عين النبلاء
09-05-2007, 12:12
السلام عليكم و رحمته الله و بركاته
هذه أول قصة لي
لنبدأ
. . .لست ادرى . .ولا اذكر , كيف وصلنا الى هذه المقابر ؟!! . . ولكنى اذكر فقط لون السماء الرمادى المظلم . . واننا كنا هناك !
-=كنا شقيقين ((تيرى)) . . وانا=-
نسير وسط صفوف متعرجة من شواهد المقابر القديمة . . محطمة . . ومغطاه بالطحالب . . ورغم اننا كنا بالصيف , الا ان الضباب الرمادى الرطب , كان يغطى كل شئ . . ويبعث البرودة فى الجو
شعرت برعشة . . احكمت اغلاق سترتى . . ناديت على شقيقتى : تيرى . . انتظرى . !
. . كانت قد اندفعت الى الامام . . وقد شغلت المقابر كل اهتمامها !
صحت : اين انت ؟
دققت النظر خلال الضباب الرمادى . . استطعت ان ارى شبح خيالها وهى تسبقنى . . وتقف لحظة واخرى لفحص شواهد القبور !
قرات المكتوب على شاهد القبر الموجود تحت قدمى
هنا يرقد ((سيمون)) ابن ((دانيل و سارة بلاك)) والذى توفى فى 25 يوليو 1566 وكان عمرة 16 عاما و22 يوما . .
اخذت افكر . . اليس هذا شيئا غريبا ؟ !! . . لقد مات الصبى وهو فى مثل عمرى , وسوف ابلغ السابعة عشر فى فبراير القادم . . نفس الشهر الذى ستبلغ فيه تيرى العاشرة من عمرها . .
اسرعت فى سيرى . . وهبت رياح قوية . . بحثت عن اختى بين صفوف المقابر . . كانت قد اختفت وسط الضباب الكثيف . . ناديت عليها ((تيرى)) . . اين انتى ؟
وجائنى صوتها تحمله الرياح : ((جيرى)) . . انا هنا !
دائما اخاف على اختى كثيرا فاندفعت الى الامام , وسط الضباب الخفيف . . واوراق الشجر . . والرياح تندفع حولى : هتفت . . اين ؟
وسمعت صوتا قريبا منى . . صوت نباح طويل . . خافت . . همست لنفسى : من المؤكد انه ذئب !
ارتعشت وصوت حفيف الشجر يتعالى حولى . .
((جير . . . . . ى)) . . جائنى صوت تيرى وكائنه على بعد مئات الاميال !
سرت قليلا ثم وقفت امام شاهد قبر طويل . . وصحت : تيرى !
انتظرى لا تتحركى بهذه السرعة !
وسمعت صوت نباح الذئب مرة اخرى !
ارسلت الريح صوتا عميقا مخفيا . . وارتفع عمود من ورق الشجر والغبار والقاذورات . ودار كالدوامة امام وجهى . . فاغلقت عينى !
رايت ((تيرى)) تجثو امام قبر صغير . . صرخت : لا تتحركى , اننى قادم !
اسرعت فى طريق متعرج بين المقابر حتى وصلت الى جوارها . . وقلت : هيا بنا نخرج من هنا . . لقد بدا الظلام يشتد !
استدرت . . خطوت خطوة . . فقد قبض شئ على قدمى !
صرخت وحاولت التخلص من هذا لشئ . . ولاكنه احكم قبضته على قدمى !
انها يد . . امتدت من وسط القاذورات المتراكمة حول القبر !
اطلقت صرخة رعب عالية . . وصرخت((تيرى)) ايضا !
اخذت اركل بقدمى بقوة , حتى تمكنت من تخليص نفسى !
صرخت ((تيرى)) : اجرى . . ولكنى . . كنت اجرى فعلا !
وبمجر ان خطونا انا واختى فوق الحشائش برزت ايدى خضراء فى كل مكان . . طوخ . . طوخ . . طاخ . . طاخ . . طوخ !
ارتفعت الايادى . . وامتدت فى اتجاهنا . . لتمسك بنا . . نظرت الى اليمين . . طوخ . . طوخ نظرت الى اليسار . . طاخ . . طاخ !
صحت على شقيقتى ((تيرى)) : . . اجرى . . اجرى . . اطلقى ساقيك للريح !
كنت اسمع طرقات حذائها على الارض خلفى . . ثم سمعت صرخة رعب : ((جيرى )) . . لقد امسكوا بى !
ودرت حول نفسى وانا اطلق صرخة عالية . . رايت يدين كبيرتين وقد انعقدتا حول قدميها !
تجمدت مكانى . . وانا ارى اختى تقاوم بشدة !
تنفست بعمق واندفعت نحوها . . مددت يدى اليها وانا اقول : تشبثى بى يا اختى ! لا تخافى !
جذبت ((تيرى)) من وسطها وانا اصرخ بجنون : تحركى ! قالت بفرحة : اين ؟ ! !
فى تلك اللحظة خرج ابى من منزلنا الجديد . . الذى يطل على شاطى المحيط الهادى . .
صاح لنا وقال : هيا الافطار جاهز !
. . . اتى الليل دون اى حدث مهم . . كان الجو جميلا بالليل فكنا بالصيف . . اخذت كرسى . . وذهبت امام الشاطى . . اشاهد الامواج الهادئة . . تحت ضوء القمر . . ارى النجوم تلمع . . مع نسمات الجو العليل . . واغرس قدماى فى الرمال الدافئة . .
واخذت افكر فى سمعت وقرات عن مدينتى الجديدة . . . فالحيره تسيطر على !
. . . تذكرت . . .
.
. . دخل ابى من باب منزلنا القديم . . قال بفرحة : واخيرا . . ساشعر بالهدوء . . هيا يا ابنائى . . الاسبوع القادم سنرحل الى منزل جديد . . يطل على شاطئ المحيط !
صرخت ((تيرى)) بفرحة وهى تقفز : واااااااو . . على شاطئ البحر . . شكرا . . شكرا . . شكرا !
قال ابى وهو ينحنى ليصل لطول ((تيرى)) : اعرف انك تحبين السباحة . . اخترت لكى منزلا رائعا يطل على منظر جميل . . فهناك الكثير من الازهار تنبت على الصخور المتواجدة بالشاطئ . .
قفزت ((تيرى)) على ابى ليحملها واخذت تقبله وتقول : احبك كثيرا يا ابى . . اطلب منى اى شئ احققة لك !
رد ابى وهو يضحك : ههههههههه . . حسنا . . لى طلب . . لدينا الكثير من العمل الاسبوع القادم . . فالمنزل قديم ويحتاج للتنظيف . . لذا ستساعدونى لترتيبة . .
ردت ((تيرى)) بابتسامة واسعة : حسنا . . طلبك سينفذ !
لفت انتباهه الى وقال : ماذا عنك جيرى ؟!
قلت متعجبا : لما الترحال يا ابى ؟!
اقترب منى ووضع يداه على كتفاى وقال : انت تعرف طبيعة عملى . . فمدينتنا الجديدة ((سويزدا)) مليئة بالحيوانات وانواع النباتات النادرة . .استطيع التقاط صور لها . . هذا بجانب انى احب الهدوء . . فالمدينة هنا ضوضاء x ضوضاء . . ومكتظة بالسكان . . اما ((سويزدا)) قليلة السكان والهدوء متوفر هناك !
كنت اعرف . . ان هذا ليس السبب الرئيسى لرحيلنا . . فكل شئ بمدينتا القديمة . . يذكرنى بامى واختى . . فكثيرا ما اتذكر . . شئ لهما او منطقة يحبون زيارتها . . كان ابى يريد ان انسى حزنى الدائم على رحيل امى واختى . . فقرر الترحال الى منزل جديد يروق لاختى ((تيرى)) ويبعدنى عن ذكرياتى بمديناتنا القديمة . .
يمتلك ابى شعرا اسود كثيف . . وعينان سواء . . يحب الزهور مثل اختى ((تيرى)) . . كان حزينا على وفاة ابنتة . . وازداد حزنه اكثر بوفاة امى . . دائما يبحث عن سعادتنا انا واختى ((تيرى)) . . يعمل مصور فوتوغرافى . . كثير السفر بحكم عملة . . يذهب الى مختلف البلادان لالتقاط الصور . . يعتمد على اثناء سفره . . !
مرت ثلا ث ليالى . . وانتشر خبر استعدادنا للترحال . . قام بزيارتى جارى وصديقى ((بلاك)) ودار الحوار :-
- سترحل !
- نعم سارحل . . لا تقلق سازوركم من حين الى اخر !
- الى اى مدينة ؟!
- ((سويزدا))
وياليتنى لم انطقها . .
قال وهو يبدو عليه الفزع وبانفعال شديد :--
هل انت مجنون ؟! . . اتذهب للعيش بمدينة فوق القبور . . يقال انها بنيت فوق المقابر . . وبكل بساطة تقول ((سويزدا)) . . كيف لا تعرف هذه المدينة وانت محب للرعب . . انما يحكى الاسطير عن هذه المدينة . . كل الرعب بها . . مليئة بالارواح والاشباح . . الجزء الجنوبى الشرقى فقط من المدينة . . تعيش به بعض الاسر . . والاسواء ان الجزء الشرقى من المدينة بالكامل . . يطل على شاطئ المحيط . . والذى يقال عنه الكثير . . يارجل الارواح تخرج من الماء وتتجول بالمدينة . . والاسوء انها تقوم بالهجوم على سكان المدينة عند اكتمال القمر . . لا اعرف نوع الهجوم . . لاكن كلمة هجوم تكفى . . ويقال ايضا انها . . تخرج من الماء يوميا . . بعد منتصف الليل . . وتعود للماء عند حلول الصباح . . وتريد ان تذهب للعيش هناك . . لا نتوقع منك زيارة . . ولا تتوقع ان يزورك احد . . فتجنب المشاكل . . ولا ترحل !
تعجبت من طريقة كلامه وهول ما يصف وقلت دون اهتمام بما قال :
((بلاك)) لا وجود للاروح ولا الاشباح . . فلما الخوف من شئ لا وجود له !
قال وهو يضع كوب الشاى بالطاولة : شئ واحد فقط . . ان كان حقيقة . . فحتما يجب الخوف . . وهو ان كان فعلا المدينة فوق القبور . . فهذا لا يطمئن !
قلت بهدوء ولا مباله : يقال . . يقال . . ويقال . . وفى النهاية . . لا شئ . . انا لا اصدق ان هناك ارواح ولا حتى اشباح . . كلها قصص من وحى الخيال . . !
وقف ((بلاك)) مستعدا للرحيل وقال : حسنا . . لقد قلت لك انها مدينة خطرة . . وان كنت لا تصدفنى اسئل اى احد . . وحاول البحث عن معلومات بالانترنت . . لتعرف المزيد عن مدينتك المزعجة . . الى اللقاء!
قلت وان افتح باب المزل : لا عليك ساخبر ابى بهذا الامر . . الى اللقاء !
مرت الايام . . واتى وقت الرحيل . . ولم ابحث عن اى شئ ولم اقل لابى حتى . . فكنت اريد ان يطمئن . . انى ساكون سعيدا بمنزلنا الجديد !
.
.
قمت من على الكرسى . . اقتربت من الشاطئ لاشعر بدفئ الماء . . كان الظلام شديد . . وعلى امتداد البحر . . رايت شيئ يلمع . . دققت النظر . . لارى سفينة قد اضائت مصابيحها للصيد . . ثم اطفئت مصابيحها . . قلت فى بالى . . يبدو انى اتخيل . . مرت دقيقة تقريبا . . رايت نفس السفينة تضئ مصابيحها . . هذه المرة . . بدات بالتحرك . . تابعت مسيرتها حتى وصلت الى شاطئ الجزيرة المقابلة لاشاطئنا . . مازلت تسير . . دخلت برمال الشاطى . . لا اصدق . . لقد دخلت بين اشجار الجزيرة . . هل هذا يعقل . . يبدو اننى احتاج للنوم !
.
.
قبل ان ابداء اول خطوة لاذهابى للمنزل . . كانت قدماى بالماء . . شعرت بازدياد حرارة الماء . . وبسرعة . . التف حول قدمى اليسرى . . شئ لزج (رخوى) . . التف حول قدمى بقوة لدرجة انى لم اشعر بالدماء تسرى بقدمى . . وقبل ان ابداء باى مقاومة . . قام بسرعة رهيبة . . بسحبى الى الماء . . حتى كان جسدى بالكامل تحت سطح الماء . . ظل يسحبنى الى . . اسفل . . واسفل . . واسفل . . اخذت احرك قدماى بجميع الاتجاهات . . اريد ان يتركنى . . لا استطيع . . اريد ان يتركنى . . مازل يسحبنى بسرعة رهيبة . . ماذا على ان افعل . . احتاج للهواء . . انا اختنق . . اشعر بالدوار . . يبدو اننى افقد وعى . . وقبل ان افقد وعى . . توقف هذا المخلوق الرخوى عن سحبى . . لارى شئ يبدو اننى اقتربت من القاع . . مازال يحكم قبضتة . . ياااااااااااااه ما هذا . .
.
.
رايت بلورة صغيرة تبعث ضوء ساطع . . ابيض اللون . . انارت الظلام الشديد تحت الماء . . لارى المزيد من البلورات تتجمع . . انها اسماك تضئ . . اعدادها تتزايد . . لقد تجمعت لتكون حرف w . . بدات بتكوين جملة . . دققت النظر . . رغم ملوحة الماء وازدياد حرارتة . . لارى ما لم اتوقع ؟!!!
هذه أول قصة لي
لنبدأ
. . .لست ادرى . .ولا اذكر , كيف وصلنا الى هذه المقابر ؟!! . . ولكنى اذكر فقط لون السماء الرمادى المظلم . . واننا كنا هناك !
-=كنا شقيقين ((تيرى)) . . وانا=-
نسير وسط صفوف متعرجة من شواهد المقابر القديمة . . محطمة . . ومغطاه بالطحالب . . ورغم اننا كنا بالصيف , الا ان الضباب الرمادى الرطب , كان يغطى كل شئ . . ويبعث البرودة فى الجو
شعرت برعشة . . احكمت اغلاق سترتى . . ناديت على شقيقتى : تيرى . . انتظرى . !
. . كانت قد اندفعت الى الامام . . وقد شغلت المقابر كل اهتمامها !
صحت : اين انت ؟
دققت النظر خلال الضباب الرمادى . . استطعت ان ارى شبح خيالها وهى تسبقنى . . وتقف لحظة واخرى لفحص شواهد القبور !
قرات المكتوب على شاهد القبر الموجود تحت قدمى
هنا يرقد ((سيمون)) ابن ((دانيل و سارة بلاك)) والذى توفى فى 25 يوليو 1566 وكان عمرة 16 عاما و22 يوما . .
اخذت افكر . . اليس هذا شيئا غريبا ؟ !! . . لقد مات الصبى وهو فى مثل عمرى , وسوف ابلغ السابعة عشر فى فبراير القادم . . نفس الشهر الذى ستبلغ فيه تيرى العاشرة من عمرها . .
اسرعت فى سيرى . . وهبت رياح قوية . . بحثت عن اختى بين صفوف المقابر . . كانت قد اختفت وسط الضباب الكثيف . . ناديت عليها ((تيرى)) . . اين انتى ؟
وجائنى صوتها تحمله الرياح : ((جيرى)) . . انا هنا !
دائما اخاف على اختى كثيرا فاندفعت الى الامام , وسط الضباب الخفيف . . واوراق الشجر . . والرياح تندفع حولى : هتفت . . اين ؟
وسمعت صوتا قريبا منى . . صوت نباح طويل . . خافت . . همست لنفسى : من المؤكد انه ذئب !
ارتعشت وصوت حفيف الشجر يتعالى حولى . .
((جير . . . . . ى)) . . جائنى صوت تيرى وكائنه على بعد مئات الاميال !
سرت قليلا ثم وقفت امام شاهد قبر طويل . . وصحت : تيرى !
انتظرى لا تتحركى بهذه السرعة !
وسمعت صوت نباح الذئب مرة اخرى !
ارسلت الريح صوتا عميقا مخفيا . . وارتفع عمود من ورق الشجر والغبار والقاذورات . ودار كالدوامة امام وجهى . . فاغلقت عينى !
رايت ((تيرى)) تجثو امام قبر صغير . . صرخت : لا تتحركى , اننى قادم !
اسرعت فى طريق متعرج بين المقابر حتى وصلت الى جوارها . . وقلت : هيا بنا نخرج من هنا . . لقد بدا الظلام يشتد !
استدرت . . خطوت خطوة . . فقد قبض شئ على قدمى !
صرخت وحاولت التخلص من هذا لشئ . . ولاكنه احكم قبضته على قدمى !
انها يد . . امتدت من وسط القاذورات المتراكمة حول القبر !
اطلقت صرخة رعب عالية . . وصرخت((تيرى)) ايضا !
اخذت اركل بقدمى بقوة , حتى تمكنت من تخليص نفسى !
صرخت ((تيرى)) : اجرى . . ولكنى . . كنت اجرى فعلا !
وبمجر ان خطونا انا واختى فوق الحشائش برزت ايدى خضراء فى كل مكان . . طوخ . . طوخ . . طاخ . . طاخ . . طوخ !
ارتفعت الايادى . . وامتدت فى اتجاهنا . . لتمسك بنا . . نظرت الى اليمين . . طوخ . . طوخ نظرت الى اليسار . . طاخ . . طاخ !
صحت على شقيقتى ((تيرى)) : . . اجرى . . اجرى . . اطلقى ساقيك للريح !
كنت اسمع طرقات حذائها على الارض خلفى . . ثم سمعت صرخة رعب : ((جيرى )) . . لقد امسكوا بى !
ودرت حول نفسى وانا اطلق صرخة عالية . . رايت يدين كبيرتين وقد انعقدتا حول قدميها !
تجمدت مكانى . . وانا ارى اختى تقاوم بشدة !
تنفست بعمق واندفعت نحوها . . مددت يدى اليها وانا اقول : تشبثى بى يا اختى ! لا تخافى !
جذبت ((تيرى)) من وسطها وانا اصرخ بجنون : تحركى ! قالت بفرحة : اين ؟ ! !
فى تلك اللحظة خرج ابى من منزلنا الجديد . . الذى يطل على شاطى المحيط الهادى . .
صاح لنا وقال : هيا الافطار جاهز !
. . . اتى الليل دون اى حدث مهم . . كان الجو جميلا بالليل فكنا بالصيف . . اخذت كرسى . . وذهبت امام الشاطى . . اشاهد الامواج الهادئة . . تحت ضوء القمر . . ارى النجوم تلمع . . مع نسمات الجو العليل . . واغرس قدماى فى الرمال الدافئة . .
واخذت افكر فى سمعت وقرات عن مدينتى الجديدة . . . فالحيره تسيطر على !
. . . تذكرت . . .
.
. . دخل ابى من باب منزلنا القديم . . قال بفرحة : واخيرا . . ساشعر بالهدوء . . هيا يا ابنائى . . الاسبوع القادم سنرحل الى منزل جديد . . يطل على شاطئ المحيط !
صرخت ((تيرى)) بفرحة وهى تقفز : واااااااو . . على شاطئ البحر . . شكرا . . شكرا . . شكرا !
قال ابى وهو ينحنى ليصل لطول ((تيرى)) : اعرف انك تحبين السباحة . . اخترت لكى منزلا رائعا يطل على منظر جميل . . فهناك الكثير من الازهار تنبت على الصخور المتواجدة بالشاطئ . .
قفزت ((تيرى)) على ابى ليحملها واخذت تقبله وتقول : احبك كثيرا يا ابى . . اطلب منى اى شئ احققة لك !
رد ابى وهو يضحك : ههههههههه . . حسنا . . لى طلب . . لدينا الكثير من العمل الاسبوع القادم . . فالمنزل قديم ويحتاج للتنظيف . . لذا ستساعدونى لترتيبة . .
ردت ((تيرى)) بابتسامة واسعة : حسنا . . طلبك سينفذ !
لفت انتباهه الى وقال : ماذا عنك جيرى ؟!
قلت متعجبا : لما الترحال يا ابى ؟!
اقترب منى ووضع يداه على كتفاى وقال : انت تعرف طبيعة عملى . . فمدينتنا الجديدة ((سويزدا)) مليئة بالحيوانات وانواع النباتات النادرة . .استطيع التقاط صور لها . . هذا بجانب انى احب الهدوء . . فالمدينة هنا ضوضاء x ضوضاء . . ومكتظة بالسكان . . اما ((سويزدا)) قليلة السكان والهدوء متوفر هناك !
كنت اعرف . . ان هذا ليس السبب الرئيسى لرحيلنا . . فكل شئ بمدينتا القديمة . . يذكرنى بامى واختى . . فكثيرا ما اتذكر . . شئ لهما او منطقة يحبون زيارتها . . كان ابى يريد ان انسى حزنى الدائم على رحيل امى واختى . . فقرر الترحال الى منزل جديد يروق لاختى ((تيرى)) ويبعدنى عن ذكرياتى بمديناتنا القديمة . .
يمتلك ابى شعرا اسود كثيف . . وعينان سواء . . يحب الزهور مثل اختى ((تيرى)) . . كان حزينا على وفاة ابنتة . . وازداد حزنه اكثر بوفاة امى . . دائما يبحث عن سعادتنا انا واختى ((تيرى)) . . يعمل مصور فوتوغرافى . . كثير السفر بحكم عملة . . يذهب الى مختلف البلادان لالتقاط الصور . . يعتمد على اثناء سفره . . !
مرت ثلا ث ليالى . . وانتشر خبر استعدادنا للترحال . . قام بزيارتى جارى وصديقى ((بلاك)) ودار الحوار :-
- سترحل !
- نعم سارحل . . لا تقلق سازوركم من حين الى اخر !
- الى اى مدينة ؟!
- ((سويزدا))
وياليتنى لم انطقها . .
قال وهو يبدو عليه الفزع وبانفعال شديد :--
هل انت مجنون ؟! . . اتذهب للعيش بمدينة فوق القبور . . يقال انها بنيت فوق المقابر . . وبكل بساطة تقول ((سويزدا)) . . كيف لا تعرف هذه المدينة وانت محب للرعب . . انما يحكى الاسطير عن هذه المدينة . . كل الرعب بها . . مليئة بالارواح والاشباح . . الجزء الجنوبى الشرقى فقط من المدينة . . تعيش به بعض الاسر . . والاسواء ان الجزء الشرقى من المدينة بالكامل . . يطل على شاطئ المحيط . . والذى يقال عنه الكثير . . يارجل الارواح تخرج من الماء وتتجول بالمدينة . . والاسوء انها تقوم بالهجوم على سكان المدينة عند اكتمال القمر . . لا اعرف نوع الهجوم . . لاكن كلمة هجوم تكفى . . ويقال ايضا انها . . تخرج من الماء يوميا . . بعد منتصف الليل . . وتعود للماء عند حلول الصباح . . وتريد ان تذهب للعيش هناك . . لا نتوقع منك زيارة . . ولا تتوقع ان يزورك احد . . فتجنب المشاكل . . ولا ترحل !
تعجبت من طريقة كلامه وهول ما يصف وقلت دون اهتمام بما قال :
((بلاك)) لا وجود للاروح ولا الاشباح . . فلما الخوف من شئ لا وجود له !
قال وهو يضع كوب الشاى بالطاولة : شئ واحد فقط . . ان كان حقيقة . . فحتما يجب الخوف . . وهو ان كان فعلا المدينة فوق القبور . . فهذا لا يطمئن !
قلت بهدوء ولا مباله : يقال . . يقال . . ويقال . . وفى النهاية . . لا شئ . . انا لا اصدق ان هناك ارواح ولا حتى اشباح . . كلها قصص من وحى الخيال . . !
وقف ((بلاك)) مستعدا للرحيل وقال : حسنا . . لقد قلت لك انها مدينة خطرة . . وان كنت لا تصدفنى اسئل اى احد . . وحاول البحث عن معلومات بالانترنت . . لتعرف المزيد عن مدينتك المزعجة . . الى اللقاء!
قلت وان افتح باب المزل : لا عليك ساخبر ابى بهذا الامر . . الى اللقاء !
مرت الايام . . واتى وقت الرحيل . . ولم ابحث عن اى شئ ولم اقل لابى حتى . . فكنت اريد ان يطمئن . . انى ساكون سعيدا بمنزلنا الجديد !
.
.
قمت من على الكرسى . . اقتربت من الشاطئ لاشعر بدفئ الماء . . كان الظلام شديد . . وعلى امتداد البحر . . رايت شيئ يلمع . . دققت النظر . . لارى سفينة قد اضائت مصابيحها للصيد . . ثم اطفئت مصابيحها . . قلت فى بالى . . يبدو انى اتخيل . . مرت دقيقة تقريبا . . رايت نفس السفينة تضئ مصابيحها . . هذه المرة . . بدات بالتحرك . . تابعت مسيرتها حتى وصلت الى شاطئ الجزيرة المقابلة لاشاطئنا . . مازلت تسير . . دخلت برمال الشاطى . . لا اصدق . . لقد دخلت بين اشجار الجزيرة . . هل هذا يعقل . . يبدو اننى احتاج للنوم !
.
.
قبل ان ابداء اول خطوة لاذهابى للمنزل . . كانت قدماى بالماء . . شعرت بازدياد حرارة الماء . . وبسرعة . . التف حول قدمى اليسرى . . شئ لزج (رخوى) . . التف حول قدمى بقوة لدرجة انى لم اشعر بالدماء تسرى بقدمى . . وقبل ان ابداء باى مقاومة . . قام بسرعة رهيبة . . بسحبى الى الماء . . حتى كان جسدى بالكامل تحت سطح الماء . . ظل يسحبنى الى . . اسفل . . واسفل . . واسفل . . اخذت احرك قدماى بجميع الاتجاهات . . اريد ان يتركنى . . لا استطيع . . اريد ان يتركنى . . مازل يسحبنى بسرعة رهيبة . . ماذا على ان افعل . . احتاج للهواء . . انا اختنق . . اشعر بالدوار . . يبدو اننى افقد وعى . . وقبل ان افقد وعى . . توقف هذا المخلوق الرخوى عن سحبى . . لارى شئ يبدو اننى اقتربت من القاع . . مازال يحكم قبضتة . . ياااااااااااااه ما هذا . .
.
.
رايت بلورة صغيرة تبعث ضوء ساطع . . ابيض اللون . . انارت الظلام الشديد تحت الماء . . لارى المزيد من البلورات تتجمع . . انها اسماك تضئ . . اعدادها تتزايد . . لقد تجمعت لتكون حرف w . . بدات بتكوين جملة . . دققت النظر . . رغم ملوحة الماء وازدياد حرارتة . . لارى ما لم اتوقع ؟!!!