PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ مشروع لأكبر تجمع روايات عبير وأحلام المكتوبة نصا ]



صفحة : 1 [2] 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46

ماري-أنطوانيت
14-01-2008, 17:59
في البدايـــــة
أنا آسفة جدا جدا لعدم قدرتي على الدخول للنت
وإكمــال الرواية
:(:(:(
-------------
أنا أعرف أني خذلتكم ... وأرجو المعذرة
وشكرا وردة قايين على إكمــال الرواية
-------
وأعدكم أن هذا الأمر لن يتكرر مرة أخرى


/
/


أرجو أن تقبلوا إعتذاري وأسفي
سونيستــــا


اهليـــــــــــــــــــــــــــــــــن (( سونيستا ))

اخبارك يا عسل...ان شاء الله تماما...والله وحشتينا.......::سعادة::

لاداعي لاي اعتذار عزيزتي فلكل منا ظروفه...

وانا متأكده ان ظروفك ما كانت تسمح لك بالدخول للنت..

وانت لم تخذلينا ابدا...بل قدمت لنا رواية روايه رائعه...::جيد::

ولكن يجب عليك التعويض لنا عن افصل الاخير بروايه كامله....:D

اعتقد انه عقاب ملائم...هههههههههههه...:D:D:D


ماري-أنطوانيت

!SO
14-01-2008, 18:39
جنااااااااااااااااااااااااااان


اسمحولي اعبر عن اعجابي بمشروعكم .. بالتوفيق :)


اهــــــلا بك معنا وإعجابك بمشروعنا يسعــدنا فالهدف الاول والاخير من المشروع هو إرضائكــمـ

تحياتــــــــي
http://i83.photobucket.com/albums/j288/miller2348/myspace/images/Welcome/images/welcome-image-7.gif


آقرى و ارجع برآيي ,, ان شاء الله

: )





ونحن بالا نتــظار :rolleyes:



في البدايـــــة
أنا آسفة جدا جدا لعدم قدرتي على الدخول للنت
وإكمــال الرواية
:(:(:(
-------------
أنا أعرف أني خذلتكم ... وأرجو المعذرة
وشكرا وردة قايين على إكمــال الرواية
-------
وأعدكم أن هذا الأمر لن يتكرر مرة أخرى


/
/


أرجو أن تقبلوا إعتذاري وأسفي
سونيستــــا


عزيزتـــــــي سونيستــا ، اهلا بك من جديــد معنا
اعتذارك مقبول .. لكن فكري بطريقة تعوضي فيها علينا حرماننا من رؤيتك بيننا كل هذه المــده ;)
نـــورتـــي


Ssoooooooooooooooo! يا قلبي ألف شكر ولا تطولين علينا وعساك على القوة دايما..


العزيزة ميـــ و ـــر
اهــلا بإطلالتك التي زينت الموضـــوع من جديـــــد
http://www.chromaluna.com/content/comments/responses/thank_you_reflecting_rose.gif

!SO
14-01-2008, 18:51
إليــــــــــه تستكيــــــن


http://www.a7bk-a-up.com/pic/ArD36275.gif

كان الصباح قد انتصف عندما توقفت سيارتان كبيرتان في فناء محطة الوقود. نظرت بروك اليهما فوجدت ان احداهما سياره بورش زهرية اللون مكشوفة، والاخرى سياره تعرفها جيداً ..
السائق الذي برز من السياره الاولى كان دون شك .. انثى! ثوبها الحريري الزهري، الذي لا بد قد انتقته ليتناسق مع لون سيارتها- كان يلتصق بكل روعة بقدًها الرشيق.. أما السائق الاخر فتقدم من هذه الحوريه وراح يحادتها .. فسألت بروك:
- من هذه المخلوقة الجميلة؟
اجابها تود اجابة سيئة تشير الى سوء طباعه: إنها فتاه آنـدي الحاليه .. فهو يجتذب كل النساء ، الصغيرات منهم والكبيرات .. الفقيرات والغنيات!
مررت بروك لسانها فوق شفتيها ترطبهما: هل هي .. غنية؟
- والدها يمتلك مصرفاً عالمياً.. وهي تدعى سيلينا بايليس، هل تريدين مزيداً من المعلومات؟
هل الرجل الذي يصحب تلك الفتاه الآن هو ذاته الذي باح بحبه لها عند الجبل ليلة أمس؟!! هل هو من قال لها انها سحرته!! أهو حقاً من سألها بطريقة ملتويه عما ستقول لو سألها الزواج منه!! كيف سألها الزواج وفي حياته حوريه كهذه!
دخل زبون فاهتمت به بروك ثم .. دخل آنـدي ورفيقته، وحتى بعد ان خرج الزبون، أبقت بروك نظرها بعيداً عنهما .. وسمعته يقول: تـود .. أرسل من يضع سياره سيلينا في المرآب الخلفي .. أتسمح؟
سمعت وقع خطوات .. ثم قال آنـدي: بروك ..
وارتفعت عيناها تنظران إليه .. ثم لا إرادياً تحركتا الى الشابة المتكأه الى طاولة المكتب جوارها تتأملانها، كان شعرها بنياً كثيفاً، ينسدل من جبهتها حتى كتفيها، شفاهها ملونتان بالاحمر القاتم بشكل مغرٍ، ورائحة عطرها تملأ الجو .. فسألته بروك ببرود: نعم سيد لوكربي؟
- بعد يوم الجمعه لن نحتاجك هنا .. فقد حصل الموظف على إذن من أطبائه لمعاوده العمل ابتداءً من الاسبوع القادم .. وسيدفع لك تود ما ندينه لك من أجر .. لكن ثمة مشكلة ستقع في المكتب الرئيسي.
غاص قلبها للخبر الاول .. الا انها تمالكت نفسها وهزت رأسها بهدوء .. ثم عند ذكره الخبر الثاني أشرق وجهها بالسعاده من جديد ..
تابع: ابن عمي ديفيد لديه مساعده تتوقع ان تلد طفلها بعد وقت قصير، وعليها ان تتوقف عن العمل، فهل يمكنك المجئ لمساعدتنا هنا يوم الاثنين المقبل؟
- عمل مؤقت؟
- لا .. بل دائم.
- آسفة لا استطيع العمل بدوام كامل بسبب والدي .. ولن استطيع توقع أكثر مما يقدمه لنا الجيران من مساعده
قال لها وهو يبتعد : افهمك ..
تحركت معه سيلينا، وتقدمته نحو الباب الذي اوصده خلفهما دون كلمة أخرى ..
واطبقت الغيره على عنق بروك .. وهي تشاهد سيلينا تصعد وراءه مقود سيارته لتقودها الى كاراج التصليح حيث كان آنـدي قد سبقها الى سيارتها الواقفه هناك.. كانت تقود السياره وكأنها معتاده عليها منذ زمن !
تمالكت نفسها لتنظر الى تود وهي تأمل الا يكون قد لاحظ رده فعلها .. لكن التواء شفتيه أعلمها انه لاحظ اكثر مما يجب .. سألها:
وانت ايضاً لأي مدى وصل معك؟ لقد قال انه وجدك في ورطه على الطريق العام .. فما الثمن الذي طلبه على مساعدته لك؟
فكرت .. سأنتقم من أحد آل لوكربي ولو كلفني هذا حياتي .. أجابت:
تدحرج فوق العشب .. عناق حقيقي .. لاشئ لطيف فيه، وطلب زواج !
وانفجر تود: ماذا ! هل صدقته؟؟
قالت متحديه مستمتعه باضطراب تود: ولما لا أصدقه؟ الست جيده لمدير عام شركة لوكربي!
- لم أقصد هذا .. لكن والدك .. أليس هو الاستاذ ستون؟
- أجل ! وما دخل هذا بالامر؟
أشاح تود بنظره عنها محرجاً : لا شئ .. لاشئ إطلاقاً .. انظري آنسه ستون .. لا أريدك أن تتأذي ولا أريد جرح مشاعرك .. لكن لا يمكنك الثقة بآنـدي.
- أبشأن النساء؟
- بشأن النساء وبشأن كل شئ ..
- أتعلم سيد لوكربي .. أنا لا أصدقك
- حسناً .. لقد أوقعته وأنت مخطوبة، فهنئي نفسك ..فأنت أول امرأه أجبرته على طلب يدها .. أعني .. لآنه طلب يد الكثيرات في الماضي لأشياء أخرى..
وفتح الباب فدخل زبون مستعجل، لم يلاحظ مدى احتراق وجنتيها بالدم ، ولا سرعة تنفسها..
أحست بروك بالراحة عندما حل وقت الذهاب للمنزل، واثناء اجتيازها الفناء متجهة الى سيارتها، خطر لها أن يكون تود قد صدق ادعاء خطوبتها فاستدارت عائده الى المكتب: سيد لوكربي .. بشأن الخطبه .. ليس الامر صحيحاً
رفعت يدها وهي تلهث: أترى .. لا أرتدي خاتماً
- عدم وجود خاتم لا يعني عدم وجود خطبة! أعطي آنـدي الوقت لهبك خاتماً ماسياً يليق بملكه
- لا لا !! ألا تفهم ! الامر ليس صحيحاً
- لا شئ مما قلته صحيح؟
- حسناً .. صحيح أنه طلب يدي .. لكن
وأقبلت ساقية من الباب الموصل للمقهى: سيد لوكربي .. أنت مطلوب، إنه زبون يعرفك منذ زمن بعيد وهو لا يجئ الى هذه المنطقة عاده.
- حسناً .. سأحضر بعد دقائق .. ها قد أتى جورج.
كان الشاب الذي سيستلم مكان بروك .. وقال لها مبتسماً: آسف لتأخري .. بإمكانك الذهاب الآن
فابتسمت له بروك وخرجت. عندما وصلت الى المنزل وجدت والدها بمزاج مشرق، كتبه وأوراقه موضوعه الى جانبه وفي غرفه الجلوس فنجانيَ قهوه فسألته: هل أتاك زائرون؟ أم أن السيد هاملتون كان هنا؟
فابتسم وقال: إنه آينر لوكربي .. لقد زارني لتبادل أطراف الحديث.
أخفت بروك دهشتها، لقد قال أنه سيعيد زيارته ولقد وفىُ بوعده
تابع ستون ضاحكاً: لم نتوقف عن الكلام .. كان يخبرني عن طفولته .. إن هذا الرجل لشخصية ممتازه!
لملمت بروك الفناجين الفارغة .. وتابع ستون: وهو رجل طيب .. لكنه ليس بصحة جيده
- كذلك أنت يا أبي
- ربما لكن بطريقة مختلفه. لقد قلت له اننا زوج من العجائز العاجزين!
ضحكت بروك وأشرق قلبها لمعرفتها أن والدها قد وجد صديقاً من جيله، مع أن هذا الصديق كان خلال ثمانية عشر شهراً عدواً له .. ارتابت في أن يكون والدها قد سامح آل لوكربي لما فعله أحد سائقيهم به ، لكن يبدو أنه بينه وبين نفسه قد وافق على الغفران.
قال لها: لدي عمل لك، كاد يكون أكثر لولا مجئ آينر .. لكنني سررت بإخذ قسط من الراحة.
أخذت بروك منه الأوراق المكتوبه، وتابع ستانلي: أخبرني أن ابنه آنـدي سافر الى هاليفكس حيث سيبقى حتى الاسبوع القادم، يبدو أن لديهم مكتباً هناك، فهم يسعون الى توسيع المؤسسة إذ يريد ولده فتح فرع آخر له في أمريكا.
فترددت قليلاً ثم سألته : هل بدأت تحب آنـدي أكثر من قبل ابي؟
- ليس بشكلٍ خاص!
- لماذا لا تحبه؟
- لا أفهم السبب.. ثم شئ ما في عقلي الباطن تجاهه، لكن بما أنني لست ضليعاً بالتحليل النفسي، سأترك الأمر دون تفسير .. هل يهمك حبي له من عدمه؟
فرفعت كتفيها صعوداً ونزولاً في هزه عدم اكتراث مصطنعة: ولماذا يهمني؟ لقد كان ..
وعلقت الكلمات في حنجرتها .. وابتلعت ريقها بصعوبه وهي تكمل: لقد كان لطيفاً معي ، فهو من أصلح سيارتي
توقفت فتره طويله ثم أكملت: أعلمت أنهم لن يحتاجوا الى خدماتي بعد يوم الجمعة .. وبناءاً علىه سأعود للبقاء في المنزل النهار كله.
أمام دهشتها قال: هذا مؤسف .. إذ كنت تغيبين عن البيت بضع ساعات على الاقل .. لقد بدأت أشعر بعقده الذنب لاحتكاري شابه فتيه مثلك في البيت
فقاطعته بتنهيده تسامح: أعرف ما ستقول .. يجب أن اعاشر الناس لكنني راضية بما أنا عليه!
.. حقاً ! أهى حقاً راضية! برزت أمامها صوره وجه مبتسم .. شاهدته للمره الاولى على الطريق العام .. رجل استولى عليها وعلى عمق احاسيسها .. لكن دونما أمل .. علمت أنها أبعد ما تكون عن الرضا .. فهي يائسة من أن يحبه والدها .. يائسة من رؤيته مجدداً .. خاصة بعد ظهور تلك السيلينا .. اوقفها والدها اثناء همها بالخروج من الغرفة قائلاً :
- على فكره .. لقد دعانا آينر لزياره منزله مساء السبت، لتبادل الحديث وشرب القهوه، وقد قبلت الدعوه ولا اعتقد انك ستمانعين الذهاب! لكن لا تستغربي .. فما قبلت الذهاب الا بعد علمي بأن ابنه في سفر.
شعور غريب من الراحة وخيبة الامل امتزجا معاً .. بإمكانها مرافقة والدها دون الحاجة لتحضير نفسها للقاء آنـدي في ذلك المنزل.. أجابته بسرورٍ مصطنع: عظيم! إنه لمن المفيد لك الخروج ساعه أو اثنتين.
وسر والدها، فاستقر في كرسيه ورفع كتابه ليكمل القراءه، بينما توجهت هي الى المكتب الصغير الواقع ما بين المطبخ وغرفة الجلوس، لتبدأ العمل في كتاب والدها.
بعد ظهر الجمعة أعطاها تود مغلفاً فيه راتبها، قال لها ورنة السخرية في صوته: أما زلت دون خاتم؟

!SO
14-01-2008, 18:54
- أما أخبرتك ان الامر كان تلفيقاً من قبلي؟
- صحيح؟ وماذا بشأن طلب الزواج ذاك؟ أكان تلفيقاً هو الآخر؟
وضعت المغلف في حقيبتها: نعم .. ولا .. لم أشاهد آنـدي .. فهو في الهالفيكس .. ولا شك في أنك تعرف شؤون أخيك.
- لي ولزوجتي حياتنا الخاصه ونحن في الواقع لا نعرف بما يفكر في فعله آنـدي. هل تعلمين أن زوجتي مسؤوله عن مكتب الشركة الرئيسي؟ وأن ابن عمي ديفيد مسؤول عن قطاع السفر والخدمات فيها؟ ومع ذلك لا أعرف تحركاته!
- لقد قال لنا والدك هذا. آل لوكربي يبقون أعمالهم في يد العائلة، وأنا لا أعرف تحركاته كذلك.
- أجل هذا ما نفعله وفقاً لتقاليد العديد من العائلات الصغيره، فما الخطأ في ذلك؟
- لماذا أنت مشاكس مهاجم دائماً سيد لوكربي؟
- قد تصبحين زوجه أخي، أي شقيقتي قانونياً آنسه ستون، لكنك وقحه بما فيه الكفاية لتتحدثي معي بهذا الاسلوب!
- آسفه على وقاحتي سيد لوكربي .. لكنني أصر على أنك مخطئ بخصوص الجزء الاول من حديثك.
- صحيح؟ ماذا ستفعلين عوضاً عن ذلك؟ .. هل ستعيشين معه دون ارتباط كما تفعل سائر النساء؟
صفقت باب المكتب في وجهه .
يوم السبت مساءاً، تناولت وأبيها طعامها باكراً .. وعندما سألته عما إذا كان يريد تغيير ملابسه قال: وهل سنزور ملكاً؟
- وإن يكن فلقد مضى عليك زمن لم تخرج فيه زائراً لذا اظن أنه من الافضل أن ترتدي البذله التويد التي لم ترتديها مذ اشتريتها.
نظر للخارج، فشاهد السماء وقد اكفهرت بالغيوم السوداء، فتنهد: تكسبين عزيزتي.. لقد كلفتني البذله مالاً كثيراً .. ومن الافضل ارتدائها .. مع ان الطقس يبدو كأنه سينقلب الى عاصفٍ صيفي!
بينما كانت تفتش عن مفاتيح سيارتها، رن جرس الهاتف فغاص قلبها وتمنت أن يكون المتكلم صديقاً يود الاطالة في الحديث، لكن سرعان ما خاب أملها:
- سأصل إليك خلال عشر دقائق.
- آنـدي؟!! لكن .. لكن والدك قال إنك مسافر!!
- عدت ! فهل يزعجك وجودي؟ عشر دقائق .. هل هو وقت كافٍ؟
- لا حاجة لأن تأتي .. فلدينا كرسي متحرك نبقيه فالسياره.. كما يستطيع والدي الوصول الى السياره بالعكازات.
لكنه لم يصغ .. بل كرر: عشر دقائق فقط.
ولم يسر ستون بالخبر: ألم تقولي له أننا لا نحتاج مساعدته؟ ياله من متعجرف حاله حال كل شباب اليوم الآثرياء، يعتادون على تقديم الأوامر ويترقبون الطاعة دون نقاش!
حاولت الدفاع عنه بلطف: لقد قرأت أن الإدارة الحديهة تقوم على هذا النوع من التسلط بوجود اجتماعات مجلس إداره متواصلة والاضطرار للقبول بآراء جميع من له علاقة بالعمل.
قطع كلامها صوت جرس الباب، فذهبت لتفتح فإذ بها وجهاً لوجه مع آنـدي فقالت بتوتر:
- لطف منك أن ..
- أين والدك؟
- في غرفة الجلوس حيث يجلس عادةً ، امنحني بعض الوقت لأعينه على الخروج من كرسيه والاستناد للعكاز ..
كانت تتكلم إليه وظهره إليها، وصل الى غرفة الجلوس ليقول بشكل رسمي: مساء الخير أستاذ ستون.
لهجه ستون كانت جافة ورسمية عندما رد عليه تحيته. فقالت بروك محاولة تلطيف الاجواء: سأحضر سيارتي.
- أنتما ذاهبان في سيارتي
- أوه .. إذن سأذهب لأحضار الكرسي المتحرك و ..
- لا لزوم لهذا ، فلدينا كرسي لوالدك استعرناه له.
- أليس ما فعلوه في غاية اللطف ابي؟
رد ستون وهو يجر نفسه للأمام بواسطة العكازين: جداً .. أظن الفكره كلها فكرتك؟
- بل فكره والدي.
- ياله من رجل متفهم طيب، إنه خير الرجال.
بعد جهد دفع نفسه ببطئ للأمام، وعندما انحنى آنـدي ليحمل الجسد الصغير النحيل المنحني أمام العكازين بين ذراعيه، شهقت بروك، وصاح ستون: بالله عليك! أنزلني! لن أسمح لأحد بأن يحملني .. خاصة..
تدخلت بروك لتخفيف حده الموقف: أبي المسافة الى سيارته قصيرة فهي متوقفه قرب سيارتنا.
أصبحوا خارج المنزل، وكان آنـدي يسير بخطاً ثابته نحو بوابة الحديقة، أما بروك فأسرعت تفتح الباب.. وعندما أنزل ستون للمقعد الخلفي بكل لطف ورقة ، جلست الى جانبه.
- هل أنت مستريح في مكانك أستاذ ستون؟
- أجل .. شكراً لك.
كان آينر لوكربي ينتظر عند باب منزله، يفرك يديه بعصبيه ويراقب ابنه وهو يحمل حمله الرافض المسافة الصغيره الفاصلة ما بين السيارة والباب .. تبعتهم بروك، وما أن دخلوا حتى أدار آينر الكرسي المتحرك ليكون في مواجهه ولده وحمله قائلاً : ضع صديقي هنا يا بني.
أمسك بيد صديقه وأخذ يهزها.
- عظيم .. أنت لا تعلم كم كنت أترقب وصولك.
رد ستون ووجهه محمر من تتالي الاحداث: وأنا كذلك يا آينر.
أمسك آينر بالكرسي محاولاً جره، لكن ولده نهاه وقام عنه بالمهمة ..
فقال الأب: حسناً .. ما رأيك بمنزل العائلة يا ستانلي؟
أجاب الاستاذ: إذا كان بالامكان الحكم على الداخل من رؤية الخارج فأظن أن المنزل رائع .. متى بني المنزل يا آينر . لأنني وجدت صعوبة في تحديد العصر من الرؤية الخارجية.
- منذ قرنين تقريباً. لكن أضيفت الى المنزل بعض الإضافات والإصلاحات.
- هذه الغرفة .. إنها رائعة، فيها ذوق رفيع بكل ما للكملة من معنى، لو شاهدتها المرحومة زوجتي لأعجبتها، أليس كذلك يا بروك؟
هزت بروك رأسها موافقة، فبوجود آنـدي الى جانبها أحست بأن لسانها معقود .. مع أنه ما كان ينظر إليها منذ أن رأها هذه الليلة.
وقال آينر: والآن .. ماذا ترغبون .. ستانلي؟ آنسة ستون .. أم هل تسمحين لي بمنادتك بروك؟
- أرجوك نادني باسمي الأول سيد لوكربي
قال الضيوف ما يرغبون في شربه فسارع آنـدي للقول: دع لي شرف تقديم الشراب بنفسي يا والدي .. بروك .. اجلسي في مكانٍ ما.
لكنها بقيت واقفه .. لن تتلقى منه الأ,امر، فهي ضيفة، واستقر العجوزان معاً براحة .. وعاد آنـدي يحمل صينية الشراب وقال لبروك بصوتٍ هامس: قلت لك اجلسي .. لك كل الحق ..
فانفجرت شفتاها بشهقة مكبوتة: عمَ تتحدث !!
فقال آينر لوكربي ممازحاً : والآن يا بني .. إذا كنت ترغب في همس كلمات حلوه في أذني بروك ..
سارعت بروك تقول: كان يطلب مني الجلوس سيد لوكربي .. في الواقع .. كان يأمرني ..
ضحك آينر ملئ فمه : إنه مرعب عندما يطلب من الناس شيئاً وقد امتلك هذه النزعة منذ أن كان يافعاً، كنت ووالدته على يقين من أنه سيحتل مكاني وكانت أمه تقول لي " إن له تصميمك وعزمك إضافة الى أشياء أخرى لا تملكها أنت كالجاذبية مثلاً " وكنت أرد عليها بأنها كانت في يومٍ ما تعتبرني وسيماً! فهل تظنين أن ولدي بهيٌ الطلعة يا بروك؟
صدمها سؤاله المباشر ، فنظرت للمره الأولى هذه الليله الى ابنه مباشره، ماذا بإمكانها أن تقول؟ أتخبره أنها تجده أكثر الرجال جاذبية ، وأنه أوسم رجل رأته عيناها؟! وأنها تتمنى لو كان قد طلب يدها حقيقة؟ وأنها تحبه .. ثم تحبه ..

!SO
14-01-2008, 18:55
أطلت السخرية من عينيه .. لا يعقل أن يكون قد قرأ أفكارها! كان على وجهه شبه ابتسامه وتعبيرُ ساخر.. أيسخر منها؟ لماذا! ألم يسأمها لأنها قالت له إنها لا تثق بإخلاصه لها ؟
قال آنـدي: لقد تأخرت في قول ما في ذهنها .. لا شك في أنها الآن تبحث عن كلمات مؤدبة لتخبرك أنني قبيح كالبطة السوداء !
اصطبغ وجهها بحمره الخجل فاندفعت الكلمات منها اندفاعاً بشكل تلقائي: لا .. لا .. لن أقول شيئاً كهذا بل سأقول إنني أجدك جذاباً بل شديد الجاذبية.
كانت ابتسامة ستون قصيره ولا تدل على شئ ، لعله سامح مالك شركة لوكربي، لكنه لم يزل يحمل لإبنه في قلبه حقداً. يا ترى الأنه السؤول عن الشركة؟
ضحك أينر عالياً على قول بروك ، أما آنـدي فقال وعيناه لا تفارقان عينيها: إن الاطراء لمتبادل.
سأل ستون وكأنه ممتعض من تقدير ابنته للردل الذي يكرهه: وماذا عن ولدك الآخر يا آينر؟
- آه تـود .. إنه أصغر من بروك .. شاب طيب لكنه أقل لمعاناً هنا ..
ضرب بإصبع على رأسه وأكمل : وهو يغار من شقيقه الاكبر .. منذ زمن بعيد ، تود يحب أن يكون له عقل آنـدي وأسلوبه في معاملة الفتيات.
سارعت بروك تقول عابسة: لكنه متزوج سيد لوكربي! لقد ذكرني أن زوجته تدير المكتب الرئيسي.
- آه .. أجل .. إنها فتاه لطيفة، لكن لا شئ مميز فيها .. إن ذكائها ورجاحة عقلها يعوضان عما تفتقده من جمال.
استرخى أنـدي في مقعده وقد مد ساقيه أمامه، ثم قال مبتسماً: أرأيت يا بروك .. لم يمنح والدي أهمية لقوه العقل!
صاح لوكربي الكبير: بالطبع أمنحه، ولهذا جعلتك تحصل على أفضل ثقافه يا بني
التفت ناحية ستون مكملاً: لقد ترقى سلم العلم، وتخرج بدرجة شرف، ثم وضعته في مؤسسة العائلة ليبدأ منذ نعومة أظفاره.
- حرفياً .. لقد أمسكني كتاب تعليمات، ومفتاحاً ثم دفعني تحت كل الشاحنات التي في المصلحة.
قال الوالد مبتسماً بفخر: وهل عارض؟ .. لقد مر بكل هذا بنجاح.
التفت الى ستون: ليست ابنتك غبية يا ستانلي.
فقال آنـدي: أوافقك الرأي ..
رفع كأسه الى فمه وهو يراقبها فسألته: ماذا تعني بقولك هذا ؟
فقال والدها: إنهما يعنيان أنك ذكية يا عزيزتي .. كان أسفي الوحيد يا آينر لأنها لم ترث حبي لعلم الآثار ، إنها ذكية شديده الملاحظة، كانت لتتفوق في هذا المجال لو ولجته وهي الى ذلك صبوره فلولا صبرها لما استطاعت التعامل معي، ذلك أنني منذ الحادثة ما عدت ذاك الرجل ..
توقف عن الكلام وكأنما تذكر أين هو، ومن هما مضيفاه، ماذا فعلا به عبر إحدى شاحناتهم. وقف آنـدي أنيقاً في قميص حريري عليه ربطه عنق مماثلة تتناسق مع ثيابه التي هي مزيج من الازرق والرمادي ليقول: بروك الحدائق مكان رائع الجمال في مثل هذا الوقت من السنه.
كان تلميحاً أوضح من ان تستطيع تجاهله، فقال آينر : هذا صحيح يا آنـدي .. اصطحب بروك لتتنشق الهواء النقي العليل، أما نحن الشابين فسنبقى هنا لنسترجع أيامنا الخوالي!
ضحك لنكتته .. فنظرت بروك الى والدها وكأنها تطلب منه الإذن، لكنها في الحقيقة أرادت كشف مشاعره، فهز رأسه قليلاً ، ففي هذه الظروف لن يستطيع إلا الموافقة.
كانت الحديقة فعلاً خلابة جميلة وواسعة الأرجاء، فيها مرجة تحدها من الطرفين، واحواض زهور مشرقة الالوان، وأشجار واقفة في صفٍ طويل تحد الأرض، وفي نهاية الحديقة تقع شجره توت ضخمة تمتد أغصانها فوق المرجة، توقف عندها آنـدي ليواجه بروك، التي امتدحت العبير العابق المنبعث من الأزهار، أما هو فبقي مشغول البال. وأخيراً تحدث فصدمتها كلماته حتى كادت تنسى ما يحيط بهما من سحر. قال وصوته يحجب تغريد العصافير وصوت الفراغ: قيل لي إننا مخطوبان
فخفق قلبها: من قال لك هذا؟
- الرجل الذي أخبرته انت .. تود أخي
شرعت في الاحتجاج ولكنها عادت فهزت كتفيها.
- لقد قلت لتود أنك طلبت يدي وهو أمر أقدمت عليه فعلاً إنما بطريقة غير مباشرة، ولا يمكنك إنكار ذلك .. أنا قلت له هذا بسبب ..
توقفت وهي لا تعلم كيف السبيل الى تبرير الأمر!
- أرجوك أكملي !
تنهدت تنهيده قصيره غاضبة .. لقد ارتكبت خطأً !!
- آه .. كل ما في الامر أنني أحسست بحاجة للانتقام منك .. من فرد من أفراد لوكربي .. وكان تود شريراً .. إذ راح يغمز ويلمز .. و وكنت قد ابلغتني تواً أنكم استغنيتم عن خدماتي فـ ..
- هل كدرك هذا ؟
لو ذكرت له عمق تكدرها يومذاك دون أن تذكر الغيره التي نهشت قلبها لدى رؤيته برفقة تلك الفاتنة لضحك وأشفق عليها، ولهنأ نفسه على انتصارٍ آخر .. لذا لاذت بالصمت .. فسألها:
- ما هي التلميحات التي قام بها تـود ؟
- لقد لمح انك التقطتني من الشارع .. وهذا صحيح لكنه كان يعنيه بشكلٍ آخر..
- أعرف ماذا عنى .. إنه عنى أنك كنت واقفه على جانب الطريق تعرضين خدماتك.
- وهذا ما فكرت فيه انت كذلك .. اليس هذا صحيحاً ؟!
مد يده ليرفع ذقنها .. وفي العتمة التي تلف المكان دنا منها، وضمها بين ذراعيه ثم راح يمرر يديه على كتفيها وظهرها الى أن وجدت نفسها تزداد التصاقاً به .. ترد له عناقه وكأنها تقوم بذلك غريزياً لا إرادياً فإليه وإليه وحده تستكين.. احست بقساوه ذراعيه عليها توشكان ان تسحقاها. في هذه اللحظة كان من المستحيل إخفاء سعادتها التي قررت أن تكون حيث تنتمي مشاعرها. ودت في تلك اللحظات لو يعينها الضوء على رؤية عينيه لترى ما إذا كان تجاوبها قد أسعده أم لا .. ولم تمضِ سوى لحظات حتى جاءها الرد ..
- نحن خطيبان .. أتفهمين!
- لا .. لا أفهم !!
- اتصل بي تود في هاليفكس ليهنئني ، وفي اعتقاده أنه يغيظني بتوريطي مع امرأه ، لكنني شكرت له لطفه لأنه جعلني أعلم حقيقة مشاعر الفتاه التي أرغب بالزواج منها.
اشتدت ذراعاه حولها ، لكنها تراجعت: أنت لا تعرف حقيقة مشاعري نحوك.. لقد قلت لتود ان الأمر غير صحيح و ..
- ما هو غير الصحيح؟؟
- إنك طلبت يدي، أعلم أنك ذكرت الزواج، ولكن بطريقة مازحة، وتجربة كما سميتها .. مع أنك لم تشرح لي ما كنت تجرب.
أحست بأنفاسه حاره تتسارع على وجهها: أجرب رده فعلك .. قولي شيئاً يا فتاتي الساحره العينين .. هل تحبينني؟
- اجل .. ولكن ..
شهقت مذعوره .. ماذا فعلت بنفسها !! لقد اعترفت له بحبها الذي لم تع بعد أنها غارفة فيه حتى أذنيها .. كم مر من الوقت قبل أن تدرك ذلك! لقد اعترفت به .. وهو حب حقيقي احست به بكل جوارحها .. لقد نمى في داخلها منذ وقت بعيد .. منذ أن التقيا بل ربما منذ اللحظة التي سخرت فيهما منها هاتان العينان وهما تمران على الطريق العام ..
- من دون " لكن" حبيبتي ، أنت لي .. وستتزوجينني.
حاولت التخلص منه دون جدوى .. فقالت: أنت تستعجل الامور! أنسيت سيلينا التي اصطحبتها الى الكاراج! إنها فاتنة .. كما قال تود .. والدها صاحب مصرف غارق في المال حتى أذنيه .. وتابعت المقاومة بينما تابع هو الإمساك بها بأذرع من فولاذ .. فأردفت: ألا تسعى وراء المال! شركة لوكربي قد تكون مزدهره لكن الجميع يعلم ما يحدث للمؤسسات العائليه .. فقد تفلس أو ..
فصر على أسنانه وقال بحزم : سأقفل فمك إن بقيتِ تتحدثين حتى منتصف الليل!
هذا ما فعله، لكن عناقه الآن لم يكن ممتعاً بقدر ما كان متملكاً مؤلماً.
بعد أن رفع رأسه عنها قالت باحتجاج: هذا ليس عدلاً ّ!! ما قلته صحيح .. لقد المح تود
- تود يلمح لآشياء كثيره .. إنها طريقته فالانتقام مني فالحسد يكاد يقتله.
- حسناً .. ثمة شئ آخر قلته لي يوماً ولن تقدر على إنكاره. أتذكر يوم خرجنا معاً للمرو الاولى .. في ذاك الحين قلت إنك ستكون لي إذا قلت أنا الكلمة .. وكنت تمزح بالطبع .. وأنا قلت لك أنني إذا اردت الزواج .. فسأريد من زوجي اولاً وقبل أي شئ ان يكون مخلصاً.
- سأكون يا حياتي .. أقسم أنني سأكون مخلصاً لآنه عندما يجد الرجل المرأه التي يبحث عنها لا يتركها أو يتخلى عنها أبداً .. والآن هل تتزوجيني!
- نعم نعـــم نعـــــم ! فلا شئ يمنعني
- حتى والدك!
ردت بصوت منخفض غير واثق: لست ادري !
- فلندخل ونرى ما سيكون عليه رأيك!
ويداً بيد دخلا غرفة الجلوس .. رفع آينر نظره إليهما، ملئ بالامل والانتظار فقد قال لها: آنـدي إنه يعرف بأمرهما. رفع ستون نظره كان فيها دهشة تحولت لعدم تصديق فكان ان تراجعت مذعورة نوعاً ما ..
- بــروك !
نطق اسمها بحده وكأنه يؤنبها تأنيباً قاسياً، ذكرها بطفولتها عندما كانت ترتكب ما لا يرضيه، آنـدي .. عدوه .. فهل أصبح أنا عدوه له بعد أن يعرف بأمرنا؟ أفزعتها الفكره، فتركت يد آنـدي ، لكنه شد عليها وقال:
- استاذ ستون، هل لي أن اطلب إذنك بالزواج من ابنتك؟
هب آينر عن كرسيه، ليربت على ظهر ولده بكل فخر وحنان أبوي: أنت شاب طيب يا آنـدي فليس هناك اليوم شبان يطلبون الاذن من آباء فتياتهم للزواج .. اليس كذلك ستانلي؟
راحت عينا ستانلي تنتقلان من الاب للأبن، وأخيراً لوجه ابنته .. لقد علق في الفخ .. في الغرفة ثلاثة أزواج من العيون تحملق فيه بانتظار موافقته .. سعت عيناه الى عيني ابنته وسألها : اترغبين في الزواج من هذا الرجل ؟
احست بجفاف شفتيها فحاولت ترطيبهما بلسان أشد جفافاً.
- أبي .. أنا ..
أحس آنـدي بعدم قدرتها على مواجهة الموقف، فاشتدت قبضته على أناملها تشجيعاً، فهمست أخيراً : أريده ... !
هـــل سيوافق ستون ارضاءاً لمشاعر ابنته الوحيده أم تراه يرفض وضع يده في يد من كان سبباً في عجزه؟!
تابعونـــي غــداً لنعــرف الاجابــة

SONĒSTA
14-01-2008, 19:24
شكرا على تفهمكم:o
------------------------
شكرا وردة قايين على رواية العاشق المنتقم فهي رائعة
::جيد::
---------------------------------
وبانتظار التكملة يا !SO وشكرا على الرواية الجميلة
::سعادة::


/
/
سونيستـــا

ورده قايين
14-01-2008, 20:54
هاااااااااي بنوتات شلونكم؟؟

اختي وردة قايين تسلمييييييييييين على الروايه الرائعه ..الصراحه احلى روايه قريتها للحين...


...


مشكورة عزيزتي وهذا شئ يسعدني 00





------------------------
شكرا وردة قايين على رواية العاشق المنتقم فهي رائعة
::جيد::
---------------------------------
::::


/
/
سونيستـــا


شكرا عزيزتي وات شاء الله تعوضينا برواية قادمه 00



SO الرواية رائعه فعلا وأنا متشوقة لها بأنتظارك عزيزتي

عذاَري
14-01-2008, 22:33
بـآك بعد آلقرآيه ..

سرآحه شوؤوؤي الجزء على طول خلصته ..

انا قاهرتني بروك ليه ما تسآله عن الي قاله اخوه ..

بس اخاف يحجرلها و يسآل وش يهمك له السوال ؟؟ ..

و الله مشكلـه ..

يالله نشوووووووف وش بيصير !! ..

مـن جـد متحمـسه ..

الله يعآفيك !So طولي آلجزء شووي ..


هذآ رآيي بآلجزء آللي قبل هذآ ..

: )

..

إليــــــــــه تستكيــــــن

لـي بـآك بكـره آذا قـريته ان شـآء الله

بحر الامان
15-01-2008, 13:40
ماري يا ماري كان الاتفاق كل يوم فصلين








و so و so و so و so و so








































مسويه فينا الباطل
تكفين خليها تنزل فصلين فصلين












حبيبتي سوسو طلبتك كذا حرام

كان الاتفاق الرد بعد كل روايه ماتخلص
بس ما قدرت

!SO
15-01-2008, 14:03
ورده قاييـــــــن http://www.artylicious.com/assets/pixelart/kaos_kiss.gif
SONĒSTA http://www.artylicious.com/assets/pixelart/kaos_kiss.gif
عذاَري http://www.artylicious.com/assets/pixelart/kaos_kiss.gif
بحر الامان http://www.artylicious.com/assets/pixelart/kaos_kiss.gif


شكــــراً يا غاليات على التشجيع والحماس

وهيا بنا نتابع الاحداث الشيقة من الحلقة التاليـــة

!SO
15-01-2008, 14:06
وســـــــــــاد الصمـــت !


http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/vg405853.gif

الرجل الذي كانوا يحملقون فيه ابتسم ابتسامة ضعيفة، ولم يلبث أن مد يداً مرتجفة الى ابنته .. لكن عينيه كانتا كعيني رجل تلقى ضربة مميتة !
لم يشاهد آينر سوى الابتسامة، والمصافحة .. واليد التي ترتجف، وربما ظنها ترتجف من الفرح، انحنت بروك لتقبل خد والدها وهمست: انني احبه يا ابي .. لقد وقعت في حبه !
تقدم آنـدي آخذاً يد ستون، وقال بكل بساطة: شكراً لك
هز ستون رأسه، ثم طفقت ابتسامته تزداد اتساعاً وقبضته تشتد اثناء مصافحته الشاب وقال: أرجو أن تقدرها حق قدرها.
علم آنـدي، كما علم والده أيضاً، أن ستون قد خاض معركة وانتصر .. انتصر كي يحرر نفسه من كراهيته المتجذره في نفسه ضد عائلة لوكربي .. تعالى الضحك و تم تبادل التهاني وفي كل هذا كانت بروك تحاول اخفاء ارتباكها من تطور الاحداث، من الصداقة الجديدة العلاقة الامثلبين العجوزين. بقيت بروك تتساءل متى ستستفيق من هذا الحلم. فيما بعد، وخلال تناولهم القهوة سأل آينر: هل أخبرت بروك عن أمر غياب دايفد وحاجتنا إليها لتحل مكانه يا آنـدي ؟
نظرا الى بعضهما بعضاً ورفع آنـدي حاجبيه: هل ذكرت لك هذا يا بروك؟ دعيني أتذكر .. ماذا كان ردك؟
- أنت تعرفه جيداً !
فقال والده: دعك من المزاح يا ولد! هل كان ردها نعم أم لا ؟
ردت بروك محرجة: لقد قلت لا سيد لوكربي .. لكن أتعلم لم أكن أريد الابتعاد عن المنزل ساعات طويلة.
قال آينر: كنت تفكرين في والدك.. إنها لإبنة طيبة، أتمنى لو تصبح ابنة طيبة لي أيضاً.
ضرب ركبته بكفه الضخم وضحك: لن يمضي وقت طويل قبل أن يصبح لك والدان تهتمين بهما.
ضحك ستون وقد اعجبته الفكرة .. وهذا ما حير بروك .. إذا كان قد سامح الشركة فلماذا لا يسامح الابن؟؟
قال ستون لابنته : ساعديهما في المكتب يا بروك، لن أمانع .. فالسيده والسيد هاملتون لن يعترضا على مساعدتي قليلاً، فهما لا يقومان بهذا مجاناً وهما سعيدان بالمبلغ الصغير الذي يتقاضياه نظير خدمتهم لي.
سألها آنـدي: وما ردك الان؟ هل نبقى العمل في يد العائلة كما تقتضي التقاليد؟
- فليكن ضمن العائلة، فأنا أعرف الان ان ابي لا يعترض !
قال آينر: عظيم ! العمل سيكون في قسم النقل وحركة السير.. قد يبدو العمل معقداً في البداية ، لكن ديفيد بارع في الشرح .. الراتب المعتاد يا آنـدي .. هه؟
- حسناً فليكن أكثر قليلاً .. على كلٍ إنها مخلوقة خاصة .. صحيح انها مساعده جيده لكنها ستصبح زوجة الرئيس !
نظرت بروك الى والدها، فوجدته يبتسم، واستدار آينر إليه : كنت افكر يا ستون .. انت تؤلف كتاباً وبروك و آنـدي قد اصبحا خطيبين وهذا يعني أنهما بحاجة الى الانفراد في الأمسيات، لذا فكرت في أن أعرفك بامرأه تعيش في البلده وهي طابعة ممتازه عملت لدى المحامي المحلي، وقد تركت عملها لترعى أمها العجوز والتي ماتت بعد فتره وجيزة من المرض، وهذه السيده متضايقة من قلة العمل .. هذا ما قالته لي عندما التقيتها في مكتب البريد، انها ارملة في العقد الخامس من العمر ... مثلك تماماً يا ستون.
- تقريباً.
- هل توافق على قدومها لمساعدتك فهي معتاده على مساعده المقعدين.
اجفلت بروك منتظره رد والدها، لكنه لم يظهر ممانعة لما قاله صديقه .. يبدو و:انه يتقبل وضعه أخيراً. سأل ستون: وما اسمها؟
- اسمها مارغريت ويتشفيلد، وتسكن في بيت يبعد نصف ميل عن القرية، وهي تستخدم دراجة في تجوالها.
قالت بروك: أظنني رأيتها في السوق ، فهي تلوح لي كلما تجاوزتها بالسيارة.
فقال آينر بسعاده: هذه هي السيده ! وأنا واثق أنها ستعجبك. سأذهب لأراها وسأطالب منها الاتصال بك .. اتفقنا؟
فضحك ستون: ألست تضغط عليً يا آينر !
رد آنـدي هذه المره: ليس كثيراً .. فلوالدي شخصية قوية .. هيا بنا يا حبي تعالي أريك جناحي ودعي هذين العجوزين يدبران شؤون حياتهما .
وصلا الى جناحه فدخلا أولاً غرفة الجلوس العصرية التي حافظت على شئ من جو الماضي فتحولت المدفأه فيها الى كهف عريض وضع فيه جهاز تلفزيون وتحفاً صغيرة. أما الأرض فكانت مكسوه بسجاده لها ألوان الحريق والأرائك في الغرفة مغطاه بقماش مخملي ذهبي قربها طاولة مستديره منخفضة يظهر بوضوح أنها من الأثريات الثمينه، فسألها: هل أعجبتك؟
انتقلا منها الى الردهة حيث طلب منها أن تتبعه فلما وصلا الى غرفة فتح الباب قائلاً :
في هذه الغرفة أنام وإليها ستنضمين بعد أيام قليلة.
دنت من النافذه في محاولة منها الى اخفاء ارتباكها ولم تلبث أن استدارت متكأه الى النافذه متأمله ما تحويه، تذكرت غرفة نومها البسيطة وتنهدت .. اقترب منها: لم الحزن يا حبي؟ قريباً سيكون كل هذا لك.
وببطء استدارت بين يديه لتنظر من النافذه: لست واثقة يا آنـدي .. أنا قلقة مما قد يحدث لوالدي في المستقبل، لا استطيع تركه وحده يواجه ..
أدارها نحوه ووضع يده على فمها : والدي لديه فكره ما ولاشك في أنه يناقشه بها الآن .. سيقنعه بالمجئ للإقامة هنا ليشاركه في السكن. وأنا على يقين من أنه سيكون خير رفيق لوالدي، والعكس صحيح، هذا دون أن نذكر أن المكان هنا مريح أكثر من منزلكم الصغير.
- مازلت حائره يا آنـدي
- هل تعارضين سكن والدك هنا؟
- لا أبداً .. وكيف أعترض؟ لكن .. كل شئ يحدث بسرعة .. وأنا لا زلت أذكر كل الاشياء التي قالها والدي عن عائلة لوكربي، وكيف كان يحقد على الشركة التي فعلت به هذا .. ومع ذلك فها أنا خطيبة لك .. وها أنت تقترح بكل هدوء أن يجئ الرجل الذي سلبتموه الكثير الى هنا ليعيش معكم .. مع عائلة لوكربي .. أنت لا تعرف ماذا تطلب يا آنـدي !
- بل أعرف تماماً ما أطلب .. أنا أطلب من فتاه جميلة اسمها بروك ستون أن تشاركني حياتي، وفراشي .. أن تتزوجني !
صدمتها الفكره فشهقت: وأن احمل اسمك !
فأبعدها آنـدي عنه غاضباً، فقالت تدافع عن نفسها: أنت لا تفهم يا آنـدي ! منذ سنة ونصف وأنا لا أسمع إلا اللعنات تصب على آل لوكربي من فم والدي .. و اليوم أنا مطالبة بالاعتياد على استخدام هذا الاسم كاسمِ يخصني!
فرد عليها بمراره: لقد اعترفت أنك تحبينني! فهل هذا ما تدعينه حباً !!
قالت بأسى وصوت أجش: آنـدي .. اوه آنـدي ! اجعلني اصدق أن مخاوفي لا أساس لها من الصحة .. قم بشئ ما أي شئ !
اشتعلت النار في عينيه: لن أحتاج لتشجيع أكثر من هذا ..
امتدت يداه الى خصرها ليرفعها الى السرير، شعر بجسدها يهوى إليه وإذ به يرفع قدميها ليمدهما على هذا السرير ثم تمدد قربها. تسللت يداه اليها تدنيانها منه، ثم راحت أنامله تمر على طول عمودها الفقري لتدفعاها الى الاقتراب منه أكثر فأكثر ، أما يداها فأمسكتا كتفيه .. وراحت أناملها تضغط بإلحاح على عضلاته القوية، حتى شعرت بقساوة جسده تحت ملمسها، عندما أصبحت مداعبة حميمة جداً ، تلاشى توترها وتلامس جسدهما في عناقٍ قوي جعلها تشعر بصدرها يسحق فوق صدره .. وأبعدها عنه ليقول بخشونة: أحبك يا امرأه .. اعطني المزيد .. أين تلك الفتاه الدافئة التي عانقتني في الحديقة؟؟
هزها بقوه، ثم غطاها بذراعيه لتشتعل فيها كل مشاعر الرغبة من جديد.. أخذت نبضاتها تتسارع رويداً رويداً حتى أوصلتها حدود الارتجاف.
تراخى عنها قليلاً، وعيناه المبتسمتان تبرقان .. قال: لم هذا الجمود يا حبي؟ هل خاب أملك لأنني لم استجب لك؟
عاد إليها توترها بعد أن احست بالسخرية في كلامه، فامتقع وجهها لا من عناقه كما كان منذ قليل، بل من الغضب: أيه استجابة؟ .. إذا كان بدر مني شئ يدل على التشجيع فذلك وليد حرارة اللحظة ذاتها .. فلم أكن أعني شيئاً.
ابتعدت عنه وكأنها لا تطيق قربه.. وامتدت يده لتعيدها إليه بخشونه: بل كنت تعنين كل شئ .. أنت لي .. أتسمعين؟
أمسك يدها اليسرى: قريباً ستضعين في هذه خاتمي وستصبحين امرأتي ..
- المرأه الثانية بعد سيلينا التي تملك المال والمكانة الاجتماعية التي تحتاجها لأعمال عائلتك !
امسك يدها يلويها وراء ظهرها: أيتها ..
فصرخت من الألم: دعني أذهب ! أكرهك !
عاد الى معانقتها من جديد مجبراً إياها على الخضوع، ساحقاً بهمجية كل مقاومتها، عندما تصاعدت حرارة عنافه، خفت قبضة ذراعه عنها ثم أمسكت يده الحره، تحت نشوه عناقه خصرها فاستجابت له كل الاستجابه. أخيراً ابتعد عنها ثم مد قدميه الى الارض ووقف وهو يضع يديه على خصرها، تنفس بانتظام وعمق ثم ابتسم: أصحيح أنك تكرهينني؟
- وكيف أكرهك وأنا احبك؟
بدا عليه وكأنه ربح معركته، سار نحو المرآه والتقط فرشاه شعر ليمشط شعره المشعث .. ثم تقدم منها ومد يده: تعالي يا حلوتي .. فأنت تغرينني باستلقائك هكذا اكثر مما تتصورين.
ضحك عندما رأى انزعاجها الظاهر على وجهها الممزوج بكبرياء، وقالت: أنا لم أسع وراء رجل قط، ولن أفعل.
رد بصوت خفيض: صحيح؟ إذن يوماً ما ستكتشفين العكس .. لأنني سأجعلك تحبينني ثم أتركك، لتأتي إلىً جاثية متوسلة راجية أن ..
رفعت يديها لتغطي أذنيها، فضحك ونظرت الى المرآه وشهقت من منظرها المشعث، وسألته بخجل: ألديك مشط يا آنـدي؟
فتح درجاً أخرج منه مشطاً زهرياً وقال بسخرية: اللون الزهري للفتيات، وأنا احتفظ به خصيصاً للنساء اللواتي أدعوهن لغرفة نومي.
أخذته بروك ثم أسرعت تتفحصه فتابع ساخراً: هل تفتشين فيه عن شعرٍ بني طويل لفاتنة سمراء! لن تجدي شيئاً ، فمدبره المنزل تغسله بانتظام، لذا يبقى دائماً جاهزاً للمرأه التالية.
فرفعت رأسها بحده: أنت إذن تعني ما تقول .. أنت تستقبل النساء هنا.
- قوليها في صيغة الماضي يا حبي .. لقد قلت لك أنا لست مراهقاً لا تجارب له.
- وهذا يعني أن سيلينا إحدى نساؤك؟
- إذا كانت الغيره تعني أنك تحبينني حقاً فلا بأس بقليل منها، اعلمي أن كل ما حدث في حياتي قبل لقائنا لا شأن لك به.
- قبل لقائنا؟ لكنها كانت معك منذ يومين في محطه الوقود.
تناول منها المشط ليضعه في شعرها، ويسحبه حتى وصل الى أولى تموجاته، فآلمها:
- توقف .. أرجوك توقف!
- لن اتوقف حتى تعتذري!
- أنا اسفة لكنني لا أعرف على ماذا !!
فأرجع المشط، واخذ يراقبها وهي ترتب شعرها، قالت: أحتاج لبعض البودره
- لا أستطيع توفير هذا لك
- لم أكن اتوقع منك .. فكلك رجولة
ابتسمت له ابتسامة تعمدت أن تكون مثيره، فسارع إليها، لكنها راوغته وفتحت الباب مسرعة الى الطابق الارضي .. فأسرع إليها ليلف يده على خصرها: ستدفعين الثمن يوماً ما .. عندما تصبحين تحت رحمتي.
فأسكتته بإصبعها.
أثناء دخولهما غرفة الجلوس بادرهما آينر: وافق ستون على السكن هنا عندما تتزوجان!
التفت ذراعا بروك حول عنق أبيها: هل أنت متأكد؟ ألن تشتاق الى منزلك؟

!SO
15-01-2008, 14:13
- قد اشتاق إليه، ولكن هذا أفضل من العيش هناك في وحده أمقتها .. آه لو أستطيع السير ..
تلاشى صوته عند ذكر الموضوع المحرم فقاطعه آينر: لن تشتاق إليه يا صديقي فالمكان هنا هادئ ساكن، سترافقك فيه السيده مارغريت التي وافقت على العمل في طباعة كتابك بسرور وقد وعدت بعد أن اتصلت بها هاتفياً بزيارة والدك يوم الاثنين يا بروك أي في اليوم الذي ستستلمين فيه العمل في قسم النقليات .. هل فعلت الصواب يا آنـدي؟
- سأعود لمكتب هالفيكس يوم الاثنين.
بدت خيبة الامل على بروك: سريعاً هكذا !
التفت ذراعه حولها: آسف حبيبتي .. ما كان يجب ان اعود الى هنا حتى منتصف الاسبوع المقبل. لأنني وسط مفاوضات دقيقة .. لقد عدت ففط لأطلب يدك وهذا العمل أكثر المفاوضات دقة وأعظمها كسباً لي ( وغمز لها بعينه )
عم الضحك الغرفة وكان آينر أول الضاحكين إذ رد رأسه الى الوراء مستمتعاً بهذه النكتة.
عندما وصل آنـدي بعد ظهر اليوم التالي لزيارتها، كان الطقس حاراً .. قبل أن يخرجا، جر آنـدي كرسي الاستاذ الى الحديقة وقال ستون أن بإمكانه مناداه الجيران إذا اراد العوده للمنزل وبناءاً على ذلك تركاه.
أثناء الطريق سألته: الى أين؟
- الى تورنتو .. ثم الى منطقة البحيرات.
- ليتك أخبرتني سابقاً ! لأنني كنت سأنتعل حذاءاً آخر غير هذا الذي لا يصلح للسير!
- لن نبتعد كثيراً، لأنني لا أريد السير كثيراً بل أريد أن اكون مع خطيبتي وحبيبتي على انفراد في مكانٍ خاص أتمتع فيه بالكثير من الحب ..
- قبلة او قبلتان ستكفيانك حتى موعد سفرك.
- يوم الخميس بعيد ولن تكفيني قبلتين أبداً.
- فلندخل الى هنا ( قال ذلك بعد ان اوقف السيارة أمام مجمع تجاري)
- متظاهرين بأننا سواح؟
- ولما لا ؟! لقد مضى سنوات منذ أن جئت الى مكانٍ كهذا.
دخلا محلاً فيه قطع أثرية وحلى فضية وذهبية ذات أحجارٍ كريمة متعدده الألوان وهي قطع نادره فمن المعروف أن منطقة تورنتو هي المصدر الرئيسي لمثل هذه الانواع من الحجارة. والكهوف التي فيها هذه الاحجار اكتشفها السكان الاصليون.
قال لها آنـدي: اختاري خاتماً .. ليكون مؤقتاً خاتم خطوبة، حتى نجد وقتاً نشتري فيه خاتماً أصيلاً.
- أختاره من فضة؟
- بل من ذهب ..
تأمل الخواتم فأعجبه منها خاتماً تناوله من علبته ثم وضعه في إصبعها : إنه واسع قليلاً.
أعطته البائعة خاتماً مشابها أصغر منه قليلاً، يلمع فيه الذهب الذي يحمل حجراً بسيط التصميم، وضعه آنـدي في يدها فوجده مناسباً تماماً.
- وقلاده أيضاً .. من الذهب.
فسارعت تقول: لكن آنـدي ! هذا كثير!
- انا افضل حكم على هذا.
- هل تعرض ثراءك أمام الناس ( ردت مداعبة)
رد بجفاف: سأحاسبك فيما بعد.
ضحكت البائعة، ثم اختارت قلاده تناسب الخاتم. خرجا والخاتم في يدها والقلاده في علبة وضعها آنـدي في جيبه وعادا الى السياره لينطلقا الى منطقة البحيرات.
أوقف آنـدي السيارة بين الشجيرات في مكان مخصص للوقوف والتخييم. ونزلا منها ليسيرا متكاتفين الى مكان بعيد عن الطريق وعن الانظار. خلع سترته ومدها فوق العشب .. فجلست بروك عليها، ضامة ركبتيها الى جسدها، لافة ذراعيها حول ساقيها، شعرت بالسعاده لأنها ارتدت هذا الجينز وهذا القميص القصير الكمين، أخرج آنـدي من جيبه العلبة التي تحوي القلاده، ثم دنا منها فأدارت له ظهرها فرفع شعرها الاشقر وأقفل القلاده حول عنقها، ترك لأصابعه حرية التنقل على عنقها الغض مسبباً لها ارتجافاً وصل إليها تدريجياً وملك عليها عواطفها فكان أن ارتدت للخلف تسند ظهرها ورأسها الى صدره.
همست باسمه فتحركت ذراعاه لتلتفان بنعومة حولها ، وتأوهت ثم مدت يديها الى الوراء لتلفهما من خلف رأسها حول عنقه، تاركة نفسها تتمتع بمداعباته.
ثم لم تجد نفسها الا وقد ارتدت للوراء، مستلقية على العشب حيث لف جسده جسدها وراحت شفاهما تهمسان بروك .. آنـدي مراراً ومرارا وهما يتأوهان سعاده.. فجأه أحست بقساوه الارض تحتها وبالفضاء المفتوح حولهما، وبأصوات الضحكات الآتية من بعيد .. فقالت: لا حبيبي ... ليس الان .. لا نستطيع فعل هذا .. لا يجب ..
- انت لي وانا احبك! .. انت زوجتي فلم لا ؟
إنه لا يعي ما يقول !
- انتظر حتى نتزوج آنـدي !
- لسنا بحاجة للانتظار!
شفتاه الجائعتان ألهبتا كيانها .. لكنها مع ذلك أصرت على موقفها عندها فقط ابتعد عنها وقال: سأشفق عليك هذه المره فقط فمعك حق هذا ليس المكان او الزمان المناسبين .. لكن حذار .. فلست رجل صبور ، وما أريده آخذه .. وأنا أريـــدك.
تركيزه على الكلمات الاخيره جعلت قشعريره تتملكها، فمدت يديها تحيطه وتضمخ إليها .. فضحك: تريديني حيناً وترفضيني حيناً آخر
رفع نفسه عنها ليقف بعد ذلك ومد يده إليها ليمسكها ثم أخذ ينظف بنطالها وقميصها من قطع الاعشاب ..
أثناء عودتهما قال: غداً صباحاً ستذهبين لمقابلة ديفيد ، فهو المسؤول عن قسم النقل.
- هل هو لوكربي
- أجل .. هيا قولي مما تشائين عن إبقاء العمل ضمن العائلة.
فهزت رأسها مبتسمة وتابع هو : هو ابن أخ والدي ، أي ابن عمي الحقيقي .. يصغرني ببضع سنوات ويحمل رخصة قياده شاحنات نقل ثقيلة أيضاً. وأظنه مثلي يفضل قياده الشاحنات على الوظيفة المكتبية، لذا يضع نفسه دائماً على قائمة السائقين.
- وهذا يعني أن مسؤولياته في حال غيابه ستكون على عاتق مساعدته؟
- صحيح .. لكني واثق كل الثقة بالفتاه التي ستساعده.
غطت بروك يده بيدها ممتنة.
رفض دعوتها لشرب القهوة، وقبلها مودعاً بطريقة توحي بالتملك فقالت: أيعني هذا انك لي وحدي؟
فلكم فكها ممازحاً: بكل تأكيد حبيبتي .. تذكري هذا .
- لا أرغب فالنسيان حتى ! انا فعلاً أريد أن اكون لك وحدك.. كان عليك ان تعرف هذا!
أمسكت بيده الممسكة ذقنها وتظاهرت بعض أصابعه فتجنبها بسهولة: عفريته ! أتظنين نفسك آمنه وأنت في سيارة خارج منزل أبيك؟ ماذا يمنعني من متابعة القياده؟
- آنـدي .. علي أن انزل .. افترض أن احدهم يراقبنا!
- وما الخطأ في وداع رجل لخطيبته؟ على كل .. العالم كله يحب مشاهد الحب، خاصة عندما يكون للقصة نهاية سعيده.
لم يكن ديفيد لوكربي يشابه ابن عمه بأي شكل من الاشكال فشعره أحمر بينما شعر آنـدي وتود أسود، كما أن ديفيد متوسط الطول بينما آنـدي و تود طويلا القامة ..
استقبلها ديفيد بالترحاب قائلاً أنه لم يكن يعرف كيف سيدير نفسه بدونها.
شرح لها انه لا يفتقر لغياب المساعده بل لديه نقص في الموظفين فهو يحتاج لموظف نقل يتولى الشؤون المحلية.
قال لها: لدينا قسمان قسم المسافات الطويلة وهذا أنا أتولاه، وقسم التوصيلات المحلية، وحتى نحصل على موظف كفؤ وقادر سأبقى مرتبطاً بإدارته بنفسي ..
عاده يتصل بنا الزبائن ذاكرين تعليماتهم قبل يوم أو يومين من نقل الشحنة، ويرسلون تأكيد حجزهم بالبريد .. زبائننا الدائمون يعرفون كل شئ عن شروط النقل لذا لا يطلبون أي اعتراف منا .
- وماذا عن الزبائن الجدد؟
وفتح الباب بهدوء لكنها كانت مستغرقة جداً في الاحصاء فلم تستدر فتابع:
الزبائن الجدد أو كما نقول الطارئون نبلغهم بشروط النقل قبل بدء العمل .
- وماذا يحدث عندما تصلك الطلبات؟
- يقوم موظف النقل ، أي أنت في حال المسافات الطويلة بتحضير أربع نسخ من كل الوثائق تشمل الفاتورة أي نسخة المرسل إليه، ونسخة المؤسسة أو المستلم ورقم الوصل ونسخة كاملة للملفات.
سمعت صوتاً مألوفاً يأتيهم من الخلف فالتفتت مذعوره لتجد نفسها أمام آنـدي الذي يرتدي ثياباً أنيقة ويبتسم باسترخاء: السائق يعطي نسخة المرسل إليه والفاتوره، وعليها يحصل على توقيع بوصول الشحنة سليمة .. ويعطي الموظف السائقين الأوامر عندما يعودون والشاحنات فارغة خلال اليوم.. وهكذا أصبحت تعرفين يا حبي ولكن يبقى الكثير أمامك لتتعلمي.
قال ديفيد محذراً : لا تفزعها .. أحتاجها لمساعدتي.

!SO
15-01-2008, 14:14
- ولكن آنـدي .. لم أتوقع حضورك الى هنا!
- مفاجأه مفاجأه
قبلها أمام ديفيد المذهول وقال: لم استطع السفر دون وداعك .. ديفيد أحبك أن تلتقي بعروسي.
واتسعت عينا ديفيد وفغر فمه: أنت لا تعني .. أنك .. أنها
- هذا صحيح ، إنها خطيبتي
- الاشاعات خاطئة .. لن تتزوج سيلينا إذن.
- ليس سيلينا بالتأكيد.
نظر الى ساعته لينهي الحديث: يجب أن أذهب الان الى هالفيكس
سأله ديفيد: هل ستصل الى الميناء؟
- أجل لماذا؟
- ليتني علمت مسبقاً، إذ ثمة حمولة ستصل الى الميناء غداً. كان الافضل لنا لو قدمنا موعدها، لاننا نعاني من نقص في السائقين الذين أخذ معظمهم عطلات يقضونها مع عائلاتهم.
نظر آنـدي الى نفسه .. ثم الى بروك: بإمكاني أخذ بذلة معي .. سأذهب إذا ذهبت معي يا بروك.
فصاح ديفيد مغتاظاً: اسمع يا آنـدي! لا يمكنك مساعدتي بيد وسلبي المساعده باليد الاخرى!
- حسناً في كل الاحوال لن أصل في الموعد المحدد وعلى عاتقي شحنة علي إيصالها بدل ركوب سيارة سريعة تنقلني بلمح البصر برفقة فتاه تنسيني الوقت.
عانقها من جديد، فتعلقت به غير عابئة بوجود آخر.
وهمست له: عـد بسرعة!
سمعا إقفال الباب ترافقه ضجة مرتفعة .. وبعد لحظات أصبحت بروك وحدها فآندي انطلق الى ما يقصده.
عندما عادت بروك الى المنزل وجدت ان والدها ليس وحده بل برفقة مارغريت. ما أن سمعت المرأه صوت الباب يفتح حتى خرجت الى الردهة وهي امرأة ذات بنية قوية، وشعر مصبوغ مرتب، ووجه زهري مستدير.
امتدت يدها لتصافح يد بروك، وابتسمت بحراره: يسعدني الالتقاء بك .. لقد بقيت هنا لأتعرف بك.
دخلتا غرفة الجلوس، وكان والدها ينتظر رؤيتها فابتسم عندما شاهدها وكأنه وجد ما كان يبحث عنه وقال ببساطة: كنت أعلم أنك ستحبين مارغريت.
فقالت مارغريت وهي تضع سترتها: لقد اتفقنا معاً بشكل جيد! علي الان ان اعود لمنزلي الصغير وأطهو العشاء لنفسي.
- هل يمكنني ان اوصلك؟
- لا شكراَ لا أحب السيارات، تكفيني الدراجة، فهي تبقى جسدي في حال افضل ولا تكلفني شيئاً ، لكن شكراً حقاً .. سأعود صباح غد.
التفتت عندما بلغت الباب وقالت لبروك: أرجو لك التوفيق أيضاَ .. لقد علمت أنك خطبت منذ وقت قصير .. تهانيُ لك .. فتره الخطوبة رائعــة.
ورفعت يدها بالتحية وخرجت، تدفع دراجتها في ممر الحديقة.
قال ستون لدى عوده ابنته للداخل: يوم رائع .. واختيار جيد للمساعده، يجب أن اتصل بآينر لأشكره .
كانت ابتسامته موجهة لنفسه أكثر منها لابنته التي شعرت أنها بدأت تخرج رويداً رويدا من حياته فصداقته لا بد ستملأ عليه وقت الفراغ ومارغريت ستعطيه المساعده التي يحتاج.
كانا يصغيان للموسيقى في المساء عندما رن جرس الهاتف، فخفق قلب بروك بجنون وسمعت على الطرف الاخر:
- بـروك! كيف حال فتاتي؟
صوته العميق حرك مشاعر الاشتياق فيها ، واجابته بابتسامة وعيناها ترقصان:
- بخير حبيبي .. وكيف حال رجلي؟
سمعته يضحك ويقول: عادت لي الحياه عندما سمعت صوتك، يا الهي يا فتاه! لو أنك الآن على مقربة مني لما نجاك من ذراعاي سوى زحزحة الارض من مكانها في رحلة فضائية.
- انه لمن الروعة سماع صوتك حبيبي !
- ارى انك تحبينني بعيداً أكثر منه قريباً !
- بل افضلك قربي
- ما هو القرب الذي تقصدين؟ اهو الذي لا مكان حتى للهواء فيه!
- بل اقرب
حل الصمت متوتراً من الطرف الاخر فتنحنحت: أين .. أين انت مقيم الان آنـدي؟
- في احد افخم فنادق المدينة.
- هل .. انت وحدك؟
ما أن تلفظت بتلك الكلمات حتى ندمت عليها فقد سمعت رده الساخر: في الوقت الحاضر أجل .. وهل كنت تظنين انني اتصلت الخط الساخن؟ ألا تعتقدين ان الوقت لا يزال باكراً على ذلك؟ ربما بعد ساعة أو ساعتين .. عندما اشعر بالوحده.
اشتد احمرار وجهها فصاحت: آنـدي لوكربي ! سأراك في ..
فقاطعها بسرعة: لا يا قمري ، سترينني في منزلك حالما اتمكن من العوده، فهل هذا يرضيك؟
صمتت متعمده، ثم قالت بصوت منخفض: نعم
كسر الصمت قائلاً : ما الخطب؟ هل والدك يجلس قربك؟ بالله عليك! هل هذا مهم! يجب ان يرضى بوجودي عاجلاً أم آجلاً ! الا ان كان ينوى طردي في كل زيارة !
ردت بائسة: إنه أمر في نفسه، ليس موجهاً ضدك شخصياً، بل لآنك رئيس الشركة، كيف له ان يحقد عليك بشكلِ خاص؟
- لكن والدي هو رأس العائلة.. ومع ذلك لا يحمل له الا كل الحب!
- او ه يا آنـدي ! ارجوك .. دعنا من هذا الجدال .. انا احبك .. وإن لم يكن هذا يكفيك .. لتقل هذا ولنفترق قبل أن يحصل المزيد من الخصام.
- بالطبع يكفيني أيتها الحمقاء! حاولي فسخ الخطبة وسترين ما يحصل.
واقفل الخط .. وبقيت هي تحس بالفراغ وصوت دوي الخط المقطوع يدوي في أذنها.

ماري-أنطوانيت
15-01-2008, 14:25
هلا والله ببحووووووووووره....::سعادة::::سعادة::

حبيبتي (( SO ))......

لخاطر عيون غاليتنا بحوره نزلي فصلين....:D

واحنا عندنا بحوره احلى منها....;)

وبصراحه.....ان بعد متشوووووووقه لقراءه الفصول الجايه....

SONĒSTA
15-01-2008, 15:23
عزيزتي SO
شكرا على الفصل الرائع
---
وفي انتظار التكملــة على أحر من الجمر
:D

بحر الامان
15-01-2008, 17:20
واو لقيت حليف لي مشكوره ماري


تعرفين سو سو








































صارت الروايه مثل العلاج



























































حبه صباح وحبه مساء































والروايه فصل في الصباح وفصل في المساء















































على الرغم من ذا كله تسلمين يا الغلا









رائعه بكل معنى الكلمه





سلامي للجميع
بحوره

EdWaRd LoVeR
15-01-2008, 17:25
ياااااااااااي عجيييييييييبه الروايه ..

اختي سو بليييييييييز حطي لنا فصلين والله متشوقه عشان اعرف شنو بيصير ....

وتسلمييييييييييين على التكمله .....

Fenetia
15-01-2008, 17:26
رواااااية قمة في الروعة وننتظر باقي الفصول على أحر من الجمر يا SO

ويعطيكم ألف عافية

SONĒSTA
15-01-2008, 17:41
صارت الروايه مثل العلاج
حبه صباح وحبه مساء
والروايه فصل في الصباح وفصل في المساء




معك حق
::جيد::
---------------
وأتمنى أن تنزلي يا سوسو أكثر من فصل

لخاطر عيون غاليتنا بحوره نزلي فصلين....:D

!SO
15-01-2008, 18:25
Fenetiahttp://www.smileyarena.com/emoticons/Japanese/Girlie/flower.gif
اهـــلا بك بيننا ويعافيكي عزيزتي

بنــــاءاً على رغبة الجميــع ...
وبما أن الرواية باتت كحبة الدواء بالنسبة للبعض .. http://www.smileyarena.com/emoticons/Japanese/Girlie/kahaha.gif
فلم يهـــن لي فيكــمـ

و كي تعرفـــوا معزتكـــــمـ عنـــدي http://www.smileyarena.com/emoticons/Japanese/Girlie/chuu.gif
اليكــــــــمـ حلقـــــــة جديــــــــده من مسلسلنا الرائـــــع

!SO
15-01-2008, 18:46
حــقــيــقــــة أقـــوى من الحــــب

http://www6.*********/2008/01/15/18/223865770.gif


كانت بروك جالسة الى طاولة مكتبها عندما أطلت عليها امرأه بادرتها قائلة: إذن أنت آخر نساء آنـدي !
كانت المرأه تميل الى السمنة، ترتدي قميصاً بنياً فاتحاً، وتنورة بنية قاتمة، لكن منظرها لم يستفد من أي شئ ترتديه، ومع ذلك بدت وكأن هذا الواقع لا يزعجها !
ابتسمت بروك بارتيابٍ جزئياً، لأنها لا تعرف هوية تلك المرأه، ومن ناحية أخرى لأن الكلمات دون شك قُبلت في سبيل الحصول على معلومات اخرى .. تابعت المرأه:
أنا سوزي .. زوجة تود .. أنت لست من الطراز المعتاد عليه ! فنساؤه عادهً من النوع الملتهب، وأتساءل كم من وقت سيبقيك معه!
دفع الغضب بروك للإجابة بحده: نحن مخطوبان.
ردت المرأه ببرود: هه .. هذا ما سمعت ! أتمنى لك الحظ لأنك ستحتاجين إليه حقاً .. كما ستحتاجين الى مخالب لتنحية القطط عنه هذا إن لم أقل لمنعه من التسكع!
زوجة تود كما قال حماها، ليست شيئاً يُنظر إليه، لكنها تجمل ما ينقصها بالذكاء الذي لا يخلو من المنطق، لكنه لم يكن يعلم بمرارتها، وهذا إحساس يتغلب كثيراً على المنطق، بالنسبة لابنه الآخر على الأقل .. فهل يمكن أن تكون هذه المراره خافية في طياتها شيئاً من الإعجاب؟
هل أحبت سوزي يوماً أن تكون إحدى نساء آنـدي، لكنها رضيت بتود؟
أم أن كلماتها قبلت بإخلاص؟ هل تحاول بطريقتها الفظة أن تحذر الفتاه التي أخذت عرض آنـدي للزواج بجدية وتعتبر نفسها خطيبته؟
ردت بروك بصبر: الذي حدث أنني أحبه، وأتمنى أن استطيع بهذا الحب الحفاظ عليه بعيداً عن النساء الاخريات اللاتي قد يسعين إليه، لكن شكراً على النصيحة التي أشك أنني سأحتاجها يوما.
نظرت سوزي إليها، وقد ظهر دهاؤها فقالت معلقة: أمعنت التفكير في الامر ويبدو أن آنـدي هو من سيحتاج للحظ معك!
فابتسمت بروك: إذا كان هذا إطراء ..
- هذا هو بالضبط
- شكراً لك إذن!
بدا على سوزي أنها أرادت قول المزيد، لكنها هزت كتفيها وابتعدت. مر اليوم سريعاً ما بين اعمال عديده وجب انجازها وأسئلة أكثر تطلبت الرد. ولتوفير تلك الردود كان على بروك طلب النصيحة، وصل سائقون بشاحنات فارغة، فطلبت منهم الذهاب الى ورشة التصليح للكشف على الشاحنات وإعدادها مجدداً للرحيل.
عندما عادت للمنزل، استقبلتها مارغريت مسارعة بالقول: أتضور جوعاً ! وقد دعاني والدك للغداء ، أتمانعين؟
- لا شئ قد يسعدني أكثر!
تعاونتا على تحضير الطعام، فكان أن جرى الحديث بينهما بسهولة وهو أمر لا يصدق إذ كيف أخذ كل شئ موضعه بيسر منذ أن خُطبت لآنـدي! لكن كل شئ كان حقيقة لا وهماً.
بعد ذهاب مارغريت، جلست واباها يستمعان لموسيقاه المفضلة، لكن قلقاً بدا يتغلغل في نفسها، قلقاً مرده الى خشية من الا تصلها المكالمة المنتظره، بدأ الشك يعلو ويهبط، وبدا لها مؤكداً أن المكالمة من آنـدي لن تحدث ولو انتظرتها حتى منتصف الليل.
بينما كانت مستلقية في الفراش مفكره .. تساءلت عما إذا كانت سوزي على حق فيما قالت؟ فبدلاً من أن تكون زوجته القادمة، هي الآن مجرد زهره في باقته.. وعندما تذبل .. سيرميها ..
توقعت بروك كل يوم أن تستقبلها مارغريت في المنزل! فتلك المرأه تنسجم انسجاماً تاماً مع والدها خصوصاً من الناحية الفكرية. فمنذ خطوبتها لم تعد تستطيع تجاهل التوتر الدائم في الجو بينهما، وقد أزعجها هذا الوضع لكن ستون لم يكن يختلف مع أحد، خاصة مع ابنته المحبوبة، وهكذا بدا التوتر يتراكم بدلاً من ان يتلاشى عن طريق صدام قد ينقي الاجواء بينهما.
ذلك المساء بقيت مارغريت معهما ساعتان إضافيتان، وكانتا تنظفان الصحون عندما قالت لبروك: هل تمانعين؟
- انا سعيده بوجودك بيننا مارغريت على الاقل بإمكاننا تجاذب أطراف الحديث، فأنت عطوفة ومتفهمة.
- أوليس والدك عطوفاً متفهماً؟!
- ليس مثلك .. صحيح انني افتقد امي .. لكن هذا لا يعني انني غير مولعة بوالدي!
- أعرف ما تعنيه.. عندما تتحدثين معه تحسين انك تحاولين جاهده جذب مرساه سفينة من أعماق المحيط.
فضحكت بروك: إنه دائماً غارق في أفكاره .. ما أنه يصغي الي بصبر عندما أتحدث معه عن عملي في شركة لوكربي، لكن ما أن اتوقف حتى يعيد رأسه للجريده أو الكتاب!
- حسناً عزيزتي .. بما انني هنا الآن، لك حريتك في التحدث معي متى شئتِ ، سأخرج لأجلس مع والدك قليلاً.
نظرت بروك في ساعتها: هل يمكنني .. كنت أفكر في القيام بنزهة بالسيارة..
أجابت مارغريت وهي تنظر من النافذه: إنها امسية رائعة للنزهة .. سأبقى برفقة والدك .. فلا تقلقي من أجله.
أحست بروك برغبة في معانقتها، لكنها وضعت يدها على ذراعها شاكرة، ثم ركضت الى غرفة الجلوس: لن أتأخر يا أبي.
هز رأسه بعد أن رفع عينيه عن كتابه.
عندما وصلت الى محطة تعبئة لوكربي، عبأت خزان وقود سيارتها، وأبعدت سيارتها ثم أوقفتها، كان تود في مكتب المحاسبة، أمامه مجلة أسبوعية غارق في قراءتها، عندما فتحت الباب، رفع رأسه متوقعاً رؤية زبون، لكنه ما أن شاهد بروك حتى اعترى وجهه تعبيراً مقلقاً، فقالت له: لا تبدو مسروراً برؤيتي !
دفعت ثمن الوقود، وعندما أرجع لها بقية المال قال : أنت تتوهمين .. كيف تعاملك الحياه؟ هل اشتقتِ لحبيبك؟
- جداً .. ألا تشتاق لسوزي؟
بدا كأنها تفوهت بما هو خاطئ .. فأي نوع من الزواج بينهما يا ترى؟
رد عليها بصوتٍ بارد : إنها لا تبتعد عني أبداً حتى اشتاق لها.
فابتسمت له: تود .. أتمانع لو استخدمت الهاتف؟
فنظر الى وجهها الزهري، ثم بغرابة الى عينيها وقال بصوتٍ حاقد: شقراء .. زرقاء العينين .. أنت تملكين كل شئ، وأنا على ثقة من أن الاخ آنـدي سوف يمتص آخر قطره من عصيرك الأنثوي.
- شكراً على الإطراء الذي يخالف إطراء زوجتك التي شبهتني بزهرة يضعها آنـدي في عروة سترته حتى إذا ما ذبلت رماني، أما أنت فتشبهني بعصير دائم في حياته!
- ها هو الهاتف هناك استخدميه، لكن دعيني وشأني.
- عذراً على الازعاج!
التقطت الهاتف ثم تأهبت لطلب الرقم .. لكن ما هو الرقم ؟!
كيف لها الاتصال بأفخم فندق في المدينة وهي لا تعرف حتى اسمه!
أعادت السماعة الى مكانها، ثم التفتت بسرعة الى تود : تود؟ في أي فندق ينزل آنـدي عندما يكون في هاليفكس؟
انخفضت المجلة، وامتدت ابتسامة خبيثة على فمه: لنفترض أنني لان اخبرك؟
- إن لم تخبرني عدتُ الى المنزل.
- منتظره ساعاتٍ طويلة حتى يرن جرس هاتفك؟ هل نسيك ليلة أمس؟ أيتها الطفلة المسكينة ؟
سخريته هي الشئ الوحيد المشترك بينه وبين شقيقه .. رفعت بروك رأسها، وسارت نحو الباب.
- حسناً .. إنه فندق "البطة الذهبية" .. هل سمعت عنه؟
- أجل .. فالأغنياء والمشاهير ينزلون فيه
- لخطيبك ذوق مرتفع وباهظ في كل شئ إلا في المرأه التي اختارها .. إنه رجل عاقل يعطي زوجته البنسات، أما النساء الاخريات فيعطيهن الشيكات الدسمة لقاء .. خدماتهن ..
- إنه يحب الإحسان .. فلما أنت مغتاظ يا تود؟ شخصياً أعتقد أن زوجتك كثيره عليك ..
اتجهت الى الهاتف ثم أغلقت باب الغرفة وراءها .. واستغرقت ثلاث دقائق لتجد رقم الفندق، ثم أمضت وقتاً أطول حتى وجدوا لها الرجل المقصود، ثم سمعته يقول: لوكربي يتكلم ..
وجدت نفسها صامتة، وسمعت أنفاسه ثم صوته يقول: ما هذا بحق الجحيم؟!
وجدت صوتها أخيراً فقالت: آنـدي .. هذه أنا بروك .. لم تتصل بي ليلة أمس ..
- لا
- هل كنت مشغولاً؟ ألهذا لم ..
- كنت مشغولاً جداً
- ومع من كنت؟ مع سيلينا ؟
- هكذا يكون الكلام يا حبي
- إذن لقد كان تخميني صحيحاً!
- متى قلت هذا؟
- توقف عن التلاعب بأعصابي آنـدي! حسناً .. قد يكون لك نساؤك لكن اعلم أنني لن ابقى على علاقة معك، لآنني أريد من الرجل الذي سيتزوجني أن يكون مخلصاً ولي وحدي.
- وهل تحبينني؟
- بالله عليك! انت تعرف هذا !
- الا يجب أن نثق ببعضنا ما دمنا مقدمين على الزواج؟
- حسناً .. أنا آسفة .. لكنني بحاجة لسماع صوتك.
- صحيح يا حلوتي؟ وقد سمعته الآن فكيف تشعرين؟
- أوه آنـدي ! متى ستعود؟
- هل تتوسلين الي! أما قلت انك لن تتوسلي لرجل يوما!!
- آنـدي لوكربي .. سأقفل الخط في وجهك .
لكنها لم تستطع .. بل صمتت ، علم أنها لا تزال على الخط: تأخذين حريتك في الكلام الليلة هل خرج والدك؟
- أتحدث من محطة الوقود.

!SO
15-01-2008, 18:48
- هل تكرم تود فسمح لك؟
- أجل .. وهل يزعجك أن تدفع شركتك ثمن المكالمة؟
- بل على العكس لأن ذلك يخولني التحدث اليك مده أطول.
دخل زبون للمكتب، وتمكنت من سماع حديثة مع تود بجلاء، وهذا يعني أن تود بدوره يسمعها .. واكمل آنـدي: عندما نلتقي مساء غد، لابد لنا من الانفراد لآنني عندما أضع خاتم الخطوبة الذي اشتريته في اصبعك، سأطالبك بكل الحب الذي تشعرين به نحوي.. واعلمي أن مطالبي تلك لن يكون لها حدود أتفهمين؟
- آنـدي .. يجب أن أذهب الآن، تود هنا يتحدث مع شخص، ولابد أنه سمع كل شئ قلته لك.
- فليسمع! لأنه إن لم يسمع، قد يخترع أشياء.
- الى الغد إذن حبيبي .. في أية ساعة؟
- الثامنة .. في منزلي
- تصبح على خير حياتي.
كان تود وحده عندما انضمت إليه بروك: إذن انت تحبينه حباً صادقاً !
- أجل أحبه .. أغريب أن أحب خطيبي؟
تفرس فيها بعض الوقت: هو لم يخبرك بعد إذن!
- يخبرني ماذا؟
اشتدت قبضتاه فوق الطاولة: عن حادثة والدك؟
- وماذا بشأنها؟
- إنه سر عائلي .. حقاً ، لكن بما أنك ستصبحين فرداً من العائلة قريباً .. ظننت أن عليك أن تعرفي ..
- ألا تظن أن من الافضل ترك الأمر لآنـدي؟
- أشك انه سيخبرك ..
- حسناً .. ما هو هذا الشئ؟
- لقد كان آنـدي هو قائد الشاحنة تلك الليلة
- أية ليلة؟ انت لا تعني ..
ترنحت بروك ، ووضعت يداً مرتعشة على الطاولة لتسند نفسها .. احست بيدها بارده وروحها بارده كالجليد .. ودخل زبون ثم خرح .. وساد الصمت، وبدأ تفكيرها يعمل من جديد .. لقد قال لها آنـدي : إن لم يسمع تود .. لاخترع شيئاً..
- لا أصدقك ..
- اسألي آنـدي إذن .. الامر أصبح كشبح العائلة
كان عدم التصديق حبل نجاتها الوحيد .. وعادت تسمع صوتها من جديد: لا أصدقك!
عند الباب التفتت فشاهدت البسمة الشريرة على وجهه، فقالت متحدية: أنت فعلاً تكره آنـدي !
- أكرهه! أعترف أنني أحسده على كل شئ يمتلكه ولا أمتلكه أنا لكن
- وتحاول جهدك سلبه إياه أليس كذلك؟
- أنت للان لم تصدقي ما قلت .. اسأليه .. فتأتكِ الحقيقة
ستواجه آنـدي بالواقع، لكن ألم يقل لها بأن تود يخترع الامور!
أوَ لم يحاول خلق المشاكل بينهما عندما أخبره عن أمر الخطبة!
كلماته التي وصف بها أخاه وأخلاقه، سيبقى لها الاثر الاكبر حتى تواجه آنـدي مطالبته بالحقيقة.
انكبابها على العمل في مسؤولية قسم الشحن أثناء غياب ديفيد، الذي رحل ليوصل حمولة مستعجلة، أبقى قلقها بعيداً عن التفكير .
بينما كانت تقود السيارة الى المنزل ذاك المساء، عاد قلقها يستولي على ذهنها، كانت قد بدأت تعد الساعات لعودة آنـدي، وها هي الآن تعد الدقائق .. ماذا لو أن ما قاله تود حقيقي ! ماذا لو أن آنـدي المذنب!
ولأن والدها غرق في كتابه بعد رحيل مارغريت، بقيت بروك وحدها تفكر، مراقبة عقارب الساعة، بخوف وتوتر لا بسعاده كما كان مفترضاً. لكن هذا التوتر أقعدها وجعلها أسيرة الظنون.
في السابعة والنصف دخلت غرفة نومها لتبدل ملابسها.. وبينما كانت تنزل السلم .. رن جرس الهاتف .. أهو آنـدي يطلبها لإلغاء الموعد!
- آينر يتكلم .. هل والدك على استعداد لاسقبال الزوار عزيزتي؟ لا أريد فرض نفسي عليه إذا لم يكن مستعداً.
- من المتكلم يا بروك؟ (سأل والدها من غرفة الجلوس) وتابع: أهو آينر ؟ أطلبي منه المجئ ليؤنسني أثناء فترة غيابك.
- سمعت ما قاله، أنا قادم بكل سرور (قال آينر)
قبل أن تستفهم عن آنـدي ، كان آينر قد أقفل الخط!
وصل آينر بينما هي تستعد للرحيل، وعندما فتحت له الباب، رفع ذراعيه الطويلتين ليضعها حول كتفيها، وجذبها إليه قائلاً آنـدي ينتظرك، سمعته وهو يذرع غرفته وكأنه أسد مسجون بانتظار زوجته !
فضحكت ناسية توترها وقالت: لم أصبح زوجته بعد !
- ربما .. لكنك ستصبحين .. والآن اذهبي .. سأدخل وحدي .
بينما كانت تركض باتجاه سيارتها ناداها: سأبقى هنا حتى تعودي.
انطلقت تمضي حثيثاً، كانت شمس المساء قد أوشكت على الاحتضار لكنها تركت بصمة على الجبال العالية، شعرت أن معنوياتها مرتفعة في هذه اللحظة كارتفاع هذه الجبال. وكأنها ميقنة ان آنـدي سينكر كل الذي قاله تود.
فتح آنـدي الباب فوجدت أنه لم يبدل بزة العمل! ما زال على قسماته ملامح رئيس العمل ! ارتفعت عيناها الزرقاوان الى عينيه بارتباك لكنها وجدت فيهما ترحيباً.
مد يده يتحسس ذقتها، ثم ارتد قليلاً للوراء ليتأمل كل حنايا وجهها .. قطعة قطعة، ثم انحنى إليها فضاعت، رفع رأسه مرة بعيداً عنها ثم عاد إليها يطلب المزيد .. كأن شيئاً لن يروي ظمأه إليها.
أخيراً ابتعد عنها ممسكاً يدها جاراً إياها الى جناحة الخاص ثم دخلا غرفة الجلوس ففتح فيها درحاً أخذ منه علبة فتحها وتناول منها خاتماً ثم رفع يدها التي لم يتركها لحظة ونزع الخاتم الازرق ليضع مكانه خاتم الخطوبة الرسمي وقال: إنه من الزفير والماس، لم أنس قياس اصبعك.
برقت عيناها أكثر من الماس.
- آنـدي إنه رائع الجمال! لكن كم ثمنه؟
- ماذا يهم ! والفتاه التي ستضعه أغلي عندي من ماس العالم كله؟
- صحيح!
- انت تعرفين يا غالية
راقبته وهو يخلع سترته ثم يرفع كميه لتبرز عضلاته القوية، ها هما اليدان القويتان اللتان تديران مقود شاحنه بسهولة ..أو انهما اللتان ربما فشلتا في تجنب صدم رجل مؤديتان لإقعاده مدى الحياه ..
- ألم تجدي الشجاعة بعد لتسألين؟
اتسعت عيناها للسؤال، وعلمت أنه علم باتهام تود له، وها هو يتحداها أن تسأله .. أيجب أن تواجهه الآن ؟ بعد فتره قصيره من جمع شملهما .. في وقت هي في شوق الى حضنه؟
- الشجاعة؟ لست أحتاج الى الشجاعة يا آنـدي .. بل للحظة المناسبة.
- ماذا عن الآن؟
- حسناً .. أرى ان تود أخبرك أنه أعلمني بشأن الحادثة.. وأنك أنت السائق الذي كان يقود الشاحنة تلك الليلة.
- تقولين هذا وكأنك صدقته! فهل حكمتي علي في تفكيرك بالإدانة مسبقاً ! من دون ان تسمعي دفاعي؟
صرخت فيه، كالشاه التي تعرف أنها على وشك الذبح: آنـدي .. لا تكلمني بهذا الاسلوب ! لقد أكد لي تود أن ما يقوله صحيح. وأن الامر أصبح كشبح العائلة. وأنه سر يجب أن أعرفه لالنني سأصبح فرداً منها، وقلت له أنني أريدك أنت أن تخبرني ، لأنني لا أصدقه ، فقال إنني آخر شخص قد ترغب في إخباره!
حدق فيها آنـدي ، ثم ابتعد عنها ينظر للخارج حيث بدت الحدائق الجميلة تستحم تحت آخر قطرات الشمس الذهبية.
همست وقد خاب أملها من رده فعله: آنـدي .. إنها ليست الحقيقة .. أليس كذلك؟
لم يرد .. فركضت إليه تحيطه بذراعيها، تضغط وجهها الى ظهره.. تحمل إليه يأسها، و مد هو يديه الى ذراعيها يزيحها عنه: إنها الحقيقة فما أنت فاعلة؟؟
ارتدت مذعوره .. وتلاشى كل لون من وجهها، توقف فتوقفت وقالت بصوت بدا غريباً عنها: مع ذلك تركتني كل هذه المده أؤمن بأن الفاعل شخص آخر! وهززت كتفيك تخلصاً من المسؤولية! بالنسبة لك ما كان والدي أكثر من حادثة عرضية .. أنت لم تعتبر الحادثة أكثر من أمر مؤسف مر بك .. حولته سريعاً الى شركة التأمين !
- لكنه اعترف بمسؤوليته ! وهذا ما كنت تعرفينه دائماً ! إنه المخطئ يا بروك! ثمة شهود على ذلك .. لذا لم تكن أمامه قضية يتمسك بها.
- حسناً .. أقبل كل هذا .. لكن تصرفاتك هي التي أزعجتني .. كذبك .. خداعك .. لماذا يا آنـدي .. لماذا لم تخبرني! وهل أخبرك أنني كنت وراء مقود الشاحنة التي صدمت والدك؟ وهل سيكون لهذارفق بالنسبة لما حصل بيننا؟
- نعم .. سيكون آنـدي نعم سيكون! ألا ترى؟؟ لا استطيع الزواج من الرجل الذي حطم آبي .. ولن أشعر فقط بالاشمئزاز منه ، بل والدي سيستمر في حقده عليه مدى العمر! ولن يقبل بك صهراً له بعد الآن .. وأنا لن أدعه وحيداً أبداً.
بدأ يتحرك نحوها مره أخرى، فتراجعت وفي أعماقها خوف غريب يتزايد .. رأته يفك ربطة عنقه، ثم أزرار قميصه .. ويقول بصوتٍ منخفض: هل أثير اشمئزازك آنسة ستون؟ لقد عرفت الآن ما عرفته .. فهل التفكير في أن يداي على وشك ملامستك يجعلك تنكمشين رعباً ! هاتان اليدان اللتان كانتا السبب في مصاب والدك؟
فصرخت به: توقف عن ذلك!
وبدا وكأنه رجل آخر ، مخيف .. ساحر .. أرادت الهرب منه لكنها أرادت أكثر الهرب إليه .. ووصلت في ارتدادها الى خزانة فاستندت إليها .. ثم أصبح امامها فجأه يضغط بجسده عليها، وأخذت ذراعاه في جذبها إليه بقسوة صعبت مقاومتها ، ارادت ان تقاوم على الاقل حتى تلتقط أنفاسها! ومن بين أسنانه قال: لقد قلت لك بروك .. بعد ان اضع خاتمي في إصبعك لن يكون هناك حدود لمطالبي .. وها هو خاتمي في يدك وسأفي بوعدي.
بدا جداً غاضب .. لكن لماذا؟ لما يغضب منها؟ فهو من ارتكب الجريمة لا هيّ .. فكيف يلومها على رفضها له بعد معرفتها بالحقيقة؟ بعد أن علمت كم هو مخادع..

!SO
15-01-2008, 18:50
ورفعها بين يديه دون أن يبالي بمقاومتها .. ثم أحست بنعومة الفراش تحتها .. وبثقله عليها: سوف أنال منك .. سأنتزع هذه الطهارة البادية في عينيك وأجعلك ملكي بشكلٍ كامل .. حتى لا يفكر غيري فالاقتراب منك مستقبلاً.
كان عناقه وحشياً.. ويداه قاسيتان تعاقبانها .. ناقلة إليها ذلك الالم الذي يشعر به. وأخذت حراره رغباته تغلي الدماء حارة في عروقها.
أحست بالضياغ من شده حبها له، إنها تريده بشده .. أن تصبح جزءاً من كيانه، أن تمنحه ما يريد، دون الاهتمام بخشونة معاملته لها.
وبينما كانت تقاوم مشاعرها شهقت تريد الوصول الى ارض أكثر صلابة من التفكير السليم، ولكن ذلك كان صعباً .. كانت تعلم أن الوقت لن يطول قبل أن يستسلم جسدها له .. كما استسلم قلبها منذ زمن .. إلا أن عقلها استمر متعلقاً بأمل انتصار المنطق .. عندما احست بضعفها أمام قوته .. علمت بأن المحتوم على وشك الوقوع لا محالة.. وراحت تبكي وترتجف في مشاعرٍ متناقضة من النشوة والخوف .. وتدفقت دموعها تبلل وسادته وتغطي وجهيهما معاً .. لا بد انه مثلها .. أحس بطعم الملح في فمه ، لأنه رفع رأسه وأخذ يحدق في وجهها وكل عضلة في فكه تتحرك، تدحرج فوق السرير مبتعداً .. ليستلقي على مسافةٍ منها محدقاً في السقف!
بأنفاسٍ متقطعة قال: إذن أنا اثير اشمئزازك إيه!
سخريته في هكذا موقف كانت مماثلة للإهانة الجسدية تماماً!
ببطء .. نزعت خاتمه .. ووضعته فوق صدره الذي استكان ، فأخذه ورماه أرضاً بعنف .. فتحركت واستلقت على وجهها محاولة بفشل إخفاء دموعها..
وقف وزرر قميصه، ثم ملس شعره بيديه ، متجهاً الى النافذه قال: الافضل لك أن تذهبي .. لا أريدك زوجة لي بعد اليوم ..
وعادت تستلقي على ظهرها ممسكة أطراف قميصها صائحة: كيف أقدر أن أثق بك آنـدي ! لقد اعترفت بصحة ما قاله تود!
نظر إليها نظره عميقة وخرج.. اخذت الافكار تتسارع في رأسها.. هل ستبقى فالعمل لديه بعد اليوم ؟؟ وهل سيستمر والده صديقاً لوالدها ؟؟
عندما عادت لرشدها أدركت أنها لازالت مستلقية على فراشه لا على فراشها.. أجفلت ووقفت فوراً تنتعل حذائها، عندما نظرت في المرآه احمرت من رؤية شعرها وثيابها في أسوأ حالاتهما.
سارعت لترتيب شعرها وثيابها .. وما هي الا لحظات حتى فتح الباب وعاد آنـدي: هل تريدين المزيد؟ هل كنت تنتظرين عودتي إليك في الفراش؟
قررت عدم الرد، والتفتت للمرآه وعادت تمشط شعرها قائلة: أرجو ألا تمانع في استخدامي هذا.
- بما أني استحم يومياً فالمشط نظيف.. ويناسب ملكة .. ليس أنت
الكلمتان الاخيرتان كانتا تحملان نوعاً من الازدراء فاستدارت نحوه: لما انت هنا؟
- هذه غرفة نومي إن كنت تذكرين! وانا من علي سؤالك؟!
- انت من جئت بي الى هنا!
- جئت بك للحب
- الذي انقلب كراهية.
- هكذا إذن!
- صحيح ! بما أنه ليس لك التفكير السليم للخروج ساعة سمحت لك، استطيع الان إقفال الباب لإفعل ما أشاء بك.
تقدم نحوها، لكنها أجبرت نفسها على البقاء حيث هي وأمسكها بذراعه وضغط عليها بأصابعه، فتألمت لكنها بقيت صامته .. وأسكتت صرخة كادت تفلت منه.
- ما بك ؟ أما عدت تحبين لمساتي!
- أنت تؤلمني يا آنـدي !
بعد أن شهقت من الالم أرخى عنها قبضته التي ستترك أثرها على جلدها أياماً ثم قال: سأوصلك.
- سأوصل نفسي .. معي سيارتي
- لقد اتصلت بتو م الذي أخذها منذ نحو عشر دقائق الى منزلك .. سأوصلك وبعدها أصحب والدي .. بخصوص والدي لدي طلب .. إنه سعيد جداً بخطوبتنا .. لذا قد تكون صدمته كبيره إن علم بنهايتها المأساوية بعد بضعة أيام.. وصدمة كهذه قد تؤدي الى كارثة.
كان الخاتم حيث رماه، فنظرت إليه ثم إلى صاحبه: اتطلب مني أن استمر بالتظاهر انني خطيبتك؟
استدار يواجهها بابتسامة ساخرة: صحيح .. ايصعب عليك هذا؟ أنت لا تعترضين على مغازلتي .. ولو رفعت اصبعي الآن وأومأت إليك لقطعت المسافة بيننا كالطير.
- أجل .. سأقطع المسافة في لحظات لكن لأقذفك بشئ يؤذيك وسأتأكد من أنني سأصيب الهدف.
استدارت لتكمل تزرير قميصها، فأحست بالاحراج لأنها وجدت أنه تمادى كثيراً في فك تلك الازرار .. فقال لها: مابك ؟ هل كنت مأخوذه لهذه الدرجة فلم تعرفي الى أي مدى وصلت يداي؟
- اوه .. إيها المقــ
- ما ردك بالنسبة للخطوبة؟ هل أنت ممثلة بارعة؟
- حتامَ سأستمر في التمثيل؟
- صدقيني يا حبي لن نستمر اطول من الضروري ، فأنا رجل أحب تحقيق رغباتي كما أريد ولست على استعداد لاحتمال امرأه بارده لا تريدني ، لذا فأنا أتوق لإنهاء هذه العلاقة أكثر منك.
- لديك سيلينا لتعود إليها .. فما همك
- آه أجل .. بالتأكيد سيلينا العزيزة، لكن لا للرجوع إليها حبي . لاشك أنك تعرفين الدوافع البيولوجية!
- انت .. انت تقرفني !
ارتفعت يدها سريعاً لتسقط على وجهه، لكنه جذبها بسرعة نحوه .. حتى اضطرت للتمسك به شاعره بأنه سيغمى عليها في أية لحظة
وعندما تركها، اضطرت للانحناء والامساك برأسها بين راحتيها لتمننع الاغماء، راح يراقبها دون أن يمد لها يد العون .. وأخيراً قال:
- والآن التقطي الخاتم عن الارض وضعيه في اصبعك.
- التقطه انت .. الست من رميته!
- انا انتظر ! (ضاقت عيناه)
أطاعته وفي قلبها كره شديد، ثم أعطته الخاتم لكنه بدا كأنه لم يكتفِ بعد من إذلالها فقال: بما أنها خطبة زائفة .. ضعيه بنفسك.
- لدي فكرة أخرى .. ما رأيك بأن أرميه ؟!
- اعملي بنصيحتي بروك .. وسيطري على أعصابك قبل أن اريك بعضاً من فلتان اعصابي
أجبرت نفسها على إعاده الخاتم لمكانه وقالت غاضبة: كان خيراً لي أني عرفتك في النهاية! اعرف الان حقيقة أخلاقك أيها القذر .. انت عفن منحط
وقبل أن تنتبه .. امتدت يده إليها تصفعها بقوه وقاومت لتبقى واقفة من تأثير الصفعة .. آلمها خدها .. وارتجفت شفتاها، وتدفقت دموعها .. ابتعدت ويدها فوق احمرار خدها .. وبعد صمت طويل قالت : آسفـــة
قال مغادراً الغرفة: سأحضر سيارتي أمام الباب .. لاقيني هناك ..
ورحــــــــل !

SONĒSTA
15-01-2008, 19:11
الأحداث أصبحت مشوقة أكثر
:)
--------------
شكرا على البارت
وفي انتظار الحلقات الجديدة


/
/


سونيستــا
:o

بحر الامان
15-01-2008, 20:15
so
بجد رائعه
الله يكثر من امثالك
الرحماء بامثالي
تسلمين يالغلا
بحوره

*mero*
15-01-2008, 21:10
SSSSSSSOOOOOOOOOOOO!عسى أيامك دوم حب وبصراحة أعجبني أكثر من الرواية التزامك واحترامك لنا يامتابعاتك بدون حسد طبعا
شكرا علىالزيادة المجانية أمتعتينا يابعدهم كلهم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
And iwant tell you me too looked to be dream atrue

عذاَري
15-01-2008, 22:11
يؤؤؤؤ آنا قديمه ..

هذا رايي في << من زينه :D .. اليه تستكين ..

..

تود هذا انا كارهته من زمآآآآآآآآن و سبحان الله ماجا كرهي عبث خخخخخخخ ..

بس اشوا انها قبلت !! .. بس ما سآلت عن سيلينيا ليش تتلصق فيه ؟؟ ..

و اتمنى ان بروك تكتشف انه يلعب عليها و لا تكون متعرف على بنات كثآآآآآر !؟!؟ << يآشيني لآ خشيت جوو :D ..


نعم نعـــم نعـــــم ! فلا شئ يمنعني

هذي شــــيء ..

<<< آعذروووووني محششه و الكلام فوق بعض ..

آآآآآآآآآآآآآآآآآخ و الله يحمــــــــس ..

تسلميـــــــــــــن sO ! لآعدمنــــآكـ يــآربْ ..

..

لي بـآك بعد ما اقرآ .. وسـاد الصمت ! ..و.. حقيقة اقوى من الحب ..

..

على فكره آنا اكتب رايي و مشاعري << ابوك يالمشاعر :D عن الآحداث اللي صارت في مفكره ..

بعدين انزله هنا خخخخخخخ ..

عذاَري
15-01-2008, 23:46
بـآك ..

يؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤ << بصيح :محبط: :بكاء: :ميت: ..

ليه يصير لهم كذآ << ازين عشان اذا رجعوا لبعض تحس انه يحبها اكثر من اول :D ..

بس والله قـــهـــر ..

شكل ابو بروك داري ان اندي هو اللي صادمه بالشاحنه .. بسبب كرهه الغريب له ..

وليه قالت له / آسفه << لآنها تكلمت عليه يعني ؟؟؟؟

والله متحمـــــــسه و بقووووه لـ الاحداث الجايه ..

لآعدمنــــآك ! SO ..

بحر الامان
16-01-2008, 10:54
يا خلق الله دورو معي




سوسو دوري انتي بعد معنا












































































حبة الصباح مالقيتها







تدرين وين حطيتيها يا سوسو
























تكفين لا تطولين
تعبت وانا ادور



بحوره

!SO
16-01-2008, 12:04
و أصبــــــح ســـــــرابا !

http://www.3tt3.net/up4/get-1-2008-vsrl1ee5.gif


كانت الايام التالية لا تطاق أبداً، فالعمل الذي تقوم به وإن كان في قسم الشحن إلا أنه يقع في قسم المكتب الرئيسي وهذا يعني أنها مضطرة الى سماع صوته غالباً.
وعندما كانا يلتقيان في مكان وحولهما أحد، كان يبتسم لها لكن دون النظر في عينيها. بل إنه أحياناً كان يوقفها ليطبع قبلة سريعة على خدها. أما عندما يدخل فيجدها وحدها فكان لا يكاد ينظر إليها! بل ويعاملها وكأنها لا تعدو كونها موظفة عادية.
في نهاية الاسبوع الأول استدعاها الى مكتبه، ودعاها بشكل عفوي للجلوس بينما بقي واقفاً: هذا لا يكفي .. والدي بدأ يشك .. ويسألني لما لا نرى بعضنا في أوقات الفراغ .. فهل لاحظ والدك شيئا؟
- مارغريت تبقى معنا كثيراً هذه الايام، وكأنما هو يشجعها، ويحضر نفسه لليوم الذي سأتزوج فيه وأترك المنزل.
ضرب بالقلم على الطاولة: هل مارغريت سعيده بالبقاء معه وبتمديد واجباتها؟ ألا يظهر عليها الارتباك أو التردد مثلاً؟
- بل على العكس إنها تظهر السعاده فهما متفقان جيداً، وفي الواقع أتساءل ما إذا .. وهل يكون من الجيد لو تزوجا يوماً؟
بذلك أحست وكأنها كشفت أفكارها وأعلنتها .. وكأنها تقول: " الأمر رائع لو أننا كنا سنتزوج! "
هزت رأسها فسألها: وماذا ستفعلين؟
كان بارداً لا يظهر الاهتمام بمستقبلها، وهذا يظهر كم كان كاذباً عندما ادعى أنه يحبها ..
ردت دونما اكتراث: سأترك المنزل .. سأجد عملاً.
- لديك عمل ! .. في شركة لوكربي.
عمل في شركتهم ! ... كــي تراه كل يوم ! وكي تمر به دون أ، يتعرف إليها بعد فسخ الخطوبة، معاملاً إياها بلا مبالاه تفوق معاملته لهذا القلم الذي يضرب به الطاولة؟
ودت لو ينتبه للكره الذي أخرجه صوتها: لن ابقى هنا .. شكراً لك
- كي يكون الاتفاق بيننا مقنعاً، يجب أن تبقي معنا لبعض الوقت، هذا المساء سأصحبك للعشاء في مكانٍ ما.
قفز قلبها لكن ليقع في هاوية لم تعرف لها قرار.. فليس الغاية من خروجهما سوى المظاهر.
- إذا رغبت في هذا.
- سأمر بك عند السابعة.
عندما وصل آنـدي الى منزلها، كانت مارغريت موجوده فنادت: إنه هنا .. سأبقى الى ان تعودي .. لا لامانع لدي إطلاقاً ، ولا أظن أن والدك يرغب في الخلاص مني كذلك!
فصاح ستون من غرفة الجلوس: بكل تأكيد .. فأنا أرحب بصحبتك.
مد آنـدي يده إلى بروك .. في السابق كانت تبقي رأسها منخفضاً حتى يطالبها بقبلة ، أما اليوم فوافق طلبه هذا ضعط مؤلم على أصابع يدها.
ابتسمت له ابتسامة فيها عتب، فشاهدت فكه يتحرك بانزعاج. نظرت مارغريت إليهما متسامحة: استفيدا من أيام الانتظار .. شباب اليوم لا يعرفون ماذا يخسرون من المطالبة بكل شئ دفعة واحده .. لن أقبل بأن أكون شابة في مثل هذه الايام ولو لقاء ثروه.
وصلوا الى غرفة الجلوس، فابتسم ستون لهم ثم قال لمارغريت: أنا واثق أنك تكذبين يا عزيزتي .. كوني صادقة واعترفي أنك تتمنين عوده الشباب.
- سنتحدث في هذا في وقت آخر .. فأنا أجد السعاده الآن في النظر إليهما، هل شاهدت في زمنك مثل هذه السعاده؟
توقفت نظره والدها عليها للحظات، ثم لما انتقلت الى رفيقها، حل في عينيه تعبيرُ غريب .. أهو تساؤل أم تحليل!
كان الطريق عبر الوادي، والمروج المحيطة بالنهر يكاد يقطع الانفاس حتى شعرت بأن لا ضروره في التفوه بكلمة .. فأين ذهبت نظره الحب تلك، التي أظهرها أمام والدها ومارغريت؟ وأين ذهبت تلك السعاده التي شعرت بها لوجودها معه؟
قبل نهاية العشاء .. قال لها: يجب أن تلتقي غداً. لا أعرف بما تشعرين لكنني أجد التظاهر بالسعاده يصيبني بالتوتر ..
- لقد وافقت على كل هذا من أجلك فقط ..
- وهل أنكرت هذا !
- ماذا تقترح إذا !
استدعى الفاتوره ودفعها ثم قال: سأمر بك غداً وحينها نرى ما العمل، وسأكون في اجتماع طوال يوم غد.
كانا يتجهان نحو الباب وسترتها فوق كتفها، عندما أجابت: جيد .. هذا يعني أنني لن أضطر الى مقابلتك في الممرات مجبراً نفسي على الابتسام لك ..
فقال من من بين أسنانه: بعد دقيقتين من الآن، سأطرحك على ركبتي وأضربك ضرباً مبرحاً
- كما ضربت والدي !
خرجت الكلمات منها قبل أن تعي أن شفتيها ستتفوهان بها .. وصر على أسنانه ثم قال :
لقد غيرت رأي .. سأمسكك من مكان أخطر بكثير ..
فاستدارت عن السيارة مبتعده .. ولكنه فب بضع خطوات كان إلى جانبها يمسك ذراعها ليديرها نحوه ويعيدها الى السياره .. فقالت بغضب والعبرات تخنقها: لا تكلمني بهذه الطريقة !
- معك حق .. ها قد بدأت أتساءل كم من الوقت ستبقين قبل أن تخري ساجده أمام قدمي!
- أوصلني الى البيت فقط ! (قالت صافقة الباب وراءها)
وهذا بالضبط ما فعله دون كلمة واحده !
عند الباب قال لها: أراك غداً.
فأجابته بحده: لأجل والدك فقـط !
واستدارت لتدخل.
في اليوم التالي وبينما كانت تسير مع ديفيد، ناداها : لا تنسي هذا المساء
فأجبرت نفسها على الابتسام ولوحت بيدها بلا مبالاه.
قال ديفيد معلقاً: وقع في فخ عميق حقاً .. لم أره مأخوذاً بامرأه هكذا من قبل ! ما الذي تملكين لا تملكه الأخريات؟
أتسعت ضحكته: لا لا تجيبي .. سأجيب أنا .. لا شبيه لك في إي مكان آخر ..ولو كان لاخترتها.
فردت بروك: ليس لدي أخت ! آسفة !
- صدقيني أنا من عليه أن يشعر بالاسف !
وافترقا مبتسمين .. في المساء عندما وصل آنـدي .. أوقف سيارته عند المنعطف ثم أطلق الزمــور ، فسأل والدها: لما لم يدخل؟
دُهشت بروك من سؤاله .. فهل يريد أن يزيد معرفته بصهره المستقبلي ؟
ردت عليه: أنا مستعده للخروج .. أنظر !
أجبرت نفسها على إظهار سعاده لا تعكس مشاعرها ، فتقبل والدها تفسيرها، وعاد الى كتابه، فقالت له: سيحضر آل هاملتون ليجلبا لك القهوة بعد قليل.
فتمتم منزعجاً: لا أفهم لما لم تقبل مارغريت البقاء !
فردت مندهشة مجدداً: لقد قالت لك إنها ذاهبة تلعب الورق يا أبي !
- بإمكاني مرافقتها ! صحيحي أنني لا أستطيع استخدام ساقيَ لكني قادر على استخدام عقلي ويداي !
ازدادت دهشتها : لم تخبرها ! وإلا لكانت اصطحبتك معها بالتأكيد !
فتنهد بعد أن سمع صوت الزمور ثانية: هيا اذهبي .. فالشاب في الخارج نفذ صبره، وأصبح أسوأ مني .. وأنا الذي كنت أظن نفسي عديم الصبر !
فضحكت بروك، وأسرعت بالخروج .. وبقيت ضاحكة حتى دخلت السياره، فنظر إليها حائراً: هل يثيرك قضاء ليلة مملة مع خطيبك الذي سرعان ما سترمين خاتمه في وجهه؟
- ضحكت على شئ قاله والدي .. عنك
- أوه! وماذا قال عني؟
- لقد قال أنك نافذ الصبر .. وإنك أسوأ منه في ذلك.
بدا على صوته التجهم: إنه محق .. وخاصة مع فتاه شابة حمقاء زرقاء العينين! لا ترى أبعد من أنفها.
- وماذا تعني بهذا؟ أتريد أفتعال شجار!
ولما لم يجب ، سألته: الى أين سنذهب؟
- الى منزلي .. والدي خرج لزيارة أصدقاء له، وعليه سنكون وحدنا.
كان الجو بينهما أي شئ .. عدا المريح .. كانت تشعر حتى وهما في السيارة به يملك عليها كل حواسها .. فالدم بدأ بالغليان في عروقها حتى قبل أن تبدأ الامسية!
ولجت السياره بوابة الحديقة فوقف أمام الباب حيث استقبلها والده: أهلا بك حبيبتي .. تمتعي بالراحة في منزلك .. فهو سيصبح كذلك عما قريب.
كرهت بروك خداع هذا الرجل الدافئ القلب ، ورفعت نفسها لتقبله .. فقال ببهجه: يا آلهي .. ستكونين لي كِنـــة رائعـــة ! لقد اخترت خير النساء يا بني ! اينعم تأخرت وانت تقلب النظر .. لكن عندما قررت أصبت الاختيار .
نظرت الى آنـدي والشك يملاؤها .. فوجدت وجهه خالياً من التعبير ..
- اعتقدتك ستزور بعض الاصدقاء!
فهز رأسه: أحس بتوعك بسيط لذا رأيت أن أقضي الامسية معكما في المنزل .
لاحت أمام بروك فرصة لتمضية الوقت الذي كانت تخشاه فقالت: أتسمح لنا بالانضمام إليك!
جلست وكأنها تستعد لقضاء السهرة والليل كله هنا إذا لزم الامر ، نظره سريعة لآنـدي أعلمتها أنه منزعج .. فربتت على المقعد المجاور لها: تعال اجلس بجانبي حبيبي .
جلس آينر في مقعده المفضل، أما آنـدي فخلع سترته وقال: بكل سرور يا حياتي!
تقدم منها، و انحنى فوقها ليحملها ويجلس مكانها واضعاً إياها في حضنه !
عرفت أنها قد وقعت في شر أعمالها، وضحك في وجهها كما لم يضحك من قبل! ثم قرب وجهه منها وطبع قبلة سريعة على خدها، دون أن تستطع شيئاً !
أخفضت رأسها الى صدره والدماء تتصاعد حاره الى وجهها، وتظاهرت بمتابعتها للفيلم ، ثم أحست بذراعاه تلفانها .. فتنهدت بحراره وقد تحركت فيها مشاعر أخرى من نوعٍ آخر .. ثم ما لبثت ان احست باستحالة بقاءها على هذه الوضعية ! أخذت تتململ .. وفكره بأنه عليها تغير وضعيتها في هذه الظروف تلح عليها أكثر وأكثر .. لا يجب أن تستلقي بين ذراعيه .. فلا حق له أصلاً في أن يجلسها في حضنه .. لما يبالغ في الادعاء؟ لماذا لم يجلس على كرسي آخر ليبتسم لها من وقتٍ لآخر فهذا سيرضي أباه .. ألم يكن هذا كافياً !
وازداد تململها عله يفهم أنها غير مستريحة .. لكنه شدد ذراعيه حولها ، منذرا ً إياها بالبقاء جامده لئلا يلاحظ والده شيئاً.
فغضبت وتظاهرت بأنها تهمس له: آنـدي .. أتركني !
فهمس بدوره: ستبقين حيث أنت الى أن انتهي منك !
استعر غضها .. وسمعت ضحكة مرتفعة من آينر .. لكنه لم يلتفت وبعد خمس دقائق انتهى الفيلم .. فوقف ومد نفسه : أظن أنني سأخلد للنوم الآن.
بدا القلق على آنـدي : أتحس بشئ؟
- لا يا بني .. تعب بسيط ، كما أنني أعتقدكما لا ترغبان في وجود عجوز مثلي بينكما .
حاولت بروك الوقوف، فشدها آنـدي إليه ثانية فقالت: أرجــــــــوك سيد لوكربي لا تذهب بسببنا ! فنحن
ورفع يده : سأصعد للنوم .. أراك في الصباح بني
تركها آنـدي بعد ذهاب والده فجلست على مقعد آخر متنفسة الصعداء: أعدني الى منزلي !
- عندما أكون مستعداً
- إذن سأذهب سيراً
اتجهت نحو الباب، فقال بلهجة متسلطة مهدده: ستذهبين عندما اكون جاهزا بروك!
قال ذلك واتجه نحو النافذه يحدق في الظلام

!SO
16-01-2008, 12:05
- حسناً سأبقى من أجل والدك فقط، لكن على الاقل أدر التلفاز ! لا استطيع البقاء هكذا معك .. دون تسلية ..
أدار لها التلفاز ، لكن تفكيرها لم يستقر عليه لحظة .. بل انجرف الى هذا الرجل الواقف على بعد خطواتٍ منها .. ولم تدر وهي محمولة بين ذراعين قويتين أنها قد غطت في النوم .. فصاحت مذعوره: أنزلني .. انزلني فوراً !
تجاهل رجاءها واضعاً إصبعه على فمه مطالباً إياها التزام الصمت، فسألته: الى أين ستأخذني؟
- الى منزلك! هل خاب أملك يا حلوه! هل كنت تريدين مني أخذك الى مكان آخر .. كفراشي مثلاً !
- إن لم تنزلني حالاً سأصرخ!
ترك جسدها ينحدر من بين ذراعيه بكل قسوه ففقدت توازنها ووقعت أرضاً!
ما أن توقفت السيارة أما منزلها حتى فتحت الباب وخرجت .. ودون أيه كلمة سارت عبر البوابة للمنزل، وسمعت السيارة تبتعد.
في الصباح التالي بينما كانت بروك في مكتبها تتلقى تفاصيل طلب من زبون عبر الهاتف، دخل آنـدي .. وانتظرها حتى انتهت، ثم تأكد ان لا أحد غيرها موجود وقال: أنا مرتبط الليلة بموعد.
- هذا يعني أنني سأكون حره
اختار ديفيد تلك اللحظة بالذات للدخول: حره؟ صحيح! هذه فرصتي إذن .. هل ترافقينني يا بروك؟
فقال آنـدي ببرود: متى اكتسبت عاده الاستيلاء على أملاك الآخرين؟
- أوه ! أنت حقاً غارق حتى أذنيك !
فتحت بروك فمها لتحتج محمرة الوجنتين، فسارع آنـدي: أنت تختار كلمات غير مناسبة ديفيد.
- آسف يا بروك، لكن خطيبك يشير إليك كأملاك له! وهذا ما قادني للاعتقاد .. أنت تعلمين ماذا..
فابتسمت بروك: لا بأس.
أظهرت غضبها أمام آنـدي، وهذا أمر غبي، لآن إظهار غضبها يعني عرض ضعفها أمامه، وهذا يعني أنه سيستغل هذا الضعف متى سنحت له الفرصة فقال لديفيد: إن كنت جاداً في دعوتك.. أحب أن أخرج معــ
فقاطعها ديفيد مدافعاً: لن أتحدى ابن عمي ! فأنا سعيد بما أتقاضاه أجر عملي عنده، لذا لا أريد أن أخسره في الخروج مع زوجته المستقبليه!
التفت آنـدي سارقاً أي فرصة بالرد: غداً يا حياتي سنذهب لمنزلي حيث سيكون والدي في الخارج.
عندما خرج نظر إليها ديفيد بارتياب: في منزله ؟ وحدكما!
- إنه يتظاهر ..
- يتظاهر ؟ أهكذا تسمين الأمر؟؟ لكنني أسميه على حقيقته، وبأحرف فخمة لم تسيطر امرأه قط عليه كما تفعلين!!
لو أن ديفيد يعلم .. فآنـدي لم ولن يسمح لأي امرأه بالسيطره عليه .. ولا حتى التي تقدم يوماً طالباً يدها ..
ذهبت مارغريت الى منزلها في الوقت المعتاد بعد أن ساعدت بروك في تنظيف صحون وجبة العشاء. وبينما كانت تهم بالخروج من باب الحديقة تجر دراجتها، وصلت سياره فوفقت عند المنعطف ثم خرج منه آينر لوكربي.
وتحدثا للحظات قرب البوابة، ثم أكمل آينر طريقه الى حيث كانت بروك واقفة تنتظره، سألها بصوت ٍ مرتفع: هل ستون في مزاج لائق لاستقبالي؟
ناداه ستون من الداخل: أهلا بك آينر، كنت آمل مجيئك .. فأنا مشتاق للعبة الشطرنج.
جلس آينر في كرسي مريح مجيباً بروك عن سؤالها عن صحته: في صعود ٍ وهبوط ! لكنني أحمد الله على كل شئ فنحن الان وبطبيعة الحال في هبوط اكثر منه صعود أليس كذلك ستون؟
فسارعت بروك: لكن أبي الأن رجلٌ خاطب
- لا ! غير صحيح! من هي المحظوظة ستون؟ أهي مارغو ؟
أومأ ستون برأسه ، فقال آينر: الأب مثل ابنته، وهذا تلاعب على قول ٍ قديم ..
تلاعبت بروك بخاتم خطبتها .. إنه لم يعد لها .. إنه في يدها فقط مؤقتا ً .. لخداع رجل ٍ مريض ..
قالت: سأخرج قليلاً في نزهة أبي ..
فهز والدها رأسه بغير مبالاه .. فبوجود صديقه لن يحتاجها ، وعندما تصبح مارغريت زوجته ، لن يعود بحاجة لابنته مطلقاً .. وماذا بع\؟
خرجت بسيارتها تجتاز القرية .. التلال البعيده كنت تومئ لها ، ورغم الهواء الذي اشتد برده بسبب أفول الشمس الى المغيب، كانت الشمس ما تزال عاليه الى حد ما جعلها تفكر في عدم الصعود الى قمة تلة ومع ذلك أوقفت السياره وصعدت الى القمة، فظهر لها المنظر الممتد أمامها في غاية الروعة والجمال.
رفعت نظرها لتستوعب المنظر .. وبدأت الافكار القريبة من قلبها تعاودها .. و .. تذكرته .. لقد قال أن لديه موعداً هاماً .. فأين ذهب؟
بعد أن تغيرت ظروف حياتها الى هذا الحد، لم يعد يمقدورها ادعاء خطوبة زائفة .. إذا تم إيصال الخبر بلطف لوالده .. فإنها متأكده من أنه سيستقبله بهدوء كأي شئ من الاشياء التي تحدث هي هذه الايام، أيام العلاقات المتغيره على الدوام.
وملأت رئتيها حيداً بالهواء النقي ، ملأت فكرها بالهدوء والسكينه، وأسرعت تتقدم في العتمة الى سيارتها التي أدارتها مبتعده عن التلال والوادي والمراعي باتجاه منزلها.
ظهرت أمامها سياره في الاتجاه الآخر، كانتت الطريق ضيقة لذا لا بد من ابطاء السرعة، وترك المجال للسياره الاخرى الكبيره لتمر. عندما أصبحت على بعد خطوات منها تعرفت الى السياره .. صدمتها روية آنـدي في المرعى .. لكن ما صدمها أكثر وجود سيلينا الى جانبه!
والتقت عيناه بعينيها وهو يتجاوزها ، ولم تبد عليه الدهشة بل تجاوزها دون أن يرف له جفن ! وهي على يقين من أنه عرف سيارتها منذ أن لمحها من بعيد.
بقيت واقفة لحظات عديده .. غير قادره على الحراك ، تشتعل داخلها نيران الالم .. وأحست بقلبها يتوقف عن الخفقان ليغرق في لهب نيرانها المشتعلة .
توقفت بروك تواجه آنـدي عبر طاولته في مكتبه قائلة: أنا آسفة .. لكن التظاهر والادعاء لم يعد لهما داع ٍ .. إذا شرحت لوالدك أننا اكتشفنا عدم انسجامنا معاً فأنا واثقة من أنه سيفهم.
كانت تكلمه وخاتم الخطوبة في يدها، فلما وجدته لا يمد يده لأخذه وضعته أمامه على الطاولة، وبعد لحظات من التفكير مد يده واضعاً إياه في جيبه..
قالت بمراره: أتمنى أن تكون قد تمتعت بأمسيتك مع سيلينا .. سعيده أنا لأني عرفت قبل فوات الاوان أنك حتى خلال خطبتنا الزائفة لم تستطع الابتعاد عن النساء الاخريات.
كان على وجهه قناع، عيناه قاسيتان كصخر التلال .. ولم يتكلم لكنه بدا وكأنه ينتظر خروجها، وعندما أصبحت عند الباب قال: غداً سأسافر لأغيب بضعة أيام .. الى مونريال لحضور مؤتمر .. أذا كنت تريدين أن تعرفي..
- لا لا أريد أن أعرف أي شئ عنك .. ولا أستطيع التفكير حتى بالسبب الذي دفعني الى القبول بتلك الخطوبة المزعومة.
- السبب والدي .. أتذكرين؟
- أجل أذكر .. فوالدك يساوي مئة من أمثالك.
أحنى آنـدي رأسه بسخرية.
لم تعد مباشرة الى مكتبها .. بل ذهبت الى غرفة السيدات، وهناك جلست مسنده رأسها الى يديها .. تأمل في عدم دخول أحد.
ما أن وصلت في المساء لمنزلها، حتى ركضت دون أن تحييَ أحد الى غرفتها واستسلمت لمشاعرها المحطمة .. مضت فتره قبل أن تنهض ساعية لترتيب شعرها ومسح آثار الدموع ومن ثم وضع بعض الزينة على وجهها لتخفي شحوبها، بعد ذلك نزلت الى الطابق الارضي لتواجه الاسئلة المحتومة. استقبلتها مارغريت في المطبخ بسؤال: هل ترغبين في الحديث عن الامر؟
- فيما بعد يا مارغو .. ربما عليَ أن أخبر والدي .. لكن متى؟
- كلما أسرعت ِ كلما كان أفضل.
في غرفة الجلوس كان والدها يسجل ملاحظاته، فقالت له: أبي ..
فرفع رأسه لينظر إليها فأردفت: لقد فسخت الخطوبة ..
قطب ستون جبينه : وهل لي ان استفهم عن السبب؟
- لو قلت إنه عدم انسجام أأكون أجبت عن سؤالك؟
- يكفي ما قلته على ما أعتقد، هل أنت منزعجة من إنهاء الخطوبة؟ (قال بعد أن لاحظ آثار دموعها)
- قليلاً فقط ..
أتخبره السبب الحقيقي ! لا .. لا يمكنها فعل ذلك مطلقاً لآن ذلك سيجعله يشعر بالحرج من متابعة مقابلة صديقه الحميم لوكربي ، وهي لن تحرمه هذه السعاده التي يحس بها عندما يكون برفقة آينر، عبس والدها ثانية قائلاً: من الغريب أنني لطالما شعرت ومنذ أول مره رأيته فيها بأنني أعرف وجهه..
أحست بروك بالذعر، لو أمعن التفكير فلربما أسعفته ذاكرته بالتذكر .. وهو آخر ما تريده الآن .. قالت:
- ربما كما ذكرت يوماً رأيته أثناء زيارتك الجامعة.
- ربما، لقد حاولت أن أحب ذلك الرجل كرامةً لك ِ ، لكن هناك دائماً حاجز خفي بيننا !
فيما بعد، بينما كان والدها يراجع مذكراته مع مارغو، رن جرس الهاتف .. فخفق قلبها ! أيمكن أن يكون ؟؟ تماسكت .. لقد انتهى الأمر بينهما .. ألم تعي ذلك بعد!
- بروك .. هذا أنا آينر .. عزيزتي .. لقد أخبرني آنـدي، لكن لما يا عزيزتي! لقد بدوتما قمة فالانسجام !
- ألم يخبرك آنـدي ! السبب سيد لوكربي .. لقد وجدنا أننا لا نتفق .. انت تفهم .. أذواقنا مختلفة وكذلك نظرتنا للحياه .. و .. مم .. هذا كل شئ تقريباً.
- لكن يا بروك ، الحب يتغلب على كل الصعاب، أمهليه بعض الوقت فستكبران معاً وتصبح خلافاتكما أمراً تضحكان عليه فيما بعد .
أحست وكأنها تغرز سكيناً في قلبها وهي تقول: لن تنجح علاقتنا سيد لوكربي .. لذا قررنا إنهاء الامر قبل أن .. يزداد الضرر .
- بروك .. هل هذا حقاً كل شئ؟ أم أن هناك سبباً آخر ؟!
لا شك في أنه يفكر فالحادثة، ودور آنـدي فيها .. أبعدت بقدر ما أوتيت من قوه إقناع تفكيره عن هذه النقطه .. بدا أخيراً مقتنعاً بقولها، وبعد أن أقفل الخط ، أحست بروك بالبروده والارتجاف .. وكأنها كانت تتحول روحاً من جليد !
في الصباح التالي قابلت آنـدي أثناء خروجه من مكتبه، فابتسمت له .. لكن رده كان نظره بارده رافضة .. حسناً، وماذا تتوقع ! ألم تقل له أنها لا تريد معرفة شئ عنه؟!
عند الثامنة صباحاً، خرج ديفيد لينقل شاحنة الى مونريال تاركاً إياها وحدها في القسم، فوقع عبئ العمل كله على كاهلها وشعرت بأنها تسيطر على كل شئ.

عذاَري
16-01-2008, 13:07
تسلمين so ! لآعدمناك

..

ياناس خفوا ع البنت و خلوها براحتها

ماقصرت والله

..

BRB

لـمن اقرا الجزء

..

SONĒSTA
16-01-2008, 13:38
شكرا so على الفصل المذهل
:)
--
وفي انتظار فصل آخر >> ;)
-------------

/
/

Fenetia
16-01-2008, 14:33
تعب قلبي منهم الاثنين :mad:

شكله "ديفيد" راح يكون له دور مع "بروك"؟؟::مغتاظ::

نحن بالانتظار على نار :p لمعرفة التطورات القادمة

شكرا يا so على تعبك معنا والقصة أكثر من رائعة

وكلك ذووووق::جيد:: ::سعادة::

!SO
16-01-2008, 18:09
http://www.3tt3.net/up4/get-1-2008-hvh4qu0s.gif

الى كــــــل احبـــائــي اهـــدي الحبــــة المسائية
والاخيـــــــره من هذا المسلســل الرائــــع

لكن قبلاً أحب أن أشكــــر :

ورده قايـــــــن

هيــونة المزيـــونة

بحــر الامــان

عــــــذارى

سونيستــا

مـاري

شايننغ تيــرز

ميــــرو

s1a7s1a9

فينيتيــــا

بنوتـــة تجنــن

إدوارد لفــــر

ون روز

اشكـــركمــ كلكــــــمـ احبائـــي على كل الدعـــمـ والحمـاس الذي رافقتموني به طيلــــة مشوار المسلسل .. والذي أشعرني انني بين اصدقاء قدامــي تربطني بهمـ علاقة عفوية طيبـــة
فشكراً لكـــــم من القلــــــب
http://www.3tt3.net/up4/get-1-2008-gju9xfdx.gif

والآن الى الحلقــــة الاخيـــــــره والتي تحمــــل في طياتها الكثيــــــر

فهيــــــــا بنــــــــــا

http://www.3tt3.net/up4/get-1-2008-pd09hr6w.gif

!SO
16-01-2008, 18:19
الاخيـــــــــــره


المفـــــــاجـأه المذهــــــله !


http://www.3tt3.net/up4/get-1-2008-lzb99tls.gif

كانت تترقب وصول أحد السائقين لينقل حمولة زراعية الى هاليفكس .. مر الوقت والسائق لم يصل ! ولما طال انتظارها .. أنبأها حدسها أن في الامر سوءاً، لكن ما العمل والحمولة يجب أن تنطلق في وقتها المحدد!
عندما رن الهاتف، قفزت إليه: شركة لوكربي .. بروك ستون تتكلم ..
- أنا جون آنسة ستون، لدي للاسف أخبار سيئة ! لقد تعطلت شاحنتي، وأتيت في سيارة صغيره لاتصل بالكاراج، وسيرسلون من يصلح الشاحنة، لكن ذلك قد يأخذ ساعات قبل تحركها مجدداً !
- لكن جون .. تلك الحمولة الى هاليفكس يجب أن تصل في موعدها كي تشحن بالباخرة الى المكسيك !
- الا أعلم هذا آنسة؟ لقد قلقت بشأنها كثيراً فأنا واقف أنتظر فئة حمولة الآلات الزراعية والتي يجب ان تصل في الغذ الى هناك.
- تقول البرقية أن المشترين سينتظرون حتى يستلموا الحمولة !
- اسمعيني آنسة ستون، هل السيد ديفيد موجود؟ لا ! حسناً سيد آنـدي ؟ أيضاً لا !! لديك مشكلة إذن آنستي !
- أوه يا جون! ليت تود يعرف قياده الشاحنات! ماذا افعل اخبرني!
- لا سائق موجود الآن ولن يأتي أحد في وقت ٍ قريب . . إذن ما عليك سوى القفز الى مقعد السائق وقياده الشاحنة بنفسك!
- حسناً، واجبي أن أقلق لا واجبك ! لديك ما يكفيك .. سأجد الحل .
- هذه الحمولة يجب أن تنطلق آنستي .
وأقفل الخــــط !
هل تجــرؤ ! ضربت القلم بالطاولة .. هل تطلب آينر لوكربي ! عله يعرف من يمكنه قياده الشاحنة!
- أمر طارئ؟ ماذا هناك يا عزيزتي ! حمولة هاليفكس ! أجل أعرف عنها .. آنـدي يخبرني بكل شئ يومياً .. أجل أعلم
- تقول الاتفاقية سيدي إننا سنتقاضى أجراً مرتفعاً ، لأن الشحنة مهمة .. فهل بالامكان الاتصال بأي شركة لاستعارة سائق؟
- لن تجدي أية مساعده في هذا الوقت القصير، خاصة في الصيف عندما يأخذ معظم الناس عطلاتهم .. بما فيهم سائقوا الشاحنات ، امنحيني عشر دقائق بروك .. وسأجد حلاً.
لما مضت العشر دقائق ... لم تصلها أي مخابره، بدأت تقلق .. فامتدت يدها الى الهاتف، وما لبثت أن سمعت صوت آينر لوكربي في الممر ، وفتح باب مكتبها ودخل يرتدي ثوب العمل الخاص بشركة لوكربي !!
- أنا جاهز عزيزتي .. أين الشاحنة؟
- أنت ! سيد لوكربي !! لا يمكن .. لا تستطيع !
- اوه ! من يقول انني لا أقدر ؟ الفتاه التي ستتزوج ابني؟
- انا لن ..
توقفت .. يبدو كأنه نسي في غمره انفعالة أنهما ما عادا حبيبين..
- لن أدعك تقودها سيد لوكربي ! فلن أسامح نفسي أبداً لو .. شيئاً ما حدث ..
- مثل ماذا؟
- أن تتعطل الشاحنة .. كما حدث مع جون مثلاً ..
- إن الشاحنة التي يقودها ليست لشركتنا بل هي مستأجره ، فشاحناتنا لا تتعطل أبداً، والآن أيتها الشابة إذا أضعنا وقتنا الثمين هكذا لن استطيع الانطلاق في الموعد المحدد ! حضري الاوراق التي أحتاج..
وبينما أخذت بروك - متورده الخدين – تراجع السجلات، وقف آينر عند النافذه .. وقال:
- كنت أنتظر هذه اللحظات .. أنه حلمي ، أن أقود شاحنة مره أخرى .. أتسلقها واتولى السيطره عليها، أتعلمين عندما أشاهد شاحنة تنطلق، جزء من ينطلق معها ! من صفات شركة لوكربي الصدق لذا سأعمل على ان تحافظ على سمعتها هذه، هل حضرتِ الاوراق عزيزتي؟
اصبحت الاوراق جاهزه في يدها .. كنها قالت: سيد لوكربي ، أطلب منك مره أخيره .. أرجوك لا تفعل !
لكنه لم يكن يصغي: هيا .. أريد نسخة المرسل إليه .. سأحصل على التوقيع باستلام البضاعة عليها، أرجعي نسخة للملف، كل شئ على ما يرام عزيزتي!
واستبد بها القلق، فكيف لها أن تدعه يذهب!
- لا تقلقي ! فكل شئ على ما يرام .. هيا بنا نذهب.
رافقته للباحة ومنها انطلق بهما توم بواسطة الفان الى محطة الوقود ومن ثم لفناء الشاحنات.
نزلت بروك بسرعة راكضة نحو مكتب تود، لكن الموظف أعلمها أنه خرج مسافراً الى أوتاوا .. وأسرعت بروك بالعوده محبطة، فقد كان رجاؤها الاخير أن يقنع تود والده بالعدول عن هذا العمل المتهور !
وهناك .. خلف المحطة، كان آينر يصعد الشاحنة .. فقالت وهي تنظر صعوداً إليها: هل أرافقك سيد لوكربي؟
- لا يا فتاتي .. وماذا افعل بفتاه مثلك قد تلهيني بالحديث ؟
- سأبقى صامتة سيد لوكربي
- عودي واهتمي بمكتبك .. أنا بخير وأشعر بروعة هنا، لقد عدت الى حيث أنتمي .. مسؤولاً عن شاحنة !
- وماذا سيقول طبيبك؟
- لا يهمني أطباء العالم! ألم أقل لك ان المرء يموت إن قابل طبيباً أو لم يقابله ! وقياده الشاحنات مصدر سعادتي في الحياه.
رفع إبهامه للأعلى وانطلق بالشاحنة !
غطت بروك وجهها بيديها وقالت لتوم : أوه توم ! ماذا سأفعل !! ماذا سأقول للسيد آنـدي ؟
لا تقلقي آنسة ستون.. سيكون سيد آينر بخير .. إنه قوي وسوف ينجح.
وشحب وجه ديفيد عندما علم بالخبر ذاك المساء بعد عودته.
- وهل أخذ العم آينر تلك الحمولة الى هاليفكس ! بروك! كيف سمحت ِ له !! بالله عليك ِ ألا تعلمين حالة قلبه؟
- ديفيد .. لم أستطع منعه .. صدقاً لم أستطع ! اضطررت الى الاتصال به لأن أحداً غيره لم يكن موجوداً ! وفي اعتقادي أنه سيؤمن سائقاً ما من شركة أخرى ..
- يطلب سائقاً من مؤسسة أخرى والحمولة خاصة بلوكربي ! هل تخالينه يسمح لأي مؤسسة بالقيام بعملنا ! لكن كيف لك أن تعرفي ! لم يبق َ أمامنا سوى الدعاء !
رن جرس الهاتف في غرفتها، فأسرعت راكضة تمسك السماعة بيد مرتجفة ، ومن الطرف الاخر أتاها صوت آينر: بروك حبيبتي لقد وصلت .. قلت لك أنني سأنجح .. وسأعود حالما أفرغ الشاحنة.
- لكن سيد لوكربي، ألا يمكن ان تبقى حيث أنت فتنام في فندق لترتاح؟ فلمَ العجلة في العوده ؟
- سأقوم بعملي على أكمل وجه .. وسأنام على السرير في مقصوره السائق .. إنه مريح وفيه كل ما يحتاج الرجل .. وسأحصل على قليل ٍ من الطعام ، ثم أتابع طريقي .. ليتك تعلمين يا عزيزتي كم أمتعتني الرحلة ، أخبري خطيبك المتعجرف أنني نجحت .
- سيد لوكربي، اليك ديفيد ..
مررت السماعة اليه .. وبعد حديث قصير مع عمه سأله: ما رأيك لو نتصل بآنـدي لنخبره عن والده؟
لا فائده من الأمر ، أعتقد أن عمي سيصل بعد الظهر باكراً .
فيما بعد بينما كانت تهئ نفسها للنوم أحست بالارتباك فليتها لم تصغ لديفيد وليتها اعلمت آنـدي ..
قبل الفطور صباح اليوم التالي، اتصلت بديفيد، الذي سألته عن رقم هاتف الفندق وقد أعطاها إياه وهو يحسبها تريد سماع صوت حبيبها.
سمعت صوت خطبيها السابق، لكن من الصعب وصفه بالحبيب ..
- انا بروك ..
- حسناً ؟
- هل تناولت فطورك؟
- منذ بعض الوقت .. لما؟
- آنـدي .. أنا .. لقد تركت والدك يقود شاحنة ..
بعد صمت ٍ طويل قال: أيعقل أن ما أسمعه صحيحاً ! أخبريني من جديد ! وببطـء كي يستوعب عقلي النائم الخبر !
- لقد تركت والدك يقود شاحنـــة !
بدا وكأنه يحبس أنفاسه فأكملت :
- تعطلت شاحنة جون، مسبباً لنا بذلك أزمة فقد تأخر نقل الحمولة الاخيره والتي كان لابد من انطلاقها لآن الباخرة تنتظرها للحشن.
- ليست .. تلك الشحنة من الآلات الزراعية التي يحب أن تنقل الى المكسيك عبر هاليفكس !
- هى عينها يا آنـدي .. ديفيد كان غائباً يوصل حمولة شاحنة الى أوتاوا ، ولم أجد أي سائق، ولم أعرف ماذا أفعل فاتصلت بوالدك وقد كنت أسعى الى مشورته في استئجار سائق من مؤسسة أخرى.
- أبي يتخلى عن عقد للوكربي لمؤسسة أخرى ! الا تعرفين عن سمعتنا في الصدق، التي تجري في دم العائلة؟!
الدموع التي كانت تجري على خديها ظهرت في صوتها:
- لا .. لم أكن أعرف يا آنـدي ! .. ليس الى هذه الدرجة على أي حال لقد بدا سعيداً بالأمر، وكله ثقة بنفسه.
- يا إلهـي يا فتاه! الا تعرفين أن قلبه في حال ٍ خطر؟
- آنـدي .. لقد نجح واتصل بنا أمس مساءاً وسيصل سليماً .. قال أنه سينام في الشاحنة .. وكان بالفعل سعيداً ...
- سأترك المؤتمر وأعود حالاً
- آنـدي .. لا لا حاجة لهذا .. لقد قال ديفيد أن الامر سهل بشاحنة فارغة و
- سأعـــــــــود ..
وأقفل الخــط !
كانت الساعة قد قاربت منتصف النهار عندما توقفت سياره آنـدي أمام المكتب .. وفتح باب ديفيد ليسأل: ألم يصل بعد؟
فأسرعت إليه بروك: لن يتأخر يا آنـدي .. لابد أنه في طريق العوده، وقد يصل بين لحظة ٍ وأخرى!
عيناه الباردتان جعلتاها تجمد: هل لك أن تبقي خارج الموضوع!
- لماذا؟ لماذا أبقى خارج الموضوع؟ الأنني لست فرداً من افراد العائلة ولن أكون؟
نظر إليها ديفيد، فلاحظ يدها الخالية من الخاتم فاتسعت عيناه، تقدم نحوها : ماذا ؟ لأنك كنت حمقاء غبية فتركته يقود شاحنة، وهذا هو السبب ، كان يجب أن تقومي بأي شئ لتمنعه من الذهاب.
- هل أثقب الاطارات مثلاً؟ وماذا بشأن افتخار العائلة بسمعتها التي تضعونها جميعاً في رأس القائمة؟ أكان يجب أن أتملق بحداثة! أو أطلب من الطبيب تقييده إذ لا طريقة أخرى كانت ستمنعه.
- وماذا عن تود؟
- لقد قيل لي أنه رفض تعلم قياده الشاحنات.
- رفض في البداية لكنني أجبرته على التعلم.
قال ديفيد: لم تكن تعرف هذا يا آنـدي.
ردت بروك: على كل الاحوال .. تود في إجازة فقد سافر الى أوتاوا.
- ثمة أناس كثيرون قادرون على المساعده كسوزي زوجة تود التي لديها اتصالات عديده مع الجميع.
فصمتت بروك وقال ديفيد: هيا قولي له .. لقد ذهبت هي الاخرى مع زوجها.
قال آنـدي بسرعة : سأذهب الى الكاراج لأنتظر وصوله.

!SO
16-01-2008, 18:27
ركضت بروك وراءه قائلة: سآتي معك.
بينما كان يوقف السياره سمعت صوت هدير شاحنة، فقفزت من السياره راكضة الى الفناء ولحقها آنـدي .. فشهقت: لقد عـاد !
وركضت الى باب السائق، وصاح آينر: لقد قمت بالرحلة يا بني ! لقد قمت بها.
فتح نصف الباب، ثم ضغط بيده على صدره.
- ذلك الالم ثانية .. لعنه الله .. هذه هي المره الثالثة .. يا إلهـي .. ولدي ..
تسلق آنـدي الدرخ يصيح طالباً المساعده فأسرع ديفيد الذي قال له آنـدي: أمسك قدميه.
أنزلا الجسد المسترخي من الشاحنة، بعد ذلك خلع آنـدي سترته وجعلها وساده تحت رأس أبيه، الذي غدا وجهه رمادياً أما شفتاه فتلاشى لونهما، صاح آنـدي: طبيب .. إسعـــاف أي شـــــــئ !
ركض ديفيد .. في هذا الوقت فتح آينر عينيه وبدأ يتكلم بهدوء ، مما دفع الجميع الى حبس الانفاس يصغون إليه: الوقت يداهمني يا آنـدي .. إسمع فقط ، أيمكن؟ لقد تمتعت بالقياده .. بكل دقيقة منها .. كنت أعلم أنها مخاطره لكنها كانت حلمي .. حلمي الدائم منذ ..
واغمض عينيه، ثم فتحهما وشهق نفساً أخيراً : بروك .. أبلغي تحياتي لستون .. وقولي له إنه كان أعز أصدقائي..
جرت الدموع في عيني بروك وهزت رأسها ..
- آنـدي يا بني أخبرها .. أخبرها الحقيقة
كان صوته الهامس لا يكاد يسمع ..
- أنا أعرف لماذا فسختما الخطبة .. لست غبياً .. أخبرها !
والتوى رأس آينر على كتف ابنه، ثم ارتفعت يده وسقطت دون حياه !
بعد ثلاثة أسابيع .. استدعى آنـدي بروك الى مكتبه ولم تكن قد شاهدته منذ يوم وفاه والده ، وكان ديفيد وسوزي قد وزعا عمل آنـدي فيما بينهما، قال لها ديفيد: لديه مشاكل تتعلق بالإرث، لقد ورث عن أبيه إداره كل فروع الشركة التي زارها واستلمها رسمياً الآن ، وقد عرض على تود الشراكة لكنه لم يهتم !
وواجهت بروك آنـدي عبر الطاولة، فوجدت عينيه مظللتين بالحزن ووجهه متعب ..
قال: أرجوك ِ اجلسي ..
جلست لأنها أحست بضعف في ساقيها، ولأنها تعبه هي أيضاً من الانتظار .. لكن انتظار ماذا؟
كانت حزينة كل الحزن وقد زادها ضيقاً إحساسها بالذنب لأنها كانت المسؤولة عن ذهاب لوكربي الكبير في تلك الرحلة، لكن المنطق السليم كان يؤكد لها أنه لم يكن لديها القدره على تغيير المحتوم.
تقدم ببطـء منها .. وكأنه نمر مسجون وسألها: كيف كان وقع الخبر على والدك؟
- كان وقعه سيئاً للغاية.
عندما نقلت إليه رسالة صديقه دفن وجههة بين يديه، وأجهش بالبكاء ولما حاولت مواساته نفضها بعيداً عنه .. فتركته بحزن وحده، لكن مارغو زوجة المستقبل، نجحت حيث فشلت الإبنة !
وأبلغت بروك هذا كله لآنـدي الذي أخذ يستمع دون أن يعلق على شـئ، ودون ان يظهر أي تعبير على وجهه.
- هل أنت حره هذا المساء؟ أيمكنك المجـئ الى منزلي؟ ثمة شئ لا بد من إطلاعك ِ عليه.
عرفت على الفور ما هو هذا الشئ، فلا شك أنه سيطلب منها الاستقاله ! لكنه سيكون لطيفاً معها ويتركها في العمق حتى تجد آخر.
وسألته: الا يمكن أن تطلعني على ما تريد الآن ؟
- آسف .. الأمر مستحيل .. هل ستأتين؟
فهزت رأسها موافقة على السابعة والنصف.
أخبرت بروك مارغو الى أين ستذهب، لكنها قالت لوالدها أنها ستقوم بنزهه.
فتح لها آنـدي الباب بنفسه.. بالطبع فلم يعد في المنزل أحد سواه .. فالرجل العجوز المضياف المحب رحل الى الأبد ..
أدخلها الى غرفة الجلوس. فجلست على الأريكة وهى لا تشعر بالراحة.
كانت قد ارتدت ثوباً بسيطاً لونه أبيض وأزرق ذا ياقة منخفطة وحذاء أبيضاً. بدت بثوبها هذا وكأنها ذاهبة للقيام بمقابلة، وما تقوم به في الواقع أشبه بمقابله، إذ ليس بينهما سوى التزام شكلي فلا عناق، ولا ضحك ولا أنفاس متقطعة.
قال آنـدي بأدب: أشكرك على المجـئ.
- إنه لمن دواعي سروري.
تهالك رامياً جسده على الكرسي الذي اعتاد والده الجلوس عليه..
- تلك الكلمات الأخيره التي تفوه بها أبي .. هل سمعتها؟
فهزت رأسها ، لكنه كررها : "أخبرها الحقيقة"
ساد صمت عميق .. وقال أخيراً وعيناه مغمضتان، ورأسه مستند الى ظهر المقعد ..
- إخبارك بالحقيقة يؤلمني كثيراً .. لكنني يجب أن أحقق أمنيته الأخيره ..
صمت طويلاً فسألته بصوت ٍ ضغيف: أيه حقيقة آنـدي ؟
- حقيقة حادث والدك .. لم أخبر أحداً من الناس .. فحتى أفراد عائلتي لا يعلمون .. أصيب والدي بنوبة قلبية سيئة جداً، فاضطر لملازمة الفراش أربعة أشهر ليستعيد عافيته .. بعد ذلك قلق أشد القلق لأنه خشي أن يخسر مهارته في القياده .. منعته عن القياده ، فشب بيننا شجار، ولما نصحته باستشاره الطبيب أولاً قال إن لم ترافقني فسأخرج وحدي .. في البداية أخرجت الشاحنة بنفسي .. ووجدت شارعاً هادئاً تركته يقودها فيه ، قاد ببطـء بدايةً، ثم أسرع وأسرع وضد رغبتي عاد للبلده، وأوقف السياره بكل نظام أمام تقاطع طريق ليسمح للماره بالمرور .. وعندها ظهر رجل يسير وحيداً .. غير اتجاهه فجأه .. وخرج للشارع في اللحظة التي انطلقت فيها شاحنتنا .. كل شئ حدث بسرعة ! .. ولو لم يضغط والدي بقوه على الفرامل .. لكانت النتيجة أسوأ بكثير ..
- لوالدي !
- أجل بروك .. والدك .. طار من قوه الضربة وشحب وجه والدي .. وظننت ان نوبة قلبية جديده آتيه لا محالة، فقررت على الفور تحمــل المسؤولية .. فدفعته عن المقود وجلست مكانه .. وقلت له أن يبقى حيث هــو والا ينزل مهما كانت الظروف ..
- ثم ذهبت الى والدي .
- نعم، لكن بعض الناس وصلوا قبلي .. فدفعتهم عنه .. ورفعت رأسه فإذا به يصيح فاتحاً عينيه .. لكنه لم يلبث أن أغمضهما ..
- لهذا أقسم على أنه شاهدك مسبقاً لا محالة!
- قال وقد سمعه عشرات الاشخاص أن الغلطة غلطته .. حيث كان سارحاً يفكر في عمله .. ثم غاب عن الوعي .. والباقي تعرفينه ..
- لقد ذكرت الصحف الحادثة .. لكنني لا أذكر اسمك !
- لقد قيل للصحف أنه أحد سائقي لوكربي .. وكنا قد أحلنا القضية برمتها الى شركة التأمين.
- أعرف .. ولقد تعاملوا معها عبر محامي والدي
- واعترف ثانية بمسؤوليته عن الحادث .. لذا لم يعد هناك قضية
- لكنكم لم تعرضوا عليه أي تعويض!
- بالعكس .. لقد قدمنا تعويضاً بالرغم من اعتراض شركة التأمين، لكن والدك رفضه.
- هل أنت متأكـد ؟ لم يبلغني عن هذا !
- وهل يعرض عليك ِ كل مراسلاته؟
- أنا آسفة .. هذا يعني أنك لست بريئاً فقط آنــدي بل أنت بطـل !
كنت َ أوفى ابن لوالدك .. لقد حميته والقيت عبئ الحادث على عاتقك!
وقف متجهاً نحو النافذه : لقد وافق على الخداع فقط من أجل الشركة .. لكنه لم يسامح نفسه يوماً لاختباءه ورائي ..
- ولماذا آنـدي ؟؟ لماذا تركتني أتهمك ؟؟ أنعتك بكل النعوت السيئة حتى فسخ الخطوبة؟ أكان هذا ما تريد ؟؟
ولما لم يجب .. اشتعلت غضباً، فركضت تقطع المسافة بينهما لكنه لم يلتفت إليها .. فصاحت: لقد خدعتني ! إيها المخادع ..
أخذت تضرب ظهره براحتيها: ألهذا طلبت يدي ! بسبب ضميرك المثقل بعقده الذنب! أم أنها طريقة للتعويض عما فعلتموه بأبي ! هـــــــاه !
فاستدار إليها ممسكاً رسغها بقسوه: ومن طلب يد الآخر ! أنا أذكر أنك أنت من فعل بطريقة ملتوية .. ألست ِ من أخبر تود عن خطوبتنا .. ثم رحت ِ تتباهين أنك الفتاه التي اوقعت بي حين فشلت الاخريات!
- لكنك بالفعل طلبت مني الزواج! ألم تطلبني ؟؟ وهذا يعني أنك فعلت ما فعلت لإرضاء ضميرك ..
- انا لست بمذنب حتى أرضي ضميري !
تغلب عليها بالمنطق .. وأحست بارتخاء أطرافها .. فتركت يده معصمها الذي أحست بألم عميق فيه .. ما زالت تفكر بتلك الطريقة السابقة ، إذ لم تستطع التخلص من إدانته على مصاب والدها .. لكن الآن لابد من إعاده الأمور الى وضعها الصحيح في دماغها. هذا الشئ يجب أن يصدر عنها .. لقد قام هو بدور البطل بإلقائه العبء على عاتقه عوض أبيه المريض .. فرفعت بصرها إليه .. الى الرجل الذي أحبت من كل قلبها .. وما زالت .. وأكثر من أي وقت ٍ مضــى ..ابتلعت ريقها وقالت: آنـدي .. قبل أن أذهب أريدك أن تعرف كم أحبك .. لقد أحببتك منذ التقت عيناي عيناك .. انت لا تريج الزواج بي .. فأنت تحب سيلينا ، ربما أكثر مما أحببتي وأنا أقبل بذلك ولكن كان علي أن أخبرك أنني أحبك .. شكراً على كل شئ
اتجهت الى الباب لكنه تبعها، وأدارها إليه ثم احتواها بين ذراعيه وعانقها بكل الرغبة ، العاطفة والشوق الذي كان يكبحه كلما احتواها، مرات ومرات .. حتى اضطرت الى التوسل ليتركها.. وتمتم : آه يا حبي . اوَ ظننتي أنني سأتركك تخرجين من حياتي بهذه البساطة؟ بعد كل الاميال التي قطعتها الاحقك بالشاحنة !! لا أظن ..
لكن عديني بشئ واحد يا حبي .. والدك لا يجب ان يعرف مطلقاً حقيقة الأمر .. يجب الا يعرف ان من أصبح أعز أصدقائه هو نفسه المتسبب بمأساه حياته..
- يجب أن أخبره يا آنـدي ! أريده أن يحبك كابنه عندما نتزوج ..
- دعيني اتحمل اللوم .. فهو مع الوقت سيتكيف مع الواقع .. لكن لا أريده أن يفسد شيئاً من ذكرياته الطيبة مع والدي.. وأنت ستتزوجيني بسرعة قبل ان تستطيع الهرب ثانية..
- عليك ان تقبض عليَ إّذا
قبض عليها عند الباب ، وحملها بين ذراعيه الى الاريكة، ووضعها فوق الوسائد وهو يقول: ما هو ملك للوكربي يبقى للوكربي.
- إنه مثل العائلة الاعلى ، لقد قال لي والدك هذا.
- إذن فاحذري .. قريباً ستكونين لي، ستكون ملك لي عيناك اللامعتان الضاحكتان وانفك الناعم الدقيق وثغرك المغري الذي لا يقاوم .. كل شئ فيك سيصبح لي ..
- متى حبيبي ؟
- الآن يا حبي .. أنت جزء مني .. لذا لا أقوى على العيش بعيداً عنك .. فهل يجيب هذا عن سؤالك؟
- أجل .. آه .. أجل
واشتدت ذراعاه المحيطتان بها .. وضاعا في عالم خاص بهما ....


والى اللقــــــ ء ـــــاء مع مسلسل جديــــد

http://www.3tt3.net/up4/get-1-2008-4cbjwc6i.gif

SONĒSTA
16-01-2008, 19:06
::


وآآو


شكرا SO على الرواية الرائعة
سلمت أناملك
:)
---------------------------
لكن ما لم يعجبني فيها
هو عدم ذكر سيلينا في النهاية و توضيح طبيعة علاقتها مع آندي
---------------------------
وفي انتظار روايات أخرى لك ضمن المشروعــ


/
/


سونيستـــا


::

Fenetia
16-01-2008, 21:16
SO يا SO حبيبي حبسووووووووووووووه:لقافة::لقافة::لقافة:

يعطيك ألف ألف ألف عافية على مجهودك وصبرك معنا

رااااااااااائعة جدا جدا ، يسلمواااااااااااااا::جيد::




لكن ما لم يعجبني فيها

هو عدم ذكر سيلينا في النهاية و توضيح طبيعة علاقتها مع آندي

---------------------------

وأنا معك بالرأي SONĒSTA

احنا بنحب نعرف كل شيء اللي صار و اللي ما صار :مكر: :مكر: :D

وبانتظار الرواية القادمة اللي نفسي أقرأها من أول :)

ان شاء الله.

noisy cat
16-01-2008, 21:36
ياااااااااااااااااااااااااااااي سو تجنن

تسلم يدينكــ،،،

انا متابعه يوميا لكــ،،،

تسلمين على الرواااااااااااااااايه الروووووووووووووووعه قلبوو

كراسيس

هيونه المزيونه
16-01-2008, 22:29
اسمعوا ياجماعة انا وحدة صحتها على قدها ....

وبصراحة الدكتور موصيني لازم اي دواء آخذه ...


يكون 3 مرات في اليوم ..

وش اسوي لازم انفذ كلام الدكتور ...


تكفون بعدين اتعب وامرض وتبتلشون فيني ....

مشكورة سوسو على مجهودك معنا ...


تصدقون تذكرت توم وجيري وانا أقرء هذي الرواية ...

بس من جد حماااااااااااااااااااس ...

رواية فعلا رائعة ...

في الإنتظااااار ..

بحر الامان
17-01-2008, 04:35
سوسو الله يعطيك العافيه
كان علاجك مره ناجح

*لميس*
17-01-2008, 13:20
:)



----->> [ تسجيل و متـــ ـ ـ ـ ــــابعهــ !!]<<-----



:)

ماري-أنطوانيت
17-01-2008, 13:28
http://roro1981.jeeran.com/photos/1187380_l.jpg
تسلميـــــــــــــــــــــــــــــن ((SO)) على الرواية الرائعه...::جيد::
-------------------------------------

وان شاء الله بكره موعدنا مع اخر روايه في التصويت...

(( معا فوق النجوم ))

مع الغاليه(( ليلى1920))

بأنتظارك على احر من الجمر *ليلـــــــى*::جيد::

*mero*
17-01-2008, 13:34
so من جد الله يعطيك العافبيه ياقلبي وبليز لاتحرمينا طلاتك واختياراتك المميزه جداً وانتوا يابنات شدوا حيلكم لأن السالفه صارت ادمان

EdWaRd LoVeR
17-01-2008, 18:47
وااااااااااااااو تسلميييييييييين اختي so على الرواية اللي عن جد أكثر من رااااااااااااااااائعه


وبأنتظار اختي ليلى والرواية القادمه ... بشوووووووووق

loonely no more
17-01-2008, 20:07
السلام عليكم أناloonely no more عضو جديد ولكن قارئة قديمة جداجدا واود ان اشكركن على المجهود الرائع

ورده قايين
17-01-2008, 20:16
مشكورة So على الرواية الرائعة بمثل روعتك ولاتحرمينا من جديدك

وبأنتظار الرواية القادمة بكل شوق

آن همبسون
17-01-2008, 20:59
رووووووووووووووووووووووووووعه

من اروع الروايات اللي قريتها بحياتي وعجبتني شخصية آندي مرررره :)

تسلمين حبيبتي سو

والله يعطيكم العافية على الروايات الروعه والممتعه

ربي لا يحرمنا منكم يارب

laila1920
19-01-2008, 14:37
اهلا يا بنات ان شاء الله تستمتعو معي بهده الرواية الشيقة وان شاء الله ما بطول عليكم كتير

laila1920
19-01-2008, 14:42
الملخص :
لم يكن المليونير الايطالي رافايللو دي فيسنتى يملك حلاً
فالشركة ستطير من بين يديه تهديد أبيه واضح وصريح تزوج و إلا أبيع الشركة !
وهكذا قطع على نفسه وعداً بأن يتزوج أول امرأة يصادفها
وصادف أن تكون ماغي خادمة منزله ..
وكيف لماغي أن ترفض تمثيل دور الزوجة لرافايللو لمدة ستة أشهر مقابل مبلغ كبير من المال و طلاق سريع !
لكن مخطط رافايللو ذهب أدراج الرياح بعد الزواج ..
فلم يعد الطلاق وارداً في تفكيره الآن ..



البداية
1 _ كوني زوجتي
_ بحق الجحيم ما الذي تعنيه بقولك إنك لن توقعي ؟
حدق رافايللو دي فيسنتى بالمرأة الجالسة وهي شقراء رائعة الجمال ذات عينين زرقاوين تنساب خصلات شعرها بحرية فوق كتفيها .
وضعت أماندا بونهام إحدى ساقيها فوق الأخرى ونظرت إليه بعينين متسعتين ثم قالت بصوت يشبه الخرخرة : من المهين يا عزيزي أن نقوم بتوقيع اتفاق كهذا قبل الزواج .
توتر فم رافايللو وقال : لكنك وافقت على بنود الاتفاق كلها وأنا تحدثت إلى محاميك بهذا الشأن فلم تراجعت الآن ؟
نظرت أماندا إليه باستياء وقالت بصوت أجش : راف عزيزي نحن لسنا بحاجة إلى ذلك الاتفاق قيل الزواج .
ظهرت على فمها الجميل ابتسامة مغرية ثم تحركت قليلاً في دعوة صريحة له ليجلس بقربها فيما راحت عيناها تتأملان الرجل الذي يقف قبالتها والذي يرتدي بذلة أنيقة تحمل اسم مصممها المشهور .
لوح رافايللو بيده في الهواء في حركة تنم عن نفاذ صبره إنه منيع ضد إغراءات أماندا وسحرها .. لقد طفح كيله منها ظهرت لكنته الإيطالية واضحة حين قال بغضب واضح : ليس لدي وقت لهذه الألاعيب أماندا وقعي على ذلك الاتفاق اللعين كما سبق واتفقنا ..
اختفت الابتسامة عن وجه أماندا وعن عينيها الزرقاوين وفجأة غدت عيناها أقسى من الحجر .
_ كلا أنت تريد الزواج بي .. فلنتزوج من دون توقيع اتفاقيات مسبقة سخيفة .
أطلق رافايللو شتيمة من بين أنفاسه كابحاً طبعه الإيطالي النزق متجنباً استخدام مفردات لا تليق بالمجتمع الراقي .
إلا أن نظرات عينيه تسلطت بقوة على المرأة التي من المفترض أن تكون عروسه العتيدة ثم قال بنبرة متأنية : أماندا عزيزتي ! أنا لم أحاول خداعك على الإطلاق أريد زوجة لمدة ستة أشهر ثم طلاقاً سريعاً غير مؤلم في المقابل سوف تحصلين أنت على حياة ملؤها الرفاهية في الستة أشهر وذلك بعد القيام بزيارة قصيرة إلى إيطاليا وسوف تخرجين من هذا الزواج بثروة صغيرة وذلك كتعويض لك بموجب اتفاقنا هذا هل تفهمين ؟
جاء صوت أماندا قاسياً وهي تقول : آه ! بالطبع فهمت هذا جيداً والآن هل يمكنك أنت أن تفهمني ؟ الوثيقة الوحيدة التي سأوقعها هي تلك التي تعطيني المال بموجبها .
تجمد رافايللو في مكانه هكذا إذن ! لقد نقضت أماندا اتفاقهما كان عليه أن يتوقع ذلك قد تكون أماندا ذات رأس فارغ إلا أنها تتميز بالجشع عندما يتعلق الأمر بالمال .
لكن لا أحد يستطيع التلاعب به .. لا أحد .. لا صديقته الجشعة ولا والده المتسلط .. لا أحد يستطيع ذلك !
فجأة غدت تعابير وجهه غير مقروءة وازداد اللون الداكن في بشرته السمراء جاءت نبرة صوته قاسية حين قال :
_ إنه أمر مؤسف حقاً !
إن اللذين يعرفون رافايللو دي فيسنتى في عالم الأعمال يدركون جيداً أنه يجدر بهم الاستسلام والتراجع ما إن يصل إلى هذه النقطة من الغضب هذا إذا كانوا ما يزالون راغبين في إبرام أي اتفاق أو صفقة معه إلا أن أماندا لا تتمتع بهذه الحكمة توهجت عيناها الزرقاوان وقالت بحدة : يبدوا لي أن لا خيار لديك عزيزي رافايللو أنت تحتاج إلى زوجة بصورة عاجلة .. حسناً ! هذا الأمر يناسبني .. لكنني لن أورط نفسي باتفاق سخيف كهذا !
هز رافايللو كتفيه بلا مبالاة وهو يستدير بعيداً عنها ثم التفت نحوها مجدداً ليقول إنه خيارك سوف اتصل بسيارة أجرة لتقلك .
ثم سار باتجاه طاولة إلى جانب الجدار والتقط هاتفه الخليوي فاندفعت أماندا نحوه قائلة : مهلاً ! انتظر دقيقة واحدة ..
لم يكترث رافايللو بكلامها وراح يطلب الرقم وهو يقول : انتهت الصفقة يا عزيزتي من الأفضل أن تجهزي نفسك للمغادرة .
أطبقت يدها بقوة على كم سترته الأنيقة وقالت : لا يمكنك أن تفعل ذلك بي .. أنت تحتاج إلي .
أبعد يده عنها وكأنه يبعد حشرة مزعجة وقال بنبرة صوت قاسية كالماس : أنت مخطئة .
ثم تغيرت نبرة صوته ليقول : جو ! اتصل بسيارة أجرة ولتكن هنا بعد عشر دقائق .
استدار متجهاً نحو الباب ذي المصراعين والذي يؤدي إلى بقية أقسام المنزل .
_ أخبرني فقط كيف ستحل مشكلة إيجاد عروس لك بسرعة ؟
بدا الصوت خلفه ساخراً ومليئاً بالقسوة فلم يكلف رافايللو نفسه عناء الالتفات إلى الوراء بل أجاب بصوت ناعم كالحرير : سوف أتزوج أول امرأة ألتقي بها .
وخرج من الغرفة ….
لوت ماغي أصابعها المتعبة داخل القفازات المطاطية وبدأت عملها في تنظيف بلاط الحمام الرخامي الفاخر متمنية أن يزول عنها ذلك الشعور بالتعب الذي يرهقها ظل بنجي مستيقظاً لمدة ساعتين الليلة الماضية .. يبدو أن لا أمل بأن يستقر بنومه تثاءبت وأبعدت بظاهر يدها خصلة شعر سقطت على جبينها قبل أن تعود لفرك البلاط بالإسفنجة التي تحملها في يدها فكرت أن استيقاظ بنجي أثناء الليل يجعله على الأقل يمضي وقته الآن نائماً وهذا أمر جيد بالنسبة لها .
علت جبينها تقطيبة وهي تفكر أنها لن تتمكن من الاستمرار في عملها هذا لوقت طويل عندما كان بنجي صغيراً جداً كان من السهل عليها أن تحمله في كرسيه الخاص أينما ذهبت وتبقيه بجانبها وهي تقوم بعملها في تنظيف المنازل الفخمة أما الآن وقد أصبح في بداية مشيه بات من الصعب عليه البقاء محتجزاً في كرسيه لوقت طويل إنه يريد الخروج ليكتشف ما حوله .. لكن هذا مستحيل في منزل كهذا حيث كل شيء بدء من السجاد إلى الأواني المطبخية باهظ الثمن .
وضعت المزيد من سائل التنظيف وراحت تفرك من جديد قبل أن تتنهد مفكرة ما هي الوظيفة التي يمكنها الحصول عليها بوجود طفل في عامه الثاني يسير أول خطواته في الحياة ؟ لا يمكنها أن تتركه برعاية حاضنة
إذ ستضطر إلى دفع كل ما تجنيه من عملها لها إن أفضل ما يمكن أن تفعله هو القيام بعمل الحاضنة هي نفسها
وهكذا يمكنها رعاية طفلها بالإضافة إلى أطفال آخرين وأن تجني فوق ذلك بعض المال لكن أي أم ستوافق على ترك طفلها لديها وهي تعيش في ذلك المكان التعيس ؟" فهي نفسها تكره أن يبقى بنجي هناك لمدة قصيرة في سريره فتحاول الخروج به من ذلك المكان ما إن تستطيع ذلك .
رقت ملامح وجهها وظهرت عليه ابتسامة لطيفة وهي تفكر في بنجي نور حياتها والشعاع الذي يحيي قلبها طفلها الذي هو أغلى ما لديها في الوجود … إنه كل ما لديها .. وهي لن تتأخر عن القيام بشيء من أجله .
سار رافايللو بخطوات واسعة وهو يشعر بالغضب عبر القاعة الفسيحة اتجه نحو الدرج العريض الذي يؤدي إلى قاعة الاستقبال الواقعة في الطابق الأرضي من المنزل المؤلف من طابقين اللعنة على أماندا التي حاولت ابتزازه واللعنة بالدرجة الأولى على والده الذي وضعه في هذا الموقف المزعج منذ البداية .

laila1920
19-01-2008, 14:44
لم لا يستطيع أن يتقبل فكرة أنه من المستحيل عليه أن يقبل بالزواج من قريبته لوسيا ليغدوا ذلك الزوج الذي لطالما تاقت إليه ؟
آه ! نعم إنها تبدو جذابة إلا أن تفكيرها سخيف وهي ذات مزاج سيئ .. على الرغم من أنها تستطيع إخفاءه عن والده ما جعل ذلك الأخير يقتنع بأنها الزوجة المثالية لابنه وعندما فشل في إقناعه بهذا الزواج عن طريق إصدار الأوامر والتلميحات لجأ إلى تهديده الأخير .. سوف يبيع الشركة ! يا الله ! لقد وضعت لوسيا يدها على نقطة الضعف لديه .. إن والده يرغب برؤية أحفاد له يرثون شركة فيسنتى كي تبقى هذه الشركة في نطاق عائلي هكذا تمكنت لوسيا من اللعب ببراعة على هذا الوتر الحساس .
ما زالت الكلمات التي تلفظ بها والده ترن في أذنيه : أريدك أن تتزوج و إلا أنني سوف أبيع لا تظن أني لن أفعل لكن ……..
ثم رقت نبرة الرجل المسن ليقول بلفتة بارعة : و .. إذا قدمت لي عروسك قبل بلوغك الثلاثين من العمر سوف أنقل ملكية الشركة إليك في اليوم نفسه .
حسناً ! فكر رافايللو بعبوس سوف يفعل ذلك سوف يقدم عروسه إلى والده يوم ميلاده الثلاثين لكنها لن تكون العروس التي يفكر فيها والده فالعروس التي سيعرفه بها سوف تمنعه من تنفيذ وعيده وهذا كل ما في الأمر .
راح الغضب يعتمل في داخله مرة أخرى أماندا بونهام كانت ستبدو العروس المثالية التي يمكنه مواجهة والده بها كجزاء مناسب على إجباره إياه على الزواج لا شك أنها كانت ستسبب لوالده ارتفاعاً في ضغط الدم فهي فتاة مدللة منذ صغرها ذات شعر طويل يصل حتى خصرها ورأس فارغ لا يهمها سوى المظهر الجميل وإنفاق المال الذي تحصله من عشاقها .
لكنها أفشلت خطته وأعادته إلى البحث من جديد عن عروس يمكنها إثارة سخط والده ومسح تلك الابتسامة المتكلفة عن وجه لوسيا علا العبوس جبينه وفكر أن تنفيذ الوعيد الذي أطلقه في وجه أماندا بدا جيداً في وقته أما الآن فهو يشعر أن إيجاد عروس في غضون أسابيع لن يكون الأمر سهلاً بل إنه يشكل تحدياً حتى بالنسبة إليه .
هبط السلالم بخطوات رشيقة مستعجلة وعلى وجهه تقطيبة وما لبث أن توقف مجفلاً .. هناك طفل نائم في وسط الردهة .
مسحت ماغي الأرض للمرة الأخيرة وتطاولت إلى صندوق الذي يحتوي على مواد التنظيف لتناول علبة معطر الجو إن تنظيف الحمامات في المنازل الفخمة هو عمل ممتع على الأقل فكل ما فيها رائع ولامع ومن النوعية الممتازة بالتأكيد فكرت بجفاء أن الأغنياء يعيشون حياة مختلفة تمتماً ذلك لا يعني أنها رأت أصحاب المنزل على الإطلاق فالذين يقومون بالتنظيف لا يسمح لهم بالقدوم إلا أثناء غياب أصحاب المنازل .
رفعت غطاء علبة معطر الجو وخضتها فأصبحت جاهزة للاستعمال ..
_ ما الذي تفعلينه هنا ؟
الصوت العميق ذو النيرة الساخطة الذي أتى من خلفها جعلها تقفز مجفلة ردة فعلها هذه جعلتها تضغط على معطر الجو بقوة فاندفع السائل الأزرق اللون ليسيل على الأرض الرخامية .
أطلقت ماغي صرخة ملؤها الرعب قبل أن تبعد علبة المعطر وتبدأ بمسح الأرض بإسفنجة التنظيف .
_ أنا أتكلم معك .. أجيبيني ؟
بدا الصوت من خلفها أكثر سخطاً ما جعل ماغي تستدير بسرعة وتحدق بصاحبه .
وقف الرجل في باب الحمام وراح ينظر إليها بادلته ماغي النظر وهي ترمش بعينيها دون أن ترى شيئاً وقد تحول رعبها إلى ما يشبه الهلع من المفترض أن يكون المنزل خالياً هذا ما قالته لها مدبرة المنزل لكن من هن الواضح أن أحد سكان المنزل موجود هنا الآن وهو يبدو ساخطاً تماماً .
تمكنت من القول بصوت متهدج : أنا .. آسفة سيدي .
قالت ذلك مدركة أن عليها إظهار الخضوع أمام شخص كهذا على الرغم من أنها ليست هي المخطئة لوجودها هناك في وقت غير مناسب .
_ قيل باستطاعتي القيام بأعمال التنظيف هذا الصباح .
توتر فم الرجل قائلاً : هناك طفلاً في الردهة !
في مكان ما من دماغها أدركت ماغي أن الرجل ليس إنكليزياً ليس فقط بسبب بشرته السمراء الداكنة بل بسبب تلك النبرة التي تميز صوته إلى حد بعيد أهو إسباني ؟ أم إيطالي ؟
وقفت ماغي على قدميها بطريقة خرقاء إذ لا يمكنها البقاء راكعة على ركبتيها إلى ما لا نهاية .
_ إنه لي .
ظهر في عيني الرجل السوداوين بريق من الغضب الشديد .
_ هذا ما قدرته ما الذي يفعله هنا ؟ لا مكان للأطفال هنا !
طفل في مثل هذا السن يجدر به البقاء في المنزل في مثل هذا الوقت من اليوم أي نوع من الأمهات ه هذه المرأة ؟ من الواضح أنها عديمة المسؤولية ! ابتلعت ماغي ريقها وقالت : أنا آسفة جداً .
انحنت لتحمل الصندوق الذي يحتوي على مواد التنظيف بعد أن ألقت نظرة سريعة على أرضية الحمام لتتأكد من أنها أصبحت لامعة ونظيفة كما يجب .. بعد ذلك تمكنت من القول : سأذهب الآن يا سيدي أنا آسفة جداً لتسببي بإزعاجك .
توجهت نحو الباب فتنحى رافايللو جانباً مفسحاً المجال لها للمرور بدا لها من غير المريح أن تمر بجانبه وهو قريب منها إلى هذا الحد إنه يتمتع بجاذبية هائلة ومن الواضح أنه قد استحم من وقت قصير بينما أمضت هي الساعات في تنظيف البلاط شعرت بأنها متسخة ومتعرقة و أن رائحتها كريهة بسبب عملها لساعات طويلة خرجت بسرعة متوجهة إلى حيث يرقد بنجي في كرسيه فإذا هو ما يزال نائماً حملت كرسي الطفل وعلقته بسرعة على ذراعها .
_ انتظري !
جاء الأمر صارماً فتوقفت ماغي بصورة غريزية استدارت بعد برهة من التردد والكرسي الثقيل الوزن الذي يحمل بنجي معلق بذراعها كان الرجل يحدق إليها ما جعل ماغي تتجمد خوفاً كأنها أرنب تلاحقه الأضواء أو ظبي لمح نمراً يخرج من الأجمة فكرت بصمت : يا رباه ! النجدة ما الذي سيحصل الآن ؟
جالت نظرات رافايللو على الفتاة إنها معتدلة القوام قمحية البشرة ذات شعر بني وملامح غير مؤثرة تغضن أنفه ازدراء وهو يفكر أن رائحتها تعبق بروائح مستحضرات التنظيف لاحظ وجود بقعة من الأوساخ على خدها بدت المرأة في حوالي العشرين من العمر .
وجد نفسه يحدق إلى يديها ولاحظ أنهما تختبئان داخل القفازات المطاطية الصفراء اللون علا العبوس وجهه وعادت إلى نظراته إلى وجهها كانت الفتاة تنظر إليه وعلى وجهها ملامح الخشية والترقب .
_ ليس عليك أن تهربي وكأنك أرنب مذعور .
قال ذلك متعمداً تلطيف نبرته إلا أن ذلك لم يؤثر على تعابير وجهها الخائفة فقد ظلت مسمرة في مكانها متأهبة للخروج وهي تحمل طفلها في إحدى يديها وصندوق التنظيف في اليد الأخرى .
سار رافايللو خطوتين باتجاهها وسألها : أخبريني هل أنت متزوجة ؟
هذه المرأة عادت النبرة الفظة تميز صوته ومع أنه لم يتعمد أن يكون كذلك مطلقا! إلا أن هذا ما حصل ذلك أن جزءاً من دماغه كان يقول له بأنه رجل مجنون تماماً ما دام يفكر بما يفكر به ومع ذلك لم يتراجع رافايللو عما في ذهنه …
ظهر الارتباك في عيني الفتاة كما لو أنه سألها سؤالاً محرجاً إلا أنه عاد يلح عليها : حسناً ! .
لم يبدوا عليها أنها مستعدة للإجابة هزت المرأة رأسها إلا أن نظراتها ظلت ثابتة والارتباك ظاهر فيها تركزت نظرة رافايللو عليها بتصميم أكبر حسناً ! يبدوا أنها ليست متزوجة .. إنه لا يظن ذلك على الرغم من عدم قدرته على رؤية يديها ليتأكد من خلوهما من خاتم زواج وعلى الرغم من وجود الطفل .
لا بأس إن كان لديها طفل صغير .. مهما كانت الأم عديمة المسؤولية ! وعاد يفكر باهتمام أن وجود الطفل أمر جيد أما هي .. لا بأس بها أيضاً ومرة أخرى راحت عيناه تتفحصانها متأملتان مظهرها بأكمله ولاحظ رافايللو شدة إجفالها .
_ أود أن أقدم لك عرض عمل .
صدر عنها صوت أشبه بالتذمر هذا ما استنتجه رافايللو مع أنه فكر أن لا داعي لأن تتذمر مطلقاً سار باتجاه باب يؤدي إلى المطبخ وفتحه وأشار إليها لندخل إلى هنا .
عاد ذلك الصوت إلى حنجرتها مرة أخرى وهذه المرة تراجعت نحو الباب الرئيسي وهي تقول : علي أن أذهب .
مرة على العبوس وجه رافايللو .. في تلك اللحظة بالذات سمع صوت انغلاق أحد الأبواب في الطابق العلوي وفي اللحظة التالية أطلت أماندا وراحت تهبط السلم بقدر ما يمكنها من السرعة وبقدر ما يسمح

laila1920
19-01-2008, 14:57
لها كعبي حذائها العاليين و تنورتها الضيقة وما إن رأت المشهد الواضح أمامها حتى أضاءت وجهها ابتسامة شريرة وقالت بنبرة تقطر سماً عزيزي راف لماذا ؟ أول امرأة تصادفها .. سيكون الأمر صعباً عليك .
وتابعت مقلدة لكنته الإيطالية : وهذا ما حصلت عليه يا له من حظ سيئ !
أجابها الرجل بزمجرة أشبه بزمجرة نمر ما جعل شعر جسمها يقف خوفاً : نعم عزيزتي أماندا إنها مناسبة لي تماماً .
_ إنك تمزح لا بد أنك كذلك !
رمقها رافايللو بنظرة ساخرة مكتفياً برفع أحد حاجبيه الداكنين المقوسين .
_ لا بد أن سيارة الأجرة تنتظرك بالخارج عزيزتي حان وقت ذهابك .
للحظة وقفت المرأة في مكانها وهي تشعر بالذهول فيما الغضب يغلي في داخلها ثم شدت عضلات وجهها وسارت بتصميم نحو الباب الرئيسي مبعدة ماغي عن طريقها قبل أن تفتح الباب .
صاحت ماغي بحدة : انتظري !
وحاولت أن تلحق بها بسرعة .
ما الذي يدفع مالك المنزل إلى سؤالها إذا كانت متزوجة أم لا ؟ ما تفكر به ليس سبباً جيداً على الإطلاق .. ما خطر ببالها هو أمر سيئ |إلى أبعد الحدود لطالما سمعت قصصاً روتها عاملات التنظيف عن أثرياء يجبرونهن على القيام بأعمال وضيعة غير لائقة .
انفجرت المرأة الأخرى في وجهها قائلة : ابتعدي عني أيتها المخلوقة المثيرة للاشمئزاز .
حاولت ماغي بيأس أن تمسك الباب الخارجي إلا أن المرأة أبعدتها عنه بقوة وخشونة .
عاد الصوت ذو اللكنة المميزة ليقول بنبرة هازئة لا تخلو من الغضب : قلت لك أن لدي عرض عمل لك ألا يمكنك التحلي باللباقة الكافية لكي تصغي إلي ؟ إنه عرض سخي وسوف يوفر لك مبلغاً محترماً من المال .
سددت ماغي إليه نظرة ملؤها الرعب يا إلهي ! إنها على حق إنه على وشك أن يقترح عليها أمراً مشيناً .
_ كلا .. شكراً لك .. لا أريد هذا النوع من العمل .
ثم إذا صوتها أكثر حدة : أرجوك دعني أذهب .. أرجوك لقد قمت بواجبي وهذا كل شيء .
فجأة تغيرت تعابير الرجل وكأنه أدرك سبب خوفها الكبير هذا فقال بنبرة صوت جليدية : لقد أسأت فهمي ما أود اقتراحه ليس عملاً شائناً ولا يسيء إليك مطلقاً .
حدقت ماغي إليه وقد بهرتها وسامته الفائقة عادت أفكارها إلى الأرض الواقع من المؤكد أن رجلاً بمثل هذه الوسامة لن يقترح على امرأة مثلها إقامة علاقة عاطفية معه بعد أن رأت نفسها من خلال عينيه المليئتين بالازدراء
شعرت بقامتها تتقلص وملأها شعور غامر بالخجل .
فجأة أحست بأن ثقل الصندوق الذي يحتوي على مواد التنظيف قد خف عنها .
_ تعالي إلى المطبخ وسوف أشرح الأمر لك .
جلست ماغي على أحد الكراسي المرتفعة الموزعة على جوانب طاولة الطعام في المطبخ وقد شعرت بأوصالها تتجمد لحسن الحظ أن بنجي ما زال نائماً في كرسيه الخاص الذي وضعته على الأرض .
قالت بنبرة مترددة : كرر ما قلته مرة أخرى .
راح الرجل يعيد ما قاله بنبرته المميزة مشدداً على كل كلمة يقولها :
_ سوف أدفع لك مبلغاً من المال قدره مائة ألف جنيه مقابل أن تتزوجي بي زواجاً شرعياً لمدة ستة أشهر وبعد هذه المدة سنقوم بإجراءات الطلاق بموجب اتفاق مبرم بيننا كل ما عليك القيام به هو أن ترافقيني إلى إيطاليا لأسباب .. قانونية وبعدئذ يمكنك العودة إلى هنا وسوف أتكفل أنا بكافة مصاريف معيشتك وبعد أن يتم الطلاق بيننا سوف تحصلين على مائة ألف جنيه لا أكثر هل فهمت الآن جيداً ؟
كلا ! هذا ما فكرت به ماغي لم أفهم شيئاً كل ما فهمته هو أنك شخص مخبول !
لكن ما بدا لها أن ليس من الحكمة في شيء أن تقول ذلك للرجل الذي يجلس قبالتها إلى الناحية الأخرى من الطاولة فهي تشعر بعدم الارتياح ويخطر لا تفهم كنهه ليس مرد ذلك فقط إلى ذلك الاقتراح الغريب الذي قدمه لها الرجل لتوه بل لأنه هو نفسه أكثر الرجال وسامة بين الذين رأتهم على الإطلاق سواء كان ذلك وجهاً لوحه أو عن طريق المجلات وبين صفحاتها .. إنه نحيف القامة ذو مظهر جذاب بسماته الإيطالية الواضحة التي تحيط به هالة من القوة تمنع ظهور الرقة في ملامحه حسناً ! إنه يتمتع بجمال رجولي أخاذ كما أن رموشه الطويلة المحيطة بعينيه ذات اللون الأسود البركاني تضفي على وسامته جاذبية خطيرة .
_ أنت لا تصدقين ما أقوله أليس كذلك ؟
حشرها سؤاله في الزاوية ولم تعرف بما عليها أن تجيبه كل ما استطاعت القيام به هو فتح فمها ثم اقفاله ثانية .
التوى فمه بابتسامة مشدودة فتغيرت تعابير وجهه شعرت ماغي بشيء ما يتفجر بداخلها لكنها لا تملك الوقت الآن لتعيره انتباهها عاد الرجل ليتحدث إليها مرة أخرى : أنا نفسي أعرف أن ما أقوله هو .. غاية في الغرابة لكن مع ذلك …
بسط يديه فوق الطاولة ما جعل ماغي تلاحظ كم هما جميلتان فهما طويلتان وهما تتميزان بالقوة على رغم من تلك الأظافر التي تمت العناية بها جيداً تابع يقول : هذا ما أفعله علي أن أجد زوجة لي في أقرب وقت ممكن وذلك لأسباب خاصة جداً .
حتى صوته لم يكن يخلو من الأناقة والجاذبية ما جعل ماغي تشعر بالخجل لافتقارها إلى تلك الجاذبية أمام هذا الرجل الذي يبدوا في منتهى الجاذبية عاد الرجل يقول موضحاً : ربما يجدر بي إيضاح نقطة هامة هذا الزواج سيكون اسمياً فقط أخبريني هل تملكين زواج سفر ؟
هزت ماغي رأسها نفياً فظهرت على وجه الرجل لمحة من الاستياء إلا أنه ما لبث أن حرك يده بلا اهتمام قائلاً : هذا لا يهم يمكن ترتيب مثل هذه الأمور بسرعة والآن ماذا بشأن والد طفلك ؟ هل ما زال موجوداً في حياتك ؟
بحق الجحيم ما الذي يمكنها أن تقوله ؟ فكرت ماغي بقول شيء ما إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً .
_ لا أظن ذلك .
قال رافايللو هذا وكأنه قد فهم الأمر من صمتها وعدم قدرتها على الرد عن سؤاله ثم تابع : هذا أمر جيد فهكذا لن يستطيع التدخل بمشروعنا هذا .
شملها بنظراته القاتمة وكأنه اتخذ قراراً نهائياً بهذا الأمر وعاد يقول : إذاً لست أرى أي عوائق تمنعك من الموافقة على اقتراحي .. من الواضح أنك مناسبة تماماً .
تملك الذعر ماغي إنه يتحدث عنها وكأنها ليست سوى علبة فارغة من العصير تتدحرج على الأرض عليها أن توقف هذا الهراء في الحال إنه جنون !
_ أرجوك …
توقفت قليلاً عن الكلام ثم تابعت القول : أنا لست مناسبة البتة .. حقاً .. أنا آسفة لكن علي أن أغادر الآن لأني تأخرت لدي منازل أخرى بحاجة لتنظيف .
لم يكن ذلك صحيحاً بالطبع فهذا المنزل كان الأخير لكن لا داعي لأن يعرف ذلك .
جاء صوته ناعماً كالحرير حين قال : إذا وافقت على عرضي هذا فلن تضطري إلى تنظيف المزيد من المنازل بعد اليوم بالنسبة إلى امرأة لها خلفيتك الاجتماعية ذلك سوف يوفر لك ظروف عيش مريحة تماماً إذا كنت حريصة في الإنفاق فسوف تعيشين لعدة سنوات في بحبوحة تامة مقابل ما سأدفعه لك خلال ستة أشهر من حياتك .
قفزت الكلمات إلى ذهنها ! ما الذي قاله هذا الرجل بحق الجحيم ؟ تحدث عن مائة ألف جنيه .. لا يمكن أن يكون ذلك صحيحاً إن التفكير بمثل هذا المبلغ أقوى من طاقتها مع هذا المبلغ سوف تتمكن من مغادرة لندن يمكنها أن تشتري شقة بل منزلاً صغيراً .. أن تستغني عن الدعم المالي الذي يوفره لها مكتب الشؤون الاجتماعية
أن تتوقف عن العمل .. أنم تجد الوقت الكافي لرعاية بنجي كما يجب .. يمكنها القيام بمشاريع للمستقبل .
في الجهة المقابلة من الطاولة ضاقت عينا رافايللو وهو يفكر أنها ابتلعت الطعم كما أراد تماماً بإمكانه أن يرى ذلك لقد عمل جاهداً كي يصل إلى تلك النقطة .. بذل جهداً اكثر مما كان يتصور لكنها بدأت تتجاوب أخيراً .
يا إلهي ! قد يصاب والده بذبحة قلبية عندما يعرف أن ابنه تزوج من امرأة لديها طفل في سنته الثانية وهي تعمل في تنظيف المراحيض وتبدو أقذر من مؤخرة حافلة ركاب لكن ذلك سيلقنه درساً قاسياً . .
رأت ماغي بريق الانتصار في عينيه السوداوين مما جعلها تتراجع لا بد أن تكون مجنونة لتقتنع بمجرد التفكير بما يعرضه عليها مائة ألف جنيه .. إن الأمر غير معقول إنه جنوني ! جنوني بقدر ما هي مسألة زواج امرأة مثلها من رجل مثله ..
قالت بسرعة : يجب علي الذهاب حقاً .
ووقفت على قدميها لكن يبدوا أن بحركتها هذه اصطدمت بكرسي بنجي لأن هذا الأخير استيقظ وبدأ بالبكاء انحنت ماغي وراحت تدغدغ خديه قائلة : لا بأس يا بنجي أمك هنا.
توقف الطفل عن البكاء ومد يده نحوها يتلمس وجهها وسرعان ما راح يتحرك متململاً محاولاً التملص من الأربطة التي تثبته في كرسيه .
_ انتظر يا صغيري نحن ذاهبان في الحال .
قالت ماغي له ذلك وهي ترفع الكرسي لتحملها على ذراعها ثم لوت ساقها لتحافظ على توازنها وهي تلتقط الصندوق لتحمله في يدها الأخرى ثم قالت بارتباك : سوف .. سوف أخرج الآن .
قالت ذلك للرجل الذي طلب منها لتوه الزواج به والذي ما زال جالساً إلى الجهة الأخرى من الطاولة وهو يراقبها بعينين أشبه بعيني قناص .
_ مائة ألف جنيه ! لا مزيد من التنظيف .. لا مزيد من حمل طفلك إلى هنا وهناك على هذا النحو .. إنها ليست حياة ملائمة له .
نزلت كلماته كالحجارة على مسامعها فدمرت ما تبقى من رباطة جأشها فجأة قالت بصوت أجش : هذا ليس صحيحاً لا يمكن |أن يكون كذلك إنه مجر هراء هذا الأمر برمته .
التوى فمه بتلك الابتسامة غير المرحة مرة أخرى وقال : لدي الشعور نفسه إن كان ذلك يريحك …
النبرة التي رافقت كلماته جعلتها ترتجف لكن ما الذي يمكنها قوله ؟ لا شيء يمكنها فقط غادرة المكان خرجت من ذلك المنزل كأنها خفاش يخرج من نار جهنم .
كان صوت الموسيقى يصدح عاليا ً مسبباً الارتجاج في الجدران الغرفة الصغيرة الضيقة أما ماغي فراح ضجيج الموسيقى يضج في رأسها ما سبب لها الصداع طيلة النهار وذلك منذ مغادرتها منزل ذلك الرجل المجنون .
مائة ألف جنيه .. ظلت تلك العبارة تضج في أذنيها تماماً كما يضج صوت الموسيقى الصاخبة الآتية من الشقة المجاورة مذكراً إياها بقسوة بحياتها المليئة بالفقر والكدح والمصاعب .
هل ستتمكن يوماً من الحصول على منزل يخصها وجدها ؟ لقد أدرج مجلس الولاية اسمها على لائحة الذين يحتاجون إلى مأوى خاص بهم وأثناء ذلك ستبقى ملتصقة بهذا المكان الكئيب القذر لم يكن الأمر بهذا السوء
عندما كان بنجي صغيراً لكنه الآن بات بحاجة إلى مكان أكثر اتساعاً .. إنه بحاجة إلى بيت حقيقي هذه الغرفة ليست منزلاً حقيقياً ولا يمكن اعتبارها كذلك إنها مجر مكان يأويان إليه فقط .
مع أن موظف الرعاية قد لمح لها ذات يوم قائلاً : من الصعب جداً من ان تتمكني من تربية الطفل بنفسك آنسة جونز على الرغم من المساعدة التي تتلقينها من الأفضل لك ان تتخلصي من هذا العبء وهكذا تتمكنين من الاعتناء بنفسك .

laila1920
19-01-2008, 14:58
هذا العبء ! وقعت الكلمة على رأسها كالصاعقة ما جعلها تقف وهي تحمل طفلها المولود حديثاً بين ذراعيها قائلة بنبرة متوترة : بنجي سيبقى معي .
من خلال الجدران المتقاربة كانت تسمع باستمرار صوت الموسيقى المرتفع . لا أحد من السكان يجرؤ على الشكوى فذلك الرجل في الشقة المجاورة شرير ومتسلط الطباع والجميع يعرف هذا على أي حال من المحتمل أن يمل مما يسمعه فيوقف هذه الموسيقى المزعجة إلا أن هذا كان يحصل مع ساعات الصباح الأولى فلا عجب إن كان بنجي لا يستطيع النوم جيداً خلال الليل .
ومع أن الساعة قد تجاوزت الثامنة مساءاً فماغي تدرك أن من الصعب أن تحمله على النوم لذا تركته يلهو بألعابه ها هو جالس في سريره القماشي بالقرب منها وهو يبدو سعيداً وهو يضع الحلقات البلاستيكية في مكانها على المخروط المخصص لها بحيث يهتف جذلاً حين يضع كلاً منها في مكانها المخصص يا لها من لعبة جيدة ! كم سرت ماغي حين وجدتها في أحد المحلات التي تقدم المساعدات الخيرية ألعاب بنجي وثيابه بالإضافة إلى ثيابها أيضاً ومجمل ممتلكاتها هي من الأسواق الخيرية ومؤسسات الإحسان .
فيما هي تلعب معه محاولة تجاهل الموسيقى الصاخبة راح ذهنها يدور ويدور وهي تفكر بذلك اللقاء الصباحي غير المتوقع والخارج عن المألوف .
هل حدث ذلك حقاً ؟ ذلك الرجل الذي يبدو صورة مثالية عن المليونير الذي تحلم به كل امرأة هل عرض عليها حقاً أن تتزوجه لمدة ستة أشهر مقابل مائة ألف جنيه ؟ ذلك هو الجنون بعينه ولا يمكن أن يكون قد حصل ..
طرقة على بابها جعلتها تجفل من سريره تطلع بنجي بتساؤل حوله عادت الطرقة مرة أخرى …
_ الآنسة جونز ؟
بدا الصوت مكتوماً وبالكاد تمكنت من سماعه بوجود ذلك الصخب الآتي من الشقة المجاورة أيكون هذا مالك المبنى ؟ من عادته أن يقوم بجولة من حين لآخر ليتفقد ملكيته فهو يجني مبلغاً مادياً جيداً من هذا المبنى ونجح في التهرب من الضرائب مشت نحو الباب باحتراس شديد لقد أضافت بنفسها سلسة حديدية من الداخل إلى قفل الباب فهي لا تشعر بالأمان في هذا المكان الذي يقطنه أمثالها من الفقراء .
ألقت ثقلها على الباب وفتحته قليلاً مبقية السلسلة مكانها استعداداً لدفعه بجسمها و اقفاله عند الحاجة إلى ذلك .
_ نعم ؟
_ أنا رافايللو دي فيسنتى تكلمنا معاً هذا الصباح أرجوك كوني لطيفة معي ودعيني أدخل .

*لميس*
19-01-2008, 15:05
::مغتاظ::



/ /


/

أ ووووووووهـ ...:مندهش:


أهي أهي ..

كنت أتمنــــى متاآآآآ بعـــ ـ ـ ـ ـــــة الروايهـ معــاكم


بـــس


أنا قريتها خلاآآآآآآآآآآص :ميت:


وبصراااحه الروايهـ روووووووعهـ ------->> الحمدلله ماراح أحرق أعصااابي خخخخـ


عموماً .. مـــازلت متابعــهـ::سعادة::


ومشكوووووووورهـ يا ليلى ع الروايه العسل زيك ..::جيد::



تقبلوا تحيـــــــاتي

L A M E S

/


/ /




::مغتاظ::

ورده قايين
19-01-2008, 15:21
البداية مشوقه سلمت يداك ليلى وراح اقرأها من الآن وان شاء الله ماتتأخري بالأجزاء القادمه

!SO
19-01-2008, 17:02
http://images.jellymuffin.com/images/hello/images/3476.gif

الغاليـــ ت ـــا

SON'ESTA

Fenetia

noisy cat

هيونه المزيونه

بحر الامان

ماري-أنطوانيت

*mero*

EdWaRd LoVeR

ورده قايين

آن همبسون

http://images.zwani.com/graphics/thank_you/images/6.gif

وان شاءالله لنــــا لقـــاء آخـــر

http://www.3tt3.net/up4/get-1-2008-jrnvwnlr.gif

laila1920

شكراً عزيزتـــي على الروايــــة
وفي انتظـــار البقيـــــــة
تحياتــــي
http://images.zwani.com/graphics/thank_you/images/thanksfortheadd72.gif

بحر الامان
19-01-2008, 17:19
sa بجد كانت روايتك رائعه

والاروع حضورك المتميز

وتلبيتك طلباتي السريعه

مما جعل لك مكانه خاصه


تسلمين يالغلا










لميس


انتي لميس الاوليه ولا غيرها


وحشتيني بجد


ليلى يعطيك العافيه


هذه من افضل الروايات الي قريتها



بحوره

noisy cat
19-01-2008, 18:17
ياااااااااااااااااااايززز بدايه خطيييييييييييييييييييرهــ،،

بس خساره مااقدر اتابع بكرى بتبداء اختباراتي

SONĒSTA
19-01-2008, 19:18
شكرا ليلى على الرواية
تبدو رائعة جدا
::جيد::
---------------------
في انتظار التكملــة

/
/

سونيستــــا
:o

*لميس*
19-01-2008, 19:30
لميس


انتي لميس الاوليه ولا غيرها


وحشتيني بجد




بحووووووره ... !!


كيـــــــفك ..!؟


أيوا أنــا لميس الأوليـــــه ---->> في حد منتجل شخصيتي؟؟!


خخخخخخـ


إنتي وحشتييييني أكثرررر


ماعجبني اسمي الجديد:D


انا قريت الروايه اللي تنزلها ليلى من قبل


بس حلووووو عشان عندي إختبارات هذا الأسبوع>ـــــــ< -->>> أدعووولي!!:ميت:


وإنشالله راح أرجع الأسبوع الجاي


تحيـــــــــــــــــاتي

LaMeS

بحر الامان
19-01-2008, 20:19
واه كلكم عندكم اختبارات


يعني اقعد انا وليلى لوحدينا بالمشروع



هي تكتب وانا اقرا واشجع



اهلين لموسه


من جد وحشتني شقاوتك




يارب توفق الي عندهم اختبار كلهم



وتسهل لهم الاسئله يارب

ماري-أنطوانيت
19-01-2008, 20:22
http://roro1981.jeeran.com/photos/1242324_l.jpg

مساء الخير والورد يا احلى عضوات باحلى موضوع باحلى منتدى

والله ما تتصورون قد ايش فرحتي بنشاط المشروع ورجوعه لعهده السابق

ايام الغاليه ((lovely sky ))

وبرجوع العضوات المخضرمات له<<< طبعا كل وحده عارفه نفسها..:D

وطبعا بتفاعل العضوات الجديدات بمجرد دخولهم للمشروع

وصرنا ما نستغنا عنهم ولا عن ردودهم الحلوه....::سعادة::

وما شاء الله كثرت طلبات الاشتراك في كتابة الروايات ووضعها

في التصويتات الجايه......:رامبو:

والله اني سعيده جدا بتواجدكم في المشروع ولي الشرف الكبير بمعرفتكم

وان شاء الله نبقى دايم كذى تجمعنا المحبه والالفه.....والروايات طبعا..:D


وتسلميـــــــــــــــــــــن حبيبتي ((ليلــــى)) على الروايه...شكلها مشوقه من البدايه..::جيد::
------------------------------------------


لكم احر قبلاتي وامنياتي..للجميع دون استثناءhttp://roro1981.jeeran.com/photos/1242325_l.jpg
ماري-أنطوانيت

هيونه المزيونه
19-01-2008, 23:09
بداية الرواية فعلا مشوقة ....


في انتظار التكملة .....



تسلمين ليلي ...

laila1920
20-01-2008, 21:21
شكرا يا بنات على الردود الجميلة وان شاء الله ما بتاخر انتو بس ادعو معي والله ما بيخيب
انا جاية































كمان شوي












































وشوي كمان
















































لبكرة ان شاء الله






































عم امزح بس شوي وراح نزل كام جزء حلوين

laila1920
20-01-2008, 21:23
2_ معاً فوق السحاب

ذهولها التام هو ما دفعها لتطيعه ما إن فتحت الباب حتى شعر رافايللو بارتياب مفاجئ هل يمكنه المضي بذلك حقاً ؟ هل يمكنه أن يتزوج هذه .. هذه .. راح يبحث عن الكلمة المناسبة نعم هذه الخادمة ؟ أيفعل ذلك مهما كانت الأسباب ؟ رؤيتها مرة أخرى جعلته يدرك حالة الفاقة المزرية التي تعيشها كانت ماغي ترتدي قميصاً متهدلاً وبنطلون واسع أما شعرها البني فمضموماً إلى الوراء برباط مطاطياً وقد بدا وجهه نحيلاً وأحاطت هالات سوداء في عينيها باختصار يمكنه القول أنها أقل النساء جاذبية ممن وقعت عليهن عيناه على الإطلاق .
حسناً ! هذا ما يجعل منها مناسبة لتلك المهمة إنها النقيض لأماندا خياره الأول و الآن بدلاً من أن يصطحب معه إلى المنزل فتاة فائقة الجاذبية فارغة الرأس سوف يصطحب هذه المرأة القبيحة مع طفلها ! قد يكون ذلك أفضل بكثير إن لم يكن الأفضل على الإطلاق بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المرأة هي بالتأكيد أكثر عوزاً للمال من أماندا خطرت له هذه الفكرة ما إن ألقى نظرة على هذا المكان السيء الذي تعيش فيه . أخيراً استقرت عيناه على الطفل الذي يجلس في سريره وينظر إليه بعينين متسعتين ذات لون بني كلون الشوكولا .
_ ماذا .. ماذا تفعل هنا ؟ وكيف .. كيف عرفت أين أسكن ؟
تمتمت الفتاة بتلك الكلمات متلعثمة وبدا واضحاً أنها في حالة من الصدمة سار رافايللو إلى الداخل وأغلق الباب خلفه فتراجعت ماغي إلى الوراء لتحول بينه وبين طفلها .
قطب رافايللو جبينه يا إلهي هل تظن أنه قد يسبب الأذى لابنها ؟
قال لها بنبرة جافة : لا داعي لان تصابي بالذعر آنسة جونز أخذت عنوانك من وكالة الاستخدام التي تعملين لديها هذا كل ما في الأمر وانتظرت طيلة النهار لآتي وأتحدث إليك ثانية لكنك لم تأتي إلى هنا إلا منذ وقت قصير أين كنت طيلة الوقت ؟
لقد جعل الأمر يبدوا وكأنها تغيبت عن المنزل دون مبرر .
قالت ماغي بنبرة مستسلمة : كنت في الخارج .
وقفت بالقرب من سرير بنجي بشكل يسمح لها بحمله والهرب به بسرعة إذا ما اضطرت إلى ذلك ثم تابعت تقول : أنا لا أمضي الكثير من الوقت هنا .
أصدر زائرها صوتاً يدل على السخرية من حنجرته ثم قال وهو ينظر حوله : هذا ما فهمته بنفسي من أين يأتي صوت الموسيقى الصاخب هذا ؟
_ من الغرفة المجاورة إنه يحب الصوت المرتفع .
_ لكنه أمر لا يمكن احتماله .
_ نعم .
وافقته ماغي وهي تفكر أنها تتحمله على الرغم من هذا وكذلك يفعل كل من في المبنى كانت ما تزال في حالة صدمة وهي تعلم ذلك .
كانت قد أوشكت على إقناع نفسها بأن ما حصل في الصباح لم يكن سوى أوهام من نسج خيالها والآن ها هو الرجل يقف إلى جانبها كأنه خارج من الحلم .
رافايللو دي فيسنتى .. راح الاسم يرن في رأسها مدغدغاً حواسها هذا الاسم يناسبه تماماً أدركت ماغي ذلك وهي تتأمل هيئته الإيطالية المهيبة التي تدل على الثراء والرجولة رمشت بأجفانها بعد ان أدركت أنها كانت تحدق بالرجل حتى كادت تلتهمه بنظراتها سار الرجل باتجاه الطاولة التي تستخدمها كطاولة طعام ولكافة الاستخدامات الأخرى أيضاً فوضع حقيبته الجلدية المليئة بالمستندات وما لبث أن أخرج منها مجموعة من المستندات .
_ لدي هنا الوثائق الضرورية أرجو منك أن تقرئيها قبل التوقيع عليها .
ابتلعت ماغي ريقها : أنا لن أوقع على أي شيء سيد فيسنتى .
_ دي فيسنتى وأنت ستصبحين السنيورا دي فيسنتى يجدر بك أن تتعلمي لفظ الاسم بصورة صحيحة .
شعرت ماغي فجأة بتعرق راحتي كفيها فمسحتهما بجانب بنطلونها .
_ حسناً سيد .. دي فيسنتى أنا .. أنا لا أظن أن بإمكاني مساعدتك حقاً .. ! إن الأمر غريب بالنسبة لي …
فتشت في أنحاء ذهنها يائسة كي تجد عبارات مناسبة لتقول له أن الأمر كله مربك بالنسبة إليها وإنها لن تقدم على مثل هذا الأمر .
ارتفع حاجباه المقوسين وردد قائلاً : غريب ؟
ثم أومأ بسرعة وتابع يقول : نعم إنه كذلك آنسة جونز لكن كما سبق وقلت لك هذا الصباح ليس لدي خيار آخر .. إن الأمر يتعلق ب‘دارة شركة الأسرة شركة فيسنتى .. لا أعتقد أن معرفة التفاصيل تهمك لكن لدي أسباب كافية تجعلني أقدم على زواج مؤقت وفق شروط محددة لكن هذا الزواج سيكون شرعي تماماً لسوء الحظ أنا مضطر على هذا الزواج المؤقت .
انفجرت ماغي قائلة : لما اخترتني أنا ؟ رجل مثلك يستطيع الفوز بأي امرأة .
تقبل رافايللو إطراءها هذا كأنه تقرير للواقع ليس أكثر .
_ فكري بعرضي هذا ليس كعرض زواج بل كوظيفة وظيفة مؤقتة آنسة جونز .
ثم غدا صوته أكثر جفاء وهو يتابع قائلاً : هذا هو الأمر الذي لم تستطع .. المرشحة السابقة لهذا الزواج تقبله .
حرك يديه بإيماءة تدل على جذوره الإيطالية بوضوح وأنهى كلامه قائلاً : إنها المرأة التي رأيتها صباحاً .
_ هل كنت على وشك الزواج منها ؟
_ نعم لكنها لسوء الحظ .. انسحبت في اللحظة الأخيرة من هنا برزت حاجتي إلى إيجاد بديلة لها فأنا مضطر إلى الزواج بأقرب وقت ممكن .
عادت ماغي تقول بإصرار: لكن لم اخترتني أنا ؟
كانت لا تزال ترى بأن عرضه مناف للعقل لكن معرفتها بأنه كان على وشك خوض هذا الزواج الغريب مع تلك الحمقاء التي رأتها تخرج من منزله بشكل عاصف جعل الأمر قابلاً للتصديق .
لكن رغم ذلك فإن اختياره لها كبديل عن تلك المرأة بقي أمراً لا يصدق فبعد كل شيء من المؤكد أن رجلاً مثله يعرف العديد من النساء الأخريات المخولات لزواج مماثل .
_ اخترتك لأن هناك فارقاً أساسياً بينك .. وبين امرأة مثلها أماندا تريد ذلك المال أما أنت …
توقف عن الكلام قليلاً ونظر نحوها وكأن عينيه تمكنتا من رؤية ما في قلبها ثم تابع يقول : أما أنت فبحاجة لهذا المال ما يجعلك أكثر واقعية تجاه المسألة .
تسمرت ماغي بمكانها أما هو فتابع كلامه بكل قسوة : أنت فعلاً بحاجة إلى ذلك المال آنسة جونز تحتاجينه بشدة لتنقذي نفسك .. وتنقذي طفلك أيضاً .
روعتها نظرات عينيه الداكنتين وبدا لها كأنه الشيطان نفسه يحاول إغرائها باغراءات تفوق طاقتها .
_ لا يمكنك متابعة العيش هنا تعرفين أنك لا تستطيعين عليك الخروج من هنا والمال سيؤمن لك هذا إنه بمثابة إنقاذ لحياتك وحياة ابنك اقبلي .. اقبلي المال الذي أعرضه عليك .
شحب وجه ماغي وتمكن رافايللو من رؤية قسماتها تتغير لقد طرح إيجابيات عرضه دون شفقة كأنه يقوم بعرض صفقة تجارية صعبة خرجت كلماته كسوط يجلد كل زاوية من منزلها البالي .
_ إنني أحمل مفتاح حياة جديدة .. مستقبل جديد .. مقابل أربع أسابيع من حياتك هذا كل ما أطلبه في المقابل تمضين شهراً برفقتي ثم تعودين حرة من جديد حرة مع مال كاف لإخراجك من هذا المكان إلى الأبد .
راح يحدق في عينيها بنظرات ثاقبة لم تستطع ماغي التفكير أو الإحساس بأي شيء بل بالكاد تمكنت من التنفس .
_أنا … أنا لا أعرف ممن أنت .. يمكنك أن تكون أي شخص ..
تلاشى صوتها قبل أن تكمل .
ارتفع ذقنه بغطرسة بدت متأصلة في جيناته وتمكنت ماغي من رؤية ذلك .
_ أنا رافايللو دي فيسنتى عائلتي من أكثر العائلات احتراماً وعراقة و أنا المدير التنفيذي لشركة فيسنتى وهي شركة تقدر بأكثر من أربع مائة مليون يورو أنا لا أضطر عادة إلى إظهار أوراقي الثبوتية للتعريف عن نفسي .

laila1920
20-01-2008, 21:25
ابتلعت ماغي ريقها وتمتمت قائلة : نعم حسناً ! لكني في الواقع لا أنتمي إلى هذا الوسط الاجتماعي كي تكون معروفاً لدي .
تابع رافايللو كلامه بالنبرة المتغطرسة ذاتها : إن العرض الذي أقدمه لك هو بالضبط ما حاولت تلخيصه لك ليس هناك أي نوايا خبيثة أو خدعة ما مخبأة وراء كلامي يمكنك من التأكد من ذلك من خلال التحدث مع محامي إن أردت .
وأشار بيده نحو الطاولة متابعاً : إن ما ستقرئينه في هذه الأوراق هو بالضبط ما ستحصلين عليه والآن أرجوك أخبريني ما الذي يمنعك من التوقيع على الأوراق ؟
حدقت ماغي به بشراسة وفكرت لا يمكنها الزواج برجل مثله غني ووسيم إلى هذا الحد لا يمكنها أن تتزوج من رجل يبدوا وكأنه قفز من إحدى مجلات أخبار المشاهير مهما كان سبب الزواج ومدته يبدو الأمر جنونياً وغير عقلاني .. إنه ..
سمعت ماغي صوت بكاء قطع عليها حبل أفكارها يبدو أن بنجي سئم من لعبة أحجار البناء البلاستيكية فهدم ما كان قد بناه وبدأ بالصراخ بشكل آلي اتجهت ماغي نحو السرير لترفع بنجي بين يديها فتوقف عن البكاء واستدار ليراقب ذلك الرجل الغريب الذي يقف في وسط الغرفة ضمته ماغي إلى صدرها وشعرت بدقات قلبه القوية فوق جسدها .
قال رافايللو بهدوء : مائة ألف جنيه فكري .. فكري بما ستتمكنين من القيام به بهذا المبلغ الضخم .
بدأ جسد ماغي يرتجف أرادت بيأس أن يرحل رافايللو حالاً .. أن يأخذ محفظته وحقيبة يده الغالية الثمن ويخرج قبل أن يغويها كالشيطان نفسه .
_ لن تفعلي هذا من أجلك بل من أجل طفلك .
أغمضت عيناها محاولة عدم سماع صوته الناعم المغري .
_ إذا خرجت الآن ولم أعد أبداً كيف ستتمكنين من المضي في حياتك وأنت تعلمين أنك رفضت الفرصة الوحيدة لإخراج طفلك من هذا المكان المزري إلى الأبد ؟
كان جسدها مازال يرتجف فأخذت تحتضن طفلها بقوة أكبر حتى بدأ بنجي يحتج مبدياً انزعاجه .
_ أربع أسابيع ليس أكثر .. في منزل عائلتي في إيطاليا وهو منزل محترم جداً آنسة جونز أؤكد لك ذلك .. وبعدها تصبحين حرة .
قالت بصوت مرتفع سيأتي بنجي برفقتي .
فتح رافايللو يديه وقال : بالطبع سيأتي الطفل معك .. هذا أساسي .
لم يكن عليه أن يشرح لها لما على عروسه أن تصل برفقة طفل لا والد له سحب من جيب سترته الداخلي قلماً مطلياً بالذهب رفع عنه الغطاء وقدمه إليها قائلاً : عليك فقط أن توقعي الأوراق هيا … !
لم تستطع مقاومة نبرة صوته الاستبدادية .. تحركت ببطء وكأنها تسير في نومها وأعادت بنجي إلى السرير متجاهلة بكاءه واحتجاجه المستمر تصدق أن ما يحصل حقيقي .. فكرت أنها ستستفيق وفي أي لحظة لتكتشف أنها تحلم ليس إلا .
قدم القلم إليها فأخذته وكأنها تحت تأثير مخدر نظرت نحو الطاولة حيث راح رافايللو يقلب صفحات المستند حتى وصل إلى الصفحة الأخيرة فمد إصبعه ليدلها أين توقع .
سال الحبر من القلم الذهبي فوق الورق راسماً خطوطاً منحنية مصقولة ناعمة رغم ارتجاف يدها وهي توقع بدا لون الحبر في ضوء نهاية النهار كلون الدماء وحين سلمته الأوراق وهو يقف إلى جانبها كشبح شيطاني داكن شعرت بأمواج الضعف والوهن تسري في داخلها .
ما الذي فعلته ؟ آه يا إلهي ! ما الذي فعلته ؟
لكن .. مهما كان الأمر لقد فات أوان الندم .
جلست ماغي تحدق من النافذة المكورة نحو الغيوم المضاءة بنور الشمس فيما بنجي نائم في حضنها لقد عانى الطفل من الأرق منذ إقلاع الطائرة لكنه خلد أخيراً إلى النوم .
نظرت بلمحة سريعة عبر الممر الضيق للطائرة نحو رافايللو دي فيسنتى رأته يقلب أوراقاً وضعها أمامه على الطاولة وقد بدا منشغلاً جداً لم يكن هناك أي ركاب آخرين غيرهم على متن الطائرة الخاصة الفخمة وهي تتوجه نحو أوروبا يا لها من تجربة غريبة لماغي التي لم تسافر في حياتها من قبل !
منذ ذلك المساء الذي وقعت فيه الأوراق حتى اليوم لم ترى ماغي رافايللو أبداً كلف أحد موظفيه الصغار أن يؤمن مستندات الزواج ويصطحبها لتسجيله رسمياً وإعداد جوازي سفر لها و لبنجي .
مرت مراسم الزواج بشكل سريع يدعو إلى السخرية كان عليها قول بعض الجمل في أوقات محددة وهذا ما قامت به لكنها الآن وهي تجلس محدقة نحو الغيوم لا تتذكر سوى رجل صاحب قامة طويلة يقف إلى جانبها وصوت عميق ذو لهجة غريبة يتكلم معها ومع أمين السجل وهذا كل ما في الأمر .
لكن اللحظة الوحيدة التي لم تنسها هي حين قام ذلك الرجل بإمساك يدها ووضع خاتم الزواج في إصبعها في تلك اللحظة شعرت بتيار كهربائي يسري في جسدها ربما كانت لمسة يده الباردة هي السبب ليس إلا بعد ذلك طلب منها القيام بالأمر نفسه وأدركت أنها لن تتمكن من القيام بذلك إلا بصعوبة وقد أخذت يداها ترتجفان دون إرادتها .
تدبرت ماغي هذا الأمر لكن صوت بنجي في الغرفة المجاورة حول انتباهها كلياً عن متابعة المراسم وحالما تمكنت ركضت خارجاً إلى بنجي ورفعته بين ذراعيها ثم أتى رافايللو وقال بلطف ولكن دون أي نبرة شخصية ودودة : إن كنت جاهزة فإن علينا الذهاب .
أقلتهما سيارة ليموزين إلى مطار هيثرو ولم يقل لها زوجها الجديد أي كلمة باستثناء سؤالها بالنبرة السابقة نفسها إن كانت مرتاحة وإن كانت قد حصلت على كل ما طلبته .
استنتجت ماغي أنه كان شارداً مثلها تماماً خلال المراسم .
تزايد شرودها وتعبها الذهني عمقاً وقالت لنفسها سيري مع التيار راحت تلمس شعر بنجي الحريري بيدها وهي تحدق مجدداً بالنافذة علمت أن الصدمة هي التي ساعدتها على متابعة المهمة لكن رغم لا مبالاتها وفقدانها الإحساس بالأمور كانت تشعر ببعض الإثارة فبغض النظر عن الظروف الغريبة إنها المرة الأولى التي تسافر فيها خارج البلاد .
إيطاليا ! هل هي حقاً مسافرة إلى هناك ؟ منذ أن وافقت على الزواج من رافايللو دي فيسنتى قامت بجمع أكبر عدد من الكتب لأخذها معها إلى إيطاليا أصبح الكتاب عزائها الأخير منذ أن اكتشفت أن الطريقة الوحيدة للابتعاد عن الواقع فهو يأخذها إلى أماكن سحرية حيث يوجد أشخاص رائعون ..
نظرت ماغي إلى تلك السحب المشعة حيث يمتد عالم خفي يرتفع عالياً فوق الأرض وعادت إليها ذكرياتها مع كايس تجهم وجهها فجأة فرغم أنها تشعر بالأسف على طفل هجره أهله كلياً إلا أنها ترى نفسها محظوظة مقارنة بكايس فهي كانت ضعيفة جداً ذات عظام ركيكة وعينين واهنتين بسبب المعاملة السيئة لذا أخذوها من زوج والدتها المدمن ووالدتها السيئة .
تحرك بنجي بين ذراعيها فانحنت ماغي وقبلت شعره الداكن بلطف وقلبها يفيض حباً وعطفاً رفعت بصرها مجدداً نحو النافذة وفكرت أنها أصابت بقبول هذا الزواج الغريب فمهما بدا الأمر غريباً لقد فعلت ذلك لأمر مهم جداً .. من أجل بنجي !
لأول مرة منذ أن قلب رافايللو حياتها رأساً على عقب شعرت ماغي بالهدوء والراحة .
تنعمت بتلك الراحة حتى وصلت الطائرة إلى المطار الإيطالي الذي يعج بالناس أخذ بنجي يبكي ويصرخ مجدداً حين سدت أذنيه مجدداً بسبب تغير الضغط الجوي عند الهبوط في بيزا .
ضغطت على ظهرها يد بإلحاح ولكن ليس بخشونة إنه الرجل الذي تزوجت به منذ بضع ساعات يحاول إرشادها إلى الطريق الصحيح .
_ من هنا .
شقا طريقهما خارج المطار حيث كان هناك سيارة ليموزين ضخمة في انتظارهما خلال لحظات قليلة أصبحا في داخلها وقادهما السائق نحو زحمة الطريق ..
استغرقت الرحلة أكثر من ساعة في السيارة وبعد أن قطعا الشوارع المزدحمة أصبح القسم الأخير منها رائعاً .
حدقت ماغي من النافذة لتشبع ناظريها بمناظر توسكانا الخلابة بعيداً عن ضجيج لندن وشوارعها الممطرة وبينما سارت بهم السيارة أخذت تدل بنجي الذي وضع كرسيه قرب النافذة تماماً على أشياء في الخارج وهي تنحني فوقه وقد رأت ذلك فرصة لتبعد المسافة بينها وبين الرجل الذي يحتل الجهة الثانية من السيارة الضخمة .
راقبت إشارات الطرقات المكتوبة بالإيطالية والسيارات التي تسير على الجهة الخاطئة من الطريق بالمقارنة مع لندن بعد قليل لاحظت أن السيارة بدأت بالصعود متجهة نحو الجبل كانت أشعة الشمس منتشرة في

laila1920
20-01-2008, 21:26
تلك الأنحاء تغمر أشجار السرو والبيوت الحجرية التي تتناثر هنا وهناك في القرى الجبلية وحولها امتدت حقول الزيتون والعنب حيث تسرح قطعان الماعز والخراف .
أخيراً وبعد أن أصبحت الطريق ضيقة تماماً وتلاشت الزحمة تباطأت سرعة الليموزين وانعطفت لتدخل بوابة حديدية ضخمة في تلك اللحظة سمعت رافايللو يعلن ؟: ها قد وصلنا !
نظرت ماغي نجوه بشكل خاطف بدا وجهه خالي من التعابير وقد ظهر عليه التوتر ما جعلها تشعر بالتوتر أيضاً .
وكأنما رافايللو قد قرأ توتر أعصابها فتكلم فجأة : كوني هادئة ! ليس هناك ما تخافين منه بالنسبة لك هذه مجرد وظيفة أرجوك تذكري هذا .
أتراها تتخيل أم أنه فعلاً بدا متجهماً وقد ظهر الغضب في صوته ؟ نظر إليها بتجهم ثانية ما أثار قشعريرة في جسدها لكن ماغي شعرت أن غضبه ليس موجهاً نحوها هي بالذات بل كان سبب اضطراره للزواج بغض النظر عن هوية الزوجة .
وقفت السيارة أمام فيلا ضخمة تشبه قصراً كبيراً فاتسعت عينا ماغي أمام روعتها إنها فيلا ذات طابع تاريخي أصيل حجارتها القديمة تغير لونها بسبب العوامل الجوية وقد انتصب بابها الخشبي الضخم عالياً أما الطريق إليها فقد امتدت خلفها متجهة نحو الغابة والتلال القريبة .
رفعت ماغي بنجي بحذر من السيارة وحملته فوق خصرها وكان قد استيقظ منذ فترة بسبب حركة السيارة القوية وهي تجتاز الطرق الوعرة .
شعرت كأن هواء بعد الظهر الدافئ بمثابة نعمة لها بعد تعودها على هواء المكيف في الليموزين وذلك لما لفحتها حرارة الهواء كانت ترتدي فستاناً قطنياً فضفاضاً وهو الثوب الذي رأته مناسباً للرحلة رغم أن سعره لا يتجاوز الجنيهات الخمس ورغم أن طرازه يناسب امرأة في الخمسين أكثر مما يناسبها لكن ذلك لا يهم فلو كان لدى رافايللو أي اعتراض لقدم لها بديلاً عنه .
حين أصبحا بالقرب من الباب فتح الباب وخرج منه رجل كبير السن يرتدي قميصاً وسترة طويلة وفهمت ماغي أنه كبير الخدم .
رحب الخادم برافايللو ومع أنها لم تفهم كلمة مما قاله لكنها علمت أنه لم يكن يتوقع قدومه وبالتأكيد قدومها أيضاً .
تبع ذلك المزيد من العبارات الإيطالية السريعة لاحظت ماغي ردة فعل الخادم و تعابيره المصدومة حين رآها وبنجي وقد بدا غير موافق أبداً على ما حدث .
أصبح الجميع داخل المنزل الآن التفت رافايللو نحوها ليقول بصوت عادي جداً دون إبداء أي اهتمام شخصي : لا بد أنك مرهقة وكذلك الطفل أنا واثق من أنك ترغبين أن ترتاحي بعض الوقت .
أكملوا طريقهم صعوداً عبر درج ضخم نحو الطابق الثاني ولم تستطع ماغي منع نفسها من التحديق حولها بذهول تام فالمنزل من الداخل بدا جميلاً بقدر جماله من الخارج جدرانه البيضاء مزينة بالرسوم الزيتية الفخمة وأرضه من الرخام الغالي الثمن أما درابزين الدرج فمصنوع من الحديد المزخرف بدقة بدا كل شيء تاريخياً وباهظ الثمن ولا يشبه الشقق العصرية الفخمة التي كانت تقوم بتنظيفها .
لم تصدق ماغي ما كان يحدث هل ستعيش حقاً في ذلك المكان الفخم لعدة أسابيع ؟
أخذها رافايللو إلى إحدى الغرف الكبيرة ومجدداً أخذت تنظر حولها بذهول غطى معظم مساحة الغرفة سرير خشبي ضخم مزخرف بالإضافة إلى بعض المفروشات فرشت الأرض سجادة عجمية رائعة أما النافذتان الموجودتان في الغرفة فقد تدلت فوقهما ستائر سميكة تنسدل على طول الحائط …
أعلمها رافايللو بنبرته الجافة المعتادة : يمكنك الوصول إلى الحمام التابع لهذا الجناح عبر الباب هل لديك كل ما تحتاجين إليه أنت والطفل ؟ يمكن لغوسيب أن يحضر لك أي شيء تطلبينه منه .
هزت ماغي رأسها وهي تشعر بالارتباك كان الخادم قد لحق بهما إلى الأعلى وهو يحمل حقائب سفرها فكرت ماغي أن تلك الحقائب البالية لا يبدوا عليها الانتماء إلى هذا المكان مثلها تماماً ..
نظر رافايللو إلى ساعته وقال : جيد ارتاحي أنت والطفل هل تريدين بعض القهوة ؟
هزت ماغي رأسها وقالت متلعثمة : شكراً لك .
قال رافايللو مجدداً : جيد سيرشدك غوسيب إلى الأسفل بعد أن ترتاحي لبعض الوقت آه …
صمت قليلاً ثم نظر نحوها مجدداً وقال : لا داعي لتغير ملابسك .
انصرف رافايللو وانصرف غوسيب معه .
حين أصبحت ماغي وحدها عادت لتنظر إلى الغرفة مجدداً من الواضح أن عليها البقاء في هذا المكان حتى يتم استدعائها ولكنها لا تستطع أن تتذمر فالغرفة مكان فخم وجميل إلا أنها شعرت بالقلق لأن كل ما في الغرفة باهظ الثمن جداً وكثير عليها وعلى بنجي .
أما بنجي فبدا متلهفاً لينطلق مستكشفاً الغرفة وضعته ماغي أرضاً فأخذ يتحرك بسرعة محاولاً اكتشاف المحيط الجديد وسرعان ما توجه نحو السرير الكبير لم تكن مضطرة لطلب سرير للطفل فالسرير كبير جداً ويتسع لها و لبنجي معاً .
ويتسع لزوجها أيضاً !
أزاحت هذه الفكرة جانباً رافايللو دي فيسنتى لم يكن زوجها سوى في الأوراق الرسمية لا أكثر .
نزل رافايللو عبر الدرج مجدداً إلى نحو الطابق السفلي وهو متجهم الوجه لم يكن يتطلع بحماس للمواجهة القادمة لكنها كانت مواجهة أساسية ولا يمكن التهرب منها عليه أن يعلم والده مرة و إلى الأبد أنه ليس لعبة يتحكم بها وفق مزاجه .
إن الشركة فيسنتى التي أسست منذ أكثر من مائة عام للمحافظة على ثروة العائلة التي تملك الكثير من الأراضي والعقارات هي بالنسبة لوالده بكل بساطة مؤسسة تجارية تؤمن حياة الرفاهية لآل دي فيسنتى .
أما بالنسبة لرافايللو فهي أكثر من ذلك لأنه يتفهم عام الأعمال جيداً ولكي تستطيع شركة دي فيسنتى أن تصمد في القرن الواحد والعشرين عليها أن تأخذ موقعاً مهماً في التجارة العالمية بات على رافايللو أن يحارب بشدة من أجل استراتيجيته لجعل شركة فيسنتى عالمية و لإقناع والده بهذا قد يكون هو المدير التنفيذي لكن والده هو رئيس مجلس الإدارة ومالك معظم الأسهم لطالما نظر والده إليه بتذمر ورفض مطالب رافايللو بانفتاح الشركة على السوق الأوربية ورغم أن عائدات الشركة في ازدياد مستمر إلا أن رافايللو يعلم أن والده كان يفضل أن تبقى الشركة مؤسسة محلية كما كانت دائماً .
لكن رافايللو عمل بجهد ليجعل الشركة تنتشر وتتوسع وهو ليس مستعداً أن يرى تعبه يذهب سدى أو ان تذهب الشركة للغرباء ولمنع حصول ذلك كان مستعداً للقيام بأي شيء .
مشى عبر الصالة ذات الأرضية الرخامية نحو المكتبة التي سيستخدمها كمكتب له وقف أمام النافذة التي تطل على البركة المزخرفة ونافورتها الجميلة أبعد قميصه إلى الخلف ووضع يديه فوق خصره وراح ينظر إلى الخارج بعصبية . ياله من حظ سيئ إن والده خارج المنزل في الوقت الذي يريد منه أن يكون موجوداً هنا أعلمه غوسيب عند وصوله أن والده وابنة عمه قد خرجا باكراً لتناول الفطور ولن يعودا إلا في وقت متأخر من بعد ظهر اليوم .
ستكون هوية الفتاة التي أحضرها معه مفاجأة للجميع آه ! نعم بالتأكيد ستكون مفاجأة كشر رافايللو مبتسماً إنها مناسبة تماماً كما أرادها أن تكون فمع طفل يتدلى فوق خصرها وفستان رخيص فضفاض على جسدها النحيل وشعر بني مربوط إلى الخلف بدت فعلاً مناسبة تماماً .
توترت ضحكته قليلا ً سيستشيط والده غيظاً ليس لأنه أحبطه فقط بل لأنه أهان اسم العائلة بزواجه من فتاة مثل ماغي .
ابتعد عن النافذة وذهب للجلوس خلف المكتب ربما يتمكن من العمل قليلاً بينما ينتظر عودة والده فقد يلهيه ذلك عن التفكير بالمواجهة المحتمة .
تساءل رافايللو لما على الأمور أن تسير بذلك الشكل ؟ لم هذا النزاع المؤلم الغير ضروري مع والده ؟ ألم يكن بإمكانه أن يتكلم معه ببساطة من دون هذا التحدي ؟
تنهد بحسرة لقد تحدث إلى غوسيب وزوجته ماريا في الخمس عشرة سنة الماضية أكثر مما تحدث مع والده فهما من اعتنيا به خلال فترة المراهقة والبلوغ أما والده فقد اعتبره فاسقاً وحاول إجباره مرات عدة على الزواج ظهر التوتر على فمه .. لو أنه وجد أي أمل للتواصل مع والده لما قام بالزواج من هذه الفتاة بهذا الشكل مر ظل خفي أمام عينيه إنها صورة والدته المتوفاة ترتسم أمامه لقد ماتت أمه في حادث سير مروع وهو في الخامسة عشرة من عمره ما سبب هذا التنافر الشديد بينه وبين والده .
بالنسبة لوالده جعله فقدان زوجته التي كان يعشقها يتوقف عن الاهتمام بابنه الوحيد أما رافايللو فقد
كان يعلم الآن بنظرته الثلاثينية الثاقبة أن تصرفاته الطائشة خلال المراهقة السرعة في القيادة والخروج برفقة الفتيات .. كانت عبارة عن صرخة من قلبه لجذب الانتباه والمساعدة والحب من والده الذي ابتعد عنه كثيراً في الوقت الذي كان هو في حاجة ماسة إليه .

laila1920
20-01-2008, 21:29
أما الآن فقد فات الأوان وأصبح الجدار الفاصل بينهما أعلى وأمتن زادت قساوة والده وكذلك قساوته ولم يعد بينهما سوى التحدي والمواجهة .
سمع رافايللو صوت سيارة تتجه إلى المرآب ما دفعه للنظر إلى الخارج تمكن من التعرف على سيارة لوسيا المكشوفة المخصصة لراكبين فقط لطالما كان من المهم لها ان تقود سيارة فخمة وترتدي ثياباً لأشهر المصممين وأن تخرج مع الأشخاص المرموقين لذا فهي تملك رغبة قاتلة بالزواج من رجل غني .
ما إن سمع أصواتاً في الصالة حتى خرج من المكتب مرغماً نفسه على إظهار الراحة والفرح .
_ قال والده : رافايللو !
_ تقدم رافايللو : بابا ! .
استغرب انريكو دي فيسنتى قدوم ولده وسأله : متى وصلت إلى المنزل ؟
أجابه باقتضاب وهو يتوجه نحو قريبته الواقفة بذهول : بعد ظهر اليوم .
أكمل بشكل رسمي : لوسيا ! .
وانحنى ليعانقها شم رائحة العطر القوي الذي تضعه ولاحظ كثافة التبرج على وجهها رغم أنها فتاة جميلة لا تحتاج إلى كل هذا التبرج وهي تعلم ذلك .
تمتمت بنبرة صوت عادية : رافايللو .. يالها من مفاجأة !
رمقته بنظرة تقييمية ردها لها رافايللو على الفور بنظرات ملطفة وأجاب باقتضاب : كما ترين لقد عاد الشاب الطائش نهاراً ممتعاً ؟
ردت لوسيا : نعم كثيراً ! اصطحبني عمي انريكو لتناول الفطور في أحد معارض فيرنز هناك معرض لفنان أعشقه .
علت فم رافايللو ابتسامة مهذبة وتمتم قائلاً : وهل يعشقك هو أيضاً ؟
تجهم وجه لوسيا على الفور وقالت : لا تهاجمني رافايللو .
هز كتفيه قليلاً فهو يدرك أن لوسيا لا تنتقي عشاقها إلا من الوسط الفني وهم شبان يخرجون معها بسبب تأثير وجودها الإيجابي على مهنتهم وهذا واحد من الأسباب الكثيرة التي جعلته يرفض الخضوع لإصرار والده على تزويجه منها ربما يكون تقليدياً في تفكيره وهذا فعلاً ما كانت تقوله لوسيا عنه بضحكة هازئة لكنه بالتأكيد يفضل أن تكون زوجته أقل اختلاطاً بالرجال منها .
تجمد رافايللو في مكانه حين استخدم كلمة زوجة فوجود فتاة إنكليزية في الحادية والعشرين من عمرها غير جميلة وغير مغرية على الإطلاق في الطابق العلوي مع طفل بدون اسم وبدون والد ومع ذلك فهي تعتبر بحسب القانون زوجته الشرعية جعله هذا يشعر بصدمة لا تصدق هل قام حقاً بهذا ؟ ما فعله ما زال يبدو غير حقيقي ومجرد وهم .
عاد والده يتكلم وبدا صوته ساخراً : هل يمكنني أن أسأل عن سبب هذه الزيارة المشرفة والمفاجأة ؟
تلألأت عينا رافايللو الداكنتين : بابا غداً عيد ميلادي الثلاثين وأنت بالتأكيد كنت تتوقع مجيئي .
ضاقت عيني انريكو دي فيسنتى وسأله : حقاً ؟
ابتسم رافايللو وتابع : و أنا ألتزم بواجباتي تعالا وانضما إلي في الشرفة أعتقد ان علينا الاحتفال قليلاً .
لاحظ رافايللو نظرات لوسيا المتفحصة وانتباهها المفاجئ للموضوع فانتقل بنظره من والده ليبادلها نظرات اللطف ابتسم بتهذيب و لمعت عيناه حالما قبل والده الدعوة إلى الشرفة .
_ لوسيا ستنضمين إلينا أنت أيضاً بالطبع .
راقب كيف علت وجهها تعابير الرضى المبطنة وهي تتحرك إلى جانبه .

laila1920
20-01-2008, 21:31
و هلا راح ابدا الجزء الرابع عسى تكونوا عم تستمتعو معي




3 _ امرأة في حقل ألغام
اتخذ انريكو لنفسه مقعداً بجانب الطاولة الحديدية المزخرفة التي وضعت عند آخر الشرفة المقابلة لقاعة الاستقبال الرسمية .
قال بصوت حاد وهو يوجه نظرات أكثر حدة من صوته نحو ولده : حسناً ! هل يعقل أن تكون قد عدت إلى رشدك أخيراً ؟
شعر رافايللو بضيق شديد كأن حزاماً راح يشد فوق صدره مجدداً لكنه أجاب بصوت عادي : وهل لديك شك بذلك ؟
أصدر والده صوتاً من حنجرته يدل التذمر والانزعاج وقال : أعلم أنك عنيد وأناني ولطالما كنت كذلك !
قال رافايللو بهدوء : حسناً ! لمرة واحدة سأكون الابن المثالي …
وإن كان ضمن نبرة صوته بعض السخرية إلا ان أحداً غيره لم ينتبه لذلك تابع يقول : .. ولكن أول أريد أن أتأكد أني إن فعلت ما تريد وتزوجت في عيد ميلادي الثلاثين ستعطيني الحرية المطلقة في إدارة الشركة أليس كذلك ؟
علق والده : ها .. تعلم جيداً أن الأمور ستسير على هذا النحو بالذات .
_ وهل تعدني بذلك حقاً ؟
_ بالطبع .
ابتسم رافايللو وقال بهدوء وبصوت مهذب : في هذه الحالة إذاَ عليك تقديم التهنئة لي والالتزام بالجزء المتعلق بك في الاتفاق .
تسمر والده في مكانه وتمسكت يداه بقوة بذراعي الكرسي ولم يتمكن من النطق بأي كلمة لبضع لحظات أما لوسيا _ وعلى العكس منه تماماً فقد ضحكت قليلاً وتكلمت على الفور بصوت مليء بالغزل الغاضب : يا لك من رجل شيء ! أهذه طريقتك لطلب يدي ؟ لكنني سأعاقبك على عدم لباقتك تأكد من ذلك .
ثم أطلقت ضحكتها الرنانة مجدداً والتفتت نحو والده تمازحه بغنج نسائي : أخبرني انريكو كيف سأعاقب ولدك الفظ الذي تنقصه اللباقة في التقدم لطلب يد امرأة بشكل مهذب .
مرة أخرى ضحكت قليلاً لكن بدلال أكثر هذه المرة ونظرت مجدداً نحو من اعتقدت بأنه أصبح زوج المستقبل بدت نظرة رافايللو فضولية وكان يشعر بمزيج من التوتر والراحة أشار بيده ثم قال : قبل أن نتابع أظن أن الوقت حان للاحتفال .
وعلى الفور ظهر غوسيب حاملاً صينية العصير إلى الطاولة فتمتم له رافايللو بضع كلمات لم يسمعها أحد سواه فهز غوسيب رأسه وانسحب وشغل رافايللو نفسه بملء أكواب العصير وتوزيعها .
قالت لوسيا بغضب وسخط : لقد جلب غوسيب كوباً إضافياً أظن أن الوقت قد حان ليتقاعد ويكف عن العمل .
أعطاها رافايللو كوبها وهو يقول بخفة : حين تصبحين سيدة المنزل تصرفي كما يحلو لك .
ظهرت ابتسامة رضى وافتخار خفيفة على زاوية فمها رآها رافايللو لكنه لم يعلق على الموضوع اكثر .
أخذ والده كوبه ووقف وهو يرفعه برضى شديد : سأقترح نخباً .
بدا مسروراً جداً لقرار ابنه وكذلك كانت ابنة أخيه .
_ نخب السنيورا دي فيسنتى الجديدة .
رفع رافايللو كوبه وتمتم : يا للطف ! في الوقت المناسب أيضاً .
سمع صوت شخص قادم وسرعان ما التفت رافايللو باتجاهه .
وقفت الفتاة هناك ووقف غوسيب خلفها تماماً .. شعر رافايللو بالرضى فقد بدت بالصورة التي أراد إظهارها بها وبينما التفت الجميع لينظروا إليها وقفت بفستانها البالي وشعرها المربوط إلى الوراء وفوق ذلك كله هناك طفل رضيع يبكي فوق ذراعيها .
وقف رافايللو وساعدها على التقدم نحوهم فيما بدت المرأة جامدة لا تبدي أي تفاعل على الإطلاق أمسك بيدها ليتأكد أنهما يريان خاتم الزواج قال بصوت مرتفع واضح : اسمحا لي أن أقدم لكم زوجتي سينيورا دي فيسنتى .
للحظة وبينما وقفت ماغي متجمدة متمنية لو انشقت الأرض وابتلعتها عم صمت مطبق على المكان .. وبعد ثوان قليلة ارتفع صوت صاخب ..
بدا صوت العجوز كزئير الأسد لم تفهم ماغي كلمة واحدة إلا أن الغضب الشديد والثورة في صوته سقطت كالإعصار فوق رأسها ..إلى جانبها أخذ رافايللو وهو زوجها بالمعنى القانوني يشد بقوة على ذراعها الأيسر .
علقت أنفاس ماغي في صدرها حين راح الرجل العجوز بصوت مرتفع يصرخ توقعت أن يكون هذا الرجل والد رافايللو لأنه يملك وجهاً متغطرساً وسمات مشابهة تماماً لرافايللو .
وقف الخادم صامتاً وكأن أحداً ضربه على رأسه بشيء حاد أما المرأة التي كانت تجلس قرب والد رافايللو العجوز فبدت صامتة ومذهولة تماماً .
للحظات طويلة بدت كأنها ساعات لم سمع شيء سوى صوت العجوز الإيطالي المرتفع الغاضب بعدئذ بدأ بنجي يبكي بذعر شديد .
حررت ماغي يدها من رافايللو لتتمكن من ضم ابنها بقوة فوق صدرها واستدارت لتدخل مجدداً إلى قاعة الاستقبال الفخمة ما الذي يجري بحق السماء ؟
قاطع صراخ العجوز صوت مرتفع آخر .. إنه صوت رافايللو الذي جاء صوته أكثر حدة وغضب حاولت ماغي أن تبتعد قدر المستطاع عن ذلك المكان وهي تضم بنجي إلى صدرها محاولة تهدئته لكن ذلك بدا مهمة مستحيلة .
فجأة شعرت بيد تمسك ذراعها وتنهرها بقوة اشتمت رائحة عطر نسائي قوي وسمعت صوت امرأة يوجه الكلام لها بالإيطالية ورغم أنها لم تفهم كلمة إلا أنها شعرت بالذعر .
قالت بصوت متشنج : أرجوك .. أنا لا أفهم ..
أخذت المرأة نفساً طويلاً وضاقت عيناها وهي تسألها : أنت إنكليزية ؟
وعادت تهز ذراع ماغي مجدداً : من أنت ؟ وما الذي تخططين له بالادعاء أنك زوجة رافايللو ؟
أرادت المرأة ان تدقق في خاتم ماغي فأمسكت يدها لتراه لكن ماغي أبعدتها عنها ليصبح جسدها حاجزاً بين تلك المرأة وبنجي الذي راح يبكي من الخوف ركضت بعيداً نحو الباب وعبرت القاعة الرئيسية ثم صعدت الدرج متوجهة نحو غرفة نومها وحين تأكدت أنها أصبحت بأمان أخت نفساً عميقاً من الارتياح .
كان بنجي أول من فكرت به لقد أصبح بكاؤه هستيرياً الآن وقد يتطلب منها عناء كبير كي تهدئ روعه جلست على السرير ووضعته في حجرها وراحت تهزه بلطف وحنان فتحسنت حالته تدريجياً ثم وضع إصبعه في فمه وبدأ يشعر بالراحة .
آه ! يا إلهي ! ما الذي فعلته بنفسي ؟ أرجوك .. أرجوك يا إلهي دعني أستيقظ وأرى أني مازلت في منزلي ..
لكن ذلك لم يكن حلماً كي تستيقظ منه فهي فعلاً في توسكانا متزوجة من رافايللو دي فيسنتى ويبدو أن عائلته أصيبت بالهلع حين سمعت الخبر .
سمعت صوت وقع خطوات غاضبة في الممر ثم سمعت صوت أبواب تغلق بعنف و أخيراً أغلق أحد الأبواب بعنف فاق كل ما قبله وشعرت ماغي أن المنزل اهتز بأكمله جراء ذلك .
هدأ الوضع لبعض الوقت ثم سمع صوت محرك سيارة يدور بعنف وانطلقت السيارة مسرعة ليختفي بعدها الصوت ويخيم بذلك صمت طويل في أرجاء المنزل .
فتحت ماغي حقيبة يدها وأخرجت منها تفاحة وبعض قطع البسكويت أكلها بنجي بشراهة كبيرة لكنه ظل يشعر بالجوع راحت تحاول إلهائه بأشياء أخرى لساعة أخرى تقريباً لكن جهودها ذهبت هباء حتى العصير لم ينفع معه فالطفل يحتاج إلى طعام يناسبه وإلى شرب الحليب لم تعد تملك خياراً عليها النزول للبحث عن بعض الطعام له . فتحت الباب بهدوء وقلبها يقفز خوفاً بدا المكان معتماً في الخارج فنزلت الدرج بحذر لتصل إلى الطابق الأرضي .
دخلت عبر ممر توقعت أن يوصلها إلى المطبخ وتمنت أن تجد غوسيب هناك فتحت باباً أمامها بحذر شديد وحين دخلت أدركت أنها وصلت إلى مطبخ واسع قديم الطراز في الجهة المقابلة للباب رأت موقداً كبيراً وضعت فوقه أواني الطعام أما في وسط المطبخ وضعت طاولة خشبية كبيرة غطت معظم المساحة وخلفها نافذة قديمة الطراز أيضاً وقفت امرأة كبيرة السن تنظف قدراً نحاسياً كبيراً فوق مغسلة حجرية .
وقفت ماغي عند الباب مترددة فالتفتت المرأة نحوها سألتها بنبرة غير ودودة : نعم ماذا تريدين ؟
بدا وجهها قاسياً وتعبيرها بعيداً عن الترحيب ابتلعت ماغي ريقها وقالت متلعثمة بالإيطالية : عفواً هل .. من الممكن .. ؟
أملت أن يكون لفظها للكلمات صحيحاً كما تعلمته من كتاب تعليم الإيطالية التي اشترته مؤخراً .
قاطعتها المرأة وقالت بنبرة جافة : أنا أتكلن الإنكليزية ماذا تريدين ؟
أوشكت ماغي على الهرب والابتعاد بسبب قسوة المرأة حتى بنجي شعر بتلك القسوة ما زاده تعلقاً بأمه ابتلعت ماغي ريقها مجدداً وقالت بصوت يشبه الهمس : عفواً .. هل من الممكن بعد إذنك .. أن تقدمي بعض الحليب لابني ؟
نظرت المرأة نحو ماغي بعينين ثاقبتين من تحت حاجبيها الرماديين فشعرت هذه الأخيرة بتوتر شديد .
أخذت المرأة تتفحصها وتراقب ثيابها البالية وجسدها النحيل والطفل الذي تحمله ثم عادت تنظر إلى وجه ماغي المتوتر فجأة تغيرت تعابير المرأة فوضعت القدر جانباً وعلقت ببضع كلمات إيطالية لم تفهمها ماغي قبل أن تتحرك متجهة نحوها ثم قالت : تعالي .. تعالي اجلسي هنا ؟
أمسكت ماغي بقبضة قوية وحثتها على الدخول والجلوس على أحد الكراسي حول الطاولة .
_ أنت جائعة أليس كذلك ؟
مشت المرأة نحو الموقد حيث وضع العديد من الأواني وبواسطة إحدى الملاعق الخشبية الكبيرة سكبت من إحدى الأواني صحناً من السباغيتي ثم وضعت على وجه الصحن صلصة البندورة الحمراء وحملت صحن الطعام إلى ماغي وضعت الصحن على الطاولة ثم عقدت أحد مناديل الشاي الصغيرة حول عنق بنجي كي تحمي ثيابه من الصلصة .

laila1920
20-01-2008, 21:33
فتح بنجي فمه تلقائياً لرؤية الطعام تذوقت ماغي القليل من السباغيتي كي تتأكد من برودتها قبل أن يمسك بنجي بذراعها ليوجه شوكة الطعام المليئة نحو فمه .
أكل بنجي وجبة كبيرة وحالما انتهى من تناول طعامه وضعت المرأة صحناً ثانياً من السباغيتي وصلصة البندورة أمام ماغي وأخذت الطفل منها ثم قالت لها : لقد حان دورك لتناول العشاء الآن .
حملته المرأة بشكل يدل على خبرة بالأطفال ثم استدارت لتملأ له كوباً من الماء أعطته إياه ليشربه بدا بنجي سعيداً جداً بذلك وأخذ يصدر صوتاً قوياً وهو يشرب .
راحت المرأة تداعبه وتخاطبه بكلام إيطالي ودود لم تفهم منه ماغي شيئاً سوى كلمة طفل .
أحضرت المرأة ملعقة خشبية وقدمتها إلى بنجي كي يلعب بها فالتقطها بسرور ثم جلست في الكرسي المقابل لماغي وقالت : هيا ! كلي طعامك .
بدا الطعام لذيذاً جداً التهمته ماغي بشراهة تماماً كما فعل بنجي .
تركتها المرأة تكمل طعامها وهي تلهي نفسها ببنجي الذي بدا غير متضايق للتكلم معه بلغة يجهلها راقبت ماغي تلك المرأة وقد بدا بوضوح مدى خبرتها مع الأطفال ما جعلها تعرف بالضبط ما قد يسلي بنجي مثل ضرب الطاولة بالملعقة الخشبية ومحاولته الوصول إلى المملحة الموضوعة على الطاولة ليلهو بها رشفت آخر ملعقة من صلصة البندورة وتنهدت بارتياح نظرت المرأة إليها وقالت وهي تنقل بنجي من جهة إلى أخرى في حضنها : إذاً سنتكلم الآن ..
وتابعت بنبرة إنكليزية ثقيلة : هل هو ابن رافايللو ؟
ظهرت على وجه ماغي تعابير الذهول وفتحت فمها من الصدمة ما جعل ردة فعلها تريح تلك المرأة التي قالت : حسناً ! هذا أمر جيد .
ظهرت النبرة اللاذعة مجدداً في صوت المرأة التي تابعت تقول : إذاً لقد تزوج ببساطة لكي يغيظ والده يا له من غبي ! .
حدقت ماغي بها ولم تعلم ماذا تقول فهي لم تكن تملك فكرة عن الوضع الشيء الذي ستواجهه عندما تصل إلى هذا المنزل أما مدبرة المنزل فلم تبدوا مندهشة أبداً مما حدث .
علقت المرأة قائلة : هل هو مجنون ليفعل هذا بوالده ؟ دائماً تتكرر الأحداث نفسها .. يتشاجران دائماً كالرعيان يا لعنادهما … ! لكن هذا أسوأ ما حصل بينهما على الإطلاق .
قالت المرأة بضع كلمات بالإيطالية ثم تابعت تقول بالإنكليزية : حسناً ! لقد حدث ما حدث الآن لكن إن لم يكن رافايللو والد طفلك فمن هو إذن ؟
صدم ذلك السؤال القاسي ماغي .
_ همم .. قال السنيور دي فيسنتى إنه بحاجة للزواج لأسباب قانونية في عيده الثلاثين .. وأنا وافقت لأني ..
صمتت فجأة وقد شعرت بالخجل من الاعتراف بأن السبب الذي جعلها توافق على الزواج من رجل غريب هو المكسب المالي .
رمقتها المرأة بنظرات قاسية وقالت : من اجل المال أليس كذلك ؟
احمرت وجنتا ماغي ونظرت أمامها خجلاً .
_ بالمال الذي وعدني به السنيور سأشتري منزلاً صغيراً لابني .
عادت النبرة اللاذعة للمرأة لكن بدا صوتها ضعيفاً ومتعباً وهي تسألها : وأين والد طفلك ؟ لا .. لا تقولي لي .. لقد رحل أليس كذلك ؟ المسألة تتكرر دائماً الرجال لا يكترثون والفتيات غبيات .
أعطت بنجي مجدداً لماغي وأخذت الأطباق كي تغسلها ثم رمقت ماغي بنظرات داكنة تحذيرية وهي تقول : حسناً ! لم يعد هناك ما يمكنك أن تقومي به الآن لكن بعد ما فعلته من المستحيل أن يسامح والد رافايللو ابنه .
تثاءب رافايللو حين وصلت أشعة الشمس إلى سريره ما زالت كلمات والده ترن في أذنيه .. استعاد كل كلمة بغيضة تبادلاها .. تذكر غضب والده العارم وسخريته هو الشريرة حين قال إنه بفضل إصراره على تزويج ابنه تزوج هذا الابن من امرأة كانت تقوم بتنظيف حمامات الشقق لكي تعيش وهي أم بلا والد .
*******
لعشر ثوان فقط فكر أن انريكو قد يصاب بأزمة قلبية بسبب هذا الكلام لكنه بدلاً من ذلك أخذ يوجه لرافايللو كلمات الغضب والشتائم لأنه جلب العار للعائلة بسبب هذا الزواج الطائش أما لوسيا فكانت تبحث عن شخص لتنفث سمها عليه وبد هو الشخص المناسب .
أعاده حمام ساخن إلى رشده قليلاً نظر إلى ساعة يده ليكتشف أن الوقت أصبح ظهراً إنه أول يوم من عمره بعد بلوغه الثلاثين لكنه لم يشعر بالسعادة وبرغبة بالاحتفال نظر من نافذة غرفته بتشاؤم ولم يشعر بالراحة لرؤية الحدائق في الأسفل حاول التركيز على أمور مهمة عليه الذهاب إلى روما لعقد اجتماع موسع وإعلان نفسه رئيساً لمجلس الإدارة الجديد .. ثم سيبدأ بتطبيق الخطط التي وضعها للدخول إلى السوق الأمريكية و الأسترالية ..
لفتت نظره حركة في الحديقة فعاد ينظر نحو الأسفل رأى الفتاة تقوم بجولة حول المنزل مع طفلها كانت تمشي ببطء ممسكة بيد الطفل وهو يحاول السير متأرجحاً في الممر المرصوف بالحجارة يا إلهي لقد نسي أمرها تماماً ..!
ما الذي سيفعله بها الآن ؟ لقد أدت مهمتها وأمنت له الزوجة التي يريدها لمواجهة والده لم يعد بحاجة إليها الآن لكنه لن يخاطر بنظرة الرأي العام له وتوضيحه هدفه من هذا الزواج المدبر بإرسالها الآن إلى إنكلترا هز كتفيه وفكر أن يطلب من ماريا أن تبقيها بعيدة عنه وسيسمح لها بقضاء عطلة تستمتع بها في الفيلا بينما يذهب هو إلى روما .
قبل أن يستدير نحو الغرفة لمح شخصاً آخر يخرج من المنزل .. إنها لوسيا ! بدا بوضوح أنها تتجه نحو الفتاة وهي تستشيط غيظاً .
خارجاً في الحديقة شعرت ماغي بالهلع فتلك المرأة أياً تكن كانت بالأمس غاضبة من إعلان رافايللو تماماً كما كان والده وهي الآن تتوجه نحوها عن سابق تصميم راح حذاء تلك يصدر صوتاً عالياً فوق الممر المرصوف بالحجارة وهي تمشي بسرعة إلى ان وقفت مباشرة أمام ماغي ..
ضاقت عينا المرأة بغضب ملتهب فشدت ماغي بيد بنجي الذي كان ينحني لاستكشاف الحجارة ..
مهما كان ما أرادت أن تقوله تلك المرأة فقد بقي طي الكتمان إذ سرعان ما سمع صوت وقع خطوات أكثر قوة وأكثر سرعة وظهر رافايللو عند زاوية المنزل كان يرتدي هذا الصباح بذلة رمادية أنيقة نظر إلى ماغي فإذا هي تحدق إليه باستسلام وبأنفاس متقطعة .
وجه كلامه إلى لوسيا بلغة إيطاليا سريعة : عليك أن تغادري لوسيا ليس لك أي عمل هنا كما لم يكن لك يوماُ كان عليك أن تعلمي أنني لن أتزوج منك أبداً .
لمعت عينا لوسيا غضباً وقالت بالإيطالية أيضاً : إذاً لقد تزوجت بهذه الساقطة بدلاً مني انظر إليها إنها تبدو كالدجاجة الهزيلة .
نظرات الازدراء التي رمقت بها المرأة ماغي جعلت رافايللو يتوتر ألقى بنظرة خاطفة نحو ماغي وهو يقول : كفى !
شحب لونها فجأة وتمنى رافايللو ألا تكون ذكية بما يكفي لكي تدرك معنى الكلام الذي وصفتها به لوسيا لكنه لم يساوره الشك بأنها سمعت النبرة العدائية في صوت قريبته مهما كانت اللغة التي تكلمت بها أخذ نفساً عميقاً وقال : لوسيا أظن أن من الأفضل لك أن تعودي إلى شقتك في فيرنز فأنت لم تقدمي خدمة جيدة لوالدي بجعله يعتقد أنك قد تصبحين زوجة ابنه العتيدة .
ظهرت نظرات مزعجة في عيني لوسيا الداكنتين وقالت بغضب : وأنت .. هل تظن أنك قدمت خدمة لوالدك بإحضار هذه .. هذه الفتاة إلى منزله ؟ أتمنى ان تكون فخوراً بما فعلته رافايللو .
استدارت لوسيا على عقبيها ومشت مبتعدة .
تنفست ماغي الصعداء وفي ذلك الوقت كان بنجي متشبثاً بيدها وقد شعر بالخوف من الصراخ و الأجواء المشحونة التي تحيط به حملته ماغي على ذراعها وهي تهمس له فوق رأسه : لا بأس يا صغيري .. كل شيء على يرام .
لكن لم يكن كل شيء كان يسير بشكل خاطئ .. كل ما يدور في هذا المكان الجميل كان خاطئاً .
_ كان عليك أن تخبرني .
لم تعلم من أين أتت هذه الكلمات أو من أين أتتها الشجاعة لقولها لكنها قالت ما قالته وهي الآن تنظر إلى الرجل الذي ظنت أنها تزوجته لأسباب قانونية تتعلق بالأعمال فقط لكنها استنتجت أن الأمر لم يكن يتعلق بالشركة .
لا يعقل أن يكون الغضب والسخط اللذين واجهتهما منذ ظهورها على الشرفة أمس متعلقين بأسباب غير شخصية كإدارة أعمال الشركة إنها مشكلة عائلية مشكلة عاطفية بشعة ومستمرة .
_ أخبرك بماذا ؟
بدا صوته حاداً أكثر مما أراد فالحديث الذي تبادله مع لوسيا جعله يبدو قاسياً .
أجابت ماغي بقوة : لم تخبرني أني سأسير في مكان مليء بالألغام البشرية الكل غاضب لأنك تزوجت مني والدك .. تلك المرأة .. أياً تكن .. وحتى مدبرة المنزل والخادم لم أكن اعلم أن الجميع سيكونون غاضبين مني .
حاولت ماغي بيأس أن تخفي الرجفة التي ظهرت في صوتها وهي تتكلم .
أجاب رافايللو ببرودة : ليسوا غاضبين منك بل مني أنا أما الشخص الوحيد الذي أنا غاضب منه هو والدي .
أخذ نفساً عميقاً : ربما يجب أن تعرفي أنه أراد أن يزوجني من لوسيا إنها قريبة لي وتود أن تصبح السينيورة دي فيسنتى كي تتمتع بمالي لقد عملت عليه بقوة كي يقتنع بأنها الزوجة المثالية لي والأم المثالية لأحفاده الذي يتمنى الحصول عليهم قريباً أما هو فحاول إجباري على ذلك بالقوة وهدد ببيع حصته في الشركة لكنني لم أكن لأسمح بذلك لقد عملت بجهد في السنوات العشر الأخيرة كي لا أضطر أبداً للزواج من امرأة لا أريدها لذا تحديته وتزوجت قبل يوم واحد من عيد مولدي الثلاثين .
بدا صوتها جافاً جداً هذه المرة وهي تقول : من امرأة ساقطة .
تفاجأ رافايللو أيعقل أنها تعلم ما معنى الكلمة ؟ وكأنها تمكنت من فهم أفكاره فتابعت القول : أليس هذا بالضبط ما تعنيه تلك الكلمة التي استخدمتها المرأة لوصفي سيد دي فيسنتى ؟
بدأت بالسير وقد أرادت فقط أن تبتعد عنه شعرت بالصدمة لبشاعة المواقف حولها لكن رافايللو أمسك ذراعها وقال : لا تعيري لوسيا اهتمام فهي غاضبة وحزينة لقد نفست عن غضبها أمامك ليس أكثر .
_ شكراً لك لكنني أفضل ألا يهينني أحد فلا أنت ولا قريبتك تعرفان أي شيء عني أو عن ظروفي أنا وابني .
امتقع وجهه بسبب ردها القوي فقال : كونك فتاة شابة لديها طفل صغير تخلى أبوه عنه يعني على الأقل أنك كنت غير حذرة باختيار الرجل المناسب .
تصلبت تعابير وجهها وأجابت : أظن أنني كنت أقل حذراً باختيار الرجل تزوجته بالأمس سيد دي فيسنتى كان علي بالتأكيد ان أتحرى عن علاقاتك المشبوهة أيضاً .
هزت ماغي ذراعها تحررها من قبضته وأسرعت بالابتعاد عنه خلفها سمعت رافايللو يطلق شتيمة ثم سمعت خطواته تسرع ليلحق بها وحين أصبح بقربها قال بقسوة : أنا آسف لأنك تعرضت إلى هذا الموقف لكن أود ان أذكرك أني سأدفع لك مبلغاً كبيراً من المال من أجل ما تقومين به .

laila1920
20-01-2008, 21:41
شعرت بالإحباط حين ذكرها بذلك توقفت عن السير و أخذت تنظر إلى حذائه اللامع إنه محق عليها أن لا تنسى ذلك حتى لو لم يكن صادقاً حين أخبرها عن أسبابه التي دفعته للزواج منها .
رفعت بصرها نحوه وأجابت بعنفوان : لقد قمت بما وسعي سيد دي فيسنتى .. فعلت ما أردته تماماً ولكني لا أتوقع منك أن تسمح لأفراد عائلتك بصب جام غضبهم علي لأنهم غاضبون منك بسبب زواجك بي .
التوت شفتا رافايللو : هل تطالبين بالمزيد من المال ؟
ظهر الشحوب على وجهها بسبب سؤاله وقالت نافية : لا سيد دي فيسنتى ! أنا لا أطلب المزيد من المال أنا اطلب فقط ألا أكون عرضة لإهانات أقاربك إن لم يكن لأسباب أخرى فقل إنها تسبب الذعر لبنجي والآن إذا سمحت هل يمكنك ان تعطيني التعليمات التي علي اتباعها هذا اليوم وسأفعل ما بوسعي لتنفيذها هل تود مني أن أعود لغرفتي ؟
فاجأته للحظات ردة فعلها الغاضبة قال لها : تصرفي بحرية وافعلي ما تريدينه المنزل والحديقة تحت تصرفك أنا لست رهيباً إلى هذا الحد .. لقد عبرت لك عن أسفي الشديد لتصرفات قريبتي لكنها ستغادر قريباً وكذلك أنا لذا تصرفي وكأنك في بيتك .
مشى بعيداً تاركاً ماغي تغلي في غضبها لكن شعورها اختفى فجأة ما الذي جعلها تخوض هذا الشجار معه ؟ فالأغنياء لا يكترثون لمشاعر الناس وهي تعلم هذا جيداً بالنسبة لرافايللو فإنها مجرد أداة يستخدمها .. لقد وظفها لديه وهو يدفع لها مقابل عملها عليها ان تبقى صامتة ولا تتدخل مع أحد .. مهما حدث من شجارات حولها .
سمحت لبنجي ان ينزل إلى الأرض مجدداً وراقبته بصمت وهو يمسك بالحجارة ويرميها مجدداً على الأرض حين شعر أخيراً بالملل أمسكت يده وقالت له : هيا دعنا نعود إلى المنزل .
دارت حول المنزل تدخل من باب الخدم فهي تشعر بالراحة في ذلك المكان على الأقل إذ يبدو أن مدبرة المنزل قررت أخيراً أن تكون ودودة معها علمت ماغي في الصباح عندما نزلت إلى المطبخ لتطعم بنجي أن مدبرة المنزل تدعى ماريا وقد أظهرت ماريا لطفاً شديداً نحوهما مقارنة بالفظاظة التي تظهرها عادة وتوقعت ماغي أن ماريا تخبئ وراء فظاظتها ما إن دخلت ماغي إلى المطبخ حتى تهجت ماريا كلمات جديدة بالنسبة إليها بالكلمات الإنكليزية : حليب من أجل الطفل .
توجه بنجي نحوها بفرح معبراً عن ثقته بهذه المرأة الجديدة التي تدخل حباته حدثته ماريا بالإيطالية وأجلسته على الطاولة لتقدم له كوباً من الحليب بشراهة بدأت ماريا تكرر حليب أمامه مرات عديدة كي يتعلمها جيداً .
كرر بنجي الكلمة وراءها وهو يقول : بيب ….
ثم اخذ يراقبها وهو يسأل بكلام غير مفهوم : أيضاً ؟
فسرت ماغي لماريا ما يقصده بنجي بكلامه : يقصد أنه يريد كوباً آخر .
_ آه فهمت .
ملأت ماريا كوب بنجي بالمزيد من الحليب ونظرت إلى ماغي قائلة : إنه ولد جيد رغم أنه بلا أب .
بقيت تنظر نحو ماغي مطولاً بعينيها السوداوين ثم لان تعبيرها وأكملت : لكن من الواضح أنك تحبين ابنك كثيراً وهذا ما يجعل منك امرأة صالحة .
اغرورقت عينا ماغي بالدموع عند سماع هذا الكلام الذي بدا قاسياً ولطيفاً في الوقت نفسه فأصدرت ماريا صوت اعتذار بحنجرتها ووضعت أمام ماغي كوباً من الحليب الذي قدمته لبنجي .
لدهشتها أمضت ماغي بقية نهار ممتع حيث قضت وقتاً طويلاً برفقة ماريا وهما تمرحان مع بنجي فقد أخرجت ألعابه من الغرفة وأنزلتها إلى المطبخ لتلعب معه عند زاوية من الطاولة الكبيرة بينما كانت ماريا تحضر الغذاء لوالد رافايللو كما قدرت .
أما لوسيا فقد غادرت المنزل كما أعلن غوسيب حين أتى ليلقي نظرة على المطبخ لبعض الوقت وحسبما استنتجت ماغي فإن لوسيا لم تكن محبوبة من موظفي الفيلا .
لقد رحل رافايللو أيضاً منطلقاً بسيارته بسرعة إلى روما ما جعل ماريا تشعر بالاستياء لمكن ماغي شعرت بالراحة طول النهار .
بعد الغذاء بدأ القسم المشوق من النهار اصطحبتها ماريا مع بنجي إلى حوض السباحة الذي يقع في حديقة مسورة بدت المياه ملتمعة تحت أشعة الشمس بشكل يغري بالسباحة فركض بنجي الذي يحب الماء نحو البركة بحماس كبير سألت ماغي ماريا بتردد : ألن يمانع السنيور دي فيسنتى أن يسبح بنجي هنا ؟
توتر فم ماريا : أنت السينيورة دي فيسنتى الآن .. ولا تقولي أن ذلك حدث بالاسم فقط .. إنه متزوج منك وأنت زوجته .. إن أردت السباحة فاسبحي .
لم تستطع ماغي المقاومة رغم ان المياه بدت باردة بعض الشيء لكن بنجي استمتع بالسباحة في الإطار المليء بالهواء الذي جعله يعوم فوق الماء ولم تخشى ماغي أن يصاب بالبرد لأن أشعة الشمس كانت قوية .
مر الوقت بسرعة وهما يستمتعان بالسباحة بهدوء لوحدهما .
بعد فترة غفا بنجي على كرسي طويل تحت مظلة كبيرة فتحها لهما غوسيب بجانب المسبح بينما جلست ماغي تتشمس قربه .
على الرغم من المشاكل التي عصفت حولها منذ وصولها إلى هذا المنزل عليها أن تنسى كل المشاحنات وتستمتع بوقتها إذ لا علاقة لها أبداً بمشاكل رافايللو دي فيسنتى وهمومه .
أمضت ماغي أمسية هادئة مع بنجي برفقة ماريا و غوسيب في المطبخ .
قالت ماريا وهي تبدو غير راضية عن تصرفات رافايللو : ذهب إلى روما ولم يعد .
وفي المساء حين استغرق بنجي في النوم في السرير الكبير شربت القهوة التي أحضرتها ماريا وقرأت لمدة ساعتين تقريباً .
قبل أن تخلد إلى النوم جلست أمام النافذة تستمتع بأجواء الليل الإيطالي إنها الليلة الثانية لها في إيطاليا فيما هي تراقب الظلام الهادئ قالت لنفسها بنعومة : أنا محظوظة أكثر مما حلمت بمجرد خوضي هذه التجربة التي لم أفكر بها أبداً .
تراءى لها في الظلام وجه ذو عينين سوداوين بشرة سمراء عظام بارزة فوق الخدين وفم منحوت .. وجه يمثل قمة الوسامة الرجولية راح قلبها يخفق بجنون .. آه ! إنه ذلك النوع من الرجال الذي الذين يسلبون ألباب النساء .
تزايد شعورها بالضعف !
إن رافايللو دي فيسنتى بعيد عن متناول يدها أكثر من لوحة قيمة معلقة على جدار متحف .
ضغطت شفتيها معاً بقوة وهزت رأسها وقد اتسعت عيناها دهشة لتفكيرها به تنشقت هواء توسكانا المنعش المحمل بعبق أشجار السرو وعطر الأشجار و ببطء وقفت على قدميها وتوجهت نحو سريرها .عليه وبد هو الشخص المناسب .
أعاده حمام ساخن إلى رشده قليلاً نظر إلى ساعة يده ليكتشف أن الوقت أصبح ظهراً إنه أول يوم من عمره بعد بلوغه الثلاثين لكنه لم يشعر بالسعادة وبرغبة بالاحتفال نظر من نافذة غرفته بتشاؤم ولم يشعر بالراحة لرؤية الحدائق في الأسفل حاول التركيز على أمور مهمة عليه الذهاب إلى روما لعقد اجتماع موسع وإعلان نفسه رئيساً لمجلس الإدارة الجديد .. ثم سيبدأ بتطبيق الخطط التي وضعها للدخول إلى السوق الأمريكية و الأسترالية ..
لفتت نظره حركة في الحديقة فعاد ينظر نحو الأسفل رأى الفتاة تقوم بجولة حول المنزل مع طفلها كانت تمشي ببطء ممسكة بيد الطفل وهو يحاول السير متأرجحاً في الممر المرصوف بالحجارة يا إلهي لقد نسي أمرها تماماً ..!
ما الذي سيفعله بها الآن ؟ لقد أدت مهمتها وأمنت له الزوجة التي يريدها لمواجهة والده لم يعد بحاجة إليها الآن لكنه لن يخاطر بنظرة الرأي العام له وتوضيحه هدفه من هذا الزواج المدبر بإرسالها الآن إلى إنكلترا هز كتفيه وفكر أن يطلب من ماريا أن تبقيها بعيدة عنه وسيسمح لها بقضاء عطلة تستمتع بها

laila1920
20-01-2008, 21:42
ارجو ان تستمتعو بهده الاجزاء وموعدنا الغد ان شاء الله

آن همبسون
21-01-2008, 00:05
الله يعطيك العاااافية ياقمر

شكل الرواية جناان بس ابغاها تكتمل وانسخها على بعض واقراها كامله لاني اتجنن لو اقراها اجزاء

تسلميييييييييين وأنتظر اكتمالها بفااارغ الصبر

الله يقويك ويسلمك لنا :)

SONĒSTA
21-01-2008, 09:08
في انتظار التكملــة
;)
------------------------------------

loonely no more
21-01-2008, 12:07
تبدو قصة جميلة جدا

noisy cat
21-01-2008, 16:02
يااااااااااااااااااي والله تدنن

خليت اختباراتي عشانها مره حلوهــ،،،

ورده قايين
21-01-2008, 16:54
مشكورة يالغالية وسلمت يداك

القلـ ساحرة ـوب
21-01-2008, 16:59
واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو

تسلم ايديكم على هالمشروع الروووعة

انا متابعة ومنتظرة التكملة بليييييز لا تتاخري علينا::جيد::

شكلها قصة روووووعة من اولها

الحالمه*
21-01-2008, 19:53
الله يعطيك العاااافية
قصة رووعة من بدايتها
لا تتأخري علينا ياعسل

Fenetia
21-01-2008, 20:12
قصة روووووووعة laila1920 مشكورة على مجهودك عزيزتي

ويعطيك ألف عافية

البسه الشقراء
21-01-2008, 21:23
ليلى ربي يعطيج العافيه انت وكل الاخوات اللي بالمنتدى العزيز

اختكم البسه الشقراء

shining tears
21-01-2008, 21:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مساء...... صباح ... الخير على الجميع

وسعوا وسعوا طريق انا جيت::سعادة::::سعادة::

اولا احب اعتذر عن غيابي عن المشروع <<<<<<< ماخذه بنفسي مقلب كاني مهمة
المهم

حبيت اشكر وردة قايين على الرواية الروعة
وعزيزتي so يعطيك الف عافية على الرواية الروعة واقبلي اعتذراي عن متابعة الرواية بوقتها والحمد الله اجيت وهي خالصة يعنيب مافي حرق اعصاب:D
وبجد بجد تسلم ايدينك على المجهود
وعلى كثر مافرحت زعلت لاني ما كنت موجوده واشكركم على تشجيع المشروع ودب الحماس فيه
وهلا ومرحب بالعضوات الجدد للمشروع

وسونتيا اهم شيء انك رجعت وانتي سالمة والتعويض على راسك وماراح تتهربين ويعطيك الف عافية على الاجزاء الي نتزلتيها النا


وماري انطوانيت والله مادري وش اقثولك الك وش ماكثرت وش ما قلت انا مقصرة بحقك ويعطيك الف عافية ووحشتني موت

ها بحورة من شاف احبابه نسى اصاحبه:محبط:

هلا فيك وحشتيني ويعطيك الف عافية
لميس هلا ومرحب فيك
عذاري وغيرهم مشكورين على التشيع وعقبال مانشوف ابداع من عندكم
واخيرا وليس اخرا ليلى تسلمين عيوني على الرواية وشكلها تجنن وانتظر البقية على احر من الجمر
واتمنى القى ترحيب صغيرون على قدي والي عندهم امتحانات بالتوفيق
والي ما عنده مثلي يحي ونسنا هنا::سعادة::

<<<< كاني زوتها شوي وطولت هذرة معذرة وتقبلوا مروري المزعج :مرتبك:


وهلا والله بالجميع
ومعذرة للي ما سميتهم بالاسم من خوفي لا انسى احد
<<< مسوية نفسي حركات
ويعطيكم الف عافية وتقبلوا تحياتي :تدخين:

ماري-أنطوانيت
21-01-2008, 22:06
اهليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن ((shaining tears))

ولكم...ولكم...ولكم...ولكم...ولكم...::سعادة::

والله لك وحشه يا بنت...كل هاذي غيبه...لهاذي الدرجه تحبين التعذيب...:D

والله نور المشروع بطلت الي احلى ما العسل.....

ما اعرف اعبر اكثر عن فرحتي بشوفتك والله....

عاد لا تغيبين مره ثانيه ترى احنا ما نقدر....

laila1920
21-01-2008, 23:28
كل هدا التشجيع حبيباتي والله يثلج القلب المخضرمات والجديدات ههههههههههه
وان شاء الله ما بطول بس والله حبيت طلاتكم

laila1920
21-01-2008, 23:30
4_ نعم إنها زوجتك

ضغط رافايللو بقوة على دواسة الوقود ليتجاوز باصاً سياحياً كان يسير ببطء شديد على الطريق السريع عليه أن يكون بمزاج جيد لقد أصبحت شركة دي فيسنتى له بالكامل لكنه لا يشعر بالفرح فهو لم يشأ أن يتواجه مع والده فكيف بأن يتواجه مع الفتاة التي أصبحت زوجته أيضاً .
كل ما أراده أن يتخطى خدعة والده ويبعد لوسيا عن طريقه وأن لا يخسر جهد حياته في شركة فيسنتى لم يخطط أبداً للاهتمام براحة امرأة وتدليل ابنها فقط لأنه تزوج منها في اليوم السابق فهي كانت تعلم ماذا تفعل حين وقعت الأوراق .
صرخ في رأسه صوت مذنب يقول : لا إنها لم تعلم .
جعله ذلك يطلق بوق السيارة بقوة ليمنع سيارة تحاول تجاوزه من اختراق خط سيره .
تابع ذلك الصوت في داخله يقول تماماً كما قالت لك .. لم تكن تعلم أنها ستواجه الانفجار الغاضب في عائلتك عند وصولها لقد اصطدمت بهذا المحيط دون أي علم بالأسباب .
راح يفكر بقسوة : نعم حسناً ! لكن لا سبب يدعوني لأشعر بالسوء نحوها فهي على الأرجح فتاة إنكليزية غير ذكية لم تفقه أي كلمة مما حكي أمامها بالأمس حتى إنها جعلت نفسها حاملاً لكي تستفيد من ما يقدمه الضمان الاجتماعي ليس أكثر وهي الآن تمضي عطلة جميلة في فيلا مليونير إيطالي فتستمتع بأشعة الشمس بالتأكيد لن يقترب والده منها .. فهو ببساطة سيحبس نفسه في مكتبته ويبدأ بالتدخين أما لوسيا فقد رحلت من المنزل وقد تأكد رافايللو من أن ماريا و غوسيب يعتنيان بماغي وطفلها .
ما لبث أن اقتنع بوجهة نظره الأخيرة ولم يعد يفكر بالموضوع ضغط على دواسة الوقود أكثر فالقيادة بسرعة تضع دائماً مشاكله وراءه وتخلصه من همومه .
لكنه استعاد همومه لحظة وصوله إلى مدخل كراج الفيلا من جديد بعد نصف ساعة تقريباً وقعت عيناه على سيارة مألوفة وفكر بغضب يا للروعة ! لقد استدعيت قوات النجدة .
لم يشعر رافايللو بالدهشة لطالما استعان والده بشقيقته كلما واجه المشاكل مع ابنه حسناً ! يمكن للعمة اليزابيث أن تقول ما تشاء في هذه المسألة وهي بالتأكيد ستفعل فهي تملك لساناً حاداً لكن أي معاتبة ستأتي متأخرة لقد تحدى والده وانتهى الأمر .
استقبله غوسيب حالما وصل إلى المدخل بدا الرجل شاحباً وعلم رافايللو أنه ليس راضياً حين راح يتكلم .
قال محاولا ً تجاهل ملاحظات هذا الرجل الذي يعرفه أكثر من والده : أرى أن عمتي وزوجها هنا ! .
_ أجل سنيور وصلا منذ ساعة وهما يجلسان مع والدك .
هز رافايللو رأسه وعلق قائلاً : حسناً ! علي أن أنتهي من هذا الأمر هل هم في المكتبة .
هز غوسيب رأسه إيجاباً فقال رافايللو : حسناً !
أكمل طريقه نحو المكتبة وما إن دخل القاعة الكبيرة أدرك على الفور أن والده كان بقوم بتعداد أخطاءه وزلاته بالتفصيل أما عمته فكانت بالتأكيد تسترجع ذكرياتها حين كانت أختها الكبرى تعتني بها في هذا المنزل أما زوجها ففقد ظهرت عليه تلك النظرة المألوفة التي تدل على شرود ذهنه أميال بعيداً عن مشاكل العائلة ما إن اقترب رافايللو حتى افتتح والده الحديث معه قائلاً : إذاً قررت أخيراً العودة إلى المنزل ! أولاً تقوم بتحطيمي ثم تتركني بمفردي لكن أي معاملة أخرى سأتوقعها سأنتظرها منك ؟
شعر رافايللو بالغضب والتوتر يسيطران عليه مجدداً وقال : كنت بحاجة إلى النزول إلى روما لطلب عقد اجتماع لمجلس الإدارة في أقرب وقت ممكن كي أعلن أني أصبحت رئيس المجلس الجديد .
أطلق والده صوتاً يدل على استهجانه وقال : لقد نحيتني جانباً فعلاً حسناً ! لكن حين تترك شركة العائلة في دمار تام بسبب طموحاتك السخيفة تذكر أنك أخذتها مني عن طريق الغدر والخيانة .
تكلم رافايللو بصوت حديدي وهو يرى لون وجه والده يتغير بشكل خطير : أنت أعطيتني كلمتك بابا قلت لي أني سأدير الشركة بنفسي لو تزوجت في عيدي الثلاثين وأنا نفذت شرطك هذا كل ما في الأمر أنا لم أعد طفلاً صغيراً الآن وما أردت فعله بي لا يغتفر إنها حياتي الآن .. ولا يحق لك أن تتحكم بها كلعبة بين يديك .
ارتفع صوته مع ازدياد غضبه فوقفت عمته بينهما ورفعت يدها قائلة : هذا يكفي رافايللو ! وأنت أـيضاً انريكو ألا يمكنكما أن تحاولا على الأقل التفاهم بطريقة حضارية ؟
قال انريكو بغضب : حضارية ؟ أتطلبين طرقاً حضارية بعد ما فعله اليزابيث ؟
تنهدت اليزابيث قليلاً ثم قالت : يدهشني انريكو أنك بعد هذه السنين لا زلت تجهل أن رافايللو عنيد مثلك تماماً بالله عليك ! من أين أحضر هذا الرأس اليابس ؟ أردت إجباره على أمر فتمرد عليك ماذا توقعت منه أن يفعل ودمك العنيد يجري في عروقه ؟ نصحتك بألا تعاند في قراراتك لو أنه أراد الزواج من لوسيا لفعل ذلك دون مساعدتك له .
نظر انريكو بتمرد نحوها بسبب هذا النقد القاسي الذي وجهته إليه لكن أخته لم تفسح المجال له للرد فقد أعطت انتباهها لرافايللو لتقول بصوت يشدد على ملاحظتها : أشكر الله أنك تملك الإحساس الذي منعك من الزواج من لوسيا وأتمنى أن تقدم ذات يوم على زواج مبني على الحب لكن عليك أولاً أن تحرر نفسك من هذا الرباط الذي وضعت نفسك فيه بالزواج الآن فأنا لا أوافق على ما فعلته رافايللو سأخبرك بصراحة أنني مازلت آمل أن تثبت للجميع ولنفسك أيضاً أنك أكثر من مجرد رجل أعمال ذي عقل راجح ووجه وسيم .
ثم تابعت بصوت حاد : عليك أن تجعل عمتك تفرح بك .
وفتحت ذراعيها باتجاهه كأنها تطالبه بالاقتراب منها فأسرع رافايللو نحوها كالمعتاد ليطبع قبلتين على وجنتيها فقالت له بمرح : نعم هذا أفضل بكثير !
على الرغم من لسانها الحاد فهو يحبها كثيراً نظرت اليزابيث في عينيه للحظة وقالت بغرابة : علينا أن نتحدث سوياً أيها الشاب الوسيم سأرسم خطة لإخراجك من هذه الورطة .. ولن تكون المرة الأولى التي أفعل فيها هذا .. ولا المرة الأخيرة .
سمحت له بالابتعاد عنها ولكنها أكملت تقول : لكن أولاً علي أن أرتاح قليلاً فالرحلة من بولينا كانت شاقة لقد عمل عمك برناردو بجهد كبير وكانت جولته الثقافية متعبة ومازال هناك الكثير من الأوراق ليكتبها كان عليك توقيت مصائبك في وقت مختلف هيا برناردو .
نادت زوجها ليلحق بها وبالكاد تمكن هذا الأخير من تبادل كلمات الترحيب مع ابن أخ زوجته ثم لحق بها وقف رافايللو للحظات متردداً وهو ينظر نحو والده .
شعر كأنه قنبلة قابلة للانفجار بأي وقت لماذا ؟ فكر بأسى .. لماذا يجب أن تحصل معارك دائمة بينهما ؟
شعر بالإحباط قليلاً فوالده بدا كشخص غريب عنه لمعت عينا انريكو غضباً حين رأى رافايللو ينظر نحوه وقال : أنت .. أنت أيضاً اخرج من هنا لا أريد أن أراك .
لم يحتج رافايللو أن يقول له والده ذلك مرة أخرى فاستدار وخرج من المكتبة على الفور .
فكر بأن يخرج للسباحة هذا ما هو بحاجة إليه الآن فالطقس دافئ والحركة الجسدية قد تفيده ستساعده السباحة على التخلص من التوتر والمشاعر المتناقضة التي تشتعل داخله بعد أن ارتدى ملابس السباحة ووضع المنشفة على كتفه وتوجه نحو البركة وقف مكانه مذهولاً …
لقد سبقه أحدهم إلى حوض السباحة في الواقع أدرك أنا شخصان قد سبقاه إلى هناك إنهما زوجته وطفلها راقبهما للحظات من خلف شجيرات الورد …
كانت ماغي تلعب مع الطفل وهي تقف في الجهة الأقل عمقاً من البركة كانت تقوم برمي بنجي في الفضاء لتعود وتتلقاه عندما يصل إلى الماء مجدداً كانت تضحك بفرح وكذلك بنجي .
تقدم رافايللو باتجاه حوض السباحة لكن ظهوره فاجأ ماغي كثيراً تجمدت في مكانها غير مكترثة لإلحاح بنجي بمتابعة اللعب معه حدقت برافايللو بذعر لاحظه بسهولة وشعر بسخط مفاجئ لا داعي لأن تنظر إليه كمصاص دماء ! سرعان ما بدأت بصعود الدرج المسبح الحجري غير مبالية بصراخ الصبي الذي طالبها بالمزيد من السباحة .
قالت ماغي معتذرة : أنا آسفة جداً لم أدرك أننا يجب ألا نسبح في هذا الوقت .
اختلج رافايللو شعور غاضب آخر ولم يعد يشعر أنها تراه مصاص دماء وحسب بالوحش فرانكشتاين أيضاً .
أعلمها وهو يضع المنشفة على أحد المقاعد : لا داعي لتذهبا ... فأنا سأسبح قليلاً فقط أكملي اللعب مع الطفل .
لكنها تابعت الخروج من البركة وهي تقول : لا ! لا ! لقد انتهينا .
نظراً لتصرفات الطفل الغاضب بسبب الخروج من الماء يمكن الاستنتاج أنهما لم ينتهيا بعد كما ادعت .
بدا صوته جافاً أكثر مما أراد إظهاره وقال : ابقيا في الماء .
لا سبب يدعو تلك الفتاة لتنظر إليه وكأنه وحش .
تمتمت الفتاة : لا حقاً !
لم تعد تحدق به بل أصبحت نظراتها مرتبكة وبدأت تمشي نحو المقعد الذي وضعت أغراضها عليه كانت تمسك الطفل من تحت ذراعيه وهو يصرخ احتجاجاً ويركل الهواء بقدميه احتجاجاً ولحظة ظن رافايللو أن الطفل سيقع على الأرض فاندفع نحوه ليمسك به في اللحظة نفسها التي انحنت فيها ماغي لتنزله على الأرض كي يصبح بأمان .
لثوان قصيرة التقت عينا رافايللو بعينيها قبل أن يبتعد من جديد مدركاً أنها لا تحتاج لمساعدته أذهله ما رآه في عينيها لقد بدت مذعورة بشدة .
وقف رافايللو وقال : ظننت أن الطفل سيقع .
وقفت ماغي في مكانها ممسكة بيد بنجي ورغم أنه كان يشدها باتجاه الماء بقوة فجأة قالت وقد اختفت نظرة الذعر في عينيها : هذا الطفل اسمه بنجي إن كان طفلاً بلا أب ذلك لا يعني أنه لا يملك اسماً أيضاً .

laila1920
21-01-2008, 23:31
.
توتر فم رافايللو وفكر أنها تبدو نحيلة جداً وأنه كان عليها رمي الثوب الذي ترتديه للسباحة منذ زمن طويل على الأرجح أنها اشترته من متاجر الثياب البالية فهو كبير جداً عليها وقد ارتخى المطاط فيه أما ألوانه فلم تكن منسجمة مع بعضها أبداً .
وفيما هو ينظر إليها باشمئزاز تغيرت تعابير وجهه تذكر رافايللو تلك التعابير إنها نفسها التي رآها على وجهها حين رآها في لندن وقرر أنها المرأة المناسبة لغايته .
لاحظ ردة فعله أيضاً .. لقد استعاد ذلك الشعور بعدم الارتياح الذي أحس به وهما يركبان السيارة التي أقلتهم من المطار .
حسناً ! إنها ليست مذنبة بالظهور بهذا المنظر المزري فهي بالتأكيد لا تملك المال لشراء ثوب سباحة يحسن شكلها بدلاً من إضفاء القبح عليه وفي الواقع ينطبق الأمر على كافة ملابسها فهي فعلاً أكثر الملابس التي رآها في حياته بشاعة .
مرت صورة لوسيا في ذهنه بجسدها النحيل مرتدية آخر ابتكارات الموضة فهي معتادة على ارتداء ثيابها لمرات معدودة جداً قبل أن ترميها .
لكن المقارنة غير عادلة فالفتاة التي تقف أمامه تبدو كأنها آتية من كوكب آخر .
عبس وهو يتذكر المشهد حين وصفتها لوسيا بالساقطة عاد إليه شعوره بالانزعاج لكنه أصبح أقوى هذه المرة ما شأن لوسيا بحق السماء كي تصفها بذلك الوصف ؟ إنها فكرة سخيفة بل هجومية أيضاً .
وجه نظره مجدداً نحو الطفل الذي مازال يتخبط بعنف كي يعود إلى البركة حسناً ! ليس لديه والد لكن اتهام هذه المرأة بعدم المبالاة سيكون سخيفاً كاتهامها بأنها ساقطة .
( أنت لا تعرف شيئاً عني وعن ظروفي ) .. هذا ما قالته له في السابق .
عادت إلى ذهنه الاتهامات التي وجهت لها في الصباح لقد فهمت ما وصفتها به لوسيا جيداً لم يتوقع منها أن تفهم ولكنها فهمت .. وازداد انزعاجه ..
أوقفت ماغي الطفل بقرب أحد المقاعد وهي تتكلم إليه بحدة محاولة لف منشفة حوله لكنه رماها بعيداً وارتفع صراخه إلا أنها عادت ولفته بها ولفت نفسها بمنشفة أخرى ثم وقفت مكانها قليلاً .
فجأة فكر رافايللو تبدو جميلة بجسدها النحيف والسمرة التي اكتسبتها في الشمس ربما …
ربما لأن المنشفة أخفت ذلك الثوب البشع الذي ترتديه أو لأن أشعة الشمس كانت تعكس ضوء دافئاً على وجهها رأى شعرها الطويل مربوط إلى الوراء كذيل الحصان لم يدرك في السابق حتى أنها تملك شعراً طويلاً فهي دائماً تلفه على بعضه وترفعه بملقط شعر .
راقبها وهي تحمل الطفل وقد كف عن الصراخ الآن وبدأ يحدق برافايللو بعينيه السوداوين الكبيرتين هل قالت أن اسمه بنجي ؟ سيحاول أن ذلك في المرة المقبلة فقد يجعلها ذلك تكف عن التصحيح له بتلك الطريقة القاسية .
حملت ماغي أغراضها وانصرفت وهي تتمتم : عن إذنك .
لاحظ رافايللو أن الطفل .. بنجي .. كان متشبثاً بإطار العوم كأنه كنز من الذهب انتابته مشاعر الغضب والانزعاج من الواضح أن الفتاة كانت تمضي وقتاً ممتعاً مع الطفل .. بنجي ذكر نفسه بالاسم .. والآن هما يعجلان بالانسحاب لم يكن ضرورياً فوجودهما لم يكن ليزعجه طالما يبقيان بعيدين عن المسار الذي سيسبح فيه ..
حسناً لقد فات الأوان الآن بالإضافة إلى أنه لم يكن هو المذنب في رحيلهما فهي التي أصرت على الذهاب أخذ رافايللو موقعاً مناسباً على حافة البركة ثم اندفع نحو الماء ليغطس مبتعداً باتجاه الحافة الأخرى التي تبعد عشرين متراً .
بعد أربعين دقيقة كان قد قطع مسافة كيلومترين ذهاباً وإياباً شعر بالتعب لكن مزاجه أصبح جيداً كانت الشمس قد غابت الآن والظلام بدأ يغطي المكان لكن الهواء لا يزال دافئاً مشى بجانب البركة والتقط منشفته ثم نشف شعره قبل أن يلفها حول جسده .
شعر بالجوع الشديد وقرر أن يأخذ حماماً ثم يغير ملابسه وينزل لتناول بعض المقبلات أدرك أن عمته ستنقض عليه وتسمعه ثرثرتها حتى يمل لكنه بعد هذه التمارين أصبح بمزاج جيد ما يسمح له بتحملها لقد شعر بالسرور لحضورها فهي تنجح دائماً في تهدئة أعصاب أخيها لطالما قامت بهذا الدور طيلة حياتها .
إن وجود عمته وزوجها سيجعلان فترة العشاء أقل إزعاجاً سيساعدان على جعل الأمور أكثر تحضراً .
علت ابتسامة صغيرة فم رافايللو وهو يدخل إلى المنزل .
بعد عشرين دقيقة جلس على الشرفة يشرب القهوة ويراقب أشجار السرو ممتعاً نظره برؤية السهول البعيدة التي تطل عليها الفيلا سمع فجأة وقع خطوات عمته تقترب فوقف يساعدها على أخذ مكانها وعاد يجلس قربها .
بدأت تتكلم على الفور بنبرة آمرة قائلة : حسناً سنتكلم الآن .
في الطابق العلوي كانت ماغي تحمم بنجي رغم أن ذلك لم يكن ضرورياً فقد كان نظيفاً جداً من مياه البركة النقية لكن الحمام شكل إرضاء كبيراً له بعد أم حرم من متابعة اللعب في البركة أما ماغي فلم تنزعج لأنهما غادرا البركة إذ سبق وسبحا مرتين فيها منذ الصباح وقد أمضيا نهاراً هادئاً كالأمس تماماً .
لقد سبحت حين استيقظت ثم تناولت الفطور مع ماريا و غوسيب وعادت لتسبح بعدها ثم أخذت قسطاً من النوم هي و بنجي ومن ثم خرجت تستكشف الحديقة والأراضي المحيطة بالفيلا .
تابعت الاستكشاف صعوداً نحو التلة حتى وصلت إلى الغابة حين عادت إلى المنزل علمت من ماريا أن عمة رافايللو وزوجها وصلا فأخذت بنجي للاختباء في الباحة التي تضم البركة حيث سبحا للمرة الأخيرة في اليوم .
عادت تقلب الأفكار في ذاكرتها .. آه ! لما لم تأخذ بنجي وتنسحب من حوض السباحة قبل عشر دقائق
من وصول رافايللو ؟ لو كان الخجل يقتل الإنسان لماتت من الخجل وقتها ! عادت صورته تقتحم خيالها .. بدا جسده قوياً جداً بطوله الذي يبلغ ست أقدام وبشرته السمراء وعضلاته المفتولة …
شكرت الله لأنها لم تحمر خجلاً وإلا لشعرت بإحراج أكبر .. يكفي أنها تشعر بالإحراج بسبب النظرات التي يرمقها بها وكأنها خرقة مكسوة بالقذارة .
جلست القرفصاء سامحة لبنجي بإلصاق يد مليئة بالصابون على الحائط بجانب حوض الاستحمام راح الطفل ينشر الصابون حوله في كل الجهات أرجعت بيدها بضع خصلات من شعرها إلى الخلف وبينما كانت تقوم بتحريك رأسها انتبهت إلى صورتها في المرآة .
آه يا إلهي ! تبدو بشعة جداً فقميصها قديمة وواسعة لا تبرز شكل جسمها أبداً أما شعرها فبدا مشعثاً عدا عن كونه مجعداً وطويلاً أكثر من اللزوم تذكرت أنها حاولت قصه مرة عند مزين الشعر ولكنها لم تعد الكرة .
فقد اكتشفت وقتها أن الشعر الطويل لا يكلف المال أما الشعر القصير فبلى .
فكرت أن أي رجل سيراها بحالة مزرية فما بالك برجل أنيق ووسيم مثل رافايللو دي فيسنتى ! تذكرت نظراته وهو يحدق إليها بعينيه الواسعتين و رموشه الطويلة متفحصاً بنظرة تقييمية شكلها المزري فشعرت بخجل كبير .
أحست ماغي ببقعة صابون تطير لتحط على ذقنها قاطعة حبل أفكارها تلتها على الفور قهقهة بنجي ما جعلها تكف عن العبوس وتضع أفكارها المحزنة جانباً ابتسمت له بمودة وفكرت أن بنجي على الأقل لن يكترث لمظهرها الخارجي كل ما يريده منها هو الحب وهو الشيء الذي سيحصل عليه إلى الأبد .
بعد انتهاء الحمام ألبست بنجي ثياب نومه القديمة ولكن النظيفة تماماً ووضعته وسط السرير الكبير ألقى الطفل رأسه على الوسادة غامراً بيديه الدب المحشو بالقطن الذي أصبح بالياً لكنه يعشقه بقوة وجلست ماغي إلى جانبه تقرأ له في الكتاب المصور المفضل لديه بدا بنجي متعباً جداً هذه الليلة وتوقعت ماغي أن يغفو بسرعة فكرت بالنزول بعد ذلك إلى المطبخ لإعداد سندويش لها على العشاء .
بوجود ضيوف في المنزل لم تشأ أن تكون مصدر إزعاج لماريا و غوسيب بالإضافة إلى أنها ستشعر بالأمان إن حملت طعامها إلى غرفتها بعيداً عن عيون عائلة رافايللو وعن رافايللو بالذات .
********
لم يتوقع رافايللو أن يستمتع بتوجيهات عمته لكن هذا ما حصل فهي على الأقل قد تفهمت وجهة نظره على العكس من والده إلا أنها بالرغم من ذلك قالت أنه ووالده يستحقان ما يواجهانه مع بعضهما وأنهت حديثها قائلة : أنتما لا تحتملان كلاكما .
ثم أخذت نفساً عميقاً وتابعت : والآن بعد أن أوضحت وجهة نظري اذهب وأحضر زوجتك تلك إلى هنا .
كان رافايللو يرفع كوب العصير عن الطاولة فتجمد مكانه محدقاً في عمته قالت عمته : حسناً ! ما من سبب يدعوك لتبقيها مختبئة بعد الآن علي أن أراها بنفسي .
أجاب رافايللو بجفاء : إنها في غرفتها .
_ حسناً اذهب ونادها لتنزل لا يمكنها البقاء هناك طيلة فترة المساء .
وضع رافايللو كوبه على الطاولة بانزعاج وقال إنها تعتني بطفلها .
لوحت عمته بيدها على الطريقة الإيطالية قائلة : يمكن لأحد الخدم البقاء مع الصبي من الأفضل لك أن تذهب لترى إن كانت جاهزة للنزول إلى العشاء تعلم أن والدك لا يحب التأخير في موعد تقديم العشاء .
توتر فم رافايللو وبدأ يقول : أنت لا تفهمين عمتي ولكن …
لكن عمته قاطعته بصوت حاسم : ما أفهمه رافايللو أنك أهملت تلك الفتاة منذ إحضارها إلى هنا انطلقت على الفور إلى روما لأنك مهووس بأعمال تلك الشركة ولكني سأقول لك أمراً مهما كانت الأعمال في الشركة ملحة ومهما كنت متشوقاً لأخذ مكان انريكو عليك ألا تترك زوجتك في المنزل بمفردها أبداً فهذا غير عادل على الإطلاق أنا لا أكترث إن كان هذا الزواج يلائمك أم لا وإن كنتما منسجمين أم لا لكن هناك أصول عليك إتباعها وهذه أهمها : أياً تكن تلك الفتاة ومهما بدت غير مناسبة كي تكون سنيورة دي فيسنتى لقد تزوجت منها وحصل ما حصل .. إنها زوجتك الآن .
ضغط رافايللو شفتيه على بعضهما بقوة .. هذا لا ليس ما خطط له أبداً وقف بتوتر ونظر إلى تعابير عمته الآمرة ثم قال بسخرية : جيد جداً …
ثم وجد نفسه يكمل فجأة : .. لكني سأطلب منك أن تتساهلي معها قليلاً .
عاوده ذلك الشعور بعدم الارتياح إن عمته امرأة مرعبة وهي بالتأكيد ستهلك تلك المخلوقة الضعيفة التي تجلس بأمان غرفتها الآن وستنقض عليها بلسانها المؤذي .
لاحظ أن عمته توجه نحوه نظرات غريبة كأن كلامه قد فاجأها أجابت بجفاء : سوف آخذ بعين الاعتبار .. ظروفها السيئة فبالإضافة لما أخبرني به أخي عن أخلاقياتها وخلفيتها المتواضعة تكلمت مع ماريا فتوضح لي أمور عديدة عرفت أنها أم عازبة غير محظوظة كالعديدات غيرها ويبدوا أنها تمكنت من إقناع ماريا بأنها ليست فتاة سيئة وهذه مهمة ليست سهلة أبداً لذا أعترف بأني أشعر بالفضول لرؤيتها بنفسي .. حسناً ! هيا اذهب وأحضر زوجتك كي تتخلص من حديثي معك …
زوجته ! مشى رافايللو مبتعداً عن عمته دارت دارت كلماتها في ذهنه لم يكن من المفترض حدوث ذلك .. لم يخطط لجعل تلك الفتاة جزء من حياته فالزواج منها كان لوحده اقتحاماً لحياته والآن تريد عمته أن يحضرها معه للعشاء وكأنها زوجته فعلاً .
صعد درجتين في كل خطوة وحين وصل إلى باب غرفتها دق عليه بحدة .
أجفلت ماغي وكان النعاس قد بدأ يغلبها فيما هي تراقب فراشات العث تطير عبر النافذة متجهة نحو المصباح الذي أضاءته فقد وضعته بعناية على الأرض كي يعطي لها نوراً كافياً لتقرأ وفي الوقت نفسه كي لا يزعج بنجي الذي ينام بجانبها بشعاعه القوي وفيما هي تراقب الفراشات محاولة إبعادها بيدها عن المصباح كانت تشعر بالتعاطف معها لقد شبهت رافايللو بالنور الجميل الذي لا يقاوم بينما رأت نفسها بسهولة كواحدة من هذه الفراشات …

laila1920
21-01-2008, 23:33
عاد الباب يطرق مجدداً فألقت نظرة سريعة متوترة نحو بنجي مخافة أن يوقظه الصوت ثم خرجت من السرير وذهبت تفتح الباب .
فتحت ماغي فمها باندهاش .. كان رافايللو يقف هناك بجاذبية تخطف الأنفاس وهو يرتدي بنطلوناً قمحي اللون وقميصاً ذات لون أزرق داكن منحته ياقتها المفتوحة نفحة لاتينية ملفتة جعلت أنفاسها تعلق في حنجرتها سألها : هل يمكنني الدخول ؟
إلا أنه لم ينتظر الجواب بل دخل إلى الغرفة وهو يلقي نظرة خاطفة نحو الطفل النائم وتابع : هل أزعجتك ؟
صرخت ماغي في داخلها قائلة : نعم ! لقد أرعبتني بدخولك إلى الغرفة وأنت تبدو كحلم كل امرأة وتسأل إن كنت قد أزعجتني ؟ وقبل فوات الأوان استجمعت قواها وقالت كاذبة : لا ! على الإطلاق .
هز رافايللو رأسه فانعكس نور المصباح المضاء على شعره فأظهره بلون قاتم جداً شعرت بأنفاسها تنخطف مجدداً .
_ العشاء سيقدم بعد وقت قصير هل يمكن أن تكوني جاهزة في الوقت المناسب ؟
حدقت فيه بذهول فتابع يقول : ستأتي إحدى الخادمات لتجلس مع الط … بنجي وإن استيقظ فسوف تناديك .
قالت ماغي بتردد وهي بالكاد تفهم ما يقوله : هو ينام إلى ما بعد منتصف الليل ثم يستيقظ .
هذا ما كان يحدث بالعادة إلا أنه في الليلتين الماضيتين لم يستيقظ حتى الصباح فقد كان يشعر بالتعب بعد هذه المغامرة الجديدة بالإضافة إلى أن توسكانا هادئة جداً بالمقارنة مع لندن جعلها نومه طوال الليل تستمتع بنوم هنيء هي أيضاً فمنذ ولادة بنجي لم تحظ بليلة من النوم المشبع شعرت أنها مرتاحة أكثر من العادة ..
بالطبع كلما فكرت ماغي بسخرية فهي الآن تعيش حياة مليئة باللهو وهذا يساعدها كثيراً على أخذ قسط من الراحة .
عاد رافايللو يتكلم وأجبرت نفسها على سماعه : جيد إذا سأتركك كي تبدلي ملابسك أرجوك أسرعي قدر المستطاع .
انتقلت نظراته لتتفحص قميصها الواسعة المتهدلة وما إن هزت ماغي رأسها إيجاباً حتى رحل مبتعداً عن الغرفة .
انضم رافايللو إلى عمته وزوجها في غرفة الجلوس ثم أتى غوسيب يزف خبراً أشعره بالارتياح أخبرهم أن انريكو يشعر بالتوعك قليلاً وقد ذهب يرتاح في غرفته وأنه لن يتناول العشاء معهم توتر فم رافايللو لكنه لم يعلق رفض والده الجلوس مع زوجة ابنه غير المرغوب فيها على الطاولة نفسها لتناول العشاء .
أما عمته فكانت أقل صبراً منه ولم تتمكن من السكوت فعلقت تقول : يا له رجل صعب ! أتمنى فقط ألا تشعر زوجتك بالإهانة .
تململ رافايللو وقد عاد الشعور بعدم الارتياح ينتابه مجدداً وفكر : إهانة ؟ لو أنها تشعر بالإهانة لأحست بذلك حين نظر إليها في لندن وقرر أنها الأداة المناسبة لانتقامه من والده …
جعله صوت الباب وهو ينفتح يستدير فجأة وكأنه نادها بأفكاره .. فقد ظهرت ماغي عند الباب بتردد وخجل .
فكر أنها تبدو كالفأر كانت ترتدي ذلك الثوب الشنيع الذي ارتدته أثناء مراسم الزواج كان الثوب ينسدل بعدم تناسق فوق ساقيها من دون خصر وبياقة واسعة غير أنيقة أما شعرها فمرفوع إلى الوراء فوق رأسها أفضل ما يمكنه قوله أنها هو أنها بدت مرتبة ونظيفة جداً .
قالت بصوت يكاد لا يسمعه أحد : مساء الخير .
توقف المشهد للحظة .. بعدئذ لاحظ رافايللو أن الاحمرار بدأ يعلو وجنتيها فمشى بضع خطوات إلى الأمام واتجه نحوها …

laila1920
21-01-2008, 23:35
وهلا جزء تاني واتمنى تستمتعوا

laila1920
21-01-2008, 23:38
5 _ في قبضة التنين ..

_ تعالي لأعرفك على عمتي وزوجها .
أمسكها رافايللو من مرفقها وساعدها على التقدم بدت أعصابها مشدودة كاللوح تحت قبضته وكادت تتعثر وهي تمشي نحوهما حتى بعد ترك يدها تمكن رؤية مدى توترها وهو يقف بجانبها .
_ عمتي اليزابيث .. هذه ماغي , ماغي إنها عمتي اليزابيث كالي وزوجها البروفيسور برناردو كالي .
أحست ماغي بأنفاسها تعلق في صدرها وشعرت بالدهشة لأن رافايللو ناداها باسمها .
حنى هذه اللحظة كان واضحاً لها بشكل مؤلم أنه لم ينادها باسمها أبداً بل وجه لها الأحاديث بشكل مباشر جداً .
فتحت عيناها بقوة من الدهشة حين أدركت أنه هذا المساء قام بمناداة بنجي باسمه أيضاً ! وبالكاد صدقت ذلك حين دخلت إلى الغرفة ورأتهم جالسين توقعت انفجارات أخرى كالتي استقبلها بها والده وقريبته بالأمس لكن على العكس من ذلك راحت عمته تنظر إليها بسلام بعينيها الواسعتين .
فجأة ابتسمت لها عمته لم تكن ابتسامة كبيرة بالضبط ولم تكن دافئة جداً أيضاً بل ابتسامة اجتماعية حضارية كما ابتسم لها زوجها أيضاً لكن ابتسامته كانت أكثر دفئاً .
قال رافايللو بصوت خافت :للسف وجد والدي نفسه متعباً بعض الشيء لذا لن يحضر للعشاء أتمنى أن تعذروه .
عضت ماغي شفتها بدا من الواضح أن والده يتجنبها وكأنها مصابة بوباء ما .. حسناً ! ربما أنا مصابة حقاً بوباء ما من وجهة نظره فأنا لست زوجة ابنه المثالية آه لم بحق السماء لم يدرك رافايللو أن عليه الزواج فتاة تنتمي إلى وسطه الاجتماعي للتخلص من لوسيا ؟ ما قام به هو الزواج من أول امرأة يصادفها .. لا تزال ماغي تتذكر كلمات تلك الفتاة الشقراء بوضوح فلينظر الآن إلى الفوضى التي زج بها نفسه .. كان عليه أن يدرك ما ستكون عليه ردة فعل والده حين يرى أن ابنه تزوج من عاملة تنظيف لديها طفل تعتني به أيضاً ألم يدرك أن وجود الطفل سيجعل الوضع أكثر سوءاً .
رفعت ماغي ذقنها وهي تفكر : حسناً ! هذا أمر يخص رافايللو ووالده فهي لا تهتم لكونها تعيش من تنظيف بيوت الأغنياء وتعتني بطفل دون أب فبنجي هو حياتها إنه هدية كايس لها .. الهدية الأخيرة .
أتى غوسيب لإعلامهم أن العشاء جاهز اقترب رافايللو من ماغي أكثر ومسك ذراعها من جديد فعاد التوتر يملؤها علمت أن هذا مجرد مشهد تمثيلي أمام عمته لكنها تمنت لو انه يقف على بعد كيلومتر منها أجبرت نفسها على التخفيف من توترها ولم تفتها نظراته المنتقدة لمظهرها على الرغم من أنها كانت نظرات سريعة
جداً .
بعد وقت قصير دخلوا إلى غرفة الطعام وأخذت ماغي تمتع نظرها برؤية التحف الفضية والأغطية الحريرية شعرت بفرح كبير لجلوسها إلى طاولة الطعام الخشبية اللمعة .
سألتها عمة رافايللو بنبرة غريبة ولكن بلغة إنكليزية سليمة تماماً كلغة رافايللو : هل أعجبك الطعام ؟
وجدت ماغي نفسها تجيب بشكل تلقائي : إنه لذيذ جداً .
ابتسمت السنيورة كالي وقالت : إنه مصنوع من الأجاص المستورد وأنا لا أشجع هذا الطعام أنا أحب الأكل الإيطالي وأفضل تناول الفاكهة ففي موسمها لا يزال الوقت مبكر لنضوج الأجاص هنا أما اللحم فهو ممتاز إنه من مدينة بارما وأظنها مدينة معروفة بجبنه البارميزان في إنكلترا .
بدا من الواضح أ|ن العمة تحاول جعل ماغي أكثر ارتياح أدركت ماغي ذلك وقدرت لطفها .
تابعت السنيورة كالي حديثها وهي تركز على نقل صورة جميلة عن توسكانا لماغي :" لكن هناك أشياء كثيرة تتميز بها توسكانا وأنا واثقة أنك ستستمتعين بها كثيراً إنها تتميز بالمطبخ البسيط كطبق البستيكا آلافيدينتينا وهو مكون من اللحم المشوي على الفحم ومن لحم البط .
رفع زوجها يده وقال : لا تكوني قاسية على بارما عزيزتي فهي في النهاية تتشارك العديد من الميزات مع توسكانا .
كانت هذه المرة الأولى التي تسمع فيها ماغي ذلك البروفيسور بماغي طويلاً وكأنه يتفحص أحد تلاميذه .
علق رافايللو بقسوة : برناردو هذه الزيارة الأولى لماغي إلى إيطاليا لا أظنها ستفهم ما تعنيه …
وفي الوقت الذي تكلم فيه تقريباً كانت ماغي تقول وهي تحاول تذكر ما قرأته في الكتيب الذي أحضرته عن إيطاليا : دوقة بارما .. ماري لويز و … أرملة نابليون هي دوقة لوكا .
قال لها البروفيسور مشجعاً : جيد جداً ! عليك زيارة لوكا قريباً .. إنها جوهرة توسكانا .
أجابته ماغي : قرأت القليل عنها في الكتيب الذي أحضرته معي .. أعتقد أنه تشتهر بجدرانها أليس كذلك ؟
_ نعم بالفعل بنيت هذه الجدران في أواخر القرن الخامس عشر لمنع الأسبان من الدخول إليها وتمكنت بذلك من الحصول على الاستقلال كانت في ذلك الحين المدينة الإيطالية الوحيدة التي تتمتع بقوانين خاصة إلى جانب فينسيا استمر ذلك حتى قام نابليون بتنصيب أخته اليزا دوقة عليها وعلى توسكانا أيضاً .
علقت زوجته بجفاء : إن زوجي عالم تاريخ كما تتوقعين على الأرجح .
فاجأ ذلك ماغي كثيراً التفتت السنيورة كالي نحو زوجها وتابعت تقول : أرجوك برناردو لا تكن مملاً .
ابتسمت ماغي بخجل وهي تقول : لا يمكن للتاريخ أن يكون مملاً لا سيما تاريخ مليء بالأحداث كتاريخ إيطاليا.
كان كلامها صحيح تماماً بالنسبة للبروفيسور الذي أجاب قائلاً : و لتوسكانا التاريخ الأغنى في إيطاليا .
سألته ماغي : أي الإتروسكان .
أكد البروفيسور معلوماتها : نعم الإتروكسان .
وأخذ يستطرد في الحديث حتى وصل إلى الحضارة الرومانية القديمة التي سيطرت على البلاد قبل وقت طويل من اكتساب روما لهذه القوة والمنزلة العظيمة .
قاطعت زوجته الحديد معلقة : لطالما قدرت الإتروكسانيين فقد كانت النساء عندهم يتمتعن بحرية مذهلة كن يتناولن الطعام مع الرجال ويملكن الأراضي ويتكلمن في العلن .
خبأت ماغي ابتسامتها فقد تمكنت من معرفة السبب الذي جعل السنيورة كالي تقدر هذه التصرفات من النساء التفتت نحو رافايللو لترى إن كان يجد تعليق عمته مهماً لكنها تفاجأت حين رأت وجهه .
كان ببساطة يحدق بها وكأنها مخلوق غريب من كوكب آخر ارتبكت ماغي ورمشت عينيها بتردد هل قامت بعمل خاطئ ؟ أبعدت نظراتها مجدداً وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع هل كانت تتصرف بشكل غير لائق ؟ هل من المفترض بها أن تصمت وألا تشارك بالحديث ؟
ثم سمعت البروفيسور يقول لرافايللو : يجب ان تشغلك زوجتك لبعض الوقت عليك أن تأخذها في جولة سياحية هناك الكثير لتراه .
عضت ماغي شفتها .. إن آخر ما يتمناه رافايللو هو التجول معها في رحلة سياحية قالت بسرعة : آه لا سيكون هذا مستحيلاً .. إن ابني الصغير ..
أجابت السنيورة كالي بهدوء : أؤكد لك أني و ماريا سيسرنا الاهتمام به في غيابك الطقس في إيطاليا هذه الفترة ملائم جداً للسباحة .
قالت ماغي تخالفها : آه ! أرجوك .. حقاً أنا لا يمكنني ترك بنجي .
عادت عمة رافايللو تقول : من الجيد له أن يحاول الشعور بالسعادة حتى وإن لم تكوني بقربه يجب ألا تقلقي لبقائه معنا ماريا تملك خبرة بالأطفال وقد أخبرتني أنه طفل رائع ولديه تربية جيدة بالنسبة لسنه .
ابتسمت العمة برقة ما جعل وجنتا ماغي تحمران خجلاً لم تعرف بما تجيب فنظرت أمامها على الطاولة وفجأة شعرت بلمسة يد خفيفة فوق يدها .
كانت تلك السنيورة كالي التي تابعت تقول : أعتقد أن الأمر كان صعباً عليك أليس كذلك ؟ فالناس دائماً يطلقون أحكاماً قاسية على الآخرين .
والتفتت نحو رافايللو الذي توتر فمه ثم قالت وهي تحاول تغير الموضوع : رافايللو اطلب من غوسيب أن يقدم الطبق الثاني .
مضى وقت العشاء بهدوء اكتشف البروفيسور خلاله وجود مستمع جيد له فأكمل خلال العشاء كلامه عن تاريخ إيطاليا وعن توسكانا بالتحديد أخذت تشعر بالارتياح أكثر خصوصاً أن رافايللو بقي صامتاً طيلة العشاء أما عمته وزوجها فقد بدا لطيفين جداً معها .
بعد العشاء طلبت السنيورة كالي من غوسيب تقديم القهوة في غرفة الجلوس عندها فقط تمكن رافايللو من طرح سؤال على ماغي كان يحيره طيلة ذلك الوقت فبعدما خرج البروفيسور وزوجته من غرفة الطعام أنذرتها نبرة صوته الخشنة بجدية سؤاله وهو يقول : أيمكنك أن تشرحي لي لما تعمل امرأة متعلمة مثلك بالعمل في تنظيف الشقق ؟
حدقت ماغي به .. كان يقف بقربها تماماً لكن هذا لم يكن سبب دهشتها الوحيدة كررت خلفه بذهول : متعلمة ؟
أوضح لها رافايللو بتحد : لديك معلومات واسعة من التاريخ ومن الواضح أنك امرأة ذكية فلماذا تعملين عاملة تنظيفات ؟
انبسط وجهها الآن وأصبحت قادرة على الإجابة على سؤاله فقالت : أنا لا أحمل أي شهادة .. لكن لطالما أحببت المطالعة وهذا كل ما في الأمر فدخول المدرسة .. كان أمراً صعباً .
فكرت ماغي ان لا داعي لجعله يمل من تفاصيل قصتها ولا ضرورة لإخباره كم كان صعباً عليها كفتاة ملجأ ان تتحمل التعليقات والضغوطات من التلاميذ الأكثر حظاً منها لوجودهم مع عائلاتهم .
تابعت قائلة : رغم أني تلقيت بعض الدورات التدريبية التي توازي التعليم الأولي .. لكنني لم أتمكن من المتابعة .
وعادت تفكر ان لا ضرورة أيضاً لتخبره أن السبب يعود إلى تزامن دراستها مع اكتشاف المرض لدى كايس .

laila1920
21-01-2008, 23:40
ابتلعت ريقها وتابعت : ولكن أحد الأشياء التي أود القيام بها .. وقد أصبحت أمراً ممكناً الآن هو متابعة المزيد من الدراسة لأتمكن من الحصول على عمل أفضل حين يبدأ بنجي في الذهاب إلى المدرسة لن أعمل بدوام كامل طبعاً سأعمل فقط عند وجوده في المدرسة لأكون دائماً موجودة في المنزل لأجله .
أتى صوت عمته آمراً وهو تقول : رافايللو دع الفتاة المسكينة تأتي لتناول القهوة .
عندئذ ترك ذراعها ورافقها بتهذيب إلى غرفة الجلوس .
تفحصت اليزابيث كالي ابن أخيها وزوجته بنظرات متسلطة وأفسحت مجالاً بجانبها على الأريكة ذات القماش الحريري وقالت : تعالي واجلسي إلى جانبي ماغي رافايللو .. يود برناردو أن يدخن سيجار والتدخين هنا غير مسموح به بالتأكيد لذا أرجوك رافقه إلى الشرفة .
فكرت ماغي أنت اللطف الزائد ليس من صفات السينيورة ومرة أخرى وجدت نفسها تنظر في عيني رافايللو لكنها لم تجد فيهما نظرات التسلية بل وجدت فيهما سؤالاً صامتاً .
أخذت المرأة تسألها عن عملها وطفلها وأسباب زواجها من رافايللو لكن الموضوع الوحيد الذي لم تسأل عنه بشكل مزعج هو والد بنجي ..
قالت لماغي : تحصل هذه الأمور أحياناً ولطالما حدثت أمور متشابهة وبالتأكيد سيحصل هذا مع الكثيرات بعدك لكني بصراحة أقدر فيك جرأتك باتخاذ القرار بإبقاء الطفل معك كان من الأسهل لك لو تركته مع والده .
بقيت الكلمات في صدر ماغي تملؤها بالرعب : أبداً لم أكن لأفعل ذلك .. وزاد الرعب في داخلها حين تذكرت أن والدتها هي لم تفكر حتى باحتمال إعطائها لوالدها وبدلاً من ذلك تركتها بكل بساطة على جانب الطريق لكي تلقى حتفها .. لكنها بقيت صامدة لتعيش والآن سيستمر صمودها وتمسكها بالحياة من أجل بنجي .
رأت ماغي عبر النافذة رافايللو .. الشخص الذي تزوجته مقابل مائة ألف جنيه لكن شيئاً في داخلها أوجعها وآلمها لذا التفتت بعيداً عنه لا ! لا يمكن ان يحدث هذا .. يا لها من أفكار سخيفة وخيالية ! لا يمكن لرجل مثله أن يلتفت نحوها ولا في أحلامها .
*******
استيقظت ماغي في صباح اليوم التالي حين دخلت إحدى الخادمات إلى غرفتها وهي تحمل صينية القهوة قالت الخادمة وهي تبتسم : صباح الخير سنيورة .
ثم توجهت نحو بنجي تحدثه بالإيطالية رغم أنه كان لا يزال نائماً جلست ماغي تراقبها قليلاً ثم رشفت قهوتها والتفتت تنظر من النافذة نحو أشجار السرو التي انتشرت فوقها أشعة الشمس الساطعة .
راحت تفكر بسهرة ليلة أمس وما رافقها من مشاعر غريبة بدت عمة رافايللو وزوجها لطيفان معها كثيراً أما رافايللو فبدا مهذباً ومتحضراً أي أيضاً ! لم يبدو على السنيورة كالي أنها مستاءة لأنها تزوجت من ابن أخيها من أجل المال .
قالت لها بالأمس بطريقتها الحاسمة المعتادة : اعرف ان هذا الأمر خاطئ بالتأكيد لكني أتفهمه تماماً ولا ألومك أبداً صغيرتي .
عبست ماغي وفكرت هل يعني قولها أنها تلقي اللوم على ابن أخيها ؟ رغم أنها لم تكن تدري ما ستواجهه قبل مجيئها إلى هذه الفيلا لكنها الآن لا تحسد على وضعها أبداً .. فالجميع يتمنى لو أنها على بعد ملايين الأميال عنهم .
استيقظ بنجي وبدأت ماغي ترحب به فهو كعادته يستيقظ بنشاط ومزاج طيب ما يستدعي منها اهتماماً .
بعد ان لبسا ثيابهما حملت ماغي صينية القهوة بحذر بإحدى يديها وأمسكت يد بنجي بيدها الثانية ونزلت إلى المطبخ لتناول الفطور لكنها حين أغلقت باب غرفتها سمعت خطوات آتية من آخر الرواق .
كان والد رافايللو يمشي باتجاهها وحين رآها وقف مندهشاً أما ماغي فجمدت مكانها رغم أنها رأته لفترة قصيرة منذ ثلاث أيام لكنها عرفت أنه انريكو دي فيسنتى بدا شبيهاً برافايللو بفارق ثلاثين سنة فقط .
قست معالم وجهه حين رآها ولم تعلم ماغي ما عليها القيام به هل تقول له صباح الخير أم تصمت وتتابع طريقها ؟ أم من الأفضل لها أن تعود إلى غرفتها ؟
شعر بنجي بالتوتر فتشبث بساق والدته وهي تقف هناك حاملة صينية القهوة ولا تعلم ما عليها فعله ..
قال انريكو دي فيسنتى بصوت أجش : إذاً أنت لا تزالين هنا !
لم تجب ماغي ولم تعلم ما عليها قوله .
تابع انريكو بصوته القاسي : هل تتخيلين أن بإمكانك التصرف وكأنك في منزلك ؟ هل تتخيلين نفسك سيدة مجتمع محترمة الآن .. أنت وطفلك هذا ؟
ارتجف جسد ماغي بينما اقترب منها انريكو أكثر بشكل تهديدي وعيناه الداكنتان تحدقان إليها بقرف وكره : إذاً اعلمي أن ابني الجاهل اختارك زوجة له ليهينني فقط أراد أن ينتقم مني ويخالف إرادتي فأحضر إلى المنزل امرأة من حثالة البشر .. لقد اختارك لأنك أسوء زوجة كان من الممكن أن يحصل عليها .. بشعة جاهلة من عامة الشعب ولا تملكين قيماً أخلاقية أبداً أحضرك من أحد أحياء لندن الفقيرة .. واختارك عاملة تنظيف فقط لكي يقرفني .
شعرت ماغي أنها على وشك الإغماء سمعت ضغط دمها القوي يطرق في أذنيها أما بنجي فخبأ وجهه ببنطلونها القطني من الخوف رغم انه لم يفهم أي كلمة لكنه استطاع ان يشعر بقسوة الكلام الذي وجه لوالدته .
أصبحت نظرات ماغي ضبابية فيما تابع والد رافايللو طريقه عبر الدرج الرخامي متوجهاً نحو الصالة شعرت أن ماغي أن الصينية تهتز بين يديها أدركت أنها إذا لم تضعها من بين أصابعها المرتجفة وتتكسر على الأرض .
فجأة أخذ أحدهم الصينية من يدها وهو يقول : تعالي إلى هنا …
وأدخلها مجدداً نحو غرفتها شعرت ببنجي يؤخذ منها لبعض الوقت فيما الطفل يحتج على ذلك وبعد ان جلست على السرير أعاد ذلك الشخص بنجي إلى أحضانها وجلست هناك تملس شعر بنجي بيدها وهي غير واعية لشيء حولها .
وقف أمامها رجل طويل أسمر منعت قامته وصول الضوء إلى عينيها فأدركت أنه رافايللو دي فيسنتى الرجل الذي اختارها ليس لأنها مناسبة ومتوفرة فقط بل لأنها ستقرف والده بالتأكيد رنت كلمات والده في أذنيها مجدداً : امرأة من حثالة البشر .. إنها بنظره أفضل إساءة يمكنه أن يقدمها لوالده .
قال بصوت منخفض : ماغي …
استمرت في تمليس شعر بنجي بيدها وهي تحدق بذهول نحو السجادة على الأرض حاولت ألا تفكر ألا تشعر .. تابع رافايللو يقول : يجب ألا .. ألا تصدقي ما قاله والدي إنه غاضب مني أنا ولا ذنب لك في ذلك .
لم تستطع أن تنطق ولو بكلمة واحدة فيما راح رافايللو ويراقب تعابير وجهها أراد ان يجد الكلمات المناسبة لكنه لم يستطع لم يترك له والده مكاناً لتلطيف الأمور وعلى الرغم من ذلك استمر بالمحاولة .
_ ماغي أنا ….
رفعت ماغي رأسها فالتفتت نظراتهما معاً قالت : ليس عليك أن تقول شيئاً هذا ليس ضرورياً .
لم تبال إن كان قد بدا بعض الضعف في صوتها رفضت حتى الاعتراف بضعفها من غير الممكن أن تشعر بشيء حياله .. هذا مستحيل وقفت وهي تحمل بنجي فوق ذراعها وأطلقت نفساً فيه بعض الضعف أيضاً ثم سألت وقد بدت مسيطرة على نبرة صوتها : أرجوك أخبرني أين تود مني أن أتناول الفطور ؟ أم تفضل أن أبقى في غرفتي ؟
رغم سيطرتها على صوتها إلا أنه بدا حاداً جداً كحبل مشدود على وشك الانقطاع توتر فم رافايللو وقال : تقوم العائلة عادة بتناول الفطور على الشرفة في الأيام المشمسة .
مد يده نحوها لكنها لم تبال بها بل مشت نحو الباب إلا ان رافايللو وصل إلى الباب قبلها وفتحه من أجلها بلطف كبير فكرت ماغي أن عليه أن يوفر لطفه هذا للدوقات فبعد ما اكتشفته اليوم فهمت أن لطفه يذهب سدى معها .
لقد اختارها لسبب واحد مدروس بعناية ومخطط له أراد ان يهين والده كان يعرف بالضبط ما ستكون عليه ردة فعل والده لقد استخدمها ببرودة أعصاب لينتقم من والده .
كان الفطور مع العائلة على الشرفة آخر ما أرادته ماغي لكن شرودها وعدم اكتراثها سيساعدانها على تحمل الجلسة مشت نحو الغرفة مع رافايللو لتجد أن عمته وزوجها هناك وكذلك والده .
حالما رأى البروفيسور ماغي وقف ليلقي عليها التحية أما هي بالكاد تمكنت من هز رأسها لترد عليه أما والد رافايللو فوقف بحدة كصرير الحديد فوق الصخر وحمل فنجان قهوته قائلاً : سأكون في المكتبة علي إنجاز بعض الأمور .
ومشى مبتعداً مبدياً بوضوح عدم رغبته بمشاركتها الجلسة عادت كلماته تضج في رأسها من جديد : امرأة من حثالة البشر .. لم تجلس ماغي في الكرسي الذي كان يمسكه رافايللو لها بل فضلت الجلوس في أبعد زاوية من الطاولة في تلك اللحظات شعرت برغبة في الموت كان قلبها محطماً بألم لم تستطع البوح به .
سألتها اليزابيث كالي بصوت مرتفع قليلاً : إذاً هذا هو طفلك الصغير ! ما اسمه ؟
أجاب رافايللو وهو يجلس قبالة ماغي باسطاً منديل المائدة في حضنه : بنجي .
بدا صوته متوتراً وتساءلت ماغي عن السبب .
شغلت نفسها بإجلاس بنجي في حجرها محاولة تفادي النظر في عيون الموجودين أحضرت إحدى الخادمات زجاجة الحليب لبنجي فتلقاها بفرح ولهفة أما ماغي لم تشعر بالشهية للأكل بل أحست كأنها تجلس وراء حاجز زجاجي يفصلها عن بقية الجالسين حولها حتى حين كانوا يطرحون الأسئلة وتقوم هي بالإجابة باختصار وبصوت منخفض لم تفسح مجالاً للبدء بأحاديث شيقة كتلك التي تم تداولها البارحة أثناء العشاء .
قالت عمة رافايللو وقد لاحظت تصرفات ماغي : يبدو أنك مرهقة .
هزت ماغي رأسها توافقها دون ان تنظر في عينيها أخذت تطعم بنجي بعض الطعام الطري كانت ما تزال تشعر أن الجميع بعيدين جداً عنها لا سيما رافايللو الذي بدا لها وكأنه على بعد سنوات ضوئية منها لكنها لاحظت أنه يراقبها لم تتمكن من قراءة تعابيره فقد بدا الغموض في عينيه واعتقدت ماغي أنه على الأرجح يفكر كم تبدو قبيحة غير مهذبة وأنها تلوث أجواء منزله المعطر وكأنه يتمنى فقط لو ان بإمكانه رميها في الخارج حالاً .
فكرت ماغي باستغراب لم آلمها إلى هذا الحد أن يكون رافايللو دي فيسنتى الرجل الغريب بكل ما في الكلمة من معنى قد استخدمها عن سابق تصميم لمضايقة والده فقط ؟ لمَ يؤلمها اختياره لها لأنها امرأة من حثالة البشر ؟
هل أراد ان يرميها في وجه والده لأنها بسيطة ومن مستوى وضيع ولأنها أم عازبة تعمل في تنظيف الشقق في لندن لكي تعيش ؟
علمت ماغي في داخلها ألا ذنب لها في اتهاماته فهي لم ترتكب أي ذنب ولم تخطئ أبداً لكي تشعر بالخجل ففي النهاية على أحدهم أن يقوم بتنظيف البيوت ويبقي شقق الأغنياء مريحة ومرتبة .
لكن على الرغم من ذلك بقيت ماغي تشعر بألم كبير في أعماقها .
انتزعها من أفكارها المؤلمة صوت كرسي تحرك إلى جانبها كانت السنيورة كالي تتكلم معها فأجبرت ماغي نفسها على سماع ما تقوله .

laila1920
21-01-2008, 23:42
_ عزيزتي دعي بنجي يأتي معي قليلاً أخبرتني ماريا أن ابنة أختها أحضرت بعض الألعاب التي كانت لأولادها أعتقد أن هناك دراجة بثلاث عجلات والكثير من الألعاب الأخرى التي لا شك أن ابنك الصغير سيفرح بها كثيراً .
أخذت السنيورة كالي بنجي من حضن ماغي وأوقفته على الأرض ثم ابتسمت للطفل وهي تقول : هيا ! تعال لرؤية الألعاب الجديدة .
فهم بنجي كلمة ألعاب فمشى نحوها بسرور أمسكت السنيورة يد بنجي الصغيرة وأمسك البروفيسور يد ه الثانية راقبتهم ماغي وهم يشقون طريقهم باتجاه زاوية المنزل لكنها كانت ما تزال شاردة الذهن .
أثناء ذلك كان رافايللو يراقبها بدت صغيرة جداً لتتحمل مسؤولية طفل وصغيرة جداً كذلك على قبول الاتهامات القاسية التي رماها والده في وجهها .
شد قبضتي يديه بقوة يا إلهي ! لقد تعرضت للأذى بسببه بدا ذلك واضحاً جداً فالحزن والأسى اللذان ظهرا في نظرات عينيها جعلاه يشعر بالسوء إنها تنكمش على نفسها وتبعد ذاتها عن الآخرين .. ولا يمكنه لومها على ذلك .
شعوره بعدم الارتياح بالنسبة لكل ما يتعلق بها ازداد حدة ليغدو نوعاً من الشعور بالذنب وجد نفسه يتمنى بكل ما يملكه من قوة لو أنه يستطيع أن يمحو من ذهنها ذلك المشهد البشع الذي حصل أمام غرفتها ليته تمكن من إيقاف والده قبل أن يبدأ برمي تلك الاتهامات القاسية البشعة والكلمات السيئة في وجهها .
لكن اللوم يقع عليه أيضاً فبعد ظهر ذلك اليوم وفي أول لقاء لها مع والده تعمد ان يقدمها إليه بنبرة يمتزج فيها الغضب والسخرية مسبغاً عليها مختلف الصفات التي تجعلها أبعد ما تكون عن الجاذبية واللباقة تلك الصفات التي يجب أن تتحلى بها زوجته والقصد من وراء ذلك كله هو إغاظة والده وجعله يفهم معنى تصرفه هذا وكأنه يقول له : أردت أن تلوي ذراعي وتجبرني على الزواج .. حسناً ! انظر .. انظر إلى أي نوع من النساء اخترت زوجة لي .
تفجرت مشاعر الذنب في داخله مشاعر قوية وغير سارة على الإطلاق كما أحس بشيء أبعد من الشعور بالذنب شيء بدأ ينمو في داخله وهو يجلس هناك إلى طاولة الفطور يراقبها ملاحظاً انكماشها على نفسها والنظرة المليئة بالألم التي تطل من عينيها .
إنه الغضب !
بات الغضب شعوراً مألوفاً لديه خلال الأشهر الماضية مع محاولات والده التضييق عليه ودفعه قسراً للزواج من لوسيا لقد اعتاد شعوره هذا بالغضب يوماً بعد يوم إلى أن غدا الغضب جزءاً منه إلا أنه ظل مصمماً على عدم السماح لوالده بالتحكم في حياته وكأنه لعبة يديرها كيفما يشاء . نعم لقد أصبح الغضب شعوراً مألوفاً له إلا أن غضبه بدا مختلفاً هذه المرة إذ كان موجهاً نحوه هو نفسه هب واقفاً على قدميه في حركة مفاجأة .
_ تعالي !
سلخت ماغي بصرها عن المكان الذي كانت تنظر إليه حيث ذهب بنجي برفقة آل كالي لتجد أن رافايللو يقف بالقرب منها وقف هناك بطوله الفارع وهيئته الآمرة ما دفعها على الوقوف فوراً راحت تنفض فتات الخبز عن بنطلونها وما إن رفعت بصرها حتى رأت ان رافايللو يراقبها وينظر إلى ثيابها بعدم استحسان .
فكرت ماغي في سرها : نعم ثيابي زهيدة الثمن قديمة الطراز وغير أنيقة لكنني ما كنت لأختارها لولا أني مضطرة ما كنت لأرتدي هذه الثياب لو كنت أملك ما تملكه من المال ولكنني لا أملك المال .. الفقر ليس جريمة وهو لا يدعو صاحبه إلى الخجل .
تابعت تقول لنفسها : لن أطأطأ رأسي وأشعر بالخزي لأنني لست غنية .. كما أني لن أطأطأ رأسي لأني يتيمة الأبوين .
أعلن رافايللو بنبرة صوت مشدودة : اليوم سوف نذهب إلى لوكا .
اتسعت عينا ماغي فلم تتوقع ذلك مطلقاً وما لبثت أن قراره هذا على علاقة مع عشاء ليلة أمس حين راح البروفيسور يتحدث عن لوكا وألحت زوجته على ابن أخيها ان يصطحب عروسه في جولة سياحية .
قالت في صوت منخفض ونبرة خجولة : هذا ليس ضرورياً .
أجابها رافايللو : دعني أحكم على ذلك .
شعرت بالغضب يختبئ خلف كلماته ولم تتفاجأ بذلك لقد أجبرته عمته بشخصيتها المسيطرة على اصطحابها في جولة سياحية بدا واضحاً مدى انزعاجه لأنه سيضيع نهاره برفقة امرأة اختارها لأنها من حثالة البشر …..
لا يمكنني أن أترك بنجي .
وجدت ماغي نفسها عاجزة عن النظر في عينيه فأخذت تنظر هناك فخفضت بصرها قليلاً لكن ذلك لم يكن أفضل أخيراً أزاحت نظرها بعيداً عنه كلياً لكي ترتاح وأخذت تنظر نحو أشجار السرو التي تملأ الحديقة .
_ سيكون بنجي بخير هنا فعمتي وماريا ستهتمان به كثيراً وتأكدي أنه سيفرح برفقتهما .
نظر رافايللو إلى ساعته الذهبية الغالية الثمن وتابع يقول : أفضل أن ننطلق بعد نصف ساعة أرجوك كوني مستعدة لذلك .
هز رأسه وسار ليختفي داخل الفيلا .
تنهدت ماغي وفكرت بما عليها فعله .. هل تصر على موقفها وترفض الخروج معه ؟ إنها بالتأكيد تريد ذلك .. مجر التفكير أنها ستمضي وقتها برفقته هو أمر بغيض فما بالك بالخروج معه في جولة سياحية حول المدينة وهي تعلم أنه يتمنى هلاكها ؟ لماذا بحق السماء يريد الخروج معها ؟ كان يستطيع بالتأكيد أن يتذرع بالعمل كي يقنع عمته بعدم قدرته على مرافقتها إضافة إلى ذلك ومهما حاول التخفيف عنها من الصعب عليها أن تترك بنجي لوحده فهي لم تبتعد عنه مطلقاً منذ ولادته .
لكن بالرغم مما فكرت به ماغي حين ذهبت لتبحث عن بنجي وجدت أنه لا يفتقدها أبداً لقد شعر بالفرح مع ماريا وعمة رافايللو وبدا متحمساً جداً وهو يلعب على الدراجة .
أسرعت ماريا نحو ماغي وهي تقول : اذهبي الصغير سعيد جداً وهو لا يلاحظ غيابك إن رآك الآن سيتعلق بك من جديد لذا اذهبي الآن إن شعرت أنه حزين في غيابك سأتصل ب السنيور ليعيدك على الفور إلى المنزل لقد وعدني أن يفعل ذلك لكننا سنهتم جيداً بالطفل وكأنه ابننا أنا معتادة على الاهتمام بالأطفال لطالما اهتممت بأطفال كثيرين قبله هيا اذهبي !
أبعدت ماريا ماغي وعادت تحدث بنجي وكأنها تقدر شجاعته على ركوب الدراجة .
أدارت ماغي ظهرها ومشت مبتعدة .. كانت تعلم في داخلها أم من المفيد أن يبدأ بنجي بالشعور بالسعادة بعيداً عنها فحين يعودان إلى لندن ويتخذان لنفسيهما شقة خاصة يعيشان فيها سيكون الوقت ملائماً ليتعرف بنجي على مجموعة أطفال في سنه ويبدأ بالذهاب إلى الحضانة حين صعدت إلى غرفتها لكي تجهز نفسها ارتدت تنوره قطنية ذات لون كاكي ورغم أنها بدت واسعة عليها قليلاً إلا أن مجرد كونها تنوره جعلها مميزة أكثر من غيرها وارتدت معها قميصاً قطنية ذات لون أبيض حملت ناغي حقيبتها التي بدت شبه فارغة لخلوها من الأغراض التي تخص بنجي ونزلت إلى الطابق الأرضي .
وقفت في الصالة الكبيرة تتساءل عما عليها فعله الآن تمنت ألا تضطر إلى مواجهة والد رافايللو مجدداً لحسن حظها كان والده في الغرفة المجاورة وقد أُقفل الباب لكنها تأكدت من وجوده هناك لدى سماعها أغاني الأوبرا تخرج منها إنها موسيقى لفيردي …..
رغم أنها لا تمتلك جهاز ستيريو متطوراً لكنها اشترت راديو صغيراً وتعودت أن تمضي كل مساء بعد أن ينام بنجي وهي تقرأ وتستمع إلى الأخبار اليومية والبرامج العلمية وأن تستمتع بالموسيقى عبر إذاعة الموسيقى الكلاسيكية المفضلة لديها .
جعلها سماع وقع خطوات تأتي من الأعلى تستدير نحو الدرج كان رافايللو ينزل الدرج وقد بدا لها ممتلئاً بالقوة وهو يرتدي بنطلوناً قطنياً من اللون الكاكي أيضاً مع قميص بولو وقد ألقى سترته الحريرية فوق كتفه وهو يمسكها بإصبعه أما في يده الثانية فكان يحمل نظارته الشمسية وقفت ماغي وهي تحمل حقيبتها أمام صدرها تنتظر أوامره محاولة عدم التفكير بمدى وسامته ورجوليته .
_ هل أنت جاهزة ؟ جيد !
بدت نبرته حادة وغير شخصية كالمعتاد توجه نحو الباب الرئيسي ومشت ماغي خلفه تماماً بهرتها الشمس خارجاً فضاقت عيناه وراحت تلحق بخطواته وهو يشق طريقه إلى المرآب خلف الفيلا .
حين وصلا إلى المرآب وجه إليها التعليمات قائلاً : انتظريني هنا ! .
نفذت ماغي تعليماته على الفور فيما أكمل طريقه إلى السيارة لحظات وبدأ صوت السيارة يهدر كالتنين وظهرت أمامها فجأة سيارة فخمة مكشوفة إنها إحدى السيارات الرياضية الأغلى ثمناً .
أوقف رافايللو السيارة إلى جانب ماغي تماماً ثم نزل منها ليفتح لها الباب قائلاً : ادخلي … ! .
صعدت ماغي إلى السيارة وهي تشعر بالخوف وما إن استقرت في المقعد حتى انحنى رافايللو فوقها ليضع لها حزام الأمان .
تجمدت ماغي في مكانها فهو لم يقترب منها جسدياً بهذا الشكل من قبل تراجعت في جلستها إلى الخلف قدر ما استطاعت وبعد وقت قصير كان قد اتخذ مجدداً وابتعد عنها وضع نظارته السوداء وأدار المحرك مجدداً ثم أخرج السيارة نحو الطريق مسرعاً تمسكت ماغي جيداً كأنها تحاول الحفاظ على حياتها الغالية في إحدى الألعاب الخطيرة في مدينة الملاهي فيما هما يتوجهان نحو الأوتوستراد الذي يقع في وادي ريرآرنو .

النغمة الضائعـة
22-01-2008, 04:47
قالوا ف سنينا اللى فاتت شهرازاد الحب ماتت
والليالى صوتها ساك،،،ت والقمر خنقــاه الغيــوم


شهــريار أنا شهــرازادك قلبى زار بالشوق بلادك

عمــرى يوم مانسيت ميعادك ألف ليلة وألف يــوم



والله المشروع هايل وربنا يكلله بالنجاح

SONĒSTA
22-01-2008, 09:52
مشكوورة على الفصلين
وفي انتظار التكمــلة
:)

بحر الامان
22-01-2008, 09:54
[quote=shining tears;9797256]السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مساء...... صباح ... الخير على الجميع

وسعوا وسعوا طريق انا جيت::سعادة::::سعادة::

اولا احب اعتذر عن غيابي عن المشروع <<<<<<< ماخذه بنفسي مقلب كاني مهمة
المهم



الحمد لله على السلامه
نور المكان كله بحضورك





ها بحورة من شاف احبابه نسى اصاحبه:محبط:

هلا فيك وحشتيني ويعطيك الف عافية



وانتي اكثر
بعدين ما الحب الا للحبيب الاولي





واتمنى القى ترحيب صغيرون على قدي والي عندهم امتحانات بالتوفيق
والي ما عنده مثلي يحي ونسنا هنا::سعادة::



الترحيب كله لك يا عسل




<<<< كاني زوتها شوي وطولت هذرة معذرة وتقبلوا مروري المزعج :مرتبك:


صح خخخخخخخخخخخخ





بحوره

SONĒSTA
22-01-2008, 12:11
هلا وغلا
الحمد لله على السلامة شاينغ تيرز
:)
------------
تقبلي تحياتي
سونيستـــا :o

لحـ الوفاء ـن
22-01-2008, 13:24
يسلمو على القصة الرائعه
وفي انتظار التكمله

الشيخة زورو
22-01-2008, 19:22
اهــــــــــــــــئ اهــــــــــــــــــــــئ مابغيت اشوفني هني اخيراً اخيراً
يااااااااااااااااااااااااااااااي الروايات غير شكل روووووووووووووعة
كل وحدة تنطح الثانية من الحلاوة
يلا الله يعطيكم العافية والله لا يحرمنا منكم

احباب الروح
22-01-2008, 20:51
بنات ياريت لو مافي كلافه

ومافيها ثقل عليكم :مرتبك:


تنزلون الروايات بعد ما تكمل بملف ورد

:مرتبك:..؟؟

..


والف شكر ع المجهوووود الرائع

ويعطيكم الف عااافيـــه


..

laila1920
22-01-2008, 23:51
بشكر كل البنات الحلوات للي بيشجعوني وهو الامر الدي يدفعني للمحاولة جاهدة ان انزل باقي الاجزاء رغم ضيق الوقت فالتمسو لي العدر وسامحوني على التاخير
6 _ .. وهي امرأة أخرى !
بدت جدران لوكا التراثية مثيرة للإعجاب تماماً كما وصفها الدليل السياحة الخاص بماغي لكن رافايللو لم يقصد تلك الجدران ولا الكاتدرائية سان مارينو أو كنيسة سنترو ستوريكا القديمة ولا حتى متحف بوتشيني الذي يضم نصباً تذكارياً لأشهر أبناء لوتشيا بدلاً من ذلك وجدت ماغي نفسها تقاد إلى مبنى ضيق ذي واجهة أنيقة شعرت في تلك اللحظات بدوار قوي لكثرة ما تطاولت بعنقها في جميع الاتجاهات بذهول فأينما نظرت كانت تجد عجائب تاريخية لمدينة توسكانا القديمة حتى الكنائس والمطاعم والمقاهي بدت ذات طابع قديم جداً ما أثار إعجاب ماغي بالتصميم العمراني الإيطالي العظيم .
أشار رافايللو نحو باب المدخل وقال : تعالي .
رأت ماغي مكتب الاستقبال يشع بالأنوار تجلس خلفه امرأة أنيقة في العشرينيات من عمرها رفعت تلك المرأة نظرها عن دفتر المواعيد وهما يدخلان ثم شع وجهها .
قالت بلغة إيطالية طلقة : رافايللو !
نظرت من خلف المكتب بحماس واقتربت من رافايللو وعانقته قال لها شيئاً ما وهو يضحك وبدا واضحاً أنه يمازحها ثم بدأ بالكلام .
وقفت ماغي على بعد خطوات منهما وقد فهمت من تعابير وجه المرأة ومن النظرات التي ألقتها نحوها بين الحين والآخر فيما هي تستمع لرافايللو أنها هي بالذات موضوع تلك المحادثة .
تشبثت ماغي بشكل لا إرادي بحقيبتها وشعرت بالاحمرار يعلو وجنتيها كانت على وشك الاستدارة للتحديق عبر النافذة إلى الشارع الضيق حين أطلقت المرأة ضحكة طويلة وصفقت بيديها وهي تلتفت نحو ماغي .
قالت لها بالإنكليزية : تعالي ! تعالي ! هناك أشياء كثيرة علينا القيام بها وليس لدينا الكثير من الوقت آه لكن النتيجة ستكون مذهلة ! .
توجهت المرأة نحو رافايللو وهي تبتسم قائلة : سندع رافايللو يذهب الآن فلا حاجة لنا به هنا ولن أنتظر رأيه في ذلك أبداً .
ثم نظرت نحو رافايللو وأومأت له بيدها وهي تقول ممازحة : هيا .. هيا ارحل من هنا الآن .
تمكنت ماغي من التكلم أخيراً : أرجوك ما الذي يحدث هنا ؟
لمعت عينا المرأة السوداوان بشكل لعوب وهي ترد عليها قائلة : إنها مفاجأة !
نظرت ماغي بقلق نحو رافايللو ويداها تتشبثان ببعضهما بقوة فوق مقبض حقيبتها لم تتمكن من فهم تعابير وجهه لكنه قال بضع كلمات للمرأة الغريبة فهزت رأسها وخرجت إلى غرفة أخرى وقف ينظر إلى ماغي قليلاً بينما وقفت هي والقلق باد عليها بوضوح .
قال لها وقد بدا صوته أكثر مما أراد : لا داعي للقلق فقط ضعي نفسك بين يدي أوليفيا وستكونين بخير .
قالت بصوت مخنوق : لم أفهم بعد .
نظر نحوها للحظات طويلة هذه المرة كأنه يجد صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة : لو أمكنني محو ما سمعته من والدي هذا الصباح لفعلت ولكن ذلك ليس بمقدوري لذا كل ما يمكنني فعله هو إثبات العكس .
بدا وجه ماغي جامداً كالجليد كأن قناعاً وضع فوقه لكن عيناها فضحا ما تشعر به وجعلت رافايللو يرى الألم من خلالهما .
قالت بهدوء وصوت خالي من أي تعبير : لكنك لن تتمكن من إثبات عكس ما قاله والدك لأنه قال الحقيقة أليس كذلك ؟ ماذا قال ؟ إنني .. إنني أمثل أقبح إهانة تمكنت يوماً من تقديمها إليه إنني على النقيض تماماً من صورة المرأة التي كان من الممكن أن ترحب بها عائلتك كزوجة لك . ولهذا السبب بالذات تزوجتني لهذا السبب تزوجتني أنا ولم تختر امرأة من عالمك الخاص … لكي تهين والدك .
أطلق صوتاً من حنجرته كأنه يهم بالكلام لكنها تابعت كلامها : أخبرتك أن ذلك لا يهم وهو فعلاً لا يهمني فأنت تدفع لي المال من أجل ذلك ولهذا السبب لا يحق لي الاعتراض والاحتجاج .
شعر رافايللو بألم قوي في داخله وكأن سكيناً يمزق صدره قال لها : تقولين أن هذه هي الحقيقة ماغي .. لكنها ليست كذلك سبق وبرهنت لي أنها مجرد كذبة وكذلك لعمتي وزوجها و ماريا و غوسيب والآن أريد فقط إنهاء المهمة .
حدقت فيه وقالت : أي جزء تعتبره كذبة ؟ أخبرني ؟ أن بنجي ليس لديه والد ؟ أنني أرتدي ثياباً بالية ؟ أنني أعيش من تنظيف الشقق ؟ أم أنني لست المرأة المناسبة لتكون زوجتك ولا أستحق سوى أن أكون كالتراب تحت الأقدام ؟ أي جزء هو كذبة ؟
كانت ماغي تنظر إليه دون ان تبدو على وجهها أي تعابير واضحة لكن المشاعر راحت تغلي في داخله بقوة أحد تلك المشاعر كان الشعور بالغضب إنه الغضب نفسه الذي جعله يأتي بها إلى هنا وإلى جانب الغضب تملكته مشاعر أخرى إنه الشعور بالذنب ….
لم يعد يستطيع امتصاص ما كان يخفيه أكثر فقال : أنت لست أول امرأة تنجب طفلاً يتخلى عنه والده من الواضح أنك تملكين ذكاءً يخولك ان تكوني شخصاً افضل لست مذنبة بسبب أصلك الفقير المهمل تماماً مثل ابنك أما بالنسبة لمظهرك .. حسناً ! هذا ما سنتكفل بتغيره الآن .
أنهى رافايللو كلامه والتفت بعيداً عنها لم يكن يريد أن يراها وهي تنظر إليه حاملة جراحها وألمها خلف ذلك القناع الوهمي الذي يخفي مشاعرها الحقيقية .
نادى رافايللو : أوليفيا … !
دخلت أوليفيا من الغرفة الثانية تكلما بالإيطالية وقد بدا التساؤل على وجهها .. ثم قالت بالإنكليزية : إذاً لقد أصبح واضحاً ما سنقوم الآن ؟
ثم ابتسمت لماغي وقالت : جيد .. فلنبدأ الآن .
قال رافايللو لماغي : سأعود لاحقاً .
ومشى خارجاً .
حدقت ماغي به بيأس ما الذي يجدر بها أن تفعله الآن ؟ هل عليها أن تلحق به وتخبره .. ماذا ستقول له ؟ إنها تفضل العودة إلى لندن وعدم رؤيته أو رؤية أحد من أفراد عائلته أو حتى رؤية فيلا توسكانا الفخمة بعد الآن حسناً .. ! لن تتمكن من فعل هذا لقد قامت بتوقيع عقد زواج ولن تتمكن من تغيير هذا الواقع حتى يقرر رافايللو دي فيسنتى أن الوقت قد حان لتعود إلى إنكلترا وذلك بعد تأكده من عدم وجود احتمال لجعل الزواج باطلاً أو المخاطرة بإثبات أنه مجرد ضرب من ضروب الاحتيال وبذلك تعود الشركة إلى يد والده من جديد .
جلس رافايللو في المقهى ينظر نحو الساحة الخارجية التي كانت مدرجاً رومانياً منذ ألفي سنة باستثناء شراء غرض واحد فقط أمضى حتى الآن اكثر من ساعتين يتجول في المدينة زار كنائس كثيرة متجاهلاً نظرات السائحات والإيطالية على حد سواء فهو لا يبادل النساء النظرات حين يكون معكر المزاج .
لقد جعله الاندفاع والشعور بالذنب يحضر تلك الفتاة الفقيرة الهزيلة إلى صالون أوليفيا للتجميل كي يحسن مظهرها قليلاً .. وبأي شكل كان لكنه ربما لم يقدم إلى تلك الفتاة أي خدمة بجعل أوليفيا تحسين من مظهرها عبس رافايللو حين وردت تلك الفكرة في ذهنه .. ربما لا أمل في تجميل مظهرها مهما حاولت أوليفيا أن تفعل ربما لم يفعل شيئاً بإحضارها هنا سوى تعريضها للإذلال والإهانة من جديد .. ألم يقم بإهانتها بقدر كاف حتى الآن ؟
أومأ للنادل كي يحضر له فنجاناً آخر من القهوة ثم رفع جريدته مجدداً يتابع تصفحها فربما تجعله مآسي العالم ينسى شعوره بالذنب قليلاً .
بعد أربعين دقيقة رن هاتفه فمد يده إلى جيب سترته ليخرجه منها .
_ مرحباً … !
_ رافايللو لقد انتهينا سنلاقيك في المطعم .. أراك هناك .
كانت أوليفيا توجه فوراً إلى المطعم حيث سبق له أن حجز طاولة للغذاء عندما دخل وقع نظره حالاً على أوليفيا كانت تجلس أمام المنضدة قد ازدحم المكان بالناس أشارت له بيدها فتوجه مباشرة نحوها متسائلا ما الذي فعلته مع ماغي ساوره شعور بالإحباط مجدداً ربما وجدت أوليفيا أنه من المستحيل تحويل ماغي إلى فتاة جميلة وأنيقة فتركتها في الصالون بينما أتت كي تنقل إليه الأنباء السيئة .
عندما اقترب رافايللو أكثر لفتت نظره امرأة تجلس أمام المنضدة أيضاً وهي تدير ظهرها نحوه كان هناك الكثير من النساء لكن تلك الفتاة استرعت انتباهه كثيراً راقبها بعينيه مطولاً كانت تجلس باستقامة دون حراك مرتدية قميصاً من الحرير بنية اللون دون أكمام بدن طويلة القامة وشعرها متميز باللون البني الفاتح تتخله خصل شقراء وهو ينسدل كالموج الناعم فوق كتفيها وجد رافايللو نفسه يفكر كم تبدوا تلك الفتاة مثيرة للاهتمام فهي تملك شيئاً مختلفاً .
أرادها أن تستدير نحوه ليرى إن كانت جميلة فعلاً بقدر ما تبدو من الخلف لكنه تذكر فجأة ان الوقت ليس مناسباً الآن ليقدر جمال وسحر نساء أخريات لذا عاد لينظر مباشرة نحو أوليفيا راحت تراقبه وهو يقترب وعيناه مأخوذتان تماماً بتلك المرأة الجالسة بقربها ما إن وصل بالقرب من المنضدة سألها بالإيطالية : حسناً ! كيف جرت الأمور ؟
حضر رافايللو نفسه لسماع الأسوأ حين نظر نحوه ولم يجد أثراً لماغي أجابته أوليفيا بحماس : احكم بنفسك .
نظر حوله مجدداً لكنه لم يتمكن من رؤية تلك الفتاة الفقيرة التي تركها مع أوليفيا في الصباح صمم رافايللو على تجاهل الفتاة المثيرة التي تدير ظهرها نحوه .. يجب ألا تشتت ذهنه بل عليه اعتبارها كأي شخص عابر .
قالت أوليفيا : ماغي ……..
رغم محاولته التفتيش عن ماغي لم يستطع رافايللو منع نفسه من مراقبة تلك الفتاة بطرف عينه أما هي فقد اختارت تلك اللحظة بالذات لكي تستدير في جلستها نحوه لم يستطع مقاومة مشاعره فالتفت لينظر إليها .
مرت لحظة بدا فيها غير مصدق لما يراه ربما هناك خطأ ما في عينيه … ! لا بد من ذلك فالمرأة أمام البار تملك وجه ماغي .. لكنها ليست ماغي إنها امرأة مدهشة جذبت عيوناً كثيرة غير عينيه .
أخذ نفساً عميقاً وقال : يا إلهي لا أصدق ما أراه !
أطلقت أوليفيا صرخة ابتهاج لكن رافايللو تجاهلها وظل يحدق غير مصدق لما يراه إنها ماغي ! لكنها لا تبدو هي نفسها ! لقد تغيرت ملامحها كلياً الآن وقد ترك هذا التغيير أثاراً واضحة لم تعد بشرتها شاحبة وقد زالت جميع الشوائب منها كما اختفى الوهن والشحوب وظهر جمالها الحقيقي المشرق بدت عيناها أعمق وأوسع وأكثر جمالاً أما وجهها فبدا ناعماً وقد انسدل شعرها على جانبيه ونحتت وجنتاها بشكل يلفت النظر نحو عينيها الجميلتين بذهول أما فمها ….
شعر رافايللو بانقباض في معدته رؤيتها جعلته يود تمرير يده في شعرها ومعانقتها .
_ هل أحببت هذا التغيير ؟
صوت أوليفيا الممازح هو ما أعاده إلى رشده لكن تركيزه لم يدم طويلاً فقد عادت عيناه مجدداً تراقب ماغي

laila1920
22-01-2008, 23:52
التي بالكاد تمكن من التعرف عليها بدت نحيفة ذات جسد جميل ولم تعد تبدو هزيلة بالنسبة إليه يا إلهي ! كيف تمكن من التفكير أنها هزيلة ؟ لقد بدت كشجرة الصفصاف مرنة ورشيقة .
لم يتمكن من إبعاد نظراته عنها أما هي فراحت تبادله النظرات وقد بدا عليها الذهول أيضاً تساءل لما تشعر بالذهول لكنه توقف سريعاً عن التفكير في ذلك وأخذ يتفحص جسدها النحيف ثم عاد لينظر إلى وجهها من جديد .
بدا رافايللو غافلاً عن كل ما حوله حين سمع أوليفيا وهي تمر بجانبهما وتقول : وداعاً رافايللو ! استمتع بوقتك ..
لكنه لم يعرها أي اهتمام .
لم يسعفه صوته تماماً فقال بتلعثم : ماغي ؟
عضت ماغي شفتها فجعلته حركتها المألوفة هذه يتأكد بأن تلك هي نفسها الفتاة الفقيرة التي استغلها بغطرسته ليصل في النهاية إلى مبتغاه فعاملها بلا مبالاة كأنها مجرد أداة مثالية تخدم هدفه لإيذاء والده .
تضاربت المشاعر بداخله بعضها كان مألوفاً لديه وبعضها الآخر بدا جديداً تماماً حتى تلك اللحظات كان أفضل شعور أحسه تجاهها هو الشفقة .. شفقة لا مبالية على تلك الفتاة القبيحة غير المحبوبة .. شفقة ممزوجة بالشعور بالذنب لأنه عرضها للقدح والذم من قبل والده وللصراخ في وجهها وتوجيه كلام قاس وجارح لها لم يشأ أن يجعلها يوماً تدرك سبب اختياره لها لم يتعمد أبداً أن يرمي الحقيقة البشعة في وجهها بهذا الشكل .
عاد ضميره يؤنبه هل ظن ان بإمكانه إعطائها المال وجعلها تقبل بهذا الإذلال وتبقى صامتة ؟ إن سماعه كلمات الإدانة التي تلفظ بها هو نفسه تجري على لسان والده جعله يدرك وللمرة الأولى كم كان متحجر الفؤاد ها قد تبين له الآن أنه كان مخطئاً وان والده كان مخطئاً يا إلهي ! كم كان على خطأ … !
تزايد إحساسه بالذنب لكن هذا الإحساس جديد عليه .. وهو يكاد يفقده صوابه .
شعرت ماغي أنها تترنح وراحت دوامة من الأفكار تدور في رأسها أفكار خشيت ان تعترف بها .. تمسكت بأكثر هذه الأفكار بساطة ووضوح ومع ذلك شعرت بالصدمة وعدم التصديق رافايللو دي فيسنتى الوسيم المتغطرس الرجل الذي يخطف الأنفاس رافايللو دي فيسنتى الذي كان منذ وقت قصير

laila1920
22-01-2008, 23:54
يتهرب منها ويتجنبها كأنها مرض معدي .. ينظر إليها الآن و كأنها .. كأنها امرأة حقيقية من لحم ودم .. وكأنها امرأة جذابة تدير رؤوس الرجال .
بدا الأمر وكأنها ولدت الآن بالنسبة إليه بل كأنها لم تكن موجودة أصلاً من قبل ما جعلها تشعر بالإهانة لا تشعر بها إلا المرأة المنبوذة لم تكن بالنسبة إليها أكثر من خردة لا تستحق أن ينظر إليها أما الآن .. فكما لو أن أحدهم قام بنفض الغبار عنها وأعاد إليها بريق الحياة في نظره إنها هنا الآن أمامه .. امرأة تضج بالحياة .
هذه الفكرة أيقظت فكرة أخرى من تلك الأفكار التي جعلتها تترنح إن رافايللو دي فيسنتى يملك تأثيراً مدمراً عليها فمجرد وجوده قربها وتفحصه لها بإمعان من رأسها حتى قدميها يعني أنه اعتبرها امرأة جديرة باهتمامه جعلها ذلك تشعر كأن ألسنة من النار الملتهبة تلفحها في كل أنحاء جسدها .
بدت تلك اللحظة بلا نهاية .. بعدئذ لاحظت ماغي _ وبصورة ضبابية _ أحدهم يقف بالقرب منهما ويقدم لهما باحترام بالغ لائحتي الطعام المغلفتين بغلاف جلدي تمتم الرجل بضع كلمات جعلت رافايللو يسلخ نظراته عن ماغي ثم يأخذ منه لائحتي الطعام قائلاً لها : ماذا تودين أن تأكلي ؟
سمعت ماغي حشرجة في صوته لم تسمعها من قبل ما أرسل ارتعاشه خفيفة في عمودها الفقري .
في الواقع كان جسدها بأكمله ما زال يرتجف ليس فقط بسبب نظرات رافايللو بل إن الساعات الثلاث التي أمضتها لدى أوليفيا بدت لها تجربة فريدة من نوعها وغير عادية بالنسبة إليها فقد استسلمت ببساطة ليدي أوليفيا الخبيرتين و لحماسها وابتسامتها لتضفي على جسمها وشعرها لمسات الجمال السحرية .
لم تكن ماغي تعلم حتى بوجود هذا النوع من صالونات التجميل ! قامت مجموعة من أخصائيات التجميل بتنظيف جسمها وفركه بالكريمات كما غسلن شعرها وقصصنه وصبغته ثم صففنه في تسريحة أنيقة بعدئذ قامت أوليفيا بوضع الزينة على وجهها بعناية حتى أنها لم تصدق عينيها حين رأت صورتها في المرآة أخيراً اصطحبتها أوليفيا إلى غرفة تبديل الملابس حيث رأت مجموعة رائعة منها هناك اختارت لها ثوباً حريرياً أنيقاً وهي تقول بنعومة : ألم أقل لك إنني سأجعلك تبدين رائعة الجمال ؟ وهذا ما فعلته .
هذا ما حصل بالفعل ! شعرت ماغي أنها تسير في الهواء كما شعرت سندريلا تماماً حين قابلتها الجنية وزودتها بالثياب والزينة اللازمة لحفلة الأمير عبرت ماغي عن امتنانها التام للمرأة الأخرى التي راحت تضحك قائلة : حسناً ! والآن لنجعل رافايللو يراك وسوف يسقط فكه على الأرض من شدة اندهاشه .
شعرت ماغي بالتوتر حين اقترب رافايللو منها يعطيها قائمة الطعام وكادت يده تلمس كتفها سألها : هل تودين ان أترجم لك لائحة الطعام ؟
ابتلعت ريقها وتمكنت من همس بضع كلمات وقالت : أود .. أود أن أطلب طبقاً خفيفاً فقط .
التقت نظراتهما معاً فرأت ماغي لمعاناً ذهبياً يشع من عينيه اللتين أحاطتا بهما رموشه الكثيفة ما أعطاه مظهراً مثيراً كما تنشقت رائحة عطره الذي أعطاه سحراً رجولياً خاص شعرت بدوار في رأسها وبأنفاسها تنقطع .
عاد رافايللو واستقام في جلسته ثم ابتسم وقال : حسناً .
تغيرت تقاسيم وجهه حين ابتسم ما جعلها تشعر بالدوار مجدداً رأته يبتسم بالأمس لعمته وكذلك هذا الصباح لأوليفيا لكن هذه المرة .. هذه المرة كان يبتسم لها بشكل خاص لم تصدق أن هذا يحدث فعلاً لا بد أنها تحلم ..
لكن .. إن كان هذا حلماً فهي لم تستفق منه بعد أمسك رافايللو بمرفقها مما جعلها تشعر كأن جسدها يحترق تحت لمسة يده أحست بشيء غير عادي في داخلها كأن فراشات غير مرئية أخذت تطير حولها بينما رافقها رافايللو إلى باحة المطعم الخلفية المزينة بالزهور حيث وزعت طاولات أنيقة .
أخذت مكانها وهي تشعر بالرعب من التعثر بسبب كعبي حذائها المرتفعين اللذين لم تعتد عليهما لكنها أحسنت التصرف ولم تواجه المشاكل بل جلست خلف الطاولة وعيناها لا تريان سوى رافايللو دي فيسنتى .
للحظات وبينما تلهى رافايللو بطلب الطعام حاولت ماغي تقبل الأمور بهدوء لتقنع نفسها بأنها تحلم من يصدق أنها تجلس هنا في هذا المكان السحري مع أكثر الرجال وسامة في العالم ؟ بعد أن أنهى رافايللو طلب الطعام عاد لينضم إليها رأت أشياء في عينيه جعلت الفراشات الوهمية تطير بشكل دائري متناسق فوق
رأسها .
قال لها بينما أخذت عيناه تراقبان وجهها وشعرها : إنه أمر مذهل ! لا أعرف ما أقول .
وبسط يديه بتلك الإيماءة الإيطالية المعهودة لديه .
تحركت ماغي قليلاً في مكانها بعدم ارتياح وقالت بصوت متوتر : إنه تأثير مساحيق التجميل .. وسوى كذلك …
ردد رافايللو خلفها : سوى ذلك ؟ آه نعم ! لقد كنت أعمى .. أعمى حقاً هذا كل ما في الأمر .
ظهرت نبرة تثير الاستغراب في صوته التقت نظراتهما مجدداً فلمحت ماغي في عينيه تعابير غريبة جعلتها تشعر ..تشعر بماذا ؟ لم تتمكن من وصف مشاعرها .
عاد رافايللو ليتكلم : لقد كنت أعمى عن كل شيء والآن أسألك …
تغيرت نبرة صوته وتابع : .. أسألك إن كان بإمكانك مسامحتي لأنني كنت أعمى وأرجو أن تقبلي هديتي عربوناً للسلام بيننا .
مد يده إلى جيب سترته وأخرج علبة دائرية ملفوفة بورقة فضية اللون مربوطة بشريط ذهبي ووضعها أمامها كانت تلك العلبة ثمرة تسوقه طوال النهار .
قال بصوته المميز : هيا ! افتحيها .
أطاعته ماغي بتردد وفتحت العلبة وما إن فكت الشريط حتى ظهرت علبة مجوهرات زرقاء اللون بدأت معدتها تتقلص كأن الفراشات أصبحت تدور في داخلها .
داخل العلبة وجدت عقداً جميلاً مصنوعاً من الذهب مصمماً بإتقان حدقت فيه وعيناها ترمشان .
_ هل تقبلينه كعربون لندمي على معاملتي القاسية لك ؟
أتى صوته الهادئ منخفضاً ومتميزاً بتلك النبرة التي لم تفهمها لكنها لم تكن في حالة تسمح لها بتحليل معنى نبرته الغربية تصلبت حنجرتها وقالت : لا يمكنني قبول هذا أرجوك .. إنها أمر غير ضروري أنت تدفع لي الكثير من المال …
قطع رافايللو كلامها حين مد يده ووضعها فوق يدها ثم قال لها بحدة : لا !
جعلها صوته تنظر نحوه بخوف أما هو فتابع : لن نتكلم عن هذا الآن .
ثم غير نبرته وقال : .. إن كان العقد يعجبك ضعيه الآن أظنه مناسباً للثياب التي ترتدينها .
فكرت ماغي أنه محق ليس عليها اعتبار تلك الهدية سوى إكسسوار إضافي لثيابها فكل التغيرات التي قامت بها أوليفيا هي جزء مما يريد رافايللو تغيره فيها .
أطاعته مجدداً وأخذت العقد من العلبة بدا خفيفاً جداً وقد صنع ليلبس بشكل عملي ارتبكت أصابعها خلف رقبتها وهي تحاول وضعه وفي لحظة كان رافايللو قد وصل إليها فأزاح شعرها ومرر أصابعه لتلامس يديها وتأخذ العقد من بين أصابعها تمتم وهو يلبسها إياه : اسمحي لي …
أصبحت الفراشات بداخلها تدور بشكل جنوني وشعرت كأن الدماء تهرب من شرايينها ارتعشت أعصاب رقبتها بسبب إحساسها المرهف .. ليتها تستطيع التمسك بتلك اللحظة للأبد .. إنها تشبه الجنة !
أغمضت عينيها لتستمتع بذلك الشعور الجميل الأخاذ لكنه انتهى بسرعة وعاد رافايللو إلى مكانه ليراقب عمله الفني المميز ثم قال : اليوم سنبدأ بداية جديدة .
وأخت عيناه تشربان من جمالها كأنها شراب معتق نادر .
فكرت ماغي أن يومها يبدو شبيهاً بالحلم وان رافايللو يبدو إنساناً مختلفاً وكأنه ليس الشخص نفسه الذي لم ير فيها سوى فتاة سيرحب بها والده كزوجة له بدا لها كأن رافايللو هذا قد اختفى وظهر مكانه أكثر الرجال وسامة في العالم ليجلس أمامها ويعاملها وكأنها أميرة شعرت باندفاع محموم في أحاسيسها وحاولت بصعوبة إبقاء قدميها على الأرض ومنع الفراشات التي في داخلها من جعلها تحلق عالياً .
خلال الغذاء الذي شعرت كأنه لحظات قصيرة تنتهي بسرعة حاول رافايللو إبقاء الأحاديث عامة وغير شخصية أخبرها عن لوكا وعن توسكانا و إيطاليا .. تنوعت الأحاديث بدء من التكلم عن تاريخها وصولاً إلى العصر الحالي وعادات المجتمع المعاصر …
ورغم التوتر الشديد في بداية الأحاديث وعدم تمكنها من مبادلته الكلام بسهولة إلا أنها تبدلت كثيراً مع الوقت وأخذت تسأله بحماس تماماً كما فعلت مع زوج عمته بالأمس وتدريجياً وجدت نفسها مرتاحة وراحت تتكلم بشكل طبيعي .
حاولت تخزين هذه اللحظات كذكريات غالية كحلم لا يصدق حدوثه في حياتها الحقيقية ظلت تحس طوال الوقت كأن تياراً كهربائياً يسري في جسدها ما جعل من الصعب عليها التوقف عن التحديق بوسامته الإيطالية التي جعلته رجلاً كامل الأوصاف .
ومع انتهاء الغذاء عادت ماغي إلى العالم الواقعي .
بنجي ! ارتجف جسدها لشعورها بالذنب وبينما وضع رافايللو بطاقة اعتماده على الطاولة ليأخذها النادل قالت له ماغي : أرجوك .. هل من الممكن .. أن أتصل بماريا .. كي أطمئن على بنجي ؟
ابتسم لها وقال : بالطبع ! .
أخرج هاتفه الخليوي وطلب رقم المنزل ثم تكلم سريعاً وأقفل الخط .
قام بنقل الأخبار لماغي فقال : تصرف بنجي بشكل ممتاز هذا الصباح فأكل فطوراَ كاملاً وهو الآن ينام بسلام

laila1920
22-01-2008, 23:55
لكن ماريا تقترح أن تكوني إلى جانبه عندما يستيقظ في هذه الحالة علينا ترك الجولة الكبرى حول المدينة إلى مناسبة أخرى أما الآن فلم نتمكن من القيام سوى بجولة قصيرة ونتمشى بجانب قسم الجدران الأثرية ستكون هذه النزهة ممتعة .
اتجها خارج المطعم وبدأا المشي تحت الخيمة الخارجية التي تحمي من أشعة الشمس وتعمدت ماغي فتح حقيبة يدها لإخراج نظارتها الشمسية التي أعطتها إياها أوليفيا كان من الأسهل لها ان تنظر من خلال النظارة دون ان يتمكن أحد من رؤيتها وفيما هما يشقان طريقهما تعمد رافايللو أن يمسكها من مرفقها وأدركت ماغي فجأة بأن وجودهما معاً في هذا المكان لفت أنظار الموجودين .
بدا واضحاً ان الرجال ينظرون نحوها بإعجاب من كل الاتجاهات سواء كانوا يمرون بقربها أو يراقبونها من بعيد وهم داخل المقهى بدت نظرات الناس متفحصة لدرجة أشعرتها كأنها ترتدي ثياباً غير محتشمة وحالما شعرت بالخجل اقتربت ماغي من رافايللو بشكل عفوي غير مقصود .
نظر رافايللو نحوها وقد ظهرت ابتسامة ملتوية عند طرف فمه وقال لها : في إيطاليا لا نشعر بالخجل من إبداء إعجابنا بامرأة جميلة لا تقلقي طالما أنا بجانبك لن يتمكنوا من القيام بشيء سوى النظر إليك من بعيد .
ثم اصبح صوته اكثر جفافاً وتابع قائلاً : لكنني لا أنصحك بالتجوال بمفردك إذ ستتعرضين لبعض المضايقات .
شعرت أن وجهها يتلون خجلاً واسترجعت كلمات رافايللو في ذهنها لقد وصفني بالمرأة الجميلة !
تابعت سيرها وهي تشعر بالذهول .
أصبح السير بجانب الأسوار التاريخية أسهل إذ زاد عدد السياح والمارة فلم تعد ماغي تجذب الأنظار كالسابق
ابتعدت قليلاً عن رافايللو وتجاوب هو معها على الفور وأخذ ببساطة يجاريها في المشي .
كانت ماغي تشعر بمتعة كبيرة كلما توقف رافايللو كي يدلها ويشرح لها عن جزء مميز من الجدران التي تحيط بالمدينة .
_ لقد شيد سكان لوكا الأغنياء منازلهم الفخمة في القرن السادس عشر في الأرياف المحيطة بالمدينة والتي في أغلبها الآن مفتوحة أمام السياح ربما نذهب لرؤيتها في يوم آخر هناك الكثير لتشاهدينه في توسكانا حتى أنك ستحتارين أي مكان تختارين لزيارته .
فجأة استيقظت ماغي من حلمها الجميل وقالت : أرجوك أنا متأكدة من أنك ستنشغل كثيراً بأعمالك الخاصة .
أجابها رافايللو بتلقائية : ليس لدي عمل ملح هذه الفترة .
اجتماع مجلس الإدارة الذي سيعلن فيه رافايللو رئيساً للمجلس لن يعقد قبل الأسبوع المقبل والتأخير لن يوتر رافايللو فوالده لن يتمكن من التهرب من تطبيق الاتفاق المبرم بينهما .
شرد ذهنه قليلاً لم يشأ أن يفكر بوالده الآن تصاعد الغضب بداخله وظهرت ابتسامة غريبة على فمه فكر أنهما حين يعودان إلى المنزل سوف يجبر والده على رؤية ماغي الجديدة كي يمحو من ذهنه صورة تلك الفتاة التي رماها في وجهه منذ أيام .
نظر رافايللو نحو رأسها ذي الشعر الحريري الذي بالكاد يصل حتى كتفيه إنه لم يتمكن بعد من استيعاب التحول الذي حل بماغي .. إنه فعلاً تحول مذهل كانت تمشي إلى جانبه وقد بدت وقفتها ملفتة أما فستانها
فقد أظهرت قصته قوامها الرشيق بدا فستانها بسيطاً لكن رافايللو يعلم أن سعره ليس بالبساطة نفسها .. حسناً ! بدا الأمر كالحلم فهي ليست هزيلة لكنها ذات قوام نحيف وليست شاحبة … بل مشرقة …
بمظهرها الحالي ستتمكن من محو أي فكرة مسبقة عنها .. لذا سيجعل والده بالتأكيد يراها الآن سيجعله يعترف بذكائها وثقافتها الشخصية التي بنتها بمفردها وكذلك بمستواها المعيشي الجديد الذي قدمه لها سيجعله يرى أن كل وصف قاس وصفها به كان خاطئاً وبأن السبب الوحيد الذي جعلها تقبل بتلك المهمة الوضيعة هو خوفها على ابنها وإصرارها على الاعتناء به وتقديم كل ما بإمكانها له .
لمع العبوس في عينيه وفجأة دون تفكير بالموضوع أخذ يتكلم فقال : أخبريني عن والد بنجي .
تجمدت ماغي في مكانها وهي في منتصف مشيتها لبرهة ثم تابعت السير من جديد ظهرت القسوة في صوته مما جعلها تهلع لم يريد أن يعرف ؟ حاولت التكلم بهدوء فأجابت : ليس .. ليس من السهل علي التكلم في هذا الموضوع أتعلم ! حين كنت في الملجأ …
راحت ماغي تتكلم وهي تنظر مباشرة أمامها .
قاطعها قائلاً : أي ملجأ ؟
_ ملجأ الأطفال .. للعناية بهم .. لا أعلم ماذا تسمونه بالإيطالية .
عبس رافايللو وهو يفكر ماذا يعني ذلك ؟ هل هي يتيمة ؟ سألها : ماذا حدث لوالديك ؟

laila1920
22-01-2008, 23:56
_ أنا .. أنا لا أعلم .
_ كيف ذلك .
التفتت نحوه بسرعة كان يعبس بشدة مما جعله يبدو مرعباً ألح عليها بالسؤال قائلاً : أحقاً لا تعرفين ما حدث لهما ؟
_ أنا .. أنا لا أعرف من هما والدي لقد وجدوني بعد ولادتي ببضع ساعات وفي ثيابي ورقة تقول أمي فيها أنها لا تستطيع إعالتي وقد هجرها زوجها حاولت الشرطة إيجاد المرأة التي أنجتني ولكن دون جدوى .. أنا أعتقد أن الفتيات الشابات هن اللواتي يتخلين عن أطفالهن إذ يحببن شباناً طائشين سرعان ما يتخلون عنهن فيشعرن بالرعب لذلك على الأرجح قامت أمي بالتخلص مني .
لم يقل رافايللو أي شيء فاستمرت بالسير وهي تتابع كلامها بذلك الصوت المتوتر الذي حاولت جاهدة ان تجعله يبدوا طبيعياً : إذاً هل رأيت أنا لا أعرف أمي وليس لدي أدنى فكرة عن هوية والدي إنه على الأرجح لم يعرف حتى أنها حامل …
سرت قشعريرة باردة في جسد رافايللو : لم يكن لدي أدنى فكرة عن هذا الأمر .
أجفلت ماغي حين قاطعها وشعرت بنبرته القاسية من جديد وقد ظهر فيها المزيد من الحدة هذه المرة توقفت قدماها عن الحركة مجدداً لقد تهدم الصرح الحضاري التي أظهرته على الغذاء استرقت النظر إليه قليلاً توقف رافايللو عن السير أيضاً وراح ينظر إليها لم تتمكن من رؤية عينيه اللتين كان يخفيهما وراء نظارتيه الشمسيتين إلا أنها تمكنت من رؤية فمه الذي بدا متوتراً مشدوداً .
شعرت بقلبها يهبط إلى الأرض بدا الأمر كالخروج إلى عاصفة ثلجية بعدما أزهرت زهور الربيع …
فكرت بحزن : آه ! لما لم أكتفي بقول بعض الأعذار وعدم إخباره شيئاً عن بنجي أو عني ؟ لقد أرعبته مني الآن ! وشعرت بالندم يأكلها .
قالت بصوت خافت : لقد اعتقدت أنك تعلم ذلك فقد كتب على شهادة ميلادي : الأهل مجهولون الهوية أما تاريخ ميلادي فهو أقرب تقدير تمكنت المستشفى من إعطائه لقد أخذت شهادة ميلادي من أجل تسجيل الزواج .
أجاب بتجرد : لم أنظر إليها .
عضت ماغي على شفتها بالطبع ! لم سيزعج رافايللو دي فيسنتى نفسه بالنظر إلى شهادة ميلادها ؟
تابع رافايللو الكلام وقد بدا صوته بعيداً جداً : كنت تحدثيني عن بنجي .
وبقلب يغرق من الحزن أجبرت ماغي نفسها على متابعة قصتها المؤلمة …
_ همم كنت في دار الرعاية ونشأت بيني وبين كايس صداقة قوية صداقة قربتنا من بعضنا البعض بشكل كبير حسناً .. ! بعدئذ أصبحت الأمور أكثر تعقيداً ..
ابتلعت ريقها عبر حنجرتها المشدودة مجبرة الكلمات على الخروج من فمها وهي تسترجع ذكريات الأيام الماضية تابعت القول : عندما تركنا الملجأ وبدأنا باستكشاف العالم سكنا في شقة واحدة وعندها فقط ظهرت أعراض السرطان على كايس في الفترة الأولى بدا العلاج نافعاً استمر ذلك لمدة عامين لكن السرطان عاد من جديد بشكل أقوى إلى أن خطف الموت كايس .. بعد ولادة بنجي مباشرة .
لم تستطع إكمال الكلام فعادت تهم بالمشي مجدداً لكنها لم تعد تنظر حولها نحو الأسوار شعرت بالامتنان لنظارتها السوداء لأنها أخفت دموعها .
جاء صوت رافايللو خافتاً وهو يقول : أنا أشعر بالخجل .. أشعر بالخجل من كل فكرة مسبقة أخذتها عنك أو قلتها لك .
ثم أدارها نحوه وأمسك بمرفقيها أغمضت ماغي عينيها لتمنع انهمار المزيد من الدموع شعرت أن حنجرتها تشتعل لمحاولتها القوية منع نفسها من البكاء .
شعرت بإحدى يديه تتركها ثم امسك نظارتها ورفعها عن عينيها .
_ لا نريد الدموع .. الدموع ستفسد تبرجك .
لاحظت ماغي في صوته نبرة مزاح رفعت بصرها نحوه لتحدق به وعيناها الغارقتان بالدموع لدرجة جعلتها تراه بشكل ضبابي بتهذيب كبير مرر إصبعه تحت عينيها ليلتقط دموعها قبل نزولها فوق خديها وحين وضحت أمامها الرؤية التقت نظراتهما معاً …
شعرت ماغي كأن الوقت اصبح معلقاً ولم تعد قادرة على التحرك أو حتى التنفس وكأنها مقيدة بطوق من الفولاذ .
توقف العالم حولها عن الحركة لقد اختصر العالم بنظرها برافايللو إنه الوحيد الذي بقي موجوداً بالنسبة إليها وكان ينظر إليها بعينيه الداكنتين اللتين بدت تعبيرهما غريبة غامضة .
بهدوء مرر رافايللو أصابعه بين خصل شعرها الناعم .
_ جميل جداً …
تمتم بهذه الكلمات بصوت منخفض ثم أخفض رأسه ليعانقها فأغمضت ماغي عينيها لتستمتع بعناق رائع لم تتوقعه مطلقاً من الرجل الفاتن الذي يرافقها شعرت بقوة جسده ودفئه وهو يضمها إلى صدرها برقة وهدوء .
تمنت أن يستمر هذا العناق للأبد لكن لسوء الحظ أن الأمر انتهى سريعاً .
فجأة ابتعد رافايللو عنها مما جعلها تشعر بخسارة كبيرة سرت أصداؤها في جسدها نظرت مطولاً نحوه ومشاعرها تظهر بوضوح على وجهها فيما الغموض لا يزال بادياً في عينيه أمسك رافايللو يدها وسبك ذراعها بذراعه ثم أرجع نظارتها إلى عينيها مجدداً وقال لها : : علينا العودة إلى السيارة .
عادت معه وهي تشعر بدوار في رأسها كأنها تعيش فترة أقرب إلى الحلم منها إلى الحقيقة ولم تستطع التفكير بشكل منتظم .
عم الصمت معظم فترة العودة إلى الفيلا كان رافايللو يقود السيارة بالسرعة والتركيز اللذين قاد بهما هذا الصباح لكنها هذه المرة لم تشعر بالتوتر الذي كان مسيطراً في الصباح بل بدا كأن رافايللو يستمتع بقيادة سيارته القوية أما ماغي فقد أمضت رحلة العودة وهي تجلس ملتفتة نحوه بين الحين والآخر ثم تمسك خصل شعرها بيدها كي لا يتطاير في الهواء .
راح رافايللو يلتفت نحوها بين الحين والآخر وقد علت فمه ابتسامة صغيرة وكأنه يشعر بالرضى لم تفهم ماغي مغزى تلك الابتسامة لكن ما تعرفه هو ان شيئاً ما يذوب في داخلها كلما التفت نحوها .
تمنت أن لا تنتهي هذه الرحلة على الإطلاق !

laila1920
22-01-2008, 23:58
والان الى الجزء السابع والدي اتمنى ان تستمتعو به اكتر

laila1920
22-01-2008, 23:58
7 – حلم أم يقظة !
بدا رافايللو في مزاج جيد .. جيد جداً منذ أشهر عديدة ومنذ أن وجه إليه والده ذلك الإنذار المستحيل : إما الزواج وإما حرمانه من الميراث إنها المرة الأولى التي يشعر فيها بالمزاج الجيد .
جعله ذلك يدرك كم كان مزاجه سيئاً وكم طال مزاجه الكدر .
لكن ذلك كله تغير الآن فالحياة تبتسم له ثانية وهاهو يبادلها الابتسام إنه شعور جيد ورائع كأنما حملاً ثقيلاً رفع عن كتفيه .
ما إن عاد إلى الفيلا حتى تلقى بمشاعر متناقضة الأخبار من غوسيب فانريكو قد غادر إلى روما وعليهم عدم توقع عودته في وقت قريب .
اعترف لنفسه أن الأمر أكثر أهمية الآن هو أنه يشعر بالراحة وفي ظل مزاجه المتحسن الجديد فهو لا يستسيغ أي لقاء بينهما حسناً ! إذا كان والده قد ارتحل فجأة إلى شقته في روما فذلك هو خياره هذا ما فكر به رافايللو .
بدا أكثر حيوية ونشاطاً عندما استدار نحو ماغي .
_ أخبرني غوسيب أن والدي سافر إلى روما لدينا شقة هناك والآن ..
تابع بفرح : .. لما لا تذهبين لرؤية بنجي همم ؟
ابتسم لها وللمرة الثانية شعرت أن أعصابها تطير محلقة بأجنحة ملائكية .
_ علي التأكد من بريدي الإلكتروني والقيام ببضع الاتصالات الهاتفية لكنني سأنضم إليك عما قريب .
سار بخطى واسعة باتجاه المكتب وعلمت ماغي من غوسيب أن بنجي في غرفتها في الطابق العلوي صعدت إلى هناك وهي ما تزال في حالة انبهار كامل ..
أرادت أن تفكر بما يجري معها لكن بنجي بدا سعيداً جداً وقد استيقظ من قيلولته في فترة بعض الظهر فلم تحظ بوقت كاف لتعيش في أحلام اليقظة فرحته برؤيتها جعلتها تنسى كل شيء على الأقل في هذه اللحظة رفعته بين يديها وضمته إليها بقوة شاكرة جينا على عنايتها به .
استيقظ بنجي من نومه الخفيف وأصبح جاهزاً لمزاولة نشاطه ثانية فتوجهت ماغي معه إلى الطابق الأرضي .
أوقفتها ماريا في القاعة ولمعت عيناها ما إن باغتها مظهر ماغي الجديد لكنها لم تقل شيئاً بشأن ذلك بل قالت بمرح : سأحضر القهوة إلى الشرفة السنيور و السنيورة كالي هناك .
وجدت ماغي أن بنجي بات فخوراً في نفسه وهو يجلس على عجلة خشبية يستطيع دفع نفسه بسهولة عليها وفي فترة قصيرة راح يتحرك عليها ذهاباً وإياباً على الشرفة وكأنه محترف أما بالنسبة لعمة رافايللو فقد بدت اكثر انفتاحاً بشأن مظهر ماغي الجديد .
_ رائعة ! تبدين جميلة يا عزيزتي وسيسعدك أن تعلمي أن ما تبقى من ثياب لخزنتك قد وصل منذ قليل .
بدت الدهشة على ماغي فابتسمت عمة رافايللو بعتاب بسبب تعابير وجه ماغي وقالت : بالطبع ! لا يمكنك البقاء في ثوب واحد لقد شاهدت المجموعة وهي رائعة قامت جينا بترتيبها والآن تعالي واشربي فنجان قهوة وأنا سأخبرك عما قام به ولدك الصغير المرح والمحبوب هذا الصباح .
بدا من الواضح أن اليزابيث في مزاج مرح جداً وعندما وصل رافايللو إلى الشرفة نصف ساعة من ذلك استقبلته بالمرح نفسه لكن ماغي لاحظته النظرة السريعة المدققة التي رمتها بها ما إن جلس على المقعد بجانب ماغي شعرت بخديها يتوردان وبالتوتر يسيطر عليها ثانية وهي تشرب القهوة مدركة بقوة وجود رافايللو بجانبها وهو يتحدث إلى عمته وعمه .
ازداد توترها بعد مرور عشر دقائق عندما استدار رافايللو إليها وقال فجأة : حان وقت السباحة أنا متأكد أن بنجي سيسعد باللعب بالماء … هيا !
ما إن تكلم حتى أدركت ماغي مدى الصدق في دعوته من المحتمل أن الأم والطفل سيستمتعان بالسباحة لكن ما سيسعده حقاً هو رؤية ماغي في ثوب سباحة ملائم .
طارت أفكاره إلى بعد ظهر يوم البارحة عندما تفاجأ برؤيتها في ثوب سباحة بشع وفضفاض ومع ذلك لاحظ أنها تملك جسداً جميلاً لم يتوقعه قط والذي يعرفه أنها إذا ارتدت ثوب سباحة جميل وأنيق فالنتيجة ستكون أكثر جمالاً بدون أي شك .
نالت توقعاته النتيجة المرجوة فقد بدت ماغي جميلة جداً في ثوب سباحة من قطعة واحدة خوخي اللون تماماً كما تمنى فبشرتها قد تحولت إلى لون عسلي دافئ بسبب شمس توسكانا تدلى شعرها الكثيف على كتفيها وهي تمشي ببطء واثقة إلى بركة السباحة ممسكة بيد ابنها الصغير لم يستطع رافايللو إبعاد نظره عنها كيف يمكن أن تخفي هذا الجمال الطبيعي طوال الوقت ؟ شتم نفسه بسبب عماه كان حقاً أعمى بسبب شعرها الأشعث وظهرها المنحني وعدم اهتمامها المطلق بمظهرها وبسبب تلك الثياب الفظيعة الكريهة أما الآن …
مهما بلغت قيمة الفاتورة التي ستقدمها أوليفيا فإنه سيدفعها ولو تضاعفت عشر مرات فقط بسبب إحساسه بالسعادة من رؤية ماغي تسير نحوه بجمالها الطبيعي وخجلها .
بحركة رشيقة قفز إلى الماء .. برودة الماء هدأت من اضطرابه ولو إلى حين قام بالسباحة لعدة مرات برشاقة قبل أن يطفو على السطح ليجد ماغي جالسة بقلق قرب الدرج الموصل إلى الماء كان بنجي في الماء يلعب ويقذف الماء بقوة رفع رافايللو جسمه من الماء بدون أي مجهود وأمسك بكرة بنجي .
_ التقطها !
ورمى الكرة باتجاه الصبي الصغير الذي صرخ من الفرح ومشى بخطى قصيرة نحو الكرة بالسرعة التي تسمح بها ساقاه الصغيرتان والإطار المطاطي الذي يحمله ضربها فطارت بعيداً وأخذ يركض ورائها ضحكت ماغي وكذلك رافايللو الذي غطس مرة أخرى في البركة وبدأ يلاعب الطفل .
اكتشف أن تسلية الأطفال أمر سهلاً للغاية فكل ما هو مطلوب التخلي عن التكبر والانغماس تماماً في اللعبة ..
قالت ماغي محذرة : لن يشعر بالتعب قبلك .
كانت ما تزال تجلس هناك واضعة قدميها في الماء وضاغطة على ركبتيها بقوة .
ضحك رافايللو فشعرت بدفء قوي يجتاحها أما أفكارها فكانت في انبهار ودوار كامل هل يعقل أن هذا رافايللو دي فيسنتى الذي لم يرد أن ينادي بنجي باسمه والآن هو يلعب معه ودلائل الفرح بادية عليه ؟
هل يعقل ان هذا رافايللو دي فيسنتى الذي كان ينظر إليها بازدراء وهو ينظر إليها الآن وكأنه غير قادر على إبعاد عينيه عنها للحظة واحدة ؟
لا يمكنها أن تصدق ان هذا يحدث فعلاً إذا كان هذا حلماً فإنها لا تريد أن تستيقظ منه أبداً .
***********
_ إذاً إلى أين تريدين الذهاب اليوم ؟
بدا صوت رافايللو مرحباً لم لا ؟ فهو مرتاح .. مرتاح جداً فهو يشعر انه سعيد وليس لديه ما يفعله إلا أن يمتع نفسه بمباهج الحياة صحيح أن مستقبل شركة فيسنتى أصبح بين يديه وهو سيحمل مسؤولياته في وقت قريب لكن باستطاعة الانتشار الشامل والعالمي أن ينتظر أما الآن فلديه مشروع آخر عليه أن يلاحقه ويسعى إليه .. مشروع ممتع جداً .. ورمى بنظره إلى حيث مركز اهتمامه .
_ فرنزي ؟ بيزا ؟ سينيا ؟
عضت ماغي على شفتها فحاول رافايللو ألا يحدق بها سيكون هناك وقت كاف للحصول على ما يريده فالوقت طويل أمامهما أما الآن فهو يريد أن يريها جمال توسكانا يريدها أن تكون له بمفرده فقط له من دون مراقبة الجميع لهما ليس فقط عمته وزوجها بل أيضاً ماريا و غوسيب .
قالت : من فضلك لست مضطراً إلى مرافقتي حقاً !
أجاب برقة : يسعدني ذلك كل ما عليك فعله اختيار المكان ما رأيك بفونزي ؟ إنها الجوهرة الرائعة في عرش توسكانا وهي الأكثر هدوءاً وسحراً في لوكا .
ابتسمت ماغي ولكنها بقيت غير متأكدة بما ستجيبه .
_ من فضلك لا تعتقد أني لست ممتنة لكنني لا أستطيع ترك بنجي هنا فهذا ليس عدلاً له ول ماريا وحتى لعمتك .
_ إذاً سنأخذه معنا .
ليس هذا ما يريده حقاً لكنه يفهم وجهة نظرها .
أصبحت حيرتها اكبر فقالت : لا أعتقد أن مدينة مليئة بالناس هي المكان المناسب له فكيف إذا ذهبنا إلى متحف الفنون أو لرؤية نصب تذكاري .
بحركة من يده تجاهل رافايللو اعتراضها هذا وقال : الحل واضح سنذهب إلى الشاطئ .
وكأنه تلفظ بكلمة سحرية أضاءت وجه ماغي …
_ آه ! هل نستطيع الذهاب حقاً ؟ بنجي سيسعد كثيراً على الشاطئ لم يذهب يوماً إلى هناك ولا حتى أنا ..
بدا صوتها حزيناً وشيء ما في نبرة صوتها أصابته في العمق لم تذهب يوماً إلى الشاطئ !
لكنها عاشت حياة محرومة ليس فقط من الحياة المادية فهي لا تملك عائلة هل يمكن حدوث مثل هذه الأشياء ؟ شعر بغضب شديد لا عجب أن تعلقت بذلك الولد من الميتم كايس حبيبها ولا عجب أنها بحثت عن الراحة بين ذراعيه وفي سريره .
لمعت ظلال من الحزن في عينيه حتى هذا قد أخذ منها ..
أعلن بنبرة حاسمة : إذاً اتفقنا سنذهب إلى الشاطئ .
********************
فكرت ماغي بعد أن أطل بعض الظهر أن هذا اليوم هو أفضل يوم في حياتها ! حتى انه أفضل من البارحة لأن اليوم أمضته مع أحب شخصين إلى قلبها : بنجي و رافايللو بدا رافايللو كما لم تره يوماً فاتناً متعاوناً ولطيفاً بشكل مربك .
كما ان هناك شيئاً إضافياً لكنها لا تعرف ما هو إلا أنه يجعل دمها يرقص في عروقها ويجعلها تحلق في الأعالي كلما تبادلت هي و رافايللو النظرات .
فكرت أنها تعيش في حلم فقد جلست على الشاطئ في فيراجو فيما جلس بنجي بين ساقيها الممدودتين راح رافايللو يعيد بناء قلعة من الرمال ليهدمها بعد ذلك بنجي بفرحة لا توصف كانت أشعة الشمس تلمع على جذعه الذهبي عاكسة ألواناً برونزية اللون على شعره الأسود الحريري كل ما كانت تستطيع فعله هو أن تحتفظ بذكرى تلك اللحظة .
لمعت فكرة في خاطرها .. كم هي خطرة ومستحيلة هذه الفكرة المغرية ! إنها تتحدى كل منطق وحقيقة في أعمق أعماقها تمنت لو أن الحلم يغدو حقيقة أن تجلي هنا ليس مع الرجل الذي تزوجها ليهين والده وينقذ ميراثه بل مع زوجها الحقيقي ووالد طفلها .

shining tears
22-01-2008, 23:59
عيني عليك باردة غناتي
واستنى الرواية تكمل عشان اسويها وورد ويلا لاتحرقي اعصابنا
ترى من شكلها حماس اقرأ مقاطع منها ومرة متحمسة


ويعطيك الف عافية

laila1920
22-01-2008, 23:59
لكنهم ليسوا عائلة حقيقية لا وجود لمثل هذه الأمور فرافايللو لطيف معها هذا كل ما في الأمر إنه يريد أن يبرهن أن الكلام المشين الذي رماها به والده كله خطأ شعرت بالسوء لأنه دفع للقيام بذلك .
آلمها كثيراً أن تعلم أن رافايللو اختارها عن عمد لأنها امرأة هامشية من الناحيتين الاجتماعية والشخصية
لكنها لا تخجل بهذا فهي ليست مسؤولة عن أصلها وبنجي هو هدية من كايس هدية ستحتفظ بها ككنز طوال حياتها لأجله ستفعل كل ما يمكنها لتبقيه سالماً وتنشئه بطريقة جيدة سواء عملت خادمة أو تزوجت من رجل غريب يحتقرها لأنها فعلت ذلك .
ومضت عيناها باتجاه رافايللو مرة ثانية لكنه لا يحتقرها الآن فهو يعمل بجهد ليكون لطيفاً معها شعرت بقلبها ينكمش في صدرها التقت نظراتها بنظراته فتوقف عن إعادة بناء القلعة ثانية وما إن طالت تلك النظرة حتى شعرت باللون الأحمر يصبغ خديها ابتسم لها ابتسم بطيئة حميمة زادت عمق على وجهها .
للحظة طويلة بقيت نظراتهما متشابكة وشعرت بالضعف بسبب الإحساس الذي تدفق بينهما .
أحس بنجي بالحيرة فاندفع إلى الأمام وسقط بكل جسمه على القلعة مدمراً إياها بالكامل .
صرخت ماغي وهي تضحك : آه بنجي ! أيها الوحش الصغير !
أبعدت نظرها عن رافايللو وهي تشعر بالراحة وبإحساس من الخسارة في الوقت نفسه ضحك رافايللو أيضاً ثم وقف على ساقيه وهو يحمل بنجي أيضاً وكأنه يؤرجحه .
قال له ساخراً : هيا أيها الوحش حان الوقت لتعلب بالماء .
مد يده إلى ماغي وبثقة كبيرة بالنفس وضعت يدها في يده شد على يدها وهو يسحبها لتنهض على قدميها وهو يقول : وأنت أيضاً .
ركض بهما إلى البحر ماغي تسير إلى جانبه على الرمال فيما بنجي ممسك بشعره ويغرق بالضحك وقعوا جميعاً
في الماء بقفزة كبيرة وبسرعة فقدت ماغي أنفاسها من الضحك عندما أخذ رافايللو يدفع بنجي في الماء ويرفعه مع قدوم كل موجة وانحسارها بينما الصبي الصغير يصرخ من شدة الفرح .
شعرت بقلبها يعتصر وهي تراقبهما رافايللو رائع جداً مع بنجي وهي لا تستطيع تصديق ذلك …
شيء ما اعتصر في داخلها مسبباً لها شعوراً مؤلماً عاودتها تلك الفكرة الخطرة المغرية ماذا إذا كان ما تشاهده حقيقة ؟ ماذا لو كانوا كما يظنهم جميع الناس على الشاطئ : عائلة ؟ ! .
أبعدت تلك الفكرة عن رأسها هذا اليوم الرائع المميز مجرد يوم للذكرى فقط يوم لن تنساه طوال حياتها .
عادوا أخيراً إلى اليابسة في آخر النهار جلست ماغي بجانب بنجي في المقعد الخلفي في صالون السيارة الأنيق وهي تحلم … ضائعة مبهورة بما تراه بينما بدا بنجي مرهقاً وهو يأكل البوظة ويهز برأسه على كرسيه الخاص .
ما إن انعطفوا إلى ناحية الشرق متوجهين نحو التلال فكرت ماغي كم هي مختلفة هذه الرحلة عن الرحلة التي قامت بها من المطار في بداية هذا الأسبوع ومنذ أربع أيام فقط !
هل رافايللو هو الشخص نفسه الآن كما في السابق ؟ ما زالت تتذكر كيف جلس في زاوية الليموزين منشغلاً تماماً في عمله ومن دون أن يعير اهتمام لها أو لبنجي .
فكرت أنهما لم يكونا موجودين بالنسبة إليه كانا مجرد شيئين يريد استعمالهما وتحريكهما كما يريد لأنه دفع ثمنهما ظهر شيء ما في عينيها فما فكرت فيه لم يتغير إنه لا زال يدفع لها لكن لماذا شعرت أن هذا يتعارض مع طريقة تصرفه معها الآن ؟ وهي تعلم أنه يعاملها بلطف لكنه اليوم بدا مستمتعاً تماماً مثلها ومثل بنجي هل هذا كله مجرد معاملة لطيفة ؟
مرة ثانية أبعدت الفكرة جانباً لا جدوى من التفكير بذلك فهي لن تفسد جمال هذا اليوم ستجلس بكل ببساطة هنا مستمرة بمراقبة الرجل الذي يقود هذه السيارة الرائعة وتختزن الذكريات …
عندما وصلوا إلى الفيلا كانت ماغي أيضاً شبه نائمة فالشمس وهواء البحر أرهقاها حملت بنجي بكسل لكنه أصر على النزول إلى الأرض وضعته على قدميه وأخذ يمشي مترنحاً إلى الباب فتح غوسيب الباب وقال شيئاً لرافايللو ثم ساعده في حمل الحقائب .
قال رافايللو وهو يرفع الحقائب من صندوق السيارة عمتي وعمي غادرا ذهبا لمواساة أبي في روما هذا ما أخبرني به غوسيب وهكذا فالمنزل كله لنا .
ابتسم لها تلك الابتسامة الحميمة التي ابتسمها على الشاطئ .
شعرت ماغي بالقشعريرة في داخلها وبإحساس من الرعب ما إن أدركت أنه لن يكون هناك وجوداً لعائلة كالي على العشاء ليلة البارحة عملا تخفيف قلقها وشدة توترها بسبب رافايللو الذي جلس على رأس الطاولة وبدا مسيطراً على المكان بحضوره القوي الليلة لن يكون هناك من يحميها إدراكها لذلك خلق لديها شعوراً غريباً .
ما إن دخلا إلى الفيلا قال رافايللو ببساطة : دعانا بعض الأصدقاء الليلة لأنهم يريدون ان يتمنوا لي ميلاداً سعيداً سيكون لديك ما يكفي من الوقت لترتاحي وتحضري نفسك وتضعي بنجي في سريره .
أول ما شعرت به هو الراحة ومن ثم على الفور وصلتها المعلومات التي قالها .
_ لا أرجوك ! لا داعي لأن تأخذني معك سأكون بألف خير هنا ..
توقف رافايللو عن السير ثم قال وملامح من الفرح بادية على وجهه : إنهم يريدون التعرف عليك وهم بالأحرى متحمسون لذلك .
عضت ماغي على شفتها وقالت بسرعة :آه .. ! هل من الحكمة ..
كان من الصعب عليها التلفظ بتلك الكلمات لكن عليها أن تقول ذلك .
نظرة غريبة وغير مفهومة بدت في عينيه للحظة ثم اختفت ليجيب بصوت رقيق : لكن زواجنا زواج حقيقي ماغي إنه شرعي حقاً وعلينا أن نتصرف على هذا الأساس بالإضافة …
شيء من المرح تخلل صوته وهو يتابع : .. ألست متحمسة لتجربي أحد فساتين السهرة من خزانتك ؟
لم تجب ماغي وشعرت بالتوتر لكن رافايللو تابع ببساطة : والآن لما لا تأخذين استراحة قصيرة ؟ دعي ماريا تمضي بعض الوقت مع بنجي وتقدم له العشاء ثم يمكن أن تحمميه وتضعيه في سريره وبعدها يمكنك أن تستعدي هيا !
توقف عند أسفل الدرج وتابع : اقترحت ماريا أن تحضر سريري القديم النقال والذي هو في مكان ما في العلية لتضعه بجانب سريرك إنها قلقة على بنجي أعتقد أنك لن ترفضي ؟
هزت ماغي رأسها وقالت : لا ! لا بالطبع لا ! هذا لطف من قبلها .
كان السرير النقال في غرفة نومها عندما وصلت إلى هناك مع بنجي إنه عمل فني متقن ويستحق اسم عائلة دي فيسنتى فهو سرير مزخرف مطلي وقد نظفته ماريا جيداً على الفور جلس بنجي فيه وكأنه ملك له مستغنياً عن سريره السابق ما جعلها تشعر بالارتياح تساءلت بقلق كم سيبقى سعيداً به إذا علم أن الحافة الخشبية المرتفعة لن تمكنه من الخروج منه بمفرده .
استحم بنجي وأصبح جاهزاً للنوم وهاهو يلعب بألعابه وبذلك يمكنها القيام بتحضير نفسها بثقة أكبر لا سيما عندما يتعلق الأمر بتصفيف شعرها عليها أن تغسله بعد قضاء النهار على الشاطئ وخشيت ألا تتمكن من تصفيفه في تسريحة أنيقة كما تم تصفيفه في صالون أوليفيا مهما يكن لقد اتبعت نصيحة المرأة ووضعت بعض المستحضرات الخاصة بالشعر عليه وجففته بوساطة مجفف الشعر الذي وجدته بالخزانة بجانب سريرها .
وضعت بعض الزينة على وجهها من تلك المستحضرات التي أرسلتها أوليفيا وجاءت النتيجة أفضل بكثير مما أملت ما إن حدقت بصورتها في المرآة وبالشعر الناعم المتهدل على كتفيها وبعينيها الواسعتين الكحليتين وفمها المرسوم بأحمر الشفاه الرائع لم تصدق أن عملية التحول هذه حقيقة .
وبينما كان بنجي غارقاً في نوم عميق معانقاً دبه القطني أخرجت ماغي فستان سهرة طويل من خزانتها الكبيرة وارتدته .
إنه فستان أسود اللون ينسدل على وركيها بثنيات ناعمة ومعلق بشريطين رفيعين على كتفيها وما إن انزلق القماش الناعم فوق رأسها واستقر على جسمها حتى شعرت بسحره الخاص سارت نحو المرأة وحدقت بمظهرها بذهول تساءلت وهي تلمس عنقها : هل هذه أنا فعلاً ؟
بدا لها هذا مستحيلاً لكن المرآة قبالتها لا يمكن أن تكذب فهي تبدو امرأة رائعة الجمال نحيلة ورشيقة القد ترتدي فستاناً أنيقاً وشعرها ناعم يلف رأسها كالغمامة وعيناها تلمعان …
لم تستطع أن تبعد عينيها عن صورتها تلك وظلت تحدق بإعجاب بنفسها طرقة خفيفة على الباب أيقظتها من أحلام اليقظة كانت تلك جينا وقد أتت لمراقبة الطفل .
قالت الفتاة وهي تنظر بإعجاب إلى مظهر ماغي : السنيور دي فيسنتى في الطابق الأرضي بانتظارك .

laila1920
23-01-2008, 00:00
التقطت ماغي حقيبة يد من الساتان الأسود طبع عليها اسم المصمم وانتعلت في قدميها الحذاء الأسود ذا الأشرطة والكعبين العاليين وتوجهت إلى الطابق الأرضي بعد أن تمنت لجينا ليلة سعيدة .
بينما كانت تنزل الدرج العريض بحذر شديد وهي تسير بخطوات حذرة بسبب ضيق تنورتها وكعبي حذائها العاليين تنورتها لاحظت أن رافايللو يحدق بها .
حدقت به هي أيضاً وقد حبست أنفاسها …
إذا كانت تعتقد أن رافايللو يبدو رائعاً وهو يرتدي بذلة العمل أو الثياب العادية أو ثياب البحر فهو في البذلة الرسمية يحبس الأنفاس كانت البذلة السوداء تضم كتفيه بقوة وتنساب على جذعه مظهرة التناقض بين لونها الأسود ولون قميصه البيضاء بدا حليق الذقن شعره رطب وقد نزلت خصلة منه فوق جبينه كما بدت عظام خديه أعلى من السابق هذا ما فكرت به ماغي وهي تشعر بالانبهار مدركة أن عينيه مثبتتان عليها أيضاً ما جعلها تشعر باضطراب شديد ما إن وصلت إلى الأرض الرخامية حتى سار نحوها وقبل أن تستوعب ما الذي يفعله رفع يدها إلى فمه .
لمسة شفتيه على ظهر يدها جعلتها تشعر كأنها ستغيب عن الوعي رفع رأسه لكنه أبقى يدها في يده .
_ أنت فاتنة !
همس بذلك قد بدت نبرته من ذي قبل كل ما استطاعت ماغي فعله هو أن تحدق به وهو ممسك بيدها وقد انحبست أنفاسها .
_ تنقصك فقط زينة واحدة .. هذه !
في الوقت الذي قال فيه كلماته تلك وضع يده اليسرى داخل جيب سترته ليخرج منها عقداً فضياً مليئاً بالحبوب البيضاء اللامعة .
وما إن فتح راحة يده لم تستطع ماغي أن تمنع نفسها من الشهيق بدا العقد كنهر من الماس رائع جماله لا يصدق ترك رافايللو يدها ببساطة وأدارها ليضع العقد اللماع حول عنقها مبعداً شعرها جانباً ليتمكن من تثبيته .
قالت له بتردد : لا أستطيع أن أرتديه .. سأضيعه .
ضحك وأدارها نحوه .
أمسكت ماغي بالعقد حول عنقها طوال الطريق فيما قاد رافايللو السيارة بسرعة معتدلة .
قال وهو يبتسم لها : لا أريد أن يصبح شعرك عديم الترتيب .
نظر إلى عينيها لبرهة وتابع : سأوفر ذلك إلى وقت لا حق .
بعد ذلك مباشرة وصل إلى منعطف في الطريق فركز عينيه على القيادة ثانياً .
تساءلت ماغي هل قال لها ذلك حقاً ؟ واعتقدت أنها أساءت فهم ما سمعته لا سيما أن فكرة أخرى طرأت على بالها .
_ رافايللو .
لا تزال تشعر بالغربة عندما تلفظ اسمه فهي لا تتلفظ به بصورة طبيعية بعد على الرغم من تلك المعاملة الرقيقة واللطف اللذين يبديهما نحوها .
قالت : ماذا يجب أن أعرف عن هذه الأمسية ؟
نظر إليها مرة أخرى كانت إحدى يديه ملقاة بخفة على المقود بينما وضع يده الثانية بمهارة على معدل السرعة ليحركه وهما يلتفان حول منحنى حاد على الطريق .
_ باولو و سيليفيا تزوجا من عدة سنين لديهما صبي صغير وسيليفيا بانتظار طفل جديد لقد عرفت باولو طوال حياتي وهو يشعر بالفضول ليعرف كيف أصبحنا معاً لكن لا تقلقي .
توقف لحظة ليبدل معدل السرعة وتابع : هو يعلم لماذا تزوجت بهذه السرعة وقد سمع عن معاركي مع والدي منذ سنين .
ابتلعت ماغي غصة وقالت بقلق : إذاً هو يعلم كيف اخترتني ؟ ولأي أسباب ؟
أضافت بشجاعة : ألا .. ألا يعتقد أنه أمر غريب أن تأخذني معك إلى السهرة هذا المساء ؟
أجاب بضيق : لا !
فكرة جديدة مفاجئة وبشعة طرأت على بالها : أنت لن تأخذني إلى هناك الليلة لتخبر الجميع أين وجدتني .. هل ستفعل ؟ كجزء .. كجزء من معركتك مع والدك ؟
ظهر خوف في عينيها خوف واضح جلي هل هذا ما سيفعله رافايللو الليلة ؟ سيصحبها إلى غرفة مليئة بالغرباء ويخبرهم أنه تزوج من امرأة تعمل في تنظيف المراحيض لتعيش ؟
أطلق رافايللو شتيمة ثم سمعت أصوات إطارات السيارة أوقف رافايللو السيارة إلى جانب الطريق واستدار في مقعده .
نظرت إليه ماغي كالمصعوقة وقد اتسعت عيناها ثم راحت تحرك يديها في حضنها .. شيئاً ما تمزق في أحشائه .. لقد بدت تماماً كما هي الآن عندما خرج إلى فسحة الدرج ليسمع والده وهو ينفث سمومه في وجهها .
ثم تابع بلطف أكبر : لا ! ليس هذه المرة .
بدت نبرة السخرية في صوته وكأنه يتهم نفسه ما جعلها تشعر برجفة تجري في أعصابها .
_ هذه المرة ليست لدي هذه النية هذه المرة سآخذك معي لأني ….
توقف عن الكلام بعد ذلك وبقلق ساخر تابع : لأنني .. إن لم أفعل فإن باولو وسيليفيا سيأتيان غداً إلى الفيلا ليلقيا نظرة عليك اعتقدت أن من الأسهل للجميع أن تلتقي بهما في الحفلة حيث هناك الكثير من الناس حولك وسيكون لدينا الخيار لنغادر ساعة نشاء .
كانت لا تزال تنظر إليه وقد بدت عيناها كبيرتان والخوف يلمع فيهما رغم الضوء الخافت .
_ لا تخافي عزيزتي لن أسمح أن يصيبك أي أذى .
قال لها ذلك بنعومة ولكي يبعد تلك التعابير عن وجهها فلا تبدو مرتعبة من الأذى الذي قد يلحقه بها قام بمعانقتها . …
اعترف لنفسه بقلق أنه يقوم بشيء أراد القيام منذ أن نزلت على الدرج وبهرته بجمالها الأخاذ فهو لم يتمكن من التوقف عن النظر إليها ..
جاء عناقه ناعماً يحمل وعداً .. وعداً لها ووعداً على نفسه .
لم يكد رافايللو يلمسها حتى ذابت كالعسل بين يديه .. أغمضت عينيها لكنه سرعان ما ابتعد فتحت ماغي في عينيها ثانية ورأته ينظر إليها محدقاً في عينيها .
_ لا تخافي عزيزتي !
أدار المحرك ثانية وأعاد السيارة باتجاه الطريق من جديد متوجهاً عبر الظلام وأضواء السيارة تقطع ظلام ليل توسكانا بأنوارها المشعة .
****************
اكتشفت ماغي أن السهرة لم تكن محنة لها على الإطلاق بل على العكس كانت الفيلا التي توقفا أمامها مبنية في القرون الوسطى وهي ذات جمال أخاذ أما الطريق المؤدية إليها فمليئة بالسيارات الفخمة والرائعة ما جعل قلب ماغي يضطرب بشدة من شدة التوتر لم تستطع الدخول سيعلم الجميع أنها ليست واحدة منهم .
ما إن تصلب جسمها من الخوف حتى أحاطت ذراع قوية بكتفيها .
_ تبدين أجمل من مليون دولار وأنا سأعتني بك .
وهذا ما فعله .. لم يبتعد عنها رافايللو للحظة طوال السهرة مع أنها ليست بحاجة للحماية فباولو وسيليفيا رحبا بها بحرارة وأظهرا لطفاً حقيقياً وراء ذلك الفضول الواضح للتعرف على عروس صديقيها غير باولو غير المتوقعة لم تسمع مقلقاً من أي كان وبدا الجميع وكأنهم تقبلوها بجدية تامة .
مرت ماغي بلحظة مربكة واحدة فقط وذلك في منتصف الأمسية تقريباً عندما أسرعت سيليفيا إلى رافايللو وتمتمت كلاماً بالإيطالية على نحو سريع جمد رافايللو في مكانه للحظة بعدها قال شيئاً ما ليصرفها و ربتت سيليفيا على ذراعه برضى وفرح واختفت ثانية .
استدارت رافايللو محدثاً ماغي : لقد وصلت لوسيا لكن لا تشعري بالتوتر لن تحظى بفرصة لإهانتك .
لكن كما يبدو فإن إهانة المرأة التي خطفت زوجها العتيد أمام ناظريها لم تكن في النهاية مقصد لوسيا . عوضاً عن ذلك تقدمت نحوها وهي ترتدي فستاناً ذهبي اللون عصري الطراز اتسعت عيناها السوداوان وراحت تنظر غير مصدقة إلى ذلك التحول الذي طرأ على زوجة ابن عمها .
بدا صوتها ناعماً كالعسل لكن ماغي بقيت متوترة فضحكت لوسيا بخفة .
_ آه لا تنظري إلي هكذا فما حصل قد حصل وأنا لا أحمل لك أي ضغينة على أي حال لست أنا من يجب أن تستميليه إليك بل والد رافايللو لقد اختارني أنا لأكون زوجة ولده .

laila1920
23-01-2008, 00:02
لم تجد ماغي سوء في كلامها أجاب رافايللو ببساطة ومن خلال فمه المطبق تقريباً : كان على أبي أن يعرف أنه لا يستطيع أن يلعب بحياتي لوسيا والآن أرجو أن تعذرينا إذ يجب أن نتحدث إلى الجميع .
أبعد ماغي قليلاً وعلى الفور عرفها على المزيد من أصدقائه وهؤلاء بالطبع لم يجدوا أي شيء غير لائق فيها إلا أنها قد وصلت إلى مجتمعهم فجأة وأصبحت واحدة منهم .
تابعا التجول والتحدث إلى الجميع ولم يبعد رافايللو ذراعه عنها ما جعل تأثيره مستمراً على قدرة ماغي التحدث بمنطق وحرية توقف ونظر إليها ليسألها : هل تستمتعين بوقتك ؟
هزت رأسها بصمت ثم تمكنت من القول : أصدقاؤك رائعون .
ابتسم ابتسامة كبيرة وقال : لقد أثرت إعجاب الجميع .
تلون خدا ماغي وأجابت بهدوء : كم أنت لطيف لتقول هذا .
ضحك رافايللو وقال : لطيف ؟ هل هذا ما تعتقدينه عزيزتي ؟ أعتقد أن علي إقناعك بالأمر بطريقة أخرى .
نظر إلى وجهها لاحظت في عينيه شيئاً ما جعلها تحبس أنفاسها …
ولم يمكثا بعد ذلك طويلاً بعد فترة قصيرة أصبحا في سيارة رافايللو وعندما ودعهما باولو و سيليفيا رأت على وجههما ابتسامات ذات مغزى .
تفهم رافايللو تعابير الإحراج على وجهها وما إن تحركت السيارة قال : هما يعلمان أننا عريسان جديداً ولهذا سمحا لنا أن نغادر باكراً .
_ آه .
وانشغلت بحزام المقعد لتضعه حول جسمها .
لم تستغرق الرحلة إلى المنزل وقتاً طويلاً وفكرت ماغي أن ذلك يعود إلى الإحساس بالفرح الذي تشعر به .
ما إن وصلا إلى الفيلا حتى ساعدها لتخرج من السيارة وفيما هي تسير في الممر علق كعب حذائها بالأرض وسرعان ما أحاطتها ذراع رافايللو من كتفها وكأنها تدعوها لأن تتكئ عليه سارا معاً إلى الداخل بصمت ثم سألها رافايللو : هل تريدين أن تتأكدي أن بنجي بخير ؟ أعتقد أن جينا ستسعد كثيراً لانتهاء عملها .
أجابت : آه ! نعم .
توجهت إلى الطابق العلوي في غرفتها شكرت جينا وتمنت لها ليلة سعيدة وذهبت لتتفقد بنجي .
كان الطفل مستغرقاً بالنوم في سريره الفخم طبعت قبلة صامتة على جبهته وامتلأ قلبها بالحب له ثم استدارت لتنزع عقد الماس عن عنقها .
سيطر عليها إحساس بالحزن لمعرفتها أن الأمسية قد انتهت بل هو أكثر من الحزن .. إنه شعور بالقلق لا تستطيع ان تطلق عليه اسماً فجأة سحبت الستائر الثقيلة جانباً وفتحت النافذة اتكأت على حافة النافذة وقد وضعت ذقنها على راحة يديها محدقة إلى الخارج تاركة الهواء الدافئ المشبع برائحة الزهور يمر على وجهها .
أطلقت تنهيده قصيرة الحديقة المليئة بالظلال بدت منارة بضوء خافت من غرفتها وغرفة رافايللو كما اعتقدت والتي هي بجانب غرفتها .
أطلقت تنهيده أخرى وفكرت أن ما من سبب لتكون حزينة فالليلة كانت ساحرة وهي ستحتفظ بذكرياتها إلى الأبد مثلها مثل كل لحظة أمضتها مع رافايللو دي فيسنتى فهي تريده كثيراً لكنها تعلم أنها لن تحصل منه على أكثر مما لديها الآن فهو ليس لها وهي ليست له .
_ علي أن أخبرك يا عزيزتي أن وضعك هذا خطر جداً يجب ألا تبقي كذلك

وانتهى هدا الجزء موعدنا الغد ادا الله راد

SONĒSTA
23-01-2008, 09:08
في انتظار التكمـــلة على أحر من الجمر
-----------------------
ويسلمو ليلى على الفصلين الرائعين
:)

noisy cat
23-01-2008, 10:27
يااااااااااااااي
\تدنن الحمدلله خلصت اختباراتي

تكفين نزلي اليوم اكثر

حرام قطعتي كثير

نجمة00
23-01-2008, 11:26
مشكورة على القصة الاكثر من رائعة

القلـ ساحرة ـوب
23-01-2008, 18:18
يسلموووووووووو ليلى عن جد قصة روووعة

و مرة جنـــــــااااااااااااااااااااااااااان

و اسفين اذا معذبينك لكن ما فينا نصبر حتى نكملها

وانا عن نفسي صرت هبله<<= يعني مو ناقصة هبل انا

كل يوم الصبح اصحى لاقرا الفصول الجديدة

الله يوفقك يا رب و يحفظك

البسه الشقراء
23-01-2008, 20:08
ليلى حبيبتي بليز كملي الرواية بجد بجد متشوقين لها :مرتبك::مرتبك:
موووووووووووووووووووووووووووووت:D:D
سلامي لج
أختج
"البسه الشقراء"

* أوسكار*
23-01-2008, 23:04
السلام عليكم ..أنا عضوة جديدة هنا ولكن حبيت أعطيكم رأي بالموضوع ..وبصراحة هاد الموضوع جذبني إليه من أول قصة وهي (حب غير متوقع ) هذه القصة كانت في منتهى الجمال والروعة ..
وشكرا لكم على الجهود المبذولة ..وأنا سأبدأ بقراءة القصة الثانية وبعدها أعطيكم رأي فيه..
أختكم : أوسكار

shining tears
23-01-2008, 23:11
هلا والله خيتو اوسكار نورتي المشروع بطلتك الحلوة وانشاء الله تعجبك الروايات الباقية
ويا عيوني ليلى شدي الهمة الرواية روعة

SONĒSTA
25-01-2008, 10:00
//

ليــلى في انتظــار التكمــلة ;)
وآسفة على الإزعــاج ، ولكنني متشوقة جدا للتكمــلة
:)
---------------------

//

نجمة00
25-01-2008, 12:10
وينك يا ليلى
تراني وايد متشوقة لتكملة
تاخرتي علينا

laila1920
25-01-2008, 13:02
سلام يا بنات يا حلوات كان لازم اتاخر حتى اعرف معزتي عندكم هههههههههه
لا عن جد مو مقصود التاخير بس ظروف قاهرة
تسلمو على الاهتمام

laila1920
25-01-2008, 13:05
8 _ من أنت ؟

بدا الصوت العميق ورائها أجش يحمل بعض المرح وشيئاً آخر تفاجأت ماغي فاستقامت في وقفتها واستدارت لمواجهته .
قالت معترضة : لن .. لن أقع .
مشى رافايللو الهوينى نحوها واضعاً يديه في جيبي بنطلونه لا بد أنه دخل من الباب الخاص الذي يصل بين غرفتيهما كان ما يزال مرتدياً بذلته الرسمية وقد فك عقدة ربطة عنقه وتركها متدلية على جانبي قميصه الحريري صحح لها : ليس هذا الخطر الذي قصدته أقصد هذا .
وشدها إليه بقوة .
تمتم وقد أحنى رأسه : إنه موضوع أكثر خطراً .
رأت في عينيه بريقاً جعلها تشعر باضطراب قوي في داخلها فراحت تتنفس بصعوبة محاولة أن تنسحب لتبتعد عنه : رافايللو !
لكنه بدالا غير راغب في السماح لها بالهروب ببساطة شدها بقوة أكثر إليه محركاً يده على ظهرها وكور يده الأخرى تحت شعرها الكثيف ليمسك بمؤخرة عنقها لم يبق لديها نفس في صدرها لتتكلم أو تعترض أو تصرخ أو حتى .. لتتنفس .
قال لها بنعومة : هناك طريقة واحدة لإنهاء أمسية مثل هذه .
ثم عانقها …
حدث ذلك فجأة ودون أن تتاح لها الفرصة لتفعل أو تقول شيئاً .
في لحظة كانت تحدق من النافذة إلى ليل توسكانا الرائع وهي تفكر أن الأمسية انتهت وفي اللحظة التالية ضمها رافايللو إليه وهاهو يعانقها بشوق ولهفة .
شعرت ماغي أنها ضائعة , ضائعة تماماً .. سيطر عليها إحساس قوي بقوة الألعاب النارية أصبح عناقه أعمق وأخذ الدم يتدفق في عروقها وفي أذنيها وسرعان ما التفت يداها حول عنقه لتضماه إليها بقوة .
راح يتمتم بكلمات في أذنها لكنها لم تفهم أي كلمة مما قاله لم تستطع أن تفهم سوى أنه ما زال يعانقها .. سمعته يقول : إلى غرفتي .
جاء صوته أجش … وأخيراً وجدت ماغي صوتها فتمكنت من النطق من أعماق أعماقها : رافايللو من فضلك أنا .. أنا .
قال هامساً : هش … عزيزتي ثقي بي فأنا أريدك كثيراً .
عاد يعانقها مرة أخرى وكادت أن تستسلم له بالكامل لكن الأحلام لا تصبح حقيقة وما تعيشه الآن ليس حقيقياً .. لا يعقل أن يكون حقيقياً .
ابتعدت عنه قليلاً بينما كان رافايللو يدفعها إلى الأمام .
_ رافايللو لا ! من فضلك أصغ إلي أنت لا تفهم .
لاحظ رافايللو الإلحاح في صوتها فتركها لتبتعد عنه أكثر وبحثت عيناه السوداوان عن عينيها في ذلك النور الخافت .
_ لا تخافي لن أسبب لك أي أذى أعلم انه مر وقت طويل بالنسبة لك وأن خسارتك لوالد بنجي كانت مأساة قاسية ولا تحتمل لكن عليك الاستمرار في العيش ومعانقة الحياة من جديد .
اتسعت عيناها لسماع كلماته وبدا عليها أنها تحاول الكلام لكنه لم يدعها تتكلم .
_ أنت جميلة وجذابة وحياة بأكملها قد فتحت أمامك الآن الماضي مضى عزيزتي تذكري كايس فقط من خلال الولد الذي أعطاك إياه لكن الآن استمتعي وعانقي الحياة من جديد .
ظهر الرعب على وجهها وتمكنت أخيراً من القول بضعف كايس ؟ لا أنت لا تعرف كايس ليس والد بنجي .
جمد في مكانه فجأة وكأنها ضربته ثم سألها : إذن من ؟
تجهم وجهه فما الذي يحدث أمامه ؟
شعرت بذراعيه ترتخيان حولها ورأته يتراجع إلى الوراء .
_ أنا .. أنا لا أعرف .
أصبح وجهه قاتماً من الغضب وصاح : ماذا ؟
ابتلعت ماغي غصة وقالت : أنا لا أعلم من هو والد بنجي أرأيت … ؟
ابتعد عنها أكثر والتوتر باد في كل ذرة من جسمه .
_ أنت لا تعلمين من .. هو والده ؟
لاحظ أن هناك نظرة مترددة في عينيها لكنه تجاهلها ففي داخله تضطرم نار من الغضب المدمر .
_ هل أقمت علاقات مع عدد من الرجال لدرجة أنتك لا تعرفين من هو والد ابنك ؟
قساوة كلماته اللاذعة لسعتها بقوة ومع أنها بدت مصدومة إلا أنه تابع بقسوة والعنف ذاتهما : إذاً ذلك كايس الذي تتحدثين عنه وعن تلك الخسارة المأساوية هي مجرد قصة عاطفية لتتمكني من السيطرة علي .
تراجعت خطوة أخرى إلى الوراء وهمست : أنت لا تفهم .. ولا تعرف .
التوى فمه بازدراء وقال : آه ! أنا أعرف كل شيء .. أنا أعرف الحقيقة مهما كانت حياتك صعبة وسيئة فليس هناك عذر مطلقاً لتعيشي حياة مستهترة حتى إنك لست منزعجة من عدم معرفتك لهوية والد ابنك .
ملأ الاحتقار والازدراء وجهه وهو يتابع : هل فكرت مرة باستهتارك المطلق وعدم مسئوليتك تجاه ذلك الطفل البريء ؟ ألست أنت مثالاً حياً عن عدم تحمل المسؤولية ؟ ومع ذلك تفعلين ذلك ثانية وكأن ابنك ليس من لحمك ودمك .
صرخت بمرارة وألم : بنجي لي ! لن أتركه أبداً , أبداً .
خلا وجهه من أية تعابير وهو يقول : الولد بحاجة لأبيه .
ظهر شيء من الحزن في صوته ثم قال مكرراً : الولد يحتاج لأبيه وأنت حرمت ولدك من هذا الحق حتى إنه لن يعرف من هو والده ! أم أنك ستكذبين عليه وتقولين له إن كايس والده لتخفي عنه حقيقة أمه ؟
بدا صوته مليئاً بالازدراء والإدانة بغضب سار عبر الغرفة متوجهاً نحو الباب ليصل إلى غرفته من خلاله شعر بألم في أحشائه وكأن شيئاً ما رائعاً نادراً ومدهشاً تحول فجأة إلى فطريات عفنة بين يديه .
ما إن راقبته يغادر حتى وقفت ماغي في مكانها مضطربة من العاطفة القوية إلى الغضب الشديد في عدة لحظات ! شعرت وكأنها في ثورة من الغضب وعلمت أن عليها أن تلحق به .
وصلت إلى الباب المشترك في اللحظة التي كان سيغلقه فيها ومدت يدها لتمنعه قالت بصوت منخفض ومتوتر : رافايللو أنا لا أعرف من هو والده أمر فظيع جداً لكن .. أرجوك أعط السماح والغفران لكايس .
ازداد وجهه تجهماً وعبوساً .
_ كايس ؟ أنت قلت الآن إنه لم يكن والد بنجي ؟
ابتلعت ماغي غصة وقالت : صحيح كايس لم يكن والد بنجي كايس …
ترددت قليلاً لتقول أخيراً : كايس هي والدة بنجي .
حدق بها وكأنها أصيبت بالجنون أجبرت نفسها على المتابعة : كانت كايس كشقيقة لي لم يكن للواحدة منا سوى الأخرى في كل هذا العالم عندما .. عندما عاودها السرطان .. أصيبت بشيء من الجنون على ما أعتقد كانت تعلم أنها ستموت قبل أن تبدأ حتى بالحياة وقالت لي .. قالت لي ..
شعرت بطوق من الفولاذ يضيق على عنقها جعل من الصعب عليها أن تتنفس أو أن تتحدث لكنها أجبرت نفسها على المتابعة : .. إذا كانت لا تستطيع أن تعيش وإذا كانت ستختفي عن هذا الوجود .. وأرادت أن تبرهن أنها كانت موجودة وأنها وإن كانت لا تستطيع أن تعيش فستترك جزء منها بعدها هل كانت مخطئة ؟
أصبح صوتها كالهمس وهي تتابع : هل كانت مخطئة لمحاولتها الحصول على طفل بأية وسيلة كانت لتترك شيئاً
منها ورائها ؟ هل كان بإمكاني أن أقول لها لا ؟ كيف يمكنني ذلك وأنا لا أواجه المرض والموت مثلها ؟ كل ما استطعت القيام به هو أن أعدها بأن أربي ابنها وأن أكون الأم التي لم يتسنى لها أن تكونها كانت تعلم أني لن أتخلى عن بنجي مطلقاً لأنني أنا نفسي كنت يتيمة كانت تعلم أنها يمكنها الوثوق بي لذلك أعطتني إياه ... قبل وفاتها .
راحت الدموع تنسكب على خديها بغزارة ولم تستطع إيقافها بعد هذا الفيض من الذكريات التي تجمعها بصديقتها وقفت هناك وهي تضع يدها على الباب ولم يعد بإمكانها قول المزيد .
بعد ذلك أحاطتها ذراعان قويتان ضمتاها إلى صدر رافايللو القوي وكأنهما يحمياها انسكبت الدموع أكثر فأكثر وهي تسمع كلمات باللغة الإيطالية تهمس في أذنها لكن ما شعرت به هو إحساسها بالراحة بسبب صوته العميق المطمئن .
استغرقت فترة طويلة قبل أن تتوقف عن البكاء في الأشهر الأولى لوفاة كايس كان بنجي مازال صغيراً ومحروماً فكانا يبكيان لوحدهما في الليل لكن مضى على ذلك زمن طويل وطويل جداً منذ أن بكت لم يكن لديها يومها أحد ليخفف عنها .
أخيراً لم يعد هناك أي أثر للدموع أبعد رافايللو ذراعه عن كتفها وقادها إلى غرفته وقال لها : اجلسي .
سمعت رقة في صوته لم تسمعها منه من قبل ساعدها لتجلس على كرسي بجانب المدفأة الفارغة وربض على الأرض بجانبها ثم أمسك بيديها .
_ اغفري لي غضبي وكلامي السيء لقد تحدثت عن جهل كامل بالحقيقة .
لوى شفتيه بسخرية وتابع : .. كما فعلت معك في السابق .
ثم توقف وتابع بعدها بصدق : يمكنني أن أقول شيئاً واحداً فقط وهو أن بنجي طفل محظوظ جداً لحصوله على هذا الحب الشديد منك .
قالت ماغي وكأنها تصرخ من قلبها : إنه ابني ! .
ضغط رافايللو على يديها وقال مؤكداً : إنه ابنك بالطبع وحبك له يشع كأنه مشعل في الظلام لقد أخذته إلى قلبك وسيبقى هناك إلى الأبد .
رفع يديها إلى شفته وشعر بفرح داخلي لا يمكن وصفه .. شيء رائع وواضح جداً وقف و جذبها نحوه وهو مازال ممسكاً بيديها وتحت تلك الأنوار الخافتة عانقها ..

laila1920
25-01-2008, 13:12
كان عناقاً ناعماً … كالحرير .
قال لها بنعومة : أريدك جداً هل تبقين معي الليلة ؟
بدت عيناها عميقتين وغامضتين .
_ رافايللو .. أنا .. هناك شيء يجب أن تعرفه ..
ابتسم وقال موبخاً : هل لديك المزيد من الأسرار ؟ أخبريني بها كلها .
شعرت بخديها يتوردان قليلاً وقالت : منذ فترة قصيرة ظننت أني فتاة مستهترة وكنت غاضباً جداً ..
هز رأسه وقال : غضبي كان بسبب اعتقادي بعدم مسئوليتك بإنجاب طفل لن يستطيع معرفة والده لكن نظراً لما قلته .. حسناً .. ! أنا لست في وضع أستطيع انتقادك فيه إن كان لديك تجارب مثلي .
_ نعم لكن المشكلة هي …
توقفت عن الكلام وهي تشعر بالإحراج أخفضت رأسها كي لا تنظر إلى عينيه وتابعت تقول : أنا .. لا تجارب لدي مطلقاً .
سقطت كلماتها في صمت طال بينهما ثم ودون أي كلمة أبعدها عنه وسقطت يديه إلى جانبه أما هي فتابعت وهي تشعر بالخجل : أعلم أنك افترضت أن لدي على الأقل ما يكفي من التجارب حتى أصبح حاملاً لكن في الحقيقة ليس لدي أي تجربة أبداً مطلقاً .
اختفى صوتها وتمنت ماغي لو أنها تختفي في صدع في أرض الغرفة .
_ هل أنت عذراء ؟
بدت في صوته نبرة غريبة لم تعرف معناها كل ما أرادته هو أن يتسع ذلك الصدع لكي تنزلق في داخله من المؤكد أنه يفكر أنها مملة غير مثيرة باردة كان عليها أن تتذكر أن ساندريلا عادت إلى ثيابها البالية عند منتصف الليل فلا تنتظر أي اهتمام من رجل غني جذاب ولديه الكثير من التجارب مثل رافايللو دي فيسنتى قالت بتعاسة : أنا آسفة .
_ أنت آسفة ؟
سمعت تلك النبرة الغريبة في صوته مرة ثانية فحدقت في الأرض وأصابعها تلتوي على قماش تنورتها .
فجأة تقدم رافايللو منها ثانية وأمسك خديها بين أصابعه الطويلة الناعمة ثم أدار وجهها إلى الأعلى لتنظر إليه قال برقة : ألا تعلمين أن هناك أمراً واحداً فقط يمكن للمرء القيام به مع زوجته العذراء ؟
حدقت به وقد حبست أنفاسها بدا رائعاً تماماً بعينيه الجميلتين الغامضتين وشعره الأسود الناعم كاحرير وفمه المنحوت بدقة ..
أخذ رافايللو نفساً قصيراً وتابع يقول : أن يغازلها حتى يحصل عليها .
انزلقت أصابعه عن شعرها الناعم ولامست حدود خدها وشعرها المتدلي عليه ثم عانقها .. رفعت ماغي رأسها إليه وكأنها زهرة تتفتح لتشرب من رحيق الآلهة .
شعرت بكلماته تنزل على مسامعها ناعمة منعشة كرقائق الثلج الذائبة على خد حار وكأنه لم يعد في العالم سوى شخصين هي و رافايللو كان يمسك وجهها بيديه وأصابعه تلامسها بنعومة وكأنها أصابع من ريش لكن تحت تلك النعومة كان الشوق ينمو ويكبر وكانت ماغي تشعر به وتتجاوب معه من خلال عناقهما لم تعد تشعر بشيء حولها إلا ذلك الإحساس الرائع المميز …
قال بصوت منخفض أجش : أنت جميلة , جميلة جداً .
شعرت بقلبها يطير ويرتفع بسعادة لا تقاوم شعرت كأنها تذوب ولم يكن باستطاعتها تصديق ما تسمعه همست قائلة : هل أنا .. جميلة فعلاً ؟
_ وهل تشكين في ذلك ؟
وأمسك بيديها شابكاً أصابعه بأصابعها فكرت ماغي أنها في حلم فالحقيقة ليست بهذا الجمال والسحر ولا يمكن أن تكون كذلك .

9 _ أيام لا تنسى

استيقظت ماغي من نوم بدا لها دهراً ما إن توصلت إلى الوعي حتى بدت كل أفكارها مرتبكة تساءلت أين هي ؟ وأين بنجي ؟ لماذا لم يوقظها كما يفعل دائماً ؟ جلست برعب في السرير وهي ترمش بعينيها وأصبحت أكثر ارتباكاً وهي تحدق حولها غرفة النوم الغريبة عنها بعدئذ تدفقت الذكريات كلها على رأسها وشعرت في الوقت نفسه بالتعب والإرهاق .
صرخت مذعورة : بنجي !
وكأنه كان ببساطة منتظراً نداءها .. في تلك اللحظة دخل رافايللو إلى غرفة نومه عن طريق الباب المشترك وهو يحمل بنجي بين ذراعيه ابتسم الاثنان لمجرد رؤيتها وعلى الفور مد بنجي ذراعيه إليها لاحظت ماغي على الفور أن رافايللو لا يرتدي سوى بنطلونه الجينز وقد سار نحوها ليعطيها بنجي .
_ قدمت ماريا له الفطور وبدلت له ثيابه ونظفته .
جالت عيناه عليها وتابع : بدوت متعبة يا عزيزتي فتركتك نائمة .
أحنت ماغي رأسها وهي تشعر بالحرارة تلون خديها وشغلت نفسها بعناق بنجي لكن ما إن اطمأن الطفل لوجود أمه حتى ابتعد عنها وراح يختبئ تحت غطاء السرير تمنت ماغي لو أنها تستطيع القيام بذلك أيضاً فالنظر إلى رافايللو مباشرة ليس أمراً تستطيع القيام به بجسارة سألها بنعومة وقد فهم ردة فعلها : أتشعرين بالخجل عزيزتي ؟
بسرعة بدأت أفكار رافايللو تحاول استرجاع الماضي حاول أن يتذكر أية لحظات مشابهة مع أي امرأة عرفها من قبل امرأة تتورد خجلاً وتخفي عينيها عنه عندما يحييها عند الصباح فلم يتذكر أي واحدة .
ماغي بعيدة بمليون ميل عن أي امرأة مرت سابقاً في حياته ليس فقط لأنها كانت عذراء أو بسبب خجلها تساءل ما الذي يجعلها مختلفة عنهن ؟ إنه أمر لا يستطيع اكتشافه لكنه سيكتشف ذلك الأمر .
اقترب ليجلس قربها على السرير فلاحظ وهو يشعر بالتسلية كيف ابتعدت بصورة لا شعورية لتندس تحت غطاء السرير انحنى إلى الأمام ثم قال بمرح وعيناه تشعان بالسعادة : صباح سعيد !
بدت كأنها لا تعلم ما الذي يريده فعمل رافايللو على الفور على توضيح ما يريده عانقها عناقاً رقيقاً ثم انسحب ما إن ابتعد عنها حتى رأى وجهها يحمر خجلاً وهي ما تزال غير قادرة على التحديق في عينيه ابتسم ما إن رأى نظرة عينيها تتجه نحوه للحظة .
_ لا داعي للخجل عزيزتي .
إنه أمر غير عادي لقد تحولت من تلك المخلوقة الفقيرة الهزيلة غير المحبوبة حيث لا يمكن لرجل أن ينظر إليها ولو لمرة واحدة إلى إنسانة تدير الرؤوس كيفما تنقلت إحساس غريب تحرك في داخله ولم يعلم ما هو ذلك الإحساس طافت عيناه عليها مرة ثانية كانت ماغي تنظر إليه بخجل وبعدم ثقة ومع ذلك كانت الشوق يلمع يشع من عينيها رغم إحراجها اقترب منها ثانية فلقد بدت جميلة جداً وهي مستلقية على وسائده مع أنها رفعت غطاء السرير حتى ذقنها .
وفي تلك اللحظة اندفع رأس من تحت الغطاء وضرب بمرفقه وسرعان ما امتدت يد صغيرة وأمسكت بيده فسقطت يده على السرير حاملة جسمه المنحني اندفع بنجي في ضحك طفولي أشبه بصياح الديك مسروراً بما فعله وهو يظهر من مخبئه .
جلس رافايللو وقد ظهرت السخرية على وجهه لا مجال للبقاء بمفرده مع ماغي هذا الصباح هذا ما استنتجه ! بدأ يفكر بسرعة إن كان يستطيع أن يعيد بنجي إلى ماريا لتعتني به وبذلك يتمكن من الحصول على ماغي لنفسه .
لكن تبين أنه لا يستطيع ذلك فبنجي يريد أن يلعب إنه يضج بالنشاط والحيوية عند الصباح زحف الطفل نحو رافايللو ورمى بنفسه على حضنه ضاحكاً وهو يقوم بحركات ليشجعه قالت ماغي : يريدك أن ترقصه على ركبتيك .
أخيراً وجدت صوتها التكلم عن بنجي هو على الأقل أمر معقول فهو موضوع آمن وطبيعي ولا يشبه البتة ما كان يرمي إليه رافايللو فذلك أمر لا تستطيع التعامل معه بنجاح .
سألها رافايللو : أهكذا ؟
واستدار ليجلس بطريقة مستقيمة واضعاً قدميه على الأرض ثانية .
شرحت له ماغي بمرح : نعم عليك أن تضمه إليك وتلاعبه وتريه طريقة ركوب الخيل .

راقبته ماغي وهو يكرر اللعبة عدة مرات لبنجي فكاد قلبها ينفطر في صدرها تأثراً مرة بعد مرة بدا رافايللو وسيماً جداً بجسمه الرشيق الأسمر الذي يخلو من أي أثر للسمنة وذراعيه القويتين اللتين تمسكان بنجي بقوة وبعناية ووجهه ذي الوسامة الواضحة وفمه الضاحك بدت عيناه السوداوان الجميلتان متجعدتان قليلاً عند الزوايا وكان شعره الحريري الأسود يتطاير فوق جبهته راح قلبها يتلوى ويتلوى وهي تراقبهما .

laila1920
25-01-2008, 13:14
الحمد لله أن بنجي موجود هنا ! رفعته عن حضن رافايللو وقد حرصت بشدة ألا تلمس هذا الرجل شعرت بنفسها سعيدة جداً لكن .. ليست سعيدة لدرجة أن تنسى أنها لا تزال تشعر بالخجل المطلق.
فلو لمسته سيعلم على الفور أنها تشتاق إليه كثيراً .
مرغت أنفها بحب في بنجي وقالت : هكذا أيها العفريت الصغير حان الوقت لتنهض .
شعر رافايللو بالحرج الذي تشعر به فأشفق عليها ونهض على الفور .
_ سآخذ بنجي إلى الطابق الأرضي وسنكون على الشرفة تعالي وانضمي إلينا لتناول الفطور هناك .
حمل بنجي من بين يديها ولم يشعر بأي حرج لملامستها وذلك على العكس مما كانت ماغي ستشعر به لو لمسته شعرت ببشرتها ترتجف حيث مست أصابعه ذراعيها بينما كانت تنقل بنجي إليه وعندما غادر الغرفة فقط تجرأت وخرجت من السرير لتذهب إلى الحمام .
وقفت هناك ترى انعكاس صورتها على المرآة وقفت تحدق ملياً وترى كم هي جميلة حقاً ! لقد حدث لها ذلك فعلاً أقرت بذلك بتعجب و اندهاش لقد حدث ذلك فعلاً !
ذلك الإحساس العميق من السعادة سيطر عليها ثانية وفي أعماقها كان هناك تعجب وألم قويان جعلاها تشعر كأن قلبها يتصدع أضاءت وجهها ابتسامة بطيئة فمهما حدث مهما حدث معها حتى آخر حياتها ستكون لها هذه اللحظة هذه اللحظة الرائعة غير المعقولة عندما أخذها أجمل رجل في العالم إلى عالمه وجعلها زوجته .
استحمت وارتدت ثيابها بسرعة وهي مليئة بقوة هائلة من الشوق لتبقى بصحبته لم تكن تعلم ما الذي سيجلبه النهار وما الذي سيحمله المستقبل كل ما تعلمه أنها الآن تريد فقط أن تكون مع رافايللو أن تشعر بحضوره وأن تشرب من وجوده وكأنه شراب من العسل .
كان رافايللو بانتظارها على الشرفة ما إن اقتربت منه حتى لمعت عيناه بنظرة تقييمية أدركت ماغي على الفور أن فستانها الصيفي الأزرق الناعم الذي اختارته من المجموعة الكبيرة التي تملأ خزانتها ينساب على جسمها الرشيق مظهراً جمالها ونحافة خصرها جلست على مقعدها وشغلت نفسها بسكب فنجان القهوة نظر إليها بنجي نظرة مختصرة وهو يلعب على دراجته وسار مبتعداً عبر الشرفة .
انحنى رافايللو نحوها كانت عضلاته المفتولة تلمع كأنها الفولاذ المصقول في ضوء الصباح المشرق .
_ حسناً عزيزتي ! ماذا ترغبين أن تفعلي هذا اليوم ؟
التعابير الواضحة التي ظهرت في عينيه جعلتها تدرك بوضوح ماذا يريد كجواب منها شعرت باللون الأحمر يصبغ خديها من جديد .
أجابت بارتباك : آه .. ! أي شيء تريده .
لكنها تابعت بسرعة : لكن أليس من المفترض أن تذهب للمكتب أو أن تقوم بشيء ما ؟
هز رافايللو رأسه وأجابها : أؤكد لك أن لا شيء أكثر إثارة للملل من الذهاب إلى هناك .
وكان ذلك صحيحاً فمجرد التفكير في الجلوس في مكتبه محاولاً تطوير شركة دي فيسنتى إلى إمبراطورية عالمية بدا أكثر الأفكار المملة في العالم لا ! عالمه اليوم مركز هنا مع هذه المرأة الجذبة وغير العادية .
عاد بنجي إليهم كأنه يتسابق وما إن لمحه رافايللو حتى تجمد في مكانه .
لقد أخذت ماغي على عاتقها تربية ابن امرأة أخرى وكأنه ابنها امرأة على حافة الموت أعطت ثقتها لماغي وأمنتها على ابنها الوحيد .
شعر بشيء ما يعتصر داخله وفكر كم يحتاج المرء إلى صفات سامية ليقوم بمثل هذا العمل ؟ إنه خيار كلفها الكثير من الناحية المادية فمن أجل صديقتها المتوفاة تقبلت تربية طفل حديث الولادة ولا معيل لها إلا ما تؤمنه من الدولة فلا عائلة لها وهي بالكاد تملك المال حتى إنها لا تملك منزلاً خاصاً بها لتتمكن من تربيته لكنها فعلت هذا .. جعلت نفسها امرأة كادحة تعيش في فقر مدقع لأنها لم ترضى أن تدير ظهرها إلى طفل وحيد لا سند له سواها .
اجتاحته عاطفة قوية .. الحمد لله أنه وجدها !
لقد أخذها بعيداً عن ذلك الفقر المدقع وأحضرها إلى هنا وحررها كأنها كانت عصفورة محبوسة في قفص وهاهي تطير بأجنحة متنوعة الألوان في دفء الصيف الرائع امتلأ قلبه بالعطف والتقدير لها وشعر بشيء ما أكثر من ذلك لم يدرك كنهه .
شعر بيد صغيرة على ركبته جذبت انتباهه يريد بنجي أن يصعد إلى الطاولة انحنى وحمله ليضعه على حضنه متعجباً من عاطفة الطفل الصادقة واستكانته بثقة على صدره قبل أن تلتف انتباهه لفائف الخبز على الطاولة .
عمل رافايللو على إطعامه وهو يضحك بينما راحت ماغي ترتشف قهوتها .
وبعد قليل أعلن رافايللو بصوت حاسم : سنمضي يوماً آخر على الشاطئ هذا ما نحتاج إليه كلنا .

**********************
_ أتريدين المزيد من القهوة ؟
هزت ماغي رأسها رافضة مع أن جزء منها أراد أن يقول نعم لأن ذلك يعني أنها ستتمكن من الجلوس لمزيد من الوقت إلى الطاولة في الطابق العلوي كان بنجي نائماً بعد أن بدا منهكاً بعد أن بدا منهكاً من شدة التعب من اللعب بفرح على شاطئ البحر .
كانا لا يزالان على الشرفة حتى في ذلك الوقت المتأخر لأن الطقس أصبح أكثر دفئاً وكانت ماغي تشعر بالفرح من روعة سماء ليل إيطاليا سمع صوت صرير المعدن على البلاط تبعه نهوض رافايللو ووقوفه على قدميه استدار من وراء الطاولة ليأتي نحوها ثم مد يده إليها وقال بنعومة : حان وقت النوم .
شعرت بأنفاسها تعلق في حلقها فهي تعلم تماماً ما الذي يريده وهي تعلم من كل قلبها أن هذا ما تريده أيضاً أرادت أن تشعر بذراعيه حولها مرة ثانية وتشعر به بقربها .
تابع وهو ينظر إليها بعينيه السوداوين كالمخمل : لقد انتظرت طوال النهار بقيت ساعات لا نهاية لها منتظراً هذه اللحظة عزيزتي عندما أمسك بيدك وأشدك إلي هكذا …
برقة لا تخلو من القوة والإصرار شدها لتقف على قدميها وهو يتابع : .. وأضع ذراعي حولك هكذا …
ضمتها ذراعاه إلى صدره وتابع : وأرفع وجهك إلي وأضمك إلى صدري …
وأحنى رأسه وعانقها .
شعرت كأنها في الجنة وهي في منتهى السعادة رأت النجوم تتحرك بشكل دائري عبر السماء السوداء بينما راح رافايللو يعانقها كأنها زهرة تتفتح من أجله فقط .
قال مرة ثانية : تعالي ! حان الوقت لنبدأ ليلتنا .
فكرت هل ما يحدث حقيقي ؟ أفكارها في ضباب وجسمها في نار هادئة .
لم يعد هناك مكان للكلام فلا قيمة للكلام مطلقاً وهي لا تريد شيء أكثر من هذا العالم .
عليها أن تحتفظ بهذه اللحظات أن تحتفظ بها إلى الأبد بهذه السعادة العارمة وبهذا القدر من الفرح الذي تشعر به .
أحبك !
تشكلت الكلمة على شفتيها واستقرت في قلبها وشعرت بقوتها وروعتها لكنها كلمة صامتة .. تنفست وهي تتلفظ بها على بشرته تقولها لنفسها فقط ..
أحبك !
وعد صامت .. وهدية ستبقى طي الكتمان .
_ رافايللو ! لا قد يشاهدنا أحدهم .
قالت ماغي ذلك عندما حملها وصعد بها الدرج .
_ من ؟ لا أحد هنا فالخدم كلهم نيام .
ثم ابتسم ابتسامة ماكرة أظهرت أسنانه البيضاء قال : لا أحد عزيزتي .. لا أحد سينقذك مني .
دار بها دورة كاملة قبل أن يدخلا معاً إلى غرفته .
ببطء وهدوء وضعها على السرير وقال بصوت كالصدى : لا أحد سينقذك مني .
نظرت ماغي مباشرة في عينيه وقالت هامسة : لا أريد أن ينقذني أحد .
و ببطء شديد عانقها وحملها معه إلى عالم سحري أشبه بالجنة .
في الصباح التالي استيقظت لتكتشف أن رافايللو استيقظ قبلها وأخذ بنجي إلى ماريا لكن اليوم بدلاً من أن يعيده معه عاد لوحده ليخبرها أن ماريا أخذت بنجي ليلعب مع أولاد أختها الصغار وانه سيكون سعيداً ولن يفتقدها للحظة .
فكرت ماغي أن هذا الأمر يناسبها تماماً فالآن لا وقت لديها على الإطلاق لأي كان إلا لرافايللو .
أما رافايللو فأبقى ماغي له بالكامل وقد أمضى معظم الصباح وإياها في حب لا ينتهي إلى أن قرر أخيراً أنه حان وقت النهوض لاستقبال يوم جديد .
وبعد نزهة رائعة إلى أبعد نقطة مأهولة استطاع رافايللو إيجادها أدركت وهي تشعر بالسعادة تماماً ما الذي يفكر به فهو يريد أن يعيشا مثل أدام وحواء في الجنة وهي تحبه وتعلم أن لا مجال للحب بشكل مختلف وأنها ضعيفة جداً أمام قوته ومع أن روعة حبه لامست أعماق أعماقها إلا أنها كانت تعلم أن هذه الحياة ليست لها .
ربما يتسنى لها أن تحيا بسعادة اليوم وغداً لكن مهما كان الوقت الذي ستمضيه برفقة أجمل رجل في العالم فإنه لن يستمر إلى الأبد ومع أنها لا تعلم لماذا قرر تغير تصرفاته نحوها ربما ذلك بسبب الفضول أو الرغبة أو أنها نزوة أراد تحقيقها لكنها تعلم أن الأمر لن يدوم وأن كل ما يحدث معها هو حلم خارج الزمن .
إنها مجر دعوة قصيرة زائلة للسعادة التي ستحترق مثل شعلة نار قبل أن تطفئ نفسها .
لكنها مع ذلك غير مبالية فالنهاية آتية لا محالة وهي سوف تستيقظ ذات يوم على عناقه الأخير ..
شعرت به يقترب منها تظلله شجرة الكستناء فاستدارت نحوه وحدقت به يائسة من شدة حبها له تمنت لو أنه لا يرى ذلك الحب وتمنت ألا يكون واضحاً في عينيها بكسل نزع رافايللو ورقة عشب طويلة ومررها على جانب خدها الإحساس بالوخز الناعم على وجهها جعلها تبتسم .
سألها بنعومة وهو يبادلها ابتسامتها : لم تبتسمين ؟
قالت له ببساطة : لأنني سعيدة .
أصبحت ابتسامته أكثر عمقاً وقال وهو يعانقها بنعومة : وأنا أيضاً عزيزتي سعيد جداً .
وللحظة طويلة نظرا إلى بعضهما البعض إلى أعماق عيونهما ففي النهاية لقد تشاركا في أجمل اللحظات الحميمة معاً والرحلة التي قاما بها معاً إلى أفاق العاطفة والشوق بدت رائعة تماماً أدركت ماغي في تلك اللحظة أن ما بينهما الآن هو أعمق من كل ما حدث سابقاً وبينما كانت تنظر إلى عينيه و رافايللو يبادلها النظرات شعرت برباط حي ينمو بينهما رباط ينتمي إلى روحيهما وليس إلى جسديهما فقط .
وكأن عاطفة جديدة غير معروفة لديها بدأت تزهر وتتفتح في أعماقها عاطفة لم تجرؤ أن تصفها ولم تجرؤ أن تعطيها اسماً عندها رأت قناعاً يخفي عينيه ورأته ينسحب بعيداً عنها .
كان ذلك مجرد أمل سرعان ما رحل بعيداً …

laila1920
25-01-2008, 13:15
********************************
في اليوم التالي أخذا بنجي معهما في نزهة في الهواء الطلق وما إن عادوا إلى الفيلا مع مغيب الشمس أعطى بنجي إلى ماريا التي أسرعت بترك عملها عند وصلوهم وضعت يدها على يد ماغي وقالت ببساطة : اذهبي .
وسارت برفقتها نحو الدرج .
لم تستطع ماغي النظر إلى وجه ماريا وبالكاد تمكنت من التربيت على رأس بنجي طالبة منه ان يكون ولداً طيباً .
أكدت لها ماريا : إنه دائماً رائع سينيورا .
صعدت ماغي لدرج بسرعة شعرت أن سعادة ماريا ليست فقط بسبب تصرفات بنجي ولكن بسببهما أيضاً فمنذ أن حولها رافايللو من بجعة قبيحة إلى امرأة حقيقية أصبحت مدبرة المنزل تشع بالرضى عليهما معاً راحت تهتم برافايللو فتقدم له الكثير الطعام ومع ذلك لم يؤثر ذلك على رشاقته هذا ما فكرت به ماغي وهي تنظر باهتمام واضح إلى جسمه القوي وهو ينزع قميصه عن كتفيه أما بالنسبة لها فكانت ماريا تشرق من الفرح كلما نظرت إليها لم تقل شيئاً لكن عينيها قالتا الكثير .
ماغي تعرف السبب ماريا تعتقد أن هناك شيئاً ما حقيقياً يحددث بينهما وأن ذلك الزواج الغريب والمؤقت أصبح حقيقياً .
لكن الأمر ليس صحيحاً وهي تعلم هذا تعلم ذلك في أعماق قلبها وأفكارها وروحها وفكرت ماغي أنه بالطبع ليس مفتوناً بها لكنه متمسك بالسعادة التي غمرته من تحويلها إلى فتاة فائقة الجمال أو على الأقل إلى عصفورة ذات جناحين وتعليمها الطيران .
ضمها إليه واضعاً ذراعيه حولها فأراحت رأسها على صدره راحت أصابعه تتحرك ببطء على شعرها لم يقولا شيئاً لكن في ذلك الصمت وجدت ماغي سلاماً لم تعرفه قط من قبل .
في تلك الأمسية أخذها رافايللو لتناول العشاء خارجاً بعد ان نام بنجي .
تناولا العشاء في مطعم أنيق ورائع يشرف على الوادي جلست ماغي هناك وهي تشعر أنها أميرة بفستانها الحريري الأزرق اللون والعقد الماسي الذي يزين عنقها لكن رافايللو هو من جعلها تشعر بأنها اميرة وليس الثوب الأنيق المميز التصميم ولا العقد الذي لا يقدر بثمن بل رافايللو الرجل الذي تحب لكنها تعرف أن الأميرات يعشن فقط في القصص الخيالية لا في الحياة الواقعية .
ومع أنها لم تعد تلك الفتاة البشعة التي كانت إلا أنها لا تزال سندريلا وعقارب الساعة تتجه نحو منتصف الليل …
لم تكن تعلم متى ستدق ساعة منتصف الليل لم تكن تعلم إلى متى سيبقى رافايللو مفتوناً بها ومنشغلاً بلعبته السحرية غير المتوقعى التي حولت خادمة كئيبة إلى امرأة تستحق اهتمامه وتستحقه .
تعلم أنه لن يكون قاسياً معها ولن يبعدها عنه بوحشية لكنها تدرك وبإحساس عميق ومخيف أن جرس الهاتف سيرن ذات يوم أو سيصله بريد إلكتروني أو أن والده سيعود وأنه ببساطة سيتذكر أن حياته الواقعية لا علاقة لها مطلقاً بالمرأة التي تزوجها ليتمكن من السيطرة على الشركة التي هذذ والجه ببيعها رغماً عنه .
وعندما سيحدث هذا ستحزم حقائبها وتحمل بنجي وترحل وسوف تلقي نظرة أخيرة على الرجل الذي يحمل قلبها بين يديه هدية لم يطلبها يوماً ولن يعرف انه يمتلكها وستعود إلى حياتها السابقة ولا شيء معها غير الذكريات التي تمثل كل واحدة منها جوهرة غالية لا تقدر بثمن .. ستحفظ بها طوال حياتها …
_ ما الأمر ؟
اخترق صوته الخفيض أفكارها فأجبرت نفسها إلى الابتسام ورفعت كوبها لتشرب وهي تقول : لا شيء أشعر بالشفقة على الناس في بريطانيا رأيت عناوين جريدة إنكليزية كتب فيها أن شهر حزيران هو الأكثر مطراً منذ سنين .
أجابها وهو يبتسم : لا تفكري بأيام الصيف الرطبة في بريطانيا فقط فكري بأيام و توسكانا الرائعة .
وضعت كوبها جانباً وقالت سأتذكر هذا الصيف طوال عمري شكراً لك رافايللو أشكرك من أعماق قلبي .
التقت عيناها بعينيه وسكبت من تعابيرها كل الامتنان نحوه لأنه منحها هذه القصة الخيالية لتعيشها فترة قصيرة .
لمع شيء في أعماق عينيه لم تستطع تحديده أحنى رأسه قليلاً بطريقة رسمية جداً ثم قال : لقد أسعدني ذلك يا عزيزتي وما زال يسعدني .
مد يده عبر الطاولة وأمسك يدها ثم رفعها إلى فمه بدت قبلته ناعمة ونظرة عينيه أكثر نعومة .
كاد قلب ماغي يتوقف عن الخفقان وللحظة توقف كلياً عن الحركة وبينما كانت تحدق به بصمت حدث ذلك ثانية غطى ملامح وجهه قناع غامض ثم ترك يدها .
قال رافايللو : غداً سآخذك إلى فيرنزي .
وبينما عادت ماغي تتابع تناول طعامها شعرت بضغط ثقيل على قلبها .
بدت لها فلورنسا رائعة فالعصور الوسطى في إيطاليا تميزت بالعمران والنحت والرسوم الزيتية والمدينة غنية جداً بكنوز الفن والهندسة جعلت ماغي تصاب بالدوار .
مع ذلك كانت تشعر بالحزن أو ربما شيء جعلها هكذا وجدت نفسها تشتاق إلى ذلك اليوم الرائع في لوكا عندما لوح رافايللو بمروحته السحرية فوقها وظهرت له للمرة الأولى في أجمل وقت من حياتها كلها كامرأة تثير اهتمامه .
فعلت كل ما بوسعها لتخفي حزنها الداخلي ليس لأنه لا يحق لها أن تجعله يشعر بعدم الارتياح بسببها بأية طريقة كانت فهو لم يطلب منها أن تقع في غرامه ولم يرغب بذلك مطلقاً بل ببساطة لأنها ستخسر يوماً تلك الأيام الغالية والذهبية برفقته .
لذلك راحت تبتسم وتشبع عينيها منه وتشعر بالفرح الغامر بقربه عندما يلف ذراعه حول كتفيها وعندما يمسك بيدها وهما ينظران إلى جمال التحف التي تعود إلى العصور الوسطى أبعدت إلى أعماق أعماقها الإحساس الكئيب الذي تخشاه .
كانا يشربان القهوة في أحد المقاهي راحت ماغي تراقب الناس يسيرون أمامهما باهتمام عادي لكنها كانت تراقب باهتمام أكبر عضلات رافايللو المفتولة بقوة ورشاقة وبينما كانت تغطي يده يدها بحرارة وفجأة اقترب أحدهم منهما .
_ رافايللو ! مرحباً !
تبع ذلك فيض من الكلام الإيطالي ورأت ماغي أن المرأة الأنيقة التي حيت رافايللو هي لوسيا كان برفقتها شاب أنيق شاب أنيق شعره أشعث وشفتاه كبيرتان .
رد رافايللو التحية باحترام وسرعان ما خولت لوسيا اهتمامها إلى ماغي .
_ إذاً ها أنت تستمتعين في توسكانا حتى النهاية !
بدا صوتها فرحاً فهزت ماغي رأسها وردت عليها بالكلام المناسب .
مالت لوسيا برأسها قليلاً باتجاه رافايللو وتابعت : وأظنك .. تتمتعين أيضاً بكل ما يقدمه لك ذلك التوسكاني .. هل أنا مخطئة ؟
هذه المرة كان هناك معنى آخر واضح لكلماتها وجدت ماغي نفسها تسحب يدها من تحت يد رافايللو وبالكاد تمكنت من أن تبتسم ابتسامة خفيفة وكأنها لم تفهم ما تقصده لوسيا بوضوح رفعت المرأة كتفيها ببساطة .
_ حسناً ! اسمعي بما تشائين طالما يمكنك ذلك والآن اعذراني كارلو عديم الصبر لأنه يريد أن يريني آخر عمل رائع له .
وضعت يدها تحت ذراع الشاب بتملك ولوحت لهما بحركة أنيقة وغادرت .
جاء صوت رافايللو خشناً مثيراً للأعصاب وهو يقول : يا إلهي ! لا أصدق أنها اعتقدت أنني قد أتزوج
بها .
ثم نظر بازدراء إلى الرجل الذي يسير بجانب ابنة عمه .
وافقته ماغي : لا يبدو أنها تذوي لأجلك .
كانت لوسيا تتكئ على حبيبها الآن لتوضح للجميع موقعه بالنسبة إليها .
فجأة رفع رافايللو نظره إليها وسألها : وأنت عزيزتي هل تذوين لأجلي ؟
أتى السؤال فجأة من دون أي مقدمات .. شعرت ماغي كأنها تتجمد .
أخفضت رأسها غير قادرة على النظر إلى عيني رافايللو .
_ لا أعتقد أنك تريدني أن أشتاق إليك أليس كذلك ؟
قدمت إجابتها بصوت منخفض لكنها حاولت جاهدة ألا تظهر أية عاطفة في صوتها ما إن أنهت كلامها حتى رفعت عينيها ثانية محافظة على تعابير وجهها الهادئة .
بقي رافايللو صامتاً للحظة نظر إلى عينيها لكنها لم تستطع أن تقرأ أية تعابير على وجهه كانت لا تزال تشعر وكأنها مجمدة مكانها برهة حين هز رأسه وقال : لا ! لا أريدك أن تشتاقي إلي .

laila1920
25-01-2008, 13:16
بدت في صوته نبرة غريبة لم تفهمها بدت لها كأنها إنذار أبعدت نظراتها عنه باتجاه المعبد الذي يعود تاريخه إلى القرون الوسطى والذي يقع في الجهة البعيدة للمقهى كم من الحالات الفرح والحزن مرت على هذه الحجارة وما أنا غلا مجرد حالة واحدة من تلك الحالات !
كان على هذه الفكرة أن تجلب لها العزاء والراحة لكنها لم تفعل …
ما إن استيقظت في الصباح التالي حتى أدركت أن هناك أمراً ما قد حدث كان رافايللو وافقاً بجانب النافذة وهو ينظر إلى الخارج إلى الحدائق الجميلة للفيلا وهي تتموج تحت أشعة الشمس الصباحية كان يدير ظهره إليها ويرتدي بذلة العمل ذاتها كان يرتديها في اليوم الذي تزوجا فيه وقد بدا غامضاً ومفراً .
ما إن سمعها تتحرك حتى استدار كان جسمه مرسوماً من خلال ضوء في النهار في الخارج فشعرت أن الوقت هو أبكر من الوقت الذي يستيقظان فيه عادة .
جاء صوته متسائلاً : ماغي ؟
وعندما أدرك أنها استيقظت سار نحو السرير بدا لها أطول وأكثر قساوة وهو ينظر إليها وقد حلق ذقنه وصفف شعره بطريقة شعره بطريقة عملية .
_ يجب أن أذهب إلى روما مجلس الإدارة سيجتمع اليوم ويجب أن أكون حاضراً .
بدا صوته حازماً وعملياً بدا رافايللو الذي أحبته بعمق بعيداً عن هذا الرجل الذي تراه الآن ملايين الأميال فالرجل الذي يقف أمامها هو ذلك الذين دفع لها المال كي تتزوجه والذي استأجرها لتقوم به ارتجف شيء ما في داخلها آه ! قد يكون رافايللو الذي جعل منها أميرة في قصة خيالية ما زال ما زال موجوداً لكن ليس اليوم وليس هذا الصباح فرافايللو الحقيقي وضع ذلك الرجل جانباً لقد حان الوقت ليعود إلى حياته الحقيقية .
سمعت نفسها تقول بارتباك : آه ! بالطبع .
رفعت جسمها لتتكئ بقلق على مرفقها وأبقت غطاء السرير حولها .
استمر في النظر إليها وقد بدا رائعاً وهو يقف هناك بدا كرجل الأعمال القوي والثري غريباً وبعيداً تماماً كما كان عندما وقعت عيناها عليه للمرة الأولى وهي تنظف غرفة الحمام في منزله .
تجهم وجهه وهو يدير الزر الذهبي في طوق كمه الأيسر قال على نحو مفاجئ : عندما أعود علينا أن نتكلم هل تفهمين ذلك يا عزيزتي ؟
هزت ماغي رأسها وقد شعرت بغصة تتشكل في حقلها غصة قاسية تكاد تخنقها وكأنها حجر لا تستطيع ابتلاعه .
_ نعم …
ظهر الضيق على وجهه وتابع : لقد عشنا في حلم طوال الأيام الماضية .
تضخم في حلقها وقالت : نعم …
حاولت أن تخفي تعابير وجهها كي لا يرى كم تبدو مرتعبة وقف ينظر إليها والقلق باد على وجهه ظهرت رقة مفاجئة في عينيه وللحظة عاد رافايللو الرائع ثانية الرجل الذي أخذها إلى عالم الأحلام وحملها بين ذراعيه ….
_ سأهتم بك عزيزتي كوني متأكدة من ذلك .
ثم نظر إلى ساعته وأطلق زفرة غاضبة .
_ علي أن أذهب الآن .
انحنى بسرعة واضعاً ذراعه على الحائط وعانقها أخيراً سريعاً … ورحل

10 _ العودة إلى الجنة

كانت ماغي قرب بركة السباحة مع بنجي وهي تشعر بثقل في قلبها لم يكن بإمكان رافايللو أن يجعل الأمر اكثر وضوحاً مما فعل فذلك الوقت الذهبي الساحر قد انتهى كانت تسمع صدى كلماته مراراً وتكراراً في رأسها : عندما أعود سنتحدث .
إنها ليست بحاجة إلى قدرة على رؤية المستقبل لتعلم عما يريد ان يتحدث حياة رافايللو الحقيقية طالبت باسترداده حياته الحقيقية التي جعلت منه رجل أعمال قوياً ومسيطراً يقوم بأشياء مهمة بعيدة جداً عن العبث مع امرأة لم يغرب بها منذ البداية .
كانت تعلم أن هذا سيحدث في نهاية الأمر لكن على الرغم من معرفتها ان حياتها المليئة بالسعادة ما هي إلا فترة مؤقتة فإن ذلك لم يجعل خسارتها الوشيكة محتملة إحساسها بالظلم والاضطهاد تضاعف كأنه قيد من حديد .
طرقات قوية لحذاء نسائي على الممر الحجري تقترب من البركة جعلتها تدير ر؟أسها تجمدت نظراتها ما إن رأت لوسيا تقترب منها ما الذي تفعله هنا ؟ كل حدس عند ماغي كان يخبرها أن وجود هذه المرأة لا يحمل أنباء سارة .
_ ماغي لدي أنباء سيئة !
جاء صوت المرأة الأخرى متقطعاً وشعرت ماغي بشعر رقبتها الخلفية يقف بعد مرور لحظة أخرى أدركت ان لوسيا لا تتحدث معها بشكل عدائي لكن بدا وجهها جامداً من الصدمة .
تعرض انريكو لأزمة قلبية !
أطلقت ماغي شهقة ثم وقفت على الفور عن الكرسي الطويل ووضعت بنجي على قدميه .
تابعت المرأة الأخرى حديثها الجارف : نقلوه إلى المستشفى و رافايللو الآن معه ولا أحد يعرف إن كان سينجو …..
توقفت عن الكلام وكأنها تختنق .
وقفت ماغي مكانها تعرف ما الذي تقوله فكرت آه .. ! المسكين , المسكين رافايللو أي عذاب يمر به الآن ….
سمعت نفسها تقول : إني آسفة جداً .
أخذت نفساً وهي تشعر بيأس كبير ثم تابعت تقول ه: هل هناك أي شيء أستطيع القيام به ؟
نظرت لوسيا إليها ثم هزت رأسها قائلة : من الصعب علي قول ذلك ..
توقفت عن الكلام للحظة ثم تابعت : أنا لا أقول هذا بسبب خصومتي معك عليك ان تفهمي ذلك
لكن …
توقفت للمرة الثانية ثم تابعت : أفضل شيء تقومين به الآن هو أن ترحلي .
للحظة فكرت ماغي أنها تقصد الذهاب إلى روما إلى رافايللو وفجأة شعرت كأن سكيناً إنغرز في قلبها حين أدركت أن هذا ليس ما تقصده ابنة عم رافايللو .
بدت تعابير وجه لوسيا مليئة بالارتباك وبد أن ما ستقوله لها ليس مريحاً .
_ انريكو بحاجة لرافايللو , و رافايللو بحاجة إلى انريكو لقد اعتقدت مرة …
ترددت قليلاً ثم تابعت : اعتقدت أن الوسيلة الوحيدة لجمعهما هي زواجي من رافايللو لكنني كنت مخطئة فرافايللو رأى ذلك مخططاً من والده للسيطرة عليه وهو لا يسمح لأحد بذلك وأنت من بين كل الناس تعلمين الحدود التي وصل إليها لكي يتملص من هذه السيطرة لكن الآن انريكو قد يموت ويجب أن يحصل على السلام مع ابنه كذلك الأمر بالنسبة لرافايللو .نظرت إلى عيني ماغي وتابعت : لا يمكنهما الحصول على السلام إذا كنت لا تزالين هنا لا بد أنك تعلمين ذلك .
شعرت ماغي بذلك السكين يمزق قلبها أكثر فأكثر لكن رغم الألم سمعت المنطق الذي لا مفر منه والذي كانت لوسيا تتفوه به .
_ يجب أن أتمكن من إخبار انريكو هذا إن كان ما زال حياً أنك قد رحلت عندها سيتمكن من مسامحة رافايللو والحصول على السلام معه .
أصبح الألم قوياً لدرجة ان ماغي لم تعرف كيف كانت تتحمله وكأنما بدا ذلك واضحاً على وجهها فعندما تحدثت لوسيا ثانية جاء صوتها أكثر لطفاً ورقة .
_ أعلم ان الأمر صعب عليك فلقد أغرمت بابن عمي لا ! لا تنكري ذلك بد واضحاً منذ البداية أن هذا ما سيحدث معك فكيف يمكنك ألا تقعي في غرامه ؟ بالنسبة لك هو أمير قادم من قصص الأحلام لكن مع ذلك لن تشكريني على ما سأقوله لك ما كان عليه أن يبدلك كما فعل .
تنهدت وتابعت : آه ! رافايللو لا يفهم هذه الأمور ولم يفعل ذلك يوماً لا يقصد ان يكون قاسياً لكن كل ما في الأمر أنه لا يرى أن ذلك يحدث فعلاً .
رفعت كتفيها ببساطة : لهذا السبب اعتقدت ان زواجنا قد ينجح فأنا اعرفه جيداً ولا يمكن ان اغرم به وذلك ليس بإمكانه أن يسبب لي الألم والأذى .

laila1920
25-01-2008, 13:17
نظرت إلى ماغي وعيناها السوداوان تحملان تعاطفاً وهي تقول : أنت لا تعتقدين أن ما جرى بينكما يعني أي شيء له أليس كذلك ؟ لا تعتقدين انه سيستمر ؟
راح الألم يمزق أوصال ماغي حاولت السيطرة عليه راغبة بيأس ان تنكر كلام لوسيا على الرغم من التأكيد الذي تجده في قلبها .
_ لا أستطيع الذهاب هكذا من دون ان يقول رافايللو لي هذا ربما هو لا يريدني ان أذهب بعد .
أخرجت لوسيا شيئاً من حقيبة يدها شيء أصفر اللون يرفرف بينما كانت تقدمه إلى ماغي .
_ طلب مني أن أعطيك هذا .
بد صوتها متوتراً ولم تستطع النظر في عيني ماغي وما إن أخذت ماغي الورقة ونظرت إليها حتى علمت السبب .
كانت تلك الورقة شيكاً وهو محرر باسمها بقيمة عشرة آلاف يورو وبينما كانت تحدق فيها راح قلبها ينسحق وكأنه يشد بملزمة تعصر الدماء من كل خلية فيه توقيع رافايللو الأسود القوي كان يرتعش أمام عينيها .
عادت لوسيا تتحدث ثانية .
أجبرت ماغي نفسها على الإصغاء مع أنها في داخلها لم تكن تسمع سوى الصمت المرعب الذي يدور ويدور بلا نهاية .
ترددت المرأة ثانية وكأنها تدرك ما الذي تمر به ماغي ثم قالت : قال رافايللو : انه سيتصل بك فيما بعد ليتمكن من تصفية الأمور لكن الآن واجبه الأول هو البقاء مع والده وهو يتمنى أن تفهمي هذا .
غاب صوتها قليلاً قبل أن تكمل : أنا آسفة يا عزيزتي كما ترين لم يدرك ما الذي تشعرين به نحوه بالنسبة إليه هذا الزواج ان دائماً مجرد معاملة تجارية .
لم تستطع ماغي أن تقول س=شيء لا شيء سوى الموافقة المهزومة الكئيبة فالانسحاق الذي تشعر به في قلبها كان مريراً جداً .
ثم قالت لوسيا شيئاً ما وهي تنظر إلى سلعتها .
_ اعذريني لم أكن أقصد أن أسبب لك المزيد من الإزعاج لكنني بالكاد توقفت هنا في طريقي إلى المطار فأنا سأستقل الطائرة التالية إلى روما لأكون بقرب عمي هذا إذا كان لا يزال حياً .
ظهر قلق في صوتها لم تستطع ماغي تجاهله : إذا كنت لا تحتاجين إلى وقت طويل لحزم حقائبك فأستطيع اصطحابك معي إلى المطار طلب من رافايللو ان اشتري لك بطاقة سفر .
نظرت بإشفاق إلى ماغي وهي لا تزال مكانها وبنجي بجانبها يحدق بهما من دون ان يفهم شيئاً وهو ممسك بساق أمه .
بدا صوتها متعاطفاً تماماً كملامح وجهها وهي تقول : من الأفضل ألا تتأخري .
بقدمين كالرصاص جمعت ماغي حاجياتها وسارت خارج الفيلا .
**********************************

كان المطر ينهمر ويطرق السطح الرقيق للبيت المتنقل القائم على عجلات ثم ينساب على زجاج النوافذ أما بنجي فكان ينتحب بتوتر على ركبتي ماغي .
_ أعلم حبيبي أن هذا شيء كريه .. هذا المطر كله ربما غداً سيكون اليوم مشمساً .
هبت عاصفة قوية هزت أركان البيت إنه بيت قديم مهمل ولا أحد يرغب باستئجار منزل بال بالقرب من الشاطئ لكن هذا ما جعله رخيص بما فيه الكفاية لتستأجره ماغي لمدة شهر في فصل الصيف وهو رخيص بما فيه الكفاية لتشتريه .
الشاطئ بجانب البحر الجنوبي هو المكان الأفضل لتربية بنجي إذ ليس لديها أي شيء في لندن فقد خسرت مكان إقامتها كما خسرت عملها أيضاً . ليس لي أي شيء في أي مكان .
بغضب دفعت تلك الفكرة البائسة جانباً فهذا ليس صحيحاً فما زال لديها بنجي .
مررت أصابعها في شعره وفتحت صندوق الألعاب ثم أخرجت لوحة القطع المركبة أخرجت القطع القطع وهي ترفض ان تسمح للذكريات بأن تعود إليها .
لكنها أتت كلها وكان من المستحيل عليها أن تبعدها وتتخلص منها .
رافايللو الوسيم الذي من المستحيل ألا تغرم به رافايللو يضمها بين ذراعيه يبتسم لها يضحك معها يعانقها ويحبها .
لم يكن ذلك حباً كانت تلك مجرد علاقة بالنسبة إليه علاقة عابرة كانت تعلم منذ البداية أنها ستنتهي .
تدافع المزيد من الذكريات إلى ذهنها مع أنها حاولت بقوة ان تبقيها بعيدة ولكنها تسارعت وراحت تمزقها كالسكاكين .
راودتها ذكرى أخيرة في آخر مرة وقعت عيناه عليه يومها وقف هناك ينظر إليها وقد بدا الحزن على وجهه وقال : سأهتم بك .
حسناً ! لقد فعل لقد اهتم بها فعلاً تأكد من أنها عادت إلى بلادها مع ما أتت لأجله المال .
من أجل ذلك تزوجت به من أجل المال مال من أجل إيجاد منزل لبنجي لا من أجل الحب …
لم ترد أن تقبل مال الشيك قاومت ذلم لمدة أسبوعين حيث حصلت على المال الذي حصلت عليه من شركة الطيران بعد استبدال بطاقة سفر لوسيا مقابل بطاقة أرخص كما أنها طارت إلى مطار غاتويك لا إلى مطار هيثرو ثم استقلت القطار إلى الساحل الجنوبي حيث وجدت مخيماً للبيوت المتنقلة .
لكنها لا تحتاج إلى أموال رافايللو لشراء هذا البيت النقال دفعة واحدة لتجد منزلاً لها و لبنجي وسيبقى لها القليل من المال ليكفيهما لفترة ما أما ما تبقى من المال الذي وعدها به رافايللو فهي تعلم أنها لن تحصل عليه .
تماماً كما لم تقدر على أخذ الثياب التي اشتراها لها ولا حتى عقد الذهب الذي قدمه لها كما أن تلك الثياب لا تتناسب مع أسلوب حياتها الآن .
ابتسمت مع أنه من المؤلم أن تفعل ذلك .. على الأقل لديها ذكريات سوف تحتفظ بها طوال حياتها .
***********************************

بدا الشاطئ مرصوفاً بالحصى وراحت المياه تحرك تلك الحصى بعنف محدثة ضجيجاً صاخباً ربض بنجي على الأرض والتقط الحجارة الرطبة كان ينتعل جزمة وجسمه الصغير مكسو بسترة مقاومة للماء راح المطر ينهمر من جهة الغرب حاملاً معه البرد .
حدقت ماغي عبر القناة الإنكليزية بنظرتها الحزينة الكئيبة بعيداً في البحر رأت ناقلة بترول تسير في طريقها إلى الشرق لم يكن هناك أي قوارب شراعية ولم يكن هناك أحد على الشاطئ جازفت في الخروج لأنها لم تعد تستطيع البقاء في الداخل كان بنجي سريع الغضب رافضاً أن يتسلى بأي شيء وهي أيضاً قلقة تشعر بألم في قلبها وبقشعريرة تهز عظامها يوماً بعد يوم كانت الحقيقية تتعمق في داخلها لقد خرج رافايللو من حياتها .. خرج إلى الأبد .. رحل بصورة مفاجئة كما أتى .
بحزم حاولت أن تجمع شتات نفسها لا يحق لها أن تغرق في الكآبة هكذا فهي سعيدة مع بنجي ولديها صمتها قوتها ومنزل خاص بها وهذا سيكون مكاناً ملائماً لتربية بنجي هواء نقي والبحر عند عتبة بيتها .
هنا على الأقل يمكنها أن تقف تحت المطر ومع هبوب الريح عبر القناة تحدق بالجنوب باتجاه إيطاليا مع شوق يائس في قلبها لن يشفى أبداً …
أصبح خداها رطبين لكن ليس بسبب المطر …
التقط بنجي حجراً آخر ورماه بكل ما لديه من قوة في البحر سقط الحجر في البحر محدثاً صوتاً ناعماً لكنه لم يسمع بوضوح بسبب صوت الأمواج القوي بعد ذلك شعر بالملل واستدار ليسير مبتعداً تبعته ماغي وهي تشد معطفها حولها مواجهة المطر الذي لا نهاية له تساقطت حبات المطر على وجهها بينما دفعت إلى الوراء شعرها الذي تتلاعب به الرياح أدركت رقبتها لتتمكن من ربطه بعقدة كان قد انسل منها .. وقفت جامدة وحدقت … على الرصيف المليء بالحصى وفوق المد العالي وقف شخص ما هادئاً دون حراك .
رمشت بعينيها فقد مسها شيء ما .
مدت يدها إلى بنجي من دون أن ترى لتوقفه استمرت بالتحديق باتجاه اليابسة الشخص على رأس الشاطئ بدأ بالسير نحوها عاصفة من الريح ضربتها بينما كانت تمسك يد بنجي كي لا يقع وتابعت التحديق …
راح الوقت يمر ببطء شديد وبد لها أن المطر توقف في وسط السماء كذلك الرياح قد هدأت .
ساد الصمت المطبق حولها شعرت بأصابع بنجي تضغط على أصابعها شعرت به يشدها إليه لم تكن قادرة على السير فقد أصبحت قدماها من الرصاص وهي لا تستطيع أن تتحرك .
لا تستطيع أن تتنفس فالهواء قاس جداً في صدرها بقي الشخص يسير باتجاهها …

laila1920
25-01-2008, 13:18
وظهر وجهه أمامها من خلال المطر ومن خلال غشاوة بصرها .. لم تستطع أن تتحرك .. لم تستطع أن تتنفس …
عندها فقط بنجي سحب يده من يدها ورأته يسير بتهاد إلى الأمام ماداً يده إلى رافايللو .
_ راف .. راف .. احملني .
رفعه رافايللو على الفور وقال : مرحباً بنجي !
ثم نظر إلى ماغي نظراته العميقة اخترقتها كالسكين وكأنها وصلت مباشرة إلى قلبها .
قال : تعالي معي إلى بيتنا تعالي معي يا عزيزتي .
ومد يده إليها .
لم تتحرك , لم تستطع ان تتحرك .
قالت هامسة وقد ضاعت كلماتها في الريح : أنا .. لا أفهم .
لوى شفتيه وقال : ولا أنا ليس عندما عدت من روما تلك الليلة لأجد أنك رحلت ليس عندما نظرت ماريا إلي نظرة مستنكرة وقالت أنك رحلت بعد رحيلي في ذلك الصباح لم أفهم شيئاً بعدئذ قالت أن زائة أتتك يومها وأوصلتك إلى المطار .
أصبح وجهها أكثر حزناً وهو يتابع : وعندما قالت لي من كانت الزائرة فهمت .
أغمض عينيه فبدت رموشه طويلة تكاد تلامس خديه قبل أن يفتحهما ثانية ليقول : يا إلهي ! عندما سمعت ذلك فهمت كل شيء !
كانت ماغي تترنح في الريح وقد اخترقت الريح جسمها حتى عظامها وأحاطت بقلبها .
_ كيف .. كيف هو والدك ؟
_ والدي ؟ آه نعم والدي .
أصبح صوته ثقيلاً وهو يتابع : يستعيد صحته بشكل ممتاز ألم تري الحقيقة بعد ؟ لوسيا كذبت عليك .
قالت بصوت ضعيف : لماذا ؟
_ لماذا ؟ لتتخلص منك بالطبع .
ابتلعت غصة وقالت بصوت متألم : كان بإمكانها الانتظار يوماً واحد فقط وبعدها .. لكانت وفرت على نفسها ثمن الرحلة .
تجهم وجه رافايللو ووضع بنجي على الأرض برفق وبينما تلهى الولد الصغير بصدفة تلمع عاد هو ليقف منتصباً وقال : لم أفهم شيئاً ! ما الذي تقصدينه ؟
لم يكن صوتها واضحاً ولكنها تمكنت من التلفظ بالكلمات .
_ لقد حذرتني في ذلك الصباح أنك .. أنك سترسلني بعيداً .
حدق بها وقال : ما هذا الذي تقولينه ؟
بدا غاضباً ولم تعرف ماغي السبب .
_ قلت لي … قلت أن علينا أن نتكلم وأنا أدركت ماذا تقصد .
_ وما الذي قصدته عزيزتي ضغطت على يديها بقوة في جيبي معطفها .
_ رافايللو أرجوك أنا أعلم..… أعلم صدقني أعلم انك كنت لطيفاً وأن تدعني احصل على حلمي الصغير أعلم ان هذا كل ما حدث وأنه لم يكن من المفترض أن تذهب بي الأفكار إلى أكثر من ذلك وأنا أفهم هذا حقاً .
ابتلعت غصة قبل أن تتابع : لقد حذرتني من قبل وفي ذلك اليوم في فلورنسا قلت إنك لا تريد ان تشتاق إلي وعندها فهمت .
نظر إليها وقد بدا تعبير غريب على وجهه لم تستطع أن تقرأه لكنها أرادت أن تحدق به أن تشرب من جماله لأنها الآن في الجنة شعاع صغير فضي من الجنة أشرق عليها بطريقة ما ليقدم لها ذكرى أخيرة لتحتفظ بها وتخفيها طوال أيامها .. فرح أخير في حياتها .
راحت تشرب من جماله كما يشرب العطشان من الماء في الصحراء تشرب من عينيه السوداوين الجميلتين ومن شعره الحريري الرطب ومن نقاط الماء على رموشه وأنفه القوي الدقيق وفمه الجميل المنحوت .
قال بصوت واضح : أنت فهمت ؟
راح بنجي يربت على ركبته مقدماً له الصدفة وبدون أي تفكير أخذها منه وتمتم شيئاً للطفل راقبته وهو يقلب الصدفة بين أصابعه وقد عادت نظراته إليها .
قال ثانية فهمت ؟
وبحركة قوية رمى الصدفة في الماء حدق بنجي به مذهولاً وقد فتح فمه من الإعجاب بقوته وحاول أن يقلده برمي حجر آخر لكن من كانا برفقته لم يكونا ينظران إليه .. كانا يتبادلان العناق …
شعرت بالجنة تحتضنها ثانية وتضمها إليها فما إن تركت الصدفة يده حتى مد يده وضمها إليه بقوة .
قال بصوت خشن : إذن افهمي هذه .
وعانقها بقوة …
أغمضت ماغي عينيها .. لم تكن واقفة على شاطئ إنكليزي متلبد تنهمر الأمطار فيه كانت تقف تحت نجوم توسكانا ورائحة الزهور تحيط بها وهواء إيطاليا المنعش يملأ رئتيها وليل إيطاليا الدافئ يحتضنها و رافايللو .. رافايللو يعانقها .
التصقت به بيأس كبير وبانفعال لا بد أن ما يحدث هو من نسج خيالها لا بد أنه كذلك فما من سبب يدفعه لمعانقتها ولا سبب يدعوه ليشدها إلى جسمه القوي والرشيق حتى شعرت بنفسها وكأنها جزء منه لا سبب يدعوه ليمسك رأسها الرطب وكأنه مرمر ثمين لا سبب يدعوه ليتمتم لها بكلمات لا تستطيع أن تصدقها .. بل يجب عليها أن ألا تصدقها .
تركها تبتعد عنه قليلاً ثم قال وعيناه تشعان بالفرح : والآن هل فهمت ؟
قالت بضعف : لا !
_ يا إلهي ! إذن تعالي معي إلى بلادي وسأمضي حياتي كلها محاولاً أن أجعلك تفهمين فأنا أحبك كثيراً .
سمعت ما قاله لكنها لم تستطع أن تصدقه رأى رافايللو ذلك على وجهها فقال بصوت منخفض : شكك يخجلني اعتقدت أني جعلت الأمر واضحاً بالنسبة إليك في كل ليلة أمضيناها معاً لكن …
أصبح صوته أكثر انخفاضاً وهو ممسك بيديها : حتى أنا لم أدرك مغزى ذلك الشعور الذي انتابني نحوك كانت تلك مشاعر جديدة علي ولم أكن أستطيع استيعابها لقد جعلتني أرتبك وجعلتني أسأل لكنها راحت تكبر في داخلي وتكبر حتى رأيتها تماماً كما هي فعلاً لهذا السبب قلت لك إنني لا أريد أن تشتاقي إلي لأنه لن يكون هناك سبب لتفعلي ذلك كنت أريد تحويل الحلم إلى حقيقة لهذا السبب كنت رزيناً جداً ذلك الصباح أدركت أن علينا جعل زواجنا حقيقياً وأنه علي أن أخبر والدي بذلك أن أخبره أنه حتى ولو لم يتحدث إلي مطلقاً قاطعاً كل الروابط معي وحتى لو باع الشركة إلى أول غريب يراه ستبقين زوجتي إلى الأبد لأنني أغرمت بك ولا أستطيع العيش ليوم واحد دونك .
شعرت ماغي كأنها ستنهار للمرة الثانية لكن سعادة عارمة راحت تجري في عروقها حابسة أنفاسها .
سألها وهو ينظر في عينيها غير مصدق : أحقاً لم تري ذلك ؟
قالت بتعجب : وكيف يمكنني ذلك ؟ كيف يمكنني أن أصدق أن مثل هذه الأعجوبة قد تحدث معي ؟
ابتسم وبدت ابتسامته رائعة كالعناق قال : أنت هي الأعجوبة بالنسبة لي ماغي أنت وبنجي تسللتما إلى قلبي كلاكما يوماً بعد يوم و الآن أنتما هناك إلى الأبد حبي لك كان في عيني ولمساتي .
تبدلت ملامح وجهه وهو يتابع : لوسيا رأت ذلك في اليوم الذي كنا فيه في فيونزي رأت أننا أغرمنا ببعضنا البعض وعلمت أنها وجدت وسيلة الانتقام لنفسها بسبب رفضي لها قررت أن تبعدنا عن بعضنا لذلك أتت إليك القصة عن مرض انريكو آه نعم لقد حصلت على الحقيقة منها راحت ترغي وتزبد في الوقت الذي تمكنت فيه من معرفة كل الأكاذيب وكل كلمة قالتها لك .
_ لكن الشيك ؟ لقد أعطتني شيكاً موقعاً منك .
دمدمة خرجت من فمه قبل أن يقول : إنه مزور ! دخلت لوسيا إلى مكتبي بحثاً عن دفتر الشيكات قبل أن تذهب لرؤيتك علمت أنها بذلك ستتمكن من إقناعك أنني بالفعل أريدك أن تغادري إيطاليا على الفور .
ظهر الحزن على وجهه وهو يقول : كيف بإمكانك أن تصدقي أكاذيبها يا عزيزتي ؟
قالت ماغي بعذاب : لقد لعبت على مخاوفي .
_ تماماً كما لعبت على هوس والدي بالحصول على حفيد وعلى هوسي بالشركة محاولة أن تسيطر
علينا جميعاً حسناً …
أصبح صوته أقسى وهو يكمل : .. انتهى كل ذلك الآن حذرتها إن حاولت مجدداً إثارة المشاكل سأقاضيها بتهمة الاحتيال والتزوير لكن ….

laila1920
25-01-2008, 13:20
أصبح صوته أكثر نعومة : ذلك الشيك أعطاني الوسيلة لأتمكن من العثور عليك وإيجادك في النهاية .
حدقت ماغي به دون أن تفهم شيئاً ابتسم لها بسخرية : أوقفت الشيك لأنه مزور حبيبتي وأعلمني المصرف عنك في اللحظة التي قدمته لتقبضي المال وهكذا تمكنت من ملاحقتك .
تغير صوته للمرة الثانية : أنت لا تعلمين كم عانيت في غيابك كل يوم كان للأبدية بدونك .
ضغط على يديها بقوة آلمتها لكنها تجاهلت الألم شعرت فقط بسعادة عميقة ومجردة سيطرت على كيانها على كيانها كله .
كيف يمكن للأحلام والقصص الخيالية أن تتحقق ؟
نظرت إليه وكل الحب الذي تحمله إليه يشع في عينيها عانقها ثانية فقربت جسمها إليه وبينما كانت ذراعاه تلفانها ممسكتين بها بقوة إلى جسمه كانت تسمع دقات قلبه مع قلبها لكن أمراً واحداً ظل يعذبها رفعت وجهها إليه وقد بدت الحيرة في عينيها : رافايللو ؟
لا مس شعرها بنعومة وقال : نعم ؟
_ والدك ؟
_ إنه بخير قلت لك أن لوسيا كذبت عليك .
_ لا أقصد .. أنا لا أريد أن أفرق بينكما .
لمس حاجبها بإصبعه برقة .
_ لقد قربتنا من بعضاً أخيراً بعد تلك السنين الفارغة المليئة بالعناد والتصرفات الغبية .
نظرت إليه مستفهمة .
_ ما إن رأى والدي يأسي عندما لم أتمكن من إيجادك وحزني على خسارتك شيء ما انكسر بيننا ذلك الجدار القاسي الذي كان يفصلنا عن بعض تحطم هل فهمت ؟
ظهر شيء ما في صوته وهو يتابع : لقد ذكرته بنفسه منذ خمس عشرة سنة عندما توفيت أمي .
شعرت بيدها تمسك بيده بقوة أكبر .
_ لم أكن أعلم ..
_ وفاتها أبعدتنا عن بعضنا .. ما كان يجب حدوث ذلك لكن هذا ما حصل أصبحت شرساً أستطيع أن أرى ذلك الآن ووالدي أقفل على نفسه بعيداً عني كنا معاً نشعر بالحزن القوي لكننا لم نكن نستطيع أن نتواصل من أب إلى ابنه لكي نتمكن من تخفيف حزننا وما إن بني ذلك الجدار بيننا لم يستطع أي منا هدمه أما الآن الفضل لك حبيبتي قلبي فلقد استعدت والدي .
لكن مع ذلك بقيت ماغي تشعر بالحيرة فقالت : لا يمكن .. أنه لا يريدني .
_ بلى !
تنفس بقوة وقال : أخبرته ماغي .. أخبرته كل شيء عنك كيف أخذت طفل امرأة تحتضر لتهتمي به وتحبينه وكم أنت وفية لصديقتك وعن حبك لطفل لا أم له متخلية بذلك عن حياتك مهما كلفك ذلك بدا مصدوماً من الندم كما حدث معي وهو يتوسل إليك أن تسامحيه عزيزتي ويسألك إن كنت تقبلين هذا لترتديه كل يوم من أجله وأجلي .
مد يده إلى جيبه وأخرج علبة خاتم قديمة في داخلها خاتم مرصع بالألماس وحبات الزفير .
_ إنه الخاتم الذي كانت أمي ترتديه أبي قدمه لها كرمز عن حبه الباقي إلى الأبد وأنا أقدمه لك …
وضعه في إصبعها فانهمرت الدموع من عينيها .
قال رافايللو بصدق : لكن سعداء إلى الأبد .
عانقها بهدوء وبحب غامر أنعش روحها .
كان هناك من يشد ساقه وقال بصوت صغير : احملني .
وعلى الفور انحنى رافايللو ورفع بنجي وضمه إليه بقوة وقف الثلاثة هناك تحت المطر المنهمر والرياح العاصفة بقرب البحر الرمادي البارد وهم يضعون أذرعتهم على بعضهم البعض فكرت ماغي : هذه عائلتي ! وشعرت بقلبها يعتصر بين ضلوعها .
رفع رافايللو بنجي لا تشد شعر والدك أنت الآن ابني وعليك أن تكون مهذباً معي .
وبدأ بالسير نحو المنزل .
نادى ماغي : هيا ! لدينا رحلة بالطائرة علينا اللحاق بها ووالدي يائس ليحسن معاملتك كذلك ماريا وعمتي فهما تريدان بنجي لهما فقط وأنا يائس أنا يائس من الشوق إليك !
ومع انسحاق الحصى الصغيرة تحت قدميها أسرعت ماغي باللحاق بهما زوجها وابنها ها قد أصبح الخيال حقيقة !


النهاية

واتمنى ان تكونوا استمتعتم بهده الرواية وان شاء الله ننتظر من باقي الاخوات روايات احلى
دمتم في خير حال

ماري-أنطوانيت
25-01-2008, 13:40
الســـــــــــــــــــــلام عليكم.....

تسلم هالانامل الحلوه ليلى روايه رائعه مثل صاحبتها بالضبط...

الف شكر على مجهودك ....::جيد::

Fenetia
25-01-2008, 13:59
روووووووووعة يا ليلى روووووووووعة بتجنن كتييييير كتييير

ذوقك تحفة الله يخليكي يا ربي......

يسلموا يا عمري ويعطيك الف الف الف عافية...

القلـ ساحرة ـوب
25-01-2008, 14:16
واااااو بصراحة روووعة
ونهاية تجنن يسلموووووو ايديك ليلى
وننتظر منك قصص اروع و اسفين اذا تعبناك معنا
لكن اتحملينا :p
مشكورة مرة ثانية يا قمر

SONĒSTA
25-01-2008, 14:31
::

ألف شكر لك يا ليلى على الرواية الرائعة :)
كلك ذووق
وفي انتظــار روايات أخرى من رواياتك
---------
وآسفين على أي إزعاج سببناه لك

/
/

تقبلي تحيــاتي
سونيستـــا
:o

::

لحـ الوفاء ـن
25-01-2008, 14:55
يسلمو على الروايه الرائعه
وفي انتظار الجديد

نجمة00
25-01-2008, 15:23
مشكورة ليلى على الرواية
ومن روعتها ما بغيتها تخلص
لكن كل قصة لا بد لها من نهاية

ماري-أنطوانيت
25-01-2008, 16:45
السلاااااااااااااااااام عليكم يا احلى عضوات....
حبيت اعتذر عن تأخري في الترحيب ببعض العضوات...بس ظروف الامتحانات:ميت:

اولا حبيت ارحب بعوده ((آن همبسون)) و ((احباب الروح))
هلا والله فيكم والله وحشتــــــــــــونا ومنورين المشروع بطلتكم.....

وطبعا ((الشيخه زوزو)) و ((لحن الوفاء))
اشتقنا لكم بجد ولطلاتكم الحلوه, والحمدلله رجعتوا للمشروع :D
والله لكم وحشه يا بنات... ::سعادة::




واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو

تسلم ايديكم على هالمشروع الروووعة

انا متابعة ومنتظرة التكملة بليييييز لا تتاخري علينا::جيد::

شكلها قصة روووووعة من اولها
اهلين حبيبتي ((ساحره القلوب))
الله يسلمك وتسلمين على كلامك الحلو الي مثلك يا عسل...


قالوا ف سنينا اللى فاتت شهرازاد الحب ماتت
والليالى صوتها ساك،،،ت والقمر خنقــاه الغيــوم


شهــريار أنا شهــرازادك قلبى زار بالشوق بلادك

عمــرى يوم مانسيت ميعادك ألف ليلة وألف يــوم



والله المشروع هايل وربنا يكلله بالنجاح
شكرا لك ((النغمه الضائعه))
كلام رائع بحق وتسلمين عليه....
وان شاء الله النجاح يظل مستمر باذن الله ثم بتشجيعكم ومشاركاتكم الحلوه..::سعادة::



السلام عليكم ..أنا عضوة جديدة هنا ولكن حبيت أعطيكم رأي بالموضوع ..وبصراحة هاد الموضوع جذبني إليه من أول قصة وهي (حب غير متوقع ) هذه القصة كانت في منتهى الجمال والروعة ..
وشكرا لكم على الجهود المبذولة ..وأنا سأبدأ بقراءة القصة الثانية وبعدها أعطيكم رأي فيه..
أختكم : أوسكار
هلا والله فيك ((اوسكار)) في المشروع
وتسلمين حبيبتي وبصراحه رايكم يهمنا كثير في المشروع
والحمدلله انه نال على رضاكم وان شاء الله تكون الروايات الثانيه
بمثل روعه الروايه الاولى...
بانتظار ريأك في الروايات الثانيه...::جيد::

وحبيت ارحب بالعضوات...
((الحالمه)) ((نجمه)) (( Fenetia)) ((loonely no more))
تسلمووووووووووووون على مشاركاتكم الحلوه وردودكم الاروع
وان شاء الله دايما المشروع يحوز على رضاكم....

وان شاء الله ما اكون نسيت الترحيب بأي عضوه...:مرتبك:
والله سعيده بتواجدكم بالمشروع....

ماري-أنطوانيت

!SO
25-01-2008, 18:28
العزيزة ليلــــــــــى

شكراً جزيلاً على الروايـــــــة الجميلة

وفي انتظــار مزيدك الاجمـــــل

http://abeermahmoud2006.jeeran.com/444-Thanks.gif

البسه الشقراء
25-01-2008, 20:15
ليلى حبيبتي تسلمين على الروايه الاكثر من رائعه وانشالله على طول تكوني بهالنشاط هاذا:D:D:D
وماري حبيبتي والله توحتشيني ::سعادة::::سعادة::
الله يسامحج نسيتيني بس يالله احنا لنا الله كريم فوقنا

shining tears
25-01-2008, 20:43
ليلى حبيبتي تسلمين على الروايه الاكثر من رائعه وانشالله على طول تكوني بهالنشاط هاذا:D:D:D
وماري حبيبتي والله توحتشيني ::سعادة::::سعادة::
الله يسامحج نسيتيني بس يالله احنا لنا الله كريم فوقنا

وي وي وش دعوه هالكلام عنوني انتي :مندهش:
او انا مااملي عنونك الحلوه;)

انتي على العين والراس :D


ويعطيك الف الف عافية ليلى على الرواية الروعة
تسلم ايدينك ::جيد::

ماري-أنطوانيت
25-01-2008, 23:05
ليلى حبيبتي تسلمين على الروايه الاكثر من رائعه وانشالله على طول تكوني بهالنشاط هاذا:D:D:D
وماري حبيبتي والله توحتشيني ::سعادة::::سعادة::
الله يسامحج نسيتيني بس يالله احنا لنا الله كريم فوقنا

معقووووووووووول... معقول انا انسى ((بسبوسه))

لا والله قلبي ما نسيتك...اصلا مين يقدر ينسى احلى بسه بالمشروع

بس انا حبيت ارحب بالعضوات الجدادالي ما نالوا نصيبهم من الترحيب

والي يستحقونه طبعا لتشجيعهم الرائع والجميل...

واذا نسيتك اكسر راسي<< بس مو في الوقت الحاضر احتاجه للامتحانات :مرتبك:

noisy cat
26-01-2008, 04:10
وااااااااااااااااااااااااااااااااااو روايه جنان

من جد تمنيتها ماتخلص..

شكرا وتسلم يديك على الروايه...

بحر الامان
26-01-2008, 13:53
تسلمين ليلى
الله يعطيك العافيه

صوت الساعات
26-01-2008, 23:16
السلام عليكم انا عضوه جديدة بس معجبه جدااااااااااااااااااااااااااااااااااا بالمشروع بتاعكم ونفسى تقبلونى معاكم واشارك لو فى فرصة انتم بجد فريق لذيذ جدااااااااااااااااااا وانا قريت كتير من الروايات اللى كتبتوها بجد تسلم ايديكم وجزاكم الله خير

ماري-أنطوانيت
26-01-2008, 23:34
السلام عليكم انا عضوه جديدة بس معجبه جدااااااااااااااااااااااااااااااااااا بالمشروع بتاعكم ونفسى تقبلونى معاكم واشارك لو فى فرصة انتم بجد فريق لذيذ جدااااااااااااااااااا وانا قريت كتير من الروايات اللى كتبتوها بجد تسلم ايديكم وجزاكم الله خير

تحيه عطره لك حبيبتي ((صوت الساعات))

والف اهلا وسهلا فيك بالمشروع....اسعدنا انضمامك ::سعادة::

وتسلمين يا قمر على كلامك الحلو مثلك الي اسعدتينا فيه جدا...

وطبعا عيوني المشروع مفتوح بابه لكل عشاق روايات عبير واحلام...

وان شاء الله الروايات القادمه بعد تحوز على رضاك ورضى الكل...:D

وان شاء الله نشوف وحده من روايتك معروضه عن قريب في صفحات المشروع..

ودمتي.....

ماري

آن همبسون
27-01-2008, 06:06
رواااااايه جنااااااااااااااااااان ربي يعطيك العافية حبيبتي ليلى

الله يسعدكم يابنوتات على الروايات الرووعه والنشاط يعطيكم الف عافيه



اولا حبيت ارحب بعوده ((آن همبسون)) و ((احباب الروح))
هلا والله فيكم والله وحشتــــــــــــونا ومنورين المشروع بطلتكم.....


تسلمين حبيبتي ماري والمشروع منور فيك وفي البنات ,, وربي انتي والبنات والمشروع وحشتوني اكثر :) ربي لايحرمنا منكم


وفي انتظار الروايات القادمه ...


الله يعطيكم الصحه والعافيه

ماري-أنطوانيت
27-01-2008, 11:47
ان شاء الله الروايه القادمه راح تنزلها العزيزه ((وردة قايين))

والروايه بتكون مثل الفاصل الي يفصل ما بين التصويت القديم والجديد...

بأنتظارك يا وردتنا....::جيد::

لحـ الوفاء ـن
27-01-2008, 12:19
يسلمو ماري على الترحيب
ويعطيك العافيه ويسعدني ان اكون معكم

ورده قايين
27-01-2008, 15:17
::جيد::
مشكورة ليلى على الرواية الأكثر من رائعه وأختيار موفق
لا تحرمينا من رواياتك

ورده قايين
27-01-2008, 15:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــــــــــه
اخترت لكم هذه الرواية والتي اتمنى ان تنال على اعجابكم
وهي من روايات عبير القديمة
قلب في المحيط
آن هامبسون
ع – ق – عدد الصفحات 158


قلب في المحيط
كانت ويندي براون فتاة جميلة , مرحة , وثرية 000أو هكذا رأها
ركاب الباخرة " فايسون " في رحلتهم الطويلة عبر
المحيط الا ان قلبا أخر يخفق في صدرها , قلب لا يتخيله اولئك الركاب السعداء
الذين يبحثون عن مغامرات بين امواج المحيط الهائلة , كان يصطخب بسر رهيب
أقسمت الا تبوح به لأحد مهما كانت الظروف 0 لكن القدر
يخبئ مفاجأته في احلك الليالي والرجل المدعو غارث ريفرز جاء
يقرع باب ذلك القلب اليائس ,
فهل تفتح ويندي ؟ هل تقول نعم ؟ ام تحاول الفرار حاملة سرها في قلب محطم ؟
0000وهل هناك شعاع في آخر النفق ؟
ان هامبسون

ورده قايين
27-01-2008, 15:38
الضربة القاضية

جلست ويندي معتدلة فوق الكرسي ،يداها الباردتان كالثلج تشبثتا بذراعيه وهي لا تكاد تعي الوجه القائم أمامها بعينين تنطقان شفقة وحاجبين كثيفين رماديين يضفيان على الرجل مظهرا شرسا0 كانت واعية للسحب الصيفية الضخمة المحملة بالمطر ،تراها من خلال النافذة وتحجب الشمس كما كانت منتبهه لتكات الساعة البطيئة الثقيلة0 أجل التكتكه البطيئة000 وفجأة حولت تفكيرها عنها كما يسحب الإنسان نفسه من أغلال حلم مفزع يؤرقه ويدفعه إلى الاستيقاظ ،لكن برغم الحلم المفزع تكون هناك زفرت ارتياح عند الاستيقاظ وقالت بصوت يعلو قليلا علن الهمس:

" دكتور هويتيكر لم تخبرني بعد برأي الأخصائي0 لقد رفض هو نفسه أن يكشف لي عن الحقيقة قائلا إنه سيكون من الأفضل أن يحدثني طبيبي الخاص وأنا موجودة هنا منذ نحو خمس دقائق0
واختلست نظر إلى ساعتها ثم أستطرد ت تقول:
" نعم خمس دقائق بالضبط اذ ان موعدي كان الساعة الثالثة"
وبداء الطبيب كما لو كان يبتلع شيئا يسبب آلاما كبيرا في حلقة ثم استهل كلامه بقوله:
- عزيزتي أنا أعرفك منذ مدة طويلة"
ردت قائلة:
- منذ 20 عاما فأنت من جاء بي الى هذا العالم"
ومرة أخرى غص حلقة لكن صوته بدأ حاسما وهو يقول:
- إنه ورم في المخ يا وندي ولا يرى الأخصائي أي امل على الإطلاق"
وبسرعة حول وجهه عنها وأدركت بدون أدنى شك أن الدموع تترقرق في هاتين العينين الزرقاوين الطيبتين حينما استدار مرة أخرى ليواجهها0
قالت وندي وقد شابت صوتها نبرة أسى واضحة:
- لا أمل ؟ أدركت ذلك بالطبع من التعبير الذي ارتسم على وجهه الأخصائي0
- آراد أن يجري الجراحة لكنه أدرك أنها لن تجدي ،وقد شعر بخيبة أمل عميقة بسبب عجزه0
قالت وهي تبحث عن الدموع في الوقت الذي استدار الطبيب ليواجهها:
- كم تبقى لي من العمر يا دكتور هويتيكر؟
- 4 أشهر أو ربما أكثر قليلا0
وحدقت في عينيه بعينيها الواسعتين البنفسجيتين حيث تزاحمت التساؤلات والاحتجاجات عبر المكتب الفخم المغطى بالجلد والواقع بينها وبين رجل كان عبر السنين صديقا لها فضلا عن كونه طبيبها0
ورده قايين
- أيعني00 إنه يمكنني التأكد من أنني سأعيش 4 أشهر ،4 أشهر000 نحن الآن في ديسمبر كانون الأول0
إذا لن ترى إطلاقا صيف آخر او خريفا, وهو الفصل الذي تحبه أو آي شيئا آخر بعد هذا الشتاء0 لن ترى عيد ميلاد آخر لها على الإطلاق0
- أجل يا وندي هذا ما يعنيه0
وظلت صامتة وهي تدرك أنها صارت شاحبة لون بشرتها يتغير دائما حينما يغلبها التأثر العاطفي أصبحا أبيض وناعمة مثل المرمر كما يحدث لها في أوقات الانفعال0
وأخيرا مدت يديها وهي تقول:
- ماذا يفعل إنسان محكوما عليه بالموت في بحر 4 أشهر؟
ربما يأتي الموت الآن أتمنى من كل قلبي أن يحدث الآن؟
صدرت الصرخة من أعماق أعماقها و كانت صادقة أنها لا ترغب العيش في زنزانة الموت طوال الأشهر 4 المقبلة وتجاهل الطبيب بقية ما قالته وهو يكرر قولها:
- ماذا يفعل الإنسان؟ أية نصيحة ينبغي أن أقدمها إليك؟
كانت عيناه مبللة بالدموع أما فمه بشفتيه الممتلئتين المزمومتين غالبا فكان متوترا غير مستقر, وكانت شفتاها ترتعشان ودقات قلبها أسرع وأثقل من المعتاد وارخت قبضة يديها على ذراعي الكرسي ووضعتهما فوق المكتب وهي تضمهما الواحدة الى الأخرى تم ذكرته قائلة:
- إنك تقدم لي دائما النصيحه الصحيحة ودائما تكون حاضرا عندما احتاج إلى التوجيه 0
لم تعرف ويندي أباها على الإطلاق لأنه توفي قبل أن تبلغ من العمر عامها الأول أما أمها فتوفيت منذ عام وفكرت:
- إننا أسرة لا تعيش طويلا000
راودتها هذه الفكرة وهي تحاول أن تتذكر متى بدأت نوبات الصداع تنتابها في البداية ظنت أن هذه النوبات نتيجة اجهاد في النظر لأنها تقرأ كثيرا وتعيش وحدها0 لكن هذه النوبات كان يصاحبها الشعور بالرغبة في النوم وأخيرا استشارت الطبيب ومن بعده الأخصائي0 الذين كانا وجهه متجهما وعيناه غارقتين في التفكير وهو يقول:
- اذهبي وقابلي طبيبك في مثل هذا الوقت من الغد سيكون قد سمع رأيي0
- لكن00
ورفع يده ليسكتها بينما كانت تستعد لتوجيه مزيد من الأسئلة إليه وقال:
- طبيبك يعرفك منذ سنوات وهو الرجل المناسب للتحدث معك حول هذا0
- أهو شيء خطير جدا؟
بهذا السؤال قاطعته وندي لكنه أوقفها بحسم0
ونهضت ويندي واقفة لكن بغير اتزان وبعد لحظة وجدت نفسها خارج الباب أكيدة أنها أصبحت في قبضة خوف مريع أخرجها سعال0 د هويتكير الهادئ من تلك الذكرى المفجعة وأعادها إلى الحاضر والسؤال الذي وجهته0 وهو سؤال كانت تعرف إنه يفكر فيه والآن لديه الجواب وافتعلت ابتسامة وهي تسأل بعينيها:
- نعم يا دكتور هويتكير؟هل فكرت في شيء أفعله؟
اوما برأسه وبدا أسعد قليلا رغم أن الظلال كانت لا تزال تحوم في عينيه ،وتكشف عن مشاعره الداخلية وأسفه العميق ثم قال:
- أول رحلة حول العالم للباخرة " اس اس "فايسون" تبدأ في أوائل كانون الثاني يناير0
واختلست ويندي النظر إليه وهي تقول:
- أتقترح أن أشترك فيها اأستطيع تحمل شيء كهذا0؟
ولهثت ثم أضافت:
- إن كل مدخراتي حوالي 200 جنية0
- وال 000بيت00000!
كم كانت هذه الكلمة صعبة وأدركت أنه يتساءل كيف تشعر الآن وسألت:
-البيت أتعني أن ابيعه0؟
أو ما بالإيجاب00 وفكرت00 أية نهاية مزعجة لا تحتمل 0بيتها البيت الذي تركته لها أمها كان كل ممتلكاتها وهو بحالة جيدة والأثاث أيضا مازال في حالة جيدة معظم اثاثه فيه من نوع جيد وبعضه قديم ونادر0
وقال الدكتور هويتكر برقة:
- سيدر عليك أكثر مما تحتاجين يا عزيزتي أعني ما يكفي للرحلة كي تحصلي على مستوى عال مريح خلالها وسيتوفر لديك أيضا ما يكفي لثيابك والأموال التي تحتاجين لرحلة تستغرق 3 أشهر0
وتجهمت وذكرها بصوته الرقيق نفسه إنه ليس هناك شخص عزيز لديها ترغب في أن تترك له ممتلكاتها هزت رأسها موافقة فليس لها أحد من أقاربها عدا ابن عم من بعيد إذا لماذا لا تأخذ بنصيحة الطبيب؟
ورده قايين
وقفت ويندي تنظر إلى جانب الباخرة الخضراء وهي تتحرك ببطء بعيدا عن رصيف الميناء في "ساوثهامبتن" هل ستعود يوما؟ لم يبقي لها الآن إلا 3 أشهر فقط أو أكثر قليلا البيت اشتراه أول شخص اقبل لرؤيته 0
وأعقبت ذلك مكالمة تليفونية لمكتب البواخر حجزت لها غرفة فخمة خاصة لشخصين كانا صاحبها ألغى الحجز في آخر لحظة ثم بدأت بسرعة في شراء ثياب وأخذ اللقاح المضاد للحمى الصفراء والكولير0 وبينما كانت تقوم بكل هذا كانا يحضر إلى البيت كل من يرغب في شراء الأثاث وغيره من الأشياء التي أرادت بيعها 0لم يكن لديها وقت للتفكير ومع ذلك فورا كله هذا العناء كانا هناك شبح الموت الأسود0 نهاية كل شيء 0ثم أدارت المفتاح لآخر مرة في قفل الباب وهي تخرج منه في ذلك الصباح تاركة الدكتور هويتكر ليواصل بيع ما تبقى كان على استعداد ليفعل كل شيء من أجلها وإذا حدث وعادت فإنها ستدخل إحدى دور التمريض حسبما يكون الطبيب قد أعد لها الترتيبات من قبل0

ورده قايين
27-01-2008, 15:39
وقررت ألا تفكر طوال 3 أشهر من الآن واختلست نظرة فرأت جميع وجوه ألاشخاص الذين يشتركون في رحلة العمر فرحة 0 هذان الزوجان المسنان هل ظلا يوفران طول عمرهما من أجل هذه الرحلة وذلك الرجل هناك من المحتمل أن يكون من عمال رصف الطرق أو البنائين في الأشغال العامة تلك المرأة ربما تكون نجمة سينما وهي غنية بالتأكيد كما هو واضح من المجوهرات التي تتزين بها والمعطف المصنوع من الفراء الثمين ذلك الرجل هناك ربما فرنسي والآخر الذي يتوقف على بعد قليل منها قد يكون أحد رجال الأعمال البارزين وهذان اللذان يقف الآن بجوار حاجز الباخرة أحدهما طويل وأسمر جذبتها وسامته عندما لاحظت بالنظر إلى جانب وجه ملامح كلاسيكية حاسمة واضحة0 الأنف المعقوف والذقن البارز0 والخدان عميقتان0 والبشرة نحاسية0 وأدار رأسه ونظر إليها بلامبالاة ثم استدار مرة أخرى ليتحدث مع صديقه وألقت ويندي نظرت أخرى على الميناء التي بدأت تبتعد ثم نزلت إلى حجرتها الفاخرة في جناح الأثرياء حيث لها حجرة خارجية بحمام مريحة بكل معنى الكلمة0
" ورده قايين "
حالما أصبحت وندي في حجرتها وقفت قرب خزانة الملابس0 وتركزت عيناها على المرآة ومع ذلك لم تريا شيئا إذ فجأة اعترتها نوبة من نوبات مرضها وشعرت بأنها تغوص في أعماق الأسى وتهبط في هاوية سحيقة كل ما فيها ظلام وما كان فيها من آمل ذاب وطغى عليها شعور برغبة عارمة في أن تصرخ احتجاجا والتوسل من آجل ألعون0
واستلقت على السرير و اغمضت عينيها لماذا اشتركت في هذه الرحلة لماذا لم ترى أن الحياة ليست إلا عذابا خالصا واهية تعيش بين أناسا سعداء يضحكون ويسبحون ويرقصون ويقومون بتلك الرحلات الغريبة التي تنظمها شركة أمريكان اكسبرس 0 للركاب فترسو السفينة في الموانئ المعينة ساعات معدودة أو أياما!
ومع ذلك فبعد الراحة والحمام انتعشت تماما وخرجت تتناول الشاي بعد الظهر في حجرة الملكة وهي جناح لطيف تم تنجيد اثاثه باللون البرتقالي تنتثر فيه المزروعات مما يضفي مزيدا من الألوان المفرحة إليه وقدم إليها الشاي والكعك الطازج المصنوع بالكريمة مضيف يبتسم ويرتدي بنطلونا اسود ومعطف أبيض وبما أنها أحضرت كتابها جلست تستمتع بأول وجبة لها في الباخرة0 ولم تكن قد فتحت الكتاب إلا قليلا عندما خطر لها أن تختلس نظرة إلى رجلين يدخلان 000انهما اللذان رأتهما فوق سطح السفينة خلال الأبحار ونظر اليها الرجل الطويل الوسيم نظرت اللامبالاة نفسها التي ألقاها عليها من قبل لكن الرجل الآخر الذي كان يرتدي ملابس أنيقة كصاحبه ولم يكن طويلا ولا وسيم مثله بدت عليه الدهشة الشديدة عندما التقت عيناه بعيني وندي وتبودلت كلمات بين الرجلين بعدها اختلس الرجل الأطول نظرة في الاتجاه الذي تجلس فيه وبدا أنهما يتحدثان بشأنها وأحمر وجهها رغما عنها وفجأة هاجمها شعور الوحدة المطلقة الذي يضع حاجزا بين المسافر الوحيد وبين المسافرين في صحبة أصدقاء ومرة أخرى سألت ويندي نفسها لماذا جاءت إلى تلك الرحلة فقد أصبح التظاهر بأنها سعيدة فوق طاقة احتمالها0
وانصتت إلى صوتيهما وهما يواصلان سيرهما إنه صوت ينم عن أن صاحبيه من المثقفين لكن أحدهما كان صوته أعلى من الآخر وبدون سبب على الإطلاق قررته وندي أن صاحب الصوت الأكثر خفوتا هو الرجل الأطول وبعد لحظة أو اثنتين كانت تسمع الصوتين مرة أخرى وقد أصبحا الآن قريبين جدا منها0 وأدركت أن الرجلين يجلسان أمام مائدة خلفها بينما ظهر الأريكة المرتفع والمنجد يشكل ستارة ويوفر عزلة كافية لمن يجلس على جانبيها0
- أنا متأكد أنها هي ياغارث انها لينيز مافارو 00 ذلك الوجه الفاتن وهاتان العينان البنفسجيتان الكبيرتان وذلك الأنف المرفوع ,وذلك الفم الدقيق إنني أعرفها في أي مكان0
- كنت أعتقد أن لينيز شقراء؟
- أحيانا تكون شقراء ودائما تكون كذلك في أفلامها لكنها إذا كانت ستسافر بشخصية مجهولة فإن أول شيء تفعله هو أن تخفي لون شعرها 0
- ولماذا تريد أن تخفي نفسها؟
- ألم تسمع عن أدوارها الغريبة ؟
وجاء رد ساخر ينم عن ازدراء:
- الشيء الوحيد الذي اعرفه عنها هو أنها عثرت على عاشق جديد0
وعقبت ذلك ضحكة شعرت ويندي أنها صادرة من الرجل الأصغر حجما0
لا شك أنها تحب أن تزهو بتصرفاتها اللاخلاقية لكنها لديها تلك الميزة الخاصة التي تقودها إلى القيام بدور الفتاة البريئه الصغيرة وحينئذ تقوم برحلة بحرية وهي تخفي شخصيتيها وتطلق على نفسها اسما يناسب الدور الذي تقوم به0 ربما يكون ماري أو ماندي ذلك الاسم الذي يربط المرء بينه وبين الفتاة الصغيرة الخجولة التي لم يقبلها أحد على الإطلاق0
" ورده قايين"
- يالها من شخصية غريبة !لم أسمع بمثل هذه الغرابة لكنني لا أهتم كثيرا بمن هم على شاكلتها0 فأنا لم أشاهد أي فيلم لها على الإطلاق كما تعلم0
- اعرف شخصا عمل معها في فيلم وهو الذي أخبرني بتصرفاتها الغريبة ومنها أنها في الفترة بين تصوير الأفلام يحتمل أن تنتحي بعيدا منتحلة شخصية أخرى كا الآن0

ورده قايين
27-01-2008, 15:41
صبت ويندي الشاي لنفسها ووضعت السكر فيه وأخذت تحركه وهي شارده وجدت نفسها مأخوذة بحديث الرجلين ,وكانت قد سمعت كذلك كل بالشائعات التي تقول انه لينيز مافارو نجمة السينما ذات الشهرة العالمية لديها عادة الترحال تحت اسم مستعار مخفية أيضا شعرها اللاتيني ألأشقر تحت شعر مستعارا أسود لكن ما لم تكن قد سمعته وندي هو أن تلك النجمة تمتلك تلك الصفة الغريبة الرغبة في الظهور بمظهر الفتاة البريئة وتساءلت عن التفسير الذي يقدمه علماء النفس إذا طلبت منهم أن يذكروا سبب هذه الرغبة وبينما كانت وندي ترتشف الشاي سمعت تغيرا في الموضوع وعلمت أن أحد الرجلين شريك في شركة لوكلاء العقارات في لندن 0أما الآخر فلم يذكر شيئا عن مهنة وقد تحدث قليلا وكانا أكثر تحفظا من صديقه وقد نم صوته عن الضيق في بعض الأحيان كادت تراه وهو يرفع يدا واهنه ليمنع التثاؤب ثم تحدث صديق مرة أخرى لكن ويندي أخفقت في التقاط كلماته اعتقدت أنها سمعته يذكر شيئا مثل : الآن آلي أن تكون قادرا على الاحتفاظ بالسر) لكنها لم تكن متأكدة ابتسمت في سخرية بسبب اهتمامها بحديث الرجلين وطالبت نفسها بأن تعني بشؤونها الخاصة ومع ذلك ولسبب مبهم واصلت التفكير في أطول الرجلين وهي مندهشه الأن عقلها أنشغل بأفكار عن رجل لم تقابله, إطلاقا مجهول الشخصية حتى هذه اللحظة وخيل إليها أن أطول الرجلين يحاول أن يحتفظ بسر ما 0
كادت أن تفرغ من تناول الشاي عندما أرشد المضيف شابا إلى المائدة المجاورة لها والتقت عيناه بعينيها وابتسم وردت وندي بابتسامة مماثلة ثم التقطت كتابها وبعد 20 دقيقة فرغت من شرب الشاي ونهضت وفي نيتها استكشاف جزء من السفينة لكنها ما كادت تغادر الغرفة حتى شعرت بلمسة خفيفة على كتفها واستدارت لترى الشاب يمسك بكتابها ويبتسم قائلا :
- تركت كتابك على المقعد0
وانتقلت عيناه اللتان تعبران عن التقدير من تقاطيع وجهها إلى شعرها الأسود الجميل ثم عادتا الى وجهها مرة أخرى0 فردت قائلة :
- شكرا لك نسيته تماما0
ومرت لحظة صمت بدا فيها الرجل كأنه لم يقرر أعطاها الكتاب أو إذا كان عليه أن يمضي أو يبقي00 وأخيرا غامر بسؤالها :
-هل أنت بمفردك؟
أومات وهي تقول:
- نعم أنا وحدي0
ونظرت إليه بسرعة ولاحظت الوجه الواضح القسمات والعينين اللتين تحدقان مباشرة في عينيها والفم الذي يبدو إنه أصغر وأكثر رقة وعاطفية من ان يكون لرجل 00وبعد فترة ترددا أخرى قال:
- أنا مثلك بمفردي ايضايقك لو رافقتك الى سطح الباخرة؟
- لا ابدا 0
وحيرها ردها السريع على طلبه لكن عندما أدركت أنها لا تشعر بالاستياء إزاء اقتحام خلوتها توصلت إلى الاستنتاج أنها في عقلها الباطن ترغب في صحبة أي شخص 0وسمعته يقول :
- حسنا إذا 0
وسار صامتا بضع لحظات قبل أن يستأنف حديثة:
هل انت مثلي تخلت عنك صديقة كانت سترافقك؟
- لا قررت القيام بالرحلة البحرية من 3 أسابيع0
- فقط 3 أسابيع00؟ وتمكنت من العثور على غرفة؟
أوضحت قائلة:
: الغى بعضهم حجزة 0
وصلا إلى حاجز الباخرة فتوقفت وسألته :
- قلت أنك كنت قادما مع صديق؟
- أجل حجز في العام الفائت كما فعلت أنا بالطبع, لكن بمرور الأشهر ظل يلمح الي إنه لا يستطيع تحمل نفقات الرحلة وأخيرا قرر بصفة نهائية عدم الاشتراك فيها واسترد ماله هو وأنا الآن أقيم في غرفة فخمة خاصة0
- أنا كذلك الغرفة لشخصين فهمت أن زوجين مسنين كانا يحجزانها أصلا 0
- ربما يكون أحدهما مات 0
قالها مازحا دون تفكير ثم أضاف:
هل تعرفين أنهم في كل رحلة تقريبا من الرحلات التي تستغرق هذه المدة يلقى شخص ما حتفه ويدفن في البحر؟ يمكنك أن تفهمي ذلك لأنه مثل هذه الرحلة باهظة التكاليف إلى درجة أن عددا كبيرا من المشتركين فيها من المتقاعدين المسنين الذين جمعوا تلك التكاليف على مدى سنوات طويلة وإذا أخذنا في الاعتبار عدد الأشخاص الموجودين في الباخرة ترين إنه من الممكن أن يلقى شخص أو أكثر حتفه في جميع الاحتمالات0

وتوقف عن الكلام وتجهم وجهه بعض الشيء 00ثم قال:
- إنك شاحبة هل انت على ما يرام؟
اومأت برأسها ولم تنطق بكلمة ,جف حلقها حتى ازدردت لعابها وأخيرا قالت:
- هل اشتركت في رحلة بحرية لاقى فيها الناس حتفهم؟
- أجل مرات عدة00 كنت في إحداها في عيد الميلاد الفائت, ولم تكن مدتها تتجاوز 3 أسابيع, لكن اشترك فيها أكثر من 4000 شخص وقد توفي 2 منهم كانا عجوزين كذلك لقي طبيب الباخرة حتفة وقد دفنوا جميعا في البحر, إنهم يفعلون ذلك أثناء الليل حينما يكون باقي المسافرين نياما0
أثناء الليل في الظلام حتى لا يصاب باقي المسافرين بما ينغص عليهم سعادتهم, يلقون في البحر! يستقرون في الأعماق, في الظلام الدامس, وحدهم في المحيط الواسع 0لكن ماذا يهم فعندما يكون الإنسان قد مات ؟
وحاولت أن تبتسم وهي تقول :
- ارغب في العودة إلى غرفتي0
وبدى عليه الاكتئاب قليلا وقال:
-هل ضايقتك بكلامي الكئيب؟ إنني آسف للغاية0
كان اعتذاره نابعا من شعور حقيقي وبدأ الأسف العميق على وجهه وهو يقول :
- كم أنا غبي0
ولو عرف الحقيقة لا أدرك إنه أكثر من غبي0
وردت قائلة:
- لا تفكر في الأمر 0

وكانت ابتسامتها إسهل هذه المرة, قررت ألا تعود إلى غرفتها حيث لا تفعل شيئا0 سوى التفكير في ما قاله وبالتالي تصبح ضحية معاناة مميتة 0 ودون أن تأسف لأنها تكذب مضت تقول:
- هذا لم يضايقني على الإطلاق0
ونظر في وجهها الجميل قائلا:
- كانا علي أن أتوقع هذا ففي الثامنة عشرة والتاسعة عشرة لا يفكر المرء في أمور مثل الموت00 وتوقف لحظة عن الكلام ثم قال:
- إلى أي مدى كنت قريبا من الحقيقة ؟
أراد أن يعرف عمرها وارتسمت أمائر الفرح على وجهه أجابته:
- أنا في 20 من عمري0
- عمر رائع0
قالت :
لكنك لا تبدو أكبر كثيرا؟
- 26سنة ونصف بالضبط0
- هل قمت برحلات كثيرة ؟
- إلى حد ما عادة اشتغل عامل حفر عامين أو نحو ذلك, ثم اقوم برحلة إلى مكان ما0
- لابد أنك ارهقت نفسك بالعمل لتقوم برحلة كهذه0
واعترف قائلا :
- ورثت شيئا0 نصحني ابي ان استثمر الميراث وقالت أمي إنه ينبغي لي أن أساعد شقيقتي لشراء بيت لها فقد تزوجت حديثا وأنفقت هي وزوجها أكثر مما ينبغي, تماما كما يفعل معظم الأزواج الشبان هذه الايام , ومع ذلك فإنني حالما قرأت الإعلان عن هذه الرحلة البحرية قررت النصيحة الطيبة لن تجدي لمن كان من شاكلتي يريد رؤية العالم, وهذه الرحلة تحقق الكثير لدرجة أنني لم أستطع مقاومة الاشتراك فيها0
" ورده قايين "
وأومأت ويندي شاردة مدركة أنه يود أن يعرف سبب اشتراكها في الرحلة0 وبعد لحظة سكون قالت:
- اشتركت في هذه الرحلة لأن طبيبي نصحني بذلك0
واتسع حدقتاه واتسمت كلام بنبرة الشك:
- هل كنت مريضه؟ تبدين لي موفور ة الصحة0
ابتسمت قائلة:
- شكر جزيلا لك, أجل كنت مريضة 0
- حسنا فهذه الرحلة ستفيدك بلا شك0
وتجولت عيناه الأفق0 السحب بدأت تتجمع وتحجم الشمس في بعض الأماكن بعد فترة قال مستفسرا:
- في أية صالة تتناولين طعامك؟ أنا أتناولها في " بريتانيا "0
- في "مطعم الملكة"0
ردت عليه بهذه الكلمات فرأت الكآبة ترتسم على وجهه ثم قال :
- إنه مطعم النخبة أما أنا ففي أرخص مطاعم سفينة 0

ورده قايين
27-01-2008, 15:42
ولم تقل ويندي شيئا إذ وجدت نفسها في أرقى الأجنحة لسبب بسيط هو أن الحجز ألغي وكما هي الحال بالنسبة إلى بواخر كثيرة ففي فايسون درجة واحدة فقط 0 و3 مطاعم يتم فيها حجز مقاعد وفقا للثمن المدفوع عن كل جناح0
وسأل الشاب :
- هل يمكن أن أراك بعد العشاء ؟
ابتسمت ويندي وهي تشعر كل الغرابة في أنها تحسنت معنويا فلن تتجول في أنحاء السفينة وحدها ردت قائلة:
- يكون شيئا لطيفا0
وقدم الشاب نفسه في الحال باسم شو ستيسي 0
وقالت ويندي:
- اسمي ويندي 00 ويندي براون0
ضحك قائلا :
-أسم حلو و بريء 0
اكتفت بالابتسام ولكن فيما بعد وهما يتجولآن معا في أنحاء الباخرة لمحاولة اكتشاف كل شيء وجدت ويندي نفسها تضحك في أكثر من ثلاث مناسبات وشكرته في سرها لروح الدعابة التي أبداها خاصة أنها منذ أكثر من 3 أسابيع لم تظهر الضحكة على شفتيها0
كانت الثوب الذي ارتدته للعشاء تلك الليلة من المخمل الأخضر الناعم له خصرا مرتفعا وينسدل برشاقة على قوامها الجميل وضعت في شعرها نجمة صغيرها رقيقة مصنوعة من اللآلئ المنمنمات وهي قطعة حلي قديمة ورثتها من جدتها الكبرى كانت زينتها الوحيدة الأخرى سوار ذهب عادي مع ذلك عندما دخلت المطعم تحولت عيون كثيرة اتجاهها لتتابعها تتقدم نحو مائدتها بإرشاد أحد المضيفين0 كانت المائدة لاربعه أشخاص جلست عليها بالفعل سيدة أخرى متوسطة العمر ابتسامتها جاهزة تكشف عن صفا بارز من الأسنان وأرادت أن تتقرب من وندي0 بعدما غادر المضيف المكان مباشرة 0سألت:
- أنت وحدك يا عزيزتي, اسمي مارجي سترومبرنغ الجنسية أمريكية 0
وفكرت ويندي وهي تضحك ضحكة مفاجئة إنه لا حاجة لأن تخبرها بذلك , وأجابتها 00 أنها وحدها واسمها وندي براون وهزت السيدة رأسها كما لو كانت تشير بذلك إلى موافقة فيها على الاسم 0
ثم سألت ويندي :
- من أي جزء من الولايات المتحدة جئت؟
- كونكتيكت يا عزيزتي زوجي كان يزرع التبغ لكنه مات خسارة لأنهم كانا سيستمتع برحلة مثلها هذه آه ها هما رفيقانا0
" ورده قاييـــن "
ورسمت السيدة ابتسامة جاهزة أخرى بينما جلسا رجلان أمام ويندي فكانت أيضا تعتزم الابتسام لكنها شعرت بالخجل لسبب مبهم تلاشت كل الأحاديث التي تجاذبتها مع مسز ستروميرنغ على الفور لأنه هذين الرجلين كانا الذين رأتهما فوق ظهر السفينة, ثم مرة أخرى في وغرفة الملكة لدى تناول الشاي0 وتمت عملية التعارف بين الجميع ووجدت ويندي عينيها تنجذبان نحو وجه غارث ريفرز الوسيم الذي كان يتفحصها بلامبالاة ,لكن صديقه حدق فيها بدقة وارتسمت تقطيبة بين عينيه وغمغم بينه وبين نفسه:
- ويندي براون 0
ثم غمز بآغرب نظرة إلى صديقه:
وقدم الطعام على ضوء الشموع ووسط كؤوس الشراب, وقامت بالخدمة موظفون لطيفون يبدو أنهم يستمتعون بعملهم كل المتعة كيف سيكون حالهم بعد 3 أشهر؟ فكرت ويندي وربما قبل هذه المدة بفترة طويلة سيشعرون بالملل والإرهاق من كل هذا السعي بين الموائد لخدمة رفاق اثرياء وأسعد حظا يستمتعون بمباهج الحياة أكثر منهم 0
اتسم الحديث بالرسميات إلى حد ما في البدايه ورأت ويندي أن غارث ريفرز هو السبب في ذلك وبالتأكيد ليس لمارجي سترومبرغ علاقة بهذا لأنها تثرثر طوال الوقت تقريبا0 أما فريزر الرجل الذي بدأ كأنه عاجزا عن تحويل عينيه عن وجه ويندي لحظة واحدة, فقط كان ذلق اللسان إلى حد ما, أما ويندي وغارث فقد قنعا بالإنصات وليس لدى اي منهما ميل لأن يفعل أكثر من الاهتمام برقة بالطعام الذي يوضع امامهما وعندما انتهت الوجبة تبادل الجميع تحية المساء ووجدت ويندي نفسها تغادر المطعم مع مارجي واندفعت السيدة الأمريكية في الحديث قائله :
- ياله من ثوب رائع يزيد من جمالك إنك نحيلة أما أنا فإنني أحب الطعام كثيرا وهذا ضعف فضييع ياعزيزتي, لا تسمحي لنفسك أنت تصلي الى هذا الحد أبد0 إنك تبدين في 22 من عمرك والمرأة لا يبدأ وزنها بالزيادة إلا عندما يتجاوز 40 الأربعون عندها فكرت ويندي في مرور الوقت بقسوة منذ علمت بمصيرها وتسألت حول ما سوف تقول السيدة الأمريكية لو أخبرتها بأنها لن تصل أبد الى الحادية والعشرين فما بالك بال 40 0
و ضلت السيدة تثرثر وكأنت ستظل هكذا لو لم تعتذر ويندي لتنسحب قائلة أن لديها موعد عليها إن تفي به0
- هل وجدت صديقا بالصدفة؟
وترددت ويندي لحظة لكنها قالت:
- أجل في الواقع وجدت صديقا0
وبعدما تبادلت تحية المساء سارت ويندي عبر سطح السفينة حتى وقفت في جوار الحاجز اللحظات عدة 0
فلن تقابل شو قبل أربع ساعات تقريبا0
وظهر شخصا آخر لكنه كان في هذه اللحظة في الظلام لذلك لم ترا يندي إلا ما يشبه طيفة0 ولم تكن لتخطئ طوله ومشية فعرفت من هو حتى قبل أن يظهر وجهه لها وهو يعبر خلال شعاع ينساب من نافذة مفتوحة لأحد الأندية الليلية0 إنه غارث في ريفرز أحد الرجلين الذين سيشاركانها هي والسيدة الأخرى المائدة بقية الرحلة وتجهمت ويند وهي تشعر بالاستياء لأنها ستعاني من صحبته عندما أصبحت واثقه أنها ستبدأ في الملل من حتى قبل أن ينقضي اسبوع واحد فقد كان جافا ورسمي للغاية0 ومتحفظا في كلامه إلى أقصى حد0 وظل وجهه النحيل الوسيم لا يبتسم مهما كانت المناقشة الدائرة حوله والواقع إنه بدأ متبرما بالفعل, تساءلت عمآ سيكون حاله عندما تصل الباخرة مرة أخرى في ساوثهامبن في بداية نيسان أبريل وراقبته وهو يتجه نحو الجانب الباخرة على بعد أقدام قليلة من المكان الذي وقفت فيه ورأته يتكئ على الحاجز0 وقف ساكنا كما لو كان تمثالا0 يحملق في الليل الحالك 0
وكانت ويندي على وشك أن تتحرك مبتعدة عندما رأت شو يقترب في خطوة رشيقة سريعة, وقال عندما وصل إلى جوارها:
- جئت مبكرة كنت أنوي السير على طول السطح لبضع دقائق0 وبدون تردد أضاف ذراعه إلى ذراعها وسار بها نحو النادي الليلي وبينما كانا يمران بجوار الرجل الطويل الواقف قرب الحاجز ادار الأخير رأسه والتقت عيناه السوداوان بعيني ويندي , ولمحت طيف ابتسامة على شفتيه ورأت أن تعبيره يدل على الاستخفاف المختلط بالسرور ورفعت رأسها ولمعت عيناها 00ماالذي يشعره بالسرور؟ كانت تسأل نفسها وهي تدخل النادي الليلي مع رفيقها, فلو نظر إليها هكذا مرة أخرى لما ترددت في أن تسأله00
" وردة قاييـن "

SONĒSTA
27-01-2008, 17:20
//

السلامـ عليـكم

شكرا على الفاصل الرائع وردة قايين
فقد وفقت في اختيارك ، فرواية قلب في المحيط هي إحدى روايات عبير التي نالت إعجابي
لذا لن أضطر للمتابعة لمعرفة النهايــة >> :rolleyes:
-------------------
بالتوفيــق
وأتمنى من الجميع الإستمتــاع بقراءتهـا :)

//

نجمة00
27-01-2008, 18:25
مشكور اختي وردة قاين على القصة الروعة
من بدايتها عجيبة

!SO
27-01-2008, 18:55
اختيـــــــــار رائـــــــــع

غاليتـــــــي ورده ...

وابــداع متواصل ..

انهـــا واحده من اجمــل الروايــات .. لكنني سأتابع معك من جديد..

دمتــــي بتميـــز ...
http://abeermahmoud.jeeran.com/page%205/352-Thanks.gif

القلـ ساحرة ـوب
27-01-2008, 21:05
يسلموووو حبيبتي وردة قايين على القصة الروعة و على ذوقك الأورع::جيد::

انا كنت اطلب منكم تنزلوها وبالصدفة نزلتوها

انا منتظرة بقية الفصوول و متابعة معاك للنهاية

shining tears
27-01-2008, 22:06
يعطيك الف عافية عنوني وردة
واختيار رائع
الرواية روعة
يعطيك الف عافية

هيونه المزيونه
27-01-2008, 22:55
متابعة معاك يا أحلى وردة في العالم ..


ليلي يعطيك العافية حبيبتي على الرواية ....


<<<<<<<<<<<<<<

لحـ الوفاء ـن
28-01-2008, 11:50
يسلمو وردة على الروايه الرائعه
يعطيك العافيه
وفي انتظار الباقي من فصولها الرائعه

Fenetia
28-01-2008, 13:29
يعطيك العافية وردة قايين والرواية من أولها روووووعة

فكيف لما نتابع باقي الأحداث الشيقة والحزينة

متابعينك وننتظر باقي الرواية على أحر من الجمر

*لميس*
28-01-2008, 13:58
السلآااام عليكووم ورحمة اللهـ وبركاتوهـ.. ]
/ /

وأخيراُ خلصنا امتحانات ورجعنا لمنتدى مكسات ولهذا المشروع بالذات

أول شي..^ــ^


أريجااااااتوا غوسيماس ليلى - تشان ع الروايهـ الرهيبه والكاواااي زيك


/ /


شكل الروايه حلووووووهـ من ملخصها بحر وعواصف وكلها أسرااااار---->> الأخت ملقووفهـ

أقرأها أول وأرجـــع لك برأيي فيها ---->> اذا مو حلوووهـ ماراح تكملينها

أريجاتووووو ورده الحلوهـ عالروايهـ


/ /

جــــا نـــا ~[/CENTER]

ورده قايين
28-01-2008, 19:28
نجمة00
!SO
القلـ ساحرة ـوب
shining tears
هيونه المزيونه
#409
لحـ الوفاء ـن
Fenetia
*لميس*


اشكر لكن متابعتكن وانا راح انزل الرواية كامله اليوم
نظرا لأنشغالي في الفترة الحاليه
واتمنى ان تنال اعجابكن

ورده قايين
28-01-2008, 19:33
2- نجمة بلا بريق


الباخرة "فايسون" تتجه نحو نيويورك ,أول ميناء ترسوا فيه أثناء رحلتها بعد 3 أيام في البحر0 أدركت وندي أن شو أصبح مرتبطا بها فعلا أكثر مما هو يجب ,وصممت ألا تتسبب له في أي اذى, لذلك واجهتها مهمة صعبة أن تبعده عنها قبل أن يصبح متعلقا أكثر رغم أنها أحبته لكنها لن تشجعه ليس في هذه الأحوال فأذا كانت ستدفن في البحر فأنها لا تريد أن تترك وراءها شابا جريح القلب0
أذهلتها أفكارها في ذلك الوقت وهي تنظر إلى الموقف بمثل هذه الطريقة الموضوعية الحذرة ,كما لو كان ذلك ليس موقفها بل موقف شخص آخر وبما أنها كانت ستقابل شو بعد دقائق قليلة اتخذت طريقها إلى حمام السباحة حيث تقابلا في اليوم السابق في الساعة نفسها وتناولا القهوة معا على أحد المناضد المصطفه حول الحمام وكأن هو هناك بالفعل وأكد وجهة شكوكها,اذ اضاءت عيناه الواضحتان حالما رأها تقترب وكانت ابتسامته طبيعية تلقائية0
- رائعة 0
هتف من دون إن يهمه إذا كان الآخرون سمعوه ثم أضاف:
- اللون الأخضر يلائمك تماما 0
ابتسمت وشكرته لإطراءه وهي تدرك أنها تبدو جذابة بصفة خاصة في السروال القصير ورداء الشاطئ المنسجم الألوان, القته علي كتفيها جزافا لكن بطريقة مغرية, وسألت:
- هل ستسبح هذا الصباح 0
أخبرها إنه كان في حمام السباحة بالفعل وقال بعدما طلب القهوة :
- كنت أفكر أننا يمكن أن نلعب لعبة "حلقة الرمي" على سطح السفينة هذا الصباح وإذا كان يناسبك نذهب معا إلى المطعم الذي يقدم مأكولات باردة في جناح "مشروبات المحيط" ويعني هذا أننا لن نضطر إلى الافتراق لتناول الغداء00
حبس أنفاسه في انتظار ردها وهو متشوق تبدو عليه لهفة الشباب0
وعبست في داخلها وهي تشعر بالغضب من نفسها لأنها سمحت بقضاء كل وقتها بهذا الشكل فقد ضلا معا 3 أيام بأكملها00 3 أيام تحدثا خلالها وضحكا معا وسبحا ورقصا وتناولا المشروبات في "مطعم المسرح" وشاهدا أحد الأفلام واستكشفا الباخرة وقضيا وقت مريحا في الكازينو 3 أيام مشحونة بالعواطف0 والآن! نظرت إليه وقالت :
- شو00 لدي شئ سيخيب آمالك لا أستطيع أن أقضي وقتي كله معك بهذا الشكل أريد أن أكون وحدي أحيانا 00
وارتسمت الكآبة على وجهه وأحست بأسف عميق إذا كان لطيفا إلى درجة لا يجب معها عدم إيذاء شعوره مع ذلك لو سمحت باستمرار الأمر لوقعت في حبه بعد وقت قصير مما يعني إنه سيتعذب عذابا أليما بعدئذ وغمغم قائلا:
- أحيانا 0
وكأنه يقدم تنازلا, أضاف:
- فليكن لا أريد أن أحتكرك تماما لكن0 00وسكت عندما ظهر المضيف يحمل القهوة ويضعها أمامهما ثم واصل كلامه قائلا بجدية وهو ينظر في عينيها مباشرة :
-إنني أميل إليك يا وندي أميل إليك كثير في الواقع0
وتنهدت لأن تلك النظرة كانت تحمل كل آماله والتقطت فنجانها وبدأت ترتشف القهوة وبصعوبة بالغة سلمت بالواقع لكنها قالت في حزم :
لا يمكن أن نكون أكثر من رفاقي يا شو0 أشار بيديه قائلا:
- لكنك غير مرتبطة بأحد كما أخبرتني0
وفي نبرة فتور تعمدت أن يكتسب بها صوتها ردت قائلة:
- ولا انوي أرتبط بأحد, لأنني ميالة للوحدة 0
وأردف بحدة :لا00 لا 00أعتقد أن فتاة مثلك يمكن أن تكون كذلك -ويندي- يجب أن تكون صديقتي العزيزة جدا 0
ثم مد إحدى يديه إليها عبر المائدة متوسلا0
" ورده قايين "
و اومأت برأسها فهي لم تتسبب طول حياتها في إيذاء أحد كما تؤذي هذا الشاب , مع ذلك عليها أن تفعل, يجب ألا يتعلق بها قلبه إلى هذا الحد ,قالت:
- أرى الأفضل لنا ألا نلتقي على هذا النحو أو نخرج معا كما كنا نفعل فكما قلت أني مياله إلى الوحدة, أرجوك لا تقاطعني إنني أشعر بسعادة أكبر وأنا هكذا0
وهنا حدقت فيه مباشرة وهي تقول:
- أنت نفسك ستكون أسعد حالا0
ومرة أخرى منعته من مقاطعتها وهي تواصل كلامها:
- إنني أعرف ما أتحدث عنه كذلك ستعرف أنت أيضا يوما ما0
- أن لا أفهم 00
هكذا بدأ حديثه عندما قاطعته قائلة وصوتها يفقد نبرة الفتور متسما بنبرة رقيقة:
- ستفهم وستفهممني0
وانفجر قائلا:
- اشرحي لي , لا حاجة بك إلى هذه الطريقة الغامضة في الكلام 0وأطل الغضب من عينيه لكنها لا يمكن أن تتخذ موقف الهجوم فإن غضبه نابع من شعوره بالإيذاء , ومرة أخرى تحدثت بنبرة ناعمة رقيقة :
- التفسير الوحيد الذي اقدمه أنني أفضل أن أكون وحدي0
كانت تلك كذبة فهي لا ترغب أن تكون وحدها خلال الرحلة وحدها على مدى الأسابيع القليلة الباقية من حياتها0 قال والمرارة تقطر من صوته:
- فهمت وينبغي لي أن أقبل قرارك لكنني أريد أن اخبرك بصدق أنني كنت آمل في أن نصبح أكثر من صديقين0
وقالت وهي تبتلع غصة أصابت حلقها:
- أنت لم تعرفني منذ مدة طويلة ولا تعرف أي نوع من الأشخاص أنا 0
هز رأسه ثم نظر في عينيها البنفسجيتين الجميلتين وقال:
- أعرف أي نوع من الأشخاص انت أعرف أيضا أنه كان ممكنا أن تكوني الفتاة الملائمة لي 0

ورده قايين
28-01-2008, 19:34
وانتظر وكان واضحا إنه يتوقع ردا منها ربما راوده الأمل في أن تغير رأيها 0وعندما امتنعت عن الكلام قال مرة أخرى:
- يجب أن أتقبل قرارك 0 وتوقف لحظة وهو يلهو بالملعقة ثم استطرد:
- الا يمكن أن نتقابل بين حين وآخر؟ ونذهب للرقص أو لمشاهدة فيلم0
وفي الحال هزت رأسها وهي تقول :
- أنا آسفة هذا لن يجدي على الإطلاق 0
وخفت صوتها عندما لمحت الرجل الذي يوشك أن يغطس في حوض السباحة ,غارث ريفيز الرجل الذي يجلس أمامها أوقات تناول الطعام 0عرفت شيئا أو شيئين عنه في الأيام القليلة الماضية بعضها لم يعجبها على الإطلاق منها إنه كان يبدي الفتور والسخرية عندما يدور الحديث حول النساء وبينما كان صديقه ثرثارا كان هو متحفظ0 بدا فريزر مستعدا لتقديم بعض المعلومات عن نفسه كان غارث متحفظ تماما إنه اعزب يراوح عمره0 كما قدرت وندي بين الثلاثينات والخامسة والثلاثين0 ودائما يحيط نفسه بجوا من الغطرسة والتعالي وجدت ويندي أن هذا غير محتمل0 وكي تنسى كانت تغوص في حديث مع مارجي سترومبرغ 0 وعندما كانا يحدث هذا , كانت لدهشتها تلاحظ تجهما في بعض الأحيان على وجه غارث ريفيرز المتعالي 0ويكون هذا التجهم واضحا للغاية إلى درجة لا يمكنها أن تخطئه للحظة كان يبدو متبرما إلى أقصى حد0 بالسيدتين الموجودتين على مائده ويعتبر حديثهم تافها0 يدل على الغباء0 كل شيء تافه0 كل تعليق بدون هدف ومن جانبها كانت ويندي تود لو أنه طلب تغيير مكانه لكن ما رجي سلبت لبها نظراته الرقيقه ومظهر الأستقراطيه الذي يحيط به نفسه0
وذات ليلة وهي خارجه من المطعم مع مارجي بادرت الأخيرة بقولها :
- ألسنا سعيدتي الحظ بوجوده على مائدتنا ؟ ألا تلاحظين ان الأناث ينظرون إليه نظرات ولهة 0 لكنه محصن تماما ضد مناوراتهن, اراهن أنك أنت وأنا محسودتان من كل سيدة في هذا المطعم0
وهزت ويندي كتفيها ولم تقل شيئا فهي لا تحب ذلك الرجل إلى حد كبير لذلك رأت أن طريق الدبلوماسية أنسب الطرق0
وقطع شو سلسلة أفكار ويندي حين قال :
- لا أعرف لماذا أنت واثقه إلى هذا الحد من إن الأمر لن يجدي؟ يمكننا بالتأكيد أن نكون متألفين معا 0
- متألفين, أجل 0
ردت ويندي بالموافقة وعيناها لا تزالان تتابعان غارث الذي أصبح الآن يسبح بقوة0
ثم أضافت:
- لكن ينبغي أن لا نكون متاحبين0
ونظر إليها شو باستغراب وفتح فمه ليقول شيئا لكنه أغلقه ثانية وارخى كتفيه مستسلما, ثم غير الموضوع , لكن ويندي لم تدرك مما قاله شيئا اذ إن اهتمامها كله كانا مركزا على غارث ريفيرز الذي نظر إلى أعلى فجأة فباغتها وشعرت أن وجهها أحمر خجلا وارتفع حاجباه قليلا قبل أن ينشف الماء ويتقدم نحو الطرف الأقصى من الحوض0
واعادت ويندي اهتمامها إلى شو محاولة أن تنصت إلى ما يقول لكنها -للغرابة- كانت مشغولة البال وارتاحت عندما استأذن شو بالانصراف بعدما انتهى من تناول القهوته0 وتركها جالسة هناك وحدها 0سكبت لنفسها فنجان آخر من القهوة وتركت الرداء ينزلق عنها واستلقت تتمتع بأشعة الشمس الدافئة0
" "
كانا شيئا لطيفا أن تراقب الناس في الحوض وشعرت بالاسترخاء التام0 ومع ذلك أدركت بحدسها أنها سجينة, وأنها قريبا جدا ستتطلع إلى رفاق لإنقاذها من التفكير المستمر في الظلام الذي ينتظرها ,وقررت أن تختار لها صديقة ومع ذلك فأنها في هذه اللحظة قانعه بأن تحيا في الفراغ الذي لا يوجد فيه مكان للماضي ولا للمستقبل هذه اللحظة هي هذه اللحظة وعليها أن تعيشها0
ومن حين لآخر كانت عيناها تلمحأن غارث الوسيم وتصبح عاجزة عن تحويلهما عنه 0 خرج من الماء وجلس على حافة الحوض بضع لحظات ثم امسك منشفة كان واضحا أنه أحضرها معه واستلقى على كرسي وبدأ يجفف نفسه ثم ألقى نظرة حوله فرأى ويندي وحدها ولدهشتها اقترب من المائدة التي كانت تجلس إليها وتساءل:
- وحدك تماما؟
وعندما أو مأت بالإيجاب سأل مرة أخرى:
- آيضايقك أن أجلس معك0
- لا على الإطلاق 0
ردت ويندي بذلك وهي تحاول أن تبدو اجتماعية بينما تحاول أن تكبت مشاعر الضيق التي انتابتها لاقتحامه خلوتها, وبعدما طلب القهوة وقال:
- ما الذي حدث لصديقك كان السؤال عرضيا واعتقدت أنه يتسم بالسخرية أيضا0
- شو؟ ذهب إلى مكان ما 0
وظهرت تقطيبة خفيفة على جبهتيه ثم قال:
- كنت أتصور أن الموضوع يتخذ صفة الجدية0
مرة أخرى ظهرت لهجة السخرية التي يتسم بها حديثه وحيرها أن يعاملها هكذا فقد أظهر موقفه الاحتقار الخفيف من اللحظة الأولى للقائهما حول مائدة العشاء0 ليلة أبحرت الباخرة0 وبدأ كأنه يعلم شيئا عنها لا يعجبه أما موقف فريزر فكانا مختلف عن موقف تماما لكنه محير بالقدر نفسه فهو أيضا كأنما لديه بعض المعلومات عنها لكنه تقبل الأمر وصمم على أن يعاملها بطريقة ودية رغم ذلك0
داخليا هزت و يندي كتفيها بلامبالاة0 لاتهم الطريقة التي يعاملانها بها ومع ذلك ,نظرت إلى رفيقها ورأت جانب وجهه بعدما استدار لسماعه ضحكة آتية من ناحية الحوض 0كم هو وسيم ومن غير المعقول ألا يكون وقع في شباك الزواج حتى الآن كان ينظر بطريقة تنم عن الاستغراق في التفكير إلى فتاة شقراء رائعة ترتدي أقصر ثياب البحر وتجلس برشاقة واسترخاء على حافة حوض السباحة ,وتربت برفق على شعرها بمنشفة ذات الوان بهيجه وبينما كانت ويندي تراقبه رأت وجهه يتغير, وابتسامة خفيفة تلمس شفتيه وتذكرت أنها رأت غارث يرقص مع هذه الفتاة ويلعب أيضا معها بعض اللعب على سطح الباخرة 0ووصلت قهوته ووضع السكر في فنجانه لكنه كان شارد الذهن ورفعه إلى فمه 0 توقف وانتبه إلى نظرة ويندي المحدقة فيه وادار رأسه والتقت عيناه بعينيها ,لسبب مبهم تصاعد الدم إلى وجهها 0 واسدلت رموشها الطويلة الحريرية , وبدأ كما لو كان يصدر صوتا بفمه لكنه صوت مكتوم0
تحركت بقلق وهي تشعر كأنها تلهث في مواجهة تلك النظرة الفاحصة المتعمقة وكأن هذا غريبا , وأدركت أنها رغم شعورها بالسعادة منذ لحظات قليلة بأن تبقي وحدها فترة من الوقت فقد شعرت الآن بنوع غريب مبهم من السعادة لإنه يجلس هناك على الجانب الآخر من المائدة 0
ورده قايين
وتحركت عيناه القاتمتآن لتتفحصا ثنيات عنقها الجميل, ثم تلك الثنيات الحلوه أسفلها , وتغير لون وجهها ولدهشتها مزقت رعشة خفيفة الجمود البارد على وجهه ومرت لحظة قبل أن يفتر ثغرة عن ابتسامة مترددة , ورأت عينيه تتسعان, وأدركت إنه يحاول جاهدا إخفاء اهتمامه بها وأخيرا قال:
- لم تأتي وأنت مستعدة للسباحة , لكنني أنصحكي بغطسه ما رأيك ؟
وتضاعفت دهشتها من هذه الدعوة وقالت متلعثمه:
- أتعني00 أن أذهب وأغير ملابسي؟
وانفجرت الرعشة البادية على وجهه في ضحكه أجاب بعدها قائلا :
- إنه شيء واضح0
تحولت نظرته إليها الآن إلى نوعا من التقدير السافر ثم اضاف:
- لا يمكن أن تغطسي للسباحة وانت هكذا0
وبعد ربع ساعة كانت في حوض السباحة وغارث يسبح قر بها وعندما خرجا بعد مدة وجلسا على حافة الحوض يتجففآن هتفت قائلة:
- كم كان الحمام رائعة أشكرك على النصيحه 0
وبلهجة رقيقة مهذبة تتسم بالفرح قال :
- إنها متعة لي ينبغي أن نكررها مرة أخرى0

ورده قايين
28-01-2008, 19:35
وأسرعت دقات قلب ويندي بشكل أذهلها وألقت نظرة خاطفة حولها وكلها أمل ألا يلحظ غارث ارتباكها وفي تلك اللحظة ظهر فر يزر وسأل هل يمكنه أن يجلس, وكما يحدث دائما حينما تكون موجودة 0أبدى نوعا غريبا من الاهتمام بها , وحدق لحظة خاطفة في وجهها وعينيها وركز على شعرها وقطب جبينه كأنما يحيره شي بشأنها يحاول أن يسبر غوره0 وكالعادة عبر اهتمامه المدروس بسرعة وبدا يثرثر بالطريقة التي أصبحت الآن مألوفة لديها, وفكرت كم من الغريب سرعة تعارف الناس في رحلة بحرية كهذه, يرجع هذا بالطبع إلى الصلة المستمرة مع أولئك الذين يجد المرء نفسه بينهم, أما نتيجة المصادفة كما يحدث عند المشاركة في مائدة واحدة, أو بالاختيار, كما يحدث الذين يختارهم المرء أصدقاء وبعد 3 أيام فقط شعرت ويندي كما لو كانت تعرف هذين الرجلين منذ اسابيع اذ من البداية استخدمت أسماءهم الأولى على المائدة0
كان فريزر يتحدث إلى غارث بينما ويندي تجلس في مقعدها سعيدة بالإنصات تركزت عيناها على تلك اليد الممدودة بتكاسل فوق المنضدة يد غارث الطويلة النحيلة يمكن أن يكون صاحب هذه اليد عازف بيانو أو فنانا هكذا فكرت لكنه بالطبع مجرد تخمين وعلي مدى الدقائق القليلة التالية ,ولعدة مرات أصبحت ويندي واعية تماما لعيني غارث وهما تتحولان إلى وجهها من آن لآخر- ويتبادلان النظرات -نظرات خاطفة لكنها متكررة 0وسرى في جسدها إحساس بدغدغه غريبة لم تشعر بها من قبل إطلاقا 0
خفت الحديث بين الرجلين عندما جالت ببصرها تحاول اكتشاف مهن الناس, هذا الرجل القوي هناك يمكن أن يكون أحد كبار رجال الأعمال وذلك الطويل البارز العظام من المحتمل أن يكون مدير بنك متقاعد , والزوجان الشابان اللذان يسبحان في الحوض , وهزت ويندي برأسها عجبا من ان يكون في مقدور مثل هذين الشابين أن يتحملا الآلاف العديدة من الجنيهات التي تتكلفها الرحلة البحرية0 إن وجود الأشخاص المسنين فوق الباخرة يمكن تفسيره بطرق عدة فهي تعرف زوجين متقاعدين أنفقا مدخراتهما على رحلة بحرية حول العالم من هذا النوع وقطع صوت غارث السريع الحاد سلسلة أفكارها حينما سأل :
- فيما تفكرين يا ويندي؟
ارتسمت ابتسامة تلقائية على شفتيها وهي ترد قائلة :
- كنت العب لعبة التخمين0
وعندما لاحظت إنه رفع حاجبيه تساؤلا مضت تفسر ما كانت تفعل 0
فقال مضيفا:
- إنك تتسائلين كيف ولماذا يوجد هؤلاء الناس على متن هذه سفينة 0
وأومأت بالإيجاب, ومن دون أن ينتظر الرد استطرد وهو يلقي نظرة حوله بلامبالاة:
- كثيرون يملكون المال والوقت الكافي لقضاء 3 أشهر فوق باخرة للترفيه 0
وتوقف لحظة وحدق مع صديقه فيها بدقة إلى حد أنها بدأت تشعر بشيء من الضيق وبدأ عقلها يناقش السبب في تحديقهما المفاجئ وارادت تحويل اهتمام الرجلين عنها فقالت بلهجة التسليم:
- الواضح أن بعضهم من المتقاعدين في حين أن الآخرين من الأثرياء لكن بعضهم حيرني امره0
أضافت هذا القول من دون تفكير وفي الحال تدخل غارث قائلا وقد ضاقت عيناه :
- اعتقد أنك بنفسك تحيرين البعض , اذ ليس من المعتاد أن تشترك شابات وحيدات في مثل هذه الرحلة الباهظة 0
واحمر وجهها , لكنها امتنعت عن ذكر أية معلومات عن نفسها0 وهذا طبيعي وبعد لحظة قال غارث برقة, بطريقة شعرت أن لها مغزى :
- من المحتمل جدا أن هناك سيدات من نجوم السينما فوق السفينة ربما يقمن بالرحلة تحت أسماء مستعارة 0
وهزت رأسها وتذكرت أول حديث سمعته عفوا بين الرجلين ثم نظرت إلى غارث وقالت:
- أجل هذا ممكن وأتوقع أن يناضلن من آجل الحياة في عزلة لبعض الوقت بعيدا عن الأضواء والدعاية المستمرة التي تحيط بأمثالهم0 أعقب ذلك صمت غريب ثقيل غامض ولسبب مجهول رغم أنها لم تستطع بأي حال أن تفسر مشاعرها أو تفهم لماذا تتأثر بالصمت بمثل هذا العمق شعرت أن الرجلين يثيران فيها الحزن0 وقال غارث بلهجة المقتضبة نفسها:
- ويندي لو كنت نجمة سينما , هل كنت تناظلين من أجل العزلة قليلا؟
ومرة أخرى اومأت برأسها وردت بدون تردد :
- أجل, اعتقد أنني كنت سأفعل ذلك, فالإنسان أولا وقبل كل شيء ينبغي أن يعيش حياته , وغض النظر عن مهنته ألا توافقني ؟
- أجل 00اوافقك0
وظلت عيناه مركزتين على وجهها لمدة طويلة قبل أن يلتفت بعد نظرة سريعة في اتجاه صاحبه ثم نظر حوله بفضول متأفف إلى أولئك المجاورين له وقال :
- الرجل الكبير على يميني هو بولدريك ستافورد رايمان عملاق صناعة الغزل والنسيج0 وأكمل فريزر بجدية سريعة:
- والسيده التي معه هي سكرتيرته0
- والسيدة التي ترتدي البكيني الأزرق اللامع مليونيرة , تقيم في البواخر دائما0
واستدارت ويندي تنظر إليه باستغراب وهي تهتف :
- دائما ! دائما !
- هذا صحيح , مواعيد جميع الحفلات البحرية ترسل إليها فتنتقل من سفينة إلى أخرى , وهناك كثيرون يفعلون هذا 0
واستطرد يبدد نظرة الشك التي تبديها ويندي ويقول مبتسما:
- إنهم الناس الوحيدون في العالم الذين يجدونها الطريقة الفضلى للعيش0 لكن ويندي كانت تهز رأسها إعرابا عن رفض كلامه وأكدت قائلة :
- لا يمكن أن تكون جذابة دائما0 لا بد أنهم يعيشون في وحدة قاتلة ويحاولون الهرب منها0 أنها مأساة0 قالت هذا الكلام بصوت قلق مع نبرة إشفاق , وارتسمت تقطيبة على حاجبين غارث أدت إلى اقترابهما الواحد من الآخر بينما كان ينظر إليها نظرة فاحصة من عينيه اللتين ازدادتا ضيقا 0
- الواضح أنك سريعة التأثر بالانطباعات الخارجية 0
قال هذه الكلمات بنبرة دلت على أن اكتشافه هذه السمة الخاصة أثارت عجبه0 لكن لم يكن لديها ما تقوله ردا 0 وكأن أسلوبه متسما بالسخرية فتصاعد الدم إلى وجهها 0 لماذا يتخذ هو و فريزر هذا الموقف الخاص أزائها 0؟ ما الذي يجدانه مضحك فيها ؟ قالت أنها ستسأل غارث والآن صممت على ذلك حين وجدت نفسها وحدها معه مرة أخرى , فقد كانت تلحظ نظرة مرح في عينيه أحيانا وتشعر بوجود طرافة طول الوقت 0لكنها الآن تستشعر ضيقا إلى حد ما 0
"ورده قايين "
استأذنت بالانصراف وحينما وصلت إلسلم تبعها شو وقال بنبرة اتهام:
- ألم تقولي إنك تفضلين البقاء وحدك؟ ومع ذلك كنت تجلسين مع هذين الاثنين لمدة 20 دقيقة وقبل ذلك كنت مع واحدا منهما 0؟
كان وجهه عابسا وصوته متسما بالاستياء ورثت لحاله وهي تدرك مدى كآبته لكنها رأت أنها لمصلحته يجب أن تتخذ أسلوبا متباعدا فاترا معه وقالت :
- ليس بوسعي عمل شيء لو أتى فبعضهم وجلس معي, إنني لا أحجز طاولة لي وحدي 0
واحمر وجهه ونظر إليها بضع ثوان0 ثم استدار0 وراقبته بأسى يعود إدراجه لقد كانت القطيعة مؤلمة لها لأنها استمتعت تماما بالأيام الثلاث التي كانا فيها معا ولو استمر هذا بقية الرحلة لكان أنسب لها للغاية0
إذ إنها كانت تستمتع برفقة مرحة لا يصبح لديها أدنى متسع من الوقت للتفكير في حالتها اليائسة, ومع ذلك مشاعرها الخاصة يجب إبعادها عن مشاعره هو0 فإن شابا ساحر كهذا ينبغي ألا يعكر حياته شئ يعاني منه وبالتأكيد فإن وفاتها ستصبح مصدر معاناة في حياته لو وقع في حبها 0

ورده قايين
28-01-2008, 19:36
ومرت الأيام بلا هوادة زارو نيويورك ثم غادروها كذلك كميناء الفردي فالذي وصلوا إليه بعد 8 أيام من إبحار الباخرة وعثر شو على فتاة أخرى مما أسعد ويندي أما غارث ريفرز فكان يقضي معظم وقته مع الفتاة التي رأتها من قبل وهي نيكول رنتون التي أصبحت متعلقة به بلا شك لكن مما لا يزال مثارا للشك أن يظل غارث منجذبا إليها بالقدر نفسه وقد استبعد فريزر هذه الفكرة عندما سألته ويندي عنها بلا سبب وقال ضاحكا :
-غارث يقع في شباك أية في فتاة كلا على الإطلاق إنه أعزب بالفطرة0
كذلك عثرت مارجي على صديق وهو أمريكي توفيت زوجته من 6 سنوات تاركة له فتاتين ينشئهما وأصبحت كلا الفتاتين تعملان الآن وأستأجرتا شقة خاصة لهما تاركين والدهما حرا يستمتع بأول إجازة له من سبع سنوات وأخبر مارجي أنها ستكون حسب رأيه إجازة طيبة تلك الرحلة البحرية 0
أما بالنسبة إلى ويندي فبقيت وحيدة معظم الوقت لذلك وجدت نفسها تتطلع بشوق إلى مواعيد تناول الطعام حيث يصبح حضور رفاق معها شيئا مؤكد0 كانت مارجي مازحة دائما بينما احتفظ فريزر بأسلوبه الودود الثرثار وحتى غارث بدأ كأنه يصبح معقولا تدريجيا ,وقد صدق في كلمته فكانا بجوار حوض السباحة مرة أو مرتين أثناء وجود ويندي هناك وسبحا معا وخرجا وطلبا القهوة, لكن كان هذا كل شيء وظلت طيلة الوقت الباقي وحدها0 وهي تحمل معها كتابا أينما ذهبت, وكثيرا ما كانت النظرات الفضولية تتجه نحوها وهي نظرات بدأت تستاء منها رغم أنها كانت تحدث نفسها بأنها غلطتها هي 0 لم يكن ينبغي لها أن تشتري في الرحلة البحرية منذ البداية فكونها تقضي أيامها الأخيرة على الباخرة في وحدة المطلقة أمر غاية في الغباء00 على أرض بلدها كان يمكن أن تقوم بوظيفتها كالمعتاد حتى النهاية0

وفضلا عن زملائها في العمل فإن لها أصدقائها لكن هذا فات أوانه الآن إلا إذا قررت أن تترك الباخرة في أحد المواني التي ترسو فيها وفي هذه الحالة ستعود إلى إنجلترا حيث لا تملك بيتا تلجأ إليه ولا أموالا تحصل بها على البيت فكل ما تبقى لها بعد دفع نفقات الرحلة البحرية كانت مصاريفها الشخصية ,وفكرت أن تدخل دار التمريض قبل الموعد المحدد0 لكن هذه الفكرة لم تلق قبولا لديها بأية حال0 هتفت مارجي بأسلوبها المؤكد المعتاد:
- نصل إلى كيوروساوا في ساعة مبكرة من صباح الغد !
وسألت ويندي :
- مالذي ستفعلينه ياعزيزتي؟ لم تقومي بجولات في نيويورك وميناء ايفرغليدز 0
-لا لم أكن أعتقد أنها ممتعة إلى هذا الحد0 ثم أنني اوفر مالي لشيئا أفضل0
أضافت هذه العبارة وهي تبتسم وادهشتها أن ينظر إليها الرجلان تلك النظرة السريعة0 وغضا النظر في الحال لكنهما تركاها حائرة للغاية إزاء ما حدث خلال تلك الثواني القليلة0
-هل ستقومين بجولة في الغد0 ؟ لقد زرت كيوراساو من قبل واحب الجزيرة كثيرا في الواقع0
- اعتقد إنني سأقوم بالجولة0
وقال غارث :
-يمكنك أن تقومي بجولة في العاصمة ,ربما تكون ممتعة, لكن لا تنسى أن الصناعة الرئيسية في كيوروساوا هي تكرير البترول0
- لهذا نجد شاهدا على ذلك في جميع أنحاء الجزيرة0
- ليس في جميع ألانحاء لكنك ستجدين الدليل على ذلك بالتأكيد0
وقالت ويندي بلهجة من أتخذ قرارا:
- بهذه الحال سأتجول وحدي لأوفر مالي لجولات أمريكا الجنوبية0
الجولة في كيوروساوا لاتكلف كثيرا0
قال فريزر هذه الكلمات بنبرة من يهون من قدرا الشي, ثم اختلس نظرة إلى غارث الذي لاحظت ويندي أنة زم شفتيه تعبيرا عن الاستخفاف, وتجهمت في حيرة قبل أن تدرك أن الرجلين يمكن أن يعتبرا هذا التردد دليلا على البخل , داخليا شعرت بالضيق من هذه الفكرة لذلك حدجت غارث بنظرة غاضبة لكن بعد فترة وجيزة صارت تفكر إنه لا يهم كثيرا ما يعتقدانه بشأنها0
ورده قايين
وفي الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي رست الباخرة في الميناء0وبعد التاسعة بقليل نزلت ويندي الى الجزيرة وبدأت تتجول في شوارعها حيث تسطع أشعة الشمس الاستوائية الحارة ويسودها الطابع المعماري الهولندي ويرجع تاريخه إلى القرن الثامن عشر فمبانيها تتوهج بألوانها البهيجه وكأنها مبان يصفها كتاب قصصي قديم والسبب في ذلك أن أحد حكام الجزيرة يكره التأثير المبهر لأشعة الشمس على المباني البيضاء لذلك أمر بطلاء المنازل بألوان مختلفة 0
وبعدما تجولت ويندي بجوله حول منتزه فيلهميتا قررت الاسترخاء بعض الوقت مع فنجان قهوة وكتابها 0 وجلست في مقهى في فندق كيوروساوا انتر كنتونتننال وهو مبنى فخم تم بناؤه بدقة داخل جدران قلعة ضخمة يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر عندما دخل ميناء فيلمستاد عاصمة الجزيرة 0وإذا ألقت نظرة خاطفة حولها , لمحت غارث بقامته الطويلة ,وتسارع نبضها وكادت إن تخفض رأسها لولا إنه رآها 0 لذلك اضطرت إلى الرد على التحية عندما رفع يده, وتأرجحت ابتسامة على شفتيها وهي تراقبه يقترب من طاولتها 0 كم هو طويل ووسيم , قطعت خطواته الواسعه المسافة بسرعة أكبر مما يلزمها لتستعيد سيطرتها0

ورده قايين
28-01-2008, 19:37
وأخذت تضم يديها ثم ما تعود فتفردهما بطريقة عصبية بعض الشيء رغم أنها لم تستطع أن تتبين سببا لتوترها0 ووقف غارث قربها يلقي نظرة فاحصة ناقدة للقاعه0
- هل يمكن أن أبقى معك ؟
سألها برقة وجلس بدون أن ينتظر الرد , وسرعان ما امتدت ساقاه الطويلتان أمامه واتكئا إلى الخلف على المقعد بتلك الرشاقة الفاتنة التي لاحظتها من قبل ثم سأل:
- هل قمت بجولة لطيفه ؟
- أجل شكرا لك 0
وتوقفت ويندي قبل أن تسأل:
- أين صديقك ؟
ابتسامته المفتعله شقة فمه الصارم وجاء رده التهكمي:
- وجد لنفسه فتاة0
ورفع يدا آمرة فأقبل أحد المضيفين وبعدما طلب ألقهوه استدار نحو ويندي وأخذت عيناه الداكنتان تجوبان وجهها الذي احمر خجلا وظلت على هذه الحال لحظة طويلة بلامبالاة قبل أن يقول:
- أين كنت ؟ تراقبين الجسر الشهير يفتح لمرور السفن كما اتوقع ؟
وردت بضحكة:
- لا00 لم اكن اراقب الجسر بل كنت أتمشى في المنتزه0
- حقا لكنك بالتأكيد تعرفين إن أول شيء يفعله أي زائر لميناء فليمستادا هو أن يقف مشدوها تماما وهو يراقب جسر الملكة إيما إذ يفتح للسفن؟
ولم تقل ويندي شيئا ومضى غارث في حديثه ليخبرها بأن ذلك كان في وقت من الأوقات أحد الجسور التي تجمع عندها ضريبة الأسواق وقال لو كنت ترتدين الحذاء لكان هذا سيكلفك سنتين, أما بالنسبة إلى الحفاة فكان المرور مجانا0
ونظرت ويندي اليه بأهتمام وهي تقول:
- يا لها من فكره غريبة 0
- الفكره الأصلية كانت طيبة0 فالمرء يدفع حسب وضعه الاجتماعي لكن كان هناك بالطبع اناس ذو كبرياء ,يستعيرون أحذية لمجرد أنهم لا يريدون التعرض لمهانة اعتبارهم فقراء من ناحية أخرى هنأك أمريكيون أثرياء يحملون أحذيتهم تحت اذرعهم ويمرون دون أن يدفعوا شيئا وذلك لمجرد المزاح0

وضحكت ويندي ضحكة صافية رائعة أدهشتها واجتذبت اهتمام غارث إلى درجة إنه ظل يركز على فمها الجميل مدة طويلة0 جعلها تحس بالقلق , وكان تعليقه غير المتوقع على الاطلاق
:
- انك فتاة غريبه غريبة جدا في الواقع0
وفكرت إن الوقت مناسب لسؤاله عما يضحكه فيها لكن كل ماقالته هو :
-إنني لا أفهمك0
وارتفع حاجباه قليلا وفي هذا الوضع كان أسلوبه تهكميا لكنه لا يخلو من الرقة والكياسه 0 وقال بدون توقع جواب مرة اخرى:
- اخبريني ألا تعتبرين نفسك غريبة ؟
وتجهمت وهي تشعر بذهول تام من كلماته وسألت:
- هل ابدو غريبة حقا ؟
كانت تريد أن تعرف وهي تسأل نفسها إذا كانت تتصرف بالفعل بسبب ما تنوء به من أفكار , بطريقة غريبة , وقال:
- ظاهريا, لا, لكن 0
وبعد فترة تردد اضاف :
- لكن هذا كله ليس ظاهرا أليس كذلك؟
ومرة أخرى تجهمت لا لأنه عبارته محيرة فقط ولكن لأنه تردد لسبب غامض قبل أن ينطق باسمها وفكرت- لو لم تكن الفكرة مضحكة إنه ربما اعتقد أن هذا ليس اسمها علي الإطلاق!
وقالت :
- إنك تتكلم بالألغاز فلا أستطيع أن أفهم شيئا مما تقول0
والتقت عيناه بعينيها في تحد وقال :
- لا 0 إذا لا تشغلي بالك , سنطرح المسألة جانبا 0
وغير الموضوع قبل أن تتمكن من توجيه سؤال آخر , وأخذ يتحدث كيفما اتفقا على الأماكن الهامة التي ينبغي زيارتها , في أنحاء الجزيرة لكنها كانت لا تزال تفكر في كلماته الغامضة , فلم تشترك في الحديث إلا لماما, وبدا انه تضايق إذ اصبح الجو بينهما ثقيل الوطأة الى درجة أنها عندما تكلمت كانت نبراتها متكلفة , وأخيرا قال:
- حسنا سأذهب, لا تظلي الطريق وبذلك تفوتك الباخرة0
وجلست حيثما كانت و أخذت تراقبه يبتعد , لاحظت طريقته المهيبة في السير, وخطواته الطويلة الرشيقه التي قطعت المسافة بينهما وبين الباب بسرعة ومن دون أن يلتفت ورائه مضى0
ورده قايين
وفجأة أدركت أن الإحساس بالفراغ بدأ يزحف إليها وعضت شفتيها خوفا من وحدة اليوم المقبل, هل تعود إلى السفينة؟ لن تبحر قبل السادسة لذلك لا جدوى من العودة والبقاء فوق سطحها , هل تستأجر سيارة إجرة ؟ أجل يحتمل أن يكون ذلك هو الرد 0 وبما أن غارث دفع حساب القهوة نهضت وغادرت الفندق إلى أقرب موقف لسيارات الأجرة ووجدته خاليا وهو أمر طبيعي إذ فكرت في مئات الأشخاص الذين نزلوا من الباخرة لذلك معقول أن جميع السيارات المتوفرة استؤجرت من فترة طويلة0

ورده قايين
28-01-2008, 19:38
وبعدما قررت أن تمشي اتجهت نحو البوندا وهو أقدم جزء في المدينة حيث أخذت تتجول بين المحلات التجارية التي تراوحت بين أماكن صغيرة شبيهة بالأسواق الشرقية ومحلات كبرى على أحدث نظام شهدته , وكانت الأسعار رخيصة حيث ان كيوراساو ميناء حر تقريبا غير إن ويندي لم تشتري شيئا على الإطلاق متسائلة: ما الفائدة وخيم القنوط عليها0 ونتيجة لذلك تثاقلت خطواتها, ما فائدة أي شيء وقطع تساؤلها بحدة صوت بوق سيارة وقفت بجوارها وهي تتأهب لعبور الطريق0
- هل تحبين مرافقتي؟
جاءت الدعوة من غارث الذي جلس أمام عجلة القيادة وأكمل:
استأجرت سيارة للنهار كله 0
وأضاءت عيناها0 لو علم فقط مدى ثقل الهم الذي أزاحه عن قلبها, وقالت بضحكة صغيرة مرحة:
- شكرا لك يا غارث بالطبع أود مرافقتك , إنه كرم زائد منك 0
وكانت تلهث قليلا ونظر إليها بتعبير مندهش ونزل ودار حول السيارة وفتح لها الباب , ثم قال:
- لا حاجة لعبارات الشكر المسرفه , إنني سعيد بهذه الرفقة0
ولأنها كانت تعلم إنه يعني ذلك إنتابتها موجة سريعة من المرح والعرفان بالجميل:
- ينبغي أن أشكرك يا غارث 0
غمغمت بهذه الكلمات في خجل هذه المرة بسبب الطريقة الغريبة التي نظر بها إليها , وأضافت في سرعة عندما لاحظت إنه بدأ يحرك شفتيه استعداد للكلام:
- لا تسأل لماذا ,أرجوك 0
ربما لم تكن تستطيع أن تخبره بأنها هابطة في أعماق إلياس وسابحة في مجاهل الخوف وهي ضائعة ووحيدة تماما, ولا يمكنها أيضا أن تشرح لها أن عرضه جاء كنجمة مضيئة لامعة لتنقذها مؤقتا من تلك الوحدة, ودون ان يتحدث تحدت بدأ يتحرك بها تارك المدينة خلفه في طريقه الى الريف حيث ي عيش القرويون بعيدا عن ألأضواء البراقة وعمن مباني العاصمة0 بعيدا عن معامل تكرير البترول وفنادق السياح0
وأخيرا قطع غارث الصمت المخيم وقال:
- لا داعي للأدعاء بأنها تتمتع بالجو الساحر الغريب مثل بربادوس او سانت توماس ومضى يشرح ان السبب في ذلك هو أن كيوراساو جزيرة صخرية داكنة بعض مناطقها جرداء والمياه واحدة من أكبر مشكلاتها , وأضاف:
- يتم تقطير مياه البحر إلى مياة عذبة لكن هذه العملية باهظة التكاليف إلى حد كبير0 وعلي كل فإن الحكومة واجهت المشكلة وأصبحت المياه العذبة متوفرة الآن لأفقر طبقات الشعب في الجزيرة0
علقت بقولها:
- يبدو أنك تعرف الكثير عنها وعن الجزر الأخرى, هل قمت برحلات كثيرة في الكاريبي ؟
- مضت بضع سنوات منذ أن قمت برحلات0
كان هذا جوابه المقتضب وجذبها شئ في نبرته إلى إلقاء نظرة على يديه اللتين تمسكان المقود بسهولة مهملة 0 لم تفكر في إنه عازف البيانو لأن تلك المهنة لا تتناسب مع مظهره العام ومع ذلك كانت يداه حساستين بأصابعهما الطويلة النحيله وأظافرهما المقصوصة القصيرة جدا0 خمنت إنه رسام لكنها استبعدت هذه الفكرة 0إذا ما هو عمله؟ وفجاة ابتسمت ابتسامة عريضة لنفسها وهي تتعجب , لماذا تتناقش بمثل هذه الطريقة الغريبة حول عمله يحتمل إنه لا علاقة له على الإطلاق بهاتين اليدين الطويلتين الحساستين00
ورده قايين

ورده قايين
28-01-2008, 19:42
3- سر المهنة

رغم إن ويندي تمتعت بالنهار الذي قضته مع غارث في جزيرة كيورساو اعترفت لنفسها بأنها كانت ستستمتع به أفضل لو أن موقفه أزائها كان أكثر ودا وأقل سخرية ولا تشوبه تلك الاستخفافات المختلطة بالسرور والذي لاحظته من أول لقاء به, وتمنت لو اكتشفت سبب أسلوبه معها وتمنت ايضا لو تعرف لماذا أسلوبه يؤذي مشاعرها , لأنه في الواقع كان يؤذي مشاعرها بطريقة غريبة مبهمة تسربت إليها تدريجا , فكادت لا تلاحظ كيف بدأ ذلك التأثير0 و على أية حال تدرك لمحة إيذاء صغيرة في كل مرة تلقي فيها بملاحظة ساخرة أو يرفع هذين ألحاجبين الداكنين بتلك البهجة الساخرة لشيئ قالته , واصبح لديها الانطباع بأنه يعتبرها من الفتيات اللواتي يتظاهرن بسذاجة ليست فعلا من طبيعتهن 0 ومع وجود هذا الشك في ذهنها وجدت وندي نفسها تمتنع عن التحدث بتلقائية أو التعبير عن الإعجاب بشيء مثير للاهتمام او الأعجاب 0 وفي بعض الأحيان 0عندما كانت تنسى أن تكون حذرة وتعبر عن نفسها بملاحظة بريئة كانت عيناه تنطقان بذلك الاستخفاف الممزوج بالضحك0 وحينئذ تجد نفسها متوردة الوجه خجلا مما يزيد سروره وفي مناسبتين حدث ان أطلقت ضحكة سريعة على سذاجتها ذات مرة عندما عبرت عن إعجابها بمنظر الأكواخ الصغيرة التي كان بعض المواطنين يعيشون فيها0 وهي أكواخ ذات سقوف منخفضة من القش تحيط بها مجموعة غريبة من ألوان الأزهار والأعشاب0 التي تنمو في الحدائق, ادار رأسه لحظة وقال:
- هناك شيء يتعذر فهمه بخصوص فتاة مثلك ياوندي 0
- سمعتك تقول شيئا هكذا من قبل0 كان هذا هو كل ما ردت به رغم أنها ما كانت تنفر من سؤاله ولا تعرف ما يعنيه بهذه العبارات:
وأعرب عن موافقته قائلا :
- أعتقد أنني فعلت 0
ثم رفع أحد يديه ليمنع تثاؤبه,هل بدأ يضجر حقيقة أو إن حركته كانت تستهدف مجرد تضليلها بإنه يعني ذلك فعلا ؟
قالت دون تفكير:
- لو أن هنالك شخصية يتعذر فهمه هو انت 0
وأعقب ذلك صمت مطبق قبل أن يبدده غارث بضحكة0 وقال :
- الواضح أن كلا منا يجد شيئا محيرا مبهما في الآخر0
وأومأت بالموافقة وهي تدرك أنها تشعر بالبهجة لأنه ضحك, فتلك الضحكة غيرته وأدت إلى شيء جذاب للغاية بشأنه, وظلت تفكر لحظة أو اثنتين في هذا التغيير, وقررت كما فعلت من قبل أنه رجلا يصعب فهمه إذ يبدو أحيانا ساخرا فظا وأحيانا أخرى جذابا للغاية0
- اوه 000انظر !
هتفت بذلك ناسية تماما موضوع الحديث بينما أضاءت عيناها وهي تلمح أشجار الصبار العملاقة التي تنمو بوفرة على جانبي الطريق ثم قالت :
- لا بد أن طولها 20 قدما0
هز رأسه قائلا :
- إنه صبار شائك ينمو فعلا إلى نحو هذا الارتفاع 0
وأشار إلى الأشجار العالية في الحقل الواقع على جانبي الطريق 0
وقال:
- أتلاحظين أن اغصانها تمتد بزوايا قائمة على جانب واحد من الجذع0
- آجل0 كم هي غريبة! مالسبب في ذلك ؟
- الأغصان موجودة على الجانب المواجه للريح في الجذع وتتأثر برياح التجارية0
وهزت رأسها قائلة :
- أجل إنني أفهم الآن 0
عبرا منعطف الطريق التالي حيث امتد أمامهما منظر جميل لبيت وسط مزرعة تتألق حدائقها بالألوان الاستوائية وانتزع هذا المنظر شهقة اعجاب من ويندي0 قال غارث موضحا:
- إنها الأشجار المتوجهه وهي تنمو الى ارتفاع نحو 60 قدما 0
واستمرا في طريقهما مرورا بأسوار نبات الجنازي الرائع وأزهار البوجنفيلا والبغلي الجميلة وعديد من الأزهار الأخرى الرائعة التي تنموا بوفرة في هذا الجزء من العالم0
ورده قاييــن
وبعد جولة استغرقت ساعتين رجعا إلى العاصمة وتسلقا تلة ليتناولا طعام الغداء في مطعم قلعة ناسا وحيث جلسا في الشرفة واستمتعا بنسمات الريح الباردة وهما يتناول وجبتهما0
وبعد ذلك واصلا طريقهما الى الجزء الجنوبي الغربي من الجزيرة حيث الشواطئ البديعه في خليج كنيب والمياه الإسبانية, ثم بعد جولة حرة سريعة في المدينة0 قال غارث إن الوقت حان لإعادة السيارة إلى صاحبها , وقبيل الخامسة عادا إلى الباخرة فايسون وشكرت ويندي غارث مرة أخرى, وكان صوتها هادئا ذا نبرة تدل على الإخلاص وعيناها أكثر لمعانا وتجاوبا, وحدق غارث فيها , وبدا كما كان ضحية مشاعر متصارعة ممزقا بين الرغبة في أن يحبها والرغبة الأقوى في إبقائها بعيدة عنه0
ولم تعتقد أنه مال إليها على الإطلاق في الوقت الحالي حتى بعد ان طلب منها مرافقته في جولته في انحاء السفينة 0 فقد قدم العرض فقط لأن صديقه هجره إلى رفقة امرأة أكثر جاذبية فوجد نفسه وحيدا 0
وعادت الى حجرتها لتغيير ملابسها استعدادا للعشاء00
جاءت مارجي تبهر الأبصار في ثوب من اللاميه متعدد الألوان ولسانها يتدفق بالكلام كحالها دائما, كذلك أخذ الرجلان آلي يثرثران , لكن شيئا ما بشأن غارث إقنعها إنه يمارس تهذيبا زائفا , وحيرها أمره فهل يفضل لو كان على طاولة جميعا الجالسين إليها رجال؟
بعد العشاء قامت وندي بجولة في أنحاء الباخرة وحدها لكن لحقت بها مارجي وصديقها دينبي نورتون الذي دعاها إلى مرافقتهما إلى المرقص قائلا:
- عزيزتي, إننا نشعر برغبة في الرقص, هلا جئت معنا, ليس من الصواب أن تظلي لوحدك0
هل كانا يشعران بالشفقة عليها ؟ كرهت الفكره لكنها وافقت على مرافقتهما رغبة منها في عدم مضايقة السيدة الأمريكية كان الحاضرون منهمكين بالرقص فعلا, كل اثنين معا وعندما قالت مارجي أنها تود أن تتناول شرابا أولادعا دينبي ويندي إلى الرقص معه 0
وبعد عدة دقائق ألقت نظرة خلف كتفها فرأت غارث يدخل مع نيكول وقد اتجها نحو البار حيث طلب غارث شرابا له ولرفيقته وبعدما اختارا طاوله مجاور ة لطاولة مارجي جلسا وأخذ وهو يجيل بصره في الراقصين ومن دون أن يبتسم رفع يده بالتحية إلى ويندي التي اومأت برأسها ثم عاد إلى رفيقته وانخرط في الحديث معها, وبنظرة المرآة قيمت ويندي ملابس ألفتاه وزينتها وقررت إنه رغم أن نيكول ذات جمال لا ينكره أحد فأن هنأك قدرا معينا من الغرور في وجهها, كما أن ملابسها تنم عن قلة الذوق0 فمن الواضح أن الثوب الذي ترتديه باهظ التكاليف لكن زيه ليس مناسبا , فالوسط العالي لا يناسب خطوط جسمها المثير كذا الحذاء الثمين لايتناسب وقماش الفستان 0
ومع ذلك كانت مهتمة بها , لإن محاولتها مقاومة النظر إليها عندما مرت هي ودينبي أمام طاولتهم ذهبت سدى وتأسفت وندي وهي تتعجب لماذا تهتم الى هذا الحد بالفتاة , ولأحظ غارث هذا وأصبح تعبيره مبهما عندما التقت عيناه بعينيها للحظة خاطفة , وخفضت ويندي جفنيها , وهدأ روعها عندما اصبحت وسط حلبة الرقص0
ورده قاييـــــن
سألت مارجي عندما عادا إلى المنضدة وجلسا :
- هل استمتعت بالرقص ؟ انك ترقصين رائعا يا عزيزتي 0
- شكرا لك- أجل استمتعت كل المتعة0

ورده قايين
28-01-2008, 19:44
كان صوت ويندي منخفضا لكنها ادركت ان غارث يمكنه سماعها , ولم يأت المضيف 0 لذلك نهض دينبي و مضي يطلب شراب له و لويندي وآخر لمارجي وترك الأثنين وحدهما0
وقالت مارجي وهي تختلس نظرة من فوق رأس ويندي الى ألطاوله المجاورة :
- هل تعتقدين إن صديقنا الوسيم غارث وقع في شباك الحب ؟
- لا أستطيع أن أقول ذلك 0
قالت ويندي متجهمة مما اثار دهشتها من نفسها :
- ظهرا معا في مناسبات عدة حتى الآن 0
-
واجابت وندي وصوتها ما زال منخفضا وهي تخشى أن يسمعها غارث :
- لا أعتقد أن غارث سيكون جادا مع ايه امرأة0
- لا , ربما كنت على حق عزيزتي !على الأقل حسب الظاهر إنه لم يقع في الحب حتى الآن 0
- الظاهر0
- لا يمكنك ان تكوني متأكدة على الإطلاق , فله من العمر ما يكفي ليتزوج و يطلق مرات000
وضحكت ويندي قائلة:
- أراك سيئة الظن جدا 00انا متأكدة انه لم يتزوج اطلاقا ويقول فريزر إنه عازب بالولادة0
- حقا0
قالت مارجي ذلك وهي مستغرقة في التفكير بينما اختلست النظر مرة أخرى نحو الرأس الأسود للرجل موضوع الحوار, وأضافت :
- إذا فهو يعرفه منذ مدة طويلة؟
- لم يقل شيئا عن ذلك0
- هل اخبرك ما هو العمل الذي يكسب منه غارث عيشه؟
وهزت ويندي رأسها وهي : تقول :
- كلا الواقع أنني لم أتمكن من سؤاله 0
ولاحظت ويندي النظرة المتسائلة التي ارتسمت على وجه رفيقتها وأضافت تقول:
- لو كان غارث يريدنا ان نعرف لذكر شيء عن ذلك قبل الآن تماما كما فعل فريزر في بداية تعارفنا , لدي شعور بأنه لا يريد أن يعرف الناس ماذا يفعل0
- شيئا مضحك, هذا هو بالضبط انطباعي وفي أية حال فإنني أزداد فضولا يا عزيزتي وهكذا يمكنك أن تتوقعي أنني سأكتشف قبل أن يمر وقت طويل ماذا يعمل رفيقنا الوسيم0
- قررت في وقت ماء أنه يعمل عازف بيانو 0
- تقصدين يديه ؟ إنهما تلفتا النظر أليس كذلك ؟
- اعتقد إنه يمكن أن يكون رساما 0
أضافت ويندي هذه العبارة0 وهي تومئ برأسها علامة الموافقة على ملحوظة مارجي بشأن يدي غارث0
- ليس رساما فهو غير حساس إلى هذه الدرجه ولكنه رجلا عنيف 0
- وساخر0
- لا بد أن أوافق على ذلك, ويعرف أيضا كيف يبدو متعاليا ومستبدا 0 مع ذلك فهناك شيء جذاب فيه0 برغم طريقته المثيره للسخط إلى حد ماء في توجيه ملاحظاته الاذعه 0
وتوقفت مارجي عن الكلام فجأة بينما اتسعت حدقتاها وهي تنظر إلى وجه وندي لكن نظرتها سرعان ما تحولت نحو غارث الذي أصبح ظهره أمامها الآن وواصلت كلامها 0
- ألا تجدينه جذابا ياعزيزتي ؟
سألت هذا سؤال وقد اتسم صوتها بنبرة غريبة وردت ويندي :
- من حيث شكله أكيد0
- هل يمكن أن تقعي في حبه ؟
وأ حمر وجه وندي خجلا من هذا السؤال المباشر, وأجابت بسرعة بالنفي قائلة أنها لا يمكن أن تقع في حبه ثم أضافت باشمئزاز:
- رجلا بمثل هذا الغرور ؟إطلاقا0
هزت السيدة الأكبر سنا كتفيها استهجانا وقالت من دون ان تبدو نبرة اسف في لهجتها :
- فكرت فقط أنكما يمكن أن تكونا زوجين مناسبين تماما, قصة حب فوق سطح السفينه , وزواج سيكون شيئا لطيفا لو حدث0
تنفست ويندي الصعداء عندما رأت دينبي يقترب بعدما طلب المشروبات0
- ستكون المشروبات هنا بعد لحظات 0
قال هذه العبارة وجلس مبتسما لمارجي ووندي ثم لمح غارث ورفيقته فابتسم لهما وقال :
- الا تجلسان معنا سنكون اسعد حالا 0
وافق غارث ورفيقته وقال دينبي :
- كنت الآن اتحدث مع هذا الرجل هناك0 هل تعرفون ماذا يفعل0 إنه يملك صالة للعب البونغو 0
حدقت ويندي وهي غير مصدقة وقالت :
- تعني أن صالة البنغو تؤمن له مالا وفيرا ليقوم برحلة كهذه؟ أعتقد أن ذلك صعب 0
وقال دينبي وهو يدق على المنضدة تأكيدا لكلماته :
- ليس هو فقط لكن زوجتيه و5 من ابناءه أيضا جميعهم في السفينة 0
وغمغم غارث قائلا وقد شابت كلماته نبرة احتقار لا يخطئها أحد :
- مالذي يجعل الناس يبذرون أموالهم على أشياء مثل البنغو ؟
قالت مارجي :
- للهروب من رتابة الحياة اليومية0 وأضافت بلهجة العارفة بالأمر:
- وروح المقامرة الدفينه داخل كل واحدا منا, لا جدوى يا اعزائي من إنكار أننا جميعا نحب الإثارة في بعض الأحيان 0
" ورده قاييـن"
وادارت رفيقة غارث رأسها الجميل وحدقت بشدة في السيدة الأمريكية وانفجرت قائلة بلهجة ازدراء وقد تقوست شفتاها تعبيرا عن السخرية :
- إنني واحدة ممن لا يقامرون إطلاقا, بالنسبة الي ارتياد صالة بنغو فأنني لا أحلم على الإطلاق بمثل هذا الشئ 0
ورغم أن ويندي لم تدخل هي أي صالة بنغو فأن شيئا ما جعلها تقول دفاعا عن أولئك الذين ارتادوها :
- ربما كنت من بين سعداء الحظ الذين لا يحتاجوا إلى الهروب يا مس رينتون0

ورده قايين
28-01-2008, 19:45
وأضاءت عينا الفتاة الخضراوان واللتان تشعان حيوية وهما تستقران على وجه ويندي وأخذت مارجي تراقبها هي وويندي وتفكر أنها لم تصادف إطلاقا من قبل مثل هذا الاختلاف الشاسع بين اثنين من الجنس نفسه والتقارب في السن أيضا 0 فحسبما رأت كانت إحداهما غير متكلفة إطلاقا بل طبيعية تماما وصريحة ,وعاطفية, فتاة منذ لحظة اللقاء بها تثير الحيرة للغاية وتشعرك أنها تواجه مأساة أو خسارة أو أية كارثة عاطفية أخرى, ومن ناحية أخرى فكرت مارجي ان نيكول من نوع الفتيات اللواتي يسعين لاصطياد أحد ذوي الثراء , مليونير على الأقل وله لقب كبير لو أمكن, وخلال حساباتها وآرائها الخاصة أصبحت على اقتناع غريب بأن ويندي تفوق الفتاة الأخرى في كل شيء, حتى في ملابسها مع ان ثياب ويندي حسب مارجي لا تعادل قيمتها عشر قيمة ثياب نيكول لكن ذوق ملابسها جذب أكبر عدد ممكن من ال رجال 0
- جعلت كل همي إيجاد وسائل أخرى للتسلية 0
كان هذا رد نيكول الحاد على سؤال ويندي التي حدث ان التقت عيناها بعيني مارجي ورأت على شفتيها تلك العبارة:
اراهن على أنك تفعلين ذلك يافتاتي !
وارتعشت شفتا ويندي وهي تجاهد لتحتفظ بوجهها هادئا0 ثم قررت أن تغير الموضوع فقالت:
- ذلك الرجل , هل أخبرك بالفعل بأنه يمتلك صالة بنغو ؟
- بل تباهى بذلك0 وقال أنها أفضل عمل في العالم, المال السهل وكل شيء , وقال إنه سيفتح صالة أخرى عندما يعود إلى إنجلترا0
- كل يختار صديقه الخاص0
قال غارث هذه العبارة باستخفاف وقد انتقلت عيناه إلى الرجل الذي يدور الحديث حوله وتبادلت ويندي ومارجي النظرات0 وكلتاهما تفكران في الشيء نفسه : ما هي مهنة غارث ريفرز ؟
أسرت مارجي الى وندي بعد ظهر اليوم التالي عندما قابلتها جالسة على كرسي فوق سطح السفينة ومعها كتابها:
- رأيي أن غارث ريفرز شخص هام جدا0
وبعد أن أثارت اهتمامها وضعت ويندي كتابها جانبا ونظرت بتساؤل إلى السيدة التي أصبحت صديقتها بسرعة ثم قالت:
- ما الذي تجعلك تقولين هذا؟
- أتذكرين قولي أنني سأجعل شغلي الشاغل أن أعرف ماذا يعمل لكسب عيشه , فبرغم إنه يغضب ولا يجيب كلما أثير السؤال0
- أجل00 بالطبع 0
- سألت فريزر بطريقة مباشرة0
ولم تقل ويندي شيئا واكتفت بالانتظار لتعرف ما سيعقب هذا وهزت مارجي رأسها في اشمئزاز وهي تقول أن فريزر متحفظ إلى أبعد الحدود:
- اولا قال أنه لا يعرف تماما, لكنني قلت له أن هذا سخف بما ان الرجلين صديقان, وحينئذ قال فريزر أنه ليس في وضع يسمح له في بالإفصاح عن شيء بشأن غارث , لكنه قال إنه يعمل بإرهاق من سنوات عدة وقد حذره طبيبه إنه لو كان حريصا على صحته فليأخذ راحة طويلة كأن يشارك في رحلة بحرية0 وتوقفت مارجي عن الكلام وقد ظهرت في ملامح وجهها الطيبة تقطيبة حادة ثم مضت تقول:
- غارث الذي نعرفه مرهق بالعمل, لكن كيف ولماذا ومتى ؟ وندي أنني لم أصب بخيبة أمل في حياتي كما أصبت من ذلك0
واضطرت ويندي الى الضحك ثم قالت :
- إنه أمر لا يهم حقا0
إنه يحيرني, مثلك تماما لكنها 0
توقفت عن الكلام وقد بدت في شكل مضحك عندما سارعت بوضع يدها على شفتيها ثم هزت كتفيها علامة على الاستسلام وقالت :
- لتعلمي يا عزيزتي إنك انت ايضا تحيرينني 0
- احقا احيرك ؟
هل تفشي سرها, لكن لن تحتمل إطلاقا أن تشفق عليها هذه السيدة وجاء الرد صريحا بدون تردد:
- أجل يا عزيزتي فأنت لست ثرية في بما يكفي للقيام برحلة كهذه أعني الثراء الذي يأتي بالطريق العادي أليس كذلك؟
- لا لست كذلك 0
- وبعد ؟
- بعت بعض الممتلكات لأشترك في هذه الرحلة, كانا بيتا00
- بعت ؟
بدت السيدة كما لو صعقت وظلت لحظة لا تتكلم ثم غمغمت:
- فهمت0 إذا فأنت على سعة من العيش 0
فهزت ويندي رأسها وقالت بلهجة النفي وبدأ صوتها يخرج بسهولة:
- ليس الأمر كذلك حقيقة , لكنني رأيت أن الممتلكات لن تفيدني مثل الأموال النقدية0 وهكذا قررت أن أبيع البيت واقوم بأجازه طيبة بثمنه0

ورده قايين
28-01-2008, 19:46
هذا شيء جيد لكي يا عزيزتي0
وفكرت ويندي وهي تراقب وجه السيده الأخرى, حتى الآن تسير الأمور على خير ما يرام, لكن أعقب ذلك سؤالا غير متوقع على الإطلاق ويتطلب كل براعة ويندي للرد عليه 0
- هذا يفسر لماذا أنت هنا 0 لكن الشيء الآخر الذي يحيرني ويقلقني , يا عزيزتي أرجو ألا تعتقدي أن هذا من قبيل الفضول0
ودون أن تنتظر ردا على السؤال مضت تقول :
- أجل ,هناك شيئا يقلقني حول لماذا تخفين أحيانا سرا في عينيك, أجل إنهما تستغرقان في التفكير كما لو كانتا تنظران عبر طريق طويل تبحثان عن شيء هارب منهما0
وقطعت ويندي عليها كلامها قائلة :
- كم يبدو هذا غريبا إن خيالك يشطح بك يا مارجي!
وأطلقت ضحكة رنانة قصدت أن تشيع روح الدعابة , لكنها أخفقت في تحقيق الهدف منها , رغم أن نبرتها كانت خادعة 0
وهزت مارجي رأسها وردت:
- خيالي لا يشطح بي ابدا , وعلى كل فإنني لن اوجه إليك أية أسئلة أخرى, كل ما أريد أن اقوله هو إنه رغم مظهري العابث 0 إلى حد ما فإن لي إذنا "موثوقة متعاطفة " ويمكن الركون إلي0
قالت ذلك بصوت اكتسى بنبرة الجد والترفق, وكان مختلفا عن الصوت الذي اعتادت استخدامه في الجلوس الى المائدة ,والذي يتميز بوضوح النبرة 0
ونظرت إليها ويندي ,في ورأت مدى جدية تعبيرها والإيماءة اللطيفة لرأسها كما لو كانت تريد تقديم إيضاح للعبارة التي قالتها للتو, وهي أنها يمكن أن تكون أهلا للثقة 0ولم تشك ويندي في ذلك لحظة واحدة واذ أدركت أنها في وقت لاحق قد تصبح في حاجة إلى أن تثق بشخص ما قالت بهدوء وبنبرة العرفان بالجميل :
- سأتذكر يامارجي اعدك بذلك0
- حسنا , والآن لنعد إلى المسألة التي لا تمسنا شخصيا بل تتعلق بالسيد ريفرز والتي كنت أتحدث عنها عندما قاطعت نفسي لأتحدث عنك يا عزيزتي,
وأومأت ويندي برأسها قالت :
- كنت تقولين أنك تظنين أنه شخصية هامة؟0
- هذا صحيح , أعتقد فعلا إنه شخصية هامة 0
ولم ترد وندي بشيء , واكتفت بتوجيه نظرة تساؤل إليها, ومضت تقول:
- لا يمكن إلا لشخص هام أن يرهق نفسه بالعمل إلى درجة إن يتطلب منه الأمر القيام برحلة بحرية لمدة 3 أشهر أليس هذا منطقيا ؟0
ولم تكن ويندي ترى هذا الرأي , لكنها اكتفت بأن ردت قائلة:
- يبدو الأمرمعقولا0
- كبار المديرين والأشخاص المرموقين يرهقون بالعمل ويصابون بانهيار عصبي0
ولم يسع ويندي ألا أن تهتف قائلة :
- لا أستطيع أن أتصور أن غارث يمكن أن يصاب بانهيار عصبي!
- ولا أنا , ومع ذلك فإن هذه العبارة قالها صديقه000
وغمغمت ويندي قبل أن ترفع عينيها لتنظر الى صديقتها:
- حقا انا اتعجب لماذا لم يذكر مهنته ؟
- انه كتوم بطبعه, ذلك نوعه بين الرجال0
- والنوع الذي تخشين سؤاله0
- بالتأكيد 00 أنه شخصيا يمكنني عادة أن أواجه هذا النوع من التصرف لكن مع غارث ريفرز لن أجرؤ على المحاولة , خوفا من مواجهة التوبيخ 0
- وهذا ما ستلقينه بلا شك 0 إنه حتى الآن لا يبدي إلا السخرية والتهكم والاستخفاف وأعني عندما تكون هناك مناسبة لذلك , لكنني أشك في أن صوته لن يتورع عن لذعة حادة لو وجهنا إليه أسئلة يستاء منها 0
- أنا وأثقه أنني أوافقك من الأعماق, إنه ليس من الرجال الذين يمكن للمرء أن يخطئ ويغضبهم0
- بالنسبة إلى الظن الذي يساورك إنه رجل هام, أعتقد يمكن أن يكون أحد عمالقة الأعمال 0 مثل كثيرين من الذين على ظهر السفينة0
- يمكن أن يكون نجما سينمائيا , لو كان الأمر يتعلق بالمظهر والبنيان الجسماني , لكنه ليس كذلك, قطعا ليس كذلك لأنني كما ترين أعرف جميع نجوم السينما0
- يمكن إن يكون قد قام بهذه الرحلة تحت اسم مستعار؟
اقترحت ويندي ذلك وهي تذكر ما سمعت عفوا من حديث بين الرجلين0
- ليس كذلك فإنني اعرفهم جميعا لو رأيتهم0
-تعرفين ايضا جميع نجوم السينما من النساء؟
- معظمهن رغم أن هنأك واحدة أو اثنتين لا أهتم بهما كثيرا وعلى ذلك لأاشاهد أفلامهما ,وفيما عداهما دائما أذهب لمشاهدة الأفلام 0 فأنا أعبدها 0
- هل تعرفين لينيز مافارو لو رأيتيها ؟
وأجابت مارجي على هذا السؤال بالنفي, إذ إن لينيز مافارو من بين ممثلات السينما اللواتي لا تحبهن وأضافت ليس لأنها غير جميلة- كما أتذكر من الصور التي شاهدتها في المجلات والملصقات: وجه ساحر كاالجنيهات وعينان واسعتان , ربما مثل عينيك تملك اعظم شعر أشقر بلاتيني, مثل شعرك, بشرة ناصعة وملامح جميلة, أجل إنها فتاة فاتنة يحلو النظر إليها لكن أخلاقياتها, حسنا , يعرف المرء أنها لا تهم كثيرا هذه الأيام لكن بالنسبة إلي فإن الفضائح القذرة تنال من صورة نجمة السينما وأجد نفسي عاجزة عن أن اذهب وارى افلامها , لماذا سألت إذا كان بوسعي أن أتعرف عليها؟ القت السؤال الأخير فجأة عندما أدركت أنها ابتعدت كثيرا عن الخط الرئيسي لموضوع الحديث0
- من المحتمل أن تكون فوق سطح هذه السفينة متنكرة وقد غيرت شخصيتها تماما 0
ورده قايين

- أنت واثقة؟ كيف عرفت؟
واشارت ويندي إلى الحديث الذي سمعته عفوا بين الرجلين في غرفة الملكة يوم إبحار سفينة, ومضت تقول :
- فريزر هو الذي تعرف على النجمة, وقال إنه أكيد تماما من إنه عرفها ويروي أن لينيز مافارو تحب في الفترة الواقعة بين تصوير أفلامها -ان تخرج للتمتع بحياتها الخاصة, في رحلة بحرية حيث تقوم بدور الفتاة البريئة التي- كما جاء في نص الكلمات فريزر- لم يقبلها أحد على الإطلاق 0

ورده قايين
28-01-2008, 19:47
- الأمر صعب التفسير ! أي نوع من الشخصيات تمتلك سيدة مثل هذه 0
- الواضح أنها شخصية غريبة ومع ذلك00
وخفت صوت ويندي بينما نظرت إليها مارجي نظرة تساءل وهي تواصل كلامها :
- أشعر بالأسف لها يا مارجي 0
وردت مارجي بنبرة تتسم بالتفكير العميق 0 قد ظهرت تقطيبة مفاجئة على وجهها:
- أجل , إنها لا تريد حقيقة أن تظل الدمية التافهة السعيدة دائما فيما يبدو00
- لكن الصورة كبرت وأصبحت جزءا من جاذبيتها0
- هذا صحيح 0 هذا النوع من الشهرة يجتذب بعض الناس , وتكون النتيجة أنها تتمتع بشعبية هائلة, وعلى أية حال فإنها إذا لم تكن تريد أن تتخذ مظهر الفتاة المفتقرة الى الصلاح فلماذا تقحم نفسها أصلا في ذلك الطريق؟ إنني لا أطيق صبر عليها!
- استطيع ان افهم ذلك 0
- هل لديك اية فكرة ؟ من من الركاب هذه السيدة لينيز مافارو 0
قالت مارجي ذلك بطريقة أوتوماتيكية وهي تتلفت حولها وهزت ويندي رأسها وردت:
- لا , على الإطلاق0
- ينبغي أن أذهب وأتحرر ألأمر !
أعلنت مارجي ذلك , واضطرت ويندي إلى إطلاق ضحكة وقالت, وهي لا تزال تضحك :
- ستعرفين كل شيء عن كل إنسان تقريبا0
- عندما يحين الوقت لنرسوا في سوثهامبتن 0 سأكون قد عرفت 0
وعندما يحين الوقت لنرسوا في سوثهامبتن000 شعرت ويندي بالدم يهرب من وجهها0 ولذا لم تندهش إطلاقا عندما سألتها رفيقتها إذا كانت تشعر بإعياء وغمغمت قائلة :
- إنني بخير , ذكرني هذا فقط بشئ ما0
وردت ويندي بسرعة , وقد اكتسى صوتها بنبرة من يريد حسم الموضوع 0
وهزت مارجي كتفيها تعبيرا عن الامبالاة وعندما همت بأن تتحدث مرة أخرى وصل دينبي ودس ذراعيه في ذراعها, ووقف بضع دقائق يثرثر مع ويندي ثم خبط على المنضدة قائلا أنه ينوي أن يتمشى مع مارجي 3 مرات حول أطراف السفينة ثم اصطحبها وابتعد 0
ورده قاييــــــــن

ورده قايين
28-01-2008, 19:48
4- ابتسامة تجرح

ظلت ويندي لفترة طويلة ,تمعن التفكير في ما قالته مارجي عن غارث وكونه شخصية هامة, أرهقه العمل لدرجة إنه نصح بالراحة فترة طويلة0 وبشكل ما تصورت أن غارث رجل لا يمكن أن يرهق بالعمل إطلاقا0 رجلا مثله قوي الشخصية قادر على التحمل يمكنه أن يتحمل أي شي0 وهكذا فإنه إذا أرهقه العمل فلا بد أن يكون عمله يرهق الذهن إلى حد كبير0
عيل صبرها لعجزها حتى عن الوصول إلى النقطة التي يمكنها تصور عمل له , وقررت ألا تفكر في الأمر بعدئذ , لكنها في الواقع عادت إلى التفكير في الموضوع عندما أخذت تتمشى فوق السطح السفينة بعد الغداء, وهي تستمتع بنسمة هواء باردة تلفح وجهها وتتخلل شعرها وتلمس ذراعيها العاريتين اللتين اكتسبتا اللون الأسمر الجميل بعدما لوحتهما الشمس نتيجة جلوسها ساعات طويلة فوق سطح السفينة 0
كان البحر مثل مرآة مصقولة , متحولا إلى مرآة من الفضة بعدما سطع عليه ضوء البدر الكامل من سماء قرمزية داكنة 0كل شيء كان وادعا , وظلت هي لبضع لحظات تعيش في طيبة وسلام لكن فجأة ظهرت أمامها حقيقة حالتها القاسية, لم يعد البحر لامعا بل أصبحا مظلما حالكا وعميقا , أصبح شيئا مخيفا بما أنه سيحتويها ,سيحتوي عقلها وجسمها ,وقلبها في أعماقه00 وبشعور الخوف المفاجئ جعلها تفقد توازنها وتصرخ آلما ,استدارت شبه عمياء وهي تنوي الهرب إلى غرفتها, لكن حالما فعلت امسكت بها فجأة ذراعان قويتان :
وتطلعت إلى وجه غارث ريفرز النحيل غير المبتسم وقالت :
- آسفة كنت على وشك الذهاب إلى غرفتي 0
وحاولت بشجاعة أن تسيطر على نفسها ومرة أخرى خفت صوتها لأنها عندما رأت عينيه الثابتتين الغامضتين أدركت أن الدموع كانت تنهمر غزيرة على وجنتيها 0
ونسيت البحر000 قدرها00 قاع السجن المفزع المظلم الذي لن تعود منه0 أجل , كل هذا نسيته لحظة الاقتراب الوثيق من هذا الرجل الغريب الذي أصبحت يداه الآن رقيقتان للغاية, يمنحها الراحة والدفء 0إنها آمنة معه, لا شيء يمكنه أن يتحدى سلطتة لو انه فقط أمسك بها هكذا للأبد لما أصيبت بآذى على الإطلاق وغمغم مندهشا :
- أيتها الفتاة الصغيرة المسكينه الثريه, لماذا تبكين؟
ولم تخفف يداه من قبضتها لكنه ترك مسافة صغيرة بينها وبينه, ليرى وجهها بشكل أوضح , حسب اعتقادها 0
ورددت قوله الفتاة الصغيرة المسكينه الثرية وهي تمسح وجهها بيدها وأضافت:
- ماذا تعني؟
ظهرت على وجه ابتسامة ساخرة آذتها بصورة لا تطاق وقال :
- أعتقد أنك تعرفين ما اعني00
قال ذلك وقد اختفت الرقة من صوته , رغم أن يديه كانتا لا تزالان حانيتين عليها, هاتين اليدين الطويلتين النحيلتين اللتين خدعتاها لأنهما كانتا قويتين وقادرتين , ومرة أخرى أقحم السؤال المضني نفسه عليها ,ماهو عمله ؟
- لا اعرف صدقني0
وتجهم وقال مرة أخرى:
- لماذا كنت تبكين يا وندي ؟
ووقع تجاهله القاطع لكلماتها, رغم أنها قالتها بإخلاص, مثل وخزة ابرة حادة , وتمنت لو أنها استطاعت أن تعيد تقديم الموضوع, وعلي أية حال فرغم المودة التي سادت الموقف الحالي, تذكر أنها لم تصل مع غارث إطلاقا إلى مرحلة التعارف الوثيق0
- لم يكن هناك شئ 0
بدأت كلامها بهذه العبارة لكنه قاطعها قائلا:
- هراء سيفيدك كثيرا لو تكلمت !
كانت لهجته آمرة, ولو إنه قال هذه الكلمات منذ فترة قصيرة جدا لأغضبتها , لكن ليس الآن, ومضى يقول :
- إنني الآن في حالة استعداد للإصغاء والتفهم 0 وهكذا يمكنك أن تتأكدي انك ستلقين اهتمامي المتعاطف الكامل0
وتأرجحت ابتسامة على شفتيها الجميلتين اذ ذكرها بالدكتور هويتكير الذي كان دائما مستعدا للإنصات لمشكلات أيا من مرضاة, وبصفة خاصة مشكلات ويندي , وقالت :
- كنت أشعر بإحباط شديد, لكنني الآن على ما يرام0
- تكلمي0
قالها بلهجة آمرة , لكنه أضاف وهو يلقي نظرة حوله:
- سنجد مكان مريحا نجلس فيه, مكانا منفردا0
ثم أخذ يدها وقادها إلى مقعدين من مقاعد سطح السفينة في مكان منعزل تحت الظلال في نهاية السطح وقال بسرعة عندما جلسا:
- والآن هاتي ما عندك 00
- لم أكن على ما يرام00
اعترفت بذلك وقد بدأ عقلها يعمل بسرعة في محاولة لذكر ما يكفي من المعلومات لإرضاءه , دون دخولها في أية تفاصيل وهو أمر ليست لديها أية نية للقيام به بأي حال لأنها رغم اهتمامه وتفهمه الواضحين لم تكن متأكدة إنه سيهتم بمعرفة الحقيقة كاملة عن معاناتها0 ونظر بحدة إليها عندما سمع كلماتها وبدأت عيناه الباردتان غير المبتسمتين تتفرسان في كل جزء من وجهها , وجبهتها حتى نزلتا إلى رقبتها ,وقال:
- اكنت مريضه ؟
وتصاعد الدم غزيرا إلى وجهها, ووجدت أن كفيها اصبحتا دافئتين, ومبللتين ومضى يسألها:
- اي نوع من المرض ؟
وهزت كتفيها كسبا للوقت ثم قالت :
- شيئا لن تفهمه0
وادهشها ان يكون صدمه كلامها فعلا أم أنها تتصور ذلك فقط اذ زم شفتيه بقوة, وبشكل يؤكد ما تصورته ,أو بدأ أن كلماتها لم ترضه على الإطلاق ,وبلهجته الآمرة قال :
- يمكنك أن تخبريني 0
ومرة أخرى قالت لنفسها أن هذا كان سيغضبه لو انه قاله منذ فترة ليست طويلة وبعد تردد قصير قالت:
- آسفه غارث لكنني أفضل ألا أتحدث عنه0
- فهمت 00
وبدا كأنما انتابته أفكار أخرى عن المسألة, كما لو كان يعتقد أن مرضها من النوع الذي لا تحب أن تناقشه مع أحد, واراحها أنه قنع ومع ذلك , فبعد مرور اللحظات القليلة الأخيرة فكرت , ربما بعقلها الباطن, أنها لو استطاعت أن تفضي بسرها لغارث لأزاح عن كاهلها عبئا كبيرا إذ إنها تعرف بدون أدنى شك على الإطلاق أنها يمكنها الوثوق تماما إنه لن يتحدث به حتى الى صديقه 0 ومرة أخرى نظر إليها بعينين متسائلتين وقال :
- ومع ذلك لا يمكنني أن أرى لماذا كنت تبكين؟
- انقباض نفسي0
كان هذا هو ردها الصادق تماما ولأنها نظرت مباشرة إليه وهي تفوه به تقبله كحقيقه , وأومأ برأسه ببطء وهو يمعن في التفكير, كإنما يستعرض حقائق أخرى تتناسب بعضها مع بعض0 وتجهمت في حيرة, لكنه مزاجها لم يفتح مجالا للأشياء التي غلبت تفكيرها من قبل فلقد تصرف كل من غارث وفريزر معها بشكل غريب تعودته لدرجة أنها لم تعد تنوي السماح لنفسها بالشعور بالغيظ إزاءه0
ورده قايين
وقال بلهجة متعاطفة :
- الانقباض النفسي يمكن أن يكون أسوأ من الألم الفعلي, وعلي كل فإن المرء يمكنه أن يفعل الكثير من آجل تخفيف مثل هذه الحالة, كتغيير أسلوب الحياة مثلا0
- تقترح أن اغير أسلوب حياتي ؟
وتساءلت في نفسها وماذا بعد؟
- ألا تعتقدين أنها ستكون فكرة جيدة؟
- إنني00
وامتنعت عن القول بأنها لا تعرف ماذا يقصد لأن آلما بسيطا وخز رأسها, وكانت على علم بمثل هذا الطارئ00 آلألم سينتابك بين فترة وأخرى: هكذا أخبرها الأخصائي00 وستمر النوبات حتى تأتي النوبة الأخيرة التي تسبق ألاوعي الكامل 00وقالت :
- إذا لم يضايقك تصرفي أود أن آوي إلى غرفتي ,فأنا متعبة 00
- مازال الوقت مبكرا 00
قال هذا بسرعة إلى درجة إنه بدأ كأنه يود أن تظل برفقته فترة اطول قليلا :
- حسنا لن أذهب الآن 0
وجدت نفسها تقول هذا وهي تبتسم0 واستقرت عينا غارث على وجهها لحظة طويلة0 وبدا كما لو كان يتنهد من الداخل على شيء يأسف له أسفا عميقا , وجه إليها دعوة مفاجئه حين قال:
- ألا تشعرين بالرغبة في رقصة أو اثنتين ؟ فالأضواء براقة والموسيقى ستقضي بالتأكيد على الانقباض الذي تشعرين به 0

ورده قايين
28-01-2008, 19:51
- شكرا جزيلا لك يا غارث 0
وتجهم قائلا :
- لا حاجة بك إلى مواصلة الشكر يا وندي 00 أنا احب رفقتك كثيرا في الواقع0
ولم تتردد طويلا اذ مرة أخرى أنتابها الأنطباع بأن عواطفها موزعة لأن بعضا منها يريدها بينما البعض الآخر يرفضها0
ورقصا معا طوال الوقت وكانت واعية تماما لمختلف العيون العديدة التي تركزت عليها عينا نيكول رنتون أصبحتا داكنتين وخبيثتين مما يعني بوضوح أنها تشعر بالغضب لأن شخصا آخر يحظى باهتمام غارث الكامل ثم هناك مارجي التي كانت تبتسم وتومئ برأسها ولم يكن من الصعب قراءة أفكارها هكذا رأت
وندي من حولها وقد ظهرت في عينيها ومضة اسف وأخذ يهمس في أذن رفيقته ثم أومأ هو أيضا, أما فريزر الذي كان جالسا أمام البار مع صديقته فبداء عاجزا عن أن يحول عينية عن متابعتهما0 وهناك شو الذي نظر إليها بطريقة غامضة بينما كانت الفتاة التي تجلس إلى جواره تحتسي شرابها0 ثم كان هناك الرجل القوي الذي يملك صالة البنغو , هو أيضا بدأ مهتما بالأثنين الذين احتلا حلبة الرقص0
- هذا ممتع للغاية0
قال غارث ذلك عندما عادا أخيرا إلى السطح 0 وقد أعرب عن اعتقاده أن لمسة الهواء الرطبة المنعشة الآتية من البحر ستكون تغييرا لطيف بعد حرارة الجو والثرثرة في المرقص وقال:
- شكرا لك يا ويندي ربما نقوم بذلك مرة أخرى0
هذه المرة اتسم صوته بنبرة تلقائية غير معتادة0 وظهر في عينيه تعبير الانتظار كأنما لرأيها أهمية قصوى لديه 0 ومنحته إحدى ابتساماتها الرقيقة الجميلة وهي تقول:
- اتوق إلى ذلك ياغارث0
- لنحدد الموعد مساء الغد بعد العشاء سنرقص مرة أخرى0
وصلا إلى حاجز السفينة وأصبحت وندي قادرة على النظر إلى البحر من دون خوف أو رعب: أصبح براقا مرصعا بالنجوم مثل قطعة فسيفساء يختلط فيها الضوء بالظل نتيجة انكسار الأمواج والليل نفسه أصبح ساحرا تتلألأ في سمائه الاستوائية ملايين النجوم 0
يتوسطها القمر بدرا في تمامه0 وإنحنت ويندي وغارث على الحاجز وسادت بينهما صمت عميق لطيف لقد اصبحت في سلام مرة أخرى0 وهدأت أعصابها0
- يا لها من ليلة ساحرة0
خرجت العبارة عفوا من شفتيها وأدار رأسه ألداكن وحدق في وجهها ثم قال:
- لم أرى شيئا بمثل هذا السحر الخيالي الرومانسي0
- حقا 0؟
قالت ويندي بدهشة كبيرة: كل كان هذا نزوعا إلى الشك ؟ ومع ذلك فإن الابتسامة التي ظهرت على شفتيها وعبرت عن التهكم واللامبالاة إلى حد ما جعلتها تندم على تغيير اسلوبه معها0
وأضافت:
- كان ينبغي لي الاعتقاد بأنك شاهدت عديدا من هذه المناظر0
ومد يدا احتوت جميع أطراف البحر اللامع والسماء المرصعة بالنجوم والباخرة ألمترفه التي تبحر بين هذه الأجواء0 وبعينين تحجبهما الظلال نظرت إليه وقالت بلهجتها الناعمة اللطيفة:
- إنني لا أفهمك يا غارث 0 فأنك تقول لي اغرب الأشياء 0 يسيطر علي الأنطباع بأنك تشك في إنني لست على حقيقتي 0
وتساءل في نعومة:
- وهل أنت كذلك؟
وفكرت في حالتها وأخفقت في محاولتها منع احمرار وجهها خجلا وقالت وهي تلقي بصرها على يده المستندة على حاجز السفينه :
- جميعنا لدينا خبايا سرية في داخلنا نخفيها عن أي شخص آخر0
- هل لديك خبايا سرية؟
-بالطبع إنني لا أتحدث مع كل شخص اقابله عما بداخلي0
واستعاد صوتها نغمته الرقيقة كما استعادت عيناها ضلالهما وتحرك غارث قلقا وتغلب عليها انطباع غير عادي في إنه يواجه صعوبة بالغة في الإحجام عن ضمها إليه , وعندما لم يتكلم أضافت قائلة:
- أنت نفسك لا بد أن تكون لديك خبايا سريه0
هز برأسه موافقا وحدق في البحر غارقا في تفكير عميق ووقفت إلى جانبه قريبة منه ومع ذلك فهي ليست قريبة في ما يكفي!
وأخيرا اعترف قائلا:
- أجلي يا ويندي 00 أنا أيضا لدي خبايا في نفسي0
وبدا عليه التعب فجأة0 لكنه لم يبذل أية محاولة للتحرك وساد الصمت مرة أخرى ولسبب غير مفهوم اضطرت الى إنهاء هذا الصمت وسألت:
- متى نصل إلى الميناء التالي؟ إنه سلفادور أليس كذلك؟
- صحيح000 سنكون هناك يوم الاثنين0
وتوقف عن الكلام لحظة ثم اضاف:
- هل ستقومين بالجولة في الميناء؟
وهزت رأسها من دون تردد0

ورده قايين
28-01-2008, 19:54
كانت الجولة تستغرق 4 أيام تتضمن الطيران في أعماق البلاد إلى عاصمة البرازيل المعروفة برازيليا حيث يقضي المشتركون في الرحلة ليلة وبعدها يطيرون إلى ماناوس مدينة المطاط الكبيرة التي كانت في أوج مجدها منذ أكثر من 80 عاما كذلك كان القيام بجولة بحرية في نهر الأمازون جزء من هذه الرحلة الخاصة التي تكلف نحو 300 جنية وبالتالي كانت غير ممكنة بالنسبة لوندي لأنه ماتملكه لا يكفي لذلك النوع من المتعة 0
وقالت:
- لا سأنتظر حتى نصل إلى ريو 0 إنني أتطلع حقيقة الى ذلك0
واستدار وظهر على وجهه تعبير غريب وتساءل :
- لماذا لا تشتركين في جولة برازيليا وماناوس ؟
- لا أعتقد أنها ستهمني 0
تجنبت الرد القاطع على آمل أن يرضيها ذلك0
وهذا ما حدث واراحها كثيرا0
وقال أنه سيقوم بالجولة 0 وأصابتها هذه الأنباء بصاعقة مدمرة, اذ انه سيغيب عنها 4 أيام كاملة0 وعلي أية حال هناك 3 أيام قبل ذلك وعندما خطرت لها هذه الفكرة ارتفعت روحها المعنوية بسرعة تماما كما انخفضت منذ بضع ثوان فقط0
ورده قايين
- الوقت متأخر جدا0
خرجت هذه الكلمات بنعومة أمة فلا شك عندما عبر أحد النجوم قوس السماء بسرعة ثم سقط وراء خط الأفق ألغامض بالضباب0
- ينبغي أن نقول طابت ليلتك يا وندي0
رقدت في فراشها 0 مسترخيه تحدق شاردة الذهن في بصيص ضوء تسلل من خلال الباب0
غارث ريفرز 00لن تؤذي مشاعره كما كانت ستؤذي مشاعر شو00لا أن غارث غير عاطفي كما إنه مصمم على الحفاظ على عزوبيته من دون الانزلاق في قصة عاطفية انتابتها الشكوك إنه يستغلها ببساطة لأنه صديقته هجرته كرفيقة لطيفة يمكنه أن يقضي معها بعض وقته وعلى ذلك يمكنها هي أيضا استغلاله ,قررت بتعقل أن تخرج معه كلما طلب منها ذلك0كل هذا بدون أدنى درجة من وخز الضمير اذ انها تعلم علم اليقين إنه عندما يحين وقت رحيلها عن الباخرة لن تبدر منه إلا تنهيدة اسف صغيرة على أنها ماتت شابه وبعد ذلك سيعثر على أخرى ترافقه حتى نهاية الرحلة البحرية0
وهمست وهي تدفن رأسها في وسادتها :
- آجل لا حاجه بي إلى الشعور بتأنيب الضمير على استغلاله0
فأما بالنسبة إلي فإنني لن أخاف الوحدة لأنني متأكدة إنه يحب رفقتي ويرغب فيها حتى النهاية0
ومرت الأيام الثلاثه التاليه على ويندي في منتهى السعاده , أصبحت الآن تشعر بفرحة اكبر لأنها قررت الاشتراك في الرحلة البحرية كونها احبت غارث أصبحت حقيقة مقبولة تغلغلت في أعماقها ببساطة إلى درجة إنها لم تنتبه إلى وجودها حتى استعادت تركيزها واعترفت لنفسها في أن هذا الأمر وحدة له مكانته لديها, اما هو فكانت تعرف إنه يعتبر ذلك مجرد غزل ممتع فوق سطح السفينة0 إنه يشعر بالسعادة بمرافقتها استجابتها لغازل سواء اكان مرحا أو متملقا أو كما أصبح مألوفا أكثر ساخر جدا ومزدريا قليلا000 ولم يعد يضايقها اتخاذه هذا الموقف كانت تعيش كل يوم ليومه وتشكر الله لأنه مر لطيفا فلم يكن هناك وقت لتضييعه في ملاحقة اكتشافات عقيمة يمكن أن تنتهي إلى لا شئ 00 أما الوضع بينها وبين غارث فقد كان يناسبها بصورة مثالية احبته و نتيجة لذلك كانت سعيدة ولم يكن يحبها ولا كان سيحبها على الإطلاق لذلك لم تشعر بأي قلق على مستقبله لو تركته جريح القلب يتخبط في فراغ الوحدة0 إن موتها لن يؤثر عليه في أية حال أجل إنه موقف مثالي لأنها أحبت أخيرا0
احبت بطريقة كانت منذ اشهر قليلة فقط حلما راودها الأمل في ان يصبح حقيقة
كاد أن يضيع الحلم لكنه اصبح حقيقة00 لقد وجدت الرجل المناسب على الأقل فيما يتعلق بها وتعلمت كيف تتعايش مع حب عظيم وروحي تشوبه أحيانا مسحة ندم بسبب عجزها 0:
- ألغيت الجولة يا وندي000
تقبلت هذا النبأ بخليط من عدم التصديق والفرح الخالص الذي تشوبه شائبة:
- حقا , لكن هل انت واثق يا غارث00
- أنا واثق أنني لا أريد أن أظل بعيدا عنك 4 إيام يا عزيزتي ربما تجدين شخصا اخر وأنا غائب0
قال العبارة الأخيرة بنبرة اغاظه , وعيناها الداكنتان تبرقان بالمرح عندما حاولت نفي هذا الاحتمال0
- إنني لن00
- أنك أجمل من إن اسمح بمجازفة كهذه0

ورده قايين
28-01-2008, 19:55
قال هذا وهما يجلسان فوق سطح السفينة تحت أشعة الشمس ارتدي اخف ما يمكن من الثياب واكتسبت بشرة ويندي الآن سمرة جميلة وأصبحت اكثر جاذبية وفتنة أما شعرها رغم أنه مازال داكنا فقد تأثربأشعة الشمس القوية عند المقدمة والصدغين وظهرت في المكانين بعض الخصلات الذهبية التي لم تنتبه هي لوجودها الى ان لاحظ غارث هذا آلتغيير في أللون وقال شيئا غامضا وساخرا وكالمعتاد تغاضت عن ذلك اذ أدركت أنه بعد بضع دقائق سيردد عبارات اغاظة أو وممالاة وفعلا ما لبث أن قال:
- طول بقية الرحلة ستكونين لي ولن يتدخل أحد بيننا0
واختلست نظرة سريعة إليه لكن وجهه كانا خاليا من أي تعبير واضطرت أن تقول:
- لا أظن أنني احب كلمة لي0
وارتفع حاجباه الداكنان المستقيمان قليلا وتساءل:
- وما الخطأ في ذلك؟
- لا استطيع التفسير0
- إنك طفلة مضحكة0
ثم كأن فكرة ما طرأت له اردف قائلا:
- لكنك لست طفلة؟ تبدين فقط كذلك0
- هل ترى أنني اكبر سنا مما ابدو؟
- تبدين كما لو كنت لا تزيدين عن التاسعة عشرة0
- إنني في العشرين0
قالت له ذلك وقد تلون صوتها بنبرة فاترة0 بعض الشيء00
- والباقي؟
وجه لها هذا السؤال وقد اتسم صوته برنة المرح التي اظهرت لمحة غضب في عينيها ثم نظرت مباشرة الى وجهه وهي تقول :
- اخبرني اذا كنت لا ابدو اكبر من التاسعة عشره , فلماذا تعتقد انني اكبر من العشرين ؟
- قلت قبلا فمظهرك خادع0
وتجهمت بشدة وتغضن حاجباه في حيره عندما لاحظ ذلك وقالت بشده :
-ليس لدي رد على ذلك انك كثيرا ما تتكلم بالألغاز الى درجة انني وصلت الى مرحلة عدم الأكتراث لمحاولة فهم ما تعنيه 0

وهز غارث رأسه كما لو كان يحاول إبعاد صورة ما وقال وهو مستغرقا في التفكير:
- قريبا سأسألك سؤالا سيفزعك0
وبعد ذلك غيرالموضوع , ولم يتح لها الوقت لمواصلة المسألة حتى إذا رغبت في ذلك قال:
- سيكون أمامنا الكثير لنفعله وسنقوم بذلك معا 00
- سيكون هذا جميلا0
قالت ذلك لكنها أضافت بعد تردد بسيط :
- كنت تتطلع إلى تلك الجولة بالتأكيد ؟
- ليس كثيرا لن يضايقني ان أضيع الفرصة0
وأرضاها هذا الرد كثيرا, ومسح كل الم أحست فيه من جراء اسلوبه الأقل جاذبية منذ بضع لحظات0
ورده قاــــــــيين
سلفادور باهيا - التي كانت عاصمة للبرازيل في وقت من ألأوقات تبين أنها مدينة الكنائس, وهي قائمة على مستويين0
القطاع الأكثر انخفاضا ويطلق عليه اسم بايكسا والجزء الأعلى ويطلق عليه التا والأخير قائم على سهل واسع مرتفع يعلو نحو 200 قدم فوق المدينة المنخفضة0
وحالما لمح غارث إحدى سيارات الأجره قال:
- سنستأجر سيارة إجرة 00سيكون ذلك أبسط من محاولة التجول في المدينة على هوانا0
هرولت ويندي بجانبه وهو يسرع الخطى نحو السيارات وهي تشعر بالبهجة , إذا لم تكن من قبل تتطلع إلى شيء أكثر إثارة من مرافقته طوال اليوم فضلا عن إن مارجي لم يكن لديها الوقت لأي شخص الا دينبي اذ أسرت لويندي أنه لن يمر فترة طويلة قبل أن يطلب منها الزواج 0

ورده قايين
28-01-2008, 19:56
وسرعان ما استأجرا السيارة وجلس غارث ووندي في المقعد الخلفي وحملهم السائق الى المدينة العليا حيث بدأ بالتوقف عند دير القسيس فرنسيس الأسيسي , وقت زين داخله بورق الذهب الجميل, مما جعل وندي تبدي عبارات الأعجاب غير مرة وفي كل مرة كان غارث ينظر اليها لسذاجتها او تقديرها التلقائي لجمال المكان واخذهما سائق السيارة الذي كان يعمل كمرشد إلى الأروقة التي اقيمت حول حديقة ممهدة وسأل غارث بعدما سارا مدة طويلة :
- هل رأيت ما فيه الكفاية؟
وعندما اومأت ويندي بالإيجاب قال:
- لنذهب إذا0
وسبقهما سائق السيارة فتمهلا في السير نحوها , وشاهدا نباتات البونيسا الجميلة وازهارها القرمزيه البراقة تتمايل إلى جانب الأوراق الأقل رونقا لأشجار السنط بينما انواع أخرى من الأزهارالرائعه كانت تتسلق الجدران وتنمو في الأصص والحدائق في كل مكان0
- سأشتري لك شيئا0
قال غارث ذلك عندما انزلهم السائق بعد فترة من الوقت بناء على طلب غارث 0
قال غارث ذلك عندما انزلهما السائق ،بعد فترة من الوقت بناء على طلب غارث في شارع كونسيل دانتاس رقم 19 بادرت بقولها :
-لا سيكون ذلك خسارة0
وتوقفت عن الكلام ،إذ أدركت ما بدر منها وببطء وبدون أن يفهم كرر غارث قولها:
- خسارة ؟ مالذي يمكن أن تقصديه بذلك ؟
وتوقف غارث خارج محل لبيع المجوهرات, وعلمت إنه ينوي أن يشتري لها شيئا ثمينا, فقالت بضعف:
- إنني لا اتزين بالمجوهرات إطلاقا ولذلك سيكون خسارة للمال لو اشتريت لي شيئا من هنا0
واغتم وجهه بشده وأخذت عيناه تتفحصان وجهها كما لو كان يريد الجواب على حيرته في بعض ملامحها تعالى سنعثر لك على خاتم اكوا مارين من الزبرجد , إنها الأحجار التي تمتاز بها هذه البقعه0
- ولكن0
- لا جدال يا وندي 0
واذعنت ولكن بشعور بوخز الضمير, فقد بدأ لها أن من الخطأ خلقيا أن تسمح له بإنفاق أمواله عليها وشراء الهدايا التي ستجمع قريبا مع جميع حاجياتها الأخرى وترسل إلى ابن عمها البعيد الذي سمعت عنها من أمها لكنها لم تقابله إطلاقا0
و اختار غارث خاتما ذهبيا ذا فصا غامق0 وقد علمت من مارجي فيما بعد انه أغلى كثيرا من الفص الفاتح ووضعته في الإصبع ألثالث في يدها اليمنى وشكرته كثيرا وتوقفا في المرة التالية عند سوقاليركادو موديللو , التي قالت مارجي انه ينبغي أن يزوراها0
وهنا يمكن شراء أي شيء ابتداء من أكياس الأرز الى قبعة القش وأقمشة الملابس 0
وطبيعي ان ويندي كانت لا تهتم كثيرا بمثل هذه الأشياء كما أنها لم تلتفت إلى الهدايا التذكارية واشار غارث عفوا إلى الأشياء العديدة التي يمكن شراؤها لكنها تجاهلت تعليقاته ووجه اهتماممها إلى أقمشة الساتان المطرزة الرائعة واقترح ان تشتري قطعة منها لعمل فستان وقال:
- سأشتريها لكي0
لكنها هزت رأسها وهي تقول:
- لن ارتديه إطلاقا ورغم أنه رمقها بفضول فأنه لم يقل شيئا آخر عن ذلك0 - هل لاحظت الأجناس المختلفة من الناس؟
قالت ويندي مض ذلك وهما يمران بجوار سيدة اسبانية الملامح تشتري كمية من جوز الهند يرسل من رجل زنجي وبالقرب منهما كانت سيدة هي واضحا أنها من سلالة هندية بينما وقفت عن بعد مجموعة من الأفارقة كما أعتقدت ويندي0
- أجل إن الجولة ممتعة أليس كذلك0
بدا غارث سعيدا للغاية0 وهو يتجول هكذا وشاهدت ويندي جانبا منه يختلف
تماما عما شاهدته من قبل واستنتجت إن هذا الرجل الذي أحبتة له عدة جوانب في شخصيتة بعضها غير جذاب بينما الجوانب الأخرى ساحرة بشكل لا ينكر إنه يتمتع بلباقة اجتماعية0 فوق مستوى أبناء جنسه0
ورده قايين

- قضيت يوما رائعا0
صاحت ويندي قائلة ذلك عندما عاد أخيرا إلى الباخرة فايسون 0 وأضافت وهما يستعدآن للدخول إلى غرفتيهما0
- شكر جزيلا لكل ياغارث لأنك اصطحبتني معك0
ورد بما يشبه العبارة اللاذعة:
- أود لو أمتنعتي عن هذه المبالغة في استمتعنا كلا نا وأسهم كل منا في متعة الآخر0
ودون آن تهتم بالتقطيبة التي ظهرت على جبهتة ردت ويندي بحماسة:
- يجب أن أشكرك مع ذلك 0 إنك لا تعلم ما فعلته لأجلي 0 لكنك ستعرف يوما ما0
وكانت على وشك أن تستدير بسرعة وتسرع إلى غرفتها0
لولا أن يدا امتدت بسرعة وامسكت برسغها0 وأوقفتها وأدارتها لتواجهه في حركة رشيقة0
- لا يمكنك أن تقولي اشياء كهذه ثم تهربين دون اعطائي تفسيرا0
ما الذي قصدته بالضبط من تلك الكلمات؟
- لا أستطيع أن اخبرك , لايمكنك أن تكرهني على ذلك , اذا كان بإمكانك أن تتحدث بالألغاز إذا لما لا أستطيع أنا؟
وبهزة عنيفة قامت بها على غرة حررت نفسها من قبضتة وفي اللحظة التالية كان غارث يقف وحدة يحدق فيها وهي تتراجع بسرعة إلى الخلف وازداد التقطيب على حاجبه عمقا حتى أصبح عبوسا0

ورده قايين
28-01-2008, 19:57
5- ثرثرة فوق البحر

وحالما صارت ويندي في غرفتها جلست على الفراش وهي تستعيد ذكريات اليوم الذي قضته وتشعر بأنها سعيدة إلى درجة أنها يمكن أن تغني أغنية الحب0
أي شيء رائع جميل !إن كان الأمل يراودها فقط , وظلت تصلي من آجل أن يحبها غارث بالعمق نفسه الذي تحبه به 0راودها آلأمل أن يعيش طويلا مع فتاة جميلة تعتني فيه كما عني هو بها 0
وفجأة وبدون سابق انذار انفجرت في بكاء حار واستدارت 00 ودفنت وجهها في وسادتها وظلت تنتحب دون أن تستطيع السيطرة على نفسها لكن دموعها توقفت حالا 0كم كانت ناكرة للجميل00 أتريد المزيد عندما منحتها الحياة الكثير مع هذا فلو أنها قادرة على أن تتطلع إلى حياة طويلة لصارت تواجه فترة فظيعة من الفراغ النفسي غير المحتمل 0فقد أحبت غارث وهو لا يهتم بها على الإطلاق 0ربما كان سيودعها وداعا بهيجا- من جانبه- عندما ترسو السفينة ويقول لها شكرا لك يا وندي للوقت الرائع الذي قضيناه معا ثم يمضي كل في طريقة ولا يلتقيان ابدا مرة أخرى أما بالنسبة إليها فكان سيحطمها هذا اذا هذا إنها تود أن تحتفظ بغارث طالما هي حيه0
"ورده قايين"
وجعلتها طرقة لطيفة على الباب تهب واقفة على قدميها , لكنها وقفت مترددة حائرة, بينما ألقت نظرة خاطفة على المرآة وهي تتساءل اتتحدث أم لا , وتكررت الطرقة مرة اخرى وسمعت صوت غارث يقول:
- وندي 00 لقد تركت حافظة نقودك معي0
حافظة نقودها ؟ لم تحمل معها حقيبة يدها, بل اكتفت بحافظة صغيرة للنقود وطلبت أن يضعها في جيبه وردت قائلة:
- يمكنك أن تحفظها لى الى مرة أخرى0
- مرة أخرى؟
وتوقف عن الكلام لحظة ثم اراد ان يعرف ما بها فقال:
- ألا يمكنك المجيء إلى الباب ؟
- أجل 00لا 00أعني000
وغمرتها النشوة عندما رأت مقبض ألباب يدور وهو يقول محذرا:
- إنني قادم00 فإذا لم تكوني مستعدة لملاقاتي فالأفضل أن تتعجلي0
ومع أن النبرة كانت تتسم بالأغاظة أسعدتها حتىوهي تبحث دون جدوى عن كلمات تجعله يبتعد وصرخت بإلحاح:
- لا00اتركه هنأك في الخارج00 أرجوك0
وسادت فترة تردد قبل ان يتحدث مرة أخرى:
- حسنا00
وأحست أن صوته كان جافا وكانت هناك حركة فجائية في وقع قدميه وهو يستدير ويبتعد0
وتنهدت بارتياح ثم دخلت في الحمام, وتمددت بضع لحظات في المياه المعطرة وشعرت باسترخاء تام وسعادة كاملة , فقد كان غارث جافا بسبب ردها, ولكن ذلك أفضل من أن يدخل ويكتشف أنها كانت تبكي00 إذ إن ذلك كان سيؤدي حتما إلى توجيهه عدة أسئلة إليها باللهجة الآمرة الاستبداديه نفسها, وكانت عيناه ستتفحصان وجهها وتسبران غورهما ي رام دورهما ,مما كان سيسبب تململها بعصبية00 أجل غضبه أفضل كثيرا من فضوله0
وأثناء العشاء كان فاترا0 لكن لمحة حيرة عميقة كانت تختفي وراء تعبيراته وظلت مارجي تثرثر بلا أنقطاع 0 وغافلة تماما عن أي شيء غير سليم0 أما فريزر الذي أخذ ينقل نظراته المختلسه بين غارث وويندي فقد كان واضحا إنه كان متنبها إلى وجود شيئا غير طبيعي بينهما , وعلي أية حال لم تكن ويندي تشعر بأية قلق إزاء موقف غارث 0 اذ كانت تدرك لمعرفتها طباعة إنه سيعود بسرعة إلى طبيعته الأصلية ويبعد عن نفسه كل ما وجده محيرا 0 وكانت على حق فقد انظم في النهاية الى الحديث0 يبدو في هذه الأيام كما لو كان أكثر تقبل لثرثرة مارجي , بل صار يبدو مستمتعا بها أحيانا0
اسرت مارجي لوندي من قبل أنها مصممة على معرفة ما إذا كانت لينيز مافارو نجمة السينما ضمن ركاب السفينة وهذا سر ويندي لكنها لم تهتم به 0 غير أن مارجي لمحت لها أن لديها خطة نادرا ما تخفق, وحينئذ سألت ويندي باهتمام:
- حقا؟
- لدي خطة لكنني لن اخبرك بها اذ ستعرفين النتيجة قريبا 0
وضحكت ويندي وتركت المسألة تمر عند هذا الحد0 واستمرت مارجي في توجيه بعض التعليقات التي تثير الإغاظة عن صداقة ويندي مع غارث 0
- لا شيء0
بدأت ويندي الحديث لكن مارجي قاطعتها فورا وقالت:
- لا شيء00 مع من تتحدثين؟ من الواضح أنكم ووقعتما في حب بعضكم البعض , لماذا00 إن الجميع يتحدثون عن ذلك0
واندفعت ويندي بالرد في لهجة استياء:
- الجميع لكن هذا سخيف!
وفكرت ويندي أن غارث لن يعجبه ذلك0 وانزعجت لاعتقادها أن ذلك قد يؤدي به إلى نبذها تماما0 وكانت تعرف إنه لو حدث ذلك لعانى قلبها من جرح نافذ سيظل يؤلمها حتى النهاية0
- سخيف؟
قالت مارجي ذلك وهي تهز رأسها, وواصلت مزاحها المرح غير مدركة آثره البالغ على الفتاة التي اضطرت للإنصات إليه:
- لماذا تخجلين من الحقيقة يا عزيزتي؟ لست خجله من علاقتي مع دينبي وسنتزوج قريبا جدا ألن يكون لطيفا لو تزوجتما انت وغارث ايضا, سيكون هنأك زواج ثنائي عندما نعود جميعا إلى ساوثهامبتن0
- مارجي أرجوك كفي عن هذ الهراء ! غارث لا يحبني ولا يمكن أن يفعل إطلاقا فهو اعزب بالسليقه اسألي فريزر إذا كنت لا تصدقينني ! غارث وأنا مجرد رفيقين في هذه الرحلة0
ونظرت إليها بتوسل وقد ظهرت بوادر الظلال والخوف في عينيها البنفسجيتين الجميلتين وأضافت:
- لا تذكري شيئا على الإطلاق لغارث عديني يا مارجي ن عديني بأمانة!
ونظرت إليها مارجي في رعب وقالت:
- عزيزتي تبدين في غاية الانفعال00 إن المرء يظن أن حياتك نفسها متوقفة على عدم سماعه الشائعة التي تدور حولكما00 هل هناك شيء ما؟
وجف حلق ويندي وهي تقول متسائله في خوف:
- هل هناك شائعة تدور حقا؟
- بالطبع00 لكن هناك شائعات تدور حول عشرات آخرين ممن تآلفوا معا منذ وطأت أقدامهم سطح السفينة00 هناك دائما قصص عاطفية فوق سطح السفينة تعقبها حفلات خطوبة وزواج لذلك لا أستطيع أن أدرك لماذا أنت قلقة هكذا0
ورده قاييـن
- غارث لن يحب الشائعات من هذا النوع وسينبذني 0
وهكذا كشفت عما في قلبها وإذ لم تكن مارجي قد أدركت الآن أنها ينبغي ألا تذكر شيئا لغارث فإنه لن يكون هناك في وسع ويندي أن تفعل شيئا إزاء ذلك0
- فهم إذا إنه الحب من جانب واحد في الوقت الحالي0
لكن إنتبهي لكلماتي ياعزيزتي00
وواصلت مارجي حديثها بطريقتها المباشرة المميزة بينما كان مفروضا أن تتكلم ويندي :
- لن يستمر الحال هكذا دائما إنك أجمل كثيرا من أن لا يقع في حبك بالتأكيد أخبرك بأنك جميلة؟
- أجل00 فعل0
وتعجبت وندي مما إذا كان وجهها قد شحب كما شعرت0 كلمات مارجي هزتها بالتأكيد0 وجعلت قلبها يدق بصورة مؤلمة000 لو نبذها غارث00لا00 ينبغي أن لا يفعل 0 لن تكون قادرة على تحمل ألم فقده 0 أو عذاب رؤيته يحول اهتمامه إلى فتاة أخرى 00 ربما الى نيكول رنتون0
- كنت أعرف ذلك! لا ياعزيزتي اعدك بألا أقول كلمة تجعله يشعر بأنه أحمق أو يقرر أن يتخلى عنك 0 لكنك تخشين أن يفعل وهكذا كما قلت سأغلق فمي مهما كان الأمر صعبا علي0

ورده قايين
28-01-2008, 19:58
وفكرت في أن تضيف شيئا لكن ابتسمت ابتسامة عريضة آثرت على ويندي التي استجابت بابتسامة سريعة من شفتيها اللتين كانتا ترتجفان منذ لحظة واحدة وتعكسان القلق الذي تغلغل في داخلها عندما سمعت تعليقات مارجي 0
ووفت مارجي بوعدها فلم تقل شيئا على مائدة العشاء بشأن علاقة الحب كما سمتها فيما بعد, لكنها فاجأت ويندي عندما قالت وهي تنقل بصرها
بين غارث وريفرز , وقد اتسعت عيناها وارتسمت فيهما البراءة:
- هل سمع أيكما شيئا عن نجمة السينما المفروض أنها فوق سطح " الفايسون " 00 تقوم بالرحلة متخفية؟
وجفلت ويندي بوضوح إذا هذا ما كانت مارجي تقصده عندما قالت إن ويندي ستعرف قريبا كيف ستمضي في محاولة معرفة شيء عن وجود نجمة السينما فوق السفينة0
وعندما أدركت ويندي فجأة أن كلا الرجلين ينظران إليها0
احمر وجهها بشدة اذ كانت نظراتهما المحدقة فيها أكبر من أن تتحملها دون أن تنهار أمامها 0 ونكست رأسها وهي تلمس بلا هدف رغيف الخبز في الطبق أمامها وجاء التعليق الناعم من غارث :
- تبدين مضطربة بعض الشيء يا وندي هل هناك شيء يتعبك 0؟
واضطرت الى رفع رأسها وردت على نظراته الغير مبتسمة وقالت بنبرة متلعثمة يسودها الارتباك:
- لا شيء البته 00 لماذا تسألني ؟ لا أعرف لماذا تسألني؟
غمغم ضاحكا :
- فضول لا شيء أكثر أو أقل ياعزيزتي0
ونقلت مارجي نظراتها بين كل منهما وهي حائرة ومتجهمة0 وقد اتضح أنها مرتبكة بشأن كل ما يجري , وواصلت حديثها السابق:
- إنكما لم تجيبا على سؤالي هل تعرفان شيئا عن نجمة السينما هذه؟
ولمعت عينا غارث جذلا وقال :
- لما لا تسألين ويندي ؟
ونظرت ويندي بدهشة وقالت:
- أنا ؟ لماذا أنا؟
وقال فريزر الذي دخل في الحديث فجأة:
- أعتقد أننا ينبغي أن نغير الموضوع فإنه ليس من شأن أيا منا إن كانت لينيز ما فار فوق السفينة أم لا ولو كانت موجودة وترغب في أن تظل مجهولة الشخصية فأي حق لنا أن نبدأ البحث والتقصي0
ونظر مباشرة إلى غارث ثم قال:
- انا واثق أنك توافقني0
وبدأ أن غارث يكتم الضحك ورد بعد فترة:
- أجل اوافق من كل قلبي آسف يا مارجي لكن لا يمكن أن نقول شيئا عن الفتاة , وكما سمعت لا نعتقد إنه من اللائق اقتحام عزلتها0
ونظر إلى ويندي ثم قال متسائلا وهو يرفع زجاجة الشراب :
- مزيدا من الشراب؟ 00هيا اشربي, مالذي أصابك الليلة ؟
ولم ترد لكنها أخذت كأسها وشربت بعضا من السائل الأحمر القاني الذي بها وملأ غارث الكأس مرة أخرى وهو يركز عليها بعينيه الداكنتين 0
ولكن لو قصد أن يتحدث مرة أخرى فقد ضاعت منه الفرصة بظهور المضيف مما أدى إلى وقف الحديث وعندما استأنف كان يدور حول المسائل العادية ويتركز حول أوجه النشاط في اليوم الذي انقضى في سلفادور 0
ورده قايين
وكما صبحا عاديا بعد العشاء اتجه غارث وويندي إلى أحد الأندية الليلية وبعد ذلك إلى المرقص وكالمعتاد اختتما الليلة باالمشي فوق سطح السفينة حيث قضيا نصف ساعة أو نحوها واقفين بجانب الحاجز وبالنسبة إلى ويندي كانت هذه العلاقة كما يسميها الناس هي كل ما ترغب فيه قمت سعادتها, تحقيق أمنية قلبها , فقد كان غارث أول حب لها وسيكون آخر حب, وأراحت رأسها تحس بدقات قلبه السريعة وتتعجب كيف يكون ردة فعله لو علم الحقيقة0
وغمغم وأنفاسه الرطبه تداعب خدها :
- إنك جميلة جدا 00إنني أود00
وتوقف عن الكلام وابتعدت عنه لكن وجهه كان في منطقة الظل المنعكس لأحدى سفن النجاة الملحقه بالباخرة, ووجدت نفسها تحاول أن تمسك بالتعبير المراوغ لملامحه التي بدأت داكنة وغير واضحة وفجأة بدأ كما لو كان بعيدا عنها وفي غمرة خوفها بقوة غريزية وكان وجهها مرفوعا وشفتاها تعبران 00وأحنى رأسه 0
وفكرت كيف يمكن أن يتغير أسلوبه لكنها أدركت أيضا أنه أخيرا جدا أصبح أكثر رقة وتحملا0 أصبحت اللهجة التهكم والسخرية والازدراء أقل وضوحا عما كانت في بداية وخرجت من شفتيها الكلمات بقوة لم تستطع أن تقمعها عندما همست قائلة:
- غارث 00 إنني سعيدة للغاية الليلة0
وأفلتت منه ضحكة قصيرة وقال:
- إنني مسرور لذلك يا وندي وأنا سعيد أيضا0
- هل أنت سعيد بأن تقابلنا ؟
- كيف يمكنك أن تسألي هذا السؤال؟
واطلقت ضحكة ذات رنين موسيقي جعلته يزفر بسرعة وهي تقول:
- ربما اسأل لأنني لست واثقة0
وهزها هزه خفيفة وهو يقول:
- إنك واثقة 00 جدا0
- انظر الى البحر 00 أنه متلألئ 0
- إنني أنظر إليك 00لا إلى البحر0
وكانت الكلمات تأكيدا مثيرا بأن جاذبيتها له مازالت قوية 0وبرقت عيناها ومنحته ابتسامة ذات جمال لا يصدق, وتنهدت مرة أخرى وهي تفكر إلى أي مدى وصلت هي وغارث منذ الكلمات التقليدية المهذبة التي تبادلاها في أول تعارفهما ثم قالت :
- إنني سعيدة0
ولم يعد يستطيع أن يسيطر على انفعالاته الحاره 0
استجابت ولكن في حذر وهي تشعر بفرحة غامرة من سحر اللحظة ولسانها يلهج بالشكر للقدر الذي سمح لها في النهاية بأن تعرف جمال الحب0

ورده قايين
28-01-2008, 19:59
وأخيرا ابتعد عنها ولاحظت تعبير الفرحة الغضه في عينيه الداكنتين الثاقبتين وعاتبها قائلا :
- طفلتي الحذرة ألم تعرفي حتى الآن أن الحياة وجدت لنحياها؟
وجفلت ثم انسحبت لكنها شعرت بالراحة عندما لاحظت أن هذا لم يسترعي انتباهه وقالت:
- لا أعتقد أن تعبيرك يعني أنك ترغب في إقناعي بأنك تقصده000
وتجهم عندما سمع هذا الكلام ولوي شفتيه وقال:
- أجد ما ترمين إليه غامضا إلى حد ما يا عزيزتي0
وضحكت قائلة:
- هراء إنك لست بهذه الخشونة0
واستجاب لضحكتها وقال وفي صوته نبرة فضول:
- مالذي يجعلك تظنين أنني لا أعني حقيقة ما تنطوي عليه كلماتي 0؟
- لا أدري000
وظهرت تقطيبة خفيفة على جبهتها تدل على أنها تبحث عن تعليق ثم قالت:
- ربما لأنك لا تبدو لي من هذا النوع من الرجال 0
وساد صمت لكنه لم يستمر إلا لحظة خاطفة أذ قال مؤكدا بشيء من المرح:
- جميع الرجال هكذا 00لقد تعلمت أنت ذلك منذ فترة طويلة0
- انا ؟
شهقت وهي تقول ذلك وقد تسارعت دقات قلبها إذ رأت في دهشة التغير الحاد الذي طرأ على تعبيراته00 كم يسهل أن يؤذي مشاعرها وتساءلت:
- بم تتهمني يا غارث ؟؟
ومرة أخرى هزها وهو يقول ضاحكا في سخرية وازدراء :
- كفى 00لقد لعبنا لعبة التحايل لإقناع بعضنا البعض بما نريد00 وكانت لعبة لطيفة0 كانت تغيير لكلينا لكن هذه اللعبة لا يمكن أن تستمر يا 00ويندي 00دعينا نكشف أوراقنا على المائدة هلا نفعل ؟
وأصيبت بخيبة أمل من تحوله مما جعل قلبها يأن تحت وطأة الإصابة التي تلقاها, ورفعت وجهها المفعم بالألم والذهول وسألت :
- لماذا ترددت قبل أن تنطق اسمي؟
ونظر إليها غارث وقد اكتسى وجهه ايضا بتعبير الذهول , لكنه كانا مؤقتا فقط حيث ظهرت لهجة الازدراء المألوفة في صوته عندما قال:
- أعتقد إنك تعرفين لماذا00
وعندما فتحت فمها لتحتج رفع يدا آمرا لمنعها وهو يقول:
- لا 00أرجوك لا تستمري في المهزلة أكثر مما فعلت إنك ممثلة بارعة0
- ممثلة؟ كيف تتهمني بشيء مثل هذا ؟لماذا أمثل؟ لا سبب على الإطلاق يجعلني أفعل ذلك0
وكان عيناها الواسعتان البريئتان وارتعاشة فمها الشديدة وحركة أصابعها المستمرة 0كل هذا كان شاهدا على صدقها لكنه ضحك بمرح واختلس نظرة إلى ساعته ومضت تقول :
- من البداية كان واضحا أنك تعاملني بتشكك وتتخذ أسلوب يتسم بالازدراء معي وتسخر مني في داخلك0
وخفت صوتها عندما أصيب حلقها بغصة مؤلمة وساد الصمت عدة لحظات بينها وبين الرجل الذي تعلمت أن تحبه بسهولة وبسرعة وأخيرا نطقت:
- أعتقد أن الأفضل ان اتركك يا غارث0
وحبست أنفاسها في انتظار الكلمات التي ستعيد إليها سعادتها, تلك الكلمات التي ستؤكد لها مرة أخرى رغبته في البقاء معها لكن ما سمعته هو :
- إذا كانت هذه رغبتك فأننا إذا سنتمنى لبعضنا البعض ليلة طيبة وسأوصلك إلى غرفتك 0
وعند باب غرفتها انتظر فقط ليلقي تحية المساء قبل أن يبتعد0
ورده قايين
ماذا حدث ؟ سألت نفسها مرة ومرات وهي مستلقية على فراشها تتقلب من جانب لأخر0 لو لم تكن أفكارها مضطربة هكذا لكانت قادرة على تجميع الحقائق التي أدت إلى هذه النهاية التي لا تصدق ليوم وليلة بديعين 0 لقد كان غارث لطيفا - ولكنه كان لطفا مصطنع بلا شك 0 وكان رقيقا وهو يبثها حبه , واخبرها بأنه سعيد 0وادركت انه قصد ذلك عندما قاله , كذلك جاملها عندما قال انه ينظر اليها هي لا الى البحر 0 ثم زادت حرارة انفعاله واتهمها بأنها حذره 0 اجل ركزت افكارها على تلك النقطة لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟ وفجأة بدون تحذير شعرت بوخزة مؤلمة في رأسها جعلتها تجفل وتمد يدا مرتعشة الى صدغها0 0
ولم تستطع أن تتجنب سؤال نفسها لو كانت تلك هي النهاية فقد جاءت مبكرة لكن في حالة مثل حالتها يكون من الصعب على الأخصائي أن يقول بالتأكيد متى تأتي ونهضت من الفراش وأرتدت الروب "دي شامبر" فوق قميص النوم وعندما نظرت في المرآة وجدت وجهها أبيض أللون مع وجود حبات دقيقة من العرق على جبهتها , وكانت كفاها مبللتين بالعرق فدخلت الحمام لتغسلهما 00هل هذه هي النهاية ؟ سألت نفسها مرة أخرى عندما شعرت بوخزة من الألم في رأسها وسارت عبرة الغرفه وهي تطيل المسافة بالدخول إلى الحمام في كل مرة تصل فيها إلى الباب لم تستطع أن تستلقي فوق الفراش ومع ذلك فإن مشيها في انحاء الغرفة يزيد - فيما يبدو- الألم المبرح في رأسها ابتلعت قرصا لكنه لم يخفف الألم0 ولم تستطع أن تفهم لماذا؟
هل تستدعي طبيب الباخرة؟ ألقت نظرة على الساعة فعرفت أنها تجاوزت الواحدة صباحا ولذلك استبعدت الفكرة لو كانت هذه هي النهاية فلن يكون في وسعه أن يفعل شيئا , اذن فالأفضل ألا تزعجه 0
وأخذت تذرع الغرفة وهي تتوقع أن تتهاوى في أية لحظة 0 وأن تنتابها الغيبوبة المفزعة التي لا مفر منها فتحملها الى النهاية 0 وفكرت غدا سيجدونني أو مساء الغد في مثل هذا الوقت 0
وقطعت أفكارها وهي ترتعش بقوة وقد ظهر العرق مرة أخرى على جبهتها, كانت في مثل برودة الثلج, وبدون أن تعي ما تفعل ذهبت إلى الحمام وضعتهما تحت الماء الساخن, ثم وهي لا تزال لا تعي ما تفعل , بحثت عن منشفه وجففتهما , ثم اعادت المنشفه بعدما طوتها بعناية بالغة فأصبحت كأنها أخرجت من علبتها للتو0 وحدقت فيها ثم أغلقت عينيها 0 ثم حدقت مرة أخرى0 وأدركت أنها على وشك أن تفقد الوعي وأدركت أيضا أنها لو فقدت الوعي فربما لا تكون تلك النهاية ربما تعود إلى وعيها مرة أخرى ويتكرر كل شيء ثانية0
فكرت بفتور: الأفضل كثيرا لو انتهت الآن بعدما فقدت غارث إلى الأبد بدون سبب يمكنها تحديده وبدون أي شيء فعلته معه وهي في كامل وعيها 0
"ورده قايين "
إن تصرفه في مفارقتها فجأة يبرهن قطعا أنه لم يشعر بأي من الأحاسيس التي تأثرت هي بها 0 إنه لا يكن لها أي حب وهذا شيء جميل لأنها الآن عندما عاملها بمثل هذه القسوة ولم يرد بسخرية على تأكيدها بأنها لا تمثل كانت تشعر بالراحة لأنها أخفقت تماما في أن تحرك في داخله شيئا يماثل الحب0 وأخيرا بدأ الألم يخف0 وكانت تعلم إنه سيختفي حالا , لكنها ظلت مستيقظه ساعة أو أكثر0 تذرع الغرفة وتتساءل كيف ستقضي الشهرين المقبلين0

ورده قايين
28-01-2008, 20:00
يمكنها أن تتلك الباخرة في ريو , فكرت في ذلك بعدما حسبت أنها ستبقي معها أكثر مما يكفيها لدفع نفقات العودة جوا0 بما أنها أعدت ميزانيتها للقيام بجولات في موانئ عدة, في جنوب أفريقيا وسيشل وبالي واليابان 0 لن يكون هذا المال مطلوبا للجولات لكن من ناحية أخرى لو أنفقت منه جزاء على رحلة العودة جوا فلن يتبقى لها ما يكفي لاحتياجاتها طوال الشهرين القادمين وغمغمت في ضيق:
- فكرت في هذا من قبل وقررت إنه ليس معقولا0 ينبغي أن اظل في السفينة0
وفي السابعة والنصف من صباح اليوم التالي كانت فوق سطح السفينة0 بينما كان غارث في أحد حمامات السباحة0 مع فريزر وصديقته ,أومأت ويندي لفريزر لكنها استدارت عائدة من دون أن تنتظر غارت ليلحظ وجودها, واثناء الإفطار كانت وحدها مع مارجي , وعندما ألقت نظرة على المطعم الكبير رأت غارث يتناول الإفطار مع نيكول على مائدتها 0
وهذا التغيير وقت الإفطار مسموحا به اذ إن الكثيرين لا يتناولون الإفطار على الإطلاق0 ونتيجة لذلك تكون هناك أماكن خالية في بعض الموائد0 والواضح أن رفاق نيكول على المائدة كانوا قد تناولوا وجبة مبكرة أو لم يهتموا بالمجيء إلى المطعم على الإطلاق0
وعندما لمحت مارجي التعبير الذي ارتسم في عيني ويندي نظرت إليها بتعاطف وسألت:
- هل انتهى كل شيء؟
وأومأت ويندي بفتور وقالت :
- أجل انتهى كل شيء0
ولم تستطع أن تخفي التعاسة التي ظهرت في عينيها, لكنها تمكنت من أن يكتسي صوتها بنبرة استخفاف أملا في تجنب لسان مارجي , والهروب من أية تساؤلات أخرى من جانبها عندما أضافت:
- كانت مجرد عاطفة عابرة لم يأخذها أيا منا مأخذ الجد بأية حال 0
وردت مارجي بأسلوبها الفظ:
- أحسنت القول ياعزيزتي, لكنني أعرف أنك كنت جادة للغاية, وقد تحدثنا بشأن ذلك, اتذكرين؟ وقلت أن العاطفة من جانب واحد في الوقت الحالي - لكن غارث سيقع في حبك في النهاية0
وبللت ويندي شفتيها قبل أن ترد, وهي لا تزال تحاول أن تبدو أسعد مما تشعر:
- كانت تلك تصوراتك فقط يا مارجي0 لم اقل أبدا أنني جادة0
وبعد فترة توقف بدا فيها ان مارجي ستواصل مناقشة المسألة قالت:
- فليكن ,غير أن هذا شيء يدعو للأسف فأنت وهو أكثر رفيقين ظريفين فوق الباخرة كلها0
وابتسمت ويندي رغم انفها فيها وهي تقول:
- شكر لك يا مارجي , غارث هو أكثر الرجال وسامة في الباخرة, لكنني واثقة تماما أن هناك نساء أكثر فتنة مني بكثير0
وبينما كانت ويندي تقول ذلك حولت تلقائيا نظرها إلى المائدة التي تجلس عليها نيكول , والتي بدت فتنتها تسحر الألباب , وهي ترتدي ثوبا ذا نقوش من الورود والصدر مزموم بشرائط رفيعة من قماش بلون متناقض وهي الشرائط التي زينت بها الجيوب وحافة الذيل , وقالت مارجي بنبرة ازدراء:
- لا أقول أنها أجمل , ذلك الثوب الذي ترتديه الآن هو أول ثوب لها يعجبني 0 أما ثياب المساء التي ترتديها فهي أبشع من أية كلمات0
- الرجال تعجبهم تلك الثياب الجريئة0
ردت ويندي بذلك وهي تركز نظرها على حلقات فاكهة الليمون الهندي التي وضعها المضيف أمامها0
- بعض الرجال وليس كلهم0
وبدأت مارجي تراقب ويندي وقد أخذت عيناها الحادتان تمعنان النظر في وجهها وعينيها, والهالات الداكنة التي تركتها ليلة السهر والقلق ثم سألتها :
- ماذا ستفعلين هذا الصباح؟
وقبل أن تتلقى ردا مضت تقول أنها هي ودينبي ينويان الاشتراك في بعض الألعاب المشتركة فوق سطح الباخرة اقترحت على ويندي أن تنضم إليهما وأضافت:
- هناك جوائز لمختلف الألعاب 0 ستكون تلك تسلية يا عزيزتي لذلك فالأفضل أن تأتي وتنضمي إلى الحشد المرح0
- أعتقد أنني سأفعل0
وافقت ويندي وهي مندهشه للغاية لأنها كانت تنوي العودة إلى غرفتها والمطالعة حتى تشعر بالنوم تعويضا عن ما فقدته الليلة الماضية0
- عظيم سيفرح دينبي فهو معجب بك بلا حدود0
ومرة أخرى أبتسمت ويندي 0 يالهما من شخصين رائعين0 صريحين بعيدين عن الإدعاء ليسا مثل كثير من الركاب الذين تجعلهم ثرواتهم الضخمة يتصرفون كأنهم فوق مستوى الناس العاديين0
وانتهت بها أفكارها الشارده التركيز على غارث ريفيرز وظلت تفكر بضع ثوان في المعلومات التي ذكرتها مارجي حول كونه مرهقا في العمل إلى هذه الدرجة وعلي مدى فترة طويلة الى حد أن طبيبة أمره بالاشتراك في هذه الرحلة البحرية0
بدأت ألعاب السطح فور وصول ويندي مع مارجي ودينبي, ولأنها نظمت بدقة فقد مضت بيسر , واستمتع بها المشاركون إلى أقصى حد , ووجدت ويندي نفسها في الدور قبل النهائي في لعبة حلقة الرمي0 وأثار ذلك دهشتها, اذ كانت هذه ثالث مرة فقط تشترك فيها في هذه اللعبة0
وفي المرتين السابقتين كان شريكها غارث الذي هزمها0 وبعدما كسبت الدور قبل النهائي وجدت نفسها في صباح اليوم التالي خصما لنيكول 0 وقبل أن تبدأ كانت وأثق أنها ستخسر, لأن غارث كان قريبا منها, مجرد متفرج غير مهتم ولا شك, إنه يعطي نيكول تأييده المعنوي, لكن لدهشتها أيضا كسبت ويندي, وكان غارت أول المهنئين لها, مما تسبب في كدر الفتاة الأخرى إذ قال:
- أحسنت يا وندي, كانت لعبة ممتازة 0
- شكرا لك0 لكنها كانت لعبة حظ أكثر من أي شيء آخر0
- لم يكن هناك شيء من هذا0
ثم توقف لحظة قبل أن يقول:
- ما رأيك في فنجان من القهوة ؟
ومن الطبيعي إن دعوته أدهشتها, وترددت لكن شيء ما في كلامه جعلها تقول, من دون أن تتوقف لتعرف ما إذا كانت تسبب لنفسها مزيدا من البؤس أم لأ:
- اتوق إلى ذلك, شكرا لك يا غارث0 أين نذهب؟
وكانت واعية لوقوف مارجي على مقربة منها فاستدارت وابتسمت لها, وألقت مارجي نظرة مختلسة على غارث من تحت اهدابها قبل أن تقول:
- تهنئتي يا وندي00 جئت للتو بعد ان انشغلت في حديث مع ذلك الرجل صاحب صالة البنغو , وحاولت أن أعرف كيف أمكنه جمع كل هذه الأموال 0
التي يدعي انه جمعها , وتمنيت لو لم اكن على ما انا عليه من الثروة حتى يمكننا , دينبي وانا , ان نفتح صالة بنغو , اذا بدا لي ان المال يأتي مقابل لا شئ 0
وألقت نظرة اخرى على غارث ثم واصلت حديثها :
- إذا فأنت ستأخذها يا غارث؟ ارجوا لكم وقت لطيفا معا00 اراكم وقت الغداء0
وابتعدت ثم ظهر شو ومد يده إلى ويندي قائلا:
- اهنئك لفوزك 00 لعبت لعبة الهائلة0
وتجهمت ويندي فهي لا ترى أنها قامت بأي نشاط زائد حقق فوزها وهي واثقة أنها لو أعادت اللعبة مرة أخرى لكان من المحتمل أن تخسرها وعلى أية حال شكرته بنعومة00 ثم استدارة إلى غارث ولمحت إلى إنها مستعدة لمرافقته0
ورده قايين
وقال:
- سنحاول أن نجد مائدة حول حمام السباحة اذا كان ذلك يناسبك؟ وأومأت برأسها قائلة:
- أجل000 يناسبني 0
وسارت بهدؤ , كذلك فعل هو, لكن حالما جلسا في مكان منعزل إلى حد ما في صف الخارجي القوي ذات المحيطة بحمام السباحة انحنى وقال بلهجة مبهمة لكنها تأكدت من إنه يقصد أن تكون خالية من أي تعبير:
- بالنسبة إلى الليلة قبل الماضية هل يمكننا أن نبدأ من حيث كنا قبل ان اتركك بقليل؟
ولمست قسوة واضحه في سلوكه كان يكافح لكي يخفيها ،ومرة أخرى أدركت ذلك الانطباع الغريب إنه بينما يتمني لو جزئيا أن يحبها فأنه جزئيا يتمرد على الفكرة نفسها أو بمعنى آخر كما استنتجت يود كثيرا أن يتخلى عنها تماما لكنه يجد إنه لا يستطيع أن يفعل ذلك غريبة تلك الأحاسيس والمشاعر المختلطة في رجل مثل غارث ولكن الشئ الذي لم يدر بخلد ويندي على الأطلاق في ذلك الوقت هو أن جاذبيتها ربما تكون من القوة فلا يستطيع مقاومتها مهما حاول بعنف فهي لم تكن مدركة لفتنتها بما يكفي للاقتناع بأنه يمكن أن تأسر رجلا يتمتع بشخصية قوية مثل غارث ريفرز , وأخيرا غمغمت في تشكك:
- أعتقد أننا يمكن أن نعود لكنني لا أعرف لماذا تصرفت معي هكذا يا غارث ؟
- ولا أنا أعرف0
قال ذلك لكن انتابها انطباع بإنه ليس أمين معها تماما , وسألت نفسها:
مالذي ينبغي لها أن تفعله ؟ ومن دون تردد قالت لنفسها أن هناك شيئاو واحد معقولا هو أن تقبل بما تقدمة لها الحياه وتشعر بالامتنان 0 لو كان هناك مستقبل ينتظرها اذن لكأن الرد مختلفا تماما00 إذ اتضح من موقف غارث العام إنه لا يمكن أن تؤدي هذه العلاقة بينهما إلى شيء دائم0 إنه لن يتزوجها اطلاقا لأنه لسبب يعرفه هو أكثر من غيره, لا يكن لها الاحترام الكافي لكي يريدها زوجة لة 0 هل ينبغي لها أن تصر على معرفة السبب؟ وتجهمت اذ أدركت بالفعل إنه لا فائدة من تحريات قد تؤدي الى لاشئ 0 فلنترك هذه المسألة, ولتأخذ المقبول وتحاول أن تستمتع بكل لحظة غالية باقية لها , هكذا منحته ابتسامة حلوة وقالت بصوتها الناعم الموسيقي:
- لا بأس إذا 00لم تكن المسألة هامة ,اجل يمكننا أن نبدأ من جديد0
لم تكن تعرف رد الفعل الذي تتوقعه أهو الاعتراف بالجميل أو الشكر الجزيل ؟ والواقع أنها كانت ستشعر بالارتباك لوحدث ذلك0
- رائع ياوندي0
وابتسم حينئذ00 واحدة من أندر ابتساماته جعلت قلبها يقفز فرحا0
- والآن الى القهوة000

ورده قايين
28-01-2008, 20:01
- حفلة الأزياء التنكرية

قضت ويندي وغارث بقية النهار في انسجام لطيف واستمتعا بحمام شمس فوق أحد سطوح السفينة الكثيرة, واحتسيا المشروبات المثلجة , واستمعا إلى الموسيقى, وتناولا غداء شهيا ثم اشتركا في تناول شاي ما بعد الظهيرة مع شطائر خفيفة لذيذة وتبادلا الأحاديث المختلفة وقبل موعد العشاء بنحو ساعة وقفا بجوار الحاجز لبضع دقائق ثم توجه كل منهما إلى غرفتة الخاصة , ولم يذكر شيئا آخر عن الليلة قبل الماضية, وبدأ كأن غارث مصمم على نسيانها تماما0 واستنتجت ويندي أنه, مثلها, راض بأخذ ما هو متوفر والاستمتاع إلى أقصى حد بصحبتها , تماما كما اعتزمت الاستمتاع بصحبته إلى أقصى حد0
وفي تلك الأمسية كانت ستقام حفلة رقص بأزياء تنكرية وبما أن جميع الركاب عرفوا ذلك قبل إلأبحار الذين كانوا ينوون الاشتراك جاءوا مستعدين تماما وقررت ويندي في النهاية ألا تهتم بالأمر, لكن بعد تفكير عميق أخرجت آلة الحياكة وأعدت لنفسها ثوبا رائع يوناني التصميم 0
يشبه ذلك الذي ارتدته في العصور القديمة , آثينا رمز الحرب والحكمة وحامية دولة اثينا , هذا الثوب الذي أطلق عليه اسم بيلوس, صنعته عشرات من الفتيات اليونانيات بأيديهن0
لقيت فكرة ارتداء الثياب التنكريه أثناء العشاء قبولا, وجاء معظم الركاب إلى المطعم مسرورين يرتدون ملابس مزخرفة أو مهلهله , ويبدون في شكل مضحك مبتذل, أو بمظهر وسيم مرموق وأخذ الحاضرون يضحكون بأصوات عالية ولأن ويندي عرفت إن جميع الموجودين على مائدتها والمائدة المجاورة أيضا سيرتدون ثياب الحفلة ارتدت ثوبها وبعدما ألقت على نفسها في المرآة نظرة أطول من المعتاد رأت أنها لم تبد جذابة هكذا من قبل على الإطلاق أن ثوبها البيلوس بثنياته الرقيقة يناسبها تماما وينسدل في رقة عليها0
ورغم أن ويندي كانت تدرك أن مظهرها رائع يلفت النظر فلم تكن مستعدة على الإطلاق للأستقبال الذي قوبلت به عند دخولها المطعم الفخم الذي تلمع فيه الثريات المتلألئة بقطع الكريستال وأدوات المائدة البراقة0 لقد سمعت أصوات الضحك الصاخبة وهي تتقدم نحو المدخل , وتصورت بعض الملابس المضحكة التي ستراها , وتأرجحت ابتسامة على شفتيها وهي تخطو داخل الأبواب المزدوجة إلى الممر المتوسط في البداية أخفقت في إدراك سر الهمسات الخافتة المفاجئة التي كانت موجهة إليها لكن اذ ألقت نظرة حولها في شيئا من الحيرة بعدما خفت الآخر ضحكة أدركت أن كل عيون القاعة مركزة عليها وكان رأسها عاليا, وقامتها منتصبه, وهو أسلوبها الطبيعي في السير , واستمرت في سيرها وهي تدرك أن وجهها أحمر بشدة من الخجل0 وأخيرا وصلت إلى مائدتها , وتنفست بعمق في ارتياح 0
ونظرت حولها بأبتسامة مرتعشه وكانت عينا غارث وحدهما اللتان اهتمت بهما , رغم أن عيون الرفيقين الآخرين كانتا تنظران إليها بإعجاب مماثل , وقطع فريزر الصمت قائلا :
- تبدين خيالية0
ورددت مارجي كلماته لكنها أضافت:
- ياعزيزتي عندما ظهرت في الممر اعتقدتك الملكة ذاتها وقد جاءت فوق السفينة بطريقة سحرية! بالمناسبة هل أعجبك ؟ وأنا بشخصية مدام بومبا دور ؟
- أجل فإنك تبدين مثالية يا مارجي 0
ثم استدارت إلى فريزر وهنأته على ملابسه التي تشبه ملابس القرصان, وهي تتظاهر بالخوف عندما لاحظت الخنجر المتدلي من حزامه , اما غارث فقد ارتدى ثوبا فخما مثل قائد روماني وابتسمت له من دون أن تنبس بكلمة, لأنه كان ينظر إليها بتركيز كما لو كان يراها لأول مرة0 وأرخت أهدابها وهي تشعر بالخجل وعدم الثقة وتتمنى لو كانت تملك رباطة الجأش والثقة اللتي تتسم بها نيكول رنتون الهادئة المتماسكة وأخيرا قال غارث بلطف :
- تهنئتي 0
وكان هذا كل ما قالة إلى ان كانا يرقصان معا في الحلبة بعد ساعة ونصف وبصوته الهادئ المهذب قال لها:
- تبدين فاتنة أين وجدت هذه الأشياء التي تناسبك تماما0
- صنعتها0
ردت بذلك وهي تتعجب لماذا ينظر إليها بمثل تلك الدهشة وعدم التصديق0
- صنعتها بنفسك؟
- بالطبع 00ماالغريب في هذا؟
ولم يقل شيء ومضت تقول:
- رأيت صورة لهذا الزي في الكتاب عن الفن اليوناني فقررت أن أحاول حياكة 1 للرحلة0 تبدو مندهشا لأنني استطعت أن أنجزه0
ونظر إليها ثم هز رأسه قائلا:
- ينبغي أن أعترف بأنني مندهش , يبدو الثوب معقدا لعيني الرجل, ودار بها وأدركت أن الموضوع انتهى, وأدركت أيضا إنه كان سيقول شيئا يعبرعن السخرية والازدراء لكنه غير رأيه0
" ورده قاييـن "
ومضت الأمسية بعد ذلك على أجنحة ذهبية وعندما أعلنت أسماء الفائزين بعد لحظات من منتصف الليل دوى تصفيق حاد عندما قاد غارث ويندي إلى المنصة, وقد علت حمرة الخجل وجهها حيث تسلمت جائزتها من القبطان نفسه وقالت مارجي :
- حقيبة لمستحضرات التجميل من الجلد الباهر المزخرف لكنها تساوي ثروة ستبقى مدى الحياة يا عزيزتي0
-أ 00أجل 00ستبقى00
مدى الحياة! وادركت ويندي أن وجهها اصبح شاحبا وخفضت رأسها بسرعة وهي غير راغبة في أن يلاحظ غارث هذا الشحوب 0 واندفعت مارجي تقول في اشمئزاز:
- وذلك الرجل صاحب صالة البنغو كيف يكسب الجائزة الأولى للرجال؟ لا أعتقد إنه كان ينبغي أن يفوز ألا توافقونني ؟
ضحك غارث وقال:
- لا بد أن الحكام شاهدوا أن ثيابه هي أفضل ثياب بين الرجال وإلا ما منحوه الجائزة الأولى0
وكان الرجل يشعر بالسرور وهو يري الجميع ولاعة السكائر الذهبية التي كسبها0
وبعدما انتهى كل هذا اتجهت ويندي وغارث إلى سطح السفينة وأخذا ينظران الى البحر الهادئ الداكن0
كل شيء كان هادئا وأخذت يده تربت على شعرها الحريري وهو يقول:
- شكرا لك على النهار الجميل والأمسية الرائعة سأدعك تذهبين إلى غرفتك الآن لأنك منذ لحظات في قاعة الرقص كنت شاحبة وأعتقد أنك متعبة0

ورده قايين
28-01-2008, 20:02
وكانت لهجته ناعمة تتسم بالاهتمام وتساءلت ما إذا كان هذا يخيل إليها أم إنه قلق عليها حقيقة ماذا يهم ونظرت إليه وابتسمت في وجهه وهي تقول:
- ينبغي أن أعترف بأنني متعبه إلى حد ما0 شكرا لك على يوم مدهش وأمسية سعيدة للغاية0
- ولا تنسى انك ربحت الجائزة0
قال هذه العبارة وفي وجهه الوسيم تعبير عن الإحساس بالزهو مما جعل وجنتيها تتألقان فرحا ثم اضاف :
- كنت محط أنظار الجميع وحسد كل امرأة هناك0
وضحكا وتذكرت النظرات الداكنة الحاقدة التي رمتها بها نيكول رنتون في فترات مختلفة أثناء الأمسية وتحدث غارث مرة أخرى وقال عدة عبارات إطراء مما تحب سماعه وكانت يده التي تمسك بيدها دافئة وقوية وشعرت بالأمان وهي معه, وفكرت: إنني أتساءل هل سيكون معي في ذلك الوقت فإن الأمر لن يكون مفزعا , وهمست لنفسها وهي تدفن رأسها في صدره:
- سأكون أكثر شجاعة وهو معي 0
وابعدها عنه ونظر إليها نظرة فاحصة وهو يواصل كلامه:
- إنك ترتعشين يا عزيزتي ما الأمر ؟
وكذبت وهي لا تدرك أنها ترتجف وقالت:
- الجو بارد قليلا هنا00
وتجهم غارث وهز رأسه وهو يقول:
- اتحسين الجو باردا؟ إنه ليس كذلك00 أما أنك مرهقة للغاية أو أنك على وشك الإصابة بنزلة برد لنأمل أن تكون الحالة الأولى0
وردت بخفة:
- أنا متأكد أنها كذلك أنا لا أصاب بالبرد كثيرا00
وفي لهجة حاسمة آمرة قال:
- إذا إلى الفراش أيتها الشابة وإياك والجلوس والمطالعة0
كم يبدو مثل الأطباء وهو يقول ذلك فكرت في هذا وهي تذكر مناسبة سابقة لاحظت فيها الشيء نفسه وقال باللهجة الآمرة نفسها:
- الأفضل أن أخذ منك وعد بذلك هل تعدينني ؟
- أعد بأني لن أطالع0
وتأرجحت أفكارها وهي تشعر بمتعة في هذه اللحظة من ذلك الحب الذي طغى عليها وبعد لحظة أخرى قالت ثانية:
- لا00 لن أكون خائفة وهو معي عندما تأتي النهاية0
كانت زيارة بالي في مقدمة المعالم البارزة للرحلة البحرية وطول اليومين السابقين لوصول الباخرة إليها أظهرت ويندي شعورها بالترقب السعيد , اذ قال غارث إنه سيستأجر سيارة لليوم الأول0 أما اليوم الثاني فيمكنهما أن يتجولا كما يريدان ويستمتعان بالمناظر بطريقة أكثر سهوله وراحة0
ورست السفينة في الثامنة صباحا0 وكانت ويندي وغارث على استعداد للنزول إلى الشاطئ فورا وبعد نصف ساعة كانا في السيارة وقد جلس غارث أمام عجلة القيادة وقصدا أولا حي جيليك آندماس حيث كانت وندي تريد إن تشاهد المصنوعات الفضية اليدويه وأشغال الحفر على الخشب الخرافيه التي سمعت عنها من مارجي , وكان غارث في شوق مثلها لرؤية تلك الأعمال اليدويه 0 طول الطريق السيارة تمضي تحت سماء صافية ساطعة الشمس وكانت ويندي تبدي تقديرها وهي مسحوره بجمال الجزيرة الذي لم يمس تلك الجزيرة التي كانت تمثل أقرب مكان للجنة كما أخبرتهما مارجي في الليلة السابقة0 وبما أن بالي بمثابة حلقة صغيرة واحدة إن سلسلة الجزر التي تسمى أندونيسيا فإنها تتمتع ببحر خاص بها في بساطتها وصدقها 0 في مزروعاتها ذات اللون الأخضر اللامع0 وأزهارها الرائعة التي انتشر شذاها الجميل حتى وصل إلى السيارة وقالت ويندي بتأثر شديد:
- أليست جميلة؟ كنت ادرك أنني لن أصاب بخيبة أمل فيها0
وأدار غارث رأسه الداكن واختلس نظرة إليها من الجانب لحظة خاطفة قبل أن يحول انتباهه الى القيادة ولم يتكلم , وأدركت إنه في إحدى حالاته المزاجيه التي يرغب فيها أن يكون هادئا , يتطلع حوله ويستمتع بالمناظر الريفية التي يسير وسطها0
ورده قايين

فقد كان في الحالة نفسها عندما استأجرا سيارة في ريو ومرة أخرى عندما رست السفينة في ممباسا , ثم في بومباي , واحترمت ويندي رغبته في الهدؤ 0 فجلست صامتة وسعيدة لأنها حية وقادرة على الاستمتاع بكل ما حولها0 إلا أنها لم تستطع أن تفهم لماذا يحيط هذا الرجل نفسه بهالة من الغموض؟
وكانت الطريق في بالي ممتازة أما الطريق الذي كانا يسيران في فكان يحف بالشاطئ الجميل الذي تصطف أشجار النخيل على جانبيه وينتهي إلى التلال وبعدما عبرا قرية شاهدت وندي النساء , عن بعد يعمل في حقول الأرز أو يتسلقن أشجار جوز الهند0
وعندما اعتقد غارث أنها آصدرت صوت خفيضا ينم عن الازدراء قال في سرور:
- انهن لسن من العبيد كما يخيل إليك0 بل يحببن العمل مع رجالهن وما يكسبنه يكون ملكا لهن0
- أتعني إنهن يحصلن على نصيب مما يأتي به المحصول؟
- بل يمكنك أن تقولي أنهن يقمن بعمل تجاري صغير خاصا بهن 0 يربين الماشية والدواجن ويبيعنها كذلك يقمن بعمليات النسيج لزيادة الدخل0
- إنهن سعيدات للغاية ورشيقات جدا السن كذلك؟
كانت ويندي تراقب فتاة شابة , تضع فوق رأسها سلة ضخمة باتزان وتسير في بمنتهى اليسر والرشاقة, وجهها الجميل خال من أي تعبير عيناها تنظران مباشرة أمامها قدماها حافيتان , ورأسها منتصب وردفاها يهتزان بطريقة إيقاعية0
- إنهن رشيقات جدا في الواقع0
ردت غارث بذلك وهو يدور حول منحنى وهو ويترك القرية وراءه وأخيرا وصلا , واشترى لها عدة تماثيل منحوتة بدقة وسوارا من الفضه بعدما أوقف بقسوة محاولاتها للاعتراض ،ولبست السوار الذي ثبته فوق رسغها وهو يبتسم واحمر وجهها خجلا وقالت:
- أشكرك0
- لماذا0
- لأجل السوار الجميل وكل تلك الهدايا الأخرى الجميلة التي اشتريتها لي0
وعادا إلى السيارة وسارا بها عبر الريف الجميل ومرا بين القرى حيث أمكن ،من خلال الأبواب المفتوحة للمنازل البدائية المبنية بالطين ،مشاهدة خيال النساء وهن يتحركن داخل بيوتهن ،وقت تعرت أكتافهن وغطيت ألأجزاء السفلى من أجسادهن
بأزار طويل ينسدل حتى أقدامهن تقريبا ثم خرجت واحدة أو اثنتان وهما تحملان فوق رأسيهما مجموعة من القرابين ،وأوقف غارت السيارة لبضع دقائق وجلس هو وويندي يراقبان بينما انضمت إلى السيدتين نساء أخريات من البيوت القريبة وشكلن موكبا بدأ يشق طريقة في بطء نحو مذبح أقيم في الهواء الطلق 0 وهنا توقفن لوضع قرابينهن0
- بالي أرض المعتقدات الخرافية0
قال غارث هذا عندما بدأت النساء في التحرك مرة أخرى ثم أضاف:
- وهكذا تجدين تلك القرابين العديدة0 ليس هناك ما يخيف المواطن أكثر من فكرة إغضاب السماء إنهم يفعلون أشياء لا يصدقها العقل لأبعاد الأرواح الشريرة 0 ولو قدر لك أن تعيشي في بالي لوجدت نفسك تفعلين أشياء ممنوعة0
- مثل ماذا ؟
- ينبغي أن لا تنامي وقدماك تتجهان إلى الشمال أو الشرق يجب أن لا تضربي رأس طفل وان لا توقضي طفلا نائما بسرعة بالغة0

ورده قايين
28-01-2008, 20:03
وحملقت وهي لا تصدق وقالت:
- لماذا لا توقظ طفلا نائما بسرعة كبيرة؟
- لأن روحه التي تكون هائمه وهو نائم قد لا تجد الوقت الكافي للعودة إلى جسده0 وإذا قطعت شجرة جوز الهند ينبغي أولا أن تقبلي الجذع وتتوسلي إلى الشجرة كي تغفر لك ما ستفعلينه ويجب ألا تسيري أبدا فوق حبوب الأرز , التي قد تشاهدينها منثورة داخل باب أحدهم 00 إنها قربان مقدس وبعد أن يتسنى لكي الدخول إلى البيت من دون أن تثيري غضب الأرواح الشريرة عليك ألا تضعي ساقيك إحداهما فوق الأخرى بأي شكل من ألأشكال, لأنه لو كانت إحدى كعبيك لا تلمس الأرض لتمكنت أرواح شريرة عديدة من الإحاطة بك 0
ورده قايين
وعند هذا الحد كانت وندي قد أصابتها نوبة من الضحك الشديد الذي ما لبث أن أصاب رفيقها وقالت:
- فكرت دائما أنني أحب العيش في بالي لكنني الآن لست متأكدة على الإطلاق إن الحياة ستكون مريحة تماما هلا أخبرتني بالمزيد0
- يمكنني أن أستمر إلى الأبد لأن قصة المقدسات في بالي لا تنتهي0
- لا بد أن هذا يؤثر على السياحة إلى حد كبير بالتأكيد؟
- فعلا ولهذا بقيت الجزيرة جذابة للغاية وحالتها باقية على ما هي عليه 0 فمع وجود كل هذه المحرمات الدينية فإن المدنية لا يمكنها أن تدخلها لإن المرء لايمكنه ببساطة ،أن يفعل هذا وذاك إنها أرض العادات الغريبة التي تأصلت فيها من قديم الزمان بطريقة مبهمة وراحت أسسها في طي النسيان ولكن بقيت العادات المرتبطة بها0
- إنه شيء ساحر ومخيف في الوقت نفسه0
وأكد لها:
- ينبغي ألا يكون ذلك مخيفا فليس هناك ما يخيفك في بالي فهم أناس وادعون وسعداء للغاية رغم عاداتهم الغريبة وطقوسهم الدينية العتيقة0
وقالا غارث إنه يسصحب وندي إلى فندق شاطيء بالي لتناول الغداء وعندما وصلا قابلا العديد من ركاب
فايسون وتشكلت منهم مجموعة مرحه ونتيجة لذلك استغرق وقت الغداء مدة أطول من الوقت المتوقع0
وبقيا لمشاهدة عرض لرقصة الليغونغ ثم مضيا في طريقهما مرة أخرى وفي المساء وبعدما تناولا العشاء في فندق شاطيء بالي ذهبا مع مارجي ودينبي إلى عرض لرقصة أخرى يطلق عليها اسم هتجاك ويقال أنها أقوى رقصات بالي وكانت نوعا من التمثيل الصامت لمجموعة منشدة تلتف حول شعلة متأججة والمفروض أنها تطرد الأرواح الشريرة0
قال غارث ذلك لوندي وهما يتجهان نحو إحدى القرى للانضمام إلى أهلها الذين بدأوا بالفعل في التجمع فوق الخضرة بينما الشعلة المتقدة كانت في الوسط تشبه شعلة من النيران وقالت مارجي بصوت عال كالمعتاد:
- يا إلهي كم راقصا هناك؟
وقال دينبي الذي كان يجلس بجوارها:
- نحو 150 يبدو أنها ستكون رقصه رائعة0
وبدأ الراقصون يقومون بحركات مفاجئة وينشدون الأناشيد وأجسامهم تتمايل في انسجام كامل وبين ألحين والآخر ترتفع أيديهم نحو السماء وفي النهاية سقطوا على الأرض وظلوا بلا حراك فقد انتهى عرضهم0
وقالت مارجي :
- هذا جميل0
واستدارت الى ويندي وغارث وهي تبتسم ومضت تقول:
- أليس كذلك أيها الأعزاء؟
وابتسم غارث وقال:
- أجل هذا صحيح0
ثم امسك بيد وندي وغادر الأربعة المرج ألأخضر في القرية سيرا نحو السيارة واضاف غارث :
- سمعت أن هناك قصة حول الرقصة بدأت اتذكرها 0
قالت مارجي بلهفة:
- قصة؟ أخبرنا بها إذا ونحن في طريق عودتنا إلى السفينة واذعن غارث وبينما هو يعود بهم جميعا إلى السفينة وبلهجته الهادئة المهذبة أخبرهم بأسطورة راما ساجا الهندوسية وتقول أن الأمير راما خرج يوما للصيد في الغابة الملكية وأخذ يطارد حيوانات الأيل ذات ألقرون الذهبية عندما زار بيته رافينا ملك الشياطين الذي هرب مع زوجته الأميرة الجميلة سيتا وعندما اكتشف ذلك أطلق عليه سهما تحول الى ثعبان والتف حول راما وجعله أسيرا له لكن الآلهة هبت لنجدته وأرسلت الطير الرمزي جارود الذي جمع جيشا من القردة لم تطلق سراح الأمير فقط ولكنها أنقذت الأميرة أيضا0
ورده قايين
وقالت وندي:
- لهذا يسمونها رقصة القرد 00 يمكنني الآن أن أفهم لماذا كانت حركات الراقصين00 في الغالب تقليدا للجيش من القرود 0
وقالت مارجي :
- كانت قصة لطيفة تلك التي قلتها لنا يا غارث شكر جزيلا لك0
واجاب بهدؤ :
- العفو إنني استمتعت بسردها 0
واقتربوا من ميناء السفن وأمكن رؤية الباخرة البيضاء الضخمة من خلال أشجار النخيل العالية المتشابكة وكان البحر ساكنا تسلل إليه ضوء القمر الفضي أسفل السماء الاستوائية الرحبة التي تنتشر فيها النجوم0
وتبادل الأربعة تحية المساء ومضت مارجي مع دينبي في طريقهما بينما اتجه غارث وويندي في طريقهما أيضا إلى سطح السفينة الأعلى حيث كانا سيقضيان كالمعتاد فترة قصيرة من الزمن معا قبل أن يلقي كل منهما على الآخر تحية المساء0
وفتحت وندي فمها لتشكر غارث لكنه منعها0 وتوقعت أن يحملها غارث إلى العالم السحري المذهل الذي يمكنه بسهولة أن ينقلها إليه0
لكن لدهشتها, ابتعد , وبدون سبب أحست بفتور من جانبه, لا, أن الفتور لم يعتره فجأة بل كان موجودا في أعماقه ويظهر بين ألحين والآخر طول الساعات القليلة الماضية ويتسلل إلى الموقف الودي الذي اعتبرته أمرا واقعا0 هل ضايقته بشكل أو بآخر ؟
وباءت محاولاتها للاسترجاع شيئا من هذا بالفشل وقررت أن هذه مجرد حالة من حالات تقلباته سيعبرها في النهاية وكانت قد قررت بالفعل ألا تدع هذه التغيرات في مزاجه واسلوبه تؤثر عليها بأية صورة خطيرة, إذ إنها لا تهم حقيقة وهي في حالتها هذه من عدم الشعور الكلي بالأمان كل يوم وكل ساعة بل حتى كل ثانية أصبحت لها قيمتها لا تريد أن تسمح لأي تغير بسيط في أحوال غارث بأن يطغي على هدؤ ذهنها0

- ماذا نفعل في الحياة؟ اعني عندما لاتكون في رحلة كهذه ؟
سألت ويندي هذا السؤال لمجرد أن يكون هناك شئ تقوله لأنه الصمت أصبح ثقيلا وغير مريح حد كبير0 إجاب بتقطيبة عميقة جعلتها تندم عللى السؤال 0:
- لا أعتقد إنني أريد التحدث في هذا الموضوع 00 لا اليوم ولا في الغد00
ونظر إلى أعلى : تغيرت السماء بشكل كبير وأصبح القمر الآن يدور وسط سلسلة من السحب ومضى يقول بعد قليل من الصمت الثقيل متجاوزا اللحظة الحرجة:
- ربما تمطر فقد أصبحت السحب تنذر بالسوء 0
وكان صوته يتسم بنبرة قاسية0 قالت لنفسها :
- حسنا غدا يتخلص مما يكدره0
وقالت وهي ترفع يدها بتفور وتتظاهر بأنها تمنع التثاؤب :
- طابت ليلتك يا غارث 0 أرجو أن تنام نوما عميقا0
- طابت ليلتك0 سنتقابل غدا كالمعتاد في موعد الإفطار0
- سنقوم برحلة أخرى خارج السفينة؟
- بالطبع0
وأحست بالارتياح فقد كسبت يوما آخر في رفقته 0

ورده قايين
28-01-2008, 20:05
ورافقها إلى حجرتها حيث تركها, ووقفت في فتحة الباب وراقبته وهو يمضي ثم وكما لو كانت مدفوعة بقوة ما لم تستطع السيطرة عليها استدارت وعادت إلى سطح السفينة حيث وجدت كرسيا في الظل 0 وجلست, وهنا حيث جلست كان يسود الهدوء والسلام واتكأت إلى الخلف وتركت العنان لعقلها يفكر مليا في النزهة التي استمتعت بها0
ولم تستطع أن تعرف كم مضى من الوقت عندما قطع تفكيرها صوت غارث وفريزر 0 وانكمشت في ذعر إلى الخلف واستندت الى ظهر المقعد الداكن وظلت ساكنة وظهر الرجلان ووقفا بجوار الحاجز وكإنت قامتاهما في الظل وصوتهما وليس واضحا أيضا لكن صوت فريزر كان من السهل قليلا التقاطه من صوت غارت0
- 000 إنها هي الفتاة00انا واثق 0
ورد غارث ردا لم تسمع ويندي منه إلا كلمة واحدة فقط هي "الشكوك" التي جاءت في آخر العبارة0
- هذا واضح وإلا لما كنت00
وأخفقت ويندي في التقاط باقي العبارة وألقت نظرة حولها تبحث عن وسيلة تهرب بها دون أن يلحظها أحد0 وجدت هذا مستحيلا وبما أنها كانت ترفض أن تكشف عن نفسها أمام غارث الذي رافقها منذ فترة وجيزة إلى غرفتها, فلم يكن لديها أي اختيار الا البقاء حيث هي حتى يرحل الأثنان 0
-000 هذه حماقة يا غارث 0
كان هذا صوت فريزر مرة أخرى وبدت نبرته كما لو كانت تعني إنه يقول كلام تحذير الى صديقه0
- أعرف أنك على حق ومع ذلك0
سمعت وندي هذه الكلمات بوضوح0 كلمات قالها غارث وعند ذاك بدأ الرجلان يسيران بعيدا عنها, وشعرت بالارتياح عندما اختفى الرجلان , لأنها أصبحت هي نفسها قادرة على التحرك0
ورغم أن الأمر لم يكن يتعلق إطلاقا بها فقد غلبها النعاس وهي تتساءل عن ما كان يتحدثان0
" ورده قايين "

ورده قايين
28-01-2008, 20:06
7- الموت يكشف الحقيقة


كانت ويندي وغارث في القاعة القرمزية 0 هي تتصفح مجلة بينما غارث يقرأ نسخة من صحيفة السفينة0 سبحا فترة من الصباح وبعد ذلك رقدا تحت أشعة الشمس لمدة ساعتين, وعندما انتهى الغداء اتجها لمشاهدة أحد الأفلام0 لكنهما أحسا أنهما غير مهتمين به بما يكفي للبقاء حتى نهاية العرض فخرجا واتجها نحو تلك القاعة0 حيث توقعا مقابلة مارجي ودينبي اللذين ذكرا أنهم سيقضيان ساعة أو اثنتين في مطالعة الصحف 0
ورده قايين
وضعت ويندي مجلتها جانبا وراقبت غارث من طرفه ولاحظت الملامح الأرستقراطية الصارمة والتجاعيد الحادة لعنقه وفكه وسمة العناد التي ترتسم على الفم, وقد استقر رأسه بنبل فوقه كتفين عريضتين مستقيمتين أما شعره الداكن فبدأت بعض شعيرات بيضاء قليلة تظهر فيه عند الوجنتين 0
وعندما شعر بتفحصها الدقيق له أدار رأسه والتقت عيناه بعينيها لحظة طويلة قبل أن تخفض رموشها وتخفي تعبيرها عنه حيث اندفعت دماء الخجل إلى وجنتيها 0
التقطت مجلتها 0 وسمعته يقلب صفحة ثم ساد الصمت بضع دقائق قبل أن يقلب صفحة أخرى واستمرت في تقليب الصفحات , تتوقف كل حين وآخر عندما تجد شيئا يهمها0 وهي لا تكاد تعي الأنغام الناعمة لموسيقى " هاندل " تملأ القاعة من المكبرات المعلقة في الأركان 0 وفجأة توقفت الموسيقى وسمعت المذيع وهو يقدم أهم الأخبار : -
-- في حادث تحطم طائرة صباح اليوم كانت ممثلة السينما لينيز مافارو من بين 89 شخصا لقوا حتفهم0
وتنبهت ويندي إلى نظرة الفزع التي بدت على غارث وألقت عليه نظرة جانبية والتفت هو في هذا الوقت إليها0 والتقت عيناهما ولم تحاول أن تقرأ تعبير وجهه الذي أصبح غريبا للغاية0 وأدارت رأسها وهي تشعر بعدم الارتياح بتاتا من تلك النظرة الثابتة غير المبتسمة0 وفكرت اذن فريزر كانا مخطئا في اعتقاده ان لينيز مافارو على ظهر الباخرة تقوم بالرحلة وهي متنكرة 0 وأضاف المذيع أنها خسارة كبيرة للأفلام البريطانية0 ثم أنتقل إلى الحديث عن شيئا آخر0 ولم تهتم ويندي حينئذ بأن تنصت0 اذ كان اهتمامها كله مركزا على غارث الذي بدأ أنه تحت تأثير انفعالات متضاربة 0 وعجبت لذلك لأنه قال إنه لم يرى واحدا من أفلام هذه النجمة0
وابتلع شيئا يبدو إنه كان يسد حلقه واطبق يده التي كان يضعها فوق المائدة فجأة مما يدل على أن تأثر بعمق بالأنباء التي أذيعت بالراديو للتو : واضطرت أن تقول:
- أهناك شيئا ما؟
قالت هذا كما لو كانت تريد فقط أن تضع حدا لتلك النظرة الثابتة المتسمة بشيء من الندم التي كان يحدجها بها ولم يرد وقررت أن تقول:
- لينيز مافارو هذه 000 في يوم إبحار السفينة سمعتكما -عفوا انت وفريزر تتحدثان عنها000
وقاطعها بحدة:
- حقا ؟وماذا سمعت ؟
- قال فريزر أنه يعتقد أنها ضمن ركاب السفينة متنكرة كفتاة سمراء0
وتحركت عضلة في حلق غارث :
- ألاتعرفين كيف تبدو لينيز مافارو ؟
- كلا لم أشاهد إطلاقا أيا من أفلامها0
- ألم تري صورها أيضا؟
وأرتبكت في حيرة ومدت يديها بدون تفكير وهي تقول:
- إنني لا أفهمك يا غارث لماذا تسألني هذه الأسئلة؟
وتردد ثم هز رأسه وبدأ كما لو كان يبحث عن الكلمات المناسبة التي يستخدمها , واستغرق في ذلك وقتا طويلا الى حد أنها قررت أن ترد على سؤاله ألأخير :
- اظن أنني رأيت صورة لها في وقت ما0
وبدأ كما لو كانت تلك هي البداية التي يبحث عنها لأنه تحدث الآن وسألها ما إذا لم تكن لاحظت الشبه بينها وبين النجمة وكانت قنبلة مدوية اسكتتها 0 ووجدت نفسها مذهولة0
ولمست شعرها بأنبهار وقالت:
- هل تشبهني ؟ واعتقدت أنها أنا؟ 000 أعني هل كنت تشك في أنني لينيز مافارو ؟
وكانت لا تزال مبهورة للغاية وغير قادرة على التصديق إن أي شخص يمكن أن يخطئ بينها وبين لينيز مافارو الفاتنة ذات الجمال الخارق عندما قال:
- ويندي 00 اقترفت غلطة لا تغتفر في حقك كنت اظن أنك لينيز مافارو 0 وهي امرأة لااكن لها ذرة من الاحترام0
وسادت فترة صمت أخرى طويلة وثقيلة وكأن كلما استطاعت قوله :
- هكذا يتضح الكثير 0
وأومأ برأسه مرة أخرى وأضافت :
- ومع ذلك فإذا لم يكن باستطاعتك احترامي أي احترامها0
وتلعثمت وتوقفت عن الكلام ثم بدأت تتكلم مرة أخرى قائلة:
إنه منطقيا إذا كان شعور غارث وفريزر هكذا إزاء الأمر فلماذا أنشأ هذه العلاقة الودية بينه وبينها؟
- أعتقد إنه كان ينبغي لك الأبتعاد عني من البداية0
وحينذاك تأرجحت ابتسامة غريبة صغير على ركني فمه ورد ردا ملتويا :
- يبدو أنك نسيت أنك رفيقتي على المائدة0
- أجل00 نسيت00لا00 كيف يمكن أن أنسى؟
- عزيزتي00 أنت مضطربة للغاية 00 وهي غلطتي 0 ما كنت أحاول قوله هو أنني ينبغي لي أناكون بالقرب منك مرتين على الأقل يوميا 0 وفي كل مرة أكثر من ساعة0 لذلك لم يكن باستطاعتي أن أباعد بيننا كما أو صيت0
- لو كنت كما تقول لا تحترم تلك الفتاة كيف يمكنك أن تقضي كل هذا الوقت معها ؟ أعني معي؟
وفجأة بدا الموضوع كله فكها لدرجة أنها وجدت نفسها على وشك الضحك وأضافت:
- يا له من موقف معقد0 والآن إذ أنظر إلى جميع جوانب المسألة اشعر بإنه كان ينبغي أن افطن منذ فترة طويلة بما يجري 0لأن فريزر أيضا كان يتصرف معي بطريقة غريبة0

ومد يديه عبر المائدة ووضعت يديها بينهما في سعادة ثم قال:
- عزيزتي لا بد أنك كنت شديدة الحيرة رأيت ذلك مرات في عينيك الجميلتين لدرجة إنه كان ينبغي لي أن اعرف بالخطأ 0
لكن لم يكن لدي دليل لقد اعتمدت على كلام فريزر وهو مالا يغتفر على إلأطلاق0
وقالت ما زحة:
- في احدى المناسبات قلت شيئا فهمت منه أنك تخلط بيني وبين شخصية أخرى0
- ربما كان ذلك عندما اتهمتك بأنك ممثلة قديرة0
وتوقف عن الكلام وهو يهز رأسه وينظر إليها بتعبير الندم العميق ثم قال :
- أيمكن أن تغفري لي الطريقة التي كنت أعاملك بها؟
- بل كنت مدهشا معي ياغارث0
قالت له ذلك بصدق و كانت تود بإخلاص أن تضيف :
يوما ما ربما قريب جدا00 ستعرف ما فعلته من اجلي 00 وآمل أن تشعر بالرضى لأنك فعلت الكثير لفتاة في حاجة ماسة إلى عطفك 0
لكنها أحجمت إذا لم تكن ترغب بوضع نفسها في موقف حرج لأن الأمر لا يعدو أن يكون بالنسبة إليه في النهاية مجرد مغازلة لطيفه جدا 0
وقال بوجه مضطرب:

- مدهش ؟ لا يا عزيزتي بل كنت فظا وليس لي عذرا على الأطلاق والجميل انك ام تطلبي مني ان القي بنفسي الى الجحيم0
وقطعت كلامه قائلة :
- لم اكن لأفعل ذلك على الأطلاق كنت سعيدة برفقتك 0
ولكنها لم تفه بما كان في بالها وان الفتاة لاتطلب من الرجل الذي تحبه ان يلقي بنفسه الى الجحيم 0 لأنه صدق كلماتها 0
وأحست بأن الفكرة هزلية لذلك تراقصت ضحكة في عينيها فجأة , واصبح اهتمامه كله مركزا عليها وتساءلت ما اذا كان مجرد خيال ام انها سمعته يحبس انفاسه ؟ ولما لم يتكلم مضت تقول :
- فهمت الآن لماذا كنت تعتقد إنني أكبر سنا , كذلك لماذا دهشت للغاية عندما قلت أنني يمكن الحياكة 0 واعرف أي سؤال كنت ستطرحه علي وهو ما إذا كنت لينيز مافارو , اليس كذلك ؟
- اجل كنت سأفعل0
- عندما سمعتكما مصادفة تتحدثان انت وفريزر في ذلك اليوم الأول كأن يقول ان لينيز مافارو من عادتها أن تخرج وحدها وتتظاهر بأنها فتاة بريئة صغيرة0
وتوقفت وندي ورفعت يدها إلى فمها بينما اضاءت عينا غارث بالفرح لأول مرة لأنها كانت تبدو مضحكة0
- أجل عزيزتي انك نموذج للفتاة البريئة الصغيرة0 وأرجوك ألا تحاولي تغيير نفسك إطلاقا0
واحمر وجهها خجلا , ولم تجد كلمات تقولها وهي في قمة ارتباكها لكنها أخيرا قالت :
- في هذه الحالة لأبد أنني اطابق الصورة تماما0؟
وتجهم وقال في لهجة سريعة :
- كان ينبغي ان اعرف , لابد انني كنت عمى !
- لاتزعج نفسك بهذه المسأله , فهي ليست هامة على الأطلاق الآن 0
- يكون الأمر هاما عندما يؤذي شخصا ما , انني اطلب غفرانك يا وندي 0
- لكنني اغفر لك بالطبع 0
ونظر اليها وكان في عينيه شئ لم تستطع ان تسبر غوره , رغم انها بذلت كل مافي وسعها في سبيل ذلك وأخيرا قال لها :
- انك شئ خاص جدا , لست فقط تتمتعين بجمال الجسم لكن لك شخصية جميلة جدا ايضا 0
وهزت رأسها ورفعت يدها احتجاجا 0 لكنها انزلتها مرة اخرى وقالت :
- ارجوك لاتتمادى ! فكر في خجلي 00وتواضعي 00
- اسف ياعزيزتي لن افعل 0
وتوقف عن الكلام ونظر هو ووندي الى اعلبى حيث كان فريزر قادما نحوهما وقد ظهر القلق على وجهه الذي لوحته الشمس واخذ ينقل نظراته بينهما وقال غارث من دون ان يعطيه فرصة للكلام :
- اجل سمعت بنبأ مصرع لينيز مافارو في حادث تحطم الطائرة 0
والقى نظرة سريعة تعبر عن الشعور بالذنب نحو ويندي ثم قال :

- آسف للغاية يا غارث , كنت أعتقد حقيقة أن معلوماتي صحيحة0
و قاطعته ويندي بابتسامة:
- لا تقلق على شيء يافريزر غارث وأنا كنا نناقش هذا للتو0
وطرف فريزر بعينيه ثم حدق فيها وهو غير مصدق وقال:
- إذا لم تتشاجرا بشأن ذلك؟
- ليس هناك سبب يجعلنا نتشاجر, كانت غلطة مفهومة من جانب غارث 0
وقاطعها بتلك اللهجة المتعجرفة التي تعرفها جيدا:
- لقد كان شيئا رديئا 0 لا تمضي في خلق الأعذار لي يا ويندي0
ومنحته واحدة من أحلى ابتساماتها وهي تقول:
- الا يمكن لنا أن ننسى الموضوع؟ كل منا يستمتع برفقة
الآخر وهذا كل ما يهم بالتأكيد0
أومأ برأسه غمغم تعبيرا عن الموافقة, لكنهما واصلا حديثهما غير أن ويندي حينما تركته وأصبحت في غرفة فيها تتمتع بقسط من الراحة والهدوء قبل العشاء تذكرت شيئا قيل في البداية ولم يناقش مرة أخرى بعد ذلك, وهو ما السبب في أنه وهو يعتقد أنها من ذلك النوع من النساء الذي لا يمكن احترامها لم يبتعد عنها من البداية وقد أشارت هي لذلك فذكرها بأنها رفيقته على المائدة0
وتآهت وسط افكارها فترة طويلة 00 لماذا أهتم بها ؟ وتذكرت انطباعاتها ففي أكثر من مناسبة شعرت أنه ممزق بين دافعين فمن جانب يريد أن يحبها ومن جانب آخر لا وقت لديه يخصصه لها0 هذا هو السبب في أنه عاملها بمثل هذا الازدراء أحيانا بينما في أحيان أخرى كان رقيقا ومهتما للغاية بها0
كان يناضل ضد ماذا؟ شيئا ما تقلص بداخلها وجدت نفسها ترتعش ينبغي ألا يقع في حبها وهمست في لهجة إلحاح : عزيزي غارث 00لاتحبني أرجوك لا تفعل فإنني لا أستطيع أن أتحمل فكرة إصابتك بألم0
ورده قايين –
طوال اليومين التاليين كانت ويندي مترقبة لأية إشارة تدل على أنه وقع في حبها لكنها لم تلمس شيئا من هذا وعندما حان موعد رسوا السفينة في هونغ كونغ استعاد ذهنها صفاءه تماما 0 يبدو الآن أنها تتمتع بأفضل الأوضاع : سعادة حبها له 00والموقف اللطيف الجديد الذي اتخذه إزاءها من اكتشافه غلطته وراودها الأمل في أن يبقى من حياتها شهرا آخر على الأقل كي تتمتع به0 لكن داهمها ألم قاتل في رأسها مرتين خلال 4 أيام واضطرت إلى البقاء بغرفتها وكان تفسيرها أنها مرهقة وترغب في الراحة مقبولا لدى غارت بلا مناقشة0
وكانت هونغ كونغ من بين المعالم البارزة في الرحلة -
فيما يتعلق بويندي – ومرة أخرى أبدت تشوقها لزيارتها قبل فترة طويلة من يوم وصول الباخرة اليها وكما هو الحال دائما كانت وندي وغارث
من بين اول الركاب الذين غادروا السفينة عندما وصلت الى الجزيرة بنفسيهما في اليوم الأول , واذعن غارث لطلب وندي بأن يقوم بجولة في قارب بخاري حول الميناء الجميل 0

ورده قايين
28-01-2008, 20:06
ولما حانت الساعة التاسعة كانا يقومان برحلتهما البحرية بين الجزر الصغيرة ويخترقان سلسلة السفن الضخمة والقوارب البخارية والزوارق الصغيرة التي تعرف باسم " الساميان "0
وشاهدا مجموعة هائلة من الناس يقيمون في ملجأ " يا اوماتي " للحماية من الأعاصير حيث اقيمت لهم مدرسة ومستشفى وكنيسة فوق زوارق " الساميان " الصغيرة 0 وتناولا الغداء في أحد المطاعم العائمة الضخمة المزينة بزينات مفرحه وقضيا فترة بعد الظهر في التجول بين المحلات التجارية حيث أخذت وندي تبحث عن هدية تشتريها لغارث 0
فاكتشفت , لفرحتها الكبرى , مسندين منقوشين رائعين من مساند الكتب , وكانت الهدية غالية وشعرت بالأرتياح عندما ابتعد عنها غارث لمشاهدة شئ في الطرف الآخر من المحل التجاري حيث ظل فترة طويلة تكفي لتدفع قيمة مشترياتها دون ان يكون لديه أية فكرة عن ثمنها 0
وأعطتها اليه فور عودتهما الى السفينة وهما على وشك الافتراق ليذهب كل منهما الى غرفته فيغتسل ثم يغير ملابسه استعدادا للعشاء , وعندما حل موعد العشاء كانا أول من يشغل المائدة , وحينئذ شكرها على هديتها قائلا :
- انني فرح بها 0 وسأحتفظ بها دائما 0
وكانت تلك هي الكلمات التي ارادت سماعها , وشعرت براحة كبيرة فسيكون لديه شئ يذكره بها 0 وكان ينظر اليها عبر المائدة وفي عينيه احترام كبير , وهي ترتدي ثوبا بسيطا , الحلية الوحيدة التي تتزين بها قرط طويل من الذهب المطعم بالماس اشترته ذات مرة من احد محلات التحف الصغيرة في المدينة حيث كانت تعمل 0 اما شعرها , الذي صففته في الليلة السابقة في صالون تصفيف الشعر في السفينة فكان يلمع ببريق دافئ تحت ضوء الشموع وسط المائدة وكان وجهها الذي زادته فرحة اليوم مع غارث حيوية وسعادة متلألئا بالصحه0
وهمس غارث وهما مازالا وحدهما :
- وندي 000انك فاتنة للغاية 0 ينبغي ان تحدثيني عن نفسك ياعزيزتي , اريد ان اعرف كل شئ عنك 0
وأسدلت رموشها وشعرت بالأرتياح لظهور مارجي وفريزر اللذين تقابلا في البار وغادراه معا للمجئ الى العشاء 0
تحدثه عن نفسها ؟ فكرت ويندي وأدركت الآن فقط الى أي مدى لايعرف كل منهما الآخر الا النذر اليسير 0 لكن هذا ليس بغريب لأن نوع علاقتهما – الصداقه التي تقوم فوق السفن –ليست من النوع الحميم الذي يتمتع به الذين تتقدم بهم الصداقه الى اتجاهات أعمق , لاشك انها ستخبره بشئ عن نفسها , لكن الى أي مدى , هو ؟ هل سيحدثها عن نفسه ؟ ولأنه يبدي تفوقا وعجرفة متأصلين وجدت انه من الرجال المتحفظين فيما يتعلق بشؤنهم وحياتهم وعملهم 0 وماذا يحبون وماذا يكرهون 0وتصورت انه سيعتبر هذه الامور غير ذات اهمية لأي شخص الا نفسه , ونتيجة لذلك فانه سيحتفظ بذلك المظهر المهيب الذي يصد كل من يصور له فضوله انه سيحصل منه على المزيد 0 ومن الأمثلة على هؤلا مارجي التي خمنت وندي انها تنظر الى غارث بمهابة لم تغامر معها حتى بتوجيه سؤال واحد اليه فيما يتعلق بحياته الخاصة , على العكس من فريزر الذي سألته كل سؤال من الممكن توجيهه 0لكن الى متى يمكنها ان تترددفي سؤاله عن مهنته الحقيقية وسر وجوده على السفينة ؟
وبينما كانت مارجي تتخذ مكانها وهي تنقل نظراتها بدهاء بين غارث ووندي سألت :
.: حسنا ياعزيزتي هل قضيتما يوما رائعا ؟ أجل فعلتما وهكذا فعلنا ! والأن انظرا 0
.
ورفعت يدها اليسرى حيث وضعت في. أصبعها خاتما .ذا فص من الماس يخطف الأبصار وقالت وندي وغارث معا: تهانينا يا مارجي
وكان فريزر قد سبق وهنأ كلا من مارجي ودينبي عندما.كان في البار معهما وتنهدت وندي وهى تلمس الخاتم بأصبعها.
: جميل 000جميل جدا في الواقع 0
- لقد اقمت خطوبتنا في معبد صيني ياله من اختلاف كبير؟
- معبدا صينيا؟ 0
- اشترى دينبي الخاتم ثم بدأ يبحث عن مكان هادىء يمكنه تقديمه الي فيه وبما أنني لست مراهقة حالمه ترغب في لبس الخاتم وسط رفقه صاخبه فقد اقترحت ان نسرع الى المعبد حيث يمكنه أن يلبسني إياه 00
ورده قاـيين
وقد أثار هذا الضحك وأصر غارث على الاحتفاء بالمناسبه السعيدة وتساءل اذا كان ممكنا أن ينضم دينبي الى مائدتهم لتناول العشاء , ثم أحضر المضيف مقعدا إضافيا بعد استئذان كبير المضيفين بينما نهض غارث وذهب يبحث عن دينبي وبعد ذلك احتفلوا 0بالخطبه واشترك جميع الموجودين على الموائد المجاورة في المرح معهم 00 0»
وبعد بضع ساعات قالت وندي وهي ترقص مع غارث وكانا قريبين جدا: -- كان هذا اليوم واحد من اسعد أيام عديدة سعيدة, نعم عشت الأسابيع القليلة الماضيه عشتها حقيقة وبصدق"!.
أبعدها عنه ورأت أن تقطيبة خفيفة ظهرت على حاجبه وقال : أليس هناك شيأ غريب في لهجتك عندما تقولين ذلك يا وندي ؟ .. . <
سؤال لامت نفسها عليه بسبب علامه التعجب التي

اثارتها بلا تفكير وردت بخفه :
الم أكن أقصد ما قلت 0
وسأل بحدة :
-هل أنت مراوغه غامضه ؟
- لا 000بالطبع
وفكرت انهما يبدوان متزوجين وهما يتحدثان بهذا الشكل 0إنه ما زال ينظر اليها بصرامة وعيناه تطوفان وجهها بتعبير حائر في أغوارها الداكنة النفاذة واضطرت عندما لم تجد شيئا آخر تقوله أن تمضي في حديثها :
- لماذا اكون مراوغه غامضه ؟
- هذا شيء لا يمكنني الرد عليه انك مراوغه فأنت وحدك التي تعرفين لماذا 0
وتجعد في تقطيبة وبدا كما لو كان مستغرقا في التفكير فجأة .وارتبكت من غبائها وتذكرت انه مرتين خلال معرفتها به يداهمها الألم 0 وفي المرتين أدت ملاحظته السريعه الى سؤالها بطريقة آمرة تشبة طريقة رجال الأعمال عما بها 0 كأنة أحس بما يزعجها ووضعها تحت فحص طبي دقيق رغم أنها أكدت له بلا تردد ألا شيء هناك وأنها لم تعرف حتى أنها انتفضت 0
وبالطبع كان هذا كذبا من جانبها لسبب بسيط هو أنها مصممة على ألا يعرف أحد أنها ستموت 000 وكما أخبرت نفسها في أول الأمر أن مارجي سيدة تؤتمن رغم ظاهرها الطائش فان اليوم قد يأتي عندما تضطر الى الافصاح لها بسرها 0

ورده قايين
28-01-2008, 20:08
لكن ذلك اليوم يجب أن يكون قرب النهاية جدا لأن وندي لا تنوي وليست لديها حاجة الى الافصاح بالسر لأحد في الوقت الحالي0 كان غارث هو كل حياتها وكانت سعيدة ونتيجة لذلك كانت متحررة من ذلك الشعور الكئيب الذي علمت منذ لحظة معرفتها بمصيرها أنة لا بد أن يخالجهآ قرب النهاية 0وعادت نبرته الهادئه الناعمه تخترق أفكارها :
- وندي000فيم تفكرين ؟
ونظرت الى اعلى ومنحته احدى ابتساماتها الجميلة
ثم ردت : - .. هناك أوقات يا غارث لا ينبغي للرجل ان يطلب معرفه مإ تفكر فيه المرأة0
اتسمت لهجتها بنبرة اغاظة وقد ومض بريق البهجة في عينيها البنفسجيتين الواسعتين وتأرجحت عيناه فوق وجهها لكنها رأت من تغير تعبيره انه يستجيب لحالتها مما اشعرها بالارتياح وقال ضاحكا:
- حسنا 0كما تشاءين0
ثم دار بها بخفة ووجدت نفسها مدفوعة برفق نحو الباب وكان التفسير الذي قدمه تصرفه هو
لو أصررت على ألنظر الي هكذا لما كان لك إلا أن تلومي نفسك ياعزيزتي !.
ورده قاـــــيين

ورده قايين
28-01-2008, 20:09
8--يحبها000لا يحبها


ونقلهم الباص في جولة تضمنت زيارة قمة فيكتوريا حيث شاهدوا منظرا رائعا للجزيرة ثم جولة مثيرة في شوارع كادلون التجارية المزدحمة وانتهت بأنزالهم في خليج ريباليس حيث اتخذ كل راكب طريقه المستقل 0وقرر غارث ووندي أن يتناولا الغداء مرة أخرى في أحد المطاعم العائمة وبعد ذلك اجتذبتهما المحلات التجارية واشترى غارث هدايا تذكارية بديعة وسألها وهو يلقي عليها نظرة حائرة : ألا تشترين أى شيء ؟
فهزت رأسها بالنفي0وبعد ظهر اليوم نفسه قال لها : نبهتك ألى انني أريد أن أعرف المزيد عنك0
قال ذلك حين جلسا في احد المقاهي يشربان الليموناضة المثلجة اللذيذة بعد جولة مرهقة في المدينة وأضاف : ألا تحدثينني عن أقاربك ؟
وكان هذا ألسؤال طبيعيا لأنها لم تشتر أية هدايا تذكارية » وكانت تعلم انه سيسأل في النهاية فلم تحصل على هدية واحدة تحملها الى الوطن منذ بداية الرحلة البحرية لكن لماذا يحجب عنها هو أيضا طبيعة عمله وسبب قيامه بهذه الرحله 0
قالت : ليس لي أقارب 0
ورأت تقطيبة مفاجئة على حاجبيه وسأل : على الاطلاق ؟
: لي نسيب على درجة بعيدة من القرابة على ما أعتقد0
:وأبواك ؟
أخبرتة بشأنهما ولاحظت اهتزازة خفيفه لرأسه ولمحت عطف وأضافت :كنت أود أن يكون لي أخوة وأخوات 00هل لديك أنت ؟ .
لي أختان وأخ واحد 0أبواي أيضا على قيد الحياة وفي صحة جيدة يسعدني ن أقول ذلك0
ورده
قايين
والتقط كأسه واخذ رشفة ثم واصل كلامه :
: أختي الكبرى فيكي متزوجة ولها طفلان جميلان 0 وأختي الصغرى خطبت أخيرأ وتعمل ممرضة وستتزوج طبيبا 0»
: وأخوك ؟
غامرت بهذا السؤال وهي تتسا ءل إذا كان ذلك الحديث
سيلقي الضوء على مهنة غارث 0
: إنه في التاسعة عشرة فقط0ومازال يدرس في الجامعة 0
ومن دون أن تدرك نبرة اللهفة الي تسللت الى صوتها قالت `: يبدون جميعا عظماء انة نوع الأسرة الذي كنت أود ان أنتمي اليها0
وابتسم ابتسامة ماكرة ورد قائلا:
: كانت هناك مشاحنات لأسباب تافهه ونحن صغاروخاصة بين فيكي وبيني فهناك فارق عام واحد 0
ورمق وندي من فوق حافة كأسة لحظة طويلة قبل ان يسأل : اتعيشين وحدك إذن ؟
: كنت 000
وتوقفت وهي تفكر مليا عندما ادركت بصدمة 0بسيطه ماكانت على وشك أن تكشفه عن أنها باعت البيت وإلاثاث قبل أن تبدآ الرحلة البحرية 0

:كنت ؟
سألها بنعومة بينما كانت نظرته المركزة مازالت تدقق في وجهها وأردف : . ومع من تعيشين الآن ؟
وافتعلت ابتسامة مشوشة وردت قائلة:
: ما قصدت قولة أنني كنت أعيش وحدي حتى اشتركت 0في هذا الرحلة 0
:فهمت0
هل لاحظ لحظة اضطرابها ؟ أعتقدت أنة لم يلحظها مما اراحها وسأل :
:هل تسكنين شقة ؟
والدتي تركت لى منزلا0 :
وحبست أنفاسها واثقة أنة سيوجة مزيدا من الأسئلة لكن في تلك اللحظة سمعا مارجي وخطيبها اللذين جلسا على المقعدين الخاليين المصنوعين من الخيزران وقالت مارجي:
:أف 00الجو حار دينبي أحضر لي شرابا أرجوك0
وكانت مارجي ودينبي محملان بآلاغراض الثقيلة فوضعاها على الأرض الى جوار كرسيهما0
وجاء المضيف الصيني في الحال ثم ذهب لطلب المشروبات وقال دينبي الذي كان وجهه الممتلىء محمرا ومبللا بالعرق :
:ماذا فعلتما خلال النهار؟
وما لبث أن أضاف سائلا وندي:
:عجيبا كيف استطعت أن تحافظي على هذا المظهر المسترخي الجميل ياعزيزتي؟
وضحكت وأكدت له أنهأ رغم ما يبدو عليها من مظاهر الاسترخاء فهي في الواقع تشعر بالحرارة الى درجة كبيرة وقال غارث ردا على سؤال دينبي :
: كنا نقوم بجولة في أحدى سيأرات الباص وأنتما ماذا كنتما
تفعلان ؟
وحدج مارجي بنظرة وهو يقول :
: نتسوق واذا استمر التسوق هكذا سنحتاج الى شراء نصف دستة أخرى من حقائب الملابس لنضع فيها كل شيء تذكروا أنه مازالت أمامنا زيارات لليابان وهاواي وكاليفورنيا 00
وسحب منديلا من جيبة ثم بدأ يجفف جبهة وأكملت مارجي بضحكة شيطانية :
: 00 والمكسيك وبالباو وقرطاجة ثم نعود الى مينا ء ايفرغليدز ثم نيويورك وشيربورغ وساوثهامبتن0
: وحينذاك ستكون السفينة مضطرة الى القاء بعض ثقلها 0في البحر 0
وضحك الجميع واعترفت مارجي بأن بعض الاشياء التي اشترتها سينتهي بها الامر الى ان تصبح عديمة الجدوى 0
لقد أنقذ تدخل مارجي ودينبي وندي من اسئلة غارث في الوقت الحالي لكنها كانت تعلم أنه ينوي معرفة المزيد عنها 0هل يمكنها أن تظل متنبهة لأسئلته من دون أن تزجره وهو أمر لاتفكر فيه على أيه حال 00يمكنها فقط أن تأمل لو ان المعلومات التي سردتها بالفعل كافيه لأرضائه إنها أولا وقبل كل شيء لا تعني شيئا بالنسبة اليه لذلك فليس من الملائم أن يتآبع اهتمامة لمعرفة أكثر مما عرف بالفعل 00000
وبقيت مارجي ودينبي معهما بقية اليوم وعادوا جميعا الى الباخرة لتناول العشاء0لكن في الأمسية التالية انضمت وندي وغارث الى فريزر وصديقته لتناول العشاء الذي قدم على الطريقة الصينيه فوق زورق بخاري طاف بهم في جولة بهيجية حول ميناء هونغ كونغ الساحر0 وكانت الانوار تتلألأ من المباني وعلى طول الساحل ومن السفن ومن الزوارق الصغيرة والزوارق البخارية وغيرها من السفن التي يعيش فوقها الآف الصينين وينامون 0 أنه الشرق الساحر البهيج::
وفي اليوم الرابع استقلوا الاوتوبيس المائي لذي نقلهم من المينا الى عرض البحر لأنهم قرروا أن يقوموا بالرحلة التي تستغرق النهار كله في ماكادولإلتا سي كيانغ حيث علم غارث أنها مكان شهير يرتبط بأشياء مثل تهريب المخدرات وكازينوهات القمار وبعد الغداء اتجهوا.الى المعبد الصيني وعادوا الى السفينة قبيل الثامنة وبعد ثلاث ساعات كانوا فوق سطح الباخرة البيضاء الضخمة في طريقها الى اليابان .حيث كانت ستصل بعد يومين ونصف عند ذلك يكون انقضى شهران على ابحار الباخرة ولا يبقى الا نحو،شهر واحد قبل أن تنتهي الرحلة هل سترى نهاية الرحلة تساءلت وندي لقد استعدت , بالطبع لمثل هذا الحدث رغم أنها لم تكن تتوقع حقا أن ترى أبدا سواحل وطنها مرة اخرى 0عندما
وقفت في ذلك اليوم من يناير / كانون الثاني فوق سطح السفينة تماما كما تفعل الآن مع جموع الناس حولها وشاهدت ميناء السفن في ساوثهامبتن وهو يتضاءل عن بعد حسنا لو عادت لن تكون لديها مشكلات لأن الدكتور هويتيكر سهل لها كل شيء
وأبعدت تلك الافكار عمدا وهي مصممة على ألا تسمح لها بأن تتسلل الى ذهنها مرة أخرى أذ لافائدة من التفكير في مصيرها سواء كان الموت سيأتيها وهي فوق سطح السفينة ام في انكلترا 0
وسرعان ما اتضح ان غارث فضولي بشأنها فقد أظهر اهتماما أكثر بها مما يبعث على الراحة وسأل اسئلة ارغمتها على التهرب من الرد والنتيجة أنة أصبح حائرا إزاء افتقارها الى الصراحة ل وفي بعض المناسبات كان الفتور يسود بينهما لكنه سرعان ما كان يمر ويصبح عالم وندي كله ورديا من جديد0
وفي أحد الايام بينما كانت وندي ومارجي تنتظران جنبا الى جنب في صالون تصفيف الشعر بادرت مارجي بالكلام فقالت :
: انا متأكدة يا عزيزتي أن غارث يحبك وأذا لم يطلب منك قريبا جدا الزواج به فلن يكون اسمي مارجي سترومبرغ0
وردت وندي:
: انه لا يحبني اخبرتك من قبل بما قاله فريزر عن أن أن غارث أعزب بالسليقة0
وبطريقتها المعتادة التى لاتنم عن الاهتمام قالت مارجي: لا يبدو عليه القلق من أنه قد لا يحبك أطلاقا ربمآ لا تهتمين به كما أتصورك ؟ .
ماذا تقول ردا على ذلك ؟ لم تستطع وندي أن تنفي انها تحب غارث كما انها لا تقدر على العكس وتوصلت الى حل وسط بقولها: .
: إن الاعجاب بشخص لا يعني حبه أعترف بأنني معجبة جدا بغارث لكن أن أكون مجنونة بحبه000
وهزت كتفيها بلامبالاة كما لو كانت تريد أن تعطي
تأثيرا مضاعفا لكلماتها 0وقالت مارجي.إن هذا امر مؤسف أنها أصيبت بخيبة أمل شديدة لأنه لن تكون هناك خطبة بين الاثنين وهما في السفينة

ورده قايين
28-01-2008, 20:10
وفي المواني التي زارتها السفينة كانا معا طول الوقت وكان هناك قدر كبير مثير من مشاهدة المناظر الطبيعية وعندما رست السفينة في كوبي صعدا الى جبل روكو لألقاء ، نظرة على المدينة من فوق وشاهدا المعابد وتماثيل بوذا . والاماكن المقدسة والمعالم البارزة الأخرى وفي يوكوهاما حضرا حفل عشاء يطلق علية اسم سوكياكي حيث قامت . فتيات الفرقة الراقصة الغيشا بتسلية الجمهور وهن يرتدين رداء الكيمونو الملون وقدمن عرضا رقيقا بمراوحهن الصلبة ذات الألوان البراقة 0
طول الوقت لم يفترقا ومع ذلك لم تلمس وندي ان غارث ينظر اليها على أنها أكثر من رفيقة لطيفة يتمتع معها . بالمباهج التي توفرها الرحلة البحرية وبعد تلك المعلومات فيما يتعلق بأسرتها لم يذكر إطلاقا اي شيئ عن حياتها الخاصة وخيل اليها أن هذا يرجع الى تحفظها فيما يتعلق بشؤونها الخاصة مع ذلك كان فضوليا 0أحست بفضوله فيما يتعلق بوجودها في الرحلة لكنه لم يسألها عن ذلك وهكذا مرت الايام سريعة للغاية0
والآن لم يعد باقيا إلا اسبوعان
إنني أتطلع بشوق لمشاهدة هونولولو0:
أخبرته بذلك في اليوم السابق لوصول السفينة الى الميناء كانت تخشى ألا تبقى على قيد الحياة حتى تراها لأن نوبات الصداع أصبحت أقسى واكثر حدوثا واكتشفت ان الحبوب التي معها لم تعد مؤثرة الآن كما كانت في البداية وسلمت بأن النهاية ستأتي في اي وقت »
: كذلك أنا 0
قال غارث والتقت عيناها بعينيه كم كانت نبرة صوته غريبة وغامضة 0
:أجل يا عزيزتي وندي إنني اتطلع بترقب شديد الى تلك الزيارة سأصطحبك الى هاواي0
" الى-؟ لكنني لم احجز تذكرة يا غارث أعتقد انني ذكرت هذا لك"
"بل حجزت"
وابتسم لها وتحول قلبها الى بهلوان يقفز» فكم ستكون حياتها مدهشة لو أمكن لها أن تصبح زوجته وحملقت فيه ثم احمر وجهها خجلا لأنه دفع كل هذه الأموال من أجلها 0
"هل حجزت للرحلة الجوية ؟ وأوما بالايجاب وكان وجهه خاليا من أي تعبير وأحست بأنه يخطط لشيء وسألت :
"لماذا تفعل هذأ ؟
ورفع حاجبيه قليلا وهو يقول : لماذا ؟
وتوقفت لحظة :
"يخالجني شعور مضحك000
اعترفت بذلك وقد أفلتت منها ضحكة خفرة وهي تلاحظ أنه يبدي بعض البهجة الآن : .
" أشعر بأنك 00بأنك تخطط لشيء ما0"
وضحكت عيناه وحبست أنفاسها فكم يبدو جذابا وهو ينظر اليها هكذا 00
اليست مؤامرة يا عزيزتي""
ورفع يده بغطرسة عندما رآها تفتح فمها لتقاطعه 0
"دعينا ننتظر لنرى"
" ننتظر لنرى؟000 هاتان الكلمتان لهما مغزى00 إنها لا تشك في ذلك لكنها لا تعرف لهما معنى حتى في أوسع أحلامها
وهكذا لم يكن باستطاعتها إلا أن تلهث وتحدق فيه غير مصدقة عندما علمت بنيته أخيرا0
طارا الى جزيرة كايواي - أو الجزيرة الخضرا ء كما تدعى لأنها أكثر جزر هاوا ي خضرة وأبحرا بالزورق البخاري الى كهف فيرن غروتو أو كهف الرخس البديع وهو كهف ابدعتة الطبيعة وسط منطقة استوائيه شديدة الخضرة تتدلى عليها نباتات الرخس
ورده قاييـــن
0
وهنا في مكان هادىء ء طلب منها غإرث أن تتزوجه وقال بلهجة مفعمة بالمشاعر الرقيقة : إنني أحبك يا وندي في البداية حاولت ألا أفعل ذلك عندما اعتقدت انك لينيز ما فارو كما لم تكن لدي أية رغبة في الزواج...
0
وهنا توقف عن الكلام وابتسم لها ثم مضى يقول : لكنني تعلمت كيف أحبك رغم كل هذه الأشياء ومع ذلك كنت أقاوم وأقاوم شيئا أصبح بسرعة أقوى مني, اوقعتني في أسر سحرك ياوندي لذلك يمكنك أن تتصوري مدى راحتي عندما اكتشفت أنك لست لينيزما فارو0 وتوقف لحظة ثم قال :
:كل هذا أصبح ماضيا الآن ياعزيزتي والمستقبل وحده هو الذي يهمنا0
:المستقبل ؟ أسبوعان 0
وقفزت الى شفتيها ضحكة هستيرية لكنها كبحت جماحها 000 أسبوعان أو ربما ثلاث 000 أربعة على أكثر تقدير وأخذ قلبها يدق بعنف وكل عصب في جسدها يرتجف اصبحت آحاسيسها مضطربة للغاية إنها تتساءل . الآن لماذا لم تتوقع هذا ؟ كانت عيناه تنطقان برقة لآ متناهية أحيانا وكثيرا ما اتسم صوته بالحنان ومع ذلك لم تفطن0 معتقدة أن هذا الموقف الخاص اتخذه لسبب واحد فقط أنة يستطيع الاستمتاع الى أقصى حد بكل ذرة سعادة من 00هذه العلاقة فوق سطح السفينة 0كم كانت عمياء واشتد غضبها من نفسها داخل أعماقها غضبها من أنها فعلت الشئ الذي كانت ترغب بلا جدوى في ألا تفعله : تركته يقع في حبها لقد أنقذت شو لكن غارث الذى أحبت بهذا العمق آذته لا 00في هذه المرحلة المتأخرة يمكنها أن تفعل شيئا يمكنها أن تعآمله معاملة سيئه وتتحدث بطريقة ساخرة عن افتراضه بأنها ستقبل عرضة بالزواج لن تترك حبه يترعرع ستدمره وتطأه وتقتله 00
إن هذا سيؤذيه مؤقتا ولا شك في أنه سينال من كبريائه لكنه سينجو من ضرر دائم وفجأه تراءى لها انها عندما
تموت سيدرك حينئذ السبب في معاملتها إياه بعد أربعة أيام عندما ترسو في كاليفورنيا أجل كان هذا هو الرد يمكنها ان تبرق الى الدكتور هويتيكر لتبلغه بأنها عائدة الى الوطن في وقت مبكر عن المتوقع وحينئذ سيعد كل شيء لدخولها الى دار التمريض , هل سيكون لديها المال الكافي لمصاريف عودتها ؟
؟ قدرت انه سيكون معها فقط المبلغ الكافي لذلك0
"وندى عزيزتي أين أنت ؟ إن عرضي بالتأكيد لم يكن مفاجأة تامة لك لابد أنك أدركت أنني كنت ازداد اهتماما بك ؟
وبدا انه منزعج قليلا وصرخ قلبها مما توشك أن تفعله ونظرت الى وجهه ولخوفها من أن تخونها شجاعتها تكلمت بسرعة وهي تضفي على صوتها رنة ازدراء :
: أتزوجك ؟ ما الذي أوحى اليك بأنني سأفكر في ذلك ؟ اولا أنني لا أحبك ثم إنك لست النوع الذي يناسبني على الاطلاق عندما أختار زوجا لي00هذا كل ما في الأمر0
وافتعلت تعبيرا بالدهشة لأنه اعتبر مسألة اهتمامها به من المسلمات وأضافت :
: انا لم أظهر أي بادرة تشير الى أنني أكن لك أية مشاعر غير الصداقة على الأقل هذا ما أذكره00
الحيرة وعدم التصديق والألم تجمعت كلها في تعبيره وهو ينظر اليها 0وكانا يقفان في الكهف وقد تدلت فوق رأسيهما نباتات الرخس الرقيقة 0كان منظرا رقيقا رومنسيا 000 وبشجاعة أمسكت دموعها التي تجمعت في سحابة رقيقة خلف عينيها لكنها اضطرت أن تشيح بسرعة حتى يمكنها ذلك0
:ألا تحبينني؟
وكان صوتة مكتوما وادركت انه يجد صعوبة في مجرد النطق بالكلمات
ايمكنك أن تقولي بكل أمانة أنك لا تحبينني؟
وهز رأسه كما لو كان يريد أن يبعد الآثار ألمدمرة لكابوس مزعج0
: بالتأكيد يمكنني0!
وتعجبت كيف كان صوتها بمثل هذا الثبات
.:أجل بالتاكيد غارث لقد افسدت كل شيء 0
وصرخت بغضب : كانت الأمور لطيفة 00غزل السفينة الذي اعتقدت أن كلينا ينعم به لماذا تفسده بالواقع في حبي؟
وأخذ شريان في رقبته ينبض بشدة عندما تدفق الدم فيه وعلى جانبي ظهرت تجاعيد صغيرة داكنة وسط اللون البرونزي الجذاب
: غزل 00
وأصبحت عيناه الداكنتان باردتين الآن وهما تلمعان مثل قطعتين من الصلب تم شحذهما حديثا 0
:إذن كان الأمر بالنسبة اليك هكذا ؟
وابتلعت ريقها بتشنج وهي تحاول أن 0تزيح ألما فظيعا انتاب حلقها وبدأ رأسها يؤلمها الى حد ما أيضا لكنه كان ألما فاترا بدون تقلصات يمكنها أن تتحمله0
:هذا ما قلت 0
ألقت هذه العبارة وهي تتعجب من تماسكها الظاهري حين كان قلبها في الداخل يتفتت وهمست لنفسها وكل عقلها وجسدها يعانيان من ألم مبرح عزيزي غارث 00 لم تبق في حياتي إلا بضعة أسابيع علي الأكثر ويمكن ان تكون بضعة أيام فقط 000لماذا أحببتني وتريد آن تتزوجني؟ ثم قالت بصوت عال :
:انت أفسدت كل شيء كان يمكننا أن نمضي معا فترة أطول نستمتع فيها برفقة بعضنا البعض لكن الآن 00
وسمحت لصوتها بأن يخفت وخفضت رأسها غير قادرة على تحمل التعبير الفظيع في عينيه 0وقالت اخيرا في قوة : يبدو أنني اعتبرت أشياء أكثر من اللازم أمرا مسلما به 0
: فعلت ذلك في الواقع !
أغفر لي وأنسي الموضوع 0
ووقفت لحظة صامتا وتلفت حولها في الكهف الخلاب المكان الجميل الذي اصطحبها اليه ليعرض عليها الزواج وتداعى قلبها وبذلت جهدا خارقا في منع نفسها من أخباره بالحقيقة لكنها امتنعت وهي مقتنعة بأنها الوسيلة الوحيدة لإنقاذه من الألم 0 يجب ان يفقد حبه لها بسرعة , وهناك وسيلة وحيدة لذلك , هي ان تعامله ببرودة وتخبره بأنها لاترغب في ان تستمر الصداقة بينهما 0


ورده قاييـ،ن

ورده قايين
28-01-2008, 20:11
بداية النهاية-9


وفي الأمسية التالية جلست وندي في البار مع مارجي ودينبي وراقبت غارث يرقص مع نيكول فبعدمإ تلقى ضربة مدمرة لكبريائه برفض وندي عرضة الزواج منها , ومعاملتها بعدئذ بدأ الآن يخفف ألمه بالانغماس في التقرب من فتاة القت بنفسها عليه منذ البداية 0 والواضح ان نيكول من ناحيتها تشعر بالانتصار فان تعبيرا خبيثا يخيم على وجهها كل مرة تلتقي فيها عيناها بعيني وندي0كم هو قليل ذلك الذي تعرفه هذه الفتاة انها تكإد لا تدرك أن غارث يستغلها ويحآول أن يعوض بعض السلوى برفقتها0
أما نسبة الى غارث فأنه لا ينظر الى وندي إطلاقا الا عندما يضطر الى ذلك حول المائدة وأصيبت مارجي باحباط حتى أنها كانت على وشك البكاء عندما سألت وندي عن الأمر وحاولت بطريقتها الفجة ان تقود الاثنين الى استئناف الحديث 0
" الشراب جيد بصفة خاصة هذه الليلة الا...تعتقد ذلك ياغارث ؟ وأنت يا وندي أليس كذلك؟
واومأ كلاهما بالموافقة بدون كلام وحاولت مارجي مرة أخرى أثناء الغداء في اليوم التالي وتحدثت وندي اليها فيما بعد بهذا الشان و أخبرتها بأنها هي وغارث تشاجرا ولا مجال للصلح بينهما 0
لكن يا عزيزتي انا واثقة انه يمكن اصلاح الأمر ,"
كنتما في منتهى السعادة"
ونظرت بعينيها اللامعتين الى عيني وندى ومضت تقول : اهناك شيء ما تخفينه , أليس كذلك يا وندي ؟
واعترفت وندى وقد ابيض وجهها وهي تشعر بألم مبرح في رأسها 0وبعد فترة تردد قصيرة ’ اعترفت بأن هناك شيئا لآ تريد ان تتحدث بشانه0 وأضافت :
"ولكن أرجوك لا تسأليني عنه يا مارجي انه شيء لا يمكنني مناقشته ليس في هذا ألوقت على أية حال0
ونظرت اليها مارجي وفجأة فاضت عيناها بالشفقة واكدت متجاهلة توسلات وندي:
"يبدو إنك واجهت مأساة كبرى في حياتك ,أدركت ذلك وتذكرت تلك النظرة الهائمة في عينيك ألم تقولي انك ستتذكرين أنني وضعت نفسي في تصرفك0
سؤال - ادركت وندي – واثقة -أن اصرار مارجي هذه المرة ليس من قبيل الفضول فهي في هذه اللحظة ليست الشخصية الفضولية الثرثارة التي تعودت أن تراها لكنها كانت مستعدة لتقديم المساعدة 0 واعترفت وندي بعدما ترددت فترة طويلة ء بانها ستشعر بارتياح كبير لو تحدثت مع مارجي وطلبت منها أن تكون مستعدة لو حدث شيء لكن لحظة التردد مرت سريعا , وهزت راسها وعادت تقول :
"لا تسأليني عن الأمر لا أستطيع أن أتحدث بشأنه في الوقت الحالي"
ولم تدرك أن التغيير المؤلم ظهر مرة أخرى في عينيها الجميلتين وبدأت تشعر بالدوار نتيجة الألم في رأسها وأصبحت ترى الاشياء. القريبة منها كما لو كانت تسبح في الظلام هل هذه هي النهاية ؟ لا يجب ألا تلقى حتفها فوق السفينة لو انها تركت السفينة في كاليفورنيا من دون أن تخبر أحدا إلا مراجع الأوراق والحسابات فان غارث لن يعرف أبدا لماذا رحلت 0ولن يعلم أبدا بموتها الذي ستخبر به موظف الحسابات ؟ ستقول ان لها أقارب في كاليفورنيا وترغب في البقاء عندهم فترة من الوقت أجل هذا سبب معقول لكن ينبغي أن تتخلف عندما تخرج مارجي ودينبي لزيارة معالم المدينة وسيكون هذا صعبا الأن لأن مارجي مصممة على أن ترافقها اذ قالت : لأنه لا يصح ان تكوني وحدك ياعزيزتي.0
حسنا مازال هناك يومان باقيان وأحست وندي بأنها ط واثقة من قدرتها على التعلل بعذر مقبول لعدم مرافقتها مارجي وخطيبها الى بيفرلي هيلز وهوليوود يوم رسو السفينة 0 كان المقرر أن تبحر السفينة في السابعة من الأمسية نفسها وعندما يحين موعد العشاء لن تكون موجودة 00
سينتظرون بعض الوقت قبل بدء الطعام ثم تسأل مارجي أو ربما فريزر- المضيف اذا كانت الانسة براون مريضة فى غرفتها ولأنه يكون علم مسبقا بأنها تركت السفينة سينقل هذا النبأ اليهم ستصاب مارجي بألم بالغ لكن فريزر لن يفكر كثيرا في وندي لانها رحلت بلا كلمة 0ماذا عن مشاعر غارث ؟ رأت وندى أنه سيكون فرحا لأنه يواجهها على المائدة بعد الآن فرحا لأن الموضوع اختفى من حياته الى الابد - وقطع صوت مارجي عليها أفكارها حين
سألت : هل أنت بخير ياعزيزتي؟
والتفتت وآرغمت شفتيها على ابتسامة لكنهما سرعان ما تجمدتا لأن الألم في رأسها أخذ يتزايد الآن واصبح يدق بجنون يؤثر على ثبات نظرها واجابت وهي تنهض من مقعدها :
" أشعر بصداع خفيف أودا ان أستلقى برهة 0
" صداع ؟ معي العلاج المناسب ياعزيزتي0
ومن دون لحظة تردد فتحت مارجي حقيبة يدها وسحبت زجاجة صغيرة وهى تقول : انه دواء مدهش سآستدعي المضيفه ليحضر لك كوبا من الماء " لا شكرا لك يا مارجي0لكن ينبغي الا أتعاطى هذه الحبوب اني لدي حبوب أخرى في غرفتي0
ورده قايين –
" لا يمكن أن تكون مفيدة هذه ا ! انها تشفي الصداع في ثوان أيها المضيف تعال0
"مارجي أرجوك0
ووقفت وندى وهى تشعر بانها قد تنهار في أية لحظة الآن وشعرت لأول مرة بالغضب من السيدة الأميركية وقالت أفضل أن أتعاطى حبوبي الخاصة 0
هل ستفعلين ؟"
وتدلى وجه مارجي الجميل 0وتمنت وندي لو عالجت الموقف بحذر أكبر لكن الألم كان يعصف بها واصبحت رغبتها الملحة الوحيدة ان تذهب الى غرفتها وتلقي برأسها على الوسادة وغمغمت :
" انني آسفة0
ومن دون أن تنطق كلمة أخرى استدارت وابتعدت
وحالما دخلت غرفتها لم تستغرق وقتا بل تناولت الحبوب فورا يجب أن تعيش يومين آخرين على الأقل يجب 000لا شيء في حياتها كلها كان عاجلا بمثل هذه الرغبة في ان تترك السفينة وهي حيث ينبغي ان تنقذ غارث بأي ثمن ولو أنها في قرارة نفسها كانت مستعدة لأن تفارق الحياة الآن لأن الحياة لم يعد لها معنى بعدما افترقت عن غارث
ولأنها كانت مرهقة من الألم استلقت فترة طويلة تحاول ألا تفكر في ما كان يمكن ان يحدث لو لم تكن في هذه الحالة غارث يحبها ويريدها زوجة 000وقطعت أفكارها وحاولت أن تنام لكنها لم تستطع كبح إلحاح الأفكار في ذهنها 0ورأت نفسها عروسا مشرقة في ثوب الزفاف إلأبيض تحف بها شقيقتا غارث وشقيقه يقوم بدور إشبين العريس انها جزء من أسرة يحبها أفرادها ويرحب بها والدا زوجها اللذان أصبحا والديها هي من الآن فصاعدا 000الى أي مدى يمكن أن تكون الحياة سعيدة
"لكننى عشت00
وبخت نفسها عندما فرت دموع اليأس من عينيها وأخذت تتدفق فوق وجنتيها البيضاوين 0

عشت منذ اللحظات التي أصبح فيها غارث مهتما بي
حقا كانت الأسابيع الأولى مؤلمة قليلا عندمإ: تجفل في مواجهة سخريته وازدرائه وكبريائه كان واقعا تحت سوء فهم معتقدا انها ليست سوى لينيز مافارو الشهيرة بسوء السمعة ولا عجب انه حاول الابتعاد لكنه وقع تحت سيطرتها واخبرها بذلك حين كانا معا في الكهف 0هل حدث هذا منذ يومين ونصف فقط ؟ يبدو كأنما مرت اشهر عدة منذ افترقا 0منذ قال وداعا بتلك اللهجة القاطعة فوق سطح السفينة بعد لحظات من صعودها اليها اثر عودتهما من هاواى فقد اتخذ موقفا صارما، ونظر اليها لحظة صمت اتسمت بالبرود قبل ان يردد وداعه الأخير.00 الاخير.... اجل 000كان الأخير! وانسحب مبتعدا وهي واقفة هناك تتسارع دقات قلبها الى حد انها في غمرة يأسها الفظيع كانت سترحب بالنهاية لو أتت حينذاك 0

ورده قايين
28-01-2008, 20:11
وأخيرا نامت لكنها فور استيقاظها استحوذت عليها أفكارها مرة أخرى أجل تلك الاسابيع الاولى كانت مؤلمة الى حد ما ومع ذلك كانت راضية بالموقف قانعة لم يكن يحبها رغم أنها بدأت تحبه ولكن بعدما علم انها ليست لينيز مافارو تغير موقفه تماما إزاءها صار الحبيب الكامل 0 الحبيب اللطيف الرقيق الذي اعتزم ان يجعلها زوجة له 0
ونهضت من الفراش وهي مصممة على عدم البكاء مرة أخرى واغتسلت وغيرت ملابسها واستخدمت بعض المساحيق في تلوين خديها وشفتيها ومشطت شعرها بقوة ثم 00غادرت غرفتها لتتجه الى غرفة الملكة حيث كانت تعرف أنها ستجد مارجي ودينبي وقد رحبت برفقتهما فابتسامتهما بلسم لأساهآ 0ودققت مارجي النظر في00وجهها باهتمإم بالغ بعدما سالتها اذا كان الصداع قد زال وقالت بلهحة اتهام :
- وضعت بعض المساحيق على وجهك هل انت مريضة ؟
-
وابتسمت وندي لا شك في أن هناك شيئا في مارجي سترومبرغ المهرجة الفضولية يحبب الناس فيها 0
"لا 0لست مريضة ومع ذلك وضعت بعض المساحيق
على وجهي لأنني لاحظت انني شاحبة 0الصداع يجعل المرء شاحبا أليس كذلك ؟
"لم يجعلني شاحبة أبدا ليس الى الحد الذي لاحظه وعلى كل فما دمت تشعرين بأنك على ما يرام فهذا ما يهم هاهو ذا المضيف فاطلبي ما تشاءين هذه الشطائر لذيذة والفطائر ايضا رائعة ينبغي أن نطلب طريقة صنع بعضها ألا تعتقدين ذلك ؟ أو ربما لا تقومين كثيرا بصنع المأكولات بنفسك ؟ كنت أفعل ذلك 000ولكن
وتلاشى صوتها الى حد الصمت عندما تلاقت عيناها بعيني غارث وهو يمر وقد سارت نيكول الى جواره وتحركت شفتا وندي في حركات متشنجة 0 وتحولت عينا نيكول الداكنتان المزهوتان فوق وجهها بينما تحركت شفتاها أيضا بسخرية لكن وندي التفتت بسرعة الى الناحية الأخرى وهى تشعر بالغضب لأنها بارتعاشة شفتيها - كشفت أنها متألمة لوجود غارث مع فتاة أخرى واستطاعت مارجي أن تلمس بسرعة الى أى مدى تألمت وندي لكنها واصلت الحديث السابق قائلة : الم تعودي تفعلين ذلك ؟ أتوقع على أي حال أنك سوف تقومين بشرا ء الحلوى اللذيذة
وشعرت وندي بالامتنان لها وابتسمت في وجهها وشكرتها بعينيهآ وقالت وهي تلاحظ أن دينبي ينقل بصره من إحداهما الى الأخرى في حيرة :
" من السهل هذه الأيام شرا ء فطائر لذيذة0
وتساءل دينبي بخشونة :
"ما هذا ؟ من يريد أن يتكلم عن الفطائر؟
وبالكاد سمعتة وندي لأن عينيها كانتا تتابعان ظهر غارث المعتدل العريض وهو يسير بترفع نحو طاولة يقف بجوارها أحد المضيفين على استعداد لتلبية الطلبات 0وجلست نيكول اولا ثم جذب غارث كرسيا وجلس وطلب الشاي وكادت وندي تبكي وهي تتذكر المرات الهادئة الودية التي تناولا فيها الشاي في هذه الغرفة الجميلة ويبدو أنه شعر بأن
نظراتها مركزة علية لأنه
اختلس النظر تجاهها وأدارت نيكول رأسها متتبعة اتجاه نظرته وارتسمت على شفتيها ابتسامة خبيثة وتحدثت الى غارث وابتسم لها ثم أدار مقعده بحيث صار ظهره ناحية وندى وأبتلعت الغصة التي أصابت حلقها وأحست بأنها فقدت شهيتها لكن ينبغي أن تأكل شيئا لأن مارجى كانت ستعلق لا محاله لو قالت فجأة انها ليست جائعه 0
وعندما كانت مارجي ووندي ودينبي في الملهى الليلى في ساعة متأخرة من تلك الامسية ينظرون الى حلبة الرقص قال . دينبى: لم يبق إلا اسبوعان فقط كم مر الوقت سريعا 0
عندما فكرت في البداية كيف اقضي ثلاثة اشهر فوق سطح السفينة كنت أشعر أنني سأمل البحر قبل نهاية الفترة بوقت طويل وابتسمت مارجي ابتسامة عريضة وهي تقول :
"ولكن حينئذ لم تكن تعرف أنك ستقابلني 0
وضحك ونظر اليها بحنان وقال : أتمنى لو تزوجنا فوق السفينة
اليست معنا الوثاثق المطلوبة ياعزيزتي سنتزوج فور وصولنا الى الوطن 0
وشعرت وندي بأن عليها ان تبدي بعض الاهتمام بحديثهما فسالت :
متى تعودان الى الولايات المتحدة ؟ وقال دينبي وهو ويتناول بعض الفطائر:
"سنعود بعد شهر تقريبا ننوي.القيام بجولة انكلترا أولا0
وتمهل برهة ثم قال :
"ما هي مشروعاتك ياوندي؟ هل لديك شيء خاص ؟
وهزت راسها وقالت انها ليست لديها أية خطط خاصة 0
وقالت مارجي:
"نود ان تزورينا 0
والتفتت وندي وقد بهتت من هذه الدعوة غير المتوقعة
وأضافت مارجي:
"سنقيم في تكساس لأن دينبي له طفلان هناك وله بيت فيه مستأجرون في الوقت الحالي لكنهم سيرحلون عندما يعلمون أن دينبي يريد استعادته هل ستأتين الينا يا وندي؟
ماذا ينبغي أن تقول ؟ اسهل طريقة أن تقول : نعم فهذا هو الرد الذي سيفرح الاثنين لكن ما الذي سيعتقدانه عندما تختفي في كاليفورينا ؟ وردت بنعومة:
"انكمآ تخجلان تواضعي بدعوتكما لكنني أخشى ألا يكون لدي الوقت ولا المال لرحلة مثل هذه0
وفكرت انه لا أكاذيب في هذا القول فتلك هي الحقيقة التي لا سبيل لإنكارها ليس لديها الوقت ولا المال لذلك0
"يا للخسارة0
قالت مارجي ذلك وأخذت عيناها الفاحصتان تستقران على وجه وندي ثم أضافت :
"ينبغي أن نظل على اتصال ياعزيزتي وأعتقد أن الوقت حان لتبادل العناوين أليس كذلك ؟ سنتراسل وعندما يتوفر لديك الوقت والمال ينبغي أن تاتي لزيارتنا 0من المحتمل ان نكون في انكلترا قرب نهاية العام القادم هل يمكننا البقاء معك فترة من الوقت ؟ أعرف أنك بعت بيتا لكنك ما زلت بالطبع تملكين واحدا للاقامة فيه 0
والتقطت مفكرة صغيرة وقلما من حقيبة يدها ونظرت الى دينبي قائلة :
"اكتب أنت عنواننا لوندي لا أعرفه بعد 0 أجل أخبرتني به لكنني نسيته
وحولت اهتمامها الى وندي تنتظر منها أن تذكر عنوانها 0 وبللت وندي شفتيها وهي تبحث بعنف في ذهنها عن وسيلة تخرج بها من هذا المأزق واملت عنوان دكتور هويتيكر وهي موقنة بأن هذا أفضل شيئأ يمكنها أن تفعله فعندما يتلقى رسالة من مارجي سيرد عليها ويخبرها بما حدث
وفي الصباح التالى ذهبت وندي الئ مائدة الافطار مبكرة
بشكل خاص وهي لا تتوقع ان ترى أحدا ممن تعرفهم لكن
لدهشتها كانت مأرجي جالسة أمام المائدة تثرثر مع المضيف
الذي غادر المكان حالما رأى وندي تقترب وما كادت تجلس
حتى بدأت مارجي تتكلم : لن يمكنك تخمين ما اكتشفت يا وندي لقد إستيقظت منذ فترة طويلة 00
" منذ فترة طويلة ؟ لماذا ؟
" كنت أتجول في أنحاء السفينة فقد أردت ان إعرف ماذا في الجانب الآخر من ذلك الباب التالي لمكتب موظف الحسابات

ورده قايين
28-01-2008, 20:12
وتوقفت عن الكلام لحظة وانتظرت حتى مر أحد الأشخاص من جانب المائدة ثم قالت :
" لا اريد أن يسمعني أحد انها مؤامرة من جانبي منذ البداية0
" لكن لماذا يا مارجي؟
"وددت أن ألقي نظرة خلف ذلك الباب."
"لكنه مكتوب عليه كلمة خاص 0لم تدخلي00هل فعلت ؟
"خاص ؟ انك تعرفينني ياعزيزتي000 ينبغي أن أغوص في أعماق أي شيء يحيرني وقد لآ أنجح دائما لكننى دائما احاول 00
واضطرت وندي الى الضحك رغم تعاستها وطلبت من مارجي أن تستمر فقالت " قدرت أن ليس هناك أحد في تلك الساعة من إلصباح دفعت الباب فانفتح أجل فلم يكن مغلقا بالمفتاح .وتسللت الى الداخل هناك ممر بأبواب علئ الجانبين 00احزري ماذإ ؟ إحدى الغرف هناك هي غرفة القبطان الخاصة الصغيرة ليست مقره الرسمي الذي يعرفه الجميع لكنها غرفة صغيرة يمكنه يذهب اليها وهو واثق أن احدا لن يزعجه 0
وقالت وندي بفضول : كيف عرفت أنها غرفة القبطان الخاصة ؟
"لأنني شممت رائحة القهوة اللذيذة فقررت أن أختلس نظرة خلال فتحة الباب وهناك كان القبطان يجلس 0
وردة قاييــــن

"وماذا في ذلك ؟"
"كنت على وشك العودة عندما سمعت صوته وأدركت انه لابد ان يكون برفقة شخص ما 0
وتوقفت بحركة مسرحية وتجهمت وندي في حيرة وهي تنتظر أن تواصل كلامها :
"اعرف أنك تفكرين انه ليس هناك شيئأ غريب أن يكون مع القبطان شخص ما لتناول قهوة الصباح الباكر؟
"أجل هذا ما كنت أفكر فيه بالضبط 0
"أنتظري حتى تعرفي ضيفه الديك أية فكرة من يكون ؟
"لا ليست لدي اية فكرة على الاطلاق وأنا في غاية الفضول لأعرف0
" انك تسخرين مني 0
ثم ضحكت مارجي وقالت في هدوء وهي تضغط على كل كلمة :
صديقنا غارث ريفرز !
واشاحت وندى بوجهها ورددت : غارث ؟ غارث كان مع القبطان ؟
" مع القبطان ! ألم أخبرك منذ البداية بأن غارث شخصية هامة ؟
ماذا لديك لتقوليه في هذا ؟
" لا أرى أنك برهنت على رأيك هل كون غارث يحتسي القهوة مع القبطان يعد برهانا على أنه شخص هام ؟
" هل ندعى نحن الى غرفة القبطان ؟
" لا00لكن 00
"ولا تسعة وتسعون وتسعة أعشار في المائه من الركاب الآخرين فوق هذه السفينة اقول لك ان غارث شخص هام !
" ربما يكون صديقا للقبطان لكن هذا لا يجعله آليا رجلا ذا اهميه 0
"لو كان صديقا للقبطان لعرفنا بذلك قبل الآن0
وكانت وندى تميل الى الموافقة على هذه العبارة لأنه ببساطة لو كان غارث صديقا لدعي لتناول العشاء على مائدته قبل الآن بفترة طويلة كما دعيت شخصيات اخرى0
" مازلت لا ارى كيف يمكنك ان تستنجي ان غارث شخصية هامة 0
قالت وندي ذلك رغم انها بدأت تعتقد بينها وبين نفسها انه كذلك 0
0 وردت وندى فى جدية :
"أى شخص عادى فى سفينة بهذه الحجم لا يقوم بزيارة غير متوقعة
للقبطان ليتناول قهوة الصباح الباكر0
"لا ارى انه قام بهذه الزيارة من دون توقع ليس في مثل
تلك الساعة المبكرة لابد انه دعى 0
"وهكذا اذا لم يكن صديقان ومع ذلك دعي لتناول
القهوة فهذا يبرهن على انه شخص هام لا يا عزيزتي لا
تقاطعينى بعد لأن فكرة خطرت ببالي هذه اللحظة : القبطان سمع للتو بأن غارث شخص هام إنني اتعجب فقط من يكون غارث ؟ ألن يكون مثيرا لو أنه شخصية ذات اسم كبير كدوق حقيقي00أو دوق مليونيرا0
وهزت وندي رأسها وقالت بتأكيد:
- ليس دوقا 0
" لايمكن ان تكوني متأكدة من ذلك 0لماذا : ينبغني ان تعترفي بأن اساليبة ارستقراطية للغاية انسيت - فيما يبدو - ما قاله فريزر عنه وهو أنه مرهق بالعمل منذ سنين0
" نعم 00نسيت ذلك يا عزيزتي0
وضمت مارجي شفتيها وأضافت بعد فترة صمت قصيرة :
"كان ينبغي لي ان اتذكر هذا 0 أليس كذلك ؟ خاصة انه كان يطرأ علي بالي دائما عندما أشعر بإلحيرة ازاء غارث 0
وأضافت بغموض وكانها تناقش نفسها :
"إذن رائي أن غارث مدير اعمال كبير او شيء من هذا القبيل 000ولكنه في هذه الحالة لا يكون شهيرا 0
هذه فكرتك فقط انه شهير0
وتجهمت مارجي قائلة : إنه يحيط نفسه بجو من العظمة0

واضطرت وندي للضحك من هذه العبارة لكن

مارجى استمرت :
"هذا ليس أمرا مضحكا أكره ان أكون عاجزة عن اكتشاف الامور0
ومرت بالقرب من المائدة امرأة زرية الثياب في نحو الخمسين من عمرها وحالما ابتعدت غيرت مارجي الموضوع 0وأخبرت وندي بأن هذه المرأه اشتركت في الرحلة لأنها ربحت أكثر من خسين ألف جنيه من المراهنات على نتائج مباريات كرة القدم وأضافت فى اشمئزاز:
"إنها امرأة وضيعة 0آرملة مستعدة لتعاطي الخمور حتى تلقى حتفها مبكرا انها جريمة ان يكسب أناس مثلها اموالا طائلة كتلك 0
وكان غارث يقترب ولم تقل الاثنتان شيئا أكثر من ذلك لكن كانت مارجي خلال الإفطار تختلس اليه نظرات خفيفة , وأخيرا قال وقد أكتسى صوته بنبرة خشنة : ما الغريب في يا مارجي؟ هل تركت جزء من معجون الحلاقة على طرف أنفي أو شيئا من هذا القبيل ؟
واحمر وجه مارجي خجلا وقالت :
"هذا ليس لطيفا منك يا غارث كنت فقط أنظر اليك0
"لماذا ؟
إنك كثير التدقيق هاهو ذا فريزر قد حضر صباح الخير يا فريزر0 هل نمت جيدا ؟
"جيدا جدا كالمعتاد ضميري مستريح وهذا كل مافي الأمر كما تعرفين0
وجلس ثم نفض فوطته وفردها فوق ركبته وأمسك بقائمة الطعام :جريب فروت - كورن فليكس لحم وبيض سجق وطماطم حلقات من الخبز الطازج والزبد خبز محمص ومربى 0 أعتقد أنني سأتناول بعضا من مربى الكرز الأسود لأنني لم أذقها بعد فوق هذه السفينة وهتفت مارجي: " لن تاكل كل هذا وأن فعلت فلن تحتاج لشيء آخر طول اليوم 0
"هكذا سيكون لدي وقت اكبر للتجول في انحاء الجزيرة فأنني أبحث عن التحف القديمة 0
" حاذر فإن كل شىء مزيف هذه الايام 0
واومأ غارث برأسه عند هذا القول وهو يتجنب عيني
وندى كالمعتاد0

ورده قايين
28-01-2008, 20:13
شرآء التحف في أي مكان من غير التجار المعروفين مقامرة كبيرة جدا فقد وصلت عمليات التزييف حتى أن الخبرا ء يخدعون أحيانا 0
وسألته مارجي في فضول :
"هل تجمع التحف القديمة ؟
"كنت محظوظا بوراثة كل ما احتاج اليه 0
اجابها وهو يلتقط سكينا ليمسح بها الزبد على الخبز المحمص واكل قليلا ولا حظت وندى تلك البداية بغض النظر عن الوجبة نفسها ففي الإفطار تناول قطعتين من الخبز المحمص واحتسى فنجانا واحدا من القهوة وأضاف يقول :
"أحيانا أختار القطعة لمجرد أن أضيفها الى مجموعتي لكن جمع التحف ليس بأية حال هوايتي كما هو الحال بالنسبة الى بعض الناس0
ورمق وندي كما لو لم تكن موجودة على الاطلاق واستفسر من مارجي إذا كانت هوايتها جمع التحف0
فأجابت بالنفي لكن لرغبتها في أشراك وندي في الحديث ابتسمت لها وسألت :
"هل تجمعين التحف يا عزيزتي؟
ومن دون تفكير قالت وندي إنها ذات مرة بدأت في جمعها لكن منذ بضعة اشهر قررت الا تشتري شيئا آخرا 0
وأضافت " لدي بعض القطع الجميلة من روكنغهام0
"روكنغهام ؟ تلك أشيا ء يصعب اقتناؤها هذه الأيام اجل أعتقد هذا 0
وظهرت الظلال في عينيها لحظة عندما تذكرت ابن العم
المجهول الذي لابد أن يرث قريبا صندوقي ممتلكاتها وقد تركتهما مع الدكتور هويتكير0
تساءل فريزر:
" مالذي جعلك تتوقفين عن هذا الجمع ؟
" الأشياء غالية جدا الآن 0
وعند هذه اللحظة وصل أفطار فريزر , وترك الموضوع ولم يثره مرة أخرى مما جعل وندي تشعر بالأرتياح 0


وردة قايين

ورده قايين
28-01-2008, 20:13
الجراح المجهول -10


وبعد الأفطار مباشرة ذهبت وندي الى مكتب موظف الحسابات وأبلغت المسؤول هناك بعزمها على مغادرة الباخرة في لوس انجلوس , فقال بتجهم :
" هذا قرار مفاجئ , فالركاب الذين يعتزمون النزول في أي من الموانئ يبلغون شركة البواخر عادة , في بداية الرحلة 0
" انا آسفة للأزعاج , لكن من الضروري جدا ان اترك السفينة غدا 0
" فهمت , سأبذل كل ما في وسعي , وعليك حزم جميع امتعتك وأعدادها0
وقالت : نعم انها ستكون مستعدة 0
سيكون الرحيل نهائيا هذه المره , نهائيا تماما 0
وعندما عادت الى غرفتها بدأت في حزم أمتعتها وهي تفكر : الى حد أصبح هذا لاجدوى منه لأنها لن تحتاج مرة أخرى الى كل هذه الثياب , فملابس المساء – مثلا – يمكنها أن تخرجها وتلقي بها
وهي باهظة وقالت بفتور :
"سأفكر في هذا في الصباح فأنا الآن لا أستطيع ان افكر في شي أ إطلاقا 0
وكان حزم الأمتعة لآ يتطلب وقتا طويلا لذلك انجزت جزء من المهمة ثم ذهبت الى "القاعة الزرقاء " لتناول قهوة الصباح
وكان اول شخص قابلته هو شو الذي تقدم اليها وقال :
"إذن فقد رفضك ؟ حسنا لقد رفضتني لأجله وهكذا لقيت فقط ما تستحقين0
وكانت شاحبة لكنها متماسكة وتجاوزته وجلست وجاءت قهوتها بعد دقائق من طلبها وجلست وحدها وهي تحتسيها وتفكر في غارث والأسابيع السعيدة التي قضياهآ معا وفكرت فى مسندي الكتب الجميلين اللذين اشترتهما له وراودها الأمل ان يحتفظ بهما وأن يذكر في بعض الأحيان الذكريات السعيدة فقط وكانت ترتدي السوار والخاتم هديتي غارث اليها0
ورده قايـين
وأقبل مع نيكول ,والتقطت وندي كتابها وهي تشعر بالامتنان لانها أحضرته معها أية راحة يوفرها كتاب في موقف مثل هذا وفتحت في هدوء وبدأت تقرأء او بمعنى أصح تتطلع في الصفحة المطبوعة لأن القراءة كانت مستحيلة اذ هناك الكثير تفكر فيه فان حزم امتعتها شغلها كذلك فكرة أنها تصبح وحيدة تماما في لوس أنجلوس سيكون لزاما عليها أن تبرق الى الدكتور هويتيكر وتسأل عن موعد الطائرة ثم تذهب الى المطار ومعها أمتعة كثيرة ,اذن ما الذي ينبغي أن تفعله ؟ الأفضل أن تتركها وراءها في الفندق لو ذهبت الى الفندق0
"ينبغي أن أذهب الى فندق ,لأن لن تكون هناك رحلات جوية غدا لأ أعتقد هناك رحلات"
ثم هناك مقابلة صديقيها مارجي ودينبي هذا المساء أثناء العشاء وهي تعلم أنها تقوم بخدعة قذرة إزاءهما0
أجل كل هذا تراكم عليها وعلاوة على ذلك تشعر بالقلق أن تكون مع أغراب عنها عندما تأتي النهاية 0فوق السفينة
كانت ستكون واثقة من وجود احد ممن تعرفهم معها في النهاية - غارث 000راودها الأمل في وقت من إلاوقات 00ان يكون هو 0ثم تلاشى هذا الأمل 000وصارت تريد مارجي0 لكن ربما اتمكن من العودة الى انكلترا ينبغي أن أكون قادرة على ذلك لأنه لا يزال أمامي أسبوعان آخران وربما. .. أكثر قليلا0
وعلى أية حال ينبغي أن تكون مستعدة لأن حسب الأخصائي الدكتور هويتيكر لايمكن التكهن متى تأتي النهاية بالتحديد0
وسمعت صوتا تعرفه تماما وضع حدا0لجميع 0 افكارها . التعسة 0 وكانت النظرة التي منحتها لمارجي نظرة امتنان عميق مصحوبة باحدى ابتسامآتها البهيجة "مارجي؟ إنني سعيدة جدا برؤيتك 0

ونظرت اليها مارجي بشيء من الحيرة وقد ارتسم على وجهها تعبير غريب وقالت : احقأ ؟ أهناك شيء يضايقك ؟ لا شيء فقط كنت متضايقة من البقاء وحدي 0
""
وجلست مارجي على مقعد وهي تشير بيدها للمضيف : 00ذهب دينبي الى المزين لذلك جئت لتناول فنجان قهوة وأدركت أن لدي شيئا أود اخبارك به ! صاحب صالة البنغو للمقامرة كسب آكثر من ألف جنيه في الليلة الماضية في أحد الكازينوهات اكتشفت ذلك بالصدفة 0واضطرت وندي الى الضحك وهي تقول " مارجي انك شخصية فذة ولا سبيل لتقويمك 0
"اتعتقدين أن دينبي سيتضايق مني في النهاية ؟
" ليس هو فانك ستحافظين على حيويته0
وردت مارجي ضاحكة : وعلى تزويده بالمعلومات 0
ووصلت قهوتها وجلست صامتة تحتسيها لبضع لحظات ثم قالت أخيرا بنبرة يغشاها الاسف : أتمنى لو جئت معنا الى هوليوود 0
" سبق أن شرحت لك فأنا أريد البقاء وحدي فترة
من الوقت0
"اننا نحترم رغبتك لكننا نود ان تكوني معنا0
وابتلعت وندي ريقها بصعوبة وهي تشعر بشناعة ما تفعله مع هذين الشخصين الرائعين لكن لا طريقة اخرى على الاطلاق وستفهم مارجي ودينبي فيما بعد عندما يتلقيان رسالة من الدكتور هويتيكر
ثم قالت :
"إنك لطيفة جدا يا مارجي"
وبعد ن فرغتا من قهوتهما قالت مارجي: ما الذي ستفعلينه الآن ؟ مارأيك في القاء نظرة على المحلات آلتجارية ؟
"اجل سيكون هذا أمرا سارا"
أى شيء لتهرب من بقائها وحيدة لانها ستصبح وحدها قريبا عندما تبحر السفينة بدونها تاركة اياها فوق ارض أجنبية0
وكانت المحلات حافلة باشياء رائعة تغري أي شخص معه اموال لينفقها لكن وندي ومارجي كانتا تتجولان فقط ولا تشتريان شيئا 0وقالت مارجي:
" لا أستطيع ان أقول إنني سأشعر بالأسف عندما تنتهي هذه الرحلة "
كانت البداية رأئعة كذلك منتصف الرحلة لكن عندما اقتربنا من نهايتها تشعرين بأنك 000حسنا 000لست متبرمة تماما لكن ليس لديك شعور المتعة الذي كنت تحسين به في الموانىء التي زرناها في البداية 0أليس كذلك ؟ وأومأت وندي بالأيجاب وقالت :
"أجل"
"كاليفورنيا - مثلا - انني أتطلع بشوق الى بيفرلي هيلز وهوليوود لأنني لم أرهما إطلاقا لكنهما ليستا مثل بآلي او هونغ كونغ0
" لا 0 0لان غارث كان معها في تلك الأماكن وقالت : هذه الاماكن ليست غريبة 000هذا هو السبب هل تذكرين كورا ساو؟ ألا يبدو كانها مرت فترة طويلة جدا منذ كنا هناك ؟
"نعم"
وتذكرت وندي ان تلك كانت البداية فقد استهل غارث اليوم بدعوتها الى مشاركتها سيارته وأضافت :
" فعلا يبدو كان دهورا مرت0
لم يكن قد مر إلا أسبوعان فقط على مغادرتهم . ساوثهامبتن ثم قضت شهرين رائعين برفقة غارث وصداقته والآن كل شيء انتهى وقررت وندى أن تتغيب عن الغداء لأنها ارادت ان تستكمل حزم أمتعتها قبل العشاء وبعده سيكون الحفل الراقص البديع ولن ينتهي إلا بعد منتصف الليل وعرفت بحدسها أنها لن تنام كثيرا هذه الليلة لذلك الأفضل آن تبقى. في رفقة أولئك الذين تعرفهم بدلا من أن تعتذر مبكرا وتستلقي ساهرة تفكر في حالتها وتتامل كيف ستنصرف وحدها غدا 0
وكما حدث من قبل توجهت الى العشاء مرتدية "البيلوس"واتجهت كل العيون اليها وسارت متمهلة عبر قاعة الطعإم الى مائدتهم عالية الرأس بينما كان قوامها البديع يتهادي في ثوبها الجميل وكان الاختلاف الوحيد بينها هذه المرة ! والمرة السابقة تلك النظرة الهائمة التي قالت مارجي انها تبدو في عينيها 0وذلك التعبير الحالم المراوغ الذي يلمح إلى وجود سر دفين في اعماق قلبها كذلك كان هناك نوع من الاستسلام الفاتر0مدفونا في أعماق عينيها البنفسجيتين الجميلتين 000الإستسلإم المعبر عن اليأس 0
ونظر اليها غارث وهي تجلس واصبح واضحا لديها انه رغم محاولاته فهو لا يستطيع أن يرفع عينيه عنها
وتحركت شفتاها لتسمح لابتسامه هاربة بأن تظهر0 ورأت عينيه تضيقان وفمه ينقبض ثم ادار رأسه متحدثا إلى صديقه 0
وهتفت مارجي بنبرة اعجاب عميقة :
"" عزيزتي تبدين جميلة أليس كذلك يا غارث ؟ انها اجمل فتاة في هذه القاعة 0

ورده قايين
28-01-2008, 20:14
وحدث انه في هذه اللحظة بالذات كانت نيكول تمر فتوقفت وظهرت على وجهها نظرة حاقدة لكن تعبيرها تغير تماما عندما التقت عيناها بعيني غارث فابتسمت له وهي تستعرض كل فتنتها لم تتحرك عضلة واحدة في وجهه وواصلت الفتاة سيرها وأعقب ذلك صمت غريب وأحمر وجه وندي ارتباك لكن الحمرة التي كست وجنتيها أكسبتهما نضرة ورونقا وعندما تلاشت بقي الجمال وأصبحت بشرتها كالمرمر في نعومتها 0
وكان العشاء وجبة هادئة لكن وندي ظلت طول الوقت واعية لعيني غارث اللتين اختلستا النظر اليها من حين الى آخر وبدا كأنه يبحث عن شيئأ ليس واثقا منه 0وانتابها انطباع فضولي غامض بانه لا يشعر بالعداء تجاهها كما كان في الأيام الثلاثة الماضية وكان انطباعا محيرا فلم تكن لديها اية أدلة واضحة 0
ورده قايين
ولم يكن غارث ولا فريزر يرتديان ملابس تنكرية اذ قرر كل منهما ارتداء سترة العشاء التقليدية أما مارجي فارتدت الثوب الذي ارتدته من قبل - ثوب مدام بومبادور الذي يناسبها الى حد كبير0
وأثناء العشاء بدأت وندي تشعر بشيء مختلف تماما عن أي شيء شعرت به من قبل لم يكن رأسها هو الذي يؤلمها لكن أطرافها أصبحت خائرة القوة وعندما التقطت شوكتها رأت يدها ترتعش وجلست ساكنة تماما لكن لم يحدث شيء جذري, وشعرت أنها بخير أثناء بقية الوجبة وفي النهاية نهضت وهي تبدو في شكل ملكي هزيل وقد شحب وجهها ورقت حركاتها 0
" ورده قايين "
وفي ساحة الرقص طلب مرافقتها شاب كان يحسد غارث طول مدة مرافقته لوندي ولم تكن وندي تعرف ذلك لكنه اخبرها بصراحة:
" منذ فترة طويلة وانا أريد أن أرقص معك وأخيرا اتتني الفرصة "
وابتسمت له لكن قلبها كان مع غارث ونظرت حولها لكنه لم يكن موجودا كم بدا وسيما هذه الليلة كان لون قميصه الأبيض الناصع يتعارض تماما مع سمرة بشرته الداكنة 000ألم يقل فريزر أنه أرهق بالعمل والهدف من هذه الرحلة هو استعادة نشاطه حسنا لا يمكن أن يكون أكثر صحة مما يبدو عليه الآن.
واخبرها الشاب بأن اسمه ستيفن وعندما توقفت الموسيقى بقي بجوارها واضطرت أن تبتسم فالواضح أنه لا ينوي تركهآ دون حراسة خوفا من ان يآتي شخص آخر ويطلب منها مراقصته
وكانت الرقصة التالية "الفالس " ولاحظت وندي لدهشتها أن نيكول واقفة وحدها الى جانب القاعة ومرة آخرى إلقت نظرة حولها وكان غارث هناك يقف على إحدى الدرجات المؤدية الى المنصة التي يجلس فوقها أعضاء الفرقة الموسيقية يتحدث مع القبطان 0 هل راتهما مارجي؟ سألت وندي هذا السؤال لنفسها وهي تتوقع ان تظهر السيدة الاميركية فجأة.. وتربت على كتفها وتصيح بنبرة انتصار: ها هو ياعزيزتي ماذا قلت لك ؟ انه شخصية هامة 0
وسرحت افكار وندي من غارث الى الرجل الذي يتحدث معه ,سرحت لأن العب ء الثقيل المريع لما ستفعله يضغط عليها بكل أثقاله مرة أخرى ومهما حاولت لا تستطيع ان تمنع نفسها من التفكير فيما ستواجهه هناك 0 الصعوبة الحقيقية في مغادرة السفينة وحمل حقائب عديدة معها وهي صعوبة لم تواجهها عندما ركبت السفينة لأن كل امتعتها الثقيلة سبقتها الى ظهر السفينة قبل وصولها هي إلى ساوثهامبتن ثم كان هناك قلقها بشأن المال المتوفر لديها وهل سيتبقى لها شيء لاقامتها بعدما تحذف منة أجر عودتها جوا الى الوطن ينبغي لها أن ترسل برقية الى الطبيب : وتوقفت أفكارها فجأة وهي تلتوي بين ذراعي ستيفن وضغطت رإحة يدها على جبهتها وهي تئن أنينا مكتوما وقالت متوسلة :
"أنا 000 أنإ 000 غرفتي000 ينبغي0إن . اذهب 00.الى00 غرفتي0
"هل انت مريضة ؟
"أجل 000أنا 000مريضة 000أرجوك أن توصلني"00
وافلتت منها صرخة حادة عندما وخزها الألم المخيف في رأسها وشعرت أن كل قطرة دم هربت من وجهها وشفتيها ومن خلال الضباب الذي غشي عينيها رأت وجه الرجل الذي احبته وشعرت بذراعيه تمسكان بها وترفعانها وكانت واعية لأصوات الهمهمة المذعورة ومارجي ودينبي وهما يندفعان نحوها 000واعية لالتفاف الثوب اليوناني الجميل على الرجل الذى يحملها برقة كما لو كانت دمية من الخزف 000وسمحت لرأسها بأن يستقر فوق كتفه وهي تصرخ مرة أخرى عندما انتابها الألم الفظيع في رأسها 0وسمعت صوتا يسالها: هل لديك بعض الحبوب ؟
كان صوت غارث سريعا لكنه أجش في الوقت نفسه وفكرت 000هل هو غارث ؟ انه يبدو مختلفا اجل 000في غرفتي
وفقدت ألوعي حينئذ لكن ليس لمدة طويلة 0 وفتحت عينيها وسألت :
"أين أنا ؟
"في مستشفى السفينة "
ونظرت الى وجهه ورأت انه داكن مجهدا وكان شخص ما يتحدث اليه الآن طبيب السفينة والقبطان نفسه 0 وصدر صوت ضعيف من بين شفتيها وهي تحاول جاهدة أن تكبت صرخة ألم فى الوقت الذي أحست بخوف شديد وهمست : غارث أريدك قريبا مني عندما 000عندما تاتي النهاية .
ورأته من خلال الضباب مجرد شبح لا أكثر لكنها شعرت بذراعه وقالت :
" لم أعد خائفة على الاطلاق0"
وحتى الآن والألم المريع يخرق رأسها نجحت في أن تمنحه إحدى ابتساماتها البديعة
" نسير باقصى سرعة وبذا ينبغي أن نصل الى لوس أنجلوس حوالي الخامسة صباحا"
" ليتني اتمكن فقط من ان اجري الجراحة "
" مستحيل يا سيد ريفرز ليست لدينا المعدات اللازمة لمثل هذا النوع من الجراحات 0"
كلمات 000ماذا تعني ؟ مازال شبحا لكنها سمعت صوته يقول شيئا عن إجرا ء جراحة وقالت بصوت واهن لكنه مفهوم : إنها النهاية 0ليس هناك امل 000إنها النهاية لكنني لست خائفة .

ورفعتها ذراع ورات شبح كوب ماء وسمعت يقول : القرص ياعزيزتي وابتلعته وهي لا تكاد تعي أن شخصا ما لا بد انه أرسل الى غرفتها لاحضار الأقراص ورفع غارث كوب الماء الى شفتيها ورشفت بعضا من محتوياته واعيدت برقة الى الوسادة وقالت : الست خائفة لن أكون خاثئفة اذا بقيت معي يا غارث ؟ لا استطيع أن أراك جيدا لكن يبدو انك انت

ورده قايين
28-01-2008, 20:15
0
" إنني هنا ياحبيبتي ولن أتركك 0
" الدنيا تسود امام عيني "0
وأدركت ان يدها في يده وقالت مرة ثانية :
"الدنيا تسود أمام عيني 0
" يا إلهي كيف لا يمكنني أن اجري الجراحة هنا ؟
صدرت هذه الكلمات من اعمق أعماقه
غارث 000جراح !
"إنني آسف يا سيد ريفرز لكن ليس هناك ما نستطيع ان نفعله اكثر من هذا 0 سترسل المستشفى في لوس أنجلوس . سيارة إسعاف الى الميناء لقد ابلغوا باللاسلكي كما تعلم"
هل كان هذا صوت القبطان ؟ علمت وندي أنه هو:
"لا جدوى من الجراحة "0
هل كان هذا صوتها هي؟ .يبدو مهزوزا0 وغير واضح وتجهمت عندما عاودها الألم 0 أصبح الآن فاترا وعلى هيئة نبضات متتالية لان مفعول القرص بدأ يسري0
" قيل لى انه ليس في مقدور أي شخص أن يفعل شيئا "
وخفت صوتها وشعرت بقبضة يد غارث وقد التفت اصابعه حول أصابعها وبدا الألم يتلاشى أيضا وشعرت بالهدوء العميق يسري داخلها 00كانت تلك هي النهاية لأنها شعرت الظلام يجتاحها بسرعة أكثر
"غارث 000ابق معي"
"سأبقى يا حبيبتي"
وتلاشى صوته المهزوز الخفيض وسط حالة اللاوعي المتزايدة .التي تجتاحها وأصبح الرجال الآخرون في الحجرة مجرد ظلال تتحرك أمام نظرها المغلف بالضباب وهمست وهي تمسك بيد غارث بقوة:
"زال الالم ولن يعود مرة أخرى"
"القرص هو الذي أزال الألم ياحبيبتي"
وأغمضت عينيها وقالت :
"إنني أحبك يا غارث"
"عزيزتي لا تتركيني تماسكي بضع ساعات أخرى أقول, تماسكي"
وكان صوته عنيفا وآمرا الآن وحتى وهي في حالة تشبه اللاوعي أدركت أنه يعاني من ألم كبير وقالت وهي تعطيه بأعجوبة واحدة من أبهى ابتساماتها التى يعرفها جيدا عزيزي غارث ليس هناك ما يستطيع احد ان يفعله كنت اعرف عندما جئت الى السفينة بأنني في الغالب لن أتركها حيه0
"توقفي ! أقول توقفي "
سيد ريفرز ينبغي أن أسألك"00
" اهدأ000وأسرع أكثر بالله عليك0
وفتحت وندي عينيها هل كان غارث يحدث القبطان ؟ وحذرته وقد أجبرت ضحكة أن تظهر فوق شفتيها: يمكنه أن يقيدك بالأغلال0
ومن خلال الضباب الذي غلف عقلها ادركت أن نوعا من الحركات المضطربة تجري خارج الباب 0 ثم سمعت صوت مارجي وهي تطلب الدخول وتقول :
" إنهآ صديقتي الصغيرة لذلك فانها تريد أن تراني بالطبع 0 قالت انها ستفضي الي بسرها , لكن يبدو لم يكن لديها الوقت الكافي 0"
" سيدة سترومبرغ عليك ان تذهبي"
أكان هذا صوت القبطان ؟ واكتست جبهة وندي0بتقطيبة عميقة 0
"أحسست بأن هناك شيئا ما لكني لم افطن لحظة واحدة
أنها ستموت "
وتوقفت مارجي لحظة ثم قالت بنبرة أكثر نعومة وتوسلا : دعني أراها أرجوك ينبغي ألا تموت دون ان اراها 0
وتحدث غارث بنبرته الهادئة المهذبة " وندي لن تموت يا مارجى وعلى أية حال وبإذن القبطان يمكنك الدخول لحظة 0 أعتقد أنها ترغب في ذلك0
" لكنني سأموت ! ينبغي ألا يراودك الأمل هكذا يا غارث ليس مقدرا لنا ان نكون معا 0
ولم تستطع أن تراه لكنها أحست بأن وجهه صار أكثر شحوبا من أى وقت " ينبغي أن تفعل شيئا لتجعله يدرك مدى اليأس من حالتها وقالت :
" ليس هناك أحد على استعداد لإجراء .الجراحة لآني ببساطة لا املك فرصة للبقاء0"
" منديات ليلاس "
" ورده قايين "
وجاء صوت مارجي. "عزيزتي 0"
وسرت وندي اذ سمح لمارجي بالدخول ومضت مإرجي تقول : فهمت الآن لماذا بعت بيتك00
وتوقفت وقد أدركت فجاة .. ان هذه ليست هي الطريقة المثلى للحديث وعلى الأقل الى وندي: غارث سأخبرك بكل شيء فيما بعد 0
وتجهمت وندي آتخبره ببيع بيتها لتشترك في الرحلة البحرية ؟ لم تكن تعتقد أن غارث يهتم بأمور كهذه وتحدثت مارجي ثانية لكن كلماتها كانت غير واضحة :
"علمت من أول الرحلة أنك شخص هام لكنني لم أكن أحلم بأنك سير جيمس ريفرز جراح الأعصاب المعروف"
وأصبح الظلام شبه كامل وأمسكت وندي بيد غارث بقوة أكبر من أي وقت وبشجاعة رسمت ابتسامة على شفتيها وهي تقول :
"إني راحلة 0000"
واجتاحها هدوء جميل لانها أصبحت في فراغ لا يمكن للألم أن يمسها فيه وفكرت وسط الضباب : إنني لم انقذ غارث بعد كل محاولاتي فسيحزن لأجلي00
لكنها كانت خارج أي وعي حيث يمكن للإسى أن يسيطر على مشاعرها وكانت تغوص بسرعة ى الى أعماق النسيان حيث لا شيء يمكن أن يقلقها بعد ذلك0
وكانت عيناها مغمضتين وعندما خبت لديها آخر فكرة سمعت غارث يقول :
"تماسكي000أقول لك أنك ستتماسكين"
ثم لم تسمع شيئا اخر
وفتحت عينيها وأخذت تحدق في السقف وطرف حاجبها في تقطيبة وهي تحاول أن تركز أجل مرت باحدى حالات اللآوعي لكن كآن من المنتظر أن تكون هذه هي الأخيرة 0

ورده قايين
28-01-2008, 20:16
كم من الوقت مر عليها وهي غائبة عن الوعي؟ فكرت أنه ليس كبيرا لأنها لا تزال فوق السفينة ولاحظت الضوء الخافت والجدران البيضاء0وبدأ الظلام يهبط مرة أخرى وأدارت راسها لترى غارث يجلس هناك فوق كرسي بجوار الفراش رأسه بين يديه , انه إخصائي الدماغ المعروف السير جيمس ريفرز الرجل الذي أمره أطباؤه بالراحة لأنه كان يعمل فوق طاقته عبر سنوات عدة 0 كان قدره ثمينا جدا بالنسبة لزملائه وحركت يدها وفي الحال أحست بلمسة غارث القوية الدافئة غارث ينبغي أن يكون اسمه سير جيمس غارث ريفرز أو انتحل فقط اسم غارث ؟ قال انه سيجري الجراحة لآ 0على الأقل اعتقدت قال ذلك 0لكنهم لا بد أن يكونوأ قد وصلوا الى المستشفى في لوس أنجلوس أولا 0وكان الضوء مزداد مرة أخرى
خفت وترك أشباحا ووصل صوت اليها : هل تشعرين بأي الم ياعزيزتي ؟
ورسمت شبه ابتسامة على شفتيها وقالت : لا إنني أشعر باسترخاء جميل "
وكانت . هذه الكلمات تستهدف طمأنته لكنه . لدهشتها تجهم بشدة وقال وقد اختفت النبرة اللطيفة من صوته وأصبح جافا " فقط تماسكي بعد ساعتين أخريين أو نحو ذلك سنكون في لوس أنجلوس وسأجري الجراحة "
" لا امل هناك لقد اكدوا لي ذلك "
ورد بخشونة " هناك أمل دائما0
" لكن يا عزيزي غارث "
وتوقفت كلماتها عندما زاد الضغط على يدها اذ كانت اصابعه تشدد قبضتها عليها وكرر:
" هناك امل دائما ينبغي ألا تياسي فاليأس موقف من إلعقل , يجب أن تقاوميه 0
كان بوسعها أن تفهم مشاعره وأحاسيسه القوية العنيفة في هذا الموقف الذي يتهدد حياة حبيبته 0انه لم يستطع ان يفقد الأمل وعرفت أنه جلس هناك بلا حراك وهو يحثها على التماسك قائلا " انها ينبغي أن تعيش انها سوف تعيش "
"سأتماسك سنكون هناك خلال ساعتين كما تقول ؟
" نحو ذلك وحينئذ ينبغي لنا أن ننقلك الى المستشفى "
ونظر اليها نظرة حب ورقة واحترام عميق وقال وقد أخذ صوته يرتعش مشحونا بالعواطف
"انت فتإة شجاعه "
" ستنقذني على ما أعتقد "
"ضعي ثقتك في ياعزيزتي وسيساعدني هذا في مهمتي"
وكأن جميع ألمعنيين بألأمر في حالة استعداد عندما رست السفينة ولم يسمح لأحد بالنزول الا بعد ان أنزلت وندي على نقالة وهي فى حالة لآ نصف وعي وظل غارث ممسكا بيدها طول الطريق الى المستشفى وقد اصبح متوترا وشاحبا بعض الشي وبدا أكبر بعشر سنوات فكرت في ذلك وهي تبذل جهدا يائسا لقمع صرخات الالم التي ارتفعت آلى شفتيها لأن القرص الذي أخذته عندما عاودهآ الألم منذ نحو ساعة لم يعد يجدي لكنها بين حين وآخر كانت تسمح لأنة ألم خفيضة أن تفر من بين شفتيها لان الألم الفظيع الناجم من الضغط على راسها كان فوق طاقة احتمالها
وحالما أصبحت داخل المستشفى نقلت الى مركز الاشعة لكنها لسبب ما بعدها نقلت فوق عربة بعجلات حوالي ياردة فقط توقفت الممرضة التي كانت تدفع النقالة وغابت لبضع ثوان وحينئذ سمعت وندي صوت غارث وهو يتحدث مع احد الاطباء
" رأيت صور الأشعة التي التقطت من قبل أرسلها طبيبها الى القبطان 00جميع الظواهر تدل على أن حالتها ميؤوس منها لكنني أرى أن هناك فرصة ضئيلة وأملي أن يسمح لي بإجرا ء الجراحة0
وعادت الممرضة ولم تسمع وندي شيئا آخر0
وعادت الى وعيها بعد بضع ساعات واستلقت برهة وهي تشعر بدوار وعدم ادراك ثم وضعت يدها على رأسها وأدركت أنها ملفوفة في الضمادات لكنها لم تتذكر شيئا مما حدث بعدما عادت الممرضة وبدأت تدفع عربة النقالة الى قاعة الأشعة 0
وكان عقلها لا يزال مهتزا وأفكارها مشتته لكنها عرفت أن العملية الجراحية أجريت ولا تزال حية 0
وكان غارث هناك عندما فتحت عينيها بعد مدة طويلة وجهه الحبيب لا يزال قاتما متوترا لكن عينيه كانتا تشعان لها بنظرة رضى عميق و الانتصار والابتهاج والتواضع كلها كانت مكتوبة هناك في قسماته ورسمت وندى ابتسامة على شفتيها الجامدتين الجافتين وقالت ببساطة وفي صوت واهن :
"أشكرك يا غارث"
" شكرا لك ياعزيزتي بصمودك 0لم يعد هناك خطر الأن 00لا خطر 00هل حدث أن تلقى اي شخص كلمتين اخريين بمثل هذه الفرحة والامتنان ؟
ورقدت هادئة لحظة طويلآ وهي تتمتم بالصلاة شكرا على نجاتها0
" لا خطر 00
كررت الكلمتين مرة أخرى وابتسمت عيناها وشفتاها بتلك الطريقة الرائعة الخاصة بها وحدها أما ابتسامة غارث فلم تكن وشيكت الظهور وعرفت بالحدس أنه يستحيل عليه ان يبتسم فكان غارقا في التفكير ولم تعرف إلا فيما بعد الى اي حد كانت قريبة من ألموت أثناء الجراحة 00كيف كان الخيط الذي تتعلق به حياتها دقيقا رقيقا رفيعا0 وإخبرت فيما بعد ايضا بحالة الهذيان التي انتابتها أثناء العملية حيث كانت0
حياتها معلقة في كفة الميزان مرة أخرى
0"هناك دواء خآص جدا ولحسن الحظ أنه متوفر هنا في المستشفى هذا الدواء سيضمن اجتيازك مرحلة الخطر بسلام »
ورده قاييــن
وعاد صوته الآن الى طبيعته وبدأ وجهه بستعيد نضارته وأضاف برقة : " نامي يا حبيبتي سنتكلم عندما تصبحين أقوى قليلا 0"
" آسفة اذ تسببت في تألمك كان ذلك ضروريا ألا ترى ؟0
" قلت نامي أنت بحاجة الى النوم يإ حبيبتي 0"
" هل يمكنني أن أسأل منذ متى وانا هنا ؟
" منذ يومين "
"هل كنت فاقدة الوعي طول هذه المدة ؟
وبدأ جفناها ينسدلآن وراقبها في صمت وأدركت أنه لن يرد على أية أسئلة أخرى وغلبها النوم سريعا واحاطها بسلام وساعدها على الشفاء 0
ولم يسمح لها غارث أن تتكلم باسهاب إلا بعد أيام عديدة اخرى وكانت لا تزال تحت رعايته إلا أن جراح الأعصاب بالمستشفى الذي لم يقبل أن يبقي في الظل رغم انه سمح لغارث بإجراء الجراحة , كان يزورها من حين الى آخر لمجرد الاطمئنان على تقدمها وسمعته يتحدث مع غارث ذات مرة خارج باب غرفتها حيث ظنا أنها نائمة يتحدثان عن المعجزة التى حدثت فى المستشفى - وكان الجراح المقيم هو الذي ذكر الكلمة وجاء تعليق غارث الهادىء:
"كانت لديها ارادة الحياة ليس لي اي فضل في انقاذها0
"وماذا عن الفترة التي كانت غائبة فيها عن الوعي؟ إرادة الحياة لم تكن تعمل حينئذ0
" " ورده قايين "
"قبل ذلك اوضحت لها أنها يجب أن تتماسك وفعلت"
ونظرت وندي الى الباب الذي كان مشقوقا وقالت بنعومة : لا تطنب كثيرا في شجاعتي كنت أشعر بخوف فظيع لكنني أدركت انني لن اكون خائفة لو كنت معي في النهاية0"
تلك الليلة قرر ان يقضي معها ساعة أو نحو ذلك بعدما أكلت بشهية لإرضائه 0والتقط يدها في يده وهو يقول : لماذا لم تفضي الي بسرك ؟
"لم يكن باستطاعتي التحدث عن الأمر الا ترى أنني كنت اتمتع بأي شيء تقدمة لي الحياة ؟ لو تحدثت عن مصيري لأفسد ذلك كل شيء
وقاطعها قائلا:
"لكنه لم يكن سيفعل نظرا لما كانت عليه الأمور 0"
" يبدو أنك نسيت أنني لم اكن اعرف من أنت أنت الذي كنت تقوم بالرحلة متنكرا ومع ذلك كنت فظيعا معي عندمآ كنت تشك في أنني لينيز مافارو0"
"هذا مختلف تماما - فلينيز مافارو لم تكن المرأة التي أرغب في اتخاذها زوجة واذ كنت واقعا في حبها 00
" يآ إلهي"00

ورده قايين
28-01-2008, 20:16
لم تستطع مقاومة مقاطعته وقد أضاءت عيناها بروح الدعابة 0ونظر اليها بحدة وقال :
"ذكريني ان أضربك عندما تشفين تماما 0"
وضحكت مرة اخرى وقالت : لا يمكنك أن تخيفنى بتهديدات مثل هذه 0"
"ارى انني سأواجه بعض المتاعب ؟
لم تفتها نبرة الاغاظة في صوته :
" ما زال امامك الوقت الكافي لتغير رأيك بشأن 00بشأن 000 »
وتلاشى صوتها واصبح صمتا مرتبكا عندما ادركت ما كانت على وشك ان تقوله 00
" بشأن عرضي عليك بأن تصبحي زوجتي؟ لا خوف بخصوص ذلك
يا وندي فأنت الفتاة المناسبة تماما لي..
وارخت رموشها الجميلة وحدقت في ملاءة السرير وهي تتلهى بحافتها والشئ الوحيد الذي استطاعت أن تقوله هو
" لا استطيع ان اصدق ان هذا كله حقيقي 0"
وردا على ذلك رفع وجهها و أمسك بذقنها في راحة يده وقرأت في عينيه ما كان على وشك أن يعبر عنه
"لأنني أحبك وأريدك زوجة لي لا حاجة لأن تقولي لي انك ستتزوجينني لأنني أعرف أنك تحبينني وقد أحببتني منذ وقت 0
ولم تخطىء اللمحة المفاجئة في صوته وتكدرت عندما مرت بخاطرها ذكرى إيذائه 0وحاولت أن تشرح وأن تخبره كيف أرغمت على رفض شو لأنه أصبح متعلقا بها أكثر من اللازم وواصلت بدون تفكير
" معك شعرت بأن الأمر لا يهم لأنك لن تتالم اعتقدت أنك تغازلني فقط "
" ربما كنت في البداية "
" عندما اعتقدت انني لينيزا0"
"هذا صحيح »
" بالطبع لم أكن اعرف في ذلك الوقت انك تظنني لينيزا0
" كلا 00لم تكوني تعرفين "
وجعلها شيء ما في نبرته تنظر اليه نظرة شك وقالت :
"إنك تجد شيئا للمزاح على حسابي0"
" ليس هناك شيء من هذا القبيل اننى منصت بكل اهتمام "
" لو كنت ستضحك مني "
" بل أضحك معك ياعزيزتي لكن أرجوك استمري انني تواق الى إلرد على عديد من ألأسئلة المثيرة كنت تقولين إنك اعتقدت انني أغازلك؟
0وتوقفت وهي تفكر في هذا الوجة الآخر له 0فقد كان يتمتع بروح دعابة كبيرة
"لانني اعتقدت أنك تغازلني شعرت بانني استطيع أن استغلك لو كنت تعرف ما أعني ؟
"لدي فكرة واضحة عما تعنين0"
"اعتقدت أنك ستكون قادرا على توديعي عندما يحين وقت
فراقنا"
"اعتقدت بالطبع أنك ستعيشين حتى نعود الى انكلترا ؟
وتذكرت الآن أنه تلقى بعض المعلومات عن حالتها من طبيبها وكانت تنوي أن تسأله عن ذلك من قبل ولكن لم تكن هناك فرصة وردت :
لم اكن واثقة كنت آمل بالطبع في أن أحيا :
"وماذا كنت تنوين عمله حينئذ؟ أخبرتني مارجي بأنك بعت بيتك للاشتراك فى هذه الرحلة 0
"كنت ساذهب الى دار للرعاية وكان طبيبي يرتب لي كل شيء0 "
لم تعرف مدى الأحترام العميق الذي صار يكنه لها للطريقة التي تقبلت بها مصيرها واستعدت بهدوء لمواجهة كل الاحتمالأت
"الواضح أنك لم تعرفي أن طبيبك أخبر القبطان بحالتك الخطرة ؟
وهزت وندي رأسها ومضى يقول إن هذا كان ضروريا متى يمكن لطبيب ألسفينة ان يلاحظها بدقة 0
" الطبيب كان يعرف حالتي طول الوقت ؟
"الطبيب والقبطان تقريرك وصور الاشعة سلمها أيضا طبيبك 0
"سمعتك مصادفة تخبر الطبيب بأنك رأيت صور الأشعة وكنت أنوى أن أسالك من ذلك وأومأ وقال :
"علم القبطان اخيرا بان هناك جراح أعصاب في السفينة وطلب مني مقابلته له جناح صغير بعيد عن مقره العادي ودعاني الى هناك لتناول قهوة الصباح الباكر معه عندما رآني آلليلة السابقة وقال ان المسأله عاجله وطلب مني الحضور الى جناحه صباح اليوم التالي وهذا ما فعلته , وشرحت له أنني أقوم بالرحلة بأسم عادي السيد ريفرز لأنننى لا أريد أن يعرفني أحد ,اذ جئت للراحة 0
وتوقف لحظة واخبرته كيف انهأ هي ومارجي كانتا تتوقان لمعرفة مهنته وقالت ضاحكة :
" سئل فريزر مباشرة , أجل من جانب مارجي واخبرها بانك تقوم بالرحلة لأن طبيبك الخاص امرك بالراحة لفترة طويلة "
وبدا مبتهجا واعرب عن رأيه في أن مارجي انتكست لأنها عجزت عن اكتشاف المزيد عنه 0
" قال فريزر إنك كنت مرهقا بالعمل منذ سنوات "
ونظرت وندي اليه لكنه لم يعلق بشيء ثم أشار الى حديثه مع القبطان وقال انه رغم أنه طلب من القبطان معرفه اسم السيدة مثار المناقشة الا ان القبطان رفض اعطاءه إيإه »
قائلا ان رغبة صاحبة الحالة هي ان يظل امرها سرا لكن لو حدث لها أي شيء وهي فوق السفينة فانه سيطلب من غارث أن يكون مستعدا للمساعدة اذا أمكن ذلك 0
"أعترف بأنني أنظر الى كل امرأة تقترب مني نظرة فاحصة "
" هناك اوقات كنت فيها تبدي قلقك علي بوضوح وينبغي ان أعترف بانك كنت تبدو كطبيب في مناسبة أواثنتين لكن هذا كان قبل ذلك الحديث بينك وبين القبطان 00
وحدق فيها وحينئذ فقط أدركت أنها زلت بلسانها وسال : كيف عرفت متى تم الحديث ؟
وتوقفت لكنها أخبرته بأن مارجي وهي تتجول في انحاء السفينة في ذلك الصباح الباكر قررت أن تكتشف ما ورا ء ذلك الباب آلخاص واستدركت : "لكن من الواضح أنها لم تسمع عما كان الحديث يدور00
قالت إنها تشعر بالحيرة بخصوصك وبخصوصي انا ايضا"
"تحدثنا انا وهى حديثا مطولا"
كان هذا كل ما قالا لكن وندي استطاعت أن تتصور أن مارجي اخبرته بكل شيء يدور في خلدها واستطرد غارث بمرح :
"حول تلك الأوقات التي كنت أبدو قلقا فيها كان الطبيب هو الذى يتحرك بداخلي كان وجهك يشحب احيانا وطبيعي أن ألاحظ ذلك لكن كان مستحيلا أن أعرف أنك تشكين من شيء خطير اذ كنت تبدين في غاية الصحة 0 اعتقد انه في الفترات التي كنت تقضينها في غرفتك كنت تعانين من الالم في راسك ؟
"أجل هذا صحيح "
" لم يكن ينبغي ان تحتفظي بذلك لنفسك لو كنت فقط ذكرت شيئا لى
وتوقف وهز كتفيه بلا مبالاة وقال وهو يبتسم : لا يهم كل شيء أصبح الآن في الماضي ستشفين بسرعه ياعزيزتي ثم تصبحين تحت رعايتي بقية حياتك"
وردت ابتسامته وساد الصمت لحظة طويلة في الغرفة وبعدها قالت :
" رأيتك مع القبطان قبل ان أمرض بلحظات 00 هل كان أعني00"00
"بعد ابلاغه بأنك ستغادرين السفينة في لوس أنجلوس قرر إخباري بأنك الفتاة التي حدثني عنها 0كآن قلقا بشأن قرارك المفاجىء0 ولهذا تشاور معي0 اعتقد أنه ينبغي اقناعك بالبقاء فوق السفينة لأن الواضح أن طبيبك أبلغه بأنه ليس لك اقارب الا ابن عم من بعيد 0 وهكذا عرف انك تكذبين عندما قلت ان لك اقارب في لوس أنجلوس 0"
ورمقته بنظرة الاحساس بالذنب وقالت :
"اعتقدت أنني أفعل الأفضل لم أكن ارغب في أن تصاب بألم يا غارث"
"لكنك تاخرت والألم اصابني بصورة سيئة للغاية "
"لم اكن أريد أن تعلم أنني سأموت"
واستدارت لتنظر اليه 0ورأى عينيها تلمعان
بالدموع وارتعشت قائلة "
"عزيزي غارث لم أستطع أن أفكر بأية طريقة أخرى 000
وانحدرت دمعة على خدها واحضر منديلا وجففها به ثم مد ذراعه وقربها من صدره وهو يغمغم 0
"لا تزعجي نفسك بهذا لم يكن ينبغي لي أن أقول شيئا عن مشاعري 0
"لكن كان ينبغي بالطبع ان تقول "

ورده قايين
28-01-2008, 20:17
وعندما لم يعلق بشيء واكتفى بضمها الى قلبه أخبرته كيف كانت تحس عندما اعترفت بعد وهي في حالة اللاوعي الجزئي بأنها تحبه وقالت "عرفت حينئذ أن الوقت متأخر لحمايتك من الالم , وبدا لي .. أنه ينبغي أن أخبرك بحبي لك 0
"كنت أعرف بالفعل هل تعتقدين أنني لم أفهم في اسرع لحظة يمكن تصورها السبب في قرارك بمغادرة السفينة 0؟
" بالمعلومات التي كانت لديك لأبد ان هذا كان واضحا 0"
ولم يقل غارث شيئا وكان قانعا بان يضمها الى صدره بهدوء وقد التصق خده بخدها وفكرت فى المستقبل ودهشت
من أنها لا تزال حية وأنها هي و غارث سيصبحان قريبا زوجين" ووضعت يدها على الضمادات المحيطة براسها وقالت متسائلة "
"أليس لى أى شعر على الاطلاق ؟
سألت هذآ السؤال لانها رأت بعيني خيالها صورة حفلة زفافها وتجهمت عندما فكرت في انها سترتدي شعرا
مستعارا 0
"أخشى أن يكون شعرك قد حلق تمامأ لم يكن فقده ذا قيمة "
"لا , الواقع أنه لم يكن كذلك 00 كنت فقط أفكر في 000
واجتاحها الخجل فآسكتها0 لكن غارث عرف ما كانت تعنيه فقال :
"الصدمة التي يصاب بها الجهاز العصبي بعد عملية كهذه كبيرة الى درجة ان المريض يحتاج الى ستة اشهر كي يستعيد صحته تماما , سنعلن خطوبتنا فور عودتنا الى نكلترا لكن بقدر ما كنت اتمنى ان نتزوج بسرعة علينا ان ننتظر سيوفر لك هذا ايضا الفرصة لكي ينمو شعرك ولكي تتعودى على أساليبي الآمرة أيضا"
وقطعت وندي صمتا طويلا قائلة :
"هل ستظل دائما تعمل فوق طاقتك كما تفعل الآن ؟
" لن أضطر الى ذلك فهناك اثنان آخران من جراحي الأعصاب في المستشفى الآن لذلك لا يمكن أن اظل أعمل كما كان يحدث طوال السنوات الاربع أو الخمس الماضية "
وشعرت بالسعادة تغمرها من رده اذ لم تكن تريد ان يضيع صحته بالعمل المرهق ورغم أنها كانت أمينة بما فيه الكفاية للأعتراف بأنها أنانية بعض الشيء فانها كانت تريد بالفعل أن يظل زوجها معها أطول وقت ممكن0
" فريزر قال انك كنت ترهق نفسك بالعمل أربع عشرة أو ست عشرة ساعة في اليوم لمدة سبعة أيام في الاسبوع أحيانا "
قال بحدة :
"فريزر يتكلم أكثر من اللازم"
لكن وندي كانت واثقة أن فريزر قال الحقيقة وعلى أية حال فقد شعرت بأن غارث متردد من سماع أي شيء آخر عن الموضوع لذلك تجاوزته وسألت عن السفينة والناس الذين اقامت معهم علاقات صداقة فقال لها :
"مارجي أصيبت بأسى فظيع لكنني أرسلت رسالة الى القبطان وسيذيعها في مكبر الصوت بأن العملية نجحت فهناك بالطبع كثيرون فوق السفينة يرغبون في معرفة احوالك 0
وقالت موافقة "
"أجل فريزر وصديقته ودينبي ومارجي بالطبع 0"
وتوقفت عن الكلام وقد استغرقت في التفكير بالآخرين الذين أقامت معهم صداقات ثم قالت :
"جميعهم سيعرفون بما فعلت"
واكتفى غارث بالابتسام وأدركت مرة أخرى أنه لا يرحب بمزيد من الحديث عن هذا الموضوع وبعد لحظة
قال بحزم : حان الوقت لترقدي الان 0غدا قد أسمح لك بالنهوض0"
" حقا ؟ 00"
" لمدة نصف ساعة فقط , وفقط اذا كنت فتاة طيبة ورقدت
الآن "
"سأ فعل 00"
وفعلت ذلك في الحال رغم أنها شعرت بانها ابعد ما تكون
عن الارهاق 0
ورده قايين
"طابت ليلتك ياحبيبتي العزيزة سأراك في الصباح
وهمست برقة وهي تنظر اليه بعينين براقتين من فوق
الوسادة : طابت ليلتك 00 ان الحياة جميلة حقا شكرا لانك أعدتها
لي 0
ولم يقل شيئا وعبر من الباب ثم أغلقه خلفه فى نعومة 00 .
"ورده قاييـن"
وتزوجا بعد ذلك بسته اشهر في كنيسة لطيفة في قرية "بورتونويل" حيث يعيش والدا غارث وأشترى غارث بيتا جميلا 0مبنيا بالحجارة على مسافة غير بعيدة منهما وكانت الشمس تشرق من سماء صافية الزرقة عندما خرجت وندي من الكنيسة لتواجه مع زوجها عددا من الات التصوير بعضها في أيدي الصحفيين وبعضها في أيدي اصدقاء او اقارب وبعضها في أيدي إطفال 0
" قفا جانبا قليلا ياعزيزتي000.كنت دائما اعرف بأنكما ستصبحان زوجين رائعين 000دينبي000انت على حق في التقاط صورة لهما من هذه الزاوية الجانبية آمل ان تكون قد وضعت فيلما جديدا في آلة التصوير00"
"عمي غارث وعمتي وندي00هلا تمسكان أيديكما بعضها البعض ؟ 0
" وندي يجب ان تبتسمي00"

ورده قايين
28-01-2008, 20:19
::سعادة::وتكتكت آلة التصوير مع فريزر حين أطاعته
وابتسمت ابتسامة أخرى وقالت فيكي بنبرة اعتذار:
"ألا يمكن ان ألتقط صورة ؟ أنا واثقة من انكما متعبان0"
"كلا على الاطلاق"
قال غارث ذلك بلهجته الهادئة وقبلت والدته وجنتى العروس بينما التقط أبوه صورة سريعة لهما 0 وطول ذلك الوقت كان مراسلو الصحف يدونون الملاحظات لكن اخيرا انتهى كل شيء واصبحت العروس والعريس وحدهما في غرفتهما في فندق سافوي بلندن حيث كانا يقضان الليلة الاولى من شهر العسل قبل أن يطيرا الى فيدجي , حيث كانا سيقضيان الأسابيع الثلاثة التالية0
" كم كان يوما رائعا "
قالت وندي اذ شعرت بأن عليها أن تفوه بشئ عندما أصبحت تشعر بخجل شديد مفاجيء ثم استطردت :
" كل شيء مر بهدوء والشمس أشرقت وكان الجميع سعداء ألم تكن والدتك رائعة في ثوبها المرجاني؟ حفل الاستقبال كان 000 وسمحت لصوتها بأن يتلاشى عندما لمحت التعبير الساخر في عيني زوجها الذي قال بنعومة:
" أجل ياحبيبتي000كل شئ كان كاملا ومع ذلك لدي اشياء أخرى اكثر أهمية للتحدث بشانها في الوقت الحآلي00 عروستي الجميلة – مثلا"
" لم أكن في حياتي فخورا كحالي عندما خرجت من الكنيسة بعدما اتخذت منك زوجة"
كانت في صوته الآن نبرة فخر بينما أطلت من عينيه نظرات حب عميق ورقة جعلت أنفاسها تتوقف00
ولان العواطف ملكت عليها كل كيانها فجاة فقد التصقت بة بشدة ودفنت وجهها في صدره 00


تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــت

" ورده قاييـن""

ورده قايين
28-01-2008, 20:21
انتهت الرواية واتمنى ان اكون وفقت في الأختيار وحازت على اعجابكم

ماري-أنطوانيت
28-01-2008, 20:34
تسلـــــم يـــــدك يـــا وردتنـــا....
والله عينـــي عليـــك بـــارده...رقـــم قيـــاسي فـــي تنـــزيل الروايـــه :رامبو:
انـــا لســـه ما قرأتــــها...بـــس بـــاين عليـــها روايــــه روعـــه...

ربـــي لا يحـــرمنا منـــك....

مسنياك
28-01-2008, 20:52
انا عضوه جديده معاكم ترحبون فيني

البسه الشقراء
28-01-2008, 20:57
عفيه عليج يا احلى ورده والله يعطيج العافيه على الروايه الجميله هاذي :)

خيال المشاعر
28-01-2008, 21:07
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته

صراحة ترفع القبعات تقديرا لجهودكم العظيمة واختياركم الرائع للروايات

امكن ما تعرفوني انا المشجع الصامت للموضوع من المشروع الاول

لكني بخيلة بالردود لكن انشالله اعوضها بعد الاختبارات اشارك معاكم بالكتابة

وتقبلو مروري خيال المشاعر

ورده قايين
28-01-2008, 21:26
ماري تعرفين من زمان وانا ابي انزل هذه الرواية لأنها من المفضلات لدي
وايضا عندي ظروف وماحبيت اتأخر على البنات قلت انزلها أضمن 00
وان شاء الله تعجبك

مسنياك
ياهلا فيك ويسرني ان اول مشاركه لك بعد روايتي المفضله واتمنى ان تحوز على اعجابك
ولاتحرمينا من ردودك

البسه الشقراء
مشكورة عزيزتي

خيال المشاعر
ياهلا فيك وان شاء الله ماتكوني دائما في الظل كوني معنا ولو بردودك
وان شاء الله موفقة في اختباراتك وتنجحين وتساهمين معنا في هذه الروايات

القلـ ساحرة ـوب
28-01-2008, 22:10
تسلم ايديك يا احلى وردة بالعالم ماشاء الله عليك ::جيد::

آسفين من جد تعبناك معانا ==> انا ما قدرت انام الا لما كملتها

انا اعتبرها من اروع الروايات و كنت ادور عليها

مشكوووووووورة و ننتظر جديدك يا قمر و لا تتاخري علينا

ماري-أنطوانيت
28-01-2008, 22:27
انا عضوه جديده معاكم ترحبون فيني
اجمل كلمات الترحيب لك حبيبتي....
واهلا وسهلا فيك في المشروع....;)
اسعدنا جدا مرورك الكريم وان شاء الله نشوف طلاتك دايما...
واتمنى ان الروايات الي نزلوها الغاليات نالت اعجابك..




[COLOR="DarkOrchid"]السلام عليكم ورحمة لله وبركاته

صراحة ترفع القبعات تقديرا لجهودكم العظيمة واختياركم الرائع للروايات

امكن ما تعرفوني انا المشجع الصامت للموضوع من المشروع الاول

لكني بخيلة بالردود لكن انشالله اعوضها بعد الاختبارات اشارك معاكم بالكتابة

[COLOR="RoyalBlue"]وتقبلو مروري خيال المشاعر
صراحه...ارفع قبعتي لك عيوني على كلامك الرائع...:D
يعني اسمك على مسمى ((خيال)) يمر من غير ما نحس فيه...;)
واسعدنا جدا ردك في نهاية الامر ويكفينا شرف مرورك واعجابك بالمشروع
وربي يوفقك ويوفقني ويوفق الكل بالامتحانات....

shining tears
28-01-2008, 22:54
مسنياك
هلا والله منورة المشروع بطلتك الحلوة وجملها اكثر ردك وجودك بينا
نورتينا ولاعدمنا طلتك الحلوة


خيال المشاعر والله افسح المجال الك تقدير وارفع الايدينا تهليل
نورتينا وحياك الله بينا


وردة مشكورة ويعطيك الف عافية وانا بعد هالرواية من الروايات المفضلة عندي

وماري يالله شدي همتك

آن همبسون
29-01-2008, 02:16
الله يعطيك العافيه ياعسل على الروايه الرائعه

قريتها مصورة قبل فترة ونص الكلام مو واضح .. الحين ولله الحمد بقدر اقراها كلها


تسلمين ياعمري

نجمة00
29-01-2008, 06:37
ثانكس على الرواية الحلوة
لو اني كنت اريدالنهاية تكون حزينة
لكن هذ ما يأثر على روعة القصة
ومشكورة وما قصرتي

!SO
29-01-2008, 13:14
http://images.q8boy.com/uploads/307a2b7d8b.gif

http://7awa.roro44.com/vb/uploaded/36896_01183780295.gif

ماري-أنطوانيت
29-01-2008, 15:22
** ملخصات الروايات للتصويت الثاني **

http://roro1981.jeeran.com/photos/1036599_l.jpg

*~ ضفاف سيلبرس ~*
- جان اربور -
(عبير الجديده)
كانت جوليت تستعد بيأس كبير لمغادرة ريتغن , هذه البلدة الصغيرة, حيث تدير مدرسة للفنون اليدوية ,
ففندق البلدة الوحيد سيقفل ابوابه مما يجعل الفتاة تقفد كل زبائنها...
رجل واحد فقط هو كارل ادلر يمكنه ان يجعلها تغير رأيها , الم يقرر انشاء منشرة اخشاب
على ضفاف سيلبريس, البحيرة الهادئة الرائعة بين جبال بافاريا؟
لكن جوليت اعلنت الحرب على كارل , مشروعه هذا لن يرى النور! ستبقى!

~ .`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`

*~ والتقينا من جديد ~*
- كارول مورتيمر -
(قلوب عبير)
لقد خدعت كليا منذ سبع سنوات, ولكن ليس من جديد, منذ سبع سنوات حالمة ومغرمة
الآن أصبح كل ذلك وراءها, وهي تنظم حفلات زفاف الاخرين
بينما تبقى هي عازبة. لم تكن تتوقع ان تكون مهمتها الاخيرة رؤية وولف ثورنتون عريسا,
الرجل الذي توقعت مرة ان تتزوج منه!
افترقا بمرارة وندم. سين قررت ان لاتقع في حب رجل ابدا
ولكن بدا انها تفعل ذلك تماما, ومع الرجل نفسه!..
" ماذا تفعل هنا, ياوولف؟"
سألته متحدية. لوى فنه, مظهرا الخطوط العميقة على خذيه." بالتأكيد انت لا تعتقدين ان حديثنا قد انتهى؟"قال بازدراء ناظرا اليها باشفاق لسذاجتها.
اخذت نفسا متقطعا:"لاي حديث تعني, ياوولف؟"
ورفعت حاجبيها الاشقرين متسأئلة:" حديث هذا الصباح أم ذاك الذي كان منذ سبع سنوات؟"

~ .`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`

*~ الحب المجنون ~*
(روايات عبير)
صرخت بليندا وهي تواجهه وقد أسندت ذراعيها على السطح
اللامع للمكتب.
- والآن عليك أن تشرح لي.
- لا تصرخي عاليا فلربما اعتقدت ليديا أننا نتعارك
- هذا ماسنفعله بالضبط يا وولف
قال بصوت راض:
- لازلت جميلة وأنت غاضبة وفي منتهى الفتنة والجاذبية.
قالت بليندا وهي تضع كل دفاعاتها أمام صوته الناعم والذي
تعرف تماما مدى خطورته:
- سألقي بك من النافذة إذا لم تخبرني في الحال مامعنى كل هذا..
إن الصحف حددت تاريخ الزواج..خلال خمسة عشرة يوما بالضبط.
هل أنت الذي أصدرت هذا البيان إلى الصحافة؟
اعترف بصوت هادئ:
- نعم هو أنا... في الحقيقة سنتزوج ثم...

~ .`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`~.`

*~ أيظن ~*
- بربارة ماكماهون -
(روايات احلام)
هي...تحتاج خطيبا لليلة واحدة...
يتوقف مستقبل مولي ماغواير على ان تقنع شابا ذا مواصفات عالية ان يلعب دور خطيبها لليلة واحدة.
وعندما يضع القدر " نك بايلي" الساحر في طريقها تشعر مولي بأنها وجدت الحل لمشكلتها...
إنه رائع المظهر و ناجح و ممثل ناجح و سيكون رهن امرها للمدة التي تطلبها.
حصلت مولي على ما تريد لكن "نك" لن يتركها قبل ان يتأكد من انه اخذ حقه في الصفقة بالكامل...وبشروطه"

http://roro1981.jeeran.com/photos/1036599_l.jpg

للتصويت لاحدى هذه الروايات ادخلوا على هذا الرابط
http://www.mexat.com/vb/showthread.php?p=9890279&posted=1#post9890279

هيونه المزيونه
31-01-2008, 12:20
تسلمين غناتي وردة ... بصراحة كانت هذه أول رواية أقراها في حياتي ...

ومن زمااااان كان نفسي أقراها ........ يعطيك العافية ماقصرت ....

حبيبتي مار ي ........... تم التصويت .. وفي انتظاااااااااار النتيجة بكل شوق ....

هيونه المزيونه
31-01-2008, 12:24
مااااااااري نسيت أسأل متى ينتهي التصويت ؟؟؟؟

ماري-أنطوانيت
31-01-2008, 14:46
مااااااااري نسيت أسأل متى ينتهي التصويت ؟؟؟؟

هلا والله يا احلى مزيونه...
التصويت بينتهي في يوم 6-2-2008
مدة التصويت اسبــــوع

سابرينا جاك
04-02-2008, 15:05
السلام عليكم انا عضوة جديدة والمشروع هذا روعة وانا اصوت لرواية الحب المجنون وعندي طلب ياريت تكتبون راوية اللمسات الحالمة وزوجة الهندي::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد:::: جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::

ماري-أنطوانيت
04-02-2008, 16:23
السلام عليكم انا عضوة جديدة والمشروع هذا روعة وانا اصوت لرواية الحب المجنون وعندي طلب ياريت تكتبون راوية اللمسات الحالمة وزوجة الهندي::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد:::: جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::

هلا والله فيك بالمشروع سابرينا....::سعادة::

وتسلمين عيوني على كلامك...وان شاء الله ذا امكن نلبي طلبك يا قمر...

اسعدنا مرورك..

souzana
05-02-2008, 12:38
[هااااااااااااااااااااي السلام عليكم ان عضوة جديدة معاكم بس لم يرحب بي احد معكم هنا ولو بالمجاملة :mad: لاباس انا قرات رواية معا فوق النجوم كانت روعة وهي لافضل استغرب كيف تم التصويت عليها هي الاخيرة هي كانت الافل فيهم بكثيييييييييييييير نظرا للمعاناة الحقيقة لشخصية والله وشكرا بااااااااااااااي

ماري-أنطوانيت
05-02-2008, 12:57
[هااااااااااااااااااااي السلام عليكم ان عضوة جديدة معاكم بس لم يرحب بي احد معكم هنا ولو بالمجاملة :mad: لاباس انا قرات رواية معا فوق النجوم كانت روعة وهي لافضل استغرب كيف تم التصويت عليها هي الاخيرة هي كانت الافل فيهم بكثيييييييييييييير نظرا للمعاناة الحقيقة لشخصية والله وشكرا بااااااااااااااي

هلا والله فيك سوزانا.....
واعذرينا على التأخر في الترحيب فيك...
طبعا احنا ننزل ملخص الروايات والبنات يصوتون للملخص الي يعجبهم..
واحيانا الملخص ما يوفي القصه حقها فيكون التصويت عليها قليل...;)
بس في النهايه الروايات الاربعه تنزل والحمدلله كلها لاقت الاستحسان...::سعادة::
وتسلمين على مروروك...وان شاء الله تعجبك الروايات الاربعه الجدد
لا تنسين تصوتين لوحده منها...::جيد::

loonely no more
05-02-2008, 14:49
بصراحة الروايات المعروضة جميلة جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
ولكن الاجمل مجهودكن جميعا

سابرينا جاك
05-02-2008, 15:51
السلام عليكم انا عضوة جديدة واشكر كم على هذا المشروع الروعة اصوت الحب المجنون وعندي طلب هو ان تكتبون رواية اللمسات الحالمة و زوجة الهندي

سابرينا جاك
05-02-2008, 15:59
انا اشكرك ياماري انطوانيت على الترحيب وانا اتمنى ان اكون صديقة لك ولجميع الاعضاء

سابرينا جاك
05-02-2008, 16:07
عندي رواية وهي شريك العمر راح انزل الجزء الاول

سابرينا جاك
05-02-2008, 16:44
الفصل الاول: بحاجة الى استاذ
بحاجة الى استاذكانت جيني فرنسيس عارمة على التمتع بالنزهةفي السيارة عبر الريف الاسباني غير مكترثة

للاستقبال الذي لقيته ,ولكن حديث رفيقها لم يفسح لها مجالا

لذلك .وقد بدت بعض المشاهد مألوفة برغم مضي سبع سنوات ونيف على زيارتها الاخيرة في رفقة والديها.حين

كانت تلميذة لم تتعد الرابعة عشرة.توفي والدها في حادث تحطم طائرة بعد مضي اقل من سنتين على زيارتها

الاخيرة.عدت فيها لزيارتها هذه بمزيج من العزم والترقب

.وكانت متأكدة تماما من انها تقوم بالعمل الصحيح لكنها تمنت وجودشخص اخر تطمئن اليه.

ماري-أنطوانيت
06-02-2008, 21:56
السلااااااااااام السلااااااااااام يا احلى العضوات.....::سعادة::

واخيرا انتهى التصويــــــــــــــــت...:D

وعدنا الى مشروعنا الحبيب فاهلا وسهلا بالجميع

ونتمنى لكم قراءة ممتعه مع اولى روايتنا من المرحله الثانيه من التصويت

والتي حصلت على اعلى نسبة من بين الاربع روايات.....

رواية ((ايظن)) ستنزلها لنا الغاليه ((ساحرة القلوب))

بـــــــأنتظارك على احر من الجمر سحوره...لا تتأخري علينا..::جيد::

القلـ ساحرة ـوب
06-02-2008, 22:07
هلا و الله بأحلى ماريا رغم اني نعسانة لكن على خاطر
احلى بنات أنزل اول جزء من الرواية

*~ أيظن ~*

- بربارة ماكماهون -

(روايات احلام)

هي...تحتاج خطيبا لليلة واحدة...
يتوقف مستقبل مولي ماغواير على ان تقنع شابا ذا مواصفات عالية ان يلعب دور خطيبها لليلة واحدة.
وعندما يضع القدر " نك بايلي" الساحر في طريقها تشعر مولي بأنها وجدت الحل لمشكلتها...
إنه رائع المظهر و ناجح و ممثل ناجح و سيكون رهن امرها للمدة التي تطلبها.
حصلت مولي على ما تريد لكن "نك" لن يتركها قبل ان يتأكد من انه اخذ حقه في الصفقة بالكامل...وبشروطه"

الفصل الأول : طويل,أسمر , خطر


كانت "موللي" على شفير الانهيار وهي تسير على الرصيف المزدحم أمام فندق <ماغيللان> باتجاه ساحة "يونيون" وكانت أفكارها مشتتة في ألف اتجاه و اتجاه.
لم تكن تريد أن تصعد إلى الحفلة و لكن عدم ذهابها سيكون جبنا , ويزيد الأقاويل التي وقعت ضحيتها طوال الأشهر الثلاثة الماضية إنها حقا لا تريد أن تضيف المزيد إلى ذاك النهار!
وقفت سيارة أخرى أمام مدخل الفندق الرئيسي .تقدم الحارس ليفتح باب السيارة فرأت موللي هارولد ساتين و زوجته و هو أحد أصدقاء جاستين و من المتنفذين في شركة <زنتك> التي يعملون جميعا فيها.وكان من سوء حظها أن رأياها في اللحظة نفسها التي رأتهما فيها. كان الزوجان في طريقهما الى حفلة <زنتك> وهي الحفلة التي يفترض بها أن تصل اليها منذ حوالي 10 دقائق , وسألها هارولد وهو يقف بجانبها :
- مرحبا يا موللي هذا هو المكان أليس كذلك؟
فأجابت وهي تبتسم لزوجته بأدب: في الطابق الخامس والعشرين.
سألها : هل نذهب معا؟
فأجابت كاذبة بسهولة غير عادية: أنا بانتظار شخص.
- آه ظننتك لوحدك !
جاهدت كيلا لا يبدو العبوس على وجهها. هل أصبح العالم كله يعلم عن ذلك الانفصال الكبير؟ حسنا هذا طبيعي فقد حرصت بريتاني على ذلك. مسكينة موللي! ذلك أن بريتاني لم تكن تقصد أن تقف حائلا بينها و بين جاستين, ولكن عندما وقعا في الغرام ماذا كان بإمكانهما أن يفعلا؟ ألقت هذا السؤال على كل شخص يمكنه أن يسمع , وعادة عندما كانت موللي في مرمى السمع هي أيضا.
و كررت: لا, أنا في انتظار شخص . و مضت تبحث بعينيها بين المارة في الشارع المزدحم.
فقال هارولد: سنراك هناك إذن.
بقيت تنظر اليهما بابتسامتها المهذبة الزائفة حتى ابتعدا, فتنهدت ارتياحا. ظهورها في الحفلة ضروري, و تمثيل دور المرأة المبتهجة ضروري أيضا.فقد كانت الفكرة من تصميمها على كل حال و أفكارها المبتكرة هي المحور الأساسي في التوقيع على احد العقود المربحة للغاية مع شركة "مشاريع هاماكوموتو" الضخمة.
أليس ذلك ما جعل بريتاني تغضب؟ ذلك أن المرأتين كانتا في القسم الفني من "زنتك" وهي شركة رفيعة المستوى و رائدة في تقديم الأفكار للصناعيين.و منذ اليوم الأول لموللي في العمل أضمرت لها بريتاني تايلور الأذى لها. بعد سبع سنوات تقريبا كان المفروض أن تشعر موللي أن وضعها أصبح منيعا و لكن إغواء بريتاني لجاستين كان القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال. لن تستسلم موللي لنظرات الشفقة و تمتمات المواساة لانفصالها عن جاستين.لم تعد الآن (الآنسة اللطيفة ) كما يطلق عليها.... سوف ترد الصاع صاعين.
ابتدأت حفلة الافتتاح منذ عشرة دقائق.الصحفيون و الاعلاميون و المتنفذون كلهم كانوا على قائمة المدعوين . كل شخص مميز سيكون هناك! بما في ذلك جاستين موريس... و بريتاني !
سارت موللي على الرصيف و الأفكار تتقاذفها.ربما عليها ان تختفي لمدة أسبوعين ثم تخبرهم انها تعرضت للخطف او ربما يمكنها ان تقول انها وقعت و التوى كاحلها, او ربما بامكانها تبني الفكرة التي عرضتها عليها جارتها شيلي , و هي ان تدعي انها مخطوبة ولكن خطيبها لم يستطع القدوم معها .بامكان هارولد ان يشهد انه رآها فعلا على الرصيف بانتظار شخص ما .

القلـ ساحرة ـوب
06-02-2008, 22:09
كان الأمر محزنا... ربما هي المرأة الوحيدة في سان فرانسيسكو التي لم تستطع ان تجد مرافقا يصحبها الى احتفال مهني.لكن الرجال الذين تعرفهم الى حد يجعلها تطلب منهم ذلك, يعملون في شركة "زنتك" نفسها.و آخر ما تريده هو ان يعرف أي شخص في الحفلة انها تفكر في ذريعة لتخفف بها الأذى الذي سببته لها بريتاني.
عادة, لم يكن ذهابها وحدها إلى حفلة تقيمها الشركة شيئا مهما على الاطلاق,كان ذلك قبل مؤتمر الأسبوع الماضي حين طعنت بريتاني في قدرة موللي على الاحتفاظ بمشروع طويل الأمد و كأن موللي هي التي تخلت عن جاستين! صرفت موللي بأسنانها وهي تفكر في بريتاني و الآخرين و هم حول المائدة ينظرون إلى بعضهم البعض.إنها تعرف أن ذلك غيرة مهنية ذلك أن أفكار بريتاني لم تقبلها الشركة بعكس أفكار موللي.
منذ أربعة أشهر كانت موللي قد ابتدأت تفكر في حفلة الزفاف حين كان جاستين يواعد بريتاني خفية و هكذا تبددت احلام موللي عند علمها بالجقيقة.اذا كان يريد بريتاني تايلور فليذهب اليها! و الأسوأ من ذلك انها وجاستين و بريتاني يعملون في الشركة نفسها.وقد شاهد الجميع موللي و جاستين معا في حفلة عيد الميلاد الماضي. لكن الجميع يعلم الآن ان بريتاني باتت الآن حبيبة جاستين. قطبت موللي جبينها فقد ساءها ان تشعر انها منبوذة بينما جاستين يستعرض امام الجميع و يتباهى ببريتاني بالغة الجمال.
غبية,غبية,غبية! كان عليها ان تكون اكثر حكمة فلا تتواعد مع أحد زملائها في العمل.في كل مرة تراه الآن في الشركة تتذكر كيف كان يحوم حولها.وتفكر في انها لم تكن بالنسبة اليه سوى واحدة من كثيرات و أن بريتاني ستلقى النهاية نفسها ذات يوم و لكن ليس الآن.المتوقع من موللي الآن ان تظهر في الحفلة وتتصرف و كأن الحياة على خير ما يرام.تنفست بعمق و قررت ان تواجه الأمر بأحسن ما يمكنها من ذكاء. نظرت حولها مرة أخيرة وكانها تتوقع معجزة وادركت انها ستحضر الحفلة وحدها الا اذا تمكنت من دعوة رجل غريب وسيم.
لقد حان الوقت لتلبس محبس الخطبة الذي احضرته معها مصرة بكل وقاحة على انها مخطوبة, الا اذا تمكنت بريتاني من كشف هذه الخطة.فهذه المرأة ليس من طبيعتها الجلوس بصمت لتدع الآخرين يتابعون حياتهم. انها تحب ان تتأمل و تستنتج و تطيل التفكير بخبث. و تملكها الغضب... لو كان جاستين يكن لها ذرة من المودة لما حضر هذه الحفلة التي كان يفترض ان تكون تكريما لها هي,لا ان يأتي حبيبها السابق الذي يعرف الجميع كل شيء عنه مع حبيبته الجديدة ليسلبا الأضواء منها بكل دناءة.
أملت ان تنجح من صون ماء الوجه امام رجال الأعمال المتنفذين فرفعت رأسها و دخلت رأسا الى بهو الفندق المزدحم حيث لفت نظرها لافتة تشير الى اليسار كتب عليها "مقهى ماغيللان".
كان المقهى خاليا الا من رجل و امرأة في شهر العسل يجلسان الى مائدة بجانب الجدار و رجل يتكئ على البار يتحدث الى النادل.كان واضحا ان الوقت لا يزال مبكرا.

القلـ ساحرة ـوب
06-02-2008, 22:12
سارت الى البار و جلست بحذر على المقعد المرتفع .ترك الساقي حديثه و توجه اليها قائلا بابتسامة ودود:" هل من خدمة؟"
فكرت بكآبة لا بد انه لا يعلم شيئا عن مسألة بريتاني ووضعها هي,والا لاستحالت ابتسامته الى شفقة:"أريد كأسا من الصودا..لا,انتظر فأنا اكره الصودا ... اعطني كأس عصير حالا..لا,انتظر ربما فنجان قهوة يفي بالغرض...لا, انتظر حضر لي كوكتيل عصير..."
فسألها الساقي:"ماالذي تريدينه حقا؟"
- ما أريده حقا, حقا ... هو رجل طويل أسمر خطر
قالت هذا بكآبة متمنية لوأن بامكانها ان تأمر باحضار خطيب مؤقت بنفس السهولة التي تطلب بها كأس شراب .نظرت الى ساعتها فوجدتها تشير الى الرابعة و النصف تقريبا.اذا لم تذهب الى الحفلة حالا فسوف تبدأ الأقاويل.
فقال:" ما رأيك بأشقر ودود؟"
- ماذا؟
نظرت الى عينيه الزرقاوين اللامعتين تحت شعره الكثيف الأشقر.بدا لها رجلا ظريفا للغاية و لكن ليس من النوع الشاعري.
- لا اما ان يكون أسمرا طويلا خطرا و اما لا شيء على الاطلاق.
سألها و هو يحضر لها الكأس :"لديك مشكلة؟"
- و هل كل من يأتي الى هنا لديه مشكلة ؟
- فقط أولئك الذين يأتون مع الرابعة عصرا.
ووضع الكأس امامها:" وانا شبه عالم نفسي."
- هممممم ...
ارتشفت بعض العصير و نظرت الى ساعتها مرة أخرى, كان الوقت يتأخر.أترى بريتاني بدأت بالحديث والتحريض عليها؟ انها تسمع تلميحاتها السيئة و الخفية و ترى البراءة في عينيها الواسعتين و هما تدعيان العطف.وتساءلت موللي ان كان بامكانها مواجهة مبارة أخرى.
سألها الساقي:" هل تنتظرين رجلا في موعد؟"
- يا ليت! المفروض ان اكون في حفلة زنتك في الطابق الخامس و العشرين.
عادت ترشف كأسها, و فتحت حقيبة يدها و أخرجت منها خاتم جدتها و نظرت اليه ثم نظرت الى الرجل:"اذا انا لبست هذا هل ستظنني مخطوبة؟"
- وهل أنت مخطوبة؟
- ليس هذا هو الموضوع, ماذا كنت ستظنني؟
- كنت سأظن أن امرأة جميلة مثلك مقبولة بخاتم خطبة أم من دونه
طرفت بعينيها و ابتسمت:" أوه, ربما الأشقر الظريف سينفع على كل حال."
غمزها مشيرا الى الطرق الآخر من البار,فنظرت الى هناك فرأت رجلا أسمر عابسا.تأملته لحظة,فرأته ملائما ... انه طويل اسمر خطر حتما. بدا أشبه بقرصان في بذلة عمل.لم يكن وسيما بالظبط و لكن هالة الغطرسة التي تحيط به بامكانها أن تردع بريتاني و تعيدها الى حجمها.من تراه يا ترى؟
وعادت تنظر الى الساقي الودود:" إنه ينفع"
- أتظنين ذلك؟
- هذا اذا توقف عن العبوس ليبدو خطيبا مغرما.لكنني لظنني سألبس الخاتم و اعتذر من الحاضرين.
- عم تعتذرين؟
- سأقول ان شيئا طرأ في اللحظة الأخيرة فلم يستطع خطيبي الحبيب ان يحضر.
- وما الحاجة الى خطيب حبيب؟
سألها وهو يتكئ على البار مستعدا كما يبدو للإصغاء حتى النهاية.عادت تشعر بالإحراج الذي سببه لها جاستين,غريب هذا هو الاحساس الوحيد الذي شعرت به,ألم تكن تحبه حقا؟لقد كانت تستمتع بصحبته حتى انهما تحدثا عن الزواج اليس من المفروض ان يكون قلبها محطما؟ لكن بدلا من ذلك كانت تشعر بالإحراج ليس الا.و أجابت:" لحفظ ماء الوجه, هل تعلم ان اليابانيين يهتمون كثيرا بحفظ ماء الوجه؟"
- وما دخل اليابانيين في الموضوع؟
- سيكون في الحفلة عدد من اليابانيين. انا أعرف السيد <ياما موتو> و السيد<هاريشي> انهما يحبان تصميماتي و لهذا علي ان احضر و لكن الأمر سيكون أسهل بكثير لو واجهت الجميع برفقة خطيبي.
- و السبب؟
- سيكون الأمر اسهل لأن الرجل الذي كنت سأتزوجه سيكون موجودا برفقة حبيبته الجديدة.لقد حاولت جهدي ان اتجنب أي منهما طوال اسابيع, لكن الأمور لا تنجح دوما بهذا الشكل.وانا اريد ان ارقص خالية البال مع شخص وسيم.جاستين و بريتاني زميلان في العمل و لهذا يعرف الجميع الوضع و يشعرون بالأسف لأجلي وانا اكره ذلك.
- و الخطيب الطويل الأسمر الخطر سيمنحك الشعور بخلو البال الذي تحتاجينه؟
- نعم !
فضحك:" لدي الرجل المناسب,ويمكننا ان نصيب عصفورين بحجر واحد.انتظريني."

القلـ ساحرة ـوب
06-02-2008, 22:14
اخليكم يا حلوين مع اول جزء و ان شاء الله بكره
انزل بقية الفصل الأول و احاول ما اتاخر عليكم لاني مشغولة شوي هاليومين
يللا تصبحوا على خيييييييير ::سعادة:::نوم:

القلـ ساحرة ـوب
07-02-2008, 11:51
و هذه تتمة الفصل الأول


ثم توجه الى آخر البار بينما كانت تراقبه بلهفة.هل حقا سيطلب من ذلك الغريب الطويل الأسمر ان يمثل معها دور الخطيب؟ حتى لو فعل ذلك لا يمكن ان يوافق الرجل أبدا.لا يبدو من ذلك النوع الذي يوافق على شيئ لا يتماشى مع مصلحته الشخصية.ألم يكن جاستين كذلك؟ كانت حينذاك تشعر بالغرور ازاء اهتمامه بها اما الآن فهو يعاملها وكأنها حمقاء مسلوبة اللب اساءت تفسير صداقته.
اذا تورطت بعلاقة أخرى مع أي شخص كان فستحرص على ان يكون ودودا طيبا و ليس لديه رغبة خفية في التقدم الى الأمام.
هز ذلك السيد الطويل الأسمر رأسه فهبط قلبها.أتراها حقا كانت تأمل ان يوافق؟
لم تستطع ان تسمع الحديث و لكنها رأت الساقي يناقش معه الموضوع.شيء قاله لا بد ترك تأثيرا فلقد تأملها الغريب لحظة طويلة.ثم القى نظرة خاطفة على ساعته,ثم على باب المقهى,ثم وقف و توجه نحوها.
خفق قلب موللي,رباه, أترى الرجل جاء جاء ليتحدث إليها؟ اشتدت يدها على الخاتم؟وتسمرت نظراتها عليه و هو قادم.لقد كانت تمزح مع الساقي عندما فالت له ذلك.
- أنا بايلي.دوني يقول إنك بحاجة الى مرافق الى حفلة شركة "زنتك".
ابتلعت ريقها بصعوبة.هل ستحصل حقا على رجل طويل أسمر خطر؟:" نعم, كلا في الواقع,أنا بحاجة...أعني أريد،أعني...شيئا أكثر من مجرد مرافق.أنا بحاجة الى خطيب مؤقت...لهذه الليلة فقط"...
قالت هذا بسرعة,فرفع حاجبيه:"طوال الليل؟"
- أوه لا!لأجل الحفلة في الطابق الأعلى فقط.وهي ستنتهي الساعة الثامنة على الأكثر.
تأملها لحظة و كأنه يزن كلماتها:" ما الذي تتوقعينه بالضبط من خطيب مؤقت؟"
- ليس كثيرا.
وشملته بنظراتها و قلبها مازال يخفق بشكل غريب.كان طويلا بالغ الأناقة و قد بدت بذلته ثمينة للغاية و عيناه سوداوين تتفحصانها بثبات.وارتجفت... مازال يبدو شبيها بالقرصان. لكنها ابتسمت له و تملكها شعور عنيف بالطيش:" كل ما عليك فعله هو الوقوف بقربي و أظن ان بامكانك القيام بذلك على اكمل وجه.و سأقدمك الى اناس مختلفين, ولكن ليس عليك أن تفعل أو تقول شيئا كثيرا. ويمكنني,فيما بعد, أن ادعوك للعشاء على حسابي إذا شئت كعربون شكر."
- إذا كل ما علي أن افعله هو أن اكون موجودا؟
فأومأت, سيكون كاملا لا عيب فيه, إنه أطول من جاستين, و أكثر رجولة منه بعشر مرات.وقد لا جعلها تشعر بأنه خطيب حقيقي.
- آه, ربما ليست فكرة جيدة على كل حال.
و نظر ساخطا إلى الساقي ثم أومأ إلى موللي:" لا بأس, سأذهب معك.إذا استعطت أن تنتظري عدة دقائق,فأنا أتوقع حضور شخص".
و نظر إلى ساعته.و نظرت هي أيضا إلى الساقي الذي ارتسمت على شفتيه ابتسامة غريبة:" آه, لماذا؟" سألته خائفة من ان تصدق حسن حظها.
- لم لا؟
- لأنك لا تعرفني.
- ليس بإمكانك أن تفعلي الكثير في قاعة مليئة بالنساء و رجال الأعمال.كما أنك أنت أيضا لا تعرفينني.
فقالت بتبلد:" لا يبدو عليك أنك من النوع الذي يقدم خدمات للغرباء."
- ليس عادة.ولكن في هذه الحالة سيساعدني هذا على الخروج من مأزق, أنا أيضا.
- آه...
و نظرت إلى الخاتم ثم وضعته في إصبعها. كانت على صواب فهو رجل لا يسير الا وفق خطة مرسومة. و لحسن الحظ تطابقت خطته مع خطتها الليلة:" لا بأس إذن, لن يدوم ذلك طويلا و أنا شاكرة لك. اسمي موللي ماغاير."
- موللي ماغاير؟
- أنا اعلم أن معنى اسمي في لهجتنا المحلية الإيرلندية هو بلادة الإحساس و لكن لا تصدق هذا.
بدت التسلية في عينيه وهو يقول:" أدعى نك بايلي."
و قبل أن تصافح اليد الممدودة, إذا بصوت امرأة مثير يخترق جو المقهى:" نك حبيبي, كنت أبحث عنك في كل الأنحاء.قال لي أحد الحرس إنه رآك تدخل إلى هنا."
استدارت موللي فرأت امرأة مثيرة داكنة الشعر.وللحظة, تمنت لو أن شعرها هي البني الفاتح القصير طويل أسود كشعر هذه المرأة, ولو أن بإمكانها أن تبدو ممتلئة داخل ثيابها كهذه المرأة. أوقفت تأملاتها عندما انتبهت إلى أن جسم الرجل بجانبها قد تصلب و ازداد اقترابا منها قبل أن يحيي القادمة الجديدة:" متى عدت إلى المدينة يا كارمن؟"
قال هذا باتزان و لكن نبرة توتر بدت في لهجته لم تفهم موللي ما كان يحدث لكنها أدركت أن الأمور تتوتر.
- أخبرتك أنني سأعود, يا حبيبي, و ليس في نيتي الرحيل قبل أسابيع.
و تقدمت كارمن إليه لتعانقه ولكنه تحول جانبا وهو يضع ذراعه حول كتفي موللي:" موللي, أعرفك إلى كارمن هيرنانديز و هي صديقة قديمة.كارمن لا أعتقد أنك سبق و قابلت موللي... خطيبتي."
- خطيبتك؟
توهج وجه كارمن اللاتيني المثير غضبا:" ما الذي تعنيه بحق الله؟"
و نظرت إلى موللي غير مصدقة ثم عادت تنظر إليه متابعة:" إذا كان هناك من سيتزوج فهو أنا و أنت! أي لعبة تلعبها؟ لا أصدق هذا.لا يمكنك أن تتخلى عني بهذه السهولة. أنت لي وليس لامرأة أخرى."
و ازداد غضبها وتوهج وجهها.و حملقت بموللي بعينيها السوداوين:" لا أدري من تظنين نفسك, لكنه لي"
وشملت موللي بنظرة احتقار:" ليس لديك ما يجذب رجلا مثل نك." ثم عادت تنظر إليه:" نك..."
فقالت موللي :" ربما عليكما أن تتناقشا على انفراد." لقد لسعها كلام المرأة.أتراها تتقبل الإهانات بهذه السهولة؟
شدد نك ذراعه حول كتفهاو كأنهما يواجهان العالم معا. فكرت في أنه تمثيل حسن من جانبه رغم أنها تساءلت أي وضع جعلت نفسها فيه.كانت تظن أنها بحاجة إلى عون, لكن الظاهر أنها ليست الوحيدة في ذلك. هل كان نك في نفس وضعها؟ يا للسخرية! ومع ذلك فهذا يفسر سرعة موافقته على اقتراحها الغريب وشعرت موللي و كأنها دفعت إلى خشبة المسرح من دون نص مسرحي.
قال نك مواجها ثورة كارمن:" ولكننا انفصلنا منذ أسابيع."
قال ذلك بلطف لكن موللي شعرت بالفولاذ وراء هذه الكلمات.وكانت تحب الرجل الذي يخفي النار وراء هدوئه. و أجابت المرأة بلهجة مثيرة وهي تمد يدها لتمسك ذراعه:
- نعم, أنت قلت إن علينا أن ننهي الأمور بيننا, لكنني لست مستعدة لذلك,فأنا أحبك,و أنت تعلم هذا.
- كارمن, لقد انتهينا ولا شيء في العالم يمكن أن يغير هذه الحقيقة.هذا إلى أنني خاطب الآن امرأة أخرى. و رفع يد موللي يريها تألق الماسة في الخاتم.
بالكاد نظرت المرأة إلى الخاتم حتى حولت نظرها إلى موللي مباشرة:" ربما تظنين أنك أحرزت نجاحا بالغا في إغواء نيكولاس بايلي, ولكن دعيني أخبرك أن الأمور لا تنتهي هنا."
ثم رفعت عينيها الغاضبتين إلى نك:" لا يمكنك أن تتخلص مني بهذه السهولة أيها العاشق." ثم استدارت خارجة من المقهى بخطوات سريعة خلافا لتلك الخطوات البطيئة المثيرة التي دخلت بها.
قال الساقي:" انتهى الأمر بشكل جيد"
- اخرس. اجابه نك بهذا ثم ترك موللي و رفع حاجبيه:" هل نتوجه إلى حفلة <زنتك>؟ بعد تصرف كارمن ذاك سيبدو هذا سهلا."
- على الأقل هذا يجيب على سؤالي عن سبب موافقتك على هذا المشروع.فأنا أشك في أن جاستين سيصبح عاطفيا للغاية إذا سمع بخطبتي.
قطب نك حاجبيه:" ستهدأ."
فقال دوني:" لكنني أشك في أن تكون هذه آخر مرة تراها فيها.لو كنت مكانك لتوقعت رؤيتها في العرس,فهذه طريقتها الوحيدة للتأكد."
قال الساقي هذا فنقلت موللي نظرها بين الرجلين:" أي عرس؟"
فقال نك :" عرسنا طبعا. هيا بنا لنرى من يمكننا أن نصدمه في حفلة <زنتك>."

SONĒSTA
07-02-2008, 14:08
مرحبا
-----
أسفة لعدم دخولي المشروع مسبقا >> مشاكل في النت :مرتبك:
------
في البداية شكرا وردة قايين على جهدك في إنزال الرواية > كالعادة في وقت قصير ::جيد::
وفي انتظار روايات جديدة أخرى منكـ
-------
تبدو الروايات الجديدة رائعة ، وأنا متلهفة لقرآءتها
:)
وشكرا لك سحوورة على الفصل الرائع ، تبدو القصة مشوقة ;)
وفي انتظار التكمــلة

/
/

سونيستــا

سابرينا جاك
07-02-2008, 16:03
عزيزتي ماري انا اسفة جدا وارجو قبول اعتذاري وانشاء الله اذا ردت انزل رواية اعرض الموضوع على الاعضاء واذا وافقوا على المشاركة اشارك مع شكري لكم

shining tears
07-02-2008, 20:18
واااااااااااااااااااااااااو
رووووووووووووووووووووووووووووووووعة يعطيك الف عافية سحورة
الرواية تجنن وهذا من بدايتها اجل كيف نهايتها

تسلمين عنوني بنتظار البقية
تسلمين عنوني ماري على الجهود الرائعة

ماري-أنطوانيت
07-02-2008, 20:29
عزيزتي ماري انا اسفة جدا وارجو قبول اعتذاري وانشاء الله اذا ردت انزل رواية اعرض الموضوع على الاعضاء واذا وافقوا على المشاركة اشارك مع شكري لكم



هلا وغلا حبيبتي سابرينا...::سعادة::

ما يحتاج الاعتذار ولا شي...والمشاركه مفتوحه للكل..

بس لازم ترتيب مسبق عشان ما تصير بهدله في الموضوع..:D

وان شاء الله راح تكون روايتك ضمن الروايات القادمه باذن الله

وتسلمين عزيزتي.....

Fenetia
07-02-2008, 21:32
رواية روعة يا سحورة من بدايتها ومشوقة جدا وانا صوتلها بالمشروع

ومبسوطة كتير اني عم بقرأها يعطيك العافية عمري وبانتظارك

الحالمه*
08-02-2008, 12:41
مشكورة سحورة على الرواية الرائعه

هيونه المزيونه
08-02-2008, 12:42
وووواااااااااااااااااووووووو


شدي حيلك ياسحورة في انتظارك بكل شوق .

القلـ ساحرة ـوب
08-02-2008, 19:16
مرحبا
-----
أسفة لعدم دخولي المشروع مسبقا >> مشاكل في النت :مرتبك:
------
في البداية شكرا وردة قايين على جهدك في إنزال الرواية > كالعادة في وقت قصير ::جيد::
وفي انتظار روايات جديدة أخرى منكـ
-------
تبدو الروايات الجديدة رائعة ، وأنا متلهفة لقرآءتها
:)
وشكرا لك سحوورة على الفصل الرائع ، تبدو القصة مشوقة ;)
وفي انتظار التكمــلة

/
/

سونيستــا



هلا سونيستا نورتي بوجودك
و سعيدة بطلتك الحلوة علينا و لا تغيبي عنا مرة ثانية

القلـ ساحرة ـوب
08-02-2008, 19:20
واااااااااااااااااااااااااو
رووووووووووووووووووووووووووووووووعة يعطيك الف عافية سحورة
الرواية تجنن وهذا من بدايتها اجل كيف نهايتها

تسلمين عنوني بنتظار البقية
تسلمين عنوني ماري على الجهود الرائعة

الله يسلمك عمرك
انتي اللي تجنني يا عسل و تسلمي على الكلام الحلو
و ان شاء تعجبك الرواية

القلـ ساحرة ـوب
08-02-2008, 19:21
رواية روعة يا سحورة من بدايتها ومشوقة جدا وانا صوتلها بالمشروع

ومبسوطة كتير اني عم بقرأها يعطيك العافية عمري وبانتظارك


هلا و 100 غلا و منورة
و ان شاء الله دوووم مبسوطة
و مشكورة على متابعتك

القلـ ساحرة ـوب
08-02-2008, 19:26
مشكورة سحورة على الرواية الرائعه



تسلمي حبيبتي و نورتي بوجودك و طلتك الحلوة

القلـ ساحرة ـوب
08-02-2008, 19:29
وووواااااااااااااااااووووووو


شدي حيلك ياسحورة في انتظارك بكل شوق .



واااااااااااااااااااااااااو انتي اللي أروع ::جيد:: و يسلمو يا عسل على طلتك

الله بيعين و ان شاء الله بتنزل في وقتها

البسه الشقراء
08-02-2008, 19:31
هاااااااااااااااااااااااااااي يا أحلى بنات
شخباركم ؟انشاء الله بخير ؟
اولا احب احيي ماري انطوانيت والبنات اللي معاها على المجهود اللي بذلوه في سبيل كتابه اكبر قدر ممكن من الروايات واقولهم الله يعطيكم الف الف عافيه
ثانيا احب اقول اني قريت روايه ايظن وهي من اجمل الروايات اللي قريتها واتمنى انكم تجبونها مثل ما انا حبيتها
واخيرا اقولكم وقت ممتع في قراءه هذه الروايه الرائعه


اختكم:

"البسه الشقراء"

البسه الشقراء
08-02-2008, 19:32
حبيبتي القلوب الساحره ربي ربي يعطيج العافيه
كملي الروايه واحنا كلنا معاج

القلـ ساحرة ـوب
08-02-2008, 19:39
حبيباتي أخليكم مع الفصل الثاني

الفصل الثاني - تمثيل


كانت موللي و نك وحدهما في المصعد المتوجه بهما إلى الطابق الأعلى في ذلك الفندق المترف و كانت أفكارها تدور.ستدخل الحفلة مع هذا الرجل البالغ الحيوية, الذي يفترض أنه خطيبها.هل من الممكن أن تستمر هذه الخطبة؟ هذا ما فهمته كارمن في فورة غضبها. لكنها عند التفكير هل ستدرك مدى استحالة ذلك؟
قال بفظاظة:" ما فهمته أن رجلا تركك لأجل حبيبة أخرى و تريدين أن تبدي له انك مخطوبة لئلا يظن متكدرة بسببه."
فقالت و قد اغاظتها طريقته في الكلام:" أرى أن التدريب على الإحساس يلعب دورا هاما في حياتك."
- ماذا؟
- لا تهتم! أظنك فهمت ذلك.و إذا سمحت لي باقتراح لا أحد سيصدق أننا مخطوبان إذا بقي الغضب على ملامحك. هل يمكنك أن تبتيم أو ما شابه؟ و أثناء ذلك هل يمكنك أن تتظاهر أنك تراني فاتنة؟
- فاتنة؟
فأومأت:" دوما كنت أريد أن افتن أحدا.ألا تظن أن الخطيبة الجديدة يمكنها أن تكون فاتنة؟"
- تماما.
عرفت من لمعان عينيه أنه كان يسخر منها.فليكن مادام يفعل ما طلبته منه.ما تريده فقط هو أن تجتاز هذه الحفلة, و بعد ذلك يمكنها أن تؤلف قصة تفسخ بها خطبتهما خلال أسابيع قليلة.وعندما يرى زملاؤها في العمل نك فإن كل شفقة على موللي المهجورة ستتلاشى فورا. كان الاحتفال في أوجه عندما دخلا قاعة الرقص الفسيحة المزينة التي تطل على مناظر رائعة لسان فرانسيسكو.
- هاأنت أخيرا يا موللي؟ كنت أسأل عنك.
حياها رئيس الشركة " جون بيلينغز" ثم نظر إلى نك بفضول:
- مرحبا يا جون.أقدم لك خطيبي نك بايلي,و نحن آسفان لتأخرنا هذا فقد حدث ما أعاقنا.
سبق السيف العذل.و رجت أن لا تكون اقترفت غلطة كبرى.
- سعيد بمقابلتك، يا نك. لقد سمعت شائعات تقول إن فتاتنا موللي تصادق شخصا غير عادي.لا بد أن تعلم كم نحن فخورون بموللي وعملها. لقد كان حجر الأساس لهذا الاحتفال, و من دونها ما كنا أقمنا هذا الاحتفال اليوم.
توهج وجهها سرورا و دهشة. لم تكن تتوقع مثل هذا التكريم.و ازدادت دهشتها عندما وضع نك ذراعه حول خصرها و قال:" موللي ذات عزيمة بالغة لا تستسلم ما لم تحصل على ما تريد."
شعرت بالأحاسيس تتفجر من لمسته و نسيت طبيعة الحديث للحظة. لم يتملكها من قبل شعور كهذا من مجرد لمسة.ما الذي يحدث؟
تابع جون سيره و تحدث إليها آخرون أثناء سيرها يهنئونها على جودة تصميماتها متبادلين التحيات وكانت تقدم نك إلى الجميع.و فجأة أفسح القوم طريقا ليمر منه جاستين و بريتاني,و هدأ المحيطون بموللي و أخذوا يرقبون المشهد بشوق.
قال جاستين:" موللي, تسرنا رؤيتك.كنا نتساءل أين أنت.هل جد عليك عمل في آخر دقيقة؟"
- ماذا حدث يا موللي؟ كنا بدأنا نتساءل عما إذا كنت ستحضرين أم لا؟
قالت بريتاني هذا و هي تتأبط ذراع جاستين و كأنها غريق يتمسك بحبل النجاة.كانت الشقراء الطويلة ممشوقة القوام و الثوب الأزرق الفضي محكم التفصيل على جسمها النحيل. شهدت لها موللي بالأناقة الآن. و لكنها للمرة الأولى لم تهتم ببريتاني او جاستين.كانت تستمتع بتذوق لحظة النصر.
تقدم نك مادا يده:" أنا السبب فب تأخر موللي.أنا نك بايلي.هل تعملان لدى موللي؟"
كانت نظرة جاستين المجفلة لا تثمن.قطب جبينه وصافح نك وهو يهز رأسه:" أنا لا أعمل لدى موللي.بل نعمل معا أحيانا في المشاريع.أنا جاستين موريس محاسب في شركة <زنتك>."
و نظر إلى موللي :" لم أكن أعلم أنك ستحضرين مع شخص ما"

القلـ ساحرة ـوب
08-02-2008, 19:49
- أحقا؟ أجابته موللي و هي تنظر باسمة إلى نك و قد أجفلت عندما رأت الدفء في نظراته إليها.وعاد يحيط كتفها بذراعه بينما تابعت هي تخاطب جاستين:" ما الذي جعلك تفكر في ذلك؟"
قالت هذا دون أن تنظر إلى بريتاني بينما قال نك:" من الصعب أن أدع شيئا يشاركني في موللي. لكن هذا الاحتفال كان هاما يالنسبة إليها و لهذا جئنا,التأخر خير من العدم كما يقال." و مر على بريتاني بنظرة عدم اهتمام عابر ثم عاد بانتباهه إلى موللي.
كادت موللي تقهقه ضاحكة و هي ترى ذهول بريتاني فهذه بجمالها لم تعتد أن يرمقها الرجال بنظرات عابرة.نظرت موللي الى جاستين و شعرت بوخزة مفاجئة.لقد أضاعت أسابيع سدى في الحداد على نهاية علاقتهما, ثم هاهي ذي الآن لا تشعر بشيء.أتراها متقلبة إلى هذا الحد؟ أم كانت رغبتها مجرد مباهاة بأن لديها حبيبا تخرج معه إلى المطاعم الحديثة الطراز و إلى الحفلات و النزهات؟ مهما يكن فقد شعرت بالارتياح الآن كونها لم تعد تحت سحره,و لم يعد لديها ما تثبته لجاستين أو بريتاني.
قالت:" علينا أن نتابع سيرنا.لقد قابلنا جون و أنا أريد الآن أن يقابل نك شركاءنا اليابانيين الجدد."
- هل هذا خاتم خطبتك؟ سألتها بريتاني هذا و هي تحملق غير مصدقة في يد موللي. رفعت موللي يدها متباهية بخاتم زواج جدتها.عند ذلك التقط مصور صورتين فأجفلوا للوهج المفاجئ.
رتبت موللي نفسها ومالت قليلا باسمة نحو المصور بينما تراجعت موللي خطوة إلى الوراء إلى جانب نك ثم رفعت بصرها إليه باسمة:" هل نقترب أكثر من بعضنا البعض؟"
فمال إلى الأمام و همس:" هل ما فعلته يكفيك؟"
فقالت بصوت خافت:" عملك عظيم,و أنا أقدر لك هذا."
وسطع وهج آخر. قررت موللي أخيرا أن تدع جاستين و بريتاني يلتمسان الأضواء كانت مستعدة للذهاب فقد أكملت مهمتها.و قالت وهي تبتعد:" نستأذن."
وعندما أخذا يخترقان جموع الضيوف كانت يد نك على كتفها فقالت راضية:" هذا كل ما كنت أطلبه.شكرا."
- مواجهة جاستين و بريتاني... هل هذا هو السبب الوحيد لهذه الخدعة العظمى؟
- بريتاني أكثر, فأنا لا أطيقها لقد عملنا معا في شركة <زنتك> مدة سبع سنوات تقريبا و مع ذلك لم نتفق.
- إنها امرأة أنانية!
- معظم الرجال يجدونها فاتنة.
فقال بحزم:" بل معظم الرجال يجدون جسدها فاتنا وهذا مختلف."
- لا أدري ما الفرق
- ربما عليك أن تكوني رجلا لتدركي الفرق.والآن أخبريني يا موللي ماغاير,ما هو عملك في شركة <زنتك>؟ فكرة رئيسك عنك رفيعة.
- عملت في الشركة منذ تخرجت من كلية الفنون.وأنا أحد مديري القسم الفني الآن و حديثا حالفني الحظ و حصلت على مشروع شركة<هاماكوموتو>.
- هل أنت محظوظة ؟ أم موهوبة؟
فضحكت:" يعجبني تفكيرك.أنا أهتم بالتصميمات التخطيطية و الإعلانات."
- وماهو دور جاستين في كل هذا؟
إنه رجل ارتبطت به فترة من الزمن, لولا تصرف بريتاني الفظيع لما كان لانفصالنا أهمية كبرى.لكنها امرأة قذرة و قد سئمت من موقفها المتعالي. و نظرت من فوق كتفها فرأت المرأة تتحدث إلى المصور.ربما ترتب أمر صورة أخرى يمكنها أن تفيدها بشيء: "جاستين هو أحد المحاسبين المتنفذين في الشركة و نحن غاليا ما نعمل معا. أردت أن أسترد كرامتي أمام بقية الفريق فمن الصعب أن أشعر دوما أنني موضوع شفقة حين أدخل أي مكتب."
- إذا أنجزنا المهمة و انتهينا هنا؟
فأومأت:" حالما ننتهي من الحديث مع زبائننا.هل أنت مستعجل للرحيل؟"
فهز رأسه:" كانت مواجهتنا هنا أخف من مواجهتنا لكارمن."
ابتسمت موللي و هي تومئ محيية ضيفا آخر:" لو كان جاستين لاتينيا أتظنه كان سيظهر الغضب؟"
نظر نك إلى الجموع فرأى جاستين:" لا, إلا اذا كان هذا يخدم مصالحه."
- إنه يركز على الفرصة الرئيسية التي هي ترقيته.ولكن ألسنا جميعا من الطراز نفسه؟
- ربما كلامك صحيح.
رغم شكوكها الماضية, أدركت أنها مستمتعة بالحفلة.كانت تشعر بوخزة ذنب في كل مرة قدمت فيها نك بصفته خطيبها, و لكن خفف من ذلك علمها بأن أكثر من تحدثت إليهم لا يعرفونها إلا من خلال صلة العمل.فرتبت الأمر بحيث ينتشر خبر الانفصال خلال أسبوعين. انتهت الحفلة حوالي الثامنة, ولم يكن لديها ما تشكوه بالنسبة إلى اهتمامه الذي كان مركزا عليها طوال الوقت.في الواقع كان ذلك نصرقا ذكيا منه. و تملك موللي شعور بالأسف لانتهاء الحفلة.
- شكرا لك مرة أخرى نك.و أنا ممتنة لك كل ما فعلته.
- العون كان متبادلا. كان دوني يعلم أن كارمن ستثير المتاعب.
- ألم تتكهون أنت بذلك؟
- لقد انفصلنا منذ شهرين و هي تعلم ذلك لكنني سمعت أنها قادمة هذا النهار, ففكرت في مواجهة في المقهى في مثل هذا الوقت أسهل منها في مكان أكثر ازدحاما. ذلك أنني لم أكن أريد أن أنفرد بها.إياك أن تثق بامرأة تحتقرها, كما يقال.
- هذه نصيحة سأتذكرها دوما. إنها تبدو من النوع المولع بإثارة المشاكل بين الناس
- إنها تحب الاستعراض مثل بريتاني صديقتك.
- أرجوك برتاني ليست صديقتي.ولا أريد أن أراها مرة أخرى.
- لكنها ستكون غدا صباحا في الشركة كعادتها.
- آه حسنا هناك أشياء يجب الصبر عليها.
على الأقل ارتاحت موللي من شفقة زملائها في العمل.فقد سر أكثرهم بالتعرف إلى نك و بدت عليهم السعادة من أجلها.
- هل لديك سيارة؟
- لا فقد جئت في تاكسي.سأنادي سيارة و أصل إلى البيت بسرعة فائقة.
أومأ إلى حارس الباب فأحضر لها تاكسي في لحظة. فمدت يدها إليه لتصافحه:" شكرا مرة أخرى يا نك لمساعدتك."
- أنا واثق أن للخطيب بعض المزايا. ثم أخذها بين ذراعيه في عناق سريع.
ما الذي حصل؟ لم تدرك موللي ما يحدث. عدة ساعات من الثرثرة مع هذا الرجل وما زالت جاهلة به.لم تتوقع عناقه ولا استجابتها له: "الوداع , يا موللي ماغاير."
تنهدت و هي تنظر إليه من نافذة السيارة التي كانت تبتعد بها. جاستين ليس الرجل الذي يجب أن تبكي على فراقه إنما هذا الرجل نك بايلي .



ملاحظة: حبيبات قلبي ممكن اتاخر بتنزيل الفصل الثالث كم يوم
بسبب ظروف قاهرة و اخليكم تستمتعوا بالفصل و ان شاء الله ما باتأخر عليكم

القلـ ساحرة ـوب
08-02-2008, 19:52
حبيبتي القلوب الساحره ربي ربي يعطيج العافيه
كملي الروايه واحنا كلنا معاج



هلا و الله بأحلى بسبوسة و الله يعافيج و تسلمي عالطلة الحلوة
و على الذوق الحلو و الرواية هذه من احلى الروايات عندي