PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : خواطر عشاق 2



الحبوب
15-02-2004, 09:29
تناول كأس الحب بيده , فارتشف منها الرشفة الأولى فوجدها حلوة

المذاق , فألصق الكأس بفمه , واستمر يشرب لا يرفعها , ولا يشعر

بالمرارة المتجددة في جرعاتها حتى أتى على الجرعة الأخيرة , فإذا

هي السم الناقع الذي قتله وذهب بحياته ...

قرأتها , فرأيت قلب العاشق مرسوماً فيها رسماً صحيحاً في حالي

سعادته وشقائه, وهاأنذا انشرها في الناس لتكون عبرة يعتبر بها

المخاطرون بقلوبهم في هذا السبيل , سبيل الحب القاتل ,,,

رأيتها فأحببتها , وما كنت أعرف الحب من قبلها.

كان قلبي في ظلام حالك لا يرى حتى نفسه , فلما أشرق فيه الحب

أشرقت فيه شمس ساطعة منيرة , لها من الشمس نورها وجمالها ,

وليس لها منها حرارتها ولذعتها.

كنت أشعر قبل اليوم كأن قلبي في صحراء هذه الحياة وحيد موحش لا

يعرف القلوب, أو يعرفها ثم ينكرها , فلما أحببت رأيت بجانبه قلباً يؤنسه

ويزيل وحشته , فوجدت بين جوانحي من اللذة والغبطة ما لو قسم على

القلوب جميعاً ما خالطها حزن ولا مسها ألم.

كنت أسمع باسم السعادة ولا أفهم معناها غير أني كنت أسمعهم إذا

ذكروها ذكروا بجانبها القصر والحديقة , الفضة والذهب , والسلطة

والجاه , والشهرة والصيت, فلما أحببت اعتقدت ألا سعادة في الدنيا غير

سعادة الحب , وأيقنت أن الناس جميعاً إنما يطلبون سعادة الأجسام لا

سعادة النفوس , فمثلهم كمثل الدفين المكفن بالحرير والديباج , وباطنه

مسرح الدود ومرتع الهوام والحشرات.

أحببتها قبل أن اعرف عنها شأناً من الشؤون سوى أنها تحبني , فكأنني

ما منحتها قلبي إلا لأنها منحتني قلبها , وهو ثمن قليل في جانب هذه

المنحة الغالية التي ما كنت احدث نفسي بها , ولا كانت تستطيع أن

تمثلها في عيني خواطر الأماني , ولا سوانح الأحلام.

عشت دهراً بين أقوام لا يعنيهم أمري ولا يهمهم شأني , وذقت من آلام

الحياة وشقاء العيش ما لا أستطيع أن يحتمله بشر , فسمعت من

يسألني:كيف حالك؟ ومن يقول لي: ما أشد جزعي لمصابك؟ ومن

يتباكى رحمة بي وإشفاقاً علي , ولكني لم أر بجانبي يوماً من الأيام

عيناً تدمع , ولا قلباً يخفق !!!

أما اليوم فقد وجدت بجانبي القلب الذي يخفق لأجلي , والعين التي

تبكي في سبيلي , والنفس التي تحبني لا لشيء سواي , فقليل لها

مني أن أمنحها حياتي فكيف أبخل عليها بقلبي !!!

جلست إليها للمرة الأولى فحدثتني نفسي أن أمد يدي إلى يدها

فأضعها على صدري لأطفئ بها غلتي , فما لمستها حتى نظرت إلى

نظرة العاتب , وقالت : كن رجلاً في حبك , وأترك الطفولة لغيرك.

إن كنت تحبني لنفسي فها أنت قد ملكتها علي وأحرزتها من دوني ..

وأن كنت تحبني لهذه الصورة الجسمانية فما أضعف همتك.. وما اصغر

نفسك !!!

أتذرف دمعك , وتسهر ليلك , وتذيب حبة قلبك , من أجل عظمة تلمسها

أو جلدة تلثمها ؟؟

أنت شريف في نفسك , فكن شريفاً في حبك , واعلم أنني ما أحببت

غير نفسك فلا تحب غير نفسي.

وما وصلت من حديثها إلى هذا الحد حتى رأيتني قد صغرت في عين

نفسي وتمنيت أن لو عجل إلى أجلي قبل أن يمر هذا الخاطر الفاسد

في ذهني . ثم استوهبتها ذنبي فوهبته لي , وما عدت من بعدها إلى

مثلها....

همسة حزن
15-02-2004, 09:41
الحبوب


انا من الذين يعشقون الخواطر لذلك اقول خواطرك في غاية الجمال من حيث العبارات وايضا الخيال

اسمحلي اخي بان اكتفي بهذه الكلمات لاني اخاف ان لا اعطي الكلمات حقها والخواطر اتمنى المزيد والمزيد


اختك
همسة حزن

gardenia
15-02-2004, 09:51
الســلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحبوب...

مُذهلة هي خواطرك التي كتبت،، بالفعل تعجز كلماتي عن التعبير عن مدى روعة السطور الذهبية التي أمامي!!


ننتظر منك المزيد أيها المُبدع،،بالتوفيـــــق ::جيد:: ::جيد::




مع تقديري،،،،،
كاردينيـــا

الحبوب
15-02-2004, 10:51
همسة حزن شـــــاكر مرورك

كاردينيـــا
شاكر مرورك


إنتظروني في جديدي