PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ مشروع لأكبر تجمع روايات عبير وأحلام المكتوبة نصا ]



صفحة : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 [12] 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46

هيونه المزيونه
06-12-2008, 21:43
الزهور ونباتات الزينة ولكنها شكلت كلها من مئات من ثمار البحر التى تم صقلها لتحتفظ على الدوام بألوانها الطبيعية .
وخلال تلك الأيام كانت روبين يكاد يغلبها البكاء الذي كان يتحول عادة إلى ضحكات وهي تتذكر مدى النجاح الذي حققه حفل زواجها وبالتأكيد أنا لابد أن تكون العروس الوحيدة التى أرتدت زيا واقيا من قرص البعوض ,وتم العثور على هذا النسيج بمحض الصدفة فوق رفوف المخزن الموجود في محطة الرصد ولا أحد يذكر مالذي جاء بهذا النسيج الذي لاحاجة لأحد به إلى محطة الرصد ,أهداه لها أفراد طاقم المحطة لتصنع منه ستائر للنوافذ إلا أن آدم أوحى لروبين أن تصنع منه رداء العرس .
كل هذا مر بخاطرها وهي جالسة في حفل العرس وسط الضحكات التى تتعالى من حولها في حين أخذ هوارد يوزع قطع الكعك اللذيذة التى صنعها على المدعوين , وبدا على وجه روبين مسحة من الحزن وهي ترفع كأسها ردا على تحية آدم وسألها آدم إذا كانت تفتقد الشراب والخمار الذي ترتديه العروس فقالت له وهي تغض بصرها :
( طبعا لا ...وفي أي حال فإن الحفل له طابع مختلف . أليس كذلك )
( أهو حقا كذلك , إن هذا يتوقف على ماتقصدينه من معنى بعبارة الطابع المختلف )
قالها آدم بجفاف مما جعلها تقلع عن المضي في تلك المناقشة ,الأيام الخمسة السابقة مرت بسرعة, وكان لدى روبين عمل كثير خلال تلك الأيام معظمه تركز في حياكة الملابس وإصلاحها وهي ذات خبرة ضئيلة بهذه العملية خاصة أن الملابس كلها مخصصة للرجال وفي النهاية تملكها إحساس عاطفي غريب وهي تشعر بأنها ترتدي ملابس كانت من قبل تخص آدم غرانت ,وأخذت تتسأل بينها وبين نفسها ماعسى أن يكون إحساس آدم وهو يراها ترتدي تلك الملابس وذلك إذا كان يعير هذا الأمر أي أهمية ,وهذا الإحساس جعل من الصعب عليها أن تدرك إلى أي مدى يعد غرانت شخصا غريبا بالنسبة إليها من عدة نواحي ...
وفجأة قال لها آدم :
(ليس هناك داع للقلق بالنسبة إلى المظهر الذي تبدين به ,ولن يعرف أحد أنك صنعت هذا الزي من نسيج الستائر الواقية من البعوض ,مالم تبلغيه أنت بذلك ,وسألته إذا كان زيها يبدو مناسبا من حيث الطول والشكل ,فرد عليها أنه يشبه أزياء العصر الفيكتوري ولم تكن تعرف ما إذا كانت أزياء العصر الفيكتوري تناسبها ,وعاودها الشك في أن يكون زيها كئيبا ً وفضفاضا مثل الملابس التى ترتديها ربة البيت في المنزل ,فقال لها آدم :
( سوف يهدأ بالك في أي حال عندما ترين الصور الفوتوغرافية غدا )
( حقا , لدينا الكثير من الأفلام الفوتوغرافية )
( لابد أن أقوم بعملية تقطيع لهذا الفيلم لكي أفصل العروس عن الطيور )
فأقترب منهما توني ستيفنز قائلا ً :
( حقا ً , طيورك الأخرى مسكينة )

هيونه المزيونه
06-12-2008, 21:44
وقال مارك في تهكم :
( من الأفضل ألا يحتوي هذا الفيلم إلا على صور الطيور الأخرى ,وإلا فإنك ستضطر إلى الإدلاء ببعض التفسيرات , فقد انضممت الآن إلى سلالة المتزوجين كما تعرف )
ووجه هودريك وولف حديثه إليها قائلا ً :
( هل ستسمحين لعريسك أن يتعرض لعملية غسل دماغ ,المرأة الشابة عندما تترسم خطى زوجها وتتبعه في مثل تلك المنطقة النائية من العالم المجردة من كل ماتتمناه الأنثى ,وماترجوه من راحة ومتعة ,إنما تسير وراء ماقدر لها من مصير )
وأبتسم في سخرية وهو يضيف قائلا ً :
(هذا يغريني بإعادة النظر في رأيي بالنسبة إلى الجنس النسائي المعاصر )
وأدت كلماته العميقة النبرات إلى إشاعة السكون وتوقفت الضحكات ,وسأله توني :
( وما رأيك ياوولف في الجنس النسائي )
فمسح الفيلسوف الشهير طرف لحيته وقال :
( كان يجب ايها الشاب الصغير أن تدرك أن هذا ليس بالوقت المناسب لإلقاء هذا السؤال )
واتجه وولف إلى روبين وقال لها :
( أدين لك بإعتذار , وهذه هي أول فرصة تتاح لي لأطلب منك الصفح عن سوء تصرفاتنا التي لا تغتفر )
فحدقت فيه روبين بدهشة ثم تذكرت ما حدث الأسبوع السابق ورفعت يدها باحتجاج ولكنه هز رأسه قائلا ً :
( أود أن أشرح لك الموقف ,كنت أقضي فترة راحة أثناء العاصفة التي حدثت بعد ظهر ذلك اليوم ,وقبل فترة طويلة من استقراري هنا في ألزينا ظل والدو ينفذ تعليماتي إليه بعدم إزعاجي أثناء فترة راحتي ,فأنا أعاني من مرض في القلب ,ولكنه ليس على درجة كبيرة من الخطورة ,وظل والدو على إخلاصه وتكريس نفسه لخدمتي ,وبمضي السنين أصبح متعصباً بعض الشيء ,كنت على وشك الاستيقاظ عند وصولك إلى الفيللا ,وكنت أتابع سيرك في الطريق الشاق من الشاطئ إلى هذا المكان ,ولكن إدراكي لمسار الأمور معك جاء متأخرا ً حيث قام صديقنا الشاب الذي يعمل في محطة الأرصاد بإنقاذك ,ولولا ذلك كنت دعوتك للاحتماء بالفيللا إلى أن تنتهي العاصفة )
فردت عليه بأدب وهي تنتقى الكلمات :
( كل شيء على مايرام وقد فهمت كل ماقلته تماما )
( وهل تغفرين لنا خطأنا )
(طبعا, نسيت ماحدث , وكنت كريما جدا معي والكل كانوا كرماء ,أما أنت ..... )
ونظرت إلى الخاتم في يدها اليسرى ,ثم إلى ملامح هودريك وولف المهذبة وقالت له :
( شكراً..... )

هيونه المزيونه
06-12-2008, 22:09
فأطرق برأسه وقال لها :
( مافعلته هو مبعث سرور لي ,لاداعي لذكره ,لكنني آمل في إصلاح الخطأ الذي ارتكبناه ,وسأكون سعيدا ً جدا ً إذا منحتني انت وزوجك شرف تناول العشاء معي في القريب العاجل )
ولاحظ انها راحت ترمق زوجها في تردد في حين كان آدم مشغولا ً بالحديث مع غيفون وقال لها أنهما لا يمكنهما أن يعيشا في عزلة طوال فترة بقائهما في الجزيرة , كما أن آدم أصبح أقرب للناسك وهذا ليس بالشيء المقبول بالنسبة للرجل ,ولم تستطع أن تمنع نفسها من أن تقول بلهجة لطيفة :
(ولكن ألا تشبه أنت النساك ياسيد وولف ,أعتقد انك عشت هنا سنوات طويلة )
فقال لها بجفاف :
( أنا لست شابا ًومازالت أمامي سنوات أعاني فيها من متاعب هذا العالم , أما آدم فما زال أمامه العمر المديد ,ويجب ألا تسمحي باستمرار هذا الميل للانعزال عن الحياة )
ولاحظ تعبيرات وجهها فأبتسم قائلاً :
( أليس هذا هو ماجئت إلى هنا من أجله وما جعلك تغيرين فجأة كل خططك التى لابد أن تكوني أعددتها لحفل الزواج ولقضاء شهر العسل في إحدى تلك المناطق المثالية التى يختارها المرء عادة في هذه المناسبة )
فنظرت إليه روبين في يأس ,وهي تتطلع لمن يساعدها في الخروج من هذا الموقف الصعب ,فكيف تستطيع أن تقول لتلك الشخصية المسيطرة أنها تعرف أن آدم يتطلع لنسيان شيء ما والفرار منه , أو لإغلاق الباب على وقائع من الماضي تتسم بالمرارة , إلا أنها لا تدري بالمرة سبب تلك المرارة , وكيف لها أن تعترف بأنها هي الأخرى قد فرت من شيء ما , وأنها تتطلع لإغلاق الباب على حياة لم تكن تحتمل .
وقال هودريك وولف في بطء :
( لم يعد يعزف الموسيقى الآن, أليس كذلك , أشعر بأن هذا أمر يؤسف له أي أسف , المرء يجد في الموسيقى قدرا هائلا ً من العزاء والسلوان , فهي أكثر من أي وسيلة أخرى لها القدرة على إنعاش الروح وإمتاع القلب وتهدئته )
وتنهد ثم أضاف قوله :
( عندما حضر آدم لأول مرة إلى الجزيرة وتعرفت عليه أبلغته أن البيانو الخاص بي تحت تصرفه في أي وقت يشاء , ولكنه حتى الآن لم يبذل أي محاولة لاستخدام البيانو ,برغم أن هذا هو أفضل مكان يستطيع أن يخلو فيه إلى نفسه ليبدأ في خوض أول الطريق في تلك التجربة التى تبدو وكأنها حاجز لا يمكن اقتحامه )
وأطرقت هنيهة وحاولت أثنائها أن تجمع الأجزاء المبعثرة لهذا اللغز الذي لايبدو كما كان واضحاً , لغزا بالنسبة لهودريك وولف كما حاولت أن تكبت إحساسها الطبيعي بالمرارة لأن آدم فضل عدم الإفضاء إليها بأسراره ,ثم قالت في بطء :
( إنه لا يريد التحدث عن أسراره )
فرد عليها هودريك قائلا ً :
( هذا أمر طبيعي , ولكنه لن يظل منعزلا ً عن الحياة للأبد , إن لديك مفتاحا لهذه المشكلة وعليك استخدامه من أجل مصلحة آدم , والآن هل تقبلان الدعوة لزيارتي ,أعتقد أن الزوجة هي التى تنفرد بالحق في قبوله أو توجيه الدعوات الودية ,ولا زوجة سواك في هذه الجزيرة كما تعلمين ... )
وابتسمت بصعوبة برغم الأفكار التي تدور كالدوامة في رأسها وقالت له :
( طبعا ً سأقبل الدعوة بكل سرور , وأشكرك كل الشكر )
( هل يناسبكما موعد مساء الخميس )
فردت عليه بلهجة رسمية :
( أنه مناسب تماما ً )

هيونه المزيونه
06-12-2008, 22:23
فضحك وقالت له روبين أنها بعد أن تتقن أعمال الطهو والتدبير المنزلي سوف تقيم حفلا ً ,شرط أن يحضر كل من المدعوين كرسيه معه , فضحك كثيرا ً , ولم تنسى روبين الكلام الذي قاله لها وأخذت تفكر فيه مليا ً وإن كانت قد لزمت الصمت وهي في طريق العودة للمنزل برفقة آدم الذي لزم الصمت أيضا ً إلى أن وصلا إلى البيت ,وقبل أن يوقف السيارة قال لها :
( إنك هادئة جدا ياسيدة غرانت .. )
ونظر إلى الحقيبة الضخمة الموضوعة في مؤخرة سيارة الجيب وأضاف قائلا ً :
( حصلت على هدايا كثيرة في حفل الزواج )
ولكنها لفتت نظره بقولها :
( حصلنا عليها نحن الاثنين ياسيد غرانت ..)
وتعاونا سويا ً في حمل حقيبة الهدايا إلى داخل المنزل , وبعد ذلك استدار آدم تاركا إياها فقالت له وفي صوتها نبرة تنم عن الشعور ببعض الإحباط ..
( ألن تساعدني في فتح الحقيبة وإخراج مافيها ؟)
( وهل تريدين مني فعلا ً مساعدتك ؟)
( طبعا فهي هدايانا معا ً )
( أهي حقا ً كذلك , لا تخدعي نفسك أو تخدعيني , فأنت التى فزت بهذه الهدايا .)
نهضت واقفة بعد أن كانت تجثو على ركبتيها بجوار حقيبة الهدايا , وأندفعت أمامه لتدخل غرفة النوم وقامت بتغيير ملابسها بحركات غاضبة ثم أعادت تمشيط شعرها بسرعة . وأشعلت سيجارة وبدأت تدخن في توتر وهي تقول لنفسها أنه لو كان هذا هو تفكيره فإن حقيبة الهدايا ستظل مكانها كما هي إلى يوم القيامة ,وأخذت تنظر إلى الباب وهي تغالب دموعها .. ألا يملك هذا الرجل أي مشاعر أو عواطف , كانت تدرك أن هذا الزواج لن يكون عاديا ً السماء وحدها تعلم أي دافع غريب يكمن وراء اقتراحه بالزواج منها , إنه ليس دافع الحب ,فهي لا يمكنها أن تخدع نفسها بهذا الاعتقاد ,كما إنه ليس الرغبة في اتخاذ زوجة .. ربما يكون الإحساس بالوحدة هو الدافع , أو يكون فعل ذلك بدافع الشهامة والفروسية الوهمية التي ولدها الإحساس بالشفقة عليها بسبب الظروف المحيطة بوجودها في الجزيرة وربما كان السبب الكامن وراء ذلك هو تمسكه الشديد بالتقاليد القديمة ....
ولكن ماهي دوافعها هي ؟مالذي جعلها تستسلم للرغبة البدائية الكامنة في أعماقها بقبول اقتراحه ؟ ألانها لم تكن تعبأ كثيرا بما يحدث لها ؟أم لأنها أرادت الإمساك بحبل الأمان الذي يتمثل في ارتباطها بحياته .. أم أنها فعلت ذلك بدافع من غريزة المرأة التي تحس بأن مهمتها هي أن تسري عن ذلك الرجل وتدخل السلوان إلى قلبه برغم أنه لن يعترف أبدا ً أنه محتاج إلى هذا, أم هل الدافع يتمثل ببساطة في أنه ينتمي للجنس الآخر وأن له شخصية جذابة ومسيطرة , وهو يمثل ذلك التحدى الخالد بالنسبة لها ...
ولكن هناك خطأ أساسي في هذا ,فآدم غرانت لم يظهر أدنى دليل يشير إلى أنه يمثل فعلا ً هذا التحدي وصاحت فجأة عندما كادت السيجارة أن تحرق يدها وهي مستغرقة في التفكير ,وفي تلك اللحظة قرع آدم الباب ,وعندما علم بالأمر تأسف لما بدر منه وقال لها :
( هيا بنا نفتح هدايا زواجنا ,شخصيا لم أكن أتوقع أن نتلقى أي هدايا )
وأخذا يتفحصان الهدايا وهما في سعادة إلى أن قالت له روبين أن هودريك دعاهما لتناول العشاء يوم الخميس المقبل , فتبدل وجهه بصورة أربكتها وقال لها في حدة :
(العشاء ؟ وهل قبلت الدعوة ؟ )
( طبعاً قبلتها لا يمكنني أن أرفضها ..)
( كنت أرجو ألا تفعلي )

هيونه المزيونه
06-12-2008, 22:42
وتلاشت روح الدعابة لديه لتحل محلها تعبيرات باردة مليئة بالعجرفة ,مما جعلها تشعر من جديد بأنه غريب عنها ... وتنهدت قائلة :
( ولماذا لا أقبل الدعوة الجزيرة فيها أناس قليلون وعلينا أن نعقد صلة صداقة مع هذه القلة )
فضم آدم شفتيه وهو متجهم وقال لها :
( لم أحضر إلى هنا لإقامة علاقات اجتماعية ,أعتقد أن هودريك له أسبابه الخاصة التى دفعته لهذا , لا تظني أن الأمر مجرد شعور بالصداقة من جانبه مضى وقت طويل منذ أتيحت له فرصة لفرض رعايته واستعراض غروره )
( لا أعتقد هذا , وما الذي يدفعه إلى ذلك , قد يكون فيه بعض الغرور .. ولكن )
وانتابتها الحيرة ,فمن المؤكد أن آدم يبالغ في قوله فهو يصور هودريك وكأن لديه هدفا شخصيا ً يسعى لتحقيقه ,وأنه يحاول دفعه للقيام بعمل ما ضد إرادته , ولكن ماهو هذا العمل؟ ولماذا سبب مثل هذا الغضب لآدم ,وأخيرا ً توصلت إلى قرار فربما كان هناك أمر ما يهم هودريك, بل من المؤكد أن هناك أمر ما ,وكيف يمكنها إن هي لم تعرف الحقيقة أن تخفف شيئا من شؤونها الخاصة ,فلماذا يخفى آدم عنها أسراره ؟وفوق كل شيء أنها الآن زوجته ...
ونادته وانتظرت حتى تحرك وأصبح في مواجهتها وقالت له :
( ألم يحن الوقت بعد لتتحدث إلي؟ )
( أتقصدين أن هودريك لم يحك لك ؟ )
( لم يبلغني هودريك بأي شيء وتلك هي المشكلة ..)
وصاحت قائلة :
( لم يبلغني أحد بشيء , أنهم يفترضون أنني أعرف . ويتحدثون بأشياء تصبح ذات معنى عندما ترتبط بما لا أعرفه , وكيف يمكنني المضي في التظاهر بمعرفة مايتحدثون عنه وأجعلك تنظر إلي وكأنني أرتكبت أكبر زلة في حياتي ؟ كلامهم كله يدور حول امتناعك عن العزف ,وأن هذا أمر يؤسف له و... و.... آدم .... لماذا أشعر بأنني أعرفك ؟ وأشعر برغم هذا بأنني يجب أن أعرفك ؟ لا يمكن أن أكون قد قابلتك من قبل ونسيت , لماذا لا تحكي لي ....)
ونظر إليها لحظة طويلة وهي تحدق فيه بنظرات مليئة بالعاطفة المشبوبة وقال لها :
( السبب في هذا أنني لم أعد أحتمل المزيد من مشاعر العطف والشفقة , وعندما أدركت أنك لم تعرفيني فضلت عدم إبلاغك حتى أوفر على نفسي عناء ومشقة الشرح والتفسير من جديد )
ونظر إليها وأضاف قائلا ً :
( أنا آدم فاند ... )
( فاند .. عازف البيانو؟ )
ومرت لحظات كأنها الدهر , وتنهدت روبين تنهيدة طويلة وانعقد لسانها في البداية ,وهي تعجب كيف لم تتعرف عليه .هل كانت عمياء إلى درجة أنها لم تتعرف إلى الرجل الذي استطاع في ثلاث مناسبات ,كما تذكر الآن . أن يستحوذ على اهتمامها هي وعدة ألاف آخرين لليلة كاملة ,
آدم فاند هو واحد من أعظم عازفي البيانو في العالم , ويعتبره البعض واحدا ً من أبرع الموسيقيين في هذا القرن اللذين ساروا على درب شوبان ...
وبدأت روبين تتذكر ماحدث قبل شهر واحد من وفاة أبيها ,كان والدها من هواة حضور الحفلات الموسيقية وحاول أن يغرس حب الموسيقى في ابنتيه منذ طفولتهما المبكرة ,وهي تتذكر الآن كأن هذا قد وقع بالأمس ,أن والدها صاح ذات مساء وهو يقرأ العنوان الرئيسي في الجريدة ,وقع حادث لسيارة آدم فاند وهو عائد من حفل موسيقي من أدنبره ,وبمعجزة لم تلحق به إصابات خطيرة ,إلا أن الأطباء يخشون أن تؤدي التمزقات التي لحقت بيده اليمنى إلى تهديد مستقبله الموسيقي ,وبعد مضي أسبوع نشر بيان مفاده أن آدم فاند لن يعزف مرة أخرى للجمهور ,وأنه سيرحل لجهة غير معلومة لقضاء فترة نقاهة .... كانت خطيبته هي التي قادت السيارة .. وكان أسمها .... هل كان الاسم هو ... ستيللا ..؟ وتأجل الزواج وعقب أبوها على هذا الحادث بقوله :
( كم هو مفزع )
ووافقته هي على رأيه ,ثم نسيت تلك الفاجعة التي لم تمس حياتها الشخصية . والآن أصبحت زوجة آدم فاند ...

هيونه المزيونه
06-12-2008, 22:55
وعادت معالم الغرفة الهادئة تتضح من جديد أمام عينيها بعدما عاشت مع ذكرياتها لبعض الوقت ,وبدت لها الملامح المكفهرة للرجل الذي كان يقف بلا حراك كأنما نحت من الصخر ,ونظرت إلى يديه اللتان أدخلتا الحيرة إلى نفسها وكانت تظنهما يدي جراح ونسجت حولهما قصة خيالية وهي تحاول اكتشاف السر الذي أدركت بحاستها الغريزية أنهما تخفيانه ,,,
وأخيرا ً تمالكت نفسها وخرجت من صمتها قائلة :
( لماذا ... لماذا لم تخبرني ؟... لا أعرف ماذا أقول ؟ أنه للأمر شديد ....)
وأخذت تهز رأسها وهي عاجزة عن أن تعبر بالكلمات عما يجيش في صدرها من أحاسيس بعد أن عرفت من هو .وهي مدركة أن أي كلام تقوله لن يؤدي إلا لتجديد آلامه ,وفجأة تغلبت عليها عواطفها ولم تستطع السيطرة على نفسها واندفعت نحوه لتمسك بيديه وتضغطهما على خديها ,وكانت في تلك اللحظة على استعداد أن تمنح أي شيء وتفعل أي شيء إن كان هذا سيعيد هاتين اليدين للعزف من جديد ...
واهتزت الرؤى أمام عينيها , وفجأة دفعها بعيدا عنه بغلظة وقال :
( لا تفعلي هذا .. ولننسى ماحدث )
فردت عليه هامسة :
(كلا ,سيكون من الحمق أن نحاول هذا , وأنا أعرف أنني لن أستطيع , ولا أدري كيف يمكنك أنت أن تفعل هذا , فقال لها في مرارة :
( ليس أمامي أي خيار آخر ,وربما أدركت الآن السبب الذي جعلني أتردد في قبول دعوة هودريك وولف )
( وهل هو يذكرك بالأمر كله )
(أنه يملك البيانو الوحيد الموجود في هذه الجزيرة ,ولو كنت أعرف ذلك لما جئت إلى هنا )
ولوى فمه قائلا ً :
( إنه يتمنى من كل قلبه أن يغريني بلمس هذا البيانو , وأن أحاول ..... )
وصاحت قائلة :
( ولم لا ؟الأطباء قد يخطئون , وقد شفيت يداك, وكيف لك أن تدري أنك غير قادر على العزف مرة أخرى قبل أن تجرب ذلك ؟)
فقال في تجهم :
( بإمكاني أن أعزف تشكيلات من القطع الموسيقية. ولكنني لن أستطيع أن أعزف بالطريقة التي أراها صحيحة )
( ولكن ألا يستحق الأمر التجربة , كيف يمكنك أن تسمح بضياع كل هذا المجد بدون أن تخوض معركة ؟الناس يتعلمون كيف يسيرون من جديد , ويفعلون أشياء أخرى كثيرة عقب تعرضهم للحوادث فلماذا لا تفعل أنت كذلك ؟ )
( لأن هذه الحالة مختلفة , فعندما يفقد المرء حاسة اللمس لا يمكنه استردادها ,أو استرجاعها على الأقل بدرجة الكمال الضرورية بالنسبة إلى عازف البيانو ,والآن أفضل ألا أخوض في هذه المسألة أكثر ...)
قال هذا بنبرة مثبطة للهمة ودعاها لمشاركته الشراب فاستجابت , رغم انها لم تكن ترغب لعلها بذلك تخفف من بعض آلامه وتزيل جو التوتر القائم بينهما .
وفي محاولة منها لتهدئة مشاعره صاحت قائلة :
( يا للسماء نسيت وتركت غرفة النوم بدون ترتيب )
وأسرعت إلى ترتيب الأشياء التي تركتها مبعثرة بعد انتهائها من استعدادات حفل الزواج ,ودخل آدم عندئذ فقالت له أنها لا يمكنها أن تظل ترتدي البيجامات الخاصة به ,فقال انها تستطيع ارتدائها فلديه ثلاثة منها وعندما سألته عن رأيه في الستائر التي علقتها على النافذة قال لها .:
( أعددت لنفسك مخدعا ً نسائيا ً )
ردت عليه في بطء بدون أن تنظر إليه :
( أعددت لنفسي ؟ إن أي شيء أفعله أو أصنعه هنا هو من أجلنا نحن الاثنين يا آدم وليس من أجلي وحدي لدي بعض الخطط لجعل المكان أكثر بهجة ,, أتمانع في قيامي ببعض التغييرات ؟)
( كلا , أفعلي ماشئت )
وجلست على السرير بعدما خلعت خفيها وقالت له أن مارك وعد بأن يعطيها بعض الطلاء ذي اللون البيج والأبيض وبطلاء الركن الذي يستخدماه في الطهو كذلك الحائط الموجود في أحد الجوانب ونقل المائدة إلى هذا المكان فإنه سيصبح لديهما مكان لتناول الطعام , وفي استطاعتها أن تصنع ستارا ً خلف المائدة , فسألها إذا كانت تستطيع القيام بالطلاء فقالت له أنها لا تعرف الطلاء ولكنها ستحاول أن تتعلم ستجرب أي شيء فقال لها أن هذه معتقدات الشباب , فسألته عن الخطأ في ذلك , فقال لها أن لا بأس بشرط أن يدرك الشباب أنه يجب عليه ألا يتوقف عن المحاولة وتحقيق أي شيء أظهر فشله في البداية , فقالت له أنها مستعدة لهذا أيضا ً وأنها تعتقد أنه يجب على المرء أن يحاول مرة أخرى,

هيونه المزيونه
06-12-2008, 23:04
وصمت آدم لحظة وسرى الجمود في عينيه من جديد ,وقد أحست أنه لم يخطي فهم المعنى الذي تقصده وقال لها :
( الأمر مختلف ,فأنا لم أكن فاشلا ً في البداية )
وخرج فجأة من الغرفة فقفزت من فوق السرير وتبعته بسرعة وهي تقول :
( لم أقصد هذا يا آدم , وأنت تعلم ذلك )
وإذ أحست روبين بأن المناقشة اتجهت اتجاها ً ينذر بالسوء أمسكت بذراعه وقالت له :
( آسفة , وأفهم موقفك جيدا أنني لمنزعجة فعلا ً كم كنت أتمنى لو لم يكن هودريك قد أثار هذا الموضوع , أنها غلطته )
فأبتسم آدم وهو يسألها :
( وكيف تكون تلك هي غلطته ؟)
فصاحت بلهجة أنثوية قائلة :
( أنها فعلا ً غلطته , فلقد تشاجرنا رغم أننا مازلنا في يوم زواجنا )
فرد عليها بفم ارتسم عليه تعبير التهكم وقال :
( وهل هناك فرق ؟ لا أظنك مازلت تحاولين التظاهر بالمشاعر العاطفية الشاعرية , لا حاجة بك لأن تفعلي هذا فنحن الآن وحدنا )
فسرت رعدة في شفتيها وقالت له :
( وهل تظن أنني كنت أتظاهر بتلك المشاعر ؟ )
فهز كتفيه باستخفاف قائلا ً :
( أصحيح أنك لم تكوني تتظاهرين ؟ وكيف لي أن أعرف ؟ )
( لم أكن أتظاهر , ولا أعتزم الآن التظاهر بأي شيء )
وأضافت قائلة بصوت منخفض :
( لم أقصد أيذاءك أو مضايقتك بأسئلتي , وعليك أن تعلم أننا كي نعيش سويا ً في وئام يجب أن نكف عن المبارزة , وألا يتصيد أحدنا هفوات الآخر )
فتنهد قائلا ً :
( نعم , وأعتقد أننا تحدثنا اليوم بما فيه الكفاية ,وكان اكتشافك أكثر عمقا ً مما ظننت )
فهمست متسائلة :
( مازلت أجهل السبب الذي جعلك تخفي عني , كان عليك أن تدرك أنني كنت سأعرف بذلك عاجلا ً أم آجلا ً )
( أعتقد أن السبب كان واضحا ً )
( وهو أنني كنت سأتزوجك بإعتبارك آدم فاند وأنا أشعر بالرثاء لحالك ؟ أليس هذا هو السبب ؟)
ولم يرد عليها فأشاحت بوجهها عنه في حزن وقالت :
( كنت أتمنى أن أعرف لأن الأمر كان سيختلف عندئذ , إذ لم أكن لأقبل الزواج منك لو أنني علمت بهذا ...)
( ولم لا ؟ )
( لأن الأمر غير معقول , ظننت أنك ترثي لحالي بسبب المأزق الذي أنا فيه ,وأعتقدت أنك تحتاج إلى بشكل ما , إلا أن آدم فاند ليس بحاجة لي , فقد استقر رأيه على الخط الذي يسير عليه في حياته , ولا أحد يستطيع أن يثنيه عن قراره , وخاصة تلك الفتاة التي استثارت فيه روح الفروسية الوهمية )
ورفعت رأسها في تحدى وهي تقول :
( أعدك بألا أظهر أي عاطفة أو أمنحها لأحد بعد الآن . ولكنني أذكرك بأن هذا لا يتفق مع الطبيعة البشرية , قلت أنت نفسك أنه إذا اجتمعت الإرادة والإخلاص لدى شخصين ففي امكانهما إقامة حياة مشتركة راسخة البنيان , كما أنك ذكرت أيضا ً أنني في حاجة إلى شخص يعيد تنظيم حياتي المرتبكة وأنا أقول لك بأمانة أنني لم أرغب في الزواج لأن رجلاً ما شعر بالرثاء لحالي فليس هذا في رأيي هو الأساس الذي يبنى عليه الزواج )
فقال لها في حدة :
( وهذا هو رأيي أيضا ً وأعتقد أنني أوضحته لك , كما أعتقد أنني ذكرت لك أيضا ً في البداية أنني سأترك لك تحديد مدى التقدم الذي يتم في علاقتنا العاطفية .)
فتسألت في إعياء :
( وأي تقدم يتحقق ؟ إن الأمر ..... أننا متزوجان )
( نعم .. ولكننا نقف عند مستويين عاطفيين مختلفين تمام الأختلاف ..)
وأضاف في تجهم قائلا ً :
( حسنا ً هل أنت مستعدة الآن لسماع الكلمات المعسولة وهمسات الغزل ؟ وهل سوف تصدقينها إذا تفوهت بها ؟)
وقاومت في نفسها الرغبة في الصياح لتقول له انها فعلا ً تحتاج إلى الكلمات الحانية وإلى الإحساس بأن مشاعره نحوها لا تتسم باللامبالاة . وأن هناك دفئا ً يخفيه وراء تلك المرارة الظاهرة . وأنها هي ليست مجرد شيء دخل حياته ليتعامل معه وفقا ً للمنطق الذي يرضيه ويشبع ميله للحياة المخططة طبقا ً لجدول أو نظام معين ..
تم هذا الزواج بناء على إقتراحه هو , وفي أي حال لم يتمكنا من أن يصبحا حبيبين لكن في استطاعتهما أن يكونا صديقين ..

هيونه المزيونه
06-12-2008, 23:15
وكان آدم يحدق فيها طويلا ً مما جعلها تفقد كل مقاومة وأحست بدمائها تكاد تشتعل ,أنه يعتقد أنها ترغب في ... واستطاعت بعد جهد أن تبقى على نظراته مشدودة إليها وهمست قائلة :
( أنك لا تجعل الأمر سهلا ً بالنسبة إلي , أليس كذلك ؟ هل تعتقد أنني أتطلع للظفر بحبك لي , أعرف جيدا ً أنه جرت العادة على أن يخطو الرجل الخطوة الأولى )
( نعم , ولكن ليس في مثل هذه الحالة , وقد اعتقدت أنك فهمت ذلك , ولا أظن أن حق الحب يمنح بدافع من الشعور بالواجب ,وكأنه التزام يمليه التقليد المتعارف عليه )
فتنهدت روبين وضغطت على شفتيها وقالت :
( وهل يجب أن تصدر هذه العاطفة عن الحافز المحرك للحب أو عن مجرد الرغبة ألا تدرك أن المودة تنشأ عن الكرم وعن التقارب في حياة الوحدة أو هي تنشأ عن المصالح المشتركة , هناك أشياء كثيرة جدا تولد هذه العاطفة بحيث يطول شرحها ..)
أشاحت بوجهها عنه وأضافت قائلة :
( أنك في حقيقتك رجل كريم جدا ً على الرغم من الشخصية الأخرى التي تحتجب خلف جدار في داخلك .. أعطيتني الشيء الكثير ..)
وأخذت تجول ببصرها تلقائيا ً في ارجاء الغرفة وتنظر إلى خزانة الملابس المفتوحة وقد ظهر مابداخلها ,وأضافت تقول :
( منحتني بيتك .. وأنا لايمكنني أن أظل أخذ وأخذ بدون .... )
وتوقفت عن الكلام مرة أخرى وقد أعيتها الحيلة , وأحست بصراع في داخلها وبنوع من الخجل لأنها أصبحت تعتمد على شفقة وكرم رجلا ً غريب ,ولأن هذا الغريب عرف طريقه إلى قلبها بصورة ما قبل أن تدرك مدى الخطر الذي ينطوي علية تلك الرابطة الحمقاء ... ورد عليها آدم في هدوء :
( أعرف هذا , ولكن لا تظني أنني تطلعت لشرائك أو شراء الشفقة منك بصندوق مليء بالملابس القديمة ؟ تزوجتك ياروبين لأحميك , وهذا هو كل مافي الأمر , تصبحين على خير .. وليباركك الله )
وأغلقت روبين باب غرفتها لتعود إلى عزلتها اليائسة وخلال الصمت الذي خيم حولها أخذت تسترجع كلماته التي وجدت صدى لها في دقات قلبها أنه هو وليست هي , الذي أوضح من الذي يقرر مدى التقدم في علاقتهما العاطفية إلى أين سينتهي بها هذا الوضع ؟؟؟
**** نهاية الفصل الخامس ***

ShaЯinGaN
07-12-2008, 13:46
هذا مو ضو ع خاص بي من الر جال و لا النساء ..............؟

ShaЯinGaN
07-12-2008, 15:11
شكر ا على هذا الانجاز

ملك روحى Ss>
07-12-2008, 18:43
السلام عليكيم
كيف الحاال يااحلوووين............ ان شاء الله تماام
وكل سنه وانتو بخير وصحه وسلامه
واااااااااااااوا
هدي الروايه اتدوور عليهاا من زمااان...................
تسلمو عليها

هيونه المزيونه
08-12-2008, 18:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....

كل عام والجميع بخير ... وعساكم من عواده ....

ماري وش صار على باقي فصول الرواية ...

عسى المانع خير ....

نبغى نعييد على الرواية ... كككخخخخ

نايت سونغ
09-12-2008, 00:04
وااااااااو رواية روعة يسلمو ايدكو و ناطرين التكملة

شهد العراق
09-12-2008, 12:53
روايه روعه

ناطرين التكمله

ماري-أنطوانيت
09-12-2008, 17:07
هلاااااااااااااا وغلا....

كـــــــــــــل عــــــــــــــام وجميــــــــعكم بخيــــــــر ان شاء الله::سعادة::

باذن الله التكمله في الطريق....

بس البعض انشغلوا بزحمة العيد ههههههههه

ان شاء الله بتنزل في اقرب وقت::جيد::

مَرْيَمْ .. !
10-12-2008, 10:13
مررررررررحبا
عيد مبارك للجميع
أعتذر عن التأخر
فأنا لم أكن بالمنزل
ففي العيد نزور أقاربنا
كما أنه كانت لدي مشاكل مع النت
وهاهو الفصل
وأرجو المعذرة على التأخير
الفصل السادس: نشاز
]مع بزوغ ضوء النهار كانت روبن قد حفظت عن ظهر قلب كلاما كثيرا واستعدت لتقوله عندما تواجه آدم على مائدة الإفطار، ولكن عندما حانت اللحظة المناسبة قررت أن تلوذ بالصمت. وفي أيّ حال لم يبق كلام يمكن أن يقال.



تعمدت أن تبتعد عن طريقه أثناء ذهابه إلى الحمام وخروجه منه، وكانت غرفة الجلوس خالية عندما دخلتها. وكان قد ملأ إبريق الشاي بالماء ووضعه على الموقد ليغلي. وبعد مضيّ أسبوع ألفت طريقة إعداد طعام الإفطار، وأصبحت تعرف ألوان الطعام التي يفضّلها آدم وتلك التي لا يحبها. وانتقت تفاحتين كبيرتين ورديتين، وأخذت تفكر فيما ستكون عليه قائمة الطعام بعد مضيّ أسابيع أخرى. فلقد وصل القارب إلى الجزيرة في الأسبوع السابق وامتلأت من جديد خزائن الأطعمة. لو كانت روبين قد وصلت إلى الجزيرة قبل يومين من الموعد الذي وصلت فيه لكانت كل مشكلاتها قد وجدت طريقها إلى الحل. لديها الآن كميات من الفاكهة وكيسا من التفاح ومجموعة من الموز الأخضر، وبرتقالا وكميات من البيض تم تخزينها في الثلاجة في محطة الرصد، ولكنّ آدم حذرها أنه مع مرور الإثني عشر أسبوعا-وهي الفترة التي تمر قبل وصول القارب التالي- فإن مجال الاختيار في قائمة الطعام يصبح محدودا، ويعود المرء إلى الاعتماد على المعلبات في غذائه


وسمعت باب الغرفة الصغيرة الواقعة خلف غرفتها يغلق، فأدركت أنه الوقت لتضع ثلاث بيضات في الوعاء وتسلقها


[وسمعت خطواته تقترب من غرفتها، ولم تلتفت نحوه عندما دخل وألقى تحية الصباح التي اعتادها طوال أيام الأسبوع الماضي-صباح الخير- فردت عليه بالمثل


[ ووضعت وعاء القهوة على المائدة، وجلست في مواجهته، حريصة على تجنب النظر إلى عينيه. ثم قامت بسكب القهوة وغطت قطعة من الخبز بطبقة من الزبدة وراجعت عداد التوقيت الخاص بالبيض. وكان من الصعب عليها ألا ترمقه بعينيها وهو يتناول البيض، ولكنها نجحت في تجنب هذا، وأنهى هو الآخر طعامه في صمت.[


[]وعندما حان موعد الوجبة التالية، بدأت روبين تشعر ببعض الخوف وبإحساس واضح بالغضب الطفولي، ولكنها أدركت أن استمرارها في صمتها ليس سوى تصرف أحمق وصبياني. وهل سيتقبل هو صمتها؟ ما هذا الذي بدأت تفعله؟ وماذا ستفعل لو أنه استيقظ كل صباح وراح يمارس نشاطه المعتاد متجاهلا وجودها؟


[]ولكن يبدو أنه قد اعتزم حقا أن يفعل هذا، فقد استرخى على كرسيه وأشعل سيكارة، ولأول مرة راحت ترمقه بنظرات مباشرة وتتفحص وجهه بتعبيراته الباردة. ونفث الدخان من فمه وقال لها:

[إلى متى ستستمر مؤامرة الصمت هذه؟


[]فاسترخت قليلا في كرسيها وقالت
-وهل هناك ما يقال؟


-كلام كثير كما أعتقد، حسنا سألتقي بك في منتصف الطريق، ربما كان هناك كلام كثير قد قيل بالأمس وكان يجب ألا يقال.[/font]


وحرك حاجبيه بطريقة فهمت منها أنه ينتظر ردها. فترددت ثم قالت أخيرا في بطء:


-كل ما قلته كان خطأ على ما يبدو، أو قد أسيء فهمه...
وأشاحت بوجهها عنه وهي تضيف قائلة:


-ربما لو كنت صريحا معي من البداية لكنت تجنبت أي كلام لا يجب أن يقال.


فضاق حاجباه السوداوان ثم استرخى في مقعده وهز رأسه قائلا:


]"كم أنت طفلة يا روبين. وجدت نفسك فجأة مطالبة بأن تنضجي وتواجهي الحياة وأنت تبذلين جهدا شاقا في هذا السبيل إلى درجة تسبب الإيذاء." فردت علية بمرارة:


-أحاول ألا ألحق الأذى بأي أحد آخر.


-أعلم هذا وأقترح أن تتوقفي عن كل تلك المحاولات. عليك بالسير قبل الركض، ومواجهة المواقف في حينها، فهذا أسهل بكثير.
وأخذت نبرات صوته تكتسب رقة وهو يقول لها


-الكبرياء والخضوع لا يصلحان لرفقة دافئة كما تعلمين، فالكبرياء تدفعك إلى التعالي وعدم الاعتماد على أحد، والخضوع يحز في النفس، لأن القدر جعلك تعتمدين علي في معيشتك.


-رتبت كل هذا، أليس كذلك؟


لا أحد يمكنه أن يحدد الخط الذي تسير عليه الحياة، ولكنك توجهين الحياة وتعملين على تشكيلها وفقا لرغباتك، على أن تضعي في اعتبارك أن القدر له الكلمة الأخيرة عادة.


[]-يبدو لي أنك قدري.


[]-كلا فأنا مجرد إنسان واقعي.


ونهض واقفا وهو يقول:


-والآن لدي بعض الأخبار لك.


[
]وانتظر عند الباب حتى لحقت به وتقدمها، ودار خلف المنزل وأطلق صفيرا معينا استجاب له الطائر ميكي الذي حلق بجناحيه واقترب منه. فقام آدم بتكسير قطعة خبز إلى كسرات صغيرة وضعها في كفه، فحلق ميكي وهبط بالقرب منه وهو ينظر إلى الطعام. فطلب آدم من روبن أن تقدم له الخبز في يدها لأن الطائر يعتبرها الآن بمثابة أمه. فمدت روبين له يدها بكسرات الخبز فالتقط واحدة منها، ثم حلق ليستقر فوق غصن منخفض فسألت روبين:


-متى بدأ التحليق لأول مرة؟


]-صباح اليوم، على ما أعتقد


-حاول مرات كثيرة التحليق إلى هذا الغصن، وانشغلت عن مراقبته خلال اليومين الماضيين.[/font]


وأضافت بصوت حزين: "أعتقد أننا سنفقده، فسوف يطير إلى الغابة وينضم إلى أقرانه.[/font]


-أشك في هذا. فهذا هو بيته الآن، البيت الذي أطعمه، فلا تقلقي، سيعود وربما أحضر معه أصدقاءه وأقرباءه، ولكن علينا أن نخفف من كمية الطعام التي نقدمها له عندما يصبح قادرا على التحليق بجدارة حتى يعتاد الاعتماد على نفسه.


وبدأ آدم يتحرك عائدا إلى المنزل، ولاحظ تعبيرا حزينا على وجهها، فلمس كتفها وطلب منها ألا تحزن ميكي سيصبح قبل مضيّ وقت طويل طائرا مؤذيا، فنظرت إليه في تشكك، ولكن آدم ابتسم وقال لها أنها لا تعرف طباع الطائر المحاكي، إنه طائر سيء السمعة يتصف بالتهم، وأن عليها أن تنتظر لكي تتأكد من ذلك.[/font]


ولم يمض سوى أقل من أسبوع حتى تأكد لها صحة كلام آدم، إذا أصبح ميكي قادرا على الطيران، وأخذ يتنقل بين الأشجار ويحوم حول المنزل ويتطلع من النافذة إلى مائدة الطعام التي تعدها روبين، حتى أدركت أنه لن يتوانى عن اقتحام النافذة للسطو على الطعام. وأعربت روبين عن دهشتها للسرعة التي تم بها استئناس هذا الطائر البري في مثل هذا الوقت القصير.


وبدأ النشاط اليومي يأخذ طابعا نمطيا، ودهشت روبين وهي ترى مدى العمل اليومي المطلوب من آدم انجازه بالنسبة إلى ملجأ الطيور في الجزيرة، لتسجيل حركة الطيور وتسجيا نشاط الطائرين الذين يقيمان في هذا الملجأ، بما في ذلك تدوين الملاحظات المتكررة في أحيان كثيرة إلا أنها ضرورية، وتحميض الأفلام الفوتوغرافية وطبعها، مع الربط بينها وبين تلك الملاحظات والتواريخ، فضلا عن الرسوم التوضيحية التي يقوم بها، مما يعكس موهبته في الرسم. كما يتحتم على آدم ساعات كل يوم في ملجأ الطيور، مما يجعل روبين تشعر خلال تلك الساعات بأنها تفتقد شيئا هاما في حياتها اليومية. وسألته روبين فجأة:


]-متى سيتاح لي أن أشاهد ملجأ الطيور وأزور قدس الأقداس هذا، وهذه الطيور الأسطورية؟


-اليوم إن شئت، هذا إن كنت مستعدة لتحمل بعض المشاق.


فاتسعت عيناها وسألته:


-وهل مراقبة الطيور تتطلب أن نجلس على الطين أو فوق شجرة؟

مَرْيَمْ .. !
10-12-2008, 10:20
-ليس الأمر هكذا، ولكن هناك سقيفة تتسع لشخصين بالكاد ولا تسمح بحرية الحركة، وعلى الزائر أن يحرص على عدم إزعاج الطيور.


فقالت بارتياح:[/font]


-لا بأس بأن يقيد المرء حركته لبعض الوقت، وإنني أعد بأن أظل ساكتة وألزم الهدوء، إن كان هذا هو كل المطلوب.
-موعدنا إذن بعد تناول الغداء، وسأتركك الآن لشؤونك المنزلية.[/font]


حياتها أصبحت منظمة الآن مما جعلها تنتهي من شؤون المنزل بسرعة، وليس أمامها أي أفلام يلزم تحميضها أو طبعها هذا الصباح. وعندما رحل ميكي لإجراء مزيد من الاستكشاف للمنطقة المحيطة، خرجت إلى الشرفة لتمتع بصرها بمنظر التل الأخضر تحت أشعة الشمس، والبحر المتلألئ عند بعد. وكانت على وشك أن تخرج للسباحة عندما حضر زائر.[/font]


إنه توني ستيفنز الذي استأذن في الدخول بطريقته الصبيانية فدعته لتناول القهوة في الشرفة. قال توني:[/font]


-لا أدري إذا جاءت زيارتي مبكرة جدا عن وقتها الملائم، قال لنا مارك أنه يجب علينا الانتظار حتى توجه إلينا الدعوة، ولكني أعتقد...[/font]


فقالت له في لهجة تهكمية:[/font]


-أنا سعيدة جدا لأنك لم تنتظر، وأرجو أن تبلغ مارك عن لساني بأنني آمل أن لا يكون معنى هذا أنه يتحتم علينا أن ننتظر تلقي دعوة قبل أن نقوم بزيارتكم في محطة الأرصاد الجوية.[/font]


رد علها توني بسخرية:[/font]


-أعتقد أنه يجب عليك إبلاغه تلك الرسالة بنفسك، وفي أي حال جئت لأعرض عليكما استعدادنا لإعارتكما جهاز الفوتوغراف الخاص بنا لتستخدماه في الاستماع إلى بعض الاسطوانات الموسيقية، إذ ليس في الجزيرة أي نشاط يستطيع الإنسان أن يقوم به.[/font]


ومرت لحظة من الدهشة قالت روبين بعدها وهي تبتسم:[/font]


-هذا شعور طيب ولطيف منكم، ولا أجد الكلمات التي أعبر بها عن امتناني لكم.[/font]


ثم تلاشت الابتسامة عن شفتيها وهي تضيف قائلة:[/font]


-ولكن ماذا أنتم فاعلين؟ لا يمكنني أن آخذ الفوتوغراف الخاص بكم، إذ لن يكون لديكم عندئذ أي شيء كي...[/font]


فهز توني رأسه قائلا:[/font]


-سيكون هذا مدعاة لاغتباطنا سيدتي، لأن الاسطوانات التي لدينا استهلكت لدرجة أنها أصبحت تصدر أصواتا أشبه بالنباح من كثرة استخدامنا لها، وفي أي حال أحضرت معي الفوتوغراف، فهل تسمحين لي بحمله إلى داخل المنزل.[/font]

-أجل، مادام الأمر كذلك.


ولكن سعادتها سرعان ما تلاشت عندما تذكرت أن التوصيلات الكهربائية الضرورية لتشغيل الفوتوغراف غير متوفرة، كما أنها غير متأكدة إذا كان جهاز توليد الكهرباء سوف يتحمل هذا العبء الجديد في الاستهلاك. وبرغم هذا لا داعي لأن تقلق، تم التفكير في تلك المشكلة وأحضر توني معه بعض الأدوات وقام بإجراء بعض التوصيلات الكهربائية لتشغيل الجهاز، وطلب منها أن تتصل بالمسؤولين في محطة الرصد إذا حدثت أي مشكلة في هذا الشأن.[/font]


وأحست بمتعة وهي تعد القهوة على أنغام الموسيقى التي جعلت الوقت يمر سريعا بدون أن تشعر، وحان وقت انصراف توني. إنه صبي ودود وقد استاءت عندما علمت بقصة حبه الفاشلة، وعودة فتاته إلى موطنها في ويلمنغتون حيث وجدت رفيقا آخرا. وقاومت رغبتها الدفينة في أن تسري عنه بتلك العبارات التقليدية التي تقال في مثل تلك الحالات.[/font]


]وبعد انصرافه قامت بتشغيل اسطوانة ثانية، وخرجت إلى الشرفة لتستمتع بنسيم البحر المنعش مع أنغام الموسيقى المبهجة، وأخذت تردد إحدى الأغنيات إلى أن توقفت الموسيقى، وعندما قامت لتغيير الاسطوانة سقط أحد قرطيها، فجثت تبحث غنه، وقد نسيت الاسطوانة، إنه القرط الوحيد بين الأشياء القليلة المتبقية في حوزتها، وفضلا عن ذلك له قيمة كبيرة ومنزلة خاصة في نفسها، بغض النظر عن قيمته المادية، لأنه كان يخص أمها.[/font]


وأخذت تنقب عنه حول الشرفة وفي المكان الذي تتوقع أن يكون قد تدحرج إليه، ولكن بدون جدوى، ونهضت واقفة في تراخ، ونظرت إلى تلك الورقة المكومة في يدها التي التقطتها بدون قصد وهي تبحث عن القرط وسط الحشائش. يبدو أنها رسالة، وأمكنها أن تتبين كلماتها رغم أنها كادت تمحى بفعل المطر، وصعدت درجات السلم الثلاث في تباطؤ لتدخل البيت، وأوشكت أن تطوي الرسالة من جديد لتلقي بها، إذ لا شأن بما فيها أو بمن كتبها، ولكنها لاحظت اسم آدم فتوقفت.[/font]
وترددت لحظة لكنها لم تستطع أن تمنع بصرها من المرور على السطور. وتملكها شعور بالصدمة والاستياء بعد أن تفهمت ما حواه الخطاب. ثم أحست بالغضب الشديد والضيق إلى درجة جعلتها تتمتم ببعض الكلمات بصوت مرتفع، ونسيت قرطها المفقود وكل شيء آخر وهي تنظر إلى الكلمات المدونة بالحبر الأزرق على ورقة عاجية اللون:[/font]


سيأتي الوقت، يا عزيزي آدم، الذي تشكرني فيه لهذا القرار المؤلم لي، كما أعتقد أنه سيكون مؤلما لك. ولكني أشعر بأن كلا منا يحس في قرارة نفسه بأن الأمور لا يمكنها أن تعود كما كانت. وسأظل ألوم نفسي دائما وأتساءل إذا كان هناك شيء كان في مقدوري فعله أو وسيلة ما تمنحني البصيرة حتى يمكن تجنب الكارثة التي وقعت. ورغم أننا نعلم أن ما حدث كان خارج نطاق السيطرة الإرادية البشرية، فسأظل أشعر دائما بالذنب، لأنك أنت الذي أصيب، وأنا الأداة التي أصابتك. ربما أتعلّم كيف أتعايش مع هذا الشعور، ولكني أعرف أنني لا أحتمل أن يأتي يوم تنظر فيه إلي، وأرى المرارة في عينيك لأنني كنت السبب في هذه المرارة. ظننت في البداية أن حبنا سيكون كافيا لموجهة مثل هذا الموقف، ولكن منذ فراقنا أخذت أدرك أن الأمر لم يكن كما تصورت، ولا أملك الشجاعة لاقتحام المغامرة وسيظل شعوري بأن حبنا هو ضرب من المغامرة باق على الدوام وهذا ما لا أستطيع احتماله. أؤكد لك أنني لا أفكر إلا في مستقبلك فقط، ومن الأفضل بكثير أن يتألم الإنسان الآن بدلا من أن يظل يتألم على الدوام. حاول أن تصفح عني، إن لم يكن الآن خفيا بعد، وحاول أن تفهمني، ستيللا...[/font]


]تلك هي ستيللا، آخر جزء من حياة آدم الضائعة، والآن تمزقت تلك الحياة تماما ولم يبق منها شيء. وفجأة أخذت روبين تضغط بأصابعها بشدة على الرسالة وتكاد تسحقها وكأنها تريد أن تسحق كل ما تنطوي عليه من معان وتقضي عليها. وتملكها الغضب نحو الفتاة التي غدرت به. كيف تحملت إنزال الألم من خلال هذه الرسالة برجل فقد أغلى ما عنده، مهنته وفنه والموهبة التي حافظت على كيانه والتي يتلو تعويضها. وجلست روبين على درجات سلم الشرفة وقد تولد في داخلها إحساس عاطفي رائع، وهي لم تسمع الأصوات المحيطة بها في الجزيرة أو تشعر بمداعبة النسيم لها لأن أول براعم الحب أزهرت لتملك عليها كل كيانها. وأيا كان ما سيأتي به المستقبل فإنها لا تريد شيئا سوى أن تمنحه حبها، وتضع العالم بين يديه وتحقق له السعادة والنسيان، فهل تستطيع هذا؟[/font]


ولم تحس، وهي في غمرة تلك المشاعر والأحاسيس والأفكار، بمجيء آدم الذي سمعت خطواته وصوته فجأة بالقرب منها، فأسرعت بوضع الخطاب في جيبها، ومدت يدها لآدم الذي ساعدها على النهوض ثم وضع ذراعه على كتفها وهما يدخلان البيت وسألها:[/font]


]-هل أنت على ما يرام؟[/font]


-نعم ولقد افتقدتك، وإنني في انتظار موعدنا بعد ظهر اليوم... ياإلهي... الكعكة...[/font]


وأسرعت مندفعة نحو الفرن وقالت:[/font]


-أدركتها في الوقت المناسب، وكل شيء على ما يرام، أصبح في بيتنا موسيقى الآن، حضر توني ومعه فوتوغراف .[/font]

ووضعت الكعكة فوق المائدة وأسرعت نحو الفوتوغراف قائلة:

مَرْيَمْ .. !
10-12-2008, 10:26
-هل أقوم بتشغيل إحدى الاسطوانات؟ إنها فكرة مارك، أليس هذا تصرفا لطيفا منهم؟ البيت يسوده السكون أثناء غيابك، وتلك هي الاسطوانة التي أفضلها، إن فيها إيقاعا مثيرا يجعلني أرغب في... أوه... البطاطا يكاد ماؤها يجف فوق النار...[/font]


]واندفعت مرة أخرى نحو إناء البطاطا في حين أخذ آدم يتابعها في قلق، وصاح فيها وهو يخطو إلى الأمام:[/font]


-لا تلمسيها... ستحرقين يديك...[/font]


-أدركت هذا عندما لمستها.[/font]


وأحست بألم في أصابعها، ولكنها أخذت تبتسم قائلة أنه سيتحسن خلال دقيقة، فأسرع نحوها وطلب منها أن تريه إصبعها المصاب وفتح يدها بقوة، ولم تحس روبين عندئذ بأي ألم كل ما شعرت هو حرارة أصابعه القوية، ووجهه الذي أصبح قريبا جدا منها وهو يتفحص إصبعها، إنها تريد أن تقول له أنها تعرف ما جرى له، وأنها تمنحه حبها، وتطوقه بذراعيها حتى ينسى ولا يصبح لستيللا أي أثر في حياتها، ولكنها بدلا من ذلك قالت له:[/font]


-إصبعي في حالة طيبة كما ترى.[/font]
فأجاب وهو يترك يدها:[/font]


-أجل ولكن عليك بالحذر في المرة المقبلة. كان يمكن أن تصابي بحرق شديد.[/font]


وقامت بإعداد المائدة لطعام الغداء وهي مازالت مضطربة قليلا بفعل الانفعال العاطفي الشديد الذي تملكها، وجلست تنظر إليه صامتة، ثم سألته عن رأيه في الكعكة التي صنعتها، فقال لها أنها لذيذة عدا بعض الأجزاء التي احترقت، وسألها إذا كان توني قد أمضى هنا وقتا طويلا فقالت أنه مكث ساعة تقريبا قام خلالها بالتوصيلات الكهربائية وتناول القهوة، فهز رأسه بدون أن يعقب بشيء. ولزم الصمت أكثر من عادته عندما توجها إلى السيارة في طريقها. ولم يقل شيئا عن الفوتوغراف نظرا لأن الحرق الذي أصاب يدها من وعاء البطاطا طغى على أي مسألة أخرى. ثم خطر لها أنه لا يريد لأحد أن يذكر بأي شيء له صلة بالموسيقى أو بوسائل توصيلها نهما كان نوعها، وتذكرت الحوار الذي دار بينهما ليلة عرسهما عن مودريك وولف والبيانو الثمين الذي لا يحلم أحد بأن يجده في تلك البقعة النائية وسط المحيط. قال لها آدم ليلتها أنه لو علم بوجود هذا البيانو في الجزيرة لما جاء إليها. ووضعت وأخذت تفكر فيما سيحدث مساء اليوم التالي أثناء زيارتهما لمودريك وولف. وسرت رعدة في جسمها وهي تتساءل إذا كان باستطاعة آدم أن يدخل تلك الغرفة متجاهلا وجود البيانو.[/font]


وطلب منها آدم أن تمسك بمقعد السيارة لأن الطريق وعرة نوعا ما في هذه البقعة. وأخذت السيارة تشق طريقها لتخرج من منطقة الغابة إلى منطقة صخرية وعرة، ثم دلف إلى ممر ضيق ملتو وسط الغابة. وتوقف آدم بالسيارة وطلب منها النزول لأنهما سيجتازان بقية الطريق سيرا على الأقدام، وأشار إليها أن تتبعه وهي حذرة لئلا تسقط في بركة من الطين. سارت خلف آدم وقد علق المنظار في عنقها وراح يسير معها في الممر الضيق حتى وصلا إلى نقطة طلب عندها آدم أن تلتزم الصمت، ورأت ملجأ الطيور المغطى جيدا بالأغصان وبأوراق الشجر وبطريقة مموهة، وقد أطل على البحيرة الممتدة في شكل يشبه نصف القمر.[/font]


وأمسك بيدها يساعدها على الصعود، ودلفت إلى ملجأ الطيور في هدوء كأنها تؤدي طقوسا. ووسط الظلام راحت تتلفت بحثا عن آدم، الذي كان على حق عندما قال لها من قبل أن الملجأ لا يكاد يتسع إلا لشخصين، وسمعت آدم يقول لها أن بالداخل مقعدا تستطيع الجلوس عليه، فبحثت عنه على بصيص من الضوء وجلست عليه، وقالت أنها لا تكاد ترى شيئا، فطلب منها أن تمسك بنظارة الميدان، وتضبط البعد حتى يتضح المنظر الذي أمامها. وذلك ريثما يقوم هو بتغيير الفيلم في آلة التصوير، وصاحت في دهشة اعتذرت عنها في الحال قائلة:[/font]


-الطائر الأم يتجه نحو الماء، ما أجمل هذه الطيور.[/font]


وابتسم آدم وهو يراقب معها طائري الغرنوق الجميلين وهما واقفان عند حافة الماء. وغي الحال نشرت الأم جناحيها راحت تحلق في أرجاء المنطقة، بينما لزم الطائر الآخر السكون. وأخذت روبين، التي أتيحت لها فرصة نادرة لمراقبة مثل تلك الطيور من تلك المسافة القريبة، تدرس هذا الطائر المرتفع الساقين. وبدأت تفكر في تلك الأنواع الأخرى من الطيور والحيوانات النادرة، التي تكاد تنقرض بسبب المذابح التي تعرضت لها في رحلات الصيد على مدى قرون. انقرضت أنواع كثيرة، وهناك أنواع كثيرة أخرى في طريقها إلى الانقراض ما لم تبذل جهود لإنقاذها قبل فوات الأوان. حدثها آدم عن طيور الغرانيق التي تقطن أمريكا الشمالية، وتم إحصاء خمسين نوعا منها، وقلة من هذه الأنواع تعد نادرة وجميلة، ومن بينها الطائران اللذان ترقبهما أمامها.[/font]


تحرك آدم ليأخذ منها المنظار، فمسحت يده يدها، ومال قليلا نحو كتفها وهو يضبط البعد وأحست فجأة بضغط جسمه وحرارته ولمساته التي فجرت فيها مشاعر عميقة وأخذت تسري في ذراعها، إلا أنه كان يبدو كأن وجهها يبعد عن وجهه ثلاثة أميال لا ثلاثة بوصات، وأخذت تتفحص قسمات وجهه وفمه وهي على أحر من الجمر إلى لمساته، ثم تنهدت وأشاحت عنه. وسألها آدم إذا كانت تحس بأن حركتها مقيدة، معتقدا أنها تتنهد لهذا السبب، فقالت له:[/font]


-كلا.[/font]


]ولفت نظرها طائر الغرنوق الذي عاد ليرقد فوق البيض، وقاومت الإغراء بالتحرك إلى وضع أكثر راحة، فقال لها آدم:[/font]


-قلت لك، المكان غير مريح.[/font]


وأعطاها المنظار وأمسك بآلة التصوير وسألها إذا كانت تريد سيكارة فأجابت بالنفي وشكرته. ورأت أمام عينيها شيئا ما يتحرك ولكنها لم تكن متأكد من ذلك، فدعت آدم لينظر بنفسه إذا ربما تكون أخطأت، لكنها تأكدت من صحة اعتقادها عندا رأته يترك النظارة ويمسك بآلة التصوير. كانت هناك بيضة في حالة فقس، وراحت تراقب الفرخ وهو يحطم قشرة البيضة تدريجيا ليخرج منها، وفجأة عادت الأم تحجب المنظر بجناحيها كبيرين فاستاء لذلك آدم، وسألته روبن:[/font]


-كم من الوقت سيستغرقه هذا الفرخ قبل أن يتمكن من أن يطير؟[/font]


-شهران على الأقل.[/font]


-سنراه إذا وهو يطير قبل أن نرحل عن الجزيرة.[/font]


-هل تفكرين حاليا في الرحيل.[/font]


فأطرقت هنيهة وقالت:[/font]


-كلا، ولكن سيتحتم علينا أن نعود إلى الوطن في وقت ما.[/font]


-هذا صحيح.[/font]


وقام بإخراج الفيلم من آلة التصوير التي وضعها في حقيبتها، وأثناء ذلك احتجبت الشمس وراء السحب المنتشرة فوق التلال، ومع اقتراب المساء بدأ الجو يبرد وسرت رعدة خفيفة في جسد روبين التي أدركت أنها ضيعت الفرصة السانحة أمامها خلال تلك الساعات لتقترب من آدم أكثر وتجعله يشعر بها. ولكن أتراها كانت ستنجح في هذا؟ ربما ولكن فات الأوان الآن، وكانت الفرصة سانحة جدا فهل تتكرر؟[/font]


لا يمكن أن توصف الأمسية التي أمضياها مع مودريك وولف بأنها حققت نجاحا كبيرا، ولاحظت في البداية أن والدر ليس مجرد خادم عادي يعمل لدى مودريك، لكنه يعتبر العمة العجوز في البيت. جلي والدر معهما إلى المائدة لتناول طعام العشاء اللذيذ الذي قام هو نفسه بإعداده، ودار حوار بينها وبين والدر حول طرق الطهو. قال والدر أنها بمضي الوقت ستكتسب المهارة في الطهو، ولكن عليها أن تعلم أنه بدون المشهيات والتوابل فإنها لا يمكنها أن تقيم مأدبة.[/font]


ولاحظت روبن مدى فخامة تلك الفيلا وما بها من أثاث ثمين، وسجاد وستائر ومفروشات. وكذلك البيانو الذي يحتل مكانا بارزا في الفيلا ويشرف على البحر. لكنها أحست بأن البيت الذي يجمع بينها وبين آدم أكثر ملاءمة للمعيشة.[/font]


ونظرت إلى البيانو ثم رمقت آدم لتتبين رد الفعل لديه وهو يرى غطاء البيانو مفتوحا أمامه، وكراسات القطع الموسيقية مبعثرة بالقرب منه، ولكنه ظل جامدا وجهه لا ينم عن أي انطباع، ولاحظ مودريك نظرات روبين فسألها:

مَرْيَمْ .. !
10-12-2008, 10:34
-هل تعزفين يا عزيزتي؟[/font]


فردت علية بصعوبة:[/font]


-قليلا.[/font]


فقال لها وهو يبتسم:[/font]


-إذا فالبيانو طوع أمرك إن شئت.[/font]


فهزت رأسها وهي تقول:[/font]


-كلا القطع التي أعزفها خاصة بالأطفال.[/font]


وقال لها آدم فجأة:[/font]


-لم أكن أعرف أنك تعزفين، لماذا لم تبلغيني بذلك؟[/font]


]فهزت كتفيها وهي لا تريد أن تقول له أن الأمر كان مؤلما، وأنه لم يشجعها على ذلك، وأشاحت ببصرها عنه.[/font]


]وفال له مودريك وهو يلاطفه:[/font]


]سوف تندهش يا صديقي للمنجزات التي تحققها زوجتك بمضي الوقت، فلقد تبين لي أن النساء صنفان: صنف لا يستطيع أن ينجز ولكنه يعتقد أنه يستطيع، وصنف يستطيع ولكنه يترك مواهبه تنفذ نتيجة للضعف الأنثوي.[/font]


فقالت له وقد شعرت فجأة بالغيظ لكلامه:[/font]


-ولكن ماذا عن الصنف الوسط بين هذين الصنفين؟[/font]


-إن أحدا لا يستطيع أن يجري هذا التقسيم ويجعل الخط الفاصل بين القسمين نهائيا. هذا الصنف الوسط لا قيمة له، لأنه قانع بأن يظل خاملا فاتر الهمة كالأبقار.[/font]


فالتقطت روبين أنفاسها بحدة، وأعربت عن استنكارها لهذا الكلام وقالت له:[/font]


-من الواضح أنه ليست لديك دراية كبيرة بالنساء.[/font]


فضحك ومد يديه قائلا:[/font]


]-أرأيت؟ المرء إذا واجههن بالتحدي سرعان ما ينفعلن ويغضبن، مثلما تفعلين أنت الآن. بدلا من الاحتفاظ بهدوء الأعصاب واستخدام الذكاء في الإعداد لشن هجوم ساحق.[/font]


واقترب منها ووضع ذراعه بخفة غلى كتفها وقال لها[/font]


]-أرجو أن تسامحيني ياعزيزتي، لأنني لا أستطيع أن أقاوم رغبتي في تحدي النساء. وللأسف عثرت مرة على واحدة تفوقني في القدرة على الجدل التحليلي وبرود الأعصاب، وكنت أرغب في الزواج منها لكنها لم تقبل.[/font]


وسحب ذراعه من فوق كتفها وهو يضيف قوله:[/font]
]-ولهذا فإنني أسعى للانتقام من كل امرأة أقابلها، فالأمر إذا يصبح بسيطا، كما رأيت، عندما يعرف المرء السبب.[/font]


سألته وقد شعرت بالارتياح لأن النقاش تحول إلى موضوع آخر غير الموسيقى:[/font]


-ألا تشعر بالوحدة هنا؟ ألا تفتقد إلى رفيق لتشحذ معه موهبتك في الجدل التحليلي؟[/font]


]-كلا لا حاجة بي إلى هذا، فأنا أعود إلى أوروبا مرة كل عام، وأزور رفاقي وأصدقائي القدامى، ولكني لا أفتقد شيئا في هذا العالم. فقد اعتدت ان أكون مكتفيا ذاتيا. وأعتقد أن الكثيرين هنا سيكونون أكثر سعادة إذا نحن غرسنا في أنفسنا القدرة على العيش على مواردنا الذاتية. فاليوم نحن نواجه خطر الاعتماد المبالغ فيه على الآخرين، في مجالات التسلية والعاطفة، بل وفي تشكيل وجودنا نفسه، مما يجعل قوانا الذاتية تضمحل نتيجة لعدم استخدامها.[/font]


فقالت روبين:[/font]


]-هذا صحيح إلى مدى معين، ولكن ألا يعني هذا، ضمنا، أن يعزل الإنسان نفسه عن أي صدام مع أقرانه، وهو الصدام الذي يؤدي على الأقل وظيفة منشطة؟[/font]


]فقال آدم في هدوء:[/font]


]-الصدام يدمر أيضا.[/font]
]وسادت فترة هدوء قصيرة قالت روبين بعدها في رقة:[/font]


-يجب أن نتعلم كيف نصل إلى الاتفاق ونحقق الحلول الوسط.[/font]


فرد عليها مودريك قائلا:[/font]
-إنها الطريقة الأزلية وغير المرضية للخروج من المشكلات... من الذي قال يوما أن كل فائدة ومتعة يجنيها الإنسان، وكل فضيلة وتصرفا حكيم إنما جميعا تقوم على الاتفاق والحل الوسط؟[/font]


فهز آدم رأسه وأومأت روبين بأنها لا تعرف، ولكنها قالت له بأنها ستفكر في هذا في الصباح المبكر، عندما تغمر أشعة الشمس مياه البحر.[/font]


واستأذنها مودريك في أن يناقش مع آدم كتابين قديمين يريد معرفة رأيه فيهما وقال لها:[/font]
]-أرجو أن تأخذي حريتك في تسلية نفسك كيفما شئت.[/font]


وأغلقا الباب فراحت روبين تتجول في أرجاء البيت، وعندما وصلت إلى البيانو توقفت هنيهة ولكنها ابتعدت عنه ولم تسمح لنفسها بأن تستبد بها تلك الأفكار التي تتداعى تلقائيا عند مشاهدة البيانو، ولفت نظرها جهاز مكبر للصوت ستيريو وبجواره مكتبة للاسطوانات تحوي أوبرات كاملة. وأخرجت بعضها من المكتبة وراحت تتفحصها. لمودريك ذوق موسيقي رفيع يختلف عن ذوقها وأوشكت أن تعيد الاسطوانات إلى مكانها، لكنها لمحت فجأة اسطوانة معينة شدت انتباهها فأخذتها قرب الضوء لتتفحصها بدقة.ط[/font]


الصورة المطبوعة على الاسطوانة ليست غريبة عنها، وإن كانت تختلف بعض الشيء عن الشخص الذي تعرفه، إنه صورة آدم الفنان عندما كان بعيدا عن تلك الجزيرة النائية وسط المحيط الهادئ، حيث الرياح والطيور، وموسيقى رذاذ البحر التي لا تتوقف عندما يبلل الزبد الرمال العذراء. كانت تلك الاسطوانة تضم موسيقى ولمانيتوف الشهير الذي سمعته روبين مرات كثيرة، ولكن كان يعزف موسيقاه آخرون غير آدم غاند.


]وكانت على وشك أن تضع الاسطوانة في الفوتوغراف للاستماع إليها، فلا بد أن تستمع إلى آدم يعزف، لكنها سمعت أصواتا فأسرعت بإعادة الاسطوانة إلى المكتبة، واتجهت كالمحموم ناحية الباب المفتوح، تأمل ألا يكتشف احمرار وجهها عن شعورها بالذنب، ترى كيف سيكون رد فعله لو أنه سمع تلك الموسيقى؟[/font]


وقال لها مودريك وهو يداعبها في دهاء:[/font]


]-قاومت إذا إغراء هذا البيانو الجميل، إنك مثل زوجك لا تتقبلين الحجج والوقائع المنطقية.[/font]


]فقال آدم في هدوء غريب:[/font]


]-لا اعتراض لدي على قيام روبين بالعزف إذا شاءت. وإذا كنت لم أعد أعزف فذلك ليس معناه أن كل بيانو في العالم يجب أن يصمت.[/font]


وتحرك آدم إلى الأمام وقد ظهر بريق غريب في عينيه وأضاف قائلا:[/font]


-في رأيي إنني يجب أن أعرف مقدرة زوجتي.[/font]


فصاح مودريك وهو يسحب مقعد البيانو:[/font]


-أحسنت هذا شعوري، أرجو أن تجلسي على المقعد ياعزيزتي، ويمكنه ضبط ارتفاعه وفقا لرغبتك.[/font]


وأحست روبين بالجو المتوتر الذي يخيم على المكان بدون أن تدرك مصدره، فتراجعت واعتذرت عن العزف قائلة أنها لا تريد.[/font]


فرد عليها مودريك وهو يهز رأسه بطريقة تهكمية وقال:[/font]


]-كلهن على هذا النحو، إنها لفرصة رائعة تتاح لك، فمن أفضل من قائد يستطيع أن يقوم بدور الناقد لعزفك.[/font]


وتراجعت روبين خطوة إلى الوراء، وهي مازالت متأكدة أن مغامرتها محفوفة بالمخاطر، وردت عليه قائلة:[/font]

-أوافقك الرأي، لكني لا أطمح أن أصبح عازفة، ولم يكن عندي مثل هذا الطموح من قبل، وأن أعزف لمجرد التسلية، لتسلية نفسي، وليس بصورة دائمة.

مَرْيَمْ .. !
10-12-2008, 10:41
ونظر إليها مودريك لحظة، ثم حرك رأسه في أسف قائلا:[/font]


-كما تريدين يا عزيزتي، ولكن إذا لم تسمعينا قليلا من الموسيقى فيجب علينا أن نلجأ إلى الوسائل الآلية لتحقيق هذا الغرض.[/font]


وتحرك مودريك ناحية مكتب الاسطوانات فأدركت روبين بسرعة نواياه التي تعبر عن الطبيعة الملتوية المنفى غريب الأطوار، وأحست إحساسا يقينا بأنه سيشغل الاسطوانة المقصودة، وأنه كان يعلم أنها سترفض تعريض نفسها للسخرية وهي تعزف، وعلى الرغم من حياة الاكتفاء الذاتي التي يعيشها فإن أنانيته دفعته إلى هذا التصرف، حتى يباهي بأنه هو الذي تسبب في عودة آدم غاند إلى العزف، أراد استدراج آدم إلى العزف سواء من خلال كلمات التعلق أو عن طريق روبين نفسها. ورمقت روبين آدم بسرعة، بينما كان مسترخيا في مقعده في سكون بدون أن تنم ملامحه عما يعتمل في رأسه من أفكار. وتحركت فجأة نحو البيانو، وأخذت تقلب صفحات الافتتاحيات الموسيقية وقالت:[/font]


]-هناك افتتاحية بسيطة أعرفها، وسبق لي أن درستها، ولا أدري ما إذا كنت حتى الآن قادرة على عزفها


ونظرت من طرف عينيها إلى مودريك، وتأكدت أنها حققت الغرض الذي سعت إليه بمنعه من تشغيل أي اسطوانات، فعاد مودريك وأحضر صندوق سيكار في شكل سلحفاة، وقدم سيكارا لآدم. وكانت مفاتيح البيانو باردة وتتجاوب معها بصعوبة وهي تعزف مما زاد من توترها العصبي، وتمتمت في تململ، وبدأت تعزف من جديد وهي تحاول أن تعيد نفسها إلى أيام المدرسة، عندما كانت تعزف بمستوى معين من المرونة، وأخذت تستعيد كلمات مدرس الموسيقى وهو يوجهها في صبر، ولكنها برغم ذلك أخطأت مما سبب لها ألما شديدا، فنهضت، واعتذرت بأنها ابتعدت لفترة طويلة عن التمرين:[/font]


وقال لها مودريك:[/font]


-بذلت جهدا رائعا.[/font]


وسادت فترة صمت أحست روبين بعدها بآدم يضع يده على كتفها، وهو يوضح لها في كلمات معدودة مواطن الصواب والخطأ في عزفها، وسألها في تهكم عمن علمها طريقة استعمال أصابعها فدافعت عن نفسها:


-كانت آخر مرة عزفت منها منذ عامين، وقلت لك أنني سأعزف بطرقة مزعجة.[/font]


واستدارت لتنظر إليه وهي تضيف قائلة:[/font]


]-واعتقدت أنك ستشرح لي مواطن الخطأ في عزفي.[/font]


وانتظرت أن يستجيب إلى طلبها بأن يشرح لها في استفاضة ولكن أملها خاب عندما أغلق كراس الافتتاحيات الموسيقية وقال لها في برود:[/font]


-لا أظن ذلك، هيا بنا، تأخر بنا الوقت. وتغلب صوته الحازم على كلمات الاحتجاج التي صدرت من مودريك بسبب اعتزامهما إنهاء الزيارة فجأة مقدما التحية والشكر الى مودريك بطريقة سريعة، بدت وكأنها تفتقر إلى اللياقة، ثم أخذا السيارة عائدين إلى البيت وسط ظلام الليل. وعندما اقتربا من البيت توقف. وأخذ ينظر إلى أشجار الغابة الكثيفة التي تبدو كالأشباح في ضوء كشاف السيارة، وراحت روبين تختلس النظرات إليه، وهي لا تدري ما يدور في رأسه من أفكار، وتوصلت فجأة إلى قرار، وقالت له في نعومة:[/font]


]-أبلغني مودريك بأن في استطاعتي الحضور إلى الفيلا في أي وقت في الفترة ما بين العاشرة والظهر للتدريب على العزف إن شئت، فإذا قبلت دعوته هل تراك تقوم؟[/font]


]-هل تقصدين أن أقوم بإعطائك دروس؟[/font]


]-نعم.[/font]


]-كلا أنصتي إلي يا روبين...[/font]


]ويضيف وقد ارتسمت علا وجهه تعبيرات باردة:[/font]


-أدرك مؤامارت مودريك الصغيرة، ولست مستعدا لأن أصبح موضوعا لتجاري العودة إلى العزف، في استطاعتك الذهاب إن شئت، فأنا أعلم أنه لا شيء في الجزيرة سوى القليل الذي تستمتع به أي فتاة، ولذلك فإن بإمكانك الاستمتاع بالقليل المتوفر، ولكن لا تضعيني في الحسبان، ولا تشركيني في هذا الموضوع.[/font]


ظلت وقد احتبس صوتها وتملكها اليأس والضيق بسبب هذا التصلب والعناد، مما حال دون أي تقارب عاطفي. وقال لها فجأة:[/font]


-هل تحدث مودريك في هذا الموضوع؟[/font]


-تحدث؟[/font]


وتباعدت يداها ثم ضمتهما وأحست بجفاف في حلقها وقالت:[/font]


-كلا، ولن أجرؤ على هذا. لم أتحدث معه إطلاقا في غيبتك. ولكن...[/font]


وأطرقت وجهها وتنهدت، وقررت أن تكون صادقة معه فأضافت قائلة:[/font]


-نعم أدركت ما كان يجول في خاطره، إنه يعتقد أنه إذا أمكن استدراجك مرة للمس البيانو فقد تجد أن...[/font]


وتلاشت الكلمات وهي تدرك أن لا فائدة ترجى من وراء إصرارها على ذلك، برغم أنها واثقة تماما بأن مودريك على صواب وأن آدم مخطئ بإبعاده الموسيقى عن حياته إلى الأبد، حتى لو أنه لن يعود لإحياء الحفلات الموسيقية مرة أخرى.[/font]


وهمست له:[/font]


-آسفة لكني لا أستطيع كبت مشاعري أو منع نفسي من الإحساس بالدهشة، إذ كيف يمكنك أن تتأكد مالم... مالم تثبت لنفسك تماما أنه لا فائدة، وأن الأمر انتهى...[/font]


وتملكه شعور مفاجئ بالغضب وقد هرب الدم من عروقه وقال لها:[/font]


-لست في حاجة إلى برهان أيتها الحمقاء الصغيرة. كيف تستطيعين أنت وكيف يستطيع وولف وأي شخص آخر أن يفهم ما أشعر به؟ وكيف لك أن تدركي درجة الكمال المطلوب توفرها؟ اليدان أداة البراعة الفنية، يجب أن تخلو كل منها من أي نقص أو عيب؟ ولم تعد يداي خاليتين من العيوب، وستظلان هكذا على الدوام. لقد أحدثت الجروح أثرا فيهما وتلك الآثار تحول دون تحقيق الكمال، والىن دعك من هذا الموضوع، واعلمي أنني لا أريد شفقة أو عطفا من أحد، بما في ذلك أنت.[/font]


وبحركة غاضبة أطفأ أنوار السيارة ونزل منها، وتلاشى وقع قدميه وهو متجه إلى البيت وكأنه لا يعبأ إذا كانت تتبعه أو تبقى حيث هي. وتنهدت في لوعة ودفنت وجهها في كفيها وهتف قلبها: ولكني لا أريد أن أمنحك شفقة أو عطفا، وإنما أريد إعطاءك السعادة والحب، إذا كنت تتيح لي أن أفعل ذلك.[/font]
]نهاية الفصل السادس: بلايم ستار]

مَرْيَمْ .. !
10-12-2008, 10:47
ها قد وصل الفصل
أرجو أن يعجبكم
وأرجو حقا أن تعذروني
فأنا لم أتلقى رسالة ماري سوى اليوم
فقد انقطع النت منذ أسبوع تقريبا
أرجو حقا أن تعذروني
سلاااااااااااااااااااام
واستمتعوا بالقراءة

shining tears
10-12-2008, 11:30
blamestar مشكووووووووووورة عزيزتي
وكل عام والكل بخير
وعذرك معاك على التأخير
ويعطيك الف عافية ::جيد::

مجنونة انجل
10-12-2008, 22:48
عيدكم مبارك


ايامك سعيده ان شاء الله

اسفه علي الانقطاع


لكن لويه الامتحانات


وانا اساساا امر اشووف ما شاء الله البنااات ما يقصروون ما شاء الله عليهم



افرح واقول تالي رااده :)

ماري-أنطوانيت
11-12-2008, 22:03
السلااااااااام عليكم يا بنات...

احم احم...بالنسبه للفصل السابع ان شاء الله بالطريق

بس عطوني فرصه يوم...وان شاء الله بيكون جاهز

العذر والسموحه على التأخير..:مذنب:

ماري-أنطوانيت
13-12-2008, 20:29
7- الانفجار الاول


حتى المناورات التي قام بها الطائر المحاكي ميكي صباح اليوم التالي لسرقة الطعام وقت الافطار اخفقت في تلطيف الجو وارتفع من جديد حاجز التوتر الفاصل بينهما, وترددت روبين في ان تخطو الخطوة الاولى نحو الوفاق خشية أن تقابل بالصد.
وقالت روبين لنفسها في قنوط بعدما انصرف آدم متجها الى ملجأ الطيور, أن هذا الجو المتوتر سوف ينتهي وسوف تعود اليه روح الدعابه ويسود بينهما من جديد ذلك التفاهم المشوب بالحذر, الا انها لم تستطع أن تتجنب الاحساس بأنها جرحت لأنه لم يقترح عليها أن ترافقه لملجأ الطيور, ولأول مره منذ مجيئها الى الجزيرة يمضي آدم اليوم كله خارج البيت, ليعود في المساء وينشغل بتدوين الملاحظات.
ولن تكون روبين ممن ينتمي الى البشر ان هي لم تنسحب, بسبب هذا الذي حدث, وراء حاجز من الكبرياء والتحدي من صنعها هي, وهو وسيلة الدفاع الوحيدة المتبقية لها. وقد ذكرها هذا بمدى ضآلة ما تعرفه عن هذا الغريب الذي تزوجته. ما الذي جعلها تتزوجه؟ هذا هو السؤال الذي طرحته على نفسها بعد هبوط روحها المعنويه الى ادنى مستوى خلال الايام الثلاثه الفائته.
واعتدلت لتستلقي على صدرها وهي متكئة بمرفقيها على وسادة من رمال الشاطئ الناعمه. انها تعلم الان انها تحبه, ولكنها لم تكن تحبه عندما قبلت الزواج منه, كانت في ذلك الوقت ممتلئة بالمراراه وتشعر بالضياع, فلم يكن لديها اي حب تدخره لأحد سوى نفسها. استطاع أن يحرك وترا فيها جعلها تفكر بشئ آخر غير متاعبها. شيطان اللامبالاه الذي استبد بها دفعها لأن تقبل اقتراحه بالزواج. وتربط حياتها بهذا الرجل الذي يشاركها في شيء ما. رغم أن هذا الشيء يتعلق بالماضي المحزن, ولكن أين هي تأكيداته لها بأنه اذا صمم شخصان على اقامة علاقه مستقرة بينهما فلابد ينجحان؟ صدقته برغم هواجسها وشكوكها, وسمحت لنزوة جنونيه بأن تطغى على التعقل...آه لو أنها...
وسمعت فحأة من يقول لها:
" اتأخذين حمام شمس؟ "
فنهضت لتجد أمامها مارك ثورنتون يبتسم وبجواره توني. سألتهما وقد أحست بحرج وهما ينظران اليها باعجاب:
" أتريدان آدم؟ "
وغطت نفسها بمنشفة الاستحمام وهي تلحظ مارك يجلس فوق الرمل ويرد عليها قائلا:
" ليس بصفة خاصه, جئنا لزيارة اجتماعيه اذ لم نركما منذ بعض الوقت ايها الطائران العاشقان. وهذه الجزيرة ليست خالية تماما من السكان كما تعلمين "
فابتسمت قائلة:
" ظللنا نمضي وقتا طويلا في ملجأ الطيور, فلقد فقست بيضتان, الثالثه لم تفقس مما جعلنا نقلق على مصير الفرخ الثالث, واذا كان سيخرج للحياه "
وسار الثلاثه في اتجاه البيت, ولم تكن تدري هل تغتبط أم تحزن عندما قال لها مارك انهما لن يتمكنا من شرب القهوة عندها هذا الصباح لكن ربما في وقت آخر.
وعندما اصبحت وحدها من جديد تساءلت هل شعرا أن شيئا ما لا يسير على ما يرام, وأن هذا الزواج زائف, وانه لم تعد هناك حتى صلة الصداقه التي كانت تربطها بآدم, وأنها عاجزة عن انقاذ القليل الذي تبقى؟
في هذا المساء بذلت روبين محاولة جادة لجعل الحوار بينهما أكثر مرحا. واسرعت نحوه للترحيب به عندما سمعت صوت السياره, ولاحظت أنه أخذ يتجاوب معها. ثم لاحظت القلق في عينيه, وبدت ابتسامته تتلاشى, فسألته في قلق عما به. فقال لها وكأنه لم يسمع سؤالها:
" مات واحد من الطيور " ودلف الى داخل البيت عابرا امامها.
" يبدو أن الفرخ كان ضعيف البنيه واصابه بعد الظهر نوع من التشنج والاضطراب العنيف, فأسرع الابوان بإزاحته خارج العش. فأخذ يرفرف ويعود الى السكون ثم يرفرف مرة أخرى, قاوم في ضعف الى أن همد وسكنت حركته وفقد الحياة "
وقالت له وقد افزعتها حالة الحزن والاسى التي انتابته:
" هل كان في امكانك أن تفعل شيئا؟ "
" مستحيل أن نفعل أي شيء بالقرب من هذا العش, تعرفين تلك الطيور فضلا عما سوف تحدثه من جراح واصابات عندما تهاجم. هناك مخاطرة هائله بأن تهجر الموقع. ويتم القضاء على كل شيء "
" كم تثير هذه الخواطر الفزع! "
وعضت على شفتها, وادركت أن هذا ليس بالوقت الملائم لمحاولة التقرب منه, ويجاد جو من التفاهم بينهما وذهبت لاعداد طعام العشاء.
وتناول طعامه في صمت وذهنه مشغول. ثم اتجه الى مكتبه وبدأ في تدوين ملاحظاته. ونظرت اليه وعندما لاحظت انه لم يبدأ في الكتابه قالت له مواسيه:
" آدم, تناسى ما حدث لبعض الوقت, وتعال نتمشى ناحية الشاطئ "
رفع كتابه وهو يتنهد وقال:
" ليست لي رغبة في أن أتمشى, يمكنك أن تتمشي وحدك إن شئت "
فقالت بلهجة يائسه:
" ولكني اريد التحدث اليك...اريد... "
فرد عليها بخشونه:
" لا...بل أفضل البقاء وحدي "
فقالت له في برود:
" حسنا, ان كنت تريد هذا, فأني أوافقك "
لم يكن من السهل منع أي نوع من الاتصال بين شخصين يقطنان معا في مكان محدود كهذا المنزل, الا أن عليها الا تجعله يشعر بمدى استيائها في صده لها.
ومما ساهم في ذلك اضطراره لقضاء فتره من الوقت أطول من ذي قبل في ملجأ الطيور. كما انها احست بالاغتباط لان تلك هي أول مره يجري فيها تسجيل كامل بالصور والملاحظات المكتوبه لعملية ولادة تلك الطيور النادره.
ودرجت روبين خلال الايام التاليه على أن تعامل آدم ببرود وبطريقة تخلو من روح الصداق, ان لم تكن تجافي روح الموده الزوجيه ولكنها ليست روحه. قالت هذا لنفسها في مراره. انها لا شيء بالمره, فقدت شخصيتها في هذا المنفى الغريب خلال فترة الانتظار التي تمتد بها حتى موعد مجيء القارب التالي الى الجزيره وبعد ذلك....ورفضت السماح لأفكارها بأن تتكهن عما يمكنه أن يحدث بعد ذلك, أو تجيب على التساؤلات المؤلمه التي آثارها مثل هذا التفكير, ولكنها لا تستطيع أن تمنع عقلها من أن يشك في أن آدم يفضل تلك العلاقه العابره التي نشأت بينهما برضاهما المتبادل. والسؤال: الى متى تستمر تلك العلاقه؟
ولم يكن أمامها في وحدتها تلك سوى الاتجاه الى توني ليسري عنها. وأصبح شيئا مألوفا أن يصبحا سويا, ثم يدخنا في استرخاء, ويعودا الى المنزل لتناول القهوة في الشرفة وهما يستمعان أثنائ ذلك الى الاسطوانات المعتاده والاغنيات القديمه. وكان توني يصل أحيانا بعد الظهر تبعا لظروف عمله. ويسير البرنامج المعتاد كما هو سوى أن قهوة الصباح تحولت الى شاي بعد الظهر. ومن الغريب أن تلك الصداقه لم يشبها أي عامل شخصي, من ناحيه مشاعر روبين على الاقل ولم تخف عن آدم زيارات توني لها, لكنه كان يقابل كلامها ببرود وبدون أن يعيرها اهتماما. الى أن حلت احدى الامسيات حين خرج عن بروده وصمت.
وقف آدم يراقبها وهي تجفف شعرها تحت اشعة الشمس الغاربة في الشرفه وعندما امسكت بالمشط سألأا في هدوء:
" أرجو أن تدركي ما تفعلينه "
فسقط المشط من يدها. وانحنت لتلتقطه وهي تسأله وقد لاحظت تعبيرا معيانا في قسمات وجهه:
" ماذا تعني بهذا الكلام؟ "
فرد عليها في تعمد:
" اعني أنه من الافضل أن تبتعدي عن الفتى توني ستيفنز "

ماري-أنطوانيت
13-12-2008, 20:55
فضاقت عيناها واخذت تمشط شعرها بعصبية وقالت:
" هو يأتي الي فماذا أفعل؟ هل ابلغه الا يأتي الى البيت مرة أخرى؟ "
فتنهد آدم وقال لها:
" الصبي مبتلي في حياته. فماذا تتوقعين وأنت الفتاة الوحيده في الجزيره؟ أم أنك اصبحت على درجة شديده من الافتقار الى الحس بحيث لا تدركين هذا؟ "
فضحكت في تكلف وقالت:
" هذا أمر مثير للضحك. هل انت غيور؟ "
" ايتها الحمقاء الصغيره! "
ونهض واقفا وقد تملكته نوبة من الغضب الشديد تفوق حالة الغضب التي استبدت به في تلك الليله بعد عودتهما من مأدبة العشاء في فيللا هودريك وقال لها:
" هل هذا هو كل ما يستطيع خيالك ان يجتح اليه؟ "
" اي خيال, انا افكر ولا اتخيل "
" اتعرفين ماذا يكون عليه حال رجال بلا نساء يعيشون محتجزين في جزيره لمدة شهو. ثم تأتي من البحر فتاة صغيره وتهبط في الجزيره, ما السبب الذي تظنين انني تزوجتك من اجله؟ "
فنهضت واقفه وراحت تنظر الى الومضات الحمراء الصادره من المحيط وقالت:
" لم اعر هذا الامر أي اهتمام "
" اذا حام الوقت الذي تبدئين التفكير فيه! "
قالها في خشونه ودلف أمامها بدون أن ينظر اليها, واخذ يبتعد وهو في طريقه الى الشاطئ مع الاشعة الاخيره للشمس الغاربه.
وراح الشك يعتمل بسرعه في نفسها مما جعلها تحس بالذنب. هل انجذب توني اليها؟ بدت لها تلك الفكرة للحظة وكأنها فكرة بلهاء, فهو ما زال يحب فتاته التي هجرته وهو يعلم انها امرأة متزوجه, ولم يبد نحوها سوى الصداقه والاحترام انه ببساطة صغير السن ويحب المرح...وهي ايضا مثله. فلماذا لا تستمتع بصحبته؟ لقد بين لها آدم بوضوح انه لا يريد صحبتها.
ترى ما الذي يريده آدم؟ اهو يريد العودة الى الوراء, الى كل ما كان يستحوذ عليه من قبل, والى الفتاة التي كتبت اليه تلك الرساله التي تحتفظ بها روبين بين صفحات كتاب في الصندوق المجاور لمخدعها؟ يجب عليها أن تمزق تلك الرساله, حتى لا يعثر عليها آدم بمحض الصدفه. ولكن هذا يبدو مستبعدا لانه على حد علمها لم يدخل اطلاقا تلك الغرفه التي كانت من قبل غرفته, كما أن الكتاب الذي وضعت في الرساله عباره عن رواية من كومة الروايات التي قرآها آدم. ولم تدر ماذا تفعل. من الواضح أن آدم يعتقد أن الرساله ضاعت, لكنها ترددت في احراق شيء من الاشياء التي تخص آدم أساسا, كما لا يبدو أن الحل هو قيامها بطي الرساله في قبضتها وقذفها من الشرفه مثلما فعل آدم من قبل. اذ قد يعثر عليها شخص آخر...
ترى الى أي مدى أحب آدم ستيلا؟ كلا...الى أي مدى ما زال يحبها؟
واغلقت روبين عينيها وهي تحاول أن تمنع ذنها من تخيل شكل تلك الفتاة التي لا تعرفها. أكانت شقراء أم سمراء؟ مدبدبة القامه أم قصيره؟ وديعه أم مفعمة بالحيويه والنشاط؟ خجوله أم...؟ وفجأة سمعت صوتا يناديها ويقول:
" جرت العادة أن يخلع المرء حذاءه اولا "
فالتفتت ناحية مصدر الصوت مره وناحيه قدميها اللتين وصلت اليهما المياه ولاحظت أن توني يقترب منها وهي جالسه على رمال الشاطئ فقالت له:
" كنت احلم....."
وضحكت ونهضت لتبتعد عن مياه المد وخلعت خفيها.
وقال لها توني في تردد:
" اقتقدتك هذا الصباح. هل قررت الذهاب لمشاهدة الطيور بدلا من مصاحبتي؟ "
" كلا...قررت أن اتمشى ناحية الطرف الاخر للجزيره حتى اقطع وقت الفراغ "
وسارت جنبا الى جنب مع توني وهي تنظر الى آثار قدميه فوق رمال الشاطئ. الامر سيكون اصعب بكثير مما تصورت, فكيف لها أن تمتنع عن رؤية توني بدون أن تسبب له الالام أو تذكر له الحقيقه؟
وقال لها توني:
" قلت انك كنت تريدين الذهاب الى الطرف الشمالي للجزيره وكان في امكاني أن أذهب بك الى هناك, ويمكن اخذ سيارة جيب لثلاثة أميال, ثم يسير المرء على قدميه لان الطريق شديده الوعوره هناك "
واطرق بضع لحظات ثم اضاف:
" علمت أن احد الفرخين قضى نحبه. هل رأيته؟ "
" كلا, رأيت أول فرخ يفقس من البيضه "
"بدأنا نشعر بشوق لرؤية تلك الطيور "
" الم يتح لكم مشاهدتها حتى الان؟ " فهز رأسه قائلا:
" هذا المكان محظور على كل سكان الجزيره عدا آدم....وانت طبعا "
وتوقف ليقدم لها علبة سكائر وهو يقول أنه احضر تلك العلبه لانه يعلم ان ما لديها من سكائر بدأ ينفد فشكرته بحراره وتأثرت بتفكيره الناضج ودعته للتدخين وجلست فوق كومة من الرمال, وعندما اشعل القداحه اطفأها النسيم. واخفقت عدة محاولات في هذا السبيل مما جعلها تضحك, وشاركها هو الضحك, وعندما اقترب منها ليشعل لها سيكارتها لاحظت دفء نظراته اليها, فأسرعت بغض بصرها وسكتت ضحكاتها.
واحس هو بالحرج فابتعد عنها قليلا, وجلس متكئا فوق احد مرفقيه, واطرق اطراقة ادركت كنهها ثم قال:
" الطريقة التي استوطنت بها هذه الجزيره تدعو الى الدهشه, ولابد انها تطلبت منك قدرا من الشجاعه, فليس في هذا المكان محلات او مخازن للسلع او صالونات لتصفيف الشعر, وغي هذا من الامور التي تهتم بها الفتيات. الرجال لا يشعرون بنقص كبير اذا حرموا من تلك الاشياء, ولكن الامر يصبح مزعجا ان حدث هذا بالنسبة للنساء "
واطرق ثم جذب نفسا من سيكارته وقال:
" من المؤكد أن آدم رجل محظوظ "
وكانت روبين ترسم بعض الاشكال بأصابعها فوق الرمال وفجأة قامت لتنفض الرمال عن يديها وقالت له:
" ليس آدم محظوظا تماما كما تعلم "
" اسف لم اقصد هذا المعنى, انما كنت اعني....."
" اعلم هذا, هيا بنا نتسابق حتى الخليج "
واخذت تعدو وقد استبد بها مرح الشباب, وعادت بها الذكريات الى أيام طفولتها وهي تعدو على شاطئ الجزيره وتخيلت اباها واقفا امامها يضحك ويلهث ويقر بفوزها. وفجأة زال عنها الوهم لانها أدركت أن توني تخطاها وسبقها.
واقترحت عليه بعد ذلك أن يتسلقا الصخور, فأخذته الدهشه بسبب ذلك النشاط وتلك الحيويه التي تملأها, ولم يخف شعوره هذا فردت عليهروبين بابتسامه. وبدأت في التسلق وهي تتحسس طريقها وسط الصخور الوعره لهذا الاخدود العميق بدون أن تدري السبب الذي جعل تلك الطاقة من النشاط والحيويه تفور بها دهشة. ولكنها احست بأن عليها أن تصرف تلك الطاقة. واخذت تواصل الصعود غير مكترثة بالتحذيرات المتكررة من توني الذي شعر بالقلق الشديد عليها, ولكم نبهها بأنها لا تستطيع الصعود أكثر من هذا والا سقطت ودق عنقها. اخذت تتحداه وتهلل كالاطفال كلما تغلبت على احدى العقبات, الى أن جاءت لحظة أدركت فيها مدى صعوبة موقفها واصبح النزول أشد خطوره, وراح توني يشجعها ويرشدها الى كيفية التصرف أثناء نزولها, وفجأة هوت احدى الصخور تحت قدميها فانزلقت وكادت تسقط لولا أن طوقها توني بذراعيه بقوه وهبط بها في أمان.
ولاحظت عندئذ مدى التعطش في عينيه وفجأة اقترب منها وانقض عليها عنوه. وتمكنت من التخلص من ذراعيه بصعوبة بعدما طلبت منه الا يكون أحمق وأن يتركها. وحاولت أن تسيطر على مشاعرها, وقالت له وهي تحاول تهدئة الموقف:
" اكنت تظن انني كنت سأترك نفسي اتدحرج الى القاع لكي اضطر بعد ذلك الى التسلق من جديد؟ "

ماري-أنطوانيت
13-12-2008, 21:05
واشاح بوجهه عنها وقد احس بالخزي والحرج الشديدين وقال لها:
"انني آسف, فما كان يجب أن اتصرف هكذا...."
" تناسى ما حدث, كانت مجرد هفوه ومن الافضل الا نخرج سويا للتنزه مرة اخرى والا....."
وتوقفت عن الكلام لانها لم تشأ أن تقول له انه من الافضل أيضا الا يمضيا وقتا طويلا معا في المستقبل.
" اعتقد انني يجب أن اذهب للاغتسال وتغيير ملابسي "
" انا متفهم لهذا, وفي أي حال لن احضر الى هنا ما لم اتلق دعوه "
فأطرقت روبين هنيهة ثم ردت بسرعه:
" طبعا سوف توجه اليك الدعوه أنت ومارك, اننا نسعد بؤيتكما "
وابتسمت ومدت يدها تصافحه لتنصرف, فصافحها بسرعة واتجه الى المكان الذي اوقف فيه سيارة الجيب, وراقبته روبين وهو يبتعد وقد تملكتها احاسيس مختلطه من العاطفه والاسف بسبب ما حدث ولان تلك الصداقة اللطيفه التي استمتعت بها معهلابد أن تنتهي من اجل مصلحة توني, ان لم يكن من اجل مصلحتها هي. فهي لا تحبه وهو لا يحبها, وانما الشباب والوحده اجتمعا في ظروف معينه, ولكن من يتفهم ذلك؟
واتجهت الى المنزل وهي تتوجس خيفه, وفعلا رأت آدم واقفا في مدخل البيت, وعندما اقتربت دلف الى الداخل, فجرت قدميها في تثاقل واضطراب واتجهت الى غرفة الجلوس لتجده جالسا فنبهته الى وجودها لكنه رد عليها في فتور, فروت له كيف انها صعدت الصخور وانها تدحرجت من فوقه. وصمتت برهة واضافت قائلة أن توني انقذهاز فسألأها في برود عن الفترة التي استغرقها هذا المشهد. فالتقطتت انفاسها وقالت له:
" لم يحدث أي مشهد, كنت هناك ورأيت بنفسك. اليس كذلك؟ "
" كنت اتمنى ان اصاب بالعمى والا ارى ذلك المنظر المؤثر, ان عينيك لم تفارقاه الى أن ابتعد عن ناظريك, واعتقد....."
فصاحت قائله:
" ولكن الامر لم يكن بهذه الصوره على الاطلاق "
ولاحظت نظرات الاحتقار وعدم التصديق في عينيه ومضت تقول:
" انك تعلم مدى وعورة الصخور, وظننت اني قادره على التسلق بمهاره, ولكنني وقعت في مأزق قبل أن أدرك....."
" قبل أن تدركي أين كنت أنا وانني قد أظهر في ذلك المكان في لحظه "
فنظرت اليه في هلع وقالت:
" حقا؟ "
فرد عليها في برود:
" طبعا. ولكن ما الذي تريدين مني أن اصدقه؟ ظللت تلتقين به بصفة مستمره طوال الاسبوعين الماضيين, واخذ هو يمضي كل لحظة من وقت فراغه هنا. وتتوقعين مني بعد ذلك أن اصدق بأنه ليس في الامر أي شيء؟ "
فتقدمت نحوه ومدت اليه يديها اللتين اصابتهما الرضوض مثلما اصابت ذراعيها الخدوش وقالت له:
" الا يكفي هذا دليلا على ما اقول؟ هذا هو ما حدث بالضبط. وتصرف توني بشئ من الحماقه واعتذر عما بدر منه "
فنظر اليها من قمة رأسها الى اخمص قدميها وقد لوى فمه:
" افضل ان اصدق ما شهدته بعيني, واعتقد انك توهمين نفسك بأنه يحبك, لماذا لا تعترفين بهذا في امانه, طلبت من هذا الصغير أن يأخذك في جوله بالسياره واستمتعت بكل دقيقة فيها "
فثارت مشاعر روبين وفقدت السيطره على نفسها وانفجرت قائله:
" كلا. لم يحدث أن قمنا بأي جوله. ولكن حقا...استمتعت بها, فعلى الاقل اتيح لي أن اريح اعصابي وأن اضحك واتصرف كالبشر بصحبة توني ستيفنز الذي يعد من الطف من التقيت بهم ومن اكثرهم استقامه. ولكنك لن تستطيع ادراك مثل هذا وانت ترتدي هذا القميص المصنوع من وبر الحيوان "
وبدون أن تعبأ بالشرر المتطاير من عينيه راحت تضيف قائله:
" انك ترتدي قميص من الوبر بسبب ما فقدته, ولأن امرأة خانتك. قلت لي انني هربت, وربما اكون قد فعلت هذا, ولكنني لم ادع الذي حدث يقتل أ] ضحكة او عاطفة انسانية في نفسي, لم لا تكون صادقا مع نفسك وتحدث تغييرا في حياتك؟ لم تتزوجني لكي تحميني أو لأي سبب آخر من تلك الاسباب العقلانيه البارده التي ذكرتها لي. وانما تزوجتني لارضاء اغراضك الملتويه, ولكي تنتقم مما فعلته هي بك "
" اخرسي! "
وتقدم نحوها وهو يضغط بقبضة يده في محاولة للسيطرة على نفسه واضاف قائلا:
" ايتها الحمقاء الصغيره انك لا تعرفين معنى ما تقولين, انك......"
" بل اعرف "
ومدت ذقنها الى الامام في كبرياء وفي اصرار على عدم التراجع عن موقفا واضافت قولها:
" هل تعجب لاهتمامي بتوني ستيفنس؟ وماذا هنا غير هذا؟ من هنا غيره؟ انه على الاقل شخص طبيعي وفيه حراراه وليس معقدا, وقلبه ينطوي على الحب لا المراراه, وهو ينظر الي كما لو كنت في عنفوان الشباب والحيويه بل ينظر الي كامرأة "
" ايتها الحمقاء العمياء الصغيره! "
وهرب الدم من وجهه وهو في شدة التوتر حتى ظنت انه سوف يضربها واضاف قائلا:
" تلك اذا هي الطريقة التي تسير بها الامور, المساعدة التي قدمتها لك رغم حاجتك الماسه اليها, لم تكن كافيه, ولم تكن الناحيه الشكليه لتؤدي الغرض. فأنت مثل كل النساء يدفعك الغرور الى السعي للاستحواذ على كل شيء. الاعجاب واظهار الحب لك حتى ولو كان يعوزه الاخلاص, انك في حاجة الى ان تقدم لك عبارات الثناء والاعجاب جزاء قدرتك على اشباع رغبات الرجال الدنيئه "
واخذ شهيقا عميقا في برود ثم تحرك في اصرار وتجهم وهدوء أثار مخاوفها وقال:
" حسنا ولما لا, فأنت مفعمه بالحيويه والنشاط والدفء...وسوف أقدم بنفسي الثمن الذي تستحقه تلك الامكانيات التي تحظين بها, وهو الثمن الذي فاتني تقديمه من قبل فنحن متزوجان على كل حال "
فتراجعت روبين الى الوراء وقد تملكها خوف مفاجئ. وادركت أن الوقت قد فات, فقد سدت عليها الطريق, وفتحت فمها ولكن لم تسعفها الكلمات ولم تستطع سوى رفع يدها المتجمده لتحاول بها وقف تقدمه نحوها.
وابتسم في سخرية وهو يقول لها:
" حسنا ماذا تتوقعين. لست صبيا صغيرا حتى يمكن تهدئتي ووقفي بنظرة معينة اذا ما تخطيت الحدود. حذرتك, ولكن يبدو انني لم استطع ان اجعل المعنى الذي اقصده واضحا لك. عندما يجتمع رجل وامرأه تحت سقف واحد فإن التقاليد القديمه هي التي تسود "
وراح يحتضنها ويضمها الى صدره بقوه وهو يضيف قائلا لها
" ولكن يبدو انك بسذاجتك لم تدركي هذا, أم أن مداعبات ستيفنز الصبيانيه كانت كافيه لاشباع غروروك؟ "
فثارت عندئذ واخذت تكافح للتخلص من ذراعيه ولكن بدون جدوى واخذت تقول له:
" كلا, هذا غير صحيح...."
واشتد تطوقيه لها وقال:
" انك اجمل مما كنت اظن, وكم كنت غبيا لأنني لم اظفر بك منذ البدايه, كانت لك رغبة في هذا, اليس كذلك؟ "
وتوقف فجأة وتركها ودموعها تسيل على خديها وقد بللت شفتيه, واخذ يحاول تهدئتها والتخفيف عنها وقال لها:
" بحق السماء لا تبكي, فتلك ليست نهاية العالم "
ولم ترد عليه او تنظر اليه, وكانت دموعها المنهمره هي الرد الوحيد, فأسرع بالخروج بحركة عصبيه.

- نهاية الفصل السابع -




عذراااااااااااااااااااااااا عذرا عذرا عذرا على التأخير :مذنب: :مذنب:

دانه2
13-12-2008, 23:10
روايه رائعه


ارجو عدم التأخير في التكمله

shining tears
14-12-2008, 02:23
روايه رائعه


ارجو عدم التأخير في التكمله

مشكوووووووووووووورة ماري على التكلمة
::سعادة::

هلا بيك عزيزتي دانه
الحمدلله ان الروايه عجبتك
بس عندي تعليق على ردك


ارجو عدم التأخير في التكمله

هذا الشيء مو بيدنا حنا نسوي الي نقدر عليه مع العلم ان بعض البنات على انو عندهم دراسه وامتحانات الا انهم يبذلون مجهود جبار بكتابه الروايه:D
وبصراحة انا اهني واشكر كل وحده تبذل هالمجهود لانه موب هين ولا هو بسيط :)
ومشكورة على ردك وتابعي بقية القصة واتمنى تعجبك
::جيد::

تحياتي للجميع

وتابعوا بقية الروايه:رامبو:

shining tears
14-12-2008, 02:25
8- من اجل ايمانك...

كانت تلك اطول ليلة في حياتها بالمقارنة طبعا بتلك الليلة المفزعة التي عاشتها بعد وفاة ابيها، وفي ذلك الحين كان هناك اناس تفضي اليهم بما في نفسها ويخففون عنها، اما الان فليس هناك من تستطيع ان تبثه اوعجها واحزانها التي تكاد تمزقها، انها تسائل نفسها: كيف يمكان لها ان تحب هذا الرجل وان تكرهه في ان واحد ، في حين ان قلبها بصرخ طلبا لكلمة حب واحدة منه؟
كان الوقت متأخرا جدا عندما سمعت وقع قدميه، ولكن وقع الاقدام لم يكن سوى اشارة لوجود شخص اخر غيرها في المنزل يلفه السكون. وكانت تلك الليلة المظلمة التي غاب فيها القمر قد قاربت نهايتها عندما استسلمت اخيرا لنوم متقطع، استيقظت منه بعد ان عاشت حلما مفزعا. وبدأت تفيق وتحس بالسكون يخيم البيت وكأن النهار لم يطلع بعد. ولم تكن اصوات الطيور وضوء الشمس الذي ملأ الدنيا من حولها الا لتزيد من احساسها بالكآبة والفراغ بين جدران البيت، وتبين لها انها اصبحت وحيدة مرة اخرى.
ودخلت غرفة الجلوس، وادركت ان آدم تناول افطاره ولكنه لم يتناول طعما كثيرا، واعدت لنفسها فنجانا من القهوة. اليوم مازال امامها طويلا وثقيلا بساعاته، ولم تتحمل التفكير في الايام والاسابيع التي ستمر قبل ان تتمكن من ترك هذا المكان.
انها لاتريد ان تتمشى او ان تسبح، وبعد ما حدث امس لم تعد تكترث بمقابلة توني مرة اخرى، وخرجت امام المنزل، وفجأة حلق ميكي وحط فوق
كتفها ، واخذت تخاطبه بكلمات من تلك التي تقال للصغار وهي تحس بمخالبه وخفق جناحيه، ولكنه تركها وانصرف الى احدى الاشجار عندما تبين له انه لا امل في انتظار وجبة طعام شهية.
وعندما حان وقت الغذاء لم تكن قد قررت بعد ما اذا كانت تبقى في البيت كي يجدها آدم عند عودته، ولكن القرار كان قد خرج من يدها عندما اكتشفت ان آدم اعد لنفسه بعض الطعام وأخذه معه. فاستشاطت غضبا وخرجت من البيت لاتلوي على شيء واستمرت في السير حتى تعبت قدماها واصبحت الطريق غير صالحة للسير، وكانت الشمس قد مالت الى المغيب فاسرعت بالعودة لتحس بانها حبيسة في البيت فآدم لديه على الاقل عمل يؤديه في ملجأ الطيور، اما هي فليس امامها مكان تتجه اليه.
وعندما عاد احست بحضوره، وارادت ان تتحرك نحوه، ولكن عنادها منعها وبدون مقدمات قال لها:" اسف تصرفت بطريقة بهيمة ليلة امس."
وتنهدت بطريقة تنم عما في نفسها من ألم ، وقالت له وهي تعد الاطباق على المائدة انها هي ايضا تفوهت بكلمات غير لائقة، وهي تأسف لهذا، ولكنها قالت وهي في صورة الغضب الان....الان...
فجلس وقال لها انها ذكرت كل شيء بوضوح تام، وان كلا منهما ابلغ رسالته للاخر ، ولاداعي لاثارة الموضوع مرة اخرى.
فجلست وهي تتجنب النظر اليه وقالت له:"اتعني انك سوف تتصرف في المستقبل بطريقة متحضرة؟"
فوعدها بذلك، وبدا يتناول طعامه بدون ان ينك سلوكه عما في رأسه من افكار، وبعد لحظات ابلغها بأن البيضة الاخيرة فقست وانه استطاع ان يصور كل مراحل عملية الفقس. وكان واضحا ان المسألة الاخرى اسدل عليها الستار . ولكن كيف هذا؟ كيف يمكن لرجل ان يتصرف بعدم اكتراث على هذا النحو بعد ساعات قلائل من تجربة عاطفية مثيرة خاضتها! لم تدرك قبل الان مدى ما تنطوي عليه كلمات بايرون الشاعر الانكليزي الكبير عن الحب حين قال: ان حب الرجل هو نسيج وحده، انه يعني كل وجود المرأة الان ان حب آدم لايبدو هكذا ، فلا يوجد رجل يتصرف بمثل هذا التأدب والبرود ، مثلما يفعل آدم نحوها ، ولو كانت في قلبه شرارة واحدة من الحب ، وخلال الايام القلقة التي مرت بعد ذلك احست بأنه يعتمد الايحدث بينهما اي تلامس، ولكنها اعترفت بصراحة بينها وبين نفسها بأن ذراعيه اضرمتا فيها النار.
واخذت افكارها وعواطفها تتذبذب بين نقيض ونقيض، وتمنت لو انها لك تر آدم او تنزل الى شواطئ الزيتا، فالجزيرة كالسجن... لقد تطلعت الى نيل حريتها ولكنها فقدت تلك الحرية في حياة الجحيم التي تحياها، وهي لحياة التي كان يمكن ان تصبح جنة مع حب رجل لها....
لم يجرؤ توني على الاقتراب منها منذ اليوم الذي كادت تلقي فيه حتفها كما لم تستطع هي ان تخاطر بالخروج لمقابلته خشية تعرضها لمزيد من الادانه
وبعد مضي ثلاثة ايام على هذا الحادث جلست روبين في حالة من اللامبالاة
تقلب في السجلات الخاصة بملجأ الطيور، وهي السجلات التي تحوي معلومات كثيرة عن عائلة الطيور التي لم يسمع عنها سوى القليل ويهتم بها
سوى المتخصصين وفجأة ظهر هودريك وولف في زيارة غير متوقعه ، وقال لها انه اخذ يتساءل عن سبب احتجابهما منذ فترة ، وسألها وهي تقدم
له القهوة إذا كان آدم رجلا" غير اجتماعي.

shining tears
14-12-2008, 02:30
وقدم لها هدية احضرها معه وهو يقول انه اعتقد انها تحب الحصول عليها
وازاحت الأوراق الخارجية التي تغلف الهدية لتفاجأ بأنها عبارة عن حافظة
تحوي اربع اسطوانات احداها تلك الأسطوانه التي سبق ان رأتها في مكتبة
هودريك وهي تحتوي على تلك المقطوعه التي عزفها آدم فأمسكت بها بيدين ترتعشاان وقدمت الشكر لهودريك وقالت له:
"اتمنى ان اسمعه يعزف من جديد ولكن..."
فهز هودريك رأسه تعبيرا" عن ادراكه لما تقصده وقال لها انه اعتقد ان تلك الاسطوانات قد تكون محظورة ولكنها ربما تثق في كتمانه للسر ونظر
اليها نظرة ذات معنى واضاف:
" لا اود ان اكون مسببا" في حدوث شقاق ولكنني علمت بأنك حصلت على
الفوتوغراف الخاص بمحطة الرصد
"وكيف علمت بهذا"
"رأى والدو توني وهو يحمله في سيارة الجيب وتوقع انه لابد ان يكون في طريقه اليك."
وبعد ان انتهى هودريك من احتساء القهوة انصرف وعادت وحيدة من جديد وراودتها الرغبة في الاستماع الى تلك الاسطوانات ولكنها لم تجرؤ على هذا فليس الوقت ملائما" وحملت حافظة الاسطوانات لتخفيها وسط ملابسها كأنها معصية تريد الاحتفاظ بها سرا".
ولزمت الصمت عندما رجع آدم لتناول الغداء واخذت تتصرف في فتور
كالمعتاد ولكن لولا انشغالها عندئذ بإعداد المائدة للاحظت شيئا" من الرقه في عينيه الرماديتان وهو يتتبعها ببصره وقال لها:
"اعتقد ان زائراقدم إلينا هذا الصباح"
فأصابها الذعر ولكنها ردت قائلة:
"نعم وذكر حاجتنا الى بعض الاختلاط بالناس"
وقال لها انه توجه الى محطة الرصد لاحضار بعض السكائر وقابل هودريك في طريق العودة وعندئذ احست روبين بالارتياح فهودريك كتوم
للسر كما يبدو وسألها فجأدة؟
"اترغبين في الذهاب إلى ملجأ الطيور بعد ظهر اليوم؟"
وجعلتها المفاجأة تتردد في الرد لحظات طويلة فقال لها انه لاداعي لمجيئها
إن لم تكن راغبة في ذلك فهو يعلم ان المكان هناك ضيق وغير مريح واستاءت عندئذ لطريقته فيإلغاء زيارتها بدون فرصة لتقول رأيها بالقبول او الاعتذار بطريقة تحفظ ماء وجهها فردت عليه في برود:
"ارغب في السباحه بعد ظهر اليوم"
"ولكن لاتفعلي ذلك بعد طعام الغداء مباشرة"
فقالت وهي تضع الأطباق في وعاء الغسل وتصب فوقها بعضا" من مادة منظفة:
"كلا سأخذ معي كتابا" لأقراء منه فصلين قبل السباحة"
وبدلا" من ان يعد نفسه للخروج لاحظت انه اخذ يساعدها في تجفيف الأطباق مما جعلها في حيرة من امره وفجأة قال لها:
"سأذهب للسباحة معك قبل ان اعود الى ملجأ الطيور.."
واحست عندئذ بأن الأمور فاصبحت مشوشة من حولها فصاحت صيحة
إحتجاج مكتومة في داخلها انها لاتستطيع احتمال تلك الصداقة الفاترة
والأفضل لها استمرار المعاملة الباردة بدلا" من الصداقة المتأدبة ففي داخله
يكمن شخص عطوف كريم وهي لايمكنها ان تصمد في دفاعها وتتمسك بمسلك الامبالاة نحوه فردت عليه وهي تتعمد الظهور بمظهر عدم الأكتراث
"حسنا سيكون هذا تغييرا"
واخذت تعد الأشياء اللازمة للسياحة وعندما وصلا الى الشاطئ سألها:
"اين الكتاب"
"اوه...نسيته لايهم."
وتحددت على صدرها فوق الرمال واخذت ترقب الامواج التي يعلوها الزبد الأبيض وهي تتدافع واحدة وراء الأخرى نحو الشاطئ وراحت تتساءل إذا كان آدم جاء معها لأنه يشك فيها وهل اعتقد انها تجري مقابلات سرية عاطفية مع توني وهل مازال لايصدق ماروته له عن ذلك النظر الذي رأه؟
وتحركت قليلا" وهي تنظر خلسة الى آدم الذي استلقى في هدوء وقد اغمض عينيه ونصحها بألا تتعجل النزول الى الماء فأطاعته واشعلت لنفسها سيكارة ثم قال إنه حان الوقت لكي يقيما حفل عشاء وأضاف يقول:
"إذا لم تفعل فسوف يظنون انني حولتك الى ناسك"
"وهل يهمك مايقولون"
"ليس بالظبط ..وهل يهمك انت؟"
واطفأ السيكارة في الرمل ونهض واقفا" فسألته بدورها قائلة:
" وهل يهم إن فعلت ؟"
وقبل ان يتاح له الرد كان قد نزل الى الماء ونزلت خلفه انها تستريح للسباحة مع آدم اكثر من السباحة مع توني الذي يميل للعبث ويثير رذاذا"
شديدا" حوله في حين آدم مثلها يراعي القواعد الصحيية السليمة للسباحة
وخرجا من الماء وراحت تجفف شعرها فطلب منها الاترهق نفسها وردت عليه أنها ن تنزل إلى الماء مرة ثانية والتقط منشفة الاستحمام واخذ يجفف

shining tears
14-12-2008, 02:32
نفسه بحركة مفاجئة لم تتوقعها فابتعدت بحركة تلقائية جعلته يتراجع الى الوراء بسرعة وسقطت المنشفة من يده وقال لها:
"لم اكن ارغب في ان المسكِ"
"كلا انني لم اقصد.... انك...."
"فهمت جيدا" وفري على نفسكِ الشرح"
ولبس خفيه ووضع قميصه فوق كتفيه وانطلق سائرا" في طريق الشاطئ
قبل ان تدرك هي مايحدث امامها وخلال الفترة التي امضتها في تجفيف نفسها والذهاب الى المنزل كان هو قد وصل الى ملجأ الطيور وكانت مشاعر الاستياء والغضب وراء اندفاعها للعودة بسرعة الى البيت ودلفت
الى غرفة الجلوس في ألم وتتساءل عما دفعه الى ان يتزوجها ؟ وماذا يريد منها ؟ انه لايريد الأن لا الحب ولاحتى الصحبة.كانت تعتقد انه يمر بفترة انتقالية ، وانها تؤدي دور الجسر الذييحتاجه للانتقال من حال الى حال ، ولكنها للآن أخفقت الى حدّ ما في هذا .
واخذت حماماً ، وغيرت ملابسها ، ونشرت المنشفتين في الشرفة لكي تجفا. اشيء الذي تأكدت منه الان هو انها لا تستطيع ان تعيش على حافة هذا البركان العاطفي ، وهي لا تدري الى اين سينتهي بها هذا الوضع .
ترى ماهو مفتاح اللغز الذي يمثله آدم فائدا واخرجت الاسطوانات من مخباها ووضعتها فوق السرير وراحت تتفحصها ، واخذت المرارة التي ملأت قلبها تهدأ تدريجياً ، فهنا مفتاح مشاعر المرارة و الغضب التي تستبد بآدم ، الا انه هو الذي يحتفظ بالرد ، لن يعرف طعم الراحة الى ان يحاول ويخاطر بتعريض نفسه للفشل ، ولكن كيف يمكن اغراؤه ليفعل هذا ؟ الآخرون لابد أن يكونوا قد بذلوا المحاولات معه ، أولئك المقربون اليه ، امه وأصدقاؤه ، وهذا لاشك فيه ، تلك الفتاة التي أحبها وهي ستيللا ، فان كانت ستيللا قد اخفقت فكيف يمكن لروبين ان تنجح ؟
ونحت جانباً اسطوانة الامبراطور لبيتهوفن ، ففيها قوة شديدة لا تتلاءم مع مزاجها في هذا الوقت ، كما آنها ترددت امام الاسطوانة العاطفية التي تحمل اسم بالاديس لشوبان ، ثم اخرجت الاسطوانة التي تحوي كونسرتو رخمانينوف من عزف آدم فاند ، إنها من اعظم المقطوعات لأنها تخاطب القلب اولاً ، وأدارت تلك الاسطوانة وراحت تسبح بخيالها مع انغامها العذبة حتى نسيت ما حولها ، ولم تسمع الطرق على الباب او النداء ، مما اضطره لأن يدخل قفزاً من النافذة ، ووجدته فجأة امامها وهو في سورة الغضب ، ففهمت ما ينتوبه وصاحت فيه :
"كلا ، لا تفعل ، ستحطمها ..."
واخذت تحاول تخليص الاسطوانة من بين اصابعه ، وهو يقول لها ، وقد هرب الدم من عروقه من شدة الغضب :
" من أين حصلت عليها ؟ عليك اللعنة ، كيف تجرؤين ، وكيف يجرؤ وولف ؟ انه ..."
واستمرت في محاولاتها لانتزاع الاسطوانة وهي تقول له :
" لا يمكنك ان تفعل هذا ، انها انت ، انها ..."
وأثناء ذلك اصطدم أحد مرفقيه بعينها بكل قوة فصاحت من الألم ، انزعج آدم و قال :
" يا إلهي ، ماذا فعلت ؟ دعيني أرى عينك ، انني آسف ياصغيرتي .."
وكانت الاسطوانة قد سقطت على الارض ، فصاحت فيه بشدة لئلا يقف فوقها ، وراحت تبحث عن شيء تجفف به الدمع المنهمر من عينيها المصابة. واحست بذراعيه تلتفان حول كتفيها . واختفى كل مالديه من غضب. واخذ يتفحص عينيها ويقول لها:
"روبين .. ارجوك ان تكفي عن البكاء ، لم اقصد ايذاءك ، انني..."
"اعرف هذا ، كانت غلطتي ايضا ، وكان يجب علي ان ... هل الاسطوانة، هل اصابتك شديدة؟ انك تعلمين انني لم اعتمد ايذاءك".
ورفع ذقنها الى اعلى وهو يحدق في وجهها بعينين يملأهما القلق، واخذ يجفف في رقة دموعها المنهمرة وانهارت مقاومتها وقالت:
"اوه ...آدم!"
دفنت نفسها بين ذراعيه وقد تهاوت كل مقاومتها امام العاطفة الجياشة، وراح يحتضنها بقوة اشد، وقد اسند رأسها الى كتفه، الى ان هذأت المشاعر الملتهبة، ورفعها عن صدرة في رقة لتنظر اليه وراح يسألها:"هل اصابتك سيئة؟"
فهزت رأسها بحركة بطيئة، ولكنها مالت في ضعف على صدره مما جعله يدرك خطورة حالتها، فاكتسبت ملامحه بعض الرقة واخذ يلمسها في رفق، واحست بأنفاسه وبذراعيه تلتفان حول وسطها الذي بدا لها كأنه قد تشكل ليلائم ذراعيه وراحت عينيه تتوسلان ودقات قلبه تتناغم مع دقات قلبها في انسجام اخذا يحسان تدريجيا بالجو المحيط بهما، وبتاطيور العائدة الى اعشاشها مع الشمس الغاربة، وصوت موجات المد ونسيم الغروب البارد:
"هل انت سعيدة ياصغيرتي؟"
"...وهل انت سعيد؟"
"جدا، انك الطفلة مليئة بالعواطف الجياشة."
"لا تصفني بأنني طفلة."

shining tears
14-12-2008, 02:33
"اذا فأنت مليئة بالعواطف، رغم انك تبدين كطفلة صغيرة بين ذراعي... الى اين انت ذاهبة؟"
"لانقذ تلك الاسطوانة"
"عليك بنسيانها".
ولكنها اخذت الاسطوانة ووضعتها في الفوتوغراف وقامت بتشغيله، ووقفت تنتظر صوت الموسيقى الذي ملأ المكان. ودقات قلبها تتزايد وهي تنظر الى آدم. ولم يتفوه بكلمة وانما مد ذراعيه اليها، فصاحت وهي تسرع نحوه وترتمي بين احضانه.
واخذت تشجعه وتقول له ان عليه بدلا من تدمير الاسطوانة ان يصنع المزيد من الاسطوانات. مما هو افضل من تلك الاسطوانة، فقال لها وهو يرمقها:"وهل يمكنني ذلك، من قال هذا؟"
"انا اقول هذا"
واخذت شهيقا عميقا ولم تتردد، لانها ادركت ان تلك هي الفرصة المناسبة التي قد لا تتكرر واضافت تقول:
"ولم لا تحاول؟"
"انها ليست بالسهولة التي تظنينها."
"اعلم هذا، ولكن لابد من المحاولة".
وطبعت قبلة على خده وهي تقول:
"آدم ، انا احبك ... وهذه هي الطريقة التي اعبر لك بها."
"حقا؟"
ورد القبلة بمثلها فقالت له ردا على سؤاله:
"الى ابعد الحدود".
وضحك في رقة وهو يقول:
"بهذه السرعة؟ ولكن ما شأن هذا بمقدرتي على استئناف عملي ومهنتي؟"
"لانني اعرف ماتشعر انت به، العقبة هي خوفك الا تجيد، انك تبحث عن الكمال وحده وتريد ان تمنحه، ولكن هذا سوف يتحقق ان انت حاولت ، وستكون اعظم من ذي قبل لانك عانيت من اجله.."
ومضت تقول في حماسة شديد:
"الايمان يحرك الجبال ويحقق اي شيء ، فهل تتمسك يا آدم بالايمان؟ عدني بهذا ارجوك"
وكانت الغرفة ساكنة وهي تنتظر رده، ثم تنهدت وسمعته يقول لها :
" حسنا سأحاول من اجلك ومن اجل ايمانك."









9- السلّم الموسيقي.... لم يتزعزع ايمان روبين على الاطلاق خلال الاسابيع التالية، وهي الاسابيع التي عاشتها في قمة السعادةوبرغم ان آدم كان يبدو عليه مظهر الحذر الغامض، وهو ما لوحظ عليه صباح اليوم الذي توجها فيه فيللا هودريك بالسيارة ، عندما طلبت روبين من هودريك مفتاح البيانو.ورد عليها هودريك عندئذ في دهشة كأنه لم يكن يتوقع مثل هذا الطلب قائلا:" ولكنه لم يكن مغلقا في اي وقت من الاوقات، وانت تعلمين هذا.... هل قررت التدرب على عزف تلك الافتتاحية التي علاها بعض الصدا؟"
ولم تنجح روبين في اخفاء مدى سعادتها ورغبتها في ان تغني للعالم كله في ابتهاج ، فردت عليه في رقة:
" سوف يتولى آدم مهمة ازالة الصدأ هذه نيابة عني."
ولم يغب عن هودريك المعنى الذي تقصده ، فصاح مبتهجا وأمسك بيدي آدم محييا اياه ، ونادى والدر لاحضار لمشروبات ، وقال انهما لو ابلغاه مقدما كان كلف والدو يضبط درجة النغم في البيانو، ولكنه سيفعل ذلك رغم هذا وابدت روبين تشككها في رحلة صيد السمك التي تم الاعداد للقيام بها هذا الصباح ، ولكن هودريك اكد لها ان هذه الرحلة تتم عادة بالقارب الخاص، وقال انه قد يواتيها الحظ فتصاد سمكة طيبة مما سيغتبط له زوجها. فقال آدم في جفاف:
"سآغتبط فعلا."
وادركت روبين ان آدم يشعر بالمؤامرة التي حيكت لتركه بمفرده حتى يقوم بالتجارب الاولى الحيوية التي يتوقف عليها الشيء الكثير.
وراحت تتساءل بينها وبين نفسها في قلق عما اذا كانت يداه سوف تتجاوبان، ام انها سترجع من تلك لتجد رجلا متقلب المزاج خاب امله، واصبح في حالة اشد مرارة من ذي قبل؟ ظل هذا السؤائل يراودها طوال الجولة البحرية التي استغرقت ساعتين في القارب ان آدم يجب ان يعود للعزف من جديد. وهو ان كن غير قادر على تحقيق المستوى المطلوب من الكمال الذي حدده بنفسه ليستطيع احياء الحفلات الموسيقية، كيف يمكن تحقيق هذا؟ انها لاتدري ولكن لابد من ايجاد جواب لهذا السؤال.
ورغم تتبوءات هودريك م تنجح في اصطياد شيء، في حين تمكن هودريك، وهو ما ادهشه من نفسه. من اصطياد سمكة متوحشة فاشاع جو المرح بين رفاقه الرحلة. وقاد القارب بعد ذلك في طريق العودة، وما ان وصلت روبين هي وهودريك الى الفيللا حتى انتابتها حالة من الصمت

shining tears
14-12-2008, 02:34
المشوب بالقلق، لانهما لم يسمعا صوت البيانو، ترى هل مازال آدم في الفيللا ؟ وهل تمكن من ...؟ واخذت تبلل شفتيها وهي تتحرك الى الداخل.
كان آدم واقفا امام النافذه وظهره نحوها , وعندما نادته في قلق رد عليها بدون ان يتحرك:"لاتوجهي الى الان اي اسئلة".
والتقطت انفاسها وهي ترقب وجهه الشاحب، وعندما التقت عيناه بعينيها لاخظت ابتسامته المصطنعة المشوبة بالتوتر ، فسألته:" لم تخفق امام البيانو في اي حال".
فأمسك يبدها وضغط عليها بطريقة مطمئنة، وتركها لكي يحيي هودريك . وقالت روبين لنفسها انه لو كانت نتيجة تلك التجربة محزنة لما بقي في انتظار عودتهما ، ولكان رد فعل آدم مختلفا. والى جانب هذا مرت سنة اشهر منذ إصابته، مما جعله يبتعد عن التدرب طوال هذه الفترة ، حتى لو لم يكن قد اصيب ، فابتعاده هنا خسارة كبيرة، سوف يتعين عليها ان تتحلى بالصبر، ولكن هل يصبر آدم ايضا؟
وأصر هودريك على بقائهما لتناول طعام الغذاء، ولكن آدم اعتذر لانه لايجب اهمال ملجأ الطيور، وتم الاتفاق على ان يتدرب آدم كل صباح على العزف بينما تعني روبين اثناء ذلك بعملية تسجيل الملاحظات والتقاط الصور في ملجأ الطيور، وفي اي حال اوشك السجل ان يكتمل ولم يتبق سوى تدوين القليل من الملاحظات، سيكون الكثير منها بمثابة تكرار الملاحظات التي تم تدوينها فعلا.
وعندما عادا الى البيت دلفت روبين الى الداخل واحضرت ألة التصوير ، وعادت تتخذ مكانها من جديد في سيارة الجيب.
فسألها آدم:
"هل انت قادمة معي؟"
"طبعا، هل هناك اعراض؟"
قالتها في تدلل وحب ، فرد عليها بجفاف:
"ليس الان ، ولكني قد اعترض فيما بعد ، فأنني كما تعلمين لا افتقر الى القدرة على تخيل مما قد يحدث."
فردت عليه وهي تنظر الى الطريق التي انطلقت فيها السيارة:
" أوه ، لم اكن اعلم انك من الطراز المغرق في الخيال"
"هناك اشياء كثيرة لا تعرفينها عني، وآمل الا تودي هذع الاشياء ، عندما تعرفينها ، الى تحطيم الكثير من اوهامك."
وبعد إطراقه سألته:
"احقا سيحدث هذا؟"
"سيتوقف هذا على مدى الاوهام التي تنتابك، بدأت ادرك ان النتائج التي توصلت اليها في البداية لم تكن دقيقة."
فسألته في دهشة"
" أية نتائج تقصد؟"
" انها تتعلق بك انت!"
ووصلت السيارة الى الملجأ، وعندما دخلا وبدأ آدم يضبط آلة التصوير ، اخذت روبين تستعيد بعض كلماته وتفكر في معناها، ولكنها أدركت انها تحتاج الى بعض التفسير فسألته:
" مالذي تقصده بالنتائج غير الدقيقة التي توصلت اليها فيما يتعلق بي؟"
فلوى شفتيه قائلا:
" اعتقد انني اخطأت مرتين أخذت عنك انطباعا اوليا خاطئا عندما التقطتك عن الشاطئ، تلك الليلة ، وعندما عرفت قصتك فيما بعد ظللت اميل الى الاعتقاد بانك فاسدة ومريضة نفسيا وانانية ، واخيرا ادركت مدى ما تتصفين به من انكار للذات وكرم شديدين."
وفوجئت روبين بصراحته ، وقالت له هي ايضا في صراحة مندفعه:
" ولكنني لم اكن هكذا دائما ، كانت لي بعض جوانب الطيش وغير ذلك من الامور المشابهة."
"هكذا الشباب عادة ، ولكن الحياة سرعان ما تعبس ، ولهذا فان الشباب يجب ان يكتشف ويبحث ويأخذ قبل ان تاتي الاحزان وتزول الاوهام ، ولكن هناك شيء يقلقني"
فتوجست روبين خفية ، وسألته اذا كان يقصد ما يتعلق بنتيجة تجربته الاولى امام البيانو ، فقال لها :
" اتحدث عنك انت ... قولي لي يا روبين كم تحبينني، وكم تحبين آدم فاند الذي لا تعرفينه بالمرة؟"
" وكيف لي الا اعرفك ، او ان افضل بينك وبين فاند؟ لا افهم ماتقصده."
" حقا ؟ ربما ما سأقوله لك كانه نوع من الغرور، عرفت انك لا تعرفين الجانب الاخر من شخصيتي... انني اكون كالاعمى والمرائي ان انا تظاهرت بأن فاند هو مجرد اسم وليس امتداد لي ،فأنا باعتباري آدم فاند اتلقى الكثير من الاعجاب والتقدير ، وهناك الكثيرات من الفتيات من بين جمهوري تتملكهن حالة عيادة البطل في نظارتهن الي ، كما ترسم صورتي فوق احزمة المراهقين ، اما آدم غرانت فان قصته تختلف كثيرا."
فقالت له وهي تداعبه:
" وكم من القلوب حطمت؟"

shining tears
14-12-2008, 02:36
"لا شيء على ما اعتقد."
"بل اراهن عشرات القلوب ، فعازف البيانو العظيم يجب ان يكون مديد القاكة ووسيما مغترا بنفسه وفي سن الرجولة ، لا مسنا بدينا سريع الغضب"
فابتسم ولكن بغير ابتهاج وسألها:
" ولكن اي من تلك الصفات يجتذبك انت؟ هذا هو ما يقلقني."
"اتعني انني تنتابني حالة الرغبة في عبادة البطل تجاه فاند. ولكن هناك حقيقة نسيتها يا سيد غرانت ، فانا لم اتزوج فاند."
فاطرق قليلا ثم قال لها :
" اعلم ، ولكنني اود ان اكون صريحا معك."
" وانا كذلك ، الا تعتقد ان عبادة البطل لامكان لها في جزيرة صغيرة، ليس فيها عقل يعرف او عين ترى او شخص يضع حزاما عليه صورة البطل ، او الشخص الوحيد الذي يشار اليه بالبنان ؟ اوه يا آدم ..."
واسندت رأسها على كتفه وتنهدت قائلة:
"انا فعلا اشعر بعبادة البطل نحو فاند ، ولكنني احبك..."
ومرت فترة طويلة قبل ان يبعدها عنه في حزم ويقول في تهكم :
" هذا كنت اقصده عندما تحدثت اليك عن قدرتي على تخيل ماقد يحدث."
" وها هاك عيب في التخيل ؟"
"كلا لكن لدي عمل يجب ان أؤيه هنا ، ولا يمكنني ان اؤدي عملا او اطارحك الغرام في آن واحد."
فتظاهرت بأنها لم تسمع ملاحظته وقالت له :
" لم يسبق لك ان شرحت لي كيف جئت الى هذه الجزيرة."
"السير جوزيف هاغل احد العلماء في :جمعية ابحاث الطيور" صديق قديم لامي ، وقد علمت الجمعية ان طائر الغرنوق شوهد هنا في هذه الجزيرة فقررت ارسال شخص لاجراء مسح عن تلك الطيور ، وكان ذلك عندما وقع الحادث لي"
ورأى السير جوزيف ان هذا يتيح لي قضاء فترة نقاهة بصورة ملائمة.."
وتردد قليلا ثم اضاف قوله:
" كنت اعتزم ان افعل اشياء اخرى ، واقضي شهرين في جزر الرأس الاخضر حيث كان احد اصدقائي يمتلك فيللا ، وكانت ستيللا سترافقني بعد زواجنا ، الا انها قررت في اخر لحظة ضرورة تأجيل الزواج ، وقد جعلني هذا في اشد حالات الغضب، مما جعلها ترجئ ابلاغي بحقيقة نواياها الى مابعد رحيلي ، فقد وصلني خطابها الذي تبلغني فيه بفسخ خطبتنا قبل يوم من وصولك الى الجزيرة."
ولم يكن لدى روبين ما تقوله تعليبا على هذا ، فنتهدت واخذت تمرر اصابعها في حنان فوق يده ، ولكنها كانت تحس بالسعادة لانه افضى اليها باسراره، وهو ما شجعها على ان تطرح السؤال الذي يشغل بالها منذ مغادرتها فيللا هودريك ، واخذت نفسا عميقا وقالت ببطء:
" آدم ، ارجوك الا تعود الى حالة البرود واللامبالاة التي كنت فيها من قبل ، ولكن الا مر يهمني جدا ، هل لمست البيانو صباح ليوم؟"
"نعم"
" وماذا عزفت؟"
" السلم الموسيقي"
" السلم المسيقي فقط؟"
"نعم"
وضغط قليلا على يدها قبل ان يعود للامساك بالمنظار لكي يضبط العدسة
واضاف قوله:
" وسأظل اعزف السلم المسيقي غدا وبعد غد وبعد وبعد غد و..."
وتنهدت ثم سألته:
" ومتى تعزف الحانا؟"
" ربما عما قريب ، وربما فيما بعد ، الامر متروك للظروف."
واحتضنها فجأة وبقوة واضاف قوله:
"عليك ان تتحلي بالصبر في انتظار اليوم الذي اتطلع انا ايضا اليه"
" ومتى سيأتي هذا اليوم؟"
فعانقها وتركها قائلا:
" انه اليوم الذي اطلب منك فيه عدم ترك الغرفة اثناء قيامي بالعزف."
روبين يجب ان تقنعي بهذا وان تتحلي بالصبر."
ومر اسبوعان قبل ان يطلب آدم من روبين ان تبقى وهي تهم بتركه وحده مع اليبانو. ووقفت تتطلع من النافذه في توتر وترقب هودريك و والدو وهما يتجولان في حديقة الفيللا ، والشمس تملا المكان والنسيم يداعبها ، وراقبت آدم وهو يجلس على مقعد البيانو . ولم يتحرك لبضع لحظات، ثم اخذ يحرك اصابعه ورفع يديه وهوى بهما فوق مفاتيح البيانو ، لم يعد هناك سلم موسيقي الان ، وانما اخذت الالحان العذبة التي تأخذ بمجامع القلب تنساب ، وكأنها تؤدي خصيصا من اجل روبين وحدها ، وبدا لها كان الزمان والمكان لم يعد لهما وجود ولم يعد هناك سوى الموسيقى التي تملك

shining tears
14-12-2008, 02:38
عليها حواسها وتنساب الى كل خلية منها ." آدم اصبح يعزف من جديد قالت هذه العبارة بدون ان يصدر عنها ايصوت ... وانتهى آدم من العزف وآمال يديه الى جانبيه قائلا لها :
" كانت هذه مهداه اليك"
"أوه ... آدم ..."
وارتمت بين احضانه وعيناها مغروقتان بالدموع، ولا تملك الكلمات التي تعبر بها عن مدى سعادتها ، واحتضنها برفق وهو صامت مثلها الى ان سمعا صوت سعال للتنبيه والاعتذار قادما من اتجاه النافذه وقال هودريك بجفاف:
" حسنا ... هل مسموح لنا ان نصفق ابتهاجا."
فنهض آدم واقفا وهو يقول :
"ليس بعد ".
فصاح هودريك المسن :
" ولكن كان هذا رائعا، هل تسمح لي على الاقل ان اهنئك؟"
فهز آدم رأسه قائلا:
"كان هذا افضل مما كنت اظن"
فهمست روبين قائلة:
"كان حقا رائعا"
فابتسم في ضعف وقال لها :
" لم يكن كذلك يا صغيرتي، فما زال العزف فيه بعض التوتر."
ومد اصابع يده اليمنى وراح يثنيها عدة مرات واضاف قوله:
" ولكن التوتر خف بعض الشيء منذ يوم او نحو ذلك."
وقال هودريك :
"ربما يفيدك التدليك"
"ربما"
ونظر آدم الى روبين وتفوه بالرد الذي كانت تتوق اليه وقال :
:" اعتقد ان في إمكاني ان اعود للعزف من جديد."
وتحدث هودريك فقال :
" سوف تفتقدكما بكل تاكيد وستعود الزينا الى انحلالها القديم عندما ترحلان عنها."
فرد عليه مارك ثورنتون بمرارة قائلا:
"تحدث عن نفسك ، فلم تصل بعد الى درجة الانحلال!"
وفي غرفة الاستراحة الكبيرة في محطة الرصد احتشد سكان الجزيرة القلائل المعدودون للاحتفال بتوديع آدم و روبين التي اسفت لرحيلها ، فغدا سيصل القارب الذي كانت تنتظره من قبل وهي على احر من الجمر ، والان مرت تلك الاسابيع التي بدأت باليأس والهموم وانتهت بالسعادة.
واقترحت عليه روبين ان يعزف لسكان الجزيرة فهذا هو اخر يوم لهما في الزيتا ، فاستجاب لها ، وفي الفييلا هودريك احتشد سكان الجزيرو يعزف عدة منوعات لمدة ساعة ، قوبل بعدها بعاصفة من التصفيق رغم ان الحانه لم تصل الى أذان سامعيه ، واخذ الجميع ينشدون احد الاناشيد ، ورددوا النشيد نفسه عند توديعهما وهما يستقلان القارب للرحيل في اليوم التالي.
وتقابل آدم و روبين مع وفد عماء الطير الذين اتوا في القارب لقضاء بعض الوقت في الجزيرة ، وقدم لهم آدم تقريره في حين راحت روبين تشرح لهم اماكن الاشيئاء الموجوده في البيت.
وودعهما سكان الجزيرة وداعا مؤثرا ، وقام احدهم بوضع عقد من الزهور حول عنق روبين التي اخذت تضحك وتبكي في أن واحد . وهي تعدهم بان تبعث اليهم برسائل وان تزورهم ان هي مرت يوما بالجزيرة وبدأ القارب يتحرك ، واخذت الايدي الملوحة تختفي تدريجيا كما اخذت الفيللا ومحطة الارصاد تتلاشيان شيئا فشيئا وبدت ملامح غير واضحة للمنزل الذي عاشا فيه واختفت الزينا عن الانظار في الافق البعيد.
ووصلا الى سان فرانسيسكو بعد مضي اسبوع ولم يكن امامهما سوى ساعات قلائل لشراء بعض الحاجيات والقيام بجولةسريعة في المدينة لمشاهدة الجسر المشهور وميناء المدينة ، قبل ان يحجزا تذكرتين للسفر مباشرة الى لندن وجلست روبين في مقعدها في الطائرة تحف بها السعادة والرضى... انها اخيرت عائدة الى الوطن بعدما عانت ثلاثة اشهر في جزيرة نائية.
وسألت روبين آدم وهو يجلس الى جوارها اذا كانت امه ستحبها ، فقال لها انها ستحبها طبعا ، وانها ستكون في انتظارهما في المطار ان كانت البرقية التي ارسلها لعا قد وصلتها. وراحت تتساءل عما سيكون وقع البرقية التي ارسلتها هي لشقيقتها جولي تبلغها فيها بقدومها ربما يكون كارلنغ قد انتهى رحلته البحرية وابلغ جولي بأن شقيقتها روبين فقدت.
واخذت روبين تفكر في حياتها الجديدة مع آدم بعد العودة الى الوطن وهي حياة سوف تختلف عن حياتهما معا في الجزيرة ، وكيف ستستقبلها امه وهل سترحب بزواجهما وراحت الهواجس تتنازعا من جديد وتسائل نفسها اذا كان آدم يحبها فعلا ، وبالدرجة التي تحبه هي بها ، وكلما اقترب موعد وصول الطائرة كلما اشتدت ضربات قلبها وزداد توترها.
وعندما حلقت الطائرة في اجواء لندن ، واخذت تحوم كالطائر الخرافي في انتظار الاذن لها بالهبوط في المطار، وتحول توترها الى شعور بالخوف ، فماذا يحدث لو احس آدم بالندم لاقدامه بطيش وحماقة على هذا الزواج؟

shining tears
14-12-2008, 02:40
_
حب أصيل أم بديل؟

كانت أم آدم تقف في الجانب المضاد لكل آمال روبين كانت سيدة ممشوقة القوام ، وتنم ملامحها الاستقراطية عن عمرها الحقيقي البالغ ستين عاما ، ولكنها تنم بكل تأكيد عن الارادة وقوة الشخصية التي ورثها عنها ابنها ، مثلما تكشف في الوقت نفسه عن الميول الاستبدادية.
"هذا كلام فارغ"
قالتها أم آدم ، بعد تبادل التحية، وهي تشير في رفض الى المبارة التي وصل بها هارفي سيرل مدير اعمال آدم ، واضافت تقول :
" لا يمكنك ان تأخذ روبين مباشرة الى الشقة، فلم يتم اعداد أي شيء هناك ، كما انها ليست في حالة تتيح لها الان تنظيم الشقة التي ظلت مغلقة طوال ستة اشهر."
وبرغم ان روبين كانت فعلا مجهدة من الرحلة ، ابتسمت ابتسامة مهذبة متكلفة وقالت:
" هذا عطف شديد منك يا سيدة غرانت ، ولكنني استطيع ذلك ، وقد اعتدت القيام بأعمال المنزل في الزينا وانا واثقة ان الشقة ستصبح ضربا من الاحلام بعد قليل من التنظيم والتنظيف."
ونظرت الى آدم وهي تتطلع الى تأييده لها ، ولكنها وجدته مقطب الجبين وقال لها:
"انك فعلا مجهدة ياصغيرتي ، واعتقد ان امي على حق."
فقالت السيدة غرانت وهي تبتسم:
" نعم انا على حق ، فالصغيرة تكاد قدماها لا تقويا على حملها من شدة التعب.. ولقد قمت بترتيب كل شيء فعندما وصلتني برقيتك اتصلت بالسيد جوزيف وفق طلبك ، وسوف يحضر الى هنا غدا ، ولهذا فأن من الافضل بكثير ان تسير الامور طبقا للترتيب الموضوع."
وتردد آدم لحظة ثم تنهد:
" وفي هذه الحالة ستضطر ..."
واضاف وهو يوجه كلامه الى هارفي سيرل وفي صوته مسحة من الغضب :
" سأراك يوم الاثنين واناقش معك الامور عندئذ واشكرك لمجيئك . وآسف لانني كبدنك مشقة الحضور بلا طائل.."
فابتسم هارفي قائلا:
" انا سعيد بعودتك فقط وبمقابلة عروسك الجميلة."
وصافح روبين وهو يربت على يدها وكانه يطمنها بعدما لاحظ حالة القلق التي تحاول اخفاءها، ودعاهما الى تناول طعام العشاء معه في الاسبوع المقبل بعد ان يستقرا.
قالتها روبين وهي تبدي استحسانها لهذا الرجل المهذب الذي يختلف تماما عن الصورة التي تخيلتها لرجل الاعمال الذي يتصرف بطريقة رسمية جافة . واستقل هارفي سيارته تاركا آدم وروبين يستقلان سيارة المرسيدس التي كنت السيدة غرانت تتنظرها بفارغ الصبر . وقادت جاني مشرفة البيت السيارة من المطار الى هاميشاير في الطريق الى بيت السيدة غرانت وقطعت المسافة في حوالي ساعة ، ثم استراحت روبين عندما لاحظت عدم ميل السيدة غرانت للثرثرة ولكن مع وصولهم الى البيت ادركت انه حان الوقت الذي يجري استجوابها فيه . وقالت لها السيدة غرانت هولد آدم هنا ، الم يخبرك بهذا؟"
واتجهت الى آدم قائلة:
" روبين معجبة ببيتك القديم ، وانا لا افهم السبب الذي يحول دون اقامتك فيه مزيدا من الوقت."
اهكذا تنهدت روبين وهي تحاول ان تتنجنب النظر الى السيدة غرانت التي اخذت تضغط شفتيها وتطلب منها دخول المنزل انها بداية لا تبشر بخير ، وابتهلت روبين الى السماء الا تستغرق تلك الزيارة سوى فترة قصيرة جدا.
واثناء قيام آدم بانزال الحقائب من السيارة قالت له السيدة غرانت انها اعدت لهما جناح الضيوف ، ولكن اذا فضل هو الاقامة في غرفته القديمة فأن جاني يمكنها ان تعدها في دقائق . فقال لها ان جناح الضيوف سيكون ملائما ورائعا . وعليها ان تعلم انهما لن يمكثا هنا سوى يومين . لان لديه اعمالا كثيرة عليه ان يؤديها كما ان روبين لم ترى اسرتها منذ شهور.
وقالت روبين وهي تحمل الفستان الابيض البراق الذي اشتراه لها آدم م اشياء اخرى في سان فرانسيسكو انها تريد الاتصال بشقيقتها جولي وتأمل ان تكون قد وصلتها البرقية.
وعندما اتصلت روبين بمنزل شقيقتها ابلغها زوجها تيرنس ان البرقية وصلت ، ولكن جولي غادرت البيت منذ يومين لقضاء فترة مع بعض الاصدقاء ولن تعود الا في وقت متأخر من مساء اليوم . ووعد بأن تتصل بها جولي عندما تعود ولاحظت روبين ان تيرنس كان يتحدث اليها باسلوب فظ وتمنت الا يكون قد عاد للتشاجر مع شقيقها.

shining tears
14-12-2008, 02:43
خرجت روبين من جناح الضيوف لتتجول في ارجاء البيت ، فلاحظت انه يتسم بالفخامة والابهة من حيث الاثاث والمفروشات والستائر ، وارشدها آدم الى مكان الحمام وغرفة الملابس.
واستلقى آدم فوق احد الاسرة فاقتربت منه وتمددت الى جواره ، وقال لها ان امامهما حوالي نصف ساعة للاسترخاء قبل ان يحين موعد تناول العشاء.
انها تشعر الان بأنها لن تستطيع ان تركن للاسترخاء مرة اخرى ، وطلب منها الا تبلغ احدا بأنه قرر العودة لاستئناف حياته الموسيقية الاعندما يطلب منها ذلك.
فسألته وهي حرك رأسها نحوه بسرعة:
" ولا ابلغ امك ايضا؟"
"نعم ، حتى امي لاتبلغيها .. واعلمي انني احب امي واحترمها ، ولكن هذه المسألة اريد تسويتها بنفسي."
"سوف تعرف قريبا جدا ، وستكون اول من يعرف باستثناء هارفي الذي لايمكنني ان اكتم عنه هذا الخبر – سوف يسعدها هذا كثيرا."
وجذب نفسا من سيكارته واضاف قوله:
"من الصعب جدا ياروبين ان يتجنب الانسان ايذاء من يحبونه ، فالحب سلاح في يد المء جاهز دائما للاستخدام عندما يصبح مهددا بأن يتحول الى عملية تملك تخطت حدودها وهو ما يضطرني لان اقول لك شيئا كان يجب علي ان اقوله من قبل ..."
وسمعا فجأة طرقا على الباب ، وكانت جاني تبلغ السيدة غرانت وهي تقصد بذلك .. روبين بأن مكالمة تنتظرها.
وانطلق صوت جولي على الخط باضطراب وهي تقول لها انها لو كانت في البيت وقت وصول البرقية لاندفعت الى المطار لاستقبالها . واخذت تداعبها وتناديها باسم بيتي ، وهو اسم التدليل الذي كانت تنادي به شقيقتها الصغرى روبين وهي طفلة ، وراحت تؤنبها لانها لم تكتب اليها وانها لم تتلق سوى رسالة واحدة منذ ثلاثة شهور وسألتها عن شكل الرجل الذي تزوجته . وقالت لها انها ظنت انها لقيت مصرعها اثناء احدى الثورات التي تتفجر في امريكا اللاتينيه كل خمس دقائق على مايبدو!
ومضت جولي تقول لشقيقتها:
" اين انت الان؟ وكيف يمكن لي ان آراك؟ انني في غاية الشوق لرؤية زوجك ، هل حقا تزوجت عازف البيانو هذا؟ انني لا اكاد اصدق وهل قابلته على ظهر يخت كارلنغ؟"
وبدا القلق الشديد في صوتها وهي تسألها:
" الم تتعرضي لاي أذى او عملية احتيال على ظهر اليخت؟"
فردت عليها روبين بقولها:
"انك تبدين كا لام التي تساورها الشكوك.... بالطبع لم اتعرض لشئ من هذا، رغم انني واجهت موقفا حرجا فوق هذا اليخت. وان كنت لا اسطتيع ان احكي لك التفاصيل الان لكنني استطيع ان اقول لك انني تمكنت من الفرار من براثن هذا الوحش كارلنغ، وقفزت من اليخت وسبحت الى شاطئ الزينا حيث اصبحت كالشاردة وقابلت آدم و... اننا في اي حال سنمضي يوما او يومين في منزل ام آدم . حان الان موعد العشاء. وسوف اتصل بك فيما بعد للاتفاق على ترتيب ما ، كيف حال زوجك تيري؟"
فردت عليها جولي بلهجة مفعمة بالتقزز والاستياء:
"انه عابس كعادته انصحك الا تثقي بأي رجل ، ولكن فات اوان هذه النصيحة.. تذكرت ان لك رسالا وصل الينا منذ شهرين وهو مرسل من المحامين المختصين بقضايا ايينا ، اتصلنا بهم وابلغناهم بغيبتك فطلبوا ان تتصلي بهم عندما تعودين."
وتملك روبين الحزن لذكرى ابيها الحبيب الى نفسها، وانتهت المكالمة وذهبت لتناول طعام العشاء. وكانت مأدبة باردة تسودها الرسميات والتوجيهات من جانب السيدة غرانت حول قواعد الادب والسلوك ، حتى ان روبين تنفست الصعداء ، عندما عادت الى غرفتهما من جديد.
انها لا تعلم الان ان السيدة غرانت اغلقت قلبها تجاهها ، وانه ليس امامها سوى ان تقبل العلاقة الجديدة بسلوك مهذب وان يكن مشوبا بالقلق والتوتر ، واصبحت تتوق اكثر من ذي قبل لان يضمها آدم بذراعيه لتشعر بالارتياح وتطمئن الى ان شيئا لن يتغير مطلقا، وان السعادة التي هي فيها ليست مجرد حلم هش قد يتهشم ويندثر في الامستقبل الجديد الذي بدأ فعلا منذ قليل . وان جذور الحب التي نمت وامتدت في المنفى الغريب تبدو هشة جدا.
وداعبها آدم مداعبة خفيفة قبل ان يستغرق في النوم من شدة الاجهاد وظلت هي تنتظر ان يأتيها النعاس لينقذها من تلك الافكار المزعجة.
وكانت الساعة الحادية عشرة قبل الظهر عندما استيقظت روبين منزعجة وهي تتعجب الا آدم لم يوقظها . واحست بأن هذا لن يعزز من مركزها بين اهل البيت ، ولكنها لا تعبأ الان بمركزها في البيت او بأي شيء اخر. ادركت انها لا تستطيع ان تتحرك في البيت بالملابس والحرية التي كانت تمتلكها في الزينا، وفكرت في ضرورة احضارها ملابسها واشيائها من

shining tears
14-12-2008, 02:45
منزل شقيقتها جولي، ونهضت واخذت حماما باردا ، لكنها راحت تتساءل عما سترتديه هذا الصباح؟
لم تشأ ان ترتدي الفستانين اللذين اشتراهما آدم من امريكا الا عندما يبدآن حياتهما الجديدة في بيتهما في هامستيد قرب لندن فقد حدثها آدم عنه وعن حديقته الخلفية . وفيه استوديو كبير وبيانو ومكتبه موسيقية ضخمة ومسجل موسيقى كبير يستخدمه في المقارنة بين مختلف التسجيلات ، ولانتقاد القطع التي يعزفها. وراحت تقلب صندوق الملابس الذي كان معها في الزينا وفيه ملابس والاقمشة التي اهداها لها آدم ستظل تحتفظ تلك الاشيئاء العزيزة الى نفسها في مكان ما حتى تريها لاحفادها عندما تتقدم بها السن وهي تروي لهم ذكرياتها الحلوة وانتقت احد الفساتين وارتدته ، ونزلت تبحث عن آدم، لكنها لم تجد سوى جاني ، ثم رأت السيدة غرانت تدخل حاملة باقة من الزهور قامت بجمعها من الحديقة، وقالت لروبين في برود عندما رأتها ، انها جاءت في الموعد المناسب لتناول القهوة ، ونظرت الى ساعتها وابلغتها بأن موعد الافطار فاتها، وانهم سيتناولون طعام الغذاء بعد اقل من ساعة ، فردت عليها روبين قائلة:
" لا أريد تناول أي طعام ، فلست جائعة اين آدم؟"
" ذهب الى المدينة ، الم يبلغك ليلة امس ؟ سيعود في موعد تناول الشاي.."
قالتها وهي تلحظ احساس روبين بالاحباط ، ورغم هذا لم تغير من طريقتها الباردة في الحديث ، فردت عليها روبين قائلة:
"وقت تناول الشاي ، لماذا لم يوقظني احد؟ كان يجب ان اذهب معه".
وطلبت منها السيدة غرانت ان تتبعها الى غرفة الجلوس ، المطلة على المروج الخضراء، لتناول القهوة التي اوشكت ان تبرد ، وابلغت روبين بأن آدم ابلغها بالحادث التي تعرض له وحدثها عن ستيلا ، فقالت روبين:
" اعرف كل شيء عن ستيلا والحادث واعرف من الذي فسخ الخطبة."
وساد فترة صمت لمعت عينا السيدة غرانت ببريق غريب وهي تقول :
" لم تكن هناك قوة في الارض تستطيع منع وقوع هذا الحادث الذي حطم قلب ستيلا لما له من تأثير على مهنة آدم . ستيلا ابنة اعز اصدقائي وسوف يتاح لك يوما ان تلتقي بها انت وآدم ، لانستطيع ببساطة ان نخرجها من حياتنا لمجرد ان الزواج الذي كنا نتمتاه جميعا لم يتم ، ولهذا ارجو منك ان تحاولي عندما تلتقين بها ، ان تجنبيها الشعور بالالم والحرج".
"نعم ، بطبيعة الحال."
قالتها روبين وهي نستاءة وفي جسمها رعدة وهي تحس بأن الفتاة التي كانت مجرد اسم اصبحت شبحا يطاردها في الحياة.
وعندما سألتها السيدة غرانت عن هدية الزواج التي تفضل ان تقدمها اليها ، احرجت روبين ثم قالت لها ان اي هدية من اختيارها ستكون مناسبة.
ثم سألتها عن السبب في اقدامها على الزواج في تلك الجزيرة وعدم الانتظار حتى العودة الى الوطن ، وعن رأي ابويها في هذا الزواج فقالت لها انها بلا ابوين
فأبدت السيدة غرانت اسفها وطلبت منها ان تعذرها لانها لا تعرف عنها سوى القليل، ثم بدت السيدة غرانت استعداها لاقامة حفل رسمي محدود بمناسبة هذا الزواج.
وصحبها آدم صباح يوم الاثنين الى المدينة في سيارته طراز ستروين الجديدة ، ولاذت بالصمت وهي في حيرة اذا كان آدم تغير خلال تلك الايام الثلاثة منذ عودتهما . ام انها تتخيل هذا ، التقى آدم مع السير جوزيف ، لمشاهدة الافلام الني سجلها آدم في ملجأ الطيور في الزينا ، واخذا يتناقشان لبعض الوقت حول التقارير التي سجلها آدم.
ووصلت السيارة الى الفيلا التي سيقيمان فيها ، فنزلا من السيارة وسبقها آدم وفتح الباب ونادى عليها كي تتفقد الشقة قبل حمل الحقائب الى الداخل، انها فسيحة وتحتل الطابق الارضي كله بالفيلا. ومزودة بمطبخ حديث ، وغرفة الطعام وتطل على الحديقة , وسألته عن غرفته الموسيقية فصحبها اليها لتجدها تحتل جدارنها المطلية باللون الازرق من اي نقوش او لوحات . ولاحظت وجود اثنين من اجهزة البيانو ، وعندما سألته في دهشة عن السبب اجابها بأنهما يستخدمان في عزف القطع التي تؤدي على آلتي بيانو في وقت واحد ويقوم بالعزف عليهما هو وزميل له معا.
وطلب منها ان تستدعي الاخصائي الفني الذي يقوم بضبط النغم في اجهزة البيانو وهو بولندي الجنسية ويدعى جان فانيسكي وراحت تبحث عن مفكرة وارقام الهاتف بعدما ترددت في فتح الادراج الخاصة به ولكنه شجعها على ذلك فليست لديه اسرار ، ولكنها لم تتمكن من العثور عليها، ابغها بأنه سيودع بعض المال لمصروفها الشخصي في المصرف ، ولما قالت له انها ليس لها حساب في اي من المصارف قال انه سيفتح لها حسابا، واعطاها بعض النقود للانفاق فقلبتها بعد تردد ، وراحت تردد لنفسها احدى الاغنيات وهي تعد العشاء الخاص الذي سيتناولانه الليلة في مناسبة اول يوم يقضيانه في مسكنهما الخاص.
وعثرت اخيرا على مفكرة ارقام الهاتف، وما ان امسكت بها حتى فوجئت بصورة تسقط منها ، انها صورة استيللا الجميلة التي تشبه روبين نفسها الى حد يدعو الى الدهشة الشديدة، كما لو كانت توأما ها.وعندما شاركها آدم الليل تلك الليلة لم تشعر لاول مرة بأي طعم للسعادة ، بل اخذت تداهمها حتى سيطرت عليها فكرة غريبة وهي ان آدم تزوجها لانه وجد فيها صورة من ستيللا التي يحبها الحب الاصيل.

shining tears
14-12-2008, 02:48
_
المجد والماضي...ومنذ ذاك الوقت اصبح لستيللا وجود حي في حياة روبين التي اخذت تذيل بل ، واحساسها بالوحدة يزيدها مرارة، وكان آدم يبتعد عنها لفترات طويلة يوميا بعدما تحدد يوم السابع من سبتمير / ايلول، أي بعد ثلاثة اسابيع ،موعدا لعودته الى احياء الحفلات الموسيقية ، واصبحت اعصابه متوترة خلال فترة التدريب المكثف ، وراح يثور في وجه كل من يقاطعه حتى روبين نفسها .
ولم تجد روبين امامها سوى الانصراف لشوؤنهاالمنزلية ، الى ان عثرت في احد الايام على معطف واق من المطر في خزانة بالبيت ، وعندما استفسرت من آدم عن هذا المعطف ابلغها بأنه معطف ستيللا ، التي كانت تحضر الى هذا المكان في مارس / آذار الماضي، ويبدو انها نسيته.
وجاءت جولي ذات يوم لزيارة شقيقتها الصغرى روبين ، وبعد تبادل التحية بحرارة سألتهاعن آدم فابلغتها بأنه يتمرن على العزف وجلسا سويا لتناول الشاي، وسألتها جولي عن امر الرسالة التي وصلتها من المحامين، فقالت انها تتعلق بالفيللا التي اشتراها والدهما في جزيرة ايغينا في اليونان وانها مازالت ملكا لهما . فدهشت جولي لانها كانت تعتقد ان اباها باع الفيللا بعد وفاة امهما . فقالت لها روبين انه لم يبعها وانما سجلها باسمها، اي باسم روبين ، بدون ان يبلغها او يبلغ احد بذلك، وأجرها لاسرة المانية تركتها بعد فترة وبعد ايداع قيمة الايجار في البنك باسم روبين ، واشارت جولي الى ان الاب اراد بذلك ان يؤمن لروبين مصدرا للعيش، لانه كان يعلم ان حياة جولي مؤمنة لانها متزوجة، واقترحت عليها ان تحتفظ بالفيللا كمكان لقضاء العطلات والاستجمام ، فوافقتها.
وحضر هارفي الى البيت قبل موعد الحفل الموسيقي بيومين، حينما كان آدم منهمكا تماما في الاستعداد للحفل ، وقدم له عشر تذاكر وطلب آدم من روبين توزيع ثمان منها على من تعرفهم، لكنه احتفظ بالتذكرتين الاخريين، مماجعل الهواجس والشكوك تملا نفس روبين التي توقعت ان يهدي التذكرتين لستيللا ، ولكنها طمأنت نفسها انه ربما اراد ان يثبت لستيللا بذلك انه صفح عنها وهو في لحظة الانتصار التي يسترد فيها مجده، ولكن كان اجدر به ان يبلغها بذلك بدلا من ترك الامر محاطا بالاسرار.
وحاولت روبين ان تسري عنه وتقنعه بالخروج في نزهة بالسيارة حتى يستريح ، او ان يمضي وقتا مريحا هذه الليلة لانه سيكون مشغولا غدا ، لكنه استشاط غضبا وقال لها :
" يجب ان اكرس كل لحظة للاستعداد لهذا الحفل الذي يتوقف عليه مستقبلي كله، فسوف يحضره كل النقاد الموسقيين اللذين سيجلسون كالصقور."
"لن يكون الامر هكذا، فهم يعرفون ظروف الحادث الذي تعرضت له ، اليست عندك اي ثقة بالطبيعة لبشرية؟"
"اتعتقدين انهم سيترافقون بي بسبب ظروفي ايتها الحمقاء الصغيرة؟ وهل سأقبل العطف منهم؟ ان العطف هو اكثر شيء يثيرني."
وخرج آدم من الغرفة وادركت روبين بعد فوات الوقت انها ماكان يجب ان تفتح هذه المناقشة ، حاول هارفي ان يهدئ من روعها في حين اخذت دموعها تنهمر وهي تقول انها لم تكن تقصد اطلاقا المعنى الذي فهمه آدم ، فطلب منها هارفي ان تتحلى بمزيد من الصبر، وان تكون اكثر تفهما له ، فهذا هو واجب الزوجات في تعاملهن مع مثل هذا النوع من الرجال الفانين ، وطمأنها ان آدم سيعود الى طبيعته بعد انتهاء الحفل الموسيقي... ولكن هل سيعود حقا الى طبيعته؟"
وفي يوم لمنتظر فضلت السيدة غرانت الا تحضر الى الفيللا وان تقابل آدم في قاعة الحفل الموسيقي، وهو مابعث في نفس روبين الشعور بالارتياح لانها ارادت الانفراد بآدم في تلك الفترة القصيرة المتبقية قبل بدء الحفل لكي تبثه كلمات الحب والتشجيع وتمنياتها له بالنجاح...
كان آدم غاية في الجدية والصرامة وهو يغادر غرفة النوم ، ووقفت روبين تنتظره خارج الغرفة وقد تملكها احساس بأن الرجل الذي احبته في الزينا ضاع منها... ذلك الرجل الذي كان يسبح ويمرح معها على سجيته ويداعب فرخ الطير ويعني به ويطعمه .. انه الان فاند بشعره الاسود الذي تم صقله وتصفيفه، ويديه القلقتين وعينيه السوداوين اللتين تحترقان بسطوة القوة التي يدخرها ليطلقها من عقالها في اللحظة المناسبة بعد قليل... وحتى قبلته كانت باردة، ولم تستطع ان تبدد مخاوفها وقلقها الشديد.
كانت القاعة مزدحمة بالاف الاشخاص وتتلألأ فيها المجوهرات الثمينة
وتفوح منها روائح مختلف انواع العطور وكانت بين روبين تتخذ مقعدها
بجوار السيدة غرانت التي سألتها اذا كان آدم قد بعث بتذكرة الى ستيلا فأجابتها روبين بأنها تعتقد ذلك واضافت السيدة غرانت قولها:
"انك تدركين ان هذا موقف محرج لآدم وسوف تعترفين آخر الامر بوجود ستيللا خاصة وانها عادت الى الوطن من جديد و..."
ولاذت السيدة غرانت بالصمت عندما نبهها احدهم الى ان الحفل على وشك ان يبدأ وفي تلك اللحظة بدأت روبين تشعر بالكراهية نحو ام آدم فما الذي دفعها الى ذكر اسم ستيللا في هذه المناسبة الخاصة اليست ستيللا هي

shining tears
14-12-2008, 02:50
السبب فيما اصاب آدم ومالذي كان يحدث لو لم تحصل ستيللا على تذكرة لم تكن ستيللا هي التي اعادت آدم الى حياته الموسيقية ومجده ولكنها هي التي اعادته وعندما ظهر آدم على المسرح قوبل بعاصفه من التصفيق والترحيب فرد على تحية الحاضرين ثم بدأيعزف الحانا لشويان وشومان واخذ يتطرق الى القطع الموسيقية فيؤديها بكفاءة واقتدار العازفين العظام المتمكنين من فنهم.
ولم تتمالك روبين نفسها فاغرورقت بالدموع وراحت تشق طريقها بصعوبة الى خلف الكواليس المسرح لكي ترى آدم وفي اللحظة التي وصلت اليه فيها ظهرت السيدة غرانت وبصحبتها سير جوزيف وفتاة ترتدي زيا" متألقا" زاهيا" واندفعت تلك الفتاة نحو آدم لتدفن رأسها في صدره فضمها اليه وصحبها الى غرفته وانهارت روبين وراحت تهذي وهي ترى ستيللا
قد عادت وآدم مازال يحبها ولم يعد امامها الان سوى ان تهرب من الناس
والانظارمعا" وتبحث لها عن مكان اخر حيث ... واصيبت بإغماء ولم يعد بمقدورها حضور حفل الاستقبال الرائع الذي اقيم تكريما لآدم بعد انتهائه
من احياء الحفل الموسيقي وصحبتها السيدة غرانت في برود وفتور الى سيارة المرسيدس التي انطلقت بهما وبرفقتهما جاني في طريق العوده
الى منزل السيدة غرانت ورغم ان الشوارع كانت ساطعه بأنوارها
فان روبين اصرت على عدم استدعاء اي طبيب وقالت انها ستصبح على مايرام وان ماحدث كان بسبب عدم تناولها اي طعام طوال اليوم وبسبب الحر الشديد داخل القاعة.
وقدمت لها جاني كوبا" من اللبن وبعض البسكويت وقرصا" مهدئا" ليساعدها على النوم وظلت قلقة تتوقع حضوره ليبدد مابها من هواجس ولكنه لم يحضر ومع اول خيط للنهار نهضت من سريرها تبحث عنه
وهي تتصور انه حضر اثناء نومها ولم يشأ ازعاجها ولكنها تيقنت انه
لم يحضر فانهارت باكية وادركت انه لم يعبأ بها رغم انها ستضع له طفلا"
وقامت جاني بتهدئتها واعدت لها فنجانا" من الشاي وقدمت لها صحف
الصباح وكلها تتحدث في اعجاب عن حفل امس وتقول في عناوينها الرئيسية ان اداء آدم بالأمس كان اروع من ذي قبل وهو ماجعل روبين
تشعر بالفخر وابلغتها جاني بأن آدم اتصل هاتفيا" وسوف يحضر في وقت متأخر اليوم كما عرفتها بأن العروض بدأت ترد لآدم من الخارج لكي يقوم بجولة في الولايات الماحدة ويعزف في مهرجان شريان في وارمو في اكتوبر / تشرين الاول المقبل
ونهضت لتغسل وجهها وهي تتذكر ماقاله لها آدم عندما عرض عليها الزواج:
"انك في حاجة الى شخص يرعاك.... الى ان نعود الى انكلترا وبعد ذلك .... سنبحث هذا الامر عندما يحين وقته.."
وتمتلكها حالة من القنوط الشديد وهي تقول لنفسها : لقد حانت تلك اللحظة
وخرجت الى القاعة تتصل بشقيقتها جولي وتبثها احزانها ففوجئت بالمعطف الواقي من المطر الذي وجدته من قبل في الفيلا ملقى بإهمال فوق احد المقاعد وسمعت السيده غرانت تتحدث مع شخص آخر في غرفة الجلوس وتقول:
"لماذا فعلت ياعزيزتي اعلم انه غير سعيد وانا واثقة لو انك كنت ... لما كان قد تزوج بها اتعرفين من هي ؟ ابنة روبرت وابن رجل الاعمال الذي تخلص من حياته لم اعرف كل تفاصيل هذا الزواج ولكنني فهمت انه انقذها من ورطه وقعت فيها مع جيرالد كارلنغ وهو رجل كريه جدا وكلما رأيتها او سمعت حديثا" عنها كلما زدت اقتناعا" بأنها ليست سوى مغامرة صغيرة رخيصة.."
وتراجعت روبين في ذعر بعدما ادركت مدى ماتنطوي عليه نفس ام آدم من شر لم تكن تظن انها تخفيه وراء مظهرها البارد المتعجرف ولم تنتظر لتسمع المزيد من حديثها واسرعت عائده الى غرفتها وجمعت اشياءها القليلة وانطلقت خارج البيت تستقل سيارة اتوبيس اتجهت بها الى منزل جوني التي حاولت تهدئتها وقالت لها بأنها ستحاول الاتصال بآدم ليحضر ويأخذها وتنتهي الأزمة ولكن روبين ابلغتها بأن الوقت قد فات لأنها تركت رسالة تبلغه فيها بأنها ابتعدت عنه بعض الوقت لتتدبر الامر وان عليه الايقلق.
"الكلمات التي سمعتها من أم آدم لم يقلها لك آدم نفسه وانت لم تتزوجي امه التي تنتمي الى القرن الماضي انك حامل وهذا يجعلك حساسة وعاطفية جدا
"نعم واهذا فأنني يجب ان ابتعد عن آدم لئلا اسبب له قلقا" وحتى يتفرغ للبيت وللجولات في الخارج واحياء الحفلات الموسيقية انه ليس في حاجة
الي او لأي شخص اخر الأن واخر شيء يريده هو طفل يبكي و....و...."
وقاومت دموعها التي كادت تنهمر واضافت وهي في غمرة الأنفعال:
"لايمكنني البقاء في مكان اكون فيه غير مرغوبة او غير محبوبة"
واتصلت جولي هاتفيا" بالمطار لتستفسر عما اذا كانت رحلة الطائرة المتجهة الى اثينا ليلا" قد الغيت وبعد ذلك اتجهت جولي وزوجها ليري وروبين الى المطار حيث استقلوا جميعا" الطائرة الى اثينا ولادت روبين

shining tears
14-12-2008, 02:51
بالصمت اهو حلم مفزع هذا الذي يحدث اهي حقا" متجهة الى اليونان تاركة آدم وراءها في لندن اخفت عن آدم انها حامل وقررت الاحتفاظ بالسر الى مابعد الانتهاء من اقامة الحفل الموسيقي فعندئذ تكون تأكدت فعلا" من حملها.... ولكن هل هذا هو السبب الحقيقي وراء اخفائها لهذا السر ام ان السبب هو خوفها دون مبرر من ان يستاء آدم ويحس بأن الطفل عبء لم يكن يريده؟ وكانت ستيللا قد عادت في ذلك الوقت...
ولم تتم روبين الا قليلا" في الفندق الصغير في اثينا قبل انتقالهم الى الفيلا التي تملكها روبين الان في جزيرة ايفينا واثناء الرحلة الى الجزيره اخذت روبين وجولي تتبادلان الحديث عن ذكرياتهما الحلوة في تلك الجزيرة
وفي اليوم الخامس وبعد تناول طعام العشاء خرجوا للتنزه في حديقة الفيلا
ودار حوار عنيف بين روبين وجولي التي كانت تحاول جعل روبين تتراجع عن اصرارها على البقاء في الجزيرة فلا يمكنها ان تتركها هنا وحدها وقالت لها:
"لابد ان يحاول احد الناس ارجاعك الى الصواب "
وسمعتا صوتا" يقول ببرود:
"وانا اوافق على هذا تماما"
ووسط دهولهما تلفتتا حولهما فاذا بآدم واقف امامهما

shining tears
14-12-2008, 02:54
_ شهقة الحقيقة


وتقدم آدم ليجلس الى جوار روبين ويقول لها بعينين تفيضان حزنا"
"جعلتني اقوم بمطاردة لطيفه"
"زكيف جئت الى هنا"
"كما جئت انت في الطائره ثم في المركب"
وحكى لها كيف علم من جاني بما حدث ومدى المتاعب الشديدة التي واجهته لمعرفة المكان الذي اتجهت اليه وعندما لاحظ انها ترد عليه بجفاف واقتضاب سألها:
"روبين... هل انتهى حبك لي؟"
" وها هذا يهم"
"وهل نسيت انك زوجتي .... حسنا" ..... قبل ان انصرف اريدك ان تقولي لي انك لاتريدينني ولن ازعجك بعد ذلك ولكنني اريد ان اسمعك تقولين هذا قبل ان اخرج من حياتك مثلما خرجت انت على مايبدو من حياتي"
"واخذ قلبها ينبض بشدة وهي ترتجف وقالت هامسة:
"كلا.... كلا.... لا استطيع....أوه.... آدم"
"أوه.... حبيبتي"
واخذها بين ذراعيه بضراوة ففاضت عبراتها وتدفقت عواطفها وهي تهمس له بأحاسيس الشوق واللوعتقد انهاعه:
وراحت تسأله اذا كان يحبها فأكد لها مدى حبه الشديد لها وانه ارك هذا منذ ان اقتحمت قلبه ذات مساء وعلمته مدى مايحققه الايمان والحب من معجزات وانه بدون وجودها وكل هذا الحب والايمان والتفاهم لما امكنه ان يعزف من جديد
وسألته قائله:
"قل لي بصراحة هل انا بديل باهت لستيللا؟"
فنظر اليها صامتا" لحظات ثم ابتسم وقال:
"كنت اعتقد انني احب ستيللا فقد عرفنا بعضنا وكانت الصداقة تجمع بين عائلتينا... ولكن من الغريب انني بدأت احبها عندما وصلتني رسالتها وكانت تلك الحالة من المرارة التي وجدتني عليها في الزينا"
"قرأت رسالتها"
"كان يجب ان تبلغيني بذلك ان لم يكن في ذلك الحين ففيما بعد
"اعتقدت انك مازلت تحبها حبا" شديدا" وقد رأيتكتعانقها بعد انتهاء الحفل الموسيقي "
"لحظة من فضلك رأيتني عندما كانت هي تعانقني وهناك فرق"
لافرق عندي"
كلا ارجوا ان تكوني عادلة كان الموقف مشحونا" بالعواطف فقد حققت جولة ناجحه لحياتي الموسيقية ورفعت عن كاهلها الاحساس بالذنب الذي كانت تعاني منه وقد عثرت لنفسها ايضا على خطيب جديد"
واحتضنتها مرة اخرى وسألها قائلا"
"هل صحيح انك اصبت باغماء ليلة الحفل لأنك...."
"نعم ولكنني لم اشأ ابلاغك لال بعد زيارة الطبيب الذي اكد لي ذلك "
فاعتذر لها لانه كان فظا وانه اهملها خلال الاسابيع التي سبقت الحفل ولكنه قال لها انه سيعوضها عن هذا كله وطلب منها ان تصفح عن امه بسبب ماتفوهت به من كلام عنها وقال لها انه لم يكن يعلم ان امه بمثل هذه القسوة
والقلب المتحجر فقالت له انه لااهمية لذلك الان فكل الأمهات يعتقدن ان لديهن معرفه افضل بالأمور التي تتعلق بأبنائهن وبناتهن
وابلغته بان الوساوس ملات راسها عندما اتصلت به في الفيلا الصباح التالي للحفل ولم تجده واعتقدت انه لم يعد يعبأ بها وظنت ان زواجهما الذي تم في الزينا لم يكن زواجا" صحيحا" فقال لها فقال لها انه زواج صحيح
ولكنه مستعد برغم ذلم لان يعقد زواجه من جديد في لندن ان كان هذا مايقلقها اما بالنسبة الى تلك الليلة فقد قضاها في منزل هارفي الذي دعاه للمبيت عنده لانه لم يكن يستطيع النوم في الفيلت اذ لم يتحمل ان يراها خالية منها ومضى يقول
" وعنما اتصلت ببيت امي ابلغتني بأنها تعتني بك وانه لاداعي لازعاجك
وايقاظك كما انه لاداعي لمجيئي اليك ولقد كنت غبيا عندما صدقتها
واطرقت قليلا" ثم قالت له"
"آدم آلن يضايقك انجابي طفلا""
"ياإلهي وكيف يضايقني هذا اروع شيء في حياتنا هيا انهضي..ه

وكان قلقه عليها واهتمامه الشديد بها يتبين في كل نبرة من نبرات صوته
وكل حركة كم حركاته مما اعاد اليها الطمئنان الذي كانت تتوق اليه وبدأت تضحك وهي تقول له
السماء تمطر نقطة ماء واحدة منذ مجيئنا
قال لها في حزم

shining tears
14-12-2008, 02:58
لن ندع الامور تسير كيفما اتفق بعد الان من الأن فصاعدا" لن ادعك تبتعدين عن عيني لحظة
ورفعها في رقة بالغه كما لو كان يرفع شيئا لينا قابل للكسر وسألته هامسة وهما في طؤيقهما الى الفيلا
هذا شيء لطيف طبعا ولكن قل لي كيف ستبقيني امام ناظريك كل لحظة وتقوم بجولاتك في انحاء العالم في الوقت نفسه سأخدك معي طبعا"
وعندما تضعين طفلنا سارتب الامور فأخصص فترات راحة من رحلات العمل التي تستغرق مني وقتا طويل، وتأتي الى ايغينا حيث امضي احلى ايام شهر عسل في حياتنا."
وتوقف وهما على وشك دخول الفيلا ، ونظر الى وجهها المشرق بعينين يشع منهما الحنان والحب وقال لها:
"لابد ان تكون عندكم هنا غرفة احتياطية للازواج الرحل الذين ظلوا طريقهم ؟ فأنا لا اميل لقضاء الليلة في فندق."
فاقتربت منه لتقبله في موده وتقول له:
" انت سعيد الحظ ايها الحبيب الرحالة الذي ضل الطريق ، هنا غرفة احتياطية ان كنت رغبا حقا في قضاء الليلة هنا."
ولكن الغرفة الاحتياطية كانت مكدسة بمتاع البيت وبالسلالم المتحركة وصابوت الغسيل... مسكينة جولي_ اضطرت الى قضاء الليل كيفما اتفق وهي تحاول ان تتظاهر بدون جدوى، بأنها مستغرقة في نوم عميق!.

تـــــمـــــتــ
قرأة ممتعة للجميع
واشكر كل من ساعدني في كتابة الفصول
الشيخة زورو ولحن الوفاء
ويعطيكم الف عافية على الرواية الروعه والمجهود الرائع
بانتظار الروايه القادمة

nova077
14-12-2008, 10:47
السلام عليكم أنا عضوة جديدة nova077 في منتذاكم الناجح و أود المشاركة بإنزال بعض روايات عبير التي في حوزتي. لكنني لا أعرف كيف:confused: هل يمكنكم مساعدتي و شكرا:مرتبك:
nova077

ورده قايين
14-12-2008, 12:06
شانينغ ماري لحن الوفاء الشيخة زورو الف شكر لكن وتسلمون على الرواية الحلوة

زهر نوار
14-12-2008, 12:19
السلام عليكن

هلا والله بالروح الجماعيه.....افتقدتكن كتير والله

وحشتوني كتير عزيزاتي (ماري - ورده قايين- شايننغ تيرز-الشيخه زورو -لحن الوفا )وكل عضوات مكسات وتسلم جهودكن وتعبكن ياللي عم تتعبوا فيه..
صحيح فاتتني روايات كتير ....لكن بحاول اعاود المتابعه.....ومبين انها اختيارات رووووعه

و عذرا لعدم تواجدي الفتره الماضيه وهذا بسبب النت :rolleyes:

وتحياتي لكل اميرااااااااااااااااااااااات مكسات..............::سعادة::

نايت سونغ
14-12-2008, 14:57
يسلمو ايديكو علي الرواية كتيييييييييييييير حلوي ::جيد:: و مشكورين علي الجهد و يعطيكو الف عافية
مش ساهلي ابدا ان تكتبي رواية مع كل الانشغالات و نحن مقدرين تعبكو و مزيدا من التقدم
شكرا لكل من شارك في كتابة الرواية
سلاااااااام ::سعادة::

دانه2
14-12-2008, 19:08
مشكوره عالروايه الرائعه


يااخت شايننغ
بخصوص ردي انا ماكنت اقصد اللي فهمتيه
بس اندمجت مع الروايه وصرت اتكلم بالفصحى

ريماالفلا
15-12-2008, 14:35
تحيه طيبه منى لكل فريق كتابة الروايات والف شكر للجميع على المجهود الذى تبذلونه فهذا كرم اخلاق منكم ان تتعبوا فى كتابه الروايات ليقراها الاخرون وذلك دليل على ان هذا الفريق تسوده الرقه البالغة وحب الخير للجميع فاى شكر لن يكفيكم حقكم ولكن يكفى محبه الجميع لكم ودعاؤهم لكم بكل خيرفتقبلوا تحياتى وحبى للجميع

ماري-أنطوانيت
15-12-2008, 16:58
السلام عليكيم
كيف الحاال يااحلوووين............ ان شاء الله تماام
وكل سنه وانتو بخير وصحه وسلامه
واااااااااااااوا
هدي الروايه اتدوور عليهاا من زمااان...................
تسلمو عليها
هلااااااااااا وغلاااااااااااا بملوكه...
اخبارك يا بنت...والله وحشتينا كثير...
وكل سنه وانتي بصحه وسلامه يا عسل
العفو قلبي....والحمدلله ان اختيار الروايه عجبك..::جيد::



ها قد وصل الفصل
أرجو أن يعجبكم
وأرجو حقا أن تعذروني
فأنا لم أتلقى رسالة ماري سوى اليوم
فقد انقطع النت منذ أسبوع تقريبا
أرجو حقا أن تعذروني
سلاااااااااااااااااااام
واستمتعوا بالقراءة
عزيزتي كل وحده يحصلها مواقف مع هالنت (((الله يهديه)))::مغتاظ::
احم...واكبر دليل انا....ههههههه:D
والحمدلله الروايه نزلت كامله حتى لو صارت بعض التأخيرات...
تسلمين قلبي على تعبك..::سعادة::



عيدكم مبارك


ايامك سعيده ان شاء الله

اسفه علي الانقطاع


لكن لويه الامتحانات


وانا اساساا امر اشووف ما شاء الله البنااات ما يقصروون ما شاء الله عليهم



افرح واقول تالي رااده :)
هلااااااااااااااااااااااااااااا والله قلبو
كل عام وانتي بخير وصحه وسلامه...ربي يعيدها علينا بالخير ان شاء الله
اخباااااااااارك؟؟؟ والله وحشتينا حييييييييييييل::سعادة::
اي والله هالامتحانات مدوخه الكل...:ميت:
وهالايام مرررره شاغلتني..:محبط:
الله يعين ويوفق الجميع للخير...وموفقه ان شاء الله



السلام عليكم أنا عضوة جديدة nova077 في منتذاكم الناجح و أود المشاركة بإنزال بعض روايات عبير التي في حوزتي. لكنني لا أعرف كيف:confused: هل يمكنكم مساعدتي و شكرا:مرتبك:
nova077
http://www.l5s.net/upgif/gDJ60083.gif (http://www.l5s.net/)
حيااااااااااك الله في المشروع قلبي اخت وصديقه عزيزه وغاليه
اسعدنا جدا انضمامك للمشروع...
اما بخصوص طريقه انزال الروايات فإن شاء الله براسلك على الخاص
قلبي مع التفاصيل...::جيد::




السلام عليكن

هلا والله بالروح الجماعيه.....افتقدتكن كتير والله

وحشتوني كتير عزيزاتي (ماري - ورده قايين- شايننغ تيرز-الشيخه زورو -لحن الوفا )وكل عضوات مكسات وتسلم جهودكن وتعبكن ياللي عم تتعبوا فيه..
صحيح فاتتني روايات كتير ....لكن بحاول اعاود المتابعه.....ومبين انها اختيارات رووووعه

و عذرا لعدم تواجدي الفتره الماضيه وهذا بسبب النت :rolleyes:

وتحياتي لكل اميرااااااااااااااااااااااات مكسات..............::سعادة::
هلاااااااااااااااااااااااااااااا بزهوره...
اخيااااااااارك يا عسل؟؟؟ والله وحشتنا طلاتك الحلوه...
وكالعاده النت هو سبب القطيعه...اه متى بيعقل والله جننا...
معليش تحمست...
ولا يهمك قلبي...اعتبريها فتره راحه من الكتابه ههههههههه
وان شاء الله تشرفينا بالروايات الجايه....
حمدلله على السلامه



مشكوره عالروايه الرائعه


يااخت شايننغ
بخصوص ردي انا ماكنت اقصد اللي فهمتيه
بس اندمجت مع الروايه وصرت اتكلم بالفصحى
العفو قلبي...انتي الاروع....
حصل خير قلبي...:)
بس shining tears بغت توضح المشاكل والانشغالات الي تواجهنا...
واكيد الكل متحمس ويبغى الفصول بسرعه...:p
وان شاء الله ما نواجه اي عقبات تأخير المره الجايه
لاني اعرف شلون الانتظار صعب وخاصه اذا الاحداث مشوقه...
لا تحرمينا من ردودك قلبي;)




تحيه طيبه منى لكل فريق كتابة الروايات والف شكر للجميع على المجهود الذى تبذلونه فهذا كرم اخلاق منكم ان تتعبوا فى كتابه الروايات ليقراها الاخرون وذلك دليل على ان هذا الفريق تسوده الرقه البالغة وحب الخير للجميع فاى شكر لن يكفيكم حقكم ولكن يكفى محبه الجميع لكم ودعاؤهم لكم بكل خيرفتقبلوا تحياتى وحبى للجميع
هلااااااااااااااااا وغلاااااااااااااااا بريمالفلا...
العفو قلبي....تسلمين قلبي على الكلام الرائع مثلك...
صحيح اني قلت هالكلام مليون مره...
بس الصراحه فكل مره يزيد هالاحساس عندي
تشجيعكم وكلامك هذا هو الي يخلينا مستمرين في الكتابه والحمدالله
الف شكر قلبي على كلماتك الحلوه الي اسعدتني كثير والله

لينا888
16-12-2008, 20:55
مرحبااااااا صبايا
كيفكم
اشتقتلكم ,,,
اول شي يعطيكم الــــــــــــــــــف عافية يا رب عالتعب اللي بتتعبوه
ويسلمو ع اختياركم الحلو
وتاني شي سوري كتير عالتاخير بالرد
وعلى قلة تعليقاتي اعذروني بس بصراحة ظروفي صعبة
بس اكيد متابعتكم وكل فترة بدخل افقد انجازاتكم الروعة
سلامي

ماري-أنطوانيت
16-12-2008, 22:30
http://up1.m5zn.com/photo/2008/12/16/07/d1rgd7q38.gif/gif
تسلم اناملكم يا بنات...
واقدر مجهودكم بهالروايه وتعبكم وخاصه ان الخط ما كان واضح...
احم احم...السموحه على هالشي...ان شاء الله ما يتكرر...

الف شكر:
رواااان- blamestar - هيونه - shining tears - لحن الوفاء - الشيخه زوزو
يعطيكم الف عافيه...

ماري-أنطوانيت
16-12-2008, 22:47
سلاااااااام بطعم الرمان
[/COLOR]http://up1.m5zn.com/photo/2008/12/16/07/bc8my1ak5.bmp/bmp

~*~*~ الحب المر ~*~*~
(روايات عبير)

كانت منيرفا يائسه ...
حتى انها قبلت عملا لا يمت لعملها بصله ،لمجرد ان تكون بعيده عن لندن ..
وعن الذكريات،لكن قدرها رماها بما هواسوأبكثير من المأساه التى حلت بها ..
انه سيد المزرعه كاره النساء ..... ماركوس اوكيف
الذى اذاقها بعجرفته واذلاله لها طعم الحب المر.فألى متى تبقى اسيره هذا الحب
وقد ثبت ان هناك الكثير من النساء فى حياته ليس اولهن الصغيره الشابه لويزا
ولا ستكون اخرهن الرائعه المدمره انيتا

# ستنزلها لنا العزيزه safsaf غدا الاربعاء بإذن الله #

بأنتظارك على احر من الجمر عزيزتي...::جيد::

http://up1.m5zn.com/photo/2008/12/16/07/bc8my1ak5.bmp/bmp

safsaf313
17-12-2008, 10:26
شكرا خالص للغاليه مارى انطوانيت وآدى الروايه كامله علشان خاطر عيونها وعيون اعضاء وزوار ومحبى مكساااااااات
الروايه مكونه من 10 فصول اتمنى انها تحوز على اعجابكم

-1-

عاطفه متبادله
منذ وفاه غاى هايز فى حادث تحطم طائرته الخاصه الخفيفه اصبحت حياه منيرفا فالارين لا معنى لها، واكملت واجباتها دون حماس..... كانت لا تزال تتصوره بشعره الرملى اللون المسترسل على جبهته بعناد ، وكانت للذكرى قوه التسبب بالالم.........
عليها ان تبتعد الان........لسبب بسيط لم تعد تستطيع تحمل ملاحقه الماضى لها ....... لطالما حاولت مواجهه الواقع والتغلب على الالم ..لكن ، هناك الكثير فى مكاتب الشركه هذه مما يذكرها بالسعاده التى تشاركا فيها ، والخطط التى وضعاها معا للمستقبل .
كان مكتب مدير شؤون الموظفين السيد غرايتنغ مفتوحا مع ذلك من التوقع ان تطرق منيرفا قبل الدخول
-تفضلى بالدخول انسه فالارين واقفلى الباب خلفك
ابعد السيد غرايتنغ الاوراق من امامه ينظر الى الفتاه الطويله النحيله الشابه امامه كان يعرف بخطبه منيرفا للمهندس الشاب غاى هايز ،وويعرف كذلك مدى التعاسه المختبئه وراء هذا المظهر المتصلب وقال لها بصوته الهادئ الملئ بالسلطه:
-لقد استلمت استقالتك ...ومن المفروض بى ان اطلب مك اعاده النظر
عيناها االوزيتان المؤطرتان بأطار من ذهب لم تتحركا.
-انا اسفه سيد جرايتنغ ... لكننى اتخذت قرارى.
-اعتقد انك فكرت مليا بالامر؟
-لقد فعلت سيدى.
-هل وجدت لنفسك عملا اخر؟
-ليس بعد لكن لدى بعض المال المدخر ،وافكر بقضاء بضعه اسابيع مع شقيقتى فى شالكوت ،قبل ان اقرر شيئا للمستقبل ... غلى اى حال لا اريد اى عمل يذكرنى بالماضى.
قطب السيد غرايتنغ ينظر الى طاولته.
-لست تواقا ابدا لخساره خدماتك انسه فالارين ...لكن ارجو ان تفكرى بالعرض الذى اقدمه لك ... شقيقتى ايفورى اوكيف وقعت وكسرت وركها منذ اسبوعين وستخرج من المستشفى لتعود الى منزلها شريطه ان ةيكون هناك من يعتنى بهاانها تعيش فى مزرعه فى ضواحى كونترفيرى الريفيه..... وهذا ما قد يعطيك فرصه للابتعاد كثيرا عن لندن وليس امامك سواها للعنايه بها وسيكون امامك وقت كبير لمشاهده مناظر ميلاند كما انها وظيفه تبعدك عن التفكير بعملك .
ما يعرضه السيد غرايتنج يبدوا مغريا ... لكنه قد يوصل خططها الى حاله تشوش كامل وهنا اجابت:
-لست ادرى...... كيف افكر...
-فكرى اكثر واعطنى ردك فى الغد اذا وافقت ساحررك من واجباتك هنا خلال اسبوع على اقصى حد واعطيك اجازه مفتوحه دون راتب ......على امل ان تفكرى بأستقالتك وانت فى ((وندشلتر))
-وندشلتر؟
-انه اسم مزرعه ابن اخى وهى مزرعه واسعه مثل معظم المزارع فى سهل ميدلاند واذا لم تذهبى الى هناك من قبل فستجديها منطقه مثيره للاهتمام هل اعتمد عليك فى التفكير بجديه فى عرضى؟
ترددت منيرفا قليلا لكن لا ضير بالتفكير بالعمل المعروض عليها ثم انه قد يشكل سلوانا لها عن حاضرها وماضيها...
وهزت رأسها:
-اجل سيد غاريتنغ سافكر بالامر
-جيد تعالى لرؤيتى فى الغوازن
وجذب اوراقه نحوه دليل انتهاء المقابله

فى شقتها المفروشه المؤجره المطله على الهايد بارك امضت منيرفا ليله قلقه محاوله تقرير ما ستفعل كانت قد صممت سابقا ان تترك العمل فى شركه الهندسه وربما لندن كلها لكنا لم تفكر من قبل فى وظيفه ممرضه خاصه فى مزرعه ريفيه حقيقيه لن تفكر ان الامر مغرى لكن العمل هذا قد يتطلب منها مهارات محدده خاصه وهى ليست متأكده انها قادره على تنفيذ هذه المهارات.
تحركت الامور بسرعه بعد ابلاغ السيد غرايتنغ رغبتها فى قبول العمل الذى عرضه عليها وستترك العمل فى الشركه فى نهايه الاسبوع لتسافر رأسا الى ((وندشلتر)) بمرتب يفوق على ما كانت تتقاضاه كسكرتيره ورتب السيد غرايتنغ كل شئ لها حتى انها لم يعد امامها سوى دفع ايجار شقتها لبضعه اشهر مقدما وتحضر نفسها الى رحله كونترفيرى.
كما اقترح السيد غرايتنغ غادرت منيرفا بسيارته متجهه شمالا حيث توقفت نصف الصباح لتناولفطار سريع على الطريق الرئيسى خارج بلده لوتن ثم اكملت طريقها باتجاه بدفورد ...لم تكن قد سافرت على هذه الطريق من قبل والريف سحرها خاصه حين دخلت السهل الممتد حتى كونترفيرى
توقفت فى محطه وقود خارج كونترفيرى لتعبئه الوقود وغسل وجهها فى الحمام وبعد القيام بالاسئله المطلوبه قادت سيارتها خارج المدينه رأسا ......ولم يعد امامها سوى الوصول الى المستشفى ومقابله الدكتور براوننغ المشرف على علاج السيده اوكيف ومن ثم مقابله مريضتها وابنها ماركوس
لم تستطع منيرفا ابدا ان تحدد ما كانت مشاعرها حين فتح الدكتور براوننغ باب الغرفه واشار لها ان تتقدمه ...ففى مقعد متحرك قرب السرير وجدت امرأه رماديه الشعر والفضول ينعكس من عينيها الرماديتين ......لكن الرجل المتكئ على الجدار قرب النافذه هو من جذب اهتمام منيرفا للحظات توقف القلب.....
منيرفا كانت طويله لكن هذا الرجل كان اطول منها بكثير له شعر اسود مسرح للخلف من جبهه عريضه ...فكه مربع العظم فى بنيته العزم والتصميم .....كتفاه القويان العريضان يعلوان خصرا نحيلا وساقين ممتلئين ملفوفين ببنطلون رمادى يعلوه قميص حريرى فاخر على اى حال لم يكن مظهره الجسدى هو الذى جعلها تحس وكأن الهواء قد ضغط ليخرج من رئتيها لكن السبب كان تلك العينان الزرقاوان العميقتان وهمما تتجولان عليها بهدوء من رأسها الى قدميها الى ان احست انهما تعريانها بهدوء وثقه ،كانتا جزءا لا يتجزأ من طبيعته
- من هذه بحق الشيطان؟
صوته الراعد العميق لم يرجف اعصابها وحسب بل حرك فيها نفورا عدائيا جعلها تتصلب كراهيه ........وتدخل الدكتور فورا:
-هذه الانسه منيرفا فالارين ...ارسلها للعنايه بأمك خالك السيد غرايتنغ ولا شك عندى انها ستعتنى جيدا بالسيده اوكيف
دفع ماركوس اوكيف نفسه بعيدا عن الجدار ليقلل المسافه بينهما....عرضه وطول الهائلان دفعا منيرفا الى ان تتمنى نفسها فى اى مكان اخر فى تلك اللحظه
-كنت اظن ان خالى سيرسل لنا ممرضه كبيره فى السن
ونقل نظرته الشرسه الى الدكتور براوننغ........ لكن منيرفا سارعت لترد:
-انا واثقه ان خالك لم يذكر مسأله العمر هذه
رد بصوت مرتفع حاد :
-انت محقه تماما ؛فلو فعل لما كنت هنا الان اؤكد لك هذا
تدخلت ايفورى اوكيف
-والان ماركوس لا تصدرهذا الضجيج فانا واثقه ان الانسه متعبه بعد سفرها الطويل ولايزال امامنا حوالى الساعه للوصول الى المزرعه
ساد صمت متوتر على الغرفه ثم رفع ماركوس قامته ونظر الى الرجل الواقف الى جلنب منيرفا وقال بحده:
-قبل ان تعود الى المستشفى اريد التحدث معك على حده دكترو براوننغ
-بكل تأيد سيد اوكيف
واحست منيرفا بأرتياح كامل حين اصبحت لوحدها مه السيده اوكيف التى اعتذرت لها بضحكه براقه:
-لا تهتمى بابنى انسه فالارين .... ماركوس فظ احيانا لكن مثل هذا المزاج نادرا ما يدوم طويلا
لم تكن منيرفا ساعتها مهتمه كثيرا بما سيؤل اليه مستقبلها لو رفض ان تعمل لدى امه....فقالت لها:
-انا اسفه اذا لم اكن ماكنتم تتوقعون سيده اوكيف
-لا تكونى سخيفه عزيزتى انا واثقه اننا سنتفق تماما ولاكون صادقه انا مسروره جدا لان اخى ارسلك بدلا من امرأه متجهمه مسنه فما كنت ساتحملها
ابتسمت منيرفا :
-السيد غرليتنغ مرعب احيانا لكنه رقيق ومتفهم
-اعرف وانا ممتنه لتفكيره بارسال شخص مثلك
انتهى حديثهما فجأه بعوده ماركوس اوكيف
-جاهزه يأمى؟
-كنت جاهزه منذ زمن
-هناك شئ واحد اريد توضيحه انسه فالارين قبل ان نغادر المستشفى اقامتك معنا ستكون لغرض واحد هو تقديم العون لوالدتى ورعايتها واذا كانت لديك ايه فكره ان تقبلى وجودك هنا الى نوع من العطله فالافضل لاكى العوده من حيث جئت والان

safsaf313
17-12-2008, 10:28
-مارك....
رد على امه بلهجه امره:
-لاتتدخلى امى....فانا من سيدفع مرتبها ....ولى الحق فى وضع بعض الشروط
حل صمت غاضب متوتر قالت بعده منيرفا بقدر ما استطاعت ان تجمع من كبرياء:
انا افهم تماما سيد اوكيف لاننى لست معتاده على اخذ عطلات على حساب احد انا هنا لاعمل وهذا بالضبط ما سأفعله
هز رأسه باختصار ثم تناول حقيبه امه وترك لمنيرفا مهمه دفع الكرسى المتحرك .بعد قليل برز الثلاثه صامتين الى الخارج واتجهوا الى سياره نصف شاحنه مغبره موحله متوقفه فى مكان قريب حيث رفع ماركوس والدته لينقلها من الكرسى الى السياره ثم طوى الكرسى ووضعه فى المؤخره وسأل:
-اين هى سيارتك؟الحقى بى وقوديها بسرعه ليس لدى النهار كله
ما ان غادر المدينه حتى قاد ماركوس السياره بسرعه هائله......ولكن منيرفا تمكنت من متابعته ......لكن ما ان استدار ال طريق ترابيه حتى اضطر الى التأخير وراءه كى لا تختنق من التراب والغبار عشر دقائق بعد كانت لاتزال تتسائل ما اذا كان لهذا التراب من اخر لكن سرعان ما وجدت نفسها تلحق بالشاحنه الصغيره تحت باب مقنطر واسم ((ويندشلتر)) مكتوب بحروف سوداء كبيره على لوحه بيضاء
اوقف ماركوس اوكيف سيارته فى ممر مرصوف امام المنزل بينما تركت سيارتها الاوستن تحت شجره قريبه ثم نزلت لتسرع نحو الشاحنه لتعرض المساعده لكن رجلا وامرأه وصلا قبلها الى هناك ومن تعابير وجهها ادركت انهما مسروران بعوده ربه المنزل اليه,...... ونقلت الكرسى المتحرك بسرعه من صندوق السياره ثم وضعت السيده عليها وانتقلت الى الشرفه
قالت السيده اوكيف حين وصلت منيرفا الى الشرفه :
-دعينى اعرفك هذه تريس الطباخه وهذه مارى التى تشرف على المنزل وما تحتاج ليه وهذا كوبر يد ماركوس اليمنى فى المزرعه عاده يستطيع القيام بكل ما يلزم فى المزرعه والبيت...
التفتت ايفورى الى خدمها المخلصين بأبتسامه:
-اريدكم ان تلتقوا بلانسه منيرفا فالارين وهى من ستعتنى بى خلال فتره نقاهتى
كانت تريس اسمن المرأتين اول من ردت:
-تشرفنا سيدتى
وحذا الاثنان حذوها ....وقال ماركوس:
-لو اعطيت مفاتيح سيارتك لكوبر لاوقفها لكى فى الجراج اذهبى مارى مع كوبر وخذى حقائب الانسه الى غرفتها
اعطت منيرفا المفاتيح لكوبر ثم استدارت لتلحق بماركوس الذى سار امامها الى الداخل وكادت عيناها تبرزان من محجريهما لما رأته من الداخل ولكنها بصعوبه كبيره سيطرت على تعابير وجهها فوق رأسها ومن السقف المرتفع كانت الثريات الكريستاليه تتدلى........تحت قدميها وفوق الارضيه المكسوه بالخشب اللماع كانت السجاجيد الفارسيه تنتشر حيثما كانت تنظر تلمح لمعان الخشب العتيق للأثريات الرائعه وقادها ماركوس الى مابعد اول مصطبه للسلم نحو غرفه نوم فيها حمام ملحق بها وهناك كذلك كان الخشب اللامع والسجاد الفاخر تحت قدميها وسمعته يقول لامه :
-حضرت لكى جناح الضيوف يامى امل ان تجدى فيها الراحه الى ان تتمكنى من العوده الى غرفتك
-تفكير صائب منك ماركوس اوه كم رائع العوده الى المنزل ثانيه
-اهناك شئ اخر قد تحتاجينه قبل ان اتركك؟
-لا يا عزيزى لكن بأمكانك الطلب الى تريس ان تحضر وجبه خفيفه للانسه فالارين
-ليس ضروريا سيده اوكيف
لكن السيده المسنه اشارت اليها بالصمت:
-هراء ياابنتى ماركوس وانا تناولنا بعض الطعام بالمستشفى ولا نحس بالجوع هل ستكلم تريس يابنى؟
-سأدبر الامر
واستدار نحو الباب لكن حين بلغه استدار لينظر اليها:
-على فكره انسه فالارين غرفتك هى الثلنيه الى يسار اعلى هذا السلم وهذا الزر الى جانب سرير امى متصل بجرس سيرن فى غرفتك اذا احتاجتك خلال الليل واذا كان هناك ما تريدين معرفته ارجو ان تأتى الى مباشره
دون انتظار الرد استدار الى امه:
-ارك لاحقا
تنهدت الام بع خروجه وقالت
-اريد الاستلقاء قليلا فرحله العوده قد اتعبتنى
استخدمت ايفورى ساقها السليمه سهلت على منيرفا عمليه نقلها الى السرير وبعد ترتيب الوسائد سألت:
-هل انت مرتاحه سيده اوكيف؟
-اجل شكرا لك منيرفا اسمك جميل والانسه فالارين اسم طويل ورسمى
-بأمكانك دعوتى بما تشائين سيده اوكيف
-اظن اننى ساحبك عزيزتى اعطنى ساعه راحه ارجوك ثم تعالى بعدها لمساعدتى فى الانتقال الى الكرسى والجلوس فى الشرفه لتناول الشاى
وجدت غرفتها دون تعب ووجدت كذلك ان حقيبتها نفرغه وسرت لاكتشافها انها اعطيت غرفه لها باب زجاجى مزدوج يوصل الى شرفه علويه حين فتحتهما اكتشفت ان امامها منظر رائع من فوق الحديقه نحو الحقول التى خلفها حيث وجدت خيولا وماشيه ترعى كم ستحب ان تكتشف المزرعه لكن ما من وقت لهذا الان
بعد ربع ساعه نزلت الى الطابق السفلى مرتاحه متبرده بعد ان اغتسلت بسرعه فى الحمام المشترك فى الممر بعد ان ربطت شعرها العسلى فى كعكه فوق رأسها فى غرفه الطعام الرائعه بدأت تناول الطعام بعد ان ادركت كم هى جائعه وهى تأكل كانت عيناها تجولان على لوحات تزيين الجدران الخشبيه كانت كلها لوحات اصليه لمناظر طبيعيه ماعدا لوحه لرجل شرس المنظر يجلس على جواد اسود مخيف
عيناه كانتا ساحرتان كقطعتان من نار زرقاء تحت حاجبين زرقاوين ولا مجال ابدا للخطأ فى تشابه الانف المرتفع والذقن المربع المصمم دون شك كان هذا والد ماركوس نفس الارتفاع المتعجرف الافخور للرأس ونفس الكتفين العريضين

safsaf313
17-12-2008, 10:29
كانت تصب فنجان شاى اخر حين دخل من تفكر فيه وسألها بحده:
-اظن ان امى ترتاح الان .تصادمت نظراتهما
-هذا صحيح سيد اوكيف اعلم اننى لست كما توقعت لكن.........
-حين اتصلت بخالى اوضحت اننى اريد خدمات ممرضه مسنه ولا استطيع تصور ماذا دهاه ليرسل شخصا مثلك
-وما الذى فى نفسك ضد ان اكون هنا سيد اوكيف؟
-انت صعيره جدا
-انا فى الرابعه والعشرين واؤكد لك بالرغم من اننى لست بممرضه رسميه لكن استطيع العنايه بالسيده اوكيه
-انا لا اشك فى قدراتك انسه لكننى كنت اقول اننى كنت افضل امرأه تقارب سن والدتى
-ربما على ان اذكرك امرا سيد اوكيف ليس هناك الكثير من الممرضات يقبلن مثل هذا العمل فى هذه الايام الممرضات اللواتى يعتنين بمرضى خصوصيين اصبح من الماضى
-لماذا قبلت بالعمل اذن؟
-لدى اسباب خاصه
-اتهربين من رجل؟ام انك تأملين فى ان تجدى لك رجلا فى هذه المنطقه؟
لاول مره فى حياتها حبذت ان تضرب رجلا
-انت مخطئ سيد اوكيف اسباب قبولى للعمل لاعلاقه لها بأى رجل حى....
-صحيح؟.....عجبا
-اذا اردت معرفه سبب منها اقول لك لان خالك اراد اعطائى فرصه للتفكير باستقالتى من الشركه
-من الصعب تصديق ذلك ان لاوجود لرجل وراء قرارك المفاجئ للاستقاله
-حسنا..... ((كان)) هناك رجل......لكنه مات ....منذ سته اشهر
-جئت الى هنا اذن لتلعقى جراحك ....اذا جاز التعبير
-اذا اردت التفكير هكذا ........اجل
-هذا ليس مركز لاعاده التاهيل انسه فالارين انت هنا للعنايه بامى وهذا يبقيك مشغوله تماما
-ارجو هذا بكل صدق انت بالفعل تكره فكره وجودى هنا .........اليس كذك؟
انه تفكير صائب منك انت محقه اكره فعلا وجودك فى منزلى فانا لا اتحمل النساء للا على جرعات صغيره كالدواء المر... ووجود امرأه واحده معى كان يكفينى
-سأجعل شغلى الشاغل ان ابتعد عن طريقك قدر الامكان والان ارجو ان تعذرنى سيد اوكيف
حين وصلت الى الباب ناداها مجددا :
-انسه فالارين ارجو ان تتذكرى دائما ان تبقى شعرك مرفوعا هكذا طوال الوقت
لم تهتم بالردعليه لكنها احست بنفحه اجرام وهى تغادر غرفه الطعام ......انه فظ ،متعجرف،ودون احساس بالمره........ انها تكرهه ولا شك مطلقا ان العاطفه متبادله لسبب لا تعرفه ولا يمكن التكهن به لا يريده هنا ولولا عدم رغبتها ان تخيب امل السيد غرايتنغ لقالت لهذا الرجل ما تظنه به تماما .......
ثم بأمكانه ان يفعل بوظيفته ما يريد ...ولن يهمها هذا اطلاقا


*********************
-2- طفله غير مسؤوله
ذلك المساء عندما وضعت منيرفا السيده اوكيف فى فراشها اعربت لها المرأه بتمنياتها بان تكون سعيده باقامتها معها ورجتها ان تبقى معها قليلا فالاثاره التى سببتها العوده الى منزلها كانت اكبر من ان تتركها بسهوله كانت عينا العجوز تلمع ببريق دافئ وهى تتحدث الى منيرفا وهذا ما لاحظته منذ عودتها الى وندشلتر
-واضح انك تحبين المزرعه جدا
تنهدت المرأه فى اوائل الستين من عمرها برضى:
-اوه........اجل لقد احببتها لحظه وطأتها قدماى وسأبقى احبها حتى مماتى اتعلمين ان عائله اوكيف تعيش فيها منذ اربعة اجيال؟
هزت رأسها نفيا:
-اخشى ان لا يكون السيد غرايتنغ قد ابلغنى الكثير عن تاريخكم
-اجلسى ياعزيزتى وسأقص عليكى ما شئت
ربتت بيدها على الفراغ من السرير جنبها حيث جلست منيرفا تابعت المرأه الكلام:
-حين مات والد زوجى الراحل ورث زوجى واخاه وندشلتر لكنهما سرعان ما اكتشفا ان من المستحيل ان يتعاونا معا فى اداره المزرعه فزوجى كان عاملا نشيطا لا يكل بينما اخاه كان كسولا طائشا لا يهتم بشئ وهذ الواقع الذى دفع الى قسمه المزرعه وتجادلا كثيرا حول من سيحتفظ بقطعه الارض التى تحتوى على المنزل الاصلى للعائله وكان زوجى المحظوظ وبنى اخوه لنفسه منزلا فى ارضه تدعى الان بيشوب ستون ومنذ تولى ماركوس اداره المزرعه منذ وفاه ابيه اشترى العديد من الاراضى والمزارع المجاوره لمزرعتنا ليصبح حجمها ضعفى الحجم الاصلى
-ومزرعه بيشوب ستون؟
-بقيت كما هى منذ ان تأسست فأبن اخ زوجى ستيفن يشبه اباه المسكين التعيس انه كسول طائش احيانا لكننى احبه ولا استطيع منع نفسى من الشفقه عليه حاول ماركوس مساعدته كثيرا لكن ستيفن تغاضى عن محاولات ابن عمه واستمر فى الحياه كما هو
تراخى رأس العجوز الى الوسائد واغمضت عينيها فقالت منيرفا :
-حاولى ان تنامى الآن سيده اوكيف
وقفت لتلمس الاغطيه فوق المرأه وتمنت لها ليله سعيده وغادرت الغرفه لكنها سرعان وا كادت ان تصطدم بماركوس فى الممر الخارجى طوله الفارع وعرض كتفيه كانا كافيين لجعل اعصابه تتوتر وسألها بصوته الاجش:
-هل نامت امى؟
ليس بعد سيد اوكيف بأمكانك الدخول لكن لا تبقيها مستيقظه كثيرا تحتاج الى قدر ما تستطيع من راحه
لسبب مجهول اقلقها ان يكرهها هذا الرجل لقد جائت الى هنا لعمل محدد وحين تنتهى مهمتها سترحل فما ضير فى هذا؟ حاولت ابعاده عن افكارها لكنها وجدت الامر مستحيلا خلال ساعات قليله اكتشفت اشياء محدده فى شخصيتها صدمتها ثقتها بنفسها سالت فى صحوه غضب لم تكن لتقدر ان تحلم انها قادره على الاحساس به هذا الغضب كاد يدفعها الى عنف كانت متأكده انه غريب عن طبيعتها ...اللعنه عليه واستدارت فى فراشها لتطفئ المصباح القريب.
غرفه الافطار كانت واسعه مشمسه ولم تستطع منيرفا الا ان تعجب بالطاوله الخشبيه الصفراء اللماعه واخذت تتفحص سطحها الصقيل بأصابعها لكنها سرعان ما رفعت بصرها لترى ماركوس يراقبها من تحت حاجبين سوداوين كثيفين مقطبين فقالت معلقه بصدق وهى تخفض يدها اسفل الطاوله:
-لديك اثاث رائع بمنزلك
لكن رده لم يجعلها تشعر بالراحه اذ قال ساخرا:
-كلها قطع منتقاه وغاليه الثمن جمعت عبر اعوام
قالت ايفورى اوكيف شارحه
-والد زوجى استورد عده قطع من اوربا فى السنوات التى كانت فيها تجاره الخيول مزدهره هذه الطارله مثلا اشتراها منذ اربعين عاما حين كنت انا واياه فى شهر العسل فى فرنسا
-لا يستطيع احد ان يصدق انها قديمه هكذا
رد ماركوس ساخرا مره اخرى:
-هذا لان والدتى تعتنى بكل قطعه من الاثاث كأنها الكنز الثمين
ردت ايفورى كأنها تدافع عن نفسها :
-هذا لاننى احب الخشب اى نوع منه
امتدت يد ماركوس الضخمه لتمسك يد امه:
-اعرف هذا يامى ولسوء الحظ لا يشاركك الكثيرون حبك لما تقدمه لنا الطبيعه
ابتسم لأمه فعلت اشياء غريبه فى اعماق منيرفا القساوه المتحجره فى عينيه استبدلت بدفئ حنون لكن التحول كان قصيرا ورفضت ان تفكر بما قد يحدث اذا ابتسم لها هكذا يوما ما
من كرسيها المتحرك اخذت ايفورى تصدر التعليمات الى الخدم وتتفقد المؤن ثم ادارت الكرسى بمفردها لتطل على الحديقه والحقول التى ورائها ولم تستطع منيرفا الا ان تحسدها على الجنه الهادئه التى تدعوها بيتها
وصل ماركوس من عمله فى المزرعه فى الوقت الذى كان الخدم يقدمون فيه الشاى وطقطقت الكرسى الخيزران تحت ثقل جسده وهو يجلس على مسافه قصيره من منيرفا وصب الشاى ثم تحدث الى والدته لكن حديذهما توقف فجأه عندما توقفت سياره رياضيه بيضاء امام الشرفه تماما وقفزت فتاه صغيره لها شعر اسود طويل وجسد انيق جميل الحنايا من السياره لتسير بنشاط وخفه فوق السلم الحجرى نحوهما كانت فى العشرين من عمرها تقريبا عيناها بلون بنى فاتح وفمها الاحمر الشهى منفرج بأبتسامه كانت موجهه فقط لماركوس الذى جلس يراقب تقدمها بأبتسامه خفيفه
-يبدو اننى وصلت فى الوقت المناسب للشاى
جذبت كرسيا لتجلس بجوار ماركوس حين جلست توجه نظرها الى ايفورى اوكيف
-رائع ان اراك فى منزلك ثانيه سيده اوكيف
لكن منيرفا احست بشئ من عدم الصدق فى صوتها واجابت السيده اوكيف :
-شكرا لك لويزا اقدم لك الانسه منيرفا هذه لويزا ماكجيل مزرعه والدها لاتبعد كثيرا من هنا
تبادلت الفتاتان التعارف بأدب ثم قالت لويزا:
-سامحنى ياماركوس ان كنت مخطئه لقد كنت اظن انك طلبت خدمات ممرضه مسنه
التوى فم ماركوس بسخريه وجالت عيناه فوق منيرفا وهو يقول:
-وهذا ما كنت اظنه تماما لكن يبدو ان خالى قرر العكس.......
قاطعته امه بحده:
-وانا مسروره لهذا
خلال الصمت القصير الذى تلا احست منيرفا بنوع من العداء بين المرأه والفتاه سرعان ما التفتت اليها لويز مبتسمه :
-عذرا آنسه فالارن لم اقصد ان اكون فظه
-لم يزعجنى هذا أنسه ماكجيل فانا اعى تماما واقع اننى لست كما كان يأمل السيد اوكيف ان اكون
لاحظت لويز بسرعه نظره العداء التى اطلقها ماركوس نحو منيرفا فشدت انتباهه بسرعه وسهوله:
-حبيبى هل كنت جلفا مع الانسه فالارين؟
وقف فجأه وقال لها:
-اشربى الشاى لدى شئ اريد ان اريك اياه
بوزت لويز بشكل جميل:
-انت مستبد ماركوس ولست ادرى لماذا اتحملك
رد بأقتضاب حاد:
-هل انت قادمه ام لا؟
وابتعد الى السلم الموصل الى الممر الخارجى بسرعه ابتلعت لويز ما تبقى من شايها ووقفت:
-اراكما لاحقا
وسارعت لتتعلق بذراع ماركوس ويختفيان وراء المنزل......
فقالت منيرفا :
-انها جميله
-ومغروره فأنا اعرفا منذ ان كانت فى السادسه من عمرها ولا استطيع ان اقول اننى احببتها يوما
-ولكن ولدك يبدو مولعا بها
-انها الفتاه الوحيده التى يمكن التساهل معها منذ........
صمتت ايفورى فجأه وهزت رأسها الرمادى
-صبى لى فنجان من الشاى ولنتحدث عن اشياء ساره اكثر
لويزا ماكجيل الفتاه الوحيده التى يمكن التساهل معها منذ ...منذ متى؟...عده احتمالات تصاعده الى رأس منيرفا لكنها قررت اخيرا ان هذاا الامر لا يعنيها اطلاقا
بعد ظهر ذلك اليوم وصل زائران آخران قدمت منيرفا الى كاتلين اوكيف وابنها ستيفن كاتلين كانت امرأه نحيله كئيبه ذات ابتسامه جاهزه اما ابنه ستيفن كان طويلا نحيلا اسمر البشره وفى عينيه الرماديتين نظره جوع تلاحق منيرفا اينما استدارت وهنا لم تكن تدرى اتشعر بالاطراء ام الحرج لكنها فى النهايه قررت على تجاهله قدر الامكان
خلال تناول الشاى جذب كرسيا مقتربا منها ليقول:
-اخبرينى منيرفا هل اقمت سابقا فى مزرعه مواشى؟
-لا ابدا
- ولا اظنك بعد قد تمكنت من التجول فيها ؟
-لا لم يتح لى الوقت بعد
-يجب ان تطالبى ماركوس ان يريك المزرعه فليس هناك اى شئ عن الخيول والمواشى لا يمكنه اخبارك به
-انا لا احلم ان اتطفل على وقت السيد اوكيف هكا اضافه الى هذا انا مشغوله جدا
-بكل تأكيد لديك وقت لنفسك اثناء النهار
-يبدو انك نسيت سيد اوكيف اننى وصلت البارحه فقط !
-اجل نسيت وسيشرفنى لو ناديتنى بستيفن وفرى السيد اوكيف لماركوس
رفعت نظرها لترى ان ماركوس يرمقها بعدائيه ولسبب لا تعرفه ابتسمت للرجل ابتسامه دافئه اكثر مما كانت انا تنويه
-شكرا ستيفن
تشجع ستيفن ليقول:
-ارجو ان تقبلى دعوتى الى بيشوب ستون فى يوم قريب؟
ترددت لكن الى وقت قصير :
-سأحب ذلك كثيرا
فيما بعد ذلك المساء وبعد ان تركت منيرفا السيده اوكيف مرتاحه تابعت ماركوس فى الممر خارج غرفه امه لكنه بدل ان يفسح لها الطريق لتمر اوقفها:
-هل وجدتى ابن عمى مسليا؟
-وجدته ودود ومؤدب
-ستيفن ودود وموؤدب نحو اى شئ يرتدى تنوره ويجب ان احذرك مع هذا انه لا يعتمد عليه وليس ذلك(( اللقطه الماليه))
تصلبت منيرفا على الفور واحست ببروده تجتاحها
-شكرا لتحذيرك لكنه ليس ضروريا اطلاقا
سخر منها:
اتعتقدين هذا؟
-لا اعتقد هذا فقط لكننى متأكده منه
-اذن انت تأملين فى اصطياد سمكه اكبر هه؟
-ما الذى يجعلك متأكدا هكذا سيد اوكيف باننى اسعى لاصطياد رجل لنفسى؟
-اصطياد احمق مسكين وتعليقه بحبل هو اساس وجود النساء
-لك رأى سئ بالنساء عموما سيد اوكيف ام ان هذا رأيك فى لوحدى؟

safsaf313
17-12-2008, 10:32
-كل النساء سواء, يظنون انهن حين ينبشن مخالبهن فى رجل يستطعن فعل ما يشأن فيه
-وهل اوصلتك الانسه ماكجيل الى ان تفعل بك ما تشاء؟
ساد صمت متفجر تركها متسائلا عما اذا كانت قد تمادت اكثر من اللازم ثم قال ببرود:
-ارجو ان تتركى لويزا خارج مناقشتنا يا انسه
-وهل لى ان افهم ان رأيك الوضيع بالنساء يسيثنيها؟
-لويزا فتاه مميزه جدا
-هذا ما يبدو
ارتسم شبح ابتسامه على شفتيه :
-هل استشف السخريه فى صوتك؟
ردت ببرود:
-لم تكن السخريه فى نيتى سيد اوكيف والان لو تسنح اود الصعود الى غرفتى
بدا لها انه سيتجاهل طلبها لكنه تنحى جانبا فصعدت السلم بسرعه لكنها كانت تحس بعينيه تحرقان ظهرها الى ان ابتعدت عن انظاره وادركت ان من المستحيل تجنب شخص مثله وهى تعيش تحت سقف واحد معه والسماء وحدها تعلم كيف ستتمكن من تحمله فى الاسابيع القادمه
بعد تأكدها من راحه مريضتها وحصولها على كل ما تريد فى الصباح التالى خرجت منيرفا بناء على الحاح السيده اوكيف تتمشى نحو الحظائر حيث وجدت كوبر يتفحص اكواما من عشب الغصه المخصصه للعلف رفع قبعته العريضه حين رأى منيرفا:
-صباح الخير انسه
-صباح الخيركوبر
-لماذا لا يوجد سوى ثورين فى الحظيره؟
-اخرجهم الرعاه الى الحقول انسه انه موسم التزاوج فى هذا الوقت يكون الثور مؤذيا اذا حوصر بالسياج لذلك نتركها لوحدها فى الحقول وهذا ثور وبقره وليس ثورين
-وهل هى مؤذيه لهذه الدرجه؟
-آنستى!لقد شاهدت فى ايامى ثورا يمزق امعاء رجل لذك يجب ان تبتعدى عن امثاله ايام التزاوج فهو خطير
تحول اهتمام منيرفا نحو الثور والبقره داخل الحظيره البقره كانت مخفوضه الرأس ترعى وبدا انها تحاول جذب انتباه الثور الذى استجاب على الفور وتقدم مسرعا منها يخور بقوه...... لكنها كمعظم النساء اظهرت فجأه عدم الاهتمام وابتعدت عنه فاسرع خلفها
هب هواء خفيف بارد وقبل ان تستطيع شيئا طار الشال عن كتفيها ودفعه الهواء داخل الحظيره ولو كان اى شال اخر لما اهتمت بأستعادته لكنه ذلك الشال الذى اهداها اياه غاى قبل وفاته ولا يمكنها تركه هناك ليتمزق تحت اقدام المواشى
كان الحيوانان عند مؤخره الحظيره وبحساب بسيط للمسافه قررت ان من السهل استعاده الشال والعوده الى البوابه لكن الثور كان سريعا فى النظر الى الشال الملون الملقى على الارض يتلاعب الهواء به فرفع رأسه متوترا يراقبه... لكن الوقت فات امام منيرفا لتتراجع وقررت انها لا تزال قادره على استرجاعه بسرعه
-اخرجى ياآنسه !اخرجى من هنا بسرعه!
كان كوبر يصيح من مسافه عنها لكنها تجاهلته عمدا فاسرعت الى حيث الشال والتقطته بسرعه عن العشب لا يمكن ان يكون الثور الآن لم يشاهدها بعد فتقدم منها مهددا رافعا اذنيه ضاربا الارض بحوافره الاماميه وصوت الخوار يخرج منه سرعته كانت لاتصدق وشلها الخوف وقفت هناك دون حراك تواجه الثور المنقض وشالها الملون فى يدها المرتجفه قلبها يعلو حتى يصل الى حلقها
-اركضى انسه .........اركضى !
صوت كوبر الحاد المرتفع اعادها الى صوابها فنظرت نظره اخيره الى الحيوان ثم ركضت وكأن الشيطان بنفسه يجرى فى اعقابها فيما بعد لم تتذكر ما حصل بالضبط لكنها وجدت كوبر امامها وبيده غصن شجره كبير يلوح به فى وجه الثور النافخ
-قفى خلفى انسه قفى خلفى
احست بضجيج فى اذنيها للحظات ظنت انها ستفقد الوعى لكنها فعلت ما قاله لها وباعجوبه اوقف الثور عند حده بتلويح الغصن فى وجهه بينما اخذ يتراجع ويدفعها خلفه نحو الامان وعلمت دون شك انها واجهت الموت لبضع لحظات بسبب عملها الارعن ...... لكنها واجت نوعا اخر من الموت حين قبضت يد ضخمه على ذراعها وشدتها جانبا وصاح ماركوس راعدا:
-تأكد من اقفال الباب بأحكام كوبر
دون انتظار تنفيذ اوامره قاد منيرفا بخشونه نجو شجيره بعيده قليلا وما ان اصبح تحت فيئها حتى اوقفها بحده وادارها نحوه:
-ماذا كنت تفعلين بحق الشيطان؟
-انا اسفه..... لكننى...... استطيع التفسير...
-انا منتظر
مرتجفه من رأسها حتى اخمض قدميها قالت:
- لقد طار الشال عن عنقى الى الحظيره والحيوانان كانا يرعيان بعيدا ففكرت ان من الامان ان اتسلل بسرعه لاستعيده
تفسيرها وقد اصبح كلامها بدا لها سخيفا ولا بد من انه فكر فى ذلك فنظر اليها بأحتقار:
-اذن ظننت نفسك قادره على التغلب على سرعه ثور تصل الى اكثر من اربعين كيلومترا فى الساعه؟
-لم افكر بهذا.....اسفه
-وما هو المهم فى هذا الشال على اى حال؟
-انه......هديه
-يالهى.........اكاد اخنقك
امسك بها بكلتا ذراعيه واخذ يهزها حتى احست ان عنقها سينكسر وصاح:
-اتدركين ان عاطفتك الغبيه كادت ان تكلفك حياتك؟
-انت......انت تؤذينى
عضت شفتها لتمنع نفسها من البكاء فتركها فورا بقوه ارسلتها الى الخلف لتتعثر وتصتدم بجذع الشجره وصاح بها امرا:
-ارجعى الى المنزل واذا كنت ستصرين على التصرف كطفله غير مسؤله اقترح عليكى ان تبى بعيدا عن الحظائر فى المستقبل.
احست انها بلهاء تماما لكنها تعلقت بما تبقى من كرامتها وشجاعتها المشتته فسارت متصلبه الى المنزل تحس ان عيناه الحارقتان اللامعتان المحتقرتان تلحقان بها فى كل خطوه متعثره تخطوها
-3-
وانكشف السرنظره واحده من ايفورى اوكيف تصرخ قلقا:
-بحق السماء ماذا حدث يا طفلتى؟؟
اخبرتها منيرفا ما حدث واكملت :
-لم استطع ان اترك الشال انه كان اخر هديه من غاى قبل وفاته
-ومن هو غاى؟
-كان خطيبى
هزت ايفورى رأسها متفهمه:
-افهمك لكن لا تخاطرى بحياتك هكذا مره اخرى يا الهى لابد ان ماركوس كان غاضبا جدا
رد صوت عميق:
-بل اكثر من غاضب امى تحولت الى مجرم حين افكر بما كان سيحدث لها اتمنى ان اهزها ثانيه حتى الموت
صاحت المرأه مؤنبه:
-ماركوس.....انت لم تفعل....؟
-كونى شاكره اننى لم اخنقها
-ماركوس
قاطعت منيرفا الحديث :
- انا واعيه تماما لمدى غبائى فى دخولى للحظيره سيد اوكيف واعدك ان لا يحدث هذا ثانيه
-وما الذى تملكك لتخاطرى بحياتك فى سبيل قطعه حرير سخيفه؟
ردت ايفورى قبل ان تتكمن منيرفا من الرد:
-انه اخر هديه من خطيبها الراحل
ساد صمت شكوكى ثم مرت نظره غضب على ملامح وجهه وهو يقول :
-حسنا امى كادت ان تلحق الى حيث سبقها
شحب وجه منيرفا الما وقالت متجهمه:
-ساصعد الى غرفتى لانظف نفسى قبل الشاى ...لو سمحتما
تلك الليله كانت دافئه معطره السماء مرصعه بالنجوم ومنيرفا تحس بالراحه فى حمى غرفتها ....... لكنها احست بقليل من الاضطراب بعد الحمام فدفعت الباب الزجاجى لتخرج الى الشرفه مطلقه تنهيده صغيره.... لولا وجود ماركوس ومضايقاته لها يمكنها ان تقول انها سعيده قانعه باقامتها هنا
-انها ليله رائعه اليس كذلك؟
الصوت الاجش كان يصدر من ورائها فاجفلت مستديره لتواجه شكلا معتما مستندا الى الجدار ورائها .... منذ متى وهو هنا؟وماذا سيظن بها وهى على الشرفه بثياب النوم حافيه القدمين؟
وتابع ساخرا :
- هل فقدت لسانك انسه فالارين؟
- لا.....لكننى مندهشه لكلامك معى بطريقه متمدنه هكذا سيد اوكيف
ارتجاف غريب احست به فى صدرها حين خطا نحو النور المنبعث من غرفته نومها ......ورد ساخرا:
- انا دائما متمدن..... ماعدا حين اغضب
كادت تقفز فزعا حين لامست اصابعه بشره ذراعها تحت كم الروب القصير،فسألها بنعومه:
-هل انا من صنع بك هذا؟
-تظهر على الكدمات بسرعه
-يجب ان اتذكر هذا مستقبلا
صوته بدا لها غريبا ..... لكن غرابته لا تقارن بالمشاعر التى اثارتها لمسته الشبيهه بالمداعبه داخلها نبضاتها قفزت بجنون فابتعدت عنه تقول بحده:
-عمت مساء سيد اوكيف
-لقد اتصل الدكتور براوننغ ....وهو قادم فى الغد ليرى والدتى
اوقفها صوته وهى على وشك العوده الى غرفتها اليه تختبر مره اخرى نفس الرد الفعل العنيف لمجرد رؤيتها مظهره الجسدى الذى يذكرها بأول مره رأته فيها فى المستشفى وقالت له ببرود:
-شكرا لابلاغى هذا
رد باقتضاب متسرع :
-عمت مساء انسه فالارين
وتركها قبل ان تتمكن من الرد
سمعت منيرفا صوت سياره الدكتور براوننغ بعد الساعه الثامنه بقليل من الصباح التالى .....تركت ايفورى اوكيف مرتديه ثيابها وخرجت الى الشرفه الموصله الىالخارج لتجد ماركوس قد سبقها وقال مقطبا:
-يبدو ان الطبيب جاء بشخص اخر
امسكت منيرفا بانفاسها دهشه حين شاهدت الرجل الطويل الرشيق فى اوائل الثلاثين من عمره ينزل من سياره الطبيب
ريك بريل لم يتغير كثيرا خلال السنوات صحيح ان شعره الاسود اقصر مما مضى لكن وجهه الاسمر كان وسيما كما تذكره .....ورفع رأسه فجأه فلمعت عيناه من الدهشه حين التقت بعينيها
-منيرفا!
وقفز السلم نحوهما اسنانه البيضاء تلمع واحتضنها بقوه........ لعلمها ان الرجلين شاهدا ما حدث احمر وجهها بشده وتمتمت باستحياء:
-مرحبا ريك
ضحك لها!
-لم اتصور اننا سنلتقى ثانيه وحق السماء .....وليس هنا بكل تأكيد
سأل ماركوس دون ضروره :
-اتعرفان بعضكما؟
-منيرفا وانا تعرفنا على بعض ايام الدراسه هى اتجهت نحو العلوم التجاريه وانا نحو الطب ....اليس هكذا حبيبتى؟
ووضع ذراعه بعفويه على كتفيها كانت تعرف ان كلمه ((حبيبتى )) بالنسبه لريك لا تعنى شيئا لكن بالنسبه لماركوس فهى تعنى الكثير فضاقت عيناه ....واسرعت منيرفا للتمسك بهذه الفرصه فقالت:
-لا تفضح كل اسرارنا ريك
ضمها اليه قليلا قبل ان يتركها :
-لابد ان اقول اننى مسرور لرؤيتك ثانيه
قال ماركوس متجرأ:
-ربما تتفضلان بالدخول ...امى تنتظر
اشار الدكتورالى ريك بأن يتبعه وبطريقه ما كانت منيرفا الاخيره وعينا ماركوس تكادان تمزقا ظهرها لدرجه ان بشرتها اقشعرت وتفحص الطبيبان ايفورى بدقه اتعبتها واعطيا تعليمات واضحه بأن يسمح لها بالحركه اكثر ومتابعه الرياضه اليوميه ووافق الكتور على رأى ريك على ان تسير على عكاز...واتفق على ان يحضر ماركوس العكازين من المستشفى مبينما الجمع يشرب الشاى وبأنشغال الدكتور بالحديث مع ماركوس ووالدته انتحى ريك بمنيرفا الى الحديقه حيث اخذا يتحدثان لوحدهما :
-منذ متى وانت هنا ؟
- سيمر اسبوعان بحلول يوم الاثنين
-ظننتك تزوجت من غاى فما الذى غير رأيك؟
لم تتصور ان يكون قد عرف بموت غاى صديقه القديم ايام الدراسه معهما فردت بهدوء:
-غاى توفى منذ سبعه اشهر تقريبا
بدا الحزن فى عينيه :
-انا اسف جدا منيرفا لم اكن اعلم .ماذا حدث؟
-لابد انك تذكر هوسه بالطيران
- اذكر... كان يمضى كل لحظات فراغه بالطيران هل وقعت به الطائره؟
-تجاوز المدرج لسبب مجهول واصطدم بالاشجار حوله وانفجر خزان الوقود على الفور تقريبا
-اكنت موجوده ساعتها؟
-اجل كنت اتفرج عليه ايمكن ان نتحدث عن امر اخر
-موافق
- الم تتزوج بعد؟
- لم تتح لى الفرصه وانوى استغلال حريتى جيدا قبل ان اضع الحبل حول عنقى
يبدو ان الدكتور براوننغ يستعد للرحيل
-اتتناولين العشاء معى يوما؟
-اخشى الا استطيع وعدك بشئ فانا مضطره للبقاء قرب السيده اوكيف وانت تفهم اليس كذلك؟
-ستجدينرقم هاتفى فى الدليل اتصلى بى اذا حصلت على وقت فراغ وسأفكر فورا بشئ يسلينا
احمر وجهها وهى ترد:
- اتصور تماما ذلك الشئ الذى يسلينا
- لكننى كنت دوما اتصرف معك بوقار
-هذا لاننى اعرفك جيدا وتعرف حبى لغاى
-لسوء الحظ هذا صحيح اراك فيما بعد حبيبتى

safsaf313
17-12-2008, 10:33
وغمز لها وهو يصعد فى سياره الدكتور حين اختفت استدار ماركوس يواجه منيرفا بنظره العداء البارد التى اصبحت مألوفه لها:
-بمعرفتى لسمعه ريك بيل مع النساء اتصور انكما كنتما عاشقين يوما ما؟
كان اول رد فعل لها اظهار الغضب لكنها غيرت رأيها ببرود:
-بأمكانك الظن بما تشاء
-ماتفعليه فى وقت فراغك لا يعنينى شريطه الا تهملى امى
- ليس من عادتى ان اهمل واجباتى سيد اوكيف وشؤونى الخاصه لها المنزله الثانيه عاده
-انا سعيد لسماع هذا
واتجه عكس الاتجاه الذى كانت تسير فيه لتصل وتنضم لايفورى التى قالت لها بخبث:
-كنت آمل ان تتحسن علاقتك مع ولدى مع مرور الايام لكن يبدو ان املى ذهب سدى
- لا تجعلى هذا يقلقك سيده اوكيف
تفرست العجوز جيدا بمنيرفا
- الى اى مدى تعرفين الدكتور بريل؟
لم تكن منيرفا تتوقع السؤال لكنها لم ترتبك
-عرفته منذ كنا ايان الدراسه لكننا افترقنا فى الجامعات وفقدنا اثر بعضنا لاكثر من اربع سنوات
-اكان مميزا لك؟
-ليس كما تعنين سيده اوكيف كان مجرد صديق مميز ليس الا
اخفضت ايفورى ببصرها تقر بذنبها:
-اعتقد انك تظنينى عجوزا متطفله
-بل اظنك امرأه رائعه دافئه تهتم بمن حولها وهذه ميزه تعجبنى جدا
لم تشاهد منيرفا ماركوس حتى وقت الغداء حيث تجاهل وجودها تماما وهو يتحدث الى امه اخيرا قالت الام انا ذاهبه الى فراشى
فوقفت منيرفا لترافقها
حين تركتها وخرجت الى الشرفه لم يكن ماركوس موجودا
وما هى الا دقائق حتى كان ستيفن اوكيف ينزل من سيارته متقدما نحوها...فرحبت به:
- نهارك سعيد ستيفن اسفه فالسيده اوكيف نائمه الان
- لكننى جئت اراك انت منيرفا فانا فى طريقى الى البلده وفكرت انك قد ترغبين فى الذهاب معى
-اسفه لا استطيع هذا
-لابد ان زوجه عمى تبقيك مقيده الى كرسيها المتحرك اليس كذلك؟
- الامر ليس كذلك ستيفن فالى ان تصبح قادره على الحركه لوحدها سأبقى قريبه منها الى ان تحتاجنى
-اجل طبعا اعرف هذا اتريدين شيئا من البلده؟
-قد يمكنك توفير المسافه على السيد اوكيف واحضار العكاز لامه من المستشفى
رد بخشونه:
- لن افعل هذا وحياتك
نظرت اليه بدهشه وقالت:
- لماذا لا تحب ابن عمك؟
- لاننى لا اطيق المتعجرفين اللذين يظنون دائما انهم افضل من غيرهم لقد فكر مره انه قادر على التآمر على فى مزرعتى ولكنه كان مخطئا
لكنها كانت تعلم بعد الذى قالته لها السيده اوكيف عن طبيعه ستيفن الكسوله انه يقول هذا بدافع الغيره والحسد ثم امسك بيدها قائلا :
-ستأتين معى يوما الى مزرعتى الن تفعلى؟
ابتسمت له:
-سأفعل يوما
-سأتطلع الى ذلك اليوم اذن وداعا الان
لوح لها بيده وصعد الى سيارته فرفعت يدها تلوح له لكن سرعان ما وقعت يدها الى جنبها حين سمعت صوتا من ورائها يقول:
-مسكين ستيفن يجب ان يحذره احد بأنه يضيع وقته
استدارت لترد عليه بنفس السخريه :
-لن افعل هذا لو كنت مكانك سيد اوكيف فقد تفسد بدايه صداقه جميله
سخر بازدراء:
-صداقه......هذا ما تسمون به علاقه حميمه هذه الايام؟يالهى كم كنت محقا النساء من صنع الشيطان نفسه
تبادلا نظرات قاسيه غاضبه اضافه الى شئ لم تستطع تحديده وما هى الا لحظات حتى استرخت اساريره حين وصلت الفتاه السوداء الشعر فى سيارتها وصاح صوتها الحاد :
-ماركوس حبيبى كم اشتقت اليك
نظر بأبتسامه الى لويزا وسأل :
-هل اشتقتى فعلا؟
احست منيرفا بشئ اخر لم تستطع تحديده كذلك حين قالت لها لويزا:
-مرحبا انسه لقد صادفت ستيفن وانا قادمه الى هنا هل اصبح زائر دائما الى هنا؟؟؟؟
رد ماركوس قبل ان تتمكن منيرفا من الرد :
-ليس بعد..... فهو يأمل ان تسمح له الانسه بأن يصبح احد......... اصدقائها المقربين
تسائلت لويزا بخبث:
-حقا؟ لكننى لا استطيع ان اعرف سبب رغبه من كان فى صداقه ستيفن .....ايمكن ان نفكر ماركوس؟
رمى ماركوس الكره فى ملعب منيرفا بسخريه:
-ربما افضل من يرد على هذا الانسه فالارين نفسها
ردت منيرفا ببرود قاتل :
- لست مدينه لاحد باى تفسير عن تصرفاتى مع احد واذا كنت اسأت الفهم فى تصرفاتى سيد اوكيف فلا ذنب لى فى هذا لكن لن اسمح لاحد ان يسخر منى ولا داعى للتعليق بلؤم على مقابلتين بريئتين بينى وبين ابن عمك
استدارت على اعقابها لتدخل المنزل لكن صوت ماركوس الهادئ اوقفها:
-كان هذا عرضا رائعا انسه فالارين لم اكن اعرف ان التمثيل هو احد مواهبك
وقفت منيرفا وكأنها تحولت الى حجر بينما ارتفعت حمره الغضب والاذلال الى وجنتيها كان من الممكن ان تتسامح بكلامه لكن ضحكه لويزا المرتفعه مزقت اعصابها فاكملت طريقها والدموع تتفجر من عينيها انها تعرف ها الرجل من السبوعين فلماذا تتالم هكذا حين يعاملها بازدراء وعدوانيه

.

safsaf313
17-12-2008, 10:37
فى الصباح التالى وبينما كانت منيرفا تدلك ساق ايفورى وتساعدها فى رياضتها المعتاده سألتها المرأه فجأه:
-اخبرينى عن خطيبك اكنت تحبينه كثيرا؟
اجفلت للسؤا ثم ترددت ثم قالت بهدوء :
-لقد وجدت فيه كل ما اريده من رجل
- لكن هذا لا يجيب على سؤالى
-اجل....احببته كثيرا
احست فجأه انها انما تشير الى شئ لم يكن موجودا فى الاصل وتسائلت عن السبب ثم سمعت السيده تقول:
-ستتعلمين ان تحبى ثانيه
هزت منيرفا رأها بأسى:
-لا اظن ذلك
- اوه بالطبع ستتعلمين ربما سيكون نوع اخر من الحب لكنك ستتعلمى كيف تحبين من جديد
ابتسمت منيرفا بقلق :
-كم احب ان افكر بأمكانيه ذلك
- اتمنى ان يجد ماركوس فتاه طيبه يحبها فتاه تعيد اليه ثقته بالنساء لقد ازداد قساوه على مر السنين وهو الان فى الخامسه والثلاثين ولم يعد شابا
- اكان هناك احد فى حياته؟
-اجل حين كان فى مطلع العشرينيات كانت هناك فتاه جميله واظنه كان على وشك التفكير بالزواج منها حين اكتشف انه مجرد واحد من عده رجال فى حياتها وهذا ما انهى ثقته بالنساء ولقد اصبح الان اعزبا مستديما فظا
اشعاع من التفهم رفع الظلال عن قلب منيرفا لكن لمجردلحظه ثم قالت:
-يبدو انه متعلق بلويزا ماكجيل
توترت ملامح ايفورى :
-اعرف هذا اخشى ان بأمكانك مساعدتى على ارتداء ملابسى الان لاجرب العكازين
بدا صوتها صارما يشابه صوت ابنها لكن منيرفا سجلت كذلك لمحه تعاسه فى تصرفاتها وتسائلت عن السبب لكن ليس من شأنها ان تتدخل او تتطفل عميقا فى شؤون الاخرين خاصه من تعمل لهم وتركت الامر على ما هو عليه
*****************
-4-
لماذا كل هذه المراره


اظهرت ايفورى تصميما غريبا فريدا من نوعه لمهاجمه مشكلتها مع السير على عكاز فبقيت مستمره بالحركه متمتعه بحريتها الى ان المها ذراعاها واضطرت منيرفا اخيرا الى ان تجبرها الى العوده الى كرسيها المتحرك
كان يوما باردا نلئ بالضباب مع رعد بالمطر الجبال من بعيد كانت محجوبه بالسحب الكثيفه وحتى الوقت الذى قدمت فيه مارى الشاى والبسكويت الطازج الذى خبزته تريس كان المطر يبهمر فى الخارج
ماركوس لم يشاركهما الشاى كالمعتاد فقد كان مشغولا باصلاح التركتوار فى احد المخازن حول المنزل ولم يظهر فى الواقع سوى فى وقت الغداء ثم غادر فورا ليتمتم شيئا عن اقراص التروس المسننه فى المحرك حين صحا الطقس فيما بعد اليوم خرجت منيرفا لتتمشى دون هدى نحو المخازن المحيطه بالمنزل كان هناك باب موارب دفعها الفضول الى دخوله ...لكن قلبها كاد يخرج من حنجرتها حين شاهدت ماركوس هناك يتفحص كومه من الصوف الابيض غطاها فورا حين احس بوجودها كتفاه تصلبا قليلا وكانه غضب ولكن ابتسامه كانت مرسومه على فمه حين سالها:
-اكنت تبحثين عنى؟
احست بنبض مجنون يرتعش فى منتصف رقبتها :
-لا انا كنت اتمشى ورايت الباب مفتوحا فاحسست بالفضول
-دعينى اذن ان اشبع فضولك هذه غرفه الفرز هذا اذا لم تتكهنى بهذا بعد واذا كنت مهتمه ساريك ما فيها
احست انها دخيله وتمنت لو تعود من حيث اتت لكن عيناه المتفرستان التقتا بعينيها حين لم تجد فيهما السخريه قررت الا تتغاضى عن يد الصداقه التى قدمها لها واشار اليها نحو طاوله مليئه بأكوام الصوف المغطاه كان بينها اكوام من الصوف الناصعه البياض واخى يشوبها الاحمرار والسواد كلها مكومه بانتظام
-كما ترين حين تقص اصواف الخراف يأتى بها الى هنا ليتم فرزها الى ابواب مختلفه الانواع منها للنسيج ومنها للاستخدامات الاخرى ثم نلفها فى رزم ونرسلها للشركات الشاريه طبعا الصوف الابيض هو الاكثر رواجا من غيره لاستخدامه فى النسيج وهو مطلوب فى مختلف بلدان اوربا والعالم.... لكننا هنا نرسلها الى مصانع ليدز الشهيره فى هذا المضمار منذ القرن الرابع عشر
لمحت ممرا ضيقا بين سياجين من القضبان الحديديه يتدلى فوقه خطافات معلقه بسلاسل :
- وما هذه؟؟
تقدم ليمسك احد الخطافات بيده:
-هنا نسوق الماشيه تدخل الابقار لتدمغ وتوزن قبل ارسالها الى السوق اما الخراف فتدخل الى هنا حيث تعلق قوائمها بخطافات ويتم جز صوفها طبعا خلال موسم محدد
كانت منيرفا وهو يتحدث لا تنظر الى الخطافات والسلاسل بل كان نظرها مثبت على اليدين القويتين القادرتين.... ولسبب مجهول اخذت تتذكر الاحساس الذى اثارته هاتين اليدين فيها حينما لامستاها فتوترت اعصابها وقالت:
- يجب ان اعود الان
- هناك شئ اخر اريدك ان تريه
امسك ذراعها بقبضه قويه وهو يعيد الخطاف الى مكانه ثم اخرجها من المخزن الى اخر حيث وجدت رزمات من الصوف على شكل مكعبات مستفه فوق بعضها:
- هذه انتهت بالامس وبأنتظار وصول الشاحنات لاخذها
التفتت اليه مبتسمه لتشكره لكنها وجدت وجهه متجهما فقالت بقلق:
-شكرا على تجوالك بى وما شرحته لى
-هل وجدت الامر مفيدا للاهتمام؟
-كثيرا يجب ان اذهب الان
تراجعت عنه مضطربه لكن كعب حذائها اصطدم بشئ ففقدت توازنها وامتدت يدان قويتان تمسكان بها وفى لحظه كانت تصطدم بصدره الصلب ليستغل الفرصه ويضمها اليه بشده
الصدمه شلت تفكيرها ومنعتها من اى رد فعل ثم استولى عليها احساس غريب سلبها كل تفكير بالمقاومه وجعلها ضعيفه مطواعه بين ذراعيه ..... لم تشعر بمثل هذا بين ذراعى رجل من قبل ومع ان عقله الباطن كان يحذرها ممايحدث الا ان ذراعيها استجابتا دون وعى منها فالتفتا حوله تردان له العناق وترخى جسدها ...... فقد وجدت الراحه بين الساعدين الرجوليين لكن ما هى تلا لحظات حتى اصبحت بعيده عنه وانتهى السحر الغريب حين صاح صوت بارد خرق الدفئ الذى غلف قلبها:
-لقد حصلت على ما تسعين اليه .... بأمكانك الانصراف الان انسه
احست منيرفا بذهول صاعق منعها بدايه من الرد لكن التفهم عاودها بسرعه ليرسل الاذلال موجات من الحراره تجتاح جسدها فلمعت عيناها بمزيج من الالم والغضب:
-انت متوحش لا تطاق كان يجب ان اعرف ان ما اظهرته من ود كان له نيه سوء لكننى كالغبيه صدقتك انك ترغب فى نسيان مشاعرك المسبقه نحوى
-اترغبين فى الاعتذار ام بمزيد من نفس المعامله؟؟؟
تراجعت تضم يديها المرتجفتين بقبضتين:
-ماكنت لاظن يوما ان اقترب من كراهيه شخص كما اكرهك...لكنك بكل تأكيد تسهل الامور على لكراهيتك سيد اوكيف
- وهل ازعجك اننى لم احاول ان اقنعك بالمزيد؟
اجفلت وكانه لطمها وكان لصوتها نوعيه اجشه وهى ترد:
- انت تقرفنى !
- ربما اقرفك لكننى اراهنانك كنت مستمتعه بعناقى منذ لحظات
استدارت على عصبيتها لتهرب منه وضحكته الرنانه العميقه تلاحقها برنين كريه فى اذنيها
كان رأسها يضج بالالم حين وصلت الى المنزل لكن هذا لم يكن يذكر امام خفقان قلبها المعذب لم تفعل شيئا لتستحق اهانته لكن الجزء الرهيب انها غير قادره على فعل شيئا يثبت له خطئه فهو لن يصدقها ... ولماذا يصدقها؟ لكن الاكثر اهميه لماذا تهتم هى هكذا؟انه لا يهتم بها ابدا ... لكنها تهتم .... !
جذبت نفسها بقوه الى الحذر تؤنب نفسها بشده لكن ما فكرت به اخذ يجوب تفكيرها بقوه جعلتها تواجه الحقيقه المره .... ارادت هذا ام لم ترد : انها تهتم به !
- منيرفا؟
صوت ايفورى اوقفها فى جريها عبر الردهه الواسعه فعادت خطواتها مكرهه لتنضم الى المرأه فى غرفه الجلوس حيث نظرت اليها وقالت عابسه:
-لم تبكين؟
- انا لا .... احس بسخافه ليس الا
- انه ماركوس ... اليس كذلك؟
هزت منيرفا رأسها وجلست على اقرب كرسى:
-ربما كنت مخطئه بقبولى هذا العمل فى وقت يعارض بشده وجودى هنا
- هراء ! الامر لى فقط فى القبول اذا كنت اريدك ام لا .... وانا لن اقبل سواك
تصاعد الدفئ الى قلب منيرفا البارد فابتسمت:
-انت لطيفه جدا سيده اوكيف لكن...
- لن اسمح بان تكونى اسفه لوجودك هنا مفهوم؟
- مفهوم تماما سيده اوكيف
فى اليوم التالى وصل ابن عم ماركوس ساعه كانوا يشربون القهوه بعد الغداء فسارعت ايفورى تقول له بدهشه:
-وصلت متأخرا عن الغداء معنا ستيفن
-تناولت غدائى عمتى .... فى الواقع جئت اسألك اذا كان بالامكان ان تستغنى عن خدمات منيرفا بعد ظهر اليوم؟
- اهناك شئ؟
- لا شئ ابدا...ارغب فقط ان تقضى بعض الظهر معنا
ترددت ايفورى لحظات ثم ابتسمت ولمعان غريب فى عينيها:
- يجب ان تطلب هذا من منيرفا ....اليس كذلك؟
استدار ستيفن الى منيرفا متسائلا:
-هل تأتين معى؟
ثلاثه ازواج من العيون تركزت عليها فجأه لكنها كانت تعى اكثر مما تعى تلك العينان الساخرتان لماركوس فاشاحت بوجهها قائله بتردد:
- حسنا انا.... هل بامكانك تدبير امرك دونى سيده اوكيف؟
- طبعا عزيزتى
التفتت منيرفا الى ستيفن :
-متى تريد الذهاب؟
- فى الحال اذا لم يكن لديك مانع
هزت رأها :
-سأصعد لاغير ملابسى اذن
احست بالسعاده وهى ترتدى فستانا زمرديا من الحرير الرائع انسدل باناقه على جسدها الجميل حلت رباط شعرها من قمه رأسها وبعد عده ضربات بالفرشاه صار لامعا قررت تركه منفلتا على كتفيها
علق ماركوس ساخرا حين رأها عند اعلى السلم ونظره يجول فيها بشك مهين:
- رائع رائع سيتلقى ستيفن اذا معامله ممتازه اليس كذلك؟
رد ت بجفاء:
-لست ادرى عما تتكلم
- لا .... طبعا لا تعرفين... انت فتاه صغيره بريئه تخرجين مع رجل لاول مره
قررت تجاهله وقالت ببرود:
-دعنى امر من فضلك
تراجعت خطوه للوراء حين تقدم نحوها ... فى لحظه كانت اسيره الجدار وضع يداه على كتفيها .... فخفق قلبها بشده وقال لها بصوت محذر :
- لا تتلاعبى بستيفن كثيرا انه ساذج يثق بالناس وقد يأخذ تصرفك معه بجديه
- الا تظن انه كبير بما يكفى ليعتنى بنفسه؟
-ليس هناك موده كبيره تربط بينى وبينه لكننى لا اريد رؤيته متألما
- وما الذى يجعلك تظن اننى اؤلمه؟
- تبدين مستعده للسعى وراء الاثاره انسه فالارين ويبدو انه الساذج الوحيد المتوفر امامك ليقع فى حبائلك
لم تعد تعرف اتضحك ام تبكى لكن الغضب سارع لحل المشكله فسألته بأدب بارد:
-هل انتهيت تماما ؟
- ليس تماما .... اريد اعطائك شيئا تأخذينه معك
لم تكن متحضره لما ينويه لذلك كانت دون ادنى دفاع حين وجدت نفسها عالقه بين الجدار وذراعيه ..... اخذت يداه تطوفان فى جسدها ..... حاولت صده دفعه بيدها على صدره لكنه كصخره لا تتحرك ولم يتوقف عن مداعباته الا بعد ان اخذت ترتجف امام مداعبات اصابعه على ظهرها
صاحت به حين تركها:
- انت مقرف لا تطاق !
- لا تتعثرى وانت تنزلين السلم ستيفن ينتظر بفارغ الصبر لوضع يديه على جسدك التافه
ما كان ليصيبها بألم اكبر لو انه صفعها..... فتراجعت عنه والدم يخف بالتدريج عن وجهها ليتركها شاحبه كالاموات وحاولت الرد لكنها لم تستطع فاستدارت لتكمل طريقها لملاقاه ستيفن .... لسبب لا ندريه كان ماركوس يحاول الاقلال من قيمتها لتصبح رخيصه قذره وهذا ما تركها تحس بحراره فى فمها
****************

safsaf313
17-12-2008, 10:44
-5-
فليعتقد ما يشاء
لم يكن البيشوب ستون بفخامه الويندشلتر لكنه كان يمتلك سحرا خاص به بسطحه القرميدى المثلث وشرفته الواسعه المسقوفه . داخله لم يكن ذلك المظهر اللماع الذى اذهل منيرفا فى منزل ايفورى اوكيف لكن كان له جو مريح راق لها كثيرا
ابتسمت كاتلين اوكيف لها:
-منيرفا كم رائع الحصول عليك ضيفه فى منزلى
-اشعر بسعاده لوجودى هنا سيده اوكيف
- كيف حال ايفورى؟
-انها احسن بكثير
-سمعت انها تمشى على عكازين الان
- لن يطول الامر حتى تستطيع المشى بمساعده عصى عاديه نظرا لشفائها العاجل
سألها ستيفن بلهفه:
-ارجو الا يعنى هذا انك ستتركينا قريبا
-اخشى هذا واشك ان استمر اكثر من ثلاثه اسابيع
تبادلت الام والابن نظرات سريعه ثم قالت كاتلين:
-اكون سعيده لو فكرت بقضاء بضعه اسابيع معنا هنا قبل عودتك الى لندن
-لطف منك ان تقدمى هذا سيده اوكيف لكننى مضطره للعوده حال انتهاء مهمتى
قال ستيفن متلهفا:
-ستفكرين بالامر منيرفا اليس كذلك؟
احست فجأه بالاشفاق عليه وقالت تخفى ترددها:
-اجل ... طبعا وشكرا لكما على هذه الدعوه
اضائت بسمه وجهه النحيل وسألها:
-ما رأيك بكوب عصير كبير مثلج ؟
ردت كلتلين فورا:
-فكره رائعه سأحضر الشراب لكما فى الحديقه
على عكس ما كانت تأمل وجدت منيرفا نفسها وحيده معظم الوقت مع ستيفن لكنها سرعان ما زتا عنها قلقها الاولى لم يحاول مره تخطى حدود الصداقه وكانت ممتنه له لهذا ووجدت صحبته مريحه وابقائها متسليه بقصص عن المزرعه وماضيها وكانت اسفه عندما علمت ان والده قتل وهو يروض جوادا بريا هل كانت هذه الحادثه سبب الاهمال وتذكرت ايفورى فجأه اقوالها عن اخ زوجها الراحل
وهما يتمشيان فى الحديقه وهما يتحدثان معا انتزع يده من جيبه ليقوم باشارات من يده اثناء الكلام وهو يفعل سقط شئ بين اقدامهما هذه سلسله ذهبيه وبتمتمه حانقه انحنى بسرعه يستردها لكن منيرفا لمحت ميداله صغيره محفور علبها اسم......
لويزا.... هناك فتاه وحيده تعرفها منيرفا بهذا الاسم فى هذه الضاحيه فماذا تفعل هذه السلسله بهذا الاسم فى جيب بنطلون هذا الرجل؟
نظره تساؤلها التقت بنظره ستيفن فاشاح بوجهه عنها بقلق متمتا :
- هل لنا ان نعود الى المنزل؟
اظن هذا كما ان الوقت قد حان لعودتى الى وندشلتر
احتج ستيفن وقد استعاد وعيه من الصدمه:
- لكن الوقت مبكر
- لا ليس هكذا الساعه الرابعه الان وقد ترغب السيده اوكيف بتغيير ملابسها قبل العشاء
رد ممازحا:
- تجشمت عناء كبير للحصول عليك واشعر بالتردد ان اتركك ترحلين ستعودين ثانيه اليس كذلك؟
- اذا دعوتنى نعم
اتسعت بسمته:
-سوف ارسل لكى دعوات يوميه
ضحكت :
-لا تكن سخيفا اريد تقديم احترامى لوالدتك ثم تعيدنى الى وندشلتر
- طلباتك اوامر
وانحنى قليلا دليل المزاح لكنها لاحظت قلقا على محياه وبدأت تشك فى سبب هذا القلق
تلك الليله وبينما هى فى غرفتها تركت افكارها تتجول فيما بدا من امر ستيفن اليوم لسبب ما تجهله يحمل سلسله لويزا معه طبعا قد يكون وجدها وينوى اعادتها الى صاحبتها لكن اذا كانت بطريقه بريئه فلماذا لم يفسر لها الامر اذن بدلا من القلق والتوتر الوضح لما شاهدته؟هناك تفسير واحد لمنيرفا لسبب وجود السلسله مع ستيفن لابد ان اعطتها له ولسبب ما يعتز بهذه السلسله ويحتفظ بها
لكن كل هذا غير معقول اطلاقا فلويزا واضح جدا تضع اهتمامها على ماركوس مع ذلك يملك ستيفن شيئا خاصا بها فى جيبه لكن لا يجب ان تضع اهميه للموضوع ؟ام ان لويزا تلعب لعبه مزدوجه؟
شدت رباط روبها حولها ثم فتحت الابواب الزجاجيه لشرفه وداعب النسيم البارد صدغيها المتألمين من شده التفكير فاغمضت عينيها للحظات تتكئ على العمود الحامل لسياج الشرفه وقع قدم على الممر الرصوف بالحصى جعلها تحدق فى الظلام لكنها لم تر شيئا لكن الوهج الاحمر للسيجاره جعلها تدرك ان ماركوس يقف تحتها يحدق الىالحديقه كان نادرا ما يدخن الا حين يكون مضطربا ولا بد من انه يمر بمثل هذا الان التفت يتطلع الى المنزل فتراجعت الى الوراء بسرعه لكنه استدار مبتعدا نحو ظلام الحديقه
بتنهيده استدارت لتدخل وتقفل باب الشرفه ورائها صعدت الى الفراش لكن مر وقت طويل عليها قبل ان تغفو ولم يكن هذا الا بعد ان سمعت وقع اقدام ماركوس يعود الى داخل المنزل
كانت ايفورى اوكيف ومنيرفا تتناولا القهوه فى الشرفه فى الصباح التالى حين سمعت صوت صرير اطار سياره لويزا التى قالت:
- مرحبا اين ماركوس؟
ردت ايفورى بجفاء:
- انه مشغول فى مكان ما بالمزرعه
-لكنه يعرف اننى قادمه
- ياطفلتى العزيزه انه اكثر انشغالا من ان يجلس وينتظر قدومك
التقتا عينا لويزا بعينى ايفورى بحده:
-لم اقل اننى اتوقع ان اجده جالسا بانتظارى سيده اوكيف .....قاطعتها ايفورى بقساوه:
-لماذا لا تجدين لنفسك ما تعملين به تلقيت تعليما جيدا ولن تجدى صعوبه فى العثور على عمل فى مكان ما
نظره اشمئزاز اطلت من وجه منيرفا الجميل:
- لست محتاجه للعمل
- وهكذا تقضين وقتك لتلهين الناس عن اعمالهم
استدارت الى منيرفا:
-ساعينى على الوقوف عزيزتى ارجوك اود الاستلقاء قليلا
كان الجو مليئا بالعدائيه ومنيرفا تساعد العجوز لتقف على عكازيها كانت هذه اول مره تشهد فيها صداما بين ايفورى ولويزا لكنها لم تكن لتنكر ان تصرفات الفتاه تثير اعصابها هى احيانا
تشدقت لويزا حين اصبحا لوحدهما فى الشرفه:
-اتعلمين ان اول شئ افعله بعد زواجى من مماركوس هو ان ابعد هذه المرأه العجوز عن المنزل
احست منيرفا بالصدمه تهزها سرعان ما اخذتها وخزه الم لويزا تقول هذا وكأن زواجها من ماركوس اصبح امرا مسلما به
فقالت:
- لايمكنك فعل هذا لا يمكنك اخراجها من منزلها
- بل استطيع انها شوكه فى خاصرتى منذ زمن طويل
- لا اظن ان ماركوس سيوافق
ردت بأتسامه واثقه:
- انا دائما احصل على ما اريد و ماركوس سيفعل ما آمره به
هزت منيرفا رأسها وقالت :
- اشك فى ذلك

safsaf313
17-12-2008, 10:46
- وما الذى تشكين فيه انسه فالارين؟
رفعت الفتاتان رأسيهما بحده عند سماع صوت ماركوس وتدخلت لويزا بسرعه:
- حبيبى اظنك لن تجئ!
ابتسم لها ثم استدار الى منيرفا:
- لم تردى على سؤالى انسه فالارين؟
للرد على سؤاله هى مضطره للكشف عما تبادلته من حديث مع لويزا وهذا امر لا يعنيها
وتدخلت لويزا مره اخرى:
- ما كانت تقوله حبيبى انها تشك بأنك تعود قبل الغداء وهذا امر سخيف منها فها انت هنا
رد ببرود وعيناه لا تغادران وجه منيرفا :
- بل سخيف جدا ووقاحه كذلك
تابعت لويزا بأبتسامه متحديه لمنيرفا:
- لاقول الحقيقه حبيبى كانت تامل بان ارحل قبل ان اراك
ردت منيرفا ببرود ادهشها هى شخصيا:
- لم اكن امل باى شئ كذلك
واحمرت وجنتاها غضبا لتستغل لويز الفرصه ةتقول:
- اذن لماذا تحمرين اهو من وخز الضمير ؟
ردت متصلبه:
- ضميرى مرتاح لويزا لكننى لا اظن ان ضميرك انت مرتاح
وليفهم ماركوس من هذذا ما اراد وتخطتهما لتدخل الى المنزل اذ كان سيستغل نفسه امام الفتاه اللعوب كما حدث فيما مضى فهذا من شانه لكن ياالله انها لا تريده ان يتألم مره اخرى مع ان لا حول لها ولا طول لمنع ذلك بهذه الافكار المضطربه تمكنت منيرفا بطريه ما من ان تكمل يومها ومعها كانت تعاودها ذكرى سلسله لويز الذهبيه فى جيب ستيفن فما الذى كانت تعنيه يا ترى؟؟؟
لوحدها تلك الليله فى غرفتها حاولت تحليل كل ما مر بها شئ واحد انطبع باحرف بارزه فى ذهنها ماركوس ليس منيعا بالنسبه لها كما هو ليس منيعا مع لويزا ان له كل رغبات ونزوات الرجال ما حدث بينهما اكثر من مره خير دليل على ذلك لقد اظهر بوضوح ان قربه منها يوتره عاطفيا صحيح ان هذا يزعجه لكنها تحس بتحركه العاطفى ومن الغريب ان تحس بأن لديها القدره مهما كانت صغيره على تحريك عاطفته
لمن هذا لن يقود الى اى مكان بالطبع وتعرف هذا فهو لا يزال يكرهها ربما الان اكثر من الاول وفرصه اقناعه بالعكس اصبحت قليله فهناك امرأه وحدها يمكن ان يصدقها انها لويزا والتى تتأكد منيرفا انها لن تتورع عن الكذب والخداع لكى تنفذ ما تريد منه لكن فقط لتتركه ليتألم مره اخرى
دهشت منيرفا فى الصباح التالى حين شاهدت سياره جاكوار كبيره تقف امام الشرفه ودهشت اكثر حين قال لها ماركوس ان الدكتور براوننغ طلب ايفورى ليتفحصها فى المستشفى وجدت صعوبه كبرى فى تجنب نظراته الساخره وهو يضع امه فى المقعد الخلفى للسياره وهذا يعنى انها ستجلس الى جانبه وفى هذه اللحظات لم تكن متأكده انها ترغب بأن تكون على مسافه اللمس منه ان له تأثيرا مدمرا على اعصابها فى افضل اوقاتها وهو الان يجعلها تحس بالضعف
الرحله الى كونترفرى تمت بسرعه وراحه وساعد ريك الدكتور براوننغ فى تفحص السيده اوكيف بدقه وبقيت منيرفا الى جانبها وهى متوجهه الى قسم الاشعه كى لا تضطر الى الجلوس مع ماركوس فى غرفه الانتظار مع ذلك قفز قلبها حين خرج الجميع من المصعد لتراه يزرع الغرفه قلقا وقال له الكتور براوننغ:
- بعد اسبوع قد تستطيع ان تتحمل ساقها بعض الثقل واصر على ان يستخدم العصا فى سيرها
صاحت ايفورى غاضبه:
- ما هذا الهراء استطيع المشى الان ولوحدى
- لكنك لن تفعلى هذا سيده اوكيف بل ستفعلين ما اقوله لك
- جميعكم مستبدون فى مهنه الطب
- هذا غير صحيح وانت تعرفين هذا
- انه صحيح لقد استبددتم بى لعده اسابيع الان اولا وضعتمونى فى تلك الجبيره الرهيبه ثم رفضتم السماح لى بالعوده الى منزلى الا بوجود من يعتنى بى والان تظن نفسك قادرا على ان تقول لى اذا كنت استطيع المشى على قدمى ام لا؟
وضع ماركوس يده على كتف امه:
- كل هذا كان لصالحك امى
تنهدت مستسلمه
- اجل طبعا

safsaf313
17-12-2008, 10:47
التفتت الى ريك :
- والان ايها الشاب ماذا تقول
فجأه استخدم ذلك السحر الذى تعرفه منيرفا جيدا عندما يريد شيئا ما:
- كنت امل ان تمنحينى فرصه أقناعك بالسماح لى باصطحاب منيرفا الى العشاء الليله
شهقت منيرف دهشه:
- ريك انت تعلم اننى لا استطيع......
قاطعتها ايفورى:
- بالطبع انت قادره منيرفا لديك الاذن منى خذها يادكتور الى العشاء لكن على شرط ان تعيدها لى سالمه
انحنى ريك نحو العجوز بفتنه
- لك وعد منى بذلك سأحضر لاخذها عند السادسه مساء
- لكننى....
تمتم ماركوس هازئا من ورائها :
- ولماذا الاحتجاج اليس هذا ما كنت تأملين الحصول عليه؟
لحسن الجظ لم يسمعه احد وحاولت ان تتصرف وكأن شيئا لم يحدث وقطع الدكتور براوننغ الصمت:
-ساحدد لك موعدا لمقابله المختص بمستشفى الملك ادوارد فى مدينه برمنغهام سيده اوكيف
- ولماذا احتاج الى اخصائى انا سعيده بما فعلتموه لى هنا
- انا لن اكون راضيا الا حين ان يراك اخصائى حين تحضر الى هنا سيد اوكيف غدا لاستلام صور الاشعه ونتيجتها سأتمكن من تحديد الموعد لك وستوفر الكثير من الوقت لو اخذت الصور معك
هز ماركوس رأسه بنفاذ صبر وكان فى طريقه للعوده الى وندشلتر صامت وخلال الغداء لم يتكلم كثيرا واعتذر فيما بعد لتتمتم ايفورى عن تلقينه درسا....... لم تفهم منيرفا ما تعنيه
لم تشاهد منيرفا ماركوس باقى اليوم لكنه كان يستند الى سياج الشرفه حين حضر ريك ليصطحبها الى العشاء وقفز قلبها بعنف لدى رؤيته هناك لكن ريك امسك بذراعها ليقودها نحو السياره وتظاهرت بعدم الاكتراث مع انها احست بالذنب دون اى سبب فقد جعلها وكأنها ذاهبه الى مغامره غراميه رخيصه بدل ان تكون تمضى سهره رائعه مع صديق قديم تثق به ولن يلمسها الا بطريقه مهذبه
لو انها فقط تستطيع جعله يفهم كم هو مخطئ لكن ما الفائده؟ هو حر فى الاعتقاد بما يشاء وفى هذه اللحظات هو مقتنع بأنها فى طريقها لقضاء سهره حمراء
***************

safsaf313
17-12-2008, 10:49
-6-
وكرهت ضعفها
تناول العشاء مع ريك كان الترياق الذى تحتاج اليه منيرفا بألحاح انه شخص تستطيع التحدث اليه شخص تستطيع ان تسر له بسرها لكن فوق كل هذا انه شخص تستطيع ان تسترخى معه وتكون على سجيتها معه علاقتهما طالما كانت مريحه دون اى توتر مما يحدث بين رجل وامرأه ربما هذا مرده انهما يعرفان بعضهما منذ زمن بعيد وانهما يفهمان بعضهما تماما
سألها فجأه :
- الا زلت حزينه على موت غاى؟
فغادرت الابتسامه عينيها
- سأبقى على الدوام اسفه على فقدان مهندس بارع لامع مثله فقد حياته فى حادث سخيف كهذا لكن....
اكمل حديثها حين توقفت:
- لم تعودى تتألمين لاجله كثيرا؟
-لا
-هل اخذ احد مكانه ؟
-لا
ثم ضحكت :
- لم اكن بارعه فى اخفاء شئ عنك صحيح؟
-اهو ماركوس اوكيف؟
انه تقرير الروائع ولم يكن سؤالا فنظرت اليه فى دهشه:
- وما الذى اعطاك هذذه الفكره؟
- لدى الرجال حاسه سادسه احيانا
حدثا بعضهما طويلا ثم اخفضت نظرها عنه
- ريك اريدك ان تعلم اننى احببت غاى واحترمته وانا واثقه باننا كنا سنسعد معا
- لكن؟
- ما احس به نحو ماركوس مختلف تماما
-بأيه طريقه؟
- مجرد انجذاب له لكن بطريقه لم يجذبنى بها رجل من قبل وهذا ما يخيفنى احيانا
عبس ريك:
-ليس هناك خطأ ان تنجذبى الى رجل
-لكن هذا لايعنى بالضروره ان احبه اهذا ماتحاول ان تقول؟
-بطريقه ما وكيف هى مشاعرك نحوه من وجهه اخرى؟
تنهدت منيرفا ثم احتست قليلا من قهوتها:
-خلال الاسابيع التى عرفته فيها دفعنى الى الغضب عده مرات فى بعض المناسبات كدت ان اضربه
- لا يبدو لى هذا من طبيعتك اعرف انك هادئه لا تميلين الى العنف
- اكاد لا اعرف نفسى هذه الايام كل مره اكون فيها معه ينجح فى تشتيت تماسكى ويخرج اسوأ ما فى نفسى لكن ربما هذا عائد الى انه يظهر لى بوضوح انه يكره النساء ماعدا امه ولويزا ماكجيل
- هكذا اذن..
ووجدت نفسها مدفعه للدفاع عن نفسها :
- لا اغار منها اذا كنت هذا ما تظنه
- الا تغارين ؟
- سيتزوجها
- اوه ياعزيزتى
مالت نحوه فوق الطاوله:
- ريك لقد تألم من قبل وانا اعرف تماما ان لويزا ستؤلمه مره اخرى
لمعت الدهشه فى عينى ريك السوداء:
-ايعنى ذلك لا زلت تهتمين لما سيحدث له بالواقع انه يدفعك الى الغضب كثيرا؟!
-لكننى لا استطيع التفكير بأنه سيتألم مجددا و....
صمتت ثم ابتسمت يحزن:
- اعتقد اننى فعلا احبه اليس كذلك؟
- اقول انك تحبيه اكثر من اللازم
تنهدت متوتره:
-اعرف هذا
- قلت انه يكزه النساء فما سبب كراهيته لهن؟
- انه يؤمن ان كل النساء متقلبات ويعتقد اننى انا وانت كنا حبيبان يوما واننا نكمل علاقتنا التى انقطعت وهو مقتنع تماما اننى من الفتيات اللواتى يقفزن فى اى فرصه بين ذراعى رجل
- لابد انه ابله
-انها فقط لا يسمح لنفسه ان يثق بأمرأه
-هل حاولت تغيير رأيه بك؟
- لا.... كل مره يتهمنى فيها بغير عدل اغضب واجاريه باتهامه لاغيظه لكن هذا يدفع الى اذدياد سوء الظن بى
- لكن هذا ليس بالرأى الحكيم
-اعرف لكن ماذا استطيع ان افعل؟ كيف لى ان اثبت له اننى لست ذلك النوع من الفتيات ؟ على كل حال ليس هناك جدوى من كل هذافهو سيتزوج من لويزا وانتهى الامر
حين اوصلها الى المنزل اوقف سيارته امام الشرفه احست بنفس التوتر المألوف اضافه الى شئ لم تستطع تحديده واحست انها مراقبه وقال لها ريك:
-ما اود قوله لك اننى عائد فى نهايه الاسبوع الى لندن انتدابى الى هنا انتهى واظن انه حان الوقت لى ان افتح عيادتى الخاصه
ردت ساخره:
-وان لك ان تجد زوجه وتستقر
- حسنا اتصلى بى حال عودتك الى لندن اتفعلى؟
- واين اجدك؟
- سأعود الى شقتى القديمه ورقم هاتفى لا يزال كما كان
مالت الى الامام تقبل خده مودعه:
-سأتصل بك وشكرا على اصغائك الرائع لى
لحظات بعدها كانت تدخل المنزل الغارق فى الظلام لكنها تمكنت من الوصول الى السلم دون صعوبه لكن حين وصلت الى غرفتها استوقفها صوت اجش:
- اظنك امضيت امسيه طيبه؟
وتقدم نحوها عند باب غرفتها فردت بهدوء:
-امضيت امسيه رائعه شكرا لك
- وهل ستريان بعضكما قريبا؟
-ليس قبل وقت انه عائد الى لندن فى نهايه الاسبوع
- كم من الؤسف ان يكون جمع شملكما قصير هكذا لكن لا شك انكما ستتقابلان مجددا بعد اسابيع قصيره وجدت ان لا جدوى من الكذب فقالت بخفه:
-لقد رتبنا امر هذا

safsaf313
17-12-2008, 10:50
ابتسم:
-هذا يعنى ربما انك تمكنت من اعاده تعليقه مره اخرى لن تتركيه بسهوله اليس كذلك؟
اللعنه عليه كانت تقوم بما فى وسعها لكى لا تفقد اعصابها معه لكن على عكسها يقوم بما وسعه ليثيرها
- ارجوك سيد اوكيف انا متعبه ولا اريد ان اجادلك
- لم اكن اعرف اننا نتجادل ظننت اننا نتناقش امر الامسيه التى قضيتها مع ريك
- ليس لدى رغبه فى مناقشه هذا معك
ارتفعا حاجباه فوق عينيه ليشكلا قوسا ساخرا:
-لا تقولى لى فجأه انك اكتسبت الاحساس بالخجل؟
اجبرت موجه جديده من الغضب ان تهدأ وقابلت نظرته الساخره دون قلق:
- انا لم افعل شيئا فى حياتى يجبرنى على الخجل هذه هى الحقيقه
- وهل لى ان اصدقك وان لريك برايل سمعه فى غوايه من يخرج معهن من النساء؟
- ريك لم يحاول مره ان يغوينى لا بالكلام ولا بالفعل وهو يعرف كذلك اننى لن اسمح له بذلك
حدق بها صامتا ثم قال
- كدت ان اصدقك لكن خبرتى بالنساء علمتنى ان النساء يكذبن بطريقه مقنعه
- وانت لن تعرف لو ان الحقبقه اضيئت امام عينيك
- ربما انت محقه لكن فى الواقع احتاج الى قناعه ومن غيرك يستطيع ان يفعل هذا
كان من المفروض ان تكون محضره لما سيلى لكن يبدو ان تجاوبها قد شله قربها منه ففى اللحظه التاليه وجدت نفسها تنسحق على صدره الواسع ويداه تلتفان على ظهرها بوحشيه جعلت كل احاسيسها تتحرك بعنف كان فى تلك اللحظه يمكن ان تتخلى عن اى شئ لكى لا تتجاوب معه لكن جسدها تراخى حين وصل الى احاسيس لم تكن تتخيلها واخذت يداه تداعبانها بحريه واخذت ترتجف ورفعت يدها قاصده ان تدفعه عنها ولكن لا تدرى كيف اصبحت يدها متشابكه خلف رأسهالاسود الناعم الملمس لكن ما ان تركها فجأه حتى ادركت مدى غبائها .....وقال بسخريته المعتاده:
-اتسمحين عاده لاى رجل بهذه الحريه معك؟ام ان ريك برايل لم يشبع رغباتك الليله؟
كلماته لدغتها بعمق تدفعها بأنها ساقطه وقبل ان تستطيع التفكير كانت ان رفعت يدها لتصفعه بحده على خده وبدا ان الصوت دوى فى الممر الفارغ واصبحت بيضاء شاحبه ترتجف من الصدمه بعد ان ادركت ما فعلت ووقف ماركوس دون حراك يشد يديه بقبضتين الى جانبيه وتابعت النظر الى عينيه لتعرف حقا ما هو الاحساس بالخوف مع ذلك حين تكلم كان كلامه باردا لاذعا هادئا:
- الحقيقه تؤلم اليس كذلك؟
ثم استدار على عقبيه وانصرف ليتركها تحس انها لا يجب ان تلوم الا نفسها على ما تتلقاه منه
لم تكن منيرفا قادره ان تقول صدقا انها تتطلع باشتياق للخروج مع ستيفن بعد ان دعاها الى حفله الربيع الراقصه فى نادى الوادى يوم السبت لكن الوقت فات لتغيير رأيها فحضرت نفسها بحماس منخفض واختارت فستان سهره حريرى ازرق كان لا يزال جديد تقريبا ثم مررت الفرشاه فى شعرها المتموج ليلتف كالعاده لكنها قررت العكس غير عابئه بما يفكر فيه ماركوس فهذا المساء على كل حال عطلتها
وهى جالسه على الطاوله المعده لاربعه لم تستطع ان تبعد عينيها عن ماركوس كان حوله هاله رجوله لا يمكن تجاهلها وكانت تشعر باضطراب عنيف وهو يمر بها ليأخذ لويزا الى حلبه الرقص لم يطلب منها ان تراقصه حتى حين طلب ستيفن لويزا الى الرقص لكن ماركوس كان ينظر الى ابن عمه بكراهيه من وقت لاخر واحست منيرفا بنفس الشعور عندما طلبها ستيفن للرقص لمحاولته ضمها اكثر من اللازم وبعد حلول الحاديه عشر بقليل تجرأ شاب على مطالبه ستيفن فى تبادل الفتيات فى الرقص الذى بدا مسروا بذلك سرعان ما اعتذرت منيرفا من الشاب لتعود الى الطاوله وبدا انه مهتم فى مرافقتها لادراكه انها وحيده فاعتذرت ثم تسللت بعد قليل الى الخارج لتتمتع بالسير فى حديقه النادى الخضراءالمورقه العطره بقيت ملازمه للظل وسارت الى مسافه بعيده عن الضجيج العشب كان ناعما تحت قدميها يخفى وقع اقدامها وهى متجه نحو شخصين يقفان فى الظلام متلاصقين تحت ظل شجره كانا غير واعيين تماما لتقدمها كذلك هى كانت لا تحس بوجودهما الى ان اوقفها صوت لويزا فى مكانها ......
كانت تهمس بصوت ملحاح :
- اوه ....ستيف.... ستيف..... ضمنى اليك ارجوك ..... قبلنى ارجوك


وصلت ضحكه ستيفن المنخفضه اسماع منيرفا واتبعها تمتمه متحشرجه:
- انت شيطانه صغيره لويزا .... حبيبتى!
تراجعت منيرفا نحو الظل لتشهد ذوبانهما معا خائفه ان تتحرك تشعر بالغثيان من الاشمئزاز بقييت للحظات دون حرك اذا لقد خططا لحضور هذه الحفله معا لعلمهما ان هناك فرصه قد يختليان فيها معا وماركوس دون وعى منه اتاح لهما هذه الفرصه تفكيرها بماركوس جعلها تتراجع فى خطواتها بهدوء تام
لرعبها كان ماركوس اول شخص قابلته حين توجهت الى الشرفه وفى عجلتها اصطدمت به وانقلبت الى شحوب ابيض حين مسك بها ليعيد لها توازنها ثم سأل:
- هل شاهدت لويزا؟
ردت كاذبه مرتبكه:
- انا ...لا....لم ارها
وكرهت لويزا لما كانت تفعله بماركوس الذى قال :
- اذن يجب ان ابحث عنها
احست ببرود تام وهو قد يتجه الى الحديقه حيث لويزا بين ذراعى ستيفن
- ماركوس....
استخدام اسمه الاول لم يكن مقصودا لكن هذا ما اوقفه ليستدير اليها ببطء تفكيرها لم يهدعا سوى لطريقه واحده لمنعه من رؤيه المشهد الغرامى الذى شهدته منذ لحظات
واكملت مبتسمه:
- اعلم ان الوقت متأخر لكن مدين لى برقصه
رفع حاجباه ساخرا :
- من المعتاد ان يطلب الرجل من المرأه الرقص وليس العكس
- اعرف هذا فهل ترفض؟
التوى فمه بأبتسامه :
لن اقبل ان يقال اننى رفضت طلب امرأه فى شئ ترغبه
لمعان عينيه اخبرها بماذا يفكر فيه وهو يقودها الى حلبه الرقص لكن ان يظن بها الاسوأ افضل من ان تبدد اوهامه فى الفتاه التى يثق فيها احست بخفه لمسته الحساسه على ظهرها لم تسهل لها الحفاظ على اعصابها وهو يقود خطواتها بخفه عبر الساحه المقتظه كانت تعرف ان هذا كله نوع من الجنون
لراحتها وجدت لويزا وستيفن عند الطاوله وما من احد كان ليعرف ما كان يجرى بينهما فى الظلام واسقمها هذذا الخداع وشعرت بفقدان احترامها لستيفن بالاضافه الى لويز
وقال ماركوس:
- تعالى لويزا حان وقت اخذك الى المنزل
- اوه لكن حبيبى يجب ان ترقص معى رقصه اخيره قبل عودتنا الى المنزل
- لقد فاتك هذا عزيزتى لقد انتهت اخر رقصه لى هذا المساء وسنعود الان الى المنزل
لف مشلحها على كتفيها لهجته لا تدعو الى الجدال واذعنت لويزا بخنوع ادهش منيرفا التى التقطت مشلحها وقالت :
- انا كذلك اود العوده ستيفن
هز ستيفن رأسه :
-بكل تأكيد
كانا على مسافه بعيده متجهين الى المزرعه حين قال ستيفن بعفويه:
- اراك هادئه جدا
- هذا لاننى مضطربه فلقد شاهدتك مع لويزا فى الحديقه
بدا القلق عليه:
- اوه استطيع تفسير هذا منيرفا
- اتمنى لو تفعل
- لويزا اكبر عابثه فى الجوار وهى جميله لذلك مستحيل على اى رجل ان يقاومها
- لم يبد انك كنت تحاول مقاومتها فى الواقع كنت تقدم لها التشجيع بقدر ما تتلقاه
ضحك ضحكه اصطناعيه وقال:
- انت خاطئه منيرفا كل ما استطيع قوله انها اثارتنى
- تعترف اذن.....
- اجل اعترف لن تخبرى ماركوس عما شاهدتيه ..... اليس كذلك؟
ضعفه استوجب شفقتها من قبل لكنها الان تكرهه لضعفه:
- لن يصدقنى لو قلت له
ضحك ستيفن :
- انت على حق لن يصدقك
صمتا معا الى ان وصلا الى المنزل فوضع يده على ذراعها ليمنعها من النزول:
- هل انت غاضبه منى منيرفا؟
- الوصف الصحيح خاب املى فيك كنت اظنك متعقلا
- انا اسف
- ونا كذلك عمت مساءا
لوت ذراعها تخلصه منه ونزلت من السياره مسرعه نحو المنزل لكن بالرغم من تأخرالوقت لم تستطع الدخول الى الفراش الا بع ان سمعت صوت سياره ماركوس تعود عندها قررت استنشاق بعض الهواء النقى لعله يصفى ذهنها الذى تغلفه الافكار
لو انها تعلم ماذا يخططان لحذرت ماركوس منهما ....لو..... ما هذه الفكره العقيمه ماركوس لن يصدقها مطلقا وفى النهايه قد يخطئ فى تفسير مراميها انه حقا غبى ليضع ثقته العمياء فى لويزا القادره على خداعه دون جهد لكن لا تستطيع فعله فهو فى النهايه سيتألم مجددا....
شئ ما.....جعلها تدرك انها لم تعد وحدها فى الشرفه فاستدارت لترى ماركوس يتقدم نحوها قائلا :
- يبدو ان كلانا عند نفس المشكله الم تستطيعى النوم؟
- لا
- بطريق ما هذه السهره لم تكن ناجحه اكنت تأملين ان آخذ تقربك منى بجديه؟
رت بعنف:
- لا
- انا لا اهتم كثيرا بحديث من جانب واحد
- آسفه
استدارت عائده الى غرفتها
- مينى...!
وقفت جامده عند عتبه الباب ثم استدارت لتراه يتقدم منها ببطء ما من احد منذ وفاه ابيها ناداها بأسم منى وسماع اسم التدليل من ماركوس بدا غريبا لكن مرضى رفع يده الى شعرها الذهبى المنفلت كهاله من العسل حول كتفيها لشخص يصر دائما على ان تبقيه مرفوعا فى دائره حول رأسها بدا لها انه يتمتع فى تمرير اصابعه فيه يده الاخرى كانت حول خصرها فشدتها اليه واحست ثانيه بذلك التيار الكهربى يلسع مشاعرها مجددا لكن صوتا داخليا صاح بها مجددا :هذا خطأ مع انها لم تشعر انه يدفعها الى الخلف نحو غرفتها .... لكن حين احست نفسها تصل الى السرير وهى بين ذراعيه تماما بأت تحتج:
-ماركوس
لمسته الخفيفه اضعفتها لتصمت وتحس بنوع جديد من المشاعر يحرق جسدها ولكن حين تكلم كان صوته ملئ بالهدوء وكأنه حد السيف القاطع:
- تلعبين دور العذراء الخجوله ببراعه وقد يصدقك غيرى لكنك لن تستطيعى خداعى
رفعت يدها لتلطمه لكن اصابعه القاسيه امسكت بمعصمها لتضغط عليه لدرجه ان صرخت الما
- رفعت يدك على مره من قبل لكنك ستدفعين ثمن تكرار المحاوله
قاومته بكل ذريه قوه متبقيه فيها لكن جسدها الخوان يتجاوب امام عنفه ولم يتوقف عن تهجمه الا عندما صارت ترتجف تكاد تفقد الوعى ....... فابعدها عنه قائلا بسخريه متوحشه:
- تصبحين على خير انسه فالارين ارجو لك نوما هادئا
خرج قبل ان ترد وكانت ترتجف من قمه رأسها الى اخمض قدميها بشكل محموم احست نفسها رخيصه منحطه وكرهته لما يفعله فيها لكنها قبل اى شئ اخر كانت تكره نفسها لضعفها.
***************

safsaf313
17-12-2008, 10:52
-7-
اتفهمين معا
غادر ماركوس وامه ومنيرفا المنزل صباح الاثنين متوجهين اللا برمنغهام حيث من المتوقع ان تقابل ايفورى الاخصائى وكما فى السابق جلست منيرفا بجوار ماركوس الرحله استغرقت عده ساعات وشعرت بالراحه عندما حجز لهم ماركوس غرفا بالفندق الفخم غرفتا ايفورى ومنيرفا فى الرابع بينما غرفه ماركوس فى الثالث بعدها مباشره توجهوا الى مستشفى الملك ادوارد
لم يستمر الفحص الطبى اكثر من نصف ساعه شعرت منيرفا بأنها ساعات طويله ومظهر ايفورى المرهق يدل على انها احست بنفس الشئ وعاد ثلاثتهم الى الفندق حيث اكدت ايفورى لمنيرفا انها بخير لكنها متعبه قليلا فسألها ماركوس:
- وما هى نتيجه الفحص؟
استراحت ايفورى فى كرسيها :
- سيرسل تقريرا مفصلا للدكتور براوننغ لكن الاخصائى قال اننى بخير بما يكفى لان احاول السير بعصا بدلا من العكازين اللعينين قال ان وركى شفى تماما لكن يجب ان استمر بالحذر
ابتسمت منيرفا:
- هذا يعنى اننى يجب ان ابدأ بالتحضير للعوده الى لندن
- ليس الان منيرفا لا اظن اننى مستعده بعد لللاستغناء عن مساعدتك
- بالطبع مستعده انت الان لاتحتاجين الى مساعده
- ومن تظنين سيساعدنى فى التمارين الرياضيه؟
- لم تعودى محتاجه الى تمارين قاسيه
- لا تجادلينى منيرفا فانى متعبه ساتناول العشاء وانام
- هذه فكره جيده
لكن ايفورى فاجأتها باقتراح طرحته على ابنها :
- لماذا لا تأخذ منيرفا للعشاء الليله؟ فى الفندق ناد ليلى رائع عاده فيه فرقه موسيقيه لمن يهوى الرقص
احمر وجه منيرفا حرجا:
- سيده اوكيف ارجوك انا قادره على تسليه نفسى هذا المساء ولا حاجه......
رد ماركوس بنعومه ادهشتها:
- سأكون مسرورا لو قبلت العشاء معى
صاحت ايفورى بصوت منتصر:
-هاك ارأيت ؟ وسأكون مسروره اكثر لو قبلت دعوته
تنهدت على مضض:
- حسن جدا سيده اوكيف تكسبين
ابتسمت بابتهاج:
- عظيم اذهبا الان ودعانى استريح
حين واجهت منيرفا ماركوس خارج الحجره قال لها بصوت حاد:
- سأقوم بالترتيبات اللازمه والقاك فى غرفتك بعد ساعه
لم تفكر بشئ ترغب فيه الا بقضاء هذه الامسيه معه لكن الفكره نفسها ارعبتها نظرت لنفسها فى المرآه لكى ترضى نفسها عما ترتديه هذا المساء محاوله بجهد للسيطره على اعصابها حين خرجت لتلقى بماركوس المنتظر بالخارج والمصعد ينقلهما الى الطابق الاخير حيث النادى الليلى ران عليهما صمت تمنت لو ان يقول لها شئ لكن سرعان ما انفتحت ابواب المصعد وتقدم نادل يرتدى ستره حمراء يصحبهما الى الطاوله فى القاعه المزدحمه
بمواجه بعضهما عبر الطاوله المضلءه بالشموع يتناقشان حاله امه وتقدمها بالتفصيل انه حيث آمن.... لكن حين وصل العشاء اخذ الحديث اتجاها شخصيا اخر اذ قال لها ساخرا:
- تبدين كارهه ان تتعشى معى الليله اكنت تخططى لقضاء السهره مع شخص اخر؟
- لا تكن سخيفا لا اعرف احدا هنا
- كنت اتسائل فقط
- اذا كنت تريد ان تعرف كنت متردده فى قبول دعوتك احسست ان امك اجبرتك عليها
- احب ان اريح بالك بهذا الخصوص كانت دعوتى جاهزه لكن امى سبقتنى اليها
هزت رأسها وقالت :
- لا اظننى قادره ان اصدقك
هز كتفيه وقال :
- ليكن ما شئت
- وهل ازعجتك؟
- لم اقابل مرأه اكثر منك ازعاجا فى حياتى لكننى استطيع ان اقول اننى سأستمر حيا بعد هذه السهره
- سيد اوكيف .... اننى...
- اسمى ماركوس كنت اظن اننا تخطينا تلك الرسميات منذ تلك الامسيه
- لكننى ...
وصمتت محمره الوجه،فسأل ببرود:
- ماذا كنت ستقولين؟
- لا اظن ان الامر مهما الان
- وان كذلك لا اظنه كذلك ..... لك عينان جميلتان مينى ..... لكن اتسائل ماذا يخبئ تحت عمقهما البارد؟
- لماذا تنادينى مينى؟
- احب ترداد الاسم فهل لديك مانع؟
هزت رأسها تبتلع ريقها بصعوبه:
- الشخص الوحيد الذى كان ينادينى بهذا الاسم كان والدى
- اتمنى الا تفكرى بى كأب لك
ردت متصلبه:
- هذه ابعد فكره عن رأسى انت لا يمكن ان اصفه بصوره اب
- وهل احس بالاهانه فى هذا الكلام؟
- ما قلته لم يكن اهانه
اكمل طعامه صامتا ثم قال:
- اخبرينى عن عائلتك
- والداى توفيا منذ سنوات ولدى اخت تعيش فى شالكوت على بعد ساعه من لندن
- اهذا كل شئ يقال؟
- تاريخ عائلتى لا يثير الاهتمام كثيرا
لاحظ انها لا تأكل اللحم فسأل:
- هل اطلب لك شيئا اخر؟
- لست جائعه
- ولا انا اترغبين بالرقص؟
كادت ان ترفض الا انها لم تستطع مقاومه التحدى فى عينيه . وامسكها قريبه منه لتضع يدها فى يده ويقودها بين عده ازواج من الراقصين وتلامس جسدهما واحست بالتوتر يتراقص بينهما كما لم يحصل من قبل حاولت الابتعاد عنه لكنه شد ذراعه حول خصرها وتحولت الشراه الى لهيب يذيب توترها الى ان استرخت تماما بين ذراعيه لتتمتع بالقرب القصير المدى بينهما لن يكون هناك فرصه اخرى لها لن تسمح لها.... ولن تستطيع التشجيع لها
قاطع الصوت المنخفض الاجش افكارها :
- اهناك شئ خاطئ؟
- اود العوده الى الطاوله اذا كنت لا تمانع
دس ذراعه تحت مرفقها ليقودها الى الطاوله ليعودا الى الوجبه التى لم يمساها بعد وهما يجلسان بصمت التقت عيونهما فأحست احساسا غريبا جعلها تحبس انفاسها وتابعت النظر اليه وكأنها تتمسك بحبل نجاه يمكن له ان ينقذهامن الوقوع وارتسم مشروع ابتسانه على شفتيه وانخفض ببصره الى فتحه فستانها التى تكشف الكثير فعاد الاحمرار الى وجنتيها .... اللعنه عيه لكن هذه القدره على ازعاجها ليست غريبه عليها ويجب الا تتركه يحس بأنها غبيه لدرجه ان ترمى قلبها بين اقدامه
اعتمت الاضواء ايذانا ببدء الاستعراض وما هى الا بلحظات حتى خلت قاعه الرقص من الراقصين وتسلط الضوء على امرأه جميله رشيقه الجسد دعاها قائد الفرقه بأسم انيتا ثم بدأت الغناء واكتشفت منيرفا ان لصوتها نوعيه جذابه تتناسب مع كلمات الاغنيه واحست بأنها متأكده ان ما من رجل فى الصاله الا ويشعر ان الاغنيه تعنيه هو لوحده لكنها حين نظرت الى ماركوس رأت ان تعابير وجهه لم تتغير فاعادت اهتمامها للفتاه التى اخذت المذياع من مكانه واخذت تتنقل بين الطاولات
لم تستطع منيرفا كبح دهشتها حين توقفت المغنيه قرب طاولتها بعد قليل وشعرها الاشقر يسترسل على وجهها بأغراء غنت الاغنيه لماركوس وحده.....لكنه لم يرف له جفن حتى حين وضعت الفتاه يدها على ساعده مداعبه ثم رفعتها الى كتفه ليصبح صوتها اكثر اغراءا وهى تنحنى نحوه وبأبتسامه على شفتيها لتكشف له ما يمكنه ان ينظر له بحريه من فتحه فستانها .... لكنه على عكس الاخرين الذى حاولوا جذبها اليهم بدا غير متأثر بما تقوم به الفتاه من عرض له وحده ولم يظهر اى دليل على التأثر كذلك حين جلست انيتا من تلقاء نفسها على ركبتيه ومررت يدها فى شعره الاسود الكثيف
تركت انيتا حجره بتردد ظاهر نحو طاوله قريبه لكنها لم تكرر ما فعلته مع ماركوس مع ان عينيها كانتا ترتدان بأستمرار نحو ماركوس وببطء تحرك خصرها مع ايقاع الموسيقى عادت الى الباحه عند انتهاء اغنيتها لتتلقى التصفيق بيدين ممدودتين
ظنت منيرفا ان هذا اخر ما تراه من الفاتنه انيتا لكنها كانت مخطئه فقد شقت الفتاه الصفوف لتتقدم اليهم وتقول بصوتها الاجش المثير:
- مرحبا ماركوس لم اكن اتصور ان اراك هنا ما الذى جاء بك الى برمنغهام ؟
- جئت مع امى لمقابله اخصائى
وجذب لها كرسيا لتجلس
-اوه صحيح سمعت عن الوقوع الزعج الذى حصل لها
التفتت لتتفحص منيرفا ثم قالت:
- كم انت خبيث اخر مره رأيتك فيها كنت مع تلك الصغيره لويزا التى كانت ترمقنا بعينان تقذفان اللهب لكنى اجدك اليوم مع فتاه مختلفه تماما
قدم ماركوس الفتاتان بطريقه رسميه ثم قال:
- منيرفا تعتنى بأمى
- ماركوس حبيبى حين وقعت عقد العمل فى كونترفيرى كنت قد احسست بالضجر الى ان التقيتك لكننى لم اعتقد ان اراك ثانيه وبكال تأكيد ليس هنا كم ستقيم هنا؟
- سنرحل صباح الغد
- كم انا محظوظه يجب ان اكون فى كونترفيرى مساء فهل من الممكن ان توصلنى؟
حبست منيرفا انفاسها لكن ماركوس نقل بصره خلف الفتاه حين قال :
- قائد الفرقه يحاول لفت اهتمامك انيتا
- سأنهى عملى حوالى الثانيه عشر فأذا لم تتبق هنا كثيرا تعالى الى غرفتى لنحتفل قليلا
وقفت انيتا متجهه لتأديه وصلتها الثانيه فوقف ماركوس فجأه وقال لمنيرفا:
- تعالى سنخرج فى نزهه بالسياره
احست بالغضب يرجف يده وهو يضع المشلح حول كتفها وهى تعرف السبب هاجمتها موجه غيره لم تعرف مثلها من قبل واضح انه يريد البقاء مع انيتا لكنه مضطر على ان يبقى مع فتاه يكرهها
امام السياره استداراليها ليقول:
- اترغبين فى تحريك قدميك قليلا؟
- الى اين...؟
- اعتقد ان هناك متنزها فى الحديقه العامه قريبا..... اتشعرين انك قادره على السير معى؟
ردت بصعوبه مصطنعه:
- قد استفيد من الهواء النقى
وتطلعت حولها نحو الحديقه المزينه بالانوار الملونه المنتشره بين الاشجار تضيئ الممر المتعرج قطعا جسرا خشبيا صغيرا ليصلا الى ماكن ظليل اكثر ظلاما وكاد قلبها يقفز من صدرها حين احست بيده تلتف حول خصرها وهو يسير بها نحو مكان اكثر عزله وخمنت الى ما يرمى اليه مع ان كل جزء منها يصرخ رغبه فى ان يحيطها بذراعيه الا انها ابتعدت عنه لتضع بينهما مسافه امنه
- مما تخافين مينى؟.....منى ام من نفسك؟
- لم آتى معك لتعاملنى بخشونه
- اذن لماذا اتيت معى؟
- اذا كنت بحاجه الى اثاره اكثر ماركوس اقترح ان تتقبل دعوه انيتا
- شكرا لك كنت آمل ان تقولى هذا
حين عادا الى الفندق قال لها فى الفناء الداخلى :
- تصبحين على خير
وتركها تصعد وحدها الى الغرفه وهناك حاولت اراحه اعصابها المتوتره فوقعت عيناها على ساعتها لترى انها قاربت الثابيه عشر وانيتا ستنهى عملها الان وستعود فى وقتها المناسب لانضمام ماركوس اليها ليتمتعا بحفله خاصه حميمه حاولت ان تبعد كل افكارها عن رأسها وهى تخلع ملابسها لتصعد الى السرير طالما ادانها لشكه فى اخلاقها لكن اين هذه الاخلاقيات التى يدعيها الان؟
لم تدر اطلاقا كم كانت الساعه حين نامت لكنها استفاقت فى الصباح لتشعر بصداع عنيف يكاد يفجر رأسها على الفور وضبت حقائبها قبل التوجه الى غرفه ايفورى التى رأتها تعمل على حياكه الصوف وهى جالسه فى كرسيها تجهم وجه العجوز ذكرها بماركوس فقالت منيرفا:
- اهناك شئ خاطئ سيده اوكيف؟
صاحت ايفورى:
- انا غاضبه هذا هو الامر الخاطئ لقد دخل ماركوس لتوه ليقول انه سيوصل فتاه تدعى انيتا الى كونترفيرى
- وما المشكله فى هذا؟
- المشكله انه قال انه سيمضى الليل هناك فى نفس الفندق الذى ستغنى فيه الفتاه وانا اشم رائحه نتنه واقول لك ان هذه الرائه صادره عن الفتاه انيتا بالذات
تظاهرت بالهدوء وقالت هل استدعى الحمال ليأخذ الحقائب؟
- اجل وانا اسفه ما كان يجب ان اصرخ بوجهك
- افهمك تماما ...
- اتفهمين حقا؟
كانت سيارته متوقفه امام مدخل الفندق وجلستا فى المقعد الخلفى لكن ربع ساعه مرت دون ظهور انيتا فتمتم ماركوس شيئا عن تأخر النساء دائما فى الوصول
ولم تتحمل ايفورى ما سمعته فاطلت من النافذه وقالت بحده :
- ارجو عفوك يا ماركوس لكننا وصلنا قبل الموعد الذى حددته لنا بكثير
- لم اكن اعنيكما امى
- هل اقترح عليك اذن ان توجه شتائمك الى من تسببت بالتأخير وليس على النساء عموما
- لاجل الله امى ابتعدى عن ظهرى
لكن امه لم يرهبها غضبه :
- انت ابله ماركوس لن اضيع شفقتى عليك لو لم تعد الى رشدك سريعا

safsaf313
17-12-2008, 10:54
استدار نحو امه عابسا:
- لست احتاج الى شفقتك بل الى صمتك فقط
تصاعد غضب ايفورى التى قالت:
- لماذا انا مضطره الى الجلوس مستكينه بينما ابنى مصمم على تدمير مستقبله؟
-اعرف ما افعل امى
-بدأت اشك فى ذلكلكن لا تقل اننى لم احذرك
رمى ماركوس سيجارته ارضا وداسها متمتما:
- ها قد وصلت

خرج حمالان من الفندق يحمل كلا منهما ثلاث حقائب على الاقل يتبعانها لكن لا الثلاث حقائب ولا الحمالان هم من لفتا اهتمام المرأتين .... انها انيتا وبنطلونها الرقيق الملتصق بساقيها وبلوزتها المختصره جدا ما جعل ايفورى تشهق بحده تشاركها فى ذلك منيرفا لم تكونا بحاجه الى اشعه اكس لتدركا انها لا ترتدى شيئا تحت البلوزه او البنطلون وفتحه صدرها لم تترك شيئا للمخيله لكن فى ضوء النهار تأكدت منيرفا ان لون شعرها الاشقر اصطناعى وصاحت ايفورى قائله:
- فلترحمنا السماء انظرى الى هذا!!
نظره واحده الى وجه ايفورى جعلها تصيح بها:
- ارجوك سيده اوكيف انت تكدرين نفسك دون طائل اذا لم تتوقفى عن هذا سأعطيك مهدئا
- وهل تلوميننى ؟ كنت مستعده لتحمل لويزا لاجله لكن تصورى وجود هذه فى منزلى ..... حسنا سأحسن التصرف
موجه من رائحه تاعطور دخلت مع انيتا فى السياره حين صعد ماركوس خلف المقود لاحظت منيرفا وجهه خالى من اى تعبير لكنها احست بتوتره.....ووجدت صعوبه فى كبح ابتسامتها حين سمعت صوت الفتاه الاجش المثير يقول:
- لطف منك ان تعرض على توصيلى سيد اوكيف انا بكل بساطه اخشى المسافات البعيده المتعبه
- من دواعى سرورى انيتا
صيحه استهجان ايفورى ذهبت سدى امام ضجيج حركه السيارات.....

safsaf313
17-12-2008, 10:56
-8-
التهديد المخيف
وصلوا كونترفيرى بعد الظهر بعد تناول غداء متأخر رافقت منيرفا السيده الى غرفتها تاركتان ماركوس لوحده مع انيتا..... لكن التوتر دعا منيرفا لتغادر غرفتها فيما بعد لتسير لتتفرج على مركز التسويق الممتد بمحاذات فندق لوفريك الاثرى الذى ينزلون فيه ....وتقدم شاب ليسير قربها
- لابد ان هذا يوم حظى الا تذكرينى انسه فالارين؟
توقفت لتحدق به :
- التقينا من قبل .... لكننى لا اتذكر...
- انا ديف كرينز رقصت معى فى حفله النادى الربيعيه الا تذكرى؟
- اوه اجل كنت يومها تتصنع التأنق والعجرفه
- وهل نجحت فى اخفاء حقيقتى؟
- اجل
- اتظنين هذا؟
- انى امازحك سيد كرينز
- اسمى ديف هل لى ان ادعوك منيرفا؟
-هل تتحرك دائما بهذه السرعه؟
- حين اظن اننى ساخسر اذا لم افعل
- هل اعطيك الرد فيما بعد؟
- سأحاول ان اكون صبورا
- ماذا تفعل هنا؟
- انا فى اجازه...وانت؟
- سنتوقف للراحه ثم نعود فى طريقنا الى ويندشلتر....
-هذا يعنى انك هنا مع ماركوس وامه؟
- اجل
- اذا ... لا فرصه امامى اليس كذلك؟
- فرصه ماذا ؟
- فرصه اقناعى لك بالعشاء معى؟
قررت فى لحظه:
- لقد اقنعتنى
- صحيح؟
- اجل سأعود الى الفندق الان متى نلتقى؟
- فى ردهه الفندق عند السابعه
- سأكون فى الانتظار
افترقا لتتابع طريقها الى الفندق لقد وافقت على العشاء معه ربما هذا يكون خطأ لكنها لن تتحمل وجبه اخرى محرجه وهى تتفرج على انيتا وهى تغازل ماركوس
- منيرف!
استدارت لتراه على شرفه الفندق..... واكمل:
- مع من كنتى تتمشين؟
- لا ارى هذا من شأنك مع ذلك هو ديف كرينز
- اعرفه
- هل لى ان اذهب الان؟ ام هناك شئ اخر تريد ان تعرفه؟
- امى قررت تناول العشاء فى غرفتها لذلك سنتعشى لوحدنا
- انت مخط ماركوس بل انت ستتعشى لوحدك لاننى سأتعشى مع ديف
- لم يضيع وقته فى اقناعك اليس كذلك؟
-لا.....ويجب ان اعترف ان اسلوبه يعجبنى
- لكنه صغير السن وغير مجرب بالنسبه لك
- اوه لا اظن هذا اطلاقا
- لا تقولى لى ان احذرك اذا انتهت سهرتك بخيبه امل
- نادرا مايخاب املى لكننى عاده اقترف وانا الان اشعر بالقرف منك سيد اوكيف
- لماذا؟ لانك لن تنجحى بعد فى اقناعى انك طاهره كراهبه؟
- بأمكانك الظن بما تشاء
من يظن نفسه؟منذ البدايه وضع حكمه عليها اصدره دون ان يعطيها فرصه لتدافع عن نفسها صحيح انها فى لحظات الغضب خرجت عن طورها لتجعله يظن بها الاسوأ لكن ليس من حقه ان يصدر الاحكام عليها
علق دايف حين شاهد ماركوس يتعشى لوحده:
- يبدو ان السيد اوكيف يتعشى لوحده
- هذا ما يبدو لى
- هل اطلب منه الانضمام الينا؟
-لا تفسد على الامسيه وشهيتى ارجوك
- يبدو انك لا تحبيه اطلاقا؟
فلنتحدث عن شئ اخر
ابتسم لها:
- اعتقد انهم سيوفرون لنا بعض التسليه عما قريب
- هل تشير الى المغنيه انيتا؟
- لم اشاهدها من قبل لكننى اعتقد انها مغريه جدا
- اذا كان يعجبك ذلك النوع من الجمال اجل
- هل رأيتها؟
- وجائت معنا فى السياره من برمنغهام وماركوس يعرفها
-اوووه....
- لا تظهر هكذا....
- كيف؟
- كطفل صغير اختطفت الحلوى المفضله منه
- انظرى الى ان اصبح فى مثل سنه سأدوخ الفتيات يومها
ضحكت منيرفا وقالت:
- انت مدوخ منذ الان فاهدأ قليلا يا ولد
كانت تتمتع بصحبته لكن ذلك لم يخفف من وجود ماركوس معهما فى نفس المكان وظهرت انيتا وقدمت نفس استعراضها بالامس وحين اختفت وراء الستاره مجددا لم يظهر التأثر على ديف سألته منيرفا مجددا:
- خاب املك؟
- اوه انها جميله لكنها تذكرنى بخوخه حمراء كثيره النضج مظهرها جميل لكنها قد تكون متعفنه من الداخل
ضحكت منيرفا ونظرت الى حيث انضمامها الى طاوله ماركوس فقال معلقا:
- لكننى لا ارى فيها من طراز ماركوس اوكيف
- اوه ستندهش
لكنها سرعان ما وجدت نفسها ترتجف بعنف لم تكن تعرف معنى هذه الغيره من قبل عدا ان هذه الغيره مدمره واقترح عليها ديف الخروج والتمشى فى الحديقه اثناء سيرهما سألها:
- هل سأراك ثانيه ؟
- لست واثقه قد اعود الى لندن سريعا فقد استعادت السيده اوكيف عافيتها واصبح وجودى الان بدو ضروره
- هذا يعنى اننى قد لا اراك مجددا
-لا تبدو حزينا هكذا
- لكننى حزين وقد يدهشك اننى احس بأرتباط لسانى مع الفتيات ونادرا اعرف كيف اتحدث معهن
- لكنك لم تكن مربوط اللسان معى؟
- لكنك لست فتاه صغيره وسخيفه
- تجعلنى وكأنى جدتك

safsaf313
17-12-2008, 10:58
- كم عمرك؟
-لا يجب ان تسأل امرأه عن عمرها ديف..... ومع ذلك سأكمل الخامسه والعشرين فى الشهر القادم
- نحن فى نفس العمر تقريبا هل نعود ادراجنا؟
-اجل ارجوك
امسك بيدها ووضعها على ذراعه وسارا نحو الفندق بصمت ثم قال بفضول:
- اخبرينى منيرفا هل اعترض ماركوس على عشائك معى الليله؟
- انا حره فى تصرفاتى واستطيع الخروج مع من اريد
- كان يجب ان تشاهدى نظرته الحاده الينا
- لا اهتم بها
- سمعت اشاعات انه سيتزوج لويزا ماكجيل فهل هذا صحيح؟
لست ادرى لماذا تسأل؟
- مجرد فضول فقد شاهدتها اكثر من مره مع ابن عمه يختليان فى الزوايا وما الى ذلك ولو سألتى فهى تتلاعب بماركوس كالابله
- اظن ان هذا الامر لا يعنينا دايف انا متعبه ويجب ان اذهب الى غرفتى وتمتعت حقا بصحبتك
- لن انساك سريعا
- بل ستنسانى ودائما دايف
رفعت يدها تحيه له قبل ان يقفل باب المصعد عليها وتصعد الى الطابق الرابع استولى عليها التعب فجأه تعب بدا انه بسبب الثقل الذى مر على قلبها بعد اقل من اسبوع ستعود الى لندن ولن ترى ماركوس ثانيه على الارجح حين خرجت من المصعد اتجهت الى غرفتها كانت تظن نفسها انها غير قادره على نسيان غاى لكنها عرفت الان معنى الحب الحقيقى لكن حب لا مستقبل له...... لكن ماركوس لن يجد حبه مع لويزا او مع انيتا بكل تأكيد
كانت افكارها معذبه حين اخرجت مفتاحها من حقيبتها لتفتح باب غرفتها لكن حين دخلت واقفلته ورائها واضائت نورها كاد قلبها يتوقف عن الخفقان........
- ماركوس
- مندهشه لرؤيتى؟
- ماذا تفعل هنا؟
ابتسم بشحوب :
- انتظرك
- وكيف دخلت؟
- باب الشرفه المشتركه كان مفتوحا
سالت بصوت ثابت :
-ماذا تريد؟
- اريد التحدث معك
- حول ماذا؟
- حول امسيتك مع دايف هل خاب املك؟
- لا لم يخب الى
- اتعنى ان له من الخبره لكى يجعل امسيتك مرضيه
- ماركوس انا متعبه ولست بمزاج يسمح لى بدخول معركه كلام معك
- لكن معركه كلام ليست كل ما افكر فيه
كانت هذه القشه التى قصمت ظهر البعير فتوجهت الى الباب لكى تفتحه:
- اخرج من هنا
- ليس بهذه السرعه
وبسرعه مذهله كان خلفها يصفق الباب بوجود يدها على المقبض جرها عنف حركته مع الباب فاصطدمت به وفى لحظه كان يقف امامها شامخا مخيفا
- انوى ان احصل على حصتى منك
- ماذا.......ما تعنى؟
- ماقلته تماما جاء دورى الليله
- وماذا عن انيتا؟هل هى مشغوله مع غيرك؟
رد من بين اسنانه:
- انسى امر انيتا
- ولماذا انساها وشغلك الشاغل مع من خرجت ومع من قضيت سهرتى؟ تتهمنى اننى من دون اخلاق وماذا عنك؟
- اخرسى!
- لن اخرس ارجوك ماركوس لا تحاول شيئا قد تنتهى بكراهيه نفسك لاجله
- لن اندم اؤكد لك انا اريدك مينى وانوى الحصول عليك
حاولت امله ان تتفاهم معه بالمنطق:
- ااذا كنت تمزح اظنك تماديت كثيرا
- انا لا امزح مينى ...... ولا هذا بقصد المزاح
وامتدت يداه الى ظهرها ليشدها الى صدره بوحشيه كادت ان تزهق روحها الخوف وحده جعلها تتعلق بشئ من الوعى وهى تكافح بجنون لتتخلص منه لكن ضغطه الؤلم عليها كان محطما لايترك مجالا للتنفس.....ولا التفكير
رنين جرس الهاتف على الطاوله قرب السرير اخترق احاسيسها المخدره وكأنه الدوش البارد فحاولت انتزاع نفسها منه لكنه صاح امرا
- اتركيه
- قد يكون امرا هاما
- لا شئ لدى اكثر اهميه من هذه اللحظه
- ماركوس ارجوك قد تكون امك
ذكر امه كان له تأثر الصدم عليه فابتعد عنها لاعنا والتقط السماعه ليعطيها لها
- الو؟الو ؟ هل انت هنا منيرفا
صوت ايفورى جاء حادا فردت على عجل:
- نعم سيده اوكيف؟
- هل بك شئ؟
- لا لا بالطبعلا
- اسمعى منيرفا اعلم ان الوقت متأخر لكن هل يمكن ان تاتى وتدلكى لى ساقى؟
- سأحضر فورا سيده اوكيف
اعادت السماعه مكانها وابتعدت مسافه مناسبه عن ماركوس واستدارت تواجهه:
- كانت هذه امك
-سمعتها
- كان من الممكن ان تندم ماركوس
ابتسم برضاعن نفسه:
- لا اظن هذا
- ارجوك اذهب
تقدم ليقف امامها:
- ماذا ستفعلين لو اصريت على انتظارك هنا؟
- سأفكر بعذر يجعلنى امضى الليل فى غرفه امك
ارتفع حاجباه بسخريه:
- لن تهربى منى مره اخرى ففى المره القادمه سأحصل على ما اريد
ردت تهمس كالافعى:
- اراك فى الجحيم اولا
رد مبتسما:
- سأقبل التحدى عمت مساء مينى
اهو جاد ام يحاول اخافتها لو واجهته بالحقيقه هل سيغير رأيه بها ام سيسخر منها؟هناك شئ واحد تفعله لتجنب الاذلال الاخير قبل معرفته الحقيقه ان تغادر وندشلتر وبأسرع ما يمكنها فلو انه نفذ تهديده لها فسيكتشف حبه لها وهذا ما سيدمرها ولن تعود قادره على العيش مع نفسها معه

safsaf313
17-12-2008, 11:00
-9-
انى راحله
تقطعت احلامها الليله بصوره ماركوس وهو يترك انيتا ليأتى اليها ويدخل غرفتها عنوه......قال انه يريدها ولم تستطع ان تهرب من يديه المداعبتين اللتين اثارتا فيها الرغبه لدرجه الالم استيقظت لتجد نفها وحدها فى الفراش والفجر يبدد ظلمه الليل
كان العرق يتفصد من جبينها وتجد صعوبه فى كبح شهقات باكيه انه حلم لكنه حقيقيا لدرجه تكاد ان تقسم ان جسدها لايزال يحس بلمسته غاضبه تركت الفراش لتذهب الى الحمام تشرب بعض الماء لن تستطيع ان تبقى فى ويندشلتر اكثر من اللازم وستعود الى لندن فى اسرع وقت ممكن
استردت بعض قوتها بعد احساسها بالماء البارد فى جوفها غيرت ملابسها ووضبت حقيبتها استعدادا للرحيل بعد الافطار مباشره
تمت الرحله الى ويندشلتر دون حادثه تذكر ما عدا ان السياره الجاكوار السوداء لا زالت تعبق برائحه انيتا النفاذه مما سبب لايفورى ان تعطس عده مرات واخذت تتذمر من تلك الرائحه الكافيه بأن تهدد الشخص بفقدان وعيه ثم فتحت النافذه فدخل منها الهواء الذى هدد بنزع الدبابيس من شعر منيرفا وهى جالسه بجوار ماركوس
اول مافعلته منيرفا بعد عودتها الى المنزل ان اتصلت بالدكتور براوننغ مصممه على الاخذ برأيه فى ضروره بقائها هنا ام لا:
-لقد تحدث معى الاخصائى للتو.....والسيده اوكيف لم تعد بحاجه اليك ولا داعى للبقاء هنا اذا اردتى تذهبين الى لندن
احست بالراحه ومع ذلك بالحزن لقد اصبحت متعلقه بايفورى اوكيف وبهذا المنزل القديم الرائع ولسوف تفتقد كل شئ......اخذت تفكر بهذا وهى تتمشى فى الخارج الى اقرب الحظائر دون ان تدرى الى اين
اتكأت على السياج متنهده بعمق وبتعاسه تتذكر يوم دفعتها بلاهتها لدخول الحظيره امام الثور الهائج لتفقد شالها.....لم تعد تضع ذلك الشال البراق الالوان مره اخرى لكن كلما كانت تشاهده يمثل لها رمز للاذلال والبلاهه .....تنهدت وهى تشاهد نفس الثور ولكن يلاحق انثى اخرى رأسه مرفوع لفوق وذنبه الى الاسفل انه حقا حيوان جميل
- انه يتودد الى انثاه
صوت ماركوس الاجش العميق كان خلفها مباشره وتعقدت اعصابها فى عقده مؤلمه حين تقدم قربها واضعا ذراعيه على السياج ليكمل:
- انه عاشق صبور يأخذ وقته فى التودد ....انه يجهد نفسه فى كسب رضاها
كان لديها ريبه شديده فى انه كان يشير الى الثور بشكل مطلق لكنها سرعان ما عادت الى الاهتمام بما امامها فقد تقدم الثور نحو انثاه مخفضا راسه كأنه يهاجمها.... ثم اخذ يرفس الارض بقوائمه الاماميه مصدرا صوت شخير فقال لها ماركوس:
- الثيران تفعل هذا مع بعضها البعض عند القتال وتفعله فى التودد واضح الان ان اهتمامه منصب على الانثى والتى تخفض رأسها متظاهره بالاهتمام بالعشب ولا تهتم به ولا تظهر اى دليل على انها ستقبل تودده ....المنظر هنا مختلف لكن الفعل مألوف الا توافقين معى؟
ملاحظته المثيره ارسلت الاحمرار الى وجهها فاستدارت تبتعد عنه لتقول ببرود:
-لست ادرى عما تتحدث؟
- اذكر مناسبتين لاقى فيهما توددى الصد
نظرت اليه بغضب:
- لم يكن لدى فكره انك كنت تتودد ماركوس لو كنت اعلم لكنت متقبله اكثر
ضحك ومد يده اليها:
- سأتذكر هذا مستقبلا ....ايتها المشاكسه
لكنها تحركت مبتعده عن ذراعه القويه وقالت تغير الموضوع:
- اظن ان مارى تستدعنينا للغداء
عده مرات خلال الغداء لاحظت ان نظرته مستقره عليها بالكامل مما ملأها توترا لن تتمكن من تاخير رحلتها ابدا انها واثقه من هذا الان لكن فى نفس الوقت لم تكن قادره على طرق الموضوع مع ايفورى
كان يوما حارا لمنتصف الربيع والصيف على الابواب بدلا من ان تدخل الى غرفتها لترتاح بعد الغداء اخذت معها مجله الى الحديقه حيث جلست على كرسى خشبى مريح تحت ظل الاشجار كانت تقرأ حين وصلت سياره لويزا الصغيره وتوقفت على مسافه منها حيث كانت متخفيه عنها خلف الاشجار الشائكه الصغيره
ترددت منيرفا بذعر هل تعلن عن وجودها ام تظل متخفيه سرعان ما قفزت لويزا من السياره لتلف ذراعيها حول عنق ماركوس ولتقول بصوت مثير:
- ماركوس حبيبى...
- توقفى عن هذا لويزا
صاح بها ماركوس زاجرا وازال ذراعيها عن عنقه عندها بالذات قررت منيرفا عدم الاعلان عن وجودها وسمعت لويزا ترد بغضب :
- كم انها طريقه لطيفه لتحيينى كنت اقول يجب ان تعودوا الامس كما اذكر لكننى قلقت عليك وها انت تعاملنى كالمنبوذه اين كنت بالامس؟
عبر الشجيرات لاحظه منيرفا الانزعاج على وجهه فحبست انفاسها وهى تسمعه يقول:
- لست مضطرا لتقديم كشف عن تحركاتى واين كنت ليس من شأنك
اهكذا من المفترض ان يتحدث الى الفتاه التى سيتزوجها؟
صاحت لويزا بغضب:
- لا تتجرأ على مخاطبتى هكذا
- سأخاطبك كما اشاء اصعدى الى سيارتك واغربى عن وجهى اذهبى وجربى اغوائك على ستيفن فقد يكون اكثر منى لينا
انه يعرف اذن وهزتها الصدمه انه يعرف ما بين لويزا وستيفن واحست بالراحه
صوت لويزا الساخر قطع افكارها :
- قد افعل هذا تماما لطالما كان ستيفن اكثر منك مرحا بكثير
حبست انفاسها وهى تنظر الى لويزا التى صعدت الى سيارتها وتنظر غاضبه الى الرجل الذى امامها:
- انا اكرهك ماركوس اوكيف
- طبعا طبعا والان كونى فتاه طيبه واديرى سيارتك وافعلى ما قلته لك
استدار على عقبيه وتركها متجها اللا غرفه الفرز تاركا لويزا ترغى وتزبد محدقه به لحظه غاب عن نظرها اخذت تضرب السياره بيدها كالطفله ولاحت منها التفاته نحو المكان الذى تجلس فيه منيرفا وبصيحه غضب توجهت نحوها وصاحت تسأل:
- اعتقد انك سمعت كل شئ
- لم استطع ان امنع نفسى
وقفت تواجه لويزا الغاضبه
- انها غلطتك انت
- استمحيك عذرا
- انت تحاولين اختطافه منى منذ ان وصلت الى هنا
- هذا غير صحيح لويزا
- لست غبيه كنت الاحظ كيف تنظرين اليه
ردت بسرعه:
- بامكانك قول هذا فهو ليس رجلا من الممكن ان تتجاهله اى امرأه لكننى كذلك رأيتك مع ستيفن ولم استطع سوى ان اتسأل ماذا تسعين اليه بالضبط؟
- عما تتحدثين؟
- اذا اردت انعاش ذاكرتك فقد حدث يوم حفله النادى ورأيتكما معاوهذا ليس انصافا لماركوس
- لم يكن هذا يعنى شيئا انا وستيفن مولعان ببعضنا لكن بالنسبه للزواج هناك رجل واحد لى وانت قد قلبته لضدى واستطيع قتلك لهذا
ردت بهدوء:
- لا تكونى سخيفه انا لم آخذ ماركوس منك وتعرفين كما اعرف ان لا شئ بيننا
لكن لويزا عصفت بها:
- لست ادرى ما جاء بك الى ويندشلتر كل شئ كان على ما يرام قبل وصولك فى الواقع كل شئ كان على ما يرام حتى ذهبتم الى تلك الرحله الى برمنغهام فما الذى حدث هناك؟
- لا شئ حدث
- الى الجحيم بك وبما حدث . هل غازلك هناك؟
ردت منيرفا بهدوء:
- لا تكونى سخيفه
وقفتا تجابهان بعضهما كعدوين يحاولا تقدير قوه احدها الاخر دون رغبه لاى منهما باعطاء رغبه فى التراجع لكن كان للويزا الكلمه الاخيره:
- انت لم تسمعى نهايه كل هذا منيرفا فالارين
لحظات وكانت سيارتها تثير غبار وحصى ورائها عندها فقط ظهر تأثير الصدام عليها ساقاها كانا يرتجفان راحتا يدها مبللتان بالعرق فى الاعماق كانت تحس بالالم لان ماركوس يعرف خداع لويزا له ولا عجب اطلاقا الا يكون لدى ماركوس ثقه بالنساء ولويزا خير مثال على ذلك
عادت الى المنزل تنوى ان تطلب من ايفورى اوكيف ان تريحها من واجبها لكن ما ان اصبحت وجها الى وجه مع العجوز حتى نفذت شجاعتها ربما فيما بعد ليس الان وصاح داخلها صوت ضعيف:جبانه
مع كل ما حاولت من جهد لم تستطع نسيان ما جرى ما بين ماركوس ولويزا ولا نسيان ما اتهمتها به لويزا ايمكن ان تكون بالفعل وقفت بينهما ؟ ......مستحيل ليس كما تعنى لويزا مطلقا صحيح ان ماركوس حاول التحرش بها لكن نواياه بغرض اذلالها ولا شئ غيره ربما حين ترحل ستعود الامور الى مجراها الطبيعى ومن الممكن ان تكون لويزا قد استغلت ستيفن لتشعل غيره ماركوس وربما نجحت فى هذا
كانت لاتزال محتاره حتى حين اتجهت الى غرفه ايفورى اوكيف لتجرى معها حديث هادى يساعدها على اتخاذ قرار محدد لكن صوت ماركوس الاجش منعها من طرق الباب:
- امى اريدك ان تريحى منيرفا من مهمتها هنا فأنت ما عدت بحاجه الى مساعدتها
ردت الام بعجرفه:
- اظن اننى افضل حكم فى هذا الخصوص الا تظن هذا؟
- لا يا امى فى هذه المسأله لى الكلمه الاخيره
لم تنتظر منيرفا سماع المزيد فعادت ادراجها لتصعد السلم بسرعه الى غرفتها وبدا لها ان الالم يحتاجها موجه بعد موجه الى ان كادت تصيح من العذاب ماركوس يريد ابعادها ولسوف تحقق له ما يريد
اخرجت حقائبها وبدأت توضبها لمجرد ان تفعل شيئا قد يخفف المها لكنها كانت تتوقع بخوف ليله طويله والسماء وحدها تعرف كيف تمر عليها وكيف تستمر الايام والليالى التى ستليها يجبب ان تشعر بالامتنان لماركوس لقد ساعدها فى اتخاذ القرار وفى مثل هذا الوقت ستكون فى شقتها تنفض عن نفسها تراب ويندشلتر مع انها لم ترتاح للفكره ....مجرد الم والالم شئ يجب ان تتعلم ان تعيش نعه لقد كانت حمقاء بأن تحب رجلا لا يحتاج لها وتعتقد انها تستاهل ان تعانى نتيجه غلطتها لكن فليساعدها الله لانها لم تريد لهذا ان يحدث
لم ينضم ماركوس الى امه ومنيرفا فى الفطار مع رساله يقول فيها لنه لن يعود اليوم قبل موعد الغداء كل شئ كما يبدو يصلح كما ارادته منيرفا لكن مع انتهاء الافطار لزمها الكثير من الشجاعه لتفتح الموضوع مع ايفورى

safsaf313
17-12-2008, 11:05
- سيده اوكيف.....اريد ان تعطينى الاذن بمغادره ويندشلتر
العينان التى التقتا بعينى منيرفا كانتا مصدومتان:
- اتفكرين بالعوده الى لندن؟
- هذا ما يتوجب على فى وقت او اخر وما افضل من الان؟
- ارجوك ان تفكرى مليا فى البقاء اسبوعا اخر
هزت منيرفا رأسها :
- لم تعود محتاجه الى سيده اوكيف
- كنت اريدك ضيفه لى وليس موظفه
- لطف منك لكننى لا استطيع
ساد صمت مطبق عليهما انشغلت كلا منهما بافكارها الحزينه ثم سالت ايفورى:
- اتريدين ان ترحلى حقا؟
- وفى هذا الصباح فى الحال ان امكن
ساد صمت مجددا ثم ابتسمت العجوز بحزن:
- يبدو انك مستعجله للخلاص منى
- الامر ليس هكذا وتعرفين هذا كنت سعيده بالعمل معك لكننى اريد العوده الى عملى الاصلى
- وهل كانت اقامتك هنا سعيده؟
- كانت لطيفه جدا معك
- وماركوس؟
- ماركوس لم يكن يريدنى هنا اساسا ولا شك لدى انه سيرتاح عندما اترك المزرعه
- منيرفا عزيزتى من الافضل ان اكون صريحه معككانت لى امال رائعه فى ان يجد ابنى مستقبله فيك
تغشت عينا منيرفا بالالم فاخفضت عينيها بسرعه الى فنجان القهوه امامها وتمتمت:
- لست ادرى ما اقول
- هل احرجتك؟
- قليلا لكن الامر فقط انه بعيد المنال
- هذا ما يبدو لى لكن حين افكربالعناء الذى تحملته اكاد ابكى شجعتك للخروج مع ستيفن والدكتور بريل لسبب واحد بأن يتحرك ماركوس ويشعر بوجودك فى برمنغهام تركتكما معا على امل الحصول على شئ ولكن بدلا من ذلك اتجه الى تلك المرأه وبصراحه منيرفا لو لم يكن كبيرا هكذا لامسكته وضربته على قفاه
- لا يمكن ان يحصل شئ بينه وبينه سيده ايفورى
- لكننى اعتقد انك مثاليه له
- انت مخطئه
وضعت يدها على ذراع منيرفا :
- ارجو الا يكون اعترافى قد ازعجك كثيرا
رفعت نظرها والدموع تترقق من عينيها :
- احس بالسعاده لمعرفتى رأيك بى
- لقد احببتك عزيزتى وسأشتاق اليك كثيرا
- وانا سأشتاق لك ايضا
رفعت يدها لتدق الجرس:
- سأرس مارى برساله الى ماركوس
-لا...........لا تفعلى هذا افضل الا يعلم برحيلى
- اتعنى انك تودين الرحيل دون رؤيته؟
- افضل هذا
- وهل لى ان اسأل عن السبب؟
- لم يخف يوما انه يكرهنى ورحيلى سيكون صعبا على دون تحمل اهاناته
- ربما انت محقه مع ذلك لا اطيق صبرا حين ارى وجهه حين يعرف بذهابك
فى غرفتها وبعد قليل وضبت باقى اشيائها واقفلت حقيبتها ثم حملتها ونزلت وداع ايفورى لم يكن سهلا عليها لكنهما تمكنا من كبح دموعهما وصافحت مارى وتريس الباكيتين ثم احتضنت ايفورى قبل ان تصعد سيارتها الاوستن وترحل
خلف صف الاشجار فى الممر الموصل الى المزرعه شاهدت كوبر فضغطت المكابح بحده ومناديه من النافذه :
- وداعا كوبر وشكرا على عنايتك بسيارتى
- هل انت مغادره آنستى؟
- انا عائده الى لندن
- سنشتاق اليك انستى
- وانا سأشتاق اليكم جميعا
فى قلبها سمعت نفسها تقول: سأشتاق الى ماركوس اكثر
حين وصلت الطريق الرئيسيه اوقفت السياره جانبا ومسحت دموعها سرعان ما تكون فى طريقها الى لندن لكنها تركت هنا جزءا لا يمكنها استرداده منها تركته مع رجل لا يحتاج اليه...معه قلبها وهو يسحقه بوحشيه صحيح انه لم يطلب حبها لكنها اعطته له وما تعطيه لا يمكنها استرجاعه
دوى صوت زمور سياره من بعيد لمرور بقرتين من امامه فايقظها الصوت من بؤسها فادارت المفتاح ثانيه ودون ان تنظر الى الوراء انطلقت الى الطريق الذى سلكته منذ اكثر من اسبوعين

*********

safsaf313
17-12-2008, 11:06
الفصل الاخير
انت الوحيد
اول نهايه الاسبوع لمنيرفا كان بائسا....امطرت السماء طوال الوقت واضطرت الى البقاء فى شقتها لكنها شهدت الوحده والفراغ شديده الوطأه
كانت قد اخرت الاتصال بالسيد غرايتننغ مقرره انها لم تعد مستعده بعد للعوده الى عملها لكن اضطرارها للبقاء فى نهايه هذا الاسبوع الممطر كان عذابا لها
يوم الاحد صنعت لنفسها طعام لكن كمثل الوجبات الاخرى التى حضرتها لنفسها قبل عودتها فقد كانت كمثل التراب فى فمها فوضعتها طعاما لقطه الجيران . ماركوس! ماذا يفعل الان ؟ هل اغضبه رحيلها المفاجئ ام احس بالارتياح؟ وافترضت الرد الاخير لكن هذا ذاد من عذاب قلبها ....لقد كان فظا معها متعجرف مهين....مع ذلك فلو كان لها ان تختار لاختارت ان تكون معه
يا الله ! ساعدنى! رمت المجله من يدها وطلبت هاتف ريك بريل فهو القادر على فهمها وصل ريك بعد نصف ساعه وجلس بجانبها على الصوفا الصغيره ثم قال لها:
- لم تجر الامور جيدا مع ماركوس اليس كذلك؟
- بل اصبح الوضع مستحيلا
ابتسم محاولا تهدئتها بالمزاح:
- حسنا لا تهتمى هناك الكثير من السمك فى البحر
- لكننى لن اجد مثل ماركوس اوكيف
- وهل الامر بهذا السوء؟
- اجل.....
وشهقت تكاد تنفجر بالبكاء فوضع ذراعه على كتفها مواسيا:
- تحملى حبيبتى فصديقك القديم لا زال الى جانبك واذا اردت كتفا تستندين اليه للبكاء نادنى وسأجئ راكضا لمساعدتك
وسرعان ما اخفضت رأسها على كتفهوبكت دون كبت.........
وتركها تبكى الى ان جفت الدموع وشعرت بالراحه
- لطالما ساعدتنى فى الكثير من المشاكل فى الماضى ولطاما وقفت معى فى الايام الصعبه ولست ادرى ما اذا قلت لك كم اما شاكره يوما ....ولا ازال شاكره
- اليس الصديق وقت الضيق؟
- انت رائع ريك وكم كنت لطيفا معى
- كما اننى الان اشعر بالظمأ الا اجد لديك فنجان من القهوه؟
ابتسمت مرتجفه ....لكنها احست انها افضل حالا حين عادت بالقهوه وجلست الى جانبه وسألها:
- هل ستعودين الى عملك السابق؟
- فى الوقت الحاضر اجل لكننى بحاجه الى التغيير
- انا احتاج الى سكيرتيره وموظفه استقبال فى عيادتى .....فهل يمكنك التفكير فى الامر؟
- قد افاجئك واقتحم عليك غرفه الفحص يوما
اتصلت بالسيد غرايتنغ صباح الاثنين لكنهافوجئت بانه لا يستطيع استقبالها حتى اليوم التالى ووجدت الامر غريبا فالسيد غرايتنغ متفتح الذهن صارم فى عمله .... لكنها اقنعت نفسها اخيرا ان عليها مواجهه يوم اخر من الملل مر اليوم متثاقلا كل ساعه فيه وكأنها الابديه الى انها اصبحت واثقه بأنها ستجن اذا لم تجد لنفسها شيئا يشغلها
ماركوس.....ماركوس.....ماركوس.....! كان كالاسطوانه المعطله كان رأسها يدور ويدور يردد نفس الفكره كل دقه من دقات قلبها تزداد كثافه الى ان اصبحت كالرصاص فى اذنيها وفى صدرها وحولتها الى كتله من الدموع متوتره كادت ان تكرهها
كانت الساعه قد تجاوزت الثامنه مساء حين وضع احدهم يده على جرس الباب وابقاها حيث هى واحست بالراحه لتفكيرها بان ريك فكر فى زيارتها فاسرعت عبرغرفه الجلوس لتفتح الباب لكنها لم تجد ريك مستندا الى اطار الباب وجمدت ابتسامه الترحيب وجهها:
- ماركوس!
دون انتظار دعوتها دفعها جانبا ودخل ليصفق الباب خلفه ....وسألته بصعوبه:
- من اعطاك عنوانى؟
- خالى وفره لى مشكورا من ملفك بالشركه
ورمى من يده علبه كبيره المنظر الى اقرب كرسى له واستدار ليواجهها
- لم يكن من حقك مغادره المنزل بدون استشارتى
حدقت به لحظات فى الرجل الذى اصبح ضروريا فى حياتها..... فى هذه اللحظه بالذات ادركت ان فيه شيئا مختلفا كان يبدو متعبا مرهقا عيناه تظهران قله نومه لكن هذا ليس الوقت المناسب لسؤاله عن السبب ..... وردت تبتعد عن قربه المثير للاضطراب:
- تباحثت بأمر المغادره انت وامك وهذا يكفى كما اعتقد
- وهكذا فكرت بالمغادره دون وداعى
لحق بها عبر الغرفه دون اعطائها فرصه استعاده رباطه جأشها ... لكنها ردت:
- هكذا كان افضل
- افضل لمن؟
- للجميع
- هذا رأيك الخاص بالطبع
بريق عينيه الحاق اخافها فاخفضت رأسها صاحت تلجأ للغضب كوسيله للدفاع:
- توقف عن الجدال فى امور تافهه ماركوس لو انك لم توضح لى تماما انك لاترحب بى فى منزلك فلا شك انك اوضحت لى هذا فى اخر ليله كانت لى هناك سمعتك وانت تقول لامك انك تريد ان تحلنى من واجباتى لذا لم افكر فى استشارتك ولا اطلب اذنك كى ابعد عن وجودى المرفوض
امتدت يداه الى كتفيها يضغط عليهما:
- اللعنه منيرفا.... اكاد اخنقك...الكلمه التى استخدمتها كانت تريحك من واجباتك وليس اصرفك من العمل وهذا عكس ما ظننته انت وامى كان طلبى على امل ان احصل عليك بعد ذلك لوحدى اليس لديك فكره عما مررت به حين تلقيت خبر رحيلك دون كلمه وداع لى؟
ابتلعت بقلق وقد ادركت غلطتها :
- لقد تصورت انك ترتاح هكذا
- ارتاح... اريد ان اخنقك!
ارتفعت يداه الى عنقها فصاحت خوفا:
- لقد فكرت بهذا طوال الايام الاخيره ..... وكم يسعدنى الان ان انفذ افكارى
تمكنت من الهمس:
- ماركوس ..........ارجوك!
- من الافضل لك ان تخافى عزيزتى منيرفا .... ويمكنك ان تشكرى طالعك المحظوظ اننى انتظرت طويلا قبل ان اجئ الى هنا لاراك
- لماذا جئت؟ لتهيننى لاخر مره قبل ان تدعنى ارتاح؟
- جئت لاننى لم ارغب فى امرأه من قبل كما ارغب فيك ....هذه هى الحقيقه اذن فى صلب الموضوع مباشره......
وارتسمت بسمه سخريه على وجهها :
- كنت خائفا ان يفوتك شئ ... شئ حصل عليه الاخرون وانكرته عليك؟!
- لاجل الله يامنيرفا انا لا اهتم بالرجال فى ماضيك ولا حتى من هم فى حاضرك كل ما اريده ان اكون الوحيد فى مستقبلك
استدارت عنه بقدر كبير من الاشمئزاز:
- اخشى ان يكون هذا امرا مستحيلا
لماذا؟
- لعده اسباب احدها لويزا
- لويزا طفله مفسوده تحاول تقليد الكبار هى وستيفن يحبان بعضهما منذ سنوات لكن تصورت انه يكون من الافضل لها ان تكون سيده ويندشيلتر....واحسست بالتسليه ان اتركها تظن ان لها فرصه واعترف اننى استخدمتها كحاجز بينى وبينك
سألت ببرود:
- وانيتا؟

safsaf313
17-12-2008, 11:08
- انيتا معرفه قديمه ظهرت فى وقت غير مناسب فى الواقع كانت اخر ورقه لدى ولعبت بها الى اخر مدى
- لكنك ذهبت اليها ليله عدنا الى الفندق
- حين تركتك فى الردهه ذهبت الى الفندق لكى اشرب فنجان من القهوه يريح اعصابى ولوحدى واتصلت بها فى الصباح لاعلمها اننى سآخذها معى ووافقت
- وقررت البقاء فى كونترفيرى لاجلها
- بقيناهناك فقط على امل ان تتاح لى فرصه للكلام معك واقناعك اننى لست سيئا لكن بدلا من قضاء السهره معى قضيتها مع دايف
- لم اختر بل تقابلنا صدفه فطلب منى العشاء فقبلت
- مينى لننسى كل شئ ونتحدث عن انفسنا
كان من المبهج لها ان تعلم انه يريدها بالرغم ما يظنه عن ماضيها لكن هذاليس كان بالكافى ...وقالت:
- اسفه ماركوس لكننى لا استطيع قبول اى عرض منك
- لماذا؟
- لاننى لا انوى معاشرتك كعشيق
اخذ عرق ينبض فى جبهته وهى قد شاهدته من قبل وهو دليل اكيد على غضبه الشديد واضطرابه العاطفى وهى الان متأكده ان المسبب هما الاثنان معا . ورد بوحشيه:
- انا لا اطلب منك ان تكونى عشيقتى ... بل اطلب منك ان تصبحى زوجتى
كلامه كان غير معقول اخذ يجول فى الهواء معلقا بينهما كان اغراء ان تتمسك بالعرض كغريق يتمسك بقشه كبيره لكن جزئا منها كان يرفض عرضه انه يعرض عليها الزواج لانه عرف تماما انه لن يستطيع ان يحصل عليها بطريقه اخرى لا تقبل بها..... واجابت بصوت مثقل بالهزؤ:
- لم افكر ابدا انك قد تطلب الزواج من امرأه كى تحصل على ما تريد
سرعان ما ندمت عل قول هذا عندما تحول وجهه الى لون قاتم من الغضب :
- اللعنه عليك منيرفا! اعطنى جوابا مباشرا نعم ام لا؟
صاحت بخشونه:
- لا!
لكن كل ذره من كيانها تصيح العكس ... وامتدت يده اليها..... فى تلك اللحظه دوى جرس الباب فتخلصت منه لترد على الباب وحياها ريك بحماسته المعتاده:
- منيرفا حبيبتى انت كنسمه هواء عليل لرجل يموت
اوه ....يالهى......يبدو اننى وصلت فى وقت غيرمناسب
امسكت منيرفا من ذراعه:
- ادخل كلما زاد العدد اصبحت الصحبه لطيفه اكثر...
- كنت مارا فشاهدت الاضواء...و...فكرت ان اصعد لتبادل الحديث
لكن منيرفا كانت تعرف ان تفسيره هذا كان موجه الى ماركوس وليس لها وكانت تعرف انه جاء لانه قلق عليها لكن من الطبيعى الا يصدق ماركوس هذا....اذ سرعان ما قال ساخرا:
- وهل من عادتك زيارتها فى مثل هذه الساعه .... للحديث؟
الجو اصبح مكهربا حين تواجد الرجلان:
- اسمع ماركوس لو تترك لى فرصه للشرح....
قاطعه ماركوس بخشونه:
- لا داعى للشرح افهم الوضع تماما ....لكن من الافضل ان تعرف ان منيرفا من الان وصاعدا لم تعد متوفره لك لاننى طلبت منها الزواج
قاطعته بحده وغضب:
- لكننى رفضت
- وانا لا انوى مغادره هذا المكان الليله الى ان توافقى
صاحت وقد اشتد بها الغضب:
- كم انت وقح
استدار ببطئ ليصب نظراته الملتهبه بالغضب عليها:
- لدى الكثير ن القحه والكثير من الوقت والكثير من الصبر...... وانت ستعطينى الرد الذى اريده الليله قبل ان اتركك
قطع صوت ريك الصمت القاطب:
- هل لى ان اقاطعكما لحظه؟هناك شئ اريدك ان تعرفه ماركوس وسأقدمه لك كهديه زفاف اذا احببت
استدار ماركوس عنها لينظر الى ريك:
- السبب الوحيد الذى يجعلنى اصغى اليك هو اشارتك الى هديه زفاف
- ما اريد قوله اننى انا ومنيرفا نعرف بعضنا اكثر من سبع سنوات وتعرف حقيقتى منذ البدايه وتعرفنى جيدا كى لا تغرم بى او تنظر الى بجديه ولطالما احترمتها لذلك وما من احد حظى منها بشئ....انا متأكد من ذلك
صاحت بحده وقد احمرت خجلا:
- هذا يكفى ريك
استدارت عنهما معا متجه الى النافذه جيث اخذ الهواء البارد يصفع خديها الملتهبين، وسمعت ريك يكمل كلامه:
- ارسلا لى دعوه لحضور الزفاف .....لو سمحتما
بعد لحظه سمعت صوت الباب وهو يقفل ثم تلا ذلك صمت رههههيب لا يكسره سوى صوت ضربات قلبها كانت خائفه من ماركوس.......لكن خوفها الاكبر كان من نفسها فهى الان تشعر بوجوده بكل ذره فى كيانها ...واحست به يتقدم ليضع يداه على كتفيها ويديرها لتواجهه:
- مينى.........
ردت هامسه:
- انت تضيع وقتك
- احبك
- انا لا اهتم..! ولا.....
وصلت كلماته الى رأسها هل سمعته حقا ام جنت؟
- ماذا قلت؟!
- اريدك...احتاجك.....احبك.... وليلعننى الله لو تركتك قبل ان تقولى نعم سأتزوجك...لقد انتزعت قلبى منذ اللحظه الاولى التى شاهدتك فيها.... ومنذ تلك اللحظه اضطررت لخوض حرب لاجل بقائى لقد اصبتنى بالاحباط والتوتر وقضيت معظم ايامى وليالى فى غضب وغيره...... كرهت نفسى وكرهتك... لكن ايامى الاخيره من دونك كانت جحيما
طغت السعاده على قلبها واشتعلت شعله صغيره داخلها وانتشرت حتى وصلت الى عينيها
- ماركوس..
- لقد اصبحت اساس حياتى مينى مررت الايام الاخيره دونك لاعرف هذا تماما .....مهما كنت....ومهما انت حياتى لا قيمه لها دونك
- لا تقل المزيد ارجوك انا الملامه على الاراء التى كونتها عنى لكن هناك شئ يجب ان تصدقه عنى.....
ازداد احمرار وجهها لكن وقفت تحدق فى عينيه مكمله:
- لم اعرف رجلا من قبل.... ابدا ...ولا مره
تأوه:
- يا الهى انا مدين لك بالاعتذار.... ولست ادرى كيف ابدأ به...
همست بالحاح تجد صعوبه فى ان تصدق التذلل الذى تراه:
- هس!احبك ماركوس
- وهل تحبينى بما يكفى بالزواج بى؟
-اجل.....
لفت ذراعيه حوله واحست بعضلاته تتصلب تحت لمستها ، عيناه الزقاوان اصبحتا قاتمتان..... واشتدت اذرعتهما حول بعضهما وكأنهما لا يطيقان الابتعاد ولا ان يكون هناك شئ بينهما ..... اخيرا تراجعا منيرفا مشرقه الوجه عيناها تلمعان بالسعاده نظره منه الى وجهها جعلته يتأوه من جديد ويضمها اليه مره اخرى ......
مرت لحظات طويله وهما كذلك قبل ان يتركها...... هذه المره لم تكن محمره الوجه فقط بل مقطوعه الانفاس كذلك وترتجف فقال لها:
- كدت انسى جئتك بشئ
اعطاها الصندوق لتفتحه.....مافى داخله جعلها تشهق ستره من جلد الحملان الابيض الناصع الذى تشتهر به تلك المنطقه....وقال لها:
- وهذا سبب اخر لتأخرى كانت زوجه كوبر تخيطها لك ولم تكن قد انتهت بع فى يوم رحيلك
احست بالضعف لحبها له ...وقال متابعا كلامه:
- لدى تعليمات من امى ان اصطحبك معى فى الغد
- يبدو لى ان امك كانت واثقه انك ستنجح فى اقناعى ...
- وامرتنى الا اعود اذا فشلت
ضحكت :
- ولكن ماذا عن وظيفتى؟
- استغرقنى الامر وقتا لا بأس به من الاقناع لكن خالى وافق اخيرا على توقيع اوراق صرفك
اذن هذا ما يفسر تأخر السيد غرايتنغ فى مقابلتها هذا الصباح
- واضح انك فكرت بكل شئ
- حين اريد شيئا اتأكد من الا يقف شئ فى طريق حصولى عليه.... وانا اريدك
كانت هى كذلك تريده.....لكن ليس هكذا....من المهم لها ان تأتى زوجها ليله زفافها غير ممسوسه حتى منه....ومن المهم ان تمتلك احترامه اضافه الى حبه ، فقالت له متوسله:
- لا تصعب على الامور كى ارفضك
- ولا تدرين كم يتملكنى الاغراء لافعل هذا بالضبط
- اعرف .... وانا احبك اكثر مما استطيع ان اقول لك .... لكننى كذلك....محافظه من الطراز القديم
- لكنك لن تتركينى انتظر طويلا
ابتسمت بأثاره:
- اظن ان من مصلحتى الا اتركك تنتظر
ذراعاه اشتدتا عليها بقوه مع ذلك برقه لم يحاول ان يدفعها لتغير رأيها ولعلمها كم يحبها ويريدها اعجبت بقدرته على السيطره على نفسه وهو كذلك كان يعرف كم تريده بالرغم من اخفائها للواقع لكنه احترم مشيئتها وعرف ان لا لزوم لخوفها منه وانه لن يطالبها بشئ لا تريد ان تعطيه قبل الزواج حين ترك شقتها جلست لوقت طويل تحدق بالستره الجلديه الصوفيه التى اعطاها لها تمرر اصابعها فوقها بنعومه وقررت ان جلد الحمل هو الذى سبب لها حسن الطالع .... فقد كسبن حب سيد ويندشلتر الفظ الجلف وبقى امامها ان تكسب ثقته
تلك الليله آوت الى فراشها بقلب جذل يخلو من الهموم فقريبا وقريبا جدا ستصبح زوجه ماركوس .... وحلمها المستحيل سيصبح حقيقه جميله.


تمــ بحمد الله ـــت

safsaf313
17-12-2008, 11:11
معلش يا جماعه اعذرونى على الاخطاء فى الكتابه:مرتبك:
واتمنى انها تكون عجبتكم ومستنيه ردوكم الحلوه

المزعجه
17-12-2008, 11:36
مشكووووووووووورة على الرواية الحلوة

shining tears
17-12-2008, 11:48
يعطيك الف عافية عنوني على الروايه الروعه
<<< جاري القرأة
بانتظار روايات اكثر منك

نايت سونغ
17-12-2008, 17:52
شكلا رواية حلوييييي كتييير بس بعدني ما خلصتا بس انا متأكدة انو رح تكون حلوة متل اللي نقاها و كتبها
مشكورة حبيبي
والله يعطيك العافية علي تعبك

مجنونة انجل
18-12-2008, 00:00
حلوة القصه


شكراا لكم بناااات :)

MonaMoon15
18-12-2008, 01:03
مشكورة على هالجهد الرائع

نايت سونغ
18-12-2008, 13:20
الرواية روووووووووووعة ::جيد:: شدتني كتييييييييير
سهرت عليها لساعة 2 ونص بالليل ما قدرت نام والا لاخلصتا :نوم:
الف شكر اليك حبيبي يسلمو ايديكي و يعطيكي الف عافية;)
::سعادة:: موووووووووووواه

ماري-أنطوانيت
19-12-2008, 14:20
http://www.love-m.com/up/uploads/images/lovem-3c28422c76.gif (http://www.love-m.com/up/)
يسلمووووووووووووووو عزيزتي SAFSAF

لسه ما قرأت الروايه بس شكلها روعه..

سلمت الانامل...

هيونه المزيونه
19-12-2008, 14:26
تسلم ايديك عزيزتي وبصراحة رواية روعة جدا جدا .....

ومن جد مشتاقين للجاي .....( عالم فاضية .. كككخخخخ )

ماري-أنطوانيت
20-12-2008, 11:43
سلااااااااااام بطعم اممممممم... انتوا اختاروا هالمره..:D
"#~"#~"#~"#~"#~"#~"#~"#~"#~"#~"#~"#~"#~"

~*~*~ لن افقدك مرتين ~*~*~
- هازل فيشر -
(رويات عبير)

كانت كاتي غرانجر تنتظر وصول الطبيب المستشار الجديد بقلق كبير
يا الهي ، كيف سيكزن لقاؤهما ؟
لقد مرت خمسة اعوام . . . حاولت خلالها ان تنسي حياتهما القصيرة المشتركة . . .
انه لم يتغير ، لا يزال ذلك الرجل الفاتن المغامر
ولكن لماذا يتصرف و كأنه يمتلكها ، جسدا و روحا ؟
هل سيكشف سرها ؟ هل سيجتمعان من جديد ؟

# ستنزلها لنا العزيزه نايت سونغ .... بأنتظارك عزيزتي::جيد:: #

http://www.love-m.com/up/uploads/images/lovem-8dd4f63985.gif (http://www.love-m.com/up/)

bouchra du maro
22-12-2008, 12:10
هذا المجهود الجميل لا يستحق الا الثناء
بارك الله فيكم
C:\Documents and Settings\Poste\Mes documents\Mes images

دعاء صبحي
22-12-2008, 21:23
[QUOTE=One Rose;10579839]ربي يسعدكم يابنات زي ماتسعدونا بهادي الروايات بجد من أحلى المواضيع .. وانا هنا أشكر كل البنات بدون أستثناء أحد ويعطيكم الف الف عافيه .. بجد عارفه التعب اللي تتعبوه بالكتابه والجهد المميز اللي بتقوموا فيه ..

أختي العزيزه : [COLOR="Blue"] " shaining tears "


مشكووووووووووووووووووووووووووووووووره على الروايه وشكلها وووووووووووووووووواو رووووووووووعه وأول مره أنا أشوف ملخصها .. تسلم أيديك الحلوه .. ونحن بأنتظارك عزيزتـي ..




http://img367.imageshack.us/img367/431/1nkmjz05211134fw4ho5.gif



http://img90.imageshack.us/img90/6748/82ke8.gif



http://img80.imageshack.us/img80/5251/kalpgllwh8bt6.gif


يسلمو ايديك بجد كانت حلوة كتير وكل اللي بتنزلو رائع جدا مشكورين عالجهد الكبير

دعاء صبحي
22-12-2008, 23:33
الصديقة المميزة شاينينغ تيرز اتمنى لك كل السعادة ياعسل لانك السعادة تسير على قدمين لك حبي يا ذوووووق

رائعة جدا مشكوررررررررررررررررررررررررررررره

مَرْيَمْ .. !
24-12-2008, 09:48
مشكورة صفصف على الرواية الرائعة
سلمت أناملك أختي
وبانتظــــــــــــار الرواية الجديدة::جيد::
سلاااااااام

نايت سونغ
24-12-2008, 14:31
لن افقدك مرتين
هازل فيشر
رويات عبير العدد : 258
الملخص : كانت كاتي غرانجر تنتظر وصول الطبيب المستشار الجديد بقلق كبير ، يا الهي ، كيف سيكزن لقاؤهما ؟ .
لقد مرت خمسة اعوام . . . حاولت خلالها ان تنسي حياتهما القصيرة المشتركة . . .
انه لم يتغير ، لا يزال ذلك الرجل الفاتن المغامر ، ولكن لماذا يتصرف و كأنه يمتلكها ، جسدا و روحا ؟
هل سيكشف سرها ؟ هل سيجتمعان من جديد ؟ .
-1-
" سيصل الدكتور كيركلاند غدا "
قرأت كاترين كرنجر بطاقة الدعوة للمرة الآلف ، ارتجغت يداها ، و تراقصت السطور امام عينيها و ادركت اخيرا انها تبكي و الدكوع تنهمر ببطئ و صمت علي خديها ، ستقام حفلة صغيرة علي شرف الطبيب المستشار الجديد " سيكون سعيدا جدا " فكرت كاترين بمرارة انه جون كيركلاند نفسه الرجل الذي لم تنساه يوما . انتفضت كاتي عندما رن جرس الهاتف و حاولت ان تعود الي الواقع و بعد ان ردت علي الهاتف بطريقة الية دخلت بيجي صديقتها الوحيدة في هذه المستشفي .
" انهم لا يتكلمون الا عن حفلة الغد ، هل ستحضرينها كاتي ؟ "
و بطبيعة عملها كريئسة للقسم لا يمكنها ان تتهرب من هذا الواجب .
" بالتأكيد هذا جزء من واجباتي " قالت لها و سارتا معا في الممر الطويل .
" نعم ، و لكن الدكتور كيركلاند ليس ... يبدو ان احدهم يعرفه جيدا ! "
ارتعشت كاتي و تساءلت هل يعرف احد بماضيها ؟ ايعرفون لأية درجة كانت قريبة من جون كيركلاند ؟ .
" حقا ؟ من ؟ "
" ليونارا آدامز ، بالتاكيد " .
توقفت الفتاتان امام مدخل القسم الذي تديره بيجي .
" أين تعرفت عليه " سألتها كاتي محاولة لا تظهر اهتمامها .
" لقد سألتها ، و انت تعرفينها جيدا ، لا تحب ان تفشي اسرارها فتظاهرت بعدم الاهتمام " .
" قد يكون احد معجبيها ! " .
" بدون شك لانها كانت تصفه بحماس كبير الي اللقاء الان ! " و دخلت بيجي الي غرفة المعاينة .
هل هذا ممكن ؟ فمستشفي بيلغنتون تقع في لندن و الدكتور كيركلاند من الجنوب و بأستثناء اخته الكبيرة لا يوجد احد من عائلته في الشمال ، ولكن قد يكون ليده اصدقاء في كل البلد ... لا يمكنه ان يتوقع ان يلتق بكاتي وجها لوجه ، و من المؤكد انه لا يتمني ذلك و عندما سيستفيق من ذهوله سيضحك كثيرا و سيدمر سمعة هذه الممرضة التي بنتها خلال اعوام ! كاتي الباردة ! هذا ما يطلقه عليها كل العاملين في المستشفي و اذا علموا بعلاقتها مع جون فانهم سيهزؤن بها كثيرا .
صباح يوم الاثنين هذل ككل ايام الاثنين مليئا بالنشاط . و لم تكن كاتي قد ارتاحت ابدا عندما حان وقت الغداء . فاتجهت نحو الكافتيريا رغما عنها . فعملها كرئيسة للقسم يتطلب منها دقة كبيرة ، لأنها مسؤولة عن عدة غرف و عن عدة اعمال معقدة ، و لكنها كانت سعيدة بعملها و مسؤوليتها ، و طموحه لا تخفي طموحها ن و تسعي للوصول الي اعلي رتبة في مهنة التمريض ن و لذلك كانت تكرس كل همخا في العمل .
كان قد مضي اسبوع واحد علي هذا المنصب الجديد الذي تشغله ن و هي تنوب حاليا عن ادنابورن التي في اجازة مرضية لمدة ثلاثة اشهر ، تعود كاتي الي قسم الجراحة .
" بأمكانك اخيرا تناول الغداء ن آنسة غرانجر " قال لها الدكتور دايفيد كونور و هو يجلس علي الكرسي مقابلها في الكافتيريا و كان معروفا بجدارته المهنية و اخلاقه المتسامحة فابتسمت له كاتي .
" العمل متعب جدا في هذه الأيام " .
" بأستثناء حفلة الغد " قال لها مبتسما " لابد انك سمعت عن الطبيب المستشار الجديد ! " .
حاولت كاتي ان تضع الكوب من يدها بهدوء .
" اتقصد الدكتور كيركلاند ؟ " .
" هو بنفسه ، لقد اخبرتني الآنسة ليونارا انه من الجنوب "
احست كاتي بانها فقدت كل الشهية للطعام .
" و كيف يمكن ل ليونارا ان تعلاف الكثير عنه ؟ "

نايت سونغ
24-12-2008, 14:36
" ولكن . . . " وقطعت كاتي كلامها ن لا يمكن لليونارا ان تكون علي معرفة قديمة بالدكتور كيركلاند هذا مستحيل .
" اعذرني دكتور كونور . . . " ثم تناولت حقبية يدها ن و ابتسمت له بلطف و خرجت من الكافتيريا و عندما وصلت الي مكتبها نظرت الي ملابسها الزرقاء في المرآة ، ثم تأملت عيونها اللوزية و لاحظت شحوب وجهها ن هل سيتعرف عليها بعد هذا الفراق الطويل ؟ لقد مرت خمية اعوام منذ ان خرج جون من حياتها و بدون شك سيجدها تغيرت كثيرا ن و هو ؟ انها تعتقد ان التجاعيد الخفيفة تحيط الآن عينيه و جسده ؟ الايزال بنفس القوة و نفس السحر ؟ .
" كاترين الباردة " فكرت بمرارة ، لا ، جون لن يتعرف عليها من النظرة الاولي . فمنذ سنوات كانت تشع بالفرح و الحيوية و عندما كتنت في الخامسة و العشرين من عمرها .
اما الان فلقد اصبحت امراة ناضجة خاصة بعد العذاب الذي عاشته و هي في الثلاثين من عمرها الآن ، و جون سيلاحظ بسرعو مدي تغير الذي اصابها ن الا انه لن يشعر باي انفعال مميز و لو كان يتمني رؤية كاتي ن لكان بحث عنها ووجدها ن لكنه لم يفكر بذلك .
لقد نجح في مهنته و اصبح طبيبا ممترزا و بمدة قصيرة سيهنئه الجميع في هذه المستشفي علي كفائته . حاولت كاتي ان تتمالك نفسها فهي علي موعد في الساعة الثالثة لالقاء محاضرة علي التليمذات الممرضات في قسم الجراحة ، و كانت قبل تعينها في المراقبة تدير الطابق الثالث حيث تعمل صديقتها بيجي حاليا و هي تشعر الآن بالاطمئنان لانها ابتعدت عن قسم الجراحة و بالتالي ستكون بعيدة عن الدكتور جون كيركلاند ولن تراه الا في اجتماعات الادارة .
امام هذه الفكرة انبسطت ملامح وجهها و ابتسمت لاني سميث الطبيب المسؤول عن الطابق الثالث و الذي ابتسم لها بدوره " كاترين الباردة لقد اختفي قناعك ! " فكرت و تنهدت بمرارة .
" نهضت التلميذات عندما دخلت كاتي برفقة الانسة اليوت و بصوتها العذب دعتهن للجلوس و كان عددهم سبعة .
" لقد اعددت لموضوع بحث هذا الاسبوع و لكنني افضل اولا ان اسمع اسئلتكن " و دارت رأسها فرات ان السيدة باركر المساعدة تقف بخجل امام الباب .
" ادخلي ن سيدة باركر اهلا بك "
فرفعت احدي التلميذات الآنسة نيلتون يدها بتردد .
" نعم آنسة نيلتون ؟ نحن نسمعك " .
" انا ... لا استطيع ان احفظ اسماء مختلف العمليات ! " .
فتعالي الضحك في القاعة . فنطرت اليها كاتي مشجعة و اجابت " هذا ليس ضروريا في هذه المرحلة انت مبتدئة اليس كذلك ؟ " .
" نعم آنسة " .
" اول واجب من واجبات الممرضة ان تهتم براحة مرضاها ، و ان تعتني بهم بمحبة و تفان لكي تخفف من الامهم " ثم التفتت نحو الاخريات و اضافت " ليس المهم بهذه المهنة حفظ الاسماء الرتيبة المهم ان نتمتع بمزيا حنونة و ملاحظة الانسة نيتلتون ليس مضحكة كما تعتقدن نعم سيدة باركلا ؟ الديك اية اسئلة ؟ " .
" حسنا كما تعلمين ، انا اعمل في هذه المستشفي منذ مدة طويلة و الذي بقلقني هو امر الاطباء . .. " .
" تابعي ارجوك " شجعتها كاتي عندما لاحظت تترددها .
" انهم لا يعاملون المرضي و كأنهم بشر مثلهم و خاصة الصغار " .
" ايمكنك ان تكوني اكثر وضوحا ؟ " سألتها كاتي مبتسمة .
" يبدو دائما علي عجلة من امرهم عندما يزرون مرضاهم و كأنهم يرون نماذج عادية . . . " .
" هذا صحيح " قالت احدي التلميذات " انهم يدخلون و يلقون نظرة سريعو و يكتبون بعض الكلمات علي اوراقهم ثم يخرجون مسرعين ! " .
" هذه نقطة افهمها جيدا و لكن ان نحاول ان نضع انفسنا مكانهم ن الديك فكرة عن الاعمال المتوجبة عليهم كل يوم ؟ انهم يعيشون تحت ضغط جسدي و نفسي و عائداتهم المادية قليلة جدا صدقيني ن و نحن الممرضات نشتكي من دوام عملنا الليلي و من اجورنا ... ولكن ظروف الاطباء اصعب بكثييير "
" انت محقة فيما تقولين " .
التفت كاتي نحو الصوت و نهضت بسرعة و فعل مثلها الجميع فتقدم الدكتور جورج ردفورد رئيس الجراحين وهو يبتسم بحرارة ن فاحمر وجهها و احست بالنار تشتعل في عروقها عندما رات خلفه قامة الدكتور الشاب الفاتن الذي يسير خلفه و عرفته كاتي بسرعة و اسدت وشواشات في الصالة ووزع الدكتور جون كيركلاند ابتسامات علي التلميذات و بجهد كبير ادارت كاتي وجهها عن هذا الوجه الذي كانت تعبده في الماضي .
" كنت ارافق الدكتور كيركلاند في جولة علي المستشفي " قال الدكتور ردفورد " الآنسة كرانجر تشغل منصب المراقبة و لكني هل انا مخطئ ؟ اكان يجب ان اناديك سيدة غرانجر ؟ " .

نايت سونغ
24-12-2008, 14:38
" بل آنسة دكتور " اجابته كاتي و قد احمر وجهها اكثر .
" كيف حالك آنسة غرانجر ؟ " سألها دكتور كيركلاند مبتسما احست كاتي انها ستنهار عندما شد علي يدها و تفحصتها عيونه الزرقاء بأهتمام كبير لكنه خال من اي انفعال مميز .
و مر اللقاء الاول الذي كانت تخشاه بدون اي مشاكل و تظاهر جون كيركلاند انه لا يعؤفها و بعد ان انتهت زيارتهما للقاعة استعادت كاتي هدوءها بصعوبة كبيرة و كان جو القاعة قد ارتبك كله . و بدت الفتيات بحالة تشبه الذهول و كأنهن يردن الكلام عن هذا الطبيب الفاتن ، وعن حياته العاطفية و مغامراته .. لا يمكن لكاتي ان تلومهن فهي تعرف تأثيره الذي لا يقاوم علي النساء الم تقع هي نفسها بهذه التجربة ؟ " .
و بعد الظهر انهت كاتي جولتها علي القسم و كانت معتادة علي انهاء عملها في الساعة الخامسة ولكنها تاخرت اليوم .
" الا تزالين هنا يا كاتي ؟ " سألتها صديقتها بيج بدهشة .
" لاشئ مهم الان سوى حالة السيدة فرازر لقد طلبت من احدى الممرضات ان تراقب حالتها " .
" وكانت السيدة فرازر قد خضعت لعملية جراحية مهمة و غادرت غرفة العناية الفائقة و فرؤص شفائها قليلة جدا و كانت كاتي تشعر بمحبة كبيرة لهذه السيدة المسنة الضعيفة ، و كانت تعتقد انها ستتمكن من نسيان جون كيركلاند مع مرور السنين ولهذا كانت ترهق نفسها بالعمل علها بذلك تدواي جروح قلبها و كان يكفي ان تراه وان تلمسه لكي يعود عذابها و كل حبها لانها لا تزال تحبه .
اغلقت كاتي الستارة المحيطة بسرير السيدة فرازر و هي تشعر بالحزن عليها و فجأة انتفضت عندما امسكت يدها سيدة شقراء متمددة علي السرير المجاور .
" كيف حالها ؟ انني اسمعها تئن كثيرا ولكن يبدو ان لا احد يهتم بهذه المسكينة ! " .
" ستكون بخير ... اتمني ذلك " اجابتاه كاتي بصوت منخفض و ابتسمت لها و كانت تعلم ان المرضي يشعرون بوحدة كبيرة و يشعرون بتعاطف من هم اسوء حالة منهم و كان البعض يعيروهم بعض الجرائد و الكتب و يثرثرون معهم و قررت كاتي ان توجه الملاحظات القاسية لصدقيتها بيج علي اهمالها للسيدة فرازر .
" انها الآن تحت مسؤولية الانسة اليوت " اجابتها صديقتها و قد احمر وجهها .
و كانت صديقتها تفهم جيدا موقف بيجي التي تكن احتراكا مزيفا للآنسة ساندرا اليوت و كانت ابنة جراح و لم تتمكن من اتمتم علومها الطبية و تشعر بمرارة و تركت الجامعة و دخلت مدرسة تمريض ولكن لماذا اختارت مستشفي متواضع مثل هذا ؟ لا احد يعلم السبب وكانت ذات فاعلية كبيرة الا انها تعبر المرضي حالات بسيطة و لا يحق لكاتي ان توجه اليها ملاحظات لانها اصبحت تحت اشراف بيجي .
انهت كاتي عملها و ذهبت الي مسكن الممرضات حيث تستأجر شقة صغيرة فيه بأستثنائ المرآة لم يكن يزين الجدران غرفتها اي رسم و كانت غرفتها باردة و موحشة ولا تدل علي اي شئ من شخصية صاحبتها يا له من فرق كبير بينها و بين غرفتها الواسعة الضخمة من قصر والديها في السوسكس ! .
ادركت كاتي انها من جديد عادت للتفكير في الماضي فتنهدت و رمت نفسها علي الكنبة الوحيدة و اغمضت عينيها و عادت و فتحتها بسرعة لكي تبعد عنها صورة ابتسامة جون كيركلاند وهي الآن تشعر بكره يعادل ...حبها الا يمكنه ان يتركها بسلام ؟ ايجب ان يقلقها دائما ؟ .
خلال خمسة سنوات طويلة لم يحاول ان يقترب منها انها مجرد صدفة ان تلتقي طريقهما و لكن لماذا لم يتأثر عندما رآها هل هو مرتبك و محرج مثلها ؟ يجب ان تطمئنه و ان تفهمه بانها مضطرة لمعاملته وكأنها لم تلتقي به من قبل في حياتها و انها نسيت لأية درجة كانا قربين .....
كان احدهما ينتمي الي الاخر بكل ما بالكلمة من معني كان جون حبيبا عاشقا مندفعا و متصلبا في البداية كان يظهر حنانا و خجلا وعاطفة وفيما بعد كشف عن طبيعته المليئة بالآثارة .
احمر وجهه كاتي وهي تتذكر عناقهما الطويل و يجب انتعترف بأنها تتمني ان تحس من جديد ذراعيه يضمانها ، و ان تسمع دقات قلبه و ان تر عيونه الزرقاء تشع بالحب ... الا انها مقتنعة بانه لم يكن يحبها ابدا و انه استغلها فقط من اجل تحقيق طموحاته لم يكن يهمه سوى مهنته و مستقبله و كطان بعلاقته يدفع فقط جزءا من ديونه لان والدها كان قد تبناه تقريبا ودفع له كامل نفقات علومه الي ان تخرج من كلية الطب ولكن هل وجد في ليونارا آدامز المرأة التي كان يبحث عنها ؟ .
كانت الحفلة التي اقيمت علي شرف الطبيب المستشار الجديد قد بدأت منذ بعض الوقت عندما دخلت كاتي الي الصالة الكبيرة ولاحظت فورا قامة جون الممتلئة وكان يتحث مع الدكتور ردفورد وسمعت كاتي ضحكته التي لم تنسها يوما ن و همت بالخروج من جديد و مع وفاة السيدة فرازر كانت كاتي قد قضت صباحا متعبا وحزينا . و منظر جون كيركلاند الضاحك اغضبها كثيرا و لم تنتبه لصديقتها بيجي و هي تكلمها .
" انا اسفة بيجي " قالت لصديقتها بينما كانت الجشود تدفعها نحو المجتمعين حول د. كيركلاند " لا بد انك ايضا متعبة مثلي " .
ولكن بيجي اكتفت بأن هزت كتفيها و ابتعدت عنها ن و فجاة اقتربت ليونارا آدامز ةهي تبتسم فاخفت كاتي نفورها منها و ابتسمت لها بدورها .

نايت سونغ
24-12-2008, 14:40
" لقد سمعت انك علي علاقة صداقة قوية مع طبيبنا الجديد ليا ! اين تعرفت عليه ؟ " .
" لم اكن ادري انك تصغين للشائعات ! " وضحكت بمكر " انك تدهشيني كاتي ، و انا الدكتور كيركلاند نعرف بعضنا منذ مدة طويلة ، نحن .... اوه اعذريني يأعود بعد قليل " .
و اتجهت ليا نحو رئيسها الذي دخل لتوه فتسألت كاتي بقلق كبير ماذا كانت تريد ان تكشف لها " نحن .. مخطوبان ؟ " ما هي طبيعة علاقتهما ؟ .
ولكن قبل عودة ليا كانت حركة المحتشدين قد قربتها شيئا فشيئا من الدكتور كيركلاند . " اه انسة غرانجر ن اذا لم اكن مخطئا ؟ " قال لها مبتسما .
" نعم انه اسمي دكتور " و ادرات وجهها كي لا يظهر ارتباكها ولكن جون ظل علي موقفه المهذب وكأنه لا يعرفها وهذا لم يفرحها كما كانت تتصور .
" اتمني ان تجبك اقامتك بيننا ، دكتور كيركلاند " قالت له بهدوء ثم حاولت ان تبتعد الا انه اوقفها بسرعة . " سأفعل كل ما بوسعي لكي تكون اقامتي هنا سعيدة " ثم ادار لها ظهره و ظلت تنظر اليه و التوتر يمتلكها ايعتقد انها ستستسلم له ؟ .
و لم تكن كاتي قد سمحت لرجل اخر ان يمتلكها انها ملكا لجون و ستبقي ملكا له للآبد و لكنها لم تستسلم له بسهولة كما هو يتصور و ستثبت له كم تغيرت كاتي غرانجر الرقيقة الخجولة ! .
و عادت ليا للظهور اخيرا و لكنها اتجهت فورا نحو جون و اخذت تيتسم له بدلال كبير لم تستطيع كاتي ان ترفع نظرها عنه الم تكن هي ايضا ضحية لسحر عيونه ؟ .
كانت ليونارا مشرقة و مزهرة بوجودها قرب الطبيب الفاتن و لكن عندما دخلت الآنسة آمي مانرز ن انصب كل اهتمام جون علي هذه الفتاة الرائعة الجمال و ادار ظهره لليونارا التي ابتسمت بمرارة فاحست كاتي بالشفقة علي ليونارا لانها هي نفسها مرت بهذه التجربة .
جون كان رجلا يحب الاغراء و كان ينتقل من مغامرة لاخري دون ان يهتم بمشاعر ضحاياه و ارتعدت كاتي من الغضب و هي تتذكر عذابها الذي تسبب به جون لك يكن يتوقف علي ملاحظة الجميلات و مع ذلك كانت تحبه كثيرا و لا تزال و رغم الآلام التي كان سببها الا انها متأكدة انها لن تتردد ابدا اذا طلبها لكنه لن يفعل و هو يتمني ان يذلها اكثر و ينتقم منها .
وكأنها لم تدفع الكفاية ! لقد كبرت خمسة اعوام اما هو فلا يزال كما هو بأستثنائ بعض الشعيرات البيضاء في رأسه و لكن سحره و جاذبيته لا تزال لا تقاوم و لا بيد عليه اي اثر للألم و للعذاب اما هي فجروح قلبها لا تزال عمبقة و يجب ان تقطع كل علاقة لها بالماضي و ان تنسي جون كيركلاند .
و في هذا المساء ارتدت ملابسها بأناقة قبل ان تذهب للقاء كريغ آبوت و كانت عادة لا تقبل دعوات احد حتي اطلق عليها الجميع كاترين الباردة و لكن كريغ الذي يشغل منصبا مهما في ادارة المستشفي كان لطيفا و مهذبا و هذه اول مرة تقبل فيها دعوته علي العشاء .
ما هو السبب الفوجائي الذي دفعها للخروج معه ؟ انها لا تجد تفسيرا مقنعا و لا يجب عليها ان تنسي نفسها و كان المطعم قريبا من المستشفي فقررت كاتي ان لا تشرب غير المياه المعدنية و تمنت ان لا يحاول كريغ ان يكون رومنطقيا في لقاءهما هذا فهي لا تريد ان تتسبب له بالخيبة و تريد ان تجنبه المرور بتجربة قاسية .
تفاجأت كثيرا عندما سمعت طرقات علي باب غرفتها . انها طرقات ملحة و اثقة اكثر من العادة فابتسمت و هي تتأمل نفسها في المرآة و كانت السلسلة التي تضعها في عنقها هدية قدمها لها جون و لا تفارقها ابدا .
اشرق وجه كريغ بابتسامة عندما فتحت له الباب و نطر اليها باعجاب اي امرأة لا تحب نظرات الاعجاب ؟ و احمرت وجنتاها و تقدمته نحو المدخل الرئيسي و فجأة اختفي فرحها عندما رأت رجلا يتقدم نحوهما .
" ولكن هذه الآنسة غرانجر ! " قال جون كيركلاند " اانت تقيمين هنا ؟ " .
و للحقيقة كانت كاتي تجهل ايضا انه يقيم بنفس المبنى .
" دكتور كيركلاند ، اقدم لك ... "
" لقد سبق لي ة التقيت بالسيد آبوت " قاطعها جون و هو يسلم علي نده " يا لها من امسية لطيفة ! يبدو لي انكما ستغتنماها فرصة للخروج ؟ " .
***********************************
-2-
اعتقدت كاتي انها لمحت في صوته شيئا من السخرية و لم تستطيع ان تمنع كريغ من اعطاء عنوان المطعم حيث سيتناولان العشاء فقد يفكر جون باللحاق بهما و قد يقترح مرافقتهما ! لكنه لم يفعل و تمنا لهما ليلة هادئة و هو يتظاهر باللا مبالاة و قد رآها تخرج برفقة رجل آخر و لن يتأخر بدون شك عن الانفعال .
" انه شاب لطيف ة جذاب " قال كريغ لها و هو يفتح الباب سيارة .
فنظرت اليه بحدة و لكنه ابتسم ببراءة مما يدل علي انه لا يشك بشئ يجب ان تكون حذرة كي لا يعلم احد بماضيها مع جون كيركلاند .

نايت سونغ
24-12-2008, 14:42
عندما توقفت السيارة اما الفندق تنهدت كاتي ، و لاحظ كريغ توترها فضحك و امسك يدها و دخلا و كان قد حجز طاولة في وسط المطعم ذلك لانه يعلم ان كاتب لا تحب ان تجلس في اماكن منزوية فابتسمت له كاتي بمودة و امتنان .
" شكرا لك علي هذه الدعوة كريغ انك لطيف جدا " و احست بالذنب كريغ رجل رائع و لكنها لا يمكنها ان تمنحه اكثر من صداقتها .
" انه شئ قليل جدا بالنسبة للدين الذي ادين لك به "
" الدين ؟ " سألته بأبتسامو و حيرة .
" اوه نعم لاول مرة منذ وفاة ماري اشعر انني سعيد و الفضل لك انت " .
اخفضت كاتي نظرها فكريغ ارملا و هو في الخامسة و الاربعين من عمره و هي تفهم حقيقة مشاعره و لقد فقد زوجته بتفس الوقت التي دخلت فيها كاتي الي هذه المستشفي و نشآت بينهما صداقة متينة و لكنها لا تريده ان يقع في الخطأ و ان يعتقد انها ترغب بالخروج معه دائما فهذا غير عادل من ناحيتها و الآن هذا اصبح مستحيلا كثر من اي وقت آخر .
" كيف حال ابنتك ؟ " . سألته فجأة عندما عادت للواقع .
" بخير انها تريد ان تحترف التمثيل " .
"حقا ؟ كنت اعتقد انها تتمني ان تصبح ممرضة ؟ " .
كان غريغ يحب ابنته ايما التي تبلغ السادسة عشر من عمرها كثيرا .
هذا ما كتنت تظنه عندما كانت والدتها مريضة و لكنها الان و بعد ان لعبت دورا في مسرحية المدرسة غيرت رايها و يبدو انها لا تنقصها الموهبة ! " قال مبتسما بفخر .
" انت تحبها كثيرا ، اليس كذلك ؟ " . " اشعر انني قريب جدا منها ككل الاباء يجب ان تلتقي بها و قد تتمكنين من اقناعها بنيل المهنة التي اخترتيها انت و انا متأكد انها ستستمع لك " .
شعرت كاتي ببعض الراحة ة للحظة ظنت انه سيقدمها لابنته علي انها زوجة والدها في المستقبل ! .
" هل انت معجبة به ؟ " سألها فجأة مما جعلها تنتفض . لكنها لم تلاحظ اي عداوة في لهجة صوته كان هذا تحقيقا اكثر منه سؤالا فاخفضت رأسها بصمت .
" بصراحة ان اجده ... مثيرا للقلق . و افضل الا احتك به " .
" انه ليس خطيرا كما يبدو لي " اجابته و ضحكت بمرارة " و انا مستعدة للدفاع عنك اذا تعرض لك !" .
" انا لم اعبر جيدا و اذا اقتضت الظروف فانا لن اتاخر عن المقاتلة لاجلك ، كاتي و لكني احب ان اعرف اذا كان يحق لي بلأمل ... "
وعندما تاخر جواب كاتي ابتسم لها و قال " هيا نأكل " و وضع يده علي يدها بمحبة " لا يجب ان نجعل هذا يقطع شهيتنا ! " .
ابتسمت كاتي رغما عنها و لم تكن قادرة علي ابتلاع اي شيء بينما كان يبدو علي كريغ ان كل همه ان يقضي علي كل ما في طبقه و تسألت كيف يمكنه ان يكون بهذا الهدوء بينما هي تشعر بان كل العالم يدور حولها ؟ .
اه الرجال ! و بعد تجربتها مع جون اصبحت تكره كل الرجال تلا انها لا تستطيع منع نفسها من الوثوق بكريغ فقررت اخيرا ان تجيب علي شؤاله .
" لا ، كريغ الافضل لا تأمل كثيرا ... و ذات يوم ستفهم السبب " .
" للحقيقة كاتي بامكاني الانتظار ايضا و يجب ان تكون شخصية الدكتور كيركلاند قوية ! " .
حاولت كاتي ان تجد الكلمات التي تصف بها جون و طبيعة عواطفها نحوه و فكرت حقا انه صاحب شخصية قوية و هزت رأسها .
عادا الي السكن في الساعة العاشرة تقريبا و لم يكن هو و لا هي يتمنيان ان تطول السهرة اكثر و خاصة كاتي كانت ترغب بحمام دافء و بالنوم بسرعة ، بدون شك لكي تحلم بالدكتور كيركلاند ...
و لكنها نامت بهدوء و لم يقطع نومها اي كابوس مزعج و اول فكرة خطرت ببالها عندما استيقظت هو ان اليوم الاربعاء يوم اجتماع الجسم الطبي و سيستلم الدكتور يركلاند مهامه رسميا و سيكون موجودا حتما في هذا الاجتماع هل سيكلمها ؟ هل سيخبر زملاءه انه يعرف كاترين الباردة معرفة قوية ؟ جلست في المطبخ و اخذت تفكر بعلاقاتهما في المستقبل ، و فجأة سمعت طرقات علي بابها فترددت قليلا لانها كانت لا تزال في قميص نومها . ثم فتحت الباب و كادت تغلقه من جديد ن لكن جون كيركلاند دخل بسرعة و ابتسم لها بسعادة و كأنها علي موعد معه فتراجعت خطوة الي الوراء و حاولت ان تتمالك نفسها فتأملها جون جيدا و ابتسم و لكن نظراته ظلت باردة .
" كنت تنتظرين احدا ؟ " .
" انا ... اجهل سبب زيارتك و لكنك لن تحصل علي شيء مني ! " قالت له بتحدي و كانت ترتعش " اخرج من هنا ، لا اريد ان اراك ثانية ! " .
ط يا له من استقبال ! " قال بسخرية " يقال بانني كنت حبك الوحيد و ليس من مدة طويلة جدا ! هل تغيرت عواطفك مع مرور الزمن آنسة غرانجر ! " .
" ليس اكثر من عواطفك ! " و نسيت انه لم يكن يحبها ابدا فهز كتفيه و تفحص المكان .
" ان مطبخك صغير جدا " ثم توقف امام باب غرفتها " كل شيء مرتب " اضاف بسخرية " كعادتك دائما !"
حبست اتي دموعها لا داعي للخصام معه من جديد .
و عاد و انضم اليها بعد ان تفحص الحمام ايضا و كانت تقف امام المجلي متأهبة للمقاومة في حال حاول استعمال القوة ، و كان كعادته انيقا و يرتدي بدلة من ثلاث قطع و قميص ازرق بلون عينيه انه صورة عن الطبيب الذي يسلب العقول و لكن هل كان ليصل الي هذا المنصب بدون مساعدة والديها المادية و النفسية ؟
جلس علي زاوية الطاولة و مد رجليه و للحظة ضعفت الفتاة و هي تتامل ساقيه الطويلتين و تذكرت قوته و نعومة جيده تحت هذه الملابس و احمر وجهها و رأت جون يبتسم انه يعلم اكيد بالطبيعة افكارها و هذا ما زاد من غضبها .
" الجنين الي الماضي اليس كذلك ؟ " سألها بنبرة حنونة فهزت رأسه و لم يعد بامكانها تحمل نظراته .
تحرك جون فجأة من مكانه و ضحك عندما رأها تتراجع للوراء و اقترب منها ، فحبست انفاسها و هي تلااه قلايبا جدا منها .
" انت متوترة ؟ اتعتقدين انني سأكون عنيفا ؟ " و كان صوته هادئا و لكن كاتي قد تعلمت ان لا تثق بمطهره الطيب .
" ما الذي جاء بك ؟ " سألته بخوف .

نايت سونغ
24-12-2008, 14:43
-3-
" لكي اقدم لك و لأني آنسة غرانجر ، و كنت اعلم بأنك استيقضت و اردت ان اقول لها صباح الخير ، انه السبب الوحيد لوجودي هنا ، انت لا تزالين تستيقظين في وقت مبكر ن اليس كذلك ؟ " .
" نعم و لكن هذه لم تكن عاداتك انت " و كانت لا تزال تذكر انه لم يكن يحب ان ينهض من فراشه باكرا و هذه التفاصيل الصغيرة عن حياتهما اليومية عادت بسرعة الي خيالها .
كانت كل تضطر لأن تهزه من فراشه طويلا كي يستيقيظ و احيانا كثيرة كانت تستعمل كوب ماء لايقاظه ! .
" الا تزالين تذكرين ؟ " سألها بصوت حنون و عذب فاغمضت كاتي عينيها و عندما فتحتها وجديته يبتسم و كأنه يحلم و يعيش لحظات في ماضيهما معا .
" هل تفكر بان تخبر زملاءك بعلاقتنا القديمة .. ؟ " سألته و هي تفكر بليونارا
" علاقتنا ن اهذا ما قلتيه ؟ هل هذه الصفة الحقيقة ؟ علي كل ماذا يهم ؟ و اجابة علي سؤالك نعم سأفعل ذلك اذا اضطررتني ! تخلصي بسرعة من آبوت !" .
" كريغ ؟ لكنه صديق فقط " .
" اي نوع من الصداقة ؟ " لح بلهجة حادة .
" انه ليس ... نه .. نحن صديقان فقط " و احمر وجهها من الارتباك و الغضب .
" هل انت متاكدة من ذلك ؟" .
و كانت تعابير التي قرأها علي وجهه الفتاة قد ارضته ، فهز رأسه و اضاف " لن يكون هناك اية مشكلة ، بهذه اتلحالة تريدين ان تلتزمي حدودك هذه امنيتي ايضا " .
" نعم " .
" ولكن علاقتنا كما تسميها انت بامكانها ان تعود الي نفس النقطة التي انفصلنا عندها اذا قررت ذلك و سيكون موقفي صعبا جدا اذا وجدت نفسي امام منافسين " .
" ستيقي علاقتنا علي حالها دكتور كيركلاند ! " اجابته غاضبة " و لاتخشي شيئا " .
" هذا افضل " .
ندمت كالتي علي كلامها و تمنت ان ترمي نفسها بين ذراعيه و راته يهز رأسه و ينظر الي ساعة يده . انها ليست الساعة التي قدمتها له . هل كان مصرا علي ازاله حتي هذه الذكري من ماضيهما معا ؟ و هل هذه الساة التي يحملها هدية من احدى معجباته الكثيرات ؟ .
" حسنا سأتركك الآن ... " .
" لقد استقيضت باكرا هذا الصباح " قالت له بصوت مرتجف و كانت تشعر براحة لانه سيخرج و بنفس الوقت تشعر بالخيبة لانه لم يحاول تقبيلها . . . و تقدمت نحو الباب لتفتح له . لكنه فجأة الصقها بالباب و التصق بها ، فتخذتها رعشة قوية . و بهدوء جلعها تستدير نحوه ن و ضمها بين ذراعيه ، و ابتسم عندما حاولت ان تبدي مقاومة ضعيفة . تبددت كل مقاومتها عندما تناول شفتيها بشفتيه ، و كانت قبلته رائعة التي لم تنسي طعمها يوما . و صدرت عنها صرخة ضعيفة و لم تدري اذا كانت تهدأ حبها ام كرهها ن و ازدادت ضربات قلبها ، و اخذ جسدها كله يهتز بانفعالات قوية كانت تعتقد انها ماتت في داخلها منذ سنين .
" انت لا يمكنك التخلص مني ، آنسة غرانجر " قال و هو يلهث ، ثم عاد و اطبق علي فمها بقبلة تشتعل بالشوق و الرغبة و كأنه يريد التهامها . و اجتاحات الفتاة رغبة قوية ، وتعلقت به اكثر لكنه اختار هذه اللحظة ليبتعد عنها و هو يبتسم و يرتب عقدة عنقه .
" انا اسف ، و لكنني لا استطيع البقاء اكثر ن آنسة غرانجر " قال لها بسخرية .
" ايها . . . الوغد ! " .
" انك تفقدين هدوء اعصابك انسة غرنجر بالمناسبة" قال و هو يفتح الباب " لقد علمت بانهم يطلقون عليك اسم كاترين الباردة ، اجد اللقب مثيرا للضحك ! " ثم خرج و اغلق اغلباب وراءه .
بعد قليل احست كاتي بالتعب و كأنها فقدت كل طاقاتها علي العمل ، و اهنت واجباتها الصباحية . و ما ان دخلت الي القسم الثالث ن حتي احست بتوتر شديد ، و كانت بيجي بأجازة فاستقبلتها الآنسة اليوت فشعرت كاتي فورا ان حادثا غي طبيعي قد حصل .
" ماذا هناك انسة اليوت ؟ هل تواجهك بعض المتاعب ؟ " وكن ابتسامتها قوبلت بعدواة ظاهرة .
" لا ن ابدا " اجابتها ساندرا اليوت " انا قادرة علي تحمل مسؤولياتي ، و اذا لم تكوني متفقة معي بارأى فليس امامك سوى ان تجدي ممرضة اخري تحل محلي " .
اقتربت كاتي من مكتب ساندرا و هي مندهشة تماما من ردة فعلها .
" انا لا اشك ابدا بكفاءاتك المهنية ، آنسة اليوت ! بدا لي انك مهمومة ، هذا كل ما في الآمر " .
" لدي اسبابي الخاصة " و احمر وجه ساندرا " الامر يتعلق بموضزع السيدة فرازر ..... " .
" نعم ؟ انا اسمعك " شجعتها كاتي و فكرت بانها قد تكون تشعر بالذنب لاهمالها السيدة فرازر .
" ستسمح لي الفرصة بالتحدث مع ابنها اليوم " قالت ساندرا و لم يكن عليها الندم . " كنت اعتقد ان بيجي تكلمت مع اقارب المتوفاة " .
" لقد اتصل ابنها ، و قال انه سياتي في الساعة الثالثة ن ووعدته بانك ستستقبلينه " .
" و لماذا فعلت ذلك ؟ " .
" اعتقدت بانك لن تعهدي الي بهذه المهمة " .
ثم رن جرس الهاتف ن فمدت كاتي يدها و تناولت السماعة و كانت قد نسيت انها ليست المسؤولة عن هذا القسم و لكن هذا الاتصال كان لها و السدية والتون المراقبة العامة ترغب برؤيتها فورا . باستثناء الحالات المهمة الطارئة ، هذا الاستدعاء كان غريبا ، فكرت كاتي كثيرا و هي تسرع الي مكتب السيدة والتون تتصل بنفسها بمرؤسيها ن بل كانت تعهد ذلك لسكرتيرتها ، فقط غلطة جسيمة تفسر اتصال رئيستها بها المباشر و اخذت تبحث في رأسها عن اي شيء كلام عليها و لكنها لم تجد .
و فكرت بجون و بلحظة واحدة اختفت امالها و احلامها يبدو ان جون كيركلاند قرر الانتقام منها .
خف قلق كاتي امام ابتسامة السيدو والتون .
" تفضلي بالجلوس ن آنسة غرانجر ، لقد طلبت ان يحضرو لنا قهوة " .
جلست كاتي و رفعت نظرها نحو السيدة والتون و لم يكن من عادتها ان تشعر بالخجل اماها ، لكن ثقتها بنفسها وكانت اما المحل اليوم ، و كان زيارة جون الصباحية لفها قد زعزعتكيانها ، وكان عليها ايضا ان تتمل عجرفة و جفاف ساندرا اليوت ، و لم تكن تتوقع انها ستضطر لاستقبال ابن السيدة فرازر و ماذا يمكنها ان تقول لهذا الرجل الذي فقد والدته العزيزة ؟ .
" هل انت بخير آنسة غرانجر ؟ تبدين شاحبة ! " .
" انا متعبة قليلا ، سيدتي لم انم جيدا هذه الليلة ، هل طلبت لرؤيتي لاسباب خاصة ؟ " .
" بامكان هذا الانتظار " و ابتسمت السيدة والتون " فلنشرب القهوة اولا ، انا ايضا قلما اجد فرصة للراحة

نايت سونغ
24-12-2008, 14:45
-4-
هزت كاتي رأسها و كانت تعلم ان كل المشاكل المستشفي تقع ضمن مسؤولية السيدة والتون و لم تكن كاتي تتصور انها بامكانها ان تتحمل ما تتحمله رئيستها من مسؤوليات مع انها طموحة و تامل في الوصول الي اعلي رتبة في مهنتها و لكن المنصب ليس عمل تمريض
" هل انت مرتاحة في عملك الجديد ؟ " سألتها السيدو والتون . ارتكبت كاتي و لم تستطيع تفسير نظرات الرئيسة التي تتأملها .
" ابذل جهدي لكي أتأقلم معه ، و لم انسي حتي الان القسم الثالث .... " .
" اه بالتاكيد ، هل انت راضية عن الآنسة اليوت ؟ " .
انه ليس سؤلا اعتبطيا و هو تمهيد لشء اخر ولكن علي ما يبدو ليس جون كيركلاند موضوع هذه المقابلة . فتنهدت كاتي و شعرت ببعض الاطمئنان .
" انها نشيطة جدا ولا يمكن ان ننتقد قدراتها المهنية " .
" في مهنتنا الكفاءة ضرورية ، ولكنها ليست كافية و هي رغبت برؤيتي نهار امس و اشتكت منك مدعية انها تعاملينها بعدوانية و كانها تعتقد انك تغارين من شهادتها " .
تفاجأت كاتي كثيرا و وضعت فنجان القهوة من يدها و تخذت تبحث عن كلمات " يدهشني كونها لم تكلمني بذلك " .
تعتقد انك ستقدمين شكوى بشأنها " اكدت لها الرئيسة بابتسامة رقيقة .
اطمأنت كاتي من هذا الموقف و لكنها لم تجد ضرورة للدفاع عن نفسها فاتهام ساندرا خطير ، فهي تشك بصدقها و احساسها بالواجب .
" انا اعمل كل ما بوسعي لمساعدتها " اكدت كاتي و هي تحاول السيطرة علي غضبها " ان مشكلتها تكمن في احساسها بالعزلة و تعتقد اني اقف في طريق تقدمها " .
" انها انها المسؤولة الوحيدة عن وضعها و في اليوم التي ستفهم ان المرضي يشر من لحم و دم و ليسو حالات عادية ستحرز تقدما في مهنتها فلنامل ان تغير مهنتها ! " .
ظلت كاتي تفكر بموضوع ساندرا .
" هذا يعود لطريقة اهتمامها بالسيدة فرازر " اضافت السيدة والتاون " و ارى ان هذا الحادث مبالغ فيه قليلا الا تعتقدين انه من الافضل ان نكون اكثر تكتما ؟ " .
" ايه . . . نعم اشرت للآنسة دايفز عن بعض الاهمال في معالجة السيدة فرازر " و كانت تعلم ان ساندرا اهملت مريضتها قليلا " لم يكن يجب علي ذلك ، و لكن . . . " .
" هناك صفة تعجبني فيك آنسة غرنجر انها الرقة و الحساسية و انا واثقة من انك تتحملين تصرفات الكثيرين ، دعينا من هذا الموضوع الان " .
ابتسمت كاتي بامتنان ، و لكنها كانت ترتجف ، هل ارتكبت خطأ مهنبا بتوجيه اللوم للآنسة ساندرا اليوت ؟ للأسف سيظل هذا السؤال يقلقها في الايام القادمة . . .
نهضت السيدو والتون و رافقت كاتي حتي الباب ثم سألتها " هل قابلت الدكتور المستشار الجديد ؟ " .
" ايه . . . نعم . . .سيدتي لقد تكلمت معه " اجابتها متعلثمة .
" انت كنت تعلمين بالطبع انه سينضم الينا ن الم .. تتفاجئي بؤيته . . . " .
اغمضت كاتي عينيها و احست بارتباك و كانت نسيت ان السيدة والتون تعرف كل الاسرار .
" لقد تأثرت قليلا " .
" اشتري منزلا في بيلغتون و بانتظار ان يستلمه سيقيم في السكن الخاص بالمستشفي " .
" ان حياته الخاصة لا تهمني ابدا " ابتسمت لها الرئيسة بحزن .
" كوني حذرة آنسة غرانجر انت تملكين موهبة و الطموح و انا اعلم انك تصوبين عاليا " .
كان هذا اطراء و تهديد بنفس الوقت و معناة " تجنبي الدكتور كيركلاند " .
عادت كاتي الي مكتبها و السيدة والتون تعرف ماضيها جيدا ، لكن لا داعي للخوف وجون وحده القادر علي اشاعة الاقاويل اذا لمح بشيء من زملائه و تنهدت بعمق و حاولت استعادة هدؤهاالآن الخوف من الفضيحة تغلب علي غضبها من ساندرا اليوت يا للسخرية هذه الفتاة لم يكن يجب عليها ان تختار مهنة التمريض ابدا .
حتي الظهر لم تكن كاتي قد ارتاحت ابدا و عادت الي مكتبها بعد ان اقامت بجولة علي المرضي و لم تكن قد انتبهت لمرور الوقت الا عندما سمعت طرقات خجولة علي باب مكتبها .
فرفعت رأسها ووجدت ثلاث تليمذات ممرضات تعرف احداهن فقط يحقفن ااامام الباب " اتمني ان لا نكون قد ازعجناك آنسة غرانجر لا بد انك تستعدين للنزول الي الكافتيريا ؟ سنمر عليك فيما بعد اذا كنت تردين " .
لاحظت كاتي احدى الممرضات المراهقات تنظر بلوم الي تلك التي تبدو انها المتكلمة باسمهن .
" للحقيقة ، لم اكن قد انبهت الي انه حان موعد الغداء كنت مشغولة جدا " .
و كانت احدي الفتيات تملك عيونا بنفس عيون جون فتذكرت همومهت و لم تصغي باهتمام كلي لكلام زائرتها .
" ايمكننا ان نعتمد علي مساندتك آنسة غرانجر ؟ " سألتها الفتاة صاحبة عيون الزرقاء .
هزت كاتي رأسها بحركة آلية و هي تتأمل عيون الفتاة و لاحظت من الاشارة التي علي صدرها و التي تحمل اسمها انها الانسة س . سماديني .
" هل هي كفالتي التي تردن الحصول عليها ؟ " .
حاولت تلميذة كاتي ان تتدخل لتوضيح الموقف و لكن صديقتها لم تسمحا لها يبدو انهن يسعين لتنظيم تظاهرة احتجاج .
" سنكون ممتنين لك جدا " قالت الآنسة سماديني باحترام كبير ادهش كاتي .
" بالطبع ، لا يمكنهن فعل ذلك خلال دوام العمل الرسمي " ذكرتهم كاتي .
ثم خرجت الفتيات و لكن كاتي لم تكن تشعر بالجوع فقررت القيام بجولة اخري في القسم قبل ان تذهب لحضور اجتماع الاسبوعي و عليها ان تستقبل السيد فرازر ثم نجتمع بالتلميذات الممرضات انه يوم عمل طويل و لكن العمل يريجها من التفكير بجون . " اوه آنسة غرانجر ! كنت ابحث عنك ! " قالت لها تلانسة يونغ و هي تخرج من احدي الغرف .
" الامر يتعلق بالسيد ستون ، ان المصل لا يعمل بطريقة طبيعية . . . و لم اكن ارغب بازعاج الدكتور . . . "
اسرعت كاتي الخطي و تبعتها الانسة يونغ و عندما وصلت الي سرير المريض لاحظت انه لا يوجد اية خطورة و بعد ان اطمأنت الي ان المصل ينزل بصورة طبيعية ابتسمت للممرضة مشجعة .
" اذا واجهتك مشاكل اخري لا تتردي بطلبي و انا مستعدة دائما لمساعدتك في حلها " .
و ارادت كاتي ان تقوم بجولة علي القسم الثالث لكنها تذكرت انهم سيكونون مشغلوين بتوزيع الغداء علي كل حال اذا احتاجوها فانهم سيعرفون اين يجدونها . " كيف حالك كاتي ! " .
صوت ليونارا المرحة ذكرها فورا بحديثها الذي لم تتمكن من انهاءه للآمس و تسألت عن علاقتها بالدكتور كيركلاند .
فسارتا معا نحو المدخل الرئيسي و هما تتحدثان بعدة امور و لم تكن كاتي ترغب بالخروج و لكنها بنفس الوقت لم ترغب بالابتعاد عن ليونارا قبل الوصول الي اجابة مقنعة ، و عندما وصلتا الي مكتب الاستعلامات سألت كاتي الموظفة اذا وصلها بريد لكنها لم تجد اية رسالة و لاحتي من والديها .
" انا حرة بعد الظهر ن و لذلك قررت ان اقوم بعمل خيري " قالت ليونارا .
" حقا ؟ لم اكن اعلم انك عظوة في جمعية خيرية ! " .
" يا الهي لا ! لست محبة للخير لهذه الدرجة كاتي ! و لكنني سأساعد الدكتور كيركلاند في اختيار اثا لمنزله الجديد الم تعلمي انه اشتري منزلا في كروس سكوير ؟ " .
كان هذا الشارع من اكبر شوارع مدينة بيلنغتون .
" و لماذا طلب منك المساعدة ، الا يمكن لزوجته مرافقته ؟ " سألتها بصوت مرتجف لكن ليونارا لم تلاحظ ذلك .
" احاول ان اكون مفيدة بانتظار ان اصبح ضرورية ! " اجابتها مبتسمة " سأرفقه علي بعض المحلات و اساعده في الاختيار و اؤكد لك اننا نملك نفس الاذواق".
كانت هذه الكلمات و كانها سهم اصاب قلب كاتي المسكينة ففي الماضي لم يكن يشارك احد غيرها في اختيار ما يحتاج اليه . . .
" انه رجل رائع ، كم هو فاتن ! بصراحة لا اعتقد انه للزواج و علي كل حال لا شيء يمنع من الامل ! " .

نايت سونغ
24-12-2008, 14:46
-5-
ظلت كلمات ليونارا ترن غي اذن كاتي . بالطبع هي محقة . فالدكتور كيركلاند لم يخلق للزواج . و هو بحاجة دائمة للاحساس بحريته .
كان جون يتيما و يعيش مع اخته بيني التي تكبره بعدة اعوام ، و عندما التقت به عائلة كاتي ، كان صبيا جميلا يشع بالحيوية ، و كانت اخته الارملة لا تملك سلطة عليه .
و كانت عيونه الزرقاء الجميلة تظهر حزنه الكبير . . .
اما كاتي فكانت تتبعه دائما كظله ، و لكنه لم يشتكي منها ابدا ، و لا يغضب منها . و عندما اصبحت في العاشرة من عمرها ، لاحظت انه يعاملها بلطف و صبر اكثر من اخيها نفسه . و يعتبرها اخته الصغيرة . لكنه عندما اختلف مع اخته بيني ، استقبله والدي كاتي ، و سكن معهم في قصرهم في السيسكس ، وفيما بعد ، ادركت كاتي ان والديها فعلا ذلك من اجل ارضاءها هي ، و كل ذكريات كاتي هي ذكريات طفولتهما المشتركة ، و اعتاد جون علي حياته الجديدة . و دخل الجامعة . . . واصبح طبيبا لامعا ...
تذكرت كاتي كل ذلك و احست بانقباض في قلبها جون هو حبها الاول و الوحيد ! انها تحبه و اكثر من اي وقت آخر يكفي ان يلمسها ، ان يقبل شفتيها حتي يزداد اقتناعها ، كم تتمني لو ترجع السنوات الي الوراء لكي تمحي كل همومها و مرارتها ، ولكي تصلح كل ا
لأخطاء التي تسببت بها .
ولكن ليونارا الان تختار له اثاث منزله و هو لم يعد بحاجة لكاترين غرانجر لقد استخدمها طويلا من اجل الوصول الي ما قدمته له كاتي و عائلتها ، انه وصولي يدير ظهره الآن الي ذلك الماضي . لا انه لا يستحق حبها . ولكن كيف تقاوم حبها له ؟ . . .
في الساعة الخامسة و النصف عادت الي شقتها الصغيرة ، و بدت لها تعيسة جدا و لم تتحمس لفكرة البقاء وحدها مع كتاب تقرأه فقررت زيارة صديقتها بيجي دايفز لكي تعتذر منها عن تلك الملاحظة الجارحة نهار الامس ، و كانت كاتي قد قبلت بطاقتين لحضور مسرحية من احدي زميلاتها التي لن تتمكن من حضور المسرحية بسبب مرض زوجها ، و هكذا بامكانها ان تدعو بيجي لمرافقتها .
عندما اقتربت كاتي من منزل صديقتها تذكرت انها علي بعد خطوات من شاؤع كروس سكوير ، و هذا يعني ان بيجي و جون تقريبا جيران ! و دفعها الفضول لان تتجه نحو كروس سكوير و كانت كل المنازل مستقلة و محاطة بحدائق خاصة ، فلفت نظرها احد المنازل ،و كان علي بابه لائحة مباع و هو مؤلف من طابقين ، مالذي دفع جون لشراء منزل كبير كهذا ؟ وهو وحيد ليس له اطفال ؟ ابعدت كاتي هذه الفكرة التي تذكرها باشياء حزينة من ماضيها معه .
" كان يجب علي جون ان يصبح والدا و لكنه بالطبع لم يعلم بذلك و الطفل الذي كانت حاملا به لم يكتب له العيش . قد تكون حكمة الطبيعة شاءت ان لا يعيش ، وهو يجهل حتي الان انها كانت حامل منه ولكنه بلا مؤكد كان سيتصرف بلا مبالاة كعادته اذا علم ، بالتاكيد كان سيقوم بدور الاب ولكن كاتي لم ترد ان تفرض وجودها عليه و جون كان رجلا غيورا جدا علي حريته ، لم يكن من حقها ان تفرض عليه العيش في قفص ن لا ، لم يكن بامكانها ابدا ان . . . عادت كانت واوقفت سيارتها امام منزل صديقتها . و توقفت قليلا قبا ان تنزل منها بيجي صديقة لطيفة ، و لكنها قلقة دائما و تعتقد ان ادراة القسم الثالث يجب ان تعود لكاتي ، لكن كاتي طمانتها بالنسبة للموضوع .
فتحت بيجي الباب لها ، و ساد صمت قصير ، لم تكن بيجي وحدها .
" اوه ، ادخلي كاتي ، الدكتور كيركلاند كان يهم بالرحيل ، ورفض حتي ان يشرب فنجان قهوة . انا متاكدة انه سيغير رأيه الآن . . . " .
لم تستطيع كاتي التراجع ، و دخلت و هي تسعر بالاحراج ، سلم عليها جون و لاحظ ارتباكها فندمت مثيرا لانها لم تكن ترتدي ثوبا اجمل من هذا الذي ترتيده الان . . . و حاولت جهدها ان تتمالك نفسها لماذا تهتم بما يفضله من ملابس و الوان ؟ الم يثبت لها انه لا يهتم باي شيء يخصها . . . ولقد حيرها كثيرا وجوده عند بيجي ، و لكن هذه الاخيرة لم تتأخر في شرح السبب لقد اقنعت الدكتور بان ينضم الي احدي الؤسسات الخيرية التي تكرس لها بيجي قسما كبيرا من وقتها .
اخذت كاتي تنظر الي اشحار الحديقة تتمايل مع الهواء لم يكن بامكانها تجنب الكلام مع جون الذي يجلس بقربها ، و احست براحة كبيرة عندما راته يضع فنجانه علي الطاولة و كان يرتدي كنزة من الصوف مشغولة علي اليد ، من يا تري من صديقاته الكثيرات حاكت له هذه الكنزة ؟ ولاحظت انه يراقبها ، فاحمر وجهها و ارتبكت كثيرا .
" ما الذي دعاك لكي تشرفيني بزيارتك ؟ " سألتها بيجي ممازحة .
لم يكن بامكان كاتي ان تقدم اعتذراها امام حون ، ففتحت موضوع تذكرتي المسرح ، وللأسف كانت بيجي مرتبطة بموعد في الجمعية الخيرية .
" ولكن اذا لم يكن الدكتور كيركلاند مرتبطا ، اعتقد انه سيكون سعيدا بمرافقتك " اقترحت بيجي .
فشحب وجه كاتي ن و احست بانها غير قادرة علي الكلام .
" لكنني كتأكدة انه سيكون مرتبطا بمواعيد اخري بيجي " ثم التفت نحو جون و اضافت " اذا كنت ترغب بامكاني ان اقدم لك البطاقتين " .
" لكن ابتسامته المشرقة كانت تدخل علي ان هذا الموقف يسيله حقا ، و كاتي وحدها تعرف السبب .
" ساكون سعيدا جدا بمرافقتك آنسة غرانجر " .
" حسنا قالت بيجي " ولكن لا تكونا رسمين جدا فالدكتور كيركلاند اسمه جون ، و الانسة غرنجر اسمها كاتي " .
نظر جون الي كاتي و كانه يسألها هل نحن بحاجة لان تقدمنا بيجي لبعض ؟ .
و بعد قليل استأذن و خرج دون ان يحدد موعد لقاءهما القادم كيف ستخرج كاتي الان من هذا الموقف المحرج ؟ يجب ان تجد عذرا للاقناع عن الخروج معه .
وعندما اطمانت كاتي علي ان سوء التفاهم قد زال بينها و بين صدقيتها ن عادت الي شقتها لكي تفكر بطريقة لتخلص من موعدها مع الدكتور كيركلاند .
تنهدت و هي تدخل غرفتها ، و تركت الباب مفتوحا قليلا و فتحت البرادي نافذة و عندما عادت لتغلق البب وجدت جون يدخل و يغلق الباب وراءه .
" هل كانت سهرة الامس موفقة ؟ " سألها و هو يجلس عاي طاولة المطبخ .
لم تعرف كاتي بماذا تجيبه و قد فاجأها دخوله .
" ماذا ؟ " سألها وهو ينظر اليها بسخرية " ماذا سمعت ؟ اقترحت علي شرب فنجان من القهوة ؟ حسنا اقبل بكل سرور" ابتسكت كاتي و تنهدت ووضعت الكاء علي النار .
" الم يكفيك ما شربته عند بيجي ؟ " تاملها قليلا لكنه لم يجب و عندما سكبت القهوة و قدمتها له سألها " اليس لديك بسكويت ؟ " .
فتأففت و فتحت علبة البسكطويت ووضعتها امامه ، فتاملها جيدا ثك اكل بشهية كان يبدو كانه يريد ان يلعب باعصابها و يضعها في موقف ضعف فهو يعلم انها لا تزال تحبه ، و انها تجده امثر جاذبية من قبل و ان وجوده يربكها .
" اليس لديك مواعيد لهذا المساء ؟ " .
فاكتفي بان هز رأسه و تناول قطعة بسكزيت اخري ، و رشف جرعة من فنجان قهوته و بدت عليهالدهشة فجاة " يبدو انك لم تنسي بانني احب القهوة حلوة " .
" وكيف يمكنني ان انسي ذلك ؟ فانت لم تكن معتادا علي اخفاء ميولك " .
" نعم في هذا المجال .. كما في غيره " قال لها بصوت ضعيف وهو يحدق بعيونها .
" جون ! ارجوك اخرج ! " توسلت اليه لانها لم تستطيع تحمل نظراته فنهض فجاة و تأملها بصمت ثم حل عقدة ربطة عنقه و خلع جاكيته فنظرت اليه بخوف .
" ماذا تنتظرين ؟ " سألها و كأنه فقد صبره ، و التقت نظراتهما من جديد " هيا اخلعي ملابسك ! " قال لها غاضبا " فانا لا استطيع ان اقضي الليلة بكاملها هنا ! " .
فتحت كاتي فمها لكنها لم تتمكن من الكلام كيف يجرؤ علي معاملتها هكذا ؟ .
" لا ! " صرخت الفتاة بذهول .
" كنت في الماضي تقوليت فورا كلمة نعم كاترين الباردة ! " حاوزلت كاتي ان تسيطر علي غضبها و قاومت رغبتها في الاستسلام له . و اكثر من مرة تخاصما في الماضي و تبادى الكلمات القاسية .
" اخرج ، لو سمحت جون " .

نايت سونغ
24-12-2008, 14:47
-6-
" هل انت تمزحين " و بدأ يغلق ازرار قميصه . فرغبت كاتي بالبكاء لكنها فضلت ان لا تبكي امامه و اذا استسلمت له الان فهي ستشعر بالذل و اذا كتب لها ان تعودمن جديد ملكا له ، فسيكون ذلك بكامل ارادتها ، و فجاة تذكرت كلام ليونارا بدون شك هو ينوي ان يختم سهرته معها . و عندما ارتدي جاكيته شعرت بالحزن و الخيبة ، لانها تحبه و ترغب به ، و كل كيانها يناديه ، و لكن يجب الا تترك حبها و عواطفها تدمرها . يجب ان تبتعد عنه و قضاء الاجازة عند والديها ستهدأ من مخاوفها .
ولكن فكرة لقاء والدتها و سماع اسئلتها و الحاحها ، لا تعجبها ابدا . و الاقارب و لالاصدقاء و الجيران . . . كلهم يعرفون قصتها .
" لك اكن اعلم بان آبوت سيأتي " قال لها جون بسخرية و مرارة .
" كريغ ؟ لا فانا لم اره اليوم " .
" ولكن هذا يفسر استقبالك البارد لي " .
" يا الهي هل اصبحت غيورا ؟ " سألته بسخرية .
" بالتأكيد لا ! و لكن يجب اذكرك بانه يجب علي هذا الرجل ان يتوقف عن الالتفاف حولك ، و حاولي ان تتذكري ذلك ! "
احست كاتي بالغضب الشديد و رفعت يدها لتصفعه ، لكن ملامح وجهه ارعبتها ، وظلت يدها معلقة في الهواء .
" اترغبين في صفعيني ؟ " ونظر اليها باستخفاف " الحمدلله ، ليست كل صديقاتي مثلك " .
" يجب ان يسعدك ذلك " اجابته باحتقار ، و حاولت ان لا تظهر مبالاتها . و ان لا تدعه يكشف مدي عذابها ، و بعد صمت ئقيل ، نظر جون الي شعرها و قال " انا لا احب تسريحة شعرك الجدية ، لديك شعر رائع ، طويل و حريري الملمي . . . و عندما تضعين هذه القطعة من الساتان الابيض اشعر بانني انظر الي ملاك . . . " و ضحك ضحكة خفيفة فيها مرارة و سخرية بنفس الوقت .
" لدينا ذكريات كثيرة مشتركة ، و بعضها جميل و بعضها الاخر ... بالمناسبة ، اريد ان اقدم لك تذكرتي المسرح . . . " .
" و لماذا ؟ السنا علي موعد مساء الجمعة ؟ " .
" سيكون ذلك سخيفا ، انت تعلم ذلك جيدا ! و بيجي لا تعلم بأننا . . . " .
" و لكني مصر علي حضور تلك المسرحية " .
بامكانك اصطحاب فتاة اخري . . . " .
" عنيدة دائما ! " و امسك ذراعها بعنف " سنخرج معا اتفهمين ؟ هذا يسمح لي بان اعود قليلا لذاتي الحقيقية " و كانت لهجة صوته فيه توسل و امر بنفس الوقت .
" حسنا سنتكلم بهذا الموضوع يوم الخميس " و حاولت ان تخلص ذراعها من قبضته .
لم يترك جون ذراعها ، و تحولت قبضته العنيفة الي ملامية حنونة ، و بسرعة ضمها اليه بحنان كبير ، كما في الماي . . . و اجتاحتها رعشة هزت كل كيانها ، و دون ان تفكر ، رفعت راسها نحوه ، و قدمت له شفتيها ، و استطاعت قبلته ان تلامس اعماق قلبها و تشعل النار في عروقها
، و للحظة احست انه يحبها كثيرا ، و لكن الماضي لا يزول بهذه السهولة ، و تذكرت فجأة كل اولئك ضمهن بين ذراعيه ، و حاولت ان تبتعد عنه ، و لكن عبثا .
ظل فمها اسير شفتيه ، و كأنه يريد انزال العقاب بها ، و تمكنت لمسات يديه من اثارة كل انفعالاتها و اشعلت رغبتها ، فاخذت تتنهد و تناديه باسمه ، و عندما لامست شفاهه عنقها ادركت انها علي وشك الاستسلام ن انه يرغب بها كما ترغب به .
و لم يعد يهمها الحب الذي لا يستطيع ان يمنحه لها و من يدري ؟ قد يكون صادقا . . . و تمنت ذلك و هو يحملها و يدخل بها الي غرفتها .
"سريرك صغير جدا " قال لها مداعبا ، ثم وضعها بحنان علي السرير ، و بدا يعيرها من ملابسها دون ان يبعد شفتيه عن وجهها ، و فجأة جلست كاتي و فتحت عيونها .
" انا لست امرأة ... سهلة المنال! " قالت له بغضب . " و لن اسمح لك بمعاملتي هكذا ! " تردد جون قيليلا ثم ابتعد عنها .
" علي كل حال ، انت تستحقين ذلك ! " و حاول ان يتمالك نفسه و اضاف " انه ذلك الرجل اليس كذلك اهو يسعدك ؟ ايثيرك كثيرا ؟ " قال لها بكره و احتقار .
" لا ! جون ، انا اريدك و لكن . . . لا استطيع ! " .
" الست في وضع يسمح لك ؟ ام انك لا تأخذين حبوب منع الحمل ؟ " هزت كاتي رأسها و لم تجبه .
" كان يجب ان تخبريني ، فهمت " قال لها بلطف " انا مثلك تماما . . . لا ارغب باي حادث ! " .
فلمعت عيون كاتي بالغضب .
" اهذا كل ما يعينه لك الطفل ؟ حادث ! انه وحش اناني . . . " وقطعت كلامها عندما رأت ملامح الغضب علي وجهه .
" جون ، ارجوك سامحني . . . لم اقصد ان . . " لكنه ابد يديها عنه .
" يجب علي صديقك ان يراك الان ، و ستكون لديه صورة رائعة عنك " ثم خرج و اغلق الباب وراءه فاجهشت بالبكاء لانها منعت نفسها عنه مع انها تحترق من الرغبة به . لم تدر كاتي كيف انتهي هذا الاسبوع ن و لم تكن ترغب بقضاء الاجازة عند والديها ، و قررت ان ترفض دعوات كريغ كما نصحها جون ، و الا سينتقم منها ن و لكن كريغ زارها في مكتبها في صباح يوم الجمعة .
" اذا لم يكن لديك مشاريع اخري اتمني ان اقضي يوم الاحد برفقتك " و عندما لاحظ ارتباكها اضاف " لقد وعدتني بان تزروي ابنتي ايما . . . كي تنصحها بمهنة التمريض . . . " .
" اه نعم هذا صحيح " .
" ستتناولين الغداء عندنا يوم الاحد ، سأعد الغداء بنفسي ن و عادة ايما تساعدني و هي ستهتم بالجلي ، لن تضطري لان ترفعي اصبعك ! " .
تخذت كاتي تتلاعب بقلمها ، وتبحث عن عذر مناسب .
" كاتي انظري الي " امرها كريغ .
اسفة كريغ ، و لكنني لا استطيع المجيء " قالت له بأسي عندما لاحظت ملامح الحنان علي وجهه .
" ولكنني اخبرت ايما " قال لها بلطف " ارجوك كاتي انها مصرة علي احتراف فن التمثيل ،و انا متأكد انك ستتمكنين من اقناعها " .
" هذا مستحيل ن كريغ ! لقد ... منعني جون من رؤيتك ن و انا مضطرة لأن اطيعه " .
فانحني كريغ و نظر اليها بطيبة و كأنه يتوسل .
" كاتي . . . اذا . . . كان هذا الرجل يمارس ضغطا عليك ن يجب ان تتخلصي منه ن و انا مستعد لمساعدتك " .
" لا ، لا هذا مستحيل لانني احبه " . " الحب ! و لكن هو لا يبدو انه يعرف معني هذه الكلمة ! " .
" كريغ ، اسمعني ارجوك ، انا ارفض دعوتك من اجل حمايتك . . ز كما وانني لا اريد ان تعتقد ان بامكاني ان . . . احبك . . . " .
" لا ، و لكني اتمني ذلك من كل قلبي " .

نايت سونغ
24-12-2008, 14:48
-7-
واخيرا وافقت كاتي لان هذا الموعد من اجل الابنة و ليس من اجل الوالد ، و هي تعتبر نفسها مسؤولة عن مستقبل ايما ، و بعد الظهر اخبرتها رئيستها انه يجب عليها العودة الي مركزها في القسم الثالث لعدة ايام ن فسرت كثيرا لهذه الفكرة ، و لكن هناك الآنسة ساندرا اليوت ، و التي بغياب بيجي تعتبر نفسها سيدة القسم . فيجب ان تحاول التفاهم معها . . . و حملت الرئيسة علي عاتقها اخبار ساندرا بهذا التغيير .
و بينما كانت كاتي متجهة الي مكتبها ن لفت نظرها اعلان علي لوحة الاعلانات اليومية " ايتها المرضات ، اتحدن ! اتحدن من اجل زيادة المرتب و من اجل تحسين شروط العمل ! " يبدو انه تحريض علي الاعتراض ، و فكرت كاتي فورا بالممرضات التلميذات الثلاث اللواتي زرنها و من المؤكد انهن وراء هذه الاعتراضات .
ثم تابعت طريقها و هي تبتسم برافة و تسامح ، انهن لم يحسن اختيار الوقت المناسب ن لكن اجور المرضات هي بالفعل متدنية جدا ، و هن يعملن ساعات طويلة جدا . وكانت كاتي ستنضم اليهن لو لم تكن الان في منصب اداري و مع ذلك قررت ان تؤنب المرضات في صباح يوم الاثنين .
مساء الجمعة هذا ، تناولت كاتي العشاء مع صديقتها بيجي ن و مع انها قريبة من منزل جون ، الا انها تجنبت المرور من امامه ، فهي لم تكن ترغب بلقائه . هذا علي الاقل ما قره عقلها ، اما قلبها فكان ينادي جون كع كل نبضة منه . . .
و في اليوم التالي ن حاولت كاتي ان تشغل نفسها بترتيب و تنظيف شقتها الصغيرة ، و في غسل سيارتها . . . انها بحاجة لاجازة ، ولكن لا يوال امامها شهر لكي تبدأ اجازتها السنوية ، و مانت كاتي ابنة عائلة غنية ن و لقد سافرت مرات عديدة مع والديها ، و تتمني الان لو تزرو الولايات المتحدة ، لكن اجازة الخمسة عشر يوما لا تسمح لها بذلك و بالطبع هي تفكر بزيارة اهلها ن، وسيكون لها حديث مطولمع والدها الذي كعادته سينصحها بتغير مكان سكنها ن و سيكون نقاشهما دون جدوى ، كما ستكون مضطرة لمواجهة اسئلة والدتها ، و التي كانت تحب جون كثيرا ، و التي تتساءل دائما لماذا قطع عنهم اخباره بعد الانفصال و كاتي لا تنوي اخبار والدتها انه يقيم الان في بيلغتون .
جلس الجميع حول المائدة ، و كان كريغ سعيدا جدا بوجود كاتي معهما .
" انا اجيد الطهي ، كما يجب ان اكون طاهيا " قال كريغ ممازحا ، فابتسمت كاتي و ايما ، و فكرت كاتي ان هذه عائلة سعيدة ، كان الوالد و ابنته سعيدين بزيارتها و يعتبرانها عضوة من العائلة ، بينما تشعر بانها دخيلة عليهما . . .
و بعد الغداء احضرت ايما الحوى .
" لا ، لم يعد بامكاني ان اكل لقمة واحدة ! " اعترضت كاتي ، و لكن امام الحاح ايما ، تناولت قطعة واحدة ، و بل ان تنتهي منها رن جرس اهاتف .
" انه دورك ايا ابي " قالت ايما مبتسمة .
" انه بدون شك احد المعجبين بك " قال كريغ و اتجه نحو الهاتف .
" ابي رجل رائع ، الا انه يغار قليلا من اصدقائي . . . " .
ضحكت كاتي و اخذت تحدث الفتاة عن مهنة التمريض نو كانت ايما تستمع اليها باهتمام كلي ن و لكن والدها قطع عليهما حديثهما .
" ماذا هنالك كريغ ؟ " سألته كاتي بقلق عندما لاحظت عبوس وجهه .
" المكالمة لك " قال بجفاف " الدكتور كيركلاند يرغب في الحديث معك " .
شحب لون كاتي .
" ولكنه يجهل انني هنا ، هل انت اخبرته بذلك ؟ " .
" قال انه يردي الكلام معك و عندما اخبرته بانك لست هنا ن الح كثيرا و قال انها مسألة تخص عائلتك ن حالة طارئة فاعترفت . . ز " .
اسرغت كاتي الي الغرفة المجاورة و تناولت السماعة .
كانت كاتي تجلس قرب جون في سيارته التي تسلك طريق السيسك ن و يبدو عليها انها في عالم اخر ، والدها في حالة خطرة ، و قد يكون فارق الحياة الآن ، و احست فجاة بالذنب ؟ن فهي حتي الان لم تفكر الا بنفسها ، و كأنه لا يوجد في عالمها سوى جون كيركلاند . وخلال هذا الوقت كان والدها يقاوم الموت . و عملها في التمريض لم يكن ليبعدها عن همومها و عذاباتها . انها تحبه . حتي مع هذا البعد الطويل .
" هل انت متعبة كاتي ؟ " سألها جون و لم يكن قد كلمها سوى بضع كلمات عن حالة والدها . و جاء لاصطحابها من منزل كريغ و ظل ينتظرها بالسيارة و تظاهر باللا مبالاة ، عندما رأى كريغ يطبع قبلة علي جبينها .
" لا ليس تماما ، ولكنني لم ارى والدي منذ مدة طويلة " اجابته بصوت مرتجف .
بالفعل ، مضي زمن طويل فعملها و خوفها من الاسئلة والدتها ، و عزلة صديقتها براند كالمر المبالغة قليلا . كل ذلك كان يمنعها من زيارة منزل العائلة ، و فجاة لاحظت ان المرسيدس خففت سرعتها ن فاعغتقدت ان جون يريد ان يتناول طعاما سريعا . وفهمت قصده عندما لاحظت غرفة الهاتف علي الطريق ، و لكنه اوقفها عندما حاولت ان تفتح باب السيارة ، ووصع يده علي كتفها ، فاحست برعشة قوية .
" اهدأي " قال لها غاضبا " ابقي هنا ، سأجري اتصالا هاتفيا سريعا " .
و كان قد اصبح علي مقربة من السيكس لابد انه يريد الاطمئنان علي صحة والدها قبل وصولها ، و رأته يحرك شفتيه لكنها لم تفهم شيئا . لماذا تاخر ؟" هيا جون اسرع " توسلت في صمت ،و لكنه لا يكون علي هذه الحالة الا عندما يكون غاضبا ، جلس وراء المقود ، و اغلق الباب بعنف ، فاخذت كاتي نفسا طويلا و انتظرت ، و عندما امسك يدها ، فهمت .
" لقد مات منذ بعض الوقت ، في نفس الوقت الذي منت فيه في منزل صديقك " .
حاولت كاتي ان تسحب يدها من يده ، لكنه ضمها اليه ليهدأ من روعها ، و كانت الصدمة قوية ، و خسارة والدها هزت كل مشاعرها .
" كان رجلار عظيما " همس جون .
" لقد . . . فعل الكثير من اجلك " .
" نعم هذا صحيح " اجابها ، كما في كل الاوقات انفعاله الشديد ، عاد الي لهجة الجنوب ن وش عرت كاتي ببعض الفرح عندما لاحظت مدى تاثره بموت والدها ، ثم تذكرت تعامل مع كل عائلتها ، و انقبض قلبها من جديد . فابتعدت عنه و تخذت تتأمل الطريق ، كل ذلك بسبب جون ، و مع انها كانت علي اتصال هاتفي مستمر مع والديها ، الا انها لم تزرهم منذ عيد الفصح ، و هي تستحق الاتهام اكثر من جون ، لان المتوفي هو والدها و ليس والد جون .
" اتشعرين انه بامكاننا متابعة الطريق ؟ " .
" نعم لو سمحت ، شكرا لك لانك رافقتني الي هنا جون " هز كتفيه و ادارؤ محرك السيارة ، بينما لجات ماتي للتأمل و الصمت ، لابد انه مستعجل للتخلص من هذا الواجب و قد يكون متشوقا جدا للعودة الي صديقته

نايت سونغ
24-12-2008, 14:49
-8-
وصلا الي المستشفي التي تبعد قليلا عن قصر العائلة ، فسألته كاتي بصوت مرتجف اذا كان سيصعد معها ، لكنها لمحت الغضب و الاحتقار في عيونه الزرقاء .
" لا ساعود فورا " اجابها بجفاف " انقلي اسفي لوالدتك " ثم انحني ليفتح لها باب السيارة .
ترجعت كاتي قليلا ، لانها تخاف من لمسات يديه ، لكنه انتبه جيدا لكي لا يلمسها ، ثم ابتعد بسيارته دون ان يقزل لها كلمة لطف و حنان
ن و دون ان يبتسم لها ابتسامة مشجعة ، فتنهدت و دخلت المستشفي .
و كان من المفروض ان تقضي عدة ايام مع العائلة ، فاتصلت برئيستها السيدة والتون التي وافقت علي منحها اجازة لمدة اسبوع تحسم من اجازتها السنوية .
تأثرت كاتي كثيرا عندما لاحظت مدى حزن والدتها . و انضمت اليها في اليوم التالي في غرفة المكتب ، فراتها تجلس امام النافذة تتأمل الحديقة التي كان زوجها يمضي ساعات طويلة في ري ازهارها و الاهتمام بأشجارها و كان موعد الذفن قد حدد في اليوم التالي .
" قد يأتي جون " قالت والدتها وهي تتنهد .
التزمت كاتي الصمت ، كي لا تزيد من هموم والدتها ن لانها كانت واثقة من ان جون لن ياتي ، كما ناه يجهل تاريخ و مكان الدفن ، ولكن قد يقرر باي لحظة ان يات لوداع الرجل الذي كان يعتبره كأبنه بيتر . و هذا الأخير كان يظهر عدوانية ظاهرة لجون ، و لم يسامحه ابدا علي تصرفه مع اخته كاتي ن و قد لا يكون رآه مرة ثانية منذ ذلك الحين ، و عودة جون الان ستحيي ذكريات مريرة .
" كيف حاله ؟ " .
انتفضت كاتي " من نقصدين ؟ " .
" جون بالتأكيد ن لقد تكلمت معه ، فانا نفسي التي اتصلت بك عندما . . . " وكادت الوالدة تختنق بدموعها ، فاقتربت كاتي منها .
" بعد الحادث " اضافت والدتها " وتبادلت معه بعض الكلمات ن وقال لي انه يجهل اين تكونين . و لكنه يعتقد انه سيجدك " .
احمر وجه كحاتي ، لابد انه فكر بانه سيجدها برفقة رجل ، وكما انه نفسه لم يكن وحده بدون شك عندما اتصلت به والدتها .
" حسنا " قالت كاتي " لقد حصل علي منصب طبيب مستشار في مستشفي بيلغتون " .
" سيشق طريقه ، جون قادر علي النجاح ن و هو يملك الشجاعة و التصميم . . . و الجراة ، سيأتي غدا بالتأكيد ، و سنعود من جديد عائلة متحاباة " .
" لن نعود ثانية ، ماما تألمنا و تعذبنا كثيرا . . . " .
" الجروح تندمل ، يا ابنتي يجب ان نمنحها الوقت " .
تلألأت عيون كاتي بالدموع ، اه لو ان الامر بهذه البساطة ! ثم تغلبت علي كبريائها ، و اتصلت بجون ، و لكن الممرضة لم تجده و قالت لها الممرضة التي اجابت انه قد يكون في منزله .
ولك يكن بامكانها الاتصال به الي منزله الجديد لانه لم يملك خط هاتف حتي الان ن فتركت له رساله و هكذا تكون قد قامت بواجبها ، ولكن يمكنه ان يدعي بأنه كان يجهل موعد و مكان الدفن .
غصت الكنيسة باصدقاء العائلة ، و في الصف الاول كانت كاتي الي جانب والدتها و اخيها بيتر و زوجته فردنيكا ، و لم يكن هناك اي اثر لجون كيركلاند .
لم يكن يبدو علي والدتها تلاحظ غيابه ، و لكنها ستلاحظ ذلك بعد قليل ، فهي الان غرقة في عالم اخر من ذكرياتها مع زوجها و حزنها عليه .
لكن جون كان موجودا ن و يقف قرب القبر و الحزن باد علي وجهه ن فترلجعت قليلا الي الوراء عندما اقترب افراد العائلة . اجتاحت كاتي فجأة انفعالات كثيرة ، فابتعدت عن والدتها التي تتأبط ذراع بيتر ، وتقدمت خطوة نحو جون ، و لكنها لاحظت ان صديقة الطفولتها براندا كلامرز تقف بقربه ، و كانت هذه الفتاة جدية و لم تكن يوما تحب جون ، و كثيرا ما لامتها كاتي علي موقفها العدائي منه .
فعادت كاتي و انصمت الي والدتها . اذا عائد بيتر و تجاهل وجود جون ، فسيجد جون في براندا احد يتكلم معه . وراقفهم فيما بعد الي القصر ن حيث استقبلته والدة كاتي بحنان و تركته يقبل وجنتيها ، فادارت كاتي وجهها عنه و تلألأت عيونها بالدموع من جديد .
" اهدأي عزيزتي " قالت لها براندا " والدك الان بسلام " .
" اوه نعم بالتاكيد والدي . . . " و كادت كاتي تعترف لصديقتها انها تفكر بجون .
" ما رأيك لو نقوم غدا بجولة علي الشاطيء ؟ " قالت لها براندا لكن كاتي ، كانت ترغب بالوحدة . و حاولت براندا ان تظهر لطفا و عرضت عليها البقاء و الخروج معها لكي ترفه عن نفسها .
" شكرا براندا و لكن يجب ان ابق مع والدتي ، و انت ايضا لديك عملك ذغدا . . . " .
" لا " اجابتها براندا بحزن " لقد استقلت ، ان . . . رب العمل . . . نحن لم نتفق . . . و انا ابحث عن عمل جديد . . . كنت اريد ان اتمكن من مساعدتك بهذه الاوقات الصعبة " .
لم تكن براندا بحاجة للعمل ن و هي الابنة الوحيدة لعائلة ثرية ، و لكنها كانت مثل كاتي تعمل لكي تشعر بالاستقلالية . " انك تغيرين عملك كثيرا براندي ! " .
" نعم اشعر بانني لا اتفق مع رؤسائي الرجال ! . . ز " .
" مع انك جميلة و ذكية " .
و لكن براندا كانت جدية كثيرا ، و خجلها يبعدها عن الكثيرين ، مع انها احب ان تعيش مثل الاخريت ن و قررت كاتي ان تساعد براندا للخروج من عزلتها ، وذلك بتقديم صديقتها الي بعد اصدقاءها الاخرين .
لم يبتعد جون عن والدتها و راته كاتي يتبادل بعض الكلمات مع بيتر ، و بعد قليل وجدت نفسها امامه وجها لوحه ، و كانت قد رافقت الكاهن الي الباب الخارجي .
"تبدين بالفعل سيدة المنزل " قال لها باهتمام . فنظرت كاتي الي الكأس الذي بيده ثم تأملته دهشة .
" لا ، انا لست ثملا " قال لها بابتسامة ساخرة " ولكن يجب ان اعترف ، لقد شربت كثيرا ، و كان بيتر كريما معي " .
" هذا الويكس هو ملكا لوالدتي وحدها و ليس ملكا لبيتر ! " .
" لكنه يملك قسما منه علي الاقل ، طالما انه يرث في القصر ايضا " .
" نعم تقريبا " تمتمت كاتي .
وكان والدها قد اوصي بنصف املامه لزوجته ، و الباقي تتقاسمه كاتي و اخوها بيتر ز و لم يكن قد ترك شيئا لجون الذي يعتبره ابنه بالتبني ، و شعرت كاتي ببعض الحزن لان والدها كان يظهر لجون محبة اكبر ما يظهره لابنه بيتر و لا بد انه يشعر الان بالخيبة .
" كنت اتمني . . . " .
" لا " قاطعها و شرب ما تبقي من كأسسه " لا تقولين شيئا ، سعيد هو من لا ينتظر شيئا ، لانه علي الاقل لا يصاب بالخيبة ! " لم تجرؤ كاتي علي الكلام و احست بان الدموع ستخنقها ،وجون المسكين اليتيم الي الابد ! .
" فلنتمشي قليلا ن ما رأيك ؟ " .

نايت سونغ
24-12-2008, 14:50
-9-
ثم امسك يدها و قادها نحو الشرفة ن ثم نزلا الي الحديقة ، و كانت لمسة يده تريحها و تربكها بنفس الوقت ، فسحبت يدها بهدوء ن و لم تلاحظ اي انفعال عند جون . و تذكرت والدها الذي كان يجلس دائما تحت هذه الشجرة ن لن تراه من جديد . . ز فادارت وجهها و حبست دموعها ن عندئذ امسكها جون من كتفيها .
" ابكي ، كاتي دعي دموعك تنهمر ، فهذا سيفدك " فهزت رأسها ، و غضبت لان لاحظ المها .
" انا بخير " و حاولت ان تبعده عنها ، لكنه ضمها اليه اكثر ثم قادها نحو الكوخ الصغير الذي في آخرلا الحديقة ، و قبل ان تفهم نواياه ، ضمها من جديد و اطبق شفتيه علي شفتيها ، و استجابت كاتي لقبلاته الحارة ، يا الهي . كم تحبه و ترغبه ! انها بحاجة لدفئه و للشعور بلأمان الذي تحسه معه ، ثم تنهدت و القت رأسها علي صدره ، بعد هذا اليوم الحزين ، الا يحق لها ببعض الهدوء النفسي ؟ و غدا ستعود الي برودتها معه ، و الان هي كاتي ، الأمرأة الشابة التي يخفق قلبها بحب جون ، و التي لا تعرف اي قرار تاخذ ، و جون وحده قادر علي ارشادها علي الطريق الصحيح .
و سرعان ما احست برغبة قوية تتملكها ، و ذرعان جون تضمانها بقوة و شفتاه تنهالان بالقبل علي وجهها و عنقها . اعترتها رعشة و فكرت بمرارة ، انه يتسلي باثارة انفعالاتها ، و فجاة سمعته يخنق غضيه و يبتعد عنها وهو لا يزال يلهث ، فالتفتت فرات صديقتها براندا تقف امام باب الكوخ .
" انا آسفة كاتي ، و لكن والدتك تبحث عنك . . . "
" اوه ! شكرا براندا " قالت لها كاتي و ايرعت نحو المنزل .
وبعد ان ودعت والدتها اخر المعزين ، جلست علي الشرفة تتأمل مغيب الشمس ، و اختفي جون فجاة ، و كانت براندا قد ودعتها ووعدتها انها ستزورها في اليوم التالي ، و كان اخوها بيتر قد قرر الرحيل بعد يومين علي ان تلحق به زوجته في الاسبوع التالي . و هي امراة لطيفة جدا و تتفق دائما مع والدة كاتي ، و هي حامل الان ، و قررت كاتي ان لا تترك والدتها بعد وفاة والدها ، و انها ستزورها كل اسبوع ، خاصة و انه لم يعد هناك عذر لابتعادها عن العائلة و الاقارب ، كان الجو منعشا ، فنهضت كاتي و نزلت الي الحديقة ن و عندما وصلت الي الكوخ ، اعتقدت انها سمعت صوت جون ،ايلاحقها خياله لهذه الدرجة ؟ لابد انه رحل ، و من الافضل لها ان تترك عملها في تلك المستشفي ن لان وجودها معه في نفس المكان يقربها من حافة الجنون .
ولكنها حقا تسمع صوته ، كان يضحك ، و هي تعرف ضحكته جيدا فنظرت من نافذة الكوخ ، و رأته منحنيا فوق صديقتها براندا كلامرز ، ويضمها بين ذراعيه ن و براندا تمسك وجهه بين يديها ، و تقارب وجههما . . . رفضت كاتي ان تشاهد اكثر من ذلك ، و عندما همت بالهرب ، رات براندا تضع يدها تحت ذراعه و يسران نحو المشتل الخضار ن البعيد عن الانظار ، فعادت الي المنزل و هي ترتجف من الغضب ، و كأن روحها ماتت فجاة ، جون و براندا ؟ هذا مستحيل ؟ .
كانت ليلة طويلة جدا بالنسبة لكاتي ، فالرجل الذي تحبه يضم افضل صديقة لها بين ذراعيه ! مستحيل . . .
جون و براندا لم يكن احدهما يحتمل الآخر ! و كان عدم اتفاقهما يدهش كاتي كثيرا في الماضي .
فهل اصبح الحب و الكره قربين لهذه الدرجة ؟ في تلك اللحظة كان بأمكان كاتي ان تقتل صديقتها بيديها ، يا له من نفاق و ازدواجيه ! لان براندا كانت هي دائما التي تخبرها بمغامرات جون . . ز
في الصباح ، جلست كاتي علي الشرفة و هي لا تزال فريسة افكارها السوداء ، بينما كانت والدتها تتناول فطورها في غرفتها ن اما بيتر و فرونيكا ، فكانا يتناولان فطورهما في غرفة الطعام الكبيرة .
وضعت كاتي فنجان القهوة من يدها عندما ظهرت براندا و كانت مستعجلة و الدموع تتلألأ في عيونها ، هل ستدعي ان جون حاول اغراءها ؟ .
" كاتي ؟ " و كانت لهجة صوتها تطلب الاغاثة التي لا يمكن لكاتي ان تقدمها لها .
" كاتي ن اسمعيني ! ارجوك ! يجب ان اعترف لك بشئ رهيب " .
" انا اسمعك " .
" الامر ... الامر يتعلق بجون " .
انتظرت كاتي و هي تتساءل اي خدعة ستخترعها براندا .
" لقد قبلني ... مساء امس في الكوخ ، اوه كاتي ، انت لا تعرفينمدي اسفي " .
" اذا ارغمك جون علي ذلك ، فانا لا الومك " قالت لها كاتي بهدوء و كانت تعلم ان الحقيقة مختلفة جدا ، و لكنها انتظرت لكي تقع براندا في شرك اعمالها .
" اوه لا ! ليس كذلك كنت موافقة ! " .
هبت كاتي ن و تزاحمت الكلمات القاسية في حنجرتها ، و لكنها لم تستطيع التلفظ بها .
" انا السبب كاتي ، اقسم لك ن جون ليس مسؤولا عن ... هذا الحادث . لم يكن يتمني ذلك ، كان دائما يكرهني ! و الغريب ن انني كنت اكرهه ايضا ! و لكن لا يجب ان تغضبي منه ، انا المذنبة وحدي ! " .
تأملت كاتي صديقتها و قد جحظت عيونها لم تكن تنتظر مثل هذا الاعتراف الصريح ، و لكن هذا لا يرأ جون لانها رأته بنفسها و هو يضم براندا بكامل ارادته .
" ل ستسامحيني كاتي ؟ لكنه ... جميل و فاتن و حساس ، شعرت برغبة قوية لتقبيله , لكنني لم استطع النوم هذه الليلة ... " .
" نعم انا افهم " قالت لها كاتي و هي تحس بالشلل ، و كانت تفكر بالشتائم التي ستكيلها لجون عندما ستراه في بيلغتون .
الحب براندا كثيرا و كانت ترغب في معرفة اذا كانت كاتي ستغفر لها هذه الغلطة .
" ارجوك براندا ن لقد فهمتك ، فجون للحقيقة رجل لا يقاوم " .
" هذا صحيح ، و اؤكد لك انه بلمس لم يحاول ان يغريني ابدا ، و اعتقد انه بادلني القبل لانه اشفق علي "
احست كاتي بان الغضب سيفجر قلبها وهي تنظر الي براندا التي خرجت من الحديقة راكضو .
جون مذنب ! و هي اسأت الحكم علي براندا المسكينة ن لانها فتناة رقيقة محتشمة ، لم تستطيع مقاومة اغراء جون كيركلاند ، و لكن هل اكتفيا بالقبل ؟ ز ظلت صورة براندا في خيالها طيلة اقامتها في منزل العائلة ، مع انها كررت اكثر من مرة انها وحدها المسؤولة ،ة و لكن هذا الالحاح يزيد من ذنب جون ، و ازداد اقتناع كاتي بما كانت تنقله لها صديقتها في الماضي عن مغامرات جون .
عندما عادت الي المستشفي ، وجدت ملاحظة علي مكتبها تفيد ان السيدة والتون تريد لقاءها في الساعة الرابعة في مكتبها . فعادت الي شقتها الصغيرة و هي محتارة في امر السيدة والتون ، ماذا تريد منها ؟ هل ارتكبا خطأ دون ان تدري .
ورمت نفسها في البانيو ، و بعد حمام طويل ، لفت جسدها بمنشفة كبيرة ن و تمددت علي سريرها ، و بعد قليل استيقضت مرعوبة و تذكرت موعدها مع رئيستها .
و كانت لا تزال تلف جسدها بمنشفة الحمام ن فدخلت الي المطبخ لكي تعد فنجان شاي ن و فجأة سمعت طرقات علي الباب ن فترددت قليلا ثم اتجهت نحو الباب و استعدت لان تغلقه من جديد من جديد ان كان هذا الزائر هو جون كيركلاند ، عندما فتحت الباب رأت كريغ آبوت يبتسم لها ، و لكن احمر وجه عندما رلآها هكذا .
" لا بأس كريغ ن لا تعتذر انتظر قليلا ، ريثما ارتدي ملابسي ن و سنشرب الشاي معا " .
" لا شكرا كاتي لا اريد ان ازيد مشكالك . فكرت ان اتصل بك هاتفيا ، و لكني عدت وفضلت ان انقل لك الخبر شخصيا وجها لوجه " .
" مشاكل ؟ اية مشامل ؟ " و اسرعت بارتداء ملابسها ن ثم فتحت له الباب لكنه لم يكن لوحده .
" ايمكننا الدخول الان " سألها جون كيركلاد و عيونه تشع بالغضب .
فافسحت لهما المجال للدخول ، و عندما ازادت اغلاق الباب رات ساندرا اليوت تمر و تنظر اليها بلا مبالاة ، هل لاحظت الرجلين الذين دخلا شقتها ؟ و تسألت كاتي بقلق ن وقف كريغ امام المغسلة و كان يبدو مرتبكا ، اما جون فجلس علي حافة الطاولة و قد كتف ذراعيه و هو يبتسم بمكر .
" ماذا تريد ؟ " سألته كاني بحدة " اهنالك امر طاريء ؟ " .
" ليس تماما " اجابها بسخرية " اهتمي اولا بالسيد كريغ ن فانا لست مستعجلا " .
فتامله كريغ قليلا ثم قال " و لا انا ايضا و اعتقد انه من الافضل ان تترك كاتي ترتاح " .
" نعم قد تكون كاتي متعبة ن فقل لها ما الذي جاء ءبك ن ثم ارجل فورا " .
" لست بحاجة لنصائحك ، انك انت الذي تقلقها منذ مجيئك الي هنا ! لماذا تعاملها هكذا ؟ " حاولت كاتي التدخل ن لكنها لم تستطيع .
" لماذا ؟ قد تكون لديها مواهب سرية ! و يبدو انهم يطلقون عليها كاترين الباردة ! " اضاف بضحكة ساخرة
" فلنتصرف كرجال متحضرين ن اتريد ؟ " قال له كريغ غاضبا ، و كان يحاول ان يحتفظ بهدوئه ، لكنه يجهل كم يكون جون خطيرا اذا استفزه احد .
" كاتي لا ترغب برفقتك " قال كريغ " وهي لا تحبك ن و بأمكانك ان تسدي لها خدمة و تختفي ن وهذا سيسمح لها بان تبدأ حياتها من جديد " .
" معك انت ؟ " سأله جون بصوت هاديء ، انه الهدوء الذي يسبق العاصفة ، و كانت كاتي تعلم ذلك و رغبت في الصراخ و في طرد هذين الرجلين .
" قد لا تكون معي انا " اجاب كريغ " ولكنها بالتاكيد ليست بحاجة لك ! و هي قادرة علي اتخاذ قرارها بنفسها ن و لكنك تربكها ن لقد فقدت توازن حياتها منذ ان بدات تحوم حولها " .
" قد تكون تخشي ان اكشف ماضيها ... " اجابه جون بسخرية . تقدم كريغ خطوة نحوه لكن كاتي تدخلت .
" اريدكما ان تخرجا حالا ! يجب ان اقابل السيدة والتون ، يبدو ان لدي مشاكل ن ماذا ستقول اذا علمت بأنني استقبلت رجلين في شقتي ؟ " .
" كاتي عزيزتي ... " بدا كريغ لكنها احست بانها لم تعد قادرة علي تحمل الوضع ، فركضت الي غرفة النوم و اغلقت الباب وراءها .

نايت سونغ
24-12-2008, 14:52
-10-
و بعد لحظاتت سمعت صوت الباب يفتح ثم يغلق ، فشعرت بالراحة ، لكنها لم تطمئن ن قد يكون واحد منهما خرج ، و الاخر لا يزال ينتظرها ن و اذا كان جون الذي يزال في المطبخ ؟ و بيد مترددة فتحت باب غرفة النوم فرات نفسها وجها لوجه امام كريغ .
" انت ؟ كنت اظن ... " و احست فجاة بانها فقدت كل طاقتها ن كانت قد اعدت نفسها لمواجهة جادة مع جون ن و كانت ترغب في اهانته ، لكن كريغ ظل يتأملها بمرارة .
" نعم ، انا اعلم كنت تريدين ان اذهب انا ن و ان يبق الدكتور كيركلاند " و كان الحزن باد في صوته ن فاحست كاتي بالذنب ن لكنها لا تحب الكذب .
" كنت اتمني ان اطلب منه تفسيرا حول نسألة ...شخصية ... و لكن الم تأتي لكي تطلعني علي خبر ما ؟ " .
" الرئيسة العامة غاضبة جدا ، كاتي انت تدهشينني " .
" حبا بالسماء ، اخبرني ماذا فعلت ؟ " صرخت بيأس .
" الموضوع يتعلق بالمظاهرة التي تعد لها الممرضات بموافقتك ، كاتي كان يجب ان تكوني كتومة ... "
" تظاهرة ؟ " سألته بذهول ن و احست بان قدميها لم تودا قادرتين علي حملها . فرمت نفسها علي الكرسي ، و هي لا تتذكر انها تكلمت مع الممرضان عن تظاهر ، يبدو ان وفاة والدها اثرت علي ذاكرتها .
" هناك تجمع انضم اليه كل تلميذات اتمريض ن و هذا ليس امرا جديدا ، و لكن هذه المرة تخطو الحدود " .
" ما الذي حصلب بالتحديد ؟" سألته و قد فقدت صبرها ، " اعتقد ان هذا التجمع يضم ثلاث ممرضات فقط ؟ " .
" ثلاثة و كيف ذلك ؟ " .
" حسنا لقد استقبلت ثلاثة تلميذات ن و كان يوم الجمعة .. و طلبن مني الاذن في تقديم اعتراض لادارة المستشفي ن و لكن كان يجب ان يتصلن بالسيدة والتون " .
" لكنهم تظاهرو ، و عندما حاولو تفريقهم ، نهضت فتاة من بينهم و اسمها سماديني و قالت ان الآنسة غرانجر علي علم بهذه المظاهرة ، و انها موافقة معهم ن و انت الآن في موقف صعب لاشتراكك بهذا العمل الذي قد يكلفك غاليا ! " .
" ولكن .. ماذا فعلو ؟ الا يمكنك ان تقول لي ؟ " قالت له يتوتر شديد .
" افضل الذهاب الآن ن اذا كنت ستكلميني بهذه للهجة " .
حاولت كاتي ان توقفه لكن كرامتها لم تسمح لها ن فليرحل ! و عادت الي غرفتها و رمت نفسها علي السرير و هي ترتجف من القلق ، لا يزال امامها القليل من الوقت للقاء رئيستها ، ثم نهضت و رفعت يديها لتخلع ثوبها .لكنها فجأة احست بيدين قويتين تساعدنها .
فالتفتت و رأت جون يبتسم لها .
" اعتقد انك تحبين ان اساعدك ، كما كنت في الماضي ... " .
" شكرا لك " همست و احمر وجهها .
" سرني ذلك ، آنسة غرنجر ! لقد نسي صديقك ان يغلق الباب وراءه و هذه غلطة كبيرة ! " .
و اخذت اصابعه تداعب خديها و عنقها . فارتعشت كاتي ، ونظرت اليه .
" لا ... جون السيدة والتون تنتظرني " .
و تذكرت ايامها السعدية عندما كانا صغيرين و عندما كانا يتبادلان الحب . لقد خلق الواحد للآخر ، و لا يمكن لاحد ان يفرق بينهما .
ولكن للآسف كل هذا اوهاما ن و الحياة مع جون كانت مختلفة عما رسمته في خيالها ، كان يجب عليها ان تتحمل ظروف مهنته ن و غيابه الذي لا يمكن تفسيره ، و تاخره و مغامرته و نسيانه ...
" ماذا حصل مع براندا ؟ " سألته فجأة .
" اه نعم " و ابتسم لها " كنت اتساءل متي ستطرحين هذا السؤال " .
" انها تدعي انك ... قبلتها " .
" هذا صحيح " .
كتمت كاتي رغبتها في ان تصفعه .
" من منكما قام بالمبادرة ؟ " .
" الم تشرح لك براندا ؟ " .
ظل صوته هادئا ، لكنه كان قد بدأ يفقد صبره .
" لقد اكدت بان هذه غلطتها هي و انها آسفة " .
" حقا ؟ هذا جديد ، اليس كذلك ؟ لاول مرة لا اكون انا صاحب المبادرة ! " .
" نعم ، لقد اعتذرت كثيرا ن و اصرت علي انك لست المسؤول " .
" هذا لطيف من ناحيتها ن و لكنها باتهام نفسها ن تجعلني مذنبا اكثر في نظرك ن و لانها اخبرتك بنفسها صدقتها ، و لطالما كنت تتهميني بالكذب و النفاق " .
احست كاتي بالخجل عندما تذكرت لومها الدائم له .
" براندا لا تكذب علي ... كما و انني رأيتكما بعيني في الكوخ " اعترفت و شفتاها ترتجفان .
" و كيف وجدت هذا المشهد ؟ بالتأكيد ترغبين بمعرفة المزيد ، يجب ان تطلقي العنان لخيالك ، كاترين الباردة ! اعلمي ان براندا ليست مثيرة مثلك ، لكنها ستتحسن ! " .
هذه المرة صفعته كاتي ، و تركت اصابعها اثرا علي وجهه ، فرفع يده الي خده و تأملها غاضبا . " اوه ... جون ... انا ... لا لست آسفة ! هذا ثمن العذاب ة الذل الذي تسببت لي به خلال خمسة اعوام ! " .
" خمسة اعوام ! قد اكون آلمت كبرياءك ، و لكن بدون شك قلبك ام يتعذب ، لانه لا قلب لك ! " .
" بل انت الذي لا تملك قلبا " اجابته بسرعة " و انت لم تحبني يوما ، كنت انانيا دائما " و تلألأت الدموع في عيونها .
" لا ن انا لم احبك ابدا " قال لها بسخرية لاذعة ، احست كاتي بانها ستفقد وعيها ، لكنها تمالكت نفسها بجهد كبيير .
" انا سعيدة لسماعك تقول هذا " .
لكنه لم يحاول ان يخفف من حدة اعترافه و تمن كاتي لو انها تختفي من الوجود ن و كان عذابها يعادل العذابي الذي شعرت به يوم فقدت طفلها طفلهما ، الذي ولد قبل اوانه ...
" يجب ان اذهب الآن ن لان رئيستك تنتظرك ، و الا فويلك و العقاب ! و اقدم اعتذاري لك سيدتي ، و ادك بان هذا لن يتكرر " .
" انك تفكر بمهنتك و مستقبلك جون ن لماذا لا افعل انا مثلك ؟ " .
" طبعا انك تنجحي و ستسافرين حول العالم " .
" لقد سبق لي و ان سافرت كثيرا و هذا ليس يلبشيء المميز " .
" و انا ايضا سافرت ايضا كثيرا ، بفضل والديك ، اعتقد بانه لا يمكننا السفر بدون جون ؟ " قال وهو يقلد لهجة والدها ، ثم اضاف هز كتفيه و وقف كما وقفت والدتها و اضاف " بالطبع ، هذا يسعد ابنتنا كاتي ، لا يجب ان نغضبها ! طلباتها اوامر ! " قال بيلهجة والدتها الفرنسية " اما انا فلا اهمية لي ، لم اكن سوى لعبة تقدم لكاترين ! " .
" جون ... " ثم سكتت فاية كلمة و مهما كانت حنونه لن تهدأ غضبه ، و هو يرمي بحبها ، ولن يحميها شيء آخر ن لكنها لاحظت شيئا مهما ن لقد تعذب كثيرا .
" انت مخطيء جون ، لان تظن انك كنت مهملا ، في يوم الدفن سألتني والدتي عن اخبارك ، و كانت متأكدة انك ستأتي ، و انك لن تتركها وحدها ن صدقني انها تكن لك محبة كبيرة " .
" الافضل ان اذهب ، و بدون شك سيعود آبوت ... " .
" لا تكن سخيفا ! كريغ و ابنته هما مجرد اصدقاء فقط "
" لم اطن اعلم ان لديه ابنة هل هي جميلة ؟ " .
" انها صغيرة ، في السادسة عشر تقريبا " .
" هذا مثير حقا ، يجب ان اتعرف عليها " .

نايت سونغ
24-12-2008, 14:54
-11-
فاشتعلت عيون كاتي بالغضب و رفعت يدها تصفعه مرة ثانية ، لكنه امسك يدها و حملها و رماها بسرعة علي السرير .
" جون لا! لا ! " .
لكنه لم يصغي لاعتراضتها .
و توقف الزمن عن الدوران و نسيت كاتي السنوات الخمس ... و كان جون يضمها بحنان الي جسده العاري ، فرفعت رأسها نحوه ، فطبع قبلة رقيقة علي شفتيها ن ثم ابعدها عنه بهدوء .
" يجب ان ارحل ، انسة غرنجر " .
" اوه لا ... جون ، ابقي قليلا ... بامكاننا ان نتاول العشاء معا " .
" انا اقول هذا لأنني افكر بك ، و ليس بنفسي " ثم نظر الي ساعته ن و قال لها ضاحكا " لقد قضينا نصف ساعة ! ولا بد ان رئيستك بانتظارك ! " .
" يا الهي ! " صرخت كاتي و هي تنهض " لقد جعلتني انسى الموعد " و ارتدت ملابسها بسرعة ن و اختارت ثوب التمريض الازرق لكي تبدو في وضع جدي يبعدها عن اي اتهام .
ظل جون يراقبها و هو يضع يديه تحت رأسه علي السرير .
" لا تنسى ان ترتب السرير بعد ان تنتهي من كسلك " قالت له بلهجة الامر . و كانت تعلم بانه لا يحب الاعمال المنزلية .
" هذا ممكن . من يدري ؟ و لكنني لن انسى ان اغلق الباب ورائي " و كانت نظراته تقول لها " يبدو انك سعيدة جدا " .
" لقد كنت واضحة عندما اخبرتك انني اريد رؤيتك في تمام الساعة الرابعة ، كيف تفسرين تأخرك آنسة غرانجر ؟ " سألتها السيدة والتون بحزم .
لم تعرف كاتي بماذا تجيبها .
" لدي اجتماع في الساعة السادسة ، و يجب ان امر علي منزلي " اضافت الرئيسة " وحقا ليس لدي وقت لاضيعه " .
" اعتذر ... فانا كنت ... " .
" غير مهم ، انت تعلمين بأنني لا اطلبك الا الامر خطير " .
" انا لا افهم ... ماذا فعلت ؟ كريغ كان قد بدأ يشرح لي لكنه ... " .
" كريغ ؟ " سألتها السيدة والتون " نعم ، لقد اخبروني انكما تخرجان معا ... " .
" نحن اصدقاء فقط ، و لقد دعاني لتناول الغداء عنده ، لكي يعرفني علي ابنته التتي تتمني ان تصبح ممرضة " .
" حسنا ، لكنني اريدك ان تكوني حذرة آنسة غرانجر ، الادرايون يجب ان بكونو مثالا لغيرهم " .
" نعم بالتاكيد " .
" لقد وقع حادث في اليوم التالي لرحيلك ، و تظاهرت مجموعة من الممرضات تحت نافذة مكتبي ، ثم انتقلو الي ساحة المستشفي و هذا شيء يضر بسمعة المستشفي ن و عندما طلبت منهن ان يتفرقن ، بدأن الغتاء و بالقفز ، الي هددتهن بطلب الشرطة " .
" انا لا يمكنني ... " .
" لقد سمحت لهن بهذه المظاهرة ، آنسة غرانجر ! " .
" لكن الفتيات الثلاثة طلبن مني بكل بساطة ان يقدمن اعتلااضا " و لكن كاتي تذكرت من حديث الممرضات شيئا ، هل كن يلمحن لمظاهرة ؟ .
" علي الاقل هذا ما اعتقدت انني فهمته منهن " .
" هل انت متاكدة ؟ " .
لم تحاول كاتي ان تقلل من اهمية خطأها ن و شرحت للرئيسة انه كانت مشغولة بعملها و هذا ما منعها من الاهتمام جيدا بحديث الممرضات ن و ادركت الرئيسة الممرضات انه لو كانت الفتيات اعن بصراحة عن هدفهن الحقيقي ، لما كانت كاتي سمحت لهن بذلك .
" علي كل حال ، اتمني ان تاخذي من هذا الحادث درسا ن آنسة غرانجر ، و سيكون لي تصرف مع اولئك الفتيات " .
نهضت كاتي و كررت اعتذارها ، و كانت علي وشك الانفجار بالبكاء . جون هو المسؤول ! وهي متأكدة ان هذا الاتهام ليس صحيحا ، لكن لو لم يشغل بالها في تلك اللحظات لما كانت اساءت فعم هدف الممرضات ، نعم جون مذنب .
و غي الصباح اليوم التالي ، دخلت كاتي الي القسم الثالث ن و كان الجو هادئا . و كانت بيجي لا تزال في اجازتها ن و اول شخص التقت به ، كان جون كيركلاند الذي كان ينتظرها في مكتبها ، و كان يلبس الجيلية ن و تسألت لماذا هذه التفاصيل الصغيرة تلفت انتباها ، هل هذا لانه يخالغ اليوم عادته ، الا انه انيق و فاتن . وهذه الملابس التي يرتديها تكلفه مبالغا كبيرة ، مين جاء بكل هذا المال ؟ هل يستغل احدى ثروة احدى صديقاته الجديدات ؟ فاغمضت عينيها و تنهدت ، و عندما فتحت عينيها من جديد التقت نظراتها بنظرات ساندرا اليوت ن التي التفتت تحو جون ثم ابتسمت بسخرية .
كانت افكار ساندرا واضحة علي وجهها ن لكن كاتي حاولت ان تتكلم بهدوء ، فابتسمت لها ، و للمرضة الثانية ، ثم التفتت نحو جون .
" بماذا يمكن ان افيدك دكتور كيركلاند ؟ الا اذا كانت الانسة اليوت قد افادتك ... " .
" لا ، لقد جئت لاراك انت ، اذا كان هذا لا يزعج الآنسات " قال بلطف و نظر الي الممرضتين ن فاستأذنت الممرضات و خرجتا و اقفلن الباب وارئهما .
" كيف كان لقاؤك مع الرئيسة ؟ " .
اجابته كاتي بلهجة حادة لكي تخفي انفعالاتها ن و شرحت له بأن السيدة والتون كانت متفهمة .
" اتمني ان تكوني وجدت عذرا جيدا لكي تبرري تأخيرك " قال مبتسما بمكر .
ثم نهض فجأة و ضمها اليه فترجعت خطوة للوراء ، وكان بأمكانها الابتعاد عنه اكثر ، لكنها احست بانها مشلولة القوى ، فرفع جون رأسه نحوها ، و التقت الشفاههما قلبة مثيرة ن لكن الرنين الهاتف قطع عليهما هذع اللذة وز اعادهما الي الواقع ، فابتعدت كاتي عنه بجهد كبير ن و تناولت السماعة ، و عندما انهت مكالمتها كان جون قد اختفي .
فحاولت ان تبعده عن رأسها و تركز كل اهتمامها علي عملها و علي المرضي الذين بحاجة لها .
و بعد انهت عملها المكتبي ، قامت بجولة علي المرضي ، و تفقدت ملفاهم ، ولاحظت ان اسرة غير مشغولة ، و عندما ابدت هذه الملارحظة الي ساندرا اليوت ، هزت الأخيرة كتفيها .
" الايام تتابع ، و لكنها لا تتشابه ، و غدا قد تكون الاسرة مليئة ، علي كل حال كانت مشغولة اثناء اجازتك " .
" لم تكن هذه اجازة بكل معني الكلمة ، لقد فقدت والدي " .
" لكنك تغيبت يومين اضافيين ، و لقد مات مريضان اثناء غيابك ، و كنا مشغولين جدا ! " .
لم تحاول ساندرا ان تنتبه لالفاظها ن و فررت كاتي ان لا تذكرها بانها تتكلم مع المسؤولة مباشرة عنها ن و ادركت ان اسباب ثورتها عليها ليس بدافع مهني .
" و في اول يوم تعودين الي العمل ، اجدك وحدك مع عشيقك ! " .
تاملتها كاتي بدهشة ن و بعد صمت قليل اجابت " الا تعتقدين ان خيالك يحملك بعيدا ، آنسة اليوت ؟ " .
" لقد جئت في الساعة السابعة لكطي اطمئن علي سير العمل ، و لكن دكتور كيركلاند كان قد سبقني ، ويبدو انه متشوق جدا للقائك ! " .
" اذا كان عشيقي كما تدعين ، لكنا قضينا الليل معا " اجابتها كاتي غاضبة " ولما كان جاء لرؤيتي في ساعة مبكرة ن و في مكان عام كهذا " .
" لا .... لا " اجابتها ساندرا و قد احمر وجهها .
" نحن اذن لم ننم في سرير واحد ، يبدو لي انك تتحاملين علي آنسة اليوت ، و الدكتور كيركلاند جاء ليبحث معي مسألة طارئة " .
لم تكن كاتي تكذب ، لأن جون كان يريد الاكمئنان علي ردة فعل السيدة والتون .
" علي كل حال انت لا يجب ان تتدخلي بحياتي الخاصة ، ولا بحياة الدكتور كيركلاند ن و لكن لكل شيء يدل علي انك وقعت تحت سحر الطبيب الجديد ، و هكذا ستكونين واحدة جديدة علي لائحة طويلة ... " .
"< وانت ؟ الم يختارك منذ اليوم الأول ! " .
" كفي آنسة اليوت ! " صرخت بها كاتي .
و كانت ساندرا من حيث الشكل جميلة ايضا و قد تكون معجبة بالدكتور كيركلاند ، و من المؤكد انها لك تكن لتعجب به لو كانت تعرف حقيقته ! .
و اثناء تفحصهما معا لملفات المرضى ن زال التوتر بينهما ، و لم تستطيع كاتي الا ان تعجب بكفاءة ساندرا في عملها .
" ما رأيك بالسيدة دوش ؟ " .
" برأي انها نموذج من مرضى الخيال " اجابتها ساندرا .
" هذا ممكن ، و لكن لديها بعض عوارض التوتر العصبي كفقدانها الشهية " .
" لا " .
" و مالذي يؤكد لك ذلك " سألتها كاتي بدهشة .
" انا ... اعرف شخصا اصيب بهذا المرض ، و السيدو دوش ليست كذلك ، و ضعفها يعود الي اسباب اخرى " . و كانت من بين المرضي فتاة شابة هي الين اوكونور التي يجب ان تخضع لعملية امعء ، و لاحظت كاتي في ملفها انها قريبة للدكتور كوتن .
" اتمني ان لا اجد عذرا لمضايقتك ! " .
" ابدا " اجابتها ساندرا و اسرعت و غادرت الغرفة امام دهشة كاتي ، ماذا اصابها ؟ .
عند الظهر ن زار الدكتور كوتن كاتي ، و كان جميلا و انيقا ن و يبلغ الخامسة و الاربعين من عمره ، و لهجته ايرلندية ، قدمت له كاتي القهوة ن و كانت سعيدة بلقائه .
" اعتقد انها عملية صعبة ن دكتور كورتن " .
ثم دعت ساندرا للانضمام اليهما ن لكنها تفاجأت بانها خلقت عدة اعذار لكي لا تشرب نعهما القهوة . و يبدو انها ليست علي علاقة طيبة مع الدكتور كورتن .
" ناديني مايكل ! لو سمحت ؟ فلقب الدكتور يجعلني اشعر بانني اصبحت عجوزا ن و كما تعلمين الارلنديون لا يفقدون شبابهم ! ام بالنسبة لقريبتي ، فهذا الحل الاخير ، العملية الجراحية .
" يجب عليك ان تخبرها ما يجب عليها تحمله بعد العملية ، لقد تناقشنا معها منذ قليل ، ووجدت انها مستسلمة " .
" بالفعل ن انها منهارة ، لكنها ستعيش و هذا المهم " .
و ثرثرا معا و لم تنتبه كاتي للوقت ن و تفاجات عندما اخبرتها ساندرا انها ستنزل لتناول الغداء .
" اوه ، حان الوقت ؟ة" قالت ساندرات التي تدير ظهرها للدكتور مايكل " حسنا ن اخبري المساعدة انه بامكانها النزول ايضا " .
نهض الدكتور مايكل فور خروج ساندرا ن و يبدو انه يردي اللحاق بها ن فشعرت كاتي بفرح صادق ، فالحب اظاهر في عيونه ، و قد يكونا حاليا علي خلاف ، و هذا ما يبرر تصرفات ساندرا الغاضبة داءما ، و لكن كيف تفسر اعجابها بجون ايضا ؟ ثم هزت كاتي كتفيها .
من النادر جدا ان يمكن للمرضات او الاطباء الادعاء بان المرضي لا يهتمون بحياتهم الخاصة ن و كثير من الكرضي ينتبه للعلاقات الحميمة التي يحاول اخفاءها الاطباءو الممرضون ، و هذه حالة السيدة البوري في القسم الثالث .
" انه اكبر منها بكثير " قالت لكاثي بعد الظهر " في اليوم تلاول اعتقدت انه والدها ، و لكن يجب الاعتراف انه رجل وسيم " .
" فلنتمني لهما اذن الزواج السعيد " .
" مستحيل انه متزوج ن لقد اخبرتني بذلك احدي الممرضات " هزت كاتي رأسها و ابتعدت ن مسكينة ساندرا ! فكرت بها بحزن و اقتربت من سرير الين اوكونور .
" والدتي انكليزية ، و نحن ستة بنات و ثلاثة صبيان ! " ابتسمت كاتي و سرت لوثوق الفتاة بها .
" و عمي ؟ ما رأيه بالوضع ؟ " .
" انا لا اراه كثيرا عندما تكون الآنسة اليوت في القسم ، مع انه يأتي كثيرا ، و انا اعتبره بمثابة والدي ، و هذه العملية تفرض ... ، انا لا اريد اجراء هذه العملية ، آنسة غرانجر " صرخت الفتاة و انهمرت دموعها .
" انا افهم شعورك ، الين ، و لكن من الخطر الانتظار اكثر ، و الدكتور ردفورد درس كل الحلول الاخري قبل اجراء العملية " .
هزت الفتاة رأسها بحزن ، و ظلت كاتي معها بعض الوقت ، " هل تاتي والدتك لزيارتك ؟ " .
" لا ، آنسة اليوت نصحتها بان لا تأتي ن لأنها لا تستطيع ان تمنع نفسها من البكاء ... و هذا يؤثر بي كثيرا ، لقد جاء والدي مرة ، و هو الوحيد الذي اقبل برؤيته و الدكتور مايكل طبعا ن اخوتي يضجون كثيرا ، بينما انا احب النظام و النظافة و الهدوء ، ويقول الدكتور مايكل انني قلقة كثيرا ، و انني استسلم لليأس ، و هذا سبب التقرح في امعائي ن هل هذا صحيح ؟ " .

نايت سونغ
24-12-2008, 14:58
-12-
شرحت لها كاتي باسلوب مبسط اسباب القروح المعوية . و اكدت لها ان بعضها يكون لاسباب نفسية . و عندما ارتاحت الين ن عادت كاتي الي مكتبها ن و هي تفكر بالمشاكل التي يجب عليها مواجهتها غدا ، و كان فريق دكتور ردفورد الذي سيجري العملية .
كان اليوم التالي متعب اكثر مما توقعت كاتي ، بالاضافة الي ان الاىنسة اليوت لم تكن مستعدة لبذل اي مجهود ، و اكثر من مرة اضطرت كاتي لتذكيرها بواجبها و خاصة بالنسبة لراحة المرضي الضرورية ، و عندما رفضت ساندرا اعطاء حقنة للآنسة المريضة ، طلبتها كاتي الي مكتبها و عنفتها ن و اضطرت الي ان ترفع صوتها عليها و سرت هذه الملاحظة في كل القسم ن و لم تظن كاتي ان ساندرا نقلت هذا الخير بنفسها لكي تكسب مودة الجميع ، لكنها فشلت لأن كل الممرضات لا يحملن لها اية مودة ، و فيما بعد ، راتها كاتي تتجه الي غرفة الممرضات تبكي ، فلم تحاول كاتي ان تخبرها ان البكاء ينفع و يريح الاعصاب ، لكن في الساعة السادسة ، اعدت كاتي القهوة و دعت ساندرا للنضمام اليها في مكتبها ، و بعد تردد قصير جاءت ساندرا ن لكنها التزمت الصمت ... ة فجاة دخل الدكتور مايكل كورتن ، و اختفت ابتسامته بسرعة عندما رأى ساندرا . وتوقف مكانه و هو لا يرفع نظره عنها . و كانت كاتي قد نهضت لاستقباله ، و لك تعرف اي موقف تتخذ . ففكرت بالخروج باي حجة ، و لكنها قررت ان هذا سيكون واضحا ، فابتسمت و سألته اذا كان يرغب في الحديث معها ام مع ساندرا ، ولمحت في عيونه نظرات المحبين .
" اريد ان اكلمك بخصوص الآنسة الين " فنهضت ساندرا و هي ترفع وجهها بتحد .
" بهذه الحالة ن اسمحي لي بالانصراف ، آنسة غرنجر لا يزال لدي بعض الاعمال " ثم خرجت و صفقت الباب وراءها ، تنهد مايكل ثم ابتسم ابتسامة حزينة .
" من الطبيعي لا تحب الايرلندين " قال بمرارة و سخرية ، وجلس علي الكرسي ، و جلست كاتي في قابلته و هي لا تدري ماذا تقول له ، ماذا سينفع تدخلها اذا كان مايكل متزوجا ؟ .
" كنت ارغب في ان تحدثني عن الين ؟ " .
و رغم صداعها القوي ، اخذت تسمع لحديثه ن لكنه كان يبدو انه يهرب من الوحدة ، و يبحث عن قلب كبير ، وبعد كلمات قليلة حول مرض الين ن اخذ يحدثها عن طفولته في ايرلندا ، و مرت ساعة من الوقت و هما يثرثران ، وفجاة رن جرس الهاتف ، فدخلت الممرضة ماري لكي تجيب علي الهاتف بنفس الوقت الذي رفعت فيه كاتي السماعة " .
" اعذريني ، لم اعلم انك لا تزالين هنا " ثم خرجت و هي تضحك ، فادركت كاتي ان هذه الممرضة ستنقل خبر وجودها مع الدكتور كورتن الي رئيسة الممرضات كما وان علاقتها مع ساندرا ستزداد سوءا ، و كذلك ستكون مضطرة لمواجهة غضب جون اذا علم بانها كانت تضحك مع دكتور كورتن .
و عندما عادت الي شقتها ، لم يعد يحتل تفكيرها سوى جون كيركلاند ، و لشدة حاجتها له رغبت بالبكاء ، و هو لم ينتقل الي منزله الجديد ، و ينام الآن في الطابق الذي فوقها ، بضعة درجات فقط تفصلها عن الرجل الذي تحبه ، لانه شرح لها بوضوح تام انه لم يكن لكاترين غرنجر في الماضي مكان في حياته .
و اول فكرة خطرت ببالها عندما استيقظت هي ان الدكتور ردفورد هو الذي سيجري العملية اليوم ن و كان الوقت لا يزال مبكرا ، فشربت كوبا من الشاي ، و احست بانها اليوم لا تملك القدرة علي مواجهة مشاكل العمل .
و مع ذلك قامت بعملها الصباحي علي اكمل وجه ن و بينما هي في مكتبها جاءت ممرضة الليل .
" انها الين ، ترفض الخضوع للعملية ، و تقول بانها لا يمكنها ان تتحمل فكرة ان تجر كيسا من البلاستيك معها طيلة ايام حياتها ، و للحقيقة آنسة غرنجر انها محقة " .
" نعم ، بافعل حتي انني ابديت هذه الملاحظة لكن البرفسور ردفورد كان مصرا ، هل مايكل ... اقصد الدكتور كورتن هنا " .
" آه ! يقال انه يلاحقك دائما ، انه متزوج تلا تعلمين ذلك ؟ " .
" لا تتفوهي بالحماقات آنسة ريسل ن انه عم الين ، ولهذا السبب اريد ان اكلمه " .
" لا تتوتري ، كاتي انا لا اقصد ذلك ن مع انني اعلم جيدا لمن يدق قلبك " .
" انت مخطئة اذا كنت تفكرين بالدكتور كيركلاند ، انه يزورني لكنه ... "
" الدكتور كيركلاند ؟ " سألتها بدهشة " هو ايضا ؟ يا الهي ! كنت افكر بكريغ آبوت ، و لم يخبرني احد بامر الطبيب المستشار الجديد ! " .
عضت كاتي شفتيها ن و اتجهت الي غرفة الين ن فوجدتها شاحبة و اخبرتها الآنسة ان الدكتور كورتن سيأتي بعد قليل ن فكان من واجب كاتي ان تطمئنها ن فامسكت يدها النحيلة بين يديها و اخذت تستمع لها و عندما انضم اليهما الدكتور مايكل مبتسما كان كأنه نور الشمس يذيب حزنها ، فقررت كاتي البقاء بقربها لكي تشجعها ، لأنها لن تعيش اذا دخلت الي غرفة العمليات بهذا اليأس ، و تفاجأت كاتي لأن مايكل لم يحاول اقناع قريبته بطريقة مباشرة ، و كان يكلمها بروح الصداقة .
جاءت احدى الممرضات المساعدات و سألته اذا كانو يرغبون بشرب القهوة ، فاخذت كاتي جانبا و شرحت لها ان الآنسة اوكنور ستخضع لعملية خطيرة ، و ان اقتراحها هذا لم يكن مناسبا ابدا ، و عندما عادت الي سرير الين ، ابتسم لها الدكتور مايكل ابتسامة مشرقة .
" لقد اخذت الين قرارها ، يا عزيزتي كاتي ن قالت نعم ! " ابتسمت كاتي لكن صوتا جافا جعلها تنتفض .
" اتمني ان لا ازعجك عزيزتي كاتي ! ! " قال لها جون كيركلاند ن و كان قد اصبح امامها ن و عيونه تشع بالغضب .
" ولكن . . . لا دكتور ، بالتأكيد لا " اجابنه متلعثمة .
" اريد ان اكلمك ن مايكل " قال متلفتا نحو مايكل " لقد اخبروني انني سأجدك هنا " .
" فنظر اليه د. كورتن نظرة لوم .
" هذه الفتاة قريبتي ، جون ووجودي هنا ليس له اي تفسير اخر " .
" هذا افضل ن فأي اشاعة تضر بلآنسة غرانجر ... " .
" حياتي الخاصة لا تعنيك بشيء ، دكتور كيركلاند ! " قالت له كاتي بحدة ن والآن بمكأنكما الانصراف يجب علي ان اهتم بمريضتي " .
" ثم رافقتهما حتي الباب و عادت الي الين .
" هل هذا صحيح ؟ هل انت موافقة علي العملية ؟ " .
" من هذا الطبيب الساحر ؟ انا لم اره من قبل " .
" انه مستشار جديد في الطب العام ، و اسمه جون كيركلاند " .
" انه جميل جدا ، هل أنتما اصدقاء ؟ " .
" كنا اصدقاء ، ارتاحي الان ، سأعود بعد قليل " .
علي الاقل زيارة جون اثارت اهتمام الين ، و جعلتها تنسى العملية التي تنتظرها .
بدات العملية الجراحية ، و كانت الين الاولي التي اشرف علي عمليتها البرفسور ردفورد بنفسه ، و عهدت كاتي الي احدى الممرضات ان تكرس لها كل وقتها عندما تخرج من غرفة الانعاش ، ثم نزلت الي الكافتيريا ، لكي تتناول عداءها بسرعة ، و كانت ساندرا قد عادت بعد ان تاخرت ربع ساعة ، و عندما اشارت لها كاتي بذلك ن اجابتها ساندرا بلهجة قريبة من الوقاحة .
من غير المفيد مراجعة ساندرا في هذه الفترة ، لأنها دائما تدعي انها الضحية الضعيفة ، فاخذت كاتي تقطع قطعة اللحم التي في صحنها بعصبية ظاهرة .
" هيا هيا عزيزتي ، كاتي اهدأي ! " نصحها جون و هو يجلس مقابلها " ماذا هنالك ؟ " .
" كنت افكر بساندرا اليوت " قالت له بحدة .
" ساندرا المسكينة ! ما جريمتها الآن ؟ هل خطفت احد عشاقك ؟ " .
احمر وجه كاتي ، و اسرعت بشربي كوب ماء .
" كيف يمكن ان تكون بهذه الوقاحة ؟ و رغبت في ان ترميه بكوب الماء .
" كنت قد نسيت كل اثارتك و معرفتك في فن ... " ثم التفت و قال " اه صباح الخير ... " .
فالتفتت كاتي بدورها ، فرات ليونارا آدمز تضع صحنها بقرب جون .
" ايمكنني الانضمام اليكما ؟ شكرا " ثم جلست " جون ، يا عزيزي لدي اخبار لك " .
احست كاتي انها ستختنق و هي تبلع طعامها .
" بالنسبة للسرير ن لقد وجدت لك سرير رائعا ! و انا مقتنعة انه سيعجبك ، انه كبير و واسع ! " .
" انا احب الأسرة الكبيرة " اجابها جون .
" هذا سيناسبك تماما ! " اضافت ليونارا بمكر و دلال " ولكن هناك ... " .

نايت سونغ
24-12-2008, 15:00
-13-
قررت كاتي ان تنسحب و تركز اهتمامها علي عملها ن لن هذا النقاش السخيف لا يعجبها ن و بنفس الوقت جاء كريغ آيوت ن و جلس بجانبها .
وعلي عكس ما كانت تتوقع ، اشتقبله جون بابتسامة صداقة ، فقالت لنفسها انها لا تفهم هذا الرجل ابدا ، كما انها لا تملك الفرصة المناسبة للمحاولة ن يبدو انه بمزاج رائع اليوم ، لأي سبب ؟ اتكون ليونارا هي السبب ؟ .
فرغبت في فنجان قهوة ن لكنها خشيت اذا نهضت لاحضار قهوتها يتبعها كريغ ، فغيرت رأيها و قررت العودة الي عملها ، فنهضت و ابتسمت لهم .
" اوه لقد نسيت ! " قال جون بسرعة " لدي بطاقات لحضور فيلم رائع في السينما بامكاننا الذهاب كلنا " فوافقت ليونارا و كريغ .
" اذا كانت الدعوة تشملني ايضا فانا اسفة " ثم ابتعدت بسرعو ، و خرجت علي رفضها الجاف .
لحق بها كريغ قبل ان تصل الي الباب .
" دعني كريغ ن ليس لدي ما اقوله لك " .
و حاولت النخلص منه ن فامسك ذراعها و اتجه بها نحو البهو الداخلي .
" اسمعيني ارجوك ، ان نوياي هي من باب الصداقةالصافية ، ايما ابنتي لا تتكلم الا عنك ، و هي تحب ان تراك و لم تعد ترغب بان تصبح ممثلة " .
" هذا افضل " اجابته دون ان تتوقف ن و قد اصبحت قريبة من قسم العمليات ، و لم تسمع كريغ بوضوح ، و هي تفكر بجون يجلس في السينما بينها و بين ليونارا .
" لا !" .
" ايمكنني ان اعرف لماذا تجبين بكلمة لا ؟ " سألها كريغ .
" اعذرني ، كريغ كنت شاردة ... ماذا قلت ؟ " .
" لكنك لم تكوني تستمعين الي " قال غاضبا .
" كن لطيفا ، كريغ اريد ان اكون لوحدي ن لدي مشاكل كثيرة هذه الايام " .
كانت الين قد اعيدت الي سريرها ، و كانت تبدو متعبة جدا فابتسمت لها كاتي ثم اتجهت نحو سرير السيدة دوش التي نادتها " قالوا لي انني ساخرج غدا ن الا تعتقدين ان حالتي تستوجب عملية جراحية ؟ " .
" لا ن لا ضرورة لذلك ، سيدو دوش انك تعانين من مشكلة في نظام تغذية ن لماذا لا تحاولين تناول المنتجات الكاملة ؟ " .
" ماذا تقصدين ؟ " .
" انها اطعمة لذيذة ، مثل الخبز الكامل ن حبوب الصوجا ، القهوة الخالية من الكافيين ... يوجد مطاعم متخصصة بهذا الريجيم ... " ثم عادت كاتي الي مكتبها سعيدة باقناع مريضتها ن و بعد قليل زارها د.مايكل و بعد ان ثرثرا طويلا ، دعاها لحضور فيلم في السينما .
" بصراحة ن لست بمزاج جيد ، هذه الايام " الح مايكل ، و اخبرها انه هو ايضا يعاني من مشاكل خاصة ، سهرة مع مايكل ستكون مفيدة لها ، فكرت كاتي ، انه متيم بساندرا اليوت و هي تحب جون كيركلاند ن فهذا سيجعلهما يوسيان بعضهما .
" ولكن زوجتك ؟ انا لا اريد ان يتهموني بالخروج مع رجل متزوج ، يكفي ما لدي من مشاكل " .
" انا حر يا عزيزتي كاتي " اجابها مبتسما توفيت زوجتي في حادث سيارة ن منذ اعوام " .
" هذا رائع ... " صرخت كاتي " اوه عفوا ... انت تفهم ... " .
اذن لا حاجز يجول بينه و بين ساندرا ... و اتفقا علي موعد . و عادت كاتي الي عملها و هي تشعر ببعض السعادة ن اولا لأن اثنين يحبان بعضهما و سيعرفان السعادة ن ثانيا لأن العمل مع ساندرا سيصبح اسهل .
اتصل بها رئيستها السيدة والتون ن و طلبت ان تقابلها في صباح الغد ، و هذه المرة كانت كاتي تعلم السبب ، لقد اخبرتها هازل سميث .
" لست ادري من نشر هذه الاشاعة ، لكنهم يقولون انك تستقبلين الدكتور كيركلاند دائما في شقتك " .
" اهذا كل شيء ؟" سألتها كاتي .
" الا تعلمين ان هذا يهدد مهنتك ؟ كنت اعتقد انك طموحة ! " .
" طبعا ن و لكني اعتقد ان حياتي الشخصية لا تعني احدا غيري ، و انا اهتم جيدا بصحة مرضاي ، و لاشيء اخر يهمني " .
" انا لست من رأيك ! لأنهم يقولون انك تستقبلين كريغ ابوت ايضا ن وان اري ان هذا ... غريب ! " .
" الم تشر السن السوء الي الدكتور كورتن ايضا ؟ صحيح انني لم استقبله حتي الان ، لكننا نقضي اوقاتا طويلة في مكتبي ، من يدري ؟ قد يكون هناك آخرون ... " .
" ارجوك ، كاتي ! " .
" انت محقة سيدة سمث ن انا اسفة لكن هذا لم يعد محتملا ، فانا اعرف الدكتور كيركلاند منذ مدة طويلة ، و قبل مجيئي الي هنا ، و السيدة والتون تعلم ذلك اما كريغ ابوت ، فانا اعتبره صديقا فقط اما مايكل فاعلمي انه يحب ساندرا اليوت ، و هما متخاصمان الآن ، و انا ابذل جهدي لمصالحتهما ، و اتمني ان لا تحاول الآنسة ساندرا اليوت من جديد ان تهدم حياتي المهنية " .
" اعتقد انها قادرة علي خلق مثل هذه الاشاعات ن و لكني انصح بالحذر " .
دخلت كاتي الي شفتها و اغلقت الباب وراءها بعنف ، ثم رمت حقيبة يدها و جلست ، و فجأة نهضت و خرجت من جديد ن و ركبت سيارتها و اتجهت الي شارع كروس سكوير ظ، و جون الذي كانت تعتقده في المستشفي ن كان موجودا في منزله الجديد ،ى لأنها رأت النور مضاء في الطابق الاول ، و سيارته المرسيدس متوقفة امام المنزل . هل هو وحده ؟ لا يمكنها ان تدق باب منزله دون وجود عذر مقبول .
سمعت صوته بنفس اللحظة التي اوقفت فيعا سيارتها .
" كاتي ! " التفتت فرلأته خلفها .
" كنت اهم بالخروج ، اتريدن ان تلقي نظرة ؟ " .
وكان واثقا من انها لن ترفض . و فكرت كاتي بان تعتذر لكن فضولها كان كبيرا و بدون ان تتكلم نزلت من سيارتها و تبعته ن و في المدخل الواسع توقفت و اعجبت بالسلم المؤدي الي الطابق العلوي و المغطي بالسجاد ن قادها جون الي الصالون الذي كان مضاء .
" يوجد غرفة طعام ، لكنني اتناول طعامي هنا " قال لها مشيرا الي طاولة صغيرة و كراسي في احدى الزوايا واخذت تنقل نظرها حولها بصمت ، و كانت الغرفة المجاورة عبارة عن مكتبة تضم كتبا عديدة ، اما المطبخ ، فكان واسعا و مجهزا بكل لوازمه ، تأخرت كاتي قليلا بينما صعد جون السلم ، ثم تنهدت و انضمت اليه .
" يوجد اربعة غرف ، لكن لا يوجد سوى حمام واحد " .
حبست كاتي انفاسها و استعدت لزيارة غرفة نومه ، لكن جون لم يكن ينوي ان يعرفها عليها .
" اوه يوجد شرفات في كل الغرف ، تماما كما في منزلكم " قال و هو ينزل الدرج .
" هذا رائع جون ، لا بد ان الاثاث كلفك مبلغا كبيرا " .
" اترغبين بفنجان قهوة قبل الرحيل ؟ " اقترح عليها و هو يتجه الي المطبخ .
لماذا لم يريها غرفة نومه ؟ الأن ليونارا موجودة فيها و تنام علي السرير الكبير الواسع ؟ هذا سخيف حقا ، و الا لما كان جون دعاها بوجود امراة اخري في منزله . و لكنه لم يتركها وحدها عندما دخل لكي بعد القهوة .
بعد قليل استأذنت كاتي و هي تشعر بانقباض في قلبها ن كم تمنت لو ان هذا المنزل يكون منزلها ! .
كانت مقابلتها مع السيدة والتون قصيرة لكنها لم تكن لطيفة ، و لم تحاول كاتي الدفاع عن نفسها ، و اكدت بانها تملك الحق في ان تعيش كما يحلو لها ، ولكن وعدتها بان لا تستقبل جون في شقتها .
" الا يمكنك ان تزوريه في منزله الجديد " سألتها السيدة والتون بلهجة حنونة " عل الاقل ستكونين بعدين عن انظار الفضولين ... " .
" يبدو ان الدكتور كيركلاند يتخذ اجراءات اخري لكي ... يتجنب البقاء وحيدا " اجابتها كاتي بمرارة .
وبعد قليل سمحت لها رئيستها بالانصراف ، فعادت كاتي الي عملها و الحزن باد علي وجهها . انهم يتهمونها بانها تعيش حياة ماجنة ، و الاكثر من ذلك ، انهم يتهمونها بانها تستقبل رجلين في شقتها ن بالطبع هذا كثير بالنسبة للسيدة والتون ! .

نايت سونغ
24-12-2008, 15:02
-14-
كان كريغ آيوت ينتظرها امام مدخل القسم الثالث ، و كان يرتدي بدلة و كرافات علي غير عادته .
" لقد قررت الاهتمام بشكلي قليلا " شرح لها مبتسما فالنساء لا ترغبن بالرجل الغير انيق ، اليس كذلك ؟ " .
" انت محق " اجابته بمودة .
" ايما و انا ... اقصد ايما ترغب بدعوتك لحضور حفلة صغيرة نقيمها في المنزل ن انها ستحتفل بعيد ميلادها في آب ، و سيكون المنزل مليئا بالشبان الذين بنفس عمرها ، و فكرنا ان المسنين ايضا يحق لهم ببعض الترفيه ! " .
" لست ادري اذا كنت انا اصنف من بين المسنين ، و لكني اقبل هذه الدعوة بكل سرور " اجابته بسخرية .
وكان موعد هذه الحفلة بعد اسبوعين ن و موعدها للذهاب ال السينما مع د.مايكل كورتن في اليوم التالي .
ارتدت كاتي ملابسها و هي تفكر بتلك السهرة التي دعاها اليها جون مع كريغ كيركلاند و ليونارا ، ايمكن لها ان تلتقيه هذا المساء برفقة ليونارا ؟ و لمعت عيونها بالغضب و هي تضع الميكاج علي وجهها ، فليخرج مع من يشاء ما اهمية ذلك ؟ .
و اخيرا حاولت اقناع نفسها ... لكنها في الواقع كانت ستموت من الغيرة ن و مع ذلك لا يجب عليها اظهار مشاعرها لا لجون ولا مايكل ...
وفجاة سمعت طرقات علي الباب تعلن وصول الاخير فترجته ان ينتظرها في الطابق السفلي ، و اكدت له انها ستشرح له السبب فيما بعد ، اطاعها مايكل بابتسامة صغيرة و اغلقت الباب وراءه .
القت علي نفسها نظرة اخيرة في المرآة ، ثم فتحت الباب لكي تخرج ، لكنها رات جون يدخل و يغلق الباب وراءه ، فشحب لونها و اختفت الابتسامة من وجهها ن و بهدوء مد جون يده و رفع الميدلية الذهبية التي تعلقها كاتي في عنقها .
" يبدو انك لا تفارقينها ابدا " ثم فتح الميدالية ودهش عندما رآها فارغة .
" لايوج فيها اية صورة ؟ " قال لها بهدوء " مع انها تتسع لصور عشيقك ... " .
"انهما لسيا عشقين لي ! " .
" حسنا ، وهذا الثوب و هذا العطر ... مسكين مايكل ، ستوقف قلبه ما ان تقتربي منه ، انه مريض الا تعلمين ؟ " .
" لا لم اكن اعلم ، وهل هو خطير ؟" سألته بقلق وهي تفكر بساندرا اليوت .
لكنه لم يجيبها و امسك ذراعها و جذبها نحوه بعنف .
" لن نتكلم الآن ، لقد تركت سيارتي خلف المبني ن تعالي ! " حاولت كاتي ان ننخلص منه ، و احست بالخوف لكنه كان يمسكها جيدا .
" جون ، لا تجبرني لو سمحت ! مايكب ينتظرني ارجوك ! " و خافت من الخروج معه ، يجب ان تكسب بعض الوقت ، لأن مايكل سيلاحظ تاخرها و سيصعد مما يضطر جون لاتركها .
لكنها ليست متاكدة ، و هي التي تعرف جون جيدا ، و تعرف بان سيحصلل شجارؤ اذا تقابل الرجلان الان ن و هذا الحادث يكفي لتدمير مستقبلها المهني الي الابد ، فتوقفت عن المقاومة .
" و اخيرا قررت ان تتبعيني بمشيئتك ؟" و ابتسم ابتسامة مخيفة و لمعت عيونه ببريق وحشي .
حاولت كاتي ان تسيطر عليه ن لكنها لم تتمكن انهسيد نفسه الوحيد .
و تبعته علي السلم و حاولت ان تتفاهم معه .
" جون ن مايكل سيقلق علي ، دعني علي الاقل ان اعتذر منه ... اوه يا الهي ! " . و تذكرت فجاة كريغ الي يجب ان يحضر اليها بعض المجلات ، و كان سيرغب في ان تساعده باختيار هدية عيد ميلاد ابنته ايما ، و كانا قد اتفقا علي ان يلتقيا في المستشفي لكن كريغ تاخر ، ماذا لو فكر ان يزورها هذا المساء ؟ .
" ما بك ؟" . سألها جون و هو يدفعها امامه .
" لاشيء لاشيء " .
ثلاثة رجال بنفس الوقت ! لن تنجح بعد اليوم في الحفاظ علي سمعتها و خاصة امام ساندرا .
وفي سيارته التجهة نحو شارع كروس سكوير ، ابدت ملاحظتها " لقد سبق و زرت منزلك ، جون " .
" نعم ، و لكنني لم اريك غرفتي ... اقصد غرفتنا " .
" اذا كنت تتخيل بانني ساقبل النوم علي ذلك السرير الواسع ، فانت مخطيء جدا " .
" نعم " اجابها بمكر .
تساءلت كاتي ما الذي يقصد بجوابه الغريبي هذا . و كانت دهشتها كبيرة عندما رات لوحة اما الباب .
" غرنجر ؟ ما هذه الفكرة ؟ " .
" رائعة اليس كذلك يا عزيزتي ؟" .
" انا امنعك من منادتي هكذا " قالت له و هو يفتح الباب .
" و هل هذا محضور بالدكتور كورتن ؟ لقد سمعته يناديك عزيزتي " قال لها غاضبا " لماذا تسمجحين له بذلك بينما تنرفضينني انا ؟ " .
" الطفل اليتيم المسكين ! " قالت له بسخرية وهو يدفها الي صالون " جون المهمل المسكين ! " ثم دفعت يده عنها بعنف وهو يدعوها للجلوس .
" علي راحتك ! " و حاول ان يتمالك غضبه " لكن اخلعي معطفك و تخلصي من حقبية يدك " امرها بحدة ، فلم تستطيع ان ترفض ن و كانت ترتجغ\ف رغما عنها تبعته و صعدت السلم ن ماذا يريد منها ؟ و كانت دهشتها كبيرة عندما رات الغرفة الكبيرة لا تحتوي سوى علي خزانة .
" اين بقية الاثاث ؟ السرير .... " .
" السرير ؟ "
" نعم ... السرير الذي وصفته ليونارا ذلك اليوم في الكافتيريا ... " .
" آه ! حسنا لقد غيرت رأيي ن افكر بموديل حديث اخر ، اعتقد ان هذا افضل ن ما رايك ؟ " .
" نعم ... ايه ... بدون شك ، فذلك رائع جون " و ابتسمت بمرارة " اتمني ان يفتخر بك آل ... غرانجر ! " .
" انه امتنان لاولئك الذيم استقبلوني بعد ان تخلي عني الجميع " اجابها بهدوء .
تفاجات كاتي عندما سمعت هذا الاعتراف .
" لم اكن اعلم انك تحتفظ بذكري طيبة لعائلتي ... كنت اعتقد انك ادرت لهم ظهرك بعد ان استغيت ... طيبتهم " فراته يعقد حاجبيه و احست بالخجل .
" جون استغلالي ! " واتجه نحو السلم .
فتبعته وهي تتسأل متي ستتمكن من فهم هذا الرجل ، انه يعبر عن محبته و امتنانه لعائلتها ، لا بد ان لهذا الرجل اكثر من وجه واحد .
ثم داعاها لشرب كوب من الشاي في المطبخ ن و جلسا يشربان الشاي و كل منهما محتفظ بالصمت دون ان يتخلي عن سلاحه ، و لكن كاتي شعرت بالطمانينة لأنه لم يجبرها علي المجيء لكي يعاقبها علي طريقته الخاصة .
لكنها ارتبكت كثيرا عندما سمعت جرس الباب .
" الافضل ان اذهب الآن " اقترحت عليه عندما راته ينهض .
" اذا كنت ترغبين بذلك ، فلا تترددي كاتي " لم تستطيع الفتاة ان تتحمل نظراته التي خرقت قلبها ، فهزت رأسها بالايجاب .
" حسنا سأرفقك " اجابها بجفاف و يأس .
و عندما فتح جون الباب ظل اصبع كريغ ابوت الذي يرفعه نحو الجرس نلعقا بالهواء ، و بدا و كأنه تنلميذ خجول ينتظر الأذن له بالكلام .
" نعم " سأله جون بحدة .
تراجع كريغ للوراء .
" آه ن انت هنا كاتي ! اكل شيء علي ما يرام يا عزيزتي ؟ " .
" بالطبع! " اجابته بانزعاج " الا يمكنني ان ازور ... صديقا دون ان تلاحقني ؟ " .
احس كريغ بالاحراج ، واعتذر بالحاح ، فالتفتت كاتي نحو جون و صبت جام غضبها عليه .
" كل هذا بسببك ! لماذا لا تتركتي بسلام ؟ " .
" اعتقد انه من الافضل ان نتكلم في الداخل " اقترح كريغ بكل تهذيب .
ثم دخل و اغلق الباب وراءه ن فتأمله جون بكبرياء ن ثم هز كتفيه و اتجه نحو الصالون .
" اوه ن رائع ان اثاث منزل رائع جون ... " .
" ما الذي جاء بك الي هنا ؟ " قاطعه جون .
" و لكني ... جئت لرؤية كاتي طبعا ، لقد احضرت المجلات التي اتفقنا عليها " شرح له و هو ياتفت نحو كاتي " انها غنية بالفكار ، و ساترك لك حرية اختيار الهدية التي تعجبك و التي تناسب ايما اكثر من غيرها "

نايت سونغ
24-12-2008, 15:04
-15-
" كيف علمت ان كاتي في منزلي ؟" سأله جون بحدة " الدكتور كورتن اخبرني بذلك ن لقد التقيت به في مدخل سكن الممرضين حيث كان ينتظر منذ مدة ن حسب ما فهمته منه ، و صعدنا معا لكننا لم نجدك في شقتك " .
" وانبثق النور من رأسم ، كان يجب ان تكون متنبأ " اجابه جون بسخرية .
" لا ، لكن الممرضة ... ما اسمها ؟ " .
" الآنسة اليوت " تدخلت كاتي " لا بد انها رأتني اخرج برفقة الدكتور كيركلاند " .
" نعم ، هذا ممكن " قال كريغ .
" اتمني ان تتصالح مع مايكل ، فهذا سيكون ... " .
" الدكتور كورتن ؟ " سألها جون بدهشة " هل هما ... اصدقاء ؟ " .
" بالطبع" تجاب كريغ " ما رأيك بهما كاتي ؟ " .
" انني اتسأل ، سيشكو كثيرا اذا تزوجها ! " .
" الزواج يحدث المعجزات ن كاتي " اجابها جون بشيء من المرارة في صوته .
" هل ستأتين معي كاتي ؟ " سألها كريغ و كله امل .
"لا ستبقي معي " اجابه جون و هو يمسك ذراعها .
" اترغبين بالبقاء هنا كاتي ؟ " سألها كريغ .
" لا ، و اكون ممتنة لك لو رافقتني الي السكن " ثم التفتت نحو جون " دعني دكتور كيركلاند ! " .
" لن ترحلي ، آنسة غرانجر " قال لها جون بحزم بامكانك الانسحاب الان ، ابوت سأفتح لك الباب " اضاف و اتجه نحو الباب .
" تعالي الي هنا كاتي " امرها جون
" لا ، ساعود مع كريغ " .
" لا يحق لك ان ترغم هذه الفتاة علي البقاء رغما عنها ، دكتور كيركلاند ! " .
" انت محق ، فهذا ، فهذا سيكون حجز اجباري " ز
و بدا جون مهزوما ، لكن كاتي كانت تعرف ان هذه مجرد خدعة ، فكل مرة كانت تهدده بانها سترحل عنه ، كان يحاول الظهور بشكل اليتيم البائس .
" انت لا تملك حقا علي انا حرة ! " قالت له بحدة .
" اذن انا مضطر لاستعمال القوة " قال و هو يشدها بذراعها ، ثم التفت نحو كريغ و ابتسم له .
" لم يعد من ضرورة لوجودك ابوت " و كان صوته هادئا فارتعشت كاتي من لمسة يده .
" انها لم تفعل لك شيئا دكتور كيركلاند ن دعها تذهب ! " قال كريغ .
" اتهمك الآنسة غرانجر لهذه الدرجة ؟ " سأله جون و قد لمعت عيونه بالغضب .
" اوه ، نعم كاتي امراة شابة و لها عدة ... مميزات و لكني افترض بانني لا اخبرك شيء ... " .
شحب وجه جون ، و تركت اصابعه ذراع كاتي .
" كنت اعتقد انني فهمت بانه ليس سوى صديق عادي ! " قال متهما كاتي بعنف .
" هذا صحيح جون " قالت كاتي " قل له كريغ ، انت تعلم باننا لسنا سوى اصدقاء فقط ... " .
" لكن كريغ لم ينطق باية كلمة .
" قل له ! " صرخت كاتي و تلألأت الدموع في عيونها .
واخذت ترتجغ فجاة ، ولم يكن قد سبق لها ان احست بمثل هذه التعاسة و الذل .
فاقترب جون و ضمها الي صدره ، فاسندت رأسها علي كتفه و اجهشت بالبكاء كطفلة صغيرة .
" كنت اشك منذ البداية ن وجئت لأتأكد بنفسي " همس كريغ " هذا الرجل يستغلك و يبتزك لكي يجعلك بهذه الحالة " .
فرفعت كاتي يدها تريد ان تدافع عن جون .
" لا دعيه يتكلم " تدخل جون " ولكن فلندخل و لنغلق الباب والا سنلفت نظر المارة " .
" انت مخطيء كريغ " قالت له كاتي " انا لست رهينة لديه كما تعتقد " التفت نحو جون ، و اضافت " وكريغ لم يكن و ليس عشيقي ! انا لم ... اتعرف ... علي احد ... " .
انا سعيد لسماع ذلك كاتي " اجابها جون ن ثم التفت نحو كريغ و اضاف " ارحل انت ن ابوت ، كاتي ستنام هنا " .
لم يفهم كريغ معني كلام جون ، و نظر اليه بدهشة .
" اذا لك يكن الدكتور كيركلاند يستعمل معك القوة ، ما الذي يجعلك حبيسة هنا ؟ " .
" قولي له الحقيقة كاتي " امرها جون و قد فقد صبره .
" بسبب زواجنا " اجابته كاتي بعد تردد قصير .
" الزوا ... انت زوجة هذا ... المغري ؟" .
" منذ ستة اعوام " اكدت له كاتي و هي تهز رأسها بهدوء .
" منذ ستة اعوام و ثلاثة اشهر " اصر جون .
" ارتعشت كاتي و التفتت نحوه . وجحظت عيونها و كأنها لا تصدق ما سمعته ان يذكر ...
" كيف يمكنني ان انسى ؟ ثلاثة عشرة شهرا في السجن ، و خمسة اعوام و شهرين من الحرية " شرح جون .
" اذن هذا رأيه بالزواج " فكرت كاتي بألم .
" متزوجان ! " ردد كريغ بذهول " كيف ذلك ؟ " .
" كنت صغيرة ... " بدات كاتي بالكلام .
" ليس هذا ما اقصده ، انا لا افهم كيف استطعت خداعي هكذا " قاطعها كريغ " وكان يجب ان تعترفي لي ... يحق لي ... انا ... " .
" اي حق تتكلم عنه " قاطعه جون بحدة .
" حسنا انا اكن لها محبة و مودة ، و كذلك ابنتي ايما تعبدها ، وكنت اتمني ... " .
" من الافضل ان تذهب الان ، كريغ " نصحته كاتي بحزن .
فهز رأسه و خرج دون ان يضيف كلمة اخرى .
" انا ذاهبة ايضا " قالت كاتي لجون وهو يغلق الباب و احست بالم في قلبها و سالت الدموع علي وجهها . والآن سينفضح سرها ، و السن السوء ستنطلق علي سجيتها ... " تصوروا ان الآنسة غرانجر و الدكتور كيركلاند متزوجان ! من كان يظن ذلك " .
وبلحظة تخيلت كل الاقاويل و الشائعات ، وفجاة جعلها صوت جون ترتعش .
" لا ترحلي كاتي ، ابقي معي " وكانت عيونه تتوسل اليها ، لكنها كانت تعلم انه لا يجب عليها ان تستسلم ، و استمرت دموعها تسيل بصمت انها لا تستطيع ان تزيل الذكريات .
" كاتي ؟ " .
فرفعت نظرها بحزن نحو الوجه الذي لطالما احبته ن ففتح جون ذرايعه ، عندئذ اسرعت و التجات الي صدره و كانه واحة سلام و سعادة .
" كان بحاجة اليها و يرغب بها و كونه لم يحبها ابدا ، لم يعد له اية اهمية في هذه اللحظات ، لنها تحب هذا الرجل ... و تركت نفسها بين ذراعيه ، الي ان احست بانها ثملت ن وبان الارض تدور حولها ، و اشتعل جسدها بانفعالات قوية كانت تعتقد انها نسيتها .
ثم حملها جون الي غرفيته و كانه يحمل قطعة مجواهرات نادرة ، و هو يطبع علي وجهها و عنقها قبلات الهبت مشاعرها ، حتي نسيت كل الوجود . لم يكن في الغرفة سرير ، لم يكن هناك سوي سجادة خضراء سميكة ، استقلبت جسديهما المشتعلين ، ومارسا الحب و كان العالم في بدء تكوينه ...
استيقظت كاتي في صباح اليوم التالي علي ضوء الشمس يداعب خديها .
واحست براحة كبيرة و نشاط غير عادي و بأبتسامة فرحة تخذت تتمطي كانها هرة صغيرة ، كانت وحدها مغطاة بحرام سميك ، كان جون بالامس سحبه من الخوانة ن و كانت ملابسها مرمية علي الارض ن فنهضت رغما عنها و بدات تجمع ملابسها ، و كانت ساعتها تشير الي العاشرة ، يا الهي ن ان تاخرها لمدة ساعتين لن يمر بسلام في المستشفي ! و الهاتف لم يكن يعمل حتي الان . فدخلت كاتي الحمام ، واخذت دوشا سريعا ، ثم ارتدت ملابسها و ابتسمت و هي تنظر الي ثوب السهرة الذي ترتديه ن الساعة الآن العاشرة و نصف ن و لن يمكنها الخروج بهذا الثوب .
ففتحت احد الجوارير علي امل ان تجد شيئا يناسبها فبنطلون جينز حتي ولو كان واسعا لن يكون مضحكا و سخيفا اذا غطته بقميص طويل ، وسيكون افضل من ثوب السهرة هذا .
وفجاة اكتشفت كنزة صوفية لكنها نسأئية ن فعقدت حاجبيها و اخذت تنبش كل الجولرير علها تجد اثرا آخر .
و بتوتر شديد ن امتشفت اثوايا اخري ، وكلها جديدة و تدل علي ذوق رفيع .. فافرغت كل الخزانة ن و تأملت محتوياتها لابد ان هذه الملابس ليونارا ، الا اذا كان جون قد اشتراها هدية لأمرأة اخرى ن يا له من رجل مخادع ! و هي التي نامت بين ذراعيه ! و استسلمت له بدون تحفظ ن و كانت تعتقد ان حبهما لم ينطفيء ! و انه عاد و ولد من بين الرماد ! .
يا لها من غبية مسكينة ! كيف امكنها ان تنسى خيانتع و نفاقه ؟ اليس هو نفسه الرجل المخادع الاستغلالي الاناني ؟ .
كم ضحك علي سذجتها ! لا بد انه ضحك كثيرا و هي تمرغ رأسها في صدره ، هذه السعادة الواهمة التي كانت تعتقد انه يهبها لها .
واحست بان قلبها سيحطم من الخيبة ن واعادت الملابس الي الخزانة ، وفجاة خطرت فكرة في رأسها ، قد تكون هذه الملابس لها كهدية لشعر عسل جديد ...
انها فكرة مجنونة ! لم يكن جون ابدا يملك مثل هذا الحس المرهف .
و لكن ... و بيدين مرتجفتين ، تفحصت احد الاثواب ، و كان مقاسه كبيرا ، ولاحظت ان كل الملابش بنفس المقاس ، ولا يمكن ان تكون لها ،و لليونارا ايضا . ثم نزلت السلم ، و تذكرت انها رأت خزانة مساء امس في الغرفة الرئيسية .
واكتشفت تنورة و قميص ن ويتناسبان مع ذوقها ... و بسرعة ارتدت هاتين القطعتين ، و في غرفة المكتب لفت نظرها ورقة علي الطاولة .
" آسف ، ان نهاري يبدأ اليوم باكرا ، لقد اتصلت بالأدارة ة اعلمتهم بانك مريضة اليوم ن سنتناول الغداء معا انتظرك في مطعم الكلاريدج في تمام الساعة الواحدة ، جون كيركلاند " .

نايت سونغ
24-12-2008, 15:08
-16-
مزقت كاتي الورقة و غرورقت عيونها بالدموع ففي هذا المطعم نفسه احتفلا بخطوبتهما منذ سنين طويلة نم يبدو ان وقاحته لا حدود لها ، و هو يأمل ان يحتفل بتغلبه عليها اليوم . فمسحت دموعها بعصبية ، و اقسمت ان تلقنه درسا سيذكره للابد .
كان المطعم لا يزال تقريبا خاليا عندما وصلت كاتي ، فجلست في الصالون الفخم و طلبت كوب عصير الفاكهة ، و كانت قبل مجيئها قد عادت الي شقتها حيث بدلت ملابسها ، ثم وضعت التنورة و القميص في كسي ، وقررت اعادته لجون علي امل ان تقطع شهيته للطعام عندما سيرى محتوياته ! و كانت قد ارتدت طقما رماديا ، و لم تكن قد فكرت في نزع السلسة الذهبية التي قدمها لها جون من عنقها .
" تبدين في حالة شرود كلي ، يا عزيزتي " .
رفعت كاتي رأسها ، وللحظة احست انها فقدت كل عزيمتها ن لانها لم تلمح في عيون جون اي اثر للانانية او الكذب ... لم تجد فيها سوى الحنان و الحب نلكن هذا ليس سوى قناع ن انه يسخر منها .
" وبينما كانت تتأمله ، وتحاول ان تتمالك نفسها ، عقد حاجبيه و مد يده نحدوها .
" هيا بنا نتناول غداءنا " .
فابتسمت بمرارة و نهضت ، وقررت ان لا تضعف من جديد ن لكن يجب ان تنتظر الوقت المناسب ن و ان تجعله يشعر بانها غير قادرة علي مقاومته ، وسيصاب بجرح كبير في كرامته عندما ستنعته بصفاته الحقيقية ! .
اختار جون لائجحة الطعامها ، و لم يبد اية ملاحظة عندما لاحظ ان كاتي لم تأكل شيئا تقريبا ، حتي انها رفضت ان تشرب كأسا ثانية ن وذلك لكي تتمكن من التعبير عن غضبها جيدا .
" حسنا كاتي ، انا اسمعك " قال لها بهدوء دون ان يبتسم .
" لا افهم " كذبت عليه " عن ماذا سنتكلم ؟ " ز
" عن الذي يقلقلك كاتي " قال لها بمرارة " اعتقد انك ترغبين في تعداد كا اخطائي التي ارتكبتها في الماضي " .
" كلنا لدينا نقاط ضعف " اجابته متنهدة .
" رائع كاتي التي لا مثيل لها تعترف انها ليست كاملة ! " .
" لقد احضرت لك هدية " .
" هل يحتوي هذا الكيس علي حية ؟ " ز
فتحت كاتي الكيس و اخرجت الملابس منه .
" هذه الملابس ن وجدتها في خزانتك ، وسمحت لنفسي ان استعيرها لكي اخرج بها ، لأنها لم يكن بامكاني الخروج بثوب السهرة " .
" اللون الازرق ، كان دائما لونك المفضل " .
" لوني المفضل ؟ " سألته غاضبة ن ومحاولة لا ترفع صوتها " هذه الملابس ليست لي ن جون لقد وجدتها في منزلك ن في غرفتك ن انها لاحدى صديقاتك ! و انا مصرة علي اعادتها لك لكي تجدها صديقتك في مكانها عندما تعود ! " .
فكر جون من جديد ن هيا سأرفقك " اضاف و هو يرمي بالنقود علي الطاولة ثم نهض .
تبعته كاتي بصمت ، و كانت غير قادرة علي التركيز ، كانت تريد ان تجرحه ، و ان تعلن له خيانته و نفاقه ، وان تجعله يعترف بان هذه الملابس هي لليونارا ، وجلست بقربه في السيارة المتجه نحو بيلغتون لا ، لن تعود فهذا يعني انه علي علاقة مع امرأة اخري ...
" ها قد عدت سليمة و معافاة ، ولن يتهمك احد " قال لها بسخرية .
" ان ذاكرتك ضعيفة !" .
" عفوا ؟ اه انت تفكرين بهذه الليلة ! الم تكوني ... سعيدة كاتي ؟ " .
" سعيدة ! انك تفكر بنفسك فقط لم يخطر ببالك انك قادر علي جعل امرأة تعيسة جدا ن اليس كذلك ؟ " .
" هل انت صادقة كاتي ؟ الست نفس الرجل الذي كنت عليه في الماضي ؟ " و كانت عيونه تتوسل اليها لكي يكون جوابها مطمئنا .
" لقد رأيت الأسوأ " ثم ندمت بسرعة علي كلماتها التي تلفظت بها ن فامسك جون بكتفيها و هزها بعنف .
" جون ، انك تؤلمني ! " .
" ماذا تنتظرين ؟ الا تفكرين الا بكريغ ؟ اجيبي ! " .
" لن تعلم ابدا ! " و انهمرت دموعها بغزارة علي خديها ، فسحب جون منديله و ناوله لها ، وجففت دموعها .
"بامكانك الاحتفاظ بهذه الملابس ، كاتي لقد اشتريتها لفتاة لم تجدها مناسبة لذوقها " .
" انا استعرتها فقط " همست كاتي بصوت مرتجف .
" كان الازرق هو لونك المفضل دائما ، الوداع كاتي " و اوقف سيارته امام سكن المستشفي .
" لماذا تقول هذا ؟ " .
" سيصل باقي الاثاث غدا ن وسانتقل للسكن في منزلي و لا ضرورة لبقائي في هذا السكن " .
ثم ساد صمت قصير .
" الوداع جون " قالت له بصوت ضعيف و هي تفتح باب السيارة .
في صباح اليوم التالي استقبلتها ريئسة قسم الجراحة بعبوس .
" يجب ان تنتبهي لنفسك ، آنسة غرانجر انك علي وشك تدمير مهنتك " .
" كما قلت للسيدة والتون ، حياتي الخاصة لا تعني احدا غيري " اجابتها كاتي بحدة ز
" علي شرط ان لا تؤثر علي عملك ! " .
" اعذريني ، سيدة سنو ، كنت متعبة جدا نهار امس " و كانت كاتي تحب و تحترم هذه السيدة المتسامحة المتفهمة .
" اتمني ان تشعري بتحسن هذا اليوم ، و انا سأتغيب بعد الظهر " .
ثم ابتعدت السيدة سنو و عادت كاتي الي القسم الثالث ، و هي محتارة مرتبكة ، قد يكون الجميع قد علمو الآن بانها كانت زوجة جون كيركلاند ن ثم فكرت قليلا ن و رأت ان كريغ قد لا يكون قد كشف عن سرها ، اما جون ن فقد يفعل بدون اي تردد اذا رغب في ذلك .
كانت الانسة اوكنور الي لا تزال تشغل نفس السرير ، فزارتها كاتي في دورتها الصبحية .
" كيف امكنك ان تكوني قاسية هكذا مع عمي ؟ كيف جعتله ينتظرك هكذا ؟ " .
" اؤكد لك انني متاسفة جدا علي هذا الحادث " اجابتها كاتي " وسأعتذر منه اليوم " .
" الآنسة اليوت تؤكد انك قضيت الليل برفقة احد الاطباء " .
" الانسة اليوت واسعة الخيال " اجابتها كاتي متعلثمة و قد احمر وجهها .
" كما و انها تملك عيونا ثاقبة ، عيون نسر ! " .
" لا يجب عليك قول هذا ، الين الآنسة ساندرا حزء من هذه المستشفي ، و يجب ان تحترميها ن و اذا رأيت الدكتور مايكل قبلي ، اخبريه بانني ارغب برؤيته ، لو سمحت " .
" لن يفعل الآنسة اليوت تمنعه ن لقد سمعتها تقول لاحدى المساعدات انها لن تسمح باجتماعات خاصة هنا " .
" انها ستكون حرة في ادارة هذا القسم لو كانت هي المسؤولة عنه " ثم تابعت كالتي جولتها علي القسم .
ولاحظت كاتي وجود مريصضة جديدة ، فاقتربت من سريرها و ادركت انه لم يعرها احد انتباهه مع انها ستجري عملية صعبة .
و اخذت كاتي تستمع لليدة دانستر و تبتسم لها ن و كانت المريضة خائفة جدت ، و قررت ان لا توقع علي السماح لهم باجراء عملية لها ن فحاولت كاتي اقناعها ، لكنها فجاة لمحت البروفسور ردفورد يخرج من مكتبه و يبدو عليه الغضب فاسرعت و انضمت اليه .
" الم تكوني نعلمين انني سأقوم بجولة هذا الصباح ؟ " سألها غاضبا " ام انك تنسي ؟ " .
" لا ... بالطبع لا سيدي " اجابته متلعثمة و التفتت نحو احدى مساعدتها . " كنت في اجازة آنسة غرنجر " سرحت لها الفتاة " ولقد عادت هذا الصباح و لم اسمع عن هذه الجولة ... " .
" لكن الانسة اليوت علي علم بها " اكد لهما البروفسور و كان يقف بجانب الطبيب المشرف و امامه شابان يبدو عليهما الدهشة .
" انهما طالبان في الطب جاءا للتعرف علي طريقة عملنا " قال البرفسور ردفورد " كنت بدات اشرح لهما فاعلية هذا القسم ، ماذا سأقول لهما ، الآن ؟ " و بعد ان هدأ قليلا اكمل جولته بسرعة ، و كان بالفعل رجلا عظيما ، و اجابت ماتي علي اسئلته
، و استمظرت ان يسألها عن رأيها في المريضة الجديدة ، و عندما لم يفعل اخبرته بان السيدة دانستر لا تجرؤ علي الاعتراف بانها ترفض اجراء العملية .
" انك تهتمين كثيرا بنفسية المرضي ن كاتي و قد نغير موعد العملية اذا رأيت ذلك مناسبا " .
" ساكلمها من جديد " وعدته كاتي ن ثم دعته لشرب فنجان قعوة في مكتبها .
و بينما هما يشربان القهوة دخل الدكتور مايكل .
" اه مايكل ! " قال البرفسور بمرح " تعال و انضم الينا " ابتسم مايكل و نظر الي كاتي ففهمت انه يردي ان يكلمها علي انفراد فاعتذرت من البرفسور و تبعه مايكل في الممر .
" انا آسفة علي ذلك المساء " قالت له و عندما تأكدت من ان لا احد يسمعها " صدقني ، لم استطع جون لم يترك لي فرصة للتخلص منه " .
" افهم ، انه رجل غير طبيعي ، اتعلمين انه حاول ان يجس نبضي ، و قال لي بانك لا تحبيني و انه يجب ان اهنأنفسي " .
" انه هكذا ! يعتبر انه الوحيد الذي يجب علي كل الفتيات ان تغرمن به " ز
" هذا سخيف لانني محط انظار كل الفتيات " اجابها مايكل ممازحا " ولكن لنتكلم عن ساندرا " اضاف بلهجة جادة .
" اريد ان اكون صريحة معك ، مايكل انا اجهل ما يجذبك في هذه الفتاة ! " و رفضت ان تخبره كيف تحاول الآنسة اليوت ان توقع بها اما البرفسور ردفورد .
" الجمال ، يا عزيزتي كاتي ، هو في عيون من ينظر ، لقد حصل بيننا سوء تفاهم بسيط ، وحتي الان لن ننتهي منه ، تصوري ان ساندرات تعتقد انني اهتم كثيرا بصديقتك بيجي ... " .
" بيجي ؟ " .
" المشكلة تكمن في اقناع ساندرا بخطئها " .
" لقد حطمت قلبي ، مايكل اعتقدت انك مغرم بي " اجابته كاتي مبتسمة .
و لم تفهم كاتي كيف يمكن لهذا الرجل الساحر اللطيف ان يحب فتاة غيورة و مؤذية مثل ساندرا اليوت . و مع ذلك قررت ان تفعل كل ما بوسعها للتقرب بين هذين المحبين ، و كانت تعلم بان حياة الدكتور مايكل ستنقلب جحيما اذا تزوج ساندرا .
و تحملت كاي كل مسؤوليتها في غياب السيدة سنو بعد الظهر . و جاء احد الممرضين ، و اخبرها انهم في انتظارها في قسم الجراحة . و التقت في طريقها بالآنسة ساندرا اليوت و التي كانت هذه المرة ترتدي تيارا

نايت سونغ
24-12-2008, 15:09
انيقا و تترك شعرها منسدلا علي متفيها ، وحاولت ساندرات ان تمر امامها دون ان تكلمها ، لكن كاتي امسكتها بذراعها و اجبرتها علي الوقوف .
" تعالي الي مكتبي صباح الغد ، آنسة اليوت " و تابعت طريقها و هي تفكر انها هذه المرة ستجبر ساندرا علي التزام حدودها .
ولكن في صباح اليوم التالي ن وجدت كاتي نفسها امام موقف حرج ، و هذه المرة لم تطلب منها السيدة والتون ان تجلس فظلت واقفة تنتظر .
" انا لا افهم كيف امكنك ان تكون مهملة هكذا ن آنسة غرنجر ، فانا كنت دائما اصنع امالا كبيرة عليك و ... " ثم سكتت و لمعت عيونها بالغضب . و انتطرت كاتي و تسألت كيف ستدافع عن نفسها ، و تفاجات عندما وجدت نفيها تفكر بجون ن زوجها الذي تحبه ن م تعد مهنتها تهمها كثيرا الان ، حتي ولو طردتها الرئيسة لعدم كفاءتها ن فهذا لن يكون نهاية العالم .
و فكرت بانه اذا كانت الحياة مع جون هي علي المحك الان ، فهي لن تكون قادرة علي تحملها بدونه ن انها مستعدة لمسامحته و لنسيان كل شيء اذا قرر ان يتخلص من كل الملابس النسائية التي وجدتها في منزله . هل هي بذلك تطلب منه الكثير ؟ انها مستعدة ااتخلي عن شكوكها ، و لن تضعه بعد الان في قفص الاتهام دائما كما كانت تفعل في الماضي ن فقد يتمكن اخيرا من التسمك بها و من التفكير في تكوين عائلة ...
" لقد امدت لي الآنسة اليوت انها اخبرتك بان البرفسور ردفورد سيقوم بجولة علي القسم الثالث ن و لا يوجد سبب لان تكذب ن لقد وضعت لك ملاحظة تحت باب شقتك قبل الامس " .
" قد يكون صحيحا ، لكن تلك الملاحظة قد تكون اختفت بطريقة ما ن لأنني لم اجدها " .
" هذا ممكن ، و كان يجب ان تترك لك ملاحظة علي لوحة الاعلانات ، لكنها لم تفعل " ز
" رائع " اجابتها كاتي بسخرية .
" مهما كان خلافكما الشخصي ، الا ان الآنسة اليوت ممرضة قديرة ، و انت تعترفين بذلك ايضا " ز
" بالفعل ، لكنها ابدت عدوانتيها هذه المرة ن لأنها كانت علم جيدا بانني لم اكن في منزلي ذلك المساء و لقد ارسلت بنفسها السيد كريغ ابوت للبحث عني ، و كان قد جاء يطلب مساعدتي في اختيار هدية عيد ميلاد ابنته و اخبرته الآنسة اليوت بمكان وجودي " .
" و اين كنتي ن آنسة غرنجر ؟ " .
" عند الدكتور كيركلاند ، كان يريد ان يرني منزله الجدي " .
" حقا ؟ و اخيرا ... هذا غير مهم ... لا يزال هناك مسألة تلك الادوية المفقودة ، الم تكلمك السيدة سميث عنها ؟ " .
" بلي ، عندما قمت بآخر جولة لي لم بكن هناك شيء مفقود ... و قد تكون احدى الممرضات اوقعتها بدون انتباه ... " .
" هذا تفسير ممكن . و اريد ان اخبرك بان هذا الخطأ وقع بسبب المظاهرة التي حصلت بإذن منك ، كما و انني الاحظ انك تقضين وقتا طويلا من الثرثرة مع المرضي ، وان لا تكرسين الوقت المطلوب لاعمالك الادلرية ، و بقية الممرضات قادرات علي المل بما تقومين انت به خارج مكتبك " ز
حاولت كاتي المحافظة علي هدوءها ، و اجابت بتهذيب " المرضي بحاجة لمن يرتاحون ، و لهذا السبب اجد نفسي احيانا مضطرة للثرثرة معهم " .
" هذا صحيح ، و لكن لا يجب ان يكون هذا دور مسؤولة القسم ن بامكان مساعدتك ان تقوم بذلك " .
" الانسة اليوم لا تهتم ابدا بمشاعر الانسانية ، و انت تعلمين ذلك اكثر مني ... " .
" هذا النقاش لن يجدي ... " قاطعتها رئيستها بجفاف ، فغضبت كاتي كثيرا ن و قررت الدفاع عن نفسها حتي لو اتهمت بالوقاحة ، و طلبت اجاوة لمدة اسبوع ، و خرجت من مكتب السيدة والتون و هي تشعر بالانهيار ، لقد اضيف هم اخر من همومخا ، لم يعد من المفيد ان تلتق بلآنسة اليوت ، لقد دبرت مؤامرة مليئة بالاكاذيب ن و لن يصدق احد تاكيدات كاتي ، حتي لو حاولت تبرئة نفسها و من الافضل لها ان تتغيب لمدة عن عملها .
عادت كاتي الي شقتها ن و اخذت تبحث عن تلك الملاحظة التي تركتها لها ساندرا ، لمنها لم تجد اي أثر لها ، فقررت ان تقضي اجازتها في السيكس مع والدتها ، و احضرت حقيبتها مع انها لم تتحمس لهذه الفكرة و فجاة رن الجرس الباب و كان احد الخدم قد جاء ليخبرها ان السيدو والتون تريد رؤيتها من جديد في مكتبها ، هل ستعلن طردها رسميا ؟ ما هو جرمها هذه المرة ؟ و عندما دخلت الي مكتب السيدة والتون بخطي مترددة نهضت رئيستها و هي تشد علي يديها بحنان فاحست كاتي بانها تحلم ، حتي الرئيسة ساعدتها علي الجلوس .
" اقدم لك اتعذراي ، آنسة غرنجر ، لم اكن عادلة معك بالطبع بامكانك ان تأخذي اجازتك كما اتفقنا ن ولكن عند عودتك سيكون بامكانك متابعة عملك كرئيسة للقسم " .
" شكرا لك علي هذه الثقة ، سيدتي هل اعترفت الآنسة اليوت بخطئها ؟ " .
" لا ، و لكني علمت من مصادر موثوقة انها لم تضع اية ملاحظة تحت باب شقتك " .
قد يكون مايكل فكرت كاتي ، لا بد انه فهم ان الانسة اليوت هي المسؤولة ، و قد يكون كذب فقط لكي يساعدها . اما جون فهو ليس بهذا التسامح و الكرم . ولكن عندما سألت كاتي مايكل انكر انه صاحب الشهادة ن و لم يصدق بان صديقته تقوم باعمال من هذا النوع .
" لا بد انه جون " قال مايكل " لقد رأيته برفقة الرئيسة السيدة والتون في الكافتيريا " .
شحب لون كاتي ن هل هذا ممكن ؟ لا ، جون ، لا يمكن ان يفكر بمساعدتها ، لأي سبب يفعل ذلك ؟ الم تتركه غاضبا منها بسبب اتهامتها التكررة له ؟ الم ترفض دائما الاستماع لدفاعه عن نفسه ؟ .
و ادركت فجاة كل اخطأها ، و اذا كانت كل الاتهامات التي كانت صديقتها برندا تنقلها اليها اكاذيب باطلة ؟ كانت تصدق كل ما تنقل اليها من مغامرات جون ، و ترفض الاستماع لزوجها و تنعته بالمنافق ن و قالت لنفسها انه يجب ان تعتذر منه .
و لكنها لم تتمكن من رؤيته ن و عندما سألت عنه ن اخبروها بأنه اخذ اجازة لمدة اسبوعين ن فقررت البقاء في شقتها حتي صباح غد ، و بنفس الوقت الذي يأست من رؤيته قبل رحيلها التقت بليونارا ادمز ن و التي اخبرتها ان جون في عيادة لندنية خاصة ن و انه يهملها كثيرا .
و بعد اسبوع التقت بكريغ ابوت الذي عاد لملابسه القديمة و تخلي عن البدلة و الكرفات .
" هل تعبت الكرافات ؟ " سألته ممازحة .
" لم يعد هناك من ضرورة لذلك " و ادار وجهه " انها متزوجة " .
" ولكن .. عن من تتكلم ؟ " .
" عن مدرسة الموسيقي التي تعلم ايما ن كنت اعتقد انها ارملة ، لكنها ... " و ابتسم بمرارة .
ظلت كاتي صامتة للحظات ، اذن هو مغرم بامرأة اخري ، و لم يكن يحبها كما كانت تعتقد .
" الم تصلك اخبار من زوجك السابق ؟ " .
" جون ليس زوجي السابق ، كريغ ، و هو لم يطلقني ابدا ن ماذا به كريغ ؟ بامكانك ان تخبرني " ز
" كنت اعتقد انك تعلمين ... " .
" ماذا ؟ " .
" انه يخضع لعملية جراحية في عيادة خاصة ، و قد عاد الان الي منزله " .
" لا ، لانني لم اجده هناك ، ماذا اصابه بالتحديد ن هل هو ... قلبه ؟ " .
" ليس لدي اية فكرة ... " .
بعد دقائق ن كانت كاتي متجهة نجو شارع كروس سكوير ن و ما ان اوقفت سيارتها وجدت جون يقف في الحديقة و هو بكامل صحته .
" لقد اخبروني انك ... كنت مريضا " .
" حقا ؟ " .
" جون ن هل انت من اشاع هذا الخبر ؟ " .
" اوه لقد زرت والدتك ثم قضيت بضعة ايام في عيادة احد اصدقائي في لندن ، و كنت اقوم بدور الطبيب لا بدور المريض " .
فتللأت الدموع في عيون كاتي و رمت بنفسها بين ذراعيه ، فضمها اليه ، و لم تعد تسمع سوى دقات قلبه ، ثم انحني جون و حملها الي الداخل ، و في غرفة الرئيسية كان اول ما لفت نظرها سرير كبير .
" هل اشتريت السرير الذي كلمتك عنه ليونارا ؟ من اختاره ، جون ؟ صديقتك ؟ يجب ان اعلم ... و اوعدك بانني لن اسألك اكثر ... " .
" ليونارا ليست سوى صديقة عادية ن كاتي ن و ليس لدي صديقة خاصة هذه الايام " .
ثم تناول شفتيها و اخنق سؤلا اخر كانت تهم بطرحه ، كانت كاتي تريد معرفة المزيد عن الأمراة الاخري التي رحلت ، لكن قبلات جون ولدت في كيانها رغبة قوية و تغلبت علي عقلها
.
" كنت ستبدين جميلة في تلك التنورة الزرقاء " همس باذنها و قد بدات يداه تعريها من ملابسها .
" ايجب ان تكلمني الان عن تلك الملابس ، جون ؟ " . و اضافت " لقد وعدت نفسي ان لا المح لها ، و ان لا اطرح اي سؤال عن كل صديقاتك ... " .
" ليس لدي صديقات ، عزيزتي ، لقد كذبت عليك عندما اخبرتك ااني كنت سعيدا في حياتي خلال هذه الاعوام الخمسة ن انا لم احب و الا احب امرأة غيرك انت "
" انت ... انت كنت تحبني ؟ " سألته و قد جحظت عيونها من الفرح و الدهشة .
" نعم ، و لم احب غيرك ن و لقد ساعدتني والدتك كثيرا و هي التي منحتني المال عندما احتجت له ، و انا ادين لها بالشيء الكثير ، لقد ساعدتني في اوقاتي الصعبة ، وشجعتني علي ان لا اتخلي عن حبنا الكبير ن و عندما سمعت عن المنصب الشاغر في هذه المستشفي لم اتردد ابدا لكي اكون قريبا منك " .
امسكت كاتي وجه زوجها الحبيب بين يديها و ابتسمت له بحنان ن وفجاة ظهر الحزن علي وجهها .
" كاتي ما بك يا حبيبتي ؟ " .
" لقد تذكرت ... الطفل ... " .
" اي طفل ؟ " .
" كان يجب ان يكون لدينا طفل ... كنت حامل بعد رحيلك ، ولكنه لم يعش ... اوه جون ، لقد ولد قبل الاوان ززز كم كنت اريده ... " .
" ابننا ؟ حبيبتي يجب ان نبدا من جديد " ثم ابتسم لها ، و داعب شعرها بحنان .
" بالنسبة لهذه الملابس التي وجدتها في الخزانة ... " .
" لا تتكلم جون ، لا ارغب ب ... " .
" بلي ن يجب ان نتكلم ن لقد اشتريتها لك انت يا حبيبتي ، ووالدتك هي التي ساعدتني باختيارها ن و عندما قلت لك انها لصديقتي التي رحلت ن كنت اقصد زوجتي التي اعبدها ن و اذا كانت الملابس كبيرة ، فذلك لانك اصبحت نحيفة " .
و مع ذلك قررت كاتي ان ترتديها ، انها هدية من زوجها الحبيب ن وقررت ان تضحي بكل شيء في سبيل اسعاده
تمت ...

نايت سونغ
24-12-2008, 15:52
مرحبا انا اسفة كتير لاني تأخرت كليكو بس النت مقطوع عندي و عملت كل جهدي انو ما اتأخر عليكو اكتر حتي اني نزلت علي الكافي نت يلي حدنا لقيتو عامل صيانة و حاولت ادخل من الموبايل حتي خبركو ما كان تزبط معي الرقم السري و و انا خجلاني كتير منكو علي التأخير يلي حصل و ظليت طول الوقت فكر كيف بدي نزل الرواية و حتي قلقت بالليل حتي ضميري عم يوجعني كنت حابي نزل الرواية من اول يوم ان اســــــــــــــــــــفة كتيييييييييييير بس لهلاء ما وصل النت و انا نزلت الرواية من عند اقاربنا ورح غيب علي المنتدي مدة لحتي يوصل النت الله يوجهلو الخير علي هالعاملي و بتمني انكو تعذروني وبتمني تسامحوني يا بنات و انا اسفة كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييييييييير عن جد خجلاني منكو
سلااام

المخلصة : نايت سونغ .

bouchra du maro
24-12-2008, 17:18
قصة جميلة مشكورة على المجهود الجبار لايصالها لنا

shining tears
24-12-2008, 19:34
يعطيك الف عافية على الرواية الروعه

ماري-أنطوانيت
25-12-2008, 09:28
http://www.hotagri.com/data/media/73/27.gif (http://www.hotagri.com)

مشكوووووووووووووووووووره عزيزتي ((نايت سونغ))

سلمت يدك قلبي...

ول يهمك قلبي...ما يحتاج الاعتذار....

الحمدلله ان تأخيرك بسبب النت بس وانك بخير....;)

الف شكر عزيزتي على الروايه الروعه

bouchra du maro
25-12-2008, 10:27
منتداكم جميل جدا
وعملكم رائع
جزاكم الله كل خير

ماري-أنطوانيت
26-12-2008, 06:26
هذا المجهود الجميل لا يستحق الا الثناء
بارك الله فيكم
C:\Documents and Settings\Poste\Mes documents\Mes images

منتداكم جميل جدا
وعملكم رائع
جزاكم الله كل خير

هلااااااااا وغلا عزيزتي(( bouchra du maro ))
اهلا وسهلا فيك قلبي في المشروع...::سعادة::
وتسلمين على كلامك الحلو...:)
نورتي معانا...



[COLOR="Black"]ربي يسعدكم يابنات زي ماتسعدونا بهادي الروايات بجد من أحلى المواضيع .. وانا هنا أشكر كل البنات بدون أستثناء أحد ويعطيكم الف الف عافيه .. بجد عارفه التعب اللي تتعبوه بالكتابه والجهد المميز اللي بتقوموا فيه ..


يسلمو ايديك بجد كانت حلوة كتير وكل اللي بتنزلو رائع جدا مشكورين عالجهد الكبير
هلا والله فيك عزيزتي ((دعاء صبحي))
الله يعافيك قلبي والبنات يستحقون كل الشكر والتقدير والله
لانهم ياخذون من وقتهم الكثير لكتابة الروايات وتنزيلها...:p



هذا مو ضو ع خاص بي من الر جال و لا النساء ..............؟


شكر ا على هذا الانجاز
هلا فيك اخوي (( sal777 ))
العفو اخي على كلامك...
اما الموضوع فمن وجهة نظري للجنسين الرجال والنساء:D

قطعة 13
26-12-2008, 09:57
سلااااااااااااااااااااااااام
كيفكم حبايبي ؟ان شاء الله بخير
والله صراحه ماادري ايش اقول لكن بحق تشكرون على جهدكم
واذا تبغون اي مساعده انا جاهزه والله اقدر تعبكم
شفتكم تتكتبون قلت لازم اساعدكم
انا عندي روايه من روايات عبير الجديده اسمها
بعد كل هذا الحب
وهذا ملخصها
لا تفهم لورين لماذا تبدي ايفلين امها كل هذا العداء
نحو ماتيو شاندلر فهو شاب وسيم وثري ونوع الزواج الذي تحلم به
كل فتاة ومع ذلك فإن مجرد ذكر اسمه كان يثير غضب امها الى اكبر
حد ولورين نفسها لاتعلم ان امها قد اقسمت ان تبذل
كل مافي مقدورها لكي تفرقها عن ذلك الذي تحبه

اذا تبغوني انزلها حاضر بس انتو آمروا اما ان كنتو نزلتوا سابقا فعندي غيرها
بس لسى انا ماكتبتها
انتظر ردكم
في امان الله

الجنية السمراء
26-12-2008, 10:04
كل الروايات اللي بتحطوها حلوة ورائعة
مشكورين ع جهودكم
كنت طلبت رواية ( آخر الغرباء )
معقول ماحدا عنده هالرواية!
بليز ازا عندكم تنزلوها
بانتظار الرواية الجديدة
تحياتي

ماري-أنطوانيت
26-12-2008, 12:55
سلااااااااااااااااااااااااام
كيفكم حبايبي ؟ان شاء الله بخير
والله صراحه ماادري ايش اقول لكن بحق تشكرون على جهدكم
واذا تبغون اي مساعده انا جاهزه والله اقدر تعبكم
شفتكم تتكتبون قلت لازم اساعدكم
انا عندي روايه من روايات عبير الجديده اسمها
بعد كل هذا الحب
وهذا ملخصها
لا تفهم لورين لماذا تبدي ايفلين امها كل هذا العداء
نحو ماتيو شاندلر فهو شاب وسيم وثري ونوع الزواج الذي تحلم به
كل فتاة ومع ذلك فإن مجرد ذكر اسمه كان يثير غضب امها الى اكبر
حد ولورين نفسها لاتعلم ان امها قد اقسمت ان تبذل
كل مافي مقدورها لكي تفرقها عن ذلك الذي تحبه

اذا تبغوني انزلها حاضر بس انتو آمروا اما ان كنتو نزلتوا سابقا فعندي غيرها
بس لسى انا ماكتبتها
انتظر ردكم
في امان الله


هلاااااااااااااا وغلا فيك عزيزتي...
الحمدلله كلنا بخير وصحه عساك بالمثل ان شاء الله:)
الف شكر قلبي على كلامك...اما بخصوص الروايه الي نزلتي ملخصها
انا ان شاء الله بتشاور معاك على الخاص عشان نتفق على موعد معين...::جيد::
وان شاء الله عندنا روايه راح ننزل ملخصها عشان الي تبغى تساعدنا
في الكتابه....بس ان شاء الله راح ننزل هالملخص بعد الروايه الي راح
تنزلها العزيزه shining tears


كل الروايات اللي بتحطوها حلوة ورائعة
مشكورين ع جهودكم
كنت طلبت رواية ( آخر الغرباء )
معقول ماحدا عنده هالرواية!
بليز ازا عندكم تنزلوها
بانتظار الرواية الجديدة
تحياتي
هلا فيك عزيزتي الجنيه السمراء
تسلمين قلبي على كلامك...:)
اذا الروايه الي تقصدينها (اخر الغرباء) من روايات احلام
فهي قيد الكتابه في الوقت الحالي ان شاء الله:D
وهاذي الروايه روايه ثلاثيه
يعني ثلاث روايات منفصله بس الابطال اقارب
وان شاء الله راح ننزل الثلاث روايات مع بعض بس نحتاج الصبر منكم
لان اول مره راح ننزل ثلاث روايات دفعه وحده عشان نكمل الثلاثيه

وان شاء الله تكون هالروايه نفس الي انتي طلبتيها;)

ماري-أنطوانيت
26-12-2008, 13:08
سلااااااااااااااااام برائحة ازهار الليمون لاحلى العضوات
http://www.love-m.com/up/uploads/images/lovem-c7adf9ecd1.gif (http://www.love-m.com/up/)

~*~*~ يوم سقط القناع ~*~*~
- لوسي غوردون -

( روايات احلام)
...::: 12 فصل :::...

غويدو كالفاني بطل القصة رومنسي يواجه الحياة بضحكة
مقتنعا ان بامكانه جعل الامور تسير وفق مايريد.
لكنه حتى ذلك الوقت لم يكن قد التقى بالتحرية الخاصة دولسي.
تلك المرأة التي تعودت ان تمضي قدما للوصول الى اهدافها،
وعندما اكتشفت غويدو انها احكمت الوثاق حول عنقه. كان قد فات الاوان.
تدور احداث هذه القصة في مدينة فينيسيا. تلك المدينة المائية التي لا تكشف اسرارها.
حيث لاشيء يبدو كما هو في الظاهر، بما في ذلك غويدو ودولسي اللذان بدءا باخفاء حقيقتهما.
ليتوصلا بعد ذلك الى التخلي عن الاقنعة بعد ان لقنهما الحب درسا.

# كتبتها العزيزه shining tears ::جيد:: #

http://www.love-m.com/up/uploads/images/lovem-e3449bdd85.gif (http://www.love-m.com/up/)

shining tears
26-12-2008, 14:57
~*~*~ يوم سقط القناع ~*~*~
- لوسي غوردون -

( روايات احلام)


غويدو كالفاني بطل القصة رومنسي يواجه الحياة بضحكة
مقتنعا ان بامكانه جعل الامور تسير وفق مايريد.
لكنه حتى ذلك الوقت لم يكن قد التقى بالتحرية الخاصة دولسي.
تلك المرأة التي تعودت ان تمضي قدما للوصول الى اهدافها،
وعندما اكتشفت غويدو انها احكمت الوثاق حول عنقه. كان قد فات الاوان.
تدور احداث هذه القصة في مدينة فينيسيا. تلك المدينة المائية التي لا تكشف اسرارها.
حيث لاشيء يبدو كما هو في الظاهر، بما في ذلك غويدو ودولسي اللذان بدءا باخفاء حقيقتهما.
ليتوصلا بعد ذلك الى التخلي عن الاقنعة بعد ان لقنهما الحب درسا.

shining tears
26-12-2008, 15:00
1- الطريدة والصياد....

راح غويدو كالفاني يذرع مجددا الممر الطويل للمستشفى ، محاولا عدم التفكير بعمه المستلقي خلف الباب المقفل طريح الفراش.
توقف قليلا قرب النافذة المشرقه على مدينة البندقية وأخذ يتأمل السطوح الحمراء والجسور الصغيرة والمياه اللامعة التي تشق طريقها عبر المدينة الصغيرة متجهة نحو قصر "كالفاني" الذي تملكه الاسرة منذ قرون... من الممكن جدا ان يرث الليلة لقب " كونت"... وراعته الفكرة، مع انه من الرجال الذين يواجهون الحياة بتفاؤل وكان ذلك ينعكس جليا على مظهره وابتسامته التي لم تفارقه يوم خلال سنواته الاثنتين والثلاثين. كان غديدو رجلا غنيا، وسيما، حرا وودودا، ويحب عمه ، لكنه كذلك يحب حريته، وخلال بضع ساعات قد يخسر الاثنين معا.
استدار بسرعة عندما ظهر رجلان في الاسفل وقال :" شكرا لله!"
واحتضن أخاه ليو الذي بادله العناق، بينما اكتفى يالتربيت على كتف ابن عمه ماركو.
سأل ماركو متصلبا:" كيف حال العم فرانسيسكو؟"
رد غويدو:" سيئة جدا كما اعتقد. لقد اتصلت بكما ليلة أمس لانه بدأ يشعر بألم في صدره ولكنه لم يشأ رؤية الطبيب. لكنه هذا الصباح انهار من شدة الالم ، فأرسلت في طلب سيارة اسعاف. ونحن هنا منذ ذلك الوقت.. ولايزالون يجرون له الفحوصات."
قال ليو:" لايمكن ان تكون هذه نوبة قلبية. اذ لم يحدث له هذا من قبل.. والحياة التي عاشها.."
رد غديدو:" النساء!"
اكمل ليو:"وثلاثة قوراب سريعة."
-النساء!
-التزلج على الماء!
-تسلق الجبال!
وتكلم الثلاثة معا:"النساء!"
تناهى وقع اقدام الى مسامعهم فصمتوا جميعا وظهرت ليزابيتا، مدبرة منزل الكونت، وكانها فأل الشؤم، كانت نحيلة وكبيرة في السن، حيوها باحترام اكثؤ مما أظهروه يوما لعمهم. فهذه المخلوقة المتجهمة هي القوة المثيرةفي قصر " كالفاني"
ردت عليهم بإيماءة من رأسها، جمعت فيها الاحترام لمركزهم الاستقراطي والاحتقار لجنس الرجال، ثم جلست واخرجت تطريزها
قالغديدو لها بلطف:" اخشى الايكون هناك اي اخبار بعد".
ورفع رأسه عندما انفتح باب الغرفة وظهر الطبيب المسن الذي كان صديقا للكونت منذ سنوات . تعبير وجهه المتهجم لايعني سوى شيء واحد... وغاصت قلوبهم.
قال الطبيب:" اخرجوا هذا السخيف العجوز من هنا,,, وتوقفوا عن اضاعة وقتي."
احتج غديدو:" ولكن .... النوبة القلبية؟..."
-نوبة قلبية...! هذا سوء هضم! ليز ، ماكان يجب ان تتركيه يأكل القريدس مع الزبدة.
حدقت ليزا به، وردت بحدة:" وكأنه يصغي الي"
سأل غديدو:"هل نستطيع رؤيته الان؟"
كان الكونت فرانسيسكو في شبابه معروفا بأسد البندقية. والان وهو في السبعينات لم يتغير كثيرا.
دخل الشبان االثلاثة الى غرفة عمهم ووفقوا ينظرون اليه بقلق. كان جالسا في السرير، وشعره الابيض يحيط بوجهه، وعيناه الزرقاوان تلمعان.
قال بصوت عميق:" ارعبتكم... أليس كذلك؟"
قال ماركو:"مايكفي لاتي من روما ويأتي ليو من توسكانيا... وكل هذا لانك تحشو نفسك."
عبس فرانسيسكو:" لاتتكلم مع رأس العائلة هكذا. وليكن لومك للويزا، فطعامها لايقاوم."
-ليس عليك التهامه كولد نهم.
واضح ان ماركو لم يكن يخاف الكلام مع رأس العائلة، فأكمل:
"عمي... متى ستلاحظ انك كبرت في السن؟"
كشر فرانسيسكو عن اسنانه قائلا:"لم ابلغ الثانية السبعين، وانا اتصرف على اساس عمري!"
واشار الى ماركو:" حين تصبح في الثانيى والسبعين ستكون عودا جافا من دون قلب."
هز ماركو كتفيه بعدم اكتراث.
واشار الهجوز الى ليو:" وحين تصبح انت في الثانية والسبعين.. ستكون مثل اليقطينة الريفية اكثر مما انت عليه الان."
سأل غديدو:" وانا.. ماذا سأكون في الثانية والسبعين؟"
-لن تصل الى هذا السن ... فزوج غاضب سيقتلك قبل هذا بكثير

shining tears
26-12-2008, 15:56
ابتسم غديدو:" انت تعرف اكثر مني عن الازواج الغاضبين، عمي لقد سمعت انك منذ مدة قصير..."
-اذهبوا جميعا.. ستأخذني ليزا الى البيت.
ما ان خرجوا من المبنى حتى استندوا الى الجدار الحجري وتنفسوا الصعداء.
قال غديدو:" احتاج الى شيء اشربه."
واتجه الى مقهى قرب الماء، ولحق به الاخرآن، وجلسوا جميعا حول طاولة تحت الشمس.
بما ان غديدو يعيش في البندقية، وليو في توسكانيا، وماركو في روما، فقد كانت لقاءاتهم نادرة جدا. فاستغلوا هذه الفرصة للتكلم عن اخبارهم. كان ليو ممتلئ الجسم. وكما قال عمه ، كان رجلا ريفيا،نحيل الجسم، قوي البنية، ولم يكن رجلا ماكرا..
اما ماركو فيعيش في عالم من المال، وكان يبدو لابني عمه الاسعد بينهم، كان يعيش ببذخ ولايشتري سوى الافضل. في حين ان طبيعة غديدو المتقلبة مخلوقة لحياة مزدوجة. صحيح انه يسكن في القصر، لكن لديه كذلك شقه سرية يذهب ويأتي منها على هواه.. وكان يتمتع بعناد حاد يخفيه وراء قناع البشاشة وحسن المعشر. شعره الاسود كان طويلا قليلا، يلتف حول رقبته بشيء من الفوضى، فبدأ اصغر سنا.
وبعد صمت دام طويلا، قال غديدو واخيرا:" لا استطيع تحمل هذا سوف يقضي علي."
سأل ماركو:" عم تتكلم؟"
ابتسم ليو:" لا تأبه له.. رجل حرم لتوه لابد ان يكون مرتبكا".
قال غديدو :" هذا صحيح .. اسخر مني ! كان يجب ان تكون انت في هذه الورطة."
كان ليو شقيقه الاكبر. ولكن بلعبة من القدر اصبح غديدو الوريث. فقد تزوج والدهما ، برتراندو، من ارملة تبين ان زوجها الاول لايزال حيا. لكنها ماتت وهي تلد ليو، تاركة ابنها هذا غير قانوني في نظر القانون. وبعد سنتين، تزوج برتراندو مرة اخرى، وانجبت له زوجته الثانية غديدو.. فكان الوريث الوحيد للقب.
لكنه كان يكره الفكرة، لانها ستأسره. كان يتشوق لمعجزة تعيد لليو حقوقه.... ولكن ليو لايريد تلك الحقوق.. فالارض وحدها تهمه، وانتاج العنب والقمح والزيتون وتربية المواشي، والابقار والجياد وتأصيلها..
كان لايهم باللقب اكثر مما يهتم به غديدو.
الخلاف الوحيد بينهما نشب حين حاول غديدو اغراء اخيه باجراءات قانونية تعيد اليه حقوقه، واضطر ماركو لايقاف شجارهما، الا انه كان يتسلى بغيظهما.
فقال بمكر :" سيحدث هذا يوما ... الكونت غديدو،أب لعشرة ابناء ، في منتصف العمر وزوجة تناسبه."
فاستشاط غديدو غيظا.
هدأه ماركو:" كنت امزح".
-ليس هذا مضحكا.. ليس مضحكا ابدا.
***
لم يكن منزل روسكو هاريسون في لندن يشبه القصر ، لكن المال الذي انفق عليه لابد يبني قصرا مثل قصر كالفاني. الفرق كان انه رجل عديم الذوق، يؤمن بالعرض، وقوة المال، وكان يظهر هذا عليه.
كان يقول للشابة الشقراء، الجالسة في مكتبة في مؤخرة المنزل:" انا اشتري الافضل فقط، ولهذا انا اشتريتك".
قالت دولسي ببرود:" انت لن تشتريني ياسيد هاريسون. انت تستخدم مؤهلاتي كتحرية خاصة، وهناك فرق كبير."
-حسن جدا ، مواهبك ستكفيني، القي نظرة على هذه.
ورمى لها صورة تظهر ابنته ، جيني هاريسون، بشعرها الاسود المنسدل حول كتفيها تحت اشعة شمس البندقية، وهي تصغي بمحبة الى صاحب غندول شاب يعزف على الماندولين، بينما كان ينظر اليهما صاحب غندول آخر.
-هذا هو الشخص الذي يظن انه سيتزوج جيني من اجل ثروتها.
واشار الى عازف الماندولين بإصبعه:" لقد قال لها انه ليس صاحب غندول حقا، بل وريت كونت كالفاني، او ماشابه.. لكنني اقول ان هذه كذبة كبيرة."
وصمت قليلا ثم اكمل:" انا لست غير منطقي.. فلو كان حقا من النبلاء، لاختلف الامر فلقبه ومالي يفيان بالغرض. اريدك ان تذهبي الى البندقية وتتحققي مما يجري.. وحين تثبتين انه استقراطيا..."
تمتمت دولسي:" ربما هو ارستقراطي"
رد ساخرا:" عملك ان تبرهني انه ليس كذلك."
اجفلت دولسي:" لا استطيع ان ابرهن انه ليس هكذا لو كان نبيلا بالفعل."

shining tears
26-12-2008, 15:57
-حسن جدا.. هذا ما ستفعلينه . فانت الافضل.. انت اللابدي دولسي مادوكس.. اليس كذلك؟"
-في حياتي الخاصة اجل. لكن حين اعمل، انا ببساطة دولسي مادوكس التحرية الخاصة.
وعرفت ان روسكو لم يعجبه قولها. فهو متأثر بلقبها وعلاقاتها، وحين ابعدتهما ، احس انه مغشوش.
في الليلة السابقة، دعاها الى العشاء لتلقي بابنته جيني ، وسحرت دولسي بنضارة الشابة الصغيرة وسذاجتها. وكان من السهل ان تصدق انها تحتاج الى الحماية من صائد الثروات.
وعاد روسكو الى نقمته:" اريدك لانك الافضل. انت من النبلاء، وتتصرفين مثلهم.. لكن ليس ملابسك ، لانها.."
اكملت عنه :" رخيصة."
قال روسكو محاولا تلطيف الكلام:" لكنك تبدين نبيلة بحد ذاتك ويمكن ان تعرفي الاستقراطي لانهم طوال القامة ونحيلي الجسم . وهذا على الارجح، يأتي من تناولهم الطعام الملائم بينما يضطر الفلاحون الى الاكتفاء بأي شيء."
قالت دولسي:" ربما. لكن وضعي مختلف، فأنا فقيرة معدمة. ولهذا انا اعمل كمتحرية خاصة."
-اذن ستحتاجين الى الثياب الجديدة. لدي حساب مفتوح في محلات"قيلزهام". سأتصل بهم ليزودوك بما يلزم . فحين تصلين الى فندق "فيتوريو"يجب ان تكوني مستعدة للدور.
-فيتوريو؟
وتطلعت بسرعة الى خارج النافذه، كي لايعرف ان لهذا الفندق بشكل خاص معنى مميزا لها. فمنذ اسابيع فقط كانت تخطط لقضاء شهر عسلها في ذلك الفندق مع رجل اقسم لها بالحب الابدي.
لكن هذا اصبح من الماضي. لقد اختفى الحب فجأة. وكان من الممكن ان تتخلى عن اي شيء لتتجنب فيتورير.. لكن لامجال لهذا.
قال روسكو:" انه اكثر فنادق البندقية اهمية.. لذا اشتري الثياب، ثم اذهبي الى هناك بسرعة.. سافري بالطائرة على الدرجة الاولى، ولا تقربي الرحلات الاقتصادية الرخيصة، في حال سأل عنك".
-اتعني انه قد يوظف تحريا خاصا كذلك؟
-لا اعرف.. بعض الناس مخادعون بما يكفي ليقوموا باي شيء.
وحافظت دولسي على صمتها، وهو يعطيها شيكا للمصاريف.
-جدي صاحب الغندول، واجعليه يعتقد انك غارقة في المال.. وسيحاول التقرب اليك. وحين يعلق بالطعم دعيني اعرف. سأرسل جيني الى هناك وسنرى اي نوع من الرجال هو حقا. ولن تصدق، لكن العالم ملئ بالغبياء الباحثين عن فتاة ثرية.
تمتمت دولسي:" اجل . هذا صحيح."
***
ليلة عودة الكونت فرانسيسكو، كان العشاء في القصر رسميا . وجلس الرجال الاربعة حول المائدة، بينما اخذت الخادمة تقدم الطبق تلو الاخر.
بالنسبة للكونت ولماركو ، وكان هذا امرا طبيعيا، لكن الاثنين الاخرين وجدا الجو خانقا ، وابتهجا حين انتهت وجبة الطعام.
واذا هما يتحضران للفرار ، اشار الكونت لغديدو ان ينضم اليه في مكتبه. نادى ماركو من عند الباب الامامي:" سنكون في مقهى " لويجي".
وتوسل غديدو وهو يلحق بعمه:" الايمكن لهذا ان ينتظر؟"
عبس فرانسيسكو:" لا .. هناك اشياء يجب ان تقال، ولن أزعج نفسي بالسؤال عما اذا كانت القصص التي سمعتها عنك صحيحة".
وافق غديدو مبتسما:" ربما تكون صحيحة".
-حان الوقت لتتوقف ، بعد كل الجهد الذي بذلته لتقابل كل امرأة في المجتمع.
-اشعر بالتوتر مع نساء المجتمع، كلهن يسعين وراء شيء واحد
-ماهو؟
-لقبي المستقبلي . فنظرهن مثبت على مقام كالفاني الرفيع.
-اذا كنت تعني انهن مستعدات للتغاضي عن اسلوب حياتك المخزي ..
-انا لا اريد امرأة تتغاضى عن حياتي "المخزية" . ستكون الحياة اكثر مرحا لو كانت مستعدة للانضمام الي.
وعد فرانسيسكو:" اليس من المفترض ان يكون الزواج مجرد مرح،
-وهذا مت انا خائف منه.
- لقد آن لك ان تتصرف كرجل من الطبقة المميزة بدلا من قضاء وقتك مع عائلة لوتشي والعبث في الغندول.. اسرة لوتشي اناس يعملون بجهد، ولكن حياتهم تسير في طريق ، وانت في آخر..
في لمح البصر ، فقد وجه غديدو مرحه، واشتد قسوة:" اسرة لوتشي هم اصدقائي.. وستسدي لي خدمة لو تذكرت هذا!"

shining tears
26-12-2008, 15:59
-يمكنكم ان تبقول اصدقاء.. لكنك لاتستطيع ان تعيش حياة فيدي . ربما ما كان يجب ان ادعك تراهم كثيرا.
قال غديدو بهدوء:" انت لم تدعني، ولم اطلب اذنا منك، ولن اطلب. عمي، انا اكن لك كل الاحترام ، لكنني لن اسمح لك ان تدير حياتي."
حين كان غديدو يتكلم بمثل هذه اللهجة ، كان المرح يفارق وجهه، ويشعر حتى الكونت بالقلق. ولقد رأى هذا الان، وصمت . وعلى الفور ندوم غديدو. وقال بلطف:" لاضرر في هذا .. انا فقط احب التجذيف.."
قال الكونت ساخرا:" الامر لايتعلق بالتجذيف فقط.. فقد سمعت انك تغمي للسواح وتقف معهم لالتقاط الصور."
واخرج الكونت صورة تظهر غديدو في لباس سائق الغندول يغني لفتاة جميلة سوداء الشعر، بينما يجلس خلفهما سائق اخر.
وصاح بصوت اجش :" ابن اخي ... كونت كالفاني المستقبلي... يتصور بقبعة من القش."
وافق غديدو:" انها غير مشرفه.. وانا الطخ اسم العائلة.. ويجب عليك الزواج بسرعة ، وانجاب صبي ، وحرماني.. وتقول الشائعات انك مازلت نشيطا كما انت دائما .. لذا لن يكون.."
اخرج من هنا اذا كنت تعرف صالحك!
وهرب غديدو بارتياح متسللا عبر الشوارع الصغيرة المظلمة . وعندما وصل الى النهر ، كان الفتى صاحب الوجه الطفولي الذي في الصورة واقفا يغني بصوت جميل مرتفع تناهى الى غديدو عبر الماء.. ومع انتهاء الاغنية تعالى التصفيق، واتجهت القوارب الى مرساها.
انتظر غديدو الى ان ساعد صديقه، فريدريكو لوتشي، واخر راكب لينزل قبل ان يناديه.
-هاي انت .. فيدي . لو سمعتك الفتاة الانكليزية تغني هكذا للحقت بك حتى اقاصي الارض.
وتأوه فيدي ، فاكمل غديدو يسأل:" ما الامر؟ الم تعد تحبك؟"
-جيني تحبني .. ولكن والدها قد يقتلني قبل ان يسمح لنا بالزواج ..
انه يعتقد انني اسعى وراء مالها فقط لكن هذا غير صحيح ، لانني احبها .. يوم التقيت بها ، الم تعتقد انها رائعة؟"
قال غديدو بدبلوماسية تخفي رأيه بأن جيني دميه جميلة ينقصها الروح في شخصيتها :" رائعة."
هو يفضل امرأة تستطيع ان تكون تحديا له ، وتقوده في دوامه، وتعطيه افضل ماتستطيع. لكنه الطف من ان يقول هذا، بل قال بحرارة:" انت تعرف انني سأساعدك باي طريقة ممكنة".
قال فيدي:"لقد سبق وساعدتنا كثيرا، وتركتنا نلتقي في شقتك، وناوبت عني في عمل الغندول..."
-هذا لاشيء... فأنا استمتع به، ودعني اعرف متى تريدني ان افعل هذا ثانية.
-لقد عادت جيني الى انكلترا. وتقول انها ستقنع ولدها لكنني اخشى الاتعود.
-اذا كان الحب حقيقيا ، ستعود.
صاح فيدي ضاحكا:" وماذا تعرف انت عن الحب الحقيقي؟ بالنسبة لك انه موجود اليوم وغدا يرحل، واذا ذكرت احداهن الزواج ، تذهب لتختبئ."
وبدا على غديدو الانزعاج:" اصمت! لعمي آذان في كل مكان.. والان تعال، دعنا ننضم الى ليو وماركو في مقهى لويجي، حيث تنعم بالسلام".
بعد يومين، توجهت دولسي الى البندقية لتحط في مطار" ماركو بولو" حيث انتظرت ،في هالة من العظمة، بينما كانت حقائبها توضع في مركب سريع خاص بفندق فيتوريو.
كانت الشمس حزيران مرتفعه في السماء، واشعتها تنعكس لامعه فوق الماء، ومحاطة بالكثير من الجمال المشرق، فنسيت دولسي حزنها مؤقنا.
قال سائق المركب بفخر، يشعر به كل اهل البندقية نحو مدينتهم:"انظري الى هناك سنيوريتا."
وظهرت المدينة امامها، انيقة ومكتملة، فخطت انفاسها ، وبقيت دون حراك، لاتريد ان يفوتها اي شيء من تلك المشاهد الساحره.
وعادت دولسي الى مقعدها، واستندت الى الوراء، تنظر الى فسحة السماء فوق رأسها. وبعد بضع دقائق عادا، يتجهان نزولا نحو قصر عظيم يعود الى القرن السابع عشر.. فندق فيتوريو.
وامتدت الايدي على من على الميناء، لتساعدها في صعود السلم، وتقودها الى الفندق. ودخلت بفخامة ، يتبعها حمالو الحقائب تباعا.
قال صوت متعال انيق:" جناح الامبراطورة."
رددت دولسي برهبة :" الاميرا.. هل انت واثق ان ما من خطأ في الامر؟"

لكنها دخلت شقه ملوكية كل شيء فيها مصمم لتبدو مقرا الامبراطورة، بما فيه الاثاث القديم الذي يعودالى القرن الثامن عشر، على احد الجدران، كان هناك لوحة معلقه للامبراطورة الشابة اليزابيث، امبراطورة النمسا، رسمت في القرن التاسع عشر.
شهقت دولسي مذهولة بهذه الفخامة.. وظهرت خادمة ، تستعد لافراغ حقائبها، وتذكرت اوامر روسكو ان "ترش"المال قليلا، وان توزع المكافأت الضخمة بما يكفي ليتكلم الناس عنها.
حين خرج الجميع، جلست بصمت ، تحاول ان تستيقظ من صدمة وجودها هنا، لوحدها، بينما كان يجب ان تكون الى جانب عريسها.
واجبرت نفسها على مواجهة ذكرى سايمون، ولو انها مؤلمة.. لقد افترض ان اللايدي دولسي مادوكس، ابنة اللورد مادوكس، لابد ان تكون ثرية.. فأمطرها بالحب والوعود حتى حلقت على بساط سحري ، نسج من الامال والاحاسيس.
لكت البساط السحري سقط ارضا وسقطت هي معه. فقد عاش سايمون ببذخ، وكله على الحساب، كما اكتشفت فيما بعد..
كان قد رآها كتيب الدعاية لفندق فيتوريو ذات امسية حين كانا يتعشيان في " الريتز" وقال:" لقد حجزت جناحا لشهر العسل، في جناح الامبراطورة."
-لكن ، حبيبي... الكلفة..
-اين المشكلة؟ المال موجود لنصرفه.
وردت بحنان:" لست مضطرا لصرف الكثير من اجلي، فالمال ليس كل شيء."
-لا ياحلوتي .. لكنه يساعد.
قالت، ولا تزال الذكرى تؤلمها:" هل تعتقد انني سأتزوجك من اجل مالك؟ انا احبك ، انت .. ولن يهمني لو كنت فقيرا مثلي".
كانت لاتزال قادرة على رؤية النظرة القلقة التي دخلت عينيه.
-انت تخيفينني.. اليس كذلك؟ وهل انا فقير مثل اللايدي دولسي مادوكس؟
-لايمكنك ان تعيش من اللقب .. انا معدمة.
-سمعت ان جدك انفق الكثير في السباق وفي يوم واحد.
-هذا صحيح.. ووالدي مثله.. ولهذا انا لا املك قرشا واحد.
-هيا.. تابعي.. انت تتظاهرين بالفقر.
اقنعته انها لا تتظاهر ، وكانت هذه اخر مرة تراه فيها، واخر ذكرى لها منه، وهو يقول بمرارة:" هل تعرفين كم من المال صرفته عليك؟ ومن أجل ماذا؟ لكنني لن افعل المزيد."
ثم خرج غاضبا من " الريتز"وتركها تدفع ثمن العشاء.
في هدوء الجناح الامبراطوري، عرفت دولسي ان الوقت حان لتستجمع شتات نفسها.. امامها الان صائد ثروات اخر. ولكن، هذه المرة، هو الطريده وهي الصياد ، وستسعى وراءه لتثأر للنساء جميعا.
استحمت في حمام من الرخام والذهب. وغادرت الفندق ترتدي فستانا من الحرير البرتقالي اللون، مع سلسلة ناعمة من الذهب الخالص، وقرطين من الذهب. كانت تحتاج الى ان تعطي التأثير اللازم، وبسرعه. حين انتهت، نظرت الى الصورة، لتتأكد من انطباع وجهه في دماغها. ولم تكترث بالولد ذي الوجهه الطفولي في مؤخرة الصورة. فهاهو من تريده، يعزف الماندولين، واثقا من نفسه، ويبتسم لجيني، ولا شك انه كان يسحرها بكلمات معسولة .. القذر!
ايجاد صاحب غندول من بين العديد كان مشكلة. لكنها جائت مستعدة، فاستقلت اول مركب، وجلست في المقدمة، مسلحة بمنظار قوي.
لمدة ساعة راح المركب يقطع القناة من مرسى الى اخر على كلا الجانبين، بينما دولسي تبحث عن مطلبها، من دون جدوى. وكانت على وشك ان تستسلم حين رأته فجأة.
كان المركب البخاري في طريقه للانظلاق من احد المراسي، وتحركت دولسي بسرعة، وقفزت الى البر في الوقت المناسب تنظر حولها بيأس، واختفى الغندول. ولكن لا بد انه في مكان ما الى يسارها، وركضت الى جسر صغير، ومرت من فوقه الى زقاق مظلم اخر.
في نهاية الزقاق، كان هناك قناة صغيرة اخرى ، وجسر اخر، وكان هناك غندول يتجه نحوها. لكن هل هو ذاته؟ وكان وجه سائقها مخبأ تحت قبعة من القش.
صرخت :" انتبه الى رأسك.. انظر الى فوق!"
كان يكاد يصل الى الجسر. وبعد لحظة سيكون الوقت قد فات. فاندفعت بيأس وانتزعت احدى فردتي حذائها ورمتها من فوق الجسر، واصابت قبعته. ونظر الى الاعلى، فرأت وجه عازف الماندولين.. عينان زرقاوان قاتمتان مجفلتان،في وجه ضاحك، وبدتا انهما تقيمانها، وتمسكان بها، وتكادان تنومانها.. بحيث وجدت نفسها ترد الابتسام.
قال غديدو كالفاني:" بون جورنو، بيلا سنيوريتا."

shining tears
26-12-2008, 16:04
2- ساحر البندقية...

ما ان خرجت الكلمات من فمه حتى اختفى تحت الجسر. وركضت دولسي الى الجهة الاخرى وهو يبرز مجددا ويتجه نحو الشاطئ. القت نظرة سريعه الى الصورة لتتأكد انها حصلت على الرجل الصحيح. اجل ها هو ، يبتسم لجيني، ويعزف الماندولين.
لم يكن معه ركاب، وركضت عبر الجسر الى حيث اوقف الغندول. ونادت:" انا اسفة جدا.. لقد التوت قدمي ووقع الحذاء من فوق الجسر قبل ان امسكه . ثم ضربك على رأسك.. ولن اسامح نفسي لو انك تأذيت."
-لكنني اصبت بالاذى... ليس في رأسي.. بل..
وانحنى بلباقة ويده على قلبه. وهذا ما كانت تتوقعه.. الفتنه الخبيرة.. حسن جدا! انها مستعده له.
كان قد توقف وقال:" لو جلست ، فسأعيد هذا اليك بالطريقه المناسبة."
وجلست في اعلى السلم، واحست بكاحلها بين اصابع قويه دافئة وهو يدس الخف في قدمها.
-شكرا لك ..فيدركو.
اجفل قليلا:" فيد...؟"
-انه مكتوب هناك.
واشارت دولسي الى رقعه مثبته قرب ياقته تحمل اسم فيدركو.
وقال غديدو بسرعة:" آوه.. اجل . بالطبع."
كان قد نسي عادةوالدة فيدي بخياطة الاسم على قمصان زوجها واولادها.... لايهم ... سيقول لها ببساطة اسمه الحقيقي. لكنه تلهى بالاحساس بكاحلها الانيق داخل راحة يده. وحين رفع نظره وجدها تراقبه بنظرة متسائلة ابعدت اي شيءآخر من دماغه... وماذا تهم الاسماء؟
وسأل:" انت جديدة في البندقية؟"
-وصلت اليوم.
-اذن ، دعيني اقول ان حجارة البندقية ليست لطيفة على هذا الحذاء.
ابدت الخجل، وسألت:" لم يكن من الذكاء ان ارتدي مثل هذا الكعب المرتفع اليس كذلك؟ لكنني اعرف ان البندقية تختلف عن اي مكان اخر في العالم.. ولم اجد احد يقول لي شيئا."
قال متعاطفا:"هذا فظيع. وان تكون شابة جميلة لوحدها هو امر مخجل دائما. ولكن لوحدها في البندقية.. هذه جريمة ضد الطبيعة".
قال هذا بأناقه شديدة.. ومن حسن حظها انها كانت مستعده سلفا.
-من الافضل ان اعود الى الفندق لابدل الحذاء، قبل ان يحصل لي حادث اخر.
واحست ان اصابعه لازالت ملتفه حول كاحلها:" هل تسمح؟"
ابعد يده :" سامحيني.. هل لي ان آخذك الى الفندق؟"
-لكنني كنت اظن ان قوراب الغندول تقوم فقط بجولات سياحية؟
-صحيح لكن، في مثل حالتك ، احب ان اقوم بشيء استثنائي ارجوك...
ومد لها يده. فوضعت يدها في يده ووقفت، ثم تركته يساعدها لتنزل السلم الى الماء.
قال:" اجلسي هنا."
واستقر في المقاعد الخلفية، وكان هذا ترتيبا يسمح له برؤية وجهها،
وقال بسرعة:" من الافضل الا تجلسي في المقدمة .. في مثل هذه الساعة تكون الشمس قوية وقد تشعرين بدوار البحر".
وافقت:" سأفعل ما تقول تماما."
وناسبها، ان تتمكن من الاستلقاء الى الخلف وان تمدد ساقيها الطويلتان الملتفتين بالحرير امام نظره.
وتطلعت دولسي بعجب. وبدأت تفهم لما هذه المدينة متخلفه عن سواها. وفكرت : انه رجل ماهر. واذكى من ان يفسد تلك اللحظات بالكلام.. وحده صوت المجذاف كان يكسر الصمت. وبالتدريج، استولى عليها الوهن. وبدأت البندقية تسحرها، وتجبرها ان تنسى كل شيء وتطوف في هذا الجمال.
تمتمت:" هذا عالم اخر.. وكأنه شيء هبط الى الارض من كوكب مختلف".
دخلت عينيه نظرة مكبوته ، وقال:" اجل.. هكذا هي بالضبط."
وتذكرت فجأة ان هذا ليس سبب وجودها هنا. فوظيفتها هي ان تعمل على هذا الرجل الواقف امامها.
تفرست به، وفهمت لماذا تجده فتاه ساذجة مثل جيني، لايقاوم . فقد كان طويلا، ويتمتع بقوة احست بها حين ساعدها في النزول الى مركبه.. وكان يدير المجذاف الثقيل وكأن لا وزن له، ويتحرك معه، وكأنهما شريكان في الرقص.
وخرجا الى قناة اكثر اتساعا.. وفجأة، وقعت اشعة الشمس عليه. ورفعت دولسي رأسها، ووضعت يدها فوق عينيها تحميهما من الشمس، وعلى الفور خلع قبعته القش ورماها لها قائلا:

shining tears
26-12-2008, 16:06
-ضعي هذه، فالشمس قوية.
اعتمرت دولسي القبعه، واستلقت الى الخلف تتمعن بوسامته وكم كانت عيناه زرقاوين، وكيف كانتا تتجعدان بشكل طبيعي حين يبتسم...
وهو يبتسم بسهولة بحيث لم تستطع سوى ان تنضم الى ضحكه.
سألت :" هل نكاد نصل؟"
سأل :" نصل؟ الى اين؟"
-الى فندقي.
-لكنك لم تقولي لي اي فندق.
-وانت لم تسألني.. فكيف لنا ان نعرف اننا نذهب في الاتجاه الصحيح؟
هز كتفيه باناقه، وكأنه يسأل: هل يهم؟
ولم يكن مهما. واستجمعت دولسي نفسها. من المفترض ان تقول له اسم الفندق، وتعلن عن "ثرائها" . وبدلا من ذلك تمتعت بسحر رفقته ولمدة ... ساعه؟
قالت بحزم:" فندق فيتوريو"
ولم يكن لديه اي رده فعل.. فالغاوي الخبير اكثر حكمة من ان يظهر التأثر
قال" انه فندق ممتاز انستي. وآمل ان تكوني تستمتعين به"
قالت بعفويه، لتوصل الفكره :" حسنا.. الجناح الامبراطوري ساحر ، ولكنه مربك قليلا."
- وحزين جدا لسيدة لوحدها.
- -هل تعرف الجناح الامبراطوري؟
قال غويدو بغموض:" لقد رأيته من الداخل..
قال:" حين يصل اصدقاؤك ، ستشعرين انك افضل حالا."
-لا انتظر احدا.. فأنا اقضي هذه العطلة لوحدي.
كانا يقتربان من مرسى فندق فيتوريو، ومد يده يساعدها على النزول الى اليابسة، وسألت:" كم انا مدينة لك؟"
-لاشيء
-لكن، بالطبع يجب ان ادفع.. لقد اخذت ساعه من وقتك.
كرر:"لاشيء."
واحست بيده تشتد على معصمها
ارجوك .. لاتهينيني بالمال
وكانت عيناه تأسران عينيها وتأمرانها ان تفعل مايتمنى.
قالت ببطء: "انا لا اقصد إهانتك .. الأمر فقط.."
الأمر فقط ان المال يدفع ثمن كل شيء .. لكن فقط إذا كان هذا الشيء
للبيع
واكمل باهتمام شديد :"لاتبقي لوحدك في البندقية .. فهذا امر سيء"
-ليس لدي خيار اخر.
- لكن لديك خيار .. دعيني اريك مدينتي.
- مدينتك؟
- انها لي لأنني احبها واعرف طرقها عن ظهر قلب .. واود ان تحبيها انتِ كذلك.
كانت على وشك ان تتفوه برد عابث لكن الكلمات لم تخرج من فمها .. وكان لديها شعور انها على حافة نقطة لارجوع عنها.
قالت ببطء: "انا لاأظن .. لاأظن انني يجب ان اقبل"
رد بلهفة: "بل اظن انك يجب ان تقبلي".
- لكن ..
اشتدت يده مجددا على يدها اخذت نفسا" حادا" .. وقالت: "اجل"
- سألقاك في الساعه السابعة عند انطونيو خلف تلك الزاويه..
- وارتدي حذاء السير.
راقبته وهو يبحر بعيدا" ثم صعدت إلى جناحها مسرورة بالوقت الذي ستقضيه وحدها لتجمع افكارها.
لم يكن الأمر سهلا" ففي بضع لحظات ملتهبة اخذ كل افكارها ورماها في الهواء لتتساقط حولها بغير نظام .. ولزمها تركيز عنيد لتستعيد افكارها من تأثيره لكنها احست انها تمكنت من هذا اخيرا"
ابتعد غويدو عن الفندق بسرعه قبل ان يلمحه احد ويتعرف إلى هويته الحقيقية وفي بضع دقائق كان قد ترك وسط المدينة خلفه متجها" إلى "الشوارع" الخلفية الصغيرة في القسم الشمالي من البلده حيث تقيم عائلات اصحاب المراكب.
في منزل اسرة لوتشي وجد فيدريكو هناك يشاهد مباراة كرة قدم غلى التلفزيون ودون كلمة اخذ زجاجة مرطبات من البراد وانظم اليه ولم يتكلم اي منهما إلى ان انتهى الشوط الأول ثم وكما يفعل دائما" وضع غويدو المال الذي كسبه على الطاولة وضاعفه بمال من جيبه.
قال فيدي بامتنان: "كان لي يوم جيد .. اليس كذلك؟".
ووضع المال في جيبه متثائبا"
- ممتاز .. انت مثلنا الأعلى جميعا"
- مع مثل هذا المال اعتقد اني استحق إجازة.

shining tears
26-12-2008, 16:08
ودعك غويدو ذراعيه المتألمتين:"انا من يستحقها"
- ربما حان الوقت لتعود إلى تجارة التذكارات
- كان غويدو قد اسس لنفسه عملا" خاصا"به يقدم الخدمات إلى السواح وكان يملل مصنعين على جزيرة "مورانو"
احدهما يصنع الزجاج والآخر الحلي الصغيرة والتذكارات.
وقال دون حماس: "اعتقد هذا لكن المسألة انني .. فيدي هل وجدت نفسك يوما" تفعل شيئا" لم تكت تقصد ابدا" فعله .. كلمة .. خيار تتخذه في جزء من الثانيه؟ وفجأة تتغير حياتك كلها؟"
- بالتأكيد .. حين التقيت جيني .
- ولم تعرف كيف سينتهي الأمر . لكنك تعرف انك يجب ان تتابع لتنكشف؟
هز فيدي رأسه: "هكذا هو الأمر بالضبط".
- إذن ماذا افعل؟
- - ياصديقي .. لقد تفوهت بالرد . انا لا اعرف ماذا حدث لكنني اعرفان الوقت قد فات لتراجع.
- القرار الهام يلزمه تفكير طويل مترو وجاد لذا حين فتحت دولسي الخزانة الملكية لتختار شيئا" مناسبا" للأمسية القادمه فتشت في الفساتين المتعدده بعناية كبيرة وتمتمت: "كيف اشتريت كل هذا؟"
كانت قد ذهبت إلى محلات "فيلدهام" كما قيل لها ووجدت الموظفين مستعدين لتلبية مطالب روسكو ولأن مطالب روسكو كانت ستجعلها تبدو كزينة شجرة الميلاد تخطتها واصرت على اناقتها الخاصة وبعد تجربة اربع قطع من الثياب توقفت لكن الموظفه الرفيعه المقام التي عينت لمساعدتها ابدت ارتياعها وتمتمت:
- لقد قال السيد هاريسون إن الفاتورة يجب ان لاتقل عن عشرين الف
- عشروف الف ...؟ فليرتدها هو إذن
- سيكون مستاءا جدا" إذا لم تلبي مايتوقعه .. وقد يكلفني هذا عملي هكذا اصبح من الواجب صرف المال وحين غادرت دولسي المخزن الفخم كانت تملك خمسة من فساتين كوكتيل ثوبين رائعين للسهرة ثلاثة بنطلونات جينز من تصميم فاخر وعددا" لايحصى من الكنزات وجبل من الملابس الداخلية الحريرية والساتان .. مع مجموعة من الفساتين الصيفية وبعض ادوات الزية الفاخرة والعطور إضافة إلى عدد من الحقائب.
وتطلعت إلى مغانمها معلقة في خزائن الفندق الفخمة المبردة بمزاج ساخر كئيب
لماذا قبلت هذه المهمة في هذا المكان حيث كل منظر وكل صوت سيؤلمها .. هل هي مجنونة؟
ثم رفعت ذقنها فهذه فرصة لتجعل رجلا" يدفه ثمن جرائمه ضد النساء ولايجب ان تنسى هذا
واخذت وقتا" طويلا" لتختار حتى انها كانت قد تأخرت حين اسرعت تنزل السلم وهي ترتدي فستانا" من الحرير الأزرق وحذاء" فضيا"
منخفضين الكعبين وكان هذا اقرب شيء "للمعقول"
كان " انطونيو" مطعما" صغيرا" تظلله تعريشة متدلية الأوراق وبدا المكان ساحرا".. لكن ينقصه شيء.. هو؟
لابأس قد يكون في الداخل ودخلت تنظر بعفوية لكنها لم تجد له اثرا"
لقد خدعها وهذا هو الشيء الذي لم تفكر به.
كوني واقعية .. ربما تأخر الوقت بضع دقائق .. مثلما تأخرت انت
وردت على نفسها بارتباك هذا امر
مختلف من المفترض انه يحاول إغوائها ولايمكن ان يزعج نفسه ليفعل هذا بطريقة مناسبة
شدت على فكها وخرجت لتصطدم برجل يندفع عبر الباب من الجهة الأخرى
انفجر غويدو بارتياح حار: "ياإلهي .. ظننت انك تخدعني ".
- انا..؟
- ظننت انك غيرت رأيك .. وكنت افتش عنك.
احتجت : " لم اتأخر اكثر من عشر دقائق"
- عشر دقائق؟ شعرت انها عشر ساعات لقد ادركت فجأة انني لا اعرف اسمك وربما اختفيت لكنني وجدتك الىن
- وامسك بيدها: "تعالي معي"
كان يسير مبتعدا" وهو يجرها من وراءه قبل ان تتمكن من ان تقف وتفكر انه مرة اخرى قلب ادوارهما فهو الآن من يعطي الاوامر لكنها لحقت به متشوقة ان ترى إلى اين يقودها وراضية بشكل غريب برفقته
كان قد غير ثياب العمل وارتدى بنطلون جينز وقميصا" ابيض احاطه بجو من الاناقة وابرز اسمرار بشرته
قالت: " كان يمكن ان تجدني بسهولة .. فأنت تعرف فندقي"

shining tears
26-12-2008, 16:10
- مؤكد .. ادخل إلى فيتوريو واقول إن السيدة التي تنزل في افخم جناح لديهم لم تات إلى الموعد فهل يتفضلون بإخباري عن اسمها ؟ ثم اعتقد انني يجب ان اهرب قبل ان يرموني إلى الخارج فهم معتادون على التعامل مع المحتالين
- سألت باهتمام: " وهل انت محتال؟"
- سيعتقد ون هذا بكل تأكيد إذا قلت لهم تلك القصة والآن إلى اين نذهب؟
- انت من يعرف البندقية.
- ومن اعماق معرفتي الخبيرة اقول اننا يجب ان نبدأ بتناول المثلجات
- ردت على الفور: "اجل.. ارجوك".
فتناول المثلجات يجعل منها طفلة من جديد وابتسم لها باتسامة صبيانيه
- تعالي.
وقادها عبر الأزقة الضيقة حيث تكاد الأبنية القديمة تتلامس فوق الرؤوس والمراكب تمر تحت الجسور
قالت بذهول: "كل شيء هادىء"
- هذا لعدم وجود السيارات
- طبعا"
- ونظرت حولها: "لامكان للسيارات لتسير"
قالت برضى عميق: "هذا صحيح تصل السيارات إلى المدخل الرئيسي ثم ينزل الركاب ليسيروا وإذا لم يرغبوا في السير يركبون قاربا" لكنهم لايدخلون سياراتهم المتسخة إلى مدينتي"
- مدينتك ؟ انت تقول هذا باستمرار.
- كل بندقي اصيل يتكلم عن البندقية على انها مدينته ويدعي انه يمتلكها ليخفي واقع انها تمتلكه إنها ام متملكة لاتتركه ابدا" واينما ذهب في العالم فهذا المكان المكتمل يذهب معه ويتمسك به ويعيده اخذها إلى مقهى صغير قرب القناة واستدعى النادل وتحدث معه
بلغة لم تتبينها دولسي وقام بإيماءات كثيرة وهو ينظر لها بخبث
سألت بعد ان اصبحا وحدهما :"هل كنت تتكلم الإيطالية؟"
- لهجة البندقية المحلية
- بدت لغة تختلف عن الإيطالية
- نحن نتكلم الإيطالية والإنكليزية لأجل السواح لكن بين انفسنا تتكلم لهجتنا لأننا بندقيون
قالت مفكرة:"كأنكم من بلد اخر"
- بالطبع .. فقد كانت البندقية يوما جمهورية مستقلة وليس مجرد مقاطعه من ايطاليا وهذا هو فخرنا ان نكون بندقيين اولا" وقبل اي ولاء آخر.
وبدأت تراقبه متلهفة لسماع المزيد . لكن ظهر النادل فجأة فصمت ووعدت نفسها ان تعيده إلى هذا الموضوع فيما بعد
وضع النادل على الطاولة طبقين من المثلجات بالفانيليا والشوكولا
قال:" طلبت الشوكولا لأنها المفضلة عندي".
- ولنفترض انها ليست المفضلة عندي؟
- لاتقلقي.. سأنهيها عنك
- ضحكت ضحكة مخنوقة ثم كبتتها متذكرة الدور المتباعد الذي من المفروض ان تلعبه لكنها اخطأت بلقائها عينيه اللتين تحدتاها ألا تضحك فاستسلمت .
قال:" ولاآن اخبريني اسمك".
- دولسي.
- دولسي فقط.
- اللايدي دولسي مادوكس.
رفع حاجبيه :" ارستقراطية؟"
- ارستقراطية غير عظيمة الشأن.
- لكن لديك لقب؟
- اللقب لوالدي انه كونت.
واستولت على وجهه نظرة غريبة وردد ببطء: "كونت؟ انت ابنة كونت؟"
- وهل يهم هذا؟
وكان له ا انطباع انه استجمع نفسه وقال: "بالطبع انت لم ترغبي في قول هذا لي وانا افهم".
سألت: "وماذا تفهم؟"
هز كتفيه.
- دولسي تستطيع ان تفعل ماتريد لكن اللايدي دولسي لاتستطيع ترك ساءق غندول يعتقد انه اوقعها

shining tears
26-12-2008, 16:11
- واحست باالأرتباك لانها لاتستطيع الاعتراف انها جاءت إلى هنا لإيقاعه واكملت: "لايهمني كيف تعرفنا ببعضنا فأنا مسرورة فقط لأننا التقينا".
- وهكذا انا .. لأن .. لأن لدي اشياء كثيرة اريد قولها لك لكنني لن استطيع قولها الآن فالوقت مبكر كثيرا"
- وهل مبكر ان تعرف انك تريد قولها؟
- هز رأسه وقال بهدوء : "اوه.. لا .. ليس الوقت مبكرا" لهذا".

shining tears
26-12-2008, 16:13
3-
مدينة العاشقين...

قال:" يجب ان تسامحيني. تكلمت كثيرا عن البندقية. لقد نسيت ان ايا كان يجب ان يشعرني بالشيء ذاته عن موطنه".
ردت مفكرة:" لست ادري ... لا اظنني اشعر هكذا تجاه لندن".
-وهل تعيشين هناك؟
-اعيش الان، لكنني تربيت في املاك ابي..
-آه .. اجل والدك الكونت. ولا بد انه يملك اراض واسعه؟
واحتسبت مبالغ الرهن في فكرها:"بل ضخمة"
-لقد تربيت اذن قي الريف!
-اجل، واتذكر كم كان هادئا كذلك. كنت اجلس قرب نافذة غرفة نومي في الفجر لاراقب الاشجار بين الضباب.. وكنت اتخيل..
وصمتت وقد شعرت بالحرج لانجرافها الى البوح بمشاعرها.
لكنه كان ينظر اليها باهتمام، وقال:"تابعي"
وبدأت تتكلم عن بيتها، عن طفولتها التي امضتها هناك، وعن الاصادقاء الخياليين الذين اخترعتهم. وشعرت بلذة التحدث الى هذا الشخص الذي مستغرقا في الاصغاء اليها. فما من احد في عائلتها كان يتعاطف مع " احلامها".. وبدأت الان تتساءل عما اذا كانت هذه الاحلام قد بدأت تعاودها برفقة هذا المسمتع الرائع.
دفع غويدو الفاتورة، وامسك ذراعها ليقودها الى الخارج، وهو يتمتم بانهما سيتناولان بقية وجبة الطعام في مكان اخر. لكنه فعل هذا دون ان يبعد اهتمامه عنها، او ان يقاطع تدفق كلامها، وحين وجدت نفسها تقطع جسرا بعد دقائق ، لم تكن واثقه تماما كيف وصلت الى هناك.
دخلا مطعما اخر، وطلب الطعام دون استشارتها, فتذوقت المحار المحشو بالكافيار مع البهار وعصير الحامض، وكان اشهى عشر مرات من وجبة الطعام الرائعه التي تذوقتها في منزل روسكو. واذ قرأ غويدو امارات الرضى على وجهها ، ابتسم قائلا بفخر:" نحن نطهو افضل طعام في العالم".
ردت بحرارة:" اصدقك... اصدقك.. فهذا لذيذ للغاية".
-الم تمانعي في طلبي الطعام لك؟
هزت رأسها:" لن اعرف ماذا اطلب على اي حال".
-اذن ، تضعين نفسك بين يدي بالكامل!
احتجت:" لم اقل هذا بالضبط، قلت ان بامكانك اختيار الطعام".
-انه لامر نفسه.. بما اننا نأكل.
-انني آخذ حذري ليس إلا، فقد سمعت الكثير عن اصحاب الغندولات.
ورد مماوحا:" وماذا سمعت عنهم بالضبط؟"
-انكم زمرة من " الروميو"..
صحح لها:" ليس روميو.. بل كازانوفا".
-وهل من فارق؟
-طبعا.. فهذه مدينة كازانوفا.. وفي ساحة "سان ماركو" يمكنك رؤية مقهى" فلوريان" حيث كان يذهب.. وكان مسجونا كذلك في البندقية.. اذن ، كنت تقولين...
-اتعني انني استطيع انهاء كلامي الان؟
وضع اصبعه على فمه:" لن اتفوه بكلمة آخرى".
-لا اصدقك.. اين كنت؟
-كلنا كازنوافا..
-تغازلون الفتيات اللواتي ينزلن من الطائرات.
وافق معها دون خجل:" بالطبع نفعل هذا، لاننا دائما نبحث عن الافضل."
-ومن يهتم بالافضل، اذا كان الامر لبضعة ايام فقط؟
-انا اهتم دائما بالكمال... فهذا مهم.
ولم يكن يمازح ، واضطرت الى الرد بجدية:" لكن لا يمكن لكل شيء ان يكون كاملا. العالم ملئ بالنواقض".
-طبعا.. ولهذ فالكمال مهم، لكن يجب ان يعرف المرء كيف يسعى اليه في الاشياء الصغيرة والكبيرة، فالكمال يوجد حيث تجدينه.
-او حيث تظن انك وجدتع. احيانا يجب ان تكتشف انك مخطئ .
وانفجر ضاحكا:" لماذا نحن جديان هكذا؟ هذا سيأتي فيما بعد".
-اوه.. حقا؟ إذن ، وضعت مخططا لحديثنا؟
-اعتقد اننا نفتح ابوابا مغلقة.. انت وانا.
-لن اسألك أي ابواب. فقد يعني هذا العودة الى الجدية.. وانا هنا لاجل المرح.
نظر اليها بحيرة:" اتقولين ان هذا سبب مجيئك الى البندقية.. للبحث عن علاقة حب عابرة؟
وبشكل غريب فأنا .. لا .. ليس هذا هو السبب.
سألها على الفور:" مابالك؟ هل قلت شيئا جراحك؟"
- لا .. بالطبع لا.

shining tears
26-12-2008, 16:15
وكان الامر صعبا عليها، لان هذا الرجل اكثر خبثا ومكرا مما كانت تظن . كانت عيناه دافئتين وقلقتين، وتدرسانها بلهفة.
اشارت الى طبقها الفارغ، وقالت:" كان هذا رائعا... ماذا قررت الان؟"
اعلن على الفور:" بولا ستري بيني اي بوني".
-وهذا يعني..
وبحثت في لائحة الطعام:" لا استطيع ان اجده."
-انه الدجاج المحشو بالاعشاب والجبن واللوز. ولن تجديه في لائحة الطعام، فهم لايهدونه هنا.
-اذن...
-شآخذك الى مكان يقدمونه فيه.
-وهل سنتناول كل طبق في مطعم مختلف؟
-بالطبع... انها الطريقه المثلى لتناول الطعام. تعالي.
عندما خرجا، كان ضوء النهار قد بدا يتلاشى بين الابنية وعبر الشوارع.
قالت وهما يسيران دون استعجال:" ظننت ان كل الشوارع مائية".
-لا .. فهناك الكثير من الاماكن حيث من الممكن ان تتمشي. لكن، عاجلا آم آجلا، ستصلين الى الماء.
-لكن، لماذا بقيت هكذا في الاساس؟
-منذ قرون عديده، كان اسلافي هاربين من اعدائهم. وتركوا اليابسة متجهين نحو خليج فيه العديد من الجزر الصغيرة واستقروا فوقها..
وداسوا الحطب في اعماق الماء، وبنوا الجسور بين الجزر وبهذا بنوا المدينة.
-اتعني ان هذه القناة كانت طريقا بحريا بين جزيرتين منفصلتين؟
-كانوا صانعي معجزات..
-لكن كيف؟ انها .. انها تتحدى كل قوانين الهندسة والعلم والمنطق..
-اوه .. المنطق..
ردت متحدية:" انا اؤمن به".
-اذن، فليكن الله في عونك! فهو لايعني شيئا. ولا يبتدع شيئا.. انه نقيض المعجزة.. انظري حولك، فكما تقولين ، تتحدى البندقية المنطق.
مع ذلك فهي موجودة.
-لا استطيع انكار هذا.
-وهذا كثير على المنطق! فلا تلجأي اليه مرة اخرى، انه سبب كل المشاكل في العالم.
اعترفت :" اخشى الا استطيع.. فقد اعتدت ان اكون متعلقه، وعملية..."
وضع يديه على اذنيه، وقال متوسلا:" كفى.. كفى .! لا اسطيع سماع المزيد من هذه الكلمات الفظيعة. يجب ان اطعمك بسرعة لتستعيدي صحتك مجددا".
ولسرع بها نحو مطعم صغير حيث طلبا الدجاج واستلذا في تناوله.
وفجأة شعر غويدو بيد تمسكه وبصوت مرح يقول له :" هاي غويدو! لم اتصور ان اجدك هنا!"
انه البرتو، صديق وموظف لديه، يدير له مصنع الزجاج. كان صديقه المرح هذا على وشك ان يكشف سره.
اجفل غويدو، والقى نظرة الى دولسي التي كانت لحسن الحظ مستغرقه في اطعام هرة صغيرة ظهرت تحت طاولتهما. ولم تسمع البرتو يدعوه غويدو، ولكت الكارثة كانت تقترب بسرعة، وشعاع الامل الوحيد هو ان يتكلم البرتو باللهجة البندقية. امسك غويدو معصم صديقه وتمتم:
" مرحبا يا صديقي العزيز.. اسد لي معروفا واغرب عن وجهي".
-هذا ليس كلاما وديا غو..
-انا لا اشعر بالود... والان كن صديقا طيبا وابتعد من هنا.
حدق البرتو به، ثم لمح دولسي وتهللت اساريره:"آه.. ! سيده جميلة ...! ايها الشيطان، دعني اتعرف اليها".
-ستتعرف الى الفتاة بعد دقيقة.
وتراجع البرتو الى الوراء مراضيا:" حسن جدا! اذا كان الامر هكذا.."
-احذرك.. كلمة اخرى..
-عظيم.. انا ذاهب..
وراقبه غويدو يبتعد . كان يجب ان يأخذ دولسي الى مكان لا يعرفه احد فيه.. لكن اين يمكن له ان يجد مثل هذا المكان في البندقية؟
وتكدست المشاكل في وجهه. قريبا، عليه ان يقر لها بخدعتع البرئية. لكن ذلك يحتاج الى الكثير من التفكير. لا بأس ، سوف يتسلل بخفه من هذه المشكلة حين يحين اوانها، وهو جيد في هذا.
قال:" اذا كنت انتهيت من الطعام، فلنعد الى السير مجددا، فستكون البندقية قد تغيرت".

shining tears
26-12-2008, 16:17
-وهل هناك شيء آخر؟
-افضل سباحة .. وافضل صحبة ، انا.
وكان يضحك مجددا، ويدعوها الى الضحك معه. ثم فجأة،
جذبها إلى ذراعيه وعانقها ثم تراجع قليلا" ليلامس وجهها بيديه يرجع خصلات شارده من شعرها ويتفرس بها عن قرب.
قال هامسا": "دولسي. . هناك الكثير . . لكن ليس الآن . . فهذا ليس الوقت المناسب".
سرت رجفة في جسدها هذا شديد الحلاوة شديد البهجة . . بماذا كانت تفكر؟
قالت: "لا استطيع . . لا استطيع رؤيتك غدا".
- إذن في اليوم الذي يليه. .
قالت بيأس : "لا . . لا أستطيع رؤيتك مجددا". . سأعود الى بلادي ماكان يجب ان اجيء إلى هنا . ارجوك . . دعني اذهب".
لم يحاول ان يتمسك بها وهي تتحرر منه وترحل راكضة .. ببساطة
عليها ان تبتعد عما يحدث هنا فلا شيء يسير حسب الخطة
وأبطأت وقع خطواتها ثم توقفت فقد بدت لها كل الاتجاهات متشابهه وليس لديها فكرة اين هي ... وتأوهت : "الآن انا ضائعة تماما".
قال وهو يظهر من الظلام : " ليس وانا هنا ... سآخذك إلى الفندق ... ليس بعيد جدا".
حين قادها عبر الأزقة وجدت نفسها قرب الفندق وادركت انهما كانا يسيران منذ عشر دقائق فقط.
وقال لها: " هاهو .. امامنا مباشرة .. ماعدت بحاجة الى مساعدتي".
ووقف في الظل.
مدت يدها: "إذن سأقول وداعا" وشكرا" لك على هذه الأمسية الجميلة وانا آسفة لانتهائها فجأة ..".
- وهل انتهى .. كل شيء؟
- اجل .. يجب ان ينتهي . انا لا أظنني قادرة على التفكير جيدا".
- ولا انا .. لكن تجاوبي هو عكس تجاوبك.
قالت بسرعه : " سأعود الى بلادي غدا" يجب ان افعل هذا حقا" .. ولا استطيع الشرح لكن ماكان يجب ان اجيء إلى هنا .. وداعا".
وخرجت آخر كلمة بسرعة. ثم سارت مبتعدة وبسرعة لتدخل الفندق دون النظر اليه.
عندما فتحت باب جناح الأمبراطورة كان تفكيرها يعمل كدماغ التحري مرة اخرى بارد هادىء محتسب .. منطقي.
رن جرس الهاتف وعرفت المتصل.
وجاء صوته: " ارجوك لاتقفلي".
- انا .. يجب ..
- لا يجب ابدا" ان تفعلي مايجب إنها غلطة كبيرة
- هذه مجرد كلمات متذاكية
قال مؤنبا" : " انت الآن تنغمسين في المنطق ويجب ان توقفي هذا".
- المزيد من الكلمات المتذاكية
- انت على حق .. والعمل افضل . سأكون في انتظارك في العاشرة من صباح غد في مرسى "فابوراتو" قرب الفندق وتعالي جاهزة للسباحة.
- لكن ..
- في العاشرة .. ولا تتأخري.
واقفل الخط
لم تستطع التفكير بما يجري هنا. يفترض ان تكون هي المسيطرة لكن فجأة كل شيء خرج من بين يديها ولتساعد نفسها في جميع افكارها المشتتة خرجت إلى الشرفة وراحت تنظر إلى المياه الهادئة في الظلام
كانت قد دعت الأمسية بالسحرية الأمر الذي ازعجها لأنه ماكان يجب ان تخدعها الكلمات الجميله
لكن هنا في الخارج في الظل وهواء الليل البارد لايمكن انكار السحر.. راقبت انوار المقاهي تنطفيء واحدا" تلو الأخر ويقيت مكانها لاتريد لهذه الليله ان تنتهي.
وشتت رنين جرس الهاتف المرتفع حلمها اللطيف وكان المتكلم روسكو
سأل دون مقدمات : " كيف الحال؟ هل توصلت الى شيء؟"
احتجت قائلة " لقد وصلت اليوم فقط ".
- اتعنين انك لن تلتقي به؟
- بلى .. التقيت به..
- عظيم وهو شخص تافه حقا" .. صحيح
- ردت بحدر سيد هاريسون لوكان هذا الرجل تافها" لما اثر على جيني كما فعل انه ماكر وذكي
- - اتعنين انه اثربك؟

shining tears
26-12-2008, 16:18
ردت بسرعه لا بكل تأكيد
- هل انت واثقة ؟ فكما تقولين انه ماكر وذكي ويعرف كيف يوقع اي امراءة بسحره
قالت بحده لكنني لست اي امراءة انا امراءة رايته على حقيقته قبل ان نبدا وتستطيع ترك امره لي الليلة كانت المرحلة الاولى وستكون المرحلة الثانيه تحفتي المفضله
انهت المكالمة وهي تشعر كأنها تلقت لكمة في معدتها فقد ارجعتها المخابرة الى الواقع بماذا كانت تفكر لتترك هذا الرجل يوقع بها في حين انها تعرف حقيقته ؟ الامر ببساطة انها وفتشت عن اسوأ كلمة تعرفها... ولم تجد سوى غير محترفه
لكنها اكدت لنفسها انها في الغد ستكون متعقلة
سار غويدو عبر الشوارع ضائعا" في حلمه حتى انه لا يلاحظ الرجلين اللذين تقدما نحوه الى ان اصطدم بهما.
وتمتم: " اعتذر".
قال ماركو يمسك ذراعه "هاي .. هذا نحن".
قال ليو : " لم تكن تنظر إلى اين انت ذاهب".
فكر غويدو قليلا" لا .. لا أعتقد انني كنت انظر هل هذه هي الطريق إلى البيت؟"
اي شخص من اهل البندقية كان سيعرف ان هذا السؤال سخيف لأن كل الطرقات في هذه المدينه الصغيرة تقود إلى منزل ما ونظر الاثنان إلى بعضهما البعض ثم وقفا على جانبي غويدو واكمل الجميع الطريق معا"
كان القصر كالفاني حديقة قرب الماء واشار ماركو للساقي ان يأتيهم بالعصير وجلس الجميع تحت النجوم.
قال ماركو آمرا": "لاتتكلم بل اشرب .. هناك مشاكل لايمكن للكلام حلها".
قال غويدو : "انا لست في مشكلة ".
سأل ماركو : "ماذا دهاك إذن ؟ هل جننت؟".
- انا احب.
هز ليو رأسه بحكمة : "آه.. هذا النوع من الجنون".
قال غويدو : " المرأة المثالية".
سأل ما ركو : " ماإسمها؟"
لكن احساس غويدو بالحماية الذاتيه كان يعمل جيدا" فقال بلطف:
"اغرب عن وجهي ".
اراد ليو ان يعرف : "متى التقيت بها".
- بعد ظهر اليوم .. إنه حب من النظرة الأولى.
- ذكره ليو : " انت تقول دائما" إنهن يسعين وراء اللقب".
- هي لاتعرف شيئا" عن اللقب .. وهذا افضل مافي الأمر نعتقد انني سائق غندول ابحث عن معيشتي بصعوبة لذا استطيع ان اكون متأكدا" ان ابتساماتها لي .. إنها المرأة الصادقة الوحيده في العالم.
- ردد ماركو ساخرا": " امرأة صادقة؟ انت تطلب الكثير".
قال غويدو : "لسنا جميعا" عبايين مثلك على الرجل ان يثق بغريزته وغريزتي تقول لي انها صادقة وعاجزة عن الخداع وحين ستحبني .. ستحبني لأجلي لوحدي".
رفع ليو حاجبيه : " اتعني انها لم تحبك بعد؟ بدأت تفقد مواهبك ".
قال غويدو بإصرار : "إنها تفكر بالأمر .. وسوف تحبني .. وبقدر ماأحبها تقريبا".
سأل ليو : " وتعرفها منذ متى".
- منذ بضع ساعات .. وطوال حياتي.
سخر ماركو منه : " اصغ إلى نفسك لقد فقدت صوابك ".
رفع غويدو يدا" وقال بعناد : " السلام ايها الجاهلان انتما لاتعرفان شيئا".
وسار مبتعدا" تحت الأشجار وترك الرجلين الآخرين ينظران إلى بعضهما
حين ابتعد عن نظرهما توقف غويدو ونظر إلى القمر وقال بانجداب غامر: " لقد جاءت إلي .. وهي رائعة".

shining tears
26-12-2008, 16:20
4- واجب أو حب

قال ليو في الصباح التالي : " يجب ان اعود إلى دياري قريبا" لقد جئت فقط لأرى عمي وهو بخير الأن".
سارع غويدو بالقول : " لاتغادرنا الآن .. إنه نادرا" مايراك .. ومن يعلم كم من الوقت سيبقى معنا؟".
كانو يتناولون الفطور في الهواء الطلق ويتنعمون بالنسيم الدافيء وقهوة ليزا الممتازة.
قال ليو : " عمي سيعيش اكثر منا جميعا" وانا مزارع وهذا موسم العمل في السنة".
- يبدو ان موسم العمل يدوم لديك طيلة السنه.
رد ليو بصوت خشن : " حسن جدا" .. انا لاأحب المدن إنها امكنة شيطانية".
قال غويدو بسرعة : " لاتتكلم عن البندقية هكذا".
قال ليو ساخطا" : " بحق الله ... انت لست بندقيا" اكثر مني".
- لقد ولدت هنا.
- لقد ولدنا هنا معا" لأن عمي ارغم ابي على المجيء بزوجتيه إلى البندقية لولادة ولديهما وحصل الأمر نفسه مع والدة ماركو .. فنسل كالفاني يجب ان يولدوا في قصر كالفاني.
- واظهرت لهجةليو رأيه بهذه الفكرة : " لكننا عدنا سريعا" إلى توسكانيا ونحن ننتمي إلى هناك".
قال غويدو : " ليس انا.. فلطالما احببت البندقية ".
كان غويدو في صغره يأـي للإقامة مع جده خلال العطل المدرسية وحين بلغ الثانية عشرة قرر فرانسيسكو ان يسكن الصغير على الدوام في البندقية كي يكبر مع الأرث الذي سيكون له ولم يكن لغويدو سوى فكرة ضبابية عن ذلك الأرث لكن المدينه سحرته وكان مسرورا" لنتقاله.
كان يحب والده لكنه لم يكن مرتاحا" تماما"معه فقد كان بير تراندو يحب الريف ويؤلف مع ليو ثنائيا" فاتنا" .. وبكى بير تراندو "الاختطاف" ابنه لكن منحة مالية ضخمة من فرانسيسكو هونت عليه.
انضم ماركو إليهما بعد لحظات بعد ان انهى مكالمة هاتفية قال وهو يجلس : " لقد حان وقت عودتي لبيتي".
قال غويدو ساخرا" : " انت كذلك عمي؟ عمي يجب ان تكون هنا إنه رجل عجوز لايراك بما يكفي".
- لاكنني اهمل اعمالي.
- المصارف تدير ذاتها.
وكان هذا استفزاز مقصودا" لانه يعرف ان ماركو اكثر من مجرد مصرفي عادي .. إنه واحد من اهم رجال المال.
وتحمل ماركو هذه المعاملة متجاهلا" مزاح غويدو او ربما تمكن من ان لايسمع .. وعلى الرغم من ان والده من اسرة كالفاني إلا ان امه من روما وهو يعيش في تلك المدينه باختياره كان ماركو وسيما" متكبرا" ارستقراطيا" باردا" لايكترث لكبرياء كل من يعتبرهم اقل شأنا" منه .. انه " روماني " حتى اطراف اصابعه واي شخص يلتقي به لبضع دقائق سيعرف انه متحدر من مدينة حكمت زمنا" امبراطورية واسعة.
المرة الوحيده التي بدا فيها ماركو مثل بقية الرجال كانت حين وقع في الحب وخطب وحدد موعد الزفاف وذهل ابنا عمه بالتغيير وبالدفء الذي كان يبرز من عينيه حين يرى حبيبته.
ثم انتهى كل شيء بين ليلة وضحاها فانفسخت الخطوبة برضى الطرفين ، والغي موعد الزفاف، واعيدت الهدايا الى اصحابها.
حصل هذا منذ اربع سنوات . وحتى هذا اليوم، كان تعليق ماركو الوحيد:"هذه امور تحدث... لم تكن متناسبين."
وردد غويدو حين ابتعد ماركو عن السمع:" غير متناسبين؟ لقد رأيت وجهه بعد فسخ الخطوبه مباشرة، لقد انفطر قلبه."
ولم يكن ماركو قد ناقش مسألة إلغاء عرسه وما كان لولدي العن ان يعرفا لو لم يقابل غويدو صدفة تلك السيدة بعد سنتين وقالت تشرح: " كان متملكا" جدا" .. إنه يريدني له تماما"".
ردد ليو حين روى له غويدو الحديث : " ماركو؟ متملك؟ لكنه جبل جليد".
- يبدو انه ليس هكذا دائما".
وجلس ماركو إلى مائدة الفطور الآن متجاهلا" محاولة غويدو إثارة سخطه واخذ فنجان القهوة ثم ظهرت ليزابيتا مع إبريق قهوة وضعته امامهم واخذت الأطباق المستخدمة من دون ان تتفوه بكلمة او تعبأ بوجودهم.
قال غويدو حين ابتعدت : "إنها ترعبني تذكرني بالنساء اللواتي كن يجلسن يحكن الصوف عند اقدام المقصلة في الثورة الفرنسية اتخيلها تحيط شعار كالفاني على كنفك".
ضحك ليو : " لن يزعجوا انفسهم بي.. فأنا مجرد عامل في الأرض وهذا ماكان يجدر بي فعله الآن".
توسل غويدو إليه : " ابقيا بضعة ايام اخرى . . سيعني هذا الكثير لعمي".
قال ليو : " تعني لك تريدنا ان نشغل اهتمامه بينما تقوم انت بالسوء".

shining tears
26-12-2008, 16:22
ضحك غويدو : " انت مخطىء لن احاول ان اقوم بذلك مجددا".
سبق دولسي في وصولها إلى المرسى وللحظات كان متأكدا" انها لن تأتي وعرف بطريقة ما اخطأ في الليلة السابقة لكنه يستطيع التبرير لو رآها مرة اخرى.
هاهي؟
وامسك يدها.
- بسرعة . . المركب قادم.
مع اقتراب المركب سارع بها للصعود على متنه وكأنه خائف من ان تغير رأيها ووجد لها مقعدا" في المقدمة وجلس بصمت قانعا" بمراقبتها وهي تتمتع بجمال البندقية.
بالكاد كانت دولسي تصدق انها هنا لكن قدماها سارتا من تلقاء ذاتهما إلى خارج الجناح الامبراطوري ومنه إلى المصعد.
والآن . . هاهي تجلس ، إلى جانبه وتتنزه معه اخذت الريح الدافئة تصفر وهي تمر بها وتجعل شعرها يتطاير .
كانت المسافة من المرسى إلى الشاطىء قصيرة تمر عبر جزيرة ضيقة . . راحت دولسي تحدق إلى البحر الواسع وقد انعشت الرمال الذهبية قلبها.
استأجر كوخا" لكل منهما ومظله ضخمة دسها في الرمل . وحين خرجت من الكوخ وهي ترتدي ثوب البحر تحت قميص فضفاض شفاف كان على الرمل ينتظرها ولم تغادرها عيناه وهي تتقدم وتخلع القميص لتكشف عن جسم نحيل انيق وجميل وكتمت انفاسها بانتظار ردة فعله.
قال : " اين الكريم الواقي من الشمس؟"
- ماذا؟
- مع هذه البشرة البيضاء ستحتاجين إليه.
- لكنني لاأتأثر بالشمس ابدا".
- لاأحد يتأثر بالشمس في انكلترا لأنكم لاترونها اما هنا فأنت بحاجة إلى كريم واق تعالي سنذهب إلى محل البيع.
واشترى الكريم من المتجر وقبعة قش كبيرة وضع القبعة على رأسها ولم يتركها تنزعها إلا بعد ان اصبحا تحت المظلة نزعت القميص لتتمكن من استخدام الكريم وقالت:
- الن تساعدني؟
- بالتأكيد . . استديري لأدهن ظهرك وكتفيك.
وفعل ماقال بالظبط ثم جلس ينتظر وهي تغطي كل انش آخر فيها بالكريم . . حتى انه لم يعرض عليها دهن ساقيها.
وفكرت : واضح ان جيني كانت محظوظة جدا" وهو مخلص لها
إذن . . ماذا يفعلان الآن هنا؟
ربما يرغب في صحبة إناث إنكليزيات يذكرنه بالمرأة التي يفتقدها فعلا" وكانت فكرة محبطة . . ماعدا بالنسبة لجيني طبعا"
قال : " الآن نستطيع ان نسبح . . لوقت قصير فقط في البداية لتعتادي على الشمس بالتدريج".
قالت ساخطة : " وكأنني في نزهة مع ابي ".
- هل هكذا كانت الامور حقا" حين كان يأخذك إلى السباحة؟
اعترفت بسخرية : " لا لم يأخذني يوما" إلى الشاطىء بل إلى السباق دائما". ثم . . حسنا" . . كان لديه اشياء اخرى يفكر بها".
- لكن الم يرغب ابدا" في دعوتك للتنزه؟
ردت بعد لحظة : "لا".
كان يدعو فقط شقيقها .
- كان يقول اصطحابي في نزهة ليس ممتعا" لأنني لا أعرف كيف استمتع.
- وبدا مرتاعا" : " والدك قال هذا؟"
احست كما احست الليلة السابقة انها وجدت اول مستمع متعاطف معها .
- انه ولد كبير بحد ذاته حقا" ويحب المرح
- حسنا" . . اليوم ستمرحين . . وسأكون الأب وادعوك إلى كل شيء ترغبين به سنسبح وسنلعب بكرة الشاطيء وسنأكل المثلجات بالكراميل وسنفعل كل شيء.
تنفست بعمق : " أوه . . اجل . . اجل . . ارجوك".
امسك يدها وبدأ يركض على الشاطيء إلى ان اصبحا في المياه الضحلة حيث اخذ يرشها بالماء
سارا فيما بعد يدا" بيد على الشاطيء وهنا اجبرها على ارتداء القبعة مجددا" وتوقفا ليرتاحا قرب بركة صخرية وتركت دولسي حذاءها يغوص في الماء نتنشق الهواء المالح وتتساءل كيف كانت تعيش دون هذا.
قال بعفوية : " احذري من السراطين".
- آه..

shining tears
26-12-2008, 16:25
صيحتها شقت الهواء وهي تنتزع قدميها بعيدا" واخذ يضحك ويضحك إلى ان ظنت انه لن يتوقف .
- ايها القذر. .
واخذت تلكمه وهو يحاول الدفاع عن نفسه وبينما كانا يتصارعان اختفت القبعة وحملتها الريح بعيدا" لتودعها البحر.
سألته وهي تنظر إلى الماء : " هل هناك سراطين حقا؟"
- بالطبع لا . . وإلا لما تركتك تضعين قدمك.
- حسنا" انتظر سأجعلك تندم وسترى إن لم افعل
وامسكت يده في رحلة العودة.
توجها إلى مطعم على الشاطيء حيث جلست تحت خيمة بينما دخل هو ينظر وله بسرعة ولحسن الحظ لم يرى سوى شخص واحد يعرف هويته الحقيقية وكان نيكولا ابن احد بستانيي الكونت يعمل خلال عطلة الجامعة وابتسم غويدو له وتمتم بضع كلمات باللهجة البندقية وتبادل معه بضع قطع من النقود . . .
ووعد نفسه : " بعد هذا لامزيد من المراوغة من الآن وصاعدا" سأكون منفتحا" ومستقيما" مثلها لقد غيرتني.
وجعلته الفكرة يقف ويفكر . .
كان يضحك وهو ينضم إليها فسألت : " مالمضحك هكذا؟"
- ليس مضحكا" بالظبط . . لكن . . هل سبق لك ان نظرت حولك فجأة ووجدت ان الحياة تغيرت تماما" عما كنت تعتقدين؟
- - حسن جدا"..
لكنه لم يكن يريد ردا" بل كان مندفعا" للتعبير عن الفكرة التي غمرت رأسه : " كل الأشياء التي ظننت انك لاتريدينها اصبحت فجأة الهدف الذي ترمين إليه. . .".
ضحكت : "عم تتكلم؟".
- لاأعرف . . ماأعرف أن . .أن . .
- مرحبا" سيدي
وكان نيكولا النادل وصر غويدو على أسنانه أعطاه الطلب واختفى نيكولا ليعود بعد لحظة بالمعجنات. .
كان الطعام لذيذا" والتهمته دولسي بنهم.
وفكرت : لا يجب ان استمتع بهذا كثيرا" . . فأنا هنا لأعمل . . لكن بضع ساعات إضافية فقط ثم تعود الامور إلى سابق عهدها.
فيما بعد جعلها تستلقي في الظل لمدة ساعة قبل ان يسمح لها بالعودة إلى البحر .
لكن ماإن اصبحت في الماء حتى رغبت في السباحة بعيدا" وكانت ماهرة في ذلك وجعلته يطاردها . .
استدارت لتواجهه وهي تضحك وتخوض الماء
قال : " ايتها المرأة المجنونة كيف تفعلين هكذا في مياه غلايبة انت لاتعرفين التيارات".
مازحته : " بإمكانك دائما" ان تسبح لتنقذني".
ولنفترض انني لاأعرف السباحة؟
- صدقتك بندقي لايعرف السباحة ابحث عن عذر اخر
- قال محتجا" انا اكثر ضعفا" مما ابدو ".
- أوه . . حقا"
قال مهرجا" ظهري يؤلمني".
- تبدو على مايرام بالنسبة لي
- وتفحصت صدره الأسمر وعضلات ذراعيه المفتولة
- هذا وهم . . فخلف هذا المظهر الشاب جسم رجل عجوز متصدع اقسم لك . في الواقع انا . . آه
وبصيحة مسرحية وتلويح بذراعيه اختفى تحت الماء وراقبته دولسي متسلية مترقبة ظهوره
وتمتمت : " حسن جدا" . . لقد قلت إنني سأنتقم .. انظر إلى هذا".
وانزلقت تحت الماء وبقيت طويلا" إنما قريبة بما يكفي لتسمع صيحته.
- دولسي دولسي ياإلهي دولسي
- وخرجت من الماء قائلة : " لقد خدعتك"
- ايتها . . ايتها . .
- هيا . . هذا مافعلته معي.
- تعرفين انني كنت لاأمزح لقد ظننتك غرقت لقد اختفيت و .. و ..
- وامامي المحيط كله لأفتش عنك . . تعالي إلى هنا
- لا مستحيل.
واستدارت لتعود بسرعة قدر استطاعتها . وما ان بلغت الرمل حتى بدأت تركض أمامه . . . إلى ان ادركها وامسك ذراعها \ولذعتها بشرتها فجاة حيث لمسها وامسك ذراعها

shining tears
26-12-2008, 16:28
ولذعتها بشرتها فجأة حيث لمسها فتركها على الفور\- يكفي لقد اطلت البقاء في الشمس
لف ذراعه قرب كتفيها دون ان يلمسها مصرا" على ان تعود تحت المظلة ووجدت ظلها مريحا" فقد بدأ ألم يستشري في مؤخرة رأسها قالت : ط آسفة إذا كنت اقلقتك".
- اقلقتني ؟ اتعرفين . .؟ لابأس سأؤجل انتقامي.
- واستلقت تحت المظله وجاءها بشراب بارد انعشها قليلا" وحين اقترح العودة وافقت فقد بدأتتشعر بالنعاس وهذا ماأزعجها
في رحلة العودة عبر البحيرة أخذت تحدق في الماء ولابد انها غفت لأن الوقت أزف فجأة للنزول من المركب . . لكن قيلولتها لم تجعلها تشعر انها افضل . واستولى عليها الصداع تمام"
بدأ غويدو القول : " كنت افكر".
لكنه صمت ونظر إليها : " مابالك؟".
حاولت الضحك : " صداع بسيط".
- دعيني أنظر اليك.
امسك بكتفيها بلطف وادارها لتواجهه : " يافتاتي المسكينة".
- مالأمر؟
وأحست انها تمرض اكثر مع مرور الثواني
- اظنها ضربة شمس بشرتك الشقراء لايمكن ان تتحمل الحرارة كان يمكن ان اشتري كريما" اقوى . . هل تشعرين بالسوء؟
قالت بضعف : " اجل . . رأسي يؤلمني بشكل رهيب".
- حسن جدا" . . سنعود إلى الفندق . . ابقي هنا.
- ولم يكن لديها خيار سوى ان تفعل ماقال وتبقى مكانها وبدا لها
ان العالم كله يضج داخل دماغها عاد بعد قليل ليقول " طلبت مركبا" لنقلنا . . تمسكي بي".
وسارا معا" حتى المركب ثم اجلسها في المؤخرة يضمها إليه ورأسها على كتفه كان الصداع اليما" . . مع ذلك احست بأنها يمكن ان تبقى هكذا إلى الأبد لو بقي يضمها كما يفعل الأن . . في مرحلة احست به يتصل هاتفيا" ثم عاد كل شيء إلى الضبابية.
ثم توقفا . كانت عيناها شبه مغمضتين، وهو يقودها.
قال:" كدنا نصل.ستجدين بقية الطريق اكثر راحة".
ورفعها بين ذراعيه.
كانت اضعف من ان تحتج، ولو انها استطاعت ان تخمن بأي شكل تبدو وهي محمولة عبر ردهة فندق فينوريو.. وسمعت الابواب تنفتح وتغلق خلفهما، ثم احست بنعمة الراحة لابتعادها عن الشمس.
تمتمت:"شكرا لك. لكن ماذا سيظلون بنا؟"
-من؟
-الناس في الفندق.
-لسنا في الفندق.. لقد جئت بك الى بيتي.
وتمكنت من فتح عينيها، لندرك انها لاتتعرف على اي شيء يحيط بها. فقد حل مكان السقف المرتفع والاثاث الفخم، غرفة بسيطة. كانت لاتزال بين ذراعيه، وكان يتحرك نحو باب تمكن من شدة ليفتح، وبعينين نصف مغمضين انتظرت ان ينزلها. لكن بدلا من ذلك اوقفها على قدميها، وفي اللحظة التالية تشبعت بالماء البارد.
صرخت مصدومة، وحاولت جاهده المقاومة. لكنه كان يمسكها بحزم ليمنعها من الوقوع.
صاح قائلا:" انا اسف... لكن الوقوف تحت الدوش هي اسرع طريقه لتبريدك".
وشهقت:"لكنها مثلجة."
-هكذا افضل، ارفعي رأسك، ودعي الماء ينصب على وجهك وعنقك.. ارجوك.. ستشعرين بالتحسن.
وفعلت ماقال . واحست انها افضل حالا. اخيرا اوقف الماء، ووقفا هناك معا متبللين.
قال:"هناك منشفه الحمام.. ساتركك لوحدك لتخلعي ملابسك."
لكن وهو يرخي قبضته عنها كادت تقع، فقال:" انا مضطر لخلع ملابسك عنك."
سألت بضعف:" وهل يمكن ان تفعل؟"
صر على اسنانه:" سأجبر نفسي."
وكان شجاعا جدا بما يفعل ولم يبق عليها سوى ثياب السباحة.
لفها بالمنشفة الكبيرة، ووضعها على كرسي المرحاض بينما اخذ يخلع قميصه المبلل.
بعد ذلك رفعها عن الارض، وهذه المره حملها الى غرفة النوم ووضعها على السرير، ولم يتنزع المنشفه عنها حتى اللحظة الاخيرة، ثم لفها بالاغطية حتى ذقنها، وعيناه بعيدتان.

shining tears
26-12-2008, 16:32
قال بلطف:" لاتقلقي... المكان هادئ هنا، ويمكنك استعادة عافيتك بسلام."
وفي اللحظة التالية رن جرس بابه الامامي. حين عاد، كان برفقته امرأه ممتلئة الجسم في اواسط العمر.
قال:" هذه هي الدكتورة فاليتي، اتصلت بها في طريق عودتنا. اريد ان اتاكد ان حالتك ليست خطيرة".
وغادر الغرفة فورا. ونظرت الدكتورة فاليتي اليها بشيء يشبه السخط:" انتم الانكليزيون! متى ستتعلمون الوقاية من الشمس؟"
-ليس لدينا اشعة شمس كهذه في انكلترا، وكنت اضع قبعه، لكن الريح نفختها بعيدا.
-هذا مافهمته. وزاد الماء من تأثير اشعه الشمس ، ومن له لون بشره مثلك يجب ان يأخذ حذره.
وتحسست جبين دولسي، وقاست حرارتها، وطرحت بضع اسئلة قبل ان تعلن:" انت محظوظة لانه وضعك تحت ذلك الدوش البارد بسرعة.. والان، يلزمك يوم راحة بعيدا عن الشمس فيزول الالم. يمكنك الخروج، لكن لوقت قصير فقط، غطي نفسك مفهوم؟.
-اجل ، لكن لايمكنني..
-سأترك لك حبوبا للصداع. وداعا الان. افعلي كل مايقوله لك غو... صديقك، انه قلق جدا.
من خلال الضجيج في رأسها، سمعت دولسي كلمة "صديقك" فقط و" قلق جدا" واستلقت الى الخلف مع مغادرة الطبيبة، وبعد دقائق، دخل الغرفة يحمل فنجانا من الشاي.
ووضعه الى جانبها:" خذي الدواء... دعيني اساعدك".
كانت ذراعه ثابته خلف ظهرها، وترفعها بلطف وتضمها الى كتفه بينما اخذت ترشف الشاي المعد باتقان.
قال وهو يعيدها لتستلقي:" ستكونين بخير الان. فقد ادرت المكيف، وحين اذهب حاولي ان تنامي. ولن يزعجك احد.. اعدك."
تقدم الى النافذه واغلقها، فخيم الظلام في الغرفة، ثم ذهب.
واستلقت دولسي دون حراك، ترجو ان تفعل الاقراص فعلها.
لم تعرف كم من الوقت مر حين استيقظت. كانت افضل حالا، لكنها لاتزال تشعر بالضعف. وعدها بالا يزعجها احد، تماما كفارس يحمي سيدته.
وكانت فكرة غريبة! فهي قد جاءت الى هنا لتكتشفه ككاذب رخيص. ولكنه تصرف بشهامة ونبل معها. وايا يكن مايمليه عليها عقلها، فان قلبها وثق به فورا.
شعرت بالنعاس فاغمضت عينيها على صورة مياة البندقية. شعرت بانها تقع، فمدت يديها واحست انهما امسكتها يدين ضمتاها بشده.. لتبقيانها سالمة.. وباصابع متشابكة احست ان كل متاعبها زالت.. ثم عادت لتطوف مرة اخرى...

المزعجه
26-12-2008, 17:07
مشكوووووووووورة

shining tears
26-12-2008, 17:46
5 – حاضر سيدي
فتحت دولسي عينيها على ظلام دامس كان صداعها قد زال ولكن عندما نهضت من السرير اكتشفت انها لم تستعد عافيتها بعد ولزمها الكثير من الجهد لتسير حتى النافذة وتفتحها.
في الخارج ، كان الظلام مخيما" وحده نور القمر كان يخترق المياه الهادئة كانت الشقة الصغيرة تطل على قناة مياه ضيقة ولم تستطع دولسي تحديد مكانها.
اضاءت المصباح قرب السرير ، ورأت ان ثوب الحمام كان مرميا" فوق السرير ، إلا انه لم يكن هناك عندما نامت. . فمتى فعل غويدو هذا؟ لم يكن لديها فكرة.
ارتدت الثوب وفتحت باب غرفة النوم بهدوء . وتوجهت مباشرة إلى الحمام الذي دخلته واغلقت الباب خلفهما بصمت.
أول مارأته كان ثيابها معلقة فوق المغطس ، ومرتبة بإتقان.
صورتها في المرآة كانت صادمة ، فقد تلاشى لونها الشاحب ليحل مكانه لون زهري لم تجده مناسبا" كانت الشمس قد احرقت ماتمكنت منها . وفكرت بسخرية : " هذا كله لم يكن جزءا" من الخطة".
ورشت الماء البارد على وجهها لكن هذا لم يفدها كثيرا" . كانت قد استنزفت الكثير من الطاقة لتصل إلى هنا وبدت رحلة العودة ماراتونية.
وإذ خرجت من الحمام ، رأت شخصا" نائما" على الكنبة وقد بدا عدم ارتياحه واضحا" ، حتى تحت الغطاء الذي بالكاد يغطيه . تساءلت دولسي منذ متى وهو هنا ، وفي إي حالة سيكون حين يستيقظ.
وبدأت تشق طريقها عائدة إلى غرفة النوم لكن الأمر كان صعبا" وبعد بضع خطوات ، توقفت ، وتمسكت بكرسي وبدأت تخطط كيف يمكن ان توصل ومالبثت ان اصطدمت بالكنبة ماأسقط النائم ارضا" فاستيقظ وهو يلعن ويشتم.
شهقت ، وهي تمسك بالكنبة : " أنا آسفة".
ووقفعلى قدميه في لحظة . . كان يرتدي سروالا" قصيرا" ، ليس إلا وقال بسرعة : " لابأس . . هاك . . تمسكي بي".
وفعلت هذا بامتنان ، وهي تتمتم : " ظننت انني افضل حالا" . لكن حين نهضت . . لست أدري . .".
- سيلزمك يوم او يومان . كيف حال صداعك؟
- لقد زال . . لكنه يعاودني الآن .
- سآخدك إلىالسرير إذن ، وأعد لك الشاي . تناولي قرصين آخرين من الدواء . لقد تركت الطبيبة تعليمات واضحة.
- ووصلا إلى السرير لكنه اجلسها على كرسي ، وطلب منها ان تبقى هناك ، ثم راح بكل نشاط يغير أغطية الوسائد ، وينفض الشراشف.
- قالت بإعجاب : " انت معتاد على الحياة المنزلية ".
- - لقد علمني والدي . قال لي الا أعتمد على امرأة في مثل هذه الأمور ، لأن النساء لايعتمد عليهن.
كان يتكلم بوجه صارم ، لكن عيناه كانتا تلمعان.
- عودي إلى السرير .
وأشار إلى بعض الأدراج.
- ستجدين بعض الثياب هنا.
وغادر الغرفة .
اختارت قطعة من ثيابه ، وكانت قد تسللت إلى الفراش حين عاد ومعه الشاي . وشربته بامتنان واخذت قرصين من الدواء للصداع الذي عاودها بشدة.
- هناك جرس صغير قرب السرير ، اقرعيه لو احتجت إلي.
تمتمت وهي تندس في الفراش راضية : " انت ممرض رائع".
- نامي الأن.
ونامت هذه المرة طويلا" ، واستيقظت وهي تشعر بالانتعاش. .
وفتحت النوفذ لتجد الصباح مشرقا" ، وكان ألم رأسها قد زال ، ولو انها كانت لاتزال تشعر بالضعف.
نظرت حولها في غرفة النوم وعبر الباب ، لكنها لم تجد اثرا" لمضيفها . . كانت كل الغرف تتصل بالغرفة الرئيسية في شقته الصغيرة. . لذا لم يلزمه طويل لتتأكد انه خرج.
كان المكان لطيفا" وهادئا" ، جدرانه بيضاء ، وأثاثه بسيطا" ، الزينة الوحيدة كانت مجموعة ال
اقنعة المعلقة على الجدران بعضها بسيط والبعض خيالي . وبدا انها تغطي كل جدار ، واخذت دولسي تنظر إليها باهتمام.
وإذ وقع نظرها على الكنبة الصغيرة اجفلت إشفاقا" عليه فقد بدا لها من غير العدل ان ينام في هذا المكان منكمشا" بينما هي في سريره المزدوج

shining tears
26-12-2008, 17:48
لكن ، لم يكن هناك أي مجال للشك . هذا الرجل لايملك الكثير من المال.
سمعت الباب الأمامي يفتح ، فخرجت لتراه وهو يدخل ، محملا" بالمشتريات.
قال : " ضعيها في المطبخ . . لا . . هذه فقط . . سآخذ هذه".
وابعد غرضين عنها ، ورماهما على الكنبة ، وقادها إلى المطبخ : " تبدين افضل حالا".
- اشعر بهذا ، لكنني اتمنى لو كنت ابدو افضل حالا".
- هذا اللون صحي جيد.
- لا يجعلني ابدو احمقا".
- لن اردها على هذا . . دعيني اجلس . لقد كنت اترنح تحت ثقل هذه الأشياء.
- هل اعد القهوة؟
قال بسرعة : " لا . . شكرا" لك".
- ولم لا؟
قال دون تخفيف لهجته : " لأنك انكليزية".
- اتعني اننا لانعرف كيف تعد القهوة؟
ابتسم ووقف على قدميه : " سأعد القهوة لكلينا . . ثم سأحضر الفطور".
وأخذ يراقبها وهي تساعده على إفراغ اكياس الطعام . وبدا لها انه اشترى اشياء تكفي جيشا"
الت : " كنت القي نظرة على فستاني".
- لقد افسده الماء . آسف لهذا . اعتقد انني يجب ان انزعه عنك اولا"
- قالت بحزم : " لا . . ماكان يجب ، انا لا أتذمر . لقد فعلت الشيء المناسب . . الأمر فقط انني اتصور نفسي اعود إلى فندق فيتوريو بهذا الشكل".
- لست مضطرة لهذا . اذهبي والقي نظرة على الكيسين في الغرفة المجاورة.
اتسعت عينا دولسي عندما رأت ماتحويه تلك الأكياس.
وقف بباب الحمام يراقبها : " عرفت انك ستحتاجين إلى ثياب نظيفة . . إنها رخيصة وليست ماأنت معتادة عليه".
وجعلها هذا تشعر بالسوء لأن هذا ماكانت معتادة عليه تماما" فقد اشترى لها بنطلون جينز ابيض وبلوزتين . وإذ تفحصت الأشياء الأخرى قالت : " اكان لك الجرأة لتشتري لي . . .؟".
قال مدافعا" عن نفسه : " انت بحاجة إلى ملابس داخلية . . عذرا"
فالقهوة تغلي".
اختفى في المطبخ ، واقفل الباب تاركا" دولسي تتفحص الملابس الداخلية التي اختارها لها . كانت مخرمة ورقيقة من النوع الذي قد تنتقيه المرأة لتغوي زوجها ، او يختاره الرجل ليراه على امرأته.
واسكنت دولسي افكارها بسرعة . لكن مالم تستطع إبعاده ، كان طريقة ابتعاده وكأنه خجل.
بحثت اكثر في الأكياس ، فوجدت ثوب القطن وكان على عكس الثياب الداخلية ، محتشما" جدا".
رفعت رأسها عندما سمعت باب المطبخ ينفتح ، وهو خلفه يدعي الخوف.
قالت ضاكحة : " أوه . . . تعال".
قال : " القهوة جاهزة . . هل سامحتني؟"
انضمت إليه في المطبخ حيث وضع القهوة أمامها : " لست متأكدة . . كنت وقحا" في شراء ملابس داخلية كهذه".
قال ببرأة : " لكنها اعجبتني".
- وكنت اكثر وقاحة بشرائك ثوب النوم هذا الذي يمكن لجدتي ان ترتديه.
قال ببساطة : " انت مريضة ومن الأفضل ان تظهري . . مثل جدتك وترتدي ثيابا" دافئة . . . يجب ان تشعري انك آمنة".
قالت متأثرة : " اجل ... افهمك ... لطف كبير منك ان تفكر بسلامتي".
- شخص ماعليه ان يفكر بها . انت عالقة هنا مع رجل سيء ، وقد اضعفك المرض . ولاأحد يحميك لو صرخت طلبا" للمساعدة.
- ربما ليس رجلا" سيئا".
- بل هو كذلك قطعا" . . ويجب ات ترتدي ثيابا" محتشمه لمنعه من الانغماس في افكار مشينة حول . .
والتقى نظرتها المتسائلة : " . . حول مظهرك في ثياب فاضحة . . .
سأبدأ في تحضير الحساء".
التوت شفتا دولسي . . ولم يخدعها هذا الارتباك الطفو لي الظاهر . .

shining tears
26-12-2008, 17:49
لكنها كانت ممتنة للطريقة التي اطراها فيها.
قالت : " لكنني لن ابقى هنا طويلا" ويمكن ان اعود إلى الفندق بعد تناول الطعام".
- لا اعتقد هذا . . فأنت لست بصحة جيدة بعد ، وستأتي الطبيبة لتراك اليوم . . انت تشعرين بالقوة الأن . لكن ذلك لن يدوم طويلا".
في الواقع ، كانت قواها قد بدأت تخور ، وحين وضع الحساء امامها تناولته بكل سرور مع الأرز والبازيلا المطهوة بإتقان ثم عادت إلى الفراش لتجده مرتبا" وقد تغيرت مفارشه وارتدت ثوب الجدة واندست تحت الأغطية بامتنان.
حين استفاقت هذه المرة وجدت الدكتورة فاليني تدخل الغرفة لتوها.
قالت بعد ان تفحصت دولسي : " اجل . . تبدين افضل . . لكن ارتاحي ليوم اخر . في الغد يمكنك الخروج لكن لفترة بسيطة فقط ،
وانتبهي من الشمس".
قالت وهي تشعر بعقدة الذنب بعد رحيل الطبيبة : " انا حقا" بصحة جيدة . يمكنني ان اعود إلى الفندق".
رد على الفور: " لا . يجب ان تبقي هنا حيث استطيع ان اعتني بك . . في الفندق لايوجد سوى الخدم . . زلن يهتموا لأمرك".
كشرت قائلة : " لو كافأتهم بما يكفي سيهتمون".
- أوه . . . اجل . . . وهل هذا النوع من الاهتمام يكفي؟
- هزت رأها نفيا"
فأضاف : " إضافة إلى هذا . . انا لاأثق بك".
- ارجو عفوك؟
- سترتكبين الحماقات في غيابي لذا ابقي هنا حيث استطيع مراقبتك . . وانا لا اريد مكافأة.
حسن جدا" . . سأترك الأمور عللا حالها الآن . . وسأذهب غدا"
- ستذهبين حين اقول لك.
- حاضر سيدي هل استطيع النهوض الآن لأستحم؟
بينما كان يطهو العشاء استحمت وارتدت بعض الملابس الداخلية المطرزة التي اشتراها لها ، واختارت البلوزة الصفراء لترتديها مع الجينز الأبيض . . بدا مظهرها بسيطا" انيقا" ومتناسبا" مع ذوقها اكثر من الثياب التي تعلقها في خزانة الفندق.
دخلت إلى المطبخ لتقف حيث يراها وسألت : " ماذا تطهو؟".
- ارز بالفطر .
وتوقف عن تقطيع البقدونس وتراجع اليها
- تبدين جميلة
- اتظن ذلك ؟
- اجل . . لقد خمنت المقاس جيدا" هل يمكن ان تعطيني البصل ؟ اعطته اياه ، وبناء على تعليناته حضرت المائدة . كان المساء قد حل والأنوار في الخارج تغمر الأشجار والمباني ، وتنعكس فوق الماء
- قال غويدو : " رتبت امر ان تكون الوجبة كلها خفيفة . والطبق التالي هو المعجنات مع الفاصوليا ثم عجة البقدونس . . واخيرا" الكريما".
- انت تمزح.
- لا . . اعدك . . سترين.
وراقبته وهو يخلط الطحين والسكر والبيض والحليب وكانت الكريما التي حضرها لذيذة جدا".
فيما بعد غسل الصحون بينما اخذت هي تجففها وهي تتسأل عن الحرج البادي على وجهه.
وسألت مالأمر؟".
- حسن جدا" دولسي . . هل تمانعين . . حين ننتهي من هذا ؟ هذا إذا اردت بالطبع . .
كررت بشيء من الخوف : " مالأمر؟".
هاقد آن الأوان سيبدأ بالتحرش الذي سيجعله رخيصا" في عينيها وفجأة كانت على استعداد للتخلي عن اي شيء لإبعاده عنها.
لكن الواجب يأتي اولا" على الغم من ان قلبها كان يضرب بشدة وارتباك.
اخذت نفسا" عميقا" وتابع كمن يخطط لهدف عميق : " في الواقع هناك مباراة هامة في كرة القدم على التلفزيون الليلة. .".
- مباراة كرة قدم؟
واكمل متوسلا" : " اتمانعين؟".
قالت بذهول : " لا . . . لا امانع".
وامضيا بقية الأمسية جالسين جنبا" إلى جنب على الكنبة إلى ان اعلن ان الوقت فد حان لتأوي إلى الفراش لكنه اضطر لقولها مرتين لأنها كانت قد نامت على كتفه.

shining tears
26-12-2008, 17:50
تركها لتنام حتى وقت متأخر في الصباح التالي وعندما استيقظت كانت بصحة جيدة ارتدت ملابسها ولاحظت بابتهاج انها لم تعد محمرة فقد خف اللون ليصبح سمرة خفيفة بدت رائعة مع شعرها الأشقر وعينيها الخضراوين.
سألت وهي تدخل المطبخ : " من ربح المباراة؟"
- نسيت . . تبدين رائعة . . كيف تشعرين؟
- كانت على وشك ان تقول انها تشعر بالسعادة لكنها اكتفت بالقول " افضل مماكنت . . لكن لم اعد طبيعية كما كنت".
- وكان هذا صحيحا" فلن تشعر انها على طبيعتها مجددا"
- - إذن سنتصرف براحة اليوم فطور خفيف ثم مشوار لطيف.
- جعلتها هذه العناية المفرطة تشعر بشيء من الذنب لأنها سمحت له بالظن انها اضعف مما هي فعلا. لكنها . وذكرت نفسها ان مهمتها هي ان تكتشف حقيقته. واذا اتضح انه رجل عظيم، محب، وشهم، فستقدم تقريرا بهذه الحقيقة وتكون سعيده لاجل جيني. قال :" يجب ان اشتري الطعام هذا الصباح.. لذا نستطيع الذهاب سيرا."
- -اتعني انني اكلت كل ماعندك من طعام؟
- -بالكاد لمست شيئا.
- قالت فجأة :" دعني اطهو شيئا لك اليوم... وجبة طعام انكليزية".
- نظر اليها بحيرة:" وهل تستطيع السيده النبيله ان تطهو؟"
- -هذه السيده النبيلة تقضي الكثير من الوقت في الطهو، لانها اهم شخص في المنزل، والالطف. زمنذ زمن بعيد وهي هكذا..المسكينة.
- قال ممازحا:" انت تصفين نفسك وكأنك عايشت الثورة وجاءوا لينقذوا الاعدام بحقك."
- فكرت قليلا، ثم قالت ممازحة ايضا:" حسن جدا.. لو اخذوني الى المقصلة، لما ساعدتني مهارتي في الطهو كثيرا.. لكنني متأكدة ان "سارة" صورت نساء مسنات يجلسن عند اقدام المقصلة ويحكمن شعار اسرة مادوكس على الكفن.."
سألت بسلاعة، بعد ان اوقع طبقا على الارض وتبعثر:" مابالك؟"
قال بعجلة وهو ينحني ليلقط القطع:"لاشيء"
-لقد اجفلت.. هل قلت شيئا؟
-مجرد احساس انني سمعت هذا من قبل. دعينا نخرج لنأتي بالطعام.
اخذها الى السوق قرب جسر ريالتو حيث تتوافر منصات بيع الفاكهة والخضار واللحم والسمك. لكنه بقي بعيدا عن الانظار وهي تقوم بالشراء ، وهذا ماحيرها.
فيما بعد، اخذ الاكياس منها، رافضا ان تحمل ولو واحدا.. وسارا يدا بيد.
تطعلت حولها وقالت:" هذا ليس الطريق الذي جئنا منه. على الاقل، لا اظن هذا. لكن الشوارع كلها تبدو متشابهة".
-لا... نحن نسير في طريق مختلف.. فكرت ان نقوم بجولة في ساحة" سان مارك" فأنت لم تريها بعد.
في ساحة" سان مارك" جلسا في احد المقاهي العديدة، وراحا يشربان القهوة ويصغيان الى الموسيقى، بينما شرعت دولسي تفتت الخبز وتطعم الحمام الذي يجتمع حول الزوار. ثم مالت الى الخلف، واغمضت عينيها وقد غمرها رضى لم تشعر به من قبل.
اخيرا فتحت عينيها والتفتت اليه مبتسمة. فرأت تعبيرا عفويا على وجهه، يكثف مشاعر دافئة خطفت انفاسها.
استيقظت دولسي من افكارها عندما رأته يقف ويجمع الاكياس ويقول شيئا عن المغادرة. وتمكنت من حمل احد الاكياس بالرغم من احتجاجه. وسارا طويلا الى ان وصلا الى زقاق ضيق جدا بحيث اضطرت للسير وراء غويدو، ممسكة بيده.
لم تفارق ذهنها تلك التعابير السعيدة وتلك النظرة الهادئة. وارادت ان تغمض عينيها مجددا لتستعيدها في فكرها.
سأل وهو ينظر الى الخلف نحوها:" ما الامر؟ هل تعبت؟"
-لا انا بخير.
-لقد ابقيتك في الخارج طويلا.
ولف ذراعه حول كتفيها.. وكانت الابتسامة التب اعطاها اياها تشبه سابقتها، مجرد وديه، لكن من خلفها رأت شبح نظرة اخرى، ودست ذراعها حول خصره، وتركته يقودها الى المنزل عبر شوراع ذهبية.

shining tears
26-12-2008, 17:52
الفصل السادس عالم الاقنعه...

امرها ان تستريح امام التليفزيون بينما افرغ اكياس الطعام في مطبخه الصغير، واعد لها فنجانا من الشاي. وتذكرت انتقاداته عن القهوة الانكليزيه، فودت لو ترد له الكيل كيلين... لكن الشاي كان ممتازا، ولم يكن بوسعها الانتقاد.
امضت بعد الظهر تعمل في المطبخ تحضيرا للعشاء. اما هو فكان يقوم ببعض المهام التي تطلبها منه.
نظرت اليه عدة مرات، متسائلة عما اذا كانت ستلتقط النظرة الدافئة مجددا. لكنه كان قد وضع نفسه تحت السيطرة الان، ماعدا انها غالبا ما تشعر انه يراقبها ايضا.
في المساء الباكر، جلسا ليتناولا الطعام. وتقدم الى الطعام بحذر، وكانما ليقول انه سمع ان الطبخ الانكليزي سيء، لكنه مسح صحنه وطلب المزيد، اذ كان لذيذا جدا.
بعد العشاء، جلست على الكنبه، بينما راح هو يحضر القهوة. حين عاد كانت مستلقية، تنظر الى الاقنعه على الجدار باعجاب.
وضع القهوة على طاولة منخفضه، وقال:"آه .. انت تنظرين الى مجموعتي".
-ماهذه؟
-انها اقنعه مهرجين. تجدين الضاحك والباكي والوجه الايمائي، لكن هناك الكثير غيرها الان الاقنعه طالما كانت مهمة جدا في البندقية منذ القرن الثالث عشر.. وكان الاستقراطيون يتقنعون اذا ما ارادوا الانغماس في الملذات دون ان يعرفهم احد.
-كل هذه امور حقيرة.
-ولهذا السبب، منعت الاقنعة في البندقية. فقد كانت تخفي الكثير.
-تتكلم وكأن الاقنعه حكر على البندقية.
هز كتفيه:"ستجدين بالطبع اقنعة في بلاد اخرى، لكن اهل البندقية حولوها الى تحف فنيه".
سألت باهتمام حقيقي:" لكن لماذ؟ لماذ انتم وليس الاخرون؟"
اشار الى المياه تحت النافذه:" نحن لا تعيش على اساس صلب. مدينتنا تغوص في الماء، وتنقلت من يد الى يد عبر القرون حتى اصبحت الحياة بحد ذاتها غير صلبه. نحن نعيش على هوانا. ولقد تعلمنا نوعا من التكييف. وافضل طريقه ليكون المرء متكيفا هو ابقاء مجموعة مختلفه كبيرة من الاقنعه بين يديه".
-مختلفة؟
-قناع واحد لايكفي . فعبر القرون لعبنا ادوارا متعددة ..وكان البندقيون اسيادا وخدم، وعرفنا ان هذه كلها ادوار نلعبها، وكل بقناعه المناسب.. تعالي وانظري عن كثب.
وعندما اقتربت اكثر، تعجبت لاختلاف التعابير التي يمكن الحصول عليها عن طريق قطعه "كرتون" صغيرة.
-هناك الكثير.. وهذا لايصدق.
-تجدين منها بقدر ما تجدين تعابير بشريه.
-اذن.. من سيعرف من انتم حقا؟
-كل شخص، عاجلا ام اجلا، سيضع القناع الذي سيكشف الحقيقة.
سألت بسرعة"لكن اي حقيقة؟" الحقيقة ذاتها تتبدل دائما".
-انت محقة.. ولا استطيع سوى القول انه متى كانت اوجه الناس مخبأة، فهم احرار بأن يكونوا صادقين مع انفسهم لحقيقة.
ضفطت عليه، فهذا مهم:"اذن فهم يتبدلون ايضا.. ويصبحون اشخاصا اخرين".
-بالطبع.. الناس يتبدلون طوال الوقت.. هل انت الشخص ذاته الذي كنته في السنة الماضية؟ الاسبوع الماضي؟ اليوم الذي سبق قدومك الى البندقية؟
قالت ببطء:"لا .. ابدا"
انزل قناعا طويل الانف، ووضعه امام وجهه:" هذا قناع بانتالون" التاجر الجشع."
ثم ابدله بأخر انفه قصير، لكنه بشع:" هذا" بونسيتلا السفاح."
وانتزع قناعا اخر عن الجدار ووضعه على وجهه بحيث اطلت عينا" من الثقوب. وكان مثل وجهه تماما.
-هذا هو المهرج واسمه" هارلوكان" وهذه االكلمة تعني " الشيطان الصغير" انه ذكي ومخترع، ولكنه ليس ذكيا كما يظن، ونقوده اخطأؤه ، دائما الى حافة الكارثة. ويرتدي ثوبا متعدد الالوان لان اصدقاء بعطوبة ثيابهم القديمة ليخبطها لنفسه.
ضحكت:" ياللمسكين.. وهل انت مثله؟"
سأل بسرعة:" مالذي جعلك تقولين هذا؟"
-هذا صحيح . اجل، اعتقد انني هكذا، ولم اكن اعرف . لكن هذه وجهة نظري، رجل يمكن ان يكون اليوم المهرج"هارلوكان" وفي الغد التاجر الجشع "بانتالون"

shining tears
26-12-2008, 17:54
-انت.. تاجر جشع؟
وراى نظراتها المحتارة، فسارع لتغيير الموضوع:" على اي حال.. من الجيد رؤيتك تضحكين، فانت لاتضحكين بما يكفي."
-لكنني اضحك كثيرا معك.
-لكن ليس في اوقات اخرى.. واتساءل لماذا؟
-انت لاتعرف كيف اكون في اوقات اخرى.
-اعتقد انني اعرف.. شيء مايقول لي انك شخص جدي اكثر من اللازم.
لمس ذراعها بخفة:" لقد تركت نفسك تحترقين لانك غير معتادة على قضاء وقت في الشمس. واظن انك لاتخرجين وتتنزهين كثيرا"
كانت على وشك ان تنفي قوله ، ولكن ما قاله ، لكن ما قاله كان صحيحا. فبدا الارتباك على وجهها.
فسأل:" لماذا؟ اهو بسبب الرجل الذي حطم قلبك؟"
قالت ببطء:"لا.. ليس الامر هكذا."
وطاف تفكيرها في بحر من الذكريات.. كم كان عمرها حين احست ان وضع عائلتها حرج؟ متى بدأت بالقيام بالحسابات لوالدها؟ فهو لم يكن يوما يعرف كيف يحسب.
كانت في الخامسة عشر حين صرخت:" ابي ... لايمكنك تحمل هذا. انت واقع في ديون كبيرة."
-اذن المزيد لن يؤذي، اليس كذلك؟ تعالي ياحلوتي ، لاتغضبي.
كان والدها فاتنا. لكنه اناني علمها معنى الخوف دون ان يعرف. وعملت في المدسة جاهدة، تعد نفسها بمستقبل عملي لامع. لكن هذا لم يحدث، لان والدها اقام مدة طويلة خارج البلاد. وحين عاد بعد سنة، كانت فرصتها قد ضاعت. هكذا وجدت عملا تستطيع فيه ان تعيش بجهودها، فهذا في النهاية كل ماتملك.
ركز عينيه على وجهها، وقال متوسلا:" اخبريني."
قالت بسرعة:" لا.. انت على حق.. لقد كنت جدية كثيرا."
لكنها تكتمت عن قصة الفقر.
-ربما حان الوقت لتضعي قناعا اخر، ربما قناع "كولومبين". انها شخصية متعقلة، لكنها كذلك حادة وشجاعة، وتستطيع رؤية الجانب.
المضحك من الحياة.
-اين هي؟
كان القناع الذي انزله فضي اللون ومزخرفا بما يشبه النقود الذهبية والريش الصغير الملون، ووضعه بلطف على وجهها وربط الشريط الحريري من الخلف.
سألت وهي تنظر الى نفسها في المرآة:"مارأيك؟"
وكان كل وجهها تقريبا مغطى ولايظهر سوى فمها. ولدهشتها هز رأسه:"لا...لا اعتقد هذا."
-لماذا؟ لقد اعجبني... هل اجرب قناعا اخر؟
-لا...لا اعتقد ان الاقنعة تناسبك، ليس انت. ليس هذا القناع، انها فاتنة.. لكنها مخادعة كذلك. وانت لايمكن ان تكوني هكذا. انظري الى زينة النقود، كيف تلمع وتلتقط انوار مختلفة في كل مرة...
ونظرت اليه، متسائلة عما اذا كانت ستفهمه.. واحست بالقلق.
ورن جرس الهاتف.
لزمها لحظة لتدرك انه هاتفها النقال، يرن من حقيبة يدها التي على الارض. لقد كانت اضعف من ان تفكر بإخفائه.. وسارعت نحوه مذعورة.
جاء صوت روسكو خشنا:"لماذا لم تتصلي بي؟"
قالت بصوت منخفض مستعجل:" كان الامر صعبا في الايام القليلة الماضية. ولا استطيع الكلام الان".
-ولم لا؟ هل انت معه؟
-اجل.
-تقدم عظيم اذن؟
-اجل.. عظيم... رائع، سأتصل بك لاحقا. وداعا.
وانهت المكالمة. اطفأت الجهاز، وكان قلبها يخفق بشدة. فقد كان روسكو متطفلا رهيبا من العالم الخارجي، متطفل كانت مستعدة للتخلي عن اي شيء لتتجنبه. لكن الوقت قد فات الان.
سأل:" هل كل شيء على مايرام".
لكن لم يكن هناك شيء على مايرام.
وادركت انها لاتزال تضع القناع، فانتزعته بسرعه.
قال متوسلا في الصباح التالي:" ايجب حقا ان تذهبي بهذه السرعة؟ ابقي معي يوما اخر".
ردت دولسي بسرعة:" لا... لا استطيع ان اخذ المزيد من وقتك. لقد خسرت عدة ايام عمل بسببي".
تردد قليلا، ثم قال:" في الواقع، انا لا اعتمد على الغندول لاعيش... هناك شيء عني يجب ان اقوله لك..."

shining tears
26-12-2008, 17:55
فجأة احست انها امتلأت خوفا.. فالادعاء انه من آل " كالفاني" اصبح وشيكا، فمن دون الادعاء كان يمكن ان تستمر في النظر اليه كرجل صادق، واذا خسرت هذا الايمان، ستتألم كثيرا، وكانها ستودعه.
-دولسي.
قالت بسرعة:" ليس الان... يجب ان اعود.. لدي اشياء افعلها..."
كان لابد ان توقفه.
قال:" انت على حق.. هذه ليست اللحظة المناسبة. ايمكن ان تنقابل الليلة؟
-حسن جدا.
رافقها الى الماء، حيث نادى مركبا ليقلها الى الفندق. وكانت عيناها شاخصتين عليه وهي تبتعد عنه واحست بثقل في قلبها. ايا يكن ما سيحدث هذه الليلة، الا ان السحر الذي غمرها في الايام القليلة الاخيرة قد انتهى. واذا بدأ في حياكة قصص عن كونه من اسرة كالفاني، سيؤكد اسوأ مخاوفها. واذا لم يفعل، فسيكون رجلا صادقا جديرا بجيني.اعادت التفكير في الايام الاخيرة، فلم تتمكن ان تتذكر اي شيء يمكن تفسيره على انه تصرف رجل مغرم، وتلك النظرات التي رمقها بها ليست على الارجح سوى من نسج خيالها.
واذا كان قلبها ، بطريقه ما قد بدأ يميل اليه، فلا تلومن سوى نفسها وقلة احترافها، ويجب ان تحل هذه المشكلة بأفضل ما تستطيع... لوحدها بعيدا عن هنا... وبطريقة او اخرى، ستكون الليلة هي النهاية.
بينما كانت تدخل الجناح الامبراطوري، رن جرس هاتفها، وقال روسكو هادرا:" لزمني وقت طويل لاتصل بك."
-انا اسفة سيد هاريسون، كنت مشغولة جدا.
-مع فيدي؟
-اجل.
-وهل روى لك قصته عن كالفاني؟
-ليس بالضبط.
-تعنين انه يمهد الطريق. هكذا سلب قلب جيني.. تأكدي من هذا الان، لابد ان يكون كالفاني هذا وريث. جديه واعرفي كيف يعيش واتصلي بي حين تفعلين هذا.
وانهى المكالمة.
ونظرت دولسي الى سماعة الهاتف:" كيف سوف..."
ثم سمعت صوتا يقول من مكان بعيد في ذاكرتها:" شخص وسيم مثل هذا ياعزيزتي. كلنا احببناه بجنون... واحبنا جميعا".
وكان صوت اللايدي هارييت مادوكس، شقيقه جدها. كانت امرأة جميلة تسلب الالباب في ايامها، وكانت قد جالت في كل اوروبا وخلفت وراءها الكثير من القلوب المحطمة، قبل ان تتزوج رجلا لايتمتع بأي لقب، انما بحساب مصرفي هائل بذرته على نفسها.
كانت دائما متكتمة حول ماضيها الفاضح. الا ان رجلا واحد كانت ذكراه تأتي باللمعان الدافئ الى عينيها.. لو ان دولسي تستطيع ان تتذكر اسمه. وكانت هارييت قد سافرت الى ايطاليا، ربما قابلت الكونت كالفاني من بين العديد الاخرين . لكن، هل كان هو من كانت تدعوه " كازانوفا الايام الخالية؟
فكرت دولسي: يمكن ان يكون هو .. وهذا كل ما احتاج اليه... حسن جدا... الى العمل.
لزمها ثلاث ساعات لتجعل مظهرها مناسبا تماما. لكن حين غادرت الفندق، كانت راضية. فقد ارتدت ثوبا ثمينا وانيقا وبدت اللابدي دولسي بحق.
استقلت مركبا الى قصر"كالفاني" وتقدم خادم ليلاقيها.
سألت:" هل الكونت كالفاني في المنزل؟"
رد الرجل:" لست متأكدا تماما سنيوريتا.. لو اعطيتنب اسمك...؟"
-أنا اللايدي..
وصمتت وقد غمرتها فجأة غريزة المغامرة التي افسدت عائلتها.
-... ارجوك، قل له ان اللايدي هارييت مادوكس هنا.
انحنى الرجل، وترك دولسي تتساءل عما اذا كانت قد جنت.
ولم تنتظر طويلا لتعرف . فقد سمعت وقع اقدام مستعجلة على الارض الرخامية، وصوتا ينادي"عزيزتي" واستدارت لترى رجلا مسنا يقف هناك. رأت نظرة السعادة على وجهه تتحول الى ارتباك، وحتى في الخطوط التي على وجهه، وشعره الابيض، استطاعت ان ترى بقايا الطلعه الجميلة.
قالت بسرعة:" سامحني.. لقد اعطيتك اسم عمة والدي على امل ان تذكر الاسم جيدا كما تتذكره هي"
مد لها يديه، وامسك بيديها بحرارة:" الجميلة هارييت.. كم اذكرها! لطف منك ان تزوريني."

shining tears
26-12-2008, 17:58
قبلها على الخدين، ونظر بدفء في عينيها. على الرغم من سنواته السبعين، كان سحره لايزال يدير الرؤوس. لكنها لم تستطع ان تتبين اي شبه بينه وبين الرجل الذي امضت معه الايام الاخيرة.
سأل:" اذنانت لست لايدي هارييت ؟ انت؟."
-انا اللايدي دولسي.
وطلب الكونت من احد الخدم ان يوافيه بالمرطبات على الشرفة.
قادها الى هناك متأبطا ذراعها، واوصلها الة مقعدها في جو من اللباقة، ولم يترك يدها الا في اللحظة الاخيرة.
قال بحزن::" انا رجل عجوز.. ونادرا ما احظى بشرف مرافقة امرأة جميلة.. ارجو ان تعذريني لو استغليت هذا كثيرا؟"
انه مخادع لايخجل.. وتسلت بجوه المسرحي قليلا.
وبينما كانا يتناولان القهوة، اخذ يسألها ليعرف كل شيء عن عائلتها في انكلترا.
وقال متذكرا:" لقد اخبرتنب العزيزة هارييت عن قصر مادوكس حيث كبرت ، عن شقيقها ويليام.."
-انه جدي.
-امل ان يكون حيا؟
-لا... فقد مات منذ خمس عشرة سنة.
-اذن، والدك الان هو الكونت؟
-اجل... ولكن اخبرني عن عائلتك، زوجتك واولادك.
قال بأسى:" ياللاسف . انا عجوز اعزب وحيد، دون زوجة او اولاد يراسونني في شيخوختي."
سألته:" اتعني انك تعيش في هذا المكان الكبير لوحدك؟"
قال منتهدا:" هناك الخدم.. لكن ما نفع الخدم اذا كان المرء وحيدا؟ لي ابن اخ سيكون الكونت يوما . انه ولد طيب ، ولكنه ليس مثل الابن."
سألت بخفة وكأن الامر لا يعينها :" ابن اخ؟"
-ثلاثة في الواقع. الاثنان الاخران يعيشان في جزئين مختلفين من البلاد. لكنهما في زيارتي الان، وسأود كثيرا لو اتيت الى العشاء معنا هذا المساء لتلتقي بالثلاثة معا.
-سيكون هذا رائعا.
-وارجوك... احضري من انت معه في البندقية/ زوجك ربما.؟
-لست متزوجة... انا هنا لوحدي.
قال فورا:" يجب ان تبحثي عن زوج في البندقية.. فنحن افضل الازواج.
قالت تمازحه:" لكن كيف تعرف؟ وانت لم تتزوج."
ضحك من قلبه:" انت.. سيدة شجاعة. الان اتطلع شوقا لهذه الامسية اكثر.. سيأتي مركبي لملاقاتك في الساعة الثامنة."
ووقف يمسك يدها مجددا، ويقودها الى مرسى القوارب حيث كان مركب كالفاني الابيض البراق ينتظر ليعيدها الى الفندق.
ووقف يراقبها الى ان اختفى المركب عن ناظريه، ثم عاد الى الشرفة لينهي قهوته، فوجد ليو وماركو هناك. واذ رأياه سعيدا، سأله ماركو فورا:" اي عمل خبيث تخطط له؟"
قال فرانسيسكو باستمتاع:" احمي مستقبل عائلتي.. لقد قدمت نساءا مناسبات لغويدو الى ان ارهقني هذا. كنت اظن انه لم يتبقى احد، لكنها ستكون مناسبة جدا."
سأل الاثنان معا:" هي ؟ من؟"
-لايدي بالمولد والمنشأ . ثم انها قريبة لحبيبة قديمة لي.
بدأ ليو الاحتجاج:" لكن، نصف نساء اوروبا كن حبيباتك..."
-اصمت.. اظهر بعض الاحترام. ستأتي لتناول العشاء معنا الليلة، وسيلتقي بها.
قال ماركو:" لكنه لن يكون هنا. لقد اتصل ليقول انه لن يأتي الى البيت الليلة."
-فليلغ مواعيده.
-عمي... هناك شيء يجب..
-كفى.. اتوقع منكم جميعا ان تكونوا على العشاء، وان تقدموا انفسكم بشكل لائق احتراما لضيفتنا.والان، سآخذ قيلولة.. لانني ارغب ان اكون في افضل حال الليلة.
عاد غويدو الى العمل بعد ان لعب الهوكي واخذ يعمل متجهما، معزيا نفسه بالامسية التي سيمضيها مع دولسي.
سيأخذها الى العمل بعد ان العب الهوكي واخذ يعمل متجهما، معزيا نفسه بالامسية التي سيمضيها مع دولسي.
سيأخذها الى مطعم بعيد قليلا عن البندقية حيث لايعرفه احد، ولو ان هذا الامر لن يعود له اي اهمية عما قريب لانه سيقول لها الحقيقة عن نفسه. وتساءل عما اذا كانت ستلومه على هذه الخدعة البرئية. بالتأكيد لا. فقد اعرب لها عما في قلبه! فبينما كانت مريضة، ابعد عنه بحذر اي احساس بالحب. ويمكنه ان يتذكر بضع لحظات حين تهاوى قراره ، لكنه امسك

shining tears
26-12-2008, 18:02
نفسه. صحيح انهما لم يقولا اي كلمة، لكنه يعرف انهما فهما بعضهما تماما، ولابد انها احبته كما احبها.
كان ضائعا في حلمه السعيد، فلم يسمع في البداية رنين هاتفه النقال، واضطر الى اختطافه بسرعة.
صاح عمه:" اين انت بحق الله؟"
قال غويدو في محاولة ليظهر البراءة:" في مكتبي.. اعمل بكد"
لكن محاولته ذهبت سدى:"لديك الوقت لهذا الهراء الذي تدعوه عملا، ولديك الوقت للعبث. لكن لاوقت لديك لعمك العجوز."
-هذا غير عادل..
-بالكاد رأيتك في الاسبوع المنصرم.
-لديك ليو وماركو.. انت لاتحتاجني.
-حسنا.. احتاج اليك الليلة. سنقيم حفل عشاء لضيف مميز جدا.
-عمي ارجوك.. ليس الليلة.. لدي خطط..
-كلام هراء. . بالطبع ليس لديك خطط.. لقد تم ترتيب كل شيء.. لايدي جميلة قادمة للعشاء.. وهي تتطلع قدما لتقابلك.
تأوه غويدو.. مشروع زوجه جديد، الن يتعلم عمه ابدا؟ وكيف يمكنه الجلوس طوال الامسية وهو يعرف ان قلبه اختار زوجة المستقبل.
-عمي.. دعني اشرح لك..
وتحول صوت فرانسيسكو الى الحزن:" لا داعي للشرح. انا رجل عجوز لا اطلب الكثير. واذا كان القليل كثيرا عليك.. حسن جدا، اعتقد انني فهمت."
صر غويدو على اسنانه. انه مولع بعمه ولايحتمل جرحه. وبدأتامسيته السعيدة بالانسحاب.
قال :" حسن جدا.. سأحاول ان اكون هناك."
-انت ولد طيب. لا اريد ان اكون متعبا. بالطبع حين يصبح المرء في مثل سني يكون متعبا دائما..
صاح غويدو:" عمي.. ايمكن ان تتوقف عن هذا؟ سأكون هناك.. اقسم لك.."
-طوال الامسية؟
-طوال الامسية.
-كنت اعرف انك لن تخذلني.. لاتتأخر.
واقفل الخط.
اخذ غويدو نفسا طويلا.. لماذا يجب ان تكون الحياةمعقدة هكذا؟ وكيف سيشرح الامر لدولسي ويقول انه سيتخلى عنها ليقابل امرأة يريده عمه ان يتزوجها.. وقرر بسرعة: مهما كان العذر الذي سيجده، الحقيقة غير وارده الان.. لابأس... قريبت سينتهي كل هذا.


نهاية الفصل السادس
والبقية بكرا او بعد بكرا ان شاء الله
وقرأة ممتعة للجميع واتمنى تكون الروايه عجبتكم ::سعادة::

الأميرة شوق
27-12-2008, 23:06
يعطيكم العافية يابنات
كيفكم أكيد أفتقدتوني
ولهت عليكم

وأممممممم
بس حبيت أسير عليكم
تحياتي

كيوته وكتكوته
28-12-2008, 08:06
صبااح الخيراات للجميييع


الرواايه حلووووووووووه


لاتطوليين علينااا بلييييييز


ربي يسلم انااملك


مودتـــــــــــــــي

:

:

كيوته

shining tears
28-12-2008, 14:23
الروايه بنزل بقية فصولها الليلة
واعتذر عن التأخير
وماري بجد اعتذر منك لاني تأخرت بتنزيلها

shining tears
28-12-2008, 17:29
7- سوء تفاهم...

كان فستان السهرة الازرق الذي اختارته دولسي مذهلا بأزهاره المطرزة وباقته المنخفضة. وقد زينه قرطان وعقد من الماس، فكان التأثير مبهجا.
غير انها احست بالذنب. فها هي تسرع الى دعوة عشاء في وقت يجب ان تتصل بفيدي لتقول له انها يجب ان تغلي موعدهما لذلك المساء. لكنها بقيت تؤجل الامر، ريثما تجد الكلمات المناسبة. كيف ستشرح له انها تتخلى عنه للعشاء مع اسرة كالفاني، ولترى ما اذا كان واحدا منهم؟ ايا يكن العذر الذي ستجده.. الحقيقة غير وارده.
لم يعد هناك مجال للتأجيل. ومدت يدها الى الهاتف، لكنه رن قبل ان تلمسه.
-دولسي... عزيزتي.
قالت مبتهجة قبل ان تستطيع وضع حذرها الدفاعي في مكانه:" مرحبا."
-كنت احاول استجماع شجاعتي لاتصل بك . ولسوف تنزعجين مني. فأنا لن استطيع المجئ هذه الليلة.. لكن هذه ليست غلطتي في الحقيقة.
-لن تستطيع المجئ؟
واحست بخيبة امل سخيفه وكأنها لم تكن على وشك فعل الشيء ذاته.
-لقد استجد شيء ما.. ولم استطع التخلص منه.
-الايمكن ان تقول لي ماهو؟
-انه.. امر معقد.. ولا اريد التكلم عنه عبر الهاتف. انت لست غاضبة مني .. اليس كذلك؟
قالت، دون ان تكون صادقة تماما:" بالطبع لا.. لكنني كنت اتطلع شوقا لرؤيتك."
-وانا كذلك. سأتصل بك غدا.. الى اللقاء.
لقد سهل الامر عليها. ويجب ان تكون مسرورة. لكنها راحت تتساءل عن السبب الذي منعه من المجئ. فهو لم يعطها عذرا مقنعا...
او انه لم يعتقد انها تستحق الاقناع. ولن يتصل بها غدا على اي حال.. فربما صرف النظر عنها نهائيا.
توقفي عن الهذيان .. لقد فعل ماكنت تنوين فعله. فما الفرق؟
لكن، هناك فرق..
قرابة المساء، جاء مركب كالفاني ليأخذها. وسار بها ببطء عبر "غراند كنال" بينما كانت الشمس تهبط من السماء وتحول الماء الى اللون الاحمر. كانت الانوار قد اضيئت من حولها، وضجت المقاهي بالحياة.
واخيرا ظهر امامها قصر" كالفاني" وكان المبنى الكبير كله يشع بالنور.
عندما توقف المركب عند المرسى، كان الكونت هناك ليساعدها على الصعود، وانحنى فوق يدها معلنا:" لقد شرفت منزلي".
خلفه، رأت شابين وسيمين في اوائل الثلاثين من العمر، ولم يبد لها اي تشابه بينمها وبين الرجل الذي تريد التحقق منه.
-ابنا اخوي، ماركو وليو.
حياها الشابان بحرارة، واكمل:" انت محظوظة جدا بلقائهما هنا. ليو يعيش في توسكانيا وماركو في روما. لكنهما جاءا لرؤيتي حين مرضت. ابن اخي الاخر، غويدو ، يعيش معي طوال الوقت. وسيحضر عما قريب".
اذن ، غويدو هو الذي تحتاج ان تراه.. كانت دولسي منتبهة لكل حركة ولم يفتها كيف ان ليو وماركو تفحصاها من رأسها حتى اخمص قدميها، وتبادلا النظرات. كان الجميع لبقا، لكن الكونت تفوق عليهما، وازاحهما جانبا ليقودها الى الشرفة حيث طلب الشراب.
من هذا المكان، كان المنظر مبهرا، ومغمورا بالاضواء.. ونظرت دولسي طويلا مذهولة بهذا الجمال.
قال الكونت مبتسما:" ارى انك تفهمين مدينتي.. وانت تمدحينها بالصمت."
هزت رأسها:" الكلمات قد تفسد السحر".
- انا اجلس طويلا هنا كل ليلة .. اتمنع بالمنظر لوحدي او ..
واحنى راسه:" ... او مع صحبة فاتنة".
على الرغم من ان الشرفة تطل على الماء، الا انها استطاعت رؤية الاراضي على الجانبين، باشجارهما وظلالها، ثم بدا لها ان احد تلك الظلال قد تحرك، لكن هذا الانطباع تلاشى في لحظة.
سألها فرانسيسكو:" هل من خطب؟"
-لا... ظننت للحظة انني رأيت احد يتحرك هناك. ولابد انني كنت مخطئة.

shining tears
28-12-2008, 17:31
ونظرا معا الى الحدائق ، لكن كل شيء كان ساكتا وصامتا.
وصل غويدو الى القصر متأخرا وكان يرتدي بنطلون جينز وكنزة، وهو يعرف ان هذا سيغضب عمه.تسلل عبر الحدائق عن طريق بوابة صغيرة وتنقل بسرعة وهدوء عبر الظلال المرتفعة. ومع قليل من الحظ، سيصل الى غرفته وبغير ثيابه بسرعة الى مايسميه فرانسيسكو " اللباس اللائق". ومايسميه هو " القميص الخانق".
تمكن عبر الاشجار من رؤية الشرفة المطلة على الماء، حيث كان
الكونت يستقبل ضيفتهم قبل العشاء.. اجل .. يسيتطيع ان يراه الان. وليو وماركو كذلك. لكن السيدة بقيت مجهولة، وكل ما استطاع تبينه كان فستانها الارزق ،ولكنه لم يرى وجهها. اقترب اكثر بين الاشجار، فاستدارت لتنظر الى الخارج. وفجأة رأى وجهها بوضوح.
لوهلة، كاد يستمر مكانه، ثم خرج سريعا من مخبأه.
سمع عمه يسأل:" هل من خطب؟"
ثم جاء صوت دولسي:" لا... ظننت للحظة انني رأيت احدا يتحرك هناك ولابد انني كنت مخطئة".
وبدأ العرق يتصبب من جبين غويدو. ولايمكن لهذا ان يحدث له. ماذا حصل للحظ الذي طالما حالفه؟ ماذا حصل للملاك الحارس الذي طالما رافقه؟ فهو لم يكن يقصد ان تجري الامور هكذا.
تناهت اليه اصوات ليو وماركو ثم صوت عمه يقول:" ماذا حدث له؟ اعتذر لتأخر ابن اخي.. فليتصل به احد منكما ليسأل متى سيكون هنا."
وتحرك غويدو بسرعة . مامن احد شاهده، ومازال بامكانه ان يتهرب. سيتسلل من الطريق التي جاء منها.. ويتصل بعمه ليعتذر بسبب ازمة طارئة ستمنعه من الانضمام اليهم هذه الليلة.
كان على وشك ان يهم بالعودة عبر الحديقه حين لاحت له فكرة مروعة سمرته ارضا.
فقد كان يعرف عادة عمه مع الضيوف الجدد، وهي لاتتغير . العشاء ثم جولة في القصر، واخيرا في مكتبته.. وهناك سيأتي " بالبوم " الصور ويعرص صور العائلة التي سيظهر فيها غويدو بجلاء.
وتأوه بصوت مرتفع، متسائلا عما فعله في حياته ليستحق هذا. لا يجب ان ترى دولسي هذه الصور مهما كان الثمن.
وتراجع ملتصقا بالجدار، حتى التقى بباب صغير، يعرف انه لا يستخدم ابدا، ولو استطاع المرور عبره، سيصبح بالقرب من مكتبة عمه.
وكما توقع، كان الباب مقفلا. ولكن خشبة قديم جدا بحيث ان ضربة واحد ستكسره بسهولة. كان الممر مظلما جدا، فتعثر اكثر من مرة ، وكاد يقع لكنه التقط نفسه، واحس ان الغبار غطاه، ولكن لم يكن لديه وقت ليقلق على هذا. وأرى نورا مضاءا، فالخدم مشغولون في تحضير العشاء، فراح يخطط للمرور من امامه دون ان يراه احد. سار في ممر ضيق، كان في نهايته باب سري يؤدي الى المكتبة.
كانت المكتبة فارغة ومظلمة، لذا اضاء مصباحا واحد ثم تقدم الى درج المنضدة حيث يحتفظ عمه بمفتاح خزانة الكتب والبومات الصور.
-مكانك!
جاء الصوت من خلفه.. اخذ غويدو نفسا عميقا، املا الا يكون المعدن البارد الذي احس به على اذنه، وما كان يظنه.
-قف واستدر ببطء، ويداك الى الاعلى.
فعل هذا.. ليجد اسوأ مخاوفه تتحقق وهو ينظر الى بندقية طويلة مزدوجة.
***
مع مرور الدقائق دون ظهور الوريث ، بدأت ابتسامة الكونت تتلاشى، الى ان اعلن اخيرا ان العشاء لايمكن ان يتأخر اكثر . ودخل الاربعة الى غرفة الطعام المتسعه المزخرفة، حيث رافق دولسي الى مكان الشرف.
واستعاد فرانسيسكو ذكراياته مع اللايدي هارييت ، ساردا الكثير من الاحداث التي كانت دولسي واثقه انه اما اخترعها او حولها من سيدات اخريات.
قال متفجعا:" انا على امل ان يتزوج ابناء اخوتي ويواسونني في ايامي الاخيرة.. لكنهم عنيدون وانانيون".
وافق ليو مبتسما:" انانيون جدا. لدينا فكره مختلفه عن الزواج".
تنهد فرانسيسكو:" اخشى ان نبقى جميعا عازبين في هذه العائلة."
سألته دولسي:" وابن اخيك غويدو... هل هو عازب؟"
قال ماركو:" بكل تأكيد هو عازب".

shining tears
28-12-2008, 17:33
وقال فرانسيسكو:" يجب ان اعتذر لضيفتنا نيابة عن غويدو. ولكن، لاشك عندي انه سيكون هنا قريبا."
ورفع صوته في آخر كلماته، وكأنما يوجه رسالة الى ابن اخيه ليذكرة بواجبه.
توسل غويدو بتوتر:" ليزا ... ارجوك ابعدي هذا الشيء عني ، دعيني اخذها."
واراح مديرة المنزل من البندقية وساعدها على الجلوس.
قالت بضعف:" انها غير محشوة ظننتك لصا.. ياللسماء! كدت اقتلك."
-لن تقتليني ببندقية غير محشوة، لكنك كدت تتسببين لي بنوبة قلبية... ولو كنت لصا، فيماذا كنت تفكرين لتهاجميني هكذا؟ لابد انك كنت تشاهدين الكثير من افلام العصابات.
قالت منتهدة:" اجل ... ظننت ان قليلا من الاثارة سيكون ممتعا".
-قليل من الاثارة.. انت بحاجة الى مايعيد اليك وعيك، واذا كنت تريدين الاثارة، بامكانك مساعدتي حتى لايراني احد.
واشار الى الالبومات:" احتاج ان اتخلص من هذه.. لبضع ساعات فقط.
قالت ليزا :" لكنه يعرضها دائما على ضيوفه".
-اعرف.. ولهذا اريدها ان تختفي . ولا استطيع شرح الامر ، ليزا.. مستقبلي كله بين يديك، وزواجي ، واولادي، واولاد اولادي، سلالة دم كالفاني كلها لمئة سنة قادمة. واذا لم تساعديني سينتهي كل شيء.. ولن ترغبي في ان يعذب هذا ضميرك .. اليس كذلك؟
-لكنك لن تستطيع فعل شيء هكذا، فإذا وجد الكونت الالبومات مفقودة سيستدعي الشرطة.
شد غويدو شعره:" اذن ... ماذا افعل؟"
-دع الامر لي سيدي.
كان الكونت فرانسيسكو في افضل مزاج، يتحدث عن ماضي البندقية المشرف.. ولو ان دولسي كانت تدرك ان هذا كله مجرد استعراض ، الا انها احست انها وقعت تحت السحر.
قال يشرح لها :" كان الجميع يأتي الى هنا لحضور الكارنفال... انا احدد الكارنفال حسب طريقتي، بحفل راقص مقنع خلال الصيف.. وحفلة هذه السنة ستجري يوم الاربعاء القادم ، واتمنى ان تشرفيني بحضورك.
تمتمت:" لست متأكدة تماما انني سأكون هنا الاسبوع القادم".
قال بلهفة:" أوه ... لكن لا بد ان تكوني هنا. ولو لتعويضي عن خجلي بالنسبة لهذه الليلة. لا اعرف كيف اعتذر عن عدم حضور غويدو وسوف ابلغه استيائي."
ابتسمت دولسي:" لكنك اعتذرت قبل الان. يؤسفني انني لم التق به . لكن ، بما ان هذا كان ترتيبا في اللحظة الاخيرة، فلابد انه كان صعبا عليه."
-اشكر قولك هذا . لكن في الاسبوع القادم، سيقدم اعتذاره شخصيا.
ولم يكن هناك مجال لثنيه عن فكرته ، لذا تمتمت دولسي شيئا" مبهما" ومهذبا" ، واستسلمت للتمتع بالقصر . . وحين انتهت الجولة شرب الجميع القهوة ، ثم رافقها الرجال الثلاثة إلى المرسى حيث كان المركب ينتظر وكان ليو وماركو يريدان مساعدتها للصعود ، لكن الكونت ابعدهما.
قال بلياقة : " مرافقة اللايدي الجميلة هو امتياز لي . . ليلة سعيدة سينيوريتا ، وأنا آسف لما حصل كنت امل ان اريك الصور لكن لاأعرف كيف اضاعت مدبرة المنزل المفتاح . . ليس من عادتها ارتكاب مثل هذه الغلطة".
قالت دولسي : " سأتطلع شوقا" لرؤيتها في وقت آخر".
- اجل . . حين تأتين إلى حفلة الرقص التنكرية يوم الأربعاء القادم . لا تنسي ، وسيكون غويدو هنا.
- انا حقا" متشوقة لرؤيته.
جلست في مقعدها بارتياح ولوح لها افراد اسرة كالفاني إلى ان ابتعدا
عن الأنظار
وقال الكونت : " إنها رائعة".
قال ليو : " لاتتعب نفسك عمي . . لن يجديك ذلك نفعا" ".
- ماذا تعني؟
قال ماركو : " غويدو يقابل امرأة اخرى وتسري اقاويل بأنه قضى الأسبوع الفائت كله معها حتى انه قليلا" مذهب إلى العمل . . ومتى كان يهمل غويدو عمله؟ اقول لك عمي ، الأمر جدي".
- لماذا لم تقل لي هذا قبل الآن؟
قال ليو : " بدا نا من الأما اكثر ان تمر الأمسية اولا".
سأل فرانسيسكو مجفلا" : " هل عرفتم شيئا" عن هذه الامرأة؟".
- عرفنا فقط انه التقاها وهو يقود الغندول.

shining tears
28-12-2008, 17:35
شخر فرانسيسكو ساخرا" : " سائحة . . تبحث عن حب عابر وتستسلم لأي شاب تلتقيه . . لكن اللايدي دولسي امرأة من طبقة رفيعة.
وهاهو يهملها من اجل حقيرة اهو مجنون؟".
قال ليو : " بل هو من أسرة كالفاني".
كان القمر مرتفعا" في السماء عندما جلست دولسي تراقب المياه التي تعبرها . كانت المقاهي الصغيرة قرب الماء قد بدأت تفرغ والأنوار تنطفئ امامراكب الليل فكانت تنقل العشاق في نزهات ليلية تحت الضوء القمر وتحت ناظري سائقي الغندولات لكن دولسي لم تلمح الرجل الذي تسعى اليه وتنهدت تتساءل عما يفعله الآن . ومالذي شغله عنها الليلة ومتى ستقول له وداعا" ؟ ربما سيتصل ليقول كم يفتقدها ويجب ان يراها . . قد يكون هناك رسالة منه في الفندق.
اسرعت إلى الجناح متشوقة لمعرفة اي شيء عنه لكن حين اتصلت بمكتب الاستعلامات لم تجد اي رسالة وجلست تحدق بجهاز الهاتف يائسة.
فجأة احست انها ليست لوحدها كان هناك صوت من غرفة النوم الثانية وبعد لحظة ، انفتح الباب.
وصاحت دولسي : " جيني".
- مرحبا" . . تسعدني رؤيتك.
وألقت الشابة ذراعيها حول دولسي في تحية متلهفة
- لكن . . ماذا تفعلين . . اعني لم اكن اعرف انك قادمة.
- فكر والدي اننا قد نستمع بعطلة قصيرة معا" . ولهذا حجز هذا الجناح . . كي يكون لنا معا" مكان كاف
- وهل قال لك لماذا انا هنا؟
- قال إنك تقومين بأبحاث تسويق له وانا اعرف انه يوسع اعماله دائما".
ولم يبد هذا لجيني مريبا" . وادركت دولسي انها لاتعرف شيئا" عن عملها ، لذا لاسبب يدعو ان تفكر بالأسوأ . مع ذلك كان دولسي إحساس رهيب ان الأمور قد بدأت تسوء.
تطلعت جيني الى ثوب السهرة:" تبدين رائعة..أوه.. دولسي.. هل كنت برفقة رجل؟"
-لقد تناولت العشاء مع ثلاثة... ولاواحد منهم كان الذي اريده..
قالت جيني بحكمة:" ثلاثة؟ اظن ان واحد يكفي اذا كان من تريدينه أوه دولسي، كم انا مسرورة... تسعدني رؤيته مجددا".
اجفلت دولسي:" من؟"
-حين وصلت، اتصلت بفيدي فورا من المطار. وجاء ليأخذني، وقال انه اشتاق الي كثيرا، ثم..
حاولت دولسي تجاهل القضبة الباردة التي امسكت معدتها، وقالت:" مهلك لحظة.. هل كنت مع فيدي هذا المساء؟"
-طبعا.. ومن غيره.. لم يكن قادرا في البداية..
-لكنه غير مواعيده.
واشتعلت عينا دولسي.
-اعتقد هذا.. لم أسأل. ماهمني ما دمنا معا؟
هكذا إذن.. كان مع جيني.. وغلت دولسي في داخلها. انه يخدعهما معا..
وسارت دولسي نحو الباب، فنادتها جيني:" الى اين انت ذاهبة؟"
ردت من فوق كتفها:" الى اي مكان"
ما ان خرجت من الفندق حتى دخلت في متاهة متشابكة من الشوارع الصغيرة المعتمة. كانت تسير على غير هدى، ماقالته جيني لتوها كشف امر ذاك المخادع. يالهي! لطالما رددت على نفسها ان تبقى حذرة والا تثق به تماما... لكن يبدو انها وقعت تحت سحره.
كان الظلام دامسا في الازقه. وكان من السهل البقاء بعيدا عن الانظار. مر ثنائي بقربها ، فسمعتهما يتكلمان بصوت خافت مفعهم بالمشاعر ثم تلاشيا في الصمت.
هذه مدينة العشاق.. ولقد رمت نفسها في فخها مثل فتاة غرّة لاتعرف شيئا... غبية! غبية!
وفكرت بتحد: استحق هذا.. سأكون اكثر حكمة في المرة القادمة.
لكن لن يكون هناك مرة قادمة.. قد يكون هناك علاقات اخرى، لكن لن تشعر ابدا بالسعادة والامان اللذين احست بهما وهو يعتني بها. كل هذا وهم، وهذا اكثر ما كان يؤلمها.
من مكانه المميز في مقهى على ضفاف المياة ، تمكن غويدو من رؤية دولسي تغادر قصر" كالفاني"
ترك نصف ساعة تمر قبل ان يعود الى المنزل..
كل شيء جيد حتى الان. لكن هل ذهبت خطته ادراج الرياح؟ لقد وعدته ليزا ان تخفي مفتاح الخزانه، لكن لنفرض ان عمه كان لديه

shining tears
28-12-2008, 17:37
مفتاح اخر، وتمكن من اخراج صور العائلة؟ عندئذ ستتعرف اليه دولسي.. وتقول اسمه وستحدث مشاجرة... وسينفجر ليو وماركو بالضحك... وها هو الان يتجه الى مشاجرة اخرى.
-ها انت ايها النذل!
وتردد صدى الصوت في الردهة الرخامية الطويلة، وتبعه فرانسيسكو بوجه كالعاصفة . ثم ليو وماركو المصممان على الا يفوتهما المرح.
-عمي استطيع ان اشرح..
-بالتأكيد يجب ان تشرح.. ليس لي بل لتلك اللايدي الشابة الفاتنة .
طريقه معامتلتك لها امر بغيض.
قال غويدو بحذر :" هذا يتوقف على نظراتك للامور".
وصمت فرانسيسكو قليلاثم اشار الى مكتبته:" اتبعني الى هنا."
وصدم غويدو مترقبا الشر.
لم تكشف المكتبة عن شيء. كانت فناجين القهوة تدل على ان الجميع امضى وقتا هناك. لكن الكونت اخذ موقعه امام خزانه الكتب ليخفي محتوياتها.
وقال الكونت بصوت مهيب:" انها لايدي، اتعرف هذا؟ وتصرفت وكأنها لاتزيد عن.. عن .. حسن جدا، لا اعرف ماذا اقول!"
وفكر غويدو :" اتمنى لو تقول المزيد... فلربما اصبح لدي فكرة.
تابع فرانسيسكو:" لقد تصرفت بكل لباقة مع انها كان يجب ان تعلقك في اعلى عمود انارة بعدما حدث الليلة".
سأل غويدو:" وماذا حدث الليلة... بالضبط؟"
-اتسألني هذا؟
-اجل.. اسألك فعلا.. وانتما الاثنان..
واستدار غويدو نحو ليو وماركو:" توقفا عن الضحك والا سأجلدكما."
هل رأت الصور ام لم ترها؟ اذا لم يعرف قريبا سيصاب بانهيار عصبي.
ودخلت ليزا كالشبح:" عذرا ايها السادة."
وبدأت تجمع الفناجين وعندما مرت امام غويدو، وامات له بعلامة انتصار سريعة، فاسترخى، لكن قليلا فقط.
-انا اسف حول هذه الليلة لكن شيئا طرأ..
قال فرانسيسكو بوقار مهيب:" لايدي دولسي كانت خائبة كثيرا بالطبع، لانها لم تلتق بك... وطلبت مني ان اقول لك هذا!"
-حقا؟
-اكدت لها انك ستكون موجودا في الحفلة التنكرية، وقالت انها تتشوق لهذا اللقاء... واكدت ان هذايعني الكثير لها.
في لهفته لجمع دولسي وغويدو، كان الكونت يبالغ قليلا ويعطي لكلام دولسي ابعادا لم تقصدها مطلقا.. وبالنسبة لغويدو، الذي كانت اعصابه ثائرة، بدت الكلمات منذرة بشر. واضح ان دولسي اكتشفت الحقيقة.. لكن بدلا من مواجهته، ابقت غضبها مكبوتا للمرة القادمة وهذه هي رسالتها لاعلان اقترب الكارثة.
-أوه.. اعتقد ربما.. اعذرني عمي... فشيء اخر قد استجد وخرج ممن الغرفة بأسرع وقت ممكن.

shining tears
28-12-2008, 17:38
8- القدر...

كانت المسافة الى فندق فيتوريو تبلغ ميلا اذا كان المرء يعرف الشوراع الخلفية جيدا. سلك غويدو طريقا مختصرة قادته عبر منزل صديقه انريكو، حيث احتسى القهوة بسرعة قبل ان يختفي مجددا.
قبل وصوله الى الفندق ببضع دقائق، وجد نفسه الى جانب قناة صغيرة... واذ كان مسرعا، كاد يصطدم بامرأة قادمة من الجهة الاخرى.
-انا اسف جدا.. دولسي! انا..
لكن وجهها قال له الاسوأ، وكلماتها اكدت هذا :" انت احطّ المنحطين".
-لو استطعت فقط ان اشرح..
-ماذا هناك لتشرح؟ انك مخادع، وانني اعرف كل شيء؟
-يالهي! لقد رأيتها إذن..
-رأيت ماذا؟
شد شعره:" ما كنت اريد لهذا ان يحدث..."
-اذن لماذا فعلته؟ أوه.. بالطبع، لم تقصد ان يكتشف امرك. واعتقد انك ظننت انني لن اكتشف حقيقتك...
-كنت سأقو لك بنفسي.. اقسم بذلك.
-وهل سيصلح هذا الامور؟
-بالطبع لا.. لكن.. لو استطعت ان اجعلك تفهمين كيف حدث هذا. كانت حادثة، واعرف انه كان يجب ان اقول لك كل شيء منذ البداية.. لكن هل يهم هذا حقا..
-هل يهم..؟ انا لا اصدق انك قلت هذا. كان يجب ان اعرف حين تخليت عني الليلة، واعطيتني عذرا واهيا.. في الواقع ليس بعذر ابدا. شيء ما استجد! اما كان يمكن ان تفكر بشيء افضل من هذا؟
اعترف:" لم استطع التفكير بأي شيء، لكنك الان عرفت، الايمكن ان نبدأ من جديد؟"
-لست اصدق ما اسمعه لايمكن ان تكون مراوغا وعديم الضمير الى هذا الحد...
-عزيزتي. ارجوك.. اعرف انني لست على قدر المقام.. لكنني سأكون. اقسم لك . هل فعلت شيئا رهيبا الى هذا الحد؟
-لاجدوى من قول المزيد.. ليلة سعيدة .. وداعا.
في لهفته امسك كتفيها:" لايجب ان تذهبي الان."
-لا اريد ان ابقى.. وارجوك... اتركني.
-لا استطيع ان تركك تذهبين.
-ابعد يديك عني.
توسل:" بضع دقائق اخرى"
-اي نوع من الاغبياء تظنني؟ اتركني.
وحاولت الاندفاع في طريقها لتتجاوزه، لكنه انزل يديه الى خصرها وقربها منه، وقال بحزم:" سأتركك.. بعد ان اشرح لك هذا."
حاولت التخلص منه.. فهذا النوع من الشرح خطير جدا. لكن ذراعيه كانتا قويتين كالفولاذ، وكان حياته تعتمد على مايفعل، وكأنه يخشى الا تتاح له الفرصة مجددا. عانقها بقوة لم يستعملها معها من قبل. فشعرت بالاثارة تتسلل في جسمها، ولم يعد قلبها، ولا مشاعرها، تهتم بالتحذير الذي يطلقه رأسها.. فقلبها كان يريده، يريد ما يحدث الان ويريد ان يستمر.
تمكنت من ابعاد نفسها قليلا، وقالت شاهقة:" دعني.."
اجابها:" لا اسطيع.. اخاف لاجدك مرة اخرى.. ولن اخاطر بهذا."
-لقد فقدتني وانتهى الامر، ولم اكن يوما لك..
قاومت هذا الاغواء منذ اللحظة التي قابلته فيها.. وها هو الان يجبرها ان تشعر به في وقت جاء فيه لتوه عند جيني
التفكير بجيني اعطاها الشجاعة لتحرر نفسها. وتراجع خطوه الى الوراء، ليحتفظ بتوازنه وهي تدفعه عنها، ولم يدرك اي منهما انهما كانا يقفان قريبا جدا من الماء، الى ان تعثر ووقع صارخا.
وكان اهل البندقية يعيشون في الماء وخارجة منذ نعومة اظافرهم..
وان يقع واحد منهم في القتاة ليس امرا عظيما.. ابقى غويدو فمه مقفلا بشده الى ان خرج الى سطح الماء. ثم مسح عينيه ونظر حوله باحثا عن سلم، لكنه لم يجد شيئا على بعد النظر، وبما ان المد كان منخفضا، فقد كانت حجارة الضفة عالية جدا ليتسلقها.
مد يده مناديا:" ساعديني على الخروج".
وكانت دولسي قد ركعت على ركبة واحدة تنظر اليه بلهفة:" هل تأذيت

shining tears
28-12-2008, 17:42
-لا.. لكنني مبلل ، ساعديني على الخروج.
-ولماذا اساعدك؟ تستطيع السباحة!
-بالتأكيد ، فأنا سباح ماهر...
-جيد.. اسبح اذن لتعود الى بيتك.
ووقفت على قدميها واستدارت بعيدا.
-عزيزتي!
وامام عينيه المذعورتين اختفت في الظلام، وتركته يتخبط في الماء. ولزمها ساعة سير اخرى قبل ان تستوعب فعلا ما جرى معها، ياله من شخص بغيض خائن! لكنها كانت تعرف هذا. فقد اتت الى هنا لاثباته، والان فعلت هذا وكسبت اجرها، وهي سعيدة جدا لكن الاحساس بذراعيه حولها كان لايزال يقول لها انها تكذب على نفسها.
عادت الى الجناح الامبراطوري، وقد صممت ان تحذر جيني. لقد انتظرت طويلا.. وبحزم دقت باب غرفة نوم جيني.
ونادت:" احتاج ان اكلمك".
جاء صوت جيني من الداخل:" الايمكن الانتظار حتى الصباح؟"
-لا انه امر مهم.
وتناهى الى مسمعها صوت رجل، ففتحت الباب.. وراحت تفكر في انه لم يخدعها فقط بل سارع ليعود الى هنا بعد مقابلتهما قرب القناة.
قالت جيني باحتجاج:" هذا حقا ليس الوقت المناسب."
وخطت الى الداخل، فرأت رجلا لم تره يوما في حياتها... او ربما راته في مكان ما، الا انها لاتذكر اين.
قالت جيني بصوت منخفض:" هذا فيدي".
حدقت دولسي به :" هذا؟ انه ليس فيدي."
قال الشاب محرجا:" بلى.. انا فيدي."
ثم مد لها يده :" انا فيدريكو لوتشي. كيف حالك؟"
قال بصوت ذاهل:" سيئة جدا. في الواقع، اعتقد انني سأجن . اذا كنت انت فيدي، فمن هو الرجل الذي رميته لتوي في القناة؟"
وحدق الاثنان بها.
استدرات دولسي فجأة وذهبت لتقف قرب النافذة تنظر الى الخارج... وكانت ابعد عن التفكير، وابعد عن الاحساس تقريبا. في اعماق عذاباتها كان هناك شيء مدفون قد ينلقب الى سعادة. لكن الوقت مازال مبكرا جدا لتعرف.
في الصورة التي اراها روسكو اياها، كان هناك رجلان، احدهما يلعب على الماندولين ويغني لجيني ... ومن الطبيعي ان نفترض انه فيدي. والرجل الاخر، الجالس خلفهما كان يتمتع بوجه طفولي.. ولم يخطر لها ... او لرسكو انه قديكون فيدي.
ومع ذلك يبدو الان انه هو.
إذن ، من...؟"
استعادت جيني رباطة جأشها اولا. سألت :" ماذا تعني؟ لماذا كنت تتجولين وترمين الناس في الاقنية؟"
ردت دولسي بجنون:" لانه يستحق هذا .... لانه اوه... لا.... هذا لايمكن."
قال فيدي بلطف:" ربما بقيت لوقت طويل في الشمس؟"
اعترفت دولسي:" اجل ... هذا صحيح. لقد كنت ضعيفة جدا ... واعتنى بي. لكنني ظننته انت.. لقد كان يرتدي قميصك.. على الاقل كان اسمك عليه... ويجذف بالغندول.."
قال:" يبدو ان هذا غويدو".
وصدمها الاسم . كانت تسمع عن غويدو طوال الامسية.
0غويدو من؟
-غويدو كالفاني. انه صديقي منذ كنا في المدرسة. وفي احد الايام سيصبح كونتا. لكن ما يعجبه حقا هو التجذيف في الغندول. لذا ادعه يستعيره، لكنه مضطر ان يدعي انه انا لان ليس لديه ترخيص.
سارعت دولسي الى اخراج الصورة من حقيبة يدها.
-هل هذا هو؟ الذي يعزم الماندولين؟
قالت جيني:" هذا هو غويدو... لقد كان صديقالفيدي ولي. حين جئت في المرة الاولى الى البندقية، كان يقوم بعمل فيدي كي نكون معا."
قال فيدي:" كنا نعلم ان احد يتعقبنا. لذا كنا نخرج احيانا معا لنربك والدها."
-لقد اربكتماه بما يكفي.
وجلست دولسي فجأة
نظرت جيني الى دولسي نظرة متسائلة:" لكن ، كيف حصلت على هذه الصورة؟"
قالت دولسي على مضض"" لقد اعطاني اياها والدك.. كان يلاحقكما اخر مرة هنا. وظن ان فيدي .. حسنا.."
قال فيدي بسخرية :" صائد ثروات."

shining tears
28-12-2008, 17:44
-اخشى هذا ، لكن كان الامر اكثر سوءا.يبدو انه خلط تماما بينك وبين غويدو،ويعتقد انك تدعي انك وريت لقب.:"
وتذكرت جيني:" هذا ما كان غويدو يقوله لي حين التقطت تلك الصورة."
قال فيدي:" لا .. لقد التقطها احد المصورين المتجولين ليبيعها الى السواح, واعرف هذا لانني اشتريت نسخة منها، ويبدو ان واحدة وصلت الى الكونت، وعم غويدو، وتسبب له بوقت عصيب بسببها. ولا بد ان جاسوس السنيور هاريسون اشترى نسخة ايضا، وحمل اليه قصة مشوهة عما استرق السمع اليه."
نظرت جيني الى دولسي بفضول:" لكن لماذا اعطاك ابي هذه الصورة؟"
ردت دولسي بمرارة:" الايمكن ان تخمني؟ لقد ارسلني الى هنا لاجد فيدي واوقع به."
-كيف؟
-بأن ادعي انني ثرية، واشغل اهتمامه عنك. ولا اعرف ماذا كان حقا ارستقراطيا ، كما يدعي.
قال فيدي بارتباك:" لكنني لست هكذا، ولم ادع يوما .. انه غويدو."
0اعرف هذا الان. كان من المفترض ان امثل دورا على غويدو ... فيدي.. وابعثر مالي.. مال روسكو ... ثم اريك انه غير مخلص، وانه يجري وراء المال.. انا تحري خاص جيني.
-انت... ماذا؟
لقد استخدمني والدك "لافتح عينيك" ويبدو انه هو الاعمى..أوه جيني انا اسفة جدا.. كنت اظن انني سأنقذك من مخادع، لكنني فهمت الامر بشكل خاطئ.
وحضرت نفسها لمواجهة الصدمة وخيبة الامل في عيني جيني. لكن جيني هزت كتفيها ونظرت الى فيدي، وبعد لحظة كانا بين احضان بعضهما
وفهمت دولسي ان جيني حصلت على حب حياتها، ولايهمها اي شيء اخر.
وسألت جيني وهي في احضان فيدي :" اتعنين انك كنت تتملقين الرجل الخاطئ بمعسول الكلام طوال هذا الاسبوع؟"
ردت دولسي متصلبة :" شيء من هذا القبيل".
وانطلقت جيني بضحكة مختنقة، وانضم اليها فيدي بعد لحظة، فابتسمت دولسي ابتسامة ضعيفة، وقالت:" ليس الامر مضحكا .. لقد كان يخدعني."
-حسنا.. كنت تخدعينه كذلك.
ردت دولسي بحزم:" لكنني لم اعرف باللقب . لقد كنت في منزله.. انه في حي سكني وليس..."
واكمل فيدي لها:" وليس ما تتزقعينه من كونت المستقبل،وهذا ما يعجب غويدو . في الواقع انه رجل ثري جدا . لقد اسس عملا خاصا به ويملك مصنعين احدهما لصنع الزجاج، والاخر يصنع كل انواع التذكارات للسواح، والفساتين المزخرفة، والصور، افلام الفيديو.."
وسألت دولسي بصوت غريب:" والاقنعة؟"
-اوه اجل.. الاقنعة . انها من اختصاصه.. حتى انه يصمم بعضا منها لنفسه.. لكنه في معظم الاحوال رجل اعمال ناجح. منزله الرسمي هو قصر كالفاني، لكنه يستبقي تلك الشقة الصغيرة كملاذ له. وبالطبع، هي مكان جيد لاستقبال السيدات اللواتي لايريد ان يعرف عمه بهن..
وصمت بعد ان ركلته جيني..
قالت دولسي بارتباك:" شكرا لك .. لقد فهمت."
قالت جيني :" من المؤسف انك لم تلتقي بالرجل المناسب".
اجفل فيدي:" عفوا..؟ اتريدين ان تطاردني النساء؟"
قالت بمحبة:" هذا فقط لانني اعرف انك مخلص لي حبيبي . اذن، تستطيع دولسي تسوية الامور كلها مع ابي."
قالت دولسي:" لست واثقه من ذلك. انه يريدك ان تتزوجي من رجل ثري، او صاحب لقب، ويفضل الاثنين معا."
قالت جيني:" وانا كل ما اريده هو فيدي، ولايهمني لو حرمني من امواله.. انا فوق السن القانونية، ولست مضطرة لطاعته. الا انني لا اريد الانفصال عنه.. انه عنيد بشكل رهيب... ما ان يصمم على شيء حتى يشعر انه ملزم بالامر الى الابد وانا كل ما لديه.. واذا انفصلنا ، فلن يرى احفاده وستكون له حياة بائسة قاتمة في شيخوخته".
قالت دولسي:" انه مصمم على ان ينفذ مايريد في هذه المسألة."
وبدا وجه جيني للحظة كوجة روسكو:" وانا كذلك ، لذا يجب ان تفكربشيء لكن دعونا نفعل هذا في الصباح."
وتثاءبت.
قالت دولسي:" الصباح يكاد يطلع.

shining tears
28-12-2008, 17:46
قالت جيني بحزم:" ليلة سعيدة دولسي. يجب ان تستريحي قليلا".
ولم تستطع دولسي سوى ان تذهب الى غرفتها وتخلع ملابسها، وتحاول ان تصل الى وفاق مع افكارها المضطربة. جزء منها كان غاضبا من غويدو... فهذا كله غلطته لادعائه انه فيدي وهو يعرف انه ليس كذلك. لكن جزءا منها كان سعيدا، لانه لم يكن مخادعا عديم الاحساس.
فقد اولاها الكثير من العناية عندما كانت مريضة ولم يحاول مطلقا استغلالها.
وغاص قلبها قليلا وهي تفكر في مافعلته. لكنهما خدعا بعضهما، فهل يمكن ان يضعا هذا خلفهما.؟
لقد كتمت مشاعرها. اما الان فلا شيء يمنعها من الاعتراف بحبها.
وسيعود العالم الى الاشراق مجددا. سبحت دولسي في احلامها الى ان غاصت في نوم عميق دام حتى الساعة التاسعة من الصباح التالي..
استحمت وارتدت ملابسها بسرعة، وبينما همت بمغادرة غرفة نومها، رأت الفطور حاضرا على الشرفة وفيدي وجيني جالسين هناك يشربان القهوة.
قالت جيني برضى:" اليس صباحا رائعا؟ انا سعيدة لدرجة الموت".
قال فيدي بلباقة:" اذن .. ساموت معك."
قالت دولسي :" سنموت جميعا اذا عرف روسكو بهذا."
لكنها كذلك كانت سعيدة، فغويدو رجل حر ، والشعور الرقيق الذي نشأبينهما على مر الايام القليلة الماضية، كان حبا. كما انها حرة الان لتطلق العنان لمشاعرها لو انها فقط تستطيع ان تراه قريبا.
وتعالى قرع الباب.
قالت جيني:" لقد طلبت لك القهوة."
قالت دولسي:" شكرا... سافتح الباب."
اتجهت الى الباب الخارجي وكان من الواضح ان من يقرع عديم الصبر. فتحت دولسي الباب.. ورأت غويدو.
قفز قلبها فرحا عند رؤيته. اما هو ، فدخل بحذر وكـأنه يتوقع ان تصب عليه الزيت المغلي.
سأل متفحصا وجهها المبتسم:" اما زلت غاضبة مني؟"
-وهل يجب ان اكون؟
-حسنا، لقد كنت غاضبة جدا ليلة امس، واذكر هذا لانك رميتني في الماء.
-انا لم ارمك... انت وقعت.
-ولم تساعديني على الخروج.
-تستطيع ان تسبح.
-كنت مضطرا . وفي النهاية التقطني مركب يحمل النفايات ووصلت الى البيت برائحة كريهة هربت منها قطط الازقة.
ضحكت، فاضاف:" ليس الامر مضحكا."
-بلى ... انه مضحك.
رد ساخرا:" اجل... اعتقد هذا.. حين استيقظت اليوم عرفت انني يجب ان اراك واشرح لك. واحاول ان اجعلك تفهمين كيف حدث كل شيء ... لكن الان.. كل ما يهم هو..."
واستغرق في النظر الى وجهها.
-... كل ما يهم ... عانقيني حبيبتي... عانقيني!
وشدها اليه في اللحظة التي فتحت فيها ذراعيها له. وعرفت كم كانت تشتاق للاحساس بذراعيه حولها. كانت تتظاهر ان شوقها لم يكن حقيقيا، لكن في سرها كانت تريد بشدة ان يعانقها.
تمتم:"لقد اردت ان افعل هذا دائما. وعرفت منذ اول لحظة انك انت.. وانت عرفت هذا ايضا، اليس كذلك؟"
همست مذهولة:" لا اعرف ماذا عرفت؟"
قبل شعرها :" بل عرفت ... لابد انك عرفت.."
وقلبها مجددا:" سنمضي كل حياتنا معا".
بالكاد صدقت ماسمعت :" كل حياتنا...؟"
كان كل شيء يجري بسرعة.
-سنوات وسنوات سأقضيها وانا اقبلك واحبك بكل طريقة ممكنة واحصل على اولاد وسيمين منك.
ارجعها الى الوراء وامسك رأسها بين يديه، ولم تستطع فيما بعد ابدا ان تنسى منظر وجهه السعيد، المشتعل بالحب. وعاش هذا في رأسها كنقيض رهيب لما تلاه.
قال بجنون:" قولي لي حبيبتي .. هل تؤمنين بالقدر؟"
-حسنا ... انا...
-لقد كان القدر... اليس كذلك؟ وهو الذي جمعنا معا.. القدر هو الذي جعل حذاءك يقع في قاربي.
بدأت تشعر بالخطر، وقالت:" ليس بالضبط."
سأل وقد اتسعت عيناه:" الم يكن حادثا؟"

shining tears
28-12-2008, 17:48
وانفجر فجأة بضحك مرح:" رأيتني من الجسر ، وقلت لنفسك" يجب ان احصل على هذا الشاب الوسيم" فرميت الحذاء للفت انتباهي... اوه عزيزتي . قولي ان هذا صحيح، فكري بما قد يفعل هذا بغروري بنفسي."
بدأت ترواغ لكسب الوقت:" غرورك كبير بما يكفي من دون مساعدتي... هذا الشاب الوسيم ... حقا!"
-ليلة امس وانت غاضبة ، ظننت ان حياتي انتهت، لانك هكذا بالنسبة لي ... حياتي."
-لكنك لاتعرفني..
-عرفتك منذ اللحظة الاولى. وعرفت انك طيبة القلب وستساميحنني على خداعي البريء لانك عرفت ان نواياي سليمة. لكن قولي لي ، كيف عرفت؟ كنت سأسألك ليلة امس، لكنك رميتني في الماء.
وتحول من الجد الى التهريج في لمح البصر. وبالكاد استطاعت دولسي ان تجاريه.
-انا لا الومك لانك اغرقتني.
وسارع ليضيف:" حين اكتشفت من انا وانني لست من كنت تظنين.. كيف عرفت على اي حال؟"
-لم اكن اعرف...
-اذن... لماذا كنت غاضبة مني؟ انا لست رجلا صعب المراس ياعزيزتي، لكن حين يرميني احد في القناة يجب ان اعرف لماذا
وجدت مرحه لا يقاوم، وسـألت:" وهل يهم؟ اعتقد ان البندقية مليئة بمن يرغب في رميك في القناة."
-هذامؤكد، لكنهم عادة يكبحون انفسهم .
كيف ستكون الحياة مع هذا الرجل المجنون الفاتن؟ لو انها فقط تستطيع تخطي المصاعب التي ستواجهها.
قالت بسرعة:" اسمع.. لدي شيء اقوله لك."
-قولي لي انك تحبينني.. قولي لي هذا اولا واخيرا، ولن اهتم لشيء اخر. انت تحبينني ... اليس كذلك؟
-اجل .. اجل.. احبك . لكن استمع الي، انه امر مهم...
-لاشيء مهم سوى اننا وجدنا بعضنا.. عانقيني... الان ودائما ...
وعادت الى مابين ذراعيه مجددا، واسكت كلماتها المضطربة. كان العناق هذه المره مختلفا ، وكان اعترافها بالحب انعشه... قبلا، كان عناقه مضطربا، حذرا، يطالبها بالاستجابة. اما الان فهو رجل يعرف انه محبوب، وكان هذا واضحا في ذراعيه المتملكتين.. وستقول له كل شيء بعد لحظة، كما وعدت نفسها، لكن لمجرد لحظة.. ولحظة اخرى..
وجاء النداء من الغرفة المجاورة:" هل هذه هي القهوة؟"
تنهد غويدو:" اللعنة على كل من يقاطعنا. يجب ان ندخل ونكون مهذبين عزيزتي.. لكن، قريبا يجب ان نكون لوحدنا."
وجاء نداء اخر من الداخل، فتركها غويدو على مضض.
وهمس :" فيما بعد."
ودخل يبحث عن صاحب الصوت:" ماذا تفعل هنا بحق الشيطان؟ وجيني! رائع ان اراك مرة اخرى."
لحقت دولسي به الى الغرفة الرئيسية، لتجده يعانق جيني ضاحكا.
ونظر الى جيني ثم دولسي:" انتما تعرفان بعضكما؟."
قالت دولسي بسرعة:" قليلا فقط."
قال فيدي :" غويدو ، ياصديقي. كنت سأتصل بك واطلب مساعدتك."
-لكنكما لاتبدوان بحاجة الى مساعدتي.. فأنا لم ار في حياتي حيبيبن بهذه السعادة.
-لكن والد جيني يريد تحطيمنا. حتى انه استخدم تحريا خاصا ليقتفي اثرنا ويشهر بي.
بدأ غويدو مشمئزا للفكرة:" تحر خاص؟ اي نوع من البشر يلجأ الى مثل هذا العمل القذر التافه؟ مع ذلك ، فأي ضرر يسيتطع فعله لك؟"
ساد صمت مربك.. واخذت دولسي نفسا عميقا، وقالت:" التحري ليس رجلا.. بل امرأة.. وهي انا."
واستدار غويدو ببطء لينظر اليها..
&&&

shining tears
28-12-2008, 17:55
9- خداع...
سأل غويدو بهدوء:" ماذا قلت.؟"
ولزم دولسي كل شجاعتها لترد:" انا التحري الخاص."
-انت؟
وبدا كأنه لايعرف معنى الكلمة.
قال فيدي بلهفة:" لكن دولسي الان الى جانبنا. لذلك كل شيء على مايرام.. وسوف تساعدنا."
قالت دولسي:" لا اعرف اذا كان روسكو سيصغي الي.. لكنني سأقوم بكل مافي وسعي."
كان غويدو ينظر اليها باستغراب، لكنه كان لايزال هادئا.. ربما لم يفهم تماما بعد او ربما لايريد ان يفهم.
وكرر ببطء ، وبالطريقة الغريبة ذاتها:" انت.. تحرية خاصة؟"
وكأنه يحاول فهم اصوات لامعنى لها.
-اجل.
-وجئت الى هنا كي..؟"
-كان روسكو قلقا على ابنته.. وفهم الامور بشكل خاطئ. ويعتقد ان فيدي يدعي انه انت.
ضحك فيدي:" اتتصور هذا؟ كونت ! ارسل دولسي لنجدني وتغويني لابتعد عن جيني. وكأن احدا يستطيع هذا . والمضحك انها ظنتك انا!."
قال غويدو بخفة:" وهكذا استهدفتني بدلا منك.. اجل انها نكتة ممتازة."
وخبا اللمعان من عينيه، بل من كل كيانه:" اذن هذا ماكان الامر عليه."
تحركت جيني بقلق للنبرة التي سمعتها في صوت غويدو. وكان فيدي ببراءة يحاول ان يشرح لغويدو دون ان يفهم مايعنيه هذا . وحاولت جيني لفت اهتمامه لكنه كان غافلا تماما.. وقال بوقاحة:" ليس هناك الكثيرين ممن يستطيعون خداعك غويدو".
رد غويدو على الفور:" حتى اليوم، كنت استطبع القول ان لا احد يخدعني".
ورفع يد دولسي الى شفتيه:" أهنئك انستي.. لقد كان تخفيا رائعا، لعبته حتى النهاية باقناع مكتمل."
قال فيدي:" لقد نلت منه دولسي.. وعلى احد ان يمنحك ميدالية".
قال غويدو بهدوء:" سيكون هذا امتيازا لي".
ولم يكن في عينيه غضب او ادنه، بل نظرة حيرة، وكأنه يتساءل كيف ان العالم تغير في لحظة. وغرزت دولسي اظافرها في راحة يدها. لو انها فقط استطاعت ان تشرح له على طريقتها..
قالت بحذر:" ربما يجب ان تنتظر لتسمع القصة كلها، فهناك امور كثيرة لا تعرفها.. ويجب ان اشرحها لك..."
-لايمكن للمرء ان يعرف كل شيء.. انما مايكفي ليكون مهما..وكان صعبا عليها ان ترد. ابتسم لجيني ابتسامة مطمئنة، وقال، تستطيعين القول لوالدك ان فيدي لم يدع ادعاء كاذبا، وهذا ما سيرضيه."
قالت جيني:" انت لا تعرف ابي، حين يكره شخصا.. ينتهي الامر."
قال فيدي متجهما:" وفقري هو الذي يزعجه، وحين يعرف الحقيقة، سيرغب ان تتزوج جيني منك انت، وتكون كونتيسه."
قال غويدو بخفة:" لاتقلق ..سأقول انني سأتنسك. فالحب معقد جدا بالنسبة لي."
واستدار الى دولسي:" اذن ، جئت الى هنا لتخدعينا... فهل ستقولين لنا اسمك الحقيقي؟"
قالت:" كنت استخدم اسمي الحقيقي..."
واضافت بصوت هامس:" على عكس بعض الناس."
احمر وجهه، لكنه سرعان ما استعاد رباطة جأشه، وسألها:" وماذا في الاسم؟ لبست الحقيقة دائما فيه."
-لا ... الافعال مهمة ايضا. فبعض الناس يدعون انهم يعيشون نوعا من الحياة بينما يعيشون نوعا اخر.
ارتفع حاجباه:" تتكلمين معي عن الادعاء؟"
واسكتها هذا.
سأل فيدي بلهفة:" هل فكرت بشيء ما؟"
وبخه غويدو:" كن صبورا. لقد اكتشفت لتوي كيف تجري الامور."
واحس برجفة، ولو ان وجهه كان لايزال مبتسما.
-حتى عبقري مثلي لايمكن ان يفكر بسرعة كبيرة.
قال فيدي:" لاجدوى.. لايمكن فعل شيء.

shining tears
28-12-2008, 17:59
قال غويدو:" لماذا لا نسأل دولسي؟ على اي حال ، الخداع هو مهنتها.. وتقوم به بشكل مدهش."
قالت بعجل:" لا.. انه خداع البندقية، ومواهبي لاتمتد الى هذا الحد."
اكد لها غويدو بهدوء:" انت تقللين من قدر نفسك انستي. فلديك موهبة البندقية في التخفي، وهذه المهارة عظيمة... معظم الغرباء عن البندقية لايملكونها... وانت كما اعتقد ، ولدت معها."
التقت بعينيه متحدية:" بالعكس سيدي."
اذا كانت هذه هي اللعبة التي يريد ان يلعبها ، فهي ايضا تستطيع اعطاء افضل مالديها.
-لقد نسيت انني مؤخرا كنت اخذ دروسا على يد استاذ ماهر في هذا المجال.
تمتم بصوت منخفض لم يسمعه سواها : " وانا كذلك . . انا الذي ظننت ان لاشيء اتعلمه بعد ، وجدت شيئا" مختلفا".
ردت متمتمة: " الحياة مليئة بأمور غير متوقعة . وقد يكون الناس اكثر براءة مما يبدو عليهم".
اجابها بخبث: " قد يكون الناس مختلفين تماما" عما يظهر عليهم".
هزت رأسها: " لايجدر بالمرء ان يثق بمن يقون بالالأعيب".
هز كتفيه: " يمكن قول هذا عن الجميع".
- لا . . . فالبعض يبحث عن لقمة عيشه.
وبدا متأثرا": " آه . . اجل . حين يقوم بعمله لأجل المال يكون هذا فضيلة . . أليس كذلك؟
والتقت عيناها بعينيه ، ووجدت فيهما شيئا" غير متوقع . . كان غاضبا" لكنه كذلك مجروح . فهذا الموقف فاجأه.
بعد لحظة وقف ، وقبل خد جيني وصافح فيدي وقال بابتهاج:
" بارككما الله . . انا سعيد لكما . . ولا تقلقا . . سأفكر بشيء . . وانت آنستي . .".
واستدار إلى دولسي : " كان من دواعي سروري التحدث إليك . .
لكنني الآن يجب ان اذهب. فقد كنت اهمل عملي كثيرا" مؤخرا" والآن هناك الكثير من العمل ينتظرني ، وهذا ماسيشغلني لبعض الوقت".
وغادر دون انتظار الرد لكن لم يكن لديها كاتقوله وماذا تستطيع القول لرجل يريد ان يبتعد عنها؟
***********************
في معمل غويدو للتذكارات على جزيرة مورانو ، احس موظفو المعمل بالقلق فلعدة ايام غاب رب عملهم دون سابق إنذار. .
وتسببت عودته بارتياح عام ، سرعان ماتحول إلى دهشة فقد كان غويدو دائما" يدير عمله بروح مرحة لكنه لم يعد هكذا بل اصبح يعطي الأوامر بوقار ، وبرود ، وبحزم كمن ليس لديه وقت يضيعه.
لزم دولسي يوما" كاملا" لاقتفاء اثره . وعندما بلغت المصنع ، كانت تخشى ان يكون الجميع هناك يعرف من هي ولماذا هي هنا لكن الشاب الذي كان على المدخل دلها على الطابق الأعلى دون معارضة.
في الطابق العلوي ، وجدت مكتب غويدو الزجاجي ، رأته جالسا" وراء مكتبه يتحدث إلى رجل متوسط العمر . ورآها الرجل ، فتكلم مع غويدو ليجعله يرفع نظره.
واجفلها وجهه . كان متعبا" ، كأنه لم ينم منذ مدة طويلة ونسي كيف يبتسم . ونظر في اتجاهها ، ثم اشاح بوجهه بعيدا" ، وللحظة رهيبة ظنته سيرفض رؤيتها ولكنه هز رأسه وأشار إلى احدهم ليرشدها إلى الداخل.
شعرت في مكتبه بأنها لاتعرف عنه سوى القليل . . الكمبيوتر الهاتف واكوام الملفات ، انبأتها ان هذا رجل يتعامل مع عمله بجدية.
وسألت بخفة : " هل هذه هي حقيقتك؟".
رد باختصار : " احد اوجهها يدهشني انك مازلت في البندقية . . ظننتك سافرت بالأمس".
ردت بهدوء : " انت تعرف انني لم اسافر لأنك سمعتني اقرع بابك ليلة امس . . ولقد قرعته لمدة طويلة قبل ان ارحل".
قال: " لم يكن الوقت مناسبا" ، وماكنت سأعرف ماذا اقول . . خاصة في ذلك المكان".\
وتحدتها عيناه بذكرى الأيام القليلة السعيدة التي امضياها في تلك الشقة الصغيرة . . ثم نظر بعيدا" ووقف ليذرع مكتبه ، دون الاقتراب منها .
- لكنني مسرور لأنك تهتمين برؤيتي.
سألت والأمل يراودها: " وانت؟".
- اجل . . من الصواب ان نودع بعضنا البعض بشكل لائق.
وازعجتها لهجته الباردة : " سأقول وداعا" حين اكون على مايرام وجاهزة ، وليس حين تقول لي ان افعل . فهناك امور كثيرة يجب توضيحها اولا".

shining tears
28-12-2008, 18:03
واضافت بلهجة اكثر نعومة: " استمعت إليك حين كنت تقول عذرك بالأمس ، ولم يكن هذا كل مااستمعت إليك وانت تقوله".
وندمت على ماقالت فورا". فإذا لم يكن مغتاظا" منها من قبل . . فقد اصبح مغتاظا" الآن . فقد ذكرته بما لايريد ان يتذكره.
قال : " لطف منك ان تثيري الموضوع لابد انك ضحكت كثيرا" في سرك لهذا الانتصار".
- ضحكت . .؟ ماذا تقول ؟ انا لم اضحك ، ولم اقصد ان يحصل شيء من هذا.
- لم تقصدي ؟ اعذريني . . لقد فهمت انك جئت إلى البندقية عرضا" ولغرض محدد.
صاحت : " لكن مجيئي لاعلاقة له بك".
- آه . . اجل ، لقد نسيت لقد جئت لتخدعي صديقي وتدمريه وليس انا ، وهذا بالطبع يحسن الأمور.
- جئت لأحمي جيني من صائد الثروات.
- وكيف يمكن ان تكوني متأكدة انه صائد ثروات ؟ فمعلوماتك لم تكن صائبة ، لأنك خلطت بيني وبينه.
اعترفت : " كانت المعلومات مغالطة وجاءت من روسكو وكان علي ان اعرف إذا كان على حق".
- كان قد عزم الرأي قبل ان تبدأي.
- هو من عزم الرأي . . وليس انا.
- توقف عن السير ، وتكلم بغضب: " بحق السماء . . اي نوع من النساء يقوم بمثل هذا العمل؟.
- اقوم بهذا لأكسب عيشي فليس لدي شيء ودفع روسكو ثمن كل شيء.
نظر اليها بما يكاد يكون شبح ابتسامة : " كعرض مسرحي ، حقا" الموقع والملابس تقدمة من روسكو هاريسون ، والنص . . ممن؟ هل هو عمل مشترك بينكما؟".
- لم يكن الأمر هكذا. .
قال بعناد: " ردي علي".
ولم يعد فيه الآن اي اثر للشاب الجذل الذي فتنها كان متجهما" ولم تكن لتصدق عينيها لو لم تره . . وامرها مجددا" : " ردي علي . . كل مل حدث بيننا مخطط له؟".
- جئت لأفتش عن فيدريكو . . وظننته انت بسبب الصوره.
وأرته الصورة.
- اجل . . كنت ابحث عن وجهك. لكن حين وجدتك ، كنت ترتدي قميصه ، واسمه عليه . .
- وكيف حدث ان وجدتني؟
- بحثت عنك؟
رفع حاجبيه : " إذن لم يكن لقاؤنا صدفة كما كنت اظن وتلك اللحظة المؤثرة خين وقع حذاؤك عند قدمي في الغندول؟".
تلك اللحظة التي سماها قدرا" وعيناه مشرقتان ، ومليئتان بالحب.
قالت تعترف يائسة : " لقد رميته . . وقفت على الجسر آملة ان تنظر إلى اعلى ، وحين لم تفعل ، رميت حذائي".
اجفلت وهي تراقبه . ولم تعد تعرف كيف عساها ان تكون ردة فعل هذا الرجل .
للحظة لم يبد أي ردة فعل ثم انفجر فجأة بالضحك . وملأها هذا بالارتياح ، إلى ان سمعت في صوته مايبعث على الإضطراب.
اخيرا" قال: " هذا شيء مضحك لقد دبرت كل شيء حتى ادق التفاصيل ووقع الأحمق المسكين في الفخ . حتى انه ظن ان ماحدث هو من فعل القدر".
قالت ساخطة: " لكن الغلطة لم تكن غلطتي لوحدي . . فحين رأيت الاسم على قميصك كان بإمكانك القول إنك لست فيدي ، بل مجرد شاب ثري يعبث بمركب . . فلماذا لم تفعل؟
كرر: " نسيت . . حسن جدا" . . ربما نسيت لأنني اردت ان انسى صدقي ماشئت . لكن اكثر من اي شيء صدقي ان من الأفضل ان تذهبي من هنا ولاتعودي ابدا".
- انا لست على استعداد للاستسلام والذهاب بعد.
- امر مؤسف . . لأنني لااعتقد ان البندقية كبيرة بما يكفي لتتحمل كلينا.
انفتح الباب بحدة ودخلت امرأة متوسطة العمر وقالت شيئا" لم تفهمه دولسي ابتسم غويدو لها ابتسامة مختصرة ورد بتصلب لحقت بها فتاتان اخريان محملتان بالأقنعة.
بدأ غويدو يقول: " لا . .".
لكن احتجاجه ضاع من ضجيج الكلام وهز كتفيه مستسلما" وقال لدولسي بانزعاج : " هذا إنتاج جديد . . وكنا بانتظاره . . لكن الوقت غير مناسب . . أوه . . اللعنة على كل شيء".

shining tears
28-12-2008, 18:05
وكانت الأقنعة عظيمة ولم تكن من الكرتون المدهون فقط مثل التي رأتها على جدران شقته بل مغطاة بالحرير والريش والقطع النقديه
وافق غويدو على الأقنعة وتحدث بلطف مع موظفاته لكنه تمكن من ابعادهن عن الغرفة بسرعة
قالت دولسي وهي تمسك قناعا" بديعا" من الساتان الأحمر والريش المتعدد الألوان
- هارالكان . . وهذا . .
ورفعت قناعا" طويل الأنف من الساتان القرمزي : " هذا بانتالون . .
التاجر اذكر ماقلته لي".
- لكن كان هناك اشياء اخرى لم يكن لدي الوقت لأقولها لك عن كولو مبين مثلا"
- قلت انها متعلقة لكن حادة وشجاعة وتستطيع رؤية الجانب المضحك من الحياة.
- وقلت كذلك انها مخادعة . . إنها تمازح وتخادع هارلوكان وتقوده إلى فخها بينما تضحك عليه طوال الوقت لأنه غبي بما يكفي ليصدقها وينتهي الأمر بالمهرج المسكين إلى التساؤل ماذا اصابه.
كان يتكلم بخفة لكنها احست بأن المه ملموسا" وعرفت انه لم يكن معتادا" على التعاسة . . ولم يعرف في حياته الكثير منها . . وهو الآن يتخبط وتشوقت ان تمد يدها اليه لكنها لم تجرؤ.
وذكرته : " قلت لي انني لست مثل كولومبين".
ابتسم بحزن: " كنت مخطئا" . اتظنين انني نسيت خداعي لك؟ . .
لكن خداعك كان مخططا" له قبل ان تجيئي إلى هنا وهذا مالا استطيع
التغاضي عنه اما خداعي فكان تهورا" استسلمت له . . ربما حماقة
لكن وليد لحظته لأنني . . حسن جدا" . . لايهم".
توسلت اليه : " اخبرني".
وبات هذا الأمر في غاية الأهمية بالنسبة لها.
لكنه هز رأسه : " لن يشكل هذا فرقا" الأن وياليت كان له فرق سافري دولسي فلا شيء يمكن ان يكون ميتا" اكثر من حب ميت".
وتجهم وجهه بألم فجأة وقال بخشونة :" لأجل الله . . ارحلي".
ليتها تكر بطريقة لثنيه عن قراره ، لكن عناده كان شرسا". .
لقد كبر سنا" منذ الأمس.
رن هاتفه فأسرع يمسكه بنفاذ صبر واستدارت دولسي لتخرج متسائلة عما إذا كان بالأمكان ان تكون النهاية هكذا لكنها استدارت حين سمعت غويدو يتكلم : "فيدي".
سألت وقد شعرت بوقوع كارثة : " مالامر".
كان يتكلم باللهجة البندقية والتقطت دولسي اسم جيني ثم تكرر اسم فيدي عدة مرات وكأن غويدو كان يحاول تهدئته ولم تستطع دولسي سوى ان تسمع صوتا" خافتا" من سماعة الهاتف ، وبدا لها ان فيدي مذعور.
واقفل غويدو السماعة ، فسألت " مالامر؟".
لبس سترته وقال: " تعالي . . . يجب ان نسرع".
وخرجا من المعمل. كانا قرب الماء حين استطاعت ان تسأله مجددا"
"مالذي حدث"
كان هناك مركب بانتظارهما . وساعدهما غويدو على النزول إليه ثم
انطلق المركب هادرا" عبر البحيرة. وصاح من فوق هدير المحرك.
- رب عملك وصل.
- رب . . اتعني روسكو؟
- اجل . . والد جيني واستطاعت ان تتصل بفيدي واتصل هو بي . .
يجب ان نفعل شيئا" بسرعة لمنعه من إعادتها إلى انكلترا
- لقد وعدت فيدي ان تفكر بخطة.
- انا افكر بخطة الآن اولا" يجب ان ندخل الفندق معا"
- ونقول ماذا؟
رد متصلبا" : " احاول التفكير بهذا يجب ان نصحح نظرة الرجل إلى الوقائع ، ولأجل هذا احتاجك هناك".
- إذن احيانا" يحتاج هارلو إلى كولو مبين؟
- احيانا" لاتستطيع العيش من دونها ، حتى ولو لم يعجبه هذا . . لقد حان الوقت لتقرري إلى اي جانب تقفين
- انا إلى جانب جيني . لقد سمعتني اقول إنني سأساعدهما
- وبدلا" من الرد ، صاح شيئا"للسائق فزادت سرعة المركب حتى اصبح الكلام مستحيلا" وسرعان ماوصلا إلى غراند كنال حيث اضطروا إلى البطء الشديد وسألت دولسي : " الا تستطيع ان نسرع اكثر؟".
- لا . . إنه القانون . . هاهو الفندق.
واخرجها من المركب ، وقال : " يجب ان نتظاهر بأداء دور".

shining tears
28-12-2008, 18:07
سألت بذعر : " لكن ماهو النص؟".
- ارتجلي.
وادخلها عبر الردهة إلى المصعد.
سألت وهما يبلغان الطابق العلوي : " لكن لنفترض اننا لم نفلح؟".
- انت البارعة في هذا.
- لاتقل لي هذا . . انا هاوية ، وانت تستطيع ان تعطيني دروسا"
- حسن جدا" . . مارأيك بهذا : انت تعرفين هذا الرجل وانا لا اعرفه . . ابدأي انت وسألحق بك افعلي هذا من اجل جيني ولأجل فيدي الذي حاولت تدمير حياته.
لم يكن هناك وقت للرد وانفتح باب المصعد امامهما كان البلب المزدوج للجناح ومن خلفه تناهى إلى مسامعها صوت جيني المضطرب ، وصوت فيدي المذعور.
ونظر غويدو إلى دولسي مترقبا"
قالت : " سنبدأ".
ودفعت الباب لتفتحه
حدق الثلاثة في الداخل بهما . ثم اسرعت جيني إلى دولسي متوسلة وسارع فيدي إلى مصافحة غويدو ليتحدث إليه بالبندقية وثبتت دولسي عينيها على روسكو ، الذي كان يصيح وهو يمد إصبعه نحو فيدي : " أنا لا أعرف من هو هذا الرجل؟"
قالت جيني باحتجاج : " إنه فيدي ".
صاح فليذهب إلى الجحيم".
واستدار روسكو إليه : " انت . . انت الذي تسببت بكل هذه المتاعب".
للوهلة الأولى ، لم تستطع دولسي ان تفكر في اي شيء ، لكنها سرعان مااستجمعت افكارهاوتكلمت بثقة ظاهرة : "سيد هاريسون اسمح لي ان اقدم لك السيد غويدو كالفاني . . ابن اخ الكونت كالفاني عائلة اكتشفت انها كانت يوما" على معرفة بعائلتي".
ذكر عائلة دولسي جعل روسكو بصمت ، كما املت . وهذاماأعطاها
الفرصة لتكمل بسرعة: " بعد ان وصلت إلى هنا ، ادركت معنى الأسم
كالفاني . . وتبين ان عمة ابي ، لايدي هارييت تعرف عم غويدو جيدا" ، إذا كنت تعرف ماذا يعني هذا . ورحب بي الكونت بحرارة حين زرت القصر يوم امس".
كانت تتكلم بشيء من المبالغة لكيما يتأثر روسكو بهذه الأرستقراطية
وكل كلمة كانت تصيب الهدف وسرها ان ترى هذا.
وتماما" كما وعدها غويدو بأن تجاريها في الكلام ، وصافح يد روسكو من الرد ردا" متمدنا" معتدلا" . . لكنه عاد إلى طبيعته مجددا"
- لكنك في الصورة تتملق ابنتي.
قال غويدو بسرعة: " لكن فقط تحت انظار حبيبها الحقيقي".
ودفع فيدي إلى الأمام : " اعتقد انك التقيت بصديقي فيدريكو لوتشي الذي كان محظوظا" بما يكفي ليفوز بحب جيني".
انفجر روسكو : " مهلك الآن . . ماذا كنت تفعل في تلك الملابس؟
لهذا ظننتك فيدي".
قال غويدو:" هو فيدي ، وانا غويدو".
- الكونت غويدو؟
- عمي مازال على قيد الحياة ، اطال له بعمره..
- لكنك..
- ونظر روسكو من غويدو إلى فيدي ثم الى دولسي : " . . انت . . لا . . انتظر . .".
ثم جاء الإلهام إلى دولسي في وميض مبهم وقالت كأنما على مضض : " سيد روسكو . . قريبا" جدا" نحتاج انت وانا إلى مناقشة هذه المسرحية كيف يمكن ان اقوم بعمل شريف صادق بينما المعلومات
التي زودتني بها لم تكت صحيحة؟".
فغر فمه:" انا..".
اخرجت الصورة
- انظر اليها لقد اكدت لي ان الرجل الذي يحمل الماندولين هو فيدريكو لوتشي . وعلى هذا الأساس منحتك جزاء من وقتي الذي ، دعني اذكرك ، انه ليس رخيصا" وبعد اسبوع وبعد ان اعطيتك افضل الجهود اكتشفت ان فيدي هم في الواقع رجل اخر.
صاح روسكو : " لكنك قلت إنك تعرفينه ".
- لم اقل هذا قلت إن عائلتي تعرف عائلته منذ زمن طويل كنت مسرورة لاتقائي بالكونت الذي كان يوما" يعرف اللايدي هارييت ، لكن عدا عن هذا ، كان الأمر كله مضيعة لوقتي وإني احملك مسؤلية ذلك .
قال روسكو : " حسنا" .. حسنا" .. ربما كنت مخطئا" قليلا" لكن الامر لم يكن مضيعة للوقت فقد عرفنا انه . . ليس ارستقراطيا"
واشار إلى فيدي
قالت دولسي بصوت متصلب : " بما انه لم يدع هذا ، فليس الأمر مدهشا" ايمكن ان نتوقف عن هذا الهراء الآن ؟ لقد عرفت ان الرجل الذي تحبه ابنتك لايحاول ان يخدعها بادعاء مزيف . . وهذا بالتأكيد مايهم".
تردد روسكو على غير عادته . . كان قد استوعب ان غويدو ارستقراطي حقيقي ويجب ان يسعى لمصادقته ، وان فيدي هو صديقه وشكه بفيدي دون إغضاب غويدو يتطلب مهارة اجتماعية لايملكها روسكو ، وصمت غاضبا"وعرف غويدو مايدور في خلده ، وتقدم للمساعدة ، بكل سحره
قال بنعومة "اعرف ان عمي سيكون متلهفا" لأن يعرض عليك ضيافته إنه يقيم حفلة تنكرية في الأسبوع المقبل ووجودك مع ابنتك سيضفي على الحفل رونقا" خاصا"
تحاربت عجرفة روسكو مع رغبته للإسراع بإعادة جيني إلى انكلترا..
وكسبت عجرفته المعركة.
قال بصوت اجوف : " هذا كرم منك وستحب هذا اليس كذلك حبيبتي الصغيرة؟هذا . . حسنا" .. يجب ان اقول . .".
تحت غطاء ضجيج سروره تمتم غويدو إلى دولسي :"احسنت لقد قامت كولومبين بسحرها وعرفت كيف تتعاملين معه".
قالت دولسي بضعف:" كاد يطفئ فتيلي".
واستعاد روسكو رباطة جأشه واخذ يشد على يد غويدو :" قل لعمك إنني سأجيء لأراه في الحال فالرجال ذوي الجوهر الواحد يجب ان يلتقوا معا".
قال غويدو مرتجلا" بسرعة: " عمي مسافر الأن لكنه سيتشرف بالتعرف إليك في الحفلة
واستدار إلى دولسي بسرعة قبل ان يفكر روسكو بالمزيد من الأسئلة – فهمت انك ستكونين هناك آنستي . . وسيكون من المبهج رؤيتك . .
فيدي ، دعنا نذهب.
وبدأ فيدي بالقول :" لكنني. .
قال غويدو عبر اسنان مشدودة : " ليس الآن".
وحثه على الخروج : " لأجل الله ياصديقي ، اصمت وانت خارج".

shining tears
28-12-2008, 18:11
]10 – أيــن كـرامـتـي؟[/COLOR]
هكذا، منع غويدو روسكو من ان يأخذ جيني بعيدا، وبهذا اشترى للحبيبن وقتا اضافيا. اما دولسي فكاد الوقت يقتلها.
انتقل روسكو ليقيم في الجناح، واستولى على الغرفة الثانية مما اجبر جيني ودولسي على مشاطرة الغرفة الالى امضى وقته يشتكشف المدينة، مرغما ابنته على مرافقته اينما ذهب، وكان فخورا يكون اللايدي دولسي دليلته السياحية.
طلب منها تقريرا مفصلا عن عشائها في القصر.. مع تصويرها للتصرف المهذب الاجتماعي الذي يجب ان يلاحظه في مسكن الكونت.
واعلن مشاكسا:" مجرد انني رجل صنعت نفسي بنفسي لا يعني انني جاهل.. ولا اريد اي غلطة في هذا السياق".
واكدت له دولسي ان احد لن يخطئ. واتصل بها غويدو مرة ، يشرح ببرود ان افضل الملابس النتكرية يمكن ان تجدها في "كال موينتو" ويمكن ان تأخذ جيني الى هناك وتتأكد من ان تختار زي كولومبين.
سألت:" الا يجب ان يكون الزي لي؟"
-ابدا.. لديهم خيار واسع،وانا متأكد انك ستجدين شيئا مناسبا..
لكن قطعا ليس كولومبين، وارجوك ان تقولي لجيني انه لو سار كل شيء على مايرام . ستبقى مع فيدي من تلك اللحظة وصاعدا.
-وهل تخطط لهربهما معا؟
-بل اخطط لاكثر من هذا القبيل.. لكن يجب ان يتم كل شيء بشكل صحيح.
-وهل لي اي دور؟
-اجل، وانا واثق انك ستلعبينه بشكل ممتاز عندما يحين الوقت.
لكنك لاتثق بي بما يكفي لتقوله لي الان.
وتابع غويدو:" اتبعي تعليماتي بالضبط. ضعي نفسك بين يدي البائعة فهي تعرف متطباتك.
-اعتقد ان لك علاقة ما بهذا المحل!
-انا املكه.
كان من الصعب عليها تصديق ان الخيوط السحرية التي تسجت بينهما خلال تلك الايام القليلة الغالبة ، يمكن تدميرها بهذه السهولة. والاصعب هو ان تدرك ان " المهرج" الذي اعتنى بها وحماها هو كذلك الرجل الصارم الذي حكم عليها بخشونة.
ربما يكون خداعها له اكبر من خداعه لها. لكن كان بأمكانه حل الامور في لحظة. الا انه ترك الغلطة تمر.. بسبب ماذا؟ بسبب شيء لم يحتمل قوله لها، لكن من الافضل الاتفكر في هذا والا بدأ الالم من جديد.
كانت تعتقد ان سايمون تركها تعيسة. لكنها الان، ترى ان ذاك البؤس قليل نسبيا. لقد كان سايمون بغيضا طوال الوقت، ومن الجيد انها تخلصت منه. عرفت هذا حتى وهي تعاني.. لكن غويدو امر مختلف. فقد وقعت في حبه بعمق خلال الايام القليلة التي امضياها معا.
لو ان الامور كانت مختلفة.. كم كانا سيتمتعان باكتشاف انفسهما وحقيقة كل منهما.
لكن الان الفراغ المخيف وحده يواجهها. ولن تستطيع ملاحقة هذا الرجل واقناعه لانها لاتعرفه. غويدو الجديد، الصارم ، المنعزل، الذي لا يمكن الوصول اليه، كان رجلا خطيرا.
واخذت دولسي جيني الى المحل، واصر روسكو على مرافقتهما . واختار زيا كله مجوهرات من ايام هنري الثامن، ورفضت دولسي جهوده ليلبسها زي "آن بولين" لكنه اصر على كليوباترا" الذي احست انه زي سيء كسابقه.
ومرت جيني بكل هذا كمن يحلم . واتبعت تعليمات غويدو كما كانت دولسي تقولها ،لكن دون اقتناع. فمع وصول والدها تلاشت ثقتها بنفسها . وبالرغم من كلماتها الشجاعة عن انها فوق السن القانونية وانها تفعل ماتشاء ، فقد استجابت لروسكو بإذعان. وكانت احيانا تتمكن من الاتصال بفيدي، لكن الحديث كان دائما سريعا، وتضطر عادة الى انهاء المكالمة بسرعة.
قالت لها دولسي في احدى الامسيات:" قفي في وجه ابيك ، قولي له انك ستتزوجين فيدي وليكن مايكون ، او اتركيه "
تنهدت جيني : " تجعلين الأمر يبدو سهلا"
- إنه سهل.
- هذا بالنسبة لك ، انت لا تخافين احدا" او شيئا"
وفكرت دولسي : " انا اخاف من مستقبلي ، إذ يبدو لي كئيبا" ووحيدا" الآن.
- دولسي مالذي سأفعله؟ لقد قلت ان غويدو سيسوي الأمور . . لكن كيف؟ وإذا لم ينجح ، سيعيدني والدي إلى بلادنا ، ولن استطيع رؤية فيدي . . وانا لاأستطيع الاتصال به لأكثر من دقيقة كل مرة . فأبي يراقبني كالصقر.

shining tears
28-12-2008, 18:12
- قال دولسي فورا" : " اكتبي له ، وسآخذها له".
- وهل تفعلين هذا لأجلي ؟ أوه . . شكرا" لك
- اكتبيها الآن هل سيعمل فيدي الليلة؟
- لاأعرف . لكنني سأعطيك عنوان منزل عائلته.
خلال دقيقتين ، كانت الرسالة جاهزة داخل مغلف ، وكانت دولسي تسارع في الخروج آملة ان تتجنب روسكو ، لمنها فشلت.
قال بصوت متعب : " إلى اين انت ذاهبة ؟ لقد حان وقت العشاء".
- سأنضم إليكما فيما بعد . لدي شيء افعله اولا"
- لا تتأخري.
كان الظلام يهبط ، والأنوار تشع من محلات البقالة التي لاتزال مفتوحة . ووجدت الزقاق الصغير وترددت قبل ان تدق الباب ، وقد شعرت بالخجل فجأة ، وسمعت من الداخل اصوات حركة ، واصوات مرحة وضحك وقرعت الباب.
وفتح غويدو لها
وللحظة طويلة حدقا ببعضهما ولم تجد دولسي اي لين في وجهه، بل خيبة امل عظيمة كخيبة املها.
اخيرا" قالت : " جئت لأرى فيدي هل هو هنا؟"
قال باختصار: " بالتأكيد".
وتنحى جانبا" لتمر وجاء صوت انثوي محبب من اعماق المنزل :
" من هذا"
وفي لحظة ، ظهرت صاحبة الصوت . كانت ضخمة ، متوسطة العمر
ولها وجه احمر مبتسم ، عابق اللون من اثر الطهي.
وقالت: " مرحبا"
قال غويدو : " هذه السيدة إنكليزية ماريا . . وتريد رؤية فيدي".
- انت تعرفين ابني؟
- ردت دولسي بسرعة : " قليلا" ، معي رسالة له ، من جيني".
- وصرخت ماريا بغبطة : " انت صديقة طيبة . . انا ماريا لوتشي".
- انا دولسي.
ضمت المرأة دولسي إلى صدرها قائلة : " نعم . . أعرف . . اللايدي دولسي".
قالت بسرعة : " لا . . دولسي فقط".
وصاحت ماريا : " فيدي".
وحثت دولسي نحو الباب داخلي : " ادخلي هنا . . لقد بدانا الطعام لتونا وستأكلين معنا".
- أوه لا . . لا اريد التطفل.
- كان من المثير للأعصاب وقوف غويدو هناك صامتا"
- سأعطيه الرسالة واذهب.
اصرت ماريا : " لا . . لا . . ستأكلين معنا".
وابتعدت تصيح بشيء فهمت منه دولسي انها تطلب إضافة مقعد إلى المائدة.
قال غويدو بهدوء: " يجب ان تبقي . حين تدعوك عائلة بندقية إلى منزلها ، هذا شرف".
قالت متحدية : " لكنك لاتريدني ان ابقى؟".
- هذا لا يعني شيئا" . . هذا ليس بيتي .
- لا . . فأنت لم تكرمني يوما" بدعوة إلى بيتك.
- لكنني فعلت هذا . واخذتك إلى بيتي الحقيقي ، البيت الذي احب وهناك ظننت انني بدات أعرف قلبك ، وهذا ماأثبت كم كنت غبيا"
وبأست دولسي . . اين هو الرجل الذي وجدت من السهل ان تحبه؟
لقد اختفى ، وحل مكانه شخص فولاذي القلب.
ظهر فيدي مستعجلا" : " تقول امي إن لديك رسالة لي".
وأعطته دولسي الرسالة فقرأها فرحا"
- شكرا" . . شكرا" عزيزتي دولسي.
ونظر بسرعة إلى غويدو : " سأعانقها كأخ . . ولن تمانع ".
وابتسم غويدو ابتسامة كان يمكن ان تخدع اي احد ماعدا دولسي
"مطلقا".
إنها الآن تعي كل حركاته ، وتعرف ان تصرفاته الفاتنة ماهي إلا اقنعة
يحمي بها نفسه.
صاحت ماريا من داخل الممر : " تعالي وكلي".
احتجت دولسي : " لاأستطيع".
قال: " ستهينينها إذا لم تفعلي".
- لكن السيد هاريسون يريدني. .
وكان هذا اسوأ ماأمكنها قوله . والتوى فم غويدو بابتسامة لارحمة فيها.
- لايكفي لهذا الرجل ان يشير إليك بماله، فتذهبين إليه راكضة . أجل
سيدي ، لاسيدي ، هل احطم لك حياة اخرى اليوم سيدي؟

shining tears
28-12-2008, 18:13
- انا لم احطم حياة احد
قال بصوت اجفلها بمرارته : " وكيف تعرفين؟".
للحظة لمحت الألم الحقيقي خلف غضبه ونظرت إليه في النور الباهت . وصدمها ان ترى كم انها جرحته . . حياة محطمة؟ هذا الفتى العابث الثري الذي يفعل مايشاء؟ مالذي يمكن ان يؤثر عليه؟
- غويدو. .
ومدت يدها ، وفي لحظة كادت تلمسه ، لكن ماريا صاحت مجددا"من الحديقة فرد عليها : " إنها قادمة".
ووضع يده على ذراع دولسي ، بلطف لكن بإصرار ومرة اخرى احست بقبضته الفولاذية فهو لم يكن يطلب منها ، بل يأمرها.
توجها إلى الحديقة التي تتوسطها طاولتان مستطيلتان ، مزينتان بالزهور كان المساء قد حل فأضيئت الشموع على الطاولتين ، وبدت وجوه افراد اسرة لوتشي على الجانبين مشعة . حاولت دولسي ات تحافظ على هدوئها وهي تتعرف إلى الوالد واخويه ، واولاده الثلاثة الكبار ، وابنته وزوجها ، وعدد من الأولاد . وهنا اضاعت تركيزها.
صب الجميع اهتمامه عليها ، فهي صديقة فيدي التي تفعل كل شيء لتجمعه مع جيني . وبما ان ليس هناك طريقة للشرح ماحدث فعلا"
اظطرت إلى تحمل المديح صامتة.
وكان فيدي جالسا" في الطرف الأخر من الطاولة ، ولكنه تقدم وامسك يد دولسي بلهفة وأخذها إلى مقعد إلى جانبه الأيمن ، بينما جلس غويدو قبالتها.
توسل فيدي : " قولي لي كيف حال جيني؟ هل هي مشتاقة إلي ؟ هل هي تعيسة للفراق مثلي؟".
واخبرته بقدر مااستطاعت عن مدى حب جيني له.
قال بحماسة : " شكرا" . . طالما لنا اصدقاء مثلك ومثل غويدو ، اعرف انه مازال لدينا امل".
قال غويدو بحدة: " كن حذرا" فيدي . . انسيت ان دولسي جاءت إلى هنا لتدمرك؟".
احتجت دولسي: " لم يكن الأمر هكذا. . ".
رد فيدي فورا": "بالطبع لم يكن هكذا . . لقد ظللت الوالد . لكنك الآن صديقتنا ، وهذا كل مايهم".
وربت على كتف غويدو : " انس الأمر".
قالت دولسي بتهور : " ليس الجميع بكرمك وتسامحك يافيدي ، وجيني محظوظة جدا" لنفوز بحب رجل متفهم مثلك".
- لا . . لا . . انا المحظوظ.
- وامسك يدها فجأة : " دولسي . . اتصدقين انني صائد ثروات؟".
وامسكت يديه بالمقابل وابتسمت مطمئنة إياه قدر استطاعتها ، وقالت بحرارة: " بالطبع لااصدق . واعرف ا ن كل شيء سينجح معكما . .
فحين يحب شخصان بعضهما حقا" ، يجب ان تنجح الأمور ولايمكن ان ننتهي هذا . . لايمكن".
وتساءلت عما إذا كان غويدو يسمع الرسالة التي تحاول إرسالها له
ورفعت نظرها نحوه لتراه يرقبها عبر الطاولة لكن نور الشموع كان يخفي عينيه.
بدا انه كان هناك سيل لايتوقف من الأطباق . المعجنات ، تبعها السمك ، وبعدها لحم العجل ثم الحلوى . واكلت دولسي بنهم ، مما نال موافقة الجميع ، حتى غويدو.
وقال فيدي متوسلا": " ايمكن ان تقولي لجيني إنني سأكون بانتظارها ليلة غد؟".
سألت : " وهل ستكون في الحفلة؟".
قال غويدو : " ليس بشكل رسمي . لكنه سيكون موجودا".
قال فيدي : " لقد وعدنا غويدو بأن يكون كل شيء على مايرام،
بمساعدتك. في مثل هذا الوقت من الغد ، كل مشاكلنا ستنتهي".
وقفز من مقعده وذهب ليساعد والدته في الطرف الآخر من الطاولة.
وقالت دولسي لغويدو عبر الطاولة : " ليست وعودا" مجنونة على الإطلاق . . ماأقول إنني سأفعله ، افعله".
- لقد حشوت رأسيهما بآمال زائفة ، لكن تذكر ان هارلوكان ليس بالذكاء الذي نظنه، وسوف يخدع نفسه ويقع على وجهه.
- ليس مع مساعدة كولومبين . . فهي تنقذه دائما" وتتذكر الأشياء التي نسيها.
- لاتعتمد على جيني.
- أنا لاأقصد جيني.
- لكنني سأتنكر في زي كليوبترا الم تقل لك البائعة في محلك؟
- بلى . . والخيار جيد إنه ملفت للنظر . ولن يعرف روسكو انك غيرت الزي.
- وماذا سأفعل؟

shining tears
28-12-2008, 18:15
- ظننت انك عرفت ستتسللين وترتدين زي كولومبين.
- هذا جنون.
- جنون بما يكفي لينجح.
وكان قد دنا منها بحيث ان ولنفاسه كانت تهمس على وجهها ، وعيناه تلمعان لكن قربها منه اثر فيه ، مثلما اثر قربه فيها . . وانسحب من كان حول الطاولة مبتسمين لهذين الإثنين الضائعين في عالمهما الخاص.
امسك غويدو يدها ونظر اليها . واحست به يرتجف واحست بالتردد
الذي يحطمه وتألم قلبها بعد بضع ساعات ستخسره إلى الأبد ، إلا إذا استطاعت ان تجد وسيلة لتخطي الحاجز الذي اقامه في وجهها وشيء ماكان يقول لها انها ليست قريبة من هدفها صحيح انه يمر بلحظة ضعف لكنه اقوى عنادا"مما تظن .
شعرت بالرغبة في المغامرة، وفكرت : المزيد من التحدي . حين يخرج من حياتها ، ستتدمر كليا" . . . لكنها لن تفكر بهذا الآن.
استجمعت كل شجاعتها ، ومالت إلى الاماام لتعانقه . واحست بتصميمه على مقاومتها . . لكن بعد لحظة عرفت ان مغامرتها نجحت
كان تفكيره يقول له ان يتراجع . لكنه لم يستطع ، فقد فاجاته وكسبت اول معركة.
تمتم : " توقفي عن هذا".
قالت : " اوقفني انت . . قل لي إنك تحبني".
- انا لا . .
- كاذب.
وتراجعت بعد لحظة ، لكن ليس بعيدا" لأن يده تسللت خلف رأسها كانت عيناه القريبتان من عينيها تحترقان سخطا" لمدى السهولة التي لعبت فيها ضده . لكنه استمر فيإمساك وجهها قريبا" من وجهه.
- لاتفعلي هذا دولسي.
- سأفعل . . ولاأعتقد انك ستدفعني بعيدا" امام الجميع.
- لاتراهني على هذا.
- انسيت انني متحدرة من عائلة مراهنين . . وأعرف عن الترجيحات اكثر منك.
- الترجيحات كلها لصالحي ، ولكن لن تستطيعي الفوز
- لو كنت تحبني قليلا" . . لايمكن ان اخسر .
- انا لاأحبك
- وانا اقول إنك تحبني.
- وهل هكذا يجب ان يكون الأمر معك؟الاستسلام الكامل ؟ لكنك حصلت على هذا مرة. . اتذكرين تلك اللحظة التي جئت فيها إلى الفندق فيتوريو وقلت إنك حياتي ، وتوسلت إليك ان تسامحيني لأنني كتمت عنك هويتي؟ وطوال الوقت كنت تعرفين الحقيقة . مع ذلك تركتني اتابع هذري.
- قالت بمحبة:" لأنني احببت ماكنت تقوله ، ولأنني احببتك . واتذكر الأشياء الآخرى التي قلتها كذلك ، عن السنوات التي ستمضيها معا" . . وبدت رائعة".
- بالتأكيد .. فهي تعني انك قمت بعمل جيد . ولاني اتخيل مدى الرضى الذي شعرت به وانا تحت قدميك امتفي إذا" بذلك ولاتوصليني إلى تلك الحالة مجددا" دعي لي شيئا" من الكرامة.
- فلتذهب الكرامة إلى الجحيم . . انظر كيف اخاطر بكرامتي . وماذا من المفترض ان افعل بعد ليلة غد غويدو؟ ارحل بعيدا" واقضي حياتي في ذكرى رجل اكثر حماقة وعنادا" من ان يرى متى تكون امرأة واقعة في حبه؟
قلت لك مرة من قبل . . انا لست كذلك.
- وكيف انت؟ وكيف لي ان اعرف؟
- لماذا لاتكتشف بنفسك؟
- واتحول مرة اخرى إلى احمق ؟
كان يريد الشجار معها"، يريد ان يحبها . ولايعرف ايهما يريده اكثر ومادام ضائعا" ، فلا بد ان تساعده وهذا تماما" مافعلته إذ دنت منه اكثر وعانقته.
للحظة ظنته سيقاومها لكنه لم يستطع . كان يرتجف وهو يدس
ذراعه حول كتفيها ، ويشدها إليه ، كان غاضبا" وقد احست بذلك من طريقة عناقه لها . ومع ذلك فقد شعرت انه ليس غاضبا" منها فقط
بل كذلك من نفسه ، لانه لم يتمكن من مقاومتها.
وارتفعت اصوات الاستحسان من حولهما . . لكن ايا" منهما لم يسمعها كان قلب دولسي يخفق بقوة بحب مختلط مع النصر . .
إنه لايزال لها ، شاء ذلك ام ابى.
ورن جرس هاتفها النقال فتلفظت بكلمة لاتليق بالسيدات
وتراجع غويدو وكانما اصيب بطلق ناري يتنفس بصعوبة وينظر اليها بعينين محترقتين. واطفأت دولسي الجهاز دون ان ترد لكن الوقت كان قد فات. .
وتبخرت لحظة السحر
قال غويدو : " لايجب ان تطفئيه سيغضب رب عملك".
- فليذهب إلى الجحيم فبعد الغد سيسعدني الا اراه مجددا"
- لاتكوني قاسية عليه لقد صنع معي معروفا"
- واكانت دولسي ترتجف بالحب المكبوت وبالحباط كيف انتهت الأمور هكذا في الحظة الاخيرة وملات الدموع عينيها لكنها لجمتها
- مصممة على الا تظهر اي دليل ضعف امامه
- قالت من الأفضل ان اذهب
- ودعت افراد العائلة ووعدت فيدي ان تقول لجيني كم يحبها ورافقتها ماريا غلى الباب وهناك لدهشتها وجدت غويدو
- قال : "سأارافقك قليلآ".

* * *

shining tears
28-12-2008, 18:17
~~"*" 11-لن أدعك ترحلين "*"~~

توقعت دولسي أن يعتذر غويدو و يتركها ما إن يخرجا من الباب ، لكنه سار معها لفترة . فقد استعاد توازنه الآن ، وأصبح على حذر .
أخيرآ قالت دولسي :" كان شيئآ رهيبآ أن تقول إن روسكو أسدى اليك خدمة."
-أنا آسف .. لم أقصد أن أكون فظآ .
صاحت :" لا يهمني هذا كثيرآ ! فهذا ليس كل ماهو الأمر عليه ! ما زال بإمكاننا إصلاح الأمور ."
قال :" لا أظن هذا ممكنآ . أنت تعرفين كم أغويتني .. لكن لا فائدة ."
-لماذا أنت مصمم على حمل الضغينة ضدي ؟
-أجل .. أنا أختلق مشكلة من لا شيء .. أليس كذلك ؟ ولماذا يهتم رجل اذا التقى بمثاله الأعلى وتبين أنها تخدعه من أجل المال ؟
ولم تكن متأكدة أنها سمعت بشكل صحيح .. وهمست :" مثاله ؟"
-هذه نكتة .. أليس كذلك ؟ ظننت أنني حذق بما يكفي ... ولكن تبين أنني كنت أخدع نفسي !
-ألهذا السبب تكرهني ؟
-أنا لا أكرهك .. فالكراهية مضيعة للوقت . الأمر فقط أنك ماعدت في نظري كما كنت . مشكلة الجنة أنها جميلة جدآ ، خاصة بعد أن تطردي منها ، وتشتاقي لإيجاد طريق للعودة ، صدقيني . لقد أمضيت الأيام القليلة الأخيرة أحاول العودة إلى الجنة ، ولو أن ذلك ضرب من البلاهة . لأنها أحلى شيء حدث لي .. أو سيحدث يوماآ .
ردت بأسف :" وأنا كذلك . أما من طريق للعودة ؟"
-أتعتقدين أنني ماكنت سأجدها ؟
-لربما اختلفت الأمور بيننا لو التقينا بطريقة أخرى .
قال بسخرية :" الحقيقة أنك تشبهين أهل البندقية ، فأنت مخادعة مثلهم . طوال الوقت الذي عرفنا فيه بعضنا كنت تضعين قناعاآ ."
جادلته :" ليس طوال الوقت .. في البداية فقط ."
كرر :" طوال الوقت .. وحين بدا أنك تخلعين القناع كنت تغيرينه بواحد آخر .. ولديك مجموعة كاملة منها ، ومن يستطيع فهم هذا أكثر مني ؟"
-لست الوحيدة . كان يمكن أن تقول لي من أنت منذ البداية .
-كان يجب أن أفعل .. لكني كنت أنظر إليك وكنت واقعآ في حبك في لحظتها . فما أهمية الأسماء ؟ ظننت انك أكثر النساء سحرآ ، فلم أهتم لأي شيء آخر ، ثم فات الوقت . إضافة إلى هذا ، سئمت من النساء اللواتي يريد عمي تزويجي بهن ، فهنّ ماكن يرين فيّ سوى اللقب . لكن أنت كنت ترينني ، على الأقل ظننت هذا . أردت للأمر أن يدوم ، أقله حتى نتعرف أكثر على بعضنا .
و ضحك ضحكة جافة ، ثم تابع :
-وهذا أمر يقزز النفس .. أليس كذلك ؟ مثل شخصية الغبي في قصة خرافية .. وكنت أنا مسرورآ لأنك لست صائدة ثروات ، وطوال الوقت كنت أنت تظنين أنني هكذا .
-جعلتني أعتقد الأسوأ . حين قلت لك إنني اللايدي دولسي ، تصرفت بشكل غريب ، وكأن الأمر مهم .
-كان مهمآ . ولم أستطع تصديق حظي في لقاء من أستطيع أن أحبها وأتزوجها دون معارضة عمي ، واعتقدت أنك رائعة ، المرأة الوحيدة في عالم من المتآمرات .
بدت غاضبة :" عاجلآ أم أجلآ كنت سأخيب ظنك . أحلامك لم تكن حقيقية غويدو . فأنا امرأة عادية أشق طريقي في العالم بأفضل ما أستطيع ، وأقوم بتنازلات ولا أتصرف جيدآ على الدوام . لكن في معظم الأحوال أقوم بما يجب أن أقوم به ، أعجبني هذا أم لا . وأنا محكومة بالظروف ، مثل اي شخص آخر ، ماعداك ربما . فأنت حرّ أكثر من أي شخص أعرفه . لك حياتان . وأنت تنتقل جيئة و ذهاباآ بينهما لإرضاء نفسك .. لذا لا يمكن أن يكون في نفسك تعاطف مع البشر العاديين .
-وهل تريدينني أن أصدق أن ابنة اللورد مادوكس تفعل هذا لتكسب رزقها ؟
-أجل .. أتوقع منك فعلآ أن تصدق . فكل قرش يملكه والدي أنفقه في سباق الخيل أو على موائد مونت كارلو . والأملاك مرهونة ، و المصرف قلق من حجم الدين .. ولو تزوجتني فستجن حتمآ ، لأن والدي سيطالبك بقرض ما إن يسلمني لك . وإذا كنت مجنونآ بما يكفي لتوافقه ، فسوف يعود ليطلب المزيد . . وأنت أفضل حالآ من دوني . إذن ، نحن متفقان على شيء في الواقع ، أعتقد أنني أسديتك معروفآ .
وتابعت سيرها دون انتظار رده ، وكان عليه أن يجري ليلحق بها .
وسارا معآ بصمت .. كان القمر يُبحر في السماء هادئآ ، منيرآ . واستدارت دولسي إلى زقاق معتم ، متلمسة طريقها باستعداد أكبر الآن .
قالت وهي تهمس له في الظلام :" لكن ، في النهاية ، لم يكن الأمر حقآ من أجل المال . لقد قبلت هذا العمل لأنني أردت أن أعاقب كل الرجال بسبب سايمون . لقد أخبرتك عنه في أول أمسية ."

shining tears
28-12-2008, 18:18
الرجل الذي أحببه وظننت أنك رأيته ؟ هل كان هذا حقيقيآ ؟
-أجل كان حقيقيآ ، أنا لم أخترعه . قلت لك إننا كنا سنأتي إلى البندقية لشهر عسلنا . لكن ، مالم أقله لك هو أننا كنا سنقيم في فندق فيتوريو ، وفي الجناح الامبراطوري . وكان قد خطط لكل شيء ، وأنا سأدفع الفواتير .. لقد ظنني وريثة ، وحين أكتشف الحقيقة ، اختفى .
تمتم غويدو شيئآ بدا وكأنه شتيمة بلغة أهل البندقية .
-وجئت إلى هنا .. إلى الفندق ؟
-أصر روسكو على هذا .. وفكرت "أن مامن مشكلة في ذلك ".
سألها غويدو بحدة :" وكان معك هنا ؟ في تفكيرك .. في قلبك ..؟"
قالت :" طوال الطريق من المطار . وطوال الطريق حتى الجناح . كان موجودآ في وقت لا يجب أن يكون ن ليذكرني أنه كان يجب أن يكون ، ولم يكن . وكان طيفه دائمآ يهمس في اذني أن العالم كله ليس سوى خدعة وأن الرجل ليس سوى مخادع ، وهذا ماحوّل البندقية في نظري إلى مكان مرير ، بينما كان يجب أن يكون جميلآ ."
وصمتت ، وقد غمرها العذاب لفكرة كم أن هذا الرجل جعل البندقية جميلة بالنسبة لها .. وكم كان يمكن أن يجعل العالم كله جميلآ .
لكنها فقدته . وأصبح من المستحيل أن تفعل شيئآ آخر .
أحس غويدو بمشاعرها ، وخطا خطوة نحوها . لكنها تراجعت ، تصده . واحتاجت إلى كل قواها لتجبر نفسها أن تفعل ماهو الأفضل لكليهما . ووقف عاجزآ ، يصغي إلى تنفسها المخنوق في الضوء الخافت .
أخيرآ قال :" كان قذرآ . ومن الجيد أنك تخلصت منه ."
ضحكت ضحكة مرتفعة هستيرية :" هذا ما ظننته تمامآ . لكن السخرية في الأمر هي أنني لن أتخلص منه أبدآ . لقد غيرني وغير نظرتي إلى الرجال . حتى أنني بتُ أنظر إلى أبعد من عيونهم لأكتشف أي أكاذيب يقولونهها ، وحين قال لي روسكو ماذا يريد مني أن أفعل ، سررت جدآ . هالك ! أنت تريد الحقيقة ، وهذه هي ! بشعة أليس كذلك ؟ .. مثلي ."
-لم أقل هذا .
-أنا اعرف ما أنا عليه حقآ ، أنت تكتشف الأسوأ . لقد كنت مسرورة بمطاردة ومعاقبة رجل مثل سايمون . رجل يخدع امرأة من أجل المال ، ثم يتخلى عنها حين تفرغ جيوبها .
-وكنت واثقة أنني هكذا .. حسب قول روسكو ! لقد رأيتك من خلال الأفكار التي وضعها سايمون امامي ، و التي لا أستطيع التخلص منها –لأنها تجعل كل الرجال مريبين . وأعتقد أنهم دائمآ سيكونون هكذا وأنا الآن كما أنا . لقد حصل الأمر ولا أستطيع التراجع .
همس برعب :" هذا ماكنت تفكرين به طوال الوقت الذي أمضيناه معآ؟"
ردت هامسة :" لا .. ليس طوال الوقت . حين اعتنيتِ بي ، أصبح كل شيء مشوشآ ."
-ولم تستطيعي أن تقولي لي هذا يومها ؟
-وكيف أستطيع ؟ كنت أظنك فيدي . وبدأت الظن بان جيني محظوظة . ثم عرفت الحقيقة ، وكان الأوان قد فات .. لقد أفسدت كل شيء .. ألم أفعل ؟
ولم يستطع أن يرد .
كانت ترتجف عذابآ وهي ترغم نفسها على قول الحقيقة :" لقد أصبحت شخصآ لا يمكنك أن تحبه ، وأعتقد أنني لا استطيع لومك على هذا . لقد أحببت وهمآ .. فأنا حقيقة قاسية وعبابة .."
استشاط غضبآ :" لا تقولي هذا عن نفسك ."
-ولمَ لا ؟ فهذا ماكنت تقوله لنفسك عني في الأيام القليلة الأخيرة .. فأنا لم أستطع أن أسعدك وأرى هذا الآن .
وضحكت ضحكة خشنى ساخرة خدشت أذنيه .
-لقد كرهت سايمون كثيرآ .. لكن لأسباب خاطئة ، الجرح الحقيقي الذي أصابني به ، هو أنه جعلني مثله .. أوليس هذا مضحكآ ؟ هل تعرف القول المأثور " لاتثق أبدآ بمن ليس أهلآ للثقة "؟ أنا لا استطيع الثقة بأحد ... لذا لا يمكن لأحد أن يثق بي .
-دولسي .
الآن وقد استدارت ، أحس باندفاع لحمايتها ، لكنها صدته ، محاولة التعبير عن أفكارها .
-لن تستطيع تغيير شيء الآن ، ولماذا تحول ؟ لن ننجح . فأنت لن تشعر أبدآ أنك تعرفني ، أو يمكنك أ تثق بي .. فكيف يمكن أ|ن نحب بعضنا هكذا ؟
قال ، وكأنه يتوسل :" اخبريني انت . . كولومبين هي التي تملك كل الأجوبة".
- لكنها لاتعرف الجواب على هذه المعضلة ، ولاأعتقد ان هناك جوابا". . ربما في النهاية ، سأكون افضل حالا" من دونك ، وانا آسفة لأنني جرحتك غويدو . . لكنني اعتقد انك تعاني من كرامتك المصابة.

shining tears
28-12-2008, 18:20
سأل بصوت غاضب مرة اخرى : " اتعتقدين حقا" ان كرامتي هي التي كانت تتكلم؟".
- في معظم الأحيان ، فخلف كل هذه الإبتسامات ، انت لاتسامح
- بسهولة إنها الكرامة . حسن جدا" . . انا لدي كرامة كذلك . انتهى الأمر وليلة غد
هي من اجل فيدي وجيني ، لذا سنقول الآن وداعا".
- أوه . . وهل سنفعل هذا؟ ربما لدي شيء اقوله في هذا الصدد
- لقد سبق وقلت كل شيء انا مستعدة لأسمعه . . والمرء يربح ويخسر . . وانا خسرت ، لكن هناك العاب اخرى يمكن ان العبها. رأت عينيه تلمعان : " اتحضرين ضحيتك التالية دولسي؟".
- وكانت على وشك ان تقول ان مامن احد بعده . . لكنها كبحت التهور ، فهو نوع من الضعف.
وقالت متحدية : " ربما . . فما إن غادر البندقية ، لن يهمك ماذا افعل لكنني سأقول هذا قبل ان اذهب".
شدت رأسه إليها بحركة سريعة فاجأته ، ولفت ذراعيها حوله لحظة وكانت هي التي بادرته بالعناق . . تذكره بكل شيء رماه بعيدا"
دولسي. .
تمتمت : " لقد انتهى الامر . كان بإمكاننا ان نحيا سعيدين .. لكننا خسرنا فرصة ، انا ارى نفسي بوضوح الآن ، وانا لست لك".
سأل بصوت اجش : " وهل تعانق المرأة رجلا" هكذا حين ينتهي الأمر؟".
أجل . . إذا ارادت ان يتذكرها . . وانا اريدك ان تتذكرني.
وتراجعت عنه قليلا" . وفي الظلام لم يستطع غويدو رؤيتها ، لكنه احس بهمس انفاسها الدافئة على وجهه.
تذكرني غويدو . . لكن بعد ان ارحل . . كولومبين ترحل دائما" ..
إلا إذ جعلها هارلوكان تبقى.
ضحكت بنعومة ، وجعلت الضحكة دمه يجري بسرعة : " هارلوكان لم ينجح مرة في جعلها تفعل شيئا" . . فهو ليس بارعا" بما يكفي".
هذا صحيح.
وحاول ان يرى وجهها ، ليبحث فيه عن شيء لم يكن يعرف كيف يجده.
مهما كان يظن . . فالأبله المسكين يتراقص دائما" وهو متصل بحبالها . . اليس كذلك ؟ من انت؟ . .من انت؟
تكلمت بصوت أجش من بين الدموع : " هذه هي المشكلة حبيبي أليس كذلك ؟ لن تعرف ابدا" .. وسيقف هذا دائما" بيننا ، ومن حسن حظنا اننا عرفنا هذا في الوقت المناسب".
وتسللت من بين ذراعيه . وسمع وقع قدميها على حجارة الطريق . . وفي آخر الزقاق شاهدها تبتعد عن نظره . وكان متاكدا" انها ستعود إليه لكنها لم تفعل فراح يركض إلى ان وصل إلى القناة . وكان هناك جسر صغير .
تقدم إلى الجسر وانتظر ، أملا" ان يسمع صوتها . . لكنها كانت قد اختفت في الليل . لامس وجهه فوجده مبللا" ، لكنه لم يعرف إن كان ذلك بسبب دموعها ام دموعه
ضج قصر كالفاني في الصباح التالي بالحياة وكأنه خلية نحل كان الخدم يستعدون للحفل ، ويقومون بأعمالهم خير قيام ليكون الحفل الراقص ذلك المساء ناجحا" ، ووصلت الأزياء الخاصة بالعائلة من محل غويدو ووضعت في الغرف ، استعدادا" ليرتديها افراد العائلة.
كانت ليزا تتحرك في كل مكان وتعطي التوجيهات . واخيرا" سمحت لنفسها ان تجلس لخمس دقائق في الحديقة وهناك وجدها غويدو.
قال : " اريدك ان تأخذي هذا كعربون شكر على مافعلته لي تلك الليلة . كان يجب ان اعطيك إياه قبل الآن ، لكنه لم ينته سوى هذا الصباح".
كان بروشا" صغيرا" انيقا" من الماس ، حفر اسمها عليه من الخلف واخذت تقلبه ، ووجهها النحيل محمر من السعادة.
شكرا" سيدي . لكن لم يكن هناك داع للشكر ، فأنا هنا لأخدم العائلة
لكن ذلك كان ابعد من الواجب . هل غضب منك عمي لأنك اضعت المفتاح؟
هو لايغضب مني ابدا" ، اضف إلى هذا اني اقنعه انه هو الذي اضاع المفتاح ، واعتذر مني.
واكتأب وجه غويدو : " كان يجب ان اخمن هذا".
لكن هل ساعدك مافعلت؟
تنهد : " هذه قصة طويلة".
لماذا لاتخبرني إياها؟
اخبرها بصدق قدر المستطاع ، ودون إغفال خداعه . . لكنه في النهاية وصل إلى نقطة وجدها مؤلمة
طوال ذلك الوقت ، وقعت في الحب .. لكنني. . لاأعتقد انها احبتني.
وكيف تعرف ؟

shining tears
28-12-2008, 18:21
كانت تلاحقني لغرض في نفسها
لا . . كانت تلاحق فيدي ، وانت اربكتها . لماذا لم تحبك؟فأنت لست سيء الطلعه ، إذا كن الضوء خافتا" طبعا" ...
شكرا" لك.
ومجنون قليلا" . لكن النساء يتجاوزون هذا . في الواقع يفضلنه احيانا" ولاينفع الرجل ان يكون ذكيا" جدا" . ولحسن الحظ لايحدث هذا دائما"
التوت شفتا غويدو : " اتظنين انها كان من الممكن ان تجد شيئا" يمكن تحمله في شخصيتي غير المؤثرة.
حسن جدا" . . إذا كنت قد اعتنيت بها لأيام كما تقول ، ستكون امرأة غريبة جدا" إذا لم تقع في حبك
حدق بها: " لأجل هذا؟".
اجل . . هذا وليس من اجل وجهك الوسيم او نكاتك الحمقاء او مالك ، لأنها لك تكن تعرف ان لديك المال ، بل لأنك كنت لطيفا" معها اولا تعرف ان اللطف والرقة يسحران النساء ياسيد كازانوفا؟
لا . . اعني. . بالطبع اعرف انهن يحببن ان يعاملن بلطف . . وانا افعل .
انا لاأتكلم عن تقبيل الأيدي وشراء الزهور لهن . فهذا سهل ، انا اتكلم عما تفعله . . يوما" بعد يوم.
لكنها كانت ضعيفة ، وبحاجة إلى من يعتني بها.
الفندق كان سيهتم بها . . ومعظم الرجال كانوا سيعتنون بها هناك . .
اتركها للغرباء ؟ مستحيل . اردت ان تكون العناية بها لائقة واصطحابها إلى بيتي بدا لي امرا" طبيعيا"
وخلع ملابسها ، ووضعها على السرير ايضا"
إذا كنت تشيرين إلى انني . . ليزا لاتجرؤي حتى على التفكير . .
هذا بشع جدا"
إذن لم تفعل ؟
قال بحزم : " لا . . لم افعل ، حتى انني لم اعانقها".
أوه . . حسنا" . . هذا هو السبب.
عفوا"
ابتسمت ليزا وكانما لنفسها : " احيانا" تكون اللحظة اكثر رومنسيه من دون عناق . . . إلا ، بالطبع إذا لم تكن راغبا"؟".
تأوه غويدو للفكرة : " بل كنت راغبا" اكثر من رغبتي في اي شيء في حياتي . لكنها وثقت بي كانت فاقدة الوعي في اول ليلة كانت محمومة ، فمدت يدها تمسك يدي كطفلة وماكان بالإمكان ان اخون ثقتها.
وحسب قولك هي خانت ثقتك بها
الأمر مختلف
ربما لم تكن فاقدة الوعي حقا" قد يكون هذا جزءا" من الإدعاء
هز رأسه ، وقال بهدوء: " لا . . كان هذا حقيقيا"
قالت بحزم : " سيدي ، انت لاتفهم معنى الفقر مثلها .. هل سبق وكنت فقيرا" ؟ حين يتعلق الأمر بالكفاح من اجل العيش ، تفعل اشياء لاتريد ان تفعلها . . وهذا مافعلته هي".
اعترف غويدو : " لم يكن الأمر هكذا فقط ، فهناك رجل اساء معاملتها وظن ان معها ملا" ، ثم تخلى عنها حين اكتشف العكس".
ياله من وغد
وافق معها: " اجل . . . هذا ماهو عليه لقد تركها بائسة تعيسة".
اخذ نفسا" عميقا" ثم قال بسرعة : " كانت يائسة حين جاءت إلى هنا . ولم تقصد خداعي . لم تكت تعرف ماتفعل".
اخيرا" فهم . . فهم الشيء الذي كان يبحث عنه في الأيام الماضية التي جافاه فيها النوم.
قالت ليزا : " لابد ان هذه هي الحقيقة . لكن الأوان قد فات واعتقد انك كنت قاسيا" عليها . . لقد حكم عليها رجل لايفهم شيئا" . وهذا كان صدمة لها ، لأنه خدعها كي تظن انه لطيف ورقيق . . فكيف يمكن ان تعرف ان هذا مجرد وهم ، وانه لم يكن هكذا ابدا"
لم يكن هذا . . حسنا" . . حسنا" . . لقد فهمت وجهة نظرك
إذن ، ظننتها مثالية ؟ فهل انت مثال ؟ لكنك مثل الرجال ، تقول شيئا" وتفعل عكسه
متى افعل هذا؟
سمعتك تتحدث عن النساء . لقد قلت إنك تريد امرأة تكون تحديا" لك . امرأة تبقيك دائما" تخمن . . كما قلت\وساد صمت قصير . ثم سأل بسخرية : " وانا لم استطع مواجهة التحدي . . اليس كذلك؟
الواقع انك ماإن التقيت امرأة شجاعة تدخل في لعبتك ، حتى هربت خوفا"
ورفعت ليزا رأسها إلى السماء ساخطة : " هؤلاء هم اسيادنا "ز
لو كان غويدو اقل ارتباكا" ، لكان لاحظ ان ليزا تقلل امن احترامه
لكن اهتمامه الآن كان منصبا" على محاولة المتابعة معها
وتابعت ليزا : ط إنها جيدة جدا" بالنسبة لك كانت على حق في تركك ومن المؤسف انها ستعود".

shining tears
28-12-2008, 18:23
سأل غويدو أمل : " اتظنين هذا ؟ ".
قدركما ان تتزوجا . . وهذا ماتستحقه.
ماذا؟
قالت ليزا باستمتاع :" اوه . . سنقودك إلى الجنون . . ولن تعرف يومك من غدك".
نظر غويدو إلبها نظرة غريبة : " وهل ساكون هكذا؟"
مهما توقعت منها ان تفعل ، ستفعل العكس
وستبقيني اخمن.
وقفز ليطبع قبلة كبيرة على خدها ويخرج إلى الحديقة راكضا"
سيدي إلى اين تذهب ؟
صاح من فوق كتفه : " شكرا" ليزا"
ونزل راكضا"إلى المرسى وكان ماركو وليو في الحديقة وإذا رأياه مسرعا" تبادلا نظرات متسائلة ، وركضا فورا" خلفه، وادركاه قرب الماء
سأل ماركو : " اين الحريق؟".
قال غويدو : " لا وقت لأشرح لكما. .".
واستدار إلى المراكبي : " كلاوديو . . إلى فندق فيتوريو".
وقفز إلى المركب فانضم اليه الاخرون
قال ماركو:" لن تغيب عن انظارنا . . لقد جررتنا إلى هذا العمل الجريء الذي ستقوم به هذه الليلة ولن تختفي وتتركنا"
ضرب غويدو يده على جيبه الخلفي : " لقد تركت هاتفي النقال في المنزل".
قال ماركو:" استخدم هاتفي".
وطلب غويدو بسرعة رقم هاتف الفندق واوصلوه إلى الجناح ، لكن جيني هي التي ردت.
قال :" احتاج ان اكلم دولسي بسرعة"ز
لكنها رحلت غويدو
رحلت ؟ كيف ؟ وإلى اين ؟
تركت الفندق وضبت حقائبها وخرجت على الأقل لم توضب كل الحقائب، وقالت إن ماتبقى ليس ملكا" لها حقا"
الم تترك رسالة لي؟
لا . . قالت انك لاتريد سماع شيء عنها.
صاح : " يالها من امرأة سخيفة . . بالطبع اريد سماع شيء عنها . .
فأنا احبها".
حسنا" . . لاتلمني . . لك اكن انا العنيدة
لا . . انا كنت العنيد جيني ، ساعديني . . على اي طائرة ستسافر؟
لن تسافر فكل الرحلات محجوزة ، لذا ستذهب بالقطار عند الساعة الثانية عشرة
ياإلهي ، بعد خمس دقائق
واشار إلى كلاوديو : " إلى محطة سكة الحديد . . بسرعة ".
وسرعان ماظهرت سكة الحديد امامهم . كان المركب لايزال بعيدا" عنها حين قفز غويدو خارجا" كان القطار يهم بالمغادرة فركض وكأن حياته تعتمد على سرعته
بدأ القطار يتحرك وحث ساقيه على السرعة اكثر ووصل إلى الرصيف لكنه لم يستطع اللحاق بالقطار. .
وصاح هادرا" : " دولسي".
كان مقطوع الأنفاس لشدة ماركض ، لكنه تمكن من إرسال صوت قوي تدد صداه على طول القطار المتحرك
في مكان ماعلى مسافة بعيدة ظهر رأس عبر النافذه إحدى العربات ولم يستطع ان يعرف ان يرى بوضوح . . لكنه كان سيعرفها من اي مسافة كانت
صاح : " احبك . . لاتتركيني".
لكن الرأس انسحب واخذ القطار يزداد سرعة . . إنها ترحل ، ولن يستطيع ان يعرف ماإذا كانت قد سمعته . لم اختفت آخر العربات عن النظر ، وبقي وحده على رصيف المحطة . . يشهق بيأس
قال ماركو بعد لحاقه به : " دعها تذهب".
ووضع يده على كتفه.
قال غويدو على الفور : " مستحيل . . يجب ان ارجعها".
قال ليو : " اتصل بها هاتفيا".
فكرة عظيمة.
وطلب رقم هاتف دولسي النقال . كان اول توقف للقطار على بعد بضع دقائق في "ميستر" على الجانب الأخر من الطريسق . . يمكن ان تعود إليه بعد نصف ساعة
في اللحظة التالية ، سمع صوتا" من الطرف الآخر
قال بلهفة : " عزيزتي . . احبك . . ولاأستطيع العيش من دونك لقد كنت احمق عنيدا" لكن سامحيني . . ودعيني اعوض هذا لك إنزلي من القطار في "ميستر" واستقلي القطار العائد إلى البندقية . . سأبقى انتظرك هنا على رصيف المحطة . . قولي فقط إنك سامحتني وعودي ارجوك ، ارجوك حبيبتي ، عودي دولسي".
وقال صوت جيني : " ماذا؟".
اجل . . دولسي نسيت هاتفها ، وجدته تحت وسادة المقعدتمكن غويدو من الشكر بأدب وانهى المكالنة
وتأوه : " لقد ذهبت . . لقد خسرتها يجب ان يكون هناك طائرة إذا لم يكن من هنا فميلان
صاح ليو وماركو بصوت واحد : " لا".
وقال ليو : " فكر بفيدي وجيني المعتمدين عليك"
واضاف ماركو بلهجة عملية : " وستفعل ماعليك فعله في الحفل الراقص الليلة وتلحق بأول طائرة غدا" وستصل قبلها . .ط
قال غويدو وهو يهدأ قليلا" هذا صحيح".
ثم امسك رأسه بيأس " لكن ، كيف سأحتمل الساعات القادمة ؟".
قال ليو بحزم : " سنكون هناك لنعرف".

shining tears
28-12-2008, 18:24
12- خلف الاقنعة

كالعاده .. تاكد الكونت كالفاني ان ما من احد يفوقه جمالا في حفله الرقص ، كان قد ارتدى ملابسه الفضفاضه بخيوطها المذهبه ، ووضع على راسه قبعه مميزه ، منخفضه من الامام ومرتفعه من الخلف، على مثال الرجال العظام الذين حكموا البندقيه في قديم الايام . وكان قناعه ابتكارا متقنا من الساتان القرمزي اللون ومزينا بريش احمر وذهبي.
دخل غرفة غويدو دخولا مميزا، فابدى ابناء اخوته الثلاثه اعجابهم به لكنه قال متذمرا : " لماذا ترتدون كلكم زي " هارلوكان"؟ سيكون المكان مكتظا بمن يرتدون هذا الزي .. اتريدون ان يظنكم احد مثل بقيه الرجال ؟"
كان منظرهم في ازيائهم الضيقه رائعا. وحده شاب يتمتع بمعده مسطحة وعضلات مشدودة ، يمكن ان يخاطر بارتداء هذا الزي الضيق ..
وماكن يميز الشبان الثلاثه في زي هارلوكان ، هو قدرتهم على التنكر هكذا دون ان يبدوا سخفاء.
كان الزي مزينا بطوق ابيض حول العنق . وعلى راس كل منهم قبعه مثلثه الزوايا سوداء اللون ، وتحتها قناع . وارتفعت الحواجب في نظرة متسائله ، وشخر فرانسيسكو ساخرا : " اعتقد انكم تخططون لامر مشين ، مثل القيام بغارات بين النساء وتركهن يتساءلن اي منكم فعل هذا "
انهى كلامه بالقول :" هكذا كنا نفعل في ايام شبابي "
قال ليو ضاحكا :" لا اعتقد ان اذاننا المحتشمه مستعده لسماع اخبار شبابك عمي "
وافق فرانسيسكو:" ستسمعون بعض الاشياء المدهشه . لكنني الان شخصيه مصممه .غويدو ، ستكون مسرورا ان تسمع انني سافعل ما اردت دائما ان افعل "
شهق غويدو :" اتتزوج؟"
سعل ماركو :" لكن ، عمي ، اليس الوقت متاخرا لتفكير .... اعني .."
اعلن الكونت بحزم :" انا في عز شبابي "
قال غويدو :" بالطبع هو هكذا . وستمتلىء غرفه الاطفال في وقت قصير "
وكانت فسحة من الحريه تنفتح امامه : " هل ستلتقي بها الليله عمي ؟"
لا.. لن تكون في الحفلة
لكن بالتاكيد ..
حدق فرانسيسكو به وقال :" كما لن تكون اللايدي دولسي في الحفله "
وكان قد عرف بلقائهما .. لكن غويدو لم يعطه الكثير من التفاصيل .
لن اسالك مافعلت لتغضبها . لكنني متاكد ان ما فعلته لايغتفر .
تأوه غويدو:" يبدو انها تعتقد هذا. وانا انوي تصحيح الامور قريبا. لكن، الان لم يعد زواجي مهما لوراثة العائلة. لانك انت ستتزوج.. لذا افضل الا اناقش المسألة اكثر."
حين كان غويدو يتكلم بهذه اللهجة الصارمة، لم يكن احد يجادله. بعد بضع دقائق، كان الجميع في طريقهم الى الاسفل للقاء الموكب المضاء بالمشاعل القادم عبر القناة . وتقدمت الغندولات الى المرسى لتلقي التحية على الميفين. ومرت سلسلة متدفقة من الاقنعة الى القصر المشع بالاضواء.
كانت الموسيقى قد بدأت تعزف،والانوار تشع من كل باب ونافذة ووقف صف طويل من الخدم يحملون الصواني الملئية بكوؤس من افضل انواع الكريستال ومليئة بافضل انواع العصائر.
قال فرانسيسكو متذمرا وهو يقف منتظرا:" لو انهم فقط يبدون قليلا من التميز، فكثيرون يرتدون زي "كولومبين" "بانتيلون"" بوليتيلا"
قال غويدو:"لن يستطيع الجميع ارتداء زيك، ولن يستطيع الكثير من الرجال النجاح فيه."
وافق فرانسيسكو بهدوء:"هذا صحيح."
قال ليو:" واذا كنت تريد شيئا غير عادي، فما رأيك في زي هنري الثامن؟"
كان مركب الفندق فيتوريو يقترب وكان روسكو واقفا في المؤخرة .
قال غويدو:" هذا روسكو هاريسون، وستسر جدا لرؤيته."
-حقا؟
-من اجلي.. اجل . والكولومبين في المؤخرة هي ابنته جيني.
-كولومبين اخرى! كم اصبح عددهن؟
ولم يكن غويدو بحاجة لان يقلق ، فالكونت بارع كمضيف، ومرت الدقائق التالية بنعومة وانحى فرانسيسكو على يد جيني متمتما:" كم انت فاتنة."
ونطر هو وروسكو الى زي كل منهما باحترام.
تولى غويدو امر الواصلين الجدد واحس ان جيني تتعلق بذراعه مرتجفة، وقادها الى داخل المنزل. ود لو امكنه ان يفوت هذه الليلة التي ستكون مختلفة جدا عن آماله. كان يجب ان تكون دولسي هنا. تساعده، لكن بكل تأكيد كان شيء ما سيحدث، قطب جبينه. فحين كانت الافكار تنقص عند هارلوكان من المفترض ان تسرع كولومبين لنجدته.
كان قد تمكن من حجز مقعد على اول طائرة في الصباح التالي. اما الان فلديه عمل يقوم به.. وتفرس بجيني ايضا متفحصا، ولاحظ راضيا انها
تنكرت حسب تعليماته، فاعتمرت قبعة حريرية سوداء تخفي شعرها،ووضعت قناعا حريريا قرمزيا يغطي وجهها كذلك.
كان فستانها الابيض ضيق الخصر ومنتفخ الكمين. وبدت انيقة وساحرة.
قال غويدو حيين اخذها الى الرقص:" لن يستطيع فيدي مقاومتك."
-اوه غويدو.. هل هو هنا حقا؟ انا متوترة جدا.
-انه في الخارج... وسننتظر الى ان يزداد الحشد قليلا ولايستطيع والدك رؤيتك جيدا.. ثم سيطلبك اخي ليو للرقص، وسيظن ولدك انني انا الذي

shining tears
28-12-2008, 18:25
اراقصك.. لكنني سأكون مع كولومبين اخرى اراقصها. وهكذا ستبقيه مرتبكا.
ووقع نظره على تفصيل ازعجه:"ياليتك لم تضعي هذا العقد الماسي! يبدو ان ثمنه ثروة."
قالت متنهدة:" عشرة الاف.. واصر والدي على ان يعطيني اياه قبل مجيئنا الى هنا. قال انه سيعةض عن خسارتي فيدي."
-هذا مايبدو... واراهن على انه لن يبعد نظره عنه. وهذا ما سيعقد الانتقال الى كولومبين اخرى . لقد اقنعت احدى الخادمات ان تساعدنا.
-كان من المفترض ان تكون دولسي، اليس كذلك؟ اذن لقد رحلت حقا؟
-اجل.. لكنني سأعيدها جيني، وببساطة، يجب ان اكلمك عنها.
-سنفعل هذا. اعدك. ارى والدي يشير الي.. سأعود اليك فيما بعد.
وتسللت بعيدا، واضاعها غويدو بين الحشد . وامضى نصف الساعة التالية منزعجا، يراقص بعضهن قسرا، ويراقب الوقت يمر، ويتسأءل متى يمكنه ان يسافر الى انكلترا.
وكان روسكو يستمتع.. فقد تواجه مع الكونت، ولم يتراجع. وتلك الماسات التي تضعها جيني! يستطيع اي كان ان يرى انها تساوي ثروة. ولا ضير في ان يظهر للناس ان لديه مالا وخططا مستقلبية لابنته.
ونظر حوله ثم قطب حين لم يرى جيني. لقد كانت هنا منذ لحظة ترقص مع غويدو. ثم اختفت بين الجمع.
لا.. هاهي مجددا، كولومبين جميلة تشق طريقها وعقد الماس يلمع بشكل رائع حول عنقها.
قال :" يبدو الماس رائعا عليك حبيبتي."
لكن كولومبين لم تكن تبدو سعيدة. وقامت بحركة وكانها تريد انتزاع العقد، لكنه منعها.
-لا..فغويدو ينظر اليك... تابعي التركيز عليه.. وستصبحين الكونتيسة المقبلة.
وتنهدت كولومبين، وعادت ادراجها عبر الجمع الى حيث كان هاركوكان ينظر حوله.
قال بارتياح:" ها انت هنا."
-اردت الحديث عن دولسي.
-سألحق بها الى انكلترا.
امالت كولومبين رأسها الى جانبـ وكأنها تداعبه:" وحين تراها.. ماذا ستقول؟"
تأوه:" لست ادري.. سأطلب منها ان تغفر لي لاني كنت غبيا مغرورا، كما اعتقد.. ومن يعلم بماذا تفكر الان؟ ولا اعرف حتى اذا كانت سمعتني اصيح لها على رصيف المحطة. الم تتصل بك؟."
قالت كولومبين صادقة:" انا لم اتكلم مع دولسي. حتى لو كلمتها ، اشك في ان تخبرني الكثير. فهي متى صممت.. لاتعدل عن قرارها.!
اتسعت عينا غويدو من وراء القناع:" اتعنين انها لن تسامحني؟ لا اصدق هذا."
-دولسي عنيده ، وحين تقرر..
اجابها :" لكنك لاتعرفينها جيدا.."
-وانت لاتعرفها بعد بضعة ايام...
-بضعة ايام تكفي حين يلتقي المرء بحب حياته، او حتى بضع دقائق. لقد عرفت فورا ، حين رمت حذاءها في الغندول.
ذكرته كولومبين:"لكنك لم تكن تعرف انها رمته، وظننت انه القدر بينما في الواقع كانت هي. واظنها كانت تخدعك بشكل فظيع هكذا."
قال غويدو:" لكنها لم تخدعني. ليس اذا نظرت الى المسألة بطريقة صحيحة.. دولسي وانا قدرنا دائما ان نكون معا. لذا حين رمت ذلك الحذاء، كانت تفعل مايطلبه القدر منها. وحين تركتها تعتقد انني فيدي ، كان القدر السبب كذلك ، لانها رأتني هكذا. وليس من اسرة كالفاني مع قصر ولقب، بل مجرد رجل يقع في حبها."
وتساءل عما اذا كانت كولومبين ، ستتكلم لكنها رقصت بين ذراعيه، تنظر اليه عن عمد، وكأنها تنتظر شيئا. كان اطول منها بعدة انشات، لم يستطع رؤية الكثير من خلف القناع الا انه لمع عينيها الخضراوين وبدأ احساس غريب يجتاحه.
قال:" سأجعلها تصغي الي، وسأذكرها بما جرى خلال الايام التي قضيناها معا.. لانها كانت الايام التي كنا فيها على طبيعتنا حقا. كانت.."
وفتش عن الكلمة ، التى لم تكن سهلة عليه.. فهو رجل لم يعتد على التحليل"... كانت مندهشة جدا، وكأن احد لم يعتن بها من قبل".
قالت كولومبين مفكرة:" كان هذا ذكاء كبيرا منك، ولا اعتقد ان احد اعتنى بها هكذا من قبل. فأفراد اسرتها عديمو المسؤؤلية بحيث لم تكن تتحمل ان تكون مثلهم. وكان عليها ان تكبر بسرعة، وتصبح وحيدة طوال حياتها ، لكن الناس لايرون هذا."

shining tears
28-12-2008, 18:28
قال غويدو:" قلت لها مرة ان الاقنعة يمكن ان تجعل الناس احرار، وان يكونوا انفسهم الحقيقية. وانا اعتقد الان ان نفسك الحقيقية ربما تدهشك، فأنا لست من كنت اظنه انا."
سألت كولومبين بجدية:" من انت غويدو؟ هل تعرف الان؟ وهل تعرف من هي؟"
قال:" انا الرجل الذي يحبها.. وليكن ما يكون".
-لكن، هل هي المرأة التي تحبك؟ لنفترض انها لا تحبك؟
-يجب ان تحبني.. حتى لو امضيت بقية حياتي اقنعها.
ابتسمت كولومبين وكأنها اكتشفت كنزا سريا . لكن، بدلا من اجابته مباشرة، قالت:" هناك احد يحاول لفت انتباهك."
راى غويدو شخصين يرتديان زي هارلوكان، يشيران اليه من الباب الزجاجي المؤدي الى الحديقة. تمتم بشيء لكولومبين، واتجه الى حيث كان ليو وماركو ينتطرانه.
قال ليو من خلف قناعه:" لقد تم كل شيء على مايرام. لقد اوصلنا جيني الى الكنيسة، وكان فيدي ينتظرها مع عائلته...ولابد انهما تزوجا الان".
قال غويدو مفكرا:" لكن جيني مازالت هنا.
وعاد الاحساس الغريب المتردد:" كنت ارقص لتوي معها."
-جيني كانت معنا.
-اذن من...؟
وتذكر الان. عينا جيني زرقاوان.
عاد مذهولا الى قاعة الرقص، ينظر هنا وهناك بحثا عن كولومبين، لكنها كانت قد اختفت.
فجأة بدا له ان هناك الف كولومبين، ولا واحدة منهن هي الحقيقة.
ما كان يفكر به لايمكن ان يكون صحيحا. لقد كان هذا تضليلا. قد يكون رأسه مشوشا لكن قلبه لم يكن يوما اكثر صفاء. لقد عرف كل شيء الان، او على الاقل، يعرف هارلوكان ماتظن كولومبين انه الافضل له ان يعرف.
واخيرا لمحها، تشرب المرطبات وتتحدث الى ليو الذي كان قد انتزع قتاعه .. وبإلهام مفاجئ تأكد من ان يكون قناعه هو في مكانه.. واتجه نحوهما
ربت اخوه على كتفه:" من الافضل ان تبتعد عن طريق غويدو...فهو غاضب."
قال ليو متفرسا به بحذر:" هذا مارأيته.. انت ماركو؟"
-بالتأكيد انا ماركو.. وانا على وشك ان اطلب من هذه اللايدي الرقص معي.
ودس ذراعه بحزم حول خصر كولومبين، وسار معها الى حلبة الرقص.. وكانت عيناها شاخصتين على وجهه. كانت تضحك لكن بدا واضحا انها لم تنخدع بتمثيله.
قالت تستفزه:" اذن غويدو منزعج؟ انه يستحق هذا!"
قال غويدو:" لاتكوني قاسية عليه.. انه ليس بالشخص السيء."
-انه مهرج، وعلى شخص ما ان يتولاه ويصلح امره.
-يمكنك فعل هذا حين تتزوجان.
وبدت الصدمة على كولومبين:" انا ؟ اتزوجه؟ ابدا!"
قال هارلوكان بلهفة:" يجب ان تتزوجيه . لايمكن تركه يجري هكذا كالمسعور. فكري بسمعة العائلة. اضافة الى هذا، انه يحبك بجنون ، اعرف انه لم يكن ذكيا في تعامله معك. لكن بإمكانك ان تكوني انت الذكية، لصالح كل منكما.. على اي حال، انت تحبينه حقا، اليس كذلك؟ والا ما كنت لتسيئي معاملته هكذا!.
قالت كولومبين:" دعك من غويدو.. على اي حال ، انه ليس مثيرا للاهتمام كثيرا."
-الا تطنين هذ؟
-لم افكر ابدا هكذا. لكنني اكملت لعبتي لابقيه سعيدا.
والتقت عيونهما من خلال فتحات القناعين، كل منهما يفهم الاخر جيدا.
-انت..انت.. افكر جيدا ان..
سألت باهتمام:" ان تفعل ماذا؟"
-ان افعل هذا.
وبسرعة، نزع قناعه وشدها الى ذراعيه، في عناق طويل يقطع الانفاس بينما اخذ المجتمعون يحيونهما ويصفقون لهما.
قال بعد ان استطاع الكلام:" كنت انت طوال الوقت".
قالت دولسي تمازحه:" لقد خدعتك لفترة... اليس كذلك؟"
قال متذمرا:" لفترة قصيرة جدا.. كيف جئت الى هنا؟ ظننتك رحلت."
-تركت القطار في ميستر وركبت القطار العائد الى هنا، وليس فقط لانك جئت ورائي. فقد كنت سأفعل هذا على اي حال.. لقد سافرت وانا غاضبة، لكنني ماكنت لاخذل جيني وفيدي.
-فهمت.. لقد عدت فقط لاجلهما؟
ضحكت:" بالطبع لا.. فهناك سبب اخر."

shining tears
28-12-2008, 18:46
وكانت تكلمه في أذنه ، بحيث أن الهمس الناعم أسكره تمامآ.
سأل :" حبيبتي .. هل سأكون زوجآ تسيطر عليه زوجته ؟"
-بكل تأكيد .
-هل ستعلميني أن أقول " أجل عزيزتي " و " لا عزيزتي ؟"
-لا أستطيع البدء في هذا قريبآ جدآ . وإذا تأخرت في العودة إلى المنزل سأنتظرك وفي يدي سكين المطبخ .
-أعشقك .
قال ماركو بعد أن ظهر إلى جانبهما :" أكره أن أقاطع الحلم السعيد ..لكن السيد هاريسوم بدأ يقلق ."
وقف هو و ليو إلى جانب غويدو وعندما تقدم روسكو خلعت دولسي عقد الماس وأعطته إياه .
قالت :" لقد وعدت جيني أن أعيده سالمآ ، فهي لا يمكنها قبوله ، لأنها ستفعل شيئآ لن يعجبك ."
-وماذا يعني هذا ؟ أين هي بحق السماء ؟
أعلن غويدو :" السيد لوتشي ستسافر الآن في شهر العسل مع فيدي . والعروسان سعيدان جدآ ."
ضاقت عينا روسكو :" عمّ تتحدث ؟ أين جيني ؟ إذا كنت تظن أنها قادرة على أن تخذلني .."
قالت دولسي :" لقد فعلت هذا وانتهى الأمر . وتزوجت الرجل الذي تحبه . أرجوك روسكو حاول أن تكون سعيدآ من أجلها ."
-سعيد ؟ أنت فعلت هذا . لقد وثقت بك . لقد دفعت الفواتير لأبقيك هنا . حسن جدآ ، سوف تدفعين ثمن الملابس الفاخرة لايدي دولسي ، وسترين كيف سيعجبك هذا !
تقدم غويدو خطوة إلى الأمام :ط بصفتي زوج دولسي المستقبلي ، دعني أقول إنني سأكون مسرورآ لدفع كل قرش أنفقته على ثيابها .. ثم سأرميها كلها في البحيرة . ولو تجرأت على التكلم معها هكذا مرة أخرى ستلحق بالملابس . هل هذا واضح ؟"
وقف روسكو في وجهه وقد استشاط غضبآ :" لقد سئمتكم جميعآ .. ويمكن أن تقولوا لذلك الثنائي الغالي إنهما لن يحصلا على قرش واحد من مالي .. ولا قرش ."
قال غويدو :" جيد .. سيسعدهما ذلك ."
وفغر روسكو فاه .. لأنه لم يفهم شيئآ .
قالت دولسي بعد أن غادر روسكو كالعاصفة :" لن يلتزم بكلامه .. وكما قالت جيني .. ليس لديه غيرها ."
اقترب فرانسيسكو منهما بعظمة :" يا إلهي !"
وعانق دولسي ، وشد على يد غويدو وفتح ذراعيه كأنما ليقول إنه هو الذي دبر كل هذا .
بعد ذلك تواصل الحفل الراقص حتى ساعة متأخرة من الليل وكان نور الصباح قد حل فوق الماء حين استقلت الغندول عائدة .. وتركت العائلة لوحده وعانق فرانسيسكو دولسي مجددآ .
-عرفت ما إن التقيتك أنك المرأة الوحيدة التي ستوقع به .
قال ليو ضاحكآ :" وماذا عنك عمي ؟ .. يقول غويدو إنك نخطط لشيء ما كذلك .. وزفاف سيلحق بزفاف ."
رفع الكونت يده طالبآ الصمت .
-هذا صحيح . لقد تمكنت أخيرآ من إقناع المرأة الوحيدة التي أحببتها حقاآ ، بالزواج بي .
وبينما نظر أولاد أخويه إلى بعضهم بحيرة ، توجه إلى الباب ، وفتحه .
ومد يده إلى شخص ما في الخارج . وبصوت ناعم لم يسمعوه منه يومآ قال :" تعالي حبيبتي ."
وساد صمت مليء بالتوتر .. ثم ظهرت عروسة الكونت كالفاني المستقبلية ، وحدق الجميع بها بذهول .
وشهق غويدو :" ليزا !"
-لقد أحببتها منذ سنوات .. ولقد توسلت إليها أكثر من مرة أن تتزوجني ، لكنها كانت ترفض دائمآ .. قالت إنني بهذا سأتزوج أقل من مستواي ، وهذاهراء .. فهي أعظم لايدي في العالم .
ابتسمت ليزا له ، وللحظة رآها الجميع كما يراها فرانسيسكو ، الفتاة الحلوة التي جاءت لتعمل هنا منذ مايقرب خمسين سنة . وفازت بقلب الكونت الشاب من اللحظة الأولى . وأصبحت امرأة عجوز مصابة بداء المفاصل ، وأعظم لايدي في العالم .. وللحظة تبللت عينا دولسي .
وكان غويدو أول من عانق ليزا ودعاها " امرأة عمي " ولحق به ماركو و ليو .
قال ماركو لغويدو بشيء من الخبث :" لا مهرب لك على أي حال ، سوف تضطر إلى تحمل أعباء أن تكون كونتآ ."
صاح به غويدو :" أغرب عن وجهي ."
سألته دولسي بنعومة :" وهل تمانع كثيرآ ؟"

shining tears
28-12-2008, 18:48
-وهل مازلت ستتزوجيني ؟
-طبعآ سأتزوجك .
-إذن لن يهمني أي شيء آخر .
وأمسك بيدها بتملك ، وأخذها بعيدآ عن الآخرين إلى هدوء الحديقة .
وهناك واجها بعضهما و الحقيقة بينهما أخيرآ .
همست :" لا أقنعة الآن ."
-لا أقنعة .. ولن يكون أبدآ ، ليس بيننا .
أمسك وجهها بين يديه ، يتفحصه ، وكأنما يراه للمرة الأولة ، ورأى فيه كل شيء يريده في الحياة . وتساءل كيف كان أعمى إلى هذا الحد.
توسل إليها :" قولي اسمي .. وليس اسم فيدي ."
قالت بنعومة :" غويدو ."
وردآ عليها تلفظ باسمها ، مرات و مرات ، ليجعله كالموسيقى ..
أخيرآ قال :" كيف استطعت أن أسيء فهمك ؟ عرفت منذ البداية أن فيك الحقيقة و الشرف .. أما ما تبقى فقد كان وهماآ ."
بدأت تحتج :" حبيبي .. لم يكن الأمر هكذا ."
قال بسرعة :" بلى .. كان هكذا ، ولقد رأيته بوضوح اليوم .. لقد كنت تعيسة جدآ بحيث لم تكوني أنت .. ولونت تعاستك كل شيء فعلته ، وكأن شخصآ آخر يفعله . والآن عدت ، المرأة التي لم أستطع إلا أن أحبها ."
وضعت أصابعها بسرعة على فمه ، وقالت :" أنت تقول أشياء خطيرة . أنا من البشر .. وقد أخيب أملك أحيانآ ."
قال بلهفة :" أوه .. لكنك لا تستطيعين هذا .. لأنني سأحرص على ألا تكوني أبدآ ، أبدآ تعيسة , وهذا ما سيحل المشكلة .. ألا ترين هذا ؟ إنه أمر سهل ."
قامت بجهد أخير :" لا تفكر أنني أفضل مما أنا عليه ."
-سأفكر بك كما يحلو لي .
وابتسم بعناد .
لقد قالت له ماهي عليه ولكن يبدو أنه في طبيعته لا يحب فقط بل يجعل من محبوبته المثل الأعلى . لقد حاول أن يغضب منها ، وكره هذا الإحساس لدرجة أن لو حدث أمر في المستقبل وهدد سعادتها ، فسيفعل المستحيل لكي تبقى صورتها الغالية رائعة في عينيه .
الأمر رائع .. لكن المسؤولية رهيبة . للحظة ، كادت تذوي تحت ثقلها . لكن عيناه كانت شاخصتين عليها ، ومليئتين بالدفء و الحب الحار .. لقد ألقى عبئآ ثقيلآ من الثقة على كتفيها .. لكن حبه سيبقى دائمآ هناك ليدعمها .
ضمها إليه بقوة .. ولم يكن هذا العناق شبيهآ بذاك الذي تبادلاه في الأمس ، بعد العشاء مع أسرة لوتشي ، ولا ذاك الذي جمعهما في قاعة الرقص .. فقد كان هذا العناق هادئآ ومليئآ بالعديد من الوعود .. رحلة واحدة عادت بهما إلى بيتهما وإلى ذراعي بعضهما .. ورحلة أخرى كانت على وشك أن تبدأ .
قال بهدوء :" أنت الآن لي .. ولن أتركك تذهبين أبدآ أبدآ ."
بعد ثلاثة أشهر ، كان هناك عرسان في "بازليكا سانت مارك " .. ولم يكن زواجآ مزدوجآ ، لأن ليزا خافت من أن تكون محط أنظار الجمع الكبير . و فرانسيسكو ، بعد حبها لهذه المدة الطويلة ، كان سيفعل كل شيء تريده ..
هكذا تزوجا بهدوء في الكنيسة الصغيرة ، بحضور عائلة كالفاني فقط .. وما إن أنتهت مراسم الزفاف ، أصرت الكونتيسة الجديدة على إشغال نفسها بالتحضيرات الأخيرة للزفاف الثاني في اليوم التالي ، و الذي دعي إليه معظم المجتمع الإيطالي و الإنكليزي .
خلال حفل الاستقبال ، توسط الثنائيان العروسان حلبة الرقص وسط التصفيق وكان معهما ثنائي آخر ، يجتذب العيون الفضولية وهما يرقصان بين ذراعي بعضهما .
قال غويدو :" يبدو أن ماركو و خطيبته سعيدين جدآ ."
قالت دولسي :ط تبدو مندهشآ .. ظننتك أعجبت بهارييت حين ذهبنا إلى حفلتهما في روما منذ بضعة أسابيع ."
-أعجبت بها .. لكن هناك شيء حول خطوبتهما لا أفهمه .
قالت دولسي :" حسن جدآ .. لقد حدث هذا فجأة . فقد ظهرت هارييت من لا مكان ، وفجأة أصبحا مخطوبين ."
-أتظنين أنهما يحبان بعضهما .
نظرت دولسي إلى ماركو و خطيبته ، وكانت هارييت دواستينو ، تشع أناقة إلى جانبه ، وقالت :" لا أعرف .. لكن عليك الاعتراف أن ما حدث في حفل الخطوبة كان أمرآ غريبآ ."
قال ليو معلقآ من فوق كتفها :" إنه أغرب شيء رأيته ، كان ماركو منزعجآ أكثر من أن يسمح لنفسه أن يبدو . وأنت تعرف كيف يحتفظ بمشاعره لنفسه . ولن يخبر أحدآ أنه يحب ."
قال غويدو وعيناه المحبتان مركزتان على عروسه :" ماركو أحمق ."

shining tears
28-12-2008, 18:51
كان حفل الزفاف مناسبة فخمة ومسرفة من غير حساب ، لم يكن أي منهما يريدها .. لكن كذلك لم يلاحظها أي منهما كثيرآ . فاليوم كانا وسط العرض ، يرتديان الأقنعة الرائعة التي يتوقعها العالم ، ويلعبان دوريهما جيدآ .. الليلة تسقط كل الأقنعة ، وبهذا يمكن لهما الآن أن يتظاهرا ، بانتظار اللحظة المناسبة .
ولم يعرف أحد بمكان شهر العسل .. عدة أماكن ذكرت .. نيويورك ، الباهاماس ، جنوبي فرنسا .. لكن لم يثبت شيء . وحدهما ليزا كانت تعرف حين تسللا في وقت متأخر من المساء ، من حفل الاستقبال ، أنهما لم يتجها إلى المطار ، بل إلى المرسى حيث كان ينتظرهما غندول ، يقوده شخص مألوف .
-فيدي !
وصافح غويدو صديقه ، وعانقته دولسي .
قال فيدي :" طلبت جيني أن أبلغكما اعتذارها لأنها تركت حفل الاستقبال . في الواقع .. كانت تشعر بدوار ، وبدا روسكو خائفآ عليها ."
سألت دولسي :" وكيف حال الجد المستقبلي ؟"
-يحاول السيطرة علينل .. لكننا نقاومه .. إنه صعب المراس قليلآ .. لكن جيني سعيدة ، وهذا كل ما يهم .
ساعدها فيدي على الاستقرار في المركب ، وأعطى المجذاف لغويدو، وتراجع ملوحآ .
جلست دولسي في مواجهة غويدو ، ونقاب العروس يتطاير حولهأ .. و قالت :" دعنا نذهب إلى بيتنا .. بيتنا الحقيقي ."
بدأ يحرك المجذاف :" هل أ،ت واثقة أنك تريدين قضاء شهر العسل هناك ؟ نستطيع الرحيل بعيدآ أينما أردت ، إلى أي مكان في العالم ."
قالت بنعومة :" لكن ، لدينا العالم ينتظرنا ."
وجه الغندول إلى أقنية صغيرة لإتمام الرحلة القصيرة إلى البيت .
وأبتعد القصر وضجيجه المزعج عنهما .. وتلاشت الأضواء .. ووصلت الموسيقى الخفيفة إلى مسامعهما عبر الماء ، وتحت النجوم طاف هارلو كان وكولومبين في حلم لا ينتهي
* * *


تــمـتــ
واعتذر على التأخير والخربطة الي حصلت

قرأة ممتعة

deemah
28-12-2008, 22:30
مشكورة على الرواية الرائعة والممتعة

وتسلم اليد الي كتبتها
وشكرا لجميع الكاتبات هنا واصلوا عملكم الرائع صراحة أي كلمة شكر لا توفيكم حقكم فعلا ::جيد::

وفي انتظار الرواية القادمة من أناملكم الذهبية

سلامي للجميع :)

مرام مجدي
29-12-2008, 02:46
السلام عليكم
طبعا مايحتاج اقول اني اشتقتلكم لانه شى بديهى
حبيت اقول للجميع كل عام وانتم بالف خير وصحه وسلامه
ويعود علينا جميعا بالسعاده
وعلى احلى مشروع في احلى منتدى
وعلى اخواننا الفلسطينين وجميع المسلمين في كل مكان

ماري-أنطوانيت
29-12-2008, 15:53
يعطيكم العافية يابنات
كيفكم أكيد أفتقدتوني
ولهت عليكم

وأممممممم
بس حبيت أسير عليكم
تحياتي
هلااااااااااااااااااااااااااااااا والله بأميرتنا...
والله وحشتينييييييييييييييييييي موت...::سعادة::
ليه الغيبه الطويله هاذي فقدناك...الحمدلله على السلامه
منوره كعادتك...:D



مشكورة على الرواية الرائعة والممتعة

وتسلم اليد الي كتبتها
وشكرا لجميع الكاتبات هنا واصلوا عملكم الرائع صراحة أي كلمة شكر لا توفيكم حقكم فعلا ::جيد::

وفي انتظار الرواية القادمة من أناملكم الذهبية

سلامي للجميع :)
هلا وغلا فيك عزيزتي ديمه
تسلمين قلبي على كلامك المشجع...
اخجلتي تواضعنا...:D
والمشروع قائم بفضل الله ثم مجهود البنات وتشجيعكم لنا:)
وان شاء الله الروايه الجايه بالطريق


السلام عليكم
طبعا مايحتاج اقول اني اشتقتلكم لانه شى بديهى
حبيت اقول للجميع كل عام وانتم بالف خير وصحه وسلامه
ويعود علينا جميعا بالسعاده
وعلى احلى مشروع في احلى منتدى
وعلى اخواننا الفلسطينين وجميع المسلمين في كل مكان
هلا والله مرام...
اخبارك؟؟؟...وحشتنا ردودك وطلاتك..:)
كل عام وانتي بخير وصحه وسلامه ان شاء الله يكون عام حافل بالمسرات...

ماري-أنطوانيت
29-12-2008, 15:53
يعطيكم العافية يابنات
كيفكم أكيد أفتقدتوني
ولهت عليكم

وأممممممم
بس حبيت أسير عليكم
تحياتي
هلااااااااااااااااااااااااااااااا والله بأميرتنا...
والله وحشتينييييييييييييييييييي موت...::سعادة::
ليه الغيبه الطويله هاذي فقدناك...الحمدلله على السلامه
منوره كعادتك...:D



مشكورة على الرواية الرائعة والممتعة

وتسلم اليد الي كتبتها
وشكرا لجميع الكاتبات هنا واصلوا عملكم الرائع صراحة أي كلمة شكر لا توفيكم حقكم فعلا ::جيد::

وفي انتظار الرواية القادمة من أناملكم الذهبية

سلامي للجميع :)
هلا وغلا فيك عزيزتي ديمه
تسلمين قلبي على كلامك المشجع...
اخجلتي تواضعنا...:D
والمشروع قائم بفضل الله ثم مجهود البنات وتشجيعكم لنا:)
وان شاء الله الروايه الجايه بالطريق


السلام عليكم
طبعا مايحتاج اقول اني اشتقتلكم لانه شى بديهى
حبيت اقول للجميع كل عام وانتم بالف خير وصحه وسلامه
ويعود علينا جميعا بالسعاده
وعلى احلى مشروع في احلى منتدى
وعلى اخواننا الفلسطينين وجميع المسلمين في كل مكان
هلا والله مرام...
اخبارك؟؟؟...وحشتنا ردودك وطلاتك..:)
كل عام وانتي بخير وصحه وسلامه ان شاء الله يكون عام حافل بالمسرات...

ماري-أنطوانيت
29-12-2008, 16:04
http://www.hotagri.com/data/media/73/19.gif (http://www.hotagri.com)
مشكووووووووووووووووووره يا احلى tears
تسلم الانامل الي تعبت في كتابة الروايه
والله لقب شمعة المشروع قليل عليك...

اما بخصوص بقيه الفصل الاول...
ولا يهمك قلبي حطيناه بمكانه الصحيح::جيد::

ريماالفلا
29-12-2008, 17:50
اصدقائى الاعزاء لم تعد لدى كلمات شكر اعبربها عن مدى حبى العميق لكم وعن مدى شكرى لمجهودكم الجبار فى هذا المنتدى الرائع ولكن كما قلت سابقا يكفيكم حب الجميع لكم
كل عام وانتم والامه الاسلاميه بألف خير ويارب يكون عام خير وسعادة على الجميع

لينا888
29-12-2008, 18:31
يعطيكي الف عافية يا احلى شاينينغ تيرز
الرواية روووووووووووووووووووووووووووووعة

ماري-أنطوانيت
29-12-2008, 21:14
http://www.hotagri.com/data/media/71/176.gif (http://www.hotagri.com)

سلاااااااااام لاحلى عضوات بالمنتدى...
//..~..//..~..//..~..//..~..//..~..//..~..//


~*~*~ رجل ليوم واحد ~*~*~

(روايات احلام)
...::: 11 فصل :::...

تنهدت ديانا بقلق..فكل ما في الطبيعه من جمال وسكون حولها لم يدخل الراحة الى قلبها.
عمتها مريضة على فراش الموت وهي تطلب بإلحاح رؤية زوج ديانا
لكن زوجها توفي ولن تستطيع اخبار عمتها بهذا ابدا.....
اخيرا اتخذت قرار متهورا....
هناك في المستشفى القريبه رجل غريب وهذا الرجل فاقد الذاكره,
فما الذي يمنعها من ايهامه بأنه زوجها؟
كانت ديانا على الرغم من زواجها القصير ما تزال ساذجه قليلة الخبره في الحكم على الرجال
فلم تدرك انها لن تستطيع استغلال رجل كآدم ونتربورن
دون ان تدفع الثمن غاليا......

# كل من لها رغبة في المساعده في الكتابه ترسل لي على الخاص ::جيد:: #


http://www.hotagri.com/data/media/71/176.gif (http://www.hotagri.com)

نملة نارية
01-01-2009, 13:10
واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو




مجهوووووووووووووووووووووود تشكرووووووووووووووووووووون علييييييييييييييييية





ربي يسلمكم




والى الامـــــــــــــــــــــام دااااااااااااائما ^ o ^




رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة








تحيتي لكم احبتي

دعاء صبحي
02-01-2009, 19:03
يعطيكم العافية
الكاتبة والي منزله الرواية
وان شاء الله يا shy moon....... ....... الظروف القاهره
تعدي على خير
تنور عندنا
::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::: :جيد::::جيد::::جيد::::سعادة::::سعادة::



::p:p:p:p:p:p:p:p:p:p:p:p:p:p:p:p:p:p

دعاء صبحي
02-01-2009, 22:18
1000شكر ويسلمو اناملك وردة قايين مجهود رائع فكرة اروع تقبلوا مروري


يسلموا ايديك :):):):):):):):):) روعةةةةةةةةةةةةةةةة

~east_rose~
03-01-2009, 14:45
كيفكم بنوتات..
وحشتووونى..
تسلم الايادى على الروايات الحلوة..
الله يسعدكم..

مرام مجدي
06-01-2009, 02:43
سلام لالطف الكائنات,,اقصد طبعا البنات
احممممممممم
اقصد جميع من في هالمشروع\بلاش عنصريه
مشكورين على تعبكم والله يعطيكم العافيه

مجنونة انجل
06-01-2009, 03:52
شكراا شكراا بنات


بجد الروااياات جد رائعه ومسليه ::جيد::



شكراا علي ملئ اوقات فراغنا باجمل الروياات



:)

cute_crazy
06-01-2009, 10:13
مرحبـــــــــــــــــــــــا يا أحلى بنوتات في العالم

تسلم الايادي على الروايات الروعة

انتو لو تدرو من متى وانا اتمنى اني ابدا اشارك معاكم واشكركم على مجهودكم الرائع

من الأجازة الصيفية وانا اقرا المواضيع القديمة وافحط عن اوصل معاكم :)

بانتظار الروايه الجاية على احر من الجمر

اخيرا بقدر اعلق على الاحداث:لقافة:

bouchra du maro
06-01-2009, 10:23
روايات غاية في الروعة
مشكوووووووووووورررررررررررييييييييييييييييييين

Miss Tmatem
08-01-2009, 23:07
مرررحبا بنووتااات

كيفكن

ليه مافي حدا بيكتب روايات هلأ :(

انا بدي اقرا رواية اسما التضحية لروايات عبير الجديدة

ازا حد عندو ياها ينزلها هووون بلييز

رولز رويس
08-01-2009, 23:29
إلـــى .....
الـــرومنسيات..الــحالمات..رائــعات هذا المشروع الحلم
شكرا على ماقدمتموه ..... وأرجو لكن و( منكن ) المزيد من التألق

نايت سونغ
10-01-2009, 14:16
أحلاااااااا سلاااام لأحلي منتدي و أحلي بنات :d
كيفكو ؟ اشتقتولي ؟ انا اشتقتلكم موووووووووووووووووووووت :ميت:
ما صدقت رجع النت عندي لاحتي افتح علي المنتدي ماشالله ولعاني بالروايات بتعئــــــــــــــــــــــــــــــد
لك يسلمووووو هالإيدين شاينغ تيرز عن جد روياتك روووعة روووعة روووعة ::جيد:: عن جد نحنا دايما متعبينك معنا
يلا سلاااام موووووووووووووووووواه

مجنونة انجل
10-01-2009, 14:19
هااا بناات شخبار الامتحانات


ان شاء الله اوكي



درسوا عدل تالي تعالوا اتحفونا بالروايات


:)

ماري-أنطوانيت
10-01-2009, 18:41
http://www.almlf.com/get-1-2009-h5b9zto9.gif



إلـــى .....
الـــرومنسيات..الــحالمات..رائــعات هذا المشروع الحلم
شكرا على ماقدمتموه ..... وأرجو لكن و( منكن ) المزيد من التألق
هلا ومرحبا فيك عزيزتي بالمشروع...
العفو قلبي على كلامك الرائع مثلك...
وبإذن الله يستمر تألقنا من دعواتكم وتشجيعكم المستمر...
والصراحه...اسمك تووووووحفه:D


مرررحبا بنووتااات

كيفكن

ليه مافي حدا بيكتب روايات هلأ :(

انا بدي اقرا رواية اسما التضحية لروايات عبير الجديدة

ازا حد عندو ياها ينزلها هووون بلييز
هلا وغلا عزيزتي...
اول شي حياك الله في المشروع...
ثانيا بالنسبه لكتابة الروايات ان شاء الله راح ننزل روايه جديده بكره
واحنا نتأخر في تنزيل الروايات لسببين...
اول واهم سبب نقص عدد الكاتبات الي يساعدونا في كتابه الروايه
يمكن في بس بنتين او ثلاث كحد اقصى هم الي مستمريين في الكتابه
ثانيا حتى البنات الي يكتبون يحتاجون وقت ومجهود ومش دايما متفرغين
احيانا يكونون مره مشغولين...وما نقدر نلومهم دراسه وشغل ومسؤليات
ومع ذلك يلاقون لنا وقت لكتابه الروايات...
بس ان شاء الله يزيد عدد المساعدات في الكتابه عشان نقدر نكتب
ننزل اكبر عدد من الروايات...
اما بخصوص الروايه الي طلبتيها...ان شاء الله ندور عليها ونحاول نكتبها::جيد::


روايات غاية في الروعة
مشكوووووووووووورررررررررررييييييييييييييييييين
تسلميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييين
وحيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااك في المشروع


واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو




مجهوووووووووووووووووووووود تشكرووووووووووووووووووووون علييييييييييييييييية





ربي يسلمكم




والى الامـــــــــــــــــــــام دااااااااااااائما ^ o ^




رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة








تحيتي لكم احبتي
هلاااااااااااااا وغلااااااااااااا فيك نمله ناريه
منور المشروع بلهيبك....
تسلمين قلبي على كلامك..:)
------------------
بيني وبينك قلبي اسمك الصراحه غرييييب....بالله شلون طرى على بالك:D

ماري-أنطوانيت
10-01-2009, 18:48
كيفكم بنوتات..
وحشتووونى..
تسلم الايادى على الروايات الحلوة..
الله يسعدكم..
هلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا والله يا عسل...
وحشتينا كثييييييييييييييير والله....::سعادة::
اخبارك؟؟؟...عساك عالقوه...
وايش اخبار اخر كتاباتك...ان شاء الله ماشيين;)


سلام لالطف الكائنات,,اقصد طبعا البنات
احممممممممم
اقصد جميع من في هالمشروع\بلاش عنصريه
مشكورين على تعبكم والله يعطيكم العافيه
هلاااااااااااا والله مرام
ههههههههههههههههههههه لا عادي انا راضيه بالعنصريه
وخاصه ضد الرجال...فلتحيا المرأه:cool:
احم....قدوه سيئه هههههههههههههههه


أحلاااااااا سلاااام لأحلي منتدي و أحلي بنات :d
كيفكو ؟ اشتقتولي ؟ انا اشتقتلكم موووووووووووووووووووووت :ميت:
ما صدقت رجع النت عندي لاحتي افتح علي المنتدي ماشالله ولعاني بالروايات بتعئــــــــــــــــــــــــــــــد
لك يسلمووووو هالإيدين شاينغ تيرز عن جد روياتك روووعة روووعة روووعة ::جيد:: عن جد نحنا دايما متعبينك معنا
يلا سلاااام موووووووووووووووووواه
احلااااااااااااااااا رد لاحلااااااااااااااااااااا بنوته...
احم احم...طبعا كلكم حلوات يا بنات...بس يعني احم...انتوا فاهمين:مرتبك:
ههههههههههههه
والله احنا اشتقنا لك اكثر قلبي..


هااا بناات شخبار الامتحانات


ان شاء الله اوكي



درسوا عدل تالي تعالوا اتحفونا بالروايات


:)
هلا هلا هلا هلا هلا هلا هلا هلا هلا هلا والللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله
هلا والله بالمجانين....احم بالحلوين
اخبارك يا عسل....
والله وحشتوني كثير...
الله يقطع الجامعه وسنينها الي شغلتني عنكم....:بكاء:


=================================================
ا ن شاء الله الروايه راح تنزل بكره...
وعذرا على التأخير....
بس والله مو بيدنا...لان عدد الكاتبات مره قليل ما يزيدون عن 4 بنات
وطبعا الكاتبات هم نفسهم نفسهم ما يتغييرون فتعب عليهم
وما اقدر اضيق عليهم بكثره الروايات والوقت المحدود...

تقبلوا تحياتي..
ماااااااري

shining tears
11-01-2009, 19:01
مجلة روايات احلام
رجل ليوم واحد


الملخص:
رجل ليوم واحد....
تنهدت ديانا بقلق فكل ما في الطبيعة من جمال وسكون حولها لم يدخل الراحة الى قلبها. عمتها مريضة على فراش الموت وهي تطلب بإلحاح رؤية زوج ديانا، لكن زوجها مات ولن تستطيع اخبار عمتها بهذا ابدا...
اخيرا اتخذت قرارا متهورا: هناك في المستشفى القريبة رجل غريب وهذا الرجل فاقد الذاكرة، فما الذي يمنعها من ايهامه بأنه زوجها؟
كانت ديانا على الرغم من زواجها القصير ماتزال ساذجة قليلة الخبرة في الحكم على الرجال،فلم تدرك انها لن تستطيع استغلال رجل كآدم ونتربورن دون ان تدفع الثمن غاليا....

shining tears
11-01-2009, 19:03
1- من أنا؟....


اوحت الغرفة على الرغم من بساطتها بالطمأنينة والسلام وكيف لاتكون كذلك، وهي التي كانت مفرا له من الكابوس الذي كان يعيشه ولقد استطاع في الايام القليلةالماضية ان يمعن النظر في تلك الغرفة ولكنه الان وبعدما راح جسده يتخذ عليه مطالبا ادراك كم هي ضيقة.
كانت جميع الراهبات اللواتي اتعنتين به وخدمنه حتى اعدن اليه صحته رائعات حقا. ومع هذا، كانت تلك بيئتهن لا بيئته، فهن قد اخترن العيش زاهدات بالحياة مكرسات انفسهن في خدمة الله واتباعه من الانسان.
كأن يأتيه في بعض الاحيان حس باطني يؤكد له ان هذا النمط من العيش بعيد عن النمط الذي اعتاد عليه. كأن يتألم كثيرا حين يحاول تحديد هويته ولم تستطع العناية واللطافة التي حظي بهما من تخفيف كآبته الناتجة عن عجزه عن تذكر اي شيء قبل تحطم الطائرة، وعلى الرغم من ان الطبيب اخبره بأن حالته لم تكن غير عادية وان ذاكرته ستعود اليه في اي وقت، فقد شعر بأنه بدأ يفقد الثقه بتشخيص الطب.
لقد اخبروه بحادث الطائرة. وكان عاش كوابيس عدة عندما نقل الى مستشفى الارسالية الواقعة في الجبل وكان عليهم ان يخبروه بأنه لم ينج احد سواه. بدا هاذيا ودهشا وكان ينضح عرقا كلما سمع ازيز طائرة تحلق في الفضاء. الا ان هذا الخوف لم يلبث ان راح يقهقهر تدريجيا ليحل محله شعور بالراحة رافقه فضول زائد.
لم يستطع في البدء فهم لغة الراهبات ولغة ذلك الطبيب الاسمر الوجه، ولكنهم عادوا فاستخدموا الانكليزية الركيكة ليشرحوا له ان الطائرة قد احطمت عندما كانت تجتاز منطقة الانديز في امريكا الجنوبية وان المستشفى واقعهفي جبل قابع في مقاطعة مونترفيرد. وهي قرية صغيرة برتغالية اللغة تحاذي بولفيا والبارغواي.
اعلمت ادارة المستشفى السلطات بذلك الحادث ولكن لان الطائرة كانت تخص شركة برازلية ولان مونترافيرد تبعد اميالا عن ضوضاء مدينة ريودي جانيرو سارت الامور ببطء. كان هناك اشخاص انكليزيون اخرون على متن الطائرة ايضا مما جعل الامور اكثر تعقيدا. كان الامر يدعو الى القلق ويحبط النفس وخاصة بعد التأخير المستمر في اجراء التحريات. لم يكن يطيق صبرا حتى يعرف هويته ومع ذلك كان بين الحين والاخر يطلق العنان لخواطره ويصدق انه قد لايستعيد ذاكرته ابدا.
فتح الباب المؤدي الى غرفته فأعلن عن وصول احدى الراهبات وهي تلك الاخت انا التي كانت تدنو الان من سريره بهدوء، وهي تبعد عينيها عنه. الاخت انا شابة، لايزيد عمرها عن الثانية او الثالثه والعشرين، وهي تعجز امامه عن المحافظة على هدوئها ورباطة جأشها وبما انها كانت تدرس اللاهوت في دير في الولايات المتحدة فقد استطاعت ان تتعلم الانكليزية بطلاقة، وهذا مادعاها الى القيام بتلبية مطالبه واحتياجاته.
بدا هذا ايضا غريبا بالنسبة له. فالانسان يعتقد ان فاقد الذاكرة يفقد كل شيء حتى المعلومات السابقة ولكن الامر كان على خلاف ذلك. كان يعلم تماما ماتعنيه الولايات المتحدة وكان يعرف معنى دير الرهبنة.
قالت الاخت انا

shining tears
11-01-2009, 19:04
:
-مساء الخير ياسنيور كيف حالك الان؟
تنهد قليلا ثم القى راسه على الوسادة الملقاة خلفه. الم الراس الذي لازمه قد بدأ يخف تدريجيا.
-انا افضل بكثير.
اجاب تلك الاجابة ثم مد يده الى لحيته التي لم يحاول احد منذ فترة طويلة ان يحلقها له:
-متى اسطتيع المغادة؟ كانت الاخت الفيرا هنا هذا الصباح وبدت وكانها لم تفهم كلمة مما قلت.
رفعت الاخت انا عينيها الجمليتين اليه:
-الاخت الفيرا لاتتكلم الانكليزية ياسنيور كنت اساعد الطبيب غيارمو في عملية جراحية لذا لم استطع الوقوف على خدمتك.
عقدت ذراعيها كما اعتادت ان تفعل وتابعت تقول:
-لن يسمح لك الطبيب غيارمو بالمغادرة قبل عدة ايام ياسنيور. عليك ان تتذكر ان جسمك قد تعرض لصدمة قوية.
-ولكنني اشعر بتحسن تام. يبدو ان لا احد على علم بالحالة المستعجلة الحاصلة. الم يخطر على بال احدهم انه كان هناك سبب وجيه دفعني الى زيارة امريكا الجنوبية وان في هذه اللحظة، شخصا ما، في مكان ماقلق علي؟
قالت الاخت انا وهي تظهر هدوءا واهيا:
-نعلم هذا ياسنيور كما نعلم انك تريد استرجاع ذاكرتك والعودة الى نشاطاتك العادية ، ولكن الاتعتقد انه لو كان هناك من يقلق عليك لقام بالتحريات اللازمة؟
-ولكن هل لاقى خبر الاصطدام هذا حقه في الانتشار؟ انا اعرف ان الصحف لا تغطي خبرا كهذا تغطية جيدة. لا بد ان الصحف قالت ان اصطداما كبيرت حدث اليوم باكرا في مونترافيرد وكان حصيلته ستين او سبعين قتيلا بينهم ستة سياح بريطانيين. ولا احسب احدا سيضيف شيئا الا اذا تكرم احدهم وبذل قليلا من الجهد لمعرفة التفاصيل.
بدت الاخت آنا منزعجة ومتفاجئة فقالت:
-لو كان لديك زوجة او عائلة لاهتموا بالموضوع ولبذلوا قصارى جهدهم في البحث عنك.
تنهد قليلا ثم قال:
-هذا ان كانوا يعلمون انني سافرت على متن تلك الطائرة، ربما؟ ولكن، ماذا ان كانوا لايعرفون شيئا من هذا كله؟ ماذا لو كنت اعمل في ريودي جانيرو ثم استقليت فجأة طائرة الى لاباز، هل سيعرف احد بذلك؟
ارتبكت الاخت آنا ثم قالت:
-ان كنت تعمل في ريودي جانيرو، فهذا يعني ان الموظفين هناك سيلاحظون غيابك عن العمل.
تهجم وجهه وهو يقول:
-ربما هذا صحيح، او ربما لا

shining tears
11-01-2009, 19:50
ثم مد يده وراح يفرك جبهته التي كانت ترشح عرقا فالجهد الذي كان يبذله لتذكر شيء ما- اي شيء – متعب للغاية.
اقتربت الاخت انا فحركت الوسادة تحت رأسه بعزم ثم قالت:
-انت تعلم ان ذلك لن يجدي نفعا كما تعلم ايضا انك بذلك ترهق نفسك وهذا ما سيغضب الطبيب غيارمو
حول رأسه الى الجهة الثانية وهو لايبالي بما تقوله الاخت انا بل يحس انه يرشك ان يقول لها فليذهب الطبيب الى الجحيم . لقد اصيبت حياته بتوقف وجمود تامين لذا يرى انه يحق له استعادة روابط الماضي التي فقدها على اثر ذلك الحادث.
ولكن سرعان ماتبدد غضبه وحل محله ذلك الشعور بالكآبة والهم، اللذين كانا يرافقان محاولاته اليائسة لمعرفة هويته. ثم نظر الى الاخت آنا عابسا ممعنا فيها النظر بقصد اثارتها وقد جعل بنظراته تلك وجنتيها تتوهجان احمرارا
-اخبريني، مالذي يدفع فتاة مثلك الى خوض هذا المضمار الشاق؟
سألها بصوت خافت جدا.
-من فضلك ياسنيور؟
قالت تلك الكلمات ثم راحت تقيس سرعة نبضه غير ان عينيه بعد انتهاء من قياس النبض والحرارة راحتا ترافقانها اينما اتجهت في الغرفة.
-مم تخافين؟
وعندما امتنعت عن الاجابة اضاف:
-انه سؤال بسيط. فلماذا لاتجييبن عنه؟
-لي هناك من جواب بسيط ياسنيور.
نظر اليها بتهكم وقال:
-هذا ليس برد ياختاه.
-ليس بوسعي ان اخبرك ماليس لي به علم ياسنيور
قصدت الباب ثم قالت:
-ستحمل لك الاخت كارلوتا وجبة العشاء الى هنا حالا.
-لست جائعا، لاتذهبي.
ثم رمقها بنظرة جعلت وجنتيها تتوردان ثانية.
-علي ان اذهب.
-لماذا؟ هل تخافين مني؟
ابتسم لها ابتسامة صغيرة ثم اضاف:
-اتعلمين انني ربما كنت كاهنا وبذلك يكون بيننا قاسم مشترك.
-لا، لا اظن ياسنيور.
-لم، لم لا؟
امسكت ثوبها بطرف اصابعها وشدته بعنف وقالت:
-انك لاتتصرف تصرف الكهنة.
-وكيف لي ان افعل وانا لا اعرف من انا وماذا اكون؟
-لا لست كاهنا ابدا فثمة شيء اخر، شيء ما يمكن داخل عينيك ، شيء مايجعلني متأكدة.
نظر اليها بعينين ساخرتين ثم قال.
-ابسبب الطريقة التي انظر بها اليك؟ الا انني اجد فيك ما يريح ويسر نظري؟
-سنيور
انزعجت الاخت آنا مما قاله كثيرا، واحس بتأنيب الضمير فجأة ، فقد كان يستخدم تلك الفتاة البرئية الطاهرة ليهرب من افكاره القاسية. وكان بتصرفه هذا قاسيا وصارما.
تأوه قليلا ثم قال:
-اذهبي، انا اسف ان كنت اهنتك او اسأت اليك.
ترددت الاخت آنا بعض الشيء وكأنها تود لو يضيف شيئا آخر. ولكنها لم تلبث ان تنهدت تنهيدة عميقة ثم غادرت الغرفة.
ابعد الغطاء عنه ثم نهض من السرير لاعنا وشاتما هذا الوهن الذي يشعر به كلما لامست قدماه ارض الغرفة الخشبية.
حاول ان يستقيم في وقفته، فإذا بألم رأسه يعود مجددا لانه بذل جهدا لم يعتد القيام به في هذه الاونه فانتظر ريثما يهذ راسه ثم توجه بهدوء الى النافذه حيث وقف يتأمل الطبيعة

shining tears
11-01-2009, 19:52
كان المنظر مذهلا ورائعا فراح يفكر في ان المصابين بداء القرحة من رجال الاعمال يدفعون بسخاء لقضاء اسابيع قليلة في مكان هادئ وجميل كهذا.
لوى فمه مفكرا كيف عرف ذلك؟ هل كان مطلعا على عالم الاعمال الى هذا الحد؟ وهل هو احد اولئك الرجال المصابين بداء القرحة؟
وضع يده على عضلات معدته ضاغطا عليه.
لا، لو كان مصابا بداء القرحة لاكتشف الطبيب غيارمو ذلك بنفسه، ففحوصاته كانت شاملة ولم يكن ليفوته شيء من هذا القبيل.
تنهد ثم سحب نفسا عميقا من هواء الجبل النقي. كانت المستشفى مبينة على طرف الجبل، تحتها واد عميق بعيد ينساب فيه بشكل فوضوي نهر تسقسق مياهه شاقة طريقها بين الصخور المغطاة بالطحلب والنبات الاخضر. ولكن اروع واعظم منظر يرى كان منظر قمم لجبال المكسوة بالثلوج التي كانت تشكل بدورها قسم القارة الاساسي. كانت الانديز ببهائها جميلة من تحت متعرجة من فوق.
حينما كان واقفا يراقب ماحوله ادرك انه على الانسان ان يستفيد من اية تجربة يمر بها . ربما كان هو نفسه المخطئ، فقد جاهد طويلا بدون اي امل ليتعلق بحبال حياته التي اضاعها في العالم المتنافس خارجا، ولقد كان دائما يقع فريسة ضغوطات المنافسين.
امسك رأسه بين يديه لان ألم الرأس عاد من جديد. كان الان يسمع اصواتا في الممر خارج غرفته، فلما ظن انها كارلوتا هرول الى السرير وماهي الالحظات حتى فتح الباب الذي اطلت منه عجوز تجر عربة الطعام. انزعجت كارلوتا انزعاجا شديدا عندنا رأته خارج فراشه واخذت تثرثر بلغتها الخاصة وتشير له برأسها حتى صعد الى فراشه بسرعة وكأنه اخرق. صر على اسنانه خاضعا بهدوء للانتهار غير مفهوم الذي وجهته له، ثم راح يلعن نفسه لانه لم يرد عليها الاهانة.
لكن شعوره بالتعب الثقيل بدأ يداهمه فأسند جسمه الى الوسادة وهو يحس بضجر كبير.
غادرت كارلوتا الغرفة غاضبة اما هو فراح يلتقط طعامه من غيرشهية.
بعد لحظات قليلة فتح باب غرفته ثانية فنظر غير دهش الى الطبيب الواقف امامه على العتبة فقد عرف ان كارلوتا لن تضيع وقتا قبل اخبار الطبيب عن تصرفه.
تقدم غيارمو بهدوء الى داخل الغرفة، ثم قال:
-اتعلم سنيور ماسبب مجيئي؟
-طبعا اعلم. اخبرتك كارلوتا انني تصرفت تصرف ولد شقي، واستحق العقاب.
هز غيارمو رأسه ثم قال:
-ليس صحيحا على الاطلاق ياسنيور. اتظن انني اصر على بقائك في الفراش لغرض شخصي كريه؟ انك تعلم ان كل ما اقوم به هو في سبيل مصلحتك.
-نعم، نعم اعلم هذا.
اسند رأسه الى الوسادة متجاهلا الازعاج الذي سببه له لطبيب ، ثم اضاف:
-ايها الطيب ، لقد مللت فعلا, الاتفهم ذلك؟ مللت لقد مضى على وجودي هنا كم؟ كم يوما؟ يبدو انك لاتدرك كم هي طويلة هذه الايام علي. ليس لدي ما اقرأه ولا من اتكلم اليه ولا اقوم الا بالاستلقاء على السرير والتحديق الى السقف.
-انه سوء حظك سنيور فليس لدى المستشفى كتب انكليزية ولكن هذا لا يعني ان تبقي مهموما مغموما فصحتك تتحسن باطراد. نعم مازلت ضعيفا ولكنني اظن انك غدا قد تغادر الفراش وتجلس قرب النافذه.
-متى ستتحرون امر هويتي؟ متى ستعرفون من اكون؟
-لقد بدأت الامور تنقشع ياسنيور، فالسلطات....
-آه، دعني من هذا الكلام على الاقل؟
قبض يديه باحكام ولكن سرعان ما خمد غضبه وذلك حين بدأ الالم المميت في رأسه يزدد آه ، اللعنة؟ يالذاك الالم المميت.
عض غيارمو على شفته بأسف ثم قال:
-لو كان هناك ما استطيع فعله لما ترددت لحظة في القيام به. ولكنني عاجز امام حالتك. ليس عندك مشكلة، فلا ضغط على الدماغ، وليس هناك مايحول بينك وبين استعادة ذاكرتك غدا. صدقني ، ياسنيور لقد قابلت حالات كثيرة كحالتك.
عندما يصبح جسمك قادرا على تحمل الجهد، فإن ذاكرتك ستعود اليك. صدقني؟
اغلق عينيه ولكنه عاد لينظر الى الطبيب ثم قال:
-اعرف، اعرف هذا، واعرف انك تبذل قصارى جهدك لستاعدني، ارجوك تقبل اعتذراي.
بسط غيارمو يديه ثم قال:
-لاداعي الى هذا سنيور انا افهم شعورك ، لكنك لن تغادر سريرك قبل ان آذن لك، ليس كذلك؟ كان من الممكن ان تتعثر فتقع ارضا وتظل ملقى على الارض ساعات طوال قبل ان يعرف احد بأمرك.
علت وجهه ابتسامة باهتة ثم قال:
-صحيح ايها الطبيب.

shining tears
11-01-2009, 19:55
**~~" 2- ماذا أفعل؟.... "~~**

اطلقت ديانا العنان لفرسها التي راحت تقلها الى طريق الجبل وهي طريق اعتادت عليها الفرس. كان كل شيء يوحي بالسكون والراحة، فلا صوت النسيم الخافت الذي كان يحرك اكوام نبات الخنشار على حافة البحيرة، وكانت الشمس تغرق في السماء. تنهدت ديانا قليلا وراحت تتأمل ما حولها من مناظر فإذا هي لم تتغير اقل تغيير فتساءلت كيف استطاعت التعايش مع بيئة ماثيو الاصطناعية دون ان ترى بلدها هذا.
لقد كانت حمقاء حقا حين تصورت خلاف ذلك.
تملكها وجوم شوه جمال جبينها. ولكنها اصبحت اكثر خبرة بعد ان ابتعدت عن مونترافيرد مدة تزيد عن الثلاث سنوات. يالسذاجتها! كانت ساذجة فعلا حين صدقت كلمات ماثيو حول العواطف الازلية وهو الذي، بعد مرور ثلاثة اشهر على زواجهما، راح يوجه اهتمامه الى فتاة اخرى. احست بشيء يقبض على نفسها حين تذكرت ما لاقته من ذل واحتقار.
كانت ديانا تعلم انه لولا اعتراض عمتها ريبكا امرأة مؤمنة ورصينة، وكانت العهود التي اتخذها كل من عمتها وماثيو ثابته حتى الموت..
لم يكن لديانا من تلجأ اليه سوى عمتها نعم كان هناك سابقا" هاري وهو ابن عمها الذي تزوج منذ ثلاث سنوات وقد انتخب مؤخرا" لبلدية مونترافيرد لذا لك تستطع ان تجبر نفسها على كتابة رسالة تشرح له فيها مشاكلها على الرغم من انها كانت تعلم انه سيساعدها إن استطاع.
والداها قتلا في الثورة عندما كانت طفلة صغيرة ثم اغتيل ولالد هاري الذي كان يشغل منصب الرئيس كان وقتا" رهيبا" بالفعل ، فالمحرض كارلوس ولى نفسه رئيسا" وارسلت ديانا للعيش مع عمة والدها الكبرى في قصر لاروشا.
وكان ان بقيت ديانا هناك حتى تعرفت إلى ماثيو سليس وذلك في حفل استلام الرئيس الجديد مهام الرئاسة في قصر تيرفادا.
حثت الفرس خطاها متخذة مجرى النهر المنساب وصولا" إلى اسفل الوادي ورفعت ديانا ناظرها تراقب نسرا" رادا" جناحيه.
عادت ديانا إلى القصر فإذا عمتها في حالة مزرية كان فكرها مازال مشغولا" في إيجاد حجج تبرر فيها غياب زوجها ماثيو الذي كانوا يتوقعون وصوله قريبا" فعدم مجيئه سيدخل الشك إلى سريرة عمتها عاجلا" ام اجلا" وعندها . . .
نظرت ديانا إلى يدها وهي تحدق إلى خاتم الزواج العريض المرصع بحبيبات ماسية فرغبت في انتزاعه لكي تمحو كل اثر دنيء تركه زواجها الذي لم يكن زواجا" البتة ، ولكنها لم تستطع ذلك . فما دامت عمتها على قيد الحياة فلا بد لها من التظاهر بأن زوجها مايزال زوجها مع ان الحقيقة هي عكس ذلك تماما" . . فماثيو قد مات وانتهى . . .
عبثا" تحاول ان تقنع نفسها بأنها حزينة على موته وكيف تتأثر وهي لاتحبه الآن بل تشك في انها احبته يوما" فالـ حب لا يموت دون ان يخلف اية آلام.
لم تكن تشعر تجاه ماثيو إلا بانجداب حسي ولو كانت اكبر سنا" ، اكثر خبرة ، لرأت الأمر على حقيقته ولكنها امضت حياتها داخل سجن عمتها ذلك القصر المنعزل وحياتها هذه دفعتها للاستجابة إلى اول نداء من رجل وسيم وجذاب كماثيو .
وماثيو هذا كان جذابا" بالفعل وذا خبرة في مغازلة النساء مما سهل عليه الصول إلى قلبها.
امسكت خصلة من شعرها الذهبي الطويل ولفتها وراء اذنها الصغيرة ماأشد ماكان عليه غباؤها.
اشتعلت النار في وجنتيها وهي تتذكر الإهانة والمذلة التي تعرضت لهما حين اتما زواجهما الحقير فماثيو مدمن تناول الكحول تلك العادة السيئة التي اكتشفتها فيه غير انه كان يعكف عنها فقط حين كان يقوم بالسباق جاعلا" حياته فريسة القدر ولك يكن يأبه بديانا المسكينة او يقيم لها اعتبارا" وكان حين يشبع رغبته الجسدية منها تضطجع ديانا في سريرها والدموع تملأ عينيها اما ماثيو فكان يستلقي على جنبه ويغط في سبات عميق غير مكترث بدموعها.
كان هذا ماقتل مشاعر الفتاة التي نشأت على يدي عمتها وتعلمت في الدير حتى لم تعد تتحمل لمسات زوجها لها.
ربما كانت هي المسؤلة جزئيا" عن مأساة زواجهما ذلك انها توقعت منه الشيء الكثير وهي التي لم تكن على دراية بعالم الرجال لتقرر ماإذا كان تصرف ماثيو مثاليا" وقد شكرت ربها كثيرا" لأنها لم تنجب منه اية اطفال فهي لم ترغب من يذكرها بحماقتها تلك.
كان قصر قامتها قائما" على طرف الوادي وهو قصر كبير امتزجت الوان جدرانه بلون التلة الصخرية حتى بدا وكأنه جزء من تلك الصخور.

shining tears
11-01-2009, 19:56
استطاعت الفرس شق طريقها بين الصخور حتى وصلت بوابة دخلت منها إلى حوش صغير هناك امسك خادم الفرس ودخلت ديانا من باب خشبي مزخرف.
مساحة القصر ضيقة ومحدودة على خلاف ماقد يتصور الناظر من الخارج في الداخل درج لولبي صغير يؤدي إلى الطابق العلوي اما المدخل المقوس الشكل فقد كان يفضي إلى غرفة واسعة تطل على الوادي فيها موقد يستعمل حتى في ايام الحر بسبب سماكة جدران القصر التي تدرأ الحرارة عنها وهذه الغرفة هي غرفة جلوس.
كانت كلوديا رفيقة عمتها العجوز تجلس في غرفة الجلوس مشغولة بالحياكة وهو عمل تدأب عليه دائما" وتتقنه اتقانا" دفع ديانا إلى التعجب فكلوديا لاتلجأ إلى النظارات او العدسات المكبرة تطلعت المرأة إلى ديانا فابتسمت لها ابتسامة ناعمة ومهذبة كانت كلوديا تقوم برعاية السيدة ربيكا دي لاروشا بعد زواج ديانا.
- مضى على غيابك وقت طويل ، سنيورا حتى بدأت اقلق عليك؟
القت ديانا قفازيها على الطاولة الموضوعة قرب الموقد وهزت كتفيها . لم يكن سؤال العجوز يدعو للاستغراب إلا ان ديانا تضايقت منها قليلا"
- لقد بقيت عند هاري ومارشا اكثر مما كنت انوي فأنا لم ارهما منذ وقت طويل وكان لدينا الكثير من الكلام.
- أومأت كلوديا برأسها ثم قالت:
- عمتك مازالت نائمة والممرضة تجلس بقربها الآن ارى انه من واجبك ان تتفقديها.
ترددت ديانا ثم قالت.
- كيف تجدين عمتي ياكلوديا اعني . . . هل تعتقدين انها ستتحسن؟
بما انك سألتني فأجيب ان نعم نعم ستتحسن ولكن هل لديك سبب وجيه يحدوك إلى طرح سؤال كهذا ؟ لا احسبك تريدين العودة إلى اوروبا بما . . .
قاطعتها ديانا وقد بدأ وجهها يتورد:
لا لا ابدا" . . انا انا بطبيعة الحال انت اقرب مني إليها ياكلوديا . . .
اعني . . . اعتقدت انك ربما تعرفين إن كان هناك اي تحسن.
نظرت كلوديا اليها بعينين فاحصتين ثم قالت :
- هل هناك مايقلقك ياسنيورا ؟ فأنت تبدين مرهقة؟
ادارت ديانا وجهها لتخفي معالمه ثم قالت:
- لا ليس هناك اي شيء.
- وانا التي ظننت قلقة على تأخر زوجك عن القدوم
احنت ديانا رأسها لئلا تلاحظ العجوز القلق البادي في عينيها ثم قالت:
- ماثيو لابد قادم قريبا" . اعذريني فأنا ذاهبة لأطمئن على عمتي.
ارتقت ديانا الدرجات خافقة القلب ، فحتى كلوديا بدأت ترتاب في هذا الأمر عندما ستتحسن صحة عمتها ستسألها حتما" عن ماثيو وعن سبب تأخلاه عنهم ولكن ماذا ستخبرها بعد مااخبرها به المحامي ؟ كان القصر بيتها الوحيد بيتها الذي تحتمي به من العالم الخارجي.
عاودها الشعور بالخوف فاضطربت اعصابها واحست بأنها مريضة ومنهارة كليا"
كان الطابق الأول يقود إلى اتجاهين في احد هذين الاتجاهين غرف النوم غرفة عمتها افضل الغرف جميعا" فهي واسعة إلى حد كبير جعلها في طفولتها تخافها اما الآن فأصبحت تعبق برائحة الادوية وقد اغلقت النوافذ كلها خشية من شمس النهار الحادة.
ودخلت ديانا إلى غرفة عمتها فوقفت الممرضة ذات الثلاثين عاما" السمراء الوجه القوية البنية مبتسمة لها ابتسامة خافتة ثم قالت:
- مساء الخير ياسنيورا هل استمتعت بنزهتك.
- نعم ، شكرا" لك.
حولت ديانا نظرها الى السرير:
-كيف حال عمتي الان؟
-لقد امضت عمتك طيلة الظهيرة نائمة ياسنيورا. ولكنني ارى ان تنفسها تحسن قليلا.
عضت ديانا على شفتها ثم ابتسمت قائلة.
-لقد تعبت دون شك من الجلوس طوال الوقت. اقصدي تانيا لتناول شيء مامعها.

shining tears
11-01-2009, 19:59
ترددت الممرضة بيترز ثم قالت:
-سوف يحملون لي العشاء الى الغرفة.
-الاتودين الاستمتاع بعشائك؟
-بكل تأكيد ياسنيورا.
-حسنا اذا اذهبي الان.
-حسنا، هذا لطف منك ياسنيورا.
هزت ديانا رأسها للممرضة التي ما ان ذهبت حتى جلست ديانا تنظر الى النوافذ المغلقة. من هنا كان باستطاعتها ان ترى كل الوادي، لكن الغرفة الان معتمة وباردة فالنوافذ كانت مغلقة باحكام.
نظرت الى العجوز الممددة على السرير. بدت كالعمياء في نومها على الرغم من ان نظرها كان حادا وقويا في يقظتها، ولكن سمعها ماعاد قويا فهي الان في الثمانين من العمر.
تحركت السيدة في سريرها فقالت شيئا لم تفهمه ديانا. غير انها لم تستيقظ، بل كانت تتكلم في نومها وتشد غطاء السرير باصابعها. نظرت ديانا الى الباب المغلق فترددت في نداء الممرضة. اتهذي عمتها ام تتألم ام تشعر بعدم الراحة في نومها؟
هذأت ريبيكا ثانية فاطمأن بال ديانا عندما تحركت عمتها مجددا وانحنت اليها ديانا لانها بدت تريد قول شيء.
-يجب الا... يجب الا.... تدعوها تذهب.
هزت ديانا رأسها:
-من هي التي يجب الاندعها تذهب ريبكا؟
ولكن ريبيكا لم تسمعها:
-ماكان يجب ان تفعل ذلك، تعلمين انه لايجدي نفعا.
-مالذي لايجدي نفعا، ريبيكا؟
-كان يجب ان يعمل بنصيحة ام راوول. ان يدعها تتكلم الى ... الى ديانا.
ثم لم يلبث ان خفت صوتها ولكن ديانا ارتعشت.
ماذا يعني كل ذلك؟ ولماذا كانت عمتها قلقة بشأن ذهابها؟
ولكن الى اين؟ وعم كانت تتكلم؟
بقيت ديانا تفكر في ماجرى حتى دخلت الممرضة بيترز مبتسمة:
-ماالطفك سينورا فقد تناولت عشائي خارجا حيث الطقس جميل وبارد وهذا المساء.
-حسنا، سيكون لك ذلك في الغد ايضا، فمن حقك ان تستمتعي بوقتك ولو قليلا.
-من واجبي، كمواضفة هنا، ان اقوم انا بخدمتها.
توجهت ديانا نحو الباب وقالت:
-يجب ان اذهب الان، اراك لاحقا.
اومأت الممرضة برأسها وابتسمت مجداد لديانا الخارجة من الباب متأرجحة الافكار. كانت العجوز كلوديا لاتزال قابعة في غرفة الجلوس غارقة في الحياكة ولكن ديانا لاحظت انها بدلت ثوبها. ونظرت كلوديا الى ديانا وهي تدخل الغرفة فاستغربت الدهشة التي اعتلت وجه الفتاة فسألتها:
-هل من خطب ياسنيورا؟ هل هي عمتك؟ لاتقولي انها تعرضت لازمة اخرى!
-لا... لا شيء من هذا القبيل... مازالت نائمة.
-فهمت، هذا جيد . ولكنك تبدين متعبة ياسنيورا! هل انت متأكدة انه ليس هناك ما يزعجك؟
استرخت ديانا على الكرسي وقالت:
-امن الضروري ان يكون هناك مايزعجني سوى صحة عمتي ريبيكا؟
تركت كلوديا قطعة الصوف التي كانت تخيطها ولفت يديها حول حجرها ثم قالت:
-هل انت متأكدة انك لست قلقة بشأن زوجك، ياسنيورا؟
صرت ديانا على اسنانها وراحت تنقر بأصابعها على الطاولة الموجودة جانب كرسيها وقالت:
-سبق ان اخبرتك ان ماثيو سيصل قريبا.
اخذت كلوديا تحدج الفتاة بنظرة شاملة:
-اظن ان عمتك تعتقد خلاف ذلك ياسنيورا.

shining tears
11-01-2009, 20:01
-ماذا تقصدين؟
-ربما ماكان علي قول ذلك.
-لكنك قلته ياكلوديا ماذا كنت تقصدين؟
نظرت كلوديا الى يديها ثم قالت:
-لقد كانت عمتك قلقة عليك ياسنيورا، فهي تخاف الا تكوني سعيدة مع ذلك الشاب الانكليزي.
-ماذا؟
دهشت ديانا حتى كادت لاتصدق ما تسمع. يجب ان تعرف العمة ربيكا ان ابنة اخيها لم تعرف للسعادة معنى ولم تذق طعما" مع ذلك الإنكليزي يالذلك الأمر المحير.
ثم اردفت تقول :
- هذا صحيح، فمنذ بدأت صحتها بالتقهقر ازدادت قلقا" عليك إنها تخشى ان تتركي زوجك إن اصابها شيء كنت ما تخشى ان تطلبي الطلاق فتنقضين بذلك عهدك لها.
- قامت ديانا من مقعدها وقالت بغضب شديد :
- ماذا ايضا"؟
- انت تعلمين ان عمتك لن ترضى بذلك.
فتحت ديانا فمها لتعترض لكنها مالبثت ان اطبقته مرة ثانية.
امسكت ديانا رأسها بين يديها وقالت:
- إن عمتي هي التي ارغمتني على الزواج.
- اعرف هذا ، ولكنها الآن تعتقد انه كان من الأفضل لو لم تتزوجيه.
ارتبكت ديانا ثم قالت:
- تعنين . . انها كانت تخطط لي اشياء اخرى؟
وقفت كلوديا وهي تقول:
- علمت انك كنت تلميذة مجدة في الدير . وحدث احيانا" ان خطر على بالنا انه ربما كان من المستحسن لو . . .
- لو التحقت بالدير راهبة تحت التدريب؟
ارعبها ماسمعت ، فهي لم تشعر يوما" بالاستجابة لنداء تللك الحياة.
- هذا وارد حقا"
وفي هذه الأثناء دخلت تانيا مدبرة المنزل وهي تقول:
- متى ترغبين في تناول طعامك ياسنيورا؟
استطاعت ديانا بصعوبة استعادة افكارها السارحة بعيدا" وقالت:
- أه، فلنقل بعد نصف ساعة ياتانيا ، اتفقنا؟
ماإن غادرت الخادمة الغرفة حتى قامت ديانا وهي تقول:
- سأستحم ثم ابدل ملابسي ياكلوديا.
خرجت وخطاها بطيئة مشوشة الأفكار فما سمعته منذ برهة جعلها لاتعرف كيف تتصرف.
لقد فتحت كلمات كلوديا عينيها على اشياء لم تكن تفكر فيها او تحسب لها حسابا" ، والآن لم تعد تأبه إن علمت عمتها بوفاة زوجها ماثيو . . .
حين دخلت الغرفة لاحقا" لتشارك كلوديا وجبة العشاء كانت ترتدي ثوبا" من المخمل الخمري وكان شعرها منسدلا" على كتفيها وماأدهشها ان كلوديا لم تكن وحيدة ، فقد كانت تتحدث إلى رجل اسمر اللون طويل القامة ، يزيد عمره عن الأبعين يرتدي رداء الرهبنة فأدركت انه الأب جورج.
- الأب جورج ؟ آه ، ماأسعدني برؤيتك.
- امسك الرجل يدي ديانا بحرارة وقال:
- يالله، ماهذا ؟ انت ديانا الصغيرة؟ تبدين جميلة . . جميلة جدا:
- اشكر لك اطراءك . . هل ستبقى معنا لتشاركنا العشاء؟
هز الأب جورج رأسه معلنا" موافقته ثم قال:
- هذا من دواعي سروري.
سرت ديانا لبقائه ، فهي لم تكن ترغب في تمضية بقية السهرة مع كلوديا خشية ان تعود إلى استجوابها بشأن زوجها.
اثناء تناول الطعام تحدثوا عن العمة ربيكا . وكان الأب جورج قلقا" عليها.

shining tears
11-01-2009, 20:05
تقدمت عمتك في العمر ووهنت كثيرا" حتى تكاد تقضي عليها اية ازمة تنتابها ، فكوني على استعداد من حسن الحظ ان لديك زوجا" تعودين إليه ولولا ذلك لأصبحت وحيدة فريسة للقدر.
طأطأت ديانا رأسها ، وكأنها تتفحص ماتبقى في كأسها من عصير ثم قالت:
- يأمل الطبيب غيارمو ان يفيدها الدواء الجديد.
- المسكنات تفيد فترة محدودة ياديانا لذا لا تثقي بها ثقة كاملة . لقد عاشت عمتك حياة سعيدة.
نشف الأب جون فمه بالفوطة ثم تابع يقول:
- حسنا" ، ياديانا ولكن عمتك تحتاج إليك انت.
- صحيح؟
- طبعا"، وسيكون الأمر اسهل حين يأتي زوجك ليؤازرك فسعادة عمتك جزء من سعادتك لذا هي قلقة عليك وتريد ان تطمئن على مستقبلك ياصغيرتي.
- نظرت ديانا إلى الأب جورج بعينين قلقتين عاجلا" ام اجلا" سيعود الحديث إلى ماثيو ، ولم لا؟ فمن الطبيعي جدا" ان يسأل كل شخص عن احوال زوجها.
تساءلت ديانا وهي تضع كأسها على الطاولة مالذي دفعها إلى هذا الموقف البغيض؟ بدأ ذلك حين التقت بمحامي عمتها السيد تورنتو في مطار كيرانوفا ، فقد اخبرها هناك ان عمتها مريضة وانها غير قادرة عل تلقي اية صدمات وانها تريد ان ترى ديانا وزوجها قبل ان تموت لتطمئن على سعادة ابنة اخيها.
استمعت ديانا إلى المحامي دون ان تتفوه بكلمة فقد صدمتها وفاته كثيرا" ، ووكان ان امتنعت عن اخبار المحامي بترملها.
لم ينته الأمر بأن كذبت على المحامي فقط بل تجاوزت ذلك حين كذبت على الأب جورج وهو معرفها ، وذلك هو خطؤها الكبير.
بعد ان تناولوا القهوة لاحقا" حاولت ديانا تحويل دفة الموضوع بعيدا" عن زوجها او عمتها.
- يجب ان ازور الدير ، فأنا مشتاقة للاخت آنا والأخت لويزا ووالدة راوول بالتاكيد.
أجاب الأب جورج:
- وهم سيسرون بؤيتك ياطفلتي على الرغم من ان الأخت آناتعمل اليوم في مستشفى الإرسالية.
صبت ديانا القهوة في فنجانها وتابعت تقول:
- هل تحب عملها ذاك؟ سمعت على ماأعتقد أنها كانت تريد ان تترك مهنة التمريض.
رفع الأب جورج حاجبيه وقال:
- اظنها سعيدة بعملها ، مع انني اتساءل احيانا" عما إذا كان هذا النمط من الحياة يناسبها.
- لم تقول ذلك؟
عبس الأب جورج قليلا" ثم قال:
- بما أسأت الحكم ، فالأخت آنا ممرضة متخصصة ولكن هناك رجل في المستشفى واخاف ان . . ربما سمعت عن ذلك المريض ياديانا ، فهو الوحيد الناجي من حادث تحطم الطائرة الذي وقع منذ اسبوعين وذلك بعد وصولك إلى المنطقة بوقت قصير.
اصغت ديانا إلى كلامه ثم قالت:
- لاأذكر شيئا" عن هذا الموضوع لأن عمتي كانت مريضة جدا" في ذلك الوقت و . . . .
- هذا صحيح ، وربما لهذا لم تثر هذه الأخبار اهتمامك ولكن هذا الرجل لايزال في المستشفى فاقد الذاكرة لسوء حظه.
نظرت ديانا فجأة إليه وقالت:
- ماذا ؟ فقد ذاكرته؟
اجابها الأب جورج بنعم وهو يرشف قهوته:
- لقد واجهوا صعوبات كثيرة معه في البداية ، فهو انكليزي غير ان صديقتك الأخت آنا هونتعليهم الأمر قليلا" يقول الطبيب غيارمو إن حالته مؤقتة ، ولكنه حتى الآن لم يطرأ عليه أي تحسسن ملموس . وأخشى انهم بدأوا يفقدون الأمل.

shining tears
11-01-2009, 20:08
ارتعشت ديانا وراحت الأفكار والأحاسيس تتسابق إلى ذهنها وقلبها . يستحوذ عليها الفضول كبير بخصوص ذلك الإنكليزي ، وبعد قليل سألته:
- اتقول إن لاأحد يعرف هويته؟
- لا ، لا أحد . فهذه الأمور تستغرق وقتا" طويلا" ، كما تعلمين ، وهي ليست بالأمر اليسير وقد واجه هوية بعض المسافرين لقد وجدوا ماتبقى من حطام الطائرة لكنهم لم يعثروا على شيء بخصوص هذا الرجل.
- - فهمت.
قالت ديانا تلك الكلمة وهي ترطب شفتيها بلسانها ثم راحت افكار غريبة ومجنونة تتسابق إلى عقلها.
اردف الأب جورج قائلا":
- بما يسمحون لك بزيارته ياديانا وعندئذ حديثه عن بلده الذي قدمت منه منذ فترة وجيزة فلربما استطعت تقديم مايفيده .
- إن . . إن كان هذا سيجدي نفعا" ، فسأقدم عليه ياأبتاه.
- انا لا يهمني امر المريض ياديانا ، بقدر مايهمني امر الأخت آنا ، فهذا الرجل بدأ يؤثر فيها بشكل مقلق.
اشعلت ديانا سيجارة راحت تدخنها بشغف.
ضج فكرها بأفكار وخطط كثيرة وكانت ترغب في مزيد من الاستفسار عن ذلك الرجل ولكنها لم تجرؤ على ذلك مخافة ان ينتبه الأب جورج إلى اهتمامها الزائد بالمريض.
وهكذا راحت تفكر في كيفية الاستفادة من ظروف هذا المرت العمة يض
صعد الأب جورج ليى العمة ربيكا قبل ان يخرج فرافقته ديانا إلى فوق
كانت العمة ربيكا مستيقظة في تلك الأثناء ولكنها بدت عليلة واهنة فبصرها شح كثيرا" حتى تكاد تعجز عن تمييز الأشخاص الذين يأتون زائرين.
رحبت العمة بالراهب كثيرا" ، وطلبت منه ان يجلس قربها ففعل ثم راحت تحدثه عن ديانا قائلة:
- إنني مسرورة جدا" بعودة ديانا لم اكن اعرف انس سأشتاق إليها إلى هذا الحد .
- نظر الأب إلى الفتاة ثم قال:
- نعم ، لقد اصبحت ابنة اخيك امرأة في غاية الجمال نعم إنها جميلة ، جميلة جدا" وناضجة حقا".
- اتراها سعيدة ياجورج؟
- آه، نعم . . . اعتقد انها سعيدة لاتشغلي بالك ياربيكا فديانا ستكون على مايرام.
هزت ربيكا رأسها وكأنها تشك في ذلك:
- اخاف عليها ياجورج فهي ليست مثلي وكيف لها ان تكون؟ فأنا امرأة صلبة وقاسية صلبة بسبب ماخلفه علي الموت من احزان لقد رأيت اصدقائي يقتلون بسبب معتقداتهم رأيت والدي ديانا يسجنان ويعذبان لأنهما كانا يحبان رئيسهما ولكن ديانا لم ترى شيئا" من هذا فقد عاشت حياتها مختبئة محمية نعم كل حياتها.
- ولكن السلام يعم مونترافيرد اليوم ياربيكا فالثورات ولت مع الماضي
- وليس هناك مايمنع اولاد ديانا واولاد اولادها من العيش بسلام تام هنا
- سبق ان سمعنا هذا الكلام ياجورج
- مازلت تعيشين في الماضي ياربيكا
- ربما هذا صحيح
ثم حولت بصرها إلى ديانا:
- اخبرني متى سيصل ماثيو
شعرت ديانا بالدم يفور في وجنتيها مرة ثانية وتمنت الا يلاحظ الأب جورج ارتباكها
- قريبا" ياعمتي سيصل قريبا"
- لم يلاحظ الأب جورج شيئا" من اضطرابها وقام مستأذنا"
- -علي الذهاب الآن فالوقت قد تاخر ويجب ان تستريحي ولكنني سأمكث في الوادي بعض الوقت ربيكا لذا توقعي زيرتي قريبا"
- - ارجوك تعال فأنا احتاج إلى تشجيعك ومعونتك
- سيلهمك الله الصبر والقوة، ياعزيزتي.
أمسك الاب جورج بكتف ديانا وراح يحدثها وهما ينزلان الدرجات . قال:
-سأخبر الطبيب غيارمو انك ستأتين لزيارة المستشفى. متى اخبرهم بقدومك؟ غدا؟ ام بعد غد؟
ترددت ديانا قليلا، فهي لم تقرر شيئا حتى الان ولم تكن تريد ان تزيد الامور تعقيدا.
-ربما في غضون يومين يا ابتاه، انا... حسنا لست متأكدة من قيامي بها غدا.
حسنا، حسنا، وان كنت لاترغبين في الذهاب فلا تذهبي فلست مجبرة على ذلك.
-انا انا لم افكر مليا في الامر بعد، سرني لقاؤك يابتاه! يجب ان تأتي مجددا في القريب العاجل فأنت تعرف اننا نرحب بك دائما.
-شكرا لك يا ابنتي، انا سعيد لان حياة الانكليز لم تتغير فيك شيئا.
اغلقت ديانا الباب خلفه وهي تشعر بخوف قليل ممزوج بالاحساس بالذنب. نعم هي، حتى الان، لم تتخذ قرارا ونعم هي لاتنكر ان فكرة ادعاء ذلك الرجل المجهول زوجا ما تزال في عداد افكارها المجنونة ولكن كل ما تخشاه ان ترتكب خطأ جسيما بحق نفسها.

لحـ الوفاء ـن
11-01-2009, 20:15
~’~’ ] 3-رجل ليس لها... [ ’~’~


احضر له الطبيب غيارمو بعض الثياب التي تناسقت مع جسمه النحيل كما احضر له موسى حلاقة فسر بذلك، فقد مضى عليه وقت منذ ان حلق حليته. امسك بالموسى وراح يحلق لحيته لكنه ترك بعض الشعيرات حول فكيه لتخفي نحول وجهه...
سمح له الطبيب قبل ايام بمغادرة الفراش فترات قصيرة، بات الان قادرا على ارتداء ملامبسه كما بات قادرا على السير في حديقة مبنى الارسالية.
وبما ان صحته بدأت تتحسن، وجد ان عليه ان يخفف الذنب عن كاهل الاخوات اللواتي قمن بخدمته.
حاول ان يتذكر المهنة التي كان يمارسها قبل الحادث فتعسر عليه ذلك اذ كان كلما حاول تذكر شيء تتراءى له صفحة بيضاء فارغة.
الخوف الذي كان يتملكه حول امكانية استرجاع ذاكرته اقلقه كثيرا واعتقد انه عاجلا ام اجلا سيذكر شيئا ما. لم يعد الهم يسيطر عليه كما كان في البداية ، فمن المرعب ان يعرف انه فقط لم يعد قادرا على القيام بأية محاولة اخرى. هل معقول؟ هل يمكن لشخصية المرء ان تمحى كليا؟
كان يتناول قهوته الصباحية مع الطبيب غيارمو على الشرفة حين ظهر في المدى البعيد شخصان يمتطي كل منهما حصانا.
فأعجبه المنظر وظل ينظر اليهما. كانت الشمس تنشر ضوءها على جدار الشرفة، بينما الهواء الدافئ يعبق بعبير الزهور المنبعثه من حديقة الارسالية.
حين اقترب الراكبان من الشرفة راى ان احدهما شابة طويلة القامة، ذهبية الشعر بوشاح عريض ينسل من تحته خصلات طويلة.
كانت الفتاة تلبس سروالا بنيا وقميصا برتقالي اللون فضفاضا يظهر كامل انوثتها ويرافقها صبي صغير لايزيد عمره عن الخامسة او السادسة عشرة فعرف انه حارسها الخاص.
ما ان رآها الطبيب حتى نهض عن الكرسي غحذا هو حذوه.
غير انهما بغتا وهما يسمعان ماتقوله تلك الشابة التي ترجلت عن ظهر فرسها . بدا وجهها اصفر، وهي تقترب منه متجاهلة الطبيب:
-يالهي.
وامسكت بذراعه.
-هل هذا معقول؟ اهذا انت ياماثيو! أوه؟ يالهي مامعنى هذا ؟
خيم الصمت عليهم لحظات لم يعد يسمع فيها اي صوت الا حفيف الهواء المتلاعب بالشادر الذي كان يظلل الشرفة
بعد قليل، بدا الطبيب وكأنه استعاد وعيه فقال بصوت مخنوق:
-ديانا اوتقصدين ان هذا الرجل زوجك؟
اومأت الفتاة برأسها وكأنها لاتصدق الامر ثم قالت:
-هذا .. هذاما اعنيه بالضبط. انه ماثيو .. زوجي ماثيو سليس.
تعجب كثيرا وبدا عليه التعب والارهاق، كان يظن انه حين يتعرف اليه احدهم سيشعر بالالفة تجاه هذا الشخص.
ولكن وبعد مجيء هذه الشابة الغريبة التي كان من الواضح انها من منطقة مونترافيرد وادعائها لا معرفته فحسب بل الزواج به، شعر بأن ذلك امرا لايصدق بل انه امر مدهش! بل مستحيل!
هل يمكن ان يكون ذلك صححا؟ هل يمكن ان تكون تلك الفتاة التي ناداها الطبيب باسم ديانا قد شاركته حياته حقا؟ وبيته؟ وسرير.؟ هل مضى على زواجهما وقت طويل؟ لايبدو انها تزوجت على الاطلاق، فهي لم تزل شابة فتية، صغيرة. هل انجبا اطفالا؟ انه لامر محير بالفعل لم يستطع تصديقه.
لاحظ الطبيب غيارمو ان حالة مريضه الصحية قد تسوء اذا بقي على الشرفة تحت اشعة الشمس الحارقة. لم يكن يهمه ان كان ما سمعه من ديانا صحيحا ام لا بل يخشى ان يؤثر ذلك سلبا في مريضه. فكر قليلا ثم قال:
-فلندخل ، هيا، لايسعنا مناقشة هذا الموضوع هنا.
تقدمتهما ديانا بالدخول الى غرفة الانتظار ثم تبعها الطبيب غيارمو ولم يلبثوا ان توجهوا جميعا الى غرفة المكتب ، حيث اشار اليهما الطبيب بالجلوس على الكرسيين الموجودين حول طاولة المكتب.
جلس كل منهما على كرسيه ولكنه كان يشعر بالتعب من جراء تأثره بما سمع.
لم يظهر على ديانا اقل اضطراب او قلق ، بل على العكس راحت تتأمله بعينيها البنيتين الواسعتين المفعمتين بالدفء والحنان. هز برأسه وهو ينظر اليها وكأنه يبحث في عينيها عن شيء ما. ترى عم يبحث؟ ان ما يراه في عينيها ليس بالضبط ماكان يبحث عنه. ان كان زواجهما سعيدا فلا بد من وجود صداقة حميمة بينهما! اذا لماذا كان على متن الطائرة لوحده؟

لحـ الوفاء ـن
11-01-2009, 20:18
عاد ينظر الى عينيها عله يجد موده او الفة فيهما ولكنها سرعان ما اشاحت عينيها عنه وصوبتهما نحو الطبيب غيارمو.
تهجم وجهه وسرى في قلبه خوف شديد:"ماذا ان كانت كاذبة؟
ماذا لو ادعت انه زوجها لغرض مافي نفسها؟ انه غريب وفي بلد غريب وقد تكون ديانا شخصا غريبا.
استند الطبيب غيارمو الى حافة المكتب وراح ينظر في عينيها ثم قال:
-والان ، ياديانا فلندع جانبا الشبه الذي يجمع بين هذا الرجل وبين زوجك. كيف تأكدت من ان مريضي هذا هو من تقصدين؟
سحبت ديانا نفسا عميقا ثم اجابت:
-كما ... كما تعلم فإني اتوقع وصول زوجي ماثيو بين لحظة واخرى... فمن المفترض به ان يلحق بي.
-نعم، نعم لقد اخبرتني عمتك بهذا.
-حسنا انه لم يصل بعد.. ومع هذا، فقد سمعت من اصدقائه انه غادر انكلترا فظننت... ان شيئا ما أخره انا لم ارسله حتى الان لان عمتي مريضة جدا و...
-فهمت ، فهمت . تعتقدين ان ماثيو كان على متن الطائرة المتجهة الى لاباز؟
-هذا وارد فهو.. حسنا ، كان سيتوجه الى ريو، وكان من الممكن انه قرر ان يسافر الى بوليفيا بدل انتظار رحلة كيرانوفا.
عض الطبيب على شفته ثم قال:
-هذا ممكن غير انه غريب بعض الشيء ياديانا.
تضرجت وجنتا ديانا ثم اردفت تقول:
-كيف لك ان تقول ذلك؟ وانا ارى ماثيو ماثلا امام عيني.
نهض الطبيب وهو يقول:
-فلنسلم ان ما تقولينه صحيحا ومنطقيا ولنبدأ بهذه النقطة.
حدثينا عن زوجك. هل عنده اية علامات فارقة؟ وهل لديك ما يثبت هويته؟
هزت ديانا رأسها ببطء وقالت:" لا,لا اعتقد ذلك."
"لاتعتقدين"؟ وعاد الطبيب يتكئ على الطاولة ثم قال:
-ديانا ! اتعلمين معنى ماتقولين؟ انت تدعين ان هذا الرجل زوجك لان ملامح وجهه تشبه ملامح وجه زوجك؟
وقفت ديانا وهي تبعد شعرها عن وجهها ثم قالت:
-لقد نسيت الظروف ايها الطبيب فما حصل مجرد صدفة.
صرخ بحده وهو يكاد يختنق.
-هل ستكفان عن التصرف وكأني غير موجود! اليس لي شأن بهذه القضية؟ انها حياتي ، نعم انكما تناقشان حياتي انا، اليس كذلك؟
اعتذر منه الطبيب غيارمو قائلا:
-بكل تأكيد ياسنيور، اعذرنا. فهذه الحالة جديدة علي حتى بدأت أضل فيها الطريق. لم يستطع اكفا زملائي ان يشرح حالتك هذه، ولكنني متأكد كل التأكيد ان ظهور ديانا سيفيدك كثيرا.
اغمض عينيه وهو يشعر بخيبة امل كبيرة. بدا له الامر وكأنه مسرحية مضحكة
-ايها الطبيب، اليس من المفترض ان تعتبر ماتقوله تلك الشابة صحيحا؟ على اي حال ، انها مجرد محاولة فربما ان رأيت منزلنا... او التقيت بمن يعرفني...
صرخت ديانا قبل ان يكمل كلامه:
-لا هذا مستحيل يا ماثيو، فبيتنا ليس في مونترافيرد.
نحن ... نحن نعيش في انكلترا الا تذكر؟و... وليس هناك من يعرفك هنا سوى عمتي بالطبع...
قاطعها الطبيب بصوت جاف.
-وعمتك شبة عمياء الان..
وعاد يسال :

لحـ الوفاء ـن
11-01-2009, 20:20
اخبريني عن نفسي . اخبريني ماذا اعمل ، ماهي مهنتي؟ هل عندنا اطفال ؟"
"لا, ليس لدينا عائلة."
ثم رطبت شفتيها بلسانها وكانها تخطط لما ستقول .
" انك ... انك سائق سباق ، وليس عندك مهنه ثابته فانت لاتحتاج الى العمل. فوالدك هو السيد سام سليس الذي اورثك ارثا ضخما.
" تابعي ، تابعي . فحتى الان ، لااجد في قولك مايثير ذاكرتي .كم مضى على زواجنا ؟ وكم من العمر ابلغ ؟ واين كان لقاؤنا الاول ؟"
ترددت ديانا قليلا ثم اردفت تقول :
" التقينا في حفل تسلم الرئاسة في كبرانوفا... كان الرئيس ابن عمي لذا كنت هناك ."
" لحظة من فضلك ! هل اعرف ذلك ... ذلك الرئيس؟ "
دهش الطبيب كثير ثم قال :
" نعم يا ديانا عليك تقديمه الى هاري ."
ارتبكت ديانا فضمت يديها حول خصرها ثم قالت :
" انا ... انا اعتقد ذلك ولكن هاري اخبرني حينما رايته اخر مرة انه سيعود الى كيرانوفا.هو ...هو ومارشا.
قال غيارمو متذمرا :" اللعنه"
" حسنا لاتكترثا لهذا الامر , فلنكمل الحديث من فضلكما ."
تحسست ديانا حنجرتها ثم قالت :
" حسنا , والآن ، ماذا تريدجني ان اخبرك ؟ آه ، صحيح , لقد مضى على زواجنا مايزيد عن الثلاث سنوات وانت في السابعه والثلاثين من عمرك ."
" إذاً أنا أكبر منك بكثير .
" نعم ، نعم – فانا لم اتم الثانيه والعشرين."
عقد حاجبيه وكانه يفكر في شيء ما . كان من المفترض ان يذكره هذا الحديث باي شيء فاذا به لم يقدم ادنى فائده . لربما كانت تتكلم عن شخص غريب ، فهو لم يشعر باي انتماء او قرابه تجمعه بذلك الرجل :سائق سباق!.
هل هذا معقول ؟ لم يتصور نفسه يمتهن مهنه كهذه فاثناء وجوده في المستشفى الارساليه ، حدث ان اعجب بالطبيب غيارمو وقدر كثيرا ما يقوم به من اجله لذا لا يحسب نفسه راضيا عن مهنة سباق السيارات مورد عيش ! كان يشعر بان لديه عقلا لا ينقصه الا منفذا ينطلق منه . حين كان يحاول ان يتذكر مهنته ، تراودت الى دهنه الاعمال الصناعيه والثقافيه، ولم يخطر بباله اي من المهن الشعبيه البسيطه.
دار غيارمو حول طاولة المكتب ثم توقف قليلا :
" فلنفترض الان ان مريضي هو زوجك حقا . ولكن الا يجب ان يكون هناك تحريات من قبل الخطوط الجويه ؟ او من قبل اصدقائكم او الوكلاء المسؤولين في انكلترا؟."
ارتمت ديانا على مقعدها من جديد وقالت :
" طبعا , طبعا ."
اذهلت المريض التعابير الغامضه التي كانت تغزو عينيها كلما واجهها بسؤال من هذا النوع .اكان يتصور اشياء لاوجود لها ام انها حقا متردده في التعريف الى هويته ؟ وهل كانت على استعداد للقبول به دون ان تعرف الظروف الجديدة ؟ وان كان ذلك صحيحا فلماذا هي على هذا الاضطراب ؟ انه لأمر محير ومريب فعلا.
في تلك الاثناء احس بان الموضوع قد خرج من يده فقرر ان ينجرف مع التيار ويقوم بكل مايراه الطبيب مناسبا.
قال الطبيب :
" حسنا ، اذا . اظن انك تقدرين وواجبي يا ديانا علي ان اتاكد ان مريضي هو من تتحدثين عنه قبل ان اصرح لك باخراجه من المستشفى فليس بامكاني ان اسمح لك بذلك قبل ان احظى ببرهان اكيد.
اصفر وجه ديانا وقالت :" فهمت"
توقف غيارمو قليلا ثم توجه الى الباب يستاذنهما:
" اظن اننا بحاجه الى شراب ما "
ثم نظر الى مريضه قائلا:
-انها زائرتك الاولى وهذا يعني انها فرصتك الاولى.

لحـ الوفاء ـن
11-01-2009, 20:21
راح يتمشى في ارجاء الغرفة بعد ان اغلق الباب خلف الطبيب غيارمو. كان من السهل عليه ان يبدو متزنا وهادئا اثناء وجود الطبيب اما الان بعد خروجه فتغيرت حاله كليا . ان كان ما قالته تلك الفتاة صحيحا، فما عليه غير استغلال تلك الفرصة لاختيارها.
اقترب من الفتاة وراح ينظر اليها بطريقة غريبة ثم قال:
-ما اسمك؟ قبل الزواج؟
-دي.. دي ات روشا.
ديانا دي لاروشا كرر اسمها عدة مرات ثم قال:
-اسمك لايعني لي شيئا.
ثم تهجم وجهه وراح يدرس وجهها بإمعان وترو ثم تابع يقول:
-ولماذا كنت سألحق بك الى مونترافيرد؟ ابسبب مرض عمتك؟
-آه، نعم- نعم، فقد تلقيت برقية ، الا... الا تذكر؟
نظر اليها هازئا متجهما ثم قال:
-آه، نعم، بكل تأكيد لقد نسيت كل شيء، الا امر البرقية.
عضت ديانا شفتيها متوردة الخدين ثم قالت:"انا اسفة."
غرز ابهامه في حزام سرواله ثم مشى في الغرفة. على الرغم من هذا الوضع الغريب لاحظ انها شابة جذابة، وظن ان انجذابه نحوها قد يعني شيئا لغيارمو. ثم تقدم باندفاع نحوها فحرك الستار الحريرية من وراء كتفها فذعرت من ملامسته وانتفضت كغزال اخافه شيء ما. عندئذ القى يده عنها وتساءل عن معنى تصرفها هذا يا الله، ان كانت هي زوجته كما تدعي ، فمن حقه ان يلمسها الا اذا كانت علاقتهما غر طبيعية؟ هل كان زواجهما زواجا فاشلا.؟ الهذا السبب سافرت الى جنوب اميركا.
بمفردها ؟ من الطبيعي جدا ان يرفقها ان كانت عمتها مريضه جدا .
عقد حاجبيه وراح يفرك صدغه بشكل مؤلم عله يتذكر شيئا!.
وفجأة تذكر شيئا ما , كانت تلك لمحة خاطفة , زواجهما الفاشل وكانه حقيقه . بدا الامر كله كما لو ان بابا فتح مسافة انشين تاركا اياه في جدال وعراك بشان .. بشان ماذا ؟ هذا ما لم يتذكره .
كان سيخبرها بما حصل الا انه تراجع فجاة وقرر عكس ذلك . فليس هناك مايدعو الى رفع المعنويات بدون فائده.
وبدت ديانا اقل اضطرابا حين ابتعد عنها . وهذا تصرف غريب على امراة وجدت زوجها في ظروف غير عاديه , اما هو فراح يملس شعره بيدين مرتجفتين وهو يرمقها بنظرات حادة مفتعله . بعد صمت طويل قال لها :
"اخبريني ما الذي دفعك الى العيادة اليوم ؟ هل سمعت عني ؟ وهل توقعت ان اكون زوجك ؟"
وقفت ديانا تقول :
" لا ... لا ، لم اتوقع شيئا كهذا ... انا ... اعتقد انك تعرف الاب جورج الذي يزور الارساليه احيانا ويتكلم الى المرضى.
" نعم ، اذكره ، انه الكاهن ."
" هذا صحيح الاب جورج صديق حميم لعمتي وقد حدث حين كان يتناول طعام العشاء معنا تلك الليله ان تكلم عنك وقد قال ... قال انك ستكون مسرورا بالتحدث الى شخص ما عن انكلترا . كان ... كان يعتقد ان ذلك سيوقظ ذاكرتك.
" آه فهمت ولكنني اراك هادئه على الرغم من تلقيك صدمه قويه "
تورد خديها وقالت :
" لا ، لست هادئه ، فاعصابي في الداخل متوترة اي توتر."
حين عاد الطبيب حاملا عصيرا باردا و بعض الكؤوس ارتاح بالها كثيرا .
خيم الصمت عليهم كلهم وبائت المناقشه صعبه , عندئذ اعتذرت ديانا طالبه الاذن بالخروج فكان ان اعتذر غيارمو ايضا بحجة ان عليه زيارة احد المرضى , فخرج وتركهما وحدهما . ولكن بعد ان بقيت معه على انفراد استولت عليها الرغبه عارمه الى الفرار.
انتظر ليرى ما اذا كان سيجد محبه او عاطفه في وداعها ولكن ما ادهشه انها مدت يدها وسلمت عليه ثم ابتعدت مع صبيها المرافق, تاركة اياه في ظلمة تفوق تلك الظلمة التي كان فيها قبل مجيئها.
وفي النهار ذاته وبينما كان مستلقيا على سريره ، دخلت عليه الاخت آنا . ففتح عينيه مبتسما:
" ماهذا ؟ هل ستقيسين نبضي من جديد؟"
ثم انتبه الى الكتاب الذي في يدها فسالها عما تقرأ.

لحـ الوفاء ـن
11-01-2009, 20:23
" لا لم آت لاقيس نبضك ياسنيور. وجدت هذا الكتاب بين كتبي المدرسيه ، فلما وجدته كتابا انكليزيا فكرت في ان احمله اليك .
عدل ظهره قليلا وجلس واضعا رجليه على الارض ثم قال :
" ما الطفك ! ماهو هذا الكتاب ؟"
" انه يحكي قصة احد المهندسين البريطانين في بلادكم.. اسمه برونل هل سبق ان سمعت عنه ؟"
تناول الكتاب لبثقيل من يدها وراح يقلب صفحاته المزينه بانجازات برونل واحس بنشوة تنتابه ... اسامبار كنغدوم برونل . نعم ، لقد سمع هذا الاسم من قبل وهو يعني له اكثر مما تعنيه اسماء بقيه المشاهير .
عضت الاخت آنا على شفتها وقالت :
" احتفظ به ان احببت ، سنيور فانا لا احتاجه ."
" هذا لطف منك."
تجمدت وجنتا الاخت آنا وقالت :" حسنا .. حسنا "
وغادرت الغرفه فورا.
حملق الى الباب المغلق ثوان عديدة ثم اسرع وجلس على حافة السرير يتمعن في الكتاب الذي بين يديه.
ضغط بيديه على رقبته وقال لنفسه " فكر .... هيا فكر" ثم انعكف على الكتاب يتفحصه. كان هناك نمودج عن السفينه الحديدية غريت استيران احدى انجازات برونل العظيم ، والى جانبها في الصفحة المقابله صورة جسر كلفتون فوق نهر آيفون في برستول , لفت الجسر انتباهه فراح يحملق في طريقة صنعه . كانت فعلا تحفه هندسيه رائعه ادهشته للغايه . حين كان صبيا صغيرا , احب برونل وتلفورد , احبهما وتعلق بهما ولذلك اراد ان يصبح مهندسا هو نفسه ولذلك درس الفيزياء ... العلوم ... والرياضيات .. القى بالكتاب جانبا وهتف بصوت مختنق . يا الله هل جن؟ الهندسه ! تلك هي مهنته ! تلك هي مهنته التي كان يمارسها قبل حادثة الطائرة.
وقف على قدميه وامسك براسة بين يديه علة يوقف الصداع ولكن كان كل شيء يعود اليه . وعادت اليه الذكريات المؤلمة الواحدة تلو الاخرى فاحس للحظات ان راسه سينفجر من قوة الضغط.
امسك بالجرس ليطلب احدى الاخوات ولكنه عاد وتركه. كلا ليس الان , ليس قبل ان يتاكد تماما انه لم يكن يتصور كل ذلك .
قعد على السرير ثانيه , واسند كوعيه الى ركبتيه ممسكا راسه بين يديه وهو يحس بغثيان يكاد يكتنفه.
عرف اسمه نعم عرف اسمه بالفعل . لم يكن ماثيو سليس بل آدم ونتربورن ... نعم آدم ونتربرون ولم يكن في السابعه والثلاثين من عمرة بل في التاسعة والثلاثين، وسبب توجهه الى اميركا الجنوبيه كان يختلف كل الاختلاف عما قالته الفتاه ديانا . كان مهندسا وقد وظف من قبل شركة هندسيه للاعمار والبناء في لندن وقد ارسل الى ليما ليصمم جسرا حديديا فوق منطقة الانديز.
وجد عقب سيجارة في جيبه فاشعله باصابع مرتجفه .. فهم الان سبب عد نشر خبر اختفائه , فالشركة التي كان يعمل فيها توقعت ان يكون في البييرو بينما ظنت دائرة الحكومه البيريه التي كانت تنتظر وصوله انه ربما مازال في طريقه اليهم ولعلهم ينتظرون بعض الوقت قبل ان يتصلوا بلندن لمعرفة سبب تاخرة.
وهكذا بدات الامور تنقشع وتتضح الحقيقه شيئا فشيئا.
وبدا يتذكر تفاصيل شخصيه . لم يكن عنده زوجه في الوقت الحاضر , اما في الماضي فنعم . كان متزوجا ثم طلق زوجته التي توفيت بعد ذلك بحادث دراجة ناريه... استطاع تذكر ما مضى , لقد كان زواجهما عبارة عن عمل دنيء وخسيس ، لقد صغيرا حين تزوج نانسي . نعم هذا اسم زوجته التي لم يستغرق وقتا طويلا حتى اكتشف حقيقتها. فمنذ ان تزوجا كان زواجهما جحيما لايطاق . لم تكن نانسي ترافقه حين كان يسافر الى بلاد بعيدة بدافع العمل ،وهكذا كانا يقضيان اشهر طويلة بعيدين عن بعضهما البعض ، ولكنه كان يعتقد ان زوجته نانسي ستكون مخلصة وفية.
حتى كان يوما عاد فيه من رحلة قام بها الى اميركا الجنوبيه على غير توقع منها ، وفي ذلك اليوم وجد زوجته مع رجل آخر.
رفضت الموافقه على الطلاق فانتظر الوقت المناسب حتى حظى به رغم انفها . وعندما قتلت بعد ذلك لم يشعر بالحزن وهذا ماجعله متاكدا ان مايدعي بالحب بين الرجل والمرأة ليس سوى عبارة عن العلاقات الجسديه ، لذا لم يكن مستعدا لارتكاب الخطا نفسه من جديد.
وقف آدم ثم توجه الى النافذه ، ينظر من خلالها الى الوادي الكبير الآن ، وبعد ان بدا عقله يستريح تذكر ان لديه مشاكل اخرى , اهمها قضية المرأة التي زعمت اليوم انها زوجته

لحـ الوفاء ـن
11-01-2009, 20:25
ابتسم قليلا ...كان يعلم ان الطبيب لم يقتنع بما قالته الشابه ، ومع هذا ، فإنها لم تقم بذلك العمل الا عن طيب خاطر . ولكن لسوء حظها لم تجد دليلا مقنعا يثبت انه زوجها.
هز راسه ، وقد طرات على باله فكرة . فالاسم الذي نسبته اليه لم يعد غريبا عليه فماثيو سليس شخصيه معروفه ، في اوروبا على الاقل . وهو سائق سباق . ولكن ماذهله انه لا يشبه ذلك الرجل اقل تشابه ... نعم هما متشابهان طولا الا ان ملامح الوجه مختلفه كل الاختلاف عن ملامحه.
ضغط بكامل قبضته على حافة النافذة . لقد كان محقا فيما كان يعتقد ، فمن المؤكد ان هناك خطا ما في تلك الشابه . وقد احس انها كانت تكذب حتى قبل ان يكتشف هويته الحقيقة ولكن لماذا ادعت ذلك ؟
ادار وجهه قليلا ليسنده الى الجدار فهو يجد صعوبه في معرفة اسبابها . فالجهد الذي بذله في تذكر هويته يفوق طاقته . لذا ليس عليه الان الا الاستلقاء وطلب الراحة.
اضجع على سريره وهو يشعر بتوتر شديد . فكر في ان ينادي غيارمو ليطلعه على الامر ، فهو سيفرح ويبتهج بتلك الاخبار الانها ستريحه من اصعب حاله مرضيه عنده . حالما يصبح آدم قادرا على السفر ، سيتوجه الى ليما حاملا معه اوراق المشروع كما كان متوقعا . لم يعتقد ان تاخره سيثير مشاكل عدة ، فالدوائر الحكوميه ، حسب اعتقادة ، يعتمد عليها في اي موضوع ، وعلى هذا الاساس فان تاخير شهر هناك لن يحدث اي اختلاف .
اغمض عينيه . مااروع ان يتوصل الانسان اخيرا الى معرفة هويته . احس وكان شهورا مضت عليه في الظلام ، ثم شعر بان لديانا فضلا فلولاها لما استرد ذاكرته .
حين استيقظ ، وجد الطبيب غيارمو واقفا قرب سريره ينظر اليه باهتمام وامعان .
" آه سنيور! هل انت بخير ؟ حين جاءت كارلونا لتقدم لك وجبة العشاء وجدتك فاقد الوعي ."
" فاقد الوعي "
واستقام في جلسته وامسك براسه الذي كاد ينفجر من الصداع القوي :
" يالله ماهذا الصداع الحاد ؟"
" لقد ارهقك لقاء ديانا .كان يجدر بي الا ادعها تصدمك بهذا الشكل ."
" لا ارجوك لم يكن الامر كما ...."
" ومع ذلك ، يبدو انك لست بخير كما كنت اظن ، ربما اسرعنا قليلا . لعل تحسن وضعك الصحي قد اعماني عن عدم استقرار حالتك الفكريه . كان يجب ان اعرف ..."
فتح آدم فمه ليقاطعه ولكنه مالبث ان تراجع فجأة . خطرت في ذهنه صورة ديانا فشعر برغبه في التعرف اليها والى الاسباب ادعائها الكذب . ربما كان تصرفا احمقا ولكنه وبعد ان استرد ذاكرته ماعاد يريد الاسراع الى ارتياد حياته القديمه فلتنتظرحياته اسابيع قليلة اخرى.
وكان ان امتنع عن اخبار الطبيب بالحقيقة متسائلا عما ستفعله دينا لتحضر لغيارمو دليلا قاطعا يشبع غريزته.
"

لحـ الوفاء ـن
11-01-2009, 20:55
الفصل الرابع – في ملابس تنكرية" ولكن ، يا ديانا ! لن تقدري على فعل ذلك , بكل بساطه لن تقدري!
كان المتكلم رجل طويل القامه اسمر الوجه ، نحيل الجسم جذابا يرتدي بدلة عشاء رسميه مع زناد عريض التف حول صدره التقت به ديانا وهو في طريقه الى جلسة رسميه .
قالت ديانا بصوت حزين :
" يجب ان افعل ذلك يا هاري الاتستطيع ان تفهم مدى اهمية الموضوع بالنسبه لي ؟ ارجوك , قل بانك ستساعدني , فلا احد غيرك يقدر على ذلك"
افلت هاري سلفادور يديها ونظر اليها بحنان .
" ديانا انسيت انه يوجد في مكان ما من يعرف هذا الرجل نعم المعرفة ولربما هناك العديد من النساء اللواتي يتالمن لغيابه . فكيف لك ان تتجاهلي هذا الاحتمالات في سبيل ماربك ؟"
" رجاء حاول فهمي . فانا لا اريد ان تفكر ربيكا في مستقبلي بعد الان ، هذا كل مافي الامر . آه ياهاري , ان كان هناك من امرأة قلقة على زوجها فلماذا لم تات حتى الان ؟ يا الله , لقد مضى على الحادث مايقارب الثلاثه اسابيع وهو وقت كاف للقيام بالبحث والاستعلامات."
تنهد هاري بعض الوقت ثم قال :
" انك تطلبين المستحيل "
" لماذا ؟ هل ما طلبته مخيف الى هذه الدرجة؟ ماعليك الا ان تثبت للطبيب غيارمو ان ذلك الرجل هو ماثيو سليس"
هز هاري راسه مفكرا ، كان يحب ابنة عمه كثيرا ويخشى ان يخيب ظنها به ، وبعد ما اخبرته به عن ماثيو سليس الحقيقي ، كان يتمنى لو يمسكه بين يديه . لكن موته خفف من كراهتيه له ، فلو كان يعرف ان ديانا غير سعيدة...
" ديانا اود مساعدتك ولكن ، كما تعلمين ، فالخطوط الجويه تقوم بالتحريات اللازمه بخصوص حادث الطائرة ، وعاجلا ام اجلا ستتوصل الى معرفة هوية هذا الرجل الحقيقية ."
" اعلم هذا ، ولكن هذه التحريات ستستغرق وقتا طويلا ، وفي هذه الحاله بالاخص، بما ان الاغراض المتعلقة بالمسافرين قد احترقت ..."
" ولكن .. ماذا ستفعلين ان استعاد ذلك الرجل ذاكرته اثنا وجوده في منزل عمتك ؟"
" عندما ساواجه الامر بكل صراحة"
" وماذا تتوقعين ان تربحي ؟"
" الحريه والراحة "
" وربيكا؟"
" لن تتعرف اليه جيدا بسبب نظرها الشحيح "
" وماذا عن تريبي؟"
" الاب جورج ؟ وهل تعتقد انه سيسأل ان اخبرته انت ان ماثيو سليس هو شخص الموجود في الارساليه "
" صحيح ، فالامر وقف على كلمتي.قد لا تصدقيني يا ديانا ولكن لكلمتي وزنا هنا انظري ماذا تريدين ... انت تطلبين منى ان اوافق على كذبه مدبرة دون وجود اسباب ملحة فعاجلا ام آجلا ستكتشف عمتك ان ماثيو قد توفاه الله "
" لماذا؟"
" ماذا تعنين بلماذا؟"
" اعني ماقلت بالضبط . انت تعلم ياهاري ان ربيكا طاعنه في السن وان الطبيب غيارمو لا يتوقع لها الشفاء بعد تلك النوبه الحادة التي انتابها."
" ماذا تخشين يا ديانا؟"
شدت ديانا خصله من شعرها وقالت:
" اريد ان اعيش حياتي ياهاري . او ليس هذا من حقي ؟ فبعد السنوات الثلاث الماضيه التي قضيتها مع ماثيو ما عدت احتمل اية ..."
ثم توقفت قليلا وكانها لم تطق الكلام عن ذلك الموضوع ثم اضافت .
" لقد اخبرتك بكل شيء ياهاري ، يقول تورنتو ..."
اقترب ديانا منه ، وراحت تنظر اليه بعطف وحنان وتوسل.
نظر هاري اليها ولكنه مالبث اشاح بصره عنها . فقد كانت جذابة بل خلابة، ولم يكن قادرا على مقاومة سحر عينيها البنيتين وانحناءة ... فمها الجميلة .
" انت لاتعلمين ما تطلبينه مني يا ديانا."
احست ديانا انه بدا يتراجع قليلا فراح قلبها يخفق بسرعه ثم سالته بصوت رقيق وهي تتحسس الزنار الابيض الملتف حول صدره.
" الن تساعدني يا هاري ؟"
" لا تحاولي هذه الخدع النسائيه معي يا ديانا والا فاني ساشك في صحة ما اخبرتني به عن زوجك ."
عندئد انزلت ديانا يدها عن صدره قائلة:
" ما أقذر كلامك!"
" صحيح ولكنه فعال ، اليس كذلك ؟"

لحـ الوفاء ـن
11-01-2009, 20:55
ادارت ديانا ظهرها وقالت :
" ليس هذا وقت إغاظة."
رفع ذقنها ثم قال :
" معك حق .. حسنا سافكر في الامر يا ديانا ولكنني سافكر في سلامة وضعي بالدرجة الاولى . وماذا لو شاع هذا الموضوع بين الناس ؟"
" وكيف له ان يشاع "
" حسنا ... حسنا .. يجب ان اذهب الان فلدي موعد في السفارة بعد ربع ساعة "
عندئذ امسكت ديانا ذراعه ثم راحت تشكره .
رمقها هاري بنظرة تسامح قبل ان ينطلق في سبيله .
امضت ديانا المساء برفقة مارشا ، زوجة هاري وصديقتها الحميمه . لقد كانت مارشا تنتظر ولادة طفلها الثاني في غضون اسابيع قليلة ، ولهذا لم ترافق زوجها كما اعتادت ان تفعل .
حاولت ديانا التركيز على ما تقوله مارشا ، الا ان فكرها كان مشغولا باشياء اخرى ولم يطمئن بالها حتى خلدت الى غرفتها في نهاية المساء.
بعد ان ازاح عنها هاري العقبة الاولى، اصبح لديها متسع من الوقت للتخطيط لتلك اللعبة برويه .
منذ تزوجت ماثيو ماتت احاسيسها الطبيعيه ولم تعد تطيق اقتراب اي رجل منها وحين تذكرت ماحصل لها في عيادة الطبيب ، عندما حاول الانكليزي ان يلمس شعرها ، ارتعش جسدها بشدة . ماذا ستفعل ان ارغمها على تلبية رغباته واعطائه حقوقه الزوجيه ؟
تململت في سريرها وهي تفكر . لقد احست بسعادة كبيرة عندما استجاب هاري لطلبها ولكن الخوف راح يستولي عليها الان .
كانت تخشى العقبات والصعوبات التي ستواجهها في لعبتها تلك ، هل ستنجح في اقناع ذلك الرجل بتجميد علاقتهما الزوجيه حتى يسترد ذاكرته؟ وهل سيقبل هو بذلك ؟ وان رفض ، فماذا ستفعل ؟ وهل تكمل لعبتها الشيطانيه ام تستسلم للقدر؟
جلست في سريرها تمسك راسها بين يديها . هل هناك ما يستحق هذه المخاطرة كلها ؟
عاد في اليوم التالي هاري معها الى الوادي وكانا قد استقلا الطائرة الرئيسيه ليصلا الى فولتبو ومن هناك سافرا معا على متن طوافه .
كان يوما رائعا , تظاهرت فيه ديانا بانها لم تزل في ريعان الشباب ، وانها هي وهاري لا يقومان بمهمة خطيرة قد تجلب عليهما نتائج وخيمه .
بعدما حطت الطوافه في مكان عال من الوادي توجها الى العيادة بواسطة لاندروفر . كان هاري مختلفا في الجينز والقميص المفتوح عنه في البذلة الرسميه .
كان الطبيب غيارمو في مكتبه حين وصلا . تقدم منهما وحيا هاري بحرارة:
" ما اجمل ان نراك مجددا ، ياصديقي ، كيف حال مارشا؟"
" بخير .. انها تزداد جمالا واشراقا يوما بعد يوم "
ضحك غيارمو قائلا :" بكل تاكيد ." ثم نظر الى ديانا وسالها:
" وانت يا ديانا ! هل احضرت هاري ليرى زوجك ؟"
احمرت وجنتها لدى سماعها سؤاله المفاجئ واجابت باختصار :
" نعم ولكن اين ماثيو ؟"
" ماثيو في غرفته . الاتجد صعوبه في تصديق قصة ديانا ؟"
تردد هاري قليلا ثم اجاب :
" ان ماتقوله ديانا منطقي جدا وخاصة بعد ان علمت ان قائمة الاسماء كانت قد سحبت قبل عدة اسابيع من الاقلاع ."
" لكن هذا الموضوع خطير "
" لولا حصول الاصطدام لعثور على السجلات ... والان ... هل نستطيع رؤيه ذلك الرجل ؟ فانا مضطر للعودة الى كيرانوفا بعد الظهر . ثمة اجتماع يجب ان تراسه ."
" طبعا ، طبعا " ( اجاب الطبيب)
عندما فتح الباب الغرفه ، كان المريض يقرأ كتابا كبيرا سرعان ما وضعه جانبا حين راهم داخلين . وقف ينظر اليهم باستغراب ثم وقعت عيناه على ديانا فاخذ يمعن النظر فيها حتى اخافها . كان يبدو اكبر مما كانت تذكره، طويلا بطول هاري... لاحظت ديانا نظرة ساخرة في عينيه الرماديتين لم تجدها من قبل .
اقترب هاري بعزم وثقه وامسك بيده يحملك في وجهه وصرخ قائلا :
" ماثيو ، يا الهي ، هذا انت ! لم اصدق ديانا حين اخبرتني انك هنا ."
بدت الريبة على وجهه فوقف يحملق بدهشة الى ذلك الغريب الطويل القامة وراح يفكر . هل جن هؤلاء القوم ؟ هل طارت عقولهم ؟ ثم ساله بصوت خافت :
" هل ... هل اعرفك ؟"
عندما اقتربت ديانا منه وقالت :
" انه هاري يا ماثيو . هاري ابن عمي ."

لحـ الوفاء ـن
11-01-2009, 20:56
تجهم وجه آدم . لقد سبق ان سمع هذا الاسم من قبل ..
هاري ! بالطبع ، انه الاسم الذي ذكره الطبيب في المرة الماضيه. انه رئيس تلك البلدة .
اربكه الموضوع كليا ولم يعد يطيق الاستماع الى ما سيقولونه . فديانا كانت تحاول بشتى الطرق اقناع الطبيب بانه زوجها ، وقد استعانت بابن عمها لتثبت ادعاءها .
" انا ..... الست من عرفني الى ديانا؟"
طأطأ هاري راسه مجيبا:
" نعم ، هذا صحيح . في قاعة الاحتفالات الرئاسيه في كيرانوفا."
اوما آدم براسه ثم راح ينظر الى غيارمو ومن ثم الى هاري :
" اخشى انني لا اذكر شيئا على الاطلاق ، وكما ترون ، ان كانت صورة زوجتي لا تعني لي شيئا ، فكيف انتم ؟"
تنهد غيارمو قائلا :
" ربما انت على حق . ليس هناك من سبب وجيه يعيق استعادة ذاكرتك ولكن حين يحين ذلك ..."
التفت هاري الى ديانا وسالها:
" اذا ، ماذا ستفعلين ؟ اقترح ان تنقلي ... ماثيو من العيادة حالا . فلربما تعود اليه ذاكرته في مكان ما بعيدا عن المستشفى وانا ارى ان لا داعي الى ان يعرف احد شيئا عن هذا الموضوع."
توقف قليلا عن الكلام ثم اضاف :
" اعطني مقاسك لاطلب من الخياط تجهيز بعض الثياب لك قبل ان تصل الى القصر"
استغرب آدم كلامه فسأله :
" القصر ؟"
" القصر هو .. القصر كان بيتي قبل ان اتزوج ."
شرحت له ديانا ذلك مبتسمه ثم اضافت :
" اعرف انه علي ان اعطيك شرحا مفصلا عن امورنا الشخصيه ."
" حسنا تفعلين "
ثم رمقها بنظره جعلت وجنتيها تتوهجان احمرارا . فتعجب من ذلك فهي بالنسبه لامرأة متزوجه ساذجة فكيف تقدم على مكيدة كهذه .
اتجه هاري نحو الباب وقال :
" حسنا يا ديانا .. يجب ان اذهب ، فقد وعدت مارشا بالا اتاخر ":
تساءل آدم كيف ستتصرف معه ديانا ، فقد سره ان يراها مضطربه . حاولت ديانا ان تبدو هادئة ولكنها لم تستطع .
بعد ذهاب هاري والطبيب راحت تمشي في الغرفه ، تساءل آدم عما ستكون عليه ردة فعلها ان اقترب منها . كانت تعرف انه ليس زوجها وهو يعرف ذلك ايضا ولكن موقفه كان الاقوى ، لانها لا تعرف انه كان على علم بكل شيء فكر في ممارسة لعبة غريبه عليها ، وبينما كانت واقفة قرب النافذه تنظر الىالجبال البعيدة ، اقترب منها ووقف خلفها تماما وراح يشم رائحة عطرها العابقه . كانت ترتدي قميصا ضبقا يتدلى عليه شعرها الذهبي فبدت انثى بكل ما للكلمه من معنى وهو .. بالاضافة الى هذا ... كان رجلا .
وضع يده على كتفها فانتفضت كما حدث سابقا فضغط على كتفها بشدة وهمس اسمها بصوت ناعم جعل جسمها يرتعش تحت يده السمراء.
" ديانا الاترين انه حان الوقت لتعويض ما فاتنا؟"
ابتعدت عنه خائفة مذعورة ثم قالت :
" ارجوك ، لا تلمسني "
" لكن لماذا ؟ كيف لا المسك وانت زوجتي "
" اعلم ... اعلم ذلك ولكنك نسيت "
" نسيت ؟ نسيت ماذا ؟"
" انا ... انا مريضه . فاعصابي متعبه حتى لا اكاد اطيق ان يلمسني اي انسان "
" يا الهي ديانا "
" ولم لا, انها الحقيقه"
اطبق عليهما صمت قطعته بقولها :
" هل تريد سيجارة ؟"
" هل كنت ادخن ؟"
" نعم ، انت تدخن نوعا اميركيا . ولكنني افضل نوعا اخف "
وفيما هي تفتش عن قدحتها ، احضر صندوق الكبريت واشعل السيجارتين بهدوء.
" شكرا لك "
" اخبرني ! ما الذي يجعل امرأة جميلة مثلك مذعورة من زوجها ؟"
" لست مذعورة انما عليك ان تفهم انه علي ان اعتاد شخصا ما لايعرف اسمي على الاقل"
" انه صعب علي ايضا "
" الامر مختلف عند الرجال "

لحـ الوفاء ـن
11-01-2009, 20:58
" لماذا ؟"
" كف عن الاجابه بهذه الطريقة الوقحة "
فقال ساخرا :" الا تخشين ان تستهويني حريتي الجديدة"
" ماذا تعني ؟"
" اعني انني ما دمت لا اذكرك او اذكر شيئا عنك ، قد انحرف الى وجهة اخرى"
رمقته بنظرة واهنة
" تعني ان لم اسمح لك ... اعني .. ان رفضت ان ... آه ! تعرف قصدي !.
" نعم اعرفه "
" انك حقا بغيض للغاية . حاول ولو مرة ان تتصرف كانسان ! والان .."
حاولت ان تغير دفة الحديث الى وجهة اقل خصوصية فقالت :
" هل اخبرك عن الوضع في قصر عمتي !"
استمع اليها بصمت وهو يراقب ملامح وجهها المعبرة . لقد كان مسرورا يشعر بانه يقوم بدور الجاسوس ، او بانه ينتحل شخصيه جديدة لم يعرف الى اين ستؤدي به .

لحـ الوفاء ـن
11-01-2009, 20:59
الفصل الخامس – الباب المغلق
ارتدت ديانا ملابس المساء بعناية تخمد الخوف الذي غزا نفسها كان كل شيء يسير على ما يرام فلماذا هي مضطربة اذا؟
جلست امام طاولة الزينه تسرح شعرها الطويل برويه ، وهو عمل اعتادت على القيام به كلما شعرت بالاضطراب وكان ينجح ذلك فتهدا ولكنها اليوم لم تعرف للهدوء معنى بل كيف تهدا وفي الغرفه المجاورة التي يقصل بينها وبين غرفتها باب مغلق، كان ذلك الانكليزي الذي ادعته ديانا زوجا لها يستحم ويستعد للسهرة .
تنهدت ديانا وراحت تنظر الى نفسها في المرآة . كان كل شيء سهلا، سهلا جدا ، فعندما عاد هاري ، اقتنعت رفيقة عمتها كلوديا بان ذلك الرجل الغريب هو زوجها ، لانها لم تكن تعرف ماثيو قبل الان .
علمت عمتها بالامر ، ولكنها لم تعرف الحقيقة بكاملها . فقد اخبروها ان ماثيو وصل اخيرا لكنها حتى الان لم تلتق به .
غير ان ديانا لم تكن سعيدة . فقد بدات نعرف قيمة الصعوبات التي يواجهها من يحاول الاستفادة من ظروف الاخرين لمصلحته الشخصيه متجاهلا شعورهم واحاسيسهم .
وهكذا، فأن الرجل الذي استخدمته ديانا لاتمام لعبتها قد بدأ بقلقها كثيرا.
كان هذا الرجل يملك كيانا خاصا فريدا جعلها تجد صعوبة في التعامل معه بطريقه طبيعية ولعل اكثر ما كان يضايفها ان صورة ماثيو الخبيث الحقود تتأرجح في مخليتها اثناء وجودها مه آدم وهذا ما كان يدفعها الى الذعر في سريرتها كلما حاول الاقتراب منها.
ومع هذا، كانت تأمل انه عاجلا ام اجلا سيكف عن اغرائها وتعذيبهاظن وعندئض ستعيش بسلام تام. انما حتى ذلك الوقت عليها ان تخفي قرفها وغثيانها اثناء وجوده.
لم يكن السبب في ذلك انعدام جاذبيته. بل على العكس، كانت تعرف ان نساء عديدات يتمنين لو يحللن مكانها . غير انها قابلت العديد من الرجال الجذابين اثناء وجودها مع ماثيو في انكلترا فوجدتهم جميعا متشابهين فهم لم يقدروا انوثتها الا قليلا، وكان همهم الوحيد ايجاد طرق لخداع فريستهم التي كانت ترفض الاستسلام لهم.
نهضت عن الكرسي بعدما انهت ماكياجها البسيط وتوجهت الى خزانتها لترتدي ثوبها الابيض الطويل الذي اضفى عليها جمالا عذريا وبعد ذلك سرحت شعرها وتركته منسدلا على كتفيها كالعادة. فتوهجت الاقراط الماسية بين خصلات شعرها الذهبي الكثيف.
توجهت الى الباب ولكن ما ان اقتربت حتى سمعت طرقا على الباب المشترك بين غرفتها والغرفة المجاورة. امسكت المقبض ولكنها لم تفتح الباب بل ضغطت عليه بقوة دون ان تصدر صوتا.
-ديانا.. افتحي الباب يا ديانا.
ترددت ديانا قليلا، وفكرت في التظاهر بانها خارج الغرفة ولكنها تذكرت انه يستطيع ان يدخل من جهة الممر الطويل وعندئذ سيجدها ويعرف انها كانت تكذب عليه. واخيرا قررت فتح الباب.
فتحت ديانا الباب ثم ابتعدت قليلا ، فاطل آدم وهو في بزة العشاء التي احضرها له هاري. بدا انيقا وجذابا حتى اتهمت نفسها بالمتهورة لانها اعتقدت انها ستكون قادرة على السيطرة على هذا الرجل . ولو كان بامكانها ان تختار ، لاختارت رجلا مختلفا كل الاختلاف : اصغر واكثر تهذيبا وطاعه، لاهذا المتعجرف الذي مازال يتصدى لها بازعاج حانق.
" اننا لانقفل الابواب بين الرجل والمرأة في انكلترا , لم تخني ذاكرتي في مثل هذه الامور يا ديانا.
مشت ديانا مسافة قصيره مضطربه منفعلة ولكنها لم تلبث ان تمالكت نفسها وقالت :
" انا اسفة ، لقد اغلقت الباب منذ فترة عن غير وعي ."
نظر اليها نظرة شديدة ثم سالها باستهزاء :
" صحيح"
" نعم صحيح ! اتتهمني بالكذب؟"
هز راسه ببط ثم قال :
" دعينا من ذلك . تبدين رائعه هذا المساء. الايحق لي ان ابدي اعجابي بزوجتي؟ ليتك تقتربين مني ليزداد الوضع جمالا "
" لا تكن سخيفا ومزعجا"
ابتعدت عنه متالمه من كلامه التهكمي الساخر، ثم قالت:
" انها الامسيه الاولى التي تقضيها معا. اليس بوسعنا ان نتصرف تصرفا طبيعيا على الاقل؟"
" هذا ما كنت احاول فعله "
" آه، يالك من حمل مزعج... ساذهب لارى عمتي . هل سترافقني ؟"
" ان اردت انت ذلك "

shining tears
11-01-2009, 21:01
كان يتصرف بطريقة غريبة ، فقد حول بصره الى سائر انحاء الغرفة فلفت نظره تلك المساحيق والمستحضرات الكثيرةالمصفوفه على طاولة الزينه فسالها:
" لاتقولي ان رجلا ما سبق ان استخدم هذه الغرفة!"
اطبقت ديانا شفتيها ثم قالت :
" لا، ابدا ... لقد اخبرتك باننا نعيش في انكلترا "
" واين كان منزلنا؟"
" في لندن "
" حقا ؟ اعتقد اننا سنعود الى لندن حالا. ولكن، كيف لي ان اهمل اعمالي بهذا الشكل ؟ اليس من واجبي ان اهتم بامور العمل ؟"
" سبق ان اخبرتك انك هاوي سباق فقط "
" اذا لابد من سباقات يفترض بي المشاركة فيها "
" آه ،يالك من مزعج ؟ الن تكف عن اسلتك الكثيره؟"
وفتحت باب الغرفة ثم خرجت الى الممشى.
لحق بها قائلا:
" انا اسف. كنت احاول الاعتياد على حياتي "
احست ديانا بتانيب الضمير فاعتذرت منه قائلة:
" انا ايضا اسفة ... فاعصابي ."
" صحيح ، صحيح اعصابك .."
ونظر اليها نظرة غامضة حثتها على تركه .
كانت ربيكا دي لاروشا تنتظره بفارغ الصبر . فقد وعدتها ديانا بانها ستاتي معه وبما ان الموعد قد حان احست باعصابها مرهقه .
وحين دنت من سرير العمة كان يقف خلفها .
" مرحبا ياعمتي ، كيف حالك ؟"
ضغطت ربيكا على يد ديانا لحظة ثم تركتها ومدت يدها نحو رفيق ديانا وتمتمت قائلة :
" ماثيو ، هل انت هنا ؟"
" نعم ، عمتي ربيكا ، انا هنا . تسرني رؤيتك من جديد "
" لقد قلقنا عليك كثيرا . اليس كذلك يا ديانا ؟"
" حسنا .. ها انذا ياربيكا امام ناظريك "
" لم يعد ، لسوء حظي، نظري كما كان في سابق عهده . غير اني استطيع ان المسك واسمعك واتحسس جسدك . لماذا لم تزرني خلال تلك السنوات ؟ ولماذا ابقيت ديانا بعيدة عني في انكلترا وانت تعلم انها غيرسعيدة؟"
احست ديانا بالدم الحار يجري في عروقهاوانتابها قلق من جراء نظراته الممعنه التي راح يلقيها على عمتها .
" لم تكن سعيدة ؟ صدقيني ياعمة لم اكن اعلم ذلك ."
"بالطبع كنت تعلم كما تعلم ان هذا العالم المتصارع لا يناسب المرأة ، فالمرأة تحتاج الى منزل امين وعائلة . متى ستصبحان عائلة ياماثيو؟"
حملق في وجه ديانا رافعا كتفيه باستهزاء:
" ليس حالا ياعمة ربيكا . ان هذا الامور تقتضي وقتا طويلا"
اغتاظت ربيكا من كلامه وقالت :
" لاتحتاج الى هذا الوقت ماثيو . الست رجلا ؟ ما اعتقدتك سنجد الامر على هذه الصعوبه."
ضحك ضحكة صغيرة ازعجت ديانا ثم رد :
" لم تشعر ديانا بالقدرة على التحمل ذلك العبء."
تكدر وجه ربيكا وسالتها:
" هل هذا صحيح يا ديانا ؟ كنت تعانين من المرض وتخفين ذلك عني ؟"
نظرت اليه بعينين تنمان عن الحقد والضغينه وقالت :
" بالطبع لاياعمتي... كل مافي الامر ان اعصابي كانت متعبه قليلا"
" لكنك لم تخبريني ، هل يعرف غيارمو ذلك ؟ وهل قام بعلاجك؟"
" رباه ، ليس الامر خطيرا . ماكان على ماثيو اخبارك ."
فسال بتهكم :
" ولم لا ؟ اليس اخبارها افضل من ان نسيء الظن فتحسبنا لانرغب في انجاب الاطفال "
اغتاظت ديانا كثيرا وقالت :
" يجب ان نذهب الان ، فنحن لانريد ان نرهقك ياعمتي "
" آه حسنا ... هل ستاتي لزيارتي ثانيه يا ماثيو ؟"
ابتسم لها وداعب خدها بيده وهو يقول :
" بكل تاكيد ، ان اردت رؤيتي آت طبعا ... انا تحت امرك "
" هيا ماثيو علينا الذهاب "
" كما تريدين "
عندما اوى كل منهما الى الفراش تلك الليلة توجهت الى الباب الفاصل بين الغرفتين لتتاكد منه بنفسها فوجدته مغلقا وهذا يعني انه اغلقه بنفسه لانها تركته مفتوحا عندما نزلت لتناول العشاء.
كان من عادتها ان تبدل ملابسها في غرفة النوم ولكنها اليوم حملت قميص النوم ودخلت الى الحمام واقفلت الباب خلفها باحكام .

shining tears
11-01-2009, 21:07
وعندما عادت الة غرفتها , وجدت الباب كما كان فمدت لسانها بسخط . ماذا عليها ان تفعل ؟ ان هي فتحت الباب ظن انها تريد التحرش به وهذا آخر ما قد تفكر فيه . ولكن ربما اقفل الباب حين بدل ملابسه ونسي ان يفتحه . ان كان يريد الباب مفتوحا فليفتحه بنفسه .
مشت على اطراف اصابعها وراحت تنصت على الباب فلما لم تسمع صوتا اوت الى فراشها .
رات من خلال الظلام خيطا من النور منبعثا من تحت الباب الفاصل بين الغرفتين فتساءلت ان كان قد نام تاركا النور مضاء ام انه مازال مستيقظا .
انبطحت على بطنها علها تنام . ولكن كيف يطرق النوم جفنيها وعقلها ما زال يفكر في ما قد يفعله ذلك الرجل الغريب . ماذا لو طالب بحقوقه ؟ ماذا لو فتح ذلك الباب ودخل غرفتها يريد اخضاعها لشهواته ؟ ماذا ستفعل حينئذ ؟ هل تطلب المساعده ولكن من سيساعدها ؟ فهو زوجها .
سبق ان ادهشت تانيا حين طلبت منها ديانا توضيب غرفتين متجاورتين والمشكله ليس تانيا انما مع العمة ان علمت بهذا الترتيب .
فقد تسال وهي المعروفة بتدخلها في خصوصيات الاخرين هذا الغريب عن علاقته بابنه اخيها وعندئذ سيخبرها بان ديانا منعت عنه نفسها.
وهنا الكارثه !
استلقت على ظهرها من جديد وراحت تعض على شفتها .
اختفى خيط النور كليا . لقد اطفا النور . هل نام الان ؟ ارتعش جسمها مع ان الليله كانت دافئة جدا . ربما كان واحدا من اولئك الناس الذين يغفلون ما ان تلامس رؤوسهم الوسادة تناولت سيجارة وراحت تدخنها : هاهي ديانا مستلقيه هنا تحت رحمة التاملات المخيفة ، بينما يغط هو في سبات عميق فرحا بهويته المكتشفة حديثا .

shining tears
11-01-2009, 21:08
قرأة ممتعة للجميع وبكرا بقية الفصول
تحياتي للجميع

نوال احمد
11-01-2009, 21:53
[COLOR="DarkSlateBlue"]رواية في منتهى الروعة والاروع من قام بكتابتها وشارك بذلك[/COLOR

] سلمت الايادي

نوال احمد
11-01-2009, 22:56
[::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::

نوال احمد
12-01-2009, 03:09
http://www.tawsl.net/tre7b/100.gif (http://www.tawsl.net)

تسلم اليدين وصاحبتها...::سعادة::

الف شكر يا الغاليه لك ولكاتبة الروايه...::جيد::


::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::

::سعادة::::سعادة::::سعادة::::سعادة::::سعادة::

:cool::cool::cool::cool::cool::cool:

shining tears
12-01-2009, 12:27
6- - حــــائــرة...

في الايام القليلة التالية، بدت الامور وكأنها تسير على خير ما يرام، فقد وجدت ديانا ان ماثيو الذي زعمته زوجا لها ،
يستمتع بوقته في ذلك المكان، لذا عرضت عليه ان يقوم بجولة في ضواحي البلدة المحيطة بالقصر.
كان انتون.. ذلك الصبي الذي رافقها في زيارتها الاولى للارسالية... على اهبة الاستعداد وبما ان ماثيو بدا ماهرا في ركوب الخيل ،فما عاد هناك من مشكلة. فانتقل على ظهور الخيل كانت اكثر وسيلة معتمدة في المنطقة. ظن بادئا انها سترافقهما، غير انها نجحت في اقناعه بعدم قدرتها على الذهاب بعد ان اختلقت حججا كثيرة منها ان وضع عمتها الصحي غير مستقر وان اعصابها هي متعبة قليلا.
لم تستفسر العمة ريبكا عن طريقة نومهما في الليلة الماضية فاطمأنت ديانا الا انها ظلت تشعر ببعض الخوف. فهو ليس ممن يسلمون بالامور دون التدقيق والاستفسار وكانت في بعض الاحيان تتمنى لو يكشف لها عما يجول في فكره اذ ان لعبة القط والفأر قد اتعبتها وارهقت اعصابها.
حتى الان اصبح يعرف كل ما يتعلق بشخصيته الجديدة
تقريبا وقد حارت ديانا فيما اذا كانت هويته الجديدة ستعيق تقدمه صحيا.
ذعرت ديانا فجأة حين دخلت كلوديا غرفة ريبيكا بينما هي عندها ترى طلباتها.
-ثمة فتاة شابة تريد التحدث اليك يا سنيورا.
-فتاة شابة؟ من هي؟
-انها السنيوريتا اغيري... انطونيا اغيري.
دهشت ديانا لان تلك الشابة كانت صديقتها منذ ايام الدراسة، وقد مضى زمن طويل منذ ان انتقلت مع عائلتها الى الولايات المتحدة.
-نعم، اعتقد انه الاسم الذي سمعته ياسنيورا. هل ادعوها للدخول الى هنا؟
-لا، لا، ياكلوديا.. سأنزل حالا.
كانت انطونيا اغيري منتظرة في صالة القصر، وهي كما تبدو الان امرأة جميلة وجذابة ، شعرها الاسود الطويل مربوط بشريطة.
اسرعت ديانا اليها تضمها الى صدرها بحماس شديد وقالت:
-انطونيا.. اهذه انت؟ رباه، ماذا تفعلين هنا؟
الا ان انطونيا قابلتها بحماس اقل:
-الا يحق لي المجيء الى هنا؟
-لم اقصد ذلك ولكنها مفاجأة غير متوقعة . ظننتك في الولايات.
-هذا صحيح ياعزيزتي، مازلت اعيش هناك ، الا ان والدي قدم الى ريو بمهمة عمل واقترحت عليه ان ارافقه لامضي بضعة ايام في الوادي عند خالتي وحين اخبرتبني خالتي ماورا انك تنزلين عند عمتك قررت ان ازورك.
-احسنت صنعا. تفضلي.
ثم اجالت ديانا طرفها فإذا بكلوديا تقف على مقربة منهما تراقبهما فقالت:
-كلوديا اطلبي من تانيا تحضير القهوة.
قوست المرأة العجوز كتفيها وكانها ترفض ذلك ولكنها ما لبثت ان اومأت براسها وخرجت بهدوء.
-من هذه ؟ تبدو مخيفة.
-كلوديا؟ مخيفة؟ لا، لا اعتقد ذلك . لكنها احيانا تنـ..
حسنا .. تتنصت.. ولكن لاتكترثي لها، هيا حدثيني عنك ماذا كنت تفعلين في الولايات المتحدة؟ الم تتزوجي؟
-لا يا عزيزتي ، ولكنني سمعت انك تزوجت؟
-آه، نعم تزوجت.
-لا تظهر عليك الحماسة ياصديقتي.
قالت انطونيا ذلك وهي ترفع حاجبيها بقصد الاغاظة.
-لا، مخطئة انت. انما... انا اردت ان اسمع اخبارك انت وهي دون شك اخبار مثيرة.
-بعضها فقط. فالطقس في كاليفورنيا رائع ولكنني في الاصل مونترافيرديه لذا افضل البقاء هنا في الوادي لكنني متأكدة بأني سأشعر بملل كبير هنا. ففي الولايات المتحدة الكثير من وسائل التسلية. هناك الحفلات والمسابح واشياء اخرى كثيرة.
كالمسرحيات والافلام والمعارض... لقد بت خبيرة في الفن الحديث.
صمتت انطونيا قليلا ثم اردفت:
-ولكن ما هي اخبارك انت؟ اخبرتني خالتي ان زوجك هنا في القصر. هل سأتعرف اليه؟ انا متأكدة انك امضيت وقتا ممتعا اكثر مني.
اطبقت ديانا بأظافرها على كفها بعصبية تامة فانطونيا تعيش في لولايات المتحدة، اذن من الطبيعي ان تكون قد سمعت او قرأت شيئا عن ماثيو سليس وربما رأت صورته. ولكنها مالبثت ان استبعدت حصول الامر الاخير لان ماثيو غير مشهور على نطاق واسع لان السباقات التي كانت يشارك فيها كانت محصورة في محيط اوروبا، والمتسابقون لايصورون الا اذا فازوا دائما وماثيو قلما فاز
-سترينه بالطبع، ربما في يوم اخر لانه غير موجود في الوقت الحالي.
-آه، يالسوء حظي! لكن، هذا ليس مهما، فأنا متأكدة اننا سنلتقي كثيرا خلال فترة اقامتي في الوادي.
بعد الانتهاء من احتساء القهوة سألتها:
-كم ستمكثين في الوادي؟
ارتبكت ديانا ثم قالت:
-لا ، لا اعرف ، فأنا ... ربما نبقى هنا بعض الوقت، فالطبيب غيارمو يقول ان هناك املا ضئيلا في شفاء عمتي كليا ولهذا لا اظنني اتركها وحدها في هذه الحالة.
-افهم ذلك، ولكن اليس لدى زوجك اعمال وارتباطات تجبره على العودة الى اوروبا؟
ارتبكت ديانا وقالت:
-حسنا ، انه.. انه لا يعمل ، ليس مضطرا اليه فقد ترك له والده ثروة كبيرة.
انقبضت اعصابها حين نطقت بتلك الكذبة المتقنة، وودت لو اكتشفت عمتها حقيقة ماثيو المخادع قبل ان تقبل بتزويجه ديانا.
-آه، فهمت ، انت محظوظة ديانا ولكن اخبريني اذا اراد زوجك العودة الى انكلترا، فهل تعودبن معه؟
اجابت ديانا"نعم" بصوت يكاد لايسمع ثم نظرت الى الساعة في معصمها. كانت الساعة قد قاربت الثانية عشرة ظهرا وهو في الواقع موعد الغذاء. هل سيعود ماثيو عند الغذاء؟ راح قلبها يخفق مضطربا لانها لم تكن ترغب في ان يرى انطونيا لا اليوم ولا في يوم اخر.
نظرت انطونيا الى ساعتها فقالت:
-علي الذهاب الان.
ارتاحت ديانا بشكل غريب ولكنها اظهرت اسفا شديدا وهي توصلها الى الباب:
-رجاء عودي الى زيارتي.
-سأفعل ياعزيزتي، ولكن ليس قبل ان تأتي انت لزيارتي. فخالتي ماورا تقيم عشاء على شرف بعض اصدقائها مساء غد . لماذا لاتشاركيننا انت وزوجك؟ سنسر بقدومكما طبعا.
ما ان فتحت ديانا فمها معتذرة عن تلبية الدعوة حتى سمعت صوت رجل عند الباب الكبير.نظرت انطونيا الى ديانا تريد ان تسال عن ذلك الصوت ولكنها فوجئت برجل طويل القامة منتعل جزمة عالية يدنو منها ناقلا البصر من ديانا الى انطونيا.
ازعجتها رؤيته حين راته يحدق الى انطونيا وراح قلبها يخفق بقوة غريبة ولكنها تمالكت اعصابها قليلا وتصنعت ابتسامة كاذبة.
-آه، اهلا بك ماثيو... يالهذا الحظ ... لقد جئت في الوقت المناسب لتلتقي ... صديقة قديمة!.
-صديقة؟ لي ام لك؟
اجابت حانقة:
-صديقتي انا طبعا انطونيا هذا هو ماثيو سليس، زوجي
صافحته انطونيا وهي ترشقه بنظرات مغرية وجذابة.
-اهلا بك انطونيا... لو علمت اننا سنستقبل ضيفة جذابة ولطيفة مثلك لما خرجت ابدا.
عضت ديانا على شفتيها بقوة وقالت.
-لم اكن اعرف ان انطونيا تريد القيام بالزيارة فإنا لم ارها منذ اربع سنوات.
-اتقطنين في مونترافيرد يا انطونيا؟
-لا، فعائلتي تعيش في الولايات المتحدة منذ امد قصير.
-وفي اي جزء من الولايات المتحدة بالتحديد؟ انا اعرف الساحل الغربي كله.
راحت ديانا تنظر اليه دهشة.
-صحيح؟ هذا شيء جميل فنحن نعيش في سانتا باربرا.
-آه! سانتا باربرا، لقد امضيت بعض الوقت في لوس انجلوس.
بدت انطونيا دهشة اما ديانا فظهرت مرهقة تعبة.
-كنت احاول اقناع زوجتك بقبول دعوتي الى العشاء مساء غد.
-هذا رائع، وليس هناك مايحول دون قبول دعوتك عزيزتي.

shining tears
12-01-2009, 12:29
تمالكت ديانا نفسها ثم قالت:
-لا اظنني تاركه العمة في هذه الحالة.
-ولكن الممرضة بيترز ستلازمها مدة ساعتين.
لم تعد ديانا قادرة على خلق اي عذر فكان ان اجبرت شفتيها على الابتسام:
-حسنا شكرا لك انطونيا يشرفنا قبول الدعوة.
-هذا رائع في الثامنة اذا.
قال ماثيو وهو يوصلها الى الباب:
-اتفقنا.
بعد ذهاب انطونيا ارادت ديانا التحدث الى ماثيو لتسأله عما يعرفه عن الولايات المتحدة ولكنها تراجعت فقد تثير اسئلتها شكوكه وربما عندئذ يعود اليه الماضي فيستعيد ذاكرته.
كان ماثيو يطفئ سيجارة في منفضة زجاجية فتطلع نحوها بعيون صامتة مزعجة وقال:
-يا لهذه المفاجأة الجميلة، ارى نفسي محظوظا لانني عدت باكرا لالتقي بضيفة غير متوقعة!.
لم تتفوه ديانا بكلمة ولكنها وقفت قرب النافذة تنظر الى الوادي.
-كم مضى على معرفتك بأنطونيا(سألها)
ظلت تنظر الى الوادي لتخمد قلقها وتوترها. مالذي يخيفها في هذا الرجل؟
-كنا ندرس معا في مدرسة واحدة.
-حقا.
ما ان اقترب منها حتى ابتعدت عنه الى طرف النافذة.
-ظنتتها في مثل عمرك . هل هي متزوجة؟
-وهل هذا يهمك؟
-لاتكوني هكذا ديانا فأنا فضولي بعض الشيء. وليس من داع للغيرة ياحبيبتي.
حملقت ديانا اليه وقالت:
-انا لا اغار.
ثم اعتذرت منه لتخرج من الغرفة فلم تتحمل الاغاظة التي يسببها لها وتمنت الا تزيد الامور تعقيدا بظهور انطونيا.
-طبعا، طبعا" وتنحى جانبا بكل ادب وتهذيب . وخرجت ديانا من الغرفة.
في صباح اليوم التالي تفقد الطبيب غيارمو العمة ثم توجه الى ديانا يسألها عن صحة زوجها.
-لم يتذكر شيئا حتى الان.
-لم ينذكر شيئا؟1 امعقول هذا؟
ترددت ديانا قليلا قبل ان تجيب:
-حسنا اريد ان اسألك بعض الاسئلة.
نظر اليها غيارمو بعينين يقظتين.
فتوردت وجنتاها ثم راحت تقول:
-حسنا اريد ان اسألك عما اذا كان بإمكانه تذكر اماكن زارها في السابق.
-اماكن؟ نعم اظن ذلك. ولكن لماذا تسأليني ؟ هل تذكر مكانا ما؟
-آه لا، لا، فأنا لا.. لا اريد ان اضع امالا لا طائل منها.
-هذا صحيح، ولكن هل تظنين انه تذكر شيئا؟
-حسنا ، اعتقد انه قال شيئا جعلني اتساءل.
-فهمت!.... حسنا اقترح ان تراقبي وضعه بذقة، فإن احسست انه تذكر شيئا ما ، اي شيء، اخبريني به فورا.
-طبعا، سأفعل، ايها الطبيب.
ولكن بعد ذهاب الطبيب راحت تتساءل عما قد تذكره ماثيو. الم يلاحظ ما قاله حين كانت انطونيا هنا؟ وهل حرك ذكر كاليفورنيا شيئا في ذهنه؟ وان حدث ذلك فهل هذا يعني انه بدأ يستعيد ذاكرته.
نضح العرق منها حين فكرت في امكانية حدوث ذلك فقررت ان تكلم هاري لكي يعرض مبلغا من المال على ذلك الرجل شرط ان ينسى ماحصل، ومبلغا اخر ليكمل اللعبة.
ولكنها بعد معاشرتها لذلك الرجل باتت متأكدة من رفضه اقتراحا كهذا.
صعدت ديانا الى غرفتها والارهاق بد عليها. لقد تحول فجأة كل شيء وبات صعبا ومعقدا. القت نفسها على السرير ثم تركت لدموعها الحارة العنان فانسابت غزيرة.
لم تغادر غرفتها عند الغذاء وحين جاءت كلوديا تسألها ان كانت تحتاج الى شيء ، ادعت انها غير موجودة لئلا تراها كلوديا على تلك الحالة فتسارع الى اخبار عمتها ولكنها خرجت من غرفتها عصرا تاركة القصر متوجهة الى الاسطبل.
اطلقت العنان لفرسها منطلقة من الساحة الى المروج الخضراء والرياض الواسعة.
كانت الشمس قد بدأت تتوارى وراء الجبال العالية، ولكن الجو كان دافئا، والهواء رطبا وعابقا باريج الزهور. حين اقتربت ديانا ورفيقها انتون من الحقل المغروس باشجار الصنوبر ، اجفلت اسراب من الطيور وهجرت اعشاشها وراحت تحلق فوق النهر الجاري.
سارت مدة نصف ساعة تاركة الفرس تقودها الى حيث تشاء فاتجهت بها نحو النهر وراحت تنتقل بين الحشائش الخضراء ثم شقت طريقها الى القصر. فقد غابت الشمس وبرد الجو عض الشيء، لكن رأسها ارتاح قليلا.
حينما وصلا الى بوابة القصر وقف امامها شخص طويل يراقبهما وهما يدخلان وعندما اقتربا منه انقبضت اعصاب ديانا فهو ماثيو..ذلك الرجل الذي ادعت انه زوجها.
تقدم منها ماثيو ليمسك الفرس محاولا توقيفها:
-اين كنت؟
رفعت ديانا كتفيها واجابته باختصار:"اتجول"
-ارى هذا، لكن اين كنت تتجولين؟
-ليس في مكان محدد. لماذا تسأل؟
-لقد انشغل بالي عليك خاصة بعدما اخبرتني كلوديا بامنتاعك عن تناول طعام الغذاء.
-لم اكن جائعة. هل استطيع الذهاب الان؟
-انتظري لحظة تبدين قلقة. مالذي يشغل بالك ديانا؟ماذا هناك؟
تنهدت ديانا قليلا قبل ان تقول:
-رجاء هلا تركتني اذهب؟ لقد تأخر الوقت وانا اريد الاستحمام وتبديل ملابسي.
-آه، من اجل دعوة العشاء، هذا ما سأفعله انا ايضا. الهذا انت قلقة؟
-طبعا لا.
وركلت الفرس في خاصرتها فصهلت الفرس معترضة.
-ارجوك ،افسح الي الطريق.
ابتعد عن طريقها مطلقا سراح الفرس التي جرت الى الساحة حيث ترجلت ديانا عن ظهرها وتوجهت الى القصر. الا انه لحق بها وامسك معصمها قائلا:
-انتظري هناك شيء اخر.
وانتزع نظارتها كاشفا عن عينيها المتورمتين ثم سألها.
-حسنا لم كل هذا؟
نظرت اليه نظرات ملؤها الحقد والغضب.كيف لرجل لا يعرف شيئا عن نفسه ان يحيرها ويربكها دائما؟.
قالت بغضب شديد تشد يدها للتحرر من يده ولكن بدون جدوى:
-هل ستدعني اذهب ؟ سبق لي ان اخبرتك بأني اكره ان يلمسني احد.
-نعم، اذكر هذا ولكن رغم ذلك عليك في بعض الاوقات تلبية مايريده زوجك.
-ماذا تعني؟
-اعني انني اريد ان اعرف حالا ما سبب بكائك.
-لا شأن لك بهذا.
-شأنك هو شأني اولا. فأنت التي اعطيتني هذا الحق حين زعمت اني زوجك هناك في الارسالية.
حدقت اليه ديانا ثم سألته:
-ماذا.. تعني؟.
-ماذا تعتقدين انني اعني؟
-لا اعرف.
-لاتعرفين؟
رفع معصمها ونظرالى نحافته ثم قال:
-ماهو قصدي ياترى؟ اليس معروفا؟ ان لي عليك حقوقا.
اشتعلت النيران في وجهها وقالت:
-رجوك !دعني اذهب.
سلط عينيه الرماديتين على عينيها حتى احست بشيء ما يتحرك في داخلها:
-حسنا اذهبي!
ترددت ديانا في الذهاب. لقد اخافها رفضه الفجائي كما اخافتها كلماته. هل بدأ يشك فيها؟ هل اثار تصرفها الريبة في نفسه؟
ارتدت على عقبيها بسرعة متوجهة الى القصر ومنه الى غرفتها.
سحبت نفسا عميقا وهي تشعر بالاختناق مما حصل منذ بضع دقائق. لقد تصرفت كفتاة حمقاء، حمقاء ومجنونة، وذلك حين سمحت لاحاسيسها بالتأثر في مايقوم به رجل كذلك الرجل ماثيو سليس الذي كان يجد لذة في قهر النساء .
هل نسيت ماحصل لها بعدم انعدام احاسيسها ، واعواطفها؟ هل يمكن ان تنسى في يوم ما التصرف الوحشي الذي لاقته من عواطف الرجال؟ انه تصرف همجي جعلها باردة الاحاسيس والعواطف.

shining tears
12-01-2009, 12:33
7- رجل يدافع عنها..

كانت الخالة انطونيا اغيري تسكن مع زوجها في اقصى الوادي وكان زوج خالتها يشتغل في الزراعة، غير انه تقاعد الان فاستلم ابنه شؤون العائلة.
سارت ديانا والرجل الذي تسميه ماثيو مظللين بنور القمر المتسلل من بين الغيوم. وبدأ الطقس الدافئ يبرد شيئا فشيئا.
كان ماثيواللاندروفر بطريقة ازعجت ديانا ففكرت في ان تقول له ذلك غير انها تراجعت عن رأيها لانها تذكرت ادعاءها باه سائق سباق.
امضت وقتا طويلا تحاول اخفاء اثار الدموع التي ذرفتها منذ زمن قصير وقد حرصت على ان ينسجم ثوبها المخملي الزمردي مع شعرها الذهبي الطويل.
سرت العمة ريبيكا حين عرفت انهما خارجان معا واعتبرت ذلك دليلا على تفاهمهما ورضاهما.
استقبلتهما انطونيا التي بدت رائعة الجمال في ثوبها الحريري الازرق الشفاف الذي ابرز جمال جسمها النحيف.
-اهلا بكما... كنا تنتظر وصولكما، هيا، تعالا، سأعرفكما الى الجميع وبعد ذلك نفتتح العشاء، فأنا جائعة جدا، وانتما ايضا على ما اعتقد؟
كان بين المدعوين زوجان في منتصف العمر من عائلة كارفلوس وشاب فتي-هو صديق انطونيا- يدعى رينالدو، وقد طلب منه تشكيل الازواج، فاختار ديانا رفقية فكان بذلك ان حظيت انطونيا بماثيو طوال السهرة.
لم تعر ديانا انتباها لغزل ذلك الرجل خشية ان تغضب انطونيا، ولكن بعد مرور بعض الوقت تساءلت عما اذا كان هذا التوزيع قد دبر له مسبقا. فهي لم تعرف انطونيا جيدا، انطونيا الناضجة التي بدا واضحا انها معجبة بماثيو.
ولكن لماذا تهتم هي بذلك . انه لايعني لها شيئا مهما خيل له وان كان يقصد اشعال نار الغيرة في قلبها بمغازلته انطونيا فقد اخطأ. لكن على الرغم من هذا فقد شعرت بالغيرة تشتعل في قلبها وراحت حينئذ تصغي الى غزل رينالدو بشكل ملفت للنظر.
اتخذت ديانا عند العشاء مقعدا بين مضيفها وبين رينالدو اما ماثيو فقد جلس امامها بين انطونيا وبين خالتها.
اثناء العشاء الذي لم تتناول منه ديانا الا القليل القليل، علمت ان رينالدو كان يقيم في كيرانوفا، وان والده مدير مصرف وانه حديث العهد بالتخرج من الجامعة. وعندما راح يتحدث اليها عن هوايته في الغطس اندمجت بالحديث رغما عنها.
-لايزال العديد من حطام السفن الاسبانية في قعر المحيط. واني احلم بأن اكتشف يوما حطاما يزخر بسبائك ذهبية وصفائح وجوهرات والماس... وعندئذ سأصبح رجلا ثريا.
-ولكن عليك ان وجدت شيئا كهذا ان تخبر السلطات؟
-ليس ضروريا، ولكن كما تعلمين ان ثمن هذه الاشيئا يرتفع باستمرار وحين يكتشف الحطام اولا تحدد القيمة وتقسم بين الحكومة وفريق الغطاسين.
-فهمت، هذا مدهش حقا.
-نعم انه كذلك. وبعيدا عن هذا كه فرياضة الغوص مذهلة بحد ذاتها. ليتك تعلمين مدى جمال الكائن تحت البحار والبحيرات....
قاطعته انطونيا مقهقهة.
-اخشى ان تقتنع ديانا بمرافقتك في احدى المرات مع انني لا اتخليها ترتدي بدلة الغوص واضعة انابيب الاوكسجين على فمها.
-ولم لا افعل؟
رفعت انطونيا حاجبيها الاسودين الرفيعين ونظرت الى زوج ديانا ثم قالت:
-لم اكن اعلم انك تحب هواة الرياضة.
-ربما تتمتع زوجتي بمراهب خفية ولكن على كل حال انا اوافق انطونيا رأيها ، فلا اظنك تهوين هذه الرياضة.
-بل اهواها....
ثم التفتت الى رينالدو قائلة.
-هل تعلمني هذه الرياضة؟.
قال ماثيو غاضبا:
-ان كنت تريدين التعلم اعلمك انا.
-اوتعرف انت كيف تغوص؟.
اما كنت تعلمين بأنه يجيد الغوص.
-لا ، لم اكن اعرف.
اجابتها ديانا تلك الاجابة ثم وجهت نظراتها الغاضبة الى ماثيو الذي لم يأبه بها او بغضبها.
-وهل من الضروري ان تعرفي،فلم يسبق ان تكلمنا عن هذا الموضوع؟
حولت ديانا بصرها الى طبقها ثم لم تلبث ان اشاحته جانبا لان شهيتها تبخرت كليا.
ماذا قصد حين قال انه يجيد الغوص؟ هل تذكر شيئا اخر؟ هل بدأت ذاكرته تعود اليه من خلال الاحاديث الدائرة حوله؟
بعد انتهاء وجبة الطعام توجهوا الى غرفة الجلوس.
فتحت انطونيا النوافذ الطويلة المطلة على ساحة صغيرة امام البيت واقترحت عليهم ان يرقصوا هناك. وبما ان ماثيو لم يرغب في الرقص قفد الحت على رينالدو ان يراقصها.
سألت خالة انطونيا ديانا:
-هل ستمكثين طويلا عند عمتك؟
-لست متأكدة، ربما حتى تشفى عمتي...
-هل فاجأتكم انطونيا بزيارتها؟
-نعم، لقد فاجأتنا! فأنا لم ارها منذ وقت طويل.
قالت السيدة" هذا صحيح"
ثم نظرت الى الساحة تراقب ابنة اختها وهي تعلم رينالدو رقصة جديدة ، وتابعت تقول:
-اشعر بفرح كبير حين اراها سعيدة. فقد امضت وقتا كئيبا في الاونة الاخيرة.
-آه، لكنها لم تخبرني بذلك!
-لا، لن تفعل ابدا، فما اصابها قد يصيبها في اي وقت.... لقد تعرفت انطونيا الى ذلك الرجل المحترم واحبته حبا جنونيا. لو انك تعرفينها جيدا لادركت شدة اخلاصها للذين تتعامل معهم لقد احبت ذلك الرجل باخلاص لامثيل له ولكن لسوء حظها كان متزوجا ورب عائلة ولم تكن انطونيا تعرف ذلك بالطبع لذا توقعت ان يأتي خاطبا ولكن مالذي حصل؟ لقد ضجر من انطونيا وعاد الى زوجته.
-آه ، اني جدا اسفة.
-نعم كان حظها سيئا للغاية، واسوأ حظ على الاطلاق! وانطونيا شابة لطيفة... جميلة جدا ! لم يخطر ببالها انه سيتلاعب بها.
-كان اميركيا؟
-اعتقد ذلك، ولكنه من اصل لاتيني.
تنهدت ديانا ثم نظرت الى انطونيا التي لاتبدو كسيرة القلب.
-يسرني انك سعيدة بزواجك، ربما نحسدك انطونيا على هذه السعادة.
اصطنعت ديانا ابتسامة باهتة وفضلت الا تكثر من الكلام عن علاقتها بماثيو.
فرحت ديانا كثيرا حين اوشكا على العودة الى القصر فقد كان رينالدو خلال الربع ساعة الاخيرة يقنعها بمرافقته في نزهة على ظهر الخيل في الايام القليلة القادمة، ومع انه اقترح ان يذهبوا مع انطونيا وزوجها الا ان ديانا لم تظهر اقل حماس للمشروع.
حين توارت اضواء منزل آل كورك لوت ديانا اصابعها وقالت:
-لماذا قلت انك تجيد الغوص؟
لم يلتفت ماثيو اليها بل ابقى عينيه على الطريق
-وهل من مانع؟
-لا، سوى انك لاتجيد الغوص.
نظر اليها الان غير ان نظرته لم تؤثر فيها لان الظلمة اخفت احمرار وجهها.
-لا اجيد الغوص؟
-لا، وهل ظننت انك تجيده؟
سحب نفسا عميقا وتنهد ثم قال:
-ليس من الضروري ان اجيد الغوص.
-اذا، لماذا ادعيت ذلك؟
-لانني لن اسمح لشاب اسباني جميل ان يعلم زوجتي شيئا!
كانت ديانا تتوقع منه اشياء كثيرة الا ماقاله الان . حملقت اليه دهشة.
-ماذا قلت؟
-لقد سمعتني. انا فاقد الذاكرة نعم ولكنني لست احمق.
-كيف تجرؤ على انتقاد تصرفاتي بعد الطريقة التي تصرفت بها انت هذا المساء؟
ثم عضت على شفتها من شدة غيظها. لم تكن تعني ما تقول بل لم تكن تقصد اعلامه بانها كانت تراقبه طيلة السهرة ولكن ماحصل قد حصل ولا سبيل للتراجع.
قال ماثيو بلهجة ساخرة.

shining tears
12-01-2009, 12:34
-اذا غرت علي؟
-لست غيورة ولكنني لا اظنك تملك الحق في توجيهي او في اختيار نشاطاتي!
-لا بل املك كامل الحق، فانت زوجتي، اللعنة الا تذكرين ذلك؟
نظرت اليه ديانا غاضبة وحانقة. فلم تعد تعرف كيف تصلح ما تفوهت به.
-انا... لا اذكر انك مهتم بالامر لهذه الدرجة!
شد اصابعه على المقود.
-صحيح؟ لا اعتقد ان زواجنا كان هكذا قبل حادث الطائرة.
-ماذا تقصد؟
-قصدي واضح؟ اليس كذلك؟ فنحن لا نتصرف كزوجين متحابين، اليس هذا صحيحا؟.
ضغطت ديانا بكلتا يديها على خديها وقالت.
-لقد شرحت....
-آه، لا.. لم تشرحي بل ان ماقلته غير مقنع.
ثم تحولت نبرته وغدت قاسية بعض الشيء:
-هل تتوقعين مني ان اقبل بكل ما تقولين دون ان اسألك شيئا.؟
بلعت ديانا ريقها والارتباك باد على وجهها. لقد اوقعت نفسها في مأزق ولم تعد تعرف سبيلا للخروج منه.
-وكأنك تقول اننا نتصرف بطريقة مختلفة عن الطريقة التي يتصرف بها سائر المتزوجين. الا تعلم ان الزواج المثالي انتهى في هذا العالم المتحضر؟
-تعترفين بأن زواجنا ليس مثاليا؟
-آه ، هل سنتابع هذا الحديث السخيف...
-اظن ذلك. فمن حقي ان اعرف وضعي معك!
راحت ديانا تتنفس بسرعة وكأنها قامت بعمل متعب:
_آه، ارجوك. اني مرهقة. اني... اني لا اعرف كيف ارد على اسئلتك.
-الحقيقة اسهل رد.
-ماذا تعمي؟
-اعني ما اقول، فإن كان هناك اشكال في علاقتنا، فاعلميني به.
كانت للحظات خلت قد اعتقدت انه استرد ذاكرته. قالت:
-هذا لايهم الان على اية حال ماعلينا الا التصرف كالغرباء في الوقت الحاضر.
-لكننا لسنا غريبين فنحن زوج وزوجة لذا لا افهم ما تقولين او تفعلين خاصة وانت ترفضين ان اقيم علاقة مع النساء الاخريات.
نظرت اليه ديانا بعينين حانقتين وقالت:" ماتفعله لايهمني على الاطلاق."
-حقا؟ اذا ، لماذا قبلت الزواج بي؟
هبت ريح قوية لم يعرفا مصدرها وتحول الطقس فجأة واصبح باردا بردا قارسا, وفي تلك اللحظة تمنت لو انها في البيت.
ولكنها لم تكن في البيت، بل هنا، على بعد مسافة ميل .. من ,,,وجهتهم . سألها ماثيو السؤال الذي طالما خشيت منه.
ولكنها فوجئت بلعناته على الطريق فقد غزلت الاطارات قليلا في منعطف خطر. ثم عاد يسألها:
-لماذ؟ هل كنت تحبينني؟
-انا؟ نعم .. نعم... طبعا كنت احبك.
-لقد قلت كنت احبك! هل افهم من هذا انك لا تحبينني الان؟
عجزت ديانا عن الرد عليه ولكنها اجابت قائلة:
-وكيف لي ان اعرف. الم اقل لك اننا تنعامل كما يتعامل الغرباء.
-ومن المسؤول عن ذلك؟
-ما من مسؤول. سنكون حين تسترد ذاكرتك قد سوينا الامر . هناك عقد بيننا، يجب فسخه.
-حقا؟ ولكن لماذا؟ من المؤكد ان الحل الطبيعي لمشكلتنا هو ان تنعامل بالطريقة التي يتعامل بها سائر المتزوجين.
اخذت ديانا نفسا عميقا ثم قالت:
-حسنا ، حسنا، لكن علاقتنا لم تكن طبيعية حتى قبل حادث الطائرة.
-فهمت، ولكن لماذا؟ مالذي افسد علاقتنا بهذا الشكل؟
انزعجت ديانا من سؤاله. فهي لم تكن تحب ان تناقش امورها الشخصية والخاصة مع رجل غريب عنها.
-هل سندع كراهية الايام الماضية تعود من جديد؟ لم لا ندع الامور تسير على ماهي عليه؟ على الاقل، حتى تعني لك شيئا.
-ولكنها تعني لي اشياء كثيرة الان.
-ماذا تقصد؟
-اقصد انني اتذكر ان هناك مشاكل، مشاكل زوجية. آه، نعم. هذا يعني لي شيئا بكل تأكيد!
ارعبها كلامه . مامعنى هذا؟ هل بدأ يتكر ! اتذكر انه متزوج ام كان ذلك بفعل اندماجه بشؤونهما الزوجية وذكرياتهما الخيالية التي اطلعته عليها بنفسها؟ لم تجد حلا للاسئلة الكثيرة التي عج بها رأسها ولكن فكرة ان يكون متزوجا، افقدتها القدرة على التركيز. ايكون لديه عائلة؟ وزوجة؟ ولكن اين زوجته؟ ولماذا لم تسأل عنه؟
ثم قالت بصوت مختنق"وما.. ما الذي تتذكره بالتحديد؟."
حاول ان يركز تفكيره ثم قال:
-اتذكر ... اتذكر شيئا بسيطا.. اذكر مشهدا فيه عراك بيننا. هل كان هناك رجل آخر؟
-لا!
-لا؟.
وهز برأسه مفكرا ثم قال:
-ربما امرأة اخرى؟
انفجرت ديانا غضبا ولكنها لم تظهر غضبها. كيف يجرؤ على السخرية منها بهذا الشكل وهو لايتذكر شيئا؟
-لا اريد ان اتحدث عن هذا الموضوع بعد الان فلننحه جانبا.
-اذا كان هناك امرأة ثانية؟ اتساءل عن السبب ابسبب برودتك ام لانك لاتطيقين ان يلمسك احد؟
حملقت اليه ديانا وقالت:
-كيف تجرؤ؟
ومن دون ان تدري ماتفعل صفعته على وجهه.. صفعة جعلته يرتد عن المقود فانحرف بذلك اللاندروفر عن الطريق وانزلق الى حافة النهر
وزمجر غاضبا ، وداس بقوة على المكابح حتى اوقف اللاندروفر.
-ايتها اللعينة!.
ارعبها الغضب الثائر في وجهه ففتحت الباب وقفزت من العربة.
راحت تمشي تحت المطر في الظلام الحالك دون ان تتوقف لتفكر في ماتفعل.
في غضون ثوان قليلة ابتلت بالماء. كانت العاصفة الشبه استوائية قد بدأت تهدأ وحين انزلقت على المنحدر الموحل بعيدا عن الطريق، فقدت وشاحها المطرز ولكن همها الاكبر كان ان تهرب من غضبه الثائر فقد احتشدت تجاربها المخيفة مع زوجها ماثيو في رأسها فازدادت رعبا الى رعب.
راحت تئن والخوف يغشى قلبها ثم سارت وسارت ولما وصلت الى ضفة معشوشبة راحت تركض وتقفز فوق الارض الموحلة. ثم سمعته يناديها:
-ديانا ، ديانا بالله عليك ، لاتكوني حمقاء! عودي! ماذا تعتقدين انني سأفعل بك؟عودي!
توقفت ديانا وقد انقطعت انفاسها ثم قرفصت ارضا لاهثة تسيطر عليها الافكار المرعبة.
ماذا كانت تفعل؟ تهرب بعيدا بهذا الشكل؟ مم هي خائفة؟ماذا قد يفعل بها؟
لم تستطع التركيز على افكارها من شدة خوفها. فقد انهارت اعصابها ولم يعد امامها الا الفرار،ولكن ماذا ستجني من ذلك غير الاصابة بالتهابات الرئتين او بما هو اسوأ. تساءلت عما قد يكون مصيرها ان استسلمت لذلك القدر، ولكنها ما لبثت ان وجدت فكرة الاستسلام جنونية. لقد كانت مجنونة حين سمحت لذلك الرجل، لذلك النصاب،بأن يجرها هكذا.
كان آدم قد وجد مشعلا في اللاندروفر فتناوله ثم راح يتسلق الضفة الموحلة وصولا اليها الا انها لم تشعر به اذ كانت مأخوذة بأفكارها وخوفها، تريد ملازمة مكانها لئلا يجدها فهي لاتدري ماتفعل ان اعثر عليها. ظنت انها قادرة على العودة الى القصر مشيا على الاقدام دون صعوبة كبيرة، غير انها بدلت رأيها حين تذكرت انها ستصاب بنولة صدرية فظيعة في تلك الطريق.
كان بحثه دقيقا وهو يشق طريقه اليها. عندما شعرت به وقفت لانها لاترغب في ان يراها راكعة تحت قدميه.
وفجأة، القى الضوء على جسمها فرأى كيف شوه ثوبها المبلل شكلها، وعندما تكلم كان صوته غريبا وحانقا:
-ماذا تظنين انك تفعلين؟ بحق الله، ايتها المرأة،ستجلبين الموت لنفسك.
ارتعشت ديانا من الخوف اكثر منه من ثوبها المبلل.
-تعالي! عودي الى اللاندروفر! قبل ان اقترف ما نندم عليه كلانا.
ترددت ديانا للحظات قبل ان تخطو خطواتها ثم قامت وتعثرت بجذع شجرة ولكنها انقذت نفسها في آخر لحظة. ولانه لم يحاول مساعادتها امتلا قلبها كرها له،لانها لم تجد فيه الرجل الشهم المحترم بل على العكس، وجدته خنزيرا وحشا ضاريا كزوجها ماثيو.

shining tears
12-01-2009, 12:35
تعرضت الى صعوبة كبيرة في اجتياز الضفة ولكنها وجدت صندلها ووشاحها ملطخين بالوحل لذا لم تنتعل الصندل او تضع الوشاح على راسها، بل حملتهما في يد واحدة ثم حاولت جاهدة ارتقاء المنحدر اما هو فقفز الى الضفة الثانية دون اية صعوبة تذكر، فتمنت لو يتعثر ويسقط على رأسه. سألها ساخرا:
-اتواجهين صعوبة؟
حدقت اليه ديانا بغضب وقات:
-آه ، ابتعد عني!
كانت على وشك البكاء، فلقد اتلف ثوبها الجميل ولو لم تأخذ حذرها لتمزق كليا.
-كما تريدين.
ثم ابتعد عنها ولكنها لم تجرؤ على تركه يذهب.
-لا،لا ارجوك، اعطني يدك!
نظر اليها نظرة طويلة تحت نور المشعل الخافت ثم تقدم منها مادا يده اليها.
كانت يده دافئة وقوية جدا لدرجة انه حملها واوصلها الى الضفة الثانية. فكرت ان تستدير فجأة وتلتصق به كل تلوثه بالوحل من رأسه حتى اخمص قدميه، لكنها لم تجرؤ على فعل ذلك.
بعد ذلك راحت تسير والريح تنشر شعرها الذي كانت تبعده وهي تلحق به الى اللاندروفر.
حين وصلا الى القصر ترجل قائلا:
-ابقي في العربة. سأحضر لك معطفا لتصعدي الى غرفتك وانت ترتدينه. عليك ان تستحمي وتبدلي ملابسك اما انا فسأعد لك شرابا ساخنا.
ارادت ديانا ان ترفض مساعدته ولكنها لم تستطع، وحين عاد والمعطف في يده، تناوليته منه واومأت برأسها شاكره.
لم يصلا متأخرين كما توقعا فقد كانت كلوديا مستيقظة.
-سنيورا ! ماذا حصل؟ هل حصل حادث ما؟
ثم تطلعت نحو ماثيو بذهول لكن لم يبدو عليه اي شيء، سوى ان كتفيه كانا مبللان بنقاط الماء المتساقطة من شعره السميك.
لم تعرف ديانا ماذا تقول ، فنظرت الى ماثيو بيأس وحزن.
-لقد نزلت السنيورة سليس من اللاندروفر لتبعد قردا مجروحا عن الطريق، فتعثرت لسوء الحظ في الظلام ووقعت على الارض الموحلة.
اتسعت عينا العجوز وكأنها لاتصدق ماتسمع ثم سألتها:
-قردا مجروحا سنيورا؟
-هذا ماقلته بالضبط. لماذا؟ ماذا اعتقدته انه قد حصل؟ هل حملتك افكارك الرومنطيقية بعيدا؟
اشتعلت النيران في وجنتي كلوديا.
-بالطبع لا، لا اعرف ماذا اعتقد ياسنيور.
-حسنا والان بعد ان عرفت هلا طلبت من تانيا ان تحضر لي بعض المياه الساخنة لاعد شرابا للسنيورا.
-حاضر سنيور.
كانت كلوديا مجبرة على الطاعة، رغما عنها. نظرت ديانا الى الوجة القوي الملامح قبل ان تتوجه الى غرفتها. كانت هي المرة الاولى التي تجد فيها رجلا يدافع عنها. انها حقا تجربة مقلقة وغريبة.

زهر نوار
12-01-2009, 15:12
8 -لا تعتذري !

خلعت ديانا ثيابها المبلله ووضعتها علي السجادة الناعمه. كان الحمام دافئا ومغريا فوقفت تحت الرشاش مستسلمه للمياه الدافئة ، التي ردت اليها حيويتها ونشاطها.بعدما جففت جسدها ارتدت غلاله نومها الحريري ثم تناولت معطفا ازرق والقته علي كتفيها.
كان شعرها ما يزال رطبا لأنه كان طويلا جدا ، غير انه استعاد لمعانه وحيويته حتي بدت فيه ديانا كطفله صغيره.
فكرت في اذا كان عليه التوجه الي الصاله ام البقاء في غرفتها ،ولكنها في النهايه قررت النزول.
دهشت دبانا حين وجدت المدفاة موقده ولكنها ادركت انشخصا ما كان هنا منذ وقت قصير فنظرت الي ما حولها وكانها تفتش عن شيء ما ثم ما هي الا ثوان حتي اطل ماثيو وقد بدل ثيابه فقد كان يرتدي بيجاما سوداء وقميصا قطنيا قرمزي اللون فشعرت باضطراب خفيف.
ربما استطاع هو نفسه ان ينسي تلك الصفعه في هذا المساء ، ولكنها لم تستطع نسيانها وتمنت ولاول مرة منذ قدومها الي القصر ، ان تظهر كلوديا فجأءة .
اقترب ماثيو منها دون ان تظهر علي ملامحه مظاهر التهديد حاملا في يده كوبا قدمه لها دون ان ينبس ببنت شفه .شكرته ديانا ثم تناولت الكوب من يده وراحت ترتشفه.
- حسنا ؟ هل شفيت من الهيستريا الان ؟.
لم تجرؤ علي النظر الي وجهه، ولكن بعد هذا السؤال اضطرت ان تنظر اليه .
- انا ....انا لم اصب يهيستريا !
- اذا ! ماذا تفسرين تصرفك اليوم ؟ بحق الله ! ما الذي دفع بك للقفز من اللاندروفر بتلك الطريقه الجنونيه ؟ ماذا فعلت لك؟.
اشتعلت النيران في وجنتيها ثم قالت :
- لقد ..لقد كنت فظا معي بشكل لا يوصف .
وقف يحدق فيها بعينين تبعثان الي الاضطراب.
- لقد كنت قاسيا جدا معي و...حين انتقمت منك بالطريقه الوحيده التي... التي قدرت عليها ..رحت ، رحت تتوعدني !.
- تقصدين الصفعه ؟ ولكن كيف توعدتك ؟ . . . يا لهذه العبارة القديمه الحلوة !.
أطبقت ديانا شفتيها ثم عادت تقول :
- تعرف حق المعرفه انني اغضبتك .
- حسنا . . اريني رجلا ما لا يغضب حين . .حين تصفعه زوجته.
لمست ديانا السخريه في صوته فودت لو تصفعه ثانيه :
- هل تجد الامر مسليا للغايه وهل تريدني ان اظهر كالمجنونه فامزق ثيابي غيظا !
- لا تضعي اللوم عليّ بخصوص تصرفاتك . أظن ان الامر يبدو مسليا . .بالنسبه لرجل غريب.
كانت دائما تصل معه لنتيجه خائبه . وبدون أي جهد استطاع ان يثيرها لدرجه ان تفكر بالانتقام وكانها طفله.
وفجاءة وبهدوء تام ، وضع يده علي راسها ممسكا بخصله من شعرها فلما احجمت عنه ديانا منعها من الهرب هذه المرة .
- ما بك ؟ لماذا ترتجفين هكذا كلما اقتربت منك ؟ انا بكل تاكيد لا اقترف جريمه حين المس شعرك! ما الذي بدر مني حتي تكرهينني الي هذا الحد ؟.
حاولت ديانا تحرير شعرها من بين يديه ولكنه لم يدعها تذهب :
- لقد . . لقد أخبرتك . . .ارجوك دعني اذهب !.
تجاهل كلامها وراح يتامل جسمها الطويل المختبيء تحت قميصها الجميل.
- انك جميله جدا يا ديانا لذا لا يمكن وانت علي هذه الدرجه من الجمال ان تكوني باردة.
خفق قلبها بشده وقالت تتوسله :
- أرجوك دعني اذهب.

زهر نوار
12-01-2009, 15:22
وشدت راسها تحاول التحرر من بين يديه فتالمت كثيرا وصرخت قائله :
- دعني ! انك تؤلمني.
تناول الكوب من يدها حين حاولت ان تضربه ولوي ذراعها خلف ظهرها ، وشدها اليه بحيث اصبح جسمها ملتصقا بجسمه فاحست عندئذ بعضلاته النافره تحت ثيابه . ثم قال بصوت أجش :
§ لا تقاوميني !.
ومال عليها يعانقها فثار جنونها ، وراحت تدير راسها من جهه الي اخري وهي تشعر بحرارة جسده المتقده تحت قميصه الحريري. قاومت وقاومت ولكنها لم تنجح الا قليلا ،وحين امسك راسها بكلتا يديه واطبق عليها كما يطبق الحيوان علي فريسته استحوذت عليها موجه من المشاعر والاحاسيس العاطفيه التي لا عهد لها بها سابقا.
راح يعانقها عناقا حارا تلو الاخر حتي احست انها فقدت الرغبه في الهرب منه .ولكن حين راحت اصابعه تنزع قميصها الحريري عن كتفيها تنبهت من غفوتها .
فصرخت صرخه مشبعه بالندم ثم راحت تلف ردائها حول جسمها وتنظر اليه بعينين معذبتين .
§ كيف تجرؤ علي هذا ؟.
استطاع بصعوبه واضحه السيطره علي نفسه ثم دنا من الموقد قائلا :
§ علي ماذا ؟ علي معانقة زوجتي؟ اين الضرر في ذلك ؟.
ابتعدت عنه قائله :
§ سأخلد الي فراشي.
اجابها ساخرا .
§ فكرة عظيمه !
نظرت اليه غاضبه وقالت :
§ ماذا تعني ؟
§ انك مولعه بهذا التعبير .ما تظنين اني اعني؟
§ لا... لا اعرف.
§ بل تعرفين ديانا. انا رجل لا حيوان اليف. انني اريدك ..اريدك ! وستكونين لي.
ظهر الخوف في عينيها وهي تقول :
§ لا... تستطيع.
§ لن استطيع ؟ لقد نسيت شيئا مهما يا ديانا . منذ دقائق قليله ، حين كنت احملك بين هاتين اليدين ، استسلمت لي ، لقد اردتني تماما كما اردتك فهل تظنين اني لم اشعر بذلك ؟
§ لا ، ليس صحيحا ابدا.
§ صحيح . لا تنكري يا ديانا وهل نسيت ان الرجل لا يستطيع الخلود للنوم ان لم يشبع رغبته ؟..
حارت ديانا كيف ترد عليه ، فقالت :
§ انا..انا لا احتمل هذا ...حسنا ..حسنا لقد استجبت قليلا انا...انا اسفه .
مشي نحوها ببطء قائلا :
§ لا تعتذري انه افضل ما حدث في ظروفنا هذه .ربما هذه فرصتنا التي كنا ننتظرها... الفرصه التي قد تعيد علاقتنا الي حالتها الطبيعيه.
صرخت ديانا "لا" بصوت عال وبسطت يديها امامها وكانها تخشي ان ياخذها بين ذراعيه مجددا :
§ لا ، انك مخطئ ..فانا ..انا لست قادرة ...
§ آه ...ولكنك تقدرين يا ديانا !

زهر نوار
12-01-2009, 15:26
ثم قبض علي معصمها وشدها اليه بقوه ، فلهثت بخوف شديد ولكن فجاءه تناهت اليهما خطوات سريعه .كانت الممرضه بيترز التي قالت بلغتهم الخاصه :
§ السيده الكبيره تعرضت لأزمه حاده .
§ ماذا قالت ؟
اطلعته ديانا علي ما قالته الممرضه بيترز فسالها حينئذ:
§ اين نجد الطبيب غيارمو ؟.
§ اخشي انه ليس هناك هاتف !.
قاطعتها الممرضه قائله باللغه الانكليزيه :
§ ربما يستطيع السنيور ان يحضر الطبيب! ساعود اليها ، يجب الا نتركها وحدها .
§ ....ساتي معك... ماذا ستفعل يا ماثيو ؟.
اسودت عيناه للحظات حين تذكر غضبه ثم ابتعد وهو يقول :
§ ساحضر الطبيب كما قالت الممرضه.
وخرج من الصاله بعد ان اخذ معطفه من الخزانه.
كانت الممرضه بيترز منهمكه بالاعتناء بمريضتها اما ديانا فجلست تنتظر الطبيب والافكار المؤلمه تجول في ذهنها .
ان ماتت عمتها الان ، فسيكون ذلك عقابا لها علي اسلوبها في مواجهه الصعاب . ومع انها حاولت ان تبعد افكارها عن ذلك الرجل ولكنها لم تستطع الا تذكر استسلامها له . فكرت طوال الليل في الاقلاع عن فكرة اطلاعه علي الحقيقه. ولكنها فطنت الي ما قاله عن تذكره امورا زوجيه فاحست بقشعريره تسري في جسدها . لابد انه كان متزوجا ، هو رجل جذاب ومن المستحيل الا تكون هناك امراءه ما قد اشركته بحبها، اذا ، ماذا تفعل؟
كان الطبيب غيارمو كفؤءا وقد اوحي لهم وجوده بالاطمئنان وبقي ساهرا معهم الي جانب العمه .
فجرا تحسنت قليلا حاله العمه ربيكا التي كانت تغرق في سبات عميق. فقالت ديانا للطبيب :
§ شكرا لك ايها الطبيب لا اعرف حقا كيف اشكرك .
اعاد الطبيب عدته الي الحقيبه وقال :
§ انه واجبي يا ديانا .
ثم ابتسم مردفا :
§ هيا يا ديانا تبدين تعبه يجب ان تنامي . ولكن اين زوجك ؟ كان يسوق بطريقه جنونيه حين احضرني الي هنا .
صدقيني ، لو معرفتي انه سائق ماهر ومتمرن ، لما ركبت معه.
احنت ديانا راسها ثم غادرت الغرفه يرافقها الطبيب الذي نزل معها الي الصاله حيث كان ماثيو ينتظرهما ، وسال :
§ كيف حالها الان ؟
§ ستعيش ولكنها ضعيفه شرحت لديانا انها لن تستعيد قوتها السابقه قبل ايام قليله . وكانك لم تنم طوال الليل يا ماثيو ؟.
هز ماثيو راسه قائلا :
§ لا ، ابدا ، هيا بنا ، ساقلك بنفسي الي المنزل .
§ لا حاجه الي ذلك ساخذ اللاندروفر وارسله مع احد الصبيان فيما بعد
ولكن ماثيو اصر علي ان يقله فقال الطبيب :
§ حسنا كما تريد ماثيو..
بعد ذهابهما توجهت الي غرفتها وتمددت علي سريرها تفكر ...
سمعت طرقا علي الباب تبعه صوت كلوديا :
§ سنيورا ، سنيورا ! لقد حان موعد الغداء ! هل تنزلين ام تفضلين تناول طعامك هنا ؟.
جلست ديانا مرعوبه ثم نظرت الي ساعتها . انها انها الواحدة تقريبا لقد نامت ست ساعات .
قامت من السرير وفتحت الباب قائله:
§ سانزل حالا.
§ لقد طلب مني السنيور الا ازعجك غير انني رايت ان اوقظك الان لتطمئني علي عمتك .
§ طبعا . طبعا . كيف هي الان ؟ هل رايتها ؟
§ نعم يا سنيورا ، لقد رايتها ولكنها ما زالت نائمه وقد اخبرتني الممرضه بيترز انها اظهرت تحسنا .
§ تنهدت ديانا وقالت : آه الحمد لله . شكرا لك يا كلوديا لأنك ايقظتني . سالبس وانزل حالا.
ارتدت ديانا سروالا بنيا ضيقا وقميصا اصفر ثم ربطت شعرها وتوجهت الي الصاله .
حين راتها تانيا سالتها :
§ متي تريدين تناول الغداء يا سنيورا ؟.
§ الان ان اردت . لكن ، اين السنيور ؟.
§ يقوم بنزهه علي صهوة الجواد يا سنيورا وهو لم يرجع بعد ..
§ حسنا يا تانيا ، فلنتناول الغداء الان.
بعد الغداء قامت ديانا بجوله حول القصر .
كان بالها مشغولا بما حصل ليلة البارحه . وكذلك بحالة عمتها الي ساءت للغايه ولم تعد تعرف كيف وبما تفكر . اين كان ؟ الم ينم ابدا ؟ ولماذا تهتم هي بذلك ؟ مع هذا ، ما الذي حصل اصلا ؟ كل ما في الامر انه عانقها لقد فعل لها ماثيو ، ماثيو الحقيقي ، اكثر من هذا بكثير ولهذا كرهته فيما بعد . كم هو مختلف هذا الرجل الذي تعامله بهذه الطريقه القاسيه البلهاء .
لم يسبق لماثيو سليس ان حرك فيها عواطفها واحاسيسها بل كان يشعرها بانها عديمه العواطف والاحاسيس . اما هذا الرجل المجهول ، الذي لا تعرف حتي اسمه ، فقد اشعرها ، في الليله الماضيه ، بروعه الحب بين الرجل والمرأة .
وصل الطبيب غيارمو في الساعه الثالثه ليري عمتها التي بعد ان اطمان عليها نزل الي الصاله حيث ديانا .
§ اترغب في تناول فنجان من القهوه ايها الطبيب؟
§ بكل سرور، ولكن اين ماثيو ؟
§ يقوم بنزهه علي الحصان.
نظر اليها بامعان ثم قال :
§ اراك متعبه لذا اقترح عليك قضاء بضعة ايام خارج القصر.
§ آه ...لايمكنني ذلك ، خاصة بعد تلك الازمه الحاده التي تعرضت لها لها عمتي.
§ بل علي العكس ، الآن هو الوقت المناسب .لن تستطيع ربيكا رؤية أحد قبل عدة ايام فهي بحاجة للراحه والعزله التامه.
§ لا ،لن اتركها .
§ ولما لا ؟ سأكلم ماثيو بالموضوع .انا متاكد انه سيوافقني الراي.....
§ ربما يوافقك لكني لا استطيع....
§ ولكنني اصر علي ذهابك ، فانا لا ارغب في ان اعالج مريضين بدلا من واحد. لقد توترت اعصابك بشكل غير معقول ، اعرف هذا .بحق الله ديانا ،امنحي نسك فرصه!.
§ مشت ديانا في الغرفه وهي تقول :
§ حسنا ...سافكر في الامر.
§ عندئذ وقف الطبيب مستاذنا .
بعد ذهاب الطبيب عادت ديانا الي مقعدها فسكبت فنجانا أخر من القهوه وراحت تحتسيه مفكره.
مشت نحو النافذه وراحت تنظر الي الوادي . كان المنظر رائعا ولكنها لم تستمتع بجماله .ظلت سارحه بنظرها حتي رات خيالين يقتربان من القصر . كانت الشمس قد بدات توشك علي المغيب ولكن رغم ذلك استطاعت ان تري ان زوجها احدهما ،ابتعدت عن النافذه خشية ان يراها ماثيو ، ثم راحت تراقبهما من خلف الستاره وكانها جاسوسه . عندما اقتربا من القصر ادركت ان انطونيا اغيري كانت رفيقه زوجها .
شعرت بانقباض قوي في معدتها .فماذا كان يفعل برفقه انطونيا اغيري ؟ والي اين يتجهان ؟ لا يمكن ان يكون قد احضرها الي هنا .. الي القصر ! غير انه فعلا يتجه بها الي القصر ، فاشتعلت الغيره في قلب ديانا .
فيما كانت تجلس هنا وحيده ، قلقه ، غير قادرة علي التفكير في أحد سواه ، كان هو برفقه انطونيا اغيري وهذا ما حطم كيانها وافقدها صوابها .



نهايه الفصل الثامن

safsaf313
12-01-2009, 17:51
~~9- كذبه تجرّ كذبات~~



دون ان تنتظر رؤيتهما فى ساحه القصر اسرعت ديانا الى غرفتها فاصطدمت بكلوديا التى قالت مندهشه:
- ما بك يا سينيور؟ماذا هناك؟
ترددت ديانا ثم قالت:
- لا شئ فقد كنت ذاهبه الى غرفتى ليس الا....
- حسنا يا سينيورا
بدت الريبه على وجه كلوديا ولكن ديانا لم تأبه لها وتوجهت الى غرفتها وبسرعه غريبه مرتعشه الجسد وبعد ان دخلت الى غرفتها اوصدت الباب خلفها بأحكام تذكرت ان الباب المؤدى الى غرفته ما زال مفتوحا فاسرعت واقفلته هو ايضا
حاولت عبثا السيطره على اعصابها ومشاعرها المتقده كيف يسمح لنفسه بأن يحضر يحضر تلك الفتاه الى القصر دون اذنٍ منها؟ غفل عن ذهنها انه يعتبر القصر بيته ولو مؤقتا وانها كانت منذ دقائق قليله كانت تعتبر انطونيا صديقه قديمه
واما الان فهى لم تعد تعتبر صديقه بل احتقرتها لانها خانت الصداقه التى كانت تجمع بينهما ارخت ديانا كتفيها تشعر فجأه بتعب وارهاق شديدين فعلى الرغم من السنين التى امضتها فى انجلترا لم تكن ذات خبره بالاعيب انطونيا وتمنت للمره الاولى فى حياتها لو كانت امرأه لعوبا
انتصبت واقفه وراحت تخلع كنزتها وبنطالها ملقيه بهما على الارض فقد قررت تدعى انها نائمه اذا ما سأل اندرو عنها
لكنها لم تجد الراحه حتى فى سريرها مرت دقائق عديده لم تسمع لهما صوتا لابد وانهما وصلا لكن اين هما؟ وماذا تراهما يفعلان؟ هل اخبرتهما كلوديا بأنها نائمه؟
انبطحت على معدتها بغضب وراحت تفكر فى تصرفاتها الصبيانيه الجبانه
قامت من على السرير وهى تصر على اسنانها بقوه وما ان بدأت تخلع ثيابها حتى سمعت صوت ماثيو يناديها:
- ديانا...ديانا هل انت هناك؟
تسمرت ديانا فى مكانها دون حراك ثم اجابت بصوت خافت:
- نعم ماذا تريد؟
ادارت مقبض الباب بين الغرفتين ثم تذكرت انها اقفلته وعاد يناديها بصوت اجش
- ديانا ماذا يجرى؟
ترددت ديانا قليلا لم تكن تريد ان يراها فى قميص نومها الباهت وشعرها الاشعث
- لا شئ يا ماثيو.لا اريد الا الراحه
- لا تكذبى لقد رأتك كلوديا تصعدين الى غرفتك منذ ربع ساعه
وادار مقبض الباب ثم قال :
- افتحى الباب قبل ان اكسره
ارتجفت ديانا وقالت:
- اذهب ماثيو اريد ان انام
- ايتها الحمقاء لقد رأيتنا ونحن قادمين فكلوديا اخبرتنى انك كنت تهرعين الى هنا خائفه
راحت ديانا تلعن كلوديا فى قلبها ثم قالت:
-لست مجبره على تنفيذ كل ما تأمرنى به انت وقد قلت لك اريد ان استريح
ساد صمت للحظات ثم احست بكتفه وهو يدفع الباب فادركت انه جاد بكسر الباب ان لم يفتح
- آه انتظر
قالت ذلك ثم اسرعت الى الباب تفتحه
وقف ماثيو ينظر اليها بغضب شديد ثم قال:
- اياك ان تقفلى هذا الباب فى وجهى مره ثانيه
ثم رمقها بنظره قاسيه ثم قال:
- والآن ماذا هناك؟ لماذا لم تلبسى ثيابك؟
حاولت ديانا ان تبقى هادئه:
- لقد شرحت لك انا متعبه واريد الراحه
نظر اليها غاضبا وقال:
- لماذا؟ لماذا الآن؟ هل رأيتنا ونحن قادمين؟
ادعت الدهشه:
- نحن؟ من تقصد بنحن؟
- لا تتلاعبى بى يا ديانا فانت تعلمين ان انطونيا موجوده تحت
- انطونيا؟ صحيح؟ يالها من مفاجأه! اين التقيتها؟ ام تراك قصدتها زائرا؟
لاحظت ديانا انه بدأ يلهث فخفق قلبها وتصاعدت نبضاته خشيه ان يستغل الفرصه ليتم ما بدأه ليله البارحه ولكن لم يفعل بل خرج مغلقا الباب خلفه .ان ذهب الان مع انطونيا تكن هى المسؤله عن ذلك
ولكن سرعان ما خلعت قميص النوم وارتدت الكنزه والسروال ثم سرحت شعرها وتوجهت الى الصاله
انقبض قلبها حين سمعت انطونيا تضحك بأعلى صوتها ولكنها سيطرت على نفسها وتوجهت الى الصاله بخطوات وئيده

safsaf313
12-01-2009, 17:53
كانت انطونيا تسكب الشاى فنظرت الى ديانا قائله:
- متى استيقظت؟ لقد اخبرنى ماثيو انك نائمه!
- هذا صحيح لكن عندما سمعت انك هنا لم يعد من اللياقه البقاء فى غرفتى اليس كذلك؟
اجابت انطونيا قائله:
- نعم صحيح يا عزيزتى والآن ماثيو, كم قطعه سكر.....
غير ان ديانا قاطعتها قائله:
- سأقوم بالمهمه نيابه عنك يا انطونيا فمن آداب الضيافه عندنا الا ندع ضيوفنا يسكبون الشاى...خاصه وان سيده المنزل موجوده
وفجأه تحولت نبره انطونيا وباتت تنم عن الحقد والكراهيه:
- وهل انت سيده البيت يا عزيزتى؟ ظننت ان عمتك هى السيده هنا
- حسنا معك حق وبما ان عمتى مريضه جدا فمن الطبيعى ان اقوم بكل الواجبات اليس كذلك يا عزيزتى؟
نظرت الى ماثيو فرأت شرارات الغضب تلمع فى عينيه فاعتراها خوف شديد ولكنها تجاهلت غضبه وتصرفت بحريه تامه
بعد صمت قليل سألتها انطونيا:
- وكيف حال عمتك الان؟
- الحمد لله ,لقد تحسنت قليلا
- الحمد لله
اصطنعت ديانا ابتسامه شاحبه ثم قالت:
- هيا اخبرينى يا انطونيا كيف التقيت بزوجى؟
ترددت انطونيا ثم قالت:
- لقد التقيته هذا الصباح وعدنا معا الى البيت وتناولنا الغداء هناك اليس كذلك يا ماثيو؟
نظرت اليه ديانا قائله:
- صحيح يا ماثيو؟ انا وكلوديا... توقعنا عودتك وقت الغداء
نظر اليها ماثيو بعينيه السوداوين وقال:
- حقا؟ ظننتك ستستغلين فرصه غيابى لتعوضى ما فاتك من نوم ليله البارحه
احمرت وجنتاها وقامت تحمل صينيه الشاى منحنيه الرأس مخافه ان يلاحظ احدهما ذلك ولكنها عرفت انه لاحظ حياءها وذلك حين ابتسم لها ابتسامه ساخره
ما اشد ما كرهته فى تلك اللحظه! فعلى الرغم من كل شئ من فقدانه ذاكرته من غضبه من عدم معرفته نفسه كان قادرا على جرحها اكثر من اى انسان آخر رجلا كان ام امرأه
عادت ديانا وجلست فى مقعدها ثم قالت وهى تنظر الى انطونيا:
- ومتى ستعودين الى الولايات المتحده يا انطونيا؟
- لست متأكده بعد فمن المتوقع ان ينهى والدى اعماله فى البرازيل فى غضون اسبوع وربما اعود معه,,,او,,,
وحولت بصرها الى ماثيو ثم اكملت:
-او ربما امكث مع خالتى وزوجها فهما يحبان ان ابقى معهما
قالت ديانا :
- ربما ستشعرين بالوحده
- ولماذا اشعر بالوحده؟ ما دمتِ انت وماثيو هنا؟ وهناك ايضا رينالدو على فكره لاحظت انه مأخوذ بك يا ديانا فأنا لم اره يتصرف من قبل كما تصرف معك
اجبرت ديانا نفسها على المحافظه على الهدوء:
- انت تبالغين يا انطونيا ولكن ماذا اريد من رجل مثله وماثيو عندى؟
التوت شفتا انطونيا وقالت:
- نعم معك حق
لم يعد ماثيو يطيق تلك المجادله الممله فقام وهو ينظر الى ساعته قائلا:
- لقد تأخر الوقت يا انطونيا هيا سأرافقك حتى منتصف الطريق
وقفت ديانا ايضا وقالت:
- داعى لذلك ماثيو فـ انتون الخادم هنا وسوف يرفقها الى بيتها
رد ماثيو بأختصار:
- اريد ان اخرج لاشم بعض الهواء
ولكنها لم تستسلم بل قالت :
- اذا سأرافقكما
- لكنك لم تفعلى ذلك من قبل؟
- اعلم هذا لكنى احتاج الى التمرين
ملَّت من ذلك الحوار فقالت:
- استطيع العوده الى البيت بمفردى
قالت ديانا بحزم وهى تشعر بأنها فازت فى هذه الجوله:
- ولكننا لا نقبل بذلك
وضعت ستره سميكه فوق كنزتها وامتطت فرسها دون ان تتلقى مساعده ولكن ماثيو قدم هذه المساعده لأنطونيا عندما امتطت فرسها ثم عمد الى امتطاء حصانه المتعالى ذلك الحصان الاصهب الذى يصبح شيطانا حين يطيب له
كان الهواء عليلا وكانت النزهه خارج القصر ممتعه ضجرت ديانا من الخطوات البطيئه التى اعتمدتها انطونيا فاطلقت العنان لفرسها تجرى بها كيفما تشاء بعيدا عنهما حتى قاربت ضفه النهار كل شئ كان جميلا وجذابا فظلال اشار الصنوبر القريبه من الماء والروائح والعطور العابقه تسحر العقول والمياه الاريه اقل حركه عما كانت عليه البارحه حين هطل المطر بغزاره حتى طات ضفاف النهر بالمياه
القت ديانا نظره على ما حولها رأت انطونيا وماثيو يتبعانها كما رأت انتون قد لحق بها وهو يتبعها كظلها
ركلت الفرس فى خاصرتها فراحت تعدو بسرعه غير مكترثه بتصرفها الصبيانى هذا فركوب الخيل بالنسبه لها كان تسليه طبيعيه
اجتازوا النهر الى الضفه الثانيه حيث الاشجار تنعم بالبراعم والازهار الملونه
تأخر الوقت وبدأت الشمس تختفى وراء الجبال مرسله ظلالا واسعه على اطراف الوادى اوقفت ديانا رسها تنتظر وصول الباقين
بعد لحظات وصلت انطونيا والى جانبها ماثيو فنظر ماثيو الى آنتون قائلا:
- سيرافقك آنتون من هنا... اما انا قسأرافق زوجتى الى البيت
- لاحاجه الى ذلك فليعد آنتون معكما لا احتاج الى مرافق...(اجابت انطونيا بغضب)
عضت دياناعلى شفتها لقد حاولت انطونيا ان تظهر غضبها الم يلحظ ماثيو ذلك؟
ورغم غضبها ذاك لم يقل شيئا فكان ان حيتهم انطونيا وابتعدت على حصانها تطلعت ديانا ورائها وتساءلت عما اذا كان ماثيو نفسه قد ارتاح لرفض انطونيا مرافقه انتون لها فعلى الاقل تكون قد وفرت عليه مرافقتها للبيت وحدها
اشعرها هذا بألم فى معدتها وعلى الاثر ركلت الفرس فى خاصرتها مطلقه لها العنان حتى تعدو مسرعه
كانت ديانا عند النهر تسقى فرسها حين وصل كل من آنتون و ماثيو الذى ترجل عن فرسه وامسك بذراعها ليديرها اليه ثم قال:
- لقد سئمت تصرفاتك يا ديانا منذ وصول انطونيا ظهر هذا اليوم وانت تقومين بمشهد تلو الاخر لن اقبل بذلك هل تفهمين؟
حاولت ديانا ان تخلص نفسها منه ولكنها لم تستطع فعل شئ ازاء قوته
- انك... انك تؤلمنى! لم اقم بأى مشاهد! الا يحق لى ان ادافع عن نفسى حين اهاجم؟
- ومتى هوجمت؟
- حين اتيت الى غرفتى ودخلت رغما عنى..
- هذا صحيح ولكن لو تركت الباب مفتوحا لما حصل ذلك
- آه صحيح؟ ماثيو انا لست طفله
-اذا دعك من تصرفات الاطفال
- كيف... كيف تجرؤ على قول هذا؟
-اجرؤ لانى ما عدت اقوى صبرا على تصرفاتك الحمقاء! تقولين ان زواجنا لم يكن طبيعيا قبل الحادث.. حسنا هاكِ المفاجأه! اصدق ما تقولين
- ماثيو انت لا تفهمنى
- هيا امتطى فرسك سنعود الى القصر
عنما وصلت الى القصر صعدت الى غرفه عمتها ومنها الى غرفتها كانت تشعر بأنه لم يفرغ غضبه كله ولكنه لم يكن هناك بل ان الباب الفاصل بين غرفتيهما موصد بأحكام
بعد انتهاء وجبه العشاء تلك الليله اختفى ماثيو ولم تجرؤ ديانا على ان تسأله عن وجهته فصعدت الى غرفه عمتها لكن ما اعظم ما كانت دهشتها حينما وجدته فى مقعده قابعا يقرأ كتابا لم تر للمرضه بيترز وجها انه اعطاها تره من الراحه واستلم هو مكانها وبما انه لم يتفوه بكلمه ادارت ديانا ظهرها وتوجهت الى غرفتها
فى الصباح قامت من سريرها وارتدت سروالا وقميصا وسرحت شعرها واسدلته على كتفيها ثم نزلت الى الصاله ومنها الى غرفه الطعام

safsaf313
12-01-2009, 17:55
وجدت ماثيو قد سبقها اليها فأقتربت واتخذت لنفسها كرسيا على المائده ثم قالت:
- صباح الخير! هل تفقدت عمتى؟ كيف حالها هذا الصباح؟
ابعد نظره عن طبقه وقال:
- انها تتحسن ببطء..
- آه, آه الحمد لله لم اكن اعلم انك كنت تجلس معها مساء البارحه
انهى فطوره وابعد طبقه جانبا
- لم اكن اعرف انه يجب ان اطلعك على تحركاتى مسبقا
احمر وجه ديانا وقالت:
- انا لم اعن هذا! آه ماثيو فللنس مشاجرات البارحه ونتعامل مع بعضنا البعض كشخصين عاديين
احضرت تانيا القهوه وحين رأت ديانا ابتسمت لها وسألتها :
- ماذا تودين ان تتناولى يا سينيورا؟
- لا اريد ان آكل شيئا..قهوه فقط
قال ماثيو :
- ستموتين من الجوع ان سرت على هذه الحال فوجهك يبدو شاحبا
قالت ديانا بحنق:
- شكرا لك
تنهد ماثيو وراح يقول:
- لا تكونى سريعه الغضب هكذا فاذا كانت اول مبادره اتفاق ستتهشم امام المواجهه الاولى فليس من الضرورى المضى فيها
سكبت ديانا فنجانا من القهوه وراحت تحركه:
- ليس هناك ايه امرأه فى الكون تقبل ان يقال لها انها شاحبه باهته
- ولكنك بالعل شاحبه وان كان شحوبك هذا لم يغير فى جمالك البته بحق الله لا تسيئى فهمى انا لن اتابع ما بدأناه ذلك المساء لقد وضع ما جرىبيننا حاجزا من التوتر انا آسف لكننى رجل وهذا هو عذرى الوحيد لقد فهمت اخيرا انك تعانين من مشاكل فى اعصابك اناآسف يا ديانا
نظرت اليه بدهشه فآخر ما كانت تتوقعه منه هو الاعتذار
- هدئى روعك يا ديانا ولا تتصرفى كأرنب مذعور كلما اقتربت منك
قبل ان تتفوه بكلمه سمعت ضجه فى الساحه ظهر بعدها اطبيب غيارمو:
- صباح الخير اعلم ان الوقت مبكر ولكننى مرتبط بزيارات كثيره ففكرت فى زياره عمتك الاول
سرت ديانا بقدومه المفاجئ ووقت تحييه ثم عرضت عليه فنجانا من القهوه لكن الطبيب اجابها:
- لا شكرا سأرى عمتك اولا ديانا هل سترافقيننى؟
- طبعا,طبعا!
عندما كان يرتقيان الدرج مد يده الى جيبه واخرج منه مغلفا وسلمه اياها قال:
- لقد وصلنى هذا المغلف من الرئيس هذا الصباح وقد وردت عليه ملاحظه ان اسلمك اياه على انفراد
وقالت بشهقه:
- من هارى؟!
نظر اليها الطبيب حائرا ثم سألها:
- هل من خطب يا ديانا؟لماذا اخافتك هذه الرساله الى هذا الحد؟
- لست خائفه ايها الطبيب,شكرا..شكرا لك جزيلا.. والان اعذرنى!
فتحت الرساله بيدين مرتجفتين خوفا فقد كانت تتوقع ما كتب فى الرساله كانت كلمات هارى مختصره ومؤبه
"لقد اجرت السلطات فى ريو كشفا عن ركاب الطائره هل يمكنك المجئ الى كيرانوفا بضعه ايام؟ ثمه ما لا استطيع مناقشته فى الرساله.هارى"
لم يذكر هارى فى رسالته اسماء ولم يعرّف عن الركاب او الطائره التى تحدث عنها لقد كان فعلا شديد الحرص والحذر
مزقت ديانا الرساله بغضب ورمتها فى سله المهملات عليها ان تذهب الى كيرانوفا بالطبع فكيف ترفض؟ وهارى عاملها بتفهم وجلد
نزلت ديانا الى الصاله فوجدت ديانا تخيط كعادتها فسألتها:
- اخبرينى كلوديا هل تعتقدين ان عمتى تغضب لو قضيت بضعه ايام فى كيرانوفا؟
دهشت العجوز فقالت:
- كيرانوفا يا سينيورا؟
- نعم اريد ان ازور هارى ومارشا
- وهل الوقت مناسب للزيارات يا سنيورا؟
- يرى الطبيب غيارمو الفكره جيده
- ما الذى اجده فكره جيده؟
كان السائل هو الطبيب نفسه
التفتت اليه مارشا فرأته يتوجه اليهما
- ان ..ان ازور هارى ومارشا
رفع الطبيب حاجبيه مستغربا ثم قال:
- ولكن حين طلبت منك ذلك البارحه قلت انه لا حاجه بك الى الذهاب..
- اعلم ..اعلم ولكننى فكرت فى الامر
- آه فهمت ارجو الا يكون هارى قد انبأك باخبار سيئه
تناول سيجارا ثم قال:
- هل مارشا بخير؟
- نعم اعتقد ذلك اعنى..نعم انها بخير لقد دعانى الى زيارتهما هذا كل ما فى الامر لأكون برفقه مارشا على ما اعتقد
كانت تلوى اصابعها خلف ظهرها وهى تتكلم صحيح حين يشرك انسان ما نفسه فى احبوله من الغش والخداع فأنه يصبح عالقا فيها اكثر حين يحاول ان يخلص نفسه
- انا اوافق فمن الخير لك فى ظروف كهذه طلب الراحه ومتى تنوين الذهاب؟
- ربما..ربما غدا
- هل اخبرت ماثيو؟
- ليس بعد
هز غيارمو رأسه وهو يشعل سيجارا ثم قال:
- انها فرصه مناسبه يرى فيها بقيه البلده
- ماذا تقصد؟
- حسنا من الطبيعى ان يرافقك
- لا! اعنى... اظنه يفضل البقاء هنا
- بل عليه الذهاب لان فى ذلك افاده له
انزعجت ديانا كثيرا لأن الامور لم تسر كما خططت لها لقد استعانت بالطبيب ولكنها لم تعرف انه سيقترح ان يرفقها زوجها
- ما رأيك بفنجان من القهوه الان ايها الطبيب؟
- بكل سرور شكرا لك يا ديانا
قامت ديانا لتعد القهوه.. وحين عادت وجدت الامور قد ازدادت تعقيدا كان ماثيو يقف قرب الموقد يصغى الى حديث الطبيب وهو يخبره انها استلمت رساله من ابن عمها هارى الذى يطلب منها ان تزوره
سألها ماثيو وهو ينظر الى وجهها الشاحب:
- هل هذا صحيح؟
- نعم هذا صحيح
وضعت صينيه القهوه على الطاوله ثم نظرت اليه بأرتباك ثم قالت:
- اخبرت الطبيب انك لا تود مرافقتى..
تعجب ماثيو من كلامها ثم قال:
- ولماذا اخبرته بذلك؟ يسعدنى بالطبع الذهاب برفقتك؟
- حسبتك تفضل البقاء هنا
- لماذا؟
ابتعدت ديانا وهى غير قادره على تمالك نفسها من الانكسار امامه ارادت ان تصرخ ولكنها قالت عوضا عن ذلك:
- حسنا لم لا؟
لقد خرج الامر من يدها ولم يعد عليها الا الراحه لئلا تنهار اعصابها كليا.


* * * * *

دانه2
13-01-2009, 06:36
مشكوره عالمجهود الجبار لكتبة الروايات

وهذه الروابه من احلى الروايات


واتمنى ان لاتتاخرون علينا في الاجزاء الباقيه

shining tears
13-01-2009, 11:32
10- اللعبة تنقلب...

في صباح اليوم التالي، انطلقوا الى المطار بواسطة اللاندروفر. كان صباحا جميلا بالفعل، الشمس فيه مشرقة والسماء زرقاء صافية.
كانت دياناعلى معرفة سابقة بطيار الهليوكوبتر(الطوافة) فهو صديق قديم لهاري وخمنت ان يكون هاري قد اوصاه ان يبقى هناك لحين تقرر هي المجيء.
طبعا لم تعلم عمتها برحيلها، فهي كانت لاتزال نائمة وقد وعدهما الطبيب بأن يجدا العمة وقد تحسنت كثيرا لدى عودتهما.
سرت قشعريرة في جسم ديانا لدى سماعها ذلك. ليس السبب عدم رغبتها في ان تشفى عمتها، بل لانها لم تعد متأكدة ما اذا كان هذا الرجل سيعود معها ام لا، فلو توصل هاري لمعرفة هويته الحقيقية، فمن الممكن ان ينكشف اللغز. تملكها خوف شديد من جراء هذا الاستنتاج. حاولت ان تخرج نفسها من ذلك الشعور، لكنها كانت تعلم ان القصر سيصبح مكانا باردا وموحشا بدون ذلك الرجل الغريب.
تساءلت عما ستقول لعمتها حين تعود بدونه. هل ستقول لها ان ماثيو عاد الى انكلترا ؟ ام تقول انهما انفصلا ولن يعودا ابدا؟ بدا لها الوضع اكثر تأزما عما كان عليه حين وصلت الى مونترافيرد. تطلعت من نافذة الطائرة التي الى جانبها غير قادرة على ايجاد حل ملائم لمشكلتها.
استطاعت ديانا خلال الاسابيع التي امضتها في القصر ان تتخلص ولو لفترة قصيرة من ذكريات قساوة زوجها ماثيو ، ولو ان عمتها لم تتلق تلك الازمة الحادة لما اخفت عنها وفاة ماثيو ولما وصل بها الامر الى الغش والخداع.
لم تكن ديانا تتصور ابدا بأن كلمتها ستكون محط شك في يوم من الايام. غير ان وجود ذلك الرجل في الارسالية بدا لها كالمعجزة . لكن المعجزات لم تحصل، فعاجلا ام اجلا سيتحطم وهمها كليا.
تطلعت ديانا نحو مقدمة الطائرة حيث كان ماثيو.. كان عليها ان تدعوه ماثيو حتى ذلك الوقت.. كان يشارك الطيار عمله ويتعلم منه معاني الارقام والقياسات الكثيرة الموجودة امامها. كيف يستطيع رجل مثله ان يتقبل فقدان ذاكرته بهذه الروح المنشرحة؟ اليس قلقا بخصوص ذاكرته؟ الا يتساءل ان كان سيستعيدها ام لا؟ اليس عنده رغبة في التأكد من الهوية التي اعطته اياها؟
هزت ديانا برأسها وهي لاتعرف سلاما. انه لغز بحد ذاته، ثم وجدت نفسها تتساءل عمن يمكن ان يكون؟ فهو ذكي ومثقف، وخبير بأشياء عامة كثيرة. انه سائق ماهر وفارس اصيل واكثر من هذا فهو خبير بشؤون الموسيقى والادب. مالعمل الذي كان يمارسه بحيث يمكنه الاختفاء لاسابيع عديدة دون ان يستخبر عنه احد؟ يمكن ان يكون اي شخص، اي شيء.
فكرت في امكانية ان يكون متزوجا. من يمكن ان تكون زوجته؟ هل هي جميلة.؟
بدأت معدتها تؤلمها فهي لم تتقبل فكرة ان تراه مع امرأة اخرى كما رأته مع انطونيا ظهر البارحة. لقد احست بالغيرة ولا مجال للانكار، وعندها تأكدت انها قد وقعت اسيرة حبه وانها قد تفعل اي شيء لتبقيه بعيدا عن هويته الحقيقة.
كانت السيارة الرئاسة تنتظرهم حين حطت الطائرة في كيرانوفا.
وعندها فقط رفع ماثيو حاجبيه وسألها " اية خدمة؟"
نظرت اليه ديانا وقالت:شكرا. لقد بدا جذابا في بذلته الرمادية الغامقة، تساءلت عما سيفعله ماثيو ان مدت يدها ولمسته.. احست برغبة قوية في ملامسته. ولكن كان عليها ان تركز تفكيرها حتى تجد عذرا منطقيا لقيامها بهذه الزيارة.
تقدم عاري منهما فسلم على ماثيو ثم امسك يد ديانا وقبلها قائلا:
-انا مسرور برؤيتكما! تفضلا الى غرفة الجلوس فمارشا تتوق الى رؤيتكما.
قامت مارشا، المرأة الشابة والجميلة ذات الشعر الرائع وتوجهت اليهم ببطء.
-اهلا بك ديانا.
وراحت تقبلها بحرارة ثم سألتها.
-اذا هذا ماثيو!
نظرت ديانا الى هاري بحدة فهز برأسه بينما كان مرافق ديانا يسلم على زوجة هاري وهو يبدي سروره بمعرفتها.
سألها ماثيو:
-الم نلتق قبلا؟
اجاب هاري عنها:
-تذكرين ماثيو، اليس كذلك يامارشا.
فحملقت مارشا الى زوجها دهشة.
-طبعا التقينا انما منذ زمن بعيد ربما نملك ماهو مشترك، فأنا انكليزية ايضا.
ثم تنهدت قليلا واضافت:
-هل يمانع احدكم ان جلست؟ فأنا ... اشعر بالتعب من كثرة الوقوف.
اجابت ديانا :"طبعا لا".
لاحظت ديانا ان هاري ومارشا متفاهمين ومتحابين حتى بدأت تحسدهما على علاقتهما. نظرت الى ماثيو فرأت تعبيرا غريبا على وجهه ايضا. فتسألت عما كان يجول في فكره.
كان كل شيء يبدو طبيعيا وهادئا . ولكن ديانا شعرت بأن هناك ما يقلق كل من هاري ومارشا.
تناولوا الغذاء ثم راحوا يتحدثون عن احوالهم واعمالهم.
اشغلت ديانا نفسها كثيرا في شؤون واعمال مارشا، فطفلهما الاول، الذي بدأ يحبو .. كان طفلا بريئا ، جميلا ومحبوبا.
انتهوا من الغذاء وقاموا ليشربوا القهوة وادركت ديانا ان لحظة القرار الاخير قد حانت حين قالت مارشا ان هاري قد تحدث الى المحامي تورنتو بشؤون عمتها وانه يريد مناقشتها بذلك، ثم اقترحت ان يلحق بها ماثيو الى غرفة الجلوس، ليتحدثا عن انكلترا
وافق الجميع على الاقتراح الا ان ديانا احست بعيني ماثيو تراقبانها بريبة.
دخل هاري وديانا الى غرفة المكتب وهو يقول:
-حسنا ، ياديانا ، الم يسترجع ذاكرته بعد؟
-لا....هل عرفت من يكون؟
اجاب هاري نعم ثم قدم لها سيجار وحين رفضت ـ اشعل واحده لنفسه ثم تابع:
-الم يلح عمن يكون؟
اجابت ديانا وقد نفذ صبرها.
-ارجوك ياهاري، اخبرني، من هو؟"
-اسمه آدم ونتربورن وهو مهندس متعاقد مع شركة مهندسي البناء في لندن . مستر كنت ويل مديرهم العام سيصل الى هنا في غضون ايام قليلة.
امسكت ديانا خديها بكلتا يديها ثم ارتمت على المقعد القريب من طاولة المكتب وقالت:
-لكن الم يلاحظ احد اختفائه قبل الان؟ يالله، لقد مضت اسابيع عدة!
-علمت ان الحكومة البيرية متأزمة بعض الشيء.
-الحكومة البيريه! ومادخل الحكومة البيريه بهذا؟
-آه ، انا اسف . لم اشرح لك الامر بالتفصيل. ولكن ما اعرفه انه كان في ريو، في طريقه الى ليما . ليشرف على بناء جسر حديدي فوق المنطقة، وقد ظن زملاؤه في الشركة في لندن انه من الطبيعي ان يكون في البيرو. وبما انه لم يصل الى البيرو ولم تردهم عنه اية انباء، فقد اتصلت وزارة الحكومة البيريه التي كان متعاقدا للعمل معها بالمكتب في لندن ولكنهم لم يعرفوا ان ونتربورن لم يصل بسبب الارتباك الحاصل هناك.، وبسبب بعد المسافة بين البلدين.
قالت ديانا وقد بدا وجهها شاحبا.
-قلت ان مدير الشركة قادم الى هنا؟
-صحيح . هذا ما عرفته البارحة من ادارة الخطوط الجوية.
هزت ديانا رأسها وقالت:
-اذا انتهى كل شيء.
تنهد هاري وهو يطفئ سيجارة ثم قال:
-كنت تعلمين ان هذا سيحصل عاجلا ام اجلا. ليتك تنجحين في اقناعه بأن ماجرى كان غلطة.
-ماذا.. ماذا اخبروك عنه ايضا؟ اعني هل هو متزوج؟
-لا استطيع الجزم، فالمعلومات التي وصلتني لا تتعلق بحياته الخاصة.
تنهدت ديانا ثم قالت:
-وماذا سنفعل؟
-لا اعرف.. اخبريني ديانا هل تعرفين شيئا عن وضع عمتك المالي؟
-وما شأن وضع عمتي المالي الان؟ ماعلاقته؟
ارتبك هاري وهو ينظر اليها:
-ربما له كل العلاقة!
-لماذا؟.. لماذا يجب ان اطلع على شؤون عمتي ؟ ولماذا تسألني؟
تنهد هاري ثم قال:

shining tears
13-01-2009, 11:33
-حين ارسلت لك تلك الرسالة البارحة طالبا منك المجئ الى هنا لم يكن ذلك بسبب الرجل الغريب...آدم ونتربورن فقط.
-ارجوك ياهاري، كف عن الالغاز.
ثم اخذت نفسا عميقا واضافت.
-انتظر لحظة! لقد قالت مارشا انك اتصلت بالمحامي تورنتو.
-لا. تورنتو هو من اتصل بي. فقد ... فقد تلقى رسالة من عمتك...
-ولكن عمتي غير قادرة على كتابة الرسائل.
-اعرف هذا، ولكن شخصا ما كتبها لها.
-من ؟ الممرضة بيترز؟
-اعتقد ان عمتك لن تفشي امر رسالة كهذه الى شخص غريب.
-رسالة كهذه؟!
-نعم رسالة تتعلق بشؤون عمتك المالية.!
اضطربت ديانا كثيرا ثم قالت:
-ماليات عمتي؟ اذا من كتبها؟ وماذا كتب فيها؟
-انه الرجل الذي تعتقد عمتك انه ماثيو.. اعني ونتربورن.. هو الذي حرر لها الرسالة. اترين كيف اختلطت الامور ببعضها ؟!
-مالذي تقوله؟ لماذا تطلب من ماثيو ان يكتب لها رسالة ؟ لماذا هو لا انا؟
-الرسالة تتعلق بك .. انت تعلمين ان عمتك ورثت عن والديها ثروة كبيرة وكان من المتوقع ان تعود هذه الثروة اليك .
-نعم.
-حسنا ، حين كنت في المدرسة ، احست عمتك بوحدة قاتلة فقررت ان تسلي نفسها بتشعيل اموالها.
-بسوق الاسهم؟
-شيء من هذا القبيل. ولكنها لم تستشر احد حتى محاميها في كيرانوفا، بل اوكلت ذلك الى محام اخر.
تنهد هاري ثانية ثم اضاف:
- ان ما اقوله سيتضح الان.. بقيت وصيتها الاساسية مع تورنتو فظل الناس يعتقدونها ثرية.. لقد بذلت قصارى جهدها لتختار لك زوجا مناسبا.
- -كانت تعتقد ان ماثيو ثري؟
-لهذا اذا طلبت ان ترى ماثيو .. في مونترافيرد! ارادت ان تتأكد بأني لست معدمة الحال.كانت تخشى ان تطلعني على الحقيقة ان انفصلت عن ماثيو.
-هذا ما اعتقده... حين وصل ماثيو .. او الرجل الذي كانت تظنه ماثيو ... انتهزت الفرصة وطلبت منه الاتصال بالسيد تورنتو الذي شرح له الظروف
-هذا يعني ان ذلك الرجل .. ونتربورن.. على علم بحقيقة وضعي المالي الحالي.
-هذا ما اخشاه، مع اني اشك في ان يكون له تأثير في هذه الظروف.
عضت ديانا على شفتها بقوة ثم قالت:
-بل له كل التأثير ياا هاري! الا ترى ما قد يضنه حين يعرف الحقيقة؟ لن يصدق ما تريد ان يصدق! سيظن انني اختطفته لاحمي نفسي.
-ولماذا يظن ذلك؟
-او تسأل لماذا... لاننا تعمدنا اخفاء الحقيقة عنه!
-آه ديانا، ارجوك، لا تضخمي الامور . ان ونتربورن سيكون مسرورا بعودة هويته اليه ولن يأبه باي شيء اخر.
-لكنك لاتعرفه يا هاري. انا فقط من يعرفه.
- والان ماذا ستفعلين؟ هل ستخبرينه انت ام اخبره انا؟ ان تنتظرين حتى يصل ويل؟
تهجم وجهها وقالت:
-اظنني سأخبره بنفسي.
-حسنا جدا، ومتى ستفعلين ذلك؟
-آه لا تدفعني هاري . امهلني بعض الوقت فافكاري مشتته الان.
-طبعا ، طبعا ، انا اسف اترغبين في تناول فنجان قهوة؟
-لا شكرا لك . اتعرف يا هاري لقد حرمت في خلال عشرين دقيقة الزواج والثرزة معا!
-لا تيأسي ياديانا.
-لست بائسة.
قالت ديانا ذلك وهي ترسم ابتسامة باهتة على وجهها ثم اضافت:
-بل صدق يا هاري انني اشعر براحة عارمة حيال عمتي ربيكا . فلم اعد على الاقل المخادعة الوحيدة . ولكنني اتمنى لو .. لو.
-لو لم يظهر ذلك الرجل .. ونتربورن؟
احنت ديانا رأسها وبدأ الدم يغزو وجنتيها ثم قالت:"ربما"
-بحق الله هل تورطت مع هذا الرجل ؟ لا، لم...لم...
قاطعته ديانا وهي تحاول حبس دموعها.
-لم اشاركه فراشه؟ آه لا، لا، لم افعل ذلك ، وليتني فعلت...
-لست جادة في ماتقولين.
-آه لكنني حقا جادة.
-تعنين انك... انك سمحت لنفسك بالانجذاب اليه؟
سألها هاري وهو يضرب بقبضته على يده الاخرى.
-يالهي... لماذا يا ديانا... لماذا؟
ارتعشت ديانا ثم قالت:
-هل يحصل هذا بمشيئة الواحد منا؟
-يالهي! ديانا، يبدو انك بدأت تقومين بمغامرات سخيفة...
-نعم ، صحيح، اليس كذلك؟ آه، لماذا سيأتي هذا الرجل ويل الى هنا الان؟
لماذا لم,,, لماذا لم يختف آدم حالا؟.

الشيخة زورو
13-01-2009, 11:38
11- رحلة الى .. عالمه..


اقيمت في القصر الرئاسي وليمة عشاء رسمية غير ان آدم وديانا لم يدعيا اليها. لذا امضيا المساء في غرفة خاصة مع مارشا. كان مساء هادئا الا ان آدم وجد الراحة حين اخلد الى غرفته. كان بحاجة للاختلاء بنفسه ليفكر في ما يفعله خلال اقامته في العاصمة. يجب ان يعرف عن نفسه ليطمئن اصدقاءه واقاربه.
ولكن الوضع راح يتعقد اكثر فأكثر يوميا كان يرغب بادئا في معرفة السبب الرئيسي الذي دفع ديانا الى ذلك الادعاء، ولكن بعدما امضى معها وقتا طويلا في القصر، ادرك وضعها وقدر خوفها من سيطرة عمتها ربيكا. لم يدرك سبب قلق عمتها الزائد على سعادتها الا بعد ان طلبت منه تحرير تلك الرسالة الى المحامي تورنتو. كانت السيدة الكبيرة قد افلست وكانت تعتمد على اموال زوج ديانا لتكون كفيلة بإسعاد ابنة اخيها.
ولقد اخبرته انها اقترحت على الاب جورج ان يدخل ديانا الى الدير.
في ذلك الوقت، كان يستمع للعمة بفتور ولا مبالاة ثم اعتراه شعور بالقلق والخوف خاصة وقلبه يختلج بالعواطف تجاه ديانا...كان يحتقرها في البدء ويزدريها لانها خدعته وكذبت عليه. ولم يكن يراعي شعورها او يقدر الظروف التي اوجبتها على فعل ذلك. ولكن فيما بعد ، تبدل رأيه اي تبدل.
كون آدم فكرة واضحة عن زوجها من خلال اقوال العمة ومن خلال تصرفات ديانا وهي فكرة سيئة فلا احد ينكر ان ردة فعل ديانا عندما يلمسها اي شخص كانت تنم عن خوفها وذعرها فقد كان الذعر يستولي عليها كلما اقترب منها او حاول لمسها.
وقد ظن انها احدى اولئك النساء اللواتي لايقدرن على التجاوب مع حاجيات الرجل حتى كانت تلك الليلة في بيت خالة انطونيا . تلك الليلة اراد ان يختبرها فأذا بها.. امرأة دافئة ومتجاوبة.
وهنا بدأ المه وكربه فعلى الرغم من خداعها له ، بدأ يريدها ، نعم يريدها بكل جوارحه، لا لفترة محددة بل للعمر كله. ارادها زوجة تشاركه حياته، تنجب اطفاله . لقد احبها، لكنها زوجة رجل اخر.
وقبل ان يتمكن من استيعاب المشاكل الحاصلة، حدثت هذه الرحلة الى كيرانوفا، فادرك انها نهاية علاقتهما. فربما اكتشف ابن اعمها هاري هويته الحقيقة او ربما كانت السلطات تطالب بعودته.
ولكن احدا لم يتفوه بكلمة، بل ان ديانا لاذت بالصمت طيلة المساء اما هو فشعر بالذنب لانه التزم الصمت وتركها تنسج شركها بهدوء.
حينما كان يستحم قرر الاتصال بالسفير البريطاني ليشرح له ظروفه ثم بعدع للعودة ذلك يسرع للعودة إلى لندن.
ولكن ماذا عن ديانا ؟ ماذا ستفعل ؟ واين هو ماثيو سليس الحقيقثي؟ هل كان ماثيو شريكها في هذه اللعبة ؟ لا هذا غير . لقد غامرت حين ادعته زوجا" فهل يمكن ان تفعل ذلك إن كان هناك امل في رجوعها فجاة ؟ إذا اين هو ؟ في إنكلترا؟.
هز ادم رأسه إن مجرد التفكير في وجود رجل آخر مع ديانا يجعل معدته تنقبض وتتألم...
ارتدى بيجاما حريرية وارتمنى على السرير ثم اشعل سيجارا" وراح يدخنه وهو يجول بنظره في انحاء الغرفة كانت غرفة جميلة جدا" مفروشة بطريقة فاخرة في ارضها سجادة بنية اللون تنسجم بين غرفته وغرفة ديانا.
عض على شفته هو يفكر . لاشك في ان هاري وزوجته يدركان تماما" انه ليس زوج ديانا ، فليس من عادة اهالي هذه البلدة ان ينام الزوجين في غرفتين منفصلتين. لا ، لقد كان واضحا" انه هنا كما في القصر ، كانت الجهود مركزة علنا ، ربما كان عليه انى إبقاء علاقتهما افلاطونية.
تأمل طرف سيجارة المشتعل . ربما كان احمق ، ربما اخطأ بشأن ديانا ، ربما كان عليه ان يجبرها على تلبية رغباته في الحصول على حقوقه الزوجية بدل انتظارها واحترام مشاعرها .
تنهد آدم تنهيدة عميقة . فهو لم يكن يفعل ذلك لأنه ليس حيوانا" إنما إنسان لايوجد ضرورة في إكراه المرأيعلى تلبية رغباته فهو رجل تتمناه أية امراة .. اية امراة .. على الإطلاق كأنطونيا اغيري.
أنطونيا أغيري هز رأسه . لقد سعى إلى ملاقاتها في اليوم التالي محاولا" ان يثبت لنفسه انه كان يسخر منها
من ديانا لكنه لم ينجح . ففي اللحظة التي عاد بها إلى القصر ووجدها قد اقفلت الباب الفاصل بينهما ، تملكته رغبة في تحطيم ذلك الباب ولكن عندما فتحت ديانا الباب اراد ان يعانقها ويعانقها حتى تستجيب له . وهذا ماكان سيحدث لو اقدم على معانقتها فحينما يمسكها بين ذراعيه كانت تهدأ وتذعن له..
لكن هذا ليس كافيا" ، فزوجها الحقيقي مازال موجودا"
انتصب في سريره كالأسد الهائج . ولم يعد يستطيع الاستمرار في الغش والتمثيل ، فعليه بطريقة او بأخرى ان يضع حدا" لتلك الأمور ولكن الله وحده يعرف كيف سيتم ذلك.
في الصباح التالي استيقظت ديانا باكرا" وارتدت ثيابها وحين علمت ان مارشا غير معافاة ذلك الصباح شعرت براحة يشوبها شعور بالذنب ، ذلك انها لم ترغب في ان تراها بذلك اليأس والقنوط.
جلست لتناول طعام الصباح بمفردها في غرفة الطعام الكبيرة في القصر الرئاسي وعندما لم يأت آدم لتناول طعام الفطور احست بوحدة مخيفة فقد راحت تفكر في انه حينما يكتشف هويته سيرحل للأبد . وحينئذ ماذا ستفعل؟
لم ترغب في تناول اي شيء سوى القهوة فقد كان فكرها مشغولا" بإيجاد الكلام المناسب والأسباب المقنعة الكفيلة باقناع آدم . كان هاري قد اخبرها ان ويل سيصل في ايام قليلة ربما يصل اليوم قبل ان تعترف لآدم بالحقيقة .إنه امر مخيف ترى ماذا ستكون ردة فعله؟ ماذا سيقول؟ فهناك احكام وقوانين تمنع اعتقال اي شخص للمصلحة الشخصية وهل من الممكن ان تخطيء زوجة ماثيو سليس بالتعرف إلى زوجها طبعا" هذا امر مستبعد بل مستحيل ، ماذا لو قال إنها استغلت ظروفه لمصلحتها الخاصة؟ ماذا لو طالب بمحاكمتها ؟ كيف ستدافع عن نفسها؟ وماذا سيكون عقابها؟
قامت عن الطاولة وهي تتمنى ان يظهر امامها لتعترف له بالحقيقة وتطلب منه السماح.
صعدت إلى الطابق العلوي وراحت تفتش عنه وعندما لم تر له وجها" نزلت إلى الصالة ورنت الجرس تطلب احد الخدم الذي سألته إن كان يعرف إلى اين خرج زوجها.
- نعم سنيورا لقد طلب السنيور سليس سيارة وخرج باكرا" في حوالي الثامنة.
- خرج ؟ الم يقل إلى اين ذهب؟
- لاياسنيورا ، قال إنه سيذهب لمشاهدة المدينة فقط
بعد انصراف الخادم توجهت إلى غرفة الجلوس وهي تتساءل عن المكان الذي قصده ولماذا؟ لماذا لم يخبرها بأنه ذاهب لمشاهدة المدينة؟ وإن لم يذهب فأين هو ؟ هل عادت ذاكرته إليه بعد مجيئهم إلى كيرانوفا ؟ ام استعادها بعد ذلك الحديث المطول مع الطيار؟
حان وقت الغداء وآدم لم يرجع . عندما خرج هاري من مكتبه وجد ديانا بانتظاره شاحبة فنظر إليها متسائلا":
- ديانا ماذا هناك ؟ ماذا حصل؟
ثم امسك ذراعها واادخلها إلى مكتبه وهو يقول :
- تعالي ياديانا . ماذا حدث؟
- اختفى؟ ماذا تعنين؟
- آدم . . لقد رحل طلب سيارة هذا الصباح ورحل عند الساعة الثامنة.
- ماذا؟ ومن سمح له باستعمال إحدى السيارات الرسمية ؟
- وهل كان يحتاج إلى تصريح ؟ آه حسنا" اعتقد ان مارشا قالت لنا البارحة إننا نستطيع استعمال سيارة إن اردنا الخروج
- خرج دون ان يذكر لك جهة سيره؟
اجابت ديانا نعم ثم سحبت نفسا" عميقا":
- آه هاري ماذا ستفعل؟
- هدئي روعك
دخل احد موظفي القصر وفي يده رسالة ثم قال " هناك رسالة لك ياسيدي".
- حسنا" اعطني اياها ، يمكنك الانصراف.
- بعد ان خرج الموظف ، فتح الرسالة ثم قال :
- هذه الرسالة من السفارة البريطانية يقولون فيها إن السنيور كنت ويل قد وصل صباح اليوم.
رددت ديانا الاسم مذعورة:
- ويل
- نعم، لقد جاء رئيس آدم طلبا" لرؤيته
- هل في الرسالة ذكر لآدم؟.
- لا، إنها فقط رسالة تبلغ ان ويل وصل فقد طلبت ان ابلغ حالما يصل
- إذا اين ادم
- لااعرف . . . ديانا ، هل انت متاكدة ان هذذا الرجل ونتربورن لايعرف هويته الحقيقية ؟.
- طبعا" . . ولماذا يسأل؟.
- لاأعرف لكنني قلق
- ماذا ستفعل؟
- لاادري
- والسيارة الرسمية؟ الاتخشى ان تختفي هي الاخرى؟.
- سأتصل بالكاراج واطلب منهم ان يعلموني في حال وصول السايرة
- حسنا" هاري

الشيخة زورو
13-01-2009, 11:38
رفع لويس سماعة الهاتف وطلب الكاراج الخاص بالقصر الرئاسي عندما اجابه المكانيكي شرح له هاري مطلبه ثم صرخ قائلا" " متى؟ وإلى اين اقلته السيارة"؟.
خيم الصمت للحظات فنظرت ديانا بعينين معذبتين إلى هاري الذي وضع يده على السماعة ثم قال : لقد اعيدت السيارة هاري الذي وضع يده على السماعة ثم قال : لقد اعيدت السايرة إلى الكاراج منذ ساعة تقريبا" والمكانيكي يقوم بالاتصال بالسائق ليعرف مننه المكان الذي وصل اليه ونتربورن
بعد لحظات قليلة أومأ هاري برأسه قائلا" " حسنا" شكرا" لك". ثم اقفل الهاتف ونظر إلى ديانا قائلا|"
- لا حاجة إلى الأعتراف بشيء ياديانا الفرار إلى مكان هادئ تداوي في آلامها العقلية والفكرية فانتظرت هاري حتى الرابعة واخبرته بقرارها عارضها هاري في البداية ولكنه سرعان مابدل رأيه حين رأى انها ستفتقد اعصابها كليا" وتنهار فكان ان وعدها بأن يتولى الموضوع بنفسه ثم بعد ذلك رتب لها موضوع رحيها بطائرة رئاسية عائدة إلى القصر.
توفيت عمتها بعد ايام قليلة من عودتها إلى القصر وحينما سئلت عن زوجها ادعت انه اضطر للسفر إلى انكلترا
بعد مراسم الجنازة لم تجد ضرورة في إطلاع كلوديا على حقيقة وضع العمة المالي فبعد ان تصفي حسابات عمتها ستضطر إلى ترك القصر لأنه يباع لتسديد الديون المتوجبة.\
قبل ان تسوي امور عمتها العقارية تلقت ديانا رسالة اخرى من محامي ماثيو في لندن كانت تظن ان ممتلكات ماثيو قد سويت جميعها ولكن على مايبدو ان هناك امور ستضطر للسفر إلى انكلترا.
ارتبكت ديانا من الاخبار المكتوبة مجددا" لقد كرهت ذلك البلد كثيرا" ولم ترغب في مناقشة اية امور تتعلق بماثيو او تذكر به على الإطلاق
لهذا ردت على محامي ماثيو برسالة تشرح فيها وفاة عمتها وتعتذر عن السفر إلى انكلترا وتطلب منهم ان يرسلوا لها بالأوراق.
غير انها تلقت رسالة اخرى من المحامين يصرون فيها على سفرها إلى انكلترا لأن زوجها ارسل بطلبها احتقرت ديانا نفسها على فعل ذلك واحست بأنها اصبحت ماهرة في اختلاق الأكاذيب.
وصلت إلى لندن في وقت بارد ومتأخر من شهر آذار وكانت حبات المطر تذكر المرء بأن الشتاء مازال في بدايته
حجزت غرفة في فندق صغير امضت فيه بقية نهارها مؤجلة لاتصال حتى صباح الغد فقد وجدت نفسها متعبة إلى اقصى حد
في صباح اليوم التالي بقي الطقس على حاله مع ان المطر خف نسبيا"
تناولت طعام الفطور في غرفة الطعام الخاصة في ذلك الفندق ، ومن ثم قامت لتتصل بمكاتب المحامين.
اقترح عليها المحامي الذي اتصلت به اولا" ان تقوم هي بزيارة جميع المحامين في مكاتبهم ظهر هذا اليوم فشكرته ديانا واقفلت الهاتف.
كانت مكاتب المحامين في مبنى رمادي عال. وهو مبنى قصدته مرارا في السابق لهذا عرفتها موظفة الاستعلامات وابتسمت لها قائلة.
-السيدة سليس، اليس كذلك؟
اجابت ديانا وهي تنظر الى نفسها لتتأكد من اناقة مظهرها:
-هذا صحيح.
-في الطابق الاول، الباب الاول يمينا ياسيدة سليس.
-شكرا لك.
ارتقت ديانا الادراج الضيقة، وحين وصلت وجدت ابوابا عدة دقت على الباب الاول منها وبعد ثوان سمعت صوت رجل يقول "تفضل" . ادارت مقبض الباب ودخلت الى الغرفة واسعة ومضاءة. نظرت الى الرجل الواقف امام طاولة المكتب. كان يرتدي بدلة رمادية وقميصا من الحرير الخالص شعره اسود ناعم وهو بذلك صورة مصغرة عن رجل اعمال انكليزي ولكنه كان يعني لديانا اكثر من هذا بكثير. حدقت اليه مذهولة ثم ارتدت خطواتها الى الوراء لانها اقنعت نفسها انها ضلت الغرفة.
هزت ديانا رأسها ثم قالت بصوت مرتجف:
-انا... انا اسفة. لقد اخطأت الغرفة.
اقترب آدم ونتربورن منها نازعا يدها عن المقبض، موصدا الباب باحكام:
-لم تخطئي الغرفة يا ديانا فأنا الذي ارسلت بطلبك.
-انت ارسلت بطلبي؟
اجابها آدم:"هذا صحيح."
ثم تناول سيجارآ من العلبة الموجودة على طاولة المكتب وأضاف "ألن تجلسي؟"
هزت ديانا رأسها و قالت :
-لا،شكرآلك ...
ثم نظرت حولها بخوف وأضافت :
-لماذا .. لماذا أرسلت بطلبي؟
أشعل آدم سيجارة قبل أن يجيبها :
_ربما أحضرتك إلى هنا لأوقفك لأنك اعتقلتِ رجلاَ غريبآ وادعيته زوجآ .
-ذعرت ديانا وهي تتساءل :
-أنت .. أنت تفعل ذلك ؟
أمعن آدم النظر إليها ثم هزَّ رأسه قائلآ :
-لا!لا! لن أفعل هذا ؟
سألته وصوتها يكاد يختنق :
-هل .. هل استعدت ذاكرتك ؟.
لوى آدم شفتيه و قال :
-ماذا لو أخبرتك أن ذاكرتي عادت إليَّ قبل أن تنقليني من العيادة ؟
لهثت ديانا ثم قالت :
-هذا .. هذا ليس صحيحآ .
-ولم لا ؟
-حسنآ ، إذآ لماذا سمحت لي بأن أقوم بما قمت به ما دمت تعرف من تكون ؟.
-ربما كنت فضوليآ .
ارتمت ديانا على المقعد فقد فقدت سيطرتها على توازنها ثم قالت :
-إنك تربكني و تحيرني .
-ليس أكثر مما أربكتني أنتِ، صدقيني !
-و .. وكنت تعرف من تكون .. طوال الوقت ؟.
-هذا صحيح .
-لكن ، لماذا فعلت ذلك ؟
-بل لماذا فعلتِ أنت ذلك .
-لأسباب أنانية بحتة على ما أعتقد . فأنا لم أستطع أن أخبر عمتي بأن .. بأن ماثيو قد قضى نحبه .
-أعرف هذا الآن .
قالت ديانا وهي تحدق إليه مذهولة :" تعرف هذا ".
-نعم أعرفه . لقد أخبرني هاري بذلك .
-هاري ؟ أنت تكلمت إلى هاري ؟
-آه، نعم تكلمت إليه منذ وقت طويل .
ثم عضَّ على شفته السفلى بقسوة و تابع يقول :
-بالله عليك ديانا ، لماذا هربت ؟
قال كلماته الأخيرة بنبرة مختلفة تمامآ وكأنها صدرت منه رغمآ عنه .
أحنت ديانا رأسها تجنبآ لنظراته :

الشيخة زورو
13-01-2009, 11:39
-هذا واضح طبعآ . علمت أنك ، بعد .. بغد وصول ذلك الرجل ويل ، ستكتشف الحقيقة ، وكنت أخشى مواجهتك !.
أطفأ سيجاره في المنفضة و قال :
-لكن لماذا ؟ لماذا لم تنتظري ؟ كنت تعلمين أنني سأعود .
-وكيف لي أن أعرف ؟ كيف لي أن أتأكد مما ستفعل ؟ فأنت لم ترسل أية كلمة ، بل اختفيت فجأة ؟
-أعلم هذا ، ولكن حاولي أن تنظري إلى الموضوع من وجهة نظري أنا . لقد ذهبت إلى السفارة ذلك الصباح لأشرح الوضع للسفير ، ولم أكن أعلم أن ويل قد وصل . اللعنة ، لقد صادف أن السفير في كيرانوفا قد رافقه وحين رآني أفسد عليَّ كل الأمر . يا الله ، لقد احتجت إلى وقت طويل لأشرح لهم كل شيء . وكان هناك أشياء كثيرة أخبرهم إياها . أظن أن الأمر كان غريبآ . وقد اعتبرني ويل طائشآ و مغفلا.
وضعت ديانا يدها على صدغها ثم سألته :
-وحين رأيت هاري، ماذا أخبرته ؟
-هو الذي أخبرني أشياء كثيرة . وكان أول ما أخبرني به أنك رحلت ، وهذا ما زاد الأمور تعقيدآ .
-ماذا تعني ؟
-اللعنة ! وماذا تظنيني أعني ؟ كدت أدق عنقه حين أخبرني برحيلك . وكنت قد وعدت ويل بأن ألحق به إلى لندن في اليوم التالي ، ولهذا لم يكن باستطاعتي أن أتعقبك إضافة إلى أنني لم أكن أعرف أن ماثيو سليس ميت .
احمرَّت وجنتاها وهي تقول :" وها قد عرفت !"
-آه ، نعم ، عرفت أشياء كثيرة . عرفت أن عمتك هي أجبرتك على الزواج به ، وعلمت أيضآ أنها كانت ستدخلك إلى الدير إن رفضت الزواج به ، وعرفت أيضآ كيف كان يعاملك ماثيو ... آه نعم ...
واشتعل وجه ديانا بالاحمرار ثم تابع يقول .
-عرفت هذه الأمور ايضآ . صدقيني يا ديانا ، إني أوافق هاري رأيه وأتمنى لو يأتي ليعلمني درسآ آخر . يا الله ما هذا الشعور ! انا لم أعتد أن أكون قاسيآ بهذا الشكل ... على أية حال ، هذا بعيد كل البعد عن الموضوع الأساسي ، ماذا عرفتُ من هاري أيضآ؟ آه صحيح . سمعت أيضآ ان عمتك أرادت ان تزوجك ماثيو طمعآ بثروته وهذا ماكان يريده هو منها . وكانت النتيجة زواجك من رجل لا تحبينه . وقد عرفت أيضآ انك لم تستطيعي إطلاع عمتك على وفاة ماثيو بسبب ازمتها القلبية الحادة تلك آه نعم أعتقد أنني على علم بكل شيء الآن .
-حسنآ ،يسرني أنك تعرف كل شيء الآن . وأعتقد أن من واجبي أن أشكرك لأنك لم توجه لي تهمة ولكنني كنت أفضل لو أرسلت لي كل هذا على ورقة بدلآ من أن ترسل بطلبي شخصيآ .
قالت ذلك بصوت مخنوق ثم أشاحت بوجهها وهي غير قادرة على مواجهة نظراه الممعنة .
تفوه آدم بعبارة غريبة ، ثم ماهي الا لحظة حتى كان يقف خلفها ، واضعآ يديه حول كتفيها جاذبآ جسدها المرتعش إلى جسده القوي .
-ماهذا الذي تقولينه يا ديانا ؟ أنا لم أرسل بطلبك لأكلمك فقط .
ثم مال عليها يعانقها بشوق و شغف ، وقد راحت اصابعه تعبث بشعرها وتنشره على كتفيها كستارة حريرية ...
استجابت ديانا قليلآ ، لكنها مالبثت أن أنتفضت من بين ذراعيه مبتعدة عنه وهي تقول وأنفاسها متقطعة :
-لا ، لا ... هذا لن ينجح .
تجهًَّم وجه آدم وامتلأ حنقآ وصرخ في وجهها :
-لماذا اللعنة عليك ، إني أعرفك جيدآ يا ديانا . لا يسعك أن تنكري رغبتك فيَّ!
سوت ديانا شعرها و قالت :
-لآ،لآ،لا يمكنني إنكار هذا ... ولو ...
تقدم منها ولكنها مدت يدها تحاول إبعاده :
-لكن الأمر مختلف الآن ، أنا .. أنت تعلم .. على الأقل أنا أعرف الآن أنك لست زوجي ، و ... وأنا لست من أولئك النساء ...
-اللعنة ... ماذا تقصدين بكلامك هذا ؟
-أعني ، بما أنني لم أكن . حسنآ ... لم أكن خجولة هناك ، إلا أنني ماكنت لأوافق على عمل كهذا .
-بحق الله ، أيتها المرأة ! هل طلبت منك شيئآ ؟
مشى في الغرفة و اقترب منها وشدها إليه بقوة غير عابئٍ بجهودها الممانعة ثم قال :
-أريد أن أتزوجك ، أيتها الحمقاء الصغيرة "وغمر وجهه بشرها" يا الله ، إن لم تكوني لي أجن حتمآ .
نظرت إليه ديانا ثم قالت :
-ولكن .. لكنك قلت مرة إنك تذكرشجارآ مع زوجة ! هل .. هل كان ذلك تمثيلآ؟
-كلا ، لم يكن تمثيلآ . لقد كنت متزوجآ . إلا أننا انفصلنا وقد توفيت طليقتي بعد انفصالنا . ومنذ ذلك الوقت لم أفكر في الاتباط بأية انسانة ، حتى التقيت بك ، وتعرفت إلى هذه الحمقاء المغفلة ...
ومال عليها يعانقها بكل جوارحه . مرّ وقت قصير وهي مأخوذة بسحر عناقه ولكنها استفاقت من نشوتها مجبرة نفسها على التفكير منطقيآ :
-ولكن لماذا طلبت مني الحضور إلى لندن ؟ لماذا لم تقصد الوادي بنفسك ؟
أبعد ماثيو شعرها عن وجهها ولفه خلف أذنها وهو يتحسس وجهها الناعم ثم قال:
-لأسباب عديدة . أولها إني وعدت ويل بأن أخصص له بعضآ من وقتي .
ثم ابتسم ابتسامة صغيرة و تابع يقول .
-لقد كان متفهمآ جدآ ، وقد منحني شهر إجازة لتمضية شهر العسل معك . أما السبب الثاني فهو أنني أردتك هنا ، بعيدآ عن تأثيرات عمتك . آسف على وفاتها . كان من المفروض ان أقدم اسفي قبل الآن ، ولكن هناك أشياء أخرى أقولها أخيرآ

الشيخة زورو
13-01-2009, 11:41
، أردتك أن تأتي إلى لندن لتتعرفي إلى مكان عملي وغلى الشقة التي أعيش فيها ... وإلى عالمي ! كل عالمي . العالم الذي ستسكنين فيه إن أصبحت زوجتي . أتعتقدين أنه بإمكانك التأقلم مع هذه المنطقة ؟
قالت ديانا :
-أعتقد أنه بإمكاني العيش حيثما تكون انت . ولكن ... ولكن ماّذا عن القصر ؟ عليَّ أن أبيعه حالآ.
-لماذا ؟ لا أحسب أن رهنه كبير جدآ ، فإن أردت يمكن أن يصبح هذا القصر بيتنا ، فعملي يضطرني للتنقل في أنحاء العالم وما انكلترا إلا المركز –القاعدة-.
-آه ما أروع هذا ! هذا مدهش ! لا أعرف كيف اشكرك .
-بل نعرفين يا ديانا .
جعلت اجابته تلك وجنتيها تتوردان من جديد .


تمـــتــ

قرأة ممتعة للجميع وشكرا لجميع الكاتبات ويعطيكم الف عافية على المجهودالرائع

ريماالفلا
14-01-2009, 14:52
تسلمى ياحبى على الروايه الروعة دائما تأتين بالروايات الحلوة مثلك

cute_crazy
14-01-2009, 16:39
مشكووووووووووووورين على الرواية

الله يعطيكم الف عافية

دائما رائعات
::جيد::

*mero*
15-01-2009, 00:50
شكرا لجهودكم المميزة دمتم بحب وسعادة وعساكم دايم على القوة يابنات