PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : نداء بلا صوت: مطاردة الصيادين..



Amjad_F
04-10-2007, 13:04
السلام عليكم والرحمة..
أخيرا عودة بعد طول غياب..
في الحقيقة لقد ترددت طويلا بشأن الجزء الثاني من نداء بلا صوت ولكن أجلت جميع الأعمال الأخرى وتفرغت لها من أجل وعد قطعته على أشخاص عزيزين علي..
هذا الجزء هو اهداء خاص لكل من دعم وشجع الجزء الأول من النداء.. أنتم حقا أشخاص رائعون..
اهداء خاص لـ: عزيزتي كوربيكا-كاروتا: شكرا لك على دعمك اللامحدود.. أنت فعلا بلسم للقلب الجريح.. صداقتك واخوتك تعني لي الكثير لذا أهدي لك هذا الجزء..
عزيزتي فلسطينية الهوية: تشجيعك الهائل وصل للقلب.. شكرا جزيلا.. وكما قلت سابقا.. الحرب لم تنتهي والمعركة ما زالت مستمرة..
على أية حال مازلت في منتصف الطريق مع انجاز أربعة فصول فقط.. لذا سنبقى على اتصال..
ارجوا ان يستمتع الجميع بالجزء الجديد..
انتظر التعليق والنقد على أحر من جمر..
بلا أي تأخير أقدم:


بسم الله الرحمن الرحيم
نداء بلا صوت
الجزء الثاني: مطاردة الصيادين

Soundless Call
Part two: Chase of Hunters

الفصل الأول
القدر..
المصير..
المستقبل..
كلهم يرتبطون بالماضي الذي وقع..
إذا كان الماضي منحوتا على الصخر..
عندها لا أمل للغد في التغير..
والألم المبرح عميقا..
هل سيختفي؟!.. يوما ما؟!..
الأفكار السوداء انعكست بقتامه في العينين الداكنتين تحدقان في لا شيء، الشرود الظاهر على الملامح الدقيقة المنحوتة لم يتغير حتى علا الصدى معلنا انتهاء سيادتها، الخطوات الثقيلة العالية لم تحرك فيها شعره إلى أن اقتربت كفاية فتمتمت بجفاء دون أن تستدير: لقد تأخرتم!..
لوهلة لم يرد سوى المطر الغزير المنهمر ليبللها على حافة الشرفة الجالسة عليها، عادت تلك النظرات الشاردة الحزينة تحدق بالقطرات المنسابة من أطراف أصابعها تطيع قوانين الطبيعة، داخلها علا التساؤل مجددا.. هل من الممكن؟!..
هل من الممكن أن يغسل المطر كل ما هي عليه بعيدا؟!..
والبداية الجديدة..
هل ستكون إعادة للماضي الذي تبغضه بشدة؟!..
بكل الاحتمالات.. هل؟!..
ـ إنهم قادمون.. قطع الصوت الرخيم الصارم أفكارها فأسدلت جفنيها ترنوا بحواسها، هناك من وسط الضباب.. إنهم يقتربون... لا فائدة من الانتظار أعلى الأطلال، إنهم هنا..
ـ لقد جمعنا العينات اللازمة.. أكمل الشاب الممشوق الواقف خلفها دون أن ينتظر أجابتها، عبوسه لم يتماشى مع ملامحه الوسيمة رغم أنه أصبحت عادة خلال السنوات الأخيرة من عمره، ضيقه الواضح لم يؤثر البتة على الشابة الجالسة أمامه مستمرة على شرودها ليتبادل النظرات مع الصبي ذو العشرة أعوام بجانبه فنادى الأخير مترددا: غلوري!..
ـ التقرير الأولي؟!.. ردت بخشونة قاطعة لم يجد منها الشاب الصغير سوى الإجابة صاغرا بخفوت: لقد عضضت واحد منهم.. لا شيء يذكر.. التطور الأخير عديم الجدوى إذا اعتبرنا أن النتيجة الملموسة الوحيدة هي تغير الخلايا المحورة لتفاعلاتها الكيميائية من أجل مصدر طاقتها...
ـ تفاعلات كيميائية!؟.. تمتمت المعنية تقلب أفكار معينة ثم نفضت عنها كل هواجسها تتخذ قرارها، وقفت مكانها على حافة سور الشرفة الحجري قائلة: إذا لم يكن هناك تغير ملحوظ لا يجدر أن يستغرقوا الكثير من الوقت.. لعلهم لا يشكلون تهديدا بالنسبة لنا لكنهم تهديد لبقية العالم.. الموتى لا يجدر بهم الوقوف على التراب.. سأتأكد من حدوث ذلك..
نطقت عبارتها الأخيرة بكل الحقد المعتمل داخلها فازداد عبوس ثالثهما شدة مسرعا في نفس اللحظة ليمسك معصمها يحاول كبحها هاتفا: تمهلي غلوري.. لا تكونــ...
انحشرت بقية كلماته في حنجرته يرى ما تسمح له من جانب وجهها المطرق، الملامح الجليدية والنظرة المتعطشة للقتل عميقا في عينيها الداكنتين أخرسته، حاليا هناك رغبة واحدة تحركها..
غاية واحدة فقط.. الموت... تمتمت ببرود واثق لاسع: لن أتأخر..
قبض على الهواء في الثانية التالية وهي تتخلص من أصابعه كالسحر وتهوي من على الحافة بلا تردد، صر على أسنانه غيضا مدركا غايتها من قفزتها الانتحارية فرضخ للواقع ووثب على الحافة أيضا، تحت المطر رأى مصيره الملتحف بالظلمات يقترب سريعا فلم يتراجع يواجه الجو المنقبض بشجاعة، هتف الصبي جزعا مما سيقدم عليه: مايكل!..
غمغم المعني من مكانه بخفوت واثق: لا تقلق أليك.. سننتهي سريعا وسأحميها بكل ما أملك..
على صدى كلمته الأخيرة اختفى عن نظر الفتى المضطرب، دفع جسده للأمام وترك الجاذبية تتحكم به و صقيع الهواء المتجمد يصفع وجهه لكنه لم يبالي بأي من ذلك، من الثانية الأولى التي قذف بنفسه من فوق الشرفة العالية أطلق صراح نصفه الآخر.. الوحش الحبيس.. المذؤوب.. الثانية التي هبط فيها على قوائمه المخلبية رفع رأسه وعوى عاليا من بين أنيابه محذرا، إن تجرأتم على الاقتراب ستنتهون.. لم يجدي تحذيره نفعا لأن المخلوقات البشعة المتوحشة كفت عن التفكير وشرعت تسعى متعطشة للدماء لسبب واحد لعين، جميعهم ميتون..
رافق العواء المهدد من الذئب المنتصب على قائمتيه الخلفيتين لأمتار عدة الصرخة العالية الحادة من الأعالي للمخلوق المتوحش ليزلزلا الأرض، مخالبه وأنيابه اللامعة وسحنته الشبة بشرية ماعدا عن جناحيه العريضين الدمويين يحجبا جزءا واسعا من السحاب الثقيل بالأمطار، أسطورة على اليابسة وأسطورة في السماء لم يردعا أي من الكائنات المشوهة فاندلعت المعركة وغطت الدماء الأرض في ثواني..
الكائنات الراكضة على أربع أو اثنان استقبلها مايكل أولا يغرز مخالبه لتمزقهم إربا قبل أن يشرع بالقضاء على البقية، من وسط القطيع الغفير المندفع قفز بعضهم بانتحارية أمتارا عدة محاولين النيل من ملكة الأعالي لكنها برهنت على وحشيتها المطلقة من البداية، مدت راحتها ببساطة لتقبض على عنق أحدهم وضغطت أصابعها المخلبية لتتهشم الفقرات لألف قطعة ثم أرخت مفاصلها، سقط ضحيتها الأولى ليرتطم بأرض تحتها دون أن ترفع حدقتيها الصفراويين عنه وزمجرت كل الكائنات بعدائية لحظة ارتطامه، صرخاتهم العالية ذكرتها بالضحايا هنا.. هم أصيبوا بالفيروس ليقتلهم ويدمر حياتهم، هي ومايكل المخلوقان ذو اليد العليا في هذا القتال.. هما الضحيتان الحقيقيتان وسط كل المعمعة بقلوب دامية مع كل جثة محورة يقضيان عليها، روحهما تحترق بنيران الذنب لكن لا يمكن لهما بالتراجع.. الفكرة الأخيرة طعنتها في مقتل فصرخت ناطقة بعذابها من ثم انقضت أرضا لتصطاد أحدهم وتغرز مخالبها في صدره لتمزقه، همد الميت فألقته جانبا ثم عادت تبحث عن مخلوق آخر.. دقيقة وراء الدقيقة تجمعت لتركض عقارب الساعة بلا هوادة قبل أن يعم السكون التام، وقف الذئب البشري فوق مئات الجثث يخور بعمق يحدق بما اقترفت يداه، فوقه حلقت المخلوقة الخرافية ببطء والمطر يغسل كل الدماء عليهما ثم عادت لطبيعتها الإنسانية محتفظة بجناحيها الناصعين كملاك أرضي.. هبطت على قدميها الحافيتين تكسيها الأسمال الممزقة كطفلة تائهة وسط الجثث المتحللة بسرعة خرافية لتتشربها الأرض ثم تقدمت بروية، وازت رفيقها العائد لبشريته ورأت دموع الغضب الحبيسة في عينيه رغم رأسه المطرق، أمسكت بيده بين راحتيها تدعوا أن يصل دفئهما إلى قلبه هامسة برقة: مايكل...
ضغط على يديها يقربها منه وأخفض رأسه ليتلاقى جبهتها المرتفعة بخاصته المتجمدة لكنها شعرت بأنفاسه الحارة تلفح وجهها وهو يتمتم بنبرة ثقيلة: غلوري.. ليست بحاجة لتناضلي وحيدة بعد الآن.. سأكون دائما بجانبك انتظر ندائك وحدك.. للأبد...
اتسعت حدقتيها تدرك أنها نسيت الحقيقة، إنه قادر على سماعها من وسط الضباب.. سماع صرخاتها المعذبة وروحها الممزقة إربا.. سال دمعها غير قادرة على التحكم بمشاعرها وتعالت شهقاتها مدركة أمرا مهما تحت المطر.. إنهما متصلان بالقدر الذي جمعهما مرة في الماضي..
إنهما مرتبطان بسموهما فوق كل المخلوقات التي اعترضت طريقهما يوما..
إن مصيرهما المظلم واحد ومشترك..
للعذاب أو النعيم!؟.. لا يعلمان..
لكنهما سيتقدمان يدا بيد.. متحدين.. للأبد..

حتى اللقاء المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

lightining
04-10-2007, 18:57
روووووووووووووووووووووووووووعة شأقول ؟؟؟

ممممممممم ايه القصة تحفة و خيال لووووووووووولز :d

هيكل الظلام
05-10-2007, 02:26
حلوة كملها لاتنسى
لكن ممكن ترجع وتنزل الجزء الأول عشان نقراه
مشكووووووووووووور
أخي الغالي
مع تحياتي
هيكووووووووووووووووول

Amjad_F
05-10-2007, 22:23
عزيزتي Lightining:
تبارك الرب.. رد فوري..
شكرا حبيبتي على ردك السريع ..
لقد اسعدتني حقا..
إذا كان الجزء الثاني ينال اعجابك فأنا أكيدة أن الجزء الأول سينال اهتمامك إيضا..
ستجدينها في مكتبة قصص مكسات تحت عنوان: نداء بلا صوت..
أنتظر تعليقك وشكرا على المتابعة..
أرجوا أن نبقى على اتصال..

الأخ هيكل الظلام:
شكرا على المرور والتشجيع.. هما يعنيان الكثير لي..
أمر آخر.. أنا أختك.. انثى يعني..
لا لشيء لكن لنبقى على بينة..
أشكرك مجددا وبالنسبة للجزء الأول ستجده في مكتبة قصص مكسات عند الأخت فنون 88..
اقرأها وأخبرني برأيك..
حاليا ماتزال القصة في طور الكتابة..
لكنني دائما سأعود..
هذا وعد..
حتى اللقاء المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

Amjad_F
07-10-2007, 05:48
عدنا.. إذا صح القول..
أعلم اني ابكرت بالتكملة لكني لا أكاد أطيق صبرا..
هذا الفصل الثاني..
شكرا للاعزاء: Lightiningو هيكل الظلام..
دعمكما يهني لي الكثير..
دون أي مماطلة..

الفصل الثاني

" التجارب المخبرية أعلنت أنها مائة بالمائة ناجحة."
أضاءت الكلمات المطبوعة على شاشة الحاسب البيضاء لتقطب عينا القارئ بانزعاج واضح ثم طبعت بسرعة: " والنماذج الأولية؟.."
أتلف الانتظار أعصاب الشابة المحدقة بالشاشة المصمتة قبل أن تولد الكلمات المنتظرة فجأة من وسط العدم: " التقارير لم تذكر أي شيء لكني سمعت أن العمل جار على قدم وساق لإنتاجهم، العلماء يتداولون إشاعة أن هناك حامل للفيروس يعمل كحاضن بشري إلا أني لم أره في أي من المعامل ولا معلومات موثقة عنه." ـ ضاقت حدقتها واضطربت أنفاسها لظهور البقية الصماءـ
"إنهم يتحدثون عن جيل جديد.. هم لم يمنحوه رقما مثل التجارب السابقة، لقد منح اسم له يدعى.."
ـ الصيادون/ The hunters)).. ارتفع صوتها مبحوحا ومصدومة وضجيج دقات قلبها الصاخبة في أذنيها يمنعها من التركيز، مشاعرها المضطربة تكاد تخنق أنفاسها ثم انتفضت فزعا لصدى الباب المقتحم بعنف وعبست تنوي زجر المراهق اللاهث لكنه سبقها قائلا: غلوري لدينا مشكلة..
تعالت الهمسات المتوترة والخطوات الواثقة تشق طريقها بينها بلا أدنى اهتمام، استراق الكل النظر للملامح الصخرية المقطبة والرجفة تتسلق أعمدتهم الفقرية عالمين أن القسم الذي ستخطو داخله سيواجه متاعب جمة.. سكتت كل الأصوات خلف الباب العريض وهي تقتحمه بسهولة، قوتها وسطوتها الجبارة ألجمت العشرات حولها خصوصا مع صوتها الناعم الصارم: ما الخطب؟
تبادل العلماء في المعاطف البيضاء النظرات دون أن يجرؤوا على الرد، تقدمت من وسطهم فتاة حسناء تصغرها سنا بمعطفها الأبيض تجيب بهدوء مقلق: التجارب والتحاليل فشلت..
طرفت المعنية لا تستوعب ما تسمعه قبل أن تتمتم بخشونة: ما الذي تعنيه بـ"فشلت" ؟!..
هزت الأخرى كتفيها بقلة حيلة ومدت يدها باللوحة المعدنية ترد: العينات من الحادثة الأخيرة لم تنتج عن شيء، المزارع الخلوية سليمة، لا تفاعل مع المصل المضاد.. تحاليل الحمض النووي سلبية رغم أن العينات الأساسية موجبة النتائج، لقد حقنا بعضها في فئران تجارب لكن بلا جدوى.. أشارت لقفص بجدارين مزدوجين في المنتصف يحتوي على خمسة فئران بيضاء عادية مكملة: كلهم ما زالوا على قيد الحياة.. حدقت عينان داكنتان بالقفص المحصن ثم أخذت تقلب الأوراق مقطبة، مرت الثواني ثقيلة تقرأ السطور باضطراب.. ما الذي يحدث هنا بحق الرب؟!..
ـ ما قول مايكل عن كل هذا؟!.. سألت دون أن ترفع رأسها لكن عبوسها أزداد شدة من الإجابة المفاجئة: إنه ليس هنا. تراجعت الشابة تحت وطأت النظرات الثاقبة المستنكرة فأسرعت تكمل رافعه راحتيها معلنة عدم مسؤوليتها: لقد اختفى منذ ساعات ولا نستطيع الاتصال به، اعتقدنا أنك تعلمين لذا طلبنا مساعدتك غلوري، نحن في مشكلة ولا نعلم ما يجدر بنا فعله...
ظهر الاستياء واضحا على الأخيرة ولم تتخلى عن تقطيبها حتى عندما رفعت عينيها لمحدثتها قائلة بضيق: أحتاج كل ملاحظات مايكل وأوراقه في الحال.. وبالله عليك داليا أخفضي يديك فأنا لا أعض.. ليس اليوم على أية حال..
أسرعت المعنية تنفذ أمرها وتغمغم: أعتقد أن ما تطلبينه موجود في مكتبه..الذي لا ندخله قط.. ألتفتت نحو الغرفة المقصودة ثم قالت بحزم قاطع تخطوا للباب المغلق: أتعنين الذي لا أحد يستطيع دخوله عداه!؟.. أليك سيأتي بعد قليل لذا أرجوا عدم المقاطعة.. صمتت فجأة ووقفت تحدق بمراهق جانبها يزدر ريقه لا يجرؤ على تحريك عضلة إلى أن قطعت السكون تسأل:
ـ أنت جديد.. أنا لم أرك هنا من قبل!.. تلعثم الفتى خوفا فهرولت داليا لجانبه هاتفة:
ـ إنه أحد الناجين من المعركة الأخيرة، من الخمسة الغير مصابين..
ـ كيف يبلي الآخرون؟!.. اتسعت حدقتا الفتى لا يصدق النبرة الحانية التي تناقض هيبة غلوري المهيمنة منذ دخولها.. إنها حقا تهتم لما يحدث لهم.. تهتم بعمق..
ـ إنهم يتحسنون لكن ثلاثة أيام لا تكفي أي أحد للشفاء.. أجابت داليا بصدر منقبض تأثرا، نقلت بصرها من عيني العالمة العشبيتين الغائمتين للمراهق المذعور المتصبب عرقا وتمتمت:
ـ سيتم الاعتناء بكم.. هنا وفي العالم الخارجي عند عودتكم بعد عدة أيام..
حدق بظهر غلوري المبتعد فشد الصبي قبضتيه يدفع برعبه بعيدا صارخا: أريد البقاء..
انتفض لتوقف الخطوات والسكون الرهيب إلى أن اقتربت منه والكلمات تخرج من بين أسنانها قاسية لا ترحم: فقط إذا كنت لديك أمنية للموت تستطيع التحدث هكذا يا فتى.. ما اسمك؟!..
ـ دين.. رد الشاب سريعا يداري ارتجافه من إرادة القمع الصريحة تواجهه فاندفع يعترف بتهور: ـ لقد خسرت كل شيء وليس لدي أحد أعود له لذا استمعي إلي من فضلك. لن أرحل.. أريد البقاء.
ظهر عقم المحاولة من الثانية الأولى فأشاحت القائدة بوجهها ثم هتفت بقسوة متعمدة: داليا أري الفتى الأنحاء ودعيه يعرف كل شيء.. بعدها ليختار طريقة موته بنفسه... أنقطع الاتصال بسبب باب مكتب مايكل المندفع خلفها ليغلق، تنفس الكل الصعداء لاختفائها وإن كانت خلف قطعة خشب، الربتة الخفيفة على كتف دين أجفلته والتفتت ليطالعه ابتسامة داليا المشجعة قائلة:
ـ كنت شجاعا.. قلة هم الذين يواجهون غلوري واستطاعوا البقاء رغم ذلك.. ابتلع الصبي ريقه ليتمتم بصوت أجش: ما الذي تعنينه بقلة؟!..
تباطأت ذراعه بود تجره معها مجبرا قائلة: هذا أصغر مشاكلك حاليا.. لقد فتحت بابا خطرا للغاية لذا استعد للمقايضة بحياتك.. وقف كلاهما أمام شاشات كمبيوترات عريضة لتبدأ العالمة النقر على مفاتيحه لتتغير الصور لكاميرات المراقبة بمشاهد مختلفة ومتباينة شارحه: من المؤكد أنك لاحظت أن هذه الملكية الخاصة يتعدى الغرض منها الاختباء أو تسميتها بالمقر الرئيسي.. لزمنا قرابة الأربعة أعوام للتأسيس، لقد أتحدنا في ظروف مأساوية وقاسم مشترك واحد.. الجميع تحت هذا السقف خسر عائلته أو أحد أحبائه بسبب فيروس قاتل ولعين، الفيروس يقتل أي كائن حي ويحوله لدمية ميتة محولة، عملية التدمير والتحوير تختلف من فصيلة فيروس لأخرى وحسب نوع الكائن المصاب.. الفيروس أنتج وتطور أصلا عن طريق شركة سيوسايتي العالمية ومن أجل محاربة ومقاومة ألاف الفصائل المنتجة تطورنا نحن.. لذا انقسمنا لخمسة أقسام رئيسية، أولا: الإنقاذ والسلامة بعد تأكيد وجود عدوى في العالم الخارجي، أكثر الأقسام ألفة لك.. مهمة أعضائه تتلخص في إنقاذ كل الناجين الأحياء والتأكد من سلامتهم وتوفير المساعدة لهم قبل وبعد العلاج، مساندة الضحايا والتنسيق بين الأقسام هي أوليتهم المطلقة تحت قيادة الدكتورة ماريا غوانزلس. ثانيا: البحث العلمي وتطوير الأمصال المضادة والعلاج هو قسمي، آخر التطورات العلمية والاكتشافات تحت أيدي العلماء في سباق محموم للتغلب على كل فصيلة جديدة، أحدث التجهيزات يتفوق على أي مختبر حول العالم تحت إدارة مايكل، أحد الثلاثة.. ثالثا: الاتصالات والتكنولوجيا هو قسم آخر نشط على مدار الساعة، هم يهتمون بكل شيء بدأ من الاتصال عبر شبكة الإنترنيت والأقمار الصناعية وانتهاء بتطوير الأسلحة والمعدات الثقيلة للمواجهات الميدانية، أليكساندر يقوم بعمل رائع كقائد وعضوا أساسي وهو بالمناسبة لا يشبه شقيقته في شيء رغم أنه مؤخرا تجاوز العاشرة من العمر..
ـ شقيقته؟!.. قاطعها دين لا يقدر على كتم تساؤله فردت ببساطة: إنه شقيق غلوري وأحد الثلاثة. رابعا: التقصي والصيد البدائي، تنحصر مهامه في الجولات الميدانية لتأكيد بلاغات بوجود العدوى والقضاء على الجموع المحدودة منها، تلك مجموعة تميل للعنف والمتاعب وقائدهم الجنرال السابق كامرون لا يدين بالولاء إلا للثلاثة.. صمتت فجأة وشردت ببصرها لثواني طويلة إلى أن قاطعها صوت الشاب المتوتر: هذه أربعة أقسام فقط!.. ومن الثلاثة الذي تذكريهم دائما؟!.. أدارت له حدقتين أغمقتا من الكرب مجيبة: يجدر بك تذكرهم فقد التقيت بهم في بلدتك القديمة، الحل الأخير لأكثر الأحداث مأساوية.. الإبادة هي مهمتهم الأساسية ويتكونون من ثلاثة أشخاص فقط، أليكساندر ومايكل وغلوري.. هم اللغز والحل وسادة المملكة الملعونة بأسرها..
على صدى كلماتها الأخيرة أقتحم رجل وصبي وسيما الطلعة القاعة، لم يلتفتا حولهما متوجهين مباشرتا للمكتب المنزوي ودخلا دون استئذان، ارتطام الباب العنيف والثلاثة يتواجهون بلا مقدمات دفع داليا للعبوس تشاؤما قبل أن تتمتم: هذا لا يبشر بالخير..
وكعرافة تحققت توقعاتها.. حرفيا..

حتى الالهام المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

كورابيكا-كاروتا
11-10-2007, 13:22
السلام عليكم
انا باشد الاسف لتأخري بالرد ارجو ان تعذريني
القصة روعة كالعادة و اكثر من روعة
ننتظر التكملة
ملاحظة:ارسلت لك رسالة خاصة ارجو ان تتطلعي عليها

دعائي و سلامي

Amjad_F
16-10-2007, 06:24
السلام عليكم والرحمة..
عودة بعد طول غياب..
أولا عيد مبارك للجميع أعاده الله تعالى على الجميع بالبركة والرحمة..
أسعدكم الرب ووفقكم دوما..
ثانيا: حبيبتي كوربيكا-كاروتا:
شكرا..
لقد انتظرتك مطولا..
أسعد الله تعالى قلبك الطيب..
للأسف ما يزال النداء في طور الكتابة..
يعني ستأتي الفصول على حسب الالهام..
لكن وعدي والحر عند وعده..
سأعود من أجل أصدقاء رائعون مثلكم..
شكرا على الدعم..
حتى اللقاء المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

Amjad_F
16-10-2007, 06:30
السلام عليكم والرحمة..
الفصل الثالث بعد طول غياب..
شكرا للجميع على الدعم وآسفة على التأخير..
أكرر شكري خصوصا للأخت العزيزة كوربيكا-كارونا..
أنت صديقة أكثر مما استحق..:مرتبك:
استمتعوا بالفصل الجديد وانتظر الرد، النقد والتعليق..


الفصل الثالث
لسع الهواء البارد الوجوه المستكينة تحت أشعة الشمس المتوارية، تبرم أحد الواقفين في الدائرة المغلقة هاتفا: هذا مضيعة للوقت.. لم يجدر بنا انتظارهم؟!..
توجهت الاهتمام للرجل المتكئ جانبا على دراجته النارية معقود اليدين فهز كتفيه بلا اهتمام مردفا: نحن نتبع التعليمات وننتظر..
ـ نستطيع تولي بعض الكلاب الميتة بحق الرب.. رد أولهما ساخطا ثم شحب بشدة عندما تجمد البحر العميق في عينا مواجهة فجأة يقول من بين أسنانه: لا تغرني يا غريغ بإلقائك للكائنات لتجرب معنى مقاتلة كلب ميت كامل التحول.. لقد ماتت زوجتك محتفظة بمظهرها الآدمي فأقفل فمك إذا وانتظر... ازدرد المدعو غريغ ريقه مدركا فداحة خطئه للرسالة الواضحة من رئيسه، اعتراض مجددا وسأجز عنقك.. أنقذه صوت المحركات القوية التي تنهب الأرض فتقدم ناحيتها، أقترب أحد الرجال الأعلم من غريغ وهمس محذرا: لا تستخف قط بالموقف الذي نحن فيه، على عكس الكثيرين منا لقد رأى هذا الرجل زوجته وأولاده يموتون ويتحولون أمام عينيه قبل أن تندلع المذبحة لذا مثل الثلاثة أوامر كامرون نافذة دائما ولا نقاش فيها..
اتسعت حدقتا المعني لا يصدق ما يسمعه عن من أمامه ، منذ خسارته لزوجته الحبيبة منذ شهور والألم المبرح عميقا لا يبارحه.. زوجة وأولاد، لابد أنه يعيش في الجحيم..
سكنت المحركات الصاخبة للسيارة المدرعة والدراجة النارية قبل أن يسأل صاحب الخوذة الداكنة ذو العينان الرماديتان العاصفتان قائد الجوالة: ما الوضع؟!
ـ مخلوقان تشبه بنيتها الأساسية الكلاب لكننا نعتقد أن هناك المزيد لكنها تنتظر المغيب للخروج من جحورها.. أجاب كامرون بجمود قبل أن يولي اهتمامه للشابة السارحة في الشمس المنحدرة للأفق لثواني طويلة ثم قالت: إنهم هنا.. ينتظرون الظلام..
ـ لم الانتظار؟!.. ما الذي يمنعهم من الهجوم حالا؟!.. قطع السؤال المباغت الصمت المتوتر فالتفت الكل لغريغ بتعابير مختلفة من ثم تمتمت الصبية بجمود: جديد!.. هذه الكائنات عادتا ما تفقد جلدها نتيجة نموهم السريع تاركتهم حساسين لضوء الشمس لكنهم يحتفظون بغزيرة واحدة.. الأكل.. سيخرجون عاجلا أم آجلا وسنقتلهم.. رغم ذلك من أين أتوا!.. من المعركة الأخيرة؟!..
ـ لا يمكن ذلك لقد أعلن أن الموقع خالي منهم، لقد أكد ذلك ثلاثتكم!؟.. غمغم القائد بخشونة والصدمة تمتزج بالاستنكار بسبب النظرات الغامضة المتبادلة بينهم لبرهة قبل أن تشيح عنه لتنظر للمقاتلين المحدقين بهم مردفة: مجموعة صغيرة!.. زفر كامرون بضيق تجاهله الرجل بجانبه هاتفا بصرامة: لقد جلب أليك بعض الأسلحة المطورة، تسلحوا.
تحركت كلا من الرجال الثلاثة والمرأة لتنفيذ الأوامر يتقدمهم أليك، فتح لهم غطاء السيارة موزعا التعليمات: المسدسات معدلة لشبة أوتوماتيكية لذا أجعلوا تصويبكم محكما وصائبا من المرة الأولى، الذخيرة نصفها طلقات حية والأخرى من الرصاص الكهربائي الصاعق لأننا نحتاج عينة حية.. حسنا أنت تعلمون ما اقصده..
ـ لا تحاولوا لعب أي أدوار بطولية ودائما ابقوا خلفي ومايكل. لا تبالغوا وفقط تستطيعون استغلالها الطلقات الصائبة وأي ردود أخرى غير مسموحة، أبقوا قريبين وعلى حذر وقناة الاتصال مفتوحة، أليك سيبقى ليزودكم بالإحداثيات اللازمة.. علينا التحرك الآن.. أمرت الشابة بحزم أثناء تدجج الجميع بالأسلحة وأومئوا بعدها معلنين الانصياع والسيطرة التامة لهم، الثانية التالية ركب كل واحد منهم دراجته النارية حتى قائدتهم اعتمرت خوذتها الداكنة مثل الكل قبل أن يسمرهما النداء الخافت: غلوري.. أشعر بالسوء.. هناك أمر سيء للغاية يحدث..
تمتم الصبي بتوجس فالتفتت له المعنية بابتسامة حانية قائلة: لا تقلق أليك سننتهي الأمور على خير.. اتخذت شقيقته مقعدها خلف مايكل هاتفة: لقد خرجوا، لنتحرك..
زمجرت المحركات الخمسة المتعطشة عاليا قبل أن ينطلقوا كالسهام بشجاعة أقرب للانتحار.. رائحة الأنفاس الحية والمدنية البعيدة أثارت غرائز الكائنات الميتة، الطعام على بعد خطوات.. اندفعوا خلف مطلبهم بضحايا يطوون الأرض بسرعة خرافية ثم توقفوا مكانهم ليتشمموا الهواء يخورون بحذر، هناك تهديدا فعليا يقترب ولا يرونه لكنهم لن ينتظرونه للحظة واحدة، وثبوا عالمين أنهم مطاردون بلا هوادة لحتفهم إلا أنهم لن يرحلوا دون عراك.. تضخمت أنسجتهم مع نبضات خلاياهم العصبية المجنونة، تزلزلت الأرض تحتهم وهم يتصارعون في سباق قاتل لكن أخصامهم كانت لهم اليد العليا.. كانوا فوق المنافسة...
انتصب شعر أبطأ المخلوقات قبل أن يكشر عن أنيابه ويصرخ بحدة متوحشة أمام الطلقات المحكمة المنهمرة عليه، توقف عن الركض يحاول النضال ضد اللهيب المندلع داخله، لم يدم عوائه طويلا بعد أن مزقه الرصاص بلا تردد لأوامر القائدة الصارمة: تخلصوا منه.. لقد اكتمل تحوله.. تحول جسده لمصفاة من بعد سيل الطلقات قبل أن يتحلل لتراب في غمضة عين، نهبت الدراجات النارية في نفس الوقت الأمتار الفاصلة عن هدفهم التالي، تردد الصوت الفتي داخل الخوذات المغلقة: لقد بقي ثلاثة وهم يتقدمون بسرعة.
ـ إنه العينة التي نحتاجها، لا تحطموه.. أمتثل الجميع حالا للتوجيهات الخشنة الجديدة من قائدتهم بحرق المزيد من الوقود لتضاعف سرعتهم، أحاطوا بالوحش في ثواني فقرر القتال منتصبا على قائمتيه الخلفيتين، منظره المرعب الجامع بين كلب مسعور ودب هائج لم يهز شعرة في أصحاب الدراجات الآلية الأربعة حوله، على العكس ردوا النار بالنار ساحبين أسلحتهم المتطورة من تحت معاطفهم، صرخ المخلوق بعدائية يمد مخالبه في هجوم مرتجل قاتل لكنه لم يفلح في التقدم خطوة، كان خصومه يتفوقون عليه بمراحل يطلقون ذخيرتهم الخاصة بلا هوادة نحو أهداف محددة، العنق والعمود الفقري.. هوى المخلوق مشلولا عاجزا عن الحراك جراء الطلقة المحكمة في مؤخرة الجمجمة للجهاز الصغير المتطور يدفع سيلا كهربائيا ليحجب الإشارات عن باقي جسده، ابتسم المحاربون الأربعة منتشين بنصرهم حتى أتاهم الهتاف الجاف لينتفضوا فزعا:
ـ اللعنة، المخلوقان الأخيران وصلا للطريق السريع.. كامرون استعد للخطة البديلة وتذكروا إيذاء المدنين محظور.. انتبهوا حينها أن الدراجة الخامسة لم تبطئ سرعتها قط، المسافة الهائلة الفاصلة بينهم أوضحت أمرا واحدا.. مايكل وغلوري في مهمة إنقاذ موقعة بالدم..
عبرت الدراجة كالبرق بين السيارات المسرعة بلا صعوبة حتى وازت أحد المخلوقين، أمسكت عندها يد الشابة بالمقود من تحت ذراع السائق طاعة لندائه الصامت، تحركا بتناسق وتفاهم مكتمل ليتبادلا الأماكن وينفذ مايكل الجزء الخاص به، قفز بلا تردد أمام الأعين الجاحظة ذهولا مرتفعا أمتارا عدة مستدعيا الذئب داخله، المخالب والأنياب الحادة للوحش الشبة بشري انغرست عميقا في لحم المخلوق الضخم ليتحرجا جانبا ويجبره على الخروج من الطريق المعبد لتندلع المعركة الحقيقية.. زمجرا أولا معلنين قوانين شريعة الغابة. البقاء للأقوى.. القتال الدموي في الظلام لم يردع شريكته عن اللحاق بالهدف الأخير، ذعر المخلوق الراكض وصرخ بوحشية ورعب لرؤيتها توازيه، طوح برأسه يستهدفها بأنيابه لكنها تجنبته ببراعة ثم رفعت سلاحها وضغطت على الزناد، انطلقت الرصاصات بلا توقف لتحفر طريقها وسط الأنسجة اليابسة فعوى غضبا، علمت أنه إن تفادت هجمته التالية الخرقاء ستتهشم السيارة خلفها تماما، عندها تخلت عن مسدسها مستله سلاحا من نوع آخر، تحت سترتها الجلدية قست خلاياها لنتنافس الفولاذ، أطلقت رصاصة طائشة ثم طوحت بذراعها لتضرب جذع المخلوق الواثب نحوها ليرتفع في الهواء، حفر جسده عند سقوطه خندق عميقا وسط التراب إطاعة لقوانين الطبيعة وسكن عن الحراك، سمع الكلب المتحول الخطوات الواثقة تقترب منه فخار يقاوم حتى بعد أن رفعت الخوذة السوداء كاشفة عن حقيقة مخيفة.. العينان الداكنتان لغلوري هنتر لم تحمل أي شفقة له تنطقان برغبة واحدة، عودته للموت.. اتخذت الإجراءات اللازمة فرفعت ذرعها أفقيا غارسة فوهة مسدسها من الداخل وضغطت الزناد.. صرخ المخلوق للمرة الأخيرة قبل أن تصمته الرصاصة المميتة بين عينيه.. ضل وجه جلادته جامدا بلا مشاعر ونزيف ذراعها توقف حالا لاختفاء الجرح وانتظرت إلى أن بعثرت الريح آخر ذرة من الجسد المتحلل فاستدارت عائدة، توقفت في منتصف الطريق واتسعت حدقتاها لما لمحته لجزء من الثانية على الطريق السريع، وسط رتل السيارات العابرة رأت آخر ما كانت تتصوره.. خرج صوتها الخافت محملا بكل المشاعر مغمغمة: أبي!...

حتى الالهام المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

Amjad_F
24-10-2007, 10:46
السلام عليكم والرحمة..
لا ردود..
لا بأس لن احمل أي سلبية اتحاه أي أحد..
أعود ايفاء لوعدي بالفصل الجديد..
تمتعوا وانتظر النقد والتعليق..


الفصل الرابع

ـ ما تقولينه مستحيل.. أبانا ليس هنا.. هتف الصبي ذو العشرة أعوام وهو يهرول خلف الشابة المندفعة كالعاصفة تقتحم المكتب الهادئ، رمت أشيائها جانبا بانفعال ثم جلست أمام الحاسب تتمتم بعصبية: أعلم ما رأيت أليك.. وذلك كان أبانا.. ثقتها القاطعة ألجمت لسان الشاب لوهلة تدخل فيها الطرف الثالث قائلا بهدوء متخذا مقعده يوجه مكتبها: أهدءا قليلا، علينا التفكير بروية بما يحدث..
لم تعره الشابة أدنى اهتمام مستمرة بالخبط على المفاتيح بينما أخذ أخاها ينقل بصره بينها وبين الرجل الجالس مقطب الجبين ثم قطعهما يحتج بعنف: ما أزال مصرا أنه ليس أبانا ولن تجدي شيء في التصوير لأنك لم تكوني ترتدين خوذتك.. أنا لا أشعر به غلوري، لا شيء..
ـ لديه وجهة نظر.. ربما لا أجيد ما تفعلانه بالضبط لكنني أعلم ما يقصد أليك، أنا لا أشعر بأي شيء بنفسي أيضا.. أكمل الرجل الجالس مقابلها بحيادية فضربت راحتيها على الطاولة لتجفلهما ترد من بين فكين مشدودين: هذا هو السبب، أحتاج بعض الإجابات الآن أكثر من أي وقت مضى.. مؤخرا لم يعد باستطاعتي إيجادكما وسط الضباب بسهولة، تختفيان وأنا آخر من يعلم.. لم يحدث لنا هذا؟!.. لماذا؟!..
عم صمت ثقيل على ثلاثتهم ومشاعر كل واحد منهم تنبض في صدر الآخر، تجهم مايكل وضياع أليكساندر امتزجا لينتجا أحساسا مزعجا للغاية لكن شعور غلوري طغى على أي شيء يشعرون به، راقبا كالصقور رأسها المطأطأ ومشاعرها تسحبهم نحو عالمها بلا أدنى مقاومة، أدركا ببطء مصدر توجسها، الفراغ الهائل داخلها مفزع حقا إذا تمعنا النظر فيه.. الشابة أمامهما على طرف نقيض من غلوري التي يعرفانها.. الشابة الجالسة أمامهما لا شيء سوى قشرة خالية.. إدراكهما المتأخر علمته في الحال ورغم أنهما لم يتعمدا إذائها قط لكنهما فعلا، الدفاعات والحذر الذين نصباه ضدها جرحها عميقا وكأنهما لم يعرفاها أبدا.. لم يثقا بها قط.. غشت الدموع لمقلتيها تتمتم بخفوت مكتئب: الآن هل تفهمان لماذا!.. لم أحتاجكما أكثر من أي وقت مضى؟!..
استسلامها التام ورعبها طعنهما في الصميم، هما لا يحميانها.. لا يستطيعان حمايتها.. ليس الآن.. اندفعا يحاولان النفي لكنها لم يقدرا بسبب اقتحام داليا العنيف تقاطعهم صارخة:
ـ النجدة.. لدينا مشكلة شنيعة... لم يحتاج خوفها أكثر من ثانية ليجبر المقصودون على عزل مشاعرهم ووضع أقنعتهم في الحال، ثلاثتهم نطقت ملامحهم بالهدوء الذي يسبق العاصفة..
على الطرف الأخر من المدينة كان الساحل المظلم غافيا ماعدا الميناء، عند أحد المخازن وقف تسعة أشخاص متحفزين أمام الظلام الدامس وأصابعهم على زناد أسلحتهم، كانوا ينتظرون أي إشارة ليستجيبوا لتوترهم ويفتحوا أبواب الجحيم.. لم يتخلوا عن حذرهم حتى عندما على صرير إطارات السيارة الرياضية السريعة خلفهم وترجل المنتظرين منها، انتصبت شعورهم لسامعهم صوتا صارما ناعما يهتف بخشونة: كامرون..
ركض المعني نحوهم هاتفا: لقد خسرنا رجلين للآن.. لا نعلم ما نواجه لكنه لا يشبه أي شيء رأيناه من قبل، حي أو ميت.. غلوري هذه الأشياء خطيرة للغاية...
حدقت الفتاة في ظلمة المخزن ثم عبست مستاءة، لا شيء.. لا تستطيع إيجاد أي شيء..
ـ تراجعوا بقطر كيلومترا واحدا وانتظروا لساعة، إذا لم نرجع نفذوا خطة الإقصاء.. سنقتحم المكان.. أعلنت غلوري قرارها بثبات جاف متجاهلة صراخ كامرون العنيف عليها:
ـ فقط ثلاثتكم.. توقفي غلوري ألم تفهمي ما قلته.. لا نعلم ماذا نواجه هنا.. ابتلع أي تعليقات بقية لديه عندما سحبت سلاحها من داخل العربة ليلمع تحت الضوء الشاحب، السيف الفضي الطويل القاطع ليس أسلوبها المعتاد ولا العينان المشتعلتان التي انعكست فيهما نيران الثورة متمتمة:
ـ أحياء أم أموات لا يهمني.. حاليا هم حقا يثيرون غضبي...
لم يستطع إثناءها أو اللجوء لمساعدة رفيقيها لأن أكبرهما حمل مسدسيه الأوتوماتيكيين المحشوين متأهبا والصبي جثم على الأرض لينحني ظهره وتبرز أنيابه ومخالبه كالغول استعداد للمعركة. همست الصبية برقة: توخيا الحذر.. وسمعا باقي كلامها داخل دهاليز عقلهما: "أعذراني لا أعلم ما سنواجهه لذا توخيا الحذر أرجوكما.." غمرها الدفء لموافقتهما الصامتة فسحبت نفسا عميقا ثم انطلقوا بلا إبطاء.. بأرواح شجاعة لا تعرق التراجع اختفوا عن أعين البشر المفزوعين مندفعين كالبرق يلقون بأنفسهم في فوهة الجحيم..
رغم أنهم قطعوا الأمتار الفاصلة في ثواني إلا أن الهجوم الأول فاجأ ثلاثتهم، على حين غرة انبثق من وسط عتمة المخزن ذراع أخطبوطية لزجة كالسوط، لم يروا قط شيئا كهذا من قبل لكنه لم يهز شعرة فيهم، ضاقت عينا غلوري مدركة أنها المستهدفة فغلى دمها ونادت المحاربة داخلها، لا تراجع.. لا رحمة.. تملصت من الهجمة الخرقاء بخفة ثم طوحت بسيفها ليعبر الأنسجة بضربة واحدة ويقطعها، دخلت الذراع المفصولة في رقصة محمومة قبل أن تتحلل لغبار، مهما كان مصدرها فهو ميت. "تفرقوا" أطاع الذكران الأمر الصامت في الحال لمرأى عشرات الأذرع ندفع نحوهم، تجنبوا بعضها وقفزوا فوق الأخر وتصدوا لمعظمها، مختلف الأحجام هددتهم بتمزيقهم إربا لكنهم لم يتراجعوا خطوة، ضربت غلوري بسيفها مرارا لتقضي على الكثير منها وأيقظ مايكل الليل النائم بنيرانه ينال منها بينما ارتفع صراخ أليك وهو يمزقها إربا بأنيابه ومخالبه دون رأفة. استمروا بالتقدم يوجدون طريقهم وسط غابة الأذرع بقوة لا ترتدع، لم يتحسن الوضع داخل جدران المخزن لتملئه تماما رغم مساحته الهائلة، التهديد العارم من الأذرع وهجماتها العنيفة لم يكن لها تأثير البتة باقين على قتالهم الشرس، تخطوا المتر وراء الآخر من أجل غاية واحدة.. الميتون يجب أن يبقوا ميتين.. لا تنتهكوا حرمة الموتى.. كفى.. كفى..
ترددت الفكرة الأخيرة في رأس غلوري عالية لتحي كل كوابيسها، من البداية.. اعتبرت قتالهم أمر مسلم به.. من بداية حياتها.. هي ليست منهم لكن من بداية حياتها دائما كانوا معها.. دائما.. أنغرز نصل الخديعة والغدر عميقا في روحها ليفقدها صوابها، صرت على أسنانها وارتجفت يديها لثانية واحدة قبل أن يغلي دمها، لا مزيد.. لا مزيد من التسامح.. استولى شبح الغضب على عينيها الداكنتين وتلبسها توحش مجنون مع انهيارها العصبي، صرخت بحدة شرسة مستخدمة أقصى قوتها لتندفع للأمام. خمسة عشر ثانية لتخترق ستار الأذرع المتشابكة مستغلة كل ثغرة متاحة، جنونها الأعمى عزلها حتى عن صراخ مايكل الخشن: انتظري.. اختفت عن ناظريه قبل أن تتلاشى كلماته فشد على قبضتيه مدركا حتمية لجوئه للبديل المتطرف، الهتاف الجزع من الصبي أكد صواب قراره مترجيا: مايكل أنها لا تسمعني ولا أستطيع إيجادها وسط الضباب..
ـ أعلم.. غمغم المعني بخفوت واثق ودمه الثائر يندفع عبر عروقه البارزة معلنا تحوله، استدعى المذؤوب داخله بأقصى سرعته ثم وثب يمزق الحاجز الذي يفصله عن غلوري، عله يلحقها قبل فوات الأوان.. في الجهة الأخرى لم تكن الفتاة ضحية أبدا، قطعت المسافة الفاصلة عن المصدر بوثبات عريضة خارقة، رأتهما وسط الظلام. الجسدان الضئيلان لطفلين لا يتجاوزا الخامسة يقفان أمام المرسى الخشبي وعشرات الأذرع اللزجة تنبثق من ظهريهما، لم تطرف لمنظرهما وقفزت ترافع سيفها عاليا لتتخلص منهما، رائحة الموت المنبعثة منهما تثير اشمئزازها.. اتسعت حدقتيها فجأة تتعرف على الظل الواقف على نهاية المرسى، انتفض قلبها بين ضلوعها وثورتها المجنونة تلاشت لرؤيته مثل ما بدأت تماما، تخلصت من ذراع تعترض طريقها ثم غرزت سيفها خلفهما وأسندت كل ثقلها عليه لتكتمل قفزتها بثلاثة مائة وستون درجة، ركضت إليه ما أن لمست قدماها الأرض مسرعة، مستحيل.. القامة المديدة.. الملامح المألوفة والعينان البنيتان.. إنه هو.. هوت ضربات قلبها عندما اقتربت منه ورفع لها رأسه لتلمع عيناه تحت أشعة القمر الشاحبة بتوحش بدائي قائلا: مرحبا غلوري.. لم تفهم لماذا رفع ذراعه أفقيا في مواجهتها ثم دوى صدى الرصاص، تخدرت حواسها تدرك ما فعله.. مثلما اعتادت القضاء على الوحوش برصاصة أخيرة ملطخة بدمها فعل هو.. الدماء التي تسيل من جذعها دافئة حقا لكن لم لا تشعر بالألم؟!.. دائما اعتقدت أنه سيؤلم للغاية، أليس كذلك؟!.. ربما لأن مياه المحيط الباردة تحيط بها، ربما لأن صُمت حتى عن هتاف رفيقيها وهما يهرولان نحوها بعد تمزيقهما للوحشين إربا، ربما لأن حواسها المخدرة تتبع قلبها المستسلم لقبضة اليأس الطاحنة.. ربما لأنها حقا من أعماق عقلها وروحها لا تريد التصديق.. لقد تعرضت للخيانة.. الرصاصة الغادرة أتت من أبيها..

حتى الالهام المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

كورابيكا-كاروتا
25-10-2007, 13:52
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اكرر اعتذاري على التأخر
و اشعر بأني سأعتذر اكثر لن الدوام بدأ و الوقت قصر
على العموم لا اعرف ماذا اعلق كلمات الابداع خلصت و لم تصف روعة ماكتبت
فشكرا يا اختي العزيزة لمشاركتنا بابداعتك
بانتظار التكملة

دعائي و احترامي

Amjad_F
26-10-2007, 00:28
عزيزتي كوربيكا-كاروتا:
شكرا جزيلا، أنت حقا بلسم القلب الجريح..
لا داعي للاعتذار حبيبتي فأنت واحدة من أعز الأخوات على قلبي..
وفقك الله تعالى في جميع جوانب حياتك..
بالنسبة للتكملة فالعلم عند رب العالمين..
لأن الالهام سيطول قليلا هذه المرة على ما اعتقد..
لكني عائدة..
شكرا مجددا لك..
حتى اللقاء المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

Amjad_F
10-11-2007, 10:13
عدنا.. عدنا..
لا ردود؟!o__o!؟
لا بأس.. أنا نفسي لا أفهم إلى أين يتجه نداء بلا صوت.. @___@
شكرا جزيلا للعزيزة كوربيكا كاروتا..
أسعدك الرب حبيبتي..
الفصل الخامس سيرافقه ملحق بالجزء الأول من النداء في محاولة لجعل الذين لم يقرؤها ليلقوا عليها نظرة لعلي أجد استجابة ما..
أعود على الوعد..

الفصل الخامس
قلبي ينبض إذا أنا حية.. أليس كذلك؟!..
وما يحدث لي هو أمر طبيعي للغاية.. في حالتي على الأقل!..
وإلا ماذا يسمى السحاب الداكن وليد السماء الصافية!.. شذوذ..
انعكست الأفكار المضطربة في العينين الداكنتين وهما تسرحان في اللاشيء، الملامح الساكنة تحت الجبة العالية والشعر القصير كانوا ملكها يوما ما، يوم وقفت عند مفترق طريق بعد تخرجها بمرتبة الشرفة من الثانوية، ما تزال حبيسة في مكانها.. لا فائدة من تغطية الأكاذيب بالمزيد من الأكاذيب.. لا مخرج.. لا رحيل.. لم يؤثر الجو الصحو على مزاجها القاتم البتة وتثاقلت أنفاسها لا تفهم كيف يمكن أن يتواجه ضدان. العالم بصفائه وجماله ضد طبيعتها المنبعثة من أعماق الظلمة!. عجزها دفع بالدموع لمقلتيها فأغلقتهما ترهف السمع لضربات قلبها، الصوت الخافت المنتظم في صدرها هو الدليل الدامغ على أنها حية، إذا لم يكن كذلك فما حاجتها لعضوا كهذا؟!.. ما داعي للأحاسيس المعتملة داخلها؟!..
ـ أختي!.. انتفضت من الصوت الخافت المتردد تدرك فداحة خطئها، لقد نسيت أنه وسط الضباب هناك دائما من يشاركها المشاعر. مدت يدها لتمسك بالراحة الصغيرة الممدودة لها، الخوف في العينين الواسعتين للطفل ذو الخمسة أعوام أعادتها لإنسانيتها واستكانت شكوكها، ستبقى لحمايته.. يكفيها هذا السبب الآن.. شدت الصغير لحضنها متمتمة بامتنان: آسفة أليك.. لم أقصد إفزاعك...
ـ أين الألم؟.. أين يؤذي الألم أختي؟!.. سأل الصبي بجدية عابسا أدخلت البهجة لروحها، اهتمامه الغامر أزال أي شكوك باقية لديها، لم تستطع منع ضحكة سرور عالية تزيد ذراعيه حوله إحكاما ترد برقة: لا بأس أليك.. أختك أقوى مما تظن، أقوى بكثير..
ـ يسعدني سماع ذلك.. استدار المعنيان لصاحب الصوت الناضج الهادئ ثم ركض الفتى نحوه هاتفا: أبي... تلقفه الأخير وحمله يتقدم نحو المراهقة مكملا: أنت قوية فلا تشكي في ذلك أبدا، مهما كان اختيارك فسأدعمه بكل ما أملك فلا داعي للقلق. مصيرك تكتبينه بيديك غلوري لكنني سأحميك لأخر نفس في صدري.. ثقي بذلك صغيرتي..
تسلل الاطمئنان لها ببطء عالمة صدق الكلمات التي قيلت، أمسك يدها متمتما:
ـ للأبد يا صغيرتي.. سأحميك للأبد..
دمعت عيناها عالمه أن دفيء يده جزء من حنان قلبه الفائض، شدت قبضتها وأسدلت أهدابها تومئ موافقة وغصة السعادة تمنعها من الرد. مادام في صدرك نفس يتردد ستحميني.. مادمت أثق بك لأخر رمق لدي ستحميني.. للأبد ستحميني.. أليس كذلك.. أبي؟!..
"أبي.." أتى الصوت من وسط الظلمة حزينا رغم محاولته التغلب على اليأس، تكرر مرارا من أجل غاية وسؤال واحد، أنت لم تنسى وعدك لي أبي؟!.. طالما يدي تشعر بدفء يدك ستعود.. انقباض قلبها المفاجئ صفعها كأقسى ما يكون، تسارعت ضرباته مع شهقاتها العالية وعيناها لا تريان شيئا، البرد ينخر عظامها رغم العرق المتفصد على جبينها. أين أنت الآن يا أبي؟!..
سمعت أشباح أصوات بعيدة لكنها أحست بشيء واحد، الدفء المحتضن يدها دليلها الوحيد على أنها ما تزال حية، هذا الدفء ينبع من اهتمام ومشاعر عميقة وإن كان أباها ليس هنا إذا هو..
ـ غلوري.. أعادها النداء القلق الملهوف لأرض الواقع، أدارت رأسها لتصطدم بالعينين الرماديتين المضطربتين فدمعت لا تصدق ما ترى هامسة: مايكل!..
تجمد كليهما للحظة دون أن يحركا عضلة، الثانية التالية حملت الكثير من المشاعر عندما ابتلت عينا مايكل ثم أسرع يلف ذراعيه حولها لتنتفض متفاجئة، احتاجت ثانية واحدة فقط لتدرك ما يحصل، نبضات قلبه الصادحة في أذنيها أتتاها بالجواب فأسدلت جفنيها تستنشق وجوده عميقا في روحها، إنها تحبه.. إنها حقا تحبه...
ـ تزوجيني... أجبرته على التراجع لتنظر لوجهه مصدومة مما سمعته تتمتم: ما الذي..؟!..
ألجم لسانها لرؤيته ثباتا لا يتزحزح يجيب بجدية: اليومان السابقان كانا كالجحيم انتظر وادعوا حدوث شيئا ما.. لا أستطيع تمضية يوما آخر دون أن أخبرك كم تعنين لي وكم أحتاجك، لم أعتقد قبلا أنه يمكن أن أفقدك في غمضة عين... لن أدعكي تتركيني وأريد مشاركة بقية حياتنا الغير طبيعية معا لأحميك مهما كلف الثمن، أحبك دون أن أعلم كيف لذا لا يكفيني أن أكون بقربك.. لنتزوج... أنا مستعد للموت من أجلك لذا تزوجيني؟!...
أنحبست أنفاسها وعقلها يعجز عن التفكير، الكلمات السابقة إما هو أغبى خطاب أو أروع شيء حصل في حياتها، هذا الرجل أكثر مما تستطيع التصور.. هذا الرجل هو حياتها...
اتسعت حدقتيها فجأة تستوعب حقيقة غير منطقية فتمتمت مذعورة: ليومين كنت غائبة عن...
قاطعها اقتحام شاب صغير للغرفة صارخا بلوعة: غلوري... ارتمى في أحضانها يذرف الدموع الساخنة بسخاء فمسحت الشابة على شعره الناعم بمحبة تتمتم: أنا بخير أليك..
أحست باستجابة طفيفة رغم أن دموعه لم تتوقف البتة فأشرق ثغرها بأجمل ابتسامة خيالية ألجمت لسان الذكرين دهشة ثم أكملت بجدية: لكن هناك أشياء أهم تحدث هنـ... خرجت منها أنة عالية وألم حاد يطعنها في جذعها عند محاولتها الجلوس، احتاجت دقيقة لتستوعب ما يحدث. جرح الرصاصة لم يلتئم بعد والألم المبرح حقيقة لا غبار عليها، كيف يمكن أن تحمل إصابة جسدية لأكثر من ثانيتين، لقد تحولت قدرتها لشفاء جروحها من إرادية لانعكاسات لا إرادية منذ دهر مضى لكن!.. تمتمت من بين فكين مشدودين: ما الذي يحصل لي بحق الجحيم؟!..
ـ لا نعلم، لقد أجرينا كل الفحوصات المتوفرة بلا نتيجة. استطعنا عزل بعض الخلايا الغريبة لكن لا فائدة.. مهما يكن ما نواجهه فنحن لم نره من قبل قط... أجاب مايكل بحياديته العلمية كعادته دون أن يرفع حاجبا ضد الملامح الشاردة الغامضة وكأن صاحبتها لم تستمع له، انتفضت في اللحظة التالية عندما أشدت ذراعان نحيلتان من احتضانها وصاحبها يهتف بصوته الفتي مقاطعا: ـ لا يهم لأن غلوري بخير. ستتحسن قريبا وسننال من الوغد الذي أطلق عليك النار، لقد رأيته أليس كذلك؟!. نحن لم نرى سوى ظل يبتعد بسرعة مستحيلة. هو ليس واحد مننا، صحيح؟!..
أرتجف الصبي عندما رفعت له عينين داكنين والرعب ينبعث من أعماقهما، مسحت على رأسه برقة مفاجئة ترد بنعومة حزينة: آسفة أليك لكنني لست متأكدة.. فقد رأيت أبانا..
لم تحرك دموع شقيقها المذعور قلبها يغمغم مصدوما: كذب.. لا يمكن.. أنا لم أشعر بشيء..
تنهدت سامحه لمخاوفها بالخروج من مكامنها تعترف بالحقيقة المخفية: أبانا مختلف تماما عنا، من البداية كان تشابهنا يساوي اختلافنا على مختلف المستويات، هو الوحيد الذي يستطيع الاختفاء وسط الضباب والتواري منا.. الوحيد...
ـ إذا نحن لا نستطيع تأكيد وجوده أو عدمه.. تمتم مايكل مقطبا يضيف المعلومة الجديدة لقاعدة بياناته، موقفهم يزداد تعقيدا مع كل دقيقة تمر.. عاد لأرض الواقع على سؤال رفيقته الجامد:
ـ كم عدد الأشخاص الذين يعلمون عن حالتي؟!.. أسرع الأخير يساعدها على الوقوف مجيبا:
ـ عدانا نحن الثلاثة فقط الطبيبة غوانزلس. لقد أشرفت عليك شخصيا ولا أحد آخر..
ـ جيد، لنبقي الأمور على هذا الحال، الذعر اللاعقلاني هو آخر ما نحتاجه الآن. أردفت تستعيد شخصيتها الباردة المحللة والرجل بجانبها يومئ موافقا يراقب تحركاتها كالصقر، التفت كلاهما نحو أليكساندر يهمس بخفوت ثقيل مدين: كيف يمكن أي يحدث أي من هذا!.. والدنا يمكن أن يكون متورطا وأنتما تلتزمان الهدوء؟!.. ما الذي تتكونان منه بالضبط أنتما الاثنان؟!..
تقدمت الشابة نحوه مقطبة وقبضت على ذراعيه ليواجهها، صر على أسنانه ألما بسبب الأصابع المشدودة تعصره وصوتها لا يقل قسوة ترد: استخدم عقلك أليك، كيف يمكن أن نقلل خسائرنا إن لم نتصرف هكذا؟!.. إلى أن نملك المعلومات والمعطيات الكافية لتحديد خطوتنا التالية كل الأمور ستبقى على حالها حتى تلك المتعلقة بأبينا.. مفهوم؟...
أجبره الرعب على إطراق رأسه يحاول التماسك فنزع ذراعيه وابتعد ، طوال عمره لم تصرخ به غلوري قط فكيف بتهديد واضح دون مواربة؟!.. هذه لا تشبه شقيقته التي يعرفها في شيء..
قطع السكون المتوتر بين ثلاثتهم اقتحام داليا تهتف لاهثة: مايكل.. لدينا مشاكل... صمتت جاحظة العينين تحدق بثلاثتهم، الهالة المظلمة المنبعثة منهم جثمت عليها مجبرة قلبها على الانقباض توجسا.. مهما كان القادم فالأسوأ لم يبدأ بعد...

حتى الالهام المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

http://mexat.com/vb/showthread.php?t=237559%20Soundless%20Call..

فلسطينية الهوية
10-11-2007, 15:33
عذرا عذرا عذرا عذرا
آسفة آسفة أسفة جدااااااا
كنت مشغولة جدا بالامتحانات و ما دخلت الا اليوم
منذ زمن و أنا انتظر التكملة
و كثير فرحت لما شفت الموضوع كنت راح أطير من الفرح
ما قدرت أكتب رد الا لما انهيت جميع الأجزاء المكتوبة
الحقيقة رووعة استمرار للابداع
ما أعرف كيف أوصف الابداع
شكرااا على الفصول الجميلة و الأحداث الممتعة المشوقة
أنتظر التكملة بفارغ الصبر
و لا تطول علينا الهاماتك
و أتمنى انك ما تزعلي من تأخري

Amjad_F
10-11-2007, 19:51
حبيبتي فلسطينية الهوية:
أهلا وسهلا.. زارتنا البركة..
شكرا على المرور أسعدك الرب تعالى..
ولو.. لا داعي للاعتذار والأسف عزيزتي، فأنت صديقة وأخت عزيزة لدي ولا يمكن أن اسيء الظن بك قط..
بالمناسبة كيف كانت أمتحاناتك؟!.. انتهت على خير ان شاء الله؟!..
دعواتي القلبية لك بالتوفيق والنجاح الدائم، بارك الرب قلبك الطيب..
في الحقيقة أتيت في الوقت المناسب، أنا حاليا أقف حائرة بين كل ما انجزته، الأمور العالقة والمفترض أن انجزها اتساءل.. ما الذي كنت أفكر به لأضع نفسي تحت كل هذه المسؤليات؟!.. هل فقدت عقلي؟!..:ميت:
على أية حال ما يزال النداء مستمرا وما أزال على الوعد بالعودة..
لكن الحقيقة أنني سأستغرق فترة أطول هذه المرة على الأرجح إلى أن أوفي بكل التزامات العالقة أولا..
كما اسلفت سابقا وعد الحر دينا عليه..
وأنا لم أخلف وعدا قط.. للآن على الأقل..
أسعدك الرب تعالى كما أسعدتني في هذه اللحظة لمرورك..
شكرا جزيلا مجددا..
حتى اللقاء القادم..
سلامي للجميع..
أمجاد..

فلسطينية الهوية
11-11-2007, 16:05
حبيبتي فلسطينية الهوية:
أهلا وسهلا.. زارتنا البركة..
شكرا على المرور أسعدك الرب تعالى..
ولو.. لا داعي للاعتذار والأسف عزيزتي، فأنت صديقة وأخت عزيزة لدي ولا يمكن أن اسيء الظن بك قط..
بالمناسبة كيف كانت أمتحاناتك؟!.. انتهت على خير ان شاء الله؟!..
دعواتي القلبية لك بالتوفيق والنجاح الدائم، بارك الرب قلبك الطيب..
في الحقيقة أتيت في الوقت المناسب، أنا حاليا أقف حائرة بين كل ما انجزته، الأمور العالقة والمفترض أن انجزها اتساءل.. ما الذي كنت أفكر به لأضع نفسي تحت كل هذه المسؤليات؟!.. هل فقدت عقلي؟!..:ميت:
على أية حال ما يزال النداء مستمرا وما أزال على الوعد بالعودة..
لكن الحقيقة أنني سأستغرق فترة أطول هذه المرة على الأرجح إلى أن أوفي بكل التزامات العالقة أولا..
كما اسلفت سابقا وعد الحر دينا عليه..
وأنا لم أخلف وعدا قط.. للآن على الأقل..
أسعدك الرب تعالى كما أسعدتني في هذه اللحظة لمرورك..
شكرا جزيلا مجددا..
حتى اللقاء القادم..
سلامي للجميع..
أمجاد..

البركة بوجودك
شكرا على ثقتك بي أختي
الامتحانات كانت جيدة لا بأس بها و لكن ليس كما أردت >>>لكن الحمد لله على كل شيء
و الحمد لله انتهت بعد رحلة عذاب :ميت:
لا بأس أختي أنجزي متعلقاتك و نحن سنبقى في الانتظار
مهما طال الوقت لن نعتقك قبل انهاء المغامرة لن تستطيعي الهرب منا :D
و سانتظر الفصل القادم بفارغ الصبر
دمت بود

كورابيكا-كاروتا
20-11-2007, 12:20
السلام عليكم
لا اعرف ماذا ارد مبدعة رائعة لا توصف
الصراحة انتهت كلمات التي تصف الابداع و لم يوصف ابداعك بعد
اختي هذا الجزء روعة خصوصا الصراع الدخلي فألم الفراق عن والدها و شوق الرؤية و احتمال الخيانة
روووووووووووووووووعة

لا تتأخري سلام

Amjad_F
30-11-2007, 07:56
عزيزتي فلسطينية الهوية:
عذرا على التأخير..
أسعد الله تعالى قلبك الطيب..
سرعة الرد المذهلة لا أصدقها وأنا أراها أمام عيني..
أنت أخت وصديقة اكثر مما استحق..
أقسم أني لن أهرب منكم أبدا والفصل القادم أتي قريبا..
إن شاء الله تعالى على ما أظن ^_^..
فانتظريني لعدة أيام فقط..
سلامي لك..

عزيزتي كوربيكا كاروتا:
في كلمات قليلة وصفت كل المعمعة التي أخوضها حاليا..
"الصراع الدخلي فألم الفراق عن والدها و شوق الرؤية و احتمال الخيانة "
فصول كتبتها لأصل لهذا المضمون وأنت اصبت الهدف تماما..
شكرا لك.. أعتقد أني نجحت بفضل بديهتك..
وفقك الرب تعالى واسعدك حبيبتي..
كما قلت سابقا الفصل الجديد سيأتي بعد عدت أيام إن شاء الرب تعالى..
فتكرمي علي بالقليل من صبرك فقط..
حتى الالهام المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

Amjad_F
25-12-2007, 02:26
عيد مبارك.. عيد سعيد للجميع... ^_^
عدنا نحمل هدية العيد..
فصل جديد من النداء -مع أنها هدية متأخرة-
أعتذر لكل من انتظروني مطولا وخصوصا أختاي فلسطينية الهوية وكوربيكا- كاروتا..
الفترة السابقة غلبتني مشاكلي التقنية فضطررت أن أجلس مكتوفت الأيدي طوال هذه المدة في الأمور المتعلقة بكل شيء..
رأسي يؤلمني حاليا وأنا استرجع المأساة وأفكر بكيفية الأعتذار ..@__@
آسفة حقا..:نوم:
المهم لا نطيل عليكم..
الفصل الجديد أتي مع تهنئة العيد المتأخرة..
استمتعوا وانتظر الرد والتعليق..


الفصل السادس
ـ ما الذي يؤخرهم لهذه الدرجة؟!.. لم يزعج التذمر العصبي من الرجل العابس الجالسين بهدوء في الغرفة المغلقة، على عكسهم نطق انفعاله بالقلق العميق المتأجج داخله بينما اكتفوا هم بادعاء البرود حتى إشعار آخر، كانت أعصابهم تتمزق ببطء بعد تلبيتهم للاستدعاء الطارئ، قادة الأقسام ونائبيهم.. ما هي المصيبة السوداء التي تنتظرهم الآن؟!..
نفض الكل أي أفكار تشغله على صوت الباب يفتح معلنا وصول آخر المعنيين، التفتت الرؤوس نحو الشابة المتجهمة تتقدم ذكرين باردي الملامح رغم تفاوت عمريهما، شهقوا في الثانية التالية لرؤيتهم ما حجبه الجسد العريض عنهم، الحدقتان الجامدتان وانعدام المشاعر في الوجه الشاحب أعلمهم أنهم لا يحلمون. هتف كامرون ناسيا غضبه مذهولا: غلوري...
أدارت الشابة عينان زجاجيتان داكنتان تتفحص الحضور قبل أن ترد بنعومة واثقة: الجميع هنا.
ـ غلوري.. هل أنت بخير؟!... أنقطع سؤالها مع ارتفاع يد الأخيرة في إشارة واضحة، ابتسمت الشابة تطمئن الطبيبة المضطربة قائلة: أنا بخير. كل شيء على ما يرام د.ماريا، شكرا لك..
قطبت الطبيبة مستاءة لكنها فهمت القصد والتزمت الصمت مع تقدم الطرف الآخر بثبات متجاهلة بتعمد كل النظرات القلقة، كانت ببساطة تعود لطبيعتها كغلوري هنتر.. القائدة وكفى...
اتخذوا لتكتمل الحلقة في اجتماع نادر بأهم أعضاء المنظمة، خمسة قادة وأربعة نائبين والجو المكهرب ينال من أعصابهم. قطعت غلوري التوتر الحاصل قائلة: الآن، من دعا لهذا الاجتماع؟!
ـ أنا فعلت. أتى الصوت الناعم خافتا وصاحبته تستجمع رباط جأشها أمام هيبة المجلس، لم يهز أي منهم شعرة فيها إلا تلك العينان الداكنتان، كان خوفها حقيقيا أمام غريمتها ومنافستها الوحيدة على أهم أمنية في حياتها، حبها وشغفها.. مايكل.. افترضت أنها رأت كل مشاعرها بطريقة ما لأنها رفعت طرف ثغرها في ابتسامة غامضة لم تفصح عن الكثير تقول: لماذا فعلت ذلك؟.. داليا.
ازدردت الأخيرة ريقها رغم براءة السؤال عالمة أن مزاج غلوري هنتر المتقلب لا يتحمل التهاون حاليا ولن تتردد في النيل منها في أول فرصة ممكنة، استعادت ثقتها من الرجل ذي عينان الرماديتان الواقف بجانب منافستها هادئا في قلب العاصفة، من أجله.. من أجل سعادته ستحاول وستنتصر ضد كل الصعوبات.
ـ الكلب المصاب الأسير قبل ثلاثة أيام مات منذ سبعة وعشرون دقيقة بالضبط. الوجوه الجامدة بلا انفعال أنبأت بالخطر الوشيك وتمتمت غلوري بحدة من بين أسنانها المطبقة: إذا!؟...
ـ لقد مات جراء سكة قلبية، أنسجة جسده كانت سليمة وعملياته الحيوية الأخرى كانت تؤدي وظائفها على أكمل وجهه. هناك معنى واحد لكل هذا، الكلب كان مصابا لكن عدا عن منظره الخارجي لم تتحول أي من خلايا جسده الداخلية، لقد كان يحتضر لكنه لم يكن ميتا البتة.
ردت داليا بثقة وهي ترفق شرحها بتجسيد صوري ثلاثي الأبعاد لاكتشافاتها بواسطة آخر تقدم من قسم التكنولوجيا، حدقوا بصور تشريح وتحليل المخلوق المرسومة وسط الهواء عابسين لكن واحدة فقط كان دمها يغلي غضبا، ما الذي يجري هنا بحق السماء؟!..
ـ ماذا يعني كل هذا؟!.. تعلقت العيون بالسائل فأجفل فزعا، قطبت غلوري هاتفه:
ـ أنت جديد.. ماذا حدث لمساعدك النائب يا كامرون؟!..
ظهر الخطوط الدقيقة حول فم الأخير وهو يتجنب النظر لعيني محدثته مجيبا: لقد.. لقد...
ـ لقد كان أحد الرجلين الذين قتلا عند الميناء يومان مضوا، هل حظيا بدفن لائق؟.. أكملت عنه فأومأ كامرون بالإيجاب وصوته يحمل عرفانا عميقا: بلى، لقد استحقا أمنيتهما وماتا بشجاعة.
أطرقت الفتاة برأسها متأثرة، استحقا أمنيتهما وماتا بشجاعة.. لا يوجد أحد داخل هذه الجدران يكره كل ما آل إليه اليوم أكثر منها لكن هل ستحظى بأمنيتها يوما من ثم تموت بشجاعة؟!...
ابتسمت بشحوب قبل أن تقول بحياديه للوافد الجديد: أذكر اسمك ووضعك الحالي!
أزدرد الشاب ريقه مسرعا بالإجابة: جايك لانغ، تسعة عشر عاما. انضممت منذ أن كنت في السادسة عشر ولا أملك روابط في الخارج، لقد تورطت بطريقة ما في كل عملية حدثت تقريبا من حينها. ربما مضت عدة ساعات فقط على تعيني لكني الأحق بالمنصب هنا من أي احد آخر.
اضطربت أنفاس الفتى لكن إصراره لم يكن له تأثرا البتة على العينان الداكنتان، تحدى الصبي النظرات الميتة قبل أن تعود لتكمل بصوت بارد آتي من الوحش النائم داخلها: حريتك من العالم الخارجي أو خبرتك في عالمنا المشئوم لا تعني أي شيء. ككل الذين سبقوك سترى القدر الذي ينتظرك وقرارك سيقبل بعد معرفتك بكل التفاصيل، داليا...
انتفضت الأخيرة لذكر اسمها وأسرعت تمتثل رغم كراهيتها الشديدة لهذا الجزء من واجباتها، ضغطت على لوحة التحكم الالكترونية في يدها لتجسد وسط الهواء أشكال بيانية وتوضيحية يتوسطها جسم هندسي بديع متقن ثم ارتفع صوت داليا تشرح كما اعتادت:
ـ المجموعة منقسمة لخمسة أقسام رئيسية لكن مهما كانت أهداف القسم هي تدور حول شيء واحد تقف وراءه شركة سوسايتي العالمية، العامل المسبب لكل هذا هو لغز بحد ذاتهن شذوذ لا يفسر إذا صح القول. بنيته الخارجية وغزوه للخلايا الحية يشبه الفيروسات لكن آلية عمله والتشوهات الناتجة على المستوى الخلوي أو الفسيولوجي لا يمكن تفسيرها، من الدمار الهائل لكل شيء يلمسه في كل مرة منح ركزه: الفيروس د.. عبر السنين أنتج العديد من الفصائل إلا أنها تنحدر أساسا من جيلين فقط، الجيل الأول د1 ينقل خلال ساعات من الإصابة الأولى وتختلف فترة حضانته من شخص لآخر، الفيروس يهاجم الجهاز العصبي المركزي أولا ويدمره لذا لا يبقى المصاب حيا أكثر من ساعات، في المرحلة الأخيرة تتحول الخلايا العصبية لتحافظ على دفقات من الإشارات الكهربائية للتحرك الأجساد المشوهة لغاية واحدة، الطعام.. الجيل الثاني د2 يترك أضرار أقل للعيان لكن الضرر الداخلي يتعدى التصور، المصابون يحملون الفيروس داخلهم دون أي أعراض لفترات أطول يمكن أن تصل لشهر، قدراتهم وتحولهم الخارجي أقل لكن قدرة تحمل خلاياهم على تقبل التحول أكبر لذا في المرحلة الأخيرة هم يبقون أطول من الجيل الأول.
ـ يبقون أطول!.. لم؟َ!.. أليس كلاهما ميت؟!.. سأل الفتى دون أن يتخلى عن إمارات الذهول عن وجهه وحدقتاه متسعتان من الصدمة فردت العالمة ببرود حيادي: بلى هما كذلك، هم ميتون بعد أن يدمر الدماغ كليا، الفترة التي تمر قبل حدوث ذلك هي فرصة المصابون للنجاة بواسطة المصل المضاد. بعد موت خلايا الجهاز العصبي تندفع خلايا الجسد الباقية بواسطة النبضات العصبية المتبقية سعيا لمصدر طاقة لكن في النهاية تنهار كل الخلايا وتتحلل ما أن تفقد مصدر طاقتها، بمعنى ما أن يتضور جوعا دون طعام حتى يصدر حكم الإعدام..
شحب وجهه الفتى مدركا قصدها، لسعه صوت غلوري القاطع كضربة سوط: هل تفهم الآن؟.. بقاءك على قيد الحياة يعتمد على فرصتك لتلقي المصل المضاد وحتى وقتها إذا لم تستجيب خلاياك سيتم التحول وعندها سيأتي دورنا، ما أن تصبح خطرا على الآخرين ستردى في الحال دون تردد لتبقى جثتك ميتة من غير ريب. تجمدت أطراف الفتى والعرق يغمره بينما أخفض الباقون بصرهم في موافقة إجبارية صامته، لم يجد الكلمات أو الشجاعة ليرد فأطرق رأسه مشوش الأفكار. إن لم تقتله المخلوقات الشنيعة سيموت على أيدي رفاقه!..
تخبطه وسط سكونه ضرب وترا حساسا في قلب داليا، من اليوم الأول عرفت عندما وضعت في نفس موقفه لتختار مصيرها.. اختارت مستقبلا مع منقذها مايكل لكن ضد غلوري، الشخص الوحيد الذي يهتم له دائما ستخسر. كتمت غيظها وخيبتها تقطع الصمت قائلة بحزم: مع تحليل بقايا الكائنان الأخير من المرفأ وجدنا مشكلة، الطفلان كانا ميتان إلا أن الأذرع المنبثقة من ظهريهما كانت تنقسم وتتجدد تلقائيا رغم حالتهما، إنهما لا يشبهان أحد.
تبادل الجميع النظر فاهمين المغزى، هم يواجهون مشكلة عويصة.. مشكلة لا قبل لهم بها. تمتمت القائدة بتوجس حذر: تجدد خلوي بعد الموت... ماذا كانا بحق السماء؟!...
هزت المعنية كتفاها معلنة جهلها ترد: العامل المسبب لا يشبه أي من الفيروسات المعزولة سابقا، حتى طريقة عمله غير متوقعة وعشوائية، توافدت إلينا عدة تقارير عن أنثى مصابة في وسط المدينة يشتبه بإصابتها وتحمل الأعراض لذا يتوقع وفاتها قريبا.
اشتعلت عيني غلوري وصوتها الخافت يرسل الرعب في قلوب الجميع مغمغمة:
ـ شكرا لتكرمك علينا بمعلوماتك القيمة يا داليا.. يبدوا أننا سنذهب في رحلة صيد...

حتى الالهام المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

فلسطينية الهوية
03-01-2008, 18:25
عذرا على التأخير أعرف مدى تقصيري
و لكن ليس بيدي ظروف الدراسة قاهرة
شكرا على أحلى هدية في العيد
أسعدتني جدا بالفصل الجديد الذي كنت أنتظره منذ زمن طويل
وصف رائع يصحبك الى معايشة الأحداث كأنك احدى الشخصيات
مع كل جملة أقرأها أتلهف لأعرف ما بعدها من أحداث
سلمت يمناك على هذا الفصل و في انتظار فصل جديد

Amjad_F
04-01-2008, 03:55
عزيزتي فلسطينية الهوية:
شكرا على المرور.. أسعد الله تعالى قلبك الطيب..
لا تحملي هما حبيبتي فليس بيننا أي شيء ولا تعتذري على أي تقصير أبدا فأنا نفسي لست في حال أفضل..
أرجوا أن تستمري على تشجيعك لي وأدعوا لك بالتوفيق في كل جوانب حياتك..
حاليا كل فصل يتطلب مني مجهودا لا يستهان به لانجازه لكنني سأنتهي منه بطريقة ما..
سأبقى على وعدي فانتظريني قليلا بعد..
شكرا مجددا على كل الدعم والتشجيع..
حتى اللقاء المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

كورابيكا-كاروتا
05-01-2008, 12:07
عذرا عذرا عذرا
على التأخير
اختي كالعادة القصة روعة و مشوووووووقة

ارجوك لا تتأخري

Σђάη – Язι
05-01-2008, 13:31
شكرا على القصه

Amjad_F
06-01-2008, 11:10
عزيزتي كوربيكا كاروتا:
شكرا.. شكرا...
أرجوا أن يكون الفصل السابق قد نال اعجابك..
كما اسلفت سابقا حاليا انجاز الفصول يتطلب جهدا لا يستهان به لكنه جهد أفتخر به لأنه من أجل اصدقاء عزيزين مثلكم..
شكرا على كل شيء..
أطلب المزيد من صبرك عزيزتي لأن الالهام يجافيني هذه الأيام..
لكني لن أتراجع وسأعود..
فالنبقى على الوعد إذا..
اتفقنا ;)

عزيزتي the true REI KO:
ياي صديقة جديدة.. ::سعادة::
لا تسعني الفرحة..
شكرا على المرور والتعليق..
هما يعنيان الكثير لي..
الجزء الثاني لم ينتهي بعد وكذلك القصة..
فالنبقى على اتصال إذا وترقبي الآتي..
أرجوا أن يكون الجزء الأول قد نال اعجابك أيضا..
انتظر المزيد من التعليق والنقد..
حتى اللقاء المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

فلسطينية الهوية
13-03-2008, 19:03
وين التكملة :mad: :confused:
لقد أطلت الغيبة :ميت: و ما زلت أنتظر
أريد التكملة :محبط: نريد التكملة
أرجو أن تسنح لك الظروف فرصة لتضعي لنا التكلمة
نحن في أشد الشوق لمعرفة الأحداث القادمة
فلا تتأخري اكثر :تدخين:

Amjad_F
23-03-2008, 01:22
أحم.. أحم..
عدت - على ما أظن @_@-
أولا أعتذر للجميع على التأخير الطويل، الحقيقة بين واقع يفرض ضغوطه وخيال يجافي صديقا عزيزا أحمد الله تعالى على كل شيء يحصل لي الآن.. الأول حله في الطريق والثاني وصل بالفعل.. الفصل السابع والجديد وصل.. ياي ^o^ ..
ثانيا شكرا جزيلا لصديقتي: قلسطينية الهوية وكوربيكا كاروتا، مشاعري وفرحتي لا توصف الآن عالمة أن هناك أشخاص رائعون مثلكم يستمرون بدعمي وتشجيعي، قلبي لا يتحمل جميلكما الهائل..
شكرا مجددا لكما أسعد الرب قلبكما الطيب..
لكم أهدي الفصل الجديد..
انتظر النقد والتعليق..


الفصل السابع
ـ هل أنت بخير؟!.. قطع السؤال المفاجئ أفكار الشابة الشاردة عبر نافذة السيارة المسرعة، رأت أصابع رفيقها المشدودة على عجلة القيادة ووجهه الجامد لا يعكس شيئا من انفعاله، لمست جذعها بأطراف أصابعها تخفي انزعاجها ثم ابتسمت برقة متعمدة ترد: عدا عن وخز الجرح المزعج كل شيء بخير.. لا تقلق بشأن ذلك مايكل...
تنهد المعني متضايقا ثم تمتم دون أن يحول نظره: أنا قلق إذا كان هذا القرار صائبا مع وضعك الحالي وأعضاء الفريق المشتركين معنا الآن؟!
هزت الفتاة كتفيها باستخفاف تجيب ببساطة: قلت لك أني بخير فكف عن القلق أما بالنسبة للفريق، حسنا أعتقد أن لا خيار لدينا هذه المرة. رغم أن كل من اشتركوا لا يملكون نصف خبرة أليك أو جايك لانغ إلا أن الشابين يحتاجان بعض الوقت بمفردهما ليكونا قرارهما.. لن أسمح لهما بأخذ خطوة واحدة خارج المقر الرئيسي حتى يعلمان جيدا أين يريدان أن ينتهيا...
ـ هم وأناس آخرون، لقد أتى معنا أشخاص لا خبرة لهم بالعمل الميداني وعلى رأسهم داليا. قال بجفاء عابسا دفع بالدفء لقلب مرافقته، مازال هذا الرجل-رغم ذكائه الحاد- لا يفهم عندما تتعلق الأمور به. حدقت بالشوارع المظلمة الخالية تعترف من أعماق قناعتها الرابضة: أظن أن لكل واحد منهم دافع ما للاشتراك في هذه المهمة بالذات، في حين لدينا نحن كلا الأسباب الواضحة منها والخفية، هم أيضا ليسوا استثناءا وداليا مثلهم...
استرقت النظر له لتراه ثابت السريرة جامد القسمات، جديته وصرامته دفعتها لتفلت ضحكة خافتة أجبرته على التقطيب متسائلا فأجابت بسرور واضح: أنا آسفة لم استطع المقاومة، الأشخاص المشتركين هنا مدفوعين بطبيعتهم البشرية ولا شيء أكثر، داليا تحاول حماية حبها وأنا لن أخسر.. أنا أتبع خطيبي وزوج المستقبل حتى اللحظة الأخيرة. أنت لم تغير رأيك بشأننا، أليس كذلك مايكل؟!... ألقت سؤالها ببراءة خبيثة فغلى دمه جراء حدقتيها الواسعتين، شد قبضتيه على المقود حتى ابيضت مفاصل أصابعه يحاول التماسك، هذه الفتاة تقدر على دفعه للجنون في غمضة عين. هذه الفتاة التي يحبها فوق قدرته على الاحتمال... فتح فمه ليخرج الكلمات التي تتصارع داخله لكنها تبخرت عندما أشاحت عنه لتواجه المقدمة من جديد تتمتم: أظن أننا وصلنا.
توقف خلف السيارة الصغيرة المرشدة وترجل الجميع، تكونت حلقة مغلقة من خمسة عشرة فردا مدججين بالسلاح ومستعدين فسنت غلوري القوانين بصرامة قاطعة: المهمة بسيطة ومباشرة، العدو شخص واحد وسيدخل أنا ومايكل. بعد إشارة الاستدعاء سيأتي فريق المداخلة بقيادة كامرون وداليا لجمع العينات. إذا لم تأتي الإشارة بعد خمسة عشرة دقيقة نفذوا الإبادة الشاملة فورا، طوق الحصار بقطر كيلومتر واحد لثلاثة أيام ولا أحد يتجاوزه.. حيا أو ميتا...
ـ خمسة عشرة دقيقة فقط!.. هذا نصف الوقت المعتاد في البرتوكولات السابقة، ماذا تهـ...
أتى الرد محطما أمال داليا من منافستها بلا مجال للاعتراض: لن نخاطر الآن نظرا لمستوى الأضرار المتوقعة. كلانا يعتمد عليكم في حال حدوث الأسوأ..
تعلقت الأنظار المتوترة بهما قبل أن يهزوا رؤوسهم بحزم، ماثلت ردهم واثقة من شجاعتهم بلا حد ثم التفتت لمرافقها ليتقدما بصمت نحو مدخل البناية القديمة المظلمة. لم يترددا قط حتى عندما أقفلوا الباب الثقيل خلفهما ليحبسهما مع أسرار سوداء مجهولة. تقدمت الخطوات الحذرة على الأرض المغبرة والجدران البالية إلى الهدف المحدد، الباب الحديدي المفضي للقبو في نهاية الممر الضيق، تبادلا نظرة واحدة أمام الباب المقصود جددا فيها العهد.. معا للنهاية. كل الأفكار المتشائمة تبخرت ما أن فتح الباب، خلفه وجدا آخر وأسوء كابوس ينتظرهما، أمام نظريهما أمتد حشد لا ينتهي في الصالة الواسعة. صرت غلوري على أسنانها ونيران الغضب تشتعل في داخلها، الأنغام الصاخبة السريعة زادت من إشعال أعصابها تدرك ما يحدث، هذه حفلة مرتجلة أقيمت خلال الساعات القليلة التي احتاجوها للاستعداد... اضطربت ضربات قلبيهما والحقيقة المفزعة تقع كالصاعقة عليهما فشدت الشابة قبضتها تحبس ثورتها قبل أن تتقدم، شقت طريقها وسط الشباب المنتشي بإصرار حتى فصل بينها وبين صندوق الموسيقى المرتفع متر واحد فقط، ثبتت قدميها تنفذ مخططها ببرود جدير بأسطورتها، حطمت الرصاصة الأولى الصندوق فمات ضجيج الموسيقى حالا، الرصاصة الثانية استقرت في السقف ليصمت الكل عن الصراخ اعتراضا، استجابوا للرصاصة الأخيرة وهم يهربون من المنزل بفوضى وذعر عارم ليخلوا المكان في دقائق ويعلن السكون سيادته، استمر على حاله للحظات إلى أن بعثره صدى هتاف صوت ناعم جاف بتهديد حديدي: تستطيعين الخروج الآن.. لقد رحل كل الضيوف المتطفلون...
مرت ثواني ثقيلة تسمم فيها الهواء لكن الانتظار لم يطل عندما خرج جسد نحيل يغطيه شعر ناعم فضي طويل من الظلال، الوجه الشاحب والعينان الغائرتان أخبرتهما إنها طريدتهما. لم يحرك ثلاثتهم إنشا يتبادلون نظرات الكرة والبغضاء لأسباب نقيضه حتى خرج صوت المرأة الشبح من أعمق بئر على الأرض تتمتم: التقينا أخيرا.. ما الذي أخرك؟!...
هزت غريمتها كتفيها باستهتار ترد: أعمال عالقة... لكني أتيت لأنهيها لذا أريد كل أجوبة حالا.
لم تستجيب المعنية فهتفت غلوري وقد نفذ صبرها: ما لا تعطيني إياه طواعية سأستخرجه إجبارا من أحشائك فاختاري معركتك بحكمة..
ابتسمت شفتا المرأة النصف ميتة الزرقاوتين بلا مبالاة قائلة: الإجابات أمامك لكني ترفضين رؤيتها بكامل إرادتك ولا دخل لي.. لقد أنقذ طفلي لهذا وهبته روحي.. لقد أصبح سيدي.
تبادل المقتحمان النظرات متحفزين، عاودت داكنة العينين النظر في الحدقتين الصفراويتين تغمغم بخفوت: ماذا بالتحديد سيدك؟... واجهت المقصودة السؤال بجمود كالصنم حتى أدركوا عقم المحاولة، قررت غلوري عدم إضاعة دقيقة زائدة فألقت آخر تساؤلاتها: لا تهتمي فأنا أعلم أنك حية لكنك للموت أقرب وعندما يحدث ذلك اطمئني، سأتأكد من حدوثه حرفيا لكن شيء أخير.. لم أصبت كل هؤلاء الصبية! البدء بوباء الآن لا يصب في مصالحكم...
ـ ليس بعد الآن، رغبات سيدي أوامر وهو لا يرغب بالتخفي بعد الآن.. لا يهم إن تداعى العالم بعد الليلة طالما نحن المختارون سنبقى.. من باب اللطف فقط سأخبرك اسمي كايت وسأقتلك. أعلن تصريحها الأخير رغبتها للقتال فصرخ بها مايكل: لا تستسلمي لأوهامك مهما كان سيدك، لقد قتل طفلاك ليرتقيا لمستوى قتالنا في الميناء.. إنه ليس منقذك كما لم ينقذ أطفالك من قبل...
رأى مايكل الألم في عينيها رغم تعابيرها الميتة، شتم ثائرا عندما أخفضت رأسها ثم أحس بها وسط الضباب، لقد ماتت بكامل إرادتها مستنتجا مشكلة عويصة، الفيروس الجديد يستجيب لرغبات الحاضن بطريقة ما والمرأة التي يواجهانها ترغب بالانتقام فقط. ثنى ركبتيه وشد عضلاته متحفزا واسترق النظر لرفيقته فستولى عليه الجزع. غلوري تقف بجمود تحدق بالفراغ أمامها بعينين تحويان آلاف المشاعر. نظرة يعرفها جيدا لأنها تعني مصيبة ما تحدث...
ـ أقتلها... انتفض من همسها اليائس وتصميمها الأسود من ثم تلاقت أعينهما تردد: أقتلها.
تبدد صدى صوتها مع ضجيج تهاوي الجدار خلفهما جراء الذراع الأخطبوطية العملاقة الممتدة وسطهما، رأى رأس كايت الساقط على صدرها والأذرع اللزجة المنبثقة من ظهرها فلم يضيعا لحظة، انطلق كلاهما بسرعة خارقة مستلا سلاحه والأفكار غلوري المرعبة تصل إليه مع كل ضربة، رأى معها القامة الفارعة أمام قلعتهما المنعزلة فضرب الذراع الواقعة عليه كالسوط بمخالبه وعاود الهجوم، الحماسة والفرحة العارمة في الصبي البريء طعنه فأطلق رصاصه لتصدها المزيد من الأذرع السميكة، صرخت غلوري متألمة جراء ارتطام ظهرها بالجدار بسبب تطويح أحد الأذرع لكنه لا يساوي معاناة شقيقها يواجه حدقتين باردتين لا تشبهان ما يذكره البتة، أنتقل ألمه إليه تسمع ندائه الصامت فأسرعت خارجا، لم يهمها رؤية انتصار مايكل ضد كايت لتلحق بطفليها، لم يهمها نزيف جرح جذعها مجددا وتعثر خطواتها، لم يهمها صراخ خطيبها المتواصل الحاد ومحاولته اللحاق بها، لم يهمها شيء حتى عندما واجهت بقية فريقها المنتظر خارجا ليصدم لرؤية حالها.. لم يهمها شيء تدعوا الرب ليساعدها في الوصول قبل فوات الأوان.. تحت القمر الشاحب فردت جناحيها ثم انطلقت تخترق السماء ليختفي الجميع حتى شتائم مايكل وهو يسرع لسيارته الرياضية ملقيا أوامره بسرعة العودة للمقر الرئيسي.. سقطت دمعتها عبر الهواء البارد تغمغم ضارعة: أرجوك أليك لا تصدق أبانا.

حتى الالهام المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

كورابيكا-كاروتا
24-03-2008, 11:22
واااااااااااااااااااااااااووووووووووووووووو
لا اعرف ماذا اعلق
روعة روعة روعة
انشد جسدي كله القصة و كأنني فيها
عزيزتي غلوي و خبثها الجميل بدت رائعة
و نهاية الفصل اثارت فضولي الى ابعد الحدود
ارجووووك اكملي و لا تبقينا نتلوى من الاثارة
تحياتي

Amjad_F
26-03-2008, 06:44
عزيزتي كوربيكا-كاروتا:
شكرا.. شكرا من أعماق القلب..
رد انتظرته منذ زمن وأعتذر عن الغياب الطويل الذي أقلق مجموعة من الاصدقاء العزيزين..
من عدة أيام تابعت فيلم على MBC2 بعنوان stranger than fection حكى فيها أومة تمر بالكتاب عادة تسمى جمود الكتاب وهي عندما يعجز الكاتب عن تقرير خطوته التالية وهي بالضبط ما كنت عليه الشهور الماضية لكني أعتقد أنها مرت الآن -على ما أظن - واستعدت وتيرتي السابقة لذا انتظري الفصل الجديد قريبا انشاء الله تعالى..
أظن أن الهدف وصل مباشرتا هذه المرة وأعدك بالمزيد من التشويق في الفصول القادمة والجزء الثالث الجديد الذي اخطط له.. دعواتك لي إذا..
شكرا مجددا وأعدك بالمزيد..
حتى لقائنا القادم..
سلامي للجميع..
أمجاد..

Amjad_F
13-04-2008, 12:14
إحم إحم...
فصل جديد وصل وإلهام للمزيد..
شكرا شكرا لصديقة عزيزة..
كوربيكا-كاروتا أنت أروع أخت تخيلتها في حياتي..
اهدي لك الفصل الجديد..
ترقبوا الباقي..
لم يبقى الكثير.. على ما أعتقد (^_^)
انتظر الرد والتعليق..

الفصل الثامن
ـ لماذا؟... لماذا أنت هكذا؟!... خرج صوت الفتى ضعيفا لا يقدر على منع نفسه من الارتجاف وهو يرى انعكاس صورته في الحدقتين الجلديتين، صحيح أنه لا يملك الكثير من الذكريات عن الرجل الواقف أمامه لكنه يعلم جيدا أنه لن ينظر له أبدا بهذه الطريقة.. أباه لن ينظره له بعين الحقد والكره أبدا، أليس كذلك؟!...
شهق في اللحظة التالية جراء القبضة الحديدية المطبقة على عنقه، ضرب الجسد الصلب مرارا بقدميه يحاول بيأس التخلص منه، لم تؤثر أي محاولاته على آسره المتوحش وهو يتقدم بتؤدة ليسمح بأتباعه بالدخول، أشنع مخلوقات وطأت الأرض اندفعت عبر البوابة تطيع أوامر سيدها.. الدمار للجميع... ارتفع صوت الصراخ والعواء في ثواني مختلطا بصدى الرصاص ورائحة الدم، دمعت عينا الفتى لا يستوعب الهول الذي يحدث ثم تمتم بأسنان مطبقة:
ـ لماذا؟!.. أنت لست من تدعي أنك هو فلماذا تسعى إلينا؟!.. لماذا أتيت هنا؟َ!..
خفق قلب الشاب الصغير بذعر عندما رفع ليواجه العينين المألوفتين السحيقتين وصاحبهما يغمغم بهدوء: كان يجدر بك سماع نصائح أختك العزيزة أليكساندر، من البداية عرفت بالضبط ماذا يجدر فعله كحاميتك وأحد الثلاثة لكنك لم تثق بغريزتها.. وهذا كل ما احتجت له..
رأى قصده واضحا في حدقتيه البنيتين فحاول المقاومة، لم يبدوا عليه التأثر لأي مما يجري مستمرا بجر أليك لبقعة محددة، خلفهما لم يتوقف الرصاص عن الدوى والحراس يحاولون باستماتة منع المخلوقات من التوغل دون فائدة، الألم والعذاب أعاد لأليك ذكريات مريرة ما كان لينجوا منها لولا إنقاذ أخته له في كل مرة، كان يثق أنها ستأتي لإنقاذه دائما لكن ليس الآن.. الآن لا يستطيع الاعتماد على أحد وإلا كان مصيره الموت.. لن يحبس وحشه مهما كانت العواقب...
تصلبت جميع المخلوقات في اللحظة التالية والدم الساقط على الأرض يزلزلها، سكنت كل الأصوات عدا عن الشهقات الثقيلة من الصبي الملطخ بالدم بعد هربه من آسره بأكثر الطرق تطرفا، قطع ذراعه تماما مستغلا شروده ووثب مبتعدا لكن ردة فعل خصمه أثارت مخاوفه، لم يصرخ أو يصدر أي إشارة تدل على أدنى اهتمام لما حدث له يحدق بالذراع المبتورة ببرود، ظهر تحول أليك واضحا بمخالبه الحادة وأنيابه الطويلة إلا أن عيناه نطقت بكل ما يعتمل داخله، الحدقتان المشوقتان بالطول عكست الرغبة المتعطشة داخله بالقتال والموت لمن يجرؤ على مواجهته.. أشاح غريمة عنه يلتقط ذراعه المقطوعة متمتما باستخفاف: لم يجدر بك فعل هذا أليكساندر، الآن أنا غاضب للغاية.. أنا لم أنتهي منك بعد.. ألصق ذراعه بمكانها الأصلي فرأى أليك أسوء كوابيسه، في الحال بدأ الجرح البليغ بالالتئام وإيصال العضو المبتور لمكانه، قفز الفتى صارخا ومقدرا أنه إن أعاد الأمور لنصابها فسيتقدم عليه: ستموت وكل شيء سينتهي.
شكلت الحركة التالية صدمة للجميع عندما ارتطم أليك بالحائط في ضربة عنيفة لم تكن في الحسبان، تكور على الأرض وذاق طعم الدم في فمه فبصقها وتركها تسيل في خط دموي من بين شفتيه، تجمد أمام غريمه وسلاحه، في ثانية وصل ذراعه وشفى جرحه ثم حولها لذراع مخلبية تناهزه طولا استخدمها ليصد هجومه، ضاقت عينان الشاب يدرك فداحة الخطر الذي يواجهه، هذا الشخص لا يشبه أي من المخلوقات التي واجهوها سابقا، قدرة التجدد الحيوي بطرفة عين، طفرات جينية تخضع لأوامره الإرادية والأسوأ أنه ما يزال يحتفظ بذكائه وعقله البشري... إنه أقرب لهم الثلاثة من أي متحول بشري أصيب بالعدوى قبلا... إنه يواجه مصيبة...
أخرج أليك المزيد مما في جعبته كاسيا كل جسده بحراشف رمادية لامعة، ابتسم مواجهة ساخرا مغمغما: المزيد من السخافات.. أعتقد أني قادر على تبديد القليل من الوقت قبل أن ترى دمار قلعتك الكامل... صر الفتى على أسنانه غيضا لكنه تماسك سامحا لجميع خلايا جلده بالتحول، ثواني ليتغير شكله الخارجي تماما ووثب رافعا كلا يديه إلا أن مخالبه ارتطمت باليد المتحولة الطويلة تعترض طريقه، لم يتراجع معيدا الكره ليصدها فقرر إستراتجية جديدة مندفع كالفهد ما أن لامست قدماه الأرض ثم خرج عن مساره هربا من اليد الساقطة عليه كالجلمود مهشمة الأرض تحتها، هذه اليد المتحولة تذيقه الصعاب لذا عليه هزمه قبل أن تتطور الأمور.. تبنى أقدم الخطط فوثب لأن الهجوم خير وسيلة للدفاع، ناور ضربة المخالب الأولى لتغرز خلفه ثم دار على عاقبيه يتجنب الضربة الثانية من الأصابع الممتدة ورائه، ضرب انعكاس المخالب المميتة بيده اليمنى ثم أبعد البقية المستترة خلفها بيده اليسرى لتناله ما نسي أمره، شهق عاجزا عن التنفس عندما قصمت الضربة العاتية ظهره بذراع عدوه الثانية الغافل عنها، ارتطم بالأرض لترتفع الصخور المحطمة حوله وانغرز لعدة أقدام عميقا، حاول الانتصاب مجددا لكنه لم يقدر وقبضة غريمه العملاقة تثبته مكانه، مني بالفشل وأنفاسه تضيق لكل حركة يأتيها جراء الأصابع الغليظة الملتفة حوله كثعابين، رأى من بين جفنيه المنتفخين تقدم خصمه ليشرف على الحافة أعلاه يحدق به بجمود من ثم قال بلا مبالاة:
ـ أنا لا استمتع بوقتي يا أليكساندر، على عكس أختك ورفيقها أنت مندفع وتفتقر للتفكير المنطقي.. على سبيل المثال، لم تسأل قط لماذا انتظرت للآن بالتحديد وماذا أريد منك أنت بالذات؟!..
شعر أليك بالعجز مدرا أن هذه الأسئلة هي أول ما ستسعى شقيقته لإجاباتها، غلب كبريائه حاجته للمعرفة فالتزم الصمت عابسا بشراسة لم تؤثر على خصمه وهو يرفعه دون أن يفك أسره، أحتفظ الفتى بمظهره يقاوم بضراوة بينما عاد عدوه لهيئته الأصلية إلا قبضته وأصابعه وأكمل ببرود:
ـ في البداية أعترف بعبقرية من أختار هذا المكان ليكون مقركم الأساسي.. ليس فقط العزلة التامة عن الرجاء المحيطة والقدرة على المراقبة الدقيقة لكل ركن يحيط بكم بل أيضا القلعة مبنية على أرض صخرية تجعل من المستحيل تقريبا التسلل من تحتكم.. لذا كان علي إيجاد وسيلة أخرى للولوج وفي حين أن المواجهة المباشرة ضد ثلاثتكم مجتمعين يعني خسائر فادحة لي لجأت لأسهل خطة منذ فجر التاريخ.. الإغراء والشك... يوما بعد يوم نما بينكم أن هناك شخص بعينه موجود خارجا وبعض الفتات لإبقائكم مشتتين عن الهدف الأساسي وكان علي الانتظار، حملت شقيقتك بذرة الشك بينما أنت بذرة الأغراء والنتيجة اندفعت هي لأول وهم نصبته لها وأنت لأول فخ رأيته.. لم أتوقع هذه النتائج لكن النجاح بلغ مائة بالمائة في خطة بسيطة مثل هذه.. لهذا علي شكرك أليكساندر لأنك أعطيتني مفتاح نجاتي وشفائي...
تجمد الفتى يستوعب ما يسمعه، مفتاح نجاته وخلوده يملكه دون علمه. إذا هو يسعى منذ البداية إلى... هتف بحدة ثائرا: سأسممك بدمي إن حاولت أخذه.. أفضل الموت على الخضوع لك...
ـ أيه الغرير من قال أنك من أريد.. أنت الوسيلة وليس الغاية.. وقف أمام بقعة معينة فتملك أليك الذعر مدركا قصدا فصرخ بهياج: توقف.. أنت لا تقدر على فعل هذا...
ـ بحكم من؟!.. أنت لم تكن يوما الحامي أو القائد.. أنت لم تكن يوما مرغوبا به... أنغرزت الكلمات الأخيرة داخله أعمق من المخالب الرفيعة الحادة في جذعه، راقب أليك بخدر دمائه الدافئة تسيل ببطء ثم أرخى الرجل راحته ليسقط عاجزا عن الحركة، بدا له معارك المحاربين خلفه ضد الوحوش كالحلم يراقب ما يحدث أمامه.. دمه يسيل في ممرات دقيقة تحته لينجلي الجزء الثاني من الخطة المشئومة، باب السرداب يفتح استجابة لمفتاحه. أحد دماء القادة قادر على فتحه وإخراج اللاجئين المختبئين داخله، طالعته الوجوه الباكية الشاحبة وبعض الأفراد يمسكون برشاشات يحاولن الصمود أمام الهول القادم، تجاهلهم المعني يبحث بعينيه عن شخص محدد ما أن رآه حتى أطلق ذراعه السوطية في أثره محكما قبضته عليه، صرخ أليك مميزا هدفه: دين...
تبا.. تبا.. أطرافه تأبى الاستجابة والنابان الطويلان يقتربان من عنق دين متجهين نحو كارثة، جروحه تأبى الشفاء لأن جلده ما يزال في طور العودة لطبيعته البشرية. حاول لكن لا فائدة فضرب الأرض بقبضته يائسا ودموع العجز تسقط عليها.. لا مخرج.. ستفتح أبواب الجحيم.. ساعدني يا إلهي.. لينقذنا أحدكم...
تعالت الصرخات فرفع أليك رأسه متوقعا مصيبة, اتسعت حدقتاه مثل الجميع معقود اللسان لا يصدق ما يراه.. كالسراب كالحلم أتت الاستجابة.. أمامه ارتفعت تلك القامة المألوفة بعلامتها المميزة، الجناحان الدمويان الهائلان ينثنيان برقة على الشاب المذعور المنتزع من بين مخالب المسخ فتمتم أليك يمزج بين فرحه وذهوله: غلوري...
حمل الهواء العالق بين الفتاة ومواجهها حقد أسود صافي قائلة: التقينا أخيرا... أبانا المزيف...

حتى الالهام المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

كورابيكا-كاروتا
13-04-2008, 12:36
واااااااااااااااااااو
بصراحة لا اعلم ماذا اقول سوى روعة
يعني كدت اخترق الشاشة بنظري و انا اقرأ ... اليك مسكين عندما اتخيل الموقف الخيانة من اقرب شخص
يا الهي موقف مدمر تماما كما قلت (أنغرزت الكلمات الأخيرة )

اختي العزيزة شكرا لاهدائك لي لهذا الفصل الروعة
انا لم افعل شئ يستحق الذكر
انت كاتبة مبدعة ولابد من قول الحق كتاباتك تفرض علينا هذا الاحترام و الاعجاب

تحياتي و احترامي

just Beautiful!
15-04-2008, 00:07
أختي العزيزة جودي..
تسمحيلي أناديك هيك؟؟^^

بصراحة القصة تطير العقل..
إبداعx إبداع!!
رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة..
تهببببببببببببببببببببببببببببببببل..

بصراحة مابعرف شو قول..
قمة الروعة..

ربنا يحفظ لك هالموهبة..
وبليس ما تتأخري علينا..
ناطرتك على نار..

Amjad_F
15-04-2008, 11:30
عزيزتي كوربيكا-كاروتا:
تبارك الرحمن..
رد فوري.. ^_^ شكرا جزيلا..
رائع.. أعتقد أن الهدف وصل تماما..
موقف أليك العصيب لم ينتهي بعد على الرغم من أن الجزء الثاني قارب على الانتهاء..
يعني المزيد قادم بعد فانتظريني..
أنت أخت عزيزة علي وتستحقين كل الخير..
أراك قريبا مع الالهام جديد إن شاء الله تعالى..

عزيزتي Just beautiful
ياي صديقة جديدة ><__><
لا تسعني الفرحة..
أشكرك على التعليق الرائع..
لقد أثلجت صدري بطريقة لا تتصورينها..
رائع..
بالمناسبة كيف استطعت معرفت اسمي الصغيري؟! @_@..
تستطيعين مناداتي بما تريدين..
نحن أخوات من اليوم وصاعدا..
إذا أعجبك هذا الجزء أتوقع أن الجزء الأول سيعجبك أيضا..
الرابط في الصفحة السابقة..
أنتظر المزيد من التعليق والرد وحتى النقد إذا أردتي..
أراك قريبا إن شاء الله تعالى..
حتى اللقاء المقبل..
سلامي للجميع..
أمجاد..

فلسطينية الهوية
03-07-2008, 18:27
:بكاء: :بكاء: :بكاء: أعتذر على كل هذا التأخير في الرد
و أعلم أنه مهما كتبت من كلمات اعتذار لن أوفيك ما تستحقين
لولا الظروف و الامتحانات ما كنت تأخرت لهذه الدرجة :ميت:
الأجزاء التي تمت في غيبتي في منتهى الروعة
الكلمات تشدني و أسلوبك التعبيري أسرني حقا
لامست مشاعري بما كتبته ربما لأني عايشت مشاعر الخيانة من أقرب الناس
لقد أبدعت حقا في الوصف و هذا ليس بغريب عن قلمك و ابداعك
أتمنى أن تعذري لي تأخري
و أن تقبلي باقة الاعتذار هذه

http://www.brides.com/images/editorial/2004_elegantbride/06_summer_p248_lesfleurs/00_main/012_primary.jpg

و في انتظار أجزاء جديدة فقد وصلت قمة التشويق