PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ مشروع لأكبر تجمع روايات عبير وأحلام المكتوبة نصا ]



صفحة : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 [18] 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46

الغصن الوحيد
19-12-2009, 22:21
[بسم الله الرحمن الرحيم .. نبتدي..
عقد الاصداف
اليزابيث هنتر
الفصل الاول ...
1-عقد من الاصداف..

القرية الصغيرة ماراتون من بلاد اليونان تقبع تحت رحمة الشمس المحرقة في فصل الصيف . حتى النسيم لا يلطف من الحرارة ولا يؤثر بأكثر من تحريك الغبار في الشوراع الضيقة , يلفح المزروعات القليلة التي تصارع الحرارة ويسمع حفيف اوراقها اليابسة بلونها البي المغبر . نزلت مارغو غرانت عن الرصيف فكادت شاحنة ان تدهسها . فأجفلت وصعدت الرصيف من جديد .
فتحت مارغو كتاب "دليل السياح" بعدما اخرجته من حقيبتها , تستطلع برنامجها السياحي لهذا اليوم . انها تحتاج لثلاث ساعات مشيا على الاقدام من قرية ماراتون الى راموس تحت أشعة الشمس اللاهبه .ألقت نظرة الى اشارة الطريق المؤدية الى راموس وفكرت في نفسها : هل ان مشاهدة آثار راموس تستحق هذه المشقة ؟ كانت منذ الصباح تفاضل بين بقائها في أثينا دون برنامج ليومها او زيارة راموس وآثارها .وقررت ان تمضي في طريقها مهما كان الجهد . الآن بعدما قطعت شوطا من رحلتها واشتدت الحرارة لم تعد متحمسة كثيرا . السياحة جميلة وممتعة مع الاصحاب ولكنها سائحة تنفرد بفسها مما يجعل الرحلة مملة ومزعجة .
حمات حقيبتها فوق كتفها من جديد ودخلت مكانا لاستراحة السياح وطلبت زجاجة عصير الليمون علها تشعرببعض البرودة . قالت للسيدة التي تبيع المرطبات بيونانية ضعيفة : مرحبا .(واشارت الى زجاجة العصير )حملت السيدة الزجاجة وفتحتها ودفعتها اليها وسألتها :
_هل انت المانية؟
هزت مارغو رأسها نفيا وقالت:
_انكليزية
قالت البائعة:
_الدنيا حر في الخارج.
هزت مارغو رأسها موافقة ومشت خارجة من المتجر تجر نفسها جرا الى ان وصلت الى المفرق المؤدي الى راموس واسرعت حاملة حقيبتها.كانت تسير بسرعة حتى انها لم تلحظ السيارة التي توقفت قربها ... وسألها صوت خشن :
_هل تردين ان اوصلك في طريقي ؟
حدقت به مليا والعرق يتصبب من وجهها .هل تريد مساعدته ؟ حتما! ولكنها ليست واثقة من انها ان قبلت تكون تصرفت بتعقل .وقفت محتارة .. الصراع عنبف في ان تقبل او ترفض .ولدان يجلسان في المقعد الخلفي والمتكلم يقود سيارة مقودها على اليمين ويتكلم الانكليزية بطلاقة ممايؤكد انه من بلاد الانكليز مع ان شكله يءكد انه ليس انكليزيا ..
شعره أسود مجعد وقد لوحت الشمس وجهه الاسمر .عريض المنكبين وجذاب وقد تدلت فوق صدره سلسلة ذهبية...
قال الرجل بعد ان نفذ صبره :
_ادخلي بسرعة.
قالت متلعثمة:
_ولكن...ولكن هل انت ذاهب الى راموس؟
قال صارخا:
_نعم .ادخلي .
نظرت مارغو الى حقيبتها المعلقة في كتفها . فابتسم ببطء وخرج من السيارة وساعدها عاى وضع حقيبتها في صندوق السيارة . أسرعت تجلس في المقعد قربه وقالت تخاطب الولدين:
_مرحبا.
ولد وبنت في الحادية عشرة من عمرهما .متشابهان في الشكل والشعر والنظرات المتفحصة .رحبا به ثم قالت الفتاة تخاطبها وهي تبتسم ابتسامة عريضة :
_هل خفت من والدي؟لقد طلبت منه ان يقص شعره قبل ان نصل عند جدتي...
أضاف والدها بنزق:
_نعم طلبت مني ذلك عدة مرات .(أكمل حديثه بخبث ظاهر) ولقد أقتنعت الان ان منظلاي يشبه برباروسا...
قالت مارغو على الفور :
_لا. لأن برباروسا له لحية حمراء!
_وأنا لحيتي سوداء لو لي لحية.
ابتسم الرجل لها ابتسامة ودية وكأنه يعرفها منذ فترة طويلة . قفز قلبها من مكانه وهي ترد نظرته الوديه بنظرة مشابهه.
_هل تقصين لي شعري في مقابل ايصالك الى راموس ؟
بلعت مارغو ريقها بارتباك واجابته :
_اذاكنت تريد .
قال:
_اعتقد اني اريد ذلك... اسمي بركليس هولمز وولداي كيمون وبيغي .
قالت مارغو تخاطب الولدين :
_كيف حالكما ؟
منذ مدة طويلة لم تجلس قرب رجل وسيم وجذاب . ستترك خجاها بعيدا . ابتسمت ابتسامة ودية وهي تحاول ان تبقى متوازنة في اعمالها وافكارها وقالت:
اسمي مارغو غرانت .
_اسمك جميل.
_انه ليس اسما انكليزيا فأنا من اسكتلندا مع انني عشت كل حياتي في انكلترا .
_نحن ايضا نحمل دما اسكتلنديا ولكننا يونانيون أكثر .جدتي يونانية ووالداتي كان نصفه يوناني ونصفها انكليزي...
قالت مارغو في نفسها: كانت...
قالت بيغي على الفور:
لقد توفيت والدتي .
استدارت مارغو وألقت نظرة مواسية الى الفتاة وقالت:
وانا ايضا توفيت والدتي وانا طفلة صغيرة جدا .لا اذكرها ابدا . تزوج والدي بعد وفاتها . كان لزوجة ابي طفلة صغيرة في مثل عمري , وقد ربونا معا كالتوأمين.
قالت بيغي تتابع الحديث بحرية طبيعية :
_وانا وكيمون توأمان .
_لهذا السبب انتما تشبهان بعضكما كثيرا.
قالت بيغي :
_نحن لسنا توأمين متطابقين والا كنا بنتين او صبيين .
قال كيمون بعصبية واضحة :
_لو كنا ولدين لكان ذلك افضل لنا ... عندئذ لم نكن مجبرين على العيش مع جدتي في اليونان ...
قال بركليس مقاطعا :
_ كفى كيمون . كانت مارغو تحدثنا عن عائلتها ..اكملي حديثك يامارغو .
_ليس هناك ما اضيفه . انا وشيقيتي في عمر واحد كأننا توأمان .
قال بركليس :
انت لاتحبينها !لماذا؟ هل كانت تفسد عنك لوالدتها ام هناك امور اسوأ ؟
ضحك الوالدان كأنه ليس هناك من ان يفسد الاخ على اخته . ربما هذه اشنع جريمة يقبل به عقلهما .
قال مارغو :
_انا لااكرهها....ولكن طباعنا مختلفة تماما.
رفع بركليس حاجيبيه ونظر اليها نظرة فاحصة وقال مستغربا :
_صحيح؟
_لا يمكنك ان تكره شخصا تعيش معه لسنبن طويلة ... عليك ان تتوصل الى طريقة للتعامل معه حتى تبغد العدواة والكراهية عنكما.
_(نظرت اليه واكملت )الكراهية تتعب الانسان ولاتفيد بشيء .
ابتسم بركليس ساخرا :
_انت على صواب . بدأنا نكرهها كلنا من اجلك (اضاف ضاحكا ) هيا اخبرينا اكثر عنها ... نريد ان نتعرف اكثر الى عدوك . هل هي شقراء مثلك ؟
_لا . انها اجمل مني في شكلها وملامح وجهها .. اكثر جاذبية وفتنة مني .
ضحك بركليس :
_انا احب الفتيات الشقروات الجميلات الفاتنات لانني شاب اسمر ! كادت مارغو ان تقول له : أنت أسمر ووسيم وجذاب . لكنها قالت :
_انا لست شقراء ... أنا لست شيئا معينا...
نظر اليها نظرة دقيقة متفحصا وقال :
_ربما في شتاء بلاد الانكليز .. ولكن شمس اليونان حولت شعرك الى اشقر لماع . الم تلاحظي ذلك ؟
مرت مارغو بيدها فوق شعرها بخجل وارتباك وقالت :
_كنت في مخيم . هل شعري خشن وبشع ؟
لمعت عيناه خبثا وقال :
_اعتقد ان سؤالك يتطلب مديحا واطراء (ثم اكمل مازحا)هل تحملين معك في حقيبتك خيمة ؟(عبس حين رآها تهز رأسها موافقة وقال) واين زملاؤك؟
_لقد اضعتهم !
اليونان ليس بلدا لفتاة وحيدة!
_ربما يكون هذا صحيحا . ولكن ماشأنك ؟
_سأجعل ذلك من شأني ! ماذا حل بأصحابك ؟
_لقد تأخرت في تحضير نفسي . وحين اصبحت جاهزة كانو قد رحلوا وتركوني ولهذا اتيت الى راموس بنفسي فأنا احب صحبة نفسي ...
كم انت مسكينة!
نظرت مارغو اليه غاضبة وحاولت ان تسيطر على نفسها . من الواضح انه رأى حالتها من خلال عينيها فهي لا تستطيع ان تخفي مشاعرها الداخلية عن احد . نظرت تتلهى بيدها واظافرها ولا حظت ان الشمس لوحت بشرتها وتبين لها ان واحدا من اظافرها قد قضم . قال لها:
_انظري الى تلك الزواية . هذة راموس امامنا . وصلنا الى المكان المقصود يامارغو غرانت . نمسيس رمز الانتقام ستساعدك وستعوض احزانك السابقة بافراح مبتسمة وستنتقم ممن جعل ماضيك حزينا كئيبا.
فزعت مارغو وقالت :
_افهم كيف يكون الانسان تعيسا حزينا . كل واحد فينا له احزانه .
_هذا صحيح لسوء الحظ . ولكن حين يكتشف الانسان هذه الحقيقة المرة يكون اكبر منك سنا . انت بعمر كيمون وبيغي .
شعرت انه يهينها بكلامه . فهي اكبر منهما بدهور . فابتسمت وقالت :
_اريد ان اقرا ماكتب عن نمسيس قبل ان اتفرج على اثارها .اريد ان اعلرف كل شيء عنها قبل ان ارى بعيني ...
قال كيمون :
انت لا تحتاجين لذلك . والدي يخبرنا كل شيء عن الاثار التي نزورها . هو يعرفها دون ان يقرأ في كتاب .
لم تنظر مارغو اليه بل سألت :
لماذا؟
قال بركليس :
انه عملي . في هذا الخريف سأعمل مع الهيئة التنقيبية اليونانية وقبل حضوري الى اليونان كنت اعمل في التحف البريطاني في لندن .
قالت بيغي وهي تتنهد :
_علينا ان نعيش هنا الان . سنعيش مع جدتي . أليس هذا مزعجا .
قالت مارغو :
ولماذا ياعزيزتي ؟
قال كيمون :
لو لم تكن بيغي فتاة لبقينا مع والدي في انكلترا.
قالت مارغو :
ولماذا هذه التفرقة ؟
قال كيمون :
والدي يعتقد انه لايستطيع ان يربيها وحده بل تحتاج لامرأة في البيت تساعدها على تنشئتها ..ولكنها حتما لن تسأل جدتي ولن تطلب بيغي منها اية مساعدة . وانا كذلك لن افعل .
نظر كيمون الى شيقيقته وقال بسرعة :
اصمتي . جاء والدي ومعه التذاكر وهو لا يريد ان يسمع بأننا لا نرغب في العيش مع جدتي . انه لا يعرف ماذا يفعل بنا ...
احست مارغو بشفقة عارمة نحو الولدين الصغيرين . كانت تعرف جيدا معنى العيش مع الاقارب . شعور الواجب الخالي من المحبة . الاتتمنى هي نفسها ان تتبتعد عن بيت ابيها هربا من زوجته وابنتها الفاسدة .. لقدأ كبرت مارغو تفكير بركليس هولمز في تنشئة ابته وبحاجتها لوجود امرأة قربها..والداها تزوج مرة ثانية من اجل اسباب اخرى ... ومع الوقت اصبح يحب ابنة زوجته اكثر من ابنته ... هل هو الملام على هذا الشعور دون سواه ؟

شمس السعوديه
19-12-2009, 23:40
احلا صباح على شموع هاذا القسم الرائع النشيط سابقا لاكن مذا حدث هل توقف ام نام ام خلصت الرويات اود ان شارككم بالكتابه لاكن اعتقد لو باكتب تاخذ الروايه سنه وانا اكتبها :p بس عندي رويات قديمه مستعده اعطيها الى الكاتبات العزيزات وهيا كثيره وهذا اقصى جهدي واشكركم :)

الغصن الوحيد
19-12-2009, 23:57
تسلمون حبيباتيKhadija(and9shymoon0 وكل الحلوات وسامحوني اذا تاخرت عليكم انشاللة احين اكملها لكم (من عيوني)

khadija123
20-12-2009, 01:26
salut
شكرا حبيبتي '' الغصن الوحيد'' على الرواية الرائعة ::جيد::
والله إنك قد كلمتك ما توقعت إنك سوف تبدئينها بهذه السرعة :مندهش:
تسلم أناميلك الحلوة يا أحلى حلوة. ::سعادة:: ::سعادة::
Merçi

khadija123
20-12-2009, 01:29
نحن في الإنتظار
إلى اللقاء

الغصن الوحيد
20-12-2009, 02:28
[لمس بركليس ذراعها كي تنزل من السيارة وترى الآثار برفقتهم .
ارتجفت واجفلت وقالت تعتذر :
_اسفة . كنت سارحة في التفكير .
_لاحظت انك كثيرة التفكير ... وأنت في بلاد اليونان , عليك بالاحساس والشعور وقلة التفكير وخاصة الافكار السوداء المحزنة . إليك تذكرتك للدخول تعالي معي وأنا سأشرح لك كيف تجعلين نمسيس راضية عنك وراغبة في مساعدتك .
أمسك بها ووقف قبالتها وألبسها عقدا من الاصداف زين به صدرها .
وقال:
_اشتريتها بثمن زهيد واشتريت واحد لبيغي . انه عقد نمسيس ... فضلت عقد الاصداف على عقد الخرازات البلاستكية الملونة الحديثة لانني اعتقدت الاصداف ستلفت نظر نمسيس إليك اكثر .(نظر اليها بتحد) ماذا ستطلبين منها يامارغو غرانت ؟
_لا اعرف .(احست انها لاترتاح لهديته ولكنها مع ذلك لم تستطع ان ترفضها) لم ألحظ اننا وصلنا الى آثارها !
_ستسامحك نمسيس على جهلك .
قالت متحدية :
_وهل انت متأكد انها لا تتبعك الان لتمسك بك ؟
كنت غير مقتنعة في طلب ود نمسيس او مساعدتها .لانها لاتؤمن بالخرافات ولاتثق بها مهما قال بركليس عنها . قال بركليس مبتسما :
_رأس نمسيس الذي كان فوق هذا التمثال نقل الان الى المتحف البريطاني في لندن (مر بأصابعه فوق الاصداف المعلقة في جيدها )اعتقد انك خائفة منها يامارغو . هذا لن يفيدك بشيء ...في أية حال أنت الان في حماية عائلة هولمز ولن تخافي بعد اليوم!
مشت مارغو خلفه في الممر الضيق وسألته :
ولماذا تعتقد اني خائفة ؟
ذلك ظاهر بوضوح في عينيك . اخبريني يامارغو عن سبب خوفك !
لقد حرم علي قيادة السيارة لأنني اقود قيادة سيئة ومتهورة .
هذه اول مرة تتكلم في هذا الموضوع مع اي انسان .كانت واثقة انها لن تستطيع ان تنسى . ولكن لماذا تتكلم مع هذا الغريب في مشاكلها الخاصة .كان عليها ان تعض لسانها ولاتتكلم بالامر .ربما كان همها ن يعتقد بركليس هولمز انه فتاة حسنة السيرة .فأضافت :
ولقد حكم علي بحرماني من القيادة بعدما اعترفت بذنبي ....
طلب بركليس من ولديه ان يبتعدا عنهما بحركة من يده وللحال ركضا بين الآثار ....ربما كان اسم عائلته (هولمز) انكليزيا ولكنه يوناني بدمه وتصرفاته قال :
ربما شرحت الموضع كفلية ولكنني لم افهم جيدا الموضوع . انا لاأفهم :
اذا كنت حقا مذنبة فلماذا يلازمك هذا الشعور بأنك ضحية مظلومة ؟
للحال انسكبت دموعها على خديها دون ارادتها . كرهت مارغو ضعفها وتخاذلها وعدم تمكتها من ضبط نفسها وقالت بصراحة فائقة :
لقد مات خطيبي في حادث السيارة !
نظر اليها بركليس متعجبا وسألها :
وكيف كان خطيبك ؟
ومالفائدة الان من هذا السؤال ؟
اعتقد ان ذلك مهم جدا .
ولماذا ؟ لماذا يهمك انت بالذات ؟
لن يعجبك رأيي ولكنن اعتقد انه كان يكبرك سنا !
انت مخطىء . لم يكبرني بأكثر من سنتين فقط . كان عظيما وبارعا .
نظر اليها بركليس نظرة شك وقال :
لا اعتقد انك كنت ستتزوجينه في النهاية . ربما يكون أفضل انسان على وجه البسيطة ولكنه حتما لم يعرف كيف يحرك مشاعرك وعواطفك ... (استدار ليوجهها متحديا ونظر الى عينيها . بدأت ترتجف وترتبك . سألها )هل فعل ؟
لقد احببته.
لا اصدقك .
لايهم . كنت انا وشقيقتي نحبه ولكنه طلب مني انا ان اتزوجه .
إذن انتصرت (قال ساخرا مما اثار موجة عارمة من غضبها ) ألم يكن الامر كذلك ...حسنا أشرحي لي .
كان يخرج معنا نحن الاثنتين .
هذا مدهش .
تنهدت وهي تتذكر . لم تستطع ان تمنع تدفق الكلمات من فمها . لقد صمتت وقتا طويلا ولكن لم تستطع الصمت مع هذا الرجل الذي قابلته صدفه .لو كان بركليس من رجال المباحث الذين استجوبها بعد الحادث في تلك الليلة المشؤومة لما كان باستطاعتها ان تبقى صامتة كم فعلت ....
وقالت :
_اعترفت بذنبي من اجل ديفيد . كنت اعلم انه ندم لانه طلب الزواج بي ...
_كما انك انت ابضا ندمت لموافقتك .
_لا اعرف . لم افكر في الامر هكذا . كل ما اعرفه انه كان تعيسا .... وانه لايحبني . لوبقينا على عهدنا كان سيكرهني وانا لا اريده ان يكرهني. كنت اعرف انه يريد شقيقتي داليا وهذا اصعب مافي الامر لانها لن تستطيع ان تحبه ... كانت ترغب في الحصول عليه وقررت ان امنحه حريته ليتزوج منها .
هز بركليس رأسه غير موافق وقال :
_هذا لايمكن ان تقبل به نمسيس . ستصيبك لعنة هيو بر يس لايمكنك ان تدبري امور حياتك وحياة الاخرين حولك دون مساعدة احد ...
تركها تتمتع بالمناظر الخلابة المحيطة بالآثار . وأشار الى حجارة تظللها شجرة صنوبر كبيرة حيث يستطيعان الجلوس والتحدث بهدوء وراحه .
كانت مياه البحر الزرقاء الصافية تحت نظرهما مباشرة وخلفهما جبال قاسية تحيط بجدران المدينة القديمة المتداعية . وعلى بعد امتار قليلة بقايا قلعة حصينة وجدت لتدافع عن المدينة في ايام مجدها الغابرة وتحيط بالقلعة اشجار الصنوبر الخضراء ذات الرائحة الذكية. قال بعد صمت طويل :
_هل كنت تقودين السيارة ؟
_وكيف عرفت؟
هز كتفيه دون اكتراث وقال :
_استطيع ان اؤكد انك لايمكن ان تقودي سيارة قيادة سيئة او متهورة ... ولكن ربما... شعورك بأنك انتهكت حرمة القانون والعدالة هو الذي يزعجك او ربما انت بلهاء بحيث انك انتحات شخصية الفاعل الحقيقي لاخفاء الحقيقة رغبة منك في حماية شخص ما ... ولا زلت ترفضين الجهر بالحقيقة !
قالت معترضة :
_انا لست غبية كما تظن .
_صحيح ؟
صمتت فترة طويلة وهي تفكر ثم قالت ببساطة:
_اعتقد انني غبية ... ولكن ديفيد كان يحبها واردت ان احميها ... ثم ان داليا رغبت في القول بأن ديفيد هو الذي كان يقود السيارة وانه كان مترنحا ... اعتقدت ان والدايه سيحزنان اكثر لان ابنهما تسبب في هذا الحادث المميت وراح هو ضحيته وضحية سوء قيادته وتهوره .فقررت ان ابعد عنهما هذا الشعور البغيض!
_ومهما كان الثمن بالنسبة اليك؟
رفعت عينيها موافقة .
قال :
_ياعزيزتي . مازالت تدفعين ثمن غلطتك .... التمسي من نمسيس المساعدة قبل ان تتمكني من تحطيم حياتك بنفسك .تعالي اعرفك الى آثارها .
مشت مارغو تتعثر صعودا نحو الاثار فوق تلة تشرف على البحر . تمنت لو تسمع من بركليس بعض الكلمات المؤاسية والمريحة او ان يربت على كتفها مطمئنا . كنت تعرف ان طريق عذابها طويلة وشاقة ولقد تعذبت كثيرا منذ اشهر ... ولكنه نعتها بالغباء والبله وهذا مازاد من احزانها اضعافا.
_ياسيد هولمز . انا لا اعرف سبب اهتمامك بالموضوع ولكنني مع ذلك سأخبرك ... حين سمعت السيارة تتحطم قرب حديقة منزلنا كان من السهل علي ان اجلس في مقعد القيادة مكان داليا قبل ان يحضر رجال الشرطة . لم يكن يهمني اي شي ءبعد موت ديفيد .... وكنت لا ارى املا لي في مستقبل سعيد بوجود داليا .
_ماذا بشأن والدايك ياانسة غرانت ... الايهمك انزعجهما من اجللك ؟
هزت رأسها نفيا:
_ربما كان الوضعاسوأ لو عرفا الحقيقة . ان داليا هي التي تسببت بالحادث الشؤوم . فهما يتوقعان مني انا الامور السيئة وليس من داليا .
_انك حزينة جدا على نفسك .
_انت محق . ظننت ان رحلتي الى بلاد اليونان ستسوي الامر وتساعدني على نسيان ماحدث ولكنني لم افلح في ابعاد تفكيري عن هذا الامر لحظة واحدة . انا افكر دائما بمشكلتي ... والدي لا يريدني في البيت ولا اعرف مكانا اذهب اليه.
_انا حللت لك هذه المشكلة . يمكنك البقاء معنا لفترة من الزمن ....
_ولكنك لاتعرف عني اي سيء .
_وماذا تريدنني ان اعرف ؟
صمتت قليلا في محاولة لجمع شتات افكارها ثم اجابت :
_استطيع مساعدتك في امور الاولاد ولكنني لااملك مؤهلات او شهادة من شخص يعرف عني ...ثم كيف ستفسر وجودي لوالدتك؟
وهل سيقبل الاولاد بي ؟ من الافضل لك ان تتركني وشأني .
_اتركك في خيمة وحدك في بلاد اليونان !يافتاة اعقلي !هذا غيرمعقول .وجودك معي يناسبني.
_هل تعني ان الاولاد يحتاجونني!
نظر اليها مبتسما:
_شيء من هذا القبيل .
صمتت تنظر حولها وتفكر بمجرى الامور ... كان قلبها يخفق خفقانا قويا وحماسه يتزايد لقبول عرضه وقالت :
_سأخفف الصدام بينهما وبين جدتهما وسأعمل مابوسعي لتهدئة الجو وتلطيفه .
_انا واثق من ذلك .
وقف منتصبا ونظر اليها كأنه يقول : انت هدية ارسلها الله لي . انت استجابة لدعائي واريد ان اغتنم هذه الفرصة ...لقد اوصلك غباؤك الى ماانت عليه وسأستفيد من وضعك ... قال ساخرا :
_وانا ايضا لا املك شهادة من شخص يعرف عني ...ز
_ولكن لديك اولادك!
_وهل هذا يكفي لتثقي بانني ساهتم بك اهتمامي بهما!
كانت واثقة بأنه يسخر منها ويمزح . هزت رأسها موافقة وقالت :
_نعم .
_الله يكون بعونك ... يجب ان يعينك احد ما .(امسك بيدها وساعدها على النهوض) اتفقنا يامارغو غرانت واهلا بك في عائلة هولمز .
_شكرا لمساعدتك .
صفر الحارس ايذانا بانتهاء موعد الزيارات لاثار كأنه يصفر لعنزاته كي تدخل الزريبة .اراد بركليس وكيمون زيارة القلعة الاان بيغي رفضت مصاحبتهما .قالت بيغي :
_اريد ان ابقى مع مارغو .انا احبها.
_وانا احبها ايضا ولكنني اريد رؤية اثار القلعة ومناظرها الخلابة .
سألت بيغي مارغو وهي تشدها من ملابسها :
_هل ترغبين في زيارة القلعة ام تفضلين البقاء معي ؟ نجلس ونتحدث بهدوء .
كانت مارغو تفضل ان تركض مرحة الى القلعة وتسبق بركليس اليها وتستمع لشرحه عن القلعة والمدينة القديمة ولكنها وجدت نفسها تساير بيغي وتقول :
_سأبقى مع بيغي (نظرت اليها تبتسم ابتسامة دافئة وسألتها)اين سنجلس؟
قال بركليس :
_بيغي تشتاق لسوزان( والداتها) من وقت لاخر .
قطبت بيغي حاجبيها وقالت :
_لا.ولكنني لا احب زيارة القلاع حيث كان الناس يقتلون ويعذبون...
نظر بركليس نظرة استياء الى ابنته ثم مشى مبتعدا دون ان يتكلم وقد تبع كيمون مزهوا .
تنهدت بيغي وقالت :
_لقد اغضبت والدي من جديد ... اعتقد انني لا زلت افكر بوالدتي الراحلة ...هل عرفت يامارغو والداتك ؟
هزت مارغو رأسها نفيا وقالت :
_لا .لا اتذكرها ابدا . كنت احتفظ بصورة لها ولكن شقيقتي داليا مزقتها .
بكت بيغي متأثرة من رواية مارغو وسألت :
_هل احب والدك زوجته الجديدة اكثر من والدتك؟
قالت مارغو :
_لا اعرف .ربما . انه يحب شقيقتي كثيرا وهي تشبه زوجته .
تنهدت بيغي مرة ثانبة وقالت :
_انا لا استطيع ان اتذكر والدتي دائما . احاول الا اتذكرها . جدتي هي التي انتقتها ليتزوج بها والدي . كيمون يقول عنها : انه شريرة .هل انت شريرة ايضا يا مارغو ؟
قالت مارغو :
_احيانا (حاولت تغير الموضوع ) هل تريدين عقدي بدلا من عقدك . اعتبريه هدية من والدتك اذا كنت لا تردينه هدية من نمسيس.
هزت بيغي برأسها موافقة واخذته من مارغو ووضعته حول جيدها قائلة :
_لاتخبري والدي بانني اكره جدتي ...لااحد يعرف هذه الحقيقة غيرك
_ولماذا؟
نظرت بيغي بطفولة وبراءة وقالت:
_ستكتشفين ذلك بنفسك حين نصل .انها تحب والدي وكيمون ...وتكره البنات. انه فظيعة !





نهاية الفصل الاول ...

الغصن الوحيد
20-12-2009, 06:04
[والفصل الثاني ..
2- الجدة والغروب ..

نظر بركليس نظرة تأنيب الى ابنته وتكلم معها باللغة اليونانية . التفتت الفتاة الى مارغو بتعبير شكر ثم تكلمت بالانكليزية :
_قالت مارغو انها تفضل البنات وهي مسرورة لأنها فتاة .
نظر بركليس مسرورا الى مارغو مما ضرج وجنتيها بحمرة الخجل وقال :
_كنت اعرف ذلك (نظر بعد ذلك مخاطبا ابنته وقال :) اعيدي لمارغو عقد الاصداف يابيغي . العقد يبهجها وينشطها ويدخل السرور الى قلبها .
قالت بيغي معترضة :
_ولكنها اعطتني اياه .
قال بركليس :
_انا اعطيتها اياه ولايمكنها ان تعطيه لك ! (نظر الى بيغي باصرار) واذا رغبت سأشتري لك عقدا غيره . هذا العقد يخص مارغو .
رفعت بيغي العقد من جيدها وسلمته لمارغو وهي مكسورة الخاطر . أشفقت مارغو عليها وحاولت ان تطيب خاطرها وقالت :
_صحيح . انا اعطيتها اياه ولا استطيع شراء غيره الان . لكن سأفتش عن البائع ...
قال بركليس :
_لا.لن تذهبي .
أمسك بها من معصمها بقوة وهو يبتسم . لم يدر انه يؤلمها ويقبض بشدة على معصمها وأضاف :
هذا هو العقد الوحيد الذي تضمن بين صدفاته بعض الخرزات الخضراء التي تناسب لون عينيك . انتقيته خصيصا لك وستحتفظين به لنفسك .
قال كيمون :
انا لم احصل على عقد !
العقود للفتيات فقط وانت شاب .
قال كيمون :
لابأس ستعطيني جدتي اشياء اخرى....
نظرت بيغي الى مارغو نظرة معبرة عن صدق اقوالها تؤكد ان جدتها تعامل كيمون بطريقة مختلفة عما تعاملها . وردت لها مارغو النظرة التي تعني انها تفهمها دون ان تتكلم . قال كيمون :
ستعطيني جدتي عملة قديمة نحاسية وسأضمها الى مجموعتي .
قالت بيغي :
ابتسمت مارغو للفتاة وابتسمت لها بيغي .سألها بركليس :
ماهذا ؟ هل انتما متضامنتانفي حزب واحد ضدنا . حزب الفتيات ... (نظر الى كيمون نظرة خبيثة ) هذا شيء جميل ياكيمون .علي ان انضم اليك لنكون حزبا متضامنا يقف في وجههن حتى لا نهزم !
ارتبكت بيغي وقالت:
نحن لسنا ضدك ياوالدي ... ولكنني اريد لن اتحدى جدتي فهي تعطي كيمون اشياء ولا تعطيني شيء .وهذا ليس عدلا . وقد وعدت مارغو بمساعدتي وستقف بجانبي .
قال بركليس :
هذا ليس صحيحا ...جدتك تفعل ما يمكن من اجلك . وانت تحتاجين لوجود امرأة قربك وانت تكبرين ...
قالت بيغي:
انا اريد مارغو قربي فأنا احبها !
قالت مارغو:
ولكنني لا استطيع ان ابقى قربك وقتا طويلا ...
قالت بيغي :
ولماذا لا (نظرت الى بركليس تسأله :)ولماذا لا تبقى معنا ياوالدي ؟
هز بركليس كتفيه وردد كلمات ابنته :
لماذا لا ؟لماذا لا نخطفها ونأخذها معنا الى البيت ؟
قالت بيغي :
ونبقيها معنا للابد ...
قال كيمون :
انا احب ذلك لنفعل .
قالت مارغو بارتباك :
ولكن لا استطيع ان ابقى معكم الى الابد علي العودة الى انكلترا بعد انتهاء العطلة الصيفية.
قال بركليس:
لماذا ؟
سأل كيمون وبيغي سوية :
لماذا ؟
فكرت مارغو في نفسها واتسعت حدقتاها وقالت :
لماذالا ؟ لا احد يستطيع ان يمنعها.
قالت تجيبهم :
علي ان اعود الى عائلتي .
ضحك بركليس لعدم اقتناعه بجوابها وقال :
انت الان وسط عائلتك (تمتم يقنعها قبل ان تتراجع في موقفها ) عائلة هولمز . تبقين معنا لفترة من الزمن.
قالت مارغو في نفسها فرحة :"بل سأبقى للابد" .
مارغو فتاة عاطفية تحب بسرعة وتكره بسرعة وقلبها حنون عطوف . لقد تعلقت بهذه العائلةمع انها لم تقابلهم الامنذ ساعات قليلة . شعرت كأنها تعرفهم منذ سنين . احساسها نحو بركليس احساس جديد . قلبها يخفق بسرعة كلما نظرت اليه وعواطفها تحركت , ولازمها شعور لذيذ لم تفقه له اي تفسير . شعورها تجاه بركليس يختلف كليا عما كانت تشعر به نحو ديفيد . ربما لم تكن تحب ديفيد ايضا ربما لم يكن يحبها...
بانت عواطفها الجباشة على محياها بكل وضوح . نظر اليها بركليس وضحك فجأة وقال :
هل قررت مرفقتنا ؟ لن ادعك تغيرين رايك من جديد .
فتح لها باب السيارة ودفعها بلطف الى الداخل . ابتسمت له ابتسامة ناعمة وسألته :
اين تقطن والدتك ؟
في لا غونيزي على الطريق الساحلي المؤدي الى سونيون على شاطىء ابولون . كانت تعيش في منطقة غليفادا ولكنها اضطرت للابتعاد عن اثينا بعدما اكتمل بناء المطار الجديد اذ ضايقها الضجيج وصوت الطائرات المزعج . تسكن الان في منطقة سياحية تكثر فيها الفنادق والشقق المفروشة والفيللات . ويسكن رئيس الحكومة في المنطقة ذاتها .
انت لا تحب العيش معها هناك !
انا لا احب السكن هناك السكن هناك ولكنني لا استطيع ان اقنعها بالانتقال الى مكان اخر ونحن بحاجة للسكن معها من اجل مساعدتي في تنشئة ابنتي (نظر اليها بمرح طفولي )وبوجودك معنا _ان دام _ نستطيع ان نفتش عن مكان اخر لسكننا ونترك والدتي المسكينة تعيش بهدوء وسلام .
قال كيمون وبيغي سوية :
نحب ذلك كثيرا ياوالدي .
قال بركليس يخاطب مارغو :
انهما صادقان وصريحان للغاية وهذا مايجعل والدتي غير مرتاحة لوجودهما معها.
قالت مارغو:
وهل باعتقادك هذا يسيء الى علاقتهما بوالدتك ؟
الصراحة تحتاج لبعض اللياقة .اما الصراحة العارية فاكثر الاحيان تجرح وتؤلم السامع .
ضحكت مارغو وقالت :
اعتقد انك على صواب واستطيع ان اتخيل ذلك بنفسي .
ربما تعرفين نتائج الصراحة لانك ايضا صريحة .
هل انا صريحة ؟ انا فخورة بصراحتي وتصرفاتي.
سأذكرك بهذا القول في المستقبل عندما تجديننا _ثلاثتنا_ نصرخ نتجادل . الاولاد يصرخون وانت تستطعين ان تصرخي عليهم وانا بدوري اصرخ عليك!
قالت مارغو تعترض :
وهل هناك ضرورة للصراخ ؟
وهل تشكين من خلل في رئتيك ؟ كلنا يصرخ يامارغو . ربما لم تصرخي مافيه الكفاية عندما كنت طفلة .
لم يكن الصراخ مسموحا به للتعبير عن الرأي ...
قال مازحا:
وكيف ستتصرفين ؟ هل ستمتنعين عن الصراخ ؟
رفعت رأسها بأنفة وقالت :
انت لاتعرفني جيدا ياسيد هولمز !
يمكنك ان تناديني بركليس .
لا اريد .
ضحك ضحكة مجلجلة وقال :
ستعتادين عليه بعد فترة . (لامس خدها بأصابعه ثم اغلق باب السيارة ) لقد بدأت تصرخين بلطف ....ولكنك لن تصرخي في وجهي !
بقيت مارغو صامتة طوال الطريق المؤدية الى اثينا . ازدحام السير يتلف الاعصاب ولكنها لم تخف لان بركليس كان سائقا ماهرا وواثقا من قيادته ويعرف الطرقات معرفة جيدة . ربما قام بمثل هذه الرحلة عدة مرات في السابق . السيارات تقف ارتالا وصفوفا عندما يضاء النور الاحمر والجميع متقيدون باشارات المرور . وبعدما خرجوا من العاصمة المزدحمة مرورا بالاكروبوليس وسط المدينة انتهوا الى الطريق الساحلي العريض . ابتسم بركليس وقال :
لم يبقى علينا الاالقليل .
استراحت مارغو في مقعدها وعلقت قائلة :
قيادتهم سرية جدا ....
يبدو ذلك سريعا ولكنه طبييعي عندما يعرف السائق طرقات المدينة معرفة جيدة .اتباع الخريطة لايفيد القادم من خارج اليونان لانها لا تشير الى خط السير واتجاهه في الشوراع المختلفة .... عليك ان تتعلمي ذلك بنفسك .
انا لن اقود سيارة ... اقصد انني ممنوعة من القيادة .
محرم عليك قيادة السيارة !من الافضل لك ان تبقي هذا الامر سرا عن والدتي يامارغو في الوقت الحاضر .
لا اعتقد انني سأقود سيارة خلال اقامتي في بلاد اليونان لانني لست ماهرة في القيادة . والدي لا يرحب بالنساء يقدن سيارته وانا لا املك سيارة .
ابتسم بركليس وقال :
والدتي تتوقع من جميع الشبان ان يعرفوا قيادة السيارة وخاصة الفتيات الانكليزيات . زوجتي سوزان لم تكن تقود ايضا .
زوجتك ؟
هز رأسه موافقا وقال :
نعم .سوزان نشأت في اليونان في بيت محافظ تقليدي .النساء هنا يتعلمن الطاعة ويتركن لازواجهن اتخاذ القرارات الضروريه . وقبل الزواج تتعلم الفتاة ان تطيع اباها ويتعلمن فن التدبير المنزلي ...وقيادة السيارة ليست ضمن برنامجهن التثقيفي والاعدادي للمستقبل.
أوه!
هل هذا كل ما ستقولينه ؟اعتقدت انك ستصرخين مطالبة بمساواة الرجل بالمرأة كما في المجتمع الاوربي الحديث .
ضحكت ما رغو :
معك حق ياسيد هولمز .
اسمي بركليس يامارغو . انني املك دما يونانيا وافضل المرأة المطيعه . انا لا اريد ان اكرر طلباتي اكثر من مرة .عليك ان تناديني بركليس ...مفهوم ؟
هزت مارغو رأسها موافقة . شعرت بخوف يجتاحها ولكنها لم ترفض هذا الشعور . قالت تلطف الجو :
اليس من السخافة الااناديك باسمك بينما انت تناديني باسمي ؟
انا في مركز السلطة ويحق لي (قال ساخرا )ان اناديك كيفما اشاء ...
وهل هذا منطق عادل ؟
والحياة ايضا غير عادلة !
وصلوا منزل العائلة عبر الطريق الساحلي .قال بركليس مرحبا بها :
اهلا بك في منزل والدتي . كيمون يمكنك ان تحمل حقيبة مارغو الى الداخل . نحن نسمح بمثل هذا التدبير في خدمة الفتيات فقط .
قالت بيغي :
ولكن كيمون لم يحمل لي امتعتي !
قال بركليس :
انا سأفعل .
سألت بيغي مارغو :
هل تستطعين حمل الاشياء الثقيلة؟
ضحكت مارغو بعفوية وقالت :
انا متأكدة ان النساء اليونانيات يفعلن كل شي بأنفسهن !
هذا صحيح .
ابتسم واكمل :
تبدين جميلة وانت تضحكين... علينا ان نجعلك تضحكين دائما .
هزت مارغو رأسها نفيا وقد احمرت وجنتاها خجلا :
لا يمكن ان اكون جميلة ابدا.
لمسها بركليس على خدها ثم هز انفها باصبعه مازحا وقال :
انت على صواب .. كلمة جميلة لاتفي بالغرض المطلوب . انت جذابة يامارغو غرانت ..لو ابتسمت اكثر .
قالت بجد :
علي ان اكون رصينة كالقاضي .
حاولي !
انا ...انا(تلعثمت وارتبكت ) ديفيد ...
نعم؟
كان ديفيد يعتقد اني جميلة في بعض الاحيان .
هز رأسه نفيا:
هل كان قوله هذا كافيا كي تحبيه ؟
وضع يده على ذقنها وأجبرها على النظر اليه . حاولت الافلات ولكن الدفء في عينيه منعها من التراجع .
انت لا تعرفين معنى الحب الحقيقي . وعندما يدق الحب بابك ستضحكين من علاقتك بديفيد ... انت لست مدينة له بشيء ....
تعالي لنقابل والدتي ستسر لرؤيتك اعدك بذلك . وجود الاولاد يزعجها كما يزعجهم وجودها ... هيا. هل انت مستعدة ؟

الغصن الوحيد
20-12-2009, 09:24
[رتبت مارغو ثيابها قدر الامكان وامسك بها بركليس وقادها الى داخل البيت وخرج بها الى الشرفة . وهناك ترك يدها وسار الى السيدة الانيقة الجالسة على كرسي خشبي بشموخ ووقار وهي تراقب الشمس تغيب خلف البحر الازرق الهادىء.
قالت السيدة دورا :
وصلت قبل المغيب . ظننت انك ذهبت برفقة الاولاد الى سونيون _اجمل الاماكن المحيطة بنا _لزيارة آثار بوسايدن . تعال وتمتع بجمال الغروب حين يصطبغ لون البحر بلون السماء وانا اتمتع بهذا الجمال كل يوم . كما احب هذا البيت....
قبلها بركليس على خدها قبلة رقيقة وقال :
لقد جلبت انسة معي لتساعدك في الاهتمام بالاولاد حتى نهاية فصل الصيف . اقدم لك مارغو غرانت.
نظرت اليه والدته نظرة غريبة وقالت :
هل هي فتاة غريبة يابركليس ؟ لماذا؟
اعتقد انك ستحبينها.
ولكنها تجهل كل الجهل عادتنا وتقاليدنا اليونانية ...
ولكننا لسنا يونانين . وهي باعتقادي قابلة للتعلم ولينة العريكة وتعرف معنى المسؤولية.
كانت مارغو مسرورة وهو يمتدحها .سحبت نفسا عميقا ثم مدت يدها تصافح السيدة الوالدة .وقالت :
مساء الخير (باللغة اليونانية الركيكة ).
نظرت اليها الوالدة نظرة فاحصة وسألتها باللغة اليونانية :
_لا .حاولت ان اتعلم بعض الجمل الضرورية قبل حضوري . من الضروري ان يتكلم الزائر بعض الكلمات في البلاد التي يزورها .ولكنني اكتشف ان الجميع هنا يتكلمون الانكليزية ولم اجد ضرورة لاتعلم اليونانية ...ثم تكاسلت ...
قالت الوالدة :
الوالدان يتكلمان اليونانية بطلاقة وارغب في ان اسمعهما دائما يتكلمان لغة البلاد الاصلية . قررنا ان وجودهما في بلد اليونان افضل لهما ليتعلما كيف يصبحان يونانين . هل باستطاعتك تأمين هذا الهدف ؟
_سأحاول .
هذا مستحيل .بيغي تحتاج ان تتعلم كيف ان الفتيات اليونانيات لا يفرضن ارادتهن بالصراخ . وعندما تنمو وتتزوج سيصبح مصيرها بيد زوجها كما ان مصيرها الان هو بيد والدها . هي تريد ان تفعل كل مايفعله كيمون وهذا لا يفيدها للمستقبل .
التفت مارغو بسرعة الى بركليس مستطلعة :
_هل هذا ماتريده لابنتك ؟
_اريدها ان تتزوج رجلا قويا... بالنسبة الى الامور الاخرى اريدها ان تنشأكما نشأت والدتها .
قالت والدته :
بالتأكيد.
زم بركليس شفتيه امتعاضا وقال :
_من الافضل لها (سوزان )لو انها كونت شخصية منفردة لنفسها .
قالت والدته :
_انت تشير الى تهورها يوم اعتقدت انها تحب تاكي ولكن هل كانت سوزان زوجة غير وفية او غير مخلصة او برهنت على انها ليست جديرة بك... كانت رهن اشارتك واوامرك حتى موتها .
قال بركليس:
حتما هذا صحيح .
قالت مارغو :
ومن هو تاكي ؟
قالت الوالدة :
ابن اخي .حاليا يعيش معنا هنا وستقابلينه حتما .يعمل في اثينا ويسافر كثيرا.
نظرت مارغو حولها تستفسر عن غرفتها :
هل لدي غرفة منفردة ؟
نهضت السيدة هولمز وقالت :
البيت واسع يآنسة غرانت . ولدي يعرف ان البيت واسع ولهذا السبب دعاك .
دخلت المنزل ونادت حفيدتها . هزت مارغو كتفيها بحركة عفوية .
نظر اليها بركليس مسرورا وقال :
بعد ان تتعرفي اليها جيدا ستحبينها .قلبها وديع رغم منظرها القاسي .(ابتسم بخبث واكمل :) اعتقد انها تحذرك من تاكي . ابتعدي عنه يامارغو . لن يتزوج قبل عدة سنوات ولا يفهم ان هناك بعض الفتيات الانكليزيات لا يأتين الى بلاد اليونان الامن اجل المتعة . الفتيات اليونانيات محافظات والحرية التي تتمتع بها الفتاة الانكليزية يساء فهمها في بلادنا هنا .
ولكنني لم التق به بعد!
لايضر انذارك منذ البداية . تاكي رجل ماجن ولا يعلرف الجد .عليك الاتشجيعيه ....مفهوم ؟
وماذا تنتظر مني ؟ هل تريد ان اتجاهله كليا (نظرت اليه غاضبة )ربما تفهم انني لست فتاة يونانية وانني اقرر بنفسي اموري اينما كنت وفي اية بلاد .
هذا لن يفيدك . حاولي وانت هنا ان تفعلي كما اطلب منك .تحتاجين لمن يستطيع ان يكبح جماح تصرفاتك فأنت طيبة القلب وتقعين في االاخطاء بسهولة دون ان تنتبهي . تاكي خبيث ويستطيع ان يلهو بك ويستفيد من وجودك معنا .... كما فعل ديفيد من قبل.
حدقت به غاضبة وقالت :
اشكرك .لكنك لا تعرف ديفيد . كيف تجرؤ ...
هذا سهل جدا.
هل تستطيع ان تبتعد عن طريقي نهائيا . يمكنك ان تتصرف بشؤون اولادك وانا لا اقرك بمعاماتك لابنتك . انت لست عادلا معها...اما انا فلن اسمح لاحد ان يكلمني كما تكلميني انت .
ضحك ضحكة عريضة ساخرة مما اثار غضبها وصرخت :
اكرهك يابركليس . وسأذهب . انا لا افهم لماذ وافقت على الحضور . وداعا .
مال بركليس واسند ظهره الى سور الشرفة ثم طوى ذراعيه فوق صدره وقال :
لماذا الصراخ ؟ مالذي يضايقك ؟
لن تستطيع ان تبقيني رغما عني !
لا؟
لقد اهانها بتحديه . انها فعلا لا تعرف ماذا تريد . لقد تحداها وهي لا تقوى على مجابهة تحديه. انها تخافه ولاتقوى على مخالفته .انه يستهويها اكثر مما تستطيع ان تصرح به .
_لو بقيت ...عليك ان تفهم ....
_ستبقين انا متأكد مما اقول .
_ولكنك لن تملي علي شروطك !
_وانت لا تصرخي بوجهي !لن تصرخ امرأة ابدا ,بوجهي .
_سأصرخ متى اشاء.
_ولكن ليس بوجهي (قال ضاحكا فحأة )ربما تستطيع عيناك الخضروان ان تبرقان بالشر وتنذران بالويل لكنهما تفصحان ايضا عن بقية مشاعرك ...ارجو الا ترميني بسهام عينيك الخضروايين يامارغو غرانت . فربما تنالين ماتطلبين ...
هزت مارغو كتفيها دون مبالاة . نعم لقد خسرت المعركة الاولى . كان بركليس واثقا من انه ستبقى ولن ترحل .
_بالحقيقة ....
وقفت حامدة مصعوقة وهي ترى ردة فعله . ولكنها لم تأبه بل تابعت جدالها وقالت :
_انا لست ضعيفة ومائعة .
_حسنا .اسحب قولي فأنت لست ضعيفة ولا رقيقة الجانب ولكنك انثى . هل هذا يناسبك (قال ساخرا ) ولن امزح معك مرة ثانية بعد اليوم . ولكنك بالحقيقة لا تعرفين ماتردين للمستقبل . انصحك أن تضعي يدك على قلبك حتى لا تتورطي بعلاقة جديدة قبل ان تتحققي من غباتك واهدافك .... وارجوك ان تبعدي نظراتك المغرية عني فأنا رجل ... ويلذ لي مطارحتك الغرام . نظراتك تغريني بالانقضاض عليك فورا دون تأخر .
_وهل نسيت انني فقدت خطيبي من فترة قصيرة ؟
_اعقلي يامارغو انت لم تحبي ديفيد ابدا. لقد احسست برومانسية مدغدغة لذيذة ليس اكثر ... لو تابعت علاقتي بك ستعرفين حقيقة حب الرجل للمرأة ولكن ارجو عندئذ ان لا تتخلي عني لرحمة شقيقتك ...
نظرت اليه مارغو نظرة غريبة وقالت حازمة :
_انا لااعرف عما تتكلم .
_بل تعرفين . هل تظنين ان داليا كانت ستنجح في اثارة رغبة ديفيد وحبه لو لم توافقين انت عن ذلك ...
_انت لاتعرف داليا!
_المسألة ليست بيد داليا . أنا واثق بانها احمل واكثر فتنة وجاذبية منك ولكن ذلك ليس كافيا لتتخلي عنه وتسمحين لهل بالحصول عليه .. ماذا لو كانت داليا تحصل دائما على كل ماتريده منك . انا واثق بانك لو كنت تحبينه لحاربت وتمسكت به حتى النهاية .
_هل هذا صحيح ؟ لا افهم كيف تعلاف كل هذه الامور (بدأت عيناها تقدحان شررا) لولم اتمسك بديفيد كما تقول فمن الواضح انني لن اتمسك بك ايضا ...
خطا بركليس خطوة سريعة نحوها . جزعت مارغو وحاولت ان تتراجع قدر الامكان.
_يوما ما سأذكرك بقولك ... عندما تعرفينيني اكثر !
شعور غريب سرى في عروقها وكيانها . شعور غير مألوف .
_ربما كنت الامر والسيد المطاع بعلاقتك مع سوزان ولكنني لن اكون مثلها .
ضحك كثيرا قبل ان يتكلم :
_سوزان اعتادت على الطاعة في تنشئتها وقبل ان تختارها لي والدتي كزوجة .كانت تجهل كيف تحب ... كيف تعطي وتأخذ . مسكينة . كانت تعطي دون احساس او شعور .كان من الافضل لها لو تزوجت تاكي .
كانت لديها اموال تكفيها وتكفيه . كنت رقيقا في معاملتها وشجعتها ان تمارس بعض الهويات التي ترضي نفسها . كالطيران .... واخيرا قتلت في حادث وهي تتعلم الطيران . انا لست نادما . لقد حاولت ان امنحها دقائق من السعاددة والحرية لتنسى المستنقع الذي وجدت نفسها غارقة فيه .
احمرت وجنتاها من وغطت عينها لتمنعه من سبر أغوارها من جديد .
_اذا كان هذا هو شعورك نحوها ... لماذا تصر على ....
قاطعهاقائلا:
_ترويضك!(كأنه قرأ افكارها)لانك ستستمتعين معي بالعملية .فأنت لست مثلها . زواجها مني كان سجنا مريحا وقد تهيأت لذلك طوال حياتها .عليها ان ترضخ لاوامر اهلها فيما يعتقدونه صالحا له ثم ترضخ من جديد لاوامر ي في تدبير حياتها . كنت سجانها وانفذ فيها جكم الاعدام الذي اصدره اهلها عليها .. ومعك سيختلف الامر يامارغو غرانت . انت ستجدين معي الحرية ...
قالت بعصبية :
_ابدا .ليس معك
_وليس مع ديفيد . فقط مع رجل يتطلب منك ماتطلبينه انت منه بالضبط .... مع رجل يجعلك كليا ملكه وبكل طريقة ممكنة .
بلعت مارغو ريقها بصعوبة وتمتمت:
_انت تقول اشياء غير لائقة وانا لاارغب في الاستماع اليك ...
مشى اليها ووقف قربها ثم لامسها برقة . حبست انفاسها وخافت اكثر من ذي قبل . لقد خافت من نفسها اكثر مما خافت منه .
_من غير اللائق ؟ لماذا ؟ لانني لا اعرفك الامنذ فترة قصيرة . ولكنني احتاج الى وقت طويل لاتعرف اليك عن كثب . مثلا : اريد ان اقبلك الان وانت ايضا تشعرين بالرغبة نفسها هل اعطيك دليلا ملموسا عن صدق قولي ؟
_لا!
_في وقت اخر .(وضع يده على ذقنها واجبرها على النظر اليه )لا تخافي ياعزيزتي . لن استعجلك وانت في امان معي .
مر باصابعه على وجنتيها برقة وحنان . وضحك بصوت مرتفع . احمر وجه مارغو .
سمعت بعض وقع اقدام باتجاه الشرفة . تراجع بركليس بسرعه وقال :
_اللعنة!
نظرت مارغو اليه بارتعاش . ابتسم لها مهدئا وقال :
_ربما من الافضل ان تقابلي تاكي الان .
لم تجد مارغو وقتا لتجيب . حضر تاكي وهز رأسه محييا . كان اقصر من ابن عمته وعيناه رماديتان قاسيتان وشعره اشقر وشكله العام يختلف عن شكل الرجل اليوناني .
_اخبرتني عمتي دورا ان لدينا ضيفه. (نظر تاكي الى مارغو وسأل ) هل هي دامعة العينين ام هناك امر آخر لم افهمه؟
قال بركليس بنزق :
_ليس هناك شيء من هذا القبيل .. مارغو .... اقدم لك ابن خالي تاكي .( نظر بركليس الى تاكي وعرفه اليها ثم اضاف ) مارغو ستساعد في تربية الاولاد في عطلة الصيف .
رفع تاكي يدا الى شفتيه بحركة مسرحية مفتعلة . ابتسم ابتسامة متكلفة وغمز لها . اراد ان يضخم استقباله لها بشكل يضايق ابن عمته.
نظرت مارغو اليه وابتسمت له رغما عنها . لقد كان تاكي سخيفا في حركاته واحست مارغو بانه يشبه ديفيد كثيرا في تصرفاته.

نهاية الفصل الثاني ..


وسامحوني على القصور والتاخير ...


الغصصصصصصصصصصصننننن...

الغصن الوحيد
20-12-2009, 11:53
[ووووالفصل الثالث...
3- العرض والطلب ...


نادرا مانزل تاكي الى البحر ليسبح . كان يفضل ان يعرض نفسه لأشعة الشمس وهو واقف بثياب السباحة على الشاطىء يضرب الموج برجليه ويملأ رئتيه بالهواء المنعش متباهيا بشكله الذي يشبه الطاووس . قال يخاطب مارغو:
_اسابيع قليلة وتلوحك الشمس . هل اساعدك بدهن بعض الزيت لئلا تتسبب الحرارة بالتهابه .
_لا,شكرا لا احتاج.
_ولماذ تخجلين مني ؟ انت لست خجولة مع ابن عمتي بركليس . ما أعجب امرك !هل تفضلينه علي ؟ انت معي افضل حالا ياصغيرتي الانكليزية فانا لا اولاد عندي وستكونين الاولى في حياتي بدل ان تكوني الرقم اثنين معه .
لمعت عيناها شررا وتمتمت :
_انا لست الحب الثاني ...
نظر اليها مستفسرا وسألها :
_ماذا تقصدين ؟
_انت نادرا ماتخرج مع فتاة واحدة مرتين فانا اراقبك منذ جئت الى هنا .
_وهل يزعجك هذا الامر ؟ انني اخرج مع فتيات بقصد المرح . هل تفهمين قصدي ؟
هزت مارغو رأسها دون اكتراث ثم اغلقت عينيها وقالت :
_كنت اعرف شابا يشبهك تمام الشبه .
_ولهذا السبب لا تحبينني ؟
_اوه بل كنت احبه كثيرا .
_صحيح . اخبريني عن هذا الشاب الذي تحبين .
_ليس هناك اي شيء يستحق ان اخبرك عنه .
_لاشيء ابدا !
_لقد مات ... وانت تذكرني به . وهذا كل مافي الامر .
_من المؤكد انه رجل مهذب ومعتد بنفسه وحلو المعشر .... هل عرفته لفترة طويلة ؟
ترددت مارغو قبل ان تقول :
_كان صديق العائلة .
_هل كنت تحبينه؟
_اعتقدت انني احبه ولكنه لم يكن مستعدا لان يحب احدا ... كان مثلك تماما .
_انت تلمحين بأن تصرفاتي صبياينة لكنني لست كذلك . ليس هناك من عيب في ان يحب الرجل المرأة ...
_ولكنك لاتتحمل المسؤولية .
قال بمكر ظاهر :
_بل احبك خلسة !
تجاهلت مارغو اقواله وتذكرت يوم انتقدت ديفيد بانه لا يستطيع اتخاذ قرار او تحمل مسؤولية ...كم غضب يومها! تذكرت شعورها بأنها انضج منه واكثر تفهما كأنها تكبره بعشرات السنين ... الشعور نفسه يلازمها الان وهي تتحدث الى تاكي . ادارت له ظهرها وهي تقارن بينه وبين بركليس . وجود بركليس قربها يختلف كثيرا عن وجود تاكي سألها مستغربا:
_لماذا فعلت ذلك ؟ اريد التحدث اليك .
_حرارة الشمس شديدة واشعر ببعض النعاس . وبعد قليل يأتي الاولاد .
_استفيدي اذن من وقتك( وضحك وهو يقترب منها ) قلت لك انك بحاجة لبعض الزيت قبل ان يحترق جلدك .
-لا.
_لماذا ؟سأكون رقيقا معك للغايه ويمكنك ان تغلقي عينيك وتحلمي انني الرجل الذي احببته ... ولن يحترق جلدك .
قالت بتصميم اكيد .
-لا .لا اريدها .اذهب عني ياتاكي واتركني وشأني.
_ولكنك تحبينها .... انا شاب وسيم واعرف جيدا كيف اعا مل الفتيات .لماذا تطلبين مني ان اتركك ؟
_لانني لا احب اللهو في لعبة الحب .
_تحبين ذلك مع بركليس فقط !
لا .ليس مع احد .انا هنا كي اهتم باولاد بركليس فقط .
لقد رأيت خلاف ذلك يوم قابلتكما... لماذا تكرهينني ؟ انني اكثر وسامة من بركليس .... والنساء يفضلنني عليه....
وقفت مارغو بسرعة وقالت ساخطة :
انت معتد بنفسك اكثر مما ينبغي .
ابتسم ابتسامة عريضة وقال:
ولكنني اقول الحقيقة ... حتى زوجته سوزان كانت تفضلني عليه .كانت تحبني ولكن والدها اجبرها على الزواج من بركليس...
اصمت .لا اريد ان اسمع هذه القصة .
وقف هو ايضا وقال:
اعتقد انك تردين سماعها . من الواضح انك تهتمين بالمرأة التي كانت زوجة بركليس وام اولاده. هل تغارين منها؟
ولماذا اغار منها؟
كنت اعرفها جيدا . هل اعانقك كما كنت اعانقها ؟
لااظن انك فعلت ياتاكي .
قبل ان تتزوج من بركليس . لم انفرد بها بعد الزواج لان زوجها منعها من رؤيتي وهي زوجة مطيعة جدا ...بركليس يعرف انها كانت تفضل ان تتزوجني انا .
هل تستمتع بجروح الاخرين ؟
انا لا اريد ان اجرحك (قال مبتسما )اريد فقط ان امرح برفقتك وما الخطأفي ذلك ؟
اغرب عن وجهي !
سأتركك عندما تخبريني لماذا لا استطيع عناقك . ستحبين ذلك ايتها الفتاة الشابة الانكليزية .
حاول ان يتبع القول بالفعل. امسكها بقوة واستطاعت مارغو ان تفلت من قبضتة غاضبة وتتجه الى البيت . ركض تاكي خلفها وصرخ يتهمها :
قلبك متحجر . انت فتاة جميلة خالية من الشعور والاحساس والعواطف ...
انا لا احبك ابدا ابدا .
سأجعلك تحبينني !
اوه .ستحاول من جديد .
كانت لهجتها يائسه . امسك بها من جديد وحاول ان يقبلها رغما عنها .كانت تصارعه محاولة الافلات من قبضته وهي تصرخ به :
تاكي !
افلتت من قبضته وابتعدت عنه قليلا لتجد نفسها وجها لوجه مع بركليس . قالت بسرعة :
ليست غلطتي !
الاولاد في البيت . ادخلي واهتمي بشؤونهم .
حاضر ياسيد هولمز .
آنسة غرانت ....
التفت اليه بسرعة واجابته :
نعم؟
اظن انك انت المخطئة .... طلبت منك ان تبتعدي عن طريقه .
لكنه لم يؤذيني .
وكيف تعرفين ؟(ظهر الغضب واضحا في شكله والشرر يتطاير من نظراته )كيف تتأكدين .
انه يشبه ديفيد . يريد ان يتباهى بوسامته ...وهي كل ما يملك .
انفرجت اسارير بركليس قليلا وقال :
هل يشبهه بما يكفي لتقعين في هواه .
هزت مارغو رأسها نفيا ثم قالت :
سأدخل لمساعدة الاولاد .
تمنت مارغو لو كان لديها ثوبا تغطي به جسمها العاري وهي في ثياب البحر .لفت المنشفة حول وسطها ومشت امام بركليس وهو يتفرس فيها بامعان . احمرت وجنتاها خجلا وهي تحس نظراته النهمة . راقبت تغير مزاجه بسرعة مما يدل على انه شديد الحساسية وسريع التأثر ,هز بركليس رأسه وقال:
سأتحدث معك بعد قليل ... اذا كان تاكي يسبب لك ازعاجا سأوقفه عند حده ولكنني لن اقبل بتشجيعه يامارغو ... ومهما كان ديفيد . فقد حان الوقت لتواجهي الحقائق .


يتببببببببببببببببببببع...

الغصن الوحيد
20-12-2009, 11:57
لقائي معكم في الليل انزل الباقي لان النوم احين واو باي ياحلوين

شمس السعوديه
20-12-2009, 13:31
تسلمين ويعطيك العافيه وانشالله بداية خير يالغاليه الغصن الوحيد::سعادة::

الغصن الوحيد
20-12-2009, 20:43
يامرحبا وسهلا ياشمس السعودية (فديتها) انشالله اتمنى انا بعد انها تكون بداية لي في الشاركة بطرح الرويات واشالله اكون عند حسن ظنكم ومن عيوني وعلى خشمي طالباتكم حبايب مكسات...
يلا نكمل...

الغصن الوحيد
20-12-2009, 22:40
[تابع الفصل الثالث ...


حاولت مارغو ان تبكي امامه . لقد أذلها ونعتها بصفات غير حقيقية . كيف يمكنه ان يفكر بانها تشجعه ؟ اما الحقائق التي عليها ان تواجهها ... فهي انها فعلا تحب بركليس هولمز ... منذ ان التقته وهي لا تعرف كيف تفسر شعورها نحوه . لقد ذكر لها انها فتاة تختلف عن غيرها ولكنه لم يشر ولو بكلمة انه يحبها ...
_آسفة .
_ستكونين اشد اسفا لو وجدتك تعبيثين معه مرة ثانية .
_ولكنها ليست غلطتي (كررت قولها من جديد وبدأت دموعها تتساقط على وجنتيها) وانا لا احبه .
_تذكري قولك هذا دائما وابتعدي عن طريقه .
صعدت مارغو السلالم الحجرية المؤديه الى المنزل وهي تلتقط دموعها بمنشفتها . تعثرت وسقطت على الدرجات الحجرية بقوة . شعرت بألم شديد في ساقها ثم صرخت والدموع تملأ عينيها . قالت في نفسها : يقع اللوم على بركليس فهو الذي تسبب في سقوطها لانه لم يتكلم معها بلطف...
_مارغو !مارغو !هل تألمت ؟
نظرت مارغو الى كيمون وقد وقف قربها والاهتمام باد على محياه .
_لا . لن اموت .
_لم تنظري امامك (قال مؤنبا كالكبار , وتنفس نفسا عميقا وسألها ) هل اخبرك والدي ؟
_ماذا؟
عبس كيمون لان هذا الامر بالنسبة اليه مهم جدا . قال وهو يكاد يقفز من الرح :
_هل اخبرك ماذا اعطتني جدتي ؟ هل تعرفين ماهو ؟
قصبة لصيد الاسماك .
قالت بتردد . كانت تعرف ان كيمون يتوق لامتلاك قصبة لصيد الاسماك منذ حضر الى بلاد اليونان .
_لا .هذا شيء عادي .
_عليك ان تخبرني بنفسك لانني لن احرز .
_قطعة نقد معدنية قديمة كانت متدوالة في مدينة اسبرطة اليونانية . انها تحمل على احد وجهيها صورة عربة رائعة . عملة اسبرطة كانت ثقيلة ويصعب حملها . الاسبارطيون وهم من اقوى البشر في العالم ولم يبالوا بثقلها او اذا كانت جيوبهم تتمزق من حملها ... هل ترغبين في رؤيتها . ربما يوجد مثلها في المتحف .
تحمست مارغو كثيرا لشدة اهتمامه وقالت :
_احب رؤيتها بالتأكيد . لم اكن اعلم انك تهتم بتجميع العملة المعدنية القديمة .
_صحيح !انا اجمع العملة المعدنية منذ سنين عديدة .
دخلت مارغو خلفه الى غرفته ثم سألته :
_وماذا عن بيغي ؟ ماذا تجمع ؟
_الفتيات لايسمح لهن بتجميع الاشياء . كانت بيغي تجمع احجارا ملونة من الحصى التي تجده على الشاطىء ولكن جدتي منعتها والقت بمجموعتها الى البحر .
_انا كنت اجمع طوابع بريدية .
_صحيح (تردد وهو يخرج قطعة النقد المعدنية من مخبأها فب احد اداراج مكتبه واضاف ) كانت بيغي تتسلى بتلميع الحصى الملونة التي كانت تجمعها . ولكن لن يفيد الفتاة ان تتسلى بهذه الامور كما يفعل الرجال لان الفتيات عليهن ان يتعلمن امورا اخرى مهمة لمستقبلهن .
_الاتستطيع الفتاة ان تفعل الشيئين معا ؟
هز كيمون كتفيه دون اكتراث وقال :
_جدتي لم تسمح لها . عندما كانت جدتي شابة كانت تحب الرسم اكثر من اي شيء اخر وكانت تتسلى بالرسم. ولكن جدي وهو رسام ايضا , كان يؤمن ان رسم الرجال هو افضل من رسم النساء وجعلها تتلف جميع رسومها قبل ان يتزوجها .
_كان جدك شديد التعصب لبي جنسه .
_وهذا مايقوله والدي عنه عندما يتحدث مع جدتي , خاصة عندما تعنف بيغي او تمنعها من متابعة هوايتها ... انظري يامارغو الى هذه القطعة النقدية الاثرية الاتعتقدين انها رائعة .
حملت مارغو القطعة النقدية المعدنية في كفها وقلبتها متعجبة من صناعتها المتقنه ومحافظتها على طابعها المميز منذ مئات السنين .
_وماذا اعطت جدتك بيغي ؟
_لاشيء .بيغي لاتهتم .
_انها تهتم كثيرا وتغضب لان جدتك تفضلك وتعاملكما بطريقة مختلفة .
_ستحصل بيغي على مهر عندما تتزوج. ستحصل على بيت ومفروشات ...(وضع القطعة المعدنية مكانها في الدرج ) لن تتزوج ان لم يكن معها مهر . ربما ستتزوج من يعيش في اثينا او في مدينة كبيرة اخرى وليس من رجل محافظ يسكن في احدى الجزرالييونانية . وانت يامارغو هل لديك مهر؟
_لا .
_ كان مع والدتي مهر وتقول جدتي انها جلبت معها اموالا طائلة للعائلة .
فكرت مارغو ثم قالت :
_انا سأعطي بيغي شيئا .ماذا تحب ؟
احمر وجه كيمون وقال :
_اعطها طوابعك . ستحبها كثيرا . اريد ان اعطيها موسى الكشاف خاصتي ولكن جدتي لن تسمح بذلك . عليك ان لا تخبري جدتي عن الطوابع .
_الطوابع في انكلترا ولكنني استطيع ان اكتب لشقيقتي كي ترسلها الي بالبريد.
_يمكنك ان تخبري بيغي عنها . هل لديك العديد منها ؟
_لا . ولكن بعضها جميل جدا وبعضها ثمين . هناك طوابع افريقية واخرى من بقية اقيام الامبراطوريه البريطانية .
_اخبريها بنفسك عن قيمتها فهي تحب ان تعرف القيمة المادية للاشياء .
_مثل جدتها ... اخبرها انت عنها ياكيمون .
_هل تسمحين لي بذلك .
طار من الفرح وركض ينادي شقيقته ليخبرها بأمر الطوابع . سرت مارغو كثيرا وقالت في نفسها : لو كان بالامكان ان نجعل الحياة سهلة وبسيطة ومبهجة .


::جيد::::جيد:::::جيد::



لم تنظر السيدة هولمز الى مارغو حين دخلت الغرفة بل سألت دون ان ترفع رأسها:
_لماذا هذا الضجيج ؟
قالت مارغو معتذرة :
_كان كيمون يريني قطعة النقد المعدنية .
تنحنحت السيدة هولمز :
_لا حاجة لكل هذا الضجيج . انت لا تستطعين تهدئة الاولاد مع ان هذا هو سبب وجودك هنا . قلت لبركليس انه من الخطأ ان يترك اولاده يتعلقون بك . علينا ان نبقي الاولاد على مسافة من ولا نجعلهم مركز اهتمامنا يآنسة غرانت ...
_ولكنني لا اوافقك الرأي ياسيدتي ...
_لماذا ؟
_علينا ان نشجع الاولاد على التفكير بان كل واحد منهم هو الاهم حتى يكسبو ا الثقة بأنفسهم ويحسنوا التصرف وتنمو شخصياتهم .
_تفكير سليم بالنسبة لتربية الذكر ولكنه صعب بالنسبة للانثى ...
كنت افضل ان اكون رجلا واعطي للعالم (توقفت عن الكلام ) اخبروني ياآنسة غرانت انك تفضلين كونك انثى ... لقد اخبرت بيغي ان الفتاة تمرح اكثر في حياتها من الشاب . اكاد لااصدق مااسمع . الم تتشوقي لفعل شيء ما ولكنك منعت؟
_لا . اذا اردت ان اقوم بشيء فأنني اعمله (صمتت قليلا قبل ان تقول ) سيدتي لماذا لاتعودين الى الرسم ؟
ران صمت ثقيل . وبعد فترة قطعته السيدة هولمز قائلة :
_ربما لن يسح لي بركليس بذلك .
_وماشأنه ؟
حدقت السيدة هولمز فيها قبل ان تجيبها :
_انه ابني .
_ولكنه لن يمنعك من الرسم . ولماذا سيمنعك ؟
_والده لم يوافق على عملي من قبل . ربما بركليس يعتقد ان متابعة الرسم تنقص من اخلاصي لذكرى والده .
_لم اسمع من قبل بمثل هذه السخافة . على كل حال سأسأله حين يحضر . انا لا اخافه .
ضحكت السيدة هولمز فجأة وقالت:
-الشباب في هذه الايام لا يخافون شيئا . اعتقد انك تعاملين ابني معاملة غير مألوفة
احمرت وجنتا مارغو قليلا وسألت :
_مالذي يجعلك تقولين ذلك ؟
_انت شجاعة ولكن هل يمكنك مجابهته ايضا في امورك الخاصة ؟لا اعتقد ذلك ياعزيزتي ... انت لا تختلفين عن بنات جنسك في بلاد اليونان . انت تطلبين ود الرجل الذي بيده زمام امرك .
_ولكن بركليس لا يملك زمام امري .
_ووالدك ؟
_لا احد يملك هذا الحق .
_المرأة الحرة الجديدة ...
_علينا الان ان نتحدث عنك وعن الرسم . انت تردين متابعة هذه الهواية . هل تخافين من بركليس ؟
_لا . انه ليس زوجي . وهو لن يمنعني من ذلك لو عرف انني راغبة في متابعة الرس . ولكنني بع مرور الزمن اخاف ان اكون قد فقدت موهبتي او نسيت ... ثم انا لا اعرف بالتأكيد مااذا كان رسمي جيدا ام لا . هل تفهمين قصدي ؟ لقد رفض زوجي ان ارسم لانه كان يؤمن بان النساء لا يجدن الاعمال الفنية كالرجال . النساء في الفن يأتون في المرتبة الثانية . كان علي ان اطيعه ولذلك اتلفت رسوماتي كلها مع انني لم اتخلص من رغبتي الشديدة في الرسم .

الغصن الوحيد
21-12-2009, 00:04
[استغربت مارغو تعصب السيدة هولمز ضد حرية المرأة بالرغم من تجربتها المريرة في الحياة . اذا كان هذا تفكيرها فلماذا تضيق الخناق على حفيدتها وتصرفاتها . قالت مارغو بحماس :
_انا واثقة بان بركليس يريدك ان تعاودي الرسم من جديد
نظرت اليها السيدة هولمز بفرح ظاهر :
_شكرا ياعزيزتي وسأسأل بركليس .
دخل بركليس الغرفة وسمع والدته وعلى الفور سألها :
_ماذا تردين يا اماه؟
التفت الى مارغو مستفسرا ورماها بنظرة حادة .
قالت السيدة هولمز :
_مارغو ....الآنسة غرانت .
قال بركليس :
_نادها مارغو يااماه !
رفعت حاجبيها ولكنها لم تعلق بل اكملت قولها:
_حاولت مارغو افناعي ان اعود لمتابعة هواية الرسم من جديد . ما رأيك ؟ان هذه الفتاة الانكليزيه تتصرف بوقاحه !(:mad: اما جد نذلة ذا العجوز وش رايكم مالها صاحب ها)الغصن..
قال بركليس :
_انا موافق (نظرت اليه مارغو بسرعة ورأت طيف ابتسامة مرحه) مارغو تحرض على الثورة بطريقة ما . بيغي ستطير من فرحتهالانها ستجمع الطوابع ... نعم يااماه لقد سمحت لها بذلك ... وانت الان مستعدة لمعاودة الرسم من جديد....
قالت دورا :
_لقد غيرت رأيي ....
قال بركليس :
_لانك لاتردين الاعتراف بفضل مارغو ....
فوجئت مارغو بهذا التحليل غير المنتظر .
قالت مارغو :
_انها فقط خائفة يابركليس ... لا يمكنها ان تكون مدينة لي بشيء .
قالت دورا:
_انا لست خائفة . اذا كان بركليس موافق فسأبدأ فورا .
قال بركليس :
_سأشتري لك بنفسي ادوات للرسم حين اذهب الى اثينا المرة المقبلة .
سرت دورا كثيرا وقالت :
_سأشتري مايلزمني بنفسي . انا لست خائفة ... لماذا اخاف من ابني ؟
اذا كان هناك شخص خائف فهو انت يامارغو غرانت . انت تتصرفين بحرية مع الشباب كما فعلت اليوم مع تاكي على الشاطىء ... لو كنت ابنتي لفرضت عليك ان تمضي الامسية في غرفتك لتتعلمي كيف تتصرفين بوعي وحترام . سأتركك الان مع بركليس لتشرحي له ماذا كنت تفعلين على الشاطىء وتتفاهمين معه ثم اخبريني ان كنت تخافينه ام لا......
ضحكت دورا ضحكة مجلجلة . حدقت بها مارغو مستغربة وتمنت لو ان بركليس لم يسمعها ولكن بركليس سمع كلمات والدته والقى نظرة ساخرة قاسية الى مارغو. فقالت :
_انا .... انا اعتقد انها ستكون سعيدة لو عاودت الرسم من جديد
_وانا ايضا اعتقد ذلك .
_وبيغي تحتاج لتجع بعض الاشاء التي تحبها . اذا كانت لا تستطيع ان تجمع الحصى الملوة فلماذا لا تجمع الطوابع البريدية ؟
_موافق .
_لا تمانع ؟
_وهل اعتقدت انني سأمنعها.
_لا .لا .
جلس بركليس قربها وسألها :
_هل انت حقا خائفة مني يامارغو ؟
_طبعا لا (احمرت وجنتاها خجلا )والدتك تعتقد ان الفتاة يجب ان تخاف من رجل ما ... ولكنني لست خائفة منك . ولماذا اخاف ؟
جلس هادئا وسألها :
_لماذا ؟ ...تخافينني ؟
_لا .حقا لا اخافك . اعني انني لن ابقي هنا (كانت تنتظر جوابه ) لا اعرف (شبكت اصابعها ببعض ) انا ...لن ابقى ....
امسك يدهابيده وقال :
_كلا .
_ولماذا ابقى .
_والدتي لاحظت انك تخافين (نظر اليها نظرة سعيدة ) وهي تحبك كثير ا.
_لديها طريقة غريبة في اظهار محبتها لي . كان عليها الاتذكر ما حصل مع تاكي .
ضحك ثم وضع ذراعه حول كتفها وقربها منه قليلا وقال :
_لو انها لم تفعل لكنت انا فعلت . ماذا تقصدين بقولك : انه يشبه ديفيد ...
حاولت مارغو ان تتجاهل وجود يده حول كتفها ولكنها لم تستطع ....بدأت تتنفس بصعوبة وتتحرك بصعوبة ...وتمنت ان يسحب ذراعه ويريحها!
_ابتسامته مثل ديفيد .
صمت بركليس فترة طويلة قبل ان يتكلم :
_مارغو !هل تتزوجيني ؟
قفز قلبها من بين ضلوعها . حاولت النهوض لكن يده جذبته من جديد فتمتمت:
لماذا؟
_انت لا تستطعين ان تتزوجي من ديفيد . ولا اعتقد انك تستطعين تجبري تاكي على الزواج منك .
_ولماذا اريد ان اتزوج من تاكي ؟ لم ارغب فيه مع انه حاول كثيرا . هو معجب بنفسه مثل ديفيد ولا يحتمل ان يتجاهله الاخرون .
_ومع ذلك احببت ديفيد .
_اعتقدت انني احببته ولا اظن انني اعرف الكثير عن الحب . كان لطيفا ووسيما ... مثل تاكي ... بعد موته اعتقدت انني لن انساه .... ولكننني احب الحياة هنا ولا اريد الرجوع الى انكلترا . لقد كنت انتظر ديفيد ليخلصني من اهلي الذين سرهم خروجي من البيت
_ابقي هنا وتزوجيني .
_ولماذا تريد ان تتزوج ... من اجل كيمون وبيفي .
_تماما . انالم ار بيغي اسعد حالا مما هي عليه الان وكذلك كيمون . كلاهما يحبانك واعتقد انهما بحاجة اليك .هل هذا يكفيك ؟
لا ليس كافيا .... ولكنها لم تتفوه بكلمة . كيف ستفسر له انهابحاجة الى حبه . اغلقت عينيها وحاولت ان تتخيل لو انه اطبق ذراعية عليها بقوة ...لو قبلها مرة واحدة ...كما يفعل المحبون ....
_نعم .هذا يكفيني . واذا كنت لاترغب في الزواج فانني سأبقى على كل حال ...سأبقى قدر ماتشاء.
رفع يده الى اذنها وشدها مؤنبا كما يفعل مع طفلة صغيرة .
_مارغو الكريمة .مستعدة للعطاء دون ان تفكر بنفسها .
_لا تقل انني ضعيفة؟
_انت تتمتعين بصفات مشرفة . ان رضيت بي زوجا فلن تندمي ابدا على ديفيد ولا تفتقدي رومانسية تاكي الزائفة. ستصبحين زوجتي .هل تفهمين؟ نحن في بلاد اليونان ناخذ الامور بجدية ورصانه.
_الاترغب ان تتزوج من اجل الحب ؟
ظنت مارغو انه جدير بفتاة افضل منها . لقد تزوج سوزان التي اختارتها له والدته من قبل , والان اختارها لان اولاده يحبونها .
_وانت الاترغبين في ذلك؟
اخذت مارغو نفسا عميقا وقالت :
_اريد ان اتزوج منك .





وباي باي يالفصل الثالث ..


ويلا علي بعده ...

الغصن الوحيد
21-12-2009, 02:37
[ الفصل الرابع ....


4- داليا والزفاف ...

ودعت مارغو كيمون وبيغي بصعوبة قبل ان تغادر الى انكلترا ,قالت مارغو تخاطب بركليس :
_علينا زيارة انكلترا .
_لامفر من ذلك . اعتقد ان اهلك يريدون رؤيتك بعد ان تزوجت واستقريت معي بأمان. وسنغيب اسبوعا واحدا على الاكثر .
_اعرف ذلك ولكنني كنت اتمنى لو نتزوج هنا .
_لااعتقد ان والدتي سترحب بهذه الفكرة . هناك مشاكل عديدة وترتيبات وجهود وهي لن تقوم بها من اجل فتاة انكليزية لا تعرفها جيدا .
ابتسمت مارغو وقالت :
ربما لانها لاتحبني وتريد ان تزعجني .
ستعتادين عليها مع الوقت .
وجدت مارغو صعوبة كبيرة في التكيف مع فكرة زواجها من بركليس خاصة ان والدته لم ترق لها الفكرة ولم تبارك الخطوة بموافقتها العلنية ومارغو غير واثقة من كيفية معاملة بركليس لها بعد الزواج ... ليس لانها كانت تخاف ان يضربها او يجوعها او يتشاجر معها امام افراد العائلة بل لان الدم اليوناني الذي يجري في عروقه يتطلب من الزوجة الطاعة العمياء . ومع نصفه يوناني فقط الاان اسمه يوناني . نظر بركليس الى عينيها وقرأ الارتباك والشكوك فيهما ,ثم ضحك وسألها :
_الاتردين ان تقديميني الى عائلتك ؟
تحمست مارغو واجابت على الفور :
طبعا (بان السرور جليا على محياها واضافت ) يسرني ان اتباهى بك واقدمك اليهم . انت افضل بكثير من اي شخص تعرفت اليه داليا واعتقد انك ستعجب بداليا حين تتعرف اليها .اغلب الرجال يحبونها. (خبلة ذي اسمعوا وش تقول له وهي عارفة اختها لا وحده تمدح وحده عند زوجها تحذير شديد ..الغصن اسفة على القطع) نكمل ..
قال بخبث :
اتمنى ان احبها انا ايضا .
احست مارغو بالكآبة تغمرها وهي تفكر في داليا ..لا شك انها ستطالب ببركليس كما فعلت بديفيد الم تخطف ديفيد منها ؟ وقد انفطر قلبهاعليه بعد ان ايقنت ان داليا ترمي شباكها حوله ... ستعيد داليا لعبتها المفضلة : انها تريد كل شيء بحوزة مارغو مهما كان . ثم بركليس من المحتم ان يراها جميلة وفاتنة وتجيد التصنع ,وربما سيفضلها ايضا عليها . ولكنها لن تتحمل خسارة بركليس ابدا. ربما هو لايحبها ولكنه سرق قلبها من ضلوعها , ولهذ السبب رضيت ان تتزوجه لقد وافقت مع الاخرين على الاسباب العملية الموجبة لهذا الزواج : حاجة الاولاد لها ثم خطوبتها الفاشلة واخيرا الحكم الصادر في حقها والذي بموجبه منعت من قيادة السيارات بعدما اعترفت بمسؤوليتها عن الحادث الذي اودى بحياة ديفيد .. والاشاعات التي ازعجت عائلتها ... كانت مضطرة للموافقة على الزواج حتى لو انه لم يدخل الحسبان عامل الحب _ وهو العامل المهم الرئيسي في نظرها ... نادته :
بركليس!
ماذا؟
انا اريدك (احمرت وجنتاها خجلا وهي تحاول ان تتوصل معه الى تسوية) ان تخفي عن اهلي انك وجدت الزواج بي مناسبا من اجل ولديك ... هل لديك مانع ؟
تقصدين ان اطلعهم على اسباب اخرى مختلفة .
الجميع يعرفون ان ديفيد فضل داليا علي . اقصد ... الافضل ان يعتقدوا اننا نتزوج للاسباب المعتادة ....
اتسعت عيناها ورمته بنظرة حادة وهي تراه يضحك مسرورا وقال بخبث :
اعرف بالضبط ماذا تريدينهم ان يعتقدون . اوافق "ياحبيبة قلبي "_(قالها باليونانية ) سنمثل عليهم دور العاشقين ويسرني جدا القيام بهذا الدور وخاصة امام داليا . سنتمرن الان .
وضع يده تحت شعرها وقربها منه . احست ببعض الاختناق من شدة توترها وخافت ان يشعر بتأثيره الفعال على احساسيها . ابتعدت عنه قليلا ولكنه لم يبالي وقال :
عليك ان تخففي قليلا من غلوائك وكبريائك .كلما لمستك تخافين وترتجفين , لن يصدق احد انني اجدك جذابة وفاتنة او انك تذوبين كلما اقتربت منك وتفقدين كل مقاومة ... تصرفك هذا لا ينفع !
قالت موافقة :
معك حق .
ضاعف ضغطه على عنقها وجذبها اليه بقوة . اقتربت منه اكثر واحست قساوته فأطبق ذراعيه الفولاذيتين حولها واذا بها فعلا تفقد كل مقاومة وتحس في داخلها تفجر براكبن احاسيسها _ انه شعور فريد لم تعرفه من قبل . ارتجفت ولم تفهم اسباب ارتعاشها : هل هذا من شدة شوقها اليه ام لانه سيحملها معه الى عالم الحب المجهول...
انك تجيدين التمثيل اكثر مما انتظرت ... لوهلة اعتقدت انك سعيدة بقربي .
اخفت وجهها في صدره وتجاهلت انها سمعت تعليقه ولكنها سمعته يقهقه بصوت مرتفع وهذا ماجعلها ترتجف اكثر بين يديه .
انظري الي يامارغو ياصغيرتي (قال بلطف ورقه ) كيف استطيع ان اعانقك وانت تخفين وجهك في صدري ؟
تشجعت قليلا ورفعت رأسها واغمضت عينيها : لو نظر الى عينيها لرأى بوضوح شوقها وحبها .
_عليك ان تبادليني الحب...
_ لا استطيع . سأحاول ان اكون زوجة مخلصة لك (بقي صامتا كأنه لم يقتنع ) لقد احببت قربك كثيرا , اذا كان هذا يرضيك .
رفع لها رأسها لتنظر الى عينيه وليرى ارتباكها الواضح وسألها :
_وماذا يرضيك انت يامارغو ؟ ماذا تردين ؟ متى ستأخذين مني ما تحتاجينه . انت تعطين بسخاء ولكنك لا تأخذين بالمقابل .
لم تجبه . لايمكنها ان تتنازل عن عزة نفسها . لن تركع الان ولن تطالب بحبه ولو كان هو خطيبها بركليس هولمز .
شعرت مارغو بالبرودة تسري في اوصالها وهو يسحب يديه من خلفها , وبالصقيع وهو يدير ظهره لها ويخرج من الغرفة ويتركها وحدها مع افكارها الشوشه ......

الغصن الوحيد
21-12-2009, 04:55
[غادرا مطار اثين في وضح النهار وحرارة الشمس مرتفعة جدا , وهبطا في مطار لندن الرطب بعد ثلاث ساعات . كان الهواء قارسا باردا بالمقارنة مع هواء اثينا . ولدهشتها كان جميع افراد عائلتها بانتظارها في المطار .انتظرت بركليس ليحمل حقائبها . كانوا ينتظرون وصولها مع خطيبها . بدت داليا شاحبة الوجه ونظرات الغيرة تكسو وجهها ولكنها معتة بجمالها وفتنتها بشكل ملحوظ كالطاووس , وهي تمشي تميل رؤوس جميع الرجال نحوها فيحدقون بها . راقبت مارغو بمرح احد الشباب يقترب منها ويدفع نفسه عمدا ليقترب منها ... ثم استدار مبتسما ليعتذر مستفبدا من وضعه ليتكلم معها .
قال بركليس وهو ينظر الى داليا :
هذه هي شقيقتك (تمتم في ا ذنها )انها فاتنة وجذابة .
كأنها لدغنت وتمنت لو تستطيع ان تنفي هذه الحقيقة ثم قالت :
لقد اخبرتك بذلك وتنبأت بأنك ستحبها...
هز بركليس رأسه مسرورا :
هذا صحيح . هل تعتقدين انني استطيع ان اقبلعا قبلة اخوية حين اسلم عليها .
لم تجبه . بقيت صامتة تفكر في نفسها. ستعرف داليا ان تاخذ ما تريد ... وسينصاع بركليس لتلبية طلباتها ورغباتها . سيكون امره كأمر ديفيد .

رمقت مارغو خطيبها بظرة سريعه واذابه يبتسم ابتسامة ماكرة خبيثة _كأنه يقول : سأسر كثيرا برفقتها ... لو كان الامر بيد مارغو لما تركت لداليا اية فرصة سانحة لتنال ماتريد .
قالت :
لا يناسب الان ان تقبلها (رفعت رأسها بكبرياء وذكرته بوعده ) لقد وعدتني ان تمثل دور الحبيب ...ام نسيت ؟
ابتسم ابتسامة النصر وقال :
لا .لم انس . لن اتسبب في اية مشكلة تقودك للتذمر او الانزعاج ونحن في لندن ولكن بعد رجوعنا ...
حين نعود الى اليونان سنكون برفقة الاولاد (كانت تمزح ) ولايهم عندئذ .
ولكنني اتوقع زيارة اهلك لنا هناك من وقت لاخر . سأحاول جهدي ان نبقى على علاقة طيبة مع كل فرد من افراد عائلتك .
اراهن على ذلك.
كل هذا الاهتمام اثر نظرة واحدة لداليا ... ماذا سيحدث بعد ان يمضي اسبوعا كاملا برفقتها .
حضرت داليا لتسلم عليه وقدمت خدها ليطبع قبلته ونظرت الى مارغو قائلة :
يجب ان اهنئك على ذوقك .(نظرت الى بركليس نظرة اغراء واكملت ) كيف استطعت ان تعثري على رجل بوسامة ادونيس في مجاهل اليونان ؟
قال بركليس :
ستخبرك هي بنفسها وبطريقة لبقة .
استدار ليصافح الوالد ويتعرف الى زوجته ثم وضع ذراعه حول كتف مارغو بمحبة ظاهرة وابتسم لها .
ارتبكت مارغو لنظراته المعبره ولكنها اقنعت نفسها انه ينفذ ما وعدها به ولم تتوقع صرخة من شقيقتها داليا حين قالت :
يامارغو !من اين حصلت على هذا العقد البشع ؟
مدت يدها الى العقد المخبأ تحت كنزة مارغو ولعبت بأصدافه وضحكت بصوت مرتفع و اكملت :
لولا وجود الخرازات الخضراء في وسطالاصداف لكان جميلا . انه مقرف ولا يناسبك ومن الافضل ان لا تلبسيه بعد اليوم .
قالت مارغو :
ولكنني أحبه.
ضحك بركليس وسحب العقد من تحت الكنزة ورتبه بتان حول جيدها .سرت مارغو بلمساته الرقيقه وارتبكت وهي تحاول ان تمنعه من لمسها .
انا اهديته لها . انها الان تحت رعاية وحماية نمسيس وهي ترتديه .
قالت مارغو تتعترض :
ولكنني لا اؤمن بها...
اذا لماذا ترتدينه ؟
خوفا عليه من ان يفسد في الحقيبة .
كنت تكذب لانها كانت ترتديه لانه هدية منه .انها تلبسه دائما منذ ان اهداها اياه . تلبسه تحت ثيابها احيانا او تخفيه تحت منديل حول عنقها . انه الشيء الوحيد الذي اهداها .قالت داليا :
نمسيس ....لقد سمعت بها انهاتلاحق الناس بسيفها وتضربهم وتقطع روؤسهم ....
عبس بركليس وقال :
لا. لا سيوف لديها . واعتقد ياسيدتي انه لا يحق لك التكلم عنها بهذا الشكل .
قال والدها:
لا .(نظر الى داليا بمحبة وفخر واعجاب )جميع حقائق داليا تختارها لتناسبها هي وحدها . نمسيس تلاحق من يعمل شرا وتعاقبه .
قالت مارغو :
وتكافىء المظلوم المعذب ( لم تنظر الى داليا وهي تتكلم )لقد ذهبت لزيارة اثارها في اليونان .
ضحكت داليا ضحكة رنانة مصطنعة وقالت :
لحسن الحظ انها لاتملك سلطة هنا في انكلترا .
قالت السيدة غرانت مبتسمة :
صحيح. يجب الانعيد الى الاذهان ذكريات اليمة مرت بها مارغو هنا.لقد نسيت الان كل شيء عن ديفيد المسكين وعلينا ايضا ان لا ننسى انه كان خطيبها.

الغصن الوحيد
21-12-2009, 07:37
[احمرت مارغو خجلاوغمرها شعور بالذنب . حاولت ان تفلت من ذراع بركليس ولكنه احكم الاطباق عليها في محاولة عملية لحمايتها ونظر الى السيدة غرانت نظرة قاسية باردة كأنه يؤنبها وقال :
على مارغو ان تنسى اشياء كثيرة حصلت معها هنا مثل حب الطفولة البريء الذي عرفته في الماضي وخاصة اذا كان الحبيب غير مخلص في حبه ...لقد كبرت الان وعليها ان تنسى هذه الساخافات الصبيانية .(ياشيخ صح لسانك...الغصن)
قالت مارغو :
حب صبياني طفولي !
نظر اليها بركليس ورفع حاجبيه متسائلا :
الم يكن كذلك ؟
خجلت مارغو حتى اصطبغت وجنتاها بلون قرمزي واجابت :
انت تعرف احسن مني .
مرر بركليس اصابعه الرقيقه على وجهها مداعبا ولكن نظراته تابعت داليا بشكل ملحوظ .
وجدت مارغو نفسها من جديد في منزل والدها وفي غرفتها حيث امضت طفولتها . نظرت من النافذه وشاهدت الطريق العام وتذكرت تلك الليلة المشؤمة يوم وقع الحادث الذي اودى بحياة ديفيد .تذكرت السيارة المسرعة التي لطمت عامود الكهرباء وكيف هرعت الى مكان الحادث وكيف اخذت مكان داليا خلف مقود السيارة واستعجلتها لئلا تصعد الى البيت وتطلب حضور البوليس ... هل هي مجنونة لتتحمل مسؤلية هذا الحادث عن داليا!(صباح الخير _تو الناس..الغصن) لماذا ارادت ان تحمي ذكرى ديفيد ؟ ... تنهدت مستغربة .

هبط الظلام وعليها ان تبدل ثيابها للعشاء ... فتحت الخزانة وبقيت فترة طويلة تبحث عن الثوب الذي تريد ارتداءه من اجل بركليس .... اختارت فستانا طويلا للسهرات اخضر اللون اذ كانت زوجة ابيها تحرم عليها شراء الاثواب الخضراء او ارتدؤاها لان اللون الاخضر بنظرها يجلب التعاسة ... اخرجت مارغو ثوبها الاخضر بتحد ... فلونه يناسب لون عينيها ويضفي لمعانا براقا على شعرها الحريري . وبسرعة لبسته . قرع الباب وقالت :
ادخل _ارجوك ياداليا اقفلي لي السحاب.
قال بركليس :
ثوبك جميل للغاية ويناسبك .
استدارات مارغو لتواجهه :
اعتقدت ان داليا هي التي حضرت .
لقد ارسلني والدك لاستعجلك . يريد ان يشرب نخب سعادتنا ومستقبلنا قبل العشاء (نظر اليها باعجاب ) عليك ان تستديري لاقفل السحاب .
استدارات مارغو وهي ترتجف من لمس اصابعه ,وقالت تحاول ان تخفي ارتعاشها :
اشتقت لكيمون وبيغي . لو حضروا معنا لتم سرورنا .
هل تقصدين انك غي سعيدة الان .
بلى ولكنني اريدهم معنا .
انت لاتردين ان اعود وحدي الى اليونان واترككعند اهلك ؟
لا يا بركليس .ارجوك لاتثر قلقي . انا مستعدة ان افعل ماتشاء شرط ان تاخذني معك .
ماشاء .
امسكت بذراعه تترجاه وقالت :
نعم (تمتمت ببطء )فقط لاتتركني هنا. لقد وعدتني بالزواج ولا يمكنك ان تتراجع الان .
وانت وافقت على الزواج ...ولكنني مازلت اتساءل .اذا كنت واثقة مما ستقدمين عليه يامارغو غرانت .انت لن تتزوجي كيمون وبيغي !
اعرف ذلك .
لمعت عيناه شرا وقال :
هل تتزوجيني هربا من عائلتك ؟ لا اريدك "يا زوجتي " _قالها باليونانية _ان تتسرعي بقرارك ثم تندمي طوال حياتك .
استدارت لئلا يرى تعابير الحب في عينيها وقالت :
ليس الامر كذلك .انا حقا مسرورة وانت تعرف ذلك تمام المعرفة .انني سعيدة ولا اتظاهر بالسعادة كما يتبادر لك . انت شاب متواضع وربما لاتعرف كم انت وسيم وجذاب .
هل تريدين ان تنتقمي بي من شقيقتك داليا ؟ (وقف مواجهة لها واكمل )هذه اخر فرصة لتغيري رأيك بالزواج .لن استعجلك الرأي ولكن لن يكون هناك عودة عن قرارك بعد الان .
قلت انني اريد ان اتزوجك . اليس هذا كافيا .
اتمنى ان يكون كافيا بالنسبة اليك .
لااعرف ماتقصد ؟
هزها قليلا وقال بعصبية :
اتمنى ان اضربك حين تتظاهرين بالغباء (حدق بها مزمجرا )لاتتوقعي ان اكون صبورا طوال حياتي معك . يوما ما سأجبرك على قول الحقيقة .انت مخطئة اذا كنت تعتقدين ان باستطاعتك ان تقوديني على هواك طويلا . انا رجل ولن اكون التابع في حياة اية امرأة .هل تفهمين قولي جيدا .
هزت رأسها موافقة :
كنت وعدتني ان نظهر كحببيبين في انكلترا امام افراد عائلتي ...ارجوك بركليس .
نعم . سأحافظ على عهدي . وسأحمي عزة نفسك . هيا بنا ننضم الى الاخرين .
فتح لها الباب وانتظر خروجها قبله وتبعها قائلا :
هل اخبرتك ان ثوبك جميل ويليق بك .
رفعت يدها لتشير بالموافقة .
امسك بيدها بسرعة وللحال بدأت تقول :
لقد قلت انك تحب اللون الاخضر . وانا ارتديت ثوبا اخضرا من اجلك .
وانحنى وقبل خدها قبلة رقيقه وقال :
ثوبك جميل ياصغيرتي .... اريد ان اسمع كلماتك ولن اقبل الا سماع الكلمات التي احب سماعها منك.

الغصن الوحيد
21-12-2009, 19:23
[كان غريبا عليها ان تتزوج والاغرب ان تجد نفسها كزوجة ابيها .شعرت انها لم تعد الابنة المنبوذة في البيت بل اصبحت الابنة المرغوبة _ مثل داليا .سرت مارغو بهذا التغير في شعورها وحاولت ان تتمتع ما امكنها بكل دقيقة منذ مشت الى داخل الكنيسة وهي تتأبط ذراع والدها الذي سلمها الى زوج المستقبل . كانت محط انتباه الجميع في الحفلة التي استمرت حتى وداع اخر المهنئين .
دقائق لاتنسى عندما وعدت مارغو بأن تحب وتحترم وتطيع زوجها لنهاية العمر . سألها وادها بعد حفلة الزفاف وهو يخلع معطفه ويتنهد بأرتياح :
هل انت سعيدة ؟
انا سعيدة جدا جدا .
انت محظوظة . استطيع الان ان اخبرك بأنني كنت مهموما بشأن علاقتك بديفيد , لم اكن مقتعا بأنه كان يناسبك . طباعه تشبه طباع داليا اكثر ...هل تفهمين قصدي ؟
قالت مارغو عابسة :
لا. لاافهم .
ذوقها يختلف عن ذوقك . كان ديفيد سينتهي مع داليا ان لم يكن قد مال اليها فعلا قبل موته . انت تشبهين والدتك وداليا تشبه والدتها . لا تفهمي خطأ يامارغو , فأنا سعيد بزواجي الثاني ياعزيزتي . ولا يمكنني ان اطمع مرتين في حياتي . كانت والدتك كريمة النفس معطاء ومتسامحة وهذا ربما جذب هذا الرجل اليوناني اليك كثيرا .
انه نصف يوناني ونصفه الاخر انكليزي !
ضحك والدها وقال:
شكله واسمه يونانيان وهو ربما يحب على الطريقة اليونانية . ...هل اطلعته على حقيقة الحادث الذي حصل لديفيد ام انه اكتشف الحقيقة بنفسة ؟
نظرت مارغو اليه مستغربة وقالت واجمة :
لم اكن اعلم انك تعرف الحقيقة .
لم اكن اعرفها ولكنني شككت بالامر . وكان علي الا اقف مكتوف اليدين . ارتبكت ولم اعرف كيف اتصرف . في اي حال انا سعيد جدا لانك وجدت الرجل الذي سيهتم بشؤنك ويحميك . انت كريمة وتعطين بلا حساب والحميع من حولك افادوا من كرمك . اعتقد ان بركليس يعرف كيف يهتم بك واختيارك كان موفقا .
نظرت اليه مارغو كأنها تراه لأول مرة على حقيقته وقالت :
كانت حفلة زفاف ممتعة ياوالدي وانا اشكرك .
هذا اقل مااستطيع ان اقدمه لأبنتي ....ها قد حضرت داليا لتهنئك (نظر اليها وسألها ) هل سررت بحفلة الزفاف ياداليا ؟
كلا !واعتقد ان هذا الزفاف مثير للشفقه . ربما تعتقد مارغو انها تملك بركليس ولكن شعوره نحوها لن يدوم . سيضجر منها قبل مرور سنة على زواجهما . كما ضجر منها ديفيد .
قال الوالد :
داليا !
ابتسمت داليا ابتسامة ساخرة ونظرت الى زوج امها وقالت بوقاحة :
لا تكن مصعوقا هكذا . انت تعرف انها الحقيقة ( نظرت بعد ذلك تخاطب مارغو ) الى اين ستذهبان لتمضية شهر العسل ؟
لا اعرف .
ضحكت داليا عاليا وقالت :
اليس من الافضل ان تسأليه ؟
وهل تعرفين انت ؟
طبعا .
جرحت مارغو واحست ان كرامتها قد هدرت . ركضت خارج الغرفة تفتش عن زوجها . فالتقته خارج الغرفة وقالت صارخة بغضب :
كيف تخبرها ولا تخبرني ؟
ماذا اخبرها؟
اخبرتها بالمكان الذي سنسافر اليه لنمضي شهر العسل .
ولكنك تعرفين يامارغو .
لا .لا اعرف .
كانت غاضبة ثائرة ورفعت يدها في محاولة لضربه ولكنه بأسرع من لمح البص امسك يديها بقوة .
سنذهب الى اليونان....اليس هذا ماتريدين؟
نعم . ولكن لماذا اخبرتها ؟
ولماذا جعلتها تشعر انك تهتمين لأقوالها .
ترك يديها ونظر اليها نظرة مؤنبة وسألها:
كم من الوقت تحتاجين لترتيب حقائب السفر ؟ (دفعها الى السلالم المؤدية الى غرفتها وتنهد ) هيا اذهبي ورتبي حقائبك بسرعة يامارغو .
التقت زوجة ابيها على السلالم وودت لو انها لا تلاحظ دموعها المنسكبة على خديها كالسيل . قالت زوجة ابيها:
انت تبكين منذ الان . زواجك من هذا الغريب يجعلك تتركين منزل والدك .اتمنى ان تتادي على تقاليد اهله وطريقتهم في العيش . تقول داليا ان زوجا مثله لن ينفعها . لقد اخبرها بركليس عن بعض الاشياء التي ينتظرها الرجل اليوناني من زوجته ... قالت داليا انه تزوجك لتهتمي بأولاده فقط ....

حاولت مارغو ان تغتصب ضحكة ولكن الغضب استولى عليها . ركضت الى غرفتها والقت بأغراضها في الحقيبة دون ترتيب واغلقت الحقيبة بسرعة والقت نظرة اخيرة حولها . كان عقد الاصداف يقبع على الطاولة بجانب سريرها . حملته بين يديها وودت لو تفرطه بقسوة كما فعلت بيغي في راموس .لكنها وضعت العقد حول جيدها من جديد ونزلت السلالم .
نهض بركليس حين دخلت الغرفة ومشى لقربها وامسك بيديها ....
هل انت جاهزة ياحبيبتي . كنت اقنع والدك بانه يسرنا ان يزورونا في اثينا بأقرب فرصة . عليك ان تقنعيه بدورك ليلبي دعوتنا .
طبعا يسرنا ياوالدي ان تزورنا .
ضحك والدها وقال :
عندما تعتادان حياتكما الجديدة ربما نفكر بزيارة اليونان .
قال بركليس :
ارجوك ياسيدي . ستسر مارغو لزيارتك , اليس كذلك حبيبتي ؟
شعرت مارغو كأنها تحت تأثير تنويم مغناطيسي لانها كانت توافق على كل شيء يقوله . كانت لاتزال لان بأعتقادها ان بركليس لم يف بوعده . ولكن الان لاشيء يهم . حتى نظرات داليا التي كانت تثيرها في الماضي وتحزنها ....
قالت السيدة غرانت باسمة :
السيارة في الخارج تنتظر لتقلكما الى المطار (كانت عيناها تراقبان الطريقة الودية التي امسك بها بركليس بيد مارغو ) لا اعتقد انكما ترغبان ان نوصلكما الى المطار .
ضحك بركليس وقال :
هذا صحيح فأنا لم اتمكن بعد من تقبيل عروسي ومن المناسب ان افعل ذلك في سيارة مريحة .
قالت مارغو :
ولكن ...
قالت داليا :
هي تخجل ( كانت ساخرة وماكرة ) وربم يعتقد السامع انها لاتعرف طعم القبل ....
وضع بركليس يديه حول زوجته وشدها اليه برقة وقبل وجنتيها الحمراويين وقال :
هذا مااحبه فيها . انا يوناني وافضل ان اكون الاول في حياة زوجتي .
كرر قبلته مرة ثانيه برقة متناهية ثم تمتم في أذنها قائلا :
هل انا الاول ؟
دفنت مارغو رأسها في صدره ولكن النطق خانها. لق انعقد لسانها.
تستطيع ان تعترف بالحقيقة لنفسها فقط : هو الاول والاخير في قلبها وهو الوحيد الذي سيبقى ساكنا في قلبها مهما فعل .



واخيرا خلص الفصل الرابع ..
يلا على الخامس .......

Finan
21-12-2009, 20:30
Thank you so much Algoson for wrighting this , the way you wright is very lovly, my love to you .:)

الغصن الوحيد
21-12-2009, 22:19
[ الفصل الخامس ...


5- القريب الثقيل ........


سأل كيمون :
هل كانت حفلة الزفاف ناجحة ؟
قالت بيغي :
ولكنك يا مارغو كما كنت قبل الزواج ....
هذه حقيقة مرة فهي حقا لم تتغير . حتى شعورها لم يتغير . رحلة انكلترا والايام القليلة التي امضتها مع عائلتها كأنها وقائع حدثت في حلم . يوم سفرها استعجلها بركليس الى داخل السيارة التي اقلتهما الى المطار ولكنه لم يقبلها كم وعد . قال انها تعبة ومرهقة بعد بعد يوم طويل وتمنى ان لا تزيدها رحلة العودة الى اليونان تعبا اكثر .
غمرها شعور بالخيبة والآبة دام طوال رحلة العودة . كانت تمشي قربه دون وعي . قام بركليس بختم جواز سفرها وحمل حقائبها وصعدت الى سيارة الاجرة وجلست قربه صامته وهما في طريقهما الى فيلا والدته .
وحين وصلا الى الفيللا كانت مارغو تأمل ان يسير كل شيء الى حال افضل ولكن املها خاب ايضا . نزلت من السيارة وقد يبست اطرافها من كثرة الجلوس ولكنها كانت تبدو سعيدة فب العودة الى منزل والدته الجميل قرب شاطىء البحر الازرق . بدت حجلرة الفيلا رمادية في ضوء القمر وذكراياتها في هذا البيت كانت ذكريات دافئة ودية . سألت بركليس :
هل انت سعيد بعودتنا الى البيت ؟
انحنى يلتقط حقائبها من صندوق السيارة . ابتسم وقال :
هل تشعرين انه بيتك ايضا ؟
لم تكن تشك بأنها في بيتها بينما منزل والدها اصبح ذكرى لمكان طفولتها . هزت رأسها ايجابا وشعرت انها جريئة لأن قولها هذا يعني ان فيلا السيدة هولمز تضمها كفرد من افراد العائلة وقد اصبح لها جزء فيها .
_الوقت متأخر جدا واعتقد ان والدتي نامت وعليك ان تدخلي غرفتك لتستريحي . سأضع امعتك في غرفتك القديمة ويمكنك البقاء فيه لهذه الليلة .

وجدت نفسها لا تقوى على الجدال . ثم هي تعرف من خبرتها ان ادنى صوت او صدى في القاعة ربما يتسبب في ازعاج السيدة هولمز . وهي فعلا تعبة ومرهقة وستنام هذه الليلة هناك او مابقي منها , وستنتقل الى غرفته في اليوم التالي . تعرف انها لن تجد الجرأة كي تقترح ذلك ولكنه سيصر هو على انتقالها لغرفته من اجل المحافظة على المظاهر .
لكنه لم يحرك ساكنا .... ربما كان من الافضل لها لو لم تتزوجه ! لم تعد تره الا نادرا في الايام الاخيرة وعندما كانت تلتقيه تفقد رباطة جأشه وينعقد لسانها وتشعر بعصبية وتوتر وهي تتكلم باي كلمة او تدلي برأيها في اي موضوع . كان بركليس بالرغم من تصرافاتها الخرقاء يبدي صبرا وتفهما حيال حزنها المفاجىء وخوفها الظاهر . اصبحت كالارنب تركض هاربة منه كلما التقته .... انها تكره نفسها على هذه التصرفات .... قالت بيغي تسايرها :
انا مسرورة جدا لذهابك الى لندن لانك جلبت لي معك مجموعة الطوابع .
قال كيمون :
بيغي لم تكن مسرورة في غيابك وانا كذلك . قال والدي ان وجودك بيننا يجلب لنا السعادة .
خفق قلبها فرحا وحبورا وخافت ان تسأل متى قال بركليس ذلك ولكنها استغربت تصريحه بقدر ماسره . سألت الولدين :
ماذا تريدان ان نفعل بعد الظهر . نستطيع ان نستقل الباص ونذهب الى المكان الذي ترغبانه .
قال كيمون بلهجة آمرة وقد صمم :
اثينا .
قالت بيغي :
الطقس حار وافضل ان اسبح .
قال كيمون : انت دائما تفضلين السباحة على اي شيء آخر .
ابتسم ابتسامة صغيرة وغمز بعينيه كما يفعل والده وسأل مارغو :
ماذا تريدين ان تفعلي يامارغو ؟ يمكنك ان تختاري احيانا .
قالت بيغي :
انت ايضا تحبين السباحة .
كانت الصغيرة تحس ان رغبتها لن تنفذ كالعادة . فقالت مارغو :
نعم هذا صحيح فانا احب السباحة ولكننا امضينا الصباح بالسبا حة واريد ان نذهب الى اثينا واتسوق بعض الحاجيات .
قال كيمون :
انا اكره السوق .
لمعت فكرة في خاطره وقال :
انت تذهبين للسوق وانا وبيغي نذهب الى المتحف لنتفرج على قطع النقود المعدنية القديمة لانني اريد ان اقارنها بقطعتي .نستطيع ان نبقى وحدنا في داخل المتحف فلا خوف علينا . ونلتقي بعد ذلك من جديد لتناول البوظة .
قالت بيغي :
حسنا .اريد رؤية خادم المقهى وهو يحمل جبالا من الطلبات على الصينية ولا افهم كيف يتذكر من طلب هذا وذاك ... هل توافقين يامارغو ؟
سرت مارغو لان الامر قد سوي دون شجار وقالت :
حسنا سنذهب مباشرة بعد تناول الغداء .
تحدثوا بالامر مع السيدة هولمز ووافقت على خروجها برفقتهم ثم عدلت آخر الامر . قالت دورا :
لقد اقنعتني بمتابعة الرسم ولذلك فأنني افضل ان امضي الوقت وانا ارسم . اريد رأيك في لوحاتي : هل هي جيدة ام لا . اريد ان اعرضها بعد ذلك على بركليس لاخذ رأيه .
قالت مارغو :
ولكنني لا افهم في الرسم ومع ذلك احب كثيرا ان اراها. هل جميعها مناظر طبيعية ؟
قالت دورا :
لا .ابدا .
ثم نظرت اليها بحنان وتابعت :
انا مسرورة لان الحياة هنا تعجبك . خاف بركليس ان تضجري من الوحدة لانه مشغول معظم الوقت في عمله ولكنك ملأت وقت فراغك بطرق مسلية وعملية . قال لي بركليس ان اهلك يريدون زيارتك في وقت قريب ....
لا اعتقد انهم يرغبون في الحضور قريبا .
لقد كتبت شقيقتك لبركليس وطلبت الحضور لزيارة بلاد اليونان ... اخبريني بركليس بأنها فتاة جذابة وفاتنة وربما ارسم لها صورة حين تأتي .
بلعت مارغو ريقها بصعوبة . سيصعب على دورا فهم ملابسات علاقتها بداليا ولكن لهجة دورا كانت صادقة فيما تقول . قالت مارغو راضخة للامر الواقع :
اذا رغب بركليس في دعوتها فعلي الا امانع ....
هزت دورا كتفيها وقد وجدت ان مارغو زوجة مطيعة وقالت :
من الافضل ان تخبريه ذلك انت ولكن تذكري يا عزيزتي ان بركليس هو رجل كبقية الرجال اليونانيون ... من الصعب عليه مقاومة الجمال وخاصة ان كان خالي الفؤاد.
هزت مارغو كتفيها وقالت بعصبية :
هذا ليس ذنبي !
الامر يحتاج لاهتمامك وتشجيعك ....
ولكنه هو الذي رتب علاقتنا على هذا النحو وانا لن اطلب اي شيء !
هل فكرت يوما ان الكريم هو من يأخذ اكثر مما يعطي ؟ لماذا لا تناقشين الموضوع معه وتحلان مشاكلكما ؟ عليك ان تحددي مطالبك لا تكوني حاضرةلتلبيةمطالبه بسخاء وكرم حسب .
شعرت مارغو بأن صبرها ينفذ وتمتمت :
لا استطيع....
ومن اين له ان يعرف انك تحبينه ؟
الا تعتقدين انه احس بحبي له .
لا تسأليني فأنا امه .... هيا اذهبي في طريقك الى اثينا قبل ان اتكلم كثيرا واقدم اليك بعض النصائح التي لن تروقك ....كنت اعامل زوجي مثلك ....كنت مستعدة لألبي جميع رغباته متى اراد ولكن بركليس يختلف كثيرا عن والده . ربم الدماء الانكليزيه هي السبب.... كانت سوزان لاتهتم به شخصيا وهذا ما ازعجه كثيرا ولم يكن من المعقول ان تتزوج تاكي مهما كانت مغرمة به ..... الحب بأستطاعته ان ينمو بعد الزواج اذا اعطيت له الفرصة السانحة ولكن بركليس لم يرى ذلك ممكنا .... اتعجب لماذا تزوجك ؟
ملأت الموع مآقي مارغو وقالت :
لماذا لا تسألينه ؟
ياصغيرتي . اكرر لك مجددا ان بركليس رجل منفرد الشخصية وليس لدي الحق في سؤاله عن حياته الخاصة . حياته ملك له وهذا يختلف عن حياة المرأة . في طبيعتها ان تتجاوب لا ان تبادر ... نحن نعلمه كيف تحب وكيف تعيش مطيعة واتكالية على زوجها ....على الطريقة اليونانية .
ولكن بركليس نصفة يوناني فقط !
ضحكت دورا وقالت :
ربما. ولكنه كامل الرجولة وسيكفيك يامارغو هولمز وستعرفين ذلك في يوم من الايام .

الغصن الوحيد
21-12-2009, 22:28
(تحياتي لكم جميعا احبكم وانشالله تكون الرواية حلوة ياحلوين )Thanyou Finan so much and I love you too)

شمس السعوديه
21-12-2009, 23:11
تسلمين ياقلبي الروايه احلى من الحلى وخصوصا منك ومقدرين جهدك :)

الغصن الوحيد
21-12-2009, 23:52
[لم تكن بداية مشرقة لبعد الظهر . نادت مارغو كيمون وبيغي واتجهوا الى الباص ولكنهم وصلوا متأخرين وكان عليهم انتظار موعد الباص التالي تحت حرارة الشمس الحارقة . لم يسر احد بالوضع وجلست بيغي ومارغو الى جانب الطريق بينما بقي كيمون واقفا يستعرض السيارات التي تمر بهم ....
قال كيمون :
جاء تاكي وربما يوصلنا بطريقه الى اثينا ..... قفي يامارغو ليراك .
وقفت مارغو ولوحت له بمنديلها وهي تعرف ان عملها سيثير غضب بركليس . تمنت لو يمشي بطريقه ولا يراهم ولكنه كبح سيارته قربهم وهو يبتسم ابتسامة عريضة .
كيف اخدمكم يامارغو ؟ هل تحبين ان احملك بعيدا عن جميع مشاكلك ؟
سألته بيغي :
ماهي مشاكلها؟
ساءها ان يتكلم مع مارغو ويتجاهلها هي وكيمون كليا .
قال تاكي :
انت وكيمون اكبر مشاكلها وبقية المشاكل ستبقيها لنفسها . الى اين تتوجهون ؟
نريد الذهاب الى اثينا وقد وصلنا متأخرين وعلينا ان ننتظر الباص التالي .
تردين ان انقلكم في سيارتي . انت تعرفين حقيقة شعوري نحوك واقل رغبة من رغباتك هي اوامر بالنسبة الي انفذها على الفور . اجلسي قربي وسننسى وجود الاولاد في المقعد الخلفي . وتعالي نمضي وقتا ممتعا سوية . الاتحبين ذلك ؟
لا. لم اكن لاطلب منك ان تأخذنا معك لو لم يكن الطقس شديد الحرارة.
قال تاكي بتذمر :
انت لست لطيفة .
قالت موافقة :
جدا.
ضحك تاكي مقهقها وقال :
صحيح انك لست لطيفة ولكنك مهضومه . اصعدوا بسرعة قبل ان يحضر البوليس ونحن نقف في الطرق العام نعرقل السير .... تستطعين الاقتراب مني اكثر يامارغو فأنا لااتضايق ....
جلست مارغو ابعد ماتستطيع عنه وشعرت بمسكة الباب تغرز في خاصرتها ومع ذلك كانت يده تتوه لتلمسها كلما اراد ان يغير سرعة السيارة . قالت بيغي :
سنذهب الى المتحف ومع ذلك كنت افضل لو ذهبنا لنسبح .... وبعد ذلك سنتناول البوظة في المقهى قرب المتحف .
سأل تاكي مارغو :
اين ستمضين وقتك ؟
في السوق .
ابتسم بمكر وقال :
ماذا ستشترين ؟ فستانا جديدا !سآتي برفقتك لأساعدك في انتقائه فأنا ذواق في انتقاء الاثواب الجميلة اللائقة .
لا اريد .
لايجوز ان تذهب امرأة الى السوق بمفردها . تحتاج لمن يساعدها ويبدي رأيه بجمال الثوب . انا اجيد مرافقة المرأة واعرف كيف اتحدث معها .... ثم استطيع ان اترجم طلباتك للبائعه .
تنهدت مارغو وقررت ان تكون صريحة معه ولكنها حاولت ان تختار كلماتها كي تخبره بأنها لاتريد رفقته .
تاكي . ارجوك ان تتركني وشأني . بركليس لا يريد ذلك وانا ايضا لا اريد .
رفع تاكي حاجبيه كأنه لا يصدق مايسمع وقال :
بركليس !وهل يهمك امره ؟
طبعا يهمني.
ولكنه لا يبادلك الشعور نفسه . لو كنت زوجتي لما تركتك تنتظرين الباص كوسيلة للانتقال ... انه يستحق ان تمرحي بعيدا عنه . لماذ لا يشتري لك سيارة ؟
ترددت مارغو قبل ان تجيبه بصراحة :
انا لا اقود .
يستطيع ان يعلمك بنفسه .
احمرت مارغو وشعرت بعدم ارتياح وقالت :
استطيع القيادة ولكني لا اريد . هذه هي رغبتي في الانتقال بالباص . بركليس .....
يستطيع ان ينقلك في سيارته .
ولماذا ؟ لديه اعمال كثيرة ومهمة .
ولكنني انا لا اعمل , ومن الان فصاعدا سأكون سائقك الخاص ورهن اشارتك . سأحملك الى المكان الذي تردين في سيارتي .
لا. ياتاكي . لو رغبت في الذهاب الى مكان ما فسأطلب من بركليس .... لقد تأخرنا بعد الظهر وفاتنا الباص وحين رآك كيمون اشار الى اننا نستطيع ان نطلب منك ايصالنا في طريقك . عادة نتدبر امورنا على خير مايرام .
الحق على بركليس!
نظرت اليه مارغو غاضبة وقالت :
لا اريدك ان تسخر منه وانه شاب لطيف معي وانا احبه كثيرا .
فقد تاكي توازنه وبدأيعتذر :
لم اشعر انك تحبينه ... اعتقدت ان التدبير يناسب كلا منكما ...ومع ذلك عليه ان ينتبه اكثر لطلباتك او الاهتمام بك ....(ابتسم وربت على يدها ) انت تدافعين عنه كما تفعل الزوجة اليونانية . لاتكوني خييثة معه .

نظرت مارغو عبر النافذة الى الخارج واكتشفت انهم وصلوا الى مشارف اثينا . وتنفست الصعداء وقالت :
سأحاول....
ضحك تاكي وقال :
يلذ لي ان اكتشف اذا كان بركليس سيدافع عنك بالحماس نفسه.
كان يعامل سوزان بطريقة مختلفة .
اكمل قيادة السيارة صامتا حتى وصلوا الى وسط اثينا التجاري . نظر اليها وسألها :
هناك موقف للسيارت بالقرب من آثار زيوس.... هل تستطعين ان تكملي طريقك سيرا على الاقدام ؟
قالت مارغو وهي راغبة في الخلاص منه :
لابأس.
قال كيمون :
ولكن السوق بعيد . يمكنك ان توصلنا الى المتحف او الى ساحة امونيا.
قالت بيغي :
انظري الى محلات بيع الثياب الجاهزة . جدتي تشتري ثيابها من هنا . مخازن كبيرة ولكن لا يوجد محلات بعدة طوابق مثل لندن ..... لن تضيعي وحدك ؟
قالت مارغو :
لا .لن اضيع سأرافقكم اولا الى المتحف .
اوقف تاكي سيارته ومال عليها ليفتح الباب قائلا :
انت لست غاضبة مني يامارغو ؟ قولي انك لست غاضبة ! سأحضر الى المقهى خارج المتحف بعد ساعة واشتري لكم البوظة .... اذا وافقت اعرف انك قد سامحتني .
من الافضل لك ان لا تحضر .
لا تكوني قاسية الفؤاد وتحرميني من صفحك . سيسر الوالدان لوجودي معهما.
مر بيده على رأس كيمون وقال :
دائما كنت اشتري لكما افضل البوظة .
قال كيمون:
صحيح (ابتعد عن تاكي ) ولكن والدي لا يوافق ان نأكل البوظة بأستمرار وبكثرة بين وجبة طعام واخرى .
قال تاكي:
في حال سأحضر واجلس الى طاولة منفردة ربما يرق قلبك لحالي .
راقبهم ينزلون من السيارة وهو مسرور وقال :
سأراكم بعد ساعة .
لوح بيده وقاد سيارته مبتعدا .

الغصن الوحيد
21-12-2009, 23:57
ياربي يابنات تخجلوني بكلامك عساكم دايم مبسوطين وفرحانين ومشكورة حياتي شمس السعودية هذا من ذوقك الحلو الله يعافيك حبيبتي

الغصن الوحيد
22-12-2009, 01:32
[عبست مارغو بعد ذهابه ولكنها لم تكن تستطيع ان تفعل شيئا . هزت كتفيها في محاولة لتنساه ثم مشت مع الاولاد الى المتحف قائلة لهم :
هل انتما متأكدان ان بأستطاعتكما البقاء وحدكما.
اشترت لهم التذاكر واعطتهم بعض المال للبطاقات البريدية ان رغبوا في الشراء . او اي شي اخر يلزمهما.
قالت بيغي :
طبعا نستطيع .
قال كيمون :
نحن نعرف مانريد فعله . سأتفرج انا على قطع النقود المعدنية بينما سترسم بيغي الفارس الراكب فوق حصانه....
كانت مارغو قد شاهدت تمثال الفارس المذكور من قبل , فقالت :
لم اكن اعرف انك تهوين الرسم !
قالت بيغي معلقة :
جدتي لاتريدني ان اتحدث عن ذلك ... ولكن بعد ان عاودت هي الرسم لم تعد تؤنبني . لم تعد تعتقد ان الرسم مضيعة للوقت . البارحة القت نظرة الى رسومي وابدت لي بعض الملاحظات المهمة بخصوص الالوان والابعاد.
قالت مارغو مبتسمة بسرور واضح :
صحيح ربما هي تعتقد ان رسومك جيدة .....
هذا صحيح .
بدت بيغي واثقة من نفسها ومتشجعه وأكملت :
ولكنني لست جيدة مثلها .... بالمناسبة رسمت لك لوحة جميلة للغاية !
سألت مارغو بلهفة :
صورتي .
قال كيمون :
نعم .تفرجنا عليها في غيابك في انكلترا .... انها تشبهك كثيرا وتبدين حالمة فيها . قالت جدتي انك تبدين على هذا الشكل عندما تنظرين الى والدي وتحلمين به ....
اجفات مارغو من اقوال كيمون وبيغي ورغبت في المزيد ولكن صيرهما نفذ ولم تعد تستطيع ان تبقيهما اكثر خارج المتحف .
قالت مارغو :
سأعود بعد ساعة .
لا بأس.
خرجت مارغو من المبنى وهي مرتاحة . انهما يعرفان اليونانية جيدا ويستطعان ان يسألا ليجدا طريقهما خارج المتحف في الموعد المضروب .
اما هي فطريقها اصعب لانها لاتعرف اليونانية . مشت في الشارع الرئيسي الموازاي لساحة أمونيا وساحة سيناغما تتفرج على معروضات الواجهات . باحثة عن فستان جديد . لديها بعض المال الخاص بها جلبته معها يوم جاءت الى اليونان ولم تصرف منه الاالقليل . لم تطلب مالا من بركليس بعد ولا تعرف اذا كان سيحدد لهل مصروفها ام انها تستطيع ان تطلب منه ملا متى احتاجت ....

مصروفها في منزل والدته ضئيل للغاية ولاتحتاج الالبعض الاشياء الخاصة .... قررت ان تشتري فستانا خاصا لمناسبة خاصة مهمه . يجعلها اجمل الجميلات .....تريد ان تبهره ..... لم تنسى نظراته يوم ارتدت الفستان الاخضر في بيت والدها في لندن . كانت ساحرة ودافئة اشعلت قلبها بنار الحب وهي تريد ان ينظر اليها من جديد تلك النظرات الساحرة الخلابة الجذابة . حتى داليا اخفقت في لفت نظره اليها يومها ....لو وجدت ضالتها المنشودة فربما يعيد النظر اليها وربما يقبلها مرة ثانية ...... فقد اهملها تماما منذ تزوجا .
دخات محلا واستعرضت الاثواب ولكن لم يعجبها اي منها ودخلت محلا آخر وطلبت رؤية الثوب المعروض فوق الموديل في الواجهه. كان ثوبا من الخيوط الذهبية اللامعة . اشارت الى البائعة برغبتها فيه . هزت البائعة رأسها موافقة وقالت بلغة انكليزية ركيكة :
انه فستان باهظ الثمن هل ترغبين في تجربته؟
هزت مارغو رأسها موافقة ولم تهتم لثمنه الغالي . فكرت في نفسها : ثمنه لايهم اذا كان يفي بالمطلوب ...الثوب بديع وساحر وسيحقق دون ريب رغبتها في لفت نظر بركليس اليها . واذا لم يحقق ذلك فستكتب على نفسها : أمرأة فاشلة....
سألت البائعة :
كم ثمنه؟
كانت ترتديه مختالة متباهية وهي تنظر الى نفسها في المرآه ولا تصدق ماترى .... ملمس الثوب ناعم للغاية ومثير .. ستشتريه مهما بلغ ثمنه .لقد اعجبها فوق الوصف .
وبعدما اخبرتها الثمن تنهدت مارغو ودفعت ثمنه شيكا سياحيا تضمن كل مدخراتها . لقد فرغت من المال تقريبا .... هل من المعقول ان تدفع كل ماتملك ثمنا لهذا الثوب مع انها لن تلبسة الافي المناسبات؟
قالت :
سأشتريه .
وسرت بجرأتها وبقيت تنظر الى الثوب بأعجاب وهي توقع الشيك .
نظرت البائعة الى خاتم الزواج في بنصرها وابتسمت قائلة :
هل يعلم زوجك بذلك ام انها مفاجأة له ......
انها مفاجأة . وهذه اموالي ولن يغضب لأنني تصرفت بها على هواي .
التفت لتجد يد تاكي فوق يدها . نظر تاكي الى الفاتورة قرب الشيك وصفر متعجبا من ارتفاع ثمن الثوب. حملت البائعة الفستان عاليا ليراه تاكي وقالت :
انتقت زوجتك اجمل الاثواب في المحل . انه يليق بها ويناسبها .
قال تاكي :
هي جميلة دائما .
لاحظت مارغو غلطة البائعة ورغبت ان تعترض وتخبرها بانه ليس زوجها ولكن تاكي قبلها قبلة سريعة وأجبرها على السكوت . وقال:
زوجتي تعتقد بانني رائع لانني لا احفل بما تنفقه على ثيابها ....
قالت البائعة بمرح :
زوج مثالي , هل ستحملين الفستان معك ام نرسله لك الى البيت ؟
قالت مارغو بارتباك :
بل سأحمله بنفسي .
قال تاكي مبتسما :
سأحملهعنك .
نظر الى البائعة وقال :
ارجو ان تضعيه في كيس لائق ومريح للحمل حتى لاتنقطع مسكته . هزت البائعة رأسها موافقة وهرعت تلف الفستان . قالت مارغو :
كنت اتمنى ان لا تحضر . الم اطلب منك ان لا تتبعني ؟
ومن سيحمل مشترياتك ؟
ومن سمح لك ان تقول انني زوجتك !
وضع تاكي اصبعه على شفتيها ليسكتها وقال :
اليس ذلك افضل من ان تعتقد الباعة انني صديقك ...انت بريئة للغاية .
نظرت مارغو اليه مصعوقة :
سأحمل ثوبي بنفسي .
اخذته من البائعة . قال تاكي :
سأحمله عنك عندما تتعبين .
لم تستطيع مارغو ان ترفض رفقته لها في طريق العودة الى المتحف لانه سيتبعها حتما كظلها وسيبدو ذلك تصرفا ارعن .

الغصن الوحيد
22-12-2009, 03:01
[وضع تاكي يده على كتفها وابتسم لها ابتسامة صبيانية وقال :
لن تطلبي مني ان اجلس منفردا في المقهى ! انا اجهدلاسعادك وادخال البهجة الى قلبك .... احاول ان انسى انك متزوجة انت شابة جميلة مع انك تحاولين الظهور باردة الاحساس وهادئة الطباع . ولكن عيناك تقدحان وعودا .
_عيناي لا تعدانك بشيء واذا تابعت مغازلتك لي سأخبر دورا وبركليس .
_ دورا ستلومك وحدك . لا يلام الرجل في اليونان اذا غازل فتاة جميلة ولهذا فالافضل ان لا تخبريها . ثم انت تخافين بركليس ولن تطلعيه على هذه المغامرة ... سيلومك ايضا وسيعتقد انك تغريينني ....

اسرعت مارغو الخطو وقد شعرت بامذلة والمهانة وقالت بنزق :
لن اتكلم معك ابدا .
نظرت اليه نظرة غضب وتابعت :
لماذا لا تذهب عني ؟
ضحك تاكي وحمل عنها ثوبها الجديد ووضع ذراعه في ذراعها عنوة وقادها عبر شوراع اثينا المزدحمة . تمنت مارغو لو يتركها وشأنها ولكن كيمون وبيغي سرا لوجوده . جلس الجميع حول طاولة مستديرة في ظل شجرة كبيرة في مقهى رصيفي . قال تاكي :
ماذا تردين .
البوظة .
نظر تاكي الى مارغو بعينين ملتهبتين وسألها :
وانت؟
ودت لو ترفض دعوته ولكنها عطشى والجو شديد الحرارة :عصير ليمون .
ضحك تاكي وقال :
سأطلب معه السكر .
ادارت مارغو وجهها عنه ونظرت الى فستانها الجديد وهي تحلم . لقد افسد تاكي عليها نهارها ...ولكنها ستنساه بعد ان تصل الى البيت .
حضر الخادم وسجل طلباتهم بينما خادم اخر يحمل صينية محملة بالطلبات المختلفة . وقد لكل شخص طلبه بالتحديد , نسيت مارغو غضبها وهي تراقب عمل خادم المقهى وسط الطاولات المزدحمة بالجالسين . واذ بها ترى بركليس يقترب من طاولتهم وهو عابس مقطب . حملت فستانها بين ذراعيها كأنها تحتمي به .
قالت بيغي :
جاء والدي !
نظر بركليس الى وجه زوجته الممتقع وقال :
جئت لاخذكم الى البيت . هل انتم جاهزين ؟
هزت مارغو رأسها موافقة وقد انعقد لسانها . قال كيمون :
ولكنك لم تتناولي بعد عصير الليمون وكذلك نحن لم نأكل البوظة ! وضع بركليس يده على زند مارغو وضغط بيد فولاذية وشدها للوقوف وقال:
ستأتي مارغو معي الان وستعودان مع تاكي ....
حملت مارغو فستانها وتبعته صامتة الى السيارة . كانت تتمنى لو انه بدا اقل عبوسا وتجهما او لو ان لديها فكرة تبديها لينفرج الجو الكئيب المهيمن .قال بتحد :
طلبت منك الابتعاد عن تاكي ام الانفراد به؟....
احست مارغو ببرودة في اوصالها وألم في معدتها وحاولت ان تتكلم لتدافع عن نفسها :
الاولاد...
هل كان الولدان برفقتك في السوق ؟
هزت رأسها نفيا وقالت متمتمة :
انا لم اسأله ان يرافقني ....هو الذي تبعني الى المحل .
نظر اليها مستغربا :
لابأس يامارغو ولكنني لن اكرر طلبي مرة ثانية ...ابتعدي عنه والاسيكون هذا الامر شغلي الشاغل .
دخلت السيارة دامعة العينين . ادار بركليس المحرك ببطء وقال :
هل تبكين ؟ اذن اعملي جهدك ان لا تتسببي في غضبي مرة ثانية والاستندمين على ذلك وحق السماء . (وخروا عن طريقه تراه حلف :مرتبك:..زالغصن)
نظرت مارغو اليه خائفة من شدة غضبه وعصبيته وكانت واثقة بانه يتكلم الحقيقة . كانت آسفة جدا لما حصل ولكنها لم تعرف كيف كان بأمكانها ان تتخلص منه .....في مثل ظروفها . رفع بركليس حاجبيه وابتسم لها فجأه وقال:
كان بأمكانك ان ترفضي الصعود الى سيارته منذ البداية .
فكرت مارغو بتفاصيل ماحدث أقرت بوجهة نظره. انه محق في قوله .




مع السلامة الفصل الخامس ...

ويلا انكمل طريقنا....

!Ms Buzz!
22-12-2009, 05:55
مشكورة

Finan
22-12-2009, 05:58
Sweet hart Algoson that was so beautiful,but now i`m going to bed because it`s (12:30) in the night,I will read the rest tomorrow,goodnight every one,My love to you all:)

الغصن الوحيد
22-12-2009, 06:20
[ الفصل السادس...

6- اللوحة...

سألها :
هل بقي دارهم ؟
كان سؤاله جريئا ومخجلا وتمنت لو انه لم يسأل .
نظر بركليس الى الرزمة التي ماتزال بين ذراعيها وقال :
لم افكر بهذا الامر وانا آسف يامارغو . من واجبي ان اعرض عليك بعض المال . كيف كنت تتدبرين امورك كل هذه المدة ؟

لايلزمني الكثير من المال . أريد بعض المال لاشتري للاولاد بوظة من وقت لاخر او لانتقال بالباص .
نظر اليها نظرة خبيثة وقال :
لهذا السبب شجعت تاكي ان يحضر معكم الى المقهى كي يدفع ثمن البوظة ....
احمرت وجنتاها وقالت :
بالطبع لا.
ياعزيزتي اذا كنت ستشترين ملابسك من هذا المحل الباهظ فمن المؤكد انك ستحتاجين للكثير من المال . هل اقترح تاكي عليك ان تشتري فستانك من هناك ؟
لا.
نظر اليها متسائلا :
ولكنني اعتقدت انك احضرت معك جميع ملابسك من لندن اليس كذلك؟
نعم .
كانت تنتظر الان ان يسألها عن سبب شرائها الثوب الجديد .... كيف ستعترف له بما يجول في خاطرها ... كيف ستعترف له بما يجول .... كيف ستذكر له انها اشترت الثوب لتثير انتباهه وربما تصبح فتاة احلامه .... بدل ان تكون الفتاة التي تزوجها لتهتم بشؤون اولاده واردفت قائلة :
لا يمكنني ان ارتدي ثيابا بالية وقديمة الى الابد . لابد ان والدتك قد سئمت رؤيتي ببنطلون الجينيز ... وهي الشديدة الاناقة .
لا اظنها تتضايق من رؤيتك بالبنطلون ( ضحكته بادية على محياه ) وهل سترتدين هذا الثوب الجديد بدلا من بنطلون الجينز ؟
لا.
هل اشتريت الفستان الجديد كي تلفتي نظر تاكي اليك؟
طبعا لا.
هذا صحيح لان لديه طرقه في معاملة النساء _ وانا ادفع ثمن اعماله . شعرت مارغو بنفاذ صبرها لان ذكرى زوجته سوزان وعلاقتها بتاكي لا تفارق ذهنه . ولكن كيف تقنعه بان تاكي لا يعني لها شيء مهما كانت علاقته بسوزان وطيدة .
قالت:
لا عجب فتاكي شاب مفسود . وانتم تجعلونه يعتقد بأنه شخصية مميزة وقد بدأ هو يصدقكم .
قال بركليس من بين اسنانه :
عليك الاعتراف بانه شاب وسيم .
وهل تؤمن انت بذلك ؟
اليس هذا صحيحا ؟
ربما يكون وسيما ولكنه لا يروقني . انا افضل .... ( ربما ستخبره يوما ما تفضله ) افضل شخصا ليس بوسامته ولكنه شجاع ولايتكلف في تصرفاته .
وهل يتكلف في تصرفاته .
كان بركليس يفكر بما قالته باعجاب .
نعم . انه ممثل بارع ومتهور

الغصن الوحيد
22-12-2009, 06:46
Ican tell you how Ifeel when Ireed your coment .Iam very happy and sorry for my English becouse it is
very badز

(الف شكر لكم حبيباتي ,وتسلمون على الردود الحلوة )

اكمل لكم انشالله بكرة ...

مجروح لكن محبوب
22-12-2009, 07:00
مشكورة جدا على رواية لانها فعلا رائعة واتمنى ان اتكتبى رواية بين السكون والعاصفة وشكرا مرة اخرى

الغصن الوحيد
22-12-2009, 15:24
[ تابع الفصل السادس ...


لا بأس . ولكن لماذا تفضلين اليد الحديدية . هل هذه نوبة جديدة من نوباتك ونزواتك .
_ربما تملكني نزوة عابرة حين عرفت ديفيد في الماضي ولكني شفيت منها تماما . (نظرت اليه خفية ) كم اتمنى لو انني لم اخبرك من قبل بان ديفيد يشبه تاكي فمنذ ذلك الحين وانت رهيب وفظيع .... في كل حال ديفيد اعقل بكثير من تاكي .
_او لم تتزوجيني تلبية لنزوة من نزواتك ؟
لم تجبه .... هل هذا ما يؤمن به ؟ رأيه في الزواج يزيد من حزنها و كآبتها ولكنها لا تستطيع ان تنفي التهمة عنها دون ان تخبره حقيقة الاسباب التي قبلت الزواج به....ولم تكن بعد مستعدة للافصاح عن حقيقة شعورها لان الكلمات تخونها .
_مارأيك ؟
عبست مارغو ونظرت عبر النافذة وقالت:
_انت لا تفهمني ولا اعتقد انك فهمت سوزان في الماضي .
وضعت يدها علي فمهابحركة عفويه وقالت:
_لم اقصد ...
شد بركليس بيديه علي مقود السيارة وسألها:
_ماذا تقصدين ؟
_فقط انني لست غبية كما تظن!
اوقف السيارة فجأة وسألها مجددا:
_الست غبيه ؟
هزت رأسها نفيا وبلعت ريقها بصعوبة وقالت:
_انا لست طفلة. انك دائما تتهمني بأنني اقوم من مشكلة لأقع في غيرها...

نظر اليها بركليس يقرأ افكارها وتعابير وحهها ولم تستطع هي ان تنظر اليه . بدأت تقرض بعصبية وارتباك دون وعي وتمنت لو تستطيع ان تخفي عصبيتها .
_ اذا كان ما تقولين حقيقة فأنت الان في مطب يصعب عليك الخروج منه . اعطيتك فرصة لتغيري رأيك في الزواج .... والان انتهى الامر .
اكمل حديثه وهو يراقبها ثم وضع يده فوق يدها وسألها مصرا على معرفة رأيها:
_اماذا تعتقدين انني لم افهم سوزان؟
_لا اعرف.
_ربما لديك اسباب جوهريه!
ترددت قائلة:
_لاعتقد انها تفضل تاكي عليك...
_اوه ؟
كان صوته حادا غاضبا. ارتبكت وحاولت ان تفلت يدها من قبضته ولكنه بقي مطبقا بشدة على يدها .
_ لاتستطيع !
رفع حاجبيه مستغربا وسأل:
_ولماذا لا ؟
_لانها تزوجتك .
_لم يكن لديها خيار. وافقت على رأي اهلها وكذالك انا . لم يكن في زواجنا حب او غرام ...وهكذا تتم الزيجات في اليونان. انها ترتيب بين الاهل.
نكست مارغو رأسها وتمتمت:
_ لا استطيع ان افسر لك اكثر . كنت واثقه بانك لن تفهمني.
_ بالعكس. اعتقد انى افهمك واجد في وجهة نظرك امرا ملذا .
قال ساخرا :
_وهل هذا الامر يهمك؟
_طبعا . من واجباتي رعاية الاولاد والاهتمام بهم .
ابتسم وقال بمكر:
_وانت زوجتي وانا الذي احدد واجباتك. سيكون الاولاد بخير لبعض الوقت . دعينا الان نتكلم عنك ....كم ستحتاجين من المال شهريا ؟
ارتاحت مارغو لان بركليس سألها عن المال وليس عن شيء شخصي .
تنفست الصعداء والتقت نظراتهما وقالت :
_الحر شديد .... لقد طلب لي تاكي عصير ليمون ولكنك حرمتني من شربه .... كان من الافضل لو انتظرت حتى اشربه .
_ هل تقصدين بقولك انك عطشى وعلي ان اتوقف في مقهى على الطريق لتتمكني من شرب ما ينعشك .
هزت مارغو رأسها موافقة بسرعة وقالت :
_اذا كان لديك متسع من الوقت ويمكنني ان اتاخر عن كيمون وبيغي .
تذكرت فجأة ان لديه عملا بعد الظهر . نظرت اليه تسأله :
_ لماذا انت خارج دوام عملك ؟
نظر الى ساعته يستطلعها وقال :
_ لدي متسع من الوقت واحتاج ايضا لبعض الشراب .
توقف بركليس في مقهى يشرف على الشاطىء , حضر خادم المقهى وطلب لها دون ان يستشيرها ( تكلم اليونانية مع الخادم ) واحضر الخادم على الفور بعض اللبن الزبادي الطازج . شربته بسرعة وهو يراقبها بكل اهتمام ( احين من ليمون بارد الى لبن الله يهديك بس ..الغصن )
سألته:
_ الن تشرب شيئا؟
_ كنت سأشاركك في نصف الكوب ولكنك لم تتركي لي شيئا .
_اوه . آسفة , كان عليك ان تخبرني من قبل ( ابتسمت ببراءة ) لقد شربته كله ولم اترك لك حصتك .

Finan
22-12-2009, 15:54
Sweet heart Algoson tha was sssssssso beautiful,the way you right it`s lovely , by the way you`r English is very good ,but i would like you to right me back in (Arabic) NO(English) ARABIC ok ,My love to you lovely.:)

الغصن الوحيد
22-12-2009, 17:17
عساك تسلم (مجروح لكن محبوب ) انشالله احاول اني البي طلاباتكم على خشمي لكن الاول اخلص رواية عقد الاصداف وانشالله خير ...

طلباتكم اوامر ....

مجروح لكن محبوب
22-12-2009, 20:31
مشكوره ياقل(الغصن الوحيد ) بي تسلمي كلك ذوق

الغصن الوحيد
22-12-2009, 22:53
[_سأطلب كوبا آخر .(توقف ينظر اليها ) اظن انك قررت ان تخطفي الابصار وتلفتي النظر اليك .
حاولت ان تخفي دهشتها لتحليله الصادق وتابعت :
_لا اريد ان الفت نظر شخص معين .
مد يده يلمس القماش اللامع وقال :
_انه يخطف الابصار .
_نعم . اليس جميلا ؟ لقد صرفت عليه كل ما املك ولكنني لست نادمة .
_ ومتى سترتدينه ؟
_ ربما تقيم لنا دورا حفلة مع نهاية فصل الصيف ( تظرت اليه جادة ) انا لا اريد حفلة كبيرة . اريد فقط ان اتعرف الى الاهل والاصدقاء المقربين ....
_هل تقصدين اهلي واصدقائي ؟
_نعم . اهلي واصدقائي انا لا يزالون في انكلترا وقد حضروا الزفاف . الاتعتقد ان عليك ان تعرفني على اهلك واصحابك .... انا زوجتك الان ولي كياني الخاص في هذا البيت .
انت متطلبة يامارغو ولكن لابأس . اذا رغبت في حفلةفسنقيم لك حفلة .
ربما لا يروقك اقامة الحفلات .
وهل يهمك هذا الامر ؟
هزت رأسها موافقة ثم شربت ماءا باردا وقالت :
اتمنى الا تنظر الي هكذا .
ضحك كثيرا وسألها :
ولم لا ؟
لانني لا اعرف ماتعني .
حسنا سنقيم حفلة ....
نظرت اليه وقالت بعفوية :
ليس من السهل علي ان اعرف ماتريده مني بالضبط .
سأقول لك بم كنت افكر . كنت اتسأل ماذا ستفعلين لو حملتك بعيدا الى التلال هل يروقك ذلك .
لا .لن تفعل !
نهض بركليس وضرب رجليه بعصبية ظاهرة بينما حافظ على رباطة جأشه وتعابيره الهادئة وقال :
انت زوجتي .
حمل فاتورة المقهى على الصندوق ومشى الى سيارته وسألها:
هل ستأتين معي يامارغو ؟
بركليس لم تقل بعد ان كنت استطيع ان احصل على بعض المال .
ضحك كثيرا وقال بجدية :
هناك بعض الصعوبات . اذا فتحت لك حسابا باسمك في البنك عليك الكتابة باللغة اليونانية . مارأيك لو فتحت لك حسايا مشتركا معي .
ولكنني لا احتاج لاكثر من بعض الدراخمات .
لابأس . سأعطيك نقدا وتستطعين ان تطلبي المزيدمتى رغبت .حمل رزمة الفستان بين يديه وقال:
سأدفع لك ابضا ثمن هذا الفستان .مارايك ؟
ابتسمت بسرور وقالت:
ولكنه باهظ الثمن .
عرفت ذلك منذ قرأت اسم المحل ( تمتم بخبث) وبعد ان دفعت لك ثمنه الا تقولين لماذا اشتريته ؟
مشت مارغو امامه خارجة من المقهى . كانت مسرورة للغاية :
نزوة .
هز رأسه غير موافق :
انت لا تجيدين تلفيق الاكاذيب ولكنني يوما ما سأنتزع الحقيقة الكاملة منك.
ولكن.....
اعرف . لقد سبق وقلت لك انني لن اسعجلك .... ولكن ياصغيرتي لا تجعلي الامر يطول كثيرا فقد بأ صبري ينفذ . عليك ايجاد الكلمات ام تفضلين ان اتغاضى عن طلباتي مبدئيا ولا اظن انك ستمانعين مدة طويلة .
جلسا في السيارة .
_ سنقيم حفلة وسأكلم والدتي بهذا الامر . انت على حق في طلبك . يتوجب علي ان اقدم زوجتي لاهلي واصدقئي ( احنى رأسه وقبل فوق خدها ) فرصة مناسبة تساعدك على تقبل حقيقتك كزوجة لي اذ لا يوجد يوناني ينتظر طويلا كي ترضى زوجته على محيطه .... لكن تذكري انني نصف يوناني .
وهل يمكنها ان تنسى هذه الحقيقة معظم جاذبيته تكمن في هذه الحقيقة ولولا جبنها وخوفها لوافقت غلى فكرته في حملها الى التلال .... سيكون ذلك ممتعا حتما .

khadija123
23-12-2009, 17:18
السلام عليكم
تسلمين يا حبيبتي الغصن الوحيد على هذا المجهود الله يكون في عونك. ::جيد::
إلى اللقاء.

الغصن الوحيد
23-12-2009, 20:24
مشكورة ياقلبي خديجة او Khadija والله كلامك وتشجيعكم هو اللي يخليني ما احس بالتعب واتبسم دايم وانا اكتب الرواية الله لا يحرمني منكم .
الغصن..............

khadija123
23-12-2009, 22:25
وإحنا كمان الله لا يحرمنا منك ولا من جميع الأعضاء الذين يتعبون ويسهرون على إنجاح هذا المنتدى.

الغصن الوحيد
24-12-2009, 08:33
الف شكر لك حبيبتي Finan انا اكتب بالEnglish لاني احبه وكنت حابة اني اتخصص بداسته بس الله ما اراد ودرست تخصص ثاني .. امناياتي الطيبة والحلوة لكم يااحلى منتدى ...

الغصن الوحيد
24-12-2009, 11:13
[وصل كيمون وبيغي قبلهما وسألاهما:
اين كنتما ؟
اردت الانفراد بمارغو لبعض الوقت فنحن لا نجد الوقت لانفسنا .
ابتسمت بيغي بعبث وقالت :
ونحن كذلك لا نلراك ياوالدي . انا اريد التحدث اليك بشيء خاص ( امسكت بيده بدلال ) هل استطيع ان اتحدث معك الان .
راقب كيمون شقيقته تمشي مع والده وهما في طريقهما الى الشاطىء .
عبس قليلا وسأل مارغو :
هل حدثت مشاكل ؟
لماذا؟
اوه . لا اعرف ولكنني ظننت ان والدي سيتشاجر معك . لم يكن والدي يحب ان تخرج والدتي مع تاكي . فهو لا يحبه . كانا يتشاجران دائما لكن امي لمتكترث وكانت تقول ان الامر لا يستحق التعليق ما دمنا سنعود الى انكلترا ...
صعقت مارغو عن كيفية شرح كيمون لخلافات والديه وشجارهما وقالت :
لقد شرحت له ما حدث بالتمام وانت على حق فهو لا يحب تاكي ابدا .
وهل تخافين والدي . شكلك وانت تسيرين معه يدل على ذلك .
بالتأكيد لا اخافه ...
هل ذكرت له ان تاكي ساعدك في اختيار ثوبك الجديد ام انك اخفيت عنه هذه الحقيقة .
انت غلطان . كان يعلم ان تاكي تبعني الى محل لبيع الثياب وقد اعجبه فستاني الجديد وسيدفع ثمنه واعتبره هدية منه .
اوه . قال تاكي انك تستطعين ان تديري عقله على هواك ....
وكيف يتكلم تاكي معك على هذا النحو . اعتقد ان بركليس على حق في عدم حبه له وانا ايضا لا احبه .
قال كيمون مستغربا:
وكيف ؟ معظم الناس يحبونه وخاصة الفتيات .... لأنه لا يعمل ولديه اموال كثيرة . اعتقد ان والدتي كانت تحبه لأنه انسان مرح ومسل ولكنني اعتقد انه انسان تافه وبغيض .
نظر كيمون الى مارغو وأكمل :
بيغي تحبه لأنه يمدحها ويطري جمالها .
ولأول مرة شعرت مارغو برجاحةعقل كيمون وتفكيره . وسرها ان تكسب ثقته ومحبته واحترامه . انه قوي الشكيمة ومتفرد في اقواله وتفكيره على عكس بيغي فهي سهلة القيادة والارضاء . نظرت مارغو نحو الشاطىء حيث وقفت مع بركليس ولم تشعر بالضيق لأن بركليس تزوجها من اجل الاهتمام بولديه .


قالت دورا :
اذن . علينا ان نقيم حفلة . اخبرني بركليس ان الفكرة فكرتك وانك ترغبين بتقديمك للأهل والاصحاب .( كانت عيناها تضحكان بسخرية ) اتمنى يامارغو ان تكوني واثقة مم تفعلين . وتذكري ان بركليس لا يحب الحفلات بطبيعته .
قالت مارغو :
لن تضره حفلة واحدة.
ولكنني اتعجب كيف وافقك بسهولة مع انه لم يكن ليجاري سوزان في افكارها . قررت مارغو ان تتغاضى عن اقوال والدة بركليس كليا .
ابتسمت ابتسامة كبيرة وقالت :
يريد ان يراني في فستان السهرة الجديد . لقد اهداني اياه.
سمعت ذلك .
تعجبت مارغو مم تسمع . هل من الممكن ان يكون تاكي هو الذي اخبرها ؟ ربما يريد اثارة المشاكل .
ولماذا لا تعرضين بعض لوحاتك في الحفلة ؟
لا استطيع ....
لم لا ( اصرت مارغو على تشجيعها ) وانا اريد رؤيتها . سأقترح ذلك على بركليس . واريد ايضا ان تعرض بيغي بعضامن رسومها الجيدة . وهذا ينمي شخصيتها ويمنحها مزيدا من الثقة بنفسها .
وكيف لي ان اعرف اذا كانت رسومها جيدة . انا لم اعد اعرف بعد مرور الزمن . لقد اعتادت على التفكير بان النساء لديهن اشياء اخرى يعملنها افضل من اضاعة وقتهن بالرسم .
بل اعتقد انك تعرفين جيدا .
وماادراك ؟
اتمنى ان تقنعني بأن هذا يفيد بيغي , ستفيد كثيرا حين تعرض اعمالها على الناس خارج نطاق عائلتها .
وهل تعتقدين ايضا ان ذلك يفيدني ( بدت دورا متوترة الاعصاب ) ولكنك لم تقنعيني بعد !
ابتسمت مارغو وقالت بهدوء:
لدي سبب آخر ولكنني لا اعتقد بأنه سيعجبك .
تساءلت دورا :
كم انت مثيرة! وهل ستنفذين فكرتك حتى لو انها لا تروق لبركليس ؟
لا .
تمنت لو تستطيع ان تقول نعم بثقة .
هذا ما اعتقدته . سأتكلم مع بركليس وربما يستمع الي اكثر من الاستماع اليك.
ارجوك يادورا اسأليه ....
لماذا ؟ ماهو السبب الاخر الذي لم تفصحي عنه بعد .
تقدمت مارغو من دورا وبدأت ترتب لها شعرها وتعقصه كتاج فوق رأسها .
اريد ان ارى الصورة التي رسمتها لي .
وكيف عرفت بها ؟
اخبرني الاولاد . ارجوك اسمحي لي برؤيتها . لم يحصل من قبل ان قام احد برسمي .
اذن انت تصرين على عرض اللوحات من اجل صورتك.
انتهت مارغو من تصفيف شعر دورا وقالت :
اعتقد ذلك .
لم يكن الامر لصالح بيغي كما زعمت . ولكن لماذا تصرين على عرضها في حفلة عامة كبيرة ( التفتت لترى وجهها بتمعن ) انت مجنونة يامارغو . لماذا تريدين ان ينشغل الجميع بالنظر الى لوحاتي بدلا من النظر اليك ....البسي فستانك الجديد ياعزيزتي وكوني جميلة الحفلة وحدك ...اليست هذه هي فكرتك منذ البداية؟
احمرت مارغو خجلا . لم يكن بأستطاعتها ان تنكر هذه الحقيقة وتمتمت :
اربد ان اعرض رسوم بيغي ايضا .
قالت دورا :
لن اقبل هذا القول ياعزيزتي . لماذا لا تعترفين بأنانيتك ؟ فهمت انك تستطعين السيطرة على بركليس وهو ينفذ لك طلباتك ورغباتك ولقد اشتريت الثوب الجميل لهذه الغاية ... لماذا غيرت رأيك ؟
بقيت مارغو صامتة قبل ان تقول :
ولكنني لا اريده ضعيفا .
وهل تخافين ان يكتشف بركليس السبب الحقيقي الذي اشتريت الثوب من اجله ؟
لا .لا .
اذن . لماذا تصرين على عرض اللوحات ؟
انا لا اجيد التصرف في الحفلات وكذلك اجهل اللغة اليونانية ولا ارى كيف يمكنني ان ابرز في الحفلة .
اذن . سأعرض لوحاتي ولوحات بيغي . لماذا لم تقولي ذلك من قبل ؟ ( عانقت مارغو تشجيعها) لا ارغب في القول ان بركليس مر بتعاسة وكنت انا السبب في تعاسته . اتمنى الان ان يسعد معك وساساعده قدر المستطاع ولكن عليك بمساعدة نفسك اولا .( نظرت اليها نظرة يائسة وساخرة ) عليك ان تحاربي لتحصلي على رغباتك .
هو يعرف حق المعرفة انني مستعدة لأن اعطيه كل مايطلبه مني ؟
وهل تعتقدين انه لم يحصل على رغباته مع سوزان ؟
حاولت مارغو ان تصرخ بالكلمات الملائمةالتي تطمئن حماتها.....ولكنها اصيبت بالبكم ولم تستطع ان تصرح برغباتها هي . فقالت اخيرا :
لا اعرف ما افعل !
عليك ان تجدي طريقة ما . ( رأت دورا الدموع تنساب بغزارة من عينيها وقد اكتسى وجهها حزنا واضحا ) تعالي لأريك اللوحة التي رسمتها لك . وربما بعد ان ترينها ترفضين عرضها على الاخرين . يمكنني ان اعرض بقية اللوحات وابقي لوحتك هدية زواج لك ولبركليس .

دخلت مارغو الغرفة الصغيرة التي حولتها دورا الى محترف للرسم .
وهي المرة الاولى التي تدخل مارغو المحترف . وقفت بالباب تحدق باللوحات لقد انهت دورا العديد منها في وقت قصير نسبيا . كانت تشبع نهمها للرسم ساعات وساعات كل يوم . جالت مارغو بين اللوحات حتى عثرت على صورتها . نظرت اليها بتمعن وشعرت ببعض الحماس يغمرها .
لقد اعجبتها الصورة كثيرا . قامت حماتها برسمها قبل ان تتزوج بركليس . الصورة تمثلها وهي تجلس فوق الدرجات الحجرية المؤدية الى شاطىىء البحر . كانت ترتدي بنطلون الجينز وبلوزة بيضاء مغبرة وتعلق في جيدها عقد الاصداف الذي اهداه بركليس لها _ عقد نمسيس . انه تعويذة تقيها وتحميها ... حين رسمت دورا الصورة لم تكن تعرف ان بركليس يريد مارغو زوجة له .
اقتربت مارغو من اللوحة وحدقت فيها من جديد : ثيابها عادية وشعرها غير مرتب وقد عقدت يديها حول ركبتيها بعفوية . كانت مارغو تنظر الى بركليس نظرة تعبر عن رغبتها دون خجل وقد رطبت شفتيها قليلا كأنها لم تستطع انتظاره كي يقبلها . لم يكن هناك ادنى شك بان بركليس يقف امامها وبأنه رأى نداءها له.... هذا ماتعبر اللوحة عنه بكل وضوح . سألت مارغو وهي تكاد ترتجف :
وهل رأى بركليس الصورة ؟
ابتسمت دورا وقالت :
يكون مجنونا ان لم ير .... تقصدين الصورة ؟ لا لم يرها بعد . انتهيت منها خلال غيابكما في لندن . وهل تريدينه ان يراها ؟
لا اعرف !
وكيف ستعرضها عليه وهي تعبر تعبيرا واضحا عن رغبتها الاكيدة به . انها افصح من الكلمات التي لا يزال يصر على سماعها ....
نظلات اليها دور ساخرة :
يمكنك التفكير بالموضوع قبل حلول موعد الحفلة . هل تريدين ان اعرضها في الحفلة ام لا ؟
نظرت مارغو نظرة اخيرة الى اللوحة وسحبت نفسا عميقا وتنهدت قائلة :
اريدها ان تعرض مع اللوحات الاخرى .

الغصن الوحيد
24-12-2009, 11:16
على فكرة نسيت اكتب ان الفصل السادس خلص طيب احين 7و7و7

الغصن الوحيد
24-12-2009, 12:22
[ الفصل السابع ....



7- لا لن يعتذر ....


الثوب الجديد كان اجمل بكثير مما تصورته . بعدما ارتدى كيمون وبيغي ثيابهما وقامت بتصفيف شعر دورا وعقصته لها فوق رأسها دخلت مارغو غرفتها وملأت المغطس بالماء الساخن واسترخت . لم يكن من السهل عليها ان تطلب من الخادمة ان تغلي الماء كثيرا لأن بركليس كان يعتقد ان الماء الحار في صيف اليونان غير ضروري . يبدو غريبا عليها ان زوجها يستعمل الماء البارد كل يوم ... ولكن عليها ان تعترف انها لاتزال تجهل الكير عن بركليس هولمز وعن عاداته الشخصية .
بدأت تحضر نفسها للحفلة . كانت متحمسة للغاية وتريد ان تنتهي من ترتيب نفسها قبل ان تتوافد قوافل المدعوين. في السابق لم تكن تهتم لمظهرها الخارجي او لشكلها . اما اليوم ينتظر منه ان تبدو براقة فاتنة وهي تتعرف الى عائلتها الجديدة . كانت ترغب كثيرا في عرض اللوحة على بركليس امام الجميع ولكنها كانت واثقة بأن شخصيتها الاصلية الحساسة ستبقى بعيدا عن صورة الفتاة الشديدة التأثر السريعة العطب الظاهرة في الصورة .
كلما فكرت باللوحة قفز قلبها رعبا ووفا . كيف يمكنها ان تنظر الى بركليس وفي عينيها رغبة واضحة . من الاكيد انه لاحظ رغباتها الملحة من نظرات عينيها , وماذا ستفعل ؟ ومهما طالبها بالاعتراف فأنها لن تستطيع ان تعترف له كم مرة تاقت اليه .... لقد أصر على سماع اعترافها حرفيا ولكن الكلمات كانت دائما تخونها . التهبت وجنتاها بحمرة الخجل وهي تفكر فيه وبطلباته الجريئه . لن تستطيع ان تتكلم . لن تسأله او تقترح عليه ان يضمها او يغازلها مع ان كيانها يناديه ويتمناه . الايكفيه انها مستعدة متى يرغب ... عليه ان يعرف شعورها نحوه دون ان تتكلم ولم يخطر لها الان انها ستبقى زوجة بركليس اسميا ولن يجعلها زوجته الفعلية مالم تطلب ذلك منه بنفسها وهو يصر على سماع كلماتها .... لماذا لا يقبل الدعوة الفاضحة المعبرة والظاهرة في نظرة عينيها في اللوحة التي رسمتها لها والدته ؟ هلمن الممكن ان تفوته ملاحظتها ؟

وضعت فستانها الذهبي الجديد فوق سريرها وبدأت تضع مساحيق التجميل على وجهها .(وش كنت قاعدة تسوين من خلصت سباحه بس تضيع الوقت المعازيم وصلوا...الغصن) انهمكت كليا في عملها بكل انتباهها رغبة منها في ان تبدو الشابة الفاتنة القادمة من لندن .هدفها ان تفوق كلالنساء وتضعهم في الظل لتبقى وحدها فاتنة الحفلة . وبعدما انتهت نظرت الى نفسها في المرآة ودهشت للنتيجة الباهرة .

khadija123
24-12-2009, 21:40
السلام عليكم
والله روووووووووووووووووووووووووعة ::جيد:: ::جيد:: إحنا في إنتظار التتمة
أصبحت أذخل أكثر من مرة في اليوم لأرى ما هو الجديد. :d

الغصن الوحيد
24-12-2009, 23:30
انتي الروعة ياعسل الف ششششششششششكككككررر ..

انا فعلا كل ماسمحت لي الفرصة خلال كل يوم ادخل اكتب وانزل عشان عيونكم الحلوة ...

الغصن الوحيد
25-12-2009, 01:19
[بدت عيناها الخضروان كأنهما بحيرتان من النور الباهر وفي وسطهما حجرتان من الزمرد الاخضر تحيط بهما رموش طويلة خلابة . جمالها أخاذ هذه الليلة وهي اليوم أجمل من شقيقتهما داليا .
تملكها الحماس وتسارعت الدماء في شرايينها وهي تحاول ان تخفي حقيقة شعورها الواضح في نظراتها وتعابير وجهها . خافت من الاحساسيس التي تعتمل في داخلها وخافت ان يلاحظها بركليس ...
واخيرا ارتدت الثوب الذهبي الطويل وتمعنت في قالبه وموديله وقماشه اللامع في دهشة ظاهرة ....وسمعت بابها يفتح دون استئذان . استدارت مرتبكة لترى القادم .... ودخل بركليس الى غرفتها كأنه اعتاد دخولها كل ليلة دون اخطار .
لقد انتهيت من ترتيب نفسي.
هذا واضح !
كان بركليس يبتسم بهدوء ومرح بينما وقفت هي خائفة ترتجف ودماؤها تسرع في شرايينها . نظرت اليه بحيرة وقالت :
هل اعجبك فستاني الجديد ؟
بقي صامتا ولم يجب . كان ينظر اليها بتفحص واحتارت في تفسير نظراته ثم اكملت :
لقد اهديتني اياه اليس كذلك ؟
انت اليوم فاتنة وجذابةوتختلفين عن مارغو التي أعرفها .
انت لا تحب الثوب ؟ انه اجمل اثوابي على الاطلاق وأجمل ثوب اقتنيته في حياتي .
ابتسم ببطء وقال :
باهر وساطع . ولكنني اتمنى ان تتذكري هذه الليلة انك زوجتي انا . ستلاحقك العيون النهمة في حلك وترحالك ...
انا احب ذلك .
صحيح! ولكن عليك ان تحافظي على رباطة جأشك مااستطعت وحاولي ان تخفي مرحك وسرورك ولا تحاولي ان تشدي بقية الرجال اليك لمغازلتك .... فأنا لست بالرجل الذي يقف مكتوف اليدين وهو يشاهد الرجال يغازلون زوجته .
اوه , صحيح .
هل تريدين ان اغازلك .
لا اعرف ....هل تريد انت ؟
عليك اولا ان تطلبي مني مغازلتك .
ولكن ....
رفع حاجبيه متسائلا :
هل ستطلبين مني يامارغو ان اغازلك ؟
لا .بالطبع لا ....( حاولت ان ترتب فستانها بارتباك ) لن افعل .
وضع يده تحت ذقنها ونظر الى عينيها وسألها :
ولم لا ؟
انا لا اعرف كيف .... وربما لن اعجبك !
انت ؟ لا اصدق . في كل حال لا تدعيني اكتشف انك تعبثين مع رجل غيري .... هذا كل ما أطلبه منك والا ستندمين ....
صحيح !(حاولت الافلات من قبضته ) ولكنني لا اعتقد انك ستؤذيني .
ضاعف بركليس ضغط اصابعه بدأت مارغو ترتجف من تأثير قربه .
اتمنى ان تكوني محقة في اعتقادك .
حاولت ان تتمالك نفسها بجهد قبل ان تتكلم :
كيف يمكنك ان تؤذيني ؟ ستفسد لي حمرة الشفاه ...
آسف ... (لكنه عاد وأكمل بسرعة وحزم ) اللعنة ! انا لست نادما ابدا ! ومن له الحق في ان يفسد حمرة شفاهك غيري ؟
أرجوك . ليس الان .....
صحيح . ليس الان .
نظرت اليه راجية وتمتمت :
بركليس !
ماذا تريدين ؟ هل اقبلك ؟
تمنت ذلك من كل قلبها ولكن كلماتها قالت :
دعني . وأنزل الى القاعة .
لا بأس . ولكنني أعني مااقول . تذكري ذلك جيدا .
حاولت مارغو ان تخفي خيبة املها قدر الامكان . نظرت الى مرآتها تتفقد زينتها ولكن دموعها في عينيها حجبت عنها الرؤية ... تملكها اليأس وايقنت ان الفستان الجديد لم يفعل سحره ولم يأت بنتائج مرجوة والا لقبلها بركليس بالرغم من معارضتها ....
قالت بصوت منخفض :
لن انسى ذلك .
التقت نظراته في المرآة وهو يحدق فيها بخبث :
كوني أكيدة .
وهل جئت لتهددني وتتوعدني ؟
لا , بل لأساعدك في اقفال سحاب فستانك .... وأعطيك هديتي .
وضع يده في جيبه وأخرج عقدا من الزمرد الاخضر بلون عينيها وقال :
حجر كريم لفتاة مغناج . انه يناسب فساتك الجديد .
مشى نحوها ليشبكه حول عنقها ولكنها ابتعدت وقد صممت ان لا تدعه يلمسها من جديد . هز رأسه اشارة الى ان صبره قد نفذ وأمسكها من كتفيها وشدها اليه وامرها :
قفي !
اطاعته دون ارداتها وشعرت بأنفاسه الدافئة تلفح عنقها وهو يشبك العقد . أغلقت عينيها وهي تتساءل : ماذا يفعل لو استدارت بين ذراعيه وشكرته بقبلة على هديته ؟ لم يكن بيدها حيلة لأنه لفتها بين يديه لتواجهه وعانقها بقسوة حارة , وغابا عن الوعي . قال بركليس أخيرا وهو يبعدها عنه بلطف :
علينا ان ننزل لنستقبل ضيوفنا .
هزت مارغو رأسها موافقة وقالت :
اعتقد ذلك . شكرا على العقد .
احمرت وجنتاها بشكل واضح وأكملت :
ولكنني افضل عقد الاصداف وخرزات نمسيس .
وأنا كذلك ..... ولكن لسبب آخر .....
نظرت اليه مستفسرة وهي تسوي أحمر شفاهها من جديد.
دخلا سوية قاعة الاستقبال وكانت شبه مليئة بالمدعوين . سرت مارغو بمساندة بركليس له وهو يضع ذراعه حول خصرها ويعرفها الى اصدقائه الكثر . كانوا في غالبيتهم يتكلمون الانكليزية بطلاقة على عكس ما توقعت بدأت تتحدث معهم وشعرت لفرحتها ان اكثرية المدعوين يتقبلون وضعها برضى . كانت سهلة العشرة وخفيفة الظل وقد شعرت ببعض الارتباك لكونها موضع اهتمام الجميع وجميلة الحفلة ونجمتها الساطعة .

الغصن الوحيد
25-12-2009, 03:15
[جاء تاكي الى جانبها وحاول ان يبعدها عن زوجها قليلا ليسر لها بعض كلماته :
انت جميلة . أهنئك . ثوبك فاتن ويليق بجمالك ولكنني لم اعرف ان لديك عقدا يناسبه .
انه هدية من بركليس . اهداه لي الان .
ابتسم تاكي بخبث :
فعل الثوب فعل السحر فيه .
هزت مارغو رأسها نفيا :
لم اطلب منه ان يهديني اي شيء .
انا اصدقك ولكن الاخرون لن يصدقوك .... مارغو لقد جرحت قلبي في الصميم . عندما جئت الى هنا نظرت الى عينيك الخضراوين واعتقدت انك قد اعجبت بي .... والان اكتشفت انك كنت تلاحقين غيري .
ابتسمت مارغو بخجل وقالت :
هذا غير صحيح . هو الذي طاردني .
لا. ليس بعد . عندما يحصل سأفقد أملي كليا وحتى ذلك الحين سأظل أطاردك لقد سرقت مني قلبي وسأنتقم منك .
صحيح (ابتعدت عنه بحركة عفوية ) ولكن بركليس سيحميني منك
كيف؟ كما فعل مع سوزان ..... لم يحاول حتى ان يتظاهر بحمايتها . ذكرى سوزان جعلت القشعريرة تسري في اوصالها . سألته :
وهل كانت سوزان بحاجة لحمايته ؟
كانت زوجته . ولكنه سمح لها ان تتصرف على هواها . كانت تطيعه بكل ما يأمرها .
ربما لانه يثق بها .
وهل يروقك انه يثق بك كما وثق بها ( ابتسم ساخرا ) لا . لن يعجبك ذلك !
جاء احدهم ينادي بأسمها . التفتت لتجد بركليس بجانبها . نظرت اليه مرتبكة وسألته :
هل تريدني ؟
والدتي تحضر اللوحات لعرضها وتريد مساعدتك (نظراليها مستفسرا ) هي تقول ان لنا بينها لوحة هدية زواجنا ...
نظرت متنية :
فقط اذا اعجبتك .... ربما لا ترغب فيها بعد ان تراها .
لن ارفضها لئلا اجرح شعور والدتي .
طبعا . ولكن دورا قالت انك ربما لاتحبها ولاتريد ان تعرضها مع بفية اللوحات .
وضع بركليس يده على ذارعها ودفعها الى خارج القاعة وسألها بلهفة :
لا عليك الان من امر اللوحة ..... اخبريني مالذي كان تاكي يتحدث بشأنه .
لاشيء .
افضل....عليك ان تصمي اذنيك عن مديحه لك وتتجاهلي نظرات الغزل والاعجاب التي يغمرك بها ....
هو لا يعني لي اي شيء .
صحيح .(شد بأصابعه على ذراعها بقسوة حتى انها رغبت ان تصرخ من شدة الالم ) أحذرك يامارغو مرة ثانية ....اذا رغبت ان يغازلك احد فانا دائما مستعد .
لماذا؟
بدأت تفرك مكان قبضته . تكلم باليونانية كلمات عدبدة وفهمت من بينها : زوجتي ....(شكله سبها هاذي مشكلة اللي مايعرف عدة لغات عكسي تصدقون مافي لغة مااعرفها ماشالله علي تبوني اتكلم يوناني اتكلم ولايهمكم...الغصن .)
ولكنك لاتمتلكني !
ضحك ضحكة هسترية ودفعها الى محترف والدته :
لا تثيري ثائرتي يامارغو .
لم تكن واثقة ان باستطاعتها ان تثيره .... والا لفعلت ذلك منذ فترة طويلة . كانت تؤمن بأنه يحتل عقلها وقلبها وهو لا يحس بوجودها بل رغب في الزواج منها من اجل ولديه لتهتم بهما وتراعاهما ... انه الان يحاول ان يحافظ على مظاهر زواجهما .
انها تتوق تحرقا لحبه بينما هو لايهتم ويستطيع ان يعيش بدون حب .
قالت :
انت لاتمتلكني ...وان رغبت بمحادثة تاكي فلن تمنعني (نظر اليها نظرة قاسية . ارادت ان تتحداه ...) انا لا اهتم لتاكي ولكن ....
لماذا تتحدثين معه على انفراد ؟
لا استطيع ان اتجاهله كليا . انه ابن خالك ويعيش معنا في منزل واحد ...انا احاول جهدي الا انفرد به ....
حاولي اكثر . انتي زوجتي ولست زوجته .
رفت رموشها موافقة :
افكارك تنطبق على الفتاة اليونانية . عليك ان تتذكر انني لست يونانية ...
ماذا تقصدين ؟
اعني ان لي عقلا خاصا واقرر بنفسي اموري .
قالت بتحد وهي تحاول ان تسيطر على عصبيتها ....الوقت لا يناسب لشجارهما ولكن اذا كانت هذه رغبته فلن تتوانى في ابداء رأيها بصراحة وتابعتتحديها له :
انا لا اتلقى منك الاوامر .
بل ستقبلين مني الاوامر .
ثارت ثائرة غضبها ولمعت عيناها شررا وقالت :
لماذا؟
كلانا يعرف انك بالنهاية تفضلين ان ترضيني بدلا من ان تحاربيني ...ربما انت لست يونانية ولكنك تنصاعين لرغباتي وانت راضية ومسرورة . لا تكوني غبية يامارغو ....ولكن....هل تفضلين العكس؟
دخلت دورا المحترف واحست على الفور الجو المكهرب بينهما وقالت :
ماذا تفعل هنا؟(قالت لبركليس ) انا لن اعرض الوحات هنا لأن الضوء لا يناسب . احتاج لمساعدتكما في نقل اللوحات الى الغرفة الاخرى . هيا يامارغو احملي هذه وانت يا بركليس احمل اللوحة تلك وانا ساحمل البقية.

الغصن الوحيد
25-12-2009, 12:11
[قال بركليس ضاحكا :
اي لوحة هي هدية زواجنا ؟
سنترك ذلك لك لتكتشفه بنفسك ( مرت دورا بيدها على شعر مارغو بحنان وتمتمت قائلة ) وهل تظنين ان بمقدورك امتحان عزة نفسه امام الناس ؟ (حاولت ان تلطف الجو ببعض كلمات المديح ) انت فاتنة يامارغو بثوبك الجديد ياعزيزتي . سأرسمك فيه قريبا بعد ان تجدين نفسك ...
شعرت مارغو ببعض الحماس وهي تفكر في نفسها : ستكون صورة بديعة .
قال بركليس :
اذن هذه هي هدية الزواج .
قالت مارغو :
ولكنك لا تستطيع ان تنظر اليها بعد .
ابعدت نظرها عنه . فهي لاتريد ان تفهم قصد دورا من كلامها . عواطفها تتأجج في صدرها ولا تعرف ان تعبر بالكلمات عن احساسيها نحوه ثم هي ليست متأكدة من انه يبادلها الحب . سأل بركليس :
لماذا ؟
تجاهلت سؤاله وتلهت بحمل صورة ثقيلة لتنقلها الى الغرفة الاخرى .
قال بركليس :
دعيني أساعدك .
حملها ووضعها قرب الحائط ووقف يتمعن في صورتها .
نظرت دورا اليه وجلة تنتظر حكمه وكذلك وقفت مارغو تتفحص صورتها من جديد . ربما الصورة لا تعبر بشكل واضح عن رغاباتها .... وربما بركليس لا يلاحظ دعوتها الصريحة له .... طال الصمت والترقب وتمنت مارغو لو ان الارض تنشق لتبتلعها .
وأخيرا تكلم بركليس وليته لم ينطق وقال :
ظننت انني وحدي الذي رأيت دعوتها الصريحة لي ورغاباتها المتأججة....
سألت مارغو :
كيف ؟
نظر اليها نظرة قاسية لا ترحم وقال :
كنت تطلبين الغرام بصراحة .
كسى الاحمرار وجهها وقالت :
انا لم انادك ولكن والدتك رسامة بارعة وحساسة هي التي صورتني على هذا النحو . كنت أنا الموديل المعبر .
قالت دورا :
تعالي ساعديني في حمل بقية اللوحات . بيغي ايضا رسمت صورتك وربما رسمها يروق لبركليس اكثر .
قال بركليس :
انا احب هذه الصورة لكنني لا اريدها ان تعرض على المدعوين في هذه السهرة . لا اريد ان يروا نظرات زوجتي الفاضحة .
قالت مارغو تدافع عن نفسها :
انت متعجرف وتعتقد ان الجميع .....
قال بركليس مقاطعا :
هذا ماسيراه كل رجل .
قالت مارغو :
ولكنك تحب الصورة .
قال بركليس :
نعم .
سمع بركليس وقع اقدام باتجاههم وابتعد عن اللوحة وانشغل في نقل بقية اللوحات . دخل تاكي ونظر على الفور الى اللوحة وقال معقبا :
الى من تنظرين ياصغيرتي ؟ أتذكر الان انك كنت تحلمين وانت تنظري الي .
عبست مارغو ورغبت ان تنكر ذلك ولكن الكلمات خانتها من جديد . كان علبها ان تقول شيئا قبل ان يصدق بركليس كلام تاكي ... ولكن بركليس حمل لوحة وأسرع خارجا من الغرفة .

حان وقت نوم كيمون وبيغي وشعرت مارغو ان عليها ان تتساهل قليلا معهما هذه الليلة . كانت السعادة تغمر بيغي للنجاح الذي اصابته من عرض رسومها وكان كيمون يتحدث مع شخص من المدعوين عن القطعة النقدية المعدنية القديمة وهو يعرضها بين يديه . وأهميتها كقطعة اثرية ثمينة .

دخل الوالدان بعد ذلك الى النوم دون اعتراض وقد شارفت الحفلة على نهايتها . وقفت مارغو مع حماتها وبركليس لن يحبها ولم يعد يهمه ان يسمع من فمها كلمات الحب والاعتراف بأن قلبها متعلق به .
خلعت مارغو ثوبها الجديد وارتدت ثياب النوم الشفافة الرقيقة ودخلت غرفة الولدين لتطمئن اليهما قبل ان تأوى الى فراشها ولكنها وجدت كيمون دامع العينين مضطربا وقال :
مارغو , لقد اضعت القطعة النقدية المعدنية في الحديقة . حملتها لأرى شكلها تحت ضوء القمر ولكنها وقعت من يدي وفتشت عليها فلم اجدها .
وضعت مارغو يدها حول كتفيه تهدئه وقالت :
سأفتش لك عنها بنفسي . ولن أنام قبل ان اجدها وسأعطيك اياها في الصباح . نم الان بسلام .
نزلت مارغو الى الحديقة وبأت تفتش ولكنها لم تجد شيئا . لم تنتبه الى تاكي وهو يتمتم بلحن أغنية شعبية يونانية عائدا من الشاطىء باتجاه المنزل , وقف على بعد خطوات منها يتفحص وضعها وهي منحنية على ركبتيها تفتش باهتمام . نظرت اليه وصرخت به قائلة :
لا تقف هكذا مكتوف اليدين بل ساعدني في التفتيش عن القطعة النقدية التي أضاعها كيمون هنا .
ركع تاكي ايضا وحاول مساعدتها . وهو يتأفف :
وهل انت خادمة لهذين الولدين ؟
هذا هو عملي في هذا البيت .
سمعت صوت بركليس يصرخ بأسمها :
مارغو ؟
لقد اضاع كيمون قطعته النقدية ...
ركع بركليس لينظر الى عينيها وقال بعصبية :
انذرتك يامارغو ....( رفعها بيديه لتقف وأمرها ) ادخلي فورا الى البيت .

الغصن الوحيد
25-12-2009, 13:18
[نظرت مارغو الى ثوبها الشفاف وركضت تطيعه على الفور . لحق بها وامسكها داخل القاعة القاعة وقال مؤنبا :
انت زوجتي ولا يمكنك ان تعبثي مع العشاق امام عتبة منزلي .
هذا غير صحيح . كنت أفتش عن القطعة النقدية ...
رماها بنظرة غاضبة ثم دفعها الى داخل غرفته وقال بقساوة بالغة :
ان كنت راغبة في الحب عليك ان تقبلي بي ....
تراجعت عن الفراش وكادت تسقط ارضا وقالت بسذاجة :
انا لم اخرج الى الحديقة لمقابلة تاكي ....
أزاح بركليس ثوبها الرقيق عن كتفيها وهو يتجاهل اعتراضها كليا ودفعها بقسوة كادت تختنق .... حاولت مقاومتها وهو يحيطها بذراعيه القويتين ولكن مقاومتها تلاشت لا شعوريا . قالت :
اوه , بركليس ....
وفي الصباح حين استفاقت وجدت نفسها في غرفته . نظرت حولها تفتش عنه ولكنها لم تجده ثم سمعت تساقط الماء في الحمام وعرفت انه يستحم وسيعود للغرفة بعد قليل .... وحين دخل الغرفة رماها بنظرة خبيثة ماكرة مما جعل وجهها يحمر رغما عنها . ابعدت نظراتها عنه ووقع بصرها على قطعة كيمون النقدية فوق الطاولة قرب السرير . مدت يدها تمسك بالقطعة المعدنية وقد خفق قلبها بضربات شديدة وقالت تتهمه :
انت وجدت القطعة المعدنية وكنت واثقا كل الوقت بأنني اقول الحقيقة .
اقترب بركليس من السرير وانحنى فوقها وحدق بها بعد ان وضع يديه حولها وقال ساخرا:
نعم .كنت أعرف .
احمرت مارغو كثيرا وقالت :
اذن . كان عليك ان تخبرني ...
نظر اليها مستغربا قولها ثم قال :
هل تنتظرين مني اعتذرا ؟ (ألقى نظرة ساخرة ) لن اعتذر لأنني قمت بواجبي تجاه زوجتي . (كان صوته متعجرفا قاسيا ) لن اعتذر لزوجتي.




خلاص يالسابع ...
يلا الثامن... ياحلوين ..

قاسم2010
26-12-2009, 01:33
السلام عليكم تسلمين الغصن لروايه الحلوة وتعليقاتك المرحه حبيتها مره انا متابعه المشروع من اوله اتمنى تقبلوني صديقه جديده لكم:سعادة2:

الغصن الوحيد
26-12-2009, 06:36
تسلمين يا قاسم 2010 وياهلا ومرحبا فيك في المشروع الحلو ...

اسفرت وانورت واسفهلت وامطرت ...

الغصن الوحيد
26-12-2009, 06:46
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..ياهلا ومرحبا فيك يالقاسم 2010 ...

منورتنا في مشروعنا الحلو وتسلمين على الكلام الحلو ...

اسفرت وامطرت واسفهلت وامطرت ...

الغصن الوحيد
26-12-2009, 08:26
[ الفصل الثامن ....


8- المشكلة كلمة واحدة ....


خرج بركليس وبقيت مارغو تقنع نفسها بأن خروجه لايهمها وكذلك الى اي مكان توجه .... دخلت دورا غرفة الطعام لتناول طعام الفطور . القت اليها نظرة دافئة وابتسمت مسرورة وقالت :
انت مشرقة هذا الصباح ياعزيزتي . ربما علي ان ارسمك وانت على هذا الاشراق وبالتأكيد ستعجب الصورة الجديدة بركليس . انت راضية عن نفسك .... لقد شرقت من السعادة التي تغمرك كما يحصل مع معظم النساء . ارجو ان تدوم سعادتك .
اعتادت مارغو على سماع تعلقات حماتها المبطنة ونظرت اليها قائلة :
ولم لا . سأحتفظ بسعادتي لنفسي واتمسك بها .
ومن سينتزع منك هذا الشعور ؟
كان يحصل معي ذلك في الماضي ...
داليا.
هزت مارغو رأسها موافقة وسألتها :
هل اخبرك بركليس عنها ؟
لا. ولكنه ذكر اسمها مرة امامي .
معظم الرجال يفضلونها ....
اوه . اعتقد انها تغار منك ! الم تحاول ان تخطف منك خطيبك ؟
كيف عرفت ذلك ؟
اخبرني كيمون . لقد سمعك تتكلمين عنها مع بركليس _ الاولاد يسمعون دائما اكثر مما ينبغي _ ولكن هذا الشاب لا ينفعك ... وهل في نيته ان يتزوج من داليا ؟
لا. لقد مات . قتل في حادث سيارة .
ظننت انها هي التي كانت تقود السيارة .
بقيت ماغو صامتة . كانت تفكر في علاقتها بديفيد , ومن الواضح جدا انها لم تحبه ابدا وكل مااحسته نحوه كان وليد العادة . كانت تراه كل يوم وظنت ان علاقتها به ستدوم الى الابد وعليها ان ترتبط به بروابط الزواج كما يحصل لجميع الناس .
لم يكن لداليا صدي خاص بها وربما غيرتها جعلتها تحاول ان تسرق مني خطيبي .
من المحتمل ....
لم يحبني ديفيد ابدا . عندما رأى داليا انساق اليها عفويا واصبحت غير موجودة بالنسبة اليه .
كنت طفلة صغيرة وخبرتك في الحياة قليلة مما زاد في المك وجروحك . اعتفد ان ديفيد كان شابا غريرا لم تعركه الحياة كما يجب لأنه اختار داليا ظنا منه انها تناسبه اكثر منك .
تخليت عنه وقررت انه يستطيع ان يحصل على من يختار ....
اظن انك غبية كما يقول بركليس . واعتقد انها هي التي قتلته ايضا .
هزت مارغو رأسها موافقة وقالت بحزن :
وهل اخبرك بركليس بذلك ايضا .
بركليس لا يخبرني اي شيء . كيمون هو الذي اخبرني . ولكنك انت صغيرة وغبية لأنك تخليت عن هذا الشاب لشقيقتك . عملك عمل صبياني ومتهور .... الان الامر معك يختلف على مااعتقد ولن تتخلي عن سعادتك بسهولة لشقيقتك او لسواها ...
انها شقيقتي من والدتي .
شهقت دورا باستغراب وقالت :
عليك ان تخبري بركليس بحقيقة مشاعرك نحوه . علاقته بسوزان كانت تختلف . كانت تحتمل وجوده دون ان تشعره باهتمامها به ومعك الامر يختلف لأنك تتمسكين به وانا سعيدة لذلك . أريد لأبني زوجة تحبه وسيان عندي ان كان هو يبادلك حبك . عليك ان تخبريه بحبك وتشعريه به .
انا فعلا احبه كثيرا .
اذن اخبريه ذلك .
وكيف عرفت انني لم اصارحه بعد بحبي له ؟
وهل فعلت ؟
لا .
تمنت مارغو لو انها تستطيع ان تكذب . صحيح انها لم تخبره بالكلمات ولكن الافعال احيانا ابلغ من الكلمات . تنهدت , هي واثقة بأن بركليس يريد الكلمات التي تعجز عن وصفها . ان هذه الكلمات هامة بالنسبة اليه وهذا مايزيدالامر تعقيدا .

ربما كان الامر اسهل وابسط لو قمتما برحلة شهر العسل بعيدا عنا جميعا . حاولت الا اتدخل قدر المستطاع ولكن الامر يصعب عندما نكون جميعا حولكما في البيت كل الاوقات .
لم تتوقع مارغو هذا التفهم الاكيد من حماتها .
لا يهم الان . ولكن بركليس تزوجني لاهتم بالتوأمين ولا انتظر منه ان يهتم بي اكثر .
عبست دورا ثم قالت :
لا تتواضعي كثيرا . عليك الا تتخلي عن كبريائك كليا .
عم صمت وبقيت مارغو تفكر في كلمات حماتها وما ترمي اليه . ثم التفتت دورا اليها واكملت قائلة بعفوية :
ربما سأذهب هذا المساء برفقة الاولاد الى الاكروبوليس لرؤية برنامج الصوت والضوء . سنذهب اولا الى مسرح دورا ستراتو لمشاهدة الرقص اليوناني الفولكلوري . اريد ان يشارك التوأمان في الاهتمام بالحضارة الموروثه والتعرف اليها عن كثب . هل ترغبين بمشاركتنا ؟
لا اعرف . اليس من المستغرب ان نخرج جميعنا بدون بركليس ؟
سيسهر بركليس هذه الليلة مع اصدقائه وسيعود متأخرا .
فكرت مارغو في نفسها : انها دائما اخر من يعلم . اصبح هذا الوضع مقبولا لديها .
تجالدت وسألت :
اين سيذهب ؟
في اليونان يسمح للرجل ان يخرج بمفرده مع اصدقائه ونادرا ما يخبر اهل بيته من النساء عن وجهته . وبركليس كذلك .
ولكنه نصف يوناني !
ويعيش في اليونان .....من الافضل لك ان ترافقينا.
شكرا .
تبخرت سعادتها وسكبت لنفسها فنجانا من القهوة وبعد حظات دخل التوأمان عائدين من الشاطىء . سألها كيمون :
هل وجدت القطعة النقدية يامارغو ؟ كنت سألحق بك الى الحديقة لافتش عنها ولكنني سمعت والدي يتكلم معك ( حدق اليها مستفسرا ) وكانت لهجته قاسية .
استغربت مارغو قوله وتساءلت :
وماذا سمع كيمون ايضا ؟ هل سمع والده حين قال : لن اسمح لك بمغازلة عشاقك ..... من الواضح ان الانسان لا يستطيع ان يتحدث على انفراد في هذا البيت ...
_ هو الذي وجدها .
_ والدي ! ولكنه لم يفتش عنها ابدا .
_ ربما وجدها بسرعة .
اوه . يسرني استعادتها فانها اثمن مااملك في هذه الدنيا .
قالت بيغي تكلم مارغو بمرح :
كانت الحفلة باهرة الليلة الماضية . عندما عرضت رسومي شعرت بخوف ولهفة . كانت جيدة على مااعتقد بدليل لن رجلا رغب في الاحتفاظ باللوحةالتي رسمتك فيها وطلب ذلك من والدي ولكنه رفض طلبه . هل تفرست بها جيدا يامارغو ؟
وماذا تقصدين ؟
اقصد انها تشبهك كثيرا .
ضحكت مارغو ومالت برأسها الى الوراء . كانت صورتها اجمل من الحقيقة . ولكنها شديدة الشبه .
اعتقد انها تشبهني ولأول مرة ظننت انني ارى نفسي في المرآة .
كنت اعتقد ان جدتي ستعرض اللوحة التي تصورك . لماذا لم تفعل ؟ اظن انها اجمل من لوحتي .
ضحكت دورا كثيرا من استيضاح بيغي واغلقت فمها بيدها من شدة ما ضحكت وقالت :
لقد رفض والدك .
ولماذا؟
عليك سؤاله بنفسك .( نظرت دورا الى احمرار وجنتي مارغو ) هيا اسرعوا في تناول الفطور لننهي ترتيب البيت . الحفلات ممتعة للغاية ولكن البيت يحتاج لاعادة تنظيمه بعد الحفلة .
لم ترى مارغو بركليس طوال اليوم . كانت تريد ان تستوضحه عن رفضه اعطاء الصورةالتي رسمتها بيغي . استغربت وتمنت ان يكون السبب في انه اراد الاحتفاظ بالصورة لنفسه .... وفي المساء ركبوا سيارة دورا في طريقهم الى اثينا لمشاهدة المسرح وبرنامج الصوت والضوء في الاكربوليس وفي الطريق سألت مارغو بيغي عن الرجل الذي رغب الاحتفاظ بصورتها . قالت بيغي :
انه ادونيس . هو ابن عم ابي ويتظاهر بانه التوأم لتاكي لانهما في عمر واحد . انه صديق تاكي الحميم .
ولماذا يريد صورتي مع انني لا اعرفه من قبل .
نظر كيمون اليها وقال :
ليعطيها تاكي . تاكي يريد ان يضعها في غرفته .
هل انت اكيد مما تقول ؟
لا اعتقد ان تاكي يريدها حقيقة . هو يريدها فقط ليزعج والدي .
استغربت مارغو قول كيمون . بدأت تفكر بعلاقة سوزان بتاكي . هل من المقول ان تحبه ؟ لماذا يصر تاكي على جرح بركليس في كل مناسبه . ربما هو يتظاهر بأن سوزان كانت تفضله على زوجها . لا احد يستطيع ان يجزم بهذا الامر . وهل يستطيع الانسان ان يتحكم بقدره . هل يتحكم الانسان برغباته ويستطيع ان يحصل على مايريد .

الغصن الوحيد
26-12-2009, 10:17
[ قالت بيغي متبرمة وتعبة :
لقد تعبت ياجدتي . هل سيطول الامربنا ؟
البرنامج لم يبدأ قبل التاسعة . اخترت سماعة باللغة الانكليزية لأن الاولاد يفهمونها اكثر من اللغة اليونانية .
بدت مارغو تعبة وكذلك تمنت لو انها لم تخرج في ذلك المساء . ولكنه اردات ان تلطف الجو وتثير انتباه الاولاد باسئلة حول الرقص اليوناني الذي سيشاهدونه . قالت دورا :
دورا ستراتو لها فضل كبير في احياء التراث اليوناني من الرقص الفولكلوري . لقد نالت جوائز عالمية عديدةفي ميدان الرقص . ( نظرت دورا تخاطب كيمون وبيغي ) الرقص اليوناني هو الاقدم في العالم . ضاع بعضه في فترة زمنية ولكن هو مغروس ذكره في ملحمته . قامت السيدة ستراتو بدرس الرقص القديم كما يظهر منحوتا على مزهريات قديمة او بروايز القبور . اكبت على عملها بصدق واخلاص وبعثت بهذا الفن الى الحياة من جديد . اتذكر الان مايقال في شأن الموسيقى اليونانية القديمة كيف انها تتماشى في موازينها مع الشعر القديم كما هو موجود في تمثليات اسخيلوس , وسفو كليس ويور يبدس ( يوه وش ذا الاسامي بالموت اطلعت وكتبتها...الغصن) وهي الموزاين التي يمكن سماعها في الموسيقى البيزنطية في الكنيسة الارثوذكسية .
ابتسمت مارغو وهي ترى وجهي كيمون وبيغي المدهوشين وهما يعبران بوضوح عن انهما لم يفقها كلمة من شرح جدتهما ( شفتوا الحمدلله موبس انا حتى اهلها مافهموا يلا ...الغصن) وقالت مارغو :
اعتقد ان الملابس الفولكلوريةستعجبكما بألونها المزركشه .
قالت دورا مسرورة من تعليق مارغو :
عليهما ان يتعلما كيفية استعمال بصرهما في الملاحظة وخاصة بيغي اذا قررت ان ترسم اي شيء مهم وقيم وستسفيد اكثر اذا تذكرت اين شاهدت هذه الازياء الفولكلورية من قبل : تصوير جفصين على الجدار او السقوف او قاعة تمثال قديم او فوق مزهرية في المتحف الوطني او ربما على بطاقة معايدة استلمتها بمناسبة عيد الميلاد . يتعلم الانسان ان يربط بين الاشياء التي يراها وهذا سر من اسرار الرسام الناجح بل اساس متين لفهم الحياة برمتها .
قالت بيغي :
ولكن جدي لم يكن يؤمن بذلك .
قالت دورا :
لا . جدك كان رجلا واقعيا . كان يؤمن ان كل شيء لا يستفيد منه الانسان مباشرة هو مضيعة للوقت . وقد نسي ان الروح تحتاج للغذاء مثل الجسد .
سألت مارغو :
هل كان يشبه بركليس ؟
نعم في بعض النواحي . كان زوجي رجلا قاسيا ولكنه عاملني معاملة رقيقة للغاية وكنت اطيعه طاعة عمياء . (تنهدت) اتمنى لو بقي حيا حتى لو تركت الرسم .
احست مارغو عمق شعور دورا نحو زوجها الراحل واهميته في حياتها وفكرت ان عليها ان تتمسك ببركليس كأنه نعمة من السماء هبطت عليها . فكت عقد الاصداف بين يديها تيمنا وتبركا وهي تتمنى لو ان نمسيس قد تساعدها في الاحتفاظ بزوجها ... فكرت في نفسها : هل استحق بركليس ؟ شخص مثله يستحق فتاة افضل مني بكثير .... اذن علي ان اصبح فتاة مثالية قبل ان تسرقه مني فتاة اخرى ....
خرج فوج السياح الالمان من مشاهدة برنامج الصوت والضوء في الاكروبوليس وجاء دورهم . المسرح طبيعي وسط الصخور تعلوه آثار البرثنون .
قالت دورا :
البرغش كثير في فصل الصيف وعلينا مكافحته .
لقد قاست مارغو الكثير من عقصات الحشرات المختلفة منذ جاءت الى اليونان سألت مارغو دورا قائلة :
لماذا نشعر بلسعات البرغش اكثر مما يحصل في الليل ؟
لأن الانسان يلاحظها اكثر .
دخلوا المسرح المكشوف وانتقت دورا المقاعد باهتمام بعدما تأكدت من ان الولدين يستطيعان الرؤية بوضوح .
قالت مارغو :
لم ار اجمل من الاكروبوليس بعد اضاءة المكان . اثينا مدينة فريدة من نوعها لوجود هذه الاثار الخالدة في وسطها , ولا يوجد مثيل لهذه الاثار في العالم كله .
هذا صحيح اذا قورنت بلندن او باريس او واشنطن او نيويورك . اثينا بالنسبة الى تلك العواصم تعتبرقرية صغيرة الحجم . انني احب اثينا كثيرا كما تحب المرأة رجلها او كما يحب الرجل امرأته.
احست مارغو بفخر واعتزاز وربما لان تاريخ بلاد اليونان تشارك به الحضارة الاوربية . كل اوروبي يشعر انه في بيته هنا ولكن مارغو احست ان اليونان اصبحت موطنها الحقيقي بعدما نالت الجنسية اليونانية بفضل زواجها من بركليس مما زاد من عزتها وفخرها .
بدأالعرض وعادت ايام بركليس التاريخية الخالدة وانتصارات الاثنيين على الفرس في معركة ماراثون . حقبة مجيدة من التاريخ القديم . كما ذكر ابو التاريخ _ هيرودوتس .
اشرقت الانوار الساطعة حين وصل الجندي الرسول يحمل بشرى النصر في هذه المعركة التي دارات رحاها في سهل الماراثون القريب من مدينة لثينا . لقد ركض الجندي من ساحة المعركة بأقصى سرعة ليعلن للاثينيين بشرى الانتصار على الفرس . وما ان اعلن رسالته حتى ان خر صريعا على الفور وقد بلله العرق واسكره النصر . واليوم يقام سباق الماراثون في الجري تخليدا لذكرى هذا الجندي الذي هرع يحمل البشائر بأقصى مااستطاع من حماس .
شاهدوا بعد ذلك تمثال اثينا رمز الحكمة بعينها الرماديتين وقد وهبها الاثينييون اعمدة البرثنون وهي اعطت المدينة اسمها . والمدينة كانت مهد اعظم حضارة في تاريخ الامم.

الغصن الوحيد
26-12-2009, 11:50
[وبعد انتهاء العرض صمت الجميع من الدهشة . لقد غابت اثينا عبر التاريخ وغلفها النسيان . نهضوا وخرجوا مع الاخرين وهم صامتون .
قالت بيغي :
لم اعد اشعر بأي تعب .
قالت دورا:
لم نخرج بصحبة مارغو بما فيه الكفاية ولكن عندما يحضر اهلك لزيارتنا سنخرج جميعا لزيارة عرافة دلفي والارغوليد وقد اشتقت لرؤية مسرح ابيدارريوس فلم ازره منذ فترة بعيدة .
نظرت مارغو نظرة سريعة الى دورا واكملت دورا قائلة :
ارسلت شقيقتك , نسيت اسمها , برقية تقول فيها انها ستحضر لزيارتنا ولكنها لم تحدد الموعد .
قالت مارغو :
لا يمكنها ان تفعل !
لماذا ؟ لقد عرف بركليس بهذا الامر في الصباح ولذلك لم يخبرك بعد . قالت شقيقتك ان والدك يرغب في ارسالها لفترة وجيزة .
والدي ؟ هذا الامر لا اصدقه !
هزت دورا كتفيها ثم جلست في مقعد القيادة في السيارة واكملت :
لا يمكننا ان نرفض استقبالها ياعزيزتي ..... وربما هي لن تبقى طويلا .
الا يمكنك ان تعتذري منها بأن الوقت غير ملائم لزيارتها !
لا . ( ترددت قليلا قبل ان تكمل ) لقد اخبرها بركليس انها تستطيع ان تبقى في ضيافتنا قدر ما تشاء .
قالت مارغو يائسه وقد شعرت بهبوط في قلبها :
لا اصدق ان والدي طلب منها ان تغادر المنزل لفترة قصيرة .... انه يحبها كثيرا كما يحب والدتها .
لا استطيع ان اعلق على هذا الامر .... ولكنني اريد ان اتعرف اليها اذا كانت فاتنة كما تقولين فربما ارسم لها صورة . مارأيك ؟
اتمنى لو انها لا تأتي على الاطلاق .
قالت بيغي :
انك لا تحبينها!
انها شقيقتي .
قال كيمون :
هذا ليس بالجواب الشافي . هل هي غليظة ؟
جدا.
سأكتشف ذلك بنفسي عند حضورها . ( ابتسم فجأة كما يفعل والده واكمل ) ان كنت لا تحبينها فنحن ايضا لن نحبها .
وصلوا الى مسرح دورا ستراتو في منطقة فيلوبابو ومرة ثانية انتقت دورا المقاعد باهتمام ليتمكن الولدان من متابعة الرقص بسهولة . الرقصات زاهية الالوان والنغمات ايقاعية بديعة . كانت مارغو تراقب تعابير وجه دورا كما تتابع الراقصيين والراقصات فوق خشبة المسرح .من المحتمل ان دورا سترسم بعد عودته هذه اللوحات الراقصة المعبرة . بدأت مارغو تحسدها على موهبتها النادرة والتي تمتص كل اهتمامها واحاسيسيها ومع ذلك تذكرت كيف ان دورا تمنت لو يعود زوجها للوجود ولو تخلت عن الرسم بتاتا . تذكرت مارغو بركليس زوجها وتساءلت ان كان قد عاد الى البيت ..... رقص قلبها طربا وهي تحلم بلقائه عند عودتها.

وبعد انتهاء العرض خرجوا مسرعين باتجاه البيت . قالت دورا :
ستنامون على الفور وكذلك انت يامارغو . يبدو عليك التعب الشديد . انت كالشبح تحت هذه الانوار .

الغصن الوحيد
26-12-2009, 13:06
[دخلت مارغو غرفتها واستعدت للنوم . لم يكن بركليس قد عاد من سهرته . شعرت بأنها تحتاج لحمام ساخن لتريح اعصابها المتشنجه . ولما خرجت من الحمام اخذت كتابا تتسلى بقراءته وشرعت تقلب صفحاته دون ان تفهم ماتقرأ .
كانت مارغو لاتزال تحاول القراءة حين فتح باب غرفتها دون استئذان ونظرت الى القادم وابتسمت وهي ترى وجه بركليس القاسي يكتنفه الغموض والابهام وهو يقول :
زوجتي تنام في سريري . لقد اوضحت ذلك البارحة
ولكنني افضل غرفتي .
تعالي يامارغو معي .
لا .لن اتبعك .
امسك بالشراشف بسرعة فائقة ورفعها عنها وحملها واجبرها ان تقف على رجليها امامه , فتح لها الباب وانحنى بأدب جم قائلا :
سأتبعك ياسيدة هولمز!
نظرت اليه لترى تصميمه الاكيد على تنفيذ طلبه .....لن يتراجع . بدأت تتلهى بحمل اغراضها . قال بعصبية بالغة :
مارغو .... اذا لم تمشي على الفور سأضعك على ركبتي واضربك . احمرت خجلا وقالت بصوت خفيض كأنها تتمتم لنفسها:
اكرهك .....انا اكرهك .
صحيح .( وضع يده على كتفها وهو يلاطفها بحنان ثم اقترب منها وقال بعناد اكيد) اذا رغبت في مقاتلتي تستطعين ذلك بعد قليل دون اي تحفظ .
تشبثت مارغو به وقد ارتجفت ساقها وقالت :
ولكنك لا تستطيع ان تجبرني !
استطيع ان اجبرك فأنت زوجتي , لا يهمني ماتقولينه عني فانت تحتاجين للحب يامارغو .... لماذا لا تعترفين بهذه الحقيقة الواضحة .
دفنت مارغو رأسها في صدره وتمتمت :
لكنك لا تسألني ... انت لا تقيم وزنا لشعوري واحاسيسي . البارحة لم يكن اديك سبب لتصرخ بي وتتشاجر معي ....
مر بيده على شعرها الناعم وعاد ليقبلها ثم قال :
لو كنت اعتقد انك تلهين مع تاكي لما عاملتك برقة وحنان يا حبيبتي (قالها باليونانية ) ولحسن حظك انني اصدقك .... هل ستتظاهرين بأنك لم تكوني ترغبين بي .....مارأيك ؟
حاولت مارغو ان تؤكد حبها له وتعلقها به ببعض الكلمات ولكن الكلمات لم تتطاوعها وهربت منها . تمنت لو انه يحبها قليلا ....
اعرف اني زوجتك .....يابركليس وعلي تلبية رغباتك .
ضحك بركليس ضحكة هسترية وقال :
ولكنك لا تستطعين تلبية رغباتي الا اذا جئت معي .... هيا تعالي ياسيدة هولمز وعليك ان تفبلي بالامر الواقع ولا تعاندي القدر . هل تمشين امامي ام احملك ؟
نظرت اليه مستسلمة لقدرها المحتوم وانصاعت لاوامره . مر بيده فوق شعرها وعلى خديها وقال مازحا :
هل نحن في حالة حرب ام سلم ؟
احمرت وجنتاها خجلا واجابت مستسلمة :
السلم.... بل هدنة مؤقته .
حسنا . لتكن هدنة مؤقتة ولكن يوما ماسأصر على الاستسلام دون قيد او شرط .... ياحبيبتي ( قالها باليونانية ) . لن يكون بيننا حل وسط .
سأسمع منك كل شيء قبل ان اوقع معاهدة السلام الدائم بيننا .
ولكنك تعرف شعوري نحوك....
اريد ان اسمع الكلمات . هل اطلب الشيء الكثير ؟
لم تجبه . من اين لها بالكلمات وهو لم يتلفظ امامها بكلمة حب بعد . كانت تمشي الى غرفته بخطى متعثرة وهي تفكر في حل يريحهما . مشت الى نهاية الممر ودخلت غرفته وبالتالي سريره المغطى بالشراشف المطرزه باليد .



نهاية الثامن ...

واحين التاسع ..

يلا قربنا نخلص..

khadija123
26-12-2009, 21:55
السلام عليكم
كيف حال الجميع
شكل الرواية حلوت كثير وتقولين قربت تخلص::مغتاظ:: :بكاء:
يعطيك ألف عافية على الرواية الجنان ::جيد:: سلمت الأيادي
في إنتظار التتمة إنشاء الله. باي

khadija123
26-12-2009, 21:58
يالله عجلي شوي ما بقى فيي صبر ::سعادة:: ::سعادة:: هههههههههههههههههههه

الغصن الوحيد
27-12-2009, 00:13
Ok..Khadiga حاضرين للحلوين هي فعلا الاحداث احين حماس لان النهاية الحلوة قربت .....

انشالله من عيوني .. الان اكمل طيب...

الغصن الوحيد
27-12-2009, 01:19
[ الفصل التاسع ...

9- التحديات ....

أريد ان اتعلم اللغة اليونانية يابركليس :
نظر اليها زوجها مسرورا وقال ساخرا :
هل تستأذنيني ؟
لا . ليس تماما . انني أحذرك بأنني لا احب سماع الكلمات اليونانية التي لا افهمها .
ضحك كثيرا وهو يسمع اعتراضها مما جعلها تكمل حديثها قائلة :
ولا احب ان تضحك مني .
من الواضح ان هناك اشياء عديدة لا تحبينها اليوم .
انت تسخر مني !ليست غلطتي ان كنت لا افهم اليونانية!
هذا اكيد ولكن لماذا لا تطلبين مني ان اترجم لك اقوالي .
لأنك تستعمل اللغة اليونانية في اوقات محرجة للغاية . انت تفهم قصدي جيدا ...
بالتأكيد . لكنك مسكينة يامارغو لأنني لا اتذكر انني تكلمت معك بكلمات مشينة . ماذا تريدين ان اناديك ؟
لا اعرف ....
عليك ان تفهمي كلماتي .
خرج من سريره ونادها بكلماته اليونانية التي تعني _ حبيبتي . زوجتي _ حبيبة قلبي .
اعرف كلمة زوجتي .
ضحك كثيرا وقال :
ناديتك ايضا بحبيبة قلبي وحبيبتي ....
أوه .
انها كلمات جيدة ولا يمكنك الاعتراض على استعمالها .
وجدت مارغو ان الحق معه . تمنت لو تستطيع ان تعترف له بحبها ... فجأة تذكرت ان عليها ان تسأله عن قدوم شقيقتها الى اليونان .
متى عرفت ان داليا ستأتي لزيارتنا ؟ الاتعتقد ان من واجبك ان تخبرني عن ذلك بنفسك بدلا من ان تترك معالجة الامر لوالدتك . لماذا طلبت الحضور ؟
انها فرد من افراد عائلتك !
ولكنني لا اريدها .
جلس على حافة السرير قربها وقال :
انا ارحب بقدومها . لا اريد أهلك ان يعتقدوا انني لا ارحب بالضيف.
انها شقيقتي ....وأنا لا اريدها هنا .
اعطني سببا وجيها . (وضع يده خلف رأسها) هيا يامارغو تكلمي . انا منطقي واذا اقتنعت بأسبابك ربما أوافقك الرأي .
الا يكفي انني لا اريدها.
لا اعتقد ذلك . انني أرحب بأهلك متى أردوا الحضور ....لا لزوم لكراهيتها بعد ....ثم هي فاتنة ....
أنا زوجتك وأعتقد ان من حقي ان اعطي رأيي في من ندعو لزيارتنا .
أنت زوجتي وعليك ان تنصاعي لرأيي والا ستتحملين وحدك نتائج افعالك .
هذا حكم بربري ...
صحيح ! أنا يوناني . ( شد شعرها بلطف وابتسم وهو ينظر لردة فعلها ). داليا ربما تساعدك في الاهتمام بالاولاد مما يتيح لك بعض الوقت للاهتمام بنفسك اكثر .
لا أريدها .
لا خيار لك . ستأتي وانتهى الموضوع ....( شد شعرها من جديد بقساوة اكثر من المرة السابقة ) الا اذا كان عندك سبب وجيه ومعقول .
ستسبب لنا المشاكل التي نحن بغنى عنها .
عليك مجابهتها بذلك عندما تفعل . عليك ان تضعي لها العصي في الدواليب بدلا من ان تنصاعي لمطالبها .
لماذا لا تعمل برأيي هذه المرة فقط .... فأنت لا يهمك كثيرا ان حضرت ام لا .
بالعكس . يهمني حضورها كثيرا . ( رماها فوق الوسائد من جديد وقال بلطف ) احب منك الاذعان والخضوع والرغبة في ارضائي .... شكلك يفيض انوثة وانت على هذه الحال .
دورها في حياته أصبح مرسوما بوضوح تام . حاولت التهرب من عنافه دون جدوى . صرخت وعلى الفور ابتعد عنها :
هل آلمتك ؟ عليك الاتصديني !
أنا لا افعل . انا لست متسلطة مثلك !
انا متسلط في رأيك لأنني أصر على زيارة داليا .
بل لأنك لا تدعني انفذ اية رغبة ...
سأفعل عندما تعرفين بالتأكيد ماتريدين . حاليا ليس لديك الشجاعة الكافية لتصرحي بالحقائق .... عليك ان تجدي الكلمات التي تعبر عن حقيقة احساسيك , ياحبيبة قلبي , لأنني اعرف بالتحديد مااريده منك .
احاطته مارغو بذراعيها وعبثت بأصابعها في شعره الكثيف الحالك السواد وقالت :
بركليس ...
هيا أكملي . لماذا لا تطلبين ؟
لا .لا . لا أستطيع .
اذن _ ياحبيبتي _ استطيع ان احصل منك على مااربد بارادتك او بدونها . لوكنت صريحة لاعترفت بأن الامر يروقك ... اليس كذلك ؟
نعم .نعم .
انهمرت دموعها بسخاء . لقد خاب ظنها في تلك اللحظة بعد ان أقبل عليها . ذابت حنانا وغابت كليا عن الوجود . كان باستطاعته ان يفجر في داخلها اقوى الاحاسيس متى شاء وهي غير قادرة على ان تجد كلمة واحدة تعبر فيها عن رغبتها .

الغصن الوحيد
27-12-2009, 07:35
[رسالة لك يامارغو . الن تفتحيها ؟
انها من داليا .
قالت دورا :
افتحيها لتعرف ماذا تريد ! هل غيرت رأيها وعدلت عن الحضور ... لقد تأخرت في النوم هذا الصباح . وددت ان ارسل اليك الفطور الى غرفتك ولكن بركليس طلب ان نتركك لترتاحي .... في ايامي كانت الزوجة هي التي تسهر على راحة زوجها والان العكس هو الصحيح .... ( الرازق بالسما والحاسد بالارض زمنكم غير وزمنهم غير ...الغصن ) هل اتعبك الاهتمام بالاولاد ياعزيزتي .
لا.
ماذا ستفعلين عندما يصبح لدينا ثلاثة او اربعة أطفال ؟
لا اعرف ماذا تقصدين !
ياعزيزتي .... اياك ان تقولي ان تقولي ان هذا الامر لا يعنيني .... كما قال لي بركليس (لسانه طويل هالولد ..الغصن) .... لقد قال ايضا انه يريدك فترة وجيزة لنفسه . هذه اشارة الى انه يحبك ... كان سعيدا هذا الصباح ....
فكرت مارغو ان بركليس يعترض على انجاب اطفال قبل ان يتأكد من ترسيخ اسس الزواج بينهما . امسكت مارغو الظرف وقرأت : السيدة بركليس هولمز . مزقت الغلاف وأخرجت الرسالة وقرأت :
"عزيزتي مارغو ,
لا اعتقد ان موعد حضوري مهم بالنسبة اليك لذلك سأحضر متى هيأت نفسي . منذ غادرت البيت والشجار متواصل بيني وبين والدك ووالدتي . ومنذ ان أعلنت رغبتي في زيارة اليونان حمى وطيس الجدال بيننا اكثر . انا ارغب في زيارتك لأنني اعجبت ببركليس . انت زوجته الان ولن يهمك بالتأكيد حضوري . سأحضر ان وافقت على زيارتي . والدك اصبح غريب الاطوار مؤخرا . هل اخبرته أي شيء ؟ والدتي تعتقد ان الود بينكما كان واضحا في زيارتك الاخيرة وأرجو الاتحاولي ان تحرضيه ضدي احذرك . سأراك قريبا .

داليا"
سألت دورا :
هل استطيع ان اقرأ الرسالة ؟
أفضل الاتفعلي . داليا تقول اشياء كثيرة لا تقصدها.
اذا كنت تريدين مني ان اكون حليفتك لفترة وجودها بيننا علي ان اعرف كل شيء .....
خذي الرسالة واقرأيها . مايزعجني الان هو علاقتها بوالدي . كان دائما يحبها حبا كثيرا ولا يعتقد انها تخطىء في افعالها ابدا .
وما رأي والدتها ؟
انها تفضلها فهي ابنتها الوحيدة وهما متشابهتان بكل شيء .
قرأت دورا الرسالة ثم وضعتها قربها على المنضدة وقالت :
ماذا يمكنك ان تخبري والدك عنها ؟
كنت انا الملامة لكل خطأ , بينما داليا لا تخطىء ... وكل شيء اخبر والدي عنه .... يقع اللوم علي في النهاية وتكون هي البريئة ...
هل اخبرت بركليس بذلك ؟
اذن لا تهتمي . لتحضر . سنكون دائما لجانبك وسنلتف حولك عائلة واحدة لنحميك ... عندما جئت لم اكن اعتقد اننا سنحبك .... الان كلنا نحبك : كيمون وبيغي وبركليس ....
وانا احبكم جميعا واريد حبكم .
وخاصة بركليس . لا تنكري ذلك . حتى كيمون لاحظ انه شمسك وقمرك . كان الامر يختلف بالنسبة الى سوزان .
نظرت الى رسالة داليا من جدبد واكملت :
سنعطيها غرفتك القديمة .
معظم اغراضها ماتزال في الغرفة وعليها نقلها الى غرفة بركليس بسرعة . لم تكن لتجرؤ عل هذا العمل قبل الان . طلبت دورا من الخادمة ان تهيىء الغرفة لاستقبال داليا . ذهبت مارغو لمساعدتها وأخرجت جميع اغراضها ورتبتها في غرفة بركليس بتأن ولكنه لم يلحظ انتقالها . ربما كان يتوقع ذلك بمرور الزمن كشيء محتم بعد ان أمرها ان تنام في غرفته ....
وبعد ان انهت ترتيب امورها نزلت الى الشاطىء برفقة الاولاد . كيمون يجيد السباحة ولكن بيغي تخاف الامواج العالية التي تمر فوق رأسها من حين لاخر وتجعلها تصرخ من الخوف . قالت بيغي :
هل ستسبحين اليوم يامارغو ؟
نعم . اريد ان اصل الى الصخرة القريبة .
انا لا استطيع ان اسبح كل تلك المسافة .
قال كيمون :
البارحة قلت ان باستطاعتك ذلك .
اذا سبحت برفقة مارغو . ربما تساعدني اذا احتجت لمساعدتها .
وماذا ستفعلين ان احتاجت مارغو للمساعدة ؟
ركضت مارغو الى البحر ولم تنتبه لوجود بركليس امامها ... اصطدمت به وهي تركض .
آسفة .
حملها بين ذراعيه وادراها في الهواء وقال مازحا :
هل يطاردك كيمون ؟ لماذا تركضين خلفه ؟
تحداني . قال انني لا استطيع ان اسبح الى الصخرة وأعود دون ان احتاج الى مساعدة .
وهل تستطيعين ؟ اذن هيا لنتفرج عليك .
قالت بيغي :
وانا ايضا سأرافقها .
حسنا . سأجلس مع كيمون نستريح زننتظر عودتكما .
لفت مارغو شعرها بقبعة خاصة ضد الماء وغطست وهي تحس بنظرات بركليس ترافقها وهي تصارع الامواج باتجاه الصخرة . قالت بيغي :
على مهلك قليلا فأنا لا استطيع ان أسرع مثلك .
كانت مارغو تجيد السباحة ولكن وجود بيغي معها جعلها تبطىء في حركتها . وصلتا اخيرا الى الصخرة وقالت مارغو :
هل نرتاح قليلا قبل العودة ؟
اعتقد انني تعبت كثيرا ولن استطيع العودة سباحة.
طبعا تستطعين .
سأطلب من والدي ان يحضر ليحملني على ظهره .... هو معتاد على مساعدتي .
قررت مارغو ان لا تطلب مساعدة بركليس وصممت على ان تحمل هي بيغي على ظهرها الى الشاطىء ... فعي قوية وتجيد السباحة .
اقفزي فوق ظهري .
انت صغيرة الحجم وسأدفعك الى اسغل . اريد والدي!
ولكنني كبيرة واستطيع ان ا حملك .
أطاعتها بيغي ولفت ذراعيها حول عنق مارغو بينما باشرت مارغو تسبح باتجاه الشاطىء . اطبقت بيغي بشدة حول عنق مارغو وكادت تخنقها وبحركة تلقائية مدت مارغو يدها وافلتت القبضة الخانقة من حول رقبتها فوقعتا . صرخت بيغي :
سنغرق .
عليك ان تتمسكي بعنقي بقسوة .
سنحاول من جديد . لم يبقى علينا الا القليل .
نظرت مارغو نحو الشاطىء ولكنها لم تر اثرا لبركليس .
هيا يابيغي . اصعدي من جديد .
لقد ذهب والدي . انني لا اراه .
لا تخافي ياعزيزتي . سنتدبر الامر بانفسنا . هيا حاولي الا تشدي الخناق على عنقي .
أكملت مارغو السباحة بجهد شاق . لقد فارقتها لياقتها وتعبت . كانت رغبتها تقتصر على الوصول الى شاطىء السلامة مع بيغي . امسكت مارغو الفتاة تحت ابطها وسبحت باتجاه الشاطىء... واخيرا وصلتا.
قالت مارغو تعاتب بركليس :
اعتقدت انك رحلت .
لقد ذهبت لفترة وعدت لاشاهدكما تصارعان الموج .
لا تشجعها . انها تريد قبلة الحياة .... ولكن مارغو تجيد السباحة كالسمكة .
داليا !
وقفت مارغو مدهوشة وهي ترى شقيقتها بثوبها الابيض الانيق وجمالها الفتان بينما هي مبللة الشعر في ثوب قديم للسباحة .
أهلا وسهلا ياداليا .
شيء رومانسي .
تمتمت داليا وهي تجلس في غرفتها مع مارغو ثم اكملت حديثها:
هل كنت واثقة من نتائج رحلتك الى اليونان ؟
ماذا تقصدين ؟
هذا واضح .التوأمان هما مصدر ازعاج اكيد لك .هذه الصغيرة مزعجة للغاية وهي متعلقة بوالدها.
لقد خافت كثيرا . ارادت ان ترافقني الى الصخرة ولكنها تعبت ....
وهل كانت تريد ان تتباهى مثلك بمقدرتها ؟
انا احبهما .
وبالاخص امام والدهما . لا تتظاهري امامي بذلك .
نظرت الى السرير واكملت :
اين تنامين ؟ ام ان ذلك سر من اسرار زواجك ؟
لا انه ليس سرا . غرفتنا تشرف على الشاطىء وتقع في الجهة الاخرى .
غرفتكما ؟ اعتقدت انك مربية للتوأمين ... لقد فهمت ذلك من بركليس . انه لا يحبك واعتقد انك تعرفين هذه الحقيقة ..... (ياناس ماودها بكف على وجهها...الغصن)
وهل قال لك ذلك ؟
هذا الامر لا يقال ... انه شديد الجاذبية ويضع ديفيد في الظل اذا قورن به... ولكنك كنت مغرمة بديفيد . اليس كذلك ؟ هل يعرف بركليس هذه الحقيقة ؟
انت كنت تحبين ديفيد ايضا .
ضحكت داليا ضحكتها الرنانة المفتعلة وقالت :
صحيح؟
نعم . لقد قلت ذلك بنفسك لديفيد وانت تعرفين بأنه كان يحبك ولهذا السبب كان يخرج معك.
خدمتك بهذا العمل اكثر مما رغبت . لو تزوجت لكان ذلك يناسبني .
لماذا ؟
لماذا ؟ الاتعرفين ؟ ربما كان ذلك يناسب بركليس ايضا .
لم تعلق مارغو على كلام داليا بل اشارت الى المناشف وبقية موجودات الغرفة وقالت ببرود :
اذا كنت لا تريدين اي شيء الان فأنا سأذهب للاهتمام بالاولاد .
كنت اود ان تساعدين في فتح حقيبتي وترتيب ثيابي . لقد رتبتها على عجل .
لماذا جئت ؟
اعتقدت انك تعرفين السبب ... حضرت من اجل زوجل وبناء على طلبه وبالرغم من معارضة والدتي ووالدك .
وماذا بشأن والدي ؟
لقد اصبح التعامل معه صعبا ... وكما تعلمين انه يعتقد انك انت التي قتلت ديفيد في حادث السيارة . المحاكمة ازعجته والثرثرةافقدته صوابه وهو يتذكر انك كوالدتك التي تشبيهينها لكونك غبية وبسيطة .
نظرت الى مارغو نظرة كراهية واكملت :
انت مجنونة يامارغو غرانت .
انا مارغو هولمز .
مشت مارغو الى النافذة ونظرت الى السماء الزرقاء الصافية والى الشاطىء الدافىء الجميل وأطبقت على قبضة يدها بشدة وهي تحاول اخفاء غضبها وقالت في نفسها : لست غبية بعد اليوم !



ومع السلامة مع السلامة 9

ويلا خلنا نروح على 10

khadija123
27-12-2009, 15:07
رووووووووووووووووووووووووعة ::جيد:: ::جيد:: تسلمــــــــــــــــي
في إنتظار التكملة

قاسم2010
27-12-2009, 15:09
مشكوره حبيبتي عالكلام الحلو وسلمت يداك شوقتينا للنهايه

الغصن الوحيد
27-12-2009, 16:38
[ الفصل العاشر ....

10- داليا تخطف من جديد .....

وافقت داليا على استعمال سيارة دورا لفترة وجودها في اليونان وحاولت مارغو ان تثنيها عن رأيها وعرضت عليها ان تستأجر سيارة او تستعمل الباص للانتقال . ولكن داليا نظرت اليها نظرة ماكرة وقالت بخبث :
ولماذا ؟
انت تعرفين السبب.
انت التي منعت من القيادة وليس انا .
خافت مارغو ان تسمع حماتها جدالهما ومع ذلك قالت بصوت خفيض :
مازلت اعتقد انه من الافضل لك عدم استعمال سيارة دورا فالقيادة في بلاد اليونان ليست سهلة .... ربما يحصل معك حادث ....
لا تكوني غبية ! ماذا سيحصل ؟ وانا لا انوي ان استعملها كل الوقت . لقد اقترح بركليس ان يصحبني لرؤية بعض الاماكن الاثرية في سيارته وليس في نيتي ان رفض عرضه ولا احب ان اقود وارهق نفسي .
والى اين سيصحبك ؟
الى الفسيس مكان بالقرب من اثينا . هل زرته من قبل ؟
لا!
المربية لا يمكنها ان تحظى بدعوة كدعوتي .... خففي عنك , سأعيده اليك طافحا بالبشر . ( صحيح انسانة لعينة وجع ارفعت ضغطي ...الغصن )
وهل ستفعلين ذلك ؟
اذا رغب هو بالعودة اليك . بصراحة ياعزيزتي اعتقد انه يعيد النظر في علاقته بك كما فعل ديفيد من قبل . سيقارن بيننا ولا يمكنك ان تصمدي لمنافستي . البارحة صعقت وانا اراك في ثوب السباحة القديم البالي . منذ متى تحتفظين به ؟ ولكن اللباس لم يكن من الامور المهمة في نظرك . كان ديفيد يقول انك الشقيقة الكئيبة .
لا اصدق!
عن ديفيد ... لم يكن الشاب الرقيق البسيط كما كنت تعتقدينه . لقد عملت معك معروفا وارحتك منه . كنت اعرف كيف امرح واياه ولم اكن متزمتة مثلك ... هل تضجرين بركليس ايضا ؟
لا اريد ان اتحدث معك عن بركليس او عن ديفيد .
لا تستطيعين ذلك لأنك جبانة . هل صارحت بركليس بأنك لا تحبذين زيارتي لك ام تظاهرت امامه بأننا على علاقة وطيدة من الاخوة والمحبة ككل شقيقيتين . اخبرني ان باستطاعتي البقاء هنا قدر مااشاء ولم يمانع في حضوري .
صمتت مارغو وقد خجلت من نفسها وهي ترى حماتها تدخل من الشرفة وتقول :
داليا . انت هنا . هل اخبرتك مارغو بأن ابن اخي يعيش معنا في هذا البيت . بركليس يغار منه كثيرا مما جعل وجوده امر غير مرغوب فيه . انتظر وصوله الان وقد وعدته ان اعرفه عليك وسيسره ان يسليك .
حدقت مارغو في حماتها مستغربة ملاطفتها وقالت بامتعاض :
لقد دعا بركليس داليا لزيارة الفسيس في الغد .
انها منطقة صناعية الان . اعتقد ان الولدين سيروقهما زيارة المكان ويتعرفان الى قصة ديمتري رمز المحاصيل الزراعية والدة برسيفون التي تقول الخرافات انها عادت من الموت بشكل انسانة .... ولكنك شابة عصرية ولا اعتقد ان اساطيرنا تروقك .
لم تستوضح داليا من كلام دورا ما اذاكانت تمدحها ام تذمها ولكنها قالت :
انا احب التمتع بالحياة .
مع ابني .... انه رجل يوناني اكثر مما هو انكليزي ..... هل يعجبك شكله ؟
اعتقد ذلك .
في بلادنا المرأة هي التي تروق للرجل وترفه عنه .
اليس هذا الامر متبادل بين الشخصين في كل بلاد العالم ؟
هل تعتقدين ذلك ؟ لا . الامر يختلف هنا . يستطيع الرجل ان يلهو مع اية فتاة جميلة .... والامر يختلف ايضا بالنسبة الى زوجته فهو يصر على ان يكون الرجل الوحيد . مارغو تحسن التصرف بهذا الخصوص وهي زوجة مثالية لبركليس .
اتسعت حدقتا داليا باستغراب وقالت بخبث :
الم تعرفي ان مارغو كانت مخطوبة لرجل اخر قبل حضورها الى بلاد اليونان .
تقصدين ديفيد الرجل الذي احبك انت . لو كانت مارغو فتاة يونانية لكان امر حمايتها من واجب افراد عائلتها . بنات العائلات لا يستهان بهن من قبل الاصدقاء والاقرباء وحتى من الشقيقة التي تحب المرح .....
اوه. يوما ما سأطلعك على وجهة نظري للقصة ياسيدة هولمز . مارغو ليست صادقة دائما في اقوالها .
مارغو لم تطلعني على القصة بعد . لا ضرورة لذلك . ولكنني اعرف القليل عن عائلتها . ونحن نحبها كثيرا ونحترمها ونعتبرها فردا من العائلة .
نظرت دورا الى مارغو وقالت تخاطبها :
اذهبي يامارغو واهتمي بالاولاد فانهم يملأون المنزل بالاصوات المزعجة والصراخ . بيغي لا تعرف ان تخفض صوتها وهي تصرخ صراخا حادا مزعجا .
دافعت دورا عنها بطريقة مشرفة مما سرها وهي تفضل صحبة كيمون وبيغي على صحبة داليا . الحقد والضغينة والحسد تسود علاقتهما ولا احد يعرف حقيقة مايجري بينهما كلما اختلتا . صحيح ان دورا صرحت بمحبتها الخالصة لها ولكن رأي بركليس في هذا الموضوع هو الاهم . لقد وافق على حضورها بالرغم من معارضتها الشديدة وهو يظهر بادي الانشراح لوجودها كما حدث مع ديفيد من قبل .
حاولت مارغو جاهدة الا تشجع كيمون وبيغي في التهجم على شقيقتها .
قال كيمون :
انها فظيعة .
قالت بيغي :
انها لاتحتمل .
قالت مارغو :
ولكنها جميلة وفاتنة .
قالت بيغي :
تسرني رؤيتك اكثر من رؤيتها . انا لا اريد ان ارسمها . لا اعرف لون عينيها . نظراتها مرعبة وبغيضة .
قال كيمون :
كالحصى .
قالت مارغو :
لون عينيها رمادي .
قالت بيغي :
ليست كذلك . حتى عندما ارتدت ثوبا ازرق لم يتغير لونهما .
نظرت مارغو نظرة ساخطة وقالت :
اياك ان تسمعها قولك هذا .
قال كيمون :
ولم لا ؟ لو رغبت بيغي ان ترسمها عليها ان تعرف لون عينيها . الا يتحدث الناس بمثل هذه الامور ؟
لا تنسيا انها شقيقتي !
ولكنك ايضا لا تحبينها .
قال كيمون :
اليس كذلك ؟ لقد قلت انه بغيضة . حين وصلت من السفر .
ارتقت السلالم المؤدية الى الشاطىء وكادت ان تجلس فوق والدي . كأنها لا تعرف انه تزوجك انت .... الم تخبريها بذلك ؟
طبعا هي تعرف . لقد حضرت حفلة الزفاف .
حسنا . يمكنها ان تحصل على تاكي ان ارادت .
هزت بيغي رأسها موافقة وقالت :
فكرة جيدة !
لا انها ليست فكرة صائبة .... الا اذا كان كلاهما يرغبان بهذه العلاقة . والان لماذا تشاجرتما ..... جدتكما لا تحب سماع الاصوات المزعجة في البيت .
قال كيمون :
كنا نتحدث ونتجادل ....
قالت بيغي :
عنك ....
قال كيمون :
هل انت التي دعوت داليا للحضور الى هنا ام هي التي دعت نفسها ؟
بيغي تقول ان والدي هو الذي دعاها للحضور .
قالت مارغو :
هي التي دعت نفسها .
قال كيمون :
هذا ماكنت اعتقده . ولكن بيغي تقول انها سمعت جدتي تتحدث مع والدي ....
لا اريد ان اسمع ....
قال انك لن تحرري منها بسهولة وقالت جدتي ان ذلك مخاطرة كبيرة ....
لا يمكنكما ان ترددا احاديث الاخرين بهذه السهولة .
غابت مارغو في تفكيرها وتملكها شعور غريب :
هل انت بخير يامارغو ؟
نعم انا بألف خير . هل تبقيا هادئين بينما اصعد لأغير ثيابي من اجل العشاء .
طبعا . ماذا ستلبسين ؟
ثوبي الابيض والاخضر وسأضع الحلية التي اهداني اياها بركليس في جيدي .
واتركي شعرك منسدلا لأن والدي يحبه على هذا النحو .
ارادت مارغو ان تفسر عن مديح بركليس لها . هل حقا مدحها واثنى على جمال شعرها ؟ وماذا ايضا....؟

الغصن الوحيد
27-12-2009, 16:40
تسلمون ياحلوين على الكلام الحلو ( اششششششششكككركككمممم) عزيزاتي ...

الغصن الوحيد
27-12-2009, 17:18
[ ذهبت مارغو الى الغرفة التي تشارك بركليس فيها . قرعت الباب قرعا خفيفا ولحسن حظها انه لم يكن هناك . اشعلت الضوء وسرها ان جميع اشيائها مرتبة داخل الخزانة
اخرجت ثوبها وارتدته ورتبت شعرها . ستضع الحلية التي اهداها لها بركليس لأنها تتناسب مع لون عينيها الخضراوين _ العينان الخضراوان هما عنوان الغيرة وهذا هو شعورها الاكيد _ انه تغار من اية امرأة تستأثر بنظرات بركليس .
تركت شعرها منسدلا وفتشت عن الحلية لتضعها حول جيدها لكنها لم تجدها . انزعجت كثيرا لأنها تذكرت انها تركتها في الغرفة التي تحتلها داليا حاليا وقررت ان تذهب لتجلبها . اسرعت راكضة في الممر وتناهى الى سمعها صوت بركليس من خلف الباب المغلق . لم تصدق ماسمعت . وقفت هادئة ولم تتحرك . سمعت ضحكة داليا الرنانة المتكلفة ومن ثم فتح الباب فجأة وخرج بركليس .
ماذا تريدين ؟
لم تستطع ان تتكلم , انعقد لسانها . استدارت تبتعد عن الباب ولكنها لم تصل مسافة بعيدة لان ذراعي بركليس امسكتا بها بقسوة وقال :
هل انت معتادة يامارغو على استراق السمع من خلف الابواب المغلقة ؟
لا .لا .ابدا .
اليس من السخف من السخف ان تشعر ببعض الذنب . والاحق ان يشعر هو هذا الشعور . ماذا كان يفعل هو في غرفة داليا ؟ تركها بركليس وقال بتحد :
اتمنى ان يروقك ما سمعت !
لم اسمع اية كلمة .
ماذا كنت تفعلين اذن ؟
دفعها بركليس امامه الى غرفته واغلق الباب دونهما . رغبت مارغو ان تخفي وجهها بيديها وقالت :
كنت اريد ان اجلب الحلية التي اهديتني اياها لالبسها . لقد تركته في تلك الغرفة حين نقلت امتعتي .
الى غرفتي ؟
هزت رأسها موافقة وبدأت تفرك مكان يديه حيث امسكها .

smaher
27-12-2009, 18:30
تسلم ايدك على الرواية

كتيييييييير روووووووعة::جيد::

smaher
27-12-2009, 18:52
وادى ملخص رواية جديده هنزلها

بعد ماتخلص رواية عقد الاصداف بس مش فاضل غير كتابة

الفصل الاخير

حوريتى الجميلة
من روايات عبير الجديدة
للكاتبة بيني جوردان

سجينة؟...أوه لا. هذا لا يمكنه أن يكون صحيحا.
أي سوء حظ دفعها للرحيل الى بحر ايجه مع صديق كديريك هذا.كان يجب على ليندا أن تحذر منه،كيف أمكنه أن يتركها هكذا بين يدي ليو ستيفانيدز.
لن تستسلم لهذا الرجل الذي كان قد تزوجها من أجل أهدافه الدنيئة.يجب أن تهرب...ولكن الى أين؟والى متى؟؟؟؟؟

الغصن الوحيد
27-12-2009, 19:35
[ لم اعرف انك انتقلت الى غرفتي . لم ار اغراضك . هل انت شديدة الترتيب دائما ؟
هل استطيع الخروج ؟
وما جزائي ان سمحت لك ؟
لا شيء . لقد اخذت بالطبع ماتريد من داليا .
ماذا تقصدين بهذا القول ؟
لا شيء .
هذا لن يفيدك يا مارغو . عليك ان تخبرني ماذا يدور في عقلك بصراحة ولو مرة واحدة . ماذا اريد انا من داليا ؟
اهتزت بين يديه وارتعشت وهي تقول :
انها فاتنة .
نعم . هذا صحيح . هل تغارين منها ؟
لا.
من الواضح انك لا تحبينها ابدا . لماذا لا تسألين صراحة : ماذا كنت افعل في غرفتها ؟
اوه . ولكنك تستطيع ان تفعل ماتشاء .
حتما .
بدأت مارغو تبكي حزينة . منذ ان رأى داليا لأول مرة ارادها . ثم اصر على حضورها لزيارتهما وسمح لها بالبقاء قدر ماتشاء بالرغم من توسلاتها .... والان زارها في غرفتها ......
لقد وعدتني لن تتظاهر بحبي امام افراد عائلتي .
وعدت بالمحافظة على كرامتك وعزة نفسك وانت في زيارة اهلك في انكلترا . واردت بالمقابل ثمنا باهظا من عزة نفسك ....
انا لم اوافقك .
ليس لديك الخيار فأنت زوجتي .
لقد نفذت لك جميع رغباتك ولا اعرف ماذا تطلب مني اكثر ؟
لم تقدمي لي اي شيء بعد . لو ترك الامر لك لكنت لا تزالين تناديني بالسيد هولمز .
قلت لك انني احب ....احبك ان تقبلني .
ربما يروقني اكثر لو تفعلين انت ....
بقيت صامتة تفكر بحديثه فترة طويلة مما جعل صبره ينفذ ولكنه تمالك نفسه وبقي واقفا ينتظر .
داليا تحب ان تقبلك ؟
حقا؟
وهل تعرف لماذا جاءت ؟
اكون مجنونا لو تجاهلت السبب الرئيسي . لدي خبرة واسعة مع بنات جنسك ..... وان نجحت داليا عليك ان تلومي نفسك فقط .
تساءلت مارغو في نفسها : انه يفهم داليا جيدا ويعرف مراميها ومقاصدها . ولماذا لا يقرأ اسرارها من عينيها ويعرف شعورها نحوه من سكناتها :
يمكنك ان تنافسيها . انا اجدك جذابة للغاية وانت تعرفين ذلك معرفة حقيقة .
ولكنني زوجتك!
هز رأسه موافقا ونظر اليها نظرة ماكرة وقال :
لا تدعيني اذكرك بهذه الحقيقة .
فتح لها الباب كي تخرج وهو ينظر اليها بمحبة وسعادة . لم تستطع ان تنظر اليه بل اخفضت رأسها وركضت خارجة الى اي مكان , بعيدا عن نظراته المتحدية الساخرة .
وقفت داليا متشامخة ومتعالية كأنها انتصرت . شكلها لا يحتمل . بقيت مارغو تراقبها وترى كيف كانت تضحك ضحكتها الرنانة المعهودة وتتجاوب مع اية نكتة ولو سخيفة كان بركليس يطلقها . داليا واثقة من نفسها ومن نجاح خطتها وتعرف بالضبط ماتفعل . انه القصة القديمة تعاد من جديد كأنها شريط سينمائي عتيق يعاد عرضه . داليا لا ترى الخضرة في حديقتها بل دائما تفضل الخضرة التي تراها في حديقة شقيقتها .التاريخ يعيد نفسه .... وما حصل في الماضي مع ديفيد يحصل الان مع بركليس . لقد ارادت داليا الحصول على ديفيد ولم تتاخر في الوصول الى غرضها وتجاهلت كليا مشاعر مارغو عندئذ , واثقة انها سترضخ للامر الواقع وتقبل .
فهمت وضع ديفيد وداليا . وجد ديفيد داليا امتع لعشرته . كما يفعل الجميع . وفي المدرسة كانت تسمع تعليقات صديقات داليا . قالت احداهن :
كيف تتحملين العيش مع انسانة مثل مارغو مملة ومضجرة .
قالت فتاة اخرى :
مارغو لاتتكلم ابدا . انها تنتقد بصمت كل شيء حولها .
قالت داليا تجاريهما وهي تضحك :
لا احد يحب مارغو .
ولكن ذلك غير صحيح . العديد من الناس يحبونها . لقد احبها العديدون وفضلوها على شقيقتها داليا ولكنهم لم يلقوا الترحيب في منزل والدها , ولهذا السبب قررت مارغو بينها وبين نفسها ان تكف عن دعوة اصدقائها الى المنزل . تعليقات صديقات داليا كاذبة ولكنها تؤلم سامعها .
انها اهانات طفيفة مزعجة جردتها من ثقتها بنفسها وخاصة عندما كانت مارغو تتعرف الى شخص لم تكن تعرفه من ايام الطفولة , ايام كانت لا تزال والدتها على قيد الحياة تغمرها بعاطفتها الصادقة وحبها الصافي .
كان ديفيد يستفيد من مساعدتها له في كتابة التقارير او الانشاءات او يستعير ملاحظتها التي دونتها في الصف : علاقة ترتكز على الافادة . قال ديفيد :
بعد ان ننتهي من تقديم الامتحانات ستعملين من اجلي فقط .
هل تقصد بذلك انك تريد ان تتزوجني ؟
ولم لا ؟
وفي فترة ضعف وجدت مارغو نفسها تسر لداليا بأن ديفيد قد طلبها للزواج وينتظر بعض الوقت ليحصل على وظيفة لا ئقة . لم تذكر لها مارغو كيف اراد استعبادها لتعمل من اجله فقط . وبعد ذلك بدأ اهتمام داليا جليا في ديفيد .

الغصن الوحيد
27-12-2009, 19:39
تسلمين ياسماهر انا كثير متشوقة اني اقرأ رواية يعطيك العافية ...

وفعلا انا مابقى لي غير فصلين صغار انشالله بكرة اكون خلصتهم ..

khadija123
27-12-2009, 20:39
أهلين حبيبتي " smaher " هذه الرواية (حريتي الجميلة) كانت أول قصة قرأتها وقد أعجبت بها حلو كثير أن أعيد قرأتها من جديد

khadija123
27-12-2009, 20:43
وأنت حبيبتي "الغصن الوحيد " إحنا في انتظار تتمة الرواية المشيقة وتسلم أياديك ولا تطولين علينا بجديدك
على فكرة تعجبني تعليقاتك المرحة هه هه

الغصن الوحيد
27-12-2009, 21:20
[ بدأت تبتسم له وتحاول اغراءه . قالت بعد ذلك تحادث مارغو :
ينتظر الرجل من فتاته اكثر من عناق بريء يامارغو غرانت . الرجل الهرم هو الذي يكتفي من فتاته بالحنان بدلا من الحب بينما الشاب ينتظر الحماس والاثارة ...... وهذا ما لا تستطعينه , على مااعتقد .
وسمعت القول نفسه يردده ديفيد بعد ايام قليلة . حاول ان يشرح لها الاثارة التي يشعر بها وهو بصحبة داليا شقيقتها . كانت مارغو قد وجدتهما متشابكين فوق الاريكة في مكتب والدها بعد ظهر يوم الاحد ...
يحتاج الشاب لبعض المرح .
حاولت مارغو ان تنسى الموضوع وتقنع نفسها بان المرح ضروري . حاولت ان تحدد موقفها من ديفيد ولكنه تهرب من تحديد موقفه وطلب منها ان تتريث واخبرها انها اساءت فهمه واكد لها ان داليا لا تعني له اي شيء وان علاقته بها بريئة ولكن مارغو كانت واثقة بانه يكذب . واصل ديفيد خروجه مع داليا وهي التي صدمت السيارة التي تسببت في قتله . تذكرت مارغو قول داليا .
ديفيد واثق بانك تفعلين من اجله كل مايطلبه منك .
اذهبي الى فراشك وانا انزل الى السيارة وانتظر وصول البوليس .
كانت تعتقد صادقة ان ديفيد يريدها ان تضحي بنفسها . والان الامر يختلف . لن تتنازل عن بركليس لشقيقتها ابدا. نظرت مارغو تتفحص شقيقتها وزينتها الزائفة . نظراتها قاسية لاتعرف الحنان وهي انانية ولا تتخلى عن رغباتها مهما كانت . اذا رغبت في الاستيلاء على زوجها فلن يهمها ان تهب له كل شيء . رمت اليها نظرة من جديد وكأنها تراها للمرة الاولى .... انها سخيفة . انها لاشيء ابدا . لنها لاتستحق رجلا مثل بركليس على الاطلاق .
آسفة لم اسمع .....
قالت دورا تؤنبها على شرودها :
هذا كان جليا . انت زوجة بركليس وعليك يقع واجب الترفيه عن الضيوف بدلا من احلام اليقظة وانت تتناولين طعامك . تاكي لا يزال ينتظر دعوته لنعرفه الى شقيقتك .
هزت مارغو كتفيها علامة عدم الرضى وقالت بحزم :
آسفة .
نحن في اليونان نحترم الضيف ونقدس الضيافة . عليك مراعاة ذلك لتصبحي سيدة مجتمع افضل . كان زوجي يعنفني ان لم اقم بخدمة الضيوف بنفسي لا اعرف لماذا يتساهل بركليس معك ؟
ولكنك انت ربة البيت هنا .
هذا البيت ملك لبركليس وليس ملكا لي .
قال بركليس في محاولة لتهدئة الجو :
اتركي مارغو وشأنها . اذا لزم الامر فانا الذي اعنفها .
نظر الى جيدها وقال :
ارى انك وجدت الحلية الضائعة .
قالت داليا :
مارغو لاتهتم لاي شيء . كادت تقلب غرفتي رأسا على عقب لو لم اجد لها الحلية . كانت والدتي لا تسمح لها بامتلاك اشياء ثمينة خوفا من ان تضيعها او ان تهبها ... قال ديفيد انها ربما ستهب خاتم الخطوبة لو اشترى لها خاتما .
قال بركليس بمكر :
وهل ستهبين خاتمي يامارغو ؟
بالطبع لا .
قالت داليا :
ربما ستضيعه !
قال بركليس :
ان فعلت ذلك سأضربها بالتأكيد .
رمق بركليس احمرار وجنتي زوجته وارتباكها ثم اعطى كل انتباهه الى داليا وقال :
ارجو ان لاتنسي انني سأصحبك غدا الى الفسيس . اسألي مارغو لتحدثك عن المكان والاسطورة المرتبطة به فانها تشارك والدتي في هذه الهواية .
سألت دورا :
هل ستأخذ كيمون وبيغي معك ؟
لا اعتقد ذلك .
يفيدهما التعرف الى هذه الاماكن الاثرية . انا لا استطيع ان اهتم بهما غدا لانني سأرسم في الصباح وسألعب البريدج بعد الظهر .
نظرت مارغو اليه على الفور وقالت بحدة :
ولكنني احب ان ارافقكما . اريد التعرف عن كثب على المكان الذي عادت اليه برسيفون من الموت . انها الاسطورة الوحيدة التي يعود فيها الانسان من الموت .
تستطعين رؤيتها في مرة مقبلة. سيضجر الولدان لتمضية يوم كامل هناك وانا اريد الانفراد بداليا لبعض الوقت .
سيخيب امل كيمون وبيغي .
وقف بركليس وقد رفع رأسه شامخا وقال :
لم ادعهما لمرافقتي وكذلك انت ..... عليك الاتخبريهما .
فكرت مارغو في نفسها وهي حزينة : لقد تزوجها لتهتم بالاولاد , وهي تعرف حق المعرفة .... لكن لماذا يرمي بهذه الحقيقة في وجهها امام شقيقتها داليا؟

صممت مارغو التصميم الاكيد على وجوب ترحيل داليا بسرعة ولكنها كانت تجهل الطريقة التي تمكنها من ذلك.


وخلصنا العاشر ..

واحين 11و12 ونصل للنهاية

بكرة انشالله ...

الغصن الوحيد
27-12-2009, 21:27
شكرا مليون ياخديجة حبيبتي تسلمين وانشالله اكمل لكم بكرة النهاية بأذن الله ..

تصبحون على الف خير انا خلاص عيوني غمضت تقريبا....

الغصن الوحيد
28-12-2009, 06:06
[ الفصل الحادي عشر ......


11-قنديل البحر....


آوت مارغو الى سريرها قبل بركليس . سمعته يدخل بعدها بساعة تقريبا ولكنها تظاهرت بالنوم . اشعل النور ورفت رموشها رغما عنها واسرع قلبها في ضرباته . اقترب من سريرها يتفحصها وحبست مارغو انفاسها وهو واقف قربها يتأملها . انحنى قليلا وابعد بيده الرقيقة خصلة من الشعر كانت تغطي جبينها . كادت ان تلفه بذراعيها لشدة شوقها اليه وتتمتم بحبها الشديد .... لكنها عدلت عن ذلك بعدما تذكرت كبف خذلها حين طلبت منه ان يسمح لها بمرافقته الى الفسيس . اطفأ النور وتمدد قربها في السرير ولفها بذراعيه القاسيتين , ربما احس انها مسيقظة ولكنه لم يتكلم بل استسلم للنوم على الفور بينما بقيت هي تحاول تهدئة ضربات قلبها وتتمنى النوم .
اختلطت احلامها واشتبكت ببعضها ..... تذكرت اسطورة ديمتري وهي تفتش عن ابنتها برسبفون التي كانت تخدم في البلاط الملكي في الفسيس كممرضة للابن الوحيد . احبت برسيفون الولد حبا جما وقررت ان تجعله يعيش الى الابد . رأتها الملكة وظنت انها تود احراق الولد حتى الموت . رأت مارغو في حلمها صورة ديمتري وقربها سيدة اكتسى وجهها بنظرات الغضب والانتقام , اقتربتا منها , رأت السيدة عقد الاصداف حول جيد مارغو فاختفت على الفور .... ثم رأت قرب ديمتري رجلا يشبه في شكله بركليس . صرخت مارغو وهي نائمة .
انت بركليس ؟
استفاق بركليس على صراخها وقال يهدىء من روعها :
طبعا انا بركليس, اصمتي ....
رأيت نمسيس في حلمي !
وكيف تعريفينها ؟
هي التي تعرفت الى عقد الاصداف حول جيدي .
اعتقد انك تحلمين حلما مزعجا .
لقد تبدل شكلها في الحلم وتحولت الى رجل يشبهك كثيرا .
جذبها اليه برقة وحنان :
اتمنى ان يسرك ذلك .
اخفت مارغو رأسها في صدره وقالت :
نعم , ولكنني آسفة لايقاظك من نومك .
اما انا فلست متأسفا ابدا .

نسيت مارغو حلمها في الصباح كليا .رأت داليا حقيقة ماثلة امامها تهدد حياتها الزوجية . كانت داليا تمشي في الممر المؤدي الى الشاطىء وهي مستعدة لمرافقة بركليس الى الفسيس . التقت كيمون وهو عائد من السباحة فقال :
اتمنى الا تتركي هذه الفتاة السمجة تتصرف على هواها .
نظرت مارغو الى داليا وقالت لها :
هل سبحت ؟
انت فعلا غبية . الاترينني بهذه الثياب جاهزة وانتظر وصول بركليس .
صحيح .
ضحكت داليا ضحكتها المفتعلة الهسترية وقالت :
انت مسكينة يامارغو . هل تعتقدين ان بركليس يحبك ؟ هل انت بية لهذا الحد ؟ لقد انتهرك البارحة امام الجميع ولكنك لا تفهمين .... الم تعرفي ... الم تعرفي بعد لماذا يرغب في الانفراد بي ....
صحيح !
وماذا تستطعين ان تقدمي لشاب مثله ؟ لا اعرف كيف اقنعته بالزواج منك ؟ هل تملقته ؟ ولكنني اعرفك جيدا ... ربما لم تخبريه بحبك له ... انه يعيش منفيا مع والدته هنا وربما اقنع نفسه انك افضل لظروف من لا شيء ... ككل يوناني .
من الصعب ان نعرف الحقيقة .
اي رجل يأخذ ما يقدم له .
انت ادرى بذلك .
ستندمين . انت مجنونة يامارغو فأنا اقبض الان على سعادتك . لم تمانعي حين اخذت منك ديفيد ولكن خسارتك لبركليس ستختلف ...
ولكن بركليس له رأيه الخاص .
رأيه واضح . انه يريد طريقي ... اعتقد انك تخافينه ( ضحكت ضحكتها الرنانة المستهترة ) سأصنع معك معروفا واخلصك منه .....
لماذا ترغبين في ايذائي ؟
الا تعرفين بعد ؟ انا اكرهك يا مارغو غرانت . اكرهك لصدقك ولاخلاقك الحميدة ولطيبة قلبك . انت مثالية . ان اخذت لعبتك المفضلة تقدمين لي لعبة غيرها . كنت اكسر لك كل العابك ومع ذلك لا تشتكين . انت قنوعة راضية بالقليل ولا تطلبين المزيد . حتى يوم طالبتك بديفيد تنازلت عنه راضية متفهمة . ويوم مات ضحيت بنفسك من اجل ذاكراه وحاولت ان تحمي اسمي من التلوث والاقاويل دون ان يطلب منك احد التضحية .
ظننت انك تريدين مني ان افعل ذلك .
ومع ذلك كان بامكانك ان ترفضي .... والان لماذا تخافين من بركليس ؟
انا لا اخافه .
اعتقد انه يحس انك تخافينه ولذلك يسيء معاملتك . انا لا استطيع ان احتمل ما تحتملينه منه . يسرني لن القنه درسا في حسن المعاملة . انه جذاب ووسيم واحب الرجل المجازف ... وليس هناك مايمنعه من حبي .
ولكنه رجل متزوج .
ظنت مارغو ان جدالها مقنع كي يجعل داليا تبتعد عنه ولكن داليا قالت :
هذا غير صحيح لولا حضوري لما كان باستطاعتك دخول غرفته ومن الواضح انه لا يبادلك المحبة كما تتوهمين .
لماذا تقولين هذا ؟
خافت مارغو ان تنهمر دموعها رغما عنها وبذلك تعطي فرصة لدالي لتشعر بانتصارها !
ياعزيزتي . قال ديفيد انك بالرغم من حسن تصرفاتك الا انك لا تملكين المقدرة على الاثارة وتنقصك الخبرة في هذه الامور . انت دائما تخلطين بين التهذيب الرفيع والشعور الدافىء .
وكيف تستطيعين رؤية هذه الامور بيني وبين بركليس ؟
لقد امضيت السهرة الماضية اتحدث اليه حديثا مطولا .....فأنا لا اضيع وقتي بل افيد من وجودي هنا قدر المستطاع .
لم تنتبه مارغو لصراخ الولدين وهما يتراكضان على الشاطىء ..... نظرت اليهما ولكنها لم تر لهما اثر بعد ذلك . اخذت نفسا عميقا وقالت بتصميم :
من الافضل ان تعودي الى انكلترا ياداليا .
ولكنني اتمتع بالسعادة هنا . كنت ضجرة في لندن بعد موت ديفيد.
انت لا تفهمين . اريدك ان ترحلي وسأدفع لك ثمن تذكرة الطائرة بنفسي . وستوصلك حماتي دورا الى المطار بسيارتها .
وماذا سيقول بركليس ؟ سيقف الى جانبي كما تعرفين .....
زوجي لن يعرف ذلك الابعد رحيلك ...
زوجك !يا الهي . الاتعتقدين انني سأخبره بافعالك وتصرفاتك الخرقاء . هو الذي دعاني الى هنا .
صحيح ؟
لقد كتبت له انا اولا وطلبت الزيارة ولكنه كتب لي على الفور يرحب بحضوري .
والان انا اطلب منك ان ترحلي على الفور .
جلست داليا على صخرة . كانت قاسية وجلفة وصعبة المراس وقالت حانقة :
الاتخافين من بركليس ؟
لن يؤذيني بركليس!
ربما يفعل . المرأة العجوز والدته اخبرتني ان الزوج اليوناني يشبه السيد المطلق وهو حر التصرف في معاملة زوجته كما يحلو له .
انالا اتصرف ضد ارادته . ولماذا افعل ؟ احبه رجلا قويا متسلطا ولكنه لن يؤذيني . انه انسان عظيم ولن يفعل ذلك .
كيف تفهمين بركليس ؟
هل اساعدك بتوضيب حقيبتك؟
وماذا ستخبرينه عند عودته ؟
لا اعرف بعد . ولكن ربما اقنعه ان ياخذني انا والاولاد الى الفسيس .
لا ارى كيف ستجبرينني على الرحيل . لن تستطيعي حملي قسرا الى خارج البيت . ربما اصارعك .
سأطلب مساعدة دورا لتحملك الى المطار بسيارتها .
هذا اذا وافق معك بركليس .( ضحكت من جديد بثقة كبيرة ) انت تجلبين المشاكل لنفسك مع زوجك . اعتقد انني سأبقى لاتفرج على المشاهد المضحكة . هيا يامارغو ....انت تجلبين السوء لنفسك .
سأفعل . سأتخلص منك لو كان هذا هو اخر عمل افعله في حياتي .
سيكون ذلك آخر شيء تفعلينه كزوجة لبركليس هولمز .
سنرى .

الغصن الوحيد
28-12-2009, 09:39
[مشت مارغو بسرعة الى داخل البيت وصعدت السلالم بتأن . الهدوء يعم المكان تمنت الا يحضر بركليس قبل ان تنتهي من مهمتها الشاقة . لن تدع اي شيء يثنيها عن عزمها في اتمام ترحيل داليا . لن تقاعست عن اتمام مهمتها ربما تخسر بركليس . هي زوجته وستدافع عن حقها حتى ولو كان هو لا يبادلها حبها . سترضى بما يقدمه لها . انها واثقة الان بانها لن تستطيع العيش بدونه . لقد علمها كيف تحب رجلها وهو رجلها الوحيد .
دخلت غرفة داليا ورمت بجميع اغراضها داخل حقيبتها بسرعة ثم اغلقت الحقيبة ووضعتها على ارض الغرفة وفتحت الباب تريد حمل الحقيبة الى اسفل . ونظرت الى حماتها في الباب وقد حملت ريشة الرسم بيدها .
ماذا تفعلين ؟
كنت ارتب ثياب داليا في حقيبة السفر .
ولماذا لاترتبها بنفسها .
لقد طلبت منها ان ترحل .
لا يمكنك . ماذا عن بركليس ؟
انه لا يعرف بعد .
اوه. وهل باعتقادك ان هذا الرأي صائب .
هزت مارغو رأسها نفيا وقالت :
قلت لها انك ستحملينها الى المطار في سيارتك . ارجوك يادورا ان تساعديني سأرتب اموري مع بركليس . يجب ان تغادر الان .
هل جلبت لك كل تلك التعاسة .
هزت مارغو رأسها موافقة وقالت ببطء شديد :
تريد بركليس .
ولكنه لا يريدها واعتقد انك تتصرفين بتهور . الرجل اليوناني يحترم كثيرا مؤسسة الزواج وبركليس يوناني . صدقيني لو لم يكن كذلك لكان زواجه من سوزان انتهى فبل موتها بفترة طويلة .
انها تكرهني !
اوه. وهل انت واثقة مما تقولين ؟
اعتقد انها كانت تكرهني دائما ولكنني لم اكن اعرف . لم اكن اعرف ان الكراهية هي التي تفرقنا . كنت دائما استسلم لتهديداتها .
وبعد كل تلك السنين لماذا تصرين الان على مجابهتها ؟
لانها جاءت خصيصا لتأخذ مني بركليس .
هي قالت لك ذلك .
نعم . انا لم افكر قبل الان بمجابهتها . انني احارب من اجل حياتي وسعادتي وحبي , لا استطيع ان اعطيها اياه حتى لو رغب هو بذلك . هل ستساعديني يادورا ؟
اليس من الافضل لو تسألي بركليس المساعدة ؟
لا . علي ان افعل ذلك بنفسي . لا اريده ان يعرف .
بركليس له الحق في ان يعرف .
سأخبره بعد رحليها ... واذا غضب فسيغضب مني انا .
وماذا ستفعلين ؟
على داليا ان ترحل فورا . انا اتدبر امري بعد ذلك مع بركليس .
انه يحبك انت يامارغو والا لما طلب مني ان اكف عن ازعاجك ... القصة الان تختلف ,انت تتحدين ارادته . ربما هذا العمل يكون مقبولا في انكلترا ....ولكن تصرفك غير مقبول هنا في اليونان .
بعد رحيلها سأحاول ان اكون يونانية في الصميم . سيعرف بركليس هذا بنفسه .
آمل ذلك . ولكن هل لديها تذكرة عودة .
ارجوك احجزي لها مقعدا على الطائرة .
ومن اين ستدفعين ثمنها ؟
من مصروف البيت .
نظرت مارغو الى الخارج ولا حظت ان سيارة بركليس اختفت من امام البيت .... وصل بعد ذلك كيمون راكضا . سألته مارغو بلهفة :
اين ذهب البابا ؟ هل ذهبت داليا معه ؟
هز كيمون رأسه نفيا وقال بسرعة :
ابتلت ثياب داليا . كنت انا وبيغي نريها قنديل البحر الذي اصطاده اولاد الجيران .... وسقطت في الماء ....
اين البابا ؟ هل رأيته ؟
طبعا . قلت له انا وبيغي ان داليا لاتريد مرافقته ....
صحيح؟
نظرت مارغو نظرة سريعة تستطلع الحقيقة من كيمون , لقد تعمد كيمون وبيغي ابعادها عن طريقه ... ومن الافضل لها ان لا تعرف حقيقة ما جرى ....
واين داليا ؟
قرب الشاطىء . بيغي تساعدها وهي بحالة جيدة .
وصلت داليا بعد دقائق قليلة ثائرة وقد ابتلت ثيابها وقالت :
انظري مافعله بي الوالدان الشيطانان ( نظرت حولها وصرخت غاضبة ) اين بركليس ؟ لقد رأيته عن بعد . سأخبره كيف عاملتموني جميعكم ...
ابتسمت مارغو ابتسامة راضية وقالت ببطء:
لقد ذهب آسفة .
هل انت آسفة فعلا ؟ ( مشت داليا بسرعة وصفعتها صفعة شديدة على وجهها ضمنتها كل كراهيتها وغضبها ). حسنا سأرحل يامارغو غرانت ولكن القصة لن تتوقف هكذا . سأجعل نهايتك مع بركليس اكيدة وكذلك سأمنع عودتك الى البيت في لندن ....
نظرت مارغو الى الولدين المصعوقين وقد بدا الخوف عليهما جليا .
لا بأس . انها لن تؤذيني . انها غاضبة قليلا . (احلفي بس والله مايصلح لها الحين غير عقال ولا عصى اتلسب فيها قال ايش قال غاضبة...انا اللي الحين غاضبة ...الغصن )
قال كيمون :
انها غليظة وفظة .
قالت داليا :
انه ولد فظيع وشنيع . انظري الى شكلي . لقد تعمدا تخويفي بقنديل البحر . خفت من شكله المريع وسقطت وابتلت ثيابي بالماء .( نظرت الى مارغو ) لا تتظاهري بالاسف لانني لا اصدقك . ربما انت من طلب منهما مساعدتك لتخرجوني من البيت . لن اتساهل معكم .سأكتب لبركليس واخبره عن معاملتكم المشينه .
قالت بيغي :
سيسر والدي ذهابك . انه لا يحبك ايضا .
قالت دورا لبيغي :
اعتذري على الفور والا انا التي سأطلع بركليس عما جرى . انا لا احتمل ان تكون حفيدتي قليلة التهذيب ولا تحسن التصرف .
آسفة ياجدتي .
يجب ان تتأسفي لداليا فهي التي ستسامحك وليس انا .
لن اعتذر لها , لقد صفعت مارغو على وجهها . لن اتأسف لها .
نظرت دورا نظرة حادة الى الاختين . شعرت مارغو بانها تذوب خجلا بينما وجدت داليا الامر سيان وقالت :
كنت دائما على خلاف انا ومارغو وهذا يحصل دائما بين الشقيقات .

الغصن الوحيد
28-12-2009, 10:23
[قالت دورا :
الحمدللة انكما لستما من طينة واحدة ...( التفتت الى مارغو وقالت ) طلبت مني ان اوصل الانسة ... اسفة لا اعرف اسمك بعد ....
الانسة برايس .
حسنا . يا انسة برايس لقد حجزت لك ودفعت ثمن التذكرة واذا كنت جاهزة فتفضلي ....
علي ان ابدل ثيابي . ارجوك يامارغو ... انا لا استطيع ان اسافر بهذه الثياب المبللة .
سأساعدك على تغير ثيابك . هيا .
حملت مارغو الحقيبة وعادت بها الى الغرفة حيث فتحتها واخرجت داليا مايناسب لارتدائه .
سأخبر والدك بمعاملتك السيئة لي اثناء اقامتي في اليونان .
اخبريه مايروق لك .
لا يهمك ؟
ضحكت مارغو كثيرا لانها شعرت انه لم يعد يهمها ماتفعل داليا . اذا كان والدها لا يزال يجهل حقيقة داليا فلا يهم ... لن يحكم عليها بقسوة . جميع قصصها الملفقة التي تخبر والدها لم تعد تهمها . قالت داليا :
وماذا ستخبرين بركليس . هل سيروقه ان ترسل ضيفته على اول طائرة دون علمه .
لا اعرف .
اعتقد ان حماتك ستخبره قصصها الملفقة . ظننت انها لاتحبك من طريقة مهاجمتها لك ولكنني اكتشفت الان انها تحرص على حمايتك ... ولا اعرف لماذا؟
لديها اسبابها .
اوه . ماهي ؟
لم تكن مارغو مستعدة لاخبارها بالاسباب. وحدها تعرف حقيقة شعور دورا نحوها . يكفيها ان تعرف ان مارغو تحب بركليس حبا كبيرا لتساعدها . داليا لن تعرف معنى ذلك لانه تؤمن ان الحب يعني الاخذ ... بينما كانت مارغو تؤمن ان الحب عطاء ... ولكنها الان تعرف ان الحب اخذ وعطاء وقد علمها بركليس اهمية ذلك . على الانسان ان يحب ويكون محبوبا في الوقت نفسه .
بعد رحيل داليا شعرت مارغو بنشوة الانتصار لفترة وجيزة ثم بدأت ترتجف وهي تفكر بالعواقب . احست كأنها على وشك البكاء . نظرت الى الاولاد :
ماذا ترغبان ان نفعل بعد الظهر ؟
قالت بيغي :
وعدتنا جدتي ان تأخذنا في رحلة بعد الظهر .
ولكنها على موعد لتلعب البريدج .
اعتقد انها رتبت تأجيل موعدها .
عادت دورا من المطار ونظرت الى مارغو وطلبت منها ان ترتاح لتستعيد رباطة جأشها بسرعة قبل عودة بركليس :
ياعزيزتي .... داليا شقيقتك واذا رأيت ان مصلحتك ان ترحل فيحق لك ترحليها .
حتى لو كان ترحليها ضد ارادة بركليس ؟
يمكنك شرح موقفك له . ولكنك الان تحتاجين لبعض الراحة والتفكير السليم لتستطيعي مواجهته.
لا استطيع ان اترك الولدين .
اهتم بهما بنفسي .
ولكنك ستلعبين البريدج بعد الظهر .
اعتذرت من صديقاتي هاتفيا . لا استطيع اليوم ان اركز افكاري في لعب الورق . اخبرتهم ان زوجة ابني تحتاجني بعد الظهر وهن يعرفن جيدا ان مسؤليتي نحو عائلتي هي اهم من اللعب .(ياربي وش زينها هالحماة بنات ماودكم بحموات مثلها ...الغصن )
انت لطيفة جدا معي .
هيا رتبي نفسك . لقد حان الوقت لذلك . ثم انت لست الوحيدة التي تحب التضحية وتتمتع بطبيعة طيبة . حتى بركليس يلذ له احيانا ان يطلب منه العطاء .
اوه؟
جربي! حاولي ان تخبريه برغابتك . اطلبي منه ان يحبك وليس كافيا ان تحبيه بصمت , بدأ يشك في الامر....
لقد طلب مني ان افصح عن رغباتي بالكلمات الواضحة .( احمرت خجلا وتابعت ) سأخرج الان . لا تهتمي لامري ان لم اعد للبيت هذا المساء . سأحمل بعض الساندويشات وخيمتي واذهب .
وان رغب بركليس ان يعرف وجهتك ...
لا اعرف الى اين سأذهب .
انشألله يكون بركليس ماهرا في قراءة افكارك اكثر مني .





وخلصنا 11
واخيرا الان الى 12
الفصل الاخير
يلا ..

الغصن الوحيد
28-12-2009, 11:24
[ و الفصل الاخير ....


الفصل الثاني عشر ....


12-الفرار ....



سهل ماراثون حار جدا في هذ الفصل من السنة . حتى النسيم الذي يثير الغبار اختفى . اشعة الشمس محرقة وقد سطعت على الشارع الضيق الذي تمتد على طرفيه البيوت المطلية بالبياض . تمنت مارغو لو انها لم تحضر . كان باستطاعتها ان تختار الفسيس ... ولكن بركليس لن يعرف مكانها . حتما سيسرها ان يلحق بها ويعيد اليها سعادتها وهناءها . توقفت محتارة . هل من الممكن الايلحق بها ؟
دخلت محل بيع التذكارات واشترت لنفسها زجاجة عصير ليمون ودفعت ثمنها ثم شربتها ببطء وهي تستمتع ببرودتها . بقي عليها ثلاث ساعات لتصل الى راموس .... لن يوصلها احد بسيارته هذه المرة بل عليها ان تجتازها مشيا على الاقدام وفي هذا الحر الشديد . نظرت اليها البائعة واشارت الى عقد الاصداف حول جيدها اشارة تعني انها زارت راموس من قبل وتكلمت البائعة باليونانية .
سمعت مارغو صوتا اليفا خلفها يؤكد للبائعة انها فعلا زارت راموس . رمت مارغو حقيبتها ونظرت خلفها لترى زوجها بنفسه . ارتبكت واحست بالذنب واحمرت وجنتاها ولكن بركليس ضحك ومر بيده الحانية على خدها برقة متناهية وقال :
كنت واثقا بأنني سأجدك هنا ... ولكن نمسيس لن تحميك اليوم ياحبيبتي لانه بجانبي انا .
هل اخبرتك دورا ...
لم تكن والدتي بحالة تسمح لها بان تخبرني اي شيء . يومك مليء بالمشاكل . لقد ازعجت كل العائلة وسودت اسمي , وكلهم يصر على انني اسأت معاملتك , قالت والدتي انها ستهتم بالولدين وانها اجلت لعب البريدج ... والدتي عظيمة وحبها لنا عميق جدا .
تركت مارغو حقيبتها لبركليس يحملها عنها ونظرت اليه وسألته :
هل انت غاضب مني ؟
هذا يتوقف . هل ستسمعيني يامارغو الكلمات التي طلبتها منك .
هزت مارغو رأسها موافقة وردت قائلة بسرعة :
والى اين سنذهب ؟
الى راموس ؟
الاتريد ان نعود الى البيت؟
هل تريدين ذلك ؟
هزت مارغو رأسها نفيا ثم مرت بيده فوق عقد الاصداف تحتمي بسحره .
ظننت ذلك . كلانا يفضل زيارة نمسيس . ربما تساعدنا ياحبيبتي .
اشترى بركليس بعض المرطبات وعصير الليمون وضعها في الحقيبة ثم وضع يده على كتفها وخرج معها الى السيارة . شعرت مارغو باصابعه تضغط على كتفها وهو يقول :
سنمضي الليل بطوله ننتظر كلماتك الموعودة . تشجعي . هل انت موافقة ؟
لم تكن مستعدة للرفض . الم تحضر الى هنا خصيصا لحل تلك المشكلة الكلامية المستعصية عليها . الهدنة بينهما انهارت .... فتح باب السيارة وادخل حقيبتها ووضعها في المقعد وافسح لها المجال لتجلس قربه .
فكرت بالذهاب الى الفسيس بدل راموس .
سأصحبك الى هناك في يوم اخر . اليوم راموس تناسبنا اكثر .
الهدنة انهارت وتعطلت بعدما ارسلت داليا الى بيتها في لندن . ارتعشت مارغو وهي تنتظر ان تناقش هذا الموضوع وتنتهي منه .
تذكرت ان بركليس تبعها .... اليس هذا دليلا كافيا على انه قرر ان يعقد سلاما دائما بينهما . ليس من المعقول انه حضر خلفها ليقول لها انه لن يسامحها لانها تحدت ارادته ... شبكت اصابعها ببعض ولمع خاتم زواجها في بنصرها وتذكرت على الفور انها لا تزال زوجته .... وانها ربما ان احسنت التصرف توقع معه صلحا ثابتا .
جلبت معي خيمتي وهي تتسع لشخصين ....اذا كنت لا تتضايق .
سأتحمل ذلك .( نظر اليها نظرة خبيثة وهو مسرور ) اذا اسمعتني الكلمات التي انتظرها لن اكتفي منك بطلب قبلاتي .... اريد سماع كلماتك ولو ادى ذلك لاستخرجها منك قسرا .
لن تفعل .
بل أفعل وانت تعرفين ان ذلك يسرني ياحبيبةقلبي وشروطي تشتد صعوبة كلما تأخرت ....
نظرت عبر النافذة الى السهل الفسيح وقالت في نفسها : كل من ينظر اليها يرى حبها واضحا في عينيها . انه شيء معلوم للجميع حولها ولكنها لا تعرف كيف تعبر عنه بالكلمات . ومع ذلك يجب ان تفعل اكراما له .
ارتاحي وتشجعي , سأساعدك ما استطعت . لا اريد ان اكون متوحشا ولكن الاسوار العالية لا تخيفني او تصدني . اريد ان يعرف كل منا موقفه .
ولكنك لست متوحشا ابدا .
لا ؟
انت تعرف انك لست ....
مر بيده فوق شعرها برقة وقال :
خفت ان تعتقدي ذلك ليلة اضاع كيمون القطعة المعدنية القديمة .
بركليس....!
نعم . ماذا تقصدين ؟
انت تعرف قصدي جيدا .
اعرف ماذا ؟
اشتريت الثوب الذهبي الجديد لهذا السبب.
وانا ايضا دفعت ثمنه للسبب نفسه .
اتسعت حدقتاها مستغربة وقالت :
ولكنك لم تخبرني . اعتقدت انك اعطيتني المال لانني انفقت كل مالي .

الغصن الوحيد
28-12-2009, 12:06
[وانت ايضا قلت انك اشتريته بناء لرغبة اجتاحتك ونزوة تملكتك .
ولكنك كنت لطيفا للغاية .
ربما!
اعتقدت انك تريدني زوجة لك فقط من اجل الاهتمام بالتوأمين . ولكن الثوب هو عنوان ....
هيا تكلمي يامارغو ....افصحي .
كنت راغبة .... وراضية .....
كنت راغبة فقط . وماذا ايضا ؟
لا استطيع ؟
كيف لا تستطيع ان تفصح له عن حبها الذي هو حقيقة ساطعة كالشمس . عليها ان تعترف . عم صمت لفترة طويلة وكان بركليس ينتظر منها المبادرة في الحديث . نظرت اليه تستوحي بعض كلماتها المطلوبة. كان يجلس صامتا يقود سيارته باطمئنان وتعابير وجهه قاسية ووجهه الوسيم يشبه تمثالا اغريقيا معبرا . شعرت بحاجتها للمساته وحنانه ....
السهل الفسيح حولها والماعز تتراكض في طريقها . الماعز كثيرة في بلاد اليونان يراها الانسان في كل مكان وهي رمز البلاد لصلابتها وتحديها . فهي تصعد الطرقات الوعرة دون وجل وتذهب في كل مكان . اجراس صغيرة معلقة في اعناقها ترسل موسيق لا نهاية لها وهي تمشي هنا وهناك تنضم الى القطيع حيث الراعي بانتظارها.
احب الماعز .
هذا تقدم محسوس . نطقت الكلمة بسهولة .
هذا يختلف ...لا تكن قاسيا .
تادواء معك هيا . لن ابقى منتظرا الى الابد . ( رماها بنظرة حانية ).
وانا احبك ايضا .
كحبك للماعز .
ضحكت مارغو على النكتة غير المقصودة وقالت تدافع عن حبها بحماس :
احبك اكثر من اي شيء في الوجود ...
اوقف بركليس سيارته الى جانب الطريق وابتسم ابتسامة راضية وقال :
تحتاجين لمكافأة على جهودك . لقد اعترفت بحبك بجرأة يامارغو . كان ذلك صعبا عليك . اخير ا تكلمت .
انا احبك كثيرا جدا .( عاد احين سكتها يحن يحن من اول الرواية اريد ان اسمع الكلمات ووو ..طيب واحين هي ماهي ساكته...الغصن)
رددت من جديد اعترافها . امسك بركليس بوجهها بين يديه وربت على شعرها ونظر في عينيها نظرة محبة خالصة . احست مارغو ان خفقات قلبها تسرع واشتد لون عينيها اخضرارا .....
راموس شبه فارغة من الناس . والاثار تحت اشعة الشمس المحرقة وبعض العصافير تطير حول الاعمدة المرمرية . الموقع جميل تحيط به الجبال الشاهقة من جهة ويطل على البحر الازرق الصافي من جهة اخرى . هناك بعض اشجار السرو ترخي ظلالا محببة وتغري بالجلوس تحت ظلالها .
اشترى بركليس تذاكر الدخول وامسك بيدها وقادها الى داخل الاثار :
جلبت معي بعض السانويشات وكذلك زجاجات الشراب وعصير الليمون وسألها :
وماذا جلبت معك ايضا .
الخيمة وثياب النوم .
وهل يكفيك هذا الطعام ؟
معي بعض المال واستطيع ان اشتري ما يلزمني .
هل دفعت ثمن تذكرة العودة لداليا؟
بل دفعت والدتك ثمنها من مصروف البيت . لا تلمها انها غلطتي .
هل هي غلطتك فعلا ؟
نظر بركليس بعيدا عنها يحاول ان يفكر . اخيرا فتح موضوع داليا ....
سألته :
لماذا رغبت في اصطحاب داليا معك الى الفسيس ؟
فقط لازعجك !
لماذا ؟
اعتقدت ان ذلك يساعدك على التخلص من وهم اسمه داليا قد تسلط عليك فترة طويلة من حياتك . كانت تسيطر عليك وتستخدمك لاغراضها مما يجعلك تعيسة .... وقد نجحت خطتي وجابهتها لأول مرة في حياتك.

الغصن الوحيد
28-12-2009, 16:53
[انا لا افهم ماذا تقصد !
مارغو . ان كنت لا تتكلمين الان وخلال خمس دقائق كل شيء عن داليا سأعود الى البيت واتركك وشأنك . اخبري القصة بأكملها وبعد ذلك ننساها كلانا . لم تكن داليا تهمني ابدا كما تتوهمين ...
_ولكنها كانت مهمة لي .
خافت ان تنهمر دموعها رغما عنها ولكنها اكملت بسرعة :
_ يوم وصلنا الى لندن رأيتك تنظر اليها بأعجاب وطلبت ان تقبلها .
صوتها حاد ولهجتها عاتبة ونظرات الغيرة القاتلة واضحة في محياها .
_ اعتقدت انها ستسرقني منك !....اليس كذلك ؟
_لا استطيع ان اتركها تنفذ رغباتها . لا احتمل ان تأخذك مني .
_الم يخطر ببالك ان لي رأيي في هذا الموضوع . الم يخطر لك ان حبي هو لك انت وحدك .... لو اردت داليا لتخليت عن فكرة الزواج منك . لقد تزوجت سابقا زواجا لم يكن لي رأيا فيه وهل من الممكن ان اكرر الغلطة مرة ثانية .
كفت مارغو عن البكاء وحدقت فيه كأنها لا تفهم ماقال :
_ ولكنك تزوجت بي ....
نظر اليها نظرة ساخرة وعلق على جملتها قائلا :
_تماما .
_الم تجذبك داليا ؟
_ابدا!
_ ولكنك كنت تسخر منها وانت توهمها انك تهتم بها وربما كنت تسببت في جرحها .
_ غير وارد . ثم لا يهمني ان تتألم قليلا الايكفي مافعلته معك؟
_وماذا يهمك ؟
_بالعكس . جرحك هو جرحي وان اثرت داليا عليك فانت زوجتي الغالية لا احد بجرحك ابدا . انا واثق بان ديفيد لم يكن يعني لك شيئا حتى انه لم يقبلك ...
_ومن اخبرك ؟
_ انت!
_هو لم يكن يهتم بهذه الامور .
_هذا يناسبني . ثم انا افضل ان اعلم زوجتي كيف تتعامل مع الحب . اريدها ان تحبني وتتمسك بي وانت ياحبيبتي الطيبة فعلت ذلك اليوم . لقد تخلصت من داليا واستعنت بجميع افراد العائلة لتنفيذ خطتك .
_كنت اريدها ان ترحل !
_ ليست مفضلة عندي . آسف لا تكلم عن شقيقتك ولكنها فظة ومتعالية .
التقت نظراتهما . قفز قلبها من مكانه واختفت ابتسامتها وعم صمت وشعرت بارتباك قبل ان تقول :
_بركليس .... انا احبك . احبك حبا يوجعني ويؤلمني . ارجو ان تبادلني قليلا من الحب . اعرف انك تريدني ....
احاطها بذراعيه بحنان وقال متمهلا :
_لو كنت اريدك فقط ماكنت لأجعلك زوجتي . ( قال ساخرا عابثا ) كنت تجولين بلاد اليونان وحدك وكنت صيدا سهلا .
_لم اكن كذلك فانا استطيع حماية نفسي .اقصد .....
_افهم قصدك ياحبيبتي . الا تعرفين بعد انني احبك كثيرا وابادلك شعورك نفسه . احببتك ساعة رسمتك والدتي . بدأت اخطط للفوز بحبك قبل كل شيء .
_وهبتك نفسي راضية وتمتعت كثيرا ....
الكلمات حضرتها بسهولة وكانت تتفوه بها بطلا قة واكملت قولها :
_عندما رأيتك لأول مرة احببتك وتمنيت لو تبادلني الحب . كنت وسيما ومغريا .... وربما عرفت شعوري نحوك ساعة قبلتني لاول مرة ...ولكنك اهملتني بعد الزواج .... ويوم حملتني الى غرفتك ..... وغمرتني بسعادة لا توصف ! ( اقول عاد استحي شوي من قبل مستحية والحين خلاص راح الحيا انفلت لسانك يامارغو ..الغصن )
_ولماذا اذن عدت الى غرفتك ؟
_اردت حبك قبل كل شيء .
_كنت تخافين . يوم هددت بحملك الى التلال .
_كنت اخاف الااعرف كيف اجعلك سعيدا . كنت خجولة واحتاج لبعض الوقت لاعتاد عليك .
_حبيبتي مارغو . احبك . احبك ولم احب امرأة كما احببتك . كنت اريدك ان تبادليني حبي وكنت اعرف ان والدتي ستخبرك عن علاقتي بسوزان . لو كانت داليا تعني لي اي شيء لما لحقت بك الى هنا . لقد فرحت كثيرا لتمسكك بي رغم كل شيء . ( قبلها قبلة حانية صادقة ) اريد حبك وقلبك وعقلك .
كلها لك , انا اريد ان ابقى معك . يجمعنا الحب . انت تقود وانا اتبعك . لا استطيع العيش بدونك. لقد ولدت من جديد وانت دنياي .
_مارغو حبيبتي . انت لا تتكلمين بل تنشدين قصائد شعرية .... ( قبلها برقة متناهية وسألها ) هل ستسامحيني لاصراري على سماع كلمات الحب من فمك ؟
_طبعا بركليس . همي في الحياة رضاك . هل توقع على معاهدة السلام الدائم بيننا ؟
_لدي بعض الشروط ....
_كل شروطك مقبولة مسبقا .... لانني احبك .
مالت الشمس الى المغيب وحضر المسؤول عن الموقع الاثري وقال :
_سنقفل الان , يمكنكما الحضور في الصباح .
نظر بركليس الى مارغو وتمتم :
_هل سننام في الخيمة ؟
_طبعا. الا اذا كنت تفضل العودة للبيت ....
_ لا . اريدك لنفسي بعض الوقت . لا اريد والدتي وقصصها الان ولا احتمل التوأمين يخطفان كل اتباهك .
_ولكنني احبهما كثيرا . ابتسامة كيمون تشبه ابتسامتك .
_ياصغيرتي ....ان كان الاولاد هم سعادتك سأتدبر هذا الامر وبأسرع وقت . سننجب اولادا يتمتعون بطيبة قلبك .
_احب ذلك . ولكن علينا اخذ موافقة كيمون وبيغي ايضا .
-لن يمانعا . قلبك الكبير سيتسع للجميع . هيا بنا لنتناول بعض الطعام في ماراثون ثم ننصب الخيمة .
_علي ان ازور نمسيس لأشكرها على السعادة التي غمرتنا بها هذا اليوم .
_وهل تخافين نقمتها ؟
-لا .
صعدت مارغو ووقفت صامتة قرب الاثار . سعادتها كبيرة لأن بركليس اعترف لها بحبه لأول مرة . سحبت عقد الاصداف من جيدها ومددته على الارض قرب الاعمدة وهي تنظر الى بركليس ثم تمتمت بقصيدة حفظتها من يومانيدس :
"طوبى للمنتصرين الذين لا يحملون معهم الشر
طوبى للارض وللسماء ولمياه البحر
صلوا , لتمر الرياح فوق الارض في وضح النهار
لتثمر الارض وتزدهر ويزيد العشب وفرة لترعى الماشية وتكفي سكان العالم للعصور المقبلة ....
ويبقى جوهر الانسان ... سليما من الشوائب .
مشى بركليس اليها وابتسم لها ابتسامة ودية خالصة وقال:
_انت شاعرة يامارغو !


تمت بحمد الله وفضله ...

واخيرا خلصنا ياحلوين ...


اتمنى اني كنت خفيفة عليكم ومهضومة ...

وسامحوني على القصور ..

يعطيكم الف عافية ..

واشكركم على التعليقات الحلوة .....

مجروح لكن محبوب
28-12-2009, 17:53
شكرررررررررررررا على الرواية جميلة جدا

smaher
28-12-2009, 18:10
تسلمى

الرواية تجنن

وبجد تحفة::سعادة::::سعادة::

الغصن الوحيد
28-12-2009, 19:34
تسلمون ياحبايبي هذا من ذوقك الحلو ياحلوين ...


عساكم العافية ...

khadija123
28-12-2009, 19:49
تسلمين يا حبيبتي الرواية حلوى كثييييييييييييييييييييير وتعليقاتك أحلى ::جيد::
أنت إلي لازم تسامحينا على تعبك معانا .
إحنا في إنتظار جديدك.
إلى اللقاء إن شاء الله .

الغصن الوحيد
29-12-2009, 04:48
الله يجزاكم كل الخير ومشكورة حبيبتي خديجة على تشجيعك لي كنت معي من اول بديت اكتب و رغم انها اول تجربة لي بتزيل الرويات الااني استمعت من تفاعلكم معي وهان علي التعب وشجعوتني ان انزل غيرها ..

الله لا يحرمني منكم حبايب مكسات ...

اختكم الغصن الوحيد ...

قاسم2010
29-12-2009, 15:19
من جد الروايه حلوة كثير تسلم اياديك الحلوة ياغصن ابدعتي :d::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::

smaher
29-12-2009, 16:12
حوريتى الجميلة

روايــــــات عبيــــــر الجــــديدة

لــ بينى جوردن

الملخص



سجينة؟...أوه لا. هذا لا يمكنه أن يكون صحيحا.
أي سوء حظ دفعها للرحيل الى بحر ايجه مع صديق كديريك هذا.كان يجب على ليندا أن تحذر منه،كيف أمكنه أن يتركها هكذا بين يدي ليو ستيفانيدز.
لن تستسلم لهذا الرجل الذي كان قد تزوجها من أجل أهدافه الدنيئة.يجب أن تهرب...ولكن الى أين؟والى متى؟.

smaher
29-12-2009, 16:17
الفصل الأول


يجب عليها عاجلا أم آجلا أن تعود الى الفندق وتواجه ديريك تململت ليندا أمام هذه الفكرة،حاليا هي وحدها على الشاطىء،ولكن بقية السواح لن يتأخرو في المجيىء لتعكير صفو هدوئها،الجزيرة صغيرة جدا ولهذا السبب اختاراها،هذا الاطار الهادىء المريح يمنحهما مزيدا من الوقت لتوطيد علاقتهما،هذا ما أعلنه ديريك .
لكن ليندا لم تشك بنواياه الحقيقية...الا أنها لم تكن سادجة.فعلاقتهما لم تكن لتستمر الى الأبد بشكل أفلاطوني.لكنها لم تكن قد منحت ديريك أقل أمل،بأن تصبح عشيقته كم أن المرء يجهل الناس المحيطين به.
حتى ولو كان يقابلهم يوميا...ديريك وهي كانا يعملان معا منذ عامين،وحتى اللآن لطف زميلها كان يدفعها للوثوق به،احتلرامهما المتبادل زاد من محبتهما الصادقة.فقبلت الفتاة بدون خوف أو قلق فكرة السفر لقضاء اجازة معه.
الا أنها كانت قد ارتكبت بموافقتها هذه خطأ كبيرا...
كانت في البداية قد ترددت قليلا عندما اقترح عليها السفر الى اليونان.لكنها في النهاية كتمت مخاوفها وتسائلت لما ترفض زيارة هذا البلد الرائع بسبب قصة قديمة مدفونة الى الأبد؟؟
قررت ليندا العودة الى الفندق،فهبت على قدميها وسارت ببطء،في الطريق توقف شخصان وسلما عليها،كانت هي وديريك قد وصلا مساء أمس فقط،لكن الجميع هنا لاحظوا هذه الفتاة الساحرة بوجهها الجميل وجسدها الرشيق .
لم تكن نظرات الآخرين تزعجها،للحقيقة كانت معتادة عليها ولا تعيرها اهتماما منذ أن كانت تعمل كعارضة أزياء في باريس في أكبر دور أزياء،بدون شك يتمنى السيد رينيه أن تعود للعمل معه،لكنها لم تعد ترغب بذلك.
كان الفندق قديم جدا لكن ادارته ممتازة والخدمة فيه سريعة،ليندا كانت تفضل مكانا أكثر فخامة،لكنها لم تستطع الاعتراض على اختيار ديريك.فهو الذي اهتم بالحجوزات في هذا الفندق المريح في جزيزة ثوس الصغيرة على بحر ايجيه.
تساءلت وهي تطلب مفتاح غرفتها عما يجب أن تفعله.وندمت كثيرا لأنها لم تضع الأمور في نصابها قبل رحيلهما.كان يجب أن توضح الأمر من كل جوانبه،فقبولها للسفر معه لا يعني أي تشجيع للابتعاد أكثر وتغيير نوع علاقتهما.

ليلة أمس فتحت لها عينيها،عندما رفضت عرضه تغيرت ملامحه،وفقد كل أثر للطلف والتهذيب.وأصبح وقحا جدا لدرجة اتهمها بالتظاهر بالطهارة والبراءة.
كان عامل الاستقبال ينضر اليها باعجاب كبير،لكنه أدار وجهه بسرعة عندما التقت نظراته بنظراتها،يبدوا أن الرجال ليسوا متشابهين،فكرت ليندا بمرارة وقد خطرت فكرة في رأسها،لكنها أبعدتها بسرعة كما تفعل في كل مرة تعاودها فيها الدكريات،هناك جرح كبير لم يندمل بعد في قلبها،لكنها تعلمت كيف تحمي نفسها من الألم .
بدفن همها الكبير في أعماق نفسها،كانت تمنع نفسها من التفكير بألمها كي لا تفتح هذا الجرح المؤلم رغم السنوات.
يجب أن تتصل بديريك من الاسعلامات والا فستضطر لساعات طويلة لاقناعه.لقد اتهمها بأن تصرفاتها لا تتناسب مع هذا العصر،حتى إنه سخر من مبادئها الأخلاقية..آه لماذا لم تسمع لتحذيرات صديقتها؟لقد تجاهلت لأنها كانت بحاجة ماسة للإجازة والسفر.
إن مهنتها كمسؤولة عن العلاقات العامة في شركة الإعلانات التي يديرها ديريك كانت توتر أعصابها.ورغم رغبتها في الراحة الا أنها لم تكن تتخيل السفر وحدها أبدا بدون رفقة،المرأة تكون دائما عرضة ملاحقة الرجال،وهذا ما يخلق نوعا من المشاكل المعقدة،وهكذا قبلت ليندا دعوة ديريك لأنه يقدم لها الحماية.
بيد مرتجفة اتصلت بغرفة ديريك،يالهي ماذا يحصل لها؟لا يجب أن تستسلم للذككريات المؤلمة،كل هذا ينتمي الى الماضي،بل يجب عليها ألا تفكر فيه والا ستعيش العذاب من جديد وتصاب بالجنون.
لم يكن ديريك في غرفته،ربما نزل لتناول الفطور؟كان قد تركها مساء أمس باكرا،وإقترح عليها ألا تطيل السهر بعد الرحلة التي قطعاها من مرفأ بيري حيث حصل الخلاف بينهما...
" الآنسة قلقة؟ أهناك شيىء لا يسير على مايرام؟" سألها الموظف بتردد.
" السيد سمبسون لا يجيب..."
" السيد سمبسون رحل هذا الصباح،وأعاد الي مفتاح الغرفة..."
هذا خطأ بالتأكيد،لا بد أن ديريك خرج ليقوم بنزهة صباحية.
" مستحيل " أجابته بهدوء،" لقد وصلنا بالأمس فقط،لابد أنك لم تفهم عليه جيدا"
" لا.حتى أنه أخد الوثائق التي كانت في خزانة أمانات الفندق،وسألني عن موعد انطلاق المركب المتجه الى البيري،وأنزل الخادم حقيبته"
ارتعشت الفتاة من الخوف،لايمكن لديريك أن يتركها هنا بسبب نقاشهما السخيف ولكن ما أدراها؟ لقد كشف لها مساء أمس عن وجه آخر لشخصيته...وأضهر عدم تهذيب.عندما رفضت مشاركته الغرفة،وقال بأنه كان يجب عليها أن تفهم منذ أن وافقت على المجيىء معه الى ثورس،لكن ليندا كانت قد دفعت تكاليف سفرها من نفقتها الخاصة،ولم تكن تشك أبدا بنوياه...هذا يعني أنها مضطرة لقطع اجازتها ،لا ،لايمكن لديريك أن يتركها بدون أي كلمة وداع،ويحمل معه المغلف الموضوع في خزانة الفندق.
شحب وجه ليندا أمام هذه الفكرة،لأنها كانت قد وضعت فيه جواز سفرها وشيكاتها السياحية.
اعتدر الموضف الذي أشفق عليها وعاد بعد دقيقتين برفقة مدير الفندق.
" أنا مدير الفندق ياآنسة،لقد أخبرني ستيفانوس بجزء من مشكلتك بعد رحيل صديقك..."
" اذن هذا صحيح؟؟" سألته وهي تتبعه الى مكتبه.
" أنا حقا آسف،اجلسي يا آنسة أرجوك..."
" ربما ترك لي السيد سمبسون مغلفا لي..."
" أعذريني دقيقة واحدة لأتأكد" أجابها المدير بكل لطف وتهذيب،لكنه عندما عاد فقدت الفتاة آخر أمل لها.وفهمت صعوبة موقفها،انها في بلاد غريب،بدون مال ولاجواز سفر،لماذا لم تحتفظ بالوثائق معها؟في حقيبتها؟ أي غباء دفعها لتركهها مع ديريكولكن كيف كانت ستتنبأ بتطورات الأحداث؟
أخفضت نظرها على يدها ولمحت مكان خاتم الزواج الذي ترك أثرا في أصبعها...وتدكرت التجربة الصعبة التي مرت بها،كم تعذبت في اليوم الذي خلعت فيه هذا الخاتم،رمز اتحاد القلوب والأجساد.كانت نظرتها حول الحب قد تلقت صدمة عنيفة... وأقسمت بعدها ألا تمنح ثقتها لأي رجل آخر.ماذا ستفعل الآن؟حافظة نقودها تحوي بالكاد عشرة جنيهات..نحو من تلتفت؟حاليا لايمكنها سوى أن تثق بهذا المدير.فشرحت له كل الموقف دون أن تشير الى سبب رحيل ديريك المفاجىء.
" السيد سمبسون ليس خطيبك؟"
" انه صديق فقط..هذا على الأقل ما كنت أعتقد."
" صديق سيىء هو أكثر خطرا من ألف عدد،ولكن بما أنه من المستحيل عليك مغادرة ثيوس بدون جواز سفر،لن تتمكني أيضا من مغادرة اليونان بدون أوراق رسمية،ساتصل بأثينا بمدير سلسلة الفنادق هذه،بانتظار ذلك،أقترح عليك أن تملأي هذه الأوراق من أجل الجهات الرسمية."
ثم طرح عليها سؤال مفصلا،طلب منها الاجابة على بعض المعلوملت كانت ليندا تعرف العقلية اليونانية،فامتنعت عن التعليق،وبدأ بالكتابة.
ولكن عندما وصلت الى الوضع العائلي تنهدت وكتبت منفصلة،ثم ثنت الورقة وأعادتها بسرعة الى المدير.
سارت مسافة طويلة حتى الخليج الصغير،وهناك جلست على الرمال ةاستندت رأسها على ساقيها المثنيتين.
بلمح بصر عادت اليها كل الذكريات التي كانت تلاحقها منذ عامين في رأسها وتغرقها في اليأس والمرارة.
لم يكن يجب عليها أبدا العودة الى اليونان،كيف تقاوم كل هذا السيل من الذكريات المؤلمة؟
بالتأكيد ثوس ليس رودوس،وديريك لا يشبه ليو،ولكن عندما حاول تقبيلها مساء أمس دكرها بآخر مشهد من خلافها مع ليو يوم حاول استغلالها، وكان قد اتهمها بـ...
ارتعشت بقوة رغم حرارة شمس الظهيرة.
كانت في العشرين من عمرها عندما التقت بليو ستيفانيدس.لم يكن قد مضى على عملها كعارضة سوى ثلاثة أشهر.لكنها كانت تعيش بتحفض وفضيلة وتقيم مع عائلة صديقة للسيد رينيه صاحب دار الأزياء.هذه العائلة كانت تعاملها كابنة وتصطحبها معها في كل الاجازات.
حتى مجيىء ليو.كانت حياتها هادئة لكن كل شيىء تغير عندما التقت به.بأي غباء ولا وعي سهلت له خططه.
طلبه منها الزواج جعلها تجن من الفرح.وكان والداها قد جاءا من انجلترا لحضور حفل زفافها الكبيرة. في أكبر الفنادق.لأن ليون كان غنيا يعمل في التجارة البحرية.
وعندما نصحتها والدتها بالتروي والتفكير،تجاهلت ليندا نصائحها،فهي تحب ليو وهو يعبدها،فلماذا الانتظار؟
كم كانت غبية وسادجة،لم تفكر بشيىء،ولم تطرح على ليو أي سؤال،لكنها لم تكن تجهل عادات بلده الأم.حيث العائلات تهتم عادة بزواج أبنائهم منذ صغرهم.لم يكن شيىء من الحقيقة قد خطر ببال ليندا،كان حبها يعميها تماما،ومبادلته الحب لها كانت تبدو لها أشبه بالمعجزة،كيف يمكن لرجل مميز مثله أن يعيش حياة مثيرة أن يهتم بفتاة صغيرة بسيطة مثلها عديمة الخبرة؟
كان قد سحرها،فكيف كانت ستشك به؟كانت تعتبره كالاه،قبلاته كانت تجعلها تنهار وتثير في نفسها ارتباكا ورغبة عنيفين.

smaher
29-12-2009, 16:23
الفصل الثاني


لم تكن قد عرفت من قبل انفعالات كهذه،عاصفة مشاعرها كانت ترميها في تيار حقيقي وإعصار الإثارة كان يحملها الى مصير لم تكن تتوقعه.
شهر عسلهما تخطى كل آمالها،عرف ليو كيف يوقض عواطفها ويكشف لها عن لذة لم تكن تعرف بوجودها حتى الآن.
لمساته كانت تجعلها تذوب من السعادة،وترميها في لذة غريبة.ولا مرة واحدة خلال الشهرالذي قضياه في ايطاليا،شكت في حبه لها،كانت مقتنعة أنها تحتل المكان الأول في حياته،ألم تكن زوجته،وإمرأته الشرعية.؟
كم دفعت غاليا ثمن أخطائها فيما بعد.
كانت ليندا فتاة جميلة جدا،لايمكن لرجل أن لا يتأثر بجمالها،خصوصا في اليونان حيث الشعر الأشقر يجذب أنظار الرجال.
"حوريتي" هكذا كان يناديها ليو عندما كان يداعب شعرها ،لسداجتها كانت تصدق اطراءاته،دون أن تشك بالحقيقة الفظيعة التي تختفي خلف المظاهر،حتى الآن لايمكنها مواجهة الواقع،لم تكن قد كلمت أحد عن انفصالها عن ليو،هذا السر المؤلم لايزال ملتصق بأعماق قلبها،وسيبقى حتى آخر يوم من حياتها.
في طريق عودتها الى الفندق،حاولت ليندا أن تطرد كل هذه الذكريات الثقيلة من رأسها،حاليا،هناك مشاكل طارئة أخرى تنتظر منها حلا،ابتسامة المدير طمئنتها عندما استقبلها ودعاها الى مكتبه.
" لحسن الحظ تمكنت من الاتصال برجل واسع النفوذ" قال لها المدير.
" لقد وعدني بأن يبذل كل ما في وسعه ليحل مشكلتك بأسرع ما يمكن،ارتاحي وتمتعي باجازتك ما ان تصلني أخبار مفصلة سأتصل بك لأعلمك بها"
عبرت له ليندا عن امتنانها وصعدت الى غرفتها،لحسن الحظ كانت قد دفعت حساب اقامتها في ثوس لمدة أسبوعين، تمددت طويلا في سريرها، ثم نزلت وقت العشاء،والتقت في المطعم برجل مسن وزوجته كانا معها بنفس الرحلة.
" أحب كثيرا الحياة في جزر اليونان البعيدة عن ضجيج المدن الصاخبة " قال السيد ريتشارد ايفنز.
" كم أحسد هؤلاء اليونانين أصحاب المليارات الذين يتمتعون بشراء جزرهم الخاصة"
وافقته ليندا بدون حماس،واستمتعت لحديثه عن رحلاته حول العالم،مضت السهرة بسرعة،وعندما طلبها المدير الى مكتبه،كانت قد نسيت تقريبا فقدانها لزواج سفرها وشيكاتها.
" كل شيىء يسير على مايرام " قال المدير" ستنتظرك طائرة مروحية تقلك الى أثينا حيث..."
" أثينا؟" سالته الفتاة بدهول " ولكن..."
" هذا ضروري يا أنسة لايجب أن تستخفي بهذه المسألة،سرقة أوراقك الثبوتية يحتاج لإجراءات..".
بدون شك هو على حق،فاذعنت ليندا واستمعت الى كلامه.
" ستمضين الليل في أحد فنادقنا بأثينا،وفي الصباح يمكنك الذهاب الى الجهات الرسمية للقيام بالإجراءات الضرورية.."
شكرته ليندا بأدب وأعتدرت لأنها تسبب له بكل هذا الإزعاج.
" هيا أعدي حقائبك وسأرافقك فيما بعد الى الهيليوكوبتر.."
رغم خوفها من ركوب الطائرة المروحية،كانت ليندا سعيدة لأنها ستعود بسرعة الى ثيوس بعد أن تحل مشكلتها،هكدا ستتمكن من متابعة اجازتها في هذه الجزيرة الهادئة.
أقلعت الهيليوكبتر على الفور،وارتفعت فةق الخليج حيث مراكب الصيد تستعد للابحار،ثم طارت الهيليوكوبتر على عدة جزر تلمع فوقها انوار المنازل وسط الظلام.عندما بدأت الطائرة بالانخفاض،بحتث ليندا عن أنوار المدينة ودهشت لأنها لم تر شيئا سوى بروجيكتور كبير أعماها بينما كانو يقتربون من الأرض.
انهم ليسو في أثينا،أدركت ليندا ذلك وهم يحطون،التفتت نحو الكابتن تسأله،لكنه كان قد قفز الى الأرض،سمعت من بعيد صوت رجال يتكلمون باليونانية،اضطربت الفتاة وحاولت الهرب في الظلام،لكن يدا أمسكتها بقوة.
" أتبعيني أنسة"
كان الأمر صارما،ولم يتسع الوقت لها كي تطرح أي سؤال،لأن أحدهم دفعها الى ممر ضيق يؤدي الى تل صغير،عندما التفتت الى الخلف كانت الطائرة تستعد للاقلاع من جديد.
" ماذا يجري..؟" سألت بصوت مرتجف من الرعب.
لكن الرجل لم يجبها وأكتفى بالاسراع بالخطى. الطريق كان يؤدي الى منزل واسع مضاءة شرفته الأمامية ويطل على حوض سباحة وحديقة.هذا المنزل يبدو مهجورا،فانتاب الفتاة ذعر شديد.
" أين أنا؟لما تصطحبني الى هنا"
فجأة تقدم رجل طويل للقائهما.فتركها خاطفها لكن ليندا ظلت مسمرة مكانها من الخوف. الضوء القوي أعماها،فلم تتمكن تمييز ملامح الرجل الذي يقترب.
بعد وقت بدى لها طويلا،أجابها صوت هادىء:
" أنت في أيوس،جزيرة الفجر،ولست بحاجة لأن أشرح لك اسباب مجيئك الى هنا"
وحدها معه الآن،أصيبت بذهول تام وكأنها تلقت ضربة قاضية على رأسها،كعادته تماما،كان ليو قد تدبر أمره ونجح في الامساك بالموقف بيده.

كل اخراجه هذا يدل على تصميمه على سحقها بكل قوته،لكن الفتاة الخجولة الساذجة التي تزوجها في الماضي لم يعد لها وجود،لن يخدع بنفس السهولة المرأة الناضجة الواعية التي حلت مكان زوجته.
ملامحه لم تتغير وكأنها منقوشة في الحجر لاتزول مع الزمن.ليو كان جميلا جدا.لكنه الآن الرجل القاسي العدائي الذي تهابه. لقد غير تسريحة شعره.ارتعشت بدون وعي عندما تدكرت ملمسه الحريري تحت أصابعها.
رموشه السوداء تتناسب مع بريق عينيه الرماديتين اللتين ورثهما عن جدته الانكليزية.
استعادت ادراكها شيئا فشيئا فرفعت حاجباها متسائلة:
" لا،ليو،لا أفهم لما خطفتني وجئت بي الى هنا"
قالت بجهد محاولة اخفاء غضبها.تجربتها السابقة علمتها اخفاء مشاعرها.الآن لا يستطيع ليو الوصول اليها.الحب الذي ضنت أنها تكنه لهذا الرجل مات ودفن مع أحلام المراهقة.لقد أحبت رجلا خياليا لاوجود له.أخترعت مثاليا لا علاقة له بالواقع.
الا انه.أخضع هذه الفتاة الصغيرة السادجة لبعض التغيرات.كان قد انتصر على كل الحواجز وتغلب على كل دفاعاتها وحرر في ذاخلها القوى الخفية للطبيعة البشرية.
لقد نجح في جرها الى فخه لإرضاء مصالحه الأنانية فقط.
" تريد الطلاق" سألته بسخرية."عزيزي ليو أنا موافقة.ولكن لم يكن من الضروري حبك كل هذا السيناريو.."
" أنت مخطئة ليندا لم أكن لأبدل كل هذا العناء لو كنت أريد فقط الطلاق"
ارتعشت الفتاة أمام صوته القاسي الذي يحمل الكثير من التهديد..الوضع خطير..يجب عليها أن تبعده عنها ولا تسمح له باخافتها.
" ماذا تريد؟"
" أريدك أنت ليندا" أجاب بصوت هامس،ففكرت أولا أنها لم تفهم.
" اريد استعادتك لأنك زوجتي،اليونانيون متمسكون بشرفهم،كان هروبك مشينا،وقصاصا لك سأجبرك على أن تستعيدي الى جانبي دور الزوجة المطيعة.انتقامي شرعي لأنك وجهت لي ضربة قوية"
شحب لون ليندا وتراجعت للخلف،لكن قبضة ليو الفولاذية انكمشت على ذراعها،وبمزيد من الغضب جذبها اليه.
" أيتها المزعجة كنت تعرفين نقط ضعفي وضربت لي الوتر الحساس،ستدفعين الثمن ياليندا،اليوناني لا يغفر لمن أهانه"
" لن أعود للعيش معك"قالت بضعف "أبدا"
" أوه بلى" صرخ بحدة:" وليس فقط هذا،ستمنحينني ولدا بدل ذلك الذي قضيتي عليه"
صرخت ليندا معترضة بخوف وبدا لها أن ظلمات من القلق تغمرها لتخنقها وشعرت بأنها تتدحر الى أسفل الجحيم." السيدة متعبة لايجب ازعاجها"
احتاجت ليندا لدقائق طويلة كي تتعرف على هذا الصوت،لكنها استعادت وعيها عندما تبددت آخر الظلمات من أمام نظرها :
جلست على سريرها الواسع لتتفحص المكان.ليو...
أغمضت عينيها عندما تدكرت ماحصل من نقاش بينهما بالأمس.وعندما فتحتهما وجدت مدبرة المنزل أمامها.
" أمرنا السيد بألا نزعج راحتك سيدتي،لابد أن ضجيج هذه الخادمة أيقظك.." قالت السيدة وهي تلتفت نحو الخادمة التي تحمل صينية الطعام.
"لا...لابأس" قالت ليندا "ضعي الصينية جانبا شكرا لك" ثم نهضت من فراشها ووقفت أمام النافدة علها تنسى ملامح وجه ليو القاسية وهو يتكلم عن خسارة طفلهما قبل أن يرى النور،كيف تجرأ على اتهامها؟ألايزال يعتقد أنها السبب؟ولماذا هذا التغيير المفاجىء؟
" ليندا؟"
التفتت ليندا نحو الباب وقد فاجأها بدخوله.لماذا تشعر بالشفافية أمامه قميص نومها الشفاف ونظرات الرعب في عينيها تتناقض مع بدلة رجل الأعمال التي يرتديها ليو.
كان شعره لايزال رطبا بعد حمامه الصباحي.وهذا التفصيل البسيط جعلها ترتعش من الذكريات.تذكرت عناقهما وضحكاتهما،أرعبتها ردة فعلها وأضعفتها فتوسلت اليه بصوت مرتجف:
" ليو دعني أرحل لايمكنك أن تسجنني هنا للأبد.أي هدف تسعى اليه؟أنا لا أفهم موقفك"

smaher
29-12-2009, 16:31
الفصل الثالث


" حقا؟مع أنك ذكية أعتقد أنني شرحت لك نواباب بوضوح مساء أمس
ثم نضر نحو السرير الخالي وضحك بسخرية " منحتك فتلرة راحة هذه الليلة ليندا لآنني أريد لأن أمتلكك كليا جسدا وروحا ستهبينني نفسك بملىء ارادتك،سترين لن تهربي مني عن طريق الاغماء كل مرة،هذه الخدع قديمة،توقفي عن لعب دور البطلة في العصور الوسطى"
" أنت أبدا لن تفرض علي ارادتك" قالت ملتعثمة
لكنها كانت تعلم أن الوضع يبدو بدون مخرج،طالما أنه يحتجوها سجينة في هذه الجزيرة،لكنه لن يجرؤ على...
" لايمكنك القيام بشىء مماثل،عمل كهذا يعاقب عليه القانون" اعترضت بحدة
" أليس من واجب الزوجة القيام بواجباتها الزوجية؟"
سألها بصوت حاد...عذب..
" الكثير من مواطني يعتبروني ضعيفا،متسامحا،لقد أهنتني أمام كل أصدقائي عندما هربت وتسببت بفضيحة.تصوري الضربة التي وجهتها لشرفي وسمعتي كرجل قوي محترم،أنا سيد الجزيرة أيوس الوحيد،ليندا،لن تهلربي مني أبدا،لقد سلمتي نفسك لي عندما قررت قضاء الاجازة في ايوس،كنت أبحث منذ مدة طويليلة عن وسيلة لجذبك الى اليونان،لكنك حقا سهلت ألأمور علي"
تولد شك مفاجئ في فكرها
" أنت لم..."
" لم أشتر صديقك؟" قال ضاحكا
" أنت تستخفين كثيرا بالطبيعة البشرية،على كل حال لقد دفعت مبلغا زهيدا لأريح ضمير ذلك الرجل،أتمنى ألا تفتقديه كثيرا،أهو عشيقك الوحيد؟؟
كادت ليندا تعترف له بالحقيقة،لكنها اقتنعت في اللحظة الأخيرة،من الأفضل أن تترك الشك يتلاعب به وأن لاتدافع عن شرفها،ولم تكن للحقيقة قد أقامت أي علاقة جنسية منذ انفصالها عنه،لكن خدعة ليو الجريئة لاحضارها الى أيوس أفقدتها القدرة على الكلاك.

" بالطبع كان بامكاني أن أخطفك من انكلترا،ولكن...كان من الأفظل أن أتصرف هكذا،على كل حال،عاجلا أم آجلا،كنت سأصل الى هذفي،كان يجب علي أن أغسل شرفي.في اليونان.يحق للزوج المخدوع أن يطالب باستعادة زوجته واعادتها الى رشدها"
" ماذا يجب أن أفعل؟أن أقاوم أمام الناس؟لن تحصل على شىء مني.ليو.سأرحل من جديد وبأية وسيلة ممكنة وبأقرب فرصة،واذا احتفضت بي سجينة في أيوس،لن يصدق أحد بأننا تصالحنا" ثم رفعت رأسها بتحد وأضافت:
" ل أستسلم لك ياليو،مجرد فكرة ملامستك تشعلرني بالاشمئزاز،كيف تجرؤ أيضا على أن تأمل في الحصول على طفل مني؟لهذا،يجب عليك أن تغتصبني..أتسمعني.؟لأنك لن تتمكن أبدا من الحصول علي بارادتي"
للحظة بدا وكأنه على وشك أن يضربها،ولكن يده سقطت من جديد،تفاجأت بتقلص ملامحه وظلت مذهولة تحت الصدمة،بينما يده تشد على ذراعها،وتصاعدت ذكريات قديمة كثيرة على سطح ذاكرتها.
" لقد وضعك الخدم في السرير ليلة أمس،بعد اغمائك،وهم لايعرفون شيسا عن علاقتنا،يعرفون فقط أننا اجتمعنا بعد فراق طويل،من الآن فصاعدا،وابتداءا من هذا اليوم،سنتقاسم هذه الغرفة،ستستعيدين حريتك يوم تنجبين لي طفلا،على كل حال لن تنفعك محاولات الهرب لدي جواز سفرك ليندا،بدونه لن تتمكني منمغادرة أثينا،أنا أحجزك هنا"
"وماريزا؟؟" صرخت غاضبة
" أي مكان تشغله في خطتك الجديدة؟أليس لها كلمتها؟فكرة أبوتك القادمة لن تعجبها حتما...لقد قَتلت طفلنا الأول،أنسيت ذلك؟
هذه المرة وجه لها صفعة قوية،فانهارت ليندا وجحظت عيناها من الدهشة،بينما احمر وجه ليو وقال مهددا
" أمنعك من تكرار مثل هذا الكلام،هل سمعت؟أبدا ماريزا..."
لم ينه كلامه،لأن الباب فتح في هذه اللحظة،وذخلت فتاة يونانية الى الغرفة،قست نظراتها على الفور عندما رأت ليندا.
" ماذا تفعل هي هنا؟" سألته الدخيلة بغضب وحدة.
" ليو أنت..."
قبل 3سنوات عندما كلمها ليو عن ابنة عمته التي في وصايته،تخيلت ليندا أنها فتاة مراهقةخجولة هادئة يمكنها أن تعقد معها صداقة حميمية،كانت مستعدة لمعاملتها كأخت صغيرة،ولكن ماريزا رمت عرض الحائط بمحبتها لم تكن ترغب بوجود ليندا،فقط كانت تريد منها أن تؤمن تغطية واحترام لانقاذ الظواهر أمام عيون الناس.
دون أن تشعر،وصعت ليندا يديها على بطنها وكأنها تحاول حماية نفسها.ردة فعلها هذه لم تغب عن ماريزا التي انفجرت غاضبة:
" ماذي تفعله هي هنا؟
شدت ذراعا ليو حول الفتاة التي تحاول الهرب.وداعبت أنفاسه الحارة شعرها،فأدارت وجهها بسرعة،يبدو أن ماريزا كانت تجهل وصولها الى أيوس،بدون شك أراد قريبها أن يحافظ على سمعتها وشرفها.الا أن ابنة العمة لاتهمها الشائعات،ولا ترى أي مانع لاخفاء علاقتها بليو,أما هو،فيحترم النقاليد أكثر منها ويحافظ على كرامته بين الناس،ولهذا السبب وحده قرر الزواج من فتاة بسيطة مطيعة،ساذجة لدرجة أن لا تدرك حقيقة الوضع،لكن ماريزا وبسبب غيرتها الكبيرة،اعترفت لليندا بكل شئ...
" وجودها ضروري..." أكد ليو بحزم
حتى ماريزا المشتعلة بالغضب لم تجرؤ على مناقشته
عندما رأتها ليندا تختنق من الغضب تسائلت اذا كان ليو يحاول معاقبتها على شئ فعلته...لكنه زاد من شكوكها عندما رفع وجهها بيده وسألها بصوت لطيف:
" أليس كذلك ليندا؟؟؟ثم لامس فمه فمها برقة واثارة،فحاولت ليندا مقاومته بيأس،لكن بريق عينيها وانفعالها خاناها،أدرك ليو ارتباكها،وضمها اليه أكثر ليقبلها.
الجو الثقيل المحمل بالتيارات ذكر ليندا بلقائهما الأول عندما كانت تعرض ثوب سهرة في عرض أزياء يقيمه السيد رينيه،فجأة لمحت ليو في الصالة وسحرها من النظرة الأولى.
اهتز كيان الفتاة وكأنه لمسها،طوال سنتس الفراق هذه.كانت تعتقد بأنها لم تعد تهتم باثارات الجسد ولكنها الآن تكتشف من جديد لاية درجة هي رقيقة وشفافة،يد ليو عند أسفل ضهرها توقظ رغبة غريبة في أعماق نفسها،فارتعشت رغما عنها
جف حلقها،فأغمضت عينيها،عندما فتحتهما،كان ليو يراقبها وكأنه يتمتع بفريسته،للحظة،اعتقدت أنه سيقبلها،فرطبت شفتيها الجافتين من الخوف وهزتها ارتعاشة عندما أبعد خصلة شعر عن وجهها.
ألا يزال يذكر صباحات شعر عسلهما المشرقة؟؟كان يوقظها كل صباحبهدوءبهدوء مداعبا وجهها بقبلات حنان.كانت ليندا تفيض بالسعادة وتضمه اليها وتداعب شعره الأسود.أية سعادة عاشتها وعرفتها معه...؟؟ولكنه من الأفظل أن تنسى تلك الفترة السعيدة...كانت أحلامها قد تحطمت الى الأبد..وبوقت قصير بعد أن فهمت الدور الذي تلعبه ماريزا في حياة ليو.
صفقة الباب أعادتها الى الواقع،خرجت ماريزا وتركتهما وحدهما،كان ليو يدرك اضطراب ليندا،فتركها ونظر اليها بسخرية
" أنت لاتوالين زوجتي أمام القانون،ويجب أن تكوني مطيعة جدا"
" لماتطلب مني المشتحيل يا ليو؟أنا لا أفهم رغبتك المفاجئة بانجاب طفل..."
" هذه رغبة طبيعية وشرعية..كل الرجال يتمنون انجاب الأولاد،انها تقريبا طريقة للاستمرارية من خلال الآخرين.أنا رجل غني جدا،وسيكون من المؤسف أن أترك ثروتي بدون وريث..."قطع حذيثه طرقات على الباب،ودخل رجل يبدو أنه سكرتير ليو الخاصوأخبره بأن مكالمة هاتفية تنتظره من نيويورك
" لاتحاولي الهرب" حذرها ليو قبل أن يخرج.
على كل حال لن تتمكني من مغادرة الجزيرة الاسباحة،وبدون زواج سفر،هذا لن يفيدك" دخلت ليندا غرفة الحمام الواسعة لتأخد دوسا منعشا،مدت يدها لتلتقض المنشفة فوقع نظرها على صورة جسدها في المرآة الكبيلارة.
كانت أصابعه قد تركت أثرا أحمرا على ذراعها،ليو..حتى الآن،لالا يمكنها رؤية الموقف بوضوح،انها سجينة ليو على جزيرة أيوس،،كان باب الحمام قد بقي مفتوحا،فوقع نضرها على السرير الكبير،لقد كلمها ليو بكل حزم عن رغبته بمشاركتها الفراش،ارتعشت الفتاة وهي تتذكر انفعالاتها بين ذراعيه منذ قليل.
كان يجب أن تكره هذا الرجل،ولكن موقفها امامه يخيفها،لم تتمكن بين ذراعيه من أن تمنع نفسها عن الاحساس بالرغبة الجسدية.
الامرأة لاتنسى حبيبها وعشيقها الأول،هذه الجملة التي قرأتها مرة في أحد الروايات عادت الى ذاكرتها،كم هذا صحيح لمسة واحدة من ليو كانت كافية لاغراقها من جديد في انفعالات غابرة
ارتدت ملابسها وهي تحاول أن تتعقل،ستنجح في التغلب على ضعفها،يقوة ارادتها،ألم يسبق لها أن تخطت صعوبات كبيرة خلال العامين الماضيين؟لكن الاصرار لم يكن يتطلب جهذا خاصا،عندما تنعدم الاغراءات،أجابها صوت ذاخلي،تجاهلت ليندا هذا التحذير وقررت المواجهة على كل حال،حبها لليو مات،ومشاعرها هذه هي فقط نتيجة لقائهما المفاجئ.

:):):):):)

smaher
29-12-2009, 21:22
الفصل الرابع

من جديد تدكرت اتهاماته وملامح التهديد على وجهه،كيف تجرأ على اتهامها بموت ابنهما؟ بدون شك هذا مثال آخر على فسقه وفساده،فالرجل الذي يعاشر قريبته ثم يتزوج من امرأة اخرى لينقذ الذزاهر ويحافظ على احترام الآخرين له،هو بدون شك قادر على كل شئ....
كانت ليندا قد لاحظت الألم في صوته تكلم عن خسارة ابنهما،ماريزا هي المسؤولة الوحيدة عن هذا الحاذث المؤسف لكن ليو يرفض دائما قبول الحقيقة
خلال الأشهر الاولى من زواجهما عندما كانت ليندا لاتزال تجهل حقيقة علاقة هذين القريبين كانت تحاول ان تفهم كيف يمكن لرجل قوي ذكي كليو أن ينخذع بأكاذيب ماريزا العديدة
أوه كم كانت تبدو أكاديبها بريئة وبدون أهمية،لكنها كانت تعمل لجرح ليندا وتعيير صورتها في عيني زوجها،فيما بعد بلتأكيد فهمت ليندا هذه الخطة وأبعادها:الغيرة العمياء كانت تلتهم قلب ماريزا أمام اهتمام ليو بمنافستها.
ذمع ذلك كانت ليندا تعرف أن الصلات العائلية مقدسة في اليونان،كان ليو قد قام بالتضحية عندما حمل على عاتقه مسؤولية ابنة عمته بعد وفاة والديها،في سن الثانية والعسرين كان يجب على ماريزا أن تكون قد كونت حياتها الخاصة،لأن الفتيات هنا يتزوجن في سن مبكر،الا أنها لم تقبل بالزواج من أحد،هي نفسها أخبرت ليندا بذلك في اليوم الذي أعترفت لها فيه بعلاقتها مع ليو والتي تعود لعدة سنوات ماضية.
" ليندا"
انتفضت عند سماع صوته واحست بالم يمزق قلبها،كان قد أرتدى بنطلونا أسود و قميصا قطنيا ذكراها بالاسابيع القليلة التي عاشتها معه بسعادة في بداية زواجهما قبل أن تكتشف الوجه الآخر لليو.
كانت في تلك الفترة أن تخيب أمل الرجل الخبير بأمور النساء,
كانت تخشى أن لاتكون برائتها ومبادءها بمستوى مشاركته الحياه...كل مرة كانت تعبر فيها عن شكوكها كان ليو يخنق هذه الشكوك على شفتيها بقبلات مجنونة.وسطمئنها بصوته المثير،كان يحبها أكثر من أي شئ في هذا العالم،هذا ماكان يردده دوما،لكنه صمنيا كان يستثني ماريزا...
" ماذا تريد مني،ليو؟" سألته بحدة لكنها ندمت على الفور لأن الغصب اشتعل في عيني زوجها انه دائما حازم وحتى في أيام معرفتهما به الأولى كان يغضب أحيانا
عندما ليندا على سبيل المثال كانت ترددت في الموافقة على طلبه الزواج منها،كان قد قضى على اعتراضها بكل استبداد وتسلط،كانت هي تفضل الانتضار كي تتعرف عليه أكثر،لكنه علرف كيف يقنعها بقوة شخصيته،كان واثقا جدا من نفسه وسحره،فلم تستطع أن ترفض له طلبا...لابد أنه ضحك عليها كثيراً.
طوال هذين العامين وهي تحاول نسيان تلك المرحلة من حياتها،لكنها الآن مضطرة للغرق من جديد في الماضي طالما أن ليو ظهر مرة أخرى في وجودها.
أية لعبة سهلة لعب معها،ليندا كانت تكن له اعجابا لاحدود له،ولم تخف عنه مشاعرها أبدا،لكنه لم يكن قد استغل سذاجتها كما فعل مع ماريزا من قبل.ربما كان من الآفظل أن يفعل ذلك،لأن نسيان مغامرة عابرة أسهل من نسيان الزواج....
" توقفي عن طرح هظا السؤال باستمرار،ليندا،أنت تعرفين الجواب،الآن أريد طفلا"
" وماريزا؟؟هل كلمتها عن هذه الزوة المفاجئة؟أنا لا أجهل شيئا عن مشاعركما اتجاه بعضكما،ليو.ما هي مشاريعك؟أتنوي الطلاق بعد ولادة ابنك"
تجاهل سؤالها وغير الموضوع فجأة:
" سأصطحبك في زيارة للفيلا،كان يجب أن أذهب الى أثينا هذا الصباح لكنني نجحت بالغاء موعد العمل هذا.زبوني أضهر تفهما عندما أخبرته بلقائنا المثير..."
تجاهلت ليندا كلامه وتجنبت النضر اليه بينما أضاف:
" سنقيم قريبا عدة استقبالات،ويجب عليك أن تكوني على مستوى مايطلبه منك دزر سيدة المنزل"
"هل ستقوم بمثل هذه المجازفة؟أنا لم اعد طفلة ساذجة سهلة،ليو.لقد زلى ذلك العهد.لقد أصبحت راشدة و تحررت من كل نفوذك،ربما ستنجح في حبسي على جزيرتك رغم ارادتي،لكنك لن لن تمنعنعني من اخفاء الحقيقة عن أصدقاءك،لن أقع في أخطائي القديمة،سبق لك أن استغليتني بطريقة قذرة : لن تفعل من جديد"
" أرو لهم ماتريدين اذا كان هذا يرضيك" أجابها بسخرية،لن يستمعوا لك أبدا،في اليونان النساء تنتمين الى أزواجهن ويجب عليهن الخضوع لارادتهم.الجميع سيسخرون منك ،ليندا،لوتجرأت على الشكوى،بالمقابل،سيهنئونني لاقتصاصي من زوجة عاصية.سيجدونني متسامحا جدا لأنهم عادة لايترددون في صرب نسائهم عقابا لهن"
لاحظ ارتعاشها فأضاف ضاحكا: " أوه لاتقلقي،لن أستعمل العنف معك،هذا النوع من الأساليب لايستهويني"
" أتجرؤ على مثل هذا الادعاء؟؟" انفجرت غاضبة.
"أليس هذا نوع من العنف،ان تفرض على رغم ارادتي ان أحمل طفلا؟"
" لم تكوني تتكلمين هكذا في الماضي ..." قال بعد أن تأملها قليلا
" كنت تقبلين ارادتي وتخضعين لي على الفور...هل نسيت ليالينا الحارة؟" سألها وهو يداعب راحة يدها.
" اذاً؟ أنت لا تجبي؟؟"
حاولت البحث عن الكلمات لكي ترد سخريته،لكنه لم يترك لها مجلا لأنه ضمها اليه


"ليو" صرخت بسرعة لكن اعتراضاتها ماتت بسرعة على شفتيها
" أترين؟لست بحاجة لارغامك بالعنف" همس بسخرية امام اذنها
" كفى" أمرته وهي تنتفض لتستعيد وعيها
رفعت يديها لتدفعه لكن ليو امسكها بحزم بين ذراعيه،أي رجل منافق هو لكنها لم تجرؤ على النظر اليه كيف يمكنه ان يتصرف هكذا بينما هو يحب امرأة أخرى؟أيفكر بماريزا في مثل هذه اللحظات؟"
" لا ليو" قالت باشمئزاز " سأقترح نفسي كثيرا اذا استسلمت لهفوتك هذه انت لاتزال قادرا على ارباكي بانفعالات عنيفة انا لا أنكر ذلك..."
" لكنك تكرهين نفسك لأنك تشعرين بهذه الانفعالات أليس كذلك؟" سألها بسخرية " ماذا حصل للفتاة التي تزوجتها ليندا؟تلك التي كانت تهيني نفسها بدون تحفض بكل حب وفرح؟"
" لم تعد موجودة" قالت بحزم
" حقا؟" وسحق شفتيها بشفتيه بدون اية رحمة محاولا اثارة مشاعرها لم يسبق لليندا ان تلقت مثل هذه الاهانة عن طريق القبل.
هذه القبلة ليست لمنحها اللذة بل للاقتصاص منها وتعذيبها،وفرض رجولته ونفوذه عليها.
" أنصحك بان لا تستفزينني.. قال وهو يتركها فجأة
" الآن،اتريدين زيارة الفيلا أم تفضلين البقاء هنا ...في غرفتنا؟"
تبعته بصمت وهي تخفي عنه شفتيها المتورمتين زارا معا الفيلا الكبيرة المجهزة بكل وسائل الراحة الحديثة
كما انها مزودة بمولد كهربائي وجهاز مراقبة لحماية الجزيرة من اللصوص.فهمت ليندا ان ليو كان يقصد من خلال هذه الجولة ان يريها استحالة امكانية الهرب...
فوسائل الامان هذه ستحبط أقل محاولة تقوم بها...
وسيلة هربها الوحيدة هي الهيلكوبتر خاصة ليو.لكن لايوجد من تطلب منه المساعدة لأن الخدم والحرس هم سكان الجزيرة الوحيدون وكلهم تابعو لليو.
أحست ليندا بشئ مألوف وهي تزور المنزل اكبير الذي شيد بناء على طلب ليو نفسه,وبعد قليل،فهمت انه صورة طبق الأصب لفيلا أحد أصدقاء ليو،كانت ليندا ثد اعجبت كثيرا بذلك المنزل عندما زارته مع ليو تذكره ونفذ نفس هندسته واشترى مثل أثاثه وحافظ على نفس الديكور.
- تعرفت اليه؟" سألها بسخرية.
- لقد طلبت نفس المهندس الذي أشرف على بناء منزل صديقي كنت اريد أن أقدمه هدية لك في عيد زواجنا الأول"
تأثرت ليندا كثيرا باهتمامه هذا،وكادت تضعف أمامه،لكن لحسن الحظ انتبهت بسرعة،لايجب ان تستسلم لمشاعرها...فرفعت وجهها نحوه وسألته بسخرية:
" حقا؟لو كنت مكانك لبعت هذا المنزل،ذكريات كثيرة مريبطة به الآن"
" يجب تنمية الانتقام للتلذذ به أكثر..." أجابها ليو بحدة
" طوال كل هذا الوقت الذي عشته هنا بانتظارك ازداد حقدي..."
" توقف عن التمثيل" أمرته بجفاف :" أنا لست غبية انت تتهمني بافشال زواجنا.لكن هذا ليس مسؤوليتي.لم أكن السبب أبداً"
من غريب الصدف ان تدخل ماريزا الى الصالون بهذه اللحظة وتقطع جواب ليو الذي هم به:
" ليو.." بدأت ماريزا بحدة دون ان تهتم لوجود ليندا.
" الخدم كانوا يعدون جناحا لعائلة كيريليكوس تقول غاما بأن نيقولاس سيرافقهم ولكني لست راضية عن مجيئهم،أتسمعني؟لن تجبرني على الزواج لتتخلص مني" ثم التفتت نحوليندا وأصافت:" وأنت لا تتوهمي كثيرا.. ليو تذكرك لهذف معين,انه بحاجة لك فقط للحصول على وريث،ولكني لن أترك الساحةخالية لك،لن أتزوج نيقولاس أفظل الموت على ذلك"

smaher
29-12-2009, 21:33
الفصل الخامس

لكن ليو لم يتحرك عندما أجهشت بالبكاء مما زاد غضبها فضاعفت عدوانيتها
" لن أتزوج ،ليو أبدا،لايمكنك ارغامي"
سنناقش هذه المسألة فيما بعد...عندما تهدئين..ولكنك تعرفين رأيي جيدا"
" لماتحاول ابعادي بأي ثمن؟" صرخت بحدة وهي تنظر بلؤم نحو ليندا " لن أستسلم أمام هذه الامرأة،أنت لي ليو،لي وحدي...أنا..."
لم يعد لامكان ليندا تحمل المشهد أكثر،فأدارت وجهها بينما ضم ماريزا بين ذراعيه وجرها خارج الغرفة
امام الم وخيبة منافستها لم تشعؤ ليندا بالانتصار بل على العكس انقلاب الادوار وحزم ليو تجاه قريبته جعلاها تشعر بالشفقة عليها ففي اليونان تقتضي العادات ان يتحمل الرجال مسؤولية ابجاد عريس للفتاة ولكن بالضروف الراهنة هذه المحاولة من جانب ليو تبدو قاسية
عادت ليندا الى غرفتها هناك سرير واسع لفت نظرها على الفور ليزيد من مخاوفها هل سينفذ ليو تهديداته؟هل سيطالبها بالقيام بواجلاتها الزوجية؟من المستحيل اقفال الباب بالمفتاح لأن الباب لا قفل فيه...ان قسوة موقفه ترعبها..على كل حال،لاسبيل ببركوع أمامه طلبا للرحمة،لن تسمح لنفسها ابدا بالإذلال أمام هذا الرجل...
"اذا تفعل اذن؟تستسلم؟بالتأكيد لا،يجب أن تهرب...
رغم عدم لرغبتها بالضهور أثناء العشاء،الا أنها حاولت الضهور بشكل لائق،عندما خرجت من الحمام سمعت حركة في غرفتها،لكن هذه لم تكن سوى الخادمة غاما...
" أي ثوب ترغب السيدة بارتدائه هذا المساء؟؟؟" سالتها غاما لانكليزية ضعيفة
" ليس لدي ملابس كثيرة..." وتنهذت ليندا
ابتسمت غاما و فتحت خزانة الملابس الكبيرة
" ولكن بلى،السيد أحضر لك كل الملابس الحميلة التي في أثينا"
تأملت ليندا لدهشة كبيرة محنويات الخزانة يبدو أن ليو لايترك شيئا للصدفة...لكن هذه الملابس من أفضل محلات الازياء.منذ متة يخطط ليو لهذه العملية؟؟"
" لقد طلبتها خصيصا لك من السيد رينيه...فهو يعرف ذوقك...أتعجبك؟" سألها ليو الذي يراقبها من أمام الباب
لم يسبق لليندا أن امتلكت مثل هذه الملابس،أغلقت الخزانة بعنف وقالت:
" ربما يمكنك أن تحبسني في جزيرتك ياليو لكن لن أقبل شيئا منك،احتفظ بكل هداياك،أرفض ارتداء أي شئ منها"
" حقا؟" وتقدم نحوها لسخرية،فانسحبت الخادمة بسرعة وأحست ليندا بأنها بدون دفاع.تراجعت للوراء لكنها اصتدمت بالسرير واضطرت للتوقف لكي تتلقى كالمشلولة نظرات ليو،كانت تلف جسدها بمنشفة كبيرة تكشف عن كتفيها ولاتحميها من نظراته الساخرة
" كفى،ليو،اذهب،أرجوك"
كلاهما يفهمان علاقتهما،ليو لايكن أي شعور لليندا،رغبته هي ردة فعل محض جسمانية،ومع ذلك،أحست ليندا بارتباك شديد،لو فتح ذراعيه في هذه اللحظة لكانت أسرعت اليه بدون أي تردد
هذه الفكرة أرعتبها ومنحتها مزيدا من الطاقة.فرفعت رأسها وتجاهلت الجاذبية الكبيرة التي تشع من شخصيته،توتر الجو فجأة وأصبح عاصفا وكأن وجوذه يسبب لها انزعاجا كبيرا،الغريب أنها كانت قد نسيت بأية طريقة كان يثير مشاعرها...لكنها تعرفت الآن على هذا الانفعال الذي يترك في فمها طعما مرا,يذكرها بلحظات الاثارة،التي تسبق دائما ممارستهما للحب.
- انتبهس" حذرها صوت ذاخلي ليو لا يحبك...لايرغب سوى بالانتقام"
" أنا أمنحك الخيار يا ليندا" قال فجأة انا ان ترتدي ملابسا للعشاء أو سأجبرك بنفسي على ارتداء أحد هذه الأثواب...ولكنني أنصحك بالتفكيرجيدا قبل أن تختاري الحل الثاني أنا سأعتبره كاستفزاز..."
" أبها الوغد..." صرخت واحمر وجهها،لكنها بعد لحظات كادت ترمي نفسها على صدره.
" أنت ممثلة بارعة.." قال لها بسخرية...لماتعاندين لنفي رغباتك تجاهي؟أنا لست غبيا يا ليندا...ربما تكرهينني لكن جسدك ينفعل لسكل آخر"
" لا" اعترضت بغضب شديد..
"أتعتقدين ذلك؟ أتريدين أدلة؟أهذه وسيلة ملتوية لاثارتي.؟ لكنني آسف اتخيب أملك حاليا:ليس لدس وقت لتكريسه لك حاليا،الطاهي ـعد لنا طعاما لذيذا للاحتفال بلقائنا..فيما بعد...ربما..."
" أنت مخطىء..لاتؤثر بي" صرخت وهو يخرج لكنها كانت تكذب عن نفسها،أمامه،لايمكنها السيطرة على انفعالاتها،فهو يُحرك أعناف كيانها.ما ان تراه حتى تشعر بانقباض غريب في مغدنها،وتشعر بالكآبة غير واضحة تفقدها كل طاقتها وتحرمها من ارادتها وثقتها بنفسها.
خلال السنتين الماضيتين من الوحدة في انكلترا، لم تشعر أبدا بأية حاجة لتتخد عشيقا،الأن،وبعد بضعة ساعات برفقته،تجد نفسها فريسة لأضطراب عميق،وتشعر بالضعف والانهيار،ذكريات مولمة تهزها وتحيي الرغبات القوية التي كانت تعتقد أنها انطفأت للأبد...
عضت على شفتهاوقد أصالتها الحيرة،لاغبت باعلان التحدي وارتداء بنطال جنز وقميص،لكنها لم تجرؤ على مواجهة غضب ليو،ففتحت الخزانة واختارت ثوبا من الموسلين الرقيق الطويل،لكنها لم اامكن لشدة ارتباكها من اقفال سحابه الخلفي على ضهرها
قبل أن تطلب مساعدة احدى الخادمات أنهت زينتها وانتعلت الصنجال الذي بنفس لون الثوب ووقفت طويلا أمام المرآة كل شىء تام وحنى أدق التفاصيل.
في اللحظة التي خرجت فيها الى الممر بحثا عن الخادمة غاما،فتح ليو باب غرفته،كان شديد الاناقة ببدلته السموكن السوداء وقميصه الحريري الأبيض وربطة عنقه المقلمة
" هذا الثوب يناسبك تماما أنت رائعة."
عندما لم تجبه أضاف بهدوء
" اقدمت قليلا عن موعد الطعام نحن نتناول العشاء في الساعة الثامنة،أتريدين بعض المقبلات أولا؟"
" لاشكرا كنت أبحث عن الخادمة لمساعدتي في اقفال الثوب"

' دعيني أفعل.." اقترح على الفور
ارتعشت ليندا لملامسة أصابعه،لكنها لم تستطع الابتعاد،من آخر الممر فتح باب واقتربت وقع خطوات نسائية
" ليو"
رن صوت ماريزا الحاد في أذني ليندا،بالتأكيد،كانت معتادة على نوبات غضبها ،لكن في الماضي كانت ماريزا تهتم لاخفاؤ مزاجها السيء عن ليو.الأن.لاتحمل نفسها هذا العناء ولاتخشى الكشف عن طبيعتها الحقيقية...بدون شك هي واثقة من سيطرتها على ليو.
" لن أطيعك،أتسمعني؟؟" قالت لليو وهي تلتهمه بنظراتها
" اذا أرغمتني سأروي الحقيقة للجميع،أنا..."
" لن تفعلي شيئا من هذا القبيل" أجابها ليو بحزم
"سبق وناقشنا هذا الموضوع ماريزا والدموع تخنقها." تحاول ابعادي فقط من أجلها.." ثم التفتت نحو ليندا وقالت بمزيد من العنف
" أنت لاتهمينه،يريج فقط طفلا،هذا كل شىء،هو يستغلك ليشبع رغبته بالأبوة،ولكن فقط لأنك زوجته الشرعية،للحقيقة هو يسخر منك،وليس لك أية أهمية في نظره"
"ماريزا" صرخ ليو مهددا
" انه تحذيري الأخير..عندما يصل أصدقائي غدا مع ابنهم ستتصرفي بشكل مناسب كما يجب هذا أمر،ويجب أن تلتزما به كلتاكما"
أضضاف موجها كلامه لليندا أيضا
" واذا رفضت؟ اذا رويت لهم بأي طريقة تحتجز زوجتك هنا؟" سألته ماريزا بتحد
" حسنا لن أزعج نفسي كي لا أتهمك بالغيرة" أجابها بعنف
"بامكانك أن توفر على ماريزا كل هذا" قالت ليندا فيما بعد عندما أقفلت الباب خلفهما " أنت تعاملها بقسوة"
" اذا استمرت في التصرف لهذا الطيش،سيكون من لطبيعي أن أعاملها على هذا النحو،على كل حال،علاقتي بقريبتي لا تعنيك،وأجد هذا الاستلطاف المفاجئ مثيرا للشبهة،خاصة بعد الاتهامات التي كنت تتجرأين في توجيهها اليها"
يبدو انه لم يفهم هذا الشعور بالوحدة عند النساء،الرحمة والشفقة غريبان عنه،الغريب في الأمر أنه بدل أن تفرقهما،المنافسة بين ليندا وماريزا قربتهما:العذاب خلق صلة بينهما،ألا تشعر كلتاهما بنفس التمزق في حبهما المشترك لليو؟
تناولوا العشاء بهدوء وصمت يعكره فقط تنقلات الخدم حولهم،كانت ليندا تأكل برؤوس شفتيها دون أن تتلذد بطعم الأطلتق،بعد العشاءـألح ليو على تناول القهوة معها في الصالون.
" أريد أن أكرر لك تحذيري،يتحاولين جهذك للقيام بدور الزوجة المثالية وسيدة المنزل"
" واذا لم يكن يعجبني هذا الدور؟مواهبي في فن التمثيل محدد" أجابته بحدة.
" في هذه الحالة يجب أن تستعدي الأعمال والمواقف تنطق بطريقة أفضل بكثير من الكلمات عيناك بشكل خاص،معبرة جدا،ياحبيبتي،لا أزال أدكر بريقهما بعد ليالي حبنا،ستكون معبرة أيضا لاقناع ضيوفنا بسعادتنا"

smaher
29-12-2009, 21:35
الفصل السادس

أخفضت ليندا نضرها وشربت قهوتها بصمت ثم نهضت لتذهب الى النوم بعد أن رفضت دعوة ليو للتنزه في الحديقة.
" لاضرورة لأن تريني مرة ثانية جهاز الانذار:أصبحت مقتنعة بفعاليته"
" بدون شك أنك تخشين ضعفك الشخصي أكثر مما تخشين جهاز مراقبتي...أليس كذلك؟" سألها بمكر
ظلت ظحكاته تتردد في اذنيها وهي تخلع ملابسها وترتدي قميص النوم الشفاف الذي وضعته الخادمة على سريرها،بينما هي تسرح شعرها استعدادا للنوم دخلت ماريزا دون أن تطرق الباب.
" أتُعدين اسلحة اغرائك لتسحري ليو؟" قالت لهاغاضبة
" لكنك لن تنجحي في نيل اعجابه هو لايحبك أنت تعلمين هذا جيدا،هو يستخدمك،لانه يريد طفلا فقط"
" انت لاتملين من التكرار" قالت ليندا بجفاف دون ان تفقد هدوء اعصابها
في الماضي كانت ماريزا تسيطر على الموقف دائما،وعدوانيتها كانت تجرح ليندا وتضطرها للانفعال بشدة بشكل تندم عليه فيما بعد،ولكن الان ليس لديها ماتخاف على فقدانه.ولهذا تسيطر بشكل أفضل على أعصابها، على كل حال كانت سعيدة بالقدرة على مواجهتها بحزم مع انها تشفق عليها خاصة وعي ترى شعرها الفوضوي،ووجهها المبلل بالدموع."
" أنت لاتجهلين سبب اصراره على تزويجي أليس كذلك؟" قالت ماريزا بتوتر شديد " انه مقتنع برغبته بالانجاب لا شئ آخر،لا انا ولا اعماله ولا حتى انت يهمه الان ولكنه لن يبقى هكذا،ليو سيتغير،سترين عندما يصل الى غايته"
" مجريات الأمور ليست دائما حتمية" اجابتها ليندا بحذر وقد لمعت فكرة في رأسها " ساعديني على الرحيل عن هذه الجزيرة ماريزا طالما ان وجودي يزعجك"
بعد الكره ،ظهرت ملامح الخوف على وجه ماريزا الآن.
" سأتخلص منك بكل سرور ولكن كيف نتخطى مراقبة ليو؟لن يدعك ترحلين قبل تحقيق أماله..."
" انه يتهمني بتدمير حياة طفلي ويريد الانتقام مني على غلطة انابريئة منها لكننا نعلم كلانا الحقيقة،اليس كذلك ماريزا؟؟انت دفعتني من اعلى السلم عن قصد..."
لم تنه كلامها لأن ماريزا كانت ترفض الاعتراف بحقيقة فعلتها فغادرت غرفتها وصفقت الباب ورائها بعنف.كانت حقودة لدرجة لاتمكنها الاعتراف بفعلتها القذرة.
جلست ليندا وتنهذت امام ملاآتها لينما عادت كل ذكريات الماضي تتماثل أمامها.
.....كانت تخشى كثيرا لقائها بماريزا،لأن ابنة عمة ليو هي قريبته الوحيدة وتشغل مكانا مهما في حياته،طالما انه المسؤول الوحيد عنها.
في الطائرة الى اثينا كانت ليندا قد طرحت العديد من الاسئلة بخصوص قريبته،لكنه أثار دهشتها بعدم ميله الى الثرثرة ولاجابته الموجزة.لكن زوجته لم تدرك حقيقة تكتمه وعزت ذلك الى التعب لأنه كان قد استغل الفرصة وقصد باريس قبل عودتهما للاهتمام ببعض الاعمال قبل الفودة الى بلده.
لا هكذا كانت ليندا تملك معلومات قليلة جدا عن ماريزا التي تصغر ليو بـ 10 سنوات،وقد تولى أمرها بعد وفاة والديها لأنه القريب الوحيد لها،منحها ليو تربية متحررة جدا بالنسبة لليونان حيث لاتزال تسود التقاليد المتشددة،وكانت ماريزا قد تلقت دراستها الثانوية في انكلترا وسويسرا،لكنها رفضا دخول الجامعة.
عندما وصلا من فرنسا كانت تنتظرهما في شقة ليو في اثينا لاحظت ليندا بروده استقبالها لهما لكنها مانت متأثرة جدا بالمكان لدرجة انها لم تعرها اهتماما كبيرا.لم يكن قد سبق لها ان عاشت في جو فخم كهذا..لكن جفاف ماريزا كان يبرو اكثر خلال غياب ليو،وازداد مع الايام حتى لم يعد بامكان ليندا تجاهله اكثر،في تلك الفترة حملت ليندا وعندما علمت بحملها كان ليو مسافرا لمدة اسبوع،كم تأسفت لانه ليس موجودا ليشاركها فرحتها وهي تقرء تقرير المختبر الذي يؤكد حملها.
أخدت ماريزا نذهر مزيدا من الحقد أكثر من العادة وكانت تحتج بأقل عذر لتوجه الانتقادات لليندا،حتى أنها تجرأت على اهانتها واتهمتها بالوصولية وبالطمع.
الان لم تعد ليندا تهتم كثيرا بهذه العدوانية،ولكنها تشعر بالرقة وتبحث بيأس عن مودتها.ربما كانت تشك مسبقا بالحقيقة وترغب بقبولها...على كل حال،كانت تبدو قلقة وتحاول اخفاء المها من تعلق ماريزا بقريبها دون أن تتوصل الى الاطمئنان.
كانت تشتكي امام ليو قبل سفره،كان يكتفي بأن يهز كتفيه ويزيل كمخاوفها بابتسامة،ويسخر من خيالها الواسع بلطف...بالطبع لم تلح ليندا،لأنه كان ينجح في تهدئتها،كما وأنها عندما تكون معه،كانت كل شكوكها ومخاوفها تتبدد ويفقد كل العالم وجوده في نظرها،ولاتعود تشعر الا بدفء خوته وبلمساته المثيرة،لسداجتها وحبها الكبير لهنلم يخطر ببالها قط ان تصرفه المتردد العارب كان يجب ان يوقظ شكوكها،لأنه كان عادة يميل الى الثرثرة بينما أصبحت ملاحظاته بحاجة للكثير من التحليل...
لكنها لم تتاخر كثيرا من معرفة الحقيقة المحزنة حدث ذلك في نفس اليوم الذي وصلها فيه تقرقر نتائج فحص الحمل.يومها دخلت ماريزا كالمجنونة الى غرفة منافستها والكره يلمع في عينيها واعترفت بدون لف ودوران بأن ليو هو عشيقها منذ اكثر من عامين.
في البداية رفضت ليندا تصديقها،لكن ماريزا عرفت كيف تقنعها :" لماذا أخترع شيئا كهذا اذا لم يكن صحيحا؟" قالت بمرارة والم
" هذا وضع صعب جدا بالنسبة لي كوني اعتبر دائما القريبة اللطيفة...لايمكنني ابدا ان اعيش معه علاقة مكشوفة بعد ان اصبحت زوجته الم تتسائلي عن موضوع زواجك؟هل كنت تعتقدين انه مغرم ببشرتك الشاحبة وجسدك النحيف؟اذا تزوجك فهذا فقط ليحميني أنا.في اليونان التقاليد تفرض على الفتيات الزواج لسن مبكر.وسريعا بدأو يثرثرون حولي الان لا اخشى شيئا بما ان ليو اسس عائلة معك.بالطبع.لامجال لأن أنتمي لرجل آخر،كما وان ليو سيكون مضطرا للدفاع عن شرفي وهذا الاحتمال غير معقول،أنت تفهمين بدون صعوبة؟"
أصيبت ليندا بذعر شديد،بالفعل كل العناصر تبدو مترابطة...فليو لم يكن ليلح عليها بقوة لولم يكن لديه هذف ما.حتى أنه لم يسمح لها بوقت للتفكير،الآن،هي تفهم لماذا كان يتهرب من أسئلتها حول موضوع ماريزا...كم كانت غبية لأنها لم تشك بحب ماريزا الجنوني للوصي عليها،ولم تشك أيضا بحقيقة علاقتهما...يالهما من ماكرين...
لهذا السبب اختار ليو فتاة شابة خجولة بسيطة،كانت ليندا تندهش لانها كانت تعجبه الى هذا الحد...ألآن،كل شىء أصبح واضحا:سداجتها فقط هي التي تهم ليو.وبما أنها مغرمة جدا به،لم يجد اية صعوبة في جذبها الى فخه.
الن هي حامل،تحمل طفل هذا الرجل،ويبدو أن ماريزا كانت تقرأ أفكارها لأنها صرخت بمكر بلسانها المسم:
" ليو لن يكون سعيدا،لايرغب بطفل منك،طالما انه لايحبك"
"كفى"
الصدمة كانت قوية عليها فانتابها دوار عنيف وهربت الى غرفتها كي لاتسمع صوت ماريزا الحاد،لكن ماريزا أمسكت بها عند أعلى السلم المؤدي الى الطابق الأول.كان رأس ليندا يدور بسرعة فحاولت جهذها ان تتنفس بعمق.
فجأة ودون ان تفهم كيف وجدت نفسها تهوي من اعلى السلالم وتصرخ من اعماق كيانها ارتطم جسدها اثناء تدحرجه بكل السلمات الحجرية،كانت ماريزا قد دفعتها بكل قوتها
عند سماع الضجيج اسرع الخادم لمساعدتها عندما فتحت عينيها كانت تشد بيدها على بطنها والى جانبها ماريزا تبكي.
في المستشفى كان الجميع لطفاء معها ظلت ماريزا بجانبها حتى وصول ليو وكانو قد ارسلوا له برقية مستعجلة رغم اعتراضات ليندا.لايمكنها ابدا ان تنسى ملامح وجهه عندما دخل غرفتها.ادارت وجهها لتخفي عنه دموعها التي بدات تسيل على خدها
لكن ماريزا كانت قد نهضت وخرجت معه لتكلمه على انفراد.عندما عاد ليو بعد دقائق كان في قمة الغضب والحزن
" لماذا؟لماذا قتلت طفلي؟"
كانت ليندا قد اظهرت شجاعة حتى الان رغم عذابها والممرضات لم يفهمن سبب انهيارها فجأة بعد زيارة زوجها القصيرة لها.
لم يكن ليو قد تاخر طويلا في غرفتها بدون شك كان متسرعا للقاء عشيقته...في اليوم التالي،رفضت ليندا استقباله لكنه في اليوم التالث دخل غرفتها بالقوة ليقول لها وداعا قبل عودته الى باريس حيث تنتظره اعمالا لم يتمها.ووعدها بأنهما سيبحثان في الموضوع عند عودته...لكن الفرصة لم تسنح لهما،لأنها ما ان شفيت حتى قررت الرحيل على الفور،سحبت من حسابها في المصرف المال الضروري لشراء تذكرة سفر وعادت الى لندن دون أن تحمل معها أية حقيبة.كانت قد تركت ورائها كل شئ ماعدا خاتم زواجها الذي خلعته بعد زمن قليل على وصولها الى انكلترا.كانت قد تركت كل ملابسها ومجوهراتها وهدايا ليو في غرفة منزله.

smaher
29-12-2009, 21:40
الفصل السابع

لكن تلك التجربة اثرت كثيرا على حياتها وعانت الأرق خلال اكثر من سنة،وحتى عندما وافقت ديريك لقضاء الاجازة في اليونان،كان قد حصل انها تستيقض في الصباح ووجهها مبلل بالدموع.
عادت الى الواقع ونهضت لتنام بعد ان تنهدت من اعماق كيانها.كانت قد قررت ان لاترضخ ابدا لارادة ليو لكن المعركة ستكون قاسية،لأنه يمارس عليها نوعا من السحر ويعرف جيدا كيف يتلاعب بها،ليو رجل جذاب جدا،لكن من المهم ان لاتضعف امامه،أنه كذاب منافق،أبدا لم يرغب بالطفل الذي فقدته،حتى الان،يبحث فقط عن اشباع ظمأ للانتقام،من أجل جريمة لم ترتكبها.
رغم كل شئ كانت لاتزال ان ماريزا تكذب وأن ليو يحبها،فروت له في المستشفى كيف حصل الحادث،لكنه اكتفى بأن حدق بها جفاف وأعلن لها بصوت حاد:
"ماريزا حذرتني منك،أنت تحاولين ان ترمي عليها اللوم لكن أنت المذنبة،ليندا.لاجدوى من اتهام الآخرين،لم يكن ليحصل هذا كله لو لم تسرعي وتتبعينها على السلم لتصفعيها..."
عندئد لم تحاول ليندا الدفاع عن نفسها،أمام هذا الاتهام الكبير،لايمكنها أن تضهر الحقيقة،استسلمت ليأس كبير وأجهشت بالبكاء وتوسلت لليو كي يتركها بسلام...
استيقظت ليندا مدعورة ورفعت رأسها على الوسادة.
" ليو؟؟" نادته وهي ترتعش.
" كنت تنتظرينني؟يسعدني ذلك.لأنك لبم تعودي تلك الفتاة الخجولة التي كنت في الماضي...أصبحت الآن امرأة واثقة من نفسها تدرك رفباتها وحاجاتها"
" على كل حال هذا لا يعنيك،ماذا تفعل هنا؟؟"
" حاليا سأبدل ملابسي" قال بسخرية ضاحكا لكن صوته اضبح فجأة قاسيا عندما أضاف :
" تعرفين جيدا ما أريد،ليندا لاتتضاهري بالبراءة،لن تنفعك محاولة كسب الوقت"
" عندما ستحصل على الطفل،ستتمكن من الطلاق،أليس هذا صحيحا؟"
وشعرت برغبة ملحة للبكاء بدون شك،لم تتمكن من الابتعاد عن طفلها في المستقبل اذا نجح ليو بالوصول الى أهذافه. يجب عليها اذا ان تمنعه باي ثمن،ولكن كيف تقهر تصميم ليو؟حاولت بيأس أن تجد مخرجا مناسبا من هذه المشكلة.
ماان دخل الحمام وأغلق الباب وراءه،حتى نهضت ليندا في الظلام زارتدت روب دي شومبر،اذا لجأت الى الصالون،لن تسمح له كرامته بأن يحاول اثارة فضيحة أمام الخدم.كبرياؤه مجروح كفاية بسبب هجر زوجته له،فلن يعرض نفسه لمذله أخرى.
ما ان اصبحت بأمان حتى تنهذت وأشعلت النور وتناولت مجلة تقرأها،هنا لاتخشى شيئا،لن يجرؤ على ملاحقتها خارج غرفتهما واجبارها على الاستسلام أمام نظر وسمع الجميع.
أخيرا لن يكون سهلا جدا تجنب يقظته وذكائه،يكفي ان تضهر أكثر مكرا منه،انه بالتأكيد يتعمد على سحره وقوة اغرائه للحصول عليها،لكن الماضي أصبح ميتا،وماتت معه العبادة التي بدون حدود التي كانت تكنها له،كيف لا يدرك ذلك؟كما قال بنفسه وبسخرية،هي حقا تغيرت ونضجت.
منذ ذلك العهد السيد الذي كانت تحبه فيه،والآن لم تعد غبية،ستقاومه بكل طاقتها،ستنقذ نفسها اذا تمكنت من الافلات من سحره حتى وصول عائلة كريليكوس،لأنها مع بعض الخيال والذكاء،ستنجح في الرحيل معهم،ستحتج بأنها بحاجة لشراء بعض الحاجيات من أثينا،مثلا،ليو لن يجرؤ منعها أمامهم،ولكن جواز السفر,لايزال معه.
"سأهتم بأمر الجواز في الوقت المناسب"قالت لنفسها وبدأت تشعر بالتعب،بعد قليل غفت دون أن تشعر على الكنبة.
دخل ليو الصالون وتناول المجلة الواقعة على الارض وظل لحظات يتأمل وجه ليندا الملائكي,فتحت ليندا عينيها وكأنمها تنبهت بحاسة سادسة ونظرت اليه بدهشة.
" عزيزتي ليندا" قال هامسا " ليندا الذكية لكن ليس كما تعتقد وتأمل..."
وانحنى فوقها فملأت رائحة عطره انفها...لم تكن تحسب حسابا لهذا الارتباك الذي يحتاجها بمجرد النظر اليه...ام انها لم تقدر جيدا اهمية انفعالاتها؟ لماذا تخونها مشاعرها؟وجود ليو يوقض في نفسها رغبة وحنينا مدفونين في اعماقها.يالها من تجربة قاسية،قاومت رغبة قوية في ملامسة صدره لتحس دفء جلده,كيف امكنها ان تنسى الى اية درجة يؤثر عليها؟انها ضعيفة وشفافة أمامه...بدون شك،كان ليو يدرم انفعالاتها لآنه وضع يديه على ظهر الكنبة الى جانبي وجهها ليزيد من ارتباكها ويجبرها على التعبير عن ردة فعلها...كان يشبه ظهورا غير حقيقيا آتيا من الماضي البعيد...فأغمضت عينيها.
" مابك؟" سألا وهو يداعب شعرها الحريري.
تساره نبضها بشكل جنوني بينما رفع ليو وجهها بأصابعه وأجبرها على رفع وجهها نحوه.
" حوريتي الجميلة..."
" لا" صرخت وقد ظهرت كل مشاعرها المنسية على السطح من جديد وكأن ليو ايقظها بعد سبات طويل.واجتاحتها موجة ضعف كبيرة فأدركت أن القوة التي انتشلتها هي قوة رغبتها،ارتبكت وحاولت النهوض وهي تضرب صدره بغضب ويأس.
لكنه انفجر ضاحكا و...منتصرا،لأن ليندا لن تصمد طويلا أمام لمساته،وبالفعل،ضقت مقاومتها بسرعة وفتحت شفتيها تلقائيا أمام سحر حركات أصابعه على عنقها وكتفيها وتحت تأثير حرارة شفتيه التي انزلقتا على خديها بقبلات مثيرة.
" ليو،توقف" همست وهي تحاول عدم اضهار حقيقة مايختلج في كل كيانها،لكن الجو أصبح محملا بالكهرباء بينهما،وباتت الفتاة تدلاك انها مستسلمة لامحالة،بكل لطف ضمها اليه،فأصبح من المستحيل أن تخفي عنه ارتعاشها ونار رغبتها التي كانت بحاجة للقليل فقط حتى تشتعل.
أخدت تعترض متنهذه وهي تتمزق بين الرغبة والخجللكن فم ليو خنق تأوهاتها وفرض عليها أن تصمت صوت العقل والكرامة،توقفت عن المقاومة نهائيا واستقبلت قبلاته وكأنها تعترف بهزيمتها.
" أوه لا.." تمتمت بدون وعي بينما كل جسدها يصرخ ويناديه.
" بهدوء...ليندا،أريد أن أتمتع بهذه اللحظات بكل بطئ ممكن.كنت أنتضر هذه اللحظات منذ عامين،ستتذكرين اللحظة التي حملت فيها بابني،ليندا،لايهمني عدد الرجال الذين عاشرتهم أثناء فراقنا"
أحست ليندا بألم وبجرح كبرياءها،أي مقابل يفرضه عليها الآن،ولكن كرامتها ماتت بسرعة لأن قبلاته التي أمطرها على وجهها وكتفيها أضعفت كل تفكيرها،وبنفس الوقت عادت اليها ذكريات كثيرة،وأحست بضعف يحتاحها،كيف كانت مخطئة بشأن قدرتها على المقاومة؟ليو كان يعرف كل اسرار الحب ولايخفى عليه أي سر من أسرار جسدها كان يعرف كيف يوقظ رغباتها.
أغمضت ليندا عينيها كي لاتتأثر بنظراته...لكن كان الأوان قد فات لأن غمامة مظلمة حالت بينها وبين بصيرتها فحبست أنفاسها كي لاتناديه بصوت مرتفع.
" أنت ترغبين بي...ليندا لاتنكري ذلك" تمتم ليو.
" لن تتمكني من خداعي،كل ذره في جسدك تتكلم عنك"
انهمرت دموعها وهي تتساءل كيف تقاوم عنف مشاعرها ولمسات ليو؟انها تفتقد اليه كثيرا،وبحاجة اليه....
" ليو"
اعتقدت أولا أنها سمعت صوتها،لكن عندما دفعها ليو فجأة عنه،أدركت أن هذا النداء صادر عن ماريزا من الممر.
" ارتدي ملابسك" أمرها ليو بجفاف وهو يناولها روبها لتستر عريها،غضبت ليندا من نفسها وندمت لأنها استسلمت لجنون اللحظة،فُتح الباب وذهرت ماريزا بقميص نومها الرقيق.
" ليو؟؟" رددت بحدة وهي تحدق بليندا بغضب.
" كنت أرى كابوسا مرعبا أيقظني،كنت بحاجة لك،لكنك لم تكن في غرفتك،لم أكن أشك أنك..."
وانهمرت الدموع على وجهها،وبعد تردد أضافت وهي تجهش بالبكاء:
" كنت خائفة جدا ياليو،..وأنت لم تكن موجودا لمؤاساتي...لا أريد أن أعود الى غرفتي وحدي،أيمكنني البقاء بجانبك الليلة؟"
اقترب ليو ليضمها بين ذراعيه،فارتعشت ليندا باشمئزاز وهربت بسرعة لغرفتها،لن تسامح نفسها مطلقا لأنها سمحت لليو بلمسها...كانت تشعر بخيبة كبيرة لأن ليو تركها واهتم بماريزا،على كل حال،أمام ماريزا لا وجود لها في حياة ليو...
هل قاطعتهما ماريزا عن قصد؟عل كل،ليندا ممتنة لها لأنها كانت على وشك الاستسلام له...سيقضي ليو الليلة مع عشيقته... هذه الفكرة أصابتها بجرح بالغ كأنها ضربة قوية في صميم قلبها،لقد فتح الجرح القديم من جديد،وبات من الواجب عليها ان تتخلص من قبضة ليو،حاذث مثل هذا لايجب أن يتكرر،غدا يصل الضيوف،وبقليل من الحظ سترحل معهم،يكفي أن تجد خطة لاستعادة جواز سفرها.
وصل آل كريليكوس بعد ظهر اليوم التالي،ورسى يختهم في خليج ايوس الصغير،كانت ليندا تجنبت بحذر طوال فترة الصباح أن تلتقي بليو أو بماريزا،كانت الغيرة تنهش قلبها،وهذا الشعور يرتبط عادة بالحب...لكنها لاتحب ليو...تشعر نحوه فقط بالرغبة الجسدية،لكنها تحتقره كثيرا..على لأقل هذا ما تعتقده وتحاول اقناع نفسها به.

smaher
29-12-2009, 21:45
الفصل الثامن

اختارت ثوبا من الحرير الزهري والموف وتأخرت كثيرا أمام مرآتها،وعندما نزلت الى الصالون،رمقها يو بنظرة اعجاب وهي تسلم على الضيوف.
بالمقابل،أحدثت ماريزا ظهورا ملحوظا عندما دخلت ببنطلونها الجينز وبلوزتها القطنية الضيقة،فنظرت اليها السيدة كريليكوس بامتعاض بينما نظر اليها ليو بنظرات ملؤها اللوم،تسائلت ليندا اذا كان حقا يفكر بتزويجها رغما عنها.
ضم ليو زوجته اليه فجأة،وضغط على يدها محدرا وهو يتجه نحو السيدة كريليكوس.
"بامكانك أن تدعنا نثرثر معا" قالت السيدة لليو.
" لديك ما تناقشه مع ألكسندروس،أليس كذلك؟ماريزا ستبقى معناظ" ثم التفتت نحو ليندا وقالت مبتسمة بمحبة:"لقد عدت الى اليونان في الوقت المناسب،ماريزا بحاجة لمن يرشدها وينصحها"
ثم وقع نضرها علو ماريزا التي لا تبذل جهذا لاسعاد نيقولاس،ولاتستجيب مع محاولاته لتنشيط المحادثة بينهما.
اعتذر ليو ودخل مكتبه مع الكسندروس،فاقترحت السيدة على ليندا التنزه في الحديقة.
"ماريزا ترتدي ملابسها كؤلئك الغربين المتسكعين"
قالت السيدة جوانا
" لقد حان الوقت لايجاد عريس لها،الأهل عادة يكونون قلقين ومهتمين بشرف بناتهم،لكن ولدي يبدو أكثر رزانة وتعقلا من ماريزا"
صراحة جونا اربكت ليندا كثيرا،لو يكن بامكانها الاجابة دون ان تعبر بوضوح عن عدائها مع قريبة ليو...
"في الواقع أنا لست موافقة على هذا الزواج"
أضافت جوانا"نيقولاس لايزال صغيرا ينقصه الحزم مع فتاة متهورة كهذه...وتسري شائعات كثيرة حول تصرفاتها في الأشهر الأخيرة..."
أمام صمت ليندا ووجومها هزت جوانا كتفيها
" هيا ليندا لا بد أن ليو وصف لك بيئة اليونان المنغلقة كما وأن الناس هنا يعبدون الشائعات،وخاصى تلك المتعلقة بالأثرياء و المشاهير..عندما عاد ليو معك من فرنسا كنت قد حطمت قلوب الكثيراث" ثم أضافت" بالطبع كنت تشكين بالشائعات التي تسبب بها رحيلك الجميع كانوا ينتظرون الطلاق"
لم تجرؤ ليمدا على قول شئ...وانتظرت سماع البقية
" ماريزا اولا" أضافت جوانا
" عفوا انا لا اريد التدخل في حياتك الخاصة لكن انصحك بالانتباه جبدا من ماريزا اذا كنت متمسكة بنجاح زواجك واستمراره،"
شحب وجه ليمدا لكنها التزمت الصمت بحذر.
" اوه اعلم ا ن ليو متسامح معها جدا، بعتبرها طفلة ويتجاهل كل نزواتها،لكنه مخطئ،بعدم اظهار الحزم معها,لأن هذا لايخدمها"
شعرت ليندا بالراحة،للحظة أعتقدت أن جوانا على علم بعلاقة الحب بين القريبين.
"أوه اعذريني" قالت ليندا عندما لاحظت شرودها." كنت ساهية قليلا"
" لابأس يا ابنتي،شرودك أمر طبيعي،فهذا ثاني شهر عسل لك أليس كذلك.؟ على كل حال،زيارتنا ستكون قصيرة،نحن لا نريد أن نفسد فرحة لقاكما"
يبدو أن ليو لم يكن مخطئا،كان يدرك جيدا كيف ستكون ردة فعل أصدقائه.
"بالطبع كام بامكانكما أن تكونا أكثر سعادة بدون ماريزا،كان يجب على ليو أن يعهد بها الى عمته ألنا ثيوبولز،انها امرأة حازمة وهذا ماتحتاجه ماريزا"
بهذا الوقت انظم اليهما نيقولاس وماريزا.
"سأطلب من ليو أن يصطحبني الى أثينا" قالت ماريزا وهي تنظر الى ليندا بتحد" هذه الجزيرة تشعرني بالملل"
احمر وجه الشاب وشعرت ليندا برغبة كبيرة لصفع هذه الفتاة الوقحة السيدة كريكريليكوس محقة في اعتبارها مراهقة شاذة لكن خلف مظهرها تخبئ مكرا يرعب ليندا...
" ماريزا لوتذهبي للاستعداد للعشاء" اقترحت ليندا عليها على امل تجنب انفجار حاد.
" لماذا؟كي تتمكني من الكلام عني براحتك خلف ظهري؟ على كل حال لاتهمني اقاويلك واقاويل والدة نيقولاس سأطيع اوامر ليو فقط لأن رأيه وحده يهمني"
" انا آسفة," قالت ليندا بعد ذهاب ماريزا
" قريبة ليو تجتاز مرحلة صعبة فهي متعلقة كثيرابه،وتخاف من قطع علاقتهما ولكن على كل حال تصرفاتها لاتغتفر...سأطلب منها ان تقدم لك اعتذارها"


سترفض حتما" قالت السيدة جوانا
" انا اشفق عليك ياعزيزتي اذا لم تنتبهي ستكونين المسؤولة عن تلاعب هذه المعتوهة بحياتك يجب ان تسرعي بمنح ليو طفلا يىجه محوه محبته الأبوية "
انظم اليهما في هذه اللحظة ليو ولكسندروس.
اين ماريزا؟" سأل ليو وهو يحيط كتفي زوجته
" ذخبت تبذل ملابسها" أجابت ليندا
" أجد قصتكنا رومانسية جدا" علق الكسندروس
" انتما محظوظان بمصالحتكما على هذه الجزيرة الرائعة لتعيشا فيها ثاني شهر عسل لكما..."
"وهذه المرة لن أجعها تهرب من جديد" قال ليو وهو يضمها اليه أكثر.
بدأ قلب ليندا يدق بسرعة،ملامسة هذا الرجل،زوجها،تملؤخا بانفعال غريب وتشعرها برغبة كبيرة للاستسلام بين ذراعيه والتلذذ بدفئه.بجهذ كبير تمالكت نفسها بينما انحنى ليو وداعب جبينها بقبلة حنان
" سيكون لنا طفل قريبا،الأمومة شعور يداعب قلب كل النساء"
"برافو"قال اليكسندروس بحماس.
" هذا مايقال حقا ياصديقي"
عندما دخلت ليمدا اخيرا الى غرفتها،كانت هناك مفاجئة بانتظارها،لقد مقلت عدة حلاقة ليو ولوازمه الى حمامها،وعلق روب حمامه قرب روبها،على الفور جف حلقها ورغبت بالبكاء،فجأة فتح الباب والتقت نظراتهما في المرٍآة.
" لن اشاركك الفراش،لية"قالت له بهدوء،اقترب منها مهددا. "نحن زوج وزوجة ليندا هذه غرفتنا،نقطة انتهى،لاتستفزيني،لأنني لست بمزاج يسمح لي بالمناقشة.."
عندما بدأ يخلع ملابسه،أدارت وجهها..جسده يثيرها كثيرا،كانت تلايد ان تنسى حتى ذكريات رغبتها...
" أمنعك من التصنع،ليندا"قال وهو يمسك يدها بعنف,"لقد اكتفيت من احتقارك لي وكانني اثير اشمئزازك،لكن في الماضي كنت توشكين على التوسل الي كي..."
"لا" اعترضت بلا تفكيروعندما ضمها اليه اعتقدت انها ستنهار لكنه دفعها عنه واتجه نحو الحمام.
" أنت كاذبة و جبانة ياليندا.."قال بسخرية"لماذا تنكرين بهذا الاصرار سعادتنا وحبنا القديمين؟لايمكن أن تمحي من حياتك بعض التجارب.لقد حملت لك الكثير من السعادة وحتى الآن لم تنسها..أنا متأكد من ذلك،لا أعرف لما تعاندين برفضك؟"
تنهذت ليندا بألم والذكريات تداعب خيالها:جسد ليو الرشيق،البرونزي الشبيه بالتماثيل القديمة.أدارت له ظهرها،وجمعت بعض الشجاعة لتتمالك نفسها.
كان ليو يحاول اضعافها،لكن الآن،الظروف مناسبة لها فالسيدة كريليكوس لاترغب بزواج نيقولاس من ماريزا اذن ستعادر ايوس بسرعة،وسترحل ليندا معهم.
عندما خرج ليو من الحمام مرت باعتزاز من أمامه،دون أن تنظر اليه،وأقفلت الباب من الداخل،حاليا هي بأمان ولاتخشى شيئا،ولكن الى متى...؟
هذا المساء،بدا العشاء وكأنه لن ينتهي أبدا بالنسبة لليندا،مع أنها لم تكن قادرة على تنفيذ تهديدها لليو واخبار كريليكوس بالحقيقة،التزمت الصمت وهي تراقب من طرف الطاولة تصرفات ماريزا التي كانت تغازل قريبها بشكل واضح،بدون شك،كانت تحاول أرباك الضيوف بهذا الموقف الاستفزازي،كي تبعد من رأسهم نهائيا فكرة تزويجها من نيقولاس.
كانت ليندا تفهم تماما أسباب خياره اصراره على تزويج ماريزا من هذا الشاب الضعيف الشخصية الذي لايخشى منافسته هو لمصلحته،أبدا لن تقع ماريزا بحب نيقولاس هذا.
بعد العشاء انتقل الجميع الى الصالون حيث النسيم العليل يدخل من نوافد الشرفة.
"لنقوم بنزهة ياليو." اقترحت ماريزا وهي تمسك بذراعه بحنان.
انقبض قلب ليندا عندما رأت الشعلة الملتهبة في عيني ماريزا،بالتأكيد بدأ آلـ كريليكوس يشكون بشئ ما...ملامح الحب واضحة جدأ على وجهها.
"بامكاننا أيظا أن ننزل الى الشاطئ ونسبح قليلا"
أظافت ماريزا بدلال"أحب السباحة عند منتصف الليل..."
أخد خيال ليندا يرسم لها صورا يصعب احتمالها ويعذبها،تراءى لها جسد ليو وماريزا ممددين على الرمال التي لاتزال تحتفظ ببعض دفئها،وهو يضمها اليه نحن ضوء القمر...ارتعشت دون أن تلاحظ عبوس وجه ليو.
"يبدو انك نسيت ضيوفنا،ماريزا" أنبئها بلطف"ربما يرغب نيقولاس بالتنزه معك"
"ياله من ممثل بارع " قالت ليندا في نفسها انه أكثر براعة من ماريزا التي تتوثر على الفور عندما تسمع باسم نيقولاس هل ستثيرمشهدا؟لحسن الحظ تدخلت أم الشاب لانقاده وتجنبه الفضيحة "اذا لم تكن ماريزا ترغب،بامكاني السير معك قليلا في الحديقة،نيقولاس"
"لن أتمكن من مرافقتكما"تدخل الكسندروس."أنتظر مكالمة ضرورية من اثينا،ربما سنضطر للرحيل بوقت مبكر..."

:):):):):):)

smaher
29-12-2009, 21:50
الفصل التاسع


فهمت ليندا العدر اللائق امام خطة ليو بالنسبة لزواج قريبته...اذا يجب عليها ان تتصرف بسرعة للحصول على جواز سفرها،مكتب ليو يقع في جناح معزول عن المنزل.

"سندهب جميعنا حتى اليكسندروس"اجاب ليو بحزم"الخدم سينادونك اذا اتصل احد بك،سيكون من المؤسف أن تفوتوا منظر الليل على ايوس،تحت ضوء القمر،هذه الجزيرة تشبه امرأة ملتتحفة بالستان الأسود،الظلام يناسبها اكثر من اشراقة الشمس،وتغرقها في جمال سحري وتوقظ في أنفسنا رغبة للمسها..."

سحرها صوت ليو،فتشربت من كلماته وكأنها خمر مثمل وكان على حق،كل شىء غريب هذه الليلة...حتى هي،تنتقل بطرقة مختلفة تماما،قلقها رحل عنها،وفرح ريب يحركها وكأن دما جديدا يسري في عروقها،هبوط الظلام ي مثل هذه اللحظات كانت تشعر بأنها تذوب في حب عالمي...

"ليندا هل أنت بخير؟..."

كان الجميع ينتظرونها أمام الباب،فاستغلت اللحظة لتجد عذرا

"لاشئ...مجرد صداع بسيط،سأتمدد قليلا"

"الأفظل أن ترافقينا،الهواء منعش سيفيدك"اقترحت جوانا " أليس كذلك ياليو؟"

"أوه تعال،ليو،لن ننتظرها أكثر من ذلك" قالت ماريزا باحتقار"على كل حال،هذا نوع من التمثيل للفت الانتباه"

بعد صمت وانزعاج قالت جوانا معاتبة

"حا ياليو يجب أن تمسك يد هذه الفتاة جيدا،انها بحاجة للقسوة" وأخيرا خرج الجميع وتركوا ليندا ترتاح.

ماذا كانت ماريزا تأمل بالكشف عن عدوانيتها أمام الجميع؟أتريد اقناع ليو بخداعها؟على كل حال،لاضرورة لأن تعذب نفسها،انتظرت عشر دقائق بحذر ثم تسللت الى مكتب ليو،كان نور القمر كافيا في الغرفة،من أين تبدأ بالبحث؟الآن.هي تشعر بالذنب لبحثها في أغراض ليو الخاصة،لكن ألم يسرق هو أوراقها الثبوثية؟اذن من حقها أن تستعيدها.

تغلبت على مغاوفها وفتحت الجارور الأول فوجدته مليئا بالأوراق الخاصة بعمله.

فتحت الجارور الثاني يوجد دفتر الملاحظات ودفتر للعناوين،كم من الوقت الوقت ستستغرق قبل عودة ليو وضيوفه؟

دق قلبها بسرعة وأحست فجأة بجبينها يتصبب عرقا،الجارور الثالث مقفل باحكام...

"كان يجب أن أشك بذلك.." تمتمت وهي تركله بقدمها.

"نعم...أما أنا ففهمت على الفور رحيلك" قال ليو بسخرية،وكان يقف أمام الباب مكتوف اليدين يراقبها بهدوءثم اقترب وأخرج مفتاح من جيبه أداره في القفل وسألها بنفس السخرية وهو يخرج منه جوازها...

"هذا بدون شك ما تبحثين عنه"

"أعطيني أياه..."توسلت اليه بصوت مرتجف.

"ليس الآن،فقط عندما تنفذين بنود اتفاقنا،لقد عقدنا صفقة:طفل مقابل حريتك...يبدو لي عدلا"

"لايمكنك أن تفعل هذا بي،ليو ليس هذا...انسانيا،كيف يمكنني ان احمل طفلا لمدة تسعة أشهر ثم أتركه لك وأختفي دون ان أراه؟ عاطفة الأمومة هي شعور قوي أنا..."

"أليس الثمن مرتفعا؟"استفزها ليو " ماذا تريدين أكثر من ذلك؟المال؟المجوهرات؟"

رنت صفعة مفاجئة على وخد ليو،تفاجئت ليندا بصفعتها و انتظرت بخوف ردة فعل زوجها.

"هل أنت راضية عن تعبيرك عن سخطك بهذا الشكل؟"

سألها بسخرية.

" لن أكون راضية قبل أن أغادر هذه الجزيرة وأتخلص منك نهائيا"

"هذه اللحظة ستأتي عندما..."

"ابدا..." صرخت بتحد.

رجل آخر مكان ليو كان لينفعل بحدة،لكنه اكتفى بالابتسام باستخفاف،وضع يده على ذقنها وتأملها طويلا وكأنه يحاول أن يقهرها،ثم قبلها بوحشية ضمنها كل غضبه.

قاومته ليندا في البداية بقوة،لكن قبضته الحديدية أطبقت اكثر على عنقها لتمنعها من الحراك،وبيده الآخرى بدأ يداعب ظهرها ثم ارتفعت يده لتداعب حنجرتها.

"كفي عن العناد ياليندا،بما أنك ترغبين بي" همس من خلال الظلام الذي يكتنفها،لما يجب أن تخجلي من جسدك وحاجاتك الأنثوية؟"

هذا الكلام أعادها فجأة الى الواقع،فاستغلت لحظة ضعف ليو تراجعت خطوة الى الوراء.

" أنا لم أعد تلك المراهقة الرومنسية،كانت كلماتك تخدعني في الماضي،لكن لم يعد لها أي تأثير علي،الآن الرغبة الجسدية لاتكفي،ليو،أنا بحاجة لمشاعر أقوى لآرتباط أعمق..."

أمسكها من ذراعها عندما حاولت الخروج وهو ينظر من النافذة:

" لقد عاد الجميع،لايبدو على ماريزا أنها تتفق مع نيقولاس"

"أهذا يدهشك؟السيدة كريليكوس ليست متحمسة لهذه الفكرة"

" وأنت لم تحاولي اقناعها بالتأكيد" قاطعها ليو" كم ان النساء مفترسات فيما بينهن،أنت وماريزا لستما متحابتين أبدا،أعرف ذلك،لكن..."

"علاقتي مع قريبتك يست السبب"قاطعته بغضب" ليو كيف أمكنك أن تفكر في هذا المشروع بينما...طوال كل هذا الوقت..." وخانتها الكلمات "أنت تعرف جيدا ماأريد قوله،أنا آسفة على هذا المسكين نيقولاس"

"آه هاأنتما..." قالت جوانا بمرح.

"كان يجب أن ترافقينا ياليندا.."

ابتسمت ليندا بالرغم عنها من باب الأدب،وحبست دموع المرارة التي تخنقها.

"أعذريني أريد أن أنام"تمتمت وهي تبتعد عن ليو.

في الممر التقت بماريزا التي رمقتها بنظرة حادة،فتجاهلتها،والتجئت الى غرفتها،لكن لن تكون بأمان منها،طالما أنه ابتداء من هذه الليلة سيشاركها ليو فيها.

رغم تعبها الشديد لم تتمكن من النوم،وظلت تفكر بكل عناصر مشكلتها المستعصية،كانت الساعة الثانية صباحا عندما انظم ليو اليها،بدأ يخلع ملابسه في الظلام،وشتم ولعن عندما رأى السرير خاليا.ليندا كانت جالسة على الكرسي أمام النافذه،وعيناها تائهتان في الفراغ.

"حبا بالسماء،ليندا" أعترض بصوت يدل على التعب." لن نتناقش هذه الليلة،لقد انتهيت لتوي من نقاش متعب مع الكسندروس،نيقولاس لن يتزوج ماريزا"

رغما عنها،أحست ليندا بشفقة مفاجئة نحوه لكي تخفي ضعفها،أجابته بجفاف:

"هذا أفضل بالتأكيد،على كل حال،حتى مع موافقة آلـ كريليكوس،ماريزا كانت ستجد وسيلة للتخلص ..."



"انها لاتزال طفلة،يجب أن تطيعني طالما أنني الوصي عليها" اعترض ليو.

" بتزويجها رغما عن ارادتها ومن رجل لاتحبه؟"

"كنت تعرفين هذا الموضوع جيدا أليس كذلك؟" مازجها بهدوء.

"ولكن تجاربنا لن تخدم الآخرين أبدا...يالهي،لاتنظري الي هكذا وكأنني الشيطان بعينه،أنارجل،ليندا،أنا زوجك..."

فجأة بدت الغرفة ضيقة وأحست ليندا بأنها على وشك الاختناق.

"أنا ... سأخرج لتنشق الهواء." قالت متلعثمة.

عنف ليو فاجئها،نظر اليها نظرة قاتلة هزها من كتفيها.

"كفى،لاترهقيني باحتقارك لي وكأنك لاتتحملين تنشق نفس الهواء الذي أتنشقه هذا غريب،أنت زوجتي،أملك حقوقا عليك ويجب أن تنصاعي لأرادتي"

"أبدا بدون رغبتي"قالت بتحدي وغضب،يجب أن تستعمل القوة لإخضاعي،ولكن كرامتك ربما لن تسمح لك،تعتقد أنك لاتقاوم،حسنا لاتعتمد علي،لاأتأثر أبدا بسخرك"

" انت تغيرت كثيرا...ولكن بامكاننا على الأقل أن نحاول احياء الماضي..."

"لاتلمسني" صرخت عندما لامست يده يدها.

"أيتها المنافقة" أهانها بحدة."أا لست غبيا،سأعرف كيف أرغمك على التخلي عن كل هذه الحشمة"

"ربما ولكن الرغبة الجسدية لاتكفي للتقرب بين اثنين،ليو،الحب لايتحدد بهذا الشكل،بالنسبة لي..ماذا تفعل؟" سألته بفضول بينما عاد يرتدي قميصه من جديد.

"اكتفيت من نواياك وشكواك الآن بدوري،أرغب بتنشق الهواء" قال بسخرية."لاتنتظريني"

الى أين ذهب؟للقاء ماريزا؟...

لم يعد ليو قبل الفجر،ورحل قبل أن تستيقظ ليندا.كان قد نام فقط بضعة ساعات قربها،الا أنها كانت تشعر ببعض الندم.

كانت تشرب فنجان قهوتها الثاني على الشرفة عندما ظهر الضيوف.

"تصوري أنني نمت نوما عميقا"قالت جوانا ضاحكة"كم أنت محضوضة ياصديقتي العزيزة لأنك تقيمين على هذه الجزيرة الرائعة بهدوئها"

يبدو ان الضيوف لن يرحلو قبل المساء فقط انقاذا للمظاهر،لكن هذا يمنحها مهلة ايضافية لإيجاد جواز سفرها والصعود خلسة الى يخت الصيوف...بعد تناول الفطور،وأمام جفاف ماريزا،اقترح نيقولاس على ليندا أن ترافقه في نزهة الى الشاطئ.

" لاتتأخر،نيقولاس"نصحته والدته عندما انظلق بسيارة الجيب

الغصن الوحيد
30-12-2009, 01:06
يعطيك الف عافية ياسماهر على الرواية الحلوة وتسلم اناملك ياقلبي ..

khadija123
30-12-2009, 19:10
السلام عليكم
شكررررررررررررررررا عزيزتي smaher على الرواية ::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: تسلم أناميلك الحلوة.

بشبه
30-12-2009, 19:28
أنا بانتظار التتمة:)
يعطيكم العافية
يلا كملوا

سليلة الذوق
30-12-2009, 22:09
كيف يمكن ان يتم تحميل الروايات مع حبي

لورواه
31-12-2009, 01:03
روايه رائعة
بس الاروع الانامل اللى كتبتها
الرجاء ان تكمليها قريبا
تقبلى مرورى
اختك لورواه

Rin Moon
31-12-2009, 01:17
يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
مشكوووووووووووووووووووووووورة على الموضوع الاكثر من رائع

ŦloOora
31-12-2009, 16:08
يعطيكم العافية
بالإنتظار

smaher
31-12-2009, 22:32
الفصل العاشر

كان الخليج يقع في الجهة الآخرى من الجزيرة،أوقف نيقولاس السيارة في أعلى الثل ونزلا سيرا على الأقدام بين الصخور،من وقت لآخر،كان نيقولاس ينتظرها لإجتياز الممرات الصعبة.

"أنا لست عجوزا لهذه الدرجة" قالت له ممازحة وهو يحملها وينزلها على الممرات الصعبة.

"أوه لا.." صرخ وهو يتأمل تقاطيع قامتها الرشيقة.

"أنت جميلة جدا يا سيدتي...ليو محظوظ جدا..."

"أرجوك كفاك اطراءا"أمرته وهي تخلع شورتها وبلوزتها،وكانت ترتدي تحتهما مايوها أسود من قطعتين.

غطست بسرعة في المياه المنعشة،وركض نيقولاس لينظم اليها.

" أنت محق السباحة هنا أفضل بكثير من خوض الفيلا"قالت ضاحكة ثم تركت المياه تحملها وعامت على ضهرها بينما نيقولاس يسبح بسرعة باتجاه صخرة وسط الخليج.

سبحا طويلا بمرح حتى خان موعد الغداء فصرخ لها نيقولاس ظاحكا:

"لنرى من يصل أولا الى الشاطئ" قالت له بتحد وتقدمت عليه في البداية.

كان نيقولاس يسبح جيداَ كليو، ليو..عبرت ظلال على الفور رأسها كغمامة سوداء تعكر صفو السماء الزرقاء.

كانا قد أخضرا معهما الزاد،فسألته الفتاة مطولا حول تجهيزات اليخت،كي تضع خطة لهروبها،ولتعرف بالتحديد أين تختبئ عندما تصعد الى المتن.

كانت ليندا قد فكرت بان تعلن امام ضيوف أنها مضطرة للتبضع في أثينا لترافقهم على مثن اليختهم،لكنها تخلت عن هذه الفكرة لأن ليو سيعارض بشدة،وسيمنعها من الرحيل،فالأفظل أن تهرب خلسة ولاتظهر نفسها الا عند وصول اليخت الى مرفأ بيري.

تاثرت كثيرا بلطف نيقولاس وكادت تخبره بمشكلتها،لكنها غيرت رأيها في اللحظة الآخيرة،كي لاتكشف عن علاقة ليو بماريزا..بعد الغداء،تمددت ليندا تحت أشعة الشمس بينما قام نيقولاس بجولة استكشافية حول المنطقة.

ثم سبحا قليلا قبل عودتهما الى الفيلا،في اللحظة التي كانت تنتعل فيها صندالها،داست ليندا على حجر حاد وجلاحت قدمها،بدون قصد منها تعلقت بنيقولاس الذي انحنى ليتفحص قدمها،دون أن يلاحضا الرجل الذي كان يراقبهما من أعلى التلة.

عندما عادا الى الفيلا،أخبرتها الخادمة بأن لجميع في الصالون يشربون القهوة.

صعدت ليندا على الفور الى غرفتها،أنتفظت مذعورة تحت الدوش عندما فتح باب الحمام فجأة،مدت يدها على الفور لتمسك المنشفة المعلقة جانبا لكنها تسمرت مكانها أمام ملامح الغضب على وجه ليو.

"تغتسلين من لمسات عشيقك؟"قال لها بحدة" لا تكذبي لقد رأيتكما من أعلى التلة،أفهم الآن لما تعارضين زواج ماريزا"

"ليو..أنت.."

" أخرسي أنت محظوظة الآن،لآن واجباتي كسيد للمنزل تناذيني،والا لكنت لقنتك على الفور درسا صارما...على كل حال لن تخسري شيئا من الانتظار،سيرحلون هذا المساء،وسنكون وحدنا نحن الاثنان"

أرعبتها لهجة صوته وطلت دقائق طويلة مسمرة مكانها بعد خروجه...كانت تنهي تبرجها عندما دخلت ماريزا بدورها فجأة دون ان تكلف نفسها عناء طلب الاذن بالدخول.

" أبحث عن ليو"قالت بوقاحة"أين هو؟"

"لا ادري" اجابتها ليندا بنفس اللهجة ودون ان تترك عدوانية الفتاة تؤثر عليها.

"لما تبقين هنا؟" سألتها ماريزا باحتقار."طالما ليو لايحبك؟"

"ماذا يمكنني أن أفعل دون جواز سفر..."

"ترحلين اذا حصلت عليه؟"قاطعتها ماريزا بسرعة "ولكن ... كيف؟ "

"سأجد وسيلة" طمأنتها ليندا بهدوء ولم تجرؤ على كشف خطتها امام ماريزا التي قد تسرع لروي كل شئ لليو،لايمكنها ان تثق بهذه المخلوقة الشيطانية.

"سترحلين حقا؟"

"بدون تردد ولاندم"

"أنا أعرف أين يخبئ ليون أوراقك،أتقسمين لي بأن تغادري أيوس ولاترجعي اليها أبدا؟"

"أنا لم أفكر لحظة واحدة أبالعودة الى هنا منذ رحيلي في المرة السابقة...ان ليو هو من خطفني وجاء بي الى هنا،ألاتستطيعين أن تفهمي هذا؟"

هزت ماريزا رأسها بلإيجاب...مسكينة ماريزا،تتصرف أحيانا بطريقة صبيانية،ليست المرأة ولا الطفلة،هي تتأرجح بين القطبين..منذ مراهقتها وهي تائهة بشكل مأساوي بسبب قصة حبها المشؤومة لليو...

"سأحضر لك جواز سفرك بعد العشاء"وعدتها ماريزا"أنتطريني قرب حوض السباحة"

أثناء تناول العشاء موقفها اللطيف لفت نظر ليو،بماذا يفكر اذا هذا الرجل القاسي؟تسائلت ليندا وهي تراقبهما كل بدوره،لانقاد الظواهر،كان ليو مستعدا لكل شئ،حتى للتخلص من ماريزا بتزويجها من رجل لاتحبه.

"ستزوريننا في اثينا،أليس كذلك؟" اقترحت السيدة كريليكوس على ليندا.

"بامكاننا ان نتسوق معا،ستصطحبها الي،ليو،انا اعتمد عليك"

" لن اعود الى العاصمة قبل ثلاثة اشهر" قال ليو"زوجتي ربما تكون متعبة،ولن تتحمل السفر"

"لكننا سنزور أثينا في الخريف" اجابها قريبها بهدوء

" طبعا انا لن اجبرك على البقاء في ايوس اذا لم تكوني ترغبين سأطلب من بعض اصدقائي ان يستقبلوك عندهم اذا اردت"

ألا يشفق على هذه المسكينة؟ماريزا اصبحت شاحبة...ولكن هو لايبدو عليه انه لاحظ اضطرابها الذي تسببت به كلماته..كما وأن حزن ماريزا لم يغب على جوانا التي استغلت تناجيها مع ليندا لتقول لها:

"ماريزا متعلقة جدا بليو،بضعة أشهر تحت رعاية عمتها الحازمة ستكون مفيدة جدا لها،صدقيني"

رفع آل كريليكوس المرساة في الساعة العاشرة،بعد العشاء،تسللت ليندا الى الخارج من أجل موعدها مع ماريزا،بعد مُضي عشرة دقائق بدأت تشعر باليأس يلتهمها الى أن ظهرت ماريزا من بين الآشجار تحمل جواز سفر ليندا بيده.

"ها أنا قد نفذت مُهمتي،عليك أنت الآن أن تفي بوعدك والاسأنتقم،لاتنسي هذا أبداَ،ليو لايهتم بك أبدا،يحبني أنا،بل يعبدني" ثم اختفت دون أن تترك لغريمتها فرصة الاجابة.

أخدت ليندا ترتجف من الخوف،هل ستنجح في الهرب دون اتثير الشكوك،؟هل ستكون العملية سهلة؟

بالفعل كل شئ حصل بسهولة كبيرة،كانت السيدة كريليكوس قد ألحت على وداعهم في البيت كي لاتعذبهم،ليو وحده رافق ضيوفه في السيارة حتى المركب،مع حقائبهم،استغلت ليندا غيابه لتنزل قبلهم الى المرفأ الصغير.

لم يكن هناك أحد على المتن،عندما صعدت على رؤوس أصابعها،ونزلت بحذر شديد لسلم المؤدي الى الآسفل ،سمعت فجأة ضجة في الأعلى أعبتها،ففتحت أول باب ولجأت الى داخل لمقصورة،لم يكن هناك أي ضوء يتسلل من النوافذ،كان الظلام حالكا،من الأسفل سمعت ضجيج المحركات،خلال لحظات طويلة،ظلت ليندا تطرق السمع،لكن لحسن الحظ،لم يظهر أحد من الممر المجاور،ربما ينتظر آل كريليكوس أن يصبحوا في عرض البحر حتى ينزلوا الى غرفهم.

أحست بارتياح كبير،فـأخدت تدرس خطورة الموقف الذي تخلصت منه،أي خطر كان يهددها،عدة مرات كادت تضعف وتستسلم لليو...

كانت تخاف منه،لكنها تخاف أكثر من ضعفها وشدة انفعالاتها...هدير المحركات انخفض،انهم يتقدمون نحو عرض البحر بسرعة منتظمة على المياه الهادئة،اطمأنت ليندا واتجهت وهي تتحسس الغرفة نحو السرير.أي نصر،لقد نجحت في الهرب من أيوس والتخلص من ليو،أخيراَ،لكنها تشعر باليأس والخيبة،لماذا؟

نور قوي أعماها عندما دفع أحدهم الباب فجأة،أخدت ليندا بالسعال واستعدت لتقديم تفسيرات تبرر بها هربها من زوجها،..فتحت فمها لتتكلم،لكن الكلمات ظلت عالقة في حنجرتها.

"ليو"

"مفاجئة أليس كذلك؟" قال بسخرية وهو يقفل الباب ورائه

أذهلتها المفاجئة فأخدت تتفحص الغرفة بحثا عن مكان تلجأ اليه،الستائر الستان بلون الزهر المتناسب مع لون الشرشف و الموكيت.

" انها غرفة الكابتن"شرح لها ليقطع الصمت الثقيل.

"ماذا تفعل هنا؟"سألته بدهشة وكات تأمل بدخول أحد أفراد عائلة كريليكوس،فاحتفظت بنظرها مثبتا على الباب

"وأنت؟"

" أوه لاتكلفي نفسك عناء الاجابة،أعلم كل شئ حاولت الهرب،أليس صحيحا؟"

"وتمكنت من ذلك"أجابته بتحد وهي تدرس المسافة التي تفصله عن الباب لن يتجرأ على اثارة فضيحة أمام آلـ كريليكوس.

" أه حسنا،تعتقدين ذلك؟" سألها ظاحكا بمكر.

"تماما،لاتحاول منعي من النزول في أثينا لأنني سأروي عندئد كل شئ لأصدقائك"

"كل شئ؟"ردد بسخرية"ستقولين لهم بدون شك كيف كسرت قفل مكتبي بعد أن حاولت الاتفاق مع ماريزا؟؟على كل حال..لن يكونوا هنا لسماعك يا مسكينتي العزيزة"

smaher
31-12-2009, 22:37
الفصل الحادي عشر

ابتسامته الساخرة جمدت الدم في عروقها من الخوف

"لقد أثبت ذكاءً وفطنة"أضاف ليو."لكن الحظ لم يساعدك،كان أليكسندروس قد نسي أوراقا هامة في مكتبي،قبل العشاء،وعندما ذهت لإحضارها اكتشفت أن الجارور مخلوع...وكأن هذا لم يكن دليلا كافيا لإتهامك...أعترفت لي ماريزا اخدعتك..لم يكن يجب عليك أن تدخليها في هذه القصة وتطلبي منها أن تعبث بأغراضي،لحسن الحظ،رفضت التعامل معك لآنها صادقة،على كل حال،اكتشفت خطتك بسرعة وكان يختي الخاص راسيا في الجهة الأخرى من الخليج،فأصدرت أمرا على الفور للقبطان كي يستبدل المركبين" حدقت ليندا به بدهول ودهشة.

"هذا يختك؟..أنا.."

"ايه نعم يا عزيزتي ليندا...لقد هربت من أيوس لكنك نجحت فقط بتبديل سجنك،النمسيس هو يختي،ونخن الراكبان الوحيدان على مثنه،أي وضع رومنسي لتحقيق...مشروعنا..."

"دعني أرحل..."

أسرعت ليندا نحو الباب لكن يدي ليو القويتين أمسكتا بكتفيها:

" الى أين أنت ذاهبة؟أتريدين أن ترمي نفسك في المياه؟"

" لما لا؟" صرخت بمزيد من الغضب لهستيري.

"لن ابقى هنا معك..."

"كفى..." أمرها بحدة وقد فقد صبره،ثم حملها بين ذراعيه ووضعها على السرير.

"أطالبك فقط بواجباتك الزوجية،هذا حقي و...لو لم تتصرفي بغباء منذ عامين لما كان هذا ضروريا.."

"بمعنى آخر لو لم تدفعني ماريزا...آه عفوا لقد أخطأت...انها لاتكدب" أضافت بسخرية"لو لم أفقد طفلي عندما سقطت،لكنت حرة اليوم كيف تجرؤ على معاملتي بهذه الفظاظة وقلة احترام؟أنا لست... لعبة..."

"أنت أيضا لم تحترميني لست سوى أنانية وصولية،تزوجتني فقط من أجل مالي،لماذا لم تطلبي الطلاق؟أوه،فهمت جيدا ارتفاع الثمن نسبي مع مدة الزواج"

امتلآت عيناها بالدموع فأدارت وجهها،ياله من سوء فهم،أيعتقد حقا بهذه الآضاليل؟اذا كانت قد امتنعت عن استشارة أحد المحامين فهذا لآسباب أخرى...شدة غبائها،لم تتوقف عن حبه وعن الأمل في المستقبل،ذات يوم،ربما...

"أنت مخطىء يا ليو المال لايهمني مطلقا" اعترضت بضعف ظهرت السخرية على وجهه.

"لا تتابعي التمثيل يا ليندا،حتى الآن ضقت ذرعا ولكن هذا دام طويلا،أنا أيضا بامكاني التعقل ببرودة قبل الانفاق،كنت سأحصل على استثمار جيد"

"هل تريد تنازلا خطيا مني أنني لاأريد فلس منك عند الطلاق...هل هذا يثبت لك أنني لاأريد مالك؟"

ألا يدرك أنها كانت تحبه رغم كل شئ؟حقا هذا فضيع،كان يتكلم عن علاقتهما كما يتكلم عن صفقة تجارية مع أحد زبائنه.

"أنصحك بالطاعة،ليندا،كنت تنعمين بسعادة كبيرة في بداية فترة زواجنا،بامكانك أيظا استعادة هذا الدور،تعرفينه جيدا.."

"لا"صرخت بحدة ورفعت يدها لتصفعه،لكنه لم يترك لها المجال وأمسك يدها بسرعة.

"انتبهي يا لينداعلى كل حال ليس لديك خيار آخر"

ازداد قلق الفتاة،فلاجدوى من طلب مساعدة رجال الطاقم،لأنهم بالطبع سيقفوا الى جانب ليو،أما ليو فسيبقى أصما أمام توسلاتها،قسوة ملامحه كانت ترعبها.

"اذن لن تعترضي؟طبعا،أنت لست من وضع قوي،نفسيا...لنكن صريحين لمرة واحدة...ماريزا أخبرتني بكل نواياك..."

تأملته ليندا بخوف،ماريزا...ماريزا...دائما ماريزا...ماذا اخترعت أيظا؟

"أنت اعترفت لها بدوافعك الخسيسة للزواج بي،بالتأكيد،لم يكن ضمن خططك انجاب طفل...لكنني اصر على ذلك"أضاف مهددا.

أرادت ليندا أن تصرخ مدافعة عن برائتها،لكنا كانت عاجزة عن النُطق،ظلت كالمشلولة تنتظر،بينما اقترب ليو منها ببطىء.

"حان الوقت لإجراء الحسابات للحقيقة،كل ما تملكينه هو ملك لي،هذا الثوب مثلا...لقد دفعت ثمنه من مالي،ويبق لي استعادته"

وبسرعة مزق الثوب الحريري الذي كانت ترتديه أرعبتها نظراته العنيفة،فأغمضت عينيها.

"لست أدري لما أكرهك أكثر ليندا،الأنك قتلت طفلي أم لأنك قتلت ثقتي بحكمي عليك،ظننتك طاهرة بريئة...كان يجب أن أكون أكثر دكاءا،لم تكونني تترددي على أكبر دور الأزياء لو كنت طاهرة عفيفة،كان ذلك فقط من أجل بيع نفسك بأغلى ثمن..."

"لا..."

تردد صراخها في الغرفة كانها حيوان جريح،أصبحت شاحبة كلأموات وأحست بقلبها يتمزق،أبدا لم تتعذب بهذه القسوة،ولاحتى في ذلك اليوم الذي أعلنت فيه ماريزا لها عن علاقتها بليو.

"بلى ليندا" أصر وهو ينحني نحوها.

أدارت وجهها لكنه أمسك ذقنها وأجبرها على النظر مباشرة في عينيه.

"هيا اعترفي"

"هذا ليس صحيحا"وانهمرت الدموع من عينيها حتى وصلت الى أصابعه.

"منافقة،ألست نادمة"

"أنا لا أكذب"اعترضت بقوة اليأس.

"لاتتعبي نفسك بلعب دور القديسات" قال بسخرية.

"كلانا يعرف الحقيقة،أنا وأنت،ولكن كم أنا آسف لأنني أكتشفت متأخرا و بعد زواجنا كل ألاعيبك،الا أنه لا يزال هناك وقت لانتقام"

"ليو..."

"لاتحاولي اثارة شفقتي أمثالك من المخادعين يجب أن يدفعوا ثمن أفعالهم"

اجتاحها خوف كبير عنما لامست شفتاه شفتيها،كان يمسك يديها بحزم ويمنعها من المقاومة،رغم كل محاولاتها،كانت تدرك الواقع،أبدا لن تربح المعركة معه،غضبها يُضاعف قواه،ولن يتركها أبدا.

أحمر وجهها من الخجل والاهانة فضمت قبضتيها وشفتيها بتحد صامت،في وجه كل منطق،كان جزؤ من كيانها يسؤ من تفوق ليو عليها ويخضعها لنوع من الابتهاج.

"ليو..."

صرخة اضطراب خرجت من أعماق نفسها،عاصفة الرغبة تهددها وترميها في تيار مريع،حاولت التصرف وعدم الاستسلام لهذه الانفعالات المتزايدة في الاشتعال.

لكن انعالاتها وصلت الى نقطة لارجوع وحطمت أخر حاجز لمبادئها الخلفية،بسرعة فائقة،نسيت حقدها على ليو ووجدت نفسها تنتقل الى الماضي،الى أيام شهر عسلهما المشرقة.

"ليو..."

بينما كان يقبلها،بدأت ترتجف بقوة،منذ أن دخل حياتها والخوف يلازمها،وهي تفهم الأن لماذا:لأنها ماتزال تحبه،يالها من فكرة مرعبة.

هذا الاكتشاف يحيرها في الواقع مشاعرها لم تخنها،لكنها عبرت عن حقيقة مدفونة غي أعماق كيانها،كيغ تعترض الآن في وجه هجومات ليو التي تزداد عنفا؟

دفعتها موجة جديدة جعلتها تمد يديها لتلمسه وتضم كتفيه بكل قوة قبل أن تغرز أصابعها في شعره،من شدة حمقها لم تعر انتباها لتغيير موقف ليو،نهض واستند على ذراعه وابتعد فجأة،لكن الفتاة لم تكن قد انتبهت على الفور،فقط صوته القاطع كالسكين الحاد أجبرها على فتح عينيها،اللتين جحظتا من الدهشة،أمسك بوجهها بعنف وأجبرها على النظر الى صورتها في المرآة الكبيرة التي على الحائط المواجه.

"انظري جيدا،ليندا" قال بحدة.

"تاملي الوجه المنافق،لقد تزوجتني من أجل ثروتي ووضعي الاجتماعي أعلم ذلك،طالما أن ماريزا أخبرتني بأطماعك الا أنني أحب سماع هذا الاعتراف من فمك"

لم تتمكن ليندا رغم شهورها بالذل من رفع نظرها على المرآة حيث لم تتعرف على نفسها بهذا الجسد

"أرجوك،ليو..." توسلت اليه بصوت هامس لكنه لم يكن قد أشبع ضمأه للإنتقام.

"لاتتحملين هذا المشهد؟؟؟"سألها بسخرية."أتجرؤين بعد غلى الادعاء بعدم الاحساس بشىء؟كيف أمكنك أن تنفي رغباتك؟؟"

هزتها ارتجافة قوية،فأغمضت عينيها كي لاترىملامح وجهه الخالية من أي شفقة،كل هذا بسبب ماريزا التي أفسدت علاقتهما...

ليو يعتقد أنها تزوجته من أجل ماله...ولكن ألم يتسبب باذلال زوجته؟ألم يتزوجها فقط لآسباب دنئية؟؟ولكن بالتأكيد غرور الذكر اليوناني ومزاياه المتعجرفة تفسر جزءا من تصرفه:في نذا البلد النساء يجب عليهن الخضوع لسلظة ازواجهن دون أن تطالبن بشئ..

وهو مع ذلك بتهمها بالمكر والنفاق.

http://www.mexat.com

"أوه لاتقلقي.."أجابها بجفاف " لن أتركك غير راضية،ولكني أصر على مواجهتك بحقيقتك:تزعمين اللامبالاة والاحتقار،جسدك يخونك،أنت ترغبين بي أليس كذلك؟

وأحاط أصبعه بخصلة من شعرها بشكل آلما،فصرخت واحمر وجهها من الذل...

" أنت أيظا تشعر بنفس الشئ"

"نعم هذا صحيح"أجابها ببرود

عندما لامست أنفاسه عنقها فقدت السيطرة على نفسها،وتسارع نبضها،وبدأت ترتجف بينما تربدد كل غضبها وترك مكانه للرغبة والأشواق.

" يالهي،ليندا"صرخ ولم يعد قادرا على الصبر.

الماضي والمستقبل توقفا عن لوجود،ليو وليندا ينغرفان على لحظة أبدية عندما كان كل منهما يتجاوب مع الآخر،هذا وكأنهما يرقصان على أنغام موسيقى واحدة.

فيما بعد عندما هدأت ثورتهما شعرت ليندا بأنها تتأرجح بين الآرض والسماء،في سعادة كاملة.

عندما استيقظت كان انعكاس الماء يتراقص على سقف الغرفة،احتارت وهي لاتعرف أين هي،فأدارت وجهها ورأت ليو لايزال نائما الى جانبها،في هذه اللحظة اخترق قلبها ألم كبير بينما عادت كل ذكريات الأمس الى ذهنها كيف أمكنها أن تهبه نفسها؟...بكل ارادتها...حتى أنها لم تحاوول المقاومة،اللعنة: لقد شجعت حميته ورغبت بعناقه،من كل روحها.

امتلأ قلبها بالأسى،فنزلت من السرير بهدوء،ثوبها ممزق على الأرض...

"ملابسك في الخزانة"

انتفضت بخجل وذل والتفتت فرأت ليو يراقبها مبتسما

" أنا أمرت بنقل بعض ملابسك الى المركب عندما علمت بخطتك للهرب"

ثم نهض واقترب منها،تسمرت ليندا مكانها غير قادرة على الحركة وأغمضت عينيها لتخفي دموعها.

"تبكين؟لماذا؟من الخجل أم من الندم؟"

هزت رأسها بحزن،بينما ضمها اليه بحنان كبير

"ليندا ... ليندا... بامكاننا أن نعيش بسعادة معا،مع طفلنا...أطفالنا"

"ينقصنا الحب" أجابته بصوت مرتجف " أنا..."

"لا..لا تقولي شيئا..لنمضي هذه الأيام بسلام كما لو بدئنا من جديد،هذا ممكن،ليندا يجب أن نحاول...فكري في الطفل الذي ستحملينه في أحشائك..."

http://www.mexat.com

انها تحبه،نعم تحبه أكثر من أي شئ في هذا العالم،وهو قدم لها الكثير...لكن هل ستجرؤ على مسامسحته على علاقته بماريزا؟ ليو كان يستغل زوجته الشرعية كحجاب ليحمي عشيقته وشرفه، هل ستتمكن ليندا من لعب هذا الدور،أن تكون زوجته وأم أطفاله أمام أعين الناس بينما امرأة أخرى تحتل المكان الأول في قلبه.؟

"ليندا..."

"ليو أنا..."

"يالهي هل تسببت لك بالألم" صرخ فجأة وهو يداعب بلطف شفتيها الرائعتين.

"أنا آسف..."

كيف ترفض كل هذا الحنان؟على كل حال،هي أسيرته ولايكنها الهرب...

"سأكون أكثر لطفا ومحبة في المرة القادمة

smaher
31-12-2009, 22:43
اسفة اوى يا جماعة على التأخير

كان عندى ظروف

واشكركم كلكم على ردودكم الجميلة والمشجعة جدا

وتسلمولى كلكم ويارب الرواية تعجبك احداثها جميلة

اوى ومشجعة بس تابعوا للاخر

ومش هتقدروا تغمضو عنيكوا

هههههههه

smaher
31-12-2009, 22:47
الفصل الثاني عشر
عندما لم تجبه اعتبر صمتها موافقة،كان راضيا ن انجذابهما الجسدي والاتفاق المتباذل بين رغباتهما،لكن ماذا يحصل اذا عرف حقيقة مشاعرها نحوه؟وماذا سيحصل اذا ماهي نفسها لم تتحمل ماريزا وغيرتها؟
أضاف ليو أمام ترددها " يجب أن نحاول،ليندا،هذا يستحق الناء"
فتحت فمها لترفض كيف سترتبط بمغامرة غير مضمونة؟ستتعذب كثيرا هذه المرة...لكن صوت ليو رن بشكل غريب في أذنيها فسمت نفسها تجيب بصوت مرتجف:
"نعم..."
وكأن شخصا آخر تكلم عنها...تأملها ليو للحظة بدهشة ثم داعب شفتيها بقبلة وهمس
"أنا سعيد جدا،ليندا،لن يكون ابننا يتيم الأم،ولكن الآن،لننسى كل هذا ونتذوق لذة لقائنا..."
أمسكها بين ذراعيه ووضعها بهدوء على السرير قبل أن يتمدد قربها ثم ضمها اليه بحنان ورقة كبيرين.
كانت الشمس مرتفعة في السماء عندما استيقظت ليندا من جديد،هذه المرة كان ليو قد نهض،تنهدت بعمق وسعادة وهي تتأمل سقف الغرفة.
ثم نهظت وارتدت روبها ووقفت أمام المرآة،ياله من تغيير كبير خلال هذه الأربع وعشرين ساعة،بالأمس فقط،كانت شاحبة...أما اليوم،فالحب أحدث تغيرات عجيبة،الا أن سعادتهما تفتقد لشئ آخر،مشاعرها ليست متباذلة...قلب ليو ليس لها.
تقلصت يداها بعصبية،لا،لا يجب أن تفكر بماريزا،لماذا تفسد سعادة الأيام الفادمة؟ليو وعدها بشهر عسل ثان،ومن يدري...مع الوقت،ربما تنجح في التغلب على ماريزا؟هل كانت لتتمكن من ذلك لو لم تهرب منذ عامين؟
على كل حال،الآن لايهمها سوى مصالحتهما،وخطتهما للمستقبل،سيؤسسا معا عائلة،وستضعف علاقة ليو مع قريبته لتزول الى الأبد.
ماريزا لن تستسلم بسهولة،ليندا متأكدة من ذلك،فهي تحب زوجها حبا جنونيا،يجعلها مستعدة للقيام بكل شئ من أجل الوصول الى أهذافها،ليندا أصبحت تعرف ذلك،لكن يجب عليها بطريقة أو بأخرى أن تجبر ليو على القبول بالحقيقة حول قصة خسارتها لأبنها المأساوية،ماريزا هي المسؤولة الوحيدة،ولا يمكنهه أن يتجاهل ذلك الى الآبد.
أخدت تفكر وعيناها تائهتان في الفراغ بوجودها،ليس فقط تقبل بمشاركة ليو حياته،لكنها تفكر أيظا بالطفل الذي ستهبه له مع أنها حتى مساء أمس،كانت قد أقسمت لى عدم الإستسلام اليه...لكنه أضهر لطفا واهتماما هذا الصباح،كما في أول أيام زواجهما،كيف كان بامكانها أن تقاومه؟في قلبها،ولد من جديد الحب الذي تعتقد أنه مات،وهي نفسها ولدت من جديد وكأنها كانت تغط في سبات عميق.
" هل أنت جائعة يا عزيزتي؟"
ركضت ليندا الى الحمام وأغلقت لباب خلفها،رغم ما حصل بينهما لاتزال تشعر بالخجل منه.
" أنا أرتدي ملابسي،لن لأتأخر"
"حسنا،سانتوس أعد لنا الغداء،سلطة سرطان البحر،وسوفليه بالشوكولا،لا أزال أذكر ذوقك بالنسبة للطعام"
أحمر وجه ليندا وارتدت ملابسها على عجل،ليو لم ينسى شيئا:
كان قد وضع في خزانتها بعض الملابس الرائعة،وبنطلونين وأدوات التجميل...رغم انفعالها و حماسها،تابعت فكرة ماريزا في ارهاقها،يجب أن تجد حلا لهذه المشكلة وأن تسأل ليو أن يوضح لها نواياه،ولكن الشجاعة تنقصها لتطلب منه شرحا وافيا،تخاف من الحقيقة،أي ضعف،كم من الوقت ستعيش هكذا مع جهلها؟
لكن يبقى هناك أمل.ليو يبحث عن زوج لقريبته،هذا يثبت أشياء كثيرة،واذا كان مجرد تدبير حذر؟فهو نفسه تزوج ليندا ليبعد الانتباه،وكي لايوقظ الشكوك،بدون شك كان يخشى مزاجية التملك والميل للتطرف عند ماريزا،الزواج يهدئها قليلا الا أن ماريزا أفشلت خططه ومصرة على موقفها.
ليندا تتخيل اعداد المتقدمين لطلب يد ماريزا التي تعاملهم جميعا بنفس التعجرف والتعالي،كنيقولاس،وتقضي على حماسهم واحدا واحدا.
وهكذا يصبح ليو مجبرا على الإذعان؟ولكن هل هو حقا يتمنى أن يحرم نفسه من وجود قريبته؟سيتعذب كثيرا من فراقهما....
عندما ظهرت على السطح المركب المشمس،بعد ربع ساعة،كان ليو ينتظرها تحت مظلة واسعة،بينما يضع خادم الأطباق على طاولة مزينة بذوق رفيع.
"آه،ها أنت أخيرا"
كان يرتدي بنطلونا قصيرا وبلوزة قطنية بيضاء،نهض لآستقبالها،وتأمل قامتها الرشيقة طويلا،كانت ليندا رائعة في تنورتها الزهر وبلوزتها التي تكشف أعلى صدرها ونصف ضهرها،ارتبكت ليندا تحت نظراته،فمررت يدها بعصبية على شعرها.
"ماذا هناك...؟"سألته أخيرا.
"أنا معجب بك،بكل بساطة"أجابها مبتسما،احمر وجه الفتاة،فانفجر ليو ضاحكا
"أنت أجمل عندما يحمر وجهك،لكن كفانا مزاحا،هيا لنتناول الغذاء،فيما بعد،سنرمي المرساة لنسبح قليلا،أحب السباحة في عرض البحر،هذا سيعجبك أيظا،أنا متأكد،انه شعور لذيذ"
ثم أنحنى ليطبع قبلة على عنقها فنظرت اليه بكل حب وهي مشرقة بالسعادة.
"هذا المساء،سنتناول العشاء على ضوء النجوم يا عزيزتي،سننساب بهدوء الليل على الأمواج التي كانت دائما لونها يذكرني بلون عيونك"
"هذا يبدو جميلا ورومانسيا جدا ليكون حقيقيا" قالت بخفة
لكن ارتجاف صوتها فضح عواطفها،لم يعد بامكانها اخفاء ارتباكها،فرفعت نحو ليو وجها متوسلا.
"أرجوك.."همس ليو وهو يداعب فمها بأصبع يده" لا تنظري الي هكذا،والا لن أستطيع السيطرة على نفسي،سأنسى الغداء وهذا ما يُغضب سانتوس كثيرا"
"حسنا لنجلس" قالت ضاحكة "أنا أيضا لا أريد أغضاب سانتوس"
أبعد ليو الكرسي كي تجلس وهو يضحك،لم تستطع ليندا مقاومة مزاج ليو المرح،شعرت بالسعادة الكبيرة،هذه اول مرة ترى فيها ليو بهذا المرح.
تناولا الطعام بشهية وكانا كلاهما جائعين،عندما ملأ ليو كأسها،لاحظت للمرة الأولى خاتم الزواج في أصبعه.
فأحست على الفور بإنقباض في قلبها،وكأنه لاحظ حزنها،أمسك يدها ورفع كأسه
"لنشرب نخبنا،ليندا،نخب حياتنا الجديدة معا"
بدون ماريزا..
هذا السؤال كن يحرق شفتيها،لكنها امتنعت عن طرحه واكتفت بأن رفت كأسها مبتسمة بضعف،هكذا ستكون حياتها من الآن وصاعدا،فكرت بحزن،بعد نصف ساعة كانت تتمدد على كرسي طويل بجانب ليو،هذا لن يكون سيئا لهذه الدرجة.حتى ولو لم تكن تشعر بالميل الى الشكوى.
شرح لها ليو اشياء وتفاصيل دقيقة عن مركبه،هذا اليخت مجهز جيدا،وبامكانه البقاء مدة طويلة في البحر،مجهز برادار وبكل ملتوصلت اليه التكنولوجيا الحديثة،ثم قام ليو وامسك بيدها ليزورها اليخا المؤلف من 4 مقصورات وغرفتي استقبال ومكتب وغرفة طعام،لم تصدق ليندا عينيها انه حقا قصر عائم.
"اشتريته لأدعو اليه الزبائن اثناء عقد الصفقات،وهكذا يتم العمل في حو لطيف،أحب الرحلات البحرية بدون شك لأنني من شعب أصله بحارة"
" حسنا سأبدل ملابسي وارتدي مايوه"
"حسنا ليندا الخجولة افعلي كما تشائين"
اختارت ليندا مايوه اصفر من قطعتين وارتدت فوقه قميصا قطنيا متناسبا مع لونه وانظمت الى ليو على السطح
المركب كان قد انزل المرساة وهو يتارجح الآن بهدوء على الأمواج،وكانوا قد انزلوا سلما ومركبا صغيرا وحمل لهما سانتوس عصير الفاكهة،كان ليو يتذوق من كوبه بانتظار زوجته نهظ ليساعدها على خلع قميصها
" انت رائعة"
اضطربت ليندا ورفعت يدها أمام عينيها لتنظر نحو الآفق.
"ما اسم تلك الجزر؟"سألته بفضول.
حتى قبل أن تتعرف على ليو كان هذا الجزء من الكرة الأرضية يسحرها،وكانت تحلم بزيارة أرخبيل بحر ايجيه كم من الأساطير تدور حوله وتصف جمال سواحله وأعاصير الملتمي التي تهب فيه.
"آيوس،باروس،باكسوس" أجابها ليو."سنمر بين سانتوس وايوس حيث هو مدفون هومير،بامكاننا أن نزور قبره ونتناول العشاء على اليابسة مساء غد"
"فكرة ممتازة" اجابته بحماس
هذا البلد الرائع كان قد انجب عددا من الشعراء والفنانين غنى ماضيه الثقافي يؤثر كثيرا في ليندا.
"لاتبتعدي كثيرا عن اليخث" امرها ليو"المسافات مخادعة في البحر"
"لاتقلقل انا سباحة جيدة"
غطس ليو كابطال السباحة العالميين،كان يبدو وكانه في عالمه اشبه بسمكة في الماء
"تعالي"ناداها وهو يلتفت نحوها
لم تجرؤ ليندا على القفز فوق اللوحة ونزلت بحذر على السلم

smaher
31-12-2009, 22:51
الفصل الثالث عشر


سبح ليو حولها بقفزات الدلافين كان مليئا بالمرح يلعب كطفل صغير تفاجأت ليندا برؤيته بهذا المرح فاخدت تضحك ملئ فمها يبدو انها تكتشف كل يوم شيئ جديد في شخصيته

فجأة توقف ليو واخد يراقبها بحنان ثم لف حول اصبعه خصلة من شعرها الاشقر العائم كلأعشاب البحرية على سطح المياه

"ليندا"همس في ادنها "هكذا افظل وجدت اخيرا حوريتي الجميلة..."

مرت لحظة الدهشة الأولى واحست ليندا بلذة الاحساس بالمياه على جسدها تبعها ليو بين الأمواج وعندما كان يلمسها،كانت تجتاحها ارتعاشة تهز كل كيانها

ما ان لاحظ ليو اوائل اشارات التعب على وجهها طلب منها العودة الى المركب عندما ترددت ورفضت وقد احمر وجهها من الخجل قال مبتسما

"سأصعد اولا لأرمي لك منشفة"

ندمت ليندا على غبائها لكن من الصب التغلب على حيائها

كم هو جميل زوجيب قالت لنفسها باعجاب وهي تنظر الى عضلات جسده القوي ناولها روب حمامه وانظمت اليه بسرعة

شربت كوب عصير وتمددت على الكرسي لترتاح عندما عاد ضجيجة المحركات جاء ليو وجلس بقربها

"سنرمي المرساة في مرفأ آيوس بعد ظهر غد" فجأة اكفهر وجهه وأضاف:"كم من المؤسف أن أبي لم يعش طويلا ليعيش هذا الفرح،لم يستطع تحقيق حلم حياته باستكشاف كل جزر اليونان،كان هناك دوما مايمنعه،تعليم أولاده وتزويج أخواته...كان سيعجبك حتما،ليندا،كان يؤمن بالعمل وشرفه،وهكذا دفن نفسه بالعمل..."

لم يكن ليو قد كلمها من قبل عن عائلته،مدت يدها بحنان وداعبت ذراعه مبتسمة:

"أنا أدين لوالدي بكل شئ" تابع ليو."لقد حرم نفسه من أشياء كثيرة ليرسلني الى أفظل مدارس اليونان وجامعاته،وموّل أول مشروع تجاري لي،كم أتمنى أن يحبني ويحترمني أولادي كما أحببته واحترمته،عهد لي قبل موته بابنة اخته ليديا،التي رعتني كوالدة لي في صغري بعد وفاة والدتي وهي تمنخني الحياة"

انقبض قلب ليندا،الصلات التي تربطه بماريزا قوية جدا...وليست بمستوى مقاومتها،أبدا لن تنتصر على منافستها،الشمس بدت وكأنها فقدت اشراقها فجأة،أخدت ليندا ترتجف قلقا على المستقبل

"ماريزا أحيانا ... ليست لطيفة...أعلم ذلك،ولكن..."

"لا ضرورة لقول المزيد،أفهم" قاطعته بإبتسامة ضعيفة،لم تكن قادرة على سماع اعترافاته،خاصة اليوم،بعد ان تصالحت معه،ومع نفسها،هذا اليوم الجميل لها،لن تفسده بالتفكير في امرأة أخرى.

"ارو لي ذكريات طفولتك"

" كنت ولدا شقيا ككل الصبية،سببت الكثير من المتاعب لوالدي ولعمتي،كانت ماريزا في الثانية من عمرها عندما ماتت عمتي ليديا،والدي لم يرعاها سوى شهور قليلة لأنه توفي هو أيظا..."

فهمت ليندا الآن بشكل أفضل الحب الذي تكنه ماريزا لقريبها،لكن هذا لايمنعها من الاحساس بالغيرة القاتلة.

"من الأفضل أن تحمي جلدك" قال ليو مغيرا الموضوع.

" ابقي هنا سأعود" نظرت اليه وهو يبتعد،كيف أمكنها ان تأمل بنسيانه طوال هاتين السنتين؟حب قوي كهذا لاينطفىء أبداـيبقى محفورا في القلب،عاش من جديد في اللحظة التي رأته فيها من جديد.

عندما ابتعد ليو،تمددت ليندا على بطنها لتحمي عينيها من أشعة الشمس،كانت تتمنى أن تتخلص من أفكارها وكأن شيئا يهددها..

للحقيقة،كانت ترفض الاعتراف بخوفها من المستقبل،كانت تريد أن تؤخر قدر الامكان لحظة مواجهة الحقيقة،وتتوسل السماء لتمنحها مزيدا من الوقت...لم تسمع خطوات ليو عندما عاد.

انحنى نحوها وبدأ يدلك ظهرها بكريم الشمس،ارتعشت ليندا تحت تأثير لمساته ثم استرخت، للحظة،اضطرت بذل جهذ عنيف كي لاتلفت وترمي نفسها على عنقه...كان كل جسدها يرتعش من الانفعال،أحست بدمها يسيل مشتعلا في عروقها.

مد ليو يديه وأحاط جسدها الرقيق:

"ليو"

أدار جسدها المرتجف نحوه وتأملها طويلا بصمت،لم تشعر ليندا بأي احراج،حياؤها تخلى عنها فجأة،أحست بالوقت يتوقف وهي تنظر الى عينيه لتغرق فيهما.

فغرق ليو معها في لذة عميقة لايمكن السيطرة عليها.

أحست بيد زوجها على كتفها والتفتت نحوه.ثم أحنى رأسها فمدت يديها لتلمسه،لكنه أمسك يديها لتطبع لى راحتيها قبلات حارقة.

"ليو" توسلت اليه بصوت منخفض دون أن تحاول اخفاء النيران التي تلتهمها.

هذه المرة أريدك لي كليا دون تحفظ.

عندما ترك يديها أمسكت كتفيه وضمته اليها لتثمل برائحته وملمسه،التقت شفاههما ونسيا كل شىء للحظات، عندما رفغ ليو رأسه،دست يديها في شعره لتجبره على الانحناء نحوها.

"وأخيرا.." صرخ بسعادة كبيرة" حوريتي الجميلة أصبحت أقل بعدا وأكثر انسانية..."

كم كانت تتمنى أن تطول هذه القبلة...أحست بأنها تعيش فقط لإشباع رغبتها به،لاشىء يهم غير زوجها الحبيب..

"وأخيرا تهبينني نفسك كليا،أنت تنتمين الي،الآن ، أنت حقا زوجتي التي كنت قد فقدتها"

خملها بين ذراعيه الى مقصورتها حيث نام فيما بعد الى جانبها،أنفاسه الحارة المنتظمة كانت تطمئنها،فاستسلمت هي أيظا لنوم عميق.

كان ليو تحت الدوش عندما استيقظت ليندا،كانا قد ناما اثنتي عشر ساعة وقد نسيا العشاء ليلة أمس..

خرج من الحمام مرتديا بنطال الجينز وقميص،اقترب من السرير وقبّل شفتيها.

اليوم مساءا ساصحبك الى مطعم احد اصدقائي اما الان فاسمحي لي ببعض الدقائق لأجري بعض الاتصالات الهاتفية"

أمام دهشتها قال مبتسما" لدينا طبعا اتصالات بالراديو مع اليابسة،حاول شركائي الاتصال بي مساء أمس لكن لحسن الحظ كنت قد أصدرت أوامر صارمة لرجال الطاقم كي لايزعجونا"

احمر وحه ليندا فقبلها ضاحكا

"آه تجدين كلامي مثيرا للخجل لكن عينيك لاتزالان تلمعان بحرارة حبنا،كما و..." وداب خدها بحنان وتمتم بعدوبة"ذكرى حبنا واستسلامك لايزال يدير رأسي...سأتركك تبدلين ملابسك،سنكون في الجزيرة عند الظهر،سنتناول الغداء في اليخت قبل نزولنا الى هذه الجزيرة الرائعة"

وضعت ليندا قبعة القش على راسها وارتدت فستانها الاحمر الجميل وصعدت الى الاعلى على وملامخها تنبض بالسعادة والاشراق

زرقة السماء كانت تبدو غير واقعية البحر يتمارى تحت الاشعة القوية شمس الظهيرة كانت حارقة وخليج الجزيرة يعج بالحركة.

بانتظار ليو وقفت ليندا تتأمل مشهد المدينة كان هناك الديد من المقاهي ذات الارصفة والربات التقليدية تبر الطرقات،ناقلة السواح الأجانب ابتسمت ليندا عندما أحست بيد زوجها على كتفها والتفتت نحوه.

تناولا الغداء على المتن وشربا القهوة بهدوء،امسك ليو يدها وقبل بلطف كل اصبع من اصابعها ليشكرها على ابتسامتها

"لن تنذمي على بقائك معي،ليندا،الآن،لننزل الى اليابسة"

فترة بعد الظهر هذا اليوم ستبقى محفورة في ذاكرتها الى الأبد،سارا معا يدا في يد في شوارع المدينة القديمة الضيقة،كل مرة كانت تنظر اليه كان قلبها ينبض فرحا،واتزازا،كان الناس يلتفتون نحوه وخاصة النساء،لأن قامته ووسامته تلفتان الأنتباه،كان ينبعث منه نوع من القوة المغناطيسية والسلطة.

ليندا بدورها كانت محط الأنظار،نظرات الرجال كانت تلاحقها باعجاب،كلاهما كانا يشكلان حقا ثنائيا رائعا،بعد أن زارا المرفأ تنزها في الميادين المحاطة بالأشجار والمنازل البيظاء،كان ليو يعرف الجزيرة جيدا،فيما بعد قرع بابا فخرج رجل أسمر البشرة لأستقباله وقد أشرق وجهه مرحبا:

"آري أنت لم تنسني؟"سأله ليو ممازحا.

أجابه صديقه بسيل من الكلمات التي لم تفهمها ليندا،وأدخلهما الى غرفة واسعة مبنية من الحجر القديم تابع الرجلان الثرثرة،بينما أخدت ليندا تتأمل المكان بفضول،انه عبارة عن مشغل للتصليح أو لصنع أدوات الصيد.والجو عابق برائحة الملح والقطران.

"اذا؟" قال الرجل المسن بالانجليزية وهو يتأمل ليندا باهتمام" وأخيرا وجدتها،لقد أحسنت الاختيار،ستناسبها جيدا أنا متأكد من ذلك سأحضر لاحقا"

أمام نظرات الدهشة في عيني ليندا،شرح لها بعد تردد قصير "منذ سنوات طويلة جاء زوجك الى هذه الجزيرة بعد عاصفة قوية عنيفة،كنت قد فقدت ابني ومركبي وغرقت في حزن عميق،جاء ليو ومنحني الأمل،بدونه لكنت ميتا دون شك،ذكرني بواجباتي كوالد اتجاه ابنتي الصغيرة،وقدم لي المال لأشتري هذا المحل حتى اليوم لا ازال ابكي على ابني واعرف ايظا لحظات من الفرح،لدي الآن حفيدان أعبدهما،تعبيرا على شكري لزوجك قدمت له الشئ الوحيد الذي املكه وهو عقد من اللؤلؤ ورثته عن والدي الذي اصطاد اللآلىء بنفسه في بحر ايجيه لكن ليو رفض هديتي في ذلك الحين وقال لي ان احتفظ باللآلئ ووعدني بالعودة ليأخدها عندما يجد المرأة الجديرة بحملها لقد كافأه الله على صبره وتعقله

@namy
31-12-2009, 22:55
رواية رررررررررررررررررررررروعة مره
احببت جميع فصول ارواية::سعادة::::سعادة::
عن جد تجنن سلمت يديكي
::جيد::::سعادة::::جيد::

smaher
31-12-2009, 22:58
الفصل الرابع عشر
عندما اختفى الرجل في مؤخرة المحل التفتت ليندا نحو ليو كانت متأثرة جدا لدرجة أنها عجزت عن الكلام
"هذا صحيح" تمتم ليبو"قبلك أنت لم أحب امرأة لدرجة أن أقدم لها هدية آري ،هذا العقد يمثل ثروته ورمز كل جهوذ الصيادين الفقراء آري لم يرو لك كل شئ،والده وأعمامه الثلاثة توفوا دون النجاح باكمال حبات العقد،انه هو من أتمه بتعريض رئتيه لمزيد من الآذى.هؤلاء الصيادون لايملون ينزلون الى الأعماق لايمكن تخيلها.
عاد آري يحمل كيسا من الجلد قدمه لليو،عندما فتح ليو ليو الكيس،حبست ليندا أنفاسها وجحظت عيناها أمام هذه اللآلئ الرائعة.
"أستديري" أمرها ليو.
أطاعته واغمضت عينيها بينما ليو يضع العقد حول عنقها.
"هذا العقد مناسب جدا لزوجتك"قال آري بحماس:"أنا سعيد لأنني تحررت أخيرا من ديني لك"
ثم قدم لهما القهوة التركية وأحيا معا ذكريات قديمة مع صديقه لسو كانت الساعة الثالثة عندما غادرا منزله.
في الخارج كانت الشمس قوية اتجها نحو الساحة الرئيسية ليطلبا طاكسي.
"لماذا قبلت هذه الهدية؟"سألته ليندا بفضول:" انها حقا رائعة ولكن..."
"لم يكن بامكاني الرفض ليندا أنت لا تزالين تجهلين اشياء كثيرة حول أطباع اليونانين،وشرفهم آري كان سعيدا بمساعدتي له عندما كان بحاجة لها،وكان مصرا على اظهار امتنانه لي بتقديم أغلى ما يملك،كنت سأخيب أمله كثيرا لو رفضت هديته وكأني لا أعلق أية أهميه على تضحية أتفهمين الآن؟"
اي رجل غريب تزوجته...أحيانا يعرف جيدا كيف يظهر اللطف و الذوق...الا أحيانا وبمناسبات أخرى،كان يعرف كيف يكون قاسيا وعديم الرحمة...ولكن كم يجب أن تنسي الماضي،ولاتفكر بعذاباتها...ولكن كم من الوقت ستدوم هذه الهذنة؟لن تنفعها محاولاتها لإخفاء الواقع،والهرب من همومها كي لاتراها،يجب عليها عاجلا أم آجلا مواجهتها،أطفالهما سيتأثرون بها،وسعادتهما تتطلب منها أن تكلم ليو،لتعرف نواياه بالنسبة لموضوع ماريزا.
ولكن اليوم لا...هي لاتريد افساد بهجة هذا النهار،ركبا سيارة الأجرة التي أقلتهما الى مدفن هومير،على الطريق ،كانت تنتشر الطواحين الهوائية القديمة، انفعال كئيب عصر قلب ليندا وهي تفكر بمواهب هذا الشاعر اللامع،كم كانت تأثثرت بقرائة اللألياذة والأوذوية،مأساة أستيل أبكتها تأثرا على كاسندر،كم من القصص الرائعة رواها هومير هذا.
قبره أصابها بخيبة قليلة،لكن بساطته أثرت فيها،استقبلا بصمت لبضعة دقائق في هذا المكان الهادئ الضائع خارج اطار الزمن.
ثم سارا قليلا وسط أشجار الزيتون قبل أن يستقلا السيارة ليعودا الى اليخت.
ارتدت ليندا ثوب السهرة الزهر الذي يظهر كل محاسنها الرشيقة،حبات اللؤلؤ تتلألأ في جيدها،امتلأت عيناها بالإنفعال فرفعت يدها الى عنقها وتذكرت محبة آري ووفائه،وعدت نفسها بأن تكون جديرة بهذه الهدية.
كانت تنهي تبرجها عندما انظم اليهت ليو،تأملها بصمت للحظات
"أليست ملابسي مناسبة"سألت بقلق
"مناسبة بالتأكيد فالمطعم الذي سأصطحبك اليه هو تابع لفندق فاخر يؤمنه زبائن مميزون"ثم انحنى ليقّبل عنقها."أحسنت صنعا بوضع العقد،أنت رائعة"
كانت ليندا قد رفعت شعرها بمشطين جميلين هذه التسريحة كانت تناسبها وتكشف جبينها،انتعلت صندالا عالي الكعبين ورمت نظرة أخيرة على المرآة،السيد رينيه يعرف جيدا مايناسب موديله القديم.
كانت سيارة الأجرة تنتظرهما على الرصيف،انطلق السائق بسرعة على الطريق الملتوية دون أن يهتم بالراكبين،دس ليو ذراعه حول كتفي ليندا وظل يضمها اليه طوال الطريق.
كان الظلام قد هبط ولايمكن تمييز شئ في الطريق غير أجنحة الطواحين البيضاء بعد ثلث ساعة توقفت السيارة أمام مدخل كبير محاط بالأعمدة،بعد أن دفع ليو للسائق،طلب منه أن يعود لإصطحابهما في نهاية السهرة،ثم أمسك يد زوجته بمحبة.
"من عادة أصدقائي أن يطيلوا سهراتهم حتى الصباح،لكني لاأريد أن أحرم نفسي من ليلة معك..."
احمر وجهها وهما يدخلان الفندق،استقبلهما خادم وبعد حديث قصير مع ليو،اختفى وعاد بعد لحظات مع رجل وسيم.
"ليو ياللمفاجأة لماذا لم تخبرنا بزيارتك؟"
"رحلتنا هذه جاءت فجأة" أجابه ليو وهو بنظر الى زوجته بمكر."كريستوس يسعدني أن أقدم لك زوجتي"
انحنى الرجل مبتسما
"وماريزا؟؟"
"لاتزال في ايوس"
"حسنا ستكونا ضيفي هذه اليلة،أترغبان بأن تجربا حظكما في صالة اللعب؟"أمام رفض ليو أضاف كريستوس"أنت تفضل أن تزيد ثروتك عن طريق العقل والذكاء،بدل أن تعتمد على الحظ و الصدفة..."
"أريد أن أري ليندا فنون اليونان القديمة،هل..."
"بالتأكيد،راقصونا اليوم يقدمون استعراضا رائعا،ستتناولا العشاء هنا طبعا؟ماذا يمكنني أن اقدم لكما؟الكفيار؟"
"لا.كريستوس،أريد أن تتذوق ليندا طعام بلدي تقليدي،البادنجان المحشو،البيتا التي والدتك وحدها تعرف كيف تعدها،بلح البحلا والكباب وفي النهاية الكاتو بالعسل واللوز"
"حسنا،أنطزني سيقودكما الى طاولتكما،ألاتزال تذكر سبيرو؟انه رئيس فرقة الرقص اليوم،كان صيادا من قبل،لكن بعد وفاة والده،استلم شقيقه المركب واشرف على تنظيم الرحلات السياحية،المن تغير"
"لاتحسده،كرسيتوس،فهولايؤثر أبدا على زبائنك" أجابه ليو ممازحا
أخد كريستوس بالضحك وربت بمحبة على كتف صديقه
"سأنظم اليكما فيما بعد،لن أتأخر"
رافقهما الخادم الى افظل طاولة قريبة من الحلبة لكنها بعيدة عن بقية الطاولات.
انظم اليهما مضيفهما أثناء تناولهما الحلوى وقدم لهما الشمبانيا،على الفور علا التصفيق في الصالة مع اقتراب موعد الاستعراض ثم ساد الصمت عندما ضهر الفريق الراقص أمسك ليو يد زوجته وقال لها بحماس
"استعراضات فولكلورية،كريستوس محظوظ جدا لأنه تمكن من الارتباط معهم"
بالفعل كان الرقص جميلا معبرا سرق انتباه ليندا طوال الوقت لكن لفت انتباهها شئ غريب الخدم تنقلو بين الطاولات ووضعو عليها اعداد كبيرة من الصحون الفارغة.
"ماذا يفعلون؟" سألته بفضول
"انتظري " أجابها ليو ونادى على أحد الخدم وأخد منه دزينة من الصحون ووضعها على الطاولة أمامه.
في هذه اللحظة عزفت الاوركسترا لحنا ثانيا بانغامه المتسارعة على الفور نهظ الجمهور امام دهشة ليندا وبدؤا يكسرون الاطباق برميها على الأرض أو على خشبة الحلبة والراقصون يتابعون رقصهم غير مبالين.
"مامعنى هذا؟"
"انها طريقة في التعبير عن الإعجاب" شرح لها"كلما أعجبنا المشهد أكثر كلما حطمنا عددا أكبر من الصحون" وصاحب الكلام بالفعل،فقلدته ليندا بخجل في البداية ثم بمزيد من الحماس.
يالها من عادات غريبة،انتهى الاستعراض فأخد ليو وكريستوس يتذكران الأيام المشتركة عن الفترة التي كانا يعملان فيها معا عند بحار من أثينا،لكن ليندا لم تشعر أبدا بالإهمال،زوجها كان يحتفض بيده حول كتفيها ويشرح لها بعض التفاصيل.
عندما رافقهما كريستوس حتى الباب نظر الى السماء بقلق،لم يكن فيها أي أثر للنجوم.
"انها اشارة سيئة،كما وأن درجة الحرارة تنحفض"
"يبدو أن عاصفة تستعد"قال ليو
"أو أن المالتيمي ستهب قبل الموسم"
استسلم ليو لأفكاره،وطوال الطريق،وعدة مرات اضطرت ليندا لتكرار أسئلتها لتلفت انتباهه،بما يفكر؟؟
صعدا الى اليخت ودخلا غرفتهما بصمت
"هل قضيت سهرة جيدة؟؟"سألها.
"نعم كانت سهرة رائعة"
اقترب منها وبريق ملتهب في أعماق عينيه.
استسلمت ليندا بدون خجل لقوة رغبتها وكانت تريد أن تسعد زوجها كما يسعدها.
"يالهي،ليندا...أنت تفقدينني عقلي..."
والتقت شفاههما بنفس الحرارة وفقدا كل معنى للزمن والمكان،الا أن رنينا أزعجهما،فتظاهرت ليندا بعدم سماعه وضمت ليو اليها أكثر خوفا من أن تفقد هذه اللحظة الحميمة،لكنه ابتعد عنها رغما عنه.
"الهاتف"
" دعه يرن..."توسلت اليه.

smaher
31-12-2009, 23:02
الفصل الخامس عشر

لكن ليو كان قد رفع السماعة واستمع للحظات بصمت،لاحظت ليندا على الفور ملامح الخوف على وجهه.
"ماذا يجري ؟؟ ماذا هناك؟؟"سألته بقلق عندما أقفل السماعة
"اختفت ماريزا" شرح لها بقلق كبير."يبدو أنها ذهبت للتنزه بعد ضهر اليوم ولم تعد.الخدم يبحثون عنها في كل الحزيرة،يجب أن نعود الى أيوس على الفور.."ثم رفع السماعة من جديد"أعطني تقريرا عن حالة الطقس كابتن،ووجه المركب نحو أيوس بدون تأخير.."
عقد حاجبيه وبدأ ينقر الطاولة بأصابعه بتوتر شديد...
يبدو أنه نسي وجود ليندا تماما،أحست بالاضطراب والمرارى،هذا المساء كانت تنوي أن تكلمه عن ماريزا وتسأله عما يتصوره حول مستقبلهما..لكن يبدو أن قريبته أهم بكثير من زوجته
منذ أن تلقى هذا الاتصال لم يعد لليندا وجود في عينيه،بينما كان منذ دقائق فقط لايرى غيرها،وكانت نيران الرغبة تحرقهما معا لدرجة الذوبان...أمام هذه الفكرة ألم حاد عصر قلبها،مدت يدها وارتدت روبها.
"الظروف الجوية سيئة جدا"قال لها بعد قليل"يبدو أن كريستوس كان على حق،المالتمي جاءت باكرا هذه السنة"
"اليس من المجازفة أن تبحر هذا المساء؟؟"سألته بتردد وقلق،تذكرت بارتعاشة قوية الآساطير التي تحكي عن عواصف بحر ايجيه،في اليونان يرون قصصا كثيرة عن غضب بوزيدون اله البحر،كان سكان بعض الجزر يقدمون اليه الأضحية الكثيرة ليهدؤا من غضبه.
"ألا يمكننا الانتظار حتى الصباح؟؟ماريزا ليست طفلة ولن تضيع..."
" أنت لاتفهمين.يجب أن أعود فورا الى أيوس يجب أن..."ثم تاملها قليلا واضاف"ليندا...أنا آىسف لا أستطيع أن أفعل شيئا آخر،حاولي أن تفهميني وتظهري بعض الصبر"
رغما عنها هزت رأسها محاولة التغلب على مخاوفها.ماذا يطلب منها ليو بالتحديد؟أن تسامحه لأنه غير قادر على مقاومة حبه لماريزا؟أن تبقى في الظل الى جانبه؟حاولت أن تطمئن ليو يتعذب من أجل قريبته المعتوهة،هذا أمر طبيعي...لا يجب أن تسئ فهمه...زوجها يرغب بالعيش معها وبالبدء من جديد هو قال لها ذلك.وأثبته خلال هذين اليومين الرائعين،لماذا ترفض تصديقه؟يجب أن تثق به.
"سأبدل ملابسي"
"حسنا أنا سأصعد الى السطح،السفر سيكون متعبا،والليل طويلا"
حاولت ليندا أن تهدأ وهي تلبس بنطلونها وبلوزتها،لايجب أن يربكها قلق ليو الطبيعي على قريبته،لكن الشكوك تلح في رأسها وترهقها...لامت نفسها كثيرا لأنها لم تفتح معه موضوع ماريزا عندما سنحت لها الفرصة،كان يجب أن تستغل مزاجه المرح،الآن،لامجال للخوض في نقاش حول مشاريع المستقبل،الا انه كان الأفضل حل هذه المشكلة قبل العودة الى أيوس.
عندما صعدت وجدت ليو مع القبطان،كان اليخت يتمايل بعنف فأمسك يدها بحزم لمساعدتها على حفظ توازنها،كانت الحرارة قد انخفضت أكثر والهواء يعصف بعنف.
"لقد درست الخارطة جيدا،مع القليل مع الحظ،سنتجنب العاصفة قدر الامكان"قال القبطان
"انزلي الى ألسفل ليندا " نصحها ليو "على القل ستكونين في الدفء سأبقى أنا هنا قد يحتاجون الي"
رغبت ليندا في الاعتراض والطلب منه ان تبقى الى جانبه لكنها أطاعته بهدوء،على كل حال رقة علاقتهما تبددت مع هبوب العاصفة.
مر الوقت ببطئ،حاولت ليندا أن تقرأ أحد الكتب لكنها لم تتمكن من التركيز،عدة مرات همت بأن تصعد وتكلم ليو عن ماريزا،لمنها كل مرة،كانت كرامتها تمنعها.
اصطنعت الابتسامة عندما فتح الباب لكن وجهها شحب عندما دخل الخادم يحمل لها القهوة،شكرته وجلست تنظر من النافدةالصغيرة،البحر هائج ومن التعقل البقاء في الأسفل.
بعد أربع ساعات اقتربو من ساحل ايوس فجاء ليو ليخبرها بوصولهم.
"سبيرو ينتظرنا مع الجيب،سأوصلك الى المنزل،ثم..."
"اذن لم يجدوا ماريزا بعد؟؟"
"لا.."
" ليو..."
اجتاحها انفعال كبير،فمدت يدها نحوه محاولة أن تحطم الجدار الذي حبس نفسه خلفه،تخلت عن كل حذر وتوسلت اليه"دعني أرافقك أرجوك"
"سيكون الأمر خطرا أنت لاتعرفين الجزيرة جيدا،في بعص المناطق تقع التلال مباشرة في البحر...حبا بالسماء لا تنظري الي هكذا يا ليندا،حاولي أن تفهمي"
أدارت وجهها لتخفي دموعها لأنها اعتبرت رفضه نقطة في مصلحة ماريزا.
لكنها في الظروف الراهنة،لم تكن تريد أن تستسلم لمشاعر أنانية هذه،حبها لليو يفوق كل شكوكها وغيرتها،هي تثق به رغم كل شئ بالرغم من الأم قلبها تمكنت من الابتسام.
"شكرا ليندا،أنت لطيفة.."وداعب فمها بقبلة ورحل على الفور لينظم الى بقية الفريق
عندما عاد بعد قليل كان يرتدي معطفا واقيا من المطر.
"سينتقل القبطان الى مرفأ البيري،مرفأ ايوس غير آمن لأستقبال المركب الآن في مثل هذه العاصفة"
أخدت ليندا ترتجف وقد بلل المطر ملابسها لكنها لم تشتك،بل صعدت الى مؤخرة الجيب طوال الطريق كان ليو يرهق سبيروس بالأسئلة بصوت حاد.
"كانت تتجه نحو الصخور عندما رآها بيتروس؟"
"لككنا لم نجدها هناك،بحثنا في كل المغاور وعلى الشاطئ"
أحست ليندا بالدوار،فأسرعت تنزل من السيارة عندما وصلوا الى الفيلا،لكن ساقيها رفضتا حملها،تمايلت قليلاوكادت تقع على الأرض،لو لم يسرع ليو ليساعدها،أمسكها بيديه وحملها حتى غرفتها دون أن يتوقف ليسلم على مدبرة المنزل وغينا القلقتين.
وضع ليندا على السرير وأسرع باحضار مناشف جافة لتنشيف جسدها المبلل،أخلعها ملابسها ودفأها بالشراشف.
"يالهي ليندا مسكينتي الحبيبة،بأية حال أنت بسببي"
لم تجبه كانت لمساته تبعث الدفء في قلبها فنظرت اليه برغبة قوية.
"ليندا" قال متلعثما وهو يبتعد فجأة،لكنه أمام نظراتها عاد وضمها اليه بحنان وداعب فمها بقبلة حارة تركتهما كليهما مرتعشين.
"يالهي ليندا يجب أن أذهب،يجب ذلك،ليندا..."قال وهو يتركها."مستعد لأهب أي شئ مهما كان للبقاء هنا معك ولكن..."ثم ترك الغرفة دون ان ينهي كلامه ودون أن ينظر اليها،بعد قليل دخلت غينا تحمل شرابا ساخنا
"السيد طلب مني أن أعد لك هذا الشراب،العاصفة قوية،كنت أدرك ذلك وحذرت الأنسة ماريزا،لكنها لم تستمع الي،هذا الهواء ينادي الناس بشكل غريب يسحرهم حتى يسلبهم ارادتهم فيعجزون عن المقاومة،يقال بأنها أصوات الفيري الذين يصرخون مع العاصفة،فيركض كل مجنون قليل العقل نحو حتفه"
"ماكل هذا الغباء؟؟" صرخت ليندا بجفاف،أخفضت الخادمة نظرها بخجل.
"اعذريني غينا أنا أيضا قلقة جدا..."
"لاتقلقي سيدتي،لاخوف على ماريزا..."دمن شدة تعبها،نامت ليندا ولم تستيقظ الا عند سماعها أصواتا في الممر،فنهظت مدعورة ولم يكن ليو قد عاد بعد،خرجت من غرفتها مذعورة لتسأل عنه،لكن ملامح غينا وسبيرو زادتا من قلقها.
"زوجي..."
"السيد بخير"طمأنها سبيرو"ولكن المسكينة ماريزا"
"ألم يعثروا عليها؟؟"
"بلى...بحالة يرثى لها،في قعر مغارة تحت الصخور،البحر ارتفع وفاجأها،السيد نزل اليها بواسطة حبل،ولايزال معها بانتظار النجدة"
"اين هو الآن؟؟"
بنفس الوقت سمعت صوته في المدخل فنزلت بسرعة،وتسمرت مكانها على السلم،كان ليو يحمل ماريزا كما كان قد حملها قبل ساعات..وجهه مكفهر،التعب باد عليه،يبدو على وشك الانهيار عندما رفع نظره،أقسمت ليندا انها رأت في عينيه حنانا وحبا...
لكن حمله تحرك بخفة،ماريزا شاحبة،مبللة رفعت وجهها.
"ليندا..."بدأ ليو.
لكن ماريزا منعته من الكلام وبدأت بالأنين.
"لا لا ليو لا تتركني أرجوك.."توسلت اليه وتعلقت بعنقه.
"كل شئ بخير يا صعيرتي سأبقى معك"طمأنها ليو."ليندا أعدي ملابسا دافئة لماريزا ولك،ألايد اصطحابها الى أثينا بأسرع وقت ممكن،الطائرة المروحية تنتظر"
"لن أتأخر" وعدته ليندا وهي تحاول نسيان بريق الكره الذي اشتعل بعيني ماريزا عندما رأتها.

smaher
31-12-2009, 23:05
الفصل السادس عشر

رافقها سبيرو الى الهليكوبتر كان ليو يجلس خلف المقود وماريزا نائمة على المقعد الخلفي.
"راقبيها ليندا لو سمحت" قال ليو."لقد أعطيتها حقنة مهدئة،تبعا لنصيحة الطبيب ليفانوس الذي اتصلت به منذ قليل،لايجب أن تستيقظ قبل وصولنا الى المستشفى"
"ماذا حصل؟؟"سألته ليندا بعد الاقلاع.
لحسن الخظ كانت العاصفة قد هدأت مع الفجر لكن الغيوم لاتزال كثيفة والبحر هائج.
"أخبرني سبيرو أنك وجدتها في مغارة..."
"نعم هذا صحيح.."وعقد جاجبيه وتظاهر بتركيز كل انتباهه على القيادة،كي لايشجع ليندا على متابعة الحديث
"ولكن...كيف نزلت الى ذلك الكهف؟"سألته متجاهلة تحذيره.
"لست أدري كل ما كان يهمني هو اخراجها من هناك قبل أن تمتلئ المغارة بالمياه،لحسن حضها أن سبيرو لاحظ جاكيتتها معلقة بأحد الأغصان...سنكون في أثينا بعد اقل من ساعة سأوصلك الى الشقة قبل ان اوصل ماريزا الى المستشفى"
الشك عذب ليندا لأن جوابه لم يعجبها،ولكن أمام عدم رغبة ليو بمتابعة النقاش امتنعت عن طرح المزيد من الأسئلة من باب الحذر،أنهيا رحلتهما بصمت كان أحد الموضفين عند ليو ينتظرهم في المطار بسيارته،انطلق بهم على الفور مسرعا واوصلوا ليندا الى الشقة التي قضت فيها أول أشهر زواجها.
ذكريات مؤلمة عادت الى خيالها وهي تتجول في الشقة بانتظار عودة ليو،حاولت ألا تفكر بذلك اليوم الذي اعترفت لها ماريزا فيه بعلاقتها مع قريبها..
ماريزا،مجرد التفكير في اسمها يكفي لرميها في القلق والبؤس،تحفظات ليو ضاعفت في ألمها لما يتحفظ دائما عند الكلام عن ماريزا،؟لماذا يدافع عنها باستمرار وكأنه يخفي سرا فظيعا؟؟ولكن ربما ليندا تستسلم كثيرا لخيالها.
جاء ليو بعد الظهيرة وأخبرها بأن الدكتور ليفانوس قرر الاحتفاض بماريزا لليلة أخرى ضمانا لسلامتها ولكنها تجاوزت الصدمة وستتحسن أكثر
"لماذا خرجت تتنزه في وقت كهذا؟أنا لا أفهم/فهي عادة تكره السير"قالت ليندا بدهشة بينما كانا يشربان الشاي في الصالون،كان ليو متعب جدا فأجابها بحدة
"وماذا يهمك أنت من هذا؟"
"لاشئ.."أجابته بهدوء كي لاتزيد من توتره،وأشار اليها عقلها بعدم الخوض بموضوع مستقبلهما الآن.لكن فضولها وحاجتها لمعرفة الحقيقة كانا أقوى.:
"ليو أنت تتمنى اتحادنا،أنا أعلم ذلك،تريد منح أطفالنا صورة الزوجين السعيدين المستقرين..لكن هناك أشياء أخرى تربكني كثيرا...يجب أن أطرح عليك سؤالا"
أغمض ليو عينيه وأسند رأسه على ظهر الكنبة وقد أنهكه طول السهر،لكن ليندا مضت من اصرارها ورمت نفسها في الماء:
"هذا ليس الوقت المناسب للنقاش لكنني أريد أن أعرف...ماهي نواياك بالنسبة لماريزا؟"
ساد صمت ثقيل في الغرفة،لايمكن تحمله،ظلت ليندا تنظر اليه الى أن وقع كوب الشاي من يد ليو تحطم على الأرض.
"ليو..."
نهضت بسرعة واقتربت منه،فوجدته نائما اجتاحتها موجة حنان فجأة،يبدو أن التعب تغلب عليه فنام دون أن يسمع سؤالها.
وضعت ليندا وسادة تحت رأسه وخرجت على رؤوس أصابعها لتحضر غطاء،ثم أمرت الخدم بتركه يرتاح وبعدم ازعاجه رن الهاتف عدة مرات في الليل،كان سبيرو يريد الاطمئنان على ماريزا وأيظا بعض الأصدقاء،يبدو أن الشائعات سرت بسرعة،وأخيرا اتصلت السيدة جوانا كريليكوس
"أنت لم تتبعي نصائحي"قالت لها بعد أن تبادلتا بعض العبارات."كان يجب عليك أن تتخلصي منها يا عزيزتي لابد أنك نادمة لأنك أمنت الدفء لأفعى بين أحظانك"
للأسف لم يكن الخيار بيد ليندا وهذه المحادثة زادت مخاوفها.
في الساعة الحادية عشره عادت الى الصالون،انحنت لتصحح الغطاء علىليو،فهمس بصوت عميق
"ماذا أفعل هنا ممددا على الكنبة في الصالون؟؟"
"كنت متعبا فنمت هنا"
"هذا صحيح كنت متعبا بالفعل وغير قادلا على النهوض الى فراشي"فجأة عقد حاجبيه وسألها بلطف:"لماذا لم تخلعيني ملابسك؟"ثم أطبق يديه حول خصرها وضمها اليه
"اذا؟؟لم تشفقي علي؟كزوجة مطيعة كان يجي أن تساعديني"
احمر وجهها واخفضت عينيها لكن يديها كانتا ترتعشان وتفضحان انفعالها،حاولت السيطرة على انفعالها والتظاهر بالهدوء لكنها لم تتمكن
"ليندا" ناداها بصوته الدافئ وهو أيظا لم يعد بامكانه المقاومة،وارتميا بأحضان بعضهما تحملهما نفس الرغبة،حل الفراغ على الفور في رأس ليندا،نسيت كل شئ،المكان،الأحداث الأخيرة،لم يعد هناك من أهمية لأي شئ،ليو وحده يهمها.
"أوه ليندا"
كانت تشعر بأنها تسقط في فراغ لاقاع له،بينما روحها ترتفع نحو سماء صافية خالية من الغيوم،اندفاع عنيف يدفعها نحو ليو،كانت على وشك الاستسلام للرغبة العنيفة عندما سمعت صوتا حادا جافا كان كضربة قوبة على قلبها:
"ليو"
أطلق ليو شتيمة واسرع ورفع الغطاء الذي سقط على الأرض ليغطي به جسد زوجته التي أخدت ترتجف،وقد جحظت عيناها من الدهشة وهي تنظر الى ماريزا الواقفة أمام الباب شاحبة كلأموات.
"ليو"صرخت ماريزا من جديد بمرارة وألم "كيف تجرأت؟كيف أمكنك أن تتصرف بهذا الشكل معها بينما أنا بأمس الحاجة اليك؟"
"حبا بالسماء ماريزا"بدأ بصوت متقطع ثم قطع كلامه لأن ماريزا هربت راكضة.

"ماريزا انتظري"
تجمد الدم في عروق ليندا وهي ترى ليو يرتدي ملابسه بسرعة وسمعت صفقة الباب،لابد انه باب غرفة ماريزا،كيف نجحت هذه الفتاة بمغادرة المستشفى؟لماذا أصبح ليو قاسيا فجأة؟كانت تحب يماع كلمة حنان أو مؤاساة،أحست بالذنب وكأنها فوجئت متلبسة مع زوج امرأة أخرى...لكن ألم تكن ماريزا هي الدخيلة وليندا هي الزوجة الشرعية؟؟
هذه المقاطعة المفاجئة أربكت ليندا تماما،ليو وحده القادر على تهدئة اضطرابها،لكنه لم يعرها ادنى اهتمام وكأنه نسي وودها تماما،انقل حذائه بسرعة والتحق بماريزا،ماذا ستروي له؟كيف سيهدئها؟بأية حركات وأية كلمات؟قد لايتردد في قدح ليندا والتقليل من أهميتها في حياته..
بعد ساعة انظم اليها ليو في غرفتها
"ماريزا بخير؟؟" سألته متظاهرة بعدم مبالاة؟
"هربت من المستشفى كانت على حافة الانهيار العصبي،من الأفضل عدم ازعاجها والاحتفاض بها هنا بدل اعادتها الى المستشفى،اتصلت بالطبيب الذي وافق على رأيي يالهي كم أنا متعب" ورمى نفسه على السرير
"ليو يجب أن نتكلم...ماريزا"
"أرجوك ليس هذا المساء،غدا سنناقش الأمر،أما الآن فأريد أن أنام" وغط على الفور في نوم عميق بينما ليندا تتقلب في الفراش وتقلب في رأسها العديد من الأسئلة.ماذا تصدق.؟عندما تكون بين ذراعيه لاشئ آخر يهمها وتكون مستعدة للقبول بأي شئ لكن هذا لايمكنه أن يستمر،لن تقضي بقية حياتها في الخوف والقلق.
عندما استيقضت مدت يدها باتجاه ليو لكنه لم يكن الى جانبها،كانت الساعة تشير الى الرابعة صباحا،دون تفكير نهظت وخرجت الى الممر،كان الضوء يتسرب من تحت باب غرفة ماريزا،وسمعت أصواتا مخنوقة،كمن يسير في كابوس،ودون أن تتمكن من منع نفسها فتحت الباب،ماريزا في أحضان ليو،مرتدية قميص نومها الرقيق،وليو يدير ضهره لليندا...
"أنت لاتزال تحبني،ليو،أليس كذلك؟؟"سألته ماريزا متوسلة"أقسم لي،عدني بأنك ستطردها أنا لا أحتمل وجودها بيننا أريد أن أعيش كما كنا من قبل،أنا وأنت فقط..."
بم تستمع ليندا لرد ليو،لم يكن بإمكانها سماع المزيد،فركضت محطمة الى غرفتها تلوم نفسها على غبائها الرومنسي،سبق أن حذرتها ماريزا،لم يكن ليو قد تذكرها الا لأنه يريد طفلا،ليو لم يكن يحبها أبدا.
كم كانت غبية عندما استسلمت لأوهامها ووقعت في الفخ،كيف كان يمكنها مقاومة مشاعرها التي أيقظها في نفسها من جديد؟انتظرت طويلا عودة ليو..عندما أشرق الصباح فهمت أنها فقدته الى الأبد،رغم قوة رغبته بها لن يتخلى عن ماريزا.
يجب أن تتخد قرارا حازما الآن هل ستتمكن من العيش يوما بعد يوم في ظل هذه العلاقة؟هل ستتحمل كره ماريزا المدمر؟انها تعرف الجواب مسبقا،وليو يسهل عليها الأمور...
كان مرتديا بذلة رسمية ويشرب قهوته في غرفة الطعام عندما نزلت ليندا من غرفتها،تأمل شحوب وجهها ثم قال
"لدي نهار عمل شاق أمامي،أيمكنك تأجيل نقاشنا حتى المساء؟؟"

smaher
31-12-2009, 23:11
الفصل السابع عشر

حبست ليندا رغبتها في الضحك هستيريا وكأن هذا انقاش لايزال مهما،لم يعد يهمها جوابه
"لاليو،المسألة طارئة" أجابته بجفاف"آنا أسفة لكنني لن أبقى هنا معك أوه،لن أرحل بفرح يملئ قلبي...لن يكون من السهل نسيانك،لكنني لن أعتاد أبدا على العيش بدون حب حقيقي،الانجداب الجسدي ليس قاعدة متينة للحيلة المشتركة،أولادنا سيلاحظون علاقتنا المضطربة،وهذا لن يكون عادلا بالنسبة اليهم"
احتفض ليو بالصمت للحظات ثم نظر مباشرة في عينيها
"تبدين مصممة"
"نعم ولن أغير رأيي أبدا"
"حسنا بهذه الحالة لاضرورة لتمديد اقامتك في اليونان،سأحجز لك تذكرة اليوم على أول رحلة،اجراءات الطلاق ستكون معقدة قليلا بعد"مصالحتنا" يجب أن نصبر قليلا،لكنني أعدك بأن أعيد لك حريتك بأقرب فرصة ممكنة"
حتى في هذه اللحظة رغبت ليندا بأن ترمي نفسها على صدره كادت تتوسل اليه بأن يأخدها معه بأي ثمن،لكن بالتأكيد لم تفعل شيئا بسبب كرامتها التي سخر منها ليو طويلا بدون شك،عندما نهض فجأة مشيرا الى نهاية الحديث وموافقته على قرارها لم تعرف اذا كانت تشعر بالراحة أم بالندم...
كانت تقفل حقيبتها عندما فتحت ماريزا باب غرفتها
"أنت لااحلة أخيرا،احتجت لوقت طويل كي تفهمي...ليو لايحب غيري"قالت بصوتها الحاد"كما وانه قضى الليلة الماضية معي،لم تنجحي بالاحتفاض به،أنت باردة،أنا،افهمه أكثر لدينا نفس الدم يحري في عروقنا" ثم ضحكت باحتقار ولاحظت شحوب ليندا فأضافت"لقد صدمتك أليس كذلك؟اسألي ليو اذا كنت لاتصدقين"
كان على ليندا أن تسافر الى هيثرو بعد الظهرقبل مغادرة الشقة،خلعت عقد الؤلؤ ووضعته في الجارور والدموع تملأ عينيها،كانت تعتز كثيرا بوضعه....ألح ليو على مرافقتها بنفسه الى المطار.
لاهو ولاهي نطقا بأية كلمة طوال الطريق،أوقف السيارة أمام مدخل المطار الرئيسي وانحنى ليفتح لها الباب غريزيا تلااجعت ليندا تجنبا للمسته،ردة فعلها استحقت نظرة دهشة ومرارة من زوجها:"الوداع ليندا" قال بجفاف وهو يناولها تذكرة السفر في بهو المطار،ثم انحنى وقبلها بوحشية وانتقام قبل أن يختفي ويتركها وحدها.
تمكنت ليندا من حبس دموعها أثناء الاقلاع،ثم ثبتت نظرها على نافذه الطائرة واستسلمت لبكاء مرير،لحسن الحظ لم يكن أحدا جالسا قربها بينما ابتعدت المضيفة بهدوء عندما لاحظت حزنها،كيف ستكون حياتها من الأن وصاعدا؟؟لقد رحلت للأبد عن الرجل الذي تحبه رغم كل شئ.
كان الهواء باردا في هذا اليوم الخريفي،ليندتخرج من محل في لندن حيث كانت تبحث عن ماركة كولونيات فرنسية لمديرتها،تنهدت وهي تنظر الى ساعة يدها ستتساءل لويز اين اختفت كانت قد اصطدمت في الشارع بامراة ترتدي معطفا من الفرو فتوقفت لتعتذر منها...كانت دهشتها كبيرة عندما تعرفت على السيدة كريليكوس
"ليندا ياللمفاجأة كنت ذاهبة لأشرب الشاي يسعدني جدا ان ترافقيني" قالت جوانا بحماس وهي تقبلها
"للاسف ليس لدي متسع من الوقت لقد تأخرت،أنا أعمل مع كاتبة روائية حاليا"
"تعملين؟ولكن..."
"انا سعيدة جدا بعملي..."أكدت لها ليندا بسرعة
منذ عودتها من اليونان لم تكن ليندا تلمس المال الذي يرسله لها ليو بانتظام كل مطلع شهر،لكنها كانت تعتز بكبريائها لدرجة لاتسمح لها بأن تخبرهذه السيدة الثرية بمشاكلها المادية،على كل حال،هي تكسب مايكفيها من السيدة لويزا
"اذا كنت على عجلة من أمرك بامكاننا تناول العشاء معا،نحن ننزل في سافوي زوجي يقيم عشاء عمل هذا المساء"
وافقت ليندا بدون حماس
"حسنا سأنتظرك في الساعة السابعة انا سعيدة جدا برؤيتك من جديد" قالت جوانا قبل أن تتابع سيرها.
ظلت ليندا لحظة شاردة على الرصيفنثم نادت على سيارة أجرة وأسرعت بركوبها،كانت غاضبة جدا من نفسها لقبولها هذه الدعوة،ولأنها لم تخترع حجة للرفض...
كانت السيدة لويزتقرأ انتقادات حول كتابها الأخير عندما دخلت ليندا المكتب
"اسمعي" قالت لويزا بسخرية"لويزا سيموندز تصدر لنا تحفة جديدة بأسلوبها المعتاد،لكن بدون تحديد،كيف يجرؤ على اهانتي بهذا الشكل؟لقد نزفت ماء ودما في كتابة هذه الرواية"
ابتسمت ليندا وهي تقرأ توقيع الكاتب انه ماكسويل غوردن منافس قديم للويزا،لكنه أيظا أفظل أصدقائها
"هيا انه مجرد تعليق علة كل حال أنت لن تتأثري به"
"أنت تعرفينني جيدا،ليندا بعد شهرين من العمل معي فقط،مع أنني لا أعرف شيئا عنك تقريبا،مثلا هذا الخاتم في يدك لم تخبريني أبدا عن زوجك"
"لاشئ يستحق الكلام عنه" أجابتها ليندا بصوت مرتجف
"حقا؟أنا لاأريد التدخل في حياتك الخاصة لكني أشعر أن هناك سرا لديك،تبدين بعيدة ومتحفضة أحيانا"
"أنا آسفة..."
"حسنا ليندا ساتناول العشاء مع جيوفري هذا المساء يريد أن يشتري حقوق الكذب أو الموت كعنوان لفلمه الجديد أنا بحاجة للمال في هذه الفترة"
لويز ارملة تعيش وحدها وتتحمل مسؤولية ولدبها الذين يدرسا في احد مدارس انكلترا الداخلية المرتفعة التكاليف
"انها فرصة جيدة يجب ان اهتم بأناقتي واسحر هذا المخرج"أضافت لويزا ضاحكة
"ستتوصلين الى ذلك"طمأنتها ليندا مبتسمة"سأبقى هنا لأنهي طباعة هذا المقال اذا كنت ترغبين"هذا سيكون عذرا جيدا للتخلص من موعدها مع السيدة كريليكوس
"لاليندا انت تعملين ساعات اضافية كثيرة والاحظ انك اصبحت نحيفة وشاحبة...أنا احبك كثيرا ياابنتي اذا كان لديك مشاكل بامكانك ان تخبريني بها بدون خوف او قلق"
"شكرا"
كانت ليندا تحب لويزا وتحترمها لكنها لم تكن ترعب بان تعي من جديد ذكريات الماضي المؤلمة من الافضل ان تحاول النسيان
سارت ليندا طويلا قبل ان تعود الى شقتها في شالسي ارتدت ثوبا اسود من الجرسيه طويل الاكمام وتأملت نفسها امام المراة لويزا على حق لقد اصبحت نحيفة...المعطف الذي كان يناسبها تماما اصبح واسعا على خصرها كما وانه سيبدو سخبفا امام معطف السيدة جوانا لكن كل ملابسها بقيت في اثينا وامكانباتها لاتسمح لها بشراء ملابس فاخرة...
استقلت سيارة اجرة وذهبت الى موعدها في فندق سافوري
"اه اتيت كم انا سعيدة برؤيتك" قالت جوانا"كنت اخشى ان تكوني قد غيرت رأيك"
"كنت سأتصل بك معتدرة بالفعل" اعترفت ليندا مبتسمة
"المهم أنك جئت"قالت وهي تمسك يدها بمحبة"لاتزالين تضعين خاتم الزواج،نحن علمنا برحيلك من اثينا،لا،لاتشعري بأنك مضطرة لأن تروي لي كل شئ،هذا لايعنيني،ولم أدعك لهذا الهدف بكل بساطة أحب رفقتك وأنا سعيدة بالثرثرة معك"بعد أن طلبت لائحة الطعام أضافت"نيقولاس خطب فتاة رائعة ولهذا السبب أنا في لندن لدي لائحة مشتريات كبيرة"
تكلمتا طويلا عن محلات لندن ونوعية بضائعها ثم انقبض قلب ليندا عندما بدأت جوانا تتكلم عن ماريزا
"لازواج في الأفق حالياأليو لن يتمكن من التخلص منها اذاا تأخر أطثر تصرف ماريزا فضائحي لقد دللها قلايبها كثيرا،ألست جائعة؟؟" سألتها عندما لاحظت انها تأكل بطرف شفتيها
"عزيزتي ليندا تبدين مرهقة اعذريني لكن لا أنت ولا ليو تبدوان بخير بعد انفصالكما،انه في حالة يرثى لها،آخر مرة رأيته فيها أثار شفقتي ماريزا هي السبب أنا متأكدة من ذلك"
عضت ليندا على شفتيها لتمنعنفسها من البكاء ودفعت طبقها بعيدا
"أوه ليندا..حقا أنا آسفة،ياعزيزتي لم اكن أنوي أن أشير الى ليو...لاتزالين تحبينه أليس كذلك..؟"
لم تتمكن ليندا من الانكار فهزت رأسها بالايجاب بحزن
"كل هذا بسبب ماريزا اللعينة...سيكون ليو سعيدا اذا عدت اليه..."
"لا...لا مستحيل أنا لاأستطيع الكلام عنه ولكن أنا..."ناولتها السيدة جوانا منديلا لتمسح دموعها
"اشعر بتحسن لابد أنني شربت الكثير من الخمر"
اقترحت جوانا أن تطل لها طبيب الفندق لكن ليندا رفضت بحزم،بقية السهرة تمت بشكل لطيف رغم الالم الحاد الذي كان يحز قلبها كلما فكرت بليو.
في اليوم التالي كانت في المكتب غندما شحب وجهها وأحست بالدوار.
"من غير العدل أن تتعبي نفسك كثيرا في هذه الفترة"قالت لويز لها"أنت حامل أليس كذلك؟ اعرف هذه العوارض"
حامل ،اغمضت ليندا عينيها نعم انها حامل من ليو...
"هل أنت منفصلة عن زوجك بشكل نهائي؟"
"نعم وسيتم الطلاق قريبا"واضافت بهدوء
"على كل حال هذالايغير شيئا من رغبتي بانجاب هذا الطفل"
حامل حتى الآن لايمكنها تصديق ذلك،رغم النتائج الايجابية للفحوصات الطبية
"حسنا هذا لن يغير شيئا بالنسبة لي"قالت لويز مبتسمة" لن اجد سكرتيرة أفضل منك ليندا سنتابع العمل معا أنا أحبك واقترح عليك ان تقيمي معي انت تعرفين مواعيدي واساليبي مما يسهل عملي الطفل ايضا سينزل هنا على الرحب والسعة"
كادت ليندا أن تبكي من الفرح
"ستكونين اقل حماسة عندما يمنعك بكائه ليلا"
"لاتقلقي ليندا ولكن الاتنوين ان تخبري الوالد.؟؟"
هذا السؤال يعذب ليندا منذ أيام،ليو يحق له أن يعرف لكنها لن تعود للعيش معه وهو سيفعل المستحيل للاحتفاض بابنه...بالتأكيدبامكانها أن تكشف عن أسباب الانفصال الحقيقية لكن هذا سيخلق فضائح.
في أحد الايام وصلتها رسالة من أحد المحامين،فتحتها ليندا بيد مرتجفة لقد بدأ ليو باجراءات الطلاق،ويطلب منها ان تأتي الى ريتز في اليوم التالي لمناقشة مسألى الطلاق مع رجال القانون.
بم تنم جيدا هذه الليلة،وعندما استيقظت ارتدت ملابسها وشربت قهوتها بسرعة،ذهبت الى موعدها،أية تجربة قاسية ستواجهها،ستسمع من فم رجل غريب تدمير زواجها.
أعطت اسمها في مكتب الاستهلامات ورافقها خادم حتى باب الجناح،هناك قرع الخادم الباب وانسحب،رسمت ليندا ابتسامة تهذيب على شفتيها ودخلت الى الصالون الفاخر
جف حلقها وانقبضت معدتها وهي تتقدم الى الامام ثم تسمرت مكانها قد جمدها الخوف ليو بنفسه يقف أمامها.

smaher
31-12-2009, 23:14
"أنت ماذا تفعل هنا؟"واتجهت نحو الباب لتهرب لمكنه أمسكها بذراعه وقطع عليها الطريق،كان قد أخد دوشا لتوه وشعره لايزال رطبا ارتعشت ليندا بدون وعي عندما تعرفت على رائحة عطره.
"كيف تجرأت على جدبي الى هذا الفخ؟؟"صرخت غاضبة"كفاني عذابا بسببك"
"ليس أكثر مني"قال وهو يضمها بين ذراعيه"قولي لي فقط بأنك لاتحبيني،بأنك لاتكنين لي أية مشاعر ورغبات وسأغادر هذه الغرفة على الفور،دون أن أحاول الاتصال بك من جديد والى الأبد"
كانت شفتاه تلامسان شفتيها تقريبا...انقبضت حنجرتها بشكل مؤلم عندما نجحت في الكلام وهي اشبه للأموات منها للأحياء."أنا لاأحبك،لاتوحي الي بأية رغبة"
"كاذبة،أنت اعترفت بالعكس لجوانا كريليكوس"
"...لا..."
"على كل حال أعرف وسيلة لاتخطئ أبدا،القبلات لاتكذب"
همس وهو يحني رأسه نحو وجهها،حاولت ليندا المقاومة بوجه الرغبة المجنونة التي تملكتها...لكن جسدها خانها،وفتحت فمها كوردة تتفتح لأشعة الشمس لتستقبل قبلة ليو،باندفاع غريب رمت نفسها على عنقه،وسالت الدموع بغزارة على خديها،مسحها ليو بحنان بأصابعه الدافئة.
"الأن تجرئي على تكرار الكلمات التي نطقت بها منذ لحظات"
"لاأستطيع"اعترفت ليندا"أوه ليو...لما تعرضني من جديد لهذه التجربة؟بسبب كبريائك؟أو لمعاقبتي؟اذا كنت تشفق علي اعد لي حريتي..."
"المشاعر التي أكنها لك تمنعني دائما،ليندا لو كنت تعلمين أهميتك في حياتي...حاولت أن أعتاد على فكرة انفصالنا للأبد لكنني..."
وأطبق ذراعيه حولها كأنه يخشى أن يفقدها من جديد،ثم أسند جبينه على جبينها وأضاف بحنان" ليندا أحبك،أحبك بجنون،أنت تلاحقينني ليل نهارعندما تكونين قربي تحفضك يخيفني،أنت بعيدة جدا،لا اعرف الراحة أبدا،كيف تمكنت من الزعم بأنك لاتشعرين بشىء نحوي"
"أنت ...تحبني؟"
لم تكن قادرة على تصديق كلامه الغير متوقع هذا...
"ليو،ولكن... ماريزا؟؟؟"
"لا...لاتقولي شيئا،تعالي واجلسي"أمرها بصوت منخفض وهو يضع اصبعه على شفتيها"أريد أن أكلمك ليندا لدي أشياء في غاية الأهمية يجب أن أخبرك بها"
تبعته وجلست بهدو وكتفت يديها كطفلة مطيعة.
"ماريزا توفيت منذ يومين" قال ليو وأصبح وجهه شاحبا،كانت ليندا تتوقع أي شىئ ماعدا هذا الخبر،غريزيا فتحت ذراعيها وأخدت تداعب شعر ليو.
"شكرا لتفهمك،انت طيبة جدا يا ليندا،أتدكرين ماقلته بشأن والدة ماريزا؟"
هزت ليندا رأسها وبدورها خبأت وجهها في كتفه
"انا بدون شك كنت مخطئا باخفاء الحقيقة عنك...ليديا والدة ماريزا انتحرت،كانت كئيبة ودات طبيعة غير مستقرة،وبعد ولادة ماريزا ساءت حالتها أكثر،في العائلة أخفينا الحقيقة مدة طويلة،بالفعل كانت عمتي ليديا مريضة نفسيا،أغرقت نفسها عندما بلغت ابنتها الثانية،اهتم والدي بماريزا اكراما لذكرى شققته التي كان يعبدها،عندما أحس بقرب أجله جعلني أقسم على السهر على قريبتي،كان خائفا جدا عليها بسبب المرض النفسي الوراثي الذي يهددها،أقنعت نفسي بأنها تخلصت من هذا المرض،أوه طبعا،كان لديها هفوات كثيرة وتسبب بمشاهد عنيقة،لكني كنت أعوزها لفترات المراهقة،حتى بعد زواجنا عندما أخبرتني بأنها هي من قتلت طفلنا رفضت تصديق الحقيقة،بدون شك،كنت أخاف الواقع دون أن أجرؤ على الاغتراف به،ليسامحني الله كنت أعتقد أنك تغارين من ماريزا،كنت أيضا صغيرة...أخفيت عنك حبي الكبير كي لاأشوه برائتك،كنت أريد أن أترك لحبك الوقت كي ينضج ببطء..."
اعترضت ليندا بضعف،اذن حتى ليو القوي كان لديه شكوك...لم يكن يدرك عمق مشاعرها.

"عندما هجرتني لعنت نفسي أردت ان ارحل للبحث عنك لكن كرامتي منعتني غباء،عندما تخطيت جرح كبريائي قررت استعمال الحيلة لاستعادتك احتجيت برغبتي بانجاب طفل لكنني في الحقيقة كنت اريدك انت،في اليوم الذي ادعت فيه ماريزا بأنك تزوجتني من أجل مالي أصبحت كالمجنون،لقد خدعتنا بكل سهولة،ونحن صدقنا أكاذيبها،كانت غريبة جدا بعد رحيلك أول مرة،لكنها هدأت فيما بعد لدرجة أنني قررت ايجاد عريس لها،عريس مثل نيقولاس ،لطيف متفهم،لم أكن أتصور بأنها ستصبح هستيرية لهذا الحد،لهذا السبب رغبت في العودة الى ايوس بأسرع وقت ممكن عندما علمت باختفائها،كنت سأموت من القلق كنت قد أدركت أكثر وأكثر ارتباكها،لكني لم أشك أبدا بكل أكاذيبها،وخططها للتفريق بيننا حتى انها زعمت انني كنت عشيقها يالهي...قبل رحيلنا على اليخت شرحت لها الموقف،وأخبرتها بانني اريد ان ابدأ معك من الصفر،ازداد غضبها وتوسلت الي كي لاأفعل،عندما علمت باختفائها،فكرت على الفور بانها تحاول الانتحار،ولكن عندما وجدتها،فهمت بأنها تقوم بالابتزاز فقط،كل شئ كان واضحا في رأسي،ولسوء الحظ اخترت انت تللك اللحظة للتخلي عني،لم أكن أريد ابقائك رغما عنك،لكن لحسن الحظ التقت بك جوانا كريليكوس في لندن وسرقت منك اعترافا،لم أتمكن من تصديقه،ماريزا كانت تهدد بقتل نفسها اذا حاولت اعادتك الى اليونان،تعرضت لأزمة حادة ونقلت الى المستشفى بناء على نصيحة الدكتور ليفانوس،تصرفاتها أصبحت أكثر غرابة...هربت من المستشفى،وأثناء هربها صدمتها سيارة،كنت مسافرا في رحلة عمل عندما وصلت الى المستشفى،لم يكن لديها اي أمل في الحياة،احست بانها ستموت فاعترفت لي بالحقيقة وبكل مافعلته اخبرتني كيف كلمتك عن علاقة مزعومة بيننا وكيف اقنعتك...لاشئ صحيح من كل هذا،ليندا،بالتأكيد كنت احب قريبتي لكن علاقتي بها كانت اخوية لم افكر ابدا بالزواج لاخفاء علاقة مشبوهة بها كم انا نادم لأنني لم اعبر لك جيدا عن عمق مشاعري ماريزا كانت تعتقد بانها تتصرف حبا بي لكن هذا الحب كان مريضا،.."
"كل شئ كان يبدو لي واضحا رغبتك بانجاب طفل...كنت للحظة سأجبرك على الاختيار بيني وبينها،ولكني لم أكن أملك الشجاعة."
"قصة الطفل الوريث كان عذرا لاستعادتك،لكن هذا ليس كذبا،وأنا لاأزال أرغب بطفل منك..."ثم أمسك وجهها بين يديه،ولاحظت ليندا علامات التعب والسهر على وجهه.
"لم تكوني لتعلمي مدى عذابي في اليوم الذي رافقتك فيه الى المطار كنت سارمي نفسي تحت قدميك لاتوسل اليك الاترحلي عني،انت تصدقينني ليندا اليس كذلك؟؟"
"لاتعذب نفسك اكثر من اجل ماريزا لم تقتل نفسها عمدا حاول ان تقنع نفسك بذلك،لاتذمر نفسك بالذكريات."
"أنت محقة،ولكني لم أكن أستطيع أن أصدق أن قريبتي مجنونة"
"اذكر ماريزا كما كنت تحبها،ليو،وانس المرأة الأخرى المجنونة..."
"هل ستعودين للعيش معي في اليونان؟؟"
"ياله من سؤال"وابتسمت له بانفعال"أفتقدك كثيرا..."
"تعذبنا كثيرا،ليندا،ولكننا انتهينا الآن من العذاب"قال وهو يحملها بين ذراعيه،حملها الى غرفة النوم ووضعها بهدوء على السرير.
"أحبك ليندا"
"أنا أيضا ليو...أحبك"
فيما بعد ستخبره بالحدث السعيد ولكن ليس الأن،هو الآن بحاجتها هي وحدها،ولاتريد ان يشاركها حتى طفلهما فرحة اللقاء هذه،سيكون امامهما عمر بحاله يهباه لثمرة حبهما في المستقبل.




size="6"]تــــــــــمــــــــــت::جيد::[/size]

N@GM
01-01-2010, 05:52
الف الف مبرك لجميع على افتتاح المنتداء الجديد

khadija123
01-01-2010, 08:54
السلام عليكم
شكرا كثير على الرواية الحلوة عن جد تجنن تسلم أناميلك الحلوة يا حبيبتي
باي

نايت سونغ
01-01-2010, 11:46
يسلموووووووووووو الغصن الوحيد علي الرواية الروووعه تسلم ايديكي يا عسسسسسل ::جيد::



smaher يعيييييييطيييكي الف عافية يا قممممر رواية بتجنن ::جيد::



كـــــــــــل عــــــــام ::سعادة:: و انتــــــــــو بخـــــــــــير

الغصن الوحيد
01-01-2010, 17:30
كل عام وانتوا بألف خير وصحة وسعادة حبايب مكسات ...

ويعطيك مليون عافية ياسماهر الرواية جنان وفظيعة حلوة كثير مع اني تمنيت لو انها قالت له انها حامل عشان نشوف رد الفعل حرام من اول الرواية وهو يبي طفل ...
الله يجزاك كل الخير ياحلوة ...

مشكورة حبيبتي نايت سونغ ....

انا تسعدني وناستكم....

khadija123
01-01-2010, 18:47
سنة سعيدة وكل عام وأنتم بألف خير. 2010
أتمنى أن تدخل هذه السنة على الجميع بصحة والعافية والنجاح لكل شخص سواءا في الدراسة أو العمل وحتى النجاح بالحياة.
أتمنى للجميع طول الحياة وسعادة بها::سعادة::. "Bonne année"

Finan
01-01-2010, 19:29
Happy new yeas everyone 2010 ,i just wonts to tell Algoson i am sorry I have been busy lately and i just finished the story i want to tell you that you did fantastic jop thank you so much my love to U. and I want to tell Samaher that the story is very beautiful, and I am still reading it thank you so much my love to you all.

الغصن الوحيد
02-01-2010, 16:59
شكرا حبيبتي Finan انتي الروعة ( Inew That and I Think that you are busy becous Idid,nt see you so dont sory My big love to you and Thank you Finan )and Happy New yeer .

smaher
03-01-2010, 15:13
ميرسى ليكم على الردود

وكل سنه وانتم طيبين

Happy new year

الغصن الوحيد
04-01-2010, 10:50
مرحبا ياجماعة الخير .. اذا مافي احد بينزل شي فأنا راح انزل انشألله بس ماني عارفه وش تبون لأن ان عندي رويات كثير بس مجروح لكن محبوب طالب مني رواية بين السكون والعاصفة ...

ارجو انكم تردون علي عشان بأذن الله ابتدي الليلة او بكرة ..

طيب ياحلوين ..

khadija123
04-01-2010, 20:44
السلام عليكمكيف حال الجميع ؟
حبيبتي "الغصن الوحيد" يبدو لي أن الحل الوحيد هو أن تقومي بكتابة أسماء الروايات التي لديك ونقوم بإختيار أحسنها.
أما بالنسبة لـرواية بين السكون والعاصفة فأنا أظن بأنها سبق وأن نزلت بمكسات إدا لم يكن هذا الجزء فيمكن في الجزء الاول لم أعد أذكر بضبط ولكن قد رأيتها.
والله يجزيك بكل خير إنشاء الله ولا يحرمنا منك أبدا.

الغصن الوحيد
05-01-2010, 16:17
على رايك حبيبتي ..رايا مضبوط ..
طيب بسم الله اول رواية ...
1-عذراء في المدينة ..
ملخصها :
ميرندا وردة ريفية بيضاء ,جاءت الى لندن لتعمل في شركة مديرها العام جايسون معروف بمغامرته العاطفية . الجميع يخافون جايسون وهو دائما على سفر , لكن الظروف تشاء ان يلتقيا , هي العذراء البريئة برأسها المليء بأخلاقيات وتقاليد تعتبرها المدينة الكبيرة بالية , وهو بسطوته وخبرته في المجال العاطفي ... وتلتمع بينهما تلك الشرارة الغامضة التي لا يستطيع مخلوق ان ينكر سلطتها على القلوب . لكن جايسون لا يبوح بحبه , وحتى بعد الزواج تبقى اشباح الماضي مخيمة على حياتهما . فهل تزوج جايسون لأنه سئم مطاردة النساء , ام تراه حافظ على علاقة مشبوهة في الظل ؟
حادث قنبلة في الطائرة العائدة به من احدى رحلاته يكشف لميرندا كل الحقيقة .


2-رجل من نار ...
من اجل سعادة عمتها واستقرارها قررت تينا ان تخوض مغامرة كان مجرد التفكير فيها يرعبها : الاشتراك في بعثة ذاهبة الى ادغال الامازون منتحلة اسم عمتها وصفتها , وعمتها عالمة نباتات شهيرة !
وعانت تينا الكثير في هذه الرحلة المحفوفة بالاخطار لا سيما انها غربية وسط هذه المجموعة من علماء وباحثين تألف منهم الفريق الذي يقوده رجل غريب الاطوار يدعى رامون فبغاس المعروف ب"الرجل الناري " بسبب مزاجه الصعب وعناده وقسوته وتعاليه !
وخلال الايام الطويلة التي امضتها تينا في ادغال الامازون بين الوحوش المفترسة والحشرات السامة والقبيلة الاقرب الى الحيوان منها الى الانسان , استطاعت ان تحقق عدة مكاسب . فماذا حققت تينا وكيف انتهت العلاقة المتوترة بينها وبين رامون فيغاس وماهي المفاجأة التي اعدتها لعمتها ؟



3-مزرعة الدموع ...
"تجري الرياح بما لا تشتهي السفن " . هذه الحكمة البليغة , كثيرا ماتوقع الانسان في لعبة التحدي , فيقطف نتائج لم يكن يتوقعها .
لم تجر الرياح في تكساس كما اشتهت ستاسي الجميلة التي هجرت حياة المدينةبحثا عن الوحدة في اقاصي الجبال . وارادت الهرب من ذكرى مقتل والدها , الرجل الوحيد في عالمها .
فهل تجد السلوى والامان مع رعاة البقر في مزرعة كورد هاريس , الذي اذاقها الوانا شتى من العذاب والالم حتى انها تمنت موته ؟
انها ضعيفة الاعصاب , لا تحتمل تعقيدات كورد بعدما صدمته ليديا , التي هجرته لتتزوج من رجل آخر .
الثروة التي ورثتها عن والدها , هل تحقق لها السعادة والطمأنينة ؟ ام اعترفها بحب كورد المزارع المتسلط الشرس , سيكون خشبة خلاصها من الاوجاع المحيطة بها ؟
رياح الحب وحدها توصل سفينة القلب الى شاطىء الامان ....
وامام ستاسي اما ان تنصاع لحب كارتر المحامي الثاب فتنجو بنفسها ..... او البقاء في مزرعة الدموع!


4-لقاء الغرباء ....
كلنا غرباء في هذا العالم .... الحب وحده يختصر المسافات , يغير الثوابت .... يبدل الاحوال .... يجعل المحال ممكنا ... والممكن مستحيلا ... هيلين وليون وروبرت هذا المثلث الشديد التناقض والتنافر من الاشخاص , يجتمعون تحت سماء قبرص الحارة وبينهم يتميان صغيران لا يعرفان ما يجري .... الا انه الحب ... يلفهما ايضا بخيوطه الساحرة وينقذهما الى الابد من الضياع ...
لكن هيلين الانكليزية الغريبة هل تستسلم لزواج فرضته الظروف ام تستجيب لأبن بلدها روبرت الرقيق , المهذب , الذي يفهم طبعها ويشابهها في كل شيء؟


طيب يا حلوين بخليكم تختارون على راحتكم وتعطوني القرار الاكيد والنهائي على فكرة كنت بحط وحده خامسة معهم بعدين قلت يكفي عشان ماتحتارون كثير .
طبعا هذولا الرويات اخترتهم من المجموعة اللي عندي وقلت اشوف اللي تحبونه على راي خديجة ...


نسيت اقولكم كلهم من رويات عبير القديمة ...


اوكيك اخليكم حبايبي .....باي....

khadija123
05-01-2010, 20:21
السلام عليكم جميعا
كيف حال الجميع
عزيزتي الغصن الوحيد والله إنك شدة الهمة معنا والله يوفق في حياتك إنشاء الله
والله روايات التي إخترتي كلهم حلوين والواحد على قولتك بيحتار إش يختار المهم أنا بالنسبة لي الأولى هي :
1 - لقاء الغرباء.
2 - مزرعة الدموع .
أما بالنسبة للروايتين :عذ راء في المدينة و رجل من نار فقد سبق لي أن قرأتهما وهما في قمة الروعة وليس لدي من مشكل إذا أعدت قرأتهما من جديد وأضن أن المتابعات سوف يسرهم أن تكتيبنهم لهم فيما بعد هذا إذا كان لديك الوقت والصبر على الكتابة
أسفة جدا إذا أزعجتك في كل مرة أطلب منك شيئا :مرتبك:
أرجو المعذرة وشكرا لك كثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثيييييييييييييييييييييييييي رررررررررررررررررررررررررررررررررا حبيبتي الغصن الوحيد على مجهوداتك الجبارة والمتتابعة شككككككككككككرررررررررررررررررررررا كثييييييييييييررررررررررررررررا

@ NESREEN @
06-01-2010, 02:55
[CENTER]http://www.moveed.com/data/media/57/welcome23.gif (http://www.moveed.com)



انا رجعت ...

وحشتوووني بنات ووحشني المشروع ....
ماااري وحشتييييني حبيبتي ..
ونايت سونغ وجين اوستين ....
وكل البتات ..
سعيدة لأن آخر رواية كتبتها اعجبتكم ...
وشكراااا للغصن الوحيد وسماهر على الروايات الحلوة ...
تحياتي لكن ...[
http://www.moveed.com/data/media/57/star1.gif (http://www.moveed.com)

الغصن الوحيد
06-01-2010, 21:18
ياهلا ومرحبا نسرين والشكر لك الف حبيبتي تسلمين ...

ياحلوين مافي احد عطاني جواب غير عزيزتي خديجة انا باعطيكم بعد وقت يوم او يومين وبعدين اشوف اللي اكثر عليها الكلام وباذن الله ابتدي انزلها ...


اوكيك...

نايت سونغ
07-01-2010, 15:10
مرحباااا صبااياااا

نسريييييين هلا و غلا اخبارك انشالله تمام

والله انتي كمان واحشتينا اكتر وين هالغيبه ( اخر مره ما تعيديها :mad: ) ههههه

الغصن الوحيد هلااا يا قمر مشالله رواياتك كلها حلوه حيرتينا معاكي:confused:

عذراء في المدينة ومرزعه الدموع انا قريتها من قبل بس حلوي كتير و بتستحق قراية مره ثانية

اما رجل من نار و لقاء بين الغرباء ما قريتن شكلن حلووين كتيير و من الملخص تحمست كتييير :D

بهنيكي علي اخيتارك للروايات

d(^_^)b

Finan
08-01-2010, 04:04
Hi Algoson I missed you so much I woud like to tell you I like to read (Rajol min nar) if it is ok with every one thank you so much my love to you as always

الغصن الوحيد
08-01-2010, 17:20
حبايبي انا من جد احترت وش انزل لكم بس حسب تصويتكم يكون :
1- لقاء الغرباء .
2- رجل من نار .

وعلى شان كذا انشالله بانزل لقاء الغرباء وآسفة حبيبتي finan لان حسيت ان لقاء الغرباء هي اللي مااعترض عليها احد . لكن انشالله اذا خلصت هاذي وماعند البنات اي مشكلة اني انزل رجل من نار انشالله بانزلها بس اهم شي ماتزعلون ..

اوكيك ..
يالله باذن الله نبتدي ..

khadija123
08-01-2010, 21:39
عزيزتي الغصن الوحيد الله ما يجيب إلي فيه الزعل
كل إلى تختارنه سوف يكون رائعا ولكي لا يزعل أي شخص ممكن أن تنزلي لهم أي رواية طلبوها لك ونحن ما عيلينا سوى أن ننتظر دور الرواية التي نريد وششششككككككككككرا كثييييييييرا ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::

الغصن الوحيد
08-01-2010, 22:43
من جد حاسه بالاحباط تخيلوا صار لي كم ساعة وانا قاعدة اكتب برواية لقاء الغرباء وفجاة طارت الصفحة اللي كنت اكتب فيها وانا ماكنت حافظتها واتضح ان عندي نقص في الرواية في صفحتين مقطوعات عشان كذا انا وقفت وبانزل رواية رجل من نار بكرة انشالله لان انا اليوم خلاص يعني قمة الاحباط والتعب فسامحوني والله كنت باكمل الرواية بس والله انقهرت على اللي راح ( شكله في ناس مو حابه اني انزل هاذي الرواية )على العموم انا تحت امركم حتى اذا انتوا مو راضين على رجل من نار وتبون لقاء الغرباء بعد انا مستعدة اني اعيدها علشان خاطر عيونكم ..
طيب...

khadija123
09-01-2010, 21:44
من جد حاسه بالاحباط تخيلوا صار لي كم ساعة وانا قاعدة اكتب برواية لقاء الغرباء وفجاة طارت الصفحة اللي كنت اكتب فيها وانا ماكنت حافظتها واتضح ان عندي نقص في الرواية في صفحتين مقطوعات عشان كذا انا وقفت وبانزل رواية رجل من نار بكرة انشالله لان انا اليوم خلاص يعني قمة الاحباط والتعب فسامحوني والله كنت باكمل الرواية بس والله انقهرت على اللي راح ( شكله في ناس مو حابه اني انزل هاذي الرواية )على العموم انا تحت امركم حتى اذا انتوا مو راضين على رجل من نار وتبون لقاء الغرباء بعد انا مستعدة اني اعيدها علشان خاطر عيونكم ..
طيب...

حبيبتي لا تزعلي ما فيه مشكلة كل اللي تختارينه نحن موافقين عليه وكما قلت لك من قبل سوف ننتظر دور كل رواية نريد قراءتها والله يوفقك والمرة دي إضغطي على الزر (enregistrer ) حفظ المعلومات في كل دقيقتين وهكدا سوف تضمنين تسجيل كل ما كتبته والله المعين.
إلى اللقاء مقبل إنشأ الله.

Finan
10-01-2010, 05:47
Sweet hart Algoson I dont thik any one of us cares about the story as mouch as we care about you ,do not wery about that and relax ok ,My love to you as always.

نايت سونغ
10-01-2010, 14:33
عزيزتي الغضن الوحيد ...

اول شي يعطيكي الف عافيه علي المجهود الجبار لتنزيل الراوية

ثانيا ما تنقهري عادي ( والله حاسي فيكي لانو صار معي نفس الشي لرواية القدر القاسي و اتضح ان عندي للفصل السادس مع اني متاكده كتبتها كلها و خلصت ما بعرف يمكن صارت خربطه و ضاع 6 فصول الباقيات ) يمكن تهون عليكي الصفحة قدام 6 فصول ههههه :d

و علي مهلك يا عسل خودي وقتك ما تعبي حالك

و نحنا ناطرينك ::جيد::

قاسم2010
10-01-2010, 15:55
هلا يابنوتات ايش اخباركم وحشتوني مرة مرة الغصن حبيبتي تسلمين ياحلوة والروايات كله حلوة وماقريتها وعاجبتني رجل من نار الله يعطيك العافيه يالغاليه:o::سعادة::::جيد::

الحلم الضآئع !
10-01-2010, 19:27
هاااااي يآ حلوين .

كيفكو ؟

آلصرآحة أنا مرة أحب أقرأ روايات أحلام عبير .. كلش كلش :) !

و حآبة أشاركم .. ممكن .. ؟

عندي روايات مرة كتيرة .. و كل وحدة أحلى من التانية :d

شكرآ للي سوت آلموضوع و إلي ساعدو في نمو و رقي :d الموضوع

تحيآتي : آلحلم آلضآئع !

الغصن الوحيد
10-01-2010, 22:31
بسم الله الرحمن الرحيم ..
رويات عبير القديمة ..
لقاء الغرباء ..
ل آن هامبسون ..

والفصل والاول..
1- العرض والطلب ..
اضطرت هيلين إلى الاعتراف بأن العرض جذاب , وهي ترمق صديقتها باهتمام .... نفقات سفرها إلى جزيرة قبرص الجميلة وعودتها , بالإضافة إلى مصاريفها وثمن وقتها , كل ذلك مقابل اصطحابها طفلين في الرحلة , وتسليمهما إلى عمهما ليون بيترو وهو قبرصي يوناني يقيم في قرية لابيتوس الجبلية الجميلة , على مسافة ثمانية أميال من كيرينيا , في الساحل الشمالي للجزيرة .
قالت, وومضة حماس واهنة تمحو الأسى عن وجهها وتكسبه جمالا ناعما ورقيقا:
" كان لطيفا منك إن تفكري بي, فأنا – كما تعلمين – لم احصل على إجازة منذ ثلاث سنوات تقريبا."
" لهذا السبب بالذات فكرت فيك حين أطلعني أصدقائي على الوضع . ستكون فترة استجمام رائعة بعد مرضك . ونوفمبر / تشرين الثاني شهر بديع للترويح عن النفس – الحر فيه ليس شديدا وهكذا تستطيعين السباحة في البحر – والاستلقاء في الشمس على الرمال – وأنت عندك هناك صديقة لابد إن تستضيفك أسبوعا أو اثنين."
تناولت هيلين فنجان بريندا وصحنها , وسكبت لها مزيدا من الشاي قائلة :
" ترودي ستفرح للزيارة . اعتقد اخبرتك بأنها متزوجة من قبرصي ."
واستأنفت عندما أومأت بريندا برأسها :
"لهما مسكن على مشارف نيقوسيا , يبدو جميلا حسب الصور التي أرسلتها إلي ."
كانت ترودي صديقة لها في المدرسة ولم ترها هيلين منذ زواجها – منذ ست سنوات – من الشاب المليح تاسوس , الذي التقت به في إجازة في قبرص . ولكنهما اعتادتا المراسلة بانتظام , ودعتها ترودي عدة مرات للذهاب إلى الجزيرة , لتقضي عطلة معهما . وكانت هذه فرصة رائعة , وازدادت هيلين لهفة وهي تسأل صديقتها عن مزيد من التفصيلات.

الغصن الوحيد
11-01-2010, 00:54
وبعد هنيهة تمتمت "قيل في البداية , ا ن اباهما كما ذكرت سيغادر المستشفى سريعا , فوافق صديقاي – وهما جاران له – على إيواء الطفلين . ولكن اتضح انه سيمكث في المستشفى عدة اشهر , ولا يستطيع , بيل وجين رعاية الطفلين لأجل غير مسمى , فبيتهما صغير , ولهما ثلاثة أطفال يافعين , لهذا تقرر إن يذهبا – في الوقت الحالي - إلى عمهما في قبرص."
وأخذت بريندا ترتشف الشاي , واستغرقت الفتاتان في التفكير هنيهة وعادت بريندا تقول وهي تطلق ضحكة قصيرة :
" عمهما , فيما علمت , وافق على مضض إن يكفلهما , فيبدو انه لايميل كثيرا إلى الأطفال , ومن الواضح انه عدو للنساء أيضا , ويبدو انه لايسر احد بصحبته ." (وش دعوى كل هذا فيه قولوا انه علة وبس ...الغصن )
قالت هيلين موافقة , وهي تعبس قليلا لفكرة اضطرار طفلين صغيرين للحياة مع رجل هكذا :
" من المؤسف إلا يستطيع صديقاك الاستمرار في رعاية الطفلين."
تناولت بريندا رشفة أخرى , قائلة :
" إن هذا مستحيل ."
هيلين وكأنها تحدث نفسها :
"وهو أيضا لايحب النساء ."الرجال, سلوكها الشخصي نحو الرجال, مستغربة لحظة سبب ذلك, ثم تساءلت:
" ترى هل أساءت إليه امرأة ما ؟"
" واضح انه يكره النساء ما فعلته زوجة أخيه التي رحلت مع شخص آخر, تاركة زوجها والطفلين. كان تشيبي في الثامنة وفيونا تصغره بسنة . كان تصرفا أنانيا بشعا , ولكن بعض النساء قاسيات تماما ."
ودار في خلد هيلين إن بعض الرجال هكذا. واستغرقت في الصمت وهي تفكر في سنواتها الثلاث مع غريغوري . ولكن,اجا طبيعيا هانئا , أو هكذا اعتقدت . ولكن , عندما وجد زوجها ميتا وسيارته محطمة , كانت معه فتاة من مكتبه . وقال احد الأصدقاء:" إن الزوجة آخر من يعلم دائما ". وغشيت هيلين مرارة بالغة , ثم اضطرت إلى قبول الحقيقة وهي إن علاقة زوجها بالفتاة ترجع إلى أكثر من عام . وكانت هذه النهاية بالنسبة إليها , وفقدت ثقتها بالرجال نهائيا – وأقسمت إلا تطمئن لواحد منهم مرة أخرى , أو تتيح لأحدهم فرصة ابتلائها بمثل هذه التعاسة ثانية . وجلبت عليها الصدمة مرضا طويلا , وخطيرا , لم يمتص قواها البدنية فحسب , بل أفقرها ماليا . ثم تحسنت صحتها بعد عامين, وأصبحت تأمل إن تشغل منصبا في المكتب حيث كانت تعمل قبل الزواج. ولكن المنصب لن يخلو إلا بعد عيد لميلاد, ولهذا السبب كانت حرة في انتهاز هذه الفرصة لزيارة قبرص.
وسألت عندما خطرت لها الفكرة بغتة :
" ماعمر الطفلين ألان ؟"
" تشيبي في الثامنة,فيونا في السابعة .... وهما مفعمان بالحيوية , ومن ثم فستكسبين المبلغ لقاء جهد ."
وأجابت هيلين في حزن , وقد غامت عيناها الزرقاوان إذ تذكرت طفلها :
" لا ينبغي إن أتوقع أجرا بدون جهد...."
لو إن طفلها عاش لكان في الرابعة.... ولكنها هي وغريغوري لم ينعما به لأكثر من ستة اشهر ..
وأردفت :
" إنني – في أية حال – أحب الحيوية في الأطفال ."
قالت بريندا محذرة , وهي تبتسم :
"اخشى إن هذين الطفلين يفيضان بحيوية كبيرة . والأرجح إنهما سيضجران قبل نهاية الرحلة بكثير. تعرض أبوهما يوما لحادث سقوط طائرة , وهو يرفض – لهذا السبب – إرسالهما بالطائرة . على انك تستطعين العودة جوا . هذا إذا رالي. هذا العرض."
فأسرعت تجيب :
"انه يروق لي . ولكني سأحتاج إلى إن أرى والد الصغيرين."
" اجل , في المستشفى , سأخبر بيل ليعد لقاء .

** ** **

وإذ أحدثت هيلين أثرا طيبا في نفس الأب , اصطحبتها بريندا لرؤية الطفلين . وقبل إن ينقضي أسبوع كانت هي والطفلان على الباخرة كنوسس متجهين إلى قبرص ,بعدما سافروا بالقطار إلى أثينا .
كان الطقس جميلا , والسما صافية زرقاء , والبحر الأبيض المتوسط اقرب إلى بحيرة منه إلى بحر . وصاحت فيونا وهي تشير إلى رودس :
" اهذه هي ؟"
كانت الشمس, تغرب خلفها , وشاب البحر خط من الضوء المتوهج امتد من الجزيرة حتى السفينة تقريبا . فرمق ثشيبي أخته باستخفاالغد. :
" كيف تكون هذه ؟ نرسو على البر قبل صباح الغد ."
كان الطفلان يقفان عند الدرابزين مبهورين بغرب شمس الشرق العجيب , واخذ تهيلين تراقبهما ساهمة من مقعد يبعد قليلا , فحوالي الساعة العاشرة من الصباح التالي ستودعهما إلى الأبد . كان هذا الخاطر يلقي عليها شعورا من الشجن – وأدهشها إن الطفلين احتلا مكانة في قلبها بهذه السرعة. ومع هذا الإدراك, انتابها قلق شديد بصدد مستقبلهما, وعلاقتهما بعمهما الذي يكره النساء والصغار معا. كيف سيكون حالهما ؟ ومالبثت إن أزاحت عنها هواجسها , وهي تلوم نفسها قائلة بعزم إن واجبها يقتصر فقط على تسليم الطفلين إلى عمهما , فإذا أنجزت هذه المهمة , وأصبحت حرة في الاستمتاع بأجازتها فوق الجزيرة . وما يحدث لتشيبي وفيونا في نهاية الأمر لا يعينيها في شيء .
قالت فيونا وهي تلتفت باسمة باسطة يدها :
" تعالي وانظري ياسبدة ستورات , تأملي الضوء المتألق على الماء ."
القت هيلين كتابها على المقعد, ونهضت متجهة نحو الدرابزين وأمسكت باليد الممتدة. كانت صغيرة ودافئة والتفت الأصابع حول راحتها وشعرت هيلين بوخزة في قلبها , إذ تذكرت إن الطفلة لم تعرف حب إلام .
قال تشيبي وهو يمد يده إلى يد هيلين الثانية اقتداء بأخته :
" اليس جميلا ؟ ..... يبدو كأن البحر يحترق ."
قالت هيلين وهي تلاحظ سرعة هبوط الشمس :
" انه جميل جدا حقا ."
كان القرص يزداد هبوطا وهم يتأملونه, حتى إن الخط الناري على البحر اخذ يتباعد سريعا عن السفينة ويزداد قربا من الجزيرة. وتطلعت فيونا إلى هيلين وسألت في حيرة :
" الظلام يحل ... لماذا يهبط بهذه السرعة ؟"
ولما كان من العسير إن تفهم , اكتفت هيلين بالقول إن الشمس في هذا الجزء من العالم تغيب بسرعة , ولذلك يهبط الظلام على نحو مفاجئ .
وبدا الاستياء على وجه فيونا وهي تقول :
"لن نستطيع اللعب في الخارج مساء . وماأظنني أحب هذا ."
فقال تشيبي :
"بل ستحبين .... انظري مدى الدفء . كان البرد في الوطن يحرمك اللعب خارج الجدران , في أية حال ."
وأقرته هيلين وهي تعجب للتعبير الذي بدا على وجه فيونا .
"ستعودين إلى الثياب الصيفية وتستطيعين إن ترتديها على مدار العام ."
واتسعت حدقتا فيونا العسليتان وقالت :
" على مدار العام ؟ اليس لهم شتاء هنا ؟"
" فترة الشتاء قصيرة جدا , والطقس لا يزال دافئا ."
ظلوا يتأملون في صمت والسماء تزداد ظلمة , ثم أطلقت فيونا زفرة أسى :
" ليتك تمكثين معنا ياسيدة ستوارت . فلا تتركينا مع العم ليون ."
وقال تشيبي :
" العم ليون مروع .... لن يدعك تفعلين شيئا ...."
وأضافت فيونا :
" انه يجعلك تلتزمين الهدوء ...."
" فإذا لم تلتزمي الهدوء , نظر إليك هكذا ."
وقطب تشيبي أساريره حتى لم تمالك هيلين نفسها من الضحك , وان عاودها القلق على سعادة الطفلين . وقالت :
"إنا واثقة انه ليس بهذا الشكل ...."
ثم أردفت في فضول :
" إذن فقد رأيتما عمكما ؟"
أجابها الصبي :
" لقد جاءلرؤيتنا غير مرة ."
فقطعت فيونا كلامه قائلة :
" مرتين فقط ياتشيبي ...."
ولكن الغلام هز رأسه وقال :
"ثلاث مرات . انك لا تذكرين المرة الأولى لأنك كنت صغيرة ."
"إنني لا أصغرك بأكثر من سنة."
" ماكنت إلا وليدة حين جاء أول مرة .... ولكني أتذكره لأنه قال لأبي إنني استحق صفعة!
"يكن ليون بيترو . كان اسمر وقصيرا , ولكن ابتسامته كانت تلقائية وودية . وقال لماذا ؟ ماذا فعلت ؟
" لا اتذكر . لكن أبي قال إن عمي ليون لم يكن يفهم الأطفال ."
قالت فيونا وهي تشد قبضتهاعلى يد هيلين :
" ولكنك تفهمين الاطفال ياسيدتي , الا تستطيعين البقاء معنا ؟"
" اخشى إلا يكون هذا ممكنا ياعزيزتي فيونا ."
"هل لأنك لا ترغبين ؟"
" هل ستمكثين إذا طلبنا منه إن تبقي ؟"
ابتسمت هيلين لطريقة تشيبي في السؤال , وقالت أنها متأكدة من إن عمه كلف شخصا برعايتهما .
قالت فيونا بإلحاح في لهجة ملاطفة :
" ولكننا نريدك أنت. لماذا يجب إن تعودي ؟ هل لديك أولاد ؟"
فأجابت هيلين :
" كلا ليس لي أولاد ."
وكأن فيونا أحست – بطرقة الأطفال – بالأسى في لهجة هيلين , لأن قبضتها اشتدت على راحة هيلين , وردت هيلين بضغطة صغيرة تنم عن الحب . وقالت مشيرة نحو الجزيرة , لتحول انتباههما :
" انظرا , هل تريان القلعة ؟"
ولكن ايا منهما لم يبد اهتماما , وغشيهما اكتئاب عندما ادركا مدى اقترابهما من نهاية الرحلة . ولازمهما الحزن اثناء العشاء وعندما راقبتهما هيلين تساءلت :" كيف يمكن ان يوصفا بالحيوية ." وعندما آوا الى قمرتهما حاولت ان تخرجهما من وجومهما قائلة , ان اقامتهما مع عمهما موقوتة , وأنهما سيعودان إلى أبيهما بعد اشهر قلائل .
(الزبدة ياجماعة الخير هنا في نقص في الرواية صفحة وحدة وجه وقفى طبعا ماكنت بانزلها بس قلت حرام عشان صفحة واحدة ماانزلها وانتوا تبونها على العموم انا بشرح لكم باختصار اللي صار في هاذي الصفحة المقطوعة من خلال الباقي من المقطوع واللي فهمته ..اوكيه ..)
طبعا يستمر الطفلين بمحاولة اقناع هيلين بالبقاء معهم لكنها ترفض . وتتعرف هيلين في تلك الليلة على روبرت وهم على متن الباخرة , وتدور مابينهم احاديث كثيرة وعديدة من ضمنها ليون بيترو. واللي يتضح ان روبرت يعرفه لأن ليون شخصية مهمة ومعروفة في الجزيرة , ويكلمها عن موصفات ليون بما فيها شكله الوسيم وطباعه وعجرفته . وتصارحه هيلين بمخاوفها بأنها غير مطمئنة ان الطفلين يكونون بخير مع عمهم .
( بس هنا بنرجع إلى نص الرواية الحقيقي)

الغصن الوحيد
11-01-2010, 03:40
هيلين غير مطمئنة الى احتمال ان يكونا بخير مع عمهم:
"آمل ان يكون الطفلان بخير معه."
فكان رده (روبرت) مثقلا بالشك :
"لا ادري . يدهشني ان ياخذهما – اذ يقال في القرية – ان الصبر والفهم ليسا من خصاله . واظن كل رجال الاعمال الشديدي المراس على هذا النحو , فالمال , - فيما يبدو – هو همه الوحيد في الحياة . سألته :
"وماذا يعمل ؟"
فأجاب :
" من اعماله انه يمتلك عدة مصانع للتعبئة في فاماغوستا , حيث تعبأ الفاكهة وتعد للتصدير . ثم يتجر في الارض , ويمتلك مساحات كبيرة في ارجاء عديدة من الجزيرة , وأي شخص يمتلك أرضا هنا – في هذه الايام – يمكن ان يصبح مليونيرا بين عشية وضحاها ."
وجدت هيلين نفسها تزداد قلقا – عندما امدها روبرت ببضع تفصيلات عن مسلك هذا العم القاسي , الذي بدا وكأنه لا يحب إيواءهما في بيته . ولكن لم يكن في وسعها ان تفعل شيئا , فعادت هيلين تؤنب نفسها وقررت بحزم الا تفكر في الامر .... واخرجها من تأملاتها صوت روبرت يقول :
"هيا تأملي تلك الشمس والسماء .... إنها جزيرة رائعة , ومن المؤسف انك لن تعيشي هنا ."
وسكت لحظة ثم تابع الحديث قائلا :
"ولكنك ستمكثين اسبوعين ..... هل استطيع ان اصطحبك في جولة في أي وقت ."
ابتسمت هيلين وقالت :
" سأكون مع اصدقائي .... ولكنني اشكرك في كل حال ."
لم تكن راغبة في صحبته , ولا صحبة أي رجل , ولكنها لن تخبره بذلك . وعادت تقول :
" سيكون مركز اقامتي في نيقوسيا , واتوقع ان ننطلق في جوالاتنا من هناك .... اذا كان لصديقتي هي وزوجها من الوقت مايسمح باصطحابي ."
هز روبرت كتفيه ثانية , وقال انه سيعطيها رقم هاتفه , لتتصل به في أي وقت تجده فراغا . فشكرته بدون أقل نية في ان تستفيد من عرضه . وكان الاثر الذهبي اللامع أخذ يتلاشى – في تلك الاثناء – اذ ارتفعت الشمس , مرسلة سهامها خلال نتف السحب الصغيرة الطافية كنقاب فضي عبر سماء زاهية الزرقة . والقى انعكاسها صفاء على النور , وبدت الجزيرة وكأنها على مرمى حجر . لم تكن هناك تموجات في البحر , فلم تكن السفينة تهتز اقل اهتزاز , وهي تواصل تقدمها على طول الساحل الجنوبي للجزيرة .فقالت هيلين أخيرا :
" يجب أن اذهب لأعنى بالطفلين . من المؤكد أنهما استيقظا الآن ."

** ** **

رست كنوسوس في ليماسول الساعة العاشرة , وكانت هناك سيارة تنتظر . ولكن هيلين أدركت حتى قبل ان يتكلم تشيبي – ان الرجل الذي اقترب منهم لم يكن ليون بيترو . كان أسمر وقصيرا , ولكن ابتسامته كانت تلقائية وودية .( على فكرة هاذي الجملة مرت علي من قبل شكلهم غلطانين وانا غلطت بعد سوورريي ...الغصن)
وقال الرجل :
" هل انت السيدة ستوارت ؟"
وابتسم للطفلين , وداعب شعر فيونا بيده وهو يقول عندما أومأت برأسها :
"أوفدني السيد بيترو . إنه لا يستطيع الحضور بنفسه , لأنه مضطر للبقاء بسبب عمله . لهذا ,سأصحبكم اليه ."
" هل قال يجب ان اصحب الطفلين ؟ فهمت أنني سأفارقهما هنا , في ليماسول ."
وعندما زحفت يد صغيرة الى يدها , أطلت لترى نظرة توسل , على وجه فيونا الجميل . وبدا الرجل مترددا لحظة ثم قال :
"هذا ماقاله . أتظنينني أرتكب خطأ ؟ كلا ...."
ولكنه هز رأسه بسرعة وقال :
" لست مخطئا قال للموظفة في مكتبه أن تتصل بالفندق , وتحجز مائدة لأربعة للغداء . عندئذ شعرت هيلين بتوتر قبضة فيونا يسترخي فابتسمت لها بحنان . وبدا تشيبي هو الآخر سعيدا , وأشرق وجهه المليء بالنمش , فقالت ببشاشة والرجل يفتح باب السيارة :
"هيا إذن ..... الى أين نذهب ؟ ليس الى لابيتوس؟"
"كلا الى نيقوسيا , فهناك مكتب السيد بيترو ."
كانت فرصة سانحة إذن , فكانت هيلين تتوقع أن تستقل سيارة أجرة الى مسكن ترودي .
مكتب ليون بيترو خارج مركز المدينة . انه مبنى جديد ذو شرفة واسعة , وبدا أشبه بفيلا حديثة منه بمكتب . وأبدت هيلين دهشتها عندما غادر السائق مقعده , وفتح الباب , وسألها , رغم اهتمام الطفلين اللذين وقفا بجوار السيارة حزينين , مع انه يلين كانت لا تزال معهما :
"هل أنقل حقائبك ؟"
فقالت:
"قد يحسن تركها في السيارة بضع دقائق , فسأضطر لأن استقل سيارة أجرة ."
وبعد لحظة كانت هيلين في مكتب انيق , تقف أمام مكتب , تتطلع الى ليون بيترو الذي نهض عن مقعده عند دخولهم , وبسط يدا الى هيلين , فمدت يدها , وشعرت بقوة قبضته وهو يقول في لهجة مهذبة :
" صباح الخير ياسيدة ستوارت . لعل رحلتك لم تكن مضنية ."
كانت له لكنة خفيفة لا تكاد تلاحظ . قالت :
" استمتعت بها كل الاستمتاع . شكرا لك ياسيد بيترو ."
ولم تبتسم وهي تسحب يدها , بينما وقف لحظة يرمقها في صمت . ثم تحولت عيناه الى الطفلين . وتذكرت هيلين انها لامتهما قائلة ان عمهما لايمكن ان يكون بالقسوة التي صوارها لها . ولكنها الان ايقنت انهما وروبرت كانوا على صواب في وصفهم له . ولاحظت جمود وصلابة قسماته السمراء , وخطوط خديه وفكه , وانطباق فمه , والوميض البارد لعينيه اللتين لاحتا – وهو يقف في الظلال – سوداوين أكثر منهما اصطباغا باللون البني الداكن المميز للقبارصة من يونانين وأتراك . أما شعره فكان منسقا لامعا , أسود يمسه الشيب خفيفا عند الصدغين . قال روبرت إنه وسيم , ولكنه بخسه حقه , اذ كان بالغ الوسامة , غير أن تعبير الخشونة والشراسة كان يشوب وسامته . ولم يكن من العسير التصديق أنه يكره النساء والاطفال .
قال وهو يوليها انتباهه ثانية :
" يسعدني أن أسمع هذا , كنت واثق – لمعرفتي بأبني أخي – من أنهما سيسببان لك بعض المتاعب ."
ورمقها بحدة – وهو يتكلم – ثم أردف :
" يجب أن أشكرك إذ أحضرتهما الي بسلام ."
وشعرت هيلين بالغضب من كلماته الاولى , فقالت بحدة تفوق ماكانت تعتزم :
" لم يسببا لي أية متاعب ياسيد بيترو . استمتعت بالرحلة تماما كما قلت لك ."
وأومضت عجرفته من نبراتها المقتضبة . اغتاضت هيلين عندما شعرت بتضرج وجنتيها . كان هذا الرجل مثيرا للارتباك , شعرت أنها تستطيع أن تكرهه دون أي جهد .
كان سؤاله عن الرحلة , وشكره أمرا سطحيا نابعا من الحاجة لابداء المجاملة وحسن الأدب , ومرة أخرى , شعرت هيلين بقلق عميق إزاء حياة الطفلين معه . وعجبت من نفسها فهما غريبان عنها تماما , ولن تنقضي دقائق حتى تودعهما نهائيا , وليس في نيتها قبول دعوة ليون بيترو للغداء .... أسبوع واحد ؟ مستحيل .... ولكن هكذا الاطفال يسيطرون على قلب الكبير المتفهم بأعجب الطرق , لا سيما اذا كانوا مثل فيونا وتشيبي .
وبتصميم على دفع الاضطراب الذي بدأ يمتلكها , سألت عمهما كيف تستأجر سيارة , فقال :
" ما احسبك سترحلين في الحال ! كنت اعتزم اصطحابكم جميعا للغداء ."
وقالت :
"شكرا , ولكن ...."
لولا ان تسللت يد فيونا الى يدها , ثم احست بيد تشيبي باردة , فشعرت بغصة في حلقها . لم يكن عمهما قد وجه كلمة واحدة إليهما . ولدهشتها , وجدت نفسها تقول :
"يسرني تناول الغداء معكم ."
ولم يزد بل أومأ برأسه اعترافا بقبولها , بينما قال :
"هناك ايضا مسألة دفع مايستحق لك . أعتقد أن أخي دفع مقدما أتعابك ولكن نفقاتك ماأمرها ؟"
قالت:
"أن السيد بيترو أعطاني مبلغا اضافيا فتساءل :
"هل هو كاف ؟"
قالت:
"نعم – نعم , أشكرك ."
ماكانت تود التردد , ولكنه لاحظه , فعاد يكرر سؤاله , وبصره ثابت عليها , فأحست بأن الكذب مستحيل , واكتفت بأن قالت :
"الرحلة تتيح لي قضاء عطلة هنا في نيقوسيا , مع صديقة لي ."
ورأته يخرج من حافظته بعض الاوراق المالية , فقاللت :
" انني قانعة تماما ."
فقال :
"هذه عملتنا طبعا , ولكنك ستجدين أن جنيهنا معادل للجنيه الانكليزي , كما ستجدين أن الاسعار في المتاجر كثيرا ماتحدد بالعملة الانكليزية بجانب عملتنا المحلية ."
وناولها النقود , ففتحت فمها تهم بالرفض , ولكن شيئا في اساريره جمد الكلمات على شفتيها . وهو يضيف :
" أظن ان هذه تكفي لتغطية أية نفقات تكبدتها أثناء السفر ."
ووجدت هيلين نفسها تقبل النقود , وان كان ذلك رغم ارادتها , اذ أيقنت أنها تأخذ أكثر مما انفقت . تمتمت وهي تضع النقود في حقيبتها :
"شكرا لك "
وكان الطفلان يرمقانها منتظرين للامساك بيديها . وعندما لاحظ عمهما ذلك , وجه اليهما كل اهتمامه , وانفرجت شفتاه – بمعجزة ما – عن ابتسامة , وقال :
" كيف استمتعما برحلتكما , هل شعرتما بتعب في القطار ؟"
لم يخص بالسؤال أحدهما , ولكن تشيبي تولى الاجابة :
" نمنا ليلا فوق الاسرة المعلقة , وكان سريري اعلى الاثنين وأرادت فيونا أن يكون لها , ولكنها خافت السلم ."
"لم أخف , أنما أردت النوم قريبة من السيدة ستوارت ."
"وفي النهار .... ألم تشعرا بطول الرحلة ؟"
"أحيانا كنا نضجر , ولكن السيدة ستوارت قصت علينا حكايات , ثم لعبنا بعض ألعاب الورق ..."
وابتسمت فيونا الى عمها في تردد , وهي تقول :
"أحضرت بعض كتب القصص أيضا , حتى نقرأ ..."
ولكنه لم يبد أنه لاحظ ابتسامتها , وتجلت في عينيه السوداوين دهشة وهما تتجهان الى وجه هيلين . وتساءل :
"كيف فكرت في أشياء مثل هذه ؟"
فقالت:
"توقعت أن يشعرا بالملل ."

الغصن الوحيد
11-01-2010, 04:56
ودار بخلدها أنه ماكان ليفكر في مثل هذا الاستعداد وكان من الطبيعي أن يلقى عناء معهما .
قال:
"يبدو أنك بالغة الكفاءة ياسيدة ستوارت ."
وتوقف لحظة ثم قال :
"هل انت متزوجة ؟"
كان الفضول في نبراته وعينيه . ولعله استنتج أن لها زوجا , فعجب كيف تقوم برحلة كهذه وحدها . فقالت بهدوء :
"أرملة "
وغمغم معتذرا , ثم أردف :
" إنك أصغر من أن تكوني أرملة ."
وقالت هيلين :
"أنا في السادسة والعشرين . ومات زوجي منذ سنتين , في حادث .... " واعتذر ليون مواسيا مرة اخرى , ثم سألها اذا كانت أنجبت أطفالا , فردت وقد بدا في صوتها بحة مفاجئة :
"مات وليدنا وعمره ستة أشهر ."
كانت تسائل نفسها دائما : " هل كان غريغوري يظل بجانبها لو أن ابنهما حي ؟"
كان اعتذار بيترو مفاجأة لها , اذ بد ان صوته فقد بعض حدته :
"اسألك المعذرة ياسيدة ستوارت . صادفت حياة محزنة لشابة في سنك ."
واصغى الطفلان باهتمام . كان واضحا , انهما يفهمان , اذ سألتها فيونا :
"هل مات ابوك ياسيدة ستوارت ؟"
فلما ردت بالايجاب , شد تشيبي على اصابعها , وسألها :
" وابنك الصغير ؟"
فقالت :
"نعم , وابني كذلك ...."
ورمق ليون الطفلين بنظرة عابسة , وقال :
" لا توجها مثل هذه الاسئلة .... ينبغي الاتجيبيهما ياسيدة ستوارت ."
فابتسمت قائلة :
"لا عليك .... انا لا أمانع البتة."
وكأنما كان ليون يهم بالتعليق على ذلك , ولكنه عدل , وأرسل يطلب مرطبات لهم . وبعد ساعة , كانو في الهليتون يتناولون الغداء وعندما خرجوا الى السيارة سأل ليون هيلين عن عنوان صديقتها , وعندما تأمل الورقة التي قدمتها , قال :
"سأقلك الى هناك . نعم – انه ليس بعيدا عن هنا . وشكرته هيلين برقة وهي تستقر بجواره , قائلة :
"إن مثل هذه المساعدة تهون على المرء وهو في بلد غريب ."
وأخذ الطفلان يحدثانها , ولكن الاكتئاب كان يبدو في لهجتهم وشعرت هي نفسها بتعاسة أودت ببريق الاجازة التي كانت تتطلع إليها بشوق .
قال ليون وهو ينحرف نحو طريق آخر :
" هذا هو الطريق ."
وخفضت سرعة السيارة , وهو يتفرس في المباني البيضاء الناصعة , ثم قال :
" انه في الجانب ....آه هاهو !
وشهقت هيلين عندما خرجت من السيارة , كان المسكن ضمن مجموعة من ست عمارت ولكل نافذة شرفة تتدلى منها الازهار . وعلى الارض – حيث فناء مليء باشجار مثقلة بالبرتقال , صف كبير من السرو يفصل العمارة عن العمارات المجاورة لها . قالت :
"سأخذ حقائبي."
وانتظرت ان يفتح السيارة , ولكنه نصحها بأن تتأكد من وجود صديقتها اولا .
وتساءل تشيبي , وهو مصر على ان يلازمها لاخر لحظة :
"هل نستطيع ان نأتي معك ؟"
والتفت هيلين الى عمهما , فأذا به – لدهشتها – لا يمانع . وتبعها الطفلان صاعدين الدرجات الى الطابق الاول , حيث كان مسكن ترودي وتاسوس .
وأطلت امرأة من المسكن المجاور , عندما همت هيلين بقرع الجرس للمرة الثالثة :
" اتريدين مدام باولو ؟"
"نعم .... تأملتها المرأة لحظة , ثم رمقت الطفلين واحدا بعد الاخر , مما ذكر هيلين بما كتبته ترودي حال مجيئها الى قبرص لتقيم فيها :
" انهم أليفون , ولكنهم يحبون التدخل في شؤون الغير ."
"ذهبت مع زوجها الى مصر . اضطره العمل للذهاب , فرحلا الاثنين الماضي ."
وغاص قلب هيلين , وتساءلت :
"هل تعرفين متى سيعودان ؟"
هزت المرأة رأسها اسفا وقالت :
"سيبقيان شهرين , هل جئت لزيارتهما."
فقالت هيلين :
"نعم ,نعم , جئت من انكلترا ."
وطغى عليها استياء مرير. جاءت كل هذه المسافة , ولا ترى ترودي ."
قال تشيبي لعمه بعدما عادوا الى السيارة :
"صديقة السيدة ستوارت رحلت الى الخارج ."
واضافت فيونا :
"لن تعود قبل شهرين ."
واشاحت هيلين بصرها . كان الطفلان مغتتطبين . وتساءل تشيبي بلهفة :
"هل تستطيع ان تمكث معنا حتى تعود صديقتها ؟
سارعت تقول :
"كلا ياتشيبي . لا استطيع ان امكث هنا شهرين ."
والتفت كاسفة البال الى ليون قائلة :
"اكون ممتنة اذا اوصلتي الى فندق ."
ورفض في حزم قائلا :
"كلا سوف تقيمين في منزلي ."
"ولكن .... كلا ! لا يمكن ان اضايقك هكذا !
ومست خط فمه القاسي ابتسامة واهنة , وقال في هدوء :
"الم تسمعي بكرم الضيافة القبرصي , ياسيدة ستوارت ؟ انت اسديت الى اخي خدمة كبيرة , ولن يرضيني ان اتركتك وحدك في فندق ."
وظل فاتحا باب السيارة قائلا:
" اخشى اننا سنضطر للعودة الى المكتب , ولكن بوسعي ان اتم عملي
خلال ساعة , ثم اصحبكم الى بيتي في لابيتوس ."



وخلصنا الفصل الاول ..

الغصن الوحيد
11-01-2010, 12:52
تسلمون حبايبي على كلامكم اللي يشرح الصدر ومشكورة لكم خديجة وFinan ونايت سونغ انتي متخيلة وش كثر اثرت فيني الست فصول ياعمري اكيد انقهرت والقاسم والله كلكم على عيني وراسي ويامرحبا الحلم الضائع ..

الغصن الوحيد
11-01-2010, 16:42
الفصل الثاني ..
2- البيت مهر الفتاة !
ما ان حانت الساعة الثالثة حتى كانوا في طريقهم الى المنزل . ولم يكف الطفلان عن الثرثرة , سعيدين بهذا التحول غير المرتقب حتى امرهما عمهما بحزم ان يركنا للهدوء , فكفا عن الفور , ولكن هيلين لمحت – وهي تلتفت لترى رد الفعل – فيونا تخرج لسانها وراء عمها , فحدجتها بنظرة حادة لكن فيونا اكتفت بالابتسام .
قال ليون , وهم يجتازون المشارف الشمالية لنيقوسيا :
"اخشى ان القافلة فاتتنا , ولهذا ستستغرق الرحلة مايتجاوز الساعة ."
كان الاتراك يسيطرون على الطريق القصيرة عبر الجبال , ولم يكن مسموحا بسلوكها بدون حراسة الا للاجانب , وكان على اليونانين ان ينضموا لقافلة الامم المتحدة , او يسلكوا الطريق الطويلة . ومن الواضح ان هذا يسبب عناء لليونانين , لكن ليون كان يتكلم بلا حقد .
وعلمت هيلين فيما بعد ولدهشتها – ان ليون بيترو لم يكن سوى واحد من كثيرين من يوناني الجزيرة , الموالين للاتراك في الحقيقة في الواقع .
ساد صمت في السيارة فترة , فاضطجعت هيلين في مقعدها تشعر براحة مستغربة , وتتأمل المنظر الطبيعي .... كانت المنطقة جذابة , تتلألأ فيها فيلات ومساكن ناصعة البياض . وما أقل الحدائق التي تخلو من اشجار الفاكهة المثقلة بالبرتقال والليمون على انواعه . وكان النخيل المشرئب نحو السماء زاهي الاخضرار وفيض من الالوان ونباتات الخبازي والجكرندة والورود تزدهر بوفرة .
كان رد الفعل الاول لهيلين عندما علمت برحيل ترودي وتاسوس الى الخارج , العودة الى انكلترا في اول طائرة لكن ليون قال ان بوسعها البقاء في بيته ماشاءت .
فقررت على الفور ان تقبل العرض فتبقى في الجزيرة أسبوعين , حسبما خططت فتزور الاماكن المشوقة .... واذا سمح لها ليون باصطحاب الطفلين فان اقامنها سوف تكون اكثر متعة .
ومالبثوا ان خلفوا المدينة وراءهم , فبدأ فيض خضرة السرو والكافور والنخيل ينحسر عن ارض جرداء . على الجانبين مساحات شاسعة انتشرت فيها الصخور . ارض سمراء , شققتها الشمس الحامية المنصبة من سماء صافية . لم تكن هناك سحب الافوق الجبال . ومن آن لاخر , كانوا يصادفون حمارا يرزح بحمله , وصاحبه يسير ببطء الى جواره . ولم يبد أي اثر للسكان , ولكن بعض المحلات السكنية ظهرت احيانا فوق السفح , تختلط فيها الاكواخ الطينية بالفيلات الحديثة البيضاء , التي اقيمت حديثا . وكانت الارض السمراء محروثة غالبا , بذرت فيها المزروعات التي تبرز فجأة اذا هطل المطر على الجزيرة .
قال ليون والطريق تلتوي :
"نبدأ في المرور خلال الجبال , والطبيعة هنا رائعة ."
كان باهرا ان تسفر كل انحناءة عن منظر جديد , المرتفعات غير المنتظمة , بعضها مكسوة وبعضها عارية . وفجأة بدا البحر امامهم مباشرة , وبدأت السيارة تسير محاذية له . لم يكن هناك مايعترض الساحل , لا بيت ولا أي مبنى آخر قرب البحر . وكانت قمم جبال كيرينيا الضخمة تبدو في شكل نصف دائرة , وهنا وهناك كانت قرية صغيرة تقبع في احضان الاشجار . وقال ليون :
" هذه هي كيرينيا , وبيتي على بعد ثمانية اميال من هنا ."
كان بيت ليون بيترو كما وصفه روبرت تماما , لكن هيلين شهقت , حين وقفت بجوار السيارة – بعدما وصلوا اخيرا – تتأمل مايحيط بها . كانت الجبال خلف البيت , والبحر الازرق المترامي أمامه .... وراح الطفلان يصيحان اعجابا , وقالت فيونا وهي غير مصدقة :
"هل يمكن قطف البرتقال ؟"
فقال ليون :
"بالتأكيد "
ومد يده فاقتطع غصنا صغيرا وأعطاه لفيونا , تتدلى منه ثلاث برتقالات بكامل أوراقها .
أدهش تصرفه هيلين كما بدا مفاجأة للطفلين أيضا .
وخطر لهيلين انه قد لا يكون صارما كما قيل لها . وبينما كانت تبدل ثيابها للعشاء – بعد ذلك بوقت – أخذت تفكر فيمن قابلتهم , وفيمن يؤلفون اهل بيت ليون.
كانت هناك اخته كولا وقد تلقت تعليما عاليا . وهي مخطوبة وسوف تتزوج في نهاية يناير / كانون الثاني . في الثانية والعشرين , وتعمل في احد مكاتب نيقوسيا . اما خطيبها تيودور – الذي يناديه الجميع تيدي – فيكبرها باربع سنوات , ويعمل ايضا في نيقوسيا . ولم تكن تقابله هيلين بعد , لكن كولا ارتها صورته , فاذا به اسمر , وسيم وكان واضحا ان كولا متيمة به .
ولم تتمالك هيلين ان تقول , وهي تلمح وميضا في عيني كولا البنيتين الجمليتين :
"قيل لي ان معظم القبارصة يتزوجون زواج اتفاق , ولكن الواضح ان زواجك عن حب ."
امتقع وجه كولا , ثم تمالكت نفسها وقالت :
" نعم . ثمانون في المائة من الزيجات القبرصية اتفاقات . فالذين يتزوجون عن حب ليسوا كثيرين . ولو تزوج اخي فسيكون لاتفاق ما , لأنه ليس من النوع الذي يقع في الحب ."
وكانت في صوتها المنخفض , المبحوح , نبرة اسف . كان من السهل الادراك انها لا تكن حبا عميقا لأخيها , وان لم تكن مشاعره نحوها واضحة , فكان فاترا وكاد ان يكون جافا عندما قدمها الى هيلين .
وتلاها من افراد البيت آسمينا عمة ليون , وزوجها فاسيليوس . كانت اسمينا بالغة الاهتمام بهلين فأمطرتها اسئلة عن حياتها , وموطنها في انكلترا – اما فاسيلوس فاكتفى بأن يحدجها وهو يعبث بمسحبته . والواقع ان الانطباع الوحيد الذي تركه في نفس هيلين تمثل في صوت حبات مسبحته المتواصل . وفكرت لو نها زوجته لفقدت صوابها . وتساءلت اذا كان ليون مولعا بمسبحته ايضا ثم تمنت – لسبب غير مفهوم – الا يكون .
اما ام ليون – كانت بدينة , مغضنة الوجه , تلوح اكبر من سنوات عمرها الستين – فكانت هناك للزيارة , اذ اعتادت المجيء مرتين في العام لترى ابنها وكولا وقالت هذه:
" اضطررت ان اترك امي واجيء الى ليون بسبب عملي في نيقوسيا فلم اكن قادرة على السفر يوميا من بافلوس الى العاصمة ."
وقد علمت هيلين – فيما بعد – ان اسمينا وفاسيليوس يقيمان مع ليون حتى شهر يناير / كانون الثاني . اذ كانت لهما دار تبنى وباعا بيتهما القديم عندما عرض عليهما مبلغ جيد .
ودار في خلد هيلين انه لن ينتهي شهر يناير / كانون الثاني حتى يكون ليون وحيدا مع الطفلين , الا من الخدم .




** ** **

khadija123
11-01-2010, 19:11
واو ما توقعت إنك حتنزلين الرواية ودخلت وتفاجأت :eek: بوجودها شششششكككككككككككرا كثييييرررررررررررا ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: :D :D
على الرواية الحلوة وكدلك على تعليقاتك المميزة الله لا يحرمنا منك والله يلبي لك إلى في مرادك
تسلم أناميلك الحلوة ::جيد::

khadija123
11-01-2010, 19:55
لحد الآن ما قرأته رائع إحنا في الإنتظار لا تتأخري علينا بليز
Merçiiiiiiiiiiiiiiiii chère amie

الغصن الوحيد
11-01-2010, 21:18
يابعد عمري كم خديجة عندنا انشالله انا احاول ان انزلها اسرع بس صدقوني واقسم بربي ان اذا تأخرت عليكم بالتنزيل فمن جد عندي مشاغل في البيت لازم اني اخلصها ..

بس يعني مااقدر اوصف لك دعودتك هاذي على الجرح الان يعني الله يوفقك دنيا وآخرة اسعدتي قلبي بدعوتك الله يسعدك آمين يارب العالمين.

الغصن الوحيد
12-01-2010, 14:51
رنين جرس في الطابق الاسفل أعادها الى إكمال زينتها . ليون ذكر انها ستسمع الجرس قبل تقديم الطعام بعشر دقائق . وفكرت ان كان مناسبا ماترتدي ؟ لا لأن للأمر أهمية فما كان لديها شيء جذاب , فهي منذ عقدت العزم على الا تتزين لرجل ثانية , تعمدت ان تعاف ارتداء مايبرز جمالها , لهذا اختارت ثوبا خلوا من الزينة , يضفي لونه الرمادي شحوبا على بشرتها , ويعتم زرقة عينيها . ورفعت شعرها الاسود الطويل في غير تأنق – وربطته بشريط أسود . ولم تلون خديها بلمسة من المساحيق , ولم تصبغ شفتيها بما يبدي رقة فمها المقوس .
كم بدت مختلفة عن كولا , التي ارتدت ثوبا قطنيا موشى بالزهور وأحاطت أحد رسيغيها بسوار مرصع , والرسغ الآخر بساعة جميلة , وهما هدية خطيبها عند الخطبة , فبدت ضافية الفتنة . قالت هيلين في نفسها " هذا مافعله الحب بك " وهي تتذكر فترة خطبتها الشاعرية .
كان مكانها الى يمين ليون , بينما جلس الطفلان في الجانب المقابل , يغشاهما التهيب , لكنهما استطاعا الابتسام حين جلست هيلين . وجذب ليون لها المقعد بحفاوة قبرصية . وقدم اليها الحساء من وعاء كبير . لم تكن واثقة أنها ستستسغيه , فأخذت قدرا صغيرا , لكنه سحب المغرفة من يدها , وقال ليون وهو يقأ أفكارها :
" سيروق لك "
وأضاف قدرا أكبر , وهي تسائل نفسها بحرج متزايد , كيف تتناول كل هذا . ولكنها أفرغته , وأعجبها كما قال ليون . الا أن الطفلين رفضا نصيبهما , اذ كان الحساء مصنوعا من لبن الماعز , وله مذاق حامض قليلا . وفهمت هيلين سر عزوفهما عنه , لكن عمهما اصر على ان يسكب وجبة ثانية , ولم يسمح لتشيبي بترك ملعقته الا حين بدأ يلهث كأنه يوشك على التقيؤ . شقيق ليون أخبرهما أن ليون لا يفهم الاطفال , وماكان أصدقه . فأول ماينبغي معرفته عن الاطفال أنه لا يجب غصبهم على الطعام .
هذه المائدة حافلة بالطعام , واضطرت هيلين نفسها الى الحزم حتى لا ينتابها ماشعر به تشيبي . لم يحدث أبدا أن رأت هذه الكميات من الطعام في وجبة واحدة , رغم أنها لاحظت ان ليون نفسه كان مقلا في الاكل . وأخيرا , وضعت الفاكهة : برتقال , يوسفي , بلح , تين , موز . كلها من حديقة ليون . وعندما دعا ليون ابنة أخيه لتتناول ثمرة من التين , قالت:
" ليس هذا تينا , التين أسمر "
فقال وهو يضع واحدة في طبقها :
" تيني أخضر . ماذا تأخذ ياتشيبي ؟"
فقال:
" لا شيء "
"خذ برتقالة !"
فبدا تشيبي مكفهرا , وقال :
" أرجوك ياعمي ليون "
لكن عمه قال :
" خذ واحدة !"
فلم تتمالك هيلين أن لا تتدخل قائلة :
" لا أحبذ الضغط عليه , فإنه ....إنه ..."
وقال ليون :
"حسن جدا ."
ولكن كلمتيه انطلقتا بحدة , فأدركت هيلين بغريزتها أنه لم يرض عن تدخلها . فرمقته باعتذار وتذكرت أنها ضيفة في بيته . وقالت :
" انني آسفة ياسيد بيترو , ولكنه في الواقع تناول كفايته . الاطفال لا يتعودون بسهولة أي تغيير في نظامهم الغذائي ."
قالت كولا في شيء من الدهشة :
" ألا يأكلون البرتقال؟..."
وأجابت هيلين :
"يأكلونه , ولكن الطعام الاخر , نحن لا نطهو بالزيت مثلا ."
وأضافت فيونا :
" ونحن لا نتناول نتفا من اللحم على أعواد , مذاقها كادخان ."
أجابها ليون وبدأ اللون الطبيعي يعود رويدا الى وجهه :
"إنك لم تتذوق الدخان أبدا ."
" لايهم , لا ازال أجد مذاقها كالدخان ."
قالت آسمينا لفيونا :
"نحب ان يكون مذاق هذا اللحم كالدخان لأنه مشوي على الفحم ."
ونظرت فيونا الى عمها , قائلة :
" لا أحب هذا الطعام . هل استطيع الحصول على بيض وشرائح بطاطس غدا ؟"
وكان جواب عمها مقتضبا :
" ستتناولين مانتناول , وسرعان ماستتعودينه ."
وأخذ سكينا وبدأ يقشر تفاحة . واتقدت عينا فيونا , وخيل لهيلين – للحظة رهيبة – انها ستخرج له لسانها مرة اخرى , ولكم اراحها أن الطفلة فطنت فجأة الى ان الاخرين سيرونها .
عندما انتهى العشاء , غادروا الحجرة , وتناولوا القهوة على الشرفة في أقداح صغيرة . كانت قهوة تركية , وكانت أول رشفة كافية لفيونا . ( يعني بالله فيونا وش اللي خلاها تشرب قهوة , هي تبع حليب ,عصير كذا يعني هاذي اللقافة وماتسوي ...الغصن ) ووضعت قدحها بسرعة , وإذا بالسائل
الاسود السميك يتناثر على غطاء الطاولة المطرز . ورمق ليون أبنة اخيه بنظرة غاضبة , وقال بحدة :
"حان الوقت لتأويا الى الفراش."
والتفت الى هيلين قائلا :
" اتسمحين بأن تعني بهما ياسيدة ستورات ؟ ستتولى آراتيه رعايتهما آخر الامر , ولكن لعلك تقومين برعايتهما أثناء وجودك هنا ؟"
كانت آرتيه هي الخادمة التي قدمت اليهم القهوة , وبدت جافة , فغاص قلب هيلين لفكرة ان تتولى الطفلين . واطقت زفرة عميقة عندما تبينت انها لا تملك ان تفعل شيئا , وبادرت قائلة :
"نعم بالتأكيد ..."
وازدردت مافي قدحها .
كانت لحجرة فيونا شرفة تطل على البحر , اما حجرة تشيبي فكانت تواجه الجبل , وكانت الحجرتان مكسوتين بأبسطة سميكة ومؤثثتين على النمط الحديث , وقد ألحق بكل منهما حمام . واعجبت هذه الفكرة الطفلين ايما اعجاب , لكن وجهيهما كانا واجمين وهما يجلسان على سرير فيونا , ينظران الى هيلين وهي تغلق المصاريع . وتساءل تشيبي وهو ينظر الى قدميه بينما كان يهز ساقيه :
" هل تعتقدين , بعد ان رأيته , أنه بغيض ؟"
وكان جوابها :
"ستتعوادنه ."
ثم أردفت :
"هيا ياتشيبي الى حجرتك , فان فيونا ستبدل ثيابها ."
قال مبارحا الفراش , ومغادرا الحجرة :
"آه , وهو كذلك ."
سألتها فيونا – بعد لحظات – وهي تتطلع اليها :
" الى متى ستمكثين ؟"
فأجابت وهي تحكم الغطاء حول كتفي فيونا :
" سأبقى اسبوعين , اذا لم يمانع عمك في استضافتي ."
ثم أردفت :
" هل ستحتاجين الى بطانية "
فأجابت :
" أريد بطانيات ."
وأحضرت هيلين بطانية من خزانة الحمام , وفرشتها عليها قائلة :
" كلا , واحدة تكفي , فالحر شديد هنا ."
"يسعدني ان تبقي معنا فترة طويلة ."
قالت هيلين :
"هذا غير ممكن ."
وبدافع غريزي , انحنت وقبلت خدها قائلة :
"طابت ليلتك ياعزيزتي فيونا ... نوما هادئا !"
** ** **
كانوا يجلسون تحت مظلة زاهية الالوان , في مرفأ كيرينيا , وقد رست أمامهم عدة قوارب صغيرة . وعندما أفرغ الطفلان قديحهما نهضا واقتربا منها ليتأملاها . فهتفت هيلين عندما رأتهما يقتربان من الحافة :
"احترسا . ارجع الى الوراء قليلا ياتشيبي !"
قالت كولا , عندما اطاع تشيبي فورا :
" انهما طفلان طيبان جدا ."
كانت تتحدث بدهشة , والوقع انه هيلين لاحظت – في عدة مناسبات – عندما كان الطفلان يطيان أمرا صغيرا بلا جدل .
فتناولت هيلين كوبها وشربت , وهي تتأمل مرافقتها في فضول – وتلاحظ في الوقت ذاته ترددها – ثم قالت :
" كأنك تتوقعين ان يكونا أرعنين !"
فقالت كولا بعد تردد :
" رآهما ليون في انكلترا مرة او اثنتين – ولم يبد أنه وجدهما حسني السلوك بدرجة ملحوظة ."
قالت هيلين , وهي تتذكر مناسبة او اثنين أثناء الرحلة اضطرت الى كبح جماح أحدهما :
"لهما لحظات أزعاج , ولكن المعروف ان الطفل الهادىء يكون بليدا ايضا ."
وتناولت كولا رفة من شرابها وقالت :
" اراك تحبين الاطفال ."
ولما لم تعقب هيلين , أستأنفت قائلة :
" انا أيضا احب الاطفال, وأريد أربعة على الاقل ."
ارتدت نظرة هيلين الى تشيبي , الذي كان يسرح البصر في المرفأ . كان هناك يخت يتحرك منسابا تحت ظلال الحصن . وانتابها شعورا بالحزن . لو أن طفلها عاش , وبقي غريغوري بجانبها لأمكن أن تكون أنجبت طفلا آخر أو اثنين في هذه الاثناء .
وتأملت كولا . لم تكن تحسدها , ومع ذلك ... قطبت جبينها وحولت بصرها . كلا . ما كانت تحسدها , وهي مقبلةعلى الزواج من رجل لا تعرف شيئا عنه . حقا , كانت تظن أنها تعرف هذا التيدي ولكن المرأة لا تعرف الرجل الى أن تتزوج منه . عندئذ تكتشف كل عيوبه , كل أنانيته وقسوته . وتكون الفرصة فاتت لتفعل أي شيء . كلا . ما كانت تحسد كولا , بل – على العكس – كانت تشفق عليها . ولكن كولا حاليا في أوج السعادة . قالت هيلين متطفلة :
" أين ستذهبان في شهر العسل ؟ هل سترحلان للخارج ؟" (لا وتقول مو حسد وش يطلع هذا ؟....الغصن )
فأومضت عينا كولا . وسرت هيلين لأنها استطاعت ان تحمل نفسها على ابداء الاهتمام .
" كنت اريد الذهاب الى باريس . ولكن تيدي زراها , فهو يريد الذهاب الى لندن ."
"لندن . ياله من مكان لشهر العسل !"
وعادت هيلين تسألها:
" والى أين ستذهبان ؟"
فأجابت كولا :
" لندن ."
ثم أردفت بسرعة , وكأنها تقرأ افكار هيلين :
" ولكني وضعت رسم البيت بنفسي . ففي مطبخي كل الاجهزة الحديثة . سأرتاح لوجودي هناك ."
"اذن سمح لك تيدي بأرضاء نفسك في هذا الصدد ."
فرفعت كولا ذقنها قائلة :
" طبعا , انني ارضي نفسي . انه بيتي ."
حدقت فيها هيلين قائلة :
"بيتك ؟ اتعنين أنك تقومين ببنائه ؟"
لم تكن كولا تتجاوز الثانية والعشرين , وبناء بيت يتطلب نفقات كبيرة , أكبر من ان يتحملها ترودي زوجها . لذلك أردفت :
"لا بد أنك غنية ."
فقالت الفتاة :
" ترك لي ابي مبلغا للدوطة ودفع ليون الباقي ."
" الدوطة ؟ الا تزالون تعملون بعادة دفع الدوطة ؟"
قالت كولا , محتارة :
"طبعا , أن الفتاة اليونانية لا بد ان تتكفل بالبيت . هذه تقاليدنا . انكن في انكلترا لا تلتزمن ببيت , لأنكن تتزوجن دائما عن حب . اليس كذلك ؟"
وتجاهلت هيلين السؤال لتقول :
" ولكنك أخبرتني ياكولا انك تتزوجين عن حب ."
"هذا حقيقي , ومع ذلك يجب ان اتكفل بالبيت , لأن ابي ترك لي النقود واضاف اليها ليون لأن الاسعار ارتفعت كثيرا , في الفترة الاخيرة , ابي وفر لي المال اللازم خشية ان اتزوج رجلا يصر على الدوطة ."
(والله اللي بياكلها ابو البنات اللي عنده 4 او 5 او 6 هذا وش بيسوي يا حرام والله اصرف لا يزوجهم, مسكين بيتبهدل )
"ماذا يحدث إذا .... أنني أعرف ان الزيجات لا تنفصم هنا كثيرا , ولكن لنفترض ان هذا حدث هل يؤول البيت للزوج ؟"
عجبت كولا , وهتفت :
" كلا .... اذا انهار زواجي , لا يؤول اليه البيت طبعا يظل لي , وعلى تيدي ان يرحل عنه ."

اصابع القمر
12-01-2010, 20:33
واااااااااااااو رووووووووووووعه متى بتنزلين البااقي

الغصن الوحيد
12-01-2010, 23:38
انشالله يااصابع القمر ..انا على فكرة انزل كل يوم جزء بأذن الله ..

الغصن الوحيد
12-01-2010, 23:41
وادركت هيلين أن هذا هو السبب في قلة انفصام الزيجات في الجزيرة . فالواضح ان الرجل كان في وضع شائك . ولو اساء التصرف , يجد نفسه بلا مأوى . كان لهذا التقليد العتيق – ان توفر الفتاة البيت كدوطة – حسناته , برغم كل شيء .
"قلت إن ثمانين في المائة من الزيجات هنا , زيجات مدبرة , زيجات اتفاق , لكنها تبدو نسبة عالية جدا ."
ولم تكن كولا مصغية , إذ انفرجت شفتاها عن ابتسامة , فالتفتت هيلين لترى ليون واقفا خلف مقعدها . وعقب على كلامها بفتور قائلا :
" هذا صحيح ياسيدة ستوارت . ولكن الزمن بطيء في تغير تقاليد الشرق."
وجلس في أحد المقاعد الخالية , وهو ينظر الى حيث وقف الصغيران , ثم اردف :
" ولكن معظم زيجات الاتفاق هذه , ناجحة للغاية ."
ورمقها بنظرة غريبة وفي نبراته شيء جعل هيلين تشعر بأن لكلامه معنى أعمق مما كان ظاهرا . ثم قال :
" هل أطلب لك شرابا ؟ لم تهتمي بالسيدة ستوارت ياكولا .
قالت هيلين :
"شربنا , أفرغت كوبي منذ قليل ."
قال :
" تأخذين شرابا آخر ؟"
وأشار الى الخادم بدون انتظار جوابها , ثم سألها :
" ماذا تريدين ؟"
وطلب الشراب الذي ذكرته . وجلسوا في صمت برهة , يتأملون المارة . كان معظمهم قبارصة , اذ لم يكن في المدينة أي زائرين تقريبا , في ذلك الوقت من العام . كان بعض القبارصة يفدون في سياراتهم من نيقوسيا .
وقالت كولا :
"انها رحلة معتادة في اصيل يوم الاحد . كانت أسر بأكملها تأتي ومعها طعامها , وتبتاع المشروبات من المقهى المقابل للمرفأ."
تنهدت هيلين عندما تذكرت ان اقامتها اوشكت على نهايتها . بقيت اسبوعا اطول مما كانت تعتزم , ولكن كولا وليون الحا عليها في البقاء فترة اخرى حين اشارت الى الرحيل . هي وكولا اصبحتا صديقتين حميمتين , واعتادتا – كلما سنح لكولا الوقت – أن تأتيا الى المرفأ فتجلسان وتتكلمان وتنعمان بالشمس . كذلك اصطحبت كولا هيلين في جولات وكان الطفلان يرافقانها احيانا . لكن ليون اصر في عدة مناسبات ان ينطلقا وحدهما , قائلا :
" لايمكن ان تأخذاهما بأستمرار ."
ورغم ان هذا كان يثير ضيق الطفلين , مالبثت هيلين ان اكتشفت عبثية مجادلة ليون في أي امر ."

** ** **

بدأ الظلام في الهبوط , وتحول الوهج الناري على البحر الى ارجواني . جاءت هيلين وكولا والطفلان من لابيتوس في القطار . لكن ليون جاء بسيارته , فانطلقوا فيها عائدين . وشرعت هيلين وهي تجلس بجواره في المقدمة – تفكر فيما اتى به ,( لحظة .. ياجماعة الخير هي وش مقعدها قدام واخته موجودة والله لقافه لا وتفكر الاخت . استحي قبل ماتفكرين ...الغصن ) تفكر فيما اتى به , اذ تركوه في حجرة المكتب منهمكا حين غادروا البيت . ثم فهمت انه جاء خصيصا ليقلهم , عندما اخبرته امه عن مكانهم . ياللمراعاة ! ومع ذلك كان رجلا غريبا , واكتشفت هيلين هذا بعد وصولها بقليل .
كان مسلكه نحو الطفلين غريبا , مما أثار حنق هيلين . ومع ذلك , فعندما تعثر الصغير مرة وجرح ذراعيه ضمدهما ليون بنفسه . ولن تنسى دهشتها – في تلك المناسبة – ولا الشعور الذي غشيها وهي تراقبه مع الطفل . لاحت اصابعه لطيفة , وهي تعنى بالذراعين , وقد قام هو بنفسه بمسح دموع تشيبي . اما مسلك ليون نحوها هي , فكان مجاملا دائما , ولكن في فتور وعدم مبالاة , مما أثبت دون شك ماقالته بريندا عن أنمه لم يؤت وقتا للنساء . أما دعوته لها لأطالة اقامتها فقد كان جزءا من التقاليد القبرصية ومع ذلك كانت صادقة ... الواقع انه كان بالغ التلهف على ان تبقى في ضيافته مدة أطول وفي محاولتها للعثور على مبرر لذلك تصورت هيلين انه كان مقدرا لمساعدتها في رعاية الطفلين , لأن آرتيه لم تكن قد تولت بعد العناية بهما .
كان الطريق من كيرينيا الى لابيتوس يمتد مسافة موازيا للبحر , ثم ينحرف الى التلال , متعرجا , يزداد ضيقا ووعورة وهم يرقون نحو الفيلا البيضاء الجميلة المنتصبة في ضوء بلون اللؤلؤ ولون الغسق المنسحب . وغشيت هيلين سكينة ووحشة وهي تغادر السيارة وتقف محدقة عبر السهل الساحلي الضيق الى البحر . وهرعت كولا بخفة الى داخل البيت قائلة :
"أرجو ان تأذنوا لي , فأنا اشعر بالبرد ."
كان الهواء حولهم معطرا وقالت فيونا وهي تتقدم بجوار هيلين :
"إنني احب عبير الحديقة , الا تحبينه ياسيدة ستوارت ؟"
" بلى يافيونا , اعتقد انه رائع ."
فسألتها فيونا :
" هل انت حزينة لرحليك ؟"
واختنق صوتها وهي تضيف :
"الا تستطيعين البقاء مدة أطول ؟"
"مكثت اسبوعا آخر ياعزيزتي . ولي بيتي كما تعرفين ."
قال تشيبي وهو يقبل عليهما :
" ولكنك وحيدة , وليس مستحبا ان تعيشي وحدك . لو انني مكانك ما احببت هذا ."
قالت مبتسمة :
"طبعا , ولكني تعودت ذلك ."
فسألها :
"ولكن , ماذا تفعلين ؟"
فأجابت :
"اشياء كثيرة , أقرأ وأرسم قليلا ."
وهتف :
"ترسمين صورا ؟"
قالت :
"نعم , احب ان اكون وحدي يا تشيبي فلا تحزن هكذا ."
وأقبل ليون من الجانب الآخر للسيارة , فسألها :
"اتحبين ان تعيشي وحيدة , ياسبدة ستوارت ؟"
كان يقف مطلا عليها , منتظرا – كما بدا – ردها في فضول .
قالت :
"تعودت ذلك ."
ولكنه كرر سؤاله , فقالت :
" نعم احب أن اعيش وحيدة ."
( لاحظتوا شي ! ان هذا ليون لحوح بشكل فظيع يعيد الحاجة مرتين ثلاثة عادي ماعنده مشكلة ...الغصن )
وكان تعقيبه الداعي للدهشة :
" لا يبدو انك متأكدة جدا من ذلك ."
وبعد صمت بدا انه كهرب الجو المحيط بهم , قال :
"أود ان اتحدث اليك على حده ياسيدة ستوارت , بعد العشاء وارسال الطفلين الى الفراش ."
فتساءلت , وهي لا تدري سر الشعور المرتعش الذي سرى في اعماقها :
"على حده ؟ هل أجيء الى مكتبك ؟"
قال :
" إذا سمحت , فلن يزعجنا احد هناك ."
كانت نبراته مقتضبة , وفي عينيه ذلك اللمعان المعدني البارد المعهود وقد اطبق فمه بقوة . وانتظر لحظة ارتقابا لأي سؤال اخر منها , فلما ظلت صامتة استدار ودخل البيت . وتبعته هيلين وهي شبه مسلوبة الوعي , لا تكاد تفطن الى ان الطفلين كانا متشبثين بيديها وهما يقفزان بجوارها .
ومع انه يلين كانت مفعمة بالفضول , تشعر بدبيب غريب يجعل ضربات قلبها تتسارع فلم تكن مستعدة ابدا لما قاله ليون عندما دخلت حجرة مكتبه في وقت لاحق من ذلك المساء , فبعدما قدم مقعداودعاها للجلوس , شرع يقول بدون تمهيد , ونبرات هادئة ولهجة الامر الواقع :
"كنت جادا ياسيدة ستوارت , حيث قلت – في فترة سابقة اليوم – ان زيجات الاتفاق والتراضي عندنا , موفقة جدا في الغالب ."
وجلس في هدوء في مواجهتها واستأنف حديثه :
"استخلصت – اثناء حديث معك منذ فترة – انك لا تأملين في زواج ثان يقوم على الحب . أترينيني اصبت في فهمي هذا ؟"
قالت متلعثمة :
" ن....نعم ."
وهي غير قادرة على تذكر الحديث الذي قصده . لو انها قالت شيئا كهذا , فلا بد انه كان اشارة عابرة , لأن هذا ليس بالأمر الذي تقبل مناقشته مع أي شخص . اللهم الا أمرأة , وصديقة , هذا بالاضافة الى انها لم تأمل في زواج ثان اطلاقا .
"هكذا ظننت – ولما لم يكن ثمة احتمال لأن اشعر يوما بعاطفة عميقة لأمرأة , فأني اعرض عليك مشروعا , لا تقاطعيني ياسيدة ستوارت انتظري حتى انتهي من كلامي ."
تزحزح في مقعده , ومع ان عينيه لم تكونا تحيدان عن وجهها بدا انه لا يتأملها – إذ كانت ملامحه مكفهرة مريرة ومضى مستأنفا كلامه :
"تلقيت نبأ – في الاسبوع الفائت – بأن أخي لن يبرأ من مرضه . الواقع انه قد لا يعيش أكثر من شهر , على الاكثر .
فهتفت هيلين :
"سيصبح الطفلان يتيمين .... ما أفظع هذا !"
قال يذكرها بخشونة :
"إن للطفلين أما ."
الواضح أنه كان يظنها على علم بتفصيلات تاريخ والدي الطفلين . ثم اردف :
"على ان هذا غير هام , لأنها غير ذات نفع لهما الان , سيكون عليهما ان يقيما نهائيا معي , لا خيار في ذلك . ولقد راقبتك معهما في حذر بالغ , ومن الجلي انهما مرتبطان بك قدر ارتباطك بهما , إزاء هذا آمل ان استطيعا قناعك بالبقاء هنا والعناية بهما ."
أطلقت زفرة طويلة :
" أهذا كل شيء ؟ سأتدبر الامر بلا شك ."
وسكتت عندما نظر اليها , ثم قال بصوت ناعم :
" رجوتك ألا تقطعي حديثي ."
وتصاعد الدم الى وجنتيها , فانتظر لحظة , ثم استأنف :
" أختي كما تعلمين – ستتزوج في الشهر المقبل , وعمتي وعمي سيرحلان في الوقت نفسه تقريبا . وفي انكلترا , يباح لك دخول بيت رجل – ورعاية أولاده , ولو كان يعيش أعزب . أما هنا , فهذا مستهجن – لسوء الحظ – ونحن أكثر اهتماما بمسائل اللياقة مما في بلادك . وإذ يبدو أنه لا غنى عنك لسعادة الطفلين , فإنني اسألك الزواج مني ."
( في احد يخطب وحدة يقولها كذا ..حركات.. هذه الخطبة الشخصية يعني اللي بيخطب خطير ومهم فيقول يلا عشان الاولاد ابخطبك ... احمدي ربك ها ..طيب ...الغصن )
افحمتها الدهشة ؟ وبعد ثلاثة اسابيع من التعارف فحسب ! لم يزد ليون على ماقال , وامهلها لتستجمع شتات ذهنها . فأخذت تتقبل رويدا – وهي لا تزال مشدوهة – ان الزواج كان المخرج الوحيد له من موقفه , فما كان لأمرأة في هذه البلاد ان تقيم معه دون ان تكون زوجة . وكان للخادمين – آرتيه وزوجها – بيتهما اسفل التل . حتى اذا كانا ينامان في دار ليون , تغير الموقف فأقامة امرأة غير متزوجة في بيت رجل – مهما يكن المبرر – تعتبر في هذه البلاد مثيرة للشبهات والاستهجان .
تمالكت نفسها اخيرا , وقالت :
" انا لا استطيع الزواج منك , قد ابحث المجيء للعناية بتشيبي وفيونا , اما الزواج ...."
والواقع انها كانت تهتم للطفلين كثيرا , ولا شك انهما سيشعران بالشقاء اذا فارقتهما . كان الموقف سيئا من قبل .... أما الان فيجب ان يعلما بما اصاب والدهما .... وغمغمت وهي تحدجه بعينين اصبحتا الان اكثر بريقا :
"لا أدري ماذا اقول ياسيد بيترو . انني عاجزة حتى عن التفكير ."
وأيقنت هيلين انه رجل حكيم وماكر , عندما قال في لهجة أكثر نعومة والطف , انه يفهم الصراع الذي يدور في داخلها , ولا يتوقع قرارا فوريا بل يجب عليها ان تفكر في الامر كثيرا , وتحسب حساب الايجابيات نسبة الى الطفلين واليها . اما من ناحيته في الزواج فلا ينبغي ان تخاف منه, فلن يطلب منها الا ان تبقى عفيفة والا تعرضه قط للهوان بسلوك ربما يوصف – ولو عن بعيد – بأنه غير لائق .
"لن يحدث ماتخشاه من هذه الناحية ...."
وسكتت اذ اذهلها ان تفكيرها تحول الى صوت مسموع . وابتسم ليون لأرتباكها , فأذا التغير الذي طرأ عليه مذهل . أجل , كان وسيما ... وكان غريغوري وسيما ايضا , ولذلك طاردته النساء . اما اذا طاردن ليون , فلن تجرح مشاعرها , بل انها لن تحفل . ولكن , ماهذا التفكير ؟ لم يكن ثمة مجال لأن تتزوج منه . كلا ماكانت لتتصور الزواج مرة أخرى من أجل الامن والطمأنينة . ولو من أجل الطفلين . ثم ان ليون كان يحتقر النساء , بينما كرهت هي الرجال وفقدت الثقة بهم .
فكرة زواج شخصين على هذه الشاكلة تثير السخرية .

( اوكيك ... نشوف كيف تثير السخرية ... الغصن )

وباي للفصل الثاني الطويل ..
ويلا على الثالث..

الغصن الوحيد
13-01-2010, 02:17
الفصل الثالث ..

3- آمال برسم الانهيار ..
انقضى شهران على زواجهما , حين حلت معجزة الربيع على الجزيرة , واذا بأمطار الشتاء , وماء ثلوج الجبال تبدل معالم الارض الجرداء السمراء وفي مكان برزت نباتات خضراء زاهية تكسو السهول , وأخذت الالوان تعربد على سفوح الجبال , اذ راحت الزهور البرية تتفتح سريعا. ووقفت هيلين في شرفة مخدعها تسرح النظر الحالم عبر الشريط الساحلي الضيق الى البحر الشاسع . البحر الابيض المتوسط أزرق لازوردي متلألئ . يتدرج ويخف لونه وهو يترامى الى الافق , ولكنه ظل – مع ذلك – قاتما لدرجة تفرقه عن زرقة السماء الصافية .
ولامست شفتي هيلين ابتسامة . إذ سمعت نداء :
"ياعمتي هيلين !"
فسارت الى ياج الشرفة , واطلت الى الحديقة , كانت فيونا تقف هناك , متطلعة بوجهها المتألق الى اعلى , تعلق على كتفها حقيبة الكتب . وقالت :
" رجعت !"
فضحكت هيلين قائلة :
"يمكنني ان أرى ذلك ... هل أنت جائعة ؟"
" حتى الموت ."
"تعنين الى درجة التضور جوعا ."
" اجل , اصبت , هل لدينا شيء من تلك الكعكات التي صنعتها بالامس ؟"
"عدد قليل . سأوافيك حالا بها , سأرى ماذا لدينا في العلبة ."
تحولت الى غرفة النوم , فأذا بها تلمح نفسها في المرآة , وتذكرت ماقالته ترودي بدون مجاملة , حين زارتها هيلين في الاسبوع الماضي :" انت طراز قديم !"
" لماذا التحفظ وقد تزوجت ؟ إنك لن تستبقيه , واني لأنذرك , فهؤلاء القبارصة سرعان مايجمحون شاردين , يكفي ان يروا وجها جميلا واحدا كي ينحرفوا , مالم يكن لديهم في البيت ماهو افضل ."
"هل تتحدثين عن سابق اختبار"
"كلا طبعا , فحبيبي تاسوس مختلف , اجل , لا داعي لأن تضحكي ! ولكن هذا هو السائد , إنني احذرك , كما اقول, لأنك صديقتي . انك حسناء ياهلين , فلماذا الجمود ؟ ثم , ما تبريرك لطول ثيابك ؟ يا للسماولت , انني لا اكاد ارى ركبتيك !"
ونبهها صوت فيونا تقول :
"اين انت ياعمتي هيلين "
فبادرت مجيبة :
" هاأنذا قادمة ياحبيبتي !"
كانت فيونا في المطبخ , تطوف بأرجائه وهي تجر حقيبتها على الارض . وبادرت :
"اين الكعك ؟"
" ارفعي حقيبتك , كلا , ارج وان تعليقها في مكانها ."
وخرجت فيونا – وهي تبتسم بخبث – لتعلق حقيبتها في خزانة البهو . ثم عادت وجلست الى مائدة المطبخ , وهي تؤرجح ساقيها , وترتقب متطلعة ان تقدم اليها هيلين ماتأكله . ووقفت هيلين تطل عليها لحظة , وهي تتذكر رد فعل الطفلة عندما حدثها ليون عن ابيها بعد وفاته . ظل وجهها الصغير الوديع جامدا في البداية , ثم انخرطت في بكاء مثير للأشفاق على صدر هيلين . أما تشيبي فزم شفتيه , محاولا ببسالة أن يكون شجاعا , ولكنه مالبث ان انهار هو الاخر . كان هذا المشهد المفتت للقلب , والوجوم المكفهر القلق في عيني ليون فوق ماتحتمل هيلين . فكان قرارها من وحي الساعة – كما قالت لنفسها – ناجما عن انفعال عاطفي قوي مؤقت . وشعرت انها قد تندم على الزواج , فالحياة مع هذا الاجنبي الاسمر الصارم الذي كان اسلوب حياته مختلفا عن اسلوبها وعادتها – لا يمكن ان تكون ممتعة . اكد لها روبرت جازما أنه مامن قبرصي يستطيع ان يعيش بدون امرأة . ومع ان هذا الجانب من حياته الشخصية ماكان ليمسها قط في شيء , كانت تدرك دائما احتمال وجود هؤلاء النسوة , وماكان هذا ليساعد على الرضا وراحة البال . وبرغم التحذيرات الكثيرة – في دخيلتها – فأن هيلين سمحت لشفقتها بأن تسيطر على هواجسها , ولم تندم بعد ذلك – وكان هذا النمط من الزواج يلائمها ... اذ هناك مجال لمشاعر أعمق , بدون ايقاظ العواطف , ومن ثم لا خطر لأن تنهار آمالها مرة أخرى .
وهتفت الصغيرة :
"ياعمتي هيلين ...اسرعي ."
تقدمت هيلين الى الخزانة ضاحكة , وأخرجت الكعك , ثم سكبت لها فنجانا من الحليب , وسألتها , وفم فيونا مليء بالكعك :
"اين تشيبي , لماذا يتأخر دائما ؟"
"انه مع بعض الاولاد , يستطيع ان يتكلم معهم , اما انا فلا استطيع . من الصعب تعلم اللغة اليونانية , لكن معلمتي طيبة , تخبرني بكل الكلمات ."
"وانت تنسينها على الفور "
" اتذكر بعضا منها , لكن الحروف غريبة جدا . لماذا يقلبونها رأسا على عقب ؟"
ليست مقلوبة لكنها تختلف عن حروفنا , هذا كل مافي الامر . سوف تتعلمين اللغة قريبا ."
"لكنك قلت لعمي ليون انك لن تتعلمينها ابدا ."
" انا اكبر منك , والتعلم في الكبر شاق دائما , اتوقع ان اتعلم ميكفي لاحتياجاتي , لا يهم , فمعظم الناس هنا يتكلمون الانكليزية ."
نظرت هيلين نحو النافذة , اذ ظهر تشيبي عند الشرفة . ثم اقبل خلال الباب الزجاجي , وان هي الا لحظة حتى انسابت حقيبته تتدحرج عبر الارض المصقولة ."
" ماذا تأكل فيونا ؟ هل استطيع ان انال بعضا منه ؟"
" عندما ترفع حقيبتك وتخرجها من هنا ."
" علقيها نيابة عني يافيونا ."
اتسعت عينا هيلين , وهتفت :
"ماذا قلت ؟"
فأجاب تشيبي وهو يجلس على احد المقاعد العالية , منتظرا ان , يقدم له كعك وحليب :
" قلت لفيونا ان تعلق حقيبتي ."
فقالت هيلين بحزم :
"خذ حقيبتك خارج المطبخ, فورا ."
فأشار بسبابته الى الحقيبة وقال :
"فيونا ؟"
شربت فيونا جرعة كبيرة من الحليب – وملأت فمها بالكعك ثانية , قالت :
"لن أعلق حقيبتك الزرية ! علقها بنفسك ! لست ادري ماذا دهاك ياتشيبي ,انك تحاول دائما التعالي واصدار الاوامر !"
وتطلعت الى هيلين في استنكار , وابتلعت مافي فمها , وأردفت تقول بفظاظة :
" طلب مني ان انظف حذاءه , هذا الصباح ."
حدفت فيه هيلين غير مصدقة , وهتفت :
" تنظفين حذاءه ! هل طلبت ان تنظف اختك حذاءك ؟"
فأجاب بهدوء :
" هذا صحيح . الاخوات دائما يخدمهن اخوتهم هنا . الصبيان هم ذوو القيمة , وليس على البنات يوى الشغل و.... كل شيء ."
"هل لي ان اسال , من اخبرك هذا "
قال باستخفاف :
" الاولاد كل اختواتهم يخدمنهم وانا شعرت بالتفاهة حين قلت ان اختي لم تكن تخدمني , لأنهم ضحكوا وقالوا انني مخنث ."
" لا اصدق انهم استعملوا هذه الكلمة "
" كانت كلمة اخرى باليونانية , ولكنها تعني الشيء ذاته ."
" مهما تكن الكلمة , فعليك ان تنظف حذاءك بنفسك . والان, اذهب وانقل حقيبتك ...."
قال محتجا :
"ولكنك لا تفهمين ياعمتي هيلين ...."
"مالذي لا تفهمه عمتك هيلين ؟"
** ** **

كان ليون يقف بالباب , منذ مدة , رشيقا يرتدي بدلة من التيل الاصفر الشاحب لا تشوبه شائبة , فأن عينيه على هيلين , تطوفان بها من قمة رأسها الى قدميها , ولأول مرة شعرت بمظهرها الكئيب.

khadija123
13-01-2010, 20:05
السلام عليكم أتمنى أن يكون الجميع بخير إنشاء الله.
الله الله الله شيء مثير الرواية شكلها أحلوت أكثر يا له إحنا في إنتظارك بأحر من الجمر
حتى تعليقاتك حلوة كثير والله في بعض الأحيان أضحك عليها مثل هدا التعليق ,( لحظة .. ياجماعة الخير هي وش مقعدها قدام واخته موجودة والله لقافه لا وتفكر الاخت . استحي قبل ماتفكرين ...الغصن ) عندك حق إش إلي مقعدها هم عندهم عادي تقعد قدام وعيب تعمل مربية في بيته لأنها غير متزوجة :confused:
الله لا يحرمنا منك أبدا فمع تعليقاتك تعطين للرواية شيء أخر أسفة فأنا لا أعرف أن أعبر عما أريد قوله أتمنى أن تفهميني حبيبتي ومرة أخرى شكرا وربنا معاك في كل خطواتك بالحياة.
إلى اللقاء.::جيد::

الغصن الوحيد
13-01-2010, 21:27
ياقلبي ياخديجة انا على فكرة اقرأ الرواية معكم وانا اكتبها عشان اتحمس وتطلع التعليقات كذا لأني متعمقه في الرواية ولا احاول اني اقرها في وقت ثاني غير الكتابه .

اشكرك ياعزيزتي على تواصلك معي من جد انت دعم كبير والله لا يحرمني منك ومن كل الحلوين اللي مايقصرون بردودهم اللي تشرح صدري ..

على فكرة صحيح الرواية احين بتحلو كثير ..

الغصن الوحيد
13-01-2010, 21:31
تابع الفصل الثالث ..
لما دخل ليون عليهم فجأة وهم بالمطبخ ... خلكم من كلامي ويلا نكمل ..

كانت ترتدي كنزة وتنورة , كلاهما باللون البني الداكن وشدت شعرها الجميل الى الخلف باحكام , وثبتته الى مؤخرة رأسها بمشبك قبيح من لحاء السلحفاة . وتحول انتباهه الى تشيبي , وتساءل بصوت حازم :
"وبعد ؟"
كان صوته حازما . وسألت هيلين نفسها : ترى هل كان يصغي الى الحديث قبل دخوله الحجرة ؟ وعاد ليون يقول للغلام :
"هل فقدت لسانك فجأة ؟"
تبخر اعتداد تشيبي وتعاليه فقال مستكينا :
"لا شيء ياعمي ليون ."
فالتفتت ليون الى هيلين , واضطرت ان تجيب عن الطفل , قالت في لهجة مخففة ونبرة مستضحكة :
" تشيبي يتحول الى قبرصي حقيقي بسرعة . فهو يعتبر ان الانثى أدنى منزلة ."
تساءل ليون :
" أصحيح هذا ؟"
فقالت فيونا :
" إنه يسخرني , ويأمرني بتنظيف حذائه ."
فقالت هيلين مؤنبة :
" هذا افتراء . طلب منك فقط ان تنظفي حذاءه ."
أدركت هيلين ان ليون سمع مادار , فلم يبد دهشة ما , وقال لابن أخيه بهدوء :
"أنزل عن هذا المقعد وانقل حقيبتك !"
ولمسها بطرف حذائه . واطاع تشيبي على الفور , ولكنه رمق اخته بنظرة محنقة , وهي ترميه بنظرة منتصرة , وقال حين عاد , وهو لا يوجه خطابه لأحد معين :
" كل الاولاد في المدرسة يكلفون أخواتهم بأداء أشياء لهم ."
ثم أردف في شبه تحد لعمه :
"كانت عمتي كولا تؤدي لك اعمالا ... كنت تكلفها دائما بأن تؤدي لك اعمالا , وتأتيك بأشياء ."
أعقب هذا الانفجار الصغير صمت رهيب , ثم امر ليون ابن أخيه بالذهاب الى حجرته . وبادرت هيلين , وهي تقدم الحليب لتشيبي :
"لا .... إنه لم يقصد ان يكون فظا ."
" تشيبي .... افعل مااقول ."
كان الصوت منخفضا متوعدا , حتى انه هيلين نفسها ارتجفت قليلا لسماعه . وانحسر الزهو عن محيا فيونا , ودست خلسة قطعتين من الكعك في جيبها , وانزلقت من المقعد فاتجهت الى الباب , تابعة اخيها .
ولاحظت هيلين تصرفها , وعندما نظرت الى ليون , ادركت انه هو الاخر عرف مااعتزمته فيونا . بيد انه تركها – لدهشة هيلين – تغادر الغرفة . وقال وهو يخطو نحو باب الشرفة :
"مالذي اوحى اليك بأن المرأة ادنى مكانة في قبرص ؟"
قالت :
" انها حقيقة , اليس كذلك ؟"
قال وهو يتأملها – مرة أخرى – بفضول , وقد تسلطت نظراته على وجهها :
" الامر يتوقف على تأويلك سلوك الرجل نحو المرأة ."
وبدا لهيلين أنه يتفحص كل زواية , وكل خط في قسماتها , فسارت نحو المائدة ورفعت الطبق والكوب عنها وحملتهما الى المجلى . بينما استأنف ليون حديثه قائلا :
"المرأة في بلادكم مساوية للرجل , ولكن يبدو انها في اكتساب هذه المساواة , فقدت شيئا اثمن منها بكثير ."
التفتت هيلين ونظرت اليه متسائلة :
"مالذي فقدته ؟"
فقال :
"إنها كثيرا ما لا تلقى احتراما ولا مجاملة . بل الاكثر من هذا , إنها لم تعد تعتبر امرأة . وأعني بذلك لم تعد تحظى باهتمام الرجل . لم تعد تلقى دلالا ."( يوه ... شكلها صارت مابينهم ياناس –هوشه- ... الغصن )
فاضت عيناها الزرقاوان بالعجب . ماكانت هذه بكلمات رجل يكره النساء . وقالت :
"لم اعلم ان الرجال الشرقيين يدللون زوجاتهم ."
" إذن , لم يصدقك من اخبرك . اننا ندلل نسائنا ونعتز بهن . وانا اتكلم الان بصفة عامة طبعا , ولكن لكل تعميم شواذ دائما . بعض الرجال هنا لا يعاملون نسائهم برقة , ولكن هؤلاء أقلية ... اؤكد لك ."
" لست أدري كيف تقول هذا . فمما رأيت استخلص أن النساء هنا مجرد خادمات , مستعبدات تقريبا ."
تملكه غضب حقيقي , إذ انبعث صوته بحده وقال :
"هراء ! إنما تشتغل النساء في البيت لأن هذا طبيعي لهن , بينما يأتي الرجال بالمال ."
قالت وهي تضع الكوب تحت ماء الصنبور :
"النساء يشتغلن في الحقول , كثيرا ماشاهدتهن ."
وقف في المدخل , واحدى يديه على فخذه , وقد بدا أنه يهتم بالمنظر , ثم قال :
"هذا صحيح , ولكن الرجال يعملون الى جوارهن ."
كان وضع الشمس وصفاء زرقة البحر والسماء يجعلان للضوء طابعا يهفو بالمشاعر , لا سيما وهو يترامى على شعر ليون الاشيب , فيكسبه بريق الفضة . وأشاحت هيلين تأخذ منشفة لتجفف الكوب . بينما استرسل ليون :
"النساء يستمتعن بالعمل في الحقول ... ويستمرئن الهواء الطلق ."
والتفتت يتأملها وهي تقف عبر أصابع قدميها لتضع الكوب على رف مرتفع فانحسر ثوبها . وعندما استدارت رأته يحدق .... وغير الموضوع , متسائلا فجأة :
"ألست بحاجة الى نقود ياهلين ؟"
سرى الدم سريعا الى وجنتيها , ولكن عينيها عكستا دهشة واهنة , وقالت :
"كلا, لدي الكثير ."
كان سخيا , ولابد أنه يعرف بعدم حاجتها . فهز كتفيه , وقد قرأ ماعكسته ملامحها , وقال :
"انما رأيت ان اسأل فحسب . ماعليك الا ان تطلبي , ولن تجديني ضنينا ."
اتسعت حدقتاها . أتراه يومىء الى ان عليها شراء بعض الملابس , فما كانت تعتزم ذلك : مرت مناسابات عديدة – في الفترة الاخيرة – وكانت عيناه السودوان تحدجانها بنظرة تسلبها الهدوء من نفسها وتذكرها – لسبب من الاسباب – بما قاله روبرت من انه ليس بوسع أي قبرصي ان يعيش بدون امرأة . كان ليون يخرج كل مساء .
وكانت لهيلين آراؤها فيما كان يفعل . بيد أنه كان – في اوقات اخرى – يمكث في البيت اسبوعا بأكمله . إنها لم تجذبه حتى الان , ولكنها كانت تتساءل : كيف كان يفكر عقله هو . وانتهت الى انه لا فرق لدى هؤلاء الشرقيين الشهوانيين بين امرأة واخرى .... وقد يأتي يوم .... واقصت هيلين الفكرة من ذهنها . ( ماكأنها مصختها يعني زودتها بالكلام عن الشرقيين ووو....الغصن )
كانت الحياة مرضية , وهناك الطفلان وبيت جميل , فلم يكن من الحكمة تعقيد حياتها بالتعرض لايقاظ الرغبات في زوجها . كلا , كانت خلوا من الجاذبية له . وعقدت العزم على ان تظل كذلك .
سألته في نبرة استعطاف واهنة :
"لن تبقي تشيبي في غرفته طويلا ؟ إنه جديد على كل هذا , وهو يصغي للصبية الاخرين . إنه في السن التي تجعله يريد الشعور بقيمته ."
وسارت نحوه وابتعد ليون , بدون ان يحاول دعوتها الى الشرفة , فابتسمت وتقدمت نحوه وعندما وقف الى جوارها , ادركت ان رأسها لا يكاد يبلغ كتفه .

الغصن الوحيد
14-01-2010, 03:11
قال :
" إنك بالغة اللين معهما ."
ورغم حدة لهجته شعرت أنه لم يكن ينتقد طريقتها مع الطفلين وقالت :
"لا يزالان صغيرين ... وتعرضا لصدمة قاسية ."
" لكنهما تكيفا مع ظروفهما في شكل جيد , وبسرعة ."
وتقوست شفتاه المزمومتان في ابتسامة , وغاب عن عينيه الوميض البارد , وأردف قائلا :
"إنك طيبة معهما ياهيلين . كلا , لن اترك الصبي طويلا , ولكنه يجب ان يتعلم أنه لا يستطيع ان يعامل أخته كأنها أدنى منه , يجب ان يدرك أننا نتوقع منه ان يرعاها ."
ورمقته بسرعة , مااغرب هذا الرجل ! هل يمكن ان يكون عدوا للمرأة حقا ؟ من المؤكد ان تجربة أخيه أثرت عليه , لولا ذلك ماقال وهو يعرض عليها الزواج أنه لن يهتم بأية امرأة اهتماما عميقا .
تذكرت هيلين مسلكه نحوها منذ زواجهما . كان مجاملا , ودودا ولو أنه مرات كان فاترا على نحو ملحوظ ولكن لم يحدث ان تحدث إليها بخشونة مرة أو وجه اليها أمرا , او أبدى نحوها ترفعا وتعاليا . وفي الواقع , لم يكن هناك مايدعوه لذلك . سألها ان تتزوجه وقبلت . كان من حقها ان تتوقع ان يعاملها على قدم المساواة . مع ذلك فأن تلك الشراسة موجودة دائما , لأنها تؤلف جزءا دائما من مظهره . فتحس بوجودها تماما في بعض الاوقات , ولا تكاد تحس بها أحيانا أخرى . وتطلعت اليه ثانية , ملاحظة فكه الصارم التكوين واختلاجة عضلة خفيفة في جانب منه . الابتسامة خبت , والفم اطبق مزموما في ذلك الخط الذي كان يوحي بالخشونة . الخشونة التي كانت تشوب وسامة ملامحه . ترى كيف يبدو حين يكو غاضبا ؟ كيف يبدو عندما يمتحن صبره أو يواجه تحديا ؟ تركت هيلين عيناها تتحولان الى فمه ثانية ؟ فشعرت بقشعريرة غريبة تسري في بدنها , ووجدت نفسها تتمنى في حرارة الا تتعرض لمناسبة تواجهه فيها . اذ اقتنعت لتوها انه يستطيع ان يكون قاسيا حقا . وانتبه الى اهتمامها , فاستدار واطل عليها من فوق , بنظرة متسائلة ( الاخت مسرحه في الرجال و عينها عليه وتقول ماتفكربالحب وبالرجال ياشيخة قولي غيرها احين خلها ادبر نفسها ...الغصن ) فبادرت تقول بارتباك عجبت منه :
"متى يستطيع تشيبي مغادرة غرفته ؟"
" قبيل موعد الشاي – سأرى ."
"قبيل موعد الشاي ؟ إن الساعة الثانية والنصف الان ."
كان اليوم المدرسي هنا ييدأ في الثامنة صباحا , وينتهي في الثانية بعد الظهر . وأردفت :
"ماأحسب أنك ستبقيه هناك ساعتين أخريين ؟"
فقال:
"كلا , ليس ساعتين , ولكنه سيبقى هناك فترة . لن يصاب بأذى ."
كانت نبراته هادئة , ولكن هيلين ادركت انه لن يقبل مزيدا من الجدل في هذا الامر , فلاذت بالصمت , وهي تطل على فيونا في الحديقة . كانت تلاعب كلبا ضالا , استقر لديهم أخيرا . ففي قبرص كثيرة هي الكلاب الضالة , تعيش في المدينة والريف على السواء , وكانت هيلين تشعر بالحيرة ..... فكيف تحصل على قوتها ... عندما استقر الكلب الذهبي اللون في حديقتهم , توقعت هيلين أن يطرده ليون أو يأمر باعدامه . – ولكنه – على النقيض – أمر له بالطعام ومكان للنوم .
تحرك ليون , وانحنى قليلا على السياج . يشاهد أيضا ابنة اخيه مع الكلب . وطاف بخاطر هيلين مرة اخرى : أجل , انه رجل غريب في عدة نواح , إنه لغز بسمات متناقضة في شخصيته , فهو احيانا صلب لا يلين – لا سيما مع الطفلين – ومع ذلك قد يشمل بعطفه هذا الحيوان الشريد . كذلك كان مسلكه نحو النساء عجيبا . فمع اهتمامه بهن – لسبب واحد فقط – لم يكن يسمح بمجرد إشارة ازدراء ان تشوب صوته إذا تحدث عنهن . كان لطيفا مع امه وسخيا مع اخته . ولكن نبراته – في المناسبة الوحيدة التي ذكر فيها ام الطفلين – كلنت خشنة جدا – حتى خيل لهيلين أنه قادر على القتل . وعادت تنظر اليه جانبيا , وتتمنى مرة اخرى الا تحدث مناسبة تضطر فيها الى اغضابه .
غير ان احتكاكا بين إرادتهما حدث في ذلك المساء بالذات فشعرت هيلين – للمرة الاولى – بوطأة شخصيته المتسلطة . كانت قد دبرت ان تزور ترودي مرة في الاسبوع , ومعنى هذا ان تكون خارج البيت حين يعود الطفلان من المدرسة , وشعرت بأن واجبها ان تذكر ذلك لليون , فقالت :
"سيكونان بخير مع آرتيه لحوالي ساعة فقط , فسوف اعود قبل الثالثة ."
وكان ليون يقضي المساء في البيت , وقد جلسا في الشرفة يحتسيان الشاي , ويتجاذبان أطراف الحديث . فقال :
"طبعا , في أي وقت تذهبين ؟"
فقالت :
"أغادر البيت حوالي الساعة التاسعة ."
كانت صادفت روبرت في القرية , في اليوم السابق , فذكر أنه ذاهب الى نيقوسيا كذلك , وعرض عليها ... بطبيعة الظروف – أن يقلها فقبلت .( خير وين قاعدين بس على كيفك قبلت والرجال اللي متزوجته وش سالفته ...الغصن)
لمست جبين ليون لمسة خفيفة من العبوس , وقال :
"التاسعة ؟ إذا ابكرت قليلا استطيع ان اصطحبك ."
فابتسمت قائلة :
"لا عليك يا ليون ... ذلك الشاب الذي صادفته على السفينة , روبرت , اخبرتك عنه , إنه ذاهب الى المدينة , وسيقلني ."
ازداد عبوس ليون وقال :
"أفضل ألا تقبلي . سأنضم الى القافلة , إذ يجب ان اكون في المكتب مبكر جدا , في الغد . ولكن لا ادري مايدعوك لعدم الذهاب معي ."
" ولكن القافلة ترحل في السابعة والنصف , وسأكون هناك مبكرة عما ينبغي ."
" تستطيعين ان تمكثي في المكتب ساعة أو نحو هذا ."
كانت في صوته نبرة متصلبة واضحة . وكانت هيلين لا تزال موغرة الصدر من تعقيبه الهادىء بأنه كان يفضل الا تقبل ان يقلها روبرت . إنها تأبى أن يملي عليها مايجب وما لا يجب ان تفعله . فقالت :
"سأقبل دعوة روبرت , إذا لم تمانع , فهذا أيسر بكثير ."
" بل امانع ياهيلين ."
كان صوته لا يزال هادئا , ولكن لهجته أصبحت أكثر حدة , قليلا واستأنف قائلا :
"آرتيه ستكون هنا , وبوسعها ان تعنى بذهاب الطفلين الى المدرسة ."
فقالت :
"ولكني لا اريد الخروج مبكرة ."
فكان رده :
"إذن اخشى ان تضطري لأن تستقلي الحافلة , او اطلب لك سيارة اجرة اذا كنت تفضلينها ."
قالت بصوت هادىء , رغم أن لونها بات شاحبا :
"سأذهب مع روبرت , وهذا – كما قلت – أيسر . من السخف ان افكر في سيارة أجرة بينما استطيع قبول الدعوة ."
وضع ليون قدح القهوة على المنضدة , واستلقى في مقعده , وحدق فيها , ثم قال بصوت ناعم :
"هيلين .... اما ان تذهبي الى المدينة في احدى الطرق التي ذكرتها , او لا تذهبين اطلاقا ."
( ياشيخ صح لسانك والله انا قاعدة اقول في خاطري خلها تقعد في البيت احسن , يعني وش ذا النحاسه والعناد قالك روحي معي خلاص روحي معه ...الغصن )
ومرت لحظة وهي تحدق بنظرات جامدة , لكن انفعالها كان في تصاعد , وما لبثت ان قالت في حدة زادت على ماكانت تعتزم :
"سوف اقبل دعوة روبرت .... يؤسفني ان اخالف رغباتك يا ليون , لكني لا اقبل الجبر . تذكر أنني انكليزية ."
فقال :
" أنت زوجتي , وستفعلين ماأقول ."
اخبرت روبرت , وسوف يأتي ليصطحبني ."
بدا مندهشا وهتف :
" هل هو قادم الى هنا ؟ هل اخبرته حقا بأن يأتي الى منزلي ليصطحبك ؟"
ولم تكن هيلين ترى أي عيب في قدوم روبرت الى البيت ليصطحبها , لكنها عندما رأت وجه ليون , شعرت ان هذا ماكان ينبغي ان يحصل . كان من العجيب ان روبرت لم ينصحها , ويبدو أنه يعرف الكثير عن نمط الحياة هنا . لهذا اردفت :
"بوسعي ان اتصل به هاتفيا – إذا كان هذا ماتفضله – فأخبره ان ينتظرني في القرية ."
" ستتصلين به فعلا , للألغاء التدبير . اوضحت لك – في البداية – انني اتوقع منك ان تتصرفي بأتزان , والا تعرضيني لأي شكل من الهوان . وأنت الان تسعين لتصرف يعرضني للسخرية ."
" هذا غباء! لماذا يعرضك قبولي دعوة روبرت للسخرية ؟"
" هذه قرية صغيرة ... وفي أي حال , فكل امرىء في قبرص يشغل نفسه يشؤون جاره . ولست راغبا ان يقرن اسم زوجتي باسم ذلك الانكليزي ."
لم يكن من الممكن اغفال التصلب في صوته , ورغم خفوت ضوء المصباح المثبت في الحائط , اكتسى وجهه بتعبير فظ وعدواني . كانت هيلين تكره فكرة الخضوع لقراره لكنها اقتنعت – في الوقت ذاته – بأن أي مزيد من الجدل لن يكون عقيما فحسب , بل سيؤدي الى اذلالها , كان ليون يفرض ارادته دائما .... وليس في موقف كهذا فحسب ونظرت اليه مدركة مرة اخرى ذلك الشعور الغريب من المضض الذي خبرته في مناسبات سابقة عديدة . وقادها هذا الشعور الى الحذر , فلم تعد تلح في معارضة رغبته . وقالت :
"إذا كان هذا شعورك ازاء الامر , فسأفعل ماتقول , وألغي التدبير ."
انحسر الدم عن وجهها وكانت تدرك انها شاحبة تحت الضوء الخافت . وتجاهلت نظرات ليون بدون اهتمام , ثم سألها :
"هل ستأتين معي ؟"
فأومأت برأسها . وإذ ذاك أردف :
" سيكون علينا ان ننهض مبكرين . إنني آسف لهذا , ولكن لا حيلة في الامر . لدي يوم حافل في الغد , والانطلاق باكرا سيعينني على انجاز عملي ."
** ** **

الغصن الوحيد
14-01-2010, 03:14
كان هواء الصباح خفيفا صحوا , والشمس تطل بأشعة زاهية في سماء خالية من السحب . وكانت السيارة مرسيدس كبيرة سوداء .
استرخت هيلين في مقعدها , وقد ادهشها أنها ستستمتع بالرحلة حقا . وما ان غادر كيرينيا حتى انضما الى القافلة . كانت هناك مركبات عديدة من سيارات النقل , والحافلات , والسيارات الخاصة , وبعد تسجيل رقم سيارتهما , انطلقا في حراسة سيارات جيب يقودها جنود الامم المتحدة بزيهم الازرق . وكانت هناك لافتة ضخمة تنبىء المسافرين بأن الاتراك يريدون " حريتهم , وأمنهم وحقوقهم " . السلام يسود كل شيء , وفيما عدا اللافتات التي تظهر من آن لاخر , والتحذيرات التي تحرم التقاط الصور , لم يكن مايشير الى ان الطريق تحت أي رقابة . ونظرت هيلين الى وجه زوجها , فإذا به هادىء مطمئن لا ينم عن كراهية لاضطراره ملازمة الطابور الطويل , ممنوعا من ان يسبق ما أما مه.
وتمتمت مأخوذة بالجمال الذي حولها : " من المؤسف ان تكون هناك مشكلات ". كانت قبرص حقا " جزيرة فينوس الاثيرة بالسحر " ولا مكان للفرقة فيها . وعقب ليون بهدوء :
" إنها ستحل نفسها , فكلنا قبارصة , وليس هناك مايمنعنا من العيش بسلام ."
وتذكرت هيلين ان مشاعره تتجه الى الاتراك , فعجبت لغرابة شخصية هذا الرجل – مرة أخرى ... هذا الذي تزوجته ولا يزال شبه غريب عنها . وما لبثت السيارة ان مضت خلال سلسلة الجبال الشمالية التي كونتها هزات أرضية شديدة , هدمت وشوهت احواض الطبقات الجيرية الاصلية , وكومتها في كتل رمادية ضخمة , تعلوها حصون سانت هيلاريون , وبوفانيفتو , والقن – (كانتارا ) . وكانت سفوح الجبال مكسوة بأشجار السرو والزيتون , بينما القريبة منها تزدان بحشد من الالوان , ألهبها بهاء وتفتح ربيع قبرص .
وفي سهل ميسوريا العظيم , كانت الارض الجرداء العارية التي مرت هيلين بها في طريقها الى كيرينيا – في شهر نوفمبر / تشرين الثاني – قد تحولت الى طوفان من الخضرة والقمح والشعير , بينما كانت مجموعة كبيرة من الاقحوان ترفع رؤوسها الحمراء الزاهية فوق القمح – من آن لآخر – لتكسر تواتر لونه .
عند لافتة على جانب الطريق تقول :" مرحبا بكم الى القطاع الحر " , تفرقت القافلة – واتخذت كل مركبة وجهتها – وزاد ليون من سرعته , متجاوزا حميرا عابرة مثقلة بالأحمال , ونسوة فلاحات شدت الى اكتافهن سلالا كبيرة , وبعض دراجات بخارية متباعدة . وخلفت السيارة وراءها الماعز على جانب الجبل , والرعاة يعنون بقطعان الاغنام البنية ذات الوبر الطويل .
سألها ليون عندما بلغا مكتبه :
"ماذا ستفعلين ؟"
وأوقف السيارة , والتفت نحوها , مضيفا :
" هل الوقت مبكرا لتذهبي الى صديقتك ؟"
فقالت :
"نعم أرى ان امكث هنا فترة .... إذا لم يضايقك وجودي ."
وابتسم لدهشتها , وقال يذكرها :
"أنا اقترحت عليك ان تمكثي ."
ودار حول السيارة الى ناحيتها وزداها دهشة بأن فتح الباب لها قائلا :
"سنتناول القهوة ."
فقالت :
"لا داعي للقهوة , فأنا اعرف أنك تود الشروع في العمل ."
ولكنه ألح. وكان الرجل الذي اقل هيلين والطفلين من ليماسول موجودا – واسمه ثيوفيلوس – فابتسم حين قدمه ليون لهيلين , وطلب منها ان تناديه ثيو . وخرج الرجل بأمر من ليون ثم عاد بعد قليل بالقهوة على صينية . قدحان صغيران , مع كلا منهما ماء مثلج لابد منه . وجلست هيلين الى جانب الطاولة وليون في الجانب الاخر . أخذ يتأملها بنظرات غريبة , وهي تحتسي قهوتها . وكانت ترتدي ثوبا قطنيا , داكنا وخاليا من أي زينة , مما ابرز شحوب وجنتيها . قال ليون بما بدا لهيلين أنه لمسة حذر :
" هل ستتسوقين وانتي هنا ؟"
وساءلت نفسها ثانية , اتراها كانت ايماءة الى ان تشتري لنفسها بعض الملابس . قالت :
"لا احتاج الى شيء ."
ثم اسرعت تضيف :
"الطفلان بحاجة الى جوارب , وربما اشتريتها اذا تجولت مع ترودي في المدينة ."
لم يعقب على ذلك . وبعد لحظات أزاح صينية الشراب عن مكتبه , وتناول ملفا من احد الادارج . لكنه نظر الى هيلين – قبل ان يبدأ في فحص محتوياته – ومد يده فتناول صحيفة , وهم بأن يناولها إياها , واذا به ينتبه الى انها باليونانية , فوضعها جانبا على الفور , ثم ناولها صحيفتها المفضلة بالانكليزية سايبرس ميل .
بعد ساعة ونصف اقلها ثيو بالسيارة الى مسكن ترودي , على ان يعود اليها في الرابعة والنصف , كما اخبرها ليون وهي تغادر المكتب حيث اعترضت قائلة :
"والطفلان ؟ استطيع العودة قبل ذلك في القطار ."
فقال :
" لن يصيبهما سوء . ارجو لك يوما لطيفا , ومتعي نفسك ."
كان الشارع حيث تسكن ترودي محفوفا بالفيلات البيضاء والبيوت ذات الطابق الواحد , والمباني السكنية , وأشجار السرو والنخيل تنمو في كثير من الحدائق , تعلو وتطل فوق اشجار البرتقال واليوسفي ذات الاوراق اللامعة .
كل الحدائق متألقة بالزهور , في كل مكان , والنباتات المتسلقة تتعانق من الشرفات , تلتف حول أعمدة الحديد المطروق , وتنساب الى الارض .
قالت ترودي معتذرة , إذ خفت الى الباب تستقبل هيلين :
"اضطررت لاغلاق مصاريع النوافذ الخشبية , فالشمس تنال من ألوان كل شيء ."
قالت هيلين :
"لم اتعود بعد أن اغلق المصاريع لأصد الشمس . فهذا يبدو غلطا لي ."
" أعرف هذا . كنت مثلك في البداية , فالشمس قليلة في انكلترا , حتى لا نفكر في اغلاق المصاريع بوجهها ."
وتقدمتها الى الحجرة المطلة على الواجهة , وكانت آنئذ في الناحية الظليلة , ومصاريع النوافذ مفتوحة . وقالت :
"سنجلس هنا .... إنها ليست في اناقة حجرة الجلوس , ولكنها أطيب هواء في هذا الوقت من النهار ."
قالت هيلين وهي تجلس بجوار النافذة :
"إنني اراها انيقة , واحب مسكنك هذا ."
فقالت ترودي :
"مع أنني لا اتوقع ان يكون شيئا يذكر بالقياس لبيتك ."
ودفع شيء في صوتها بحمرة خفيفة الى وجه هيلين . كانت تلك الزيارة الرابعة لمسكن ترودي , ولم تدعها بعد الى لابيتوس .
(شاطرة ..تروحين وتجين على المره ولا تعزمينها ما تقولين لها تفضلي لو على قهوة ,تمره ,حلى شي.. ياناس الله واكبر بس ...حريم هالايام ...الغصن )
قالت ترودي :
"ماذا تنوين ان تشربي ؟"
فأجابت هيلين :
"سأتناول شراب البرتقال إذا سمحت."

shymoon
14-01-2010, 12:05
صراااااااااحة ..بلي مش عند الرواية ..عند تعليقاتك المميزة يا غصونة ..
والله انه تشرح الصدر ..اهنيك على هالتميز

قاسم2010
14-01-2010, 15:27
حللللللللللووووووووةةةةةةة مرررررةة تسلمين يالغاليه روايه شيقه وخطيره واحلى شي فيها
تعليقاتك المضحكه من جدوالمسليه مشششششكوووورهههه كثير ياغصونتنا الوحيدة :p:نظارة:

دانيا 2009
14-01-2010, 15:32
رواية روووعه تسلم يداك
في اي وقت تنزلين رواية :)
لاني صبري نفذ)متحمسة:d

الغصن الوحيد
14-01-2010, 20:34
ودار في خلدها وهي تراقب ترودي اذ أقبلت بالشراب بعد لحظات أنها رشيقة وجميلة . وقالت لنفسها وهي تطلق لذهنها العنان ليعود الى تلك الايام حين كانت هي و ترودي دون العشرين :" أنا ايضا كنت كذلك ". كان الفتيان ينجذبون اليهما , فكان بوسعهما ان يختارا . بالنسبة الى هيلين , كان لقاؤها بغريغوري حبا من اول نظرة , واقبلا يدخران بلهفة , وتزوجا بعد عامين . وبدا لهيلين – وهي تستعيد الماضي – ان حماس زوجها سرعان مافتر , ولكنهما انساقا الى علاقة مريحة , فكانت هيلين سعيدة , إن لم نقل منتشية . وكثيرا ماقيل لها ان هذه الفترة لن تدوم , ورغم انها شعرت بالتعاسة بعد ضياعها , فقد راضت نفسها , عندما انجبت طفلهما , اتسعت خبرتها واستمتعت بذلك الانجاز الرائع الذي لا تشعر به المرأة الا الأمومة . وعندما فقدت هيلين الطفل , تطلعت الى زوجها ليواسيها أملا في ان يقترب منها ثانية – كما كان في البداية – لكن علاقتهما ظلت على حالها , مريحة لكنها غير مثيرة .
أما ترودي فكانت اكثر توفيقا , إذ ظلت وتاسوس متحابين بقدر ماكانا في بداية الزواج. ولم يكن تاسوس يذهب الى أي مكان بدونها بدافع الوفاء . وماكان يشاهد قط في صحبة زملائه الذين يجلسون في مقهى – يلعبون الورق أو النرد . كان كل مايريده أن يعود الى بيته وزوجته , ويمكث معها .( طيب وش دخلك فيهم الرازق في السما والحاسد في الارض ,الله يهني سعيد بسعيدة , وتقول ماني حسودة , ياشيخة علينا هالكلام ! ... الغصن )

** ** **

قالت ترودي وهي تستقر في مواجهتها بجوار النافذة :
" حديثني عن ليون ."
واضطربت عيناها البنيتان قليلا وهي تضيف في شيء من التردد :
" لم تقولي لي عن زواجكما الا القليل جدا . بل لم تقولي شيئا في الواقع ."
وكان حقيقيا , وارسلت هيلين نظراتها ساهمة الى الطريق ومرت بضع لحظات قبل ان تتكلم . ثم قالت مرتبكة :
" لابد لي ان اخبرك في وقت ما , فلا بأس أن يكون الان . تزوجنا انا وليون من أجل الطفلين ."
اختلجت عينا ترودي وهي تتأملها , وقالت :
"الطفلان , تشيبي وفيونا ؟" ( لا.. مزنة وحمد , يعني عندهم غيرهم اطفال ...الغصن )
" اخبرتك أن اباهما مات , واضطر ليون ان يكفلهما . وسألني أن أبقى في قبرص وأرعاهما . من الواضح أنه ماكان لي ان اعيش في بيته بدون .... بدون زواج ..... ولذلك ....."
وهزت كتفيها , وسرحت نظراتها الى الشارع ثانية . وانتظرت ترودي , فاضطرت هيلين الى مواصلة حديثها :
" هذا هو السبب انني لم اقل لك الكثير عنه . انه ليس ... ذلك النوع من الزواج ."
فهتفت ترودي :
"هذا النوع ؟"
قالت هيلين :
"أعني .... ليس طبيعيا ."
واتسعت حدقتا ترودي دهشة , وقالت :
" ماذا تقولين ؟"
استطاعت هيلين اخيرا – وهي ماتزال تجد عناء – ان توضح لها فلما واصلت صديقتها الحملقة فيها غير مصدقة , شابت صوتها رنة تحد وهي تقول :
"كنت تعرفين دائما انني لن أتزوج ثانية عن حب ..... كثيرا ماأخبرتك بهذا ."
فقالت ترودي مصححة :
"كنت تقولين دائما أنك لن تتزوجي اطلاقا , لذلك أرى أنني معذورة إذا استنجنت – بعدما تزوجت – أن زواجك عن حب .... ويجب القول أنني تصورت في الامر كله شيئا مستغربا , لأنك كنت مغلقة تماما ."
وتناولت كوبها بين اصابعها , وهي تحدق في هيلين مفكرة , ثم اردفت :
"ولذلك لا تعنين بمظهرك ؟ أنا صريحة , بل وقحة اذا شئت , لكنك كنت دائما جذابة جدا . الا تريدين أن يهواك ليون ؟"
قالت هيلين :
"كلا في الواقع لا ازال على رأيي حين مات غريغوري " لن ادع قلبي يتورط ثانية " . هذا الزواج يناسبني على ماهو عليه , وإني جادة اذ أقول لا اريد أن أسترعي انتباه ليون أبدا ."
ضحكت ترودي فجأة بشيء من الحرج وقالت :
"كلا , هذا غير ممكن ! إنك تقرأين عن مثل هذه الزيجات , ولكنها لا يمكن ان تحدث في الحياة الواقعية ."
وقالت هيلين :
"هذا الزواج حدث , أنا وليون أكثر من غريبين ."
فصاحت ترودي :
"ألم .... أبدا ؟ كلا , لا أصدق , ليس مع قبرصي . إنه ..... لا يستطيع أن يعيش هكذا . مامن احد منهم يستطيع ."
فهزت هيلين كتفها قائلة :
" أعرف كل شيء عن حياتهم ... لهم علاقات غرامية ."
تساءلت ترودي :
"ألا تهتمين ؟"
هزت هيلين كتفيها ثانية وقالت :
"لماذا أهتم ؟ الزواج – كما قلت – عملية تجارية بحتة , لم يحدث إلا لتفادي الاقاويل فحسب , كلا , لا ابالي بما يفعله ليون . ليس لي شأن بحياته الخاصة ."
وظلت أسارير ترودي توحي بأنها غير مصدقة , وقالت :
"ولكن .... اتعتقدين حقا ياهلين , أنك تستطيعين الاستمرار هكذا طيلة عمرك ؟"
فأجابتها :
" ولم لا ؟"
قالت ترودي باقتناع ثابت :
"مستحيل .... ليس مع قبرصي . انه لا يستطيع !"
" ماذا تعنين بأنه لا يستطيع ؟"
"إنه لا يستطيع أن يعيش معك في البيت ولا يكون ..... لا يكون طبيعيا ."
"قلت لك ان له علاقات غرامية ."
فسألتها :
" ماادراك بهذا ؟"
قالت :
"إنه يخرج كل ليلة ."
فقالت صديقتها :
"معظم الرجال هنا يخرجون كل ليلة , يقضون وقتهم في المشارب والمنتدبات والمطاعم , ليس هناك مايجزم بأنه مع نساء ."
قالت هيلين :
"أعتقد انه يقضيها مع نساء ."
هزت ترودي رأسها في حيرة لعدم الاكتراث البادي في لهجة هيلين وسألتها :
"ألست تبالين حقا ؟"
وندت من هيلين زفرة دلت عن نفاذ صبر , وقالت :
"أخبرتك أنني لا اجد سببا للمبالاة . فلا اشعر نحوه بأي عاطفة . إنك تعلمين شعوري نحو الرجال ياترودي . لن اسمح لنفسي بالتورط عاطفيا ."
" سأقول لك هذا .... سواء كانت لديك نية التورط عاطفيا أو لم تكن , فلن تستمري بقية حياتك تعيشين في هذا الوضع غير الطبيعي ."
قالت هيلين :
"لا ارى مايدعو لغير ذلك ."
ولكن صديقتها هزت رأسها قائلة :
" لن يلبث ليون أن ...أن ..."
" وعدني , وهو – بجانب هذا – لا يجدني جذابة ."
تأملتها ترودي لحظة , ملاحظة ثيابها , وشحوب خديها , وتصفيف شعرها المتقشف , ثم سألتها :
" كيف تعلمين أنه لا يراك جذابة ؟"
فقالت :
"انه لا يكاد ينظر الي."
وقطبت وهي تقول هذا , متذكرة تلك المناسبات التي كان يتأملها فيها . ثم عادت تقول :
" لقد وعد !"
وساءت نفسها , أتراها كانت تحاول اقناع نفسها ؟
اضطرت ترودي الى الضحك قائلة :
" وعد ؟ أتصدقين حقا أنه سيحافظ على وعده ؟"
قالت هيلين :
أظن انه موقع ثقة ."
وطاف بوجه صديقتها ظل من الرثاء . ثم قالت :
" ماأقل ماتعرفين . ولوكنت مكانك مااتكلت كثيرا على وعد كهذا , هؤلاء الرجال الشرقيون على حالهم .... أوكما يجعلهم المناخ ... أنا متزوجة من أحدهم , وأعرف .... يؤسفني أن أبدد أوهامك , لكنك ترتبكين أكبر أخطاء عمرك إذا ظننت أنك ستبقين زوجك بعيدا الى ما لا نهاية , ما هكذا خلق الرجال . كما أن هذا ليس طبيعيا له أو لك . كلا ياهيلين , صدقيني – عندما يقرر ليون أ ينتهك هذا الوعد فسينتهكه بدون أي وخز من الضمير ."
"ولكن مشاعري .... يجب ان يراعيها ."
" كلا ياهيلين , وحق السماء! إنك لست ساذجة . وعندما يؤاتيه المزاج ل....ل...."
وسكتت وهي تهز كتفيها في ضيق , ولكنها استرسلت بعد لحظة :
" عندما يحين الوقت , لن يتذكر أنه أعطى وعدا , فيجب أن تعدي نفسك ."
ودهشت هيلين إذ وجدت نفسها ترتعد , وقالت في يأس :
" ليون له ملاهيه , ولن يرغبني أبدا ."
قالت ترودي ضاحكة :
"ليس لديك دليل حقيقي على أن له ملاهيه .... كما تسمينها . في أية حال , من الانسب أن يجد مايريده في متناول يديه , وقد لا يشعر دائما برغبة في الخروج ."


** ** **

khadija123
14-01-2010, 22:13
شيء رائع رواية حلوة كثير وتعليقاتك أحلى ::جيد:: ::جيد::
بسرعة نريد التكملة والله ماعاد في صبر أنتظر أكثر :ميت: :ميت:
ههههههههههه

الغصن الوحيد
14-01-2010, 22:52
تابع الفصل الثالث ..
ياطوله طولاه ..
اشتد تدافع الدم الى وجه هيلين , وقالت :
" أرجوك ياترودي ! أرى أن نغير الموضوع ."
وهذا مافعلتاه , وانقضت بقية النهار على نحو هادىء . وبعد تناول الغداء في الشرفة , ذهبتا الى المدينة .
قالت ترودي وهي توقف سيارتها في شارع جانبي :
"كثير من المتاجر تغلق أبوابها من الساعة الواحدة والنصف الى الثالثة ولكن بعضها تستمر مفتوحة , وسوف نشتري مانريد ."
اشترت هيلين جوارب الطفلين فقط , بينما اهتمت ترودي بشراء الاغذية . وعندما فرغتا من التسوق , ذهبتا الى مقهى طلبا للمرطبات . وارتفعت عشرات العيون عن ورق اللعب والنرد لتتأمل الاثنتين باهتمام . فقالت هيلين :
"أكره هذه المقاهي , لماذا يحملقون هكذا, حتى ليظن أي شخص أنهم لم يروا نساء في حياتهم ؟"
فتلفتت ترودي حولها قائلة :
" هل لأن نساءهم لا يرتدن هذه الاماكن , توقعت أن يكونوا ألفوا مجيئنا نحن , الاجنبيات , فما أكثرنا هنا . تعالي نخرج !"
جلستا في الشرفة تتسليان باحتساء الاوز وتناول مزة من الزيتون والخيار ومكعبات صغيرة من الكبد والجبن . وتذكرت هيلين عناءها الاول في تعود الاطعمة المحلية . وسألتها ترودي في سياق الحديث :
"هل ذهبت الى ماري مونتي ؟"
التمعت عينا هيلين وقالت :
"كلا , ولكن روبرت دعاني للذهاب الى هناك معه ."
فتساءلت ترودي في فضول :
" روبرت ؟ آه ..... الشاب الانكليزي الذي قابلته على السفينة , هل يذهب الى هناك ؟ إنهم يعدون مآكل مدهشة .... من أحسن ماتناولت. هل ستذهبين مع روبرت ؟"
" ربما .... في أحدى الامسيات , فالوحدة تقسو أحيانا , بعد أن أسلم الطفلين للفراش ."
فسألتها ترودي :
"هل تستطيعين أن تتركيهما ؟"
أجابت هيلين :
"ستمكث آرتيه معهما ."
" أتقولين أن ليون يكون خارج البيت دائما ؟"
" ليس دائما , ولكنه يخرج في معظم الامسيات ."
قالت ترودي :
" سيكون عليك أن تتأنقي قليلا , إذ خرجت مع هذا الروبرت ."
أومأت عيناها بلا اهتمام , فهزت هيلين كتفيها وقالت غير مكترثة :
" ليس لدي ماأتأنق به , لذلك ربما لا أذهب معه ."
كان قد بقي – حين عادتا الى المسكن – نصف ساعة قبل مجيء ثيو ليقل هيلين , فأخذتها ترودي الى مخدعها لتريها بعض ثياب جديدة ابتاعتها في زيارتها الاخيرة لمصر . وقالت وهي تخرج بعض الفساتين والتايورات :
"مازلت أظن ان الملابس الانكليزية أفضل مارأيت , ولكن ما رأيك في هذه ؟"
وتأملت هيلين الثياب في تقدير , مشيدة بحسن ذوق ترودي .
قالت ترودي معترفة :
"لكني أخطأت في هذا ."
وقدمت ثوبا من التيل الازرق . كان قصيرا جدا , فتحة العنق واسعة . واسترسلت قائلة :
"إنه لا يناسبني اطلاقا . رأيته في نافذة المتجر . وأدركت أنه مقاسي فاشتريته بدون أن أجربه . تاسوس يكرهه."
ونشرته على جسم ترودي , ثم اضطرت لأن تعترف بأن صديقتها على حق وقالت :
" إنه اللون ..... درجة الزرقة لا تناسبك ."
قالت ترودي :
"إنه أقرب الى اللون الملائم لك . جربيه؟"
وفعلت هيلين , وسارت بحركة تلقائية الى المرآة . لا شك في ذلك , فقد تغير مظهرها بأكمله . وقالت وهي تضع الثوب على السرير :
"نعم , إنه لوني ."
فقالت ترودي :
"بوسعك أن تأخذيه , فهو لا يصلح لي ."
" هذا كرم منك ياترودي , ولكني لا أحلم بأخذه وهو جديد تماما ."
تناولته ترودي وعادت تقيسه على هيلين قائلة :
"ماكنت لأقدمه لك لو لم يكن كذلك , إنه يناسبك – يجب أن تأخذيه ."
فهزت هيلين رأسها ولكن بضعف . كان الثوب بسيطا , ولكنه حسن الصنع , وأضفى عليها جمالا بالتأكيد . وشرعت تقول :
" لا توجد مناسبة لأرتديه ."
وأسرعت ترودي معترضة :
"تستطيعين ارتداءه في أي وقت .... مارأيك في ارتدائه حين تخرجين مع صديقك روبرت الى ماريه مونت ؟"
قالت :
"الواقع .... إنني لم اقرر نهائيا الذهاب ."
كانت تقف على درجات السلم , متأبطة صندوق الثوب , حين جاء ثيو بالسيارة .... وقالت ترودي :
سأراك الاسبوع القادم , أرجو أن تأتي !"
فقالت هيلين :
" نعم , سآتي , وأشكر لك الثوب , ليتك تدعيني أدفع ثمنه ."
" ارجوك , لا تعودي لهذا الجدل ثانية ."
فضحكت هيلين .... وماهي الالحظة , حتى كانت تلوح بيدها لصديقتها من السيارة . وصاحت ترودي :
" مع السلامة ."
ثم اردفت بلهجة غامضة غريبة :
" واتمنى لك أحسن الحظ !"

واخيرا خلصنا الفصل الثالث ..
ترى الفصول في هاذي الرواية طويلة عشان كذا أتاخر بالاضافة عندي مشاغل والله في احيان توني قاعدة وفاتحة الجهاز الا اسمع النداء من الرئاسة (امي او ابوي ) فسامحوني على التأخير ياحلوين ..

الغصن الوحيد
14-01-2010, 23:23
عساكم العافية حبايب قلبي تسلمون كلكم shymoon والقاسم ودنيا وخديجة هذا والله من ذوقكم وانا فرحانة ان تعليقاتي تعجبكم . ساعات اخاف اني اكون اضايقكم واطول عليكم بس ماأقدر اني ماأكتب واعبر عن الافكار التي تجي في يالي واشاركم فيها ...

منكوشة303
15-01-2010, 00:07
شكراااااا

نايت سونغ
15-01-2010, 01:14
يسلموووووووو الغصن الوحيد

هي الراوية حلوه بس بتعليقاتك صارت روووووووعه ::سعادة::


"الطفلان , تشيبي وفيونا ؟" ( لا.. مزنة وحمد , يعني عندهم غيرهم اطفال ...الغصن )

ههههههههههههههههه والله حلوووووووووه

خدي راحتك يا غالي ما تضغطي علي حالك كتيير :(

يعطيكي العافيه يا قمر::جيد::

الغصن الوحيد
15-01-2010, 04:59
يعطيك العافية نايت سونغ الشكر لك حبيبتي ومشكورة يامنكوشة ...

تسلمون ياقلبي...


والله انتوا الحلوين ...

الغصن الوحيد
15-01-2010, 05:03
الفصل الرابع ...

4- المرأة الأخرى ...

الهواء مفعم بعبير زهر البرتقال . وامتدت أشعة الغروب الذهبية الى مرتفعات جبال كيرينيا الوعرة فتوهجت بجمرات النار المتحضرة , والسحب البنفسيجة تمخر عباب السماء فوق البحر الشاسع . سرعان ماسقطت الشمس وأقبل الظلام وبدأ ضياء القمر يلمس المويجات الصغيرة , فيحيطها , بتألق فضي .
وقف ليون مستندا الى مدخل الشرفة يسرح البصر في البحر , وألقى برأسه الاسمر الى الوراء . لحقت به هيلين , بعدما أسلمت الطفلين للفراش , فتزحزح جانبا . وبرغم الظلال التي تكسو وجهه , أحست هيلين أنه يبتسم حين مرت خارجة الى الشرفة . وجلسا برهة , ثم مد ليون يده فأنار المكان وسألها :
" ماذا تشربين ؟"
فقالت :
"لا شيء , شكرا ."
لكنه دخل البيت وعاد بابريق بلوري وكوبين .( ليه تتعبين بلعومك وتقولين له ماابغى شي اصلا مافيه فايدة تقولين ما تقولين ماتوصل المعلومة ,انا قلت لكم هذا الرجل مافي تفاهم معه ..... الغصن )
ولم تجادل هيلين حين ناولها كوبا , ولكنها سألته وهو يجلس :
" ألن تخرج ؟"
قال وهو يحدق في عينيها فتتسارع خفقات قلبها :
" لن أخرج الليلة ... لماذا ؟"
لم يخرج في المساء لمدة اسبوع تقريبا . وأدركت سر اضطراب قلبها , ولماذا كان بداخلها خوف ما . فمنذ أكدت لها ترودي أن ليون سوف ينكث بوعده , اخذت تراقبه وهي تحاول ان تسبر غور كل نظرة , وتأمل في نهار ان يخرج .
تمتمت ملاطفة بدون ان تقصد :
" إنها امسية جميلة . من الحرام تمضيتها في البيت ."
فقال :
"نحن لسنا في البيت ."
" ولكنك كنت في المكتب طيلة النهار ."
" أجل , وكان الجو حارا رطبا , إذ اختل جهاز التكييف ....افرغي من شرابك وسنخرج لنتمشى ."
كانت الكوب تمس شفتيها , واذا جسمها يرتعد فجأة – لم يكن هذا ماارادت.. فعادت تقول :
"اكيد أنك تفضل ان تكون خارج البيت مع.... مع اصدقائك ."
فقال:
" لو صح هذا ماكنت هنا ."
فزادت كلماته من اضطرابها , وتعجلت افراغ كوبها , وشعرت برأسها يدور . وبحركة تلقائية , رفعت يدها اليه قائلة :
"إن بي صداعا ."
فقال :
"انا آسف ."
كانت لهجة هادئة في مجاملتها , ولكن نبرة قلق داخلتها . ونهض من مقعده قائلا :
"الهواء المنعش سيشفيك . سأخبرك ماذا نفعل , سننطلق في السيارة حتى الشاطىء , ثم نتمشى هناك , وسرعان ماسيزيل النسيم صداعك ."
قالت :
"الطفلان .... لا استطيع تركهما ."
فقال:
"سأطلب الى آرتيه ان تمكث حتى نعود ."
قالت في الحاح قانط :
"يحسن ان ألجأ للفراش ."
كلا , لم تكن تريد ان تذهب للفراش , فاستدركت :
" لعلك على صواب , وان هواء البحر سيفيدني ."
فسألها وهو يتفرس في وجهها الشاحب :
" هل انت بخير ؟ هل تشعرين بشيء غير الصداع ؟"
اصطنعت هيلين ابتسامة ونهضت , فاقتربت منه ثم ابتعدت بسرعة قائلة :
"كلا لا سوء بي يا ليون . أما رأسي ... فأظنني شربت بسرعة ."
قال :
" فعلا , ولست متعودة , كان عليك ان تحترسي ."
وما ان استقرا في السيارة , حتى شعرت هيلين بمزيد من الطمأنينة لحظة على الاقل !
أوقف ليون السيارة على جانب الطريق , وتركها غير موصدة الابواب , فقالت وهما يسيران الى الشاطىء :
"أتراها ستكون في أمان ؟"
فأجاب في هدوء :
"الناس هنا لا يسرقون ... ولا اعرف ان احدا يمر من هنا , في اية حال ."
وكان على حق , لم يكن على الشاطىء سواهما .....
القمر بزغ من وراء السحب , فأرسل خيوطه الفضية عبر البحر . لم يكن هناك صوت , ولا وسوسة الامواج وهي تترامى الى الشاطىء . لم تر هيلين بحرا بهدوء البحر الابيض المتوسط . ونسيت مخاوفها وهما يتمشيان وليون يتكلم من آن لآخر بصوت خافت , وكثيرا ما يخلد للصمت . فوجدت هيلين نفسها تهمس :
"يا للسكينة ! "
كانت انكلترا بعيدة جدا , فبدت مأساة حياتها غير واقعية . لواستطاعت أن تبقي زوجها على مسافة منها , لظلت حياتها سهلة يسيرة ناعمة . من المؤكد أنه ماكان يجدها جذابة ... ولكن عينيه عادتا تحدجانها في اللحظة نفسها , فتطلعت على مضض تقابل نظراته , وسألها :
"هل تحسن رأسك الان ؟"
قالت :
"نعم يا ليون , شكرا ."
كانت كلماتها متكلفة , وبدأت تشعر بحرج في حضوره , وأسفت لانسياقها لذلك الحديث مع ترودي , فكانت مخاوفها – حتى ذلك الحين – مجرد همسات يسهل عليها استبعادها , أما الآن , فقد أصبحت تلح عليها , وتساءلت : كم سينقضي قبل ان تعود ثقتها في وعد ليون ؟ على انها – في هذه اللحظة – عرفت الطمأنينة وتحرر ذهنها من الخوف . كان السير على الشاطىء الساكن متعة , حتى مع ليون .... طالما يلزم الصمت . ماكانت شواغلها تعاودها إلا حين يتكلم , فلم تكن تدري ما سيقوله بصوته الخافت ونبرة القلق التي تشوبه .
قال:
" هناك مقعد على مسافة , نستطيع ان نجلس إذا شئت ."
وما لبثا ان بلغاه , وفوجئت بإحدى التصرفات البسيطة التي تدهشها عندما أخرج منديله ونفض الغبار عن المكان حيث ستجلس . وما من شك ان الحفاوة والمجاملة فن لدى القبارصة . ووجدت هيلين في هذا مايشرح الصدر , فلم تتعرف الى مثل هذه الرعاية من غريغوري ابدا . لذلك ابتسمت لتصرف ليون وشكرته في اكبار . وانساب من وراء الشريط الساحلي الضيق شذى زهور البرتقال , فأخذت هيلين تنهل الهواء .
قال ليون :
"ليتك تشمين العبير حيث البساتين الكبيرة ."
ثم جلس على المقعد المجاور لها . وفجأة قال ,بما بدا لهيلين أنه دافع وقتي :
"سأذهب الى فاماغوستا الاسبوع القادم , وامكث يومين تقريبا فستجري تعديلات رئيسية أريد ان اشرف عليها . هل تحبين المجيء معي ؟"
هتفت :
"أنا ؟"
كان روبرت وكثيرون غيره حدثوها عن وقت اليناع في فاماغوستا حتى القبارصة كانوا يغمضون اعينهم وهم يصفونه , وتمنت هيلين ان تذهب يوما ... لكن فكرة الذهاب مع ليون لم تخطر لها مطلقا لذلك أردفت :
" لست ادري ."
وتوقعت انهما سينزلان في فندق , فاسترسلت :
"لا يمكن ترك الطفلين .... آرتيه تحب ان تنام في بيتها . هكذا أخبرتني مرارا."
فقال مبتسما :
"هذا من اجل زوجها . يستطيع ان يمكث في بيتنا أثناء غيابنا . سيرضي هذا آرتيه . كلا , لا ينبغي ان تعلق على الطفلين ....لن يتأثرا بغيابنا يومين كما انني أشعر انك بحاجة للترويح , كنت قلقا عليك في الفترة الاخيرة ."

** ** **

اتجهت عيناها اليه .. إذن فقد لا حظ , ولكنه لم يدرك الحقيقة . كان مهتما بها , فرأى ان الترويح يفيدها .
لكنها تذكرت الجانب الاخر من طبيعته . تذكرت اقتناعها السابق أنه يستطيع ان يكون قاسيا!
انبعث صوته خفيفا ولكنه ملح :
"مما تخافين ياهيلين ؟"
وعجبت , أيكون أحس بارتباكها وهو ينتظر اجابتها ؟ وارتجفت , ثم اغتصبت ضحكة مرتعشة , وقالت :
"خائفة ؟ مالذي أخافني ؟"
فرد برفق :
"هذا ما أسألك عنه . ولا تجيبين ."
هزت رأسها , وسرحت بصرها في البحر تفكر في جواب مقنع ... فلو انه ادرك الحقيقة ...
قالت كاذبة , متحاشية عينيه :
"لست خائفة من شيء ."
فقال بهدوئه :
"إذن , لا يوجد ما يبررعدم صحبتي الى فاماغوستا . سأعطيك بعض النقود لتشتري لنفسك ثيابا ."
( ياحرام كم مره قالها اشتري ثياب , اباعطيك فلوس , روحي للسوق ..شكل ثيابها رايحه فيها , لا وهي مافيه احساس ....الغصن )
فهتفت قبل ان تفكر :
"آه , كلا ."
ثم أردفت بمزيد من الهدوء :
"لدي الكثير يا ليون ."
فتساءل :
"مالديك ؟ إذن فلابد أنها متروكة في خزانتك ."
أذهلها رده , ثم تذكرت أنه زوجها رغم كل شيء .... من الغريب انها لم تفكر في نفسها ابدا كزوجة ولذلك لم تكن مستعدة لأن يكلمها على هذا النحو الطبيعي في الظروف العادية . وقالت :
"الثياب الداكنة أكثر ملائمة لمن لديها اطفال تعنى بهم ." (اطفال واطفال اللي يسمعها يقول واحد فيهم مولود توه يرضع والثاني يخطي او توه يمشي كبار يعني هم لا واكيد مرتبين ونظيفين مو مثل عيالنا تلقون عباية الام فيها حليب عشان الصغير مرجع او كاكاو وعلك عشان بنتها وسختها وهم في السيارة ....الغصن )
وهي تحاول ان تجد ردا مقنعا .
ارتفع حاجباه قليلا وهو يقول :
"هذه فكرة عفا عليها الزمن ! "
أجابته :
" إنني افضل الثياب الداكنة ."
توارى القمر وراء السحب العابرة , لكنها أحست بوجهه يتخذ المظهر الخشن , كما تغير صوته وهو يقول :
"أنا افضل الثياب الزاهية . سأرى ماعندك ,فإذا لم يرق لي تشترين بعض الثياب الجميلة ياهيلين , الوانها تتمشى مع عينيك وتلقي ظلا على خديك الشاحبين ."
واخذ قلبها يخفق بشدة . لكن نبرة مبحوحة سرت الى صوته , وارتجفت وهي تقول لنفسها : لا يمكن ان اكون جذابة له . لكن هذا اليقين خالطه العلم بأن النساء سواء لدى اولئك الشرقيين المشبوبي الرغبة . فقالت محتجة:
" طبعا , يحق لي ارتداء مااحب !"
قال :
"بل ترتدين مايسر زوجك ."
وسكت عندما احس بضيقها , وسرت في صوته رنة تلطف وهو يضيف :
" سآخذك الى فندق الملك جورج – وهو خير مافي فاماغوستا – وأود ان افخر بك – سنلتقي ببعض زملاء عمل لي ."
إذن هذا هو السبب ! واسترخى جسمها , وندت زفرة ارتياح ولامت نفسها على مخاوفها . فما كان في نبرات صوته الرقيقة ماينم عن رغبة – مااغباها ! ( من زمان توك تدرين ياهيلين ...الغصن ) وكل هذا لأنها اخذت كلمات ترودي بجدية بالغة وبدأ ذهنها يميل لفكرة قضاء ايام قلائل في فاماغوستا , على سبيل التغيير – كما قال ليون .
بالرغم من تعلقها بالطفلين كانا مسؤولية ثقلية وكانا يفيضان خبثا في بعض الاوقات . وجهد العناية بهما تغيير كامل عن الحياة التي تعودتها , وغالبا ماشعرت بارهاق ولعل هذا زاد اهمالها بمظهرها – قالت :
"متى سيكون سفرنا ؟"
وادهشها نها تنتظر اجابة بلهفة – فقال :
"حوالي هاية الاسبوع المقبل .... ربما الجمعة , لنعود يوم الاحد او الاثنين , حسب تقدم العمل ."
فتمتمت في قلق :
"أتظن ان تشيبي وفيونا سيكونان بخير ؟ لن لن يرتاحا لفكرة غيابنا عن البيت ."
" بالتأكيد سيكونان بخير . لن يحدث شيء مع آرتيه ونيكوس . أما من حيث عدم ارتياحهما لغيابنا , فيجب ان يتعوداه , اذ قد اصطحبك مرة اخرى الى بافوس . فأني اتدبر شراء أرض هناك ."
قالت مقترحة :
" يمكننا ان نصطحبهما معنا ."
كانت تدرك ان الطفلين سيحبان ذلك . ولدهشتها قال موافقا :
" سنفعل يوما .... سوف نحظى – في وقت لاحق – بعطلة للترويح , كأسرة ."
اكفهر وجه هيلين للحظة عابرة ... كانت كلما رأت أسرة تتنزه , او تقضي عطلة . او حتى تتسوق , شعرت بالفراغ الفظيع الذي عانت منه بعدما فقدت زوجها , وابنها , ( يا الله انا قلت لكم حسودة انتبهوا لا تشوفكم في سوق في بحر الله اعلم واذا شفتوها قولوا لها: اذكري الله.... الغصن )
لذلك تحمست الى فكرة ليون , وقالت وهي غير واعية للضراعة في صوتها :
"الا نستطيع اخذهما هذه المرة ؟"
ولكن ليون قال بحزم قاطع :
"ليس في هذه المرة ياعزيزتي , فهذه الرحلة تغيير لرتابة حياتك كما قلت , ولن يكون ثمة تغيير ولا راحة اذا اصطحبنا هذين الوغدين ."
ولم تجادل اذ كانت تعرف هذه اللهجة . وارتاحت في مقعدها تسرح بصره في البحر , شذى الزهور البرية ينساب على انسام الجبل , ليمتزج بعبير زهور البرتقال القوي – وتمتمت :
"لا وقت كالربيع !"
فقال ليون :
" له بهجة خاصة , لكنه لسوء الحظ قصير جدا , بينما الصيف طويل اما شتاؤنا – اذا جاز تسميته كذلك – فهو محدود كما تعرفين ."
في اقل من اربعة اشهر رأت تعاقب الخريف والشتاء , وهاهو ذا الربيع . وستكون بقية العام صيفا بشمس متألقة وسماوات صاحية .
بدأت نسمة باردة تهب من البحر , فالتفت ليون متسائلا :
"أنعود للسيارة ؟"
كان الوقت مبكر بعد , وبرغم زهد هيلين السابق في الخروج , لم تعد ترغب في تعجيل العودة ... والتفتت اليه مبتسمة وقالت :
"هل نستطيع البقاء فترة اخرى ؟"
فقال :
"مالم تكوني تشعرين ببرد ."
ثم أردف بحزم فجائي :
"كلا .... إنك تتعرضين للبرد . هيا لنتخذ طريقنا عائدين للسيارة ."

الغصن الوحيد
15-01-2010, 14:53
تابع 4و4و4....

ولكن في طريق العودة , جنح بالسيارة الى مقهى أبيض غير مرتفع تألقت فيه اضواء ملونة , وشرفته الطويلة الواسعة تقابل البحر . وكان بعض الانكليز يجلسون الى المائدة التي قادها اليها . وسرعان ماابتسموا مرحبين وتحرك شاب بخفة ليحضر مقعدين .
" ما اطيب ان نراك يا ليون , استنتجنا جميعا أنك في سبات منذ زواجك ."
كان المتكلم شديد السمرة , ملتحيا , وادركت هيلين – حتى قبل ان يخبرها ليون – انه فنان ... فقد قال ليون وهو يضحك :
" لم يلق فيل تكريما بعد , ولكنه سيحظى به .... فهو موفق , وسوف يضع اسم لابيتوس على الخريطة يوما ."
فصاح شاب آخر في استياء :
" إن اسم لابيتوس على الخريطة ..."
وتحول الى هيلين قائلا :
" لدينا مجموعة صغيرة لطيفة من الفنانين , من المحتمل أنك تعرفين ؟"
فابتسمت هيلين وقالت :
"سمعت بهم ... قابلت أحدهم على السفينة عند قدومي ."
"اجل , روبرت ! إنه كثيرا ما يتكلم عنك. إنه موفق الآن . وصوره في كل متاجر الهدايا بالجزيرة . نعم , إنه والله ذكرك ... ويكن لك اعجابا كبيرا ."
شاعت في وجه هيلين ابتسامة سعيدة , وتحولت تلقائيا نحو زوجها فاذا الابتسامة على شفتيها ترى مالذي فعلته . كان وجهه مكفهرا ومتجهما . وأسرعت تشيح بصرها , بينما أحضر الساقي المبتسم الشراب ورفعت رأسها بتعاسة , وقد حيرها مسلك زوجها , ورد فعلها إزاءه . غضب وتجهم كثيرا في الماضي , فلماذا تأخذ ماطرأ عليه جديا هذه المرة ؟ وسرعان ماأقبل آخرون , وحصل التعارف , وسيطر المرح على الجميع .
وكانت النسوة يرشقن هيلين بنظرات جانبية , فأدركت انهن يعجبن بما اعجب ليون بيترو – ومما زاد حيرتها أنه مشهوربكراهية النساء , لكنه اذا احب ان يقع في غرام امرأة فاتنة لا يقوى على مقاومتها .... كانت هيلين تقرأ افكارهن بدون عناء , ثم فاجأت عيني زوجها ترمقانها بانتقاد , فخيل اليها انه يخجل من عدم اهتمامها بأناقتها . لماذا احضرها لتلتقي بأصدقائه ؟ ولمحته يبتسم فجأة , فاذا قلبها – بل مبرر تعرفه – يقفز منتعشا , وعادت طبلة الساعة التالية مغتبطة كأي شخص ممن حولها , وقد نسيت مظهرها وأخذت تحادث فيل عن أعماله الفنية .
قال بعدما أخبرها عن اعمال روبرت :
"يقول روبرت إنك ترسمين ! "
قالت وهي تتورد عندما سكت كل الحاضرين متشوقين :
"رسومي ليست جيدة , فلم ألتحق بمدرسة للفن , ولا تلقيت أية اراشادات ."
قال جيري مؤكدا :
"الفنان الصادق يرسم بوحي من قلبه ."
هو الآخر يقيم في لابيتوس ويعمل في نيقوسيا . وإقامته في الجزيرة مهددة , إذ كان على مخدوم هان يطلب ترخيصا له بالعمل كل ستة أشهر . وكان موقنا بأن طلبه سيرفض ذات يوم . وعاد يقول :
"لابد ان ترينا انتاجك ياهيلين , فكل منا يهتم بالآخر هنا ."
قال ليون رافعا كوبه الى شفتيه :
"أنا لم أر شيئا منه بعد . أظن زوجتي فنانة خجول ."
فقالت بضحكة صغيرة :
"لم أرسم شيئا منذ مجيئي , لم تسنح لي الظروف ."
فهز فيل اصبعه لها محذرا وهو يقول :
"هل يشغلك طيلة الوقت ؟ هؤلاء القبارصة ممتازون في استبقاء زوجاتهم تحت ...."
وأدار أصبعه نحو الارض , ففتح ليون فمه ليحتج , ثم رأى ان يضحك واسترسل فيل :
"لا تخدعي ياهيلين , فزوجك يختلف تماما عنا معشر المعوزين , يستطيع ان يحيطك بدستة من الخدم إذا شاء ."
وعقبت هيلين :
"ولكني لن اجد ماافعله عندئذ ولن ألبث ان اضجر ."
ولمحت أسارير احدى النساء , فقرأت افكارها مرة أخرى :
" أتضجرين ؟ ومعك زوج مثل ليون ؟"
وتناولت كوبها تتأمله وهي تتبين بصر المرأة مثبتا على وجه ليون الاسمر . كانت المرأة تغبطها , فمن تكون ؟ أحست هيلين – وهي تتعرف عليها – ببغضاء خفية تتوارى تحت ابتسامتها , ولكنها استبعدت الفكرة حتى عندما فوجئت بنذير سوء ينبعث من عينيها . أما الآن , فمن تكون ؟ وأخلدت للصمت تصغي محاولة ان تعرف شيئا عنها , وكان كل ما استخلصت ان المرأة سمسارة عقار في نيقوسيا . على أنها – في وقت لاحق – علمت مزيدا , فاكتشفت سر عداوة بولا الظاهرة لها .

** ** **

الغصن الوحيد
15-01-2010, 14:57
انفض القوم , وبدأت السيارات تنطلق . وذهب ليون الى سيارته , متوقعا ان تتبعه هيلين . لكن بولا هي التي تبعته , بينما تلكأت هيلين على الدرجات تراقبهما لعلهما كانا يتكلمان في الاعمال . لكن فيل جذب كمها قائلا :
"ربما لا يكون من اللياقة ان اقول . لا تطمئني الى هذه ... كانت وليون .. لنقل صديقين على الاقل , وبرغم كل الشائعات أنه لا يفكر في الزواج كانت تأمل ان تصبح يوما السيدة بيترو . ولا داعي لوصف شعورها حين سمعت انه تزوج سواها ."
وترك كمها – اذ التفت ليون متوقعا ان يراها قريبة منه – ثم أردف :
"أعرف أن هذا لا يعنيني , وأنك ربما تظنيني أتكلم فيما لا يخصني , لكنك لطيفة , وهي امرأة معدومة الضمير , وإن كانت ذات جاذبية للرجال ... أعني بعض الرجال ."
ودفعها لتواصل الهبوط , وهو يقول :
"يحسن ان تنطلقي , فليون ينتظر . ولكن ..... احذري بولا مكسويل !"

** ** **

أجل أضفى عليه الثوب جمالا . ابتعدت هيلين عن المرآة لتتملى شكلها . كانت ذراعها عاريتين , وكشف صدر الثوب عن نحرها الجميل ولمع شعرها الاشقر متهدلا فوق كتفيها في موجات غير مكتملة .( واهل ماعرفنا هالشعر ساعة اسود ساعة اشقر بعد شوي بيقولون وانساب شعرها البني المحمر .لا بس شكلها شقرا لأن حتى الصورة على غلاف الرواية شقراء وزرقاء العينين ...الغصن ) لكن الثوب كان قصيرا , فظهر حسن قوامها . وكان حذاؤها من الجلد الازرق اللين مثبتا بحزام مزخرف داكن اللون . ووضعت هيلين شالها على كتفيها , ثم تناولت حقيبتها المسائية , وخرجت وأخذت تهبط التل نحو القرية , (الله واكبرعليها من ملابس قديمة وغامقة وطويلة الى ازرق وقصير وعريان بعد من فوق والمسكين من متى وهو يقولها اشتري ,البسي , غيري ....هين ياهيلين ....الغصن )
ولم تبتعد كثيرا قبل ان تقف الى جوارها سيارة روبرت .
قال روبرت :
"في الموعد تماما .. الست بنتا شاطرة ؟"
فسألته وهي تستريح في جلستها :
"كم يبعد المكان ؟"
قال وهو يتجاوز انحناء الطريق , ويزيد السرعة :
"ليس بعيدا جدا . ألم تذهبي اليه بعد ؟ كنت أظن ان ليون اصطحبك الى ماريه مونت , فكل شخص يذهب الى هناك . كل الانكليز يجتمعون هناك . وفي اماكن اخرى طبعا , لكن هذا المكان بالذات مفضل للانكليز , وفي يوم السبت سهرة عظيمة . لكم يسرني أنك استطعت المجيء ."
قالت ورنة قلق تسري بدون قصد الى صوتها :
"يجب ان نعود في الحاديةعشرة على الاكثر . سيعود ليون حوالي الحادية عشرة والنصف ."
فقال :
"سنعود , فلا تخافي ."
وصمت لحظة في فضول :
"مالذي جعلك تتصلين بي هاتفيا ؟ تصورت إنك لا تريدين اية علاقة بي , بعدما رفضت دعوتي لأقلك الى المدينة ذلك الاسبوع ."
امتقع وجهها وقالت :
" أوضحت لك ان ليون لم يرتح للفكرة ."
فعاد يسأل :
"والآن ؟ .... لماذا اتصلت بي ؟"
كانا منطلقين على طريق الشاطىء , والبحر يلتمع تحت ضوء القمر وتذكرت هيلين تلك الامسية حين جلست مع ليون على مقعد هناك , ثم اصطحبها الى المقهى ... والتقت ببولا مكسويل . وفي اليوم التالي زارت هيلين ترودي وخرجتا معا لتشتري هيلين ثيابا لرحلة فاماغوستا , واستقلتا الحافلة ,ثم سارتا قليلا وأثناء مرورهما بالهلتون , ابصرت هيلين بولا في سيارة ليون وهي تتجه الى الفناء الخارجي . ثم دخلت بولا وليون الفندق . لعلهما جاءا للغداء وكان رد الفعل المباشر لوخزة الالم ان تساءلت هيلين :
" لماذا تهتم ؟ ألم تكن تعرف ان لزوجها علاقات بنساء ؟ أليس هذا هو ماأراده ؟ ان يرضي نفسه لئلا يطالبها بشيء ؟"
ولكن الامر كان مختلفا والنسوة مجهولات لها . أما ان تلتقي بأحداهن , ثم تراها مع ليون , ولم تستطيع ان تشهق خشية ان تسألها ترودي . ظلت طيلة الاصيل تشعر بتعاسة لم يكن لها مبرر , حتى اذا وافاها زوجها في النهاية ليصحبها , اضطرت لاغتصاب الابتسام وتجاهل بولا كانت – قبل ساعلت قليلة – في السيارة , تجلس في المقعد نفسه .
وتساءلت : " بأي حق اعترض ؟" لكنها لم تكن تعترض , فما كانت تعبأ .
قالت اخيرا , تجيب عن تساؤل روبرت :
"إنما شعرت برغبة في امسية خارج الدار . فالجلوس فيها وحيدة يثير الملل ."
قال:
"الا يمكث ليون في البيت أبدا ؟"
وبدون ان يمهلها لتجيب , اردف :
" هذا عيب الرجال هنا . كلهم يخرجون – كل مساء – ليجلسوا في المقاهي يتحدثون مع اصدقائهم الرجال . جو الاسرة المعهود في انكلترا شيء لن تعرفيه هنا . ولكن , هكذا أنتن يانساء , تقعن في هوى الرجل الاسمر المغازل – لماذا يا إلهي , لماذا ولدت بشعر كهذا ؟"
واضطرت هيلين للضحك , وظلت تضحك طيلة الامسية , متظاهرة بالمرح وهي تشعر طيلة الوقت بشيء مؤلم ينغز قلبها . كان في دخيلتها فراغ غريب , عرفته فيما مضى , ولكنها شعرت به لأول مرة منذ مجيئها الى قبرص .
سره ان حان الوقت للانصراف , وتمنت – وهما يمضيان في الطريق – لو انها لم تأت . وفي منتصف الطريق تقريبا , شعرت برجة , وهتف روبرت :
"يا للعنة ! شيء خرق اطار عجلة ."
اضطرب قلبها وقالت :
"هل يستغرق اصلاحها طويلا ؟"
فقال :
"لا أصلحها , بل ابدل الاطار ."
خرجا وفحصا الاطار , روبرت بصبر نافذ وهيلين بجزع – لو وصل ليون الى البيت قبلها ... لماذا تخاف ؟... وآرتيه مع الطفلين . كان العمل في الظلام مربكا , وروبرت يلقى عناء كبيرا , فراح يسب من آن لآخر وهيلين تقف بأعصاب متوترة وخفقات قلبها تتزايد كلما مرت لحظة . ونظرت في ساعة السيارة , فاذا بها تشير للحادية عشر وخمس وعشرين دقيقة .
قالت والسيارة تتسلق الدرب الصخري المؤدي الى البيت أخيرا :
"سأهبط هنا , قف ياروبرت ."
فقال :
"لن اتركك هنا في الظلام , في هذا الوقت من الليل ... الآن حدث الضرر , وإذا قدر أن ينشب شجار , فسيحدث سواء نقلتك حتى البيت او لم انقلك , وإن كنت اعتقد ان ليس من حقه ان يشكو , مادام يسهر خارج البيت دائما ."
ومضى بها – برغم رجائها الملح – حتى باب البيت . فاذا ليون يقف على قمة الدرجات , ووجهه – برغم العتمة – يحمل تعبيرا قاتلا .
قال روبرت وقد بدأت تصعد الدرجات :
"طاب ليلك ياهيلين ."
والتفتت لترد التحية , فاذا صوتها مختنق حتى شعرت أنه لا يمكن ان يكون سمعها . وأفسح لها ليون لتمر , بدون كلمة , حتى إذا صارا في البهو , التفتت وفتحت فمها لتوضح ماجرى لعجلة السيارة ولكن الكلمات انحشرت في حلقها لفرط الخوف .
لماذا تخاف هكذ ؟ وبأي حق وقف يرمقها وقد بدا متأهبا لأن يقتلها . أخيرا , تكلم بصوت خافت , فسألها أين كانت ...
قالت :
"لقد ذهبنا الى .... ماريه مونت ..... وعطبت احدى العجلات ...."
وأفلت الدثار من اصابعها المرتجفة فسقط , ووقفت وهي ترتدي الثوب الذي أعطتها اياه ترودي . وهم ليون ان يعلق على ايضاحها لكنه سكت وعيناه الحادتان تلمان بها , وتتأملان بدقة ذراعيها العاريتين , ونحرها المكشوف , شعرها الذهبي الفاتن الذي افلت بفعل الريح أثناء انتظارها في الطريق . كانت وجنتاها عابقتين وشفتاها منفرجتين في قوس ناعم رقيق . وهبطت نظراته الى ذيل ثوبها وتوقفتا .
فلما رفعهما اخيرا الى وجهها ثانية , كان في اغوارهما القاتمة شيء افزعها أكثر مما افزعتها اساريره القاتلة حين غادرت السيارة وحاولت ان تتخلص من الخوف الذي سد حلقها , وان تتكلم لكنها – بدلا من ذلك – انحنت فالتقطت دثارها . لكنه أخذه وطوح به الى مقعد . وشهقت متلفتة حولها وكأنها تبحث عن مهرب , هامسة :
"يا آلهي , انه ليس في طور انساني ."
وهتفت بصوت مختنق , وهي تسائل نفسها أكان الذعر في عينيها ظاهرا كما كان في صوتها :
"ليون , إن ... إن لي حقا في الخروج ."
قطع عليها الحديث بصوت ناعم :
"هل تتركين الطفلين وحدهما في البيت ؟"
ونسيت ذعرها في لهفتها على الطفلين وقالت :
"ليسا وحيدين ...قلت لآرتيه ... لابد انها مكثت ...."
قال :
"انصرفت آرتيه في موعدها المعتاد ... وهي تحسبك في البيت ."
وبدت نظراتها حائرة وهي تقول :
"سألتها ان تمكث ... ماكنت لاغادرهما وحيدين ابدا وانك لتعلم ."
الواضح ان آرتيه اساءت فهم ماابلغتها ..... انك تعرفين جدا صعوبة فهمها للانكليزية ."
قالت هيلين حائرة :
"بدا انها فهمت ... كيف علمت بانصرافها في موعدها المعتاد ؟"

الغصن الوحيد
15-01-2010, 15:00
قال:
"عدت الى البيت في الساعة التاسعة .وكان كوخها مضاء حين مررت به , ورأيتها فيه ."
وسكت لحظة , واشتبكت نظراتها بنظراته ثم استأنف :
"عندما لن اجدك هنا , كان طبيعيا ان اتساءل عما جرى . كان الطفلان مستيقظين , لكنهما لم يستطيعا ان يخبراني اين كنت , فذهبت الى آرتيه , ولم تكن لديها هي الاخرى فكرة عن مكانك ."
شيء واحد علق في ذهنها : عاد ليون في التاسعة . لماذا عاد مبكرا بعدما اخبرها انه سيتأخر ؟ اعتقدت انه كان في نيقوسيا يقضي السهرة مع بولا . ولكن هل يحتمل انه فضل البيت ؟ وبدافع غريزي تقدمت منه , وحدقت في وجهه بتساؤل وقالت :
"لو عرفت انك ستعود مبكرا ليون , لما خرجت ."
بادر قائلا :
"هذا واضح ."
وعادت عيناه تطوفان بقوامها الجميل , ثم عاد الوميض المتأجج الى اعماقهما , وسأله بخشونة :
"كم مرة تفعلين هذا ؟"
اسرعت تقول :
"هذه اول مرة ..."
" لا تكذبي ! لا تقفي هكذا وتكذبي علي ! كم مرة خرجت مع هذا الرجل ؟"
عادت ترتجف , ولكنها جاهدت ليظل صوتها ثابتا , وقالت :
"إنها المرة الاولى . في اية حال من حقي ان اخرج ."
قال:
"هل من حقك ان تخرجي مع رجال ؟"
وبرغم خوفها , ارتفعت ذقنها بشمم وقالت :
"رجال ؟ انما ذهبت مع روبرت لأن .... لأن ..."
لم تجد كلمات لتخبره بأنها ظنته مع بولا ؟ ولكنها قالت :
"لأن بقائي وحيدة هنا لايسر .... فأنت تخرج كل مساء تقريبا يا ليون ."
لماذا التذلل ؟ لم تخبره بأن من حقها ان تسري عن نفسها ؟ إنها ليست طفلة حتى يسألها عن غدواتها ورواحها . لذلك أردفت :
"سأخرج كلما راق لي , ولا تستطيع ان تمنعني ."
رباه ماهذا الذي قالته ؟ لماذا لم تلتزم الحذر ؟ انحسر الدم عن وجهها تماما , وحاولت ان تهرب اذ تقدم نحوها بخطوة سريعة , ولكن ساقيها خذلتاها ,ووجدت نفسها في عناق يهشم القلوع بلا رحمة وقال :
"هل ستخرجين حين يروق لك , مع رجال ؟ ستتأنقين لأجلهم , وتبدين جذابة . أما لي , فستبدين دائما كعجوز قروية شمطاء."
"ارجوك يا ليون , إنك لا تفهم . لم احاول ان ابدو جذابة لأي سبب الا ..."
"الا ان توقظي الرغبة في صديقك ؟"
كان وجهه قريب من وجهها , رهيبا كجذوتي النار اللتين تجلتا في عينيه , فلم يداخلها شك في نواياه . واردف :
"نجحت في ايقاظ الرغبة في زوجك , وستتحملين العواقب ."
فناضلت قسوته ولكنها بعد برهه استلقت مستسلمة تبكي بصوت خافت , وامسك بها على مسافة منه اخيرا , فلاحظ الدموع على خديها . مفاجأة هجومه والخوف الذي تملكها جعلا كل عصب في جسمها يرتعش . وتذكرت ماقاله من ان القبارصة يهتمون بنسائهم ويعتزون بهن , فتبادرت الدموع الى عينيها ثانية . كان لمرآها باكية تأثير عجيب عليه فإذا كل غضب وضراوة يتلاشيان فجأة , ومر بأصبعه على وجنتيها يمحو دموعها بحركة حنون , وهتف :
"لاتبكي ياهيلين!"
كأنه يمحو قسوته منذ لحظة . واذهلها تصرفه , ولكنه بعث فيها املا . فلما افلتها اخيرا , تطلعت اليه وقالت :
"ما أحسبك ..ستخرج عن وعدك يا ليون ؟"
سيطر صمت طويل , واشتد سواد عينيه وقد استقرتا على وجهها ورأسها على الارض . فأجاب برفق :
"إنك زوجتي ياهيلين ! "
وغشيتها مرارة طاغية . صحسح أن القبرصي لا يستطيع ان يعيش بدون امرأة ... وأية امرأة ترضيه .

(ها ها ها ,تستاهل يقولها لا تطلعين مع رجاجيل تقول ماعلي منك ابطلع .....الغصن )

ومع السلامة الفصل الرابع ..

واحين انشالله على الخامس ..
يلا ..يلا .خلنا انروح..

قاسم2010
15-01-2010, 17:22
[COLOR="Indigo"][/COLOتضحكين والله ياغصون ايه تستاهل ما تسمع الكلام وتبي تعاندوهي مب قده تسلمين كثير كثير ولا تتاخرين علينا تراكي شوقتينا:DR]

khadija123
15-01-2010, 23:37
(ها ها ها ,تستاهل يقولها لا تطلعين مع رجاجيل تقول ماعلي منك ابطلع .....الغصن )
والله عندك الصح دي وحدة ما تستحي على وجهها تبغي تخرج مع رجال أخرين وتتزين لهم كمان وهو الشيخ شيخة يقعد يستناها ولا يحرك ساكن وكمان تعاند وتقول من حقي أخرج ولا يمكن أن تمنعني كل هدا وتريده أن يسكت لو هو رجال عربي كان قتلها وخلص عليها من زمان تحمد ربها أنه عاملها بطريقة دي بس وكمان تريد ان لا ينكت بوعده وهي حافظ له على وعدها له بأن لا تقوم بشيء يثير الشبهان بالنسبة لشرفه وسمعته كرجل مهم في مجتمعه يا ستي دي ما تستحي :mad:
لقد شوقتينا لتكملة إحنا في إنتظارك.
تسلم الأناميل الحلوة يا أحلى حلوة.

الغصن الوحيد
16-01-2010, 01:16
مشكورة ياحلوين القاسم وخديجة .. وجزاكم الله خير


حسيت ان هيلين ارفعت ضغطكم مثلي انا , وليون يالله حنون ومتفهم والله اني حبيته حتى انتوا بتحبونه يابنات..

الغصن الوحيد
16-01-2010, 01:19
الفصل الخامس ...

5- دعني وشأني ! ..

نظر الطفلين بوجوم وهيلين تغلق غطاء حقيبة ثيابها فيستعصي عليها أحد القفلين . وسأل تشيبي في أسى :
" كم ستغيبان ؟"
وبدت لمحة من السرور في عيني هيلين , وقالت :
" ثلاثة ايام على الاكثر , ابتسم ايها السخيف .... ان من يراك يتصور اننا سنغيب شهرا ."
قالت فيونا متذمرة :
"ثلاثة ايام مدة طويلة , ليس هذا عدلا , لم لا نصحبكما ؟"
" لأن العمة هيلين تريد ان ترتاح . اخرجا الآن واتركاها تحزم متاعها ."
كان ليون يقف بالباب .... فقالت فيونا في اغراء :
"هل من الممكن ان نصحبكما يا عمي ليون ؟ سنكون مؤدبين تماما ."
فقال متعجبا من الحاحهما :
"سنأخذكما في وقت اخر "
وعندما رأيا اسارير ليون تتيدل , اطاعا على الفور . وانحنى ليون يتبين مابالقفل, فلمست أصابعه القوية السمراء أصابعها , واذ بها تنتزع يدها . وزم فمه واعتدل , ثم تناول يديها متعمدا وأمسكها بقبضة قوية , قال متهكما وعيناه تتأملان أصابعها الرشيقة :
"لا شك انك تفضلين الرجال الانكليز , ولكنك – لسوء الحظ – تزوجت مني ."
فردت هيلين :
"لسوء الحظ "
وجاهدت لتخلص يديها ولكن الضغط الفولاذي اشتد , وجذبها إليه , فقالت :
"هل يجب ان اذهب معك الى فاماغوستا ؟ الطفلان مستاءان ."
أحنى رأسه الاسمر قائلا :
"قلت إنهما لا يصيبهما أذى . نعم ياهيلين , يجب ان تأتي معي ."
" الا تستطيع الاستغناء عن امرأة لثلاثة ايام ؟ أي صنف من الرجال انت ؟"
قال :
"أظن من حقي ان أتوقع مرافقة زوجتي حين اسافر ."
كان صوته خافتا , لكن وميضا خطرا لمع في عينيه , وامتدت خطوط الغضب البيضاء من أنفه الى فمه . وقال :
"تبدين مقتنعة بمعرفتك سبب رغبتي ان تكوني معي ."
وحاولت ان تسحب يدها , فأفلحت هذه المرة , لكن اصابع ليون انزلقت على ذراعيها وامسكت كتفيها . قال محذرا وعيناه تتقدان :
"احترسي ياهيلين .... من اجل صالحك ."
كان وجهه قريبا من وجهها , نحيلا وفظا . ومات الرد على شفتيها فلا معنى لأن تجازف بالتعرض لهياجه , كما حدث منذ ليال . ثم افلتها . وسألها :
"هل فرغت من حزم امتعتك ؟"
قالت ببرود :
"كل مااحتاج اليه في الحقيبة ."
وخطت الى الشرفة , فاذا مشهد البحر والسماء يبعثان السكينة . كان من الممكن ان تنسجم – قبل اسبوع ومايزيد قليلا – مع هذا الهدوء . اما الآن , فالاضطراب الداخلي يجعلها تتساءل :
"الى متى تستطيع الاحتمال ؟ وثقت به تماما حين قال – عندما خطبها – انه لن يضايقها . ولم تتصور لحظة ان ينتهك وعده . ولكنه انتهكه , وبدون أي تعليل او اعتذار . لم يظهر من المشاعر سوى الرغبة .
قال ليون وهو يقف بجوارها :
"هل حزمت كل الثياب التي اشتريتها ؟"
فتطلعت اليه , ولاحظت بدهشة نثار الشببب في سوالفه اكثر ظهورا وقالت :
"هل حزمت ما امرت بحزمه ... لن اكسفك يا ليون ."
وساد الصمت برهة , ثم تحول لينصرف , ولكنه عاد وقال بصوت خافت لكنه كزمجرة حيوان يتأهب للأنقضاض:
" أنذرتك بأن تحذري , ولو أغفلت هذا التحذير , فستتحملين الثمن ."
وتركها واصابعها المرتجفة على السياج , وعيناها تحدقان غائمتين في الخط الفاصل بين البحر الفيروزي الداكن , والسماء الانقى زرقة .


** ** **

انطلقا بمجرد ذهاب الطفلين الى المدرسة . كان الصباح بهي الاشراق , ومنظر الجبال تبدل مع كل انحناءة في الطريق , وما ان بلغا العاصمة واجتازاها , حتى مضيا عبر السهل في الطريق المستقيمة الطولية , عابرين بمناطق سكنية صغيرة , لا تتجاوز احيانا مجموعة من الاكواخ الطينية تتناثر هنا وهناك بلا تنسيق . وقال ليون وعيناه لا تبرحان الطريق :
"سنذهب رأسا الى الفندق , ثم اصطحبك الى المدينة القديمة ."
ألقت هيلين نظرة على جانب وجهه , ثم التفتت تواصل تأمل الطبيعة . واستأنف كلامه :
"تقولين انك لم تزوري المدينة القديمة ابدا ؟ انها غاية في الجمال , لها جو اعتبره فريدا ."
قالت بصوت جامد :
"سمعت عن جمالها ."

الغصن الوحيد
16-01-2010, 17:04
والتفت لحظة ينظر اليها , فواصلت ارسال بصرها خارج النافذة وسألها على غير توقع , وهو يحول عينيه الى الطريق :
"هل تكرهينني ياهيلين ؟ كنا سعيدين في شكل معقول قبل .... قبل ...."
فقالت:
"قبل ان تتخذ مني متعة ؟ نعم يا ليون . كنا موفقين . وكان من الممكن ان يستمر هذا ."
فمست حافة فمه المتصلب ابتسامة مريرة باهتة , وقال :
"أتظنين ذلك ؟ وانت يا هيلين , هل كنت تقنعين بهذا النوع من الحياة ؟"
" عرفت انني مانويت السماح لأحسايسي بالتورط ... افهمتك هذا يوم حدثتك عن غريغوري وكيف خذلني ."
" لم تجيبي عن سؤالي . الرجال بشر , والنساء ايضا ."
قالت:
"النساء مختلفات , لاسيما الانكليزيات ."
فرد بمرارة :
"لا حاجة , بك لأن تخبريني بهذا ."
ثم اردف :
"ولكني لا ازال أقول انهن بشر , سواء كن باردات او غير باردات , ألن تجيبي عن سؤالي ؟"
قالت :
"لا يمكن ان احلم بالانغماس في المعاشرة لمجرد التراضي ."
فقال :
"مازلت تراوغينني ."
وانحرف ليتفادى عجوزا مسربلة بالسواد , انحنى جسمها تحت سلة كبيرة ربطت الى ظهرها , ثم استأنف حديثه :
"إنني اعترض على مصطلح التراضي يا هيلين , فأرجو الا تستعمليه ثانية ."
"إنك تشير قطعا الى انني مخطئة في استنتاجي , وهو انك تستغليني لمتعة مزاجك ."
وأنذرها تهدج انفاسه الى فورة طارئة من الغضب وقال :
"قلت لا تستعملي هذا المصطلح ."
فقال :
"فقالت متهكمة :
"إنك مليء بالمفاجأت يا ليون ..... ماكان ينبغي ان اتوقع منك الاعتراض على فظاظة المصطلح ."
فقال:
" يريحيني ان اسمعك تقرين بفظاظته . كنت قد بدأت أعجب من سذاجتك الفجة , فهي لا تناسبك يا هيلين ."
واقبلا على اكثر أجزاء فاروشا شعبية , عابرين خلال شوارع محفوفة بالمنازل والفيلات البيضاء , لكل منها حديقتها الساحرة المتألقة بألوان زهورها . وكان عبير زهور البرتقال يهب خلال نافذة السيارة المفتوحة . قالت :
"إطرؤاك يحيريني ."
اجابها :
"إن التهكم لا يناسبك , ارج وان تتفاديه ."
والتفتت بسرعة وحمرة الغضب على وجنتيها وقالت :
"الا يسمح لي حتى بحرية الكلام ؟"
اجاب :
"لك الحرية طالما انك لا تقصدين إهانتي ."
ولم يتبادلا كلمة حتى بلغا الفندق . ونقلت امتعتها الى حجرتها فاذا مصاريع النوافذ مغلقة اتقاء للشمس , ففتحتهما هيلين على الفور قائلة وهي تخرج الى الشرفة :
"لماذا يغلقونها ؟"
كان الامتداد الازرق الشاسع للبحر الابيض المتوسط يترامى امامهما وتحت الشرفة مباشرة تمتد الرمال الذهبية . وادركت ان زوجها يقف بجوارها قائلا :
"إنها العادة .... لم تألفي عاداتنا بعد ."
عادة ! كانت عادة ايضا ان يعامل الرجال زوجاتهم كأنهن ممتلكات . وتلفتت فإذا بالحجرة فراش لاثنين . أهو الذي طلب ذلك ؟ قيل انها القاعدة في احسن الفنادق ان تجهز الفرفة بسررين منفصلين . فقالت وفي صوتها رنة اغتمام مفاجئة :
"يحسن ان اخرج ثيابي ."
ولكن ليون لم يتزحزح ليفسح لها مخرجا . فاستدرات , واسستندت الى السياج تحدق في البحر ساهمة . وأحست بذراعيه يطوقانها فتيبست ولابد انه أدرك مايخالجها , ولكنه قال :
" من الممكن ان يكون هذا شهر عسلنا ياهيلين ."
فردت :
"شهر العسل للعشاق ."
قال:
"وهذا ما اعنيه ."
وأزاحته وفرت داخل الغرفة , صائحة :
"الا تستطيع ان تدعني وشأني ؟ هل يجب علي ان اعاني منك ليلا ونهارا ؟"
وانفرجت شفتاه الشاحبتان , ووقف كامصعوق لكنه تمالك نفسه في الحال . وتقدم بتؤدة وقبضتاه مشدودتان وعيناه السوداوان تطلقان شررا . وقال :
"إذا كنت تعتبرين عناقي مصدر عناء . فالجواب على سؤالك هو نعم . سآخذ ماابتغي , عندما يروق لي ."
قالت والغضب باق في صوتها , ولكن الخوف أفعم قلبها :
"لكنك وعدت ."
( ياربي هالانسانة ذي نكدية بشكل ,بس اهم شي ان ردوده عليها تعجبني ,ياشيخ لا يهمك هاذي السخيفة ماسكة عليه في الروحه والجيه انك وعدت – انك وعدت ..خلاص يا اختي غثيتينا وغثيتي ولد الناس مسكين مايسوى عليه هالوعد ... الغصن )
ليتها تستطيع الفرار من هذا الرجل ولكن الطفلين كانا يعترضان أية فكرة لتركه . وكان يدرك انها في حوزته مادام الطفلان بحاجة اليها . وعادت تقول :
"الا يؤلمك ضميرك أنك نكثت بوعدك ؟"
فقال :
"لا ضمير عندي فيما يتعلق بصلتي بك . انت زوجتي , وانا لا اخرق القواعد اذا اخذت ماهو ملكي ."
وقالت بسخط :
"لا داعي لأن تذكرني بأن الزوجة هنا ملك تقتينه ."
اضطربت عيناها اذ واجهتا الشمس , فأسرعت تجذب الستائر على النافذة , وقد كرهت – للمرة الاولى – الشمس والسماء الصافية , بل كل شيء يمت الى الجزيرة التي لا مهرب منها , واردفت :
"لكنك لن تستبقيني الى الابد , فبمجرد ان يبلغ الطفلان سنا كافية سأتركك ."
انبعثت طقطقة خافتة من اتجاه منضدة صغيرة , فشغلتهما عن الحديث , وأصغيا , هيلين بحيرة وليون بعدم مبالاة – قال بهدوء وهو يسير الى المنضدة :
"قد تكونين انجبت اطفالا قبل ذلك بوقت طويل ."
فصاحت :
"تود ان تقيدني بهذه الطريقة !
فاجاب بهدوء :
"بهذه الطريقة !"
وتطلعت مأخوذة , اذ كانت في صوته اختلاجة غريبة , كأنما يجد أشد الصعوبة في الكلام . والتقت نظراتهما , وبغير مبرر قفزت الى ذهنها ذكرى اللوعة البسيطة التياحست بها حين رأته مع بولا قرب الهيلتون . ولذهولها محت الذكرى كل ماجرى , وتقدمت منه وكأن قوة في ذاتها تجذبها نحوه , ومدت يدا – بدون ان تفطن – في توسل , وهتفت :
" ليون "
تناول يدها فأمسكها بقوة . وعاد الدم رويدا الى شفتيه . واكتسحت ابتسامته كل خشونة . وقال :
"نعم يا هيلين ؟"
ولكنها لم تستطيع الكلام , عجزت عن صياغة كلمات تعبر عن افكارها وتصف اضطراب قلبها , ذلك الاضطراب الذي لم يعد وليد خوف . وخيل اليها ان شيئا في كيانها يستجيب برغم ارادتها . فقالت :
"هذه الرحلة القصيرة ... هل .... نستطيع ان نكون سعيدين فيها ؟"
وحدق فيها غير مصدق , ثم جذبها برفق , واحاط خصرها بذراعه , وتمتم :
"اجل ياعزيزتي ....نستطيع ....ان نكون سعيدين ."
سرى في اعماقها شعور بالذنب لا تدري معناه . وتكلمت مسرعة تحاول دفع الشعور عنها :
"ماهذا الصوت يا ليون ؟... أهو الخشب ؟"
فهز رأسه مبتسما وو يقول :
" انها حشرة , تدب في الاثاث . سنطلب من خادمة الغرف ان ترش مادة مبيدة ."
قالت :
" حشرة ؟ كيف تدخل في الخشب ؟"
قال:
"صفحات المناضد مثقوبة . وتغلغل هذه الحشرات مدهش ."
قالت :
"احسب انه اذا اوتيتم طقسا كهذا فلابد من قبول المساوىء التي تصحبه . فلا يوجد شيء كامل ! "
وابتسمت ابتسامة واهنة , فعاد يمسك بيديها ويتأملها , ثم رفعها بأسى وقال :
" كلا يا هيلين شيء كامل ."


**

قاسم2010
16-01-2010, 17:21
هههههههه ايوه تبي تورطه بهالوعد ماتدري انه اذا طقت براسه طقت خلاص خخخخخخ تسلمين غصونتنا

الغصن الوحيد
16-01-2010, 18:47
ايه والله صدقت يالقاسم طقت خلاااااااااااااااص , انا احس انه بطق (يصقع)راسه بالجدار وبيقولها : تكفين خلا ص ارحميني ..

تسلمين يالغالية على كلامك الحلو ..

الغصن الوحيد
16-01-2010, 18:50
انطلقا بعد الغداء الى فاماغوستا القديمة , في زيارة لأسباب تتعلق بالعمل – بالدرجة الاولى – كما قال ليون , ولكنه لم يبق في مصانع التعبئة سوى دقائق . وقال وهو ينزلق الى مقعد القيادة بجوارها :
"سنمضي في بساتين البرتقال . إنها متعة في هذا الوقت من السنة ."
وكان على صواب اذ كانت البساتين تمتد أميالا في كل اتجاه . وكانت هناك فضلا عن اشجار البرتقال – اشجار اليوسفي والحامض . كانت المنطقة بأسرها كتلة زهور , والهواء مشبعا بعبيرها . وقالت هيلين وهي تستنشقه :
"هذا رائع, لم أر مثل هذا في حياتي ."
أوقف ليون السيارة . واختفى الوميض القاسي من عينيه وهما تتأملان هيلين برهة , وهي تقف على حافة بستان البرتقال , والنسيم يداعب شعرها , متوردة الوجنتين , وعيناها متألقتان . كانت ترتدي احد الاثواب التي جعلها ليون تشتريها : ثوبا من القطن المطبوع بالزهور , ابرز قسمات جسمها الشاب . وقال بصوت خافت :
"انت جميلة جدا يا هيلين ."
واشتدت حمرة وجهها . ومد ذراعه فوق رأسها , فقطع فرعا صغيرا , وقال :
"زهور البرتقال هدية للعروس ."
وناولها الفرع . وفجأة , بدا شابا صغيرا غير واثق من نفسه . كان التغير سريعا حتى تصورت انها كانت واهمة . وابتسمت له وهي تتناول الفرع المعطر وتقربه الى وجهها , وقال بصوت خافت ورقيق :
"انت بارعة الجمال !"
قالت له وقد عادا الى السيارة , وهي ممسكة بفرع البرتقال قرب وجهها وتتنشق عبيره :
"حدثني عن البرتقال يا ليون . أعني ما عملك .... في مصانع التعبئة ؟"
فقال:
"كل الثمار تنتقل اليها بعد الجمع , فتغسل وتفرز .... تغسل قبل تصديرها , وتقوم نسوة بهذا العمل عادة . ثم تفرز وتعبأ للتصدير ."
قالت :
"وانت تملك المصانع فقط ... دون البساتين ؟"
قال :
"املك المصانع ...
وساد الصمت والسيارة تمضي تحت سماء صافية . كانت الطريق ملاصقة للبحر , وعلى طول احد جانبيها , كانت هيلين تلاحظ النباتات العالية .
قالت وقد ثار اهتمامها :
"ماهذه ؟ إنها تبدو نوعا من القصب ."
فأجاب :
"إنها غابة قصب تزرع لحماية بساتين البرتقال من هواء البحر ."
كانت البساتين تمتد حتى البحر تقريبا . واستطرد ليون :
"إننا نصدر كميات كبيرة الى انكلترا , من الكريبفروت كما تعلمين ."
كانت في صوته رنة زهو ,.... زهو بجزيرته ومنتجاتها .....
وكان كل القبارصة الذين التقت بهم مثله .... أي شيء ينتج في قبرص يتفوق على كل ماينتج في أي مكان آخر .
عندما بلغا المدينة القديمة , اوقف ليون السيارة في الساحة , ودخلا احد المقاهي لتناول بعض المرطبات .
ولم يكن هناك سوى رجال , اتجهت عيونهم كالعادة صوب هيلين , وليون , ثم ارتدت الى الصحف ولعب الورق والطاولة .
قالت هيلين تستعلم , وهي تراقب رجلين يلعبان على مقربة :
"هل يلعبان على نقود ؟"
قال:
"على المشروب فحسب "
فرمقته بنظرة متسائلة :
"أليس لديهم عمل ؟"
فضحك قائلا :
"ما زال رأسك الجميل مشغولا بأن النساء يعملن , بينما يقضي الرجال في تكاسل ؟"
امتقع وجهها لأن هؤلاء الرجال بدون نشاط سوى اللعب . وزاده امتقاعا استعمال ليون كلمة الجميل , ياله من شخص متقلب ! تعمدت في بداية الامر ارتداء ثياب قديمة لئلا تبدو جذابة للرجال , ولكنها تشعر بالسعادة الان , لأن ليون يعتبرها جميلة ومالذي يساوره ؟ من الواضح انه عرف من البداية أنها مصممة على ان تستبقيه على مسافة منها . وقالت اخيرا :
"أكره ان اكون زوجة رجل فقير هنا ."
رمقها متسائلا وقال :
"أصحيح هذا يا هيلين ؟"
فعضت شفتيها وقالت :
"ماعنيت هذا ..... إنما قصدت أنني ماكنت أتمنى ان أولد هنا , واكون فقيرة .... إنك تعلم ماأعني ."
قال :
"نعم , أعرف ماتعنين ."
ونظر الى صاحب المقهى اذ أحضر صينية تحمل فنجاني قهوة صغيرين وكوبي ماء . ثم أستأنف :
لكن النساء هنا لا يأبهن . تعودن هذا , طالما انهن يهتدين أخيرا الى زوج فهن مقتنعات ."
تناولت رشفة من قهوتها وقالت :
"تلك الزيجات ..... الزيجات التي لا تقوم على حب ... كيف يتسنى ؟"
قال:
"الامر بسيط , فمثلا تزوج بافلوس , احد ابناء عمي اخيرا فتاة من قرية صغيرة في الجبال . سعى اليه اخوها واخبره بميزاتها , قائلا بوسعها ان تقدم بيتا . فوافق بافلوس على اللقاء بها , والواضح انها راقت له فقبل الزواج منها على الفور ."
وتناول جرعة ماء , وومضت عيناه بابتسامة حيال الصدمة التي بدت على هيلين , التي سألته :
"أهذا كل شيء .... الاخ يدبر الامر والشاب يتأملها لكن هذا بشع ! "
فقال:
"إنه الاجراء الطبيعي ."
فصاحت :
"ولكن الفتاة .... أليس لها أي رأي في الامر ؟"
قال معترفا :
"رايها لا يذكر .... بل اذا رفضت فأن أباها واخواتها لا يصغيان الى رأيها لكن يندر ان يحدث هذا . الرجل يحسن صنيعا للفتاة بأن يتزوجها , ولذلك تعترف بفضله ولا تفكر برفضه ."
فقالت:
"إنه يبدو نوعا بغيض التدبير , لابد انه محرج للفتاة الى حد مؤذ ."
فقال وعلى وجهه وميض ابتسامة :
"أبدا انها العادة يا عزيزتي ."


** ** **

khadija123
16-01-2010, 20:46
أشوفها يا ست ما عندها إلا الكلام وهو ينفد إلي في رأسه (تتكلم زي ما تريد بس هو ينفد إلي يبغاه وبس )::سعادة::

نايت سونغ
16-01-2010, 21:06
طولو بالكو يا بنات علي البطلة شوي شوي عليها :mad:

<


<




<







<






<







<





<
بمزح معكووو ههههههههههههههه اكيد حبيت البطل اكتر منها :D


يسلمووو غصووونتنا يعطيكي الف عافية ناطرينك ::جيد::

الغصن الوحيد
16-01-2010, 22:20
شفت كيف ياخديجة هذا اكثر شي عجبني انو يطنش كلامها ساعات او زي ماقلت انه يسوي اللي براسه ..


انا عرفت يانايت سونغ انكم بتحبون ليون اكثرمن هيلين مثلي ..


يعطيكم العافية حبيباتي عل تواصلكم معي ..

الغصن الوحيد
16-01-2010, 22:25
خرجا الى الساحة فإذا ضوء الشمس ينعكس على جدران القصر البندقي الفخم . وكان يواجهه مبنى آخر شامخا . فقال ليون :
"هذا هو الجامع .... هذه المدينة القديمة هي – كما تعلمين – الحي التركي في فاماغوستا . أتودين دخول الجامع ؟"
فأومأت برأسها . وخلعا أحذيتهما ودخلا المبنى الجميل – الذي كان يوما كاتدرائية القديس نيقولا , وأقامها ملوك قبرص قبل قرون كثيرة . حتى اذا خرجا , قال ليون :
"سنقوم الآن بجولة في السيارة ! "
وأخذها لترى الجدران البندقية , والقلعة ذات البرج المشهور حيث اخرجت قصة عطيل . وخيل الى هيلين في جولتها أنها رأت مئات الكنائس , تحولت الى اطلال .
قال ليون :
"كانت ثلاثمائة وخمس وستون كنيسة ."
فهتفت:
"غير ممكن ..... في هذا المكان الصغير ؟"
قال:
"هذا حقيقي , اختفى معظمها طبعا , ولكن قسما كبيرا بقي."
وتوقف مرات عدة ليريها بقايا النقوش الملونة والفيسفاء . فقالت :
"لا تزال باقية بعد كل هذه السنين . هذا يبدو مستحيلا ! "
فقال:
"المناخ يساعد على حفظها ... فالمطر هنا قليل ."
اتجها في السيارة الى بوابة البحر , التي دخل ريتشارد قلب الاسد خلالها الى المدينة , ثم تركا السيارة , وسارا على الاقدام . لم تشعر هيلين بمثل هذه السعادة منذ امد طويل . وأمسك ليون يدها اذ انزلقت على حجر متفكك, واحتفظ بها طيلة مسيرتهما.
عندما عادا الى غرفتهما في الفندق , وضعت هيلين غصن زهر البرتقال في كوب ماء . وراقبها ليون وهي تخرج من الحمام , فابتسمت ووضعت الكوب على منضدة الزينة , وكان ليون قد دعا بعض أصدقاء العمل للعشاء فسألته , وهي تطرح ثلاثة أثواب كوكتيل على السرير :
"أيهما أرتدي ؟"
أدهشها سؤالها بقدر ما ادهشه , فقبل سويعات قلائل ما كانت تحلم بأستشارته . ورفع ثوبا , ثم هز رأسه وتناول آخر . كان الثوب القصير الواسع , من القطن المائل الى الصفرة يلائمها كل الملاءمة . فقال :
"هذا! "
كان اثنان من أصدقاء ليون انكليزيين – والثالث قبرصيا يونانيا . وكان يانيس يني أول من وصل , فنظر باعجاب الى هيلين حين تعرف اليها , وأمسك بيدها أطول مما ينبغي .
فسأله ليون :
"ماذا تود ان تشرب ؟"
والتفت يني اليه , فلمح عبوس محياه , وهتف :
"أتغار يا ليون ؟ كلا , ليس مني !" ( ليه مرفوع عنك القلم, انت ووجهك ...الغصن )
وجلس على مقعد مرتفع بجوار هيلين وقال :
"سأشرب رتسينا اذا سمحت ."
يغار ؟ وحدقت هيلين الى زوجها , وكان يرتدي حلة انيقة من التيل , ذات لون رمادي جذاب مشوب بالزرقة . قميصه الابيض يبرز سمرته , ولدهشتها وعجبها شعرت بلمسة فخر , فتصاعدت الحمرة الى وجنتيها عندما التفت ليون ورمقها بنظرة باردة .
يغار ؟ كيف تنشأ غيرة بدون حب ؟ وما لبث ليون ويانيس ان اندمجا في حديث عن العمل . وسرعان ماوافاهم صديقا ليون الانكليزيان إريك وستيفن . وفرحا ايضا بلقاء هيلين ... تبينت ان الانكليز ... برغم كثرة المقيمين منهم في الجزيرة – كانوا يتلهفون للقاء معارف جدد من انكلترا . وعندما علقت على هذا , قال إريك :
"هذا صحيح ... ومع هذا فنحن في كل مكان من الجزيرة ."
وقال ليون دون ضغينة :
"سرعان ما سيفوق الانكليز عدد القبارصة . الناس يغادرون بلادهم فرارا من الضرائب ."
والتفتت ستيفن الى هيلين مبتسما وقال :
"هكذا يقنتي زوجك وامثاله الثروات ."
وأضاف بأيجاز :
"الارض! "
الارض , ومصانع التعبئة . هل ليون واسع الثراء؟ وما اغرب ان تكون زوجة جاهلة تماما بشؤون زوجها المالية . لم تكن لديها أقل فكرة عن دخله ."
وبعد العشاء انتقل الجميع الى ملهى ليلي – واخذ النعاس يغالب هيلين شيئا فشيئا , حتى باتت مستعدة لأن يحملها زوجها الى الغرفة حين دخلا الفندق في الثالثة صباحا ."
بعد افطار متأخر خرجا الى الشاطىء مباشرة . وكانت الشمس حاره , فاقترح ليون ان يسبحا . ولدهشة هيلين لم تشعر بآثار سيئة نسبة الى الليلة الفائته , بل كان وجهها يتألق صحة وهي تسير الى جواره نحو الماء. وسبحا قليلا , ثم اسلقيا تحت الشمس . وبعدما تناولا غذاءهما قال ليون :
"سأضطر لأن اتركك زهاء ساعتين فلدي عمل , ستكونين على الشاطىء اكثر راحة منك في السيارة الحارة ."
وسألت هيلين نفسها , وهي تتأمله بفضول : هل كان يجد هذا العمل مضجرا حقا ؟ على انه لم يغب اكثر من ساعة ونصف الساعة , ثم فتحت عينيها فإذا به يقف في ثوب السباحة , طويلا ,اسمر , وسيما بدرجة تفوق التصور . منذ متى كان واقفا يتأملها متفرسا ؟
استوت جالسة , يغشاها الحياء , وقالت :
"عدت مبكرا "
قال وهو يجلس باسطا ساقيه الطويلتين :
"لو صدقت ماتراه عيناي لقلت أنك سعيدة ؟"
ومال على احد مرفقيه يحدق فيها قائلا :
"هل انت سعيدة يا هيلين ؟ أم ترى لا يجوز لي ان أوجه ذلك السؤال ؟"
واستمرت ترسم بأصابعها صورة على الرمال . هل كان يريد ان تحفل به , هل كان يريد شيئا يفوق العلاقة من جانب واحد ويتخطى ان يأخذ بنفسه ما كان يعتبره حقا له , لكنها لم تمنحه شيئا وما كان يحتمل ان يرضيه فتورها وهو المتأجج الهوى . وربما عجزه عن ترويضها كان يجرح كبرياءه . اذ علمت هيلين من ترودي ان الحب لدى اليونانيين عامة فن وهم يدركون انهم متفوقون فيه عن سواهم . قالت ترودي في خجل :
"الانكليزي ناشىء في هذا الفن , اذا قورن بهم . ولو قدر لليون ان ينكث بوعده , ستشعرين أنك في نعيم ! "
دفعت ذكرى هذه الكلمات الدماء الى وجه هيلين . واختار ليون هذه اللحظة بالذات ليرفع رأسها بلمسة رقيقة تحت ذقنها . ومن الغريب انها لم تقاوم حركته . وقال :
" لماذا يا هيلين الجميلة "
واضطرب شيء ما في كيانها ولكنها ابت ان تفسر هذه الهدنة التي التزماها , وكل منهما يوقن انها تتوقف في نهاية الرحلة ...... وتمتمت وهي تحاول ان تتبين ما في عينيه :
" كنت افكر في امر ما ."
فقال وفي صوته اصرار :
"مالذي كنت تفكرين فيه فجعل وجهك يحمر هكذا ؟"
هزت هيلين رأسها وهبطت يده على يدها , فأمسكها بأصرار حال دون تخطيطها العصبي على الرمال , وقال :
"الجو حار , انزلي الى الماء ؟"
ونهضت على الفور , بعدما ارتاحت لاقتراحه . وسارا الى حافة الماء يدا بيد كعاشقين . وانطلق ليون في الماء بعيدا , لكن هيلين بقيت قريبة من الشاطىء . وما لبثت ان طلعت فجلست على الرمال الدافئة , وعيناها تتابعان رأس ليون عن بعد . لوح لها بيده فلوحت له . كانت مثل هذه الزمالة جديدة عليها , لم تعرفها مع غريغوري – وعجبت – وهي تسترجع علاقتها بغريغوري – انهما لم يكونا متقاربين في الواقع . وما كانت تعتبره زواجا سعيدا , كان في الواقع مجرد تعايش كثيرا ما وصفه الناس بأنه مريح . أما السعادة ؟ وتمثلت لها صور ترودي واشراقتها كلما ذكرت زوجها .
تمتمت هيلين لنفسها : وانقضى على زواجهما ست سنوات ! أجل , كانت حقيقة لا يمكن انكارها , كانت ترودي وتاسوس , متحابين اليوم بقدر ما كانا يوم زواجهما .


*

الغصن الوحيد
16-01-2010, 23:46
كانت ترسم على الرمال حين وصل ليون . فقال وهو يمسك بيدها :
"ألا ترسمين لي ؟"
قالت وهي تستجيب إذ جذبها فأوقفها :
"لست بارعة يا ليون ."
كانت قطرات الماء تتلألأ على جسمه الاسمر . والتمعت عيناه وهو يتأمل كل صغيرة في قوامها الممشوق , وألصق ذراعه بذراعها فجففت ساعدها وهي تضحك . وقال :
"بالنسبة الى رسمك هذا – أنا الذي سيحكم , هل هو جيد ام لا . عندما نعود الى بيتنا سترسمين لوحة ."
فقالت :
"كلا , اين ستضعها ؟"
فجاء رده ناعما:
"سأعلقها في مكتبي ."
وشعرت بهزة سعادة . لم يكن لغريغوري رأي في انتاجها , بل كان يقول صراحة ان صورها ينقصها الشعور ..... ورفض ان تعرض شيئا منها .
(يابنت الناس لا تقارنين بين الشيخ ليون وها الغريغوري اللي ذبحتينا فيه ,اصلا مافي مجال للمقارنة . وش جاب الثرى للثريا .....الغصن )
قالت منذرة :
"ربما يتغير رأيك حين تراها ."
فقال :
"لن اغير رأيي."
لماذا كان يريد لوحة لها معلقة حيث يستطيع رؤيتها باستمرار ؟ هل لتذكره بأنه يمتلكها ؟ وابعدت هذه الفكرة ,( ازين لك واحسن لأني بدخل عليكم في الرواية وبضربك –اصفقها –عشان ماتفكرين كذا ....الغصن )فمهما كانت عينا ليون , كان يبتسم بأخلاص صادق أعجبت به , فالناحية العاطفية من طبيعته شيء قائم بذاته , ادت قوتها الى نبذ النوايا الطيبة التي كانت لديه حين عول على الزواج منها .
وكان لنكثه بوعده , وعدم اكتراثه لمشاعرها , أسوأ الاثر على رأيها فيه . ومع ذلك كانت موقنة بأنه في جوهره رجل صالح , تستطيع ان تعتمد عليه وتركن اليه .
سارا ببطء الى حيث تركت هيلين منشفة الشاطىء , فالتقطها ليون وساعدها على ارتدائها, ثم ارتدى إزاره . ولم يكن على الشاطىء سوى افراد قلائل من الفندق , يستمتعون بالشمس . وتساءلت هيلين :
"أترى زوجها كان يعرف ان زوجين يشغلان مائدة قريبة من مائدتهما في الفندق , راحا يراقبان رعايته لها باهتمام ؟"
قال :
"ارفعي رأسك! "
فأطاعت ... واضطربت عيناها إزاء تألق الشمس . ومست أصابعه عنقها , ثم هز رأسه وابتسم لها في حنان وقال :
"لو لم يكن هناك من يراقبنا لقبلتك ! "
ذهبا في اليوم التالي الى لارنكا , وراحا يتمشيان على الشاطىء وتناولا بعض المرطبات في مقهى صغير تحت النخيل , ثم استقلا السيارة الى البحيرة المالحة الكبيرة , التي ترتادها الطيور الموسمية . واعجبت هيلين بهذه الطيور فقال ليون :
"من حظنا ان نراها , فسترحل قبل نهاية الشهر ."
وابتسم لها مضيفا :
" كنت ادر كان هذا المكان سيروق لك . والان , أتودين ان نتوغل في الجبال ؟"
وشاب صوتها شيء من الشغف وهي تقول :
"نعم يا ليون . هل نحن بعيدان عن ليفاكارا . أتمنىرؤية النساء تقمن بأعمالهن اليحرفية وأود شراء بعض منتجاتهن , اذا أمكن ."
قال:
"هذا ممكن طبعا , لست مضطرة لأن تسأليني ياهيلين ."
وصلا الى قرية جبلية صغيرة , تصنع فيها منتجات , لاسيه ليفكاريتيكا ذات الشهرة العالمية . فاشترى ليون أغطية للموائد ومناشف ومناديل وثوبا مطرزا بشكل فخم , مزين الصدر, والاكمام بأرق الدانتيل .
وشهقت هيلين إزاء ثمنه , وقالت :
"إنه باهظ ..... والابيض يناسبني ."
فتلفت ليون حوله قائلا :
"حقا , الابيض يلائمك ."
ودعتها صاحبة المتجر الى التجربة .... وهزت هيلين رأسها , لكن ليون ألح . كان الثوب مناسبا لها تماما , وجميلا , وحبست أنفاسها اذ رأت صورتها في المرآة , وهتفت :
"إنه جميل جدا .... ولكن الثمن غال جدا ."
فقال ليون :
"لاشيء يعتبر غاليا لك ياعزيزتي ."
ثم أردف بصوت خافت :
"ألم نقل أننا سنسعد ؟"
وعاد يقول :
"هل انت سعيدة ياهيلين ؟"
كانت في صوته رجفة , وراح يتأمل محياها متلهفا في انتظار الجواب وارتعشت ابتسامة على شفتيها الجمليتين , وقالت بصوت خافت وبحة :
"نعم يا ليون ....إنني سعيدة ...."

(لا لا لا يالله ما أقدر على كذا وش هالرجال طيب حنون رومانسي كريم وقلبه كبير, وين الوحده تلقى لها رجل بهالمواصفات الحلوة وكلامه الحلو ويدلع يا بنات ,ياسلام عليك يا ليون .... الغصن )

على فكرة خلصنا الفصل الخامس ..

بينا على السادس يارجالا..

مطفوقه
17-01-2010, 00:08
وااااااااااااااو قدام بنات http://up.arb-up.com/i/00101/tjb133egghcc.gifصراحه الروايات اكثر من روعه لا جيت اقراء احس ابصيح مااقدر اعبرلكم عن شكري http://up.arb-up.com/i/00101/474elk3zf3fo.gif

khadija123
17-01-2010, 14:03
إحنا في إنتظارك يا الغصن ياله بينا على السادس ( إحنا بنات أو ستات مش رجال :mad:)
:D :D

khadija123
17-01-2010, 14:05
أنا أسفة يمكن يكون بنا رجال متابع معنا

:d :d ::سعادة::

الغصن الوحيد
17-01-2010, 22:34
ياحبيبتي ياخديجة انا ادري ان انتوا صبايا بس انا قاعدة اتكلم مصري زي الافلام يعني ..
اوكيه عزيزتي ما تزعلي . هذا لبناني ..

عشان انا مشالله علي اتكلم كل اللهجات شفتوا.. تبغوني اتكلم حتى اسباني اتكلم ..

الغصن الوحيد
17-01-2010, 22:37
الفصل السادس ...

6- الطاحون لوحة جميلة ...

امتزج الربيع المسرع الخطى , مع الصيف على نحو غير ملحوظ , وتدفق الزائرون بالآلاف على المصايف الساحلية والجبلية . لكن البيت الابيض الجميل المتربع عاليا على السفح فوق لابيثوس , لو يتأثر . ولم تتمالك هيلين – وهي مضطجعة في مقعد من القماش في الحديقة – ان تقر بأنها محظوظة من نواح كثيرة . فكانت حياتها – حتى شهور قليلة مضت تتسم بوحشة الوحدة والكآبه وليس فيها مايرتجى سوى العمل لأعالة نفسها . ودار بذهنها ان القدر قام بحيل عجيبة . فلو لم تفكر بريندا فيها – حين علمت بمشروع ارسال تشيبي وفيونا الى عمهما ماكانت وضعت قدما فوق هذه الجزيرة البديعة , ولما سنحت لها فرصة اتخاذها موطنا . مع ان الحياة تحتفظ بمشكلات لابد منها كزواجها من ليون بدافع رعاية الطفلين .
خففت الرحلة من توتر علاقتها الجديدة بليون ولم تستطع ان تنسى أنها – بالنسبة اليه – مجرد امرأة أخرى , وأنه عاشرها بدون حب , فلم تكن قادرة على أن تغفر له انتهاكه وعده المبدأي وتنهدت متذكرة أنه وافقها على أنه لا يوجد شيء كامل . ولقد انسابت وليون لنمط حياة محتمل . وعليها أن ترضى بهذا , فهذا افضل من السخط الذي كانت تعانيه – في البداية كلما اقترب ليون منها .
رفعت رأسها عندما أقبل ليون , واغتصبت ابتسامة , وقالت في أدب :
"كان يومك حافلا بالعمل ؟"
فأجاب :
"الى حد كبير ...وأنت؟"
فقالت:
"أظنني أجنح الى الكسل . آرتيه تقوم بكل شيء ."
فوقف يتأملها وفي عينيه الداكنتين ابتسامة , ثم قال :
"اكتسبت سمرة فاتنة ياعزيزتي ."
كانت اطراءاته تصدر عفوا .... ومتباعدة ..... ليتها تصدر من القلب وعن صدق . لكنه كان يقدمها لنساء غيرها في الماضي وربما لسواها في المستقبل .
أحضر مقعدا وجلس أمامها . وقال :
"سنزور عمة لي هذا المساء , شكت لي هاتفيا أنها لم تقابلك ."
فسألته :
"عمة أخرى ؟ لم تذكرها لي مطلقا ."
فقال بابتسامة واهنة :
"ما اكثر الاشياء التي لا يزال كل منا يجهلها عن الاخر ."
واكتفت بالايماء , فسألها :
"كيف يحدث ان الحديث الطبيعي صعب جدا بيننا يا هيلين ؟"
أدهشها السؤال , اذ بدا في احدى حالاته اللينة , اللطيفة , التي تبعث فيها شعورا بالذنب لا تدري له سببا . فقالت :
"لا أظن ان الحديث متعذر ."
فقال :
"قلت : الحديث الطبيعي . كان ينبغي ان أقول ان تبادل المعلومات الحميمة صعب بيننا ."
فقالت :
"أحسب أن هذا أمر مفهوم ... نظر للظروف ."
تحول ليون عنها , فضاقت عيناه اذ كانت الشمس تواجهه , وسرح بصره نحو السفوح المكسوة بالغابات والزرقة الشاسعة خلفها . ثم قال :
لماذا تواصلين الشعور بالنفور مني ؟"
كانت كلماته تنطلق بصعوبة , وفي مرارة . وأردف :
"لقد حدث ما حدث "
فقالت :
"ربما لا ينبغي ان نعود الى هذا يا ليون , تكلمنا من قبل , فكانت النتيجة دائما توترا بيننا . يجب ان نمضي في الحياة معا , فلنحاول ان نجعلها تسير بسلام بقدر ما نستطيع ."
تحرك رأسه فتحول الشيب في سوالفه الى فضة , وسألها :
"أتستطيعين ترويض نفسك على هذا ..... الى الابد ؟"
واستدار نحوها قائلا بصوت خافت :
"إننا لم نحاول , ألا ترين ان نحاول ....أن ......أن ؟"
فبادرت :
" هل تتوقع مني حبا ؟"
تسربت رنة المرارة الى صوتها , وغامت عيناها في تفكير مهموم فقال :
"كلا يا هيلين , لا أتوقع , ولكن , ما أرق ان أشعر بذراعيك حولي أحيانا ."
وسكت عندما رآها تجمد متصلبة , فاسترسل مسرعا وكأنه يريد أن ينسيها لحظة الضعف الى حد الهوان :
"كلا , لا اتوقع منك حبا . إنك لا تريدين ان تمنحيه . أخبرتني من البداية انك لن تسمحي لانفعالاتك العاطفية بأن تورطك مرة أخرى .. بسبب ما فعله رجل غيري ."
وسمعت اصواتا تتردد على سفح التل ... كان تشيبي وفيونا يلعبان مع اطفال القرية , لكن صراخ فيونا يزداد ارتفاعا . قالت :
"قلت إنني لن اعرض نفسي لذلك النوع من آلام القلب ثانية ."
فقال :
"هل تعتقدين ان هذا المسلك معقول ؟"
قالت :
"لن اتيح لرجل آخر ان يؤذيني ثانية . لن أقع في الحب ثانية ."
فسألها :
"ومع ذلك تتوقعين الحب مني ؟"
فنظرت اليه بحدة , وقد حيرتها كلماته وقالت :
"لم اتوقع منك حبا يا ليون ."
احتدت نظراته واكفهر وجهه كبرياء ,وقال :
"إذن لماذا الامتعاض ؟"
وبدأت تفهم ما به , فقالت :
"إنك تعرفين السبب – ليس لأنك تعاشرني بدون حب , وإنما لأنك تفعل فحسب ! "
فهز كتفيه بصبر نافذ وقال :
"إنك غير واقعية ولا منطقية ."
وقالت :
" غير منطقية لأنني توقعت ان تلتزم بوعدك ؟ انت عرضت علي الزواج من اجل الطفلين , ووافقت ايمانا بأنك ستفي بوعدك . فلماذا عدلت ؟"
( ياآلهي الرحمة ..هاذي بالعة مسجل يعيد نفس الكلام , لانها ماهي صاحيه اذبحتنا حنه في حنه – حنننننننننننننناننننه- تعور القلب وتوجعه ....الغصن )
وتردد مترويا , قبل ان يقول :
"سأكون صريحا جدا ياهيلين , ولن يروق لك هذا – أول ما رأيتك كنت خلوا من الزينة والتأنق , وليس فيك ما يثير انتباه أي رجل , فلم تطرأ ببالي الرغبة فيك ."
وسكت يتأمل الدماء تتصاعد الى وجنتيها , ثم استرسل :
"وبرغم انك قبلت ن تكوني زوجتي , لم تكوني – فيما يتعلق بمشاعري أكثر من خادم .... مربية للطفلين . ولكن سرعان ما بدأت اتبين ان خلوك من الزينة والاناقة كان متعمدا , وأخذت ارى انك قد تكونين ..."
فصاحت:
"مثيرة ! "
والتمعت عيناه بنذير خطر وقال :
"نعم , اذا كانت هذه هي الكلمة التي تودين استعمالها . كنت اتوق الى معرفتك على حقيقتك , فأبديت رغبتي في ان تحصلي على ملابس ."
فقالت:
"كي أتأنق ارضاء لفضولك ؟ لأصبح دمية جميلة ؟"
وسكتت اذ رأت محياه .... كانت تعرف اهتياج غضبه .
ولكنه قال متهكما :
"لكن تأنقت لشخص غيري – لذلك الانكليزي اللعين ! "
قالت :
"كلا ..."
فقال :
"بل فعلت ! "
فردت :
"ليكن .... رأيتني ووجدتني مثيرة . أهذا عذر لتنكث بوعدك ؟"
قال :
"هذا الوعد اصبح فكرة متسلطة عليك .... قلت لك إنك غير واقعية . هل تظنين اننا نستطيع ان نمضي هكذا اربعين سنة او كثر ؟"
وفي تلك اللحظة اندفعت فيونا الى الحديقة , لاهثة توشك ان تبكي وهي تصيح :
"عمي ليون ! ...عمتي هيلين ... لا تدعاهم يمسكون بي ."


** ** **

الغصن الوحيد
18-01-2010, 00:59
كان التغيير الذي ألم بليون أشبه بمعجزة , وحمل الطفلة وأجلسها على ركبتيه , وضم رأسها الى صدره , وأخذ يربت مواسيا , فبكت فيونا , وأخرج منديله , وهو يقول :
"يا الله , ما بالك ؟"
وأخذ يجفف دموعها , وازداد تشنجها عندما اقبل تشيبي لاهثا , يتبعه ولدان , وهم يلوحون بعصي ويصرخون , ولكنهم وقفوا جامدين عندما شاهدوا فيونا على ركبة ليون , شحب وجه تشيبي , بينما راح ليون ينقل بصره بينه وبين زميليه , ثم استقر بصره على العصا التي في يد تشيبي وصاح :
"ما هذا الذي تفعله ؟"
وارتجفت هيلين نفسها للهجته , وتسارعت دقات قلبها . بينما قال تشيبي واجفا :
"إننا نلعب لعبة السجن ."
قالت فيونا بين نهنهاتها :
" حبسوني في البيت التركي العتيق في الغابة ... وقالوا إنهم سيتركونني هناك الى الابد ."
فأسرع تشيبي قائلا :
"لم نكن جادين , إنك تعلمين هذا ...."
فقال اندرياس وهو يرمق فيونا بازدراء :
"بل كنا جادين , إنها مجرد بنت ."
وقال اليكس وهو اكثر من صاحبه حصافة :
" لم نكن جادين , وما كنا سنتركها هناك . صدقني يا سيد بيترو ."
تفرس ليون في الغلامين , وقال بهدوء :
"انصرفا ... سأقول لأبويكما في الصباح ."
واطاع اندرياس متجهما . اما اليكس فتلكأ مضطربا , وقال :
"سيضربني ابي ."
قال ليون :
"كان ينبغي ان تفكر في هذا , البنات الصغيرات جديرات بالرعاية وليس بالمطاردة بالعصي ."
وابتعد الغلام بضع خطوات , ثم التفت قائلا :
"آسف يافيونا ... لن اطاردك ثانية ."
وألقى نحو هيلين نظرة استعطاف , ثم انصرف . فاعتزمت هيلين ان تشفع له , عندما يصفو مزاج زوجها . وكانت فيونا مستمرة في بكائها فقالت :
" دعني آخذها يا ليون ."
وتركها لها وهي ترتجف , وعينا ليون قاسيتان , غاضبتان .
ونهض فأشار الى تشيبي ان يقترب , ثم امسك بذقنه , ورفع رأسه قائلا :
"لابد من ايضاح كامل . ما معنى ان تسجن اختك في ذلك البيت ؟"
قالت هيلين في حيرة :
"كيف تحبسونها ؟"
كان البيت طللا خربا , وخاليا لثلاثين عاما , وليست له نوافذ ."
وقالت فيونا وهي تنتحب :
"اضطررت لتسلق الجدار , ومزقت ثوبي . ثم ركضت فتعقبوني ."
ما كان ثمة شك في فزعها . وامسك ليون بكتفي تشيبي يهزه قائلا :
"أجب عن سؤالي فورا ."
" كنا نلعب فحسب يا عمي ليون . اقترح اندرياس لعبة السجن , ولم يكن هناك من نحبسه سواها ."
قالت هيلين :
"مازلت لا ادري كيف سجونها .... ليس للبيت باب ."
فقالت فيونا :
"كنت في الجزء المخصص للبقر ."
وصاح ليون مرعدا , غير مكترث لقولهما :
"انني انتظر يا تشيبي , أريد معرفة ما حدث تماما ."
قال تشيبي بصوت مرتجف :
"وضعناها في الداخل , وأغلقنا بوابة المدخل ."
وأمسكت هيلين بفيونا تهدئها , وهي تقول :
"أجل ...هناك بوابة ثقيلة , ولكنها صدئة ."
وشرع تشيبي في البكاء , فهمت هيلين بالتدخل , ولكن ليون صاح وقد برز فكه واسود حاجبه غضبا :
"دعي هذا الامر لي ."
وسأل تشيبي :
"كيف استطعتم اغلاق البوابة ؟"
فقال :
"دفعتها أنا واليكس , وغلام آخر هرب حين شرعت فيونا في الصراخ ."
فعاد يسأله :
"ماذا كان اندرياس يفعل ؟"
قالت فيونا وهي ترمق اخاها :
"كان يحرسني , وناشدت تشيبي ان يساعدني فأبى , ترك اندرياس يقف بعصاه ليمنع هروبي ."
فنظر تشيبي الى أخته قائلا :
"كنت السجينة ولم تمانعي في البداية . لم تكن العصا لضربك , وانما كانت بمثابة البندقية . وقلت انك لا تمانعين ؟"
والتفتت اليه ودموعها تنساب على وجهها , قائلة :
"ما كنت اظنكم ستغلقون البوابة . قال اندرياس انها سحرية واذا اغلقت لن يستطيع احد فتحها ثانية , ولن اخرج من هناك ."
كاد فزعها ينقلب الى انفعال هستيري , فأشار ليون على هيلين بأن تدخل معها , وتعطيها دواءا منوما .
تطلعت هيلين الى زوجها في توسل , وان كانت مضطرة الى الاقرار بأن تشيبي جدير بالعقاب . فقال ليون وهو يأخذ العصا من تشيبي :
"أعتقد ان إذقته هذه العصا على ساقيه لن يؤذيه ."
فصاحت بوجه شاحب , وهي تهز رأسها :
"كلا يا ليون ! سيتذكر هذا طيلة عمره , وسيظل دائما حاقدا ."
كانت لكلماتها تأثير عجيب على ليون . فحدق فيها والحيرة في عينيه ثم قال وكأنما نسي وجود الطفلين :
"كأنك قلقة علي وليس على الطفل ."
قالت وعيناها لا تحيدان عن وجهه :
"نعم .... أرجوك يا ليون ! "
وعاد يسألها :
"أتزعجك فكرة ان يبغضني ؟"
أجابت :
"نعم ... إنه يكن لك اعجابا واحترما كبيرين , ولا أريد ان يتغير رأيه فيك ."
هز رأسه – وأطلق زفرة وهو يقول :
"إنك عجيبة يا هيلين .... لا أستطيع ان افهمك ."
والتقت نظراتهما , فسرى في عينيه تعبير غريب , هل قرأ افكارها ؟ هل ادرك انها لا تفهم نفسها ؟ أخيرا قال :
"لا داعي للخوف لن أضربه ."

قاسم2010
18-01-2010, 13:00
هييييييي بنات خلاص فكوني عليها طلعت ل قرون هذي هللللللييين فكوووووووني عاد اقوم له اطقها وووووووووعععععععععددددددد متمل ابد
خدوووج حبي تراني انثى لا تخافين اتشرف بمعرفتكم
غصون مصختها هذي شوفي لها حل:mad:

الغصن الوحيد
18-01-2010, 16:07
استعرضت هيلين ما حدث , وهي تجلس بجوار سرير فيونا , تنتظر استسلامها للنوم . تذكرت كيف اجلس ليون الصغيرة على ركبته يهدئها في رفق ويجفف دمعها . وقوله لأليكس بأن البنات جديرات بالرعاية . وانتهت الى ان ليون مزدوج الشخصية : فظ وحنون , متغطرس ومتواضع , متوسل ومسيطر .
أي الحالات كان ليون الحقيقي ؟ وهزت كتفيها , وقطبت حاجبيها . لماذا تحفل بمعرفة حقيقته ؟ لا جدوى من الانكار إنها لا تستطيع ان تظل بلا شعور نحو زوجها .
تمتمت فيونا وهي تحاول مقاومة النعاس :
"هل سيغضب من تشيبي ؟ لابد ان يعاقبه ؟"
فقالت هيلين :
"اغمضي عينيك يا عزيزتي . يؤسفني أنه لابد من عقابه ."
فعادت تسألها :
"ألا تستطيعين ان تقولي لعمي ألا يعاقبه ؟"
فقالت هيلين :
"سيفعل عمك ما يراه صوابا ."
وصمتت فيونا , واستسلمت الى النوم رويدا رويدا , فتسللت هيلين بهدوء وكان ليون وحيدا في الشرفة , فذهبت اليه .
وسألته :
"اين تشيبي ؟"
" في غرفته . وعليه ان يلزمها كل يوم لدى عودته من المدرسة ."
قالت :
"الى متى ؟"
فأجاب :
"حتى اقرر أنه استوعب الدرس ."
ونهض وأعطاها مقعده , وأحضر لنفسه غيره , وقال :
"لست افهم هذا الولد . من اين له هذه الافكار ؟"
قالت :
"الواضح ان صبية القرية لا يقمن للاناث وزنا . انهم يقتدون بآبأئهم ولا شك ."
قال في فتور :
" هل كان تعليقك هذا ضروريا ؟"
فنكست رأسها , ثم نهضت لتساعد آرتيه في اعداد العشاء .... ولكنه ناداها متسائلا :
"اللوحة ؟ هل بدأتها ام لا ؟"
فقالت :
"مجرد بداية . لا تستطيع ان تراها حتى ...."
ولكنه أصر على ان يراها . فأحضرتها بخجل وقالت محرجه , وقد اشاحت ببصرها :
"لست رسامة جيدة يا ليون ..... قلت لك هذا ."
وراحت تتأمل المرتفع المكسو بالأشجار , الذي ألف السياج الخارجي للحديقة .... فقال بصوت خافت ولهجة مثقلة بالفضول :
"ما الذي أوحى اليك برسم الطاحونة القديمة ؟"
واستدارت مطلة عليه من وقفتها , وهو ينشر اللوحة بين يديه يتأملها بامعان :
" إنها تجذبني على نحو غريب , فهي في بقعة فاتنة , والماء ينبثق من جانب التل! "
لم يعد يصغي اليها , وفي عينيه تعبير نصف حالم , ونصف حزين . بدا وحيدا بدرجة أليمة , وأمسكت هيلين أنفاسها لسبب لا تفسير له . كان زوجها في احدى حالاته التي يبدو فيها كطفل , فشعرت برغبة لا تقاوم في أن تحيطه بذراعيها .وشعرت بدبيب غريب في قلبها . منذ فترة وجيزة , قال وفي صوته رنة أسى , بأنه يود ان يشعر بذراعيها حوله احيانا , فتصلب جسمها , ولم تحاول اخفاء مشاعرها , لم يكن السبب نفورا أو عزوفا , إذن , فماذا ؟ وأدركت فجأة أنه ما كان متصلبا , وإنما اختلاجة ترفع وكبرياء لمجرد ستر شعور الندم الذي كان يخالجها كلما دار هذا الجدل بينها وبين ليون .
وأبرقت عيناها استنكارا , لماذا تشعر بالذنب ؟ كان هو الملوم في كل شيء , وهو الذي يجب ان يزعج الندم راحته .
وقال وهو لا يزال غارقا في افكاره :
"كان هذا بيت جدي , كان زاخرا بالاحفاد , لكننا تفرقنا , عندما غادر كثيرون الجزيرة بحثا عن عمل في مكان آخر – كنا نجتمع قرب الطاحون في عيدي الميلاد والفصح . وفي كل عيد وعطلة .... والواقع ..."
وسكت قليلا , ثم قال :
"إن الطاحون ملكي , خطر لي أنك اهتديت اليها ."
اجابت قائلة :
"اكتشفتها مصادفة , وانا اتنزه مع الطفلين . كنا نهيم في هذا الدرب الصخري , وفجأة وجدناها : صورة جميلة , والماء يتلألأ تحت الشمس في انحداره على الصخور ."
قال والاعجاب في ابتسامته :
"ابدعت في رسمها ."
واشتد احمرار وجه هيلين وغامت عينا ليون , وهبطا جفناه فأخفيا مافيهما من تعبير . أتراها اخطأت الحكم عليه ؟ كانت تتصور كلما تأملها في نظراته اشتهاء . وقالت اخيرا :
"من المحزن انها خربة , تكسوها الحشائش , الا يمكن عمل شيء لأصلاحها ."
فقال :
"الواقع انني انوي بيعها . ومن الغريب ان تختاريها بالذات لترسميها فأن فيل كان يقول – في الفترة الاخيرة – ان علينا الاحتفاظ بصورة لها على حالها , قبل ان يضيع طابعها في التجديد . والرجل الذي يشتريها ممول ثري من ابناء بلادك , أعتقد انه يعتزم ابقاء الكثير منها , لكنه سيجري طبعا تعديلات كثيرة على المكان ."
أفعمت عيناها بالأسف . وخطر لها انها غريبة الاطوار , فالتجديدات من هذا القبيل – تحزنها دائما . وقال ليون :
"إنني واثق بأنه سيحولها الى الى مكان جميل . من الافضل كثيرا اتاحة الانتفاع لشخص ما , لا بالمكان وحده , بل بالمنظر الطبيعي . فهو من احسن مناظر لابيتوس ."
قالت وهي تفكر وفي عينيها وميض رقيق :
" نعم .... البحر والجبال .... ماذا يبتغي المرء أكثر من هذا ؟"
وتنهدت بعمق , ونظرت نحوه . كانت عيناه تكنان أسى , ولكن صوته اكتسب رقة وهو يقول :
"سأعجب برسمك يا عزيزتي . كنت واثقا من هذا ! "
وتلقت كلامه بابتهاج لأنه لم يستأ من رسمها .


** ** **

الغصن الوحيد
18-01-2010, 16:16
والله يالقاسم انا سامحة تين تطقينها طقيها(هيلين) وتبين الفزعة تراني حاضرة ..

وهيلين هاذي مدري وش حلها , حلها عند الله اصبري عليها انشالله بتدور عليها الايام وهي اللي بتاكلها..

بعدين حبيبتي انا بالنسبة لي عارفة انك انثى لأنو مكتوب بالخط العريييييييييييضضضضضضض تحت صورتك ..
كل هذا عشان قلت لكم رجالا والله استهبل عليكم ترى انا كذا يعني عادي .:cool:

قاسم2010
18-01-2010, 17:58
بنشوووف اخرتها مع هذي هلللللليييين ايه حبيت ااكد لايغرهم الاسم تسلمين يالغاليه الروايه
مشوقه جدا بس ياريت يييييييارررررريت تتتتخخخخخلصييييييينا من هذي هلون لاتتاخرين علينا غصوووونا

ramezsamer1977
18-01-2010, 19:51
شكرااااااااااا

الغصن الوحيد
18-01-2010, 21:08
كانت عمة ليون كريسولا تقيم في بيت فسيح من الطراز اليوناني اقامه والدها قبل ستين عاما,حين بلغ عدد اطفاله ستة عشر, مات بعضهم وتزوج الباقون او اقاموا في اماكن اخرى.
قالت مزمجره, وهي تفتح الباب, وتفحص هيلين من الرأس الي القدم قبل ان تنحنى لتدعها وليون يدخلان:
"بدأت اشعر بأنني مصابه بالطاعون , اوشي من هذا ."
واكتفى ليون بالضحك- فلما دخلت زوجته, استدار يقدمها ,فهزت العمة كتفيها وقالت:
"انكليزيه؟ لاباس, احسبك تعرف ماتفعل."
قال في استهزاء لم تفطن عليه العجوز:
"تم الامر ياعمتي كريسولا."
وتصاعد الدم خفيفا الي وجنتي هيلين. وامسك بذراعيها فقادها برفق الي غرفة الجلوس في اثر عمته, وهو يقول :
" حان الوقت لنحاول التخلص من هذا البيت العتيق"
قالت:
"ربما يحسن ان اموت هنا... اجلسا علي الاريكه ... ازيحي القطط ياهلين, فهي تظن انها مالكة المكان."
فابتسم ليون وقدم لزوجته المقعد الذي بدا نظيفا, وقال لعمته التي ذهبت الي المطبخ:
" لماذا كل هذه القطط"
قالت:
"انها ضاله مشرده في كل مكان, وكذالك الكلاب, ولكني لا ستطيع ايواءها, فهي تنبح وانا عجوز لا اطيق الصخب."
كانت انكليزيتها بعيده عن الكمال, ولكنها مفهومة. واخذت هيلين تجيل البصر فيما حولها ماخوذة, فقال ليون :
" انتظري حتي تطوف بك خلال البيت."
كانت الغرفة اشبه بمخزن كبير للغلال, رصفت ارضها بالحجاره ودعمت سقفها الواح خشبيه نخرها السوس . وكانت هناك طيور محنطه جاثمه علي فروع اشجاراو اقفاص او في اوعيه زجاجيه, وتبدو كأن العثه دبت في ريشها منذ سنوات. تحت الزجاج اشياء للزينه والزخارف من كعكات الاعراس.
وعلي الجدران المكسوة بالخشب عشرات الصور لأعضاء اسرة كريسولا, فيما بدا. بينما شغلت القطط كافة المقاعد . واستلقي بعضها علي السجاده قرب المدفأه الخاليه.
بعد قليل عادت العمه كريسولا تحمل صينيه عليها ثلاث اكواب ماء, وثلاث اكواب زجاجيه احتوى كل منها شيئا اسود غريب الشكل بحجم البيضه الصغيره, في نهاية شوكه فضيه طويله , وانساب منها سائل سكري اسود سميك وتأملتها هيلين في ارتياب , واحست بغثيان ولكن بايماءه حازمه من رأس ليون انبأتها بانها لاينبغي ان ترفض .
لم يكن لدي هيلين فكره عن كنهه, بينما ليون يتبادل هو وعمته حديثا باليونانيه. ثم قطبت العمه جبينها وقالت:
" كلا ......ليس جوزا "
والتفتت الي هيلين قائله:
تفضلي ياابنتي."
تناولت هيلين صحنا, لكن ليون اخذه منها واعاده الي الصينيه وقال:
"امسكي كوب الماء . والآن ارفعي الشوكة واغمسي ال...."
وقطب جبينه , وعاد يسأل عمته باليونانية ثم قال :
"آه, جوز برازيلي."
وحدقت هيلين غير مصدقه, بينما قال:
" اغمسي الجوزه....كلما قضمت منها."
غصبت نفسها علي تعود مأكولات الجزيره , ولكنها لم تواجه شيء يدعو للنفور كهذا وقالت:
" انه اللون .....الا بد لي من تناوله؟"
فقال:" تذويقه."
وفعلت كما قال , ثم هتفت:
" اوه ... انه لذيذ!"
وعجب لاعجابها الذي ارضاه. وتذوق بدوره , واخذ يستمرئ المذاق مهنئا عمته لابداعها في صنع الحلوى . وارادت هيلين معرفة سبب غمسها في الماء ’ فقال:
"انها الطريقه الصريحه لتناول هذا الجوز , فالشراب السكرى ينساب منها ينساب منها- وانت تزيليه في الماء."
قالت :
" ولكن هذا الجوز البرازيلي كبير."
فقال:
"انه يتضخم نتيجة طرية الاعداد ."
بعد الحلوى جاء المشروب المرطب , ثم قالت العمة كريسولا :
"سأريك البيت !"
فرمق ليون زوجته مبتسما , وقال :
"لن تصدقي أنك في بيت , انه واسع وبجانب اتساعه , كان في حال مذهل من البلى ."
كان هناك المزيد من الطيور والحيوانات المحنطة , المثقلة بالغبار . وفي كل مكان ايقونات امام كثير منها اضواء حمراء دقيقة , من مصابيح كهربائية صغيرة , تتدلى اسلاكها على الارض , وتتشابك . فهمس ليون :
"هذه اصلية تساوي ثروة ."
فنظرت عمته اليه وسألته باليونانية , فقال :
"إنني اخبر هيلين بأن ايقوناتك ثمينة للغاية ."
قالت وقد توقفت لتحرك النور الى وسط احدى الصور :
"لاشيء زائفا هنا , إنها عتيقة جدا ."
وتوقفت مرة اخرى لتعدل رسما مئلا للقديس نيقولا , وأردفت :
"إنني أقبلها جميعا كل مساء ."
وحدقت هيلين بدهشة , فأردفت وهي تتقدمها الى غرفة نوم أخرى :
"كل واحدة منها ."
ولم تعد هيلين تتذكر عدد الغرف , وتعجبت ان تحتمل عجوز مثلها الاقامة في بيت كهذا . وهمست لليون :
"إنني اموت فزعا ."
فقال :
"عاشت كل حياتها في هذا البيت فألفته ."
" لكنها وحيدة .... وهذه الايقونات ثمينة . وقد تتعرض لعدوان ."
"عدوان ! هذا العنف لا يحدث عندنا . إنه نادر جدا جدا . هذا هو الفارق بين القناعة والجشع. الناس هنا قانعون , واعتقد ان لهذا علاقة بالمناخ . فالشمس المشرقة تبعث السعادة ."( ها ها ها ضحكني والله يعني اذا الديرة حاره وفيها شمس قوية يكون مافيها حرامية فهمتوا والله زين ....الغصن )
كان هو نفسه يبدو قانعا , سعيدا ولكن في مسلكه شيئا من الرغبة أثار فيها الندم مرة اخرى . وفي الوقت ذاته , احست في داخليتها بفراغ لاتدري مصدره , ولم تستطع كبح رجفة البرودة , فشعرت بأصابعه على كتفها تتحرك مطمئنة , ثم جذبها اليه . كانت لمساته رقيقة , أتراه يكن لها بعض الوجد ؟
وابتعلت ريقها , متخلصة من توتر الجيشان العاطفي . هل تستطيع من ناحيتها ان تكن له حبا ؟ وتذكرت غريغوري وكيف خذلها وهي مطمئنة اليه بثقة عمياء .... كلا , لن تسمح لنفسها بحب رجل مرة أخرى . أقسمت ألا تثق برجل آخر , حتى لا تتعرض لجرح مشاعرها وللخداع .
قالت العمة كريسولا :
"كان بيتا بديعا , ولكنه الان مهمل , فلست استطيع العناية به كما اعتدت . ربما من الواجب ان ابيعه , ولكني لا اتصور ان انتقل منه في هذه السن ."
فقال ليون :
"دعيني ابيعه لحسابك ."
فسألته :
"أتستطيع الحصول على ثمن جيد ؟"
فقال :
"جدا , فموقعه مثالي ."
والتفت الى هيلين قائلا :
"يجب ان نأتي مرة اخرى في النهار . فللعمة كريسولا هنا حدائق بديعة , فيها كل انواع الاشجار والزهور ."
قالت العجوز :
"الحدائق.... أجل , ومناظر طبيعية بديعة كذلك ."
وكانت تشير بأصابعها الى النوافذ , فابتسمت هيلين اذ تصورت ان , مصاريعها الخشيبية لم تفتح يوما . وقال ليون وهم يعودون الى غرفة الجلوس :
"هل ستفكرين في بيع البيت ؟سأعثر لك على بيت صغير تسهل عليك العناية به ."
فسألته :
"أيكون رخيصا ؟"
فضحك قائلا :
"إنك كالجميع , تريدين ثمنا عاليا لبيتك , وتأملين الشراء بثمن رخيص ! "
والتفتت الى هيلين قائلا :
"هكذا الامر تماما , كلما جئت , تفكر العمة كريسولا في بيع البيت ثم تغير رأيها دائما ."
فقالت العجوز :
"القطط هي السبب .... ماذا افعل بها ؟"
قال ليون :
"كثيرا ما قلت لك ما تفعلين ."
فصاحت عمته :
"إنك قاس , بلا قلب . ألا تجدينه كذلك ياهيلين ؟"
فاحمر وجهها ولاذت بالصمت . فقال :
"ألا تردين على العمة كريسولا ؟"
قالت عمته :
"لا داعي , فأنا متأكدة أنك تضايق المسكينة بدرجة مخجلة ."
ووضعت احدى القطط على ركبتها وقالت :
"ما رأيك في بيت ليون ؟"
فهتفت متحمسة :
"إنني أحبه ... لم أر في حياتي بيتا مثله ."
تجاذبوا الحديث لفترة ثم قال ليون لعمته :
"آرتيه لا تحب العودة متأخرة , فيجب ان نذهب . ما رأيك ان تزورينا ؟"
" يسعدني هذا لأنني لم أر الطفلين , ولكن عليك ان تأتي لتصطحبني فما عدت قادرة على المشي ."
اتفقوا على ان يوافيها يوم الاحد التالي , فتتناول الغداء , ثم يقلها ليون في الاصيل ليعيدها الى بيتها . وقال ليون وهو يقود السيارة :
"أعتقد انني اعرف شخصا لديه بيت يلائم العمة كريسولا . إنني مسرور لأنها فكرت اخيرا في بيع ذلك البيت العتيق ."
قالت هيلين :
"إنه كبير للغاية بالنسبة اليها , انها تشغل غرفتين او ثلاثة , والغرف الاخرى عارية وباردة ... فتصور ! "


وباي باي و خلص خلص و السادس السادس
ويلا يلا على 7و7...

الغصن الوحيد
18-01-2010, 21:15
انشالله يا القاسم على خشمي والله , شوفي هو راح الكثير ولم يبقى غير القليل وانا عارفة تاخرت عليكم لكن انشالله اعطوني يومين بأذن الله وانشالله واخلصها ..اوكيك ..

والشكر لك يا remezsamer .

khadija123
18-01-2010, 22:27
تشكرين حبيبتي على مجهوداتك الجبارة براحة عليك حتى تكميلها
وأنتي حبيبتي قاسم أنا عارفة إنك بنت زي ما قالت الغصن مكتوب تحت الصورة بالخط العارض أنا حبيت بس ما يزعل مني المتابعون الأخرون لأني متأكدة فيه متابعين ذكور كمان معنا ومتزعلي يا الغصن إحنا عرفنا إنك تمزحين ههههههههه ::سعادة::

الغصن الوحيد
18-01-2010, 23:21
تسلمين ياخديجة انا بس خايفه اكون طولت عليكم , وعلى العموم هي اصلا خلاص مابقى فيها غير ثلاث فصول غير هذا الله يعيني عليهم انشالله واخلصها لكم ..اوكيك حبيباتي..

الغصن الوحيد
18-01-2010, 23:25
الفصل السابع ..

7- زيارة العمة كريسولا ...

كانت هيلين مستغرقة في عملها حتى أنها لم تفطن الى ان هناك من يراقبها الى ان سمعت صوت زوجها خلفها , وقد ارتفع على خرير الماء النازل في البركة المجاورة للطاحون . والتفتت محرجة , فإذا به يقول وعيناه مسلطتان باعجاب على اللوحة :
"هل أوشكت على الفراغ ؟ ما أسرعك! "
فابتسمت متراجعة تتأمل عملها من مسافة وقالت :
"إنه التشجيع . كيف عرفت انني هنا ؟
فأجاب :
"اخبرتني آرتيه ."
قالت :
"عدت مبكرا ."
قال :
"أخذ الحر يشتد في المكتب ."
لم تكن فترة بعد الظهر شديدة الحرارة . كان هذا اليوم الثالث على التوالي يعود فيه مبكرا .هل كان يريد ان يكون معها . وأسرعت تستبعد الفكرة وتولي الرسم كل اهتمامها .
وقال :
"التشجيع ؟ كأنك لم تتلقي تشجيعا من قبل ."
ولم تجب , فأدراها لتواجهه , وقال :
"هل هذا هو السبب في انك لم ترسمي من قبل ؟ لم يكن لديك ما ترينني عندما طلبت رؤية بعض انتاجك ؟"
وأومأت برأسها , ولكنها لم تجب . كان غريغوري يستخف بعملها . ففقدت الثقة بنفسها . ولم تشأ ان تخبر ليون بذلك , ولكنها قالت تحت الحاحه :
" لم يكن غريغوري يعجب بأسلوبي . لم يكن يظن ان احدا , يشتري ما ارسم ."
سألها :
"هل كنت تودين بيعه ؟"
فتروت ثم قالت :
"ليس للنقود , ولكن من اللطيف ن تفكر في ان هناك من يشتريه . قال فيل ان الفنان لا ينظر الى المال قدر نظره الى الارضاء , والارضاء لا يأتي إلا بتقدير اعمالك ."
وأخلد للتفكير برهة , وقال :
"هذا صحيح سيقيم فنانون محليون معرضا لأعمالهم في نيقوسيا , وسأدخل لوحتك فيه ."
وأبرقت عيناها الزرقاوان , لكن البريق خفت بعد لحظة , وقالت واليأس يزحف الى صوتها :
"لن تكون جيدة بدرجة كافية يا ليون ."
قال والثقة في صوته , وبريق الزهو في عينيه :
"قلت لك من قبل ان الحكم في هذا لي."
فبادرت قائلة :
"إنه كرم منك ان تشجعني , وإنني انا اشكرك لذلك ."
كان بوسع الكلمات ان تنقل مدى عمق تقديرها ؟ كانت دائما تشعر برغبة قوية في الرسم . ولكن غريغوري اقنعها بأنها لا تجيده , مما جعلها تتراجع . وهاهي تبدأ ثانية في ممارسة هوايتها , لتستمد متعة فيها . ومن أي مديح من زوجها . كان صوته خافتا , حنونا , فطغت عليه السعادة . مالذي كان يجري ؟ تساءلت منذ ايام ... هل من الممكن ان تهتم به ؟ وها هي تناضل لتمنع نفسها من ان تهتم به , لكن بدون جدوى . إن نكث ليون بوعده وقسوته ليلة خرجت مع روبرت , والتباعد بينهما , كل هذا بهت خلال تلك الايام القلائل .وأصبح المهم ان ليون ينظر اليها هذه النظرة ويكلمها بهذه النعومة , ويلمسها بهذه الرقة .
قالت وهي تحس بحرارة يديه على ذراعيها :
"يجب ان نعود , فلابد ان الطفلين عادا من المدرسة ."
قال :
"آرتيه هناك ."
وتناول منها اللوحة , ورفعها . وشعرت هيلين ثانية بالسعادة الفاترة . وماهي الا دقائق حتى كانا في البيت .
كانت فيونا في الحديقة مع الكلب , أما تشيبي فكان لا يزال معاقبا , فقالت هيلين في رجاء :
"أليس لتشيبي ان يترك غرفته ؟ مرت ثلاثة أيام . انه يعرف الان خطأه , ولا شك انه سيعنى بفيونا في المستقبل ."
وأدهشها ان ليون استجاب لرجائها , رغم انه ألقى على تشيبي محاضرة عندما جاء الى الحديقة . وقال ليون وهو يلاحظه أثناء لعبه مع فيونا في الاصيل :
"أظن انك على صواب , لن يفعل شيء كهذا مرة اخرى ."
ما لبث الطفلان ان انطلقا الى التلال , وساد صمت لا يتخلله سوى حفيف النخيل . واستلقت هيلين في مقعدها , واختلست نظرة الى زوجها , كانت عيناه مغمضتين , وبدا مستغرقا في سلام عميق , وان كانت شفتاه تتحركان برفق من آن لآخر .
ترى ماذا كانت افكاره واحاسيسه ؟ خالت في البداية ان انفعالاته العاطفية غير عميقة , ولكنها أخيرا أخذت ترتاب في ذلك . وراحت تتصور المستقبل وقد أدركت الان ان قلبها خفق له . لو أنه اهتم بها حقا , لشعرت بسعادة تفوق كل ما عرفت . ولو ان ماسمعته عن طبيعة القبارصة كان صدقا , لكانت في موقف متأجج , لانه لن يلبث ان يسأمها .
سمعا ضحكات بعض الاطفال في الغابة , فغام جبين ليون , وأرهف أذنيه , وقال :
"إنهما مع صبية القرية , ويبدو انهم في البيت التركي القديم ."
ونهض عن مقعده قائلا :
"تعالي نذهب فنتبين ما يجري ."
كان قلقه على فيونا صادقا جدا . فتذكرت هيلين ما اكدته بريندا من عدم حبه للأطفال . قد يكون حازما وشديدا , ولكن عدم حبه للاطفال أبعد ما يكون عن الحقيقة .
كانت فيونا وتشيبي وأليكس واندرياس , كما توقع وكان تشيبي أول من رآهما فأقبل مسرعا وهو يقول :
"إننا لا نلعب لعبة السجن , وانما لعبة الهنود الحمر ."
وجرت فيونا الى عمها , واحاطت ساقيه بذراعيها , وقالت متطلعة الى هيلين :
"إنني أحبه كثيرا ."
والتفتت هيلين ببطء , فاذا ليون يطل بحنان على الوجه الصغير الحافل بالمشاعر . ثم رفع رأسه , ونظر الى هيلين وسمعته يتمتم :
"ما ألطف ان اشعر بذراعيك حولي احيانا ."
وتلاقت نظراتهما , فاختفت آخر شكوكها . كان يهتم بها , ولن يخذلها .
قال بعد فترة , وهو يفحص وهيلين الشقوق الغائرة في المبنى :
"أظنني سأضطر الى هدم هذا المكان , فهو غير مأمون وليس فيه أي جمال ! "
فسألته بدهشة :
"أهو ملكك ؟"
وأومأ قائلا :
"مما ورثته ."
وعادا مع الطفلين سيرا على الاقدام الى البيت .


** **

الغصن الوحيد
19-01-2010, 03:41
كان هيلين وليون يتناولان العشاء بعدما لاذ الطفلان بفراشيهما حين عاد ليون الى موضوع الاجازة , قائلا :
"اذا ذهبنا الى بافوس نستطيع زيارة أمي ....ولا نستطيع الاقامة لأن بيتها لا يتسع وربما اتفقد تلك الارض التي افكر في شرائها ."
وتحمست هيلين للفكرة , فقررا ان يقوما بالرحلة بعد ثلاثة اسابيع حين يكون الطفلان في عطلة مدرسية ."
فقالت هيلين :
"يجب ان اشتري بعض الاشياء الجديدة للطفلين , في زيارتي التالية لترودي ."
في تلك الاثناء زارتها العمة كريسولا . وارتدت هيلين – استعدادا للمناسبة – الثوب الذي اشتراه ليون . واذ أقبلت من غرفة النوم الى غرفة الجلوس , شعرت بخجل لم تدر مصدره عندما لاحظت تغير قسماته ... فقد حدق فيها بأعجاب صامت قبل ان يقول :
"زوجتي الجميلة ! هل اجرؤ على ضم حسناء كهذه ؟"
فتقدمت منه , وأحاطته , وبعد عشر دقائق قال :
"يجب ان اذهب وأحضر العمة كريسولا , لن اغيب طويلا ."
وما أن وصل مع العجوز , حتى وصلت سيارة اخرى هبطت منها آسمينا وفاسيليوس . ورمق ليون زوجته متسائلا , وهو يحييهما قائلا :
" هل تبقيان معنا للغداء ؟"
قالت آسمينا وهي تبتسم لفيونا إذ اقبلت عليها :
" كلا يا ليون , إنما جئنا في نزهة قصيرة ."
فقالت هيلين :
"يجب ان تبقيا . فالعمة كريسولا هنا ."
فهتفت آسمينا :
"هنا ؟ هل استطعتما ان تخرجاها من بيتها ؟ إنها ترفض الدعوات دائما ."
ونظرت الى زوجها وقد استند الى السيارة يداعب مسبحته . وعبست هيلين على الرغم منها , فلاحظ زوجها ذلك . ولمعت عيناه بابتسامة .
كان الطفلان يخجلان من العمة كرسولا – في البداية – والواقع انهما كانا يخشيانها , إذ كانت مجللة بالسواد من رأسها حتى قدمها وكان وجهها متغضنا , ويداها نحيلتين معروقتين . لم تتزوج ابدا , فتوقعت هيلين ان تضيق بالطفلين , ولكن ما حدث كان عكس ذلك , وبدأ تشيبي وفيونا يثرثران معها , وهي تستمتع بذلك .
بعد الغداء , قدمت القهوة في غرفة الجلوس . وكان ليون قد اغلق مصاريع النوافذ , فنظرت اليه هيلين بدهشة , وقالت :
"ألا نترك المصاريع مفتوحة ؟ من غير المقول ان نجلس في نور صناعي بدون سبب ."
فقال :
"لندعها مغلقة حاليا يا حبيبتي , حتى تشعر العمة كريسولا بأنها في بيتها ."
وتدافع الدم الى محياها لنداء الاعزاز الذي لم تتعوده منه .

** ** **

لاحظت ترودي التغير الذي طرأ على هيلين حين زارتها , فقالت :
"ماذا جرى لك ؟"
وأردفت مداعبة , وهي تضحك :
"إنني لا اكاد اعرفك , كيف حدث هذا , بعد كل اصرارك على الا تقعي في الحب ؟"
فضحكتا معا . وقالت هيلين , وهما في المطبخ تتناولان وجبة خفيفة :
"طلب ليون ان ادعوكما لزيارتنا . نريد ان تأتيا الى العشاء , ولكننا سنرحل بعد ايام , فلنحدد الموعد بعد عودتنا ."
سألتها ترودي :
"أهو شهر عسل ؟"
فسرحت هيلين بصرها على الطريق وهي تتذكر الايام التي قضتها مع ليون في فاماغوستا , ثم قالت :
"كلا , سيصحبنا الطفلان ."
فوجمت ترودي وقالت :
" هل أنتما مقيدان بالطفلين ؟"
فبادرت هيلين قائلة :
"إنني أحبهما .... كلانا نحبهما , حرما الكثير , ولكننا نعوضهما الان ."
ذهبا بعد شراء ما أرادت هيلين الى مقهاهما المفضل . وبرغم النظرات المتطفلة المألوفة , تناولتا المرطبات . وكانت الساعة لم تتجاوز الرابعة عندما غادرتا المقهى . فقررت هيلين ألا تعود الى مسكن ترودي انتظارا لثيو , وأن تذهب الى مكتب زوجها . ومرتا في طريقهما الى موقف الحافلات بمتاجر الهدايا , وعندما تأملت هيلين احدى نوافذها , هتفت في دهشة :
احدى لوحات روبرت . ألاترينها جيدة ؟"
فقالت ترودي :
"بلى ..... نسيت أن أسألك , كيف قوبلت لوحتك ؟"
واحمر وجه هيلين وهي تخبرها أنها قوبلت باستحسان , وطلب منها ان ترسم منظرين على جدارين في احدى الفيلات الجديدة التي أقامها أحد الانكليز وأضافت :
"وهو معجب أيضا بانتاج روبرت , ولذلك سوف يزين جدران غرفة الطعام ."
قالت ترودي :
"في البيت ذاته ؟"
فأومأت هيلين برأسها . وعقبت صديقتها :
"كيف تلقى ليون الفكرة ؟"
قالت :
" إنه مسرور من اجلي , فهو يدرك انني استمتع بالرسم ."
وعادت ترودي تسألها :
"أين لوحتك الان ؟"
قالت وفي صوتها وعينيها سرور , اجتذب الابتسام الى شفتي صديقتها :
"أخذها ليون الى مكتبه وأتوقع ان يكون قد علقها ."
فعقبت ترودي :
"لابد أنه يحبك , اذ يريد لوحتك أمامه طيلة النهار ."
كانت المسافة الى المكتب قصيرة . عندما دخلت هيلين , نظر زوجها الى الساعة , وقال :
"هل حدث شيء . كان ثيو يتهيأ للذهاب اليك بعد حوالي نصف ساعة ."
فقالت وهي تضع الرزم على مقعد , وتستقر في آخر :
"رأيت ان آتي بعدما فرغنا من التسوق ."
فابتسم وهو يضغط الجرس على مكتبه :
"سأطلب لك شرابا , إذ تلوحين متأثرة بالحر . لماذا حملت كل هذه الرزم ؟"
قالت وهي تلتفت حولها :
"إنها ليست ثقيلة ."
لم يعلق ليون لوحتها , ترى أين هي ؟ وجاء ثيو بالقهوة لليون , وشراب البرتقال لهيلين , فقال ليون وهو يلقي نظرة على الاوراق التي امامه :
"أكاد أنتهي من عملي الان ...."
هل تذكر له الرسم ؟ كلا , شعرت ان هذا ليس من الصواب .
وقالت بدلا من ذلك :
" لاداعي لأن تترك عملك , فلست أمانع في الانتظار ."
ولكنه قال, وهو يجمع الرزم :
" كلا يا عزيزتي . سننصرف ."
أخذ الطفلان يثرثران بانفعال فرح تأثرت له هيلين , لانها لم تعرف هذا في حياتها . ورغم ان الاستعداد للرحلة أدى الى عمل أضافي , فذلك مصدر للسرور .
وقالت فيونا وهي لا تكاد تقاوم اللهفة :
"يا ليت السفر يوم الجمعة فلست أطيق صبرا ."
فأجاب عمها بهدوء :
"لابد من الانتظار , فقد بقي للمدرسة يومان ."
قالت :
"كم يوما سنغيب ؟"
قال :
"حوالي أسبوع , إذ أحسنتما السلوك ."
كانت هيلين تبتسم وعيناها تفيضان حنانا وهما تتأملان وجه فيونا وقال ليون , في وقت لاحق :
"إنك تهتمين بهما كثيرا يا هيلين ."
فقالت :
"إنني أحبهما , ولكم يسرني أنني بقيت يا ليون ."
فتساءل وهو يرتقب الرد متوترا :
"ألهذا فقط ؟"
ابتسمت بحنان , وقالت :
"كلا يا ليون , لسبب آخر , أهم ."

** **

الغصن الوحيد
20-01-2010, 04:33
تابع الفصل السابع ..

زارت هيلين مصففة الشعر يوم الخميس , فقالت ايليني وهي تكوي لها شعرها :
" سمعت أنك تجيدين الرسم . احدى صديقات خالتي تقتني احدى لوحاتك ... وتقول خالتي انها جميلة ."
ودهشت هيلين , وقالت :
"احدى لوحاتي ؟ لابد ان هناك خطأ ما ."
كانت منذ وصولها الى الجزيرة رسمت لوحة واحدة . وهي عند زوجها . ولكن ايليني تطلعت في حيرة وقالت :
"كلا , إنها رسم للطاحونة القديمة التي في لابيتوس ."
وخفق قلب هيلين اضطرابا , وأخذ الدم ينحسر من وجهها . ألم يكن ليون يشجعها للمضي في الرسم ؟ وهل يمكن ان يكون قد فرط في اللوحة ؟ وسألت ايليني :
"ومن تلك التي لديها لوحة لي ؟"
فقالت :
"إنها تقيم في نيقوسيا . بولا مكسويل . كانت زميلة خالتي في المدرسة ."
توفقت ايليني عن الكلام , وهتفت :
"هل انت بخير ياسيدة بيترو ؟ هل أحضر لك بعض الماء ؟"
فهزت هيلين رأسها في صمت , وقد غاض الدم تماما من وجهها , وأحست كأن قلبها محاط بثلج . إذن اعطى ليون لوحتها لتلك المرأة . لابد أنه مستمر في لقائه بها .
ولكن , متى وقد أصبح لا يخرج في المساء منذ أسابيع ؟ لماذا صدقت أنه بدأ يحفل بها . لماذ سمحت لنفسها بأن تحفل به ؟
لم تدر هيلين أطلاقا كيف تماسكت حتى تم تجفيف شعرها , همت بالنهوض عدة مرات , لولا قوة ارادتها . ومع ذلك لم تشعر برغبة في العودة لبيتها ورؤية زوجها . سمحت لنفسها بأن تضعف , وأن تلين لزوجها بعدما أقسمت بألا تجازف بأن تحب مرة أخرى , وأن تعتقد أنه يحفل بها , وأنه أحبها منذ زواجهما , وإن لم يكن تزوجها عن حب .
وها هي ذي تعرف أنه لم يكن ثمة حب , وكل ما أراده أن تكون محظية له , لقد آذى برودها كبرياءه , فصمم على أن يحظى منها , بمبادلة مهما يكن الاسلوب الذي يضطر لاستخدامه . أحست هيلين أنها تكرهه , لكنها كانت أكثر كرها لنفسها , لأنها استسلمت اليه بسهولة . وتذكرت كيف يتوسل استجداء لعناقها , وكيف جعلها تشعر بالذنب . هكذا كسبها اليه , واكتسب حبها . ولكنها لم تعد تحبه . كلا , إنها تكرهه . وستكرهه بقية حياتها .
جرت قدميها جرا الى البيت , لم تكن ترغب في العودة , ولكن الى أين تذهب ؟ والطفلان ؟ فقدا الام والاب , وفي حاجة اليها , وتبادرت الدموع الى عينيها فكبحتها . يجب الا يعلم ليون أن مشاعرها جرحت .
كان أمام المدخل ينظف السيارة استعدادا لرحلة الغد , حين وصلت , فهتف :
"هل حدث شيء يا عزيزتي ؟ هيلين , حبيبتي ماذا حدث ؟"
يا للرياء ! كان قلبها كحجر أحيط بالثلج , وأهابت بها غريزتها أن ترمي في وجهه بكل ما عرفت , لكن هذا كان كفيلا بالغاء الرحلة . وما ذنب الطفلين ؟ فقالت :
"ليس بي شيء يا ليون ."
ودخلت البيت دون ان تزيد , فتبعها قائلا :
"بل هناك شيء يا حبيبتي , هل انت مريضة ؟"
كان لابد ان تتظاهر حتى نهاية الرحلة , فقالت :
"إن بي صداعا , سرعان ما سأتعافى ."
قال بحزم حز في اعصابها :
"يجب أن تنامي . هيا ياعزيزتي , سأعاونك ."
ورفعها الى السرير , وانتزع حذاءها , وجذب الغطاء فوقها ثم اغلق مصاريع النافذة وقال :
"حاولي ان تنامي يا حبيبتي ."
وما ان خلت بنفسها , حتى عجزت عن كبح دموعها , كيف فعل ليون بها هذا ؟ لكم أطرى رسمها , وألح في عرضه . كيف بدا صادقا حين قال أنه يريده في مكتبه ! فليستمتع بفوزه فترة , ثم يفيق , وليذهب اذ ذاك الى بولا مكسويل , لأن هيلين لن تجعله يقربها ثانية !
كان ليون يجلس بجوار الفراش حين استيقظت , فسألته أن يفتح مصاريع النافذة , فقال :
"لقد هبط الظلام يا عزيزتي ."
وأضاء النور الكهربائي وهو يضيف :
"أتشعرين بتحسن ؟"
ما أبرعه في صبغ صوته بالاهتمام والقلق ! فقالت :
"إنني بخير .... كان مجرد صداع ."
فقال :
"هل أنت متأكدة ؟"
أجابت :
"كل التأكيد , سأنهض الآن ! "
لا شك أن الصدمة جعلتها شاحبة , وصرفتها عن العشاء . وكان قلق ليون واضحا , فامتلأت نفسها مرارة وغيظا , لو أن شعوره كان صادقا لزحفت الى ذراعيه , والتمست عزاء على صدره !


** ** **


استيقظ الطفلان في السادسة صباحا وأقبلا يركضان , لكن ليون لم يكن راضيا , وسألها :
"هل تشعرين بأنك قادرة على الرحلة ؟ إذا لم تكوني قادرة فلن نقوم بها ."
وضمها اليه بالرقة المألوفة . كيف يكون بهذا الرياء ؟ هل هناك تفسير محتمل ؟ حتى إذا كان يحب بولا , مالذي يضطره لاعطائها لوحة زوجته ؟ وأحست هيلين بيده تربت وجنتها برفق وحنان . هل تسأله عن اللوحة ؟ هل يمكن اجلاء هذا الغموض بايضاح بسيط ؟ لو كان مذنبا , فسيدب بينهما شقاق, هذا ما حرصت على تفاديه اكراما للطفلين .

** ** **

قضوا اليوم الأول مع أم ليون , ثم انتقلوا بعد العصر الى فندق في كتيما , عاصمة منطقة بافوس الحديثة , وكان المساء جميلا , صافي السماء , والهلال يمخر عبابها فوق البحر وخلفهم سفوح جبال ترودوس . كان البحر هادئا , وسارا على الشاطىء في صمت – بعدما أوى الطفلان الى الفراش – أخذت هيلين تسائل نفسها : ترى هل أحس ليون بنفورها ؟ فهي برغم محاولاتها لم تكن تقوى على النظر اليه , أو مخاطبته بتلك الرقة التي أصبحت أخيرا طبيعية لها . اذا فطن لتغير فانه لم يقل شيئا , ولعله حسبها لا تزال متأثرة بصداع الامس .
قطع الصمت أخيرا , قائلا :
ما أهدأ البحر . سنقضي الصباح على رمال الشاطىء , وفي السباحة . وفي الاصيل , ننطلق بالسيارة الى غابة بافوس ."
فقالت :
"هل هي جولة ممتعة للطفلين ؟"
فضغط يدها برفق قائلا :
" ستروق لك . ليست الجولة للطفلين فحسب كما تعرفين ."
وتطلعت اليه تحاول كشف أساريره . لكن الظلام لم يمكنها . كيف يستطيع تمثيل دور كهذا؟ وفجأة عادت اليها ذكرى غريغوري . ظل عاما كاملا يخدعها ببراعة , بدون أن تساورها لمحة شك . ظل سلوكه كما عهدته , لا كلمات حنان , ولا قسوة , ولا مشاجرات . وها هو ذا ليون يحذق فن الخداع , حتى لتعذر أن تصدق أنه كان يخدعها .
كانت الرحلة للطفلين مغامرة عظيمة , رغم أنها كانت لهيلين محنة مرهقة . كان الطفلان بحاجة الى تغير رتابة حياتهما , ولو أنها خيبت رجاءهما لما صفحت عن نفسها أبدا , لكن شقاءها كان يفوق أحيانا ما تحتمل . فلم تستمتع بلحظة واحدة . وقضوا الصباح الاخير على الرمال , عند خليج صغير جميل , في غرب بافوس . كان تشيبي يستطيع السباحة , وليون يعلم فيونا في كل فرصة . ولوحت الشمس بشرة الطفلين وتألقا بالصحة .
قالت فيونا وهي تتكىء على عمها في توسل :
"ليتنا لا نرحل . ألا نستطيع البقاء يوما آخر ؟"
فقال :
"يؤسفني ألا نستطيع يافيونا , ولكننا سنأتي ثانية . ربما بعد بضعة أسابيع ."
ونظر الى هيلين يسألها :
"ما رأيك ؟ أتودين هذا ؟"
قالت :
"نعم ."
ونكست رأسها لتخفي عبوسها .... أبدا , لن تستطيع احتمال عذاب كهذا مرة أخرى . فضلا عن أنها اعتزمت أن تخبر ليون – عند العودة – بما علمت .
قال :
"لا يبدو أنك حازمة يا هيلين . ألم تستمتعي ؟"
لاحظت أن عبارات الاطراء اختفت في اليومين الاخيريين , وأنذرها عودة الخشونة الى فمه وعينيه بأنه أحس بأمر ما . ولكنها قالت كاذبة عندما لمحت القلق في عيني فيونا :
"بل استمتعت ..... أعتقد أننا جميعا نعمنا بوقت رائع ."
ولم يفطن الطفلان الى شيء في لهجتها , لكن نظرات ليون ازدادت حدة . وقال تشيبي :
" نعمنا بوقت ممتع . هل تعدنا بالحضور مرة أخرى يا عم ليون ."
وقال ليون :
"نعم أعد ."
لم تفارق عيناه زوجته . كأنما كان يخبرها بأنهم سيعودون في اجازة أخرى , شاءت أو لم تشأ . واشتد خفقان قلبها . كانت قد اطمأنت الى أن الامور تسير على هواها . وأن بوسعها أن تملي شروطها بعد ما اكتشفت تفاني زوجها . هل يقدر لهما أن يعودا الى الوضع الذي كان قائما قبل أن تتعود الاهتمام بليون ؟ كان فمه منطبقا في حزم وعيناه ترسلان ذلك الوميض البارد الذي كانت ترتجف له في أكثر من مناسبة .
هل خالجها الامل حقا ؟ ولو – للحظة واحدة – في أن تملي ارادتها على هذا الاجنبي الاسمر الصارم الذي كان زوجا لها ؟ كلا , بل تقبلت الحقيقة بقلب مثقل , واعتزمت أن تروض نفسها على تسلط ليون وتسير الحياة كما كانت من قبل تماما .

وخلصنا السابع ..

الغصن الوحيد
20-01-2010, 05:33
الفصل الثامن ...

8- نعم .... كنت مع روبرت !

رغم أن هيلين اعتزمت ابلاغ ليون بما اكتشفته بصدد الرسم , رأت أن ترجىء ذلك باستمرار . وكان السبب – كما اعترفت – هو الجبن , فقد خشيت شجارا مع زوجها , إذ أعطاها مثالا لغضبه , وللقسوة الناشئة عنه . ولكن احجامها خلق موقفا من نوع آخر , بطبيعة الامر , إذ لم يجد ليون سببا للتغير التام في مسلكها نحوه . واحتملها لفترة بسيطة , وتولاها شعور غريب بأن الكبرياء هي التي تمنعه أن يسألها عن سبب التغيير على أنه في آخر الامر عالج الموضوع . ومع أنه – في بادىء الامر – سيطر على طباعه , إلا أن الخشونة لم تكن خفية . وكانا قد فرغا من غدائهما , والطفلان يقضيان بضعة أيام لدى فاسيلوس وآسمينا , في عطلتهما الصيفية الطويلة .
كانت تقرأ , فأخذ الكتاب منها بدون انذار , وطوح به الى المنضدة وقال :
"أريد ايضاحا يا هيلين . أظن هذا حقي ؟"
قالت وهي لا تدري لماذا ترتجف , فما كان يملك أن يؤذيها :
"إيضاح ؟ لست أدري ما تعني يا ليون ."
قال وهو واقف وعيناه تغيمان بغضب متزايد , وإن ظل مسيطرا على طبعه :
"أتنكرين أن تغيرا طرأ عليك ؟ هل تنكرين إنك لم تعودي راغبة في ؟"
فرفعت ذقنها قائلة :
"راغبة ! ما رغبت فيك أبدا ."
" لا تكذبي . كنا سعيدين لفترة قصيرة , فما الذي حدث ؟ هذا ما أطلب أن اعرفه . التغيرات التي من هذا القبيل لا تحدث بدون سبب قوي . أخبريني بالسبب , نستطيع أن نناقش الامر , ونبث في الخلافات التي بيننا ."
لم تثر كلماته سوى مرارة بدت في قوس شفتيها , وازدراء بدأت تشعر به نحوه . يا للهدوء الذي طلب به ايضاحات وهو على علاقة مشينة بحبيبته السابقة . تمنت أن تخبره , وتجازف بالتعرض للعواقب , ولكنها كبحت أفكارها فجأة . كانت قد مكنته من أن يرى حبها . وفرح سرا ب انتصاره . فعندما أرغمها على حبه حقق رغبته في أن تبادله مشاعره . ولوصارحته الان بالحقيقة , لاعتقد طبعا بأنها لا تزال تحبه , واستنتج بأن التغير الذي أصابها نجم عن جرح وخيبة , وما كان هذا ما تبتغيه ..... وشرعت تقول :
"ما زلت لا افهمك . عقد زواجنا بدون حب من الطرفين . ومضينا على نحو محتمل يا ليون , ولا أستطيع أن ارى لك ما تشكو منه ."
ازدادت نظراته حدة كالفولاذ فقال :
"لم تجيبي عن سؤالي : ما الذي أحدث التغيير المفاجىء ؟"
فسألته وفي صوتها هدوء وإن كان قلبها يدق بقوة :
"أي تغيير ؟"
فصاح وراحتاه تنقبضان وتنبسطان :
"لا تراوغيني ! أجيبي وإلا هززتك حتى تجيبي , أحببتني لفترة وجيزة ."
وبرغم خوفها , قالت :
"أحببتك ؟ كيف توصلت لهذا ؟ لأنني استجبت لك ؟"
(يا الله ما عمري كرهت بطلة زي ذي – اعوذ بالله – اتنرفز وتعصب الواحد وترفع الضغط , لا وشكلها مانة يعني مستكثرة نفسها عليه , الغبية ما تدري ان ليون زين الشباب ..وألف وحدة تتمناه ....الغصن )
كانت تود أن تؤلمه , لا لما فعله بها فحسب , وإنما لمل فعله غريغوري كذلك . وأستأنفت :
"من المؤكد , أنك لا تعلق على هذا أية أهمية ."
أخذ الغضب المعتم يزحف على محياه , وكان انطباق فمه وقسوة نظراته تنذرها ولكنها عميت عن الخطر لحظة لتجرح كبرياءه , وعادت تقول :
"أما التغير , فالمرء لا يستطيع الاستمرار في التمثيل , كما أن المرء لا يلبث أن يسأم ."
وسكتت , وساد صمت رهيب . ونهضت مترنحة وحاولت الوصول الى الباب , ولكن قبضة ليون اشتدت على رسغها , وبدفعة أعادها لمكانها والألم يسري الى كتفها .
"إذن فهكذا كن الامر ؟ كان تمثيلا . أهذا ما تقولين ؟"
قالت :
"إنك تؤلمني يا ليون ."
ولكنه بدا للحظة عاجزا عن السيطرة على نفسه , وراح يهزها بغير رحمة , وهو يقول :
"كان تمثيلا ؟ ستندمين على هذا ما حييت . ما من امرأة تخدعني وتفلت من عقابي ."

khadija123
20-01-2010, 15:20
السلام عليكم

روعة شيء رائع أريد التكملة بسرعة :بكاء:
الله يهديك توصلين فقرة فيها أحداث مهمة وتوقفي يعيني تعملي لنا زي المسلسلات التلفيزيونية علاشان نستناك على أحر من الجمر أهنيك ::جيد:: دا إنت خليتنا نستناك على أحر من الجمر بس أرجوك لا تتطولي كثير علينا نريد أن نعلم ماذا حصل لهلين بس معاك حق (...اتنرفز وتعصب الواحد وترفع الضغط , لا وشكلها مانة يعني مستكثرة نفسها عليه... الغصن) هي لي جابتو لنفسها في وحدة تقول لزوجها بمتثل عليك الله يكون في عونها شكل حيموتها الليلة :ميت:
باي في إنتظارك يا عزيزتي.:rolleyes:

الغصن الوحيد
20-01-2010, 18:18
تابع الثامن ....

وغاض الدم من وجه هيلين , وراح جسمها يرتجف . ولكن اليقين بأنها حققت غايتها بزغ خلال غمام الخوف . كان يعتقد بحق أنه مخدوع , وأنها كانت ضجرة خلال معاشرته . أية لطمة لكبريائه ! ليصب عليها نقمته . فانتقامها هذا يستحق ما تعاني – وتطلعت بنظرة خاطفة – كانت شفتاه منفرجتين كوحش يزمجر . وتوقعت أن تتعرض لقسوته البدائية ثانية , ولكنه – لذهولها وارتياحها – دفعها عنه , وغادر الغرفة – وبعد لحظات , سمعت صوت باب السيارة يغلق وضجيج المحرك يتباعد .
جلست على مقعد , واسندت وجهها الى يديها وهي ترتجف وقلبها يخفق بشدة حتى لتكاد تسمع خفقاته . كان البيت هادئا . وفجأة شعرت برغبة ملحة في أن تغادره . لكن , الى أين تذهب ؟ ولأول مرة فطنت الى أنها بعيدة عن اصدقائها . ما كان أحد هنا سوى أقارب زوجها , وترودي . لكنها ما كانت تستطيع الذهاب الى ترودي لأنها ستشعر في الحال بأن في الامر شيئا .
استغرق روبرت فترة قبل أن يجيب نداءها الهاتفي – معتذرا بأنه في المرسم الذي أقامه لنفسه فوق سقف منزله .
وقال :
"كنت أعتزم الاتصال بك , فان السيد كرولي – ذلك الانكليزي – أرسل لي مفتاحا لبيته – وسألني أن أتصل بك لنشرع فورا في الرسم , اذ يأمل في أن ينتقل الى البيت مع الخريف ."
وأمسك لحظة ثم أردف :
"ما أحسبك خالية الآن , فاحضر اليك ."
قالت :
"بل تعال يا روبرت , فأني أود أن أراك وأناقش ما علينا عمله للسيد كرولي . أتقول أن بوسعك الحضور فورا ؟"
"نعم . لكن زوجك ؟ لدي فكرة بأنه لا يحبني كثيرا ! "
وخيل اليها أنها ترى الابتسامة على وجه روبرت العريض , الطيب – فقالت بهدوء :
"ليون في الخارج , ولا أتوقع عودته حتى اواخر الليل ."
وسادت لحظة صمت , ثم قال :
"إذن سآتي بعد نصف ساعة , وسأحضر المفتاح معي , ونستطيع الانطلاق لنرى ما يمكن عمله في الفيلا ."
وتردد قليلا , ثم أردف :
"لعلنا نستطيع الذهاب لمكان نتناول فيه الشاي ."
وصل روبرت في الوقت الذي حدده بعد نصف ساعة تماما . وبينما كانت هيلين في المطبخ لتحضر بعض المرطبات , سمعت رنين الهاتف , وخفت لتجيبه , فأدهشها أن ترى روبرت ممسكا بالسماعة . (لا والله اللقافة هو بيت ابوك هو ؟ ....الغصن ) وزادها دهشة أنه احتفظ بها بدلا من أن يسلمها اليها . وكان صوت المتكلمة مرتفعا , فسمعت هيلين كل شيء بوضوح : " ..... وسنذهب في سيارتك يا ليون ... أحضر بعض الفطائر أيضا , وقنينة شراب . فسنكون في العراء أحيانا , وأنت تعرف مدى صعوبة الحصول على شيء هناك "... وانقطع الصوت , فغطى روبرت السماعة براحة يده , وهمس وهو يرمق هيلين وعلى وجهه أغرب تعبير :
"غرام قديم لزوجك .... بولا مكسويل ..... تظنني ليون , فماذا أفعل ؟"
تناولت هيلين السماعة وهي متماسكة برغم شحوبها , وقالت بأدب :
"أنا السيدة بيترو . يؤسفني أن زوجي غير موجود ."
وأنتظرت , وهي تعجب هل أنقطع الاتصال . ولكن بولا تكلمت أخيرا بصوت أهدأ :
"أتقولين أن ليون غير موجود ؟ هل لديك فكرة عن موعد عودته ؟"
فأجابت هيلين وقد خفق قلبها , عندما تذكرت ان ليون استغرق وقتا كافيا لبلوغه نيقوسيا , اذا كانت مقصده :
"كلا , للأسف . هل أنقل اليه رسالة ما ؟"
" كلا , شكرا . سأتصل به ........ آه , إنه نا الآن ."
وبعد صمت وجيز قالت بولا :
"من الرجل الذي أجابني يا سيدة بيترو ؟"
كان الصوت خافتا وناعما , فشعرت هيلين بخوف واستنكار – وقالت :
"هذا أمر يعنيني يا آنسة مكسويل ."
وأتاهما الرد متلكئا :
"فليكن .... لكن لا تخافي فلن أقول كلمة لزوجك ! "
قال روبرت معتذرا :
"رفعت السماعة بحركة تلقائية . حاولت أن أقول أنني لست ليون , ولكنها مضت في الكلام ..."
وأضاف وقد تسللت لصوته نبرة غريبة :
"بمجرد أن ذكرت اسمها تذكرت بولا مكسويل , التي كانت تصاحبه كثيرا قبل أن يتزوجك ."
خرجت كلماتها بصعوبة , إذ جف حلقها :
"أيعرف كثيرون بأمرها ؟"
قال مترددا :
"كانا صديقين حميمين لدرجة بالغة ."
وتبعها عندما عادت الى المطبخ , وقال :
"ليس هذا من شأني , لكن ما الذي يجري بحق السماء ؟ اذا كان راغبا فيها , فلماذا تزوجك ؟"
وتمالكت نفسها , وأخبرته عما دعاها وليون للزواج , فأطلق صفيرا يعرب عن دهشة , وهو يحدق فيها , لا يصدق مايسمع .
قال وهو يتناول الكوب التي قدمتها اليه , وجذب لها مقعدا ليجلسا في الشرفة :
"إنك هادئة جدا ..... لا حب من الطرفين ؟"
قالت :
"هذا صحيح .... لا حب من الطرفين ."
وأرسلت نظرها الى البحر , فاذا به هادىء الامواج . وحولت بصرها الى الجبال , فاذا دروب صخرية وعرة تتخللها , اذا سلكتها وجدت نفسك في العراء .... ترى أين هما الان ؟ أهما في الطريق الى مكان اعتادا التردد اليه ؟ قد لا يكون في الجبال , فالجزيرة مليئة بالأماكن المنعزلة .... الشاعرية .
قال وهو يقف خارج غرفة النوم ريثما تتهيأ للخروج :
"ما رأيك في قضاء مساء طويل , وسهرة ؟ نستطيع أن نتأمل البيت ونتبين ما ينبغي أن نفعله , ثم نذهب للسباحة , وننتهي الى تناول العشاء في مكان ما ؟"
ارتدت الثوب الذي ابتاعه لها ليون , فأنطلقت من فم روبرت تعابير الاعجاب وهو يتأمها . وكان تعليقه الوحيد :
"بعض الرجال حمقى ! "


** ** **

الغصن الوحيد
20-01-2010, 18:22
شفتي ياخديجة وش تسوي هيلين , لا واصبري احين هي لسانها طويل وبعدين شوفي بعد !!صحيح بتزودها ..

انا احب واتعمد اوقف عند الاحداث الخطيرة والمشوقة عشان تتحمسون . مع اني احين معصبة من الاحداث وابقى اوصل للنهاية بسرعة ..

قاسم2010
20-01-2010, 19:37
مساكم الله بالخيربنات اشلونكم احمر او اصفر عني لوني احمر ومن هلووووون هذي تراها زودت فيها مسيكين ليون مايستاهل منها كذا تستخف تبي تعصبه بتشوف ياويلها ابقى اشوف نهايتها غصون الحمدلله مافي فوصل اعلانيه بين كل سطرولا كنت بقوم لش خخخخخخخخخخخخهعهعهعهع:d

khadija123
20-01-2010, 19:57
Merçi حبيبتي والله رواية حلوة كثير وأنا ما أتحمل الإنتظار خصوصا لما تكون الأحداث شيقة
وهلين دي ما أعرفش إش أقول عليها تخلي رجل غريب يدخل البيت بدون وجود أحد حتى الأولاد مش موجودين وكمان يرد على الهاتف الشيخ واخد راحتو على الأخر بيظن البيت بيتو ويرد على الهاتف كمان لأ وتقول كمان إنها "أنا السيدة بيترو . يؤسفني أن زوجي غير موجود ." وشريرة الأخرى جيب كدا وكده عارف بأن ما فيه شيء وكمان تقول لها خلاص ها هو قد وصل وتسأل كمان من الرجل إلا جاوب على الهاتف الله يستر من الست دي شكلها حتعلم ليون بلي عرفته وكمان هلين مش حتسكت هي كمان والله الرواية حلوت كثير وأنت عامل لنا فيها زي المسلسلات علاشان تحمسينا والله والله وألف والله إحنا متحمسين نزلي لنا النهاية بس لا يطق عرق في رأس من الإستنتاجات

khadija123
20-01-2010, 20:07
يا الله لا تطولي علينا كثير حبيبتي

الغصن الوحيد
20-01-2010, 23:11
خلص ياحلوين انشالله بنخلص ان الليلة سهاري باذن الله والله يعاوني يابنات انشالله بكرة تكون كلها نازلة لكم ..

يا بعد عمري يا القاسم ويا خديجة متحمسين ومعصبين من الاحداث مثلي انا انشالله تهدى اعصابنامن النهاية ..

الف شكر لكم حببيباتي ..

الغصن الوحيد
20-01-2010, 23:19
كان البيت , فيلا , بيضاء جميلة , على جانب التل فوق كيرينيا . وبدا واضحا أنه لم يكن للمال قيمة في تصميمها .
وهتفت هيلين وقد نسيت شقاءها وراحت تتأمل ما حولها :
"ستكون جميلة اذا ما اكتملت . أين نضع رسومنا ؟"
وكانت الارشادات لدى روبرت . فقال وهما يسيران ليتبينا الاماكن :
"سوف نسعد بهذا العمل . نستطيع أن نؤديه معا . أوافيك بالسيارة صباحا لأقلك ذهابا وإيابا ."
وتساءلت في نفسها عما يقوله ليون في تدبير كهذا ؟ من المؤكد أنه لن يقره , ولكن إقراره لم يعد يهمها .
" ستكون اللوحات الزيتية على الجدران متعة , إنني متلهف للبدء , متى تستطيعين البدء يا هيلين ؟"
" في أي وقت . وإن كنت لا أدري كيف أذهب عندما يكون الطفلان في البيت . إذا عادا الى المدرسة , بوسعي الحضور كل صباح , إلا في العطلات الاسبوعية طبعا ."
" إذن , نستطيع البدء فورا ."
واتفقا , قال روبرت :
"هناك مقهى صغير بديع على السفح , على مقربة من هنا , نستطيع تناول وجباتنا فيه . ستكون تسلية مرحة يا هيلين ."
هل ستشعر بالمرح مرة أخرى ؟ عملها الان سيكون مجرد شاغل يساعدها على نسيان الشقاء الذي في قلبها .
ذهبت مع روبرت الى جزء منعزل من الشاطىء , يبعد ستة أميال عن كيرينيا , فقضيا ساعتين تحت الماء وتحت الشمس على الرمال الذهبية . غير ان افكارها طيلة الوقت كانت مع ليون وبولا . ماذا كانا يفعلان ؟ وأعاد الماء والرمال الى ذهنها ذكرى مناسبة أخرى , حين كانت وليون على رمال فاماغوستا وأمسك بيدها بحنان , وراحا يمشيان على حافة الماء . لم تدرك عندئذ أنها أوشكت أن تحبه , ومع ذلك استمتعت بصحبته , وانبثقت في اعماقها بداية سعادة غامرة . ولكنها ولت !
قال روبرت بعد نصف ساعة :
"ما رأيك في بعض الشاي , وجولة في الريف , ثم العشاء ؟"
وقال بعد أن بدلا ثيابهما في السيارة , كل بدوره – ونسقت شعرها :
"هل نتناول الشاي في الميناء , أم تفضلين مكانا أكثر عزلة ؟"
وفضلت مكانا أكثر عزلة , فكانت الميناء تعج بالناس بعد ظهر أيام الاحد . ثم انطلقا في السيارة – بعد الشاي – خلال التلال حتى اذا هبط الظلام , اقترح روبرت مطعما معروفا .
وترددت هيلين فبادرها قائلا :
"من الممكن أن يشاهدنا أحد , أينما ذهبنا . ما رأيك بالمجيء الى مسكني , ونعد وجبة لنا ؟"
ترددت هيلين ثانية , لكن العودة الى منزلها معناه أن تقضي الامسية وحيدة . لذلك ذهبا الى مسكنه . وقال روبرت :
"إنه صغير جدا , ولكني أرتاح اليه . لم أكن املك مالا كافيا , ولا أزال – في الواقع – أجري فيه التجديدات . على أنه مريح , كما أن لدي ثلاجة ."
صاحت هيلين اذ دخلا البيت :
"أراك ابدعت فيه ! "
كانت في المطبخ , ووراء قنطرة بيضاء مرتفعة , كانت غرفة الطعام صغيرة – في جزء أشبه بفجوة في الجدار – وأردفت :
"إنني أعجب بهذه القنطرة والسقف . لم أشاهد من قبل أحد هذه السقوف التركية المصنوعة من الحصير ."
فقال :
"ليس حصيرا , إنه غاب مجدول وليست الاعمدة سوى جذوع شجر جردت من قشرتها . وهنا الحمام , وهذه دورة مياه صغيرة ."
وتبعته هيلين وهي تتساءل :
"أين غرفة الجلوس , اذ لم تعد هناك أبواب أخرى ."
وأخيرا قال :
"الآن الى الطابق الاعلى ."
وصعدا درجات سلم حلزوني ضيق , فاذا هناك غرفة واحدة , أثثت كمخدع وغرفة جلوس . وضحك روبرت وهي تتأمل المكان وقال :
"أشعر كأنني حافظت على مبنى أثري عتيق . إن عمر هذا البيت مئات السنين ."
قال يدعوها :
"تعالي اريك مرسمي . يجب أن تجتازي هذه النافذة , وتصعدي سلما متنقلا لكنه مأمون ."
كان المنظر مثيرا للأعجاب . وهتفت وهي تطل خلال النوافذ الواسعة المنخفضة على الجبال المحيطة والبحر :
"لا عجب في أنك تستطيع الرسم هنا فالمكان هادىء جدا ."
هبطا فقادها روبرت الى الثلاجة وقال :
"اختاري ما تريدين , ريثما أعد المائدة ."
كانت هناك أنواع عدة من اللحم وكثير من الخضر الطازجة .
وسألته :
"هل سنضطر لطهو شيء ما ؟"
فقال :
"كلا , لا طهو وأنت في هذا الثوب البديع . لنكتف بلحوم باردة وسلطة ."
استمتعت هيلين بالطعام , ولدهشتها . كان روبرت أنيسا طيبا , كما أعطاها انطباعا بأنه عميق التفكير . وأعجبها أنه لم يذكر ليون مرة أخرى , ولا الظروف الغريبة لزواجها منه . فاستطاعت أن تحتفظ بحياتها الشخصية على حده .ومع أن خروجها معه كان تصرفا يتسم بالتحدي , فلم تكن راغبة في تحمل مشاجرة أخرى مع ليون , بعد الذي جرى بعد الظهر . لذلك طلبت من روبرت في الساعة التاسعة أن يقلها الى البيت .
فارقها روبرت عند باب الحديقة . وكانت الفيلا غارقة في ظلام دامس , فارتاحت لذلك . وآوت الى فراشها مباشرة . في الصباح التالي , خرج ليون مبكرا , فتأهبت هيلين لانتظار روبرت , بعدما ساعدت آرتيه في الاعمال المنزلية .
أقبل روبرت في الساعة التاسعة . وقاد السيارة خلال الطريق الطويلة , فوصلا الى العاصمة بعد العاشرة واستغرقا أكثر مما توقعا في شراء لوازمهما للرسم , فاقترح روبرت أن يتناولا الغداء في نيقوسيا . وذهبا الى الهيلتون . وكانت أول من رأت هناك , بولا مكسويل , جالسة الى مائدة لشخصين , في أحد الاركان . وشعرت هيلين أن قلبها يقفز من مكانه . وتذكرت المناسبة التي رأت فيها زوجها وبولا هناك لتناول الغداء .
قالت متلعثمة وقد ادركت ان بولا رأتها وأخذت تتفرس في مرافقها باهتمام :
"هل تمانع في الذهاب لمكان آخر ياروبرت ؟ إن بولا هنا ... مع .... زوجي ؟"
فقطب جبينه وقال :
"بولا وليون ؟ هنا ؟ ما ادراك بأنها مع ليون ؟ انني لا أرى أثرا له . واذا كان له ان يتناول الغداء معها , فلي أن اتناوله معك ."
وكاد يدفعها دفعا الى المقعد , فلم تبد احتجاجا آخر , إذ كان بوسعها – برغم المسافة بينها وبين بولا – أن ترى ابتسامة على وجهها فشعرت بأنه تعجب من ارتباكها . وظلت تراقب المائدة الاخرى بقلب خافق , انتظارا لظهور ليون . ولكن الرجل الذي وافى بولا كان أكبر سنا من ليون , وجلس في مواجهتها , وجذب بعض أوراق من جيبه , فمالت بولا , وأخذا يفحصانها معا . فتمتمت :
"يا لغبائي ! إنه ليس ليون ."
قال روبرت :
"هل رأيت ؟ لم يكن هناك ما يدعو لهذا الفزع . أظنه عميل لها , فهي سمسارة عقارات ."
وعادت عيناها تتأملان بولا . كانت فاتنة حقا , ولكن شيئا من الاعتداد فيها كان يضفي عليها مسحة غطرسة . كانت مناسبة لرجل مثل ليون وسمسارة عقارات , فهما يشتركان في الكثير .
في طريق العودة , مرا بالبيت الذي كان عليهما العمل فيه , فتركا الدهانات التي اشترياها , وقاما بقياس الابعاد تمهيدا للشروع في العمل , الصباح التالي .

** ** **

الغصن الوحيد
20-01-2010, 23:23
كان ليون في البيت حين عادت هيلين , فتطلع من فوق صحيفته وسألها أين كانت .... قالت :
"في نيقوسيا لشراء بعض الدهانات لذلك البيت ."
فسألها :
"لماذا لم تأت الى المكتب وتعودي في السيارة معي ؟"
بكل هدوء سألها وهو يعلم تماما أنها ستتعجب في نفسها مما جرى للوحتها . أي عذر كان سيبديه لو أنها سألته عنها ؟
(وجع يوجعك يا هيلين طيب أسأليه ... من متى وهي تقول بتسأله ولا حابة المشاكل ... شفتوا يا بنات أي وحدة تصير لها مشكلة تتكلم وتسأل وش الاسباب مو تعاند وتفكر بافكار على كيفيها وتخرب بيتها بيدها ...يا ربي تصبرنا .....الغصن )
قالت :
"اصطحبني روبرت الى المدينة . كان عليه هو الاخر ان يبتاع دهاناته وتركناها في البيت ."
كان هذا أول حديث يتبادلانه منذ خرج غاضبا بغد شجارهما بالامس . وكان فمه مطبقا , فجمعن هيلين اطراف شجاعتها توقعا لما كان مقدرا ان يحدث . هل قدر للحياة ان تكون هكذا دائما ؟ أن يستطيع ليون أن يثير خوفها كلما فعلت شيئا قد لا يحبذه ؟
"في أي وقت ذهبتما الى المدينة ؟"
فتحركت الى مقعد في الطرف الاخر من الغرفة , بعيدا عنه , وقالت :
"جاء روبرت ليصطحبني في الساعة التاسعة ."
فنظر الى الساة حول رسغه . وغص حلق هيلين وعيناها تتجهان الى ساعة الحائط . وقال :
"هل كنتما معا طيلة النهار ؟"
وتحشرج صوتها وهي تقول :
"الواقع ....ليس ...."
فقال بصوت خافت :
"إنها الخامسة والنصف الان ."
"كان يجب ان نذهب الى البيت لنترك الدهانات ."
وطوى صحيفته ووضعها على المنضدة الصغيرة . وبدأت يداها تختتلجان بحركة عصبية , وقالت :
"كان علينا القيام بعمل تمهيدي , لأننا سنبدأ في الصباح ."
فقال :
"مع هذا الانكليزي ؟"
قالت :
"مع روبرت .... نعم يا ليون ....."
وسكتت عندما لاحظت الخيوط البيضاء , الدقيقة تزحف تحت سمرة وجهه – ثم أردفت :
"كلانا لدينا عمل في البيت , فمن الطبيعي أن نكون هناك معا ."
"وأحسبك تتوقعين أن تكوني متغيبة طيلة اليوم ؟"
وقف – واجتاز الغرفة نحوها وقال بهدوء :
" عدلت عن رأيي بصدد السماح لك بأداء هذا العمل . بوسعك أن تكتبي للسيد كرولي وأخبريه أنك لن تساعديه ."
اتسعت حدقتاها غير مصدقة , وقالت :
"أكتب ؟ أتتوقع مني ان افعل ذلك ؟ ان اتخلى عن وعدي بعدما وعدت ؟"
وهزت رأسها , وأردفت :
"لا استطيع يا ليون . بحثت الامر معك في البداية , حين سألني ان اقوم بالعمل , فلم تعترض اذ ذاك ."
" تغيرت الظروف ."
"كيف تغيرت ؟"
فسرى في عينيه وميض قاس , وقال باقتضاب :
"ما أظنني بحاجة لأن اجيب ."
واستأنف بعد برهة :
"أنا مصر على ما أقول . لا تقومي بهذا العمل . أتفهمين ؟ "
واعتدلت في مقعدها قائلة :
"كلا يا ليون لا افهم ."
كان صوتها خافتا وثابتا . وقابلت نظراته بدون ان تطرف عيناها , وهي تضيف :
"أنا أرفض تلقي هذه الاوامر منك . لي حق في قدر معين من الحرية , وسأرضي نفسي به . اعطيت السيد كرولي وعدا , وسأفي به ."
وبدأت عينا زوجها تتقدان لكن هيلين عقدت العزم على ألا تذعن هذه المرة . كان للعمل اهمية في أي حال حتى يساعدها على ان تنسى – ولو لبعض الوقت – الالم وخيبة الامل اللذين كان هو السبب فيهما , وأضافت بتحد واضح :
"سيأتي روبرت في الصباح .... وكل صباح اثناء غياب الطفلين .... وسأذهب معه . إنني آسفة اذا لم ترتح لفكرة عملي معه . ولكن لا حيلة لك في ذلك ."
( تتوقعون لو وحدة هنا تقول حق زوجها كذا وش بسوي فيها ....؟ ها اقل شي- كف – لكن شوفوا ليون ليون ليون وش بسوي ....الغصن )
خيم صمت الذهول على الحجرة , وبدا للحظة أن تحديها تجاوز قدرة ليون على ضبط النفس . كان في عينيه وعيد , وتحركت يداه وكأنهما تتحركان للضرب . وبرغم تظاهر هيلين بالشجاعة , أحست برجفة أعصابها تتجدد . ثم انحسر غضبه ليحل محله تصلب أكثر وضوحا , مما اقنع هيلين بعقم جهودها في التحدي . كان مصرا على فرض إرادته , وأخذت تسائل نفسها عما اذا كان يدبر ليفرض عليها الرضوخ لارادته , لم يكن يستطيع منعها من الخروج مع روبرت , في الصباح , الا بحبسها . وسألها أخيرا بصوت خافت :
"هل هذا هو قرارك الاخير ؟"
فأومأت في تعاسة . لكم اختلف الموقف عما توقعت حين رجاها السيد كرولي ان ترسم له . كانت سعيدة جدا , وبدا ليون فخورا بها . حتى ومضة استيائه لفكرة عمل روبرت معها زدات من سعادتها , فقد اعتبرتها غيرة . وغص حلقها , فصعب عليها الكلام , ولكنها استطاعت اخيرا ان تقول :
" لابد ان أؤدي العمل يا ليون , لا لأنني وعدت فحسب , بل لأنه سيمنحني متعة ."
ضغط على اسنانه , وازدادت حالة صلابته وهو يحدجها برهة , وعيناه تنمان عن تفكير . ثم قال :
"متعة ؟ إنك ستستمتعين بقضاء اليوم كله في ذلك البيت مع صديقك الذي من انكلترا . هل افهم ان هذا ما تقولينه لي ؟"
" إنك تعلم انني لم اقصد ذلك . انني استمتع بالرسم . وكنت اتطلع الى اداء هذا العمل ."
نظرت اليه , ولكنه لم يتأثر لبادرة الدموع في عينيها ,وقال :
"اعتقد اني انذرتك – في مناسبة سابقة – بأنني غير مستعد لأن يرتبط اسم زوجتي بأسم هذا الروبرت . كنت جادا عندئذ , وأنا جاد الان . إما ان تنفذي رغبتي طائعة , أو اتخذ الاجراءات لأكفل انصياعك ... الاختيار متروك لك وحدك ."
احتقن وجهها غضبا , وصاحت :
"لن اقبل اوامرك خاضعة . أما اتخاذ اجراءات تكفل ان اتخلى عن العمل ففكرة سخيفة ! إنك لا تستطيع ان تحبسني في البيت ."
فوافقها قائلا بصوت خافت :
"كلا يا عزيزتي . لم أفكر في هذا ."
وغادر الغرفة بدون ان يزيد كلمة . وسمعت صوت السيارة تنطلق مبتعدة .
كانت في المطبخ تساعد آرتيه في اعداد العشاء , حين سمعت صوت السيارة مرة اخرى . وفي الحال اندفع الطفلان داخلين . ووثبت فيونا تحتضنها بشدة قائلة :
"عمتي هيلين ! أحببنا العمة آسمينا , ولكننا سررنا كل السرور حين جاء عمي ليون ليأخذنا ."
وقال تشيبي بتأكيد :
" لن ابتعد عن البيت ثانية .... بدونك ."
وتحول الى عمه قائلا :
"لا تدعنا يا عمي ليون ! "
أطل عليه ليون مبتسما وقال :
"كلا يا تشيبي . لن أدعكما تبعدان أبدا ."
وأردف في حيرة :
"لقد ظننت انكما كنتما سعيدين ! "
فبادرت فيونا , وكأنها ادركت أنهما لم يقدرا كرم ضيافة آسمينا :
"بل استمتعنا .... لكننا نحبكما أنتما الاثنين أكثر مما نحب الجميع ولهذا أردنا ان نأتي ."

ويلا على الفصل التاسع ...
ماقبل الاخير ..
قربنا نخلص انشالله ..

khadija123
21-01-2010, 00:10
يالله إحنا في إنتظارك وشكرا كثيرا على مجهودات والله يحفظك ويسلم أناميلك الحلوة شكلنا أتعبناهم

الغصن الوحيد
21-01-2010, 01:53
تعبكم راحة ,انا واللة انبسطت معكم بتواصلكم وكلامك تسلمون حبايبي .. تسلمين ياخدوجة ..

الغصن الوحيد
21-01-2010, 01:56
الفصل التاسع ...

9- الزوجة آخر من يعلم ...

مرت الايام متثاقلة , فالطفلان يلعبان خارج الدار معظم الوقت , وسخط هيلين على زوجها يتزايد حتى بلغ قسطا هائلا . بأي حق يسيطر عليها هكذا ؟ كانت انكليزية , وليست جارية لا هم لها سوى الاعتناء بزوجها والاطفال . ( والله انتي يوم خذيته وتزوجتيه عارفة ان الصغار برقبتك واكيد هو معهم احين صرت جارية , خلني ساكتة بس ....الغصن )
كان من حقها وقت فراغ تمارس فيه هوايتها , بجانب هذا , كيف يقضي ليون كل الوقت في الخارج ويتركها مع الطفلين ؟ حتى يوم الاحد كان يخرج وبالطبع كان يصاحب بولا مكسويل . وعندما اشتكت من تركها وحيدة , ذكرها بأنها موجودة لرعاية الطفلين , في المقام الاول .
ولكي تجبره على البقاء في البيت , ولو لأمسية واحدة , دعت ترودي وتاسوس للعشاء . كانا قد زارا الفيلا مرة , وانسجم تاسوس وليون , فلم تتوقع هيلين لحظة ان يرفض زوجها البقاء في البيت , عندما اخبرته بالدعوة . لكنه قال بفتور :
"مساء غد ؟ إنني على موعد , ولن أعود قبل العاشرة ."
أومضت عيناها الزرقاوان وتساءلت :
"موعد ؟ في المساء ؟"
وكان يقف ويداه في جيبه , ووجهه مكفهر بالخشونة التي اصبحت اخيرا جزءا من قسماته . وقال :
"هناك أناس لا يمكن اللقاء بهم في النهار , ولهذا يقابلونني مساءا , مثل بولا التي تعمل طيلة النهار ."
كان بوسعه ان يعتذر , ولكن بولا لم يكن يسعدها أنه يفضل البقاء في البيت . وبرغم اقتناع هيلين بأنه تضيع وقتها , ألحت قائلة :
"إنهما سيشعران بمهانة كبيرة . وأنا سأشعر بحرج شديد . ماذا أقول ؟"
تحرك في ضيق وقال :
"لماذا لم تستشيريني قبل دعوتهما ؟"
فأقرت بصراحة :
"أعتقد أنه ينبغي علي ذلك . سيكون الموقف صعبا بالنسبة الي يا ليون ."
فانبعثت من شفتيه زفرة وقال :
"حسن جدا , سأرجىء عملي . لكن أرجو استشارتي في المستقبل . ليس من اللياقة في العمل أن اضرب موعدا ثم ألغيه قبل حلوله بوقت قصير ."
غشي عينيها شيء من الحيرة , هل يحتمل أنه لم يكن يلقى بولا كل مساء ؟ هزت كتفيها , وعاودها كل الاسى المرير . كان حاذقا . ألم يثبت لها هذا بأدلة لا سبيل لانكارها ؟"
جاءت ترودي وتاسوس مبكرين , فقضى الجميع الفترة الاولى من الامسية في الحديقة , وأثار وجود ضيفبن مرح الطفلين فرفضا ان ينصرفا , وارتفع صوتاهما وضحكهما طيلة الوقت . فقال تاسوس :
" هذان الاثنان محظوظان . فقدا أبا وأما , فوجدا غيرهما ."
والتقت نظرة هيلين بنظرة زوجها فاذا باختلاجة سخرية تلم بفمه وعينيه . اذ طرأ على مسلكه نحوها تغيير تام منذ أحضر الطفلين من عند آسمينا , على غير توقع قبل اسبوعين عندما فتر اهتمامه بها ورغبته فيها , وعادت العلاقة التي كانت قائمة في بداية زواجهما . واعتقدت هيلين ان هذا هو ما تريده . ألم تتوقع هذا عندما قبلت عرضه للزواج ؟ أما الشيء الذي تأباه , فهو الطريقة المتسلطة والآمرة التي كان يكلمها بها أحيانا . ولو سمح لها بقدر من الحرية , لقنعت بنصيبها محتملة . لكنها مع تتابع الايام أخذت تشعر باستياء متزايد . واصبحت تشعر – في بعض الاحيان – بأن الظفر بنصيب من انتباهه خير من عدم الاهتمام بها بتاتا .
(ايه , يوم طنشك صار حلو ’ احين تبينه يهتم فيك ...احسن تستاهلين انا ابقى حرتي في الرواية كلها تبرد احين ....الغصن )
أدركت أن بصر ترودي مركز عليها بتفرس , فالتفتت اليها مبتسمة . أتراها لاحظت شيئا ؟ إنها لا تحتمل ان يظن أحد انها لم تعد جذابة لزوجها .
انساب اليهم صوت فيونا العذب وهي تقول :
"هل تسمح بأن تأتي وتدفعني يا عمي ليون ؟ تشيبي لم يعد راغبا ."
فقال تشيبي عندما نهض ليون وسار الى الارجوحة :
"إنه دوري .... إتها تريد الارجوحة طيلة الوقت ."
"حسنا يا فيونا , اتركي الارجوحة ."
وحاولت ان تتمنع , ثم رمقت عمها من تحت أهدابها الطويلة بإغراء :
"ادفعني مرة أولا ....أرجوك ."
صاح :
"انزلي ."
فأطاعت . وضربها بصفحة يده , فاتسعت عيناها دهشة للمفاجأة ورمته بنظرة شاكية , وصاحت :
"لقد أوجعتني ! "
وهرعت الى هيلين وهي تفرك أثر الضربة وتقول :
"إنه قاس , لم أعد أحبه ."
فضحك الجميع فرمقته باستهجان , بينما بسطت هيلين ذراعيها قائلة :
"مسكينة يا فيونا ! تعالي واجلسي على ركبتي ."
قالت تشكو :
"لكم أوجعني ! إنه فظيع ! "
فأرحتها هيلين على ركبتها قائلة :
"إنني أحبك , ولكنني لا أحبه ."
قالت ترودي وفي صوتها نبرة حنين :
"أنا واثقة بأنك تحبينه كثيرا . وهو يحبك قطعا ."
فقالت فيونا وهي تراقب عمها يدفع الارجوحة :
"كلا , لو كان يحبني ما اوجعني ! "
وجال بخاطر هيلين : صدقت , فالمرء لا يوجع الذين يحبهم " . ترك ليون الارجوحة وعاد اليهم , فوقف بجوار مقعد هيلين . وطافت عيناه في غير مبالاة , ثم استقرتا على وجه ابنة أخيه , فقال :
"ما بالك ؟"
فقالت :
"أوجعتني , لم أعد أحبك . أنني أحب عمتي هيلين , فهي لا تؤلم أحدا ."
ساد صمت وجيز . وشعرت بالدماء تتصاعد الى وجنتيها عندما التقت عيناها بنظرة زوجها المتفرسة . وقال بصوت خافت :
"ألا تؤلم أحدا يافيونا ؟"
فزدات فيونا ذراعيها احكاما حول عنق هيلين , وقالت مؤكدة :
"كلا , إنها دائما رقيقة , ولهذا أحبها ."
ظل واقفا لفترة وجيزة ثم جلس الى جوار تاسوس , وانخرطا معا في الحديث . فقالت هيلين بعد برهة :
"سأذهب لأتمام العشاء , فأن آرتيه متوعكة , ولم تأتي اليوم ."
فنهضت ترودي قائلة :
"هل أساعدك ؟"
" كل شيء جاهز , والطعام في الفرن . لم تبق سوى المائدة ."
فقالت ترودي وهي تتبعها :
"سأتولى أعدادها."
أعدت ترودي المائدة , وشغلت هيلين بعمل المطبخ . ثم نادت الطفلين , فغسلت أيديهما , وهما محتجان بأن الوقت مبكر للنوم . ولاحظت هيلين نبرة الحنين تسري ثانية في صوت ترودي وهي تلاطفهما . فاعترفت بأنهما – هي وتاسوس – يريدان أطفالا , فاذا لم يرزقا قريبا , فسيقومان بتبني طفل .
قالت هيلين :
"من العجيب ان تعنيا بأبناء غيركما ."
وعجبت في نفسها مما تفعل لو أبعد تشيبي وفيونا عنها . لم يكن عمهما قد تبناهما قانونيا , وكانت هيلين تفكر في أمهما أحيانا .
سأل تشيبي والامل يراوده وهو يتأمل الحلوى والفواكه التي نسقتها هيلين في اطباق فضية :
"ألا نستطيع البقاء لتناول العشاء معكم ؟"
وقالت فيونا :
"كم من العمر يجب أن تبلغي لتستطيعي البقاء للعشاء ؟"
فقالت هيلين وهي تضع عشاءهما على منضدة صغيرة بجوار النافذة :
"تعاليا وتناولا البسكويت والحليب ."
( هههههههههههههههههه والله ما اصدق . الله واكبر عليهم هم يتعشون خرابيط – لحم , دجاج , حلى ,فاكهه ... وهالمساكين تعشونهم حليب وبسكوت يا وجه الله ...ليه ليه حتى اللي عمره سنة اللي تو اسنانه طالعه يأكلونه شي غير الحليب .....الغصن )
قالت فيونا :
"قد يسمح لنا عمي ليون لو طلبنا منه ."
فقال ليون عندما أقبل من الشرفة وسار الى الثلاجة :
"بماذا أسمح ؟"
قالت :
"نريد أن نبقى مستيقظين , لنتناول العشاء معكم ."
وتطلعت اليه في اغراء , فمست فمه ابتسامة خفيفة وقال :
"إنك تطلبن البقاء .... في حين أنك لم تعودي تحبينني ."
فبادرت قائلة :
"ولكني أحبك الان , أحبك بقدر ما أحب عمتي هيلين ."
قال :
"هكذا أرحت قلبي ."
وفتح باب الثلاجة , ونظر في داخلها , ثم سأل عابسا :
"أليست لدينا مشروبات معبأة في علب ؟"
فخفت اليه هيلين قائلة :
"إنها في الجزء الخلفي ."
وبدأت تنقل الاشياء التي تحجبها . ومدا يديهما معا لاحضارها . فتلامست اليدان . وأسرع ليون يسحب يده . وتركها تخرج العلب وقدمتها له , فتناولها بدون كلمة , حملها والاكواب عائدا الى الحديقة . وظلت هيلين بجوار الثلاجة تفرك يدها برفق حيث لامست يد ليون . وطرفت عيناها فجأة .
ألم تنقض سوى اسابيع قليلة حقا . منذ كان يدللها بحنان ؟.... منذ كان ينتهز كل فرصة ليمسك بيدها , أو يحيط كتفها بذراع رقيقة ؟ وها هو ذا الان لا يطيق مجرد تلامس أصابعها بأصابعه .
( عندنا مثل يقول .._طبخا طبختيه يا الرفلة أكليه _ وهذا اللي انا اقوله لهيلين , اكيد فهمتوا وش معناه صح؟....الغصن )


** ** **

نايت سونغ
21-01-2010, 02:05
يسلموووو اناملك غصووونة

يعيطكي الف عافية علي المجهود الكيير لتنزيل الرواية تعبناكي معنا :o

راوية حلوي بجد و زووووء حمستينا كتيير للنهاية ::جيد::

موو ::سعادة:: وواه

الغصن الوحيد
21-01-2010, 04:56
مشكورة حبيبتي نايت سونغ تسلمين ..تعبكم راحة ياقلبي ..

الغصن الوحيد
21-01-2010, 04:59
أخيرا ذهب الطفلان الى فراشيهما . وانتهى العشاء والسهرة على وجه بهيج بدون ان يخطر للضيفين أن بين هيلين وزوجها قطيعة ما . وارتاحت هيلين الى تخليه عن المسلك الصارم الذي انتهجه اخيرا نحوها .
قال تاسوس وهم يهمون بالافتراق :
"يجب ان تزورانا ."
وكان مع ترودي في السيارة بينما وقف ليون وهيلين بجوارهما , قال ليون :
"لندع تحديد الموعد يوما او اثنين . سأخبر هيلين متى أخلى لذلك ."
هل كان يعني انه لن يرد الزيارة ؟ تمنت هيلين لو انه لا يفعل ما يفسد صداقتها مع ترودي , كما فعل بالنسبة الى روبرت . فقد نفذ صبر روبرت منذ رضخت لرغبة زوجها وتخلت عن العمل في الفيلا حتى لم يعد يحييها , ولو بايماءة من رأسه , اذا تصادف أن تقابلا في القرية .
قالت ترودي , وهي تطل من نافذة السيارة :
"أتمنى ان يأتي الطفلان في وقت ما . لماذا لا تحضرينهما حين تأتين يوم الجمعة ؟"
فقالت هيلين مترددة :
"لا أدري , ربما يكونان شديدي الصخب , ولديك أشياء بديعة في البيت ."
فقال تاسوس :
"وفي منزلكما أيضا , إننا نحب الناس في المسكن , فلا تشغلي بالك بالاشياء ."
تدخل ليون قائلا :
"لا أتصور أنهما يسيئان السلوك يا هيلين . سنذهب جميعا الى نيقوسيا يوم الجمعة ."
ظلت هيلين وليون واقفين حتى غابت السيارة وراء منعرج , ثم دخلا البيت . ولاح لها أن المناسبة الاجتماعية البسيطة خففت من التوتر بينهما . فقالت تستدرجه :
"أنا استمتعت بوجودهما . وأنت ؟"
فقال وهو يتثاءب :
"كانت من أبهج الامسيات .... وكان طعامك ممتازا ."
ابتسمت وهي تجلس , وتود أن يحذو حذوها . ما بالها ؟ قد لا يؤدي هذا الى هوانها , فليون لم يعد يأبه لها , وكانت كرامتها تحول دون أن تتسول أية محاباة أو وصال . ولكن , ليته يكون رقيقا فحسب , فلم تكن تحتمل ان تستمر على هذا المنوال . كان من السهل ان تقول أنها لم تعد تحفل به , ولكن من العسير أن تقنع نفسها بصدق هذا .
قال ويداه في جيبه :
"الوقت متأخر . أرى أن أذهب الى فراشي . طابت ليلتك يا هيلين ."
فغاص قلبها , وقالت بصوت مرتجف :
"طابت ليلتك يا ليون . إنك على صواب , فالوقت متأخر ."


** ** **


اتصلت العمة كريسولا هاتفيا – في اليوم التالي – تسأل عن ليون فلما أخبرتها هيلين بأنه في المكتب , قالت مغضبة :
"كلا , ولا أجده كلما طلبته هاتفيا . ماذا فعل بصدد الدار التي سيبتاعها لي ؟ قال منذ اكثر من اسبوع أنه رأى ما يناسبني ولكن الثمن مرتفع كثيرا . وكنت أتوقع ان يتمكن من تخفيضه ."
" ألم يتصل بك بعد ذلك ؟"
" لم أره ولا سمعت منه . في أي حال , أين هو ؟ لماذا ليس في مكتبه ؟"
"لا ادري يا عمتي كريسولا . لعله خرج في عمل ..."
" لماذا ؟ كل يوم ؟ أخبريه بأنني أريد رؤيته هذا المساء ! "
" أنه يعود متأخرا عادة ولكني سأخبره عندما يعود . وإذا لم يكن الوقت متأخرا جدا فقد يوافيك , والا فسيأتي في وقت آخر .."
"وقت آخر ؟ متى ؟ اسمعي يا هيلين , ما الذي يجري ؟ لماذا لايعود للبيت مبكرا ؟ أين يذهب ؟"
ترددت هيلين . كان واضحا أن العمة كريسولا في دهشة من سلوك ابن أخيها , واحتارت هيلين , أتنتحل لليون أعذارا ؟ ولكن , ماذا تقول ؟وانتهت الى القول :
"لست أدري أين يذهب . فهو لا يحدثني في شؤون عمله ."
صاحت العمة :
"عمل ؟ أتقولين أنه ينجز عملا في الليل ؟"
وازاء عجز هيلين عن الجواب , لاذت بالصمت . فاسترسلت العجوز وفي صوتها نبرة الشك :
" لم يكن أبدا ممن يترددون على المطاعم والمقاهي , أعني بانتظام . فأين هو ؟"
ووعدتها هيلين بأن تبلغه رسالتها , ثم أعادت السماعة .. لم يكن ليون في المكتب , ولم يعد الى البيت إلا في ساعة متأخرة ؟ لعله من الافضل أن يذهب ويعيش مع بولا مكسويل ! وحاولت ان تكبح دموع الغضب , ولكنها ما لبثت أن أسلمت نفسها للبكاء . واذ ذاك أقبلت فيونا فأخذت تحدق فيها مذهولة , ثم أحاطت خصرها بذراعيها , قائلة :
"لماذا تبكين ؟ أرجوك , لا تبكي , هل انت حزينة يا عمتي هيلين ؟"
جففت هيلين عينيها , واصطنعت بمجهود ابتسامة باهتة وقالت :
"كلا , يا عزيزتي , ولا شيء ."
لكن الدموع عادت . وحاولت هيلين التخلص من ذراعي فيونا , لكن الصغيرة تعلقت بها بشدة وشرعت تبكي فهتفت هيلين :
"اسكتي يا فيونا العزيزة , لا شيء هناك اطلاقا ."
" بل إنك حزينة , ما كنت تبكين لو لم تكوني حزينة ."
جففت هيلين عينيها وتحولت تمسح الدموع عن وجه فيونا الصغيرة , وهي تقول :
"لست حزينة يا حبيبتي . كوني مطيعة وكفي عن البكاء ."
قالت فيونا وجسمها يرتج بالتشنج :
"لماذا كنت تبكين ؟"
فضمتها هيلين لحظة بدون كلام , ثم قالت أخيرا :
"لم أكن بصحة جيدة ."
فتطلعت فيونا بلهفة , وبدا أنها على وشك البكاء ثانية ( يا قلبي عليها شوفوا الاطفال كيف! متأثرة.. مو عيال احين يمكن تقعد تضحك عليك تقولك وش فيك تبكين والله شكلك يضحك وانت تبكين ...الغصن )
بادرت هيلين قائلة , وقد حزنت لتكدر الطفلة :
"لم أعد كذلك . إنني الان بخير يا عزيزتي ."
دهشت هيلين إذ اتقدت عينا ليون غضبا , عندما أبلغته رسالة عمته وقد عاد الى البيت مبكرا خلافا للعادة . وصاح محنقا :
"هل تتصور أنه لا يوجد ما يشغل بالي سوى دارها ؟ عليها ان تنتظر فهناك أمور أهم تحتاج العناية حاليا ."
ما هذا السخط ؟ وما معنى هذه الكلمات ؟ هل حدث بينه وبين بولا ما يسوء ؟ أم أن علاقتهما أصبحت أكثر عمقا وتوريطا ؟ واضطرت الى أن تسأله :
"ما هذه الامور الهامة يا ليون ؟ "
لكنه هز رأسه وأبى أن يخبرها . وإن كانت توقعت ذلك , كان يبدو مجهدا , ولاحظت عينيه كذلك , لكم تبدوان متعبتين ! ونتف الشيب عند سالفيه بدت بيضاء تقريبا ! ما الذي ألم به ؟ وفي لحظة وجيزة لم يخالجها سوى الحب والحنان , وتحرقت الى أن تحيطه بذراعيها , وأن تجذب رأسه الى صدرها لتواسيه . لكنها أسرعت تقاوم لين قلبها . إن ما حدث – أيا كان – لا يعني سوى بولا . واذا انغمس في علاقة كهذه فعليه وحده أن يحمل عبء أي متاعب تترتب عليها . لماذا تمنحه عطفها وهو يضن عليها بالعطف ؟
لم يخاطبها لساعة أو أكثر . وعندما أقبل تشيبي يطوح بكرته ويتلقفها وصاح فيه مغضبا , صاحت على الرغم منها :
"ليون ! لا داعي لأن تكلم تشيبي هكذا ."
وجاء رده حادا , فصاحت به :
"لا حاجة لك بأن تصرخ , فلست صماء ."
حدجها بغضب , وهم أن يتكلم , ثم سكت وأخلد للصمت . وكانت هيلين تتأجج غضبا . ظلت أسبوعين تقضي الامسيات وحدها , ولما عاد مبكرا مرة , لم يفعل سوى ان ينفث غضبه فيها وفي الطفليين . وسعت الى الحديقة لتنضم الى الصغيريين , وتركوه وحيد . لكنه ما لبث ان جاء وقال أنه ذاهب لمقابلة عمته – كان صوته قد فقد حدته , لكن مزاجه ظل مكدرا .
فسألته :
"هل عثرت لها على دار صغيرة ؟"
"كما تبتغي لكن أغلى مما توقعت . على ان بيتها العتيق جلب سعرا ممتازا فستخرج بفائض كبير ."
ودفع يدا كليلة خلال شعره , ثم انطلق – وهو لا يزال مضطربا متعبا . وانتقلت حاله الى هيلين , فلن تطق البقاء وحيدة أمسية أخرى , واستبقت الطفلين ...ولدهشتها عاد ليون قبيل الساعة التاسعة فلما رأى الطفلين ساهرين , قالت :
"استبقيتهما ليؤنساني . من الممكن الان ان يذهبا الى النوم ."
قال مترددا :
"لا داعي اتركيهما فترة , واحضري عشاءهما هنا."
عجبت هيلين . كان دائم الحزم بالنسبة لموعد نومهما . وهزت كتفها وذهبت الى المطبخ . وعندما عادت الى حجرة الجلوس , وجدت فيونا على حضن عمها , وذارعها حول عنقه , ووجنتها تلتصق بوجنته . أما تشيبي فظل جالسا على السجادة , واجما . وأطل ليون من مجلسه لحظة – ثم بدا على وشك البكاء . وأدركت هيلين ما به . ولكن ليون عاد يسأله , فقال مشيحا ببصره :
"إنك لا تحبني قدر ما تحب فيونا , صرخت في مغضبا , عندما كنت العب بالكرة ."
بسط ليون ذراعه للصبي , قائلا :
"إنني آسف يا تشيبي "
وجلس الطفلان على ركبتي ليون . وكان وجهه متواريا عن هيلين , حين دخلت الحجرة لكنها شعرت بحزن عميق يتملكه . ليته يخبرها بما يكربه !
مالت فيونا تتفرس في وجه عمها الاسمر , وسألته :
"أتحب تشيبي بقدر ما تحبني ؟"
فقال :
"أحبكما سواء ."
كانت هيلين تعرف أنه صادق . وما كان ثمة شك أنه اخذ يزداد حبا لهما . ولم تملك سوى ان تواصل التحديق فيه . فالنبرة المرتجفة في صوته , كانت توحي بتعاسة خالصة – وذراعاه كانا تحيطان تشيبي وفيونا باحكام , وبدا كأنه لن يفلتهما أبدا . وقالت هيلين مؤنبة نفسها :
"ما بالي ؟"
ثم اردفت لمجرد تخفيف التوتر في نفسها :
"هل سويت كل شيء مع العمة كريسولا ؟ هل ترغب في الدار التي وجدتها لها ؟"
أومأ برأسه – ورمقها بنظرة عابرة , شعرت معها أنه لا ينتبه اليها مطلقا . وقال وهو يسحب ذارعه ينزل تشيبي انتظارا للعشاء :
" إنها سعيدة بالصفقة كلها . زال عن ذهني هم واحد على الاقل ."
واحد .... ما المشكلة الفظيعة التي تشغل بال زوجها ؟ هل تتعلق بشيء غير علاقته ببولا ؟ هل هي متعلقة بالمال ؟"
عندما أوى الطفلان الى الفراش , وغسلت صحون عشائهما , عادت الى حجرة الجلوس , فاذا ليون على الاريكة , وقد أسلم رأسه الى راحتيه . واعتصر الاسى قلبها , ونسيت بولا , وكل شقاق , وكل كلمات غاضبة دارت بينهما . لم تعد واثقة الا انها لا تزال تحبه , وأنها ستظل تهتم به مهما فعل بها في الماضي أو في المستقبل – ومست كمه في تهيب وقالت :
"ليون . ألا تخبرني بما يغيرك ؟ أهي النقود ؟"
فبادر قائلا :
"كلا , يا هيلين . ليست خسارتي في النقود ."
كان واضحا أنه خسر شيئا . لعل بولا نبذته . وعادت تسأله :
"إذن ماذا ؟ ألا تخبرني بما يسوءك يا ليون ؟"
لم يجب على الفور , بل استغرق في التفكير , وشعرت أنه كان يحاول أن يتخذ قرارا . لكنه قال أخيرا في هدوء وحسم :
"كلا يا هيلين , لا أستطيع أن أخبرك ."
سحبت يدها , وشاحت ببطء والاسى يفيض في قلبها . لم يكن لجوابه سوى معنى واحد , هو أن شقاءه متصل ببولا . فلو كان له سبب آخر , لما وجد مبررا يمنعه أن يخبرها .

** ** **

الغصن الوحيد
21-01-2010, 07:03
كان عليهم أن ينطلقوا مبكرين يوم الجمعة , لأن ليون يريد اللحاق بالقافلة . وكان هذا يعني أن يصلوا الى نيقوسيا قبل الساعة الثامنة فاقترحت هيلين ان يمكثوا في المكتب فترة , وقال ليون :
"أخشى أنني سأكون مشغولا . سأقلكم مباشرة الى بيت ترودي . إنها تعرف أنكم قادمين مبكرين , لأنني قلت لكم انكم ستأتون معي ."
" ولكن الساعة الثامنة . كلا يا ليون , اذا لم تردنا في المكتب , فسنقوم بجولة بعض الوقت ."
قال :
" ليست المسألة أنني لا أريدكم . ولكنني مشغول جدا ."
لا أثر لاعتذار في صوته , ولكن السبب كان واضحا . لا داعي للقلق , فهي لن تسأله أبدا عن اللوحة , لأن كبرياءها يمنعها .
قالت فيونا :
"ولكني أريد الذهاب الى المكتب ,فلم أره سوى مرة واحدة ."
وقال تشيبي :
"سنلتزم الهدوء يا عمي ليون ."
كان ثيو موجودا عند وصولهم , وقد انصرف الى ري الزهور حول الجدار الخارجي وعلى جانبي السلم . ( هذا ثيو ماشالله عليه كل شي يشتغل سواق , وسكرتير, وجنايني اصلا شكله مافي الاهو في مكتب ليون وشغله ...الغصن )
قالت فيونا وهي تسير على السجادة السميكة , متأملة كل ما حولها :
"ما أجمله ! لم يكن هكذا من قبل ."
فقال عمها :
"هكذا كان تماما , لكنكم لم تنتبهوا لأنكم كنتم تشعرون بغربة ! "
حقا , ألم يكن الطفلان يقولان ان عمهما فظيع ! وكانت هي نفسها مضطربة , لا تدري كيف سينسجمان مع رجل اشتهر بأنه يكره الاطفال . لكنه سرعان ما تعود ان يحبهما , وسرعان ما بادلاه حبا بحب . ليته يحفل بها هي , عندئذ سيكونون أسرة سعيدة .
كان ليون يهم بالانتقال الى المكتب الداخلي , حين رن جرس الهاتف ورفع السماعة , وسرعان ما بدا التحفظ على محياه , وألقى بنظرة سريعة نحو هيلين لم تدع لديها شك في أنه يفضل ان تكون في مكان اخر . وكانت كلماته حذرة , وما لبث أن غطى السماعة براحته , وقال :
"أتسمحين باصطحاب الطفلين الى الخارج ياهيلين ؟ آسف , ولكن هذه المكالمة خاصة , ادخلوا مكتبي ."
وشحب وجهها لكنها لم تجب , بل دفعت الطفلين بلطف الى حجرة ليون .
ترى من على الطرف الاخر من الهاتف ؟ كانت امرأة , اذ سمعت هيلين صوتها . امرأة كانت تعرف بعزمه على الحضور الى المكتب مبكرا . ما الذي قالته حتى يبدو الحذر في عينيه ؟ كان كل ما أتيح لهيلين سماعه هو : " صارحتك بالامس , لكنك حين اتصلت ثانية وقلت أنه غير كاف , سحبت ما عرضت . فقلت أنك ستتصلين ثانية في الصباح . نعم , بوسعك أن تناليه بالتأكيد ."
بعد لحظة او اثنين , اقبل ثيو , وسار الى المكتب , فأخذ بعض الاوراق . وسقط دفتر شيكات ليون على الارض , فانحنت هيلين تلتقطه , ولكن ثيو سبقها . وقال وهو يشعر بالحاجة الى بعض الايضاح :
"هذا ما يريده السيد بيترو . الشيك للسيدة ."
وابتسم وهو ينتزع شيكا ثم يعيد الدفتر الى الدرج . وخرج . وما لبثت هيلين أن سمعت سيارته تنطلق . السيدة ؟! لمعت عيناها , ثم غامتا . ولمحت الرقم , حين وقع الدفتر مفتوحا – خمسة ملايين من المليمات – خمسة الآف جنيه ! واتجهت نظراتها الى الدرج الذي احتوى الدفتر . وكانت فيونا قد خرجت الى الشرفة , بينما ظل تشيبي جالسا في مقعد عمه . وتسارعت دقات قلبها لما جال بخاطرها ... فهناك خطأ . ولكن , لابد ان تعرف . فقد لا تكون المرأة بولا . وراحت تدعو ألا تكون هي . اذ لمحت تاريخ الشيك وحرف "ب" لماذا أعطاها النقود ؟ هل تورطت بولا في دين ؟ ألهذا كان ليون قلقا ومهموما ؟
نظرت اليه عندما دخل الحجرة , فاذا معظم القلق فارق محياه وبدا أن هذا كان علة قلقه وهمه حقا . وقبل ان تتكلم , اندفعت فيونا الى الحجرة قائلة :
"أشعر بألم يا عمي ليون ."
وتعلقت به , وشرعت تبكي قائلة :
"إنه شديد ! "
ورفعها وأجلسها على ركبته , وقال :
"أين الالم ؟ في بطنك ؟"
فهزت رأسها وقالت :
"كلا , لا أدري , زال الان ."
وتناول منديله فجفف عينيها وهو يقول :
"الفتيات الكبيرات لا يبكين لمجرد الشعور بتوعك ."
" العمة هيلين فتاة كبيرة , وهي تبكي حين تشعر بتوعك ."
اتجهت عيناه الى هيلين , فأحمر وجهها وهو يقول :
"متى كانت العمة هيلين مريضة ؟"
فقالت الصغيرة :
"منذ ايام , وبكت كثيرا . اليس كذلك يا عمتي هيلين ؟"
وسمعت أخاها يناديها , فأسرعت اليه . وعندئذ سأل ليون زوجته :
"لماذا كنت تبكين يا هيلين ؟"
لم يعد صوته خافتا رقيقا , بل عادت خشونته المفاجئة . وقالت :
"كنت متوعكة , كما قالت فيونا ."
" لا تكذبي , لابد أنك كنت اكثر من مستاءة حتى انك سمحت لفيونا ان تراك باكية , لعل هذا يرجع الى انني لم اسمح لك بلقاء صديقك الانكليزي ."
وحدقت فيه بحيرة , وقالت :
"لا أظنني أفهمك يا ليون . لماذا تقحم روبرت ؟ كأننا لم نكن مجرد صديقين ."
"انكما اكثر من صديقين بكثير , فلا داعي لأن تحاولي التغرير بي ."
اشتدت حيرتها . وصاحت :
"كيف تجسر على هذا القول ؟ انني لا اكاد أعرفه! "
بأي حق يجلس هناك ويرميها باتهامات , وهو أعطى بولا منذ قليل خمسة آلاف جنيه ؟ هل تخبره بما عرفت ؟ كلا , من حقه ان يفعل بنقوده ما يشاء ؟
" إن معرفتك به كانت كافية لأن تدخليه بيتي! "
"أدخله ؟ كيف لك ان تعرف ؟"
"قيل لي ان هذه الامور تنتشر ."
واحتقن وجهها غضبا وهتفت :
"ولكن من ؟ أهي التي أخبرتك ؟"
فقال :
"هي ؟"
" أنت تعرف جيدا . بولا مكسويل ! "
"أصبت إنها أخبرتني ."
حملقت فيه حائرة . أكان يعرف طيلة الوقت , ومع هذا لم يخبرها إلا الان . أكان ليون من النوع الذي يظل صامتا ازاء أمر كهذا ؟ لماذا لم ينتهز الفرصة لتعريضها مرة اخرى لشقاق عنيف ؟ أمر يتعذر تصديقه . وسألته :
"لماذا لم تقل شيئا عن هذا قبل الان ؟"
" كانت لي اسباب خاصة ."
"أية اسباب ؟"
قال :
"إنها لم تعد الان ذات اهمية ؟ المهم أنني لم ادع زوجتي تجري في كل مكان مع رجال القرية ."
فاشتد احمرار وجهها وصاحت :
"رجال ! لا اسمح لك بأن تقول هذا لي . كيف تجسر وأنت تخرج معها ."
فنظر اليها مذهولا :
"معها ؟"
اشتدت فورة غضبها , وألقت اليه بكل ما عرفت :
"بولا مكسويل ! هل اخبرتك عن روبرت ؟ ألا اسمع .... عندما رد روبرت على مخابرتك , ظننته أنت , واخذت تحدثه عن الغداء الذي دبرتماه ."
اعتدل في مقعده , والدهشة تكسو محياه , وهتف :
"غداء ؟"
واشتد غضبها , فمضت تقول بصوت مرتجف :
"أجل .... ولا داعي لهذا التظاهر , فأنت تعرف كل شيء . كانت تطلب منك طعاما وشرابا , لأنكما كنتما ذاهبين الى العراء ."
ونطقت العبارة بتؤدة متعمدة , لتستقر كلماتها في نفسه , ثم سكتت في حيرة , عندما استلقى زوجها في مقعده ويداه في جيبه وعلى محياه مزيج من الدهشة والارتياح . وزادها حيرة ان قال في هدوء وخفوت زادها هياجا :
"أتصدقين هذا حقا ياهيلين ؟ أهو السبب في ...... أهذا ما كان يضايقك ؟"
" أصدقه ؟ طبعا . فكل شخص يعرف بعلاقتك مع بولا , اخبرني روبرت انك كنت تصاحبها قبل ان تلتقي بي ."
"كنت وبولا صديقين يوما ."
" ولا تزالان ..... أما ان يضايقني هذا , فأنت تتملق نفسك . لا اهتم ولو كنت تصاحب عشر نساء ! إذا كنت تقضي معها كل مساء , إذا كنت أعطيتها لوحتي , مع أنك قلت أنك تعجب بها جدا ....."
وناضلت لتكبح الدموع الحارة التي وثبت الى مقليتها , وواصلت حديثها غير مكترثة بكتمان شيء :
"لست احفل بأنك أعطيتها خمسة آلاف جنيه ! "
"أأنت ؟ كيف تعلمين بهذا ؟"
وشرحت له ما حدث , واردفت متحدية :
"روبرت صديقي , ولا يهمني ما تظنه بي , لا احفل بشيء ."
وهرعت مغادرة المكتب , وهي تناضل لتهدئة نفسها , وراحت تنادي الطفلين . وسمعت صوت زوجها يناديها بلطف , ولكنها واصلت ركضها , حتى كادت تصطدم برجل طويل أشيب , أقبل على المبنى . وسمعت صوت زوجها يزداد اقترابا :
"هيلين ..... أيتها الحمقاء الصغيرة ."

( ويلا من حماس الى حماس اكثر واحداث تشوق ... ها احين يوم انطقت وش صار فيها ؟ على العموم يلا اكمل لكم ....)


خلاص يا التاسع ..

الغصن الوحيد
21-01-2010, 10:39
واخيرا ...
الفصل الاخير ...
الفصل العاشر ...
10- لغز اللوحة ...

كان من المتوقع ان تفطن ترودي لحدوث شيء ما , فما أن خرج الطفلان يلهوان في فناء البيت , حتى سألت هيلين في لهفة عما يزعجها . وأجابتها بصوت متهدج :
"لاشيء يا ترودي ."
وجاهدت لئلا تبكي , لكن ترودي ألحت عليها , حتى افضت اليها بكل شيء وجزعت ترودي . وحدقت فيها غير مصدقة في البداية لكنها تقبلت القصة شيئا فشيئا .
" أعطاها خمسة آلاف جنيه ؟"
" وهكذا ترين أنه لابد مدله بهواها ."
"لماذا لم يتزوجها ؟ ألم تقولي أنه عرفها قبل ان يعرفك ؟"
"كانت تتوقع دائما ان يتزوجها , لكنه لم يكن ممن يتزوجون . ولعله ما كان يتزوج لولا الطفلين ."
أرسلت ترودي صفير دهشة , وقالت :
"خمسة آلاف جنيه ....لابد انها استدرجته حيث تريده بلا شك ."
" لاشيء يمكن أن يزيد الموقف سوءا بيننا . ليتني استطيع ان أتركه , ولكني لا استطيع ترك تشيبي وفيونا أبدا ."
أحاطتها ترودي بذراعها , وقالت :
"سيجلبان لك السعادة ياهيلين . انني متأكدة ."
وتهدج صوتها , وهي تقول :
"تصوري ان يحدث هذا لك انت دون الناس جميعا ! وكأن صدمة واحدة لا تكفيك ."
" انا المخطئة يا ترودي . أقسمت ألا اتعلق بأحد ثانية , والا أدع رجلا أخر يجرح مشاعري ."
" الذي لا افهمه هو لماذا اخبرك بكل هذا عن روبرت صياح اليوم فقط ؟ لابد انه عرفه من مدة ."
" أجل , وهذا يحيرني انا الاخرى , لأنه اصبح في الفترة الاخيرة شديد الحرص لماذا يلزم الحذر ؟"
كان ليون يبدو حذرا بالتأكيد في الاسابيع القلائل الماضية . وكان فاترا نحوها , لكن بدون مشاجرات ولا كلمات جارحة . وحرص على التباعد . وعللت هذا بأن رغبته تضاءلت , لكنها الان لا تجزم بهذا . أترى السبب أنه .... لعله ما ..... لم يشأ ان يثير اضطرابها , أو يجعلها تزداد تبرما بحياتها ؟ لكن , ما سر هذا التغير المباغت ؟ لو لم تروعه اليوم لعرضها – مرة أخرى – لمشهد عنيف , وجعلها تشعر – مرة اخرى – بقوة سلطانه .
مرة اخرى , سألت نفسها : ما السبب في التغير ؟ وقالت وكأنها تفكر بصوت عال :
"هناك أمر لا افهمه يا ترودي . ولكن , لا قيمة له لأنه لا يمكن ان يحدث أي اختلاف بالنسبة الى ليون والي ."
قالت ترودي اثناء تناول الغداء :
"لا يزال الامر كله يحيرني . لايبدو اطلاقا ان ليون من الصنف الذي يتعمد ايلامك على هذا النحو . ان تاسوس كثير الاعجاب به ."
ايلام ؟ إنه تعبير مخفف لوصف معاملة ليون إياها في بعض المناسبات . وتدفقت الذكريات . كانت هناك اوقات بدا فيها ان ليون لا يريد شيئا اكثر من ان يكون معها ومع الطفلين . وتذكرت مشاعرها نحو زوجها وهي تتطور ببطء , وبرغم ارادتها , تقاربا حتى شعرت بسعادة ما كانت تعتقد أنها ممكنة . ثم كان إعطاء لوحتها لبولا . كانت هذه هي البداية .....
اقتحم أفكارها صوت تشيبي :
"هل أستطيع الخروج للرياضة بعد الغداء ؟"
فلافعت بصرها وابتسمت له . ثم سألت صديقتها :
"أيناسبك هذا ؟"
قالت ترودي :
"تماما , فأنا أحب المشي ."
كانت الساعة الرابعة حين عادوا الى البيت , فاذا ليون يجلس في السيارة امامه , ووجف قلب هيلين لكنها حاولت ان يكون صوتها رصينا وقالت :
"إنك مبكر يا ليون ."
وغادر السيارة ووقف يتأمل هيلين وعل وجهه أغرب تعبير .
"إنني أنتظر منذ أكثر من ساعتين ."
أمسكت فيونا بيده , وألصقتها بوجنتها , وقالت :
"كل هذا المدة يا عمي ليون ؟ كنا نتريض فمشينا أميالا ."
وسأله تشيبي :
"هل جئت لتصطحبنا الى البيت ؟ قالت العمة هيلين أننا سنعود في القطار ."
غمغم ليون وهو لا يزال يرمقها بتعبير عجيب :
"إن ما تقوله العمة هيلين يختلف عما اقوله . أحيانا بخطر على بالها أغرب الافكار يا تشيبي ."
ما كانت لتخطىء المعنى العميق وراء تلك الكلمات , فحدقت فيه , وهي تفطن الى اهتمام ترودي فتشعر بالحرج . وأخيرا قالت ترودي , وهي تتقدمهم الى السلم :
"ألا ندخل ؟ انني أموت عطشا ."
وذهبت الى المطبخ فورا لتعد المشروبات . ودخل الاخرون غرفة الجلوس . ودعا ليون الطفلين للذهاب الى اللعب , ولكنهما ارتميا في المقعدين متعبين . وقالت هيلين :
"إنهما متعبان حقا ."
وصمتت عندما ظهرت على شفتي ليون لمسة حزم . وتذكرت مسلكها ذلك الصباح , فاذا برجفة تنتابها فجأة . ما كانت تود ان تخلو مع زوجها . قال , وقد سمح للطفلين بالبقاء :
"من أخبرك بأنني فرطت في لوحتك ؟"
بدا صوتها عاليا مضطربا وهي تقول :
"مصففة الشعر في القرية ... ما كنت اصدق هذا ."
قال في لوم :
"كنت أظنك فوق الاكتراث بالشائعات . هل صدقت أنني افارق اللوحة وقد قلت أنني اريدها في مكتبي ."
ابتلعت هيلين ريقها بعناء . كان ثمة خطأ في الامر , فبرغم بقاء اللوم في عيني ليون , سرى خلالهما وميض من حنان .
وقالت :
"لكنها ليست في مكتبك ."
" لابد ان اصحح قولك ياعزيزتي . فهي في مكتبي ."
اتخذت خطوة قصيرة نحوه , وقالت :
"ولكن .... لكنها لم تكن ..... إذا لم تكن اعطيتها إياها , فأين كانت ؟ ظننت أنك أعطيتها إياها لأن ...لأن ..."
وأمسكت عندما انتبهت الى ان الطفلين يصيغيان اليها .
قال متجاهلا آخر كلماتها :
" الايضاح بسيط يا عزيزتي . لو انك سألتني عندما سمعت أول مرة , لوفرنا علينا قدرا كبيرا من الشقاء ."
( والله اني قلت يا ليون ...بس بن عمك اصمخ ....الغصن )
ومضى يخبرها بأن الرجل المهتم بشراء الطاحون القديمة أتى اليه أصلا من طرف بولا . وعندما رأى لوحة الطاحون في مكتبه , أراد ان يشتريها ولكن ليون رفض طبعا . اذ ذاك سألني اذا كنت أجعلك ترسمين لوحة اخرى له , ولكنت كنت انانيا , أريد ان اقتني اللوحة الوحيدة من رسم زوجتي . غير انني اعرته اياها ليصطنع نسخة منها . وكانت بولا تعرف رساما مستعدا لذلك , وهكذا كانت اللوحة عندها . لكنني استرجعتها وهي الان في مكان مشرف في مكتبي .
وهز رأسه في اسى وقال :
"كيف تصدقين ذلك عني يا هيلين ؟"
أخذت تعتصر يديها في حيرة , وقالت :
"لست أدري , إنها لم تكن في مكتبك عندما كنت فيه منذ يومين , فلما قالت ايليني ان بولا تقتينها , استنتجت بطبيعة الامر أنك أعطيتها اليها ."
وتطلعت اليه , وفي نظراتها بقية من عدم الاطمئنان , وقالت هامسة :
"لديك تفسير لهذا , ولكن بقية الامور الاخرى ...."
وأمسكت وهزت رأسها . أي عذر لديه لاعطائه بولا خمسة آلاف جنيه . فأجاب بلطف :
"لدي تفسير لكل شيء ."
تطلعت اليه بنظرة متسائلة , وهي تقول :
"كل شيء يا ليون ؟"
فغمغم بتفكه حنون :
"إنك رعناء صغيرة ياهيلين ؟ ما الذي يجب ان افعله معك ؟"
فرمقته بتوسل قائلة :
"ما التفسير يا ليون ؟ كنت تعسة جدا ."
لم يتكلم لبرهة , وعيناه شردتا الى الطفلين , ثم قال :
"هيا الى السيارة .... أنتما الاثنان ."
انزلقت فيونا عن مقعدها , وأمالت رأسها لتتطلع اليه , وقالت :
"هل ستصطحبنا الى البيت يا عمي ليون ؟"
فسرى في عينيه أعجب تعبير – وقال بصوت خافت :
"نعم يا فيونا , اذهب الى السيارة يا تشيبي."
وراقبهما حتى خرجا – ثم قال لهيلين :
" هيا يا حبيبيتي , حان الوقت لننطلق ."
" ولكنك قلت ستفسر الامر يا ليون ."
فابتسم بحنان , وقال :
"ليس هنا يا حبيبتي , عندما نصل ال البيت , ويأوي الطفلان الى النوم ."
هتفت ترودي بعد لحظة , وهما يستأذنان فجأة للانصراف :
"لا اطيق هذا ! ما الذي يجري يا ليون ؟ لا يحق لكما ان تنصرفا هكذا , وتتركاني مشغولة البال ."
فقال ونظراته الحنون لا تفارق وجه هيلين :
" كانت هيلين مضطربة الفكر حين وصلت الى هنا ."
تدافعت الدماء الى وجه هيلين . وحاولت ان تستوقفه , فقالت ترودي :
"والآن تتعجلان الانصراف بدون ان تخبراني بشيء , رحمة بأمرأة يستبد بها الفضول يا ليون ! "
قال :
"إننا ذاهبان الى البيت لنسوي بضع حالات سوء الفهم ."
ثم أردف :
"أما ذلك العشاء .... فأرسلا لنا دعوتكما عندما تشاءان ."
ونقلت ترودي بصرها بينهما , وابتسمت راضية , وقالت :
"سنجعل منه احتفالا ."

** ** **

الغصن الوحيد
21-01-2010, 10:43
كانت ثرثرة الطفلين هي كل مافي السيارة من صوت لبرهة طويلة , ثم قالت هيلين بفتور , لمجرد تبديد الصمت :
"تركت المكتب مبكرا ."
ولم يبد أنه لاحظ الفتور , وقال :
"تركته قبل مجيء بوقت أطول , كان علي ان احسم مهمة ."
وعاد الصمت ثانية , ثم قالت متهيبة :
"قلت إنك ستفسر يا ليون ."
قال :
"ما الذي لا يجوز قوله أمام تشيبي وفيونا ."
كانت في صوته خشونة مفاجئة , فالتفتت اليه في دهشة . كان فمه بنم عن اصرار فاستلقت في مقعدها ولم تزد .
كانا في الشرفة حين اخبرها ليون بما عاناه منذ يوم ظهور ام الطفلين وتهديدها بأن تأخذهما منه يقول :
"رأيت على الفور أنها لا تكن اهتماما حقيقا للطفلين , ولا تبغي سوى المال . وأحسبني كشفت موقفي , فرأت مدى قيمة تشيبي وفيونا لدي , فظلت تجادل بصدد المبلغ ...تغير رأيها باستمرار طمعا في المزيد على انه قررت ان ترضى بخمسة الاف l.....مع انني مستعدا لأن ازيد لو ألحت ."
ساد صمت لا يعكره سوى النسيم يتخلل سعف النخيل على حافة الحديقة .... ثم قال هيلين في جزع :
"ليس لها ان تاخذهما يا ليون .... ليس الان ."
فهز رأسه في حزم قائلا :
"كان هذا هو المصدر الحقيقي لقلقي , لكني رفضت ان اعطيعا نقود مالم توافق على ان اتبناهما قانونيا . وقد سوينا هذا اليوم . كلا يا عزيزتي , ما من أحد سيأخذهما من أبدا ."
وشدها اليه , فأحست مرة أخرى بفيض حنانه وقوته . فقالت بشعور بالذنب :
"ليتك تجعليني أشاطرك متاعبك ."
ثم أردفت بندم صادق :
"لكم كنت حمقاء يا ليون ! لا أدري كيف تستطيع ان تصفح عني ."
قال :
"صفحت عني مرة . أتذكرين ؟ لم يكن الامر كما ظننت قط يا عزيزتي ما كان ذلك الا لأنني أحببتك ."
وأقصاها عنه قليلا ليتأملها بلهفة , وهو يقول :
"هل تصدقينني يا هيلين ؟ لابد ...."
"إنني أصدقك ....أوه يا ليون , لماذا لم أعرف عندئذ ."
قال :
"بسبب جرحك القديم . اعتقدت ان الرجال سواء , وهذا أمر طبيعي ."
ومرت برهة طويلة , قبل أن يقول في دعابة رقيقة :
" هناك مسألة بسيطة أخرى , ياحبيبيتي الحمقاء الصغيرة . اتهمتني بالذهاب لغداء خلوي مع بولا . إنها تبيع عقارات صغيرة , وكلفتها بالبحث عن شيء للعمة كريسولا . وكانت لديها قائمة طويلة , وأؤكد لك يا حبيبتي بأن الطواف بالاماكن لاختيار احدها بالثمن الذي ارادت عمتي دفعه , لم يكن نزهة أو غداء خلويا ."
ظلت هيلين صامتة , ورأسه مطرق . وبعد برهة , وضع أصبعا تحت ذقنها , فاضطرت الى ان تتلقى نظرته .
عادت تقول بصوت خفيض , متحشرج :
"لا ادري كيف تستطيع ان تغفر لي . لقد مضيت اتسرع في استنتاجاتي ."
فقال :
"وكذلك فعلت انا في الواقع ... لكني كنت شديد الغيرة من رجلك الانكليزي."
"إنه ليس رجلي الانكليزي ... فلا داعي ابدا للغيرة ."
" سبحت معه , فجن جنوني ..."
" السباحة ؟ كيف عرفت هذا ؟"
قال :
"تركت حقيبتك في الشرفة وفيونا – كما تعلمين – لا تقاوم العبث بأي شيء ."
وسكت فكادت هيلين تجفل إذ اشتدت قبضته على ذراعها , وهو يسترسل :
"طاش صوابي عندما أخرجت ثوب السباحة المبتل . ادركت أنه روبرت لانك لم تكوني تعرفين سواه ."
" لماذا لم تخبرني بهذا في حينه يا ليون ؟ اعني انك لم تذكر ذلك الاهذا الصباح ."
قال :
"اعترف بأنني كنت اريد احاسبك على قضائك بعد ظهر ذلك اليوم معه , ولكني لم اجسر ."
وارتجف , فاشتدت ذراعيها حوله في حب . بينما واصل حديثه :
"كنت أعرف يا حبيبتي انه لو قدر لزوجة اخي ان تأخذ الطفلين , فستكونين في في حل من ان تتركيني , لان الطفلين وحدهما هما اللذان ابقياك هنا ."
بادرت مسرعة :
"كلا ....كلا يا ليون ..... ما كنت لاتركك أبدا يا حبيبي .... فلم يكن هناك داع لجزعك ....."
" ولكنني اعتقدت انك ستتركيني , فلزمت الحرص والحذر , لا اجرؤ على ان اثير عداءك , او اجعلك غير راضية عن حياتك . كم اخشى ان افقدك ! "
وضمها اليه وحمل اليه النسيم عبير الصنوبر . وكان الصمت شاملا , فهمست :
"لن تفقدني ابدا يا ليون . إنني لك الى الابد ! "
(بس احين انا عندي تساءل حق هيلين ها الحين مين يدلع اكثر ويحب الشرقي ولاالغربي , تذكرون يوم تقول هل الرجل الشرقي يدلع زوجته ...الغصن )
(الله عليك يا ليون , يا ناس مافيه واحد مثله كذا , في احين رجاجيل يحبون كذا ياسلام .....هاذي الرواية المفروض اسمها ...ليوننننننننننننن..... الغصن )


باااااااااااااااي واشوفكم انشاللة في رواية ثانية تكون احلى من هاذي ....


النهاية ..
The End…

قاسم2010
21-01-2010, 15:46
هلا بنوتات مساءالخير مشششششششكروه ججججججدا غصون ابدعتي ووواشكركوانامل الحلوة الي تعبناها معنا واخيرا اخيرا فهمت هذي هلللون وسمعت كلامك ياغصون واااوو بصراحه روايه خطيرة وتسلمين

khadija123
21-01-2010, 22:21
السلام عليكم كيف حال الجميع
شكررررررررررررررا كثير الغصن على الرواية الجنان والله حلوة كثير والله يجزيك بكل خير ويحقق ليك مبتغاك إن شاء الله وتسلم أناميلك الحلوة على تعبها.
وهلين بعد ما جربت نبد ليون لها وحقرانه لها عرفت قيمته لأن المرأة لا تعرف أهمية زوجها إدا كان يدلعها إلا عندما ينعدم دلك الدلع الأن لن تفعل أو تقول شيء يقلقه أو يغضبه سوف تكون كالخاتم بين أصبعه وأضنه أيضا سوف يدلعها ويهتم بها ولكنه رجل شرقي سوف يحكم سيطرته دائما عليها لكن بطريقة غير واضحة.

khadija123
21-01-2010, 22:25
الله عليك يا ليون , يا ناس مافيه واحد مثله كذا , في احين رجاجيل يحبون كذا ياسلام .....هاذي الرواية المفروض اسمها ...ليوننننننننننننن..... الغصن )
لا ما أظن فيه رجل مثل هؤلاء ولو وجدت واحد في المليون يمكن

khadija123
21-01-2010, 22:28
أهلين نايت سونغ وينك من زمان عنا إنشاء الله كل شيء بخير

الغصن الوحيد
21-01-2010, 22:54
الشكر لكم حبيباتي القاسم وخديجة ما قصرتوا كنتوا ولا زلتوا دائما معي يعطيكم الف عافية ..

اتصدقين يا خديجة الوحدة منا انا مثلا من كثر ما اقرا الرويات الرومانيسية عبير واحلام صرت احلم دائما وكثيرا ان ممكن يكون فيه رجاجيل حبهم مثل الرويات ...

مشكورة وعساكم العافية ...

نايت سونغ
22-01-2010, 13:51
مشكوووووره اختي غصونة ولله خطييره

و طريقة تنزيلها زادتها روووووعه و تميييز


تحياتي لكي

نايت سونغ
22-01-2010, 14:08
أهلين نايت سونغ وينك من زمان عنا إنشاء الله كل شيء بخير




خدوجة حبيبة قلبي

انا الحمدلله بخير و مشتاقة كتيير :o

بس عندي ضغط عمل كتييرو دراسة :محبط: و كل اول فرصة بفتح النت لاتفقد المشروع كلو من غصون الله يهديها حمستنا كتيير للرواية هههههه :p


انشالله بس يخف ضغط العمل احضر رواية و انشالله تعجبكم ::جيد::


تسلميلي مووو ::سعادة:: ووواه

الغصن الوحيد
22-01-2010, 19:48
تسلمين يا قلبي نايت سونغ ...صديقيني انتوا وكلامكم خليتوني ازيد حماس واستمتع وانا اكتبها ..

يعطيكم العافية ..

khadija123
23-01-2010, 00:00
الشكر لكم حبيباتي القاسم وخديجة ما قصرتوا كنتوا ولا زلتوا دائما معي يعطيكم الف عافية ..

اتصدقين يا خديجة الوحدة منا انا مثلا من كثر ما اقرا الرويات الرومانيسية عبير واحلام صرت احلم دائما وكثيرا ان ممكن يكون فيه رجاجيل حبهم مثل الرويات ...

مشكورة وعساكم العافية ...


نفس تفكيري والله ;) بس الواقع شيء أخر:mad:

khadija123
23-01-2010, 00:06
خدوجة حبيبة قلبي

انا الحمدلله بخير و مشتاقة كتيير :o

بس عندي ضغط عمل كتييرو دراسة :محبط: و كل اول فرصة بفتح النت لاتفقد المشروع كلو من غصون الله يهديها حمستنا كتيير للرواية هههههه :p


انشالله بس يخف ضغط العمل احضر رواية و انشالله تعجبكم ::جيد::


تسلميلي مووو ::سعادة:: ووواه


تسلمي حبيبتي أنا عارفة إنك مشغولة الله يكون في عونك
إحنا في إنتظار جديدك إن شاء الله

قاسم2010
23-01-2010, 13:57
هلا بنات وش حالكن ياغاليات وحشششششتوني كثيركثير الله يعينكم ويوفقكم بالدراسه وكل شي يرزقكم الله برجاجيل طيبين ورومانسيين زي ماتحلموني يارب ومشكوره ياغصون تعبناكي معاناتسلمين جداجدا :o

Finan
29-01-2010, 15:31
Hi every one ......(ALGHOSSON) how are u sweet heart ,I would like to tell u the story is very beautiful I just finish it,and so sorry for been late with my comments to u I had so many class and work and u know the time so defrant in USA and also my live very busy I do feel so happy wen I read those stories in arabic thank u so much my love to u as always.

cococool
30-01-2010, 18:56
مرحبا .....
كيف حالكم ؟
انا بدي اشكركم علي مجهودكم وعلي رواياتكم الحلوة
والله يوفقكم

مع تحياتي

الغصن الوحيد
30-01-2010, 19:25
اهلين Finan حبيبتي وحشتيني انا كنت اتساءل وينك ..
الف شكر لك ياقلبي وانا فرحانة ان الرواية عجبتكم ..
Thankyuo..Finan Imiss yuo..

glamour girl
31-01-2010, 01:45
بصراااااحه
وااااااااااااااااااااو perfect
الله يوفقكم ع هالعمل الرائع ومن جد موقادره اوقف عن القراءه

قاسم2010
31-01-2010, 18:15
وينكم بنات كيف الامتحانات وياكم يلا شدو حيلكم ووووووانتبهوا لدراسه ابغى نجاح وتفوق والا بتشوفوا شي خطير :confused:

cococool
31-01-2010, 18:26
هااااااااااااي


بنات كيف حالكم ؟
بليييييييييييز ما طولو علينا بالروايات الحلوة
تحياتي للفريق كله
وشكر لماري انطوانيت وغصن الوحيد ونايت سونغ وللكل

cococool
31-01-2010, 18:39
مشكوررررررررررررررييييين

khadija123
31-01-2010, 20:33
السلام عليكم
كيف حال الجميع والله لكم وحشة بنــــــــــــــات غصن الوحيد - ماري انطوانيت ونايت سونغ ولكل الأعضاء.
الله يوفق الكل يا في الامتحانات أو العمل. ::جيد::
إنشاء الله نشوف رواية جديدة تجنن.

قاسم2010
01-02-2010, 15:01
خدوووووجي كيف الحال لاطولي علينا وش اسمها

نايت سونغ
01-02-2010, 16:13
هااااااااااااي


بنات كيف حالكم ؟

بليييييييييييز ما طولو علينا بالروايات الحلوة

تحياتي للفريق كله


وشكر لماري انطوانيت وغصن الوحيد ونايت سونغ وللكل





هلااااا و غلااااااا حبيبتي ::سعادة::
نورتينا بوجودك العطر :o
و انشالله تعجبك الروايات::جيد::

نايت سونغ
01-02-2010, 16:18
هلااا حبيبتي خدوووجة

و الله نحنا مشتاقين اكتر

تسلميلي و انشالله بعجبك الراوية القادمة..

مع تحياتي ..

موو ::سعادة:: وواااه

نايت سونغ
01-02-2010, 16:27
القدر القاسي

العنوان الاصلي لهذه الرواية بالانكليزية :
Savage Destiny

الكاتبة : اماندا بروننغ
روايات قلوب عبير

(( لن اسامحك ابدا ... سأكرهك
حتي اخر يوم في حياتي ! ))
اتسعت فتحتا انفه عندما اخذ نفسا عميقا و قال :
- ابدا ، و هو وقت طويل قد يصبح لديك يومها سبب لتشكريني .
تطلب الامر منها بذل كل ذرة من السيطرة علي نفسها لتمنعها من الوثب عليه و تمزيقه إربا ، فقد كان امرا مزعجا مجرد قدرته علي الوصول اليها . و في اللحظة التي ستفقد بها السيطرة علي نفسها ، سيفوز هو،كان امرا عليها تحاشيه مهما كلف ذلك ، لذا اجابته بعفوية :
علام ؟ القتلك جدي ؟

نايت سونغ
01-02-2010, 16:32
الفصل الأول


نزلت اليكس بتراكوس من سيارة الاجرة بانتباه و اخذت لحظة كانت بحاجة ماسة لها كي تشد كتفيها قبل ان تبدا رحلتها في صعود السلالم الي باب الفندق المتلأليء بالاضواء كان هناك حفل راقص و رغم انها كانت تتطلع لذلك بشوق في مناسبة اخري ، الا ان الليلة لم تكن مهيأة للمرح ، كانت تعبة جدا لقد كان يومها مميزا طويلا و غير مثمر بعد سيل من الايام الطويلة غير المثمرة و لو انها لم تكن مضطرة للمحافظة علي ما تتطلبه المظاهر من انها قد حضرت حفلة الاحسان الباهرة هذه ، لكانت بقيت في المنزل.
ساعدها واحد من الخدم علي خلع معطفها و اخذت نفسا عميقا قبل ان تتجه الي غرفة الرقص بشخصها الطويل النحيل الذي يمكن ان يكون قد خرج للتو من صفحات احدي مجلات الازياء ومع ذلك رغم ان ثوب السهرة الذي كانت ترتديه من تصميم سان لوران ، و حذائها من صنع ايطالي يدوي و مجواهراتها من مصنوعات كارتييه ، كانت اليكس تعرف ان ايامهم معدودة مالم تستطع ان تجد الدعم المالي الذي تحتاجه اعمال العائلة بشدة ، فإن كل شيء سيذهب و ليس سبب ذلك انها قد تكون ضحية بارزة بغيضة فهي لم تكن متيمة بالموضة الراقية و الطبقة التي تدل عليها ، لا انما الامر المحزن هو ان ممتلكات العائلة كلها ان جمعت لن تكفي كلها ان جمعت لن تكفي الا الي تسديد القليل من جبل الديون .
توقفت لبرهة بعد مدخل الغرفة مباشرة ، و القت نظرة عامة علي غرفة المكتظة و لم تفاحأ حين عرفت العديد من الوجوه المتواجدة هناك , انها في الواقع قد امضت ساعات طويلة خلال الاسابيع القليلة الماضية تتحدث اليهم الآن اولئك الذين شهدوا وصولها سارعو الي الابتعاد و سارعوا ايضا الي نشر اخبار الضيق المالي الذي تمر به عائلتها باصوات منخفضة .
جعلها ذلك تشد علي شفتيها اللتين اظهرتا مدى ضيق المرتسم علي وجهها الرقيق الامر الذي كان ملائما مع رقتها . سمة اظهرتها قصة شعرها الحديثة فقد كانت قصته شعرها الاشقر تناسبها تماما و سارت الي داخل الغرفة بكل ما استطاعت جمعه من هدوء .
و فيما هي متجهة لتحضر لنفسها كوب عصير ردت علي تحيات اولئك الذين ما زالوا يتمتعون بشجاعة كافية لان تلقي عيونهم بعيونها . و هم يبتسمون ابتسامة متهكمة باهتة ، اوه لقد كان كل شيء مختلفا قبل ستة شهور ، مختلف جدا الان لقد انهار المظهر الكاذب و عليها ان تتعامل مع ما ترتب علي تصرفات والدها الغير حكيمة ، و مع ذلك مهما اعتقد هؤلاء الناس فانها لن تجعل ابدا التصرفات السيئة تزعجها هنا .
- لا تتظاهري بالدهشة لهذه الدرجة .
كان صوت تردد من جانبها بسخرية و اضاف :
انها لعادة قديمة للفئران ان تغادر السفينة الغارقة بعد اصطدامها بالصخور .
تلك اللهجة الرنانة تامنخفضة هزت اعصابها و شعرت اليكس للحظة واحدة بالغثيان ان الغرفة تدور من حولها ثم تجمد الدم في عروقها و اشتدت عضلاتها و بدا انها بذلت كل ذرة من قوتها لتدير رأسها كي تواجه صاحب الصوت لانها عرفت من سترى .
اجابته بسرعة :
مفسحة المجال للنسور كي تنقض و تلتقط الهيكل البالي .
و قد ادهشها كم بدا صوتها ثابتا فيما رؤية الرجل الذي قدم بهدوء تام ليقف بجانبها جعل قلبها يخفق بشكل مغث و اضافت
- لماذا لدي شعور ان قول امر غريب رؤيتك هنا بالكاد يكون ملائما ؟ فقد سمعت ان القرش يمكنه ان يشم رائحة الدماء علي بعد اميال كثيرة .
دون ان تأبه ان كانت قد مزجت بين الاستعارات ام لا فقد كان هناك سؤال واحد يدور في رأسها : ماذا كان يفعل هنا ؟
ابتسم لها بيرس مارتينو ابتسامة مسولة طويلة قائلا :
لقد اصبح عندك مخالب يا اليكس ، الامر الذي لا يثير دهشتي ن لكنك كما القطة الصغيرة تماما ، عليك بعد ان تتعلمي متي يجب ان تنبشي اظافرك .
سمحت لنقمتها ان تظهر راغبة في صفعه علي الفور .
رفع احد حاجبيه السوداوين و نصحها قائلا ببرودة :
هل تستقبلين دائما صديقا قديما ببنادق لامعة ؟ اعترف ان لها قيمة البدع ولكن قد يكون من الحكمة اكثر ان تضعي سلاحك جانبا يا اليكس فالعدو لا يرتدي هذه الايام قبعة سوداء رغم ما تعرفينه يمكن ان تطلقي النار علي حليف .
قالت :
حليف ! ، خرجت الكلمة باشمئزاز كبير ثم اضافت بعنف :
لم تكن كذلك قط و لن تستطيع ان تكون كذلك انك العدو يا بيرس و كونك كذلك ليس عندي لك شيء سوى الازدراء .
كان عليها ان تعرف انه قد يقول شيئا كهذا بدا لها انه لم يعد يتذكر كل ما كان و ان ما طبع في ذاكرته اقتصر علي اشياء محددة فيما كان كل شيء مطبوعا بوضوح في ذاكرتها قالت له م
اخشي انه عليك ان تعذرني الآن فكما تري لقد اصبحت خسنة التميز في اختيار اصدقائي هذه الايام .
و مع تلك العبارة استدارت بحدة و سارت بعيدا عنه و ساقيها تكاد تنهار تحتها مع كل خطوة .
لم تكن لديها فكرة واضحة الي اي مكان تتجه انما استمرت في المشي حتي وجدت نفسها في غرفة الانتظار حيث لا مخرج اخر منها توقف حينها حيث اكتشفت ان كل اوصالها ترتجف لم كان عليه ان يكون هنا ؟ الم يكفيه ما فعله ؟ انها تكرهه ، تكرهه بشدة بقدر ما احبته في يوم من الايام لمشاعر عميقة لا تعرف الحدود .
احنت اليكس راسها وش عرت بمعدتها تعتصر مازال بيرس مارتينو يملك كل شيء مازالت لديه تلك النظرة التي نجعل قلب المرأة يخفق بجنون ذات مرة جعلت تلك النظرات قلبها يطير حيث لم تكن محصنة تجاه الشعر الاسود الكثيف اللمع و لا تجاه العنين الثتقبتين الزرقاوين ولا تجاه الوجنتين المظللتين بالغموض التين تحيطان بذلك الفم الجميل ن كانت اناقته و ثقته بنفسه تشعان و كانها منارة فتشدانها ، كما العديد من الفرشات الاخري للرقص ضمن نطاق حرارتها الخطرة و تألقها . كان يشربها الشراب و يطعمها الطعام و يعاملها بطريقة اكدت لقلبها الغارق في حيه انه يحبها هو ايضا .
شعرت بالمرارة و كأنها قرح علي لسانها و دون وعي منها ضغطت بشدة بيدها علي الكوب الذي كان مايزال في يدها ن لقد حول ذلك الحب الي كراهية باكاذيبه ، لأن ذلك كله كان كذبا ! كل شيء ن من البداية لنهاية ! و قاطع تحطم الكوب ذكرياتها الغاضبة و قد اتبع ذلك علي الفور صرخة رقيقة من الالم انطلقت منها . سقط الكوب المكسور من يدها و حدقت بانشداه نحو الدماء التي سالت بسرعة علي راحة يدها .
عندها فقط لاحظت انها لم تكن في الغرفة لوحدها .
هل جرحت نفسك ؟ دعيني ارى ..
لابد ان بيرس تبعها و تقدم نحوها الآن بسرعة و امسك يدها و تفحص معصمها قبل ان تتاح لها الفرصة ان تسحبها بعيدا .
ارتعدت اليكس حيث وجدت نفسها فجأة تحدق في رأسه المنحني اعادت اليها تموجات شعره الاسود الكثيف ذكريات اعتقدت انها دفنت بامان ، شهقت بحدة فقط لتقذف احاسيسها برائحة عطره النافذه منه و كأنما لزيادة الاهانة الي الاذي ارسلت لمسته في ذراعها شيئا يشبه صدمة كهربائية ارعبتها ردة فعلها هذه غير المتوقعة و غير المرغوب بها كليا فتجمدت مرتبكة و عقلها يصرخ في صمت ..لا !
سوف تعيشين .
كلمات بيرس سلختها من صدمتها و تأخيره البسيط في رفع نظره اتاح لها فرصة كافية لتعيد السيطرة علي تعابير وجهها كي لا تظهر مدى تأثرها .
قال : - انه اكبر من الخدش بقليل و يبدو نظيفا ، نظر اليها و اضاف : ماذا كنتت تتخيلين الكوب ، عنقي ؟ .
بذلت كل جهدها لكنها لم تستطيع ان تحتمل تلك النظرة و بسرعة ابعدت عينيها عن نظرات السخرية الظاهرة في هاتين الفجوتين الزرقاووين ووقعت نظرات عينيها علي يدها و اكتشفت انه ضمدها بمنديله وكان هناك اثار دماء علي المنديل الابيض النقي . دماؤها . دائما هناك اثار لدمائها عندما يدخل بيرس حياتها ! ابدت امارات الامتعاض و تبخرت لحظة الوعي مع رياح الذكريات الكئيبة القاسية .
قالت له ببرودة :
ان كان هناك رجل يستحق قطع عنقه فهو انت .
كانت ردة فعل بيرس الوحيدة الضحك باستهتار و اجابها :
كثيرات حاولن ذلك و ما من واحدة نجحت .
ابتسمت اليكس ابتسامة باهتة لغروره و قالت :
غرور كهذا لابد ان يتحطم اتمني فقط ان اكون موجودة لأشهد ذلك .
للحظة ومض في عينيه وميض غريب قد يكون ندما لكنه اختفي قبل ان تستطيع اثبات ذلك رد عليها قائلا :
ذلك إرث نتوارثه الا تعتقدين ان ذها هو اساس صنع المأساة اليونانية التقليدية ؟ حيث الزوجات الحاقدات يخططن لاسقاط ازواجهن . هل سترقصين علي ضريحي يا اليكس ؟
كان يعبث معها ولكنها رفضت ان تلعب لعبته فردت عليه بسرعة :
زوجتك السابقة !
و عندها اعتصر قلبها بحدة حتي هي نفسها لم تستكيع ان تدرك ماهية المشاعر التي عصفت بها في تلك اللحظة .
احني بيرس رأسه مسلما بذلك بسخرية و كأنه لم يكن يتوقع اي جواب اخر و قال لها :
تقولين ذلك بخفة ظاهرة .
رفعت ذقنها علي الفور و تلألأت عيناهافيما قالت :
كان اسعد يوم في حياتي !
ان كانت تأمل ان تجرحه فان هدفها ظل سبيله بشكل واضح ذكرها قائلا بعذوبة :
غريب ، اذكر انك قلت هذا يوم زفافنا :مكر:

نايت سونغ
01-02-2010, 16:38
اظطرارها للاعتراف كيف بامكانه ان يجعلها تنفعل حتي هذا الوقت جعلها غاضبة بشكل جنوني من نفسها كما منه لاستذكارها كل تلك الاوقات السيئة بوضوح تام .
اجابته : لم اكن اعرف حينها اي سافل انت .
كل تعابير المرح غابت عت وجهه فجاة و قال :
كان يجب ان يحصل ما حصل ، عليك ان تتفهمي ذلك .
غامت عيناها الرماديتان بعواطف متأججة و كان بأمكانه ان يقرأ فيهما مدى كراهيتها له و قالت :
لن افهم ذلك اطلاقا و لن اصفح عنك ابدا سأكرهك حتي آخر يوم في حياتي ! .
اتعست فتحتا انفه عندما اخذ نفسا عميقا و قال :
ابدا هو وقت طويل قد يصبح لديك يومها سبب لتشكريني .
تطلب الامر منها بذل كا ذرة من السيطرة علي نفسها لتمنعها من الوثب عليه و تمزيقه اربا فقد كان امرا مزعجا مجرد امكانتيه للوصول اليها و انها في اللحظة التي ستفقد فيها السيطرة علي نفسها سيفوز هو و ذلك امر عليها تحاشيه مهما كلف ذلك لذا اجابته بعفوية :
علام ؟ القتلك جدي ؟ .
لابد ان شوكتها غرزت في نقطة رقيقة لأن بيرس تقدم بخطوة غاضبة نحوها ثم سيطر علي نفسه بجهد واضح و قال لها برباطة جأش :
لا تلقي اللوم علي بذلك يا اليكس لقد كان رجلا عجوزا و اقر بذلك لكنه عاش لسنوات عدة بعد ان التقيته لاخر مرة .
ارتجفت شفتيها من الغضب و الحزن معا فضغطت عليهما فاجابته :
ربما كان الامر كذلك لكنك عجلت بموته بأخذك كل شيء غال علي قلبه .
تصلب كبرياء غاضب و تقززت عيناه الزرقاوان و كانهما فقدتا الحياة تقريبا و اجابها :
لم أخذ شيئا لم يكن لي بحكم الحق و عوضا عن ذلك تركتك له .
ضحكت اليكس بتكلف لقد ترك جسد امراة محطمة قالت له :
انك لص و قاتل و انا احتقرك .
بدا وجهه كأنه قطعة اقتطعت من حجر و اصبحت هادئة جدا في ما قال :
- ضعي الاحتقار جانبا ن لكني مازلت املك شيئا تريدينه .
- اقطع يدي قبل ان تمتد لقبول اي شيء منك يا بيرس مارتينو !
عادت الابتسامة لترتسم علي شفتيه لكنها كانت باردة و قاسية ، وقال :
- انت دائمة مأساوية جدا ، لقد نسيت اية مخلوقة عاطفية انت .
لديه الوقاحة فقد ليذكرها باستجابتها المطلقة له استجابة استغلها من اجل مصلحته الشخصية لقد كانت غبية حينها لكن ذلك لن يحصل ثانية قالت له بإيجاز بليغ :
انك علي حق لدى شيء علي ان اشكرك لأجله ، تعليمي درسا قيما ، درسا لن انساه ابدا .
قال برقة :
ان كنت استاذا جيدا فانت كنت تلميذة راغبة بالتعلم بشدة .
متعمدا عدم فهم ما رمت اليه فاضاف :
يبدو ان ذلك افادك ايضا اذ انك تبدين اكثر جمالا مما اذكر .
صرت اليكس علي اسنانها بغضب ، الواقع انه تزوج فتاة بريئة و كان ذلك امرا وجدت الصعوبة في التأقلم معه بالنظر لم تبعه اعترت معدتها لانعدام احساسه اذ عمل علي تذكيرها بذلك الآن فقالت :
اتمني ان لا تتوقع مني ان اشكرك علي ثنائك لأنه بصراحة تامة سيخنقني لفظ تلك الكلمات .
رقصت عيناه و قال :
ذلك لن يفي بالغرض ابدا ربما علي التوقف قبل ان تصابي بسكتة قلبية لكني لا استيطع مقاومة ذلك تعجتني قصة شعرك هكذا انها تجعلك تبدين انيقة و حساسة في آن معا عمل رائع . متي قصصته ؟
في الواقع لقد قصصته لول مرة منذ خمس سنوات !
و تركن\ته يستنتج ما يريد من وراء ذلك .
لم يكن بيرس بطيء الفهم قط و قد فهم الآن ما قصدته علي الفور فقال لها :
آه ، مع كل ما هو قديم و اهلا بكل جديد ... كنت معجبا جدا بشعرك الطويل الاسود كنت احلم في غمر اصابعي و الامساك به .:rolleyes:
كادت ان تختنق حينها لانها كانت تقريبا تحلم الاحلام ذاتها عنه حتي بعد انتهي الزواج بفترة طويلة كانت الذكرى تبدو الآن كقطعة جليد حول قلبها .
فقالت : - ذلك هو السبب الذي جعلني اقصه تماما .
و اضافت محاولة ان تعيده الي حقيقة قدره :
- ولم ارد شيئا يذكرني بك .
لف بيرس ذراعيه ة تأملها بتهكم قائلا :
ومع ذلك لم تنس علي ما يبدو . الهذا انت وحيدة هنا الليلة ؟
شهقت بحدة ليس هناك من رجل اخر مثل بيرس يطرح اسئلة فوارق دقيقة في المعني لا تكاد تدرك من قبل الاخرين اجابته :
يمكنك ان تحرر نفسك من فكرة ان لك اية صلة في حياتي الآن اني هنا لوحدي لأن والدي مريض و علي الارجح انك تعرف ذلك جيدا لكنا اتينا كعائلة مجتمعة ولكن عوضا عن ذلك اتيت بمفردي . هل يرضي ذلك فضولك ؟
ليس تماما هل جميع الرجال في انكلترا عميان ؟ الم يكن هناك احد ما غيره ليرافقك ؟
اتخذت وضع المقاتل و سألته :
ماذا تريد ان تعرف بالضبط يا بيرس ، حالة حياتي العاطفية ؟
نظرا لحالتك المتوقدة استطيع القول انك لم تحصلي علي فرصة واحدة او ان اسلوبه سيء جدا فتركك محبطة .
كيف تجرؤ ؟
ايعني انني مخطيء ام انني علي صواب ؟ .
اجابته بغضب :
ذلك يعني ان وقاحتك ثقيلة و ليس في نيتي الاجابة عن سؤال شخصي كهذا .
ضحك ثم قال لها :
اعتقد انك فعت هذا للتو ، علي اي حال ان لم يكن الرجال قد شغلو وقتك فماذا كنت تفعلين طوال السنوات الخمسة الماضية ؟
يسعدني القول اني منت اتقدم بشكل رائع بدونك .
اجابها موافقا : - هذا ما أراه .
و بقليل من الصعوبة ثمن ملابسها و مجواهراتها ثم اضاف ساخرا :
- انك تعيشين فوق ما هو متاح لك من دفع ثمنها جميعا ن والدك ؟
اتقدت احمرارا من جديد و اجابته بحدة :
غير صحيح اني اكسب المال لادفع ثمن ملابسي و ذلك من خلال العمل بجد و مجوهراتي هي هدية ذكرى مولدي الواحد و العشرين و لا اظنك تضن علي بذك ! .
قال بتهكم :
تتكلمين و كأنك لبوة تدافع عن اشبالها .
لم لا ؟ ربما انك تستمتع بضرب الناس فيما هم في الحضيض ولا يستطعون الدفاع عن انفسهم اما انا فلا و في الحقيقية اني لا احب حتي مصادقة اناس كهذا لذا ان كنت لا تمانع ...
ابتسمت له ابتسامة باردة و كادت ان تمر من امامه الا ان يده امتدت لتمسك يدها و تؤخر مغادرتها .
ليس بهذه السرعة مازال علينا التحدث .
حاولت ان تبتعد عنه لكنه قاوم ذلك دون بذل اي جهد و كل ما استاطعت القيام به هو ان تمرقه بنظرة قاسية قائلة بفتور :
بقدر ما يعنيني الامر ن لقد قلنا اكثر مما ينبغي .
هز بيرس راسه قائلا :
يا عزيزتي لم نبدأ الحديث بعد ، لكنك محقة . ليس هذا الوقت او المكان المناسبين ، سأكون في مكتبك صباح الغد عن الساعة العاشرة .
يمكنك ان تأتي لكنني لن اراك فلدي مواعيد طوال اليوم و كذلك في المستقبل المنظور .
افلت معصمها لكن فقط ليرفع يده ليمسك بذقنها ليرغمها علي التحديق به قائلا :
تفرغي لذلك ! وان لم يكن هذا تحذيرا كافيا توقفي عن التفكير بنفسك و ابدأي التفكير بشأن مواظفيك بدلا من ذلك ، قد تكون هذه ربما فرصتك الاخيرة في انقاذ وظائفهم ان الامر علي عاتقك يا اليكس هل يمكن تحمل نتائج كبريائك ؟
و استمر تحديق عينيه بعينيها للحظة اطول مطلقا سراحها بعدها وهو يعدها بقوله :
- حتي نهار الغد .
و غادر الغرفة بإيماءة من راسه .
راقبت قامته المديدة و كتفيه العريضين وهو يمشي مبتعدا فيما كانت تغلي من شدة الغضب الهادر كم تمنت ان تقول له اغرب عن وجهي لكن كلماته قد تمنعها لقد عرف ايضا سوف تراه في الغد من اجل الوظائف العديدة التي كانت تحاول بصعوبة انقذها لكن دون ان يحالفها النجاح طعم الفشل كان شيئاكريها يجب ان تبتلعه الآن ها هو بيرس يلمح انه قد يكون مستعدا لفعل شيء ما و بالرغم من انها تكرهه كانت تعرف انه لا يمكنها ان تصده .

نايت سونغ
01-02-2010, 16:41
غادرت الحفلة باكرا لكنها لك تذهب مباشرة الي المنزل بل استقلت سيارة اجرة الي المستشفي لندن حيث كان ستيفين بتراكوس مازال في غرفة العناية الفائقة فقد عاني من ثلاثة اسبيع مضت من نوبة قلبية حادة و قد سبقتها نوبة اقل حدة كان بقاؤه علي قيد الحياة اشبه بأعجوبة كانت حياته معلقة في الميزان عندما اكتشفت حالة شؤون دار النشر المحفوفة بالمخاطر فيما كان الاطباء يكسبون ببطء معركة بقاء والدها علي قيد الحياة كانت هي ما تزال تحاول انقاذ شركته .
تطلعت امها التي كانت تحيك الصوف بصنارتها نحوها عندما دخلت اليكس الي الغرفة و قد رسمت المرأة الضعيفة ذات الوجه الشاحب الصغير ابتسامة مرحبة عند رؤية ابنتها قائلة :
مرحبا يا عزيزتي ، هل امضيت وقتا طيبا ؟
انحن اليكس لتطبع قبلة علي الخد الناعم كانت اميلي بتراكوس امراة من النوع التي تضفي طبيعتها الحلوة حماية من حولها و ليس اكثر من الحماية التي تقدمها فعلا لعائلتها و اصبح امرا غريزيا لديها و قبل مرض والدها بزمن طويل ، ان تحمي امها من الجانب القاسي جدا في الحياة و سبب ذلك هو الفوضي التي تكافح بيأسلتسويتها الآن و لكن رغم ان والدتها كانت تشتبه بالتأكيد ان هناك شيء ما و طالما ان والها لم يخبرها بشيء اذا فانها لا تستطيع ان تقول لها شيئا ايضا الامر الذي جعل اليكس الآن تلاتسم علي وجهها ابتسامة فرحة .
اجابتها :
اوه انت تعرفين كيف تحري هذه الحفلات كان سبب اقامتها وجيها . كيف حال والدي ؟
تنهدت امها مجيبه :
انه نائم الآن لكنه كان متعبا جدا قبل ذلك اتمني لو يخبرنا ما الامر .
و اخذت تلوك شفتيها باهتمام و دون ان تدري اكدت شكوك ابنتها .
عانقتها اليكس قائلة :
حاولي الا تقلقي يا اماه انت تعرفين عن اعماله ، علي ايه حال اني اسيطر علي الامور مؤقتا و اعتقد اني قد احمل اليه اخبار جميلة في القريب العاجل .
و توسلت في قرارة نفسها آملة بيأس ان يكون ذلك صحيحا .
قالت اميلي بتراكوس و هي تبتسم :
انك قوية يا اليكس ولا احد يعلم ماذا كنت لأفعل من دونك .
ثم زالت ابتسامتها ليحل محلها التهجم و تضيف :
لكنك تبدين متعبة يا عزيزتي ، الا تنامين ؟
كان النوم امرا نادرا هذه الايام و حتي حينما كانت لتعترف بتلك الامور لذا قالت :
انني بخير كل ما في الامر ان اليوم كان يوما مرهقا انوى ان اذهب الي الفراش المباشرة عندما اصل الي البيت . لا تنسي ان تنامي قليلا انت ايضا يا امي , انت تعرفين ان رؤيتك قلقة ستحزن والدي كثيرا .
انت تجعلينني ابدو كدواء !
ضحكت اليكس برقة و قالت :
انت كذلك و افضل دواء يمكنه الحصول عليه .
و تظاهرت بالتثاؤوب نظرت الي ساعتها و اضافت قبل ان تقبل امها مرة ثانية و تغادر :
- من الافضل ان اذهب .. سوف امر عليكما غدا ، قبلي والدي عني و اخبريه ان لا يقلق .
كانت شقتها تقع قرب النهر في تشيلسي كانت شقة صغيرة الا انها مانت تناسبها تماما استأجرتها قبل زواجها القصير جدا و لأنها رفضت ان تقبل اي مساعدة مالية من مطلقها ، كانت سعيدة بالعودة اليها لتضمد جرحها ، دخلت وهي تتنهد بارتياح و لم تشعر بالامان الا بعد ان اقفلت المزلاج بيرس هو من جعلها تشعر هكذا و كان عليها ان تهرب و ان تستمر بالهروب ، سارت نحو غرفة الجلوس القت بمعطفها علي الاريكة و سارت لتسكب لنفسها شراب منعشا كان حضوره صدمة بالنسبة اليها , فهي لم تتوقع ان تراه ثانية بعد الطلاق ن ثم فكرت و قد قلبت شفتيها بعد كل ما جرى لماذا عاد و قد اخذ كل ما اراده ؟ لقد صدقت يوما انها تجسد تلكك الكلمات الثلاثة العاطفية لكنها لم تكن سوى اداة فقد اعد خططه كجنرال في الجيش خطط لكل شيء فكانت كل الكلمات الرقيقة و نظرات الحب التي تبادلاها مجرد تصميم لهدف واحد ليخفي وراءه هدفه الحقيقي .
لم تعرف احد في حياتها قد يستطيع التظاهر علي هذا النحو لقد احبته و صدقت انه يحبها ولكن ذلك ما كان يفترض ان تعتقده ن كانت سذاجتها كسوط لروحها المعذبة كانت في الواحدة و العشرين من عمرها صغيرة بالنسبة الي عمره البالغ التاسعة و العشرين و الواسع الخبرة . ولولا ذلك ما كان ليتأكد انها ستقع في حبه فقد كان يعرف ما يكفي عن النساء ليستطيع ان يجعل ذلك الامر ممكنا بشكل واضح و اخذت اليكس ترتجف فتقوقعت علي كرسي ذات ذراعين كان بيرس محقا بشأن حياتها العاطفية فقد كانت ح\خالية فعلا و هل كان هناك اي عجب في ذلك ؟ فما قاسته علي يديه جعلها كأي انسان مذنب . لن تؤمن اي رجل علي سعادتها ثانية لديها بعض الاصدقاء من الرجال و الذين خرجت برفقهتم احيانا ولكن رغم انها كانت تعرف ان بعضهم كان يرغب في توثيق العلاقة اكثر الا انها كانت دائما متنبهة لابقاء مسافة بينها و بينهم .
توقف اصدقائها عن سؤالها عن سبب تغيرها بعد عودتها من اميركا عندما تمنعت عن الاجابة و رغم ذلك استمروا في محاولة ايجاد زوج لها لكنها في احسن الاحوال كانت محاولة فاترة و احترموا رغبتها الخفية بعدم البومح عن خصوصياتها .
اغمضت عينيها :نوم: فقد كان ايقاف الاسئلة امر سهل لكن ايقاف الذكريات كان امرا اخر كانت المشاهد ترواد ذاكرتهاالواحد تلو الاخر ولكن رغم انها كانت تطاردها تنام حينا و تستيقظ احيانا خلال السنوات الخمسة الماضية ثم اخذت تطول الفترة بينها حتي انها لم تفكر به منذ فترة طويلة لكن الليلة عاد كل شيء بالقوة .
كان بيرس ذكي جدا ليجعلها تعتقد كا ارادت تصدقه انه يحبها الا انه لم يفعل لقد بدا لها ذلك واضحا في ساعة قصيرة واحدة لقد لعب دوره ببراعة فائقة حتي انها لم تكتشف الا صباح اليوم الذي تلا زفافهما ان الرجل الذي تزوجته ليس سوى دجال .
و التقت اخيرا في اليوم الذي كانت يفترض ان يكون بداية لحياتهما معا , بيرس مارتينو الحقيقي ...

نايت سونغ
01-02-2010, 16:45
انشالله بكرا الفصل الثاني

اتمني ان تعجبكم ::جيد::

khadija123
01-02-2010, 18:15
السلام عليكم
شكككككرررررررا حبيبتي نايت سونغ على الرواية الحلوة ::سعادة:: ::سعادة::
من زمان وأنا أسمع بعنوان هذه الرواية واليوم عزيزتي تنزيلينها لنا شكرا كثيرا على هذه المفاجأة الرائعة
شكلي الرواية حلوة من الملخص

::جيد:: ::جيد::

نايت سونغ
02-02-2010, 15:09
الفصل الثاني

للتوضيح : تتذكر ايام زمان لما تعرفت علي بيرس :d


كان يوما متعبا من العمل رغم اليكس لا تمانع العمل بجد اطلاقا كانت علي وشك انتهاء فترة ستة اشهر من تبادل العمل و اكتشافها كيف ان شركة مماثلة تماما تعمل سوف يمنحها بالتأكيد فائدة كبيرة عند عودتها الي انجلترا . الآن و قد باتت اسابيع قليلة فقد تفصلها عن المكان حيث ستستلم وظيفتها كمديرة تنفذية مبتدئة في اعمال الاعلان و النشر التي اسسها ابوها . وكان اصدقائها الجدد يشاركونها في النشاطات الاجتماعية الليلية بنشاط لا يقل اطلاقا عن نشاطهم خلال العمل في النهار , و لم تكن هي معتادة علي المشاركات بالنشاطات طوال الوقت و لذها كانت تشعر بالتعب و شكرت حظها لانها استطاعت ان تتخذ الاستعدادات اللزمة الليلة للذهاب الي المسرح مع بعض الاصدقاء والدها .
كانت المسرحية جميلة جدا و كانت تناقشها بحماس في البهو خلال فترة الاستراحة عندما شعرت بعينين تحدقان بها كان ذلك الاحساس غريبا و قد جعل شعر جسمها يقشعر , و شعرت كأن تلك العينين المجهولتين تجبرانها علي الاستدارة و فعلت و لأنها لم تستطع ان تمنع نفسها من ذلك , و اخذت عيناها تبحثان بين الحشد للحظات قليلة قبل ان تقعا علي عينين زرقاوين مشعتين بدا انهما اصابتهاها حتي الاعماق روحها افترت شفتاها عن تنهيدة صامتة بدت غير قادرة علي ابعاد عينيها عن الرجل الذي يقف علي بعد ياردات قليلة منها و انطلق بين عيونهما في هذه الثواني القليلة احساس قوى ثم كلمه احدهم فاسترعي انتباهه عندها فقط اطلق سراحها .
استدرات اليكس علي الفور لتبتعد لكن دافعا لا يقاوم جعلها تنظر الي الوراء من فوق كتفها و شعرت ان قلبها يخفق بجنون و دون ان تشعر ضغطت بيدها علي حنجرتها كان مايزاال يتكلم و لم تر سوى جانب وجهه فقط لكن حتي ذلك سبب لها حالة من الانزعاج و الحذر جعل عضلات معدتها تنكمش انه الاكثر وسامة بين الرجال الذين رأتهم في حياتها كانت بذلته تناسبه تماما فيما كان واقفا و يديه في جيبيه سترته , بدا لها وكأن الدم في عروقها يخر و جف ريقها .
و عندما رفعت عينيها المذهولتين راته يعتذر و بدأ يتجه نحوها .
نظرت بعيدا للمرة الثانية ولكن التوتر الذي غمرها انذرها باللحظة المحدودة التي وقف فيها الي جانبها كان عقلها قد توقف عن العمل منذ وقت طويل لكنها سمعت مرافقيها يستقبلونه بسرور و اجابهم بصوت خفيض رقيق ثم سمعت اسمها فكان عليها ان تستجمع نفسها بسرعة .
كان روبرت ولز يقول لها بمرح :
اليكس نريدك ان تتعرفي علي صديق طيب لنا , بيرس مارتينو . هذه الشابة انكليزية و ابنة صديق قديم , اليكس بتراكوس .
مدت اليكس يدها بعفوية و هي تعرف انها تحدق به بيأس مغفلة , قالت له بصوت اجش :
كيف حالك ؟
و شعرت ان التي الذي غمرت يدجها ضغطت عليها قليلا كان ذلك و كأن لمست تيارا كهربائيا .
قابل بيرس مارتينو بصمت تلك النظرة بمثلها للحظة و خالج اليكس شعور غريب جدا بانه صدم ابتسم بعد ذلك و تنحنح قائلا :
اعذري عدم تهذيبي لكن لهجتك اربكتني ، ناهيك عن جمالك , و هذا كثير علي رجل ضعيف .
حذرتها اوليفيا ولز و هي تضحك قائلة :
تحذري يا اليكس لدى بيرس سمعة كبيرة انه الثعلب بحد ذاته .
ترك بيرس يدها مرغم و بقي كل انتباهه منصبا عليها حتي بينما كان يجيب علي المراة الاخري قائلا :
توقفي عن ذمي يا ليفي انك ستخفينها .
غمر لون رقيق وجنتي اليكس فيما كانت تلوك شفتيها بعصبية مما جعل لونهما يصبح غامقا و مثيرا و قد تتبعت عيناه حركتها تلك بدقة فقالت بجرأة :
افضل ان اكون احكامي الخالصة علي الناس .
و رأت شفتيه تتقوسان عندما ابتسم .و اجابها برقة :
- ارتحت لسماعي ذلك .
جاعلا اليكس تشعر و كانهما الشخصين الوحيدين في الغرفة ثن اضاف :
بتراكوس ؟ يبدو اسما يونانيا و ليس انكليزيا .
اجابته بشق النفس تقريبا :
قدمت عائلتي من اليونان بعد الحرب , امي انكليزية و انا ولدت هنا .
و فيما رن الجرس معلنا بداية الفصل الثاني من المسرحية عضت علي شفتها و قد ادركت ان عليهم الذهاب ولكن فركة انها لن ترى هذا الرجل ثاية جعلها تشعر بالبرودة داخل نفسها .
اوقفها بوضع يده علي ذراعها ليسألها قائلا :
هل لي ان ادعوك الي العشاء بعد المسرحية ؟
شعرت و كأن قلبها طار علي اجنحة الفرح و كانت متأكدة من ان ذلك انعكس علي وجهها و تذكرت قبل ان تنطق باية كلمة انها ضيفة عائلة ولز فاجابته :
احب ذلك ولكننا شبق و حجزنا طاولة للعشاء .
علقت اوليفيا بظرف علي ذلك قائلة :
انها تتسع لأربعة انضم الينا يا بيرس .
سيكون ذلك من داوعي سروري