PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : جناية شعرية..(حلقة نقاش)..



جوروماكي
30-09-2007, 17:43
استوعبت القصيدة العمودية التجربة الشعرية العربية على مدى قرون خلت ، ثم فقدت بريقها كونها لم تعد الشكل الوحيد للشعر .... ولم تكن ربيبتها ( التفعيلة ) بالأوفر حظاً وحظوةً عند جل الشعراء .
الملاحظ اقتران الشكل التقليدي العمودي بالخطاب الشعري المباشر ( الغير شعري في مقاييس الشعر الحديث أو الشاعرية الحديثة التي انفتحت على فضاءات عالمية متنوعة ) ...

وحيث يبقى الوزن والقافية هما القصد الفني كإطار للعمودية والتفعيلة ، يبقى الخطاب ( مُسايراً ) مباشراً وبسيطاً في صياغته .

لم ينجح على حد علمي - المتواضع - الشعراء الذين مارسوا العملية الشعرية التقليدية العمودية في الخروج من هذا المأزق وتغيير الخطاب الشعري مع الحفاظ على الشكل العمودي .

في حين راوحت قصيدة التفعيلة ما بين المبَاشرة ( كوليد شرعي ) للعمود الأم من جانب وبين الوقوف على أعتاب الحلم الشعري العربي من جانب آخر ، فيما يمتد الجدل حول قصيدة النثر باعتبارها الفضاء الأوسع والأرحب لاحتواء التجربة الشعورية ...

لم ينجح أحد في تضمين الخطاب الشعري الحديث بفضاءاته المتعدده في الشكل التقليدي للقصيدة العربية .... ولذا حُق لنا التساؤل :

ألم يجن الشكل التقليدي على الشعر والشاعرية العربية ؟

أكانت مراوحة المحتوى جناية الشكل على المضمون حين بقيا متوازيان عبر العصور الأدبية ؟

أيمكن له أن ينطلق إلى الأرحب دون أن يفقد مورّثاته المنطقية ( الوزن والقافية ) ؟

أسئلة تثيرني وأحببت مشاركتها معكم .......


والسلام ليس الختام

جوروماكي العزيز

Rachel Benning
30-09-2007, 22:24
السلام عليكم

اهلاً جورماكي ,كيف حالك ؟
طبعا لست شاعرة , ولا اعرف بالاوزان كثيراً :مرتبك:
وربما أرائي هنا غبيه لدرجه لاتوصف :موسوس:
لكنني لم احبذ ان اتركك تعود غداً وموضوعك الرائع والغريب ايضاً فارغاً من الردود
..


لنأتي لأسئلتك , او لتأتي اسئلتك الينا , او لنأتي الى اللا اجابه :ضحكة:


ألم يجن الشكل التقليدي على الشعر والشاعرية العربية ؟
لا اعتقد ذلك , الشكل التقليدي له من الوقع الرائع على النفوس , ولا اظن ان الشاعر
لا يستطيع ان يوفي مشاعره به ..
فالشكل التقليدي وفى كثيراً لما يريده الشعراء , بل وزيادة ايضاً




في حين راوحت قصيدة التفعيلة ما بين المبَاشرة ( كوليد شرعي ) للعمود الأم من جانب وبين الوقوف على أعتاب الحلم الشعري العربي من جانب آخر ، فيما يمتد الجدل حول قصيدة النثر باعتبارها الفضاء الأوسع والأرحب لاحتواء التجربة الشعورية
لا اظن ان قصيدة النثر هي الفضاء الارحب في وصف الحاله ..
فالشكل العامودي للقصيدة يعطي الكثير من الفضاءات الرحبه لتوليد المزيد
من الاساليب والمشاعر ..لذا فسؤالك هنا :

أكانت مراوحة المحتوى جناية الشكل على المضمون حين بقيا متوازيان عبر العصور الأدبية ؟

اجيب عليه بلاءٍ كبيره ..





أيمكن له أن ينطلق إلى الأرحب دون أن يفقد مورّثاته المنطقية ( الوزن والقافية ) ؟

لا اعتقد , فمايميز الشعر ان كان كالنثر شكلاً ؟
اما المضمون فكلاهما متساويان , لكن الشعر اكثر وقعاً على القلب
فلا اظن ان باستبدالنا الشكل التقليدي للشعر سيفتح باباً لتدفق المشاعر
فالباب منذ الازل مفتوح .. والشكل التقليدي انتج الكثير من القوة في اللفظ والمعنى
لذا رأيي ان الشكل التقليدي هو الاوسع فضاءاً , والاجدر بكونه شعراً :)



.



.

السلام عليكم

yamazaki
30-09-2007, 23:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بالأخ الكريم جوروماكي

موضوع يحمل أبعادا عميقة يُشكر صاحبها على اثارتها

أولا عنوان الموضوع يحملنا إلى قضية تهم الأدباء بتعدداتهم الإنتمائية
جناية شعرية .
لنرى المقدمة التي ستوضح طرف الخيط


استوعبت القصيدة العمودية التجربة الشعرية العربية على مدى قرون خلت ، ثم فقدت بريقها كونها لم تعد الشكل الوحيد للشعر .... ولم تكن ربيبتها ( التفعيلة ) بالأوفر حظاً وحظوةً عند جل الشعراء .


اذن فنحن بصدد ما يسمى بالقصيدة العمودية بتبعاتها ( الشعر الحر ) واشكاليتها في الشعر العربي مع تطورات العصر


وحيث يبقى الوزن والقافية هما القصد الفني كإطار للعمودية والتفعيلة ، يبقى الخطاب ( مُسايراً ) مباشراً وبسيطاً في صياغته

القصيدة العمودية أخي جوروماكي لو تعلم قامت على اثرها مناظرات ونقاشات كبيرة متعمقة .
كلما أرى نقاشا حول القصيدة العمودية إلا وتذكرت حديث أحد كبار الكتاب حيث قال " القصيدة العمودية تقف على مفترقين أما صعود إلى خلق،أو إنحطاط نحو خلق،في كلا الخلقين،يقف الشاعر وحيدا ليس معه غيره،لايحمل سوى شفرة،لأنه (دافن شي) ، عليه أن يستخرج القديم،مابعد ذلك له أن يرضى به،أو يرضى له،أو يرفضه قطعاً،ربما أمسك شيطان الشعر من قرنيه مثل مصارع الثيران ورفض أن يتناطح معه حتى لاتُولد القصيدة شوهاء،إحتمالات شتّى،لكن تبقى لرجولة الخيال فسحة أن تنظر إلى حدائق بابل المعلّقة،وكيف يتسامى إليها!!..... الحداثة والتجريب في القصيدة العمودية الكلاسيكية ترتكز على التراث،لاتستطيع أن تغيّر دون أن تهشّم القديم،لاأن تتبرأ منه،يقول نيتشة(كل من يريد أن يكون مبدعاً في الخير وفي الشر،عليه أن يكون أولاً مدمّراً وأن يحطّم القيم).....هي عملية خلق جديد يكون فيه القديم المادة الجديدة للخلق،لوجه وروح جديدين،إن تبرّأت منه فإنك تقطع فرعك من جذعك وجذعك من عِرْقِك "

كلام يطرح أفكارا عدة :
الإشكالية عزيزي جوروماكي تكمن في حال الشعراء في عصرنا ، وكمطالع للساحة الشعرية فشعرائنا ما يلبثوا أن يرتفعوا بنسقهم حتى يتناسون الأمس القديم والذي هو الأصل .

كم قرأت من مقالات تتهم قصيدتنا العمودية بالتحجر معززين ذلك لأقدميتها وسلفيتها .


لم ينجح على حد علمي - المتواضع - الشعراء الذين مارسوا العملية الشعرية التقليدية العمودية في الخروج من هذا المأزق وتغيير الخطاب الشعري مع الحفاظ على الشكل العمودي .


الشعر كما نعلم ـ بجميع أشكاله ـ يقف على متن اللغة ،واللغة لها بنية إيقاعية تدور بينها بأشكال أخذت أشكال المفاعيل والموازين وهي وحدة القياس الورزني (الكمي او الإيقاعي)...لاتختلف اي قصيدة عن أخرى إلا بمقدار الحرية التي تبيح للشاعر الهرب من التفعيلات الأصلية والبديلة . وهذا شيء معروف عند الكثير وباب النقد مفتوح .

لكن في دراسة موثقة قام بها أحد كبار الباحثين وجد أن جل الشعراء قد نهجوا ضعف التفعيلات المتواترة في قصيدتنا العمودية وهم بهذا يكونوا قد ارتبطوا كل الإرتباط بالنمط العمودي .

لنرى الآن شعر التفعيلة : لقد ظهرت هذه القصيدة كنتيجة لجدلية قائمة مع القصيدة الكلاسيكية ( القصيدة العمودية ) ومحور الجدلية يدور على الأغلب حول طبيعة الاوزان الشعرية ، وحول طبيعة الكلمات المستخدمة في الشعر ، ناهيك عن الايقاعات التي تناسب العصر .

ومن ابرز روادها ( نازك الملائكة والسياب ) حيث ترسخت لهم قيم الإيمان بالمتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي طرأت على عصرهم . وبالتالي ولد لهم احساس جديد يقتضي التغير لما كان له العصر السالف ( القصيدة العمودية ) .

أرى أخي جوروماكي أن هؤلاء قد هيئوا لانبثاق عصر جديد على أنقاض " القصيدة العمودية " هذه التهيئة قد نسميها هدما أو لنقل تمرد ـ لكن ـ رغم ذلك نرى فيهم حنينا إلى الأصل دائما .

إذن لقد وضعنا صورة مقارنة تحليلية بسيطة بين القصيدة العمودية وربيبتها التفعيلية . وهنا قد يتبادر إلى الذهن السؤال التالي : هل يجب أن نستغني عن قراءة فحول القصيدة العمودية ( المتنبي ـ ابو تمام.......... الخ ) ؟

طبعا سنتفق معا على أن الجواب : لا

لأن هؤلاء قد ابدعوا شعرا يتضمن نسقا ووهجا ونورا ابداعيا أزليا في زمن سرمدي ، نستطيع أن نسميه موطن الشعر الإبداعي الأصيل ، وبالتالي فلا نستطيع أن نبتعد عنه ، ( رغم تيارات التمرد العاتية ) .

كمطالعين لواقع الشعر العربي أرى أن شعرائنا ومع الأسف أصبحوا يلعبون بالشعر ويبيعونه كالخبز وإن دققت النظر فستجد أخي جوروماكي أن لقب " شاعر " أبعد ما يكون عنهم . ناهيك عن الكتابات الصفراء التي تنخر في قيمنا الشعرية نخرا .

نحن نشجع اجتهادات شعرائنا وتطلعاتهم المتقدمة التي يكون هدفها الحفاظ على أصالة موروثنا دون أن يجعلوه في طي " كان " أو يُرمى في مزبلة التاريخ .

لا وألف لا

القصيدة العمودية نعتبرها " العمود الفقري للشعر" ألم تعلمكم يا شعراء تمثيل احساسكم واختيار موسيقاكم .

أخي جوروماكي : واقعنا مرير ، والخناجر التي تطعننا تغطي السماء لكثرتها لكن تأكد أن الأصالة ستبقى دائما وأبدا هي القوة والمتربعة على عروش من سبقها و أخيرا


أيمكن له أن ينطلق إلى الأرحب دون أن يفقد مورّثاته المنطقية ( الوزن والقافية ) ؟


تلوين المضمون نعم ، لكن الإقصاء هو ما لا نتفق عليه .

موضوع عميق أخي جوروماكي ويحتاج إلى جلسات ونقاشات مع حضرة الشعراء والكتاب الكبار الخبراء في عمق الشعر وليس قشوره . ولقد حاولت أن أدلي بدلوي لأنني من المهتمين بعالمنا الأدبي بشتى توجهاته ومن المدافعين عن موروثاته .

جنرال الحرب
01-10-2007, 00:07
شكرا جوروماكي من رفيق جديد