PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : قصة جميلة جداً



SaLaZaR
17-11-2007, 10:04
مرحبا:لقافة:
قرأت هذه القصة في مجلة وأتمنى تعجبكم::جيد::


بشير السعادة

في الطرف الشرقي من إحدى الجزر ، قامت قرية صغيرة بائسة .. تتكون من سبعة بيوت فقط.
كانت أرضها قاحلة ، لا تنتج إلا محاصيل ضئيلة وثماراً هزيلة .. وكان بحرها ثائراً ، وأمواجه عالية في أغلب الأوقات ، فكان من الصعب على أهلها صيد الأسماك .. لذلك عاشوا في فقر وتعاسة. وبالرغم من مرور الأيام والسنين ، لم تتزايد بيوت القرية ، ولم يتكاثر أهلها ، ولم تتحسن أحوالهم.
في صباح يوم صحو ، شمسه مشرقة ورياحه هادئة .. وصل عم (عابد) إلى الميناء ، كان شيخاً طويل القامة أبيض الشعر ، يرتدي ثوباً بسيطاً ، ويحمل خِرْجاً على كتفه. بنى لنفسه كوخاً في طرف القرية ، وعاش بين أهلها وكأنه واحد منهم .. ولأنه كان سَمِحاً وكريماً ، ويساعد الناس ويقدّم خدماته لكل من يحتاج إليها ، أحبه أهل الجزيرة ، ورحبوا بإقامته بينهم.
كان عم (عابد) يخرج كل صباح ، فيتجول بين تلال الجزيرة ووديانها ..
يفحص أرضها ، ويجمع عينات منها ، ثم يعود إلى كوخه فيصنع أدوات وأواني على آلات أعدها بنفسه.
أعجب غلام في الرابعة عشر من عمره بعم (عابد) فصار يتبعه في جولاته ، ويعاونه في أعماله ، فأحبه عم (عابد) لذكائه ، وإخلاصه وحرصه على ما فيه منفعة للناس .. فاتخذه مساعداً له ، وعلّمه كثيراً من الحِرف والصناعات.
علّم عم (عابد) أهل القرية صناعة الفخار من الصلصال الموجود بكثرة في أرض جزيرتهم ، فأتقنوها .. وكانوا ينقلون إنتاجهم بالقوارب ، ليبيعوه في الجزر والبلدان الأخرى .. فانتعشت أحوالهم ، وزالت التعاسة من نفوسهم .. حتى إنّ سبعة من فتيان الجزيرة تقدموا للزواج من سبع من فتياتها .. وساعدهم عم (عابد) في بناء سبعة بيوت جديدة.. فتضاعفت بيوت القرية.
ذات صباح ، ذهب الغلام إلى كوخ عم (عابد) فلم يجده فيه ، ووجد رسالة منه على باب الكوخ يقول فيها : {لا داعي لوجودي بينكم بعد أن أصبحتم سعداء..سأرحل إلى أناس آخرين ، لأنشر بينهم السعادة والابتسام.. فلا تنسوني..}.
حزن الغلام لفراق عم (عابد) ، وفكّر كيف يبقي ذكراه حية في نفوس أهل القرية..فصنع سبعة خواتم من الفضة ، حفر على كل منها صورة لوجه الشيخ المبتسم ، وقدمها للأزواج السبعة الذين ساعدهم عم (عابد) في بناء بيوتهم ، ليهدوها لزوجاتهم.
وما زالت القرية تعيش في سعادة ورخاء ، وما زال أهلها يتفننون في صناعة الفخار ، ويبتكرون أشكالاً جديدة منه. وكلما تقدم شاب للزواج ، أهدى عروسه خاتماً من الفضة محفوراً عليه صورة وجه عم (عابد).. الشيخ الذي كان سبباً في سعادتهم.

cool_hilary
17-11-2007, 18:50
ثاااااااااااانكس