القسامي
05-06-2007, 18:03
وحدتنا سرّ قوّتنا
هي الوحدة صانعة القوّة والمجد، ومُحدثة النهوض والتطوّر، ومشيّدة البناء الحضاري والعمراني، وهي حصن الأمّة في الدفاع عن نفسها، واسترجاع حقوقها. وثمرات الوحدة هذه لا يجحدها إنسان، ولا يتجادل في نفعها اثنان، ولا ينتطح في جدواها كبشان؛ ولذلك فإنّ ترسيخ الوحدة ونبذ الفرقة، مطلبٌ ضروريٌ من كلّ وجه، فالعقل يقتضيه، وكذلك التاريخ، وتجارب الشعوب، فضلاً عن أنّ ديننا الحنيف قد حثّ على الوحدة، وأكسبها صفة القداسة الدينيّة، وجعلها فرضا إلى درجة الأُخوّة، قال تعالى: (إنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) [الحجرات: 10]، وقال صلى الله عليه وسلّم: " المسلم أخو المسلم ".
ومن أجل مَنْع أمّتنا من التفيؤ في ظلال الوحدة ورحابتها، حرص الأعداء على بثّ الفرقة فيما بيننا، انطلاقا من السياسة الخبيثة: "فرّق تسد"، فانكفأ المسلمون إلى الفرقة والانقسام، من بعد التوحّد والانسجام، وصارت أمتنا الإسلاميّة الواحدة شعوبا وقبائل متفرقة، تتنازع فيما بينها على مشاكل موهومة من صنع الاستعمار، علما بأنّ ما يوحّدنا يمثّل أضعاف أضعاف ما يمكن أن يفرّقنا؛ فنحن يجمعنا الدّين، واللغة، والأرض، والتاريخ المشترك، والغاية الساميّة، والمصلحة القطعيّة، بينما عوامل الفرقة لدى أعدائنا تفوق عوامل الوحدة، لكننا نجدهم- رغم تباين مذاهب الدين، والتاريخ، واختلاف اللغة- يحرصون على العمل ضمن تكتّلات ضخمة، موحّدة، كما هو الحال في دول السوق الأوروبية المشتركة، التي تسعى في نهاية المطاف لتكون دولة واحدة قويّة.
وهذا ما نبّه إليه القرآن الكريم حين ذكر حرص الكفار على ولايتهم لبعضهم، وحذّر المؤمنين من تبعات أن يكونوا أقلّ منهم ولاية وتوحّدا، فقال سبحانه: (والّذين كفروا بعضهم أولياء بعض، إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفسادٌ كبير) [الأنفال: 73].
وليت الأمر- عندنا- وقف عند حدود الخلاف بين الدول والأقطار، بل امتدّ إلى أبناء القطر الواحد، الذين سلكوا مذاهب شتّى، تتناقض ولا تتكامل، وتتصادم ولا تتواءم، وهكذا يوشك أن يقَوَّض اليوم بنيانُ الدولة الواحدة، لتتمزّق هي الأخرى إلى جهات متشاكسة، وتجمّعات متناحرة، على قاعدة الاستعمار الجديدة -التي وكأنّها لم تقنع باتفاقية (سايكس بيكو) التي قسمت الأمّة في الماضي القريب- فعادت لتطرح من جديد شعار: تجزئة المجزّأ، وتقسيم المقسّم، وصرنا في حالة تتقطّع لها نياط القلوب:
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانٌ!
فهل نصحو لهذا المخطط الماكر ونتوّحد، أم نبقى في غيّنا سادرين؟ وعن وحدتنا غافلين؟ وأين نحن من أمر الله لنا: ( إنّ الله يحبّ الذين يقاتلون في سبيله صفّاً كأنّهم بُنيانٌ مرصوصٌ ) [الصف: 4]؟
هي الوحدة صانعة القوّة والمجد، ومُحدثة النهوض والتطوّر، ومشيّدة البناء الحضاري والعمراني، وهي حصن الأمّة في الدفاع عن نفسها، واسترجاع حقوقها. وثمرات الوحدة هذه لا يجحدها إنسان، ولا يتجادل في نفعها اثنان، ولا ينتطح في جدواها كبشان؛ ولذلك فإنّ ترسيخ الوحدة ونبذ الفرقة، مطلبٌ ضروريٌ من كلّ وجه، فالعقل يقتضيه، وكذلك التاريخ، وتجارب الشعوب، فضلاً عن أنّ ديننا الحنيف قد حثّ على الوحدة، وأكسبها صفة القداسة الدينيّة، وجعلها فرضا إلى درجة الأُخوّة، قال تعالى: (إنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) [الحجرات: 10]، وقال صلى الله عليه وسلّم: " المسلم أخو المسلم ".
ومن أجل مَنْع أمّتنا من التفيؤ في ظلال الوحدة ورحابتها، حرص الأعداء على بثّ الفرقة فيما بيننا، انطلاقا من السياسة الخبيثة: "فرّق تسد"، فانكفأ المسلمون إلى الفرقة والانقسام، من بعد التوحّد والانسجام، وصارت أمتنا الإسلاميّة الواحدة شعوبا وقبائل متفرقة، تتنازع فيما بينها على مشاكل موهومة من صنع الاستعمار، علما بأنّ ما يوحّدنا يمثّل أضعاف أضعاف ما يمكن أن يفرّقنا؛ فنحن يجمعنا الدّين، واللغة، والأرض، والتاريخ المشترك، والغاية الساميّة، والمصلحة القطعيّة، بينما عوامل الفرقة لدى أعدائنا تفوق عوامل الوحدة، لكننا نجدهم- رغم تباين مذاهب الدين، والتاريخ، واختلاف اللغة- يحرصون على العمل ضمن تكتّلات ضخمة، موحّدة، كما هو الحال في دول السوق الأوروبية المشتركة، التي تسعى في نهاية المطاف لتكون دولة واحدة قويّة.
وهذا ما نبّه إليه القرآن الكريم حين ذكر حرص الكفار على ولايتهم لبعضهم، وحذّر المؤمنين من تبعات أن يكونوا أقلّ منهم ولاية وتوحّدا، فقال سبحانه: (والّذين كفروا بعضهم أولياء بعض، إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفسادٌ كبير) [الأنفال: 73].
وليت الأمر- عندنا- وقف عند حدود الخلاف بين الدول والأقطار، بل امتدّ إلى أبناء القطر الواحد، الذين سلكوا مذاهب شتّى، تتناقض ولا تتكامل، وتتصادم ولا تتواءم، وهكذا يوشك أن يقَوَّض اليوم بنيانُ الدولة الواحدة، لتتمزّق هي الأخرى إلى جهات متشاكسة، وتجمّعات متناحرة، على قاعدة الاستعمار الجديدة -التي وكأنّها لم تقنع باتفاقية (سايكس بيكو) التي قسمت الأمّة في الماضي القريب- فعادت لتطرح من جديد شعار: تجزئة المجزّأ، وتقسيم المقسّم، وصرنا في حالة تتقطّع لها نياط القلوب:
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانٌ!
فهل نصحو لهذا المخطط الماكر ونتوّحد، أم نبقى في غيّنا سادرين؟ وعن وحدتنا غافلين؟ وأين نحن من أمر الله لنا: ( إنّ الله يحبّ الذين يقاتلون في سبيله صفّاً كأنّهم بُنيانٌ مرصوصٌ ) [الصف: 4]؟