PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ مشروع لأكبر تجمع روايات عبير وأحلام المكتوبة نصا ]



صفحة : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 [19] 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46

نايت سونغ
02-02-2010, 15:14
بصوت اجش قائلا :
- حتي نلتقي فيما بعد اذن .
و ابتسم ابتسامة اخيرة قبل ان يبتعد .:cool:
اوضحت اوليفيا قائلة بتعجب :
حسنا ! لا اعتقد اني رأيت بيرس يتأثر هكذا من قبل اطلاقا انك بالتأكيد اصبت سهما هناك يا اليكس .
كانت تأكل ذلك بالتأكيد , عرفت اليكس انها وقعت في الحب من اول نظرة رغم انها ما كانت تثق بذلك فعلا و تاهت عن بقية المسرحية كلها لان افكارها كانت تسرح بعيدا جدا و لم يكن باستطاعتها ان توري ما حدث رغم انها صفقت بالنهاية و بدا ان الحياة عادت اليها فقط عندما خرجوا اخيرا الي البهو و رأت بيرس ينتظر عند الباب .:تدخين:
كان العشاء في المطعم القريب اكثر من عشاء عادي من جراء المشاعر الجديدة التي غمرت قلبها و في ما بعد .. لم يكن هناك ادني شك من ان بيرس سيوصلها الي المنزل .
سار معها حتي باب الشقة التي كانت تستاجرها و اخذ منها المفتاح و فتح الباب و بقي ممسكا بيدها عندما اعاد المفتاح ثم اخذ ينظر الي وجهها المضطرب .
و تمتم يأنين متحسر غريب قائلا :
- اليكس بتراكوس من كان ليعتقد انك تدخلي حياتي و تقلبينها رأسا علي عقب ؟ .
حركت تلك العبارة اشياء غريبة في رأسها , سألته :
هل فعلت ؟ ..
افترت شفتاه عن ابتسامة ساخرة و اجابها :
آه , اجل , بكل تأكيد و لم اكن اتوقعك .
لم اكن اتوقعك انا ايضا اتيت الي هنا للعمل و ليس .... تلعثمت و ترقفت في الكلام .
ليس ...
و هو ينظر في عينيها بغموض و اضاف :
- ربما ليس من الذوق السليم ان ادخل مزلك في اول موعد لنا لكن رغبتي تعرف اني اريد ذلك .
سرقت الرقة التي غمرت صوته انفاسها سألته :
اهذا موعد ؟
الاول من بين العديد .
قال بعد لحظات صمت :
الرجل الحكيم ينسحب عند هذه النقطة و لكن يبدو انني لا استطيع و ستتناولين العشاء معي غدا .
لم تفكر حتي ان تقول لا لكن لم يكن لديها فكرة كم ستغير كلمة نعم التي ستقولها حياتها .
ذهبت معه لتناول العشاء عشية اليوم التالي و مرت الساعات بسرعة و في الوقت الذي اعادها فيه الي المزل كان حبهما اصبح عميقا جدا كان شخصا يسهل التحدث اليه , مهتما بكل ما تقوله و عندما اخذ بالكلام عن نفسه انشغلت بتأمل تعابير وجهه المتغيرة و الاستماع الي نبرة صوته الرقيقة و لكنها رغم ذلك كانت مأخوذة به .
لم تلتق رجلا مثله في حياتها انه وسيم و انيق آسر بشكل لا يوصف جعلها تفتتن به فكان بيرس كنسمة هواء منعشة بالنسبة لها .
اختار ان يرضي احاسيس اخري فأصبح كل موعد مغامرة و هو يطلعها علي تجارب جديدة و مثيرة فقد يخضعان يوما الاستماع الي الاوبرا الجليلة حيث يذهبان بعدها لتناول العشاء في مطعم راق و قد يسيران في اليوم التالي حفاة الاقدام علي الشاطيء البحر و كان ذلك الانجذاب الضمني بينهما و لكن كان ذلك دائما ضمن الحدود و ثم وفي احدى الليالي و فيما كان جالسا علي الاريكة في منزلها قال لها بصوت اجش :
عندما اخذك الي منزلي يا اليكس سيكون ذلك بعد الزواج و ليس بعلاقة عابرة .
و فيما كانت تنظر اليه دمعت عيناها و سالته بلهفة تحمل بعض الشك :
- اتريد ان تتزوجني ؟
ابتسم ابتسامة ساخرة و قال :
اعتقد انه علي ان افعل ذلك قبل ان افقد سيطرتي علي نفسي .
بحثت بعيناها في عينيه كانت تريد ان تتأكد و قالت له :
تعرف انك لست مرغما علي الزواج بي , يا بيرس .
كانت نظرات عينيه الزرقاوين تحرقها ثم قال لها متهما :
اعرف لكن اما الزواج او لا شيء ام انك لا تريدين الزواج مني ؟
صرخت : اوه لا ! اني اريد الزواج منك يا بيرس و انا احبك كثيرا .
و بعد ثوان قليلة اوضح قائلا بصوت عميق :
- اذن سنتزوج حالما استطيع الاعداد لذلك , لن تمانعي ان كنا نحن الاثنين فقط ؟ لا اصدقاء و لا عائلة ؟
نظرت اليه و السعادة تغمرها و قالت :
ابي و امي لن يعارضا طالما سأكون سعيدة .
و هكذا تزوجا بعد ايام قليلة في لوس انجلوس دون ان يخبرا احد ابدا و استدعيا شهود علي زوجهما اشخاص غرباء لا يعرفونهما , و اتجها بسرعة من حيث مراسم الزواج الي المطار ليلحقا بالطائرة المتجهة الي نيويورك , لم يكن يقلقها انها لا تعرف عنه سوى القليل جدا , عدا انه اميركي و رجل اعمال لقد وقعا في حب بعضهما البعض و كان وقتهما ثمينا جدا للاهتمام بامور كهذه عرفت انه رجل اعمال ناجح لقد اكتشفت ان الحب هو كل ما يحتاجناه ليكونا سعيدين

نايت سونغ
02-02-2010, 15:21
كان الوقت متاخرا جدا عندما وصلا الي شقته ووجدت اليكس نفسها فجأة متوترة قد تكون هذه هي المرة الاولي التي يتواجدا فيها معا بمفردهما بالفعل , و ما ينتظرها في تلك الليلة جعلها ترتجف من الخوف لم تتواجد مع رجل لواحدهما تحت سقف واحد طوال عمرها البالغ واحد و عشرون عاما , كان مزاجه غريبا . كان هادئا طوال الوقت الرحلة و منشغل الباب و عندما تكلم كان هناك تكلف غريب في تصرفه الامر الذي وجدته مثيرا اللاعصاب قليلا .
و عندما استمر في مزاجه الغريب حتي عندما كانا يتناولان الوجبة التي كانت مدبرة المنزل قد اعدتها لهما و التي لم يكن ايا منهما يتناولها بشهية و جدت نفسها مجبرة علي الكلام فسألته :
- هل كل شيء علي ما يرام ؟
استمر بيرس بتقطيع اللحم دون ان يرفع نظره اليها ثم رمي السكين و الشوكة جابنا و رفع عينيه لتلتقي نظرتها الخائفة بنظره كانت تعرفها جيدا و التي جعلت قلبهايدق بقوة في صدرها .
قال موضحا بصوت اجش :
لا , الامور ليست علي ما يرام و انا اريدك يا اليكس .
و كانت تلك الليلة اجمل ليلة عرفتها في حياتها , ليلة دخلت فيها الي عالم جديد لم تعرفه من قبل .
تقلبت اليكس في مخدعها في الصباح و سرت جسمها موجة دافئة من السعادة الكلية لانها لم تعد اليكس بتراكوس بل السيدة مارتينو .
لكن كل ذلك كان الليلة الماضية و لقد اشرق الصباح الان و كل ما عليها القيام به هو ان تمد يدها و تلمس شعره الداكن .
كانت حركة لم تكملها مطلقا , لا , زوجها انتفض بعيدا عند اول لمسة لها , جلس و دفع الغطاء و صرخ قائلا :
لا تلمسيني .:mad:
و صدمتها نبرات صوته الثائرة مما جعلها غير قادرة علي الحراك :مندهش:لكن فقط لجزء من الثانية ثم نهضت هي ايضا و هي تنظر اليه دون ان تصدق ما سمعته اذناها , فيما كان هو يبتعد عن السرير بخطوات ثابتة , ازاحت بيد مرتجغة خصلات شعرها الطويل و قد غشت عينيها الرمادتين سحابة من الالم ز
سألته بنبرة كانت تتأرجح بين الدعابة وادعة و رعب مما يحدث :
ماذا ؟
بدا و كان زوجها الطويل النحيل الداكن الشعر تثلب لدي سماعه صوتها لكنه لم يتوقف تقدمه نحو الحمام استجمعت اليكس افكارها المبعثرة و نهضت من الفراش بسرعة , عليه ان يفسر لها معني تلك الكلمات ان كان يريد ان تعتبرها مجرد دعابة ان كانت حقا كذلك .
استطاعت اليكس ان تبقي صوتها طبيعيا بجهد كبير و لكن رغم ذلك كانت صدمتها جلية عندما نادته قائلة :
بيرس ليس ذلك مضحكا يا عزيزي .
و صدف ان بيرس كان منحنيا فوق المغسلة بانتظار ان يمتليء الحوض بالماء فأقفل الصنبور الماء قبل ان يميل برأسه نحوها لم تستطع ان تحبس تنهيدة خانتها فيما كانت عيناه تتفحصانها من رأسها حتي اخمص قدميها بازدراء و انتباتها موجة مؤلمة من الشعور بالاذلال لم تخالجها من قبل قط فاتسعت عينهاها و شعرت بشيء ثقيل و بارد كالحديد يمل معدتها .
كان صوت بيرس يحمل اهانة ايضا عندما تكلم قائلا :
لم اتخيل للحظة انها كذلك .:مكر:
لم تستطيع ان تصدق انه يقول شيئا يؤلمها هكذا , ليس بهذه البرودة , لم كتن دعابة , بل كانت شيئا حقيقا مريعا اكثر من ذلك و كان عليها ان تعرف ما هو قبل ان ينهار عالمها و يتحول الي حطام فقالت :
بيرس ! ماذا حدث ؟ ما الخطب ؟:confused:
كان بيرس منشغلا بوضع الصابون علي ذقنهالا انه توقف ليرميها بنظرة ساخرة كأنها تحط من قدرها و قال :
مالذي جعلك تعتقدين ان هناك خطب ما ؟::مغتاظ::
و تعثرت في شرك من الارتباك حتي الامس كان محبا للغاية والان .. بحثت يائسة في فكرها عن جواب ما اي شيء قد يوقف التيار المظلم من الالم سألته :
- هل هناك شيء ما فعلته ؟ هل انت نادم علي الزواج مني ؟ :(
لقد كان الشيئ الوحيد الذي يمكن ان تفكر به .
ضحك لسماعه ذلك و قال دون اي اثر ينم عن المزاح :
لا كان عندي كل العزم للزواج منك :مكر:. كان ذلك ما اردت .
كان ذلك هو الجواب الذي ارادت سماعه ولكنه يحمل في طياته ما اصاب قلبها بقشعريرة . لقد بدا باردا جدا و خاليا من العاطفة كجوال في متاهة , عرفت ان هناك طريقا واحد للخروج من هذخ المتاهة و ذلك ان تتبع الممر الذي وضعها فيه و قالت :
قد تكون اردت ذلك لكن اعرف ان هناك خطب ما , لست حمقاء كثيرا , بقدر ما ابدو بالنسبة اليك الآن , اعرف فقط انه مهما كان الامر فبأمكاننا ان نحله سويا , هذا كل ما يتطلبه الامر عندما يحب شخصان بعضهما الاخر .

نايت سونغ
02-02-2010, 15:26
لم يزعج زوجها نفسه حتي ان يوقف حلاقته فقال :
من قال شيئا عن محبتنا لبعضنا ؟ ::مغتاظ::
كان السؤال الفظ ضربة قاضية هزت كيانها . شعرت اليكس بألم في حنجرتها و هي تفع صوتها لتقول له :
لكنني احبك يا بيرس ؟
هذا اوافقك عليه . ::مغتاظ::
و رمقها بنظرة حادة من عينيه الزرقاوين جعلتها تدرك ما قصده .:مكر:
لم يكن لديها دفاعا تجاه الحقيقة التي ارادها ان تقربها و صرخت :- لااااا ! :eek:
كانت صرختها انكارا للألم المدمر الذي مزقها .
غسل بيرس بهدوء الصابون المتبقي و تناول المنشفة و قال :
لا , صحيح تماما ان النوم العميق قد جعل العجائب لادراكك .
شعرت اليكس انها ضعيفة جدا تمسكت بمقبض الباب حتي لا تقع ارضا فيما ضغطت يدها الاخري بشدة علي قلبها و قالت هامسة بأنكسار :
لقد اخبرتني بانك تحبني . :بكاء:
اذا فكرت بروية , ستتحققين بـأنني لم استعمل قط تلك الكلمات .
و جنح فكرها المعذب الي الوراء الي كل محادثة اجرياها و عرفت ان ذلك حقيقة فيوم اخبرته انها تحبه اجابها بيرس ... و قد اغمضت عينياها امام عينيه بقلق لقد ظنت انه قد اخبرها ذلك , لكن كلماته الفعلية كانت بانها لن تدرك عمق المشاعر التي يكنها في قلبه لها ! لم تكن حبا ! لم تكن حبا قط , كانت فقط ...
كان عليها ان تعرف , رغم ان ذلك المها حتي الموت فسألته :
لم تزوجتني يا بيرس ؟
اجابها و صوته يحمل تهكما محزنا :
لم ؟ تزوجتك حبا بالانتقام . :مكر:
دوت الكلمة كالقصف في اذنيها و سألته :
الانتقام ؟ لكن ذلك لا يفسر شيئا , من اجل ماذا ؟ ماالذي فعلته ؟
عندما رأت الغضب في عينيه:mad: , غضب شديد ازاح جانبا كل الازدراء المريع و سألها قائلا :
هل حفيدة يانس بتراكوس لا تعرف حقا ؟ لا استطيع تصديق ذلك , يا عزيزتي اليكس ابحثي في ثانيا ذاكرتك , و انا متأكد انك ستجدين الحقيقة بالطبع , ان لم تستطيعي تدبر الامر يمكنك دائما اللجوء الي طلب ذلك .
سيطر علي غضبه بذلك الاشتخفاف الساخر و تابع قائلا :
والآن ان كان عليّ الوصول الي المكتب عند الساعة الثامنة و النصف , يجب ان اغتسل الآن الامر الذي افضله مع قليل من الخصوصية ان كنت لا تمانعين .
اقفل بيرس الحمام بوجهها بعد ان اطلق رميته الفاصلة و رأها تصيبها في الصميم .
تعثرت اليكس علي بضعة اقدام من فراشها و سقطت منهارة عليه , كانت اطرافها ترتعش و كأنها قد شلت فيما كانت افكارها مشوشة , الوقاع الوحيد الذي تغلغل في اعماقها انه انه لم يكن يحبها . كانت الكلمات تدور و تدور في رأسها و كأنها اسطوانة معطلة , و عندما دخل بيرس عليها بعد دقائق قد رمقها بنظرة سريعة , راقبته بوجه شاحب و عينان غائرتان . لم يكن هناك اثر لتلك اللطافة المحببة , فقد بدا الآن قاسيا مظهرا لونه الحقيقي .
توقفت قليلا بعد ان ارتدي بدلته الرماديتان الداكنة متجاهلا وجودها قبل مغادرته و قال :
ان اسم مدبرة المنزل هو السيدة رانسوم ، ان احتجت الي اي شيء اسأليها فقط .
لم يكن لدي اليكس رباطة الجأش اللازمة لتجيب , ولم يكن بيرس منتظرا لسماع ذلك . و تركها دون ان يضيف كلمة اخري , تركها بمفردها برفقة تعاستها لشعورها بالغدر و افكارها المعذبة , بعد دقائق ظهرت السيدة رانسوم لتسألها ان كانت تريد تناول الفطور , كانت اليكس في مكانها دون حراك ووجهها الشاحب خاليا من اي اثر للدموع التي ابت ان تتساقط لم تكن تشعر بالخدر مع انها تمنت ذلك الامر الذي يضع نهاية آآمها .
رفضت بهدوء تناول الطعام جاهدة تصنع ابتسامة علي وجهها و هي تقول :
لا شكرا يا سدية رانسوم , مازالت اشعر بتعب من عناء السفر .
التذرع بحجة تلك الظاهرة الحديثة كان اسهل بكثير من اخبارها الحقيقة التي كادت ان تفشيها لم تكن تكبحها بقولها :
اعتقد اني بحاجة للراحة اكثر من الاكل .
اومأت مدبرة المنزل برأسها و قالت :
حسنا يا سيدة مارتينو . اتسمحين لي ان انتهز هذه الفرصة لأتمني لك و للسيدة بيرس السعادة ؟
لم تعرف اليكس بماذا تجيب , اتضحك ام تبكي . السعادة ؟ لا بد و انها قد قدمت لها جوابا مقبولا , لأن مدبرة المنزل ابتسمت و غادرت المكان و سقط القناع فيما انخفضت رأسها و قد اظهرت انحناءة عنقها انكسارها المريع . لم تعرف ماذا عنى بيرس بكلامه , فعائلتها لم تمسه بسوء , حتي انها لم تسمعهم يذكرون اسمه قط لكن بيرس كان متأكدا جدا , قال انه يريد الانتقام , لذا اعد خطة ليخدعها و نصب لها فخا لهذا الغرض و لهذا الغرض . لقد امضي اسابيع و هو يلاحقها طالبا يدها للزواج مستعملا كا جاذبيته ليقنعها بهيامه لتكون زوجته حتي يتمكن من نبذها بخشونة بهذه الطريقة .
غطت وجهها بيديها و لكنها احبته ايضا ! كيف يمكنه ان يخدعها هكذا ؟ هذا ليس عملا انسانيا , كان خاليا من المشاعر .. و احست بان قلبها قد تمزق الي اشلاء , حتي ان شرايينها كانت تنزف الما , فيما كان الالم يتعاظم كان يفسح المجال تدريجيا لولادة غضب عارم و حارق .
لم تفعل شيئا حتي تستحق هذا ! كانت صرخة من اعماق قلبها ! اجابت عليها دماؤها . شعرت فجأة انها تريد ان تؤذيه كما اذاها . ملأت تلك الفكرة جوفها بلهيب متوهج , مجرد ذكري كيف منحت كل حبها و شقتها لهذا الرجل جعلتها تعشر بوصمة ععار في اعماق روحها , حرارة الدموع احرقت عينيها , لكنها رفضت البكاء امامه و لقد رماها في الحضيض , لكنها لن تدعه يراها باكية .
عادت اليكس من رحلتها من الماضي و قد احست بقشعريرة ووضعت كوب العصير جانبا دون ان تشرب منه شيئا و اخذت تفكر ذرتعيها براحة يديها لتزيد فيهما بعض الدفء , فالانتقام الذي سعت اليه من خلال غضبها و المها لم يتحقق بعد , فقد كانت هيه البداية فقط . لم يحدث معها شيء مؤخرا اثر بها كما فعل بها و فقد اصابها الاذي عميقا متخطيا كل ما عداه .
حتي الآن كما اخبرت بيرس بان فترة زوجهما القصيرة قد لقنها درسا , درسا قيما . لن تقع ثانية مصيدة كذب لرجل ثانية , و لن تفسح له المجال ليسيطر علي حياتها , و لن تكون له القوة ليتلاعب بها و يؤذيها , لن تلطق العنان لأحاسيسها ان تقودها للغرق في نفس المياه الخطرة حاجبة عنها الرؤية الصحيحة .
لقد تلقت انذارا الليلة بأن جاذبيتها طاغية و قد اكتشفت مدى هشاشة انوثتها التي جعلتها ضعيفة امامه ، اذن يجب ان تحترس و تبقي ذهنها صافيا وان لا تدع عاطفتها تتغلب علي منطقها . كانت الطريقة الوحيدة التي تجعلها متقدمة عليه خطوة واحدة الي الامام , انها لا تثق به . لقد تعلمت ذلك بطريقة قاسية .
مهما كانت الخطة التي لديه فعليها ان تكون علي حذر منها , انها تعرف كل شيء عن شركة مارتينو الآن , كانت متنوعة جدا , كانت هناك شكوك حول تهديده بالاستيلاء , فقد كانت لديه عادة الحصول علي الشركات المنهارة حيث يعمد الي تجزئتها ثم يبيعها كسبا للربح و ان كان هذا ما يفكر به ناحية دار بتراكوس للنشر , فعليه ان يعيد حساباته ثانية .
كانت سمعة بيرس الشخصية ناصعة البياض ، فلديه لمسة ميداس . كان امرا نادرا ان تكتب عنه كلمة في غير مدحه , و مع ذلك فقد كان هناك فارق بين شخصه كرجل اعمال وز بين ما عرفت عنه مؤخرا كرجل . لة لم تكن امبرطورية بتراكوس في ضائقة مالية ماسة لكانت قطعا دونما الحاجة اليه , لكن عليها ان ترغم نفسها لتتغاضي عن كبريتئها و ان تكون عملية من اجل معيشة الالاف من العاملين في المؤسسة .
ان ابقت تفكيرها ضمن هذا الاطار فيمكنها ان تتولي امر بيرس , فقد نضجت كفاية علي مدى الخمس سنوات الاخيرة و عرفت انها اصبحت اكثر نباهة و ذكاء لن تكون جبانة و تفر هاربة , هذه المرة شتقف في وجهه و ستنتصر عليه .
كانت مجرد فكرة جعلتها ترسم الابتسامة مشدودة علي شفتيها و اخيرا شقت طريقها الي غرفتها , ربما يمكنها ان تنتقم اخيرا .:مكر:

نايت سونغ
02-02-2010, 15:29
تسلميييي خدووجة

انشالله تكون من حسن ظنك و تعجبك

::جيد::

khadija123
02-02-2010, 20:48
شكرا كثير حبيبتي نايت سونغ وتسلم أناميلك الحلوة ::جيد::
لحد الأن ما قرأته قد أعجبني كثيرا :d

@ NESREEN @
03-02-2010, 03:18
صبااااح ~ مساء الورد بنوتاااات
يسلمووو الغصن الوحيد وسماهر على الروايات
حوريتي الجميلة قريتها من زمااان هي ولقاء الغرباء ...
عقد الأصداااف جديدة أول مرة اقراها ...
غصونة اذا تقدرين اكتبي لنا بين السكون والعاصفة ...
نايتو ...
بمووووووووت بالقدر القاسي اول رواية من عبير اقراها ...
ومستعدة اقراها مليوووون مرة ولا راح امل منها ...

@ NESREEN @
03-02-2010, 03:23
شكرا كثير حبيبتي نايت سونغ وتسلم أناميلك الحلوة ::جيد::
لحد الأن ما قرأته قد أعجبني كثيرا :d


بقية الأحداث اروع و اروع وراااح تحبين هالرواية كتير

@ NESREEN @
03-02-2010, 03:25
انتظروني بروااااية جدبدة بعد الانتهاء من الإختبارات

نايت سونغ
03-02-2010, 12:51
يسلمووووووو خدوجة كلك ذوق :o

نوووووووسة والله اشتقنا وين هالغيبة يا عسل

ع فكرة انا كمان القدر القاسي اول راوية اقراها و بحبا كتيييير :rolleyes:

ناطرينك جديدك و بالتوفيق في الامتحانات ::جيد::

نايت سونغ
03-02-2010, 13:00
الفصل الثالث


ارتدت اليكس ثيابها صبحية اليوم التالي بعناية زائدة فلقاؤها هذا مع بيرس سيكون امتحانا لادارة كل منهما و تقضي مصلحتها ان تظهر واثقة بنفسها تماما لذا اختارت لنفسها ثوبا اسود اللون زينته بدبوس مرصع بالالماس علي الياقة , كانت قد ورثته عن جدتها و و كجعلته متكاملا بوضع اقراط ماسية في اذنيها و سلسلة ذهبية بسيطة حول عنقها .
تقدمت نحو المراة و نظرت فيها لتري مذي الاثر الذي قد يتركه ظهورها امامه كانت مسحة من الزينة وضعتها متقنة و خفيفة وكانها لم تضع شيئا , و رضيت عن نفسها , انها تبدو امراءة اعمال تسيطر علي حياتها تماما , لقد عملت بجد لكسب عيشها و كسب الاحترام الذي تتلقاه الان , و لم تكن لتخخلي عن ذلك بسهولة .
كان الوصول الي المكتب امرا نرهقا دائما . لكن اليوم سبب اخر زاد من ذلك كان الوصول متأخرة اخر شيء تريده اليكس فهي تعرف كم من الصعب تعويض الوقت الضائع و ابقاء بيرس منتظرا الم يكم جزءا من خطتها انها ارادت ان تريه بامكانها المحافطة علي برودة اعصابها تحت الضغوط , و لحسن الحظ كانت الامور تسير لصالحها و سرعان ما استقلت المصعد من موقف السيارات السفلي ليوصلها الي مكتبها الي الطابق الاعلي عرجت اليكس علي سكرتيرتها المنكبة علي عملها بجد قائلة لها :
طاب صباحك يا روث ؟
نظرت اليها المراة بابتسامة و قالت :
طاب صباحك يا اليكس , كيف حال والدك ؟
اجابت اليكس و هي تنقر بأظافر اصابعها المطلية بلون زهري علي سطح طاولة المكتب الامعة قائلة :
بخير ، اسمعي من الافضل ان تغادري مكانك سيأتي احدهم لزيارتي عند الساعة العاشرة لذا اريدك ان تخلي المكان لي .
تناولت روث المفكرة و قالت :
هناك فقط موعد مع السيد جونسون من الاتحاد مدّون هنا لفترة قبل الظهر .
قطبت اليكس جبينها فالاتحاد كان يسبب لها الآما منذ ايام و كانت تبعدهم عنها حتي تصلها بعض الاخبار المؤدة لذا قالت :
حسن ، لن يعجبه هذا ، لمن ما باليد حيلة ، حاولي ان تجدي له موعدا في فترة بعد الظهر ولكن ان لم تفلحي اخبريه , اخبريه باننا سنحدد له موعدا آخر لأن النور قد يلوح في نهاية النفق .
انتصبت اذنا روث التي كانت قلقة علي وظيفتها كأي شخص اخر و سألتها :
هل هناك بصيص نور ؟
لاكت اليكس شفتيها باقتضاب :
كل هذا يعتمد علي لقائي مع بيرس مارتينو .
تسألت سكرتيتها بتلهف واضح :
تعنين ببيرس مارتينو نفسه الذي يعمل في تجارة السفن .
لسوء الحظ لم يكن هذا الكلام مدعاة فرح بالنسبة لأليكس التي اكدت لها ذلك , تنططت روث من مقعدها و قالت :
تعرفين للمرة الاولي اشعر حقا بان امورنا قد تتحول, و علي اي حال , لقد فعل العجائب بتلك الاسطول اليس كذكلك ؟ محولا الخسارة الي ربح بأسرع مما تتصورين .
تمتمت اليكس ياكتئاب قائلة :
اجل , قد يكون صحيحا . لكن افضل ان لا انتشري هذا الخبر حتي نعرف طبيعة الاتفاق فان بيرس مارتينو لا يفعل شيئا دون مقابل ابدا .
تبدين و كانك تعرفينه ؟
استجمعت اليكس قواها لتضبط نفسها و قالت لها :
لقد سبق و التقينا . سأكون في كتب والدي ان احتجتني .
سارت الي مكتبها حيث القت بحقبيتها علي الطاولة المكتب قبل ان تدخل مكتب والدها عبر الباب الذي يصل بين المكتبين , بدا المكتب دون وجود والدها علي كرسيه النحرك كانا الحياة قد هجرته , و لم تستطعبأية طريقة ان تتخيل انه لن يعود الي هنا و كان علي ستيفن بتراكوس فوق ذلك و ان كان ما يقوله الاطباء صحيحا. ان يحدث تغيرا سريعا في نمط حياته ان كان يرغب في البقاء حيا مدة طويلة .
اتجهت الي الخلف طاولة المكتب و مررت يدها فوق الجلد اكرسي الناعم وثم ببطء القت نفسها علي مقعدها الوثير و قد غمرها احساس انها بذلت كل ما في وسعها , كانت الكرسي كبيرة جدا عليها , انها بحاجة الي ستيفن بتراكوس اخر يملأها ن و جعلتها معرفة ذلك تشعر بالتعب لقد حلت محل والدها لآن الجميع توقعوا ذلك منها , حتي هي نفسها و الآن ها هم يتواقعون منها القيام بالعجائب .
و دارت في الكرسي حتي اصبح بامكانها ان تسرح بنظرها عبر النافذة ، كانت تعرف انها نجحت بما قامت به لكن ذلك كان علي الصعيد الاعلاني للاعمال ، فلم تكن الادارة امر تهدف للحصول عليه و مع ذلك بذلت كل ما في بوسعها و كانت تشك في ان احدا غيرها يعرف حجم الديون التي تراكمت علي والدها الامر الذي اظهر لها رجلا يتحلي بفسحة من الاحتيال لم تكن تعرف انها موجودة من قبل . و رغم ذلك فقط ادركت من خلال اللقاءات مع المدراء الاخرين ان الجميع ليسوا غافلين عن ذلك الامر مثلها و جعلها توسع الشركة بشكل متطرف و حجم الفوائد الدفوعات الذي تم عبر قروض ضخمة من المصرف و نظم لبدء مشاريع جديدة تشعر بالغثيان بدا ان المال يتدفق الي خارج الشركة لا الي داخلها مما جعل الامر يبدو ككابوس لا عجب ان عاني والدها من نوبة قلبية ، فما كانت الشركة بحاجة اليه هو حفنة كبيرة من السيولة و يد قوية لتكبح الفرامل .
تنهدت بصوت عال , و كان من السخرية الاقدار المريرة ان الشخص الوحيد الذي يملك الحل هو زوجها السابق و لم تكن ترغب في اقامة علاقة عمل معه لأنها كانت تعرف في اعماق نفسها ان الثمن سيكون باهظا , ففي المرة السابقة كان جدها هو من عاني , ربما الامر لم يكن ذا قيمة كبيرة لكن اسطول السفن التجارية العائد لعائلة بتراكوس كان مصدر فخر له , و فقدانه ليس مباشرة انما علي المدي الطويل . و رغم ان نظراها كانت ما تزال علي العالم الخارجي الا ان منظرا تخر انعكس علي افكارها ، اسطول السفن التجارية لعائلة بتراكوس , فقبل خمس سنوات لم تكن تعرف بوجوده حتي ،لكنه امر لن تستطيع نسيانه اطلاقا ، كما انها لن تنسي ذلك اليوم الذي سمعت عنه أول مرة بين شفتي بيرس مارتينوو ...

نايت سونغ
03-02-2010, 13:09
باقي الذكريات :


رفعت اليكس رأسها عند سماعها صوت فتح الباب و اغلاقه و قد تبع ذلك نبرات صوت زوجها الخافتة و المميزة فنظرت بعنين مروعتين الي الساعة و دهشت عندما رات ان عقاربها تشير الي ما بعد الساعة السابعة مساء , لقد مر الوقت و هي تجلس علي الكرسي قرب النافذة سجينة في عالم النسيان حيث كانت احسيسها مخدرة بالسعادة . غادرت كما املي عليها كبريائها إنها ادركت ان عليها ان تواجه مرة اخري ، لقد قتل حبها له ، و استغلها دون ان يفكر بمشاعرها و هي تريد ان تعرف السبب فانها تستحق ان تعرف الحقيقة مهما كانت مؤلمة .
احست اليكس بنشنج عضلاتها و هي تنهض علي قدميها فقد كان جسمها كله و كانها قطعة صلب مؤلمة و شعرت بالبرد رغم انها كانت مرتيدة سروالا من الجينز و كنزة . عرفت ان احساسها ذلك كان ردة فعل و تمنت ان لا تخونها ملامحها عندما ترى بيرس . كان يعرف انه قد جرحها ، لآنه تعمد ان يفعل ذلك , مواجهته من جديد الآن لن تكون امرا سهلا ، و لعلها اصعب شيء قامت به في حياتها ، كان باستطاعة الغضب فقط ان يمدها بالقوة التي تحتاجها .
كانت الشقة كبيرة و لكن كل ما كانت تعرفه غيها هو غرفة الطعام و غرفة النوم . كانت تتوق الي معرفة اقسامها و لكنها هذا الصباح لم تشعر برغبة في ذلك ! و فيما هي واقفة في الردهة نظرت بسرعة من حولها ، كان هناك الي يسارها باب مفتوح جزئيا و الضوء يظهر من خلاله ـ ففكرت ان بيرس موجودا في اي مكان ن فعليها ان تبدا بحثها عنه هناك .
وجدت اليمس نفسها في حجرة جلوس واسعة حديثة التصميم و كانت الستائر المخملية تغطي الجزء الاكبر من احد الجدران , مما يعني علي الارجح ان نافذة تغطي ذلك الجزء و كان هناك ارائك و كراسي ذلت اذرع جميلة جدا حول مناضد منخفضة , كانت السجاد يخفي حتي اثقل وقع اقدام عليه كما ان الطلاء الجدران كان مبتكرا كانت لتجدها في اي وقت اخر غرفة مذهلة جدا لمنها الان كانت متوترة جدا للاستمتاع بأي شيء سطحي كهذا , كانت هناك مدفاة في الجهة الكقابلة رغم انها لم تكن مشتعلة اتجهت نحوها بخطوات هادئة ، كانهما اقترابها من الكدفأة يدفيء اصابعها البادرة كالثلج .
جعلتها قرقعة الثلج علي الزجاج تدير رأسها بسرعة لقد كان بيرس واقفا الي جانب منضدة يراقبها بعنين غائمتين .
اتودين تناول عصير الليمون قبل العشاء .
كان سؤاله كصفعة علي الوجه كيف بامكانه ان يكون هادئا هكذا بعد ما حدث هذا الصباح ؟ فازداد غضبها و اجابته و هي تصر علي اسنانها:
لا شكرا .
و اخذت تراقبه و هو يتقدم نحوها بخطوات متمهلة .
رأت شفتيه و قد قلبهما بسخرية عندما اصبح في نطاق الدائرة الضوئية التي بانت من المصباح المضاء الي جانب الاريكة ، ثم قال لها :
اري انك تلبسين ملابس الحداد .
نظرت اليكس الي ملابسها و لاحظت لأول مرة انها سوداء لم تكن تتعمد ذلك انما ارتدت اول ملابس وقعت يدها عليها و مع ذلك فقد كان ملائما تماما تنحنحت قليلا و قالت بوصت اجش :
شيء ما مات اليوم يا بيرس و و مازلت لا اعرفلماذا ؟
اقترب بيرس اكثر و القي احدي ذراعيه علي رف المدفأة و قال :
اخبرتني السيدة رانسوم انك امضيت النهار في غرفتك .
وجدت اليكس نفسها تكاد لا تحتمل اقترابه منها و رغم ذلك اجبرت نفسها علي ان لا تقوم بأية حركة لتبتعد عنه لكي لا يعتقد انها تهرب منه قالت لها :
اني اطلب منك ان تخبرني لماذا فعلت هذا ؟ ماذا عنيت بما قلته عن جدي ؟
وقف للحظة يحدق بها ثم هز كتيفه بلا مبالاة و قال لها برقة :
انا و انت يا عزيزتي اليكس تجري في عروقنا دماء اليونانية و بالنسبة الينا القسم لا يؤخذ باستخفاف و اني نافذ وعدا قطعته اما متي ظهر يانيس بتراكوس في الصورة فيسرني جدا ان اخبرك بالامر عندما اري ان الاوان قد حان لذلك .
تجاهله جعلها تشعر بالغثيان و اصرت قائلة بغضب :
اريد ان اعرف الآن .
جالت عيناه الزرقاوين في شخصها المتصلب بتعجرف متكاسي و اجابها :
بعد العشاء .
اوه كم اكرهك !
خرجت تلك الكلمات من بين شفتيها كنتهيدة فضغطت عليهما بقوة كي لا تتمكن اية كلمات اخري الافلات من بينهما .
علي اية حال لو انها صرخت لبدا مستمتعا تماما كما يبدو الان اجابها :
حقا ؟ البارحة فقط كنت تحبينني .
شهقت لتلك القساوة المتعمدة و حدقت في عينيه فيما حدثت عملية قتل في قلبها و سألته :
لماذا لم تتحداني عندما التقينا ان كان وعدك هذا مهم جدا ؟
الم تجدي جوابا لذلك لوحدك ؟ كان لديك النهار كله لأني كنت بحاجة لك لتكوني زوجتي فبدون ذلك كان بامكانك ان تفري سالمة .
شعرت و كأن قلبها يعتصر بقوة كان يمزقها تاركا اياها دون اي شيء لا شيء سوى كبرياء عنيف جعلها ترفع ذقنهل قليلا و قالت له :
مازال بامكاني القيام بذلك الان ، ام تقول باني سجينتك .
ارتسمت علي شفتيه ابتسامة صغيرة فاترة و اجابها مؤكدا بسهولة :
بامكانك الذهاب ساعة تشائين ، لست بحاجة لك كرهينة كل ما كنت بحاجة اليه هو ان تصبحي زوجتي و انت كذلك الآن اليس كذلك ؟
شعرت اليكس ان لونها قد شحب و سألته :
اتقول لي ان كل ما جرى بيناا فعلته فقط لتتم الزواج ؟
رفع احد حاجبيه بازدراء و اجابها :
ايمكن ان تكوني حمقاء لدرجة ان تتصوري اني قد اترك اي مهرب ؟ فتنفيذ الوعد كان يعتمد علي ذلك ؟
كانت تقريبا تختنق من شدة الغثيان الذي ازداد فجأة و هزت رأسها غير مصدقة ما تسمعه و قالت :
كيف حدث اني كنت حمقاء لدرجة اني عتقدت اني احبك ؟
غطت جفناه العينين الزرقاوين فيما هو يمد يده ليمرر اصابعه علي وجنتيها و سألها :
أأنت متأكدة تماما انك لا تحبيبنني الان ؟
سرقت قساوة قلبه انفاسه لقد اخبرها للتو انه تزوجها لأنه كان مجبرا علي ذلك و ليس لأنه كان يريد ذلك و لأن ها هو يريد ان يثبت انها ما تزال طوعه بنانه متي اراد ذلك فصرخت بوجهه قلئلة :
لا تجرؤ علي لمسي .
و فجاة ظهرت في عينيه نظرة غريبة ام تعهدها بهما و قال لها موضحا بصوت اجش :
- لا تتحديني يا اليكس فهذا اسوء شيء قد تقومين به .
وامسك بها فيما كانت تحاول الفرار و اعادها و دفع رأسها بيد ثبتها باحكام في شعرها و مرت لحظة التقت فيها عيونهما ، عيناها تظهران الاشمئزاز و عيناه تحملان تلك النظرة الغريبة التي لم تستطع تفسيرها و عندما اطلق بيرس سراحها اخيرا بدت عيناها متسعتين في وجهها المتقد فيما كانت عيناه تلمعان لدرجة الانبهار .
قال لها : - ليس الامر سهلا ، اليس كذلك ؟

نايت سونغ
03-02-2010, 13:12
ما كان ليختار طريقة افضل ان كان يريدها ان تشعر بالازدراء لذا قالت له :
لم اكن اعتقد قد اني استطيع احتقار اي انسان كما احتقرك . واني لا أشعر سوي بالكره لشخص قد يفعل ما فعلته انت بي اليوم . استدارت قبل ان يستوقفها صوته قائلا:-إلي أين أنت ذاهبة ؟
رمته بنظرة مليئة بالاشمئزاز ، واجابته :-سأعود إلي غرفتي حتي تصبح مستعداً للتكلم معي .
كان التوتر الذي يبدو من صوته مرعباً عندما قال لها : - ان كنت تريدين معرفة الوقائع عليك ان تنضمي الي خلال العشاء اني اصر علي ذلك .
استدارت اليكس عائدة و قد كبتت اعتراضها و هي تعرف ان عليها معرفة كل شيء رغم انها لا تريد رؤيته ثانية ، جلست علي الطرف الآخر من الاريكة لتبتعد عنه قدر ما تستطيع و اجبرت نفسها لتنظر في وجهه قائلة : - حسنا ان كان ذلك ما تستمتع به سأخد ذلك العصير الآن .
لقد كانت بحاجة ماسة له
اجابها بيرس بايجاز : - لم اقل اني استمتع بذلك . فيما كان متجها ليسكب لها كوب من العصير ثم عاد حاملا بيده عصيرها المفضل .
ساد الصمت و لم يكن في نيتها بمحاولة فتح محادثة لطيفة فهذا لم يعد شهر العسل و هي العروس الخجولة انما حرب انهاك و هي لن تتصرف علي غير هذا النحو ن لذا شعرت بالارتياح عندما قرع الباب و دخلت السيدة رانسوم لتخبرهما ان العشاء جاهز ، كانت مجرد فكرة الطعام بالنسبة لأليكس مثيرة للغثيان لذا حاولت استجماع كل رباطة جأش لتتمكن من ان تأخذ مكانها الي الطاولة لكنها بعد ذلك لم تحاول ان تاكل الطعام الذي وضع امامها ، ولا حتي لتتظاهر انها فعلت ذلك تأملها بيرس عبر الطاولة و لم يعجبه مظهرها الهادئ و بعد لحظة قال لها مشجعا و هو يشير للحساء :- ان هذا لذيذ جدا عليك ان تتذوقيه .
تحدثت عيناها عينيه و هي تسأله بغطرسة :- هل هذا امر ؟
فبدا التوتر علي فمه و سألها قائلا – هل تنوين ان تميتي نفسك جوعا ؟
بسببك انت ؟ ابدا .
فابتسم ابتسامة متهجمة لذلك و قال لها :- لذا تناولي بعض الحساء يا اليكس فكما اخبرتني السيدة رانسوم فانت لم تتناولي شيئا من الطعام طوال النهار . كان هناك حدة في صوت بيرس ممزوجة من بين عدة اشياء باهتمام لا يحتمل حين قال :- هل علي ان اذهب اليك و اطعمك .
لجأت اليكس الي السخرية فاجابته :- ما الامر ؟ اتخشي ان ينعكس الامر سلبا عليك ان مت ؟ .
استوي بيرس في جلسته علي كرسيه و نظر اليها بتهجم قائلا :- اني لا اخشي شيئا ، اني افعل فقط ما يجب ان اقوم به ليس في نيتي اطلاقا ان اجعلك تمرضين .
استعدت اليكس لمجابهته و اجابته بشكل لاذع :- اذن الافضل ان تغرب عن وجهي او تدعني ارحل ، لأن مجرد رؤيتك تشعرني بالغثيان .
ابتسم و اجابها :- لا تقلقي ليس في نيتي ان اطيل رفقتنا معا حالما احصل علي ما اتيت من اجله لن ترينني ثانية اطلاقا .
شعرت اليكس ان عضلات وجهها تتصلب فصرخت قائلة :- اتمني لو اني لم ارك قط . في الوقت الذي دخلت فيه مدبرة المنزل الي الغرفة فكان عليه ان ينتظر حتي تزيل السيدة رانسوم الاطباق الحساء عن الطاولة ة تضع مكانها طبق الطعام الاساسي كي يجيبها .
و عندما اصبحا بمفردهما من جديد هز بيرس كتفيه العرضتين بلا مبالاة و قال لها :- لطالما كان علينا ان نلتقي يا اليكس ن هناك امور لابد ان تحدث .
كادت تضحك يريدها الآن ان تصدق ان للاقدار دور بما حدث ! لكنها اجابته : - اني لا اصدق هكذا امور خرافية لقد خططت لكل شيء حتي التفاصيل الدقيقة و لم تترك شيئا للصدفة يالهذا التكبر ! اخبرني ماذا كنت لاتفعل لو اني كنت مخطوبة او علي وشك الزواج ؟
لكنت حاولت جاهدا ان افسخ خطوبتك بالطبع .
صدقته فرجل فعل ما فعله بيرس ما كان ليعيقه اي ارتباط موجود و مهما يكن الامر الذي تعتقد ان عائلتها قد فعلته فانه خطير بما يكفي ليقوم باي تصرف مهما كان مخادعا فقالت :- اعتقد انك كنت لتفعل ذلك و ليس عندي ما اشعر به اتجاهك سوى الاحتقار .
طالما انك افصحت عما في نفسك و بماان احدا منا لا يستمتع بهذه الوجبة علي ما يبدو يمكننا ان ننتقل الي غرفة المكتبة .
غار قلبها لكنها نهضت بسرعة و لحقت به عبر الممر و اضاء النور و حثها علي الدخول ، كانت غرفة ترسل الارتياح في النفس مزدانة برفوف من الكتب في تحدى جوانبها طاولة مكتب قديمة و مجموعة من الكراسي حول المدفاة وهمية اخري كان الي جانبها مكان مخصص للكؤوس و الميداليات و الصور كانت يد بيرس علي طهرها تحثها علي الوصول الي هناك و مد يده الي احد الرفوف المميزة من حيث احضر صورة داخل الاطار و ناولها اياها قائلا :- هل تعرفين احد منهما ؟
تهجمت ثم نظرت بسرعة الي الصورة القديمة حيث تقف رجلان يرتديان بذلتين سوداوين كتفا الي كتف كانهما قزمان امام السفن التي تظهر خلفهما لم تتعرف الي اي منهما في البداية لكن شيء ما في وجه احد الرجلين الصارمين جعلها تتمعن في الصورة الثانية .
فصرخت بتعجب : - انه جدي .
و جدي ، جورج اندرياس .
اندرياس ؟ لكنه اسم يوناني ، و اسمك مارتينو .
جداي كانا يونانين عندما غادرا اليونان في الحرب و هاجرا الي امريكا حيث تزوجت ابنتهما امي رجلا اميركيا لورانس مارتينو و انا ولدت هنا .
و كان بيرس ما يزال يشير باصبعه نحو الرجل الاخر قبل ان يحركه نحو خلفية الصورة ليضيف قائلا :-
وهذا هو اسطول اندرياس .
و في غمرة ارتباكها نسيت ان تتصرف بغضب فقالت له :- انني لا افهم . اتقول ان جدينا كانا يعرفان بعضهما البعض .
ضحك ضحكة قصيرة و اجابها : - اقول انهما كانا افضل عدوين و ليثبت ذلك سرق يانيس بتراكوس الاسطول من جدي .
شهقت اليكس قائلة – سرقه ؟ :eek:
ثم دفعت بالصورة اليه و اضافت :- لا تكن سخيفا ! جدي لا يملك اية سفن .
كانت الابتسامة المستمتعة التي ظهرت علي شفتي بيرس مقيته ::مغتاظ::فيما قال :- اؤكد لك انه يملك بضع سفن مهترئة في مسفن في شمال افريقيا و هي كل ما تبقي من مجموعة سفن بتراكوس التجارية سفن كانت ذات يوم تحمل اسم اندرياس كان يانيس بتراكوس يرغب دائما بالحصول علي هذه السفن فقد كانت تشكل اسطولا ممتازا كان تامتلاكها يعني الثروة و النفوذ و الدخول ضمن طبقات المجتمع الراقية ، كان هناك ثلاثة اشياء يطوق للحصول عليها و اختار ان يحققها بالزواج من ابنة المالك لأن تلك الاشياء ستكون جزءا من ثروتها لكنها كانت مخطوبة ولن تنظر اليه و كانت تلك المرأة جدتي و حصل جدي علي السفن عندما تزوجا و منذ ذلك اليوم و صاعدا كرههما بتراكوس و اقسم ان يحطم جدي و السفن بأية طريقة قد تمكنه من ذلك مالم يستطيع الحصول عليه بحيث لا يحصل عليه احد سواه ووجد الطريقة المثلي بعد الحرب حيث اظهر اوراقا مزيفة بالطبع تثبت ان جدي كان يتعاون مع العدو و بكرم كبير عرض علي جدي مخرجا لهذه الورطة ان وقع اوراقا و ان لم يفعل فان العائلة باكملها ستقتل .:تدخين:
و اضاف :- بالطبع ذلك لم يكن صحيحا و لكن لم يكن هناك طريقة لاثباته و بنيما يانيس بتراكوس علي علاقة بالسوء السوداء و كان لديه للحصول علي ما كان يريده و هكذا حصل اخيرا علي السفن لأن جدي كان يحب عائلته فقد كل شيء لكنه اخذ عهدا علي نفسه انه سيستعيد سفنه يوما ما . اتي اي اميركا و بدأ الحياة جديدة و جمع ثروة جديدة لكنه لم ينسقط رؤيته الطريقة التي كان الاسطول يترك فيها ليصبح شيئا فشيئا خرابا ، حطم فؤاده ، عرض ان يشتريه عدة مرات لكن بتراكوس رفض و عندما يعد بحاجة لا ستعماله ترك السفت تهترئ بكل بساطة .
و تابع قوله :- عندما مات جدي جعلني اقسم عهدا له بأن افعل ما عجز عن فعله و رفض بتراكوس ان يبيعني ، لذا لم اجد مبررا لأستمر في ضرب رأسي في الحائط ، فبحثت عن طريقة اخري ووجدتك انت المفتاح يا اليكس ، اريد سفن بتراكوس التجارية و انت من سيحضرها لي !:مكر:

نايت سونغ
03-02-2010, 13:20
الحاضر:



رنين جهاز الاتصال الداخلي الحاد جعل اليكس تجفل و تعود من ذكرياتها المؤلمة من جديد فدارت علي كرسيها لتجيب :- نعم يا روث ؟
السيد مارتينو هنا يا آنسة بتراكوس .؟
خفق قلبها بشكل مثير للغثيان و قال لها : - دعيه يدخل من فضلك يا روث .
علمت عليها ان تطلب القهوة ايضا لكن لم يكن في نيتها ابقاءه وقتا كافيا ليتمكن من تناولها .
بالكاد استطاعت ان تمرر يدها فوق شعرها و تتأكد ان ازرار سترتها كانت مقفلة بشكل جيد قبا ان يدخل الي الغرفة .
كان يبدو هذا الصباح مثال رجل الاعمال الناجح حيث كانت بذلته الايطالية الرمادية اللون تناسب قامته الطويلة تماما ، كان ييتسم بتهكم كبير فيما كان يعبر الغرفة نحوها . ::مغتاظ::
قال لها برقة :- صباح الخير يا اليكس . و مد لها يدع فارغمها علي ان تصر علي اسنانها و تمد له يدها التي ابتلعتها يده الكبيرة مما جعلها تشعر انها ستبتلعها هي ايضا و نتيجة لذلك سحبت يدها بعيدا علي نحو مفاجيء مما جعل وجنتيها تتقدان احمرارا .
قالت له ببرودة :cool::- سيد مارتينو . و هي تضغط اصابعها بقوة علي ظهر طاولة المكتب لتوقف نزعتها الاضطراب كانت لمسته كتيار كهربائي اطلق الكهرباء في ذراعها ثم تابعت :- كما ترى لقد تركت لك موعدا مفتوحا لكن اكون ممتنة ان لم تهدر كثيرا من وقتي القيم ، فلدي اشخاص اخرين علي رؤيتهم .
اتخذ لنفسه مقعدا مقابلا لها متاهلا اصول اللياقة و قال لها :- اجلسي يا اليكس و توقفي عن محاولة اعطائي انطباعا عن اهميتك كلانا يعرف ان لا تتوقعين استقبال احد سواي ، لقد قابلت كل من كان من المتوقع ان يمد يد المساعدة و لم تفلحي .:تدخين:
شعرت اليكس باضطراب في داخلها هل علي ان يفكر لها انفها بهذا الامر ؟ كان معرفة انها فشلت امرا لكن سماع ذلك منه كان امرا اخر و دون الضرورة لذلك قالت له :- لم اطلب منك المجيء اطلاقا ؟:mad:
كيف حال والدك ؟
تهجمت عند سماعها سؤاله اجابته بشكل قاطع : - اتهتم حقا للأمر ؟ ان لم يكن كذلك افضل ان لا تتعب شفتيك بالسؤال .::مغتاظ::
تصلب وجهه و اجابها :- مهما يكن ما تعلمته في غضون خمس سنوات فان اصول اللياقة لم يكن من ضمنه ، انك تعضين اليد اتي تطعمك يا اليكس . من الافضل ان انصحك بان تتذكري باني لست مجبرا علي مساعدتك يمكنني النهوض و المغادرة ساعة اشاء .:تدخين:
استحقت التأنيب و تنهدت بعمق فرغم الكره كان عليها ان تتملقه و استاطعت اخيرا ان تقول له و هي تصر علي اسنانها :- اني اسفة .
بدا انه استساغ ذلك اذا قال بسخيرة :- هل اعتبر اعتذراك هذا انك تريدنني ان ابقي ؟:مكر:
اجابته بصوت مخنوق :- نعم .
فقلب شفتيه و قال لها :- اذا هل لي ان اقترح بان تطلبي بعض القهوة ؟ انا مـتأكد انك ستحتاجينها .
لم تجبه اذ انها لم تثق بقدرتها علي ذلك الامر الذي احس به و الذي جعله يستسيغ الامر اكثر فاكتفت بأن مدت يدها نحو الهاتف بعمق و طلبت القهوة ثم استوت في مقعدها و تنهدت بعمق مرات عديدة مرغمة نفسها علي الاسترخاء تركته يتمكن من التأثير يها . مما كان يجعلها دائمة عرضة للأذى . كان عليها انتريه انها لم تعد شخصا يسهل التغلب عليه .
قالت له بصوت افضل حالا :- اشرت الليلة الماضية الي انك قد تكون قادراعلي مساعدتنا فما الذي يدور في رأسك بالضبط ؟
وضع بيرس ساقا فوقا الاخري ثم قال :- كما فهمت فان شركة بتراكوس الاعلانية تزرح تحت ثقيل من الديون ولكي يتم انقاذها فانها ليست بحاجة الي مبالغ كبيرة من السيولة فقط انما هي بحاجة الي تقيم جذري للطريقة التي تجري بها الاعمال باختصار بعد ان تنتهي من القضية الديون انت بحاجة لان تقلصي الاعمال الي حجم يمكن ادارته بشكل اسهل اليس كذلك ؟
انك تعرف ان الامر كذلك ن لكن علي اية حال عليك ان تدرك اني لا استطيع الموافقة علي اي نوع من تبنيك الامور دون موافقة والدي .
رفع احد حاجبيه و سألها :- و مالذي يجعلك تعتقدين اني اريد ان اتبني اعمالك ؟
لا تحاول خداعي هذه هي الطريقة التي تعمل بها و الجميع يعرف ذلك انك تشتري من الناس ثم تقسم الاعمال الي اعمال صغيرة و تجني ربحا هائلا .
قال لها بهدوء :- هل هذا نقد ؟ غريب لم اسمع احد غيرك قد يتذمر اني اتعامل بالعدل و الانصاف فالناس يأخذون قيمة شركاتهم في السوق و بع ذلك تقع علي كل المخاطرة علي اية حال ليس هذا نوع الاتفاق الذي اقدمه لك .
عند ذلك وجدت اليكس اعصابها متوترة جدا لدرجة انها لم تكن قادرة علي البقاء ساكنة في مقعدها .
اضاف بيرس برقة :- ما اركي اليه يا عزيزتي اليكس هو اني علي استعداد لتغطية كافة الديون كما و اني مستعد لآن امد الشكرة بمبلغ كاف من السيولة لتبدأ العمل من جديد .
حدقت اليكس به ثم قالت :- كيف ؟ قلت لتوك ان لا رغبة لديك في تبني الاعمال ، و انك لست مجنونا لدرجة ان تعطي المال دون اي مقابل ؟
انك محقة تماما ن اني لست مجنونا كما ترين ، ما اقدمه هو عبارة عن هبة اكثر منها قرض و اني بالتأكيد اتوقع شيئا مقابل ذلك .
قالت بغباء :- هدية ؟ و ببطء اتكأت اليكس علي ظهر مقعدها و عيناها الواسعتين الرمادتين تحدقان في عينيه ابتعلت ريقها بصعوبة و سألته : - ماهي شروطك ؟ افترض ان لديك العبض منها ؟
احنى رأسه تسليما بصحة كلامها و اجابها :- بكل يقين الشروط هو اني اسلمك الكميات المطلوبة من المال و عين فريق اداري لمراجعة اعمال الشركة في اليوم الذي تصبحين فيه انت يا عزيزتي اليكس .. زوجتي . :eek:



انشالله بكرا الفصل الرابع ::جيد::

قيد الوافي
03-02-2010, 19:30
مرحبا ويسعد مساءكم جميعا....وتسلم ايديك يانايت سونغ روايه رائعه جدا وياريت تكمليها باسرع وقت


وتقبلي مروري

khadija123
03-02-2010, 22:09
السلام عليكم
كل ما أنزلتي فصل تراني بقرأه كله يا لله إحنا في إنتظارك غدا إنشاء الله

khadija123
03-02-2010, 22:16
انتظروني بروااااية جدبدة بعد الانتهاء من الإختبارات

الله يوفقك في إختباراتك إنشاء الله ويوفق الكل وبنجاح جيد جدا بإذن الله ::جيد::
وإحنا في إنتظار روايتك حبيبتي نسرين.
أما عن القدر القاسي شكل القصة تجنن والأحداث حلوت كثير تسلم أناميل حبيبتي نايت سونغ.

الغصن الوحيد
04-02-2010, 00:50
مرحبا ياحلوين ...
اوه اوه يانايت سونغ يعطيك الف عافية الرواية حماس في حماس وتجنن تسلم يمينك حبيبتي ..

مشكورة حبايبي اللي ذكروني وباذن الله احاول انزل بين السكون والعاصفة لانها انطلبت اكثر من مرة من عيوني كل ماتامرون عليه ..

العوافي يانيت سونغ احنا معك ومتابعنيك وعلى فكرة الوجوه اللي تحطينهم يجنون وجايين بالظبط على المواقف والاحداث في الرواية خاصة اللي عيونه مدوره وفمه مدوور ولونه أظنه ازرق...اللي منصدم يعني ..

khadija123
04-02-2010, 11:55
كيف حالك حبيبتي غصون والله لك وحشة

نايت سونغ
04-02-2010, 13:36
مسا الورد
القيد الوافي ، خدوجة ، غصونة ..
تسلموولي حبيباتي علي التشجيع المستمر
الله يلا يحرمني من ردودكو الروعة :o

نايت سونغ
04-02-2010, 13:43
الفصل الرابع


زوجتك !!!!! :eek:
شعرت اليكس لحطة انها اصيبت بدوار ، لكن بعد ذلك اندفع الدم يجري بقوة من جديد في عروقها و انفجرت تضحك بتهكم و هي تهز رأسها انكارا .
ثم قالت له بقساوة :- انك مجنون ! لابد انك فقدت عقلك تماما ! .
لم تتغير تعابير ملامح بيرس قط بل اجابها :- ذلك بالطبع هو مسألة رأي ، و لا علاقة له اطلاقا بالموضوع الذي نتداول فيه ..
فقطاعته بفظاظة قائلة :- عدا انك تتوقع مني ان اتزوج رجلا مجنونا .
عند ذلك ظهرت علي تعابير وجهه رقة متعمدة و قال لها ببرودة :- اتوقع منك ان تفعلي ما هو عقلاني ان كنا مجنونا كما تقولين الا اني مازلت ثريا جدا و انا اعرض عليك طريقة للخروج من متاعبك ، طريقتك الوحيدة للخروج من بين كل البيانات و اختيار قبولها عائد اليك .
شعرت اليكس بغضب مغث يجيش في صدرها لفكرة انه قد يملك الوقاحة حتي لمجرد اقتراح ذلك . فقالت له : - ان كنت تعتقد بعد زواجنا الاول المزيف اني قد افكر في الزواج بك يوما و تحت اي ظروف فانك لست مجنونا فقط . بل مجاز بالجنون .
الا بيرس امرها بنبرة حادة قائلا :- توقفي عن التصرف بشكل مأساوي هكذا ، انت امرأة اعمال و هذا اتفاق عمل . ::مغتاظ::
اتسعت عينا اليكس و قالت له باستهزاء :- اتعني انك كنت تقدم العرض نفسه لو ان رجلا كان يجلس هنا ؟ كم هذا لطيف منك ! .
نظر اليها بعينيه الزرقاوين الباردتين و قال :- ليس من الحكمة ان تدفعيني كثيرا يا اليكس , عرضي فريد من نوعه لكن يمكن سحبه بسهولة كأي عرض آخر .
شعرت بالارتباك من نظرات عينيه الثابتة الا انها لم تستطيع الا ان تقول له :- ادهشني انك لم نفعل ذلك حتي الآن فذلك سيتناسب و طريقتك في العمل .
رغم انها كانت تعرض امكانيات انقاذ شركتك للخطر .
الا انه قال لها :- اعتقدت انك قد تكونين الآن قد ادركت اننا فعلنا ماكان علينا القيام به , انها سمة مشتركة لكلينا لأننا نحن الاثنين تجري في عروقنا دماء يونانية .
رمته عيناها بسهام من الازدراء في محاولة فاشلة كي تذبحه و قالت له بانفعال :- الدماء التي يسعدني فقط ان احررك منها كما تري لقد اكتشفت قبل خمس سنوات انه ان كان هناك امر جيد قام به اليونانيون فهو معرفتهم كيف يحقدون لقد قطعت عهدا علي نفسي انا ايضا يا بيرس و هو ان انتقم منك لما فعلته بي .
ما كنت لأتوقع اقل من ذلك من شخص من عائلة بتراكوس .
و رغم ذلك تريد الزواج مني ؟ و ستساعد والدي ؟ هل تتوقع حقا ان يصدق شخص من عائلة بتراكوس كلمة شخص من عائلة اندرياس .
اجابها بيرس و في صوته نبرة غضب قائلا :- اتوقع منك ان تأخذي كلمتي بالاضافة الي مالي كأي شخص حساس .
تركت اليكس بريق الاحتقار يظهر في عينيها فيما انحنت فوق طاولة المكتب نحوه و قالت له بتحد :- جعلتني ابدو حمقاء لظهوري كلقمة سائغة بالفم لكنك نسيت اني ايضا سمعت عن طروادة و اني اعرف جيدا كم عليك ان تحذر هبات اليونانين ذات المغزي ! فانه حقا ليس مثيرا للعجب ان لم اصدق حبك للغير ، انها مجرد مكيدة اخري لتضع يديك القذرتين علي قطعة اخري من ممتلكات عائلة بتراكوس ! .:mad:
قال لها :- هناك عدة اهانات فقط اتقبل سماعها منك يا اليكس ، لذا كوني حذرة ، اما بالنسبة لزعمك عن نواياي ...:تدخين:
و توقف عن الكلام و رفع كتفيه بلا مبالاة كما اليوناني التقليدي ثم تابع قائلا :- انت حرة لتصدقي ما تريدينه اني اعرف ان محاولاتي لأبدل رأيك ستجعلك تتشبثين به لذا سأقول هذا فقط ، كان لدي عدو واحد في حياتي و هو يانيس بتراكوس و لقد تم دفع الدين عندما استعدت مجموعة السفن التجارية .:تدخين:
لم تعد اليكس تقوى علي الجلوس هادئة لذا نهضت بتوتر علي قدميها و رغم ذلك لم تر شيئا لم تكن تعرف ان كانت حقا تؤمن بما زعمته للتو او لا ، كانت تقاتل بقدر ما تستطيع لكن دون ذخيرة في اسلحتها و هي مكرهة علي الدفاع عن نفسها .
قالت له بقسوة :- لقد استغليتني حينها ، و تريد ان تستغلني الآن .:mad:
علي العكس انا اريد مساعدتك .::مغتاظ::
ضحكت و قالت له باجحاد :- اتتوقع مني حقا ان اصدق انه سيسرك ان تساعدني فقط ؟ اتقول انك ستدعني ارحل حالما اسدد المال ؟
نهض بيرس برشاقة علي قدميه و سار حتي وقف بجانيها ، استطاعت اليكس ان تشعر بتوتره و توترت هي ايضا .

اجابها مؤكد شكوكها بصوت تغشوه نبرة حادة :- لا الاتفاق غير قابل للتحويل او التبديل ستبقين زوجتي لن يكون هناك طلاق هذه المرة و الزواج سيكون زواجا حقيقا جدا و الي الابد .
شعرت بصعوبة في التنفس للذكريات التي استحضرتها في ذهنها و حركت فمها بمرارة كان الحب مع بيرس رائعا و قد احبته فعلا لكن كل ذلك قد تغير الآن فقالت له :- اتشعر بنوع من السرور ان تزوجت امرأة تعرف انها تكرهك ؟ .
تحرك بيرس ليقترب منها اكثر بشكل جزئي ، عرفت انها حركة متعمدة من قبله و عرفت بحدسها ان افضل دفاعا لها حياله هو ان تبقي ساكتة تماما و تتجاهله .
و بصوت مختلف تماما سألها :- ربما انت تكرهينني يا اليكس لكني اتسأل ان كنت قد توقفت عن حبي .:مكر:
لم تستطع تجاهل تلك الكلمات و رغم نوياها الطيبة استدارت و الغضب يعتمر نفسها و رفعت يدها لتصفعه علي خده بقوة لدرجة ان يدها آلمتها . :mad:

نايت سونغ
04-02-2010, 13:52
ثم قالت له بلهجة آمرة و يديها علي كتفيه لتدفعه بعيدا :- سافل بكل معني الكلمة . لا تذكرني كم كنت حمقاء ! الجواب هو لا يا بيرس الف مرة لا و الآن اخرج من هنا قبل ان استدعي رجال الامن ليرموك خارجا ! .:mad:
ظهرت في عينيه استجابة غاضبة و تحرك بسرعة فامسك كلتا يديها و دفعها برقة الي الوراء ظهرها و دفعها نحوه قائلا بصوت متوتر : - أوه , لا ! ليس حتي اثبت امرا ايتها المرأة الصغيرة المشاكسة .:مكر:
بيرس فقط ... اسمه مزق الشرنقة التي كان يحيكها حولها و عاودتها الحقيقة المرة تعمل معها موجة مثيرة للغثيان من ازدراء النفس تصلبت في وقفتها فاطلق بيرس سراحها بسرعة و خطي الي الوراء لينظر باستهزاء في عينيها المعذبتين .::مغتاظ::
قالت له بايجاز : - اريدك ان تذهب .
الشعور بالاحتقار نفسها جعل الكلمات تبدو و كأنها طلب اكثر مما هو امر .
لكن بيرس قال رافضا بصراحة :- ليس قبل ان نسوي هذا الامر .:نوم:
نظر بتأمل الي وجهها الي اشاحته عنه ثم اقترح بصدق و قد عاود السيطرة علي نفسه تماما :
تقولين انك تريدين الانتقام اية طريقة افضل لذلك من الزواج مني ؟ .::مغتاظ::
عادت اليكس لتجلس علي مقعدها و هي تبتلع مرارة معرفتها كم هي يائسة ثم اخذت تضغط باصابعها علي ذراعي الكرسي حتي اصبحت مفاصلها بيضلء اللون و قالت له بكل ما اوتيت من ثبات :- لن اضع رأسي في حبل المشنقة ثانية .:موسوس:
سار بيرس بعد لحظة ليجلس علي طرف طاولة المكتب ليقيد من حرية حركتها و قال لها :- حسنا اذا انظري للامر من هذه الزاوية توقفي عن التفكير بنفسك تقولين انك تريدين مساعدة والدك و اني اعرض عليك الطريقة الوحيدة لذلك ، الي اي مدى تعنين ما تقولين ؟ ماذا جرى للاخلاص تجاه العائلة يا اليكس ؟ ماذا حل بالتضحيات الشخصية لولئك الذين تحبينهم و يحبونك ؟:مكر:
شهقت اليكس فيما شعرت بموجة من الالم تندفع في داخلها كيف تجرأ علي سؤالها هذا ؟ ما من تضحية قد تكون كثيرة عليهم ! و رغم ذلك ما ان خطرت لها تلك الفكرة الغريزية تنكر علي والدها الفرصة الوحيدة المتبقية . طالما احسن بيرس دائما التوقيت ! فقالت له بصوت مخنوق :- انك سادي ! :مذنب:
اقترب منها و امسك ذقنها بيدة و اجبرها علي النظر في عينيه و هو يقول :- انا واقعي ، كل ما عليك فعله هو الموافقة علي ان تتزوجيني ، و بعد ثلاثةايام من الآن سيكون المال في المصرف و ستنتهي متاعب والدك .
و فيما كانت متاعبها ستبدأ جذبت نفسها لتحرر منه و اجابته :- لا ! اضافة الي اني والدي لا يقبل مالا منك ! . محاولة تبرير ذلك لتفسها .
قال دون مفاخرة لآن ذلك كان الحقيقة :- لم لا ؟ ان اسمي غني عن التعريف :تدخين:. كان اسمه ضمانة فعلية عن مصداقيته عالميا بالرغم من ملاحظاتها المسبقة ضاقت عينا بيرس بعد لحظة و سألها :- هل تحاولين اخباري بطريقة ملتوية بانك اخبرته عن زواجنا ؟
كم احبت ان يكون بامكانها قول نعم و بأن والدها اعتقد بانه كاذب ايضا لكن ذلك يعني انها اخلت بوعدهعا لجدها ن كان وضعا لا يحسد عليه في مواجهتها للحقيقة و قالت باشمئزاز :- ما من احد يعرف ذلك ، لكن ان اخبرته من تكون عندها ، اني اشك كثيرا في ان يقبل ذلك مهما كانت الظروف !
بدا بيرس مستمتعا قليلا و قال :- اعرف انك تحبين التفكير هكذا لكن والدك رجل واقعي ايضا . لم لا تحاولين سؤاله ؟
اتقدت عيناها بالغضب يائس و قالت :- لا تظن اني لن افعل ذلك .
و مرة ثانية وجدها تنفعل بطريقة طفولية , ماذا حدث لكل وقارها و سيطرتها علي نفسها عندما تكون بأمش الحاجة لهما ؟ سؤال احمق . بيرس هو السبب و هذا تفسير كاف .
و كما توقعت ضحك في الحال و قال :- لم اضع شيئا امامك يا عزيزتي اليكس لكن تذكري فقط مازال بامكانك عدم اخباره عن زواجنا القصير الامد و ليس من الحكمة ان ترتقي بامالك عاليا جدا فلا اعتقد انه سيكون البطل الذي تتوقعينه عندما يتعلق الامر بزواج مدبر فهو يوناني حتي لو كان متقلبا مثلنا قليلا سيعرف ما هو صالحك و زواجك مني سيوفر لك الامان مدى الحياة .:cool:
كان وحشا . قد اقفل كل زواية يمكنها اللجوء اليها . بدأ شعورها يزداد اكثر و اكثر بأنها وقعت في الفخ , لم تكن ان كرهها قد يتعاظم لكنه حدث الآن و قالت :- تعتقد انك ذكي جدا اليس كذلك ؟ .
وقف يسوي بذلته و قال :- هل انا كذلك ؟ ستذهلين كم دعوت نفسي غبيا يا اليكس ، لكن ليس هناك شيء افقده هذه المرة .
لم تفهم اليكس ما قاله و لم تكن قطعا راغبة في فهم ذلك و قالت :- سوى كمية كبيرة من المال ! .
اقترب من طاولة مكتبها و قال :- ليس المال كل شيء ، تعلمت ذلك من زمن بعيد و بالنسبة لهذا فقولك :لا ليس جوابا . فكري بالامر يا اليكس ، تحدثي الي والدك ان وجدت ضرورة لذلك . سأمهلك اربع و عشرين ساعة اذا اردت الاتصال بي فانا باق في السافوي .
لم تنبس اليكس ببنت شفة و بقيت جالسة كتمثال و راقبته وهو يغادر المكان ، اغلاق الباب بهدوء جعلها تجفل و ارتجفت و هي تطبق جفون عيونها . الزواج من بيرس ؟ كيف يمكنها ان تقبل عرضا كهذا ؟ كان امرا لا يقبل التفكير و بالرغم من ذلك اي خيار اخر امامها ؟ هل يمكنها ان تقف متفرجة علي كل ما بناه والدها يذهب ادراج الرياح ؟ هل يمكنها العيش بعد ذلك وهي تعرف انه كان ليدها الوسيلة لمنع حدوث ذلك ؟
ارتعشت و شعرت بالبرودة تصل الي عظامها . الزواج من بيرس ؟ القت مرفقيها علي الطاولة و دفنت رأسها بين يديها . منذ خمس سنوات قتلها بوحشيته ، كيف لها ان تضع نفسها بين يديه ثانية ؟ ماذا عليها ان تفعل ؟:محبط:

نايت سونغ
04-02-2010, 14:05
عند الساعة الثالثة من بعد الظهر ذلك اليوم كانت اليكس قد استنفدت كل محاولاتها لعمل لم تستطيع حل ابسط الامور و لقاءها مع ممثل الاتحاد كان مواجهة يمكنها تجنبها . و بعدماغادر المكان شعرت بأنها خائرة القوى فقط ملأ عرض بيرس افكارها و استحوذ علي كل ما عداه لكنها عرفت انها لن ترتاح قبل تسوية هذا الامر و بدا لها ان هناك طريقة واحدة لتسويته .
امسكت حقبيتها و مرت علي مكتب سكرتيرتها و قالت :- انا ذاهبة لزيارة والدي يا روث هناك امر هام علي مناقشته معه .:موسوس:
بدت روث منهارة قليلا ا و قالت : - الم يقدم لك السيد مارتينو عرضا لا يقبل الرفض ؟
امتعضت اليكس لهذا الاطراء المفرط و قالت :- هذا ما اخشاه ، سأراك في الغد .
غادرت المكان وهي متأكدة بان روث تحدق في انسحابها المربك علي اية حال لم يكن ليدها الوقت لتشرح الامر مع انها شعرت انها قادرة علي ذلك .
كان الطريق مزدحما بالرغم من طول الوقت فان الشعور بالغليان و الانزعاج:تعجب: لازمها حتي عندما اوقفت سيارتها في ساحة المستشفي , كان والدها يتعالج في غرفة خاصة و لم تتفاجأ اليكس بوجود والدتها تحيك الصوف في غرفته و فيما والدها نائما .
قالت اليكس بعدما حيّت والدتها بقبلة :- هل كنت هنا طوال الليل ؟ .
شرحت لها اميلي بتراكوس بعزم لطيف يصعب مواجهته :
ليس الليل بطوله ، لقد سمحوا لي باستعمال احدى الغرف للنوم فيها .
تنهدت اليكس و قالت : - سأجلس مع والدي قليلا لم تخرجين لتنشيق الهواء النقي ؟ الطقس جميل في الخارج و انت بحاجة اليه و ذلك سيفيدك كثيرا .
قالت امها بتردد :- حسنا ان كنت متأكدة يا عزيزتي هناك امور يجب القيا بها ، اعترف انه امر سخيف لكن لا استطيع ان اترك لدي الشعور غريب بان شيئا ما سيحدث بينما اكون بعيدة عنه .
ضمتها اليكس بقوة و قالت :- فهمت لكنني سأكون هنا هيا اذهبي .
ساعدتها في ارتداء سترتها قبل ان تخرج من الغرفة لتشيعها بابتسامة علي شفتيها و سرعان ما عادت الي جانب السرير ثانية لتحتل المقعد الشاغر و تقترب من والدها النائم .
مع انها كانت بحاجة للتحدث معه ن لكنها لم توقظه و انتظرت حتي تحرك و لسوء الحظ قد ترك لها ذلك مزيدا من الوقت للتفكير . لم يكن هناك هكذا تأخير عندما ذهبت لرؤية جدها منذ خمس سنوات حيث كان طريح الفراش ايضا كان الوسيط حينها كما هو الآن بيرس مارتينو ، عادت بذاكرتها الي الوراء غير راغبة في تصديق كلمة مما قاله بيرس :
باقي الذكريات :
خرج يانيس بتراكوس من غرفة النوم في شقته في مانهاتن و قد بدا انزعاجه ظاهرا عندما رأى حفيدته جالسة علي الكرسي الوثير .
سألها بوجه عابس وهو يحدق فيها و في بيرس الواقف الي جانبها :- مالذي يجري يا اليكس ؟ و من يكون هذا الرجل ؟
قبل ان تجيب اليكس تكلم بيرس قائلا :- اسمح لي ان اقدم نفسي اسمي بيرس مارتينو ، و انا زوج اليكس .
بدا يانيس بتراكوس مستغربا و سأل :- زوجها ؟ :eek:لماذا لم اكن علي علم بذلك ؟ . تساءل و قد بدا عليه كأنه جح في كبريائه الامر الذي جعل بيرس يزم شفتيه اكثر .
قال باقتضاب :- نحن نعلمك الان . مما جعل الرجل ::مغتاظ::العجوز يحدق فيه بامعان و قد ضاقت عيناه و هو يفكر و قال :- مارتينو ؟ هذا الاسم مالوف لدي . الم نلتقي من قبل ؟ .
اجاب :- ليس مباشرة ، قدمت لك عرضت بِشأن شركة بتراكوس للملاحة و انت رفضته .:مكر:
ازداد تهجم جدها علي هذا التعليق العنيف فلم يكن معتادا علي مقابلة اناس لا يتأثرون من حصوره و قال :- آه اجل تذكرت الآن ، لقد كنت مقنعا جدا لكن هذه الشركة لم تكن يوما و لن تكون برسم البيع .:cool:
انتهي الامر عند ذلك فيما يخصه و كما ظهر تهجمه فجاة ابتسم فجاة و مد يده لألكس قائلا :- لكن ما شأن هذا بزواجك ؟ انت فتاة سيئة لأنك لم تخبري جدك ، لكني لا استطيع ان اغضب منك في هذا اليوم المهم ، تعالي ، دعيني اقبلك ::سعادة:: يجب ان نحتفل بذلك .
ابتسم بيرس لألكس ابتسامة ساخرة ::مغتاظ::وقال :-لم ارسل بطلب الشراب بعد .اعتقد انك ستكشف ان أليكس تريد الطلاق. أليس كذلك يا حبيبتي ؟
تجهم وجه يانيس ثانية فيما هو يتراجع خطوة بعيداً عن حفيدته وقال متسائلاً :-طلاق؟أي جنون هذا؟
أجابه بيرس برقة دون ان يتأثر بتأفف وتنحنح الرجل العجوز :-ليس جنونا , اني مستعدا لمنحها الطلاق لكن بثمن في حال قبلت به لن اعارض لكن ان رفضت الاذعان لطلبي اعدك ، اني سأعمد الي مقاضاتك لسنوات .
جعلت تلك الكلمات جدها يميل برأسه الي الوراء بغضب و جذب اليكس الي جانبه ليحميها قائلا :- اي رجل انت ؟ تزوجت حفيدتي لتطلقها فقط ؟ .:confused:
ابتسم بيرس و رفع حاجبه باستهزاء عندما حصل علي الطريقة التي كان يتمناها لبدء كلامه فقال : - انا يوناني الاصل و انطلاقا من الدم الذي يجري في عروقي اريد الانتقام لعائلتي . اريد ما سرقته منا يا يانيس بتراكوس و مقابل ذلك اعطيك حفيدتك ؟ .:مكر:
ووجدت اليكس لأول مرة منذ دخولها الشقة القوة لتتكلم فقالت بصوت مخنوق : - انه يريد اسطول سفن بتراكوس التجاري يا جدي ، لذا تزوجني ، قال انك سرقته و ... .:بكاء:
التغير الذي حل علي علي وجه يانيس فاجأ اليكس لكن بيرس بدا و كأنه لم يتوقع اقل من ذلك قاطعها بانيس بتراكوسقائلا بلهجة قاسيى آمرة :- توقفي :mad:! مما جعلها تشهق الا ان عينيه بقتيتا مسمرتين علي الشاب الذي يقف في مواجهته و سأله : - من انت ؟
اجابة بيرس بسخرية مهينة :- الم تحزر بعد ؟ اني حفيد جورج اندرياس و قد اتيت للمطالبة بما كان لنا . :تدخين:
قال ذلك بلهجة طبيعية جعل اليكس تنظر اليه بخشية رغم ما تشعر به من كره له .
ظهرت لهجة الرجل العجوز الاصلية بشكل اوضح عندما اعاد ترديد كلماته باحتقار واضح اذ قال :- انت مخبول و ابن مخبول :mad:. انا يانيس بتراكوس لست شخصا من هذا النوع كانت الوثيقة الموقعة التي تحيل الي ملكية السفن قانونية و ملزمة و تلك السفن ملكي قانونيا و ما هو ملكي لا اتخلي عنه ! .
و في الوقت نفسه سحب اليكس بقوة الي جانبه و اضاف :- والآن قد احضرت حفيدتي اليّ فانيلن ادعها تهرب ، لن ادع شخصا من عائلة اندرياس يلطخ شخصا من عائلة بتراكوس! الزواج سيلغي . و انت لن تنال شيئا ! .
تصلبت اليكس فهي تعرف تماما طبيعة الورقة التي يحملها بيرس في يده اختنقت الكلمات في حنجرتها و لم تستطيع سوى ان تحدق به بخوف .
اما بيرس من جانبه فقد رماها بنظرة طويلة ثم حول كا انتباهه الي عدوه و قال بلهجة خالية من اية عاطفة : - لا يمكن الغاء الزواج اخشي انك تأخرت كثيرا يا بتراكوس , فانا و اليكس تزوجنا امس , لقد امضت الليلة معي .
اعتقدت اليكس انها هبطت الي اكثر درجات الاذلال:ميت: عمقا اليوم لكن بيرس استطاع بتلك العبرة الصغيرة ان يظهر لها ان الحفرة التي وقعت فيها لا سيبر غورها , شعرت بالتوتر الذي اعتري جدها فرفعت نظرها لتلتقي عينيه المتهمتين .:مذنب:
طلب منها قائلا :- قولي لي ان ذلك غير صحيح . قولي لي يا اليكس انك لم تلحقي بنا الخزي بزواجك من شخص من عائلة اندرياس .
لطالما عرفت ان جدها كان رجلا فخورا جدا ، لكنها لم تتوقع قد ان تتهم بالحاق الخزي بالعائلة لقد جعل من زواجها من بيرس عملا سيئا جدا فيما اقدمت هي علي الزواج به بدافع حبها و ثقتها ، عرفت رغم ان ما من جودى من الاعتراف انها كانت تجهل من هو بيرس فما يهم كان التصرف و ليس معرفة لأن الضرر قد وقع .
و كان كل ما استطاعت القيام به هو تحويل غضبها الي الرجل المسؤول عن كل هذا ، قالت :- لا استطيع :مذنب:. و كانت عيناها تظهران حقدها و احتقارها لزوجها حتي بينما تتكلم .
اتبع ذلك سيل طويل من الكلام اليوناني الذي لم تفهم شيئا منه لكن بدا ان بيرس يفهمه لأنه تصلب بغضب مستعملا معرفته الخاصة باللغة بايجاز انما بشديدة التأثير، صمت جدها بالرغم من النظرة التي رماها بها كانت باردة . خامر اليكس شعور غريب جدا بأن بيرس كان يدافع عنها لكنها لم تستطيع التصور لماذا قد يفعل ذلك نظرت اليه , لكن لم يكن هناك تعابير يمكن قراءتها في ملامحه المتصلبة فقررت انها لابد مخطئة ن و فوجئت انها شعرت بموجة من خيبة الامل جعلت معدتها تعتصر الامر الاكثر جنونا علي الاطلاق بعدما استغلعا وهو بهذه القسوة .
بدأ جدها يتكلم من جديد ، بعد مرور قليل من الوقت ، لكن باللغة الانجليزية فقط هذه المرة قال :
انك رجل ذكي يا سيد مارتينو .::مغتاظ:: لقد عرفت الشيء الوحيد الذي يجعلني اذعن لطلباتك لربما انك ربحت لكن انا لدي بضعة شروط سوف ارتب الامور من اجل الطلاق , و سيكون هذا الزواج و كأنه لم يحدث لا انت و لا حفيدتي ستذكرانه لأي كان و لا حتي لعائلتك . و ان حدث و علمت انك فعلت هذا ، عندها سأعمل بكل سلطتي لأجعلك تندم ندما كبيرا .
وفر تهديداتك يا بتراكوس ، لأولئك الذين يمكنك اخافتهم ، فككل ما اريده هو ما هو لي بحق و المسألة قد تسوي هنا و الآن ، اعرف انك تسافر كثيرا برفقة محاميك ، اطلب منه ان يسحب الوثائق الليلة و في الصباح سأكون خرجت من حياتك .
هكذا انتهي زواج اليكس قصير الامد ، خلال ساعات الليل القليلة ، بتوقيع الوثيقة التي قايضتها مقابل شركة سفن التجارية .
اتي بيرس اليها قبل مغادرته و قد ارتعش فكه قليلا قيما ينظر الي وجهها الشاحب و قال :
اني نادم لأن للامور حدثت بهذه الطريقة .:مذنب:
الا ان الازدراء الذي بدا في نظرات عينيه اخبره انها لا تصدقه و قالت :- لا اعتقد ان ذلك يسيقض مضجعك :mad:خلال الليالي اتمني ان تكتشف ان الامور كانت تستحق هذا كله يا بيرس و ان تمنحك تلك الورقة السعادة ، لكن ان لم تفعل يمكنك ان تتاكد ان الضحك الذي ستسمعه هو ضحكي ! .::مغتاظ::
كان ذلك كل ما استطاعت قوله ثم استدارت مبتعدة و رحل هو ... و منذ ذلك الوقت لم تره ثانية حتي نهار امس .
لم يسامحها جدها قط لأنها تسببت له بخسارة كبريائه و مرحه و قد مات بعد بضع سنوات من جراء ذلك لكنها حافظت علي الجزء المختص بها من الاتفاق و لم تخبر احدا عن زواجها من بيرس . كان ذلك جزء من حياتها شعرت بسعادة كبيرة في ان تنساه . رغم انها لم تنسه قط . والآن عاد بيرس من جديدومع اتفاق اخر من اتفاقيته فشعرت انها وقعت في الفخ ثانية تماما كما حصل لها من قبل .:محبط:

قيد الوافي
05-02-2010, 09:05
روووعه وحماااااااااااس بس ياريت ماطولي علينا في التكمله عزيزتي (نايت سونغ)


وتقبلي مروري

khadija123
05-02-2010, 14:38
لا تتأخري علينا كثير

cococool
05-02-2010, 16:30
يسلمو ايديكي يا نايت سونغ علي مجهود كتابة رواية عن جد رواية القدر القاسي طويلة وحلوة
مشكورة اناملك حبيبتي

Sypha
05-02-2010, 16:43
السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته

مرحباً خوآتي , كيف حآلكم ؟=)
مآشآء الله تبآرك الله الموضوع مآزآل مستمراً بعد سنوآت من إفتتآحه
مشكورين ومآقصرتوآ . . موفقين ^.^=




حبيت أسأل , لآحظت إختفآء مآري أنطوآنيت ..وقلقت عليهآ
هل تعرفون عنهآ شيئاً. .؟!

آسفه ع الإزعآج وفي آمآن الله~

cococool
05-02-2010, 16:57
الفصل الخامس

كانت اليكس لا تزال تطيل التفكير بظهور بيرس المفاجيء في حياتها عندما تناهت الي مسامعها تنهدية من ناحية الفراش جعلتها تدير رأسها بسرعة لتجد والدها ينظر اليها .
قال لها بصوت حزين يفتقر الي القوة :- كنت سارحة في البعيد البعيد , يا اليكس , و افكارك بدت غير سعيدة .
نهضت تطبع قبلة علي خده ثم جلست علي حافة السرير و امسكت بيده و اضافت تقول بحذر :- اخشى ان المستشفيات تجعل الافكار السوداء تروادني . كيف تشعر ؟ اصدقني القول .
ضحك ستيفن بتراكوس فيما بينه و بين نفسه و ابتسم لأبنته الوحيدة قائلا :- اشعر بتحسن كبير لرؤيتك , لكني لست مسرورا جدا لرؤيتك متهجمة . ثم تبددت ابتسامته و غامت عيناه بنظرات اهتمام ووخز ضمير فيما قال باحباط :- ماكان علي ان اتركك تعالجين الفوضي التي احدثتها ! لم كان يجب ان امرض الآن ؟ آخر مكان احتاج ان اكون فيه هو سرير في المستشفي ! .
شعرت اليكس ان قلبها غار من مكانه و هي تنظر اليه لمعرفتها انه من السيء لحالته اثارة مشاعره هكذا فقالت :- هديء من روعك يا ابي ، لن تقدم المساعدة لأحد ان جعلت نفسك مريضا من جديد . اضافة .. .
عضت علي شفتها متحيرة بما تريد قوله و بالطريقة التي تقوله فيها و اجبرتها الصراحة علي ان تعترف ان جزءا كبيرا من حيرتها الي انها كانت خائفة من سماع الجواب .
فاكمل والدها بغضب :- اضافة لماذا ؟ اضافة ان احد لن يحرك ساكنا لكي يساعدك ؟ .و تراجع بوهن الي الوراء علي وسائده .
عرفت اليكس خطورة الموقف الآن و اختارت بسرعة الطريقة الوحيدة التي تعيد اليه هدوءه قائلة :- في الحقيقة هذا ليس صحيحا . شعرت بالراحة بعدما انكرت عنه الحقيقة و رأت مسحة الشحوب تختفي عن خديه و تحل مكانها نظرة عينيه الحادة و هو يسألها :- ماذا تعنين يا اليكس ؟ .
اختارت الكلمات بعناية شديدة قائلة :- حسنا هناك شخص يريد المساعدة لكن عرضه ... غير عادي .
انطلي الامر علي والدها فورا و قال :- تقولين غير عادي ؟ بأية طريقة علي وجه التحديد ؟ علي كل حال لدينا متاعب الآن , لكن نحن شركة محترمة في الاساس . يمكننا ان نعود كذلك ثانية اذا استطعنا تسوية اخطائي , افترض ان اي شخص راغب في تأمين السيولة سيطلب حصصا في الشركة و بعض الصلاحيات . رأى تصلب وجهها فأعاد التفكير و قال :- لا تقولي لي ان شخصا ما يريد استلام مقاليد الامور كليا ؟ .
عرفت ان ذلك الامر هو بمثابة اسوأ كابوس علي والدها فاكدت له اليكس بسرعة :- ليس البتة ، الحقيقة هي العكس تماما , الامر ان هناك رجل .. يريد الزواج مني . و هو يعرف متاعبنا و علي استعداد لمساعدتنا ماليا , ولكن ... هناك مشكلة ، فاسمة بيرس مارتينو .
ذكرت اسمه بسرعة و انتظرت سماع دوي انفجار القنبلة التي اسقطتها .
بدا والدها للحظة عاجزا عن الكلام و بدت كلماته متعثرة وهو يقول :- تعنين مارتينو نفسه صاحب الملايين ؟
تسأل و قد بدا وجهه مشرقا :- تسمين ذلك مشكلة .
شهقت اليكس لأنها لم تكن متأكدة بأن بيرس بهذا الغنى الفاحش و استغربت طاما انه يستطيع شراء ما يريد , لماذا اختار مساعدة والدها دون مكسب ظاهر ؟ و تابعت كلامها قائلة :- هناك امر آخر ان جده هو جورج اندرياس . لم يطل انتظارها طويلا لتسمع الرد .
امتعض ستيفن بتراكوس و قال :- آه ، الرجل الذي كرهه والدي ، لم اخبرك قط عن ذلك يا اليكس و سبب الخلاف بيني و بين جدك هو اندرياس ، لقد حاول ان يشؤكني في النزاع ايضا ، امر يتعلق ببعض السفن لكني رفضت . و حدث ذلك عندما عدت الي انجلترا و بدات بشركتي الخاصة ، و كما ترين يا عزيزتي لا احمل الة ضغينة تجاه عائلة اندرياس . تقولين الآن ان الحفيد يريد الزواج منك و اخراجي من الورطة ؟
جلس والدها في سريره وقد علت الابتسامة العريضة علي وجهه و تابع كلامه قائلا :- حسنا ذلك افضل خبر نقلته لي . هل تعتقدين ان هناك مشكلة ؟ لا استطيع ان افكر بزواج افضل من هذا لك . هل تعرفينه منذ وقت طويل ؟ .
كان من شدة حبه لها ان اتجهت افكاره نحو سعادتها و ليس وراء انقاذ شركته .
قالت :- قابلته اول مرة منذ بضع سنوات ، خرجنا سوية لكن لم يحدث شيء بيننا .
وشعرت انها تكاد تختنق من جراء كذبتها لكنها تنحنحت و تابعت قولها : - ثم عاد للظهور من جديد ليلة البارحة و ... .
اخبرك بانه لم ينساك طيلة هذه السنوات طلب منك الزواج ؟ اذا هذا ما قصدته امك عندما اخبرتني بأنك قد تحملين لي اخبار جيدة ؟
الا تعتقد ان الامر حدث فجأة و علي عجل ؟
هذا هراء عندما يرى الرجل ماذا يريد ، فأنه يسعى في طلب ذلك ! لم عليه الانتظار ؟ لم لا يريد الزواج منك ؟ انت جميلة و ذكية و الزوجة المثالية لأي رجل , من تكون افضل منك ؟ .
غار قلبها في صدرها و قالت بعد ان رسمت ابتسامة ملتوية :- لم تسألني يا لبي اذا كنت احبه ؟
اشاح بيده و قال :- اذا كنت لا تحبينه الآن فستحبينه لاحقا ، انه مهتم بك يا عزيزتي مالذي سيحدث لك لو لم اكن هنا ؟ هذا الزواج سيوقف قلقي . ضغط علي يدها متأثرا و اضاف :- هناك امور اسوأ من الزيجات المدبرة يا اليكس ، انا ووالدتك مثال علي ذلك و ما كنا اكثر سعادة . عليك ان تتعلمي ان تعطي و تأخذي .

كانت تعرف ذلك لكن حسب خبرتها فأن البعض يأخذون اكثر مما يعطون ، مهما يكن , فقد ابقت سرها و لم تخب والدها بأنها لم تقل نعم بعد ، كان امامها خيار واحد ، فقد كان الشرك يلتف حولها بقوة ، الا انها ابقت علي شجاعتها و ابتسمت و قالت :- من الافضل ان تتمني لي السعادة ، عندها , هذه المرة عندما اقول لك ان تكف عن القلق ستعرف انه يمكنك ان تفعل ذلك .
ضحك والدها فيما عادت والدتها و بالطبع فقد اطلعت علي الخبر و بكت متأثرة لأرتياح زوجها و سعادة ابنتها وعدت اليكس والديها بأن تصطحب بيرس لمقابلتها و غادرت المكان بعد نصف ساعة حيث كان عليها رؤية بيرس .
كان يمكنها لالطبع ان تؤجل الاجتماع الي الغد لكن ذلك لم يكن سهلا فقد علمتها التجارب انه من الافضل تناول الدواء الكريه بسرعة .
انطلقت نحو السافوي و هي في حالة من الغضب الشديد فقط املت عندما تم طلاقهما بأن لا ترى بيرس ثانية ابدا لكن الآن عليها ان تربط نفسها به بقية حياتها ، كان ذلك عرضه الذي لا يقبل التفاوض . فالمال متوفر مقابل ان تصبح زوجته ثانية و ليس هناك من طلاق ، احدثت تلك الفكرة طعنة حادة من الالم في صدغها .
كرهت ان ينصب لها فخا بهذه الطريقة لكن الامر الذي لم تستطيع ان تفهمه فعلا هو لماذا ارادها بيرس ان تكون زوجته طالما هو متأكد من ماهية شعورها نحوه ؟ ولم تكن غبية لتتخيل ان عرضه من اجل منفعة الاخرين . لابد ان يكون هناك شيء آخر وراء الاكمة ليس مجرد مساعدة والدها للخروج من ضائقته ، لقد كان وسيما للغاية و راجلا واسعا الثراء و بامكانه الحصول الي اية امرأة يريدها زوجة له ن لماذا اذا يربط نفسه بشخص يكرهه ؟
كان السؤال يختمر في ذهنها عندما دخلت الفندق طبت من موضف الاستقبال ان يتصل بجناح بيرس . املها الاخير بأن لا يكون موجودا تحطم عندما قيل لها ان تصعد اليه .
تحققت من مظهرها في مرآة المصعد و مررت احمر الشفاه علي شفتيها لتعيد لها نضارتها و سرحت شعرها بسرعة لتشعر بحضورها اكثر ، افرتضت لو انها تذهب الي المنزل لتبدل ثيابها لكن حاجتها لتنهي الاجتماع كانت اكثر اقناعا .
فتح بيرس الباب لها و بدا مرتاحا جدا و قد نزع ربطة العنق فيما كميّ قميصه مثنيتين ، و ظهرت ذؤاعيه القوتين و قد كساهما الشعر الاسود . لم يزعج نفسه بالسؤال عن سبب قدومها انما تنحي جابنا فقط ليتيح لها الدخول ثم اغلق الباب وراءهما ، بدا الامر لألكس وكأن اخر فرصة للهرب قد سدت في وجهها ، غمرها شعور قوي بالغضبمما جعلها تسير الي الامام و ترمي الحقيبةيدها علي اقرب منضدة ، تبعها بيرس , كان بامكانها الشعور بنظرات عينيه مركزة عليها و تخيلته يسخر منها ن كان احساسا قويا جعلها تستدير لتكتشف فقط انها كانت علي خطأ ، كانت نظراته بعيدة عنها , متفحصة و بعيدة كل البعد عن السخرية .
حركت رأسها و بدت منزعجة و مرتبكة و قالت له بفظاظة :- لقد جئت لتوي من المستشفي . فازدادت حدة نظراته الفاحصة ليسألها :- كيف حال والدك ؟ .
تنهدت بأحباط و قلبت شفتيهابازدراء فيما كانت تحرر احدي يديها من خلال خصلات شعرها الاشقر القصير عابثة بها ثم اجابته :- انه يتعافي بسرعة و قد يسرك ان تعرف انه لا يكن ضغينة لأي فرد من افراد عائلة اندرياس .
فرد عليها بيرس قائلا بجفاف :- علي عكس ابنته .
و سار حيث توجد صينية عليها اكواب زجاجية و زجاجة عصير الي جانب الغرفة ثم اضاف قائلا :- هل يمكنني ان اقدم لك شيئا ؟ تبدين و كأنك تحتاجينه .
اجابته بإيجاز :- سأتناول عصير الليمون .
و رفعت ذقنها عندما نظر اليها بدهشة ، بدت ابتسامتها عذبة و جميلة فيما اضافت :- يقولون انه يساعد علي التهدئة و هو امر احتاجه ان كنت مضطرة لامضاء اي وقت معك ، ماكنت لأفاجأ لو امضيت اياما في سديم .
بدا انه لم يستمتع بكلماتها اطلاقا ، لكنها لم تعرف لماذا عليها ان تقيم وزنا لمشاعره فيما لم يفكر هو قط في مشاعرها ، ولم تفاجأن ان الكوب الذي اعطاها اياه لم يكن يحتوي سوى علي عصير آخر، فيم سكب لنفسه كويا و في رشفة واحدة ابتلع نصف محتويات الكوب فيما شعرت اليكس ان عينيها قد تحولتا بشكل عفوي الي عنقه الاسمر , فسرى من عنقها الي وجهها دفق من الدماء جعله يتورد ن فاشاحت وجهها عنه بسرعة و كرهت نفسها لأفكارها العابثة و ردة فعل احاسيسها , و رغم انه لم يلمسها فان الشعور بضعف ارادتها كان لا يحتمل ن فما عادت قادرة علي الجلوس بهودء لذا سارت ووقفت قرب النافذة و توترت عندما رأت انعكاس صورة بيرس متجهة نحوها لينضم اليها ز
قال متأملا بتكاسل :- استنتج من ردة فعلك انك اخبرته عن عرضي و لم يرفضه ؟ .
قالت له بسخرية و شعور بالكره :- كنت تعرف انه لن يرفض ، لذل طلبت مني ان اتكلم معه في ذلك ، و كنت تعرف باني اردته ان يساندني ، تبا ، لابد انه امر رائع بان تكون رجلا محقا طوال الوقت ! .

cococool
05-02-2010, 16:59
لو اني اعتقدت انك تعتقدين ذلك فعلا ، لكن جادلتك بالامر ، انك غاضبة فقط لانك لا تملكين سببا يجعلك ترفضين عرضي .
اثارت تلك الكلمات غضبها بقوة مما جعلها تستدير نحوه و تصرخ في وجهه بازدراء قائلة :- مخطيء ! لدي كل الاسباب لارفضك ، قد يعتقد والدي انك الافضل منذ زمن ، لكني اعرف اكثر منه ، اليس كذلك ؟ و انه لا يععارض الزيجات المنظمة افضل منك ليتناسب هواك .
نظر بيرس الي وجهها المفعم بالحيوية و النشاط متفحصا كل قسمة من قسماته علي حده ثم قال لها برقة :- انك جميلة جدا ، و في الحقيقة ، انت مازلت اجمل امرأة رأيتها في حياتي .
اتعست عيناها ارتباك و قالت بدهشة :- ماذا ؟ . و جعلت ردة فعلها تلك ابتسامة باهتة تظهر علي شفتيه .
قال :- كنت الاطفك .
هزت اليكس رأسها ساخرة من الدفاعات التي تجنبتها ببراعة و قالت :- حسنا لا تضيع وقتك فما عليك ان تكسبني بالكلمات الفارغة ، انك تمسك بكل الاوراق و لا افترض انك فكرت للحظة اني قد ارفض ، اني احب والدي كثيرا مما يمنعني من رفض العرض الوحيد الذي لدي ، مهما تكن رغبتي في ذلك .
تنهد بيرس بعمق ثم قال بإيجاز :- ليس علي زواجنا ان يكون ساحة معركة يا اليكس .
قالت رافضة ذلك :- في ما يعني ن فانه لا يمكن ان يكون غير ذلك . او هل تتصور انك ستنال من نفس الفتاة الساذجة الحمقاء كما من قبل ؟ تلك الفتاة لو تعد موجودة ، انت قتلتها يا بيرس ، سوف تحصل علي كما انا ، و ان لم يعجبك ذلك فما عليك الا لوم نفسك , هل هذا واضح لك ؟ .
نزع بيرس نظارته بكل تأن ووضعها جانبا و بعد ذلك عندما اولاها كل اهتمامه من جديد كانت عيناه ملئتين بالعزم و التصميم و اجابها :- جعلت من نفسك اكثر من واضحة علي اية حال ن ان تصورت انك باعلانك عن عدم حبك لي و ما قد يترتب عن ذلك سوف تجعلينني اغير شروطي فانك مخطئة ستكونين زوجتي ، بكل ما في الكلمة من معني .
صرت اليكس علي اسنانها متيحة لنفسها ان تعيد اليه نظراته بكل ازدراء الذي استطاعت ان تجمعه و قالت :- ما كنت لاحلم بالرفض و علي كل حال فانها قضية شرف ، و انت ستشتري تلك الحقوق بالزواج مني . اليس كذلك ؟ لكن هناك شيء اخطأت في حسابه ، و هو اني لست مرغمة علي الاستمتاع بذلك .
لسوء الحظ ذلك ادي الي ظهور بريق مزعج في عينيه و خطي خطوة ليصبح علي مقربة اكثر منها و تمتم علي نحو خطر قائلا :- هل تقترحين انك لن تفعلي ؟ ان ما قلته الآن جملة ساذجة ، فلدي ذكري قوية كيف انك فعلت ذلك من كل قلبك .
اجابته بقوة :- كان ذلك قبل ان اكرهك . ثم شهقت عندما امتدت يداه لتشد علي كتفيها فامرته قائلة :- اتركني يا بيرس ، ويحك ن قلت لك اتركني ! .
رفعت نظرها الي وجهه فرأت في عينيه نظرة تصميم مما جعل قلبها يخفق بجنون .
قال :- عندما اكون جاهزا . ثم اضاف بسخرية :- علي اية حال اخبرتني للتو بأني اشتريتك لذا استطيع ان افعل ما اريده ، اليس كذلك يا حبيبتي ؟ .
ثم فجاة عاد كل شيئ الي نصابه ثانية ترك يدها و مشي نحو النفاذة , كان بيرس يقف هناك ينظر اليها بتأمل و تلاشت الحرارة في لحظة تاركة اياها مرتجفة .
قال بيرس بسخرية جارحة :- يبدو ان ليلة زفافنا ستكون هادئة جدا , يبدو ان كرهك قد اضاف نكهة خاصة الي الصفقة . استرد نظارته و عبر الغرفة ليملأها بشخصه من جديد .
احنت اليكس رأسها و قد شعرت بالغثيان لحالها
سألها :- هل تناولت طعامك ؟ .
لم تكن تتوقع ذلك السؤال العادي اطلاقا فاجابته بصدق و ان كان بفظاظة :- لا .
قرر بيرس قائلا :- سأطلب طعاما الي هنا . و سار نحو الهاتف و هو يتابع قائلا :- لدينا اشياء نناقشها و لا اريد ان افعل ذلك في العلن , هل انت موافقة ؟ .
سألته بسخرية :- و هل عندي خيار ؟ .
وهي تحاول بجهد لأن تجد نوعا من الهدوء يتماشي مع هدوئه .
قال لها بإيجاز :- بالطبع عندك خيار . انا لست مسخا تعرفين ذلك .
ثم كان عليه ان يغير نبرة صوته فيما اجابه احدهم من مكتب خدمة الغرف ثم كان عليه ان يحول كا انتباهه الي طلب الطعام .
لم تهتم اليكس من ناحيتها لما طلبه فقد كانت تشك في انها ستكون قادرة علي تناول اي شيء سارت الي اقرب كرسي فيها بامتنان ، فقد كانت تشعر بتعب شديد فاسقطت رأسها الي الوراء علي ظهر كرسي اللين و اقفلت عينيها ما قد تعطيه لتتمكن من التوقف عن التفكير قد تعطي اكثر منه بعشر مرات مقابل ان لا تشعر بهذا الحب نحو بيرس , كانت تعتقد انه انطفأ لكن في اللحظة التي رأته فيها من جديد عادت بها الذكريات الي الوراء حتي الآن فان ما يخالجها يجعل من اعتقادها انها نسيته اعتقاد كاذب ....
ليست مضطرة للاستسلام دون معركة . لقد قال ذلك هو بنفسه . عندما سألها ان كانت هناك اية ظريقة افضل لها لتحقيق انتقامها من الزواج به . لم تفكر في ذلك حينها , لكنها ادركت الآن الفكرة . قد لا تستطيع التخلص من هذا الزواج لكنها ليست مرغمة علي ان تكون زوجة صغيرة مطيعة ! و علي اية حال ، انها تملك سلاحا ، فالمرأة لديها اسلحة خاصة بها , و حتي ان لم تربح الحرب يمكنها ان تتأكد تماما ان عليه الفوز بعدة معارك ليكسب نصره !
و جعلت تلك الفكرة ابتسامة ترتسم علي شفتيها و اعادت اليها بعض قوتها المفقودة و فتحت عينياها من جديد لتجد ان بيرس يراقبها و عيناه تلمعان ببريق يعكس نوعا من الاستمتاع النفسي .
قال لها :- اتخخطين للتدميري ؟
توترت اعصابها بشكل عفوي لتمكنه من قراءة افكارها و لم تستطع ان تتحاش اتقاد وجنتيها و كل ما استطاعت القيام به هو مواجهته بذلك فقالت :- لم لا ؟ فقد تعلمت شيئا من زواجنا الاول ن رغم قصره ن ان بامكان الانسان ان يحقق اي شيئ تقريبا بالتخطيط الي الامام .
وضع بيرس يديه في جيبيي سرواله ثم قال :- اذا انت تخططين لاستخدامي كعملك المجسم ؟
رفعت اليكس كتفيها بلا مبالاة و قالت :- لما ازعج نفسي بالبحث عن واحد آخر فيما لدي واحد استطيع التصرف به ، اليس هذا الكلام صحيح ؟ .
لم يسبق ان كنت ساخرة هكذا . اتذكرك تنظرين الي العالم بتفكير منفتح علي مباهج الحياة .
ضحكت لكلماته تلك لأنه بدا خائب الامل فقالت :- آه , حسنا , يقولون ان الزواج قد يكون عاملا فعلبا لرؤية الامور علي حقيقتها ، و زواجي كان زواجا رائعا جدا و انت تعترف بذلك ؟ .
هز بيرس رأسه بسخرية تقريبا و قد خانته ضحكة رقيقة رغم انها كانت تحوي القليل من الملاطفة و قال :- لن تغفري لي ابدا ذلك . اليس كذلك ؟ .
قالت له بحدة :- ان كان هذا ما تريده فانك ستنتظر طويلا و في الحقيقة لو كنت مكانك لكنت فكرت ثانية و جديا بامكانية التقمص ، لأنه لن يكون هناك استبداد من قبلي في هذه الفترة من العمر ! .
تاركة عينيها تنقلان له كرهها عبر بريقهما .
لدهشتها فان بيرس لم يغضب انما غرق في التأمل اكثر و ردد ساخرا مستمتعا بالكلام :- اني افضل فكرة اننا نمضي السنوات معا ، دائما معا .
طقطقت اليكس اصابعها بانزعاج و قالت بشكل لاذع :- لا تكن معتدا كثيرا بنفسك ، فما من شيء يؤكد اننا سنعود كبشر , ف‘ن كان هناك اية عداية فانك ستعود كحشرة صغيرة استطيع ان اسحقها تحت قدمي .
و اخذت تنظر بانزعاج الي منظر بيرس و هو ينفجر ضاحكا بلهو فعلي .
قالت له بألم :- يسعدني اني عملت علي تسليتك .
فابتسم لها ابتسامة عريضة .
اجابها برقة :- آه , لقد فعلت اكثر من ذلك يا حبيبتي .
قالت بنفور واضح :- ان كان بإمكانك ابعاد تفكيرك عن هذه التصرفان فقد قلت ان لدينا اعمال لنناقشها .
لكن لسوء الحظ تلك الكلمات جعلته يخطو نحوها بخطواته البطيئة .
ثم انحني و امسك ذقنها بين ابهامه و اصبعه و قال برقة :- هكذا قلت , لكن لا تتصرفي بعلو و كبرياء هكذا يا اليكس . كلانا يعرف انه لن يتطلب مني بذل مجهودا كبيرا لاسحبك معي الي تلك التصرفات , لذا هدئي من غضبك , ولا تهتمي الي اين احملك طالما اعطيك الرضي الذي تتوقعين اليه , مما جعل لونها يتغير بسرعة و فمها يجف .
لمعت عيناها الرماديتان بدموع أبية و قالت :- انك ....
فأكمل عنها قائلا :- شخص جدير بازدراء و بدون قلب ، اعرف و سيكون من الاسهل لك ان تتذكري ذلك . ان كنت تريدين ان تحافظي علي كبريائك الغالي دون ان يصاب بأي اذي .
رغم ان اليكس استطاعت ان تجد اجابة لكن لم تتح لها فرصة لتقولها , لأن طرقة علي الباب قد قاطعتهما استوى بيرس في وقفته و هو يبتسم ابتسامة ساخرة .
قال :- انقذك جرس العشاء !
و ذهب ليجيب تاركا اليكس جالسة ترتجف في كرسيها .
كيف بامكانها ان عيش معه ؟ اخذت تفكر بغضب ثم انحنت كتفاها و تسألت كيف يسعها الا تفعل ؟ فليس امامها من خيا عندما يصل الامر الي بيرس مارتينو . لن يكون لها ذلك اطلاقا .

cococool
05-02-2010, 17:01
اسف يابنات علي الخط ما انتبهت انو كبير كتير

cococool
05-02-2010, 17:07
وهلاء راح نزل الفصل السادس

الفصل السادس

[COLOR="darkorchid"][SIZE="4"]عد مضي يومين وصلت اليكس الي مكتبها و هي تشعر كأنما قوة ساحقة تسيرها فطالما انها اختارت موافقتها للزواج منه فقد تحرك بيرس بما قد يسمونه في الظروف اخرى ، سرعة تستحق الاطراء و الثناء . الا انها اعتبرتها سرعة غير لائقة و استائت لان اندفاعه حملها معه . .
سكبت لنفسها فنجانا من القهوه و قفت تحدق الي خارج النافذه محاولة ان تخفي شعورها بان كل شيء يخرج كثيرا عن نطاق سيطرتها . و تساءلت عما يخبئ لها اليوم من صدمات . فقد اصر بيرس في الامس علي ان يذهب معها الي المستشفي و يلتقي باهلها ، و ساءت انه قد توافق معهما علي الفور ، لكن رغم شعور الغضب الذي خالجها ، لم تستطع الا ان تعجب بالطريقة التي سيطر فيها علي الوضع ، ووجدت نفسها تعطيه تقديرها الذي ضنت به عليه .
و قد اذعن لرغبة والدها حتي عندما اسهب في قتراحاته بان يهتم بالاعمال . و كانت موافقته تلك مبينة علي ان مديرا سيعين للاشراف علي الشركة الي ان يشفي ستيفن و يصبح قادرا علي مزوالة اعماله . كما وان نتائج التقرير المصنفة مكن قبل فريق ادارة بيرس لطرق التنظيم و تحسين الانتاج لا يمكن تطبيقها دون موافقة والدها الكاملة عليها ، الامر الذي كان من الطبيعي ، ان حصل عليه اضافة الي احترام ستيفن بتراكوس الكامل .
الأمر الوحيد الذي كان ليفسد المناسبة ، هو اصرار والدها انه لابد ان بيرس مغرم جدا بابنته ليكون بهذا الكرم و اللطف ، و هو واقع لم يحاول الشاب ان ينكره ، انما عمل علي تأكيد ذلك ، و عندما افترقا اخيرا بقيت مع الواقع المرير انه قد كسبهما ، و رغم انها كانت تدرك ان ذلك كان خطة لتنهي اي قلق قد يخامرهما فانها شعرت باستياء مرير نحوه .
اطلقت تنهيده عميقة و جلست الي الطاولة مكتبها و مدت يدها علي البريد ، و دهشت عنما وجدت ان المغلف الاول يحمل اسمها . فضت المظروف و هي متهجمة ثم فتحت الورقة الوحيدة التي يحويها . كانت الصفحة تحوي بضع كلمات فقط ، لكنها كانت كافية ليجعلها تتقد غضبا . كانت الرسالة من بيرس ، تحدد اليوم و الساعة و مكان الزفافهما. كانت تلك الكلمات بحد ذاتها بسيطه عدا انه ارسلها عبر مذكره
! و في الواقع كان لديه الواقحة لان يحول عملا سيغير حياتها الي نوع صغير من الاعمال ..
غضبت كثيرا لدرجة انها اخذت ترتجف ، و كانت علي وشك ان تمسك الهاتف لكي تتصل به في الفندق حيث يقيم ، و تقول له بعضا مما تفكر به عندما سمعت رنين الهاتف في مكتب والدها تملكتها الحيره ، لان كل الاتصالات كانت تحول اليها خلال اسابيع القليلة الماضية . و كانت علي وشك النهوض لتذهب و تجيب عندما توقف الرنين و سمعت صوتا مكتوما لاحدهم يتكلم .
و فيما هي تعبر الغرفة لتتحري من هناك كان لديها حس داخلي لمن قد تجده . لذا عندما فتحت الباب الذي يوصل المكتبين ، لم تفاجأ برؤية بيرس جالسا علي الكرسي والدها ، يجيب بهدوء في محادثة هاتفية ، عندما رآها اشار لها كي تجلس . لكن ، تلك الاشارة عملت علي اثارة غضبها اكثر ، فتجاهلته ، و اختارت ان ترميه بنظره لا تستطيع ان تظهر له سوى نصف ما تشعر به .
لم يستعجل بيرس نفسه ، فقد امضي نحو خمس دقائق قبل ان يضع السماعة مكانها و يدير وجهه نحوها ، في الوقت الذي كانت فيه مستعدة للانفجار .
فقالت متحدية بغضب بارد :-
- ماذا تفعل انت هنا ؟ كيف تجرات و اعتقدت انه بامكانك ببساطة الدخول الي مكتب والدي و الاستيلاء عليه ؟ .
اسند بيرس نفسه الي الكرسي الجلدي و اخذ يتأملها بسخرية ثم قال :
- لمعلوماتك ، يا حبيبتي لا اعتقد اني استطيع القيام باي شيء ، اعرف . لكن عندما ذهبت لرؤية ستيفن الليلة الماضية ، اقترح علي ان استعمل مكتبه لكي اعمل علي تنفذ الخطط التي رسمتها فوافقت .
اوقف تقدمها فجأة لذا لم تنبس اليكس باي كلمات اخرى كانت قد اعدتها ، ووجهت غضبها عبر طريق اخر فاجابته بشكل لاذع و مباشر جدا :
- لماذا لم ابلغ بذلك ؟ اعتقد الآن طالما انت المسؤول ، لا اهمية لي هنا ! ان كنت تجد صعوبة في اخباري وجها لوجه ، عندها فأقل ما يمكنك القيام به هو ان ترسل لي مذكره ! .
عند ذلك رفع بيرس حاجبيه بادراك مفاجئ ، ثم مرر احد اصابعه علي جانب انفه و تأوه آه
كان ذلك الصوت كافيا ليجعلها تدرك انها خسرت المعركة و لك تكسبها . اطلقت صوتا يائسا من حنجرتها و استدارت لتبتعد قائلة :
- لا احب بأن اعامل و كأنني فكرة لعينة خطرت علي البال متأخرة!
اجابها دون ان يحاول اخفاء مرحه :
- بما انك الشخص الرئيسي فانك لست كذلك ، علي اية حال كان لدي انطباع ، و اخبريني ان كنت علي خطأ ، بانك تريدين كل شيء ان يبقي ضمن طابع العمل .
انه دائما يقلب الاوضاع باستعماله كلماتها ضدها ! لامت نفسها ، و استدرات نحوه من جديد و قالت :
- تهتم كثيرا بما اريده يا بيرس مارتينو ، و بالنسبة للمحافظة علي الطابع العملي بكل شيء كيف تفسر وضعك بالامس تبذل مجهودا كبيرا لتتظاهر بانك مغرم بي ؟ كلانا يعرف انها كذبة رغم انه علي ان اعترف بانها لا تنطبق علي نظام خداعك .
لم يرفع بيرس نظره عنها فيما هي تتقدم و قال :
- لقد صدقها والديك و ذلك كان الهدف من العمل ، او انك كنت تفضلين لو اخبرتهم بالحقيقة المرة علي اخبارهم كذبة مقبولة ؟ .
فصرخت قائلة :- حتي انت لا تملك الحس السيء لدرجة ان تخبرهم انك تريدني مقابل خدمات تقدمها .
نهض علي قدميه في لحظة و كانت كل خطوة نحوها تطفح بغضب واضح مكبوت و قال :
- انك تدفعين بحسن طالعك نحو الطامة الكبري ، اليس كذلك يا اليكس ؟ ماذا تحاولين ان تجعليني افعل ؟ ان اغضب كثيرا لدرجة ان اتزوجك بالقوة ! و هكذا تتمكنين دائما من الزعم بانه لم يكن لديك خيار . هل هذا ما تريدين ان يحصل فعلا ؟ .

cococool
05-02-2010, 17:10
اضطربت اليكس من جراء موجات الغضب الجامح القادمة نحوها ، و اخذت تحدق به بعنين عاصفتين و قلبها يخفق خوفا ، فلم يسبق لها ان رأته غاضبا هكذا من قبل ، و عرفت انها هي الملامة ، لقد حان الوقت لتقوم بتراجع لبق لذا اعترفت بصوت اجش قائلة :- لا ! .
قال :- اذا من الافضل ان تراقبيني يا حبيبتي و تتعلمي اين تتوقفي ، اني مستعد لان اعطيك مهلة معينة ، لكن ان تدفعيني كثيرا فهذا يعني ان عليك تحمل العواقب . ثم استدار مبتعدا عنها و التقط شيئا علي طاولة المكتب و مد يده ليعطيها لها قائلا : - هذه لك .
استجمعت لايكس رابطة جأشها المهتزه بقوة و تقدمت نحوه و استلت الظرف من يده بسرعه و كأنه افعي مستعدة لان تلدغ ، كان بداخل الظرف بطاقات شراء لبعض المتاجر المعروفة جدا فرفعت نظرها بسرعة اليه مستفسره .
فقال مقترحا بهدوء :- ستحتاجين لجهاز عروس ، لذا فمن الافضل ان تاخذي عطلة بعد الظهر و تذهبي للتبضع .
ثم وجه انتباهه الي الاوراق التي علي الطالوة المكتب و كأنها المسألة قد قافلت الان .
ان كان يلزم حدوده اذا فهي ستفعل ذلك ، لربما يكون قد اشتراها لكنها لن تجاريه في ذلك ! فأشارت اليكس قائلة بتهذيب :
- لست بحاجة لان تشتري انت لي ملابسي يا بيرس لدي اجر كاف خاص بي ، و اضافة لذلك فاني لست بحاجة لاي ملابس جديده .
هز راسه و قال :- اتعرفين ؟ سيكون تغيرا جميلا ان فعلت مرة واحدة ما يقال لك. علي اية حال ، يمكتتي ان الاحظ انك مصممة علي ان تتشاجري معي علي اي شيء اليس كذلك ؟ لكن لسوء حظك انا مصمم ايضا كما انت ، و لا يهمني يا اليكس كم من الملابس لديك ، فحسب خبرتي تستطيع المراة دائما ان تجد مكانا في خزانتها للمزيد ، تماما كما ستفعلين .
كانت معركة ارادات و كانت اردتاه هي الاقوي في هذا الوقت ، لذا قالت له بتحد و بشيء يشبه الاندفاع :
- ان كان الامر يعني لك هذا القدر فاني مندهسة لما لا تصر علي القدوم معي .
سخافة اندافعها تلك جعلتها تتوقف فجأة و قد ادركت انها تتيح له لان يجعلها تتصرف بشكل مخالف تماما لطباعها .
الا ان بيرس من ناحية ثانية كان مثالا لهدوء الواثق و السيطره فقال :
- صدقيني لكنت فعلت ، لو اني لم اكن منشغلا جدا بانقاذ شركة والدك من الافلاس .
اضطربت داخليا من تذكير لم تكن في الحقيقة بحاجة اليه ، كانت في قرارة نفسها تعرف انها يجب ان تكون ممتنة ، لكنه جعلها غاضبة جدا طوال الوقت لدرجة ان ذلك الشعور يطغي علي اي شعور اخر . عاودتها العقلانية لذا قررت ان هناك اكثر من طريقة واحدة لحث هرة علي الاسراع ، و لمزج المجازات ، فقد يصر ان يقودها الي النبع لكنه لا يستطيع ارغامها علي الشرب ، لذا فان هي اخذت البطاقاات ، لا يعني انها تنوي ان تنصاع الي امره . فقالت :
- سمعا و طاعة يا سيدي .
و علي اية حال بدلا من تثير كلماتها تلك غضبه بدا انها اعادت اليه حسه الساخر ن لانه نظر اليها بمرح ظاهر قائلا :
- ساكون منزعجا جدا لايجاي اي شخص قليل الشأن مثل العبد المذعن ، و عندما يصل بي الامر الي التفكير بذلك اجد اني لا اريدك الا كما انت ، و ليس باية طريقة مختلفة ، فذلك يجعل كل مناورة تبدو و كانها مغامرة .
تهجمت اليكس وهي تنظر اليه و قالت :- كيف يمكن ان يكون كذلك فيما انت قد ... ؟ و خفتت الكلمات و شعرت بدفق رقيق من الدماءيغزو وجنتيها .
اكمل عنها بصوت ناعم قائلا : - قد حصلت عليك ؟ صحيح لكنك كنت تحبينني حينها ، وانت لا تفعلين الآن .
قالت بحدة : - لا اعتقد اني استطعت ان احبك يوما . ثم سارت نحو الباب .
اتكأ بيرس علي طاولة مكتبه و لف ذراعيه فوق بعضهما البعض و قال لها :- لو انك لم تفعلي لما استطعت ان تكرهيني هكذا و لهذه الفترة الطويلة . لكن من قال انه جيثما ينتهي الحب يبدأ الكره ؟ انت لم تنسني يوما ، تماما مثلي انا .. فتلك الشعلة ما زالت موجودة بيننا مهما تكن رغبتك في ان لا تكون موجودة .
حدجته اليكس بنظره عاصفة فيها هي تقبض باحكام علي مسكة الباب و قالت له :- النزوة ليست حبا يا بيرس انت علمتني ذلك ، الان اصبحت اعرف الفرق و لن اخطيء في معرفة زيف الشيء الحقيقي ابدا .
قال بصوت اجش :- انني سعيد لسماع ذلك . ثم نظر الي ساعته و اضاف :- عليك ان تذهبي الان ، ولا تتصوري انك تستطعين الافلات بمجرد الاختفاء بعد ظهر اليوم و التظاهر فقط بانك كنت تتسوقين . فسوف امر بك عند الساعة الثامنة لاصطحبك الي العشاء و اتوقع ان اري نتائج ما قمت به بعد الظهر ، هل هذا واضح ؟
انتابها للحظة شعور مزعج بانه يستطيع قراءة افكارها و ابتسامته الرقيقةالساخره امدت ذلك ، اصيبت باحباط فردت عليه بطيش وهي تبتسم متمتمة بعذوبة :- و كأنني سافعل شيئا كهذا . فضحك .

cococool
05-02-2010, 17:12
ردد فيما بعد وهي تخرج من الباب قائلا :- احم كأنما صيد ممتع.
فكرت اليكس لو انها تملك البندقية لعرفت تماما اي حيوان ترغب في اطلاق النار عليه . ثم ، عكس رغبتها اظهرت تلك الفكره ابتسامة علي شفتيها، مما جعلها فعليا مبتسمة فيما هي تلتقط حقيبتها و تتجه لتخبر روث انها لن تعود اليوم .
كانت سكريترتها يقظة لتقول :- حسنا انك بالتاكيد تبدين اكثر ابتهاجا. فرمتها اليكسبتكشريه ساخرة .

قالت لها : الاشياء الصغيرة تسر العقول الصغيرةعندما تنتهينمن هذه الرسائليا روث ربما من الافضل ان تقدميخدماتك الي السيد مارتينو ، انه سيستخدم مكتب والدي خلال الايام القليلة المقبلة .
وكانت علي وشك الذهاب عندما خطر لها شيء اخر فاضافت :- اه و اان طلب احدهم مقابلتي فمن الافضل ان تحوليه له ايضا . اراك غدا .
و حالما اصبحت خارجا في الشارع اخرجت البطاقات و اخذت تنقر بتامل عليها بظفر ابهامها ، كانت ردة فعلها الغاضبة الاولي التي تمتلكها هي ان تمزقها . لكن الان خظرت لها فكرة افضل ، ان كان بيرس يريدها ان تنفق ماله فانها ستفعل , و لاول مرة في حياتها لن تزعج نفسها بالتحقق من ثمن اي شيء تشتريه
كانت تعتمد دائما قاعدة لها عندما تشتري ان تبقي مقياس المتانة و قيمة المال في فكرها معتبره انه من الحماقة الانفاق فقط لانها تملك المال . لذا فان موجة من الندم خالجتها عندما رات مجموعة من العلب التي وضعت في سيارة الاجرة بعد زيارتها لاول متجر ، ثم وبخت نفسها بقسوة ، لان الشفقة لن تفيددا بشيء ضد رجل قوي الارادة مثل بيرس عليها ان تبرهن له انها ليست مجرد انتصار سهل و الفرص للقيام بذلك قد اثبتت انها قليلة و متباعدة .
رغم ذلك عندما ذهبت الي المنزل اخيرا و رات النتيجة جهودها منتشرة حويلها و قد تكدست فوق كل كرسي و ملأت كل سجادة غرفة الجلوس تقريبا تساءلت ان كانت قد بالغت بما فعلته .. ثم قررت ماذا تفعل . انها لا تستطيع ارجاعها و لذا عليها ان تواجه ذلك بتحد و مع تلك الفكره اخذت تفتح العلب و تضع محتوياتها هنا و هناك و شرت بعد ذلكانها بحاجة لشيء ينعشها فاعدت نفسها بعض الشي و الخبز محمص .
ومع توقع وصول بيرس عند الساعة الثامنة اسرعت اليكس لتستحم و تغسل شعرها ، و فيما كنت تجففه وهي جالسة علي طاولة الزينة قد غمرها شعور بالصفاء و قبل الموعد المحدد بساعة دق جرس الباب الامامي ، ذهبت لتري من الطارق وهي ترتدي معطفا طويلا حتي كاحلها ازرق اللون ، مما اضفي عما علي عينيها الرمادتين .
بدا بيرس و سيما و رائعا ببذلته الانيقة الصنع , نظر اليهاللحظة صامته قبل ان يعلق بجفاء قائلا : هل هذا يعني انك جاهزةللذهاب او ان جهاز التدفئة المركزية قد تعطل ؟
حاولت اليكس ان تعيد الاستقرار لخفقان قلبها المضطرب بجنون من نفوذه القوي . هزت راسهاو ترجعت الي الوراء لتفسح له المجال للدخول ن سارعت في الاجابة عليه علي الرغم انها حاولت ان تبقي ما ورد في فكرة قائلة :- لا هذا و لا ذاك . هذا المعطف واحد من المشتريات التي اردت رؤيتها .و مشت امامه نحو الصالة رغم احساسها بوجوده وراءها و كأنه يحاول ان يمسك بها . تابعت سيرها نحو منتصف الغرفة حيث توقفت لتواجهه .
نظر الي المكان و قد رسم علي شفتيه ابتسامة فيما وضع يديه في جيبي بنطاله . رفع نظره نحوها و قال :- هل كنت تأملين في ان تفلسي المصرف ؟ ان كان الامر كذلك ساخبرك ان تصرفك هذا لن يؤثر فيه .

cococool
05-02-2010, 17:22
قالت :- علي العكس طالما لم تضع حدا . ظننت ان علي ان اقحم نفسي و اجهزها من الراس حتي اخمص القدمين . و بحركة منها لتظهر له حجم ما اشترته ، بسطت ذراعيها و اشرات حيث وضعت باقي الثياب ، و ضافت قائلة : - كل شيء تراه قد اشتريته علي حسابك . و سمعت بهدوء بيرس و هو يلتقط انفاسه .
بدا عليه التوتر الشديد ، الامر الذي جعلها تقرر فجأة انها قد تمادت كثيرا . بلعت ريقها بصعوبة و حدقت به لتري الاحمرار القاتم الذي يعلو وجنته اخرج يديه بهدوء من جيبيه ووقف منتصبا
قال بنبرة غريبة وهو يخطو نحوها :- اعتقد انك ادرجت نفسك ضمن هذه المشتريات ؟ .
عرفت انها قللت من قدره كليا . كانت تنوي ان يكون الامر بمثابة صفعة علي الوجه لكنه ضاع بتهور دون التفكير بكل العواقب الممكنة ، ووقفت ثائرة لمواجهة الهجوم غضبا . فقد رمت قفاز التحدي ليلتقطه هو . شعرت بالقرف عندما عرفت انها جلبت ذلك لنفسها نتيجة تهورها و عليها ان تبقي حتي النهاية المرة .
امرها بصوت اجش قائلا : استديري !
نظرت اليه اليكس غير مصدقة و قد شهقت مرتعبة و قالت : - لا لست جادا فيما تقول ؟
بدت ابتسامة بيرس مثل لسعة الافعي عندما قال : - الم تكوني جادة؟ قلت انك اشتلايت كل شيئ استطيع رؤيته ، حتي انك اتعبت نفسك بنثرها هنا و هناك حتي اتفحصها .
حاولت اليكس ان تضحك يائسة و قالت محتجة :- لكن الامر كله كان مزحة !
قال بيرس متحديا بطريقة ساخرة :- حقا ؟ حسنا . اني لا اراك تمزحين يا اليكس و انا كذلك . ادرت رؤيتي مهانا لكني تخطيت "مزحتك "الصغيرة . والآن حان دوري عليك ان تتقبلي ذلك يا عزيزتي ، هناك طاولة محجوزة الساعة الثامنة و اانصف و لا اريد ان اذهب متاخرا .
استدارت اليكس مطأطأة رأسها لتخفي دموعها الحارة و قد شعرت بالاذلال . كان من المفترض ان تكون هي من يتفرس النظر لكن الامور الت الي النتيجة الخطأ . نظرت حولها طلبا للهرب لم تكن الغرفة النوم بعيدة جدا ، لكنها شكت في ان تصل اليها ، لان بيرس كان في منتصف الطريق بينها و بين الباب .
نظر في عينيها الكلئتين بالدموع و قال :- ايتها الغبية الحمقاء . الم تتعلمي بعد انه لا يجدر بك نفعا التلاعب معي ؟ هياا اذهبي ... و يمكنك ان تنسي موعد العشاء . لقد فقدت شهيتي ، الساحة لك يا اليكس ، اترك لكي امر قيادتها ، اتمني ان يكون النصر يستحق هذه المعركة .
عضت اليكس بقوة علي شفتها فيما تراقبه وهو يستدير ليغادرالغرفة ، و بعد دقيقة سمعت صفقة الباب الامامي . و شعرت و كانها حمقاء و حدقت في مشهد اذلالها كان محقا .ارادت ان تشعره بالخزي لكنها هي من شعرت بانها رخيصة ، كانت الثياب تعيد اليها نظرتها الساخرة فتمنت انها لم ترها .
غمرها شعور بازدراء النفس ، فذهبت لتاخد دوشا علها ترتاح ، لكنها كانت تعرف ان غسل تلك الذكري من عقلها يتطلب اكثر من ذلك . و هكذا بقيت طوال الليل تدور و تتقلب علي فراشها و لم تستطيع ان تنام جيدا . قررت خلال احدى تلك الساعات التي مضت عليها دون ان تستطيع النوم بان عليها الاعتذار . وان كانت معظم الكلمات قد يعلق في حنجرتها .
لذا لم يكن من المدهش اطلاقا انها استغرقت في النوم صباحا ، و طالما ان ذلك حصل قررت ان لا داعي للعجلة.
لقد تاخرت علي موعد العمل ن لذا فان القليل من الاخر الزائد لن يكل اي فرق ، استغلت الوقت لترغم نفسها علي تناول بعض الخبز المحمص ، و الاعتناء بمظهرها . و بما انها كانت تريد ان تبدو هادئة و مسيطرة علي نفسها . لجأت الي استعمال المكياج لتخفي الارهاق الذي نتج عن عدم قدرتها علي النوم خلال الليل ، و اختارت ان ترتديبذلة ذات لون رمادي فاتح مع بلوزة حمراء اللون . و اخيرا اتجهت الي المدينة وهي تشعر و كانها امراة مدانة

cococool
05-02-2010, 17:24
رغم كل جهودها التي تبذلتها لم تكن مهيأة لرؤية العيون تتحول اليها بعدما ساد الصمت عندما دخلت الي القاعة التي كانت تضج بالحركة الغربية . لماذا كل واحد يبتسم ابتامة عريضة ؟ سارت الي الردهة الاستقبال في مكتبها و رأت روث التي كانت تنتظر وصولها بفارغ الصبر كما كان واضحا .
ابتسمت ابتسامة عريضة و امسكت بصيحفة ، ووضعتها سكرتيرتها فوق رزمة من الرسائل ، فقالت لها السكريترة:
- انك بالتاكيد تعرفين كيف تكتمين سرا ، يا اليكس ! ما من احد توقع ذلك ولا حتي من خلال طريقة تصرفاتك . تهانينا . اتمني لكما كل السعادة .
و فيما هي تنقب بتعجب بين رزمة الرسائل نظرت اليكس الي سكرتيرتها بارتباك و سألتها :- عم تتكلمين ؟
اجابتها روث وهي تمد لها صحيفتها :- الزفاف ، الاعلان عنه موجود في كل الصحف ن الا تعرفين ذلك ؟ ربما ان السيد مارتينو اراد ان يجعل ذلك مفاجأة .
لقد فهمت الامر اخيرا . رسمت اليكس ابتسامة و اذت الصحيفة و قالت بشكل موجز :- لقد توقعت هذا .
و القت نظرة علي كل رسالة من الرسائل مرة ثانية ، و تخذت تمتص شفتيها . كانت كل تلك الرسائل ، عذا القليل منها ، من اشخاص رفضو مساعدتها قبل بضعة ايام فقط . اما الان و مع وصول بيرس ، فانهم لم يستطيعوا الاتصال بالسرعة المطلوبة . و كان من الصعب الا تشعر بمرارة ، ولم يسها الامر اطلاقا دخولها الي مكتب والدها و مواجة بيرس .
رفع نظره عن الوثيقة التي كان يطلع عليها ، ثم اخفضه ببطء نحو طاولة المكتب فيما تقدمت نحوه و سألها :-
- ماذا يمكنني ان افعل لك يا اليكس ؟ . وهو يكاد لا يخفي نفاذ صبره .
كان اسلوبا كافيا لتتراجع علي الفور ، لكنها سيطرت علي اعصابها لتطلق سؤالها النقدي اللاذع قائلة :
- لماذا لم تخبرني بشان اعلان موعد الزفاف ؟
تنهد بيرس ثم نظر اليها نظرة متفحصة و قال :- ربما لاني لم ارغب في مناظرة مك ، بكن يبدو و كأني سأحظي بوتحدة علي اية حال ، اليس كذلك ؟ .
- لم آت الي هنا للشجار ، يا بيرس ، اتيت لاعتذر .
استطاعت علي الاقل ان تقول تلك الكلمات دون ان تخنقها .
اجابها بسخرية رقيقة :- انه لشيء جديد الآن ! . و علي الفور شعرت ان حرارتها ارتفعت .
سالته بشكل لاذع :- هل تقبل هذا الاعتذار ام لا ؟
قال :- عجيب كيف انه يبدو و كأنه اعلان حرب .

cococool
05-02-2010, 17:29
ذلك لأنك دائما تقول شيئا يثير جنوني ! لو انك تصمت لخمس دقائق . فقط يمكنني ان اقول كلماتي و امشي ! .
و لدهشتها العظيمة ضحك ثم قال :- سوف تصبحين في السلك الدبلوماسي ، حسنا ، اليك المنبر ، يا آنسة بتراكوس .
كافحت لتبقي صوتها معتدلا ، ثم قالت :- ادركت ان ما فعلته الليلة الماضية كان سيئا ، اني اسفة .
ساد صمت لثوان قليلة قبل ان يجيبها قائلا :-هل هذا كل ما في الامر ؟ حسنا ، قبلت الاعتذار . و مد يده نحو الوثيقة من جديد .
افترت شفتي اليكس عن تنهيدة صغيرة و سألته بتعجب :-اهذا كل ما يمكنك قوله ؟ .
بدا بيرس مستمتعا ببرودة ، حيث سالها :- ربما كنت تتوقعين شيئا اخر ؟ .
اصرت علي اسنانها بشكل يمكن سماعه بوضوح و قالت بازدارء :- اعتقدت انك انت نفسك قد تريد الاعتذار .
هجره كل للهو و قال لها بفظاظة :- لماذا؟ لاني هزمتك في لعبتك ؟ ربما كنت لافع ذلك لو اني فكرت انك لا تحاولين شيئا في اللحظة التي ادير بها ظهري ، لكن فيما انت هنا هناك بعض الاشياء التي يجب عليك معرفتها . من الافضل ان تجلسي .
كان مذلا ! بدا انه يعتقد ان باستطاعته ان يقول كل ما يريده ، و من ثم يتوقع منها ان تجلس لتتحادث معه بارتياح فقالت :- شكرا ، لكني افضل ان اقف .
لم يرفع بيرس صوته عندما قال :- اجلسي يا اليكس ، او اني ساذهب اليك و اجعلك تفعلين ذلك .
بعد الليلة الماضية ، قررت التعقل هو افضل جزء من الشجاعة و بسرعة جلست في المقعد المقابل له .
ابتسم لها ثانية . و استوي في جلسته ووضع ساقا فوق الاهري ، ثم قال :- مرتاحة ؟ ساحاول ان لا استبقيك طويلاا فانا اعرف ان وقتك ثمين . سيسرك ان تعرفي بأننا سنذهب في شهر عسل قصير ، بعد الزفاف ، لذا من الافضل ان تجهزي نفسك للرحيل ، كما بامكانك ايضا اان تخطري دائرة الموظفين لتض اعلانا عن وظيفتك ، بهذه الطريقة نكون مستعدين لاجراء المقابلة حالما نعود .
كانت اليكس مذهولة جدا لدرجة انها لم تستطع ان تنبسبكلمة لدقيقة او دقيقتين . ثم تدقفت الكلمات فقالت:-
- ماذا تعني ، بان اعلن عن وظيفتي ؟ لقد عملت بجد كثيرا لاصل الي هنا ، و اكون غبية ان سلمت وظيفتي لك او لأي كان ! .
فقال لها : - علي الرغم من ذلك فان وظيفتك ستبقي شاغرة ، و حدجها بنظرة صارمة ثم اضاف :- ستكونين زوجتي ، يا اليكس . لا يمكنك ان تتصوري فعليا بانه يمكنك البقاء هنا عندما اذهب انا الي المنزل . فبالرغم من اني املكبيوت في معظم عواصم العالم ، الا ان منزلي هو في الولايات المتحدة. و كذلك زوجتي , انت ستعشين هناك معي .
قالت بتحد :- وماذا عن مستقبلي المهني
اجابها بيرسبدون اهتمام :- اخشي اان ذلك لم يعد له اهمية كبيرة ، هل يهمك ذلك فعلا ؟ اتذكرين انك اخبتني ذات مرة ان ليس في نيتك بان تكوني زوجة عاملة .
كانت كلمات غير ضرورية لاعادة تذكيرها بسذاجتها .
فقالت :- كان ذلك في الماضي ، ان مستقبلي المهني اصبح مهما بالنسبة لي الآن يا بيرس .
اجابها : - لن يكون كذلك عندما يصبح لك عائلة خاصة بك او هل انك سيت ان زواجنا سيكون زواجا حقيقا يا حبيبتي ؟
- يفترض ان يكون الزواج الحقيقي مشاركة ! و المفترض ان يكون هناك احترام متبادل و نحن لا نملك ايا منها ، فخياري هو ان افعل تماما ما تقولو اليس كذلك ؟
اجابها ببرودة :- هل سمعت المثل القائل ، من يدفع ثمن انغامسه في اللهو يتحمل العواقب؟ و حتي الآن كان كل العطاء من جانبي .
جفلت اليكس و قالت بصوت منخفض :- فهمت انك تعرف حقا كيف تحمل شخصا علي كرهك ، اليس كذلك يا بيرس؟ اعتقد ان شهر العسل هذا هو حيث اسدد اول دفعة .
قال بهدوء :- ما من احد مناغ يستطيع ان يهرب من قدره يا اليكس .
فهزت رأسها و قال بحدة :- تتكلم و كأننا لا نملك اية سيطرة علي حياتنا ، و كأن ليس لدينا عقل نفكر به ، لن اسلم بمعتقداتك .
علق بيرس قائلا بسخرية : ربما انك تصدقين بذلك ، بقدر ما ارغب و انا حقيقة لا املك متسع من الوقت لمناقشة النقاط الفلسفية لافضل معك ، ان فريق عملي سيصل اليوم و لدينا الكثير من العمل لننجزه قبل الزفاف ، و انت يجب ان تهتمي باخلاء متبك ايضا .
قررت اليكس الانصراف دون ان تقول شيئا ، فالجدال علي اية حال كان عقيما واي شيء قد تقوله سوف يتجاهله علي اية حال .
نهضت و عادت الي مكتبها ، المكتب الذي لن يكون لها لفترة طويلة بعد . سارت الي النافذه و نظرت بعنين عاصفتين الي منظر لندن الرائع فشعرت و كأنها تسلب السيطرة امرها . و كأنها بعد وقت ليس بطويل ، لم يبقي هناك شيء من اليكس بتراكوس التي عرفتها ، كل مااستطاعت القيام به هو اخذ عهد علي نفسها بالاتستسلم دون قتال ، و تتأكد بان اي نصر يحرزه بيرس سيكون نصرا فارغا

وهلاء خلص الفصل السادس
وانشالله ما نطول عليكم
:d

khadija123
06-02-2010, 12:42
تسلم أناميلك الحلوة يا حلوة (نايت سونغ و cococol )
والله فيك الخير تساعدين نايت سونغ يا cococol علاشان تخلص الرواية بسرعة خصوصا قلت إن الرواية طويلة
في إنتظار التكملة.

نايت سونغ
06-02-2010, 13:32
الفصل السابع



جرت مراسم الزفاف بعد يومين ، و كان حدثا هادئا حسبما اقضت الظروف ، و اقتصر الحضور فقط علي والدتها و صديق مرافق ليبرس ، لم تشأ اليكس ان يتم الزفاف بطريقة اخرى ، لان حقيقة زواجهما كانت مدعاة للسخرية بالنسبة لما كانت تؤمن بد دائما تجاه هذا الرباط المقدس . الامر الوحيد الذي جعلها تقبل بكل هذا هو التفكير بمصير والدها .
كان الاحتفال قصيرا . اختارت اليكس ثوبا حريريا بلون العاج ووضعت علي رأسها قبعة تتماشي مع لون الثوب و قد تدلي منها حجاب منثور بحبات الؤلؤ . وقد حملت ايضا باقة من الزهور دفعتها اليها والدتها عندما وصلت . ما بقي في ذاكرتها من تلك المراسم، تصرفات بيرس المدهشة . فقد تدبر اظهار القسم الذي تبادلاه ان يبدو جديا و التي عرفت مسبقا انه من غير الممكن ، الامر الذي احدث قشعريرة في عمودها الفقري
جاء حضور المصور مفاجأة عندما سارا سويا تحت اشعة الشمس . كان عليها ان تعرف ان بيرس لن يفوت حدثا كهذا دون تسجيل ، لكنها شعرتفي قلبها ان هذا الصرف بدا ليزيد من حجم الكذب . لحسن الحظ لم تكن هناك حفلة ستقبال . كان ترتيبا مثاليا بالنسبة لاليكس لأنها شكت في قدرتها اخفاء عدم التوافق العروسين و المقتصر علي تبادل بعض الكلمات ، فمنذ مواجتما الاخيرة كانت الاجوء بينهما ما زالت باردة اشبه بجليد .
قال المصور الذي لم يكن يعرف طبيعة الجو السائد بينهما او تعد تجاهله :- اريد اخذ صورة لك و انت تحضت العروس .
ادرات اليكس وجههاتجاه زوجها طائهة فيما تمنت لو انها ترفض هذه الطلب ، غير انها لم تجرؤ علي فعل ذلك عندما رات والدتها تراقبها و كذلك الحشد الصغير الذي يتطلع اليها .
وفيما وضع بيرس يده علي كتفها قالت له بايجاز :- اشعر و كأني فقمة !
اجابها بصوت اجش :- بما ، لكن فقمة جميلة .
ابتسم و قال :- هذا يكفي . قاطعا عمل المصور ثم استدار نحو والدتهاو اضاف :- ان لم نذهب الان ستفوتنا الطائرة اعتني بنفسك يا اميلي ، وقولي لستيفن ان لا يقلق خلال غيابنا ، هناك فريق عمل جيد يتولي المسؤولية لذا فكل ما عليه ان يفعله هو التركيز علي ان يتعافي بسرعة .
انحدرت دموع ايميلي بتراكو كردة فعل فيما كانت تقبل وجنته ثم استدرات نحو ابنتها و عانقتها قائلة :- تبدين جميلة ، كوني سعيدة يا حبيبتي ، ان بيرس رجل طيب و سيعتني بك جيدا .
هذه الثقة التي شعرت بها تجاهه يوما جعلتها تعشر و كأن شيئا ما قد علق في حنجرتها ، علي اية حال لم تكن طبيعة اليكس تسمح لها بأن تصدم والديها ، لذ قلبلت العناق بمثله برسعة لتخفي اليأس الذي خافت ان يظهر في عينيها و اجابت :- اعرف انه كذلك ، و سأبذل قصاري جهدي .
كان كل ما عليها القيام به ، هو الصعود الي السيارة و التلويح بايديهما مودعين فيما بدأت رحلتهما الي المطار . عضت اليكس علي شفتيها عندما لوحت بجنون ل\تلويحة رافقتها دموع عاطفية بشكل طبيعي ، لم تكن الامور طبيعة و لا يمكن ان تكون كذلك ، علي الاقل لم يكن عليها التظاهر اما بيرس ، فانه يعرف تماما ماهية مشاعرها . لوت شفتيها بسخرية عندما نظرت الي الباقة التي ما زالت تمسكها بيدها ، ثم رمتها جانيا في الرقعه التي تعمدت ابقاءها بينهما .
لدهشتها سمعت بيرس يتحرك ، و عندما نظرت حولها اكتشفت انه قد التقطها .
قال برقة :- الازهار ليست عدوتك يا اليكس . ثم اخذ يسوي الاوراق التي تضررت و تابع قائلا :- رغم اني اتصور بانني انا هو من ترغبين بتركه محطما .
اجابته يايجاز :- انت لا تتحطم ، لأنك مكون من الحجارة الصلبة . و نظرت ايه بحيرة و قد انحني ليضع الباقة علي المقعد الامامي الي جانب السائق ، و كان يتحدث ذلك الوقت باللغة اليونانية مع السائق ، الذي جال معه في كل العالم ، كما علمت .
عاد ليسوي في مقعده ثم مال بجلسته ليتمكن من النظر اليها بسهوية اكثر و اجابها :
- بعض الاحجار يمكن كسرها ان ضربتها في المكان الصحيح .::مغتاظ::
فسألته بأنكار ساخر :- اتعني اني ان استمريت بالبحث سأجد نقطة ضعفك ؟ .
ارتسمت ابتسامة علي طرف شفتيه ::مغتاظ::و قال :- ان هذا واضح جدا لأشخاص يملكون عيونا ترى . من يعرف ؟ ان عرفتها قد لا ترغبين بتحطيمها اطلاقا .
تهجمت عند سماعها كلماته تلك . و خامرها شعور بأنه كان يمرر اليها رسالة بالرموز لم تعرف كيف تحلها . استوت في جلستها و قالت :- لم اعطتيه ازهاري ؟ و ماذا قلت له ؟
- قلت له ان يأخذها و يحفظها قد ترغبين بالاحتفاظ بها في غرفة النوم كذكري لهذا اليوم .
اجابته ببرود :- هل يحتمل ان يناسه اي منا ؟ اعرف اني لست بحاجة لما يذكرني به .
جادلها بيرس بعقلانية قائلا :- مهما يكن ن فإنه سيتم حفظها من يدري ؟ قد تبدلين رأيك . ثم امسك بيدها اليسري ، و اخذ يتأمل تأثير الذهب علي يدها النحيلة .و اضاف :
- ان خاتمي يناسبك ، ماذا فعلت في الخاتم الأول ؟ .
اهتزت اعصابها لسببين اولهما تذكيرها بالزواج السابق و ثانيهما لوخز التنبيه الذي ارسلته لمسته الرقيقة عبر ذراعها ، تنهدت محاولة ان تحرر يدها لكنه منعها من ذلك .
سألها :- هل لمستي تجعلك تثورين . يا اليكس ؟ .
اجابته :- كل شيء يخصك يجعلني اثور . اما بالنسبة الي الخواتم التي قدمتها لي ، كنت علي وشك رميها في نهر هدسون ، لكن بدا لي ذلك هدر لمبلغ كبير من المال . لذا وهبتها الي أول مؤسسة احسان مررت بها .
اجابها بسخرية :- يسرني ان اعرف مصيرها .

نايت سونغ
06-02-2010, 13:38
غضبت اليكس و قالت :- المال هو كل ما تصلح له .
ضحك و أجابها :- حقا ؟ سأذكرك بهذا الليلة .
اتقدت وجنتاها احمر قارا عندما أدركت إنها ستواجه ذلك قريبا . كانت تحاول تحاشي التفكير في ذلك الأمر . متصورة ذلك بحذر شديد ، حذر سببه معرفتها انه مهما كان قرار عقلها ، فأنها كانت تحبه في قرارة نفسها . كانت كل ساعة تمر تجعل إبقاء القتال مستمرا أصعب . فقالت :- انك لمغرور ... هلا تركت يدي من فضلك ؟ .
نظر إليها بيرس متفحصا و قال لها :- ما هو الخطأ بأن يمسك زوج بيد زوجته ؟ خاصة و انهما قد تزوجا للتو .
ردت عليه بازدراء قائلة :- لا تكن مراوغا ، ليس هناك حاجة لنا الان ان نتصرف بطريقة مشرفة ، يا بيرس ، فلا يوجد من يرانا حتي نبرهن له انطباعا مغايرا للحقيقة .
و ماذا ان اخبرتك انى لا احاول التصرف طريقة مشرفة ؟ .
رمقته بنظرة محافظة و قالت :- لا أصدقك .
تنهد بيرس بعمق ووضع ساق فوق الاخرى إلا انه ابقي ممسكا يدها بقوة و قال لها برقة :
مهما تكن الظروف التي سيؤول اليه زواجنا ، فانى انوي ان ابذل قصاري جهدي لانجاحه يا أليكس , و يمكنك ان تفعلي الشيء نفسه .
يبدو صادقا جدا ، لكنها عرفت من التجربة السابقة أي ممثل بارع هو . فأجابته :
لا حاجة لن تتكبد كل هذا الازعاج من اجلي . وسحبت يدها بقوة من يده .
آوه ليس هناك أي ازعاج يا حبيبتي ، فان ذلك هو ما اردته دائما .
كان جوابه مفاجأة تامة لها فحدقت به بدهشة و قالت ببطء:مندهش: :
تجعل المر يبدو و كانك اردت هذا الزواج فعلا . الا انها لم تتلقي جوابا منه ، سوى رفعة من حاجبه .
استدارت بعيدا بعد ان عجزت عن تفسير تلك النظرة و اخذت تحدق الي الخارج عبر النافذة ، وهي متهجمة تماما .
استدرات نحوه من جديد و قالت :- لماذا تزوجتني يا بيرس مارتينو ؟ كان بامكانك ان تساعد والدي دون القيام بذلك . لو انك اردت امبراطورية عائلة بتراكوس ، كان بامكانك ان تشتريها حسب طريقتك ، لماذا اردت الارتباط بي ثانية ؟ .
نظر اليها بيرس للحظة ثم استدار لينظر الي الخارج عبر النافذة و قال لها برقة :- لدى اسبابي ، لكنك لست مستعدة لسماعها بعد . دقت كلماته تلك علي وتر مالوف جدا جعل غضبها النائم يستيقظ .
اجابته بصوت اظهر دون وعي منها مزيجا من الغضب و الألم :mad::- آه . اجل لقد نسيت ، انك تحب ان تختار لحظتك . اليس كذلك ؟ وكي اتذكر ن تترك مفاجاتك للصباح الباكر . هل علي ان اجهز سلاحي للغد ؟ .
استدار عند سماعه كلماتها تلك . و عيناه تظهران ندما عميقا لم يحاول حتي اخفاءه ، قال لها برقة :
استرخي يا اليكس لن يكون هناك مفاجات هذه المرة ز سوف تعرفين الوقت المناسب تماما .
سألته :- لم علي ان اثق بك ؟ .
ضاقت ابتسامته فيما اجابها :- هذا امر لا استطيع ان اجبرك علي القيام به ، فاما ان تفعلي او لا .
عضت علي شفتها و شعرت لسبب لم يكن في الحسبان بالانزعاج . قالت له :- انى لا افهمك .
اجابها بلهجة غاضبة :- لم تفعلي ذلك قط .
شعرت انها تكاد تختنق .. استدارت و ركزت اهتمامها علي العالم الخارجي ، مبعدة نفسها قدر ما تستطيع عن الرجل الذي الي جانبها .
كانت الجزيرة ممتدة امامها و قد بدت و كانها تطفو بكسل فوق البحر الازرق المتلأليء . كانت اليكس تنظر اليها منذ ان بدت كنقظة صغيرة في الافق . اما بيرس فقد تعمد الغموض ، فقال انهما سينزلان في الفيلا التي يملكها علي جزيرة يونانية عندما لاحظت في وقت مبكر من النهار انهما فوق اثينا ، و هناك انتقلا من طائرته الي طائرة مروحية حملتهما بقية الطريق .
اخفظت نظرها لتنظر الي المكان الاخير الذي يقصده , بدا رومنطقيا ، و اكثر اخضرارا مما توقعته . لكانت في أي وقت غير هذا لاتطلعت بضوق لتمضية فترة من الزمن هناك ، الا ان قلبها غار الآن في صدرها لفكرة انها ستبقي معه في هكذا عزلة رائعة ، لذا و رغم انها تكره ذلك بشكل عام ، الا انها كانت لتعطي أي شيء مقابل ان تتجه الي أي منتجع مزدحم خارج هذا المكان .
عرت بعيني بيرس تحدقان بها ، فنظرت حولها محاولة ان لا تتاثر عند رؤيته ، لقد نزع في وقت مبكر سترته و ربطة عنقه . بدا مسترخيا قدر ما يستطيع . في هذه الحال ، و نتيجة لذلك اهتزت احاسيسها ، كان من المستحيل ان تتجاهل وجوده ، وكانت تجد التظاهر بعدم الاكتراث يزداد صعوبة ، الامر الذي كانت متاكدة انه هو ايضا مدرك له .
ابعدت عينيها عنه و سالته :- هل هذه الطريقة الوحيدة للوصل الي الجزيرة ؟ .
اجابها بتهكم :- لا لكنها الاسرع ، لماذا ؟ هل بدات تبحثين عن طريق للهرب ؟ .:مكر:
سألته بجهد :- و هل ساحتاج واحدة ؟ و شعرت أكثر مما رأت انه هز كتفيه بلا مبالاة .
اجابها :- من يدري ماذا يجول في خاطرك ؟ لكن هناك الكثير منها ، فالذين يعيشون هنا لديهم مراكب صيد و ان ايا منهم قد ينقلك الي البر الرئيسي ان طلبت منه ذلك ، هذا ليس سجنا يا اليكس . انهي كلامه برقة و شعرت من جديد بتلك الموجة من الارتباك تعلو من حولها ...
تذكرت كلام العهود التي قطعتها علي نفسها كانت سجنا بحد ذاتها . لم يكن قلقا بالطبع . علي انها قد تحاول الهرب من الجزيرة ، لأنه كان يعرف ان حسها الاخلاقي هو الذي سيبقيها الي جانبه ، لقد اشتراها ، الم يفعل ؟
كانت تشعر انها بخير الي ان رأت الجزيرة ، لماذا رؤيتها جعلتها تشعر فجأة بأنها تريد اشياء كانت تعرف انه لا يمكنها الحصول عليها ؟ و ما الذي كانت تريده علي اية حال ؟ لم تكن تعرف ذلك ايضا . لم تشعر من قبل قط انها تائهة هكذا و ... خائفة هكذا ..
قالت لنفسها ان لا يجب ان تكون مغفلة حالمة ، و من الافضل بكثير ان تركز علي وصولها . جالت الطائرة فوق الجزيرة مما اتاح لها رؤية المنظر المذهل للمرفأ المزدحم . قبل ان تتجه الي القمة الجنوبية ، حيث كان بناء ابيض و سقف من القرميد يستدفئ بأشعة الشمس الغروب . حطت الطائرة في بقعة مكشوفة من الارض وراء المنزل . و فيما كان بيرس يساعدها علي النزول من الطائرة ظهر رجلان ، من خلال الاشجار التي تحيط بالمكان ، و من خلال ابتسماتهما الواسعة و ترحبيهما الحار كان واضحا انهما يعرفان انه قادم مع عروسه.
وقفت اليكس بعيدا ، و قد شعرت كانها دخيلة لقد قطع جدها كل ما يربطه ببلده منذ سنين عديدة ، و هكذا لم يكن امر غريبا علي اولاده او احفاده لا يتكلمون اليونانية ، خطر لها ان عليها ان تتعلم اللغة اليونانية بسرعة ان كان عليها تمضية اية فترة زمنية هنا . و عدنما قدمهما بيرس لها باسم كوستاس و سبيرو اللذان يعتنيان بممتلكاته ، ردت علي تمنياتهما الطبية بابتسامة دافئة .
امسك بيرس بذراعها و قادها نحو المنزل فيما اهتم الرجلان بامتعتهما ثم سالها :- هل ترغبين بمشاهدة المنزل الآن او ترغبين في الاستراحة اولا ؟ .
شعرت اليكس و كانها ستصرخ ان لم تنتزع ثيابها عنها حالا من شدة الحر ، لذا اجابته بابتسامة مريرة و ساخرة في آن معا :- فيما بعد اريد ان اغتسل و ارتدي ملابس خفيفة .
تأملها قليلا ثم قال لها موافقا بصوت اجش :- تبدين متعبة قليلا . غرفة النوم الرئيسية من هنا .
كانت الغرفة التي قادها اليها كبيرة و مزينة بظلال خوخية اللون . و كانتا غرفة الملابس و غرفة الحمام علي جانب واحد ، فيما كان باب زجاجي متحرك يظهر منظرا نحو البحر يخلب الانفاس .

نايت سونغ
06-02-2010, 13:48
استطاع بيرس بسهولة ان يتبع نظراتها ، لذا قال لها :- لم لا تسترخين هنا قليلا ، يا اليكس ؟ كان يوما مرهقا استحمي هنا . فانا سأستعمل غرفة الحمام التي في الخارج عذه المرة .. اننا لسنا علي عجلة ، و لن ناكل حتي وقت متأخر .
لم يكن العشاء هو ما يقلقها فيما كانت تنظر اليه وهو يدخل الي احدى غرف الملابس و يخرج بعد لحظات فقط حاملا ثيابا لتبديل ملابسه . كانت مناورة رقيقة اوضح من خلالها ان هذه غرفته ، ايضا لكنه مستعد لان يفسح لها المجال فيها ، في الوقت الحاضر ، اما فيما بعد فانه امر اخر ، علي اية حال .
و مع مغادرته ، اطلقت اليكس نفسها عميقا ثم خلعت حذائها متجهة الي غرفة الحمام ، لفت نظرها حوض الاستحمام ، و علي الفور استبدلت فكرة اخذ دوش بان تستلقي في المياه الدافئة لتحظي بقسط من الانتعاش .
لم يمض وقت طويل حتى فارقها التوتر و استرخت و قد اتكات الي حافة و اغمضت عينيها . و من ثم راودتها الافكار ، افكار مزعجة لم يعد بامكانها تجاهلها . كان هناك الكثير لتفكر به في وقت ساابق ، لكن هنا , اصبح التفكير لا مفر منه . ضاقت شفتيها بمرارة ، ذات يوم مر عليها راغبة فقط بان تكون مع بيرس لكن الان لامر مختلف ، فهذه المرة كانت مدينة له ، لقد اشتري الحق في ان يبقي معها .
و انطلقت آهة من حنجرتها المخنوقة ، كم تكره التفكير في ذلك ، ان تهبط لدرجة ان تصبح تسديد لدين ! ذلك يقلل من قيمتها و من قيمة كل ما كانت تشعر به ، و جعلت تلك الفكرة قلبها يتوقف عن الخفقان لثوان قبل ان يبدأ خفقانه من جديد بترنح . ماذا يعني وجودها و شعورها ؟ لم تكن تشعر بشيء ! لا شيء سوى الكره تجاه الرجل الذي استغلها و خدعها بقسوة و رفعا يدها لتغطي عينيها .
طغي الصدق علي شعورها ، و ما ان وصل اليه حتي تعلق به بقوة مرغما اياها علي الاعتراف اخيرا بالحقيقة لنفسها ن فالسبب أي جعلها تكره لهذه الدرجة ان تكون مجرد تسديد دين ،هو لانها تحبه . مما قد يجعلها اسوا نوع من الحمقي علي قيد الحياة !
شعرت بالاختناق من شدة ياسها حتي فيما كان عندها دافع قوي للضحك انها كما باندورا فتحت صندوقها و لم يعد بأمكانها ان تفعل شيئا سوى ان تواجه ما نتج عن ذلك ، فاعترفت اخيرا بالدور الاخير من انخداع النفس ، فقد كانت حتي في الايام الخمسة الاولي المؤلمة من الخسارة قبل خمس سنوات ، تتمني بجنون ان ياتي بيرس يوما و يعترف لها ان كل ذلك مجرد غلطة ، و انه يحبها رغم كل شيء ! كل هذا لأنها احبته و كانت تحبه في ما مضي ن لأنها تحبه و ستظل تحبه دائما .
لكن لا يمكن ان تكون ما زالت تحبه ! ليس بعد كل ما فعله .. و مازال يفعله . لقد استغلها ، ومازال يستغلها . كيف بامكانها ان تبقي علي حب رجل يمكنه فعل ذلك ؟ .
لم تكن تعرف . الامر الوحيد الذي كانت تعرفه انها تحبه بشكل لا يمكن نسيانه . و ان عرف ذلك يوما ، فانه لا يتواني عن القيام باي شيء ، فالقوة التي ستعطيها له ستكون مطلقة . لا يمكنها ان تعطيه النصر . و عليها الآن اكثر من أي وقت مضي ان تستمر في صراعها معه ، لأنها الطريقة الوحيدة للتغلب علي نفسها . لذا يجب ان لا يكتشف بيرس اطلاقا القوة علي اساس ضعفها . قد تكون ملزمة تجاهه و قد تضطر للقيام ما يريده ، لكنه لن يسيطر اطلاقا علي قلبها كما فعل ، بل عليها ان تاخذ سرها معها الي قبرها .
ما يا اليكس ؟ اين انت ؟ . ردد صوت رجولي اجش من وراء الباب و علي الفور فتحت عينيها و قد شعرت انها في وضع غير مؤات لأي كلام . ة قالت تذكره بحدة :- قلت انك ستستعمل غرفة الحمام الآخرى .
رفع احد حاجبيه و قال :- فعلت منذ ساعة تقريبا ، خطر لي انك تحاولين تجبن رؤيتي لذا اتيت باحثا عنك .
تنهدت اليكس بغيظ و قالت له :- حسنا لقد وجدتني و الان اود ان احظي بقليل من العزلة .:mad:
ضاقت عيناه الزرقاوان للهجة التي تكلمت بها و قال لها :- لا تأمريني يا اليكس ، انا زوجك و لست خادما ،ولي كل الحق ان اكون هنا .:mad:
كان بامكانها انقاذ الموقف ببساطة و ببضع كلمات لكن ذلك لم يكن في متناول يدها لانها لم تكن قد استقرت نفسيا بعد مما جعل كلماته تلك تشعرها بتهديد كبير مما جعل غريزتها تشعر دفاعاتها .
فخرجت من الحمام بعنف بعد ان جففت نفسها و ارتدت ثيابها ثم قالت :- آه ، حقوقك ، فهمت الان ، حان الوقت التسديد ، اليكس كذلك ؟ .
كانت ماخوذة جدا بحماية نفسها لدرجة انه فاتها ان تلاحظ الغضب الذي ظهر علي وجه زوجها ، بدا كأنه علي وشك الانفجار :mad:، و عندما توقفت علي الكلام كان قد ابتعد قليلا و صاح :- يكفي ! كيف تجرؤين علي التكلم عن نفسك بهذا الابتذال ؟ .
شعرت اليكس بالجبن قليلا لكن لم يكن هناك مجال للتراجع فقالت :- الا يسمونه كذلك عندما يشتري رجلا امرأة ؟ لقد اشتريتني ، و انا مستعدة تماما الآن لتسديد الدين ، انا امرأتك لتأمرني ، الست كذلك ؟::مغتاظ::
و قبل ان تتمكن من ان تنبس بكلمة كان بيرس قد امسكها بقوة تأوهت اليكس لكن الآوان كان قد فات الآن لتتمني لو انها لم تدفعه لهذا الحد ، كان كل ما ارادت القيام به هو حماية نفسها ، لتبرهن له انها غير مهتمة ، لكنها ايقظت النمر النائم و هي هي الآن لا تجرؤ علي الافلات منه لم يكن فيه شيء من بيرس الذي عرفته في ملاطفاته ، من الرجل الذي يقمع في مقاومتها انهمرت الدموع من عينيها :بكاء:، لأنها قادته الي هذا ، ولم يكن امامها الا ان تلوم نفسها لما يتمخص عن ذلك من نتايج و شعرت بالزدراء تجاه نفسها .
كانت تعرف انه لم يتوقف من تلقاء نفسه لن تقوى علي الهروب في غمرة غضبه لكن حتي عندما مرت ببالها تلك الفكرة المدمرة ، اطلق بيرس صيحة مخنوقة و ابعد نفسه عنها . وتلك الحركة نفسها جعلته ينهض علي قدميه حيث وقف يحدق بها للحظة مؤلمة وهو يتنفس بسرعة . بدا كأنه يقاتل الشر داخل نفسه وثم من دون ان ينبس بأية كلمة استدار علي عقبيه و ترك الغرفة ، صافقا الباب وراءه .
بقيت اليكس جامدة في مكانها دون الحراك في مكانها دون الحراك :محبط:، فيما انطلقت منها تنهيدة و اتبعتها اخرى ، رفعت يديها الي عينيها و استدرات لتدفن راسها في الوسادات بكت حتي شعرت بالجفاف :بكاء:... و الخجل . ما حدث كان غلطتها . لقد انفعلت كثيرا ما الذي حل بتكلفها البارد ؟ لقد تبخر مع ادراكها انها لن يمكنها اطلاقا الا تبالي ببيرس ، كانت خائفة جدا من ان تعطيه القوة لأن يؤذيها ثانية ، و عوضا عن ذلك جعلته يؤذيها بطريقة اخرى .
نهضت بارهاق لتقف علي قدميها و هرعت الي الحمام و لم تكتشف عندما عادت الي غرفة النوم ان صنية عليها ابريق من الشاي ظهر بكشل مفاجئ ، و انما وجدت حقائبها قد افرغت ايضا لم يكن الامر مريحا ان تتصور ما قد يفكر به الشخص الغير معروف عما حدث، تفكيرها ذاك جعل وجنتيها تتقدان احمرارا ، و شعرت انها بحاجة ماسة لفنجان شاي الذي سكبته لنفسها .
لقد هدأت الآن ووجدت انها اصبحت قادرة علي التفكير ، كانت حمقاء ، و ادركت الآن ان عليها ان تحاول ان تنقذ شيئا من هذا الخراب و الا فان زواجهما سيتحطم . تسبب كبريائها بأسوأ سقطة علي الاطلاق و كان عليها ان تعتذر . اين اصبحا من ذلك ؟ من يستطيع ان يقول .. ؟
كان الظلام قد بدأ يخيم الآن ، و عرفت اليكس ان لا فائدة من النظر المتكرر الي ساعتها ، فانها ستخبرها فقط ان عشر دقائق اخري قد مرت ، اضافة الي الساعات التي مرت منذ ان تركها بيرس .
كانت تجلس علي الشرفة ، حيث احضرت لها كاتينا ، زوجة سبيرو ، القهوة قبل ساعة ، لم يتسأل احد عن العريس المتغيب ، ولا عن العروس التي تناولت العشاء بمفردها . كان الصمت بلغيا بالنسبة الي اليكس ، مما جعلها تتمني لو انها لم ترتدي ملابسها بهذه العناية ، و لم تضع مكياجها لتخفي ما خلفته دموعها ، كل ذلك لأجل رج لم يظهر .
لاكت شفتها ، كان الغضب قد فارقها منذ وقت طويل ليحل محله القلق ، اين هو ؟ ماذا يفعل ؟ هل أذى نفسه ؟ هل هو مستلق في مكان ما ،:مذنب: و قد تأذي جسديا ، يتضرع طلبا المساعدة ؟ لم تكن هناك فائدة من اقناع نفسها بان لا تكون سخيفة ، انه يعرف الجزيرة جيدا ، كانت كل لحظة تمر يشتد فيها الظلام اكثر و يزداد قلقها .
حتي عندما عارضت نسفها ، بدا فجاة ان شعر جسدها اقشعر ، و دار رأسها ، فقد كان بيرس واقفا في العتمة ينظر اليها . دخل عليها دون ان تشعر ، لكن هذه المرة كان الشعور الطاغي الذي خامرها هو الارتياح لأنها عرفت لو ان شيئا ما حدث له ما كانت لتغفر لنفسها ابدا . تحرك حتي اصبح في نطاق النور المضاء مما اتاح لها ان ترى بشكل ممتاز منظر وجهه المتهجم . كطانت عيناه غائمتين ، ولا توحيان بأي شيء ، وجدت اليكس نفسها تحبس انفاسها و قد عرفت ان عليها ان تكلم قبل ان تخونها شجاعتها .
قالت بارتباك :- بيرس ، انا ....
- لا اا ! حدة تلك الكلمة جعلتها تتوقف عن الكلام :confused:. ثم اوضح باختصار قائلا :- لا يا زوجتي الجميلة ، لقد قلت ما لديك في وقت سابق و الآن جاء دوري . و توقف قليلا ثم قال :- لم احضر لاعتذر عما حدث ، يا اليكس فأنا اعرف انك ستستمرين في كرهي ، اليس كذلك ؟ لسوء الحظ اني لن اجاريك بلغتك ، لن يتم الامر علي هذا النحو ، فخططي يا اليكس هو ان تاتي انتي الي ، اني ارريدك ، لكنني رجل صبور سأنتظر حتي تاتي اانتي الي ، و ستأتين ، لأنك امراة عاطفية عندما يحين الوقت و ستطلبين مني ذلك ، لأن ما حصل اليوم لن يتكرر .
و انحني في تلك اللحظة نحوها مما جعل نظارته :مكر:الحادقة قريبة بشكل خطير و اضاف :- لن المسك حتي تتوسلين الي لأفعل ذلك ، هل فهمت ؟ .
شعرت اليكس ان حنجرتها تكاد ان تبطق علي بعضها ، و خالجتها رعشة سرت في جشدها ، ولم يساعدها بشيء ان تعرف انها هي من جلبت لنفسها ذلك ، و ذهبت كا الافكار الاعتذار مع الريح ، رفعت ذقنها قليلا فيما هي تتحضر لتقوم بمعركة و قالت :- ستنتظر طويلا .
ضحك ضحكة جنونية و اجابها :- اني مستعد لذلك ، لكني لا اري الامر سيطول كما تتخيلين .بعد نظرة شاملة كليا سار مبتعدا عنها الي داخل الفيلا .
حبست اليكس انفاسها فيما دقت تلك العبارة الاخيرة علي الوتر الحساس لديها ، كيف تجرأ علي التفكير في انها ستأتي ساعية وراءه ؟ انه ليس بالشخص الذي لا يقاوم كما تصور ! لكن الم يكن كذلك ؟ سألها صوت صغير في داخلها مما جعلها تجفل . حسنا ، ربما كان كذلك لكنها استطاعت ان تحيا بدونه طيلة هذه السنوات ، و بأمكانها ان تستمير بالطريقة نفسها ، لأنها متأكدة من شيء واحد . هو انها لن تتوسل اليه ابدا . ابدا . لن يكون هناك هدنة بينهما بعد الآن انما معركة لن تستطيع ان تتحمل خسارتها .


انتهي الفصل السابع

يلا علي الثامن

نايت سونغ
06-02-2010, 13:54
الفصل الثامن




أصغت أليكس إلي اندفاع صوت الماء من الرشاش في غرفة الحمام بقلب حزين .أدارت رأسها مما اتاح لها رؤية تغضن الوسادة الثانية , حيث استراح رأس بيرس الليلة الماضية , لقد أثار أمر مشاركته الغرفة معها أول مشادة كلامية بينهما , ولقد خسرتها .
فعندما دخلت إلي غرفة النوم الليلة السابقة , كان بيرس قد ولج إلي الفراش وتوقفت فجأة عندما رأته مستندا إلي اللوحة الرأسية من السرير كان يقرأ لكنه رفع نظره عند دخولها .
قال ببرودة :"أعلميني أن كان الضوء يزعجك " وكأنما أمر مشاركتهما السرير كان عادة يومية , وثار غضب أليكس فصرخت قائلة : " بما أني لا انوي أن أشاركك الكثير كأن أشاركك الغرفة ,ناهيك عن السرير, فليس للأمر أهمية ."
أجابها برقة :"علي العكس يا حبيبتي, لن تنامي في أي مكان آخر .)) وأرفق ذلك بنظرة حادة من عينيه .
عندئذ لفت ذراعيها فوق بعضهما البعض في وقفة محارب ما من شيء علي وجه الأرض يجعلها توافق علي ذلك.
فقالت :"لا يمكنك أن تمنعني إن استدرت ببساطة وخرجت من هنا ."
لمعت أسنانه عندما ابتسم ابتسامة عريضة , وأجابها:"صحيح لكن ذلك يجعلني مضطرا للنهوض وإعادتك ,أمر أنا مستعد للقيام به , مهما يكن عدد المرات التي يتطلبها ذلك هذه هي الغرفة وهنا ستنامين ."
حدقت أليكس به بغضب جامح مدركة انه يعني ما يقوله سيحملها وهي تصرخ تركل إن اضطر لذلك .
ثم قال لها بلهجة ساخرة :"ما الأمر يا أليكس؟ هل أنت خائفة مني ؟"وعلي الفور أكلت الطعم وقد عرف أنها ستفعل .
لم تقل أية كلمة ,بل اكتفت بان أخذت ملابس نومها وذهبت لتبديل ملابسها في غرفة الحمام وكانت الإهانة القصوي عندما عادت إلي الغرفة حين وجدته وقد أطفا النور وأدار لها ظهره لم يشك للحظة أنها ستفعل ما طلب منها! كان من المستحيل أن تستطيع النوم بالطبع خاصة وان أنفاس بيرس المتناغمة تتناهي إلي مسامعها لتطلعها انه لا يعاني من تلك المشكلة تقلبت في السرير لساعات ولم تغف إلا عند بزوغ الفجر.
والآن أخذت تحدق بوسادته و شيء ما اقوي من أرادتها جعلها تتقلب لتضع رأسها في مكان المجوف منها وتتنشق رائحته التي خلفها هناك.
جلست علي السرير وأطلقت تنهيدة ازدراء للنفس لتصرفها العاطفي جدا لديها كبرياؤها أليس كذلك؟ لكن ذلك كان تهدئة باردة إذ أنها قد عرفت منذ وقت طويل ان الكبرياء لا يساعد الإنسان خلال ساعات الليل الطويلة .
سمعت رشاش الماء يتوقف فتشنجت علي الفور ولأنها لم تكن تتمني في أن تدرك وهي ما تزال في السرير مدت أليكس يديها إلي روبها الحرير الذي كان ملقي علي متكأ عند أسفل السرير وتجمدت لأنها وجدت عليه برعم ورد زهري رائع اللون وانتفض قلبها ثم أخذ قلبها يخفق بجنون عندما التقطت ذلك البرعم بتردد كانت رائحته ذكية جدا وباعث لكل أنواع الأفكار المتهورة في عقلها من أين أتي .....ولماذا وضع هنا علي روبها ؟
"وردة لوردة "
صوت بيرس غير متوقع جعل أليكس تقفز بقوة فوخزت إبهامها بشوكة جفلت عندما تشنج رأسها فقد روعها جدا دخوله الصامت كما النبرة القوية الصادقة في صوته ...فيما كانت تشك بما سمعته, اقترب نحوها وقبل أن تتمكن من إيقافه امسك بيدها متفحصا .
قال بصوت أجش :"كان من المفترض أن تسعدك لا أن تؤذيك ."ثم رفع يدها إلي شفتيه ,ولثمها .:(
سبحت أحاسيس أليكس بانشداه للحظة أو اثنين مأخوذة بنبرة صوته المهتمة الرقيقة:confused: لم يكن هذا الرجل الذي عرفته أخيرا لقد كان وكأنه حبيب الذي عرفته في البداية قبل خمس سنوات وتذكرت انه منذ ذلك الحين لا يفعل شيئا دون مقابل ونور ذلك عقلها بشكل رائع وازدادت حدة شكها ما الذي يهدف إليه الآن؟
واستطاعت بعد أن أخذت نفسا عميقا ن تسحب يدها بعيدا عن تلك اللمسة المعذبة وسألته بتهكم :"ورود يا بيرس؟ مادا فعلت لاستحق هدا ...التذكار؟ هل هو عبارة عن تقديرك ؟"وحاولت أن تضمن تلك الكلمات كمية الاحتقار وهي تدرك تماما أن ذلك لمساعدتها كما له تذكير أنها يجب ألا تسقط في المصيدة نفسها كما من قبل .
لكن زوجها لم يبتلع الطعم وقال :"لا شيء ربما إني قررت أن أضع قلبي عند قدميك لتدوسي عليه هده المرة .":محبط:
افترت شفتيها عن تنهيدة صامتة أيعقل انه يهتم لأمرها أيعقل ذلك ؟ وأتاها الرد بعنف : لا,ليس بيرس مارتينو انه يلاعبها فقط من جديد يحاول إيجاد طريقة للوصول إليها وأنها تعرف سببا واحدا لكل ذلك ...لكي يقلل من شأن عزمها علي مقاومته . بدا التجهم علي وجهها فيما عبرت الغرفة بسرعة نحو سلة المهملات ورمت الزهرة فيها ودون أية وخزة ندم للضرر الذي ألحقته ببرعم جميل بهذا الشكل آذ أينما تواجدا هي و بيرس معا كان يتحطم شيء جميل .
رفعت ذقنها في تعال نحوه وقالت :"لتفعل ذلك يجب أولا أن يكون لديك قلب ."::مغتاظ::
سألها بيرس :"أتعتقدين أن ليس عندي قلب ؟":( فيما كان يتجه نحو الفناء واسند ظهره علي إطاره مما جعل أشعة الشمس تبرز حركة عضلاته تحت بشرته .
انجذبت أليكس لذلك المنظر وكأنه مغناطيس كان من المفترض أن يسرها ذلك لكنه لم يفعل وأجابته :"أعرف انه ليس لديك فلدي ذاكرة جيدة ."كان هناك صباح أخر صباح وحيد الذي رأته فيه علي هذا النحو يوم أهانها بإخبارها عن سبب زواجه منها وضاقت عينا بيرس وهو ينظر إليها قبل أن يتوتر هو أيضا.
وعدها قائلا بنفس لهجة صوته الأجش :"لن يحدث شيء من ذلك هذه المرة يا أليكس ."وخانتها أعصابها بردة فعل عنيفة .
فقالت متظاهرة بالشجاعة الأمر الذي لم يلحظه أحد سواها لأنها كانت عرضة للسقوط وبشكل فظيع أيضا:"لن أدع ذلك يحدث لن أكون مجنونة أطلاقا لدرجة أن اجعل من نفسي عرضة للسقوط بيدك من جديد يا بيرس ."
تأملها بيرس ببرودة ثم قال :"علينا أن نتكلم عن الماضي في وقت ما ."
عرض جعلها تهز رأسها وقالت :"ليس هناك شيء ليقال كنت موجودة هناك واني اعرف كل ما أنا بحاجة لأعرفه ."
لوي فمه بابتسامة ساخرة وقال :"ولربما رأيت ما أردت أنا أن اريك إياه. هل فكرت يوما يا أليكس؟" ودفع نفسه ليستقيم في وقفته ثم سار خطوة أو خطوتين نحوهما مما جعلها تتنفس بحدة .
أجابته أليكس بألم :"عندما يوجه احدهم أليك ضربة ساحقة لا تنظر لتري إن كان طعنك أيضا أما النتيجة فواحدة لقد اقترفت جريمة قتل وان كنت فجأة قد بدأت تبحث عن الغفران يا بيرس اذهب إلي المكان المناسب ولا تأتي إلي!"
عرفت أنها قد سجلت ضربة عندما غام وجهه وقال:"الغفران؟ربما هذا ما أريده, لكن ليس منك لقد اكتشفت انه من الأسهل إن يسامح الإنسان الآخرين من أن يسامح نفسه.

نايت سونغ
06-02-2010, 14:01
ضحكت أليكس إنما بجهد مؤلم من خلال حنجرة منقبضة وسألته :"أيمكن حقا أن يكون هذا ندم من بيرس مارتينو العظيم ؟هل تحاول أن تقنعني بأنك نادم علي ما فعلت ؟"
ارتعشت عضلة ذقنه قليلا ثم سألها :"هل ذلك ممنوع؟":مذنب:
حدقت في العينين اللتين بدتا فجأة غائمتين بشيء لم تستطيع فهمه ربما كان حزنا وربما كان طلبا للصفح .لكن واقعية تذكرها أي ممثل بارع هو جعلها تقول :"سأخبرك ما هو ذاك انه أمر لا يصدق!انك قاس ومتآمر كما كنت دائما يا بيرس ولن تستطيع أن تجعلني اعتقد غير ذلك."
استعادت عيناه صفاءهما وامتلأتا من جديد بمزيج من الغضب والسخرية مؤكدا فكرتها إن ما رأته لم يكن صحيحا وتحداهما قائلا:"أن كان الأمر كذلك لماذا أمضيت الليل ملتفة بين ذراعي؟" :مكر:الأمر الذي سلبها أنفاسها .
صرخت قائلة :"لم أفعل ذلك قط!لقد كنت علي جهتي من السرير عندما استيقظت ."
رفع احد حاجبيه عاليا وقال :"ذاك فقط لأني وضعتك هناك.لأنك سمحت لي بذلك أخيرا إذ عندما حاولت أن افعل الشيء نفسه في ساعات الليل الأولي رفضت أن تتركيني لقد كنت رقيقة كهرة صغيرة إنما متشبثة بي كما العليقة ورغم إني شعرت برغبة لإيقاظك وسؤالك عن سر انقلاب الأمور رأسا علي عقب إلا أني فكرت انك قد تفضلين أن تستيقظي علي راحتك."
اتقدت وجنتاها احمرارا وصاحت قائلة :"انك تكذب!" :mad:
"ليس بما يتعلق بهذا الأمر ,يبدو أن حسك اللاواعي يعرف أين ترغبين في أن تكوني ؟انه كبرياؤك العنيد الذي يمنعك من الاعتراف بذلك علانية ."
تألمت بينها وبين نفسها حيث أجبرت علي قبول الحقيقة ,وسألته :"لكي تتمكن من تأمل انتصارك برضي وحبور؟":mad:
أطلق بيرس تنهيدة معاناة طويلة وقال :"أذكر بأنني أخبرتك أن هذه المرة ستكون مختلفة ليس عندك الكثير من الثقة بي يا حبيبتي ."
"لقد شفيتني من سذاجتي منذ فترة طويلة أتعجب ثقتي بكلامك قد تبعثرت أيضا؟ كما في قصة هامبتي دامبتي هناك أشياء لا يمكنك إعادة جمعها ثانية ."
خرجت تلك الكلمات من بين شفتيها بما حوتها من مرارة كبيرة ربما أنها مازالت تحبه لكنها تشك في أنها قد تثق به من جديد بشكل مطلق يوما .
بقي بيرس هادئا تماما للحظة فيما كانا يحدقان ببعضهما البعض ثم مد يده ليمرر احد أصابعه علي وجنتها وتمتم قائلا بغموض :"إننا نحصد ما نزرعه فقط ."
ثم رفع كتفيه بلا مبالاة واتجه نحو غرفة الملابس مضيفا :"ارتدي ملابسك يا أليكس سنبحر في نزهة علي متن اليخت بعد الفطور ."
أربكتها لهجته الآمرة كثيرا لدرجة أنها ردت عليه بشكل صبياني قائلة :"ربما لا أريد الذهاب بنزهة علي متن اليخت!" استدار نحوها فيما كان علي وشك الخروج من الباب وهو يبتسم ابتسامة ساخرة ثم قال :"قلت لي ذات مرة انك تحبين الإبحار هل تنوين قطع انفك لتغيظي وجهك؟"
وضعها في موقف حرج لكن فكرة إن تتشبث بموقفها وتضيع علي نفسها فرصة الإبحار فوق المياه الصافية المتلألئة كانت مؤلمة جدا فقالت علي مضض :"لا"
وضاقت ابتسامته ليحذرها قائلا فيما هو يختفي "إذا, ارتدي شيئا ليحميك فقد تكون الشمس حادة جدا ولا أريدك أن تمرضي في اليوم الأول من شهر عسلنا ."
وتركها مع شعور مزعج بأنها قد هزمت بأكثر من طريقة واحدة لقد بدل بيرس معاملته لها بين ليلة وضحاها وعليها أن تبقي محترسة جدا لكن حتى ذلك لم يستطيع أن يخفف حماسها للنزهة البحرية التي عرضت عليها لذا ذهبت علي غير عادتها بقلب فرح نظر لتستحم وترتدي ملابسها .
كان يوما لا يمكن أن ينسي أبدا حيث كان بيرس يرتدي سروالا من جينز ويدير دفة اليخت نحو عرض البحر أما أليكس فقد كانت ترتدي سروالا قطنيا وبلوزة واسعة قطنية لونها ازرق ضارب إلي اللون الأرجواني لون بحري جميل كان من المستحيل أن تبحر بمركب وتبقي في مزاج سيء لذا لم يمض وقت طويل حتى استرخيا كلاهما وأخذا يضحكان. قد يكون ذلك نتيجة لدفء الشمس او لصوت المياه الصادر من تحت المجاديف أو ربما فقط نتيجة للشعور الرائع الذي يحدثه النسيم وهو يتغلغل في شعرها وفجأة أدركت أليكس انها لأول مرة منذ فترة طويلة تشعر بالسعادة.
وتخلت عن حذرها.
أبيحت الفرصة لأليكس بعد أن رفعت الأشرعة لتجلس وتراقب بيرس فيما كان يقف عند دفة المركب وساقاه الطويلتان ثابتتان وكأنه معتاد علي هذا المحيط وانه يشعر بالارتياح وهو يرتدي سروالا متواضعا أكثر من ارتدائه بذلات غالية الثمن كان من المستحيل أن تنظر إليه ولا تشعر بأن قلبها قد ازدادت خفقاته فلم يكن هناك كلمة مناسبة لوصف روعة هذا الرجل وكل ما كانت تدركه هو أنها تراه جميلا جدا.
بدا في عينيها مزيج من تعابير التوق والكآبة لتلك الأفكار,توق لو أن الأمور كانت مختلفة ثم طردت تلك الأفكار من رأسها لأن النهار كان جميلا جدا لكي يفسد بهذه الأفكار الحزينة , وعندما استدار بيرس بعد دقائق قليلة ليبتسم لها لم تستطع ألا أن ترد له الابتسامة بمثلها .
سألها وهو يشير إلي المقود :"مار أيك بقيادة الدفة ؟"
ولم تتردد في قبول التحدي .
كان أحساسا ذكيا بالقوة لشعورها بأن المركب يستجيب لأصغر أوامرها ,ولكن ما من شيء كان يشابه الاتقاد الذي غمرها فيما كان واقفا وراءها .وساد السلام بينهما لأول مرة وهاهما متفقان مع بعضهما البعض ومالت برأسها إلي الوراء وهي تضحك بفرح .
فعلق بيرس علي ذلك قائلا :"هل اعتبر انك سعيدة لأنك أتيت ؟"وكان بامكانها أن تسمع رنين ضحكته في صوته. مالت أليكس برأسها إلي الوراء أكثر ونظرت إليه بعينين لامعتين وقالت "لم ألاحظ كم افتقدت لهذا ."لم يكن هناك الكثير من الوقت لديها للتسلية مؤخرا .
ظهرت في عينيه نظرات رقيقة فيما كانتا تتأملان ملامحها ثم طبع قبلة سريعة علي خدها وقال :"آه فكرت انها قد تسرك .":oقبل ان يمد يده ليوجه الدفة التي انزلقت من بين أصابعها قائلا:"انتبهي إلي مسارك ."
أجبرت أليكس نفسها ,وقلبها يخفق بسرعة علي أن تركز علي ما تقوم به لكن ذلك بدا صعبا فتلك القبلة القصيرة سرت في جسمها وكأنها صدمة كهربائية قوية .إلا أن كلماته هي التي جعلت حاجبيها يقطبان قليلا.
فسألته بصوت أجش :"ألهذا نحن هنا ,لتسرني ؟"
فأجابها برقة :"ألديك فكرة أفضل ؟":o
ارتجفت أليكس كردة فعل علي دفء نبرة صوته وأجابته :"لتسرك."
أجابها ببساطة :"سرورك يسعدني يا أليكس ."
ومال برأسه نحو رأسها ورفع يده ليشير إلي نقطة أمامها قائلا :"هل ترين تلك الجزيرة ؟ اعتقد أننا سنرسو هناك لتناول الغداء يمكننا أن نسبح أيضا أيبدو ذلك جيدا؟"
تملك أليكس شعور جنوني لدرجة أنها لم تعرف أهي واقفة علي قدميها أم علي رأسها فأجابته بحدة :"كثيرا ."ثم سألته ببساطة :"بيرس ,لماذا تفعل هذا؟لماذا أصبحت لطيفا جدا معي فجأة؟":مندهش:
أجابها دون تفكير :"إلا تعتقدين انك تستحقين أن تعاملي بلطف ؟"
"هذا ليس ما لتوقعه منك،لابد من وجود دافع آخر ."
"هناك دافع آخر."
حول ذلك الاعتراف قلبها إلي ثلج فقد بدا وكأنه يؤكد كل ما فكرت به فقالت وطعم مرارة الغضب علي لسانها "لتحملني إلي الاستسلام دون قتال ."
أجابها :"كان بإمكاني القيام بذلك في أي وقت وآنت تعرفين ذلك ."
كانت تلك الحقيقة لم تزعج نفسها بنكرانها ,انه يملك جاذبية لا تقاوم لا يمكنها أن تنتصر عليه وبكل صراحة لم تكن تريد ذلك لكن إلي أين أوصلها ذلك الآن ؟وسألته :"إذا ما الذي تريده؟"
نظر بيرس إليها وعيناه الزرقاوان تظهران عمقا مدهشا من ازدراء الذات ثم قال :"معجزة وليس هناك العديد منها هذه الأيام كم تعتقدين مدي إمكانية حدوثها ؟"
حبست أليكس أنفاسها بدا وكأنه يجس نبضها باحثا عن إجابة لسؤاله في أعماق نفسها حتى انه بدا تقريبا غير متأكد متردد جاء جوابها مزعزعا لرجائه إذ قالت :"قليلة جدا ."


ضحك لذلك وقال لها:"نتجه أنا وأنت علي الاتفاق علي أشياء أكثر كل يوم ,هاتي ,من الأفضل أن تدعيني استلم القيادة لم لا تنزلين إلي الأسفل وترين ما حضرته لنا كاتينا ؟"
فعلت ما اقترحه عليها فقط لأنها كانت بحاجة لكي تفكر لقد اعتقدت هذا الصباح أنها أدركت ما يسعى إليه أما الآن فأنها لم تعد متأكدة تماما قال معجزة لكنه لم يحدد أي نوع من المعجزات وهذا يعني أن هناك أمرا يريده لكنه ليس متأكدا من انه يستطيع الحصول عليه وذلك كان أمرا لا يصدق بالنسبة لبيرس لقد عرفت من خبرة انه عندما يريد شيئا يفعل ما بوسعه حتى يناله ,ألم يستغلها حني يستعيد أسطول السفن التجارية ألم يستغل إخلاصها وحبها لوالدها لكي يرغمها علي الزواج منه ثانية ؟
لم تحمل تلك الشكوك أي تفسير عقلاني تماما كما التغيير في تصرفاته منذ اللحظة التي تزوجا فيها مرت أوقات كان يتصرف وكأنه حبيب يفعل أشياء ليثير البهجة في نفسها ليجعلها سعيدة وكأنه أراد هذا الزواج أن يكون زواجا حقيقيا وليس مجرد عقد كما كانا متفقين لماذا شعرت وكأنها علي وشك اكتشاف شيء مذهل؟
قطع صوت بيرس حبل أفكارها بقوله :"هل أنت بخير في الأسفل ؟"فرفعت رأسها بقوة ولاحظت متأخرة أنهما قد رسيا صاحت قائلة :"إني قادمة "وأخذت تبحث بسرعة عن الطعام فوجدت صندوقا مبردا صغيرا مدفوعا تحت سطح السفينة ,أمسكت به وسحبته وكانت علي وشك الصعود إلي سطح السفينة عندما ظهرت ساقان طويلتان علي الدرج ومد بيرس يديه ليأخذ الصندوق منها تلامست اصابعهما وارتفعت عيناها إلي عينيه لتلتقي وتتخبط في دفء الذي وجداه هناك .
قال لها :"يبدو وكأنها وضعت طعاما يكفي لمعسكر هل تريدين أن تأكلي ألان , أو تسبحين أولا؟"
تخلت أليكس عن بذل الجهد لمحاربة الارتباك الذي تسببه لها تصرفاته إضافة لذلك كانت تعرف في أعماق نفسها انها ليست مضطرة حقا للتفكير علي الإطلاق قد يكون ذلك ذروة الجنون لأنها اليوم كانت ببساطة علي استعداد لتقوم بخطوة ...
لذا ابتسمت له ابتسامة عريضة وقالت :" إني أتوق للسباحة "
قال وعيناه تلمعان :"اذكر انك كنت فتاة البحر في الماضي فقد كان من الصعب إخراجك من البحر عندما تنزلين إليه."
تنهدت بغضب وقالت :"أحب ذلك!لقد كنت كذلك أيضا ,لا بل أسوأ انه لمن العجب كيف يمكنك أنجاز أي عمل!"
نظر إليها نظرة ساخرة وقال :"لم تحاولي مقاومتي كثيرا ولقد كنت في الحقيقة مذهلة أكثر من المياه."
مسحت تلك الكلمات الابتسامة عن وجهها تاركة إياه منزعجا وأجابته بحدة :"أوه أني اشك بذلك رغم انك قمت بمحاولة جيدة لتتظاهر بذلك ."
أجابها بيرس بعد هنيهة :"كانت عاطفتي نحوك صادقة جدا يا اليكس ذلك أمر لا يستطيع الرجل التظاهر به ."
استدارت بسرعة وشفتيها ملتويتان بسخرية .
وقالت :"علي أية حال أصبح ذلك من الماضي الآن." إلا أنها لم ولن تنساه وأضافت بتحدي :"سأسابقك وصولا إلي الشاطئ ."وقفزت إلي حافة المركب وغطست بهدوء في المياه المتلألئة .

نايت سونغ
06-02-2010, 14:08
لم يكن هناك مجال للمنافسة لكنها كانت تعرف ذلك عندما قامت بالتحدي وكان اقتراحها ذاك فقط ليحولهما عن الموضوع مؤلم جدا فلطالما كان بيرس هو السباح الأفضل إلا انه فاجأها بالبقاء علي مقربة منها ولم يسبح بسرعة وقوة متزايدتين كما تصورت انه قد يفعل .وصلا إلي الشاطئ معا وسارا بترنح إلي حيث المياه الضحلة ليرتميا علي الرمل تاركين الأمواج الرقيقة تدغدغ ساقيهما.
وبعدما التقطت أنفاسها و أصبح بإمكانها الكلام قالت :"كانت المسافة ابعد مما تصورت اني متعبة ."
استدار بيرس علي صدره بجانبها وأجابها:"ما كنت لأقول ذلك تبدين في حالة جيدة جدا من هنا ."كلماته جعلتها تدير رأسها بسرعة.
حدقت في عينيه وهما ترمقانها بدفء مما جعل وجنتيها تزدادان احمرارا أعادت التوتر إلي صوتها بشكل غرائزي فقالت :"لا حاجة لأن تغازلني ."
نظر إليها بتأمل وقال:"اعرف لكني استمتع بذلك ."
كتمت آهة وقالت :"حسنا ,أني لا أفعل "
مد بيرس يده ليبعد خصلة شعر ملساء عن وجهها وقال :"ما اعهدك أبدا كاذبة هكذا."
ردت قائلة :"لا يمكنني أن أقول الشيء نفسه عنك أليس كذلك ؟" ::مغتاظ::متوقعة أن تثير غضبه لكن بدلا من ذلك اكتفي بأن أومأ برأسه موافقا .
وقال :"أني أدهش لنفسي كم كنت بارعا في ذلك لكن أتعرفين ماذا يقولون ؟الأخطاء التي تقومين بها مجتمعة عليك أن تدفعي ثمنها واحدة واحدة ."
كانت هناك نبرة في صوته جعلتها تتجهم وسألته :"وهل ان تدفع ؟"
تنهد بيرس و أراح ذقنه علي يده ليجيبها قائلا :
إني ادفع منذ تن فترقت أول كدبة شفتاي ، أمر يجب أن يسرك ، يا اليكس ، ألا تريدين أن تريني اتالم ؟
كان سؤلا مباشرا ، أجابه قلبها دون أي تردد ، لا إنها لا تريد أن تراه يتألم ، و لاحظت فجأة بعد كل هذه
السنوات إنها ليست راغبة في الانتقام ، لا يمكنك أن تحب شخصا و ترغب في رؤيته يتألم ، ولا أهمية لما قد تقوله أو تفكر فيه في لحظة الانفعال الشديد .
لم تستطع رغم ذلك ، الاعتراف له بمكونات قلبها لأن ذلك سيجعلها عرضة للسقوط بيده أكثر ، لذا كان من الأسهل أن ترفع درعها لتخفي عينيها و تقول برقة :
إني لا استمتع برؤية احد يتألم ، هناك الكثير من الألم في هذا العالم .
فقال لهل يبؤس :- شكرا ، عندها كان عليها ان تنظر اليه متسائلة :- علي ماذا ؟ .
ظهرت ابتسامة علي شفتيه تحمل مزيجا من المرارة و السخرية واجابها :- علي ذكري في كلامك هذا ، لطالما كنت امرأة كريمة و محبة ، إني سعيد لأري ان كرمك لم يمت ، مذا عن المحبة ؟ .
لم يكن هناك مجال للكذب ، أو الإجابة عن سؤاله فجلست بشكل مفاجئ ، وهي تعرف ان وجهها يظهر مافي نفسها ، فإجابته متعمدة إساءة فهمه :- ان كنت تحاول ان تعرف كم عدد المحبين الذين لدى اذا اهتم بشؤونك الخاصة .
قال لها بيرس :- ليس لديك أيا منهم . و كاد قلبها يتوقف عن الخفقان للح؟ة قبل ان يتابع خفقانه بجنون .
و أخذت تحدق به وانشداه و سألته :- ما.. .. ماذااا ؟ كيف عرف ذلك ؟ و خطر لها الجواب علي الفور ، فسألته بغيظ :- هل تقصد أن تخبرني بأنك كنت تلاحقني ؟؟ .
قال :- أفضل القول انى أبقيت عليك عينا صديقة .
صرخت اليكس بغضب شديد قائلة :- لم نكن صديقين يوما ، يا بيرس ثم كيف تجرؤ علي التجسس علي ؟ .
قال لها برقة :- كيف كان بإمكاني أن اعرف انك في مأزق و بحاجة الي مساعدتي ؟ وعندما يصل الأمر إلي الصداقة ، فأنها تقيم علي مدى رغبة أولئك المستعدين لمساعدتك عندما تكونين بحاجة لذلك ، ونسبة إلي ذلك إنني أفضل صديق لك .
كان علي حق تام في ما قاله ، رغم إن الاعتراف بذلك و قوله بتلك الطريقة مؤلم . و رغم ذلك قالت :- لم تكن تساعدني ، كنت تساعد نفك للوصول الي شركة ابي !.
لم أكن أريد ولا كنت بحاجة للشركة ، فقد ظن مستشاري الماليون إني أحمق لأخذها كما هو حالها ، لأنها سوف تبتلع المال كجرة دون قعر ، لو انها كانت لأحد غيركم لكنت تركتها تتحطم .
رفعت يدها إلي صدغها وهي تحدق به غير قادرة علي تصديق ما تسمعه ، سألته :- أتقول انك أنقذت الشركة من اجلي فقط ؟
فأعترف لها بفظاظة قائلا :- ما من شيء آخر كان ليغريني بإقحام نفسي فيها .
لكن..... لماذا ؟؟
رفع احد حاجبيه و سألها :- لماذا ؟؟ هل قرأت شعر لو فليس يوما ؟ .
تهجم وجهها أكثر و سألته :- الشاعر ؟ لا .
إذا ربما عليك القيام بذلك . كان جوابه الوحيد فيما وقف و مد لها يده ، أمسكتها اليكس بشكل عفوي وعيناها تبحثان في عينيه فيما هي واقفة أمامه . لكن بيرس ابتسم ابتسامة مبهمة فقط و قال :- لنعد اني جائع ، و بشرتك بدأت بالاحمرار . انك بحاجة لتضعي شيئا عليك و إلا فانك ستحترقين ...
لم يكن امام أليكس الكثير لتقوم به فيما كان ممسكا بيدها ومتجها نحو المياه رغم ان رأسها كان يعج بالأسئلة ومن جديد بقي بيرس علي مقربة منها فيما سبحا عائدين الي اليخت وتسلقه اولا ليساعدها علي الصعود الا انه احبط عزمها هنا ايضا لسؤاله وذلك بأن رمي اليها منشفة وحول انتباهه الي الصندوق المبرد .
وضع بسرعة كبيرة مجموعة من الاطعمة علي مقعد الجلوس الطويل بينهما كما انه فتح زجاجة من الشراب.منظر الطعام جعلها تدرك كم هي جائعة وتخلت عن كل افكارها لتتحول الي الطعام.
لم يتكلم أي منهما كثيرا فيما هما يتناولان انواع السلطة المختلفة واللحوم المبردة .استرخت أليكس من جديد وعندها اخذت قضمة من البندورة لسوء الحظ سالت البذور علي ذقنها ولم تستطع الا ان تضحك .
قال بيرس :"من الجيد رؤيتك غير متجهمة ."وضحك هو أيضا :Dفيما جلس القرفصاء امامها وامسك بذقنها وأخذ يمسح عنه بمنديل ما سال عليه .
ماتت ضحكتها ,واجابته :"لم يكن هناك الكثير مما يثير الابتسام ."وتوترت في داخلها لأنها كانت متأثرة جدا بلمسته .
سكت بيرس ,وقال :"اعرف ماهية ذلك الشعور."
ونظرت اليه نظرة ملأي بالشك قائلة :"حقا؟ اعتقدت انك كنت تضحك طوال الطريق إلي المصرف! اعني اسطول السفن التجارية الذي سرقته من جدي ,لم يكلفك شيئا ,لكنه زادك ثراء منذ ذلك الحين!"
اختفت تلك النظرة الغريبة عندما اسدل اهدابه,ونظر اليها بثبات قائلا:"غريب كيف ان الامور تؤول دائما إلي هذا الأمر انك تعرفين الحقيقة يا أليكس رغم انك ترفضين ان تقبليها ."
ضاقت عيناها وصاحت :"كان مصدر كبريائه وفرحه!"لمع الغضب في عينيه ايضا وقال:"اذا،لماذا تركه يهتريء؟ كان رمزا ياأليكس تذكير دائم كيف استطاع ان يخدع جدي,عدوه اللدود لو اصلحه لكان عاد عليه بثروة لكنه فضل ان يراه يهتريء علي أن يبيعه لم آخذ شيئا ليس لي شرعا."
كانت علي وشك انكار ذلك بقوة لكنها توقفت لأن ماقاله يحمل صدي الحقيقة لطالما اعتبرت دائما ان اجدها كان يحب اسطول السفن ان كان كذلك لماذا تركه يهتريء؟ليس لأنه كان يفتقر للمال لأن تكاليف احلامه بالنسبة إلي يانيس بتراكوس كانت لتكون كنقطة ماء في المحيط بدا ذلك وكأنه من اجل لذة الانتقام .من اجل الكراهية التي أصر بيرس علي انها كانت توجه كل اعماله .اولم تعرف دائما ان جدها كان قاسيا ؟كان سمح النفس طالما انت تفعل ما يريده وتعرف حدودك ,ولم يكن والدها علي استعداد لقبول ذلك لذا غادر ليشكل حياته الخاصة حياة لم تكن تحمل اية ضغينة تجاه عائلة اندرياس .
هزها بيرس الذي كان يراقب تعابير وجهها المتغيرة فيما طال صمتها وسألها برقة :"هل فهمت الآن ؟" لقد فهمت لكن كان هناك الكثير غير ذلك فقالت بصوت مرتعش :"وماذا ان فهمت ؟فذلك لا يبرر شيئا .فالغاية لا تبرر الوسيلة ,ذلك لا يبرر الطريقة التي استغليتني بها لتستعيد السفن دون مقابل !":mad:
تركها بيرس ونهض وعلي وجهه تعبير ساخر .وقال :"علي العكس ,لقد دفعت ثمنا غاليا جدا."
صعقتها تلك العبارة البسيطة فنهضت علي قدميها علي الفور وصاحت قائلة :"ماذا تعني ؟كنت هناك اتذكر؟لم تدفع مالا.":confused:
ارتسم علي شفتيه التواء قاس فيما هو يتأملها وقال برقة :"كانت هناك أمور أهم بكثير من المال ." وبدأ يجمع ما تبقي من وجبتهما .
راقبته أليكس بتوتر جامح وقالت :" ماذا يعني ذلك؟ ويحك يا بيرس لا يمكنك ان تقول عبارة كتلك ولا تشرحها ."
ضحك انما بتجهم وعلق بقوله من فوق كتفه :"الم تتعلمي بعد اني استطيع ان افعل أي شيء اريده؟اضافة لذلك انك لست مستعدة بعد للاصغاء إلي تفسرات ."
ثم تجاهلها نظر إلي الشمس وأضاف :"لقد حان الوقت لنعود سنتأخر ان انطلقنا الآن وأنا لا أريدهم ان يراسلوا فرقة للبحث عنا ."
قال ذلك وهو يقف إلي جانب العارضة الخشبية تاركا أليكس تختنق بغيظها فقالت بحدة :"ذلك لن يجدي نفعا ."
"لاتكوني متذمرة ستجعليني اعتقد انك اصبت بالاحباط ."
صرت أليكس علي أسنانها وقالت له:"احيانا احتقرك فعلا يابيرس مارتينو ."
التقط الصندوق المبرد وسار نحوها ليعطيها اياه الا انه لم يتركه علي الفور عندما امسكته سألها برقة :"لكن ماذا عن الأوقات الأخري ؟ ماذا تشعرين نحوي عندها ياأليكس ؟"
أجابته :"أحاول في الأوقات الأخري ان لا أفكر بك ابدا!"
وامسكت بالصندوق الذي تركه اخيرا .
ضحك ضحكة خافتة وقال برضي :"اذا هناك امل لي بعد فطالما انك مازالت تحاولين فاني استنتج من ذلك انك لم تفلحي بعد ."ثم احني رأسه نحوها.
رفعت أليكس علي الفور يدها الطليقة لتبعده ثم ذكرته قائلة وان بشق النفس :"قلت انك لن تلمسني!"
اتسعت ابتسامته :Dورفع يديه بعيدا عن جسمه وقال:"انظري يداي بعيدتان ."واحني رأسه ليطبع علي وجنتها قبلة سرقت انفاسها وجعلت النار تجري في عروقها ارتجفت ولم تعد تقوي علي كبح ردة الفعل التي يريدها لكن من حسن حظها انها كانت تمسك بالصندوق شكرت حظها علي انها لم تتماد عندما ابتعد بيرس عنها بعد دقائق قليلة فقط .
كانت عيناه الزرقاوين تظهران عاطفة مكبوتة حين قال:"اني احافظ علي وعدي دائما ياأليكس ...الا اذا كنت تريدينني ان استمر ؟"
لم تكن تريده ان يفعل وكان يعرف ذلك وكان هذا هو السبب الذي جعلها ترجع خطوة إلي وراء بساقين مرتجفتين واجابته :"قلت ان علينا العودة ."
انتصب وقد زالت نظرة العاطفة لتحل محلها نظرة مرحة وقال :"بامكانك ان تجعليني ابدل رأيي ."
أخذت أليكس نفسا متقطعا وقالت :"لا اريد ان افعل ذلك ."
قال لها :"سأفعل يوما ما يطلبه مني عيناك وليس ما تقوله شفتاك حينها لن تقاومي حتي ."وذهب ليرفع المرساة .
أخذت تحدق في ظهره وهي تعرف ان ذلك صحيح كان القتال يصبح اصعب اكثر واكثر عندما تكون هي العدوة اللدودة لنفسها تنهدت تنهيدة عميقة ونزلت إلي الأسفل .

نايت سونغ
06-02-2010, 14:13
يسلموووو خدوجة كلك ذوووووق حبيبتي

انشالله بكرا بكمل الباقي

قربت تخلص باقي بس فصلين

اسفة علي الاخطاء الملائية لاني بكتب بسرعة ااوقات ما بنتبه


يتبع ...

نايت سونغ
06-02-2010, 16:45
الفصل التاسع




كان موعد العشاء قد حان تقريبا عندما رسى اليخت في الميناء ، لم يعرض عليها بيرس محاولة قيادة الدفة مرة اخري . اما اليكس فقد كانت غارقة في افكارها الخاصة لمجرد الحلم حتي في ان تطلب ذلك . كان لديها الكثير الكثير لتفكر به ، فكثير من الاشياء قد اتضحت لها اخيرا ، كان في كل مرة القليل فقط يقال فيزاح بعض الغموض . و خامرها احساس متزايد بان شيئا مهما و حيويا سيتضح لها عندما يزول آخر وجه من هذا الغموض .
لم يكن هناك شك الان في تصديق روايته في ما يختص بأسطول السفن التجارية ، و عرفت فيما هي تفكر بالأمر الان ، بمعزل عن الم خيانته الذي طالما ظلل حكمها ، ان بيرس كان يقول الحقيقة دائما . لكن ، كما قالت له ان ذلك لا يبرر ما فعله بيرس ، و مع هذا فان ذلك الامر اصبح غير واضح تماما الان . ان اضفنا له ما قاله بان مساعدته لوالدها كانت من اجلها ... و فجأة لم تعد نعرف بماذا تفكر . لقد خمدت حدة غضبها .
كم تمنت لو انه اخبرها ذلك من قبل م لكن حدسها جعلها تعترف بانها ما كانت لتصدقه . قال انها ليست علي استعداد بعد لسماع ما يريد قوله ، ولم تكن كذلك ، الا انها كانت تقترب من تلك الحالة الان ، لكان الامر مختلفا حتي قبل اسبوع ، اما الآن فانها تريد ان تسمع .. لو انه يتكلم فقط .
تعثرت فيما كانت تخطو حاجز الماء علي الميناء ، الا ان حركة بيرس السريعة انقذتها من الاصطدام بالاسمنت و سحبها بثبات نحوه . رفعت نظرها اليه مباشرة . الي تلك العينين الزرقاوان اللتين لا يسبر غورهما .
سألها بيرس بصوت بدا مضطربا :- هل انت بخير ؟
اجبرت اليكس نفسها علي ان تطلق ضحكة متوترة من حنجرة مطبقة . و قالت ممازحة :- لا اعتقد اني استعدت قوة ساقي المخدرتين بعد ؟ . فيما كان صوت في داخلها يقول لها ان كل ما عليها القيام به هو ان تلغي الفجوة الصغيرة التي بينهما .
قال لها :- اذا ، علي ان احملك ، اليس كذلك ؟ و اقرن القول بالفعل قبل ان تتمكن اليكس من الاعتراض ، و لم تكن تنوي ذلك حملها الي عربة الخيل التي احضرها الي هناك ، تاركة نفسها بسعادة التي هي علي مقربة منها .
وضعها بيرس في مقعدها و بقي منحنيا فوقها و سألها برقة :- هل احصل علي شكر ؟ .
وقررت اليكس فجاة انه كفاها التفكير مرتين ، ولم تفكر هذه المرة علي الاطلاق ، انما قبلته قبلة رقيقه،
و اجابها بسخرية لطيفة :- ليس كثيرا ، انما هنا في العلن ، انها كل ما يمكنني ان ارجوه . و استدار ليجلس في مقعده تاركا اليكس قد اتقدت وجنتيها .
كانت الرحلة الي الفيللا قصيرة ، انما كافية بالنسبة اليها لتعترف بانها قطعت مسافة طويلة منذ الامس ، حتي منذ هذا الصباح ، و انها تقوم باشياء في العلن كانت لتقاتل ضدها بيديها و اسنانها قبل ساعات قليلة فقط ، ربما السبب في ذلك يعود الي الجزيرة ، او لعدم عدائية بيرس . لكنها كانت تدرك ايضا انها لم تعد تهتم كثيرا لكبريائها .
التقتهما كاتينا التي كانت قلقها واضحا عندما دخلا الي الفيللا ليجدا حشدا من اليونانيين ، الامر الذي اثار حيرة اليكس و جعل بيرس يقطب جبينه .
سألته اليكس :- مشاكل ؟ , عندما عادت مدبرة المنزل الي المطبخ .
اجابها و قد بدا غارقا في التفكير :- اتمني الا يكون كذلك كانت الشركة تحاول الاتصال بي ، هذا كل ما في الامر ، من الافضل ان اذهب و اتصل و اعرف ما الامر ؟ . كان ينظر اليها وهو يتكلم ، فابتسم و اضاف :- لن يتطلب ذلك وقتا طويلا ، سانضم اليك بعد ذلك لتناول العشاء .
راقبته اليكس فيما كان يبتعد ، ثم اتجهت الي غرفة النوم ، كانت مدركة فيما كانت تستحم و تبدل ملابسها انهما علي ابواب نقطة تحول . و مع ذلك اتجرؤ هي علي القيام بتلك الحركة المهمة فقط لاجل ما حدث خلال يوم واحد ؟ ارادت ذلك .. لأنها تحبه ، لكنها بحاجة لتعرف ان كان هو يهتم بها حقا ، و لم يكن هناك سوى اثبات بسيط علي ذلك حتي الان ، لذلك مازالت مترددة .
رغم ان بيرس لم يعد الي غرفة النوم قبل ان تغادرها ، الا انه لم يمض وقت طويل حتي انضم اليها في غرفة الجلوس و مع ذلك بقي منشغلا بافكاره طوال فترة تناول الطعام . كانت اجاباته لمحاولاتها الهادفة لاقامة محادثة بينهما قد اصبحت مختصرة ، بشكل متزايد ، لذا توقفت اليكس عن ذلك اخيرا ، و استمر الصمت طويلا حتي بعد ان خرجا الي الشرفة ليتناولا القهوة . ووجدت نفسها تحدق في ظهر بيرس فيما كان واقفا يتامل البحر ، فقررت عند ذلك بانه يكفي الي هذا الحد .
فسألته :- ما الخطب يا بيرس ?و عيناها تنظران الي عضلات ظهره المشدودة تحت سترته البيضاء .
لابد انه كان سارحا بعيدا جدا ، لأنه جفل عند سماع صوتها ، و استدار نحوها وهو يبتسم ابتسامة اعتذار و قال :- آسف ، هل كنت اتجاهلك ؟.
صرت اليكس علي اسنانها و قالت بنوع من الحدة المربكة :- لا تحاول التظاهر هكذا ، هناك خطب ما ، اليس كذلك ؟ الا يمكنك ان تتكلم عنه ؟
لم يقل شيئا ، بل سار ليجلس علي المقعد الي جانبها ووضع ساقا فوق الاخري ثم قال :- ليس هناك من شيء لتزعجي نفسك بالتفكير فيه . من المفترض ان تكون هذه عطلة .
كان ذلك المسار خاطيء . ان كان يفكر في ان يحول انتباهها عن الامر . ضاقت عيناها و قالت باصرار :- انها ليست عطلة انه شهر عسل و انا زوجتك . و شعرت باعتصار في معدتها لصدي الملكية التي توهي بها تلك الكلمات الا انها تابعت :- ان لم كين بامكاني القيام باي شيء ، علي الاقل استطيع ان اسمع و احاول تخفيف العبء .
نظر بيرس الي قهوته ، ثم اجابها بلهجة ساخرة :- لقد اخترت وقتا ملائما لتبدأي في تثبيت وضعك . و سرت في جسدها رجفة لتلك الكلمات .
جعلها ذلك الاستنتاج تتوقف فجأة و تفكر قبل ان تقف علي قدميها . شيء ما لم يكن يبدو صحيحا ، و ضغطت علي شفتيها عندما ادركت ما هو ، فقالت بثبات :- لا يمكنك ان تجعلني اتجادل معك يا بيرس ، اريد ان اعرف .
اجابها و هو يضحك باستهزاء :- حسنا ، حسنا ، حسنا ، عرفت انه سيأتي يوم تبدأي فيه ادراك ما في نفسي ، لكني لم اتوقع ان يحدث ذلك الليلة ، حسنا ان كنت تصرين ، لقد حدث صدع صغير في احد مراكز منشآتنا ، انه احد مشاريعي المحببة ، لذا من الطبيعي ان اجد صعوبة كوني لست علي مقربة لمد يد المساعدة .
- اي نوع من التصدع ؟
حك بيرس جبهته و سألها :- هناك عدة اسئلة ، مثل من يملك الارض التي نبني عليها ؟ .
شعرت اليكس ان بعض التوتر قد فارقها و سألته بارتياب :- هل هذا كل ما الامر ؟ اعتقدت من تصرفك ان الامر اهم من ذلك .
ابتسم لها ابتسامة رقيقة و سألها :- وهل اكذب عليك ؟
اجابته :- اجل ، ان كان عليك ذلك ، ان اعتقدت ذلك ضروري . و عرفت علي الفور ان ذلك ليس سوى الحقيقة و لقد كانت علي الارجح الحقيقة دائما .. كان يجب عليها ان تدرك شيئا من ذلك .
بدا بيس هادئا تماما الا ان عينيه كانتا يقضتين قال :- الآن هناك سؤال ممتع ، هل تعتقدين اخيرا انك قد اصبحت قادرة علي فهمي يا اليكس ؟
ادرات اليكس بوجهها استياء ، لأنها لأول مرة في حياتها بدأت تعتقد انها تفهمه ، فقالت ساخرة :- الم تقل انه قد حان الوقت لذلك ؟ و قد شعرت انها بحاجة لبعض الحماية في هذا الوقت .
مرر بيرس يده في شعره بعد سماعه اجابتها تلك تاركا اياه مبعثرا وثم سألها :- امور كثيرة فات موعد استحقاقها منذ زمن طويل بيننا ، فأية نتائج استخلصت ؟
اجابته :- انك رجل معقد جدا ، وفيما هي تنظر اليه من خلال اهدابها و رأت الطريقة التي لوى فيها شفتيه .
قال موافقا كعقد كما الاحجية الصينية ، و جفلت اليكس قليلا للمفاجأة .
اجابته :- كان لدي احجية صينية يوما ، كانت معقدة جدا ، وحدث يوم من الايام ، صدفة تقريبا ، اني اكتشفت فجاة مفتاحها و بالطبع وجدت انها لم تكن صعبة لتلك الدرجة اطلاقا . يمكنني حلها و عينياي مغمضتان . و شعرت باضطراب غريب في داخلها ، دون ان تعرف السبب لذلك .
عاود بيرس النظر اليها برزانة و قال لها :- انه امر متعارف عليه عالميا ان الاجابة دائما تصبح سهلة عندما تعرفينها ، الاسئلة الصعبة هي تلك فقط التي لا تعرفين لها اجوبة .
- تعني اان هناك جواب منطقي لكل شيء ؟
بسط ذراعيه و اجابها :- حتي انا .
كانت هذه اللعبة بين الهرة و الفأر مع الفارق ان الامر كانت نتيجة مخاطرة و ليس مجرد نصر في معركة الكلمات . فقالت له : الامر الذي كان يتركني امام سؤالين ، هل اريد ان اعرف الاجابة ؟ وانا كان الامر كذلك كيف علي ان ابحث عنها .
غابت عن وجه بيرس كل تعابير المرح فيما كان ينظر اليها من خلال عينيه اللتين ضاقتا ، و اجابها بحدة معتمدة في نبرة صوته :- حسنا في الوقت الحاضر ، لا استطيع مساعدتك فيما يتعلق بالسؤال الاول ، اما بالنسبة للسؤال الثاني كم من مفتاح تريدين ، يا اليكس ؟ .
سألته بحدة :- كيف لي ان اعرف فيما انت تعطيني نصف الحقائق فقط . و قد شعرت ان الفرصة تفلت منها في القوت الذي بدا لها ان تحرز تقدما .
نهض بيرس واقفا علي قدميه بحركة مفاجئة ، اجابها بفظاظة :- انك لا تردين الحقائق يا اليكس ، انك تريدين تأكيدات .
فانفجرت هي ايضا قائلة :- وهل تلك جريمة ؟ ماذا تريد مني يا بيرس ؟ . و يا ليته ادرك انها كانت صرخة من القلب .
اجابها برقة :- ماذا تريدين انت مني ، يا اليكس ؟. ثم و قد راي ارتباكها الجلي تنهد بعمق و قال :- ان قررت ذلك تعرفين اين تجدينني . علي ان اقوم باتصال هاتفي آخر ، اعذريني .
نظرت اليه اليكس وهو يذهب بقلب غائر ، لقد كانا قريبين جدا ، عرفت ذلك في قرارة نفسها . ومع ذلك ... قريبان من ماذا ؟ لماذا يجعل الامور معقدة لهذه الدرجة ؟ و رغم ذلك الم تقل للتو ان الاحجية الصينية بقيت معقدة ان عرفت مفتاح حلها ؟ ذلك يعني ان هناك اجابة بسيطة لماذا تكبد كل هذه المتاعب لكي يساعدها ؟ كان يستطيع يقوم بذلك بهولة تامة دون الزواج منها ! مما يعني فقط انه اراد الزواج منها .
بدأ رأها يؤلمها فضغطت يديها علي صدغيها ، كان ذلك كله لا يحمل الي نتيجة عقلانية ، ولا يتفق مع ما عرفته عنه دائما . مع ذلك بدأت اليوم فقط تكتشف انها لم تكن تعرفه فعلا علي الاطلاق . مما يعني ... ماذا ؟ ان ما من شيء كان كما بدا لها ، سواء في ممضي ام الآن . الا انه لم يكن هناك ما ينكر الواقع انه جرحها بقسوة كبيرة . من الصعب ان يكون ذلك امر يقوم به رجل محب . ثم ذكرت مد يد العون لوالدها في حين لم يكن مجبرا علي القيام بذلك .
اوقف التفكير بوالدها تساؤلاتها فجأة ، ليخطر لها انه كان من المفترض بها ان تصل بأمها عندما وصلا امس ، يجب عليها فعلا ان تتصل بالمنزل ، نظرت الي ساعتها نظرة سريعه فادركت ان الوقت ليس متاخرا جدا ان تصرفت بسرعة ، فذهبت للبحث عن بيرس وهي تعتزم ذلك , و حينما لم تر اي اثر للهاتف ، ادركت انه لا بد موجود في غرفة مكتبه ، اين يمكن ان تكون تلك الغرفة ؟
وحدث ان التقته خارجا من الغرفة . قال وفي صوته نبرة حادة للسخرية :- تبحثين عني ؟
اجابته :- اردت ان استعمل الهاتف للاتصال بوالدتي كان علي ان افعل ذلك بالامس . و شعرت لسبب ما بحياء كبيير ربما كانت نتيجة ملامح وجهه المتهجمة التي جعلتها تشعر انها مخطئة نوعا ما .
اختفي التهجم عن وجهه ، وعادت السخرية لتظهر في نظرات عينيه و سألها بتعب :- هل من شيء اخر ؟؟ . واعاد فتح الباب مظهرا كياسة بالغة متعمدة و اضاء النور

نايت سونغ
06-02-2010, 16:55
ثم قال :
- تفضلي . ان رمز هاتف المدينة موجود علي مجموعة الاوراق الي جانب الهاتف .
- شكرا ، تمتمت بتهذيب فيما كانت تمر امامه .
ضحك بفظاظة و قال لها :- لماذا تشكريني ؟ انه هاتفك ايضا . كل شيء هنا هو ملك لك الآن ، يا حلوتي اليكس . بلغي والدتك حبي . هلا فعلت ؟ ثم اقفل الباب وراءه
جفلت بعد مغادرته ، كل شيء هنا لها ؟ هل يعتبر نفسه ضمنا ؟ وان كان الامر كذلك ، فماذا يعني ؟ بدأت تشعرانها ضائعة وكان كأنه يضحك عليها ومع كل المفاتيح الحلول التي اعطاها لها ما زالت غير قادرة علي رؤية الجواب !
تخلت عن تلك الافكار وقد اربكتها و ذهبت لتجري اتصالها الهاتفي . وكما توقعت كانت امها ما تزال مستيقظةو تكلمتا لنحو ساعة تقريبا قبل ان تتساءل اميلي بتراكوسبشأن الفاتورة التي تسجلانها ، و شعرت اليكس انها مرغنة علي تمني لها ليلة هانئة .شعرت بتحسن بعد تلك المخابرة رغم انها لم تحل شيئا ، لكن كان من الجيد ان تعرف ان صحة والدها كانت تتحسن الان حيث لم يعد من داع للقلق .
تنهدت و بقيت جالسة الي المكتب ، واخذت تجول عينيها ارجاء الغرفة في نظرة فضولية . بدت وكأنها تعكس شخصية بيرس تماما فقط كانت عملية انما مريحة ، كانت الجدران مزينة بخزانة من الكتب ، بعضها مليء بالكتب و البعض بالصور التذكارية ، كانت هناك الصور العائلية المعتادة علي احد الرفوف ، و دون تفكير نهضت و سارت نحوها ، كانت هناك صورة لرجل عرفت انه جد بيرس الا انها لم تكن الصورة نفسها التي اراها لها يوما في الشقة في نيويورك . ولا بد ان الصور الاخري كانت لافراد اخري من عائلته . و كانت هناك صورة زفاف ايضا مدسوسة في الخلف . و صدمت عندما لاحظت انها صورتهما . الا ان تلك الصدمة لم تكن تذكر نسبة الي الصدمة التي شعرت بها في ما تيقنت انها كانت صورة لزواجهما الاول !
وقفت هناك مذهولة . لقد احتفظ بصورة لهما ؟ لماذا ؟ بينما و باعترافه انه تزوجها فقط ليستعيد اسطول السفن التجارية ؟ لماذا رجل يضمر الانتقام يفعل ذلك , الا اذا ...؟وهزت رأسها غير مصدقة . لا لا يمكن ان يكون كذلك . سيكون الامر مستحيلا جدا!!!
ولكن فيما كانت تشيح بنظرها وقعت عيناها علي عنوان احد الكتب ، مقتظفات شعرية ، و تذكرت انه اشار الي الشاعر لو فليس بعد ظهر ذلك اليوم . فلم تتردد في تناول الكتاب و فتحه للبحث عن الفهرس .
الا انها لم تكن بحاجة لذلك لانها فيما كانت تبحث عن تلك الصفحة انفتح الكتاب من تلقاء نفسه . وكان هنك قصيدو شعر تحت اخر سطرين منها بخط احمر .



ما كنت لاستطيع حب حبيبتي الي هذه الدرجة ، لو أنى لم احب الشرف اكثر



حب ؟ شرف ؟ تمسكت بالمكتبة و قد شعرت ان ساقيها لم تعد تقويان علي حملها . اكان طوال هذه الفترة يحاول ان يخبرها انه يحبها ؟ و انه احبها دائما ؟ لم تصدق تحليلها للأمور . ورغم
ذلك لدهشتها , توضحت الامور فجأة ، الاسباب التي قدمها لمساعدة عائلتها ، و اصراره علي الزواج . فعل ذلك لأنه احبها ؟
كم تاقت لتصديق ذلك ، لكنها قد جرحت بشكل عميق ذات مرة مما حال دون تصديقها انه احبها . لم تصور انها تستطيع ان تمر بتلك التجربة مرة اخرى و تبقي علي قيد الحياة ن خاصة وان تفسيرات اخرى تناسبت مع الظروف التي كانت تحيط بها ، لكن ان كان يحبها ، لماذا لم يخبرها ؟ لأن لديه كبرياءه . ايضا . فحتي اشجع الرجال يخاف ان يرفض . وهي لم تمنحه اي سبب يجعله يفترض انها سترحب بحبه ، انما علي العكس . كانت سريعه في جرحه خشية ان تجرح ، و لهذا اخبرها انها ليست مستعدة بعد لسماعه . وكان كل مافعله هو ان اعطاها وردة و قال لها ممازحا انه قد يكون اهداها ايها لتضع قلبه بشكل رمزي علي الارض و تدوس عليه بقدميها بدورها .
آه يا بيرس
كان من المفرض ان تكون مخطئة ، بالطبع ، لكن عليها ان تعرف ذلك بطريقة او بأخري ، عليها ان تعرف ذلك اخيرا لأن مستقبلها كله يعتمد علي ما تكتشفه ، لذا اعادت الكتاب بسرعة الي مكانه ، و ااطفأت النور فيما كانت تغادر الغرفة متجهة الي الفناء , الا ان بيرس لم يكن هناك و لم يكن في غرفة الجلوس ايضا ، فلم يعد هناك الا غرفة نومهما .
وجدته هناك، كان الضوء يظهر قامته الطويلة وهو واقف علي الشرفة ، شعره الرطب يلمع ، دليل علي انه انهي استحمامه و خرج للتو . تردد لحطة ، ثم خلعت حذائها و سارت علي السجادة نحوه دون ان تصدر اي صوت . توقفت علي مقربة منه ، رغم ذلك لم يظهر اية حركة تشير الي انه سمعها تقترب .
قالت :- بيرس . كان صوتها صرخة خافته بالكاد سمعتها هي بنسفها ، ورغم ذلك تشنج فقد كان في موقف انتظار. تكلمت ثانية فيما هي تمد يدها لتملس كتفه و رددت :- بيرس ؟
كانت ردة فعله سريعة جدا ، اذ استدار وهو يتأوه ، مد يديه ليمسك بها و يضمها بين ذراعيه قائلا بانفعال :- انك امرأة قاسية يا اليكس . اعتقدت انك لن تأتي ابدا ! .واحني رأسه نحوها ,
شعرت ان قلبها قفز من مكانه , امتدت يداها نحو كتفيه وفي نيتها ان تبعده لانها ترفض ان تنصاع له و قالت :- لا لا تفعل ذلك يا بيرس ، اني ... و ماتت بقية الكلمات .
ترددت قبل ان تتابع كلامها قائلة :- بيرس ... انتظر ! .
رفع راسه و نظر بعنيه متقدتين في عينيها ، و قال بصوت اجش :- لم يعد هناك وقت للانتظار ، يا اليكس ، كلانا بحاجة الي بعضنا اليكس كذلك ؟ و شعرت انها تكاد تختنق , كان محقا ، ما الفائدة الكلام الان . واختفي السبب الذي دفعها الي المجيء اليه .
- اني بحاجة اليك يا اليكس . و ضاعت تحت ذلك الاعتاف اليائس حاجتها اليه لمعانقته .
كانت تريده ان يعانقها ليزيل فراغ ووحدة السنين باية كلمة احني رأسه ليقبلها من جديد .. و ليجعلها زوجته بكل ما في الكلمة من معني .
و تمتم قائلا :- لا ! لن افقدك مرة ثانية . و كانت الكلمات و كأنها تخج من بين شفتيه رغما عنه .
تنهدت اليكس عند سماعها هذا الاعتراف ، اعتصر قلبها داخل صدرها . و ترقرقت الدموع في عينيها فجأة ، فأن سماع زوجها الواثق من نفسه بقوة يقول ذلك ملأ الفراغ الذي كان يعذبها . انه يهتم لامرها . يجب ان يكون الامر كذلك . لكن هل كان ذلك حبا ؟ لم تكن تعرف ، لكن في الوقت الحاضر ما حصل كان كافيا ، لأنها حتي الآن لم تتأكد من شيء .
لذلك جااء صوتها منخفضا و جشا عندما قالت :- اني لست ذاهبة الي اي مكان .
سحبها نحوه و قال :- آســف ثم ضمها بين ذراعيه .:مذنب:
لم تشعر اليكس قط بأمان او تدليل اكثر من الآن و تساءلت ان كان يحبها ام لا ، لكنها تمنت ان يكون مغرما بها ، لأنها ما عادت تستطيع اخفاء حبها له الآن , ستعرف غدا . غدا .
استيقظا في الصباح علي صوت غريب غير ملوف . تحرك بيرس اولا و حركاته هي التي اعادت اليكس الي ارض الواقع . كانت ما تزال نائمة , الا ان بيرس حرر نفسه و غادر الفراش . رفعت نفسها علي مرفقيها و نظرت بعنين غائمتين علي قامته المنتصبة فيما كان يسير نحو انافذة .
سألته-:- ما الامر . لم تكن واعية تماما بعد لتستطيع نعرفة الصوت .
اطلق بيرس تنهيدة عميقة و رفع كتفيه ثم استدار ليخبها بصوت مروع :- انها طائرة كروحية . مما ازال علي الفور حالة النعاس التي كانت تنعم بها و جعلها تجبس و تنتبه لما يحدث .
ظهر علي جبتها نوع من التهجم عندما لاحظت انه لم يفاجأ لوصولها . انما العكس ، و سألته :- هل كنت تتوقع حضورها .
ابتعد بيرس عن النافذة فيما كان يمرر كلتا يديه من خلال شعره و اجابها :- لقد تدبرت ذلك الليلة الماضية ، لكني لم اتوقع ان استغرق في النوم هذا الصباح .
الواقع انه كان يعرف و رغم ذلك لم يقل شيئا ، جعل خوفا لا تدركماهيته يجمد الدم في عروقها . وو شعرت اليكس ان فمها قد جف الا انها سألته بصوت خفيض اجش :- لم هي هنا ؟ .
نظر بيرس اليها نظرة خاطفة و قال بصوت حاد :- اخشي ان شهر العسل قد انتهي يا اليكس .و جعل انعدام العاطفة في نبرة صوته فيما كان يتكلم ، القلق يخامرها فجأة كان الامر و كأنه مدبر كأن الاحداث التي جرت قبل خمس سنوات تعيد نفسها الآن و رغم ذلك رفضت ان تستسلم للتوتر الذي زحف الي حنايا نفسها . لم تكن علي استعداد بعد لتصديق بأن الليلة الماضية لم يكن لها اي معني .
فسألته :- و ماذا يعني ذلك ؟
اجابها بيرس من بين فكين ثابتين قائلا :- ذاك يعني انه من الافضل ان ترتدي ملابسي و تحزمي حقيبتك اما البقة فيمكن ارسالها في ما بعد .
سبح قلبها في موجة سريعه من الارتياح ، كاد ان يصيبها بالهلع ! و ناطلقت منها ضحكة متقطعة و قالت :- اتعني انها جاءت لأجلنا ؟ اخبرني الي اين سنذهب لاعرف ماذا احزم .
رفع رأسه و اخذ نفسا عميقا و قال :- ستكونين علي متن الرحلة التي ستقلع الي انكلترا .
ما كانت لتصدم اكثر لو انه ضربها بالفعل :eek: ، و اطبقت اليكس اصابعها علي الملاءة و سألته و قد تشوش تفكيرها :- اترسلني بعيدا ؟ دون ان تستطيع رفع عينيها عن عينيه و جاءت ايماءة التصديق علي ذلك مفاجأة لها و قال :- من الافضل ان تبدأي بالتحرك الآن ، فالوقت قصير و قد اضعنا ما يكفي منه حتي الان .
اضعنا وقتنا :confused:؟ ايقول بان كل ذلك الحب كان مضيعة للوقت ؟ كانت صفعة اخري ن الا ان هذه المرة اعادتها من الصدمة لن تدع التاريخ يعيد نفسه ، هذه المرة ترفض ان تختفي بهذه القساوة فسألته :- لماذا ؟
فرد بشكل نزق :- لماذا ماذا ؟ فشعرت و كأن كرة من الغضب بدأت تكبر داخل نفسها .
فاعادت سؤالها بشكل موسع وبلهجة لاذعة :- لماذا ترسلني بعيدا ؟ و ابعدت عينيها الغائمتين عن عينيه .
الا انه اجابها :- لأن عندي اشياء علي القيام بها ولا اريدك هنا فتعرقلي ذلك ؟:تدخين:

نايت سونغ
06-02-2010, 17:00
و كان من السهل جدا في تلك اللحظة ان تدع عواطفها تسيرها ، الا انها كانت اكبر و اكثر حكمة الآن ، كانت هناك نواقيس تدق في رأسها و احداها لم تكن دقته متناغمة . اشياء عليه القيام بها ؟ اية اشياء ؟ كان هذا و حتي الليلة الماضية مجرد شهر عسل ، اما الان عند الصباح فقد كان يبعدها فما الذي حدث خلال الليل ؟
ثم عرفت بالطبع فقالت :- كذبت علي ، اليس كذلك ؟ ذاك الاتصال الهاتفي ليلة امس حمل اليك اكثر مما اخبرتني به .:mad:
و قد ازعجها الطريقة التي استبعدها فيها ، و التي يزال يستبعدها عما يجري ، فاضافت :- هذه هي الحقيقة ، اليس كذلك ؟ لم لا تستطيع ان تخبرني ؟ اليس لي الحق بان اعرف ؟.
ووقعت عينا بيرس علي الاتهام الذي كان ظاهرا في عينيها الرمادتين مما جعله يشد الحزام بقوة الذي كان يضعه و قال باختصار :- لم يكن هناك من داع لازعاجك بشكل غير ضروري . و علي الفور قفز قلبها من مكانه .
فسألته بغضب :- اتعتقد ان اخباري لاحزم حقائبي و اذهب اقل ازعاجا ؟ . و نهضت من الفراش و امسكت روبها و ارتدته .
اجابها بتوتر :- ما كنت امل في تجنبه هو هذا النوع من الجدال العقيم .
ردت بصوت يحمل السخرية :- عقيم ؟ اعتقد انه مهم جدا ، كيف لي ان اثق بك فيما تعاملني هكذا ؟ ما الذي لا تريد ان تخبرني به عن هذه العقدة الصغيرة ؟
بدت نظرات بيرس هادئة فيما هو يقول باصرار ثابت :- اخبرتك كل ما انت بحاجة لمعرفته . الا ان ذلك زاد من اتقاد غضبها .
فصرخت قائلة :- اخبرتني كل ما تريدني ان اعرف . و هذا امر مختلف كليا ! ماذا ستفعل عندما ابتعد من الطريق بشكل ملائم ؟ .
بدا واضحا ان سخريتها لم تعجبه فقال بحدة :- لدي رحلة خاصة بي علي ان اقوم بها . انها رحلة عمل ، ولا اريدك ان تكوني برفقتي .
قالت مستنتجة :- :-مما يعني إنها خطرة ، مهما كانت .
أجابها بفظاظة :- عبور الشارع خطر إن لم تنتبهي لما تقومين به ، مما زاد خوفها ، ولم يخففه علي الإطلاق .
كان موقفه من زوجته الصغيرة يزيد ها غضبا و يجرحها أيضا ، إنها تستحق أفضل من هذا منه ، سارت نجوه و أمسكت بطيات روبه و صرخت قائلة :- توقف عن معاملتي و كأني طفل مجنون يا بيرس ، اخبرني إلي أين أنت ذاهب .
مد يديه ليمسك بشدة علي يديها ، إلا انه لم يقم بحركة ليبعدها ، و أجابها :- إخباري لك بذلك لن يشكل أي فارق .
جالت عينيها في عينيه فلم تجد سوى جدار مربكا من الغضب ، ومع ذلك عندما يصل الأمر إلي تشبت كل منهما برأيه فان لها حصة جيدة في ذلك أيضا فقالت :- حسنا لا تخبرني ، لكني زوجتك يا بيرس مارتينو ، و لقد عبرت الشوارع بأمان لسنوات ، إني ذاهبة معك حيثما أنت ذاهب .
و بدا الجو مشحون بالتوتر بكل في الكلمة من معني ، وتحطم الجدار ليظهر غضبا جامحا و ضغط بيديه بقوة علي معصميها قائلا :- انك كذلك تماما ! لكنك لن ترافقيني إلي أي مكان .
رفعت اليكس رأسها بتحدي و قالت :- حاول أن تمنعني ! .:مكر:
استطاع بيرس بشكل واضح أن يسيطر علي غضبه و بدا في عينيه بريقا ساخرا حين قال :- ما هذا ؟ منذ أسابيع و كنت تحاولين الهرب مني ، أما الآن فأنت تتشبتين بي ، ماذا حدث ؟ .
كانت كلماته الساخرة ، التي كرهتها ، وكأنها صفعة :eek:علي الوجه إلا إنها رفضت التراجع و قد أدركت ذلك عن تعمد ليثير غضبها و توافق علي الرحيل ، لذا ذكرته برقة :- ماذا حدث هو ليلة الأمس ، أو انك نسيت ؟
تنهد بصوت عالي عند سماعه كلماتها تلك و بدت تقاسيم وجهه عميقة و متهجمة ، قال باقتضاب :- مناورة فاشلة يا اليكس . :مذنب:
قالت بتحد :- أنت من بدا هذا بناء علي أوامرك! ، حسنا ، أنا لن أنفذ الأوامر دون سبب منطقي , الزواج مشاركة و أنا لست ضعيفة ، أستطيع أن أتحمل الحقيقة ، إني استحق ذلك ، سأذهب معك لأنك لم تعطني سببا واحدا يمنعني من ذلك 0
ترك يديها و امسك بكتفيها ثم هزها قائلا :- أصغي أيتها الحمقاء الصغيرة ، الخطر الوحيد هو أن جدالي معك لا يصحح الخطأ .
قالت تنصحه باختصار :- إذا توقف علي الجدال .
تراجع مبتعدا عنها و قال :- لا وقت عندي لهذا ، لن ترافقيني و هذا قرار نهائي .
غمرها مزيج متساو من الغضب و الألم فقد أصبحت القضية مبدأ ، فإما يكون زواجهما مكتمل من كل النواحي أو لا يكون هناك أي زواج بينهما ... لا يمكنه أن يأمرها هكذا دون أي تفسير ، وان كان يتوقع منها أن تثق به .
فلها الحق إذا أن تعرف الحقيقة . ولكن . ألا يستطيع أن يرى أيضا كم هي قلقة ؟ و كان كلما ازداد كتمانه يجعل قلقها يزداد ! إن هناك خطب ما وهي تريد أن تساعد . إنها تحبه ، ولن توافق علي الجلوس جانبا بهدوء وتدعه يسير إلي فم الأسد لوحده ! .
كان اختلاط حبها و خوفها هما اللذان دفعاها لقول جملتها التالية ، إذ قالت :- أرغمني علي المغادرة دون سبب معقول يا بيرس ن وسوف لن تريني بعد ذلك . كامن تلك الكلمات التحدي صدمة لأليكس عندما خرجت من بين شفتيها كما كانت بالنسبة لبيرس الذي تجمد و كأنه تمثال .:مندهش:
سألها بصوت عذب :- اتهديدينني يا اليكس ؟
سحب لون وجهها كورقة بيضاء لكن لم يكن هناك مجال للتراجع عما قالته ، رغم إنها ندمت علي الفور ، عرفت إنها لم تكن الطريقة الصحيحة التي يجب أن تتبعها ، لكنها أرادت منه أن يكلمها ، لا أن ينطوي علي نفسه ! أما الآن و قد بدأت فعليها المتابعة فقالت :- لن أوافق علي أن استبعد ! .
و أنا ارفض أن اخضع لتهديدات .
ازدردت ريقها بصعوبة و قالت :- إذا إنها ورطة أليست كذلك ؟ :محبط:
ابتسم بيرس ابتسامة مقززة ::مغتاظ::و أجابها :- ليس تماما ، فما زال عليك أن تحزمي أمتعتك ! لن تجدي صعوبة في أن تستقلي طائرة من البر الرئيسي إلي إنكلترا .
لم تصدق انه كان يدعوها لتنفيذ تهديدها فقالت بصوت أجش :- إذا انتهي الأمر ، هكذا ؟
انه قرارك ، يا اليكس .
حدقت به و قلبها يخفق بقوة لدرجة إنها كانت متأكدة من انه يستطيع سماعه . أين ذهبت كل وعود الليل ؟ كيف توصلا إلي هذا بسرعة كبيرة ؟ شعرت بغثيان ، و تمنت بيأس لو إنها تستطيع التراجع ، لكنها وجدت الكلمات تخنقها قالت :- لا ، انه قرارك . ما كان يجب أن تصل الأمور إلي هذا .
لقد وصلت .

نايت سونغ
06-02-2010, 17:04
أحرقت دموع حارة عينيها ، إلا إنها لم تدع أية دمعه تنهمر ، وقالت له :- إذا فالليلة الماضية لا تعني لك شيئا ؟
ومض شيء في عينيه للحظة و أجابها :- علي العكس يمكنك ان تسميها وداعا رائعا . والآن إن لم يكن لديك أي شيء تضيفينه فمن الأفضل أن اذهب و أري من وصل . و دون أن يضيف أية كلمة أخري و استدار مغادرا .:نوم:
وقفت تحدق في الباب المقفل وهي مصدومة ، لم تستطع التصديق بأنه وافق علي تنفيذ إنذارها ، لابد انه عرف بالتأكيد إنها لم تكن جادة في ما قالته ، وان ذلك كان زلة لسان . سارت علي ساقين متلكئتين إلي السرير ، حيث جلست بامتنان ، لم تعرف كيف حدث كل ذلك بهذه السرعة ، فبعد أن كانت مصرة علي مرافقته ، انتهي الزواج فجأة و أصبحت هي في طريق العودة إلي الوطن ! .
كان الأمر و كأن كابوس فقد بدا كل شيء مشوشا ، اعتقدت الليلة الماضية إنها أخيرا فهمته ، ثم حدث كل هذا ، لماذا رفض بعناد إن يخبرها إلي أين هو ذاهب و لماذا ؟ و بسرعة حل الغضب مكان الصدمة فيما كانت تمعن التفكير بما حدث خلال الدقائق القليلة الماضية ، لا ولن ترحل ، ليس قبل أن تحصل علي تفسير مقنع ، قال الليلة الماضية انه لن يدعها ترحل و الآن يخبرها بهدوء إن عليها الرحيل ؟ ذلك ليس منطقيا .
لكن ذلك بدا منطقيا بالطبع ، حالما فكرت بالنقيض عاليا . و أدركت انه استغل ببراعة غضبها ضدها و كانت علي وشك أن تدعه يفوز ، تلك المعرفة منحت نفسيتها المحطمة عزما جديدا .
و نهضت أتسير نحو غرفة الملابس لتأخذ بعض الثياب و تتجه نحو غرفة الحمام . استحمت و ارتدت سروالا من الجينز و قميصا . ولم تزعج نفسها بأكثر من تمرير الفرشاة علي شعرها ، لم تكن تتحمل الوقت الحاضر . لن مهما كان قد قاله بيرس فإنها مصممة علي البقاء حيث هي . ورغم ذلك حزمت الحقيبة و تركتها علي السرير مع حقيبة يدها فقد تحتاجها لكن ليس للذهاب إلي إنكلترا .
و هكذا دخلت إلي الردهة . بعد اقل من عشر دقائق مستعدة للقيام بمعركة ، لتجد بيرس قد وجد طريقة ما متسعا من الوقت ليرتدي ملابسه هو أيضا و قد كان غارقا الآن في محادثة مع رجل طويل أملس الشعر . استدارا كلاهما عند دخولها . و كانت ملامح زوجها متهجمة فيما دعاها للدخول .
و عرفهما ببعض بصوت بارد قائلا :- اليكس ، هذا بات داننغ انه مساعدي الخاص .
قال داننغ بلهجة تكساسية ودودة :- يسعدني لفائك أخيرا سيدة مارتينو . و صافحها فيما بدت ابتسامته متوترة نوعا ما ، إذ أضاف :- يؤسفني أن علي إبعادك عن زوجك .
قابلت ابتسامته بابتسامة لاذعة و قالت :- لا باس ، لأني لست ذاهبة علي أية حال .:مكر:
تنفس بيرس بنفاذ صبر إلي جانبها و قال بتوتر :- اعتقدت إننا سوينا الأمر .:mad:
رفعت اليكس كتفيها بلا مبالاة ، رغم إن ذلك تطلب منها جهدا كبيرا لتبدو غير آبهة و قالت "- كنت اكذب و أنت تعرف ذلك .
التقت عيونها في معركة صامتة:مكر: ، دون أن يحاول أيا منهما إبعاد نظره . شد بيرس علي فكه ثم أجابها :- لك أكن اعرف . لكنها رفعت ذقنها بكل بساطة فحذرها قائلا ببرودة :- ما بك يا اليكس ، لا ترغميني علي القيام بأشياء اندم عليها ! .
بدت تعابير العناد علي ملامحها كما قد يتوقعه تماما و قالت :- لا اصدق علي انك ندمت علي شيء في حياتك ! و أنا ارفض آن ارحل قبل أن تشرح لي لماذا علي القيام بذلك .:رامبو:
ارتعش ذلك العصب في فكه من جديد ، وصاح قائلا :- ماذا تحاولين يا اليكس ؟ إنني حصلت علي كل ما أريد منك ، و الآن يمكنك رحيل . حسنا ، إن كان ما يتطلبه الأمر ، اعتبري أنى قلت ذلك ! .:mad:
شعرت بدمائها تغلي غضبا لقسوة تلك الكلمات التي تعمد قولها ، ربما كانت لتصدق قبل خمس سنوات ، لكن مع تبصرها رأت شيئا ما جعل توترا غريبا يملأ نفسه ، الأمر الذي جعلها ترفع ذقنها مرة أخرى و تجبيه برقة :- أنى لا أصدقك ، و الطريقة الوحيدة التي يمكنك إخراجي بها من هذه الجزيرة هي أن تجعلني افقد الوعي .
مما جعل بيرس يسترسل في السباب لمدة طويلة و بشكل قاس .
قاطعه داننغ إذ قال :- تأخر الوقت يا سيدي .
جعل ذلك التعليق اليكس تدير رأسها نحوه و في الجزء التالي من الدقيقة سمعت بيرس يتمتم :- آه ، يا للهول ! .
فاستدرت لتلقي قبضة يده القوية :ميت: ، اسودت الدنيا في عينيها و غابت عن الوعي فورا .
امسكها بيرس قبل أن تسقط و قد بدت شاحبة الآن كما كانت من قبل ، قال :- إنها بخير لقد تهاونت في تسديد ضربتي . احضر حقائبها من غرفة النوم ، إنها هناك . هلا فعلت بينما أضعها في المروحية ؟ .
ثم حملها إلي الخارج و قد علت وجهه تعابير التهجم ، وضعها بالداخل الطائرة و مرر يده بلطف علي البقعة الداكنة علي ذقنها و تمتم :- أنا أسف يا اليكس ، أيجب أن تقاتليني دائما ؟ :مذنب: ثم استدار عندما جاء بات داننغ ليصعد إلي الطائرة .
نظر بتساؤل إلي مستخدمه و سأله :- أمتأكد انك تريد أن تجري الأمور بهذه الطريقة يا سيدي ؟ .
فأجابه :- أخرجها من هنا فقط ، هلا فعلت يا بات ؟ ، وتأكد إنها بمأمن .
أشار بات إلي الطيار ثم قال بصوت عال ليسمع رغم ضجيج صوت المحرك الذي أدير :- سأفعل ذلك ، لكنني بالتأكيد ما كنت لأرغب في أن أكون مكانك حين تعود ! فهمت ما اعنيه يا سيدي :D

نايت سونغ
06-02-2010, 17:11
الفصل العاشر



استعادت اليكس وعيها وهي تئن ، كان فكها يؤلمها جدا و بدا رأسها يصرع و بشكل لا يحتمل .
هل أنت بخير يا سيدتي ؟ .
جعلها هذا السؤال الذي انطلق ممن إلي جانبها ترفع رأسها و تديره ، و أدركت إن الإحساس بالصرع كان نتيجة إلي إنها علي متن طائرة مروحية . ثم تذكرت كل شيء ، بالطبع رفضها الرحيل ، تحذير بيرس و الإهانة الأخيرة إلا وهي الطريقة التي ضربها بها .:ميت:
نظرت حولها فيما صرخت صرخة زادت من الم فكها . أن الطيار جالس أمامها و كان إلي جانبها يتكأ شخص ضخم أشقر الشعر . و كانت تستطيع رؤية الجزيرة و المياه المتلألئة تحيط بها من خلال النافذة . و استطاعت رؤية نقطة صغيرة . كان بيرس ينظر إليهم فيما هم يغادرون . و علي الفور مدت يدها إلي الحزام الذي كان يشدها إلي مقعدها ، محاولة خلعه بكل قوتها لتحرر ، سوف تقفز و تعود سباحة ! سوف ...:mad:
و أمسكت يدان قويتان بيديها بصرامة لتضع حدا لحركاتها . ثم ردد صاحبهما قائلا :- رويدك يا سيدتي . إن بيرس يريدك علي قيد الحياة ، لا أن ترمي بنفسك من الطائرة مروحية في الجو و تقتلين ! .
استدرت اليكس بغضب و نظرت إلي حارسها بعنين لامعتين لتسأله :- من أنت ؟ ثم جفلت و رفعت إحدى يديها لتحسس فكها .
صفر الرجل الضخم بهدوء و قال بعطف :- بات داننغ ، لقد تقابلنا من قبل ، اخشي إن كدمة بحجم بيضة دجاجة ستظهر علي وجهك ! . :D
قالت :- ضربني ! كانت لهجتها مزيجا من الغضب وعدم التصديق .:eek:
أجابها :- اعتبر إنها الطريقة الوحيدة الذي يمكنه القيام بها ، أتصور إنها كانت غلطة كبيرة ، لكنه يعرفك أكثر مني .
فقالت اليكس بغضب :- سوف اقتله ! :ميت: . محاولة التفكير إلا إنها لم تنجح بذلك كثيرا . كان التصرف علي نحو يدعوه للقيام بذلك شيء ، لكن أن يشرع بذلك الاختيار شيء آخر ! أجابها بات داننغ موافقا بإيجاز :- تصورت انك قد تريدين القيام بذلك .
حث ذلك اليكس حتى وهي في أوج غضبها علي الضحك إلا إنها أصرت علي أسنانها ، وبدلا من ذلك أمرته قائلة :- أعدني إلي الجزيرة .
رفض ذلك بطريقته الودودة قائلا :- لا أستطيع القيام بذلك يا سيدتي ، فلدي أوامر . فنظرت إليه نظرة حادة .
سألته :- إلي أين هو ذاهب ؟ وقد قررت أن تستقل رحلة إلي هناك بطريقة أو بأخرى .
رغم حزنه لحالتها هز بات داننغ رأسه قائلا :- أسف ، لا أستطيع أخبارك بذلك .
تحولت نظرتها إلي نظرة ساخرة حين قالت :- هل هناك شيء يمكنه أن تخبرني به ؟ .
فكر قليلا ثم أجابها :- لا أتصور ذلك .
جعلت تلك الكلمات شفتيها تلتويان بسخرية و سألته :- انك تتصور كثيرا ، أليس كذلك ؟ لهذا السبب استخدمك بيرس ؟ .
أجابها موافقا :- اعتقد ذلك .
قالت له :- لذلك ولخطف النساء لتحديد أكثر . :مكر:
استدار بات داننغ نحوها متهجما عند سماعه تلك الملاحظة و قال :- عليك توخي الحذر يا سيدتي فقول أشياء كهذه قد تدخل الإنسان في مشاكل كثيرة و عصبية .
وجدت االيكس وقد هدأت الآن ، إنها بدأت تستطيع السيطرة علي هذا الرجل فقالت تقاضيه :- تماما ، لذا هل ستخبرني الآن إلي أين بيرس ذاهب ؟ .
نظر إليها نظرة فيها الكثير من الاحترام . ثم قال بذهن متكبر :- لا ، انك تلعبين لعبة وضيعة يا سيدتي ... الحقيقة إن بيرس لن يذهب إلي أي مكان .
لم تكن تتوقع ذلك فسألته :- ماذا تعني ؟ ماذا عن الشركة المنشآت ؟ .:confused:
ابتسم لها بات ابتسامة فيها مزيج من الألم و السخرية و قال :- آه ، أن الشركة تبني سدا في أحدى المقاطعات الصغيرة في وسط أميركا . لكن لا علاقة لذلك بهذا الأمر . إن احد المجانين الحاقدين أطلق النار علي شقيقه في ايطاليا أمس الأول ، إلا إنها أخطأته . لكن تلك المجنون اختفي ، و إننا نعتقد انه في طريقه الي بيرس ليحاول قتله ، تقضي الخطة بان يبقي بيرس ملازما مكانه لا يبرحه و سوف تلقي الشرطة القبض عليه خلال تحركانه . نظر إليها نظرة رزينة عندما سمع تنهيدتها و تابع :- تصورت إن لك الحق بان تعرفي يا سيدتي .
ازدردت اليكس دفعة من الغثيان المفاجيء عندما فكرت ببيرس ، و بقائه في منطقة الخطر / انه مشدود إلي وتد و كأنه حيوان بانتظار أن يقتل ! صرخت من حنجرة جافة قائلة :- لماذا لم يخبرني ؟ .:mad:
أضاف بات :- قال انه لا يريدك أن تقلقي .:مرتبك:
قالت فجأة وبقوة :- أن لا اقلق ؟ , كيف أمكنه التفكير إن قلقها سيكون اقل أن لم تعرف الحقيقة ؟ اهو مجنون ؟ ثم أضافت :- كان عليه أن يخبرني ! .
أجابها :- اعتقد كان عليه أن يفعل ذلك . أخبرته بذلك لكنه لم يصغ إلي ، قال لي انك ستصرين علي البقاء وهو كان يريدك أن تكوني في مأمن خارج الجزيرة .
آه ، يا للمصيبة . وكان علي اليكس أن تعترف بان بيرس كان محقا . فلو اخبرها لكانت رفضت الرحيل ، لكن ذلك لم يغير الواقع بأنه كان عليه أن يخبرها الحقيقة .
قال لها بات :- لا تكوني قاسية عليه يا سيدتي ، فان بيرس مسكين لا يمكنه إطلاقا التفكير بشكل سوي عندما يتعلق الأمر بك . و ضغط علي يدها و كأنه عمها ، بالرغم من انه كان بعمر بيرس تقريبا .
تهجمت اليكس و أبعدت نظرها عن النافذة و الجزيرة التي كانت تبدو اصغر و اصغر بسرعة كلما ابتعدوا لتسأله :- ماذا تعني ؟ .
رفع كتفيه بلا مبالاة ثم قال :- من أين أبدا . خذي مثلا ذلك العمل الذي يتعلق بأسطول السفن الذي يتعلق بأسطول السفن التجارية ، أخبرناه جميعا أن بإمكانه الحصول عليه بعشر ثمنه ، لكن هل أصغي إلينا ؟ لا ، لا . دفع الثمن كاملا و كان الأسطول يعمل ، ثم دفع كمية مماثلة من المال ليجعله في حالة جيدة ، مجنون لكنه ما كان ليستمع لأي جدال .
لم تعرف اليكس أكان ما تسمعه حقيقة أم حلم فسألته :- أتتكلم عن أسطول سفن بتراكوس التجارية ؟ , عندما أومأ برأسه تابعت بتكلف :- لكنه حصل عليه دون أي مقابل .
و فكرت بحزن ، إني اعرف ذلك لقد كنت هناك ! لن تنسي ذلك أبدا ، لقد كان ذلك محفور بشكل لا يمحى من ذاكرتها .
صحح لها معلوماتها قائلا :- اكره أن أتجادل مع سيدة لكنك مخطئة يا سيدتي . لقد ساعدت في إعداد الأوراق اللازمة و شهدت علي فاتورة البيع .
غرقت اليكس في صمت كل ما اعتقدته إنها فهمته وجدته فجأة مغمورا باضطراب عظيم . لقد اشتري بيرس السفن ، ثم عاد و اشتراها مجددا ! لكن لماذا ؟ لماذا . بعد أن كان قد حصل عليها دون أي مقابل ؟ لم يبد الأمر منطقيا لكنها فهمت الآن لماذا قال انه قد دفع ثمنا باهضا لأسطول السفن و قد كان السعر باهضا جدا بالتأكيد بالنسبة إلي بات داننغ .
لم يخبرها جدها بذلك قط ، فكرت بألم . كان يعرف كيف إن استغلالها ألمها و رغم ذلك لم تعرف إلا الآن انه كان يهتم بماله أكثر من اهتمامه بإحساسها . طوال هذه السنوات كانت تعتقد أن بيرس من قايضها . وقد تركها جدها تعتقد ذلك لأنه لم يكن يحتمل فكرة أن تغرم بشخص من عائلة اندرياس ! .
تمتمت بصوت أجش :- شكرا لأنك أخبرتني ذلك يا بات .
أجابها :- أتمني فقط أن يكون لذلك فائدة ، لأني اكؤه أن أري بيرس يتألم كما كان من قبل . جعلنا جميعا وكل ما قاله هو انك غادرت بسببه وهذه هي الطريقة الوحيدة لتسوية الأمر . اعتقدت أنا أيضا , إن الأمر نجح عندما اخبرني أخيرا انه سيتزوجك . إلا إني لن أدهش مع ذلك إن كان لا يفكر بأنه ربما يضيع الفرصة مرة ثانية .
لماذا قد يفكر بذلك ؟
يبدو لي أن الأمر يتطلب امرأة مميزة لتسامح رجلا ضربها ببرودة . و نظر إليها نظرة متفحصة و قد رفع حاجبيه .
لم تستطيع اليكس إن تضحك ، لا ، ليس و بيرس علي الجزيرة ينتظر رجلا مجنونا إن يظهر و يطلق عليه النار ! سألته بصوت مرتعش :- كيف أستطيع أن أسامحه أن مات ؟
لا تستبقي الأمور يا سيدتي ، بيرس لن يدعه يقتله ، سوف تحظين بفرصة لتقتليه ! . :D
وجدت اليكس نفسها تضغط علي يده بقوة و قالت متضرعة :- ليكن الحظ إلي جانبه .
أرجو ذلك .
ونظرت اليكس من النافذة مرة أخري ، لكن لم يكن هناك شيء لتراه الآن . انقبض قلبها من الخوف و سالت :- ماذا سأفعل ؟
أجابها :- أفضل شيء يمكنه القيام به هو ما يريده بيرس ، انه لا يحتاج لأن يقلق عليك أيضا . اذهبي إلي إنكلترا و انتظري هناك .
ازدردت اليكس ريقها بصعوبة . انتظر ؟ ماذا بوسعها إن تفعل سوى الانتظار و التضرع ؟ .
بعد مرور أربع و عشرين ساعة ، كانت اليكس تتجه إلي النافذة مرة أخرى ، في الشقة التي تعلو مكتب في مبني مارتينو . لم تذهب إلي إنكلترا ، علي العكس التوقعات . لقد أوصلها بات داننغ إلي المطار بالفعل . لكنه كان مضطرا للعودة ثانية ، لذا ما عرف قط . إنها بدلت بطاقة السفر التي أعطاها لها مقابل مقعد علي طائرة متجهة إلي نيويورك .
لم تخبره لأنها لم تكن مستعدة لمناقشة ذلك معه ، وكانت كل ما فكرت فيه إن أية إخبار عن بيرس ستصل إلي المكتب الرئيسي أولا ، وذلك المبني كان في نيويورك . كانت خطتها الأولية تقضي بان تستعمل شقة بيرس ، رغم الذكريات المؤلمة التي تحملها لها ، و تتصل بمكتبه من هناك ، لكن تبين إن الشقة فارغة من أي أثاث ، و إنها كذلك منذ وقت طويل . حسب ما اخبرها به الجيران . أحبطت و كانت علي وشك التوجه للنزول في فندق عندما تذكرت من كلام بيرس عن وجود شقة له فوق المكتب قي مبني مارتينو . كان الوقت متأخرا عندما وصلت لكن حارس الأمن كان سعيدا جدا بان يدعها تداخل عندما عرف من هي .
ثم بدا الانتظار . كانت الرحلة إلي هنا مليئة بالتوتر ، لكنها علي الأقل كانت تفعل شيئا .أما الآن فكل ما تستطيع القيام به هو الجلوس و تضيع الوقت سدى ، لم يكن هناك من تستطيع التحدث معه دون أن تنشر الذعر ، وأدركت بفطرتها إن الشائعات قد تنتشر بسرعة ، كان كل ما استطعت أن تفعله هو الاتصال بسكرتيرته ملفقة راوية بأنها هنا في رحلة تبضع ، و طلبت منها أن تقول لبيرس أن يتصل بالشقة أن اتصل بها ، لكن الهاتف لم يرن طوال اليوم .
ووجدت نفسها الآن تسقط في داومة القلق المزعج التي تهدد أحيانا بان تبتلعها .
أين هو ؟ كيف حاله ؟ .:محبط:
الآن في الوقت الذي شعرت إنها بحاجة لتراه ، لتسمع صوته كان الصمت مروعا ، لم يكن يهمها أن لم تسمعه أطلاقا ليشرح ما اخبرها به بات داننغ ، وان لم تسمعه يقول ما كانت قد بدأت يصدق تعتقد انه شعر به حيالها . كانت تريد أن تعرف فقط بأنه علي قيد الحياة .
أين أصبحا من ذلك ؟ لم تكن تعرف . كان هناك الكثير لشرحه و لم تجرؤ علي التفكير بالمستحيل . لقد خاضت ذلك المضمار مرة . وانتهي بالرفض مع إن ذلك أيضا كان يحتاج لتفسير ، لماذا فعل ذلك ؟ لماذا فعل كل الأشياء التي فعلها ؟ بدا لها إن لديها مليون سؤال و ليس هناك من زوج حاضر ليمدها بالأجوبة .
سحبت بحركة متوترة الخيط الذي يقفل الستائر ، قرقرت معدتها ، فلاحظت حينها إنها لم تتناول شيئا منذ الفطور . لم تكن تشعر برغبة لتناول الطعام أكثر مما تفعل الآن . إلا إنها أدركت بفطرتها انه سيكون من الحماقة أن تترك نفسها تمرض الآن لذا اتجهت إلي المطبخ و سوت لنفسها سندوتشا و بعض القهوة . حاولت إن تأكلها فيما هي تشاهد التلفاز ، لكن ذلك بدا سخيفا جدا بالنسبة لها لتتمكن من التركيز عليه ، فاستسلمت في أخر الأمر .
ورغم إنها تثاءبت إلا إن اليكس عرفت إنها لن تستطيع النوم لشدة قلقها ، خاصة في ذلك السرير الكبير المصمم لاثنين و الذي بدا فقط وكأنه يؤكد وحدتها . تحاشت النظر إليه ، و ذهبت لتأخذ دوشا . ثم لفت نفسها في ما بعد بروب حريري يصل حتى كاحلها قبل أن تتجه عائدة إلي غرفة الجلوس . كان هناك فيلما قديما علي التلفاز فأطفأته .
و أخذت تنظر فيما كانت الظلمة تسود من حولها . وقد جلست في إحدى زوايا الأريكة ، شيئا فشيئا رغم الإنهاك التام جعل أهدابها ثقيلة . دون أن تلاحظ ذلك غطت في نوم خفيف :نوم:

نايت سونغ
06-02-2010, 17:25
وجعلها لمعان الضوء علي اهدابها تتحرك بعد عدة ساعات . فنظرت بعنين شبه مغمضتين ن ثم طرفت عينيها مستيقظة لتحدق بالشخص الطويل الذي وقف عند الباب وكأنه شبح .
- اليكس ؟ . كان اسمها صرخة لا تصدق علي شفتي بيرس :eek:، فاستوت في جلستها وقد استيقظت جيدا فجأة . بدا منهكا وقد نمت لحيته بشكل كثيف علي ذقنه . وكانت ملابسه وكأنه نام فيها عدة ايام . لكن لم تره جميلا لهذه الدرجة من قبل .
سألها بصوت اجش :- ماذا تفعلين هنا ؟ .:confused:
تضاعفت دقات قلب اليكس عند رؤيته كانت علي شوك ان تركض اليه و ترمي نفسها بين ذراعيه . لكن كان هناك شيء ما في الطريقة التي وقف بها جعلها تتسمر في مكانها . واجابته شارحة بشكل تافه :- ذهبت الي الشقة لكنها كانت خالية . فتذكرت انك ذكرت امامي هذه الشقة ، وقد سمح لي الحارس الأمن بالدخول .
رأت بيرس عبر الغرفة يهز رأسه كمن اصيب بدوار . قال لها بصوت غريب :- لقد تركتها . حتي فيما كانت عيناه تنظران بانشداه . وكأنه لم يكن يتوقع قط ان يراها ثانية .
تملك اليكس شعور غريب جدا بأنها كانت تنظر الي شخصين يمثلان مشهدا من مسرحية . ينطقان بكلمات بعيدة جدا عما يشعران بيه حقا سألته :- لماذا ؟
اجابها بيرس :- لم استطع العيش فيها بعد ان رحلت ، لم استطيع العيش مع ذكري ما حدث هناك :مذنب:. ثم ارتعش رعشة كبيرة وكأنه استيقظ من حلم مزعج ، و اسقط الحقيبة التي كان ما يزال يحملها و دفع الباب ليقفله ثم تقدم خطوة الي الامام و اعاد السؤال بنبرة حادة قائلا :- اليكس ، ماذا تفعلين هنا ؟ . مما جعلها تجفل .
و بجهد وقفت علي قدميها ، وست قماش روبها الحريري بيدين مرتعشين . لم يكن ما يجري كما توقعت .
اجابته :- لقد اخبرتك . لم استطع استعمال الشقـ ... .
وتوقفت عن الكلام عندما قطع المسافة التي تفصل بينهما بثلاث خطوات و امسك بكتفيها و هزها قائلا :- ليس هنا انما باميركا ، كان من المفترض ان تكوني في انكلترا! .
طرفت عينيها عندما انتبهت الي نبرة الغضب البائس في صوته فتنحنحت بعصبية و قالت له بسرعة :- اعرف ، لكن المسافة كانت بعيدة جدا ! اتيت الي هنا لأني اعتقدت اية اخبار عنك قد تصل الي هنا اولا . كنت بحاجة لأعرف انك بخير . و قد دهشت عندما رأت وجهه يمتقع .
تركها عند ذلك ، ومرر يديه علي وجهه بايماءة متعبة جعلت قلبها يتصر . و اتت ضحكة السخرية من نفسه بشكل مؤلم قال :- هل عندك اية فكرة بما شعرت عندما وصلت الي انكلترا ولم اجدك هناك ؟ عندما علمت ان ما من احد يعرف اين انت ؟ كنت و كأني عدت الي داومة الماضي ثانية ولم اتصور انني استطيع تحمل ذلك . وطوال تلك الفترة كنت انت هنا ، تنتظرين اخبارا مني ! .
ذهلت اليكس للنظرة الشاحبة التي ظهرت علي وجهه عندما ذكر الماضي . و قالت بارتباك :- انا ... لم اكن اعرف .:مندهش:
كان جوابها رقيقا ، لكنها كانت تشك بانه كان ليسمعها حتي لو صرخت لانه كان غارقا في مكان خاص به بعيدا عن الذكريات الجميلة ، اذ قال :- عرفت اني قد اضيع فرصتي في عودتك الي ثانية ، عودتك الي ثانية ، عودتك الي فعلا ، عندما اضطررت لأن اضربك ، لكن كان علي ان احاول ثانية علي اية حال . و ضحك ضحكة ساخطة ، و تابع قائلا :- عندما لم اجدك هناك كدت اجن تقريبا ! . ونظر اليها الآن فرآها فعلا وكاانت تنظر اليه نظرة مصدومة فاضاف بصوت عال كفيل بايقاظ النائمين :- ما بك يا اليكس ، متي ستدركين انني احبك ؟ .:أوو:
مرت لحظة بدت فيها ان الغرفة تسبح منذرة بالخطر ، الا انها تمالكت نفسها وقد عرفت ان هذا الوقت لم يكن بالتأكيد الوقت المناسب ليغمي عليها . قالت بصوت اجش :- عندما تخبرني .. ثم شعرت بالغضب فصرخت قائلة :- ويحك يا بيرس لم اكن اعلم شيئا . اني بحاجة لمن يخبرني بكل شيء .
وقال :- لقد فعلت للتو .:محبط:
- سمعتك .
- وماذا ؟
عرفت ماذا يريد ان يسمع ن لكن الكلمات ترددت علي شفتيها ، كانت خائفة من الاعتراف بمشاعرها ن ان تورط نفسها في حين انها قد جرحت من قبل . وفيما طال صمتها ابتعد عنها ليسير و يقف امام جهاز التلفاز الصمت .
قال بتحد وافر :- لقد فقدت الحق بسماعك تقولين انك تحبينني منذ وقت طويل . اليس كذلك ؟ ان الحظ كان يبتسم لي عندما وضعك الاقدار في طريقي لأحبك ! .:مذنب:
نبرة الغضب و اليأس المريرة في صوته مزقت قلبها فصرخت حزن قائلة :- لا يا بيرس ! ثم تنهدت عندما استدار و رأت وجهه شاحب جدا .
سالها :- لا ماذا ؟ الا اكره نفسي ؟ لكن علي من اضع اللوم يا اليكس ؟ من سواي جرحك ؟ من سواي اغمد السكين في صدرك و قتل افضل ما قد حدث له ؟ كنت مذنبا و استحق كل ما اصابني من عقاب . احببتك عندما تزوجتك . احببتك حتي عندما كنت احطمك . و احببتك كل يوم منذ ذلك الحين ، و سأحبك حتي يوم مماتي .:مذنب:
لم تكن اليكس تعرف انها تبكي ، لكن الدموع كانت تنهمر علي وجنتيها فيما كانت تهز رأسها بيأس و سألته :- اذا لماذا ؟
لم تكن بحاجة لتقول المزيد ، فقد اغمض بيرس عينيه بالم :نوم:0 ثم تقدم نحوها و ضمها بين ذراعيه احاط راسها بيدين مرتعشتين و اعترف بصوت اجش قائلا :- لأني التقيتك في وقت متاخر جدا .
و تنهد تنهدية حملت التعب الذي قاساه خلال السنوات الطويلة الماضية و اضاف :- جعلني جدي اتعهد له وهو علي فراش الموت اني سأثأرمن يانيس بتراكوس و بأني سأستعيد شفننا بأية وسيلة كانت ، تعهدت له بذلك يا اليكس ، قبل وقت طويل من معرفتي بوجودك ، لا استطيع ان ابرر ما فعلته لكن عندما علمت بوجودك حفيدة كنت قد فشلت في شراء السفن بالطرق القانونية ، قرتت ان استغلها لاستعادة السفن بواسطة الابتزاز . الاخلاص كان يتطلب ذلك . حاولي ان تفهمي. كنت اعرفانه كان هناك شيئا يكرهه بتراكوس فهو معرفته ان حفيدته تزوجت فردا من عائلتي . كنت اعرف انه قد يعطي اي شيء ليضع حدا لذلك . عندها سيكون الثمن الذي اطلبهاسطول السفن التجارية . كان عملا وحشيا لكنه سهل .. لكني لم اكن قد التقيتك بعد ...
وعندما التقيتك وقعت في حبك من اول نظرة . كنت فاتنه جدا ، برئية جدا ومع ذلك كريمة ، كل كا كنت اتمناهفي المرأة التي احبها . وكنت اتعذب :مذنب:. كنت مستعدا لأن اعطي كل ما امكله لتغير الامور . لكني لم استطع . كنت قد قطعت عهدا لجدي . رغم اني عانيت عذابا مريرا في تنفيذه . وكل ما استطعت القيام به لك هو القيام بكل ما يجعلك تكرهينني ، تكرهينني لدرجة انك ستلومين نفسك ان سمحت لي بالتأثير علي حياتك منذ ذلك اليوم و صاعدا . قلت اني قتلت شيئا طيا فيك ذلك اليوم ، حسنا شيء ما قد مات داخل نفسي انا ايضا . لم يكن عندي امل باستعادة ما قد حطمته و مع ذلك لم استطع تركك تضعين مني . فوعدت نفسي بأني سأرقبك و اساعدك ان احتجت للمساعدة يوما و لربما فزت يوما بالحق في الحصول علي حبك ثانية .:مذنب:
و فيما كانت اليكس تصغي اليه اتضح لها الكثير من الامور ، اذا لقد كان يتعذب مثلها تماما اان صدقت ما يقول ، وكيف بامكانها ان لا تفعل بعد هذا الاعتراف الصادر من القلب ؟ لم يكن ذلك تبريرا انما واقعا ، لقد تقبل الملامة و عايشها يوميا ، لكن المعرفة لا يمكنها ان تهزم الامل تماما . الا تعرف ماهية ذلك الشعور ؟ فرفعت رأسها اخيرا و نظرت بتمعن في عينيه الزرقاوين .
و سألته :- لهذا تزوجتني ؟:(
اومأ برأسه ايجابا و اضاف بكآبة :- ولهذا اعطيك حريتك ان اردتها .:مذنب:
و جاء الان دور اليكس بالكلام ن فيما دموع عينيها تنهمر فقالت :- لابد انك احببت جدك كثيرا .
تردد بيرس قليلا قبل ان يقول :- اجل ، لكن ليس بالطريقة نفسها التي احببتك بها . ماذا يمكنني ان اقول ؟ عرفته قبل ان اعرفك . هو من قام بتربية عائلتي بعد ان مات والدي ، وكان السباق لطلب الوفاء مني .
عاشت اليكس طوال حياتها وهي تدرك معني الاحساس اليوناني بما يتعلق بكرامة العائلة ، كان بامكانها ان تفهم الوضع ، حتي وان اكانت لا تستطيع الصفح . استغلها بيرس ليسدد دينا وبما انه فعل ذلك منحها ذلك الاخلاص ، لقد فهمت الان تماما تلك الاشارة الي الشعار لوفليس . انه لم يكن رجلا شريفا لهذه الدرجة لما استطاع ان يحبها اكثر مما احبها .
رفعت عينيها و قالت له :- يجب ان اكرهك .:محبط:
هز بيرس رأسه معترفا بذلك و قال :- استحق ذلك .:مذنب:
- يجب ان اقول لك اني لن اسامحك ابدا .
لمعت العينان الزرقاوان وهما تنظران في عينيها و قال :- هل تقولين لي ذلك يا االيكس ؟ .
وامسكت كلماتها من جديد ، فلم اصبح مستعدة بعد لتوريد نفسها بشكل تام ، و سألته :- كيف لي ان اتاكد ان شيئا من ذلك لن يتكرر ثانية .
اجابها بيرس بقوة :- لاني افضل ان اقطع ذارعي اليمني علي ان ادع الي الم يصيبك . سواء مني او مني اي شخص اخر . جعلت قوة تصميمه تلك التي ظهرت في كلماته رجفة تنبه تجري في جسدها .
لم تستطيع ان تقاوم فرفعت يدها متحسسة ذقنها و قالت :- الي درجة ان تضربني ؟ .:مندهش:
تجمد بيرس و نظر بعنين كئبتين الي ذقنها و رفع يده ليبعدها و يمرر يده برقة علي الكدمة الباهتة و قال بوصت اجش :- اردتك ان تكوني بمامن يا اليكس .
فتنهدت و قالت :- كان عليك ان تحاول التلكم معي يا بيرس .
اجابهابتحد :- لم اعتقد انك ستصغين . كما ترين ، لقد افترضت انك كنت تشعرين بما اشعر به تماما ، فلو انك كنت ذاهبة لاي مكان خطر ، لكنت لازمتك كما الغراء . هل كنت مخطئا بما فعلت ؟ . و رقت نظرة عينيه عندما رأى وجهها قد شحب .
قالت :- لا . ثم نظرت في عينيه و قالت :- هل اسكوا الرجل ؟ هل انت بمأمن الآن ؟
- هل اخبرك بات ؟
ردت عليه :- ظن من حقي ان اعرف . اجل لكن كنت افضل ان اسمع ذلك منك يا بيرس .
تنهد و قال :- سامحيني ، لكن كل ما فكرت به هو اخراجك من الجزيرة .
تفحصته عيناها باحثة علي اي اثر لجرح و قالت :- هل اصبت بأذي .
- لقد القت الشرطة القبض علي الرجا قبل ان يصل الي ، كنت لاحضر سريعا ، لكن كانت هناك اسئلة يجب الاجابة عليها ، وكان علي التحدث مع اخي .
- لم اكن اعلم ان لديك اخا . متسائلة ان كانا سيتوافقان حقا فيما كانت تفتقد معلومات اساسية كهذه .
ابتسم بيرس و قرأ افكارها ثم قال :-عندما نكون انا و انت معا تبدو المحادثة العادية غير ضرورية ، لكن اعدك بألا اخفي عنك شيئا بعد الآن . لدي اخ و شقيقتان و جميعهم ينتظرون لقائك .
دهشت اليكس و سألته :- اتعني انهم يعرفون عني ؟ .
رفع كتفيه بلا مبالاة و اجابها :- كل شيء ، اننا مقربون جدا من بعضا البعض . لقد ساعدوني علي الاستمرار عندما ساءت الامور جدا . شقيقتاي تأملان ان تتوقفي اخيرا عن كرهي .
كلماته تلك جعلتها تطرح سؤالا اخر في ذهنها فقالت :- ان كنت مصمما علي جعلي اكرهك عندما استغليتني للحصول علي اسطول السفن التجاية ، لماذا عدت و اشتريته ؟ .:confused:

نايت سونغ
06-02-2010, 17:35
قال موافقا بكآبة :- بات من جديد .
قالت بسرعة :- لا تلق اللوم عليه . كان يحاول تقديم المساعدة ، ثم تهجمت و سألته برقة :- الم تخش ان اعرف ذلك من جدي ؟ .
امسك بيس يدها و طبع قبلة علي كفها قبل ان يجيبها قائلا :- كنت اتمني ان تفعلي لكني عرفت انك لن تعرفي . ما كان بتراكوس ليخبرك اطلاقا .
- لكن لماذا لم تخبرني انت بذلك عندما التقينا ثانية ؟ .
رفع كتفيه بلا مبالاة و اجابها :- انا ايضا لدي كبريائي يا اليكس ، كنت اعرف اني قمت بعملي بشكل جيد جدا ، وحتي انا لا استطيع ان اكشف كل اوراقي امام امرأة تكرهني ، لذا لم استطع اخبارك قط اني لم استطع العيش و فكرة مقايضتك تستبد بي . فعدت و ارغمت جدك علي قبول المبلغ كاملا . لم يقم بمحاربتي لكن بعودتي اليه تأكد من حقيقة شعوري نحوك ، و استغل ذلك قدر استطاعته ، ولا انا حاربته ، كنت تستحقين كل قرش دفعته ان كنت لا تعرفين ذلك .
هزت رأسها بحزن قائلة :- اذا ، دفعت لهم ثمنا باهضا .
ودهشت اليكس عندما شد يده علي يدها و قال :- ليس المال يا اليكس ، الثمن الذي دفعته مقابل السفن كان انت ... اثمن من كل ما املك ، لقد تخليت عند فقط لأني اعرف انه لن يهدأ لي بال قبل ان استردك ثانية .
ثارت عاطفة اليكس و بلعت ريقها بصعوبة و هي تضع يدها علي قميصه ناحية قلبه لتشعر بخفاقنه و قالت :- يا بيرس ، الا تشعر بانك وضعت كبرياءك عندي قدمي ؟ بامكاني ان ادوس عليه بالطريقة التي دعوتني ان اقوم بها .
- لك كل الحق في فعل ذلك ، لقد قدمت لك قلبي و حياتي ، لكن ان كان كبريائي هو ما تريدينه ، فانه رهن اشارتك .
- اعتقد .. انه لن يفيدني بشيء عدم مسامحتك ، لأنك لا تستطيع ان تسامح نفسك و مع ذلك لا استطيع الا ان اسامحك ، لاني احبك ، و في الحقيقة لم اتوقف يوما عن حبك ، لذا يا حبيبي ، ان كنت تحبني كما تقول يجب ان تسامح نفسك ايضا . هذا ما اطلبه منك .
و فجأة بدا وكأن العالم قد سكن من حولهما ، و نظرت اليكس بشجاعة في العينين اللتين تشعان بعاطفة قوية تاقت لتراها فيهما و سألها :- وان لم استطيع يا حلوتي اليكس .
وعدته قائلة :- عندها سأضطر لأن احبك اكثر حتي تستطيع ذلك ؟ . و انهت كلماتها بتنهيدة فيما ضمها بيرس بين ذراعيه و لفهما حولها بقوة وكأنه لن يدعها ابدا لكنها لم تمانع ، فهما اخيرا بعد تاخر طويل جدا . قد عادا الي حيث ينتميا وتشبتث به ، لقد مرا عبر المحنه لم يختارها ، اما الآن فقد اصبحا احرارا لان يتطلعا الي المستقبل وليس الي الماضي .
قال لها بيرس :- انك ترتعشين . و ضحك بقوة .
اجابته :- انت كذلك .
هدأ بيرس قليلا و رفع يديه المرتعشتين لتحيطا بوجهها و قال معترفا :- اعتقدت اني فقدتك الي الابد هذه المرة .
وافلتت منها آهه و قالت له :- كنت لاعود ولو لالكمك علي انفك . :D
ضحك بيرس و قد عادت اليه تلك الثقة الكبيرة بالنفس
- انت يا مثيرة الفتنه الصغيرة ! انها فكرة جيدة ، لكني افضل ان تقبليني بدلا من ذلك .
وجعلت كلماته الساخرة تلك عيناها تلمعان و سألته :- هل تتوسل الي ، يا بيرس ؟
اجابها - اذا مازلت تريدين ان تتقاضي حقك كاملا بعد ما جري ؟
حدجته بنظرة من تحت اهدابها و قالت :- في الحقيقة اني بحاجة ماسة الي حبك كحق كامل لي !
اجابها بانشداه :- اني في الحقيقة اخشي ان السك تقريبا .
وكرد علي ذلك رمقته بنظرة جذابة و قالت :- ولكنك لا تخشي ان تتركني ارحل ؟.
ضحك لكلماتها تلك و قال لها بتحد :- لن ادعك ترحلين ابدا . اني قدرك يا اليكس ، ايخيفك ذلك ؟ .
- لا شيء يخيفني و انا معك .
وعندما رفع بيرس رأسه ادركت من تعابير وجهه كم كان عملا صعبا بالنسبة اليه ان يكبت حبه في صدره . وكانت بسرعة تفقد السيطرة علي عواطفها ، لكنها لم تأبه ، وتركت نفسها تسبح في بحر من اللامبالاة .
وليغيظها قال برقة :-ذكريني ان ارسلك بعيدا عندما أعود.
ودفع عن وجهها خصلات رقيقة من شعرها .
غامت عيناها للحظة وقالت :-اياك ان تفعل تفعل ذلك بي ثانية اطلاقا يا بيرس .
لوي قسمات وجهه وقال :-اعترف اني كنت مخطئا لكن ذلك ما جعلتني أشعر به وكأني أخشي ان افقدك فقلت ان علي ان أبعدك !سامحيني .
طالما انها عرفت انه يحبها فانها مستعدة لأن تسامحه علي أي شئ .فقالت له برقة :-اعتقد بأني أثبت لك انه ليس من السهل التخلص مني .
اعترف لها بصوت أجش :-اعتقد انب لا أستطيع تصديق حظي هذا لذا فاني أقرص نفسي لأتأكد ان هذه حقيقة وليس حلما.وطبع قبلة علي جبينها ::سعادة:: وسألها :-أسعيدة؟.
تنهدت قائلة :-سعيدة بشكل لا يوصف . قد يكون بيرس بأمكانه احداث اسوأ جرح لكنه وحده يستطيع ان يجعلها تشعر بهذه السعادة .
نظر في عينيها لفترة طويلة وهو مايزال يتنفس بتثاقل وسألها :-وهل تصدقين اني احبك؟ أحبك بالرغم مما فعلته لقد أحببتك دائما.
تنهدت أليكس ثانية وقالت :-آه نعم انه التفسير الوحيد المنطقي . ثم لمعت عيناها بابتسامة مشرقة وأضافت :-اني مسرورة لأني لم أعد مضطرة لأن أكرهك بعد الأن ان ذلك أمر صعب القيام به عندما تكون مغرما في حب شخص ما بيرس أصحيح ان كل شئ قد انتهي الآن ؟.
أومأ برأسه بوقار وأجابها :-كل ما أريده الآن هو ان انسي مامضي اني لا أحمل أية ضغينة لعائلتك كنت بكل بساطة انفذ عهدا قطعته ومن الآن فصاعدا كل وعودي ستكون لك ولعائلتنا.
أمسكت أليكس يده وضمتها اليها ثم تمتمت قائلة :-عائلة يبدو ذلك جميلاً.
فارتمست علي شفتيه ابتسامة و سألها :- هل اعتبر ان ذلك يعني انك ما عدت تتمنين ان اكون كشيء مغث يمكنك سحقه تحت قدمك ؟.
ضحكت و سألته :- هل قلت ذلك حقا ؟ .
اجابها بغضب ساخر :- لقد فعلت و اكثر من ذلك بكثير .
و لتغيظه قالت :- حسنا كنت تستحق ذلك في ذلك الوقت .
ثم تنهدت عندما خطر لها افكار اخري و قالت :- انت ايضا قلت اشياء ، يوم اخذتني لتري جدي ذكرتني انك لم تقل لي قط بانك احببتني ، انك لم تقل تلك الكلمات .
تنهد بيرس ايضا و قال :- كنت اعرف باني لن استطيع قول تلك الكلمات و انكارها في ما بعد ، لذا قلت لك انك لن تستطيعي ان تعرفي عمق شعوري الذي احمله لك في قلبي . قصدت ان اجعلك تعتقدين اني قصدت بذلك الرغبة بالانتقام . لكن الامر كان دائما كما ظنتته في البداية ، ان عمق مشاعري كان الحب ، يا اليكس لكني كنت مرغما للتظاهر بعكس ذلك .
اذا لم تكن مخطئة اطلاقا ، و مع ذلك كان هناك شيء ما مازال يؤلمها فسألته :- لماذا تزوجتني لليلة واحدة ؟ اكان من الضروري حقا ان تقفل ذلك المهرب بتلك الطريقة ؟ .
غير مدركة عمق الالم الذي عكسه صوتها .
رغم ذلك استمع بيرس و اغمض عينيه للالم :نوم: ثم اجابها :- لم يكن هناك مهرب قط ، لم اكن مجبرا علي الزواج منك ، بل كنت بحاجة الي ذلك ، كان ذلك ضروريا يا حبيبتي , لأني اعتقدت انها المرة الوحيدة التي بامكاني ان اعبر فيها عن حبي . المرة الوحيدة التي استطيع ان اظهر لك خلالها كم احببتك . كنت اريد ان اكون طيبا معك ورغم اني كنت اعرف ان ذلك قد يكون مصدر الم فقط لكيلينا . فيما بعد لم استطع ان امنع نفسي من ذلك . فان كان علي ان اعيش في العذاب و الندم ، اذا فعلي ان اتذوق طعم الهناء ولو لمرة واحدة .
نظرت اليكس اليه ، وقد اغتاظت من الطريقة التي ارغمه سؤالها للضغط علي نفسه ، رفعت يدها لتلمس خده و الالم يملأ نفسها و علي الفور عاد بافكاره ليكون معها من جديد .قالت له :- كان ذلك هو الهناء بالنسبة لي ايضا يا بيرس ، لطالما كانت السعادة دائما معك .
هز رأسه وقال :- اعرف اني المتك كثيرا ، لكني انوي ان اعوض عليك كل لحظة الم مررت بها .
ابتسمت برقة و استكانت اليه ثم قالت لتغيظه :- آه كيف تخطط لأن تفعل ذلك ؟
اجابها بصوت اجش :- امنحيني دقيقتين بعد و سأفكر بشيء ما .
قالت بتحد :- هل تكفي بضع دقائق ؟
فصرخ قائلا بغضب ساخر :- اليكس مارتينو الا تخجلين ؟ . :p رغم ان عينيه كانتا تنقلان رسالة مغايرة ...



تمــــــــــــــــت بحمدلله ...
انشالله تكون عجبتكم
موو ::سعادة:: ووااااه

الغصن الوحيد
07-02-2010, 01:13
جميلة ..جميلة روعة ومثال للحب والعشق برغم من انها انكسرت خاطري وقلبي ياعمري عليها اليكس يعني اتخيلوا وحده كذا يصير لها ثاني يوم زواجها بس على العموم (القدر القاسي ) انها رائعة من روائع الرويات يعطيك العافية والصحة والفرح والسرور والهنا والتوفيق يانايت سونغ وسوسو كول الله يجزاكم كل الخير حبياباتي..

تسسسسسسسسسسسللللمون..

الغصن الوحيد
07-02-2010, 01:16
حبيبتي ياخدوجة سألت عنك العافية ياعمري انا انشغلت هاليومين وصرت ماادخل على طول بس والله انتوا على طول في بالي ..

جين أوستين
07-02-2010, 04:07
شكرا لكي حبيبتي على القصة ( لسة ما قرأتها لكني متأكدة انها رائعة زيك)


وحشتوني يا بنات زمااااااااااااااااااااااااااااااان عنكم

نايت سونغ
07-02-2010, 14:42
تسلمييييييييييييييي غصوتني الله يعافيكي و يفرح البك دنيا و آخرة

شفتي حرام البطلة كانت مظلومة في هاي الراوية يعني مفاجأة ورا مفاجأة انا تعبت عنها و انا بكتب في الراوية هههه
الله يهديك يا بيرس

نايت سونغ
07-02-2010, 14:45
شكرا لكي حبيبتي على القصة ( لسة ما قرأتها لكني متأكدة انها رائعة زيك)


وحشتوني يا بنات زمااااااااااااااااااااااااااااااان عنكم




جيييييييين تسلمي يا رب انتي الرائعة ::سعادة::

ويييينك زمان عنك والله اشتقنالك

ما طولي علينا الغيبة مرة تاني :نوم:

cococool
07-02-2010, 16:46
تسلمي حبيبتي الغصن الوحيد هذا من زوقك الحلو
والله انا كمان وجعتلي قلبي أليكس:بكاء: كلو من جدها اليوناني وبيرس ياحرام شو عملو فيها
بس بيضها بيرس بالاخر ::جيد::


سلاااااااااامي للجميع

قيد الوافي
07-02-2010, 20:53
بجد تسلمين ياعسوووله على الروايه رووعه وياريت اذا كان عندك فرصه تنزلي السكون والعاصفه _ورجل من نار


والف شكر لك..................
وتقبلي مروري...

الغصن الوحيد
08-02-2010, 05:28
اعزائي وحبايبي اعضاء منتدى مكسات ..

انتظرونا الليلة - على شاشة مكسات -مع الجزء الاول من رواية بين السكون والعاصفة في التاسعة مساءابتوقيت السعودية ...
على ام بي سي اكشن وفور وماكس ..

الغصن الوحيد
08-02-2010, 05:36
على فكرة رواية بين السكون والعاصفة احدى الرويات اللي انا مغرمة فيها والدليل اني كنت ابقى انزلها من قبل في المنتدى ..
صراحة فيها كل شيء تحدي وحماس وحب ومغامرات وروعة ..

طيب ملخصها ........

وجدت ليان نفسها في بوينس آيرس بل مال ولا صديق ووقعت في ورطة لم ينقذها منها سوى ريكاردو مندوزا .
فاعتبرت أنها مدينة له بأنقاذها . وأوضح لها ريكاردو أن بأمكانها رد الدين والحصول على عشرة الآف جنية بالاضافة الى ذلك , لكن الشرط الذي وضعه ريكاردو مندوزا يقضي بأن تتزوجه ليان زواجا صوريا لمدة ستة أشهر كي ينتزع الارث من أخيه غير الشقيق ....
وعندما وافقت مرغمة وجدت نفسها أمام عالم عنيف لم تشهد مثله من قبل , فهل تبقى في تلك المزرعة أم تفر مع أول منقذ يعرض عليها الفرار ؟

glamour girl
08-02-2010, 13:00
بصراحه كل ماخلص من روايه ادعي لصاحبه الفكره كنت ادورهن بالشرق وطلعن قدام عيني

يسلموووووووووووووووووووو




with my thanks


Glamour Girl

الغصن الوحيد
08-02-2010, 15:28
بسم الله الرحمن الرحيم ..
رويات عبير القديمة ..
بين السكون والعاصفة ..
ل كاي ثورب ..

الفصل الاول ..

1- ماذا يريد ريكاردو ؟

الارجنتيني كان يتحدث بالأسبانية .... قصده تجاوز جهلها اللغة , وفهمت قصده . فدفعت بيدها الشراب الذي لم تمسه بعيدا عنها وهزت رأسها وهي تنهض وتسوي هندامها بيديها في رباطة جأش مفاجئة . وقالت له :
" لا ..."

ونهض هو الآخر وعلى وجهه معالم الحيرة والغضب وراح يتساءل في صوت مرتفع عن سبب تصرفها . وأخذت الانظار تتجه نحوهما من الموائد المجاورة . وقد ثار الاهتمام حول الفتاة الانكليزية الشابة النحيلة القوام ذات الشعر الرمادي المصفف على شكل ناقوس . واستلفتت نظر رجل يجلس أمام مائدة مجاورة أخذ يرمقها بسخرية . كانت تعرف في وضوح مالذي يفكر فيه ... تماما كما يفكر الرجل الجالس في مواجهتها على الطرف الاخر من المائدة .... آه ما أشد غبائها فلم تدرك أي مكان كان ذاك الذي وأي شيء كان يرجى منها , فهي ليست في موطنها لندن بل غريبة في بوينوس ايرس : مدينة أجنبية في أرض اجنبية . ولم تشعر ليان بوحدة عارمة كما أحست في تلك اللحظة .
وراح الارجنتيني يستحثها على لتعود الى مكانها وقد خفض من صوته في حين أخذت لين تبحث عن كلمات تبلغه بها بأنه مخطىء , ولكنها لم تعثر على شيء منها يناسب مقتضى الحال . تراءى لها – وهي على حافة الجنون – أن كتب التعبير اللغوي لم تتسع لمثل هذه المواقف .
وتصورت أن في استطاعتها أن تستدير ببساطة وتبتعد عنه . ولكنها شكت في أن يكون الامر بمثل هذه السهولة . واجتذبها مرة أخرى حملقة الرجل الجالس على المائدة المجاورة . وتنفست في عمق وببطء قبل أن تسأله :
" هل تتحدث الانكليزية ؟"
فرفع أحد حاجبيه السوداويين وأجابها بلغة انكليزية ممتازة ولكن بنبرة ضاغطة على الكلمات لتأكيدها :
"نعم ... هل تريدين مني أن أترجم لك ؟"
فهزت رأسها وهي تتمنى أن تكون في أي مكان آخر غير هذا المكان , وقالت له :
" سأكون شاكرة لك إذا اوضحت له أنني لست في متناول يده بالصورة التي يظنها , فهناك خطأ في الامر ."
فسألها وقد ازداد حاجبه ارتفاعا :
"إنك تعملين في هذا الملهى ... أليس كذلك ؟"
فقالت وهي في شدة الحرج والارتباك :
"نعم , ولكن ليس في هذا المجال ... أرجوك ياسنيور ..."
وتركت بقية العبارة تخفت وتتلاشى واضعة في اعتبارها أن غالبية الجالسين على الموائد المجاورة تلتفت اليهما . وغاص قلبها في صدرها وهي ترى صاحب الملهى يتجه نحوهما وسط الصالة المزدحمة التي يملأها الدخان , وقد اجتذبته بلاشك تلك الجلبة الخافتة . انه الرجل اللاتيني البدين الاصلع , الذي تشعر نحوه بالامتنان الشديد لأنه منحها عملا , فلماذا تراه الان في تلك الصورة المختلفة ؟

عرفت طبعا الاجابة على هذا السؤال . وان كانت هي نفسها لم تدرك هذا السبب من قبل .
كان يرى من المسلم به مع كل الاحتمالات أنه لا اعتراض لديها على أن توسع من نطاق عملها كمضيفة ليشمل كل نواحي الترفيه عن الزبائن .... سذاجتها المضحكة هي التي وضعتها في هذا الموقف .
وهز الرجل الجالس على المائدة المجاورة كتفيه استهاجانا وكأنه استجاب لرجائها بدون ان يصدقها , وتحدث الى جليسها بالأسبانية وبسرعة وطلاقة حتى انها لم تستطع ان تلتقط سوى كلمة هنا وهناك . وأنهى كلامه في اللحظة عندما وصل صاحب الملهى , وترك جليسها ينظر في عدم ارتياح , مدركا أن بعضا من سوء الفهم قد حدث , واتجه الى صاحب الملهى يتحدث اليه في ألفة وتودد , وتحول في ثوان الى رجل وديع يتذلل ويقول :
" المعذرة يا سنيور مندوزا ."
وتجاهل صاحب الملهى الرجل الجالس على الطرف المقابل من المائدة وجذب ليان من ذراعها ليرغمها بالقوة على الجلوس الى مائدة الرجل الآخر , وهو ينطق بالمزيدمن عبارات الاسف والاعتذار , وتركها حيث هي ثم اتجه الى جليسها السابق وطرده .
والتقت عينا ليان اللتان أصابهما شيء من الانبهار بالعينين السودوين اللتين أخذتا تنظران اليها بازدراء غير مستتر . ولم يكن وجهه مما يعيد الطمأنينة الى نفسها وله قسمات مشدودة ومتوترة ولونه زيتوني غريب , يعلوه رأس متحجر أملس , وله شعر أسود فاحم , يرتدي سترة بيضاء على كتفين عريضتين . ومن المؤكد ان القميص تحتها من الحرير الطبيعي . كان رجلا طويلا نحيلا يتمتع بالقوة او النفوذ . لقد أدخل الخوف الى نفسها لبعض الوقت . وخرجت عن صمتها قائلة :
"أنني لا أعرف بالضبط ماذا قلت له , ومع ذلك فأنني أشكرك لأنقاذي ."
وبأنحناءة بسيطة من رأسه تنم عن سخرية قال لها :
"اذا كان مظهر الرجل لم يعجبك فلم قبلت صحبته من البداية ؟"
فقطب جبينها في ضيق وقالت :
"كان يبدو لطيفا , وهذا هو عملي أو هكذا ظننت ."
وفي لهجة تتسم بالشك , لم تستطع ليان ان تلومه عليها , قال لها :
"هل أفهم انك تحاولين القول بأنك لم تكوني على علم بمتطلبات عملك هنا ؟ ربما تكونين جئت حديثا الى الارجنتين ؟"
ونظرت اليه نظرة تنم عن الصراحة والسذاجة وقالت :
"حقا ... يمكنني القول بأنه لا عذر للغباء , ولكنني اعتقدت في الحقيقة أن هذا العمل يتطلب مجرد الجلوس مع الزبائن واظهار المودة نحوهم . فتلك هي متطلبات مثل هذا العمل في البلد الذي جئت منه ."
وبدون ان يطرأ تغير يذكر على تعبيرات وجهه سألها :
"وهل سبق لك القيام بمثل هذا العمل في وطنك ؟"
فأجابته :
"قمت به مرة , الا أن الملهى حيث عملت كانت له تعليمات صارمة تحظر مخالطة المضيفات للزبائن خارج نطاق الملهى وملحقاته ."
وابتسم ابتسامة باهتة ظهرت معها للحظة أسنانه البيضاء وقال :
"وهنا أيضا يطبقون النظام نفسه . فهناك في الطابق العلوي غرف خاصة لأداء الغرض المطلوب ."
وأمسكت خديها الدافئتين بيديها وهي غير قادرة على مواجهة نظرته المتفحصة الساخرة وصاحت قائلة :
"يا ربي ... كان علي ان ادرك أن هذا العمل عرض ممتاز جدا لدرجة تثير الشك في حقيقته , فالحصول على عمل مع مأوى يبدو وكأنه منة من السماء وانا في الواقع ...."
وأطرقت برأسها عندما جال بذهنها خاطر معين , ورفعت رأسها تنظر اليه وتقول في تردد :
"هل لي أن أسألك عما قلته لهذين السيدين ؟"
وظهرت روح المرح عليه وان كانت ممزوجة بقدر من الازدراء , وأجابها بقوله :
"بكل تأكيد .... أبلغتهما أنني أشتريت وقتك لهذه الليلة ."
وسألته وقد أصابتهما صدمة وهي لا تكاد تصدق :
"ماذا فعلت ؟ لا يمكن أن تكون قد فعلت هذا ! "
فرد عليها قائلا :
"كانت تلك الطريقة الوحيدة لتجنب المتاعب , فان , ريوس لن يغتبط اذا رفضت مجالسة أحد الزبائن بلا سبب وسوف يطالب غدا بنصيبه من الاجر الذي ستحصلين عليه الليلة ."
وعضت ليان شفتيها وبدت كالمستجير من الرمضاء بالنار . ولم تكن تدري بالضبط كيف يمكنها التصرف في هذا الموقف . وقالت أخيرا :
" لن أكون هنا غدا . بل سأرحل الان وفي الحال ."
وبينما دفعت بكرسيها الى الوراء , استرخى هو على كرسيه في هدوء وقال لها :
"كلا .... لن تفعلي , وسوف تلزمين مقعدك حتى أسمح لك بالأنصراف , الا اذا كنت تفضلين ان استدعي ريوس من جديد ليقنعك ؟"
وراقبها وهي تتراجع وتستقر في مقعدها وقال لها :
"حسنا انك تظهرين فطنة الان ."
فردت عليه ليان في جرأة :
"سنيور مندوزا ... أعرف أنني كنت غبية من جميع النواحي ولكنك لن تستطيع بأي حال من الاحوال أن تحملني على قضاء مزيد من الوقت معك رغما عني . ان أحدا لا يستطيع منعي من مغادرة المكان ! "
وبدون ان يتأثر بثورتها سألها قائلا :
"هل تظنين ذلك ؟ ما زال أمامك الكثير لتعرفيه عن أساليب رجال من نوع ريوس ... انه يعطيك مرتبا وينتظر منك عائدا مناسبا , واذا حرم من ذلك ربما يجد وسائل أخرى للحصول على الربح . هل سمعت عن تجارة الرقيق الابيض ؟"
وصدر منها صوت احتجاج ممزوج بالسخرية وقالت له :
"انك تحاول ان تبث الفزع في نفسي ! "
فرد عليها قائلا :
"ربما أحاول قليلا فأنك تستحقين التخويف . ولكن سوق الرقيق الابيض موجود رغم ذلك . وفتاة انكليزية في لون بشرتك ومظهرك سوف تحقق كسبا هائلا ."
ثم سألها وهو يرمقها بنظرة مجردة من الشفقة :
"هل ما زلت ترغبين في الرحيل ؟"
وهزت ليان رأسها ا تريد ان تصدقه , وتجرؤ على عدم تصديقه وراحت تستعطفه في صوت خفيض :
" أرجوك , انا لست من ذلك النوع الذي تفكر فيه . كنت تائهة وبائسة عندما قبلت هذا العمل . ولم يكن أمامي ما أفعله غير هذا ."
وأخرج علبة سكائر ذهبية أخذ منها سيكارا رفيعا ووضعه بين شفتيه ثم أشعل القداحة وأخذ الدخان يتصاعد بينهما لبعض الوقت , ثم قال :
"عليك اذن ان تروي لي القصة كلها . متى جئت الى بوينوس ايرس لأول مرة ؟"
فأجابته :
"جئت أمس ."
ولاحظت دهشته فأسرعت تكمل كلامها :
"كان مفروضا أن ألحق بفرقة الرقص وهي تؤدي عرضها في ملهى ريوس وعندما وصلت الى هنا كانت الفرقة قد رحلت لتوها الى بورتو أليفري . لقد أخطأت الوكالة في تحديد موعد السفر ."
فسألها قائلا :
"ألم يكن في مقدورك اللحاق بها في بورتو ؟"
فأجابته :
"لم يكن لدي ما يكفي من المال لتحمل نفقات الرحلة كما أنني لم اتمكن بعد من الاتصال تلفيونيا بالوكالة في لندن ."
وكان من الصعب معرفة رد الفعل لدى مندوزا( بنات مندوزا كأنه اسم عائلة بطل في مسلسل مكسيكي قديم بس نسيت وش هو بالضبط المسلسل اليخاندرو – ريدريقو – آنا كريستينا – ماريا- سان تياغو " سورري قاعدة استهبل عليكم " ...الغصن ) الذي سألها :
"وهل ذهبت الى قنصلية بلدك ؟"
فقالت :
"حاولت ذلك اليوم ولكنها مغلقة بسبب عطلة نهاية الاسبوع ولا يتوافر معي المال لأقضي ولو ليلة واحدة في أي فندق , ولهذا فأن ريوس عندما عرض علي ان اعمل كمضيفة هنا في الملهى مع منحي غرفة سارعت بقبول العرض . ولكن كان يجب علي , كما قلت أن أعرف المزيد عن هذا العمل ."
فقال وهو يتفحصها بنظرة غريبة :
"نعم كان يجب عليك أن تعرفي . اذا فأنت راقصة ... هل أنت راقصة ممتازة ؟"
فأجابته :
"أتمنى ان أكون كذلك . أنني على مستوى جيد أتاح لي في أي حال الفرصة للمجيء الى أمريكا الجنوبية ."
فابتسم ابتسامة ساخرة وسألها :
"وهل كل زميلات فرقتك ذوات شعر أشقر ؟"
فقالت :
" نعم أعتقد ذلك ."
فقال :
"اذا فالرقص ليست له أهمية سوى أهمية بسيطة ."
وسألته عما يقصده فأجابها بقوله :
"ان ماأريد الوصول اليه هو أن مواطني بلدي سوف يجتذبهم المنظر وحده يغض النظر عن مسوى الموهبة , ويدفعون الثمن تبعا لذلك . فاللون الاشقر الطبيعي نادر في هذا الجزء من العالم ."
فلمعت عينا ليان وهي تقول له :
"انا راقصة محترفة يا سنيور ."
فقال :
"لا أشك في هذا . ولكنني لا أعتقد في امكانك الرقص مع أي فرقة ذائعة الصيت . شاهدت فرقة بلوبيل غيرلز في ريودي جانير ومنذ فترة وأعضاء تلك الفرقة يتمتعن بالجمال والموهبة . ولكنك لم تدعين للانضمام اليهن ."
فأجابته :
"انا لست هيفاء القوام بالدرجة التي تجعلني صالحة للانضمام الى فرقة بلوبيل غيرلز ."
وتركته يحملق فيها بعض الوقت ثم قالت فجأة :
"لكنني في أي حال لست عضوا في تلك الفرقة .... وليست غلطتي أن الوكالة أرسلتني الى المكان الخطأ ."
فصحح لها كلامها قائلا :
"المكان المناسب في الوقت غير المناسب. وهل كان عليك ان تحلي مكان شخص آخر ؟"
فقالت :
"نعم كان لابد أن تعودي احدى الراقصات الى الوطن بعدما سقطت سقطة شديدة , وستكون الفرقة ناقصة الان . ولكن هذا لا يهم في ضوء ما قلته لي , أليس كذلك ؟"
فرد عليها قائلا :

الغصن الوحيد
08-02-2010, 15:30
"لا تخاطبيني بهذه اللهجة , الحقيقة مؤلمة , ولكن لا داعي للسخرية انك لست الان في وطنك انكلترا ."
وكتمت ليان الرد الحاد الذي قفز الى شفتيها . فقد كان على حق , ولم تكن هي كذلك . وهي في تلك اللحظة بالذات ليست في وضع يسمح لها أن تضايقه لأكثر من هذا ولم يكن الاعتذار ليفيد كذلك , فلزمت الصمت وقد بدا عليها الامتعاض .
وقال لها :
"لك قدرة على التعلم بسرعة , وتلك دلالة لا بأس بها ."
وأطرق هنيهة قبل أن يسألها في نبرة مختلفة :
"ألم تعترض أسرتك على سفرك وحدك الى هذا المكان البعيد ؟"
فأجابته :
"ليس لي أسرة , نشأت في دار للأيتام ."
واكتسب صوتها حزما وهي تقول :
"انا الان في الثانية والعشرين من عمري وأستطيع السفر وحدي وقد فعلت ذلك غير مرة ."
فقال لها :
"ولكنك لم تسافري الى مكان بعيد كهذا من قبل . وعندما تبلغين من العمر ما بلغته بعد عشر سنوات او احدى عشر سنة قد تدركين أن الاستقلال لا يحقق للانثى سوى القليل ."
فردت عليه قائلة :
"خلال عشر سنوات او احدى عشرة سنة سأكون قد تخطيت الفترة التي يمكنني فيها ان أعبأ بهذا ."
ودارت ببصرها في أرجاء الصالة ذات الضوء الخافت والمزدحمة بالموائد المتقاربة والمزينة بالديكور المبهرج .
وأخذت الموسيقى تصدح بالألحان اللاتينية الامريكية ليرقص على أنغامها الزبائن الذين اكتظت بهم منصة الرقص .
وكان صوت الموسيقى يكاد يعلو على أصوات الزبائن ورأت زميلاتها المضيفات يجالسن الزبائن على الموائد المنتشرة هنا وهناك .
وسألها قائلا :
"هل أقتنعت بما قلته لك ؟"
فأجابت وهي تنظر اليه :
"اقتنعت جزئيا وما زلت أعتقد أن في امكاني الخروج من هنا في أمان اذا قررت ."
فهز كتفيه استخفافا وسألها :
"واذا فعلت الى أين تذهبين ؟ فأنت باعترافك ليس لديك المال الكافي وأسعار الفنادق باهظة ."
فقالت :
"ان لدي ما يكفيني الليلة وربما الليلة القادمة أيضا اذا ما عثرت على فندق أرخص قليلا .فلابد أن تكون هناك فنادق رخيصة ."
فرد عليها في ضيق :
"هناك الكثير منها ولكنها لا تصلح لأية امرأة تفتقر الى الحماية , ان المشكلة سوف تجد الحل في الوقت الملائم . وحتى يحين هذا الوقت يشرفني أن تظهري بمظهر من يستمتع بصحبتي ."
وألقى ببقايا السيكار في المطفأة وقال لها :
"تعالي نرقص قبل ان أطلب الشراب ."
ولم تتحرك ليان وقالت له وهي على حافة اليأس :
" سينيور مندوزا , يبدو أنني لم أستطع أن أوضح لك أنني غير مستعدة لقبول حمايتك على أساس تلك الشروط . كما أنني غير مستعدة للبقاء هنا والعمل لحساب ريوس . انا ذاهبة الان أحزم أمتعتي وأرحل , واذا ما حاول أي شخص منعي سأستدعي البوليس ."
" من الافضل اذا ان تفعلي ذلك الان لأنني سوف أمنعك ."
وانتظر رد فعلها ولكنها لم تترك مقعدها فقال لها :
"انك من الحكمة بحيث لا تتحديني . سنرقص معا كما قلت لك ."
وكانت قامته أطول مما كانت تظن . وأحست وهو يراقصها بقوته وخشونة يده مما ادهشها لأن هذا الرجل اعتاد أن يكون في مركز الآمر الناهي لا يقوم بعمل يدوي . وسألها عن أسمها فقالت :
"ليان ... ليان تريفور ."
فنطق الاسم بصوت ينم عن الرضا والقبول وقال لها :
"انه اسم غير عادي بالنسبة الى فتاة انكليزية ولكنه جذاب , انا ريكاردو مندوزا ."
فردت عليه بالتحية وأحست بأرتعاشة خطيرة في صوتها فتخلت عن أي تظاهر بالمرح وقالت له :
"أرجوك ..... هل لنا أن نوقف هذه اللعبة ؟ سوف أرحب بمساعتدك لي يا سنيور مندوزا ولكن ليس ...."
وعندما ترددت أكمل هو كلامها قائلا :
"ولكن ليس مقابل الثمن الذي انت متأكدة أنني سأطلبه . هل دار بخاطرك أنني قد لا أجد في جوانب سحرك الانكليزي شيئا لا يقاوم مثلما فعل جليسك السابق ؟ أنني أفضل أمرأة دافئة ومتجاوبة , وليست باردة كالثلج .! "
وسألته بجفاء عفوي :
"ولماذا احتفظت اذا برفقتي ؟"
فأجاب :
"كانت تلك الوسيلة الوحيدة التي تتيح لي ان اساعدك . ولقد بادرت أنت بطلب المساعدة , وبمنحك اياها جعلت من نفسي مسؤولا عنك .... وانا لم أبدفي أي وقت أية رغبة في قضاء الليل معك , هذا من نسج خيالك . وربما تلقيت درسا أنت في امس الحاجة اليه اذا , أرغمتك على أداء المهام التي أنا مؤهل لها وسوف يرحب ريوس كثيرا بتوفير المكان لي ."
فقالت بصوت خفيض :
"أنني آسفة .... لقد أسأت الفهم ."
ومضى يقول لها :
"نعم , هذا ما فعلته , ولكن لا تكرري ذلك قلت انك ترحبين بمساعدتي لك وسوف تنالين هذه المساعدة ولكن بشرط أن تفعلي ما أطلبه منك بالضبط فهل توافقين على ذلك ؟"
وكانت الشكوك ما زالت تروادها الا انها كانت مضطرة لأن تثق به , فلا خيار امامها .
وأجابته بقولها :
"نعم ... ماذا تقترح ؟"
فرد عليها قائلا :
"فيما بعد ."
وفي تلك اللحظة تغير الايقاع الموسيقي فقال لها :
"تستجبين استجابة جيدة لموسيقانا , فهل تشعرين أنها تحرك وترا في داخلك ."
فقالت :
"أظن ذلك . ايقاع يجعلك ترغب في التوافق الحركي معه . إنك ترقص بمهارة يا سنيور ."
وأحنى رأسه قليلا ردا على هذه المجاملة ولكنه قال :
"هذه الكلمة سنيور أصلها لاتيني وعليك ان تناديني ريكاردو ."
كانت تفضل أن تتمسك بكلمة سنيور التي تبدو أكثر أمانا الى حد ما ولكنها وضعت نفسها بين يديه سواء من أجل الاحسن او الاسوأ . وقالت وهي تتمنى الا يفضح صوتها خوفها وارتعاشها :
"حسنا يا ريكاردو ."
وسألها :
"لو عرض عليك الاختيار بين العودة الى وطنك واللحاق بزملائك الفنانين فأيهما تختارين ؟"
فأجابت :
"أشك اذا كان هناك مجال للاختيار فلقد وقعت عقدا لاتمام الاسابيع الست المتبقية من جولة الفرقة . ولا يحتمل ان يزودوني بأجر أحد المساكن هنا , لأنه ما من مسكن منها يوافقني ."

وتنهدت قليلا ثم اضافت :
"وفي أي حال ليس هناك عمل يجعلني أعود الى الوراء , والسبب الوحيد الذي جعلني أقبل العمل في لندن كمضيفة أنني لم أستطع أن اجد عملا آخر اكسب عيشي منه . فأنا لا أعرف الضرب على الآلة الكاتبة او مسك الدفاتر او أي شيء من هذا القبيل ."
وسألها :
"ألم تتح لك دار الايتام وسيلة لكسب العيش بطريقة أكثر استقامة ؟"
فأجابت :
"جرت محاولة في ذلك . كانت لي معرفة بالطهي فالتحقت بعمل في مطعم أحد الفنادق قرب منزلي عندما كنت في السادسة عشرة , وكان المفروض أن أتعلم كل ما يتعلق بتقديم الطعام ,ولكن كل ما فعلته هو تنظيم المطبخ ونقل الطعام للزبائن . وتركت المطعم عندما بلغت الثامنة عشرة . وعملت لدى احدى الاسر في كريدون حتى أجد لي مخرجا ..."
وتوقفت عن الحديث وقد انتابها الارتباك فجأة , وقالت :
"آسفة ... فربما لا تريد سماع كل قصة حياتي ."
وأجابها وهو يرمقها بنظرة غامضة :
"بالعكس فهذا ما اريد بالضبط هل كنت تعيسة في تلك الدار وأنت طفلة ؟"
فأجابت :
"كلا . كان بيتا ممتازا . ولم يفتقر أي منا للعطف بل أتيح لي هناك ان أتلقى دروسا في الرقص ."
فقال لها :
"ولكن ليس بهدف ان تعملي في هذا المجال ."
فقالت ليان وهي تضحك :
"كلا . وأذكر مرة أنني عندما كنت في الخامسة عشرة استفسرت اذا كان في استطاعتي التقدم لاداء دور في المسرح الايمائي المحلي , فقد كان من عادة هذا المسرح تشغيل أطفال البلدة ضمن الكورس كمنشدين . وقد أصيبت المشرفة على الدار بالرعب لمجرد التفكير في أن واحدة من

الغصن الوحيد
08-02-2010, 15:34
اطفالها تفكر بالعمل في مسرح المحترفين ."
فسألها :
"ولكن ألم يسمح لك باستخدام موهبتك من وقت لآخر ."
فأجابت :
" نعم بالتأكيد , كنت نجمة فرقتنا الموسيقية . وألوم المشرفة على الدار بسبب أفكارها اذ كانت مهمتها الحاق الخاضعين لرعايتها بأعمال محترمة تدر دخلا مضمونا . وكل ما في الامر أنني لم اتحمل التفكير في قضاء أفضل سنوات عمري في أعمال جادة مملة ."
فقال ريكاردو في مرح :
" كان يمكنك أن تجدي زوجا يخرجك من هذا الوضع أم أنك تعتبرين الزواج أيضا على الدرجة نفسها من الملل والجدية ؟"
( لحظة أحين هم الى هالحين وهم يرقصون ! خلاص ارحموا ارجلكم ..والله ظنتيهم اقعدوا بعدين تذكرت انهم ماقالوا يالله نشوف ....الغصن )
فأجابته قائلة :
"لا أعرف . أنني أفترض ان هذا انما يعتمد على نوع الرجل الذي اتزوجه ."
وسألها :
"ألم تفكري أبدا في الزواج ؟"
فأجابته :
"فكرت فيه . وأتصور أن كل الفتيات يفكرن في الزواج في مرحلة من مراحل العمر ."
وضحكت وهي تقول :
"عندما كنت طفلة في الرابعة عشرة فكرت في روعة الزواج من رجل مثل النجم السينمائي جين كيلي , غير أنني كنت صغيرة بطبيعة الحال , وفي التاسعة عشرة قررت أن اعطي الاولوية دائما لعملي . وكنت قد احترفت الرقص قبل اتخاذ هذا القرار بأسبوع . ولم أتراجع عن قراري هذا حتى عندما اصبحت فرص العمل متوفرة لي . وكان هذا جميلا حقا ."
وسألها :
"لابد ان يكون هناك رجال رغبوا في مصاحبتك ولاشك أنك لم ترفضي كل اتصال بهم , اليس كذلك ؟"
( قاعد يصطاد في الميه العكره من متى وهو قاعد يسألها ولا عاد هي اللي خايفة ومدري ايش واحين يبقالها من يمسك لسانها ....الغصن )
فأجابت :
"كان لي أصحاب . ولكن أحدا منهم لم يكن جادا في صحبته ."
وسألها في اصرار غامض سبب لها ضيقا :
"أليس هناك من ينتظر الاستماع اليك عند عودتك الى لندن ؟"
فأجابت في تردد :
"لا يا سنيور ..."
فصحح لها الكلام بقوله :
"ريكاردو ..."
فقالت :
"ريكاردو اذا !"
ورفعت وجهها تنظر الى وجهه , واعتراها شعور غريب بالاضطراب وسألته :
"لماذا تسألني كل هذه الاسئلة ؟ (صباح الخير توك تفكرين ....الغصن ) ليس ثمة ما يهمك فيما أشعر به أو افكر فيه ..."
وارتفع حاجباه السوادوان في عجرفة وقال لها :
"أنا الذي اقرر ما الذي يهمني .( ياخطير وخروا عنه ..الغصن ) أتريدين الجلوس الان لتناول مشروب ؟"
( ها.... شفتوا يعني يرقصون طول هذا الوقت يرقصون الله يعينيهم لازم يحطون كمادات على ركبهم ...الغصن )

فأومأت ليان برأسها وهي تقاوم الرغبة بالفرار من هذا الرجل , وكانت امامها فرصة لتفعل ذلك . وسألته وهي تتظاهر بالحزم بينما هي ابعد ما تكون عن الشعور به :
"هل ان اعرف مالذي تنوي ان تفعله ؟ اذا كنت تعرف ريوس معرفة جيدة فربما تكفي كلمة منك لاقناعه بخطأه ."
فقال لها في قبول :
" سوف اتحدث الى ريوس . وان كنت لا تردين تناول مشروب فاذهبي لاحضار امتعتك وسأكون في انتظارك لنرحل عندما تكونين مستعدة لذلك ."
فسألته:
"والى اين سنذهب ؟"
تنفس في ضيق وقال :
"عليك ان تفعلي ما اقوله لك , او هل ستمتنعين ؟"
فقالت :
"حسنا , سأفعل ولكن ..."
فقال لها :
"اذا افعلي ذلك وبسرعة فالوقت يتأخر بنا وسوف تكونين في أمان تام , وهذا ما اضمنه لك ."
وسمحت ليان لنفسها بأن تغادر منصة الرقص عندما ضغط بيده اسفل مرفقها . كانت تشعر باضطراب وقلق و يساورها قدر كبير من الشك , ولكن هل كان امامها سبيل آخر . فبقاؤها هنا في الملهى امر بعيد عن التفكير , حتى لوقبل ريوس ذلك وكل ما يمكنها فعله ان تذهب مع الرجل الذي احسن اليها وهي تأمل انها تستطيع التصدي لاية متاعب أخرى قد تواجهها في المستقبل .

ولم يعترض احد سبيلها وهي تصعد غرفتها في الطابق الثاني .

قيد الوافي
08-02-2010, 20:14
مرحبا الغصن الوحيد يعطيك العافيه على الروايه الي بتجنن بس ياريت تنزليها كلها مره وحده اذا كان ممكن والف شكر لك ............ وتقبلي مروري

نَيرُوز
09-02-2010, 08:10
السلام عليكم
شكررررررررررررررا جدا على الروايه الاكثر من رائعه
سلمت يمناك

الغصن الوحيد
09-02-2010, 15:02
تابع بين السكون والعاصفة ...

ونظرت الان الى غرفتها بنظرة جديدة وتجنبت النظر الى السرير المغطى بالحرير , انه مكان على مستوى عال جدا وهو ما يتضح من نوعية الاثاث والديكور , وكان يجب عليها ان تشعر بزهو لأنها أصبحت أهلا لأن تعمل في هذا المكان . ونظرت الى انعكاس هذه المشاعر على وجهها في المرآة الضخمة المعلقة فوق السرير وابتسمت ابتسامة ساخرة .

عاد اليها لونها الطبيعي من جديد . وكانت تعرف أن لها وجها جذابا ولكنه قطعا لم يكن على درجة كبيرة من الفتنة . وحذرها بعضهم من ان جمال الشعر والبشرة هو نقمة وليس نعمة في هذا الجزء من العالم .
وعاودها سريعا الشعور بالقلق عندما تذكرت الرجل الذي ينتظرها . ستكون في مأمن ... هذا ما قاله لها , ولكن كيف لها أن تتأكد من صدق كلامه ؟ هذا الرجل ريكاردو مندوزا غريب عنها ليس الشخص الذي يمكن تجاهله بسهولة . وفي أي حال أدركت أنها تخرج من موقف كريه لتقع في موقف آخر مماثل . لكنه ليس أمامها في تلك اللحظة الا أن تثق فيه .

كان ينتظر عند نهاية السلم الحديدي عندما هبطت أخيرا وهي تحمل حقيبتها وبحركة من أصابعه استدعى أحد الخدم الذي سارع بحمل الحقيبة , وسبقهما نحو الابواب الخارجية . ووقف ريوس يرقبهما من جانب بعيد في القاعة . وكان من الصعب معرفة انطباعاته من خلال الجو المفعم بالدخان . وهو ان كان يعترض على ترك ليان للخدمة لديه فانه بالتأكيد لم يقم بأي تحرك لمنعها من الخروج .
وخرج الاثنان من باب خلفي ليصلا الى شارع خلفي يلفه الظلام والجو الحار . وكانت سيارة اجرة تقف منتظرة , ومنح ريكاردو بعض المال للخادم الذي حمل الحقيبة ودلف الى داخل السيارة خلف ليان , وأعطى السائق اسم أحد الفنادق .
ولزمت ليان الجانب الذي تجلس فيه في المقعد الخلفي وهي متنبهة وحذرة تماما لوجوده معها في الظلام , وأحست بالارتياح عندما خرجت السيارة من الشارع الخلفي الضيق لتدلف الى طريق عام يعج بالناس والسيارات . وكانت الاضواء المتعددة الالوان تتلألأ في كل مكان لتبهر الابصار .
وملأ سمعها صوت الموسيقى المذاعة من الراديو . وسألته وقد نفذ صبرها ولم تعد تحتمل مزيدا من التوتر :
"ما الذي قلته لريوس ."
فهز كتفيه استخفافا وقال لها :
"لم أقل له شيئا , كان راضيا عن السماح لك بالانصراف ."
وأخذت ترمق وجهه الذي توهج بوميض الاعلانات الضوئية وسألته :
"هل أعطيته مالا ؟"
ورد عليها :
"طبعا . والا فكيف يمكنه ان يتحمل خسارة مثل هذا الدخل المنتظر ."
وارتفع صوته وهو يقول لها بسخرية :
"ريوس رجل يزن كل شيء بميزان المال , طلب ثمنا غاليا للتنازل عنك ."
فصاحت فيه بلهجة يائسة :
"ولكنني لا أستطيع ان أرد لك الثمن فورا على الاقل . هل لك أن تخبرني بالمبلغ الذي أدين لك به ؟"
فقال لها وهو يرفع يده لانهاء الكلام في هذا الموضوع :
"لا جدوى من ذلك . وعندما تصلين الى الفندق سوف تتوجهين الى غرفتك مباشرة وغدا سيكون وقت للكلام ."
فقالت :
"عن أي شيء نتكلم ؟ فعلت من أجلي مافيه الكفاية ولا يمكنني بعد هذه الليلة أن أفرض نفسي عليك اكثر ."
فأجابها باللهجة المتعجرفة التي ان تحدث بها في الملهى :
"انا لا أتخلى عن مسؤولية أنجزت نصفها فقط , ولا تجادليني بعد الان في هذه المسألة أو غيرها الا اذا كنت تفضلين البقاء مع ريوس ."
ولم تكن ليان واثقة اذا كان سيعيدها فعلا الى الملهى لو رفضت الامتثال لتحذيره . ولم تكن هناك وسيلة لمعرفة ما يمكن ان يفعله اذا تعرض لاستفزاز مثير وبالنظر الى كل الاعتبارات لا يمكنها أن تقدم على تلك المخاطرة .
وتنهدت قائلة :
"وهو كذلك .... فهمت قصدك وسوف أفعل ما تريد , وخدعتها ابتسامته وهو يقول لها :
"لن اطلب منك شيئا يخرج عن حدود امكانياتك , لا أطلب منك الا أن تطيعيني . النساء الانكليزيات يجدن صعوبة في الخضوع لسلطة الرجل . أما هنا فالاناث يتعلمن منذ ولادتهن أن الرجل هو سيدهن . وفي مقابل ذلك يكتسبن حمايتنا واحترامنا . فهل هذه صفقة خاسرة ؟"
فردت عليه بعد لحظة :
"لا أعرف أنني أظن ان هذا انما يتوقف على مزاج الاشخاص الذين يعنيهم الامر فأنا نفسي تعلمت أن احتفظ باستقلالي عن الآخرين ."
فقال لها :
"قد يرجع هذا الى طبيعة نشأتك ومعرفتك بأن دار الايتام لن تظل تعليك الا الى سن معينة , كنت سيئة الحظ لافتقارك الى اسرة تحيطك بعناية خاصة . وكان رب الاسرة كفيلا بأن يكبح جماح تمردك قليلا ان لم يكن تماما ."
فابتسمت ليان وهي تسأله :
"وهل تظن أن الزوج ربما يفعل ذلك أيضا ؟"
فأجابها وقد ارتسم على فمه تعبير ساخر :
"لو كان فيه شيء من الرجولة لما أمكنه ان يتحمل حماقتك المتحررة , وفي ظل هذه الظروف قد أشعر بالامتنان لأنك على ما انت عليه ."
فاقترب حاجباها من بعضهما وقالت له:
"أنني لا أفهم ماتقصده...""
فرد عليها قائلا:
"ليس هناك مايحملك على أن تفهمي الليله ,قلت لك سوف نتحدث في الصباح"
واعتدل في جلسته عندما بدأت السيارة تهدئ من سرعتها لتتوقف وقال لها:
"دعي كل شي لي.""
ولم يكن أمامها الا أن تطيعه وخرجت ليان من السيارة خلفه لتقف امام واجهه فندق فاخر متلألئة بالأضواء وأخذت الحيرة تزداد داخلها .وأيا كان تفكيره لن تسعى لمعرفته قبل أن تتكيف الان مع هذا الموقف , ولكن كم يكلفه ذلك ؟ وأي شيء سوف يتوقعه منها في المقابل ؟
كان الفندق فاخرا من الداخل والخارج . فالسجاد والديكور حديث وجميل . ولما كانت ليان تعلم أن الدثار الذي وضعته فوق كتفيها قبل ان تغادر الملهى من النوع الرخيص نسبيا توقفت بعيدا عن قسم الاستقبال الى ان يحجز ريكاردو غرفة لها,ولم تتأكد أنها
ستكون فعلاغرفة مستقلة الأ بعدما رأت المفتاح في يد خادم الفندق.
وصعد ت ليان في المصعد الى الطابق الخامس ,وسارت خلف الخادم بزية الازرق الداكن عبر ممر مفروش بالسجاد الممتد من الطابق الأرضي حتى الطابق الخامس. وجاء ريكاردو الى غرفتها واعطى الخادم الذي حمل حقيبتها بعض المال. ونظرت ليان الى ورق الحائط الفرنسي ذي اللون الرمادي والى الستائر الحمراء المخملية الناعمة ,والأثاث الأبيض الكلاسيكي والسجادة الحمراء الكثيفة انها تعلم أن ثمن كل ذلك يفوق مقدراتها ....
وقال ريكاردو :
"هذا الباب يؤدي الى غرفة الحمام الخاص بك وأقترح أن تنامي الليلة نوما مريحا بدون أن تتأخري كثيرا ."
وتساءلت بدون أن تلتفت اليه :
"وهل أنا في حاجة الى ذلك ؟ أعني لكي استطيع تحمل الصدمة ."
فسألها وهو يبتسم :
"وهل تظنين إنك سوف تتعرضين لصدمة ؟ ربما تكون الكلمة المناسبة هي الاستمتاع ."
فاستدرات نحوه وأومأت اليه وهي تستعطفه قائلة :
"أرجو ألا تتركني في جو الاثارة هذا . انك تريد مني شيئا ما في مقابل ما تفعله وأوضحت هذا . فهل لك أن تبلغني ما هو ؟"
فأجابها :
"سيكون ذلك على مائدة الافطار , فلابد أن يتوفر لي الوقت لبحث كل شيء قبل ان أتخذ القرار النهائي . بل ربما أقرر ألا أطلب منك شيئا , وفي هذه الحالة فان مناقشاتنا ستكون ذات طابع مختلف ..."
وألقى نظرة أخيرة على الغرفة ثم قال لها :
"سنتناول الطعام في غرفة الجلوس الخاصة بي في الثامنة والنصف . أيمكن التوجه الى الجناح رقم 734؟"
فردت عليه :
"أعتقد ذلك ."
أصبح مؤكدا لها أنها لن تستطيع مهما حاولت أن تأخذ منه ردا على تساؤلها فليكن موعدها معه اذن الثامنة والنصف ....
وقال لها وهو يبتسم ابتسامة مصطنعة :
"تصبحين على خير ."
وظلت تحدق في الباب المغلق دقائق عديدة بعدما تركها وهي تحاول أن تتفهم الاحتمالات المختلفة لهذا الموقف . فهو لم يبد أي اهتمام شخصي بها حتى يكون ذلك مقدمة للطلب الواضح الذي يطلبه منها . فما هو اذا الشيء الذي يهمه ؟ انها لا تملك مهارات يمكنها أن تفيد ؟ وليست لها روابط من أي نوع , فهي مجرد فتاة انكليزية وحيدة وتائهة في مدينة أجنبية .


************************************************** ***

الغصن الوحيد
09-02-2010, 15:06
آسفة يا جماعة الخير انا اضطريت اني اطلع فجأة ...البارحة عشان كذا ما كملت الرواية ..
اعذروني اذا تأخرت شوي لأن هاليومين عندي مشاغل وانا احاول انشألله اني ما أبطي كثير عليكم ..

نايت سونغ
09-02-2010, 20:29
يسلمووووو غصووونة يعطيكي الف عافية

و نحنا ناطرينك ::جيد::

الغصن الوحيد
10-02-2010, 08:17
مرحبتين للجميع قيد الوافي ورنيم وحبيبتي نايت سونغ الشكر لكم حبيباتي من ذوقكم ...

الغصن الوحيد
10-02-2010, 08:19
الفصل الثاني ..

2- مأزق بعشرة الآف جنيه ...

مع مطلع الصباح لم تتضاءل حالة الخوف التي أنتابتها . ونهضت بعدما نالت قسطا كافيا من النوم وأخذت حماما وارتدت زيا أخضر فاتحا . وتوجهت الى جناح ريكاردو الذي يعلو الطابق حيث غرفتها بطابقين وطرقت الباب وهي تحدث نفسها عما يفعله ريكاردو لو أنها قررت أن تغادر الفندق في هذا الصباح الباكر بدون ان يراها . وكان من الصعب ان تتصوره يتركها تفلت منه بسهولة . ورغم ذلك سوف يحتاج الى تمشيط مدينة من أضخم مدن العالم مثل بوينس أيرس حتى يجدها , ولامت نفسها لأنها لم تفكر في ذلك من قبل .
وظهر ريكاردو وهو يرتدي بدلة لونها بيج , وقد طرأعليه تغير طفيف نسبة الى الامس . وكان الافطار معدا على مائدة مجاورة لنافذة واسعة يمكن أن تلقي منها نظرة شاملة على المدينة .
وجلس على الكرسي المقابل , وسألها اذا كانت نعمت بنوم هادىء , فأجابته :
"نمت نوما مريحا في شكل معقول ولدي الكثير في رأسي لأقوله ."
فأجابها بأنه ايضا لديه ما يقوله , وعندما شرعا في تناول الافطار سألها عما اذا كانت تفضل طعاما انكليزيا ليطلبه لها . فأجابته انها ستكتفي بتناول القهوة وشرائح الخبز .وأخذت تحتسي القهوة وهي ترقب وجهه متمنية أن ينطق بما يريد , ولما طال وقت الصمت بصورة غير محتملة سألته :
"أنك لا تمضي كل وقتك في بوينس أيرس كما هو واضح , فهل تخبرني من أي مكان في الارجنتين جئت ؟"
" جئت من لابامبا , تلك السهول الشاسعة التي تبعد مئات من الكيلومترات الى الجنوب ."
فسألته اذا كانت تلك منطقة زراعية فهي تعتقد انه لا يمكن ان يكون مزارعا , فأبتسم وقال لها :
"استانسيا مندوزا تختص بأنتاج الماشية فقط وهي تصدر اللحوم الى مختلف أنحاء العالم ."
وبدأت عندئذ تنظر اليه نظرة جديدة وتذكرت سبب خشونة يديه . أنه اذا أحد بارونات الماشية في الارجنتين ويمكنه ان يركب الجياد يوما في مزرعته . فلا عجب اذا لم كان يتعامل في المسائل الحالية بلا مبالاة . لقد أشتهر بعض هؤلاء بأنهم من أصحاب الملايين . ووضعت فنجان القهوة على المائة بيد تهتز وسألته :
"هل أتخذت قرارك ؟"
فمس السيكار بشفتيه قبل ان يجيبها وعيناه تلتقيان بعينيها عبر المائدة :
"نعم . ولدي أقتراح سأعرضه عليك ."
فتظاهرت بالبرود والهدوء وسألته :
"أقتراح أتعني ان تعرض علي عملا ؟"
" هل تريدين أن تكسبي عشرة الآف من الجنيهات الاسترلينية ؟"
فنظرت اليه ليان وقد شل تفكيرها فجأة وسألته :
"أنا .... هل تمزح ؟"
"كلا . إنني أود أن أستعير خدماتك لمدة ستة أشهر . وفي نهاية تلك المدة سأعيدك الى أنكلترا وأتخذ التريتبات لأيداع هذا المبلغ في حسابك في أي بنك تحددينه ."
" خدماتي ؟"
فقال لها في حزم وبتهكم :
"ليس بالصورة التي تظنينها , أبلغتك أمس أي نوع من النساء أفضل . ولا داعي لأن تخافي مني , أذ ليست أية مهام ستؤدينها , وكل ما أريده منك هو حضورك ."
وظهر بريق أخضر ناعس في عينيها وأحمر خداها قليلا وهي تقول :
"هذا شيء مطمئن جدا . فهل لي أن أسألك ما سيكون عليه وضعي في بيتك ؟"
فأجابها في هدوء :
"ستكونين زوجتي !"
وعندما همت بالكلام رفع يده قائلا :
"ستكونين زوجتي بالاسم فقط ولفترة الستة أشهر وحدها ."
فسألته وهي مبهورة وقد بدا عليها قدر كبير من حدة الغضب :
"وما الذي سيحدث بعد ان تنتهي فترة الستة أشهر ؟"
" سوف يلغى كل شيء , وتعودين الى وطنك متحررة من أي ورطة , وبدون حاجة لأن تعملي لكسب عيشك ."
وهزت رأسها ببطء وهي تقول :
"أنني لا أفهم لماذا ؟"
" سأشرح لك على ألا تقاطعيني اثناء ذلك ."
واسترخى في جلسته وهو يسيطر على مشاعره وقال :
"لكي أحكي القصة من البداية لابد ان أعود سنوات عدة الى الوراء الى الوقت الذي توفيت فيه أمي وقام والدي بأحضار كارلوس , أبنه غير الشرعي ليعيش معنا في الاستانسيا . وكارلوس يصغرني بأربع سنوات . وعندما توفي والدي منذ أسابيع قليلة ترك وصية بأن يعهد بأمر المزرعة للأبن الذي يتزوج أولا . وكان أبي يعرف أن كارلوس يعتزم فعلا الزواج من أبنة جار لنا في حين لم تكن لي أية خطط بالمرة في هذا الشأن . وأنا بأعتباري الابن البكر لأبي لا أريد أن يستولي كارلوس على حقي . هل هناك حاجة لأن اقول المزيد ؟"
وتنفست ليان بعمق وبطء وهي تحاول أن تجمع شتات أفكارها وقالت له :
"نعم , أعتقد ذلك ."
" وهل هناك شيء لم أوضحه بعد ؟"
" كلا , أوضحت الامر بجلاء تام . وأنا أفهم السبب الذي يدفعك الى التعجيل بالحصول على زوجة . ولكنني فقط لا أدرك السبب الذي جعلك تختاني انا بالذات لأداء هذا الدور . فمن المؤكد أن أحدى نساء بلدك ...."
" ان أي واحدة من نساء بلدي لن تقبل الشروط التي أضعها للزواج فأنا لا أريد أن أظل مرتبطا , فهي مجرد وسيلة لتحقيق غاية ."
" ولكن لماذا حددت الزواج بستة أشهر ."
" لأن هذا هو الشرط لذي فرضه أبي . إذ كان يعرف بمقدرتي على الوفاء بالشرط الاول , ولكنه إعتقد أن من غير المحتمل أن تقبل أمرأة الشروط الموضوعة للزوج ."
"كان في أمكانك ان تبط خططه بأختيارك أمرأة تريد الاحتفاظ بها كزوجة . فمن المؤكد أن هناك نساء تقفز أي منهن لاقتناص فرصة تتيح لها أن تصبح سنيورا مندوزا ! "
ونظر اليها بعينيه السوداوين نظرة صارمة ثم قال لها :
"ما يجب أن تعرفيه قبل ان نواصل هذه المناقشة هو تكبحي جناح ميلك للسخرية , ولابد ان أنال أحترامك ..."
فمدت ذقنها الى الاعلى وقالت :
"ولكنني لم أوافق على أستمرار هذه المناقشة , فالفكرة لها مستحيلة أو هي منافية للعقل والطبيعة ."
" أتقولين هذا برغم أن المبلغ هوعشرة الاف جنيه ؟ فأين هو العمل الذي يمكنك أن تكسبي منه عشرة الآف جنيه لال ستة أشهر ؟"
" لا أعرف ."
ودفعت بكرسيها الى الوراء بحركة حازمة وأضافت :
"ولكني أرفض ذلك , وسوف أحصل على ما أحتاجه من قنصلية بلادي ."
"اليوم هو الاحد والقنصلية مغلقة ."
ولم يتحرك , الا أن شيئا ما في تعبيراته جعلها تبقى . ونظر اليها لحظات طويلة صعبة قبل أن يضيف قائلا :
"لو حاولت مغادرة هذه الغرفة دون أذني أستطيع أن أتحدث هاتفيا مع ريوس وأجعله يحضر لأخذك , وسوف يبتهج كثيرا بأستردادك ."
فقالت وقد تغلبت عليها مشاعرها بدون أن تقتنع كثيرا بما تقوله :
"إنك تقول ذلك لمجرد تهديدي , وريوس لا يملك السلطة لارجاعي الى هذا الملهى رغما عني ."
وهز كتفيه في سخرية وهو يتجه نحو الهاتف ورفع السماعة قائلا :
"سوف نرى ."
وراقبته ليان بأحساس من لا يعيش الواقع وهو يدير القرص مرة واحدة ليحصل على خط خارجي , ثم يدير الرقمين الاولين ... لا يمكن أن يحدث هذا لها , فهو أشبه بالحلم أو الكابوس , وقبل أن يدير الرقم الثالث التقت عيناها بعينيه وهي تعض على شفتها السفلى ولا تكاد تعرف ما اذا كان يجب عليها ان تصدقه أم لا , فهو على درجة من القوة تمنعه من قول الحقيقة . وسألته بصوت غريب :
"لنفترض أنني وصلت الى السلطات أولا ."
" لن يسمح لك بذلك ."
وإنتظر لحظة أطول ثم رفع أصبعه عن قرص الهاتف ووضع السماعة قائلا :
"إنني آسف لأضطراري لأستخدام هذا الاسلوب لكنني في

الغصن الوحيد
10-02-2010, 08:21
حاجة ماسة الى مشاعر أكثر رقة لكبح جماح الرغبة في السيطرة . فغدا عند الغروب سيتزوج كارلوس من إزبيلا . وقبل هذا الوقت لابد أن أعود ومعي زوجة . فهل توافقين أن تفعلي ما أطلبه منك ؟"
فنظرت اليه وقد بدت بلا حول ولا قوة وسألته :
"ولكن ماذا سيحدث بالنسبة الى عملي ....والوكالة."
" كل شيء سيتم تدبيره , فهل تعطينني وعدك ؟"
" وهل سأظل سجينة اذا أعطيتك وعدي ؟"
فأجابها وقد شدت نظراته عينيها :
"كلا ولكن اذا نكثت بوعدك ما من مكان في المدينة أعجز عن أن أعثر عليك فيه . واذا ما عثرت عليك ...."
وبدون أن يكمل كلامه طلب منها أن تعطيه وعدها .
وقالت ليان وهي مضطربة وغير قادرة على أن تستوعب الموقف كله :
"انك لا تترك لي مجالا لأي بديل آخر ... حسنا أعطيك وعدي ."
فبدا عليه الارتياح وقال لها :
"حسنا . يمكننا الان أن ننهي طعامنا ."
" ولماذا أنا بالذات ...؟ لماذا اخترتني ؟" (ابي اعرف كم مره بتسأل هذا السؤال ...الغصن )
"لأن متطلبات هذه المهمة متوفرة فيك . فليست لك أسرة تنتظر معرفة أخبارك , وليست لديك أرتباطات لا يمكن التملص منها , ولست خاضعة لتقاليد نساء بلدي , كما أنك في حاجة للمال ."
فردت عليه بحرارة :
"كلا إن حاجتي للمال ليست شديدة , لقد وافقت لأنك ارغمتني على ذلك وليس من أجل المال , وأنا ما زلت غير واثقة اذا كنت لا تخدعني فيما يتعلق بريوس ."
" ليست لهذا أهمية كبيرة .لقد أعطيتني وعدك ."
" ولك أن تثق في وفائي بوعدي ."
ورفع كتفيه القويين وهويقول :
"إنني أثق أنك سوف تلتزمين بالتعقل وتحافظين على وعدك . ولكن اذا حدث ونكثت بتعهدك سوف تفضلين ألف مرة لو أنك قررت العودة للعمل مع ريوس ... هل كلامي مفهوم ؟"
فقالت وقد بدأت درجة حرارتها تقل :
"تماما . وأنا ممتنة لأن الترتيب الذي بيننا هو مجرد اتفاق عمل ."
" ربما , وسوف تجدين لدى أبناء اللاتينية حبيبا يتفق مع ميولك ."
" وما الذي تعرفه عن ميولي ؟"
وسألها وهو يرفع حاجبيه السوداويين :
"أتظنينني مخطئا في تقديري ؟ هناك طريقة يمكن التأكد بها ."
فقالت له بسرعة :
"وعدتني بأن علاقتنا ستكون علاقة عمل ."
" أهكذا ؟ هناك من اللاتينين من يسعده جدا أن يوفر لك ماهو أفضل , فأن كنت تتفقين معي في هذا الرأي عندما يحين وقت أنفصالنا يمكنني أن أهيء لك خوض هذه التجربة ."
فردت عليه في حدة :
"كلا ... سوف أختار من أحب اذا أردت أن أتخذ لنفسي حبيبا ."
فقال لها في لهجة تحذيرية :
"ولكن ليس خلال الاشهر الستة المقبلة , وسواء كانت علاقتنا علاقة عمل أم لا فان زوجة أحد افراد عائلة مندوزا يجب ان تلزم نفسها بأقصى درجات الحذر . ويجب أن يبدو زواجنا في عيون الاخرين زواجا حقيقا وفعليا . وأي خروج من جانبك عن الخطوط التي أحددها لسلوكك سوف يعامل بالطريقة التي جرى العرف عليها .... وسوف تحصلين على أجرك كاملا ."
" هكذا بدأت أفهم ."
قالتها ليان وهي تتظاهر بالبرود وتقاوم في نفسها الرغبة في أن تقول له أنها لن تستمر في هذه العملية رغم تهديده لها . واذا كان هناك احتمال نسبته واحد في الالف لأن يعيدها الى ريوس فأنها ليست مستعدة لأن تقبل ذلك. إلا أنها تستطيع أن تجعل الامر صعبا أمامه , وهو ما سوف تفعله . وأضافت قائلة :
"لا أعتقد أن عشرة الآف جنيه مبلغ يرضيني إنني أريد عشرين ألفا ."
ومرت فترة صمت ثقيلة , ثم أخذت عيناه تضيقان كأنهما تبعثان تهديدا لها , وأخذ يحدق في وجهها ويمر ببصره على عنقها , وقال لها :
"سأجعلك تدفعين مقابل ذلك ثمنا غاليا ."
فردت عليه بصوت غليظ ودقات قلبها تسرع :
"وبذلك تتخلى عن هدفك ؟ ان إلغاء عقد الزواج يتطلب عادة اثبات عدم الدخول ..."
" لم نتزوج بعد ."
" ان تعهدك يقابل تعهدي بالنسبة الى الزمان والمكان , فهل تجرؤ على نقض وعدك من أجل الآف من الجنيهات ."
فقال لها وهو يعض على أسنانه :
"المال قيمته ضئيلة , ولكنم العرض الذي قدمته لك عادل . ولو إنك تصرفت وفق ما صرحت به فسوف تخسرين العرض كله ويصبح لك زوج يجد متعته في ممارسة أقصى درجات الانتقام منك . فهل تخاطرين بهذا ؟"
فأدركت انها لن تستطيع التغلب على هذا الرجل , وقالت له في صوت خفيض .
" حسنا .... لقد ذهبت أنا اذا الى مدى أبعد مما كان يجب ."
فقال لها وقد أخذت لهجة الازدراء تخف حدتها :
"نعم لقد فعلت , وفي أمكانك الحصول على خمسة عشرة جنيه ."
فرفعت رأسها وقالت له انها لا تريد هذا المبلغ , ولكنه أصر على أن تحصل عليه وقال لها أنها على حق لأن المرء يجب ألا يتوقع أكثر من مجرد ثمن عادل مقابل مثل تلك الخدمة . فردت عليه في لهجة يائسة :
"سنيور مندوزا .... أرجوك لا تجعلني أدخل في هذه العملية .... فأنا لا أستطيع ذلك ."
" سوف تستطيعين ويمكنك ذلك , والا فأنك تعرفين البديل ."
"انني لا اصدق ما قلته فيما يتعلق بريوس ."
" لا أهمية الان لتصديقك أو عدم تصديقك اياي , فقد أعطيتني وعدك فعلا في هذا الشأن , ولن أسمح لك بنقض هذا الوعد ."
ونهض وهو يدفع بكرسيه في عنف وبطريقة توضح أكثر من الكلام مقدرته على ممارسة العنف وقال لها :
"غدا سيتم الزواج ثم نطير في الحال الى الاستانسيا , ولن تغادري الفندق الا اذا كنت بصحبتك ."
ونظر اليها في أعجاب برشاقة قوامها ثم قال لها :
"إذهبي الان الى غرفتك وعندما نتلقي مرة أخرى يجب أن يكون كلا منا في حالة ذهنية أفضل ."
وغادرت ليان المكان بدون أي نقاش وهي سعيدة لأنها سوف تتخلص من سيطرته ولو لفترة قصيرة . وعندما وصلت الى غرفتها استندت على الباب وهي تحاول جمع أفكارها . الامر كله يبدو أكثر من خيالي وأكثر من مجرد شيء لا يصدق . هل يحتمل ان تكون القصة كلها أو هذا الجزء منها على الاقل مجرد حلم ؟

أنها تعلم أنه ليس بحلم , فالتفاصيل غاية في الوضوح وعليها أن تقرر ما الذي ستفعله . ولكن ألم تتخذ قرارها فعلا . أن ريكاردو مندوزا ليس الرجل الذي يتظاهر بادعاءت فارغة , واذا قال انه

الغصن الوحيد
10-02-2010, 08:24
يستطيع ان يعثر عليها في أي مكان تختبىء فيه فأنه يعني أنه قدر على ذلك فعلا .فما العمل اذن ؟ واهتزت الارض تحت قدميها . ولم تشأ ان تجد لنفسها مخرجا , فالنساء هنا لا تنصفن من ظلم الرجال كما يبدو .
ومر الصباح في بطء . وعندما أنتصف النهار أتصل بها ريكاردو تلفونيا ليسألها عما اذا كانت ستتناول طعام الغداء في غرفتها أم أنها تفضل أن تتناوله معه في المطعم , فردت عليه بسرعة :
"سأتناوله معك في المطعم ."
أدركت أنه لا فائدة من بقائها بعيدة عنه فما دامت قررت المضي في هذه العملية عليها ان تعتاد على صحبته .
وقال لها وقد اكتسب صوته رقة :
"حسنا , سوف أقابلك في البهو خلال خمسة عشر دقيقة ."
وأخذت تسرع في ارتداء ملابسها المناسبة وان كانت لا تناسب زوجة رجل ثري . سوف تتمسك في المستقبل بارتداء ملابس معينة تفضلها ورغم انه ربما يحاول ارغماها على الالتزام بما اتفقا عليه لن تمضي فترة الشهور الستة المقبلة الا بالطريقة التي تتفق مع شخصيتها .
وأثناء مرورها في الردهة المزدحمة لمحت زوجا او زوجين من السياح وسألت نفسها عما يمكنه ان يحدث لو طلبت منهم مساعدتها . وتباطأت فعلا وهي تمشي بالقرب من زوجين يبدو أنهما انكليزيان , ولكنها عادت فأسرعت الخطى اذ رأت ريكاردو يراقبها وهو واقف قرب مدخل المطعم . وقال لها ريكاردو في سخرية :
"حسنا فعلت بعدم استسلامك لأية نزوة , انني لم أكن لأجد صعوبة في اقناع هذين الاثنين بأن زوجتي الانكليزية المتمردة تمارس دعابتها على حسباهما ."
" لم أصبح زوجتك بعد ."
ورد عليها وهو يهز كتفيه في استخفاف :
" ولكنك تؤدين الدور من الان وأمامك الكثير لتتعلميه ."
وجلسا الى المائدة التي حجزها ريكاردو في المطعم المزدحم , وقالت له ليان :
"أعتقد أنك متحجر القلب ولا تعبأ بأي شيء سوى تلك المزرعة ."
فطلب منها ان تنطق الاسم الصحيح للمزرعة بالاسبانية وهو استانسيا , وسألها عما تعرفه من اللغة الاسبانية . ولما أجابته بأنها لا تعرف الا القليل قال لها أنها عندما تغادر الارجنتين يجب ان تكون قد بلغت درجة عالية من الالمام بالاسبانية . وسألته :
"هل تخليت عن فرة تعليمي كيف تتصرف المرأة على الطريقة الارجنتينية ؟"
"كلا , ولكن ستة أشهر ستكون كافية لذلك , وأنني آمل ان تكون علاقتنا خالية من التاعب بقدر الامكان .... ولهذا سنعقد اتفاقا : واذا أظهرت تساهلا معي أمام الناس فأنني أتعهد بأن اتغاضى عن هفواتك عندما نكون وحدنا ."
فأبدت ليان موافقتها وان كانت قد أحست ببعض الشك في كلامه عن البقاء وحدهما . ولكنها أبعدت الشك عن نفسها لأنها تدرك بأنه لن يضحي بخططه وحرياته لمجرد الاستحواذ على أمرأة لا يشعر نحوها بأي شيء . وأعربت عن شكها اذا كان يعرف الحب . وطلبت منه ليان أن يحدثها عن الاستانسيا ومن يعيش فيها سواه هو وأخيه . فقال لها أنه أخ غير شقيق وليس له أي حق فيها . وسألته اذا كان يكرهه , فقال ان لديه أسبابه . وعادت فاستفسرت منه اذا كان يكرهه لأنه أبن غير شرعي أم لأنه محبوب من الناس . فقال لها أنها على حق في أستفسارها لأنه هو نفسه ليس له سوى أصدقاء قلائل ولكنه يحافظ عليم وأضاف :
"إن ما اعرفه عن كارلوس لا شأن لك به , فقد قمت بأدراة شؤون الاستانسيا على أكمل وجه منذ مرض أبي لأول مرة , ولمدة خمس سنوات وأنني لا أعتزم التخلي عن أشرافي عليها ."
" ولكن هل سيظل كارلوس يقيم فيها ؟"
" يمكنه الاقامة فيها هو وايزبيلا , الى أن يتمم بناء منزل آخر لهما وذلك مالم يكن كارلوس يفضل ان يتولى ادراة مزرعة ريخا والد ايزبيلا والذي سيرحب بذلك خاصة ان السن تتقدم به وسوف تصبح المزرعة ملكا لكارلوس آخر الامر ."
"وهل ايزبيلا هي الابنة الوحيدة لريخا ؟"
"نعم اذ ماتت امها وهي تضعها , تماما مثل ما حدث بالنسبة لأمي . وتقيم في البيت أيضا أنييز التي كانت تعمل ممرضة لي من قبل وهي الان رئيسة الخدم . وعلى بعد ستين كيلومترا من هنا تقر بلدة سنتينا . وينبغي الا تذهبي الى تلك البلدة الا اذا كنت بصحبتك ."
فرفعت ليان رأسها وسألته :
"وهل سأظل اذن حبيسة داخل الاستانسيا ؟"
فابتسم وقال لها :
"لن تجديها كما تظنين مكانا مقيدا لحركتك . فالمرء يحتاج الى يوم كامل ليصل على ظهر الخيل الى أحد أطرافها . هل سبق لك ركوب الخيل ؟"
" ليس كمن يعتاد ذلك أو على درجة من الخبرة ."
"ستكسبين اذا خبرة أخرى تعودين بها الى انكلترا فسوف أعلمك بنفسي ركوب الخيل ."
وأخذ يداعبها بقوله :
"هل تشفين سريعا من الضرب ؟"
" وهل سأتعرض للضرب ؟"
" ليست هناك من وسيلة لترك انطباعا دائم لديك سوى ضربك . وعلى أية حال فأن الايام سوف تبين هذا . الطعام مقبل وسوف تدخلين السرور الى نفسي بتناولك القليل من كل لون , وبعد ان ننتهي من تناول الطعام سوف نتجول في المدينة فلن يكون لدينا وقت غدا ."
وأحست ليان بحلقها يجف وهي تتذكر انها تتزوج غدا من ذلك الرجل الغريب الذي اختطفها ! إنها لا تحتمل التفكير في ذلك ورغم هذا فليس أمامها وسيلة للفرار , أنها غلطة الوكالة وسوف تقاضيها عند عودتها اذا كانت ستعود . فستة أشهر تبدو كأنها العمر كله , يمكن ان يحدث أي شيء خلالها .

وباي يا الفصل الثاني ..

************************************************** ***

الغصن الوحيد
10-02-2010, 14:32
الفصل الثالث ...

3- السيد في العرس ...

من الطائرة وعلى ارتفاع ثلاثة الآف قدم بدت الافاق لا نهائية والسهول منبسطة مترامية الاطراف , ولا يكسر حدة رتابتها سوى الخطوط المتقاطعة للطرق الترابية التي لا تنتهي . قال ريكاردو ذات مرة ان خط السماء الى الجنوب عندما تبزغ منه سلسلة التلال المنخفضة نكون قد وصلنا الى المنطقة . وسلسلة تلال سييرا دي تانديل تقع على حدود أرض مندوزا .
وحتى الان لم يطرأ أي تغيير في رقعة الاراضب المعشبة برغم ان المسافات البعيدة الممتدة الى الجنوب يكتنفها الضباب الشفاف .
وأخذت ليان تختلس النظر الى الرجل الذي تزوجته منذ ساعات قليلة . وتتأمل يديه القويتين اللتين تتحكمان في أجهزة الطائرة , كان من الصعب عليها ان تتصور ان كل هذا يمكنه ان يحدث خلال يومين فقط ورغم هذا فأنها هنا الان وأصبحت سنيورا مندوزا (الله يا سلام والله حلو اسمها .احسه رزه وكشخه يعني شلون اوصفها لكم يمكن راقي توصل المعلومة ....الغصن ) , زوجة أحد أثرياء الارجنتين , وهو رجل لا يمكن لعالمها ان يطاول عالمه . ان هذا العالم الذي يمتلك فيه الاشخاص الطائرات الخاصة والثروات الطائلة لم يكن ولا يمكن ان يصبح عالمها . وهي لا ترغب في دخوله , بل ان مجرد تحملها الحياة ستة أشهر في مثل هذا العالم سوف يستنفذ كل طاقة لديها .
وما كانت ليان قد بدأت تدرك وهي في الزورق النهري الذي أقلها مع ريكاردو الى المطار أن الرجل الجالس الى جوارها أصبح زوجها ويملك السلطة عليها بحكم التقاليد التي ما زالت النساء تعامل بمقتضاها كمواطنات من مرتبة ثانوية الى حد بعيد . ان تفكيرها في ذلك الامر كان شيئا مزعجا .
وعادت بذاكرتها – وهي يائسة – الى الليلة السابقة وأخذت تحاول استكشاف روح المغامرة التي دفعتها الى ما هي فيه الان . اذ صحبها ريكاردو الى واحد من افخم الاماكن الليليه بعد ان أشترى لها ملابس تحلم بها كل أمرأة , وبأرتدئها طرأ عليها تغيير واكتسبت ثقة في نفسها . أنها تعلم ان الرجال الاخرين ينظرون اليها بأعجاب وينظرون الى ريكاردو بحسد , مما أدخل السعادة الى نفسها . وادركت انها تحس بالزهو والغرور , والحياة فيها ماهو أهم من هذا . وتمنت لو أنها تبعد مليون ميل عن هذا المكان وعن هذا الموقف وتمنت العودة الى بلادها .
ونظر ريكاردو اليها لحظة وهو يفحص ملامحها وسألها :
" إنك هادئة جدا , هل أصبحت فجأة تخافين مني ؟"
فأجابته بصوت خفيض يحمل نبرة لوم وتوبيخ :
"إنني لا أعرفك بالمرة ولا أفهمك ."
" الفهم سيتحقق ان اردت ذلك . ولكن اذا لم يتحقق فأن هذا لن يهم كثيرا ."
" بشرط أن أفعل ما يطلب مني , أليس كذلك ؟"
"ولكنك لم تبذل جهدا كبيرا في الرجاء أمس ."
" يوم أمس كان مختلفا كنت مضطرا لأرغامك على الموافقة فلم يكن هناك وقت لمحاولة الاقناع بالاسلوب الرقيق ."
فصمتت فترة طويلة وسألته :
"أتعني انك كنت تخدعني عندما هددت بأعادتي الى ملهى ريوس ؟"
" نعم فلم يكن ليطلب اعادتك اذا لم تكن لديك رغبة في ذلك , ان ريوس رجل وضيع ولكنه ليس غبيا ."
فقالت وقد اصفر وجهها وأصبح متوترا .
"خدعتني ودبرت الامر كله !"
" قلت لك انني كنت في امس الحاجة الى ذلك . وكانت لدي أنا نفسي شكوك عندما وصلنا الى الفندق ولكنني تغلبت عليها . وعليك ان تفعلي مثلي ."
وأضاف في تهكم :
"من الافضل أن تعلمي أنني لست قاسي الفؤاد بالصورة التي تخيلتها أول مرة ."
ولم تشعر ليان بأن هناك فرقا . فهي هنا الان , أليس كذلك ؟ لقد أستغل سذاجتها وهذا بحد ذاته قسوة .
وقال لها :
"انا أفضل ان نكون أصدقاء لا أعداء فان هذا سيجعل الامور أسهل ."
"بالنسبة اليك أم بالنسبة الي ؟"
" بالنسبة الينا , انت اعتدت على كسب عيشك ألا تعتبرين هذا مجرد عمل ؟ انه لمدة ستة أشهر فقط ."
فقالت :
"انفترض أنني رفضت العودة بعد ستة أشهر ؟ هل فكرت في هذا ؟"
وتغير وجهه وأصبح متوترا ومنفردا من جديد وقال لها في صوت خفيض :
"لن تجرؤي على ذلك ."
وكان على حق في هذا , فهي لن تجرؤ . كما أنها لا ترغب في ذلك , فستة أشهر فترة أكثر من كافية . وردت عليه :
"لا داعي لأن تقلق لن أثير أية مصاعب وسوف يسعدني ان اتخلص منك ."
" سوف اتأكد من هذا ..... وصلنا الان . وخلال لحطة أو أثنين سترين هبوط الطائرة ."
ولمحت ليان الابنية وقطعان الماشية ترعى العشب في حراسة راكبي الخيول . وقال لها ريكاردو أن الماشية يتم تجميعها ونقلها الى محطة النقل بالسكك الحديدية ومن هناك تتجه رأسا الى منطقة لابلاتا الساحلية حيث يوجد المجزر .
وسألته :
"لم يتبق من عمر هذه الماشية اذن الا القليل , أليس كذلك ؟"
فهز كتفيه بلا مبالاة وقال لها :
"الانكليز وحدهم ذوو حساسية خاصة لمثل هذه الامور , فالحيوانات تربى من أجل اللحم ."
وهبطت الطائرة في سهولة ويسر وتوقفت على بعد يارادات قليلة من مجموعة المباني عند أحد طرفي المدرج . وخرج رجل خلاسي من أحد تلك الابنية , يرتدي ملابس خشنة . وملامحه صارمة , وابتسمت له ليان فرد عليها بنظرة متفرسة تثير الارتباك . وتحدث اليه ريكاردو قليلا بالاسبانية ثم صحب ليان الى سيارته التي كانت تقف في الانتظار بينما أخذ الركاب الاخرون يخرجون الامتعة من الطائرة , وبعد أن فرغ الخدم من وضع الامتعة في السيارة انطلق بها ريكاردو في الحال بدون أن يتحدث مع الرجل مرة أخرى .وبينما كانت السيارة تقطع الطريق الترابي سألته ليان في تهكم :
"هل يتم تربية هذا الرجل للقيام بالخدمة فقط ؟"

الغصن الوحيد
10-02-2010, 14:35
فرمقها بنظرة سريعة متجهمة وسألها :
"هل هذا مزاح ؟"
" كلا اني لا اجد في معاملة البشر كالماشية شيئا يدعو للمزاح على الاطلاق أليس للرجل اسم ."
فقال لها في غضب :
"إنني لا أقدم زوجتي الى خادم , فعادات بلادي تختلف عن عادات بلادك ."
" أنت على حق فقد زالت العبودية من بلادي بانتهاء العصور الوسطى ."
" الناس ليسوا مستعبدين , فهم أحرار في المجيء والذهاب كيفما شاؤوا ."
" وكيف ذلك ؟ من شكل الملابس التي كان يرتديها ذلك الرجل يتبين أنه وأمثاله لا يملكون الكثير من ماديات الحياة . فكم تدفع لهم ؟"
"كفى ! ليس هذا من شأنك ."
" لابد ان يكون لي شأن بهذا ان كنت سأقوم بدور زوجتك . أم ان المفروض ان تتعامى المرأة عن احتياجات الطبقات الدنيا ؟"
وقال لها بدون أن يرفع صوته لكن بلهجة حازمة :
" انني لا أقبل أن اتلقى دروسا كهذه من أية امرأة . فهل تريدين أن تشعري بثقل يدي ؟"
(حلوة..حلوة الجملة ذكرني بأهلنا هنا اذا قالوا احين بتسكتين ولا شلون ودك ب...... عاد انتي وحظك وش يطلع لك ...الغصن )
فتنهدت ليان وسألته :
"وهل هذا ردك على كل شيء ؟"
"كلا . ليس بالنسبة الى كل شيء , وانما بالنسبة الى فتاة انكليزية تظن نفسها فوق هذه المعاملة ."
فأمتنعت عن الرد وتعمدت السكوت فنظر اليها قائلا :
"قلت لك ان التكيف مع عاداتنا جزء ضروري من اتفاقنا . فلا تضطريني الى وضعك في مكانك الصحيح أمام الاخرين ."
وبدأت الشمس تميل الى الغروب لنكسو بحمرتها المناطق الطبيعية ذات المعالم غير المحددة . انها بعيدة الان عن وطنها وتعيش في عالم آخر . وتشعر بأنها وحيدة تماما .
ابناعت الكلمات العنيفة التي قفزت فجأة الى حلقها وقالت له بصوت أجش قوي :
"ريكاردو يجب علي ان احتفظ بشخصيتي . الا ترى ذلك ؟ ولا استطيع أن اتصرف بالطريقة التي تتصرف بها المرأة الارجنتينية . فلابد ان أسأل أسئلة تغضبك . وقد لا ترضيني الردود , ولكن تلك هي الطريقة الت ي اتصرف بها . واذا حاولت ألا أتصرف على هذا النحو أمام الاخرين يجب أن تحاول أن تعاملني على قدم المساواة عندما نكون وحدنا كما وعدت ."
فأرتفع أحد حاجبيه وقال :
"لا أذكر انه سبق لي ان وعدت بأن اعاملك على قدم المساواة ."
"العبارة التي قلتها عن التغاضي عن هفواتك واعتقد ان تلك هي هفواتي . وانت لا تستطيع ان تعالجها بالتهديدات والتحذيرات , وتستطيع ان تخفف منها بأن تثق في انني أريد ان اتعلم شيئا عن بلادك وانا هنا . ويمكنك ان تعلمني ومع ذلك لا أعد بأن أحب كل ما سوف أعرفه ."
وسكت فترة قبل ان يبتسم ويقول :
"انني لا اعرف امرأة تتحدث الى الرجل بمثل هذه الطريقة . قد اكون انا ايضا بحاجة لأن اتعلم شيئا . حسنا سأبذل جهدي بكبح جماح انفعالاتي بالنسبة اليك , ولكنني لا استطيع ان اعد بألا أغضب منك . فهل هذا يسعدك اكثر ؟"
" نعم, كثيرا ."
ونظرت الى السهل المظلم ورأت اضواء من بعيد وسألته :
"هل هذا هو المنزل ؟"
" المنزل في الاتجاه الاخر ."
وأضاف في لهجة جافة :
"نحن الان في طريقنا مباشرة لحضور حفل الزواج ."
فاعتدلت ليان في جلستها ونظرت اليه قائلة :
"كلا يا ريكاردو لا يمكنك ان تفعل هذا ! "
فقال لها في لهجة حازمة لا تقبل التراجع :
"لابد ولا جدوى من محاولة اقناعي بتغير رأيي . فكارلوس يجب ان يعرف في اقرب وقت انه لايمتلك استانسيا مندوزا ."
ولكن هذا سيفسيد الحفل ."
ورغم ذلك فسوف يجتاز هذا الموقف ."
وأخذت تتلمس في ملامحه النحيلىة علامة تشير الى أي تساهل وسألته :
"ايزبيلا ..... هل تكرهها هي ايضا ؟"
" كلا ."
وقبض بشدة على عجلة القيادة وضغط شفتيه وأضاف :
ولكنها بزواجها من كارلوس فقدت الحق في ان اراعي مشاعرها ."
فقالت له في استعطاف :
"انتظر حتى الصباح على الاقل , واتركهما الليلة, ارجوك يا ريكاردو ! "
"هل تظنين اننا نكون اكثر شفقة بهما لو تركناهما يعودان الى الاستانسيا مندوزا ليجدانا هناك ؟"
"لا اعرف , ولكن يجب ان تفهل ذلك , ان أي شيء افضل من اقتحام حفل الزواج نفسه ! "
وقال بدون أي بادرة للتراجع :
"لا اوافقك , فكلما عجلنا كلما كان ذلك افضل ."

glamour girl
10-02-2010, 17:28
يعطيك العافيه الغصن الوحيد على مجهودك وتعبك

والله يعينك

with my thanks

GLAMOUR GIRL

الغصن الوحيد
11-02-2010, 07:30
حياك الله حبيبتي glamour gril ومشكورة على الكلام اللي يطيب الخاطر ..
تسلمين ..

الغصن الوحيد
11-02-2010, 07:32
تابع الفصل الثالث ...

وسكتت ليان . اذ بدا لها ان لا فائدة ترجى من وراء ذلك . وبقلب محزون راقبت الاضواء وهي تقترب . ورأت المنزل ذا الطابقين يحف به فناء متسع . وسمعت صوت الموسيقى والصيحات والضحكات . وما ان لمح الحاضرون ريكاردو في سيارته حتى تراءت انفعالات مختلفة في ضوء المشاعل و القناديل .وفتح أحد الخدم باب السيارة فنزلا منها وصحبها ريكاردو نحو المدخل الذي تعلوه الاقواس . وأخذ الحاضرون يفسحون لهما الطريق وسط المكان المزدان بالزهور بينما انتشرت في الفناء الموائد العامره بالاطعمة ومن حولها المدعوون الذين ارتدوا الزي الاسباني التقليدي . واتخذ العروسان مكانهما فوق منصة في نهاية الفناء وبجوراهما زوجان مسنان اعتقدت ليانا نهما والدا العروس . وأحست بذراع ريكاردو يتصلب قليلا تحت ذراعها بينما عيناه تتطلعان الى جمال الفتاة الاخاذ وهي بخيبة امل زوجها لديه أكثر من سبب ليكره أخاه غير الشقيق , فلعله كان يريد ايزبيلا لنفسه .
ولم يصدق بعض الحاضرين عيونهم وهم يرون ريكاردو , في حين شعر البعض بالاسى بينما أبدى واحد او اثنان مشاعر الابتهاج لمجيئه .(بس واحد ولا اثنين هذا ريكاردو شكله عله صحيح بس انا استلطفه صراحة وما احسه نفس ما يقولون وبعدين هي ليان رصدت كل اللي في العرس واحدواحد هذا مبسوط وهذا فرحان وذاك تعبان وحده غيرها توها رايحة بلد غريب و عند ناس غرب عنها تكون عينها قدامها والا متعلقة بزوجها وبس ...الغصن )
وتملك الجميع غمرة من حب الاستطلاع حول هذه المرأة , وأخذ ريكاردو يومئ برأسه يمنة ويسرة ليرد على تحية الحاضرين , لكنه لم يحاول التحدث مع أي منهم ومضى بها نحو العروسين بينما أصيب افراد الحاشية التي أحاطت بهما بذهول كاد يجمد الدم في عروقهم وهم يتوقعون , ما سوف يحدث .
كان كارلوس أقصر قامة وذا جسم ممتلىء وأقوى من اخيه غير الشقيق . وكان وجهه وسيما يعبر عن الجرأة . وشعره اسود مجعدا وكان يرتدي زيا رائعا يذكرها بزي مصارعي الثيران . قال كارلوس بالاسبانية :
"ومكذا عدت ياأخي لتحضر حفل زواجي واصطحبت معك ضيفا ."
وكانت ابتسامته التي وجهها الى ليان تثير الحيرة لأنها تنم عن رفض الاحتمالات التي ينطوي عليها وجودها في هذا المكان . وقال لها :
"مرحبا سنيوريتا ."
فصحح له ريكاردو كلامه قائلا :
"بل سنيورا .... تزوجنا صباح اليوم في بوينس آيرس "......
وخلال السكون المفاجىء لمحت ليان علامات الارتياح على وجه العروس الجميل . وظنت انها أخطأت اذ كيف تغتبط زوجة لأن زوجها فقد كل شيء ؟ كرهت ليان نفسها بسبب ما تفعله وكرهت ريكاردو لأنه دفعها الى المشاركة في هذه العملية . وبغض النظر عن سلامة الموقف او خطأه فأن هذا لن يحل المشكلة .
وكان كارلوس هو البادىء بالكلام وقال في صوت منخفض متهدج وبأنفعال مكبوت :
"هذا مستحيل ."
" لدي ما يثبت ذلك اذا اردت الاطلاع عليه ."
قالها ريكاردو بلهجة لا تنم عن الانتصار . ونظر الى ايزبيلا وهو يضع ذراعه على كتفي ليان ويضمها اليه قائلا :
"زوجتي انكليزية وتتحدث الاسبانية قليلا لسوء الحظ , ولكنها سوف تتعلمها ."
واتجهت ايزبيلا نحو ليان تصافحها بكلتا يديها وقالت لها في هدوء بالانكليزية :
"مرحبا بك يا أختي , لابد ان تشاركينا العرس انت وريكاردو ...."
واقترب فرنسيسكو ريخا من زوج ابنته , وفهمت ليان ما يقصده وهو يقول له :
"الامور تغيرت الان يا كارلوس , وبيتنا هو بيتك الان ."
ووضع يده على ذراعه فأسكت الكلمات التي كا ينطق بها كارلوس ..وأضاف قائلا :
"هذا افضل يا بني ."
وتخلصت ليان من ذراع ريكاردو لترد على تحية ايزبيلا وهي تشعر بثقل في اعضاء جسمها وبقلب حزين وآسف لما يحدث . ولكنها حاولت أن تعبر بنظرات عينيها عما تشعر به .
وهمس أحد الحاضرين ببضع كلمات فابتسم ريكاردو واعتذر عن البقاء قائلا ان الرحلة كانت متعبة وان ليان ترغب في ان تستريح , فقالت إيزبيلا بلهجة احتجاج :
"ولكن اليوم هو يوم عرسكما وعرسنا . ولا يجب يا ريكاردو ان تغادر الحفل قبل ان تشربا النخب . هل تريد ان تحرم عروسك من حقها في مستقبل سعيد ."
وقبل ان يرد عليها ريكاردو اتجهت الى زوجها وجذبته من يده وقالت له :
"ألا توافقني يا كارلوس على ضرورة بقائهما بعض الوقت ؟ اننا الان أسرة واحدة ."
ونظر كارلوس الى اخيه بعينين مليئتين بالانفعال ودعاه هو وليان لتناول الطعام .فهز ريكاردو كتفيه بلا مبالاة . وسمحت ليان لريكاردو الذي لم تكره أحدا مثلما كرهته , بأن يصطحبها الى المائدة الرئيسية لتجلس هي في مواجهة إيزبيلا ويجلس ريكاردو عن يسارها في مواجهة كارلوس .... وحاولت ليان ان تيدو طبيعية ولكنها لم تستطع وبينما بدأ الخدم في تقديم أطباق الطعام سألت إيزبيلا ليان :
"هل تعرفت بريكاردو منذ فترة طويلة ؟"
وتهيأ ريكاردو لسماع ردها بدون ان يبدو على وجهه أي قلق لما يمكن ان تقوله . حسنا انها اذن ستقول لهم الحقيقة , فهذا ما يستحقه فردت على ايزبيلا بدون ان تنظر الى ريكاردو :
"منذ يومين فقط ."
فقالت ايزبيلا في دهشة :
"انها فترة قصيرة جدا . لابد انكما وقعتما في الحب في الحال عندما تقابلتما."
فردت ليان في حرارة :
"نعم . المرء يتم انقاذه من مصير أسوأ من الموت يقع تحت التزام هائل ."
فاتسعت عينا ايزبيلا وأعربت عن شكها فيما تسمع فتدخل ريكاردو ليقول لها :
"الشيء الذي ستعرفينه عن زوجتي أنها تميل الى الدعابة بصورة تختلف عنا , وليان تقصد المزاح معك ."
وضغط على ركبتها من تحت المائدة محذرا وسألها :
"اليس كذلك ؟"
وأخذت دقات قلبها تسرع ولكنها سيطرت على نفسها وهي تجيبه :
"اذا قلت ذلك فأنت دائما على حق يا ريكاردو ."
فهم الجالسون عن قرب تلك الكلمات في حد ذاتها غير انه من المشكوك انهم فهموا المعنى المقصود من ورائها . ولكن الرجل الجالس الى جوار ليان لم يخطىء في ادراك المعنى . وسمعته ليان وهو يجتذب أنفاسه واتجهت بنظرها وهي تبتسم ناحية ايزبيلا التي كانت تنظر في دهشة , وقالت لها :
"ريكاردو يطلب مني ان اعامله على الطريقة الارجنتينية . فهل تساعديني لتعلم الطريقة الصحيحة ؟"
فأجابتها وهي تبتسم :
"انك تسخرين مني مرة أخرى ."
أحست ليان بأنه لا يصح اقحام إيزبيلا في هذا الامر الذي يتعلق بها وبريكاردو وحدهما وقالت لها :
"اغفري لي يا ايزبيلا " وهي تضحك ..

الغصن الوحيد
11-02-2010, 07:35
"كلا , إنك تتصرفين بطريقة مختلفة ولكنها مسلية . أليس كذلك يا كارلوس ؟"
فوافقها كارلوس ونظر الى ريكاردو قائلا :
"أنت على حق وانت أيضا محظوظ في اختيار ايزبيلا فهي عروس رائعة ومتألقة ."
ونظرت ليان الى المدعوين من حولها وهم يتحدثون لغة لم تتقنها بعد ... انه ليس عالمها .... وهي لا تصدق ان ما تعيشه هو الواقع وأن ريكاردو هو زوجها . فهي لا تحبه بل ولا تشعر بود نحوه .
وهو بالاضافة الى تحجر قلبه يميل الى القوة في تعامله , اذ لم يكن هناك حاجة لمثل تلك المواجهة وفي هذا الوقت بالذات . لقد فعل ذلك لكي يعاقب إيزبيلا أيضا مع كارلوس . ولكن كارلوس لم يسلبه اياها وانما نال ماهو حقه فعلا . فقد أحبته ايزبيلا وهو ما يتضح من الطريقة التي تنظر وتتحدث بها اليه . ألا يرى ريكاردو ان من الظلم ان يعاقب امرأة لأنها اختارت احدا غيره ؟
ولم يشأ ريكاردو ان يمكث اكثر لحضور الحفل الراقص الذي يستمر حتى الساعات الاولى من الصباح وقال :
"قمنا برحلة طويلة وما زال علينا ان نقطع مسافة أخرى الى بيتنا ."
ونظر الى كارلوس في برود :
"كلا سنقيم هنا , هذا هو بيتنا الان , لقد فزت بأستانسيا مندوزا ولا أريد أي جزء منها الان ."
وفي الطريق المظلم الذي قطعته السيارة قالت ليان لريكاردو :
"هذه أسوأ تجربة مررت بها في حياتي ."
" وكذلك بالنسبة الي ."
" ولماذا فعلت ذلك اذا ؟"
" اوضحت لك السبب . كان ضروري ان انهي الامر معه وبهذه الطريقة يضطر كارلوس لقبول الامر الواقع . اذ لا يوجد انسان يريد اثارة المتاعب في يوم عرسه ."
" أعتقد أن كارلوس تصرف بطريقة ملائمة ."
"أنك تبدين الاعجاب به ."
فردت عليه في تحد :
"نعم ألا يجب ان افعل ذلك ! "
" يمكنك ان تكني له ما تشائين من مشاعر ولكن ما اريده منك هو ان تعبري عن الاخلاص لي في الظاهر ."
"لا شك في هذا ."
"أحقا ؟ سنرى , ان ستة أشهر هي فترة كافية ."
" أنني سأكره هذا المكان ."
" وكيف لك ان تكرهي شيئا لم تعرفي عنه سوى القليل جدا . ألم تقولي انك تريدين ان تعرفي اشياء عن بلادي . ونظرا للظروف الحالية فأنني افضل امتناعك عن اجراء أي اتصالات مع أي شخص خارج بيتي لأنه اذا شك كارلوس في حقيقة الامر لن يتوانى عن استغلال ذلك ."
" وكيف ؟ هل سيعرض علي مزيدا من المال لأرحل قبل انتهاء فترة الاشهر الستة ؟ أشك أنه يستطيع ان يتحمل هذا العبء الان ."
أوقف ريكاردو السيارة فجأة وفي وجهه تعبير غير واضح وقال لها :
"المبلغ الذي عرضته عليك مقابل الخدمة التي ستؤدينها من مالي الخاص . كانت امي ثرية . وتركت لي كل شيء تحت الوصاية الى ان بلغت سن الخامسة والعشرين . استانسيا مندوزا تعني بالنسبة الي اكثر مما تعنيه من ناحية القيمة المالية ...... وسيظل كارلوس يحصل على دخل من الاستانسيا ومدى الحياة ."
" لو قدر له أن يأخذه ."
" سوف يأخذ هذا الدخل .... انك تبدين اهتماما واضحا بكارلوس هل تحسدين ايزبيلا لأنها تحظى بعناية هذا الرجل الليلة ."
فأحمر وجهها في الظلام وهي تقول له :
"لا تكن مضحكا ."
فأمسك بعنقها واسفل ذقنها يهز رأسها مما جعلها تصرخ في ألم وقال لها :
"اياك ان تقولي لي هذا الكلام مرة اخرى ."
واضاف يقول في هدوء مقيت :
"انجذبت نحو كارلوس في الحال لمست ذلك في عينيك ."
وجذبها نحوه بعنف وبل أية عاطفة وهي لا تستطيع الفكاك من قبضته . وعندما دفعها الى الكرسي بعيدا عنه شعرت بأنها قد جفت من أي شعور نحوه حتى من الكراهية ولم تستطع ان تنظر اليه عندما اوقف السيارة مرة اخرى وبعنف .
وعندما وصلا الى مزرعة مندوزا لاحظت انها اكبر بكثير من المزرعة التي غادراها منذ حوالي عشرين دقيقة . وكانت الاشجار منتشرة فيها وبها الكثير من المباني التي تتلألأ داخلها الانوار واصطحبها ريكاردو نحو باب المنزل الذي يؤدي الى قاعة فاخرة فيها اثاث فخم ومدفأة تمتد من الارض الى السقف , وقد زينت بأحجار مماثلة للاحجار الخارجية وهبطت سيدة عجوز على السلم وهي ترحب بمجيء ريكاردو . وقال ريكاردو لليان بالانكليزية :
"هذه هي انييز رئيسة الخدم , عاشت مع اسرة مندوزا لأكثر من اربعين سنة ."
ثم قال لأنييز بالاسبانية :
"هذه زوجتي ليان . انها تتحدث بلغتنا قليلا ."
وحيتها اينييز بجفاف وبدون ان تبتسم ..
وطلب منها ريكاردو اعداد الغرف الغربية , فسارعت بالصعود لتلبية طلبه . وسأل ليانا ذا كانت تفضل تناول مشروب اثناء الانتظار فطلبت فنجان من القهوة . واعرب لها عن اسفه لانه يجد نفسه مندفعا للتحدث بالاسبانية بصورة اسرع بعد عودته الى بيته . فقالت له ان هذا افضل لها فهي تستطيع ان تفهم قدرا اكبر من الكلام اذا قيل لها ببطء معقول . وقال لها بدون ان يفقد البرود :
"هذا سيجر المزيد من المتاعب عما لوتحدثت يالانكليزية ."
وجذبها من ذراعها مرة اخرى وصعد بها الى غرفة واسعة مفروشة بالسجاد الكثيف الفاخر . وفيها عدة ارائك وموائد منخفضة موزعة في ارجائها , وبعضها مطعم بالفضة والبعض الاخر محلى بأنواع مختلفة من الخشب . وتؤدي الابواب الزجاجية الواسعة الى شرفة مغطاة , في حين تؤدي القناطر الى الفناء المركزي . وضغط ريكاردو على زر الجرس قائلا :
"كل الغرف في الطابق الارضي تؤدي الى الفناء الذي تطل عليه غرف النوم المتعددة . وجرت العادة ان يتناول الضيوف الطعام في تلك الغرفة الفسيحة , فهي مركز البيت كله ."
واعطى ريكاردو اوامره الى الفتاة التي ردت على ندائه . وجلس على اريكة في مواجهة ليان وانتظرت ليان حتى اشعل سيكارا وقالت له :
"بيتك جميل يا ريكاردو ."
" تغير قليلا منذ وفاة امي , كان ذوقها يميل الى الخطوط البسيطة وظلت القاعة الخارجية وحدها محتفظة بالطابع الاسباني ."
وشد إنتباه ليان لوحة معلقة فوق المدفأة تمثل امرأة شابة لها الجمال الاسمر الوضاء نفسه الذي لمسته في ايزبيلا . وسألته :
" هل هذه أمك ؟"
" نعم , لقد رسمت لها تلك اللوحة بعد زواجها بوقت قصير ."
" كانت جميلة جدا ."
"نعم . كانت في الاربعين فقط من عمرها عندما توفيت ."
"وكم كان عمرك وقتئذ ؟"
"تسعة عشر عاما .(لحظة هو ماقال من قبل ان امه ماتت وهي تولده ولا انا مفوته ومخربطه ! ....الغصن ) وهي سن تكفي لأن يشعر المرء بوطأة الازدواج على القلب والعقل . كانت مندوزا استانسيا ثلث حجمها الحالي قبل ان يتم ضمها الى مزرعة اسرة أمي ."
(بعد كذا والله المفروض المزرعة لك يا شيخ دام فيها حق لامك ....الغصن )
وتساءلت ليانا ذا كان يقصد بذلك ان أباه تزوج من أمه لهذا الغرض وحده . هذا سوف يفسر الكثير , وخاصة فيما يتعلق باصراره على عدم السماح لريكاردو بأن يتولى الاشراف على الارض التي هي من حقه بالوارثة عن الابوين .
وسألته :
"ألا يوجد أحد من أقرباء امك على قيد الحياة ."
" أختان , وهما خالتاي , (احلف على بالي عماتك ...الغصن ) وتعيش احداهما في بويونيس آيرس ."
ومن دون حاجة لأن يفصح لها ادركت ليانا نهما يحصلان على دخل من الاستانسيا .
واحضرت الفتاة جوانيتا القهوة وهي تبتسم فحيتها ليان سعيدة اذ رأت مودة في وجهها .
واحتست نصف الفنجان ونظرت الى ريكاردو قائلة :
"آسفة لما انفلت مني من حديث فلم أكن افهم كل الظروف المحيطة ...."
فقال في تهكم :
"وهل فهمت الان ؟"
"أفضل من ذي قبل . ولو انك شرحت لي هذا كله من قبل ...."
"قلت لك فقط ما اعتبره ضروريا لأجعلك تخلصين لأتفاقنا . ولا تتوقعي مني ان أعتذر لك عما حدث بيننا فأنت تستحقين هذا . ولو أنك اثرتني ودفعتني الى العنف مرة اخرى سأجد وسائل اخرى للتنفيس عن نفسي ."
" لن يتكرر هذا مرة أخرى ."
"وأنا واثق من هذا ."
وحضرت إينييز لتخبره بأن الغرف جاهزة .
فقال لليان :
"ستعرفك إينييز بمكان نومك عندما تفرغين من تناول فنجانك ."
فسارعت ليان بابتلاع القهوة غير عابئة بما احدثته بسخونتها الشديدة في شفتيها . وقالت انها جاهزة , فصعدت خلف إينييز التي اصطحبتها بدون ان تنطق بكلمة واحدة الى غرفة لها حمام خاص . وهي غرفة فاخرة واسعة ذات مظهر حديث وفيها مدفأة .
وفتحت ليان باب الغرفة المطل على الشرفة لتتنشق رائحة الزهور , المنتشرة حول البيت الذي تحيط به مختلف النباتات .
انه كالواحة او كجزيرة في بحر لا نهاية له من العشب . وهي قد تعتاد على الحياة في ارض ريكاردو ولكنها لن تتعلم كيف تحبها . والواقع انها لا تحتاج الى هذا اكثر مما تحتاج لأن تحب ريكاردو . ان هذا الزواج ليس بزواج حقيقي . وعليها ن تظل – تردد – لنفسها هذا : انه ليس حقيقة .


سلام يا الثالث .. ويلا على الرابع باذن الله ...


***********************************************

الغصن الوحيد
11-02-2010, 16:49
الفصل الرابع ...

4- السور المثقوب ...

احتاجت ليان الى اسبوع لتعتاد على مناظر الافاق المتشابهة التي لا تتغير والتي تحيط بأرض مندوزا من ثلاثة جوانب ولم يعوضها بعض الشيء سوى مناظر سلسلة تلال سييرا دي تانديل الجنوبية ذات الصخور الجرانتيية التي تشبه كثيرا صخور بلادها انكلترا . بني المسكن من تلك الصخور التي احضرها جد ريكاردو من تلال سييرا منذ خمسين عاما .
وذات صباح أبلغ ريكاردو ليان أنه نادرا ما كانت تخلو المزرعة من ستة ضيوف على الاقل , ويتذكر عندما كان طفلا الزوار يفدون عليها بملابسهم الجميلة في المناسبات المختلفة ويستمعون الى الموسيقى . وقال :
"كانت هناك مناسبات عديدة قبل ان تمرض امي ."
" وهل استغرق مرضها فترة طويلة ؟"
وتبدل وجه ريكاردو وقال لها انها ظلت مريضة لفترة طويلة جدا . ثم غير مجرى الحديث وسألها :
"ما مدى تقدمك في تعلم ركوب الخيل ؟"
وقبلت ليان هذا التغيير في مجرى الحديث بدون ان تبدي أي رد فعل لذلك واجابته :
"ان خوسيه يجعلني اركب الحصان بدون ان أمسك اللجام حتى أعتاد على حفظ توازني ."
وابتسمت قليلا واضافت قائلة :
"من الغريب ان كبير عمالك لا يتحدث الانكليزية على الاطلاق وبرغم ذلك لا يجد صعوبة في التعبير عن المعنى الذي يريده . انه بارع في الركوب ."
ورد عليها ريكاردو بابتسامة متحفظة وقال :
"عمل خوسيه هو ركوب الخيل ."
" ولكن تحت امرتك ."
" نعم تحت امرتي وأمرة مديري الاقسام المختلفة ."
ونظر اليها في تفحص وهي تقف في الفناء تحت أشعة الشمس بردائها المكون من الجينز الازرق والقميص القطني المخطط واضاف :
"كان يجب عليك ان تلبسي ملابس أكثر ملاءمة لأنك اذا ركبت الخيل لمسافة طويلة بتلك الملابس فأنها سوف تبلى نتيجة احتكاكها بالسرج الجلدي ."
" أعارني خوسيه فراء شاة لأضعه فوق السرج وهو مريح جدا ."
" فراء الشياه لا يليق بك ."
قالها في حدة واضاف :
"ألق به , لو أنك أعطيتني مقاسات جسمك لأحضرت لك بعض السروايل والاحذية الملائمة لذلك ."
وكان ريكاردو نفسه يرتدي بنطلونا جميلا مخصصا لركوب الخيل وحذاء جلديا طويلا لامعا كشعره الاسود اللامع تحت أشعة الشمس .
وعندما سألته اذا كان سيخرج أومأ برأسه وقال :
"ذاهب لأرقب عملية وشم الماشية بالعلامة التجارية . فالقطيع يجب ان يكون جاهزا للشحن في نهاية الاسبوع ."
"هل المكان بعيد ؟"
" محطة الشحن بالسكك الحديدية تبعد مسافة ميلين , هل ترغبين في مرافقتي ."
" نعم , بالتأكيد ."
لقد أرادت ليان ان تذهب الى أي مكان على سبيل التغيير حتى ولو كان معنى ذلك انها ستمضي الوقت مع ريكاردو .(نصابة... معروفة حركات الحريم ما تبيه وتروح معه وكل لاصقه فيه –قال ايه تبي تغير جو علينا هالكلام ترى احنا فاهمين بعض ....الغصن )انه الشخص الوحيد الذي يمكنها التحدث اليه ببضع كلمات انكليزية . ورغم انها تتقدم في تعلم اللغة الاسبانية الا أنه ما زال امامها الكثير .
وخلال الاسبوع الاخير سارت الامور في نمط منسجم . كانا يلتقيان عند تناول وجبات الطعام ويلتقيان أيضا خلال النهار , الا أن ريكاردو كان يمضي معظم الوقت بعيدا عنها حتى يتجنب البقاء معها لفترة طويلة . ولم تكن تلومه فقد كانت تعلم اضطراره للعمل في الاشراف على مزرعة مندوزا . والعرض الذي قدمه اليها أصبح الان حقا مسلما به لريكاردو ولا يمكنها ان ترفضه .
أحضر لها ريكاردو قبعة تشبه قبعته التي قال من قبل انها كانت ملكا لأمه . وهي محشوة من أعلاها للوقاية من الصدمات عند السقوط , مثلما تصورت , اذ يبدو أنه لا يسقط من فوق الخيل في تلك المناطق سوى النساء . وتوجها سويا الى اصطبل الخيل القريب من المنزل .
أثناء اعداد السرج على ظهر الحصان الذي ستركبه انتهزت الفرصة لتلقي نظرة أخرى على واجهة المنزل وهي لا تصدق أنه منزلها ولو لفترة محددة .
أن بيتا كبيت مندوزا يحتاج الى اطفال لخلق جو عائلي . هذا ما فكلات فيه ليان وهي تحس بعضلات صدرها تنقبض قليلا . ولكن لن يكون في هذا البيت أطفال بالمرة لأن ريكاردو لا يرغب بالزواج الدائم . وعندما ترحل سيعيش وحيدا الا من الخدم . وسوف تتولى إينيز بلا شك رعايته الا انها عجوز لم تتعود على التحدث كثيرا . فالى من اذا يلجأ رجل في مثل ذكائه ومعلوماته من أجل التنشيط الذهني خلال السنوات المقبلة . مهما كانت الاختلافات بينهما فقد اتاحت له على الاقل قدرا من التنشيط الذهني من خلال مسائل ناقشاها أثناء الفترات القصيرة التي أمضياها معا .
وأحضر السائس انثى الخيل التي اعتادت ليان ان تتدرب عليها وأوقفها الى جانب الحصان الاسود الضخم الذي يركبه ريكاردو عادة ولاحظ ريكاردو ان انثى الخيل تصدر عنها حركات عصبية عنيفة فنهر السائس وطلب منه احضار غيرها . وقال لليان انها لو ركبتها لكان في ذلك خطر مؤكد على حياتها وأضاف :
"ألا يعتقدون ان الحصان الخاص بي صعب جدا في قيادته ؟"
" ولماذا تركبه ما دام صعبا في قيادته الى هذا الحد ؟"
( انا اقولك ليش "زعاطه" ابشرحها لكم لأني عارفه ان مافهمتوها كلكم يعني ياعالم ياناس شوفوني انا اللي قدرت اركب هالحصان وروضته غصب عنه ....الغصن )
قالتها ليان وهي تخفي اضطرابها وهي لا تعرف أي حصان آخر سوف تركبه بدلا من ذلك الذي اعيد الى الاصطبل . فقال لها ان السبب في ذلك هو ان الحصان الخطير يجعله ينشغل به ليس فقط بيديه اللتين تمسكان بزمامه بل ايضا بعقله .
"ان أحدا لا يمكنه يسيطر على هذا الحصان والتفاهم والصلة القوية التي تربط بين الرجل والحيوان لاتمنع ميل الحيوان الى طبيعته وحياتك كانت ستتعرض للخطر الشديد ."
وأطلقت ضحكة مصطنعة وهي تقول :
"كنت ستهب لأنقاذي بلاشك ."
ولاحظت أنه يرفع أحد حاجبيه وهو يقول :
"أوثقة أنت من هذا ؟"
قالها بلهجة جعلتها ترد عليه باندفاع :
"نعم فأنت تريدني أن أظل على قيد الحياة للوفاء بشروط وصية ابيك أليس كذلك ؟"
فضغط على شفتيه وهو يقول :
"ليس بالضرورة , فالشيء الوحيد الذي يؤدي الى الخلال بشروط الوصية هو تعمدك الرحيل قبل انقضاء الفترة المحددة . ويمكنني ان اؤكد لك إنك لن ترحلي . هيا ان حصانك جاهز ."
وتبعته ليان الى حيث يقف الحصانان في انتظارهما وقد ارتسم على شفتيها تعبير ساخر . كانت ترغب في ذلك , ولكن ريكاردو ليس الرجل الذي يجعلها تفلت بفعلتها بدون ان ينزل بها العقاب . كالميتة ليس لمدة ستة أشهر فقط ولنما الى الابد .
خصص لها هذه المرة حصانا ذكرا . وساعدها ريكاردو لتمتطي صهوته في حين أخذت عينا الحصان تدوران نحوها . وأخذ ريكاردو يدربها على الطريقة الصحيحة لركوب الخيل وكيفية التحكم في اللجام والتعامل مع الحصان مما أسعدها كثيرا وجعلها تقول له :
"لا أذكر انني ركبت من قبل حصانا مثل هذا ."
ورد عليها في سخرية :
"أهملوا تعليمك يا صغيرتي ... وقد بدد خوسيه وقته بهذا البطء في تدريبك ."
ثم سألها فجأة :
"ألم يسبق لأحد ان أحبك ؟"
"كلا لم يحدث ابدا ."
وسألته وهي تتحاشى النظر اليه وقد اخذت نبضات قلبها تسرع :
" وهل كان هذا يسعدني أكثر ؟"
"كان سيتوقف على الرجل نفسه . وسيحتاج اولا الى اخضاعك قبل ان يبدأ في حبك . وليس بمقدور كل الرجال القيام بهذا ."
واعتقدت ليان أثناء موجة سريعة من الانفعالات تمتلكها , ان في مقدور ريكاردو ان في ان يفعل هذا . اذ اثبت فعلا مقدرته الفائقة على ذلك ليلة احضرها الى مزرعة مندوزا . ولكنه فعل هذا في فورة من مشاعر الغضب وليس عن رغبة فيها .

قيد الوافي
11-02-2010, 23:00
يعطيك العافيه يالعزيزه (الغصن الوحيد) والف شكرلجهدك وتعبك بجد كل شي منك رووعه
بليييييييييييييزلاتتأخري بالتكمله...

وتقبلي مروري............

الغصن الوحيد
11-02-2010, 23:11
تسلمين ياقلبي يالقيد الوافي ..
حياك الله ..

الغصن الوحيد
11-02-2010, 23:13
تابع الفصل الرابع ...

سألته بسرعة :
"اين تذهب كل تلك المياه الغزيرة . أمطرت السماء ثلاث مرات في الاسبوع الماضي ولم يبق منها شيئا فوق الارض ؟"
"هناك عدد ضئيل من المنخفضات العميقة التي تحتفظ بالمياه اكثر من عدة ساعات . فالارض اسفنجية مما يجعل المياه تتسرب بسرعة من خلالها .وهذا هو السبب الذي يجعلنا بحاجة الى استخدام الخزانات لحفظها . أما فوق تلال سييرا فألامر يختلف لأنك ستجدين هناك المجاري المائية والبحيرات نظرا لأن التربة الصخرية يمكنها الاحتفاظ بالمياه على سطح الارض ."
ونظرت ليان الى الافق البعيد وسألته :
"هل سبق لك ان ذهبت الى تلال سييرا ؟"
" ذهبث اليها كثيرا .... ولكنني لم اتوجه اليها منذ بعض الوقت ."
وقالت ليان لنفسها ان ريكاردو ربما لا يريد الابتعاد عن أرض مندوزا ! الفترة تتيح لكارلو سان يحكم قبضته عليها ؟ وسألته بصوت مرتفع :
"هل تسمح لي بزيارة هذه المنطقة ؟ لدي رغبة في ذلك ."
" لا يمكنك الذهاب وحدك . فالتلال قد تبدو لك قريبة , ولكنك تحتاجين الى يوم كامل للوصول اليها على ظهر الحصان ."
" يمكنني ان اذهب اليها بالسيارة ."
" ان ردي ما زال هو الرفض القاطع , لأنه من السهل ان تظلي الطريق هناك , والسبارة لها قدرة محدودة على اختراق الممرات . لكي تتمكني من مشاهدة تلال سييرا يجب ان تذهبي اليها على ظهر الحصان ."
وأطرق هنيهة وهو مسترخ على ظهر حصانه وأضاف :
"ربما نقوم برحلة قصيرة تستغرق يومين او ثلاثة الى تلال سييرا بعد ا ننتهي من عملية شحن الخراف ."
ورمقته بسرعة وسألته :
"هل سنقوم بهذه الرحلة نحن فقط ؟"
فرد عليها بجفاف :
"ولم لا ؟ إننا أمام العالم رجل وزوجته . ومن الذي يدري او يهتم بما اذا كنا نبيت في خيمة واحدة او خيمتين ؟"
من الذي يهتم فعلا ؟ وخلال موجة من الانفعالات التي انتابتها استحثت الحصان على الهرولة في حين انتصبت واقفة على قدميها وهي على ظهره . فأمرها ريكاردو في حدة ان تجلس وقال لها انها ليست في لندن , وان الوقوف اثناء هرولة الحصان لا يحدث الا في العروض الاستعراضية وعليها ان تتواءم مع الطريقة الارجنتينية في ركوب الخيل , وعرفت منه انه سبق له ان زار لندن وسألته اذا كان غاضبا فأجابها بأنه غاضب الى حد ما لأنها تتبع أسلوبا يثير غضبه فأعربت له عن أسفها .
ولكنه قال لها :
"كلا أنك لست بآسفة . وان كان هناك ما تأسفين له فهو طلبك مني ان أساعدك تلك الليلة في ملهى ريوس ."
وقالت له وهي لا تنكر هذا :
"لم يكن أمامي أي بديل آخر ."
"هناك بديل دائما ولكني أعتقد انه لم يكن بمقدورك , في مثل هذه الحالة ايجاد بديل افضل ."
"ومن المؤكد انه لم يكن سيدر علي مثل هذا الربح الوفير ! "
وكان الحصانان قريبان من بعضهما الى حد جعله يمسك ذراعها بقوة فانحشرت ساقها بين الحصانين مما جعلها تتأوه وقال لها ريكاردو :
"ستذهبين بعيدا جدا يوما ما . انني احتاج اليك ولكنني لم أقم بشرائك ."
وكانت ليان تتألم ولكنها رفضت الاستسلام وسألته :
"وبماذا تصف هذا اذن ؟"
" انه تعويض عن ضياع وقتك وفرصتك ."
" أنك تجادل في امور تافهة ."
ورمقها في حدة وهو يقول :
"كلا .... ولو أنني اشتريتك لطالبت بالحصول الكامل على ممتلكاتي في ليلة عرسنا ."
" وهل تضيع حقك في فسخ عقد الزواج ؟:"
"هناك وسائل اخرى لفسخ العقد فأحرصي على الا تضطريني الى البحث عن أحدى تلك الوسائل ! "
فحاولت ان ترطب حلقها الذي جف فجأة وصاحت فيه :
"ريكاردو ...."
"قد يفيدك ان تفهمي معنى الخضوع للرجل وقد تحترمينه عندئذ ."
" كنت سأكرهك . لو لمستني ..."
" أنني ألمسك الان . تقصدين لو أخذتك عنوة . ماذا كنت ستفعلين اذا ؟"
" حاول وسترى ."
نظرت اليه نظرة متهورة ولكنها احست بسرعة أنها أخطأت عندما رأت تعبيراته ننغير وسألها :
"هل تتحدينني ؟"
فقالت وقد جف حلقها مرة أخرى وهي تتجنب النظر الى وجهه :
"كلا انني لم اكن أعني ذلك ."
فقال لها في سخرية :
"فهمت . ولكن ما زالت هناك ظلال لكلماتك , تضايقني . فهل تريدين سحب أي كلام آخر قلته منذ لحظات ؟"
" أظن ذلك ."
وأمسك بها وهزها بعنف مما جعل حصانها يتقدم خطوتين فاستحث حصانه هو الاخر على التقدم الى الامام ليسيرا الى جواره وقال لها بدون ان يتركها :
"من الافضل لك ان تفعلي الان ."
"حسنا , ان أحدا لم يشتريني ."
وفعلت اقصى ما تستطيع لكي تتمسك بما تبقى لديها من كبرياء ورفعت رأسها في تحد وهي تضيف :
"بل أستؤجرت , هل هذا افضل ؟"
ونظر لحظات الى وجهها المتجهم وقال لها انها تحاول تسوية الموقف في تأفف , ثم تركها فأخذت ليان تدلك أعضائها التي تؤلمها . وسألها :
"هل ما زلت ترغبين في مشاهدة الماشية وهي توشم بالعلامة التجارية ."
فقالت في كآبة :

الغصن الوحيد
11-02-2010, 23:15
"شرط ألا يتم وشمي أنا أيضا ."
فابتسم قائلا :
"ستحاتجين الى وشمك أكثر من مرة لكي تقتنعي , ولكنني مصمم على ان اقنعك ."
وبينما أخذ يتقدم بحصانه حدثتها نفسها بأنه مهما كانت تهديداته لها فأنها ستظل في مأمن منه لأنه لا يمكن ألغاء الزواج اذا دخل بها واية وسيلة أخرى يلجأ اليها لفسخ الزواج ستكون اكثر صعوبة . ولهذا فأن أي قدر من الاستفزاز لن ينسيه مصالحه .
ووصلا الى محطة الشحن بالسكك الحديدية وهناك رأت قطعانا كبيرة من الماشية محتجزة داخل اسوار مرتفعة من الاسلاك ويتم وشمها بالنار بالعلامة التجارية لمزرعة مندوزا . وخرج من وسط فريق العمل احد العاملين وأسرع نحو سيده ريكاردو , وبعدما حيا ليان التي ردت عليه التحية بمثلها , واخذ يتحدث معه في كلمات فهمت منها ان الامر يتعلق بالخراف والسور . وتجهم وجه ريكاردو وقال لها انهما سيعودان في الحال . وانتظرت حتى تم اعداد حصانيهما فركباهما ثم سألته اذا كانت هناك مشكلة . فقال انه سيحدثها عن ذلك فيما بعد , وان المشكلة كان يمكن ان تحدث لو لم يعد خوسيه العدة لمعالجة الامر .
وأضاف قوله :
"اقتحمت بعض خراف مزرعة ريخا السور الشرقي لأرض مندوزا . وتمكن خوسيه من اعادة تلك الخراف وسد الثغرة في السور ."
" فهمت , لم يحدث أي ضرر اذا ."
وولكن تعبيرات وجهه ظلت متجهمة وأضاف :
"خوسيه يعتقد ان الثغرة حدثت في السور عن عمد ."
وسألته بسرعة :
"من يمكنه ان يفعل هذا ؟"
" ربما يكون كارلوس هو الذي قام بذلك فهو يعرف مدى بغضي لوجود الخراف في أرض مندوزا ."
" ولكنه سيكون تصرفا لا جدوى من ورائه . لأنه مع تلك المساحات الممتدة من الارض سيتطلب الامر عدة أشهر حتى تستطيع مئات الرؤوس من الضأن احداث أي اثر محسوس."
فرد عليها بصبر نافذ :
"ان الامر يختلف . فرأس واحدة او ألف رأس , كل هذا لا يهم ."
وحرصت ليان على التحدث بنبرة حيادية وهي تقول له :
"انك تقصد ان المسألة تتعلق بالمبدأ نفسه , أليس كذلك ؟"
" هذا صحيح . فأن فرنسيسكو ريخا يستطيع ان يستخدم أرضه كيفما يشاء ولكنني لن اسمح لأي من خرافه بدخول أرض مندوزا ."
" ولكن ربما تكون قد دخلت عرضا . ربما يكون خوسيه قد أخطأ في تصوره ."
" ان خوسيه يعتقد أن أسلاك السور قطعت فهناك قليل من الشك في انها لم تقطع . ولمصلحة من اذا تفسرين هذا الشك ؟ ألمصلحة كارلوس ؟"
فعضت شفتيها وقالت :
"لا أرى أية مصلحة يمكن ان يجنيها من وراء ذلك ."
" لن يجني شيئا , ولن سيكفي كارلوس انه نجح في انتهاك حرمة ارضي ."
واوصلا شق طريقهما في صمت قبل ان تسأله ليان :
"ما الذي سيحدث الان ؟"
فهز كتفيه بأستخفاف وقال :
"سأعيدك الى البيت ثم استقل سيارة وأوجه تحذيرا الى أخي غير الشقيق ."
" أي تحذير ؟"
"انه تحذير لن يخطىء فهم معناه . ولو تكر ذلك مرة اخرى فسيتم اطلاق النار على اغنامه وارسالها اليه ميتة ."
فالتقطت ليان أنفاسها وقالت له :
"كلا , إنك لن تفعل ذلك ."
" بل سأفعل ."
قالها بلهجة حازمة لا تراجع فيها واستحث حصانه على التقدم ووجهه متجهم .
وأدركت أنها ضايقته بدفاعها عن كارلوس ولكن كان لابد ان يأخذ احد جانب التعقل في هذه المسألة .
ولم يتحدثا بعد ذلك الا حتى وصلا البيت وما ان هبطا من فوق حصانيهما حتى بتدرت ليان بقولها :
"أرجو ان تأخذني معك ."
"كلا , ستنتظرين هنا الى ان أعود ."
وأدركت من نبرة صوته أنه لا جدوى من مجادلته . وراقبته وهي تشعر انها لا حول لها ولا قوة وهو يتحرك بالسيارة نحو بوابة المنزل ويبتعد .

خلصنا الرابع
وانشالله رايحيين على الخامس .......

*********************************************

khadija123
12-02-2010, 20:05
شكرا كثير نايت سونغ على الرواية الحلوة وأسفة على تأخري في الرد لأن كان لديا مشاغل فلدلك لم ادخل للأنترنيت في الأيام الأخيرة

khadija123
12-02-2010, 20:11
حبيبتي الغصن تسلم أناميلك الحلوة رواية رائعة لقد قرأتها من قبل وهي جد رائعة وأتمنى أن تعجب الكل كما أعجبتني

نايت سونغ
12-02-2010, 23:43
يسلمووو خدوجة حبيبتي و انشالله تكوني استمتعتي بقرأتها :o

ولا يهمك يا عسل ::سعادة:: افتقدنا للردودك الروعة


و عنجد شكل الرواية روعة ;) مثل ما قلتي

يسلموووو غصون الله يعطيكي الف عافية يا قمر و يقويكي :رامبو:

دائما رواياتك اكثر من رائعة ::جيد::

الغصن الوحيد
12-02-2010, 23:59
تسلمين حبيبتي خدوجة انا فقدت هاليومين واستغربت وش فيك مادخلت ولا شفناك ...

مشكورة يا قلبي نايت سونغ تسلمين ..


عساكم العافية يا عمري ...

الغصن الوحيد
13-02-2010, 00:07
الفصل الخامس ...

5- ظهور ابن البلد ...

تناولت طعام الغداء وحدها وهي جالسة عند أحد أطراف المائدة الكبيرة . وقدمت لها خوانيتا القهوة فشكرتها بالاسبانية وهي تأمل كسب صداقتها , فالخدم في هذا المنزل يعاملون معاملة حسنة لكن قواعد البروتوكول تطبق بصرامة . ولم يكن أمامها ما تفعله سوى انتظار عودة ريكاردو . ولمحت سيارة ريكاردو تقترب وهي جالسة خارج المنزل بالقرب من القوس الحجري الذي لابد ان تمر تحته السيارة . وتوقف ريكاردو وقل لها وهو يرفع حاجبيه :
"أظن ان المكان ليس مريحا في الداخل مما جعلك تجلسين في الخارج هكذا كالشريدة ؟"
فردت عليه وهي تهب واقفة :
"شعرت بالسأم , ولم يترك لي الخدم شيئا اعمله ."
وحاولت ان تستكشف من وجهه ما حدث لكن بدون جدوى فسألته :
"كيف سارت الامور ؟"
"وكيف تتوقعينها ان تسير ؟ لم يحدث عراك إن كان هذا ما كنت تأملين في سماعه ."
فهزت رأسها باحتجاج وقالت :
"انني لا اريد أي شجار بالمرة بينك وبين كارلوس , وما الداعي لأن تصبح لدي مثل تلك الرغبة ."
" ربما لأزالة السأم عنك .فالمنازعات العائلية هي عادة مصدر ترفيه لمن لا شأن لهم بها غير ان كارلوس ليس من العائلة بالمعنى الحقيقي للكلمة كما تعتقدين ,أنة ثمرة الغرام..
اليس هذا تعبيرآ مهذبآ ؟"
واخذت ملامحه تزداد قتامة وقال:
"الشهوة هي التعبير الأكثر ملاءمة .وليس هذا بالموضوع الذي سأناقشة معك هنا,تعالي الى السيارة."
وقالت في لهجة احتجاج:
"البيت ليس بعيدا عن هذا المكان ويمكنني أن أذهب اليه سيرا على الأقدام "
ورمقها بعض الوقت فتنهدت وتحركت لاطاعته . وأحست وهي تشعر بالدهشه ،بأنها هي وريكاردو يقفان عند طرفي نقيض . لم تكن تقصد بالضبط الكلام الذي قالته عن كارلوس.لأن هذا كان معناه ذر الملح فوق جراح من يتطلع الى الانتقام الا ان شيئا في نفسها منعها من تقديم اعتذار كامل لأن ريكاردو لم يكن على حق تماما في هذا الموقف .
وسألته عندما وصلا الى المنزل :
"هل تناولت طعامك .أردت انتظارك ولكن إينيز أصرت على أتناول الطعام في موعده المحدد"
"إينيز على حق لأنها لم تكن تعلم متى أعود "
ودار حول السيارة وفتح لها الباب لتنزل وهو يقول لها :
"بدأت تتعلمين قبول المجلات الصغيرة المنتظرة من الرجل تجاه المرأة .وكنت منذ أيام قلائل فقط تتركين مقعدك في السيارة حتى قبل أن أترك نفسي مقعدي "
"منذ أيام قلائل فقط كانت لدي روح المبادرة ولكن يبدو أنك أضعفت في تلك الروح أيضا "
فضاقت عيناه وهو ينظر اليها من ارتفاع ست بوصات هو فرق الطول بينهما ويسألها :
"وأية صفات أخرى فقدتها منذ مجيئك الى أرض مندوزا؟"
فقالت وهي تزيح خصلة من شعرها عن وجهها وتتجنب النظر اليه:
"لا أعرف كنت أتكلم لمجرد الكلام ،فإنك تجعلني أقول أشياء لا أعنيها "
"لاأحد يفعل ذلك ،ولكنني أسلم بأنك لا تقولين دائما ما تعنيه."
وسار نحو المنزل لينهي الكلام في هذا الموضوع وتركها تسير وراه وهي متخلفة بخطوة عما يعتقد أنة مكانها الصحيح ،وذلك حسب ما تصورتة ،وفكرت فيما قالته وتساءلت بينها وبين نفسها عما قصدته من وراء تلك الملاحظة المبهمة .ان شيئا"عميقا "بدخلها حفزها الى هذا الكلام ، انه شيء غريزي لا سيطرة لها علية وانزاح عقلها قليلا" لئلا يحجب عواطفها تماما" وسارعت إينيز عندما رأت سيدها تستقبله ، وهى عادة تتصرف بروح مختلفة في حضور ريكاردو .وعندما سألته عن أي طلبات يريدها أجابها انه تناول طعامه انه يريد منها_ اعداد القهوة ليتناولها في الخلاء وأوشكت ليان ان تقول أنها تناولت القهوة فعلا. ولكنها سكتت وأحست بأنه لا بأس من تناول القهوة مرة أخرى خاصة وأن ريكاردو في مثل حالته هذه يحتاج الى من يجالسه ويرفه عنه .وأرادت ليان أن تعرف ماذا جرى في منزل ريخا.كانت في الفناء ظلال بسيطة كاالعادة في مثل هذا الوقت من النهار .ورأت ليان المزارع المسن انريكو يمر ببطء وقد انحنى ظهرة بفعل تقدم السن وبسبب العمل الدائم والدئب في المزرعة ، فاالمنطقة الجميلة المحيطة بالمنزل ثمرة جهود هذا الرجل الذي سيخلفه ابنه من بعده في أداء المهمة نفسها , فأولئك الذين يخدمون في المزرعة يعتبرونها بيتهم تماما مثل أي فرد من عائلة مندوزا .
وتقيم داخل المزرعة عائلات قانعة بحياتها التي تفتقر لأي شيء يقرب من الترف .
ووجدت نفسها تسأله فجأة :
"هل رأيت إيزبيلا ؟"
ورد عليها وهو يخفي مشاعره :
"نعم رأيتها وهي تبلغك تحياتها وتمنياتها بأن تتكيفي مع الاشياء الكثيرة التي تفرق بين هذه البلاد وبلادك ."
" إيزبيلا لها بصيرة نافذة ."
فرد عليها بجفاف :
"انها أمرأة ."
فرمقته بنظرة سريعة وهي تقول :
"ألا توافق على أن بيننا شيئا مشتركا ؟"
" بغض النظر عن اختلاف الثقافتين تشتركان في الغرائز الاساسية وهو ما ثبت من تصرفات كل منكما ."
" ان كان ما فهمته صحيحا فانك تعني بكلامك تركيز الاهتمام على الهدف الرئيسي . وهل تظن ان ايزبيلا لم تتزوج من كارلوس الا بسبب اعتقادها بأنه قد يمتلك الضيعة؟ (وش فيها قلبت من اللغة العربية الى باب الحاره ...الضيعة ...خير ....الغصن )ان كان صحيحا فانها ستحقق النتيجة نفسها بزواجها منك ."
فقال في حدة :

الغصن الوحيد
13-02-2010, 00:10
"ان أحدا لم يطلب منها الزواج مني . وكفى كلاما في هذا الموضوع ."
واحست بأنها قالت أكثر من اللازم , فلقد أحب ريكاردو ايزبيلا وفقدها عندما تزوجت من أخيه غير الشقيق , وكان على وشك ان يفقد معها الاستانسيا أيضا وهو لا يريد أن يذكره أحد بذلك . وبردت القهوة في فنجانها ولكنها تناولتها برغم ذلك وهي تشعر بالجو المتوتر الذي يحيط بها . واحست بالمائدة الممتدة ترمز للحاجز الذي يفصل بينهما . وخامرتها فجأة رغبة في ان تلمس يده السمراء التي يضعها على المائدة . فهذا الرجل زوجها ورغم ذلك لا تمثل أي مكان في حياته . وتساءلت ما يمكن ان يثير الحيوية فيه . وتمالكت نفسها فجأة , هي معتوهة ؟ ان آخر شيء تريده هو ان تقيم معه علاقة عاطفية من أي نوع . وكسرت حدة السكون لتسأله :
"هل ستذهب مع الماشية الى لابلاثا ."
فأجابها انه لن يذهب اليها ولكنه سيلتقي مع المشترين في بلدة سانتينا الاسبوع المقبل لتعديل شروط التعاقد .
فسألته :
"هل يمكنني أن اذهب معك الى سانتينا حيث أقوم بجولة في ارجاء البلدة أثناء انشغالك بالعمل مع هؤلاء الناس ؟"
" ان شئت الذهاب فاعلمي ان اولئك الذين يجعلون أنفسهم عرضة للاهانات والمضايقات يجب ألا يدهشوا عندما يتعرضون لذلك . إنني أتصور إمكان تعرضك لحالة لا تحتمل ."
" الامر يختلف فانني سأخرج في ضوء النهار ."
" وتعرضين نفسك أمام أنظار الجميع وانت تختالين وتتباهين بلون بشرتك ."
فردت في حدة :
"إنني لا أختال ."
" قد يكون هذا صحيحا من الناحية الافتراضية , ولكنك تجتذبين الانظار اليك .... وأنت في حاجة الى رجل لحمايتك ولن أكون موجودا عندئذ , سوف اصحبك الى اسانتيانا عندما تتم الصفقة . ولكن اثناء ذلك عليك ان تفعلي ما اطلبه منك وان تمكثي في المنزل ."
فقالت في حرارة :
"هذا ليس بيتي , بل انني لا امارس حريتي حتى كضيف ! "
فهز كتفيه بلا مبالاة وقال :
"الحرية تعني اكثر من مجرد القدرة على التجول في أي وقت يشاء المرء . اذهبي الان لأخذ قيلولة .ط
" لا يمكنني النوم في منتصف النهار ."
" لا داعي لأن تنامي . يكفي ان تأخذي قسطا من الراحة ."
" ان احدا لا يذهب الى الفراش في منتصف النهار بسبب الحر , وهو ما يحدث أيضا في انكلترا ."
فرمقها بنظرة طويلة وقال :
"أتريدين مضايقتي . اننا نقترب من نهاية الشهور الحارة هنا في سهول بامبا .وفي انكلترا يندر ان يأتي يومان متعاقبان من الحر الشديد خلال فصول الصيف المعتادة , والعمل هنا يبدأ مبكر جدا عن بداية ساعات العمل في المحلات والمكاتب في بلادكم . والاغفاءة لا تعني الاستغراق في النوم وانما الهدف منها أعادة النشاط الى الجسم والذهن عندما يصبيها الارهاق الشديد ."
وأطرق هنيهة ثم قال :
"إنني أصر على ضرورة التزامك بعادات بيتنا والبقاء في غرفتك حتى الساعة الرابعة ."
ونظرت اليه وهو يرمقها بدون ان تخفي امتعاضها وقالت :
"أظنك تعني ان من الخير لي ان افعل هذا ."
" نعم . لابد من ذلك ."
" ولكن هذه القاعدة لا تسري عليك بطبيعة الحال ."
فاشتدت نظراته صرامة وقال :
"أنا سيد نفسي . فهل تفعلين ما يطلب منك أو أجعلك ....؟"
وأدركت ليان انه يريدها ان تتركه الان فنهضت وتركته بدون ان تبدي مزيدا من الاحتجاج . ودلفت الى غرفتها ذات الضوء الخافت المريح وراحت تفكر فيما يمكن ان يفعله ريكاردو خلال الساعات المقبلة , هل يقرأ أم يجلس ليفكر . وهل صحيح انهما قد يمضيان فترة بعد الظهر سويا يتحدثان حديث الاصدقاء أو يتبادلان الحب .... انها تعتقد ان ريكاردو كان سيصبح رجلا آخر مع أمرأة يحبها . كان سيدللها ويحميها ويتملكها بكل ما في الكلمة من معنى . انها ستصبح جزءا منه .

khadija123
13-02-2010, 02:12
بعد أن تخلص الغصن من روايتها أتمنى أن تسمح لي الظروف بتنزيل رواية أخرى إن شاء الله

cococool
13-02-2010, 16:39
مشكوراا اختي الغصن الوحيد علي رواية انا ماقريتها من قبل وقاعدة أتابعها
تسلم ايديك

وانا منتظرتك اختي خديجة 123 انشالله علي رواية جديدة تسلمين والله
ومشكورين علي هذا التفاني
تحياتي للكل :cool:

الغصن الوحيد
14-02-2010, 08:52
يعطيكم العافية حبياباتي وسامحوني على التأخير ....

مشكورة حبيبتي سوسو كول ..تسلمين ..

خدوجة حبيبيتي انا من احين انتظر ومشتاقة حق روايتك يعطيك العافية ..

الغصن الوحيد
14-02-2010, 08:55
تابع الفصل الخامس ...

وحاولت ان تخلص عقلها وقلبها من تلك الافكار . فريكاردو لا يستطيع ان يحبها , وهي لا تريده ان يفعل ذلك . وليس هناك شيء يمكنه ان يجمعهما على وفاق .
ودعاها ريكاردو لتصحبه مرة أخرى بعد يومين الى محطة شحن الماشية بالسكك الحديدية فقبلت دعوته بترحيب حذر . واستيقظت في الصباح الباكر والجو مبلل بالرطوبة المحببة . انه أفضل وقت على الاطلاق لركوب الخيل عبر سهول بامبا , فالجو منعش ونقي . أصبح ركوب الخيل هوايتها المفضلة لقضاء وقت الفراغ . ركبت العديد من الخيول ولكنها أحبت الحصان الذي ركبته لأول مرة . واسم هذا الحصان بالاسبانية هو روخو نسبة الى لون شعره البني المائل للأحمرار ولم يقم أحد بركوب هذه الفرس منذ ان أبدت اهتمامها بها فهل كان ذلك شيئا عرضيا ام مدبرا . هذا ما ستحاول اكتشافه .
وأخذ ريكاردو ينظر اليها وهو يبتسم اثناء مشاهدتها لعملية شحن الماشية في عربات السكك الحديدية . كانت ترتدي سروالا مخصصا لركوب الخيل كان يخص والدته واكثر ملاءمة من السروال الجينز الذي كانت ترتديه من قبل كما ارتدت قميصا قامت بثني كميه وتدلت خصلات من شعرها من تحت القبعة وأخذت تتطاير مع النسيم لتكشف عن وجه خال من المساحيق فيما عدا لمسة خفيفة وردية من أحمر الشفاه .
وقال لها ريكاردو فجأة :
"تغيرت . انك تختلفين كثيرا عن الفتاة التي رأيتها ذات ليلة لأول مرة في ملهى ريوس ."
فسألته باستخفاف :
"هل تغيرت الى الاحسن أم الاسوأ ؟"
فضحك وقال :
"الاى الاحسن طبعا , والا لما قلت هذا . ان أي رجل لا يبدي رأيه في شكل امرأة ما لم يكن مجاملا لها ."
" لا يفكر كل الرجال بالطريقة التي تفكر بها ."
" لأن كل الرجال ليسوا ارجنتتينين . وقد تظنين ان اللاتينين لهم محاسنهم في هذا المجال ."
" أعتقد اعتقادا جازما بأن اللاتيني يعرف طريقه الى قلب المرأة ."
وكادت تعض لسانها وهي تراه يرفع حاجبه في بطء ويقول لها :
"ان كان لها قلب فأنه قد يصل اليه ."
وتمنت ليان ذلك . كانت كلما نظرت اليه تشعر بالتوتر يعتريها . وكانت الاوقات التي تستطيع فيها نسيان طبيعة علاقتهما قليلة ومتباعدة في حين اعتادت ان تتخيل نفسها وقد بلغت نهاية فترة الستة أشهر وهي تتساءل عما سيكون عليه شعورها عندما تغادر هذا المكان . ان شطرا من نفسها ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر في حين أن يعيش مع انسان آخر كل تلك الفترة الطويلة بدون ان يترك ذلك اثرا في حياتهما ؟ وقالت له بسرعة :
"إنني أشعر بالجوع فهل ستعود لتناول الافطار ام ستنتظر حتى تنتهي عملية الشحن ؟"
" سأعود معك . ويستطيع خوسيه ان يعنى بالامر هنا .... وبانتهاء الشحن يمكنني أن اشعر ببعض الراحة والاسترخاء ."
وفي الطريق أطرق هنيهة قبل ان يسألها في رقة :
"في الطريق تشعرين ان الحياة في المنزل تثير الضجر ؟"
"ان استخدام لمة ضجر هنا هو استخدام غير سليم , والكلمة الاكثر ملاءمة هي : الاحباط فليس امامي ما افعله عدا ركب الخيل والقراءة وإينيز لا تسمح لي حتى بترتيب فراشي ."
فقال لها بجفاف :
"ربما تكون غير راضية عن طريقتك فقد ظلت تشرف اشرافا كاملا على تنظيم المنزل لفترة طويلة حتى انه يصب عليها ان تترك جزءا من البيت بدون ان تشرف عليه ."
وقالت ليان لنفسها ان اينيز يصعب عليها ان تتخلى عن ذلك وخصوصا لشخص مثل ليان .
وقالت له وهي تتعمد الاستخفاف :
"لو انني كنت زوجتك حقا لكانت ...."
فقاطعها بابتسامة وقال :
"انك زوجتي فعلا , من الناحية القانونية وان لم يكن من الناحية العاطفية . ومن الان يمكنك اذا اردت ان تستأثري بأي جانب تختارين من المهام التي تؤديها اينيز . وكل مايجب عليك هو ان تبليغها بذلك ."
" لن تطيعيني ."
" الامر متروك لك لألزامها بأن تطيعك ."
فمالت الى الامام قليلا لكي تحك رأس الفرس روخو في المنطقة بين الاذنين وسألته بصوت خفيض :
"أحقا ؟ وهل تعلم اينيز اننا لا نذهب الى الفراش سويا ؟"
فأجابها ريكاردو في برود :
"لم أناقش هذا الامر معها اطلاقا . واعتقد ان استخدامنا غرفتين غير متصلتين بباب اعطى كل خدم المنزل مجالا للظن والاقاويل , وفي جناح البيت وكان يجب علي ان اراعي هذا النقص عند اختياري الجناح الشرقي فيه غرفتان كان يستخدمانها ابواي ويربط ينهما الباب الذي حدثتك عنه . فهل تفضلين الانتقال الى هذا الجناح لأنقاذ ماء الوجه ؟"
وجعلتها ملاحظته الساخرة ترفع ذقنها الى اعلى وهي تقول له :
"تأخر الوقت قليلا للقيام بذلك . ألا يشارك الزوج زوجته غرف واحدة في هذه البلاد ؟"
" الامر اختياري . فالكثيرون يفضلون استعادة عنصر التشويق والاستثارة عن طريق انفاصلهما لكي ينام كل منهما على سرير مستقل عقب المعاشرة الزوجية . والامر متروك للزوجين ان هما فضلا قضاء الليل كله سويا ."
وتمنت ليان ان تسأله عن أي الحالين يفضل ولكنها تجنبت استثارة احاسيسه بهذا السؤال . وسألته:
"قلت ان الامر متروك للزوجين .... ألا تعني بذلك ان الامر متروك للزوج ؟"
" أتقصدين انه لا مجال للأختيار للزوجة الارجنتينية سوى الخضوع لمطالب الزوج ؟"
" وهل لها ان تختار ؟"

الغصن الوحيد
14-02-2010, 08:57
" الرجل الذي يفتقر تماما الى المهارة في تحريك مشاعر المرأة لدرجة تجعلها تقابله بالصدود لا يستحق افضل من هذا ."
" وما من لاتيني طبعا يفتقر الى تلك المهارة ."
فمال الى الامام فجأة لكي يمسك بلجام حصانها ويوقفه الى جانب حصانه . ولاح في عينيه بريق يحمل في طياته معاني خطيرة وهو يقول لها :
" هل تحاولين استثارتي لأعاشرك معاشرة الازواج ؟"
وقالت له وهي تتمنى الا يسمع خفقان قلبها :
"ان كنت اسعى حقا لأستثارتك فلأنك تستدرجني لأفعل هذا , واعتقد انك تتعمد هذا ."
فقال لها وهو يبتسم ابتسامة غير متوقعة :
"ربما تكونين على حق ي هذا . وارج وان اعلمك يوما ما المبادىء الخاصة بكيفية التصرف والسلوك ."
وترك اللجام واعتدل فوق السرج وهو يقول :
"حاولي ان تتذكري من اجل صالحك وليس من اجلي اننا نستطيع بقليل من الجهد ان نمضي معا وقتا سعيدا ."
وأدركت ليان انها هي التي يجب ان تبذل كل هذا الجهد .
واحست انه لا جدوى من وراء ذلك ولم يعد يهمها كيف تسير الامور .
وفي نهاية الاسبوع هبت عاصفة ممطرة شديدة جعلت من الصعب على المرء ان يخرج من البيت . وادركت ليان ان فصل الشتاء سيكون قد انقضى نصفه عندما يحين وقت مغارتها للأرجنتين . ولكن هذا التفكير جعلها تشعر بأن يوم العودة الى الوطن ازداد ابتعادا . وعندما تصل في النهاية الى انكلترا سيكون فصل الخريف قد حل هناك , ولكنها ليست متأكدة بعد من هذا .
وسافر ريكاردو صباح الاثنين الى بلدة سانتينا بعدما اتخذ التريتبات لقضاء الليل هناك . وادركت ليان ان الصفقات التي سيبرمها ريكاردو تتضمن مبالغ طائلة . وكفت عن المطالبة باصطحابه لها في رحلته الى سانتينا وكافأها على ذلك بأن وعدها بزيارة البلدة في الاسبوع التالي .
واحست ليان بأن ساعات اليوم اخذت تطول مع ادراكها بأنه لن يعود الى المنزل الليلة كان يترك البيت احيانا عدة ساعات اثناء النهار ليناقش امور العمل مع مديري المزرعة , إلا انه خلال الليالي القليلة الماضية كان يحرص على ان يمضي الوقت معها بعد تناول العشاء في الحديث وتدخين السيكار وهما يستمعان سويا الى مجموعة اسطواناته العديدة .
ولمحته ليان مرة او مرتين وهو يرقبها في حيرة كأنه يتساءل اذا كانت الروح العدوانية ستعود اليها من جديد . ان تلك الروح كانت تطغو عادة قرب السطح ولكنها تنجح في تهدئتها بمهارة . وليس من السهل معرفة كيفية التعامل مع رجل مثل ريكاردو مندوزا , الا انها وجدت نفسها تستمتع بالتعامل معه . وهي تدرك انه نوع خطير من المتع هالا ان البديل لذلك , وهو مواصلة الشجار معه , لا يحقق أي هدف مأمون .
وأمض ت صباح ذلك اليوم في العمل على تحسين مستواها في اللغة الاسبانية مستعينة بقاموس اعطاه لها ريكاردو , وساعدتها خونيتا بقدر ما استطاعت في تعلم نطق الكلمات باللهجة المحلية .
وأمضت كعادتها فترة بعد الظهر في القراءة والاسترخاء على كنبة ممتدة تحت الظل في الفناء الى ان حان وقت خروجها لركوب الخيل للمرة الثانية خلال اليوم . وكان قد تم اعداد الفرس روخو للركوب بوضع السرج فوقه عندما وصلت الى الاصطبل . ووجدت الحصان ديابلو الخاص بريكاردو يقف هناك تحت اشعة الشمس وهو ايضا ينتظر ريكاردو كما اعتقدت ليان , وقد افتقده كما افتقدته هي ايضا . وحدثتها نفسها بأنها سوف تتمكن يوما من ركوب ديابلو وامامها متسع كبير من الوقت اذ ما زال امامها اكثر من خمسة اشهر تمضيها في الارجنتين .
وعندما عادت الى المنزل كانت الساعة قد بلغت السادسة دلفت الى المنزل من بوابة خلفية لتستخدم الدرج المؤدي الى غرفتها . وشاهدها رجل يجلس امام المائدة تحت احد القناطر فوقف ليحيها في دهشة وهو يناديها :
"سنيورا مندوزا ؟
وردت عليه ليان وهي محيية وهي لا تكاد تصدق . فهو رجل انكليزي كما يبدو من ملامحه و ملابسه . وابتسم لها وهو يقول :
"انا غرانت ادواردز صديق ريكاردو . ويبدو انني اخترت وقتا غير ملائم لهذه الزيارة ."
فقالت له بسرعة في لهجة تأكيد :
"كلا على الاطلاق انه شيء رائع ان ارى احد ابناء وطني . ارجوك ان تجلس ."
وشكا لها غرانت من امرأة مسنة حاولت ان تمنعه من الدخول وابلغته بأن ريكاردو غير موجود في المنزل وأنه خرج للعمل . فضحكت ليان وقالت له :
"انك عندما تعرف اينيز على حقيقتها ستجد انها ليست سيئة وكل مافي الامر بأنها لا تعبأ بالغرباء . واعتقد انها تظن انهم كلهم يريدون سرقة الفضة ."
فضحك غرانت لهذه الدعابة وقال لها :
"انني لا اكاد اصدق انك زوجة ريكاردو , فعندما قابلته منذ شهرين لم يبلغني بأنه متزوج ."
فابتسمت قائلة :
"لم يكن قد تزوج بعد . تزوجنا منذ اسبوعين فقط في بوينس ايرس , هل تقيم في الارجنتين غرانت "
" اعمل حاليا كخبير استشاري في حقل جديد للبترول في شاكو ."
" وهل تقابلت مع ريكاردو هناك ؟"
" كلا تقابلنا في ري ودي جانير و عندها كنت امضي عطلة نهاية الاسبوع وقام احد الناس بتعريف كلا منا بالاخر . وقبل مغادرتي المدينة وجه الي دعوة لزيارة الاستانسيا خلال اجازتي المقبلة واتيحت لي فرصة قضاء فترة اجازة لمدة اسبوعين فقررت ان ازور الاستانسيا تلبية لدعوة ريكاردو , الا انه كان يجب ان اتصل بها ولا بدلا من ان أفاجئه بالزيارة , لقد جئت بالسيارة الى هنا من مطار سانتينا , ويمكنني ان اتوجه الى هناك الليلة على ان اسافر غدا بالطائرة ."
فردت عليه ليان بسرعة :
"لا يمكنك ان تسافر قبل ان تلتقي بريكاردو على الاقل , واستطيع ان اعد لك غرفة .وسوف يعود ريكاردو صباح غد , وهو في الحقيقة موجود الان في سانتينا ."
"أحقا هو هناك ؟ كان في استطاعتي ان ألمحه لو انني مررت بسيارتي من داخل البلدة ولكن ازدحام الاسواق فيها جعلني اسلك الطريق المؤدي مباشرة الى هناك ."
وأطرق قليلا ثم سألها :
"لابد انكما عدتما لتوكما من رحلة شهر العسل .
"لم يكن لنا شهر عسل ."
قالتها بسرعة بدون تفكير وسرى الدفء في جسمها وهي تراه يحدق فجأة في محاولة للتكهن بسبب ذلك . ولكنها تداركت الموقف في الحال وهي لا تدري ما اذا كان شهر العسل بالمفهوم البريطاني يلقى قبولا في الارجنتين , وقالت :
"لم يكن لدينا الوقت لقضاء شهر العسل بالصورة الملائمة . اذ كان يجب على ريكاردو ان يعود ليشرف على شحن الماشية ولكي يلتقي مع المشترين . وسوف تقل مشاغل العمل الان الى حد ما الى ان تحين فترة الشحن المقبلة ."
ولاحظت اقتراب اينيز في هدوء فتأهبت لتأخذ دورها كسيدة البيت . بغض النظر عن الطابع المؤقت لهذا الدور . وقالت لأينيز بالاسبانية :
"سنيور ادواردز سيقيم الليلة هنا على الاقل . وارجوا عداد غرفة له ."
فتصلبت رئيسة الخدم وقالت في امتعاض :
"ان سيدي ..."
فقاطعتها ليان قائلة :
"سنيور ادواردز حضر بدعوة منه , اطلبي من خونيتا احضار الشاي لنا ."

الغصن الوحيد
14-02-2010, 09:00
فنظر اليها ادواردز في اعجاب وقال لها بعد ان انصرفت اينيز :
"انك تعرفين كيف تديرين دفة الامور هنا .
دهشت ليان عندما عرفت مدى اليسر الذي تدار به الامور في المنزل بعدما تخطت الحاجز الذي كان يجعلها تتردد في اصدار الاوامر . فأينيز لا تستجيب للرجاء الذي يوجه اليها بلهجة مترددة لتفعل شيئا ما , لأنه اعتادت على الخضوع للأومر وهي لا تدهش الان عندما تذكر كيف كان ريكاردو يبدي ضيقه بالنسبة اليه شيئا سهلا وطبيعا .
واتخذت ليان كرسيا الى جوار ادواردز وسألته :
"حدثني عن عملك , هل هو ممتع ؟"
الامر يتوقف عل مدى نظرتك الى العمل نفسه فالظروف هنا بدائية جدا . وظروف العمال المحلية تبدو افضل . وفيما عدا ذلك الامر يرجع الى الخبرة ."
" هل تعمل حرا بعقد خاص ؟"
" انني معار من شركتي ."
" هل انت متزوج ؟"
فابتسم وهز رأسه قائلا :
"هذا العمل لا يصلح لرجل لديه زوجة واولاد يفكر فيهم . انه لن يتمكن من رؤيتهم حتى لمدة ستة اشهر . انني اعمل على تكوين ثروة قبل ان استقر . وقد حددت لنفسي سن الخامسة والثلاثين كحد اقصى ومعنى هذا انه ما زال امامي ست سنوات ."
وسألته ليان بلهجة استخفاف :
"وماذا سيحدث لو انك التقيت قبل ذلك بفتاة تريد الزواج منها هل ستطلب منها ان تنتظرك ؟"
" لا يمكن التفكير بهذا الاسلوب , ربما كنت سأعيد التفكير في هذه الحالة , فهذه الامور قد تحدث بسرعة ."
فقالت وهي تخفض بصرها :
"نعم قد يحدث هذا فعلا ."
وخيم الظلام بسرعة غير مألوفة . وخلال لحظات تحولت السماء من حالة اللا شفافية الرقيقة الى الحالة المخملية الكثيفة . واخذت النجوم تتلألأ في كثافة . وبدأت اصوات الليل المعهودة تداعب الاذان بدون ان يلحظها احد الا اذا توقفت . وترددت ضحكة خوانيتا التي صدرت من اتجاه المطبخ ... وعن بعد بدأت تسمع اصوات عزف الغيتار في إيقاع بطيء .
وجذب ادواردز انفاسه وقال لها :
"الحياة هنا آمنة , اليس كذلك ؟ وهي تختلف عن المكان الذي جئت منه . في أي مكان في انكلترا كنت تقيمين ؟"
" في لندن ."
وأحست فجأة بألم الغربة والحنين للوطن . فشهر فبراير / شباط في انكلترا يميز بالبرد والرطوبة وربما الضباب ايضا ولكنها في هذه اللحظة تتمنى بكل ما فيها من احاسيس ان تكون في وطنها .
وصاح ادواردز قائلا في ابتهاج :
"وانا ايضا من لندن , ولدت هناك . وقد مرت ثمانية عشر شهرا منذ رأيتها لآخر مرة . كم من الوقت مر منذ مغادرتك لها ؟"
ورأت ليان انه ليس ثمة ما يدعو لتلفيق قصة غير حقيقة , فقالت له :
"ثلاثة اسابيع ."
وتعمدت النظر الى وجهه لترى تعبيراته وهي تبتسم وقالت :
"انني اعلم ان الامر يبدو الي انا ايضا لا يصدق . فقد اصبحت تائهة بعد ان تخلت عني فرق الرقص التي كان مفروضا ان انضم اليها في بوينس ايرس , وفي تلك الاثناء عثر علي ريكاردو وتزوجنا خلال يومين ."
( وانت كل ما شفتي لك احد حتى ماتعرفينه توك شايفته قلت له هالقصة يا شيخة خلاص فضحتي في الرجال ما بقى الا تقولين عطاني فلوس وتزوجني بالغصب ما صارت لسانها منفلت ,اف اف اعوذ بالله ...الغصن )
ونظر اليها وهو غير متأكد مما يسمع وقال :
"حقا انني اعرف ان اللاتيني يتميز بسرعة اتخاذ القرارت ولكن هذه الحالة سجلت سلبقة لا مثيل لها . اذ لابد انك تأكدت فعلا من مشاعرك نحوه ."
وكان هناك اغراء كبير يحفز ليان ان تندفع في سرد القصة كلها ولكنها بذلت جهدا في مقاومة هذا الاغراء , وهزت كتفيها وهي تضحك قائلة :
"ريكاردو ليس بالرجل الذي ترفضه امرأة ."
فحملق فيها قائلا :
" اتقصدين انك تزوجته من اجل المال ؟"
" وهل من الصعب تصور ذلك ؟"
" نعم , فأنت لست من النوع الذي يبحث عن الذهب , أتريدين ان تقولي لي انك لا تحبينه ؟"
وكان السؤال مباشرا بحيث لا يمكنها ان ترواغ في الرد عليه , كما انها في الوقت نفسه لا تستطيع ان تتظاهر أمام هذا الرجل بأنها تكن لريكارو تلك العاطفة .
وقالت له :
"ارجو ألا تحكم علي يا غرانت . فهناك أشياء تتعلق بزواجي , لا يمكنني التحدث عنها . ولقد قلت في هذا الشأن اكثر من اللازم ."
وفي تلك اللحظة احضرت خوانيتا الشاي فشعرت ليان بالارتياح وبدأت تقدم الشاي لغرانت فانتظر حتى امسك بالفنجان في يده وقال لها في صراحة :
"انك تستطيعين ان شئت ان تطلبي مني الا أتدخل في شؤونك ولكننا انكليزيان وهذا يجعلني اشعر بالاهتمام بشكل ما ازاء هذا الامر ."
وسألها بعد تردد :
" هل لجأ ريكاردو لأي نوع من القسر لحملك على الزواج منه ؟"
وردت عليه بسرعة أحست بها :
"كلا , وكان يجب ألا أحكي لك شيئا من هذا . لا أدري ما الذي جعلني أفعل ذلك ؟"
" أنا أعرف السبب . فأنك تحتاجين الى انسان يقف الى جانبك , وهؤلاء الناس هم رجال ريكاردو وليسوا رجالك. ( وش دعوى لا يكون داخلين على حرب الاخوان ...الغصن ) لقد شعرت بالزهز عندما قابلتني بكل هذا الترحيب الان . وبعد ان عرفت السبب فانني ادرك الان لماذا يسعدك ان تري أي شخص ليس من اصل اسباني – ويمكنني ايضا ان ادرك السبب الذي جعل ريكاردو يسارع بالاستثناء بك . فأنت فتاة جميلة جدا يا ليان , ومن النوع الذي يسلب عقول الرجال . وكان بجب على ريكاردو ان يتيح لك الوقت اللازم للتدبر والتفكير ."
وادركت ان الافتراض الذي فكر فيه هو شيء طبيعي في ظل الظروف المتاحة امامه . فقد اعتقد جان ريكاردو وقع في حبها وجرفها بعاطفته قبل ان تتاح لها فرصة التفكير في القيم البعيدة المدى لعلاقتهما وهذا بعيد عن الحقيقة ولكنه افضل بكثير من الورطة التي دفعت بنفسها اليها عندما روت له نصف الحقيقة . ان غرانت ادواردز صديق لريكاردو ولا يجب عليها ان تفعل اكثر من هذا خشية تحطيم تلك الصداقة لمجرد الحصول على حليف مؤقت انها ما زالت تتصرف على مسؤليتها بدون عون من أحد .


نهاية الخامس ..بس خلكم مستعدين للحماس اللي في الفصل السادس احين لأن نقطة التحول جااااااااااااية.....

******************************************

الغصن الوحيد
14-02-2010, 14:23
الفصل السادس ...

6- رقصة المفاجأة .........

استمتعت ليان بتناول طعام العشاء في صحبة غرانت ,وهو جليس مرح استطاع ان يضحكها بالقصص التي رواها عن مواقف محرجة صادفها في عمله .
وانتقلا الى الصالون لتناول القهوة اثناء ذلك سألها اذا افتقدت الرقص الذي كانت تمارسه قبل الزواج من ريكاردو , كما قالت له , فردت عليه بأنها لن تفتقده الا قليلا خاصة انها ليست راقصة كبيرة . فقال لها باستخفاف :
"أما هنا فأنت ملكة القلعة كلها .... سيدة أرض مندوزا ! "
انها حقا سيدة مندوزا ولكن في الاطار الذي يحدده ريكاردو . ولكن ما الذي يهمها من هذا , فعندما تعود الى انكلترا ستكون لديها ثروة تغنيها عن العمل طول الوقت . وسوف تخبو من ذاكرتها هذه الفترة التي تقضيها الان في الارجنتين . ولكنها تشعر بأنها تكذب على نفسها لأن هذه المسألة ستلازمها بذكرياتها الى الابد وتنعكس آثارها على كل حياتها .
وقامت ليان لتدير احدى الاسطوانات الموسيقية التي استمع اليها ريكاردو في الليلة السابقة , وهي تحمل مختارات من الموسيقى اللاتينية الامريكية لفرقة المايسترو كسافييه كوجات . وقال غرانت انه يحب ايقاع تلك الموسيقى انها فيها بدائية تنشط العقل والحس . ودعاها الى الرقص فاستجابت بعد تردد لم يستغرق سوى لحظات . واثناء الرقص قال لها انه مضى وقت طويل منذ راقص أي فتاة بمثل هذه المتعة , فردت علي بقولها :
"عد الى انكلترا يا غرانت وابحث لك عن فتاة تتزوجها قبل فوات الاوان ."
" وماذا عن خطة السنوات الست التي حددتها . الامر يتطلب مالا لاتخاذ زوجة واعالة اسرة ."
" يمكنك ان تعيش بدخل متوسط بدون صعوبة ."
" ليست هذه طريقتي في الحياة , فلابد ان يكون لي رصيد في البنك يفوق الحد المتوسط قبل ان أبدأ في البحث عن زوجة ."
" ولكن كيف تحقق ذلك وانت هكذا وحيد ."
فابتسم وقال :
"انني لا اعير هذه المسألة اهتماما كبيرا . وان كان وجودي الان معك حيث احادثك وانظر اليك يجعلني أحس بما افتقد فعندما اعود الى عملي سأرجع الى حالتي الطبيعية بعد اسبوع ."
"إنك رجل عملي , ولكنك لا تستطيع ان تحدد خط سير حياتك بمنتهى الدقة , فهناك أمور مفاجئة تقلب احسن الخطط رأسا على عقب ."
فسألها بسخرية :
"مثل مقابلة شخص ما والزواج منه خلال يومين ؟"
وأضاف وقد بدا عليه حب الاستطلاع وعدم الاقتناع بالقصة التي روتها له :
"لا يمكنك اقناعي بأنك سعيدة هنا . فأنا الاحظ نظرة معينة في عينيك كلما ذكرت اسم ريكاردو .... هل يساورك الخوف منه ؟"
" وهل كنت أتزوجه لو انني كنت اخاف منه ؟"
" ربما تكونين قد فعلت ذلك تحت ظروف معينة ."
وتوقفت ليان عن الرقص عندما تغيرت القطعة الموسيقية وأنزلت يدها من فوق كتفه , وقالت له :
"غرانت , لم نتعرف الى بعضنا الا منذ اربع ساعات فقط , كما لا تعرف ريكاردو كثيرا ومن الافضل الا تتحدث بهذ الطريقة ."
" الوقت لا يهم في هذا الامر . فأنا اشعر كأنني عرفتك طول عمري وان كان هذا يدل على الحماقة , ولكن لا حيلة لي فيه . فأنا صديقك وأرجو ان تصبحي صديقتي . اعجبت بريكاردو عندما التقيت به . ولكن هذا ليس معناه الا ارى فيه سوى محاسنه . انه رجل وكلنا معرضون للاغراء ."
( والله صحيح ما يستحي لا ويقول صديقي وكذا تسوي من وراء ظهره يا عديم الحيا والمروه والله انا ماحبيته هالملقوف اللي مدخل نفسه في كل شي مدري على باله مصلح اجتماعي ولا ايش صدق اللي قال :" لا غاب القط ألعب يا فار ".....الغصن )
فنظرت اليه بعض لحظات وقالت :
"أتظن أنني تزوجته لأنني مضطرة لذلك ؟ ألا تعتقد ان تلك الطريقة عفا عليها الزمن ؟"
" اعتقد امك تتبعين الاخلاقيات القديمة التي تجعلك تعتقدين بضرورة زواجك من اول رجل يبدي الحب نحوك سواء كنت تحبينه ام لا ."
" في ظل تلك الاخلاقيات كان يمكنه ان ينالني ضد ارادتي , ام تظن ان ريكاردو وحش آدمي ؟"
" كلا , لكنني أراهن ان له قدرة شديدة على الاغراء والاستدراج ."
ولمس شعرها بيده (لا مصخها السالفة زادات عن حدها الرجال غايب وهذا ماخذ راحته في بيته انا ودي اصفقه ....الغصن )وهو يقول :
"الرجل اللاتيني يطيش صوابه لمثل بشرتك ."
وفي تلك اللحظة انطلق الصوت الحازم من جهة الباب يقول :
"ليس اللاتيني وحده على ما يبدو ."
وتراجعت ليان خطوة الى الوراء مبتعدة عن غرانت في الوقت الذي بدأ فيه ريكاردو يتقدم داخل الحجرة , وقالت في ارتباك :
"أننا لم نسمع صوت السيارة ."
فرد في سخرية :
"ربما لأنكما لم تتوقعا حضوري ."
وتحول بصره نحو غرانت الذي وقف في جانب من الغرفة يشعر ببعض الحرج وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ترحيب فاترة , وقال له :
"أنني مسرور , لأنك لم تنس الدعوة التي وجهتها اليك . ومن حسن الحظ انني قررت ان اعود الليلة بدلا من الانتظار الى الصباح ."
وتساءلت ليان بينها وبين نفسها : من حسن حظ من ؟ من تصرف ريكاردو انه لا يلوم غرانت لهذا المشهد الذي رآه عند دخوله , فهي المذنبة لأنها سمحت لنفسها بأن تقترب على هذا النحومن رجل آخر . كما انها هي التي ستتعرض لغضبه الشديد , الذي يحاول كتمانه الان , ولن يحدث شيء من هذا القبيل في تلك اللحظات التي سيقوم فيها ريكاردو بتحية ضيفه . ووقف غرانت حائرا ومترددا وهو يفكر في محاولة شرح السبب الذي من اجله لمس شعر ليان , ولكنه قرر ان من الحكمة الا يفعل ذلك . وحاول غرانت ان يعتذر لزيارته المفاجئة ولكن ريكاردو رد عليه بأنه لا داعي للاعتذار لأن الدعوة التي وجهها اليه كانت مفتوحة ليقوم بها في أي وقت , واضاف قوله :
" مرحبا باقامتك معنا لأية فترة تشاء . ليان , هل سهرت على راحة ضيفنا ؟"
وردت ليان وهي تدرك لهجة السخرية التي تحدث بها :
"أعدت اينيز غرفة لسنيور ادواردز عند الطرف البعيد للفناء وقد زارها بنفسه ."
وزال عندئذ أي شك في ان ريكاردو يوجه أي اتهام الى غرانت . وقال ريكاردو بصوت قوي :
"تفضل سنيور ادواردز . ان كلا منكما انكليزي ولا داعي لتلك الرسميات ."
ودعا ريكاردو غرانت لتناول الشراب فجلس غرانت باسترخاء في كرسيه يشعر بالاطمئنان في حين أخذ ريكاردو ينظر الى كأسه نظرة مبهمة وقال :
"علينا ان نحتفل غدا بزيارتك لنا . لم استطع تناول العشاء معك الليلة لأن عودتي لم تكن مقررة ."

الغصن الوحيد
14-02-2010, 14:26
عندما علم ريكاردو ان الاجازة التي اخذها غرانت تستغرق اسبوعين قال له :
" انها فترة قصيرة ولكننا سنجعل اقامتك معنا ممتعة بقدر الامكان . وقد أكون مشغولا بأعمالي في فترات من اليوم ولكنني واثق ان ليان ستقوم بواجب الضيافة نحوك على خير وجه ."
وتركتهما ليان يتجذبان اطراف الحديث بدون ان تقول شيئا الا اذا تطلب الامر ذلك . ولم تنخدع بمظهر الهدوء التام الذي بدا على ريكاردو فهي تعرفه جيدا . وادركت ان ريكاردو أرجأ محاسبتها الى وقت آخر فهو لا ينسى شيئا ولا يتسامح بسهولة . واستأذنت بالانصراف , فقام معها ريكاردو وغرانت الذي رمق ليان بنظرة سريعة ذات معنى وهويقول لهما :
"تصبحان على خير , وشكرا لعنايتكما بي ."
وكانت كل كلمة نطق بها غرانت كالمسمار في نعشها , لكنه لم يكن ليعرف ذلك طبعا . ولم يكن هناك أي سوء تفاهم من وجهة نظره ومن وجهة نظر ريكاردو فان غرانت لم يرتكب أي خطأ , وهو أمر يدعو الى السخرية .
وتوجهت الى غرفتها بسرعة وقابلت في طريقها اينيز التي تشعر ليان بأنها شر لابد منه وهي تعتقد ان ريكاردو يكلفها التجسس عليها وتتمنى اينيز , التي لا تخفي كراهيتها لليان , ان يأتي اليوم الذي ترحل فيه عن البيت . وهذا هو شعور كل من في البيت فيما عدا جوانيتا ووقفت ليان في الشرفة تشم رائحة الزهور , وفتح الباب بدون استئذان ورأت ريكاردو يسند ظهره الى الباب بعد ان أغلقه , وادركت انها احسنت صنعا باطفائها أنوار الغرفة قبل ان تفتح نوافذها , وضوء القمر لن يكون كافيا للكشف عما يخالجها من احاسيس وسألها في نعومة :
"هل لديك ما تقولينه تبرير لهذا المسلك ؟"
" ولماذا اكلف نفسي بتقديم مبررات ما دمت كونت رأيك ؟"
" لا اعتقد انك ظننت ان غرانت ربما كان يغازلني ؟"
( عجل وشو شكله يقرا عليها زي الشيوخ عشان كذا حاط يده على راسها وشعرها ....الغصن )
" لابد ان يخامرني هذا الظن طبعا , ومن الطبيعي ان يستجيب الرجل للنداء ."
" أي نداء ؟"
" اقترابك منه , ورغبتك الواضحة في الاحساس بلمسة يده ."
" ليس هذا بالانصاف . لقد كان كلا منا قريبا من الاخر لأننا كنا نرقص وهو لم يفعل أكثر من لمس شعري ."
" ما دام راقصك لابد انه لمس غير شعرك ! "
واطلق العنان لمشاعره وهو يقول :
"لابد انك انت التي أدرت الاسطوانة , ولهذا فأنت التي رغبت في مراقصته . هل حرك ابن بلدك هذا مشاعرك ؟"
فردت عليه في يأس :
"كفى يا ريكاردو . لم يكن الامر كما تصورته بالمرة , فنحن , كما قلت انكليزيان ونميل الى الابتعاد عن الرسميات , ولم يحدث أي شيء بيننا , فكل ما فعلناه هو الحديث ."
فضاقت عيناه وهو يسألها :
"عن أي شيء دار الحديث بينكما ؟"
وتحرك بصرها بعيدا عن وجهه رغم انها حاولت بدون جدوى الا تفعل ذلك وهي ترد عليه بقولها :
"تحدثنا عن كل شيء .... عن البيت وعن عمله ."
فاتجه نحوها وجذبها من ذراعيها وهو يقول لها بقوة :
"انك تكذبين ... حدثته عني وعن زواجنا , اليس كذلك ؟"
وأخذت أصابعه تغوص بشدة , وردت عليه وهي ترتجف :
"كلا, ليس بالمعنى الذي تظنه , استنتج هو نفسه بعض الاشياء عن هذا الموضوع ."
ورد عليها باستنكار وشك :
"كيف يمكن لانسان ان يستنتج موقفا كهذا ؟"
" اقصد انه توقع شيئا ما بيننا ليس على ما يرام ومن ثم طلع ببعض الاستنتاجات ."
واستمر في الامساك بذراعيها في شدة وهو يقول لها :
"لابد انه رجل ذكي جدا ليفعل ذلك حتى بدون ان يرانا سويا . وما هي تلك الاستنتاجات التي طلع بها ؟"
والتقطت ليان انفاسها وهي تعلم انها مضطرة لأن تروي له شيئا ما وتحس في الوقت نفسه بأنها غير قادرة على ان تنمق أي كلام , وقالت :
"انه يعتقد أنني تزوجتك لأنني التزمت بذلك . وكان من الصعب علي ان اتظاهر بانني احبك ."
فأطلق ضحكة حادة وقصيرة ومجردة من روح المرح وقال :
"أتقصدين أنني الان امتلكك ؟ وهو يظن ان كلامنا يسير على نمط من السلوك أعتقد انه غريب تماما عن طريقة الحياة الانكليزية هذه الايام , إنه زواج المصلحة , فهو التزام بالضمير من جانبي , والتزام أخلاقي من جانبك ."
"أليس الاثنان شيئا واحدا ؟"
فضغط شفتيه في تبرم وقال لها :
"لا تحاولي ان تعلميني الفروق الدقيقة بين معاني الكلمات الانكليزية فليس هذا الوقت او المكان الاملائمين لذلك . وان كان ضيفنا يعتقد انني زوجك , فمن الافضل اذن ان نحيل هذا الامر الى حقيقة ! "
فصرخت ليان وقد اصابها الفزع الشديد وهي تقاومه , ولكنها تمالكت نفسها وذكرته بما سوف يخسره اذا اقدم على هذا , ولكنه قال لها انه سبق وحذرها الا تتصرف تصرفا يدفعه الى ذلك حيث سيجد وسيلة اخرى لأنهاء الاتفاق الذي ابرمه معها . ولكنه عاد الى التعقل وابتعد عنها قائلا :
"انك على حق فالمتعة ستكون قصيرة الامد اذا قورنت بالتعقيدات التي ستترتب عليها ."
ودعاها الى الرضى والقبول فقالت له :
"هذا ليس حبا فأنت لا تختلف عن ابيك ."
حذرها الاتقول هذا الكلام مرة اخرى , وقال لها انه لو كان مثل ابيه لنال منها ما يريده الان . وتركها بعد ان أكد لها انه فقد أي رغبة . وأحست من نظرات عينيه انه اصبح يكرهها .
خلال الايام التالية اصبح غرانت ضيفا يلقى الترحيب في , البيت . واحست انه لولا وجود غرانت لما استطاعت ان تتحمل الجو الذي اصبح سائدا الان بينها وبين الرجل الذي تزوجته . ولم يحاول ريكاردو ان يكشف لها بعد ذلك عن حقيقة مشاعره وأخذ يحدثها في برود وان كانت عيناه يشع منهما البريق وهو ينظر اليها وهما على انفراد .
وادركت ليان انها اصابت ريكاردو بجرح عميق في نفسه عندما قارنت بينه وبين والده وحاولت ان تبدي اعتذارها له ولكنها لم تكن تعرف الوسيلة لذلك , وفضلت السكوت بدلا من ان تسكب مزيدا من الزيت على النار , وقنعت بأنها اصبحت آمنة من التوترات العاطفية .
واخذ ريكاردو يمضي وقتا كبيرا من وقته مع مديري المزرعة تاركا ليان تقوم بواجب الضيافة مع غرانت . فأخذا يخرجان سويا لركوب الخيل والتنزه في مختلف الاماكن , وتحدثا عن كل شيء تقريبا . وقال لها مرة انها تكابد الحنين للوطن وان حنينها سيزداد عندما يرحل عنها . وحذرها انها لن تستطيع التكيف في تلك البلاد نظرا لاختلاف الثقافتين . فقالت له :
"ان هذا سيأتي بمضي الوقت وانني لم أمض هنا سوى اسابيع قلائل وامامي الكثير لأتعلمه ."
" مثل الخضوع لزوجك مثلا . ان هذا الجزء من العالم لا يعرف شيئا عن المشاركة بين الزوجين . فأنت ملك له . والقانون لا ينصفك مهما كانت معاملته لك . فهل تعرفين ذلك ؟"
" لم أفكر في هذا من قبل ."
" اذا حان الوقت لذلك . أنني ادرك سبب انجذابك اليه في البداية فهو رجل تنجذب نحوه النساء وهو واثق من نفسه وقوته ."
" وثري ! "
فقال لها في غضب :
" لا تقولي هذا ولا تحاولي التظاهر بما ليس من صفاتك . يمكنك ان تطلبي مني عدم التدخل في شؤونك , ولكن لا تعامليني كأنسان غبي ."
فأعربت له ليان عن أسفها , وقالت له انها تقدر اهتمامه , ولكنها لا تستطيع ان تناقش معه هذا الامر , وكل ما في الموضوع انها متزوجة من ريكاردو ..
فقال لها انها لاتحبه وانه واثق من هذا , فطلبت منه عندئذ ان يعودا لأنهما دخلا أرض ريخا . واقترح عليها ان يقوما بزيارة لكارلوس وزوجته ايزبيلا , فترددت في البداية لكنها وافقت عندما فكرت ان أحدا ما لابد ان يخطو الخطوات الاولى لتحطيم الحواجز بين الجانبين حتى ولو كان ذلك بالنسبة اليها هي وايزبيلا . وقالت لغرانت الايدهش اذا استقبلهما كارلوس بروح عدائية . فقال لها لنه لا يرى سببا يدعوه لذلك لأن النزاع بينه وبين ريكاردو , كما انه لا يرى ما يدعو ريكاردو , وهو رجل ذو عقلية ناضجة , الى الابقاء على هذا النزاع فترة اطول من هذه . وسألته وهو يهم بركوب السيارة والجلوس خلف عجلة القيادة :
" لم تعد تحب ريكاردو كثيرا أليس كذلك ."
" لا أستطيع فهمه فهو يختلف عن الرجل الذي قابلته لأول مرة في ريودي جانيرو ."
وقال لها غرانت انه لاحظ منذ مجيئه انها تعاني الارهاق , فردت عليه بقولها :
"يقولون ان السنة الاولى للزواج هي اسوأ سنة أليس كذلك ؟"
"لا تحاولي المزاح في هذه المسألة , او اقناعي بأن الامر مجرد تطور طبيعي , لأن الموقف ليس طبيعيا بالمرة ."
وطلبت منه التعجيل بالتوجه لزيارة أسرة كارلوس حتى يمكنها العودة قبل حلول الظلام . ولكنه أخذ يستميلها لأن تثق فيه وهو يؤكد لها احساسه بأنها تخفي عنه اشياء عن حقيقة زواجها . وطلب منها ان تعده بأن تتصل به في الشركة حيث يعمل اذا احتاجت لأية مساعدة وعندئذ طلبت في الحاح ان يتحرك بالسيارة وقد اعتراها احساس سريع بالاسى لمجرد تفكيرها في انه سيرحل يوما ما وقالت له :
"أعدك , فنحن البريطانين يجب ان نتكاثف سويا . وعندئذ أدار محرك السيارة ."
( انا بس ابي اعرف وش دخله هو بين المره وزوجها ياخي خلهم بحالهم وروح الله لا يردك والله كأنه ابليس كقاعد ويحن عليها يحن ويحن الا ماتبين زوجك ....)
( على العموم يا حلوين الفصل السادس خلص والتغير اللي قلت لكم عنه في السابع انا غلطانة بس لأني من جد ما احب هذا غرانت وانتظر ان دوره يخلص بسرعة من الرواية فخربطت بالاحداث يلا عدوها لي ها ...الغصن )

******************************************

khadija123
14-02-2010, 15:50
إحنا في إنتظارك يا عزيزتي والله تعليقاتك تخلي رواية حلوة كثير ::جيد:: ::سعادة::

EmbeEeR
14-02-2010, 17:24
مميز الصراحه الموضوع جدا

واحس فيه حب للقراءة وانا جدا من عشاقها في كل وقت الليل العصر الفجر الخ

وانتظر
i'm waiting

نايت سونغ
15-02-2010, 00:37
يسلمووووووو غصوون شوقتيينا كتيير

ما طولي عليناااا :o


خدوووجة ناطرين جديدك يا عسل ::سعادة::

طولت الغيبة
15-02-2010, 01:33
مشـــــــــــــروع روعه

وانا من متابعين رويات عبير وبعجبونى كتير

يعطيكو العافيه علي المجهود

تحـــــــــاتي

الغصن الوحيد
15-02-2010, 14:55
الفصل السابع ...

7- قرار خاطىء ....

وصلا الى مشارف بيت ريخا بعد الثالثة بقليل . لأول مرة ترى ليان هذا البيت في ضوء النهار . وهو بيت جميل له خطوط متناسقه وغير متوازية وليس فخما كبيت مندوزا لكنه يشعرك بالالفه . وتمنت ليان ان يكون لها بيت كهذا ان كان عليها ان تعيش في مثل هذا المكان .
ولم يكن هناك احد خارج البيت كالمعتاد في مثل هذا الوقت من النهار , حيث يأخذ الناس أغفاءة في وقت القيلولة . وادركا انهما جاءا في وقت غير ملائم ولكن لا مفر من ان يعلنا عن حضورهما . وتقدم من السيارة خادم في زي مهندم وجميل , طلبت منه ليان ان يبلغ السنيورا كارلوس بأن السنيورا مندوزا والسنيور ادواردز جاءا لزيارتها . فقال لهما ان السنيورا كارلوس تستريح في الفناء . وعندما لمحت ايزبيلا الزائرين القادمين نحوها ألقت جانبا بالكتاب الذي كانت تقرأ وهي تشعر بالدهشة للمفاجأة التي اسعدتها , وقامت لتحيتهما وهي تبتسم في حيوية وتقول :
"تمنيت ان تقومي بزيارتي وها انت هنا . وكنت اعتقد ان ريكاردو لن يسمح بهذا . ألم يأت معكما ؟"
" كلا , انه لا يعرف حتى بمجيئنا , والا لما وافق على ذلك , هذا غرانت ادوا ردز الذي يقيم معنا في بيت مندوزا وهو خبير بترولي ويعمل حاليا في تشاكو ."
وطلبت من ضيفيها الجلوس ريثما يتم احضار المشروبات , وأبلغتهما بأن كارلوس يغير ملابسه وسيحضر حالا .
ولاحظت تغير تعبيرات وجه ليان فابتسمت قائلة :
"يجب الا تساورك الشكوك نحو كارلوس الذي سيغتبط لأنك لا تشاركين ريكاردو مشاعر عدم الثقة . فالرجال تتسم مشاعرهم بالحدة , وليس عندهم أخذ وعطاء . "
فتدخل غرانت قائلا وهويضحك :
"انا شخصيا اعتقد ان النساء أسوأ الاعداء , ولكن هذا مجرد رأي صادر عن رجل ."
( وانا شخصيا اقول ياليتك تسكت وتفكنا حتى كلامه بايخ النساء اسوا الاعداء اقول بس روح روح ..اف ينرفز الله يعين عليه بس هين قربت النهاية يالسخيف ....الغصن )
فردت عليه بضحكة مماثلة قائلة :
"انك تسخر مني لانني اتكلم عن الرجال بصورة عامة وماكان يجب علي ان افعل ذلك , رغم ان الاغراء شديد ."
وسألت ليان عما احسته خلال الفترة القصيرة التي امضتها في سهول بامبا وهل احست في البداية بضجر كمعظم الاوروبيين . فقالت لها انها احست في البداية انها في ضياع وكانت تخشى ان تضل طريقها وهي تتجول بحصانها , ولكنها ادركت ان الحصان يعرف طريقه الى البيت دائما . فسألتها ايزبيلا اذا كان ريكاردو قد خصص لها بعض الخيول فأجابتها بأنه اعطاها حصانا يدعى روجو فردت ايزبيلا :
"أعرفه فهو حصان وديع وقوي ولكنه ليس على درجة كبيرة من الروعة وريكاردو اناني يحتفظ لنفسه بأحسن الخيول , وهو لا يعرف انني امتطيت مرة حصانه ديابلو وغضب كارلوس عندما علم بذلك ولكنني رجوته الا يبلغ ريكاردو ."
فسأل غرانت :
"" هل كان هذا قبل ان يتشاجرا ؟"
ردت ايزبيلا في حزن :
"نعم . ولكنهما لم يتعاملا ابدا كأخوين صديقين . منذ زواجي بكارلوس لم أرا ريكاردو سوى مرة واحدة للأسف ."
ولمحت ايزبيلا كارلوس قادما فنادته :
"كارلوس انظر من جاء لزيارتنا .... أليس هذا شيئا رائعا ."
فاقترب وهو يرتدي زيا انيقا , وقال بابتسامة لم تكن صافية تماما :
"انه لشيء رائع فعلا , وان كنا لا نتوقع ذلك , هل يعلم ريكاردو بهذه الزيارة ؟"
فردت عليه بالنفي وهي تشعر بالاسف لمجيئها .( ها هااااااااااي احسن تستاهلين من طلع من داره قل مقداره , بس ماغير تتبع وتسمع كلام هذاك السخيف وين ما قالها خلنا نروح راحت معه ولا كأن عندها زوج سخيفة بعد هي تتصرف من راسها وبس ....الغصن )
لكنها ادركت ان وجودها هنا اوضح حقيقة مشاعرها وتعاطفها . وقدمت غرانت لكارلوس فأخذا يتحدثان عن المسائل المتعلقة بالكشف عن البترول . واثناء ذلك دعتها ايزبيلا لمشاهدة بقية اجزاء المنزل فقبلت بعد تردد لانها لن تشأ ترك غرانت ينفرد بكارلوس الذي قد يبلغه بأن زواجها من ريكاردو تم توقيعه بدقة حتى ينتزع ريكاردو ارض مندوزا منه , وذلك وذلك رغم ان كارلوس لا يعرف بالابعاد الكاملة للمؤامرة . ولكن يحتمل جدا ان يمتنع كارلوس عن اثارة هذه المسألة مع غرانت الذي لا شأن له بالامور التي تخص عائلة مندوزا .
البيت مريح من الداخل كما يوحي بذلك مظهره الخارجي .
واعتذرت ايزبيلا لأن ابويها يأخذان اغفاءة في مثل هذا الوقت كل يوم كعادة ابناء هذا الجيل . وسألتها ليان في اهتمام :
"اعتقد انك ق اعتدت قضاء وقت طويل في ارض مندوزا في الماضي ؟"
فضحكت ايزبيلا قائلة :
"نعم , واعترف بأته جاء وقت كنت اعتقد فيه انني احب ريكاردو ."
" الى ان ظهر كارلوس ؟"
" كلا , وبعد ظهوره ايضا الى ان جاء يوم انقذني فيه كارلوس من السقوط عن الحصان ديابلو فادركت عندئذ انه الرجل الذي اريده , المرأة كما تعرفين يجب ان تكون مرغوبة ومحبوبة في آن معا ."
وادركت ليان ان ايزبيلا كانت امرأة مرغوبا فيها حقا . ويمكن القول ان ريكاردو يأس منها وهو يرى الفتاة التي احبها تخونه مع اخيه الذي يمقته . وهي لهذا لا تدهش كثيرا عندما تراه يدفن مشاعره العميقة في قرارة نفسه لانه بهذا الوضع لا يمكن لأية امرأة ان تجرح عواطفه مرة أخرى .( والله ياعمري المسكين في الرواية كلها ريكاردو والباقين كلهم آذووه شفوا يابنات كل واحد في الرواية جرح ريكاردو ابوه واخوه ومرت اخوه والسخيف وزوجته انتوا تابعوا الاحداث وتشوفون شلون رفع الضغط بس احلى ما في ريكاردو ان شخصيته رائعة قوية ومتماسكة وردود افعاله حلوة يا شيخ طنش ما عليك منهم كلهم انت الزعيم
-You are the best Rycardo - .....الغصن )
وعندما عادتا الى كارلوس وغرانت احست ليان بأن غرانت ينظر اليها نظرة غريبة ولكنه تظاهر بأنه طبيعي عندما ذكرت ليان ان الوقت حان لذهابهما . وغادارا المنزل وسط ألحاح من ايزبيلا بأن يعودا للزيارة مرة أخرى قبل انتهاء اجازة غرانت . وقال لها غرانت وهما يبتعدان عن المنزل ان ايزبيلا امرأة سخية وانه يدرك السبب الذي يجعلها تحبها , وهو ان كلا منهما تتسم بحسن الخلق . فهما تتمتعان بالمظهر الحسن ولا يحدث عادة انسجام بين امرأتين لهما المستوى نفسه من الجاذبية , انه شيء مخالف للطبيعة .
وقالت له ليان انها تشعر انها خرجت عن طاعة ريكاردو لقيامها بزيارة أسرة كارلوس , ( شبعت احين ورحت وزرت وتوك تذكرينه ...الغصن ) وان ريكاردو سيغضب كثيرا عندما يعلم بذلك وعندما قال لها الا تبلغ ريكاردو بهذا اجابته انها ان لم تفعل فان كارلوس سوف يبلغه .
واعرب لها عندئذ عن اعجابه بشخصية كارلوس ودماثة خلقه , ولكنه اشار الا انها لم تبلغه بأنه مجرد اخ غير شقيق لريكردو . فقالت له ليان عندئذا :
"ومن الواضح ان كارلوس ابلغك بذلك , وعن أي اشياء اخرى تحدثتما ؟"
" تحدثنا في اشياء مختلفة ."
وحاول ان يتهرب من الرد بتحويل موضوع الحوار مما جعل ليان تحس بأن كارلوس قد ابلغ غرانت بشيء ما . فهل ابلغه بالقصة كلها ام بما يكفي لكسب تعاطفه . واعتقدت ان الشيء الاكثر احتمالا هو انه بذل جهده لكسب تعاطفه

الغصن الوحيد
15-02-2010, 15:03
. من خلال تشوية سمعة ريكاردو وكشف المؤامرة التي نفذت في اللحظة الاخيرة لحرمانه من الميراث الذي يستحقه .
وبعدما قطعا حوالي ثلاثة اميال شاهدا سحبا من الغبار تقترب في الاتجاه المعاكس . وبعد تكشف النظر عن عربة يجرها زوج من الخيل يرافقها فارس على جواده . وكاد قلبها يتوقف عندما عرفت هذا الجواد بملامجه ولونه المميز . فقالت لغرانت انه ريكاردو وطلبت منه الابطاء في السير .
وعندما اقتربت العربة لاحظت ليان انها تحمل عددا من رؤوس الخراف الميتة . واقترب ريكاردو بجواده من غرانت الجالس خلف عجلة القيادة وسأله :
"أين كنتما ؟"
فردت ليان وهي تحاول ان تبدو واقعية :
"ذهبنا لزيارة ايزبيلا ."
فشدد قبضته على المقود مما جعل الحصان يرفع رأسه الى أعلى , وقال لها انه سيبحث الامر فيما بعد . وطلب من غرانت ان يعيد زوجته الى البيت في الحال . وعندما ابلغه غرانت بأنه هو الذي اخطأ لأنه هو الذي اقترح على ليان زيارة بيت ريخا وأنه لا داعي لألقاء اللوم على ليان , قال له ريكاردو بأنه سيقرر فيما بعد من الملوم . وسألت ليان ريكاردو اذا كان اطلق النار بنفسه على تلك الخراف فقال لها انها قتلت بأمر منه , وانه لا اعي لأن تشغل نفسها بتلك المسائل وأمر ريكارو سائق العربة بالسير .
وتحرك غرانت بالسيارة وهو يقول :
"ما شأن تلك الخراف ؟"
" هدد ريكاردو كارلوس بأنه سيقتل خرافه اذا وجدها في ارض مندوزا مرة أخرى ,وهو يعتقد ان كارلوس يتعمد ذلك لينتهك حرمة ارضه ."
" وهل هو مهتم الى هذا الحد الا تطأ الاغنام أرضه ."
" هذا يشغل كل فكره انها مسألة مبدأ , فلا يجب ان تختلط الماشية بالغنام في أرض واحدة ."
" توجد مزارع كثيرة يختلط فيها الاغنام بالماشية بدون أي تأثيرات ضارة ."
وقال غرانت وقد تغيرت لهجته انه متأكد من انها ارغمت على الزواج من ريكاردو وانه لا بعرف أي نوع من السيطرة يفرضه عليها فقالت له انه قد اتيح لها ان تختار وناشدته الا يطلب منها ان تكشف له عن المزيد لأن المشكلة لا تتعلق بها وحدها . فقال لها ان المشكلة لابد ان تخصها ان كانت لها علاقة بها بأي شكل من الاشكال . والعلاقة مؤكدة من جميع النواحي , ولا يمكنها ان تعيش بقية حياتها رهن ارادة ريكاردو ونزواته حتى لو كانت تحبه . فردت عليه ليان مدفوعة بعاطفة لا سيطرة لها عليها , وسألته :
"وما الذي يجعلك متأكدا انني لا احبه ؟"
" أحقا تحبينه ؟"
" لا أدري .... لا اعرف حقيقة شعوري ."
" ايا كان شعورك , فليس هذ بالحب ."
وقال في توتر وهو يرقب الطريق الترابي أمامه :
"هل لي ان أسألك سؤالا شخصيا ؟"
" كلا , وارجوك الا تتدخل في هذه المسألة ."
" اصبح لي دخل بهذه المسألة منذ التقينا .... ولن اترك الامر هكذا مالم تقنعيني برغبتك ف البقاء مع ريكاردو ."
ورمقته وقد اخذت تتنازعها مشاعر متضاربة . وفكرت في تحاول مرة اخرى افشاء الحقيقة له , ولكنها ادركت انه لا فائدة ترجى من وراء ذلك فالزواج حقيقي وان كان لن يستمر , ولن يسمح لها ريكاردو مطلقا بأن تخرق اتفاقهما او الاتفاق الذي فرضه عليها مقابل الثمن الذي سيدفعه , انها لا تريد هذا المال بالمرة .
وما ان وصلت السيارة الى بيت مندوزا حتى دلفت ليان مسرعة الى البيت بعد ان اعتذرت لغرانت . انها لا تعرف متى يعود ريكاردو , وقد أوشك الليل ان يرخي استاره بعد نصف ساعة . ما زالت تذكر النظرة الصارمة التي رمقها بها ريكاردو عندما فاجأهما في ارض ريخا كما انها لا تنسى منظر الخراف المقتولة . أي نوع من الرجال هذا الذي يسمح لنفسه بقتل حيوان كهذا , لقد كان في امكانه ان يعيد الخراف المتسللة الى كارلوس الذي سيحس بخطأ تكرار ذلك فلا يفعل هذا مرة أخرى .
وسمعت ليان صوت ريكاردو يغني بنبرته التي ما زالت غاضبة , واعتقدت ليان التي كانت ترتدي ملابسها بعدما اخذت حماما , ان عودة ريكاردو بسرعة تشير الى انه لم يضيع وقتا في مناقشة أخيه غير الشقيق .
وتخيلته وقد القى بالاغنام المقتولة امام كارلوس كما تخيلته وهو يرمق ايزبيلا , ان كانت قد حضرت هذا المشهد بنظرة نارية , فهذا كله يحدث بسببها . ولكنها ليست مخطئة , فيجب على ريكاردو ان يدرك ان من حقها ان تختار من تحب .
ودخل ريكاردو غرفتها بعدما استأذن هذه المرة في الدخول وانتظر حتى اذنت له . واحست بأنه مرهق وفي داخله احساس عميق بالقلق يفوق ما يعانيه من ارهاق بدني . وسألها وقد ضاقت عيناه :
"هل تجدين متعة في تحديك لي ."
" كلا ."
" ظننت انني لن اعرف شيئا عن زيارتك لاستانسيا ريخا ."
" في الواقع كنت متأكدة انك ستعلم بها ."
فرفع حاجبه قائلا :
"فأنت اذا لا تخشين غضبي ؟"
فانتصبت تقف في مواجهته ودقات قلبها تسرع لكنها حرصت على ان ترفع رأسها وهي تقول له :
"وهل كل ما تريده هو ان اخشاك ؟ وهل تلك هي وسيلتك الوحيدة لتضمن طاعتي لك , اردت زيارة ايزبيلا فهي المرأة الوحيدة في المنطقة التي يمكنني التحدث اليها ."
" ورأيت كارلوس ايضا . لقد كانت المتعة الكبرى لكارلوس هي ان يروغ من الحقيقة أمامي ."
" مثلما كانت متعتك في طرح اغنامه امام قدميه ."
" انها اغنام ريخا , وقد تم تحذيره ."
وعندما حاولت ان تتكلم رفع يده قائلا :
"لن اسمع منك المزيد . فأنت تتحديني فقط , ولكنك تمضين معظم اليوم ايضا مع ضيفنا ! "
" اعتقد انك طلبت السهر على ضيافته ."
"ولكن ليس بهذا الاسلوب الصارخ . الا تظنين ان الخدم لاحظوا الطريقة التي تتحدثان بها وتضحكان وكيف اخذتما تتلمسان الاعذار للاقتراب من بعضكما ."
" ليس هذا بصحيح ."
" أحقا ؟ لقد لوحظ عليكما ذلك ."
" بواسطة اينيز على ما اظن ."
" لا يهم بواسطة من . وانني لن اسمح بشيء من هذا بعد الان , واذا كنت لا تريدين انهاء زيارة ابن بلدك هذا لنا , فعليك الالتزام بأداب السلوك في التعامل معه . وفي الوقت نفسه عليك الابتعاد عن استانسيا ريخا ."
وظلت ليان تحملق في الباب لحظات طويلة بعد انصراف ريكاردو . انه رجل متصلب ولا يسهل الوصول الى قلبه . انها تذكر الايام التي سبقت زيارة غرانت للبيت واقتحام ريكاردو غرفتها تلك الليلة . كانت هناك اوقات تشعر فيها انها توشك ان تتفهمه ولكن تلك الايام ولت الان ولم يعد بينهما الا العداء , وتساءلت اذا كانت تستطيع ان تتحمل فترة الخمسة اشهر المتبقية تنفيذا لأتفاقهما . انها لا تستطيع ان تذهب الى أي مكان لو غادرت الاستانسيا , وحتى لو تركتها ستظل زوجة ريكاردو . فلا مخرج امامها من هذا الوضع . واثناء تناول طعام العشاء لم تلاحظ أي تغير في المعاملة بين ريكاردو وغرانت , وبرغم ذلك فهي لا تعرف اذا كان ريكاردو قد تحدث مع غرانت بشأن زيارتهما لأرض ريخا . وابلغهما ريكاردو انه مضطر ان يسافر غدا بالطائرة الى تانديل رغم ان الجو سيكون عاصفا , ومن غير الملائم ان يصحباه في هذا الجو , بل الافضل لهما البقاء في المنزل . ولاحظت ليان من لهجته الممزوجة بالغضب والالم انه يقصد معنى آخر بالجو العاصف خاصة انه اصبح لا يثق في بقائهما منفردين .
وبعد ذهاب ريكاردو في صباح اليوم التالي اقترح غ

الغصن الوحيد
15-02-2010, 15:07
غرانت على ليان ان يتوجها لزيارة سانتينا على ظهر الخيل , فرحبت بالاقتراح فورا لرغبتها في الذهاب الى أي مكان خارج مزرعة مندوزا . وعندما توجها الى الاصطبل نصحهما السائس بعدم ركوب الجياد في هذا اليوم لأن السحب الملبدة تنذر بالمطر فقالت ليانا نهما سيعودان قبل هطول المطر وهي تحس بأنهما مالم يخرجا الان فلن يتاح لهما ذلك مرة اخرى .
وبعد ان خرجا بالجوادين قال لها غرانت انها في حاجة لاتخاذ قرار , فطلبت منه عدم اثارة الموضوع مرة أخرى . واقترح عليها ان يتسابقا فرحبت وقالت له انها تستطيع ان تسبقه الى المضخة الهوائية التالية . وانطلقا في مرح وسط المروج والماشية والغيوم تتجمع فوق تلال سييرادي تانديل . واقترح عليها غرانت ان يتوجها الى محطة شحن الماشية بالسكك الحديدية , فقالت له انها بعيدة والمطر يوشك ان ينهمر فأجابها انه لا يهم ان تبتل ملابسهما .
وبدأ المطر ينهمر وهما ما زالا يبعدان مسافة كبيرة عن محطة الشحن فلجأ الى كوخ قريب للأحتماء به . ( انشالله ياربي حمى و سخونة تضربك انت وهي يا قليلين الحيا والله اني اكتب ومنقهرة ومن جد عكروا لي مزاجي يعني هو ريكاردو وش اللي سواه فيها يعاملها باحترام ومخليها شيخة في البيت وكل تدور على الخيل سواء لحالها او معه ليش كذا تسوي والله من جد حرام احسها غدر من النذل اللي يقول انه صديقه وهي النذله خيانة منها ....الغصن )
ومع صوت الرعد قال لها غرانت انهما قد لا يتمكنان من مواصلة السير قبل مضي ساعات عدة . فقالت له :
"في أي الحالات يجب علينا ان نواصل السير "
" أخائفة انت مما قد يحدث اذا عاد ريكاردو قبلنا ؟"
فردت وهي تتجنب النظر اليه :
"ريكاردو وصل الى تانديل الان . وان استمر هطول المطر على هذا النحو فربما لا يعود ."
"اعتقد انه سيعود , ولو لمجرد التأكد من التزامنا بآداب السلوك , انه لا يثق في وجودي معك ."
"كلا , انه لا يثق في انا , وهو يعتقد انني اشجع الناس على التودد الي ."
فرد عليها بنبرة حركت مشاعرها :
"حقا انك تفعلين ذلك بأشد الاساليب رقة .... إننا نجذب نحو بعضنا ولو كنا التقينا قبل زواجك هذا لحدث لنا الشيء نفسه ."
ونظرت اليه ليان وهي تشك في صحة ما يقوله . فالظروف وحدها جمعت بينهما وأثارت فيه مثل هذا الاهتمام بها . ولو كانا في مكان آخر لأصبحت في نظره فتاة عادية . وادركت ان رجلا مثل غرانت يحب مواجهته بالتحدي . وسألته :
"ما الذي قاله لك كارلوس ؟"
" قال لي ما يكفي لأعرف انك قد استخدمت كأداة . هل عرفت قبل زواجك منه السبب الذي دفع بريكاردو الى التعجيل باتخاذك زوجة على وجه السرعة ."
" نعم علمت ."
" ورغم ذلك فأنت مستمرة معه في هذا الوضع ."
فطلبت منه ليان الا يتحدث معها في هذا الموضوع لأن الكلام لن يغير من الامر شيئا , وانها اصبحت مرتبطة بهذ الرجل . فقال لها انه ليس هناك ما يرغمها على ان تظل مرتبطة به وانه يستطيع ان يخرجها من هذا الوضع اذا ارادت .
ومضت فترة من الصمت قالت ليان بعدها بنبرة مختلفة وكأنها تتحدث بصوت غير صوتها :
"أعلم انك تحاول ان تكون لطيفا ومتفهما , ولكن لا حل لهذه المشكلة , فانت ستذهب الى عملك وليس لي مال يخصني بالمرة , فهل استطيع ان اقترض منك مبلغا يمكنني من العودة الى انكلترا وسأكون ممتنة لك دائما ."
فتهلل وجهه وقال لها :
"ليان , انني لا احاول فقط ان اكون لطيفا , فأنا احاول ان اخرجك من هذه الورطة من أجلي مثلما هو من اجلك , ماذا اقول اعبر لك عن شعوري نحوك ...."
واطرق قليلا واضاف بصوت اجش :
"انني احبك ليان ( حبتك القرادة ...) واعتقد ان حبي لك بدا منذ اول ليلة , وعليك ان تدعيني اخرجك من هذا المكان , ويمكننا ان ننسق الامر , فليس لريكاردو أي حق ادبي عليك ."
فردت عليه في ألم :
"ان له حقوقا قانونية , ولا يمكنني ان اغادر ارض مندوزا فهو لن يدعني أذهب ."
فقال لها بلهجة اصرار مفاجئة :
"لن نطلب منه هذا , فسوف نذهب الان وقبل ان يعود , يمكنني ان استأجر طائرة من سانتينا وعندما نصل الى تشاكو سيجد من الصعب عليه ان يفرض عليك أي نوع من الحقوق ."
وشحب وجهها واتسعت عيناها وهي تقول :
"غرانت , هذا مستحيل , وانت تعرف ذلك ."
فرد عليها بسرعة وبلهجة اقناع :
"كلا , ولا شيء يصبح مستحيلا اذا اصررنا على تحقيقه , يمكننا العودة الى البيت الان خلال ساعة , ونستطيع اعداد انفسنا وتغير ملابسنا خلال ساعة اخرى ونحتاج الى ساعتين اخريين للوصول الى سانتينا ولن يعود ريكاردو قبل مرور هذه الليلة , وحتى اذا فعل سنكون قد وصلنا الى تشاكو ."
"وماذا عن العاملين في المنزل ؟"
"وما شأنهم بنا , هل سيمنعوننا من الذهاب . فليحاولوا ذلك ."
صحيح ان ليان لا تحب غرانت لكنها تشعر بالامان وتشعر بأنها مرغوب فيها ولكن ليس كما يرغبها ريكاردو . وغرانت يعرض نفسه لمتاعب يفر منها معظم الرجال ,

الغصن الوحيد
15-02-2010, 15:13
ولكنه يجد ان الامر يستحق المخاطرة , واذا كان معنى ذلك انه سيفوز بها في النهاية ومثل هذا الرجل من السهل الوقوع في حبه لأنها تريد ان تحبه وهما يستطيعان معا ان يواجها أي شيء قد يحاول ان يفعله ريكاردو .
وقالت له بصوت أجش :
"اتفقنا , سأذهب معك يا غرانت , فهيا نسرع , أرجوك ! "


وخلص السابع ...اللي كان المفروض عنوانه رفع الضغط والاعصاب وقلة الحيا لكن ما عليه صدقوني بنضحك كلنا بعد شوي ....















الفصل الثامن .....

8- الهروب ..............

وعادا الى الاسطبل حيث سلما الحصانين الى السائس بيدرو , ثم دلفا الى المنزل من المدخل الخلفي عن طريق الفناء وصعدا الى الشرفة بدون ان يريا أحدا أو يرهما احد وقال لها انه سيحضر امتعته ويأتي الى غرفتها فأبلغته بأنه ليست لديها حقائب وانها ستضع اشياء قليلة تخصها مع امتعته . فقال ان في امكانهما شراء ما يحتاجان اليه فيما بعد ولن يستغرق وقتا طويلا في اعداد نفسه .
ودلف الى غرفتها من الباب المؤدي الى الشرفة , فاسرعت ليان بوضع اشيائها القليلة داخل حقيبته بدون ان تسمح لنفسها بأن تفكر في أي شيء , فقد اسلمت قيادتها لغرانت . واثناء نزولها على السلم لمحتهما اينيز بدون ان يخطر ببالها في تلك اللحظة معنى وجود الحقيبة مع غرانت . فقال لها غرانت بالاسبانية :
"نحن ذاهبان , ويمكنك ان تقولي لسيدك اننا لن نعود ."
ورغم شعور اينيز بالصدمة اشفقت على ليان مما سيفعله ريكارو عندما تبلغه برحيل زوجته مع ضيفهما . واستقل غرانت السيارة برفقة ليان في طريقهما الى سانتينا التي تبعد مسافة اربعين ميلا تقريبا . وكان المطر ما زال ينهمر ولكن ليس بالشدة نفسها التي كان عليها منذ بعض الوقت .وساد الصمت بينهما لفترة من الوقت احس فيها كل منهما بالتوتر الذي يعتمل في صدر الاخر . وعندما اصبحا عند مشارف البلدة كانت ليان تهتز من داخلها وتشعر بأنها مريضة . واخذت تحدث نفسها عما تفعله هنا مع غرانت ؟ وكيف يحققان سعادتهما معا بالهرب ؟
ولو كان غرانت يشعر نحوها بتلك المشاعر التي حدثها عنها لبقي وواجه ريكاردو وقال له انه يعتزم اخذها معه .
ولكن هذا ليس عدلا لأن ريكاردو سيطلب من رجاله عندئذ وضع غرانت في احد القطارات المتجهة الى الساحل وربما لقنه درسا ايضا لكي يذكره عند عودته الى وطنه .
وعندما وصلا الى مطار سانتينا ادركا انه لا توجد سوى طائرة واحدة جاهزة للايجار – الا ان الطيار غير موجود ولابد من الانتظار بضع ساعات . فاقترح عليها غرانت ان يبيتا في سانتينا حتى الصباح او يأخذا قطار الساعة السادسة والنصف الذي يتوجه نحو الساحل . فقالت له انهما لو باتا الليلة هنا فمن المؤكد ان ريكاردو سيعثر عليهما . فرد عليها ان هناك وسيلة لمنعه من ارجاعها معه اذا عثر عليها وذلك بأن يثبتا له ان كلا منهما يحب الاخر وبذلك يمنعه كبرياؤه من ان يعود بها . فقالت له بنعومة :
"ولكنه قد يقتلنا معا ."
" ولماذا يفعل هذا , انك بزواجك اعطيته ما يحتاج اليه , وليس ثمة ما يدعوه الان لأن يقوم بدور كلب الحراسة معك ."( والله وربي ان كان فيه احد كلب في الروايه فهو انت وهي الانثى حقتك ....الغصن )
" لقد ذكرت الكبرياء الان, وهذا وحده سيكون سببا كافيا ."
ونظرت ليان الى وجهه وقالت له بصوت يعبرعن الشك الذي يعتمل في نفسها :
"غرانت , هل انت واثق من مشاعرك نحوي , اذا كان كل ما تريده هو ان تمضي ليلة معي ...."
فقاطعها غرانت بصوت حاد وهو يجذبها ويضمها وقال :
"لا يمكن ان يكون الامر هكذا ؟ من تظنينني ؟ انني طبعا اريدك , ولكن ليس لليلة واحدة , انني اريد ان اتزوجك ."
وحاولت ان تبتسم وان تصدقه وهي تقول :
"وماذا عن خطة السنوات الست ."
" الى الجحيم بهذه الخطة فقد وضعتها قبل ان اعرفك ."
" والى الجحيم ايضا بعملي في تشاكو اذ يمكنهم العثور على واحد غيري ."
فردت عليه باحتجاج :
"لا يمكنك ان تتخلى عن عملك تماما , لن اجعلك تفعل هذا من اجلي ."
" لا يمكنك منعي , وانا لن اتخلى عن عملي , بل سأترك تلك الوظيفة فقط ويمكنني ان اعثر على غيرها بسهولة ."
وبدأت ليان تحس بالاثار التي ستنجم على المدى البعيد عن التصرف الذي يقدمان عليه . فقد تحطمت حياتها الان كما سيفقد غرانت كل شيء , ومهما كان شعوره نحوها الان فسوف يأتي وقت يكرهها فيه عندما يشعر بأنها السبب في انهياره . وجذبت يديها من بين يديه قائلة :
"لا فائدة من هذا , الامر كله جنون , سوف اعود يا غرانت ."
" كلا ! "
"بل يجب ان اعود , استخدمتك كوسيلة للخروج من موقف كان يمكن ألا اقع فيه لو احسنت التصرف انني لا احبك , ولا اعتقد انني استطيع ان اروض قلبي على حبك ."
فقال لها في اصرار :
"لا اعتقد هذا فأنت تقولين ذلك لاعتقادك بانني اقوم بتضحية ما عندما آخذك معي . ولو كنت لا تشعرين بشيء ما نحوي لما وافقت على الفرار معي ."
"لم أقل انني لا اشعر بشيء نحوك ...."
وقال لها :
"وما المشاعر التي اثارها فيك ريكاردو ؟ هل يعوضك حبه عن أي شيء آخر ؟ هل هذا هو كل ما لا تريدين تركه ؟"
فهزت رأسها قائلة :
"ريكردو لم يبد الحب نحوي , فما بيننا هو اتفاق عمل , وبعد خمسة اشهر اخرى سأكون حرة في مغادرة هذا المكان , ومن ثم فلا داعي لكل هذا . انني آسفة لتضلليلك على هذا النحو يا غرانت ولم أكن اريد ان تتطور الامور الى هذا الحد ."
ونظر اليها وكأنه يراها لأول مرة وسألها عن نوع الاتفاق الذي تم بينهما فقالت :

الغصن الوحيد
15-02-2010, 15:20
"اقصد انه استأجرني لأعيش معه ستة اشهر حتى يفي بشروط وصية ابيه . واذا رحلت فعلا الان سوف اخسر ثروة صغيرة ."
فهز رأسه بشدة وقال لها :
"لا أقبل هذا الكلام , ولكنني أعلم انك يائسة من الفرار , واي مبلغ من المال لم يكن ليغريك على البقاء معه ان كنت قادرة على الرحيل ."
ولمس وجهها في رقة وهو يقول :
"ليان اسعدني كلامك الذي قلته الان كما لم يسعدني أي كلام آخر من قبل . وكنت اعتقد انك تعيشين مع ريكاردو بكل مشاعرك رغم انك لا تحبينه , إن رجلا مثله ما كان له ان يتركك وشأنك , ولو كنت مكانه لفعلت الشيء نفسه ."
فردت عليه بقولها :
"ليس من الانصاف ان اذهب معك وانا أعلم انني لا احبك . ولابد ان اعود لأنني ملزمة التزاما اخلاقيا بأن اتم ما بدأت ."
ورد عليها في اصرار متجدد :
"لن اتخلى عن هذا الامر بسهولة . وانا لا الومك لعدم تصديقك حقيقة مشاعري نحوك , فأنا استحق هذا بسبب اقتراحي بأن ندع ريكاردو يرانا سويا . لنذهب الى البلدة الان ونبحث عن مكان نبيت فيه ."
وعندما رمقته بنظرة سريعة تدارك قائلا :
"حسنا , لنبحث عن مكانين للمبيت ."
واحست برغبة مفاجئة في العودة الى مزرعة مندوزا . قد لا تكون سعيدة هناك , ولكنها على الاقل تعرف أسوأ ما فيها . وتوسلت الى غرانت ان يتركها تأخذ السيارة وتعود , على ان يستقل هو القطار في الصباح , فأجابها بأنه لن يذهب بدونها . وادار محرك السيارة وتحرك بها . وتوجهت الى غرفتها في الفندق لتستريح بعدما ابلغها غرانت بأنه سيلتقي بها في الثامنة . واضطجعت على سريرها الصغير وهي تفكر اذا كان ريكاردو قد عاد الى المزرعة ام انه يمضي ليلته في تانديل كان يجب عليهما ان يأخذا السيارة ويوصلا السير بها حتى يصبحا بعيدا عن متناول يد ريكاردو . ولكن هل هذا ما تريده حقا ؟
انها اتخذت تلك الخطوة الاخيرة فأنه سيفقد مزرعة مندوزا . فهل يحتمل ضميرها وزر هذه الفعلة ما بقى لها من عمر ؟
وسمعت دقات على الباب فنظرت في ساعتها وسط الظلام فاذا هي تشير الى الثامنة الا الربع . لقد حضر غرانت مبكرا عن موعده . فنهضت واتجهت لفتح الباب بدون ان تشعل انوار الغرفة , ووجدت نفسها فجأة امام وجه ريكاردو المتجهم ( يا مرحبا ...) فتسمرت في مكانها بدون ان يبدو عليها أي تعبير وقال لها :
"البسي حذاءك , هناك سيارة تنتظر في الخارج ."
وسألته بدون ان تبدي حراكا :
"اين غرانت ؟"
فرد عليها والشرر يتطاير من عينيه السوداوين :
"أتجرؤين على النطق بإسمه أمامي ! لقد خرج من نطاق رعايتك الآن ."
وابيض وجهها وهي تقول :
"ريكاردو , أرجوك قل لي ماذا فعلت به ؟"
" لم افعل به شيئا , وسوف يوضع في القطار صباح غد بدون ان يناله أي أذى لينقله الى السال بعد ان يتلقى تحذيرا بالا يرجع مرة اخرى ."
" واذا عاد ؟"
فقال في لهجة تحمل معنى التأكيد الصارم :
"سوف اقتله , هيا البسي حذاءك والا اخذتك من هنا حافية القدمين ."
وقالت له وهي تسرع باطاعته ان لديها بعض الاشياء تريد اخذها , فطلب منها ان تترك كل شيء مكانه . وتركها تخرج امامه , وعندما مرت امام غرفة غرانت احست بأنه يجب ان تفعل شيئا , ففتحت الباب بسرعة لتجد غرانت جالسا على سريره وبجواره رجلان من مزرعة مندوزا يحرسانه , فسألها غرانت اذا كانت على ما يرام وشكا لها من هذين الحارسين يقيدان حركته وانه في ذعر منهما .( هههههه ههههه هااااااااااااااااااي مو قادرة امسك الضحكة تخيلوا اشكالهم وبتضحكون من جد لانهم اغبياء ..لا وقبل شوي يتحدى الاخ غرانت يقول خل ريكاردو يجي و بواجهه واحين خايف من الرجاجيل اقول انقلع بس واطلع من الرواية لانك اسوأ شخصية فيها جبت لي الاحباط واحين بس انتعشت , تمنت اني موجودة معهم عشان اوقف على باب غرفته معهم واضحك واضحك واضحك الين ما اشبع وابرد حرتي ....الغصن )
وهنا تدخل ريكاردو وابلغه بأن هذين الرجلين لديهما تعليمات بالمحافظة عليه الى ان يحين موعد سفره في القطار . وقال له انه محظوظ لانه لم يتبع معه الوسائل الاخرى التي تتبع مع رجل مثله . ( صراحة يا ليتك متبع ياريكاردو وسائل لأني ما توقعت منك وهو ما يستاهل السماح اللي سواه مو شوي يا رجل !.....الغصن )
وادركت ليان ان تلك هي فرصتها الوحيدة للتحدث الى غرانت فقالت له بسرعة :
"غرانت , انصت الى ما اقوله لك , انني اريدك ان تذهب وتنسى هذه المسألة تماما , كنت سأعود في أي الحالات , وقد ابلغتك بهذا منذ قليل , إنني أسفة لما حدث ."
فنظر اليها بحدة ثم رفع كتفيه مبديا موافقته وقال لها انه آسف هو ايضا . وجذبها ريكاردو عندئذ خارج الغرفة وغادرا الفندق واستقلا السيارة في طريق العودة . وبدأت ليان تتحدث الى ريكاردو عندما خرجت السيارة من سانتينا ...
" كنت أعني ما قلته منذ قليل , كنت فعلا سأعود ."
فرد عليها في جفاف وسخرية :
"هذا واضح , كنت ستعودين عن طريق الساحل كما اعتقد اليس كذلك ؟"( يا حلو كلامه وتعليقاته من زمان عنها الفصلين اللي راحوا كل مع العله غرانت ....الغصن )
"كلا , وانا اعرف انك لن تصدقني ."
"وما دام الامر كذلك فمن الافضل ان تلزمي الصمت اثناء الرحلة , فأنا لست مستعدا الليلة لمجادلاتك ."
فردت عليه وقد وصلت الى حافة اليأس :
"لابد من مناقشة الامر , فلا يمكنك ان تتجاهل ما حدث ."
فقال لها في رقة :
"سأفعل ما أريده , وهذا ما سترينه , عندما عدت من تانديل بعد ظهر اليوم كان هذا لابلاغك بحدوث تغير في شروط اتفاقنا ."
" أتقول تغيير ؟"
"إنني أريد إبنا وسوف تنجبينه لي ."
فأبرقت عيناها واعتدلت في جلستها وهي تقول له :
"كلا , إنني افضل الموت على هذا ."
فرد عليها بسخرية :
"من السهل عليك ان تقولي ذلك الان , ولكن الحياة حلوة , عندما علمت برحليك كنت اعتزم قتلك , ولكن هذا هو ما منعني , إنك محظوظة ."
فنظرت اليه في حدة قائلة :
"اتفاقنا لمدة ستة اشهر , وقد قطعت لي وعدا ."
" أعطيتني انت ايضا وعدك , اننا الان متكافئان ."
وبدا عليه الغضب لاول مرة منذ مغادرتهما الفندق . وقال لها :
"سبق ان قلت لي انني لا اختلف عن ابي , وربما كنت على حق في هذا , فقد كان ابي يأخذ ما يريده بدون مراعاة لمشاعر الاخرين , وانني اعتزم ان افعل هذا الليلة . ومن الان فصاعد سنعيش كزوج وزوجة ."
وأطرق هنيهة كأنه يتوقع ردا منها , ولكنها اطبقت شفتيها دون ان تنطق بكلمة , فأضاف قوله :
"وفي اليوم الذي تنجبين لي فيه وادا سأمنحك مبلغا من المال يجعلك تعيشين حياة مرفهة . ويمكنك في تلك الحالة الذهاب الى صديقك غرانت ! "
وتنفست في توتر وقالت :
"وهل تظن انني سأوافق على هذا ؟ هل تعتقد انني سأترك طفلي معك ؟"
"الطفل سيصبح احد افراد اسرة مندوزا أي ارجنتيني ."
وهز كتفيه بعدم مبالاة وهو يضيف :
"برغم ذلك تستطيعين البقاء معه اذا شئت بوصفك امه ."
فرمقته ليان وهي لا تصدق ما تسمعه وقالت بنبرة مذبذبة :
"أتقول اذا شئت , لماذا تفعل هذا يا ريكاردو ؟"
فرد عليها بوجه متوتر :
"وقع كارلوس امس في الخطأ عندما ذكرني بأنني اذا لم انجب وريثا فان أرض مندوزا ستؤول الى اسرته , وانا لن اسمح بذلك ."
"وما الذي ادراك بأنني سأنجب اطفالا ؟"
" ولماذا أشك في هذا , فأنت شابة وفي صحة جيدة ."
فردت عليه في غضب وحرارة :
"كالماشية التي تصلح للانجاب ."
واندفع جسمها الى الامام عندما اوقف ريكاردو السيارة فجأة وبعنف . وقال لها انه ليس حيوان , وانه سيعرف كيف يجعلها هي تتوق الى ما يريده . وغاصت ليان في مقعدها وهي تحس بأنها فزعة من ريكاردو , ولم يكن مصدر فزعها اعتزامه معاشرتها معاشرة الازواج , وانما كانت تخشى ان تقع هي في حبه , قد يرغمها على ان تسلم اليه ولكنه لا يستطيع ان يمتلك عقلها ومهما يكن فان الحب ليس أمرا حيويا بالنسبة اليه .
وعندما وصلا الى المنزل كانت اينيز تقف في الانتظار وهي تنظر اليها بدون ان تبتسم وبدون ان يظهر أي احساس بالانتصار في نظرتها . وصعد ريكاردو اولا ثم طلب من ليان ان تلحق به ولكنها وقفت مكانها فقال لها :
"هيا اصعدي غرفتك قبل ان احملك اليها بنفسي ولن يجلب لك هذا سوى المهانة ."
وطوقها بذراعه ورافقها في الصعود , فسألته في توتر وهي تشير الى ما يعتزم عمله معها الليلة :
"أتقصد ان تلحق بي مزيدا من المهانة ؟ أليس كذلك ؟"
" انني زوجك واعتزم مشاركتك الفراش , وسواء أتم ذلك برغبتك أم بدون رغبتك فالامر متروك لك ."
وتوجه كل منهما الى غرفته , واحضرت اينيز بعض الطعام والحساء والقهوة الى غرفة ليان ورمقتها بنظرة ذات معنى . فالمعتاد ان الزوج يضرب الزوجة الهاربة بعد ان يعيدها الى البيت . وهذا ما يجعل اينيز تفسر سبب مظهر الخضوع الذي تبدو به ليان الان .
وارتشفت ليان قليلا من القهوة المرة وجلست في توتر تنتظر مجيء ريكاردو . لا فائدة من قيامها باغلاق الباب لأنه يستطيع ان يخلعه من مكانه ويطرحه ارضا فهو بيته وهي زوجته وليس امامها أي مكان آخر تلجأ اليه لتكون في مأمن منه .
ودلف ريكاردو الى غرفتها في هدوء وأغلق الباب خلفه .




وخلصنا الثامن ...

خلنا نروح على التاسع ....


**********************************************

برنسيسة الزمان
15-02-2010, 15:46
يسلمو اديكو هعالمشروع الرائع وانا عضوة جديدة بس متابعة من زمان


وبتمنى انكو تقبلوني معكم

وبسال وين بنات المنتدى ماحدا بيرد ليه

khadija123
15-02-2010, 20:36
مرحبا بك برنسيسة الزمان

khadija123
15-02-2010, 20:43
حبيبتي الغصن الرواية أحلوت كثير حتى تعليقاتك مميزة الظاهر أن غرانت رفع الضغط لك لكن الحمد لله رحل بلا رجعة أما ليان ستأخد عقابها من ريكاردو بطريقته الخاصة
في إنتظار التكملة المشوقة
يعطيكي الف الف عافية

الغصن الوحيد
16-02-2010, 07:26
مشكورة حبيبتي خدوجة والله من جد غرانت هذا علة من علل الزمان المؤذية لكن على قولك خلاص ارتحنا منا وذهب مع الريح ...


مراحب يابرنسيسة الزمان اعذرينا اذا ما استقبلناك بشكل طيب لأن الكل مشغول وحياك الله معنا وبينا ...

الغصن الوحيد
16-02-2010, 17:53
الفصل التاسع ....

9- الدم البارد ..............

واستيقظت ليان من نومها المتقطع وهي تضع يدها امام عينيها كأنها تحاول ان تمنع بداية يوم جديد . وكان ريكاردو قد غادر الفراش قبلها بساعات متجها الى غرفته بدون ان يتفوه بأي كلمة ترضية لها . كانت تجربة بلا أي متعة . لكنها ستظل تقاومه حتى يكف عن محاولة نيلها بالقوة . ونهضت من فراشها وارتدت الملابس التي اشتراها لها ريكاردو من سانتينا يوم وصول غرانت الى المنزل لزيارتهم . واحست ليان من طريقة تحية الخدم لها انهم عرفوا بأحداث اليوم السابق وهو ما يحدث عادة في المجتمعات الصغيرة .
وقررت ليان ان تسرع الى الاسطبل فهي تعلم ان ريكاردو ربما يركب رأسه ويخرج لامتطاء الخيل في الصباح الباكر , وقررت ان تواجهه في ضوء النهار لكي ترد بمظهر اللامبالاة من جانبها على نظرة الازدراء التي لابد ان تصدر عنه . ان شعوره بالانتصار سيكون نابعا , في جانب منه من احساسه بأنه تمكن من اذلالها تماما اثناء تجربة الامس واستطاع اخضاعها لرغباته . ولكنها لاتستطيع ان تخضع ابدا له , وكلما اسرعت بتـأكيد هذا له كلما كان افضل .

كان الصباح لطيفا والجو مبللا بالرطوبة على نحو يلائمها . واخذت ليان تفكر في انها لو انجبت لريكاردو الطفل الذي يريده فأنه سيكبر على حب تلك الارض مثلما فعل أبوه . وقالت لنفسها ان هذا لا يمكنه ان يحدث , ولا يمكنها ابدا ان تنجب طفلا من رجل لا يشعر نحوها بأي عاطفة .

كان ريكاردو على مائدة الافطار في الفناء عندما عادت ليان الى البيت فصعدت الى غرفتها للاغتسال وتغيير هندامها ونزلت الى الفناء واتخذت مقعدها على المائدة وهو ينظر اليها نظرة لا تكشف عما في نفسه وان كانت تعني انه يتذكر ما حدث بالامس . وقال لها :
"لم تخبري احدا بالمكان الذي ذهبت اليه ؟"
" بدرو يعلم انني ذهبت لامتطاء روخو ."
قالتها في رصانة وبدون أي ارتباك وهو يتفحصها ببصره . واخذت تصب قدرا من العصير في كوبها له :
"لم يعد الجو حارا , كما كان عندما جئت الى هنا اول مرة , سأحتاج الى بعض الملابس الشتوية لأحتمل فصل الشتاء ."
"يمكنك شراء ما تحتاجينه من سانتينا ."
فقال بلهجة متعمدة :
"لم يفت الوقت بعد ."
" أتقصد انك ستضربني ان لم أبدي احتراما كافيا لزوجي ؟"
فابتسم في سخرية وقال لها :
"أقصد انني سآخذك فوق ركبتي وأضربك كالطفل ويبدو انك مصممة على ان تظلي كالطفل ."
فردت عليه ردا مفحما اذ قالت :
"لا استطيع ان اكون طفلة , وقد تأكدت من ذلك بنفسك ليلة أمس ."
فصمت بعض لحظات قبل ان يحدق فيها بتعبير يصعب معرفة كنهه وقال لها :
"أتريدين مني أن اعتذر لما حدث ؟"
فردت عليه وقد تبددت خطتها التي كانت تقضي بأن تظهر بشعور اللامبالاة نحوه :
"كلا , لا أريدك ان تعتذر , ولماذا تفعل هذا ؟ انني ملك لك في أي حال , ومن المفروض ان تستفيد مني الفائدة الكاملة ."
" هل تعتقدين انك قدمت تلك الفائدة ؟"
ولم تستطع عندئذ ان تسيطر على اندفاعها وهي تقول له :
"هذا هو اقصى ما تستطيع الحصول عليه مني ."
وهز كتفيه بلا أكتراث وقال :
"كما تشائين ."
ان الامر ليست له اهمية تذكر بالنسبة اليه , ولماذا اذا تضايق نفسها من جديد في حين انها تدرك هذا من قبل ؟ في استطاعته ان يأتي الليلة وفي أي ليلة أخرى يشاء ليمارس حقوقه المزعومة بدون ان تستطيع منعه , وسيكون الثمن طفلا مجردا من العاطفة كأبيه لم تعد تحتمل التفكير في هذا .
لقد اضطرت لتناول الطعام عندما قدمته لها خوانيتا , برغم انها لم تكن تشعر بالجوع .
وتذكرت فجأة انها لم تذق أي طعام منذ تناولها الافطار امس , وهو ما يبين كيف ان الطعام لا يهم كثيرا عندما يكون الفكر مشغولا .
وتركها ريكاردو قبل ان تنتهي بدون ان يعبأ فيبلغها بموعد عودته . وأصبحت ليان وحيدة من جديد وعليها ان تبحث عما يسري عنها وحدتها . غرانت سيكون في تلك اللحظة في القطار الذي يسرع به نحو الساحل . ولم تكن هناك فائدة ترجى حتى لو كانت قد رحلت معه . فهي لا تحب غرانت , ولا تحب احدا بالمرة ( أه ه ه متأكدة are you shour lain ....عينك بعينك يا ليان ....الغصن ) , وقد تجردت الان من أية مقدرة كانت تملكها لتمارس الحب , وهذا خير لها .
وبينما كانت ليان تتجول عند المدخل الحجري للضيعة رأت سيارة لاندروفر تقترب زتنزل منها ايزبيلا التي قالت في دهشة عندما لمحت ليان :
" هل هذا معقول ؟ أكانوا يكذبون عندما قالوا انك هربت مع غرانت ادواردز ؟"
" هذا صحيح , لقد أمسك بنا ريكاردو , هل جئت لرؤيته ؟"
( لا وعادي تقولها ولا في الخاطر شي لا وانا منك كان اقعد في غرفتي واقفل علي الباب بدل ما اتمشى ولا اكلم احد هذا اذا كنت موجودة على وجه الحياة البشرية لأن اللي عندنا مافي تفاهم .....الغصن )
"كلا , جئت لرؤيتك انت , اليس ريكاردو هنا ؟"
"كلا , اليس هذا بغريب ؟ انك تعتقدين انه لا يمكنه الان ان يطمئن لبقائي بعيدا عن ناظريه . لكن غرانت في القطار الان وفي طريقه الى الساحل , ولا يمكنني ان ارحل من هنا ! "
فردت عليها ايزبيلا في رقة وهي تستعطفها:
"ليان , ارجوك لا تكوني هكذا , واذا كان ريكاردو جعلك تعسة الى هذا الحد الذي دفعك الى تركه فانه لا يستحق الشفقة , ولكنه ما زال زوجك ."
وردت ليان في تهكم :
"وهو لهذا يستحق ان يخدم في ولاء , انني آسفة يا ايزبيلا , فما كان يجب ان اقول هذا الان , لا تقلقي بشأني فسوف تتحسن حالتي ."
" لا استطيع ان امنع نفسي من القلق , فانني احب ريكاردو وقد تمنيت ان اصبح يوما ما صديقة لزوجته . وما حدث كان يجب ان يظل سرا بينكما وحدكما , وقد جئت لاعرف حقيقة الامر , وفي الواقع هناك مسألة اريد التحدث معك فيها ولا اعرف كيف ابدأ الكلام ."
فدعتها ليان لدخول المنزل للتحدث في الداخل ولكن ايزبيلا قالت لها انها لا تستطيع ذلك قبل الحصول على بركة ريكاردو . وعندما سألتها ليانا ذا كانت تقصد رضاه عن زواجها من كارلوس أجابتها بأن هذا جزء من الموضوع الذي ستحدثها عنه .
والتقطت ايزبيلا انفاسها ثم تنهدت واضافت قائلة :
"استمر العداء بين زوجي وزوجك لفترة طويلة , ولن يتحقق بينهما أي وفاق قبل ان يتوقف كل منهما عن كراهية الاخر لأسباب لا يمكن ان تتغير ."
" ومنذ يومين عندما احضرت السنيور اواردز الى بيتنا روى له كارلوس القصة بالتفصيل من وجهة نظره , وابلغه بأن رحيلك عن ارض مندوزا سيحل الكثير من المشكلات ."
ونظرت ايزبيلا الى ليان نظرة تناشدها فيها ان تتفهمها وهي تضيف قائلة :
"ارجوك الا تحكمي على كارلوس بقسوة , اذ شعر بأن السنيور ادواردز يميل اليك واعتقد انك ربما تتجاوبين معه بعض الشيء ."
وادركت ليان في سخرية انها تستحق ما جرى لها فقد اخطأت في تقدير مدى فطنة كارلوس , ودهشت كيف ان اقتراح كارلوس اثر في تصرفات غرانت على هذا النحو , وردت على ايزبيلا قائلة :
"لن احكم على كارلوس بالمرة , ولست في وضع يسمح لي بأن اصدر حكمي على احد ."
وابتسمت ايزبيلا وهي تسألها :
"هل هذا لأنك تزوجت من ريكاردو بدون اعطاء نفسك الوقت الكافي لمعرفته من الداخل ؟ قيل ان المرء لا يمكنه ان يعرف شخصا آخر الا اذا عاشره لفترة طويلة , وكارلوس ما زال غريبا عني من عدة نواحي , الا اننا نزداد قربا من بعضنا البعض في بطء لأننا نريد ذلك وهناك اشياء يفعلها ولا تلقى رضا مني ولا استطيع ان اتسامح فيها وهذا ما يجده هو ايضا بالنسبة الي , الزواج يعني ضمن مايعنيه ان يتعلم كل من الطرفين تحمل اخطاء الطرف الاخر لأنه من النادر تغيرها ."
ومضت ايزبيلا قائلة في بطء :
"عرفت ريكاردو لعدة سنوات وكان رجلا يصعب الوصول الى قرارة نفسه . وارج وان تسامحيني لأنني اعتقدت انك لم تبذلي جهدا كافيا للوصول الى قرارة نفسه ."
فأومأت ليان برأسها وهي تسألها :

الغصن الوحيد
16-02-2010, 18:05
"وهل تعرفين لماذا تزوجني ؟"
" عرفت سبب زواجك منه بسرعة , ولكن اذا كان كل ما يريده هو الوفاء بشروط الوصية فلماذا انتظر حتى اصبح الوقت متأخرا جدا ؟"
كانت هناك الكثيرات تتوق كل منهن لأن تصبح سنيورا مندوزا . وقالت ليان لنفسها ان هؤلاء لم يكن يردن الزواج منه لفترة محدودة كما هو الامر بالنسبة اليها .
واحست ايزبيلا بأنها اطالت الكلام في امور تخص ليان و ريكاردو فطلبت منها المعذرة , فردت عليها ليان بأنه لا داعي للأعتذار وان كل ما في الامر ان لكل منهما وجهة نظر مختلفة , وسألتها ليان عن كيفية استقبال كارلوس للخراف التي قتلها ريكاردو فأجابتها بأنه كان اذلك وقع سيء عليه , أما والدها ريخا فقد وجه اللوم الى كارلوس لأنه سمح للخراف بأن تتجول في ارض مندوزا , وهو يعتقد ان ريكاردو له الحق في الاستحواذ على ضيعة مندوزا .
وعندما سألتها اذا كانت ترى هذا الرأي اجابتها بأنه يجب على الاخوين ان ينسيا الماضي وان يقنع كلا منهما بما لديه وانها ستحاول اقناع زوجها بهذا على ان تفعل هي ايضا الشيء نفسه مع زوجها .
واستأذنت ايزبيلا في الانصراف لأنها لا تريد ان يعرف كارلوس بأمر تلك الزيارة , وقالت لها انها تأمل في ان يأتي يوم تصبحان فيه صديقتين حميمتين .
وحان وقت طعام العشاء فتناولت ليان طعامها مع ريكاردو بدون ان تعرف له طعما , وأدركت انه لا فائدة من مقاومته , ووجدت ان من الافضل لها ان تغمض عينيها وتفكر في انكلترا مثلما كانت تفعل النساء في العصر الفكتوري عندما يواجهن مثل هذا الموقف . ولكنها تدراكت امرها واخذت تعنف نفسها بقسوة فالامر ليس هزلا . وأمسكت بكأس الشراب تفرغها في جوفها في حين اخذ ريكاردو يحدق فيها ووقف وسكب لها كأسا أخرى . وخامرتها فكرة ان تقف وتسكب الكأس على الارض , فما الذي يمكنه ان يحدث اذا ؟ ريكاردو لا يمكنه ان يفعل لها اسوأ مما فعله . ونهض ريكاردو وأدار اسطوانة من الموسيقى الكلاسيكية فسألته عن اسم تلك القطعة الموسيقية فقال لها انا تدعى " في مراعي آسيا الوسطى " من تأليف بوردين . وسألها اذا كانت تفضل موسيقى خفيفة , ولكنها قالت انها تحب تلك الموسيقى فهي تحرك المشاعر , فقال لها ان هذا هو الهدف من تلك القطعة الموسيقية فهي تجعل المرء يحس بمدى تعاسة المزارع وفقره , وبالتالي يشعر بالنعمة التي بين يدييه .
وفي الساعة الحادية عشرة ادركت ا ن ايا منهما لابد وان يبدأ في الانصراف , فأخبرته بأنها ذاهبة الى النوم , ولكن لم يبد عليه أي رد فعل واستمر في الشراب . فصعدت الى غرفتها وهي قلقة ومتوترة وتتوقع دخوله غرفتها بين لحظة واخرى . واخيرا سمعت وقع قدميه وهو يمر امام غرفتها متجها الى غرفته , ومرت ساعة تأكدت بعدها انه لن يحضر اليها , وبعد ساعتين أخريين استسلمت الى النوم . وخلال فترات من حياتها لم تستطع نسيان تلك الساعات التي امضتها بلا نوم وفي توتر وقلق شديدين .
ويبدو انه لم يعد في عجلة من امره وهو يتوقع ان تصدر منها هي اولا مبادرة في هذا الشأن . وبدأ يعاملها في فتور من هذه الناحية , ولكن انتظاره سيطول لان افضل سلاح في يديها هو التصرف معه بفتور وبلا مبالاة .
ولاحظت ليان تحسن معاملة اينيز لها بعدما بدأت هي نفسها تمارس دورها معها كسيدة للبيت . واخذت ليان تفكر في جدية في ممارسة حياتها وواجباتها المنزلية حتى ولو كان ذلك سيتم بصفة مؤقتة .
وذات مساء قال لها ريكاردو ان البرد يزداد من يوم لآخر وانه يجب التعجيل بقيامهما بالرحلة التي سبق ان قرر القيام بها الى سلسلة تلال سييرا . فردت عليه بأنها غيرت رأيها ولم تعد ترغب في القيام بتلك الرحلة . فقال لها انه هو نفسه لم يغير رأيه وسوف يقومان بالرحلة صباح غد ويضربان خيمتهما هناك لمدة ليلتين , واضاف بصوت رقيق :
"اعتدت ركوب الخيل ويمكنك قضاء ايام فوق ظهر الحصان بدون ان يسبب لك ذلك أي عناء ."
" وهل سنقوم بكل الرحلة على ظهر الخيل ؟
" سبق ان اخبرتك بأن هناك اماكن كثيرة لا يمكن للسيارة ان تمر فيها ."
وحدق فيها بضع لحظات ثم اضاف :
"الافضل لي ولك ان تبتعد لبعض الوقت عن ارض مندوزا ."
فردت عليه بلهجة تحمل معنى الاصرار :
"هذا لن يغير شيئا من حقيقة مشاعري ."
" أنني كفيل بأن احدث تغيرا في مشاعرك ,وعندما تعودين من تلال سييرا ستكونين امرأة أخرى متخصصة في فن ارضاء الرجل ولن تقومي بعد ذلك باثارة غضبي الشديد ."
" يمكنك ان تقود الحصان الى الماء ولكن ...."
" هذا يتوقف على مدى شعوره بالعطش , ان امثالك الانكليزية ليس لها أي تأثير هنا , ولا أريد لأبني ان يولد في الجو السائد بيننا الان ."
ولم تستطع ان تخفي النبرة المتهكمة وهي تقول له :
"افترض انني انجبت بنتا , فماذا ستفعل اذا ؟"
فهز كتفيه بلا اكتراث وقال لها :
"الاحتمال ضئيل , فعائلة مندوزا اعتادت منذ القدم ان تنجب ذكورا اكثر من الاناث ."
" سوف اذكرك بهذا في حينه ."
" لا داعي لأن تذكريني بأي شيء .... ولو حدث وانجبت بنتا فسوف نحاول مرة أخرى , أليس كذلك ؟"
فقالت في تحد :
"سيتم هذا في برود مثلما حدث في المرات السابقة ."
فرفع حاجبه وهو يقول لها :
" انصتي الي , انني لست من ذوي الدم البارد ولهذا فأنني أصر على الا تكوني انت من ذوي الدم البارد ."
وناداها وهو مستلق على احدى الارائك قائلا :
"تعالي الي الان وفورا ."
فقالت في تشدد :
"كلا ! "
فقال لها في حدة وبدون ان يرفع صوته :
"أتريدين مني ان اجبرك على الحضور ....تعالي فورا ! "
ولم تكن هناك فائدة من تحديه , وهو يستمع على ما يبدو باخضاعها لمشيئته ,فسارت نحوه وجثت على ركبتيها بجوار الاريكة وعيناها يشع منهما بريق التحدي وسألته اذا كان هذا يكفيه ام يجب ان تضع رأسها تحت قدميه . فوضع كفيه على وجهها وجذبها نحوه قائلا :
"انا لا انوي اخضاعك , اما اذا كنت تتطلعين الى قيامي باخضاعك بالقوة ....."
فقالت ونبضات قلبها تسرع :
"كلا , لا تفعل ."
وشدد قبضته عليها قائلا :
" قولي : ارجوك , قولي تلك الكلمة التي نادرا ما تقولينها , قولي أرجوك يا ريكاردو , وعندئذ سأفكر فيما اذا كنت استجيب لرجائك ."
وادركت انه لا فكاك لها منه قالت له :
"أرجوك ! "
فتركها عندئذ تفلت من بين يديه وهو يضحك وسألها اذا كان يسبب لها كل هذا الخوف . وصمت قليلا ثم قال لها في رقة :
"سوف تقولين لي ارجوك فيما بعد لسبب آخر . ففي ليلة الغد سنرقد معا تحت النجوم , ولن تثوري ضدي لعدم وجود رغبة لك في ذلك , وهذا وعد يمكنك ان تفكري فيه وانت تأوين الليلة الى فراشك ."
ووقف وضمها الى صدره وهو ينظر الى عينيها الخضراووين وتركها تنصرف قائلا :
"اذهبي واستريحي , فأنت في حاجة للراحة استعدادا لرحلة الغد ."
وفكرت ليان وهي تتركه انها في حاجة الى المزيد من الراحة فعلا , وفي حاجة الى كل ذرة من قوة الارادة لتقاوم أي محاولات من جانبه لكسب عواطفها .



خلصنا التاسع ...
واحلى فصل العاشر واللي وراه ...

يلا نروح ....


**************************************

khadija123
16-02-2010, 20:30
تسلمي حبيبتي الغصن
في أنتظارك

برنسيسة الزمان
17-02-2010, 02:16
يسلمو يا غصن عالرواية الكتييييييير حلوة

بس تقريبا فيها من رواية تانية مش فاكرة اسمها بس في القسم هاد بردو


ولا تطولي علينا

glamour girl
17-02-2010, 10:34
يسلموو غصونه ومن جد تحمست للفصلين القادمين

ومنتظرينك على احر من الجمر

with my thanks

glamour girl

نايت سونغ
17-02-2010, 14:44
مشـــــــــــــروع روعه

وانا من متابعين رويات عبير وبعجبونى كتير

يعطيكو العافيه علي المجهود

تحـــــــــاتي



هلااا و غلااا حبيبتي

نورتي المشروع بوجودك و انشالله ع طول تعجبك الروايات::سعادة::

والفضل كلو برجع لماري انطوانيت للي وحشتنااااا كتيييييييير:(

وكل العضوات المشاركات معناا و الجميييع اكيد لهن حضور عطر :رامبو:

اهلا فيكي:o

نايت سونغ
17-02-2010, 14:51
يسلمو اديكو هعالمشروع الرائع وانا عضوة جديدة بس متابعة من زمان


وبتمنى انكو تقبلوني معكم

وبسال وين بنات المنتدى ماحدا بيرد ليه



اهلييين برنسيسة الزمااان

الله يسلمك يا قلبي المشروع رائع بوجودك و بوجود الجميع

شرفتينااا

نايت سونغ
17-02-2010, 14:59
تسلم اناملك الغصن الوحيد والله مش سهل كتابتة رواية ::جيد::

الله يسعدك و يفرحك و يهنيكي يااااااا حق ( باب الحارة ) :p

والله شوقتينا كتييير ما تطولي علينا

ناطرينك يا عسل ::سعادة::

برنسيسة الزمان
17-02-2010, 16:16
ميرسي كتير يا (نايت سونغ) عالترحيب الحلو دة



ويلا ياغصن طولتي


وكتير حلوة تعليقاتك في النص وياريت تكتريها

قيد الوافي
17-02-2010, 19:47
مرحبا يسعد مساءك غصـــووووونه لاتطولي بلييييز حرام عليك تعبت وانا انتظر:confused:

khadija123
18-02-2010, 00:58
شكلك حابة تحطمي أعصاب الكل :confused:
لا تطويلي كثير وإلا ... :mad:








هه هه هه هه هه هه هه ::سعادة::أمزح معك
:p

khadija123
18-02-2010, 01:05
صراحة الرواية حلوة كثير ولو أني قد قرأتها من قبل فأنا أحب إعادتها من جديد وهي تستحق الإنتظار



الله يكون في عونكم يابنات شكل الغصن حبا تعرف غلاتها عندنا أدي إه والله والله أنت غالية عندنا وكلنا متتبعين رواية الحلوة خصوصا بتعليقاتك المرحة التي تعطي لرواية بعدا أخر ههههه :p لا أعرف التعبير كثيرا على أفكاري
إنشاء الله تكون الأمور عند يا الغصن بخير لأننا متعودين كل يوم تنزيلن بارت جديد
إلى اللقاء

الغصن الوحيد
18-02-2010, 10:52
الفصل العاشر ..

10- سقوط السيد ............

غادرا المنزل في الصباح والشمس تملأ المكان وقد تأخرا بعض الشيء بسبب المشكلات التي أثارها في اللحظات الاخيرة مديروا الاقسام في المزرعة وأخذ حصانها يتدلل كالطفل ويقترب من حصان ريكاردو وعندما امرها ريكاردو بأن ترغمه على الاعتدال في سيره قالت له انه لا يطيعها , فقال لها ان سبب ذلك انها لا تتبع الحزم معه , واضاف ان الحيوان يتجيب بسرعة للتوجيه .
وفهمت ليان من حركة شفتيه انه يقصد المرأة ايضا . ونظرت الى يديه وهما تقبضان في قوة على اللجام واحست بأنه يعامل الحصان احيانا بأفضل مما يعاملها هي . ولكنها ادركت ان هذا الاحساس يفتقر الى الانصاف لأن ما عانت منه على يديه سعت اليه بنفسها .
ورأت الخيمة التي يحملها ديابلو حصان ريكاردو ولكن هذه الخيمة لن تستخدم الا في حالة هطول المطر , لأنهما , كما قال ريكاردو , سينامان تحت النجوم . ولهذا احضر معه الملاءات اللازمة , واذا احتاجا الى مزيد من الدفء فسوف يكتسبه كل منهما من الاخر .
وسألته عن الوقت المتبقي للوصول الى تلك التلال فقال لها ربما خمس او ست ساعات اذا سارا بتؤدة , وانه لا داعي للأسراع فردت عليه في جفاف :
" كلا ليس هناك ما يدعو بالمرة لذلك ."
ولاحظت انه ينظر اليها في مكر ثم سألها :
"ألا تفكرين انك ستصبحين وحيدة معي الليلة ؟"
" كنت وحيدة معك من قبل ."
ولم يعقب على هذه اللفتة الساخرة ولكنه قال لها :
"كان هذا في الماضي , ولكنك لن تلبثي ان تنسي كل هذا ."
وشدت اللجام في توتر مما جعل روجو يهز رأسه الى أعلى وقالت له بانفعال :
"لن انسى ابدا , لانه لا فرق بين هذه الليلة واية ليلة اخرى ولن آتي اليك ابدا برغبتي يا ريكاردو ! "
فابتسم في تباطؤ وقال لها :
"اليوم سيكون طويلا ولن تتبقى لك قوة لمقاومتي ...."
" وهل هذا هو السبب الذي جعلك تصحبني معك كل هذه المسافة على ظهر حصان ."
" نحجن ذاهبون الى تلال سييرا لأنك سبق ان اعربت عن رغبتك في زيارتها ."
" اذا كل ما في الامر انك تريد ادخال السرور الى نفسي ."
فتطاير الشرر من عينيه ولكنه سيطر على نفسه بسرعة وقال لها :
"لن تثيري غضبي بكلامك , فقد فعلت ذلك كثيرا في الماضي اما هذه المرة فستواجهين عواطفك الحقيقة وانت مجردة من هذا السلاح الدفاعي ."
وتساءلت ليان بينها وبين نفسها عن حقيقة عواطفها , فهي تريد ان تعرفها . قد تقول لنفسها انها تكرهه ولكن جزء فقط من عواطفها . إنه صادق في كلامه ولكنها تريد ان تعرف مدى عمق المشاعر التي تحاول تغطيتها واخفاءها . وقالت لنفسها انها لو انجبت طفلا لريكاردو فستصبح ملزمة بالبقاء معه في مطلق الحالات , وربما تكون حملت فعلا بهذا الطفل برغم انها ابتهلت الى السماء ألا يحدث هذا , فالحمل بدون حب أمر كريه .
وادركت ليان ان الصراع انتهى , واضفى عليها هذا الاحساس نوعا من الشعور بالسكينة . فما دامت قد ارتبطت بهذا الزواج عليها اذا ان تجعل منه زواجا موفقا بقدر ما تستطيع وريكاردو قد يحبها , ولكنه يحتاج اليها ولو كأم لطفله على الاقل . ومن هذه البدايات ربما تستطيع بناء شيء يستحق كل هذا العناء .
وفي الواحدة بعد الظهر توقفا لتناول طعام الغداء ولاحتساء القهوة التي صنعاها فوق موقد غاز نظرا لعدم وجود عشب جاف في تلك المنطقة , وسألها ريكاردو وهي تنظر الى الطبيعة من حولها حيث اصبحت التلال الصخرية قريبة الان والسماء تتناثر فيها السحب والسهل ترعى فيه الماشية .
" هل ما زلت تشعرين بكراهية نحو هذا المكان ؟"
" انني اتعوده شيئا فشيئا وهذا يتطلب بعض الوقت ."
" ألا يحدث هذا بالنسبة الى كل شيء , ربما كان ادراك ذلك هو نصف المعركة ."
ولاحظت ليان ان نطقه للعبارات الانكليزية تحسن , فأبلغته ذلك , فقال لها ان نطقها هي ايضا للأسبانية تحسن وخصوصا انها اصبحت تعرف اللهجة المحلية ولعل خوانيتا ساعدتها في هذا . وعندما سألته اذا كان ثمة ما يحول دون اقامتها اية علاقة شخصية مع الخدم اجابها بأنه لا يرى دون اقامتها اية صداقة بينها وبين خوانيتا بشرط الا تشجعها على التذمر من وضعها في الحياة . واخذ يحدثها عن تاريخ اسرة مندوزا التي ترجع الى بدر ودي مندوزا أول من أنشأ المستوطنة التي اصبحت فيما بعد بوينيس أيرس .
وعندما لاحظت ليان ان مؤسس اسرة مندوزا الارجنتينية هو من الغزاة الاسبان , قال لها ريكاردو ان هذا صحيح تماما مثلما فعل الانكليز بأستعمارهم الكثير من الاراضي , من أجل الاستيلاء على الارض والسلطة والثروة . وأطرق هنيهة وقد توترت نظراته ثم قال :
"والنساء ايضا ..... وبدون امرأة كنت انا نفسي سأفقد اثنين من الاشياء الثلاثة الاخرى التي ذكرتها ."
وطلب منها ريكاردو مواصلة الرحلة فوصلا الى التلال بينما تشارف الظهيرة على الانتهاء . وتقدم ريكاردو وسط الصخور وليان خلفه بحصانيهما . ومع مغيب الشمس استطاع ريكاردو ان يعثر على مأوى يبيتان فيه وسط تجويف صنعته الصخور .ولم تكن هناك حاجة لنصب الخيمة اذ لم يكن الجو عاصفا , وبرغم ذلك انشغل ريكاردو بنصب الخيمة واعداد الفراش داخلها في حين انهمكت ليان في شواء اللحوم واعداد طعام العشاء على النار التي خففت من وحشة الليل .
وتجنبت ليان النظر الى وجه ريكاردو عندما جاء لأنها لا تريد التفكير فيما سيحدث الليلة وفضلت ان تترك كل شيء لوقته .
وبعد انتهاء تناول العشاء أشعل ريكاردو النار من جديد واستلقى على ظهره وقد وضع كفيه تحت رأسه وسألها اذا كانت تنزعج من لمسة يديه . فهزت رأسها في سخرية . وعندما قال لها انه يستطيع اخضاعها بالقوة اذا اضطر الى هذا , اجابته بأنه لا يحتاج الى استخدام القوة لأنها ستؤدي واجبها نحوه , فسألته في دهشة :
"أي واجب ؟"
" اليس هذا هو ماتسعى اليه ؟ زوجة وديعة مستسلمة تنفذ شروط عقد الزواج بكل حذافيره ! "
فرد عليها بعد لحظة :
"افضل مقاومتك لي من جديد ."
" اذا لن أفعل هذا ."
فقال لها وقد اغتبط فجأة :
"فهمت قصدك , إتك تأملين من خلال التظاهر بالهدوء ان يفتر اهتمامي . ولكن هذا لن يستمر واستطيع ان أؤكد لك ..."
" لا تكن واثقا الى هذا الحد ."
" بل انا واثق ومتأكد , وسوف ترضخين لا لأن هذا واجبك ولكن لأنك انت تريدينه ."
فردت عليه بصوت منخفض :
"من أجل وريث لأرض مندوزا ."
فاعتدل واتكأ على أحد مرفقيه وقال :
"كلا , فأنا اريدك يا ليان , وقد اردتك منذ الليلة الاولى التي التقينا فيها , ولكن المرء لا يمكنه ان يظفر بكل شيء , اذ كانت امامي اولويات أخرى في ذلك الحين ذات أهمية أكبر كما اعتقدت . ولم أكن اتطلع الا الى الوفاء بشروط وصية أبي ."
وعندما ذكرته انه وعدها بمنحها حريتها بعد تنفيذ الوصية ذكرها هو ايضا انها وعداته بأن تكون مخلصة , وانه سبق لهما ان ناقشا هذا الامر من قبل .
وأحاطت ليان ركبتيها بذراعيها وهي تحدق في اللهب بتركيز وسألته قائلة :
"لم تسألني من قبل عما اشعر به نحو غرانت ."

الغصن الوحيد
18-02-2010, 10:55
" لا ضرورة لذلك فقد استخدمته كوسيلة للهرب من وضع لا تستطيعين التكيف معه , وهو بالنسبة اليك لا يمثل أكثر من هذا ."
" فهمت قصدك , اذا فهو الطرف البريء ! "
" ليس هذا ما اقصده , وانت تعلمين هذا , ولو انني اعتقدت انه هو المسؤول عن كل هذا لما تركته يفلت بسهولة , لقد خان كل منكما ثقتي فيه ."
" انت متحدث بارع , ولكنك اعترفت بأنك قررت تغيير شروط اتفاقنا حتى قبل ان تعرف بأمر ذهابي مع غرانت ."
" اننا بذلك نصبح زوجين , وهي بداية صالحة ."
وصهل أحد الحصانين ليرد عليه الاخر بصهيل مماثل , وسمع صوت أحد الحيوانات عن قرب فقال لها ريكاردو إنه ابن آوى ولن يقترب من النار , ونهض ريكاردو وأحضر بعض العشب ليضعه فوق النار .... ثم ضمها واسند رأسها الى صدره ورافقها الى داخل الخيمة وهو يقول لها في رقة :
"انك الان امرأة كاملة , امرأة صغيرة , كيف تشعرين ؟"
فقالت في لهجة تهكمية تمنت ألا يحس بها :
"هذا رائع , إنك عاشق ممتاز يا ريكاردو ؟"
فرد عليها في سخرية :
"أشكرك , انه شيء سار ان يعرف المرء من يقدر جهده ."
فنظرت اليه وهي تحاول عبثا ان تتفهم ما يختبىء من احاسيس في عينيه وقالت له :
"هل تفضل ان أقول لك بدلا من ذلك إنني احبك ؟"
فرد عليها دون ان تتغير تعبيراته :
"وهل هذا صحيح ؟"
فصمتت لحظة ثم قال له وهي تهز رأسها :
"كلا ."
" اذن لا فائدة من قولك , كما انه غير مفيد لو قلتها انا لك ."
وجذبها اليه وهو يقول لها :
"إننا ببساطة سنستفيد استفادة اكبر مما نحن عليه , فما زلنا في أول الليل ."

واستيقظت في الصباح عندما رفع ذراعه عنها وقام لتغيير ملابسه واخذت ترقبه خلسة وعندما لاحظ ذلك رفع حاجبه في مكر . وسمعت صوت الحصانين وهما يصهلان ويتحركان في قلق . وقال لها ريكاردو انه ذاهب لاشعال النار واعداد طعام الافطار وانه لا داعي لمغادرتها الفراش وسوف يدعوها عندما ينتهي من هذا . وكانت ليان في شوق شديد لأن يقبلها قبلة الصباح مثلما يفعل الازواج مع زوجاتهم ولكنه لم يفعل .
وأحست برغبتها في الاغتسال فقامت وسألت ريكاردو اذا كانت هناك كمية كافية من الماء العذب للاغتسال فقال لها انه توجد بركة وسط الصخور القريبة , ولكن عليها احضار شيء وتثبيت شعرها ورفعه الى اعلى لئلا يبتل , فلما أعربت عن دهشتها قال ان ماء البركة عميق , وسألها اذا كانت تعرف السباحة فاجابته ,وهي ما زالت تظن انه يداعبها بأنها تجيد السباحة ولكنها لم تحض لباس الاستحمام , فضحك وقال لها :
"وهل لهذا اهمية , لم تكن عيناي مغلقتين ليلة أمس ."
" الوضع يختلف ...."
وبدأ يتحرك نحو البركة وهو يقول لها :
"انا سعيد لأنك تفكرين بهذا الاسلوب , هيا تعالي ."
فوقفت مكانها متجاهلة كلامه وهي تنتظر منه ان ينظر اليها وقالت له :
"ريكاردو هل تحاول اذلالي ؟"
" اذلالك ! كان يجب فعلا ان اتصرف لاذلالك .... هل ما زلت غير ناضجة الى الحد الذي يجعلك تحتاجين الى التستر بالظلام قبل ان تكشفي عن نفسك لي ؟"
فردت عليه في غضب :
"الامر لا علاقة له بالنضوج , فمن حقي ان انفرد بنفسي وقتما أشاء ."
" لا حق لك الا ما قبلت انا ان امنحك اياه , متى تفهمين ذلك ؟ فأنت زوجتي التي امتلكها , وعليك ان تفعلي ما اطلبه منك , هيا اذهبي وخذي حمامك وحدك ان اردت ايتها المحتشمة الصغيرة , ما زال أمامك ان تعرفي الكثير عن العلاقة بين الزوج وزوجته ."
وأخذت حمامها في البركة التي كانت مياهها باردة وعميقة وعادت الى ريكاردو وهو يحدق فيها بسخرية ووجدته حليق الذقن , ولم ينطق بكلمة وانما أخذ المنشفة وذهب يستحم ولما عاد كانت قد أعدت له طعاما خفيفا من البيض وسألته وهو يأكل :
"الى اين سنذهب اليوم ؟"
فهز كتفييه في استخفاف وهو يقول :
"ربما نعود الى ارض مندوزا ."
فنظرت اليه في تساؤل ودهشة :
"ولكنني اتذكر انك قلت سنمضي يومين على الاقل ."
فتقابلت عيناه مع عينيها بدون ان يبتسم وقال :
"لا فرق بين البقاء هنا والعودة الى مندوزا , ولن احتمل بعد الان اسلوب الاستهجان الصبياني الذي تتبعينه ."
فحاولت ليان الالتزام بالهدوء وهي تقول له :
"أتقول استهجان , لأنني رفضت ان استحم معك ؟"
"أتظنين ان هذا هو كل ما في الامر ؟ أتعتقدين تن كل ما يهمني هو ان اضعك في موقف مهين حتى استمتع بمضايقتك ؟"
وترك طبق البيض في غضب بدون ان يكمل طعامه وقال :
"هل خطر في بالك انه كان في استطاعتي ان اصل الى هذا الهدف بسهولة من خلال استغلال رفضك كذريعة على تنفيذ ما اطلبه منك ؟"
فهزت رأسها وقالت له في ألم :
"أسأت الفهم , فأنا لم أستهجن قولك , وانما كنت في حرج ."
فابتسم ابتسامة تفتقر الى روح المرح وقال :
"ولكنك لم تكوني محرجة عندما أخذتك بين ذراعي ...."
فقاطعته ليان وقد احمر خداها وقالت :
"ريكاردو , ما هذا بانصاف ! "
" تقصدين انه ليس بالوضع السليم , وأنت تشعرين بالذنب , ولكنك تقولين لنفسك بأنه لم يكن أمامك خيار حتى يستريح ضميرك . ولهذا فلكي يصبح زواجنا فعليا لن أتيح لك حق الاختيار في أي شيء , وأنا الملوم لأنني لم أفعل هذا من قبل , وهذا ما سيحدث من الان فصاعدا ."
" الامر لن يختلف بالمرة عن الوضع الذي نحن فيه ."
" أتعتقدين ذلك ؟ سأثبت لك ان هناك اختلافا , هيا أعدي حاجياتك فسوف نعود الى أرض مندوزا ."
ولم ينطق أي منهما بكلمة أثناء طي الخيمة وربطها ووضع السرجين على الحصانين , وساعدها في القفز فوق روجو وقفز هو فوق ديايلو واتجه في طريق العودة . وبلغا منتصف المسافة الى المزرعة عندما وقع الحادث الذي تسبب فيه روجو , فبينما هما يصعدان بالحصانين مكانا مرتفعا قفز روجو محاولا ان يسبق ديابلو فصطدم صدره بمؤخرة ديابلو الذي مال الى الخلف وسقط ريكاردو عن ظهره وارتطم رأسه بأحد الصخور , فسارعت ليان بتوجيه روخو بعيدا عن ريكاردو ونزلت جاثية على ركبتيها بجوار ريكاردو الذي أخذ الدم ينزف من رأسه وهو لا يبدي حراكا . كان يتنفس ولكنه فاقد الوعي , وحال وجهه الى الاصفرار .
وبدأت ليلان تتمالك نفسها لكي تتمكن من التصرف وانقاذه , فالاستسلام للخوف والذعر لن يفيد . وكان أول ما يجب عليها ان تفعله هو وقف نزيف الدم . وأحضرت أحدى زجاجات الماء التي كان يحملها روجو , ومزقت احدى القمصان وبللت قطعة قماش بالماء النظيف واخذت تنظف في خفة المنطقة المحيطة بالجرح ثم ضمدته بقطع اخرى من القماش .
وعندما انتهت كانت شفتاها ترتعدان ورأت انه من غير المناسب بقاؤه مع تلك الاصابة تحت الشمس , فاستخدمت كل قواها لجره الى ظل صخرة , وهي لا تدري كيف تمكنت من تحريك جسمه الضخم على هذا النحو . ولم يكن امامها ما تفعله بعد ذلك سوى ان تجلس الى جواره وهي تبتهل الى الله ان يكتب له الحياة وتمنت لوكان بالقرب منها احد يمكن ان تستغيث به فهي لا تعرف كثيرا عن اسعاف الاصابات .
وبعد مضي ساعة بدأ ريكاردو يفتح عينيه في اعياء الى ان تمكن من تمييز وجه ليان فوقه وهي تنظر اليه في قلق شديد . وسألها عما حدث وهو ينطق حروف الكلمات بصورة متقطعة سببت لها مزيدا من القلق والاسى , وأجابته بأن ديابلو سقط فوقع عن ظهره وارتطم رأسه بصخرة . وطلبت منه ألا يحاولالكلام فقد يكون جرحه خطيرا . وسألها متى حدث ذلك فأجابته بأنه حدث منذ أربعين دقيقة وأنه قد يكون مصابا بارتجاج في المخ ويجب عليه ألا يتحرك . لكنه قال لها يجب ان يتحرك ويغادر هذا المكان واستند على ذراعه حتى تمكن من الجلوس ولكنه أغمض عينيه وأوشك ان يفقد وعيه من جديد , وعندما فتح عينيه قال لها وهو يبتسم ابتسامة باهتة إنه على خطأ والحركة تبدو صعبة بالنسبة اليه وسألها اذا كان الحصانان قريبين فردت عليه وهي تحاول ان تحبس دموعها وتشعر بقلق شديد عليه :
" ليسا بعيدين ."
فقال لها وهو يحاول عبثا ان يتحدث معها بطريقته المعهودة في الامر والنهي :
"اذا احضريهما فعندما امتطي صهوة الجواد سأتمكن من التحكم فيه ."
" ريكاردو , أرجوك لا تفعل , لن تشستطيع ركوب الخيل وانت على هذه الحالة ."
نظر اليها نظرة طويلة ثم ضاقت عيناه من الالم وهو يقول :
"ليس هناك بديل ."
" بل هناك بديل , استطيع ان اذهب بالحصان طلبا للنجدة وسأترك لك ماء وطعاما وتبقى كما انت في الظل وسأعود اليك مع النجدة قبل حلول الظلام ."
فأمسك بيدها ووضعها على صدره قائلا :
"لابد ان تنطلقي كالريح لتصلي الى الاستانسيا , كلا يا ليان لن أسمح بهذا , فليست لديك الخبرة للقيام بهذه الرحلة على ظهر الحصان ."
فردت عليه في اصرار :
"ليس هناك بديل , ولا يمكنك منعي فلست في حالة تمنعك من منعي ."
" انت تريدين استغلال الموقف ."
" نعم , اذا كنت مضطرة الى هذا ."
وابتسمت وقالت :
"من أجلك أنت ."
فرد عليها في حدة :
"بل من اجل كانت , فبعد وقت قصير سأصبح قادرا على ركوب الحصان , انني أمنعك من الذهاب ."
وبدأت قواه تخور حتى لم يعد يستطيع ان يمسك بيدها فسحبتها عن صدره وهي تقول له :
"آسفة يا ريكاردجو , لا أريد ان اتركك , ولكني مضطرة ."
وعندما ذهبت الى موقع الحصانين وجدت حصانها روجو مصابا في ساقه اليسرى , لا يمكنه من العدو بسرعة , ولا مفر امامها اذا من ان تمتطي صهوة ديابلو , واخذت الملاءات وعادت بها الى ريكاردو الذي كان مغمض العينين ووجهه كالميت , وقالت له ان تلك الملاءات ستساعده على الشعور بالراحة . فقال لها انه عندما يحاول الوقوف تسود الدنيا امامه , وطلب منها الاتسرع في طريقها وهي على ظهر روجو الذي يعتبر حصانا متزنا , ولكنها لم تشأ ان تبلغه بأنها ستركب ديابلو . وسألته اذا كان يحتاج الى أي شيء آخر فقال لها انه يحتاحج الى الصبر الذي يستطيع ان يوفره لنفسه . وطلب منها ان تلزم جانب الحذر وألا ترجع بالسيارة وعليها فقط ان تبلغ خوسيه بالموقع حيث هو .

واتجهت نحو الحصان ديابلو والتقطت انفاسها قبل ان تمسك بلجمه , وتوجهه نحو صخرة قريبة لكي تصعد فوقها وتمتطي صهوته , واخذ يتحرك بعصبية خشيت معها ان تسقط من فوقه واخذت تحثه على التقدم لكنه ظل متوقفا , ثم تحرك فجأة وبقوة ظنت معها انها لن تقدر على التقدم فيه ولاحظت في الوقت نفسه , ان ديابلو يبذل كل جهده لاسقاطها ن ظهره . لن تذهب الى مزرعة منودوزا , وهذا ما قررته منذ البداية , لكنها ذاهبة الى مزرعة ريخا التي تعد أقرب بعدة اميال .



اخيرا خلصت العاشر ...
اعذروني ياجماعة الخير نتوا عارفين نهاية الاسبوع والناس مجتمعين وبالموت ألاقي وقت فاضي ....
****************************************

برنسيسة الزمان
19-02-2010, 00:55
لا لا لااااااااااااااااااااااا


انا ماصدقت انك كملتي بس عادي ياقمر ولا يهمك بس الرواية تحفة ويسلمو اديكي كتير

cococool
19-02-2010, 06:53
مشكورة أختي الغصن الوحيد علي الرواية الحلوة بس ما طولي علينا كتير خليتينا متشوقين

::جيد::

cococool
19-02-2010, 07:00
مرحبا فيك برنسيسة الزمان وطولت الغياب
حتي أنا عضوة جديدة بس متابعة قديمة للروايات
شكر خاص للأخت ماري أنطوانيت برجعلها الفضل أكيد مع القروب كله
::سعادة::

cococool
19-02-2010, 13:34
عندي مشكلة كل ما ادخل باسمي تتلخبط عندي صفحات يعني صفحة اخيرة تصير اولة و صفحة اولة أخيرة ياريت يلي عارف يساعدني مشكور 100مليون مرة

برنسيسة الزمان
19-02-2010, 15:49
ميرسي كتير سوسو عالترحيب انا كمان متابعة من زمان


بس عشان ماتتلخبطي في الصفحات او تنسي انتي وين وصلتي حطي الصفحة في المفضلة مش المنتدى واكتبي حفظ البيانات جمب اسمك عشان لما تدخلي المنتدى تكوني موجودة

الغصن الوحيد
19-02-2010, 15:55
الفصل الحادي عشر ...

11- كراهية لا تقهر .............

لم تسقط ليان عن ظهر الحصان ديابلو رغم انه كان يتصرف معها بخشونة وهو يتحرك بكل نشاط وحيوية , ومع التقدم في الطريق بدأت قوته تضعف ومما مكنها من التحكم فيه من جديد ووصلت أخيرا الى منزل ريخا وسط دهشة الجميع , وأسرعت ايزبيلا وكارلوس نحوها عندما شاهداها , واتسعت عينا ايزبيلا وهي تسألها في دهشة :
"ماذا حدث , ولماذا تمتطي ديابلو ؟"
" ريكارو مصاب وسط التلال ! "
وعندما لاحظت كيف استقبل كارلوس كلامها في برود وقسوة , أخذت دقات قلبها تسرع , وأخذت تتوجه اليه بالرجاء لانقاذ ريكاردو فقد يكون اصيب بشرخ في الجمجمة وقد يموت . فرد عليها كارلوس بدون ان تتغير ملامحه الفظة وقال :
"اذا مات فسوف تؤول المزرعة اليك ."
فقالت وهي تحاول اخراجه من حالة اللامبالاة هذه :
"لا أريد المزرعة بدون أخيك , انه زوجي يا كارلو س وانا احبه كما تحبك ايزبيلا ."
واعترفت ليان بينها وبين نفسها بأنها فعلا تحبه برغم أنفها وبرغم الاسباب المعروفة , وهي لن تتركه يموت , لمجرد ان هذا الرجل الماثل أمامها يكرهه الى درجة لم تكن تتصورها من قبل . وصاحت فيه بانفعال :
"يجب ان تلوما اباكما لا ان يلوم كل منكما الاخر . لا يمكنك ان تترك ريكاردو هناك , مضرجا بدمائه , لن اسمح لك بهذا ."
فصاحت ايزبيلا في كارلوس وهي تتصب عرقا وتهز ذراعه كي يهب لانقاذ اخيه , وبعد تبادل النظرات قال كارلوس :
"سأقوم باعداد سيارة , وسوف نحتاج الى حشية وبعض المخدات لفرشها في مؤخرة السيارة ."
وعندئذ اخذت ايزبيلا تشكره وهي تربت على صدره بيدها وعيناها مغروقتان بالدموع , وطلبت من ليان ان تستريح وقالت ها انه سيتم العناية بأمر ديابلو . واسلم تليان لجام الحصان الى احد الخدم وسارعت بقولها :
"سأعود بالسيارة ."
فردت عليها ايزبيلا :
"لن تستطيعي العودة بعدما قمت بتلك الرحلة الطويلة , قل لها يا كارلوس ألا تذهب ."
فابتسم كارلوس في سخرية وقال :
"انها زوجة ريكاردو وليست زوجتي ."
وشكرته ليان في رقة ولكنه قال لها في جفاف , انه يفعل ذلكفقط لأنها هي وزوجته طلبتا منه ذلك , وان ريكاردو نفسه لن يشكرها لانها حضرت الى هنا .
وقالت ايزبيلا , عندما انصرف زوجها لتفقد السيارة , ان هذا صحيح , فكل من الاخوين يتسم بالتصلب والقوة ويفضل الموت على ان يلتزم بشيء تجاه أخيه . وطلبت منها ان تساعدها في اعداد حشية وبعض المخدات لتوفير الراحة لزوجها وهو في طريق العودة . وقالت لها ان الرحلة ستكون طويلة لأنه يجب العودة ببطء ان كانت متاكدة انه اصيب فعلا بشرخ في الجمجمة وهو ما تأمل الا يكون صحيحا , فردت عليها ليان بأنها لم تتمن في حياتها ان تكون مخطئة في شيئ مثلما تتمنى ذلك الان .
ورغم ان ليان كانت مجهدة وتشعر بألم شديد في سايها كلما حركتهما بسبب احتكاك السرج بهما مع عدو ديابلو السريع , فأنها لم تشأ ان تقول ذلك لايزبيلا والا منعتها من العودة الى التلال . وعندما طالت فترة اعداد السيارة بدأت الشكوك تساور ليان في ان كارلوس غير جاد في اعتزامه الذهاب لنجدة ريكاردو , وفجأة سمعت صوت السيارة تنطلق بدونها فصرخت بدون جدوى ,( هههههها ههههههااي والله ضحكت غصب عني لان الحركة هاذي يسونها فينا الاهل دايم وتعالوا شوفوا الفشلة على اصولها وفي ناس يتجهزون عند الباب وبعدين يقولون لهم مافي روحة استريحوا ههه يا الله شعور أليم لصاحب الموقف ويضحك اللي حوله ...زالغصن )
ودرات نحو الطريق الذي ستسلكه السيارة , ولما رآها كارلوس طلب من السائق التوقف فقفزت ليان فوق الحشية الموضوعة في المؤخرة وهي تنظر الى كارلوس في تحد .
قطعت السيارة المسافة من مزرعة ريخا الى الموقع الذي يرقد فيه ريكاردو جريحا في اقل من ساعة , بينما قطعت ليان تلك المسافة على ظهر الحصان في اربع ساعات . (الله ترى الحصان يعني مو بطيء لهدرجة وبعدين هي قالت ان ديابلو كان حاط رجله يعني طاير من السرعة انا ما اصدق ساعة واربع ساعات كانها قوية ....الغصن ).
وعندما صلا الى ريكاردو كان بين الوعي والغياب وضمادته ملطخة بالدم . وامتعض عندما رأى كارلوس وسأله في حدة :
"ما الذي جاء بك الى هنا ؟"
" زوجتك جاءتني تطلب المساعدة , ولم تمكني هي وايزبيلا من رفض المجيء لمساعدتك ."
وجثا كارلوس على ركبتيه وهو يتفحص ملامح أخيه , واقتربت ليان من ريكاردو وقالت له :
"أحضرنا سيارة تنتظر في اسفل الطريق , كارلوس ومانويل سيحملانك اليها ."
فأخذت عينا ريكاردو تبرقان من جديد وهو يتمتم قائلا :
" كان يجب ان تذهبي الى ارض مندوزا , وليس من حقك ان تتحديني ."
" لم يكن لدي وقت , وكانت مزرعة ريخا اقرب الي , هذا ما كان يهمني . يجب عليك الا تتكلم , فألزم الهدوء ."
فابتسم ونظر الى أخيه وسأله في سخرية :
"ماذا تفعل لو كانت لك امرأة مثلها ؟"
" أقدرها وأصونها وأحمد الله على هذه النعمة , ان ليان على حق اذ يجب الا تتكلم , فألزم الهدوء الان حتى نحملك فوق المحفة ."
واستغرق نقله الى السيارة بعض الوقت في حين تبعهما الحصان روخو وهو يتحامل على قوائمه الثلاث بعد ان اصيبت ساقه الرابعة .
ولاحظ ريكاردو ذلك فنظر الى ليان وسألها :
"هل امتطيت ديابلو ؟"
" لم يكن امامي خيار , فقد أصيبت ساق روخو ."
وانتظرت ليان حتى تم نقل ريكاردو الى السيارة ثم صعدت لتجلس الى جانبه , في حين أخذ ريكاردو يرقبها وقد ارتسمت على ملامحه تعبيرات مبهمة وقال لها بلهجة مداعبة :
"سأتصرف معك عندما اصبح قادرا على ذلك , تعرفين نني كنت سأمنعك من امتطاء ديابلو ."
فردت عليه وهو يبتسم :
"أعلم انك ستشعر بالقلق إزاء امتطائي ديابلو ولهذا لم ابلغك بذلك , رأسه متحجر مثل سيده , ولكننا تفاهمنا سويا , ولم أسقط عنه بالمرة . أرجوك ان تكف عن الكلام يا ريكارو فأنت تحتاج الى قوتك لتحمل رحلة العودة الى أرض مندوزا ."
فمد يده لكي يمسك بيدها وهو يقول لها :
"لن أفعل الا اذا أعطيتني يدك , وسنتحدث فيما بعد ."
وتنهد ريكاردو وأغمض عينيه وهو يسترخي في فراشه .
لم يتحدث كارلوس كثيرا اثناء الطريق , وعندما اصبحت ارض مندوزا على مرمى البصر كان الليل قد أرخى أستاره , وكان ريكارو مستغرقا في النوم . زعندما دخلت السيارة الى المزرعة , أخذ العاملين فيها يسارع ليكون له شرف المشاركة في انزال المحفة من السيارة ومساعدة سيده .
وفتح ريكاردو عينيه مرة أخرى عندما جاءت اينيز مسرعة , وهي ترفع يديها في قلق ولهفة وتحدث اليها في حدة بالاسبانية , ويبدو ان النوم أفاده اذ عاد الدم يسري في وجهه الذي كان شاحبا , واصبح قادرا على ان يتكىء على أحد مرفقيه .

الغصن الوحيد
19-02-2010, 16:02
وطلبت ليان من كارلو سان ينزل من السيارة ولكنه ال لها ان بيت مندوزا لم يعد بيته .
فقالت له في اصرار :
"يمكنه ان يصبح بيتك وبيتنا جميعا اذا تفاهمت انت و ريكاردو ."
ولكنه لم يتزحزح عن موقفه وقال لها :
"فعلت ما طلبته مني , وريخا هي حياتي الان ."
وطلب من السائق إدارة محرك السيارة وهو ينظر الى ليان قائلا لها :
"ولكننا سنرحب بمجيئك لزيارة ايزبيلا ان شئت , فهي بحاجة الى صديقة مثلك ."
" وماذا بشأن ريكاردو ؟"
" ستدركين ان ريكاردو يبادلني المشاعر نفسها فيما يتعلق بهذه المسألة , فلا يمكننا ان نكون اصدقاء , بغض النظر عن رغبتك ورغبة زوجتي اذهبي الان الى زوجك , فلا بد انه ينتظرك ."
ورحلت السيارة , وصعدت ليان الى ريكاردو وإخذت تسأله عما يشعر به فأجابها في تذمر :
"أستطيع الوصول الى سريري دون ان يحملني أحد اليه , وكل ما احتاجه هو أن آخذ حماما لاستعيد نشاطي ."
" يجب ان لا تفعل هذا , فقد قمنا باستدعاء طبيب من مزرعة ريخا وسيصل في أية لحظة , عليك ان تلزم الهدوء في سريرك الى ان يحضر الطبيب ."
فرمقها بحدة وهو يقول :
"لا تقولي لي ماذا افعل وماذا اتجنب , فأنا الذي سأقرر لنفسي ."
وتذكرت ليان نصائح ايزبيلا لها عن كيفية معاملة الزوجة للزوج وبدأت تتخلى عن روح الشجار وتلتزم جانب اللين وردت عليه قائلة :
"حسنا يا ريكاردو , اعرف انك أصبت بارتجاج في المخ ."
ووصل الطبيب قادما من سانتينا , قبل ان يتم نقل ريكاردو الى السرير الكبير المزدوج في الغرفة التي لم تدخلها ليان من قبل . وكان الطبيب يعرف ريكاردو جيدا وطلب اعداد الماء الساخن لتضميد الجرح وفحص جسمه ثم قال :
"أعتقد أنه مصاب بارتجاج في المخ , ولا أظن انه اصيب بشرخ في الجمجمة . يجب ان يبقى في السرير لمدة أربع وعشرين ساعة على الاقل , وسنقرر بعد ذلك ما يمكن عمله ."
ولكن ريكاردو قال انه ما دام لا يوجد شرخ في الجمجمة فلا داعي لبقائه في السرير , وطلب اعداد الحمام . فوقف الطبيب حائرا وأدرك ان لا جدوى من محاولة اقناع ريكاردو وترك بعض الادوية ليتناولها اذا وجد صعوبة في النوم , ثم انصرف عائدا الى سانتينا .
وقالت ليان لريكاردو :
"سأذهب لآخذ حماما , هل انت على ما يرام ؟"
فقال لها ان حمامه كبير ويتسع لشخصين , وعندما لاحظ ان وجهها احمر لونه , حاول تلطيف الجو وقال لها إنه آسف وتستطيع ان تأخذ حمامها وتغير ملابسها وترجع اليه لأن لديهما الكثير .
وقالت ليان لنفسها ان حبها لريكاردو حب من طرف واحد اذ يجب ان يحبها هو الاخر . فهي تحمل اسمه وسوف تحمل ابنه يوما ما , ولكنه لن يشعر نحوها بالعاطفة التي تأكدت انها تشعر بها الان نحوه , وقد أكد له ذلك ليلة أمس بوضوح وعلى نحو يثير الاحساس بالانزعاج .
وعندما ذهبت لتستحم أدركت مدى اتساع الرقعة الملتهبة في ساقيها نتيجة احتكاكهما بالسرج فتحاملت على نفسها وغسلتهما بالماء الدافىء وبمحلول مطهر , وعادت الى ريكاردو فوجدته غير ملابسه , وأبدى اعجابها بزيها , فذكرته برغبته التي أبداها في أن يتحدث معها , فرد عليها بأنه قال انهما سيتحدثان سويا , وأخذ ينظر اليها كأنه ينتظر شيئا ما وطلب منها ان تقترب منه وعانقها بحنان وقال لها في رقة :
"أنت شجاعة وتتمتعين بالحيوية أنا ممتن لك ."
" فعلت الواجب الذي تفعله أية زوجة حيال زوجها . هل انت غاضب لأنني ذهبت الى مزرعة ريخا ؟"
" لست غاضبا , وانما أشعر ببعض الاسف لأنك جعلتني مدينا لكارلوس ."
" اذا علي ان أطلب من ايزبيلا ان تدبر حادثا لكارلوس حتى تهب لانقاذه فتصبحان متعادلين من جديد ."
فتغيرت ملامحه وضاقت عيناه وقال لها :
"انت تسخرين مني يا ليان , واذا كنت أشعر بالامتنان نحوك الا انني لا اسمح لك بالتدخل في أمور لا تخصك ."
ورفضت ليان ان تتراجع وقالت له :
"لابد ان تلك الامور تخصني , فأنا زوجتك يا ريكاردو كما ان ايزبيلا زوجة كارلوس . من اجلها ان لم يكن من اجلي , أرجو ان تدفن هذا النزاع بينك وبين كارلوس , إذ لم تعد لديه الان رغبة في الاستحواذ على مزرعة مندوزا , لقد قال لي هذا ."
" من الطبيعي ان يقول , لانه يدرك انه لا توجد امامه أية فرصة للاستحواذ عليها ."
وبدا نافذ الصبر وهو يضيف :
"لن أجادلك في هذا الامر فهي مسألة بيني وبين كارلوس ."
وتوقف هنيهة ثم هز كتفيه في سخرية وقال :
"أما بالنسبة لايزبيلا فقد اختارت الحياة التي تريدها لنفسها وعليها ان تتعايش على هذا الاساس ."
فلم تتمالك نفسها وقالت له :
"أحببتها انت نفسك . وانت تكره كارلوس لانه استطاع الفوز بها ."
"كنت أكرهه قبل ذلك بوقت بعيد , وانت لا تعرفين شيئا عن هذا ."
" أسرد لي القصة حتى افهم ! "
فأخذ ريكاردو يحدثها عن حياة الابتذال التي كان يحياها أبوه ورغم ذلك فأن امه ظلت تحبه واخذت تذبل شيئا فشيئا وجمالها يخبو وشبابها يذوي من يوم لآخر حتى اصبحت تبدو اكبر من عمرها الحقيقي , وقال لها انه يعتبر أباه السبب في تدهور حالتها على هذا النحو , فسألته عما منعها من ان تأخذ ابنها , أي ريكاردو وترحل عن أبيه , فقال لها إنه ليس من السهل بالنسبة الى المرأة الارجنتينية ان تفعل هذا وأضاف قوله ان كارلوس جاء ليعيش في المنزل بعد مضي شهر واحد ليس الا على وفاة أمه , وكان ذلك بتدبير من أبيه الذي راقه ان يحعل من اخيه غير الشقيق غريما لريكاردو , وطالما هدد على جعل كارلوس وريثه الوحيد .
ومضى ريكاردو قائلا :
"ولا شك ان كارلوس ابنه فهو وانا متشابهان في الشكل والسلوك , وقد بذل أبي وأخي غير الشقيق كل جهد مستطاع لحملي على ترك ارض مندوزا بمشيئتي , حتى لا يمكن لأحد ان يدعى انني حرمت من ميراثي الذي أستحقه , ولكنني أنا من جانبي كنت مصمما ألا أنفذ مشيئتهما , فلم أترك مندوزا ."
وتخيلت ليان أي نوع من الحياة كان يحياها ريكاردو ورثت لحاله وقالت له :
"لا ألومك فلو كنت مكانك لتصرفت كما فعلت أنت ."
"كنت ستفعلين هذا بكل تأكيد ..... وأنا اخترتك لتساعديني في الاحتفاظ بأرض مندوزا بسبب الروح التي تتحلين بها ."
" ولأنك كنت يائسا وأوشك الوقت ان ينفذ ."
"هذا صحيح , ودفعني الحظ الى ملهى ريوس في تلك الليلة ...."
ثم نظر الى وجهها وهو يتفحصها وقال لها :
"هل ما حكيته لك يساعدك على تفهم السبب . الذي يجعل من الصعب أن اكون مدينا بأي فضل لكارلوس ."
" الخلاف بينكما عميق ."
" ولكنك ما زلت تعتقدين بضرورة قيامي بخطوات لانهاء العداء ."
" وهل تفيد تلك الخطوات في تغير ما حدث ؟ إن أباك هو الذي غرس روح العداء بينكما , ولو ظللتما على ما انتما فيه من عداء , لكان معنى ذلك ا ناباك انتصر , اليس كذلك ؟"
فرد عليها في حدة :
"كلا انه لم ينتصر بالمرة فقد فزت بأرض مندوزا , وفاز كارلوس بايزبيلا ."
ولم يكن ثمة ما يدعو الى التنويه بهذا فقد كان كل شيء واضحا على وجه ريكاردو . وقالت ليان في ألم :
"كارلوس يحب ايزبيلا , أنا واثقة من هذا , ربما في البداية كان يريدها لنفسه لمجرد أنك تريدها , لكن الامر يختلف الان ."
فنظر ريكاردو الى الفناء وقد وضع يديه في جيبيه وقال :
"آمل هذا , من أجل ايزبيلا . غدا سننتقل الى الجناح الاخر , أما الليلة فسوف تنامين معي هنا ."
" ولكن رأسك ...."
فقاطعها وهو يضحك ويقول :
"رأسي لن يسؤ حاله اريدك معي يا ليان فهل تحرينني من هذه الرغبة ؟"
وأدركت ليان أنه يريدها معه لمنعه من التفكير في ايزبيلا , الفتاة التي أحبها وفقدها , الفتاة التي كان سيتزوجها لو لم يسرق أخوه قلبها . كانت تحس ببعض مشاعره من قبل وهذا لن يخفف عنها الالم الان . ولكن ما الفرق ؟ إن شيئا لم يتغير , تستطيع ان تمنحه ما يحتاجه منها الان بصفتها زوجته , وقالت له وهي تلمح الى شيء معين :
"لن أحرمك أي شيء تريده , إن الوقت متأخر , أليس كذلك ؟ هل اطلب طعاما ؟"
" كلا سوف ننزل الى الدار فكل منا يحتاج الشراب ."
وأدركت ألا سبيل الى أثنائه عن أي شيء يريده , فتلك هي طبيعته وشخصيته , فهل تراها كانت تحبه لو اختلفت شخصيته عما هي عليه الان ؟ ان طباعه هي جزء من نفسه , وهو الان جزء منها .
( يا سلام على الحب .....طيب يا حلوين خلصنا الفصل 11 اللي قبل الاخير وباذن الله عزوجل انزل الفصل الاخير الليلة اذا قدرت او بكره ....الغصن تحياتي الحلوة لكم ...)

*****************************************

الغصن الوحيد
19-02-2010, 16:10
مراحب حبايباتي كلكم ..خدوجة وبرنيسسة زمان وgalumour girl ونايت سونغ وقيد الوافي وسوسوكول كلكم على عيني وراسي ...

وسامحوني على التأخيربس والله ظروفي صعبة لأني مسافرة وماشالله الاهل مجتمعين وعندنا الشغل ما يخلص عشان كذا تاخرت عليكم اهم شيء ما تزعلون ترى ما اقدر على زعلكم انا احاول كل ما لقيت وقت فاضي اكتب عشان خاطر عيونكم الحلوة ياقلبي ...

برنسيسة الزمان
19-02-2010, 17:03
يسلمو كتير يا غصن عالرواية وولا يهمك ياقمر

بس يا جماعة حدا يساعدني عنجد زهقت التوقيع مو راضي يظبط معي

khadija123
19-02-2010, 20:15
السلام عليكم كيف حال الجميع ؟ أتمنى أن تكون بخير إنشاء الله
عزيزتي الغصن الوحيد إنت إلي لازم تسامحينا عن جد صعبة تكوني مسافرة وعندكم الأهل وتحاولي ترضينا عن جد إحنا أسفين على الإزعاج ومتشكرين كثير على على مجهوداتك والله ولو كنت أنا مع العايلة ما أقدر أدخل النت لأننا لما تجتمع خصوصا إحنا البنات ما نقدر نخلص من الكلام وغيروا عرفة سوالف البنات وقصصهم ما تخلص أبدا
وشكرا مرة أخرى وأرجوا أن تتمتعي بسفر وبوجود العايلة.
إلى اللقاء

الغصن الوحيد
20-02-2010, 17:49
الفصل الاخير ....

الفصل الثاني عشر ....

12- الحصار ........................

تمت أعادة روخو لكي يمضي فترة للعلاج قد تطول , الا ان السائس بدرو أكد لليان التي كان يساورها القلق عليه انه سيصبح على ما يرام خلال أيام قلائل وان كل ما يحتاج اليه هو الراحة .
أما ديابلو فقد أحضره الى ارض مندوزا أحد افراد مزرعة ريخا , وبدا ديابلو وقد استعاد نشاطه وقوته من جديد . وجاء ريكاردو واخذ يربت على الحصان الذي يتحرك في قلق كلما نطق ريكاردو بعدة كلمات بالاسبانية وهو يمر بيديه على ظهر عنقه . وكانت هناك بعض الجراح في طريقها الى الشفاء في جنبه حيث سقط فوق الصخور . ومرر ريكاردو يديه على قوائمه الاربعة واطمأن الى سلامتها جميعا .
وقال ريكاردو لليان التي كانت ترقب ما يحدث :
"هيا تعالي لتحية ديابلو , أريد ان أرى رد فعله ازاء أول سيدة تمسك بقياده ."
وقالت ليان لنفسها إنها ليست الاولى , ولكنها أطاعت ريكاردو وأخذت تمسح بيدها على عنق ديابلو وكتفه وهو ينظر اليها نظرة تشكك . وسألها ريكاردو اذا كانت ترغب في محاولة امتطائه مرة أخرى , فهزت رأسها قائلة :
"لا أعتقد أنني أرغب في ذلك , فما حدث بالامس كان حالة خاصة , انه يفضل ان يشعر بيديك انت تلامسان جسمه ."
فابتسم ريكاردو وأرسل ديابلو ليتم تثبيته في مربطه , وسأل ليان :
"هل شعرت بالآم في ساقيك هذا الصباح ؟"
" ليس بالدرجة التي كانتا تؤلماني بها من قبل , واشكرك على اهتمامك بي ."
فرد عليها بدعابة ساخرة :
"اريد ان اعرف منك لو كانت اصابتي من الخطورة بحيث اقتضى الامر خلع ملابسي هل كنت تفضلين تركي انزف حتى الموت على تعرضي نفسك لهذا الحرج ؟"
" لا تسخر مني , فما كنت لافعل ذلك أبدا ."
فنظر اليها بشيء من الرقة وجذبها من ذراعها لكي تقترب منه وقال لها :
"أدخلت الراحة الى نفسي , انت على حق , فما كان يجب ان أضايقك بكثرة الاسئلة والملاحظات , ان مسلكك سوف يتغير بمضي الوقت ."
فردت عليه باستخفاف متعمد :
"وطبعا هذا سيحدث كلما ألف كل منا الاخر ! ألا ترى ان هذا يولد الازدراء ؟"
فرد عليها في حزم :
"لا أسمح لزوجتي باظهار الازدراء نحوي , سنظل زوجين لفترة طويلة يا صغيرتي , وعليك تهيئة نفسك لهذا , وقد لا يكون كل منا قد وجد في ذلك غايته , ولكن علينا ان نستفيد من هذا اكبر استفادة . هل تأكدت من تغيير غرف النوم ؟"
" ليس بعد ؟"
" اذا اذهبي وافعلي هذا الان , أريد الغرفة الملحق بها غرفة تغير الملابس ."
واضاف في لهجة تهكمية :
"ولكن ليس معنى ذلك أنني سأمضي جزئا طويلا من وقتي فيها ."
وقالت ليان لنفسها اذا كانت ستنجب ابنا لريكاردو فان هذا الابن سيكون ثمرة الحب ولو كان هذا الحب من جانب واحد أي من جانبها هي . فهذا افضل من لا شيء , وقد اعتادت ان تقول هذا لنفسها في الايام التي تلت ذلك , والليلة ستنسى ان هذا الحب هو من طرف واحد , ولا شك ان ريكاردو بما يبديه نحوها انما يحتاجها بلا تحفظ .
وبدأ جرح الرأس الذي أصيب به ريكاردو يلتئم وان خلف ندبة دائمة كان يصفها ريكاردو في أوقات المرح بأنها بمثابة هدية تذكارية , الى ان جاء يوم وجدته يضع اصبعه على جرحه وفي عينيه نظرة فهمت منها ان الجرح سيظل يذكره بما عليه من دين نحو أخيه .
انها لا تستطيع ان تبعد عن تفكيرها النزاع القائم بين ريكاردو وكارلوس . هل سيظل افراد الجانبين يعانون طوال حياتهم من الغربة عن بعضهم رغم انهم أقرب الجيران ؟ وهل ستظل هي وايزبيلا تتزاوران خلسة في أوقات متباعدة بدلا من ان تستطيعا التزاور كما تفعل زوجتا الاخوين ؟ وماذا سيحدث بالنسبة الى أطفالهما ؟ قد يصبحون جزئا من هذا الوضع المليء بالشحناء الذي قد يستمر لعدة أجيال ما لم يتم اتخاذ شيء ما بهذا الشأن . ولكن كيف ؟ لا يبدو ان هناك وسيلة تتيح لها أو لايزبيلا التدخل الان .
وفي أحد الايام قامت ايزبيلا بزيارة مفاجئة لمنزل مندوزا بالسيارة عندما لم يكن ريكاردو موجودا , وشعرت بالارتياح لأنها وجدت ليان وحدها , وقالت :
"جئت برغم ان هذا قد يثير غضب ريكاردو فإن كلا منا تحتاج الى الاخرى يا ليان , ان لم يكن زوجانا يجتاحهما الشعور نفسه ."
وابتسم وجهها الجميل وهي تعتذر عن تناول القهوة وتطلب عصيرا بدلا منها . وسألتها ليان فجأة ومشاعر الحسد تجتاحها :
"أنت تنتظرين مولودا , إنني سعيدة جدا لك , ومتى موعد الولادة ؟"
" بعد ثمانية أشهر ولكن هذا لم يتأكد طبيا بعد , ورغم هذا فإننا نحن النساء نفهم مثل تلك الاشياء , اليس كذلك ؟"
" طبعا , وكيف يشعر كارلوس وهو يحس بأنه سيصبح أبا ؟"
"انه في قمة السعادة , الا ان هناك أشياء تعكر عليه سعادته ولا يريد ان يحدثني عنها , ليان ما الذي سنفعله بشأن زوجينا ؟ هل سنتركهما يمضيان في حماقتهما ؟"
" وماذا نحن فاعلتان ؟ هل هناك مجال آخر للاختيار أمامنا ؟ لقد تعايشا مع أحقادهما لفترة طويلة ولن يصبح من السهل عليهما ان يتصافيا عندما يطلب منهما ذلك ."
وتنهدت ايزبيلا وهي تقول :
"تلك الاحقاد غرسها أبوهما الذي لم يحب أيا منهما ."
" أحقا لم يحب أيا منهما ؟"
" طبعا , أتظنين العكس ؟"
فردت ليان في تردد قائلة :
"ريكاردو يعتقد شيئا مخالفا لهذا ."
" انه مخطىء فريكاردو ابنه الشرعي وهذا يجعله يشعر بنوع من الارتياح , اما كارلوس فانه لم ينسى منشأه , وليس هناك ما يرتبط به , أرأيت اذا كيف جعلهما ابوهما يتصارعان كي يسبب لهما التعاسة , كان رجلا يجد متعته في تلك الامور وكان كلا من الاخوين يظن ان أخاه هو الذي يلقى الحظوة من أبيه , وقد فوجىء كارلوس كما فوجىء ريكاردو بشروط الوصية ."
" ولكنه كان مستعدا لقبول تلك الشروط ."
" أراد ان يثبت لريكاردو أنه من أسرة مندوزا تماما مثله . وكنت في غاية الامتنان عندما جاء بك ريكاردو الى هنا كي تعملي على وضع نهاية لهذا كله , برغم ما اقتضى مني وقتا كي احمل كارلوس على ادراك وجه الحق في النزاع , وهو سعيد الان ببناء حياته في أرض ريخا ."
" ولكنه غير مستعد ليقول هذا لريكاردو ."
" ريكاردو مستعد ان يذهب الى ابعد الحدود لتصديقه , ولكنهما عنيدان ."
ونظرت ايزبيلا الى وجه ليان وهي تسألها اذا كانت تستطيع ان تجد حلا لهذه المشكلة . وبعد فترة صمت فكرت خلالها ليان في أمر وجدت أنه يستحق التجربة , قالت لايزبيلا :
"هناك حل قد يصلح, ولكنه يتطلب الكثير من الصبر ."

الغصن الوحيد
20-02-2010, 17:51
" ما هو ؟"
"هل سمعت من قبل عن لايسستراثا ؟"
"كلا ."
" كانت سيدة تعيش في العصر اليوناني القديم أصابها الضيق الشديد وهي ترى زوجها يذهب كثيرا للحرب , فاتفقت مع رفيقات لها على حرمان أزواجهن من حقوقهم الزوجية , الى ان كف الازواج آخر الامر عن الانصياع لميولهم الحربية ."
فضحكت إيزبيلا وهي تقول لها :
"كنت على حق عندما قلت ان الامر سيحتاج الى الكثير من الصبر ان كارلوس سينهار ."
" وريكاردو ايضا ."
ونظرت كل منهما الى الاخرى تغالب الابتسامة ثم قالت ايزبيلا لليان في رقة :
"انت تحبينه فعلا , أليس كذلك ؟ كانت تساورني الشكوك في أول الامر , ولكن عندما رأيت مدى لهفتك وأنت تطلبين من كارلوس ان يهب لمساعدة ريكاردو المصاب كانت مشاعرك عندئذ أكثر من واضحة ومقنعة ."
" انها قصة طويلة , وقد بدأت بداية سيئة ....حسنا , ما رأيك في هذا الاقتراح ؟"
فقالت لها ايزبيلا في تردد :
"وهل تظنين ان هذه الطريقة ستنجح ؟"
" لن نعرف هذا قبل أن نجرب ."
" أنجرؤ على القيام بذلك , وكيف نبلغهما به ؟"
" نتفاهم معهما من وراء الابواب المغلقة , وعلينا ان نشترك معا في هذا الامر , ان كنا سنقوم به فعلا ."
وفكرت ليان في انها كلما تراختا في تنفيذ الخطة , كلما اصبح من الصعب تنفيذها , ولهذا اقترحت على ايزبيلا ان تبدأ في التنفيذ الان وسألتها عن الوقت الذي يعود فيه كارلوس الى البيت فأجابتها انه يعود احيانا لتناول الغداء . وسألتها اذا أبلغت أبويها بالمكان الذي ستذهب اليه فأجابتها بأنها أبلغت أمها وطلبت منها الابقاء على هذا الامر سرا فقالت لها ليان :
"ولكنها ستضطر الى ابلاغ كارلو سان لم تعودي , وأعتقد انه سيحضر الى هنا وعندما يأتي ويلتقي بريكاردو فإننا سننسل ونتحصن داخل غرفة بها ما يكفينا من الطعام والشراب لمدة يومين ."
" يومان ! أتظنين ان الامر سيتطلب كل هذه الفترة لكي يتفقا ؟"
" أعتقد ان الامر سيتطلب بعض الوقت لاقناعهما ولم يستطيعا أخراجنا من هنا قبل ان يتفقا . وسنحتاج الى التحلي بقوة الارادة حتى نتمكن من المضي في خطتنا عندما نبدأ في تنفيذها ."
فرفعت ايزبيلا حاجبيها وسألتها :
"ولكن ماذا لو انهما حطما الباب ان كارلوس سيكون حاله من الغضب تجعله على استعداد لفعل أي شيء ."
فابتسمت ليان قائلة :
"لا يمكنه ان يفجر غضبه مع من في مثل حالتك ."
فابتسمت ايزبيلا ابتسامة اضاءت وجهها وقالت :
"ربما انني في فترة الحمل فلا يمكنني ان اكون مسؤولة عن تصرفاتي فالجميع يعرف ان الحمل يدفع الى نزوات وتصرفات غريبة ."
وأضافت قائلة في جدية :
"ولكنك لست حاملا , وريكاردو سيضربك ! "
" عليه أن يصل الي أولا , وان نتأكد من اغلاق الباب ويمكن ان نحقق الغرض بوضع كمية من الاثاث أمام الباب ."
"واذا اتفقنا على انهاء نزاعهما , ألن يتملكهما الغضب عندما نخرج اليهما ؟"
فردت عليها ليان في ثقة :
"هذا اواجهه عندما يحين وقته ."
ونظرت ليان في ساعتها وقالت :
"الساعة الان الحادية عشرة والنصف وعلينا ان نتحرك فربما رجع ريكاردو مبكرا . سأقوم باعداد بعض الطعام الذي يكون باردا مع الاسف الى ان اتمكن من ايجاد موقد سهل الحمل ."
فضحكت ايزبيلا فجأة وقالت :
"يجب ان نأخذ الامور ببساطة لم اتصور ان تكون لي أخت مثلك على تلك الدرجة من الجرأة ."
وقالت ليان لنفسها انها قد تكون على درجة من الطيش وتملكها احساس غريب , فريكاردو سيدرك عندئذ انه لم يحقق سيطرته الكاملة عليها بعد , الا انها وان كانت تحبه لن تدع تلك العاطفة تستبد بها وتستعبدها .
دهشت العاملات في المطبخ بسبب كمية الطعام التي طلبتها ليان , ومن حسن الحظ ان اينيز لم ترد شيئا منها , وطلبت ليان حمل هذا الطعام الى غرفتها السابقة مع كمية من زجاجات الماء , واصبح لديهما ما يحتاجانه خلال فترة الحصار . وقامتا بتحصين باب الغرفة المغلق بتكويم كمية الاثاث امامه , أما باب الشرفة فقد استغرق منهما نصف ساعة لتحصينه . وجلستا تقطعان الوقت في تجاذب أطراف الحديث , وشعرت إيزبيلا بالغيرة من ليان وهي تحدثها عن أصحابها وصديقاتها خلال الفترة التي أمضتها في دار الايتام , وقالت لليان إنها تمنت ان يتاح لها اللعب مع مجموعة من الاطفال .
فقالت لها ليان :
"ولكنك كنت تحضرين الى أرض مندوزا ؟"
" نعم كثيرا فقد كان أبي يأخذني معه عندما يذهب للعب الشطرنج مع والد ريكاردو , ومن الغريب أنهما كانا صديقين رغم الاختلاف الشديد بينهما . وربما كان السنيور مندوزا لا يجد أي متعة مع رجل لا يستجيب للاستفزاز من أي نوع , وقد اعتقد دائما ان المشاجرات تحدث بين أشخاص لديهم حساسية شديدة لما يتخيلون أنه اهانات موجهه اليهم ."
فقالت لها ليان :
"هذه فلسفة ! "
فضحكت إيزبيلا .
وبمضي الوقت بدأ حديثهما يفقد ترابطه , وكانت إيزبيلا مستلقية على السرير وليان جالسة على كرسي وهما تلتزمان الصمت عندما سمعتا أصوات أناس يتحدثون في الفناء , واستطاعتا تمييز صوت ريكاردو وان لم تتبينا ماذا يقول . وسمعا وقع أقدام في الممر المؤدي الى الغرفة وصوت مقبض الباب يدور , وجاء صوت ريكاردو :
"ليان , هل انت في الداخل ؟"
ونظرت ليان الى إيزبيلا بدون ان تتحرك من مقعدها وقالت :
"نعم , نحن هنا انا وإيزبيلا ! "
" أفتحي الباب اذا , وفي الحال ! "
" كلا , سنبقى هنا ."
فأخذ يزمجر ويضرب الباب بقبضته وهو يطلب منها فتح الباب ولكنها أبلغته , وقد أحمرت وجنتاها في حين أخذت إيزبيلا تحملق , بأنها لن تفتح الباب وأنهما ستبقيان هنا الى ان تلمسا منه ومن كارلوس سببا كافيا يقنعهما بالخروج . فرد عليهما ريكاردو في ثورة :
"سأقدم لك سببا كافيا بدون كارلوس للخروج , وأمامك خمس ثوان للخروج قبل ان اقتحم هذا الباب بكتفي ."( ما نقدر احنا يا القوي بكتفك ....الغصن )
وبعد مضي الخمس ثوان بدأ يضرب الباب بقدمه فتصدع ولكنه وهذه معجزة لم ينفتح , وأخذت ليان تنتظر الهجوم . وبدأ كارلوس ينادي إيزبيلا التي أوشكت ان تلين لولا ان تشجعت عندما نظرت اليها ليان . وردت ليان فطلبت التحدث الى ريكاردو الذي أبلغته بأنها هي وايزبيلا لن تستأنفا علاقاتهما الزوجية المعهودة مع زوجيهما الا اذا اتفق هو كارلوس على نسيان الماضي والبدء في التصرف كرجال ناضجين .
وتحدثت إيزبيلا فتساءلت كيف يمكنها ان تضع طفلها في بيئة لا يتبادل فيها الاب والعم كلمة طيبة وقالت , ان ليان كانت على حق عندما وصفتهما بأنهما كالاطفال , وأنها تضيف فتصفهما بأنهما يتعطشان للانتقام . ووضعت يدها على فمها وقد انزعجت مما قالته في حين اتسعت عينا ليان من الدهشة . وعندئذ تحدث كارلوس لايزبيلا قائلا :
"لم أكن أعلم أنك تكنين مثل هذا الشعور , أرجوك ان تفتحي الباب وتخرجي , وسوف نتحدث أنا وريكاردو وهذا وعد مني لك ."
فابتسمت إيزبيلا ونظرت الى ليان ثم سألت ريكاردو اذا كان يوافق على هذا , فرد ريكاردو بعد برهة بأنه وكارلوس سوف يتحدثان سويا وعندئذ أبعدت ليان قطع الاثاث عن الباب وفتحته فسارع كارلوس بدخول الغرفة ليطمئن على زوجته في حين قام ريكاردو بجذب ليان وحملها على الدخول الى الغرفة التي كان هو نفسه يشغلها من قبل وسألها :
"لماذا فعلت هذا , لقد كانت تلك فكرتك أليس كذلك ؟"
فبللت ليان شفتيها وهي تحس بجفاف في حلقها وقالت :
"نعم , كانت فكرتي , وقد اقنعت إيزبيلا بهذا , هل كنت جادا عندما وافقت على مناقشة كارلوس في أمر نزاعكما ؟"
" لم يكن أمامي خيار آخر , ولم يكن أمام أحد من أي خيار , إيزبيلا ليست في حالة تسمح بأثارتها على النحو الذي حدث , وسوف أعاقبك لهذا السبب وحده ! "
فهزت كتفيها باستخفاف قائلة :
"هيا , افعل ما تشاء ان كان هذا يجلب لك الراحة , فسوف أتحمل العقاب كفتاة ناضجة ."
فرد عليها والشرر يتطاير من عينيه وقال :
"بل كأمرأة ناضجة ! "
فردت عليه في تبرم :
"ارجوك ان تكف عن هذا , كانت فكرتي خاطئة اذا , ولن تتفاهما أنت وكارلوس , وكان علي أن أدرك ان الوقت فات وان من المتعذر تحقيق هذا ."
فقال لها في هدوء واتزان شديدين :
"وما الذ يهمك من هذا الامر , ما الذي يعنيك لو أصبحت أنا وكارلوس أصدقاء أو أعداء ؟ هل كان هذا سيغير من العلاقة القائمة بيننا ؟ وهل كان يجعلك تنظرين الي نظرة مختلفة , لدي زوجة فلماذا أحتاج الى أخ ؟ ان ما شعرت به نحو ايزبيلا كان شيئا لطيفا وطيبا وكان يمكنه أن يؤدي الى الزواج أما ما أشعر به نحوك ..."
وأطرق هنيهة عندما لمس ازدياد بريق عينيها والدفء الذي يشع منهما واضاف :
"ان ما أشعر به نحوك يختلف اختلاف العاصفة عن السكون,

الغصن الوحيد
20-02-2010, 17:59
,انك تغضبينني وتجعلينني كالبحر الهائج وتثيرين حواسي ومشاعري ورغم كل هذا فإنني ما زلت أريدك كما لم أرد من قبل امرأة أخرى في حياتي وما زلت أحبك بجنون على أمل ان يأتي اليوم الذي تبادليني فيه العاطفة نفسها ."
( الله هذا شعر هذا جواهر مو أي كلام عادي تخيلوا ينقال لكم هذا الكلام ياربي ان بس قريته احوليت وراسي دار وشلون لو ينقال لي .! انسدح على الارض ....الغصن )
وحرك يديه من وجهها الى كتفيها وضمها وهو يشعر بأن هذا الامل قد تحقق في حين وضعت ليان ذراعيها فوق عنقه .... ثم سألته :
"متى عرفت أنك تحبني ؟"
"وكيف لي ان أعرف ؟"
" وضد ارادتك ؟"
" ربما , فارداتي تعرضت لقدر كبير من التوتر خلال الاسابيع الاخيرة ."
" لم يكن هذا ملحوظا .... ومنذ لحظات قليلة كنت غاية في اليأس والتعاسة , أما الان ...."
فقاطعها وهو يبتسم ابتسامة لم تشهدها على ثغره من قبل . فهي ابتسامة صافية مجردة من تعبيرات التهكم والسخرية التي كانت ترتسم على شفتيه من قبل وسألها :
"والان بماذا تشعرين يا حبيبتي ؟"
" أشعر بالسعادة ! "
" جاء وقت كنت أتوق فيه بشدة الى نزع مخالبك الحادة الصغيرة وانني سعيد الان لأنني وجدت ذلك امرا بالغ الصعوبة , فلولا روحك التي لا تقهر لافتقرت الى حياة التنوع , لقد جعلتني اقف دائما على أطراف أصابعي ."
" هذا لا يشعرني بالراحة ابدا ."
" تعطينني كل مما يحتاج اليه الرجل في حياته , ان لدينا أنا وانت الكثير , وسيكون لدينا اكثر عندما تنجبين لي ابنا , ألست راضية عن نصيبك في الحياة ؟"
فردت عليه وقد رفعت رأسها وقالت بأنفعال :
"كلا, لست راضية , وهل تعتقد ان هذا هو المطلوب لبناء الزواج, ام تعتقد ان الانسجام الجسماني وحده يكفي ؟ حسنا , قد يكون هذا هو رأيك لكن انا لي أفكاري ايضا !"
وأضافت قائلة وقد تملكتها الرغبة في تجريحه كما قام هو بتجريحها :
"سألتني منذ مدة اذا كنت أحسد إيزبيلا للعناية التي تحظى بها من رجل مثل كارلوس , وطلبت منك عندئذ الا تكون مضحكا وكنت على حق في ان تغضب حينئذ لانك لم تبد حتى ذلك الوقت مضحكا بالمرة , انني فعلا كنت أحسد ايزبيلا عندئذ وما زلت أحسدها الان لأن لديها رجل يعرف ماهو الحب . وسوف أحدثك عما يعني الحب يالنسبة اليك , لو أنك تزوجت من ايزبيلا لما عرفت معنى السعادة التي تتمتع بها الان لأنك لا تعرف كيف تحب ! أنت بارد الحس وأناني ولا قلب لك ...... ابتعد عني واتركني وحدي ! "
( يا ربي يادلوع يحق لك تتدلعين يا اختي من حقك الملعب لك الان والكره في مرماك....الغصن )
فقال لها في رقة وهو يلمس وجهها بيديه ويرفعه وينظر اليها نظرات حركت قلبها :
"ليان , يا إلهي , ليان ! هل تريدين ان تقولي لي انك تريدين حبي كما أريد حبك ؟ هل هذا هو الهدف من كل ذلك ؟"
كان الصمت يخيم في أرجاء المنزل أثناء فترة بعد الظهر يأخذ فيها الناس اغفاءة وكان صوت ضربات قلبها هو الصوت الوحيد الذي تسمعه بوضوح .
وهمست ليان قائلة :
"لقد أبلغتني منذ أسبوع مضى أنك أحببت إيزبيلا ."
" نعم , عرفتها وأحببتها منذ كنت طفلا , ومن الطبيعي انني رحبت بفكرة الزواج منها يوما ما . ولم أبدأ في أدراك وجود أنواع أخرى من الحب إلا بعد أن أخذها كارلوس مني واضطرني الى البحث عن وسيلة للاحتفاظ بأرض مندوزا ."
فقال لها وعيناه تشعان ببريق مليء بالمودة :
"أستطيع أن أحقق لك الراحة , وما أحتاجه هو أنت بالصورة التي أنت عليها أيتها المتمردة الانكليزية , لدينا الكثير نتداركه , كأن أحتضنك بين ذراعي وأنا أعلم أن قلبك مفعم بالحب ."
فردت عليه بشعور صادق :
"انني أشاركك هذه الرغبة ولا تتصور كيف أتوق اليك , ولكننا لا نستطيع تحقيق رغبتنا الان , فكيف لنا ان نترك إيزبيلا وكارلوس في وقت كهذا ؟"
" لقد نسيتهما , ونسيت كل شيء عدانا ."
وجذبها اليه وعانقها ثم تركها في تباطؤ وأسف واضح وقال لها :
"ان ما فعلته انت وايزبيلا بعد ظهر اليوم يستحق اللوم ولكنه قد يستحق التقدير ايضا كنتما على حق فيما ذكرتماه عنا أننا نميل الى الانتقام ونتصرف كالاطفال , فقد ظللت انا وكارلوس نجد متعتنا في كراهية كل منا الاخر , ولن يكون من السهل على أي منا أن يمد يد الصداقة , ولكنني أعتقد أنه يجب علينا أن نحاول ذلك من أجلك أنت وإيزبيلا ."
" هل ستحاولان الان ؟"
" خير البر عاجله , ولكن عندما نصبح وحدنا بعد ذلك , فأنني سأحب زوجتي , لدينا ابن سوف ننجبه ( عاد قول انشالله ...) أرجنتيني جديد , وآمل ان تكون له عينان مثل عيني أمه ."



النهاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااية ..............


وأخيرا خلصنا اتمنى ان الكل يكون تمتع بروايتي الحللوة اللي انا احبها مرة ....

اتمنى اني كنتخفيفة عليكم حبيباتي وسامحوني على القصور ...


أختكم الغصن الوحيييييييييييييييييييييييد................

قيد الوافي
20-02-2010, 19:26
مراحــب ويسعد مســـــــــاءكم ياأحلى أعضاء بمنتدى مكسات وأألف شكر لك (غصــــــوون) على الرواية الرائعه ومزيد من التقدم والنجاح...............

وتقبلي مروري:)

برنسيسة الزمان
20-02-2010, 20:46
ياسلااااااام والله رواية تحفة واللي محليها تعليقاتك الحلوة

وولا يهمك اصلا الله يعينك ويسلمو كتير

ومستنيين الرواية الجديدة

khadija123
20-02-2010, 21:39
شكرا كثير ا عزيزتي الغصن على الرواية الحلوة ::جيد::

khadija123
20-02-2010, 21:44
كما قلت لكم من قبل أنا عندي رواية أتمنى أن تعجبكم عنوانها : الخائـــــــــــن

فإذا حبيتوا أني أنزلها قولي علاشان أنزلها لكم

khadija123
20-02-2010, 21:51
ملخص :


♣ الـخــائـــــــــــن ♣


هل صادفتي يوما رجل كهذا؟
رجلا يدخل قلبك بدون سابق إنذار ويحتل عقلك دون ان يترك مجال لاحد؟
هل أحببت يوما رجلا لمجرد انه يضع ثلاث معلاق سكر في قهوته؟
قد تكون اورسولا فتاه حالمة ولكن فيدل زارا كوتشيتي جاوز أحلامها.................كان عالم فاحش الثراء والسلطة سرق منها راحه بالها وصفاء تفكيرها ..........ولم تستطع القبول بقوانين هذا العالم حيث كل شي مباح وحيث الحب لعبه والزواج مظهر شكلي ليس الا..........
لا..........لن تقبل اورسولا ان تترك زوجها لعشيقته مهما كانت عواطف فيدال ............لن تقبل ان يسرق منها احد حبها؟

نايت سونغ
20-02-2010, 22:29
يسلمووو الغصن الوحيد رواية رووعة يعطيكي الف عافية حبيبتي ::جيد::

خدوووجة شكلها رواية خطييييرة نحنا ناطرينك يا عسل ::سعادة::

الغصن الوحيد
20-02-2010, 23:05
تسلمون حبايبي كلكم على الردود الحلوة يا حلوين ....

خدوجة عساك الف عافية من جد كلامك جدد نفسيتي مع الضغط اللي هي تعانيه ...على السفر والجمعه والسهرات انتي عارفة عاد ...

وكلكم مشكورة لمتبعاتكم معي قيد الوافي ونايت سونغ وبرنسيسة زمان وخدوجة طبعا جزاكم الله كل الخير ....

خدوجة حبيبتي الملخص حماااااااااااااااااااااس واحنا في الانتظار على أحر من الجمر ....
الله يعنيك ويقويك يا قلبي ...

Amirah Roza
21-02-2010, 12:57
اهليييييييييييين حبيباتي
كلكم ..خدوجة وبرنيسسة زمان و galumour girl ونايت سونغ وقيد الوافي وسوسوكول كلكم على عيني وراسي

أنا عضوة جديدة في المنتدى بس بصراحة أنا من زمان متابعتكم وأنتم سبب دخولي للمنتدى
أتمنى تقبلوني صديقة لكم
وأحب أشكركم على المجهود الأكثر من رائع
وأحب أقول للأخت الغصن الوحيد روايتك مررررررررة روعة أعجبتني كثير
وأحنا في انتظار جديدك
أختي
Khadija123 الرواية أتوقع انها حلوة لأنها من أختيارك

khadija123
21-02-2010, 14:36
السلام عليكم
كيف حال الجميع أتمنى أن يكون الكل بألف خير

شكرا كثيرا لكم حبيباتي على التشجيع : نايت سونغ - الغصن الوحيد و Amirah Roza

ولأجل عيونكم الحلوة سوف أبدأ بإنزال الفصل الأول أتمنى أن ينال إعجاب الجميع

khadija123
21-02-2010, 14:41
♣ الـخــائـــــــــــن ♣

هل صادفتي يوما رجل كهذا؟
رجلا يدخل قلبك بدون سابق إنذار ويحتل عقلك دون ان يترك مجال لاحد؟
هل أحببت يوما رجلا لمجرد انه يضع ثلاث معلاق سكر في قهوته؟
قد تكون اورسولا فتاه حالمة ولكن فيدل زارا كوتشيتي جاوز أحلامها.................كان عالم فاحش الثراء والسلطة سرق منها راحه بالها وصفاء تفكيرها ..........ولم تستطع القبول بقوانين هذا العالم حيث كل شي مباح وحيث الحب لعبه والزواج مظهر شكلي ليس الا..........
لا..........لن تقبل اورسولا ان تترك زوجها لعشيقته مهما كانت عواطف فيدال ............لن تقبل ان يسرق منها احد حبها؟


1 - بحثا عن فريسه

نظرت اورسولا من فوق كتفها الي صاحب الصوت العميق الذي همس .........جميله........... وعرفت قبل ان تري الرجل الاسمر الاجش الصوت انه يشير الي لوحه الموناليزا......... ردت وعيناها الخضروان الباردتان تقمعان ايه محاوله للرد:
- اعتقد ان اكثر من شخص علق علي جمالها قبل الان.
ومع ذلك لم يرتدع الرجل بل قال بالانكليزيه : - كنت هنا بالامس ايضا.
كيف عرف انها انكليزيه؟ ردت:- انت دقيق الملاحظه.
شعرت ان عيون الحراس تراقبهما..لماذا لا يبتعد؟ من هو علي اي حال؟ ليس فرنسيا.......ماذا اذا؟ الماني نماسوي ام سويسري؟
حاول مره اخري وكانت لكنته في هذه المره اشد بروزا
- اتحبين اللوحات؟
بدت لهجته أكثر إنكسارا وأكثر إثاره وهي متأكده أنه يتعمد هذا.......... فرنت إليه بطرف عينيها إنه غير سئ هذا إذا مالت إلي المدنيين المتحذلقين من رجال الأعمال الأوربيين...... لكنها شخصيا تفضل الأشخاص المهتمين بالفن.
كان ينتظر ردها فوجدت لبرهه صعوبه في تذكر السؤال أخيرا كررت:
- هل أحب اللوحات؟ بعضها.
لم تقل له إنها تريد أن تصبح رسامه في يوم ما...... قال وعيناه الزرقاوان دافئتان عليها:
- حينما أكون في باريس ازور اللوفر دائما. هل انت في عطله؟
ردت بحزم، تتنتزع نظارتها الواقيه من الشمس عن راسها لتدسها فوق انفها:
- لا، والأن هلا عذرتني
وتجاوزته فشمت عطره الغالي الثمن، احست بقشعريره وتصلب ظهرها.. وهي تجبر نفسها علي متابعه الطريق في المعرض عرفت أنه كان يراقبها طوال الوقت يراقب ثوبها الصيفي الاخضر و الأبيض الهادئ وصندالها العالي الكعبين الذي يزيد من إبراز طول ساقيها وجمال جسدها النحيل المتناسق. انتظرت حتي ابتعدت عن مرمي نظره قبل أن تحاول أن ترد بضع خصلات قصيره من شعرها العسلي إلي مكانها إنقلبت إبتسامتها الودود عاده إلي خط حازم فأمثاله من الرجل ينظرون إلي المرأة وكأنها حق مكتسب لهم............حسنا هذه المرة لن ينجح.. ولكن الغريب أنه لم يكن في هذه الفكره ما يرضيها.
لم يكن التوتر قد زال عنها حتي بعدما دخلت شقتها في الطبقه الرابعه. وقد ساعدها حسن الحظ هذه المره إذ لم تجد الفتايات المشاركات في السكن في الشقه فأحست للمره الأولي أن المكان لها وحدها...... كانت الشقه حاره، هواءها غير عليل، فسارعت لفتح النوافذ، فشاهدت رسالتين قصيرتين علي الطاوله ولكنهما لم يكونا من ايما ربما يجب أن تتصل هاتفيا بلندن فلم يسبق ان تاخرت زوجه أبيها في إرسال نفقاتها.
وجدت بعض اليموناضه فصبت لنفسها كوبا..هذا أفضل. لم تشعر قط بمثل هذا الحر ولا يقع الذنب إلا علي ذلك الرجل اللذي تمكن حقا من التاثير فيها.ففي العاده يحصل الرجال منها علي نظره فضه وتبقيهم بسهوله علي بعد ..لكن ماذا عن الرجل الذي كان في اللوفر ولماذا جعلها تحس بشكل مختلف؟
رفضت التفكير فيه أكثر من ذلك فأسرعت تتناول أوراق الرسم وتتجه الي الشرفه
هناك علي الشرفه شرعت أورسولا ترسم رسوما تخطيطيه صغيره.رسمت بطريقه لا واعيه رأسه وكتيفيه كما رسمت بطريقه ما ارتفاع شفتيه عندما ابتسم ابتسامه حائره.. وفي رسم أخر اظهرت فرق شعره الأسود الناعم. غريب أمرها فكيف استطاعت تذكر تفصيل ملامح ذلك الرجل بعد لقاء قصير .. ربما السبب عينيها الفنيه المحترفه امتلات الصفحه بسرعه .. بدا في قمه الصفحه جانب وجهه الصارم .. وفي مساحه غريبه كان وجهه يبتسم لها. وهاتان العينان الزرقاوان ساخرتان وشهوانيتان. التقطت في بضع خطوط ماهره أهم ما في بنيه الرجل القامه المديده ورجولته البارزه أحست اورسولا أن راحتي يديها تنضاحان عرقا.. ربما رسمت ما يكفي ..فوضعت أوراق الرسم جانبا ثم تمددت قليلا علي الفراش الموضوع في الشرفه علها تنساه ولكن ماهي إلا لحظات حتي انجرفت الي حلم لاواع لذيذ ..وسمعت بطريقه ما لكنه ناعمه مثيره لشخص يهمس جميله وشاهدته ثانيه ولكنها في هذه المره لم تحتج حتي إلي أاوراق رسمها..فقد شاهدت خطوط وجهه القويه الجذابه وهو ينظر اليها من علو وهذا يعني انه طويل بل طويل جدا..كانت عيناه زرقاوين أجل..وتستطيع أن تري كيف التوت شفته الي الأعلي..تململت في مكانها.كانت حشره صغيره تسير فوق بشرتها الرطبه. فلنفترض أنه موجود الان هنا.. مهما كان اسمه..تصورت راحه يده الناعمه تنسل الي خصرها..ثم..سمعت من ينادي اسمها..لقد عادت احدي الفتيات وهي تسال اورسولا ان كانت تريد مرافقتها الي الحفله؟ بالطبع تريد..والحمد لله انها ايقظتها من افكار جريئه كهذه.

khadija123
21-02-2010, 14:44
لم يكن المساء مثيرا كالعاده. وقفت اورسولا لحظات تراقب الجميع وهم يرقصون كانت الغرفه عابقه بالدخان صاخبه بأصوات الموسيقي ولكن فيها شيئ مازال ناقصا.
كان الساهرون قد أعدوا العده للقيام بنزهه صباح الأحد وهذا النوع من النزهات ماتحبه اورسولا.ولكنها اعتذرت واتخذت الرسم حجه فقالت .لقد قررت الرسم يوم الاثنين. في الواقع اورسولا كانت بحاجه الي يوم هادئ تقضيه بمفردها فهي تشعر بالقلق.. وستتصل هاتفيا بايما لتعرف ما خرها عن ارسال المال موخرا وعن الاجابه عن الرسالتين الاخيرتين ..كانت اورسولا لحسن الحظ تدخر قليلا من مصروفها ولذلك الايجار مومن بضعه اسابيع قادمه ..ولكن ماذا بعد هذه الاسابيع؟
اتصلت وقت مجي الضحي علي أمل ان تكون ايما مستيقظه ولكنها لم تتلق ردا.. فتجهم وجه أورسولا وتساءلت عن الخطب..بالظبع لا..فالاخبار السيئه سرعا ما تصل.
اعادت السماعه الي مكانها وعادت الي غرفتها حافيه القدمين..الطقس حار اليوم ايضا ربما عليها ان تحمل اوراقها الي ضفاف نهر السين الذي ستجد فيه مكانا رائعا.
كانت تتناول عاده الغداء في الخارج ..ولكن الحذر جعلها تتقتصد فجمعت بعض البسكويت والجبن واعدت السلطه ثم صبت ما تبقي من الليموناضه في ابريق حافظ للبروده مع بعض مكعبات الثلج.
تجولت بسعاده في الشقه الصغيره التي شغفت بها هي ماتزال حتي الان تذكر الانفعال الذي غمرها يوم وافق والدها علي السفر الي باريس.. باريس. ياله من حلم ويالها من فرصه رائعه في الواقع كان ترك الوطن أفضل حل لها لأن والدها قد تزوج من ايما وهما لم يرغبا بالطبع في ابنه ناضجه تدور حولهما.
جلست علي طرف الطاوله تحدق بحزن في السقف المنحدر ..
حدث ذلك منذ خمسه عشر شهرا فقط.. قبل أن يصاب بنوبه قلبيه ولكنه رغم مرضه أصر علي أن تسافر الي باريس ولم يمض شهر تشرين الأول حتي توفاه الله.. وكان عيد الميلاد بالنسبه لها رهيبا وتساءلت عما اذا كانت ايما ستسمح لها بالسفر ..ولكن زوجه ابيها اصرت علي أن تسافر حين اتصلت اورسولا بالمنزل منزل ابيها رد عليها رجل.. لم تفهم اورسولا كيف استطاعت ايما الانتقال الي رجل اخر بهذه السرعه وما ان حانت عطله الفصح حتي اتضح لاورسولا ان لايما اكثر من رجل
تنهدت ثم ردت طعامها الي البراد ..لهذا السبب أصرت ايما علي ان تبقي اورسولا في باريس حتي اجازه الصيف.
ولكن مشكله المال بحاجه الي حل..دخلت الي غرفه الجلوس واتصلت من جديد فاذا بها لاتتلقي رد.
كانت نزهه ممتعه قضتها في الشوارع المهجوره دلك الاحد كانت تحمل طعامها وعده الرسم وهي اليوم مرتديه تنوره قطنيه زرقاءبارده وتي شيرت قصير مثلث الياقه مخطط بالازرق والابيض اما شعرها فارسلته علي كتفيها حر طليق وكانت نظاره شمسيه ضخمه تكمل مظهرها العفوي العادي ..ستتستمع اليوم بعيدا عن تحرشات الرجال الشريره
سرعان ما امتلات أوراقها بالرسوم..كانت قد استقرت قرب ماء جار علي كتف احد الجسور وبالقرب من هذا المكان مرفا لنادي يخوت فرنسي كانت اليخوت بصواريها الهابطه افقيا فوق سطحها مستكينه وهي جميعها تحمل اعلام مختلف البلدان . نقلت الي أوراقها رجل ضخم الجثه يعبئ غليونه وصوره فتاه تنشر الغسيل علي شريط بلاستيكي رفيع ومر الوقت واصابع اورسولا لاتنفك عن الحركه بعدما انتهت من رسم الوجوه انتقلت الي رسم الجسر الجميلوالزوارق التجاريه ومراكب اللهو الكبيره الخضراء المكتظه بالسواح والمطاعم العائمه ومراكب العمل
كان الناس يغدون ويروحون متوقفين قليلا قربها ليراقبوها وهي ترسم.

عندما عادت الي الشقه لم تجد رساله من ايما ربما سافرت لقضاء عطله الاسبوع حاولت اورسولا ابعاد المشكله عن تفكيرها ودخلت الي المطبخ لتحضر العشاء لكن الصباح التالي لم يحمل معه اي رساله شعرت بالراحه لان الفتيات خرجن للعمل باكرا فالمكان يعج باغراضها من دورها اليوم في تنظيف الحمام؟ نظرت الي اللوح الصغير المعلق فوق الطباخ في كثير من الاحيان لا تتلاقي الفتيات مده اسبوع كامل يمررن ببعضهن كالمراكب في الليل ووسيلتهن الوحيده للاتصال قطعه طبشور............

شقت طريقها بصعوبه مع لوحاتها وحامله اللوحات وقطعه كرتون ضخمه..
استقلت سياره اجره اوصلتها الي اللوفر ما ان رات المتحف حتي نسيت كل شي انها المره الاولي التي تاتي بها الي معرض لوحات لتنسخ احدي لوحات رسام كبير
اختارت نسخ لوحه الحداد للفنان ناين ساعدها احد المساعدين في المعرض علي فرش قطعه قماش ضخمه لحمايه الارض المصقوله ماوال الوقت باكر والمعرض فارغ تقريبا ..
كانت غارقه في عملها تضع معطفا قديما ملطخا بالدهان فوق جينز وقميص تعود اللوحات الي القرن السابع عشر وهي عباره عن دكان حداد يظهر فيها ثلاثه اشخاص هي الحداد وزوجته ووالده.
رسمت معالم الحداد وزوجته والوالد العجوز الجالس في الزاويه عملت اورسولا بلا انقطاع غير عائبه بالأشخاص الذين دخلوا المعرض ليراقبوها ترسم لقد أصبحت معتاده علي هذا..
كان والدها يقول انه من الموسف ألا تعيش أمها لاتري هذا .. لكن أورسولا لم تكن تذكر أمها فقد ماتت ولها من العمر اشهر معدودات.
اخيرا ارتدت الي الوراء لتقوم بعملها فاذا هو لا بالسئ ولا بالجيد. فزاويه سندان الحداد غير صحيحه وفيما هي غارقه في عملها تناهي اليها وقع اقدام بطيئه..واحد..اثنان ..ثلاثه
حدقت اورسولا بعينان لاتريان شئ..ولكنها ما كانت لو مقابل مليون جنيه ستقبل بالالتفات التقطت فرشاه وخرجه قماش فلاحظات ان يديها ترتجفان.
- جميله ..
قالها مره اخري وكان يقف وراءها مباشره . لم تكن الموناليزا امامهما.. تنحنحت اورسولا وقالت دهشه:
- اه هذا انت مره اخري.
ثم التقطت بعض من الطلاء الذي فرشته علي حماله الالوان...ولكنها زادت كميه الطلاء..كانت تحس بعينيه عليها أنهما فعلا زرقاوان رأته اليوم مرتديا بذله أخري رائعه وينتعل حذا متينا
ثار فيها العجب ونظرت اليه فالتقت عيونهما .. تسمرت عيناها وحست بمعدتها تتقلص فاضطرت الي إشاحة بصرها بسرعه شاعرة بحرارة مفاجئة وبانقطاع انفاسها وكانما استجاب لارتباكها قال بصوت قاطع :
-هل انت طالبه في باريس؟
تابعت مزج الطلاء مع انها لم تكن تريد ذلك : أم أنك تعملين هنا أثناء العطله؟
تنشقت عطره الحاد الغامض الحيوي
- أنا طالبة في باريس..مضي علي حوالي السنه...أهذا وقت استراحة الغذاء عندك أم أنك تجوس الأرض طوال النهار بحثا عن فريسه؟
التوت شفتاه بغضب ثم مسح المرح الخطوط القاسيه عن وجهه.. وبدا لها واثقا من نفسه . كانت حقيبة رقيقة غالية الثمن تقبع تحت ذراعه..
عبس ببراءه وقال مدمدما بطريقه مغريه:
-عذرا ..ماذا تقصدين ب تجوس
ارتعدت اورسولا يالله ماهذا اللكنه؟
قالت مره اخري بصوت مرتفع قليلا:تطوف تطارد تتعقب
نظر اليها الحارس وابتسم
قال مره اخري بصوت هره مفترسه خطيره:
-اه اجل..انا اجوس لاصطاد انما فقط حين اري مااريده بشده

khadija123
21-02-2010, 14:48
التقت مره اخري عيونهم وتشابكت ..واحست اورسولا بالذعر والاثاره يختلطان بغضب بارد قارس .قالت وهي تنظر الي الحارس نظره ذات مغزي:
-هلا ذهبت من هنا وتركتني وشاني
لكن الحارس كان يتحدث الي جماعه من السواح..
-لاتغضبي.. تعالي وتناولي الغذاء برفقتي
-اذهب الي الجحيم
فتح يديه سائلا:الجحيم؟
صاحت:لاتبدا بهذا مره اخري.انك تتقن الانكليزيه اتقاني لها
-القهوه اذا
لوحت اورسولا بفرشاه الرسم نحوه فارتد الي الوراء خطوه فوريه
-ابتعد ودعني وشاني.والا طلبت باعتقالك
ابتعد..هكذا بكل بساطه. عادت الي رسمها وهي تشعر فجاءه بخيبه امل ..واحد..اثنان ..ثلاثه.. وقع الخطي نفسه..ثم توقفت..اه لا..لقد جلس علي مقعد من المقاعد الجلديه المعده للزائرين الراغبين في الراحه والتمتع باللوحات بل ينظر اليها.. لاباس.. انكبت علي تلوين ستره الحداد.. ياللازعاج..اللون غير مطابق ابدا ...ومرت عشر دقائق عشرون ثم مسحت ثانيه غلطتها بقطعه قماش .. نصف ساعه..
وضعت فرشاتها ولوحه الالوان من يدها:حسنا
ودنت نحو المقعد :ساتناول القهوه برفقتك شرط ان تتركني وشاني في ما بعد
كان لديه الوقاحه للتفكير في الامر اخيرا حرك جسمه المديد القامه الخطير الرجوله ليقف:
-حسن جدا انسه اورسولا تريمان سنتناول القهوه،وفيما بعد...
قاطعته وعيناها متسعتان دهشه في وجه براق فاتن:
-كيف عرفت اسمي؟
ومض ضوء غريب في عينيه،ثم قادها الي حامل لوحه الرسم
وهناك اشار الي الاسم الذي كتبته بنفسها علي الغطاء المفتوح ،يوم اعطاها والدها تللك العلبه الخشبيه الضخمه التي تضم الطلاء الملون
قال ثانيه ،بصوت منخفض كانما يكلم نفسه :اورسولا...
لا.. لم يلفظ قط احد اسمها بهذه الطريقه..
ذكرته : القهوه فقط
اقفلت غطاء العلبه .عشر دقائق وبعدها تغادر
التقطت حقيبتها ،وتركت كل ما تبقي تحت انظار الحارس اليقظه.كانت عاده تنزع معطف العمل قبل الذهاب لتناول القهوه،ولكن ظهوره مع امراءه غير انيقه سيفيده كتغيير.لقد انباها حدسها بان رجلا مثله لايخرج معه الا الانيقات ..سالت نفسها :فلماذا اذن يزعج نفسه معها؟
كانت قد قررت الجلوس معه في صمت مطبق ..لقد قالت القهوه ولكنها لم تذكر شيئا عن الحديث استدرت الرووس حالما دخلا الي المقهي وكانت النساء يبدين الاعجاب الصريح به..انه فعلا رجل جذاب..جذاب..؟او وسيم؟لا..ليس بالظبط حاولت ان تدرسه بعين هادئه كمحترفه كان قويا واسع الحيله ،رجلا ،ملوه الحيويه
-كيف عرفت يوم السبت انني انكليزيه
-سمعتك تتكلمين مع احد المساعدين في المعرض
كانا قد وصلا امام الطاوله ،فارجع لها كريسا لتجلس واكمل:
-فرنسيتك بجوده فرنسيتي تقريبا
لهجته تدل علي ان ما قاله لم يكن اطراء لاي منهما فصرت اورسولا علي اسنانها فبعد ثمانيه اسابيع في معهد لغات وتسعه اشهر في كليه الفنون بدات تظن ان فرنسيتها اكثر من مقبوله سالت بعدما طلب القهوه:
-اتاتي دائما الي باريس؟
- عده مرات في السنه.. وسابقي هذه المره حتي يوم الجمعه
-اه ومن اين انت؟انا ..لم استطع تمييز اللكنه
-انا ايطالي
بدت الدهشه عليها فسارع يضيف:
-من الشمال..من منطقه كانت جزءا من اراضي النمسا.. العديد منا ما يزال يتحدث الالمانيه..
وكانه تذكر انه لم يقدم لها نفسه فعبس باستياء ثم يده الي جيبه ليخرج بطاقه عمل:
-زاراكوتشي..فيدل زاراكوتشي..
في صوته تلميح ..تلميح ماذا ؟اعتزاز؟استغراب؟ايتوقع منها ان تتعرف الي اسمه؟
هه
وضعت البطاقه من يدها بدون ان تنظر اليها..فيدل زاراكوتشي اسم مناسب له.. وصلت القهوه ،وقدم لها السكر..اخذت القليل بطرف ملعقتها.ما نوع هذا الرجل؟اهو رجل اعمال قاسي وخبيث؟
هذا واضح..لكن ماذا غير هذا؟هل انتبه للهمس الذي اثاره حين دخل المكان؟بدا وكانه لم يحس به،ام ان تصرفه هذا اثبات الي انه يملك الخبره الكافيه في اخفاء مشاعره؟
ظلت اورسولا تحرك القهوه .. حقا ،يجب الاتكون هنا ،فهو ليس من طبقتها ..فكرت في من مر في حياتها من رجال .كانو جميعهم يرتدون الجينز والقمصان انه بعيد جدا عن طبقتها عندما مد يده الي السكر سالها عن دراستها وعما تامل ان تحقق،ووجدت نفسها تبتسم وتتحدث علي سجيتها ،فراح يراقبها عن كثب ثم صب ببط ثلاث معلاق من السكر في فنجان قهوته ...ثلاثا؟
-قلت انك تريدين ان تزيني كتب الاطفال بالرسوم
جرت اورسولا تفكيرها الي الحديث مجددا:
-ماذا ..اه..اجل..انا..في الواقع اجمع ملفا..اننا نقيممعارض في الكليه ولقد بعت بعض الصور فعلا
ارتشف قهوته الساخنه الحلوه:احسدك
بدا وحهه لبرهه غريبا..فقالت تهز نفسها سرا:
-انا لاارغب في شئاخر
ثم سالها عن الصوره التي تنسخها ووجدت نفسها تخبره عنها
-كم ستاخد من وقتك؟
-لا ادري ..لم اقم بنسخ لوحه من قبل
-اذا ستكونين هنا غدا
-ياالهي ..اجل..وفي الاسبوع القادم وربما الشهر القادم
ثم ادركت ما يرمي اليه فخفق قلبها لان هذا الانيق يريد رويتها مجددا
- اذا.. هل تتناولين الغداء برفقتي غدا؟
كانت عيناه هادئتان ولكنها شعرت في لكنته اغواء عندما ترددت ارتفع حاجبه بسخريه ومرح:
-لن اشغل وقتك كله. ساعه واحده ثم اعيدك الي عملك
ضحكت اورسولا ان ماتقوم به جنون فهو يتسلي فقط مابين موعدي عمل
قبلت دعوته بلباقه قائله:
-شكرا لك ..لكنني ساكون مرتديه ملابس العمل
-انا واثق اني سوف احب رائحه..ال..
وخانته الكلمه فاضفت عنه:التربنتين
هز راسه ثم تراقصت عيونهما فجاءه شعرت بانها تعرفه منذ زمن كما شعرت بانها كانت تتنتظر هذه اللحظه بالذات..كان هناك مزيج من التعاطف والاثاره العميقه تحرك اعماقها .فجاءه ارتبكت واشاح هو بوجهه عنها التقط الفتوره وسددها عندما كانا يهما بالنهوض لاحظت انه لم يشرب من قهوته الا نصفها فقال لها:بردت فيما كنت اصغي اليك حين اصبحا في الخارج امسك يدها مصافحا بطريقه رسميه:
الي الغد ادن.. اورسولا
ابتسمت مودعه ثم ارتدت علي عقبيها وتوجهت نحو المعرض وهناك في المعرض اخرجت البطاقه.. فيدل زاراكوتشي...امام الاسم عنوانان احدهما في ميلانو والاخر في روما..اذن لموسسته فرعان لكنها لم تعرف اسم الموسسة لانه لم يدون علي البطاقه
اعادت البطاقه ببط الي جيبها والتقطت فرشاتها مجددا .. اخيرا غرقت في العمل حتي الساعه السادسه
سارعت الي المنزل وهرعت تترتقي الدرج مسرورة وعندما دخلت الشقة لم تجد رساله من ايما
خرجت ستيفي من الحمام والمنشفه حول راسها فقالت:
-تبدين مرحة ..اكان يومك جيدا؟ هل تم الرسم علي ما يرام؟
-اه اجل بشكل رائع
وضعت اورسولا الغلايه علي النار وفتشت بجوع ظاهر عن علبه البسكويت ...هل رسمها هو سبب هذا المزاج المرح الخفيف؟
اخذت فنجان كسترد تاكله ..ما اعنيه من هي العاقلة التي قد تقع في حب رجل لمجرد انه يضع ثلاث معلاق سكر علي قهوته
هذا جنون..وضحكت علي نفسها جنون




وهذا الفصل الأول ياله بنا على الفصل الثاني إن شاء الله هذه الليلة.

Η Υ U Ν Λ
21-02-2010, 16:31
مشكورين بنات على تعبكم
جاري قراءة الرواية الأخيره

برنسيسة الزمان
21-02-2010, 16:41
بصراحة خدوجة واضح عليها حلوة كتير وتسلمو اديكي

ومستنيين التكملة

واهلين فيكي اميرة روزا معنا


وانا اتمنى انو احنا نكون صاحبات

Η Υ U Ν Λ
21-02-2010, 17:48
انا قد قريت اول كم فصل من رواية الخائن
بس ماكملتها..
شكرا لوضعها وانتظر الفصل الثاني

في حفظ الرحمن

الغصن الوحيد
21-02-2010, 18:09
مراحب يا قلبي كلكم ...

مرحبا فيك يا اميرة روزا والشكر لك حبيبتي وحياك الله بينا ...

وخدوجة حبيبتي احنا معاك وبنستناك استمررررررري أخذي راحتك انت كذا ...::جيد::

khadija123
21-02-2010, 22:18
شكرا لكم حبيباتي : الغصن الوحيد و ṔṝḭḿḁĐŏŏňā و برنسيسة الزمان على تتبعكم وتشجيعاتكم .
هذا الفصل الثاني

khadija123
21-02-2010, 22:30
2- غدا سأكون وحدي

كان الغداء ناجحا..خاطرت اورسولا وإرتدت تنوره قطنيه وبلوزة بيضاء قصيرة الأكمام .وقت الفطور بدت الدهشة علي الفتيات ولكن اورسولا قالت إن الجينز يشعرها بالحر، وانها وجدت ان ثوبا طويلا هو الأفضل لها حاليا.
لم يمر الصباح بالسرعة السابقة ، وكان ان أمضت بعضا من الوقت تنظر الي ساعتها.. واخيرا بلغت الساعة الواحدة، فخفق قلبها خاصة عندما سمعت وقع الاقدام المألوفة:
التفتت لتستقبل فيدل زاراكوتشي بابتسامة..ولكنها لم تكن مستعدة للتغير المدمر الذي طرأ على مظهره.لقد اختفت البدلة الرسمية،والحقيبة الجلدية،وحل محلها سروال بلون الشوفان،مفصل ببراعه ليظهر نحول خصره وقوه ساقيه ؟أما القميص المفتوح الياقة فاحاط بكتفيه العريضتين وبصدره بطريقة عفوية أبرزت قوته.
ضحكت اورسولا : أتتلعب الهوكي
واظطرت الي شرح معني لعبه الهوكي.عندما وصلا الي المطعم.
قال لها: - لست مظطره للعمل طوال النهار.
خلعت اورسولا اليوم معطف العمل.. فقد علمتها التجربة أنه يحب العفوية والمظهر الجميل.
-تبدو سائحا
-هذا صحيح،وسأحاول إقناعك بأن تطوفي بي في باريس.فانت بدون شك تعرفين المدينه خيرا مني
اتسعت عيناها الخضروان:
-لا استطيع.لقد وعدتني الا تلهيني.. قلت ستعيدني فورا إلي العمل.
تنهد، وعيناه حادتان.. يالله ،ما أشد زرقتهما:
- أجل.. وعدتك للأسف . إذن يجب أن أحاول إقناعك؟
-لا
أطرق رأسه:حسنا جدا
أحست بخيبه أمل مفاجئة.. فسالها:
- ماذا عن الغد.. اذا؟ الغد يوم الاربعاء،وامامي اعمال كثيره علي انجازها قبل يوم الجمعه.
تذكرت وقد هوي قلبها انه لن يبقي في باريس سوي ثلاث ايام.
قالت: لن تنجز شئ اذا تابعت التنزه
لكنه ابتسم لنفسه ولم يقل شيئا. التقطت اورسولا شوكتها ومررتها فوق قماش الطاوله الابيض . وسرعان ما وصلت المقبلات فقالت:
-اعتقد انني قادره على أخذ إستراحة لمده ساعتين غدا.
برقت عينا فيدل.
-لماذا ليس اليوم كله؟سنذهب الي أي مكان تختارينه.هيا..اورسولا
إشتدت لكنته على اسمها ، واظطرت لكبح الارتجاف.
-يوم واحد.. هذا كل ماأحتاجه. حتي.. استريح من عملي .. أمامي برنامج كبير
سالت وهي تضحك ضحكه شيطانيه: أي مكان أختاره؟
-أي مكان
نظرت إليه مفكرة..أين يمكن أن يذهب رجل مثله طلبا للإسترخاء؟هل يريد حقا مشاهدة المناظر؟ ألن يكون الغداء في مطعم فاخر مناسل لعادته وطباعه؟
قالت: اعرف مكانا جميلا على النهر.. وهو بعيد عن هنا.. المناظر هناك جميلة.. ولكن عليك التسلق.. وهذا يعني أن علينا حمل طعامنا.
انتظرت ظهور الخيبة علي وجهه، لكنه لم يفعل بل سأل:
-اين هو هذا المكان؟
-الاندليس
-اه
بدا وياللدهشه عارفا بالمكان.
-احسنت الاختيار
ثم عبس وراح يحرك ابهامه علي يدها مداعبا.. ان تابع هذه الحركه سوف تقع الشوكة من يدها..وكرر: الاندليس..الاندليس الصغير؟
هزت رأسها، فابتسم ابتسامة فعلت الاعجايب في خطوط وجهه القاسية:
- لدى أحد أصدقائي مركب يرسو هناك.. ربما سنتمكن من تناول طعامنا فوق النهر، سنرسو في مكان ما؟او نسبح؟
أخيرا أعاد اليها يدها..واستخدمت الأخري لتلتقط كأس العصير علها تبلل ريقها الجاف وقالت:ولكنني لست سباحة ماهرة.
-اذن سنتناول الطعام فقط.. فأنا لم أخرج في نزهه منذ سنوات.
وهذا ما ذكرها أنه لايرتدي عاده سروال شوفاني اللون وقميصا عاديا... تساءلت اورسولا للمرة الالف عما يريده رجل اعمال كبير من فتاة نكرة مثلها؟
عندما أعطته عنوانها، قال إنه سيمر بها باكرا في الصباح التالي..ثم استعدا ليتناولا وجبتهما..ادركت فيما كانت متوجهة الي بيتها ذلك المساء انها ماتزال تجهل مكان اقامته . ولكن هل تعرف عنه شيئا ابدا ؟
اهو متزوج؟ .. غير ان اورسولا لم ترغب في التفكير في هذا.

khadija123
21-02-2010, 23:12
في الصباح التالي صعدت الي سيارته ، فحدسها يقول لها ان هذا اليوم سيكون رائعا.
وصدق حدسها . فقد مر اليوم السحري من خلال غيمه ورديه.. كان الاندليس ينعم بحراره الشمس . اوقفا السياره قرب المرفأ الصغير، ثم سارا في الشوارع الضيقة..كان فيدل يمسك يدها وهما يتسلقان الطريق الوعر المفضي الي القلعة، ثم وقف قربها ويده تستريح علي كتفها. راحا ينظران الي تعرجات نهر السين الرائعة، التي تحدها المنحدرات الصخريه والمراعي المنبسطة..كانت مراكب النقل العريضة المنخفضة تجوب النهر صعودا ونزولا.
في طريق العودة الى الأسفل اشترى لها باقة من الورد ثم حمل سلة الطعام بحذر علي درجات الجسر الضيقة حيث كانت المراكب الصغيرة تقف مترنحة تحت وهج الشمس.. قادها بعيدا الي مركب بخاري صغير أخد يتلوى وهو يساعدها علي تسلقه ، واضطرت الي الجلوس بسرعة، فهي لا تحب المراكب.

لم يكن هناك اي نسمه. كان نهر السين املس وثقيلا غامضا، وكانت اشعة الشمس تتناقض مع ظلال قاتمة علي جانبيه ..شق المركب الصغير طريقه في عباب الماء، واسترخت اورسولا .حتي فاجأتهما عبارة بضائع ضخمة ارسلت موجات كبيره جرفتهما نحو الضفة.اهتزت مركبهما،فاضطرت الي التمسك باطراف المركب بشدة حتي ابيضت عقد أصابعها.
لعن فيدل العبارة، ووجه المركب نحو الامواج ،فاحست اورسولا عندها بالراحة. قال لها:سنتجه نحو الجزيرة.. اتفقنا؟
جلسا تحت ظل شجرة ..كانت الشمس تسلل اليهما من بين الاغصان.بعدما تناولا الطعام جلسا ليتشمسا..خلع فيدل قميصه، وانتزعت اورسولا بخجل فستانها وبقيت بثوب السباحة الذي ارتدته سلفا.كانت تحس بالسعادة، فما اروع ان يكون المرء محاطا بالماء ومعزولا عن الدنيا . تباطأت نبضاتها وأصبح خفقان قلبها ثقيلا.. معزولو عن الدنيا مع رجل يبدو .. نظرت إليه.. رجل يبدو بهيج المنظر، رجل يجعل جسمها كله يستجيب بطريق لم تعرف لها مثيلا.. ايمكن ان يقع المرء في حب شخص لأنه يضع ثلاث معلاق من السكر في فنجان القهوه؟ استلقت على بطنها وامسكت بالسائل الواقي من اشعة الشمس طالبة منه بكل جرأة ان يدلك لها ظهرها به.
تردد .. وظل للحظات ساكنا فغاص قلبها.. ثم ذابت عيناه وتناول منها السائل فعادت تستلقي خافقة القلب،مغمضة العينين ، تجبر نفسها علي الاسترخاء.
كان التدليك عذبا فاتنا لها. فسرعان مارتفعت حراره السائل البارد، تحت راحتيه... كان حازما كرجل اعمال ..وقال متمتما:
- ان هذا لمغر و واعد بالسعادة
وكانت كلماته اخر المخدرات التي تحتاجها
استلقت علي ظهرها ببطء فاخذت عيناه الزرقاوان الثاقبتان تطوفان بطول جسدها الناعم المنحني..
همست بنعومة عندما شاهدت شرارات الخطر تتطاير من عينيه . ومدت يدها تلامس وجهه: فيدل عانقني.
تحركت بقلق بين يديه، تتجاوب مع تصاعد مشاعرها..اه .. هذا لايحصل لها حقا. كل هذا حلم.. انها غير مستلقية تحت الاشجار،بين ذراعي رجل رائع لم تشاهده من قبل ولكنه الرجل الوحيد الذي ترغب فيه.. لم يحدث لها شي كهذا من قبل، او ما يشابهه.. كانت تغرق في الحب.. وتأوهت ثانية متمسكة بكتفيه العريضتين.
اطلق من مكان غير بعيد مركب ما صفارتين قصيرتين، ولم يكن ذاك الصفير بغية مقاطعتهما فهما امنين في مكانهما السري هذا علي الجزيرة الخضراء الباردة .. لكن فيدل تأوه , ورفع رأسه علي مضض.
متصلب الوجه ، جامد الملامح ثم راحت عيناه تتعقبان وجهها . فرأتا البراءة ، الإثارة والرغبة ... والخوف؟
ابتعد عنها, ومد يده الي سلة الطعام يصب لنفسه كوب عصير ..حدقت اورسولا الي ظهره العريض.. ماذا حدث؟ مالخطاء الذي اقترفته؟ هو بكل تأكيد لايعتقد أن ربان المركب شاهدهما؟
اسندت جسمها الي مرفقيها ثم لامست كتفه فوضع الكوب من يده ساكبا بعض العصير علي العشب. قال بصوت لطيف حازم :
-يجب أن نعود .. الوقت متأخر اورسولا.. عندي عشاء عمل..
كانت عيناه طول الوقت مسمرتين علي حانايا قدها الشاب الفتي
-هيا بنا
صرت علي اسنانها وعبست حائرة لانها شعرت انها تعرضت للخيانه والنبذ.
رفع لها ذقنها .. وجعلتها ارادته الصلبو السحرية الخطيرة تنظر الي عينيه :
لاتغضبي مني جميلتي .. صدقيني.. ليس الوقت مناسبا.
الوقت؟ وهل لديهما وقت اخر؟ غدا الخميس وهو سيغادر باريس في اليوم التالي.
وكأنه قرأ ماتفكر فيه فابتسم، ثم لثم جبهتها .. وقال هامسا في شعرها :
-لدينا وقت العالم كله
لم تقاوم فترنحا وشعرا بالدفء والامتزاج ،والثقة المتبادلة بالمشاركة.
-اعتقد هذا.
وعاد وجهها الي صدره لا اراديا.. وكانها تود ان تضع الختم على اتفاق ثمين يدوم مدى الحياة.
وهكذا ظل اليوم ورديا حتي وهما يحزمان كل شئ فوق المركب الصغير. جلست اورسولا في المركب الصغير مغمضة العينين نصف اغماضة بحيث لم تعد تري سوي النور و الظلال والعتمة والحركة،واشعة الشمس المنتشرة فوق البقاع.
كادت الساعه تبلغ السابعه عندما توقفا اخيرا امام شقتها لثم فيدل خدها ، ثم ضحك حين احمر وجهها، وهمس: غدا.
هزت رأسها فاردف انه ات غدا في الثامنة. لدينا وقت العالم كله ..هكذا قال.. انه يحبها.. بالطبع يحبها.
كانت الشقة فارغة، فشعرت بالسرور .ادارت الرديو وغنت مع اغنية شعبية.. كان كل شئ حلما تنيره الشمس .. انه افضل ايام حياتها.. وفيما هي تهم بالدخول الي المطبخ شاهدت رساةه علي اللوح ، وكاد قلبها يتوقف.
تقول الرساله: ايما في باريس .. اتصلي بها فورا.. وتحت الرسالة عنوان فندق انيق ،ورقم غرفة.
ايما هنا .. في باريس .. لماذا؟
ردت ايما بطريقتها المعتاده علي طرف الهاتف الاخر:
-اورسولا.. اين كنت طوال النهار؟ حاولت الاتصال بك
-كنت خارجا .ماذا جري؟حاولت الاتصال بك في لندن
-تعالي الي هنا وساخبرك بما جري.
تنهدت اورسولا:الان؟
-الوقت متاخر.. فلتكن زيارتك غدا في الخامسه بعد الظهر .
واقفلت الخط لكنها كانت مسرورة في اليوم التالي.
-ياالهي . تبدين رهيبة.. ماذا دهاك لتاتي بهذا الجينز القذر.. انه عابق برائحه التربنتين.
-جئت مباشرة من اللوفر.. كنت أرسم طوال اليوم.
-حسنا..على هذا كله ان يتوقف
تناولت ايما تريمان سيكاره .. كانتا في شقتها الخاصة، ولم تكن اورسولا تعرف ان لديها المال الكافي لمثل هذا الترف المبالغ.
-ماذا تقصدين بقولك؟اتوقف عن الرسم؟ هذا مستحيل..ساصبح عما قريب رسامة كتب للاطفال.
-كوني ماشئت..انما لن يكون هناك كلية فنون بعد الان كما لن تكون لك باريس ..ما اقوله اورسولا عزيزتي، هو اننا لا نملك المال.
-لا افهمك
-ولا يدهشني هذا..اليست صدمة؟
سحبت زوجة ابيها نفسا عميقا من سيكارتها،فاتجهت عينا اورسولا الي فاخمة هذا الجناح.لاحظت ايما الي اين تتجه افكار اورسولا ، فانفجرت شفتاها الحمراوان عن ضحكة قاسية:
-لا تظني ان لهذا كله علاقة بي.. اني اقيم هنا مع صديقة قديمة، وهي تدفع النفقات كلها. نحن نقوم بجولة في اوربا.. انها امراءة ثرية.. الم احدثك قط عن كلير كاندليف؟
وقفت بقلق تطفئ السيكارة:
-الان جاء دوري ..اعتقد والداك اني بلهاء، اورسولا. لكنني لن انخدع مرتين.
ردت اورسولا:لا تتحدثي عن ابي بهذه الطريقه؟
اصبحت عينا ايما شريرتين:
-اه يالك من متعجرفة .. اذن حان الوقت لتكتشفي وضع دادي العزيز الثمين.. كان عظيما.. اليس كذلك؟ مثال الرجل الرائع. ولكن هل عرفت ان مؤسسة الهندسة التي كان يمتلكها كانت تخسر منذ عشر سنوات؟
اتسعت عينا اورسولا دهشه: لا ...
-بلي ..والمنزل الكبير في سواري مرهون .. كان غارقا في الديون حتي هنا
واشارت بيدها الي انفها, فشهقت اورسولا:لا اصدقك..
هزت ايما كتفيها:
-ولماذا تصدقين ؟انا نفسي لم اصدق.صديقيني اه.كانت المظاهر المحدقة به خداعة، ابنة تدرس دراسة خاصة وفي كلية الفنون في باريس وسيارات فخمة وعطلات،ولكنه كان فاشلا عاظيما في عالم التجارة. ان اصبعي هذه تملك عقلا اكبر من عقله.
تقدمت اورسولا من زوجة ابيها، تحدق اليها بغضب:
-توقفي عن هذا كانت السيارات والعطلات لان هذا ما كنت تريدينه انت .. لم يكن الامر هكذا من قبل. كم شركة تحطمت في السنوات الاخيرو بسبب الركود الاقتصادي.
تابعت ايما ما تريد قوله ،وليس علي خطوط وجها القاسيه المتحجرة اثر للشفقة.
وقالت بلؤم:بعت البيت والسيارتين ..
-لا يمكنك ذلك
-بلي.. يمكنني.. لقد ذهب كل شئ..وليس ما فيها ما كان يمكن ان يفيدنا ..وقد تمكنت بما بعته من شراء شقة.
لا.. بيتها.. المكان الذي ترعرت فيه.. لم يختف،هكذا بلمحة بصر؟ماذا عن اثاثها المفضل ؟اه ..بل ماذا عن لوحات امها؟ سألت مشدوهة اين؟
-انها شقة في ايسلنغتون لك فيها غرفة.لا تقولي انني لم اقم بواجبي . قرأت الوصية بامعان كما تعرفين . وقد نصت انه سيؤول الي كل شئ مادمت اومن لك مسكنا. هه وياله من مسكن وياله من ميراث
شحب وجه اورسولا :وماذا عن اغراضي الخاصة
-انها اغراضي انا بعت جميع التحف التي لا احتاج اليها وما تبقي رميته في صفيحة الزبالة.
كادت اورسولا تتتحب:واللوحات؟
-جاء سمسار اشتراها كلها بثمانين جنيها لانها لوحات عديمة القيمة.
وقفت اورسولا مصدومة .. لقد ولي اخر رباط هش لها مع أمها التي لم تعرفها قط .لم تكن اللوحات بذات قيمة مادية لأنها ليست سوى تجارب فنانة مبتدئة .. واستدارت وعينها مغروقتان بالدموع. ولكنها قالت في ثبات :
-لن اعود الي لندن .لقد بنيت صداقات هنا واذا لم استطع تحمل نفقات الكلية سعيت الي العمل.
-بصراحه اورسولا لايهمني الي اين تذهبين .. فلو عدت الي لندن لاضررت الي مشاركة برودي الشقة . اتذكرينه؟ تعرفت اليه عندما جئت الي لندن في الميلاد الماضي ؟ انه لذيذ لكنه مفلس.وانت لست من الطراز الذي يعجبه على اي حال.ولكن بما انني لن اكون موجودة طوال الصيف فقد يفيدك قليلا.. حان وقت النضوج اورسولا.. وقت التعرف الي هذا العالم القاسي الذي عليك مقاتلته لتعيشي.
احتاجت اورسولا الي ما لديها من تصميم وعزم لئلا تستجيب لهذا الهجوم القذر..
-ماذا عن اغراضي الاخرى..؟ملابسي كتبي وروسماتي؟
ارتدت ايما عنها بلا اكتراث.
-نقل برودي كومة كبيرة من اشياء عديمة القيمة من غرفتك وحملها الى الشقة . قلت له إنه طيب القلب. ربما لو نظفت نفسك قليلا ...
-اسمعي قلت انني كنت ارسم طوال اليوم
-اجل ..حسنا عودي الي حيث تريدين . احتاج الي الراحه قبل الخروج هذا المساء. ستعود كلير بعد دقائق ،ولا اظنها ترضى ان تعبق رائحة الغرفة بالطلاء
-صحيح ..لاتقلقي.. انا ذاهبة.
لقد حان الوقت فعلا . واحست اورسولا بالحرمان .. كانت ايما كل ما لديها من عائلة.
التقطت زوجه ابيها مجلة وقعدت علي كرسي قرب النافذة المفتوحة..
-علي فكرة .. سنبقي هنا حتى نهايو الاسبوع .. اعلميني بقرارك فان قررت العودة الي لندن فعلي ان احذر برودي المسكين.

khadija123
21-02-2010, 23:17
عادت اورسولا الي الشقة سيرا.. تحس بالدوار لقد فقدت كل شئ والدها منزلها واغراضها الحميمة والانكى من هذا كله انها خسرت اللوحات التي كانت صلة الوصل الوحيدة مع أمها.
كانت الشقة تعج بالناس فشعرت اورسولا بانها بحاجة الي مكان هادئ..الحمام في فوضى ،ولكنها استحمت وغسلت شعرها، بحركات بطيئة. تحاول ان تشعر بالحماسة استعدادا لهذه الليلة التي ستكون ليلتها الاخيرة مع فيدل .
رن جرس الهاتف وكان المتكلم فيدل الذي قال انه سيتاخر بسبب اجتماع ثم سالها ان كان من الممكن ارسال سياره تقلها اليه في الثامنة؟
ابتسمت لنفسها بقلق:طبعا
-هل انت بخير اورسولا؟
-نعم بخير..لكن الشقة تعج بالساهرين.
ويبدو انه رد سبب حزنها الي حيائها ولكن ماذا يهمه حقا؟ ان علاقتهما مجرد لعبة بالنسبه له فسرعان ما سيبتعد عنها.
ارتدت فستانها وتبرجت وعندما دقت الساعة تعلن انها تمام الثامنة نظرت الي صورتها في المراءة فاعترفت: ليس مظهري سيئا. كان الفستان الناعم المنسدل يبرز لون بشرتها التي لوحتها الشمس، ويحاكي لون عينها الاخضر. ثم ادركت انها لا تريد صعود السائق الي هنا. فهي ترفض ان تظن الفتيات.. تظن ماذا؟ انها وجدت لنفسها راعيا عجوزا ثريا ؟ امسكت حقيبتها وهرعت الي الاسفل وكان من حسن حظها ان التقت بالسائق وهو صاعد الي الشقه ، كان قصيرا، مستديرا.
السيارة علي مايبدوا ملكا للمؤسسة التي يعمل فيها فيدل ، فهي ليموزين. ركبت السيارة التي راحت تجتاز الشوارع الفرعية المهجورة ثم وصلت الي شارع تكتظ فيه البنايات الشاهقة ولكن لم تلبث ان توقفت السيارة في شارع جانبي ضيق امام مبني جبار. ترجلت من السيارة فأسرع السائق يفتح بابا ضخما محفورا، وادخلها بسرعة الي ردهة صغيرة مكسوة الجدران بالخشب المصقول.
قال السائق باللغة الانكليزية:
-مسيو زاراكوتشي فوق.
وجدت اورسولا نفسها تصعد الي فوق بسرعة صامتة..ماهذا المكان بحق الله؟
مانفتح باب المصعد حتى كان فيدل في انتظارها، كان شعره مبللا وكأنه اسرع لتوه من الحمام.أمسك يدها يلثمها في حنان . امسكت اورسولا انفاسها ، فلم يسبق ان لثم يدها احد
- اورسولا.. حبيبتي.. انا اسف على كل هذا..لقد امضيت نهاري كله في روان ان تلك الاجتماعات لا تنتهي ابدا..ادخلي..لنتناول المثلجات.
اقتادها من ردهة الاستقبال الانيقة الي مكان مذهل هو افضل ما يمكن ان يسمي غرفة جلوس . وكانت علي مستويين ..جزء منها للجلوس وهو مكسو بسجاد ابيض. ثم هناك درجتان منخفضتان تفضيان الي مائدة طعام زجاجيه دائرية . رأت نباتات خضراء في كل مكان وهي بلونها الاخضر تتناقض مع المقاعد الجلديه البيضاءومع طاولة القهوة الزجاجية والكروم .. انه مكان انيق ولكن طابعه رجولي والمميز فيه نسخة من لوحة لموندريان معلقه فوق المدفأة.. لكن ما كان اجمل من هذا كله الابواب الزجاجيه التي تصل الارض بالسقف . اقتادها فيدل الي الخارج ، حيث تقبع حديقة ومسبح صغير
-لا اصدق هذا ..انه جميل
بدا راضيا ودهشا من حماستها واكملت تسأل:
-اهي شقة تابعة للشركة؟
هز راسه ايجابا .. ثم تركها لحظات ليعود وبيده كوبين من العصير. وبدا انه لايريد ان يتحدث عما هو ممل كحديث الشقة.
وقف معها قرب حاجز الشرفة ينظر الي سطوح الابنية المحيطة والي النهر المتعرج من بعيد:
-فكرت في الخروج للعشاء في مكان مميز.
شاهدت من مكانها برج ايفل الذي يلفه الضباب من حرارة و رطوبة النهار،ودخان السيارات ..لمس ذراعها العاريه باصابع خفيفة.. ثم همس وانفاسه دافئة في شعرها واذنها:
-اشتقت اليك..تمنيت طوال النهار لو كان اليوم كيوم امس.. لم ارغب في البقاء بين جدران غرفة الاجتماعات . بل اردت ان اكون معك.
اغمضت اورسولا عينيها واستندت الي جسده الصلب وكتمت انفاسها .
-جميلة..جميلة .. اتشعرين بما اشعر اورسولا؟ قولي لي ان هذا ليس من وحي الخيال.
اه.. كيف .. كيف ستعيش بعد ان يرحل غدا؟ تصاعدت مشاعرها ولكنها حاولت كبحها وفشلت في ذلك.
امسك رأسها بين يديه، وراحت اصابعه تلامس وجهها فقد لاحظ تساقط اولي قطرات دموعها.
-اورسولا.. صغيرتي.. ما بالك؟ لم استياوك؟
انسلت من بين يديه غاضبة من نفسها بسبب ظهورها بمظهر الطفلة الساذجة امامه وهو المعتاد علي النساء الخبيرات مثله وقالت:
-تستخدم الفاظا المانية كثيرا.
-صحيح ؟ نحن نتكلم في الوطن اللغة الالمانية والايطالية ولكنك فعلا كئيبة.
واحتواها بين ذراعيه ، فاهتزت كتفاها بنحيب صامت:
-..اخبيريني
-لا استطيع
-بل تستطيعين.
قادها الي اريكة هي عبارة عن ارجوحة تظللها ستارة ملونة وجلسا يتأرجحان بلطف.
اخبرته بكل شئ. اخبرته عن المنزل الذي بيع وعن مسألة التوقف عن كلية الفنون ثم اخبرته بصوت كسير عن لوحات امها التي لن تراها ثانية.عندما كانت تتحدث راحت يده تلمس شعرها اما انفاسه فكانت عميقة ، بطيئة، وكأنه يفرض الهدوء على نفسه.. تركها تبكي قدر ما تشاء.ولكنها لم تستطع ان تقول له ان نصف دموعها المنهمرة كانت بسببه لانها بعد غد ستكون وحيدة..
دقت اجراس الكنائس حولهما. دقت تسع دقات.. ثم استمرت ربع ساعة ونصف ساعة .. واخيرا ساد الهدوء .. وارادت اورسولا ان تمتد هذه اللحظات الي الابد .. لكن فيدل اخبرا ، تحرك الي جانبها ، فاستوت جالسة ، ترجع خصلات شعرها الاشقر الي الوراء وهي لاتعرف ماذا تقول.
مرر اصبعه بخفة علي وجهها: امازلت راغبة في الخروج؟
يالله .. العشاء.. انه بدون شك يتضور جوعا.. ولكنها لم تكن قادرة علي مواجهة مطعم انيق قالت تنظر الي منديلها:
- افضل البقاء هنا.
تسللت اصابعه الي ذقنها، يرفع وجهها. عكست العينان الخضروان المتعبتان صورة المها فتجهم وجهه ثم لان:
-ربما هذا قرار غير حكيم ياصغيرتي.
فجأة احست انها لاتريد ان تكون حكيمة، فقالت:
-لا استطيع مواجهة الناس
ولم تكن تعرف ماذا كان يفعل الانكسار في صوتها به.
نبض عرق في خده، ورفعت يدها تهدئه ..فابتسم .. اه.. يالها من ابتسامه.. ثم همس: ساتصل بالمطعم لألغي الحجز.

khadija123
21-02-2010, 23:21
إلى الغد إنشاء الله مع الفصل الثالث
قراءة ممتعة

نايت سونغ
21-02-2010, 23:24
هلاااا و غلا حبيبتي اميرة روزا

تسلــــــــــــــــــــــــــــمي يا عسل كلك زوء ::سعادة::

نووووورتي المشروع بمشاركتك الجميلة



خدووووجتي شكلها الرواية نااار يسلمووو ايديكي يا عسل

نحنا ناطرينك ::جيد::


كوكو كول وينك زمان ما سمعنا خبر منك انشالله خيير ....:(

برنسيسة الزمان
21-02-2010, 23:50
عنجد خدوجة يسلمو اديكي كتيييييير الرواية كتير حلوة والله يعينك عالباقي

Amirah Roza
22-02-2010, 01:38
;روعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ ـــــــــــــــــــه

الروايه مره روعه...

تسلم الانامل الي كتبتها.....
انتظر التكملة على أحر من الجمر
برنسيسة الزمان أتمنى إني أكون عند حسن ضنك وقبول صداقتك شرف لية
يا قلبي
أحب أشكر كل من رحب في بصراحة أحس إني بين أخواتي
)

سراب الود
22-02-2010, 06:18
مشكوريين على الموضوع ماقصرتو تعبانيين علية

Amirah Roza
22-02-2010, 13:31
أنا عندي رواية مرة حلوة أسمها
الهروب من الحب للكاتبة ساندرا فيلد بس مني عارفة هي نزلت قبل كذا في المنتدى ولالا
إذا حابين أنزلها طبعا بعد ما تنتهي العزيزة Khadija123 من تكملة روايتها كمان حابة أعرف شروط كتابة الرواية يعني لازم أخذ إذن من المنتدى ولا أكتب مباشرة
:D عارفة إني طولت عليكم بس حابة كثير إني أنزل رواية وأشارك معاكم:لقافة:

برنسيسة الزمان
22-02-2010, 15:50
اميرة روزا انا راح اكون اسعد بصداقتنا وانا موافقة عالرواية من اسمها حلوة بس ما بعرف الشروط

وشو خدوجة وين التكملة وتسلمي ياقمر

قيد الوافي
22-02-2010, 18:53
مرحبا خـــدوجه يعطيك العافيه بجد روايه رائعه واختيار موفق تسلم ايديك وبانتظار التكمله ياسكر بس بليز ماتتأخر وإذاا تحتاجي مساعده أنا موجوده:) والف شكر لك


وتقبلي مروري..................

cococool
22-02-2010, 19:08
مرحبا بنات
كيف حالكم ؟
بدي اشكر غصوووونة علي رواية بين سكون والعاصفة عن جد استمتعت كتير كتير فيها
وبصراحة اختيار كلو زوق .::سعادة::
وحبيبتي خديجة عم تابع رواية يسلمو ايديكي ::سعادة::

هلا ااا بيك أميرة روزا نورتينا::جيد::

تحياتي للكل ::جيد::

cococool
22-02-2010, 19:19
نايت سونغ حبيبتي تسلمين انت اول واحدة تقول أسمي صح _(كوكو كووول ) بس سوسو كول طالع من
البنات زي العسل ;)
والله حبيبتي عند مشكلة في الدخول كل ما أدخل علي منتدي وأنتقل للصفحة يرجع يختفي أسمي وأدخل من جديد - مشكلة أولة :محبط:
والمشكلة الثانية ان الصفحة الاخيرة عندي هي صفحة الاولة يعني ما انحلت المشكلة ما بعرف ليه :محبط:
مع اني عملت مثل ما قالت أختي برنسيسة زمان بس ما زبط


نايت سونغ بهنيئك بعيد ميلادك ::جيد::
كل عام وأنت بخير عقبال مائة سنة يا رب
عيد ميلاد سعيد 2010/02/22

Amirah Roza
22-02-2010, 19:43
حبيبتي خدووجة استنى الرواية تكمل لا تتأخري علينا
أنتظرك على أحر من الجمر
عيد سعيد نايت سونغ

برنسيسة الزمان
22-02-2010, 20:02
شو هاد عيد ميلاد نايت سونغ

كل عام وانتي بالف خير ياقمر وعقبال ميية سنة

khadija123
22-02-2010, 21:28
شكرا كثير ا لكل من نايت سونغ - برنسسة الزمان - قيد الوافي - Amirah Roza وسراب الود على تتبعكم وتشجيعاتكم
وأسفة إدا كنت تأخرت عليكم
وهذا البارات الثالث

khadija123
22-02-2010, 21:35
3 -ابقي معي


تلالات المدينة الرمادية الناعمة بالانوار . تقدمت اورسولا الي حاجز الشرفة وهي تسمع فرنسية فيدل الرائعة وهو يتحدث على الهاتف.انه رجل كامل حقا، وهو بدون شك يملك مركزا هاما في الشركة والا لما سمح له باستخدام هذه الشقة..

سالها عندما عاد الي الشرفة ووقف قربها:
- اتستطيعين تناول الطعام الان؟ ولكنه سيكون طعاما خفيفا . بيضا مقليا؟
هزت رأسها ايجابا بيد انها لم تستطع الجلوس في الخارج بعيده عنه . دقت الساعه العاشره.ساعتان قصيرتان تفصلانها عن يوم الجمعه..

وهكذا اعد الطعام مما هو موجود في البراد .. وامتلات طاوله الطعام بالسلطه والجبن والفاكهه والبيض المقلي السميك. تناولا الطعام بهدوء.
سألها وهو يقطع خوخه:
-امن الضروري ان تذهبي الي كليه الفنون؟
-لا اريد ذلك من اجل الوظيفه بل من اجل تنميه موهبتي .. والرد اجل قطعا ولكنني استطيع الدراسه بشكل جزئي وسيكون ذلك سببا في اطاله الدراسه ليس الا.
-ومن الضروري البقاء في باريس؟هل هناك استاذ معين ،ربما؟
ابتسمت اورسولا له, وبشرتها الناعمه التي لوحتها الشمس تكاد ان تكون شفافه امام نور مصباح الطاوله ..وقالت:
ان الحياه في باريس تكلف كثيرا، ومن الافضل ان ادرس في لندن.
-ولكنك لا ترغبين في العودة الي شقة زوجة ابيك؟
-اه
ساد صمت متوتر . ثم لم يلبث فيدل تناول القهوة على الشرفة. وفي هذه المرى ،لم يضع سوي ملعقه سكر واحدة في فنجانه..غريب.
كان الظلام في الخارج قد اسدل ستارته السودا الحالكة التي لن تدوم سوى ساعات قصيرة في مثل هذا الوقت من السنه ..كانت انوار المدينه تحتهما تتلالا وكانها سجاده من الاضواء. وقفا يحتسيان القهوه بصمت يراقبان المنظر ..ثم جلسا على الارجوحة المزدوجة المقعد .اخذ يتلاعب بأنملها بلطف.ويرفعها الي شفتيه.

اغمضت اورسولا عينيها، تحس بالم داخلي.. ارادت ان يعانقها بشكل ملائم .. انها بحاجة يائسة الى حبه.فليس امامهما سوى ساعات قليلات .لم يقل شيئا عن رويتها ثانية.. في الواقع بدا وكأنه يختفي داخل نفسه .. هل ندم علي اصطحابها الي هنا؟ هل وجد انه لايرغب في التورط؟ تأرجحت بهما الارجوحة بلطف متزامنة مع دقات الحياة النابضة في اعماقها.. بدأت الساعات حولهما تعلن عن منتصف الليل ،فحبست اورسولا انفاسها . لقد بدأ يوم الجمعة.
قال فيدل بهدوء :
-عشت يوما كئيبا ضاغطا وانت بدون شك متعبة .. يجب ان اعيدك الي منزلك.
لم ترد ولكنها ادارت راسها تنظر اليه .بعينين متسائلتين.
-اورسولا .. صغيرتي..لا تنظري الي هكذا..انا احاول..
ارتفعت يده تلامس خدها..فهمست:
-لا اريد الذهاب
-ولا اريد انا ايضا ان تذهبي
-حسن.. اذا؟
-نحن بحاجة الي الكلام .. لم نناقش شيئا حتى الان كما انك لا تعرفين شيئا عني.
سألت بصوت ضعيف:هل انت متزوج؟
بدأ و كأن السوأل ادهشه وسلاه في أن واحد
-لا .. اورسولا ..لا ..لست متزوجا.. اليس الأمر عجيبا؟ ..
اجل ..فكيف استطاع الهرب من حبال العديدات ..فجأة غنى قلبها فرحا
اردف يقول : لكن .. انظري الي .. كم عمرك ؟ واحد وعشرين ؟ اثنان وعشرون؟
همست تنظر اليه بسرعة:
-تسعة عشر
شاهدته يغمض عينيه رعبا فأردفت:لكنني سأبلغ العشرين بعد اسابيع
-اه
فتح عينيه ثانية، وعلي شفتيه طيف ابتسامة .
-وهل لهذا فرق؟
انه يضحك منها، واحست بالارتباك .. بدأت الساعات تعلن انها الثانية عشره وربع ،انها فعلا ساعات غير متزامنة .. فهي تريد من كل ساعات العالم ان تتوقف .. تريد ان تبقي هنا ، في هذه الحديقة مع فيدل الي الابد .. احني رأسه يعانقها ، وتمتم علي شعرها:
- انا في الثالثه و الثلاثين .. الفرق بيننا كبير.
- اتقول اني صغيرة؟
لا بل انا اكبر منك بكثير
مررت يدها علي صدره ، فشعرت بقلبه يخفق محاكيا قلبها .. شعرت بالصدمة لانه متأثر عاطفيا ..وهذا ما عطاها الشجاعة لتقول ، بشئ من الاغراء:
- علي ان احكم ان كنت كبيرا ام لا ، في الواقع لا اظنك كبيرا ابدا..
امسك يدها ورفعها الي فمه :الا تظنين هذا؟ حقا؟
ثم احتوتها ذراعاه وتمتمت شفتاه بلطف وهما متعانقان:
-لقد اردتك كثيرا .. اورسولا ..لكنني الان .. الان..
وتلفظ بكلمات المانية لم تستطع فهما ،ثم ابعدها قليلا عنه ، متنهد تنهيدة عميقة ،سألها وهو يمسد شعرها:
-اتريدين البقاء هنا؟
همست تخفي وجهها في كتفه: اجل ارجوك
-اتعرفين ماذا سيحدث ان بقيت هنا؟
هزت رأسها ايجابا.
قوليها لي.
-اجل فيدل .. انا واثقة انني اريد قضاء الليل معك.
ضمها بشغف اليه ثم راح يعانقها ويعانقها بجوع وهيام ولكنه لم يلبث ان تراجع عنها قائلا :
لا ,يجب الا يحدث ذلك.
ثم ابتعد عنها قائلا:اورسولا نامي هنا الليلة ولكن لاتتوقعي مني شيئا فانا لااستطيع القضاء علي طهارتك.
وحملها بين ذراعيه الي الداخل.
-لماذا؟ اتخشي ان اطلب منك بعد ذلك الزواج؟ نحن في القرن العشرين وانا راشدة.
-ماذا تقصدين؟
لااريد ان تظن انني اتوقع ..
-تتوقعين مني ان اطلب منك الزواج؟
-اجل .. اتري .. لست بحاجة الي هذا حتي وان حدث بيننا شئ.
-بل هناك حاجة ملحة لانني اريد فعلا الزواج بك ورغبتي هذه بدأت منذ الاسبوع الماضي.انت اجمل من الموناليزا .. هل تحبينني؟
شهقت, واطرقت الرأس مغروقة العينين بالدموع فضمها اليه.
-وهل الزواج بي سئ الي هذا الحد؟
-سخيف
-اذن .. ابتسمي لي .. هذا يكفي .. نامي الان وغدا لكل حادث حديث.

khadija123
22-02-2010, 21:37
استيقظت في الصباح التالي تنظر الي ما حولها بدهشة ولكنها لم تلبث ان تذكرت ما حدث البارحة . نهضت من الفراش واسرعت ترتدي ملابسها ،ثم توجهت الي غرفة الطعام فوجدت فيدل قد اكل حصته. جلست الي المائده تتناول الطعام ثم لما انهت وجبتها قصدت غرفة الجلوس وهناك لفتت انتباهها من جديد اللوحة . انها فعلا تحب فن موندرايان .. وهذه فعلا نسخة رائعة .. ولكن عندما اقتربت منها ادركت مجفلة ان اللوحة اصلية لا ولكنها اصلية دخل فيدل الي الغرفة ،فراها مهتمة باللوحة .
قالت له بعينين متعبتين عجبا: انها اصليه.
ضحك: انها احدي نقاط ضعفي.
-ولكنها تساوي..
رد بهدوء جاد وراح يراقبها مفكرا:اعتقد هذا
سحبت نفسا عميقا.
-اخبرني بالظبط لمن تعمل؟ وماهو نوع الشركة التي يمكنه شراء ديكور فاخر كهذا؟ ماهو هذا المكان بالظبط؟ من انت فيدل؟
-انا .. مصرفي
-اه. تعني انك تعمل بالمال ، هذا يفسر الكثير.
-انا اعمل جاهدا.
-اجل
-جاهدا الي درجة اضطراري الي مغادرة باريس بعد الظهر ..ولا سبيل للهرب من السفر حبيبتي.
نظرت اليه من بين اهدابها:اعرف.
مد يده الي جيب سترته واخرج ورقة:- يجب ان اكون في بروكسل .. هذا رقم هاتفي هناك ،ثم هذا رقمي في لندن.
-وهذا رقم روما على ما اظن.
-صحيح.
دنا منها يضمها مجددا ،واصابعه تعبث بشعرها، ثم همس:
-احبك .. واتمني لك يوما رائعا.
دفنت راسها في قميصه الازرق وردت هامسة ايضا: وهذا ماتمناه لك ايضا.
ابعدها عنه بحزم:
- سأتصل بك يوميا. سأغيب اسبوعا او عشرة ايام بعد ذلك سنكون معا..
ثم، وكأنه تذكر شيئا ، فأخرج محفظته : سأترك لك بعض المال.
ارتدت الي الوراء ،وقد راعتها الفكره:لا.
-لكنك قلت ان ايما حبست عنك المال .. ستحتاجين الي المال حبيبتي.
-لا..لا.. انا بخير ..على ما يرام .. حقا لدي بعض المدخرات ، والشقة مدفوع ايجارها عدة اسابيع اخري.
قرر فيدل الا يلح عليها. ثم فجأة قرع جرس الباب وكانت السيارة قد وصلت لتقله الي مكان الاجتماع في روان . عانقها بسرعة، ثم تمتم شيئا بالالمانية..
احست بالخجل وهي ترتدي ثوب السهره في التاسعه صابحا. خاصه وانه السائق نفسه الذي اقلها ليله امس . ولكن وجهه لم يتحرك وهما يخطوان من المصعد في الطابق الارضي ، وقال فيدل بالفرنسيه :
- اود ان اقدم لك السيدة زاراكوتشي العتيدة.
ارتجفت يد اورسولا ، وتلقت التهنئة من السائق .. وظل فيدل ينظر اليها بفخر .في تلك اللحظات احست انها قريبة منه ولم تكن قادرة علي الانتظار لتخبر العالم كله.

khadija123
22-02-2010, 21:50
ضحكت ايما تريمان بصوت حاقد:
-تتزوجين ؟ انت؟ هذا أمر مفاجئ عزيزيتي اورسولا ..؟
-اعتقد هذا.
مضي عليها يومان قبل ان تجمع ما لديها من شجاعة لتعود الي الفندق.

-منذ متي تعرفينه؟

- منذ وقت غير بعيد.

- اتظنينه ينوي الخير ؟

تحجر وجه اورسولا: ماذا تعنين بكلامك؟

-ايخال نفسه قد وجد وريثة غنية ،أرسلها دادي الي كلية الفنون في باريس ، لتستمتع قليلا ...؟

كانت اورسولا ترسم طول اليوم في اللوفر وهاهي ماتزال بالجينز نفسه فقالت: اابدو كوريثة؟
سحبت ايما نفسا عميقا من سيكارتها، وجلست في مقعد .. ثم قالت اورسولا:

-ظننتك ستكونين راضية.. اقصد انك بذلك تتحررين من مسؤليتك تجاهي.

-حسنا .. قررت ان يكون لي ركود اقتصادي خاص ..لقد بعت كل شئ بعت الشركة او ما تبقي منها

-انا غير مسوولة عنك سوء تزوجت ام بقيت عزباء.الم اوضح ذلك؟

-اوضحته كل الوضوح.

-جيد.. ولكن هذا لايعني انني سأدعك تتزوجينمن شخصك لا يناسبك ابدا . من هو هذا الشاب؟ ماسمه ؟ ما عمله؟ ومن اين هو ؟

-انه ايطالي.

-يالهي . لاتقولي انه عامل ماقهي ايطالي وضيع .. العالم يعج بهم .

- لا ، ليس عامل مقهي .. مع العلم انني لا اكترث وان كان كذلك.

- ان سحر فيدل لايكمن في مركزه او غناه بل في جرأته وثقته بنفسه وغروره الرجولي الذي يدفعه الي النجاح .. وتابعت في سرعه:

- انه رجل اعمال . اسمه فيدل

برقت عينا ايما بخبث ، وكأنها تقوم الموقف من وجهة نظرها . وسألت بصوت ملوه السخرية : فيدل ماذا؟
لماذا التردد

-فيدل زاراكوتشي.

جمد وجهه ايما : زاراكوتشي . اهو من عائله زاراكوتشي؟

ابتلعت ريقا :لا ادري

-ماذا تعنينب لا ادري؟

توجهت ايما الي النافذة، ثم عادت وعلي وجهها العداء، الحقد والذهول والتردد:

-اذا كنت ستتزوجين به فأنت تعرفين.

-اعرف انه يعمل في مصرف ...

قاطعتها زوجه ابيها:
-لا اصدق .. ها انا ذا افتش اوروبا كلها عمن يوفر لي وجبة في مطعم فخم .. وها هو احدهم يهبط في حجرك انت .. لاتقولي لي انك لم تسمعي بعائلة زاراكوتشي . انها عائلة من اقوي عائلات فيينا في عالم المصارف في اوروبا .كانت كلير صديقتي تتحدث عنهم منذ ايام فهي تملك اسهما في شركة ملاحة في روان ترغب ببناء حوض ضخم لبناء السفن. انه مشروع يحتاج الي ملايين لاحصر لها ، وطلبو من عائلة زاركوتشي التمويل. ولقد نشرت الصحف كلها الخبر. الم تقرئيه؟ هناك صورة ايضا ..

تمتمت اورسولا : لا لم اقرأه بل انا لا اقراء الصحف . كان فيدل في روان الاسبوع الماضي.

بدأت ايما تضحك بهستيريا وقالت:
-انها مزحة ..لا شك انه شخص يحاول التغرير بك .. يظنك تملكين مالا او يحاول معاشرتك .. اين هو الان ؟ اريد رويته .. اريده ان يعرف انه لن يتزوج ابنة زوجي بهذه السهولة . ثمة شروط محددة.

انها تفكر في مال تجنيه من الامر، ولم تستطع اورسولا ان تصدق .

-لقد تجاوزت الثامنة عشر وهذا يعني انني لا احتاج الي موافقتك.

-ثمه اعتبارت اخرى .. قد اخبره عن افلاس والدك وعن اعالتي لك قائلة اني انفقت كل ما أملكه عليك ..ثم ها انت تكبرين وتنبذينني .. لا اضن ان عائلة زاراكوتشي يحبون هذا النوع من الفضائح.

شهقت اورسولا :لن تجروي

-بدأت تقلقين وتخافين ان تخسري تأثيرك فيه ؟

عادت الي الطاولة حيث تركت سيكارتها تشتعل:

-حسن جدا .. ربما انت محقة .. ربما سأنتظر حتي تتزوجي بسلام .. ولكنني سأمهلك سنة واحدة فقط .. انت حمقاء اذا ظننت ان فتاة لا شأن لها مثلك قد تسعد اي رجل .

التوي فمها بسخرية حاقدة ،ثم اردفت :

-لكن الله وحده يعرف سبب رغبته في الزواج بك .. هل انت حامل منه ؟ ولكن هذا لايشكل فرقا .. فبامكانه بسهوله ان يدبر لك ..

صاحت اورسولا :لست حاملا

لم تظهر الدهشة علي ايما التي طالما اوضحت انها تعتبر اورسولا غبية وغير جذابو . سألت فجأة :

-كم عمر فيدل زاراكوتشي هذا ؟انه كبير بالنسبة لك؟ولكن يبدو ان لديه شغفا بالفتيات الصغيرات؟

وكان هذا اكثر من ان تطيقه اعصاب اورسولا التي التقطت حقيبتها وهرعت الي الخارج بسرعة.

عادت الي شقتها سيرا ، غاضبة من ايما لحظة، مرتبكة ومششوشة اخري. اخيرا دخلت الي الشقة .. ربما ليس فيدل هو الشخص نفسه اين هو دليل الهاتف ؟ وجدته تحت المقعد ،وفتشت صفحاته ز .. فيينا .. هاهو زاركوتشي .. فيينا .. انه الاسم نفسه.
تنهدت تنهيدة عميقة وقعدت علي وسادة فوق الارض والشك يسكن قلبها ..اذن هو بالفعل فيدل زاراكوتشي ..فجأة شعرت بالعجز .. فان كان لايمكنها حتي التفكير بكلمة مليونير فاكتفت بكلمة ثري فلماذا يزعج نفسه بها ؟
اتراه يريد الزواج لسبب اخر .. ففي هذا الرجل ماهو خطير . حين كانا معا احست انه رجل متكبر ، وعدواني ، مسيطر ومميز . فكيف تحب شخصا ، وتريد الزواج به ثم في الوقت نفسه تخافه وتحار بأمره ؟
هل ينذرها حدسها ثانية او ما تشعر به هو التوتر الذي يسبق الزواج عادة .

khadija123
22-02-2010, 22:03
نـــــــــــــــــايت ســـونــــــــــــغ كل عام وأنت بألف خير أتمنى لك حياة مديدة وسعيدة تحقيقين فيها كل أمنياتك بإدن الله .

cococool شكرا كثير على تشجيعاتك بالنسبة لمشكلتك فأنا لم أفهمها جيدا.

Amirah Roza أنا في إنتظار روايتك المشوقة إنشاء الله

قيد الوافي شكرا كثيرا لكن الرواية تقريبا قد أكملت كتابتها فقط مازال بعض الأجزاء كما أن في كل مرة أريد إنزال فصل أقوم بقراءته من أجل تصحيح الأخطاء.

أتمنى أن تستمتعوا مع الرواية.

khadija123
22-02-2010, 22:06
بإدن الله سأحاول إنزال الفصل الرابع الليلة :rolleyes:

nina kaiba
22-02-2010, 22:07
هلا


رواية خائن ... من روايات عبير و لا أحلام


تحيتي

برنسيسة الزمان
22-02-2010, 22:18
يسلمو كتير عالرواية وتاعبينك معنا

بس ياريت تنزليها الليلة لانو عنجد بطل فيا اعصاب

نايت سونغ
22-02-2010, 22:50
كوكو كول , اميرة روزا , برنسيسة الزمان , خدوووجة .


تسلملوووووووووووولي يا احلا صبايا بالعالم :o

مشكووووووريييين حبيبات قلبي

موو ::سعادة:: وواااه



خدوجة عيوني الرواية حماس بحماااس تسلم اناملك

ناطرينك الليلة ::جيد::

khadija123
22-02-2010, 23:08
ياله بنا على الفصل الرابع

khadija123
22-02-2010, 23:12
4 - اليوم الذهبي


غاب فيدل اسبوعين كان المناخ خلالهما قد تغير قليلا فتلبد الجو بالغيوم . قضت ايامها في حيرة واضطراب اما ليلها فقضته ساهرة تحاول معرفة ما اذا كان ما جرى حلما . هل طلب رجل كفيدل يدها ؟ايريد حقا الزواج بها؟
اغمضت عينها بشدة وتقلبت فوق الوسائد .. ارادت ان تحضنه بقوة . ارادت ان تحس به بين ذراعيها .. ارادت ان تحس بقوته تسيطر عليها وان تحس به يقمع نفسه بقوة ارادته .
كان يتصل معظم الايام . في المرة الاولي اتصل من بروكسل ثم من لندن ،وفي الاسبوع التالي اتصل من روما وكان الوقت منتصف الليل تقريبا وقد استطاعت اورسولا سماع صوت موسيقي اتية من مكان قريب . شعرت انه لايتصل من فندقه .
سألها بهدوء : انت في الفراش ؟
-لا.
لم تستطع ان تقول انها لم تتمكن من النوم قبل ان يتصل .. وقالت:كيف حالك؟
-اشتقت اليك.
كان صوته منخفضا مثيرا منكسرا .. ثم تكلم معه شخص ما ، وكان رده جملة طويلة باللغة الايطالية . فسألته وهي تحاول الا تظهر تطفلها ،فالصوت لانثي:
-اتقيم عند اصدقاء؟
-اتعشي مع اصدقاء .. ولم الأحظ الوقت .. كنت انوي ان اتصل بك من شقتي .
ايعني هذا انه لن يعود الليلة الي شقته ؟
-امازلت معي اورسولا ؟
-اجل.
-أبك شئ؟
-انا .. متعبة ، هذا كل شئ.
ثم بدا غاضبا من نفسه , وشرح لها انه مسافر الي فيينا في اليوم التالي ثم قال انه لن يتمكن من العودة الي باريس حتي مساء الثلاثاء.
حتى ذلك الوقت الطويل ؟ ثم انخفض صوته متمتما بدعوة حميمة :
-هل ستطهين عشائي؟
نضحت راحتا اورسولا عرقا واخد نبض كليل مخدر يضرب ضرباته المألوفه في عروقها .
يوم الثلاثاء .. انه بعيد ، بعيد . ودعته متمنية له ليلة سعيدة . احتبت اورسولا فوق الاريكة، منهكة ، تحس تقلصا غريبا في معدتها ..لماذا لم يقل لها من تكون المرأة؟
ثم ، غمرها نوع اخر من القلق وهي تتامل ذلك التغيير الهائل الذي جري في حياتها في الاسابيع القليلة الماضية .. الان هي .. اورسولا التي تنتقد دائما صديقاتها وحياتهن العاطفيه . هل اصبحت ، صدقا ،مختلفة كثيرا ؟
اتصل بها من المطار ليقول لها انه عاد الي باريس ، وان السيارة ستصل لتقلها بعد السابعة .. بدا لها علي عجلة من امره . صوته ملكا لغريب الذي في داخله والذي لم تلتق به حتي الان . اهي مفرطة الاحساس اكثر من الللازم ؟ ام انه بدأ يغير رأيه ؟
زجرت اورسولا نفسها وكانت تبتسم ابتسامة مشرقة عندما انفتحت ابواب المصعد ودخلت الي الشقة.
لكنه لم يكن في الردهة بانتظارها .. بل كان هناك شخص اخر .. شاب في مثل سنها ، يرتدي بذله انيقة ويتحدث هاتفيا باللغة الفرنسية . التفت ما ان خطت اورسولا الي الردهة ، وابتسم لها ابتسامة سريعة.
لكنه في الواقع كان يصغي الي من يتكلم معه،هز رأسه ، قال اجل ، اجل ، ثم رد مجددا ، وكان غاضبا ، مصرا .. في صوته اكثر من لمسه سلطة .. ثم تكلم عن ستوكهولم وعن بعض الاسهم ... فرفرفت اورسولا عينيها ثم سارت الي غرفة الجلوس المتصاعدة منها اصوات كثيرة.
كان فيدل هناك ، يستخدم الهاتف الاخر وحول عنقه ربطة غير مستوية . كان حاله كحال الاخر . كان يدلك موخرة عنقه ،ويهز رأسه .. لم يشاهدها .. في الغرفة بضع رجال وعلي الطاولة مستندات كثيرة وجهاز تسجيل ،اما الجو فمثقل بدخان السكائر .. لم تعرف اورسولا لبرهة ماتفعل ،ثم رفع فيدل رأسه فجأه وشهادها .
ابتسم فخفق قلبها .. ثم اخذ يتحدث بالامانية ،كان صوته فاترا باردا وخطيرا ولكنه حرك اصبعه يشير اليها ان تتقدم، فجأة وقف الرجال المنكبين علي الاوراق .
همست اورسولا وقد اصبحت قربه :لم اكن اعلم
لف ذراعه حولها واكمل حجيثه هاتفيا ،ثم توقف ليعانقها مشيرا اليها ان تجلس .

khadija123
22-02-2010, 23:15
قدم لها شخص ما كوب عصير ،وجلست في احد المقاعد الجلدية البيضاء الفاخرة ، محاولة الابتعاد عن الطريق .. الان ، وبعد ان عرف زملاوه عن انفسهم رسميا عادوا الي اجتماعهم .
ظهر الرجل الذي كان في الردهة ، ونادي فيدل الذي قطع حديثه وخرج الي الغرفه الاخري ،حيث سمعت نبرته القوية المفعمة بالسلطة.
مضت نصف ساعة ، تلقى خلالها فيدل مكالمات هاتفية عديدة.سمعته يقول ردا علي طلب ما :
-قل لهم اننا لن ندفع اكثر من عشرين مليونا.
انتفضت اورسولا وظلت هادئة ..فالعشرين مليونا .. مبلغ ضخم في جميع العملات.
هذا هو عالم فيدل . ولكنها عندما نظرت الي تنورتها البسيطة والي سترتها القطنية تساءلت للمرة الالف ،لماذا انا ؟
اخيرا غادر الجميع الغرفة ،وعاد فيدل الي غرفة الجلوس ،يمد يده الي اورسولا يقودها الي المكتب كان يجلس اليه. سحب وثيقة امامه والتقط قلما ..
-لم ارغب ان تكتشفي امري بهذه الطريقة ..لكن حدثت مشاكل لم نكن نتوقعها ..
-هذا مافهمته ..ولكن لا يهم لقد عرفت.
-عرفت ؟
وبدا ..ماذا ؟ يشك؟
-من ايما
-اهاه
-ليتك اخبرتني بنفسك.
ترك يدها ودلك موخرة عنقه.
-اردت اطلاعك علي الامر ،لكن الامور خرجت عن ارادتنا .
حاول ان يبتسم ،ولكنه لم يفلح ..فتوتر وجهها :
-قلت لك لا حاجة الي ان تطلب يدي . وكنت مستعدة لاعطيك ماتريد بدون زواج .
بدا علي فيدل التعب و سأل : اتحاولين قول شئ ما لي؟
ارتدت عنه متوجهة الي ابواب الشرفه ،تفتحها .. فدخان السكائر العابق يشعرها بالضيق.
احست بكل شكوك الايام والمها تضغط عليها :انا لا اعي ما اقول .
-لماذا لاتدخلين الي المطبخ لتطهي لنا العشاء ؟ الم تأت لهذا الغرض .. سأنظف المكان هنا .وبعد ذلك سأستحم.
وقفت اورسولا في المطبخ تفكر ماذا دهاها ؟ هل اساءت التصرف لانها توقعت منه الكثير في لقائهما الثاني . انه حتي الان ورغم رحيل الجميع لم يعانقها . اهو واثق منها الي هذه الدرجة ؟اكان يعامل نساءه جميعهم المعاملة ذاتها ؟وماذا عن تلك المرأة في روما؟ ..
تنهدت غاضبة من نفسها ومنه في ان . ثم فتحت البراد ،فارتاعت. ثم راحت تبحث في خزانة المطبخ المليئة بأدوات الطعام ،وفناجين القهوة والشاي ..ولكنها لم تجد طعام .فليس في الخزانة او البراد سوي بيضة واحدة وبعض حبوب القهوة .اهذه حياة مليونير مثله ؟ ايعجز حتي عن تنظيم مطبخه؟
عادت غاضبة الي غرفة الجلوس فوجدته هناك جالسا يكتب شيئا ما .اما تنظيف المكان فتركه غير عابئ ، من الواضح انه مازال مشغول البال بشأن الازمة المالية . الا يعني الطعام له شيئا؟ اليس لديه وقت للتفكير فيه ؟ربما لهذا السبب يريد الزواج بها .. ربما تعب من العودة الي المنزل الذي لا يجده الا خاويا ..رفع رأسه عندما احس بها.
فقالت :
-ليس هناك طعام
مرر يده ببطء علي وجهه : ساطلب طعاما صينيا . اتحبين الطعام الصيني ؟
ثم ضحك بقلق ،ووضع القلم من يده ، ينظر اليها بعينيه الزرقاوين الساحرتين .. كان اسمراره قد ازداد ، وهذا يناسبه اكثر فقالت : الا تريد متابعة العمل ؟
دفع الاوراق جانبا : ليس الان فلينتظر العمل
-كيف كانت لندن ؟فانا لم اذهب الي هناك منذ الميلاد الماضي .
بدا فيدل متكتما وكانه لا يريد التحدث عن لندن.
-عظيمة .. بت هناك ليلة واحدة ..لقد امطرت.
ابتسم لها كأنه يغير موضوع الحديث
-وامطرت هنا كذلك.
-وفي بروكسل ايضا.
-اذن ، من اين اتيت بهذا الاسمرار ؟
-الاحظت هذا ؟
ضحكت :بالطبع لاحظت.
بدت السعادة عليه :لوحتني شمس روما .
اضفت لكنته الايطالية علي اللفظ بعدا عذبا ، واحست اورسولا بالاضطراب لانها تذكرت تلك المرأة.
وقف فيدل يداعب ذراعها قليلا .. ثم تمطي قائلا انه بحاجة الي حمام ..خرجت الي الشرفة وهي لا تدري مرغوبا فيها ام لا .
ثم تذكرت زيارتها الاولي الي الشقة ، ولاحظت انها تجلس امام لوحة موندريان بدون ان تلاحظها . اهكذا تجري الامور ؟ ايصبح المرء معتادا علي الترف والثراء ؟ وهل ستعتاد علي سمعة فيدل العالمية ،وكل ما يتعلق به بالطريق ذاتها؟
نزعت سترتها ثم توجهت الي المطبخ وهناك رأته يضع الاكواب في غسالة الصحون .. وقفت في الباب تنظر اليه .. تبتسم له ..وعرف . عرف مخاوفها ، وحيرتها .كان كمن يستطيع روية كل شئ في اعماق نفسها .. وكان هذا مبهجا ،ومخيفا في ان . ابتلعت ريقها وهو يجفف يديه ويرمي المنشفة علي الرف .
تقدم ليمسك بكلتا يديها ،يضمها اليه ويطبع قبلة علي شعرها :
-لست جائعا .. وانت ؟ اتريدين ان اطلب الطعام ؟
همست مغمضة عينيها ،تحس بجسدها يستيقظ امام اثارة خطيرة :لست جائعة في الواقع
تمتم :انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر.
مالت اليه ، تغرق في ظلمة احاسيسها .. تعقد ذراعيها وراء عنقه ..

khadija123
22-02-2010, 23:18
تزوج فيدل واورسولا في باريس في نهاية شهر تموز ، وقد اخرا الزواج فترة بسيطة لان فيدل رغبا في ان يقضيا اسبوعا كاملا كشهر عسل .. وقال لها : سيكون لنا شهر عسل اخر .
اما الشهر الذي سبق زواجهما فكان مجنونا ولم تكد تراه فيه .
انتقلت اورسولا لتعيش في شقته في هذا الشهر وكانت فترة رائعة للتكيف فهي بحاجة الي هذا التكيف لتعتاد علي فكرة الانضمام الي عائلة صيتها ذائع في انحاء اوروبا كلها .
كان فيدل ياتي بسرعة ويذهب بسرعة ، وهكذا قضت ايامها في وحدة.
كان حفل زفافهما مدنيا وبسيطا وعندما سألها فيدل عما اذا كانت تفضل احتفالا في كنيسة كبيرة .. تحضرة عائلته وحشد كبير من الناس قالت انه تفضله بسيطا . والسبب بكل بساطة انها غير جاهزة لمواجهة عائلته.
حدثها عن عائلته : امه الارملة نمساوية وهي تعيش في فيينا . في الواقع ، بدا ان كل افراد العائلة نمساويين حتى دفع بهم تغيير الحدود الي ايطاليا .. كان منزل العائلة في بلده دولوميت وقال لها انها ستحبه ..ففيه بحيرة كبيرة .ولكنه لم يضف شيئا اخر ،ثم قال انه من هناك يدير المكاتب في ميلانو وروما.
قدمت ايما من نيس لحضور الزفاف برفقة رجل . قالت لها: في الواقع سنكون جيران.
احست اورسولا ان زوجة ابيها تنوي البقاء في نيس فترة.
وكان يوم العرس حار ارتدت فيه اورسولا ثوبا حريريا بسيطا فيه ورود صغيرة زرقاء وخضراء اشترته من غاليري لافاييت الضخم المؤثر وما سهل لها ذلك ، المبلغ الضخم الذي وضعه فيدل في حسابها المصرفي، لقد قال لها:
-انه من الملائم ان يكون لك السبيل الي مالنا.
حاولت الاحتجاج فمازالت تستغرب فكرة اخذ المال منه .ويبدو ان مشاعرها ظهرت علي وجهها لانه بدا ضجرا من الموضوع واضاف :
-ساغيب عنك كثيرا يا ارسولا.. وهذا يعني ان من المنطقي ان تسددي فواتيري بنفسك في اثناء غيابي واعلمي ان ذلك سيدفع عني بعض الضغط.
وهكذا اشترت الفستان ومايحتاج اليه من اكسسورات . عندما شهدها ذلك الصباح نظرت الي عينيه وما شهادته فيهما كان يساوي كل شكوكها مجتمعة.
همس حين جاءت السيارة لتقلهما الي مكان الزفاف :
-تبدين جميلة..
ودت اورسولا لو يطول هذا اليوم الذهبي الي الابد. لكنه لم يدم اذ انهت المراسم بسرعة ، وخرجا ثانية الي حيث الشمس المشرقة . في الخارج لاحظت اورسولا شخصا ما يصورهما بكاميرا متطورة وقرب هذا الشخص مراسلتان تحملان اوراقا سألتها احداهما بالانكليزية عما اذا كانت صنعت الفستان بنفسها فسارع فيدل بدفع عروسه الجديدة الي داخل السيارة قبل ان ترد .. واتسعت عيناها الخضراوان دهشة وغضبا :
-أسمعت ما قالت ؟ ايبدو انني صنعت الفستان بنفسي ؟ لو تعلم كم ثمنه ..
ضحك فيدل بلطف ،يلف ذراعه حولها :
-لاتنسي انهم يعرفون انك طالبة فنون .. وربما ظنوا انك تدرسين تصميم الازياء .
-لكن كيف عرفوا انني طالبة فنون ؟ ولماذا يهتمون بهذا ؟
بدت الحيرة والجد علي تعبير وجهه فرفع يدها يلثما ولكنه ظل صامتا .
تنهدت اورسولا تنهيدة طويله ثم شقا طريقهما الي الفندق لحضور حفل الاستقبال بمناسبة زفافهما .. هل ستكون حياتها دائما غنية بمثل هذه المفاجات ؟ جلست صامتة تحدق الي ماهو امام رأس السائق ..
بات كل شي مختلفا .. ذهب الطيش وجاء وقت الحقيقة . تري هل ستكتشف قريبا نوع الرجل الذي تزوجت به؟

khadija123
22-02-2010, 23:21
يا له تصبحوا على خير أنا ميتة نوم وغدا لديا دوام إلى اللقاء غدا مع الفصل الخامس بإدن الله

برنسيسة الزمان
23-02-2010, 18:23
يسلمو كتير ياقمر انك نزلتي الفصل ومستنيين الباقي

khadija123
23-02-2010, 20:45
شكرا برينسسة الزمان على تتبعك من أجل عيونك الحلوة سوف أنزل لك الفصل الخامس

khadija123
23-02-2010, 20:47
5 - صديقة وعشيقة


كانت قمم الجبال المكسوة بالثلج مظللة بأشعة الغروب الحمراء. هكذا بدت القمم في الطائرة النافثة الخاصة الصغيرة .. تطلعت اورسولا بذهول الي الجوهرة الزرقاء الرائعة . انها اروع بحيرة تراها . تابعت الطائرة هبوطها ،واصبح المنظر اروع الان ،فحول البحيرة ارتفعت الجبال . كان هناك قرية صغيرة رائعة .
قالت من بين انفاسها:انها جميلة.
فقد حدثت امور كثيرة منذ زفافها في الصباح .. ولم تكن لتصدق ان من الممكن ان يقوم الانسان بهذا كله في يوم واحد .
قاما برحلة جوية الي انسبروك وجدت طائرة نفاثة خاصة تنتظرهما لتقلهما شمالا فوق برينر في ايطاليا ... وها هما الان في دولوميت وفوق بحيرة فيرنو المرتفعة.
تساءلت اورسولا اين ستحط الطائرة . ثم نظرت من فوق كتف الطيار ، فشاهدت منبسطا من الارض الي جانب البلدة .. وهناك نهر .. وملعب غولف .. طافت الطائرة الان فوق اسطح المنازل ..
كان امامهما مباشرة مدرجا . راحت الطائرة تحط ببطء علي المدرج . وجدت بانتظارهم سيارة وهذا امر متوقع ولكن مالم تكن تتوقعة هو ان تقلهما السيارة الي مرفأ صغير حيث يقبع فيه مركب سريع .
-لا اصدق هذا . اتعني انك تعيش هنا؟
واشارت الي البحيرة التي تقبع في وسطها بقعة خضراء هي جزيرة صغيرة بين المياة الزرقاء
انتسم فيدل : انها مفاجأة.
-مفاجأة
اردت ان تحضنه .. ولكن ، ايتوقع فيدل زاراكوتشي مثل هذا التصرف من زوجته في العلن ؟ وكان ان تراجعت وعندما ساعدها علي الصعود الي المركب لم تفعل سوي الضغط علي اصابعه .. بدا لها هذا كافيا ، فقد التقطت عيناه الزرقاوان عينيها في لحظة سحرية ، خاصة بهما.
قال وهو يمرر اصابعه علي وجنتها :
- انت متعبة .. كان يوما طويلا .. ولكنني كنت مظطرا للعودة بك رأسا الي هنا.
انطلق المركب بهما .. فجأة احست اورسولا انها انتزعت من عالم الواقع . وابتعدت عن البلدة الصغيره بمقاهيها وفنادقها الملونة ، واصبحت علي مقربة من الجزيرة الخضراء الباردة . احست انها عالقة ما بين حياتها القديمة وحياتها التي تلوح امامها ... شعرت برغبة في الوثب من المركب لتسبح الي الشاطئ .. ولكنها لا تجيد السباحة
ادارت ظهرها الي البلدة الصغيرة لتستقر عيناها علي فيدل ، الجالس مسترخيا في مقدمة المركب ، هذا هو زوجي .. همست بصمت لنفسها .. هذا الرجل الطويل الرياضي الذي تحرقها عيناه وتعيدانها حية والذي تجعلها لمسته تحب الحياة هو زوجها وحبيبها ..حبه الرائع يدفعها الي ماوراء الحدود الروحية والنفسية لهذا العالم ، الي ما لا اسم له او زمن او حدود .. حيث ستبقي الي الابد ...

حرك نسيم عليل شعره الاسود .. ولكنه يختلف الان عن الاوقات التي كانا فيها معا من قبل .. ولم يكن هذا مجرد خيال . انه الان في موطنه ..حاولت ان تتذكر ما قاله لها عن عائلة زاراكوتشي .. العائلة التي ذكرها بفخر . وها هي الان جزء من تلك العائلة .. لقد قال لها انه يرغب في ولد في اسرع وقت ممكن . انما لماذا ؟ الا يكفيهما حبهما فترة ما ؟ ولماذا يعيش بين الجبال المرتفعة وسط بحيرة ، في الوقت الذي يستطيع ان يعيش في ميلانو او روما ؟ قال لها :كنت مضطرا للعوده بك رأسا الي هنا . فلماذا ؟ قررت ان تسأله فيما بعد ، عندما يصبحان وحدهما .
كان يقف بباب غرفة ملابسه عندما قال جوابا علي سؤالها :
-ماذا تقصدين ؟ اليس علي ان احملك رأسا الي هنا ؟ هذا منزلي اورسولا .. منزلنا .
كانت اورسولا تفتش الادراج بحثا عن ملابس نومها .. هزت كتفيها ترد عليه .
- اعني .. اظهرت وكأنه امر في غاية الاهمية ،ثم قررت الوصول الي هنا الليلة ..ليلة زفافنا .. بدلا من البقاء في باريس والسفر الي هنا في الغد .
- انها ..
فتش عن الكلمة المناسبة : التقاليد
انتزع ربطة عنقه ، وفك اول زر من قميصه وهو يدخل الي غرفتها ..
-تقضي عرائس عائلة زاراكوتشي ليلة زفافها في القلعه.
-القلعة ؟ ايه قلعة؟
بدا دهشا من سؤالها .. وكأن الجميع يعرف بالقلعة :
- الم تشاهدي الخرائب من المركب ؟
هزت اورسولا رأسها .. ولكنها كانت شاهدت لوحة مسمرة في شجرة متدلية فوق الماء .. في الواقع لوحتان ، كلاهما بالالمانية والايطالية والانكليزية .. عليهما كتابة واضحة : املاك خاصة .. ابتعد. لاشك ان فيدل زاراكوتشي حريص جدا علي املاكه.
-القلعة مدمرة .. انها قصة طويلة ..
كانت اورسولا مشوشة وتعبة ومظطربة . ولكنه لم يخبرها عن القلعة .. قلعة زاراكوتشي . هذا يعني انهم عائلة استقراطية عريقة في الاصالة .. اه ولكن اين ملابس نومها ؟ انها تبحث عنها منذ فترة ولا تجدها . ما أغرب ان يوضب لها اخرون ثيابها .
سألها عندما دخل الي الغرفة ثانية :
- ما بك .. صغيرتي ؟
-لا ادري ما فعلوا بملابس النوم.
تقدم ببساطة الي السرير وجذب الغطاء الناعم وهناك كان ثوب نومها وهو غيمة بيضاء من الدانتيل الناعم .
تنهدت .. غاضبة من نفسها لانها لم تفكر في الامر من قبل وشعرت بالارتباك لانه يعتبر كل هذا من المسلمات .. تقدمت لتأخذ منه ثوب النوم ، ولكنه اوقفها وامسك وجهها بين يديه :
-سيزول الاستغراب بعد قليل ..
تذكرت لوحة موندريان المعلقة في شقة باريس وحاولت الابتسام.
عاد الي حمامه ليستحم وخلعت اورسولا ملابسها بسرعة وتوجهت الي حمامها .. وقفت تحت المياه الباردة المنعشة . لقد ولي اليوم السحري ، ولت باريس والزفاف والرحلة في الدرجة الاولى ،والطائرة الخاصة ، والمركب والبحيرة والفيللا ..

khadija123
23-02-2010, 20:50
عندما لمحت الفيللا للمرة الاولى كانت بين الصنوبر وكان فيدل يمسك يدها ويقفان في مقدمة المركب متمسكين بالحاجز ..في البداية شاهدت سقوفا حمراء مختلفة المستويات .. ثم شاهدت الجدران البيضاء والشرفات الغنية بالورود . كان الجزاء الاول من المنزل برجا والجزؤ الاخر حديث المظهر وهو يطل علي البحيرة . ثم رأت حديقة متدرجة تتصاعد نحو المنزل ، الذي اصبح مرئيا حالما اصبح المركب علي رصيف المرفأ . كانت الاضواء مشعة من النوافذ والشرفات مضاءة.
وجدت اناسا كثيرين باستقبالهما وكانو جميعا يرحبون بهما ويبتسمون لهما .
اخيرا قادها الي غرفة الاستقبال الانيقة .. حيث استطاعت ان ترى حقائبها محمولة الي الداخل . ففكرت انها ستستغرب حياتها الجديدة فهي غير معتادة ان ينوب عنها احد في ترتيب اغراضها .
جال فيدل بها بسرعة في ارجاء المنزل ،وعندما وصلا الي غرفة نومها قال لها بفخر انها تطل على اجمل منظر في الفيللا كلها ..ثم ارشدها الي غرفة الملابس، التي تقع خلف غرفته . وبدا على وجهها امارات الذهول فضحك اليها .
-انها الوضع الأنسب . فلربما عدت متأخرا او عملت حتى وقت متأخر ولكنني لن اقضي الا القليل من الوقت هناك.
وشرح لها ان غرفتها هي التي سيستخدمانها .
تناولا العشاء على ضوء الشموع ، وكان الخدم قد اختفوا تاركين العروسين بمفردهما . اختارت اورسولا لهذه الليلة بلوزة بيضاء مفعمة بالانوثة ، وتنورة من الكشمير. كان النسيم يلصقها بساقيها ويقسم حنايا جسمها الذي تنيره الانوار من الداخل .. بدا فيدل سعيدا بها وهما يقفان امام حاجز الشرفة ...
كانت تظن انها لن تجد مزيدا من المفاجات هذا اليوم ولكنها كانت مخطئة لأنه اخرج من جيب سترته علبة صغيرة .. علبة مجوهرات في داخلها قلادة ذهبية فيها لؤلؤة دافئة . ثم وضعها حول عنقها وثبتها هناك ، باصابع ناعمة ثابتة ، ثم قبلها وهي تتلمس القلادة .. وبدا كل شئ لطيفا بسيطا .. ومناسبا .
قال لها هامسا :
-لا ترتدي الالماس ابدا فانت لا تحتاجينه .. ساشتري لك اللؤلؤ والذهب .. دائما ..
خرجت اورسولا الان من تحت المياة الباردة ولفت جسمها بمنشفة سميكة . شعرت بحركة ما فاستدارت . انه فيدل .. ومن سيكون سواه ، كانت عيناه الزراقاوان مشعتين فيهما تتراقص شياطين صغيرة .. نظر باعجاب الى شعرها الاشقر القصير و الى حاجبيها المقوسين والى عينيها الخضراوان الخجولتين اللتين تحركان فيه نارا متأججة . رأت جيدا مدى سعادته ببشرتها الخفيفة السمرة التي تغطي كتفيها واقترب منها ..
تناهي اليهما رنين لجرس الهاتف . فتأوهت اورسولا ... ثم راحت قدماها تبحثان عن الارض ولكنها احست بيد قوية دافئة تلتف حول خصرها وسمعت صوته يتمتم :دعيه وشأنه.
وقعت الى الوراء فوق الوسائد ، تضحك من نفسها .. تندس فيه ، تحس به يتحرك مستيقظا .. وقالت :
-لكنه مازال يرن .. انه في غرفتك .
التفت حولها :قلت اتركيه وشأنه.
ووجدت يده مستقرة فوق صدرها .. ثم عاد يغط في النوم. وابتسمت اورسولا برضي لانها تعلم ان اليوم سيمتد امامهما بدون توقيت او ساعات .. لكن الهاتف مازال يرن ...
حركت يدها علي ذراعه ببطء ،مداعبة :
الن يرد احد في الطابق السفلي؟
-تمتم :لا ، انه خط خاص.
-اذن اليس عليك ان ترد؟
-لست في غرفتي .. احب مكاني هنا .. ولا رغبة لي في الذهاب الي الغرفة الاخرى في الوقت الذي تنام فيه زوجتي في هذا الفراش .. فانا اريدها .. الان.
همست وعيناها تبرقان : هذا واضح حبيبي.
في هذه المرة لم يكن هناك انتهاء للزمان او وصول الي عالم اخر .. بل كان هناك عذوبة مميزة يتشاركان فيها وسادة واحدة ... رن جرس الهاتف مجددا بعد نصف ساعة ولم يسمعه اي منهما.
كانت الغرفة تشع بأشعة الشمس حين استيقظت اورسولا مجددا .. كان الوقت متأخرا ، متأخرا جدا .. وفيدل مازال غارقا في سبات عميق .. تسللت من الفراش ، وارتدت فستان نومها الذي وجدت صعوبة في ايجاده ، وخرجت الي الشرفة ، فاغرة فاها مذهولة امام المنظر الساحر الذي كان ينتظرها .. سماء صافية بحيرة زرقاء ، وجبال واسعة . تناهت اليها اجراس كنائس الاحد خفيفة بعيدة .. غامضة وكأن لا زمان لها ..
جذبت حركة ما على الشرفة السفلي اهتمامها .شخص ما يحضر الفطور لشخصين .. فتسللت الي الطرف الاخر من الشرفة لانها تخجل ان يراها احد بثياب النوم .. ولكن عليها ان تعتاد على ما يحيط بها من خدم كما عليها ان تتعرف اليهم وعليها ان تتعلم كيف تدير منزل فيدل ..
عاد الهاتف الى الرنين وادركت اورسولا انها تقف خارج ابواب غرفة فيدل الخشبية .. لو استمر الرنين لاوقظه .. انفتحت الابواب بسهولة وتسللت الي الغرفة الباردة المظلمة الا من شعاع ينفذ من الفتحة التي دخلت منها . امسكت بالسماعة ، وقبل ان تقول شئا سمعت امراءه تقول بالايطالية بصوت عميق مثير .
-فيدلو .. كارا .. حبيبي..
ثم ضاعت كل الكلمات المثيرة الايطالية عن فهم اورسولا .
قالت بصوت متوتر:
-اوه مومنتو .. لحظة واحدة.
تمكنت اخيرا من استخدام الكلمهتين الايطاليتين اللتين تعرفهما . وضعت السماعة من يدها ودخلت الي غرفه الملابس الي حيث كان فيدل يتحرك في نومه . شاهدت يده تمتد بحثا عنها .. فحاولت الا تظهر اهتمام .. ولكنها تذكرت ما معني كلمه كارا.
-هناك مخابرة لك.
لقد نادته فيدلو.. ولم تكن تتكلم الالمانية كأهل هذه المنطقة .. اهي المرأة التي كانت في روما؟
دخلت الي حمامها تقفل الباب وراءها ، تلتقط منشفتها وروبه عن الارض و تفتح الحنفية لانها لاتريد ان تسمع شيئا
عندما خرجت وجدته يتابع كلامه الهاتفي .التقطت فستانا صيفيا اخضر اللون كانت ترتديه في اليوم الاول الذي تقابلا فيه في اللوفر ..بدا لها الوقت الذي مر بها عمرا كاملا .. لكن .. ماذا كان فعلا ؟ مجرد شهرين .. من الواضح ان زمنا سيمر قبل ان تكتشف كل النساء في حياته انه لم يعد متوفرا لهن.
حين عاد الي غرفتها كانت تجلس امام طاولة الزينة تدلك كتفيها بواق من اشعه الشمس .. ووقف بالباب لحظة ، طويلا فخورا . في الشهرين اللذين عرفته فيهما كان اسمراره قد اصبح بورنزيا ذهبيا . وتذكرت انه قال لها : اتتني السمره من روما . التوت معدتها بألم من نوع جديد . مع ذلك ،كانت عيناها في المرأة تستمتعان بطوله ورجولته .. تقدم ليقف خلفها ،متناولا الانبوب من يدها وراح يدلك ظهرها .
قال وفي صوته بعض الخشونة :
-انها صديقة .. تقول انه كان عليك الانتظار قليلا ،فهي تتقن الانكليزية.
نظرت اليه في المراه ، ولكن عينيه لم تبارحا ظهرها : لم اكن اعرف .
-لقد جاءت الي الجبل لقضاء الصيف ، فروما حاره جدا.
تقاصت معدتها مجددا :روما ؟
-سي ..
مازال ماخوذا باللغة الذي تكلم بها منذ قليل . التقطت اورسولا احمر الشفاه :
-الم تتأخر في ترك روما ؟ اننا في اخر تموز .
هز كتفيه : اه رونا تسافر الي المكان الذي تريده .. لقد عادت لتوها من سويسرا.
-رونا .. اسم جميل.
- لديها فيلا قرب مورانو على بعد نصف ساعه من منزلنا.
قالت بخفة : اذن اتوقع رؤيتها عما قريب .
اعاد فيدل غطاء الانبوب الي مكانه بشدة ، ثم وضعه علي الطاوله هازا رأسه هزة مشدودة غير راضية ، ثم اتجه الي الحمام استعدادا لارتداء ملابسه.

khadija123
23-02-2010, 20:52
لكن المخابرة تلاشت من ذهنها في الاسبوع التالي الرائع .. الاسبوع الذي استطاع فيدل فيه البقاء حرا ..قاما برحلات تحت ضوء القمر في يخته الكبير . واستلقيا علي الصخور الملساء الدافئة حول شاطئهما الخاص .. وأراها الجزيرة ، وقضيا طوال عصر أحد الأيام وهما يكتشفان أعماقها الخضراء الباردة .. ووجدت انه ليس هناك ما تبقي من القلعة العتيقة .. ولم يخبرها ما حدث لها ، وهي لم تسأله ..
سبحا معا في كهوف تغمرها المياه ، حيث لا يزيد ارتفاع المياه عن بضع اقدام . ولكنه حذرها من السباحة في مكان اخر لان المياه عميقه الغور في كل حدب وصوب .سارا بين الاشجار في ممرات تحف بها الشلالات .. وراقبا النسور تطوف فوق رأسيهما في كبد السماء .. كان اسبوعا جميلا ستبقي ذكراه الى الابد ، غنيا بأماكن جديدة ، وبتجارب جديدة .. وفيدل وليالي حبه وغزله .ولكن ماسرع ماعاد الاحد .. ثم جاء صباح الاثنين.
استيقظت اورسولا ببطء تتدحرج فوق السرير وتمد يدها اليه . لكن السرير كان خاويا ..يالهي .. انظري كم الساعة .. لقد تجاوزت التاسعة انها تزداد كسلا .. ثم وهي تكافح لتقف شاهدت مذكرة قرب المصباح .. لقد سافر فيدل الي ميلانو . ولم يشأ ان يوقظها .. ولا يعرف متى يعود ..
تناولت فطورها وحيدة ، تحس بالشوق اليه .. كانت علي الشرفة تتناول فطورها عندما جاء ديلغي حاملا الهاتف ورفع لها السماعة ، وقال بابتسامه دافئة:
-الكونتيسه رونا دوراليس.
احست بالراحه لان احد الخدم يتكلم شيئا من الانكليزية.
شكرته اورسولا ، واحست بقلبها فجأة بين قدميها .. الكونتيسة .. يالله .. لماذا لم يقل فيدل لها هذا ولماذا هو ليس هنا ؟ انتظرت حتى ابتعد ديلغي .. كيف يخاطب المرء كونتيسة ياترى.
قالت بهدوء بارد ،ياللعجب:
-انا اورسولا زاراكوتشي.
تناهي اليها الصوت الدافئ العميق:
-انا رونا دوراليس .. ماأروع التحدث اليك اخيرا عزيزتي اورسولا .. هل اخرجتك من فراشك؟
-لا ابدا .. ماألطفك ايتها الكونتيسة لانك اتصلت بي.
-رونا ..ارجوك..
- رونا اذن .. لقد سافر فيدل الى ميلانو.
- هذا عظيم ..لا ؟ فنحن لا نرغب في الرجال حولنا دائما؟
ياله من حديث غريب . نقلت اورسولا السماعة الي الاذن الاخري :
- اعتقد هذا .. أهناك ماستطيع القيام به من اجلك رونا ؟
- في الواقع انا من سيعرض عليك المساعدة ..فأنا وفيدل صديقان حميمين واعرف انه يود لو نصبح صديقتين ايضا .
ضحكت قليلا : انا اعرفه . هل شرح لك كل شئ عن الفيلا.. وعن الموظفين؟ أتكلمين الالمانية أم الايطالية؟
- اخشى اني لااعرف اي منهما.
ظهر التعاطف في صوت الكونتيسة :
-اذن ، يجب ان نتكلم بمفردنا .فالرجال لا يرغبون في ازعاج انفسهم بمثل هذه الامور .. سأزورك اليوم؟ اجل ؟ للغذاء ربما ؟عندها سنتحدث قليلا ...
صمت قليلا تفكر في الكلمة المناسبة:
-حديث فتاه الى الاخرى. وسأسعدك في تحضير الحفلة.
-حفلة ؟ ايه حفلة؟
- اوه .. هذا مؤسف جدا .. الرجال لا يفكرون .. انها حفلة لاستقبال العروس الجديدة .
-لكن لاحاجة بنا بها .. انا لا احتاج الى حفلة ..
ظهر شئ من التوبيخ في صوتها وهي تقاطعها:
- لكنها حدث متوقع عزيزتي اورسولا .. لا تقلقي .. سأسعدك في تنظيم امورها . اراك لاحقا ..اجل ؟ حوالي الساعة الواحدة.
تمتمت اورسولا : اجل ، جيد.
ودعتها ، واعادت السماعة ببطء .. في الواقع يجب ان تكون ممتنة لوجود امراءة اخرى تتحدث اليها، وتشرح لها الامور. هل هذه الكونتيسة التي كانت مع فيدل حين اتصل بها في باريس ؟ لكن روما مليئة بأمثالها .. ولا شك انه لديه صديقات عديدات.
نادت ديلغي واخبرته ان الكونتيسة قادمة للغداء.
في هذا الوقت وصلت زوجة ديلغي التي سمعت ماقالته اورسولا عن قدوم الكونتيسة فقالت شئ بالالمانية ، واسرع ديلغي يترجم ماقالته زوجته:
-تقول زوجتي انها تعرف ما يعجب الكونتيسة من اطعمة وهي مستعدة لتحضير وجبة اليوم حتى تعتادي..
تنفست اورسولا الصعداء ،ولكنها لاحظت مما جرى من حديث ان الكونتيسة زائرة دائمة.
اضاف ديلغي:
- ترغب زوجتي ايضا في معرفة موعد وصول خادمتك الخاصة .
تساءلت في نفسها : وهل يجب ان يكون لها خادمة خاصة؟ ولكن لماذا ؟ سحبت نفسا عميقا .. هذا منزلها ، وهذه حياتها ، ويجب ان يعتاد الجميع علي ادارة الامور على طريقتها .
ابتسمت لديلغي : هلا قلت لزوجتك انه ليس عندي خادمة خاصة ولا احتاج اليها . ثم اشكرها نيابة عني لانها ستقوم باعداد الطعام.
ثم ابتسمت لهما فانصرفا.
امضت اورسولا الصباح في رسم تخطيط حدود الجبال وحدود البحيرة.
حمل لها ديلغي ابريقا من الليموناضة الباردة وارتشفت قليلا من كوبها الذي وضعه لها على طاولة صغيرة ثم وقف وراءها ينظر بانتقاد الي اللوحة.
-هل ورثت الموهبة عن والدتك؟
دهشت اورسولا واستدارت تنظر اليه ، تمسك بقبعتها:
-وكيف عرفت ؟ هل اخبرك فيدل شيئا ؟
-هز كتفيه قائلا: الموهبة لابد ان تاتي من شخص ما.
ثم قفل راجعا الي المنزل فنظرت اليه اورسولا حائرة. من الواضح ان فيدل اخبره فماا العيب في ذلك ؟

عادت الي رسمها ،لقد وعدت نفسها ان تعود الي المنزل بعد الثانية عشر .. ولكنها نسيت الوقت ولم تتنتبه حتى سمعت اخيرا وقع اكعاب رفيعة تتقدم منها .
قفزت واقفة وعيناها متسعتان .. النساء الايطاليات مشهورات بـأناقتهن .. ولم تكن رونا دوراليس شاذة عن هذه القاعدة . كان فستانها من الحرير الاحمر . رونا امراءة جميلة قوامها رائع ، شعرها اسود .جعلها جسمها تشعر بأنها مجرد تلميذه امامها.
احمر وجهها ، وكرهت نفسها .. قامت بجهد فائق للقاء رونا دوراليس بأبتسامة مشرقة:
- يالله كونتيسة .. لم يكن لدي فكرة عن الوقت اسفة لانني لم استقبلك علي رصيف المرفأ.
ومدت يدها ، لكنها وعت متأخرة ، ان يدها ملطخة بالدهان .
لم يفت الكونتيسة شيئا ولم يغب عن عينيها السوداوين الدعجاوين الجسد الطويل النحيل والشعر الاشقر او الشورت القصير والتي شيرت ، وقبعة القش القديمة.
افترت شفتاها ببطء عن ابتسامة راضية .. وتظاهرت انها لم تر اليد الممدودة ،وتقدمت لتقبل اورسولا على وجنتيها .
-الان اجبت علي اسئلتنا ، تساءلنا جميعا عن سبب عجلة فيدلو الحبيب للزواج ..فأنت فاتنة وصغيرة .
كان في صوتها لمسة .. ماذا؟ تسلية ام ضغينة؟
- ماروع اللقاء بك اخيرا .. واثقة انا من اننا سنصبح صديقتين .. حبيبي فيدل رجل محظوظ جدا .
تمتمت اورسولا قائلة :
-ارجو ان تطلبي من ديلغي ان يحضر لك شراب ريثما ابدل ملابسي .
ثم توجهت الي المنزل ولكن قلبها كان في أثناء الطريق يبرد اكثر فأكثر فهي ليست بحاجة لمحللة نفسية لتقرأ مابين السطور .. او لتفهم تلك النظرة الخاصة في عيني رونا دوراليس ، وهي تلفظ اسم فيدل.
وفيما كانت تبدل ملابسها توضحت لها معالم الوضع الجديد .. لابد ان الكونتيسة وفيدل كانا عاشقين.. والكونتيسة والمرأه في روما شخص واحد.
فأيهما ياترى انهة العلاقة .. ومتى؟

khadija123
23-02-2010, 20:55
خلصنا الفصل الخامس إلى الغد إنشاء الله مع الفصل السادس

wsonata
23-02-2010, 22:59
[شكراااا كثيرااااا لك شفاه حائرة قصة روعة واتمني ان تكون والدتك بتمام الصحة والعافية جزاك الله كل خير::سعادة::[/size]صراحة هذه اول مشاركة لى لكننى كنت اتابعكم من فترة لكننى لسة جديدة في حكاية الايميل لسة مدخلنا النت قريبا وكنت عايزة اشكر كل من ساهم في كتابة القصص فهى روعة وتعكس شحصية الجميع الاكثر من رائعة وهذا ليس مديح حقا وانما الحقيقة

Amirah Roza
24-02-2010, 00:22
مشكورة خدوجة على مجهودك الرائع
لوتقدري تكمليها بدري :d

برنسيسة الزمان
24-02-2010, 12:35
اهلا بيكي wsonataمعانا في المنتدى

انا كمان جديدة بس متابعة قديمة

وييلا خدوجة خلص اعصابي فلتت

khadija123
24-02-2010, 17:13
مرحبا بك معنا wsonata
وشكرا لكل من برنسيسة الزمان و Amirah Roza
شوية على أعصابك برنسيسة وسوف أحاول يا Amirah Roza أن أتم الرواية بسرعة فأنا لا أستطيع دخول النت دائما فبالنهار لدي عمل أقوم به وقبل أن أنزل أي فصل أقوم بقراءته من أجل تصحيح الأخطاء المطبعية

khadija123
24-02-2010, 17:15
بعد قليل سأقوم بتنزيل الفصل السادس

khadija123
24-02-2010, 17:18
6 - زوجي ليس لي


بقيت الكونتيسة هناك طوال العصر، بدا جمالها في غير مكانه في جبال وبحيرات التواريغو.
قالت رونا وعيناها السوداوان الدعجاوين تبديان عدم الرضي عن ثياب اورسولا البسيطة:
-سأقدم لك ان سمحت نصائح بشأن ملابسك واختيارها . ارجو ان يؤمن لك فيدل نفقات كافية.
امضتا العصر في مناقشة امر الحفلة وقالت تقترح:
-ساكتب لك لائحة بأسماء المدعوين .. ولكن عليك ان تقرري ان كنت تريدين ان يحضروا جميعا.
ثم تحدثت عن الملابس مجددا ذاكرة ان علي اورسولا اختيار ثوب مميز للحفلة .. كانت اورسولا طوال الوقت تبتسم وتهز رأسها موافقة مع ضيفتها الانيقة ،فلا مجال للانكار انها قد تساعدها ففيدل يتوقع من زوجته ان تحسن التصرف كما يتوقع ان تختار مصميمي الازياء المعروفين وتدعو الناس المناسبين ... ويجب ان تكون ممتنة ولكنها لم تستطع تخلص نفسها من الاحساس بعدم الثقة .. امن الطبيعي ان تناقش العشيقة السابقة الامور مع الزوجة الجديدة بكل هذه السعادة ؟ هذا يعني ان رونا أما لاتمانع في خسارة فيدل وأما انها لم تخسره حتى الان.
لم يمض وقت على ذهاب الكونتيسة حتى اتصل فيدل قائلا انه مضطرا للبقاء في ميلانو ثم سألها كيف قضت يومها فضحكت بأشراق مبالغ فيه واخبرته انها استقبلت ضيفة.
-من ؟
رنت الكلمة كالسوط في الهاتف وحين اخبرته قال بحيرة :
-وماذا تريد ؟ هل قلت لها انني مسافر؟
لماذا غضب ؟ الا يريد ان ترى احد؟
ام انه لايريد منها ان تقابل هذه المرأة بالذات؟

khadija123
24-02-2010, 17:20
سارت على طول الشاطئ المفروش بالحصي. كانت الجبال المحيطة بها تنعكس صورتها على مياه البحيرة الزرقاء.قعدت علي صخرة كبيرة تراقب المراكب الشراعية فلفت نظرها يخت صغير،ذو اشرعة بيضاء وزرقاء راح يتجه نحوها ...راقبته وهو يقترب ..كان في الواقع مركب صغير علي متنه رجل واحد .. ولم تمض برهة حتى اتضح انه يوشك ان يرسو ..الم يشاهد لوحة التحذير بالابتعاد؟
توجه المركب الصغير مباشرة الى الشاطئ،لاشك ان مالكه يظن المكان له وحده ..فلا مجال لرؤية الفيلا من هنا.. وتساءلت عما اذا كان عليها ان تقددم لتقول له انها املاك خاصة ...ولكن ما الداعي .. انها جزيرة كبيرة وهناك مجال كبير لكليهما وفي الواقع ما اروع ماسيكون التحدث الي شخص ما .
فجأة قفز الرجل الي المياه الضحلة يدفع المركب الشراعي الصغير الي الشاطئ.
بدا لطيفا شابا في الخامسة او السادسة والعشرين اسمر اللون اسود الشعر.كان يرتدي ثوب سباحة ابيض يبرز رشاقة جسمه الطويل.
راقبته وهو يمد ويلوي ذراعيه ناظرا الي ماحوله بكسل ، ثم رأته يرمق الفيلا بنظرة سريعة .. هذا يعني انه يعرف طريقه جيدا ؟ ثم عاد الي المركب متناولا منشفة وسلة للنزهات انتظرت اورسولا حتى حضر كل شئ ثم تسللت من مخبئها وتقدمت اليه .
التفت اليها بحدة ودهشة ثم ببهجة . بدا سيلا من الكلمات الايطالية فهمت منه انه يعتذر لتطفله ويسألها الغفران . نظرت الى عينيه السوداوين الجميلتين وقالت:
-اتتكلم الانكليزية؟
شعرت انها رأته من قبل ، ورمى يديه في الهواء غبطة:
- سي .. اجل .. الن تطريديني ؟اريد فقط ان استلقي تحت اشعة الشمس ثم اتناول الغذاء .. ربما ترغبين في الانضمام الي؟
هزت رأسها ولكنها تذكرت انها زوجة فيدل ،وهذا يعني ان عليها الا تشجع متطفلا .
-يستحسن ان تغادر ما ان تنهي وجبتك وسأتظاهر بأنني لم اشاهدك.
احتج بعينين حزينتين .. ومع انها ضحكت لحزنه المفتعل ،الا انها لاحظت مرحا خبيثا في صوته وقررت انه قد يكون بالفعل مرحا ورفيقا جيدا .. ولكنها بعد تردد بسيط تركته .
لم تفكر اورسولا بالحدث حتى صباح اليوم التالي عندما كانت تتناول الفطور على الشرفة . في هذا الوقت اتصل بها فيدل ثانية ليقول انه سيغيب بضعة ايام اخرى بسبب بعض الاعمال المتراكمة . بدا لها الفراش الكبير فارغا بدونه ولكنها الان وفيما كانت تحتسي العصير ، شاهدت المركب مجددا ثم شاهدت شراعا صغيرا لونه ازرق وابيض.
قررت السباحة فاندفعت الي غرفتها لترتدي ثوب السباحة اخذت قبعة شمس ومنشفة وواقيا من اشعه الشمس . عليها الاتفعل ذلك طبعا لان فيدل لن يوافق ولكن ماذا عنه ؟ كم من النساء الجذابات سيلتقي بهن في ميلانو و فيينا ؟ فكرت فجأة في الكونتيسة فشعرت بالسرور لانها هنا في الجبل عوضا ان تكون حرة في مكان ما مع فيدل .
كان المركب يرسو على الشاطئ عندما وصلت اورسولا الى هناك . في البداةه تظاهرت بالدهشة والغضب لغزوه شاطئها الخاص مجددا ولكنه ابتسم لها ،ومد يده يعرفها بنفسه فقال ان اسمه ريكو دوريانو.
قالت له اورسولا بدون ان تذكر اسمها :
-هذا المكان الوحيد في الجزيرة الذي استطيع السباحة فيه فالمياه عميقة الغور في ما سواه.

وعدها الا يكلمها او يقترب منها وابعد منشفته وسلة طعامه الى الناحية الاخرى من الكهف الصغير ، وهذا لم يكن بالضبط ما خططت له اورسولا .. لكنها لم تستطع فعل شئ.
بعدما سبحت لبعض الوقت تقدم منها ريكو يعرض زجاجة مرطبات باردة .. وكانت مسرورة بقبولها ، هكذا وضعا منشفتيهما في الظل وراحا يرتشفان العصير.
راح ريكو يحدثها عن نفسه قائلا انه هنا في عطلة يقوم بالسباق في القوارب السريعة والمراكب قوية المحرك.
- للماذا لاتسابق الان؟
نظر الي البحيرة ثم ابتسم :
- اصيب مركبي بحادث .. واحتاج الي مركب جديد .. ومن المعروف ان شراء مركب جديد امر باهظ الثمن.
ران صمت غريب ولم تجد اورسولا ما تجيب عنه . اضاف بعد دقائق يسألها:
- المكان موحش . وزوجك مسافر ؟
احست بالذنب ولكنها سارعت تقول له انها رسامة تقضي وقتها بالرسم.
دعاها مجددا لتشاركة غداءه وكادت توافق ولكنها تذكرت فجأة ان الخدم سيقلقون عليها ان لم تظهر بعد قليل.
فقالت:
- ولكن اذا كنت قادما غدا فسأتناول معك الطعام . ساطلب من الطاهية تحضير الغداء.

khadija123
24-02-2010, 17:22
ولكنه لم يكن قادرا على المجئ في الغد واتفقا على يوم الجمعة .. ابتسم وعيناه تطوفان بقدها الرشيق .
- اذا كان الزوج في المنزل فسأبتعد عن الطريق.
غضبت اورسولا وقالت وهي تجمع منشفتها وأغرضها :
- وقد لا اتمكن من المجئ على اي حال.
كان اليوم حارا حقا .. حضر ديلغي لها الغذا في غرفة الطعام التي كان فيها مكيف فسر اورسولا دقة ديلغي في مراعاة مشاعرها وحاجاتها .. يجب عليها حقا ان تطلب من فيدل وضع مكيف في المطبخ.
تناولت وجبتها ببطء تفكر في ريكو كيف عرف انها متزوجة مع العلم انها خلعت خواتمها قبل التوجه للسباحة.
ماكان عليها الاتفاق مع البحار المتطفل على موعد للغداء، فصباح يوم الخميس اتصلت الكونتيسة لتقول ان لائحة المدعوين جاهزة . سألتها ان كانت تريد رؤيتها في وقت ما في هذا اليوم.
قالت اورسولا : هل انت واثقة انني لا ازعجك كثيرا ؟ اتريدين ان اذهب اليك؟ صباح الغد ربما ؟
وهذا سيمنحها عذرا لئلا تلتقي ريكو .. ردت رونا بسرعة:
- لا ..لا .. سأتناول غدا الغداء مع .. صديق..
اي صديق ؟ فيدل ؟ ابعدت اورسولا الافكار المزعجة :
- سأتي اليوم .. وسنقرر معا ما ستقدمينه من طعام في الحفلة .. اعلمي انك ستضطرين الي استئجار خدم اضافيين.
وكان ان جاءت الكونتيسة بعد الظهر ، فتناولت الشاي على الشرفة . بدت اكثر جاذبية اليوم في فستانها العاري الظهر الذي يظهر حنايا جسدها بالتفصيل.
- لدي اللائحة هنا.
فتحت ورقة كبيرة ، اخرجتها من حقيبة صغيرة فحاولت اورسولا الا تظهر صدمتها .. وسألت :
- كم عددهم ؟
- مئه .. مئه وعشرون ..لا اذكر بالظبط.
- انه عدد كبير ولكن ألن يأتي زوجك؟
ردت المرأة: مات دو***** منذ ثلاثه أشهر.
لماذا لا اتعلم اقفال فمي ؟
- اوه .. ماأشد اسفي .
- لايهم .. كان موته متوقعا منذ مدة .. فقد كان زوجي اكبر مني سنا .. زواجنا كان زواج مصلحة.
- اجل .. وهل لديك اولاد ؟
- وهل ابدو لك اما ؟ لكن هناك من يعوض هذا كله .
ردت اورسولا بصوت جليدي ادهشها هي نفسها : لا اظنني فهمت قصدك.
ابتسمت الكونتيسة بلؤم،ولمعت عيناها بالحقد:
- اتظنين ان هذا كله سيدوم لك ؟ الحب .. وشهر العسل .. اتتصورين ان حياتك ستبقي عسلا الي الابد ؟
- لا .. بالطبع لا .. اعرف ان الامور تتغير ..
-لا تكوني قاسية علي نفسك . انت شابة صحيحة الجسم .. وهذا طبيعي ..لا ؟ تستمتعين بزوج في فراشك .. وفيدلو رائع .. خبير .كيف تقولين ؟ مفعم حيوية.
احست اورسولا بحمرة الخجل تغزو وجنتيها : انا لا اضن ..
لكن الكونتيسة كانت مصممة:
- عزيزتي اورسولا .. سامحيني .. ولكنني اعتقدتك تعرفين انني وفيدلو ..
وتركت ما تبقى من الجملة الساخنة الحمراء في الهواء.. تنحنحت اورسولا التي جفت حنجرتها فجأة : شعرت بأنك وزوجي ..
- اه .. عظيم .. هذا ما ظننته .. ولكنني لا اظنك تتوقعين من رجل مثله ان يكون ..؟
- ناسكا ؟
- سي .. ناسكا ؟
وضحكت عاليا من الفكرة ثم اردفت:
- وبما ان زوجي لم يكن .. قادرا على المجاملة فقد اصبح من السهل التوصل الي اتفاق كهذا .
ارتشفت اورسولا شايها:
- منذ متى وانت تعريفين فيدل ؟ كم دامت علاقتكما؟
- التقينا حين كان يسكن في روما قبل وفاة والده .. في ذلك الوقت كنت عروسا شابة تشعر بخيبة الامل . تزوجت لارضي عائلتي ولارضي نفسي بطريقه ما .. ولكنني سرعان ماعرفت ان المراءة بحاجة الى اكثر من اللقب والثراء ,, وفيدلو كان .. متعاطفا .. ولكنه تغير كثيرا في السنوات العشر المنصرمة بل نقل تغير كلانا .
- اتقولين انك كنت عشيقته طوال هذه المدة؟
اتسعت عينا اورسولا الخضروان ذهولا وخوفا ..
-وماذا توقعت؟
- اعني حتى الان .. حتى الصيف هذا .. حتى بعد موت زوجك ؟
- ولماذا نتوقف بعد موت دو*****؟
سألت اورسولا بصوت مخنوق :حتى حين كان فيدل في باريس؟
اخفت عينا الكونتيسة ابتسامة سرية .
- هناك في باريس التقاك .. وكان على حق . ستكونين الام المثالية لاولاده ..
وتحول قلب اورسولا فجأة الى قطعة ثلج. اما لاولاده ؟ .. انه الكلام نفسه الذي استخدمه فيدل .. وكأنهما خططا لهذا معا ..
اردفت رونا : لهذا لا اريد لك ان تتألمي . انت شابة لم تدعكك الحياة . وانا متأكدة انك كنت عذراء قبل زواجك من فيدلوا ...صديقيني ، فيدلو يحترم مسؤولياته ويقدسها.
لاحظت شيئا في عين اورسولا فصمتت ، ثم اضافت:
- سيكافئك كونك زوجته وام اولاده مدى الحياة.
واشارت الي الفيلا ثم الي البحيرة والجبال:
- ولكنك تخطئين ان خلت نفسك قادرة على الاحتفاظ بفيدلو لنفسك . فبعدما تمر بهجته الجديدة بك فسيتطلع الى مكان اخر .. عندها يحين وقت تدبير امر علاقة غرامية خاصة بك.
صمتت اخيرا لان اورسولا ضربت فنجانها بالصحن فوق الطاولة .. واحترق الغضب الاحمر في عينهيها :
- وستكونين بلا ريب سعيدة عندما يحصل ذلك لتستردي علاقتك مع زوجي ؟ سيدتي الكونتيسة من الافضل ان ترحلي.
- يا ابنتي العزيزة .. هل قلت شيئا كهذا ؟ هدئي روعك .. قد لا يشرد فيدل قبل سنة او سنتين .. واؤكد لك انني لست على استعداد للانتظار طويلا .. تعالي . لقد اضعنا وقتا طويلا .. اين هي لائحة الضيوف؟ سأخبرك بعض المعلومات عنهم.
احست اورسولا بحواسها مخدرة فاعطتها اللائحة ، لتصغي الى ماتقوله . اخيرا وبعد طول انتظار ، جاء ديلغي يقول ان اليخت جاهز ليقل الكونتيسة الي البر ز
- ولم نناقش امر الطعام بعد او امر ملابسك .. ولكننا اتفقنا على الموعد.
ردت اورسولا تذكرها: ان كان يناسب فيدل.
ضحكت رونا : يجب ان يكون كل شي بالطبع مناسبا لفيدلو.
حضنت اورسولا مودعة وقالت انها امضت وقتا جميلا وهذا ما لم تشعر به اورسولا البتة.

khadija123
24-02-2010, 17:24
كاد الفجر ان ينبلج قبل ان تغط في نوم قلق ، متوتر .. نوم شابه صورة رونا في احضان فيدل.
صب ريكو لنفسه مزيدا من العصير ونظر الي جانب وجه اورسولا الشاردة .. كانا قد انهيا للتو غداءهما .. بالامس قررت عدم تلبية الدعوة ولكن بعدما كشفته الكونتيسة ، وبعد تلك الليلة المضطربة قررت العكس . أليست هذه هي العلاقة التي ستنقذها ان نفذت رونا ما تريد ؟
قال ريكو: انت صامتة.
-كنت افكر ..
- هل كدرك احد ؟
-لا .
- أتتساءلين عما يفعله زوجك في فيينا ؟
سألت بدهشة : كيف عرفت انه هناك ؟
هز كتفيه وتمدد علي منشفته ينظر الي اصبع قدمه الكبيرة :
- انت من قلت ذلك منذ يومين .
هل اخبرته حقا ؟ تشك في ذلك .
- اذا كنت تشتاقين اليه ، فأنا مستعد ..
مد يده يمررها على ذراعها . صفعت يده بسكين كانت تحملها وصاحت به :
- ريكو دوريانو.
صرخ و كأنه يتألم ثم تلوى علي الارض مصدرا ضجيجا مرتفعا .. وبعد ذلك راح يقهقه سائلا عن رأيها بنزهة علي مركبه ؟
قالت معترفة : لست سباحة ماهرة .
ضحك بسبب انعدام ثقتها به ثم قال ان الرحلة ستكون لطيفة ، وانه مستعد ان وقع لها حادث ان ينقذها ويحملها الى كهفه السري حيث سيعيشان سعيدين . ضحكت من خياله الرومانسي متسائلة عن سبب تضيع وقته هنا معها.
اخيرا وافقت على مرافقته .. وكانت رحلة عظيمة .. في البدء مال المركب بطريقة مخيفة وحين لاحظ ريكو اضطرابها سارع الى انزال الاشرعة حتى سار المركب بشكل مستقيم .. ولكنه لم يصطحبها الى مكان بعيد.
سألته اثناء الرحلة عما اذا كان ينوي المشاركة في السباق هذا الموسم فتردد بالاجابة ثم قال انه سيشتري مركبا جديدا عما قريب .
عندما عادا الي الشاطئ قالت له : كانت رحلة رائعة.
لقد سرتها الرحلة. لكن .. ماذا ؟ انها غير متأكدة من شئ .. فقد رأته تارة منجذبا اليها وطورا نادما على وجوده هنا.
وقفت اورسولا تنظر اليه وهو يبحر ولكنها شعرت بالضياع .. وكأنما صلتها الوحيده بالعالم الخارجي تنسل بعيدا عنها.
راحت تتجول متخذة طريقا وعرة للوصول الي البيت . اخيرا وصلت الى سقيفة المراكب قرب الرصيف ، وتسألت عما اذا كان هناك قارب صغير تستطيع اخذه الي الخارج بنفسها . ولكن القوارب جميعها كانت في الداخل في مكان مقفل . بحثت عن المراكبي فلم تجده ، ربما يغط في قيلوله ممتعة. نظرت الي الرصيف والمراكب والي الفنادق والكنيسة والى الناس البعيدين جدا فتساءلت لماذا تشعر انها واقعة في فخ.
استقبلها ديلغي امام الباب قائلا ان فيدل اتصل ساعة الغداء ليقول انه عائد الليلة و لكنه طلب الا تنتظره .
ظلت رغم ذلك مستيقظة الى ما بعد منتصف الليل وكانت تنتظر بشوق رؤيته من جديد ولكن رافق شوقها قلق وقلة ثقة بزوجها و ما السبب الا رونا واحاديثها . هاهي تحس بحاجتها الي فيدل الذي تريد منه ان يبعث في نفسها الطمأنينة بشأن حبه لها .
سألت اورسولا ديغلي الذي دخل الي غرفة الجلوس ليتأكد من اقفال النوافذ والابواب الزجاجية.
- أتنتظر عادة حتى هذا الوقت المتأخر؟
قال لها لاداعي الى ان ينتظر اي منهما اكثر من ذلك لان فيدل لايعود احيانا قبل الرابعة او الخامسة صباحا ، وهكذا ذهبت على مضض الى النوم.
كان الصباح يرسل اشعتة حين استيقظت .. مدت يدها اليا اللا السرير العريض فاذا الغطاء املس .. انه ليس هنا .
لاشك ان حادث ما قد وقع له . جلست اورسولا مذعورة . هل تحطمت طائرته الصغيرة في الجبال .. لماذا لم يوقظها احد ؟
كانت في منتصف الطريق الي الباب عندما تذكرت فجأة غرفة نومه الخاصة . هناك امل ..
حبست انفاسها مذعورة . سارت على اطراف أصابعها عبر غرفة الملابس المشتركة ، ثم فتحت الباب بهدوء. نظرت الي الغرفة ثم شعرت براحة عارمة بل شعرت انها توشك علي الاغماء . كان فيدل هناك مستلقيا علي معدته ، احيا منظر كتفيه ، وظهره العريضين ، ذكرى حبهما العميق .. وفي هذه اللحظة بالذات .. عادت كلمات رونا لتعذبها : لاتخالي نفسك قادرة على الاحتفاظ بفيدلو لك وحدك مدة طويلة .
وقفت بالباب تنظر اليه وتفكيرها يعذبها وشكوكها تقتلها . لماذا تزوج بفتاة نكرة مثلها ؟
سمعت حركة في السرير . وكأنه احس بوجود شخص ما .. تراجعت اورسولا بسرعة لانها تعلم ان عليها الابتعاد .. والتفكير ..
لكن الباب لم يكن مقفلا وراءها حين رأته يتقلب في فراشه متمتما بنعاس :
- رونا .. رونا .. ؟

khadija123
24-02-2010, 17:27
وهده نهاية الفصل السادس إنتظرونا مع الفصل السابع الليلة إنشاء الله

khadija123
24-02-2010, 22:49
أسفة غدا إنشاء الله سوف أتتم الجزء السابع لأنني مشغولة الليلة

Amirah Roza
24-02-2010, 22:51
عزيزتي خدوجة
أشكرك على مجهودك الجميل وتسلم الأنامل اللي تعبت فيها وكتبتها

نايت سونغ
24-02-2010, 23:35
يسلموووو ايديكي خدوووجة :)

يعطيكي الف عافية نحنا متابعين معك

و ع مهلك يا عسل الي الغد ::جيد::

تحياتي الك ::سعادة::

wsonata
25-02-2010, 00:11
نفسي اوصلكوا واكون ماشية معاكوا بس صراحة انا لسة في صفحة176 ومش عايزة افوت رواية من الروايات الرائعة دي بس هاوصلكوا قريبا ان شاء الله المشكلة في كليتي عندي ابحاث ومشاريع كتيرة ما بتخلصش ومتشكرة اوى لبرنسيسة الزمان وkahdija على ترحبيكم بيا وتصبحوا علي خير

wsonata
25-02-2010, 00:16
روايتك ياkhadjia روعة والقصة جديدة متشوقة لقرائ::جيد::تها

cococool
25-02-2010, 06:13
مسكينة ارسولا لو انا محلها كنت عصبت عليه يقول اسم واحدة ثانية وااااو وهو ونايم بعد

khadija123
25-02-2010, 10:39
شكرا لكم جميعا عزيزاتي على تتبعكم وتشجيعكم
إنتظروا الفصل السابع بعد قليل

khadija123
25-02-2010, 10:57
7- ضاعت في عالمه

اندفعت اورسولا الي الغرف, صافق, الباب بقوة قائلة :
-لا .. لست رونا .. هذه انا ، اتذكر ؟ لقد تزوجتني في لحظة ضعف منذ خمسة عشر يوم .. ولكن لاتقلق بشأن الكونتيسة فهي تكاد تعيش هنا في هذه الايام . وانا واثقة ان المياه ستعود لمجاريها بينكما في وقت قريب .
- اورسولا ..
لكنها لم تنتظر ، بل هرعت الي غرف, الملابس قبل ان يرمي الغطاء عنه ويقفز من السرير . ركضت من غرف, الملابس الي غرفتها ولكنه كان وراءها يمسك ذراعها . تلوت لتنسل من قبضته .. حاول ثانية: اورسولا حبيبتي
كان غاضبا ولكنه غضب ممزوج بالتسلية : لم اكن اعني ..
ارتدت عنه ممسكة بمقدمة روبها : بالطبع لم تعني .. انها غلطة سخيفة .. لا تقلق .. فأنا اعرف كل شئ .
-كل شئ عن ماذا ؟
كان علي وجهه عدم الرضا ، لا .. ليس هذا ما يتوقعه من زوجته .. لقد اختار زوجة صغيرة عديمة الخبرة مشغوفة به ويتوقع منها الخضوع بهدوء ، فيما يتابع هو مغامرته العاطفية المجنونة ..هل رونا هي الوحيدة ؟ ردت بجفاء:
- اعرف كل شئ عن علاقتك برونا دوراليس .. منذ خمسة ايام .. الن تسألني ما اذا كنت حاملا .. ؟ لتستريح من ازعاج نفسك بي.
ترققت شفتاه غضبا وقال:
- لم يحن الوقت لتعرفي.
- لكنك لم تنكر سبب زواجك بي .. اليس كذلك ؟ الم تتزوجني من اجل انجاب الاطفال لك رد علي .. رد علي ألهذا السبب تزوجتني ؟
ارتد عنها .. فحدقت الى ظهره المستقيم . خلل اصابعه الطويلة في شعره الاسود .. الان لا يبدو نعسان و ضعيفا . بل قويا وعدوانيا .. عاد ذلك التعبير الحاد الي صوته :
- لولا رغبتي فيك اما لاولادي لما تزوجتك.
استدار يواجهها وعيناه الزرقاوان باردتان:
- اعتقد اني قلت لك هذا في باريس ..
رفعت اورسولا رأسها:
- وهل كنت تظن انني سأكون الة انجاب فيما عشيقتك بانتظارك على مسافه نصف ساعة ؟
- توقفي عن هذا اورسولا . لااسمح لك بمكالمتي بهذه الطريقة.
- بكل تأكيد . ظننتني سأجلس في المنزل ساكنة . حسنا .. عليك ان تحسب حسابي . فلن ابقي هنا لاكون مثار ضحك اهالي البلدة .سأرحل فورا .
تحرك بسرعة فوق السجاد السميك ، يمسك ذراعاها ويكاد يرفعها عن قدميها :
- لن تفعلي هذا .. لن تتركيني ابدا .
في عينيه شئ مخيف ، شئ ابعد بكثير من كبرياء عائلة زاراكوتشي العتيق .. كان شئا وكأنه غضب مميز خاصة ، انه اختار زوجة ستجرؤ علي الحاق الخزي والعار به .
صاحت محاولة مقاومته : لست سجينتك.
رد بصوت مرتجف : لست سجينتي بل زوجتي.
-هذا لا يعطيك الحق ..
تغيرت لمسه يده فصاحت :لا
-بلى.
- انت لاتريدني انا بل تريدها هي لانك تفوهت باسمها عندما استيقظت. حسن .. لا باس .. اذهب اليها .. واياك ان تتوقع وجودي هنا لدى عودتك.
جذب الروب عن كتفيها ، واخد يدفعها نحو السرير.
-انت لا تعنين هذا .
- لا .. فيدل .. لا يمكنك ان تفوز بكل جدال يقوم بيننا بهذه الطريقة.
- انا لا احاول الفوز بجدال .. اريدك .. غبت عنك طوال الاسبوع.
شدت بكل قوتها وتحررت منه:
-- اجل وقت كان كافيا لتـنـساني وتظن انني عشيقتك.
لم تقل العشيقة السابقة لترى ما اذا كان سيصحح لها قولها .. ولم يفعل . بل قال بقوة ،وهو يواجهها معترفا بمبررات غضبها:
- كنت نصف نائم .. ولقد ندمت على هذه الغلطة .. انا ورونا معا منذ فترة طويلة.
- اجل.. منذ عشر سنوات بالتحديد. وهو وقت يدفع الرجل المحترم الي الزواج بها حالما تترمل ، وهذا ما كانت تتوقعه.
قال ببرودة: يتوقع المرء امورا كثيرة ولا يحققها جميعها.
احست اورسولا بالانزعاج من هدوءه ، فالتقطت وسادة ضربته بها.
- خنزير قذر . هل ستدعي انها لم تكن الوحيدة.
رمى الوسادة على الارض .. ودنا منها خطوة وشفتاه تلتويان بشكل ينذر بالشر.. وقال :
- عشر سنوات وقت طويل .. ومن الطبيعي ان يكون هناك مناسبات اخرى ..
- اه طبيعي .. حسنا .. قد يكون امرا طبيعيا بالنسبه لك . لكن الم تفكر بالزواج بها ؟
لاحظت انه من الجنون ان تدافع الزوجة عن حق العشيقة .. ولكنها مظطرة للغوص حتى الاعماق لتعرف مدى علاقته برونا .. لماذا لم يجد فيها اما مناسبة لاولاده ؟ ولماذا تحس انهما ناقشا امر ضررورة زواجه .. وانهما خططا لهذا معا ؟ .. ايفسر هذا سبب زواجه من نكرة تافهة؟
- فكرت طبعا بالزواج بها حتى قبل ان تصبح حرة.
اكتشفت اورسولا ان هذا الرد لم يكن الرد الذي تتوقعه:
- اذن لماذا لم تتزوجها ؟ انا واثقة انه انسب لك مني زوجة .
امسك بها وهبطت شفتاه بوحشيه عليها .

khadija123
25-02-2010, 11:00
وتعاركا اورسولا تركل وتصيح به ليتوقف ولكنها كانت كمن تضرب دبابة مصفحة . كان ضخما قويا ثم لم تلبث ان شعرت بجسمها يميل اليه .
قال غاضبا : سأقول لك لماذا تزوجتك.
تحشرجت انفاسه في حلقه ممتزجة بأتون الرغبة والغضب . ورماها فوق السرير ووقف فوقها يحجب بجسده نور الشمس عنها ..و امتلات احاسيسها وتفكيرها برائحة رجولته العدوانية.
- ابتعد عني .. فانا لااريدك فيدل .
لمعت عيناه وهو يتلقى ضربة اخرى منها :
- كاذبة . انت تريديني الان ودائما .. لا تتظاهري ..
تلوت صارعت وقاومت ومع ذلك لم تجد مقاومتها نفعا. ولكنها لم تستسلم ابدا . هكذا تقليا وتعاركا . التويا معا وتشابكا حتى اصبح شعرها الاشقر الاملس كأنه اسلاك شائكة . في أتون غضبها عضته فتراجع يصرخ غضبا ، يمسح فمه بمؤخرة يده ويقول بغضب وهمس بارد :
- ما كان عليك ..
استغلت انشغاله بألمه وتقلبت حتى نهايه السرير . ولكن يده امتدت لتعيدها الي حيث كانت . وشاهدت بذعر خيطا من الدم في المكان الذي عضته فيه .. قال لها بوجه ابيض شاحب :
- ستعتذرين الان .. وقبل ان تتحركي من هذا السرير .
زمت شفتيها في تمرد فكرر امرا : اورسولا.
- لا فأنت المخطئ.
لكنها كانت ترتجف خوفا ، فقد تعدى كل شئ حده فجأة .لم تقصد ان تؤذيه ..
امسك كتفيها يهزها : لاتدفعيني الي ارتكاب ما نندم عليه فيما بعد .
احست عبر اصابعه بحرارة الغضب الذي يحرقه لم تعامل امراءة قط فيدل كما تعامله الان من قبل .. واذا تجرأت فسيكون عقابها .. ماذا ؟ ابتلعت ريقها بصعوبة وحاولت التخلص من قبضته ولكن صوته صدمها :
- اورسولا ستعتذرين ..
فجأة تهاوى وجهها وقالت منتحبة :
- انا اسفه .. لم اقصد ..
لمست وجهه وفجأة زال الخصام فتعلق كل منهما بالاخر وراح فيدل يتمتم باسمها ويقول :
- كان عليك ان توقظينني هكذا .. في غرفتي .. في سريري .
- وانت .. كان عليك المجئ الي السرير .. سريرنا حالما عدت الي المنزل .
سيكون كل شئ علي مايرام . كانت يده كالنعيم علي بشرتها يداعبها ويعذبها بهما .اه . ماشد رغبتها فيه .
قال مداعبا : الهذا السبب انت غاضبة ؟
قالت باصرار : لا لم يكن هذا السبب.
سألها : أما زلت تريدين معرفة سبب زواجي بك ؟
ردت هامسه تغمض عينيها مترقبة :
- اجل .. اخبرني .
قال ببطء وهو يقترب منها اكثر فأكثر :
- هذا .. هو ..السبب.
وضاعت في عالم حبه.



فيما بعد ومن بين غيبوبة النعاس الخفيفة ، داعبت شعره بأنامل مرتعشة فتمتم :ايرد ما حدث بيننا علي سؤالك ؟
همست : اجل .
لكن رغم الدفء الذي تشعر به كان هناك شئ من التوتر والريبة . هل تزوجها لانهما مميزان في علاقتهما ام لتحمل منه ؟
حملت اورسولا معها ذكرى هذا اللقاء الدافئ وكأنها درع يحميها من برد الرياح التي تهب من الجبال .. لم يكن هناك رياح بالفعل .. فقد ظلت حرارة شهر اب ولكنها كانت بحاجة الي عزاء وحماية في هذا الوقت الغريب الذي عليها فيه التكيف مع حياتها الجديدة .
في احد ايام شهر اب تلقت رسالة من ايما مرفقة بقصاصة من صحيفة تحمل صورتها وفيدل يوم زفافهما.
نظر فيدل الي القصاصة عندما مررتها اليه عبر مائدة الطعام وبداء مستغربا.
سأل ببرود : أهي على ما يرام ؟
لم يكن يتكلم عن ايما .. في الواقع لم تسمعه يتكلم بسوء عن احد .. بل كان يسجل عدم موافقته بصمت ملموس ..
- لا اراها مستمتعة باقامتها في نيس .. تقول انها بدأت تسأم .. وتفكر في المجئ الي البندقية .
رفعت نظرها الي فيدل ، البندقية قريبة جدا من هنا .
قال لها بهدوء :
- ان رغبت في دعوتها الي منزلي فادعيها .. فهي ما تبقي لك من عائلة . لن انسي هذا .
لكنهما تركا المسألة تسقط فهي لاتريد ايما في مونتو فيرو .. وهكذا اكملت الحياة دورتها . كان فيدل يذهب الي ميلانو ويعود ولم تره الا مشغول في دوامة امبراطورية المال التي صنعها بنفسه .. لم يذكر ايما بعد ذلك .. وحاولت اورسولا العيش كل يوم بيومه . وفي اواخر اب عاشت لحظات ذهبية . كان يمد يده اليها وهو نائم ليلا في بعض الاحيان كانت ترفع راسها فتجد عينيه مسترقتين عليها وفي احدالمرات فيما كانت ترسم بحث عنها ولما وجدها جلس قانعا هادئا بالبقاء يراقبها

سألها مرة :
- اخبيرني المزيد عن لوحات امك .
ووصفت له اللوحات الستة التي لن تراها ابدا .. ثم سألت :
- كان ديلغي يسألني عن امي منذ اسبوعين .. هل اخبرته انها كانت رسامة ؟
اشاح بوجهه : ربما ، ماذا قال ؟
-لاشئ
قبل قمة رأسها . انت شبه موهوبة جدا .. وانا فخور بك.
وتعامقا ونسيا كل شئ حولهما .. ثم سافر فيدل من جديد سعيا وراء صفقة كبيرة وكان امضت ليالي طويلة بمفردها في الفراش.

khadija123
25-02-2010, 11:02
وطالت الايام الحارة وكان عليها تنظيم الحفلة مع رونا التي قالت لها يوما :
- يا ابنتي الحلوة ستشمل الحفلة طبعا العابا نارية .. أليس كذلك فيدلو .. ؟ قل لاورسولا ان هناك العابا نارية لمثل هذه المناسبة ..
رفع فيدلو يومها رأسه عن الصحيفة وقال اذا أرادت اورسولا العابا نارية فليكن ذلك. كان يتكلم بصوت متحفظ مع الكونتيسة حين تأتي للزيارة التي اصبحت رتيبة ومتكررة . كانت نبرة صوته وحدها تجعلها تصدق ان لاشئ يجري بينهما. ولكن الايطالية الفاتنة لم تكن تلاحظ هذا .. وفيما كانت تعبث مع فيدل بعد ظهر ذلك اليوم احست اورسولا بالغضب القديم يتفجر من جديد داخلها .. على فيدل ان يضع حد لرونا .. فليس من العدل ان يعرض زوجته للازعاج بسبب وجود عشيقته السابقة ولكن هل هناك احد سواها يقدم لها النصح ؟ قالت لها في زيارة اخري:
- الرجال كلهم سواء .. لا يرغبون التورط في الشؤون المنزلية ..لكنهم يتوقعون حتى من زوجاتهم الحديثات العهد بالزواج ان يدرن منازلهن بكفاءة. ايظننون اننا خلقنا لمثل هذه الاعمال فقط ؟
ابتسمت ابتسامة جعلت اورسولا تصر على اسنانها.
عندما احضر فيدل الخياطة من ميلانو ارادت اورسولا ان تصيح به :اسمع انا قادرة على الذهاب الي ميلانو لشراء فستان .
لكن مثل هذالا يحدث في منزل ال زاراكوتشي .. حين تمتمت بما هو اكثر تواضعا بدت الدهشة علي فيدل الذي قال انها لاتتصور مدى حرارة الجو في ميلانو.
بدت الردود على الدعوات تتدفق بعد ايام من ارسالها . سيبت العديد من الضيوف ليلتهم هنا .. لذلك يجب تجهيز غرف الضيوف جميعها .. مع مرور الوقت اصبحت حياة اورسولا تدور حول لائحة او اخرى ..ثم جاءت ازمة مقدمي الطعام ثم الكهربائيين الذين لم يصلوا الا قبل يوم واحد من الحفلة لتزين الشرفة بالانوار .. وصل فستان اورسولا قبل وقت طويل .. ولكنه كان طويل فردته الي الخياطة ولكن رونا غضبت ولم تفهم اورسولا ما شأنها هي .
كانت في بعض الاحيان تخرج في جولة حول الجزيرة .. وكثير ما التقت ريكو الذي يأتي دائما عندما يكون زوجها غائبا وهذا امر غريب.
عاد فستانها قبل الحفلة بيوم فحملته الى غرفتها لئلا يراه احد قبل الوقت المناسب .قبل الحفلة بيوم انتقلت رونا للسكن في الفيلا .. اما فيدل فلم يكن قد عاد حتى الان . قالت لها رونا:
- تبدين متعبة اورسولا .. عليك النوم باكرا .. يجب الاتظهر العروس في الحفلة متعبة
وهكذا دفعت اورسولا الى غرفتها والحق يقال لقد كانت اكثر من سعيدة للخلود الي النوم والراحة.
حمل فيدل العشاء الى غرفتها .. فأسندت نفسها علي مرفقها:
-لاداعي لهذا حقا .. سأنزل لتناوله .
لمست اصابعه وجهها : هل انت مريضة؟
- بالطبع لا .. متى عدت ؟ لم اسمع صوت اليخت .
- منذ وقت صغير تبدين شاحبة.
- هراء . سأنهض حالا.
قال بصوت هادئ ثابت :
- لا .. اورسولا .. اخلعي ملابسك ونامي جيدا .. تعالي.
قبلته :لا
-ولما لا؟
لفت ذراعيها حول صدره : لانك متعب وعليك ان تخلد للراحة .
امسك يديها : ارجوك اورسولا تناولي العشاء ونامي.
ثم ساعدها .. لا ..بل اجبرها على خلع ملابسها فحاولت اورسولا الاعتراض مجددا .
-لكن .. لدينا ضيوف.

- رونا لاتعتبر نفسها ضيفة .. وان قلت انا انك بحاجة للراحة فعليكي ان تستريحي .. لقد اتعبت نفسك كثيرا الا اذا ...
- الا اذا.. ماذا؟
- لاشي .
جلست تأكل العشاء.. فأردف :
- الان .. كوني طيبة وفكري في الغد . سأعود فيما بعد واتوقع رؤيتك نائمة .. أتعدينني؟
احست بالارتباك ولكنها كانت مسرورة من قلقه عليها مع انها غير واثقة من اسبابه .. فبغيابها سيتركه يتاعشى وحده مع رونا .
خرجت من السرير تنظر الي نفسها في المراءة .. لم تكن تبدو شاحبة ربما متعبة قليلا..
عادت الى السرير واعادت الصينية الى ركبتيها .. لقد كانت مجنونة عندما دفعت نفسها لتنظيم هذه الحفلة لقد جعلت رونا محور الحفلة وعصبها فهي لم تنفك كخروف ابله عن القول نعم رونا .. لا رونا في الغد سيعج المنزل بأشخاص لا تعرفهم ..
دفعت عنها الصينية ونامت . وفي الصباح كانت شهوتها للطعام مفقودة في الواقع كانت تحس بالدوار وعزت ذلك الى التوتر الذي يسبق حفلة كهذه. فكان ان اجبرت نفسها علي تناول الفطور وعندها شعرت انها افضل حالا.
خرجت رونا من غرفتها تقول :
- ماكان عليك تركي انام حتى هذا الوقت .
امسكت اورسولا كوب العصير وردت على ماقالته لها صاحبة الزهور .. كانت فتاة اميركية لطيفة .. قالت الامريكية:
- اليس هذا اجمل مكان في العالم؟ اعتقد انك لن تعتادي عليه ابدا .. اعني انك لن تشعري انه مألوف.
هزت اورسولا رأسها وهي تكاد لاتسمع كلام الفتاه لانها كانت تحاول يائسة ان تسمع ما يقوله فيدل ورونا .. اضافة الى محاولة تذكر متى عاد فيدل الي الفراش . ولكنها لم تسمع سوى ضحكة الكونتيسة الفاتنة اما موعد عودته للفراش فلا تذكره بل كل ما تذكره انها استيقظت مرة ولم تجده وفي الاخرى وجدته .
كان جسد رونا يميل اليه ورأس فيدل يقترب منها اكثر فأكثر .. وكأنما ليلتقط همسة سرية . انهما معا يخلقان صورة رائعه لحبيبين .. فجأة لم تعد تستطيع الاحتمال فقالت لفتاة الزهور :
- تعالي اريد ان ارى كيف زينت غرفة الاستقبال.
عندما انطلقت لم تلتفت اورسولا الى الوراء . فجأة قررت شيئا بشأن ما لم تكن تفكر فيه اصلا . غدا بعد الحفلة ستتم تغيرات عديدة وعلى فيدل ان يختار اما تذهب رونا او تذهب هي .
وهكذا حين بدأ الضيوف بالتوافد بعد الظهر استطاعت ان تستقبلهم بكل ثقة بالنفس لانها اورسولا زاراكوتشي .. العروس الجديدة .. وماكان هناك حفلة لولاها .. جاء بعض الضيوف من ميلانو .. وهم بالطبع سيبيتون ليلتهم في الفيلا .. لكن معظم الضيوف كانو نزلاء الجبال.
يالها من فوضى . الساعة تجاوزت الخامسة والطقس مازال حرا اضيئت الانوار ثم شاهدت الكهربائي مع سلة مليئة باللمبات الملونة، يبدل على الفزر ما احترق .. ثمة عمل كثير.
تركت الضيوف يستمتعون ،فلا شئ يمكنها القيام به وشعرت بأنها طفلة شريرة مزعجة .تسللت الي الرصيف تجلس على عوارضه الخشبية واضعة قدميها في الماء متذكرة حفلات اخرى متواضعة كانت لاترتدي فيها الا الجينز الضيق ولا تأكل الا السباغيتي او البيتزا في مطبخ صغير معظم ادواته مستعارة.
ولكن ما مضى فات وعوضا عن شوارع لندن الخلفية المكتظة او شوارع باريس هاهي الان في جزيرة رائعة تحيط بها نمناظر خلابة.. وعوضا عن الشقة الصغيرة هاهي تعيش في منزل ضخم جميل مع اعظم رجل في العالم.
قهقهت بصوت عال وهي تضيف : مع اعظم فستان في العالم
وقفت ثم دست صندالها في قدميها متجهمة الوجه فلا الحرير ولا الجواهر بل فيدل وزواجهما..
عرفت اورسولا انها لان تخسر فيدل او زواجهما بدون قتال.

khadija123
25-02-2010, 11:05
انتظروا الفصل الثامن بعد قليل

khadija123
25-02-2010, 11:10
8 - الاختيار


كانت يائسة غاضبى غضبا يفوق التصور . نظرت الى ما حولها ثم التقطت وسادى ورمتها نحو فيدل:
- اخرج من هنا . كيف تجرؤ على المجي الان . الديك فكرة كم الساعة؟ لا تقل انك كنت تتحدث الي ضيوفنا.
التقطت وسادة اخرى ورمته بها كذلك:
- هيا .. اخرج. نم في غرفتك .. اليس هذا ماتريده حقا ؟
نظرت الى ماحولها ثانية بحثا عما هو ثقيل لترميه به . هذا يكفي .. لقد انتهي كل شئ الان .. قاتليه .هه.تقاتلي معه.
- اورسولا هل فقدت عقلك؟
بدا تعبا .تعبا.
-ماذا يعني هذا التصرف ؟ أتريدين ان تيقظي من في المنزل؟
امسكت بغطاء السرير وكأنه قادر على حمياتها ثمردت :
-لا تحاضر في بهذه الطريقة. اعرف اين كنت .. رأيتك مع رونا وقت الالعاب النارية . اياك ان تنكر.
مازال الذي حدث حي في خيالها . كانت الحفلة في أوجها والجميع يهنئونها علي نجاحها الرائع .. وكان المنزل والشرفة يعجان بالضيوف وضحكاتهم . اندست بينهم بثقة
.كان شعرها رائعا فقد استطال موخرا وتدرج بطريقة ساحرة . عرفت انها لم تكن قط جميلة كحالها اليوم . بدا وكأن هالة جديدة تحيط بها .. هاله لاحظها الرجال وجذبتهم اليها طوال الامسية .. اقيم الرقص في الخارج علي الشرفة تحت الانوار الملونة ،وزاد من سحر الموقع انوار البلدة المتلالئة علي المياه.
انشغلت اورسولا كثيرا كونها المضيفة وهذا ماكان عليه حال فيدل ايضا ولكنها اخيرا ذهبت لتضع كوبها على الطاولة وبقيت لحظات بمفردها .. وماهي الا ثوان حتى كان بجانبها ،يمسك مرفقها ويهمس:
-فلنبتعد عن هنا.
تسللا دون ان يراهما احد نزولا فوق درجات الشرفة ومن هناك الى الشاطئ ثم اخذ يقودها الي ممر سري عابق برائحة ازهار الليل. مرا تحت دالية ضخمة تحجبهما عن الانظار وهناك ضمها بكل حنان بين ذراعيها وقبلها .ثم تمتم :
- انت اجمل امرأة الليلة .. اتعرفين هذا؟
تنهدت تريد ان تصدقه . تجولت شفتاه عليها فهمست : انها حفلة رائعه فعلا . شكرا لك .
ابعدها عنه قليلا :ليت جميع الحاضرين يختفون .الي اين نستطيع ان نذهب .
ترنحا معا واحست بتوتر جسده المألوف:لا ...
-لماذا ؟
-لان ..
تناهت اليهما اصوات من الشرفة فوقهما فهمس :لا بأس لن يرانا احد من هنا .
ولكنها لم تكن واثقة فراح يعانقها بشغف حتى انسل الفستان بعيدا
-فيدل ؛
كان توسلها مزيجا من الضحك والارتباك والتوبيخ.
-قد يأتي أحد ويرانا .. اوه ..
رد بصوت عميق :لن يأتي احد.
- فيدل حبيبي ، لا استطيع التحمل .. هذا غير منصف .
قال بسرعة : تعالي سنقصد سقيفة المركب .
قاومت لتعيد الفستان الى مكانه : لاتكن سخيفا.
يالله ؛ ماذا ان رأهما احد الان.
- لا اشير الي اليخت بل الى مركبي الكبير هيا بسرعة.
تهادت اليه مترنحة ، تريده وتتوق اليه . اه ياله من جنون.
- رتب فستاني اولا ..
ليس على المضيف والمضيفة الاختفاء بهذه الطريقة .
ثم فجأة توقفت الموسيقي ،ونادي احدهم اسم فيدل .. فهمس :
لاتأبهي تعالي.
ولكنها تراجعت عندما تعرفت الى الصوت :فيدلوا
انها رونا ثم بدأت تنادي بالايطالية فلعن وشتم :
- يريدون البدء بالالعاب النارية .. يجب ان يتم هذا في منتصف الليل.
ابتلعت اورسولا ريقها : ياالهي
- اسف حبيبتي علينا العودة.
- عد انت ،اما انا سألحق بك بعد دقائق.
وهكذا ظلت في الحديقه المظلمة ترتب نفسها وتهدئ مشاعرها . كانت تهم بالعودة حين انطفأت انوار الشرفة ،وغرق المكان كله في الظلام. هكذا بقيت في مكانها تنظر الى السماء .. ثم بدأ كل شئ : الوان ذهبية فضية ،حمراء خضراء .. صواريخ ونجوم مفرقعة ، مطر ذهبي .. وتناثرت صيحات الاعجاب اووه وااااه وكأن الجميع اصبحوا اطفالا .كان كل شئ في الواقع يلمع .. وشقت طريقها الي اسفل الدرج . ثم انطلقت مجموعة اخرى من الالعاب النرية لتتفجر في السماء الحالكة وكان الجميع يحدق الى الاعلي الا شخصين كانا في مؤخرة الشرفة شخصين بدوا كثيري الاهتمام ببعضهما البعض . وتوقف الليل الرهيب دقائق فاستطاعت اورسولا التعرف الي رونا وفيدل الذي انحنى نحوها معانقا.

glamour girl
25-02-2010, 11:15
Amirah Roza كيفك وياهلا ومرحب بك

و تسلم هالانامل ياخدووجه

ارسل باقه ورد معطره لغاليتي ماري انطوانيت

وما انسى Lovely Sky الي بدأت هالمشروع المثير والرائع والمميز بأصحابه وكتابه نايت سونغ والغصن الوحيد

والاميره شوق وسامحوني اذا نسيت احد

وسامحوني على هالمقاطعه

سوري خدووجتي


WITH MY THANKS

GLAMOUR GIRL

khadija123
25-02-2010, 11:44
انهارت الحفلة كلها بالنسبة لها . فلملمت اذيالها وقفلت راجعة عائدة الى الحديقة .. هذا يكفي . لقد طفح الكيل . لن تحتاج الى المزيد من الاثباتات .. فمازال فيدل على علاقة بعشيقته .. وقد قام بالاختيار بدون ان يدري.


كان فيدل قد التقط الوسادتين ورماهما على المقعد.
- انت مرهقة .. لاتعرفين ما تقولين .
لمعت عيناها الخضروان بخطورة:
- اعرف ما اقول .. اقول لك اخرج من هنا.. نام في غرفتك .
تحولت خطوط وجهه الي العداء الشديد.
- حسن جدا .. خلتك اويت الي فراشك بسبب التعب يبدو انني كنت مخطئا.
- أهذا ما قلته للضيوف ؟ عظيم . انه عذر مناسب .. حسنا.. لم أكن متعبة ، ولكنني رفضت البقاء لاشهد تلك المهزلة .ألهذا صحبتني الي الحديقة؟ المشكلة انني لم ابق في الاسفل الوقت اللازم .. فقد شاهدتك فيما بعد على الشرفة مع رونا وانت تعانقها، كان بمقدور اي كان رؤيتكما .. كيف تجرؤ على اصطحابي الى هنا ؟ كيف تجرؤ على اهانتي؟ كيف تجرؤ على معاشرتها ثم تتوقع مني القبول بك في فراشي.
انتزع فيدل رابطة عنقه ، ورماها على الارض ثم بدأ يفك ازرار قميصه :
- لاتتهميني باقامة علاقى غرامية تحت السقف الذي تتواجد فيه زوجتي اقترفت ذنوبا كثيرة في حياتي ولكنني لن اقترف شيئا كهذا.
انتزع قميصه ثم رماه بعيدا وصاحت اورسولا ترد عليه:
- لم تتح لك الفرصة حتى الان .. لا تظن انك خدعتني بتظاهرك بالبرود حين اكون موجودة .. كم مره تلتقي بها حين تكون مسافرا في عمل ؟ منذ البداية كانت هي .. أليس كذلك ؟ في باريس حين ساافرت اول مرة واتصلت بي من روما .. سمعت صوت امراءة .. كانت هي اليس كذلك ؟ كنت على علاقة معها حتى وانت تطلب يدي للزواج .
- انت محقة للمرة الاولى اورسولا
بدت لكنته متكسرة .. وكأنه يعاني صعوبة في تذكر الانكليزيية ، رفس حذاءه ليخلعه ثم امسك حزام بنطلونه بيده
وصاحت أورسولا : ماذا تفعل ؟
- سآوي إلى الفراش.
- نعم في غرفتك ... لن تمضي ما تبقى من هذه اللية معي .. فيدل زاراكوتشي !
أكمل خلع ثيابه أمام عينيها المذهولتين :
- لقد أوضحت ذلك جيدا. ولكننا بدأنا شيئا في وقت مبكر ... شيئا انتظرت الليل كله لأتمه.
- لا
تحرك كالصاعقة
- بلى أورسولا .. وفي هذه اللحظة .. لقد انتظرت ما يكفي.
أمسك بها وهي تحاول الهرب من السرير .. فصاحت به :
- إذن عليك العودة إلى رونا لترى ما تستطيع فعله لك مرة أخرى.
آه. ياإلهي ! إنه على وشك أن يضربها !
- أنا لا أريد رونا بل أريدك أنت .. أنا زوجك أورسولا .. "زوجك" حان الوقت لتفهم معنى هذا.
ودفعها إلى الوراء على الوسائد، وسجنها بين ذراعيه.
يال الله ! ماذا سيفعل بها؟ تلوت، قاومت، قاتلت متذكرة أنه فعل بها هذا عندما عضته ولكن يومذاك تحول غضبه إلى حنان أما اليوم فلن يحدث شيئا كهذا، فقد فات أوان الحنان واللطف. لقد ضبطته وهي تعرف الآن أنه غير مخلص، كما تعرف أنه لا يحبها فما هذا إلا مجرد واجب زوجي..
- ابتعد عني ... أكرهك!
ولم يجد نفعا قولها. وفي خضم هذا كله بدأ جسمها المتطب يغرق في لهيب حبه ويتجاوب .. كانت تقاوم، تقاتل ، تركل، تلكم، ولكن مشاعرها كانت تذوب به حبا. وأخيرا نجحت في توجيه لطمة إلى وجهه فهدر في ثورة غضب وتغلب على كل مقاومة لديها.
- أيها المتوحش، القذر... الخنزير...
ضمت قبضتها وأغمضت عينيها بشدة وغضب .. لماذا هو قادر على دفعها إلى الجنون؟..
غير أنها كانت محقة فلم تجد هذه المرة عنده حنانا أو مداعبة لطيفة بل كل ما حدث استغلالا لجسدها ليرضي نفسه. وهذا كل ما أمل به تلك الليلة .. وأرادت أن تكرهه. لقد قاومته، ولن يتكرر هذا ثانية أصبحت غير مميزة بالنسبة له وستوقف كل شيء..

khadija123
25-02-2010, 12:54
صاحت مجددا : ابتعد عني.
إلا أنه يعرف .. يعرف ما تعني .. صاح صيحة انتصار جرفها معه إلى عالم آخر .. عالم الغفلة والضياع.
عندما فتحت عينيها كان إلى جانبها شكل ضبابي مظلم فشهقت خائفة غير واثقة أن هي ، حتى تخيلت أنه قال :
- هس، أنت بخير يا صغيرتي.
وتخيلت أنها تعلقت به وبكت .. ثم نامت مجددا، وكان هو هناك لكن الدنيا لم تكن واقعية.
تحرك .. ابتعد عنها، ففتحت عينيها المخدرتين المثقلتين بالحب .. وهمست :
- إلى أين ؟
- إلى غرفتي
اخترقت الجملة ذكرى ما حدث :
- ما تقصد؟
- طلبت مني أن أنام في غرفتي ... ومن الآن فصاعدا سأنام فيها. إنما لا تظني أبدا أن هذا سيؤثر في قدرتي على الوصول إليك. أنت زوجتي، ولي كل الحق بجسدك. لقد عرضت أمامك نوذجا لما سيحدث كلما أردتك.. لن تؤثر في دموعك أو غضبك، فأنت زوجتي ..
كانت نبرة صوته تقطع الجو بسكين :
- لن أشاطرك الفراش لأن النوم مع شخص ما يقتضي الثقة.. وهذا ما يجب أن تتعلميه.
انحنى يلتقط ثيابه وهو يتجه إلى الباب :
- حين تكونين على استعداد للتحدث كامرأة راشدة تعالي إلى فراشي .. وحتى ذلك الوقت لن أزعجك أبدا.
تمتمت أورسولا عبر شفتين مرتجفتين :
- إلا حين تريد أخد ما هو حقك.
- بالضبط..
انحنى لها ساخرا :
- إلى حين أريد ما هو حقي.
حقه حقه !
غاصت في الوسائد بعد رحيله تكبت دموعها ! اللعنةعليه ! تبا له! عرفت الآن خاصة الآن أنها تحتاج إلى فيدل زاراكوتشي وأنها تحبه إن لم يكن بقدار كبير فأكثر من ذي قبل ويا لها من ورطة يائسة!
غادر آخر الضيوف بعد الغداء. ووقف فيدل وأورسولا يلوحان لهم على الرصيف.. كان يوما حارا رضبا بلبدت فيه الغيوم.
قال فيدل بصوت متحفظ |:
- أعتقد أن الجميع المدعوين قد استمتعوا.
سارعت رونا تجيب وتدس ذراعها بذراعه وتستند إليه :
- بالطبع كار كانت مناسبة رائعة .. إنها أفضل مناسبة حضرناها.
ابتعد يلتقط رأس زهرة ميتة من وعاء :
- أنا واثق أن أورسولا تقدر لك مساعدتك.
وصلوا إلى الدراجات المفضية إلى الشرفة فتراجعت أورسولا إلى الوراء وهي تشعر بأنه اتكره فيدل لأنه تركها في هذه اللحظات بالذات. لا يمكنها شكر رونا ولو فعلت لا ختنقت!

امتد الصمت إلى ما يشبه الأبدية .. كان وجه فيدل متجهما.. فهو يتوقع اللياقة والأدب مهما كانت الظروف .. بعد لحظات قال :
- رونا .. هل لي أن أتحدث إليك في مكتبتي بخصوص الاستثمارات التي أردت أن أنظمها لك .. أتعذرينا أورسولا؟
لا.. لا...لا ...لن تعذرهما.. وتشابكت نظراتها بنظراته.. فتحت فمها لتحتج ضاربة عرض الحائط بكل ما هو لائق .. ولكن وصول ديلغي قطع عليها ما أرادت قوله. سمعت الخادم يقول إن للسيد مكالمة من لندن. فكان أن ترك المرأتان بمفردهما. سحبت أورسولا نفسا عميقا. وقالت بصوت أذهلها ثباته :
- وأنا أود أيضا محادثتك .. أنجلس على الشرفة، أم تفضلين التنزه على الأقدام؟
ضحكت رونا، لكن عينيها السوداوين كانتا قلقتين.
- بل نجلس.
قالت أورسولا بعدما استقرتا في مقعدين :
- فيدل محق .. أنا أقدر فعلا المساعدة التي قدمتها لي في الحفلة .. ما كنت لأعرف كيف أبدأ..
- كان هذا من دواعي سروري عزيزتي أورسولا..
- ولكن من الأفضل أن تعرفي أنني رأيتك ليلة أمس مع فيدل أثناء الألعاب النارية.
لم تتظاهر الكونتيسة بعدم الفهم.
- إذن لهذا السبب أواجه وجوها متجهمة هذا الصباح؟
- لا أظنني أرى في الموقف ما يدعو للتسلية والمرح.
أسود وجه المرأة :
- وهل تحدثت مع فيدلو بالأمر ؟
- أجل
- كانت هذه غلطة.
- لقد كذبت على حين قلت إنك لا تنوين انتظار عودة فيدل إليك لأنك كنت تنوين ذلك وتخططين له متوقعة مني مراقبة ما يحدث بيدين مكتوفتين.
- لكنك حمقاء إن تخليت عن كل شيء
- إذن، لا تنكرين؟
احتاجت أورسولا إلى بذل جهد كبير لتبدو هادئة ولكنها في أعماقها كانت ترتجف خوفا مما ستعره الآن. قالت رونا مبتسمة :
- أنت مغرمة في التشاؤم .. مجرد قبلة بين حبيبين سابقين..
ولكنها عرفت أن أورسولا لم تصدقها، فهمزت كتفيها مبتسمة مرة أخرى ابتسامة بطيئة، شريرة .. وأسندت ظهرها إلى مقعدها متقاطة السافين .. ثم قالت بصوت قاس :
- ماذا توقعت حقا؟ لقد رأيت أصدقاء فيدلو..رأيت من يختلط بهم من مصرفيين وسياسيين ورسميين. ورأيت النساء اللواتي يرفقن أمثال هؤلاء الرجال.. وهن نساء خلقن في مثل هذا العالم. فيدلو بحاجة إلي .. وزواجه بك يزيد من حاجته إلي ولا يخفف منها.
غرزت أورسولا أظافرها في راحتي يديها حتى ككادت تصيح ألما.

- إذن .. لماذا لم يتزوجك أنت ؟ لمذا لست العروس الجديدة في عائلة زاراكوتشي؟ لماذا ، وهو يحبك إلى هذن الدرجة ، نحاك جانبا بعد عشر سنوات..
راقبت وهي تتكم كل حرات وجه الكونتسية .. كانت ردة فعلها مهمة .. وذا كان هناك غيرة، أوغضب لهجرانه لها، فهذه هي لحظة ظهورها. لكنها لم تجد شيئا .. بل ابتسمن رونا بتسلية، وكادت تضحك.
- عزيزتي أورسولا .. أنت لا تتصورين أن فيدلو هجزي ! إن هذه الفكرة منافية للعقل .. أنا آسفة.. ظننت أن السسب معروف بالنسبة لك.
- أعرف ماذا؟
- ألم تعرفي أن زوجي وضع حاجزا هائلا دون زواجي. كان رجلا شديد الثراء وقد أورثني أملاكه شرط ألا أتزوج ثانية. وإن خالفت وصيته وتزوجت آلت تركته إلى أولاده من زواجه السابق.
- أتقصدين أن فيدل انتظر وأنه طلبك للزواج؟
اتسعت عيناها السوداوان دهشة :
- طبعا .. إنما ذلك صعب على لأنني بزواجي أخسر الكثير.
لوحت أورسولا بيديها :
- وماذا عن كل هذا أليس لديه أكثر مما يكفيكما؟
- عندما تصبحين في مثل عمري ستقدرين قيمة الاستقلال المالي. وأنا لا أتخلى عنه لأي كان.
اتضحت فجأة أمور كثيرة لأورسولا .. فيدل يجب هذه المرأة وأراد الزواج بها ... وكيف لرجل مثله أن يتصرف امام مثل هذه الضربة النجلاء لكرامته؟ أيتزوج أول إمرأة تصادفه انتقاما من رونا، أم بغية استمرار سلالة زاراكوتشي؟

تناهت إليهما أصوات من الداخل . كانفيدل يكلم ديلغي بشأن رحلة غير متوقعة إلى لندن، ولكن أورسولا عرفت أنها لا تستطيع ممواجهة زوجها الآن. فهي مجروحة حتة أعماقها.
هرعت راكضة قبل أن يراها وقالت :
- قولي له إنني خرجت أتمشى.

khadija123
25-02-2010, 13:29
ولم ترد رونا، بل برقت عينها بانتصار حقود.. ولعنت أورسولا نفسها لأنها فكرت يوما أن الكونتيسة ترغب في صداقتها.
عدت هاربة فوق الصخور المجاورة للمنزل مبتعد عن الحدائق متوجهة إلى المكان الذي كانت تلتقي فيه ريكو. خلعت صندلها، وسارت على الشاطئ. ماذا ستفعل ؟ كيف ستستطيع العيش مع رجل تحبه بيأس، وتعرف أنه تزوجها لأهذاف غير نبيلة؟
خلعت فستانها القصير، وسبحت في الماء.. وسرعان ما أصبحت ملابسها شفافة، ثم طافت على ظهرها.. بعد فترة وجدت أنها بدأت تشعر بالبرد فخرجت ولكنها لما نظرت إلى الوراء أصيبت بالصدمة . آه لا ها هوة المركب الصغير ذو الأشرعة البيضاء والزرقاء كان ريكوة آخر من تريد رؤيته في هذا الوقت ؟ لذا أسرعت تبتعد عن الأنظار. ثم تذكرت سقيفة المراكب..
رددت أورسولا بالانكيزية :
- أريد قاربا .. قاربا.
ولوحت بيديها :
- في الخارج.. في البحيرة
هز المراكبي رأسه وابتسم، ثم انطلق يتحدث لها بالألمانية وأنهاها بطريقة تدل على أن إخراج القوارب محرم تماما.
تركته أورسولا مبتعدة بغضب.. ثمة شخص واحد بإمكانه إصدار مثل هذه الأوامر.. فيدل .. لم تخرج من هذه الجزيزة منذ ستة أسابيع وإن لم تخرج فستصرخ .. بل ستولول !
ثم، اطبق كل شيء عليها فجأة .. وركضت عائدة إلى الشاطئ .. تشق طريقها بسرعة على العضب النامي والأشواك ووصلت إلى حيث كان ريكو . صاحت به :
- ليس عليك ان تكون هنا.. سيقبضون عليك في يوم ما!
لم تلبث أن هرعت إله رامية ذراعيها حوله ثم أجهشت بالبكاء.
قالت متحبة على صدره .
- ابعدني من هنا.
خرجت الكلمات مها عن غير قصد :
- أبعدني .. أبعدني.. الآن .. في هذه اللحظة!
تراجعة إلى الوراء، تنظر إله، تريد منه أن ينفذ ما طلبت.
ابتلع ريقه : ولكن زوجك
صاحت ساخرة، تتذكر الرجل في سقيفة المراكب :
- هل أنت خائف منه أيضا ؟
أسود وجهه فرجولته على المحك ولكن الحذر سيطر على رده، وقال بحذر :
- أنت متكدرة لذا لا تسرعي في اتخاد القرارات الانفعالية.
اجلسي هنا..ماذا سيقول الناس لو شاهدوك وأنت على هذه الحال؟ ألن يتهموني بأنني اختطفتك؟ ألا توافقينني الرأي ؟ خاصة وأنت لا تحميلن حقائب.
سخرت منه :
- ألم يكن الهدف من مجيئك إقناعي بمرافقتك؟
- بدا مرتبكا:
- أجل إنما...
- إنما ...
- لم تظهري أقل بادرة تدل على رغبتك في التعرف إلى.
- وأنت لم تحاول دفعي إلى الاهتمام.
لماذا تفعل هذا ؟ لقد حنت بلا شك.
نظر إليها شزرا وعلى وجهه رية ما، ثم سأل :
- إلى من كنت تتحدثين ؟
- أتحدث؟ لا أفهم قصدك. ألا تريد إبعادي عن هذا المكان؟
- إّا كان هذا ما تردينه حقا..
- لا أعرف ما أريد ولكن أطلب منك العودة إذا .. أرجوك قل إنك عائد؟
- طبعا سأعود .. إذ سمح لي الطقس.
لف ذراعه حول كتفيها وضمها إليه، وقال جادا:
- أتعلمين .. أنت امرأة رائعة، وأظن أن زوجك مجنون.
قالت بسرعة :
- وكيف تعرف أن ....
كادت تكمل : أن فيدل لا يحبني.
بدا مرتبكا محرجا، ثم اقترح أن يتمشيا لتريح أعصابها..
سألته هل ستعود غدا؟

التفت اليها.والعصا تتأرجح في يده .. وعيناه الراقصتان أكثر اسودادا وصرامة ، وقال بهدوء :
- اذا كان هذا ما تريدينه حقا .
أشاحت نظرها عنه ، ثم اغمضت عينيها بشدة ، تحاول ترتيب أفكارها المشتتة.
- اريد ان اعرف ما اذا كنت عائدا ، فقد ارغب في الرحيل ..
لف ذراعه فجأة حولها وقبل خدها:
- حسنا سأتي ، فمن المؤسف تورطك في هذا كله.
ثم فجأة ادرك ان الساعة قد قاربت الخامسة ثم تذكر ان لديه موعدا لرؤية مركب في الجهة الاخرى من البحيرة .
- مركبا ؟ أتعني مركب سباق ..؟ أوجدت مركبا؟
شعرت بالسرور من أجله أما هو فهز كتفيه :
- لم اقرر شيئا حتى الان ، فما زال المال عائقا.
لم ترد على هذا ، وساعدته في دفع قاربه الى الماء .
ثم سمعا صوت مركب بخاري يتقدم نحو الرأس .. اه ،لا انه يخت .. يتجه الى رصيف البلدة . ولكن اليخوت لا تتخذ هذا الطريق عادة . ترى هل رأهما من عليه ؟ ربما كان فيدل ، لكن ما ان اصبح اليخت بعيدا حتى تعرفت اورسولا الى رونا.
غاصت اورسولا خلف القارب:
- انحن انزل الى تحت انها الكونتيسة .. ولو شاهدتك.
ضحك ريكو:
- لن تتعرف الى احد من هذه المسافة .. فلا تقلقي .. تعالي ..
- اراك غدا هذا ان لم يكن الطقس سيئا.
لم تلاحظ اورسولا هبوب الريح . وقفت تراقب القارب الصغير يختفي ثم لوحت بيدها حتى توارى عن الانظار . تنهدت اخيرا مقررة ان من الافضل لها ان تعود .. اين وضعت صندلها ؟
- اهذا ما تفتشين عنه؟
سألها ذلك السؤال شخص غير متوقع فشهقت ، ثم اطلقت صيحة رعب وتقدم طيف طويل مألوف من وراء صخرة مشرفة .. انه فيدل .
تمتمت : لقد ارعبتني . جئت اسبح .. الطقس حار جدا.
منذ متى وهو هنا ؟ ماذا شاهد بالظبط ؟ ماذا سمع ؟ اكملت بصوت مخنوق :
اظن ان العاصفة قادمة .
كان خوفها ظاهرا ومع ذلك لم يلن وجهه القاسي . راح يقترب منها مقصرا المسافة بينهما .
توقف على بضع خطوات منها يدلي الصندل وكأنه طعم . ولكنها كانت خائفة مما قد يحدث ان مدت يدها .زلتأخذه .. اخيرا مدت يدها .. وكانت هذه غلطة كبيرة .. التمع نور خطير في عينيه، وامسك معصمها ليأسرها في قبضته الحديدية .
- من كان ؟ من هو صاحب اليخت الذي كنت تلوحين له مودعة .. اخبريني اورسولا .. من كان هذا الرجل ؟ كم مرة التقيتم ؟ هل اتفقتما على اللقاء ثانية ؟ .. هيا .. لم انت صامتة ؟ اطلب ردا .. الان .

khadija123
25-02-2010, 13:31
أتمنى أن أكون قد أرضيتكم بإنزال فصلين إلى اللقاء إنشاء الله وقراءة ممتعة

نايت سونغ
25-02-2010, 14:22
يسلموووو خدوووجة فصلييين روووعة

مرسسسيييي

نايت سونغ
25-02-2010, 15:01
ارسل باقه ورد معطره لغاليتي ماري انطوانيت

وما انسى Lovely Sky الي بدأت هالمشروع المثير والرائع والمميز بأصحابه وكتابه نايت سونغ والغصن الوحيد

والاميره شوق وسامحوني اذا نسيت احد

وسامحوني على هالمقاطعه

سوري خدووجتي


WITH MY THANKS

GLAMOUR GIRL




تسلمي غلامور جيرل :o


كلك ذوووق حبيبتي المشروع مميز بسبب تشجعيكم و متاعبتكم و ردوكم اللي تعطينا دافع لنعطي كل جهودنا لنرضي جميع القراء و لمحبي روايات عبير و احلام الرومنسية ::سعادة::


انشالله يدوم المشروع بحضور الجميع و نعطي روايات تعجب الجميع الاعضاء و القراااء :رامبو:


اكيد تحياتنا لماري انطوانيت بجد وحشتنااااا كتييير انشالله ترجعلنا عن قريب :محبط:

نايت سونغ
25-02-2010, 15:14
هلاااا wsonata ::سعادة::

نووورتي المشرووع بحضورك و انشالله بالنجاح و التوفيق في مشاريعك ;)

ما ضل كتيير شوي و توصلي لصفحتنا ::جيد::

khadija123
25-02-2010, 20:42
انتظروني بعد قليل الفصل التاسع

khadija123
25-02-2010, 20:46
9 - المال لا يشتري القلب

ردت اورسولا ببرود: اطلب ما شئت ولكن لا تتوقع مني ردا .
تحررت منه بعنف وتراجعت بضع خطوات : لن امنع غرباء قررورا الرسو هنا .
صرخ فيدل بها :
- لكن الجزيرة خاصة .. ويجب ان يقرأوا اللوحات . كان عليك ان تخبريه بنفسك .. انت زوجتي اورسولا .. واتوقع ..
قاطعته : ولكننا جميعا نتوقع اشياء . توقعت أنك تزوجتني بسبب الحب لا بسبب الانتقام من رونا التي رفضت الزواج بك.
- عم تتحدثين .. ماذا قالت لك ؟
- لا تنكر . أعرف الحقيقة يافيدل زاراكوتشي .. العظيم .. لقد خذلتك الكونتيسة العظيمة لانها فضلت مالها عليك . ألهذا سمحت لها بالمواظبة على المجئ للفيلا ؟ هل كان هدفك اظهار ماخسرته بعدم الزواج بك .
ظهر خط ابيض رفيع حول فمه :
- سمحت لها بالمجئ لانني ظننتك بحاجة اليها لتنظيم حفل البارحة .
- بالطبع احتاج لمساعدة .. فانا نكرة صغيرة .. لكن هذا لم ينجح .. أليس كذلك ؟ لم تستطتع ابعاد يديك عنها .. بعد عشر سنوات على علاقتك بها بت معتادا عليها .
- انت مخطئة .
- لست مخطئة .
ارتدت على عقبيها متوجهة الى الشاطئ ، ولكنه لحق بها . امسك ذراعها وأدارها لتصطدم بجدار صدره الصلب :
- رونا رحلت .. لقد طلبت منها الرحيل .
- آه عظيم . وهل لهذا اقل فرق ؟
قاومت ثانية لتتحر منه :
لكننا نعرف ان فيلتها الصيفية لاتبعد سوى نصف ساعة بالسيارة .. واعتقد أن الجميع يعرف ماذا يجري بينكما .. حسنا .. انا الان اعرف الحقيقة التي يعرفونها . اعرف سبب زواجك بي بالظبط .. ولقد اكتفيت !
- ماذا تعنين ؟
- كانت كلماته حادة وكأنها اطلاق نار .
- ظننتني اوضحت قصدي .
ازدرد ريقه : انت متعبة .. سنتكلم عن هذا لدى عودتي من لندن
صاحت به : لا تتوقع رؤيتي هنا لدى عودتك.
اه .. هذا لايحدث حقا ؟ ولكن ماهو البديل لها ؟ ستكون حياتها بؤسا ان بقيت .
امسك ذراعها ثانيى ، وصاح بغضب شديد:
- انت لا تعرفين ما تقولين .. انت زوجتي في السراء والضراء ولاتظني ابدا انني سأسمح لك بالفرار عند الفرصة الاولى التي ترين فيها الامور لا تجري حسب رغبتك .
تلوت اورسولا في قبضته ولكنه لم يتركها :
- لقد تزوجتني بادعاء مزيف ، لذلك فالقسم باطل .. قل لي كم من الوقت مر ؟ كم من الوقت مر بعدما رفضت رونا الزواج بك .. كم من الوقت مر بين ماجري بينكما وبين خطوبتك لي في باريس ؟
ارتجف عضل في وجهه ، فصاحت مجددا :
-كم من الوقت ؟
-حوالي اربعة اسابيع .
- اربعة اسابيع؟
اقل من شهر . ارتسمت صدمة كبيرة في عينيها الخضراوين .
- اتقصد انك قبل اربعة اسابيع من مقابلتي كنت تنوي ان تتزوج رونا ؟
- أجل .
ثم تنهد تنهيدة طويلة . وكان صوته اقل حدة وهو يضيف :
- لكني لم اتزوجها ، بل تزوجتك انت .
- لم يكن امامك خيار ، فرونا لن تتمكن من الانجاب بسرعة بت افهمك يا فيدل زاراكوتشي .. كنت تبحث عن امرأة مقبولة شكلا على ان تكون وحيدة لكي تنجب ..
اختنق صوتها قليلا ثم اردفت :
- لكن هذا لم ينجح .فأنا لم أحمل .. وأعلم أني لن أكون سجينة في هذه الجزيرة في ما انت تجوب العالم سيدا واعلم أيضا أنه لايهمي أبدا اسم عائلة زاراكوتشي .. سأتركك فيدل اياك ان تظن ان بامكانك الحؤول بيني وبين الرحيل.
ضحك .. ضحك فعلا .. إذا كان مثل هذا الصوت الحاد الأجش يستحق هذا الاسم .
- لن تتركيني .. وإن حدث أن فعلت فهل تظنين أنه سيهدأ لي بال قبل ان أجدك .
في كلامه شر كامن أخافها ، فكيف لفتاة مثلها الوقوف في وجه رجل كفيدل؟
ارتجفت: اذهب ودعني وحدي.
كانت الريح الآن تهب بقوة وكان فستانها على حاله رطبا فارتعشت ثانية
- اذهب واتركني وشأني .. ربما اشتريت بمالك جسدي ولكنك لن تدخل قلبي ابد.

بدا وكانه على وشك ان يضربها .. ثم تلاشي غضبه وعنفه واصبح وجهه قناعا مبهما .. لم يكن في حركته عاطفة عندما مد يده يلمس ياقة فستانها المفتوحة .. ولكن ، لم يكن في عينيه رغبة او سعادة .. وحين تكلم كانت كلماته جافة قاسية:
- مادمت اريد ابنا فانت مضطرة للاعتراف بحقي في جسدك . ولكن ارجو ان تسامحيني لانني لن استغل ماهو معروض امامي الآن .. والسبب أنه لا يجذبني .
حطم اورسولا الشلل الذي أنزلتها به عيناه ، وضمت فستانها مجددا فان لم يذهب حالا فقد تنهار امامه.
- اذهب من هنا اذهب سافر الي لندن .. وابق هناك القدر الذي تشاء .
ابتعد اخيرا فراقبته محطمة الفؤاد ثم لم تلبث ان انهارت على الشاطئ واجهشت بالبكاء .
تعرضت بعد ذلك للرشح الذي رافقته حرارة اقعدتها في الفراش وكان هذا السبب الذي حال بينها وبين الرحيل .

khadija123
25-02-2010, 20:49
مدت يدها الى علبة المحارم الورقية .. ورتبت الوسائد عازمة النية على عدم الاستسلام للبؤس .. هل عاد ريكو الى الشاطئ ؟ لا مجال لمعرفة ذلك . ترى هل شاهد فيدل على الشاطئ؟ هل خاف عليها ام خاف على نفسه ؟
في اليوم الثالث نهضت من السرير وكانت حرارتها قد ولت فقررت الخروج عل الهواء العليل ينعشها تمددت على الكرسي تحت اشعة شمس ايلول الدافئة .. تتظاهر بالقراءة وتحاول اتخاذ قرار بشأن ما ستفعله وبشأن الطريقة التي ستتخذها للهرب في حال عدل ريكو عن العودة .
لكن كلمات فيدل عادت تطاردها وتخفيفها باستمرار، قال لها:
-اتظنين ان العالم كبير لتختبئ فيه ؟
هل سيجرها من المكان الذي تقصده ؟ أيريد حقا العيش مع زوجة ترفض الانصياع لقونينه الخاصة ؟
اه ولكنها لا تريد الرحيل .. اسندت ظهرها على الكرسي وهي تشعر بالعذاب يمزق نفسها . اغمضت عينيها لتمنع الدموع ، فسخرت اشعة ايلول منها . برقت عيناها فجأة . أيلول ..أيلول . ثم جلست هذا يعني ان شهر اب انتهي .. اخر اسبوع في اب و .. لكنها مخطئة .. هرعت الى غرفتها حيث اخرجت المفكرة من حقيبتها:
واحد.. اثنان ..ثلاثة .. اربعه هذا يعني انها تجاوزت العشرة ايام . جلست على طرف السرير بسرعة متسعة العينين .. مقطوعة الانفاس، تبتسم بأنفعال.
ترى ماذا سيقول فيدل ؟ ماذا سيقول ؟
وقعت الحقيقة على رأسها كحد السيف . لقد نال الان مايريد ، فأن كان المولود ذكرا فلن يظطر الي الادعاء انه يحبها، لانه يعلم انها ستظطر للبقاء هنا الى الابد. فلن تنكر الام ابدا حق ابنها في منزل كهذا وميراث كهذا.
انما هل المال والمركز هما كل شئ ؟ ترى ماهي الحياة التي سيحياها الطفل بين أبوين متضادين؟ وماذا ان أرسله فيدل الى مدرسة داخلية وتركها وحيدة هنا ؟
انه وقت القرار ... وتسللت الى الشاطئ ولكنها لم تجد اثرا لريكو .. رأت يختا فتساءلت هل عاد فيدل ؟



ركضت الى الرصيف عندما كان اليخت يرسو . فلاحظت حركة في القمرة التي اخرجت منها حقائب ثم رأت امرأة تتحدث الانكليزية وتطلب من الخدم الحذر في حملهم شيئا .. ارتدت اورسولا الى الوراء لانها تعرفت فجأة الى الصوت .
- حبيبتي .. ها انت . ما اسعدني برؤيتك . عندما تصلت بك اخبروني انك تتنزهين .
لم تستطع اورسولا الا الوقوف فاغرة فاها . ماذا تفعل ايما هنا ؟
- يالها من مفاجأة جميلة . هل جئت من نيس ام فينيسيا ؟
امسكت ايما ذراع اورسولا وكأنهما صديقتان :
- لا تكلميني عن نيس فقد كانت رهيبة .
ولكن عيناها كانتا تحطان على كل شئ لاستيعاب المنزل العظيم والحدائق المدرجة والزهور الغريبة .. والترف .


عندما اوصلتها اورسولا الى غرقتها قالت ايما :
- ياالهي كم تغيرت .
- كنت سأرسل لك بعض الزهور .. لو علمت بقدومك ..
- لم أخطط للمجئ ..
خلعت ايما سترتها :
- لا .. لن أزعجك بالتفاصيل .. حين افكر في ذلك الرجل الشرير ..
- اذا كنت لا تريدين الكلام عن الامر ..
من الواضح انها كانت تريد الكلام:
- انت تعرفين انهم كلهم سواء .
واردفت تسرد أخر أخبار علاقتها التي انتهت .. ويبدو انه نفسه الذي اتت برفقته في حفل زفافها في باريس ..
ستتحمل اورسولا وجود ايما من اجل ذكرى والدها ولكن صوتا ما في داخلها انبأها بأنها تفعل ذلك من اجل نفسها فقط اذ ستتخذ من وجود ايما عذرا حتى لا تترك فيدل .

khadija123
25-02-2010, 20:52
كانت ايما تكمل قصتها :
- .. هكذا حين حصل هذا : أيمكنك تصور كم اصبت بالذعر .. لقد ذهب كل شئ .
اجفلت اورسولا لانها لم تكن تصغي اليها .

- كل شئ؟
ياالله ما الذي كانت تقوله ايما ؟ ما الذي ذهب ؟

- حسنا ، ليس الشقة بالطبع اما اموالي المستثمرة واخر ماحصلت عليه من مال تأمين ابيك فقد ذهب .
- هل تعنين ..

قاطعتها ايما : لا تقولي انه اختلسها فلست على هذا القدر من الغباء .. لقد كان استثمارا حقيقيا .. لقد اخبرني ذلك هو نفسه . ولكنه لم يكن استثمارا حقيقيا.
بدأت اورسولا ترى الصورة .. كانت ايما تضارب بالبورصة بمساعدة صديقها وخسرت :
- وماذا بعد ؟ اعني هل تركك ورحل ؟
- وهل هناك رجل يجرؤ على تركي ؟ اه لا بل انا التي تركته .. تركته لانه غبي مسكين لا يعرف كيف يهتم بي . وانا ارفض العودة الى لندن بهذه السرعة .
- وما عن .. صديقتك التي كنت تسافرين معها ؟
- اقترحت علي العودة الى لندن لا بحث عن عمل . عندما تقعين في مشكلة ما تعرفين من هو الصديق الحقيقي .
همست : هذا ما اظنه .
- ثم .. يقال ان الدم اثقل من الماء .
- يؤسفني الا يكون فيدل هنا ولكنه عائد غدا .. وانا واثقة انه سيقدم لك النصح سعيدا .
- كنت اعلم ان هذا ما ستقولينه .
تقدمت الى اورسولا تحضنها بقوة وتصلب وخجل :
- ثم ستكلمينه .. اليس كذلك ؟ وسيبدو الامر افضل اذا ما سمعه منك .
- مني ؟
- اورسولا حبيبتي لا تكوني ساذجة هذا لا يناسب صورتك الجديدة .. اما الآن فلندخل ولنتكلم عما كنت تفعلينه .. لكن الامر لم يكن افضل في الداخل .. فقد بدأت اورسولا تدرك سبب مجئ ايما ..لم تأت بهدف قضاء عطلة قصيرة بل بهدف اقتراض المال من فيدل .
دخلتا واقفلت اورسولا الباب الزجاجي .. ولكن لدي اقتراب يخت ما من المرفأ تشتت أفكارها .
ابتعدت عن الباب وتقدمنت الى حيث تجلس ايما على الاريكة :
- ثمه امور لاتعرفينها . اسمعي انا لا استطيع ان اطلب من فيدل شيئا .
ردت ايما بحدة : ماذا تقصدين بأنك لا تستطيعين طلب شئ منه انت عروسة فكيف يرفض لك طلبا ؟ هل ندم على زواجكما المتسرع ؟
قالت كاذبة ليس الامر كما تقولين .
- اذن ستعطيني انت المال .
- انا ؟
- بالله عليك توقفي عن ترديد هذه الكلمة ؟ انت زوجته وما المال بعائق .. اعطيني بعض من مالك وهذا اقل ما عليك فعله .. لا شك ان والدك توقع منك الاهتمام بي .. وانا اتوقع منك ذلك خاصة بعدما خدعني والدك بادعاء الثراء .
ردت اورسولا بسخط: لم يخدع ابي احدا ، كيف تجرؤين على التلميح بذلك في بيتي ؟
يالله لم يمض على وجود ايما خمس دقائق وها هما يتشجاران مرةاخري .
سمعت صوتا ما على الشرفة لكن اورسولا تجاهلته حين شهقت ايما قائلة:
- منزلك ؟ حقا ؟ اذا كان منزلك فلا مشكلة اذا . ان لم تكوني قادرة على جمع المال فبيعي شيئا .. لقد قلت لي انك ستتزوجين فيدل زاراكوتشي طمعا بماله ولكن ما فائدة ذلك ان لم تستطيعي وضع يدك على مبلغ صغير من وقت الي اخر ؟
اتسعت عينا اورسولا الخضروان غضبا واستياء :
- انا لم اقل قط ...
ثم صمتت لانها شعرت بأن احدهم يتقدم من جهة الشرفة فالتفتت بحدة راجية الله الا يكون قد سمع حديثهما احد . اديلغي القادم ؟ ولكن القادم لم يكن ديلغي بل فيدل الذي وقف بباب الشرفة متجهما بارد العينين.
شهقت اورسولا :
- فيدل يالها من مفاجأة لم اتوقع مجيئك قبل الغد.
تقدم قائلا :
- هذا ماأراه واضحا .
لثمها على وجنتها بفتور فأرادت في لحظة مجنونة يائسة ان ترمي ذراعيها حوله .. ارادت ان تضمه لتقول له انها تنتظر مولودا ولكنه كان قد تركها ودنا من ايما يحييها .
سألت اورسولا وهي تقاوم للمحافظة على المظاهر امام ايما :
- كيف .. كيف حال لندن ؟
رمي حقيبه اوراقه على كرسي .. بدأ متعبا وجذابا انه رجل خطير لكنه متعب .

- لندن .. لندن كانت .. ناجحة . هل اتصل المصرف بي ؟ كنت في مكان لم يستطع احد الاتصال بي .
ردت : لا ادري ان اتصل بك احدهم .
لم ترد ان تخبره انها كانت في الفراش بضعة ايام .. اذن ، ان لم يكن يقوم بعمل المصرف ، فأين كان ؟ اين .. ومع من ؟ خطر ببالها فجأة انها لم تر رونا عدة ايام ..
لف التوتر الغرفة وكان من المذهل ان تبقى ايما باردة هادئة .. لماذا قالت هذا الكلام الرهيب الذي قالته ؟ أقالته عمدا ليسمعه فيدل ؟ بالطبع .. ولهذا السبب تحس اورسولا بالحقد يتاكل تلك النفس المستترة وراء مظهر خارجي معقول ، متمدن .. ولكن هل صدق ما قالت ؟ احست اورسولا فجأة انها عليها الابتعاد من هنا .. فكل ما يحدث مؤلم ..
- هلا عذرتماني ؟ أريد ان أري الخدم في المطبخ.
وابتعدت هاربة بالفعل من الغرفة.
لكن فيدل كان ينتظرها حين عادت من السلم الخلفي .. توقفت امامه واخذا يتبادلا النظرات .. ثم قالت : انا .. ارادت ان تردف لم اتزوجك طمعا بمالك ، غير انا تعابير وجهه الباردة حالت دون ذلك . فقالت : لم اعرف بقدوم ايما .
لم يكن ما قالته بديلا لائقا . قال وكأنها لم تتكلم : حملت معي أشياء تخصك .
- ماذا تعني ؟
انه لا يقصد هدية بالطبع .
- انها في مكتبتي .
وارتد على عقبيه فلحقت به . كانت الغرفة مظلمة ، والستائر مسدلة ففتحتها ثم سمعت صوتا في الردهة ، ودخل ديلغي ورجل اخر من العمال يحملان قفصا خشبيا صغيرا .
قالت اورسولا : هل اشتريت لوحات ؟
تعرف ان شراء اللوحات احد نقاط ضعفه.
- اتقصد انها لي ؟
لم يقل شيئا .. بل فتح الغطاء وأخرج اللوحة الاولى .. كانت صغيرة اطارها صغير عليها غطاء ما .. فتحها وأعطاها أياها .
حدقت اورسولا الى اللوحة فترة طويلة . ثم اخرج فيدل لوحة اخرى ،فأخرى حتى بلغ العدد ستة .
طفرت الدموع من عينيها بحيث لم تعد تري شيئا ..
- لا اصدق .
بدأ صوته قادما من مكان بعيد : أهي اللوحات ؟
هزت رأسها .. هاهي لوحات أمها الحبيبة أمامها .
- كيف .. كيف وجدتها .. ؟
هز كتفيه بلا مبالاة ثم اردف بصوت بارد .
- لدي نفوذي.
نفوذ ؟ ألدى فيدل زاراكوتشي نفوذ يجعله قادرا على تعقب ست لوحات مغمورة ربما كانت في مخزن عتيق في حي فقير ؟ ان كان قادرا على جلب لوحات كهذه فماذا عن جلب شخص ما كزوجة هاربة ؟
اصابها الرعب بحيث لم تعد تستطيع الكلام او الحركة.. كانت تعرف انها تزوجت رجلا ثريا ولكنه لم تستطيع التصور ان له هذه اليد الطولى .
ان كانت ستتركه فليكن ذلك قريبا .. فما ان يعرف بحملها حتى يصبح من المستحيل عليها الاختباء في اي مكان.
اخيرا .. وبعد طول صمت ادركت ان عليها ان تقول شيئا .. ان تشكره لكن حين استردت وعيها ونظرت حولها بغباء في الغرفة لم تجده فيها .

khadija123
25-02-2010, 20:57
أنهيت الفصل التاسع وسأحاول إنزال الفصلين الأخيرين الليلة إنشاء الله فلدلك أدعوكم اليوم لسهر معي فغدا يوم عطلة :d

khadija123
25-02-2010, 22:00
أسفة الفصول الثلاثة إنشاء الله لأنه لم يبقى غير أن أكتب 8 صفحات من الجزء الأخير :cool:

khadija123
25-02-2010, 22:19
10 - الليلة الاخيرة


وجدت اورسولا فيدل في غرفته .. ولانه لم يسمعها حين وصلت وقفت في الباب لحظات تنظر اليه ، وفيها توق الى ان يعود كل شئ الى ما كان عليه .. كان يتحرك برشاقة خطيرة.
فجأة عرف انها هناك ، فرفع بصره بسرعة فاذا عيناه قسيتان زرقاوان تسجلان .. ماذا ؟ .. خيبه الامل ؟
قالت مرتبكة : لم تمهلني الوقت لاشكرك .
أنبأتها غريزتها ان الوقت مهم جدا . اذا كانا سيقرران الاستمرار بالزواج فهو أنسب وقت .
سألها خالي الوجه من المشاعر متوجها الي حقيبته ليخرج منها الاغراض .
- كم من الوقت تحتاجين ؟
وقفت اورسولا في منتصف الغرفة ، تتلاعب بحزام فستانها متوترة .. حاولت ان تشرح له مرة اخرى :
- لم اعرف انها قادمة . لقد وصلت على حين غرة .
لا رد او مساعدة بل راح يخرج اخر شئ من حقيبته .
- انها مفلسة ..
اقفل سحاب حقيبته يتركها لديلغي ليبعدها :
- حقا ؟
- انها تريد مني ان اقرضها بعض المال.
يارباه ، لماذا يصعب عليها الامر ؟
- حسنا ؟ لماذا تقولين هذا لي ؟ أعطيها المال ان كنت تريدين ذلك. ان لا اضع الحواجز فيما يتعلق بالمال اورسولا . اعتبري المبلغ ان شئت ثمنا لخدمات قدميتها لي ..
ردت بحدة : انت تحرف كل شئ ..
- انا لا احرف شيئا .. ألم تقولي ان ايما تريمان تريد بعض المال .. وماذا عني ؟ ألم اقل ان القرار يعود اليك ؟ ماذا تريدين ؟ هل انفقت كل مالك؟ اتريدين المزيد؟
ردت : لم انفق من مالك الا القليل .الا ترى انني سجينة في هذا المكان ؟
- سجينة.
- لم اقصد ..
ظهر الغضب على وجهه :
- بلى ، قصدت .. ماذا تقصدين بلفظة سجينة ؟ أتقولين انني احبسك هنا رغما عنك ؟
- انت تجول العالم مستمتعا ..
رفع حاجبيه ، فاردفت :
- وتتركني هنا عالقة حيث لا أنيس أو ...
صمتت عندما اخذت عيناه تجولان في الغرفة وفي ما وراءها من مناظر ساحرة .
- أرى ان ما يحيط بك يقبض الصدر حقا ..
- انت تتعمد اثارتي .. انك تعرف تماما قصدي .. فما يحيط بي لا يهم ..
قاطعها مردفا عنها : مادام المال متوفرا .
لكنها ارادت ان تقول الناس هم المهمون . بعد مقاطعته المريرة لها انحبست الكلمات في حلقها فحدقت اليه برعب .. لقد صدق فعلا ما قالته ايما . يا لسخرية القدر . يتوهم انها تزوجته طمعا بماله أما المرأة الاخرى فلم تتزوجه من اجل مالها .
- يبدو انك تختار المرأة الغير مناسبة .. اليس كذلك ؟
ارتدت عنه بسرعة لتخرج من الباب ولكنه وصل اليه قبلها .. وامسك بذراعها يديرها اليه والغضب البارد ، المتباعد انقلب الى غيظ قاتم عنيف : ماذا قلت ؟
كانت الهمسة الثقيلة مخيفة .. وكرر :
- ماذا قلت اورسولا ؟ انني اخذت المرأة الغير مناسبة ؟ أهذا ما انت مؤمنة به ؟
كانت اصابعه تؤلم ذراعها .. وظهر الم جهنمي على وجهها مما زاد من سعادته .وشدت نفسها مبتعدة:
- اتركني وشأني وفكر في ما تشاء
كانت قريبة منه بحيث شعرت بالاثارة المعتادة المألوفة تشعل اوصالها .. لكنها صاحت :
- لم اطلب من ايما المجئ .. انها تريد مالك العفن اما انا فلا اريده . لن تشتريني به ابدا .
بدت على وجهه فيدل الصدمة هنيهة ولكن لم تلبث ان اشتدت شفتاه وسأل بحشرجة :
- اذن .. ماذا تريدين اورسولا ؟

khadija123
25-02-2010, 22:22
وقفا يتبالان النظرات والتوتر يثب وثبا بينهما . لم يكن هناك ما يمكنها قوله وان لم يعرف الان ما تريد فلن يعرف ابدا .. لقد انتهي كل شئ .. فكرت في الطفل ، وكادت تنهار وتخبره . كادت تتوسل اليه حتي يحبهما . ولكن الطفل كان السبب في القوة الت يجعلتها ترفع رأسها عاليا تحدق الى عينيه الزرقاوين العميقتين القاسيتين . كانت تريد ان تقول :
- سأقول لك ما أريد .. أريد لطفلنا ان يولد في عالم ملؤه الحب والامان .
لكنها لم تستطع ان تقول هذا .. ولن تستطيع .. فتنهد فيدل ، وكشر عن وجهه بشكل غريب :
-يبدو انك لا تعرفين ما تريدين .
كان يقف امامها .. يريد منها ان تبوح بما يعذبها . لماذا ؟ أليتمكن بعد ذلك من تحطيم اخر امالها ؟
احبك .. واريد ان نعود كما كنا في البداية .
ولكن الكلمات ظلت في نفسها . حاولت مرارا وتكرارا ولكنها كانت تتراجع دائما بسبب دوارنها في دوامة اليأس . اخيرا قالت :
- حين وافقت على الزواج بك .. لم اعتقد ان الامر سيكون هكذا .
عاد الي صوته الهدوء :
- وانا كذلك لم اكن اعتقد ان الامر سيكون هكذا .
كادت اورسولا تسمع تفكيره بصخب:
- من الافضل ان اعود الي ايما .. ستتساءل ..
نفذت عيناه الزرقاوان الى نفسها وكأنه يعرف السر الذي تخفيه .. واخيرا أبعدت عينيها عنه فارتسمت بسمة متوترة على شفتيه . قال ينهي حديثهما بكل سهولة :
- بكل تأكيد .. عودي الي زوجه ابيك وارجو ان تعتذري نيابة عني لانني لن اتعشي معكما الليلة لانه لدي عمل.
تحركت اورسولا الى الباب مرتبكة تعسة الى درجة البؤس ثم التفتت تعض شفتها لئلا ترتجف .
- شكرا لك على اللوحات.. لا يسعني نسيان المفاجأة.
لكنه لم يسمعها فقد رن جرس هاتفه الخاص . عندما كانت تهم باغلاق الباب الباب سمعته يتحدث بالايطالية وكانت الكلمة الوحيدة التي فهمتها .. رونا .تلك الليلة لم تره ثانية .


توارت شمس الصباح خلف الغيوم فارتجفت اورسولا . سألها ريكو وهو يحرك بعض الحصي بقدمه :
- هل هذا ما تريدينه حقا ؟
اطرقت برأسها الي يديها المتشابكتين وقالت بهدوء :
- انه الحل الامثل .
التقط ريكو حصوة ورماها في الماء ..
- انت لم تأت هنا منذ ايام .. سألها
بمن يذكرها هذا العبوس ؟ ..
وتابع :
- قلقت عليك .. ظننت ان زوجك شاهدنا .. وانه يغار .
حاولت اورسولا ان تضحك .. فالغيرة ليست الكلمة المناسبة .. وقالت :
- انا من يجب ان يغار.
نظر اليها بارتبك فأردفت بعد قليل :
- رجاء تعال غدا باكرا لتصحبني .
- الي اين ؟
هزت كتفيها : الي باريس اولا . اما بعد باريس ...
ثم ادركت ان عليها الا تقول شيئا فلفيدل نفوذه .
- قد لا اذهب الى باريس ..في الواقع لا ادري حقا ..
سألها : أتشكين في ؟
لم يكن في صوته غضب بل امر واقعي حتمي .. عبست اورسولا لانها ادركت ان لدى هذا الرجل سرا ما . ريكو دوريانو .. من اين اتى ؟ وماذا يفعل هنا حقا ؟ .. وما دوافعه ؟

khadija123
25-02-2010, 22:24
تلك الليلة شعرت اورسولا ان شيئا ما يكاد يدفعها الى الجنون انها الان في فراشها المزدوج العريض .. تلوت وتقلبت ورغبت ان يكون فيدل معها .. وعادت ذكري عذابها تلاحقها .. وشعرت بالوحدة وبالشوق اليه كما شعرت بالفراغ والبؤس لمعرفتها ان زوجها ينام في غرفته وحيدا . صدقا .. من سمع في هذه الايام برجل وزوجته يعيش كل منهما في غرفته الخاصة ؟ انها ترغب فيه وتريده بغضب اعمى ارادت ان يحبها وان يشاطرها فراشها وان يعاشرها كزوجة ليلة بعد ليلة .. كما أرادت لطفلهما ان يتربي في بيت لا في مجرد منزل . وان لم تستطع الحصول على هذا كله فهي اذن لن تستطيع البقاء معذبة نفسها بقربه منها لن تستطع تحمل رنة صوته القوي وهو يتحدث الي امرأة اخرى لايمكنها ان تعرض لمثل هذا العذاب ..
ان البديل الوحيد امامها هو الرحيل مع ريكو الذي سيقلها في الصباح الباكر الي البر.

كانت زوجه ابيها قد سألتها بعد الغداء:
- اثمه خطب بينك وبين زوجك.
- ماذا تعنين ؟
- لاشئ حبيبتي ولكن هل تحدثت الي فيدل بشأن ما كنا نتحدث عنه ؟
- اجل ..اعني ...
- وماذا قال ؟
- انا .. انه .. لم يقرر شيئا .
لكن ايما قالت بخبث :
- لا استطيع الانتظار ولكن ما رأيك لو جعلنا زيارتي هذه زيارة عائلية صغيرة؟
وكان ان تحملت اورسولا ضغط رفقة ايما محاولة الرد على اسئلتها ولكن فكرها كان يعيش في دوامة كبيرة . انه نهارها الاخير والليلة الاخيرة في الفيلا فغدا ستكون في مكان لا يعلم ما هو سوى الله .
تسللت الفكرة الى نفسها ببطء . في البداية كانت مجرد تذكر عادي بعدما انضم فيدل اليهما .. قدمت له فنجان شاي ثم لما اقترب من النافذة تنسمت عطر ما بعد الحلاقة .. وهكذا ولدت في رأسها الفكرة التي راحت تكبر وتكبر .
وقت العشاء تطورت الفكرة حتى اصبحت رغبة حارقة وحاجة يجب ان ترضيها وتهدئها للمرة الاخيرة..
دبدأ قلبها يتحطم .. فالليلة يبدو فيدل .. فيدل .. فيدل زاراكوتشي بشكل بارز : الاستقراطي الثري المديني الشديد الثقة بالنفس الرجل الرائع المتواضع .أليس تواضعه هو ما جذبها اليه ؟ عندما كانت تجلس الي المائدة تذكرت الغداء البسيط في اللوفر ونزهة السين التي بدأ فيها راغبا في اسعادها .
أكان كل ذلك ادعاء ؟ .. ارتشفت قليلا من كوب العصير امامها ، لانها شعرت بحلقها يجف فجأة.
سألها فيدل :
- هل انت بخير ؟
تقسم انه كان مستغرقا في محادثة ايما.
- اصبت بالرشح أثناء غيابك .. هذا كل شئ.
أدركت متأخرة ان الزوج في الظروف الطبيعية كان سيعرف مسألة مرضها منذ ليلة امس .
ولم تفت الملاحظة ايما فأخذت عيناها الحادتان تنتقلان من واحدهما الي الاخر ، ثم اخفت ابتسامة تحت منديلها وقالت : اتمنى الا يكون شجار ما قد وقع بينكما بسببي.
وهذا مازاد الامور سوءا ففي ما تبقى من الامسية لم تفارق عيناه اورسولا .. واخذت تتساءل عن الشيطان الذي دفعها الي اختيار هذا الثوب بالذات ، الثوب الذي تعرف انه يحبه كثيرا.
قدم ديلغي القهوة لهم في غرفة الجلوس وهناك صب فيدل القهوة لنفسه ولايما ثم التفت الى اورسولا .
- اتريدين القهوة ؟
هزت رأسها ايجابا .. ولكن شفتيها ارتجفتا فقد تذكرت انها وضبت كيسين يعجان بالملابس وهما الان في مكان ما في غرفتها .
انهت قهوتها ثم توجهت لتضع الفنجان على الصينية . وحذا فيدل حذوها فاصطدما معا ، عندها همست اورسولا اسفة .
أمسك فيدل ذراعها بلطف فاذا اصابعه دافئة وحازمة : هل انت بخير ؟
- طبعا .
- هل أبعد ايما .. انا مؤدب معها من اجلك .
همست :لا .
هذا كله جنون . ها هما زوج وزوجة يهمسان سرا في الزاوية علما انه لا يحبها فهو لا يريد سوى رونا التي تنسجم مع حياته الكبيرة ..
- انا.. فقط متعبة قليلا ..
قال بصوت عميق اجش : لماذا لا تأوين الى فراشك ؟

أحست ان عينيه تريدان منها التطلع اليه .. ففي نبرة صوته رنة تعرفها جيدا .. رفعت عينيها نحوه فوجدت فيهما ما يقول سأتي الى غرفتك . أوليس هذا بالظبط ماتريده وتفكر فيه طوال المساء ؟
قالت : اظنني سأفعل .
ثم نادت عاليا:
اعتذر ايما لانني سأوي الي فراشي باكرا .
غادرت الغرفة بدون ان تنهار . لقد انتهى النهار وليس عليها الا انتظار احتضار الليل.

khadija123
25-02-2010, 22:27
هل تجرؤ على الرحيل ؟ فلنفترض انه لايريدها ؟ كيف ستتمكن من العيش مع الذل ؟ ربما كان اهتمامه بها بسبب وجود ايما.. استلقت في الفراش قلقة تصغي الي وقع الاقدام .. تتساءل كيف تمضي ايما وقتها معه .. غريب .. انها لاتشعر بالغيرة ابدا من زوجة ابيها .
اخيرا سمعت وقع اقدامه على سجادة غرفه الملابس اولا ، كعادته .. تصورته يخلع ملابسه راميا كل شئ في سلة الغسيل ، واقفا هناك حيث تظهر بوضوح عضلاته المفتولة.
اغمضت عينيها بشدة ولكن الصورة لم تختف .. ارادت ان تمد يدها لتتلمسه .. ارادت ان يكون هنا الى جانبها .. ان تحس بثقله قربها .
انسلت صرخة صغيرة من فمها . ثم بدأ قلبها بالخفقان وتدفق الدم غزيرا في عروقها . ليته يفتح الباب ليته يأتي اليها ولكن هل ستجد القدرة للرحيل بعدما تقضي معه ليلة اخرى ؟
ولم يدخل .. بعد قليل انطفأ النور في غرفة ملابسه .. لكن هذا لا يعني انها لا تستطيع الذهاب اليه نهضت من السرير تقاوم الاغطية التي كانت تحاول ان تمسك بها .. اضاءت النور وتقدمت الي المرآءة الطويلة .. ألن يرغب فيها ؟ نظرت الي صورتها بعين منتقدة متذكرة ليلتهما الاولى معا . احست بحرارة الذكرى وتطايرت شرارات الاثارة من اعماقها .. ان لم يكن ما كان يفعله بها حبا ، فهو تقليد رائع للحب .. ولكن الرجل غير مضطر الي هذه الدرجة من التقليد ؟ هل تؤثر فيه الذكرى أيضا ؟ ترى هل سيستطيع مقاومتها في ما لو تسللت الي فراشه ؟

مررت أصابعها في شعرها الاشقر ، ورطبت شفتيها .. تتذكر تلك الاسرار المعتمة التي علمها اياها .. ثم تجهم وجهها ..انها تعرف انها لن تستطيع قضاء هذه الليلة بالذات بمفردها . لن تستطيع . يجب ان تستغل فرصتها الاخيرة ولتضرب بعد ذلك بالنتائج عرض الحائط .
لكنها لم تجد الشجاعة للتوجه اليه في غلالة النوم الشفافة .. فكان ان وضعت روبها الرقيق وربطت اشرطته الصغيرة بأصابع مرتجفة .. ثم تسللت علي رؤوس أصابعها الى غرفة الملابس .. وأطبقت يدها على أكرة بابه ثم أدارات الاكرة ببطء وهدوء فانفتح الباب ، كانت تعج الغرفه في ظلام دامس .. ظنت للوهلة الاولى ان لا احد فيها .. لكنها سمعت حركة وصوتا مخنوقا من السرير .. فجأة ومض النور ووجدت فيدل يستند الى مرفقه شاخصا بصره اليها .
لم تستطع الكلام .. بدا انه كذلك لم يستطع الكلام .. لكنه على الاقل لم يطردها من غرفته .. تشجعت قليلا ثم اغلقت الباب ببطء خلفها وتقدمت الى السرير لحقت بها العينان الزرقاوان وهي تتوجه الى السرير . لم تتردد سوى لحظة . كانت أناملها على غطاء الفراش وعيناها في عينيه تتوسلان اليه الا يرفضها .
ولم يرفضها ولكنه لم يساعدها ايضا . اخيرا تسللت الي جانبه . مرتجفة، عندما لم يقترب منها او يلمسها شرعت تفك اربطة روبها الحريري .
راقبها تفك الرباط الاول فالثاني ولم يتحرك شعرت بالتوتر الذي تأرجح كالحاجز بينهما .. كان وجهه جافا خشنا وعيناه باردتين متعبتين . علق الرباط الثالث في عقدة وعضت اورسولا شفتيها محبطة . ارتجفت اناملها كثيرا بحيث عجزت عن التعامل مع الشرائط الرفيعة .. اخيرا صاحت منزعجة ورفعت بصرها اليه . ولكنها لم تستطع قراءة ما في عينيه من تعبير .. بدا وجهه غاضبا ، مذهولا ، مزدريا .. ولكنه كان يريدها .. احست بمعركة ماتجري بين احاسيسه المتضاربة.
اخيرا تحرك مادا يديه الى روبها .. سرعان ماسمعت صوت تمزق حاد . وكان هذا كل ما فعله . لم يقل لها شيئا ولم يتحرك نحوها .. بل عاد يستلقي مستندا الي مرفقه .. ولكن النور في عينيه تغير .. فالقسوة الخبيثى اصبحت تحديا قابلته بتحدي اخر . فراحت تنزع ببطء الحرير عن كتفيها .
لقد فعلت ذلك مرارا من قبل ، وكان فيدل كلما فعلت يسارع لدفن وجهه في صدرها ويجذبها معه .. لماذا لا يفعل هذا الان ؟ ماذا تستطيع ان تفعل غير هذا ؟ .. اقتربت منه ببطء تعانقه عناقا بطيئا سريعا ثم اعقبته بعناق اخر .
مد يده بعدائية يرفع يده الى ظهرها .. فجأة لم يعد يستطيع مقاومة المد الجارف الذي تصاعد ليغرقهما معا .. تأوهت اورسولا قائلة في نفسها ان كل شئ سيسير على ما يرام .
اخيرا كسر الصمت بصوت عميق قوي فيه طيف انتصار.
- كنت اعرف انك لن تتمكني من البقاء بعيدة فأنت تعرفين تماما كيف تجري الامور بيننا التي ستدوم الي الابد .
تأوهت .. اجل .. انها تعرف .. تعرف انها اذا لم ترحل غدا فلن تشعر بالطمأنينة او هدوء البال ابدا كما تعرف ان حياتها ستكون سلسلة عذبات كهذه الليلة .. ليال يعجزان فيها عن انكار حاجة كل منهما الى الاخر يعقبها أيام من عذاب التساؤل عمن تكون معه الان ..
لم تستطع اورسولا الا التمسك بها والدموع في عينيها تعض شفتها ، مقطوعة الانفاس ، غاضبة من ذلك راغبة في حبه بل في مجرد وجوده معها ..
بدا لها نائما .. فمدت يدها تغطيه . احست بثقله وبروعته استلقت الي جانبه تستمتع بكل لحظة رائعة ثمينة ملست شعرها الاشعث وتركت اصابعها تنسل الي كتفيه .. لكن هذا ليس صحيحا .. انه مجرد ادعاء .. انها بكل بساطة تخدع نفسها .. تتظاهر انهما دافئان وقريبان ، والواقع ان فيدل بقي في عالمه الخاص .. رغبته بها لم تزد عن كونها رغبة رجل في امرأة جذابة ..وهل هناك رجل قادر على رفض عرض مغر كهذا ؟ ماحدث لم يعن له شيئا اما لها فأه .. لان ما حدث سيبقي حيا في ذاكرته .

khadija123
25-02-2010, 22:41
نهاية الفصل العاشر

khadija123
25-02-2010, 22:54
11 - ارجوك اتركني





اخيرا نام فيدل .. واستلقت اورسولا قربه في السرير الكبير مرهقه .. مع ذلك ، كان العذاب يحول بينها وبين الراحة.. انها مجنونة بالطبع لانها حكمت على نفسها بحياة ستكون فيها دائما المرأة الثانية .
نظرت بحب الى الشعر الاشعث الاسود على الوسادة .. حسن جدا .. لقد تزوجها لاسباب خاطئة فهو مازال يحب رونا وعليها التعايش مع هذه الحقيقة ، فبعد السحر الذي تذوقته البارحة ، عرفت انها لن تجد القوة للرحيل ، اغمضت عينيها متذكرة كيف عبدها حبا وكيف استطاع ان يأسرها في عالم من صنعهما فقط .. وان لم يكن يحبها قولا فهو يحبها عملا .. حسنا، ان لم يكن ذلك الحب الذي توقعته فهو حظها العاثر لانها تعرف الان انها لن تكون سوى المرأة الثانية في حياة فيدل الذي ستتلقى منه ما تلقته الليلة.. كيف ترضى المرأة بمثل هذا الرجل وتحت اي شروط؟
تسلل ضوء الصباح الرمادي من وراء الستائر فأدركت اورسولا كم تأخر الوقت .. ياالله ربما ريكو هنا الان عليها بطريقة ما الذهاب الى الشاطئ لتقول له انها ليست راحلة.
لم يكن التسلل من السرير وارتداء الجينز امرا سهلا.
سمعت صوتا في الردهة ، فسارعت الى الباب .. جيد .. لقد ذهبت الخادمة ، واصبحت غرفة الجلوس خالية . وما هي الا لحظات حتى خرجت من الفيلا من دون ان يراها احد من الخدم . لقد تأخرت انها الثامنة . عندما كانت تركض سمعت مركبا يصطدم بالرصيف ولكن لم يكن مركب ريكو فهذا اقدم من ذاك . لكنها لم تنتبه له جيدا .. لابد انه يوصل الخضار .. وقفت تحت شجرة وارفة الظلال ثم ركضت ناسية المركب ومن فيه .
حينما اصبحت على الشاطئ لم تجد اثرا لريكو .. هل تأخر ؟ هل وصل ثم رحل ؟ هل غير رأيه وعدل عن المجئ ؟
جلست فوق صخرة تحدق في البحيرة في هذا الصباح الهادئ . كم تبدو اليوم مختلفة .. لا شك انها اجمل بقاع الله .. ثم شاهدت مركب ريكو اتيا من زوية مختلفة هذه المرة .
هبت واقفه تلوح بذراعيها ، ثم صاحت وهو يتجه بالمركب الى الشاطئ : خلتك قد عدلت عن رأيك .
ساعدته علي جره الى خارج الماء ، فاستند الى الحصى .
بدا متوترا غاضبا .. كانت عيناه السودوان تجوبان الصخور والاشجار بحثا ثم سأل : اين أغراضك ؟
- اسمع .. لا ادري كيف اقول هذا لك .. لقد كنت في غاية اللطف معي .
- انت غير راحلة .. عدلت عن الفكرة ؟
حين هزت رأسها بوضوح ، قهقه قهقهة مشرقة ، انتهت الى غضب .. نظر اليها وكأنه كرهها فجأة .. فقالت :
- ريكو .. خلتك ستشعر بالرضي ..
- الرضي . او بعد هذه المشقة وبعدما بت قريبا من ..
وصمت يحدق الى ما وراءها . تناهت الى مسمعيها وقع اقدام راكضة . التفتت بعنف خائفة من هوية القادم الذي لن يكون سوى فيدل .. ولكنه لم يكن وحده .. تقدم فيدل اولا وخلفة امرأة سوداء الشعر .. ليست ايما بل رونا .. ماذا تفعل هنا بحق الله ؟ كيف عرفت؟
قالت الكونتيسة : اشكر الله لاننا لم نتأخر.
لكن عيني اورسولا استقرتا على زوجها .. زوجها الذي تركته في الفراش قبل نصف ساعة .. زوجها الذي كانت بين ذراعيه ، طوال الليل .. ولكن لم يكن في وجهه اثر للحب الذي اظهره .. لا قلق أو تفهم .. شاهدت الغضب الغضب الأعمى ، الذي حول وجهه الى وجهه كريه متوحش .
- ان لمست زوجتي قتلتك .
صاحت اورسولا عندما رأته يهجم عليه :
- توقف عن هذا فيدل .. حبا بالله .
ولكنه لم يسنعها وصاح به : ماذا تفعل هنا ؟
وقالت رونا متوسلة :
- الذنب ذنبي .. عرفت ان لديه شخصا اخر فقد اخبرني كل شئ ولكنني لم احلم بأن تكون اورسولا ..لو كنت اعلم من ..
وصمتت مدعية الاحباط . عم تتحدث رونا بحق الله ؟ أتعرف ريكو ؟ ماذا قال لها ؟ لماذا ؟ بدأت اورسولا تشعر بغضب جاء وليد اللعبة التي فهمتها اخيرا.
تكلم ريكو بالايطالية بسرعة وانفعال مشيرا الى المركب والى اورسولا .. وتابع كلامه الذي لم تفهم منه شيئا واصبح وجه فيدل ابيض من شدة الشحوب وكان يمسك انفاسه .. وهو لا يفعل هذا الا اذا اخذ الغضب منه مأخذه .
جاء دور الكونتيسة التي كانت تصيح بريكو بالايطالية ايضا .. هل هي مؤامرة لاخراج اورسولا عن طورها ؟
اخيرا صاحت اورسولا : هلا شرح لي احدكم ما يجري ؟
سرعان ماران صمت مطبق التفت على اثره الجميع محدقين اليها وقال فيدل :
- سنناقش هذا الموضوع في الداخل ، انتظريني في المكتبة اورسولا .
- لن اطيع امرك .. هل جننتم جميعا .. ؟ ريكو ليس متسللا لانني سمحت له بالمجئ ..
نظرت الي فيدل تتحداه ان ينكر سلطتها كزوجة له :
- .. ربما يود احدكم شرح ما تفعله رونا على ان يكون ذلك باللغة الانكليزية .
فتح فيدل فمه ليتكلم ولكن الكونتيسهةسبقته :
- كان هذا غلطة مني .
كأنها تتوسل الى اورسولا المسامحة ، واكملت :
- لم اكن اعرف انك كنت مستوحشة الى هذا الحد .. حاولت مصادقتك لتفضي الي بسرك .. مع ذلك لم ار .. لم ادرك انك اتخذت لنفسك عشيقا .
صاحت اورسولا : عشيقا ؟
وهدر فيدل مره اخرى فارتد ريكو اما اورسولا فقالت :
- انت مجنونة .
اتسعت عيناها الخضروان دهشة تنظر الى المرأة التي تتعلق بذراع فيدل وكأنها تقوده الي الظن بأنها تمسكه لئلا يرتكب هفوة فظيعة .
- ليس الامر كما تتصورون . اخبرهم ريكو.
- لكن معرفتها باسم الشاب زادت من غضب فيدل الذي صاح :
- منذ متى ؟ وكم مرة ؟
صدرت منه الكلمات بطريقة لاواعية ثم بدا نادما عليها ..

سألت غاضبة : مازلت اريد معرةه شأن رونا بهذا والغرض من وجودها هنا .
- انا هنا لامنعك من ارتكاب غلطة فظيعة فأخي فعل شيئا كهذا سابقا . وماكان يجب ان ادعوه .. جاء الى البحيرة فقط ليرى مركبا هذا ما قاله لي .
قاطعتها اورسولا : اخوك؟
اخذت تنقل بصرها من رونا الى ريكو ، تلاحظ الشبه الواضح الذي عزته بكل غباء الى تشابه الايطاليين :
- ماذا قلت لها ؟
ولم يستطع ريكو النظر الى عين اورسولا ، ولكن ما يحدث كان كثيرا على فيدل الذي افلت قبضة الكونتيسة وامسك اورسولا ورفعها عن الارض :
- عودي الي المنزل الان .. سأتكلم معك فيما بعد .. ولكن اولا اريد التعامل مع ..
قاطعته رونا : لا لا تفعل ..
صاحت بريكو باللغة الانكليزية ثم تحدثت الي فيدل بالانكليزية .
- يجب الا تلوم اورسولا .. كان يجب ان ..
ولكن اورسولا رأت وراء قولها وتصرفاتها قناعا زائفا .. فأدركت ان رونا هي التي خططت لكل هذا .. وأن ريكو وافق على اغواء اورسولا او التظاهر بأنه اغواها حتى تشتري اخته الثرية له مركب سباق جديد .
ولكن قبل ان تقول ما تشك فيه ، دفع رونا بعيدا وأمسك بأورسولا مجددا واخذ يدفعها نحو المنزل .

khadija123
25-02-2010, 22:57
كيف يجرؤ على هذا . قاومته اورسولا محاولة التخلص منه ..
ثم ازداد الامر سوءا فقد خرجت ايما مذعورة من غرفة الجلوس تصيح :
- اه ، الحمد لله انك سالمة .. وصلت امرأة وبعد وصولها سمعت صياحا وشخصا يقول انك هربت بالقارب .. انا اعرف مدة كرهك للقوارب .. وظننتك غرقت .
كانت في حالة هيسترية ، تنظر الى اورسولا وكأنها عائدة من بين الاموات .
- انت لست مبتلة .. هل انقذك احد ؟
- اورسولا بخير .. كما ترين . والان هلا تركتنا ؟

نظرت الى الجميع بذهول ، ثم لفت ذراعها على كتفي اورسولا وصاحت :
- ماذا يحدث هنا ؟ انت ترتجفين .. ماذا فعلت بها ؟
قاطعتها اورسولا تحاول بعث الطمأنينة الى قلبها : لاشئ ايما مالامر الا خلاف عائلي .
- انا من العائلة ولن اسمح ان يعاملك ..
أقلقة هي على اورسولا ام على مال اورسولا ؟
قالت اورسولا : ارجوك ايما .. لا داعي الى هذا .
بدا فيدل على وشك الانفجار .. اه .. يالله .. هذا هو ديلغي يريد معرفة من سيبقي للفطور ..
صرفه فيدل وساد صمت حتى رحل .. ثم ارتجت الغرفة بالحديث المرتفع .. وسألت ايما : ماذا يجري ؟ هل حاولت الهرب ؟
- انها غلطتي .. اخبرهم ريكو .
زادت رونا على كل هذا : ليتكم تحافظون على هدوئكم .
وسأل ريكو : ماذا تريدين ان اقول ؟
- الحقيقة .
جعل صراخها جميع من في الغرفة يصمت .. الجميع الا فيدل الذي بدا غير واثق بشئ حتى بنفسه.
قال ريكو وهو ينظر الى شقيقته :
- ولكنني قلت الحقيقة . طلبت مني المجئ لاصطحبك من هنا هذا الصباح .. اردت ان تتركي زوجك ..
احست اورسولا بالغثيان ، ومادت بها الغرفة سارعت ايما تلف ذراعيها حولها : ان حاولت ابنتي الهرب فالسبب سوء المعاملة فمنذ وصولي عرفت ان هناك خطبا ما .
اجلست اورسولا على كرسي ، ثم اتجهت الى فيدل :
- انا لست غبية .. استطيع رؤية الامور بوضوح .
التفتت الى رونا ، مدركة فجأة وقفتها الحميمة الى جانب فيدل .. ثم التفتت الى اورسولا ، وقالت بوجهه بشع متجهم حقود :
- طلقيه .. اقيمي عليه الدعوة واحصلي على حقك حتى اخر قرش .
صاح فيدل هادرا : كفى .
ثم تقدم من اورسولا يرفعها عن الكرسي بشراسة ووجه الكلام الى رونا :
- ابعديهما من هنا كلاهما . ابعديهم عن هذه الجزيرة قبل .. والا لست المسؤول ..
كان وجهه متوحشا ، خطيرا :
- لكن ..
من الواضح ان رونا لم تتوقع انقلاب الاحداث هكذا .
حين لم تقتنع رونا .. ترك اورسولا وتقدم الة عشيقته .. وكرر : ارجوك ابعديهما من اجلي .
وافقت رونا مبتسمة ، وقبلت خده .. فانفجرت ايما واضطرت اورسولا الى الاشاحة بوجهها :
- لن تستطيع ابعادي عن هذه الجزيرة لانني أطالب بالبقاء مع ابنتي .
- ابنه زوجك الان زوجتي وستفعل ما اقول انا .. عادة يأتي الزائرون بناء علي طلبي فقط ، اما انت فلم يدعك احد .
- فبدل ..
- لا تقاطعيني اورسولا .. وانت ..
استدار الى ريكو يسيطر على نفسه بصعوبة :
- ستغادر هذا المنزل الان .. ولن تعود اليه ابدا .. ابدا الا اذا رغبت ..
- فيدلو .. كارا ..
وانطلقت تكلمه بالايطالية ، تحاول تهدئته ولا شك ان خبرتها في تهدئته تعود الي عشر سنوات . عشر سنوات . التقطت اورسولا وسادة عن الاريكة ورمته بها .
ثم انطلقت تعدو من بين الابواب الى الشرفة .. لانها لم تعد تطيق ما تراه . ألم تعن ليلة امس شيئا لفيدل ؟ أيمكن لفيدل ان يصدق كلمة رونا ويكذبها هي ؟ عليها ان تهرب .اخذت تعدوعلة درج الشرفة .. ولكنها لم تصل الى الاسفل لان احدهم لحق بها .
-دعني اذهب .. وعد اليها .
ولكن فيدل كان قد عقد حولها وحملها عائدا الى الداخل .
- يجب ان نتكلم .
- ليس لدي ما اقوله لك وان اعدتني للداخل فسأصرخ مستغيثة
- اذن اصرخي .. فمن سيسمعك برأيك ؟
اوصلها الي غرفة الجلوس التي كانت فارغة الان .. ثم اقتادها الي مكتبته.. وركل الباب يقفله خلفه فهربت اورسولا منه نحو النافذة .
- والان سنعرف الحقيقة.
كان صوته يقطع جو الغرفة الساكن ، واستدارت في الوقت المناسب فرأته يمرر يده على وجهه . بدا مشوشا ، مخيفا مثقل العينين.
قالت غاضبة : انت تعرف كل شئ لقد عزمت الرأي وفضلت تصديق رونا.. حسنا .. هيا قل ما تريد.
تقدم الي متكتبه يحرك الاوراق بدون ان يري شيئا :
- انا لا اصدق احدا .. اري الوقائع فقط امامي .
- صاحت به : وقائع.
لم تعد تحتمل قوته المكبوتة التي لا ترحم .. أهكذا يتعامل مع زبائنه ؟ بدون شفقة او انسانية ؟
- الوقائع تقول انك رأيتني على الشاطئ اكلم ريكو ..
التفت اليها والغضب يظلم وجهه :
-لا تذكري هذا الاسم ؛ أتريدين القول انها كانت صدفة ؟
ابتلعت اورسولا ريقها مسحت كفيها بسروالها : ليس بالظبط.

khadija123
25-02-2010, 23:00
- ألم ترتبي لقاءك بذلك الرجل .
- تقريبا .
- ماذا تعنين بقولك ؟
- لم يكن الامر كما تظن .
- وماذا اظن ؟
كان صوته غريبا لم تتعرف اليه فكافحت تقول : أردت ابلاغه رسالة .
- كم مره التقيتما قبل اليوم .
هزت كتفيها :
- لاادري .. عده مرات . لم اخطط لشئ . وجدته هناك يوما .
وجدته هناك يوما ؛ يالهي ما غباها فكيف لم تشك في دوافعه .
- اولم تفكري في تحذيره بأن هذه الاملاك خاصة ؟
- انه يعرف ذلك لانه شقيق عشيقتك التي كانت تمنحه حق الدخول

لم يعجبه قولها ، فرد بقسوة :
- ماهي الرسالة التي كنت تريدين ايصالها اليه ؟
ابتعدت عنه تذرع الغرفة . انا ...
صاح مقاطعا بلهجة ثقيلة حادة ولكنة مكسرة : الحقيقة .
- اردت ان ابلغه أنني غيرت رأيي ..
وبدلا من ان تطرق برأسها رفعت رأسها اليه بكبرياء وتحدي ..
- اذن ، لقد خططت للهرب معه ..
- لا .. اجل ، لكن لا ..
ربما لو قالت له انها غارت من رونا لفهم .. ارتد عنها وظهره متصلب من شدة اللغضب :
- لقد سمعت ما يكفي .
ثم لم يعد يحتمل فتوجه اليها . كانت تستند الى المكتب لتدعم نفسها فهي واثقة من انه يهم بضربها ولكن قبضته هوت على المكتب بضربة ساحقة . وصاح مزمجرا :
- لماذا ؟ اعني .. لماذا غيرت رأيك ؟
نظرت اورسولا اليه وهي تطيل النظر .. تريد منه ان يفهم وان يعرف كم تحبه ..
غير انه تراجع ضاحكا ، ينظر الى السقف مخللا اصابعه بعنف في شعره المشعث .
- الان فهمت طبعا .
كان يضحك من نفسه ومع ذلك بدت المرارة في صوته والازدراء في عينيه :
- لم يصب توقيتك الهدف .. لقد تزوجتني من اجل المال .. ولكن ، هل وجدت ايما انها لم تنل نصيبها ؟
نظرت اليه فاغرة فاها ، شاحبة الوجه وسمعته يكمل الاهانة .
- انا لا اتذمر ..فانا مستعد لدفع الكثير لاحصل على امرأة مثلك في فراشي . لديك سحر كبير اورسولا .. اظنه براءة ممزوجة بمعرفة غريزية بما يرضي الرجال .. وياله من سحر ؛
امسك ذقنها يجبر وجهها على الارتفاع اليه :
- ولكن النساء اللاتي يتزوجن طمعا بالمال يملكن هذه المواهب عزيزتي . اخبريني من علمك لاشكره .
صدمها قوله فاشتعل كيانها غضبا ثم صاحت به :
- انا مسرورة انك ادركت ان هناك فرقا بين الزواج طمعا بالمال وبين رفض الزواج طمعا بالمال ؛
امسكت بشئ زجاجي كان علي المكتب ثم رمته به .
لم تعرف كيف اخطأته فقد صدم ذاك الشئ الباب الخشبي فأزال عنه الطلاء ثم انكسر مدويا علي السجادة السميكة . شحب وجه فيدل وتشنجت عظلات وجهه ثم ران صمت ثقيل كاد يخنقها .
- عندما تستطعين السيطرة على نفسك بوقار يليق بزوجتي فسأناقش هذا الموضوع مرة اخرى .. حتى هذا الوقت اقترح عليك البقاء وحدك .
اتجه الى الباب فالتقط الثقل الزجاجي ، لكنه تردد:
-سأتأكد من رحيل دوريانو وزوجة ابيك حالا .. قد تحتاج رونا الى مساعدة ..بامكانك الاتصال بايما في وقت ما واعلمي انني سأعطيك المال الذي تحتاجينه .. وبامكانك فعل ماشئت به .. ولكنك لن ترى ذلك الرجل مرة اخرى .. واقترح عليك الابتعاد عن الطريق حتى يغادر الجميع .
نظر الى الثقل الزجاجي ثم حمله اليها :
- خذي هذا .. وارميه مجددا اذا كان سيساعدك رميه .
وخرج .. فأطبقت اصابعها على سطح الزجاج الناعم وضربت قبضتها على الطاولة بغضب مجنون يأس .
سمعت اصواتا في الخارج ووقع اقدام وصياحا وجدالا . توجهت اورسولا نحو النافذهةتصم اذنيها بيديها . رمت الثقل الزجاجي على مقعد ناعم .. اللعنة على هذا الرجل ! لماذا وقعت في حب مثل هذا الرجلف الخالي من المشاعر؟
فيما كانت تذرع المكتبة بدأن المنزل يسكن تدريجيا. ثم سمعة صوت المركب . ماذا سيقول الخدم الآن ؟ عرفت بكل بساطة أنها لن تستطيع العيش هنا بعد اليوم.. ليس بسبب ما قد يظنه الخدم .. بل لأنها تعرف أن آخر ما لدى فيدل من مشاعر قد ولى إلى الأبد.
استقرت عيناها المرهقتان على لوحات امها. فتذكرت أن فيدل قادر بنفوذه على إيجادها حيثما حلت. ولكن ربما تسعى رونا إلى التلاعب به فيفقد حتى الرغبة في استعادة أورسولا .. وربما رغب فيها فقط إذا عرف بأمر الطفل.
ولهذا عليها ألا تخبره كما عليها بطريقة ما أن ترحل قبل أن تضعف مرة أخرى..
كيف يمكنها أن تهرب؟ سقيفة المراكب مليئة بالقوارب.. ولكن المسؤولين هناك سيحولون دون رحيلها.
كان النسيم قد بدأ يهب... كانت بعض المراكب الشراعية تبحر مسرعة ... ثم تذكرت أن مركب ريكو ما يزال على الشاطئ.

khadija123
25-02-2010, 23:02
نهاية الفصل الحادي عشر وبداية الفصل الثاني عشر والأخــــيـــــــــــــــــــــــــــــر

Η Υ U Ν Λ
25-02-2010, 23:05
مشكوره اختي خديجه ع تعبك
ننتظر التتمه

wsonata
26-02-2010, 00:09
:سعادة2:جزاك الله كل خير على المجهود الرائع وتسلم ايديك يا اخت خديجة منتظرة التكملة بفارغ الصبر الرواية اكثر من رائعة::جيد::

wsonata
26-02-2010, 00:12
صراحة ما اقدرتش اصبر لحد مااوصل للرواية فبدات فيها وليقيتها تستاهل تسلم ايديك بجد

khadija123
26-02-2010, 00:48
تشكرون حبيبتي على تتبعكم وهذا الجزء الأخير بعد قليل

khadija123
26-02-2010, 00:53
12 – العاصفة تهب مرتين


مركب ريكو! ترى أما زال على الشاطئ ؟ عرفت أورسولا أن بالها لن يستريح حتى تعرف. البيت هادئ الآن، فهل تجرؤ على النزول إلى الشاطئ لإلقاء نظرة ؟ تطلعت بحذر إلى خارج باب المكتبة... الممر خال. أسرعت إلى الباب الجانبي.. وتسللت إلى الخارج تسعى إلى الطريق الوعرة المنحدر نحو الخمائل الوارفة الظلال.. راحت تشق طريقها بصعوبة بين الأشواك والعشب المرتفع حتى وجدت الطريق الذي تسلكه عادة إلى الشاطئ.
كان المركب هناك ولكن ماذا إن تذكر فيدل وجوده فسعى يزيله من مكانه؟ هذه مخاطرة عليها المخاطرة بها. فلن تجرؤ على الرحيل قبل المساء.. إن حبست نفسها في غرفتها وظلت فيها فقد ينسى المركب. أرجوك يا الله، ده ينسى كيف وصل ريكو إلى هنا.
من حسن حظها أن الخطة نجحت فقد ظل فيدل بعيدا عنها طوال اليوم معتقدا أنها في غرفتها آمنة .. مر اليوم بطيئا. إنه يومها الأخير في هذا المكان والجو فيه ملبد ممطر. أخيرا حلت الساعة الثامنة فقررت أنه حان أوان الرحيل. ألقت نظرة شاملة متحققة من جواز سفرها ومن بطاقات الاعتماد ودفتر الشيكات أما الكيسان فكانا معدين من الأمس.
سحبت نفسا عميقا لتبعد عن نفسها الغثيان ، وفيما كانت واقفة في الغرفة لمحت نفسها في المرآة فإذا بها لا ترى أورسولا زاراكوتشي التي تعرفها بل تلميذة ترتدي جينز وقميصا.
تسللت بحذر إلى الخارج تجر الكيسين خلفها. أقفلت الباب وراءها ثم وضعة المفتاح ف جيبها وكانت قد تركت الراديو يصدح والنور مضاء في غرفتها.
توسلت إلى الله ألا يكتشف أحد هروبها. كان وجهها متجهما ولكنها نهرت نفسها بسبب استيائها، فمن الآن وصاعدا لن تسمح لأي رجل بأن يمتلكها.
نسيت المشغل اليدوي ... اللعنة ! لكنها تمكنت من النزول على الصخور ثم تعثرت في الممر، وأخيرا وصلت إلى الشاطئ.

ما زال المركب هناك .. لم يكتشفه أحد.. وقفت تحدق إليه وهي تشعر بالغثيان ثانية ... ستحتاج إلى قوة كبيرة لتحريكه. نزلت أورسولا في الماء ثم رمت الكيسين إلى المركب، وبعد ذلك رفعت الجينز وطفقت تحرك الشراع وبدأت تدفع المركب إلى الخارج.
صعب عليها تحريكه ولكنه أخيرا طفا فوق الماء.
فكرت لبرهة كيف يشغل ثم لم تلبث أن أسرعت إلى الشراع الرئيسي الذي كان منسلا. عرفت أن عليها شده من تلك الحلقة لتحملها الريح. وجذبت الشراع ثم ربطته في الحلقة ولكنها لم تجد ذراع الدفة.. لماذا تركتها حى حل الظلام هكذا ؟ لا ... ها هي ... ولكنها كانت في الناحية الأخرى .. جذبت الدفة فتحرك المركب وخرج من الجون الصغير.. ولكنها انتبهت إلى أن الريح توجه المركب إلى الجهة المعاكسة وهذا يعني أن المركب سيصطدم بالصخور.
سارعت أورسولا إلى تصحيح الوضع فأعادت ترتيب كل شيء خافقة القلب مرتجفة اليدين . إنها الآن تحمد الله .. لأن ريكو اصطحبها بتلك الرحلة التي تعلمت فيها كيفية تشغيل المركب. تحرك المركب الآن ببطء لأنها لم تشد الشراع بحيث يجري مع الريح فهي لن تخاطر بأن يسير المركب بسرعة نحو الشاطئ خاصة وأن أمواج البحية بدأت ترتفع.
كان كل ما يحيط بها كابوسا غير أنها استطاعت الجلوس عند الذفة وإحد يديها على الذراع أما الأخرى فأمسكت بالشراع استعدادا لشده من الحلقة إذا ما هددت الريح المركب. ألقت نظرة أخيرة على الفيلا فترقرقت عيناها بالدمع.
كم من الوقت مضى عليها وهي هنا فوق المياه ؟ إنها ترى الآن أنار بلدة مونتي فيرنو ولكن أتتوهم ما تراه أم أن السحب المنخفظة تتلاعب ببصرها؟
بعد نصف ساعة أخرى عرفت أنها غير واهمة فالمطر عاد إلى الإنهمار وبدأت الأنوار تتباعد وهذا يعني أن الريح تبعدها عن هدفها. إن أرادت السير إلى الأمام فعليها أن تفتح الشراع وتشده من خلال البكرات الخاصة به.
مضى الليل وكأنه لن ينتهي وراحت الريح ترسل نفخاتها الشيطانية نحو الأنوار. وأخد المركب ينحرف عن وجهته عائدا بها نقطة البداية ثم امتلأ قعر المركب بالمياه وتجمدت قدماها وكانت كلما حاولت تغيير مكانها تقع وتؤذي فدميها. ولكن المركب لم يصطدم ويتحطم بل انطلق بها.
مضى الليل ووجدت أنها لا تعرف وموقعها من جزيرة فيدل.. إنها متعبة وعاجزة فالأمواج تزداد سوءا، غير أنها من حسن الحظ وجدت دلوا بالستيكيا فديما سيساعدها على إفراغ الماء من المركب.. ولكنها تأخرت على تصحيح الوضع فقد ازدادت الأمور سوءا بحيث عاد لا يفع شيء مع هذه المياه المنهمرة بغزارة.
لم تنفك الريح عن الهبوب ولم يتوقف المطر. كان الشراع همها الريسي، فقد ظل مرفرفا حينا وملتويا آخر . فجأة أدركت أن عليها إنزال الشراع قبل أن ينقلب المركب رأسا على عقب . شرعت بالغثيان مرة أخرى ولكنها مضطرة إلى إنزال الشراع فكان أن شقت طريقها إلى الأمام، تاركة ذراع الدفة ، ثم جثمت على ركبتيها حتى لا يرميها الشراع إلى الماء إذا ما تحرك من مكانه.
أخيرا وجدت الحبل المربوط في أسفل الصاري. كانت أصابعها باردة متشنجة فكت الحبل تحاول إنزال الشراع ببطء ولكنه هبط بسرعة وقوة حتى كاد يقع في الماء. عندها أيقنت أنه سيقلب المركب فسارعت تشده إلى الداخل مذعورة .. بعدما سحبت الشراع إلى الداخل تناولت المجذافين وبدأت التجذيق.
ولكن ذلك لم يجد نفعا. إنها لا تستطيع رؤية الجبال أو الأنوار ولا تسمع إلا رنين المعدن الذي لا ينقطع، رنين بكرات الحبال وهي تضرب السارية المعدنية .. انسلت الدفة ودارت بجنون من جهة إلى أخرى وانسل أيضا الحبل المربوط إلى الذراع. لقد أسود كل ما حولها وشرعت المياه السوداء تصفق وجهها.
راحت تفرغ الماء من جديد. ترى كم من الوقت ستصمد فالمركب يوشك في أية لحظة على الاصطدام بالصخور وعندها ستهوي هي والمركب إلى البحية العميقة الغور. غضبت لعجزها عن التعامل مع الواقع وغضبت على نفسها بسبب ضعفها. لماذا على المناخ أن يكون شنيعا هكذا؟ ثم بدأت تشعر بالخوف يجتاج قلبها.. الخوف الحقيقي..وكان قبل أن يصدمها نور ساطع.
تلاشى ذعرها في ثوان. فرفعت ذراعيها لتتقي النور ولكنها سمعت رقم وقع المطر وزمجرة الريح صوت هدير محرك ثقيل .. وسمعت من ينادي بإسمها .. ثم شاهدت مركبا كبيرا إلى جانبها وشخصا يصيح بها أن تلتقط الحبل .. إنه فيدل...

khadija123
26-02-2010, 01:15
رفعها بطريقة ما من المركب الصغير.. فاصطدم المركبان، وخشيت أن يبتعد مركبها .. فوقفت تتمسك بالصاري. مال فيدل فوق سياج مركبه وهو يمسك معصمها :
- اتركيه ، اتركي الصاري.
إن تركته قد تنزلق من قبضته.
صاح بها ثانية :
- اتركيه.
وكان في صوته مزيج من الغضب والسلطة ...في الواقع لم يكن لديها أي خيار آخر.
ثم ارتفعت إلى الأعلى بمعصمها ومن ثم بذراعيها، أخيرا عقد فيدل ذراعه حول خصرها.. فتمسكت به وأصبح كل شيء على ما يرام .. إنها سالمة وهي تتمسك به . الآن لا يهمها شيء سوى وجودها بين ذراعي فيدل . لقد اعتقدت أنها لن تراه مرة أخرى.. شدت قبضتها عليه بعدما ماد سطح المركب تحت قدميها، وأخد يملس شعرها متمتما بكلمات لم تكن تسمعها، ثم تعاظم صوت المحرك الذي شغله أحدهم.
- هيا بنا إلى الأسفل.
اقتداها فيدل إلى القمرة في الأسفل.. وأخيرا أدركت أنها على متن مركبه الكبير الذي يبلغ طوله أربعين قدما. غطاها ببطانية ثم تهاوت وغاصت في مقعد مرتجفة تمسح وجهها بيدين مبتلتين.. ثم أحست أنه دفع في يدها فنجانا ساخنا.. إنه الشاي .. وهي لا تحب الشاي بدون حليب.
- اشربيه !
رفعت رأسها تنظر إلى الوجه القوي ، الصارم الغامض وكرر : اشربي
ارتشفت السائل الساخن الشديد الحلاوة ولكنها شعرت بأن التوثر بدأ يشحن المقطورة فبعد ذاك الخوف الذي شعر به فيدل بدأ عضبه يظهر بوضوح.
- لماذا كدت تقتلين نفسك ! فأنت لا تجدين السباحة. البحية خطرة حتى في الجو الهادئ. قلت للجميع إن عليك البقاء بمفردك كدت أفقد صوابي !
ثم اندفع في سبيل من الكلام الذي بدا مختلطا بين الايطالية والألمانية .. كانت عيناه قاسيتين ومسيطرتين. وكان صوته غاضبا، أجش منفعلا. أنحنى جسمه كله بطريقة عدائية، وكأنه عند أول حركة تبدر من أورسولا سيكون مستعدا للانقضاض عليها.
ردن بصوت مرتجف :
- ما عرفت أن الجو سنقلب بهذا الشكل.
تغير وجه فيدل، وكأن غضبه ارتد إلى أعماقه. تناول منها فنجانها الفارغ ووضعه على الأرض، ثم شدها إليه في عناق شرس ، تاركا لها المجال فقط لتتعلق به، ولتدفن وجهها في صدره.. ظلا هكذا حى وصلا المنزل.
كان كل شيء مشوشا، ومؤلما. حملها فيدل إلى البر .. رأت أورسولا ديلغي وزوجته يسرعان إليهما فشعرت بخجل شديد .. ولكن سرعان ما نقلت إلى غرفتها وهناك استحوذ عليها الرعب فقد رأت قفل الباب محطما. نظرت إلى فيدل ولكنه لم يقل شيئا بل بدا وجهه متجهما.
- يجب أن تخلعي هذه الملابس المبللة ثم عليك الاستحمام.
- أستيطيع تدبيير ...
ولكنه لم يرد عليها، بل فتح البطانية التي تدثرها وساعدها في خلع ملابسها المبللة، ثم حملها إلى الحمام حيث تركها ليحضر لها المناشف.
سمعت أثناء غيابه رنين الهاتف في غرفته، فرد على الاتصال بكلمة "نعم" بسيطة ثم "لا" ثم عاد إلى الحمام فوجدها تجفف نفسها بمنشفة كانت هناك .. أحست بعذاب ممزوج بالفرح والألم.. عندما راحت يداه تجففان ذراعيها وظهرها شعرت بجسمها يتجاوب للمساته أما هو فظل باردا متحفظا، متوترا .. وكأنها ليست سوى كلب صغير يثير الشفقة.
حاولت أن تقول : لا حاجة إلى ...
تركها ليحضر لها روبا دافئا أخيرا ارتدت ما هو محتشم وخرجت إلى غرفتها تفرك شعرها بمنشفة صغيرة.
كان فيدل يجلس على كرسي ينتظر وصولها .. فأشار إلى كوب من الكاكاو الساخن وبعض البسكويت فلم تبد دهشة. من الغريب كيف يعتاد المرء بسرعة على اهتمام الخدم به .. ولكن هذا ليس عالمها.. إنها لا تنتمي إليه.. عندما راحت تحتسي الشراب الساخن التقط فيدل المنشفة التي تركتها ليفرك بها شعره المبلل فلاحظت للمرة الأولى أن منظره رهيب. كان السروال الجينز ضيقا ورثا، وكان إلى ذلك حافي القدمين وكأنه لم يجد وقتا لانتعال شيء. رمى المنشفة ثم نظر إليها عندها وجدت أن وجهه هو الذي يعاني حقا .. الآن وتحت ضوء المصباح رأت حول عينيه الدوائر السوداء الثقيلة كما رأت خطوط وجه المتوترة الضيقة.

khadija123
26-02-2010, 01:18
لا، ليس عليها التفكير هكذا. نعم لقد أنقذها اليوم غير أن هذا لا يغير في الواقع شيئا، فهو ما زال يقف حيث هو منتظرا منها البدء بالحديث.. ارتشفت قليلا من الشراب ووضعت الكوب على الطاولة الزينة .. ثم قالت :
- أعتقد أنك تنتظر تفسيرا.
قال بكبرياء وبرودة :
- ليس التفسير ضروريا .. فمن الواضح أنك كنت تنوين الحفاظ على اتفاقك مع دوريانو مهما كلف الثمن.
قطع الغرفة بسرعة .. والغضب يومض في عينيه متصورا خيانتها. في تينك العينين كلام يقول : أنت زوجتي ولن أدعك تهجرينني من أجل رجل أخر. ساحجزك هنا ولو عنوة . نعم هو لم يقل هذه الكلمات ولكنها شعرت بها . كان جسده كله ينتفض بغضب لم يحاول اخفاءه ..
قالت وألم الغضب واليأس الفظيع يفور في داخلها :
- هيا .. قلها لكنك لن تستطيع احتجازي الى الابد .. سأتمكن يوما من الفرار و ..
صمتت فجأة ، لانها وجدت في عينيه حزنا فظيعا . سأل بلكنتة المكسرة : ماذا يفعل احدنا بالاخر ؟
ثم اغمض عينيه وارتد عنها ..
- ماذا بامكان دوريانو ان يقدمه لك واعجز انا عن تقديمه ؟
ارتبكت اورسولا وعضت على شفتها ثم سرعان ما طغى غضب يائس على مشاعرها بسبب سوء ظنه بها .
فقالت : ساذكر امامك ما قد يقدمه لي .
التفت اليها فأردفت : سيقدم لي حريتي.
- حريتك؟
فكر فيدل في الكلمة وكأنه نسي كل ما يعرفه من الانكليزية .
- خلتك التزمت معي .
جاء دور اورسولا لتشيح بوجهها الذي اثقلته فجأة الدموع المهددةبالانهمار . همست مترنحة :
- نخطئ جميعا .
-اه .. ربما هكذا .
- اهذا كل ما تستطيع قوله .. تزوجتني بكل بساطة لتنجب وريثا وكنت قبل ذلك قد قررت الاستمرار في علاقتك الغرامية مع رونا دوراليس .. ثم ها انت تقول ربما تكون غلطة .

- وما هو اسوأ من خداعك .. لقد تزوجتني طمعا بالمال والمركز ثم اوقعت دوريانو الشاب في شراكك ؟
- اوقعت دوريانو الشاب في شراكي ؟ اذن الطيور على اشكالها تقع .
عبس فيدل لسامعه المثل العامي الشائع . ولكنه فهم معناه .
- انت مخطئه ، فانا لم ..

ثم صمت لانه سمع طرق علي الباب . فأخذ يتمتم شاتما وذهب ليرد .. ثم عاد ومعه كيسان من النيلون :
- ظنوا انك قد تقلقين على هذا .. و هذان كل ما وجدوه .
سخرت منه : وهذا كل ما أخذته .
تلاقت عيونهما، ثم بدا ان الكيسان اثارا اهتمامه:
- هكذا اذن .. انت لا تأخذين الكثير اثناء سعيك الي الحرية .
- لانني لا احتاج الى الكثير .
لم يرد وظل ممسكا بالكيسين المبللين وبدا حائرا اين يضعهما .. ارادت اورسولا ان تنتزعهما منه ولكن الحذر ابقاها جامدة.
اخيرا قال لها : انا مستعد لنسيان امر دوريانو.
وكأنما ما يقوله يكلفه الكثير غير انه لم ينظر اليها ، بل ابقي عينيه إلى الكيسين . وكادت تعرف ما يجول في تفكيره . انه يتسأل عما فيهما من اغراض تعتبرها ذات اهمية .
قالت ساخرة والذعر يوتر اعصابها : ان نسيان امر ريكو لكرم كبير.
اخيرا انتزع عينيه عن الكيسين وقال بهدوء:
- ظننت في البداء انني لن استطيع .. هذا الصباح ، وصباح امس ، ظننت انني سأقتله .. ظننت ان كل شئ انتهى .. ولكن حين اكتشفت غيابك .
التفت الي الباب المكسور واكمل :
- حين ادركنا جميعا ماذا فعلت .. وبعدما عرفنا انك غير موجودة قرب البحيرة عرفت انني اريدك مهما كانت الظروف .
شهقت وهي لا تعرف كيف تتقبل كلامه .. ماذا يعرض عليها ؟ الحب ؟ ام العودة الى لعب الدور الثاني في حياته ؟ اه هذا غير عادل ولكن .. ماذا عن الطفل .. ؟
ضمت شفتها السفلى ، تتلاعب لكسب الوقت ، غير واثقة مما تفعل :
- وتتوقع مني .. ان انسى امرها؟
بدا لها غريبا وهو يقول :
- أتستطيعين ذلك ؟
ادارات وجهها مجددا : لا ادري .
رباه الا يدري انها مستعدة لمغفرة اي شئ يتعلق به ؟ ثم شاهدته في مرأة طاولة الزينة ينظر الي الكيسين بعبوس . ولم يلبث ان وضع احدهما على الارض ثم بدا بفتح الاخر . اه ، لا .
هبت كالريح من مكانها ووصلت اليه .
-اعطني هذا .. لا يحق لك ان تنظر اليه .. انها اغراضي .
لكنها وصلت متأخرة .. كان فيدل قد افرغ محتويات الكيس على السرير .. اه ؛ لماذا اختار هذا الكيس ؟ حاولت اورسولا اخفاء كل شئ بتجميعها في كومة :
- ابتعد ؛ ما كان يجب ان تفعل هذا ؛ انها اغراض خاصة ؛
ثم شهقت منتحبة وقد عجزت عن اخفاء كل شئ بعدما امسك يديها . نظر الى بضعة قمصان وكنزات والى الاشياء الصغيرة الاخرى .. اخذ فيدل وهو عابس الجبين يعبث في كنزها الثمين ، صاحت باكية تتلوى محاولة تخليص يديها من قبضته :
- توقف .. ليس عليك ذلك ؛
وكان كل ما استطاعت فعله هو مراقبة الذهول الذي لم يلبث ان اصبح عدم تصديق . ها هو كل شئ امامه ؛ بطاقات المسارح .. برامج المسرحيات والحفلات الموسيقية التي حضراها . ولائحه طعام مقهى صغير في باريس كانا قد ذهبا اليه قبل زفافهما بليلة .. وبطاقة رحلة المركب في السين والصور والزهرة البرية التي التقطها لها في الاندليس .. رسائلة التي ارسلها اليها وهي في باريس . وبطاقات بريدية ايضا .. لقد كان في هذا الكيس كل ذكرى ثمينة مهما كانت صغيرة لانها ما تبقي منه .
تمتم بذهول : لا افهم ما يعني هذا اورسولا .

khadija123
26-02-2010, 01:20
تمتم بذهول : لا افهم ما يعني هذا اورسولا .
انسلت من قبضته ، وبدأت تلملم ما كان يضمه الكيس تدمدم : مادام لا تعرف فلماذا اشرح .
اوقفتها يداه بحزم ثم ومضت عيناه .
- اخبريني .. اريد سماعها منك .
اخيرا بدأ حبها يخنقها ، فانهارت تتعلق به وعندما تكلمت كانت كلماتها ضعيفة بحيث لم تتجاوز صدره .
ابعدها عنه :

- كرري ذلك مرة اخرى .

تنشقت اورسولا من انفها ونظرت اليه :

- قلت انني احبك .

اغمض عينيه ثم سحب نفسا عميقا .. فقالت :
- والان .. اظنك راضيا عن نفسك ..

لكنها لم تستطع قول المزيد فقد اعاد وجهها الى صدره يضمها ويضمها ، ثم حملها الي الجهة الفارغه من السرير . ماذا تفعل ؟ انت مجنون .. انت لا تحبني .
لكنه كان يحجزها بين ذراعيه .
همس : انت لم تقيمي علاقة مع شقيق رونا .. اليس كذلك ؟ اجيبي .. أليس كذلك ؟
هزت رأسها نفيا فأكمل :
- اذن .. لماذا كنت ستذهبين برفقته ؟ لماذا اردت الهرب ؟
- لم اكن ..
وصمتت ، فأبعد خصلة مبللة بالدموع الى الوراء وقال بخشونة : - يبدو انني انزلت بك تعاسة جمة .
شاهدت تحت نور المصباح القابع في الجهة الاخرى من السرير عينيه المغروقتين بعذاب سري .
لم تعرف للحظات ما تقول .. تعسة ؟ اه .. اجل .. لكن وكيف ستخبره بالفرح الخاص ؟ عندما طال صمتها ، ابتعد عنها قليلا يمرر يده على بشرتها الدافئة .. وقال وهو يدفن وجهه في نعومة شعرها :
- ألبس علينا العمل على انجاح زواجنا لراحة بالنا ولسلامة عقلينا . مادمت تحبينني فأين المشكلة ؟
استمر في مداعبتها ولكنه فجأة أغمض عينيه ، فالخيالات غير المرغوب فيها لم تبتعد حتى الان :
- لكن .. لماذا قال دوريانو انك تهربين معه ؟
نظرت اليه اورسولا وردت بصوت هادئ : لم يقل اننا سنهرب .
ضحك ضحكة استغراب غريبة .. وكان على وشك الا يوافقها الرأي .. ثم عبس فعرفت انه يتذكر ذلك المنظر الرهيب على الشاطئ عندما صاحت رونا : انها غلطتي .. الحمد لله اننا وصلنا في الوقت المناسب ؛
جمد فيدل .. وشاهدت الشك ، وعدم التصديق ، والغاضب تتقاطع في وجهه .. ثم ابتعد عنها مستلقيا علي ظهره ينظر الي السقف .
- ماذا كانت تقول لك رونا ؟
قالت اورسولا : رونا لا تقول بل توحي وتقترح .. لقد اوحت الي انكما خططتما .. خططتما ان لتتزوج اية امرأة كانت . كما قالت بصراحة بأنك تنوي العودة اليها بعد اشهر .
- وانت صدقتها ؟
- ولم لا اصدقها ؟ الامر منطقي فنحن تقريبا لم نتعارف الا لوقت وجيز ..
صمتت فضغط على يدها : اكملي .
- أليست هي جزء من هذا كله ؟
اضطجع علي جنبه ينظر اليها مستندا الى مرفقه :
- جزء مماذا ؟
- حسنا .. انها .. معتادة على هذا النوع من الحياة .. انها من طبقتك .. انا ما كنت لاقدر وحدي على تنظيم تلك الحفلة.
- اذن .. لماذا ازعجت نفسك بها ؟
- لانها جزء من تقاليد عائلتك .
بدت عليه الحيرة : ولكنني لم اتوقعها فكرت في اقامة حفلة في الميلاد ورأس السنة .
تنهدت اورسولا : ليتك اخبرتني بنيتك تلك .
- لم تسألينني .
- لا .. لم أسألك .
- امازلت تعتقدين انني عدت الى علاقتي مع رونا ؟
- كنت تقبلها ساعة الالعاب النارية ..
هز رأسه : هي من قبلتني وهذا يشكل فرقا كبيرا .
- لكنك ذهبت لرؤيتها في روما بعد خطوبتنا .
- يحق لها ان تعرف . فالسنوات العشر زمن طويل حبيبتي . وما كنت لا اتركها تعرف من احد سواي .
لمست ذقنه الخشن : لا .. لكنها بقيت دائما هنا .. حولك ، ولم تمتنع .
- ظننتها تساعدك .. وبدوت لي مستمتعة بصحبتها .
ابتسم حائرا :
- أترين ، ظننتك تتصرفين بحكمة مع ماضي كما تعرفين ان حبنا اقوي من اي ريح .
- أهكذا كنت تشعر ؟
- طبعا .. أترين .. ظننتك تكيفت مع حياتي ومع ديلغي وزوجته ومع عاملات المطبخ .
- بمناسبه الكلام عن المطبخ هل نزلت اليه مؤخرا ؟
- لا ..لا اظنني فعلت .
- هذا ما ظننته .. فيدل .. انه مكان حار جدا .. والخدم هناك بحاجة الى مكيف ..
صمتت لانه راح يقهقه :
وتقولين انك لم تتكيفي ..؟ حبيبتي .. اذا كنت تقولين انهم بحاجة الى مكيف فهذا ما سيحصلون عليه شرط ان تبقي هنا للاشراف عللا العمل .
همست : احب البقاء مدة اطول .
- انت رائعة .. لم احب امرأة كما احبك.
وانحني يعانقها مجددا . وكان كل ما ردت عليه : اه؛
ولكن في اعماقها فيض من امل وحب وفرح .. ثم عاد ليستلقي على ظهره :
- اترين .. حدث كل هذا في باريس .. هل اخبرتك يوما عما جرى في باريس ؟
شع حبها في عينها وهي تهم بالكلام .. ولكنه أسكتها بأصبعه :
- التقيت هناك بتلك الطالبة ، بتلك الرسامة المجنونة . كانت ترتدي جينز ضيقا ومعطفا قذرا خاص بالرسم اما شعرها فكان اشقر ولكنه اقصر من شعرك بقليل . وفي احد الايام ابتسمت لي في المقهى ووقعت في حبها .. وكنت مذهولا ذهولا جعلني اضع ثلاث معلاق من السكر في فنجان قهوتي التي عجزت عن احتسائها .. ما بالك حبيبتي لماذا تضحكين ؟
- اه لايهم ..
تذكرت ان حادثة السكر نفسها هي التي جعلتها تقع في حبه .. لكنها لن تخبره الان .
- انت مجنون لانك وقعت في حب نكرة صغيرة مثلي .. انظر الى المشاكل التي سببتها لك .
رد بكلمات جادو :
- لا تقولي هذا ابدا .. ولكنني كنت اسواء من مجنون لانني نسيت كم انت صغيرة .. كانت غلطو مني ان اتوقع تقبلك لرونا .. صدقيني حبيبتي لم اكن اعرف ما كانت تفعل بك .
فجأة صارت الكونتيسة الكبيرة غير مهمة لان فيدل لايحب سواها .
- دعنا لا نتكلم عنها .
فجأة تذكرت زوجة ابيها .. فقالت:
- لم اعط ايما المال لانني لم اجد ذلك مناسبا.
مسد شعرها : سنتكلم عنها لاحقا ، ربما نستطيع القيام بشئ ما من اجلها .
عندما تسلل نور الصباح الرمادي الضبابي من خلال الستائر استلقيا بهدوء . اورسولا نائمة على كتفه وهو يمسد شعرها متعبا تعبا جعله لا يقوي على تغيير ملابسه لينام . شعرت بأنها تتالف مع بيت غامر واحساس بالانتماء الى هذه العائلة .. عائلة ؛اه
- فيدل
- نعم صغيرتي ..؟
ابتعدت عن ذراعيه .. لقد اقتربت اللحظة .. واحست بانحباس انفاسها وتوترها : ارجوك يالله دعه يتقبل هذا .. دع هذا يظهر في عينيه ..
- اورسولا .. ما بك ؟
فجأه التقط الاثارة منها وقال بلكنته المثيرة :
- عم تحااولين محادثتي ؟ عن رسمك ؟ أتريدين متابعة الدرس ؟ لقد اهتممت بهذا . وجدت لك فنانا في ميلانو .. وبامكاننا البقاء يوما في الاسبوع معا هناك .. انه ممتاز .. وستحبين حضور دروسه ..
قاطعته لتزف اليه الخبر :
-لا .. ليس الان ..
حين بدت عليه الدهشة ، ابتسمت له بخجل واشراق وقالت :
- على الدروس ان تنتظر فترة .. لانني انا .. اظن ان لدي ما اخبرك به ..





****************
النهايه

Amirah Roza
26-02-2010, 03:45
روايه رائعة
مجهود أكثر من رائع
تعبتي معانا كثير
أما دحين جاء دوري في كتابة الرواية
روايتي هي.......
وهدا هو الملخص وأبغى رأيكم فيها إذا
عجبتكم حنزلها
الهروب من الحب
ساندرا فيلد


الملخص

(يجب أن تراقبي هذه الأبتسامة على شفتيك.
فهي قادرة على سلب أي رجل).
قبل أن تستطيع (جيني ) أن التعليق,أقترب (روبرت)
منها وتابع كلامه:
(أذن ليس هناك شيء خاص بينك وبين توني ..؟)
(نحن أصدقاء فقط )..أجابت بصدق.
كلمات(روبرت) وشخطيته حعلت جيني تشعر أنها
منجذبة نحوه .. لا بل أنها تحبه.
لكن هو لا يبالي بل يعتبرها من النوع الذي لا يعجبه
ولذلك قررت الهروب

Η Υ U Ν Λ
26-02-2010, 06:03
الرواية روعه اختي خديجه
مشكووره كثير عليها

اميره ننتظر الرواية شكلها حمآآس
بالتوفيق

wsonata
26-02-2010, 06:37
::جيد::الرواية لاتوصف جزاك الله كل خير على مجهودك:نظارة::نظارة:

wsonata
26-02-2010, 07:07
وكل سنة وانتوا طيبين بمناسبة المولد النبوى الشريف و اتمني ان يكون الجميع باتم الصحة والعافية

khadija123
26-02-2010, 10:23
بمناسبة المولد النبوي الشريف أتقدم اليكم بأحر التهاني و أطيب الأماني راجية من الله العلي القدير أن يعيده عليكم و على ذويكم بالأيمان و البركة

khadija123
26-02-2010, 10:29
شكرا كثيرا لكل من Amirah Roza و ṔṝḭḿḁĐŏŏňā wsonata على تتبعكم وتشجيعاتكم
أما بالنسبة لروايتك يا أميرة روزا فمن عنوانها وملخصها تظهر أنها رائعة.::جيد::

Amirah Roza
26-02-2010, 15:36
حنزل الرواية دحين
وأتمنى لكم قراءة ممتعة

الهروب من الحب
ساندرا فيلد


الملخص

(يجب أن تراقبي هذه الأبتسامة على شفتيك.
فهي قادرة على سلب أي رجل).
قبل أن تستطيع (جيني ) أن التعليق,أقترب (روبرت)
منها وتابع كلامه:
(أذن ليس هناك شيء خاص بينك وبين توني ..؟)
(نحن أصدقاء فقط )..أجابت بصدق.
كلمات(روبرت) وشخطيته حعلت جيني تشعر أنها
منجذبة نحوه .. لا بل أنها تحبه.
لكن هو لا يبالي بل يعتبرها من النوع الذي لا يعجبه
ولذلك قررت الهروب
**********
الفصل الأول

أهدئي .. تبدين مذعورة كأرنب بري . أنني ولت هنا وأعرف كل شبر))
(( أذا أستمرت قيادتك هكذا فلن نصل سالمين الى عيد الميلاد..))..قالت جيني ببرود فأجابها توني ضاحكا:
((لاتقلقي. نحن في طريقنا الى المنزل الأن )).
نظرت جيني الى توني وأبتسمت له. أنه لايقلق لأي
شيء لقد أستطاع أن يدخل حياتها بسرعة عندما نشرت أعلان في أحد الصحف عن حاجتها لشخص يشاركها الشقه,
فجاء توني ووافقت على بقائه.
فجأة تجهم وجهها..أن توني كالعادة هو الذي يتخذ القرارات بأساليبه المقنعة.وقد دعاها لقضاء عيد الميلاد برفقة عائلته.
أرادت أن ترفض لكنها وجدت نفسها غير قادره..
ربما كان ذلك أفضل من بقائها وحيدة تبكي موت والدها.

((سنقضي عيد رائعا جيني ))قال توني وكأنه قرأ أفكارها والتفت أليها بابتسامة جذابة وتابع(هذا ما نفعله دائما في منزلنا. لكن وجودك سيجعله أفضل..ستكونين فرا من أفراد العائلة. أنني متلهف لأعرفهم أليك)).
((أدرك هذا))..أجابته مبتسمة واستمرت صامتة طوال الطريق تفكر بعائلة توني غير العادية..
والده ناشر ووالدتة فنانة متخصصة في شرح كتب الأطفال بالصور..لقدشاهدت جيني بعضها في مكتبة
ناغوني.أما شقيقه الأكبر روبرت فهو مخرج أفلام أضافة الى أهتمامه الشديد بالموسيقا. شقيقته ميراندا ممثلة .بيتر شقيقه الأصغر عبقري في الرياضيات في التقارير التي ترسلها مدرسته..أنها على كل حال لن تقلق كثيرا برفقة توني.
((لقد وصلنا))..قال توني منعطفا الى أحد الطرقات الخاصة.
نظرت جيني الى المنزل الكبير وأطلقت صيحة تعجب..لقد كان رائعا,والمناظر حوله ساحرة.
((هيا جيني روس لندخل))..قال توني بحماس.
تنهدت بعمق ونزلت من السيارة,لكنها بقت مكانها
واقفة وكأنها لا تستطيع الحراك وهي تحدق بالسيدة التي خرجت لاستقبالهما.
أسرع توني بأتجاه السيدة وحملها بين ذراعيه متجاهلا أحتجاجاتها.
((أنني ناضج ما يكفي ياأمي ألم تلاحظي؟))..قال مداعبا بعد أن وضعها على الأرض ودار حولها كي تراه بشكل واضح.
أبتسمت دون أن تقول شيئا,ثم أقتربت من جيني قائلة:
((أعتقد أنه من غير المجدي أن نأخذ توني جديا..
جيني أهلا بك في منزلنا.))
((شكرا سيدة نايت..ردت جيني وقد أرتاحت لترحيب واللدة توني الحار.
((أوه ..عزيزتي.أشعر دائما بالسرور حين أتعرف على أصدقاء أبنائي.تونينادرا ما يحضر أصدقاهء,لابد أنك فتاة مختلفة,خاصة بالنسبة له)).
((طبعا ياأمي))..قال توني وهو يضع يديه حول كتفي جيني ثم تابع(أنها سيدتي المميزة)).
((توني..))قالت جيني وهي تحمر خجلا(توقف عن ذلك))
((أو..ه))تمتم ضاحكا(هل ترين كم هي ماهرة..؟))
((سيدة نايت..أن توني يشاركني الشقة,لكنه لايشاركني..))توقفت جيني وتمنت لو أنها لم تقل ذلك.
((تعالي الى الداخل ))قالت أنابيل نايت ووضعت يدها حول ذراع جيني (لا بد أنك بحاجة الى شراب بعد هذه المسافة الطويلة.أن الطقس حار اليوم ..ستفرغين حقائبك فيما بعد)).ثم تنهدت وتابعت كلامها وهي تنظر الى جيني ((ربما سيتعلم يوما كيف يكون متمدنا)).

((لكنه كذلك حين يتعلق الأمر بالرسم,أو بمشاهدة بعض اللوحات))..قالت جيني .
((يبدو أنك تعرفينه جيدا..عرفت أنك معلمة موسيقا)).
((نعم هذا صحيح..بيانو أورغ غيتار))

أنها تغني .أود أن يسمعها روب)).
((حسنا لن يفعل ))..قالنت جيني بعصبية وهي ترمق توني بنظرة موبخة فقد تجادلا من قبل في هذا الموضوع حين وضع الغيتار في السيارة.
((سيدة نايت,أنا لا أملك الموهية الكبيرة ولذلك لا أرغب في أظهار ذلك ,سيكون الأمر مربكا لي وله أن غنيت أمامه.
وبالمقارنة مع الناس الذين يتعامل معهم روبرت,لامكان لي بينهم..صدقيني أنني أعرف أمكانياتي جيدا)).
تمتم توني ((أمكانياتك؟أنك أفضل من أي شخص سمعتة في عروض روبرت)).
دخلوا الى غرفة الجلوس المجهزة بكل وسائل الراحة بطريقة تدل على ذوق رفيع, أندهشت جيني وهي تتأملها بأعجاب.
قالت جيني:
((أنها رائعة حقا.لقد رأيت أعمالك في الكتب لكن..))
ونظرت ألى أنابيل نايت بتقدير دون أن تستطيع التعبير عن أعجابها.
قالت أنابيل وهي تبتسم ناظرة الى جيني:
((ياله من تعبير غامض..وجهك ياعزيزتي..أن الرسام يحتاج أن يسيطر على أداة خاصة حتى يستطيع أظهارك كما أنت)).
دمدمد جيني وكأنها لا تصدق:
((وجهي..,لكنه عادي جدا)).
((هذا ما نقوله عن أنفسنا..أسفة لهذا الحديث الطويل..أنت بحاجة للراحة..اجلسي الأن.توني ,أرجو أن تحضر لنا أبريق العصير من الثلاجة,ثم أتركنا وأذهب الى الاستوديو كما قلت)).

نايت سونغ
26-02-2010, 17:19
يسلمووووووووو خدووووجة

مشكووووووووووورة الرواية روووووعة بجد
يعطيكي الف عافيييييية

سامحينا تعبانكي معنااا


تحييييياتي لكي حبيبتي