PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : اجاثا كريستي والشرق



بيكاسو
04-12-2003, 23:42
عاد الينا المنقبون عن الآثار المصرية في العام الماضي بنظرية مؤامرة جديدة حول موت الفرعون الاسطوري توت عنخ آمون في وقت صارت الاتهامات تطال كل مروج لنظرية المؤامرة وان كانت في قضية واضحة مثل جريمة اغتيال الرئيس الأميركي جون كنيدي. وتقول النظرية الجديدة ان متسللاً إلى غرفة العرش قضى على الفرعون الشاب (18 عاماً) بضربة جسم ثقيل على الرأس وغير بذلك تاريخ سلالة بأكملها. وطبيعي فقد اعتمد المنقبون والمؤرخون في نظريتهم البوليسية الجديدة على نتائج تشريح المومياءات وتاريخ مصر القديم وخريطة تصميم القصر... إلخ، وإذا كانوا قد نجحوا في تسليط الضوء على جريمة قتل عمرها خمسة آلاف سنة فانهم سقطوا في هاوية مظلمة سحيقة فيما يخص شخصية القاتل ودوافع الجريمة والخلفيات السياسية الدينية التي تختفي وراءها. أي كل ما يمكن ان يحرك عظام الكاتبة والباحثة الاجرامية الكبيرة اجاثا كريستي ويسحقها شوقاً لارسال محققها الخاص هيركيول بوارو، بشاربه الفرنسي المزيت، للبحث بين غبار القبور وتحت الشظايا الفخارية عن اثر يشير إلى القاتل.
وواقع الحال ان جريمة قتل توت عنخ آمون تصلح تماماً لتجسيد محتوى كتاب «اجاثا كريستي والشرق: التحقيق الجنائي والتنقيب عن الآثار» الذي يتصدى، اضافة إلى تاريخ حياة الكاتبة البريطانية، إلى هذه العلاقة الوثيقة بين فن تقصي جرائم القتل وتقصي وجود الثأر القديمة. فهو أول كتاب من نوعه يكشف لقراء اكثر الروائيين العالميين شهرة في مجال الجريمة عن عمق هذه الكاتبة في المجالين: التحقيق الجنائي والتنقيب كما يكشف اسباب الحب الجارف الذي تكنه كريستي للشرق وللتاريخ القديم. كتبت اجاثا كريستي في مذكراتها: «ما اعظم حبي لهذه البقعة من العالم! ما زلت احبها وسأحبها إلى الأبد».
ولهذا لا تجد مؤلفة الكتاب شارلوته ترومبلر اية غرابة في ان يتنقل المنقبون عن الآثار بين الجيزة واور وخراسان وهم يحملون، اضافة إلى كتب الاختصاص وادوات الحفر والتنظيف، روايات اجاثا كريستي معهم في حقائبهم الثقيلة. اصبح التنقيب عن الآثار وترميمها جزءاً مهماً ومكملاً من حياة اجاثا كريستي الشخصية والادبية منذ حلولها في بغداد عام 1927 بعد رحلة خلت من الإثارة في قطار الشرق السريع الذي ستكتب لاحقاً احد افضل اعمالها عنه. ولم تكن كريستي حتى ذلك العام وتلك الرحلة الغرائبية إلى الشرق على صلة وثيقة بالاثار والتنقيب، بل انها كانت بصدد قتل الوقت في الصحراء بحثاً عن واحة تسترد فيها انفاسها بعد زواجها الفاشل من ارشبالد كريستي، حينما تعرفت على عالم الآثار البريطاني السير ماكس مالووان. وسرعان ما وجدت الكاتبة في مالووان حباً جارفاً دام 50 عاماً (رغم ان مالووان كان يصغرها بـ14 عاماً)، بدأ بزواجهما عام 1930 وقادهما في مغامرات اثارية مثيرة تابعتها الصحافة البريطانية بدقة بين 1928 ـ 1958. وقضى الزوجان فترات طويلة ومتقطعة طوال ثلاثة عقود كانا يتنقلان خلالها بين بالميرا واور ونمرود وبابل والقاهرة، حقق خلالها مالووان مجداً تاريخياً كباحث عن الآثار وكتبت خلالها زوجته، حسب رأي النقاد، افضل اعمالها الاستقصائية مثل «جريمة في وادي الرافدين» و«جريمة على النيل» و«جريمة في قطار الشرق السريع» ومسرحية «اخناتون».
ويتفق العديد من مؤلفي المقالات التي احتواها الكتاب على غرابة هذه الزيجة بين عالم اثار عرف بجديته وواقعيته وبين كاتبة فنطازية تتلصص بين رفوف المكتبات بحثاً عن السموم وخفايا تشريح جثث البشر وانسكلوبيديا الاسلحة عبر العصور. وفر الزواج من مالووان للكاتبة فرصة البقاء لصق الآثار والصحراء التي احبتها كما وفرت الاجواء الشرقية مادة جديدة وغنية، مليئة بالاسرار، في وقت كان العالم يقف مدهوشاً امام الاكتشافات الآثارية قبل «الفورة السياحية» الاوروبية التي اكتسحت العالم في السبعينات. تقول كريستي في كتاب حياتها: التنقيب عن الآثار عمل بوليسي ايضاً لانه ينطوي على مغامرة واثارة، ولخصت بذلك كامل علاقتها بزوجها وبالاثار والشرق القديم.
وقد احبت كريستي الآثار وخرائب اور وبابل فكتبت عنها وصورتها وارشفتها لصالح بعثة مالووان الا انها لم تحب بغداد ولم تحب دمشق. تقول: اعجبتني بغداد جغرافياً لأنها لم تكن تختلف «عقلياً» عن لندن. ولهذا فقد قضت كريستي اجمل ايام حياتها، حسب اعترافها هي، في اور القديمة وكتبت فيها اعقد رواياتها الاجرامية. ومن يقرأ روايات كريستي «الاثرية الشرقية» يلاحظ انها اضطرت لنقل العقلية اللندنية التحقيقية معها إلى هذه الآثار، سواء بشخصية هيركيول بوارو أو المس ماربل، في حين لم تكن الاجواء الشرقية والاثارية الا مواقع احداث وديكورات تشحن رواياتها بالاثارة. وسواء في رواية جريمة في وادي الرافدين أو جريمة على النيل كانت الجريمة أوروبية 100% وتتمحور حول شخصيات اجنبية لا علاقة لها بالسكان المحليين بمعنى ان السكان المحليين كانوا دائماً فوق الشبهات. وكمثل تدور احداث جريمة في وادي الرافدين (1936) في اور داخل مقر البعثة البريطانية وصورت الكاتبة الاحداث وترتيب الغرف تماماً كما هو الحال في الخريطة الواقعية التي رسمها مالووان آنذاك. وقد اورد الكتاب في احد فصوله عن مدينة أور صورة تخطيطية لموقع البعثة الاثارية التي كانت مسرح الجريمة التي تفتق عنها ذهن اجاثا كريستي.
يخصص الكتاب 80% من صفحاته (مجلد في 480 صفحة) للكتابة عن حياة واثار اجاثا كريستي في العراق في حين خصص القسم المتبقي للحديث عن حياتها في سورية ومصر. ولعل اجمل ما في الكتاب، والذي يكشف ارث كريستي في مجال التنقيب على الآثار، هو عدد الصور الهائل عن الكاتبة وبعدستها، بالاسود والأبيض وبالالوان، وصور اغلفة رواياتها. وتكشف هذه الصور عن الدور الذي لعبته كريستي كمصورة ومؤرشفة ومرممة للآثار في بعثة مالووان كما تكشف عمق الكاتبة واهتمامها بتصوير الجماعات البشرية المختلفة واساليب الحياة في العراق والصحراء... إلخ. اذ ابدت كريستي اهتماماً خاصاً بتصوير عمال التنقيب ورجال العشائر القريبة والشيوخ والأطفال والحيوانات اضافة إلى طرق تصفية المياه والجسور والسيارات. كما صورت اجاثا كريستي بين 52 ـ 1959 فيلماً تسجيلياً عن سورية والعراق تقول عنه الكاتبة شارلوته ترومبلر انه يكشف عن عين ثاقبة ومعلومات عميقة بالارض والبيئة والجماعات البشرية.
تقول اجاثا كريستي في كتابها ان مالووان قال لها: هل تعرفين انك الوحيدة من بين غير علماء الآثار من يملك كل هذه المعلومات عن الآثار! وهي حقيقة عبرت عنها كريستي في رواية «جريمة في وادي الرافدين» على لسان اريك لايونر الذي يقول للمسيو بوارو: مسيو بوارو، انت تصلح لان تكون باحثاً اثارياً جيداً لانك تملك موهبة احياء الماضي.
صدر الكتاب عن دار شيرتز الالمانية، سعره 50 ماركاً، وساهم في كتابة فصوله اكثر من 20 كاتباً بريطانياً والمانياً بينهم بعض ممن عاصروا كريستي أو كانوا صغاراً في اور حينما كتبت الروائية الكبيرة احد افضل اعمالها.
معروف ان مؤلفات اجاثا كريستي ترجمت إلى 44 لغة وتباع بلا انقطاع في 103 بلدان
منقول من الشرق الاوسط

زينب21
05-12-2003, 09:06
شكرا أخ بيكاسو على المعلومات..

بيكاسو
05-12-2003, 14:35
وانا اشكرك على حضورك وتشريفك الموضوع سلام

واحد من الشباب
04-01-2004, 08:22
شكرا على المعلومات والموضوع الاكثر من رائع والى الامام

بيكاسو
05-01-2004, 23:41
اشكر زيارتك اخوي وتمنى رؤيتك دائما فلا تقطعنا سلام

المتحريـة يومي
11-02-2004, 02:21
انا من من المعجبين بروايات اجاثا و قد قرأت رواياتها بمختلف الطبعات
وهذه جريمة في وادي الرافدين اعتقد التي قتلت فيها واحدة من السواح و هي جريمة في الصحراء صح
شكراا بيكاسووو

p.m
07-08-2007, 01:59
thaaaaaaanx....

black1100
09-08-2007, 17:59
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووررررررر رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر على اللي كتبته وتسلم بيكاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااسو