافقته.
- فعلا يجب أن نسرع .
ما أن فتح باب شقته حتى قال لها على العتبة :
- هنا بيتك الجديد وأنت خطيبتي .

Fenetia
28-02-2008, 11:19
وسألها عندما دخلا في بهو الاستقبال الفسيح :
- هل أعجبك بيتك الجديد يا "بليندا" ؟ إنه ملك أسرتي من أجيال وقد احتفظت بكل الديكور الأصلي من فترة المستعمرات وإذا كان هناك ما تريدين تغييره أو أن تعيشي في مكان آخر ...؟
رفعت إليه وجهها المغطى بالدموع و قالت :
- إنني أحب بيتك جدا. إنني أؤمن بقوة التقاليد وسينتقل بعد ذلك لأبنائنا وإذا كان هناك ما يحتاج إلى التغيير فسنقرره معا.
همس "وولف" :
- هل قلت : أبنائنا ؟ كم هو رائع أن أسمع ذلك أنا أحبك يا " بليندا " وذلك من وقت طويل ولاأعتقد أن ذلك سيتوقف في يوم من الأيام .
لم تستطع الشابة أن تجيب بعد أن تملكها الحب الشديد .
- يجب أن تذهب لتبديل ملابسك يا "وولف " .. اذهب ولا تشغل بالك بي .
قال مقترحا :
- يمكنك التجول في كل البيت إذا أحببت ولن أغيب سوى دقائق .
تركته يبتعد ثم غادرت البهو كي تدخل حجرة المكتب حيث جلست وهي تتأمل الكتب التي تغطي الجدران من الأرض للسقف . فجأة بدت كل الأسباب التي دعتها للابتعاد عنه بلا قيمة ولاوداع .أخفت وجهها بين كفيها واسترخت في المقعد ذي المساند . لقد ضحت بدافع الغرور والأنانية والغباء بحياتها وحياة "وولف " سنوات طويلة .لماذا ؟ لماذا لم تفهم ماستطاع أن يشرحه لها في الحال ؟ كان بإمكانهما أن ينجز أشياء كثيرة معا ويهزما العديد من العوائق . لقد كانا متساويين ومتطابقين وكانا هكذا دائما ومن هنا تأتي قوة الحب .
أخذت تردد وهي تنتحب :
- غبية .. غبية .. بلهاء !
قال " وولف " وهو يظهر في الحجرة .
- ماذا حدث يا " بليندا " ؟ أنت شاحبة ياعزيزتي ؟
هل أخافك شيء ما ؟
قالت بصوت متكسر :
- طمئني يا " وولف " ! لقد كنت مخطئة ومخدوعة في نفسي لقد أضعت وقتا طويلا .
قال وهو ينظر في عمق عينيها بإمعان :
- أفهم ياعزيزتي . وأتساءل : إلى متى ستتحملينها إن آجلا أو عاجلا وأعرف ذلك جيدا .
- هل تعرفني حقا ؟
- نعم .
شرحت الشابة :
- لقد تساءلت كثيرا حول لقائنا بعد طول غياب .
- وهذا جعلك تشعرين بالألم .. أليس كذلك ؟
- بلى .
- اطمئني .. كل شيء سيمر على خير وسترين ذلك , ويلزمك فقط بعض الوقت .
اعترفت " بليندا " وهي تبتسم ابتسامة شاحبة :
- إنني بدأت فعلا أحس بالتحسن .
قال وهو يصحبها إلى باب البيت :
- إذن هيا بنا . لن نفترق أبدا ياعزيزتي وهذا وعد مني .
زفرت الشابة بعمق ونظرت إلى الطريق الذي خرجا إليه .
قالت :
- أنا أحب كثيرا هذا الحي .. إن المرء لايعتقد أنه في " مانهاتن " وإنما في بلدة صغيرة من " نيوإنجلاند " .
- أريد أن تحسي بالراحة والسعادة هنا لأننا سنقضي هنا أكبر قدر من وقتنا ولدي نية الحصول على فيلا مرتفعات " نيس " .
سألته " بليندا " في سعادة :
- هل هذا ممكن ؟
- سأبذل كل ما في طاقتي لتحقيقه على أية حال .
بعد أن ركبا السيارة اتجها إلى الشمال وقال معلقا :
- لقد سألني "بير " عن أسباب انفصالنا .
أجابت الشابة : - يمكنك أن تجيبه أن الغلطة غلطتي . لقد كان من الواجب أن أتزوجك في اليوم التالي للقائنا .. هل هذا كلام مجانين ؟
قال ساخرا :
- ولكنك كنت صغيرة وقتها .
- ولكن عواطفي لم تكن طفولية . أتمنى أن تحدثني أكثر عن الزواج .
- ماذا ؟
- حسنا .. إنها ستكون اللعبة الكبرى أو شيئا حميما وخاصا .. من سيكون الشهود وهل أعرفهم ؟
- يا عزيزتي .. سنتزوج وهذا هو الأساس .فما أهمية معرفة من سيحضر وغير ذلك؟
- الشهود يا "وولف" .. إنه القانون والشرع .
بدا دهشا ثم ابتسم.
- هذا صحيح .. لقد نسيت .
يمكنك أن تطلب ذلك من "بيتر" و "دميانة" وكذلك من "بير" و "كريستيان" .. أليس كذلك ؟
أجاب :
- أنها فكرة طيبة في الحقيقة .
- إنني أحبهم كثيرا هم وأولادهم . ولا عجب في أنك تعتبرهم كعائلتك.
- لقد دخلوا حياتي بعد أن اختفيت من حياتي بوقت قصير وقد فكرت باستمرار أني لم أكن سأجتاز المحنة دون مساعدتهم .. أرجو ألا تغضبي لأنني نسيت موضوع الشهود.
أعلنت الشابة :
- لن أتركك أبدا يا "وولف ويكفيلد " .. أنت شمس حياتي و الهواء الذي يعطيني الحياة وأنا محتاجة إليك كثيرا .
همس "وولف" وهو يمسك يدها ويقبل راحتها :
- يا له من كلام رائع !
بدأت حرارة مطمئنة تملأ قلبه بالأمان . إنه يعرف من الآن أنه ليس هناك ما يمكن أن ينزع منه تلك المرأة حتى لو دفعته في يوم ما بعيدا فإنه سيبقى رغم ذلك وسيجد الوسيلة ليعدها إليه .لقد أحس بكل هذا من اليوم الأول في "نيس" ولم يحدث ما يمكن أن يغير هذه الحقيقة .
همست "بليندا"
- لقد كنت مجنونة تماما عندما تركتك . لقد كانت أفكار الفروسية التي تملكتني وقتها قد أضرت بحياتنا ولن أعيد أبدا هذه المهزلة .. هل تصدقني ؟
وافقها بإيماءة من رأسه و الغصة تمنعه من الكلام .
- لقد أعدتني إلى الشمس و الحياة يا "بليندا" وربما انطلقت في البكاء .
قالت بصوت عميق :
- سيكون مشهدا رائعا .. هيا نمر بسرعة يا "وولف" ولكن لا ترتكب مخالفة مرورية .
- أمرك يا سيدتي !
ضغط على بدال السرعة.

نهاية الفصل السادس...

لحـ الوفاء ـن
28-02-2008, 11:51
يسلمو على الفصل الرائعه وفي انتظار الباقي

abcfghij
28-02-2008, 12:52
السلام عليكم
أنا عضوة جديدة معكم أتمنى أنكم تقبلوني معاكم
صحيح أنا مش صغيرة في السن زيكم لكن أنتم أخذتوني لفترة جميلة من حياتي
ورجعت أقرأ من تاني روايات عبير بالرغم من أني لم أقرأ أي رواية من سنوات طويلة
بصراحة مجهود أكثر من رائع تستهلوا عليه ألف ألف ألف شكر
ربنا معكم وتزيدونا كمان وكمان
شكراااااااااااا

SONĒSTA
28-02-2008, 12:54
يسلموو على البآرتين الرائعين
بانتظـاركـ مع التكملة على أحر من الجمــر
/
/

نجمة00
28-02-2008, 16:17
مشكورة وبانظار التكملة

ورده قايين
28-02-2008, 18:18
"وردة قايين "انت بجد جميلة جدا انا عارفه ان الرد متاخر اوى بس انا لسه مخلصة القصة دلوقتى وبكيت وانا بقرئها وعجبتنى جداااااااااااااااااااااااااااااااا تسلم ايدك ويارب ما يحرمنا من مجهوداتك يا قمر

مشكورة يالغاليه لكن ماقلتي اي رواية ؟؟؟؟العاشق المنتقم او قلب في المحيط

البسه الشقراء
28-02-2008, 19:52
شكرا بنات على الروايه واحنا بانتظار التكمله

القلـ ساحرة ـوب
28-02-2008, 19:58
يسلمووو ايديك حبيبتي Fenetia

على الفصلين الروووعة

و بانتظار التكملة ===> لا تتأخري علينا يا عيوني مستنييك

::جيد::

Fenetia
28-02-2008, 20:18
لحـ الوفاء ـن


SONĒSTA


نجمة00


البسه الشقراء


القلـ ساحرة ـوب


شكرا جزيلا على متابعتكم الغالية جدا على قلبي

وان شاء الله حاكمل لانه بمتابعتكم صارت مشوقة اكتر

واكتر

رح أنزل الفصل السابع الليلة وبكرة آخر فصلين....

Fenetia
28-02-2008, 20:20
الفصل السابع...

خرجت "بليندا" من الحمام ولديها إحساس بالخجل وعدم الارتياح كانت و "وولف" في منتهى الانسجام أثناء السهرة و أثناء العودة.
ولكن سوء الفهم بدأ عندما طلبت منه أن يمرا على شقتها لتحضر شيئا ما لم تحدده .كان ضيقها من جانب وعصبيته من جانب آخر قد أثارا حنقها . ما إن دخلت "بليندا" شقتها حتى أخرجت عباءة من الحرير شبه الشفاف بلون كريم كانت قد اشترتها بسعر مرتفع جدا من "باريس" وهي مع الأستاذ "ديلند" ولكنها لم ترتدها حتى الآن .
عندما التقت ب"وولف" في السيارة ألقى نظرة قصيرة على الكيس الذي يحتوي على العباءة دون أن يلقي أي أسئلة.
دخلت الشابة الحجرة التي أشار إليها وارتدت العباءة التي انسدلت على جسدها .نظرت إلى نفسها في المرآة .كانت تريد أن تبدو رائعة في عيني "وولف" كانت تعلم أنها لا تستطيع أن تتأخر عليه أكثر من ذلك. ففتحت الباب المؤدي إلى الحجرة الموجود بها وقد جلس في مقعد ذي مساند أمام المدفأة.نهض عند دخولها . قال بصوت مفعم بالعاطفة.
- هأنت أخيرا . لقد أعددت عشرات الأحاديث الحارة في عقلي ولكني نسيتها كلها .
عندما رأت البيچاما الحريرية بلون أزرق مخضر قالت :
- هذا اللون يناسبك تماما ويزيد جاذبيتك .
أجابها وهو يمسك بيدها:
- ببساطة لقد قلبت كياني .. أنت فاتنة للغاية .
قالت الشابة وهي تخفض عينيها :
- قد أبدو لك مثيرة للسخرية ولكني بصراحة أحس بالخوف.
رد "وولف" وهو يقترب منها :
- وأنا كذلك .. إنها أهم لحظة في حياتي .
- لقد تعاملت مع الكثيرات من النساء في حياتك يا "وولف" أما أنا فلم أعرف أحدا غيرك لذا أريد أن تكون علاقتنا وقد أصبحنا زوجين أحسن و أقوى علاقة .
همس في حب :
- وأنا كذلك .
فهمت "بليندا" من تلك اللحظة أن مصيرهما أصبح واحدا . لقد ولد كل منهما للآخر .إنها لم تنس لحظات السعادة التي قضتها معه في "نيس" .لقد انفتحت الشابة أمام الحب بكل قلبها وكيانها .أما هو فكان يريد أن ينال ثقتها وأن يتصرف معها بتعقل .إن تحكمه في نفسه هذه الليلة كان أشق تجربة عليه أن يواجهها .قالت له وهي تبتسم :
- من الواضح أنك الليلة تتصرف تصرفا تقليديا .
- نعم ولأنني أحب أن تكون علاقتنا الزوجية قائمة على تبادل الاحترام و التفاني في حب الزوجة وتقديم رغباتها على رغباتي.
حملها "وولف" فوق جزيرة الحب وفردوس الغرام حيث جابا معا طرقاتها غير المتوقعة . لاحظت الشابة أن ما كان يشوب تصرفاته من سوء فهم وعصبية قد ذهب أدراج الرياح وحل محله التفاهم والحنان و أصبح كل منهما شخصا مختلفا ناضجا محبا وعاشقا .
عرفا في تلك الليلة السعادة الحقيقة التي تختلف عما كانا يشعران به من عشر سنوات من حب يعتبر صبيانيا بالنسبة لهذا الحب الناضج.
ساد صمت عميق وكان الهدوء الذي يلف الحجرة من العمق بحيث كان صوت أنفاسهما يبدو كصوت الرعد مرت الدقائق ثم بدآ يعودان شيئا فشيئا للواقع .عرفت "بليندا" ما الذي يجب عليها أن تتمسك به .إن حبها ل"وولف" لم يكف عن النبض داخلها منذ لقاء "نيس" ولكنها اليوم وجدت أنها تغيرت بطريقة لا علاج لها فلم يعد أمامها مشاكل تمنعها من أن تعيش معه للأبد.
بدأ النعاس يسيطر عليها بعد أن ساد الظلام الذي لم يكن يضيئه سوى لمعان النجوم في السماء والذي كان يتسلل إلى الحجرة من النوافذ ثم بدأ الأفق يظهر شاحبا معلنا عن ميلاد الفجر.
# # # #

Fenetia
28-02-2008, 20:22
استيقظت "بليندا" وتقلبت في الفراش في سعادة واسترخاء نظرت إلى عينيه الباسمتين وهمس :
- أحب أن أشاهدك وأنت نائمة . أما بالنسبة لها فقد رأته في منتهى الجاذبية تحت ضوء المصباح الباهت .
كان قويا ومسترخيا كالفهد وقت راحته .بينما في عينيه اختلط وميض الرجولة مع وميض الطفولة .
عندما نهضا وأخذا دشا كان الوقت قد تأخر.تذكر "وولف" وهو ينظر في ساعته :
- لدي موعد مع "وليام" .
أعلنت "بليندا" في سعادة ومرح :
- لابد أن "ليديا" تشد شعرها أمام مكتبي .
قرر "وولف" أنه من الأفضل أن يرحلا ولكنه لم يتحرك قيد أنملة. قال لها :
- يمكنك أن تنسي مواعيدك وأستطيع أن أرسل "وليام" ليقشر البصل. ما رأيك في الهروب إلى الريف ؟
أجابت بحماس:
- أقول: إننا أصبنا بالجنون المطبق ولكن يجب أن نتمتع بهذا الجنون .. موافقة .. هيا يا "وولف" .
- حسنا .. سنمر أولا على بيتي وسنأخذ بعض القهوة اللذيذة من صنع "لوريث" بينما تعدين حقيبتك الرياضية.
- ومضارب كرة الشاطئ .
قال متهكما :
- الأفضل لباس البحر ! إننا لسنا ذاهبين إلى البحر .. وعلينا أن نتخيل ماذا سنصنع .
بدأت الدماء تجري في عروقها وقلبها ينبض بشدة وقالت :
- لن نستطيع هكذا أن نرحل .
خرجا وكانت السماء زرقاء صافية لا يشوبها أي غيوم وهواء الخارج منعش وبارد كما تمنيا .صاحت "بليندا" وهي تنظر إلى "وولف" بطريقة غامضة :
- إنه نهار رائع .
سألها :
- ماذا هناك ؟ لماذا تنظرين إلى هكذا ؟
قالت:
- أنت رائع فعلا .. إنك مثل محارب من غزاة الشمال المعروفين باسم "الفايكنج" بشعرك الأشقر .
كان عبورهما لحي "مانهاتن" خرافيا .إنها المملكة التي سيعيشان فيها معا بعيدا عن العالم .
- هل تحب أن نذهب لنعيش في "كاليفورنيا" يا"وولف" ؟
- إن عملك هنا .طبعا سنتصرف من أجل الخروج من "نيويورك" ويمكنك أن تأتي معي من وقت لآخر.
احتجت :
- من وقت لآخر؟ تقصد كل الوقت.
- كما تحبين يا عزيزتي .
عندما وصلا إلى بيتها أخذا المصعد وفتحت "لوريث" لهما الباب وقفت أمام الباب وقد بدا عليها الضيق ووضعت يديها في وسطها قالت :
- إنك لم تتصلي يا آنسة! وهذا ليس بالأمر الطيب .. ثم .. السيد "وولف"! عرفت الآن أين كانت , ولكن كان من الواجب أن تخبرني يا سيدي .
- سأفعل ذلك في المستقبل يا "لوريث" ,على أية حال أنا سعيدة برؤيتك.
همهمت "لوريث" وهي تهز كتفيها :
- وأنا سعيدة كذلك ,لقد كانت مريضة بدونك لدرجة البؤس الحقيقي يا سيدي .
انفجر "وولف" ضاحكا .وحدجت "بليندا" "لوريث" بنظرات نارية.
قالت لتداري خجلها:
- أنت مفصولة.
ردت الخادمة العجوز:
- إن السيد "وولف" سيصبح حالا سيد البيت .. هل تريدان الغداء؟
قال "وولف" وهو يربت كتف الشابة :
- لا يا "لوريث" سنذهب للاستحمام .وأنت يا "بليندا" أتدركين جيدا من هو "سيد البيت" بعد زواجنا؟
قالت بغضب مصطنع :
- يا لك من مغرور برجولته ومن مؤيدي التفرقة بين الجنسين !
جرى "وولف" نحو السلم وجرت وراءه .قالت : "لوريث" وهي تهز رأسها في عدم رضا :
- يا ألهي! إنهما يلعبان كطفلين .
غادرا البيت بعد ذلك متشابكين ذراعيهما وكان "وولف" يحمل حقيبة "بليندا" وعندما وصلا إلى السيارة استدارت فجأة .
- يجب أن تعلم يا "وولف" أنه لم يدخل حياتي أي رجل ... فقط أنت .. هذا كل ما أريد أن أقوله .
عندما رأت وجهه يحمر من الارتباك أضافت :
- اعذرني .. لم أقصد أن أحرجك بهذا الكلام .
- بالعكس .. لقد سعدت بهذا القول .أنت تعرفين أنني عرفت نساء أخريات ولكنك يا "بليندا" لم تغادري فكري ولم أستطع بالطبع أن أرتبط عاطفيا بأي امرأة لأنك أخذت كل حبي معك عندما رحلت .دون أن تتركي لي أملا في العودة .
همست الشابة :
- إنني في منتهى السعادة .
- وأنا كذلك يا حبي .
- لقد شاهدت فيلم "الرجل الحجري" خمس مرات .هل تعرف هذا ؟
- لقد جعلتهم يكتبونه من أجلك .
بدأت "بليندا" في البكاء من ناحية من أجل سعادتها الحاضرة ومن ناحية أخرى من أجل تعاستها على الزمن الضائع .
قال "وولف" هامسا:
- لقد بحثت عنك في كل مكان وكان كل كياني يطالب بك كما لا يزال يفعل الآن .
أجابت "بليندا" .
- إنني أؤمن بك كما أؤمن بحياتي .
التقت نظراتها بعمق نظرات الرجل الذي تحبه بكل مالديها من عاطفة .

نهاية الفصل السابع...

pretty*princess
28-02-2008, 22:06
يسلموووو

ماري-أنطوانيت
28-02-2008, 23:39
السلام عليكم
أنا عضوة جديدة معكم أتمنى أنكم تقبلوني معاكم
صحيح أنا مش صغيرة في السن زيكم لكن أنتم أخذتوني لفترة جميلة من حياتي
ورجعت أقرأ من تاني روايات عبير بالرغم من أني لم أقرأ أي رواية من سنوات طويلة
بصراحة مجهود أكثر من رائع تستهلوا عليه ألف ألف ألف شكر
ربنا معكم وتزيدونا كمان وكمان
شكراااااااااااا
http://roro1981.jeeran.com/photos/1375058_l.jpg
هلا والله فيك..((abcfghij))
والف الف الف مرحبا فيك في المشروع...::سعادة::
انا من رأي ان الروايات مالها اي عمر محدد ابدا...
واسعدنا جدا اننا رجعناك لفتره الجميله من حياتك....
وابواب المشروع مفتوحه لجميع عشاق عبير واحلام
من مختلف الاعمار......;)
والف مرحبا فيك اسعدنا تواجدك في المشروع...
وان شاء الله هالمره تواصلي قراءه الروايات وما تنقطعين عنها...:D

...(M.A.H)...
28-02-2008, 23:40
مجهـــــــــــــــــــــــــــود رائـــع وتشكرون عليه


اللــــــــــــــــــــــــــه يوفقكم



أختكم...(m.a.h)...

خيال المشاعر
29-02-2008, 00:13
يسلمو فينتيا على الرواية الرائعة اختيار موفق

ننتظر التكملة

Fenetia
29-02-2008, 16:07
pretty*princess


...(M.A.H)...



خيال المشاعر


تشكرون على المتابعة

ويلا على الفصل الثامن



الفصل الثامن..
لم تكن الأيام التالية سوى فوضى رائعة .كان "وولف" يقضي وقته إما داخل مكتب "بليندا" أو في أحاديث تليفونية معها .كانت الشابة مدركة أن معاونيها يظنون أنها أصيبت بمس من الجنون .
ولكنها لم تعد تهتم على الإطلاق بآراء الآخرين وهي عادة لم تكن تعير آراءهم أي انتباه.
كان يحدث أحيانا أن تقضي ساعات على الخط مع "دميانة" أو "كريستين" في مناقشة ثوب الزفاف الذي ستعده مصممة الأزياء الشهيرة "كارين" خصيصا من أجلها .أدركت كم فاتها الكثير من التفاصيل الصغيرة الأنثوية خلال السنوات العشر الماضية من العمل الجاد.
كانت "ليديا" متحمسة بالفعل أمام توقعات حفل الزفاف وكثيرا ما كانت تحس باليأس من تصرفات "بليندا" غير المكترثة .وفي هذا الصباح قالت السكرتيرة شاكية :
- على الأقل يجب أن نلقي نظرة على قائمة الزواج صباح هذا اليوم الموعود. لماذا أشعر بالعصبية وأنت لا تشعرين بها ؟
رن جرس التليفون في تلك اللحظة .رفعت "بليندا" السماعة :
- آلو ؟ من؟ السائق الخاص بالزفاف ؟
دهشت الشابة قبل أن تناول السماعة للسكرتيرة ,
وقالت :
- شيء آخر نسي "وولف" أن يخبرني به !
رفعت "ليديا" عينيها إلى السماء وزفرت:
- آلو ؟ ماذا قلت إذن ؟ آه .. نعم .. هل يمكن أن تخبرني عن اسم مكتبك و الخدمات التي تقترحها من أجل الزفاف الخاص بالآنسة "برونسكي" ؟ أنتم شركة "ليموزين جوتام" ؟ حسنا لقد سجلت الاسم سنمر لنأخذ الآنسة "برونسكي" ...
أضافت "بليندا" :
- وكذلك السيدة "كينمور" والسيدة "لارابي" ...
همست "ليديا" :
- سأخبرهما بذلك ., ..نعم ..نعم أنا أسمعك يا سيدي العزيز ..متى يمكنك الحضور ؟
استدارت نحو رئيستها- بنظرة متسائلة- التي قالت :
- عند "كينمور" في الشارع الخامس حوالي الحادية عشرة صباح غد وأعتقد أننا سننتهي من بروفات ثوبي وقتها .
رددت "ليديا" التعليمات في الهاتف ثم وضعت السماعة ثم تنهدت :
- أعتقد أن كل شيء سيتم على مايرام .
ردت "بليندا" وهي تضحك :
- كل شيء سيكون على مايرام وسترقصين حتى الفجر .
قالت السكرتيرة مبهورة :
- إنني لم يسبق لي أن رأيتك في هذه الحالة .
- إن السعادة يمكن أن تغيرك تماما كما هو معروف!
بعد ذلك انهمكت "بليندا" في العمل ولكنها من وقت لآخر كانت تبتسم ابتسامتها المبهمة عندما تمر على ذهنها صورة "وولف" .

Fenetia
29-02-2008, 16:09
حدث في هذا المساء كما يحدث عادة منذ أن انتقلت إلى بيت "وولف" من أسبوع أن كان الخطيبان يجلسان متجاورين فوق الأريكة الكبيرة وهما يثرثران ويستمعان إلى الموسيقى – همس "وولف" في أذنها :
- غدا يا حبيبتي في مثل هذه الساعة سنكون في الطائرة متجهين إلى "باريس" .من الواضح طبعا أن "لوريث" لن تكون معنا ولكننا سنعثر على عشنا الصغير .
- أوه يا "وولف" إنني لا أستطيع أن أصدق أن تلك الفيلا أصبحت ملكنا .إن لها معنى كبيرا بالنسبة لنا .على أية حال لن أشعر بشوق شديد ل "لوريث".
ضحك "وولف" من أعماق قلبه.
# # #
قال "وولف" وهو يوقظها في الصباح هامسا :
انهضي أيتها الكسول الصغيرة !أعتقد أن عندك بروفة .
تمطت "بليندا" ثم تكومت على نفسها في الجهة الأخرى من السرير .
ثم أطلقت صيحة عندما رأت الساعة وقفزت من فوق السرير كالغزال وهي تحتج :
- ولكني سأتأخر .. لدي موعد مع "دميانة" و "كريستين" كان قلب "وولف" يدق بلا انتظام ومع ذلك لم يحس أبدا بمثل هذا الهدوء والسكينة من قبل .إن "بليندا" هي الوحيدة التي حققت هذا التضارب في حياته .
إنها تصيبه بالجنون والاطمئنان في آن واحد .وحتى لو عاد كابوس أن يفقدها مرة ثانية ليطارده فإن ذلك لن يكون إلا بطريقة متباعدة ومتقطعة .
انتبها إلى أن ساعة البروفة اقتربت فقال :
- سأتصل بمحال "كارين" لأطلب منهم أن يبدءوا عملية ضبط الثوب على "دميانة" أو "كريستين" وعودي بسرعة لأنني أريد أن أتزوجك.
نظرت في أعماق عينيه وقالت:
- أنا أحبك يا "وولف ويكفيلد" ولا أنتظر سوى شيء واحد في العالم .. أن أصبح زوجتك للأبد .
اختفت بسرعة وراء الباب ونهبت الدرج.صاح : "وولف" وراءها من أعلى الدرج :
- هذا ليس عدلا .. ليس من المعقول أن تتركني في منتصف الحديث المثير ثم تهربين بعد ذلك . وبهذه الطريقة التي يمكن أن تكسري بها ساقك فوق الدرج كان الحظ في ركاب "بليندا" حيث عثرت في الحال على سيارة أجرة ورغم الزحام أوصلتها إلى محلات "كارين" متأخرة عشرين دقيقة فقط عن موعدها .
استقبلتها "كارين" في مرح .
- آه هاهي الموعودة !لما كنت أعرف السيد "ويكفيلد" جيدا فإنني أعلم أنه لم يكن يرغب في أن يتركك .إنه فريد .. أليس كذلك؟ لقد كان أكثر من ذلك بالنسبة للشابة.لقد أصبح "وولف" كل عالمها .تابعت مصممة الأزياء العالمية:
- على أية حال اعتبري نفسك سعيدة لأن رجلا مثله أحبك .إن معظم الرجال مثيرون للملل .
ردت على هذه الملحوظة ضحكات عالية صادرة من "دميانة" و "كريستين" من داخل ورشة البروفات .
قالت "كارين" ساخرة:
- اضحكا أيتها السعيدتان فلدى كل منكما زوج خارج المنافسة ,فليست كل النساء لهن حظكما .. هيا بنا فعلينا أن نعمل في الأثواب خاصة ثوب الزفاف .
هناك بعض اللمسات ولكن ذلك لن يأخذ وقتا طويلا .
انتهت "كارين" أولا من "دميانة" و "كريستين" .
قالت كريستين :
إلى اللقاء قريبا في الكنيسة .. يا إلهي ! كم أنا عصبية تماما مثلما كنت في زواجي .
قالت لها "دميانة" عاتبة:
- هل من الضروري أن تقولي ذلك؟ هيا من الأفضل أن نعد الأطفال .
ظلت "بليندا" مع "كارين" التي أخذت تديرها نحو اليمين و الشمال وللأمام والخلف لتدرس آخر التعديلات اللازمة ,أخيرا قالت المصممة المحترفة:
- غرزة هنا وغرزة هناك وكل شيء سيكون رائعا .
وسأرسل الثوب إلى بيتك في بداية ما بعد الظهر.هل هذا يناسبك؟
- ممتاز .. وشكرا على كل شيء يا "كارين".
- العفو يا آنسة وافبلي أخلص تمنياتي القلبية .
سبحت "بليندا" فوق سحابة صغيرة وهي تغادر الشارع الخامس وقبل أن تستدعي سيارة أجرة وجدت أمامها سيارة "كاديلاك" سوداء وأشار سائقها من وراء الزجاج الفاميه. فكرت أنها لاشك من مكتب "ليموزين جوتام" وهي تتذكر الترتيبات التي تمت في الأمس بواسطة "ليديا" من الداخل أشار إليها السائق أن تركب.
قالت الشابة وهي تستقر على المقعد الخلفي للسيارة:
- أنها فكرة رائعة . إن محاولة العثور على سيارة أجرة في هذا المكان وهذه الساعة تعد مغامرة .
وافقها السائق بهز رأسه وهو يسير وسط الزحام الشديد .وتركت "بليندا" نفسها لأحلامها إنها ستصبح السيدة "ويكفيلد" خلال ساعات .
أليس هذا رائعا ؟ هي التي انتظرت طويلا هذه اللحظة ترتعد أمام فكرة أن تأتي عقبة غير متوقعة بينها وبين سعادتها .ولكن لا ... إن ما تفكر فيه غباء مطبق .طردت الشابة أفكارها السوداء.
عندما وقفت السيارة ثم استأنفت السير ثم وقفت ثانية بين الزحام أجبرت "بليندا" نفسها على ألا تقلق . إن الوقت كله أمامها والمهم هو ألا تجد نفسها محصورة وسط مرور متوقف تماما.
وعندما زاغ السائق إلى شارع فرعي ظنت أنه يختصر الطريق متجنبا المحاور الرئيسية ولكنه عندما دار أكثر من مرة إلى اليمين والشمال وقطع شارعا بعد شارع نحو الجنوب الغربي وجدت الشابة نفسها ضائعة. رأت عن يسارها مياه نهر الهد سون وبدأت تشعر بالقلق .قالت معلقة:
- اخبرني أيها السائق . أيها السائق . لدي إحساس أننا انحرفنا كثيرا عن وجهتنا .
- كل شيء سيكون على مايرام يا سيدتي .إنني أعرف الطريق.وقفت السيارة الكاديلاك بعد بضع دقائق مما جعل "بليندا" تستيقظ من أحلامها .قال السائق قبل أن يصدر عنها أي تعليق:
- إنها لحظة الخروج.
هبط الرجل من السيارة ليفتح لها باب السيارة ,قالت في صرخة مكتومة عندما كشف عن وجهه:
- أنت !ولكن ماذا تفعل هنا يا "هيكتور" ؟ أين نحن ؟ ولماذا تقود سيارة أجرة ؟
- ما كل هذه الأسئلة يا أختي العزيزة ؟ أولا هذه ليست سيارة أجرة وإنما هي سيارتي .وهكذا ترين أنني أنا "ليموزين جوتام" وهي شركة مزيفة تماما أنشئت من أجل المناسبة .وأنا الذي اتصلت بسكرتيرتك أمس . لقد كان فخا استطعت به أن أصطادك. انفجر ضاحكا وأمسكها من ذراعها ليدخلها إلى الداخل .تذكرت "بليندا" أن "وولف" اتصل بإحدى شركات النقل بالسيارات بل إنها قالت ذلك "ليديا".
- إنني لا أستسيغ ذلك أبدا يا "هيكتور" .وإذا كنت تظن نفسك ظريفا فإنك أفسدت كل شيء .
حاولت أن تخلص نفسها من قبضته:
- لا يهمني ما تستسيغينه .
ظلت "بليندا" مذهولة لحظات .كان المكان مهجورا ومعزولا وعدوانيا .حاولت أن تدفعه .
- لا تكوني ساذجة يا "بليندا" واتبعيني في رقة وهذا مسدس وهو معبأ بالرصاص .
لم تصدق الشابة عينيها وهي ترى السلاح في يده .
- ماذا تريد مني ؟ إنني سأتزوج بعد الظهر و ...
قاطعها "هيكتور" :
- ليس قبل أن توقعي لي عقد بيع شركة مستحضرات التجميل.
تمالكت الشابة رد فعلها الأولي وقالت:
- أنت تعلم جيدا يا "هيكتور" أنني لا أستطيع أن أفعل ذلك اليوم هنا حتى لو أردت ذلك. يجب أن تكون العقود مسجلة قانونا ومعدة و...
- لدي ورقة ستوقعينها ثم بعد ذلك يمكنك الذهاب للزواج بالأستاذ عضلات الذي كان عشيقك في "نيس".
حاولت الشابة أن تحتفظ ببرودة أعصابها. قرأت في عينيه حقدا أسود لا صلة له بمشاغباته الماكرة التي كان يمارسها ضدها من سنوات تقلصت معدتها من الخوف. لابد أن "وولف" سيتصل بها في منزلها عدة مرات ولكنه لن يستطيع الوصول إليها وسيعتقد أنها مشغولة في ارتداء ملابسها ولابد أنه سيعمل على ارتداء ملابسه هو الآخر وسيحس الرغبة في أن يكون بجوارها.

Fenetia
29-02-2008, 16:14
في الساعة الواحدة جاء "بيتر" و "بير" للانضمام إلى "وولف" قال "بير" بتهكم:
- انظر إليه ,إنه أكثر عصبية من فهد في قفص .لاتفقد أعصابك يا "وولف" .. لقد مر كل منا بهذه اللحظات و أتذكر أنني كنت متأكدا من أن كريستين ...
قاطعه "بيتر" الذي رأى وجه صديقهما يتحول إلى حجر.
- ماذا هناك ؟
أجاب "وولف" .
- لست أدري .. لاشيء .. ربما أعصابي ...
لقد تركته "بليندا" مرة وحولت حياته على جحيم .
قال "بيتر" باهتمام وقد رفع حاجبيه:
- اتصل بها مادمت قلقا لهذه الدرجة.
تردد "وولف" مرة ثم قرر فاتصل بمنزلها:
- "لوريث" ؟ أنا "وولف" . أليست "بليندا" عندك ؟ لا ..إنها لم تصل بعد , لا..اهدئي ..ليس الموضوع موضوع حادثة وإنما مجرد تأخير بسيط .وستصل مابين لحظة وأخرى .انتظريها بدون قلق .
وضع "وولف" السماعة وقد صارت تقاطيعه باردة كالثلج ثم أدار رقم "كارين" في الحال وكان الاتصال قصيرا ومركزا ثم وضع السماعة .قال وهو يستدير نحو صديقيه:
- لقد تركت "كارين" من أكثر من ساعة. هناك شيء ماحدث وكان علي أن أصدق إحساسي وأتصل بها قبل ذلك .ماالذي حدث لها ؟ يا إلهي!
قال "بيتر" وهو يتقدم نحوه:
- إنها كانت ترغب دائما أن تعيش هذه اللحظة .إذن التأخير ليس منها .وإذا كان الأمر ليس منها فلابد أن شيئا ما غير سليم حدث وعطلها .مفهوم ؟
وافقه "بير" .
- "بيتر" على حق .
قال "وولف" بصوت منخفض :
- أعرف ولكن شيئا ما عطلها وأستطيع أن أعرف ماهو .
رن جرس التليفون فرفع السماعة في الحال.
- اللعنة ؟ أين هي ؟ حسنا .. سأذهب إلى هناك .أعتقد أنني أعرف من هو شبه أخيها "هيكتور" حسب وصفك . ولكن أعرف لماذا قادها إلى هناك . مع السلامة وشكرا يا "شيم" .
وضع سماعة التليفون ثم استدار إلى صديقيه :
- ابقيا هنا .سيتصل "شيم لوك" مرة أخرى .لقد شاهد أحد رجاله سيارة "كاديلاك" سوداء تتبع "بليندا" هذا الصباح ثم انتظرتها أمام محلات "كارين" وعندما خرجت نقلها المخلوق الذي كان يقودها نحو المرفأ ...
قاطعه "بيتر" .
- اسمع يا "وولف" سأذهب إلى هناك أنا و "بير" وستبقى أنت هنا على الأقل لن تقتل شخصا .
صاح "وولف" بشدة :
- سأذهب لأحضرها ..لقد فقدتها مرة من قبل ولن أفقدها مرة ثانية.
أعلن "بير" بجدية:
- أنه يوم زواجك وإنه لأمر رهيب أن تلوث يديك بالدم اليوم.
- "بير" على حق يا "وولف" وأنت تعرف ذلك .
صمت "وولف" لحظات ليفكر ثم خلع لبس الاحتفال ليرتدي چينزا وحذاء كرة سلة . انفتح باب المدخل ثم انغلق بقوة واختفى "وولف".
علق "بير" بخوف:
- إنه يعرف من اختطفها وسيعلقه من رقبته.
- بشرط أن يحتفظ ببرودة أعصابه ولكني لا ألومه و أعرف جيدا ما يمكن أن يكون عليه إحساسه في هذه الحالة .
- سأتصل ب"كريستين" ويمكنها أن تذهب مع "دميانة" إلى الكنيسة وترتبان تأخير المراسم وسنتصل بعد ذلك ب"شيم" لنعرف أين "وولف" .
وافقه "بير"
# # #
تقدمت "بليندا" وسط الديكور العاري والكئيب لجسر عائم وعن بعد كان تمثال الحرية يرفع ذراعه وكأنه يودع شخصا منحوسا .نبح "هيكتور" كالكلب :
-استمري في التقدم ولا تحاولي خداعي .لقد اخترت هذا المكان لأن أحدا لا يأتي إليه أبدا ولن يسمعك أحد لو صرخت علاوة على أن ذلك يضايقني كثيرا.
تجهم وجه الشابة في اشمئزاز وصاحت:
- لا يهمني أن تغضب .لست سوى أحمق يا "هيكتور".
رفع فوهة المسدس مهددا ولكن الشابة لم يهتز لها رمش .في طفولتهما كان "هيكتور" يهاجم دائما من هو أصغر منه ويرتعد ممن هم في سنه .استمرت الشابة في الكلام:
-اسمعني .حتى لو وقعت لك على هذه الورقة التي تشهد أنني أتنازل لك عن نصيبي في الشركة فلن تضمن أبدا أن مجلس الإدارة سيقبلها .
أي شركة تدار بطريقة سليمة لها نظام للتحكم لمقاومة مثل هذا النوع من الاحتيال .
- لهذا ستوقعين لي شيكا يصرف لحامله وتوقعين توكيلا عاما عن شركة "ليندا" أمام "لهجته .إن حياتها حقا في خطر!كيف أمكن أن تكون بهذا الغباء بحيث تجهل إمكان أن يقوم بمثل هذا الدور الخطر؟
ألقت نظرة على الماء الأسود المثلج ثم قالت في نفسها :إنها على أية حال أمامها فرصة .كان "هيكتور" دائما يعطي قدراته أكثر مما تستحق ولا ينتبه إلى تفاهة مشروعاته الخيالية والتي دائما كانت تفشل .ولا شك أن هذا المشروع لاختطافها يحمل في طياته نقطة ضعف قاتلة .
ما إن أصبحا فوق القارب حتى دفعها بوحشية في الممر الأسفل وهبطا درجا إلى الكبينة الداخلية الكبيرة .
سألته الشابة لتحصل على وقت كاف للتفكير والتركيز على فرصها:
- منذ متى تمتلك هذا القارب؟
- من وقت قريب..لقد اشتريته في الأوكازيون عن طريق بطاقة ائتمان يا أختي الصغيرة .لقد كانت هذه أكبر صفقة اشتريتها من حسابك هذا الشهر. لقد كنت أكتفي بمشتريات متواضعة حتى الآن. حتى لا أثير انتباهك .لقد قلدت إمضاءك بطريقة متقنة ولم يكتشفها محاسبوك .إنهم مهملون ولكن ذلك كله سينتهي بعد أن أتولى الإدارة. كانت "بليندا" مذهولة .إنه يتحدث وكأنها لم تعد موجودة في الشركة وكأنه يعتبر أحلامه حقيقة .كانت عيناه تعكسان جنونا حقيقيا وفمه يرتعد.
تساءلت: هل كانت حقا تعرف حقيقة "هيكتور" ؟
- إذن ستتزوجين اليوم؟ لم تدعيني ؟ هذا خطأ يا "بليندا" ماذا كان يمكن أن يظن أبي و أمي.
- لم يكن لدي أي فكرة.
صاح في وحشية :
- حقا ؟لقد كنت صغيرتهما المدللة حقا.إن أمي نفسها كانت تفضلك علي وتدافع عنك في كل شيء .إن لي الحق في نصف المال وبدلا من ذلك أعطياك إياه كله دون أن يتركا شيئا للمسكين "هيكتور" .
- إن هذا المال يخص أمي وهو ميراث شخصي ووالدي موافق على ذلك .ثم إنه لم يكن هناك ما يكفي إلا لبدء دراستي ولا شيء من تلك الثروة المزعومة – التي تطالب بها باستمرار – كان موجودا آنذاك .
- أنت تكذبين دائما وهما أيضا كانا يكذبان .
أخذ يبحث عن حبل وقال:
- لابد أن أقيدك وبعدها نبحر.
ارتجفت الشابة .لو قيدها وتركا المرفأ إلى عرض البحر فإن كل فرصها للهرب ستضيع ولن يعرف أحد مصيرها وسيعتقد "وولف" أنها هجرته عن عمد .جعلتها هذه الفكرة تصاب بالجنون. لابد أن تجد حلا بأي ثمن .استأنف "هيكتور" الحديث :
- آه لو علمت مدى سعادتي عندما ماتا .كان والدك يريد أن يطردني وأمي الكلبة كانت ستسمح له بذلك.
همست:
- إنني لم أعرف شيئا عن ذلك .
- لا يهم .سنرحل للأبد .اصعدي معي إلى كبينة القيادة وسأربطك هناك حتى تعطيني نقودك .
تقدمته "بليندا" فوق سطح السفينة وهي تبحث في حمى عن شيء يصلح سلاحا لها .في كبينة القيادة لمحت في الحال مطفأة الحريق مثبتة على الجدار .وقف "هيكتور" عند عجلة الدفة وهو يفحص آلات السطح بينما وضع المسدس على خدها .
وقفت الشابة ببطء أمام مطفأة الحريق لتخفيها عن نظره وحاولت نزعها عن طريق تحسس الحزام الذي يربطها عندما تمكنت من ذلك .
ألقتها في وجهه بكل قوتها .تنبه "هيكتور" بالغريزة في آخر لحظة فرفع ذراعه ليحمي نفسه ولكن ثقل المطفأة كان كافيا ليفقد توازنه ويترك سلاحه .
كانت "بليندا" قد عبرت باب المقصورة عندما سمعته يطلق صيحات الغضب الشديد ومجموعة من السباب قفزت فوق المعبر الذي سبق أن عبرته ثم قفزت إلى المرفأ لتنطلق جريا كالريح .
انطلقت رصاصة أخطأتها بمسافة بسيطة جرت بكل قوتها ويأسها محاولة أن تهرب منه .ولكن "هيكتور" انطلق في مطاردتها وسرعان ما لحق بها. كانت على مرأى من الجسر الرئيسي والطريق المؤدي إلى الشوارع الكبرى عندما استطاع أن يمسك بها ويحاصرها.
اصطدمت رأس الشابة بخشب الجسر وغرقت في الظلام.

نهاية الفصل الثامن...

Fenetia
29-02-2008, 16:18
الفصل التاسع والأخير...
كان "وولف" يتصرف كمن مسه الجنون .وحتى لا يضيع ثانية نادى أول سيارة أجرة مرت به وناول السائق ورقة بمائة دولار ثم قال له:
- ستنال ضعف هذا المبلغ لو استطعت الطيران وسط الزحام. ابتسم السائق ثم خبت ابتسامته عندما رأى هذا الوجه المألوف للممثل وقد تحول على وجه قاتل قائلا:
- موافق .. أين .. علي أن أذهب بك؟
وضح له "وولف" الاتجاه الذي عليه أن يتبعه ثم راجع خزانة المسدس الذي أخذه من مكتبه وحاول أن يطرد الصور المفزعة لما يمكن أن يحدث ل"بليندا" .
كان عبور حي "مانها تن" أسوأ فترة مرت بحياته وكان متوترا لدرجة أنه أحس بأنه يوشك أن ينفجر من الداخل في كل لحظة. وأخذ يسب ويلعن بثلاث لغات مختلفة وهو يدعو أن تجنب السماء "بليندا" أي سوء.
وعندما وصل إلى المكان الذي وصفه رجل "شيم" كان مشحونا بالكهرباء لدرجة رهيبة .قفز من السيارة الأجرة وناول السائق الورقة الثانية بمائة دولار وقال له:
- إذا لم أعد في ظرف ساعة فاتصل بالشرطة.
أجاب السائق :
- سأحضر معك يمكنني دائما أن أكون نافعا .
نظر "وولف" إلى السائق وقدر بنيته القوية :
- طبعا ستكون نافعا .ولكن أفضل طريقة لمساعدتي هي أن تظل في مكانك .
- كما تحب .ولكن عند أقل ضجة سأتصل بالشرطة باللاسلكي وأحضر لأنضم إليك .
كان "وولف" قد أطلق لساقيه العنان قاطعا الجسر إلى أن شاهد سفينة راسية عن بعد بمعزل عن السفن الأخرى عند آخر الجسر الخشبي .ضاعف من سرعته بعد أن أوحت له غريزته بكل ما يجري واتجه إليها ولكنه اضطر للوقوف في مكانه ثابتا .
كانت "بليندا" تقفز في تلك اللحظة من السفينة فوق الجسر الخشبي.
كان سيناديها عندما رأى "هيكتور" يقفز وراءها وينطلق في مطاردتها.
جرى "وولف" نحوها وهو يناديها ولكن "هيكتور" لحق بها قبله وألقى بها أرضا وهو ينبح كالكلاب بصوت تهديد :
-سأقتلها .
وقف "وولف" في مكانه متخشبا وقلبه ينبض بشدة .
أخذ نفسا عميقا ليطرد خوفه وصاح :
- لماذا ؟يمكنك أن تحصل على كل ما تريد .. هيا تكلم !
هل تريد مالا؟ ستحصل عليه.
عوى "هيكتور" :
- لقد أخذت كل ما هو ملكي .
همهمت "بليندا" :
- "وولف" .
رد "وولف" على "هيكتور" وهو يتجنب النظر إليها حتى يركز عليه .
كان بعيدا عنه حتى يطمئن إلى إمكان السيطرة عليه في قفزة واحدة ..
ثم إنه كان ممسكا بسلاحه .
زاد عواء "هيكتور" مقرونا بالمهانة وتطاير الرذاذ من فمه .
- لا تحاول أن تهاجمني .
استرد "وولف" سيطرته على نفسه وهو يرى الآخر يرفع "بليندا" كان منظر الشابة وهي مرعوبة والمسدس على عنقها قد أصابه بالصدمة .
قال صارخا :
- لن تحصل على شيء ما لم تقبل النقاش وكل الناس يعرفون الآن انك هنا الآن .
ألقى "هيكتور" نظرة حوله كحيوان محاصر وصرخ :
- سأقتلها لو اعترض أحد طريقي ولن يبقى أمامك سوى أن تصطاد جثتها بالشبكة من النهر !
تراجع "وولف" خطوة للوراء ولكن الشابة توسلت إليه:
- لا .. "وولف" ...لا ...
قاطعها "وولف" وعيناه لا تغادران "هيكتور" .
- كل شيء سيكون على ما يرام يا عزيزتي .
تردد صوت عن بعد من سائق سيارة الأجرة:
- هاي !أنت يا من تحمل المسدس.
فزع "هيكتور" وقفز في مكانه وانتهز "وولف" الفرصة في الحال وقفز وهو يبعد "بليندا" من أمامه وأمسك بيد "هيكتور" التي تمسك المسدس ورفعها نحو السماء .
انطلقت رصاصة ورأت الشابة "وولف" يتعثر قليلا ليقفز مرة ثانية نحو "هيكتور" صرخت في رعب .
- لا .. لا ...
فاجأت صرختها الرجلين مرة ثانية استغلها "وولف" ليكيل ل "هيكتور" لكمة مباشرة طرحته أرضا وهو يتدحرج .
سألها "وولف" في قلق في الحال وهو يقفز نحوها :
- خبريني يا حبيبتي .. أنت بخير هل جرحت ؟
تعلقت في رقبته في حالة عصبية وهي تقول :
- لا .. أنت الذي أصبت يا "وولف" لقد رأيتك تتعثر لحظات بعد طلقة الرصاص .
أخذ "هيكتور" يرجع للخلف ووجهه مليء بتعبيرات الخوف والحقد التي شوهته .ثم قفز واقفا فجأة وجرى نحو السفينة .
أعلن السائق الذي جرى نحوهما فوق الجسر .
- لقد استدعيت الشرطة و الإنقاذ .
في الحقيقة كان رجلان في الزي الرسمي للشرطة يغزوان الجسر الخشبي ورأت "بليندا" بينهما "بيتر" و "بير" .
في هذه اللحظة انطلقت السفينة بعد أن دارت حول نفسها وهي تنزل الحبل الذي يربطها بالمرسى و ابتعدت وسط هدير محركها .قال أحد الشرطيين .
- أتمنى ألا يذهب بعيدا من أجل مصلحته . لقد أعلنت خفر السواحل أن عاصفة شديدة على وشك أن تهب .في الجزء الجنوبي .
قال "وولف" وهو يحتضن "بليندا" بقوة :
- لقد ذهب إلى الجحيم بقدميه . ومن الأفضل الاتصال برجال حرس السواحل .
قال "شيم" ل "وولف"
- إنني سعيد لأنك خرجت دون إصابة.
تدخلت الشابة وقالت بصوت قلق :
- إنه ليس مصابا وإنما مجروح .
أجاب "وولف" :
- هذا لاشيء فاطمئني , على أية حال هذا لا يقارن بالصدمة التي تلقيتها عندما علمت بأنك اختفيت ثانية .
صاح "بير " .
- قل لنا .. أليس هناك زواج متوقع ؟
أيده " بيتر" وهو يبتسم وإن بدا عليه القلق :
- يبدو لي أنك على حق.هل كل شيء بخير يا "بليندا" ؟
- سأجيب بنعم على سؤالين : لقد خشيت ألا أرتدي الثوب المطلوب لهذه المناسبة ولكن ثوبي لابد أنه في انتظاري بالبيت .
تدخل "وولف" :
- سأصحبك قبل كل شيء إلى المستشفى . إن لديها جرحا تحت ذقنها.
- إنه ليس سوى خدش وقليل من المطهر يكفي ولكنك أنت الذي في حاجة إلى العناية الطبية.
أدركت مدى الشحوب الذي شاب وجهه .رد "وولف" وهو يتجاهل ملاحظتها الأخيرة:
- لا يمكن أن نكون متأكدين من أن جرحك ليس خطيرا لقد اصطدم رأسك بسور الجسر بعنف شديد وليذهب "هيكتور" إلى الجحيم على ما فعله بك.
اعترفت الشابة وهي ترتجف .
- لقد كان كا لمجنون .إنني لم أره أبدا هكذا . لقد كنت أعتقد أن والدي كانا على علم باضطرابه العقلي .لقد اعترف لي أنه ود أن يقتلهما ولكني لم أتصور أنه مريض لهذه الدرجة.
همس "وولف" في رقة قبل أن يكلم صديقيه .
- كل شيء سيكون على ما يرام يا حبيبتي .. إنها مصدومة وسأنقلها إلى المستشفى القريب .
رحل الجميع معا من فوق الجسر الخشبي وقال "بير" ل "بليندا" .
- هيا نسرع .. لابد أن نقودك للكنيسة وخير البر عاجله.
وافقت الشابة وهي تضحك ولا حظت أن "وولف" انتهز فرصة الفوضى وانتحى جانبا مع "بيتر" .
وتساءلت : ماذا يمكن أن يقول كل منهما للآخر؟
قال "وولف" لصديقه:
- إن المخلوق الذي في السفينة هو شبه أخيها .
رد "بيتر" متسائلا وهو ينظر نظرة تفاهم :
- وأنت تريد منا أن نشويه على نار هادئة عندما نضع أيدينا عليه ؟
هكذا إذن الأمر ؟
- أريد بصفة خاصة ألا يرى "بليندا" مرة أخرى .
- لقد سبب لها الكثير من الضرر وربما أكثر مما أعرف وهذا يرجع إلى طفولتهما وأعتقد أنني فهمت منها أنه حاول مرة أن يغرقها وكان من الواجب علي أن أحاسبه على ذلك من قبل وأن أعرف النتائج المترتبة على تلك الحادثة مبكرا .
- هل تعرف أنه كان يحوم حول مكتبها أو في المنطقة؟
- نعم بل وصل به الأمر أن مر على مكتبها ليهددها بأن يكشف كل شيء عن علاقتنا .ولم أفعل شيئا لأن "بليندا" لم تكن لتريد أن تقلب الماضي ولكني ألوم نفسي لأنني لم أستشعر الخطر كما ترى. قال "بيتر" مطمئنا وهو يضغط على ذراعه بحب :
اطمأن "وولف" وانضم بسرعة إلى "بليندا" وقال "بير" :
- إنك لا تتركها لحظة .أليس كذلك ؟
رد "وولف" بمرح :
- ولا غمضة عين خاصة معك .
داخل سيارة الأجرة التي أقلتهما إلى المستشفى قال لها "وولف" وهو يربتها في حنان :
- لا تسببي مثل هذا الرعب مرة أخرى. إن عواطفي نحوك لا تترك أي مجال لتحمل رجفة خوف عليك مرة ثانية.
قالت بصوت يرتجف من السعادة:
-كيف يمكنني أن أشكرك لأنك أنقذتني يا "وولف" ؟
أجاب وهو يبتسم :
- لا شيء سوى أن تصبحي السيدة "ويكفيلد" .
# # #

Fenetia
29-02-2008, 16:24
لم تستغرق زيارة المستشفى سوى دقائق قليلة كانت الرصاصة قد احتكت ب"وولف" ولم تترك سوى خدش سطحي و "بليندا" لم تعان إلا خدش شظية من خشب سور الجسر .كان موعد المراسم قد انقضى من وقت طويل عندما عادا إلى البيت. قال "وولف".
-سأتصل بالجميع لأخبرهم بعودتنا. هيا ارتدي ملابسك بسرعة.
تساءل عندما رآها واقفة على رأس السلم :
- إيه! ماذا هناك ؟
- إن ثوبي في بيتي.
قال يطمئنها:
- لا .. إنه هنا. لقد أخبرني "بير" أن "كريستين " مرت على بيتك وأحضرته هنا.
انفرجت أساريرها وزفرت في ارتياح. إن كل شيء يصبح سهلا ماداما معا. قال وهو يتأملها:
- هل قال لك أحد من قبل: إنك فاتنة؟
أجابت "بليندا" وقد احمر وجهها:
- نعم .. أنت .
- إذن لدي ذوق حقا.
كانت سعادته لا تطاق ويكفيه الآن أن يمسك بيدها أمام المذبح . قالت دون أن تتحرك قيد أنملة:
- لابد أن أسرع.
سألها:
- هل هناك شيء آخر تريدين مني أن أفعله؟
- نعم. ألن تتزوجني!
سمع "وولف" باب حجرتها ينغلق وراءها وظل ثابتا في مكانه.لقد أحس فجأة بأنه حر وطليق ."بليندا" عنده في بيته سليمة معافاة استدار وهبط الدرج وهو يتمتم بدعوات غير مفهومة شاكرا السماء.
تأملت "بليندا" صورتها في المرأة. تساءلت: من هذه المرأة؟كانت عيناها مزينتين بدوائر داكنة وبشرتها قد لوحتها الشمس بعض الشيء كما كانت هناك آثار لاصطدام جبهتها بسور الجسر وهي تسقط. إنها كارثة! ومع ذلك كانت مسرورة لأن "وولف" موجود هناك أسفل.وخلال ساعات سيكونان متزوجين. ولكن "هيكتور" .. كيف تجاهلت أنه مريض لهذه الدرجة؟
أحست بتعب شديد .ألم تكن حياتها كلها مجرد صراعات ؟ لماذا لم تر "هيكتور" على حقيقته؟
إن والديها لم يفهماها أي شيء عنه ومع ذلك لم تشك في اختلال قواه العقلية لحظة واحدة عندما تركت "وولف" من عشر سنوات كان قلبها لا يحس إلا بآلام شديدة. فلماذا؟
لقد أمضت عشر سنوات في إقامة حياة على أعلى مستوى مهني ونظمت حياتها في سبيل تحقيق أهدافها التي اعتقدت أن لها ما يبررها .. دون أن تتخيل أن تلك أهداف أنانية .وهكذا لم تلاحظ انحراف "هيكتور" التدريجي والبطيء , ولا حاجته إلى علاج مناسب لحالته. إنها لم تمد له يدها لحظة واحدة.
دخلت الحمام وأخذت "دشا" وغسلت شعرها دون أن تكف عن تقليب أفكارها.
ارتدت ثوبها الذي بلون شراب التفاح ونظرت لنفسها في المرآة ولم تهتم بالخدوش ولا الهالات الموجودة حول عينيها لقد هادنت الشابة نفسها ولا داعي لأن تنتقد هيئتها .
أقسمت ألا تخفي الحقائق الخفية و الشخصية ولا أن تهتم بالمشاكل التي كانت دائما تزعجها .مثلما فعلت مع "هيكتور" إنها ستأخذ راحتها في فحص كل شيء بإمعان وهي تفكر دائما فيما عليها .ثم إنها بالأخص ستحب "وولف" من كل روحها وأن تقدم له نفسها كباقة من السعادة.
أما بالنسبة ل"هيكتور" فسيتلقى كل الرعاية والنصائح والأمان الذي يحتاجه .ولديه كفاية من المال يحقق ذلك .
كان "وولف" بانتظارها في الطابق الأسفل عندما هبطت .همس في رقة:
- أنا مستعد لأصطحبك إلى المذبح يا آنسة.
كانت أجمل من أي وقت رغم ظلال التعب التي كانت تبدو في عينيها.
إن هذا الجمال من الحب الذي يأخذ مصدره من أعماق الروح ليشيع البهجة في كل جسدها .
أمام ضياء جمالها أحس "وولف" بالشكوك تجتاحه لام نفسه لأنه لم ينظر إلى الجانب المتعقل والذي يبرر رحيلها المفاجئ من "نيس" .إنه هو لم يفعل سوى أن تقوقع على آلامه كحيوان جريح وسط الغابة.
سألته "بليندا" في قلق:
- لماذا هذا المظهر المهموم ؟هل بسبب "هيكتور"؟
- لا ياحبي! إنني ثائر على نفسي لأنني لم أتزوجك عشر سنوات.
إن هذا يصيبني بالجنون .
لم يعد "وولف" يستطيع الكذب على نفسه . إنه لم يقلب الدنيا بحثا عنها . على أية حال كان بإمكانه أن يفعل أفضل من أن يدفع أجر المخبرين السريين الذين كانوا يقدمون له عن بعد – تقارير غير واضحة اكتفى بها كأنها أمر محتم . لقد سيطر عليه غروره بأن ركز على نفسه وعلى حالته النفسية داخل تلك القوقعة التي أغلقها على نفسه . قالت بصوت رقيق:
- لست الوحيد المسؤول عما حدث لنا .
- ربما لا ولكني حانق على نفسي لكل ما لم أفعله .
كانت بعض المرارة تشوب كلامه وفهمت الشابة أن "وولف" يفحص نفسه وأعماقها ولا تعجبه الصورة.التي يراها عن نفسه . استأنفت الحديث :
- أفهم جيدا ما تحسه .كان من الواجب أيضا أن أعرف حالة "هيكتور" .ولكن الأهم أنه كان علي أن أعرف أكثر عنك . لقد كنت أعرف أنك حساس وتراعي شعور الآخرين . كيف استطعت أن أغادر "نيس" وأنا مقتنعة أنني أؤدي لك معروفا كبيرا ؟لقد كنت غبية تماما .
اعترف "وولف" وهو يقبل يدها في حنان:
- لقد أجريت حسابا للنفس .. إنه مؤلم.
قالت "بليندا" بمرح:
- ولكن هذا لا يمنع أنك ساحر جذاب في هذه البذلة أرجو ألا تتضايق من أن أقول لك هذا على الأقل ؟
- لا على الإطلاق .. أنت تعجبينني إلى أقصى حد ولكن كل ما هناك أنني لم أتعود على أن تكون روحي عارية إلى هذه الدرجة ياحبي .في منتهي نتبادل المجاملات كما نتنفس الهواء ولكن المجاملة منك تصيبني بالاضطراب .لك تأثير وقوة علي يا "بليندا" فكرت في نفسها: إنها إذن قوية .قال "وولف" :
- أوه .. نعم أنت قوية جدا وأعدك أن ينال "هيكتور" كل ما يستحقه حتى لا ينسى نفسه على الإطلاق .
صاحت الشابة وهي تنتحب :
- أوه .. شكرا .. شكرا .. لقد كان ذلك مهما جدا بالنسبة لوالدي .لماذا لم أفهم ولماذا تظاهرت بالفهم ؟
حرك منظر آلامها مشاعر "وولف".
قال شارحا :
- أحيانا ما نضر أنفسنا بأنفسنا .لقد أخفيت قلقي وألمي لأنني فقدتك ولم أتحدث عن ذلك لأحد . ربما كان بدافع الغرور أو الاعتزاز بالنفس .
سقطت دموعهما معا على وجهيهما .قالت :
- نحن تأخرنا ويجب أن أعيد زينتي مرة ثانية وإذا استمررنا على هذه الحالة فلن نتزوج أبدا .
صاح "وولف" في غضب وهو يدفعها إلى حجرتها ويجبرها على الجلوس أمام التسريحة :
- بل سنتزوج .. واعتبري الأمر منتهيا .
أصلحت زينتها بيد مرتعشة فقال لها :
- أنا أيضا مهزوز .. إنه يوم رهيب . نحن معا الآن ومع ذلك لا أطيق صبرا على الذهاب.
أجابت بضحكة مكتومة ولكن حقيقية وهي تغادر التسريحة :
- أنا كذلك .
أمسك "وولف" بذراعها وأحس ببعض التردد عندها .
- حسنا ؟هل نسيت شيئا ؟
- لا ..ليس الأمر هكذا .وإنما أتساءل ببساطة :هل سأتحمل المقارنة مع تلك الفاتنات اللاتي دخلن حياتك؟
أجاب وهو يضحك :
- أنت خارج المنافسة يا "بليندا" ولدي إحساس أنك تشكين في ذلك ولكن أؤكد لك أنني لم ولن أحب غيرك .
بعد خروجهما من بيت "وولف" عثرا على سيارة أجرة أمام البيت نزل السائق .. نفس السائق الذي ساعدهما على مرسى السفن من قبل وأشار إليها .وقال شارحا:
- لقد دفعتما لي أجر أيام كثيرة من العمل .
أجاب "وولف" :
- شكرا لأنك انتظرتنا .وأنت مدعو على حفل الزفاف على أية حال .
قالت "بليندا" في تهكم وهي تصعد للأريكة الخلفية :
- شخص آخر مكتوب عليه أن يصبح ضمن أصدقائك مثل "شيم لوك" أليس كذلك ؟
عرف اسم السائق من لوحة تحقيق الشخصية المعلقة على تابلوه السيارة .
- أنا أحب جدا "توماس ميلاس" إنه مخلوق شجاع وذو عزم .
رد عليه السائق :
شكرا يا "ويكفيلد":
قالت معلقة:
- لقد لاحظت أنك تقدر الصفات التي تتمتع بها .
- أتظنين حقا أن لدي تلك الصفات ؟
- نعم .
- هذا رائع .تصوري أن أعز أمنياتي هي أن أرى في عينيك كل الفضائل وهو ما يحدث لي لأول مرة.
وقفت سيارة الأجرة أمام الكنيسة وكان على "توماس" أن يهبط ليفتح لهما باب السيارة معلنا عن وصولهما .صاح "بيتر" وهو يستقبلهما :
- أخيرا حضرتما! ظننت أن الأمر سينتهي برحيل القس .لقد اتصلت بنادي "بيلوري" والتأخير لن يسبب أي مشكلة.
قال "وولف" :
- إنني أضعها أمانة في يدك يا "بيتر" .
- اعتمد علي ويمكنك أن تذهب .
تلكأ "وولف" في الرحيل فصاح "بيتر" وهو يدفعه إلى داخل الكنيسة.
- اللعنة عليك! اتركها قليلا .
جلس الكل في أماكنهم بعد عدة دقائق وأمسكت "بليندا" بذراع "بيتر" لتسير على الممر المركزي وتتقدم نحو حبها .
لم تنتبه الشابة إلى كل الصيغ الرسمية حيث ظلت مثبتة نظرها على رجل عمرها .إن كل أحلامها تتحقق في هذه اللحظة بينما اختفى كل ندمها على أخطائها الماضية أمام القسم الذي تبادلاه.
أنهي القس كلامه بأن قال ل"وولف" :
- يمكنك أن تقبل العروس.
التفت "وولف" نحو عروسه وهو يبتسم .إنها الآن عالمه الخاص. ربما كانت هناك لحظات صعبة أو مؤلمة ولكنها ذهبت أمام الحب .
وطالما عاشا فسيعيشان معا هما الاثنان وهذا هو المهم .
مال على عروسه وقبلها قبلة الزواج .
خرج العروسان على أنغام آمال السعادة من الكنيسة وركبا سيارة الأجرة.
كان "نيلسون" كبير خدم نادي "بيلوري" في انتظارهما أمام النادي وقد بدا عليه التوتر أكثر من المعتاد.
سألته "بليندا" في قلق:
- أتعتقد أنه غاضب من تأخيرنا؟
- لقد اتصلت "دميانة" بهم لتشرح أسباب التأخير على أية حال كان بإمكانهم أن يرفضوا استقبالنا.
- هل سبق أن رفض شخص ما طلبك يا "وولف" ؟
قال ساخرا في لهجة غامضة :
- مرة أو اثنين .ولكن لا أهمية لذلك لأن الرفض كان منك.
قالت بحزن :
- هاهي مرة أخرى جراح الماضي الصغيرة .. أتظن حقا أننا نستطيع أن ننساها ؟
قال "نيلسون" وهو يذكرهما بوجوده بصوت جاد :
- لو تكرم السادة والسيدات أن يتبعوني.
ومع ذلك مال "وولف" عليها وقال هامسا :
- سنتمكن دائما من تسوية خلافاتنا في الوقت المناسب ولدينا الوقت الكافي للحديث عن ذلك . أليس كذلك ؟
ابتسمت "بليندا" وهي تهز رأسها موافقة بينما تقدم "بير" نحوها وصاح وهو يرفع "بليندا" بسرعة بين ذراعيه :
- هاهي العروس وفارسها المغوار.
همس "وولف" في أذن "بيتر" وهو يضع كفه على كتفه:
- دعه يفعل ذلك .. لقد طلبت منه ذلك حتى أستطيع أن أقول لك كلمة.
هل هناك أخبار عن شبه أخيها.
- إنه يستطيع أن يرسو في أي مكان جنوب " نيويورك " .
على أية حال لابد أنه سليم لأن العاصفة غيرت اتجاهها نحو كارولينا الشمالية .
- لندع " شيم لوك " ورجاله يتولون الأمر وسيعثرون عليه إن عاجلا أو آجلا.
المهم لدى " وولف "ألا يرى هذا الشبح الهارب يمر أمام عيني " بليندا " الزرقاوين .. إنها كالملاك في ثوبها بلون عصير التفاح .
علق " بيتر " بطريقته في ادعاء الحكمة :
- أفهم أنك لاتريد أن تفكر في أي شيء غيرها ؟
- بالضبط .. ألم يحدث نفس الشيء بالنسبة لك ول" دميانة " ؟
لحق "وولف " ب " بليندا " وأمسك بيدها وابتسمت له في سعادة وتشابكت أصابعها .
لما كان " بيتر " ودميانة " و" بير " و "كريستين " وأطفالهما ووالدا " بير " هم المدعوون فقط إلا أن السهرة تحولت إلى فوضى ولم تراع فيها الرسميات .
عندما قدم العشاء استقرت مجموعة من الموسيقيين في طرف القاعة وبدءوا يعزفون قطعا موسيقية ترضي جميع الأذواق من "جاز" وفولكلور شعبي وموسيقى كلاسيكية .
قبل إحضار الجاتوه قام "وولف" وسحب "بليندا" إلى حلبة الرقص وسرعان ما قلدها باقي الأزواج. اقتربت الشابة من الموسيقيين وقالت :
- هل يمكن أن تعزفوا رقصة البولكا ؟ إنني وزوجي نحب أن نرقصها .
كانت الألحان حيوية وسريعة مما نشر الحياة في داخل القاعة.
كانت "بليندا" مشرقة وهي تتمايل على الألحان السريعة وكأنها تسبح في الجو وقدماها لا تلمسان الأرض . لقد تحولت في لمح البصر إلى فتاة في التاسعة عشرة من عمرها والتي عثر عليها على الأريكة الخلفية لسيارته في "نيس" صاح :
- رقصة البولكا ؟هل تعتقدين أنني قادر على أدائها ؟
- أجابته.
عليك إثبات هذا .
# # #

Fenetia
29-02-2008, 16:29
انطلقا في متابعة اللحن السريع وقد اختلطت ضحكات السعادة من الجميع .
بعد أن انتهت الرقصة السريعة تبعها لحن رومانسي هادئ . همس في أذنها :
- سنحتفظ ببعض الذكريات المؤلمة يا "بليندا" عن هذا النهار ولكن أحسن الذكريات هي التي ستطفو .
- آه .. نعم وذلك بفضلك .ما رأيك في أن نرحل ؟
اعترض "بير".
- مستحيل لابد من قطع التورتة أولا .. انتظرا فسأحاول استعجال الأمور .
وافقه "وولف" .
- تصنع خيرا لو فعلت.
قطعا التورتة ثم حل الحلواني محلهما ليقوم بتقسيمها بعناية أمسك "وولف" بيد "بليندا" وهو يتعجل الرحيل .أعلن "بيتر" :
- نرجو أن تصحبكما أجمل تمنياتنا لكما .
تقدم الصغير "باتريك" بسرعة ودس كفيه في كريمة التورية .تأوه "بير" يائسا وسارع ليمنع الكارثة بينما انفجر العروسان في الضحك .
صاح "وولف" وهو يسحب زوجته:
- إلى اللقاء و أتمنى لكم شهية طيبة مع الحلوى .
رد الجميع في صوت واحد :
- شكرا !
# # #
الخاتمة...
بعد تسعة أشهر استقبل "وولف" و "بليندا" أصدقاءهما من عائلتي "كينمور" "ولارابي" على العشاء .
قالت "بليندا" في تعاسة وهي تنظر إلى بطنها المكور .
- لم تعد النساء يحصلن على أطفال بعد تسعة أشهر من الزواج لأن هذه العادة كانت أيام جداتنا وأصبحت الآن عتيقة .
سالت الدموع على خديها وهي تستدير نحو مدعويها .ركع "بير" و "بيتر" على ركبتيهما أمامها ليسريا عنها وهما ينظران في غيظ إلى زوجتيهما اللتين كانتا تضحكان من الموضوع كل قلبيهما.
صاح "بيتر" مناديا "وولف" .
- "وولف" تعال هنا وأنت يا"دميانة" .كفي عن الضحك إنني لا أتحمل أن أراها تبكي هكذا.
صاح "بير" بدوره نحو لوريث .
- مناديا يا "لوريث" .. وأنت يا "كريستسن" لست أفهم ما الذي يضحك . ألا ترين أنها يمكن أن تمرض .هكذا.
اعترفت الأخيرة وهي تمسح دموع الضحك :
-- فعلا .. وهذا أمر رهيب .
صاح "وولف" من المطبخ :
- هل هي تبكي ؟
ردت "كريستين" و "دميانة" في نفس واحد :
- نعم.
علق "وولف" في هدوء يعود إلى صالة الطعام:
- هذا يحدث لها كثيرا .من وقت الحمل أصحبت الدموع عادة عندها.
أقل سيء يحولها إلى نافورة وتبكي براميل من الدموع .
تلعثمت "بليندا".
- أنا .. أنا .. آسفة.
أحضر "وولف" معه منديلا كبيرا ومسح به دموعها قال "بير" وهو يعود إلى مقعده .
- إنني لا أطيق أن أراها تبكي.
تبادل "وولف" و "كريستين" و "دميانة" نظرات متآمرة ثم شدت "بليندا" كم قميصه.سألها :
- ماذا هناك يا عزيزتي ؟
أعلنت في صوت منخفض :
- أعتقد أن الوقت حان للذهاب إلى المستشفى.
تغير وجه "وولف" بدرجة رهيبة وسقط على ركبتيه.
انفجرت "بليندا" ضاحكة وقالت وهي تضربه على رأسه:
- لقد تمكنت منك.
بعد ذلك بفترة مال "وولف" على "بليندا" وهي في سريرها في المستشفى وهو لا يزال شاحبا.كانت قد وضعت لتوها .همس في أذنها:
- إنها رائعة يا حبيبتي.
علقت زوجته وهي تتثاءب :
- تأكد من أن الممرضات سيعتنين بها جيدا لأنني لاحظت أن عيونهن لم تفارقك أبدا .. إنني أحس بأنني نحيفة ومنهكة .. أنا أحبك يا رب الأسرة .
فجأة استغرقت في النوم دون أن تتركها ابتسامتها. قال "وولف" بصوت منخفض:
- أنا أحبك أيضا للأبد .. لقد أنرت حياتي.
خلف زجاج الحجرة كان فريق كبير من الممرضات قد تجمع وهن يتهامسن ويتدافعن ليشاهدن الممثل السينمائي الشهير "وولف ويكفيلد" .




أتمنى أنها تكون عجبتكم الرواية وأنا بصراحة قرأتها في منتدى وعجبتني وحبيت اني أنقلها لكم

منتديات الريم العربية

الكاتبة الأصلية

soma2007

وتحياتي الغالية لها

وبقلها الله يعطيك العافية

وشكرا على متابعتكم جميعا

ولنا لقاء آخر باذن الله

ماري-أنطوانيت
29-02-2008, 16:54
http://roro1981.jeeran.com/photos/1377908_l.jpg
تسلميـــــــــــــن يا قلبي على الروايه الحلوه....::سعادة::
وان شاء الله نشوف روايات ثانيه منك يا عسل
الف شكر وجزاك الله الف خير....;)
~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
وان شاء الله بكره يكون موعدنا مع اخر روايه بالتصويت...
روايه ((والتقينا من جديد))... مع حلوتنا ((لحن الوفاء))
بأنتظـــــــــــارك يا حلوه......::جيد::

SONĒSTA
29-02-2008, 17:02
ألـــف شكر لفينيتيــا على الإختيار الموفق
سلمت يمنــاك على الرواية
:)
------------------------
في انتظـار لحن الوفــاء

::سعادة::

ماري-أنطوانيت
29-02-2008, 17:07
مجهـــــــــــــــــــــــــــود رائـــع وتشكرون عليه


اللــــــــــــــــــــــــــه يوفقكم



أختكم...(m.a.h)...
هلا والله فيك (M.A.H)...
اسعدنا مرورك يا قمر على مشروعنا
وان شاء الله نشوف ردودك الحلوه دايما......::سعادة::


يسلموووو
هلا وغلا فيك عزيزتي..pretty*princess
اسعدنا جدا ردك ومرور....:D

القلـ ساحرة ـوب
29-02-2008, 19:56
حبيبتي Fenetia يسلمووو ايديك على القصة الرووعة

و اسفين تعبناك معنا و مشكووورة يا قلبي و ننتظر جديدك قريبا

حبيبتي لحن الوفاء بانتظار روايتك على أحر من الجمر

لا تتاخري علينا يا قمر

shining tears
29-02-2008, 21:17
Fenetia تسلمين عنوني على الروايه الاكثر من روعه
بانتظار لحون :)

الأميرة شوق
01-03-2008, 01:01
يعطيك العافية
أنا صحيح ماكنت متابعة
لأن الرواية عندي
ومشكوره كثير
وبانتظار لحن الوفاء

ماهيما
01-03-2008, 12:41
بااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااك صبايا كيفكم؟

سوووووري على الغيبة الطويلة بس كان عندي اشغال ماقدرت اتواصل معاكم

بس انا معاكم بقلبي>>>اخسس يالرومانسية

مشاءالله على خواتي وحبيباتي ماشين بالمشروع الله يوفقكم يارب

واتمنى ماانقطع كثير عنكم عشان ماتزعلون علي :بكاء:

لحـ الوفاء ـن
01-03-2008, 13:00
يسلمو على الروايه الاكثر من رائعه
اكيد الحلوين ينتظرو روايتي بس حبيت اشكر لحن لانها شجعتني على دخول المنتدى
واشكر شيخه زورو على مساعدتي في الروايه وطبعا لحونه كمان
واشكر ماري لانها قبلتني في اعضاء النادي الكتابي
الف شكر الى الجميع

لحـ الوفاء ـن
01-03-2008, 13:04
والتقينا من جديد


الملخص
لقد خدعت كليا منذ سبع سنوات, ولكن ليس من جديد, منذ سبع سنوات حالمة ومغرمة
الآن أصبح كل ذلك وراءها, وهي تنظم حفلات زفاف الاخرين بينما تبقى هي عازبة. لم تكن تتوقع ان تكون مهمتها الاخيرة رؤية وولف ثورنتون عريسا, الرجل الذي توقعت مرة ان تتزوج منه!
افترقا بمرارة وندم. سين قررت ان لاتقع في حب رجل ابدا
ولكن بدا انها تفعل ذلك تماما, ومع الرجل نفسه!..

" ماذا تفعل هنا, ياوولف؟"
سألته متحدية. لوى فنه, مظهرا الخطوط العميقة على خذيه." بالتأكيد انت لا تعتقدين ان حديثنا قد انتهى؟"قال بازدراء ناظرا اليها باشفاق لسذاجتها.
اخذت نفسا متقطعا:"لاي حديث تعني, ياوولف؟"
ورفعت حاجبيها الاشقرين متسأئلة:" حديث هذا الصباح أم ذاك الذي كان منذ سبع سنوات؟"

لحـ الوفاء ـن
01-03-2008, 13:07
الفصل الاول


قالت جيني متهكمة:" ألا تعتقدين أن هذا من لمسات السيدة شاترلي؟"
قامت سين بحركة خفيفة للموافقة على تلك الملاحظة مع أن انتباهها كان منصباً على المنظر الذي تشهده بدون تفكير.
لقد دعا الخادم المتعجرف سين وجيني لدخول غرفة الاستقبال الصغيرة منذ ثوان قليلة, في حين ذهب هو للبحث عن ربيكا هاركورت , سيدة المنزل الصغيرة . تمنت سين بشدة ان لاتكون السيدة الصغيرة في الحديقة. هي سيدة المنزل التي ذهب في اثرها ذلك الخادم المتعجرف, والا فان رحلتهما هذه تكون قد ذهبت سدى, حيث ان الفتاتين قدمتا الى العاصمة خصيصا لرؤية عائلة هاركورت, وقد اخذتا بمظهر منزل هاركورت من الخارج بما فيه الكفاية.
فالاراضي المحيطة به كانت كبيرة وشاسعة بحيث انها توازي حجم المنتزه الذي يقابلها. وعلى الرغم من ان المنازل الكبيرة القديمة كانت مالوفة في لندن, الا ان مساحة الاراضي المحيطة بمنزل هاركورت جعلت سين تتيقن من ان هذه الاراضي لها قيمة كبيرة لوجودها في قلب العاصمة.
في اعتقاد سين ان حاجة آل هاركورت للبستاني , هي بسبب مساحة هذه الاراضي الشاسعة. وياله من بستاني.
رجل طويل ذهبي الشعر كانه احد الهة الاغريق القدماء, في الخامسة والعشرين من العمر, ذو بشرة نحاسية اكتسبها من كثرة تعرضه للشمس, وقد لوحته كثيرامع انه شهر نيسان. ومع قدوم اشهر الصيف الحارة فإن بشرته معرضة للمزيد من السمرة.
بينما كان هذا البستاني يعمل في تلك الشجيرات الجاورة للبيت, دخلت جيني وسين الى الغرفة وكان واضحا انهماكه في عمله وبدا انه كان سيبقى كذلك لولا مرور فتاة شابة في العشرين من عمرها .مرت الفتاة في تلك الاراضي البرية التي تبعد بضع اقدام عنه لتدخل الى البناء الخشبي المبني في احد جوانب الحديقة بعيدا عن البيت. وماهي الا بضع ثوان حتى انتصب ذلك البستاني وتلفت حوله بانتباه ليتأكد من ان احدا لايراقبه قبل ان يدخل هو ايضا الى ذلك البناء الخشبي.
لقد جاءت ملاحظة جيني المتهكمة في نفس اللحظة التي دخل فيها البستاني في اثر الفتاة. وعلى مايبدو فان الفتاة التي عبرت الحديقة لم تنتبه لعمل البستاني هناك
وهي لاتبدو كخادمة او اي فتاة اخرى تعمل في المنزل.
فتسريحة شعرها الاحمر كانت مثبتة باحتراف, وزينة وجهها موضوعه باتقان , وزيها يحمل توقيع احد مصممي الازياء المشهورين.هذا ان لم تكن سين مخطئة .لقد تمنت الا تكون ريبيكا هاركورت , لان سين شكت في ان يكون هذا البستانب هو العريس الذي تنوي ان ترتبط به ريبيكا.
قام جيرالد, والد ريبيكا هاركورت , بتدبير موعد قدوم سين الى منزله اليوم, مدعيا ان ابنته بغياب والدتها تحتاج الى المساعدة في شأن تنظيم زفافها, حيث كان من المقرر ان يتم في شهر آب-اغسطس.
تنظيم حفلات الاعراس مع كل مايصاحبها من مشكلات, كان مجال العمل الذي تقوم سين بإدارته الذي يسمى" النعمة التامة."
خطرت لسين فكرة هذا المشروع في احد\ الايام الكئيبة, حين وجدت نفسها قدعلقت بمواجهة نهاية حياة مهنية اخرى, وقد عملت خلالها عند احد الممولين, الذي كان ذو مزاج مشاكس لاتحلو له المضايقات الا وهم مستغرقون في العمل.مما جعل سين لاتحبذ القيام به طوال ايام حياتها.فمشكلة سين انها لم تكن تعلم ماتريد القيام به . ففي السنوات الاخيرة عملت في مجالات عديدة, من موظفة استقبال في فندق الى مساعدة في مشتل زهور, ثمفي محل للوازم الافراح لمدة قصيرة من الزمن, بالاضافة الى اعمال الخدمة في المطاعم ايضا.ثم تدربت لتقوم بأعمال طباعة الاعلانات لاحد المسارح.وعرفت سين يقينا انها لاتصلح للقيام بعمل كهذا, فبعد ان طبعت مئات الاعلانات داعية الناس فيها الى حفلات ترافالجار, استشاط مديرها غضبا من اسلوبها الفاشل, وفي اعتقادها ان بعض البحارة ممن لبو الدعوة لك يكونوا هم ايضا سعداء بالحضور.ومن الواضح انه تدريب استغرق فترة قصيرة من الوقت.هذا ما كانت عليه حال حياتها المهنية, ولكن بعد ان امضت امسية كهذيان المرضى, تساعد مديرها في تقديم الاطعمة خلال احدى حفلات العشاء الخاصة في شقة احد وجهاء المجتمع, في تلك الليلة, قررت سين ان تحسم موقفها
في مايتعلق بتلك الوظيفة خصوصا, وبعملها في الشركة عموما, بعد ان بدأ مديرها يرمي السكاكين في ارجاء الشقة. عرفت سين وقتها ان مشكلة هذا الرجل ليست في طباعه الغريبة , بل في عقله!
وجدت سين نفسها عاطلة عن العمل من جديد وكان عليها ان تدفع ثمن الايجار والفواتير الى جانب التفكير في تمويل حياتها المهنية. واستعرضت كل الاعمال التي قامت بها بالتفصيل فوجدتها اعمالا غير منسقة واعتباطية. ولكن عندما جمعتها كلها من جديد لاحت لها فكرة" النعمة التامة"
من بين الانقاض . وكالة الزفاف الكامل... وجدت لتمحو اثار التعب والدموع عن العروس وعائلتها ... ولكن هل كانت تعني الدموع؟
لم يكن هذا النجاح في يوم وليلة, فبعد مضي ثلاث سنوات على انشائها للوكالة, حافظت سين على استمرارية العمل من خلال قيامها بتحضير مآدب العشاء في المناسبات. الى جانب اعدادت بطاقات الافراح, كي لاتلتزم بمهام اخرى كثيرة تكون غير مجدية. ففي الغالب كانت سين في انتظار " فرصة العمر" كما تدعوها جيني, ذلك الفرح الذي يتكلم عنه المجتمع طويلا, ويظهرمن خلاله اسمها في مثل هذه الحلقات الاجتماعية, وكم تمنت ان تغدو وكالتها معروفة حالما ترى المجتمعات المخملية كم ان عملها متقن.
بدا لها ان فرح آل هاركورت هو "فرصة العمر التي لطالما تمنتها." جيرالد هاركورت, رجل في الاربعينات, كان احد الضيوف في عرس نظمته سين خلال عطلة الاسبوع المنصرم. وكانت العروس ابنة احد اصدقاء جيرالد في العمل, وقامت بالتحضير لحفلة العرس مع تلبية متطلبات العروس, من طباعة بطاقات الدعوة الى تنسيق الوان الزهور الرائعة في باقة العروس.هذه الباقة التي التقطتها عندما رمتها العروس الى الحشد المتجمع وراءها قبل ان تمضي في رحلة شهر العسل التي اعدتها سين للزوجين السعيدين .قدم جيرالد باقة العروس لاحدى فتيات الشرف مرفقه بابتسامة ساحرة. وسأل سين عن " النعمة التامة" موضحا لها ان ابنته الوحيدة سوف تتزوج لاحقا خلال هذا العام , وان زوجته قد توفيت منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة, الا ان ريبيكا, اي ابنته , تجد ان الامر كله اشبه بوجع رأس تعاني منه وحدها. غمرت السعادة سين لطلبه هذا, بينما كانت هي تساعد في التنظيف. ووجدت نظراته الطويلة المتميزة, وشعره الداكن المتموج بخصلات رمادية, وعينيه الزرقاوين الدافئين في وجه معافى وسيم الى جانب قوام مديد في بدلة من ثلاث قطع ارتداها خصيصا للمناسبة, انها اكثر من ان تسميها جاذبية عادية.انها فرصة العمر, فكرت سين. وكان من دواعي سرورها ان تأتي بنفسها من مكتبها الى منزله... فهي لم تكن تستطيع تحمل نفقات الايجار في لندن على حساب عملها, وحضورها الى منزل هاركورت , لتتكلم مع الابنة شخصيا بناء على موعد حضر له جيرالد حين تكلم مع ريبيكا عن الموضوع. ولكن ماذا لو كانت فتاة الحديقة هي ريبيكا هاركورت. وتولد لدى سين احساس بان هناك مفأجاة غير سارة في مايتعلق بهذا الزواج. هذا من دون ذكر العريس وهو مثل اغلب العرسان, فقد بد انه باق بعيدا عن وجع الراس بما فيه الكفاية, بشأن هذا الزفاف بالفعل.

لحـ الوفاء ـن
01-03-2008, 13:08
كانت سين لاتزال تقف هناك تنظر في اتجاه الحديقة, حين فتح باب البناء الخشبي من جديد, ولكن بدا ظاهرا من حالتها المزرية انها كانت تبكي بغزارة. والقت نظرة حزينة اخيرة في اتجاة البناء الخشبي وهرعت عبر الحديقة الى المنزل.ليست عروسا سعيدة! التفتت سين متنهدة وهي مقتنعه تماما بان زيارتها اليوم الى هذا المكان ذهبت سدى. زقطعت افكارها عندما رأت باب الغرفة يفتح ليدخل شخص. لم تكن ريبيكا هاركورت.... بل كان جيرالد نفسه. حياها بحرارة مرحبا, يرتدي احدى بدلاته الخاصة بالعمل ويبدو شديد الوسامة والكياسة.
قال متأسفا:" انني شديد الاسف لتركك تنتظرين." وعبر الغرفة في اتجاهها. واضاف عابسا:" ولكننا نجد صعوبة في العثور على ريبيكا."
لمست سين ذراع جيني عندما احست ان مساعدتها على وشك البوح بأمر ظهور ريبيكا في الحديقة, فريبيكا هاركورت لم تكن تريد ان يعلم والدها بأنها كانت في اي مكان من الحديقة.هذا ان لم تكن سين مخطئة في تقديرها, الى جانب ان البستاني الشاب الوسيم هو ايضا لايريد! قد تكون سين على خطأ, طبعا, لكن بطريقة ماشكت بالامر.
ردت سين بنعومة:" هذا حسن تماما, فقد كنا نتأمل بيتك الرائع" ولكن في الواقع لم تعر امر المنزل كثيرا من الملاحظة. على الرغم من انها شاهدت الاناقة الكلاسيكية
للغرفة من مفروشات اثرية ولوحات عصرية معلقة على الجدران وزخارف تدل على الثراء الفاحش الذي كانت تعيره عائلة هاركورت الكثير من الاهتمام .هذا كله كان في غاية الجمال الا انه لم يكن يهم سين في شيء.
بدا جيرالد مسورا بملاحظتها متطلعا الى ماحوله بتقدير. كان من الواضح انه رجل يتمتع بما تستطيع الثروة ان تقدم له.
وبينما كانوا يتابعون حديثهم عن جمال المنزل ومحتوياته, قطع صوت رجل حديث جيرالد متسائلا:" الن تعرفنا ياجيرالد؟"
كان الرجل ذو صوت حريري ناعم. صوت عرفته سين على الفور.
لكن هذا مستحيل.ليس هنا. ولماذا هنا؟ تساءلت بفضول وهي تعلم انها لايمكن ان تكون مخطئة, اذ انها تستطيع معرفة ذلك الصوت في اي مكان . انه صوت وولف ثورنتون.
لم تستطع الحراك مع انها حاولتولكن مامن عضلة واحدة في جسمها بدت انها ستطيعها في هذه اللحظة.
احست بأن قدميها مثل اثقال حديد غرست في السجادة وجسدها ساكن ومشدود كأنه تمثال, وعرفت ان وجهها قد اصبح شاحبا شحوب المرمر , وراسها مشدودا بتوتر , وان عينيها مسمرتان على نقطة مافوق المدفأة. حاولت ان تتذكر ماذا ترتدي اليوم. ماذا ترتدي؟ وما الفرق في ذلك؟ وولف ثورنتون كان يقف في مكان ما وراءها, وشكت بانه سوف يكون سعيدا برؤيتها كما هي سعيدة برؤيته.هل تغير؟ هل تغيرت؟ لقد مضت سبع سنوات منذ ان رأته للمرة الاخيرة.بالطبع لقد تغيرت!, فشعرها, لم يعد ذلك الشلال الذهبي المموج باللون الفضي مثل القمر في الليل, كما كان وهي في العشرين من عمرها, ولكنه مقصوص الى حدود كتفيها بتسريحةمتماوجة تجعله يبدو كثيفا,فهكذا تستطيع ترتيبه بشكل افضل. وعيناها البنفسجيتان لم تعودا بريئتين وغير مكترثتين. ولكن باقي قسماتها بقيت كما هي بالطبع. انفها القصير والفم الكبير المبتسم, والوجنة المشدودة بحزم, ولاتزال تملك بعض الملابس التي امتلكتها نتذ سبع سنوات خلت, اذ انها لم تستطع استبدالها وهكذا تستطيع التأكد من انها لم تكسب اي زيادة في الوزن.
قال جيرالد محييا الرجل الاخر:" سعيد انا الان لانك استطعت المجئ فأنا نفسي قد اتيت من المكتب منذ برهة ومع اننا قررنا ان تلتقي هنا بعد كل ذلك, فان ريبيكا على مايبدو قد قامت باحدى اختفاءتها تلك من جديد." مجيزا لنفسه القول. قاطعه الرجل الاخر بنعومة:" سوف تظهر, هكذا تفعل دائما.
آ يالهي , ذلك الصوت , احست بقشعريرة في جسمها وبموجات من الرعب تح\جتاحها الان. اخر مرة رات فيها وولف ثورنتون اوضحت له تماما ماذا تفكر فيه ولم يكن هناك من سبب واحد لها للتيقن من ان السنوات الماضية التي مرت من دون اي اتصال بينهما, قادرة على تغيير مشاعره تجاهها.
هل يعقل ان يحدث لها هذا؟ طبعا, فوولف يدير صناعات آل ثورنتون , وجيرالد هاركورت يدير شركته الخاصة بنجاح كبير, فلم لايكون هذا الرجلان صديقين؟ ولكن لم كان علة هذين الرجلين ان يتقابلا هنا اليوم, وفي هذا المكان بالذات؟ لاحظت سين ان جيني تنتظر عند الباب, فما زال وولف يتمتع بتلك الجاذبية البدائية التي تجذب النساء اليه, والتي راتها سين مكرهه. انه ذلك الامر الذي تحققت منه سين والذي كان السبب في تحطيمها, والادهى انه كان يعرف كيف يستفيد منه.ادارت سين بحزم وجهها , وقد غلقت انفاسها بحنجرتها, التقت وولف للمرة الاولى بعد سبع سنوات . لم يتغير البتة, فشعرة الاشقر الداكن طويل لدرجة انه لا يتناسب مع الموضة السائدة . وبعض الخصلات الناعمة تغطي جبينه. وعيناه العسليتان محاطتان بأطول أهداب راتهما سين في حياتها. وانفه الكيبر الشامخ ولكن فمه تغير ولم يعد كما كان- لاحظت ذلك مقطبة جبينها- في الماضي كان فمه جذابا, اما لان فلا.
لقد اصبحت تعابير وجهه تنم عن حزن, وبدا انه قليلا ما يبتسم, والخطوط بجانب انفه وفمه لم تكن بسبب الابتسام, بل من القسوة التي حددت كل قسمات وجهه وعندما حدقت سين فيه جيدا, ادركت ان عينيه لم تعودا دافئتين بتاتا , ولكنهما قاسيتان وغير مكترثتين كالذهي الذي تشبهانه تماما.
لقد بدت عيناه قاسيتين اكثر عندما احس بنظرات سين المنصبة عليه, وللحظة بدا على ملامحه انه تعرف عليها على الفور, ورق فمه اكثر واطبق فكيه بقوة وتوجهت نظرات عينيه الفولاذية نحوها بتحد. كان في الماضي انسانا مجبولا بالرقة والحنان , ونعومة ملامحه كانت تجعل من الصعب على اي كان تحديد عمره... أما اليوم فهو يبدو في الخامسة والثلاثين بدون ادنى شك وعلى اقل تقدير. ازدرت سين ريقها بصعوبة ولم تشعر في حياتها بالرغبة في الفرار كما تشعر الان. وشعرت للحظة ان وولف قد يقتلها بالفعل.
تساءل وولف مسيطرا على اعصابه عندما استدار ليواجه الرجل الاخر, منتظرا ان يعرفه الى الضيفتين. " جيرالد؟" وكانه لا يعرفها اطلاقا! رفضت ان تصدق انه نسيها. لابد انه تمنى ذلك ولكنها عرفت من ردة فعله للحظة خلت, عندما نظر اليها للوهلة الاولى بانه لم يستطع نسيانها
قال الرجل الاكبر سنا مبتسما ببساطة, غير واع مطلقا للتوتر السائد في الغرفة:" آسف وولف" اضاف بخفة:" هذه لوسيندا سميث من وكالة النعمة التامة, ولكن اصحابها يدعونها سين كما اكدت لي."
بدا ان وولف لايجد اي روح دعابة باسمها او حتى بشخصها!ولكن نظرته المستفسرة التي القاها نحو الرجل الاخر , بدت متسائلة عن مدى قرب جيرالد منها باعتباره احد اصدقائها.
لقد كان سؤالا مثيرا, فمع دعوته لها للحضور الى هنا عندما تحادثا يوم السبت الفائت, قام جيرالد بدعوتها للعشاء خارجا ايضا.
رحبت بالموضوع الاول الا ان الموضوع الثاني ارتأت تأجيله لحين قدومها لمنزله. ولكن لم يخطر على بالها اطلاقا ان وولف ثورنتون سيكون حاضرا عندما يطرح ذلك الموضوع الثاني . ففي الحقيقة , كانت تستبعد دائما وبشدة اي لقاء مع وولف مجددا. وعرفت الحاضرين على مساعدتها مشددة على الامر:" انها مساعدتي جيني هاريسون."
بدت جيني ممتنة لسين لتعريفها لهما . فمع كل الانتباه الذي اعره وولف لسين , الا انها حفظت رباطة جأشها , حتى جيرالد بادبه الساحر رحب بجيني.
لم يكن شعر الفتاة يضاهي شعر ريبيكا هاركورت النحاسي, بل كان ذا لون خمري يتناسب مع بشرتها الشاحبة. مسكينة جيني تبدو اصغر بكثير من سنوات عمرها الثماني عشرة لانها كانت مسرورة لوجودها برفقة هذين الشخصين المميزين. وولف ثورنتون ليس رجلا مهذبا , فكرت سين بخفة, فقد تعمد اهمال جيني ونظر اليها بقسوة وفظاظة. ومن الواضح ان جيني كانت تشعر برهبة من هذا الرجل الذس كان يبدو قاسيا ومتوحشا. الانها انجذبت اليه. هذا الى جانب انها كانت تبدو مهتمة به من دون ريب.
اجاب وولف بنعومة:" انسة سميث؟"تورد وجه سين خجلا من تلميحه. طبعا ففي اخر مرة التقيا فيها كانت على وشك الزواج من روجر كولنز. اجابت بخفة ملتقية بنظراته ولكن هذه المرةبشيء من التمسك:" انني غالبا ما اكون فتاة شرف وليس العروس على الاطلاق, كما يبدو." لماذا يتابع وولف التصرف وكأنهما لم يلتقيا من قبل؟ لماذا لم يخبر جيرالد هاركورت انه يعرف تماما ماذا يسميها اصحابها وحتى اعدؤها ايضا؟
وان كان قد اندهش لعلمه بانها لم تتزوج بعد كل هذا. الا انه لم يظهر ادنى اشارة الى ذلك,
قال متحديا بنبرة خالية من الهذيب:" ولكن اغفري سؤالي. اذا كانت هذه هي الحالة... فما هي الخبرة التي تدعين معرفتها , وكيف تخولك تنظيم حفلات الاخرين , وخاصة كحفلة زفاف ريبيكا؟"
كان يقصد اهانتها وقد حقق مبتغاه! فهو يعرف انها تنتمي للطبقة العاملة وتكره المجتمعات المخملية الى حد بعيد, وكان يحاول ان يعيرها بفقرها . قاطعه جيرالد برقه غير منتبه لخلفيات الحوار الدائر بين سين وولف :" دعك من هذا ياوولف, ليس من الضروري, ان تدهسك عربة لتعرف عاقبة ذلك. ففي رايي لايوجد فرق كبير بين ان تدهس او تتزوج.
قال ذلك بحزن ظاهر حيث ان الجميع نظر ناحيته بسبب طريقته في التشبيع . هزت سين راسها قائلة:" اني لامل ان لا تتاح لك فرصة الكلام مع احدى زبوناتي والا فسوف اخسر مهنتي."
قال جيرالد مقطبا:" لنعد الى العمل." واضاف بشرود وهو يغادر الغرفة :" سوف اذهب للبحث عنها من جديد."
لم تكن سين اكثر امتنانا في حياتها من جيني لاصرارها على مرافقتها ذلك الصباح كما كانت في تلك اللحظة , والا لكانت بقيت بمفردها مع وولف في الغرفة.
آوه , لا. هذه مبالغةغير الظاهر ان وولف قد احتاج لاستعمال قوته الجسدية طوال حياته . فما من شك انه يستطيع بلسانه السليط ان يدمر كل من اتسوله نفسه ان يتحداه , وتحويل اي معترض الى مرتعد بنظرة من نظراته الباردة.
ساد سكون مطبق في الغرفة بعد ان تركها جيرالد و...... هل كان هذا ما رأته سين لوحدها؟ وجازفت بنظرة ناحية وولف الذي بقى واقفا يراقبها تارة بنظرات باردة حادة ويشيح طورا بعينيه عنها. جيني الطيبة. كانت تنظر الى وولف بعينين متاثرتين
شعرت سين با لاسى تجاه جيني بسبب تجاهل وولف لاعجابها به , مع انه لاحظ ذلك فجيني قليلة الخبرة ولابد ان عواطفها تجاهه ظاهرة بما يكفي لكي يلاحظ وجودها ومامن شك في انه معتاد على اعتبار نفسه جذابا من قبل النساء. ولكن مامن سبب يجعله متلاعبا الى هذا الحد. لم تتعود رؤيته مرتديا ثيابا رسمية كاملة كما هواليوم فبدلته ذات الثلاث قطع وقميصه الابيض الناصع , مخاطان بدقة متناهية. وربطة عنقه معقودة بشدة حول عنقه . ولا يضع اية مجوهرات. فلطالما رفض ان يستعملها الرجل وافضل حلية عنده هي ساعه تلف معصمه الايسر.
لاحظت سين باعجاب ان يديه مازلتا كما كانتا , يدي فنان ملهم, ومع ذلك قويتان تماما عند الحاجة, والاظافر مقلمة بدقة.
وولف رام جيمس ثونتون. كانت تتوقع ان تسمع اكثر عنه خلال السنوات السبع المنصرمة. ولكن الشيء والوحيد الذي سمعته هو ارتباط اسمه بصناعات آل ثورنتون. فصفحة المال والاقتصاد في الصحف غالبا ماتورد مقالات عن نجاح وتوسيع الشركة. لابد ان اعمال العائلة قد ازدهرت تحت رعايته, ياللغرابة! فهي لم تفكر بوولف كرجل اعمال, ولكن هذا مالم يكن عليه قبل سبع سنوات. قال متشدقابتحد:"اذا سين, اليس كذلك؟ سوف تقومين بهز عصاك

لحـ الوفاء ـن
01-03-2008, 13:10
السحرية وتجعلين عرس ريبيكا كاملا." احست باحمرار وجنتيها من الاهانة التي قصدها من وراء تلميحه هذا . قالت بحزم:" اجل, اتمنى ذلك." تقدم بخطوات واسعة نحوها وقال:"فستان ابيض واسع, كعكة تزينها الكريما , حصان وعربة لنقل العروس والعريس الى حفلة الزفاف؟"
شحبت سين عندما استعمل كلماته كشفرات حادة بقصد جرحها, ولم ينس شيئا! واخذت نفسا متقطعا ثم قاطعته بحدة بينما اصابها مطبقة الى درجة انها احست بان اظافرها قد انغرست في لحمها:" ولكن تنظينم هذا الامر في لندن على شيء من الصعوبة." رد وولف بصوت اجش :" انا متأكد انه من الممكن تدبر الامر اذا كان هذا ماترغب به العروس حقا."
ازدردت سين ريقها بصعوبة, مشيحة بنظرها عن الوجه البارد الذي لايرحم , وقالت تسل جيني :" يبدو اني نسيت ان احضر دفتر ملاحظاتي , هل تستطيعين ان تذهبي الى العربة في الخارج وتحضريه لي؟"
لكن هذه المشادة مع وولف التي لم يلحظها احد على مايبدو , لايمكن لها ان تستمر . ومع انها كرهت هذه الفكرة , ولكنه اذا كان صديقا حميما للاسرة وزائرا دائما للمنزل فربما من الافضل لها الانسحاب بدلا من التورط في هذا الزفاف فهي تستطيع توفير الكثير من العناء على نفسها اذا اقتنعت بهذه الحقيقة الان.
وافقتها جيني على الفور موجهه نظرة مشوقة نحو وولف عندما مرت بجواره لتخرج من الباب . قال وولف بإزدراء متزايد ما ان اصبحا وحيدين " حسنا , سين." اضاف ونظرته الفاجرة تتفحصها قاصدا اهانتها:" كم من الوقت مضى وانت برفقة جيرالد؟"
تنهدت تنهيدة عميقة مبدية سخطها للملاحظة وقالت:"انا..." اضاف وولف بقصد ايلامها :" فقد ترك صديقته الاخيرة منذ بضعة اسابيع."
همست سين رافضة اتهامه واحست باحمرار وجنتيها ولكن من الغضب هذه المرة:" انا لست صديقته." وتساءلت في قرارة نفسها هل سيبقى الاحرار علامة على خديها كلما تكلمت مع هذا الرجل الكريه:" لقد تقابلنا للمرة الاولى يوم السبت الفائت ." لوى وولف فمه مستهزئا فبدت الخطوط على وجهه محفورة بعمق واضاف بتجهم :"لا.فمن الممكن انك لم تصبحي صديقته بعد, اصبري بضعة اسابيع! ولكن لاتوهمي نفسك باية امنيات رائعة للارتباط به جديا, لقد سمعت راي جيرالد بمسالة الزواج." اطلقت تنهيدة متثاقلة وهزت راسها رافضة :" اني لا اعلق اية امال زائفة او امالا من اي نوع اخر حتما , في مايتعلق بجيرالد فأنا ما بالكاد اعرفه."
رد وولف بكلام جارح وعيناه مقوستان متاملا فيها:" من الواضح ان جيرالد عنده بعض المشاريع في راسه لكل منكما , تتعدى امر الزفاف."
اخذت سين بعين الاعتبار الدعة الاولى للعشاء التي تلقتها من جيرالد , بدالها وولف احمق لامحالة. ولكن حتى اذا كان كذلك, فانه امر لايعينه اذا ماقررت هي وجيرالد المضي قدما في علاقتهما. وكونه صديقا لجيرالد لايعطيه اي حق بالتدخل
قال وولف برقة:" هذاما لن يحدث ابدا صدقيني." قال هذا فيما نظراته الثابتة تقرأ أفكارها.
تراجع راسهاالى الخلف مثل قطة تواجه ثعلبا.
كانت سين قصيرة القامة مع حذائها الذي تنتعله الخالي من الكعب. مرتدية سروالا اسود مع سترة تناسبه وقميص بنفسجية اللون, مما جعلها تبدو نحيلة , ورقيقة احست بانه يحاول ان يربكها , حسنا لن ينجح في ذلك. اخبرته بنزق وعيناها تلمعان:"علاقتي بجيرالد لاتعنيك."
اكد لها محذرا برقة :"سوف اجعلها كذك , ياسين."
عبست بوجهه والمرارة تملا وجهها الناعم
اكدت له سين :" هذا ليس من حقك, ياوولف, ليس من حقك مطلقا." فقال بقوة:" انا املك كل الحق اللعنة عليم!" ثم تابع وعيناه تلتمعان ببريق ذهبي عميق بينما كان يتقدم ناحيتها مهددا:" انت..."
قالت جيني بأنفاس متقطعة وهي تدخل الى الغرفة في تلك اللحظة:" لم استطع ايجاده, ياسين." اضافت ووجهها يتصبب عرقا:" لقد بحثت في مقدمة السيارة وفي مؤخرتها."
اخبرتها سين:" لقد وجدت دفتر الملاحظات ياجيني."
معترفة بذنبها مدركة انها قد اضاعت وقت جيني كما اضاعت

وقتها هي ايضا لمحاولة التكلم مع وولف على انفراد في ظل ظروف كهذه, فالاختلافات بينها وبين وولف كانت عميقة لدرجة انه لايمكن الاحاطة بها كلها خلال بضع دقائق من التحدث اليه على انفراد . واضافت:" لقد اكتشفت انه في حقيبتي , بعد ان تركت الغرفة على الفور. ولكن عندما عرفت هذا لم استطع اللحاق بك لاخبارك." وابتسمت معتذرة للفتاة الاخرى:" انني اسفة."
مع ان جيني لم تكن تنظر اليها ابدا , فقد كانت عيناها منتجذبتين ناحية وولف.
ادرات سين راسها بامتنان ناحية الباب عندما فتح ليدخل منه جيرالد, وتلحق به ريبيكا التائهة . تحول ارتياح سين الى انزعاج عندما اكتشفت ان ريبيكا هي فتاة الحديقة كل علامات البكاء الحديثة العهد ازالتها بواسطة الزينة المتقنة. ريبيكا هاركورت, قد تبدو جميلة بدون كل هذا الطلاء. فبشرتها مشدودة وقسماتها ناعمة ونضرة. وان كان هناك ك\من ملامح حزن عميق في عينيها الزرقاوين فان سين هي الوحيدة التي احست به.
" انني جد اسفة اذ تركتك تنتظرني ." صوت ريبيكا كان مبحوحا خافتا من البكاء تو انه هكذا بدا؟ لم تكن سين متأكدة
اجابت بارتباك:"لم اكن اعلم انك هنا." ولكن سين ارتبكت فالملاحظة لم تكن موجهه اليها , فريبيكا كانت تنظر الى وولف حين كانت تعبر الغرفة لتصل الى جانبه.
"مرحبا عزيزي"
ورفعت ريبيكا جسدها لتصل الى وجه وولف حيث طبعت قبلة خفيفة على وجنته." انني ممتنه لانك اسطعت المجئ من المكتب, وهكذا يمكن لكلينا ان نتكلم مع الانسة سميث عن ترتيبات الزفاف."
ادارت راسها نحو سين مرحبة بها بابتسامة . حدقت سين بها . فهي لن تستطيع الرد حتى لو حاولت وولف هو عريس ريبيكا..!
قال جيرالد متأسفا:" اتعرفين ياسين لقد اكتشفت فجأة عندما ذهبت ابحث عن ريبيكا انني لم اعرفك على وولف ." وعصر يدها معتذرا لعدم لياقته" هذا وولف ثورنتون خطيب ابنتي."
كان وولف العريس!!

لحـ الوفاء ـن
01-03-2008, 13:13
ان شاء الله اذا ربي احياني راح انزل كل يوم فصل
عشان يقدرو الي بعدي يتاقشو في رواياتهم ويختارو الروايات الجديده
اتمنى ماكون ثقلت عليكم وانتظروني غذا في الفصل الجديد

ماري-أنطوانيت
01-03-2008, 13:38
بااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااك صبايا كيفكم؟

سوووووري على الغيبة الطويلة بس كان عندي اشغال ماقدرت اتواصل معاكم

بس انا معاكم بقلبي>>>اخسس يالرومانسية

مشاءالله على خواتي وحبيباتي ماشين بالمشروع الله يوفقكم يارب

واتمنى ماانقطع كثير عنكم عشان ماتزعلون علي :بكاء:

هلاااااااااااااااااااااااااااا وغلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا::سعا دة::::سعادة::

وينك القمر...ايه من زمااااااااان غايب علينا....:بكاء:

والله وحشتيييييييييييييييييييييييييييني موت موت والله

حرام عليك كل هالغيبه...كل هذا تعذيب....:p

والله المشروع منور بتطلتك يا احلى ما هيما
.....::سعادة::::سعادة::::سعادة::::سعادة::::سعادة:: ::سعادة::::سعادة::::سعادة::::سعادة::::سعادة::

ماهيما
01-03-2008, 15:18
هلاااااااااااااااااااااااااااا وغلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا::سعا دة::::سعادة::

وينك القمر...ايه من زمااااااااان غايب علينا....:بكاء:

والله وحشتيييييييييييييييييييييييييييني موت موت والله

حرام عليك كل هالغيبه...كل هذا تعذيب....:p

والله المشروع منور بتطلتك يا احلى ما هيما
.....::سعادة::::سعادة::::سعادة::::سعادة::::سعادة:: ::سعادة::::سعادة::::سعادة::::سعادة::::سعادة::



هلا فيييييييييييييك حبوبة والله انا مشتاقتلك اكثر ياعسل..والله ماودي اني اعذبك بس والله ظروف خارجة عن ارادتي

ولا كاان قاعدة معكم طوول الوقت يمكن انام>>والله النشبة

يسلموووووووووووووووووووووووو يااحلى ماااري :cool:

هيونه المزيونه
01-03-2008, 18:21
وااااااااو يافنيتيا ... رواية رائعة جدا جدا .... كنت حاسة انها فوق الخيال ....ككخخخ

تسلمين غناتي .... بصراحة ماقصرت ....

ولحونه ... متابعة حبيبتي بكل شوق ...

وعساك على القوة ...

SONĒSTA
01-03-2008, 19:22
وآآو

تبدو الرواية مذهلة منذ بدايتهــا
يسلموو على الفصل المشوق وفي انتظار التكملــة
;)

Lmara
01-03-2008, 23:06
تسلمين والله يا Fenetia
على الروايه يا قلبي انا بديت فيها وشكلها من بدايتها حلوه ..:)
ومشكوره على تعبك معانا ..

عزيزتي لحــــــــــــــــ الوفاءــــــــــن حبيبتي ماتحسين انه تعذيب لنا انك تنزلين كل يوم فصل احسها صعبه يعني انتظر مثلا 12 او 10 ايام علشان تخلص الروايه من جد تعذيب ..
على الاقل خلي كل يوم فصلين افضل.. على الاقل تخلص بخمس او ست ايام احسن من 10 او 12 يوم يا قلبي لا تعذبيننا ... ادري انه صعب عليكي بس طلبي هذا اذا كنتي تقدرين ...
وانتي كريمه واحنا ان شالله نستاهل :)
والله يخليك لنا يا لحونة قلبي بس... بليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييز خليها فصلين :)

Fenetia
02-03-2008, 11:38
ماري -أنطوانيت

يسلموا عيونك الحلوين قلبي

سونيستا

لا شكر على واجب عيوني وتسلمي يا عسل

سحووووووووووووووورة

وايديك يا قمر تعبك راحة

شايننغ تيرز

مرورك الأروع دائما يا قلبي هلا فيك

الأميرة شوق

الله يعافيك عيوني هلا

لحن الوفاء

مرورك الأروع حبيبة قلبي

هيونه المزيونه

مرورك الأروع حبيبة قلبيوالله يسلمك يا عيوني

Lmara

الله يسلمك حبيبتي أسعدني تواجدك الرائع ولا شكر

على واجب هلا وغلا

ومشكورين على متابعتكم الغالية يا غاليين

لحـ الوفاء ـن
02-03-2008, 12:37
خلاص ولا يهمكم راح انزل فصلين
وعلى قولتك انا كريمه وانت تستاهلو
ان شاء الله تعجبكم