PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : ][ هاهو شهر رمضان قد أزف رحيله .. ][ !! ]



دويّ
07-10-2007, 12:14
بسم الله الرحمن الرحيــــم

وداعًا لرمضان ..

حبيبٌ رحل عن قلوبٍ مشتاقة ..
وأنفسٍ للطاعة توّاقة ..
تقبل الله منّا صيامهُ وَ قيامَهُ ..
و جعلنَا من عُتقاءِ نيرانه ..

ثمّ أمّا بعد :




[ أولا : الصيام ]

إن الصيام من العبادات العظيمة التي فرضها الله على عباده , قال الحسن البصري رحمه الله : " إن الله عزّ وجل جعل رمضان مضمارًا لخلقه يتسابقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبَقَ قومٌ ففازوا ,وتخلّفَ آخرونَ فخابوا , فالعجبُ من الضاحك اللاهي في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر المبطلون " .


][ تعريف الصوم ][

الصوم في اللغة : الإمساك والركود
أما في الشرع : هو الإمساك بنية الأكل والشرب والشهوة من تبين طلوع الفجر إلى غروب الشمس

َقال تعالى : " وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْل "

][ أنواع الصوم ][

ينقسم الصوم إلى قسمين , إما الصوم الواجب أو المستحب ..


الصوم الواجب : هو إما يكون واجبًا على العبد , كصوم رمضان , أو ما يكون العبد سببًا في إيجابه على نفسه , مثل :
1- صوم النذر 2- صوم الكفارات 3- صوم البدل في الحج .


الصوم المستحب : هو الصوم الذي استحب الشارع فعله , مثل :
1- صوم الإثنين والخميس 2- صوم الأيام البيض 3- صوم عاشوراء 4- صوم عرفة 5- صوم يوم وإفطار يوم .

][ حكم الصيام وفضله ][

الصوم في رمضان ركنٌ من أركان الإسلام , فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بني الإسلام على خمس وذكر منها صوم رمضان " .

أما ما ورد عن فضله
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزئ به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك "

][ الصيام ومضاعفة الأجر ][

استثنى الله الصوم من الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد بل يضاعفه الله عز وجل أضعافا كثيرة بغير حصر عدد فإن الصيام من الصبر وقد قال تعالى : " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب " ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال : " الصوم نصف الصبر "

والصبر ثلاثة أنواع : صبر على طاعة الله , وصبر عن محارم الله , وصبر على أقدار الله المؤلمة , وتجتمع الثلاثة كلها في الصوم , فإن فيه صبرا على طاعة الله , وصبرا عما حرم الله على الصائم من الشهوات , وصبرا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن , وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه .

مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب منها : شرف المكان المعمول فيه ذلك العمل كالحرم ولذلك تضاعف الصلاة في مسجدي مكة والمدينة كما قال صلى اله عليه وسلم : " صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام " ومنها : شرف الزمان كشهر رمضان وعشر ذي الحجة كما قال صلى الله عليه وسلم : " من تطوع فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه "
فلما كان الصيام في نفسه مضاعفا أجره بالنسبة إلى سائر الأعمال كان شهر رمضان مضاعفا على سائر الصيام لشرف الزمان وكونه هو الصوم الذي أفرضه الله على عباده وجعل صيامه أحد أركان الإسلام التي بني الإسلام عليها .

][ الحكمة من مشروعية الصيام ][

للصيام تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة , والقوى الباطنة وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها , واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها , ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات , فهو من أكبر العون على التقوى , قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون " .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الصوم جنة " .

وأمر من اشتدت عليه شهوة النكاح ، ولا قدرة له , أن عليه بالصيام ، وجعله وجاء هذه الشهوة .

والمقصود : إن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة , شرعة الله لعباده , رحمة بهم , وإحساناً إليهم , وحمية لهم ، وجُنة .

وكان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أكمل الهدي ، وأعظم تحصيل للمقصود وأسهله على النفوس .

ولما كان فطم النفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشق الأمور وأصعبها ، تأخر فرضه إلى وسط الإسلام بعد الهجرة لما توطنت النفوس على التوحيد والصلاة ، وألِفَت أوامر القرآن فنقلت إليه بالتدريج .

و أمّا عن الصوم من منظور طبي
فإن كل إنسان يحتاج إلى أن يصوم , فإن الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم , فتجعله كالمريض , بحيث تثقله , وتقلل نشاطه ,فإذا صام خفّ وزنه , وتحللت هذه السموم من جسمه بعد أن كانت مجتمعة , فتذهب عنه حتى يصفو تماما , [ ماك فادان , مؤلف كتاب الصيام ] .


][ على من يجب الصيام ][

يجب الصوم على كل مسلم بالغ عاقل صحيح مقيم خالٍ من الموانع

فخرج بقولنا مسلم : الكافر

وخرج بقولنا بالغ عاقل : الصغير الذي لم يبلغ ، والمجنون

لقوله عليه الصلاة والسلام : " رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يكبر ، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق "

وخرج بقولنا صحيح : المريض

وخرج بقولنا مقيم : المسافر وخرج بقولنا خالياً من الموانع : الحائض والنفساء فإنهما لا يجب عليهما الصوم وتقضيان .

دويّ
07-10-2007, 12:19
[ ثانيًا : القرآن الكريم ]

أفضل الذكر تلاوة القرآن العظيم بتدبرٍ وفهم , ورمضان شهر القرآن , وينتفع القلب بالقرآن في رمضان أكثر من غيره ؛ لأنه غذاء الروح كما أنّ الطعام غذاء الأبدان , وإذا ضعف سلطان البدن قوي سلطان الروح , وقد كان بعض السلف يختم في ثلاث , وبعضهم في ليلة , وبعضهم يختم في جمعة , وجعل الله تعالى لأهل القرآن في الدنيا صدور المجالس , وفي المساجد صدورالمحاريب , وفي حياة البرزخ أول القبر , وجعل لههم يوم القيامة أنهم أهله وخاصته ؛ وهذا لشرفهم .

][ نزول القرآن ][

القرآن الكريم نعمة السماء إلى الأرض ، وحلقة الوصل بين العباد وخالقهم ، نزل به الروح الأمين ، على قلب رسوله الكريم بالحق ليكون للعالمين نذيراً ، وهادياً ونصير اً، قال تعالى :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً " .

وكيفية نزول القرآن على خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم من الأمور التي تستوقف المؤمن وتلح عليه بالسؤال ، كيف نزل القرآن الكريم ، وما هي المراحل التي استغرقها نزوله ، وهل نزل جملة واحدة ، على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم نزل على فترات متباعدة , في هذا المقال نحاول أن نتلمس الإجابة عما أثرناه من أسئلة ، فنقول : الذي عليه أهل العلم أن القرآن الكريم نزل من عند الله سبحانه وتعالى على قلب رسوله على فترات متقطعة ، ولم ينزل عليه جملة واحدة .

وقد كان كفار قريش يتشوفون إلى نزوله جملة واحدة ، كما أخبر عنهم الله تعالى ، فقال:" وقال الذين كفروا لولا نزِّل عليه القرآن جملة واحدة " , إلا أن الله سبحانه - وهو أعلم بما هو أوفق لرسالته وأصلح لعباده - أراد أن ينـزل القرآن مفرقاً ؛ وذلك لحِكَم متعددة ، منها ما ذكره سبحانه في الآية نفسها، فقال: " كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً " , فتثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم كان حكمة بالغة من الحِكَم الذي نزل لأجلها القرآن مفرقاً .

ومن الآيات التي تبين أن القرآن نزل على نبينا صلى الله عليه وسلم مفرقاً - إضافة للآية السابقة قوله تعالى : " وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً " , وفي هذه الآية حكمة أخرى من نزول القرآن مفرقاً ، وهي نزوله على تمهل ؛ ليكون ذلك أدعى إلى فهم من يسمعه ويستمع إليه
أما عن القدر الذي كان ينزل من القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فالصحيح الذي دلت عليه الأحاديث أنه كان ينزل على حسب الحاجة أو الواقعة ، فقد كان ينـزل عليه خمس آيات أو عشر أو أكثر من ذلك أو أقل ، وربما نزل عليه آية واحدة أو بعض آية , وقد صح في الحديث المتفق عليه نزول آيات قصة الإفك جملة واحدة ، وهي عشر آيات من قوله تعالى : " إن الذين جاؤوا بالإفك " إلى قوله تعالى : " ولولا فضل الله عليكم ورحمة وأن الله رؤوف رحيم " .
وصح في الحديث نزول بعض آية عليه صلى الله عليه وسلم ، كما ثبت في الصحيح من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال : " لما نزل قوله تعالى : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين " دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيداً فكبتها ، فجاء ابن أم كلثوم فشكا ضرارته ، فأنزل الله : " غير أولي الضرر " [ رواه البخاري ]

أما عن كيفيات نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم فقد ذكر العلماء لذلك عدة كيفيات، نذكر منها ما يلي

أن يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس وهو أشد ما يكون عليه ، كما ثبت عند البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله كيف يأتيك الوحي، فقال : " أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس ، وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال " قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد ، فيفصم عنه ، وإن جبينه ليتفصد عرقاً , و" الصلصلة " كل صوت له طنين ، وقوله " فيفصم " أي يُقلع وينجلي .

وقد يأتيه الوحي بصورة رجل يلقي إليه كلام الله ، كما في الحديث السابق عند البخاري ، وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن كيفية الوحي، فقال : " وأحيانا يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول " فإن المَلَك قد تمثل رجلاً في صور كثيرة ، ولم ينفلت منه ما أتاه به ، كما في قصة مجيئه في صورة دُحية الكلبي وفي صورة أعرابي ، وغير ذلك من الصور ، وكلها ثابتة في الصحيح

وقد يأتيه الوحي بطريق كلام الله في اليقظة ، كما في حديث الإسراء الطويل ، الذي رواه البخاري في صحيحه وفيه : " فلما جاوزتُ نادى منادٍ : أمضيتُ فريضتي وخففتُ عن عبادي "
والأمر المهم في هذا السياق ، الذي يجب اعتقاده والإيمان به ، أن جبريل عليه السلام نزل بألفاظ القرآن المعجزة من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس ، وأن تلك الألفاظ هي كلام الله سبحانه ، لا مدخل لجبريل ولا لنبينا في إنشائها ولا في ترتيبها ، بل هي كما أخبرنا الله عنها بقوله : " كتاب أُحكمت آياته ثم فُصِّلت من لدن حكيم خبير "

فالألفاظ القرآنية المقروءة والمكتوبة هي من عند الله سبحانه ، ليس لجبريل فيها سوى نقلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس للرسول فيها سوى وعيها وحفظها وتبليغها ثم بيانها والعمل بها ، قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ}(الشعراء:192-194) فالمتكلم هو الله، والناقل هو جبريل ، والمتلقي هو رسول رب العالمين ، ومن اعتقد غير ذلك، فقد ضل سواء السبيل .

دويّ
07-10-2007, 12:23
[ ثالثًا : الإعتكاف ]

عن عائشة رضي الله عنها قالت : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل " .

][ المقصود بالإعتكاف ][

انقطـــاع الإنسان عن الناس , ليتفرغ لطــاعة الله في مسجدٍ من المساجد طلبًا لفضله وثوابــه , وإدراك ليلة القـــدر , ولذلك ينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والقراءةِ والصلاةِ والعبادة , وأن يتجنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا , وهو يكون في مسجد , سواءً كان في مسجد تقام فيه الجمعة , أو في مسجد لا تقام فيه , ولكن الأفضل أن يكون في مسجد تقام فيه , حتى لا يضطر إلى الخروج لصلاة الجمعة , قال الإمام أحمد " لا أعلم عن أحدٍ من العلماء خلافًا أن الإعتكاف مسنون " .

][ العزيــــمة الصّــــــادقة ][

قد يتصوّر من لـــم يجرّب الإعتكـــاف صعوبته ومشقته , لكنه يسير على من يسره الله عليه ’ فمن تسلّح بالنية الصالحة و العزيمة الصادقة ’ أعـــانـــه الله .

][ إحياءُ سنة ][

إنّ إحياء هذه السنة التي تركت في هذا الزمان أولى من العمرة فإن النبي لم يعتمر في هذا الشهر بينما كان يعتكف إلى أن لقـــى ربــــه .

][ متـــى يدخـــل ويخـــرج المعتكف ؟ ][

دخول المعتكف للعـــشر الأواخر يكون دخوله عند غروب الشمس من ليلة إحدى وعشرين , لأن ذلك هو وقت دخول العشر الواخر ويخرج المعتكف إذا انتهى رمضان , ورمضان ينتهي بغروب الشمس ليلة العيد , فإذا غربت الشمس ليلة العيد انتهى وقت الإعتكاف .

][ ما ينبغي للمعتكف ][

أن يشتغل بطاعة الله عزّ وجلّ ، من قراءة القرآن والذكر والصلاة وغير ذلك , وأن لا يضيع وقتـــــه فـــيما لا فائدة فيه , كما يفعل بعض المعتكفين تجده يبقى في المسجد يأتيه الناس في كلّ وقت يتحدثـــــون إليه ويقطع إعتكافه بلا فائدة , امّا التحدث أحيانًا مع بعض النّاس أو الأهل فلا بأس .

][ خبـــاء المعتكف ][

يسحب للمعتكف أن يجعل له مكانًا في المسجد ينقطع فيه عن النّاس , ويتفرّغ لعبادة الله عزّ وجلّ , وأن يجعل له خباءً أو مكانا مستورًا يدخل فيه .

][ وصية للمعتكف ][

السنّة ألا يزور المعتكف مريضا أثناء اعتكافه , ولا يجيب الدّعوة ولا يقضي حوائــج أهله , ولا يشهد جنازة , ولا يذهب إلى عمله خارج المسجد لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنهــا قالت : " السنة على المعتكف ألا يعود مريضًا , ولا يشهد جنازة , و يمس امراءة ولا يباشرها , ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه " .

][ بر الوالدين والإعتكاف ][

الإعتكاف سنة , وبر الوالدين واجب , فإذا كان أبوك يأمرك بترك الإعتكاف يذكر أشياء تقتضي ألا تعتكف ؛ لأنه محتاج إليك فيها , فلا تعتكف , لكن لو لم يذكر مببرات لذلك , فإنه لا يلزمك طاعته لأنه لا يلزمك أن تطيعه في أمر ليس فيه منفعة له وفيه تفويت منفعة لك .

][ همسة لمعتكف ][

كون الإنسان يدع إلتزاماته ليعتكف قصور منه في العلم , وقصور في الحكمة أيضا , لأن قيام الإنسان بحاجة أهله أفضل من كونه يعتكف أما الإنسان المتفرغ فالإعتكاف في حقه مشروع .

][ من أسرار الإعتكاف ][

المعتكف ذكرُ الله أنيسه , والقرآن جليسه , والصلاة راحته , ومناجاة الحبيب متعته , والتضرع والدعاء لذته , إذا أوى الناس إلى بيوتهم وأهليهم , لازم هذا المعتكف بيت ربه , وحبس من أجله نفسه , ويقف عند أعتابه يرجو رحمته ويخشى عذابه , لا يطلق لسانه في لغو ولا يفتح عينيه لفحش , ولا تتصنت أذنه لبذاء , سلم من الخيبة والنميمة , والقدح في الأعراض , استغنى عن الناس , والنقطع عن الأطماع , علم واستيقن أن رضا الناس غاية لا تدرك .

[ الخاتمة .. ]

قال صلى الله عليه وسلم : " أتاكم شرُ رمضان شهرٌ مبارك , كتب الله عليكم صيامه , تفتح فيه أبواب الجنة , وتغلق فيه أبواب الجحيم , وتغلّ فيه مردة الشياطين , وفيه ليلة خيرٌ من ألف شهر , من حُرِم خيرها فقد حُرم " , ها هو شهرُ رمضان قد أزف رحيله , فهل قدمنا لأنفسنا شيئ ينفعنا إذ لا ينفع مال ولا بنون , أسأل الله أن يغفر لنا ما سلف وكان من الذنوب والعصيان , وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ليوونه الاموره
08-10-2007, 00:50
موضوعك قمه الروعه

ليوونه الاموره

بزرنجي
10-10-2007, 00:52
تسلم اخ دوي على موضوعك الرائع ::جيد::

بالتوفيق ::سعادة::

رحيق الايمان
10-10-2007, 11:25
جزيت خيرا أخي الكريم دوي

Hunter88
10-10-2007, 13:17
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي على الموضوع
ننتظر جديدك
وتقبل مروري

دموع الثلج
10-10-2007, 15:55
جزيت خيرا اخي الفاضل