PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : مشروع لاكبر تجمع روايات عبير واحلام المكتوبة نصا



صفحة : 1 2 3 4 5 6 [7] 8

ماري-أنطوانيت
10-09-2007, 16:29
" على العكس, أنا لا انسي المال أبدا, لكن لا اعتقد أن المال له علاقة بهذه القضية. لا يمكنك أن تتصوري أني سأدعك تقيمين في ليكسـاندروس بلا مال! "
" لا نريد مالك "
هتفت مؤنبة:
" أنا لن آخذ فلسا واحد "
" آه, انضجي يا آنسة كولينز! "
ثم تابع:
" كم عمرك؟ عشرون, اثنان عشرون عاما ربما؟ لا أدري. انك تتصرفين كفتاة مدرسة حمقاء. أن جين يحق لها الاعتماد ماديا على والد الطفل, وأنا مستعد تماما لأعترف بأن باريس هو الوالد المعني. في هذه الحال يحق لي بما اني واله أن أقوم مقامه ماديا, على جين أن تدرك ذلك إن لم تفعلي أنت. توقفي عن التصرف بسذاجة, إذا كنت لا تستطيعين المجيء إلى ليكساندروس بأي صفة أخرى, فسأتدبر لك وظيفة, وأدفع لك معاشا "
" هذا سخيف! "
واستدارات دالاس بعيدا. فشعرت بيدان تقبضان على ذراعيها وتديرانها نحوه:
" لا أحد يدير ظهره لي! "
غمغم معنفا ثم تابع:
" وخاصة النساء "
ارتعشت دالاس ثم أفلتها قائلا:
" إذا...هذا هو قراري "
هزت دالاس رأسها:
" ليس لك الحق أن تقرر "
" أوه, بلى يا آنسة كولينز, ما عليك إلا أن تراقبيني "
واقسم يمينا بلغته الأم وقال:
" كوني متعقلة, أستطيع مساعدتك, لا أحد يريد ذلك أكثر مني, على الأقل أعطي جين فرصة لتقرر بنفسها! "
" فالتذهب جين إذاً, إذا كان هذا ما تريده هي "
" كلا. أنت تعلمين إنها سترفض الذهاب وحيدة. إما أن توافقي أنت أيضا وإما ستتخلى جين عن الفكرة...عن كل ما نستطيعه لأجلها, بسببك "
كان الوضع مستحيلا. انهزمت دالاس قبل أن تبدأ. لم يكن لديها البرهان بأن جين سوف تذهب إذا لم تذهب هي.
" انك تجعل رفضي مستحيلا, أعتقد انك حقير "
" وأنت ساذجة وغير ناضجة, أما بالنسبة إلى مشاعرك تجاهي فيمكنني القول وأنا مطمئن أنها لا تهم, مهما كانت "
أرخت دالاس نفسها في مقعد الآنسة تشاتر وقالت:
" حسنا يا سيد ستافروس, أنت الرابح, سأرى ما تقوله جين, ولكن لازال علي أخذ علي في الحساب و. . . "
" تستطيعين أن تتركيه خلال عشرة أيام "
علق في برود وهو يشعل سيكارا وبدا انه لم يدخن أي نوع آخر من التبغ. توسعت حدقتا دالاس وقالت:
" ماذا؟ "
" سمحت لنفسي ببحث هذا الأمر مع السيدة تشاتر قبل أن تصلي. بالطبع كان يجب اطلاعها على الحقائق أو على بعضها, في شكل سري طبعا "
" كنت متأكدا أننا سنذهب! "
هتفت دالاس وهي تشعر بالحنق وخيبة الأمل
" منطقيا, كما قلت, لم افسح لك مجال للاختيار, ولكن آمل الا تجدي الوضع سيئا كما تصورينه لنفسك. ليكساندروس جزيرة جميلة حقا, وسيكون أمامك الكثير لتفعليه في سبيل التسلية. السباحة هناك جميلة جدا, كما يمكنك طبعا ممارسة كل أنواع الرياضة "
أخذت دالاس تلهو بثنايا تنورتها وقالت:
" أفضل أن أفكر في أنه سيكون لدي عمل أقوم به, لست لاهية بطبيعتي "
" أتعتقدين إني كذلك؟ "
" حسنا, ألست كذلك؟ "
" كلا يا آنسة كولينز. ولكن بما أنك تبدين مصممة على خلق صعوبات, فسأحاول أن أجد لك عملا ما "
خفضت دالاس رأسها وقالت:
" هل هذا كل شئ؟ "
" في الوقت الحاضر نعم "
بدا غاضبا لبرهة بسبب سلوكها الفظ ثم ابتسم وظهرت أسنانه البيضاء الجميلة, وحولت البسمة وجهه من جدية سوداوية إلى حال من الاكتفاء اللاهي الساخر. وضع السيكار بين أسنانه وزرر معطفه وبادرها:
" سوف تكتشفين يا آنسة كولينز أن الظروف تغير الشخصيات. نحن الآن نقف على أرضك أنت وتشعرين بنفسك قادرة على محاربتي من دون أن تخشي هجوما معاكسا. ربما عندما تصلين إلى ليكساندروس ستجدين الوضع مختلفا بعض الشئ. هل تشعرين انه يمكنك مواجهة مثل هذا التحدي؟ "
ضغطت دالاس يدها على امعائها في عصبية وقالت:
" لا أعلم ماذا تقصد "
وحاولت أن تبدو غير متأثرة من دون أنتنجح محاولتها تماما.
" ألا تعلمين؟ بل أعتقد أنك تعلمين. لقد عرفت الكثير من النساء يا آنسة كولينز وأشعر أن ذلك الأمر يجعلني ملما بهن "
" حياتك الشخصية لا تهمني, هل أستطيع الذهاب؟ "
ضاقت عيناه, لكنها لم تكن تزعجه. كان في إمكانها فقط أن تعترض بعد حصوله على ما أراد في ما يختص بذهابهما إلى اليونان. لم تعلم تماما لماذا كانت تتصرف على نحو ما تفعل. لم تكن تفكر في نفسها أبدا, لكنها كانت تسمح لهذا اليوناني المتعجرف بأن ينال منها وهو علم بذلك.
" نعم يمكنك الذهاب "
قال وسار الى الباب وفتحه لتخرج ثم تابع:
" سيتصل أمين سري بك لأجراء كل الترتيبات اللازمة "
" أي واحد؟ "
سألت دالاس في سذاجة فأجابها:
" حسنا بما أنه لدي نصف دزينة فأنا متأكد بأني أستطيع تأمين واحدا منهم. شكرا لك والى اللقاء آنسة كولينز "
خرجت دالاس وهي تشعر بحماقتها. لم علقت تعليقها الأخير الساذج؟ سيظن إنها سخيفة. وهي كانت كذلك في تصرفها على نحو ما فعلت, إلا أن تصرفه المتعالي أثارها, إذ أنها كانت هي التي تصنع كل القرارات خلال السنوات الثلاث الماضية.
عادت الى صفها وهي تشعر بانزعاج, ولم تتمكن من تعليم التلاميذ أي شئ.




***نهاية الفصل الثالث***

هيونه المزيونه
10-09-2007, 19:15
مممممممااااااااااااااااارررررررررررررررررييييييييي ييييييي
تكفين بسرعة . لا تطولين علينا ....
شكل السالفة حمااااااااااااااااااس ....
..............................

.............................

...........................

البسه الشقراء
10-09-2007, 22:43
السلام عليكم كيفك يا احلى ماري وانا كثير مستانسه لانج راح تحققين طلبي بالنسبه الروايات السابقه
والحين انا متشوقه كثير لروايتج هذي (خيط الرماد) وشكلها كثير حلو بس بليز خلصيها باقرب وقت اذا مافي ازمعاج لج

وشكرا

ماهيما
11-09-2007, 11:49
انا ماراح تبدى الاثارة عندي الا اذا راحت لليونان>>>تتشرط بعد

ماري الرواية كم فصل؟

ننتظرك يابطة;)

ماري-أنطوانيت
11-09-2007, 15:34
انا ماراح تبدى الاثارة عندي الا اذا راحت لليونان>>>تتشرط بعد

ماري الرواية كم فصل؟

ننتظرك يابطة;)



الرواية من 9 فصول....

بس يمكن اتأخر في تنزيل الفصل الرابع لانه

أطول فصل بالروايه.....

الرجل الغربي
11-09-2007, 17:57
يعطيكم العافيه

**ليديا**
11-09-2007, 21:56
مسكورررررررررررررراااااااااااااااااااااااااااااااا اا



علي المجهود

shining tears
12-09-2007, 04:01
احم احم
ماشاء الله عليكم عيوني عليكم باردة والله يديمها عليكم عافية وتكملوا النا الرواية من اول ما وصلت على طول فتحت المنتدى كاني وحده عطشانة ابغي قطرة ماي والحمد الله الموضوع ماشاء اله في حماس مسمتر
>>>>>>>>>>>>>متابعة مجتهده وانشاء الله اتابعكم كل لحظة تحياتي للجميع

ماهيما
12-09-2007, 11:00
كل عام وانتم بخير صبايا ورمضان كريم:)

يوووووووووووووووووووووووووووووووووووووه وش معنى الفصل الرابع طويل يااااااااحظي الاقشر:eek:

بس ماعليه لاتستعجلين ماري بزيد درجة الثلاجة عشان اتجمد اكثر وماتصير درجة الانفجار قوية:D

باااااااااااااااااي

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 20:38
4- إلى ما لا نهاية

ما إن علمت جين بأن الأمر قد تقرر وبأنهما ستذهبان إلى ليكساندروس حتى تحسنت حالها في صورة ملحوظة, وكان على دالاس أن تعترف بأن الكسندر ستافروس كان محقا, وكانت جين تشعر بالذنب في ما خص القضية كلها.
أما دالاس فكان عليها قبول الهزيمة في لباقة ولو أن فكرة قضاء الأشهر المقبلة بين غرباء أخافتها. ومع أنها عملت مع أطفال إلا أنها كانت خجولة بعض الشئ وتساءلت كيف ستتكيف مع عائلة ستافروس.
حفل الأسبوعان التاليان بشراء الأغراض وتأمين تأجير شقتهما أثناء غيابهما وتحضير اللازم لذهابهما ليكساندروس. كان ستيفانوس كارينتوس على اتصال دائم بهما ورتب كل أمور السفر. عاد الكسندر ستافروس إلى اليونان وارتاحت دالاس. على الأقل لأنهما لن تضطرا إلى السفر معه.
وقبل يومين من مغادرتهما, اتصل تشارلز بدالاس وهي في عملها. كان مثل هذا التصرف غير عادي بالنسبة اليه, وقال انه لا يتصل بها أبدا أثناء عملها ولكن الأمر كان مختلفا الآن فهتف:
" لا يمكن أن تكوني فعلا ذاهبة من دون أن تريني ثانية! "
" إذا أنت تعلم إننا سنغادر؟ "
اجابت دالاس ببرود.
" طبعا...هذا...الكسندر ستافروس أوضح لي أنه لا مجال للتساؤل حول قيامكما بأي شئ آخر "
" ماذا؟ "
" نعم. قال أنه لا يهم اذا كنت أستطيع أعالتكما أم لا, فمكانكما معه لأن الطفل حفيده "
قبضت دالاس على سماعة الهاتف بشدة وقالت:
" هو قال ذلك؟ "
" نعم, أنا...أنا أردت الأتصال بك من قبل لكنه نصحني بترك الأمر له. . . "
وتوقف برهة ثم تابع بلهجة شاكية:
" انك تريدين الذهاب, أليس كذلك يا دالاس؟ "
ولكن غضب دالاس منعها من التساؤل عن تبدل نبرة تشارلز.
ابلغت الآنسة تشاتر أن عليها انجاز أمر ما, ومن دون أن تأبه لأنزعاجها أخذت معطفها وغادرت المدرسة. أخذت تاكسي الى فندق دورشستر حيث كان ستيفانوس لايزال يقيم. وبعد المقدمات التقليدية دخلت الى الجناح. خرج ستيفانوس من غرفة النوم وهو يزرر قميصه وكأنه استيقظ لتوه. اذ ان الساعة كانت العاشرة والنصف صباحا, شعرت دالاس بغضب لا مبرر له اتجاهه. نظر اليها بعينيه السوداوتين وقال:
" حسنا يا آنسة كولينز ما الأمر؟ "
" يمكنك أبلاغ رئيسك بأننا لن نذهب إلى ليكساندروس "
" لماذا؟ "
" إنها...إنها قصة شخصية. بين الكسندر ستافروس وبيني "
" أهي كذلك؟ "
" نعم! أوه ما النفع؟ في أي حال بلغه الرسالة "
" يمكنك أبلاغي أنا بها عوضا عنه! "
كادت دالاس أن تقفز من مكانها. ظنت أنهما وحدهما ولكن دخل الغرفة رجلا آخر, طويل نحيل أسمر, أصغر سنا من الكسندر ستافروس. كان شعره مسرحا حول رأسه الحسن التكوين وكانت عيناه تضحكان:
" اسمحي لي أن أقدم نفسي, اسمي نيكوس ستافروس. أنا شقيق اليكس "
علمت دالاس أن لألكسندر ستافروس أشقاء وشقيقات لكنها لم تفكر في أنهم أناس متحضرون, بقدر ما هو نيكوس ستافروس حقيقي جدا وجذاب جدا.
" على العكس بالطبع ستأتيان إلى لكساندروس. فالكسندر سوف...يقتلني, إذا عدت من دونكما, لا يمكنك أن تسمحي بأن يفعل بي ذلك؟ "
استدارت دالاس بعيدا. كان من الواضح أنهما لن يأخذاها على محمل الجد وقالت قبل أن تخرج:
" ليس هناك المزيد للقول, لقد عنيت ما قلت ولن أقبل أن يعاملني أخوك وكأني بلهاء "
سأل ستيفانوس وسار نحوها:
" وهل فعل ذلك؟ "
" أنا...لا أستطيع أخبارك "
" أجل, يمكنك هيا, اخبريني الأمر يتعلق بتشارلز جينينغز, أليس كذلك؟ "
" كيف تعلم ذلك؟ "
هز ستيفانوس كتفيه:
" ليس صعبا. إن اليكس يحكم على سلوك الناس في حذق. وعليه أن يكون كذلك. كان خائفا من أن يعيقك هذا الرجل "

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 20:45
" اخبرني تشارلز فقط أن السيد ستافروس أنبأه بذهابنا إلى ليكساندروس حتى قبل أن يستشيرني في الأمر بمدة طويلة! "
" أخبرتك أن الكسندر يحكم جيدا على سلوك الناس "
" وماذا بالنسبة إلى سلوكه هو؟ "
صاحت دالاس في غضب وأضافت:
" انه عمليا يجبرنا على الذهاب "
تدخل نيكوس:
" أني أكفل سلوك أخي في أي وقت تريدين ولن أقول ذلك عن أي شخص آخر, لكن عن اليكس, بلى, هيا يا دالاس لا تكوني هكذا, لنكن أصدقاء. ما هو الأمر المريع الذي فعله أخي؟ أعلم أن معظم الفتيات مكانك سيكن شاكرات له النعمة بدلا من خلق المتاعب لمجرد أنه كان...هل نقول...مدعيا؟ ان ليكساندروس جزيرة جميلة, ومع اني طفت العالم كله, لم أجد مكانا آخر أفضل منها أدعوه بيتي "
نظرت اليه دالاس من وراء حجاب رمشها الكثيف وشعرت بخديها يلتهبان بسبب تحديقه فيها. بدا نيكوس مضطربا بسبب قربها منه وغمغم:
" قد تكتشفين أنك سعيدة هناك, سيكون من الصعب الا تفعلي عندما سيفتن جميع رجال اليكسندر بحضورك, اذا كانت أختك تشبهك فوجودكما سينعش الجزيرة حتما "
استدارت دالا بعيدا قائلة:
" يجب أن أذهب "
"حسنا هل هناك داع بأن اتصل بأخي لأخبره أن المسألة تحتاج الى اهتمـامه؟ "
" كلا "
وضغطت دالاس على شفتيها. فقال لها نيكوس:
" حسنا. الى اللقاء يوم الأحد "
كانت الرحلة في الطائرة الى ليكساندروس لا تنسى بالنسبة الى الفتاتين. حتى دالاس وجدت من الصعب المحافظة على لا مبالاتها وهي ترى الكثير حولها مما حيرها وأثار اهتمامها. كانوا أربعة في هذه الرحلة. ستيفانوس وجين ونيكوس وهي. لم تعلم من وزعهم اثنين اثنين, لكنها وجدت نفسها جالسة قرب نيكوس, لأنه كان مرافقا مسليا فقد بدأت تستمتع بالرحلة جدا.
حطت الطائرة عند الظهيرة في اثنيا وتناولوا وجبة غداء شهية في مطعم المطار قبل التوجه نحو طائرة شركة ستافروس للنقل البحري التي كانت ستقلهم إلى الجزيرة. وعلق نيكوس في عفوية:
" ليس في ليكساندروس مدرج يتسع لطائرة نفاثة وإلا لكان اليكس ابتاع واحدة حتما. أخي لا يؤمن بإضاعة الوقت "
" هذا أستطيع تصديقه "
ابتسم نيكوس وقال:
" أرى انك كنت تودين رؤية المزيد من أثينا "
ونظر إلى ستيفانوس:
" هل تريد أن تأخذ جين إلى الجزيرة. وسنمضي أنا ودالاس يومين في فندق هيلتون ونزور بعض الأماكن السياحية "
" أوه, كلا "
ارتعدت دالاس وتابعت:
" اعني, جين لن تذهب وحدها "
ونظرت إلى جين مستعطفة. فابتسمت جين:
" في الحقيقة أنا كتلة أعصاب. لا أستطيع أن أذهب بمفردي وأيضا لا أستطيع تحمل مشاهدة المدينة "
أومأ نيكوس برأسه وكانت ابتسامة لاهية وساخرة في الوقت نفسه:
" حسنا سنتصرف بهدوء. نسيت أنكم لستم شعبا مندفعا مثلنا "
تنهدت دالاس بارتياح ومع أنها أحبت أن تقضي بضعة أيام في أثينا إلا أنها كانت متأكدة أن الكسندر ستافروس لن يوافق على وجود صداقة حميمة مع أخيه, عدا ذلك كان نيكوس يدرك مقدار جاذبيته وشعرت بنفسها معرضة للتجربة بشكل غريب بعد أن تحررت من تشارلز. ومجرد ذكر فندق الهيلتون ذكرها في قوة الاختلاف الكبير في طريقة تنشئتهما. فحتى عندما كان والدها لايزال حيا لم تحرف سوى فنادق صغيرة أثناء السفر.
لم تعد الفتاتان تفكران في أي شئ آخر وهما تنظران الى مياه البحر الزرقاء. واستطاعتا أن تريا وهما تنظران الى أسفل عشرات الجزر الصغيرة, وبدت الجزر كجواهر في ثوب ياقوت. وكانت اشرعة القوارب تضفي بين حين وآخر مزيدا من اللمعان, وأسفت دالاس عندما أدركت أن الطائرة تستعد للهبوط في الجزيرة.

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 20:58
وضعت جين يدها على معدتها ونظرت إليها دالاس بسرعة وسألتها على الفور:
" هل أنت على ما يرام؟ "
" أشعر بالغثيان قليلا, إنها أعصابي القلقة على ما أعتقد "
بدا نيكوس مطرقا وقال:
" أرجوك لا تخافي, ليس هناك ما يخيف, قد تجدان والدتي مرعبة بعض الشئ في البداية لكنكما ستحبانها وتعجبان بها في سرعة "
شعرت دالاس بارتباك وأملت ألا تكون السيدة ستافروس شبيهة بالسيدة جينينجز.
" هل لك أشقاء؟ "
بدا على نيكوس كأنه يفكر في السؤال وأجاب ستيفانوس عنه:
" انه يلهو معك, هناك ثلاثة شبان إضافة إلى اليكس ونيكوس وأربع بنات. اثنتان من أخوات نيكوس متزوجتان كذلك اثنان من أخوته, هذا إضافة إلى الكس, وهو أرمل بالطبع "
صاحت جين بتعجب:
" اذن أنتم تسعة! "
" نحن العائلة الكبيرة سيدتي "
احمر وجه جين وشعرت دالاس بأسى نحوها, لكن ربما كان أفضل لها أن تتكلم عن طفلها في صورة طبيعية أكثر.
بدت الجزيرة وكأنها تندفع لتلاقيهم ونظرت دالاس في دهشة الى الشطآن الرملية والخلجان والرؤوس البحرية.
اقترب نيكوس منها وهمس في أذنها وهو ينظر الى المكان الذي كانت تنظر اليه:
" هذه جزيرة الصيد ليكسا "
استدارات دالاس ونظرت اليه, ولبرهة كاد وجهاهما أن يتلامسا, ثم نظرت بعيدا ثانية.
" اعتقد اني سأستمتع بهذا الصيف "
همس في رقة كي لا يسمعه أحد غيرها, وابتعدت دالاس بكرسيها قدر ما تستطيع, وأدركت أن جين كانت تراقبهما وعلى وجهها عبسة خفيفة.
" الا تعمل؟ "
" أحيانا "
قالها في كسل واسترخى في مقعده وكأنه مستمتع بالحياة في تلك اللحظة.
كان مدرج الهبوط حديثا وجيدا إلى درجة مدهشة, ولم تجد دالاس سببا لذلك سوى ان للأمر علاقة بشركة ستافروس. وتوقفت الطائرة قرب مبنى المطار, وسبق نيكوس الفتاتان هابطا السلم إلى الساحة.
أخذت جين ذراع دالاس وقالت:
" لا تتركيني مع ستيفانوس ثانية يا دالاس. ابقي معي, أعلم أن نيكوس قد يبدو مولها بك لكن ليس هذا سبب مجيئنا إلى هنا, أليس كذلك؟ "
" أعلم لماذا نحن هنا "
الى يسار المدرج, الأرض تنحدر نحو شاطئ رملي مغروس بأشجار النخيل, وخلفه تماوجت مياه البحر الإيجي. وكان الهواء صافيا إلى درجة لا تصدق. سمعت دالاس أن الطقس هكذا في اليونان ولكن حتى هي لم تكن مستعدة لنقاوة المنظر الذي امتد كستارة شفافة أمام عينيها المسحورتين.
نقل حمالان الحقائب من الطائرة إلى سيارة صغيرة مكشوفة ذات لون أزرق كانت متوقفة قرب باب المطار. ونظرت إليهما الفتاة النحيلة الصغيرة التي كانت جالسة خلف المقود في وقاحة بينما قادهما نيكوس نحوها ثم أخلت مكانها غير آبهة التعرف إليهما.
" هذه أختي ناتاليا "
همس نيكوس ونظر إلى ناتاليا مؤنبا:
" ناتاليا أقدم لك دالاس وجين "
أومأت ناتاليا برأسها في كسل, وكان شعرها الأسود منسدلا حول كتفيها النحيلتين. بدت في السادسة عشرة لكنها حتما كانت أكبر اذ هي تقود سيارة. كانت ترتدي تنورة وردية اللون قصيرة جدا وقميصا كشفت شيئا من جيدها, بدت هادئة وواثقة.
" مرحبا ناتاليا "
قالت دالاس في تهذيب رافضة أن يأسرها تصرف الفتاة غير الودي بينما عاملتها جين في مثل طريقتها.
جلس ستيفانوس خلف مقود السيارة وابتسمت له ناتاليا ابتسامة جذابة, وفكرت دالاس أن صدود ناتاليا موجه نحوهما فقط. ولم يظهر أن نيكوس لاحظ أمرا غير اعتيادي وساعد دالاس وجين في ركوب السيارة وهو يبتسم في بشاشة, ثم ركب الى جانبهما في المقعد الخلفي. جلست ناتاليا قرب ستيفانوس ثم انطلقت بهما السيارة في رحلتها. كانت الطريق حول شاطئ

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 21:13
الجزيرة ملتوية, متيحة للفتاتين فرصة كافية للتفرج والاعجاب بالمناظر الخلابة. هناك الكثير من الخلجان, بعض الرؤوس كان صخريا والبعض الآخر كان رمليا تداعبه الأمواج. انحنى نيكوس الى الأمام مبتسما:
" انها كما قلت, أليس كذلك؟ "
بدت جين مدهوشة واعترفت في حماس قائلة:
" لم يسبق لي أن رأيت مكانا جميلا كهذا, هل كل هذا ملك أخيك؟ "
نظرت ناتاليا اليها وعيناها تؤنبان فجأة:
" نعم, كل هذا ملك اليكس الآن.
عندما توفي والدنا ورثها الابن الأكبر, لكنها ملك عائلة ستافروس. وهذا الأهم "
بدت كلماتها محرجة, وأحمر خدا جين. تدخل نيكوس قبل أن تتمكن جين من الاجابة:
" ما تقصد ناتاليا قوله أنه على الرغم من كون الجزيرة ملكا لأليكس, عليه تأمين احتياجات أعضاء العائلة الذين يستمرون في العيش على الجزيرة "
أجابت جين في حدة :
" اعتقد انني أعلم ما قصدته ناتاليا...تقصد بأن لا حق لنا في أن نكون هنا "
صاح نيكوس قبل أن تجيب ناتاليا:
" ليس هذا على الاطلاق! اسمعا, دعونا لا نستمر هكذا, الكيس هو صاحب الكلمة وهو دعاكما, وأنا سعيد بذلك, فلنترك الأمر على هذا النحو "
قالت ناتاليا:
" ماريا هي أعز صديقة لي "
" من هي ماريا؟ "
سألت دالاس في هدوء, ومعدتها تتخبط بسبب الجهد الذي بذلته لتحافظ على هدوئها. فقالت ناتاليا ببرود:
" ماريا كانت خطيبة باريس, كيف ستشعر باعتقادك حيال مجئ أختك الى هنا وهي تنتظر مولودا من باريس؟ "
واستدارت في مقعدها كي لا تستطيعان رؤية وجهها. وشحب وجه جين وهمست وهي تشد قبضة يدها بإحكام :
" أنا آسفة "
شعرت دالاس بانزعاج عظيم وتمنت ثانية لو أنهما لم تحضرا اذ أن الأمر سيكون مريعا.
همس نيكوس برقة في أذن دالاس كي لا يسمعه أحد سواها قائلا:
" سيتولى أخي اليكس أمر ناتاليا قريبا "
نظرت دالاس إليه مباشرة وقالت:
" أتعتقد أننا نريد أن نكون هنا في مثل هذا الحال؟ "
" كلا. ولن يحدث ذلك, كما قلت اهدأي يا عزيزتي "

ابتسم نيكوس عندما رأى عيني جين تتسعان وهم يعبرون خلال بعض الأعمدة الحجرية ويقتربون من المنزل. وبعد أن دنوا من حوض السباحة كان بإمكانهم رؤية الفسيفساء التي أحاطت بها والأسرة المائية المستطيلة والمظلات المقلمة التي كانت تحمي الطاولات الصغيرة من حرارة الشمس القوية. كان المشهد يشبه إعلانا ملونا حتى أن دالاس تركت شهقة تنطلق من أثر المتعة الصافية.
ونمت غابة حقيقية قريبا إلى يمين المنزل, بينما قامت بيوت عدة صغيرة تشبه الشاليهات في الحديقة. أوضح نيكوس أنهم يستعملونها لاستقبال الضيوف الكثر:
" حاليا هناك ماريا بنغوست وعائلة شارف, انما أحيانا يزورونا أكثر من عشرين أو ثلاثين شخصا "
هلعت دالاس عندما ذكر نيكوس ماريا بنغوست. لابد انها الفتاة التي تكلمت عنها ناتاليا. وفكرت: لن تكون الرحلة سهلة.
توقفت السيارة الى جانب المنزل وساعد نيكوس دالاس في الخروج بينما تولى ستيفانوس أمر جين ثانية, وتركت الحقائب لشخص آخر ليجلبها. ودخلوا الى المنزل عبر أبواب فرنسية الى ممر معتم أمتد من جهة الى آخرى في المنزل. كان الممر خاليا الا أن نيكوس وناتاليا سارا عبر الباب الى حيث بدا وكأنه قاعة المنزل.
نظر ستيفانوس الى الفتاتين في امعان وقال برقة:
" لا تأبها لتعليقات ناتاليا انها صغيرة ومندفعة, وشديدة الوفاء لماريا, ولسوء الحظ لم تدر بميل باريس الشديد للجنس الآخر. فهنا كان يتصرف بصورة مثالية. فقط اليكس عرف باريس الحقيقي. عليكما اثبات وجودكما هنا. هذا هو المهم, ربما تسمعان كلمات قاسية, لا تنزعجا فخلال وقت قصير سيتقبلون وجودكما. ان السيدة ستافروس من أكثر النساء لباقة. لن تسمح أن يلقى ضيوفها معاملة تخلو من التهذيب في بيتها "

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 21:21
فقالت دالاس:
" شكرا لك...ان الأمر غريب, فالمكان فخم جدا كيف سنتكيف؟ "
ابتسم ستيفانوس:
" ولدت في أحياء أثينا الداخلي وقد اعتدت المكان في صور تامة. وأنتما ستعتادان الحياة هكذا, سيستغرق الأمر بعض الوقت هذا كل شئ "
سألت دالاس:
" هل...هل السيد ستافروس هنا الآن؟
هز ستيفانوس كتفيه:
" أشك في ما إذا كان في المنزل, لكنه في الجزيرة حتما, لماذا؟ "
هزت دالاس رأسها, ونظرت إليها جين في استغراب. كانت عينا ستيفانوس ثاقبتين عندما قال:
" ستكون داليا شارف معه أينما ان. ستلتقيان بهم جميعا أثناء العشاء هذه الليلة "
سألت جين:
" من هي داليا شارف؟ "
" إنها ابنة أحد معارفه في العمل. أمها وأبوها يقيمان هنا حاليا, كما قال نيكوس "
تساءلت دالاس عندما أخبرها نيكوس كل ذلك. في أي حال, ما كان يفعل اليكسندر ستافروس كان أمرا خاصا به فقط. بدا غريبا أن يظن ستيفانوس إنها مهتمة به, إلا.....وتوقف نبض قلبها, إلا إذا كان ستيفانوس يحاول أن يقول لها شيئا ما لتأخذ حذرها.
تورد خداها واستدارت بسرعة كي لا تستطيع جين أن ترى وجهها. هل تصور ستيفانوس إنها كانت تهتم بألكسندر ستافروس أكثر من الضروري؟ وهل كان يحاول أبلاغها أنه يجب إلا يؤخذ على محمل الجد؟ بدا الأمر سخيفا, فستيفانوس لم يذكر داليا شارف من دون سبب, وكأنما يقصد إنها هي التي ستهتم بألكسندر ستافروس! كان الأمر سخيفا.عدا أي شئ آخر, لم يكن لديها أفكار كهذه. كان بعيدا عنها في أي حال,. كانت جين مثلا ساطعا لما يمكن أن يصل إذا حاولت أن تلعب مع (( النمور )).
قطع عليها نيكوس حبل أفكارها المضطرب عندما عاد الى الغرفة وفي صحبته امرأة حسنة, قدرت دالاس انها في أوائل الستينات من العمر. كانت طويلة ضخمة, ترتدي بذلة بنفسجية, تضع عقدا مثلثا من اللؤلؤ حول

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 21:35
عنقها, قدرت دالاس أنه أصلي, وتعقد شعرها على قمة رأسها في شكل ثنيات وكانت عيناها رماديتين ثاقبتين. لم تكونا كعيني ابنها ولم تر دالاس أي عدائية في أعماقهما. تنفست في سهولة أكثر بينما قدمها إليهما نيكوس.
" أخبرني نيكوس أنكما بدأتما رحلتكما منذ الصباح الباكر "
قالت بانجليزية صحيحة بعد أن أنهى نيكوس تقديمهما إليها ثم تابعت:
" لا شك أنكما مرهقتان. سأدعكما تذهبان الى غرفتيكما وسنقدم لكما الشاي الانجليزي كي ترتاحا الى أن يحين موعد العشاء "
" شكرا لك "
واستطاعت دالاس أن تبتسم فقالت السيدة ستافروس:
" قد تكون ظروف إقامتكما معنا غير اعتيادية لكن عليكما أن تأخذا راحتكما هنا, وتحاولا أن تتمتعا بإقامتكما. الطقس كما تريان جميل جدا, وليس هناك من سبب يمنعكما من جعل وجودكما هنا وكأنه اجازة. لقد خصصت بكما فيلا في الحدائق, وبما أن فيها كل ما يلزم فلا داعي لمجيئكما الى المنزل طلبا لأي شئ اذا لم ترغبا ذلك "
شعرت دالاس أن هذا كان اشبه بالشئ الذي كانت تتوقعه, يدا حديدية في قفاز حريري. أن تبعدا الى فيلا خارج المنزل! مبنى صغير قائم في ذاته, ولن يشجعهما أحد عن البعد عنه. ونظرت ناحية جين لكن الأخيرة بدأت تشعر بوطأة التعارف, وشعرت إنها ستكون مسرورة إذا أعطيت الفرصة لتستلقي وترتاح.
" من المتوقع أن تأكل الفتاتان معنا يا أمي "
همس نيكوس في هدوء في اذنها متابعا:
" انها تعليمات اليكس, أليس كذلك؟ "
ضغطت أمه على شفتيها لبرهة وقالت ببعض الجمود:
" بالطبع, ليـس هناك من سبب يمنعهما من فعل ذلك. فقط فكرت إني يجب أن أفسر الترتيبات علـى أنها احـتراز في حال رغبتـا في أن تبقيـا في غرفتهمـا. . ."
فردت دالاس:
" أعتقد أننا نفهم ما تعنينه يا سيدة ستافروس, فلا تتصوري أن لدينا أي رغبة في التدخل في حياتكم هنا. كنا نفضل لو بقينا في انجلترا لكن ابنك جعل الأمر مستحيلا تقريبا. . . "
" نعم, هذا ما فعلته "
علق صوت بارد لاه.
استدارت دالاس بسرعة لتجد الكسندر ستافروس يستند بكسل الى البا المؤدي إلى القاعة. كان يرتدي سروالا ضيقا فاتح اللون, وكنزه زرقاء داكنة لم يزرر أعلاها لتظهر فروة الشعر السوداء في صدره. وبدا مختلفا جدا عن رجل الأعمال المتأنق ذلك الذي تذكرت دالاس إنها رأته في لندن, فشعره كان مبللا بعض الشئ وغير مصفف كأنما كان يسبح, ذقنه آخذة بالنمو. كان أكثر جاذبية كما بدا الآن!
قالت أمه ملتفتة هي الأخرى:
" اليكس...لم أعلم انك عدت "
" هذا واضح "
رد واستقام ثم سار نحوهم في بطء قائلا:
" ظننت إني أعطيت تعليمات واضحة. يمكنك أن تفعلي ما تريدين وتؤويهما في فيلا منفصلة إذ أني أشعر بأن هذا ما تريدانه, ولكن يا أمي أظنك تحاولين تجنب مسؤوليتك تجاههما كما لو لم تكونا هنا. هل كلامي واضح؟ "
لم تخفف حركاته المتباطئة إطلاقا من اثر كلماته وبدت السيدة ستافروس منزعجة قليلا:
" أنت تعلم مثلي يا اليكس. . . "
بدأت تتكلم لكن تعبير وجهه أسكتها. ثم بدأت تتكلم باليونانية, متجاهلة دالاس وجين تماما.
استمع الكسندر ستافروس إلى والدته في انتباه لوهلة وأشعل سيكارا تناوله من علبة ذهبية أخرجها من جيب سرواله. ثم هز كتفيه وابتسم بشئ من الحرية, والتفت إلى دالاس قائلا:
" هل كانت رحلتك طيبة؟ هل اعتنى أخي بك؟ "
وتحولت عيناه نحو جين بينما أجابت دالاس بالإيجاب, وسأل جين عن حالها الصحية, وشردت عيناه لحظة نحو وسط جسدها الفتي ثم عاد ينظر إلى دالاس والتحدي ظاهرا في عينيه وقال:
" ستأتيان إلى العشاء هذا المساء. الخدم في تصرفكما لتزويدكما بأي معلومات تحتاجانها. لكن الوقت أصبح متأخرا الآن ولابد أنكما تودان أن ترتاحا بعد رحلتكما. (يني) "
استرعت لهجة صوته الآمرة شابا يرتدي ثوبا أبيض فهرول نحوهم, وأعطاه الكس تعليمات باليونانية. أومأ الشاب برأسه لدى سماعها وأكد انه سينفذها.

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 21:48
ودعت الفتاتان مضيفتهما ورافقتا يني إلى الخارج فوق العشب الأخضر نحو إحدى الشالهات البيضاء القابعة بين الأشجار على بعد مسافة صغيرة من البيت. انهمكت دالاس في أفكارها الذاتية إلى درجة لم تهتم معها بالمنظر حولها, وكانت تقلباتها العاطفية في المنزل قد أزعجتها جدا. لكنها تعافت ما إن وصلت إلى الشاليه وتمتعت باستكشاف المنزل الصغير الذي سيكون بيتا لهما خلال الشهور القليلة المقبلة.
طاف يني بهم في المنزل. كانت هناك ردهة صغيرة يمكن أن تستعمل كغرفة طعام أيضا, وغرفتا نوم مجهزتان بأسرة وثيرة مزدوجة, وحمام صغير لونه أخضر شاحب. كان بيتا مصغرا, وراق لجين إلى حد نسيت معه العدائية التي أحست بها قبلا. وهتفت:
" انه رائع, اخبرني يني هل تتكلم الانجليزية؟ "
ابتسم يني وطفح وجهه الأسمر بشرا وهو يقول:
" قليلا, إذا تكلمت في بطء, أجل "
" إذن, اخبرنا عن الترتيبات هنا. العشاء في التاسعة كما قالت السيدة ستافروس. وفي أي وقت الإفطار؟ "
قال يني في تأن:
" " في أي وقت تحبانه, ليس هناك وقت محدد, والغداء في الثانية "
خلعت دالاس سترتها. كانت تشعر بدفء مزعج وأرادت أن تأخذ حماما باردا في ذلك الحمام الرائع.
" ربما يعطينا السيد ستافروس مزيدا من التفاصيل هذه الليلة "
قالت وهي تحاول إلا تظهر اهتماما عندما لفظت اسم الكسندر ستافروس. نظرت جين إليها وقالت:
" بدا مختلفا "
ثم تذكرت يني وقالت:
" حسنا يني. في إمكانك الذهاب, ماذا نفعل لنتصل بك ثانية؟ "
همس يني بتهذيب مشيرا إلى زر قرب النوافذ الفرنسية الشكل:
" الجرس, إلى اللقاء, آنسة كولينز, آنسة جين "
انسحب يني وسارت جين إلى غرفة النوم وألقت بنفسها على السرير, وتبعتها دالاس في بطء أكثر. ونظرت إليها جين عندما دخلت وقالت بحدة:
" ماذا فكرت؟ "
هزت دالاس كتفيها قائلة:
" الأمر كما توقعت, إنهم لا يريدوننا هنا حقا, ولماذا يفعلون؟ "
فعلقت جين قائلة:
" صدف أن ولدي هو من باريس, إني آسفة, ولكنه ملام مثل أي شخص آخر "
رفعت دالاس كتفيها في حركة يائسة وقالت:
" اعلم يا عزيزتي لكن لا يمكننا أن نتوقع منهم أن يضنوا أنفسهم ليساعدونا, كدت أتمنى لو أن السيد ستافروس لم يدخل كما فعل. لم يكن لدي رغبة في أن أتناول العشاء مع بقية العائلة وضيوفها, أتمنى لو أنهم ينسون وجودنا هنا "
وتمتمت جين بسرعة:
" في الواقع, أنا لا أتمنى ذلك, في أي حال, لن تسنح لنا فرصة مماثلة لنرى كيف يعيش النصف الآخر من البشر, أليس كذلك؟ "
أرخت دالاس شعرها ومررت أصابعها عبر كثافته الحريرية قائلة:
" حسنا, في أي حال, ليس لدينا خيار. فقط كنت أتمنى لو أعلم ما يجب علي أن أرتدي "
هتفت جين:
" لكنك جلبت فساتين عدة ملائمة "
" في أي حال, لا يتوقعون أن نظهر مثلهم, نحن فقط نصف أقارب فقراء "
ابتسمت دالاس :
" حسنا, ولكني سأستحم الآن, أشعر بتعرق شديد "
أومأت جين برأسها وقالت:
" سأرتاح قليلا إذا, لا يزال الوقت مبكرا, إني أتطلع بشوق نحو هذه الأمسية. وبالنسبة إلى ما كنت ذكرته, إلا تعتقدين أن الكسندر ستافروس بدا مختلفا؟ "
سارت دالاس نحو الباب متجاهلة كيف تدفق الدم في شرايينها لدى ذكر اسمه وقالت بخفة:
" هو...في الواقع, نمت لحيته "
" ليس ذلك فقط. بدا أصغر سنا. ياه...انه بعمر تشارلز اذا لم يكن أكبر منه ولكن. . . "
" أرجوك "

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 22:09
واستدارت دالاس نحوها قائلة:
" دعينا لا نتكلم عن تشارلز. سوف استحم "
" حسنا "
قطبت جين ثم هزت كتفيها واستلقت على السرير وأغمضت عينيها. نظرت دالاس اليها برهة ثم انسحبت. كادت تبدأ بالاستحمام عندما سمعت أحدا يدق الباب ويدخل. فسألت:
" من الطارق؟ "
" أنا "
وفتحت دالاس باب الحمام ونظرت من وراءه.
وقف فتى في الثامنة عشر من عمره حاملا صينية عليها أبريق شاي ومستلزمات شربه. ابتسم, وعلمت فورا أنه أحد أخوة الكسند ستافروس. قال بمرح:
" أنا اندريا هل أترك الصينية هنا, أم تفضلين أن آخذها الآن وأعود بها بعد حين؟ "
" أوه كلا! اعني, دعها هنا, سأهتم بالأمر بعد ذهابك "
" أنا آسف لدخولي, لم أدرك أنك تستحمين. سينزعج أخي جدا "
لكنه لم يبدو مهموما أبدا, وكان على دالاس أن تبتسم أيضا. كان اندريا شبيها بنيكوس, واستطاعت أن تفهم نيكوس من دون صعوبة.
" في أي حال شكرا لك "
قالت بينما فتح باب غرفة نوم جين:
" سمعت أصواتا و. . . "
قالت جين. ثم وقفت وكأنها تحولت حجرا. امتقع خداها, وظنت دالاس أنها ستغيب عن وعيها.
" من...من أنت؟ "
سألت اندريا في ضعف.
كانت عينا اندريا تتفحصانها في لطف ثم قال:
" أنا اندريا ستافروس. لابد انك جين, هل أنا مصيب؟ "
" اندريا. أوه, أرى. . . "
اسندت جين نفسها الى الباب وتمنت دالاس لو انها لم تخلع ثيابها بهذه السرعة. فقال اندريا:
" والآن يجب أن أذهب, لقد اخرت حمام أختك بما فيه الكفاية. سأراكما على العشاء هذه الليلة. الى اللقاء "
بعد أن ذهب, لفت دالاس جسدها بمنشفة وخرجت من الحمام. كانت جين قد جلست على كرسي وسألتها دالاس في هدوء:
" استنتج أن باريس كان يشبهه "
" يشبهه! "
هزت جين رأسها غير مصدقة:
" انه نسخة من باريس "
قالت دالاس وهي تسير نحو الطاولة حيث وضع اندريا الصينية:
" هذا ما ظننته, هاك بعض الشاي. سيجعلك تشعرين بتحسن "
تنهدت جين قائلة:
" كيف سأعتاد على العيش هنا بقرب شخص يشبه باريس الى هذا الحد؟ "
هزت دالاس كتفيها:
" فكري كم كان الأمر صعب بالنسبة الى ستافروس نفسه. لابد أن التشابه قد أثر فيه بالقوة نفسها "
" أعلم.اني آسفة. اعتقد اني كنت أشفق على ذاتي "
شربت دالاس الشاي وهي شاردة, لقد جعلتها الأحداث التي حصلت أكثر اقتناعا بأنه كان يجب الا تأتيا.

ارتدت دالاس ثيابها ذلك المساء بكثير من القلق. فقد حسبت انه سيوجد عشرون شخصا على مائدة العشاء من دون احتساب ستيفانوس وماريون في حال وجوده في الجزيرة. كان عددا هائلا بالنسبة الى شخص لم يعتد الاختلاط في مثل هذه السهولة. كانت دالاس قد أصبحت معتادة على تشارلز ووالدته الا انهما قلما اجتمعا بأشخاص آخرين.
و أخيرا, لبست ثوبا أزرق فرنسي الصنع من الحرير, ذا عنق عال وذراعين قصيرتين وتنورة قصيرة إلى درجة مضحكة. وكانت جين قد أصرت أن ترتدي ثيابا أحدث طرازا إذ أنهما ستختلطان بطبقة راقية من المجتمع. ووافقت دالاس في تردد ومن دون حماسة. إلا أنها لم تكن متأكدة مما فعلته.
عندما خرجت دالاس من غرفة نومها كانت جين تنتظرها قرب الباب المشرع. بدت نحيلة ورائعة في الشيفون الأبيض. كانت الفتاتان انفقتا مدخراتهما القليلة على تلك الملابس. لكن دالاس اقنعت نفسها بأن ما انفقتاه كان مبررا.

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 22:19
نظرت جين الى أختها متفحصة وقالت:
" تبدين جميلة غير أني أتمنى لو انك لا تسرحين شعرك الى اعلى دائما, فأنت تبدين جذابة أكثر وهو منسدل على كتفيك "
هزت دالاس رأسها وحملت حقيبتها المرصعة من على الكرسي وهي تقول:
" لست مهتمة لأظهر جذابة في شكل خاص, أعترف أني لا أريد أن أبدو غير متأنقة في وجود كل تلك الأعين التي ستنظر الي, لكني في الوقت نفسه لا أجد سببا لأن أجعل نفسي أبدو جذابة. هؤلاء الناس ليسوا مثلنا يا جين. اعتقدت انك تدركين الأمر أكثر مني "
" لماذا؟ بسبب الطفل؟ "
" طبعا, انظري يا جين, لا تبدأي مشاجرة لا أريد التحدث أكـثر في الموضـوع "
كشرت جين قائلة:
" يا عزيزتي دالاس, لا تستطيعين أن تغمضي عينيك وتصمي اذنيك وأنت هنا, وأنت تعلمين ذلك. الناس هم ناس, مهما كان لديهم من نفوذ أو ثراء فلهم الرغبات ذاتها, وأجسادهم تحتاج الى مقومات اكتفاء متشابهة "
" هل أفهم منك أنك لا تزالين ترين هذا النوع من الحياة مرغوبا فيه؟ "
" آه يا دالاس توقفي عن التصرف كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال! أنت تعلمين تماما أن هذا النوع من الحياة كما تدعينه هو ممتع الى درجة عظيمة. لكن لم يعد لدي أوهام بالنسبة الى هذه الحياة, اذا كان هذا ما قصدته. لن أكون حمقاء كي أتصرف بالطريقة ذاتها مرة اخرى. لكن هذا لا يمنعني من تقدير المنافع الثانوية الأخرى "
سارت دالاس الى الباب وقالت:
" اعتقد انه ينبغي علينا الذهاب. الساعة التاسعة الا عشر دقائق. لا نريد أن نتأخر "
ابتسمت جين وقالت ببعض التهكم:
" كلا, لا يجدر بنا ذلك "
امسكت جين بذراع دالاس وهما تعبران المسافة التي تفصلهما عن المنزل, وقالت:
" اعتقد يا عزيزتي انك أنت الشخص الذي يرى الحياة معقدة بعض الشئ هنا "
نظرت دالاس اليها من دون أن تفقه قولها, واتسعت عينا جين وتابعت:
" ألا توافقين؟ اعني يبدو الكسندر ستافروس...كيف أفسر ذلك؟ متمتعا بالحديث إليك ومراقبتك تنفعلين. لا تسأليني كيف اعلم. استطيع أن أحس بالأمر. إن الجو بينكما أنتما كهربائي! "
" لم اسمع أسخف من هذا الكلام "
صاحت دالاس في غضب, متأكدة أن جين كانت تزعجها لتتسلى. كان يمكن لجين أن تكون قاسية في بعض الأحيان. وكانت الغبطة تملؤها عندما وصلتا إلى منطقة الأضواء حيث توقف حديثهما الحميم.
اقترب نيكوس يحييهما وهما تدخلان القاعة, وأعلن الخادم المرتدي معطفا أبيض قدومهما.
كان نيكوس متألقا في سترة بيضاء, ابتسم في طيبة للفتاتين, وبعد أن هنأهما على مظهرهما قلدهما الى الغرفة وقدمهما إلى الضيوف الآخرين وأفراد العائلة الذين كانوا واقفين في الردهة يتبادلون الحديث قبل العشاء. كانت باولا ستافروس الشخص الوحيد في عائلة ستافروس الذي لم تلتقيانه. فهي أكبر من نيكوس بقليل لكنها لم تكن تزوجت بعد على الرغم من أن حجرا ماسيا رائعا لمع في الأصبع الثالث من يدها اليسرى. حيت الفتاتين في حرارة, وأحست دالاس بميل إليها على الفور. كانت طويلة ونحيلة, بشرتها البيضاء كانت مفارقة قوية بين أفراد العائلة الآخرين, وتساءلت دالاس كيف يمكن لمثل هذين الضدين من اللون والمنظر أن يكونا شقيق وشقيقة.
تعرفت الفتاتان الى بول وفيريا شارف, وخلال هذا التعارف اصبحت دالاس مدركة أن الكسندر ستافروس كان يراقبها من خلال جفنين نصف مغمضتين بينما كانت فتاة سمراء شديدة الجاذبية هي داليا شارف, تحاول أن تسترعي اهتمامه الكلي. وظهر شرقيا هذه الليلة وهو يرتدي سترة عشاء غامقة اللون وحزاما قرمزيا حول خصره النحيل, وكانت لحيته ق غيرت منظره تماما. أشاحت دالاس بعيدا بسرعة لكنها اضطرت أن تعترف بوجوده بعد قليل عندما تعرفت إلى داليا شارف.
وبالكاد نظرت داليا إلى دالاس قبل أن تتابع حديثها الخاص مع الكسندر ستافروس بلغتها الأم. كانت ترتدي زيا من الساتان الأسود.

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 22:33
أدركت دالاس إنها كانت وحيدة مع نيكوس الآن ونظرت حولها تفتش عن جين, لتجدها مع اندريا ستافروس ورأسه قريبا منها, وهو يستمع بإنصات لما كانت تقوله. وتنهدت دالاس منزعجة قليلا ونظرت إلى نيكوس في تمعن فبادرها بالسؤال:
" هل ترغبين في تناول مشروب منعش؟ "
هزت دالاس رأسها نفيا ثم قبلت بعض المرطبات بعد إلحاح منه. كانت السيدة ستافرس في رفقة فيريا شارف, وعندما استدارات أعينهما نحو جين, تساءلت دالاس عن محور حديثهما. كان من الطبيعي أن تجدا الفتاتان مادة للحديث, لكن دالاس تمنت الا تلوما جين بسبب أمر كان نصف غلطتها.
أخبرهم خادم أن العشاء جاهز, وعبر الجميع من القاعة الفسيحة الى غرفة طويلة أخرى, فيها طاولة خشبية مصقولة لمعت عليها الفضيات وكانت الشمعدانات وسيلة الأنارة الوحيدة. وفاحت رائحة الزهور في الغرفة تنعش هواء الليل الدافئ, ووجدت دالاس أنه أمر رائع أنتفكر من هي وأين هي بعد رتابة حياتها النسبية. كان الأمر شبيها بإعلانات تجارية عن الحياة المترفة التي كانت قد رأتها على شاشة التلفزيون في بلادها, وفي الحقيقة, بدا الأمر غير حقيقي على رغم تقلص أعصابها ومعدتها المتقلبة.
جلست بين نيكوس وجين, بينما جلس اندريا الى جانب جين. وشغلت السيدة ستافروس رأس المائدة بينما جلس الكسندر قبالتها وداليا شارف الى يساره. الا أن دالاس كانت تجلس بعيدة عنه الى المائدة فشعرت بامتنان, فلم يكن عليها أن تتجنب نظراته التي علقت عليها ببعض التهكم وكأن يحاول متعمدا أن يغضبها. وتصورت أن طريقة تصرفها معه في انجلترا لم تكن مهذبة بما فيه الكفاية, لكن أمرا ما في داخلها دفعها الى أن تثور وتحاربه في كل شبر من طريق علاقتهما. لم تستطع أن تفهم شعورها الذي ملكها على الرغم منها.
كانت الوجبة طويلة والأطباق متنوعة, لكن معدة دالاس المضطربة لم تستطع تقبل مثل ذلك النوع من الطعام الغني بالتوابل. كان السرطان المقلي لذيذ الطعم, لكنها لم تحب الموسكا ( اكلة شعبية يونانية ) وهي عبارة عن شرائح من اللحم المدقوق والفطائر المطبوخة بصلصة دسمة, فكان ثقيلا عليها. كانت الأجبان في نهاية المأكل رائعة, كذلك العنب والتين اللذان تناولهما الجميع في شره. وشعرت بارتياح بالغ عندما انتعت وجبة الطعام واصبح في الامكان ترك الطاولة والخروج الى الشرفة لتنشق بعض الهواء المنعش.
خلت القاعة, وأدار صغار السن من المجموعة الفونوغراف ووصلت سيارات عدة الى الممر أمام المنزل, وقال نيكوس انهم أصدقاء ناتاليا وماريا. عندها أدركت دالاس أن ماريا وناتاليا لم تكونا موجودتين أثناء العشاء. وحدثت دالاس نفسها: إنها عقبة أخرى عليها التغلب عليها. كانت جين تراقص اندريا, إذا كان من الممكن تسمية ما كانا يفعلانه رقصا, كانت الموسيقى صاخبة, وبدت جين متمتعة وكانت هي مسرورة لذلك, بالتأكيد لن تسبب ناتاليا مزيدا من الإزعاج الليلة.
أصبحت تشعر بشخص آخر يقف إلى الجهة الأخرى قربها ونظرت لترى عيني الكسندر ستافروس الغامضتين. كان وحيدا بعد أن تخلص من داليا شارف, وبدا مرتاحا وسهل المزاج فقال:
" ترين, لسنا متخلفين عن عصرنا. إننا نتابع آخر صيحات الموسيقى وأرى أن جين تصلح تماما لتشارك اندريا في رقصته ((الحربية)) هذه.
ابتسمت دالاس وقالت:
" هل ترقص أنت يا سيد ستافروس؟ "
" هكذا؟ إذا كان علي ذلك, اعتقد أنه يمكنني. لكني لا أنوي القيام بذلك في هذه اللحظة "
ونظر إليها فتابعت:
" هل تستطيع رقص الواتوسي؟ "
وضحك نيكوس قائلا:
" هل تستطيعين أنت يا دالاس؟ "
هزت دالاس كتفيها:
" في الواقع, أظنني أستطيع ذلك. ليست صعبة إلى هذه الدرجة "
نظرت في جرأة الى نيكوس وتابعت:
" لنحاول؟ "
أمسكت أصابع الكسندر ستافروس بذراعها وهو يقول في رقة:
" لا أعتقد ذلك, أريد أن أتحدث معك. أعذرنا يا نيكوس إنها مسألة عمل أنت تفهم ذلك؟ "
ابتسم نيكوس, ووضع يديه في جيب سرواله, في تلك اللحظة دخلت ناتاليا على رأس مجموعة من الفتيات والفتيان. كانت تبدو جذابة جدا وهي ترتدي بذلة حريرية قرمزية اللون وسروالا. ونظرت حولها في تفحص ووقفت عيناها على جين في ازدراء ثم قالت:
" أني آسفة, لم أكن أعلم أن ضيوفنا لا يزالون هنا. لقد تجنبنا العشاء قصدا, لكن يبدو أننا أتينا باكرا "

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 22:42
صرخت أمها فجأة:
" ناتاليا! "
ترك الكسندر ستافروس ذراع دالاس وسار في بطء الى الغرفة حيث وقفت أخته تحدق فيه في تحد, وقال بصوت عالي:
" حسنا ناتاليا هل أنت شخص صغير كي تصرخي هكذا لنسمعك؟ ان افتقادك الواضح للتهذيب لا يهمني, فأنا معتاد على مثل هذه المظاهر الطفولية. لم لا تضربين قدميك غضبا أو تلقين بما في يدك كما كنت تفعلين عندما كنت لا تستطيعين نيل ما تريدين. أو هل تريدين أن تتشاجري مع جين, اذ انها هي هدف هجومك في عرضك الجنوني هذا. ماذا ستفعلين؟ أم هل تفضلين أن أضعك على ركبتي هنا الآن وأعطيك العقاب الذي تستحقينه أما أصدقاءك؟ "
تورد خدا ناتاليا ثم احتقنا في امتقاع. نظرت الى أخيها وشفتاها ترتعشان وقالت:
" كيف يمكنك؟ كيف يمكنك أن تعاملني هكذا, في الوقت الذي أفعل كل هذا من أجلك أنت؟ "
" كيف ذلك؟ "
" باريس كان ابنك! "
" اتعتقدين أنه يجب أن تذكريني بذلك؟ اتعتقدين أني في حاجة الى حماقتك كي تذكريني بأن ابني توفي "
" كلا يا اليكس, ظننت. . . "
" هل لي أن أذكرك بأن الفتاة التي تحاولين تحقيرها هي في هذه اللحظة تحمل طفلا لا يمكن أن يكون إلا طفل باريس...هل هذا خطأ أحد؟ هل هذا خطأها هي؟ هل تعتقدين أنها كانت تريد طفلا؟ ثم, هل هو طفل باريس؟ من يعلم؟ لا أريد المزيد من ألاعيبك يا ناتاليا, هل هذا مفهوم؟ لن أسمح بهذا, أتسمعين, إن انشغالي بالأمر هو مثل انشغالك, ان لم يكن أكثر. اذا دعيني أكون الحكم على من هو الشرير ومن هو الضحية "
تغلغلت نبرات صوته الجليدية في كل زاوية من الغرفة. كان الفونوغراف متوقفا ساعتها وشعرت دالاس بأن كل عصب فيها قد تمدد إلى ما لا نهاية.
استدار الكسندر ستافروس بعيدا عن ناتاليا ثم نظر إليها ثانية:
" لا تتصوري بأني سأنسى هذا الحادث يا ناتاليا. وإياك أن تعتقدي بأنه يمكنك الهرب والاختفاء ثانية. ستبقين وتتصرفين بصورة طبيعية. أليس كذلك؟ "
" نعم يا اليكس "
أذعنت ناتاليا فيما ذهلت دالاس. كان يمكن فقط لشخص أحبته ناتاليا حتى العبادة أن يسكتها, وكان إعجابها العظيم بأخيها واضحا وعيناها تتبعان خطاه في محبة عبر الغرفة.
وكأنما بإشارة غير مرئية, عاد الفونوغراف يصدح واتسعت حلقة الراقصين كثيرا. عاد الكسند ستافروس الى دالاس وقال:
" والآن تعالي, أريد أن أتكلم معك "
نظرت دالاس الى نيكوس بلا رجاء, آملة أن يحضر هو أيضا, لكنه تبسم فقط مشجعا وقال لها انه سيراها فيما بعد.
قاد الكسندر دالاس عبر ممر ينتهي الى باب أبيض يطل على غرفة واسعة مريحة بدت كأنها مكتب مطالعة ومكتبة, تملأها الكتب ومقاعد جلدية وثيرة. كانت الوان الغرفة كلها زرقاء وخضراء والستائر ذات لون أصفر باهت. اغلق الكسندر ستافروس الباب باحكام ثم الستائر, وأضاء مصابيح عدة. كان الجو مريحا جدا وشعرت دالاس بنفسها ترتاح.
اشار اليها بالجلوس على كرسي جلدي أخضر, ثم سار نحوطاولة عليها أنواع من الشراب وسألها:
" ماذا تريدين أن تشربي؟ "
وحضر لنفسه شرابا منعشا. هزت دالاس رأسها نفيا:
" لا شئ شكرا لك "
" أصر على أن تأخذي شيئا "
وكان صوته ناعما وان في اصرار, وقبلت كوبا من المرطبات. واسندت ظهرها الى المقعد مفسحة لنفسها التمتع بالنظر اليه. حل زر ياقة قميصة وارخى ربطة عنقه. ثم قال محدقا فيها:
" اخبرني ستيفانوس انه حدثت بعض المتاعب قبل مغادرتكما. فما الذي حدث؟ "
" أنت تعلم تماما ما الذي حدث "
ردت دالاس التي كانت تشعر بانزعاج لجاذبيته.
" أخبريني "
وضغطت دالاس شفتيها وقبلت السيكارة التي قدمها إليها. فقال باصرار:
" حسنا انني أنتظر سماع ما حصل "

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 22:52
تنهدت دالاس وقالت:
" لقد أخبرت تشارلز اننا كنا آتيتين معك لا محالة سواء بدل هو رأيه أو لم يفعل "
" نعم, أعترف بذلك "
ونظرت دالاس اليه بغضب وقالت:
" لكن لماذا؟ فنحن كما ترى لسنا على الرحب والسعة في هذا المكان. فأمك لا تريدنا, وناتاليا وقحة, كان الأفضل لنا لو بقينا في انجلترا. كان تشارلز مصدوما في البداية بطبيعة الحال. لكن ذلك لا يعني. . . "
واختفى صوتها ثم تابعت:
" ما الفائدة؟ انك لا تأبه لمشاعرنا في أي حال "
ضاقت عينا الكسندر ستافروس, وقال في برود:
" هل الأمر هكذا؟ وما هي مشاعرك أنت؟ أن تبقي في انجلترا مع شبه الرجل هذا المدعو تشارلز؟ "
" لا يحق لك أنتقاد تشارلز, على الأقل لا يمكنه أن يحب أثر من امرأة واحدة في وقت واحد "
ما ان تفوهت دالاس بتلك الكلمات حتى ندمت, فقد بدا الكسندر ستافروس غاضبا في شكل فظيع. وقف مكانه متململا وقال:
" لا أحد يكلمني بهذه الطريقة "
وعض على شفته وعيناه الداكنتان تتأججان نارا في أعماقهما. تنفست دالاس عميقا ثم قالت:
" اذا من واجب الآخرين أن يفعلوا ذلك "
نظر اليها الكسندر ستافروس عمدا لبضع ثوان, ثم نظر بعيدا منتقلا الى الجهة الثانية من الغرفة وحضر لنفسه شرابا. وعندما عاد كان قد استعاد سيطرته على نفسه ثانية فقال:
" عليك أن تعلمي, لا أحب أحدا حتى ولو امرأة في شكل يجعلني لا استطيع الاستغناء عنها, هل هذا مفهوم؟ إن حيـاتي ملكي وأنـا حر في التصـرف فـيها "
وابتسم في تهكم وتابع قائلا:
" لكن, كما تكونين قد لاحظت, لدي خبرة صغيرة في النساء وما أعرفه عنهن بالكاد يكون سارا "
احمرت وجنتا دالاس وهي غير مرتاحة لما تسمع. لم تكن تستطيع النيل منه في أي نقاش, كانت طريقة هجومه مضنية تماما. أما بالنسبة الى ملاحظاته بأن لديه خبرة صغيرة في النساء فقد شكت في ان ما نسبه الى نفسه كان كافيا فعلا. فقد بدا انه يعلم الكثير عن الجنس الأخر.
" لماذا تقول لي كل هذه الأمور؟ "
سألته وهي تحول أن تظل هادئة.
" أنت بدأت الأمر "
" فعلت بطريقة غير مباشرة. في أي حال, ما قلته كان صحيحا. اننا غير مرغوب بنا هنا, ولا زال أمامنا بضعة أشهر. سيكون الأمر هائلا! "
احتسى الكسندر شرابه ثم نظر الى الكأس الفارغة بين يديه بشئ من السخرية ثم نظر اليها, وتسارع نبضها رغما عنها. فعيناه الداكنتان كانتا شديدتي الاختراق. قال:
" علي الاعتراف بأنك تثيرين اهتمامي كما لم تفعل امرأة منذ سنوات "
وضعت دالاس يدا مضطربة على عنقها وابتسم متابعا:
" اعتقد أن سبب ذلك موقفك غير الواقعي من الأشياء. في أي حال لا بد أنك رأيت ما هي الامكانيات المتوافرة هنا ومع ذلك تريدين الرحيل. لا أستطيع أن أفهم الأمر تماما. ألا يهمك المال أبدا؟ "
مررت دالاس لسانها على شفتيها الجافتين وردت:
" أنا...أنا فقط أحتاج الى المال لأعيش, أما المال كوسيلة للثراء الفاحش واللهو فانه لا يستهويني "
" أمر مذهل, لكن, لا يزال أمامك متسع من الوقت كي تبدلي رأيك. واجرؤ على القول بأن أختك هي أقل... لنقل...أقل سذاجة منك "
هبت دالاس واقفة غير راغبة في متابعة الحديث لكنه قال:
" اجلسي, فأنا لم انته بعد. أريد أن أخبرك عن الوظيفة التي أمنتها لك لتملئي وقتك "
حدقت دالاس فيه وصاحت:
" وظيفة, أوه! "
" ألست مهتمة الآن؟ "
" بالطبع. انه مجرد اني...حسنا, قد نسيت "
انهت جملتها في ضعف فبدا ساخرا, ثم استدار بعيدا ونظرت اليه دالاس ثم الى كأسها وتنهدت فقال:
" انك تظنين انني أشرب كثيرا, هيا قولي ذلك. أنا متأكد من أنك تريدين قول هذا "

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 22:58
هزت دالاس رأسها نفيا وقالت:
" هذا أمر لا يهمني "
" كلا, انه لا يخصك ولكن متعة صحبتك هي المسؤولة يا دالاس "
كانت هذه المرة الأولى تلك الليلة التي نطق فيها بأسمها واحبت طريقة لفظه اياه بلكنة اجنبية خفيفة.
" انك تهزأ بي "
قالت ثم أحنت رأسها لترشف كأسها. فقال هازا كتفيه:
" فقط لأنك نسيتي كيف تسترضين وتتمتعين بالحياة. لقد اصبحت...كيف أقولها, أكبر من سنك. الا تشعرين بذلك؟ "
تصلبت. كانت تلك الكلمات ذاتها التي استخدمتها جين تقريبا, وسماعها منه وهو لا يعرفها بمقار معرفة جين لها جعلها تضطرب. هل كان الأمر واضحا الى تلك الدرجة؟ هل كانت تتصرف من دون وعي منها وكأنها والدة جين أكثر من كونها أخت لها؟ كانت مقارنة غير ممتعة. فأجابته:
" أعتقد أن حياتي كانت مسؤولة أكثر منك "
" اتعتقدين ذلك؟ عندما أسيطر على حياة الاف عدة من الأشخاص؟ "
" لديك أناس تفوضهم القيام بمهامك "
" اعترف أن لدي ذلك. لكن تفويض المسؤولية ليس خطيئة. فأنا أفضل أن اعرف قليلا بما يجري اذا كنت لا أجد من الضروري أن أدير العمل بنفسي كما تقولين. في أي حال, كفانا حديثا عن ذلك. اننا نستطرد. أن الوظيفة التي أفكر فيها من أجلك تناسبك جدا. فأخي بول المتزوج الذي يعيش على الساحل على مقربةمن هنا لديه طفلتان, لويز واستيل ويبلغ عمرهما ست سنوات, وهما في حاجة الى التعليم قبل أن تدخلا...ما قد تسمينه...مدرسة داخلية. هل أنا واضح فيما أقول؟ "
" تماما. هل هما فعلا في حاجة الى مدرسة؟ "
" نعم بالفعل, فزوجة بول منيرفا تطالب بمعلمة منذ عامتقريبا, لكن بول كان دائما يقول انهما لا تزالان صغيرتان. لابد بأنك استنتجت بأنهما توأمان, ومشاغبتان. وهما تتكلمان الانجليزية بالطبع. كل أفراد العائلة مثقفون الى درجة معقولة في هذا المعنى, ولكنهما الآن تحتاجان الى أكثر من مجرد اللهو. فهما بحاجة الى تعلم القراءة وبعض الرياضيات والكتابة. هل تستطيعين القيام بذلك؟ "
" بالطبع "
ارتاحت دالاس قليلا. فبعد أن علمت صفا من أربعين تلميذا تبلغ أعمارهم ثماني سنوات لن تشكل طفلتان في السادسة من عمرهما أي مشكلة.
" حسنا اذا اتفقنا. غدا سآخذ لمقابلتهما. ويجب أن نفعل ذلك بعد الظهر, حيث أن لدي مهام في الصباح لا أستطيع الغائها "
نهضت دالاس ثانية قائلة:
" هل هذا كل شئ؟ هل أستطيع الذهاب؟ "
هز كتفيه قائلا:
" اذا أردت "
نظرت اليه دالاس في ارتباك وسألته:
" ماذا يفترض أن أفهم من هذه الملاحظة؟ هل أنا حرة في أن أذهب أم لا؟ "
" لست أدري. ربما أرتاح بالتحدث اليك. من المنعش أن أجد شخصا لا يتعلق بكل كلمة أقولها. فأنت لا تفعلين ذلك يا دالاس, أليس كذلك؟ "
كان صوته عميقا ومتهدجا قليلا, وشعرت دالاس برجفة في أطرافها. وبجهد متواصل سارت نحو الباب وقالت:
" لا, لا أفعل ذلك "
ثم انسلت خارجا واغلقت الباب خلفها.

ماري-أنطوانيت
12-09-2007, 23:28
ثم انسلت خارجا واغلقت الباب خلفها.
عندها فقط تنفست ذلك النفس العميق الذي بدا انها كانت تحبسه وقتا طويلا. شعرت بتعب جسدي وعقلي. قد يكون الجدال مع الكسندر ستافروس منشطا جدا لكن يمكن أن يكون مضنيا كذلك .
سارت في بطء عبر الممر الى القاعة ووصلت الى مقربة من بولا ستافروس وفيريا شارف. كانت تجلسان على صندوق تشربان بعض الشراب, ونهضت بولا عند أقتراب دالاس وقالت:
" مرحبا آنسة كولينز تبدين منهكة. هل كان يوما مرهقا؟ أم هل كان أخي يلقي بثقله عليك ثانية؟ "
كان على دالاس أن ترد الأبتسامة فقالت:
" أرجوك ادعيني دالاس, اذا سميت كلينا الآنسة كولينز فلن نعلم مع من تتحدثين "
" حسنا يا دالاس, وبالطبع ستدعينني بولا أيضا, اعذرينا يا فيريا...أريد أن أخبر دالاس عن الرياضة هنا "
اومأت فيريا برأسها في تهذيب وابتسمت أبتسامة لم تصل الى عينيها.
تأبطت بولا ذراع دالاس وأخذتها عبر القاعة الى المصطبة الخارجية التي تطل على حوض السباحة المضاء. قالت بولا تشير الى الحوض:
" أحيانا نسبحهنا, في الليل كنا نقيم حفلات سباحة بين وقت وآخر, لكننا لم نقم واحدة مؤخرا. هل تسبحين؟ أو تتزلجين على الماء؟ "
" أنا اسبح ولكنني لم أجرب التزلج على الماء, أهو ممتع؟ "
" ممتع جدا عليك أن تتعلميه. صديقي جورج خبير سيأتي الى هنا في نهاية الأسبوع وسيعلمك اذا طلبت منه. هل تودين ذلك؟ "
فكرت دالاس في طبيعتي أبنتي ستافروس المتناقضتين. ظهرت بولا هادئة وودودة بينما انت ناتاليا ثائرة وعاطفية. ايهما كانت اشبه بالكسندر؟ لديها شعور انه على رغم هدوءه الخارجي فهو مثل ناتاليا في الأغلب, فالنار في عينيه, وهي متأكدة انه ليس بالعاشق الذي لا يكترث. تورد وجهها وكانت مسرورة لأن بولا لا تستطيع قراءة أفكارها. وراحت تتخيل الكسندر ستافروس قريبا منها يعانقها....لكنها قطعت تخيلاتها وحدثت نفسها, أنا لست هكذا, أنا لا أهتم به, أكره أن أكون مجرد امرأة أخرى في حياته .
واستدارت بولا نحو دالاس وهي لم تكن تعرف شيئا عن معاناتها الداخلية وقالت في خفة:
" ما رأيك بنهار الغد بعد الأفطار؟ "
" غدا؟ بعد الافطار! اني آسفةكنت أحلم. ماذا أقترحت؟ "
ضحكت بولا وقالت:
" اعتقدت انه ربما تحبين أن تلقي نظرة حول المكان. المنزل والأرض المحيطة. قد نسبح اذا رغبت ذلك. ارتدي ثيابا بسيطة. لا أحد يرتدي زيا رسميا هنا خلال النهار في أي حال "
" حسنا أود ذلك "
اومأت دالاس مرحبة بأي شئ يطرد أفكارها المزعجة فقالت بولا:
" حسنا, سأمر عليك بعد الافطار. بالمناسبة الجميع يتناولون أفطارهم في غرفهم, ما عدا اليكس ربما. اذا سنجلب افطارنا الى الشاليه, اتوافقين؟ "
اومأت دالاس بالايجاب وردت بولا:
" يبدو الأمر رائعا "
" اخبريني...أخوك يقول أن أولاد أخيك في حاجة الى معلمة هل الأمر كذلك؟ "
قطبت بولا:
" لويز واستيل؟ اعتقد انهما قد تحتاجان الى معلمة "
" لقد...لقد فهمت من أخيك أن أمهما تبحث عن واحدة منذ فترة "
" مينرفا؟ حقا! هل تفعل؟ لم أكن أعلم "
ارتعشت دالاس فجأة:
" هل...هل تعتقدين انها فكرة صائبة اذا؟ "
هزت بولا كتفيها قائلة:
" لماذا؟ هل ستكونين أنت ذلك الشخص؟ "
" اذا...اذا وافق الجميع "
" لا أرى سببا للممانعة. ان التوأمين لاهيان. لكن نحن أيضا كنا مثلهما في سنهما خصوصا اليكس. كان أكثرنا طيشا "
احنت دالاس رأسها. لم تفهم لماذا يحاول الكسندر ستافروس جاهدا أن يجد لها وظيفة, عندما كان يعلم انه لم يكن لديها أي خيار بعد أن جاءت إلى الجزيرة سوى تقبل وضعها بلباقة. إلا إذا لم يكن من دون شعور كما اعتقدت هي, وتنهدت. وبما أن بولا اعتذرت ثانية ي تذهب و تتحدث مع داليا شارف, فقد سارت دالاس حيث أضواء القوارب المتلألئة في الظلام الدامس. كانت ليلة لا قمر فيها ولكن الهواء ورائحة الجو كله تفوح رومنطقية. كان سهلا أن يشعر المرء بالاضطراب في مثل هذا الجو, حدثت دالاس نفسها محاولة أن تستوعب أفكارها. لكن عبثا وظلت تتصوره جالسا الى جانبها على كرسي في مكتبه وقميصه وربطة عنقه مرخيتان. وتمنت لو تظل جالسة بالقرب منه.




*** نهاية الفصل الرابع***

احباب الروح
13-09-2007, 13:51
...

% بوشميس %
13-09-2007, 20:07
شكراااااااا للموضوووووووووووع الجمييييييييييييل

% بوشميس %
13-09-2007, 20:09
شكرا للمرة الثانيه

البسه الشقراء
13-09-2007, 21:27
:D:D:D هاي ماري بليز كمليها
ثانكس :D:D:D:D:D

*لميس*
14-09-2007, 10:58
ننتظر الفصل الخامس ياعسل^__^

تحياتي

*تميس*

هيونه المزيونه
14-09-2007, 12:38
تسلمين حبيبتي ماري ............ بس لا تطولين علينا
في انتظاااااااااااااااااااااااااار التكملة .........

shining tears
14-09-2007, 17:07
بسرعة بسرعه كملوا الرواية
>>>>>>>> في قمة الحماس :)
تسلموا والله
مشكورين على المجهود الي تبذلوه
ادري تعبنا راحة الكم >>>> تمزح
طايره عني وفرحانة بجد بذي الرواية

بس ياريت رواية صيف القطاف
جاية متطلبة ومستحية
مشكورين

ماري-أنطوانيت
14-09-2007, 17:55
5- أشعلي ناري


في صباح اليوم التالي أبعدت دالاس كل تلك الأفكار عنها, وكان الهواء الناعم والمنظر الخلاب من نافذة الشاليه كافيين لينسياها الأمر. وانسلت من السرير بسرعة واستحمت قبل الإفطار, لكنها عندما دخلت غرفة أختها وجدتها مستلقية على الفراش شاحبة مستاءة.
" جين ما الأمر؟ "
تنهدت جين وهزت رأسها وغطت عيناها بذراعها وقالت:
" أشعر بكآبة, ربما سبب ذلك كثرة ما رقصت ليلة الأمس "
" هذا جنون يا جين فأنت حامل, كان على اندريا أن بكون أكثر إدراكا! "
" أعتقد أنه غير معتاد على الرقص مع النساء الحوامل "
قالت جين وهي تضحك محاولة أن تبدو مرحة وتابعت:
" أوه يا دالاس لا تنظري إلي هكذا يا عزيزتي. سأكون على ما يرام, ليس الأمر بذي بال. إني متعبة فقط هذا كل شئ "
كانت دالاس أقل ثقة منها, ولكنها وافقت على أن تتناول جين إفطارها وهي في السرير وجلستا تشربان القهوة معا. بعد انتهاء الوجبة, ذهبت دالاس لترتدي ثيابها وقررت أن تلبس سروالا ضيقا من الجينز وقميصا تناسبه. كانت تسرح شعرها عندما سمعت طرقا على الباب. أغلقت دالاس باب غرفة نوم جين ووجدت اندريا واقفا على العتبة.
" أوه "
قالت غير مهتمة, فقد كانت تتوقع أن يكون الطارق بولا.
ابتسم اندريا وهو ينظر إليها في إعجاب, ثم قال:
" شعرك جميل. لماذا تخبئينه في تلك الربطة القبيحة؟ "
هتفت دالاس:
" ليست ربطة بل ثنية "
" حسنا, في أي حال, أحبه كما هو الآن...أين جين؟ "
" جين لا تزال في السرير. تشعر أنها على غير ما يرام "
" ما الأمر؟ "
سأل في حرارة ثم تابع:
" هل هي مريضة؟ "
" أنت تعلم انها حامل؟"
" نعم "
" إذاً, يجب أن تعلم أن الحوامل لا يستطعن الرقص طويلا دون أن يشعرن بتأثير ذلك "
" يا الهي! أنا غبي! أني آسف جدا يـا دالاس. هل أستطـيع...أن أراها لبـرهة؟ "
" لا أعتقد...لا أعتقد. ويجب أن تبلغ أخاك أنه من الأفضل استشارة طبيب "
" تودين أن يعاين الطبيب جين؟ "
" نعم "
" سألغه حالا. آني آسف لتصرفي الأحمق "
" بالكاد كانت غلطتك, شكرا على لطفك "
تردد اندريا لحظة, وبدا كأنه ينوي أن يقول شيئا, ثم أبتسم وغادر المكان.
أغلقت دالاس الباب, وأسندت ظهرها اليه, ثم رفعت شعرها وأنهت تسريحه. ثم القت نظرة على غرفة جين التي بدت نائمة, فأشعلت دالاس سيكارة ثم خطت خارج الشاليه الى الشرفة واسترخت على كرسي من القش وتنهدت بارتياح وهي تنظر حولها.
نصف ساعة مضت. ثم سمعت أصواتا ونظرت لترى بولا مقبلة عبر الأشجار نحو الشاليه في رفقة رجل مسن يحمل حقيبة. قالت بولا:
" مرحبا دالاس. هذا الطبيب زانتس...هذه شقيقة المريضة, دالاس كولينز "
ابتسم الرجل المسن وصافح دالاس, ثم دخلا الى الشاليه فسأل الطبيب:
" بماذا تشعر الآن؟ "
فسرت له دالاس الأمر بارتباك, وشعرت بولا بانزعاجها فقالت:
" الطبيب زانتس يعلم أن جين حامل. أبلغه اليكس قبل حضوركما بزمن طويل. فاليكس دقيق جدا في ترتيباته "
"حسنا, ربما إذا كشفت عليها يمكنك أن تقول إذا كانت على ما يرام أم لا "
ابتسم الرجل قائلا:
" بالطبع, لا تقلقي يا آنسة كولينز. فخلافا للاعتقاد الخاطئ إن الجنين لا يجهض نفسه من دون ضغط شديد "
اومأت دالاس برأسها وأشارت الى غرفة جين. دخل الطبيب بمفرده واستدارت بولا نحو دالاس مبتسمة وقالت:
" هل أنت مستعدة لموعدنا؟ "
" في الواقع أنا جاهزة اذا كانت جين على ما يرام "

ماري-أنطوانيت
14-09-2007, 17:57
وهزت بولا كتفيها قائلة:
" اعتقد انك ستنالين بعض الحرية في الخروج لأن اندريا يتشوق للمجئ والبقاء معها "
" آه, لكن, اعني هناك خلاف, فاندريا رجل واعتقد أن جين قد تريد. . . "
لم تكمل عبارتها فضحكت بولا قائلة:
" قد يبدو اندريا شديد الشبه بباريس عندما تنظرين إليه, لكنه يختلف عنه تماما على صعيد آخر. فمثلا اندريا لن يغرر بأي فتاة أبدا. أراهن بسمعتي على ذلك "
وبينما نظرت إليها دالاس في قلق, تابعت:
" اندريا أكثر شبها باليكس. يمكن الاعتماد عليه كليا "
" يمكن الاعتماد عليه! "
لم تستطع دالاس إلا أن تردد الكلمات. كانت تلك آخر كلمة يمكن أن تصف بها الكسندر ستافروس. لكن ألم تشعر هي من قبل بطمأنينة قربه؟ ربما كان موقفه منها متأثرا بطريقة معاملتها له. في أي حال, لقد اثبت أن في الإمكان الاعتماد عليه في الشؤون العائلية.
خرج الطبيب من الغرفة بعد بضع دقائق وأغلق باب غرفة جين, وهز رأسه بالإيجاب قائلا:
" إنها منهكة لا أكثر, ستتعافى إذا أمضت يومين في السرير وارتاحت يومين آخرين. لقد فعلت حسنا بإرسالك خبرا لي على رغم أني أعتقد أن أختك لم يعجبها مجيئي. أعتقد أنها تريد أن تراك الآن "
وناولها زجاجة دواء وتابع قائلا:
" تأكدي من أنها تتناول هذه الحبوب ثلاث مرات في اليوم وعندما تفرغ الزجاجة ابلغيني لأرسل لك المزيد. إنها حبوب حديد إضافية مقوية فقط. معظم النساء في حالتها يحتجن إلى المزيد من الحديد.
أخذت دالاس الحبوب ونظرت ناحية بولا ثم ذهبت إلى غرفة جين.
كانت جين جالسة على السرير وبدا عليها الانزعاج فسألت دالاس:
" لماذا طلبت حضور الطبيب؟ بحق السماء, إني بخير "
" بالكاد عاينك طبيب منذ حملك, والآن أصبح الوقت مناسبا لاجراء فحص شامل لك. في أي حال لا أظنك تريدين أن يحدث لك مكروه, أليس كذلك؟ "
" أظن إنني لا أحتاج الى طبيب. أوه يا دالاس فلا تزال أمامي شهور عدة. وسأكون منظرا مضحكا عندما يحين موعد الولادة "
" جميع النساء يظهرن المظهر نفسه "
" نعم وجميع النساء متزوجات ولديهن أزواج يعيلونهن "
" آه يا جين, في أي حال, هل تودين رؤية اندريا؟ يريد أن يأتي ويبقى برفقتك بينما أنا. . . "
" يبقى برفقتي؟ وأنت إلى أين ستذهبين؟ "
" إذا أعطيتني فرصة سأخبرك. تريد بولا أن تريني الجوار وما إليه. إنها رحلة بريئة, وبالطبع لا يجدر بي أن أذهب وأتركك بمفردك "
" أهكذا يا دالاس! وأنا يفترض في أن أستلقي هنا طوال النهار وانظر الى الشمس عبر النافذة "
" جين, كوني منطقية. أنا ذاهبة لرؤية شقيق السيد ستافروس بعد الظهر. وهو لديه طفلتان تحتاجان الى معلمة. وأنا سأعلمهما اذا وافق أبوهما. ولا أظنك تعارضين أن أغتنم هذه الفرصة للتفسح قليلا والاستكشاف؟ "
" لم تخبريني أي شئ عن هذه القضية "
" لم أعلم بشئ حتى مساء الأمس, فسر السيد ستافروس الأمر لي ولقد سررت. في أي حال إن وجـودي هنا ليس باختياري, أستـطـيع أن أؤكد لك هذا "
" وماذا يفترض بي أن أفعل أثناء عملك؟ "
" أوه بحق السماء يا جين, لا أعلم. اقرئي, خيطي! لكن لا تجهدي نفسك "
" يبدو لي انك تستمتعين بالاقامة هنا أكثر مني بكثير, أتمنى...أوه كم أتمنى لو لم أكن مثقلة بهذا الحمل! "
" لولا حملك هذا لما كنا هنا, أرجوك ياجين حاولي أن تتقبلي الوضع. أنا اضطررت الى ذلك, وكان أصعب علي منك صدقيني مهما فكرت. أنا لست النوع الذي يرضى بالكسل. وأنت تعلمين تماما أنك لن تشعري بالملل بوجود اندريا الى جانبك "
" حسنا سأتصرف بوعي. لكن اياك ان تلوميني اذا وجدت نفسك متورطة في مشاكل عاطفية. اعتقد انك ستكونين غير راشدة...أنت ستفرقينا على هذا الشكل الن نكون مطمئنتين أكثر معا "
" لا أدري ماذا تعنين, كيف يمكن أن أتعرض للمصاعب بتعليمي طفلتين لا تتجاوزان السادة من العمر؟ "

ماري-أنطوانيت
14-09-2007, 18:08
" أوه يا عزيزتي دالاس, فأنت لا تنظرين أبعد من أنفك. كدت أقسم ليلة أمس بأنك مسحورة عندما وجدناك على الشرفة, لكنك هذا الصباح تتصرفين ببرودة مطلقة "
" آه يا جين "
واستدارت دالاس بسرعة نحو الباب وقالت:
" في أي حال, هل يمكنني أن أذهب مع بولا؟ "
" طبعا. سأكون بخير "
بدت جين ساخرة. شعرت دالاس بانزعاج غريب منها ثم غادرت الغرفة وأغلقت الباب خلفها بإحكام, فالتقى نظرها بعيني بولا المستفسرتين:
" هل جين بخير؟ "
" ماذا؟ أوه. نعم انها على ما يرام. هل تريدين مشاهدتها قبل مغادرتنا؟ "


* * * *

على قمة أحد تلك المرتفعات وصلتا إلى هيكل مهدم قديم. أوقفت بولا السيارة بعيدا عن الطريق في ظل بعض أشجار الزيتون. وبعد فترة قالت:
" أتيت ببعض القهوة نشربها هنا. أتعلمين... هذا هو المزار المحلي. ومن هنا تأخذ ليكساندروس اسمها. هل يعجبك؟ "
خرجت دالاس من السيارة وهي تمهد خصلات شعرها التي لعب الهواء بها وارخاها حول اذنيها, وابتسمت تهمس في رقة:
" أنه جميل جدا...أوه يا بولا أنا سعيدة جدا بمجيئنا الى هنا. ما هو هذا المكان؟ هل تعرفين تاريخه؟ "
ضحكت بولا واشعلت سيكارة قبل أن تجيب قائلة:
" هل أعرف تاريخه؟ لقد كان عمليا كل ما تعلمناه عندما كنا أطفالا. سمعنا بليكسا أول ما تعلمنا الكلام "
" ليكسا؟ "
" أجل. هذا هيكل ليكسا. تعالي, سأريك المكان "
كان الهيكل المهدم مغطى بالعرائش والزهور البرية التي ملأت رائحتها جو المكان وزادته سحرا. كان صغيرا لكن أثار حجمه الحقيقي كانت لا تزال بارزة. وأعمدة أيونية تحيط بشرفة ذات أرض رخامية تقود الى مكان أعلى حيث المذبح, ودونه حوض حجري. سارت دالاس مستغربة وتبعتها بولا واسندت نفسها الى احدى القطع الرخامية التي كانت تكون في ما مضى جدار المعبد.
سألت دالاس مشيرة الى الحوض الحجري الذي بدا منهارا:
" ما هذا؟ "
ابتسمت بولا وأجابت بصبر:
" هذا كان مكان نار المذبح التي كانت تشتعل طوال الوقت. نار ليكسا "
" ومن كان ليكسا؟ "
" كان ليكسا يمتلك قوى خارقة "
بدت دالاس خائبة وقالت:
" أوه لا تمزحي, إني جادة ومهتمة, أخبريني بصدق "
كبتت بولا ضحكتها وأضافت:
" حسنا يا دالاس إني آسفة. أرى انك عاطفية والقصة عاطفية جدا ولو إنها حزينة بعض الشئ "
" أخبريني إذا "
" تعالي, دعينا نشرب بعض القهوة ثم أخبرك "
هزت دالاس كتفيها بأسف لمغادرتها الهيكل, لكنها تبعت بولا الى السيارة وتناولت فنجانا من القهوة التركية شاكرة.
اسندت بولا نفسها الى السيارة وقالت:
" والآن, كان ليكسا رمزا كما سبق أن قلت لك. كان مخلوقا شديد الجمال ولم يجد صعوبة في اجتذاب الجنس الآخر. لكن لسوء الحظ لم يكن لدى ليكسا وقت للنساء. فقد عاش هنا, مكتفيا بحياة الاسترخاء على الجزيرة. اشتعلت النار في هيكله بقوة, وكان واضحا بأنها ستستمر, ما دام ليكسا سعيدا....هل تريدين أن أتابع؟ "
" طبعا "
" وهكذا, هبت في يوم من الأيام عاصفة على الجزيرة وتحطم قارب على الصخور هنا حيث يقوم الهيكل, وكان الناجي الوحيد فتاة اسمها هيلين, وكانت رائعة الجمال. وقع ليكسا في الحب للمرة الأولى والوحيدة في حياته, لكن حبه كان محكوما بالفشل منذ البداية. حاول ليكسا جاهدا أن ينسيها حياتها الماضية, كان هناك شخص آخر يحب هيلين وهو شاب في اسبارطه, علم بمكانها وآتى ليأخذها. انفطر قلب ليكسا, وانطفأت النار في هيكله ولم تشتعل ثانية "

ماري-أنطوانيت
14-09-2007, 18:20
تنهدت دالاس ونظرت الى المعبد وسألت بولا:
" وماذا حدث لليكسا بعد ذلك؟ "
هزت بولا كتفيها قائلة:
" هناك أساطير عدة, لا أستطيع الجزم أيها الصحيح. في أي حال داهمنا الوقت ويجب أن ننطلق. في استطاعتك المجيئ الى هنا في أي يوم. عندها تحلمين ما طاب لك. ولكن الآن. . . "
ابتسمت دالاس وأجابت:
" حسنا. ولكن من المحزن أن نهاية القصة غير سعيدة. أحب النهايات السعيدة "
" مثل جميع الرومانسيين...هيا دعينا نذهب "
عادت الفتاتان الى منزل ستافروس عبر كروم العنب الموجودة هناك منذ أجيال حسبما أخبرتها بولا. كان الطقس قد أصبح أكثر حرارة لكنه بقي على نقاوته. وكل منعطف كان يطل عليهما بمنظر أكثر روعة من الذي سبق "
اوقفت بولا السيارة قرب حوض السباحة. كان يعج بالناس حيث كانت ناتاليا واصدقاؤها يلهون’ بينما نيكوس مستلق في كسل على السرير الهوائي. اجلس نفسه عند وصولهما وقال:
" كنت أبحث عنكما, أين كنتما؟ "
أجابت بولا وهي تسير نحو الحوض وتبعتها دالاس ببعض التردد :
" كنت أطوف بدالاس حول الجزيرة, أين اليكس وداليا؟ "
هز نيكوس كتفيه ونظر الى دالاس قائلا:
" من يعلم؟ اعتقد انهما ذهبا يغطسان. سمعت داليا تقترح الأمر عليه ليلة أمس "
" أوه. وأين والدتي؟ "
" أعتقد انها ذهبت الى المدينة. أرادت بعض الأصداف البحرية للعشاء هذه الليلة, وبالطبع هي لا تثق بأحد آخر ليبتاع الصدف "
" حسنا سنذهب أنا ودالاس لرؤية المنزل "
" هل دالاس مهتمة بالمنزل؟ بعد قضاء الصباح وهي تتنزه معك, قد تحب السباحة "
نظرت بولا الى دالاس وسألتها:
" هل تفضلين ذلك؟ "
جهدت دالاس في الإيجاب. لم تستطع أن تعطي سببا لعدم رغبتها في السباحة مع ناتاليا من دون أن تبدو وقحة.
" أجل أود أن أسبح, لكني أيضا أود رؤية المنزل. وبما أن هذا كان مخططنا لم لا نتبعه؟ "
ابتسم نيكوس وقال:
" أنت تتصرفين بدبلوماسية, اذهبي وارتدي مايوه السباحة. بولا إن دالاس ستسبح معي "
هزت بولا كتفيها في طيبة وقالت:
" حسنا. أعتقد انه يمكنك أن تري البيت في أي وقت. أما أنا فسأستحم قبل الغداء "
بقاؤها وحيدة مع نيكوس, جعلها تتمنى لو أنها أصرت على رؤية الفيلا مع بولا. لكنها أصبحت ملزمة الآن, لذا كان من الأفضل أن تتمتع بالأمر. كانت مجموعة الشبان والشابات على الطرف الآخر من المسبح تنظر إليها في استغراب, وكانت متأكدة من أن ناتاليا ستقول شيئا ما, لكنها لم تفعل, وبعد لحظة تابعت المجموعة لهوها من دون الانتباه إليها. فقال نيكوس:
" اذهبي وبدلي ثيابك. لقد جلبت مايوه معك, على ما أعتقد؟ "
" بالطبع, كم الساعة الآن؟ لقد تركت جين وحيدة لوقت طويل "
نظر نيكوس إلى ساعته وأجاب:
" إنها الظهيرة لن نتغدى قبل ساعات, واندريا موجود الآن مع جين. أخذ الفونوغراف والاسطوانات معه, فلا اعتقد إنهما سيفتقدانك "
" حسنا, في أي حال علي الذهاب إلى الشاليه لتغيير ثيابي "
" لا تتأخري "
قال نيكوس واسترخى مره ثانية بينما استدارت دالاس وذهبت بعيدا. سارت حول طرف الفيلا حيث نمت الأشجار بكثافة قرب المنزل. ونظرت نحو الشاطئ وشاهدت الأمواج في مد وجزر جميلين فتنفست بعمق. لم تر الرجل المقبل في الاتجاه المعاكس إلى أن كادت تلامسه تقريبا. هتفت متفاجئة وهي تنظر إلى الكسندر ستافروس :
" آه...اني آسفة, لم انتبه "
لاحظت انه كان يحمل نظارات وزعانف واسطوانة اوكسجين. من الواضح أن نيكوس كان على حق, فقد كان اليكس يغطس مع داليا. وتساءلت دالاس: لابد أن استكشاف حياة البحار مع شخص خبير متعة. فسألها الكسندر:
" كنت تحلمين؟ هل بدأت جزيرتنا تسحرك رغما عنك؟ "

ماري-أنطوانيت
14-09-2007, 18:21
قالت في اقتضاب:
" إني أحبها, ومن لا يفعل؟ إذا كان هذا ما عنيته "
ابتسم وتهيأ لها أنه يسخر ثم قال:
" أتوقع منك أن تكوني جاهزة الساعة الرابعة بعد الظهر كي نذهب الى بيت أخي. لن أتناول طعام الغداء بالمنزل وسأعود لأخذك معي "
أومأت دالا برأسها غير متمكنة من أن تسيطر على سرورها عندما فكرت في رحلة بعد الظهر. وحياها الكسندر ستافروس وتابع سيره بينما عادت هي نحو الشاليه.
كان باب غرفة جين مفتوحا, وسمعت صوت الموسيقى يصدح من الفونوغراف. كان اندريا جالسا على سرير جين وهما يتفرجان على بعض الصور الفوتوغرافية عندما أطلت دالاس. نظرت جين اليها وقد زالت الكآبة من محياها وقالت:
" اتعلمين يا دالاس لدى اندريا آلة تصوير سنمائية وسوف يصورني حالما أستطيع النهوض من الفراش. أليس ذلك رائعا؟ "
اجابتها دالاس موافقة وقد سرت لرؤية جين في حالة جيده وقالت:
" سأذهب لأسبح, هل هذا ممكن؟ "
قال اندريا من دون أن يعطي جين فرصة للاجابة:
" طبعا...اننا سعيدان تماما هنا. وعندما تخرجين بعد الظهر سوف أجلب بعض الأفلام التي كنت صورتها عن العائلة من وقت لآخر لأعرضها على جين "
كانت جين متحمسة وشعرت دالاس بنفسها أكثر ارتياحا. شكرت الله لوجود اندريا بالقر من شقيقتها وتفهمه لها. كان يسهل الأمور على جين, وعليها هي أيضا وان بطريقة غير مباشرة.
كانت السباحة مع نيكوس خالية من الاثارة, عدا عن انه فتن بها ولم يكن يحول نظره عنها. كانت ناتاليا واصدقاءها قد تركوا حوض السباحة واستلقوا على الجانب البعيد منه, وهم يتناولون شرابا ويضحكون ويتحدثون فيما بينهم.
كان الغداء الساعة الثانية, لكن دالاس اتصلت بالمنزل وسألت اذا كان بامكانها تناول طعامها في الشاليه مع جين. علمت أن طلبها لن يسبب أي ازعاج. ستكون السيدة ستافروس سعيدة لعدم وجودها في المنزل.
بعد ذلك, استحمت دالاس ثم بدلت ثيابها استعدادا لرحلتها مع الكسندر ستافروس. وقبل أن يأتي أندريا قالت جين:
" ألاحظ انك بدأت تأخذين بنصيحتي في ما يخص بثيابك "
قطبت دالاس وتساءلت اذا كانت جين ستبدأ مشاجرة جديدة. وسألتها في خفة:
" ماذا تقصدين؟ "
" ببساطة انك ترتدين تنانير أقصر ويبدو انك لا تتصرفين كالأم الحامية كما اعتدت أن تكوني. لست متأكدة بأني استسيغ هذا التحول! "
لم تتأثر دالاس وهتفت:
" بصراحة يا جين, تبدين مصرة على تحطيم ثقتي. ربما تتصورين أن هذا المكان يؤثر في بالنتيجة "
هزت جين كتفيها وتناولت كأسا من عصير الليمون عن الطاولة القريبة منها وقالت:
" في الواقع, علي الاعتراف بأني لم أتوقع منك أن تمضي وقتك هنا في الخروج من دوني! "
وتنهدت دالاس قائلة:
" جين, أرجوك, كوني معقولة. اذا كان لدي عمل أقوم به فهذا أفضل بالتأكيد. لا نستطيع أن نعيش هنا على احسان الآخرين كما تعلمين, حتى ولو تأمنت لنا اقامة مجانية, هناك الكثير من الأشياء الصغيرة التي علينا شراؤها بنقودنا الخاصة, مثل مستحضرات التجميل وما شابه, عدا الملابس! "
فأجابت جين ممتعضة:
" معنا نقود "
" تكاد تنفد, لم يبق معنا الكثير من المال, بع الأسابيع الآخيرة من التبذير "
" انك دائما قلقة على شئ ما. لو طلبت من الكساندر ستافروس لأعطاك أي مبلغ تطلبينه "
نظرت دالاس الى أختها غير مصدقة:
" لا أظنك تعتقدين اني سأفعل ذلك! "
" لم لا؟ اذا كانت التفاحة متوفرة لك, فلم لا تأكلينها؟ اني أتحمل بما فيه الكفاية, الا توافقيني على ذلك؟ "
كانت جين غير معقولة وتحولت دالاس بعيدا عنها, وهي تشعر بانزعاج بسيط. بدأت تدرك انها امتكن تعرف جين على حقيقتها. كانت تعتقد انها تعلم

ماري-أنطوانيت
14-09-2007, 18:34
كل شئ عن أختها, لكن يبدو واضحا انها كانت تخدع نفسها. ما الذي عناه الكسندر ستافروس حين قال أن جين أقل ((سذاجة)) منها. هل تمكن هو بذكائه الذي تشهد له بتفوقه أن يعرف جين أكثر؟ هزت رأسها بتعب. في كل مرة كانت تظن فيها أنهما أصبحتا متفاهمتين, اذ بهما تبتعدان الواحدة عن الأخرى بسبب موقف جين من الأشياء.
أصلحت دالاس هندامها وسارت نحو الباب وقالت في هدوء:
" سيكون اندريا هنا بعد قليل, سأرى اذا ما كانت السيارة تنتظرني "
كان باب الشاليه مفتوحا وما أن اقتربت منه حتى حجب نور الشمس فيه وظهر الكسندر ستافروس وأسند نفسه بكسل الى المدخل. كان يرتدي بذلة رمادية اللون, وقد زاده سرواله الأنيق جاذبية. وشعرت بدالاس معدتها ترتعش. فسألها:
" هل أنت جاهزة؟ كيف المريضة؟ "
" الا تدخل وتراها بنفسك؟ "
قالت دالاس بارتباك وتنحت جانبا كي يستطيع الدخول. هز كتفيه ودخل متوجها الى غرفة جين وكأنه معتاد على دخول غرفة امرأة, أو هذا خيل الى دالاس, الا أنها طرحت الفكرة جانبا عندما تذكرت انه كان بالفعل متزوجا وكان يعلم ما يعني رؤية امرأة في السرير. وتساءلت عن شكل آنا ستافروس
واذا كان الكسندر ستافروس قد تضايق كثيرا لوفاتها وفي أي حال, فقد كان رجلا عاطفيا, واظهر ذذلك أنفعاله السريع, واذ ما أحب أحدا فلن يكون حبه صغيرا. هل لهذا السبب قال لها انه لا يوجد امرأة لا يمكن الأستغناء عنها؟ هل ماتت كل مشاعره بوفاة آنا؟ تضايقت دالاس من هذه التصورات. لم تدر لهذا سببا, لكن فكرة وجود امرأة مع الكسندر ستافروس بصورة دائمة, تشاركح حياته, وبيته...وسريره...مرة آخرى كان عليها طرد تلك الأفكار من مخيلتها. لم تدري ما ألمَ بها لتفكر على هذا النحو. لم يسبق أن فكرت برجل بمثل هذه القوة, يجب الا تفعل!
" اذا؟ ما الذي يضايقك؟ "
جعلها صوت ستافروس العميق تنتفض من مكانها واحمرت وجنتاها فردت قائلة:
" لا....لا شئ "
" انك تكذبين. طريقة عضك لشفتيك تدل على انك متضايقة جدا مما يجول في ذهنك "
" أنت لا تعلم شيئا عن الأمر "
أجابت دالاس بسذاجة, وذهبت تودع جين التي نظرت اليها في استغراب. لابد أنها سمعت حديثهما وضاقت عيناها الغاضبتان. لكنها لم تقل شيئا, وكانت جين سعيدة تقريبا لمغادرة أختها الشاليه.
ركب الكسندر ستافروس سيارة مرسيدس بيضاء, وساعد دالاس في الدخول قائلا لها:
" خففي عنك, قد تعجبك النزهة "
ابتسمت دالاس لما قاله واسترخت قليلا فتابع بمرح:
" هذا أفضل, سنقضي بعد الظهر معا ولا أحب الراكبين المترددين "
عندما انعطفت السيارةنحو الطريق العام, استدارت دالاس لترى عائلة شارف تتنزه قرب حوض السباحة. وتساءلت اذا كانت داليا تعارض تركه لها طوال بعد الظهر, لكنها لم تجسر على قول ذلك حينها.
قادتهما الطريق الى فيلا بول ستافروس عبر قرية ليكسا القابعة عند منعطف الخليج وكان ميناؤها قد بدأ ينشط لتوه. هناك الكثير من القوارب الراسية, بينما شرد قارب شراعي بكسل بعيدا عن الشاطئ. كان المنظر خلابا. ونظرت دالاس الى مرافقها وهو ينعطف جانبا ليتجنب بغلا محملا سلال الفاكهة. وقال لها:
" خرجت مع بولا هذا الصباح, الى أين أخذتك؟ "
" طفنا مطولا في الجزيرة وأرتني آثار هيكل ليكسا "
" بالطبع, انه المكان المميز هنا. كيف وجدت المكان؟ "
" أظن انه جميل "
" أعتقد أن نمو الحشائش فيه يزيده سحرا "
" فعلا "
بدا لاهيا, وتمنت لو انها لم تظهر أنشراحها الى تلك الدرجة.
" أخبرني, بالكاد تتكلم اليونانية معي. الا يزعجك تكلم الانجليزية طوال الوقت؟ "
ابتسم الكسندر ستافروس وقال:
" ليس بصورة خاصة. لقد تلقيت تعليمي في انجلترا. ودرست في جامعة كامبريج وتخرجت فيها مجازا في الاقتصاد. لكن اذا أردت أن أتحدث معك باليونانية فأنا مستعد لذلك. لكن السؤال هل ستفهمينني؟ "

ماري-أنطوانيت
14-09-2007, 18:35
احمرت دالاس وردت:
" أنا لا أتحدث اليونانية على الاطلاق "
" حسنا, لا تنزعجي من ذلك, سأعلمك قليلا "
بدا منهمكا لبرهة ثم قال جملة باليونانية. وسألته رغما عنها:
" ما معنى هذه الجملة؟ "
" بسيط. كيف حالك, أو مسرور لمقابلتك, اسمي دالاس "
اعادت دالاس الجملة ببطء ثم نظرت اليه متسائلة:
" كيف أعلم انك تخبرني الحقيقة؟ "
ضحك, وأحنت دالاس رأسها محاولة تجنب عينيه الهازئتين. وكالعادة وجدت نفسها مرتكة. فأجابها:
" أنا لن أفعل ذلك. يبدو أنك قادرة على فعل ذلك بنفسك "
ضغطت دالاس على شفتيها واستدارت بعيدا عنه وأخذت تتفرج على المناظر حولها.
كانت فيلا بول ستافروس شبيه بمنزل آل ستافروس وان بدت أصغر حجما وغير مزود بحوض سباحة. أوقف الكسندر السيارة أما المنزل وخرجت دالاس قبل أن يتمكن من مساعدتها على ذلك. ايقظ صوت السيارة بعض من في الدار فخرجت فتاتان صغيرتان وركضتا نحوهما ووجهاهما مغطى بالوحل.
القت الفتاتان نفسيهما على ستافروس من دون تحفظ. ولاحظت دالاس انه لم يأبه لقذارة يديهما. بل جلس قربهما واستمع الى ما كانتا تقولانه بلغتهما الأم. وكانتا تخبرانه, كما بدا لها, بكل ما فعلتاه منذ أن رأتاه المرة السابقة. لم تره دالاس مع الأطفال قبل, وعرفت أن الفتاتان تحبانه جدا, وبدا على سجيته معهما. ثم وقف وقال:
"تعالي يا لويز واستيل. اننا نهمل زائرتكما الآنسة كولينز. لقد أتت لتراكما, واذا انسجمتما معها فستعود لتعطيكما بعض الدروس في اللغة الانجليزية. وهي بالمناسبة لا تتحدث اليونانية, لهذا يجب أن تتكلما الانجليزية دائما في حضورها, أليس كذلك؟ "
" شيرو بولي يا لويز واستيل "
قالتها دالاس ببطء وحذر. ضحكت الفتاتان الصغيرتان, كانتا جميلتين سمراوين ممتلئتين. قالت احداهما:
" لكن الآنسة كولينز تتكلم لغتنا "
ابتسم الكسندر وهز رأسه قائلا:
" فقط بعض الكلمات. ما قلته قبلا صحيح. سنتكلم الانجليزية. والآن هل والدتكما في المنزل؟ "
" نعم, لكن والدي ليس هنا "
" أعلم, لقد رأيته هذا الصباح....تعاليا سنجد والدتكما "
" لم تكن منيرفا ستافروس كما توقعتها دالاس. فبعد خبرتها مع عائلة ستافروس, عدا بولا, كانت تتوقع أن ترى سيدة شبيه بالسيدة ستافروس, لكن حين قابلتها تأكد لها مدى خطأ توقعاتها. كانت منيرفا قصيرة القامة, أصغر من دالاس بكثير, شعرها بني اللون مشعث, وعيناها زرقاوان, وكان وجهها جذابا, ممتلئة القوام كطفلتيها. وبدت مرتاحة وودودة جدا وهي ترتدي سروالا قصيرا وسترة بلا أكمام. صافحت دالاس بحرارة, وأعلنت انها ستقدم الشاي الانجليزي على شرفها, وذهبت كي تبدل ثيابها وأخذت طفلتيها معها.
قال الكسندر ستافروس وهو ينظر الى دالاس مستفسرا:
" حسنا هل تشعرين بنفسك أكثر راحة الآن؟ "
اخذا لهما مجلسا في القاعة الصغيرة من الفيلا, دالاس على كرسي مريح, بينما اسند الكسندر جسمه الى جدار المدفأة المعدني. قالت وهي تتناول سيكارة منه, بينما أشعل هو سيكارا:
" نعم أنا مرتاحة, انها لطيفة وعادية بطريقة ما, اذا فهمت ما أعني "
" طبعا, يمكنك أن تثقي بأني لست ثرثارا "
نفثت دالاس دخان سيكارتها, وفكرت كم كان غريبا أن تتقارب حياتهما. ألم تقابله منذ ستة أسابيع فقط؟ ربما أكثر من ذلك بقليل لكنها فترة قصيرة على أي حال. وقد حدث الكثير خلال هذه الفترة. قال الكسندر فجأة:
" سأذهب بعيدا غدا. لدي أعمال في أثينا. سأتغيب نحو أسبوعين وسيأتي آل شارف معي "
شعرت دالاس بضعف وأطفأت سيكارتها على عجل بحركة عصبية قائلة:
" هل أنت ذاهب؟ و...متى سأبدأ عملي؟ "
" ساعة تشائين. ان منيرفا وبول لطيفان. تستطيعين أن تبدأي غدا ان شئت. فسيمون الخادم يعمل كسائق عندما تدعو الحاجة, سأضع سيارة تحت تصرفك. لقد تم تأمين الكتب والمواد اللازمة وهي موجودة هنا. وأعتقد أن منيرفا قد خصصت غرفة تعملين فيها مع الأولاد "
نظرت اليه دالاس في قلق قائلة:
" لا أستطيع الا أن أشعر أن أخاك وزوجته مضطران لقبولي. لم تكن بولا على علم بحاجة الأطفال لمدرسة عنما سألتها "

ماري-أنطوانيت
14-09-2007, 18:42
" لم تكن تعلم؟ في الواقع بولا لا تعلم كل شئ, عكس ما قد تتصورين. منيرفا وبول في حاجة الى معلمة. هل يجب أن أقول المزيد؟ "
هزت دالاس كتفيها وقالت بصوت منخفض:
" لا أعتقد "
" اذا خففي عنك أرجوك. تظنين اني كنت أطلب منك دخول ساحة الأسود, عوضا عن تأمين عمل ملائم في جو جيد "
احتدت دالاس لكلامه هذا, ولم يسمح لها الوقت لأن تقول شيئا اذ أن منيرفا عادت اليهما. ارتدت منيرفا سروالا وسترة بدل ما كانت ترتديه, وكان واضحا انها لم تكن تهتم كثيرا لمظهرها. كانت الفتاتان قد عادتا أيضا بعد أن اغتسلتا وارتدتا ملابس جديدة.
شربوا الشاي, ثم بحثوا الترتيبات واتفقوا على أن تأتي دالاس في فترة الصباح من الساعة التاسعة حتى الثانية عشرة لتعلم الفتاتان. وبدا الأمر سهلا بالنسبة الى دالاس الا انها شعرت بالذنب في شأن ما كانت مقدمة عليه. وأفصحت عما يجول في خاطرها الى الكسندر ستافروس وهما عائدان الى المنزل. وكان غضبه لما قالت شديدا فقال لها:
" لماذا تشكين في كل شئ أفعله؟ أنت تشكين بنزاهتي ومسؤولياتي ودوافعي. لماذا؟ ماذا فعلت كي أستحق مثل هذه المعاملة منك؟ "
عضت دالاس على شفتيها وقالت:
" غصبا عني. ربما سبب ذلك اني رأيتك تتصرف في أوضاع عدة...حسنا, قد يساء فهمها. أو ربما هذا وصف خاطئ, ربما حياتك هي فعلا غير مسؤولة كما تبدو "
نظرت حولها وأدركت انهما لم يكونا على الطريق نفسها التي تقود الى المنزل.
" أحب أن أعلم كيف توصلت الى هذا الاستنتاج, أي نوع من الأوضاع تتحدثين عنه؟ "
أحنت دالاس كتفيها وردت:
" أنت تعلم تماما. في لندن اتين سيامترو, وهنا داليا شارف. من الواضح انك تجذب الجنس الآخر, أليس كذلك؟ "
" هل هذه غلطتي؟ "
" لا, ليس تماما. لكنك قلت أنت نفسك, انك تستغل النساء "
" يا الهي! دالاس كولينز, أنت تذهلينني, ما علاقتك بما أفعل؟ "
" لا شئ "
" حسنا! اني مسرور لأنك تفهمين الأمر "
أشعل سيكارا وساد صمت بعض الوقت.
اصبحا على مرتفع, وعلى قمته رأت الهيكل الذي زارته هي وبولا ذلك الصباح. ولدهشتها أوقف الكسندر السيارة تحت أشجار الزيتون ثم نظر في تمعن نحوها. ثم أنسل خارج السيارة.
شعرت دالاس بارتعاشة بسيطة وخرجت من السيارة بتردد عندما التفت نحوها قائلا:
" تعالي"
كان العشب طريا ورائحة الميموزا الحلوة تعطر الهواء. دخل الكسندر ستافروس الى الهيكل, وتبعته دالاس وهي تتساءل عما حداه للمجئ بها الى هنا. لابد أن الآخرين ينتظرون عودتهما, وجين لا ريب بدأت تفتقد حضورها, اضافة الى ذلك لم يعد هناك المزيد بينهما للقول, وقفا معا يتطلعان الى الحوض حيث اشتعلت قديما نار ليكسا الاسطورية. فسألها فجأة:
" هل أخبرتك بولا عما كان هذا ؟ "
بدت ملامحه الداكنة اجنبية متعجرفة في شمس المغيب وارتجفت دالاس قليلا, وابتسم وظهرت اسنانه البيضاء فأجابته:
" نـ...نعم, أخبرتني. يا سيد ستافروس أعتقد أنه ينبغي علينا العودة "
تمعن فيها مليا, وكانت مفاجأة لها عندما بدأ يداعب خدها بأصابعه. ثم همس لها:
" انك مخلوق شديد العصبية هذه الليلة يا دالاس, ماذا حدث لتلك المرأة الشابة المصممة التي تجادلني من دون هوادة؟ "
ارتعشت دالاس وقالت:
" أريد أن أعود "
" لا داعي للعجلة "
استدارت دالاس بعيدا فجأة وسألت بدهشة:
" ما...,ما هذا الصوت؟ "
" ندعوها صراصير الليل. ألم تلاحظيها ليلة أمس؟ "
" لابد...اني كنت متعبة جدا الليلة الماضية. في أي ساعة تغادر صباحا؟ "

ماري-أنطوانيت
14-09-2007, 18:57
كانت جملتها مرغمة ومضطربة, وعلمت أنه بخبرته مع النساء لن يستصعب أن يشعرها بالاضطراب خصوصا انه السبب المباشر فيه فأجابها:
" لا تفكري بي الآن. لماذا أنت خائفة فجأة. ماذا تتوقعين أن يحدث لك؟ "
في هذا المكان المقفر والهام في آن وجدت دالاس صعوبة في البقاء في عالم الواقع. كان هناك أمر غير حقيقي في تلك الحادثة, وكانت متأكدة أن الكسندر ستافروس كان يعلم بطبيعة هذا المكان عندما آتى بها اليه ساعة المغيب. صفرت الريح وكأنها موسيقى وهي تهب بين القناطر الحجرية التي قامت منذ الآف السنين. نظرت نحو وارتعشت عندما رأته يحدق فيها فسألته:
" لما أتيت بي الى هنا؟ "
هز كتفيه العريضين وأجاب:
" ربما لأرى اذا كنت محصنة ضد الأجواء كما تبدين عادة, طبعا أنت لست كذلك. أنت تعلمين أن في هذا المكان شعورا بالحضور, أو بالخلود اذا صح القول. انه يطرد قيود الحياة اليومية جانبا ويذيق الانسان طعم الأبدية "
ادركت دالاس بأنه محق. فقد عبر عن مشاعرها تماما, لكنها هزت رأسها وتحركت متعثرة بعيدة عنه. شعرت بأنه كان يقف الى جانبها عندما توقفت غير واثقة ونظرت الى صخور الهيكل. فهمس في أذنها:
" هل أخبرتك بولا نهاية الأسطورة؟ "
هزت دالاس رأسها بالنفي, غير واثقة في صوتها فتابع قائلا:
" هناك نهايات كثيرة للأسطورة طبعا. أكثرها شعبية تلك التي تحكي أن ليكسا القى بنفسه من على هذه الصخرة الى أسفل وغرقت روحه في المياه واصبحت تحذيرا دائما للبحارة بألا يقتربوا كثيرا من هذه الصخور. لا تسأليني كيف أو لماذا, لكن سفينة واحدة لم تتحطم هنا منذ ذلك الحين "
وأطلق ضحكة قصيرة ثم قال:
" هذه ليست بقعة يفد اليها السكن المحليين في الظلام "
نظرت دالاس اليه وشاب عينيه غموض, وأخفت رموشه تعابيرهما وارتخت ساقاها وارتجفت من دون ارادة.
جذبها نحوه من دون أن تبدر مقاومة منها وقال:
: أنا الآن رمز المسؤولية عن هذه الجزيرة. هل ستشعلين ناري مجددا؟ "
" الكسندر أرجوك لا تفعل "
" لا تقولي ذلك, أني أشعر برائحتك "
وعانقها الكسندر ستافروس, ولكن الرغبة في أن تكون ملكه والمعنى الفعلي للأمر كانا شيئين مختلفين. وسحبت دالاس ذراعيها عنه ودفعته عنها بعنف جاهدة للتخلص منه. ولوهلة قاوم محاولتها الضعيفة للهرب, ثن أفلتها فتراجعت الى الوراء بسرعة ومن دون أن تنظر خلفها. شقت طريقها عبر الهيكل الى السيارة. أرادت أن تبكي وتمنت بيأس لو أنها لمتكن مضطرة للعودة الى السيارة وانتظاره كي يعيدها الى الفيلا.
مرت بضع دقائق قبل أن ينضم اليها لكنه عندما فعل رأت انه كان هادئا تماما, وشعرت فجأة بعدم الراحة. وعندما نظرت الى يديها اللتين في حضنها لاحظت أن أعلى معطفها لم يكن مزررا فزررته بسرعة, واستغربت كيف يمكن له أن يبدو متأنقا الى تلك الدرجة بينما شعرت عكس ذلك. وعندما جلس الى جانبها في السيارة ابتعدت عنه قدر المستطاع. نظر ناحيتها بشيء من السخرية وهز كتفيه وأدار المحرك قائلا:
" استريحي, لا أريد أن ألمسك "
فركت دالاس خديها بأصابع مرتجفة, بفعل احتكاك ذقنه بهما وشعرت بجلدها طريا. أما هو فأنطلق بالسيارة قائلا:
" ما الذي يزعجك؟ عدا مشاعرك بالطبع؟ "
احكمت دالاس قبضتها وقالت في غضب:
" لا تكلمني هكذا, مشاعري لا شائبة فيها "
" وهل في مشاعري شائبة؟ "
" أنت قلتها. خداي يؤلمانني. هذا كل ما في الأمر. لم تكن لطيفا تماما "
" لم تعارضي الأمر تماما "
وتخضب خدا دالاس ارتباكا وقالت:
" حسنا, دعنا لا نتحدث في الموضوع. كان يجدر بي أن أعلم. . . "
" عليك اللعنة, أنت لا تعلمين شيئا. في ما خص الرجال في شكل عام, وأنا في شكل خاص! ليس لديك أدنى فكرة عن دقةموقفك. لا تجابهيني يا دالاس, والا فسوف تكتشفين بأنك تحملين أكثر مما تستطيعين "
" فكر مليا "
قالت دالاس فورا ثم ضغطت مفصل يدها على فمها وتمنت لو أنها تبخرت في الهواء.
حرك الكسندر كتفيه غير مكترث لكلامها واطلق العنان لسيارته.
لم تكن دالاس لتظن أبدا أن منظر فيلا ستافروس سيبدو لها كبيتها الا انه بدا هكذا. وعندما توقفت السيارة انسلت خارجها من دون انتظار تعليقات أخرى منه, وهرعت فوق الحشائش وعبر الأشجار نحو الشاليه حيث جين.



***نهاية الفصل الخامس***

ماهيما
14-09-2007, 19:20
يسلموووووووووووووووووووو ماري

ننتظرك...

البسه الشقراء
14-09-2007, 22:07
هااااااااااااااااي ماري الله يعطيج العافيه بس أبي أسال متى الروايه تكون كامله؟ لأني حاله التقطيع ماتنفع معاي
وثانكككككككككككككككككككككككككس

shymoon
15-09-2007, 02:38
صراحة القصص رااااااااااااائعة...مشكورين جميعا على الجهود الرائعة... وعندي روايتين مكتوبتين على الوورد عنوانهم
1- ماكيب فالنتين
2- توام الروح
فاذا حبيتوا رح احطهم لكم ...اوكي؟؟

EdWaRd LoVeR
15-09-2007, 05:06
اولا احب اوجه خالص الشكر والتقدير لجميع اخواتي عضوات اكبر تجمع لروايات عبير ......


وقولهم الله بعطيكم العافيه ....ولا يحرمنا من جهودكم الاكثر رااااااااائعه ......


وياريت اختي مــــــــاري ما طولين بالتكمله لأنها قصه رائعه ... وتســـــــــلمين ......

ماري-أنطوانيت
15-09-2007, 16:34
6- الأمل المكسور


في صباح اليوم التالي هيأت دالاس نفسها للعمل الجديد بمزيج من المشاعر المتناقضه. و علمت من نيكوس ان الكسندر ستافروس اعطى تعليمات بوجوب استعدادها الساعه الثامنه و النصف صباحا عندما يأتي سيمون ليأخذها الى فيلا بول ستافروس من اجل تدريس لويز و استيل.
و هكذا ارتدت قميصا زرقاء ضيقه من الحرير الاصطناعي و القت كنزه بيضاء على كتفيها, و دخلت الى غرفه جين قبل رحيلها. بدت متضايقه ثانيه و سألتها دالاس:
" ما الامر؟"
" لن يأتي اندريا اليوم. وجدت والدته مهمة غيرمتوقعه له يقوم بها. و اعتقد ان ذلك يعود الى ظنها بأننا بدأنا نصير اصدقاء اكثر من اللزوم. اليس هذا مقرفا؟"
" حسنا , لقد احضرت الكثير من المجلات, و بالتأكيد يمكنك الترفيه عن نفسك لفتره ساعتين, سأعود بعد الثانيه عشرة"
" اعتقد انه يمكنني ذلك , لكني سأكون مسرورة عندما اعرف ان في استطاعتي ان اتحرك ثانيه. انا لست معتاده على مثل هذه الراحة القسريه"
" بالطبع انت غير معتاده لا يهم, غدأ تستطيعين النهوض, مادمت تعتنين بنفسك اليوم"
" لا اريد ان اتأنى, و لم افعل؟ لا اريد هذاالطفل في أي حال!"
" اوه يا جين ارجوك! لا نستطيع ان نفعل شي في هذا الصدد , فكفاك تأسفا!"
كانت جين مندهشه. لم يسبق لدالاس مخاطبتها بتلك الطريقه. و خفضت رأسها قائله:
" حسنا. بالمناسبه, كيف سارت الامور مع الكسندر ستافروس ليلة امس؟"
سألت و هي تدرك ان دالاس تفضل عدم التحدث عن مضيفهما. استدارت دالاس بعيدا لتخفي تعابيرها و اجابت:
" اه, على ما يرام"
"فعلا؟, كم ذلك جميل! لم يكن عندك الكثير لتقوليه عن الموضوع ليله امس. و عندما اطرح الامر, تجيبين ان ليس لديك الكثير لتقوليه, اليس كذلك؟ لماذا؟"
" هل يجب ان يكون هناك سبب؟ "
" عادة, نعم. يوجد سبب عندما يكون الامر متعلقا بك. ماذا حدث؟ هل حاول اغواءك؟ "
" اوه, لا تكوني سخيفه الى هذا الحد",
و خرجت من الغرفه قبل ان تفقد زمام اعصابها كليأ.
استغرقت الطريق الى منزل بول ستافروس وقتا اقل بكثير مما استغرقته عندما ذهبت معالكسندر ستافروس في اليوم السابق, و اعتقدت انهما لابد سلكا طريقا اطول. كانت مينرفا ستافروس في انتظارها و في رفقتها يوناني طويل عريض المنكبين, يشابه الكسندر قليلا, عدا ان ملامحه كانت اكثر قساوة و شفتاه اغلظ. رأت دالاس فيه شيئأ لم تحبه تماما, و لان اعجابها بمخدومها لم يكن جزءا من عملها, فقد ابتسمت في تهذيب عندما قدمتها زوجته اليه.
هرعت لويز و استيل تهبطان الدرج و دخل الجميع الى القاعه المبردة. كانت الفتاتان ترتديان سرواين قصيرين وكزتين قطنيتين, ووجدتهما دالاس رائعتين ثم اعتذر بول ستافروس بحجه ان لديه بعض الاعمال, و أرت مينرفا دالاس غرفه التدريس و قالت لها:
" سيكون لك الحريه التامه هنا. لويز و استيل طفلتان طيبتان, و لن تسببا لك الكثير من المتاعب. انهما تتوقان للدراسه حيث ان الكسندر وعدهما بادخالهما مدرسه داخليه انكليزيه اذا درستا بجد "
كان واضحا ان كلمه الكسندر كان لها وقعها بين افراد عائلته فردت دالاس:
" شكرا لك فقط اتمنى ان تحباني "
" انا متأكده انهما ستفعلان, اضافه الى ذلك, لم يكن اليكس ليوصي بك بدون سبب وجيه "
احمر وجه دالاس. ذلك الرجل ثانيه! الن تستطيع التخلص منه ابدا؟
كانت الطفلتان متحمستين في شكل عظيم لتتعلما. استمعتا بانتباه الى كل ما قالته و عملتا بجد و مثابره مما حدا دالاس الى ان تتساءل عما اذا كان مثل ذلك الجلد في اطفال صغار مثلهما امرا حسنا. سألتهما:
" هل لديكما شقيقات, او اشقاء؟"
و تبسمت استيل قائله:
" كلا يا انسه كولينز"
" هل لديكما اصدقاء كثر؟"

ماري-أنطوانيت
15-09-2007, 16:36
فردت لويز:
" اهلنا لا يشجعونا على الاختلاط بأطفال القريه. والدي يقول اننا يجب ان نسلي انفسنا لاننا اثنتان"
و فسرت دالاس امر توقهما للانتساب الى مدرسه داخليه, فلابد انهما تضجران وحدهما مع ان الطبيعه حولهما جميله. و قررت ان تخلط اللهو بالدرس في الاسابيع المقبله, و ان تأخذهما معها الى الضيعه ليشاهدن الميناء الصغير معا.

عندما عادت الى الشاليه قبل موعد الغداء وجدت جين تتشمس خارجا. و نظرت هذه الاخيرة الى دالاس قائلة:
" حسنا, كيف سارت الامور؟"
" جيد جدا"
" هل كنت بخير؟"
" الى حد ما"
" زارتني السيده ستافروس"
" ماذا ارادت"
" لا شيئ بالتحديد"
" في أي حال, ماذا تفعلين خارج الفراش؟ الطبيب قال انه يجب عليك البقاء فيه يومين"
" هراء! اشعر انني بخير. لن استلقي هناك كمعاقه. لم تعترض السيده ستافروس عندما وجدتني هنا. لا اشك في انها علمت بما قاله الطبيب"
و تنهدت دالاس قائله
" لا استطيع ان افهم لماذا اتت لرؤيتك. الا اذا اكنت مجرد زياره وديه"
" بالكاد اسميها هكذا! اخبرتني ان اندريا سيعمل طوال الاسبوع, و بأنه كان يهمل واجباته بقضائه الكثير من الوقت معي. و انه على الرغم من كونه شابا شديد التأثر لكنه يجب الا يؤخذ على محمل الجد "
و اطبقت دالاس قبضتها و قالت:
" اوه, جين! "
" اجل . و هكذا فاني سأمضي وقتا مثيرا جدا. زارتني بولا . ستأخذني معها في نزهه بعد الظهر, و بهذا اعتقد ان علي الاكتفاء باغراء الفلاحين "
و سارعت دالاس قائله:
" لا تتأثري بذلك يا جين "
" لن أتأثر. ان الامر يجعلني اكثر صلابه بعض الشيئ. لااستطيع التغلب على ذلك ... هل علمتني ان الكسندر ستافروس سافرهذا الصباح ؟"
" كنت اعلم انه ذاهب, نعم "
" في الواقع لقد ذهب نيكوس أيضا. و هكذا اصبحتي انت وحيده ايضا. علينا مساعده بعضنا بعضا "
ابتسمت دالاس و همست قائله:
" ربما هكذا افضل "
ثم سارت الى داخل الشاليه بتمهل . اتخذت دالاس قرارا وهي تستحم قبل الغداء , ان تستمر و جين في الاقامه في الشاليه, ولن تذهبا من الان فصاعدا الى المنزل لتناول الطعام. في استطاعتهما الاعتناء بانفسهما , و بالتالي لا داعي لان يهتم احد بهما.
كانت قد طردت كل فكر جال في خاطرها عن الكسندر طوال النهار, وداهمها النوم الليلة الماضية قبل أن تستطيع التفكير فيه. لكنها الآن تركت لنفسها وهي تستحم المجال لتتذكر كل لحظة من لقائهما الأخير في عذاب مؤلم. كان هنا الكثير لتتذكره, وأحمر وجهها حين أدرك ذهنها مشهد عناقهما, وارتعشت على رغم حرارة الحمام, فقد شعرت انه رجل ذو خبرة في النساء.
لم يعارض أحد ترتيبات الطعام سوى بولا التي ابلغت دالاس أن الكسندر سوف يغضب عندما يكتشف الأمر وقالت:
" انك تفعلين تماما ما تريده والدتي. انها تسمح لكرامتها الغبية أن تتغلب على تهذيبها الطبيعي. أنا آسفة "
ابتسمت دالاس وأجابت:
" لا تقلقي. اننا نفضل عدم الاحتكاك بالعائلة كثيرا. فهذا يقلل من الازعاج للطرفين "
اومأت بولا في يأس واستسلمت لرغبة دالاس. لم يكن في وسعها ارغام الفتاتين على التصرف كما تريد.
طافت بولا ودالاس وجين الجزيرةكلها, وذات أمسية بينما كان اندريا يجلس مع جين, ذهبت دالاس وبولا الى المقهى في القرية.
جلست الفتاتان في الخارج على طاولة جميلة فوقها شمسية, وطلبت بولا شرابا أحبت دالاس مذاقه, وبعد أن أشعلتا سيكارتين قالت بولا:
" صارحيني يا دالاس, ما مدى معرفتك باليكس الآن؟ "

ماري-أنطوانيت
15-09-2007, 16:47
شعرت دالاس باحمرار خديها وردت:
" حسنا, أنا...أنا أعتقد اني أعرفه مثل ما يعرف كل موظف رئيسه "
" نعم. وهل تستلطفينه؟ "
" آه, لم أفكر في الأمر فعلا "
" أعتقد أنك لن تقومي بمثل هذا الأمر فالكثير من النساء كن سيغتنمن الفرصة للتعرف اليه أكثر. أعتقد انه يسأم النساء العاديات "
لم تجب دالاس التي لم تعرف ماذا تقول تماما. وتابعت بولا قائلة:
" لم يكن اليكس سعيدا في شكل خاص منذ زواجه العاثر "
" زواج عاثر؟ "
" في طبيعة الحال. أنت لا تعلمين شيئا عن الموضوع "
" أنا...أنا فهمت أن زوجة السيدة ستافروس ماتت بسرطان الدم "
" هذا ما حصل. بعد أن عانت فترة سبعة أشهر من المرض. لكن آنا عاشت حياة مختلفة تماما قبل مرضها. آه أنا أعلم انها ماتت ويجب على المرء الا يتحدث بسوء عن الأموات, لكنها وبصدق أقولها لقد كانت....كانت.... غير صالحة "
نظرت دالاس بعيدا نحو أمواج المرفأ المتلاعبة وقالت لبولا:
" أعتقد انه يجدر بك الا تخبريني بالأمر "
" لماذا؟ ليس الأمر سرا. آنا أحبت الرجال الأمر بهذه البساطة. أرادت اليس, فخدعته كي يتزوجها على رغم انه كان مخطوبا لفتاة آخرى لسنوات عدة, عندما أكتشف خديعتها ثار كما يفعل أي رجل آخر في مثل تلك الظروف, خصوصا أن مشاعره اتجاه آنا كانت عاطفة رجل عابرة تجاه امرأة جميلة. لم يحبها فعلا, لكنه بقي معها من أجل سمعة العائلة. وبعد سنين عندما كان باريس لا يزال طفلا, أرادت مغادرة الجزيرة والعيش في اثينا ولكنه رفض, وهكذا ذهبت بمفردها, ويمكنك أن تتصوري ما حدث "
وعالجت بولا أنفها وتابعت:
" كان الأمر مقرفا! ليس لأن اليكس تأثر بشكل خاص. فهو أشغل نفسه بالعمل, واذا كانت عبرت حياته امرأة ما فكان يعاملها كما تستحق. زعادت آنا الى الجزيرة فيما بعد عندما ملت. وكان لم يمض على زواج منيرفا يانيدس وبول سوى عام واحد, وكانت منيرفا قد اجهضت لتوها. لست أدري اذا أراد بول ذلك أم لا, لكنه أنغمس في علاقة صاخبة مع آنا. لم يأبه اليكس لكن بما أن شعور منيرفا تأذى أيضا. . . "
وتنهدت بولا واستطردت:
" في أي حال’ أستخدم اليكس نفوذه وأبعد بول الى أمريكا الجنوبية في مهمة كان مهتما بها, واضطرت آنا للعودة الى أثينا بعد غيابه.... وعندما أصيبت آنا بسرطان الدم, فعل اليكس كل ما في وسعه من أجلها. فجلب لها أمهر الاختصاصين في العالم. لكن الأمر لم يجد. كان من المستحيل أن تشفى, وبقيت تتأفف الى أن توفت "

ماري-أنطوانيت
15-09-2007, 17:05
وأطفأت بولا سيكارتها في عنف وأضافت:
" كنت مستعدة لأن أخنقها بنفسي "
شعرت دالاس انها لا تعرف كيف تسري عن الفتاة المتألمة. ابتسمت بولا ابتسامة خفيفة وقالت:
" آني آسفة, لكني أشعر بغضب كلما أفكر في ما حدث....هيلـين لم تتزوج أبدا "
" هيلين؟ "
" آه طبعا, هيلين نيرولوس كانت خطيبة اليكس, الفتاة التي كان يجب عليه أن يتزوجها عندما تزوج آنا "
شعرت دالاس بألم غريب في معدتها فتابعت بولا حديثها قائلة:
" نعم. لقد ذهبت بعيدا منذ وقت طويل. بعد فسخ الخطبة, درست الطب وهي تعمل في افريقيا منذ اثنتي عشر عما. انها امرأة بكل معنى الكلمة "
" لا بد انها كذلك. هل تعتقدين انها ستعود؟ "
" آه أجل. علم أبواها خلال الشهر الماضي انها تنوي العودة عما قريب. فهي في حاجة الى عطلةطويلة, وبما أن مناخ الجزر هنا مثالي فالى أين ستذهب سوى وطنها؟ والدتي مسرورةجدا بالطبع. فمنذ سنوات وهي تود أن ترى اليكس مستقرا في حياته. والآن تأمل أن تتحقق أمانيها "
" تعنين انها تأمل في أن يقترن أخوك بهيلين؟ "
" طبعا. في أي حال, هيلين لم تعد طفلة. انها في السادسة والثلاثين, أصغر من اليكس بعامين, وهي ناضجة بما في الكفاية لتعلم ما تريد "
" لابد أن اليكس كان صغيرا جدا عندما تزوج آنا "
" نعم. كان عمره تسعة عشرة عاما فقط. وأنا كنت في الخامسة من عمري حينها....لابد أن قضية أختك وباريس قد ذكرته بذلك الوضع بشدة. حتى أنت تستطيعين أن تري التشابه في الحالتين "
" نعم, أستطيع "
قالت دالاس وتذكرت كم كان اليكس متفهما وكيف حاول أن يهتم بها وبأختها. لم يكن الأمر سهلا عليه بالتأكيد, ليس عندما أنهار زواجه كما قالت بولا. في أي حال, كان من السهل عليه جدا أن ينظر الى جين وكأنها آنا الثانية تتبع السبيل نفسه لتحصل على ما تريد. وتنهدت دالاس. لم ترد أن تفكر بالكسندر ستافروس بهذه الطريقة, لم ترد أن تشعر بالعطف اتجاهه. أرادت أن تكرهه بسبب عجرفته والطريقة التي عاملها بها منذ بضعة أيام. لكنها عوضا عن ذلك, رأت نفسها تضعف وتتمنى في يأس عظيم أن يعود الى الجزيرة قريبا جدا كي تتصرف معه بطريقة ودية.
لكنها اضطرت الى الكف عن هذا النوع من التفكير. لم يكن الأقتراب منه ذا فائدة. فاذا ما تمكن منها مرة لن يعود في مقدورها أن تقاومه, لم تكن تريد أن تصبح مجرد امرأة أخرى أحبته ببلاهة.
كانت بولا تنظر الى دالاس بأستغراب. وهمست في لهجة رقيقة:
" دالاس, لم تقعي في حب أخي, أليس كذلك؟ "
" كلا, كلا, بالطبع لم أفعل! "
" حسنا, حاولي أن لا تفعلي "



***نهاية الفصل السادس***

ماري-أنطوانيت
15-09-2007, 17:09
هااااااااااااااااي ماري الله يعطيج العافيه بس أبي أسال متى الروايه تكون كامله؟ لأني حاله التقطيع ماتنفع معاي
وثانكككككككككككككككككككككككككس


مراحب بسبوسة......

والله على حسب الظروف....:confused:

بس ان شاء الله ما تكون في أي عوائق...

وأنا ما أقدر أنزل في اليوم غير فصل واحد

طبعا تعرفين...دوام ورمضان وشوي الوقت ضيق..

بس أن شاء الله ما باقي غير 3 فصول...::سعادة::::سعادة::

ماري-أنطوانيت
15-09-2007, 17:14
صراحة القصص رااااااااااااائعة...مشكورين جميعا على الجهود الرائعة... وعندي روايتين مكتوبتين على الوورد عنوانهم
1- ماكيب فالنتين
2- توام الروح
فاذا حبيتوا رح احطهم لكم ...اوكي؟؟


والله تسوين فينا ألف خير....لأن هاذي الروايه الي

قاعدة أنزلها بتكون آخر رواية أكتبها هاذي الفترة....

فتشكرين حبيبتي لو تنزلينها بعد روايتي....

وألف شكر...::سعادة::::سعادة::

ماري-أنطوانيت
15-09-2007, 17:19
اولا احب اوجه خالص الشكر والتقدير لجميع اخواتي عضوات اكبر تجمع لروايات عبير ......


وقولهم الله بعطيكم العافيه ....ولا يحرمنا من جهودكم الاكثر رااااااااائعه ......


وياريت اختي مــــــــاري ما طولين بالتكمله لأنها قصه رائعه ... وتســـــــــلمين ......

اهليييييييييييييين فيك ياقمر...:D

تسلميــــــــــــــــــن حبيبتي....وان شاء الله الرواية ما باقي منها غير 3 فصول..

shining tears
15-09-2007, 23:13
يه يه ماري اش دعوه ليش اخر رواية في ذي الفترة بعد ماتعودت على الحماس والراحة تمبيني ارجع اكتب لاااااااااااااااااااااااااا
ماري لاتوي فيي كذا حرام عليك طيب انا ما انكر ان في بنات كثير فيهم الخير بس وانا عندي يمكن رواية او ثنتين جاهزين تقريبا بس انتم البادين بالول
وتعودنا عليكم حرام تسوون كذا وخاصة في انا
)":
اهم شيء لسبب خير

EdWaRd LoVeR
16-09-2007, 02:13
لااااااااااااا بلييييييييييز اختي ماري حطي الفصول الباقيه مع بعض كلهم بلييييييز....


وتسلميييييييين على التكمله ....

بحر الامان
16-09-2007, 11:59
حبيبتي ماري
خذي راحتك
ونزليها فصل فصل
او كل يومين فصل براحتك
ماعليك منهم
الدنيا دراسه وصوم وصلاه
خخخخخخخخخخخخخ














بس مو تاخذي راحتك مره
يعني معك يومين وهذا الثالث

ماهيما
16-09-2007, 12:21
مرحبا :)

ماري خليك على راحتك لاتستعجلين وبحوره معاها حق انتي مو فاضية مثل بعض الناس>>>تعني عمرها

وحلاة الشي بالتشويق >>>احلى ياتشويق كشخة البنت:cool:

بايات;)

shining tears
16-09-2007, 15:54
هيه هيه انا اش ساويت لكم انا من شان التعذيب الاسطوري تسونه فيني انا
ادري ان الدنيا رمضان والكل مشغول <<<<<<<<تقصد نفسها
بس مايضر بعض الراحة والجلوس في المنتدى اشوف الاخبار انا اتابع اخباركم كل يوم من خلال المنتدى لما اشوف ردود او رواية اتشوق كل يوم لوقت راحتي من شان اكمل الرواية كل يوم فصل وامرنا الى الله بس لاتزوديها لاني انطر على نار وبجد ياريت احد يحط رواية صيف القطاف لانها مجننتي امبي اقراها ومشكورين

wml2005
16-09-2007, 18:41
فكره تجنن و بصراحه كان لازم احد يسويها من زمان
و اتمنا اساعدك في ه>ا الموضوع

البسه الشقراء
16-09-2007, 22:10
قوه يا أحلى عضوات بليز ماري لا تخلينا لانا مثل ماقالت اختيshining tears تعودنا عليج
وعلى طاري التشويق في بعض الحالات حلو بس في حالتنا كلش مو شي

وتقبلوا تحياتي المعطره

shining tears
17-09-2007, 00:19
ايه ايه قولوا لها موزين كدا حرام

EdWaRd LoVeR
17-09-2007, 01:18
اهئ اهئ اهئ اختي ماري واااااااايد صيفتي علينا .....


اعصابي انهارت من الانتظار بليييييييييز نزليها بسرعه .... >> فيلم هندي خخخخخخ


والله يعطيج العافيه ان شاء الله.....

*لميس*
17-09-2007, 13:36
مـــــــاري

نزليها براحتك حبيبتي لا تضغطين ع نفسك خاصه في رمضان

وإن شاء اذا خلصت ...إحنا موجودين والروايات موجوده

تحياتيــــ القلبيه ــــــ
*لميس*

*لميس*
17-09-2007, 13:41
ايه ايه قولوا لها موزين كدا حرام





لاتخافي شاينينغ تيرز:o

كلنا موجودين وماراح ينام المشروع ابداً :رامبو:...بس مثل منتي شايفه

بداية رمضان ودراسه وحوسه :ميت:فـ صار وقت النت قليل:مذنب: بس ماعليه

انشالله راح يظل المشروع على حماسه ...::جيد::::جيد::::جيد::::جيد::

تحياتي لكِ
*لميس*

ماري-أنطوانيت
17-09-2007, 16:11
7- الرغبة القاتلة


بعد وصولهما الى الجزيرة بأسبوع, وصل خطيب بولا, جورج بالاماس.
كان رجلا أشقر الشعر, عملاقا, عامل دالاس وجين بالطيبة نفسها التي عما بها ناتاليا, وغالبا ما كان يأتي مع بولا بعد انقضاء فترة الراحة بعد الظهر ويأخذهما الى خليج افرودايت, وهو عبارة عن حوض صخري طبيعي مغلق, مثالي للغطس أو التزلج المائي, ومع أن جين لمتكن تستطيع المشاركة في نشاطاتهم لم تمانع في أن تتفرج عندما عرض جورج على دالاس أن يعلمها التزلج المائي.
مرت الأيام بهدوء. أستطاعت دالاس ببعض الصعوبة التخلص من الأفكار التي راودتها عن الكسندر ستافروس, وكادت تضحك على سخف انشغالها به وهو بعيد. بدا واضحا أنه كان يتسلى معها, لقد تجاسرت وعاملته بطريقة مختلفة عن معاملة النساء الأخريات له, وربما هذا ما أزعجه في تصرفها. على كل, لن تسمح لشئ مشابه أن يحصل مستقبلا.
زارهما اندريا كثيرا وكانت جين تشرق كلما اتى. وذات مرة كانت الأختان تحتسيان شرابا قبل النوم, قالت جين:
" لا يملك اندريا مالا, أتعلمين؟ "
حدقت دالاس فيها وأجابتها:
" ماذا تقصدين؟ "
" حسنا, أعني...ليس وريثا لأي ثروة حقيقية. سيذهب الى انجلترا في أيلول ليبدأ تحضيره الجامعي. وعندما ينال شهادته يأمل في أن يصبح مهندسا مدنيا. وهو يود أن يعمل في أمريكا الجنوبية "
اومأت دالاس, وتساءلت عما يمكن أن يكون اندريا قد أخبر جين وقالت:
" أنت تميلين اليه, أليس كذلك؟ "
ابتسمت جين وأجابت:
" نعم أفعل, ليس مثل باريس, على الأقل في الطريقة التي ينظر فيها الي. انه انسان الطف بشكل عام ويجعلني أشعر بأني حقيقية,ولست مجرد فتاة مراهقة ورطت نفسها في مشكلة. اتمنى لو انه هو الذي كان في انجلترا وليس باريس "
" كيف كنت ستتعرفين عليه؟ "
" لست أدري. أحيانا أتساءل ما اذا كان قدري....أن....أن أصبح حاملا, كي نستطيع كلانا المجئ الى هنا. اعني بعد ولادة الطفل سأكون امرأة حرة, أليس كذلك؟ "
هزت دالاس كتفيها واشعلت سيكارة وسألت أختها:
" وماذا عن الطفل؟ "
" آه لا أهلم. ربما سأدع الكسندر ستافروس يأخذه في النهاية...ماذا كنت تفعلين أنت لو كنت مكاني؟ "
هزت دالاس رأسها وأجابت:
" هذا سؤال لا أستطيع الاجابة عنه. ولكني لو كنت مكانك لانتظرت الى ما بعد ولادة الطفل قبل أن أتخذ أي قرارات متسرعة "
بدت جين مطرقة, ولم تذكر الطفل ثانية ذلك المساء.

في أحد أيام شهر آب (اغسطس) عندما كانت جين مع اندريا وبولا وجورج على الشاطئ, فوجئت دالاس بدعوة الى تناول الشاي بعد الظهر في الفيلا.
سارت دالاس مسرعة نحو الفيلا يكتنفها شعور بغضب مكبوت. لم تستطع أن تتصور سبب دعوتها على هذا النحو ولم تستطع سوى أن تفترض بأنها ستتلقى نوعا من التوبيخ من السيدة ستافروس.
جلست السيدة ستافروس على كرسي عال, وأمامها طاولة صغيرة عليها شاي. ابتسمت مرحبة عند دخل دالاس وقالت لها:
" آه يا عزيزتي جئت أخيرا. أخبريني هـل تأخذين الحليب والـسكر مع الشـاي "
تقدمت دالاس نحوها بارتباك وجلست على رسي اشارت اليه السيدة ستافروس.
" سكر فقط "
قالت بسرعة وتناولت فنجان الشاي. قدمت لها السيدة ستافروس راحة الحلقوم ولكنها أعتذرت, وكانت لا تزال تتساءل بعصبية عما يمكن الأمر.
تناولت السيدة ستافروس قطعة حلوى من الاناء, ثم نظرت الى دالاس في تمعن. وسألتها:
" كيف تجدين اقامتك هنا؟ "
" جيده جدا, شكرا لك يا سيدتي "

ماري-أنطوانيت
17-09-2007, 16:28
" حسنا, حسنا يبدو أن لويز واستيل تعلقتا بك. يخبرني ابني أنهما تتطلعان الى زيارتك بسرور بالغ "
" شكرا لك "
" نعم, انه أمر جيد أن يعمل الانسان عملا يحبه. قلة من النساء يجدن عملا يحببنه في الحياة. الفتاة التي كانت ستتزوج ابني أصبحت طبيبة. وهي مثل حي عن امكان الانسان التغلب على الحزن "
" أوه, نعم "
" سوف تتساءلين عن سبب ذكري لهذه الفتاة بلا شك. لم أفعل من دون سبب. هيلين...أعني...هيلين نيرولوس ستعود الى الجزيرة مع ابني عندما يعود غدا "
" نعم "
قالت دالاس ولكنها لم تستطع أن تفهم سبب هذا الحديث. ثم تابعت السيدة ستافروس:
" اذا كنت مهتمة أن تعلمي سبب أخباري أياك بكل هذه الأمور. سأخبرك..."
عضت السيدة ستافروس شفتها السفلى مطرقة وتابعت حديثها:
" يا آنسة كولينز...أنت لست طفلة, أو مخلوقا يتوهم الأمور. تبدين امرأة متزنة تماما, واني استصعب الأمر يا عزيزتي لكن الحقيقة هي ما يأتي, بدا واضحا منذ بداية صلتك بأبني الأكبر انه أخذ على عاتقه مسؤولية أختك...ومسؤوليتك أنت أيضا "
شعرت دالاس بخديها يلتهبان. أرادت أن تستدير وتهرب لكنها أضطرت الى البقاء وهمست:
" نعم, يا سيدة ستافروس "
" حسنا, حيث أن الأمر كذلك, ولمعرفتي بكرمه الفطري, لا أستطيع سوى أن أتخوف من أنك قد ترين في اهتمامه بك أكثر مما تعنيه أعماله فعلا يا عزيزتي. اني أفكر بك أنت...أرجوك صدقيني. اخطأ الكسندر ذات مرة خطأ مميتا عندما تزوج المرأة الغير المناسبة له. وأنا لا أنوي أن يحرم هذه الفرصة مرة أخرى في استعادة المرأة الوحيدة التي أحبها "
" هيلين نيرلوس "
" طبعا هيلين...انها تصلح له تماما, فالعائلتان ترتبطان بصداقة تعود الى أجيال ماضية. وهي عرفت الكسندر منذ أن كانا طفلين,وقد ربيا معا, وكان زواجهما فيما بعد حتميا ثم جاءت آنا سيروس وحطمت كل شئ...لم أحب زوجة ابني المتوفية. لا أستطيع التظاهر بأنني أحببتها. لمتكن من نوع النساء اللواتي يصلحن للزواج. ربما لو أحبها الكسندر لكانت الأمور أختلفت, لكن. . . "
واختفى صوتها وكأنما تذكرت الشخص الذي كانت تتحدث اليه, فغيرت موضوع الحديث قائلة:
"وهكذا سيعود الكسندر وهيلين غدا, وفكرت أن علي أن أفسر قليلا ما اتأمل أن يحدث "
" أوه, لقد أوضحت كل الأمور "
قالت دالاس بجمود وشعرت بانزعاج بسيط. كيف تجسر هذه المرأة على اخبارها بهدوء أن ابنها غير مهتم بها؟ ومع أن دالاس علمت أن هذه حقيقة الأمر, وأرادت أن تبكي. فلم يسبق لها أن شعرت بنفسها حقيرة هكذا. كيف تجرؤ السيدة ستافروس على مناداتها وتحذيرها من الاقتراب من الكسندر؟ كأنما كان الأمر ضروريا!
نهضت السيدة ستافروس, فنهضت دالاس أيضا مع أن ساقيها كانتا ترتجفان. لكنها سيطرت على عواطفها وقالت:
" أهذا كل شئ, يا سيدتي؟ "
" تعتقدين أن كل هذا الحديث لم يكن ضروريا, أليس كذلك؟ "
" بصراحة...نعم "
" ان اسألي نفسك لماذا تشعرين بهذا الانزعاج الآن "
قالت لها السيدة ستافروس هذا في برود واستدارت بعيدا. لم تنتظر دالاس لسماع المزيد , أستدارت وهرولت خارج الفيلا كما لو أن الشيطان نفسه يلحق بها.
كانت الدموع تنهمر على خدي دالاس وهي تركض على غير هدى عبر الأشجار نحو الشاليه. فجأة تفجرت كل تلك العواطف المكبوتة خلال الشهور القليلة الماضية. لم تسمع أحدا ينادي اسمها أو تسمع خطوات تتبعها الى أن أوقفت يدان قويتان ذلك التخلي الهائج وأدارها أحد ما بقوة وشعرت برجل قوي قريب منها. كانت تبكي من دون سيطرة, وتمسكت بالرجل لبرهة غير مهتمة بالتعرف اليه, لكنها شعرت باطمئنان يلفها وهي بين ذراعيه. ثم دفعته بعيدا عنها ونظرت لترى وجه الكسندر ستافروس الداكن. فهمست بلا وعي:
" اليكس, لكنك....في اثينا! "

ماري-أنطوانيت
17-09-2007, 16:29
" كنت في أثينا ويبدو أن الوقت قد حان لأعود الى المنزل. ماذا يجري هنا بحق الجحيم؟ "
" اني آسفة. كنت أتصرف بسخافة. هل....هل عدت لتوك؟ "
" دالاس! انسي أمري, ما الذي حدث؟ أريد أن أعلم بطريقة أو أخرى "
أحنت دالاس رأسها وتذكرت فجأة هيلين نيرولوس وقالت:
" ان....ان أمك تقول أنك ستجلب زائرة معك أين....أين هي؟ "
" أرجوك يا دالاس, أخبريني بالذي حصل "
" لم يحدث شيئ على الاطلاق دعني أذهب أرجوك. يجب أن أذهب وأغسل وجهي قبل مجئ الاخرين "
افلتها الكسندر بتردد وعيناه غاضبتان. ثم لاحظ كلاهما وجود شخص يتفرج. كانت امرأة قد سارت ببطء بين الأشجار نحوهما, ووقفت على بعد يارادات عدة, تراقبهما في أهتمام. فركت دالاس خديها بتحد ونظرت الى الانسانة الغريبة. لابد انها هيلين نيرولوس, وشعرت بألم في معدتها. كانت هيلين نيرولوس طويلة القامة, أطول من دالاس, وكان جسمها نحيلا وممشوقا. وشعرها أسود قصيرا التف حول رأسها كتاج من العاج, ينما أسمر جلدها الداكن من حرارة الشمس الافريقية. انها رائعة الجمال بطريقة كلاسيكية, ترتدي سروالا وقميصا حريريا من دون أكمام, وتضع عقدا من الخرز الأخضر حول عنقها مما جعلها تبدو شرقية بصورة مهلة....كان عليها أن تعلم أن الفتاة التي قد يتزوجها الكسندر ستافروس لا يمكن أن تكون عادية.
امعن الكسندر النظر فيها لبرهة قم قال:
" حسنا يا دالاس, سنتحدث في الأمر فيما بعد. أما الآن فأنا ريد أن أعرفك الى صديقة لي, هيلين نيرلوس. هيلين, هذه دالاس كولينز, أخت جين "
لم تصافحها هيلين, بل اومأت برأسها بكسل وقالت:
" حبيبي. أعتقد انه من الأفضل أن تقدمني الى الآنسةكولينز في وقت لاحق...فهي تبدو...كيف أقولها.... منزهجة قليلا "
شعرت دالاس بأنها لا تقوى على أحتمال المزيد فقد سئمت الأمر كله. سئمت التظاهر, والتصرفات المتعمدة, وسئمت احساسها بصغرها.
وبدون أن تلتفت, استدارت ومشت بسرعة بعيدا ودخلت الى الشاليه وأغلقت الباب بالمفتاح للمرة الأولى. ثم تنهدت بعمق. كان الأمر مريعا, وأسوأ من أي شيئ آخر اختبرته قبلا. لقد ظهرت حمقاء تماما, وشعرت بغضب شديد من الكسندر ستافروس بسبب عودته كما فعل من دون توقع ورؤيته لها بتلك الحال.
وتنهدت ثم سارت نحو الحمام. ربما ساعدها الحمام على نسيان أنزعاجها. بردت المياه جلدها واستعادت رؤيتها لشخصية تشارلز. ولم تستطع كل ثورتها العاطفية أن تغير من حقيقة كون الكسندر ستافروس رجلا بكل ما في الكلمة من معنى, والجاذب الذي يشدها نحوه أمسى أكثر من مجرد جاذب جسدي. أجل, كان عليها الأعتراف الآن بعد أن رأته ثانية بأنها أنجذبت نحوه, وما بدأ نفورا من عجرفته تحول الى رغبة قاتلة بأن تشعره بذاتها كامرأة, كما حدث تلك الليلة في معبد لكسا.
خرجت من الحمام والغضب يتملكها. كانت تتنفس بسرعة كأنها كانت تركض وشعرت بالخوف يغمر كيانها. بدا لها الأمر مروعا, فحقيقة معانقته لها قبل ذهابه دلت بالطبع على أي نوع من الرجال هو. هل تستطيع أن تجد نفسها منجذبة نحوه بعد الآن؟ .
تحولت أفكارها الى هيلين نيرولوس. كانت حتما أقرب الى نوع المرأة المتأنقة كما كانت ذكية أيضا. كانت مزيجا نادرا وفاتنا. واذا تزوجا ورزقا أطفالا فهؤلاء سيرثون الذكاء وجمال الطلعة منهما, والأمر الغريب هو انهما انتظرا مدة طويلة جدا بعد وفاة آنا.
ساءت حال دالاس النفسية وعندما عادت جين وذهب اندريا وبولا وجورج الى الفيلا. كانت هي تجلس خارج الشاليه تتفح مجلة لكنها كانت شديدة الاكتئاب. تأملتها جين قائلة:
" تبدين كئيبة, ما الأمر؟ "
" لا شئ, آه بالمناسبة, عاد الكسندر ستافروس "
" الكسندر؟ "
" نعم, هذا صحيح. أنا...تناولت الشاي مع السيدة ستافروس بعد الظهر. ارسلت تطلبني, وأخرتني انه عائد غدا وفي رفقته هيلين نيرولوس. كانت خطيبته قبل زواجه من آنا سيروس "
" آه, أجل أعلم كل شئ عنها. اندريا أخبرني. انها طبيبة, أليس كذلك؟ ذكر اندريا انها ستعود من افريقيا لكنه لم يقل متى. هل هذا كل ما قالته السيدة ستافروس؟ اتساءل لماذا اعتقدت انه من الضروري أن تخبرنا "
" أعتقد انها فكرت انه يجب علينا أن نعلم من يزور الفيلا. على كل فنحن نقيم هنا "

shining tears
17-09-2007, 16:52
مشكورة لميس طمنتيني بس وش اساوي
البعض عنده دراسة طيب والي ماعنده دراسة يبلط بحر يعني انا مسلية نفسي بقراة الروايات الي هنا والي طالعة تتنزل على مهلها او اكتب رواية او طبخ غير كده في وقت الفضى ماعندي
باستثناء اعمل شهر رمضان لها وقتها الخاص انا اتكلم عن وقتي العام
مشكورة ماري على الفصل ريحتيني وصرت احسن
مشكورة لميس

ماري-أنطوانيت
17-09-2007, 16:52
تناولت دالاس وجين وجبة العشاء في الشاليه كالعادة. كانت طاولتهما تطل على الشاطئ حيث تتلاطم الأمواج الهائجة, وقد اعتادتا الطعام اليوناني اللذيذ الذي احضره يني من مطابخ الفيلا. فقط جين عانت من عسر هضم بسيط واعتقدت دالاس أن حملها هو السبب. تناولت الشقيقتان طعامهما دون أن تتبادلا كلمة واحدة تلك الليلة. جين منزعجة بسبب اهتمام دالاس الزائد بحالتها ودالاس حانقة على نفسها لأنشغالها بأمور عاطفية.
كانتا تشربان فنجان ثانيا من القهوة عندما رأت دالاس شخصا طويلا يسير بسرعة عبر الأشجار نحوهما. ولم يصعب عليها التعرف الى الشخص المقبل حتى في الظلمة, انه الكسندر ستافروس!.
تنبهت فورا الى انها لم ترفع شعرها بل تركته منسدلا على كتفيها. وكانت قد سرحته بعد الحمام وبما انها لمتتوقع أحدا سوى اندريا ربما, فلم تهتم لتصفيفه. كما كان الفستان الذي ترتديه وهو يخص جين قصيرا جدا فبانت ساقاها. نظرت جين اليها باستغراب وقالت بصوت واضح:
" انه ستافروس اتساءل ما الذي يريده "
" وأنا أيضا "
نهضت جين تحييه عندما وصل الى مدخل الشاليه وقالت له:
" ادخل, هل كانت رحلتك جيدة؟ "
دخل ونظرت دالاس الى فنجان القهوة في تمعن متحاشية النظر اليه, وكانت تعلم كيف يبدو وهو يرتدي سترة داكنة وسروالا ضيقا يبرز ساقيه.
" نعم كانت رحلتي طيبة ول أنها متعبة. وأنت؟ كيف حالك؟ "
" على أحسن ما يرام. أليس هذا ما يفترض أن أقوله؟ "
هز كتفيه العريضين وعكس وجهه النحيل انشغال فكره. ثم استدار نحو دالاس وقال:
" أريد أن أتحدث اليك على انفراد "
كان الفونوغراف يدوي في الفيلا تلك الليلة ووصلت أصوات الموسيقى الى مسامعهم. استطاعت دالاس أن تسمع الحان أغنية تثير العاطفة وتنبه الاحساس الى دفء هواء الليل وروائح الأزهار الكثيرة. نظرت الى الكسندر على غير ارادة ووجدته يحدق فيها فتمتمت:
" أنا...أنا لا أعتقد أن لدينا ما نقوله لبعضنا "
فقالت جين بسرعة:
" دالاس منهكة يا سيد ستافروس "
" وأنا أيضا. لم أنم سوى سبع ساعات خلال الأيام الثلاثة الماضية "
نهضت دالاس على عجل قائلة:
" حتما يمكنك قول أي شئ تريده أمام جين "
" كلا. تعالي, السيارة في الخارج, سأخذك في نزهة "
" ولكني غير جاهزة, شعري. . . "
" تبدين في حال جيدة بنظري تعالي, تركت ضيوفي لآتي هنا "
" هذا أمر غير لائق "
همست دالاس في عذوبة, وأدركت انه سمعها حين أحكم قبضته على ذراعها وتنفس بعمق. لم يخفها عنفه المكبوت تلك الليلة بل على العكس أثارها.
نظرت دالاس الى جين وسألتها:
" هل ستكونين بخير؟ "
" أعتقد ذلك, وأنت؟ "
استدارت دالاس نحو الكسندر ستافروس وقالت:
" حسنا, سأتي معك على الا نتأخر كثيرا "
" هذا مفهوم وأنا أيضا أريد أن أنام الليلة "
كانت سيارته سوداء فخمة متوقفة أمام مدخل الفيلا الأمامي, ولم يبدو في الفيلا أي أثر للحياة سوى صوت الموسيقى. جلست دالاس في السيارة وصعد الكسندر الى جانها ونظر نحوها ثم أدار المحرك.
لم يتكلم وهو يقود السيارة بعيدا عن الفيلا وسار في طريق ضيقة لم تعرفه دالاس قبلا.
واتجه نحو التلال وسط الجزيرة, وكانت أشجار الصنوبر مزروعة بكثافة على حافة الطريق. ورأت دالاس أن الجزيرة كانت أكبر بكثير مما تصورتها, وظنت أن هذه المنطقة هي للصيد, فقد كانت تعج بالطيور.
وما هي الا لحظات حتى وصلا الى مبنى خشبي بدا كأنه بيت استراحة. ولم ترتح أعصابها لدى رؤية المكان وتساءلت لماذا اتى بها اليه.
أوقف الكسندر السيارة وانسل خارجا وهو يقول:
" تعالي معي "
ترددت دالاس لحظة ثم خرجت من السيارة. كان الطقس بارادا وتمنت لو أنها جلبت كنزة معها. فتح الكسندر ستافروس باب الكوخ ودخل. وبعد لحظات رأت نورا يشع في الداخل ونظرت من النافذة فرأت أنه أشعل قنديلين. كذلك أشعل بعض الحطب في المدفأة الكبيرة واستطاعت أن ترى اللهب يتصاعد. كان المنظر دافئا ومرحبا ودخلت دالاس في خجل الى الغرفة الخشبية.

ماري-أنطوانيت
17-09-2007, 16:57
نظر ستافروس حوله. وقال لها:
" أغلقي الباب, ستشعرين بالدفء قريبا "
وأحست دالاس بضعف اذ بدا انه يستطيع قراءة أفكارها وأغلقت الباب بسرعة بدون ضجة, ثم أدنت نفسها قريبا من النار.
سار نحو الجهة الأخرى من الغرفة ووقف أمام طاولة خشبية. وكانت بضع بنادق معلقة على الحائط قبالته, بينما رأت بعض قصبات صيد السمك في الزاوية. كان أثاث الغرفة جلديا وبدا عتيقا لكن مريحا. كانت غرفة رجل, وقدرت أن قليلا من النساء دخلنها.
صب لنفسه كوا من الشاي وناولها آخر قائلا:
" اني تعب "
" أوه, أرى هذا التأكيد كان يمكنك قول ما تريد غدا "
" أجل, ولكني لم أستطع الأنتظار "
أجاب في برود. وانحنى ليتناول سيكارا من علبة على طاولة مصنوعة من خشب الصنوبر قرب المدفأة. اشعلها في اطراق ثم أشار اليها بالجلوس. وهزت دالاس رأسها قائلة:
" أفضل الوقوف "
هز كتفيه وجلس على كرسي والسيكار بين أسنانه وتأكدت دالاس انه أكثر جاذبية من أي وقت مضى. لم يكن وسيم الطلعة فملامحه كانت صلبة وقاسية الى درجة أن وصفه بالرجل الوسيم كان نعتا لا يفي بالمطلوب اذ انه كان يمتلك نوعا من العنف الرقيق أكد لدالاس أن حياته لم تكن حياة انسان لاه مسترخ. كان معتادا على الرفاهية فعلا, لكن الشخصية التي بانت من خلال ملامحه لم تخلق من مثل نمط الحياة هذه. كان قاسيا في مشاعره وسلوكه, وشعرت بنفور حين تذكرت يدي تشارلز المحاسب.
اسند رأسه الى ظهر الكرسي الجلدي وتمعن فيها بكسل وعيناه تكادان تغمضان من التعب وهمس:
" تعالي الى هنا "
جمدت دالاس وهزت رأسها قائلة:
" أرجوك قل ما عندك يا سيد ستافروس. وبعد ذلك يمكننا الذهاب "
تجاهلها قائلا بصوت هامس:
" ادعيني اليكس. لقد فعلت ذلك اليوم بعد الظهر "
استدارت دالاس بعيدا وتظاهرت بقراءة أسماء الكتب المرصوصة على رف قريب. ولفترة ساد الصمت في الكوخ. وملت دالاس التطلع الى الكتب, أستدارت ببطء ثم حدقت في الكسندر ستافروس في انزعاج مع خليط من السعادة. كان نائما بكسل أما المدفأة والسيكار يحترق بين أصابعه. أقتربت منه وأخذت السيكار من بين أصابعه واطفأته في منفضة العقيق القريبة منه. ثم عادت تنظر اليه. كانت ملامحه مسترخية وبدا أصغر سنا. نظرت اليه ماليل, ثم تنهدت وجلست على كرسي قبالته تنتظر.
كان الجو مريحا جدا في الكوخ. اضاءت النار الغرفة وادفأتها, ثم نهضت وأسدلت الستائر وشعرت بنفسها داخل عالم صغير مع الكسندر ستافروس. نظرت اليه ثانية وهي تمر بالقرب منه. شعرت بالاكتفاء لوجودها معه هنا. وفجأة أصيبت بصدمة عندما قبضت أصابعه على خصرها وجذبتها نحوه.
لهثت, محاولة تخليص نفسها من قبضته. كانت عيناه تداعبانها بكسل. فصرخت:
" سيد ستافروس! "
" أوه يا دالاس, انك مخلوقة رائعة "
وعانقها فسحبت دالاس رأسها وهي تتنفس لاهثة وقالت:
" أرجوك, قد تأخر بنا الوقت "
" أعلم, وأنا تعب, ولكن فلنبق هنا "
هزت رأسها ببطء, وشعرت بارادتها تنهار. فدفء الغرفة وعزلتهما هنا بعيدا عن العالم اجتمعا في اغرائها فوضعت ذراعيها حول عنقه واغتبطت عندما سمعته يهمس في أذنها بلغته الأم وصوته اجش من دفء العاطفة.
و فجأة وجدت نفسها حرة وواقفة قرب المدفأة بينما وقف هو في الجهة المقابلة.
وقفت هناك ترتجف واستدار نحوها مستندا الى الخزانة. نظرت دالاس الى النار وشعرت بانزعاج عظيم. لم تفكر بنفسها كامرأة مهجورة لكنها كانت كذلك مع الكسندر ستفروس.
استقام في وقفته وسار نحوها وهمس:
" حسنا؟ في ماذا تفكرين؟ "
" أتريد الحقيقة؟ كنت أفكر كم أنا بلهاء "

ماري-أنطوانيت
17-09-2007, 17:02
" أوه يا دالاس ان رأيك في نفسك سيئ! لابد انك تعلمين كم تهزينني! أريد أن أكون معك الآن! "
ارتجفت دالاس قليلا ونظر هو نحوها وقال:
" لكن على عكس ما تتوهمين, لا أقيم علاقة مع كل فتاة ترغب في ذلك "
وسار نحو الباب وأضاف:
" اذا تعالي, دعينا نذهب "
سارت دالاس بسرعة نحو الباب. وعندما عاد الى السيارة وأصبح الكوخ معتما عدا وهج النار الخامدة, قالت:
" لم تخبرني لماذا أردت التحدث الي؟ "
" كلا, لم أفعل, حسنا لماذا تأكلين في الشاليه؟ لماذا لا تأتين الى المنزل؟ ولماذا كنت تبكين بعد ظهر اليوم؟ "
هزت دالا كتفيها وقالت:
" أمك...أمك تفضل الأمر هكذا, ونحن أيضا في الحقيقة. مهما كان الناس ودودين فنحن هنا لفترة عابرة ولهدف معين. لسنا ضيوفا بالمعنى العادي للكلمة "
" والأمر الآخر؟ "
" بعد الظهر؟ "
" نعم. بعد الظهر؟"
" أوه لا شئ فعلا. ربما أنا حساسة أكثر من اللزوم ولكن يبدو اني أتحمل الكثير من التحامل وأنا لا أحب ذلك "
" هل هذا كل شئ؟ "
" هل هناك شئ آخر؟ "
" أنت قولي لي "
" هذا كل شئ "
" لا أصدقك "
" لا أستطيع أن أرغمك على تصديقي. أنظر انني أشعر بالبرد, أنستطيع الذهاب؟ "
نظر الكسندر اليها في غضب, ولبرهة شعرت بانه سيرغمها على اخباره بالذي حصل بأسلوب عنيف. لكنه رفع كتفيه بكسل, وأدار المحرك القوي.
شعرت بالغثيان. لم تعد محاربة الواقع تجدي نفعا. لم تكن منجذبة الى الكسندر ستافروس فقط, كانت تحبه بدون أمل أو رجاء وبدون تراجع.





***نهاية الفصل السابع***

ماري-أنطوانيت
17-09-2007, 17:07
:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D :D:D:D:D:D:D:D:D
:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D

والله اني كل ما اقرأ ردودكم يصير وجهي كذا...

والله وأكثر من كذا بعد...

كل ما أدخل المنتدى واقرأ هاذي الردود ينزاح كل هم بصدري

وهاذي الحقيقة من غير أي مبالغة أومجامله مني

وشكلي من كثر هاذا التشجيع.....يمكن...يمكن أنزل رواية ثانيه

بس بعد مده<<<< يعني راح أخذ بريك طول شهر رمضان

بس ان شاء الله راح أكون متابعة دايما ..;)

بحر الامان
17-09-2007, 23:20
يعطيك العافيه
وما قصرت









ناس ما تجي غير بالعين الحمرا :مكر:
شدي حيلك شوي
وبعدين خذي بريك على راحتك
بس

























































كمان شوي ::جيد::ِ



























لا تقاطعينا يعني خليك حولنا وحوالينا :تدخين:

EdWaRd LoVeR
18-09-2007, 01:52
يا قلــــــــــــــبي عليك يا ماري ....


تســـــــــــــــلميييين على التكمله المشوقه وان شاء الله ما تتأخرين بباقي الروايه ...>> الاخت ماتحب الانتظار خخخخ


وربي يعطيك العاااااااااافيه ....

*لميس*
18-09-2007, 14:15
فصل رائع ماااااااااااري

وان لما عرفت انك اح تنزلي روايه ثانيه

بعد فتره صاروجهي كذا ^ـــــــــــــــــــــ^ هههه

بس عادلا لاتخلينا اذا خلصت الروايه أنضمي

لفريق التشجيع!!...

تحياتي
*لميس*

البسه الشقراء
18-09-2007, 17:55
بصراحه يا ماري راح نفقدج بس ما باليد حيله أخذي بريك على كيفج بس تكملي الروايه وبعد أحضرينا من وقت لوقت
وهاذي بوسه مني لج
أموووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووحه

هيونه المزيونه
19-09-2007, 16:48
مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااري ............... ماااااااااااااااااااااااااااااااااري ...........


تكفين خلاص ........... ملينا انتظار ............


سامحينا تعبناك معنا .... لكن من عشمنا فيك .....

ماري-أنطوانيت
19-09-2007, 17:38
8- خائفة من شيء ما

بعد يومين أخبرتها جين أنها ستذهب مع اندريا في رحلة بحرية. نظرت دالاس الى أختها في قلق وقالت:
" في رحلة بحرية؟ وأنت في هذه الحالة؟ "
" أوه, لا تبدأي مجددا يا دالاس. ما الخطأ في الابحار في أي ظرف؟ "
" قارب اندريا مجرد زورق شراعي! "
" أعلم. ولكنه نهار جميل ومثالي للابحار. قال لي اننا لن نبتعد كثيرا. فقط عبر القناة, بين هنا وفيرويوس "
فيريوس كانت الجزيرة المجاورة حيث عاش والدا هيلين نيرولوس.
" بصراحة يا جين, اتمنى لو أنك لا تذهبين, أعني ماذا لو أنقلب الزورق؟ "
" ينقلب؟ في مثل هذا الطقس؟ "
" آه. حسنا لا أستطيع منعك اذا عقدت العزم "
" هذا أكيد "
قالت جين في تحد ودخلت الى الشاليه كي تجمع حوائجها.
غادرت دالاس بعد قليل الى منزل بول ستافروس لاعطاء الدروس الى لويز واستيل, وعلى رغم ثرثرة الصبيتين لم تستطع أن ترتاح لدى تفكيرها في جين.
عندما عادت الى الشاليه, لمتكن جين قد عادت بعد, لكنها وجدت ورقة منها على الطاولة. قالت فيها:
(( أخذنا طعام الغداء معنا. لا تتوقعي عودتنا قبل الخامسة ))
نظرت نحو السماء ورأت لونها أصفر أرجواني عوضا من الأزرق العادي. ولابد أن الأمر ينذر بهبوب عاصفة. عاصفة! تسارعت دقات قلبها. اندريا وجين كان على الزورق في البحر!
نظرت الى ساعتها, كانت تقارب الثانية, بالتأكيد سيتجهان نحو المنزل عندما ينقلب الطقس. وما اذا لم يفعلا؟ ماذا لو لم تهب الريح؟ ماذا لو علقا في مكان ما في الخليج؟ "
أحضر يني طعام الغداء لكنها لم تستطع تناوله وقالت له:
" يني أين السيد ستافروس؟ السيد الكسندر ستافروس "
" انه يتغدى في الفيلا, أتريدين أن تريه؟ "
كادت دالاس أن تقول ((نعم)) لكنها عدلت. كلا...عليها أن تذهب الى الفيلا بنفسها وتطلب التحدث اليه.
" شكرا لك يني, سأتدبر الأمر بنفسي "

دخلت قاعة الفيلا مرتبكة وشعرت بانزعاج أكثر عندما جاءت السيدة ستافروس لتقابلها قائلة ببرود:
" نعم, هل أستطيع مساعدتك؟ "
" كلا, شكرا لك. أريد التكلم مع السي ستافروس "
" انه مشغول في الوقت الحاضر. بالتأكيد يمكنني المساعدة أيا كان الأمر "
" أشك في أنك تستطيعين "
قالتها دالاس بثبات. ولابد أن صوتها تناهى الى غرفة الطعام فقد برز الكسندر بعد لحظة. وضاقت عيناه عندما رأى دالاس فسألها بلهفة:
" ما الخطب؟ دالاس, ما المسألة؟ "
ارتاحت دالاس عندما رأته الى درجة أن صوتها كان ادفأ مما أرادت عندما قالت:
" اندريا أخذ جين معه على متن زورقه الشراعي وأنا...أنا أعتقد أن عاصفة على وشك أن تهب "
" أجل, هناك عاصفة. يا للأحمقين! يا الهي, أماه هل فقد اندريا صوابه؟ "
بدت السيدة ستافروس متضجرة من القضية وقالت ببرود:
" في الواقع, أنا أقترحت الأمر على اندريا. أراد أن يذهب في نزهة بحرية وسألني اذا كان من المناسب أخذ جين معه فوافقت "
"ماذا فعلت؟ اذا أصابهما مكروه, سألومك شخصيا "
لأول مرة رأت دالاس السيدة ستافروس منزعجة. ونظرة الأخيرة في انزعاج ناحية دالاس كأنما كان الأمر غلطتها هي وقالت لأبنها:
" لا تتكلم بهذه الطريقة يا اليكس, لن يحدث شيء! "
نفض الكسندر ذراعها عنه, ثم ظهر نيكوس. لم تكن دالاس رأت نيكوس كثيرا منذ عودته وتساءلت ما اذا كانت السيدة ستافروس حذرته من الاقتراب منها. ابتسم نيكوس في حرارة لدالاس وقال:
" ما هذا؟ مؤتمر عائلي؟ "

ماري-أنطوانيت
19-09-2007, 17:40
تجاهله الكسندر وكان مقطبا يحاول تقدير أفضل طريقة للتصرف. ثم نظر الى دالاس وقال:
" سآخذ مركبي الشراعي. نيكوس أنت ستوقده. علينا التصرف وحدنا الا اذا أرادت هيلين أن تأتي أيضا "
ثم نظر الى دالاس في حنان وقال لها:
" أتريدين المجيء؟ "
" هل أستطيع؟ "
كانت السيدة ستافروس جامدة وعلى وجهها قناع من عدم الرضى وهتفت:
" أعتقد انها عاصفة وهمية يا حبيبي اليكس, لم تنه وجبتك "
حدق فيها اليكس مطولا فأحنت رأسها. ثم استدار وسار نحو غرة الطعام وتبعته السيدة ستافروس ببطء, وتأبط نيكوس ذراع اليكس وسار بها الى خارج المنزل وسألها:
" ماذا يحدث؟ يبدو اليكس حانقا جدا! "
فسرت اليكس الأمر في اقتضاب, ثم قالت بصعوبة:
" وأنت كيف حالك؟ لم أرك منذ فترة طويلة "
ابتسم نيكوس وأجاب:
" أنت تعلمين لماذا "
" أعلم؟ "
" طبعا, اذا دست على أصابع أخي الاكبر يقص أصابعي, وهكذا لا أفعل "
قطبت دالاس مندهشة وقالت:
" تعني اليكس؟ "
" لا تقولي بأنك لا تعلمين! في أي حال, لو أمضيت أسبوعين برفقته في الخارج وذقت طعم كلامه الجارح في أكثر من مناسة لأدركت عندها أن فتاة ما تشغله, سترين ما أعني "
" لست أنا تلك افتاة "
" كلا؟ حسنا, لماذا طلب مني الأبتعاد اذا؟ "
" لست أدري "
" أوه, حسنا. كما قلت فأنا أحب الحياة الهادئة ولكن صدقيني لم تكن فكرتي أنا "
" وكنت أظن انها فكرة أمك "
" هذا ما أعتقدت؟ حسنا, صدقيني يا عزيزتي, سمح اليكس لامرأة معينة بازعاجه وكان مزاجه سيئا جدا عندما عاد الى المنزل في الليلة التي سبقت سفرنا. وهو كان معك, أليس كذلك؟ وأمي علمت بذلك "
ثم سمعا وقع خطوات خلفهما وظهر الكسندر وفي صحبته هيلين نيرولوس. كانت ترتدي ثيابا برتقالية اللون وبدت متأنقة ومصقولة. ابتسمت بتعالي لدالاس وقالت:
" اننا نلتقي مرة أخرى يا آنسة كولينز. يبدو أن حياتك سلسلة أزمات! "
ابتسم نيكوس لدالاس فخفف بذلك من وقع كلمات هيلين. وردت دالاس له الابتسامة ثم ساروا الى الخارج نحو السيارة.
كان القارب ((اثينا)) طويلا وفخما, له شراعان ويتسع لأربعة أشخاص, وفيه مقصورتان ومطبخ, وحمام صغير. لم يستعمل اليكس الشراعين بل أدار المحركات وقاد المركب الى خارج الخليج.
كان البحر أخضر اللون ومائجا وشعرت دالاس بألم في معدتها. لمتكن تعلم رد فعلها في بحر هائج. وكان المركب صغيرا بالنسبة الى المراكب السياحية وشعرت دالاس بنفسها مشدودة الأعصاب وخائفة.
كانت كل القوارب والمراكب الشراعية تتجه نحو الشاطئ. وكان مركبهم الوحيد الذي يسير في الاتجاه المعاكس. استندت دالاس الى حائط المركب ونظرت نحو الأفق. سمعت أن هذا يخفف من دوار البحر. اتى نيكوس ووقف قربها مبتسما عندما رأى تقلص ملامحها
" أسترخي لاشك أنها بخير. اني قلق عليك أنت "
ابتسمت دالاس وحارت والخوف باد على محياها عما عساها تفعل اذا اصيبت بدوار. كان أمرا مريعا أن تعرض نفسها لسخرية هيلين نيرولوس التي كانت تقف بسهول الى جانب الكسندر, وبدت معتادة على مختلف أحوال الطقس.
وبدا أن رحلتهما كانت عبثية فلم يظهر مركب اندريا وجين وبدا الكسندر قلقا بعض الشيء. كان نيكوس قد ترك دالاس كي يحضر بعض القهوة, فاقترب الكسندر منها وتأمل خديها الشاحبين وقال:
" انك متعبة, أليس كذلك؟ "
" أوه, لم أعلم اني سأشعر هكذا, فأنا لم أبحر في بحر هائج من قبل "
ابتسم واسند ظهره الى الحائط قربها ووضع مرفقيه على القضبان وقال:
" انك في مأمن تام, لن نغرق أو شيء من هذا القبيل "
" هذا شيء عظيم "
همست دالاس في اقتضاب وهز كتفيه وسار بعيدا عنها.

ماري-أنطوانيت
19-09-2007, 17:41
لم تصب دالاس بدوار البحر وارتاحت جدا عندما عادوا الى الميناء. بدأت السماء تمطر وكانت الغيوم تتسارع عبر السماء. نظرت في قلق الى الكسندر فقال:
" لا تقلقي. عدم رؤيتنا لهم دليل حسن "
" أو سيء جدا "
علقت هيلين بدون تفكير.
وكانت السيدة ستافروس تنتظرهم على الرصيف في السيارة السوداء التي استعملها الكسندر عندما أخذ دالاس الى الكوخ في التلال. وخرجت من السيارة عند ظهورهم ولوحت لهم بقوة.
نظر الكسندر الى دالاس وقال:
" لديها أخبار, ومن الواضح انها حسنة والا لما اتت الى هنا "
" شكرا للسماء "
همست دالاس بحرارة.
لم تضع السيدة ستافروس أي وقت لتخبرهم بما حصل:
" عندما تبدل الطقس ذهبا الى الميناء في فيريوس. اتصلت بي والدة هيلين تخبرني أنهما هناك وحالهما جيدة وسيبقيان لتناول طعام العشاء. واذا لم يتحسن الطقس سيبيتان هناك الليلة "
وضغطت دالاس يدها على معدتها. نظرت السيدة ستافروس اليها في برود وقالت:
" أترين يا آنسة كولينز, لم يكن هناك داع الى كل تلك الاثارة "
هزت دالاس رأسها, بينما نظر الكسندر الى والدته بعينين باردتين وقال لها:
" هذا لا يغير حقيقة أن الأمر كان خطيرا. دالاس كانت مصيبة عندما جاءت وأخبرتني "
لكزها نيكوس بلطف في ظهرها وتحركت دالاس بسرعة بعيدة عنه.
" هيا يمكننا العودة الآن. لا جدوى من الوقوف هنا والبلل "
ركبوا جميعا في السيارات عائدين الى الفيلا . جلست دالاس في الكرسي الخلفي الى جانب نيكوس, بينما جلست هيلين الى جانب الكسندر. وما ان وصلوا الى المنزل حتى أعتذرت وركضت نحو الشاليه. مرة ثانية بدت حمقاء, وشعرت بكآبة بالغة.
بعد أسبوع غادر الكسندر ستافروس الجزيرة الى اثينا, وترك نيكوس هناك هذه المرة. عادت هيلين الى جزيرة فيريوس, وعادت الحياة الى مجراها الطبيعي. لم تره دالاس بمفرده قبل ذهابه, فالسيدة ستافروس دبرت الأمر في شكل أن المنزل عج بالضيوف طوال الوقت.
بعد ثلاثة أيام من مغادرة الكسندر, أعلنت جين أنها ستذهب للابحار ثانية مع اندريا, وتنهدت دالاس في عمق قائلة:
" أوه يا جين لا تفعلي هذا ثانية! "
وهتفت جين في غضب:
" بصراحة يا دالاس. لقد بدأت تزعجينني...ماذا تتصورين أن يحدث لي؟ استطيع الاعتناء بنفسي. وباستطاعة اندريا أن يهتم بي دائما "
" أنت تعلمين تماما بأن الكسنـ...السيد ستافروس أخبر اندريا بالا يأخذك للابحار ثانية معه أبدا "
" الكسندر؟ هه, ياه, ما الذي قلته لتوك "
" جين أوقفي هذا الحديث! اتتصورين اني أفكر بنفسي الآن؟ "
" لا أدري, ربما. في أي حال اذا تكلم الكسندر من يعرف ماذا يمكن أن تكوني قد وعدته به! "
" جين! "
" في الواقع, هذا صحيح...يبدو انك تقضين وقتا طيبا هنا في صمت. يا للسماء. لا يستطيع الانتظار كي يراك بمفردك, ما ان يصل الى الجزيرة والتعب يضنيه ثم يأخذك ساعتين الى مكان ما في التلال, حيث لا يدري أحد ماذا يجري "
" جين! كفى "
" حسنا, ان ما أقوله صحيح وليس في وسعك انكاره, أليس كذلك؟ ماذا يحدث بينكما؟ اراهن انها ليست علاقة افلاطونية "
" لا تدرين ما تقولين "
" لا أدري؟ ربما لا, لكني أراهن أن الكسندر ستافروس هو موضع اهتمامك بعد تشارلز جينينغز. أستطيع أن أفكر في الكثير من النساء اللواتي يقطعن يدهن اليمنى كي يأخذن مكانك هنا "
" ربما في استطاعتك أنت ذلك, في كل حال, هل أنت ذاهبة؟ "
" للابحار؟ نعم بالتأكيد نحو بعد شهر لن يرغب اندريا في أن يقى بجانبي عندما يصح مظهري مرعبا! أما الآن فهو يتمتع برفقتي وبصراحة أن أحب ذلك "

ماري-أنطوانيت
19-09-2007, 17:42
" تحبين ذلك! هذه الكلمة تأتيك في سهولة يا جين. ليس كل شيء يأتي ضمن هذا المعنى كما تعلمين "

ذهبت دالاس الى عملها كالعادة, وشعرت بنفسها كئيبة وقانطة. بدا واضحا أن السيدة ستافروس كانت صاحبة الكلمة في غياب الكسندر. وبطبيعة الحال لم تهتم في شكل خاص بما يمكن أن يحدث لهما .
قاربت الساعة الحادية عشرة والنصف عندما رن الهاتف. كانت دالاس في الحديقة مع لويز واستيل. كن يصنفن الأزهار المتنوعة وكانت الطفلتان تمضيان وقتا رائعا برفقتها. وعندما خرجت منيرفا من الفيلا لتكلمها لم تعط دالاس أي أهمية للأمر.
" دالاس! اتصلت والدة بول. . . "
وأخيرا فهمت دالاس أن مكروها قد حدث ونظرت الى منيرفا في خوف قائلة:
" أصيبت جين بسوء! "
" علمتِ "
" كلا, استنتجت هذا. فهي ذهبت للابحار مع اندريا. ما الذي حدث؟ هل انقلب الزورق؟ "
وانتبهت أن الدموع تنهمر على خديها. وضعت منيرفا ذراعها حول دالاس قائلة:
" كلا يا عزيزتي لم يحدث ذلك. لقد... تعرضا لحادث سيارة وهما في طريق العودة الى القرية "
" أوه, كلا! "
" نعم يا عزيزتي. لابد أن الأمر وقع قبل بعض الوقت, لكن الارتباك الذي حصل منع السيدة ستافروس من الاتصال بنا قبل الآن "
" وأين جين الآن؟ هل اصابتهما خطرة؟ "
" أوه. كلا, بل أصيبت...اصيب كلاهما. وقد ارسلا الى مستشفى في اثينا بالطائرة. لا تقلقي يا عزيزتي! أعلم انه من السهل قول مثل ذلك الأمر في مثل هذا الظرف لكن السيدة ستافروس تقول بأنها متأكدة من انهما سيكونان بخير "
مسحت دالاس دموعها بيديها وصرخت:
" آه يا الهي! فقط لو كان هناك أحدا ما التفت اليه! "
وشعرت بالندم على ما قالته فورا عندما رأت تعبير منيرفا فقالت لها:
" أرجوك أن تفهميني يا منيرفا...ليس لنا أب وهربت أمنا عندما كنا لا نزال طفلتين, ليس هناك أي شخص آخر! "
" أعلم تعالي. سيأخذ سيمون الى الفيلا. تريدين أن تري السيدة ستافروس بالطبع لتعلمي بنفسك تفاصيل ما حدث. اني آسفة بسبب حملي هذه الأخبار السيئة اليك "
استطاعت دالاس أن تبتسم واومأت مودعة التوأمتين وصعدت الى السيارة. وشعرت بتعب شديد وهي في طريق العودة .
كانت السيدة ستافروس تنتظرها في قاعة الفيلا ومعها بولا وناتاليا. وبدت الأخيرة أقل ثقة بنفسها من العادة. وتكلمت بصوت منخفض مع دالاس. ثم قالت السيدة ستافروس:
" لابد أن منيرفا أخبرتك بما حدث "
" نعم سمعت, أين هما؟ "
" انهما في مستشفى أخوات الرحمة في أثينا. انه مستشفى جديد وحديث, وفيه أفضل الأطباء في اليونان. وقد رافقهما نيكوس والطبيب زانتوس في الطائرة. اتصلنا بالمستشفى مسبقا. هناك سيارة اسعاف تنتظرهما في المطار"
ثم نظرت الى ساعتها وأردفت:
" في الحقيقة يجب أن يكونوا قد وصولوا. فقد غادروا منذ مدة "
" لم تفكري بأنه كان يجب عليك ابلاغي أولا؟ اعني, في أي حال ان جين شقيقتي "
تصلبت السيدة ستافروس وقالت:
" لا أعتقد انه كان يمكنك القيام بأي عمل, لم يكونا في وعيـهما عنـدما غادرا "
" أوه أعني...هل اصابتهما خطيرة؟ "
" لم يكن في الامكان التأكد بدون تصوير بالأشعة, أصيب اندريا بجرح في رأسه ونزف كثيرا, لكن يبدو انه مصاب بأكثر من ذلك, لم تظهر أي جروح سطحية على جين سوى بعض الخدوش ولرضوض. لكن...حسنا. . . "
واختفى صوتها, ثم قالت:
" ستعلمين عندما تذهبين لرؤيتهما "
" متى أستطيع الذهاب؟ هل...هل أبلغتم الكسندر؟ "

ماري-أنطوانيت
19-09-2007, 17:44
قالت السيدة ستافروس:
" طبعا أتصلنا بفندقه فورا. هوموجود في أثينا, سيكون في المستشفى لحظة وصولهما. اخبروني أن أبلغك بأنه سيعود اليوم بعد الظهر "
تنهدت دالاس في ارتياح. اذن أن الكسندر ستافروس هو الآن الصخرة الوحيدة التي يمكنها الاستناد اليها, وارادت أن تراه في الحاح وسألت دالاس:
" هل تكلمت معه؟ "
" تكلمت مع ستيفانوس. اذ أن الكسندر كان مشغولا كعادته. لكنه سيستلم الرسالة فلا تقلقي "

في وقت متأخر من بعد ظهر ذلك اليوم, سمعت دالاس أزيز طائرة نفاثة فوقها. بدت وكأنها تحوم قبل الهبوط, وخرجت من الشاليه ونظرت نحوها في تقرب. ليس من عادة الطائرات النفاثة أن تحط في الجزيرة, فقد قال نيكوس أن المدرج لم يكن طويلا بما فيه الكفاية. لكن هذه الطائرة كانت آخذة في الهبوط. ووضعت يدها على رقبتها بعصبية. اذا كان هذا الكسندر صلت أن يهبط في أمان.
ثم سارت عائدة نحو الباب وخرجت الى الفناء الخارجي. كانت الحرارة شديدة. تنهدت بعمق. لم تتصور أبدا امكانية حدوث حادث سيارة. كانت مخاوفها مبررة لكن توقعاتها لم تصح على النحو الذي تصورته.
اشعلت سيكارة, ثم سمعت صوت محرك سيارة فاطفأت سيكارتها واتجهت نحو الطريق. رأت سيارة مرسيدس تقبل فارتدت الى الوراء, لكن السيارة توقفت قربها, فتح بابها وخرج الكسندر منها, وسار نحوها وامسك بذراعها قائلا:
" مرحبا حبيبتي, هل أنت بخير؟ "
نظرت اليه دالاس في صمت ثم دفنت وجهها في صدره واجهشت بالبكاء. تركها الكسندر تبكي لبرهة وأشار الى السائق أن يأخذ السيارة الى الفيلا ويبلغ أمه بوصوله. ثم أمسكها برفق أبعدها عنه قائلا:
" اهدأي يا دالاس, ان الأمور ليست كما تتصورين. اسمعي, دعينا نذهب الى المنزل. علي اخبار والدتي بالذي حصل ثم نغادر حسنا؟ "
اومأت دالاس موافقة, ومسحت دموعها بمنديل ناولها اياه. ثم سارت معه نحو الفيلا وذرعه تلف كتفيها النحيلين, ورأسه مائل الى رأسها.
" اننا حتما نسبب لك الكثير من المتاعب "
قالتها في ضيق, وفركت المنديل بين يديها.
" سأتحمل لا بأس, أعتقد بأني سأستطيع الاستمرار "
انتظرت السيدة استافروس مع ابنتيها عند رأس الدرج, وراقبت الكسندر ودالاس يقبلاننحوهم. كان وجهها قلقا. وأسود وجهها عندما رأت ابنها مع دالاس. سألته:
" حسنا, هل رأيت اندريا؟ "
انزل الكسندر ذراعه عن دالاس وصعد الدرج في سهولة ووقف الى جانب والدته وأجابها:
" نعم, رأيت جين واندريا "
" كيف حالهما؟ "
" سيعيشان, أصيب اندريا رضوض فقط , وكسرت ذراعه. وجين أيضا أصيبت برضوض وخدوش "
صعدت دالاس الدرج بتردد وسألته:
" و الـ...والجنين. . .؟ "
اسودت عينا الكسندر وقال في رفق:
" لن يكون هناك أي مولود....اني آسف "
وقفت دالاس بلا حراك, ثم ارتعشت بشدة. كانت تعلم بالطبع قبل أن تسأل. لم يكن معقولا أنا تصاب جين بحادثتين دون أن يتأذى الجنين. مررت لسانها على شفتيها وقالت:
" هل...هل جين تعلم؟ "
" استعادت وعيها في الطائرة وعلمت حينها "
واستدارت دالاسبعيدا, ارادت أن تتقيأ لكنها لم تستطع. وهز الكسندر رأسه عندما همت بولا بالاقتراب منها. وعوضا عن ذلك أخذ ذراعها وقادها عبر القاعة الى غرفة صغيرة حيث أعطاها شرابا منعشا.
جرعت الشراب مرة واحدة وارتاحت لفترة قصيرة اثر الشعور اليائس الذي داهمها. ناولها سيكارا واشعل لنفسه واحده ثم جلس على كرسي خلف الطاولة وهو يراقبها في تمعن.
بعد أن شربت معظم كأسها نهض واقفا وقال لها:
" سأخبر والدتي باننا ذاهبان, انتظري هنا "
شعرت دالاس وكأنها في حلم. كانت مسرورة لوجود الكسندر معها واهتمامه بها .

ماري-أنطوانيت
19-09-2007, 17:45
بعد ذلك, استطاعت تجميع نفسها الى درجة كافية وهما متجهان نحو المطار في السيارة وسألته:
" هل كانت تلك الطائرة النفاثة خاصتك؟ "
استدار الكسندر لينظر اليها. كان يجلس في الكرسي الأمامي مع السائق سيمون وأجاب:
" نعم انها ملكي, انها طائرة الشركة "
" أوه, الشركة...تعني شركة ستافروس للملاحة البحرية "
" هذا صحيح "
" لكن نيكوس قال أن الطائرات النفاثة لا تستطيع الهبوط هنا "
" يكا يكون محقا. لكن لدي أفضل طيار في العالم ويمكنه أن يهبط في الطائرة في أي مكان "

كانت طائرة الشركة نفاثة ذات محركين وفي داخلها مكتب عمل, وطاولة وهاتف وعدد من الكراسي.
لقلعت بهم الطائرة فأحست دالاس بتعب لعلمها أن المدرج لم يكن طويلا كفاية لكنها استطعت أن تسترخي بعدئذ بعض الشيء. ولم يكن بوسعها أن تفعل شيئا سوى الانتظار. قبلت شرابا وسيكارة وامعنت النظر في الكسندر وهو جالس خلف مكتبه يراجع بعض الخرائط والرسومات التقنية. تجاهلها طوال الرحلة, طالعت مجلتين بدون اهتمام وراودتها أفكار كثيرة. لم يكن هناك شيء آخر تفعله. كان رائعا حقا أن تتصور بانهما كانا على ارتفاع آالاف الأمتار داخل مقصورة لم تبد انها أكثر من مجرد مكتب.
وبينما كانوا يقتربون من اثينا فكرت دالاس في انه لن يكون هناك أي مولود الآن. وعندما تتعافى جين لن يعود هناك سبب لبقائهما في اليونان. وشحب وجهها للفكرة. وفجأة قال لها الكسندر الذي نظر اليها حينها:
" ما الأمر؟ هل تشعرين بانك مريضة؟ "
" كلا, أنا بخير شكرا "
عبس, ثم هز كتفيه وعاد الى مراجعة أوراقه. وعندما حطت الطائرة كانت سيارة فخمة طويلة في انتظارهما وعليها علامة شركة ستافروس للملاحة البحرية. نظرت اليه وهما يسيران نحو السيارة. كان ستيفانوس كارنتينوس ينتظرهما. وعلمت وهي تراقب الكسندر انها لم تعرف هذه الجهة منه الا قليلا. ففي جو الجزيرة المسترخي كان في امكانها أن تنسى منصبه, أما هنا بين موظفيه فلم يكن في امكان أحد أن يتجاهل مقامه. كان ثابتا وواثقا ومدركا للسلطة التي يمارسها بنجاح هائل. رأت دالاس اثينا من السيارة للمرة الأولى. كانت تجلس في المقعد الأمامي بينما جلس الكسندر وستيفانوس معا في المقعد الخلفي. وبرغم قلقها وكآبتها أستطاعت أن تتفرج على مزيج الابنية القديمه والحديثة. وفكرت دالاس والسيارة تعبر الشوارع المزدحمة, بانها لم ترى في حياتها ذلك العدد من الباصات. المدينة حافظت على شخصيتها وطابعها.
طافوا في المدينة ووصلوا الى مستشفى أخوات الرحمة الحديث في شارع قريب من ليوفوروس امالياس وأوقف السائق السيارة في الموقف وخرجوا منها الى المستشفى.
تحدث الكسندر مع ستيفانوس بصوت منخفض واومأ لدالاس ثم ابتسم لها مشجعا.
أخذ الكسندر ذراع دالاس وبسرعة اصبحا داخل قاعة المستشفى وتوجها الى حيث اندريا وجين.
كانت جين مستلقية في سرير المستشفى الضيق وبدت شاحبة وقلقة. وكان شعرها الطويل قد قص كي يتمكن الأطباء من معالجة جرحين في رأسها. بدت كأنها مجموعة من الضمادات, وامسكت دالاس نفسها عن اظهار أي قلق وقالت لها:
" مرحبا حبيبتي كيف تشعرين؟ "
نظرت جين الى أختها, ثم اكفهر وجهها وأجهشت بالبكاء:
" لقد فقدت طفلي "
قالت وجذبت أختها نحوها ودفنت وجهها في صدرها وبكت. تركتها دالاس تبكي وكان هذا أفضل ما يمكنها فعله. اذا تخلصت من الأزمة وتستطيع أن ترتاح الآن.
بعد برهة طويلة صمتت جين وتراجعت الى الوراء وبدت خجولة وقالت بهدوء:
" اني آسفة يا دالاس كنت حمقاء. لديك كل الحق بأن تسخطي علي! "
تنهدت دالاس وامسكت بيدي جين وقالت:
" لا تكوني سخيفة. اني شاكرة انك على ما يرام...أنت بخير أليس كذلك؟ "
" نعم, تماما....رضوضي ليست سيئة مثل رضوض اندريا. هل رأيته؟ "
" ليس بعد, أعتقد اننا سنراه في ما بعد "

ماري-أنطوانيت
19-09-2007, 17:47
" كيف وصلت الى هنا؟ هل أرسل السيد ستافروس يطلبك؟ "
" كلا, لقد اتى بي في طائرة نفاثة, تصوري! "
" كان رائعا عندما اتى يزورني اليوم بعد الظهر. قال لي انه لا سبب للقلق لأي شيء. وانه سيرى اني لا أتعذب بسبب....بسبب الحادث "
" تعلمين ان علينا العودة الى لندن الآن حالما تتعافين "
بدت جين أقل سعادة وسألت:
" لماذا؟ "
" أوه يا جين, لا تكوني سمجة. أنت تعلمين تماما لماذا "
" لا تزعجي جين بمخططاتك الآن "
همس صوت خلفها وقفزت دالاس لتواجه الكسندر. شبكت يديها وقالت:
" عاجلا أم آجلا علينا الذهاب, لا فائدة من التظاهر بأمر آخر "
" سنتحدث في الأمر "
قال في هدوء ثم نظر الى جين وقال لها:
" حسنا يا جين كيف تشعرين الآن؟ "
" مشوشة الذهن ولكن سأتحسن "
" أنا متأكد من ذلك, الممرضة تقول بانه لا يجب أن نطيل الزيارة, لقد أعطيت جين منوما, وسوف تنام لفترة وستعودين لرؤيتها غدا "
بعد مغادرتهما الغرفة ذهبا لزيارة اندريا. بدا هذا اضعف من جين وبالكاد استطاع فتح عينيه. لكنه بدا مكتئبا وبخجل قال وصوته مثقل:
" اني آسف يا دالاس, لا أدري ما قد تفكران بي أنت وجين. لقد هدمت كل شيء "
كان من السهل جدا على دالاس أن تسامح اندريا. كان منزعجا جدا, ومالت نحوه مبتسمة وهمست:
" لا تقلق. لا ألوم الناس. اعتقد انه لم يكن مكتوبا لها أن تضع مولودا. ربما كان هذا أفضل "
بدا اندريا مرتاحا أكثر. خرجا من غرفته, وبينما كانا يهبطان بالمصعد نظرت دالاس الى الكسندر بتمعن وسألته:
" الا تعتقد أن قلق اندريا سيؤخر من تحسن حالته "
" كلا, لا أعتقد ذلك. ليس الآن على الأقل. أنت حتما ارحت ذهنه. شكرا لك. سأنتقي بعض الكلمات المختارة القاسية أقولها لهذا الشاب بنفسي عندما يصبح في حال تسمح له باستيعابها "
" أوه, كلا "
وضعت دالاس يدها على ذراعه, وعندما احنى رأسه ونظر الى يدها سحبتها بسرعة.
" اعني...انتظر لترى كيف تصبح جين "
رفع كتفيه. ثم خرجا الى هواء الليل العليل المثير. حمل السترة البيضاء وضعها حول كتفيها ثم قال:
" تعالي نمشي. أريد أن أريك أثينا التي أعرفها أنا "
" لكن...اعني...السيارة "
" ستيفانوس سيهتم بها "
" والليلة؟ هل سنعود الى الجزيرة؟ "
" كلا "
" كلا؟ "
" لا تجزعي, فقد حجزت لك غرفة في فندق ممتاز "
" فندقك؟ "
" كلا. لا تقلقي لن أكون موجودا لأقلق نومك الجميل "
نظرت دالاس اليه في يأس وتساءلت عما يمكن أن تكون الحال لو كانت هيلين نيرولوس معه في أثينا. شعرت أنها خارج ذاتها واستدارت وسارت بسرعة بعيدا, ونظرت خلفها لتجده يتبعها بخطوات متثائبة طويلة.
ذاقت دالاس تلك الأمسية طعم الحياة الحقيقة في أثينا. تجنبا المطاعم الكبيرة الصاخبة التي يفدها السياح, وأخذها الى مطعم صغير قرب بلاكا حيث جلسا في الخارج تحت النجوم, وتناولا سمكا طازجا. كانت هذه ناحية اخرى في شخصية الكسندر ستافروس, فقد تعرف اليه الناس أينما ذهب. ليس كصاحب شركة ستافروس للملاحة البحرية بل كرجل أحبوه واحترموه. استمعا الى الموسيقى الصادحة في الداخل ثم اخذا يتفرجان على الرجال يرقصون زيمبيكيكو. كان اليونانيون أكثر الشعوب حماسة في نظر دالاس, وقد انساها الغناء والمرح والأحاديث المستمرة حزنها لبعض الوقت. كان الكسندر مرتاحا بشكل لم تعهده فيه سابقا, وبعد ذلك سارا الى سفح هضبة الاكروبوليس وشعرا كأنهما جزء من المكان تقريبا. وبعد أن سهرا حتى ساعة متأخرة من الليل, نادى الكسندر سيارة أجرة اقلتهما الى الفندق حيث نزلت دالاس, ونظرت في رهبة الى واجهة فندق اثينا المهيبة ثم هزت رأسها ونظرت الى الكسندر قائلة:
" أنا...أنا لا أستطيع البقاء هنا "
" تعالي لا تنزعجي, سوف آخذك الى جناحك "
لم يكن لدى دالاس من خيار سوى أن تتبعه. لكن الرهبة فيها ازدادت عندما رأت ثراء محيطها. لم يسبق لها أن اقامت في جناح كامل بمفردها ووقفت في وسط الردهة وبدت ضائعة فجأة.
وقف الكسندر قرب الباب يراقبها ثم قال بشئ من نفاذ الصبر:
" استرخي يا دالاس. لا تقللي من قدر نفسك. ستجدين أن الأمر ليس مروعا الى هذه الدرجة "
" أنت مخطئ, أنت تنسى أنا لست هيلين نيرولوس "
لم تدرك لماذا ذكرت اسم تلك المرأة, وشعرت نفسها خجولة ومرتبكة. نظر اليها الكسندر مطولا وقال:
" أعلم من أنت "
ثم أستدار وسار بعيدا عنها عبر الممر. ركضت دالاس واغلق الباب واسندت نفسها اليه وعيناها مغمضتان.





***نهاية الفصل الثامن***
وترقبوا الفصل التاسع و الاخير

shining tears
19-09-2007, 23:20
ياريت بسرعة ماري تراك شوقتينا نعرف انا نحنا متعبينك معنا الله يعينك علينا

بحر الامان
20-09-2007, 12:28
الله يعطيك العافيه مااااااري
تسلمي حبيبتي
ويعينك علينا

هيونه المزيونه
20-09-2007, 18:05
تسلمين يالغلا ...........




ونحن مازلنا في الأنتظااااااااااااااااااااااااااااار ....




يعطيك العافية حبيبتي ...........

ماري-أنطوانيت
21-09-2007, 11:55
9- البيت حيث القلب

لم ترى دالاس الكسندر ستافروس ثانية لأربعة أيام. وفي صباح اليوم الذي تلا ذهابهما الى المطعم, وصل ستيفانوس الى الفندق ومعه رسالة لدالاس من الكسندر يطلب منها البقاء في أثينا لبضعة أيام آخرى, ويخبرها أن ثيابها سترسل اليها وبأن ستيفانوس سيهتم بها فقالت:
" أوه, ولكن...أعني لا داعي لأن تزعج نفسك من أجلي. أستطيع أن آخذ سيارة أجرة بنفسي عندما أذهب لزيارة جين في المستشفى. لست عاجزة تماما "
شعرت بغضب من أن الكسندر أكد سيطرته عليها مجددا. هل ظن انها في حاجة الى حماية لأنه لم يكن موجودا؟ ولم تسمح لها حالتها العاطفية المضطربة أن تفهم الأمور بطريقة عاقلة وعادية. ولكن ستيفانوس اكتفى بأن ابتسم بوجه ثورتها وقال:
" هل تناولت طعام الافطار؟ حسنا, اذاً ضعي معطفك فسوف نخرج "
" نخرج؟ الى أين؟ الى المستشفى؟ هل حدث سوء؟ "
" كل شيء على ما يرام. سنذهب للتفسح, هذا كل شيء. هذا ما تودين فعله, أليس كذلك؟ "
" هل أنت جاد؟ "
" طبعا. لم لا. اعطيت تعليمات بأن ابقيك سعيدة! بأي طريقة آخرى يمكنني أن أخدمك؟ "
" حسنا, اعطني خمس دقائق, ليس لدي ملابس لأغير هندامي "
" سيكون لديك فيما بعد. اسرعي "
وجدت دالاس أيامها في أثينا بسيطة وخالية من المتاعب. كان ستيفانوس مرافقا مسليا وممتعا ولم يطالبها بشيء, واستطاعت أن ترتاح معه واكتشفت أن تصرفها كبقية السياح كان أمرا طبيعيا. فزارت كل الأمكان الاثرية الشهرية والمتاحف والمتنزهات, وذهبا للتبضع في شارع ستاديوم, رأت دالاس اليخوت البيضاء التي ترسوا في باشاليمانو وشربا القهوة التركية اللذيذة في مطعم هناك. وبالطبع أمضيا أطول وقت في الاكروبوليس, حيث تبعت دالاس مرشدا سياحيا بينما أرتاح ستيفانوس وجلس على حافة حائط وتفرج على ما حوله بمرح.
في المساء ذهبا الى شارع المقاهي وشاركت دالاس في جو الاحتفالات السائد. لم تشعر بالكآبة تغمرها الا عندما عادت الى غرفتها في الفندق وبكت الى أن نامت.
في المستشفى, تحسنت حال جين. واستطاعت أن تنهض وتسير, وأبلغها الطبيب أن في امكانها مغادرة المستشفى في نهاية الأسبوع. أما اندريا فكان عليه أن يبقى بضعة أيام آخرى, فالأطباء ارادوا نزع القطب عن جرح في رأسه قبل أن يسمحوا له بمغادرة المستشفى.
عندما ذهبت دالاس لزيارة جين. كان من المستحيل التحدث عن خططهما للمستقبل. رفضت جين التفكير في الأمر وظلت تردد أن الوقت متوافر لبحث ذلك. كانت دالاس أقل ثقة منها, فالسيدة ستافروس لم تتقبلهما اساسا, وكانت تشك كثيرا اذا كانت هذه السيدة تتوقع عودتهما الى الجزيرة.
وصل الكسندر الى المستشفى في اليوم الذي كانت ستغادره جين وكانت دالاس معها. شعرت دالاس بقلبها ينبض مسرعة عندما دخل الغرفة برشاقة وتعجبت كيف يستطيع جسمها احتمال كل ذلك. وقررت في نفسها أن لا تتحمل المزيد وأن عليها الذهاب!
تحدث اليها الكسندر ثم ابتسم لجين قائلا:
" حسنا, سمعت انك ستغادرين المستشفى غدا "
" نعم, شكرا للسماء "
نظر في امعان الى رأس دالاس المنحني, ثم نظر ثانية الى جين قائلا:
" سيأخذك ستيفانوس الساعة العاشرة والنصف "
والتفت الى دالاس وأردف:
" سيمر عليك في الفندق يا دالاس في طريقه الى المطار "
وانتصب رأس دالاس عاليا وتساءلت:
" الى المطار؟ "
" نعم. الم تخبرك جين؟ ستعودان الى لكسندروس غدا "
نظرت الى أختها بغضب وقالت:
" كلا. لقد نسيت أن تخبرني بهذا التفصيل الصغير "
" لا يهم "
وقفت دالاس مطبقة قبضتيها, وقالت بسرعة:
" آه, لكن أعتقد انه مهم. أعني, لا أدري ما هي خططك تماما, أما في ما يختص بي فان عودتي الى الجزيرة ستكون فقط لحزم أمتعتنا قبل أن نغادر"

ماري-أنطوانيت
21-09-2007, 11:57
تأمل الكسندر في وجهها الشاحب مطولا وقال ببرود:
" لن تغادري. هذا مفهوم "
" من قرر هذا؟ "
" أنا قررت "
هتفت جين فنظرت دالاس اليها وقالت:
" سيد ستافروس, نحن ممتنتان على ما فعلته من اجلنا ولكن آنتهى الأمر الآن. لم تعد حمايتك ضرورية. كانت فترة من الزمن, هذا كل شيء وقد انقضت الآن "
كانت عينيالكسندر شديدتي البرودة, وأجابها:
" لا أوافق, الم يخطر ببالك أن جين قد تحتاج الى بعض الوقت لتتعافى من هذه التجربة المروعة؟ "
أحمر وجه دالاس ودت:
" في امكانها أن تتعافى في انجلترا. لقد بدأ فصل الصيف الآن, وحتى انجلترا طقسها جيد! "
" لا تسترسلي مرتبكة عى هذا النحو "
قال في غضب, ثم تابع وكأنه تذكر انهما ليسا وحيدين:
" سنسوي الأمر يا جين. اهتمي أنت بتحسن حالك "
ثم سار نحو الباب وقال:
" سأراك غدا كما اتفقنا, تعالي يا دالاس "
لم ترد دالاس الانصياع, بل أرادت الابتعاد عنه بقدر ما تستطيع, لكن من غير أن تتصرف كطفلة ودعت أختها وغادرت الغرفة بأكثر ما تستطيعه من رفعة النفس.
ما ان خرجت دالاس من المستشفى حتى همت بالتوجه نحو مكان انتظار ستيفانوس ولكن الكسندر قبض على ذراعها بقوة وقال:
" تعالي, أريد أن اتحدث معك "
نظرت دالاس اليه محاولة الا تشعر بالعاطفة وقالت:
" يمكنك أن تقول ما تريد هنا "
بدا وكأنه سيحتج, أو انه سيرغمها على المجيء بالقوة ولكنه غير رأيه وقال:
" حسنا, اذا كنت تصرين على التصرف كالأخت الغاضبة! "
شبكت دالاس يدها وسألت بصوت منقبض:
" ماذا تريد أن تقول؟ "
" ببساطة ما يأتي: لن...لن نتحدث في شأن العودة الى انجلترا في الوقت الراهن, هل هذا مفهوم؟ "
وعندما لم تجب, تابع قائلا:
" ماذا تتصورين انك ستفعلين عند عودتك؟ فأنا فهمت أن شقتك محجوزة حتى آخر الصيف. الى أين تزعمين الذهاب؟ ربما الى تشارلز جينينغز؟ "
" ما أنوي فعله ليس من شأنك "
" آه, ولكنه من شأني. دالاس...توقفي عن التصرف بحماقة. أريد أن تعودي الى الجزيرة "
" حسنا, أنا لا أريد العودة, لماذا تريدينا أن نعود؟ "
" لا أنوي خوض أسباب رغبتي في بقائكما هنا في أحد شوارع أثينا الرئيسية. وهكذا ستفعلين ما يطلب منك, وسأراك غدا بعد الظهر عندما تصلين مع جين. أنا عائد اليوم علي الأهتمام ببعض الأمور "
لم تجبه دالاس وبانزعاج مكبوت استدار وسار بعيدا عبر الشارع المشمس. رأته دالاس يبتعد وشعور من اليأس يغلب عليها. ثم أستدارت نحو ستيفانوس, الذي انسل خارج السيارة واتجه نحوها, وأومأ ناحية رئيسه المبتعد وقال لها:
" هل تفعلين ذلك عمدا؟ "
حدقت دالاس فيه وردت:
" ماذا؟ "
" أن تتلهي بمزاجه هكذا. يا الهي, لم أرى أي امرأة تعامل اليكس كما تفعلين أنت. عليك الحذر. انك تلعبين بالمتفجرات! "
هزت دالاس رأسها وقالت بصوت متعب:
" أوه يا ستيفانوس, اتمنى لو أعلم ماذا أفعل "
نظر اليها ستيفانوس نظرة استغراب وقال:
" أعتقد انك تذكرين أن اليكس لا يذعن بسهولة "
لم تذهب دالاس لترى جين ذلك اليوم. لم تكن تحتمل التفكير في النقاش الذي يمكن أن يدور بينهما. أرادت جين أن تفعل ما يحلو لها كالعادة, ولم يكن في نيتها الاستماع الى دالاس.

ماري-أنطوانيت
21-09-2007, 11:58
كان الوضع لا يطاق بالنسبة الى دالاس. كان الأمر سيئا حتى عندما كان لوجودهما سبب في الجزيرة. أما الآن فلن يبدو الأمر سوى صدقة من الكسندر, وهذا أمر لم تكن تستطيع أن تقبله. ربما لو لم تهتم به, لكان في امكانها أن تساوي هذا الوضع بالانقلاب الذي حصل في حياتهما, وأن تقبل هبة السماء كما كانت جين مولعة بالقول. ولكن عودتها الى الجزيرة كانت عذابا لها. فاقامتها هناك, ورؤيته مع هيلين نيرولوس, ومراقبتها للسيدة ستافروس وهي تدبر أمر زواجهما الذي رغبت في حصوله منذ مدة طويلة كان أكثر مما تستطيع تحمله.
في مساء ذلك اليوم وهي مستلقية في فراشها كانت أفكارها تسير في اتجاه مختلف لرغباتها, في اتجاه انجلترا وتشارلز. لم يكن لديها أي وهم بالنسبة الى مشاعرها تجاه تشارلز, لكنها شعرت بأنه لن يتخلى عنها اذا كانت يائسة فعلا. ما قاله الكسندر عن عودتهما الى انجلترا كان صحيحا. لم يكن لديهما منزل, ولكن اذا وجدت قاعدة للتحرك عند تشارلز مثلا, فقد تستطيع اتخاذ بعض الترتيبات المؤقتة.
بدت السيدة جينينغز ودودة بالمقارنة مع مواقف السيدة ستافروس الباردة الجارحة. بدا لها أن كل ما تحتاجه لاستعادة أحترامها لنفسها هو العودة الى الأشياء والأوضاع المألوفة. واذا كانت ستعود الى لكساندروس لتجد الكسندر ستافروس يخلق وضعا آخر شبيها بما فعله في الكوخ, فهي تخاف أن تخونها عواطفها هذه المرة تماما.
وبقرار مفاجئ أنسلت خارج السرير وحملت سماعة الهاتف. طلبت رقم هاتف مكتب المطار الدولي وسألت اذا كان هناك أماكن خالية في رحلة لندن. وبينما هي تنتظر جواب الفتاة التي تحدثت معها, شكرت السماء على انها جلبت حقيبة يدها معها وفي داخلها جواز سفرها وقودها. لم يكن في حوزتها من النقود كثيرا, الا انه في امكانها أن تسحب بعض المال من حساب التوفير خاصتها عندما تعود الى انجلترا ريثما تجد عملا لها. ولم يكن من الصعب ايجاد وظيفة كمدرسة.
كانت موظفة المطار مهذبة ولطيفة. هناك مقعد خالي متبق في رحلة الساعة السابعة صباحا من اليوم التالي الى غاتويك. وقررت دالاس أنتحجز المقعد. أعطت اسمها وعنوان الفندق للموظفة, وابتسمت وهي تفكر أن الجميع سيخالونها غنية ونافذة بسبب عنوانا. لكنها عادت واطرقت بكآبة, فملابسها سرعان ما ستزيل ذلك الوهم, الا اذا ظنها الناس مليونيرة غريبة الأطوار.
حزمت أمتعتها التي كانت معها في حقيبتها, ثم اتصلت بموظف الاستقبال في الفندق وطابت منه أن يحجز لها سيارة اجرة في الصباح الباكر, ثم جلست في كرسي قرب النافذة تنتظر. لن تنام, فلم يكن من داع لذلك

ماري-أنطوانيت
21-09-2007, 11:59
لن تستطيع النوم ثم انها قد تتأخر عن موعد الطائرة اذا نامت لشدة انهاكها.
راقبت الأنوار تتلألأ في المدينة وارتعدت قليلا قبل أن تشعل سيكارة. كانت الساعات القليلة قبل انبلاج الفجر أكثر الأوقات كآبة واضطرابا.
لم تشعر بنفسها وحيدة هكذا قبلا في حياتها. حتى عندما هجرتهم أمها, وانهارت حياة أبيها أثر ذلك. ومع أنها كانت لاتزال تشعر أن لديها شيئا, لكن والده متوف الآن, وجين...حسنا أدركت الآن أن جين قادرة على الأعتناء بنفسها أكثر مما ظنت. ربما لو كانت مثل جين, لما ألمتها الأحداث على ذلك النحو.
اطفأت سيكارتها ونظرت الى ساعتها. كان الوقت يمر ببطء, يا لها من ليلة مشؤومة. وقفت وتمددت ووضعت علبة السكائر في حقيبتها. ثم فتحت باب الغرفة بينما أصابع النور الخفيفة تملأ المدينة بوهج الصباح السحري...ووقفت وجها لوجه مع الكسندر ستافروس.
تراجعت الى الخلف مرعوبة تكاد لا تصدق عينها.
" مرحبا دالاس "
قال لها وأنتصب في وقفته اذ كان مستندا الى الحائط قبالة باب غرفتها. وتمطى بتعب كأنه كان واقفا هناك منذ مدة طويلة. وعضت بشدة على شفتيها وقالت:
" لماذا أنت هنا؟ أنا...أنا أعتقدت بأنك عدت الى ليكساندروس البارحة؟ "
" فعلت. ولكني عدت مساء أمس "
" لماذا؟ "
" أليس السبب واضحا؟ أوه, هيا دعينا لا نقف على الباب نتجادل. لايزال النزلاء الآخرون نياما. عودي الى غرفتك. أريد التحدث اليك "
كانت دالاس مندهشة وبعد تردد دام طويلا نوعا ما عادت الى الغرفة تتآكلها عصبيتها. ثم وضعت حقيبتها على الأرض واتجهت نحو النافذة العريضة ورفعت الستائر ليغمر الغرفة نور الصبح الباكر.
أغلق الكسندر الباب واسند نفسه اليه. كان لايزال يرتدي البذلة الزرقاء التي كان يرتديها في اليوم السابق, وكانت لحيته قد نمت اذا انه لم يحلق ذلك الصباح.
وقفت دالاس وأصابعها مشبوكة بعضا بالبعض الآخر بشدة, وتنهد بثقل وهو ينظر اليها قائلا:
" لماذا تفعلين هذه الأشياء بي؟ يكفي أني اقرأ أفكارك. لو لم أتصل بالمطار ليلة أمس وأكتشفت ما كنت أتوقع أن تفعليه لكنت الآن متوجهة الى الطائرة لتبتعدي عني مئات الأميال "
استدارت دالاس بعيدا وقالت:
" لماذا يهمك ما أفعل؟ جين مسؤوليتك أنت وهي قادرة على البقاء في الجزيرة بمفردها الى أن تقرر انها تريد العودة الى البيت "
" وأين البيت؟ كنت ائما أظن أن البيت هو حيث القلب "
" يا سيد ستافروس ان هذا الحديث لا يوصلنا الى نتيجة. أرجوك ابتعد عن الباب ودعني أذهب. سوف...سوف اتأخر عن موعد الاقلاع "
" ستفعلين في أي حال. فقد الغيت حجزك الليلة الماضية "
" فعلت ماذا! "
" الغيت حجزك, لن تحتاجي اليه "
" أوه, أوه! لماذا لا تدعني أذهب؟ جين لا تحتاج الي! "
" كلا...ولكني احتاجك "
" الآن..الآن...أنت تهزأ بي "
" أستطيع أن اؤكد لك. ليس الأمر مضحكا, أقله ليس بالنسبة الي "
" أرجوك. . . "
" كلا...أرجوك أنت "
وصمت برهة ثم قال:
" أنا أحب يا دالاس "
قالها بنبرة هامسة بعثت القشعريرة في جسدها م تابع:
" ولم أقل هذه الكلمة لأي امرأة قبلا "
لكنها لم تيتط أن تصدق الأمر.
" الكسندر. . . "
قالت معترضة متأوهه وأشاحت بوجهها بعيدا. وعندها جذبها وطوقها بين ذراعيه وقال:
" آه, ولكني أحبك. وأنا أضبط نفسي في هذه اللحظة, لأنه يجدر بي بعد تمضيتي الليل وأنا أنتظر ذهابك والتخلي عني أن القنك درسا لن تستطيعي بعده أن تتركيني "
ودفن وجهه في شعرها وشعرت به يرتجف وهمس في أذنها:
" عليك أن تتزوجيني يا دالاس. لا أستطيع الحياة من دونك الآن "

ماري-أنطوانيت
21-09-2007, 12:03
" آه, الكسندر "
وتنفست بعمق وانهمرت دمعتان لامعتان على خديها واستدارت نحوه تعانقه. وأخيرا أبعدها عنه ونظر اليها وأصابعه تقبض بشدة على كتفيها وهمس:
" أردتك منذ زمن طويل, ولكني أحتقرت نفسي في كل مرة كنت ألمسك فيها اذ شعرت بأني أستغل وضعك الضعيف. ولكن لم يعد باستطاعتي الأنتظار أكثر. أحتاج اليك أكثر من أحترامي لذاتي "
نظرت اليه بأرتعاش قائلة:
" أنت تعلم اني أحبك "
ثم تابعت بشيء من التردد:
" ولكن...ماذا عن هيلين؟ "
" لم أرد هيلين أبدا, ولا حتى عندما كنت خطيبا لها. لو كنت أحبها لما أنتظرت عشر سنين لأخبرها بذلك. أعتقد أنك سمعت بقصة زواجي "
" بولا أخبرتني "
" أنا سعيد. ستعلمين اني أعني ما أقول عندما أخبرك بأني أحبك "
لم تستطع دالاس التصديق. كان الأمر رائعا لدرجة لا تصدق فقالت:
" وماذا...ماذا عن والدتك؟ أرادت لك أن تتزوج هيلين "
هز كتفيه ورد:
" تحدثت أنا ووالدتي. أعتقد أننا نفهم واحدنا الآخر الآن, ثم أنه ما دمت سعيدا فستكون مرتاحة "
وضحك ضحكة خافتة وأضاف:
" هل بدا ما قلته مبالغا فيه؟ لم أقصه هكذا "
" آه يا اليكس "
همست بتوجع فلم يكن هناك المزيد ليقال ثم أضافت:
" اني سعيدة جدا بمجيئك "
سمعا طرقا قويا على الباب. تركها الكسندر بتردد وذه ليفتح الباب. نظر اليه خادم الفندق بدهشة وهتف:
" السيد ستافروس! "
ابتسم الكسندر عندما رأى ارتباكه وسأله:
" ماذا تريد؟ "
" ان...ان تاكسي الأجرة ينتظر الآنسة كولينز و. . . "
" الغه. لن تحتاج اليه الآن....هل لديكم قهوة في هذا الفندق؟ "
بدا الخادم وكأنه في امتحان وقال:
" من كل الأنواع "
" اذا أحضر لنا بعضا منها "
وأومأ الكسندر برأسه وأغلق الباب خلفه واستند اليه وحدق بمحبة في دالاس. ثم أبتسم قائلا لها:
" أين تودين قضاء شهر العسل؟ "





***تمت بحمد الله***

هيونه المزيونه
21-09-2007, 12:37
شكرا يماري العسل .......... فعلا قصة رائعة جدا جدا .....


يابنات الدور على مين ؟؟؟؟ ;)


مين الحلوة اللي راح تنزل لنا رواية جديدة .....::جيد::


ياليت القى رواية كيف احيا معك لأنها أول رواية أقراها ....:p

shining tears
21-09-2007, 13:57
احم احم
انا بنزل رواية من اعالي الجبال الليلة فاصلين الاوليين منها جاهزين
واتمنى انها تعجبكم :)

shining tears
21-09-2007, 18:07
من اعالي الجبال
جاين أولان

فضلت سامنثا أن تكون في خانة الأعداء.
كانت سامنثا تحب شقيقها دافيد كثيراً ولا تريد أن يفسد أي أمر ، زواجه من ليندا .
ولهذا أجابت ، عندما سألها صديق أخيها المقرب ، دوغ ، بِمَ تنصح عازباً وقع حتى قمة رأسه في حب زوجة صديقه ، قائلة :" اذهب وابحث عن امرأة أخرى ، امرأة أخرى عزباء." وهكذا ، تورطت في خطوبة مؤقتة مع دوغ ...الرجل الذي كانت تمقته . قد يجد الآخرون الوضع مسلياً ، ولكن سامنثا كانت مصممة على أن لاتدع عدوها القديم يتفوق عليها ؟




انتزعت سامنثا يدها من قبضته
"مالذي تريده ؟ متى ادعيت اللطف ، فإنني أدرك أنك تطريني من أجل خدمة ما ." تقلصت شفتا دوغ سخرية ." دائماً ، ترتابين . يبدو أن مدى التغير الذي طرأ عليك ، كان هائلاً ، أليس كذلك ؟ لقد اضفت سنتان في أوروبا عليك بريقاً ما ، ولكنك ، ماتزالين ساما نفسها التي عرفتها."
"مالعيب في أن ساماالقديمة ما زالت هي؟"
" كانت مؤذية وتتصرف كالأطفال."
فأجابت سامنثا :" أوه، ها نحن ثانية أمام نوع الاطراء الخاص بك ، والذي أعرفه تماماً."
طوق دوغ عنقها بيديه وعبث أحد ابهاميه بذقنها ." ماتزالين مزعجة، ولكن بطريقة مختلفة . كانت اهاناتك المعسولة ، يغريني دائماً بأن أغسل فمك بالصابون. ولكن فمك الآن يغريني بأن أقوم بعمل مختلف تماماً."

هيونه المزيونه
21-09-2007, 18:09
اكيد راح تعجبنا مدام انها من اختيارك ياسكر ..........

في انتظار الرواية ....

shining tears
21-09-2007, 18:10
***الفصل الأول***
" لاأريد أن أوصل دوغ إلى المنزل."
" هيا، يا سامنثا ." وكانت نظرة دافيد آردن العاطفية يشوبها السخط ." إني أعرف أنك لاتستلطفين دوغ ..."
قالت سامنثا :" لنقل ذلك على الأقل."
نظر إليها شقيقها متأملاً." لا أستطيع أن أتصور مافعله دوغ لك حتى تكرهيه على هذا النحو ؟"
" إنني لاأكرهه . ولكني لاأشاطرك أنت ووالدتي ذلك الرأي الرفيع حوله . لماذا لا يمكن لوالدتي أن توصله ؟"
" تعرفين أن والدتي تُقِل والديّ ليندا.وسيعتبر السيد والسيدة هيلارد أنه شيء غريب إن هي تخلت عنهما لتقل دوغ."
" لابأس . وتستطيع ليندا أن تقود سيارتي."
" حسناً . أنا سآخذه . لايمكننا أن ندع العريس والعروس يعودان إلى البيت بعد عشاء الزفاف منفصلين."
لوت سامنثا فمها ." دع الأمر لدوغ إذن ، ليكون متطفلاً كعادته."
نظر إليها دافيد نظرة عتب ." أشك في أن دوغ يدعي الإصابة بداء الشقيقة."
" ماكنت لأضع هذا الأمر في طريقي." سامنثا لاتستطيع تذكر الوقت خلال اثنتي عشر سنة عندما لم يفسد ، على الأقل ، واحدة من خططها التي تضعها بعناية . ويبدو أن سنتين من الانفصال لم تجعلا المودة تنمو في قلبها تجاهه . وقد تجنبته خلال الثلاثة أسابيع التي كانت ، أثناءها في المنزل.
لقد زاد من تذمرها الوقوف مرتعشة خلف سيارة دوغ المقفلة بعد العشاء كان الليل صافياً. ولكن الجبال الشاهقة ، وأشجار الصنوبر الكبيرة ، غطت معظم السماء .أين كان دوغ ؟ إذا لم تكن الحرارة تحت الصفر ، فإنها لابد قريبة من معدله، كما هو متوقع عادةً في جبال كولوراد وفي هذه الفترة من كانون الثاني (يناير) . سمعت الثلج ينسحق تحت قدميه قبل أن تراه . قالت فيما هو يفتح الباب : " في الوقت المناسب."
صعد دوغ من الباب الآخر إلى الشاحنة ذات الأربع عجلات.
"شكراً لأنك ستقودين العربة في طريق العودة . إني أقدر لك ذلك إذ أن آلام الصداع تحجب عني الرؤية."
ـخذت سامنثا المفاتيح من يده ثم أدخلتها في السيارة. "إنك تعرف جيداً أن دافيد أرغمني على ذلك."

shining tears
21-09-2007, 18:11
"إنك مازلت كما كنت." وربط حزام الأمان ، وأسند رأسه إلى المقعد ، وأغمض عينيه ." سنتان في سويسرا يبدو أنهما لم تغيراك كثيراً."
"أعرف أنك تفضل النساء اللواتي يتوددن إليك. النساء اللواتي ينجذبن تحت تأثير عضلاتك ، النساء اللواتي يضعفن إذا أرسلت ابتسامة نحوهن."
"بالتأكيد." وابتسم ابتسامة خفيفة ." إنما الآن ، وقد عدت إلى المنزل ، فلن أجزع من محاولات النساء اللواتي يصدعن الرأس . إنك خبيرة في هذه الكلمات . سيكون تماماً كما كان في الأوقات الماضية ."
"ليس تماماً . فقد نسيت ليندا."
"لا. لم أنس ليندا." وسكت برهة ثم قال:" كنت أتحدث عنك وعن . الطفل المدلل و ..."
"الطفل المدلل ! على الأقل إني أنتمي إلى هذا . إني لست شخصاً غير مدعو يأتي دائماً متطفلاً."
" لا أستطيع تصديق أنك مازلت تفكرين بهذه الطريقة."
لو كان شخصاً آخر ، فربما فكرت سامنثا أنه يؤذيها بلهجته تلك.
ولكن كان هو دوغ . العنيد الفظ .وضغطت بقوة على فرامل العربة .
فجفل دوغ ." سيدتي ، هل نسيت القيادة عندما كنت في سويسرا؟"
"إذا لم تعجبك طريقة قيادتي ، فبإمكانك الذهاب مع من تريد."
أدارت وجهها نحوه بغضب . وعندما رأت وجهه الشحب ، خالجتها الشفقة ."إني آسفة . إن رأسك يؤلمك وقيادتي تزيد من آلامه ، أليس كذلك؟"
نظر إليها من طرف عينه متجهماً ." لا تعتذري ، فإنك ستخيبين أملي إذا أنا اكتشفت فجأة أنك قد اتبعت الأسلوب الذي يبدل حدتك إلى عذوبة ." توقف لحظة ثم تابع يقول :" لا ، لقد أدركني القلق ، منذ أن بدأت تعاملينني كواحدة من الحشرات المزعجة التي تطير متطفلة حولك ، اعتقد أنك قلتها مرة ."
خرجت الشفقة الآن ، من النافذة ." أكنت تسترق السمع ؟ إن دافيد لا ينقل كلامي ولو بعد مئات السنين ." واعادت تركيز ذهنها نحو الطريق في الوقت الذي ظهرت أمامها هرة تقطع الطريق فداست على الفرامل بسرعة جعلت العربة تنزلق بخطورة في اللحظة نفسها . التي توقف فيها المحرك.
" أيتها الغبية ..." اعتدل دوغ في جلسته وضع يديه ، اللتين كانتا مثبتتين على السيارة ، على ركبتيه . إني أعرف أنك لا تحبينني ، لكن ليس لدرجة أن تقتليني ؟"
" شيء مضحك . هل كان من المفروض أن أقتل القطة ؟ " كنت يداها ما زالتا ترتعشان من الخوف المفاجئ . وحاولت أن تعيد تشغيل السيارة .

shining tears
21-09-2007, 18:12
لكن دون جدوى.
رجع دوغ بظهره إلى مقعد السيارة وأغمض عينيه ثانية ." الآن ن لقد عطلتها ." كان شعوره بقربه من الهلاك واضحاً.
"شكراً لك ، يا ألبرت اينشتين .أعرف أني عطلتها."
وحاولت تشغيلها ثانية ، لكن من دون جدوى.
"إنك تعطلينها أكثر . علينا أن نتركها قليلاً حتى تبرد."
ونظر دوغ من النافذة ." على الأقل نحن بعيدون عن الطريق العام .بإمكاننا الذهاب إلى ذاك المربع وتناول شراب بينمانحن ننتظر."
"سأنادي دافيد ، وعند وصوله تكون السيارة قد دارت ."
أغلقت سامنثا باب السيارة ولحقت به " علينا دائماً أن نفعل الأشياء على طريقتك ،أليس كذلك؟"
" إنك لاتعترفين بأن طريقتي قد تكون أفضل السبل."
وقف دوغ أمام باب المربع.
وصلت وراءه وفتحت الباب ." هذا ليس صحيحاً."
"اعترفي ،ياسامنثا. إذا طلبت منك أن لاتشربي السم فإنك تشربينه فقط ،لإغاضتي." ودخل وهو يتجاوزها.
" فقط إذا لامك الجميع."
طلب دوغ شراباً لهما وبدأ يتفحصها وهما على الطاولة . " لم أستطع حتى الآن إدراك كم كانت بركنريدج تبدو هادئة بدونك . لم لا تبقين بعيداً عنها لمدة طويلة ؟"
بدأت تحس بنبرة السخرية في صوته ، لكن رؤية اشراقة وجهه أوقفتها . يمكنهما ، بالتأكيد ، التصرف بسلوك حضاري لليلة واحدة ." أتيت مرتين إلى المنزل . , ولكنك لم تكن هنا . ووالدتي ودافيد جاءا إلى سويسرا لزيارتي عدة مرات . لقد افتقدت الوطن والعائلة ، لكني أحببت ، هناك عئلة ميارز . كانو لطفاء معي . لقد أكسبني عملي في الفندق الكبير في برن وفي الفندق الصغير في لوتربرونن خبرة كبيرة .لقد تعاملت مع جميع أنواع البشر ."
"والآن؟"
" لاأعرف . لكن، مع حصولي على شهادة في إدارة الفنادق ، بالإضافة إلى خبرة ، فإني لا أتوقع أية صعوبة في الحصول على عمل . بإمكاني دائماً العودة إلى أوروبا ، لكنني اعتقد بأن عليّ البقاء ومساعدة والدتي في الفندق لفترة . بإمكانها الإفادة مني بعض الوقت."
"إني أفكر بالعودة إلى بريطانيا لبعض الوقت ."

shining tears
21-09-2007, 18:13
فقالت له :" من الأفضل البقاء بعيداً جداً وكل ... أعني ، ليس لدي مشكلة لدافيد . فخطوبته كانت غير متوقعة ."
" لماذا كانت غير متوقعة ؟ إن دافيد في الثلاثين ." وطلب دوغ شراباً آخر.
قالت سامنثا وهي ترتشف قهوتها :" وماذا عنك؟"
"لقد هجرتني." رفع دوغ يده . كان خاطباً . واستغربت هي من تكون المرأة ؟ إنها تعرف ذوق دوغ . لعلها طويلة . ودون تفكير ، غيرت الموضوع وسألته عن الألم في رأسه.
" لقد تناولت شيئاً ... علاجاً جديداً أعطاني إياه الطبيب . لابد أنه فعال ، فهذه الشرارات الكهربائية التي كانت تتراقص أمام وجهي يبدو أنها تلاشت ." ونظر إليها عبر كأسه . " أو ربما أنها جميعها مختبئة في خصلات شعرك الأحمر . الأشياء ماتزال غير واضحة بعض الشيء."
"شعري ليس أحمر ... إنه الضوء الموجود هنا. إنه ، كما هو معروف ، أشقر."
هز دوغ رأسه ." ليندا شقراء . شقراء جميلة ."
"بالتأكيد انها جميلة . وتبدو لطيفة .إني أتطلع بشغف لإقامة علاقات أفضل معها . هل تعرفها جيداً؟"
"ليس بما فيه الكفاية ." ابتلع ريقه ." ولكنه كان كافياً لأنوي الزواج بها."
"أوه" حملقت به سامنثا برعب ." لم أكن أعرف ."
"لماذا يجب أن تعرفي ؟ إنك لم تكوني هنا . أنا ودافيد فقط كنا هنا . ولقد انتقلت ليندا إلى بريكنريدج في الخريف الماضي . لقد ذكرتني بالثلوج النحوتة في الرفاست ، الثلوج الباهتة ." ونظر في كأسه ." لقد عقدت العزم على أن أكون النارالتي تذيب هذه الثلوج. وتوجهت إليهما أنظار الجالسين على المائدة المجاورة ، بفضول ، وقد وصل ًوته ، رغم انخفاضه ، إلى مسامعهم.
تحركت سامنثا بصعوبة على المقعد الجلدي ." إنني آسفة ، أنا ..."
" إنك آسفة . كيف تعتقدين أني أفكر ؟" ووضع يده بلطف على الطاولة . " إن بشرتها ناعمة وباردة . أود لو ألمسها . هذا كل شيء . فقط ألمسها." وامتلأت عيناه بالألم ." غداً مساءً صديقي المفضل ، دافيد سيلمس تلك البشرة . وأنا لا أعرف كيف السبيل إلى لمسها وضم جسدها الأبيض كالثلج."

shining tears
21-09-2007, 18:15
وبدا على الإثنين الجالسين على الطاولة المجاورة أنهما سمعا كلماته ، وانكمشت سامنثا على نفسها. إن دوغ يهذي . لابد أن دواءه الجديد قد فعل فعله . " ألا تعتقد أن علينا العودة إلى البيت الآن ؟"
هز دوغ رأسه ." لا أستطيع . عليّ أن أشرب نخب أعز صديق ." وأخذ يتكلم ببطء ، ورمقها بنظرة كئيبة . " إنه سيتزوج غداً ، إنك تعرفين ."
"أعرف ." حسنا، ها هو ذا . الساقي ينظر نحوهما .
والآن ماذا عليها أن تفعل ؟
وسألها دوغ :" كيف عرفت؟"
"إن دافيد شقيقي ."
"للأصدقاء."
تنهدت سامنثا . دافيد ، سوف أخرجك من هذا ، وعدت بصمت . لماذا لم يخبرها شقيقها أن دوغ كان يحب ليندا؟
أرسلت إشارة سلبية سريعة للخادم الذي تردد أمام طاولتهما . واخترقت رائحته الشبيهة برائحة مبيد الحشرات ، أنف سامنثا . وعلت الأصوات المنبعثة من الخلف عندما حاولت التفكير بكيفية إعادة دوغ إلى المنزل.
وسألها معاتباً :" إنك لم تشربي نخب شقيقك . ألا تحبينه؟"
"بالطبع أحبه." أجل نخب الأخوة والصداقة ، والآن دعنا نذهب ."
واستمر دوغ متابعاً :" اذهبي أنت ."
" لاأستطيع . فقد وعدت شقيقي أن أقلك إلى البيت ."
وقالت لنفسها ، لأنه سوف يدفع لي الأجرة.
وضع دوغ بعض المال على الطاولة ووقف على قدميه . " تباً للاخوات . يبدو أن للأخوة قيمة ."
دفعته إلى مقعده في السيارة وسرّت ضمناً لأن المحرك دار على الفور . وبحذر اتجهت نحو شارع بركينريدج الرئيسي . المدينة الصغيرة متلألئة بالأضواء . المئات من الأضواء الصغيرة تزين واجهات المحال والأسطح ، وكان عدد من الأضواء معلقاً داخل أشجار الصنوبر على طول الطريق . بينما المصابيح القديمة ترسل أنواراً وردية على الثلج في الشوارع . جميع المحال مقفلة ليلاً ولكن الواجهات المضاءة تلفت أنظار المارة الذين يتوقفون لرؤية البضائع المعروضة .
وقال لها دوغ متمتماً :" سامنثا ، لاتقعي أبداً في حب لا أمل فيه . إنه يؤذي كثيراً."
"حسناً." عليها أن تحسن التصرف مع رجل مضطرب

shining tears
21-09-2007, 18:15
فكرت وهي مستغربة بوحه بأسراره . لم يكن دوغ من الأشخاص الذين يثقون بأحد ، كما أنه لم يكن ليتقبل الخسارة بلطف ، حتى ولو كان غريمه هو دافيد.
" هل دافيد يعلم بشعورك؟"
" دافيد صديقي . قدمت له شقرائي الجميلة . أستطيع القول أنه أحبها على الفور وكنت مسروراً." أطلق ابتسامة مريرة . "كنت غبياً."
" يبدو أنهما مناسبان لبعضهما البعض . إنهما جيدان معاً."
وانطلقت الضحكة المريرة للمرة الثانية . " جيدان معاً في المخدع . خارج المخدع . في المخدع . خارج المخدع ."
كرر الكلمات وكأنه يلحنها حتى أوشكت سامنثا أن تصرخ . ثارت ثائرتها . دافيد يكره إيلام أحد ، بالرغم من أن سعادته تبدو أنه لا يشوبها أي شك .إنها لا تستطيع الإطلاع على شعور دوغ . يبدو ، على الأقل ، أن دوغ استطاع اخفاء مشاعره عن دافيد .
نظرت نحوه ، كان رأسه مستنداً إلى المقعد فاغر الفم .
على الرغم من هذه الليلة الباردة من كانون الثاني ( يناير) ، فإن سترته ومعطفه كانا مفتوحين . كما أنه حلّ أزرار ياقة قميصه الأبيض وأرخى ربطة عنقه.
تفرست سامنثا فيه أثناء القيادة . إنها المرة الأولى التي يكون فيها دوغلاس كلايبورن في مأزق لا يستطيع التخلص منه. تذكرت المرة الأولى التي أحضره فيها دافيد إلى البيت حيث نظر إليها بعجرفة ، كان ذلك عندما كانت تلميذة جامعية في سنتها الأولى وفي الثامنة عشرة من عمرها . وفي الوقت نفسه ، كان يعامل السيدة آردن بلباقة ممتازة . لم يخبر دافيد صديقه الجديد وشريكه في الغرفة بشكل كافٍ . فإبن المدينة الصغيرة كان يعشق الفوضى . والده يعمل في القوات الجوية . بينما سافر دوغ إلى معظم أنحاء العالم.
من خلال معرفتها به منذ إثنتي عشر عاماً ، فإن سامنثا كانت تشك في رؤية دوغ ثانية ، حيث أنه عرف الكثيرين في المدرسة ، ولكنها كانت على خطأ . فعطلة بعد عطلة ، وفرصة بعد فرصة . كان دوغ يأتي لزيارة دافيد . وكان ذلك يكلفه مبلغاً كبيراً من المال. وحين كان يخبرهم مسبقاً عن مواعيد إجازاته كانوا يحجزون له مكاناً على متن باخرة يونانية . كان دائماً يختلق الأعذار . لأن دوغ أحب طريقة تعامل السيدة أردن مع الأولاد المدللين عندما يأتون إليها.

shining tears
21-09-2007, 18:17
لا أحد يستطيع معرفة كيف شعرت سامنثا . فشقيقها الذي اعتاد على اصطحابها إلى كل مكان ذهب إليه مع دوغ . وكانت سامنثا مقتنعة بأن دوغ هو الذي أقنع شقيقها بأن السمح لأخته الصغيرة بملاحقتهما هو عائق لأي نوع من الحياة الاجتماعية . إذ أن الحياة الاجتماعية كانت تعني لهما الفتيات.
سمعت مناقشة دوغ خلال زيارته الأولى لهم . وابتدأت بينهما حرب مفتوحة استمرت سنوات ، فدوغ أكثر مكراً من سامنثا . كان دائماً يجلب معه هداية لها ويحرص على إعطائها أمام والدتها ، مجبراً إياها على شكره بطريقة لبقة بينما يعرف كلاهما أنها تكره هداياه. ألعاب ورقية كانت هي أكبر سناً من أن تستمتع بها . أدوات لكتابة الرسائل بينما هي تكره كتابتها . ربطات للشعر بينما هي لاتربط شعرها على الاطلاق . وهل تحتاج فتاة تماثل الصبية في ألعابهم ومظهرهم ، إلى ربطات شعر ؟ والهدية التي كرهتها جداً والتي لن تغفرها له ، كانت كتاباً . ولقد نسيت عنوانه أما مضمونه فلم تنسه خاصة الفصل الذي كان تحت عنوان . " كيف يمكن أن تكون محبوباً حتى لو لم تكن جميلاً " . وقد أعطاها دوغ الكتاب مباشرة بعد أن طلب طوني آشلا من سوزي التي كانت تخاف من الديدان ولا تستطيع تسلق شجرة .
قادت سامنثا العربة حول البيوت الفخمة الثلاثة التي تكوِّن فندق هامجبيرد وأوقفت العربة في موقف دوغ المعتاد . ثم فتحت بابه " هيا ، النوم جميل."
كان دوغ ودافيد يتشاركان الطابق العلوي من المبنى الثالث الذي شيّد حديثاً. وجدت المفاتيح في جيب دوغ ، وضعتها سامنثا في الباب الخلفي . الطابق الأرضي كان مايزال فارغاً ، والطابق الأوسط يوجد فيه استديو دوغ . لم يكن هناك أحد يمكنه رؤية دوغ وهو يصعد السلم ببطء. فدافيد لم يعد بعد لذا كانت سامنثا مجبرة على مساعدة دوغ في الوصول إلى غرفة نومه حيث تمكنت من نزع معطفه قبل أن يأوي إلى السرير. وماذا أيضاً؟ وضعت معطفها على كرسي جانبي . من المستحيل التخلي عنه . افترض ... الأفكار المفاجئة المقلقة جعلتها تجثو على ركبتيها بجانب سريره . وفتحت قميصه ووضعت يدها فوق صدره . كان قلبه ينبض بثبات . وبشرته دافئة وناعمة . أمسك دوغ بيدها وجذبها نحوه وشفتاه تداعبان رسغها ." يالرائحتك الجميلة ممزوجة بالنسيم العليل وشذا أزهار الصيف."
تجمدت سامنثا مستغربة تصرف دوغ وكلماته غير المتوقعة وقبل أن تجيب ، كان يعض بأسنانه طرف يدها . من كان يتوقع أن تكون هذه

shining tears
21-09-2007, 18:18
الأسنان مثيرة هكذا ؟ هزت رأسها تبعد عن ذهنها هذه الأفكار. هل هي مجنونة لتسمح لدوغ كاليبورن بمثل هذا الحركات؟ لم يكن هناك وقت للتفكير لأن دوغ كان قد جذبها لتصبح بمستواه.
" ماذا تظن أنك فاعل؟" مالت وهي تدفع صدره عنها .
ضحك بنعومة ، متجاهلاً ضغطها العنيف للهروب ، وبدأت أصابعه تداعب شعرها ." لاتبدو شفتاك باردتين ." ودفعها إلى فراشه.
"دوغلاس كلايبورن ابتعد عني فوراً وإلا ..."
ابتلع فمه ماتبقى من تهديدها . وتلاشت مقاومتها تحت تأثير لمساته . لقد تغير دوغ وبدا إنساناً مختلفاً، وقد تبدل الوضع الآن في الغرفة عما كان عليه في الشاحنة . فهما وحدهما لا يسمعان سوى دقات قلبيهما.
وابتدأ يهمس وقد جرفته العاطفة :" ليندا، حبيبتي. ليندا، حبيبتي."
وتجمدت سامنثا فجأة . الشراب مع الدواء الذي شربه دوغ لم يكنه من معرفة من كان يجالس.
"ابتعد عني." صرخت بوجهه وهي تصر على أسنانها وقد منحها الغضب قوة دفعته بها عنها.
وصرخ في وجهها :" لاتمثلي أدواراً ، لقد استمتعت بذلك كما استمتعت أنا به ، يا ليندا ."
فقالت وهي تسوّي من ثيابها :" إني لست ليندا ."
نظر دوغ إليها صارخاً ." أين ليندا؟ ماذا فعلت بها؟"
في الغرفة الأخرى ، فتح الباب ، وكان دافيد في البيت باستطاعته الاعتناء بدوغ . لكن دوغ تمتم باسم ليندا ثانية ، وتلاشى شعور الراحة الذي أحست به سامنثا ماذا سيحصل لو سمع دافيد ما كان يقوله دوغ؟ وضعت أصبعها فوق شفتيه ." إني سامنثا . أنا هنا معك."
أغلق عينيه وهز رأسه للأمام وللوراء ." لا أريد سامنثا . ليندا . أريد ليندا ." وبدأ صوته يرتفع.
كان يتصرف بعنف . وكانت سامنثا تمنعه من الكلام في كل مرة . أحاط خصرها بذراعيه حابساً إياها أمامه لم تجرؤ على المقاومة وشقيقها ما زال يتحرك في الغرفة الأخرى . إذهب إلى السرير يا دافيد! سألته في سرها . مرت لحظة قبل أن تدرك أن دوغ استغل الموقف فأخذت أصابعه تفك أزرار ثوبها الحريري . وقالت له :" ماذا تعتقد انك تفعل ؟"
" ابقي معي . لهذه الليلة فقط، يا ليندا."
بدا أن الاسم يدوي عالياً في الغرفة . وضعت سامنثا نفسها تحت تصرفه ، فتقبلها و كأنها أذنت له بما يريد.

shining tears
21-09-2007, 18:19
اللمسة الأولى من أصابعه جعلتها تشهق . من المؤكد أن دوغ لا يستطيع جعلها تشعر بمثل هذا الشعور . وسرت الحرارة في جسدها . وضع دوغ رأسه على كتفها. باستطاعتها تحسس أنفاسه الدافئة تداعب بشرتها وهي تحبس أنفاسها ." جميلة جداً . ناعمة جداً . مثل الحرير . رائحتك رائعة." اختفى صوت دوغ ، بينما يداه تداعبان شعرها ثم استراحت على صدره. ومالبث أن صدرت عنه شخرة.
كافحت سامنثا للسيطرة على دقات قلبها السريعة . كيف باستطاعة دوغ الإستغراق في النوم الآن؟ لكنها أحست بالراحة . من كان يعرف بم كان يمكن أن يفكر لاحقاً؟ يده كانت ساخنة وثقيلة ، لكنها لم تجرؤ على الحراك حتى تيقنت من أنه لن يستيقظ . ودافيد يتحرك في الغرفة الأخرى.
ذهب دافيد أخيراً إلى الفراش . والشقة أصبحت هادئة. لقد سنحت الآن فرصة للهرب . انسلت سامنثا بهدوء من تحت ذراع دوغ ونهضت من الفراش. ومدّت يدها على مقبض الباب ولكن فكرة غير مريحة اجتاحتها . إن المشروب ، مع الدواء ، قد يسبب الموت فكيف تهرب تاركة دوغ وحيداً فاقد الوعي؟ إذا لم يستيقظ في الصباح ... فإنها ستوقظ دافيد وتشرح له الأمر لكنه ليس بحاجة إلى الراحة فقط ، فهناك احتمال أن يبوح دوغ بمشاعره نحو ليندا . وهذا سيكون كارثة .لو أن والدتها ، في مكانها ، كانت ستبقى مع دوغ ، لكنها ستستغرب لم لا تبقى معه سامنثا . خاصة وأن السيدة أردن لابد أنها نامت بينما سامنثا هنا . نظرت بتجهم إلى الشخص النائم فوق السرير . وكالعادة ، كان دوغ نائماً لاوياً عنقه.
كانت الغرفة تحتوي على سرير واحد وكرسي خشبي. وهي ترفض أن تجلس طوال الليل. كما أن ردائها الحريري الثمين سيتلف إن هي نامت به . إذاً لابد من النوم من دونه. علقته في الخزانة وبما أنها لم تجد شيئاً تلبسه للنوم ، كان لابد لها أن تنام بثيابها الداخلية . نزعت حذاء دوغ ,اخذت غطاءً وغطت به دوغ ومن ثم اندست إلى جانبه تحت الغطاء .
استفاقت سامنثا عند طلوع الفجر بعد قضاء ليلة غير مريحة . فالنوم قرب دوغ الذي يشخر في أذنيها كان متعباً وأكثر ازعاجاً في هذه الخطوة كانت كل حركة تبدو أنها تقربها للاحتكاك بجسم دوغ الصلب . حقاً أن الأغطية تفصلهما لكن ذلك لم يمنع من الارتباك الذي تواجهه عن كل لمسة.
إنه ينام بهدوء وسيكون بخير إذا تركته الآن . إنه ليس بحاجة ليعرف أنها أمضت الليل بجانبه . اكتشفت أن وداعته وضعفه سيكونان مساويين لسخريته عندما يكتشف أنها كانت خائفة عليه . وإذا كان يوجد عدالة على الأرض ، فإنه يجب أن يستيقظ معلقاً على مشنقة كبيرة.

shining tears
21-09-2007, 18:20
تركت السرير . كانت الغرفة باردة جداً ، وبطانة معطفها الداخلية أحست بها كالثلج على جلدها . لفت ثيابها بسرعة ، وخرجت من الغرفة وأغلقت الباب بهدوء . وهي تحبس أنفاسها وما أن أغلقت الباب حتى تنهدت برتياح ثم التفتت لتدخل غرفة شقيقها .
" صباح الخير."
وبعصبية ظاهرة وضعت سامنثا أصبعها على شفتيها إشارة للصمت ، ونظرت في وجه شقيقها غير تاركة مجالاً للشك بانها لن تترك المكان قبل إعطائه شرحا مناسباً.
فسألت :" صباح الخير. هل هناك المزيد من القهوة."
أشار دافيد إلى كرسي بجانب الطاولة وناولها كوباً من القهوة.
" حسناً . إنه ليس كما تعتقد؟"
" ماذا قد أعتقد؟"
"تعتقد أن دوغ وأنا ... لم نفعل ولم نكن ." انتهت على عجل.
نظرة دافيد الحادة انتقلت من وجهها إلى صرة الثياب التي تضعها في حضنها ." لاتخبريني أن والدتك قد أجّرت غرفتك الليلة الماضية ."
" لست بحاجة للتهكم . هناك شرح تام لـ ... لهذا."
"ألهذا تخرجين من غرفة دوغ في السادسة والنصف صباحاً ترتدين فقط ثيابك الداخلية وفوقها معطف؟"
" نعم." ارتشفت بعض القهوة . وهي تحاول استعادة القصة في ذهنها." حسناً؟" كان وجه دافيد متحجراً تحت حاجبيه الأشقرين.
وضعت سامنثا فنجانها على الطاولة ." تعطل المحرك معي في طريق العودة للبيت ، لذا ذهبنل لتناول شراب."
تركها ترتاح لبضع دقائق . ثم أخذت تشرح تأثير الدواء الجديد ، مع كأسين من الشراب ، على دوغ ." فلم أستطع تركه وحيداً بعدما حصل له."
" كانت عربة دوغ هنا عندما عدت إلى البيت . فلا بد أنك كنت في غرفته عندما دخات لِمَ لم تستنجدي بي؟"
فقالت كاذبة:" لابد أنني استغرقت في النوم." كان هذا هو الجزء غير المقنع في القصة ." إضافة إلى أن اليوم كان يوم زفافك . ولابد أنك كنت بحاجة للنوم."
حاولت أن تبتسم ." باستطاعتي متابعة نومي الليلة . لن أكون في شهر العسل."

shining tears
21-09-2007, 18:21
توردت وجنتا دافيد ، لكنه تجاهل ما قالته ." الآن دعينا نسمع الجزء الذي تركته ."
"لا أعرف ماذا تعني ."
" لم تكوني قط كاذبة ممتازة." تفحصها دافيد من خلال فنجانه . وفجأة ارتسمت على وجهه ابتسامة ." بالطبع . أنت ودوغ." رجع إلى الوراء . " لقد اشتبهت منذ سنوات في أنك كنت تحبينه . وأخيراً أوقعت به . أليس كذلك؟"
" لاأعرف ماذا تقصد." وأعادت سامنثا الفنجان بيد ثابتة.
"وتريدين مني أن أشكرك . وتدعين أنك لاتريدين أن تأتي بدوغ إلى البيت." وغرق دافيد بالضحك." متى حدث ذلك ؟ متى أصبحتما متفاهمين ومنسجمين بهذا الشكل ؟"
" لاتكن غبياً . دوغ وأنا ... الفكرة بكاملها منافية للواقع." وعادت إليها ذكريات قبلات دوغ فحولت أنظارها عن شقيقها الذي لم يغب عنه أن التورد المفاجئ على وجهها يدينها.
" لاتسغفلي شقيقك الأكبر." كان صوته يدل على شعور متساو بين المتعة والنصر.
فأصرت هي :" إنه فعلاً فقد الوعي من تأثير الدواء والشراب ."
"إني متأكد من أنه فعل . كما إني متأكد تماماً أن سامنثا دفعته ، فوراً ، إلى سريره، متجاهلة شقيقها الأكبر ونامت معه في سريره ، راجية أن يستيقظ دوغ ليجد نفسه مرتبطاً بسامنثا الجديدة التي أعجبت مؤخراً بأوصاف دوغ فأخذته إلى السرير لتنام بجانبه طوال الليل."
" هذا ليس صحيحاً ..."
لم يستمع دافيد إليها ." انتظري حتى أخبر ليندا ."
"لاتفعل ... "
" وبعد دقيقة ، أعتقد أن علي أن أمزق صدر صديقي القديم لأنه أغرى شقيقتي الصغرى ، ولكن هذا مختلف."
تجمدت يدا سامنثا حول فنجانها . أية ورطة ، وضعت نفسها فيها ؟ إذا أقنعت دافيد أنها ودوغ غير متحابين ، فإنه سيتحرى أكثر عن الموضوع . إنه على حق . إنها لم تعرف ابداً كيف تكذب عليه . أسهل لها أن تجاريه الآن ... وبعد ذلك يمكنها أن تشرح له الأمر . بعد شهر العسل . عندئذ لا يهمها الأمر كثيراً لأن دافيد وليندا يكونان قد تزوجا بأمان . نظرت إلى شقيقها بابتسامة باهتة ." أردنا أن نبقي الأمر سراً."
" لماذا؟"

shining tears
21-09-2007, 18:22
رفعت كتفيها مدافعة ." اليوم هو يوم زواج ليندا . وليس من المناسب أن نسرق فرحتها بإعلاننا ..." وقفت الكلمات في حلقها.
"هل أنتما مخطوبان؟" وازدادت ابتسامته إشراقاً.
" لا! هذا ليس صحيحاً . أرجوك ، دافيد . أحتفظ بسرنا ."
حركت الكوب بين يديها ." إنه ليس مألوفاً لدي أو لليندا أن نتقاسم الأضواء . دعها تستمتع بيومها هذا ، وبعد ذلك ..."
هز دافيد رأسه راضياً ." إنك لا تحبين أبداً أن يشاطرك أحد محور الانتباه."
" ذلك واضح . ثم انك لن تخبر احداً ."
"بشرفي الكشفي." وأتبع ذلك قائلاً:" إن سرك بأمان معي."
"أي سر؟"
استدارت سامنثا بذعر . كان دوغ واقفاً قرب قبضة الباب في غرفته . وبإمكانها رؤية جفنيه المغمضين على الرغم من المسافة بينهما.
وقبل أن تكلمه ، وقف دافيد على قدميه واجتاز الغرفة ليصافح دوغ بحماس. إنك كلب ماكر . تهاني."
جفل دوغ وغطى عينيه بيده الأخرى ." عن ماذا تتكلم بحق الجحيم؟" أزاح دافيد يده ، اجتاز دوغ الغرفة وسكب لنفسه فنجاناً من القهوة ليشربه بشراهة ثم سكب فنجاناً آخر ، التفت واستقرت أنظاره على سامنثا . رفع حاجبيه لرؤيتها غير مرتدية كامل ثيابها ." التهانب لأجل ماذا؟"
" عن الذي أخبرتني به سامنثا الآن ." قال دافيد بسرور غير آبه بنظرات الغضب في عيني سامنثا . وعاد إلى غرفته ، ويده مرفوعة باستسلام ." حسناً . لن أقول كلمة أخرى ؛ ماعدا أني موافق كلياً."
جلس دوغ متثاقلاً على كرسي مقابل سامنثا ." إني لست برجل جيد ، ولدي شعور أني سأكون أسوأ عندما اكتشف ما يتكلم عنه شقيقك."
الأخذ بالثأر شيء جميل ، فكرت سامنثا بذلك . رمقته بنظرة محتشمة ." أعتقد أن جميع الأخوة يسرون عند إعلامهم بأن شقيقتهم قد خطبت لتوها."
" تهانيَّ . من هو هذا التعيس ، الشيطان غير المحظوظ؟"
أشارت سامنثا نحوه بفنجانها.
صعق دوغ . " انتظري لحظة . تقولين أنك وأنا ... مستحيل!"
رمقته بعينيها وتنهدت بقوة ." كنت عاطفياً جداً مما جعلني أنجذب نحوك بقوة ."
" عم تتكلمين أنت؟" وضع فنجانه على الطاولة . " ماذا يجري هنا؟"

shining tears
21-09-2007, 18:23
ارتاحت سامنثا لسماعها صوت جريان الماء أثناء أخذ دافيد حمامه ، مما يمنعه من سماع صراخ دوغ . وأطلقت نظرة متجمدة نحو الطاولة .
" دعني أخبرك بهذه الطريقة . إن أحمر الشفاه على بشرتك هو ليس من ليندا ."
" أعرف ..." وحلت نظرة محملقة مكان الغضب في وجهه.
" ماذا حدث الليلة الماضية؟"
" لنبدأ بذلك ، إنني لست الشخص الذي يتصنع الغباء."
" لا أتذكر كثيراً عما حدث ."
" إنني لست مدهوشة ."
" لكني متأكد ." ثم تابع :" ستكونين أكثر من سعيدة إذا تكلمت شيئاً ، دون أن تحذفي من التفاصيل."
أسرعت سامنثا باخباره عن أحداث الليلة السابقة متجاهلة ذكر كل شيء حدث منذ أن دخلت إلى غرفة نومه . وزاد الاستياء في نظراته عندما وصلت إلى نهاية القصة ." وعندما ضبطني دافيد خارجة من غرفتك هذا الصباح . توصل إلى هذا الإستنتاج."
" والذي لم تهتمي بتصحيحه."
" حاولت لكن ..."
" لكنها فرصة أعجبتك لتضعيني في مهب الريح ."
" لم أكن أفكر بك إطلاقاً . أنا ..."
فقال :" أستطيع تصديق ذلك . الآن وقد حصلت على متعتك بإمكانك إخبار دافيد الحقيقة."
"لا. ليس قبل عودته وليندا من شهر العسل ."
"إذا كنت تعتقدين أنني سأتظاهر بحبك فقط لأجل شقيقك ..."
"ضبطني خارجة من غرفتك بعد قضاء الليل معك . خائفة عليك!"
" لم أطلب منك البقاء ."
فواجهته بقسوة ، نعم لقد فعلت لقد رجوتني."
" إنك تكذبين ."
" هل أنا ؟ إنك تتذكر ذلك جيداً؟"
" تعرفين اللغة جيداً . إنني لا أتذكر أي شيء بعد دخولنا المربع ." ووقف مائلاً :" إني ذاهب لاخبار دافيد بالحقيقة ."
فوقفت سامنثا بدورها :" حسناً . أخبر دافيد بالحقيقة ."
كانت ترتعش من الغضب ."أخبره كم تحب عروسه . أخبره كيف نمت مع شقيقته لأنك تعتقد أنك تمارس الحب مع خطيبته . إذا كنت محظوظاً سيوقف الزفاف . وهذا ما تريده ، أليس كذلك؟ أن يلغى الزفاف . أخبره . ماالذي تنتظره؟"

shining tears
21-09-2007, 18:30
هذا الفصل الاول وقولوا الي اذا عجبتكم واكملها او لا

هيونه المزيونه
21-09-2007, 19:19
معك حبيبتي على طول الخط أول بأول .....


تسلم اياديك الرائعة ...


وطبعا حلوة كمليها ...

ماري-أنطوانيت
22-09-2007, 00:06
الرواية شكلها مشوقه....

بأنتظار التكملة....::جيد::

نسمة..
22-09-2007, 15:03
مرحبا ....أنا مبسوطة كتير لأني شفت هيك عرض وهيك اقتراح وأنا شاكرة الكم كتير لأنكم راح تعملو بالمنتدى أكتر شي بحبه وهو الروايات ....:لقافة:أنا مدمنة روايات عبير وأحلام وكتير كتير بقرأهم وعندي منهم كتير ..أنا واختي بنشتري كل ما نشوف أي رواية رائعة والله أنا ما عرفت هاد العرض الا مبارح لني سجلت جديد بالمنتدى وأنا حابة أساعدكم ...ازا حبيتو أي مساعدة أو أي شي أنا مستعدة جد وحابة أقرأ روايتكم الجديدة علي وأكون شاكرة الكم وعلى فكرة رواية "الوجه الآخر للذئب"قرأتها يمكن 3مرات.......من هوس الروايات اللي فيا ههههههههههههههههوقرأت روايات من اللي منزلين أسما}هم بس ما ٌقرأت رواية "غضب عاشق ونفسي أقرأها كاملة لأني حساها كتير حلوة ...باي وأتمنى انكم تنجزو أعظم انجاز وازا احتجتم لأسماء روايات راسلوني .....sad girl:رامبو:

نسمة..
22-09-2007, 15:17
الرواية جد رائعة وأنا ما قرأتها قبل هيك وبليييييييييييز تكمليها لني بالبيت بأقرأ برواية مملة وحابة شي حلو زي هيك....

shymoon
22-09-2007, 23:26
رواية راااااااااااااائعة ....ننتظر التكملة...سوري لاني طولت عليكم بس عندي مشاكل بالاتصال...
بس بسيطة رح احط لكم رواية ...
( ماكيب فالنتين )

ملخص القصه
زاك تايلور الوحيد يقود حياة كثيرة الطيران بدون شروط ملحقة ولكن عندما توفي إبن عمه وزوجته في حادث سيارة تاركين خلفهما طفلين صغيرين كان زاك هو قريبهما الوحيد ..
بعد أن وضع الطفلين مؤقتاً في رعاية المحامية كليرماكيب بدأت تحب الطفلين وتتعلق بهما وكأنهما طفليها .. فهل ستستطيع أن تقنع زاك الرافض أن يقبل بعائلة جاهزة؟ .. أم أنها ستقع في حبه أولاً؟

shining tears
23-09-2007, 00:25
للسحور هذا الفصل معذرة على التاخير
 الفصل الثاني 

سقط دوغ بقوة على الكرسي . كان الرعب يملأ عينيه وهو يحدق بسامنثا. " هل اعتديت عليك الليلة الماضة ؟"
غطى وجهه بيديه متأوهاً . " أوه ، لا ، لا أستطيع تصديق ذلك ." نظر إلى الأعلى والألم مرسوم على وجهه ." إنك على حق . بالطبع سوف نتزوج . إن ذلك أقل ما يمكنني عمله ."
وهز رأسه ." أنا آسف . أعرف أن هذا لا يساعد كثيراً..."
تنهدت سامنثا ساخطة وهي تجلس . وفكرت في أن ترك الأمور له سيجعله يستنتج الشيء الذي لم تقله ." هذه سخافة ، ليس عليك أن تتزوجني . إنك لست من ذلك النوع من المعتدين ."
سأل وهو يحدق بكوبه :" ماهي الأنواع الأخرى الموجودة ؟"
"إنك قبلتني فقط عدة مرات." ورسمت خطوطاً صغيرة بأصبعها على الطاولة ." إنه ليس ما فعلته ، ولكن لماذا فعلته."
رفع رأسه ." هل تهتمين بإيضاح الأمر لي؟" سأل ذلك بلهجة حادة .
" ليس تماماً ، لكني أعتقد أن ذلك أفضل . إنك اعتقدت أنني ليندا."
ضاقت عيناه." ليندا؟"
" لقد تكلمت كثيراً ، وكثيراً عنها الليلة الماضية ."
ولم تستطع سامنثا مواجهة نظراته ." لقد تحدثت عن مقدار جمالها و ..." أخذت نفساً عميقاً ." ... وكيف أنك تريد أن تكون عشيقها ..."
"حسناً." وقف دوغ بحزم ومشى نحو الباب المفتوح إلى الشرفة . الستائر مفتوحة ، والثلوج تغطي جانبي الطريق وأشعة الشمس تقبل هذه الثلوج عند الصباح . كانت الثلوج تنبسط على الجبال والغابات . وفي هذا الصباح الباكر كانت ماتزال الجبال منظراً طبيعياً خاصاً بالطيور والحيوانات وبعد قليل يأتي المتزلجون وتنبعث الصرخات ، هذا بينما تتصاعد ألحان الأرغن هنا وهناك

shining tears
23-09-2007, 00:26
" أظن أنك تعتقدين أنها مزحة جيدة ." قال لها دوغ دون أن يلتفت إليها . كانت البذلة التي نام بها ، مجعدة وكانت قدماه ما تزالان في جواربه ، لكن ثيابه لم تستطع أن تخفي جسمه الصلب النحيف.
هزت سامنثا رأسها . " لم أكن أقصد الضحك."
" لِمَ لا ؟ فالتفت إليها أعتقد أنك اغتنمت فرصة كهذه لتجعليني غبياً."
" إنك لست بحاجة لهذا . على كل حال ، إنه ليس تماماً كملاءات سريرك القصيرة أو سحب قبضة الباب.
ضحك دوغ . " أو وضع الدود في حذائي."
وأطلقت ضحكة قصيرة :" نسيت هذا . ولم أفكر في أني نسيت النظرة على وجهك ."
مرر دوغ أصابعه على شعره البني المجعد . وقال بلهجة خلت من العاطفة :" كنت دائماً طفلة مزعجة . لكني لم أفكر قط في أنك كنت قاسية ."
" شكراً لهذه الكلمات اللطيفة . هل هذا يعني أنك سوف تغفر لي خبثي ؟"
وأضافت بصوت يملأه الحسد :" إني أدين لك لإخفائك مشاعرك عن دافيد . إنه لطف منك ولن أنسى لك ذلك."
" ما الذي يجعلك تعتقدين أني كنت لطيفاً مع دافيد ؟" مشى عبر الغرفة وأمسك بذقنها ، وأجبرها على النظر إليه ." لا أريد شفقتك أبداً . لذا أخرجي هذه النظرة من عينيك."
ابتعدت عنه ." لن أضيع وقتي آسفة عليك ، من ناحية أخرى ، ليندا ليست من نموذجك."
" من المفروض الآن أن أستمع إلى نصائح من محرومة من الحب ." وضع كرسياً قريباً منها وجلس يحرك قدميه .
" حسناً، تابعي . ماذا تقترحين على أستاذ غارق من رأسه إلى أخمص قدميه في حب زوجة أفضل صديق له ؟"
" ابحث عن شخص آخر . شخص غير مرتبط."
" إنها فكرة لم تخطر لي على بال؟"
" لقد فعلت." تمتمت سامنثا ساخرة ." إننا مخطوبان ، تذكر ." كانت ردة فعل دوغ بعض الشتائم اللاذعة التي جعلتها تضحك . عندما وقف ومشى نحو غرفة نوم دافيد توقفت نهائياً عن الضحك . مشت عبر الغرفة واعترضت طريقه . " ماذا تريد أن تفعل؟"
" سأخبر دافيد بالحقيقة."
" هذا غير ممكن . إن الأمور معقدة جداً . إنه يميل إلى تصور أنه يوجد أشياء أكثر مما أخبرناه ، ومن ثم كل شيء عن ليندا سيظهر ، وأنت

shining tears
23-09-2007, 00:27
تعرف أنك لاتريده أن يعرف . وسوف يعرف دافيد إذا ما اكتشف شعورك ، إنك تميل لإلغاء الزفاف بكامله ، حتى لو كان لايريد أن يؤخره أو يلغيه . لو كنت صديقه حقاً ، لكان ينبغي عليك إبقاء فمك مقفلاً ومتابعة هذه اللعبة . ما الضرر في ذلك ؟ لقد جعلت دافيد يعدني بأن لا يخبر أحداً . علينا فقط الادعاء اليوم ، وبعدها سوف يرحل . وعندما يعود من هاواي ، فسوف نخبره أننا قد غيرنا راينا."
أمسك دوغ بيديها ليزيحها من طريقه.
" أعتقد أني سمعتكما تتهامسان . ماذا يجري هنا؟" تكلم دافيد من وراء سامنثا . لم تسمع بابه يفتح.
أرسلت نظرة توسل إلى دوغ ، وقالت :" إن دوغ مصمم على عدم إبقاء موضوعنا سراً . إنه يريد إخبار العالم الآن بدلاً من الانتظار للغد ، ولكني لا أعتقد أنه سيكون عملاً يعجب ليندا ."
وقف دافيد بجانبها وربت على ظهر دوغ وهو يمر ." إني معك . أصرخ بها من أعالي الجبال . هذا ماشعرت به عندما وافقت ليندا ."
أحست سامنثا بدوغ يتسمر في مكانه ، وبأصابعه تشتد حول ذراعها . قالت بسرعة :" حسناً ، افعل ما تريد . ليس من المناسب ، إذا أراد احد الخطيبين القيام بعمل صغير أن لا يوافقه الآخر في الواقع ، إذا كلن دوغ مصمماً ." قاومت النظر إليه ."...فإني سأعلن خطوبتي الآن على الفور ."
شدها دوغ نحو جسده الصلب ." أوه ، لا ." قال بنعومة . " إنك لن تفعلي ذلك بهذه بسهولة ."
أحنى رأسه وغطى فمها . لم تستطع معارضته ودافيد واقف هناك . وفي الواقع استغل دوغ الموقف ، ودفع نفسه للقيام بهذا العمل في محاولة منه لإضهار رجولته المسيطرة .
كانت سامنثا تريد إيقافه عند حده لكن ، بدلاً من ذلك ، كانت مجبرة على مجاراته في اللعبة . أرخت جسدها ومالت نحوه ، ويداها حول رقبته . رفع دوغ يديه وغطى وجهها وأصابعه تداعب خصلات شعرها محاولاً ، بذلك ، إثارة مشاعرها ولم تكن هي ترغب في إثارته ، إنها فقط تود الابتعاد . ولكن ، بدلاً من ذلك ، أكملت ما بدأ به دوغ وقد انتابها شعور متتابع من البهجة سرى في جسدها . لقد نسيت دافيد ولم تعد تفكر بسوى رغبة قوية ، ضاغطة ... أبعد دوغ جسده عنها ونظرت إليه بارتباك . لكن وجهه لم يخبرها بشيء .
سعل دافيد من ورائهما . " حسناً أعتقد أن هذا يحدد ذلك . "

shining tears
23-09-2007, 00:29
قال لهما وبدا الارتياح في صوته ." السؤال الآن هو ، هل أعلن ذلك أم لا ؟"
" لا." لم تستطع سامنثا إخفاء نظرات المناشدة في عينيها .
شد دوغ على يدها ." حسناً دع سامنثا تفغل ما يحلو لها هذه المرة ." مشى دافيد نحو المطبخ ، وأخفض دوغ صوته ، يريد إسماعها وحدها ." إنه شيء مثير للأسى إذ لم أكن في كامل وعيي الليلة الماضية . لأدرك قيمة ما فقدته ."
كافحت سامنثا للتحرر من قبضته ." نعم شيء مثير للأسى ، لأنك الآن قد حصلت على القبلة الوحيدة مني لتبقى في ذاكرتك بقية حياتك."
"لايهمني ذلك." وظهرت ابتسامة غير سعيدة على فمه " بالمناسبة ، من الذي داس ، منا ، على الفرامل ؟"
نظرت إليه سامنثا بعبوس واستغراب ." تقصد عندما تعطلت العربة؟"
" لا. في سريري الليلة الماضية . قلت إننا كنا نتبادل المشاعر فيما بيننا . كان واضحاً الآن أنك كنت راغبة في الاستمرار بذلك طوال الليل."
" إني لا ..."
" إذاً كيف لي أن أعرف ذلك ، الليلة الماضية ؟" فتح معطفها ، واسترق دوغ نظرة إلى ملابسها الداخلية قبل أن ينظر في وجهها. " هل أنت متأكدة أننا لم نفعل ؟"
فقالت بصوت عال:" نعم." رفع حاجبه بشك من هذا الرفض ، ودون تفكير ، خرجتمن الغرفة وهي تقول له :" إنك تشعر بالنعاس." وتبعتها ضحكته المدوية خارج الباب.
ابتسم الكاهن ." بإمكانك تقبيل عروسك." تورد وجه سامنثا وهي تتذكر قبلة دوغ هذا الصباح. وألقت نظرة عفوية نحوه . غاص قلبها لرؤية الهم على وجه دوغ ، لكن الغضب سرعان ما حل محل العاطفة. يجب أن لاتسمح لدوغ بالوقوف بين دافيد وليندا. وأسقطت سامنثا ، تعمداً منها باقة الزهور من بين يديها . وتجاهلت الضحكات المكتومة المنبعثة من ورائها.
انحنت إلى الأسفل لإلتقاط الزهور ، وهي تراقب دوغ من طرف عينيها . وكما أملت ، فقد نجحت في لفت انتباهه عن العروسين.
وقفت ، ورمقته بنظرة خجلة ، وأضافت ابتسامة ماكرة مصطنعة . فلمعت عينا دوغ متوعدة بالعقاب أيظنها خائفة منه؟ ياله من متعجرف إن غضبه يساوي غباءها . كيف سمحت له بالاعتقاد أن استغراقه في النوم الليلة الماضية قد بتر عواطفهما ؟ إنه لن يدعها تنسى ذلك . والذي خرب علاقتهما بالكامل ... كفاحه الدائم لأن يكون هوالأفضل وكذلك ليكون

shining tears
23-09-2007, 00:30
المتقدم على دافيد . وصلت ليندا إلى باقة هور زفافها ورمقت سامنثا بابتسامة. لقد كانت زوجة شقيقها عروساً فاتنة ذات شعر أشقر يلتف حول ذقنها وينسدل على عظام وجنتيها . كانت طويلة ، وعيناها رماديتان ، تشعان بالسعادة ، وبنفس مستوى عيني زوجها الزرقاوين . عرض دوغ ذراعه على سامنثا وتبعا العروسين . حبها لشقيقها وسعادتها به ، ملآ قلبها . الفرق بين عمرهما هو ست سنوات ، لكنهما كانا متشابهين كان لديهما نفس الذقن والأنف والفم الواسع . لكن شعر دافيد كان خفيفاً ولا يحمل احمرار شعر سامنثا . وتحب أمهما ان تقول إن دافيد كان يتصرف كرجل ناضج فهو منظم ومريح في معاملاته.
والدتها تحب أن تقول إن أفراد عائلة آردن خلقوا قصار القامة فطول سامنثا يبلغ متراً ونصف المتر ، وهي تحس بأنها قزم أمام قامة دوغ الفارغة . إن باستطاعتها اللاحساس بعضلاته المتوترة في ذراعه من خلال بذلته الصوفية ، وتعرف أنه يفكر بالمرأة التي يتبعها وهي عروس . المرأة التي ليس له الحق في أن يحبها . شدت ذراعه بقوة . قائلة بنبرة عذبة :" أتمنى لو أزلت نظرة الاشمئزاز من على وجهك."
علق دوغ يدها بين ذراعه وجسده ." وأنا أتمنى ..." وبدا صوته وديعاً. " ... يوماً ما ، سيعلمك أحدٌ ما ، كيفية التصرف."
تكلمت سامنثا من طرف فمها وهي تبتسم لصديق قديم :" على الأقل أتمنى أن لا يأتي البرق ويجبر أخي دافيد على الموت."
توقف دوغ خطوة ، وصرخ :" لا. إنك تتمنين أن يقتلني أنا ." وقبل أن تستنكر ، أضاف :" ربما ذلك بسبب جسدي البارد الذي يقلبك رأساً على عقب."
حاولت التحرر من قبضته المشدودة ." دعنا نقل إني أفضلها . ومن السهل جداً تجاهلها."
" هل هذا يعني أنك وجدت جسدي الحي لا يقاوم؟" فشد على ذراعها.
طأطأت سامنثا رأسها :" الكلمة كريهة." ووقفا رغماً عنهما للمصور في نهاية الجناح.
أمسك دوغ بها كالقطة الشرسة ." إذا كنت تعتقدين أني كريه ، فكيف ، إذن ، تقبلين الرجل الذي لا تحبين؟"
فقالت هامسة :" ربما لأن أخي كان يراقبنا."
"هذا صحيخ . علينا أن لاندع دافيد يكتشف الحقيقة . بإمكانك الاعتماد علي." وبدا الاخلاص في صوته.

shining tears
23-09-2007, 00:31
نظرت سامنثا إليه بارتياب. النظرة البريئة في وجهه أدهشتها ، لكن الغضب في عينيه حذرها . دوغ يحتقرها لاكتشافها سره. لكنه تأخر . وهو مصمم على أن يجعلها تدفع الثمن.
استمرت معركتهما بعد الظهر . معركة صامتة ، بحيث أن الخصمين فقط يعلمان أن المعركة دائرة بينهما.
حدق دوغ بمكان الاستلام في مكتب الاستعلامات . وضع يده على خصرها وأنزلها على وركها بعاطفة حميمة . فحدقت سامنثا به.
رمقها بابتسامة بريئة ." دافيد يراقبنا ." قالها هامساً.
بدلت سامنثا نظرة الغضب بابتسامة ." احتفظ بيديك لنفسك."
ابتسم دوغ لها." إن دافيد يعرفني جيداً وعلي إقناعه بذلك ."
" تعني أنه يعرف أنك منحرف؟"
رفع مرفقه إلى جانبها." سيدة جرافي ... لا أعتقد أنك قابلت شقيقة دافيد ، سامنثا آردن . سام ، سيدة جرافي . انتقلت إلى هنا من تكساس العام الماضي واشترت مخزن الهدايا من تيد بلوز."
كشفت المرأة الكبيرة عن ابتسامة جذابة لسامنثا ." لقد أخبرتني والدتك عن عملك في سويسرا . إنك شجاعة جداً لتعبري نصف العالم بنفسك." لفتت نظرها نحو دوغ . " علينا التأكد من بقائها هنا الآن لإنها بيننا ."
" لست متأكداً من أن سامنثا ترغب بالبقاء في بريكنريدج." قال دوغ وهو يلوح باتجاه السيدة جارفي .
"ولد غبي." قالت له . " لو كنت أصغر بعشر سنوات لكنت أريتك كيف يمكن ذلك ." ثم تحركت من حوله .
" عشرون سنة." تمتمت سامنثا ، وقد ملت من ألعابه السخيفة . لم تستغرب كيف أن ليندا فضلت دافيد على دوغ.
" لاأستطيع تصديق كيف أنك تعمل دليلاً لهذه المرأة العجوز . إنك لم تضبط دافيد غارقاً إلى هذا المستوى ."
قبل أن يجيبها ، أتى دافيد وليندا ووقفا بجانبهما ." من الأفضل مراقبة دوغلاس ، يا عزيزتي . إن السيدة جارفي تتهيأ لإمساكك و ..." وابتسم دافيد لسامنثا . " ... ودوغ غارق في نظراتها."
فقال لها دوغ :" تحذيرك أتى متأخراً جداً . لقد نظرت إلى سامنثا وبامكان المرء رؤية أجراس الزمان تقرع في ذهنها."
فضحك دافيد :" لقد قلت دائماً إن السيدة جارفي لها رؤية ثانية ."
قهقهت ليندا ." أليست قبعتها الفاضحة غريبة ؟ أخبرها دافيد أنه لو رآها بها قبل أن يتزوج ، لتزوجها بدلاً مني."

shining tears
23-09-2007, 00:33
رفضت سامنثا بإصرار النظر إلى دوغ . أحاطها هو بذراعه ودفعها نحو صدره وبدأ يداعب معدتها بيده ، لقد أحرقتها حرارة يده عبر ردائها . استجمعت كل قوة إرادتها لتبقى هادئة دون أن تضرب دوغ بحذائها . إنه لا يحب أن تقارنه بدافيد ، وهو الآن يتابع لعبته بوجود دافيد . ولكن ، إذا أساء اللعب فستفعل هي ذلك . " لم أقبل العريس بعد." وقفت بعيداً عن ارتباك دوغ ، عانقت دافيد بحماس وقبلته . والتفتت تبتسم لدوغ ." ألا تريد تقبيل العروس؟"
رمقها بنظرة مميتة ، ووضع يديه على كتفي ليندا وابتسم لها قبل أن يقبلها قبلة باردة على وجنتها ." إنه يبدو من الغباء أن أقبلك بشكل أفضل بينما أصبح معك الأفضل وهو دافيد . لكني أفعل."
رمقته ليندا بنظرة باهتة . " شكراً لك ." كانت شاحبة الوجه.
ارتجف قلب سامنثا جزعاً . ليندا تعرف أن دوغ غارق في حبها . أسرعت تنظر إلى دافيد ... كان يضحك من بعض حركات دوغ . إنه لا يعرف . التفتت سامنثا نحو ليندا زوجة شقيقها الجديدة كانت هذه تحدق بها بشحوب . أحست سامنثا بوجهها يتوهج . لقد اشتبهت ليندا بأن القبلة قد صممت عن قصد . واعتقدت أن سامنثا فعلتها لتربكها . ابتلعت سامنثا ريقها بصعوبة وأسرعت في الكلام ." إني آسفة لأن شقيقتك لم تحضر الزفاف ."
وأتى صوت ليندا بارداً :" لن تسامح جيل نفسها لأنها أصيبت بمرض الجدري وهي يانعة في سن الثالثة والعشرين . بقد كان لطفاً منك أن تحلي محلها في اللحظة الأخيرة."
فقالت سامنثا :" إن حظي كان جيداً ، فالثوب كان مقاسي باستثناء انه كان يجب تقصيره . وهذا لا يهم .كنت عروساً رائعة بحيث كان بإمكاني أن أرتدي أي شيء دون أن يلحظ ذلك أحد . أخذت سامنثا يدي ليندا بيديها ." ... أريد إخبارك كم أنا سعيدة لأن دافيد أغرم بك ، وأتمنى أن نصبح أصدقاء."
إخلاص سامنثا الواضح بدد الفتور . وعانقتها ليندا ." أنا متأكدة من أننا سنكون كذلك . شقيقة دافيد ذات شخصية متفردة . في الحقيقة ، كنت مضطربة عندما قابلتك .. هل هناك شيءٌ لا تستطيعين فعله."
وأجاب دوغ ودافيد بصوت واحد :" الغناء."
نظرت ليندا إليهما ." هل هي نكتة عائلية؟"
فأجاب دوغ :" تدركين ذلك عند الوقوف خلفها ..."
وأضاف دافيد :" والاستماع إليها في الحمام."
فقالت سامنثا مهددة :" من الأفضل لكما السكوت أو سأغني لضيوفك ."

shining tears
23-09-2007, 00:35
تصنع دافيد الارتعاش :" لا . لا . ليس ذلك . دوغ بما أنك أفضل رجل ، إنه دورك لحماية العريس من كل الشياطين . اذهب واقفل فم سامنثا بالطعام." وظهرت ابتسامة عريضة على وجهه ." إني متأكد أن لديك طريقة ما لإبقائها صامتة ."
وبيد غير مرحب بها ، أحاط بخصر سامنثا وقادتها نحو زاوية لا يوجد أحد فيها ." أين ... ماذا تفعل ؟"
" ما يتوقعه أخوك مني . تقبيلك." وأحاطها دوغ كالسجينة.
" هذا ما تعتقده ." حاولت رفع ذراعه عن خصرها ." إنك فقط تحاول إثارتي لأني جعلتك تقبل ليندا ."
وقال لها :" ما الأمر ؟ أليست اللعبة مسلية جداً عندما تكونين الهدف ؟" شخصياً ، لدي ما يكفي من الأوقات الفارغة . وصوب نحوها نظرة غاضبة .
لقد ذهب بعيداً. فتحت سامنثا فمها للاعتذار ، لكن ذلك جاء متأخراً فقد ضمها دوغ نحو صدره وهو مثبت يديه حول خصرها . في الوقت ذاته أسرعت بإزاحة رأسها رافضة التجاوب معه . ضحك دوغ ودفعها نحو الجدار بحيث أصبح بإمكانه السيطرة عليها بيد واحدة بينما داعبت يده الأخرى حنجرتها . وضع إبهامه على أسفل رقبتها .
أحس بنبضها يتسارع ، قال لها دوغ :" أخائفة من أن تثوري ؟"
" إنك لا تخيفني ."
" إذا لم يكن خوفاً فلابد أنه شيء آخر ." وضع يده حول رقبتها قبل أن تتطور العلاقة بينهما.
حاولت سامنثا طرد الإحساس المتصاعد " كف عن ذلك ." شد دوغ بيده على ذراعها ." لماذا؟ إننا تقريباً مخطوبان . ودفعها ملصقاً إياها بالجدار :" الرجل يحب أن يعرف هل باستطاعته إثارة المرأة التي سوف يتزوجها ."
هذه اإشارة غير البارعة جعلتها ترفع رأسها ." إني لست ..." كان عليها تذكر مبلغ انحرافه فلم يعطها مجالاً لتوضيح رأيها . واندمجت أنفاسهما وتصعدت من ورائهما أصوات الموسيقى من القاعة . واختلط شدا بشرتيهما وأريج الزهور كل ذلك نشر حولهما جواً من رائحة المسك . عميقة مثيرة ، وقد سيطرت شفتاه على الموقف . كان كعادته مسيطراً على مشاعرها . وبعد قليل كان عليه أن يحررها بعد أن سحق كل مقاومة لديها.
رفع رأسه ." هل هذا كافٍ؟"
حاولت سامنثا إنكار تأثيره عليها ." ماذا ستفعل إذا قلت لا ؟"

shining tears
23-09-2007, 00:37
ضحك ضحكة خافتة ." إني لا أستطيع جعلك تصرخين ، هل أستطيع ذلك ؟"
أزال مزاجه خيوط العنكبوت التي أوقعتها في الشرك.
وأغلقت أهدابها لتخفي عاصفة من الشعور ، من الرغبة التي أثارها دوغ ، لقد فاق بذلك ، غيره من الرجال أحست بالراحة لأنه لم يأخذ جوابها على محمل الجد . وأسفت للمشاعر التي أثيرت بسهولة والتي كانت كاذبة . وهذه المشاعر التي كانت مبنية على أسس واهية . وأخيراً، شعرت بالذنب وأيضاً بعدم الرضا لجرها لنفسها سلسلة الأحداث هذه لأنها أظهرت معرفتها بسر دوغ المؤلم ." إني آسفة ، لإجبارك على تقبيل ليندا ، كان ذلك قساوة غير مقبولة . إني لا ألومك على غضبك."
" اللعنة ، لا تعتذري."
رفعت رأسها لتحدق به ." لم لا؟"
" لأني أكره هذه الخدعة الصغيرة عندما ترتعش شفتك السفلى ، لقد فعلتها عندما أتيت بيتكم مع دافيد منذ اثنتي عشرة سنة ، ومازلت تفعلينها منذ ذلك الوقت . إنك نتنة وفاسدة وستذهبين إلى أي مكان لتحصلي على ماتريدينه أو بالتحديد للثأر ، ولكن ، عندما قررت أنك غير قابلة للإصلاح بتاتاً ، بدا شيء بداخلك يدعوك للإنتباه إلى سلوكك ، فاعتذرت . وهذا الارتعاش المحزن يترك في نفسي دائماً شعوراً مزعجاً."
" إذاً انها تعمل ، أليس كذلك؟"
أطلق ضحكة قوية ." هذا ما اعتقدته في البداية . لابد أن هناك خدعة محكمة للسيطرة على ضحاياك، لكني أدركت بعد ذلك أنك أخلصت التوبة . علي أن أعرف أن أي شخص يِمِت لوالدتك وشقيقك بصلة ، لايمكن أن يكون سيئاً كلياً."
" إني متأكدة من أن والتي وشقيقي سوف يسران برأيك الجيد بهما."
أمسك ذقنها بيده ورفع رأسها ." هذا أفضل بكثير مما توقعته من سامنثا المتغطرسة ." وأرسل رعشة قوية ." التوبة تعيد الارتياح لعظامي."
فقالت سامنثا:" هل تدرك أنك اعطيتني سلاحاً."
فابتسم دوغ :" لا. لم أفعل. لقد درست هذا الاعتذار المرتعش لمدة اثني عشر عاماً، وهناك شيء واحد أنا متأكد منه تماماً." سحب منديلاً من جيبه ." هل هناك أي أحمر شفاه على وجهي؟" عندما هزت رأسها قال لها :" وأنت لايوجد أثر لأحمر الشفاه عليك . اذهبي واصلحي وجهك." فتحت فمها لتعترض على تدخله في أمورها الشخصية ليبادرها بابتسامة وقحة:" إلا إذا أردت أن أقبلك ثانية."

shining tears
23-09-2007, 00:39
عندما عادت سامنثا إلى مكتب الاستعلامات كان دافيد وليندا يستعدان لقطع كعكة الزفاف . كان دوغ واقفاً عند جدار بعيد يراقب الموقف وابتسامة ظاهرة على وجهه. المناسبات تخلو من المشاكل عادة وكان دوغ مستعمتعاً كلياً بالمشهد . كانت سامنثا أكثر معرفة ، كذلك دافيد . شقت طريقها بين الجمع باتجاه دوغ ووضعت يدها بيده.
" مسكين . الكلب الصغير يفقد عظامه؟"
وكانت ابتسامته عريضة." عندما تحدث معجزة ، عندها تصدقين رجلاً."
"هذا تحسن واضح؟" أدارت وجهها نحوه." إنه مدهش ما سيفعله قليل من التبرج."
" لقد توصلت إلى حقيقة مفادها أنك وصلت إلى سن النضوج في الرابعة والعشرين." ونظر إلى وجهها قليلاً.
" تبدين بنفس الوجه القديم بالنسبة لي."
كشفت عن أسنانها بابتسامة." إنه إطراء."
" أعرف أكثر من أن أمدحك." وكانت ابتسامته مشرقة كابتسامتها." تذكري الوقت الذي أخبرتك فيه أني اعتقدت أنك أذكى من صديقتك ... ماذا كان اسمها؟"
"تيفاني."
فقال:" لقد ملأت سريري بمكعبات الثلج."
" وعلى الرغم من ذلك، تذكرت عندما كنت مستقيلاً ففي كل مرة تأتي تيفاني كنت أنت وشقيقك تعملان مابوسعكما لتسليتها كان ذلك الوجه الجميل مثيراً للرثاء ، أسنان جميلة وخصلات شقراء طويلة بشيء من التجعد وفم مليء بالمعادن ، وهل كانت ذكية أم لا؟"
"أولاد الكلية ينقادون وراء رغباتهم."
"لم تكوني بنت كلية إذاً. كنت في الثالثة والعشرين."
"منذ سبع سنوات." رفع ذقنها ." الفتاة التي كانت تلعب ألعاباً صبيانية تتحول إلى هذا المنحى . من كان يتوقع أن تلك البنت تصبح رائعة ؟ مرر إبهامه على شفتها السفلى ." لا شيء آخر."
هزت سامنثا رأسها من قبضته ." ماذا تريد؟ متى كنت تدعي اللطف؟ أنا أعرف أنك تلاطفني لتطلب مني خدمة."
لوى دوغ شفتيه بتعجب ." التغير عجيب ؛ أليس كذلك ؟ سنتان في أوروبا أضفتا عليك بريقاً خاصاً ، لكنك من الداخل مازلت سامنثا القديمة."
"وما الخطأ في سامنثا القديمة؟"
" كانت مؤذية ، وألماً في العنق ، وطفلاً مزعجاً."

shining tears
23-09-2007, 00:42
فقالت له :" آه ، عدنا إلى الأطراء الذي أعرفه عنك ."
أحاطت يداه بعنقها ." مازلت ألماً في العنق ، لكن مع اختلاف بسيط . إن فمك المغل بالتكبر كان يغريني لأن أغسله بالصابون . أما الآن فهو يغريني بأن يجعلني أفعل شيئاً مختلفاً به ."
تسارعت أنفاسها وازدادت نبضاتها لتبعد ضغط إبهامه عن حنجرتها." أعتقد أن عليك محاربة الإغراء."
" لاأستطيع تذكر متى اتبعت اقتراحك آخر مرة لكني أشك أن ذلك حدث في هذه الفترة ." وظهرت على شفتيه ابتسامة لم تبلغ عينيه.
"أنا لاأتباهى بذلك ." قالت له وهي تجهد نفسها.
" تذكر كم من المرات أدى تجاهلك لاقتراحاتي إلى مشاكل حصلت معك؛ مثل المرة التي أصررت فيها على ذرع الطريق جيئة وذهاباً فتعطلت السيارة ، أو المرة التي ظننت أن بإمكانك اصطياد السلمون من دون شبكة ، أو حين أخبرتك أن العطر الذي أحضرته لك خليلتك كان لاسعاً، أو حين ..."
ضغط دوغ بيده على فمها ." كفى . لقد
أقنعتني الليلة الماضية أنه كان علي أن ألين وأتساهل ، إذ كان بإمكاني أن أتصور ولو للحظة أن هاتين الشفتين تبدوان ناعمتين وعذبتين . إني أفضل تقيبل سمكة مبللة."
" لقد أشرت دائماً أن بعضاً من الشقراوات اللواتي عرفتهن كن مبللات." والتفتت حيث نودي باسمها.
كان دافيد يشير من خارج الغرفة ." إن ليندا جاهزة لتنثر زهور الزفاف!"
الشيء الآخر الذي عرفته سامنثا أنها كانت ممسكة بباقة رائعة من الزنبق الأبيض والزهور بينما الضيوف يصفقون.
ابتسم دافيد ونظرة الرضا على وجه ليندا التي أخبرت سامنثا أن الزهور التي نثرتها قد وصلت إليها . وقد أخبر دافيد ليندا أن دوغ وسامنثا مخطوبان . وتساءلت عمن أخبره أيضاً. ونظرت إلى أمها وسط الزحام ، فطأطأت السيدة آردن باستحسان. بينما أغلقت سامنثا عينيها بيأس.
"إذا كان هذا يعني أنك ستكونين العروس التالية. فأعتقد أن بريكنريدج متجهة لأن تمتلئ بالخادمات المسنّات." وعلقت كلمات الاستهزاء في أذنيها.
تركت هذه الكلمات أثراً سيئاً في نفسها ولم تجد ما تجابه به سخرية دوغ سوى حملقة ضعيفة."

shining tears
23-09-2007, 00:43
مرت ساعات طويلة بعد رحيل العروسين لقضاء شهر العسل، وقبل أن تصبح سامنثا وحيدة مع والدتها.
جلست السيدة آردن على كرسي أمام طاولة المطبخ وقبلت بامتنان كوب شاي قدمته سامنثا لها." كان زفافاً رائعاً. أسفي الوحيد كان عدم وجود الآن ليرى زواج دافيد."
" أعتقد أن والدي سيوافق مستحسناً." قالت لها سامنثا.
ابتسمت والدتها ." لقد كنت مضيفة شرف جميلة بلأمس فقط كنت ابنة الثانية عشرة سنة وكان دوغ يضايقك وكنت أنت تنتقمين."
" والدتي . اليوم ..."
لكن اليدة آردن قطعت أي توضيح ." لقد كان لطفاً منك إبقاء دوغ منشغلاً حتى لايفكر بليندا . لم أكن متأكدة أنه سيتقبل الموقف."
لهثت سامنثا ." هل أخبرك دوغ ؟ على كل حال لم أفعل ذلك لأجله."
" أعرف . إن دافيد كان دائماًَ معك . كنت شديدة الولع بوالدك ، وبعد موته استعضت عنه بدافيد . ثم أتى دوغ فاستأت من مشاركته لك في دافيد . أعتقد أن ليندا كانت مقتنعة قليلاً بأنك مستاءة منها. إني مسرورة لأنك تحبينها."
" قال دوغ إني نتنة فاسدة."
" حسناً ، لست نتنة ." قالت لها والدتها بحنان.
" والدتي ! من المفروض أن تكوني بجانبي."
وسمعت طرقاً مفاجئاً على الباب ينبئ بوصول دوغ.
" أعرف أنك تجلسين في المطبخ كعادتك تتحدثين طوال اليوم."
فقالت السيدة آردن ." كما كنا نفعل دائماً عند عودتك أنت ودافيد من الكلية ." صب دوغ لنفسه فنجاناً من الشاي. إنها تعمل جيداً وعروسانا الجدد لابد أنهما قطعا منتصف الطريق إلى هاواي.
وعند مروره من أمام السيدة آردن أمسكته وعانقته سريعاً." شكراً لك."
ربت على كتفها وجلس." إنك ترحبين بي . لماذا؟"
" لأنك لم تخرب يوم زفاف دافيد." وأخذ دوغ رشفة من فنجانه ." وأنت إيضاً؟ كان علي أن أعرف أن سامنثا لابد من أن تنشر الأخبار في كل المدينة أن ليندا تركتني من أجل دافيد . إنها لن تترك فرصة يمكنها بها إظهاري بمظهر الغبي."
فقالت السيدة آردن :" لاتلم سامنثا. اصغ إلي . بعد اثنتي عشرة سنة ، أعرفك جيداً . لقد راقبتك إذ كنت معجباً بليندا منذ اللحظة التي قابلتها . لقد

shining tears
23-09-2007, 00:44
أحضرتها إلى هنا للعشاء وكأنك تنظر إلى لوحة رائعة . والآن فإنك تحس أن دافيد سرق لعبتك المفضلة ." أعطته السيدة آردن طبقاً من الطعام .
" وتعتقد أنك جرخت مدى العمر. لكن الحقيقة أن كبرياءك قد مست فقط وسوف تكتشف ذلك."
" لم أدرك من قبل كم أن سامنثا تؤثر عليك." قال لها دوغ بصرامة.
" إذا كنت تعني الأحاسيس المشتركة ، فإن لديها ذلك ، ولكنها قليلاً ماتختار استعمالها ." ووقفت السيدة آردن ... ووضعت يدها على ذراع دوغ ." الناس الذين يحبونك يخبرونك الحقيقة إذا طرحت كل هذه الأشياء التي تجعلك تشعر بالمرارة . لديك الكثير لتقدمه للمرأة ، المرأة المناسبة لك."
فسألها دوغ مبتسماً:" أتخبرينني أن هناك سمكاً آخر في البحر؟"
" أستطيع إخبارك أنني ... " عادت السيدة ىردن للجلوس على كرسيها "... لاأرى أية حاجة منذ أن أصبحت مبدئياً خطيباً لسامنثا . تذكر؟ دافيد أخبرني بما حدث."
"أمي!" وقفت سامنثا على قدميها ." لم يحصل شيء . دافيد استنتج ذلك ، وكان ... كان أسهل أن أجاريه بدلاً من أن أشرح له . إنك تعرفين جيداً أنه لايوجد شيء بيني وبين دوغ . هذا كل ماحدث."
أشارت السدة آردن إلى سامنثا بالعودة إلى كرسيها .
" دافيد أخبرني عن الدواء والشراب . إني أعرفك وأعرف دوغ جيداً كما أنني أعرف البقية . وإذا لم يكن دافيد قد أحس فجأة بصدمة الأخ الأكبر لكان ، نفسه ، قد طرد تلك الفكرة أيضاً."
فقال دوغ :" إذاً لايوجد سبب لمتابعة الخطوبة لوقت أطول."
" لم أقل ذلك ." قالت السيدة آردن ." أعتقد أنه يوجد سبب."
نظر إليها دوغ ." إنها ليست مثلك غريبة الأطوار، يالوسي ."
حدقت به السيدة آردن عبر الطاولة بعينين باردتين . " إنها ليست غرابة أطوار لأم تكافح من أجل سعادة أولادها."
" أنا وسامنثا ؟ لابد أنك تمزحين."
" كنت أفكر بأكثر من سعادة دافيد . كما كنت أدافع عن سامنثا أيضاً . لاأريده أن يعاني لأن ..."
فقاطعها دوغ :" دافيد أفضل صديق لي . لايمكنك تصور ... لم أفعل شيئاً لإيذائه."
" إنك لم تقصد ذلك ." قالت السيدة آردن ببطء وأضافت :" ألا ترى أن العكس صحيح ؟ إذا أحس دافيد بأنه يؤذيك ... عندما يصحو دافيد وتتبدد

shining tears
23-09-2007, 00:46
الغيوم من حوله ، أتعتقد أنه لن يلاحظ كيف تحوم حول زوجته بشكل غير مريح ؟ وسيستغرب عما قد يكون بينك وبين ليندا ؟ وسيستغرب أيضا عن ليندا؟"
" لايوجد شيء بيننا . لم يكن هناك وقت . ليندا قابلت دافيد قبل حصول أي شيء . وإذا كان دافيد يحب ليندا ..."
" دافيد يحب ليندا ويحبك أيضاً. هل ستجعله يختاربينكما؟" استغربت سامنثا لأنها لم ترَ والدتها تتحدث مع دوغ على هذا النحو من قبل . يبدو أن الغضب يتزايد بينهما ، بينما دوغ يبدو كأنه ضرب بحجر.
" إنك تعرف أني على حق ، يادوغ ." وتحول صوت لوسي آردن إلى مناشدة ." إني لاأسأل عن شيء معلن . إنه مجرد خدعة صغيرة . إني لا أطلب كثيراً ، أليس كذلك؟" ولما لم يجب دوغ ، أضافت :" سيكون ذلك لفترة قصيرة لحين نسيانك ليندا ."
فسأل دوغ بجفاء :" وكأنها شكل سيء من أشكال العصبية ؟" وتابع وعلى وجهه ابتسامة مائلة ." حسناً، لقد ربحت ، يالوسي . اعتبريني خطيباً لسامنثا."
وانشاء الله بكرة التكملة

نسمة..
23-09-2007, 12:17
هاي الرواية كتير حلوة مشكورة يا بطة وانا متابعاها والله .............كل الاحداث

نسمة..
23-09-2007, 12:17
وبتمنى تكتمل.......

ماري-أنطوانيت
23-09-2007, 13:14
مرحبا ....أنا مبسوطة كتير لأني شفت هيك عرض وهيك اقتراح وأنا شاكرة الكم كتير لأنكم راح تعملو بالمنتدى أكتر شي بحبه وهو الروايات ....:لقافة:أنا مدمنة روايات عبير وأحلام وكتير كتير بقرأهم وعندي منهم كتير ..أنا واختي بنشتري كل ما نشوف أي رواية رائعة والله أنا ما عرفت هاد العرض الا مبارح لني سجلت جديد بالمنتدى وأنا حابة أساعدكم ...ازا حبيتو أي مساعدة أو أي شي أنا مستعدة جد وحابة أقرأ روايتكم الجديدة علي وأكون شاكرة الكم وعلى فكرة رواية "الوجه الآخر للذئب"قرأتها يمكن 3مرات.......من هوس الروايات اللي فيا ههههههههههههههههوقرأت روايات من اللي منزلين أسما}هم بس ما ٌقرأت رواية "غضب عاشق ونفسي أقرأها كاملة لأني حساها كتير حلوة ...باي وأتمنى انكم تنجزو أعظم انجاز وازا احتجتم لأسماء روايات راسلوني .....sad girl:رامبو:




::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::


مراااااااااااااااااااحب
نســــــــــــــمه....


أهلا وسهلا فيك عضوة عزيزة وغالية في المشروع...

وان شاء الله تكوني متواصله معنا ( دوما وأبدا ) :D:D

ويسعدنا جدا مشاركتك في المشروع....

والف مرحبا بك في المشروع..


ماري-أنطوانيت

shining tears
23-09-2007, 15:40
بطة :@ اهم شيء بطة بيضاء مش سوداء
حبيبتي انشاء الله تكتمل وانشاء الله مانقصر كم نسمة احنا عندنا
مشكور اختي على التشجيع

shining tears
23-09-2007, 19:46
الفصل الثالث 

" لا!" انفجرت فجأة سامنثا ." لايوجد مال كافٍ في العالم يقنعني بالزواج من دوغ . إنك لاتستطيعين عمل ذلك ."
ضحكت السيدة آردن ." سامنثا ، سامنثا. لاأطلب منك الزواج منه ، لأنك ستقودينه لإرتكاب جريمة في الشهر الأول."
" أنا أقوده ! ماذا لو قادني هو لذلك ؟"
" إنه أسهل لي أن أفعل ذلك ." قال لها دوغ.
تدخلت السيدة آردن ." سامنثا ، إنك سريعة التأثر بدوغ."
" ألا تذكرين عناده وصلابة رأيه ..."
" لاتنسي أيضاً الثقة بالنفس والذكاء."
قاطعت سامنثا تقييم دوغ الهازئ ." وأنا أرفض أن أجعل من نفسي أنثى غبية لأشبع غرورك."
" انثى !" صرخ دوغ ." ماذا تعرفين عن صفتك كأنثى ؟ إنها أكثر من مجرد شعر طويل ورداء جذاب لتكوني أنثى حقيقة." أطفال . ضربت السيدة آردن على الطاولة بملعقة الشاي . " إنه من غير الضروري أن تعرضا علي كيف أنكما غير متلائمين . سامنثا تريد زوجاً يقدم لها مميزات جيدة ، وليس شخصاً يحولها إلى ماليست هي عليه . وكذلك بالنسبة لدوغ ..."
" إنه بحاجة إلى شقراء تركع أمام قدميه وتنظر بشغف إلى عينيه وتحضر له حذاءه." اتسعت عينا سامنثا وهزت رأسها موافقة ." هذا هو اأمر . ولهذا فغن دوغ بحاجة لأن يبعد تفكيره عن ليندا ." ونظرت بابتسامة غير ودية .
لوت السيدة آردن شفتيها ." ليس بامكانك ضربها الآن ، يا دوغ . إني متعبة جداً ولاأستطيع مسح الدماء عن الأرض."
ابتسم دوغ للسيدة آردن ." تعرفين ، يا لوسي . إن فكرة سامنثا ليست بعيدة . إنما يمكنك تدريبها لتكون متحضرة ومطيعة . إنها بحاجة إلى دروس مكثفة لتصبح أكثر إطاعة لأي رجل ، لكن بالنسبة لك ، يا حبيبتي ، لوسي ، فإني أقبل منك القيام بذلك ."
" مع كل مايثيره حديثك عن الوطنية من اشمئزاز ... لا يفاجأ أحد بما يقوله شخص مثلك ، ولكن ..." التفتت سامنثا إلى والدتها " ... لا أستطيع تصديق أنك فعلاً تتوقعين مني أن أضع نفسي هناك ... فقط لأن دوغ ليس ناضجاً بما فيه الكفاية ليتصرف كأوزة ملتعاة من الحب."
" انتظري حتى تصبحي أماً ، يا سامنثا ، عندها تدركين أن الأمهات يذهبن إلى أبعد من ذلك من أجل سعادة أولادهن ."
ثم وقفت ." كما أوقع منك ، فقد توقعت ماكنت دائماً أتوقعه . إنك سوف تتصرفين بإحترام مع الآخرين ." وضعت السيدة آردن يدها على كتف سامنثا ." إنك لم تخيبي أملي حتى الآن . والآن حان وقت نومي ، فاعذراني . تأكدي ، يا سامنثا من إقفال الباب بعد أن يغادر دوغ." قالت سامنثا بمجرد خروج والدتها :" إنه مغادر الآن ."
صب دوغ لنفسه فنجاناً آخر من الشاي قائلاً:" لا ، إنه لن يذهب . إنك غاضبة لأن والدتك عرفتك على حقيقتك . علي القول ، يا آنسة سامنثا آردن ، إنك واقفة على رأس المشكلة . فبإمكانك الاختيار بين أن تكوني عنزة غبية أو أن تكوني حبيبة قلبي."
" لا أدري لماذا عليَّ أن أتحمل العقاب فقط لأنك تتصرف كطفل كبير سرقت منه لعبته ."

shining tears
23-09-2007, 19:46
" السيدات يعترضن كثيراً." رجع دوغ إلى الوراء في كرسيه ." إنك أنتِ التي تزحف إلى الفراش مع رجل بلا وعي لتحصلي على حيويته . كيف لي أن أعرف ما حصل فعلاً؟"
أوقفت أنفاسها استنتاجاته الفاضحة ." على الرغم من تفكيرك البذيء ... كن متأكداً أنني في المرة القادمة عندما تمر بهذه الحالة سأتركك للمجهول."
" أهو أسوأ من المجهول الذي وضعتني فيه الآن ؟"
" هل أنا من وضعك فيه ! أجب على ذلك . إنني لست الشخص الذي أزعج الجمهور في المربع الليلة الماضية بالوصف التفصيلي لما أريد أن أفعله بصدر ليندا . لست الشخص الذي ..."
هزها دوغ ." اصمتي وإلا سأحملك على ذلك . ولن تعجبك طريقتي عند ذاك . أتفهمين ؟"
" إنك لا تخيفني ."
" هذه مشكلتك الدائمة لا شيء يخيفك . إنك لا تتراجعين أبداً . إسمعيني الآن ، أيتها الآنسة الصغيرة ." وشد شعرها من الخلف فأجبرها على رفع رأسها والنظر إليه ." سواء أعجبك هذا أم لا ، فمنذ هذه اللحظة ، نحن مخطوبان إذ أن هذه هي المرة الأةلى التي تطلب مني والدتك خدمة . وقد وافقت ، مع أو دون تعاونك . إن دافيد شقيقي ، بينما أنت تودين المجازفة بسعادته لمجرد النكاية بي ، لن أدعك تفعلين ذلك ."
فأجابت سامنثا :" لن أفعل ."
" إني سعيد لسماعي ذلك . هل بإمكاني أن أقبلك ؟"
" لا، أنا ..." تجمدت وقد قطع فمه الصلب إعتراضها .
أمسكت ذراعيه بيديها تدفعه بعيداً ، ولكن ، بدلاً من ذلك ، وجدت نفسها متعلقة بهما . وأخذت تصرفاته معها تضعف مقاومتها . وبدأت يده ترطب الأجواء حتى جعلها ألعوبة أمامه ، لايصدر عنها أي اعتراض أو مقاومة لما يقوم به . ثم نظرت في عينيه فرأت وميض النصر الذي أحرزه عليها .
قال دوغ :" حسناً... لقد أدركت الآن سبب اعتراضك على الإدعاء أننا خطيبان . إنك خائفة ."
رفعت سامنثا جفنيها ." خائفة مم؟"
ضغط على شفتيها بأصبعه ." مما حدث عندما قبلتك ."

shining tears
23-09-2007, 19:47
" لاتكن غبياً." ودفعت لمسته المحرقة ." إنه القرن العشرون . النساء لا يغمى عليهن عندما يقبلن أحد . إن تخطيطك ممتاز . وطبيعي أن استمتع بتقبيلك . إنه تمرين جيد ، إذا لم يكن شيئاً آخر."
ضاقت عينا دوغ ." إذن علي التأكد من أنه سيكون لديك الكثير من التمارين أثناء خطوبتنا."
" لن نكون مخطوبين . إنها فكرة غبية وأنا ..."
" لاتتسببي بالقضاء على سعادة دافيد ."
" هذا ليس صحيحاً !"
" اثبتيه."
" ليس عليّ إثبات أي شيء لك . إني لست الشخص الذي يقف عائقاً أمام سعادة دافيد لأني لست رجلاً لأتقبل الخسارة . إنك غبي ..." أطلقت سيلاً من الكلمات ، ثم أخذت نفساً عميقاً. " وأكرهك من صميم قلبي."
" هذا حسن ، إني مسرور لسماع ذلك ." وقف دوغ عند الباب الخلفي ويده على المقبض ." سيكون شيئاً مزعجاً ، ومخجلاً في الوقت نفسه إذا وقعت في حبي بينما ندعي أننا مخطوبان."
قاومت سامنثا نفسها لكي لا ترد عليه وهي أغلقت الباب خلفه . لقد تركته يقول الكلمة الأخيرة . لم يمضِ ِ عليها شهر وهي في المنزل ليضعها دوغ في ورطة لا تحتمل ، سواء عملت كما يريد أم تصرفت العكس . إذا كان شهماً فإنه سيترك ليندا وشأنها . سيتركها ... يتركها... أقفلت الباب بضربة قوية. كان هذا هو الجواب . قد يغادر دوغ المدينة ، ونظرت إلى غرفته المظلمة ستطلب منه ذلك في الصباح.
" لاأعلم لماذا لا تترك المدينة. إنه مجرد عناد منك . بإمكانك الذهاب ... في رحلة صيد أو أي شيء آخر."
ونظرت في أنحاء غرفة دوغ .
فقال ساخراً:" لاأريد الذهاب في رحلة صيد أ أي شيء آخر."
" هل لأنها فكرتي؟"
" بل لأن لدي خططاً أخرى لهذا الشتاء."
" هذا صحيح . لقد خططت للمكوث هنا والتحديق طويلاً بزوجة دافيد . إنه حب حقيقي."
نظر دوغ من أحد جوانب الاستديو الذي كان فيه ." إنني لست مجبوراً على شرح أموري لك ، إنما لوحاتي محجوزة للشهر القادم ، ومن الصعوبة أن ألغيها."

shining tears
23-09-2007, 19:48
" بالطبع . كيف يمكنني أن أنسى ؟ أعتقد أن جميع المساهمين هم من النساء."
" لِمَ تفترضين ذلك؟"
فقالت وهي تضع رجلاً فوق رجل رافضة الكرسي الذي يقدمه دوغ لزواره فقط :" بسبب بعض الأسباب الغريبة تنجذب النساء نحوك . لو لم أكن أعرفك لاعترفت بذلك الشعور الخارجي ، إنك تبدو وسيماً إذا كانت المرأة ترغب بالشكل الجميل إنك طويل القامة عريض المنكبين نحيل الخصر . قوي ، شعرك دائماً منسدل على وجهك يتوسل لامرأة أن تمشطه. عينان زرقاوان رماديتان في غرفة النوم ..."
"ليستا كذلك."
لاحظت سامنثا الإرتباك في وجنتيه مع الإرتياح ." إنهما كذلك . عينان تبعثان الحرارة ، وروح التحدي في المرأة . " إنك دوغلاس باتون كلايبورن المشهور بالصور الطبيعية غير العادية . لقد أرسلت لي والدتي تلك الصور المنشورة في المجلة . إن هذا يجعل حياتك تبدو غريبة وساحرة . أستطيع رؤيتك ، بعد يوم طويل ، واقفاً تحت الشمس في طريقك إلى خيمتك ، والأرض مغطاة بسجادة شرقية ، ثم تذهب إلى حوض الاستحمام لتحتسي الشراب بينما إحدى الجميلات المحليات تدلّك ظهرك."
" لا أعتقد أن المجلة تتضمن شيئاً كهذا ."
" لا؟ إنها صورة لك وظهرك إلى الكاميرا وأنت تلتقط صورة لأسد . هل طلب منك المصور أن تنفخ عضلاتك قبل أ يلتقط الصورة؟"
" لابد أنك درست الصورة بعناية ."
" بصعوبة . إنما ليس هذا هو الموضوع . الموضوع هو ..."
" لأنك تبحثين عن القشور . الخطبة المؤقتة لاتخدع بشكل كافٍ لمنع الأذى."
" لو أنك تصرفت كرجل لما كان ثمة حاجة للخداع."
وضع دوغ بعض الريش في الصندوق واقفله . نظر إليها بتمعن ." هل هذا يتداخل مع علاقاتك الشخصية ؟"
فقالت :" ليس ذلك من شأنك."
" تعنين لا. من المحتمل أن الأمر لا يستغرق وقتاً طويلاً ، بالنسبة لكثير من الرجال ، ليكتشفوا أن جاذبيتك وعناقك الخارجي يغذيان قلباً قاسياً وروحاً متوحشة ." كان كلامه يدل على رغبته في إغضابها لكنها لن تدعه يصل إلى ذلك .

shining tears
23-09-2007, 19:49
" هل مازلت حاقداً علي لأني كنت أغلبك دائماً في التنس؟" ونقرت بأصابعها على الكرسي." أو سباق التزلج الذي كنت تريد أن تكون فيه ، دوماً ، منافسي؟"
" تعرفين أنك تغشين . تمرين عبر الانحناء بدلاً من بقائك في خط مستقيم ؟"
" لقد قلت بنفسك ن الرابح من يصل أولاً إلى خط النهاية . ولم البقاء في خط مستقيم ؟"
فقال :" أعتقد أنه كان غباءً مني أن أتوقع منك أن تلعبي بشكل صحيح . إنني أهزم دائماً أمامك حيث أنك لاتهتمين بمن أو بما يعترضك في طريقك ، وذلك في سبيل التفوق عليّ وليذهب إلى الجحيم دافيد أو والدتك أو ليندا." قال ذلك وهو يغلق الباب وراءها بعنف.
وأتى الشعور بالذنب ، بعد ذلك ، من وراء إدراك سامنثا أنها ورطت دوغ ، دون شعور منها . إنه يتصرف كطفل كبير ثم يتوقع منها أ تطلق سراحه . حسناً لن تفعل ذلك . ولكن رجلاً في الثلاثين ، من المفروض فيه أن يكون قادراً على حلِّ مشاكله الخاصة.
بقي دوغ لمدة أسبوع بعيداً عنها ، كان ذلك ضرورياً في نظره. إن ظلم سامنثا له يجب أن تعلم به والدتها.
أثناء جلوسهما إلى المائدة لتناول اإفطار ، صباح اليوم التالي ، دفع سكوت والدتها سامنثا لمزيد من الدفاع عن نفسها ." لا أرى كيف يمكنك التفكير في أنني أنانية لأنني رفضت الإدعاء بأني أحب دوغ . أعتقد أن الفكرة بأكملها في مصلحة دافيد . لقد ربح ليندا . يبدو أنك ، ودوغ تفكران بذلك ، فقط لأن دافيد قد يكتشف أن دوغ يحب ليندا ، وقد يظن أن ليندا كانت غير مخلصة له ."
فرشت السيدة آردن الغطاء على المائدة وهي تقول :" الثقة شيء يتم إكتسابه عبر السنين بين الزوجين . لا أعتقد أن دافيد سيعاقب ليندا لخيانتها . لكني لا أعتقد أن قلب دوغ المحطم يستطيع أن يلقي ظلاً على سعادتهما."
" ليس لدوغ قلب ليتحطم. إضافة إلى أنه أفضل من دون ليندا . إنها ليست من نوعه . كان دافيد يريها المقالات التي كتبها دوغ عن صحراء سونوران ، وكل ماكان في استطاعتها فعله هو أن تنظر إلى صور الأفاعي . أتعلمين أن دوغ ذهب خلال هذه الأسابيع إلى الصحراء ... الأيام الصعبة والليالي الباردة مع الحشرات . إنني أحب ليندا ، بلإضافة

shining tears
23-09-2007, 19:50
إلى كل ذلك ، ولكن هل باستطاعتك رؤيتها خارج هذا الإطار ؟ رأيتها تعيش في خيمة وتستحم في بركة ماء؟"
" لاتكوني عمياء عن جمال ليندا . لو كانت ليندا تحب دوغ ... وهي لاتحبه ، فالسؤال إذاً كيف كانت ستحب الصحراء؟"
" لست الشخص الذي يجب تطعيمه ضد العمى لمجرد رؤيته الجمال." ووضعت سامنثا الأطباق التي كانت تحملها ." إن دوغ ينجذب دائماً نحو النساء منبهراً بجمالهن ويكون أعمى فلا يراهن على حقيقتهن."
ركزت السيدة آردن انظارها على الغطاء الأزرق أمامها ."ماذا يشبه ذلك؟"
سكتت سامنثا برهة ثم قالت ." هل رأيت مرة وردة جميلة حقيقية وانحنيت لاستنشاقها ولم يكن لها شذا؟ هكذا يتصرف دوغ مع النساء . فهو يختار الشكل دون أي شيء آخر."
ضحكت الأم ." تعنين بذلك أن ليندا ليس لها رائحة ."
هزت سامنثا رأسها ." ليندا وردة من الطراز القديم ذات أريج خرافي ." نظرت إلى والدتها ." ربما لهذا تفضل دافيد على دوغ ؟"
فقالت الأم :" إنه يأخذ وقتاً ليشم الوردة ؟ اضحكي إذا أردت ، لكن نعم . فدافيد يبذل قصارى جهده لكي يحدد ما تقوم ليندا به . أتذكر عندما أحضر دافيد دوغ إلى هنا لأول مرة . كان مظهر دوغ الخارجي يبدو مؤدباً وصدوقاً ، لكني اكتشفت بعد ذلك أنه يستخدم ذلك كحيلة لايهام الناس.واستغرب ، غالباً ، ما إذا كانت تربيته هي السبب في ذلك . فقد كان الأبن الوحيد لوالد مشغول دائماً بالقوات الحربية . ووالدة نذرت نفسها لخدمة زوجها ... وهكذا ترك دوغ ليكوّن نفسه بنفسه . وأتصور ذلك عندما كان والدك مشغولاً بالمزرعة ، إذ أتذكر كيف حاول الناس خداعك . وربما حصل ذلك لأن قلة من الناس يستطيعون الإقتراب من دوغ الحقيقي . إنه قليلاً ما يتحدث عن نفسه."
فصاحت سامنثا :" دوغ؟ إنني أستطيع قراءته ككتاب مفتوح."
" هل تستطيعين ؟ ربما." وتناولت الأم منديلاً آخر.
" دافيد." هتفت سامنثا وهي تسرع عبر الغرفة لتعانق أخيها وزوجته ." لقد عدتما باكراً."
فقالت ليندا:" قررنا أننا بحاجة إلى يوم راحة هنا قبل العودة للعمل."
وأضاف دافيد :" ما تعنيه حقيقة . هو أن عيني بحاجة للراحة من مناظر النساء شبه العاريات والتنانير القصيرة المتمايلة."

shining tears
23-09-2007, 19:51
فقالت سامنثا :" تبدوان رائعين . يبدو على وجه دافيد الراحة والاطمئنان على الرغم من مظهره الخارجي ، وأنفه المحروق من الشمس. يبدو واضحاً أن ليندا تنعم بحبه . كيف كانت هاواي؟"
تكلمت السيدة آردن أولاً:" دعوني أنادي دوغ وأخبره أنكما عدتما . ثم تحدثنا جميعنا معاً." وتركت الغرفة.
فقال دافيد :" إن دوغ يتأخر في عمله . لقد رأيت الضوء في الاستديو عندما مررنا . اعتقدت أنه هنا ." ونظر إلى سامنثا .
تنفست سامنثا بعمق وهي تعد نفسها لتوضح لدافيد الأمر وكيف أنه أساء فهم ما جرى بينها وبين دوغ ولكن ، حين بدا أن ليندا انزعجت عند ذكر اسم دوغ ، وبهتت إشراقتها.
فجأة أدركت سامنثا أن عليها الموافقة على الخدعة المقترحة من والدتها ومن دوغ ، فابتلعت ريقها بصعوبة ، وابتسمت لشقيقها ابتسامة ضعيفة ، وقالت :" إني أبتعد عن حجرته مرة واحدة على الأقل يومياً."
" فكري بذلك يا حبيبتي ..." ووضع يده على ذراع زوجته " ... إن دوغ يُروَّض . وبواسطة سامنثا دون سائر الناس . باردة هي من تستطيع ذلك . ألا تعتقدين ذلك؟"
فابتسمت ليندا " ربما ، وربما على هؤلاء الشقراوات أن يتنحين جانباً حتى تنتهي سامنثا من مهمتها."
ضحك دافيد ." حسناً ، لقد انتهت الآن." ونظر إلى سامنثا .
" أنت ودوغ عليكما ربط العقدة قريباً. إني أستطيع وصف الزواج كمعهد جيد."
" إذا لم يكن ذلك زفافاً جديداً." قالت السيدة آردن ذلك بصوت قوي . وهي تعود إلى غرفة الطعام . " إنه يحاول تزويج أصدقائه المثقفين؟"
" إذاً ، هم جميعاً مثيرون للشفقة مثله ." كان دوغ واقفاً خلفها ." إبريق الشاي على النار في المطبخ."
احتشد الجميع وراءه. اللحظت التالية كانت محمومة، وكل منهم يتكلم وحده تطايرت الأسئلة والأجوبة في المطبخ ، عن الرحلة ، الفندق ، الطقس، الطعام، الجزيرة. لقد استقر العروسان في جزيرة ماوي التي تشتهر بالحيتان، والأزهار المثيرة ، والشواطئ الرملية ومشاهدٍ تسحر الألباب. تراءى لسامنثا ، في بعض الأحيان ، أنها أمضت نصف حياتها حول طاولة هذا المطبخ تتحدث مع عائلتها.
كان دافيد يتحدث عندما اكتشفت فجأة ، أن القلوب كانت أقل سعادة مما حاولت أن تبدو من وراء كل هذا الضحك.

shining tears
23-09-2007, 19:51
تفحصت الوجوه حولها ، كان دافيد مبتهجاً يكثر من تحريك يديه أثناء كلامه بينما السيدة آردن تضحك لوصفه.
لكن سامنثا لاحظت نظرات والدتها دائماً كانت تتجه نحو دوغ . أما ليندا كانت تبتسم لدافيد ، حبها له كان واضحاً على وجهها ، لكن سامنثا شعرت بأن ليندا لم تكن مرتاحة.
حولت سامنثا أنظارها إلى دوغ الذي كان جالساً على الكرسي بجانبها ، ويداه على ظهر الكرسي. وحبست أنفاسها ... كان يراقب ليندا عن قصد ، وعلى وجهه تعابير وجه طفل يقف أمام محل للبوظة ولا يملك قرشاً في جيبه. ركلته سامنثا من تحت الطاولة . إنك تضع أصابعك في المكان الخاطئ ثانية . تمتمت على خلفية ضحكات الآخرين.
نظر إليها دوغ وهو يحك ساقه ." يوماً ما ستدفعيني إلى فعل شيء ما."
" إنك تقول ذلك منذ اثنتي عشرة سنة." أخذتنفساً عميقاً وأضافت :" إذا كنا خاطبين ولو بطريقة غير رسمية ، فعليك اتباع الصواب منذ البداية . لن استسلم للغباء بينما أقدم لك خدمة ، لذا توقف عن التحديق بليندا . وعند انتهاء هذا الوضع سيتضح للجميع أن ذلك كان متفقاً عليه . أرفض أن أترك أحداً يعتقد أنك تنبذني."
نظر دوغ إليها لمدة دقيقة قبل أن يقول :" حسناً . والآن؟"
" كيف لي أن أعرف ؟ أني لست قارع المزمار المتعدد الألوان لمدينة بريكنريدج مع صورة النسوة اللاتي يزحفن وراءه بلا عقل."
أمسك بواحدة من خصلات شعرها . ولفها حول أصبعه .
" الغيرة؟"
" ليس تماماً."
" سأكون مسروراً لإعطائك دروساً خصوصية في التصوير."
"لا ، شكراً." كانت سامنثا تعرف نظرة التهديد التي رافقت صوته المنخفض حتى لا يسمع أحد ، ولكنها لم تستطع منع تدفق الحرارة في رقبتها ." إني لا أحب الكاميرات."
" لم أفكر بأكثر من التعري."
أغمضت سامنثا عينيها لهذا العرض الوقح قبل أن تدرك أن دوغ يحاول إثارتها . أغلقت جفونها وقالت :" وإذا قلت نعم ؟"
" سأكون كالنار . إنني أتذكر كل هذه الحركات التي علمك إياها دافيد حيث أن مواعيدك كانت دقيقة."
نظرت سامنثا إليه بإحتقار." ماذا عن تصوراتك ؟ المصور الذي يغامر بالخطر بحثاً عن الحقيقة وعن معنى الحياة."

shining tears
23-09-2007, 19:52
المقالة التي أنت مغرم بها أوضحت شيئاً قليلاً ، لكنها لم تقل ذلك.
نظرت في عينيه اللتين كانت تأمل أن تكونا عاطفيتين ، وقالت :" جوّالة جريء، يهيم في الأرض يبحث دائماً عن التعلم، بشرته برونزية وعضلاته تخفق ... " قطبت حاجبيها ." بالتأكيد تخفق أليس ذلك صحيحاً؟"
ابتسم دوغ رغماً عنه ."لِِمَ لم أضعك في كيس وأرميك في النهر الأزرق عندما قابلتك منذ اثنتي عشرة سنة؟"
" لإنك لم تستطع الامساك بي ."
" ربما لم أكن أريد الإمساك بك ."
شعرت سامنثا بالغثيان للحساسية في نبرة صوته.
" هل هي محادثة خاصة أم بإمكان أي أحد المشاركة ؟"
قال دافيد ذلك متدخلاً بينهما ويداه على كتفيهما.
نظرت سامنثابارتياح . لابد أن دوغ أحس أن دافيد كان يقف هناك ويتصرف لمصلحته . الغضب والاهتياج الذي حصل لها من سلوك دوغ ، جعلها تحس على الفور بالرغبة في الرد عليه ." شكراً لوجود أخي الأكبر . إني بحاجة لنصيحتك . دوغ يريد تصويري عارية." أضافت ، وقد فتح دافيد فمه :" هذا سيعلم دوغلاس كلايبورن ليمارس ألعابه معي."
لكن ، يا عزيزتي . أخذ دوغ يدها في يده " ... تعرفين أني مازلت أحترمك في الصباح ." لوى شفتيه عندما نظرت سامنثا إليه بعدم تصديق واضح . قطب دافيد حاجبيه ولكن قبل أن يقول شيئاً، أضاف دوغ :" منذ متى أنت بحاجة للإختباء خلف شقيقك الأكبر، يا سامنثا؟ ظننت أنك قادرة على إدارة معاركك الخاصة؟"
فردت سامنثا :" أستطيع أن أغلبك ... لكن ليس ويداي موثوقتان خلف ظهري."
ابتسم دوغ وتقابلت نظراتهما ." الفكرة لها احتمالات تحريضيه."
رفع دافيد يديه ." إني رجل متزوج ، ولا أستطيع التدخل في حرب خرقاء بينكما."
ضحك دوغ ." إني بدأت أعتقد أن من يتزوج شقيقتك يستحق أشد العقاب."
ربت دافيد على كتفه ." تقدم بشجاعة يا رجل ."
غادر دافيد وليندا بعد قليل . ورافقتهما السيدة آردن .

shining tears
23-09-2007, 19:52
وقفت سامنثا لتتبعهما ، لكن دوغ اعترض طريقها . وعيناه لا تفارقان وجهها ." ماذا غيّر عقلك ؟"
" لاشيء كما قلت . إني لا أهتم برأيك بي مهما كان ؟"
ضاقت عيناه واقترب منها وحبسها بين جسده وبين الحائط " ألا يجب أن نفعل شيئاً لنختم مساومتنا؟"سألها بصوت متهدج.
" إذا كان لابد من ذلك ." فتنهدت لتخفي بذلك نبضاتها التي تسارعت فجأة. أغمضت عينيها ورفعت وجهها ." هيا تابع ."
" هل دائماً تغمضين عينيك عندما تهزين يديك؟"
فتحت جفنيها مستمتعة بصوته ." فقط عندما أساوم الشيطان." قالت ذلك متجاهلة النظرة الضاحكة في عينيه . ورفعت يديها.
ابتسم دوغ ." أحب فكرتك أكثر." رفع يدها وقبل راحة يدها . قلت أن بإمكانك التمرن.
أرجعت سامنثا يدها ." عنيت أن تقبيلي هو جيد لك . من الواضح أنك أنت الذي يحتاج للعمل في تخصصه ما كنا في هذه الورطة."
كانت عيناه تضحكان. التفتت بعيداً ." الآن وقد تصافينا بإمكاني أن أقول لك تصبحين على خير . إني متأكد أن ليس لديك رغبة أكثر من ذلك لتمضية لحظة أخرى إضافية في صحبة الآخرين." قال ذلك وهو يغلق الباب.

كان مفروضاً في سامنثا أن تكون محتاطة لهذا الأمر ، لكن عقلها بقي مرتبطاً بتلك الليلة . فقد نجحت ، على الأقل ، في تحويل دوغ . ولكن ، إلى متى تستطيع المخاطرة عندما يكون في نفس الغرفة مع ليندا ؟ بينما أقرت بذلك ، كان دوغ يذهب إلى أبعد من ذلك . أمها كانت قلقة . وليندا منزعجة . الوحيد الذي لايعرف شيئاً عن مشاعر دوغ نحو ليندا كان دافيد . ويجب أن يبقى كذلك . إن دوغ سبب هذه المشكلة التي يعاني منها كل واحد منهم.
يجب أن يدفع دوغ ثمن هذه المشاكل التي يسببها ، فكرت سامنثا بذلك وقد وضعت قلمها على الطاولة ، ووضعت ذقنها بين يديها . إن دوغ يستخدمها لتغطية مشاعره الحقيقية . ماهي الفرصة الملائمة لقلب الطاولة على رأسه ؟
بإمكانها أن تكون شوكة في خاصرته حتى لا تكون لديه فرصة للتفكير بحبه المفقود . الجميل في خطتها هو أن دوغ لا يستطيع عمل أي شيء لذلك . إنه بحاجة إليها.

shining tears
23-09-2007, 19:53
" دع امرأة تبتسم ، تعرف إذ ذاك . أن هناك رجلاً ما يعاني من المشاكل."
نظرت سامنثا بدهشة إلى الرجل ذي الشعر الرمادي الذي يبتسم خلف طاولة الاستعلامات . متى دخل ؟ وداخلها شعور سريع من الإدراك وهي تعتذر لعدم انتباهها له.
"حسناً. أرى أنك مشغولة ." وظهرت ابتسامة على وجهه أحست بها مألوفة . وظهر ضيق في عينيه الزرقاوين. " لدي حجز . كلايبورن."
" إنك ، بالطبع ، عم دوغ . كنا نتوقع قدومك." راقبته ملياً .
" مونتغمري د.كلايبورن . دوغ يناديك دائماً عم آيك . صعقها الإسم وابتلعت ابتسامة ." آمل أن ليس لديك أخوات."
ضحك ." أمي لم تجرؤ على ذلك . وجدّ دوغ كان جندياً . وهكذا . وقد سمى أولاده أسماء أبطال عسكريين . دوغلاس ماك آرثر ، جورج باتون المارشال الإنكليزي مونتغمري . دوايت ايزنهاور . شقيقي دوغلاس توفي في إحدى المعارك مثل والدنا على الرغم من أنه انتسب إلى اكاديمية القوات الجوية بدلاً من وست بوينت مثل والدنا وجدنا وهكذا. أخواي الآخران في الجيش وأولادهما في الجيش وفي القوات الجوية . أنا ودوغ نمثل الصفحة السوداء في العائة." أعاد قلمه بعناية إلى جيب قميصه.
" إن دوغ كابن لي." دون أن ينظر إلى سامنثا . أضاف :" ماتت زوجتي منذ وقت طويل بالسرطان . ولكنها لم تحتل مكانة دوغ ."
رسمت سامنثا ابتسامة على وجهها ." جميل أ نراك . لقد كلمنا دوغ عنك كثيراً." آيك كلايبورن تفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها . كان هناك نظرة فضولية في عينيه ، لكنها تستغرب أن يكون قد فاته9 أية تفصيلات عنها.
طأطأ رأسه بارتياح ." لابد أنك سامنثا."
" لماذا يجب أن أكون؟"
ضحك " لقد وصفك ابن أخي بما فيه الكفاية . الشعر الأشقر المحمر . وهذا الوجه الذي يشبه القلب. دعيني أرى . كيف وصفها. عيننان تتكلمان ووجه معبر حتى لو كان الفم مغلقاً ..."
نزل دوغ وعانق عمه ." إنك شخص فاسد . اعتقدت أني رأيتك تخرج من تلك العربة الحمراء . ذهبت إلى الغرفة التي خصصتها لك لوسي ولكني لم أرك . كان علي أن أعرف أن سامنثا تغازلك."

shining tears
23-09-2007, 19:54
أدار عمه ظهره بتأثر ." على العكس ، يا ولدي . ماذا يشغل الرجال الموجودين هنا حتى يتركوا امرأة رائعة مثلها حرة ؟"
" الارتفاع الشاهق لابد أنه أثر على تفكيرك ."
فقال دوغ محذراً :" من الأفضل لك الانتباه ، يا أيك . إن في استطاعة سامنثا أن تأكلك على الفطور."
"ربما كانت أشجع منك."
تبادل آيك النظرات مع ابن شقيقه وكأنهما يتبادلان التحدي ." حسناً حسناً ، حسناً." قال بنعومة.
لقد صدمته إشارة عمه . قال وقد تغير صوته فجأة :" لم أعنِ سامنثا."
فسألته سامنثا :" لم تعنني بماذا؟"
نظر إليها دوغ وإلى عمه في الوقت نفسه ." لقد ذكرت ليندا في لحظة ضعف."
" ليندا ؟" تساءل آيك.
" زوجة أخي الجديدة ." أجابت سامنثا.
سادت لحظة صمت ثم قال آيك كلايبورن :" أوه ، عزيزتي . كان ذلك عملاً أخرق."
فقال دوغ بخشونة :" أخرق أكثر مما تصور. إني الآن خطيب سامنثا بشكل غير رسمي."
" تهاني." وقطب آيك حاجبيه.
" أعتقد . إذا كانت حقيقة ، أم لم تكن ، فيجب المواساة."
قال له دوغ.
نظر عمه بارتباك ." إنك وسامنثا مخطوبان ، ولستما مخطوبين . لابد أني أكبر مما أظن لأني لم أستوعب شيئاً مما تقول."
مالت سامنثا على الطاولة ورمقت عم دوغ بابتسامة كبيرة . وابتدأت تقول بصوت واثق:" الحقيقة المحزنة أن ..."
فقال دوغ وهو يحمل حقائب عمه :" اصمتي ، يا سامنثا . هيا ساشرحها لك . في غرفتك." وألقى إلى سامنثا نظرة حاقدة . " من دون مساعدة."
رجع دوغ وحيداً بعد دقائق قليلة ، وقبل أن تتفوه سامنثا بكلمة قال :" لاأريد مناقشة الموضوع."
" حسناً." أشغلت نفسها بدفتر عملها.
" صديق لي دفعني إلى أن آخذ ابنته إلى الصف . وكانت ليندا المعلمة ."
قالت سامنثا دون أن ترفع رأسها." حسناً."

shining tears
23-09-2007, 19:55
" كان من الطبيعي أن أصرف الأولاد بأقصى سرعة ممكنة ثم أجر معلمتهم إلى الغابات حيث يمكنني ممارسة حب مجنون وحار معها."
ردة فعل سامنثا كانت لنبرة صوته وليس لكلماته .
" اعتقدت أنك لاتريد مناقشة ذلك ." وضعت قلمها ووضعت مرفقها على الطاولة، حسناً ... إني جاهزة . أخبرني قصتك الحزينة . أعدك أن أبكي بحماس في كل الأماكن المناسبة وأشعر بالأسف عليك كما تفعل أنت ."
" هل تمزقين أجنحة الفراشات أيضاً؟"
" أنا آسفة . هل هو يعني أن سامنثا تقهر دوغ الصغير."
مال دوغ على الطاولة . ووجهه يبعد عن وجهها قليلاً.
" في أحد هذه الأيام سيأخذ دوغ الصغير بثأره تماماً."
" إني مرتعبة ." قالت بازدراء.
" إنك لست كذلك . بل يجب أ تكوني . إذا كان هناك خطة عسكرية واحدة تعلمتها من والدي فهي كيف تغلب الأعداء."
ورفع رأسه.
" هاي ، يا صغيري . ضع قبلاتك بعيداً عن ابنتي.:) :) :)

البسه الشقراء
23-09-2007, 21:05
الله يعطيج الف عافيه يا ماري والله يقويج يا shining tears على الكتابه بس بلييز بسرعه ولاتطولين علينا
وشكرا

ماري-أنطوانيت
23-09-2007, 21:17
تسلمين حبيبتي ((بسبوسة )):D:D

وبأنتظار البقية ((شاينينغ تيرز)););)

نسمة..
24-09-2007, 10:59
اكيد بطة بيضاء وحلوة كمان وللا شو رأيك؟ههههههههههههههه::جيد::

البسه الشقراء
24-09-2007, 11:49
:D:D:D هاااي حبيبتي shining tears كيفك؟ انشاء الله بخير بليييز كملي الروايه بسرعه صح احنا طماعين بس والله الروايه حلوه ونبي نخلصها بسرعه لاني تفاعلت وتأثرت فيها :محبط::محبط::محبط:
اسفه لاني أحملج اكثر من طاقتج بس هاذي نتيجه اللي ينزل روايه حلوه الناس كلهم ينطرون ولا تصيرين (..............) :رامبو::رامبو::رامبو:
وشكرا

هيونه المزيونه
24-09-2007, 12:26
شكرا ياحلى shining tears ونحنا في انتظارك ....... لاتتأخري علينا تكفين ....

بحر الامان
24-09-2007, 17:30
ماري الله يعطيك العافيه ويسعد قلبك يارب
اما انتي يا shining tears فا ما ادري وش اقولك
الصراحه اجدتي و ابدعتي
الله يعينك ويقويك

shining tears
24-09-2007, 22:44
اليوم الاخت مفهية
<<<<<<<<<راح تنزل الكم فصلين

*~ الفصل الرابع ~*
نظرت سامنثا من وراء وجه دوغ المدهوش ، فبهرها البريق المتسرب من الباب المفتوح ولكن كان بإمكانها التعرف على الصوت ." آندي ماذا تفعل هنا ؟"
" أفتش عن رفيقتي المفضلة في التزلج . هل ثمة شيء أحسن من ذلك ؟"
عانق آندي بارلو سامنثا ، متخطياً طاولة المحاسبة ، ودار بها في أرجاء الردهة ، وهو لايعلم أن دوغ يحدق بهما.
" ألم أقل لك أنني سوف أراك قريباً ، ياصغيرتي؟"
أجابت وهي تحبس أنفاسها :" اتركني ، أيها المجنون."
" أعطني قبلة كبيرة أولاً حتى أدرك كم افتقدتني."
" لا. لاقبلات . كما أني لم أفتقدك قط."
" عندما تحرك ليحملها من جديد ، قالت له:" حسناً لقد افتقدتك في الواقع قليلاً." لكنه كان من الخطأ منحه فرصة ملائمة . فأحاطها بذراعيه محاولاً تقبيلها بشدة على الرغم من مقاومتها . إلا أنها استطاعت الإفلات من قبضته ، معتبرة ذلك عملاً أخرق.
"حسناً." قال دوغ وهو يتكئ على طاولة المحاسبة :" لا أستغرب معارضتك بإصرار على خطوبتنا."
سألها آندي بنظرات محرجة :" هل أنتما مخطوبان ."
" كلا." أجابت سامنثا :" في الواقع أجل . ولكن الأمر معقد بعض الشيء."
حدقت بدوغ قائلة :" ألم تتأخر عن شيء ما؟"
"آه نعم ، إني ذاهب لتناول الغداء مع آيك."
" ها أنا ذا يا بني." دوى صوت آيك كلايبورن وهو ينزل السلالم ." أعتذر جعلتك تنتظر."
فأجاب دوغ :" لاداعي للأسف . إن ساما كانت على وشك أن تقدمني لصديقها."
" كلا لم أكن لأفعل ذلك." ردت عليه ساما.
مد آندي يده لمصافحة عم دوغ ." إني آندي بارلو."
صافحه آيك مقدماً نفسه . وقبل أن يسأله دوغ : " هل تربطك صلة بستيفن بارلو صاحب شركة بارلو .. إنك تشبهه كثيراً."
هز آندي رأسه قائلاً :" إنه والدي." قال ذلك بخجل وابتسامته المشرقة لاتفارق وجهه." وتابع :" لقد تركت جمع المال لأبي وشقيقي فرايزر ، ومهمتي هي انفاق هذا المال."
فسأله دوغ:" كيف تعرفت على ساما؟"
فردت سامنثا:" وما شأنك في ذلك؟"
فقال آندي :" التزلج هوايتي ، والتقيتها في منحدرات جبال جونغ فرو . وعندما أخبرتني أنها تعمل في فندق في لوتر برونن انتقلت مباشرة إلى هناك."
فقالت سامنثا على الفور :" إلى الفندق."
فقال لها آندي :" لم تكن فكرتي بل فكرتك. وبسبب سوء أحوالي المادية فإني أعمل هنا في أي نوع من العمل لكسب المال."
فتح الباب الأمامي ودخلت منه نسمة باردة. وأطل منه وجه امرأة سمراء، بدا عليها الإنزعاج القوي . وقالت :" آندي ، إننا جائعون هيا أسرع !
" سأتبعك حالاً ، يا صغيرتي ." أغلقت الباب وراءها ، والتفت آندي إلى سامنثا بوجه مكتئب ." إنك لاترضين بأن أكون وحيداً ، أليس كذلك."
فقالت ضاحكة :" لقد فقدت الأمل . من تكون ؟ ابنة أحد الصناعيين العالميين ، أم نجمة سينمائية ، أم بطلة تزلج؟"
" لقد جرحتني . إنها بريس وهي فتاة لطيفة للغاية . يملك والدها فندقاً صغيراً في فايل ، حيث نقيم . إنها بريسي أقل من ساعة من هنا ، لذا

shining tears
24-09-2007, 22:45
سوف أعود." ونظر إلى دوغ وقال لها ، متحدياً :" غداً." وشد سامنثا إليه ." سآخذك الساعة الثامنة والنصف للتزلج . وبإمكاننا التحدث بشأن خطوبتك."
" التاسعة والنصف." قالت له سامنثا بينما إشارة من يده وهو يخرج أفهمتها أنه قد سمعها.
" أرى أن توقيت زيارتي جاء ملائماً." مال آيك كلايبورن مبتسماً لسامنثا ." لم يخبرني دوغ أن الفندق يؤمن الضيافة مثل الإفطار ، تابع وهو يحدق بدوغ ." سأنتظرك في السيارة ، يا بني."
فور إغلاق آيك للباب، قال دوغ لسامنثا :" يبدو أنك تعلمت أشياء إضافية أخرى غير إدارة الفندق."
" لم أكن أعيش في كهف . إذا كان هذا ماترمي إليه ، وهذا ليس من شأنك."
" لا أدري ولكن بصفتي خطيبك..."
" آه لا . إنك تضغط علي ، ولن أكون خطيبتك مهما كلف الأمر . تذكر أني فقط ألعب لعبتك مدعية أني أريد ذلك. ويمكنني الانسحاب متى شئت . واعتقد أنه حان الوقت لاطلاع دافيد على الحقيقة."
" لأجل هذا الشخص ؟ انتظري حتى يعرف أخوك أن من يحوم حول شقيقته هو أنسان مستهتر ."
" أنا واثقة من أن الأمر يشكل صدمة لك . لكن لن أختار أصدقائي على النحو الذي تريده أنت أو أخي ..." اتكأت على طاولة المكتب وتابعت :" ... أظن أن عمك يتضور جوعاً."
اقترب دوغ منها واضعاً يده على كتفها وقال:" هل تحاولين التخلص مني حتى يتسنى لك الاختلاء بنفسك ."
أفلتت منه ، لماذا أفعل ذلك؟"
"لتتساءلي عما يجري بين الأميرة المستاءة وخليلك الثري روميو."
"ليس خليلي ."
" لو سألتني ..."
" لن أفعل ذلك ."
" عليك تعلم بعض الأشياء من بيرسي المستاءة . أراهن أنها تعرف كيف تجعل الرجل يمارس رجولته."
" لاأريد رجلاً غير واثق من نفسه ، حتى يتوجب علي التصرف كالبلهاء وحتى لا أجعله يشعر بالقلق."

shining tears
24-09-2007, 22:46
أجاب دوغ بلا مبالاة :" إنه مجرد اقتراح . أعتقد أنك حقيقة تريدين شخصية أليكس هذه ..."
" اسمه آندي . كما تعرف ذلك جيداً . ولو كنت أريده لقبلت عرضه بالزواج منه مرات متعددة. والآن إذا لم يبق لديك شئ ..."
" كلا ، لا شيء. كنت فقط أثبت لنفسي أن الأمور تجري على مايرام." لم تشأ أن تستوضحه وهو يهم بالخروج . ولم تكن تريد أن تجيبه ، ولكنها سألته :" حسناً. ما الأمور التي تجري على مايرام؟"
كانت الابتسامة التي ارتسمت على وجهه تعبر عن رضاه عن نفسه." في استطاعتي جعلك دوماً تتكلمين بما أريد معرفته. كل ما علي هو ازعاجك وتوجيه الأسئلة المناسبة .عند ذلك لاتقاومين فرصة وضعي في المكان المناسب."
قطبت سامنثا حاجبيها عندما كان دوغ يهم بالخروج ، فلم يرها . إن دوغ لايعرف مكانه إذا لم توقفه عند حده.
نزلت السيدة آردن تحمل سلة غسيل ." أعتقد أني سمعت أصوات رجال."
" إنك على حق . لقد وصل عم دوغ." حملت سامنثا السلة الثقيلة عن والدتها ." لقد ذهب دوغ معه للغداء."
" هذا لطف منه . أعتقد أن دافيد سينظم إليهما." عندما سألت دوغ عما يفعله عمه ، قال إنه لابد أنه يشتري السلع بأسعارباهظة. إنه يرأس الآن مؤتمراً إقليمياً يعالج موضوع الصفقات المهمة . وحيث أن شركة دافيد تشرف على إدارة الملكية المشتركة فإن دافيد صغير لكنه نشيط ومجتهد. أعطت الوالدة ابنتها بعض الأكياس البلاستيكية لتضع الملاآت والمناشف فيها لإرسالها إلى المصبغة.
" أعتقد أن دوغ سيخبر عمه بما يريد معرفته."
ضحكت الأم قائلة :" أشك في أن المعلومات عن أفضل الأماكن لتصوير مجموعات بيكاس الثمينة للسيد كلايبورن."
" مجموعة بيكاس."
" أجل تلك الحيوانات الصغيرة التي تعيش في الأراضي القاحلة."
" أعرفها . ولكن ما سبب تصوير دوغ لها؟"
" إنه يكتب مقالات لمجلة متخصصة بالحياة الطبيعية ، اطلبي منه أن يريك الصور ... كم كان صبوراً. فهذه الحيوانات عند احساسها بأي خطر تنقل الخبر لبعضها البعض فتختفي جميعها . إنها تجمع بعض الأعشاب وتخزنها في أكوام صغيرة تحت الصخور."
" إنك موسوعة متنقلة عن البيكاس."

shining tears
24-09-2007, 22:47
ابتسمت الأم." يمكن أن يكون حماس دوغ معدياً . لقد نصب خيمة أثناء الصيف الماضي وأمضى عدة أسابيع مع مجموعة التقاها عند جيرمان باس ، ووافقوا أخيراً على وجوده بينهم . ونتيجة ذلك كانت صوراً رائعة."
ربطت سامنثا الكيس الأخير ونهضت ." إنه أمر مضحك أن يشترك دوغ في تصوير الطبيعة . إني أتوقع منه أن يكون مديراً لمصرف ، أو محامياً أو سياسياً."
" لماذا؟"
" لاأعرف ، ربما لأنه يبدو دائماً واثقاً من نفسه . إنه من النوع الذي يتمتع بتوجيه الناس وفرض أوامره عليهم لدرجة أنهم يهابونه."
هزت السيدة آردن رأسها قائلة :" أجد أنك تقسين على دوغ . بالتأكيد إنه واثق من نفسه إنه لايحتاج لمن يقول له ذلك . وعلى الانسان أن يجرب قضاء وقت بين أحضان الطبيعة وحيداً كما فعل هو."
" لقد نسيت أنه لايسمح لأحد بأن ينتقد أبناءك."
مسحت الأم وجه ابنتها قائلة :" لكن ، ياصغيرتي ، أعترف أن في امكاني الاعتماد عليك لاخراج دوغ من دوامته."
" إنني لا أفعل ذلك لأجله بل لأجل دافيد وليندا." وقطبت حاجبيها وتابعت :" ما أن يحاول دوغ استغلال طبيعتي الهادئة حتى أنسحب."
" سامنثا آردن ، ليس دوغ من النوع الذي يمكن أن يستغل."
" ليس هذا قصدي . إنني لست متأكدة . أعني أن يتصرف وكأن من حقه أن يحدد لي ما أفعله ، وأين أذهب ، ومن أقابل."
نظرت أمها إليها بفضول ." هل أفهم من هذا أنه قام فعلاً بشيء من هذا القبيل؟"
" حاول ذلك . لكني أوقفته عند حده . قد يكون آندي صديقاً حميماً فقط، ولكن ذلك ليس من شأنه."
" من آندي؟"
" آندي بارلو ، التقيته في لوتر برونن الشتاء الماضي."
" آه . تذكرته . إنه شاب لطيف . أتقد أنه هنا ليمارس التزلج." سألت وفي عينيها نظرة تساؤل وشك.
قالت سامنثا برزانة :" لاشيء غير ذلك ؟ إنه يقيم مع أصدقائه في فايل."
" هذا حسن . هل أفهم أن دوغ التقى آندي ولم يوافق على كونه صديقك."
" دعاه بالمستهتر . لم يؤثر آندي كثيراً على دوغ."
" ربما فعل ذلك . لأن آندي جذاب والطابع الذي في ذقنه أيضاً . كما أن طبعه المتهور المصحوب بابتسامة صبيانية قد يؤثر على دوغ."

shining tears
24-09-2007, 22:47
" إنه صغير بعض الشيء بالنسبة لك ، يا أماه."
" لكنه ليس صغيراً جداً لدرجة تجعله يشعر قليلاً بالغيرة."
" لماذا بحق الله عليه آن يغار من آندي . إذا كان دوغ يغار من أحد فيجب أن يغار من دافيد."
" إنك على حق . تناولت أمها السلة الفارغة ، إن الأمر يبدو مسلياً ، أليس كذلك؟ إن علاقة دوغ بدافيد ما زالت كما هي على الرغم من كونه غارقاً في حب ليندا."
توقفت السيدة آردن عند منتصف الدرج ." ربما تعتقدين أن الغيرة تقتله، لذا يشوب علاقتهما بعض التوتر."
" إنك من يعتقد أن في امكان دوغ اخفاء مشاعره . لكني لا أوافقك الرأي . فهو ، عندما ينظر إلى ليندا ، تبدو على وجهه تلك النظرة المتعطشة . إنه أمر يثير اإشمئزاز." وسكتت برهة ثم استطردت :" أتساءل عما يعني أن يكون المرء يملك جمالاً كجمال ليندا."
" إنه أمر غير مريح كما أعتقد . فالمسألة كأن تكوني ثرية وتتساءلي عند ذلك هل الشخص مهتم بمالك ومظهرك أكثر من اهتمامه بشخصيتك ؟ على كل حال ... ليس من الصعب أن يفتتن المرء بك . ومطاردة آندي لك تؤكد قولي."
لم ترغب سامنثا في إسكات والدتها ، فهي تعتبر من ملاحقة آندي لها انه لايجذبه سوى التجاهل وحب التزلج.
حدقت سامنثا في المرآة فوق طاولةالاستقبال . كان شعرها مجعداً ، ذقنها دقيق التكوين ، فمها واسع ، أنفها عادي . إنها تفاصيل يصعب مقارنتها بتفاصيل وجه ليندا الرائعة.
" أيتها المرآة . أيتها المرآة على الحائط ...
وقع هذه الكلمات أيقظها من هذا التقييم الزائف فالتفتت مدهوشة لترى دوغ يدخل الردهة حاملاً مزلاجين ." ماذا تفعل هنا؟"
" أستعد للذهاب معك ومع بارلو للتلج . أليس من المفروض أن تلتقيه اليوم في التاسعة والنصف؟"
" لا أتذكر أن أحداً سيذهب للزلج معنا."
" ربما نسيت أن تفعلي ذلك ."
قطبت سامنثا حاجبيها واعتبرت ذلك تدخلاً من قبله في خططها لمجرد إثارة غيظها ." كلا لم أنسَ ، وأنت تدرك ذلك . إني ذاهبة للتزلج مع آندي _ كلانا فقط _ وإن كنت تعتقد أني سأتحمل مطاردتك لي ، فأنت مجنون."

shining tears
24-09-2007, 22:48
" لاتعتقدي ذلك . لأنني بصفتي خطيبك ، يمكنني منعك من إقامة علاقة مع رجال آخرين."
إنه ليس بحاجة للإدعاء بأن مايقومان بتمثيله يعطيه الحق بإملاء الأوامر عليها ." وما أفعله ليس من شأنك ، إنني أذهب حيث أشاء ومع من أرغب . وإذا لم يعجبك ذلك فإن الأمر سيان بالنسبة لي . على كل حال لا أريد متابعة هذا الدور ."
" هكذا إذن . إنك تتحكمين بي جيداً . ليس علي أن أفخر بك ... لقد سخرت مني بما فيه الكفاية . إن اهتمامك المؤثر بدافيد ..." تجمدت نظراته " إن امتناعك عن متابعة الخطة هو تصرف ذكي . لدرجة أني نسيت مع من أتعامل."
" لا أدري عم تتكلم ؟"
" لاتقومي بدور البريئة . أنت من خطط لكل هذا . لقد كنت أعمى القلب فلم أدرك أن هذا سيحصل يوماً ما . لقد دفعتني لأقنع دافيد وكل شخص في المدينة أنني غارق في حبك ، وما أن وصل بارلو الذي كنت لا تشكين بقدومه ، حتى خططت للتخلص مني علناً ، وبأسرع وقت ممكن . وهكذا تسجلين هدفاً آخر لصالح سامنثا . ولكن، لسوء الحظ ، إن أكثر شيء يسعدني هو عدم رؤيتك مجدداً . لقد وعدت والدتك ، وسأفسخ خطوبتنا . بمساعدتك أنت."
حدقت سامنثا به ولم تصدق ماسمعت ." إنك أحمق انسان رأيته في حياتي . هل تعتقد حقاً...؟"
" لا أعتقد ، بل متأكد أن عليّ تذكر يوم أقنعتني بزرع القطيفة خارج باب المطبخ لمفاجأة والدتك . حسناً لقد فاجأتها . خاصة أن الجميع باستثنائي كان يعلم حساسيتها ضد الأشياء التافهة."
" كان ذلك منذ تسع سنوات."
" بعض الأشياء لا تتغير ، أليس كذلك؟"
" أنت لم تتغير أبداً ، بالطبع. إنك بغيض وعنيد كما كنت دائماً ، تحب أن يتم كل شيء كما تريد . دوغلاس كلايبورن : أيها الديكتاتور التافه. إن السبب الوحيد الذي لأجله أردت الذهاب للتزلج هو جعلك تدرك أن خطبتك لي لاتعطيك الحق في تغيير حياتي . ليس لدي أية نية لخرق اتفاقنا . سأبقى مخطوبة . لك حتى ترهقني هذه الخطوة . ومن المحتمل أن تفعل بي ذلك ." تناولت بذلة التزلج وحملت مزلاجيها.
" حسناً. اعتبر نفسك قادماً."
" صحيح بحق الشيطان ، إني قادم." تبعها عبر الباب.

shining tears
24-09-2007, 22:49
" يمكنك الاحتفاظ بنقمتك لشخص أكثر سذاجة . إنك لست غاضبة لأني أسأت الحكم عليك ، بل لأنني أفسدت متعتك."
تناولت المزلاجين وربطتهما على سطح سيارته.
" إن إفساد رحلتي هو هاجسك." أغلقت باب السيارة بعنف. ربطت حزام الأمان . ساد الصمت طوال الطريق الموصل إلى منطقة التزلج . وما إن غادرا الموقف . حتى توقفت سامنثا ، والتفتت نحو دوغ لتوضح له أمراً أخيراً.
" إذا حاولت أن تجعل من نفسك سخرية بقيامك بدور الحبيب الغيور ، فهذا ليس من شأني ولكن لاتنتظر أن أشرح لأندي سبب مطاردتك لنا." وكان الضحك جوابه الوحيد . التفتت إليه فوجدته ينظر إلى جميع الاتجاهات وابتسامته جعلتها تدرك أن لاشيء يزعجه . أدارت له ظهرها ، وانتابها شعور بالهزيمة. كان آندي منتظراً عند قاعدة بيك ناين. وتقف بيرسي بجانبه في بذلة تزلج بلون الزهر تناسب جسمها تماماً.
قال دوغ بهدوء :" عظيم جداً. يبدو أن يومنا سيكون ممتعاً أكثر مما توقعت."
وصولهما إلى مكان الانتظار منع سامنثا من إجابة دوغ بالطريقة التي يستحقها. بدلاً من ذلك ابتسمت وحيت الجميع ." هاي."
قبلها آندي بسرعة على وجنتها ." هاي." كانت نظرته إلى دوغ تحمل الإستياء واإذعان. " سامنثا هذه بيرسيلا دنفرز . لم تسمح لي الفرصة بالأمس لأن أقوم بالتعارف بينكما." كما قدم بيرسي لدوغ . أضاف :" إن باقي أعضاء الفرقة يتزلجون في فايل اليوم ، وشعرت بأن بيرسي ستكون وحيدة فدعوتها للإنضمام إلينا." وقد تجنب آندي نظرات سامنثا إليه.
" كلما كان العدد أكبر كان المرح أكثر ." قال دوغ وهو يسأل سامنثا :" ألم تكوني تريدين قول ذلك."
" كلا." ووضعت قبعتها على رأسها.
" لا تهتمي لها ، يا بيرسي . إنها سيئة الخلق دائماً في الصباح."
نظرت بيرسي متسائلة :" هل أنتما صديقان قديمان أو ما شابه؟"
فأجاب دوغ موافقاً:" ما شابه ذلك . إننا مخطوبان."
" أوه . أوه !" توجهت بيرسي بالكلام إلى دوغ ." ساما مخطوبة ، لم أكن أعلم ذلك . هذا أمر رائع . تهانيَّ."
" شكراً . إنني شاب محظوظ ، حتى الآن لايمكنني تصديق ذلك." شعّت ابتسامة منه كبريق الماس. وأضاف بكل صدق. " منذ سنة لم أكن أتصور أنني وسامنثا يمكن أن نصبح عاشقين. قد يصعب عليك تصديق أن سامنثا

shining tears
24-09-2007, 22:50
كانت الشابة الأكثر فساداً في المدينة . لو تعلمين كم تلفهت لإثارتها حتى سقطت أسنانها."
اتسعت ابتسامة بيرسي." إن هذا لايبدو عاطفياً."
ومضت عينا دوغ ." إنه جوهر العاطفة . إنه سهم الحب غير المتوقع . لقد سبق أن اعتبرت سامنثا أكبر شخص مزعج في العالم ." وأخفض صوته ونظر إلى السماء." هكذا كانت ، شعرها غير منظم بسبب النوم ، عيناها تناشدان ، جسدها شبه عارٍ ويداها العاريتان تحيطان بي ..."
" كنت أرتدي معطفاً." أجابت سامنثا باشمئزاز. وهي تحاول أن تضع عصا التزلج على عنقه.
ومن غير أن يعتذر ضحك دوغ ." هكذا كنت إذاً."
وتناول آندي مزلاجيه ." هل سنتكلم أم سنتزلج؟"
عند المصعد توقف دوغ وقال :" اصعدي ، يا سامنثا مع آندي ، إني متأكد أنه متلهف لسماع أخبارك."
وقبل أن تتمكن من المناقشة توجهت بها كرسي المصعد وإلى جانبها آندي نحو الجبال . تنفست بعمق وقالت :" تبدو بيرسي لطيفة."
" لاتبدو عليك الغيرة ." آندي عصا التزلج بيد ووضع يده الأخرى على الكرسي ." حدثيني عن خطوبتك هذه، ثمة شيء غريب في الموضوع." فكرت سامنثا أن تطلع آندي على حقيقة خطوبتها من دوغ ولكن شخصين يتزلجان أخافا غراباً فطار وتبعته العاصفير . إن آندي يطاردها منذ كانا في سويسرا . إنها معجبة به لكنها لاتحبه . والخطوبة من دوغ قد تساعدها على التخلص منه . وإخباره الحقيقة قد يخيب ظنها . فاكتفت بالقول " لا أفهم ما تعنيه."
" لا تفهمين." أخذ يداعب خصلة من شعرها تتدلى تحت القبعة ." إذا كان دوغ غارقاً في حبك فماذا يفعل مع بيرسي وراءنا؟"
" سمعته يقول إنه قد تكون لدينا أشياء نريد التحدث فيها معاً." حتى بالنسبة لها فإن قرار دوغ كان مثيراً للشك . خاصة عندما صمم على المجيء بهدف إعطاء مصداقية لخطوبتهما الزائفة . ولكن ماذا يرمي من ملاحظاته الوقحة؟
" إنه بلا شك يراقبك دائماً."
لم تقاوم سامنثا فكرة النظر إلى الوراء . وعلى الرغم من المسافة الكبيرة بينهما وقد بدا دوغ مسروراً. كان عليها أن تدرك أنه ليس سوى أحمق . من الصعب عليها إخبار آندي بذلك " لم نعلن خطوبتنا منذ وقت طويل."

shining tears
24-09-2007, 22:50
نظر آندي إليها نظرة شك ، ولكن بما أنهما كانا على وشك الوصول لم يقل شيئاً.
تزلج دوغ وبيرسي إلى أن وصلا إلى قمة القاعدة.
كان التزلج هو التسلية المفضلة لسامنثا . إن يوماً من أيام الشتاء الباردة يكون جميلاً وممزوجاً بالمهارة والانتصار ، بفضل التدريب الطويل ، يثير فيها النشاط والانتعاش . هذا في الأيام العادية . أما اليوم فهو مثير للاشمئزاز . لم يكن اللوم عليها بل على دوغ . وصعب عليها توضيح أن ما كان يقوم به دوغ إنما يقصد من ورائه إثارتها.
إن تصرف دوغ كان مخداعاً ، عندما كان دوغ وآندي يتنافسان في التزلج ، أعجب دوغ بمهارة آندي ، وود أن يشرح له كيف استطاع هزيمته. وكان واضحاً أن بيرسي غارقة في حب آندي ولم تهتم لفكرة التنافس مع سامنثا.
كان دوغ يحاول إخفاء أي عمل أحمق ويعامل بيرسي كأخت صغيرة وينهال عليها بالإطراء. وسرعان ما أعجب آندي وبيرسي بابتسامة دوغ وروح النكتة التي يتمتع بها واعتبرت سامنثا أن روح النكتة هذه هي لتي تغيظها.
وكانت تشك في داخلها في أن دوغ ، على الرغم من ابتسامته وإعجابه ، كان يسخر منهم ، ويخفي الضحكة الماكرة لسامنثا . ولإحساسها العميق بالفشل وإساءة التصرف ، أخذت سامنثا نفساً عميقاً بعد أن استراحت وصادف مرور ولدين يتزلجان وكانت تسمع صراخهما المرح يلاحقها عند مكان استراحتها تحت الشمس، والأرانب تترك آثار أقدامها على الثلج ، وسنجاب يحدق بهما ... من شجرة الصنوبر القريبة . ثرثرت بيرسي بجانبها بكلام خارج عن الموضوع ، الثياب الألعاب ، التسلية ، المطاعم ... برقة طبيعية تسرق الأنظار.
وقالت بيرسي :" إنهما يجعلان من التزلج أمراً سهلاً. إن الأمر شبيه بمشاهدة نجمي سينما . إنهما طويلا القامة جميلا المظهر . ألا تحبين الرجل الذي تظهر عليه الرجولة . ويكون قوي البنية والجسم ، ونحيل البدن ورياضياً؟"
ارتعشت قبل أن تلتفت إلى سامنثا ." لابد ان كلاهما رائع في معاملة المرأة . أيهما أفضل؟"
حدقت سامنثا بها غير مصدقة ماتسمعه ، وانضم إليهما دوغ وآندي فجأة . اكتفت من هذه السخافات . وقالت :" إني ذاهبة لحجز طاولة للغداء.إني جائعة ." ودون أن تنتظر جواباً انطلقت وهي تتزلج نحو المطعم.

shining tears
24-09-2007, 22:52
سمعت سامنثا صوت بيرسي تقول :" إن سامنثا متزلجة رائعة ، أليس كذلك ؟ إنها تتزلج كالرجال."
كان وقع هذا الإطراء ثقيلاً على سامنثا التي شعرت بأن فخذيها أصبحتا تشبهات فخذي الرجال، أحست بأنها مصارعة.
تناول الجميع الطعام في المطعم. وأحست سامنثا بأن بيرسي تراقبها. لابد أ ذلك بسبب التلميحات المهينة التي التي أدلى بها دوغ عنها ، مما جعلها تفكر على هذا النحو.
" الآن وقد شعرنا جميعاً بالدفء من منكم جاهز لجولة الخبير من نورث فايس أوف بيك ناين؟" سأل آندي وهو ينظر نظرة تحدٍ إلى دوغ.
فأجاب دوغ :" يبدو الأمر جيداً بالنسبة لي."
أجابت بيرسي :" أنا لاأستطيع . لقد اكتفيت . أفضل السير في بريكنريدج وشراء بعض الحاجيات."
استدار آندي نحو سامنثا التي قالت :" أنا لن أكون معكما . لدي بعض الأعمال أريد القيام بها بعد الظهر." كانت تعتقد أنهما يخططان لمباراة . ولاتريد أن تشاهدهما.
" أعتقد أنك ذهبت للتزلج اليوم." قال آيك كلايبورن وهو يسير في الهواء المنعش.
" لقد فعلت ذلك في الصباح . وعدت لأن لدي بعض الأعمال هنا لأقوم بها."
فقال بصوت يخفي شيئاً من الخيبة :" آوه."
" هل بإمكاني إسداء خدمة لك ، سيد كلايبورن؟"
" نادني آيك . كنت أرغب بفنجان من الشاي."
" بالتأكيد . كل ما تحتاجه موجود في الردهة. أخدم نفسك بنفسك."
عاد آيك بعد دقائق ، وأخذ يحوم حول المكتب ." في الواقع كنت أتساءل إذا كان لديك الكثير من الأعمال ، إذ لا أرغب بتناول الشاي وحيداً."
لم يكن في استطاعتها مساعدته ، لكنها ردت على ابتسامته التي تشبه ، بدرجة كبيرة ، ابتسامة دوغ." في الواقع لست مشغولة كثيراً."
جلسا إلى المائدة وعليها صور الأصدقاء ، لتناول الشاي ." لقد قابلت زوجة دافيد اليوم." قال آيك ، وهو ينظر إلى إحدى الأحاجي بين يديه ." امرأة جميلة . لاأستغرب أن ابن شقيقي كان معجباً بها إلى هذا الحد . نحن آل كلايبورن نتذوق الجمال دائماً."
ركزت سامنثا على الأحجية ." إنك تقول بأن دوغ كان معجباً بها ، وكأنه لن يقع في غرامها فعلاً."

shining tears
24-09-2007, 22:53
" كما أدركت . أن دوغلاس كان يتأمل جمالها عن بعد ، بينما دخل دافيد بينهما وأحبها وهذا لايعني أن دوغ وقع في غرامها. وأنا متأكد من أنه لم يكافح من أجلها."
فقالت سامنثا :" إنه ودافيد أصدقاء."
" إن هذا الأمر لم يوقف أخاك ، أليس كذلك؟"
" حسناً." قال آيك وهو يشعر بالانتصار لتمكنه من وضع قطعة في مكانها . " من الممكن أن تكوني على حق . أنا لا أعرف الجميع كما تعرفينهم . لكن يبدو لي ... أن دافيد أكثر وعياً بينكم ، باستثناء أمك بالطبع." جرب القطعة الأخرى وتابع :" أرى أنها مشغولة كثيراً ، ولا تستطيع مجالسة ضيوفها."
" إن أمي تعتبر هذا الأمر أهم وأمتع شيء . ولكنها الآن في الخارج تتسوق بعض الحاجيات."
" اخبريني قليلاً عن كيفية دخول عائلتك في العمل الفندقي."
" تدرب جدي آردن مع حراس الجبال في مخيم هايل بقرب ليدفيل خلال الحرب العالمية الثانية . وبعد الحرب أحضر العائل إلى هنا لقضاء العطلة . في أواخر الستينات سئِم والدي حياة المدينة فانتقل مع أمي إلى مدينة بريكنريدج . أحبت أمي هذا البيت فاشتراه والدي ، ولأنه كان كبيراً جداً عليهم ، أخذا يؤجران بعض الغرف ويقدمان الفطور. توسعت منطقة التزلج ونمت مدينة بريكنريدج وكبر معها هذا الفندق وتطور إلى أن اكتشف أبي الفيكتوري الثاني ونقله إلى هنا كما هو بعد استصلاحه."
" قال لي دوغ بأن والدك مات لوقوعه عن السطح."
فأردفت قائلة :" كان يعمل على سطح البيت الجديد."
" إن والدتك امرأة رائعة إذ استطاعت إدارة هذا المكان إضافة إلى تربية طفلين."
" قالت دائماً بأنه لم يكن لديها الخيار ، ولكن بعد أن كبرت أدركت كم هي مهمة هذه الأشياء بالنسبة لها." أضافت :" إن أمي مكافحة."
" إنها بالتأكيد من أولئك الذين يقول فيهم المثل . إن العمل يبقي الإنسان شاباً. لم أصدق أبداً أن لديها ولدين شابين . هل هي إهانة لو قلت لك بأنك تشبهين والدتك ، لكنها تتمتع بقوة وفيرة اكتسبتها على طول السنين."
" حسناً . يجب أن أكون كذلك . إن معظم الرجال لا يأخذونني جانباً ليحدثوني عن والدتي."
ضحك آيك ." أستطيع تصديق ذلك . إنه لمن السهل أن أدرك لماذا يخيم بارلو الفقير على باب منزلكم."

shining tears
24-09-2007, 22:54
" إنه لمن الصعب وصف آندي بالفقير ."
" إني لا أعني الفقر المادي . كلانا يدرك أن بارلو يضيع وقته . فالرجل الذي ليس له هدف سوى تمضية الوقت قد يسخر منك أخيراً."
" إنك تعرفني جيداً."
" دوغ وأنا كنا دائماً أوفياء." أجاب على الفور قبل أن يتحدث عن رحلاته إلى أوروبا . كان آيك يضحك على إحدى رحلات سامنثا إلى ألمانيا والتي كانت مليئة بالمخاطر الفكاهية عندما عاد دوغ.
" إن هذا كثير بالنسبة للأعمال الكثيرة التي عليك القيام بها."
قال دوغ ذلك وهو يخص سامنثا بالنظر ثم دخل الغرفة وصب لنفسه كوباً من الشاي.
تمدد آيك على الكرسي وهو يقول :" إنها تعمل . لقد أخبرتها سابقاً أن ما يتوجب عليها القيام به هو مجالستي بعد ظهر اليوم . أين بارلو ؟ هل رميته من أعلى الجبل؟"
قال دوغ :" كانت حبيبته الأخرى بانتظاره بعد إنتهائنا ، وقد ذهبنا إلى المدينة لتناول الطعام وشراء الحاجيات."
" حبيبته الأخرى ؟ علي أن أقول ذلك لبارلو ... فهو لم يطل الإنتظار معك. عليك أن تتعلم منه بعض الدروس." حدق آيك بعيني دوغ وقال :" لاتدعنا في هذا الوقت نؤثر عليك . إني متأكد أن لديك بعض الأعمال."
وضع دوغ فنجانه وقال :" أرجو أن تعذراني ..."
قاطعه آيك قائلاً:" بالتأكيد ، ياولدي . بالتأكيد."
لنتظرت سامنثا خروجه . ورفعت وجهها ضاحكة . وقالت :" أخبرني قليلاً عن العيش في المخاطر . لم أصدق أن دوغ يحتمل هذا المزاح بالقول له ليأخذ بعض الدروس من آندي . إنه لا يسمح لأحد بأن يكلمه بهذه الطريقة . أخبرني ماهو السر."
" لايوجد سر . إنه فقط يحترم النصيحة الصادرة من قريبه العجوز."
نظرت إليه قائلة :" لنضع مسألة العمر جانباً . ما الذي كنت ترمي إليه من إغاظة دوغ ؟"
نظر آيك إليها ببراءة ." لا أحبذ فكرة معاشرة النساء الجميلات."
ولسوء الحظ عاد دوغ وسامنثا تضحك . فاستنتج أنها كانت تسخر منه ، والأسوأ من ذلك أنه عاد لاخبار عمه أن شخصاً يريد محادثته على الهاتف ، فخرج آيك تاركاً إياها وحدها مع دوغ.
فسألها متهكماً:" إنك تتمتعين بوقتك أليس كذلك؟"

shining tears
24-09-2007, 22:55
" من دون شك ." أجابت مبتهجة ." لايمكنني تصديق كم عمك ساحر." حملت أواني الشاي وتوجهت إلى المطبخ.
" على عكسي تماماً . أعتقد أن هذا ما تعنينه ." قال دوغ وهو يتبعها نحو المطبخ.
وضعت سامنثا أواني الشاي في غسالة الصحون ، وتمكنت بصعوبة من أن تقول له :" حسناً ..." هز دوغ رأسه .
" يا لعمي المسكين . لو أنه يدرك نصف ما أعرفه عنك . لكن لاتقلقلي فأنا لا أنوي اطلاعه."
" لماذا ؟ هل يخشى دوغ الصغير أن لايصدق عمه ؟" قالت وهي تقفل باب غسالة الصحون.
" أعرف أنه لن يصدقني. بقد شهدت مرات عديدة الطريقة التي تؤثرين من خلالها في القلوب. لدرجة أن الآخرين يشعرون بأنك ملاك." وضع يداً على الأخرى وأضاف :" ولكن لسوء الحظ فإن هذا لا ينفع معي."
" لكن توجد إغراءات لا تقاوم." واتجهت سامنثا إلى دوغ تحاول تسوية قميصه بنعومة ، ووجهت إليه نظرة إغراء وقالت :" ألا تريدني أن أقوم بذلك ؟"

:) :) :) :)

shining tears
24-09-2007, 22:56
الفصل الخامس :)
:
" لا." أجاب دوغ وهو ما يزال ممسكاً بيدي سامنثا على صدره . " ولكني أرحب بفكرة المحاولة."
تنفست سامنثا عميقاً وهي تنظر إلى الومضات في عينيه . ثم تخلصت من قبضته وأحست بضعف غريب في ركبتيها . إن من عليه الارتباك هو دوغ وليس هي ." لا تهتم ليس لدي الوقت لممارسة ألعابك السخيفة ."
" بل لديك الوقت الكافي ." قال ذلك ودفع بها إلى الكرسي.
" ماذا يعني ذلك ؟"
" لاشيء سوى ذكرى جميلة شغلت ذهني هذا الصباح بينما كنا نتزلج ." وجلس أمامها.
" هل تريد اشركي بها."
" بالطبع ." أجاب دوغ مبتسماً ." إلا أنها ستروق لك."
" حسناً ؟ إني أنتظر."
" أعرف ذلك . وهنا يكمن الموضوع . إليك الوحي الذي أتاني بإيجاز."
قطبت سامنثا حاجبيها مرتبكة . آملة في الوقت نفسه أن يتخلص دوغ من اعتداده بنفسه لأن ابتسامته تغيظها.
وقالت له :" ما علاقة الانتظار بذلك ؟"
" ليس المهم الانتظار. بل من تنتظرين . تنتظرينني. هكذا ستكون حياتنا إلى أن تنسى والدتك الموضوع وتخلصنا من هذه اللعبة السخيفة . إلى ذلك الوقت إنك مضطرة لإنتظار ما آمرك به وفي أي وقت أقوله ." وابتسم ابتسامة ماكرة .
" هذا ما كنت أنتظره منذ اثنتي عشرة سنة . سامنثا آردن تحت سيطرتي."
" فكر بالأمر ملياً. إني أنا من يسدي لك خدمة . وهذا ما يجعلك تحت سيطرتي."
هز دوغ رأسه ." إنك مخطئة . أنت لا تقومين بذلك من أجلي بل من أجل دافيد وليندا ووالدتك. وهذا أمر علي تقبله . إنك مخلصة لعائلتك وتضحين بنفسك لأجل حمايتها. حتى لو اضطررت لمضاجعة رجل."
" لم أضاجعك."
" ماذا فعلنا إذن؟"
" أعني أننا تشاركنا السرير ، لكن لم نفعل ... هذا ما أعنيه ، ولاتدعي أنك لا تفهمه . لم يحصل شيءٌ بيننا تلك الليلة . والسبب الوحيد لبقائي كان دافيد . طالما أنك تعرف حدودك."

shining tears
24-09-2007, 22:57
" كنت دائماً ملتزماً بحدودي معك . لقد أوضحت ذلك منذ أول مرة زرتكم فيها . فقد عاملتني كشخص قادم من تحت الصخور."
فقالت ساخرة :" لاتقل أني جرحت مشاعرك ."
" في الواقع ، هذا ما فعلته . إلا أنك لا تهتمين . كنت ما أزال أصغر من أعرف أن ثمة خطأ في شخصيتي . لقد حاولت قصارى جهدي اجتذابك ، لدرجة أني قدمت لك الهدايا ، لكنك كنت غير قابلة للرشوة . لقد كنت تشكرينني بتهذيب ، لكنه تهذيب مخادع وحقير ، وغير جدير بالتقدير. لقد كبرت بما فيه الكفاية لأكره وجودك إلى جانبي لأنك كنت دائماً تحتقرينني وتعرفين كيفية التخلص مني."
" يالدوغي الصغير المعرض للخطر . كيف لم أشكرك وبشكل مهذب على كل تلك الهدايا وأولها ذلك الكتاب الذي لا يغادر مخيلتي ، وعلى تلك القمصان والجوارب وأقواس الشعر سريعة العطب التي كنت تهديها لي ؟ إنها ملائمة لتسلق الأشجار ولصيد السمك."
" أعنين أني لو أهديتك صنارة لصيد السمك لكان حظي أوفر؟"
نظرت سامنثا ببرود نحو الطاولة :" لا يمكنك شراء اعجابي ولا تقديري حتى لو كان ذلك بمال الدنيا بأسرها . لقد كنت دائماً ألماً في رقبتي ومازلت ." حاولت النهوض ، لكنه أمسكها من رسغها.
" سأكون أكثر من الألم . لأني ..." وشد بأصابعه على معصمها . " ... كما قلت ، عندي قوة ." تفحصها بعينين ساخرتين ." إني أنوي استخدام القوة . لقد تمالكت نفسي لسنوات طوال . إن الوقوف إلى جانب أمك ، أفضل بكثير من رؤية ما يحدث لك . الآن غيرت رأيي . لقد غيرت رأيي . إن لوسي ليست عمياء. إنها تدرك تماماً كم أنت فاسدة."
الهدوء في صوته ملأها بهاجس الشر . انزوت في كرسيها ، وبدأت تحك معصمها الدافئ من أثر قبضته." إني لست ..."
" بل أنت كذلك . إنك تستحقين التوبيخ . إنك كثيرة الغضب تطالبين بالعيش على طريقتك ولابد أن والدتك سئمت من الدفاع عنك."
" ليس عليها القيام بذلك ..." اختفى صوتها عندما ما تذكرت موافقة أمها عنها.
تصريحها المخفق لم يؤثر بدوغ ، إذ بدت على شفتيه ابتسامة ساخرة " في إمكاني أن أضع حداً لعلاقتنا دون أن أعلم أحداً من أهلك ، لكن التسامح معك ربما يكون خطأ فادحاً . ربما أن أمك تصلي طيلة هذه السنوات لكي ألقنك درساً عجزت هي عن تلقينك إياه." مرر يده فوق الطاولة وأمسك ذقنها بشدة ." سوف نرى كيف سيكون ذلك إنتقاماً شيقاً."

shining tears
24-09-2007, 22:58
" نعم ، إنتقام ؟" سمع صدى صوتها في أرجاء المطبخ .
" إنتقام ." ترك ذقنها ، ومسح وجنتها بأصبعه ." بعد سنوات من تحمل الإفتراء والاستخفاف ، أخشى أنه سيكون علينا التعاون ... وسيكون عليك السعي للمصالحة."
توردت وجنتاها . وقالت :" إنك مجنون لو اعتقدت أني أسمح لك ..."
" ستسمحين به . حسناً . ليس لديك خيار آخر . لا نريد شيئاً يسيء للنعيم الزوجي الذي يعيشه دافيد وليندا . أليس كذلك؟ دون أن نذكر التسبب لوالدتك بالحزن." وجاء صوته صارماً.
" إنك غاضب لأننا وضعنا سعادة دافيد في المرتبة الأولى قبل سعادتك .ألم نأسف بما فيه الكفاية لأجلك ؟"
اكفهر وجهه وقال :" ليس لذلك أية علاقة بمشاعري نحو ليندا ."
" لا أستطيع تصديق ما أسمع . فسبب كل ما نحن فيه هو تعلقك الشديد بها ، وعدم قدرتك على كتم حبك الشديد لها ."
ازداد دوغ غضباً . وقال :" إن ملاحظتك فجرت في حياتك مشاكل ما كنت أشك في أنك تستحقينها."
وقفت سامنثا وقالت :" إني في هذه اللحظة أعلن عن فسخ ما يسمى خطوبتنا."
هز دوغ رأسه قائلاً :" كلا . لا يمكنك ذلك . إنك لن تعودي عن كلمتك . قلت لأمك انك ستقومين بدور خطيبتي .كما قلت لي هذا الصباح أنك ستستمرين في اللعبة ولو أدى ذلك لموتك ." وقف دوغ وتوجه نحو الطاولة . وتابع حديثه وهو يواجهها :" هل تذكرين هذا الصباح عندما رفضت أن أرافقك مع صديقك إلى التزلج ؟ لكني فعلت ذلك رغماً عنك ، ألم أفعل؟ لم تستطيعي القيام بشيء لمنعي ، عندما أدركت أني أفرض سلطتي عليك . ليس بإمكانك أن تتحديني . إني أمتلك ..." أمسك بيدها وتابع يقول :" ... إنك لن تستطيعي القيام بأي شيء."
أحست سامنثا بيده القوية تضغط على صدرها ." ذلك ليس سوى ابتزاز ." فضحك بتهكم مما زاد في عصبيتها .
كافحت الرعب المسيطر عليها . إنه على حق . ليس لديها الخيار. خاصة عندما تكون سعادة أخيها متعلقة بتصرفاتها . وبعد أن وعدت أمها القيام بالدور . " لن أنام معك . لن أصل إلى هذا الحد معك ." صرخت في وجهه.
" سأخبر دافيد الحقيقة ." وبمجرد خروج هذه الكلمات أدركت أنها أخطأت خطأ فادحاً . تجمد دوغ في مكانه لدى سماعه هذه الكلمات.
فقال لها :" لا أنوي مضاجعتك رغماً عنك ."

shining tears
24-09-2007, 22:59
فقالت له :" لا ، انني أفترض أنك فقط تحاول تمثيل دور الغبي عليّ."
" لا. إن الأمر هو مجرد إنتقام خاص . بيننا نحن الإثنين ." تمالك نفسه ، وبدأ يداعب خصلات شعرها ." لا أطالب بعقاب علني . يكفيني أن أدرك أن لدي السلطة عليك ، وأن أعرف أنك على علم بذلك ، وأنت تكرهين الأمر. وليس في إستطاعتك القيام بأي شيء لمنع حصول ذلك ." شد خصلة من شعرها بأصبعه واقترب منها أكثر ، وتابع قائلاً :" يكفيني أن أدرك أنك تتلوين كدودة في مهب الريح ."
" لا أصدقك . فكل ذلك غلطتك . وتستغل الموقف للوصول إلى مأربك."
" أعرف . انه ليس عادلاً ، أليس كذلك؟"
" لم أكن أعرف أنك تحب إثارة غضب الآخرين لهذا الحد."
" هناك أشياء كثيرة عني لا تعرفينها . وأول ما عليك تعلمه هو أن تعرفي متى يجب عليك أن تصمتي."
" أنا ..." وعندما رأت عينيه كتمت فوراً ما كانت تود قوله . إن دوغ يحثها على الاعتراض والجدال ، لتعطيه الجرأة على القيام بعمل ما . كانت تعرف حقيقة هذا الأمر.
كان يقف قريباً جداً منها ، وحرارة جسده تغطيها . نظرت إلى بشرته وإلى صدره . أمسكت أنفاسها." لماذا لا يقول شيئاً ؟ يفعل شيئاً؟" وضع إحدى يديه على كتفها والأخرى داخل شعرها.
" لحظة صمت." قال دوغ :" أوه . إنها قوة الابتزاز . ضرب ذقنها بلطف . أعرف أني سأدفع الثمن متى ينتهي الأمر ، لكن ، مهما كان الثمن ، فإن لحظات الانتقام هذه تساوي أكثر."
وطبع قبلة سريعة على شفتيها غير المستجيبتين ." لقد دعانا دافيد إلى العشاء مساء غد ... لا أشك في أنه فعل ذلك ليرينا بعض السعادة التي يعيش فيها . سأمر لآخذك الساعة السادسة والنصف . عليك التصرف بلباقة . إذا كنت تتمتعين بهذه المميزة." قال ذلك وأقفل الباب وراءه.
لم تره سامنثا حتى مجيئه لاصطحابها مساء اليوم التالي. وكانت طيلة الأربع والعشرين ساعة التالية تفكر بالأمر الذي أجبرها دوغ عليه . محاولة التوصل إلى طريقة تخلصها منه ، لكنها لم تجدها.
" إنها لا تستطيع إخبار أمها بشيء... إذ أنها ستضحك فقط ، وتقول إن سامنثا أساءت فهم ما يرمي إليه دوغ . حتى لو أن والدتها استجوبته ، لأقنعها أن سامنثا لا تفعل سوى القيام بدورها . كما أن إخبار دافيد أمر مستحيل . الشيء الوحيد الذي في استطاعتها إخباره هي الحقيقة . وإذا استطاعت إخبار دافيد بالحقيقة ، فلن تكون بهذه الورطة بعد ذلك

shining tears
24-09-2007, 23:00
ليس لديها شك في أن دوغ مصمم على جعل حياتها جحيماً. الانتقام واقع ، لا محالة . كما لو أن الإفتراء والإزدراء اللذين وجهتهما له خلال الإثنتي عشرة سنة الماضية قد عادا للظهور. إنه يتدخل دائماً بما لايعنيه . إنه يحظى بتقدير والدتها وأخيها ، ويخدعهما بشخصيته المزيفة . إنه يمعن في خداعها بنجاح لدرجة أنهما لن يصدقا أنه يبتزها.
الابتزاز . كلمة تافهة . لفعل ماذا ؟ ليس للسرير. هو قال ذلك . لا . إنه لا يذهب إلى هذه الدرجة . لا يهمها تصريحه ، إنها لا تعرف عنه سوى القليل ، لكن ذلك يكفي لتدرك أنه لن يؤذيها جسدياً، أو يفعل شيئاً يسيء إلى دافيد أو إلى أمها.
هناك شخص واحد يريد دوغ تحقيره . هذا الإقتناع أتى من تفكيرها . ربما يكون دوغ قد وضع قواعد اللعبة . لكن هذا لا يعني إطلاقاً أن سامنثا ستتركه يربح اللعبة.
" على الأقل ، إنك جاهزة في الوقت المناسب ." كان هذا كل ما قاله وهو يفتح الباب الخلفي.
خرجت سامنثا قبل أن يتمكن من الدخول ." لمأكن متأكدة كم من الوقت يلزمك لاعطائي تعليماتي لهذه الليلة ." أحست بنظرته السريعة قبل أن تراها.
" أن أثق بك عندما تكونين مطيعة . ماذا تخبئين وراء هذا اللطف ؟"
كتمت ضحكتها لاختياره الكلمات المناسبة . نظرت مباشرة في الظلام وقالت :" ماذا يمكن أن أخبئ؟ لابد أنك أدركت أنك وضعتني في الزاوية . فليس لدي أي خيار سوى القيام بما تقوله."
" ضمن الحدود ، طبعاً."
" طبعاً. والآن ماذا بخصوص هذه الليلة ...؟ أتريدني أن أجلس إلى جانبك وأتلهف لكل كلمة تنطق بها ، أو عليّ أن أتظاهر بالخجل وأقبلك عندما أعتقد أن لاأحد ينظر إليَّ؟ وهل عليَّ أن أتحدث عن إطرائك لليندا ، وأشكر دافيد لأنه اصطحبك إلى منزلنا ؟ هل عليّ أن أوافقك الرأي في كل ما تقوله . وهل تسمح لي من وقت لآخر أن أبدي رأيي؟"
" لدي شعور بأن لديك الكثير من الأفكار الخاصة بك ."
" هل أنت مشغول البال؟"
" كلما كنت لطيفة أكون غير مطمئن لك ."
توجها إلى منزل دافيد وليندا الجديد في المدينة. كانت أضواء الشوارع خلفهما ويبدو خلالها ظل وجه دوغ ." إن نصيحتي الوحيدة أن تتصرفي بطريقة لبقة لا تثير الشك بمسألة خطوبتنا."

shining tears
24-09-2007, 23:00
" أعدك بذلك."
" من الممكن أن أقول أي شيء عنك ، أعرف أنني لا أستطيع الوثوق بك."
شعرت سامنثا بالذنب ، وعادت بالذكريات إلى تصرف دوغ في اليوم السابق حين أبعدت كل الظنون. إنه يستحق ماكان يحصل له.
ساعدها دافيد على خلع معطفها ." ألا تخشين أن تصابي بمرضٍ في الرئة؟"
" آه دافيد ، لاتلعب دور الأخ الأكبر. إنني أرتدي هذا الثوب لأجل دوغ." قالت ذلك وهي تحاول كتم ضحكتها بسبب النظرة التي بدت على وجه دوغ ." إنها المرة الأولى التي يرى فيها هذا الثوب المرجاني . إنها متأكدة من أنه يستفيد من فتحة العنق المتسعة بشكل مثلث." عبثت بالأوراق الذهبية المتدلية من سلسلة الرداء الطويلة ." ما رأيك ."
فقال دوغ :" ألا تريدين أن تعرفي ؟"
" أعتقد أنه رائع . إنه تصميمباريسي."
التفتت سامنثا . كانت ليندا تقف على باب المطبخ ، ترتدي مئزراً مخرماً فوق فستان أؤرجواني ، وكانت تضحك." إن كل ما استطعت شراءه من باريس هو بعض الصابون." قدمت سامنثا إلى ليندا باقة من القرنفل الزهري. اختفى الإحراج عندما شهقت ليندا من رؤية الزهور.
قدم دوغ زجاجة من الشراب ودخلا إلى المطبخ وفتح دوغ الزجاجة ، وقدم كأساً لكل منهم." نخب الحياة الزوجية."
داتجهت سامنثا بسرعة إلى جانب دوغ . " لاتستعجل الأمر ، يا أخي العزيز . أريد أن أتمتع بخطوبة طويلة . فالكل يعلم أن المرأة ما أن تتزوج حتى تتنازل عن الكثير من حقوقها."
أمسك دافيد معصم زوجته ." هل الأمر كذلك ؟ هل تشعرين بأي ازعاج ، يا سيدة آردن؟"
" كلا." توردت وجنتاها من الحرارة أو ربما من الإحراج.
كان دوغ ينظر في كأسه ، عندما وضعت سامنثا يدها في يده." إننا ننتظر من دافيد أن يكشف لنا عن انطباعه الحقيقي . لكننا لن نكثر عليه من الأسئلة، هل سنفعل ذلك ، يا دوغ ؟" اتكأت على كتفه وكشفت عن جسدها لتتأكد من أنه ينظر إلى أكبربقعة ممكنة منه ." هل تعتقد أن علينا أن نحذر ليندا من عادة دافيد في أنه يرمي جواربه أينما كان؟"
ضحك دافيد ." هل يدرك كل منكما مميزات الآخر ؟ على الرغم من أكما تعرفان بعضكما البعض منذ زمن ، فلا توجد مفاجآت."

shining tears
24-09-2007, 23:03
" آمل أن تكون على خطأ." لحقت سامنثا بالآخرين إلى غرفة الطعام لتناول العشاء . " يبدو هذا رائعاً." كان دوغ يمسك لها الكرسي ، وما أن جلست حتى وضعت أصابعها على وجنته ." شكراً لك ، يا عزيزي."
وضع يده فوق كتفها بقوة." لا أعتقد أنك بحاجة للقلق من غبائك ." ثم مال نحو أذنها وهمس." لو كنت مكانك ... لكنت قلقاً من أشياء أخرى."
ابتسمت سامنثا له بسذاجة . ثم تحولت للتحدث عن العشاء اللذيذ . كانت الملاحظات تدور حول محاولة دافيد طهو الفطائر المحلاة ، وأسباب فشله في ذلك. وتحادثوا كثيراً. كانت سامنثا مسرورة جداً لأن دوغ كان ينهي أحاديثه دون أي إشارة إلى أن المرأة التي يحبها متزوجة من الرجل الذي يجلس على رأس الطاولة.
كان دافيد يحق بزوجته عندما اقتربت منه لتناول طبقاً. ابتسمت له . شع الحب في عينيها الرماديتين. وضع يده بلطف على مؤخرة رجلها . أحست سامنثا أن دافيد وزوجته قد نسيا وجودها ودوغ كلياً.
حدقت سامنثا بدوغ . وجدته ينظر إلى ليندا ودافيد نظرة أدركت معها فشل دوغ في التخلص من مشاعره الحقيقية.
اتجهت سامنثا بسرعة باتجاه دوغ ، وهي تتناول طبقها بسرعة ونجحت في الإرتطام بكأسه المليء بالماء البارد.
فانسكب على بنطاله . أرجع دوغ كرسيه بسرعة إلى الوراء ، وهو يحدق بسامنثا غاضباً.
" آه . لا!" تناولت منديلاً وحاولت أن تنشف البنطال.
فانتزع المنديل من يدها ." أنا سأفعل ذلك ."
استعادت سامنثا المنديل من يده ومالت لتمسح الماء عن بنطاله ." أنا آسفة جداً."
" أيه . سوف ..." تحولت ملاحظته اللاذعة إلى صوت مخنوق.
نظرت سامنثا إليه بدهشة . فوجدت عينيه تنظران إلى صدرها . لقد نجحت في لفت نظر دوغ عن دافيد وليندا .
ابتلعت قهقهته العصبية ، ومالت ناحيته ، وبدأت تمسح نقاط الماء الوهمية عن كتفه ." أعتقد أنني أنهيت المهمة."
أمسك دوغ بمعصمها . أبعدها عنه قائلاً بغضب :" بالنسبة للآن ، حسناً. وسوف أهتم بالباقي لاحقاً."
لم يخطر ببال سامنثا أنه يقصد شيئاً غير الماء . قبل أ ينفجر غضبه . أضافت قائلة :" أعتقد أنه من الأفضل لنا أن نتمنى لكما ليلة سعيدة ، وذلك

shining tears
24-09-2007, 23:04
ليتسنى لدوغ ، العودة إلى المنزل ... لتجفيف ثيابه." كان من لواضح أن المرح الذي يبدو في عينيها كان يزيد من غضب دوغ .
ودّعت سامنثا الجميع . كان الصمت مخيماً طوال الطريق إلى الفندق ر. وكانت متأكدة من أن دوغ سيناقش معها الموضوع.
لحقها إلى المطبخ وقال لها بصوت لا يسمح بالرفض:" سأتناول قهوتي الآن . بينما تشرحين لي السبب الذي لأجله سكبت عليّ المياه المثلجة."
وضعت سامنثا كوب القهوة على النار لتسخينه ." كنت تبدو وكأنك بحاجة إلى دوش بارد . حقيقةً ،يا دوغ ،إذا كنت لا تستطيع رفع عينيك عن ليندا فلماذا لا تبقى بعيداً عنها لفترة ؟ لقد كان في استطاعتك تقديم الاعتذار عن عشاء الليلة لأي سبب . لقد سئمت الجري وراءك للتدخل." ناولته كوب القهوة.
رجع دوغ في كرسيه إلى الوراء ، لف أصابعه حول الفنجان . كان يحدق بسامنثا وهي جالسة أمامه ." إنك مملة ." قالها وكأنه يختبر الكلمة ." لا . لا أعتقد أن الليلة كانت مملة . فرداؤك على سبيل المثال ... هل تسمين السير في المدينة شبه عارية أمراً مملاً."
" كيف تجرؤ على القول نني كنت شبه عارية ، علماً بأن للرداء أكماماً طويلة ؟"
" لابد أنهم استعملوا جميع القماش الذي لديهم لصنع هذه الأكمام ، فلم يتبقَ شيء لتغطية الصدر.هذا دون أن أذكر مقاس الرداء . لابد أنه أصغر من مقاسك بثلاث مرات ."
" إني آسفة إذا كان لم يعجبك . كنت فقط أقوم بلعب دور المرأة التي ترتدي ثياباً مثيرة لتعجب زوجها."
" لم أقل أنه لا يعجبني ." واقترب منها ." لقد تركت شيئاً واحداً بعيداً عن حساباتك ."ووضع يديه فوق كتفيها ثم أوقفها عن الكرسي وجعلها في مواجهته.
" الحسابات؟" بدا السؤال بريئاً أكثر مما هو إدانة ، ورأت الشعاع القاتم في عينيه.
وقال :" إني لم أخلق بالأمس . اعتقدت أن نظراتك المعذبة ووجنتيك الصغيرتين الناعمتين الدافئتين ..." ومرّ بإصبعه الدافئ عبر رقبتها العارية إلى أن وصل إلى آخر فتحة عنق الثوب المثلثة " ... وشفتيك المغريتين كادت تجعلني أصرخ بالاتجاه المعاكس . هل فكرت أنه لربما ..."
وضع فمه على أذنها " ... شيء كهذا قد يكون له تأثير معاكس تماماً؟"
" لا، أنا ..."

shining tears
24-09-2007, 23:04
" أم أنك استمتعت بما تشاركنا فيه في تلك الليلة قبل زواج دافيد ؟"
" كلا ." أغمضت عينيها بهدوء ، بينما كان يطبع قبلة دافئة على رقبتها . كانت في خطر الوقوع تحت تأثير عاطفته الجياشة . كانت شفتاه تذيبان عظامها . إرتبك تفكيرها بسبب الإثارة . كان دوغ يدفعها قاصداً الثأر منها عما حصل الليلة . إنها تعرف ذلك . وعلى الرغم من ...
" إنه لمن الصعب تصديق أن سامنثا التي كانت تتسلق الأشجار ، هي التي توافيني بعطرها الفواح كلما تحركت ، لدرجة أنني أريد أن أدفن وجهي هنا ..." وأشار بإصبعه إلى نهديها وبدأ برسم دوائر أكثر إتساعاً عليهما.
أمسكت سامنثا يده وشدتها بهدوء نحوها . لم يقاومها. كانت تتساءل عما إذا كان هذا تصوراً أم أنها فعلاً تشعر بقلبها ينبض عبر يده.
" كان عليّ التذكر أن بعض الأمور يمكن البدء فيها دون توقف."
حدقت به سامنثا ." إذا كان هذا اعتذاراً لهجومك عليّ ، فإنه شيء تنقصه البراعة."
" أنت شيء آه." أجاب دوغ مبتسماً ." في استطاعتي في غضون دقائق ، أن أنالك على أرض المطبخ ، ولكن هذا يعلمك كيف تسيطرين على لسانك بالطبع لا . لماذا عليّ أن أعتذر؟ ليس لسبب ما حصل . إنك تستمتعين به مثلي أنا . لاتحاولي إقناعي العكس. إنك لا تستطيعين ذلك ." دفع بها إلى الكرسي ." أعتقد أنه حان الوقت لعقد هدنة."
" هل هذا يعني أنك أدركت أخيراً أنني الشخص المسيطر هنا ، وليس أنت ؟"
" إذا كانت هذه فكرتك عن السيطرة ، فليساعدنا الله جميعاً. اننا هنا بحاجة إلى هدنة، لأن استمرارنا في القتال ..." وشدد على كلمة القتال." على هذا النحو . قد يدفع أمك للتخطيط لتزويجنا قسراً."
" أوه ."
" أوه." قالها مقلداً لها . وضع مرفقيه على الطاولة أمامها ." إليك الإتفاق . أتراجع أنا عن قوتي وأنت تبدئين في ارتداء الثياب المحتشمة . إنك تفهمين ما أقصد ." ونظر إليها سريعاً ." كي لا تجد والدتك سبباً لهذا . ستكون تصرفاتنا ، فيما بيننا ، عادية عندما يكون دافيد وليندا غير متواجدين ، ونكون متحابين . عند وجودهما . تلاحظين أني قلت متحابين ولم أقل مثيرين ومغريين."
اتسعت عينا سامنثا ." ولماذا ، دوغلاس ، تحاول إغوائي؟"
" سامنثا !"

shining tears
24-09-2007, 23:05
تراجعت عندما أحست بنبرة التهديد في صوته ." آه . حسناً إذا وعدتني بحسن التصرف سأفرد جناحيَّ."
" لايوجد شخص يشبه الملائكة مثلك الآن."
" إذا لم يكن في استطاعتي التجاوب معك فهذا لايعني أن في مقدورك الاستهزاء بي."
" حسناً. سيحتفظ كلانا بملاحظاته لنفسه ."
فقالت سامنثا :" بل يجب علينا التحكم بألسنتنا."
رفع دوغ فنجان القهوة ." نخب السلام ." وشرب كوبه بكامله .ثم وضع الفنجان على الطاولة ووقف ." تصبحين على خير."
حدقت به ثم نظرت إلى الطاولة ." دوغ ، هل في إمكاني أن أسألك سؤالاً واحداً؟"
" أجل . لكنني لا أعدك بالإجابة عنه."
" كيفغ تكون مغرماً بليندا وتقبلني بهذا الشكل ؟"
" لاتوجد علاقة بين الأمرين . ليندا ... هي ليندا . وأنت ترتدين ثوباً مثيراً جداً . فماذا يحصل ، عادةً ، عندما تلبسينه؟"
" لم أفكر يوماً بارتدائه . كما سبق وقلت . إنه الزي غيرالمناسب لمتسلقة الأشجار."
" لاأصدق أني قلت شيئاً كهذا ." انحنى دوغ وقبل أنفها .
" على كل حال لقد تغيرت كلياً بطلة تسلق الأشجار عما كانت في تلك الأيام."
" لكني لا أزال أتسلق الأشجار." لم تعرف سامنثا لِمَ كان عليها إخباره بذلك.
اكفهر وجه دوغ ." لم أفاجأ قط ."
كانت أفكار سامنثا بعيدة عن رائحة البخار التي تتصاعد من الفطائر التي كانت تخرجها من الفرن . هدنة . هل من الممكن أن تهدأ حرب بدأت منذ أكثر من عشر سنوات ، في ليلة واحدة ؟ كانت تشك في ذلك قليلاً . إن كل النوايا الحسنة لن تحسن الأمور إذا عاد دوغ إلى تكبره الطبيعي . إلى أنانيته ، وتصرفه السيئ . وابتدأت الشكوك تراودها . إنها تتوقع حصول كارثة ، وتلوم دوغ لخرقه الهدنة . إنها لم تره منذ عقد اتفاقية الليلة الماضية . هذا يعني أنه يصعب عليه التخلي عم عادة كرهه لها . وضعت القماش المطرز حول الفطائر . لم يقل دوغ أن عليهما أن يتحابا . كل ما عليهما فعله هو تجنب السلوك الذي كان دوماً يؤدي إلى خلافاتهما . بالتأكيد إنهما ناضجان بما فيه الكفاية لذلك ؟

shining tears
24-09-2007, 23:06
" سامنثا هل ستضيعين وقتك باللعب بالخبز طوال اليوم . كنت أتمنى أن ترتاح والدتك قليلاً منذ عودتك إلى المنزل." قالت ماري وهي تنظر إلى الفرن ." إنها لاتبدو بحالة جيدة هذا الصباح."
أخذت سامنثا الخبز إلى غرفة الطعام وهي تفكر بأمها.
لقد مضى وقت طويل وماري تعمل في الفندق ، لذا فإنها تعرف السيدة آردن حق المعرفة ، وإذا قالت ماري إن هناكشيئاً ليس على ما يرام ... لقد بدت أمها شاحبة هذا الصباح . توجهت سامنثاإلى والدتها تسألها :" هل أنت على ما يرام ؟"
" إني تعبة فقط ." فركت السيدة آردن رقبتها من الوراء.
" يبدو أنني نمت بوضع غير مريح الليلة الماضية . إن كتفيّ ورقبتي تؤلمني قليلاً .هذا كل مافي الأمر."
" لِمَ لا تجلسين وترتاحين قليلاً؟ إنني ، وماري ، سنقدم الفطور."
هزت أمها رأسها وهي تقول :" في ما بعد ."
وهذا يعني ، أبداً على الإطلاق . لايبدو كل شيء أنه يسير على ما يرام . نظرت سامنثا في أرجاء الغرفة الواسعة . كانت قطعة الأثاث المصنوعة من خشب السنديان ، والمنقوشة ، والتي كانت بموازاة الحائط ، تتناسب مع شكل البيت الفكتوري ، بينما أوراق الجدران تؤمن ستارة تعلق عليها جميع صور العصافير والنباتات التي جمعتها والدتها.
وأواني الخزف التي تعتبر من ميراث العائلة ، موضوعة على مدفأة من الرخام تتوهج بنيرانها . ويوجد حوالي اثني عشر شخصاً جالسين حول الطاولات الصغيرة المغطاة بالأغطية الوردية .
كان آيك كلايبورن جالساً حول طاولة معدة لشخصين.
" لاأعتقد أن في إمكانك الانضمام إليَّ." قال لسامنثا وهي تضع سلة الفطائر على طاولته.
ومضت عينا سامنثا حين خطرت لها فكرة ." هل تسدي لي خدمة ؟ أدعُ والدتي لتناول الإفطار معك لكن دون أن تعلمها أني اقترحت ذلك ، بطريقة لاتستطيع معها الرفض."
وأضافت :" انها تبدو تعبة هذا الصباح . لكني لاأستطيع إجبارها على الراحة ولو لدقيقة واحدة." عندما طأطأ رأسه ، نادت امها " إن السيد كلايبورن يتذمر من تناول الإفطار وحيداً."
ضحكت السيدة آردن ." حسناً . ليس في إمكاننا ترك ضيوفنا منزعجين . لماذا لا تنضمين إليه ، يا سامنثا؟"

shining tears
24-09-2007, 23:07
فابتسم السيد كلايبورن للسيدة آردن ." أتعلمين ، يا لوسي ... إنك لاتمانعين إذا دعوتك باسمك ، كما يفعل ابن شقيقي ، أليس كذلك ؟ ... إن رجلاً في مثل مركزي اعتاد التعامل مع النخبة . فلماذا علي تناول الإفطار مع موظف ، حتى لو كان محبباً مثل ابنتك ، بينما في استطاعتي عمل ذلك مع المدير ؟" وسحب الكرسي الأخرى ، وقال :" خاصة عندما يكون المدير جذاباً على هذا النحو ."
" هل تحصل دائماً على ماتريده ، سيد كلايبورن؟" سألته السيدة آردن وهي تجلس على الكرسي .
لم تصدق سامنثا أن الأمر كان بهذه السهولة . وبينما كانت تحمل قطع اللحم من الفرن إلى الطاولات ، دهشت لرؤية والدتها تضحك ، وتتمتع بالحديث مع السيد آيك كلايبورن . ليس لأن والدتها ليست مضيفة رائعة ، بل لأنها اعتادت على التأكد من أن كل شيء ، يسير على ما يرام في غرفة الطعام . لم تفكر سامنثا أبداً أن هذا التقصير من أمها عن الاهتمام بالفندق عائد لثقتها بابنتها. وعندما عادت سامنثا إلى المطبخ لإحضار أطباق التفاح المطبوخ أخبرت ماري بشكوكها.
" لِمَ لا؟ إن مظهر أمك جميل . وقد مضى وقت طويل على وفاة والدك لقد حان الوقت لأن تجد شخصاً آخر ." نظرت ماري إلى سامنثا قائلة :" لاتقولي إنك تعترضين على ذلك ؟"
" لا. بالطبع لا . " أخذت أطباق التفاح وعادت لتخبر ماري بما يحصل ." أعتقد أنه يقنعها بقضاء النهار معه ." نشفت سامنثا المقلاة التي ناولتها لها ماري . ودون وعي قالت ." أتعلمين أنه لم يخطر ببالي أن والدتي ، حقاً ، تحتاج لشخص آخر."
" ربما لم تكن كذلك في السابق . لكن الآن بعد زواج دافيد ، وأنت على وشك ذلك . إن دوغ تحت قدميك منذ زواج دافيد."
" إن دوغ دائماً على هذه الحال."
هزت ماري رأسها قائلة :" حسناً. لا تخبريني ولكن لدي عينان في رأسي . إن التفكير بك وبدوغ شغل تفكيري كثيراً خلال السنوات الماضية ."
" أنا ودوغ ؟ لطالما كرهنا بعضنا ."
" إذاً ، فاليوم تتوقفين عن الإشمئزاز منه ، سأقلق ، لو كنت مكانك . إنك بحاجة لشيء لينقذك من الإهمال . إذا لم تكوني حذرة ، فقد يكون الحب."

shining tears
24-09-2007, 23:09
هذي الفصلين والباقي صبر شوي وانزل السادس
مشكورين على الردود

ورده قايين
24-09-2007, 23:47
shining tears اشكرك على مجهودك المميز وأشكر كل من ساهمت بأستمرار هذا المشروع الذي لولاكن ما استمر ولم نقرأ هذه الروايات الممتعه 000تحياتي للجميع 00

بحر الامان
25-09-2007, 00:05
مرحبا ورده يا احلى ورده
الحمد لله على السلامه
عقبال ما ترجع لموسه و lovely sky وبقيه الاعضاء

shining tears
25-09-2007, 00:10
يا هلا مرحب نورت الصفحة اخير
وردة قايين ترد علي كذا والله والله كثير علي
انا كنت قبل اخجل من تشجيعكم الي بس الحين مدري وين اختفي صرت مابان
بحر الامان شكرا لتشجيعك
والحمد الله على السلامة وردة قايين وعقبال الباقي
<<<<<<<< رجعت من السفر ومحد رحب بها اهئ اهئ
امزح
انشاء الله الكل يرجع بسلامة ومشكورين

shining tears
25-09-2007, 00:40
هذا الفصل السادس للسحور
كنت بنزله بكرة بليل بس صرت سريعة وبنزلة الحين <<<<<<<ماشاء الله عليها لحد يحسدها
باقي ثلاث فصول هي هي محد قدي :)

shining tears
25-09-2007, 00:41
الفصل السادس
الحب . هي ودوغ ؟ قد تكون ماري أفضل طباخة في بلاد الساميت ، ولكنها لا تستطيع اصدار أحكام عندما يتعلق الأمر بطبيعة إنسانية . بعد ساعات كانت الفكرة ما تزال سخيفة . وضعت سامنثا الطعام للعاصفير ، ورمت بذور دوار الشمس على الثلج في الباحة الخلفية . كان النسيم بارداً والغيوم تحمل معها الثلوج وتحجب الرؤيا عن أعالي الجبال . بدأ الثلج يتساقط ، ومن حسن حظها أن أمها لم تكن في الجوار لتراها في الخارج تقف تحت الثلج من دون معطف . سبب غياب أمها جعلها تبتسم . لم يلبِ آيك كلايبورن طلب سامنثا فقط بل أيضاً نجح في اختطافها من الفندق لتناول الغذاء والقيام بنزهة ، كانت أمها في أشد الحاجة إليها . لم يعجبها منظر أمها في الصباح مثل ماري . حان الوقت لتقوم السيدة آردن بفحوصات طبية شاملة ... هذا إذا تمكنت سامنثا من اقناعها بالذهاب إلى الطبيب.
" سامنثا!"
هذا الصوت جعلها تدرك أن دوغ قد ناداها لأكثر من مرة التفتت إلى الأعلى فوجدت دوغ واقفاً على شرفة الطابق الثاني ." ماذا تريد؟"
" أوقفي عملك وانتظريني حيث أنت ." دخل غرفته وهو يقول :" لاتبدلي ملابسك ." واختفى عن الشرفة.
أصدر ثلاثة أوامر في بضع ثوانٍ . وقد وعدها بالأمس أن يتنازل عن تسلطه وهو الآن يملي عليها الأوامر ، متوقعاً أن تقوم بتلبية طلباته دون تفسير . نظرت إلى الجينز الذي ترتديه وإلى كنزتها بلون الكريم . لماذا أمرها بعدم تبديل ملابسها ؟ ولم عليها أن تفعل ذلك ؟ إذا كان هذا يعود لقرارات الليلة الماضية فيجب إعلامه بما تفكر به تماماً حول ما يسميه بالهدنة.
" أتريد التقاط صورة لي ؟" سألته بتعجب ، بعد بضع دقائق ، عندما كان يثبت آلة التصوير.
طأطأ رأسه ." كنت أفكر بهدية عيد الميلاد للوسي عندما رأيتك في الخارج وتحت الثلج ... فقلت لنفسي ، وجدتها . سألتقط لك صورة تحت الثلج."
" إنك قريبة بشكل كاف." كلن يحمل مظلة فوق آلة التصوير . انحنى ونظر عبر العدسة ." هيا تابعي ، وأنهي طعام العصافير ."
" لن تلتقط لي صورة لي الآن . فشعري غير منظم ."

shining tears
25-09-2007, 00:43
" تبدين جميلة !"
" إذا لم تكن تلاحظ ، فإن الثلج يتناثر هنا."
" هكذا أفضل . الخلفية بيضاء ، الثلج أبيض ، الثياب بيضاء ، وفي الوسط وجهك ." وعاد إلى آلة التصوير . " تجاهلي ذلك ."
" تقصد أن أتجاهل حماية نفسي من المطر تحت المظلة وأنا أتجمد حتى الموت وسط هذه العاصفة الثلجية المخيفة ."
" لاتكوني كالأطفال . أديري وجهك ناحية اليسار قليلاً."
انحنى ومسح وجنتها بمنديله ." إني أستعمل المظلة لأحمي آلة التصوير من البلل ."
" أتمنى أن تكون الصورة مذهلة لتجعل موتي بمرض الرئة ذا شأن."
" تفائلي قليلاً . فكري بشيء مسلٍ."
" لاأستطيع التفكير بسوى فنجان ساخن من الشوكولا ومعه قنينة ماء ساخنة ."
" ماذابالنسبة لتلك المرة حين أخبرت الفتاة التي اتصلت بي أنني ذهبت إلى السينما مع لوسي ؟"
" ولكنك كنت فعلاً في السينما ."
" أجل . لكنك لم تكلفي نفسك عناء إخبارها بأن لوسي والدتك ووالدة دافيد. فاعتقدت سالي أني أعبث معها ومع غيرها في الوقت نفسه."
" كيف كان لي أن أعرف أنك تضرب مواعيد لنساء يغرن ويتشككن ؟" ولم تتمكن من اخفاء ضحكتها . " أخبرني دافيد أنها رمتك بالمصباح عند عودتك إلى المدرسة . أعتقد أن ذلك أثار ندمي."
" خطأ دافيد ، أنه يعتبرك جيده مثله."
" إن دافيد عصامي . أما أنا فلا أدَّعي ذلك ."
" تقصدين أنك لم تنجحي في خداع أحد قط . أتذكرين ذلك الوقت حين حاولت فيه إقناعي أن توم يصرخ في الخارج وذهبت مسرعاً للإمساك به . لقد إدعيت ذلك فقط لأنك أردت الكرسي الذي أجلس عليه."
" لقد كان الكرسي الأكثر راحة . نسيت ذلك . إنك كنت غاضباً."
" لديك ذاكرة قوية . والآن فكري بالقبل ."
" القبل ." نظرت إليه بارتباك.
" قبل قوية ، مثيرة ." قالها وضحك . " لا تقولي لي أنك لا تحبين هذا النوع من القبل . لن أصدقك أبداً . ليس بعد ما حصل ليلة الأمس."
وبشكل لا إرادي ، تراءت لها صورة عن ليلة الأمس ، بينما لمع ضوء آلة التصوير .

shining tears
25-09-2007, 00:43
" أرى أنك تعرفين ما أقصد ." وأضاف :" انتظري هنا ."
أخذ الكاميرا ودخل غرفته ، وعاد سريعاً ممسكاً بمنشفة كبيرة بدلاً من آلة التصوير . وعندما حاولت سامنثا أخذها أعادها إلى الوراء قائلاً :" أنا من سيفعل ذلك . سأحاول مسح الماء والثلج عن وجهك."
وجهها تورد ، من الخجل ، بلا شك . وأجابت :" كنت أفكر بآندي ، وليس بالليلة الماضية ."
لف دوغ المنشفة حول رأس سامنثا على شكل عمامة .
" هل كنت تفكرين فعلاً به ؟ هل تعنين أنك كنت تفكرين بقبلاته التي أنعشت فمك وشفتيك ؟" وضع أطراف المنشفة تحت العمامة ، وأنزل يديه على كتفيها ." تبدين فاتنة ، وبدأ يداعب رقبتها بإبهامه."
تراجعت سامنثا إلى الوراء قائلة :" إني أتجمد."
ارتعش فمه وهو يقول :" كنت أعتقد أن في استطاعتي تدفئتك ."
" أفضل فنجاناً من الشاي."
" الآن يوجد تغير ملحوظ . بدأت تسلكين الطريق الصحيح."
" أنت من يقلق بشأن أمي وبشأن الزواج القسري."
" لوسي ليست في البيت . ولو كانت رأتني أرسلك إلى المنزل وأنت ترتجفين لأصابتها نوبة قلبية ." دفعها أمامه إلى شقته في الطايق الثاني ، وأجلسها على كرسي مريح .
" سأحضر لك الشاي ." وضع يده على طرفي الكرسي ، وانحنى وهو يقول :" لا ، ليس عليك أن تخافي."
" لا أخاف منك أبداً."
" لسوء الحظ يبدو أن بيننا مشاكل تخرق هدنتنا . أليس كذلك ؟"
" ماذا تعني بنحن ؟ كل ما قلته إنه كان عليَّ ارتداء ملابس غير ... لكني أرتدي ثياباً لائقة ."
حدق دوغ بها وهو يقول :" جينز ضيق وكنزة تناسب مقاسك ."
" ربما أحببت أن أسير وأنا مرتدية سروالاً للتزلج وسترة الفراء."
اكفهر وجه دوغ وقال :" ألا تريدين معرفة ما أحب ؟ سأحضر الشاي."
كانت الشقة دافئة . وأدركت الفرق بين الداخل وبين البرد في الخارج. أزالت المنشفة عن رأسها ، ونظمت خصلات شعرها . آه لو كان في الإمكان ترجمة ما تقوله عينا دوغ الزرقاوان . ألقت رأسها على الكرسي . لقد حان الوقت لتكف عن خداع نفسها . إن الدفء الذي أحست به ويسري في جسدها سببه الرغبة الطبيعية التي لا تقاوم والتي ظهرت بينها وبين دوغ . إنهما يحتقران بعضهما مما جعل الأمر أكثر خطورة . وأكثر

shining tears
25-09-2007, 00:44
شهوانية . إن ذلك موجود منذ الليلة التي وضعته فيها في السرير ، وبدأت الوعود الكاذبة تظهر تحت نقاشاتهم المملة . رجاحة العقل والفطرة السليمة ... بدأت تضعف في مواجهة هذه المحاولة الباهرة ، إنها محاولة لقطف ثمار ممنوعة .
ناولها دوغ فنجان الشاي الساخن . وسألها :" هل جفت ثيابك ؟"
" أجل ، شكراً."
جلس أمامها على الكرسي ." أترين ؟ في إمكاننا أن نكون عاديين عندما نكون معاً."
تلاقت نظراتهما . نظرت حولها بيأس . لابد من وجود شيء عادي يتحدثان عنه . كان على الطاولة بجانبها مجموعة من المجلات التي تتحدث عن العناية بالحدائق .
" ما هذا ؟ لا تخبرني أنهم قد طلبوا منك اصلاح الفناء هذا الصيف ؟" وتناولت بعض المجلات.
قال بصعوبة :" هل تتذكريمن آنا سبتون."
" لابدلا أنها أصبحت في سن المائة والعشرين ."
" ليس تماماً . لم تعد تهتم بنفسها كما كانت في السابق. إنها تمضي الساعات الطوال جالسة على النافذة تراقب الخارج . كما رفضت الحصول على التلفاز . إنها تدعي بأنه اختراع جديد يثير الضجة."
تناول مجلة وأخذ يقلب صفحاتها إلى ان وجد ورقة عليها تصميم . " إني أصمم حديقة طبيعية لها . لقد وجدت جذع شجرة قديمة قطعه شاب للاستفادة منه فاشتريته . سأجعل فيها حفرة تبني العاصفير فيها أعشاشها. الأغصان تحتاج وقتاً للنمو ، لكن الأزهار الحمراء ستجذب العاصفير . بالطبع ، عليك الحصول على بعض الحمام وأزهار الخشخاش. لقد أوحي إليَّ بهذا فيما كنت أراقب الأزهار الجميلة الموجودة في المتاجر على الطريق الرئيسي . أعتقد أني تحدثت مع كل بستاني موجود في بريكنريدج . فهنا توجد حديقة الفراشات . بوتنتيلا ، كوزموس ، الجزر البري إضافة إلى بعض النباتات البرية والأعشاب الأخرى . إني أكره الحدائق التي يعلو العشب فيها ، مسافات شاسعة ، وتحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لرّيها . إني لم أختر بعد أنواع الأشجار . أريد شيئاً يتلاءم مع المناخ صيفاً وشتاءً وفي الوقت نفسه يؤمن علفاً للحيوانات . لم يكن عليك أن تجعليني أبدأ الحديث."
" كيف حصل وتعرفت على آنا ؟"

shining tears
25-09-2007, 00:45
" أرسلتني أمك إلى هناك فيما كنت أبحث عن بعض المعلومات . إنها تعيش هنا منذ بداية القرن تقريباً . إنها تعرف كل شيء عن مقاطعة ساميت . لديها الكثير من الصور . كان زوجها السابق من هواة التصوير. وما حققه بآلته البدائية كان مدهشاً . ساعدت آنا على ترتيب الصور ، وأعتقد أنه أصبح لديها كتابٌ عن ذلك . وأصبح في استطاعتها الإستفادة من المال الذي وفرته لها الصور."
" لابد أنها ممتنة لك ."
" إنها تسدي لي خدمات عن طريق السماح لي بالاهتمام بحديقتها ومشاهدة الصور التي التقطها زوجها السابق ماتيو ."
" ألا يبدو ذلك تواضعاً منك ؟ إنه كرم منك ."
" ألا تبدين غير منطقية ؟ إذ لدي بعض الصفات الحسنة ."
" لم أقل العكس." إن احتقارها له لا يجعلها تتغاضى عن مزاياه الحسنة . لم تحاول المناقشة . وهمّت بالمغادرة .
" أشكرك على الشاي ومن الأفضل لي أن أعود ."
وضع دوغ فنجانه على الطاولة ووقف ." لا تخبري والدتك بما فعلناه اليوم."
" لن أفعل . هل أستطعت أن ... هل في إمكاني الذهاب معك لزيارة آنا ذات يوم ومشاهدة الصور ؟"
نظر إليها دوغ محدقاً بهها وكأنه يعيش داخلها ." أود ذلك ." تلاقت نظراتهما . أزاح بعض خصلات الشعر عن وجنتيها وأخفض رأسه بإتجاهها.
خرجت سامنثا من غرفته ونزلت الدرج . كانت قد أصبحت في منتصف الطريق لمنزلها ، عندما أحست بإباحية تصرفها . توردت وجنتاها . وارتعش جسدها . كان الطقس بارداً جداً بالنسبة للبقاء دون معطف . وأزالت الثلج عن ثيابها وهي تدخل من الباب الخلفي.
أتت آندا باكية من الباب إلى غرفة الطعام ." إني سعيدة لرؤيتك . إن السيد كلايبورن على الهاتف . ووالدتك في المستشفى في فايل ."
تناولت سامنثا السماعة وهي ترتجف ، لابد أن آندا مخطئة . وأول كلمة قالها آيك خيبت أملها . استمعت إليه وهو يخبرها عن وقوفخما عند حافة النهر الأزرق ، وكانت السيدة آردن تروي له العملية التاريخية لإستخراج الذهب ، وأصرت على الإنزلاق لجمعها ، ثم انهارت وهي تحاول الصعود . وصل دوغ عندما أقفلت السماعة.

shining tears
25-09-2007, 00:46
" أخبرتني آندا أن والدتك في المستشفى . احضري معطفك . سأرافقك إلى هناك ."
كانت سامنثا عاجزة عن التفكير . كانت تتصرف بشكل آلي تفعل ما يأمرها به دوغ . بدا الطريق إلى فايل طويلاً ممتلئاً بالشقق وأماكن التزلج . عندما كانا على الطريق . بدأ غرابٌ في السماء يطلق أصواتاً مزعجة . أوقف دوغ السيارة في موقف المستشفى .
كان آيك في الداخل شاحباً . أمسك بيديها . دفعها دوغ إلى كرسي في غرفة الإنتظار ولحق دافيد فور تلقيه الخبر. مرَّ بالمدرسة لإخبار ليندا بما حصل فأتت معه . كان دوغ وعمه يتحادثان منفردين بصوت منخفض في زاوية أخرى . كانت سامنثا تراقب يديها بتوتر . بينما المستشفى من حولهم ينبض بالحياة .
الحياة . لابدّ لها من التمسك بهذه الفكرة . الأبواب تفتح وتغلق . رؤوس تبدو من الأبواب ثم تختفي . وعلى مسافة منهم يرن جرس الهاتف والأصوات تملأ الصالة.
كانت يدا دوغ تمسك بيديها عندما قال لها :" إننا ذاهبان لتناول القهوة . هل ترغبين في ذلك ؟"
هزت رأسها رافضة ." إني لست عطشى ." رحل دوغ وجلست ليندا بجانبها . ومن دون أن تنظر إليها عرفت أن قضاء نصف يوم مع اأطفال لم يغير شعرها المنظم . العطر الذي تضعه قديم الطراز ، لكنه رائع ، وجعلها تتذكر قوة رائحته . إنه عطر جميل يساعد في إسكات طفل يتألم أو يرتبك . جلست ليندا بهدوء . كان صمتها يهدئ من ألم سامنثا . وأخيراً تمكنت سامنثا من الكلام ." كنت أحس أنها ليست على ما يرام . كان عليَّ أن ألح عليها في مقابلة طبيبها اليوم."
لمست ليندا يدها بنعومة وقالت :" إن والدتك متقدمة في السن وليس عليك أن تلومي نفسك ."
عاد دوغ وناولها كوباً من الماء ." إشربيه ."
أخذت سامنثا جرعة ، ورأت ليندا تجلس بجانب دافيد ، وابتسامته تحيطها بالحب . " إني سعيدة لأن لدى دافيد ليندا ." هذا ما قالته لدوغ ." لن يكون وحيداً إذا ما حصل شيء لوالدتنا ."
كان آيك جالساً يتصفح إحدى المجلات . كان يقلب صفحاتها بسرعة دون أن يقرأها . أخذ دوغ الكوب الفارغ من يدها ووضعه جانباً . وأخذ يتحدث عن المرة الأولى التي زارهم فيها برفقة دافيد . ثم تذكر زيارات أخرى وما

shining tears
25-09-2007, 00:47
حدث فيها . حدثها عن رحلة المخيم التي قام بها الخريف الماضي مع والدتها ، سمعت خطوات في الصالة ، لكن دوغ تابع حديثه بصوت ناعم .
" سيد آردن؟" قال الدكتور وهو يقف على عتبة الباب ويبتسم لدافيد .
عندها أحست سامنثا بالضعف وساعدها دوغ على الوقوف . إن والدتها على وشك استعادة وعيها .
كانت ما تزال متوترة وكلمات الطبيب المخيفة _ نوبة قلبية نوبة قلبية _ تترد في مخيلتها . كانت مرتبكة عندما وضعت الأطباق و الأواني على المائدة لفطور اليوم التالي .
لن تموت والدتها وتتركها وحيدة . لن تتركها أبداً . المرء بحاجة ماسة إلى والدته . في استطاعته تركها . ولكن عند شعوره بالحاجة إليها يجب أن يجدها . دائماً . عادت سامنثا للبكاء . ماذا لو لم تتمكن والدتها من التغلب على الموت ؟ أخذت الفوط المطرزة . ماذا فعلت بهذه ؟
" هل أنت بحاجة للمساعدة ." سألها دوغ وهو يدخل .
هزت رأسهالا دون الالتفات إليه . وإذ فتحت فمها ... فإنه كان يرتجف .
" ليس كافياً طي الفوط على هذا النحو ووضعها على الأطباق ." أخذ دوغ الفوط من يديها ." إن للوسي قلباً..." أخذ يوضح فكرته قائلاً :" هل تعرفين أن نصف شهرة هذا الفندق تعود للطريقة الرائعة التي يتم بها تنظيم الفوط ، وأنت ماذا تحاولين أن تفعلي ؟ هل تريدين الإساءة إلى سمعة هذا الفندق ؟"
كانت سامنثا تحدق به .تابع دوغ :" صرحت للوسي أنني أحب هذه الطريقة بسبب تاريخي العسكري ، أو ما شابه ذلك . لا أستطيع تذكر الأسماء . والدتك تعرف الكثير عنها ." ثنى أحد أطراف الفوطة وطلب رأيها ." ما رأيك ؟"
اغرورقت عيناها بالدموع .
وقالت :" لا بأس بها ."
هزت رأسها وغطت وجهها محاولة إيقاف الدموع ، لكن دون جدوى . وربت دوغ على كتفها بلطف . جفلت من لمسته . وقالت بصوت متألم :" ارحل من هنا."
" كلا ." جلس على أقرب كرسي في غرفة الطعام وأجلسها في أحضانه .
حاولت سامنثا الوقوف ، لكنه منعها . ضربته على كتفيه قائلة :" اتركني وشأني ." جوابه الوحيد كان شد وثاقها. لم تقاومه . التصقت بصدره . تركت لعواطفها العنان . كان جسدها يرتجف من المخاوف التي أحست بها منذ أن اتصل بها آيك . عادت لتسيطر على نفسها . إنها ممدة في حضن

shining tears
25-09-2007, 00:47
دوغ ، ذراعاه القويتان تحيطان بها . وابتل قميصه من دموعها بينما كانت تتنفس بصعوبة .
" اشهقي ." أمسك منديلاً وناوله لها.
فعلت ما أمرها به . ثم أدركت ما أعطاها . قالت بإحتجاج والدموع في عينيها ." إنها فوطة المائدة ."
طأطأ رأسه موافقاً.
" لاتقل لي أنه المنديل الذي طويته ؟"
" إنك لاتقدرين أعمالي اليدوية ."
" إنك تعرف أن لا ..." توقفت ولم يعد في إمكانها المتابعة .
" إن مرفقيك يشدان على معدتي ." ووضعهما على الكرسي . " هكذا أفضل ." شد قبضته عليها فيما كانت تحاول النهوض . " الآن أخبريني الحقيقة . قال الطبيب إن والدتك ستكون على مايرام . إذاً ، لماذا كل هذا البكاء؟"
" أشياء كثيرة تثير البكاء لدى النساء."
لامس ذقنها ." أعرفك منذ إثنتي عشرة سنة . إنك لم تبكي عندما كسرت يدك . ولا عندماغادر دافيد المنزل ، ولا عندما غادرت المنزل ، ولا عندما تزوج دافيد . في الواقع ... لا أذكر يوماً رأيتك فيه تبكين . ماذا هناك إذاً؟"
أغلقت جفنيها . إنها لم تتهم دوغ أبداً بحدة الذهن ، لكن مخاوفها وضعفها كانت واضحة في عينيها ." لا بد أن مظهري شنيع."
" أنفك أحمر ، عيناك منتفختان حمراوان ، ولا يوجد أحمر شفاه . على ... ما عدا ذلك تبدين رائعة . والآن ما الأمر ؟"
بلعت ريقها وقالت :" لا شيء ، ارحل من هنا ."
" حسناً." نهض بعد أن أطلقها . ولو لم يكن ممسكاً بمعصمها لوقعت على الأرض . توجه نحو الباب ، ثم التفت وقال :" أعطيك فرصة أخيرة . اخبريني ما الأمر ..." نظر إلى ساعته ." ... سأتصل بدافيد . إننا بعد منتصف الليل . ربما كان وليندا نائمين في السرير."
" لا تهددني ..." سارت في الغرفة متجهة إليه وأمسكت يده ونظرت إليه.
ضحك دوغ وقال :" أو ماذا ؟ ستضعين ثيابي في الثلاجة ؟ أم ستخيطين قميصي الممزق؟"
" سأخبر دافيد أنك مغرم بزوجته." خرجت من فمها الكلمات دون إرادة .
تجمد وجهه ." أفلتُ هذا الصباح للحظة ... لكنك لم تتغيري ، أليس كذلك ؟ ما زلت فتاة مزعجة ولا تتحلين بالأخلاق و الحكمة."

shining tears
25-09-2007, 00:48
اكفهر وجه سامنثا عند سماعها هذه الكلمات التي طعنتها في الصميم ." هذا صحيح ." لقد نجحت في الاعتراف . إنك على حق . وتنفس خلفها بعمق.
" لقد ربحت ." قالت ببرود . " لن أتصل بدافيد ." وخرج من الغرفة .
كانت وحيدة لكنها لم تبك . إن دوغ يتدخل في خصوصياتها وبشكل دائم . ما يهمه إن بكت أم لا . ولماذا ؟ لقد أوضح لها كم يفكر بها . رمت المنديل على الأرض ونظرت إلى الفوط الأخرى.
" يوماً ما سأتسلم لنزوتي وأشنقك ، أو أضربك ... أو أفعل شيئاً بك ." كان دوغ ما يزال واقفاً عند الباب محدقاً بها مكتوف اليدين.
" لماذا عدت؟ هل خفت أنك لم تسئ إلي بما فيه الكفاية ؟"
تقدم وتتناول بعنف أقرب كرسي وجلس عليه . أخذ المناديل يطويها . قائلاً :" سأفعل هذا من أجل لوسي وليس من أجلك."
قبلت سامنثا مساعدته بصمت . وبعد دقائق كان الصوت الوحيد المسموع هو فرقعة الأطباق فقد كانت سامنثا تضعها على الطاولة ، وهي تحدق بدوغ من وقت لآخر . كانت عضلات كتفيه مشدودة ، وهو يعمل بجد . أخيراً أجبرت سامنثا على الكلام ." سأخبر والدتي أنك ساعدتني . وستقدر لك ذلك."
" هل هذا يعني أنك لا تقدرين ما أفعله."
" لم أقل هذا ."
" ليس عليك أن تقوليه . إني أعرف ما تفكرين به ."
" أنت قلت ذلك ." ثم أخذت بعض الفوط المطوية.
" لقد قلت أشياء كثيرة . اللعنة ... تعلمين أني لم أقصد التعرض لأخلاقك . إني أعرف تمام المعرفة أنك لن تقولي أي شيء لدافيد قد يسبب له الألم . إني أسحب كلمة . " دون مبادئ."
" وكلمة . " فتاة مزعجة ؟"
أعطاها باقي الفوط وقال :" إن لوسي قد وضعت مجموعة من الكتب في فن وطرق طي الفوط . لابد أنها هنا في مكان ما . إذا لم تجديها ، أعلميني بالأمر وسوف أساعدك غداً مساءاً." ثم نهض.
" إنه أمر غريب أنك تعلم كيفية القيام بهذا."
" الغريب أنك تجهلينها . إن دافيد يحسن القيام بهذا هو أيضاً. لقد جلسنا سوية لليالٍ كثيرة نتحدث مع لوسي ونساعدها في طي الفوط."
ابتسمت سامنثا ابتسامة صغيرة ، وقالت :" أمّا أنا فكان عليّ وضع الأطباق وآنية المائدة . اعتقدت أن والدتي ستكون دائماً هنا معي لتقوم بطي الفوط ." أغمضت عينيها ، وضمت الفوط إلى صدرها . " أمي تعتمد عليَّ."

shining tears
25-09-2007, 00:48
خرجت الكلمات من فمها قبل أن تتمكن من السكوت . " أعلم أني سأخيب ظنها . إنها مسؤولية كبيرة . الكثير من القرارات والفواتير ، واختيار طعام الفطور حتى تحضره ماري . كما عليّ الحفاظ على راحة وسعادة النزلاء . لم يكن على والدتي أن تطلب مني هذا . لا أستطيع القيام به . يجب أن تتحسن حالتها . يجب أن تعود إلى المنزل . يجب عليها ذلك . إني خائفة ." لا تدري كيف استطاعت الاعتراف بذلك أمام دوغ.
أخذ الفوط منها وجال في أرجاء الغرفة واضعاً إياها على الطاولات . حاولت وضع الآنية الفضية وهي مرتبكة . إنها غير قادرة على مواجهة دوغ ." هيا ، أتريدين أن أساعدك في شيء آخر؟"
هزت رأسها . والاحراج والإرتباك يمنعانها من الكلام.
قد يعتقد بأنها مجنونة أو جبانة . أو الإثنين معاً . كان عليها التفوه بشيء ما. أخيراً قالت :" شكراً لك على مساعدتي."
" إنك على الرحب والسعة ." شد على كتفيها وأجلسها على كرسي . " اصغي إلي جيداً الآن . كوني هادئة . " قال هذا وهي تهم بالكلام . " أولا ً، أمك ستكون بخير . فما من سبب يجعل الطبيب يكذب . ثانياً ، إنك قادرة تماماً على إدارة الفندق . قلت اسمعي ، لم أنته بعد . ثالثاً ، حتى لو لم تكوني قادرة على ذلك . فما هو أسوأ مايمكن حصوله ؟ صحيح أن هناك بعض الأشياءلن تستطيعي مضاهاة والدتك بها ، ولكن عندما يعلم جميع النزلاء أن والدتك في المستشفى ، سيدركون أنهم لن يتوقعوا منك كل شيء على أتم وجه."
" ثم . من قال لك أنك ستتولين بنفسك أمر كل شيء . إن ماري تهتم بالمطبخ منذ أكثر من تسع سنوات . ألا تعتقدين أنها قادرة على اختيار طعام الفطور؟ ولا أدري كم مضى من الوقت على وجود آندا ولويس هنا يساعدان والدتك ، لكني أعتقد أنهما أمضيا وقتاً كافياً ليتقنا عملهما . كما أن دافيد ليس بعيداً من هنا . وأنا أقطن بجوارك . أتعتقدين أننا من الأنانية بحيث نتركك وحدك؟ أصمتي لم أنته بعد . لكن لو حصل هذا ، فلطالما كانت لوسي أماً جيدة لك . اعتبري نفسك محظوظة ، وتوقفي عن التأسي على نفسك ."
" هل انتهيت الآن؟" سألته سامنثا . وقد أخافها ما صرح به . ودون أن تنتظر جوابه ، قالت بغضب :" إنك وحش غير إنساني . إنك لاتهتم إذا ماتت أمي . لا تهتم إذا ساءت سمعة الفندق . لا تهتم لمشاعري . حسناً . دعني أقول لك ، يا دوغلاس كلايبورن . إني لست بحاجة لمساعدة ماري

shining tears
25-09-2007, 00:49
ولا آندا ولا لويس . كما لا أحتاج بالطبع إلى مساعدتك . في إمكاني إدارة الفندق مغمضة العينين وبيد واحدة."
ضاقت عينا دوغ . أمسك رأسها بين يديه وحدق بها .
" هل انتهيت الآن ، لقد اختفت المغفلة الضعيفة وعادت سامنثا القديمة إلى حيث تنتمي." وقال ساخراً :" أتعتقدين حقاً أن في استطاعتك طي الفوط كما أفعل أنا بيد واحدة ، بينما الأخرى وراء ظهرك؟"
" إنك رائع ... لقد فعلت ذلك عمداً . ذكرني أن لا أذهب إليك عندما أكون بحاجة للشفقة من الآخرين."
" يوجد الكثيرون الذين يستطيعون تأمين الراحة لك . لكن كم منهم يستطيعون طي الفوط؟" لحق بها إلى خارج غرفة الطعام . أطفأ النور . " من الأفضل لك الذهاب للنوم ... غداً سيكون نهاراً طويلاً آخر . سأنتظر عودة الجميع."
" لقد عاد الجميع ."
" حسناً سأقفل الأبواب."
" أستطيع أنا القيام بذلك ."
أوقفتها يده عن القيام بذلك وقال :" أعرف أنك تعرفين ." وأخذها ناحية الدرج ودفعها قائلاً لها :" اذهبي للنوم."
استدارت عند أول درجة ووجدت أنها مجبرة على الكلام .
" شكراً لك ."
" لأني سأقفل أبواب الفندق ."
" أجل ولأنك ." اختفى صوتها ووجدت نفسها تعبث بقبة قميصه .
" لأنني طويت فوط المائدة."
لم تتراجع في حياتها قط . وأمام دوغلاس كلايبورن لا تنوي ذلك الآن ." شكراً لك لأنك أجبرتني على السيطرة على نفسي." وقفت على درجة السلم . كان عليها الاقتراب قليلاً لتطبع قبلة شكر على شفاه دوغ . لم يتحرك إلا لاحكام قبضته على معصمها . تابعت كلامها :" إني آسفة إذا كنت أهنتك عندما فكرت أنك لن تساعدني . وآسفة لأني نعتك ببعض الصفات . وآسفة لأني رطبت قميصك بدموعي . لن ... لن أفعل ذلك ثانية ."
" أنت أيتها الفتاة الفاسدة والمزعجة ." لمس شفتها السفلى " إنك ترتعشين من جديد ."
" إني آسفة ، أنا ..."
" لاتقلقي ، فأسفك لن يدوم طويلاً."
" من بين كل ...!" شعرت بتيبس جسدها يجذبها نحو صدره

shining tears
25-09-2007, 00:50
ذراعاه تشدانها نحوه . ودون أن يسمح لها بإستعادة حريتها ." هكذا أفضل . لا أريد تقبيل صفصافة باكية . من يأبه لما ..."
أوقف فمه بكاءها . أرادت مقاومته . خانها جسدها . الجمود الذي أحست به في عظامها ، جعل شفاهها تتجاوب مع شفتيه . كان تنفسهما متقطعاً . وعطره يجذبها نحوه أكثر وأكثر إلى صدره . إنها تسمع دقات قلبه . وفجأة جفت شفتاها وتجمد جسدها عندما توقف ورجع إلى الوراء وهو يقول لها :" تصبحين على خير ، يا سامنثا ." ودفعها دفعة صغيرة لتتمكن من صعود السلالم.
أطاعته دون تفكير . توقفت عند أعلى السلم . استدارت فوجدته ينظر إليها . وجهه لم يوحِ لها بشيء . همست قائلة :" لِمَ قبلتني؟"
" كنت أريد تحويل أفكارك بإتجاه آخر . كما فعلت بي تماماً تلك الليلة التي سبقت زفاف دافيد ."
" اعتقدت أنك لم تتذكر شيئاً من ذلك."
" لقد حلمت بأشياء جميلة تلك الليلة ." لم تستطع فهم ما يعنيه . لكنها لم تحب ذلك . " من بين جميع الرجال المتغطرسين ، أتعتقد لأني قبلتك ، سأنسى همومي ، وأخلد للنوم ، وأحلم بك كما لو كنت تلميذة مدرسة غبية؟"
" إني أعرف أن هذا سيحصل لك."
" إنك لاتعرف الكثير من الأشياء ." عندما تذكرت أن ثمة نزلاء ينامون ، هرولت إلى أسفل السلم . وقالت له :" إنك آخر رجل من الممكن أن أحلم به على وجه الأرض."
" لكن قبلاتك تقول غير ذلك . أتمنى لك أحلاماً سعيدة ، يا سامنثا."
صعدت السلالم دون إثارة أية ضجة.

وانتهى الفصل السادس بسلام
:)

shining tears
25-09-2007, 00:52
يلا تصبحوا على خير لحد ما اجلس من النوم وابدي الفصل السابع
هذي الرواية روعة بس رجل صعب احلى منها وانشاء الله راح اكتبها بعد فترة يعني بعد روايتين او ثلاث من عندكم
انا راح ابدي فيها بس لحد ما اشوف ان مافي احد راح ينزل رواية راح انزلها ليكم
<<ج كأنها مقلطة المكان :) فرحانة عندي شغلة تسليني

ورده قايين
25-09-2007, 03:34
بحر الأمان الله يسلمك وان شاء الله لفلي سكاي وباقي البنات يرجعوا لأني بصراحه مشتاقه لهم وللمشروع وان شاء الله بعد رمضان راح اكمل معكم 000

ماري-أنطوانيت
25-09-2007, 18:09
ماري الله يعطيك العافيه ويسعد قلبك يارب
اما انتي يا shining tears فا ما ادري وش اقولك
الصراحه اجدتي و ابدعتي
الله يعينك ويقويك


تسلمــــــــــــــــــين حبيبتي بحوره...::سعادة::::سعادة::

بحر الامان
25-09-2007, 19:14
لمييييييييييييييييييييييييييييييييس
وينك وحشتيني
وحشتني ردودك الحلوه
طولتي الغيبه
عسى ما شر

البسه الشقراء
25-09-2007, 22:20
الله يعطيكم العافيه يا بنات وانشالله أنا بعد ودي أنضم لكم وأنزل روايات بس بعد ما تعطوني المجال وبصراحه أنا خايفه تزعلون مني أو تملون مني لأني بطيئه في الكتابه وخاصه الروايات بس ادعولي

مييييييييييييييييييييييييياووو
ملاحظه:(هاذي تمسون على خير بلغة القطاوه)

ماهيما
25-09-2007, 23:35
مرحبا صبايا اشتقتلكم مررررررررررررررررررررررررة واسفة على الانقطاع من دون مااخبركم بس صارت لي

ظروف وماقدرت ادخل:p

ومشاءالله يوم دخلت لقيت رواية ماري خلصت وبعد لقيت shining tears منزلة رواية شكلها روعة من الملخص

الحين بكمل رواية ماري وبعدين اقرى رواية shining tears >>>ام الخطط

ويعطيكم العافية بنات وماقصرتم::جيد::

باااااااااااااااااااااااي:)

بحر الامان
25-09-2007, 23:49
يا بنات رحبوا معي في ماهيما العسل السكر
شكل المشروع كذا حينعنش الاعضاء يتوافدون
شوي شوي
بس برضه لموسه لاحس ولا خبر
لموسه طمنينا عليك

هيونه المزيونه
26-09-2007, 01:21
تستاهل ماهيما الترحيب .........
أهلا بيك ماهيما العسل والسكر ............


وكمان وردة قايين ..... نور المشروع بعودة الحلوين ....


ايوه كذا الشغل والمشاريع ولا بلاش .....


صح يابنات لموسة الغالية وينها ...
تسلمين يـ shining tears على الرواية الحلوة وننتظر التكملة ...

نسمة..
26-09-2007, 17:41
مرحبا shining tears ممكن لو تكتبي الي اسم الرواية هاي بالتدقيق بكل حروفها لأنو عندي رواية بتختلف عنها لكن الها نفس العنوان وعشان هيك بدي أتأكد بليز يا بطة..........

shining tears
27-09-2007, 01:10
كيفكم جميعا
اسفة على التاخير وهذا هو الفصل السابع
الفصل السابع
في صباح اليوم التالي كانت سامنثا تنزل الدرج والتعب باد عليها . دخلت إلى المطبخ لتساعد في تحضير الفطور .
نظر دوغ إليها عابساً ." يبدو أنك لم تنامي جيداً ليلة أمس."
فردت عليه :" لست في حالة تسمح لي بتبادل الحديث معك." عند سماعه هذه الكلمات دفعها إلى أقرب كرسي ونادى :" ماري أحضري بسرعة فنجاناً من القهوة ، وإلا حدثت عندنا حالة طارئة جديدة . ماذا لو أن سامنثا لم تكن دائماً مستعدة للقتا..." تناول الفنجان من ماري وقدمه إليها.
أخذت جرعة كبيرة من القهوة الساخنة ، فأحرقت لسانها .
نظرت إليه ." شكراً لك على ذلك . لكن ليس لدي وقت اليوم لذلك . لِمَ لا تذهب إلى شقتك ؟"
التفت دوغ إلى ماري ." هل تصدقين أنها تريد طرد أفضل خادم لديها ؟"
نظرت سامنثا إلى دوغ نظرة حادة . لاحظت ، وللمرة الأولى ، أن دوغ يلبس مئزر والدتها . كان المئزر ناصع البياض ، مطرز وله "كشاكش" على أطرافه . لكنه لا يتلاءم مع قميصه ذي الربعات الزرقاء والجينز الأزرق . نظرت إليه سامنثا متسائلة :" ماذا يحدث هنا...؟"
" أعلم أنني أبدو أفضل بثياب كبير الخدم . ولكن هذا ما وجدته ، لكن رائحة النفتالين تفوح منه." تردد صدى الكلمات في أرجاء غرفة الطعام ، وتابع كلامه :" اجلسي . في إمكاني تدبر أمر ذلك بمفردي . إنتهي من تناول قهوتك أولاً."
" هل هو جاد في ما يقول؟" سألت سامنثا ماري.
ناولت ماري سامنثا زجاجتين من العصير وقالت :" أنت لا تعرفين مدى حب دوغ لوالدتك وما تشكله بالنسبة له . لذا فإنه يحاول مساعدتك فلا تتكبري عليه ، أو تسعي لطرده لمجرد أنك لا تريدين الاعتراف بأن في امكانك الاستفادة منه."
لم يكن في إمكانها تصور مدى حاجتها إلى مساعدته .
فبإمكان شخص واحد تحضير الفطور . حملت العصير إلى المطبخ . كانت المرة الأخيرة التي تحمل فيها شيئاً ذلك الصباح. وبينما كان دوغ منهمكاً بأخذ ورد الصحون الفارغة ، كانت سامنثا مشغولة بالرد على النزلاء الذين يحضرون تباعاً للاطمئنان على صحة السيدة آردن بصدق ومحبة ، وبعضهم كان يترك لها رسائل يتمنون لها فيها الشفاء العاجل . كما قام بعضهم بعرض مساعدته على سامنثا إلا أنها كانت تردهم وتشكرهم على

shining tears
27-09-2007, 01:12
لطفهم وتعاطفهم معها . كانت تعتقد أن العمل يمكن إتمامه بسرعة أكثر ، لو لم يكن هناك الكثير من النزلاء يشاركونها فيه . على الرغم من نواياهم الطيبة.
غادر الجميع ما عدا آيك . نظر إليها ." أعرف أنك منهمكة جداً خاصة في مثل هذا الوقت من النهار . لذا سأتركك وأذهب لزيارة والدتك في المستشفى ." وابتسم إبتسامة عريضة لدوغ الذي كان يحمل أحد الكراسي وتابع كلامه :" إني متأكد من أن والدتك ستسر عند سماعها خبر توظيفك لهذه الخادمة الجديدة الظريفة ." وغمز سامنثا ." حاولي منعه من التدخل في طبق البيض المقلي ، فطوري."
" لن يساعدني غداً." قالت له سامنثا . لكنها تذكرت أوامر ماري . تدخل دوغ في الحديث قائلاً:" أسوأ ما قمت به اليوم كان تقديمي للسيد تارغت فنجاناً من القهوة بدلاً من الشاي . ثم نسيت إحضار الشاي له . لكني رأيت أربعة أشخاص يبدلون أطباقهم ويظنون أن أحداً لم يرهم." مد رجليه أمامه على الكرسي وأضاف :" في المرة القادمة ذكريني أن أقدم بقشيشاً أكبر للخادم عند تناولي الطعام في الخارج لأن الخادم لا يتقاضى أجراً مرتفعاً."
قالت له ساخرة :" لا بد أنك أوقعت نصف الطعام على ثيابك؛ غداً سأشتري لك مئزراً جديداً . لكن بدون كشاكش هذه المرة."
نظر دوغ نحو عمه وفي وجهه ألم وحزن ." شكراً لك . إنني ممتن لك . لقد قصم ظهري من العمل وهي تقف هناك ... وتذكرني بمظهرها الجميل ... إنك لم تتناول فطورك بعد ." ثم غادر الغرفة.
ربت آيك على يديها ." إنك طفلة طيبة القلب."
" أقبل كلمة طيبة القلب ، ولكني أعترض على طفلة . على أي حال ما تقصد بها ؟"
" أن تسمحي لدوغ بالمساعدة."
تورد وجهها ." لا أستطيع أن أصدر أوامر بهذا الخصوص ، لأن ماري هي التي عينته."
ضحك آيك ." إنك صريحة أيضاً." عاد دوغ ومعه الكثير من الأطباق التي يتصاعد منها البخار . سأله آيك ." هل سترافقني إلى المستشفى ؟"
هز رأسه نافياً ." قل للوسي إني سآتي لزيارتها بعد الظهر أنا وسامنثا . لأنني الآن مشغول بتعليمها كيفية تنظيم الأسرّة ." أضاف بعد خروج عمه :" أقصد على طريقة قوات سلاح الجو."
أخذت سامنثا تقول في قرارة نفسها . أن يقوم بتحضير الفطور شيء ؛ وأن يقوم بتنظيم الأسرّة شيء آخر . نظرت سامنثا إليه ." ليس عليك أن ..."

shining tears
27-09-2007, 01:12
قاطعها :" هذا ما تعتقدينه . ألم تسمعي من كبار السن قولهم إنه عندما يبدأ المطر بالنزول يتدفق السيل بغزارة ؟"
حضرت آندا اليوم وكانت متعبة ، فأعدتها إلى البيت .
فغادرت والدموع في عينيها ." نظرت إليه سامنثا متعجبة .
فسارع بالقول :" لقد أصيبت بالإنفلونزا . وكانت مصرة على عدمتركك وحدك . لكني أقنعتها ... ان آخر ما تحتاجينه اليوم هو مرضى في الفندق. إذاً ، لو أنك مرضت فلن نتمكن من زيارة لوسي."
أبعدت سامنثا الطبق من أمامها ، وتناولت الكوب ." إن آندا المسكينة ، ستعتقد أنها تخلت عني في وقت حرج . سأتصل بها لاحقاً. لكن أخبرني ما هو الأسلوب المتبع في سلاح الجو لتنظيم الأسرّة؟"
" إن ذلك يعني تنظيمها بطرقة مخجلة . لقد علمني إياها والدي ، وهي تقضي بشد الملاآت كثيراً لدرجة أنه إذا رميت بربع دولار يرتد إليك."
فقالت سامنثا :" وما نفع ذلك ؟"
رد دوغ ." ذلك كان رأيي في بادئ الأمر . ولكن لسوء الحظ ، فإن غرفتي كان تخضع منذ كنت في الخامسة من عمري ، إلى التفتيش مرة على الأقل اسبوعياً. وكان التفتيش عادة ، صباح السبت ."
قامت سامنثا عن الطاولة ومعها الأطباق واتجهت نحو المطبخ ." لا أعرف الكثير عن عائلتك ، كل ما أعرفه هو أن والدك كان طياراً ثم ترقى وأصبح لواءً . ألا يبدو أن ذلك غريباً ؟ إني لم أقابل أهلك حتى اليوم."
تبعها دوغ إلى المطبخ وقال وهو يساعدها في وضع الأطباق في غسالة الصحون :" ألم تخبرك لوسي ؟ انك ستتمكنين من ذلك قريباً . فوالدي يقوم بجولة على مجموعة من القواعد الحربية في الغرب ، ومن بينها العديد من المرافق في كولورادو سبرينغر." ثم تبعها إلى غرفة الطعام ثانية " ستحضر والدتي إلى هنا لتقابله . سيستأجران سيارة ويحضران إلى هنا لقضاء بضعة أيام ."
تجمدت سامنثا وتوقفت عن رفع غطاء الطاولة ونظرت إلى دوغ بدهشة ." ليس لدي حجز باسمهم ، والأوتيل محجوز تماماً لعدة أسابيع مقدماً."
ابتسم دوغ ." لا تجزعي . سيمكثون معي في غرفتي ، كما أن لوسي اقترحت أن يتناولوا الفطور هنا . آمل أن تقدري أن خدمتي للطاولات ستحطم معنوياتي كثيراً ... أمام والديّ اللذين طالما اعتقدا أنني لن أفلح في شيء إذا لم أدخل الجيش ."

shining tears
27-09-2007, 01:13
رفعت سامنثا رأسها ونظرت إليه ، والقلق بادٍ على وجهها ." يمكنك أن لا تقوم بذلك . لقد أخبرني آيك أنك وعمك كنتما الشخصين التافهين الوحيدين في العائلة ."
" لقد تخلصت من هذا اللقب ." وقلد والده بما يقوله بسخرية ." ولدي ، أشهر مصور ، تعرفين ." ثم مد يده ليمسك بيدها قائلاً :" عيا بنا الآن إلى الأسرّة غير المنظمة ."
" وماذا عن عملك في التصوير في المحلات ؟"
قاطعها قائلاً :" أعمل فيها في عطلة نهاية الاسبوع طوال هذا الشهر . لا تهتمي لذلك ، يا صغيرتي . سألازمك طوال الوقت ، لن أبتعد عنك أبداً."
ردت عليه بسخرية ." إذاً ستكون مضجراً كعادتك ." الانطباع الذي أعطاها لها دوغ عن طفولته كوّن لديها صورة واضحة عن طفولته البسيطة والمثيرة للشفقة التي عاشها . لكنها كانت تدرك أنه سينزعج لو شعر بأي أثر للشفقة في صوتها . تم تنظيم الأسرّة بشكل جيد كما وعد دوغ . وفي اليومين التاليين تم التوزيع الأعمال في المنزل كالآتي . يساعد دوغ سامنثا في تحضير الفطور ، يقوم بعدها بتنظيم الأسرّة قبل أن يذهب إلى الاستديو . لويس تكنس الأرض تمسح الغبار . وسامنثا تنظف الحمامات.
" لست متأكدة ان كان على الرئيس وحده أن ينظف الحمامات ." وقالت وهي تنظر إلى يديها المشققتين والمحمرتين من أثر النار التي تشعل في الموقدة .
" إنه لشيء مخجل أن القفازات المطاطية لم يتم اختراعها بعد ." قال دوغ وهو مستغرق في التفكير بأحجية الكلمات المتقاطعة الموجودة على الطاولة أمامه ." على فكرة . لم أشاهد صديقك العزيز مؤخراً."
" في حال أنك نسيت فإني أذكرك أني مشغولة جداً هذه الأيام . وآندي يدرك تماماً أني غير مستعدة لتحمل عواطفه ."
" إنه عمل جيد لكي يدرك باولو ." قالها بإزدراء ." إنه فارس أحلام رائع . لابد أن أدراكه يجب أن يعزز بصدفة سعيدة ليجد له رفيقة تنتظره وتحل مكانك."
" لطالما اعتقدت أنه يعجبك ." قالت بصوت مدهوش .
" أنا حقاً معجب به . إنه ولد مرح . لكنه مختلف تماماً عن الأولاد فهو لا يتمتع بروح المسؤولية ، وأناني . هل حاول مرة واحدة تخفيف سرعته ليحافظ على علاقتكما ؟"

shining tears
27-09-2007, 01:14
ردت عليه سامنثا ، وهي تحاول نزع القطعة التي كان يضعها في غير مكانها المناسب ." إنك قاس عليه في حكمك . إنك الوحيد الذي يغضب عندما أذهب معه للتزلج . لقد اعتقدت أن توقفي عن مقابلته سيفرحك."
" منذ متى تهتمين بما أريده ؟ لقد كان ذلك قبل أن تنهكي نفسك في العمل في المنزل . وفي أوقات الفراغ تذهبين إلى المستشفى وهذا يعني أنك بحاجة إلى الراحة."
ضحكت سامنثا ." ارتاح مع آندي ؟ إنه انسان يصعب الشعور معه بالراحة . سأتركه بين يدي بيرسي الأمينة . إني متأكدة من أنها قادرة على إسعاده أكثر مني."
أخذ دوغ ينقر قطعة من الأحجية على الطاولة وهو ينصت لما تقول ثم تنهد ." آه . ماذا أسمع هنا؟هل هذا يدل على الغيرة والكبرياء؟"
" لاتكن غبياً . أخبرتك أني وآندي مجرد صديقين وعلى كل حال لست من النوع الغيور."
" هه؟"
قاطعته قائلة :" ماذا تقصد؟"
" لاشيء . لكني كنت أقصد الذي رمى بطبق الزبدة على ثوب الفتاة التي أحضرها معه دافيد ذات يوم من الجامعة ."
" لقد كانت غير مقصودة ." احتجت سامنثا . رأت الشك في عينيه فأضافت :" كنت أشير إلى شق تنورتها . لم تكن غيرة أبداً . صدقني . لكني لم أشأ أن يصاحب أخي فتاة خليعة . هذا كل مافي الأمر ."
" أو حتى أي امرأة ."
" حدث ذلك منذ سنوات . وأنا لاأحاول إفساد علاقته مع ليندا ."
" لم تعرفي بها إلا بعد فوات الأوان . وليس في استطاعتك عمل شيء."
حدقت به ." ما أزال مصرة على رأيي . لم أقم بأي شيء يفسد العلاقة وفي استطاعتي إثبات ذلك . أنظر إلى ماأفعله كي أضمن أن لايأتي أحد ويفسد العلاقة."
" يجب عليك أن تكوني لاعبة ملاكمة . لديك لكمة قوية ."
فقالت له :" أنت الذي بدأت ."
سمعا فجأة صوتاًَ يقول :" علام تتعاركان الآن ؟" كان آيك كلايبورن واقفاً عند الباب ينظر إليهما.
فأجابت سامنثا :"لا إننا لا نتعارك."

shining tears
27-09-2007, 01:15
طأطأ دوغ رأسه موافقاً ." إن هذه الأشياء تحصل دائماً مع سامنثا . أما العراك الحقيقي فيكون عندما ترميك بقطعة من الأفوكادو الناضجة جداً. بدون أي سبب."
" دون سبب! هل هناك سبب أكبر من أن تجرؤ على منعي من الذهاب للمخيم معكما ، لأنه ليس من اللائق وجودي مع شابين ، وفي نفس الوقت دعوتما فتاتين شقراوين معكما . إضافة إلى أن والدتي أجبرتني على تنظيف المكان بعدكم. كما أنها أجبرتني على طلي الحائط . مع أنها كانت غلطتكما."
التفت دوغ إلى عمه ." غلطتي ؟ انها ما تزال غاضبة مني لأني اختفيت ذلك اليوم."
ابتسم آيك ." جميل أنكما لاتفكران بالزواج لأني أستطيع تصور كيف يمكن أن يكون أولادكما."
أجابت سامنثا على الفور :" إنك على حق . سيكونون شديدي المعارضة مثل دوغ وقصار القامة مثلي."
صرخ دوغ باستهزاء :" أي طفل تلدينه لن يجرؤ على مخالفتك خوفاً من أن تعيديه إلى مكانه."
" هل تتهمني بأني أفتقد للحنان ؟ ولكن كن على ثقة من أني حتى لو أنجبت دوغلاس كلايبورن صغيراً فإني سأحبه ..."
قاطعها دوغ :" حب وحنان مفرط وغيور وتملك يخنق الطفل لدرجة أنه سيطلب منك تركه وشأنه . تماماً كما فعلت مع دافيد."
تنهد آيك وقال :" هذا الحوار يجبرني على التدخل ."
التفتت إليه سامنثا ." ليست غلطتك أن يكون ابن شقيقك جافاً ودكتاتورياً ويصدر أحكاماً عشوائية في حق الناس و ... منهزم مثير للأعصاب."
فقال دوغ :" بينما أنت لا تتوانين عن رفس أي شخص عندما تشعرين أنه حزين."
التفتت إلى دوغ وقد بدا وجهه خالياً من التعابير لكن عينيه تشتعلان غضباً أدركت سامنثا مايجول في خاطره.
فأسرعت قائلة :" لم أقصد ذلك أبداً . كنت فقط أريد أن أبين لك أنك لاتحتمل أبداً أن أكون أفضل منك . أنا التي تعتبرها مجرد أنثى . والآن دع قصة الأفوكادو جانباً . إني أراهن أن أحد أولادي سيقذف أحد أولادك ذات يوم ، ما رأيك؟"

shining tears
27-09-2007, 01:18
" ربما أنت على حق . لكني سأعلم أولادي أن يتفوقوا على أولادك في طي الفوط وترتيب الأسرّة." ثم توجه بعد ذلك إلى المدفأة لابعاد الجمرات غير المشتعلة .
" تناس أمر الأطفال . إبق بعيداً عن المكان غداً. وسنرى إذا كان أحد سيتذمر عندما أنظم الأسرّة."
" حسناً."
" إن ذلك أمر سهل جداً." قالتها بصوت فيه شك.
ابتسم دوغ وحياها وقال :" يوم السبت غداً لدي درس في تصوير الطبيعة . لكن لا تهتمي لذلك . سأكون هنا وأساعدك في إعداد الفطور ثم أرحل."
انتظرها آيك حتى أطفأت الأنوار وصعدا معاً . ليقول بعد تفكير :" أتعلمين أنني ، قبل الآن ، كان لدي تفكير خاطئ ، أما الآن فإني متأكد أنكما ستنجبان أولاداً أقوياء ، شرفاء، قادرين على إسعادكما."
وقفا أمام باب غرفة آيك . ربتت على كتفه ." ألا تراني ودوغ لا نتفق على أمر بسيط تافه ، أقل تفاهة من تربية الأطفال؟"
نزلت سامنثا الدرج صباح اليوم التالي والتعب بادٍ عليها . كانت ليلتها قاسية . لم تستطع النوم بسبب الأحلام الكثيرة بالأطفال منها ومن دوغ . لديهم نفس شعرها الجعد . دخل آندي فجأة . حيته وقالت له :" لابد أنك استيقظت باكراً جداً هذا الصباح."
فقال لها :" حضرت لكي أودعك."
أمسكت "بالدرابزين " وردت عليه ." تودعني ، هل أنت راحل؟"
طأطأ آندي وقال:" أجل . إن التزلج هنا رائع . لكني لم آت لذلك . كنت آمل أن تزيدك فترة غيابي شغفاً بي."
" إني فعلاً مولعة بك ."
" بما فيه الكفاية حتى تتزوجيني؟"
هزت رأسها . " مولعة بك نعم . لكن لست مغرمة بك . كنت دائماً بمثابة صديق عزيز ."
أدخل يده في جيب سترته ." ماذا إذا عدت وعملت في شركة أخي؟"
بقيت سامنثا صامتة . فقال :" لا تبالي . أستطيع أن أعرف الجواب من وجهك . مع كل هذا إنك لم تحبيني."
كررت سامنثا الكلمات نفسها . " أنا آسفة . كنت دائماً أبحث عن الإستقرار مع الأفضل . لذلك فإنك تستحق زوجة مغرمة بك."

shining tears
27-09-2007, 01:20
أخذ يدها وقبلها بحزن . ثم رفع رأسه ونظر إليها والإستسلام جلي عليه ." إلى اللقاء ، يا عزيزتي . تذكريني ، وإذا ما كنت يوماً تتزلجين على أحد منحدرات أوروبا ورأيت رجلاً مسناً يتزلج فنادني فقد أكون أنا."
تمتمت سامنثا ." سأقوم بذلك . أتمنى لك حظاً موفقاً ، يا صديقي العزيز . يا أفضل متزلج يمكن أن تحلم به فتاة ."
وسكتت سامنثا بينما أغلق آندي الباب وراءه.
أتى صوت دوغ يطرد الصمت الرهيب في الغرفة ." لست من الناس الذين يتطفلون في المواقف المؤثرة . لكني أعتقد أن تحضير طعام الفطور يبدأ من السابعة ." كان دوغ يتكئ على مقبض الباب الذي يفصل بين الردهة وغرفة الطعام .
وأضاف :" حسب رأي آيك إنك قد ودعت الآن ثروة طائلة ."
ردت بسخرية ." أشكرك على تنويهك . ربما إذا أسرعت الآن قد يكون في إمكاني اللحاق به . ولكنني لست من الذين يجرون وراء المال."
" يصعب عليّ تصورك مغرمة ."
" بالأمس كنت تقول إن حبي من نوع التملك ... هذا إلى بقية الأشياء التي ذكرتها ."
" إن هذا ليس حباً . الحب الصادق يعطي الأولوية للحبيب . كما أنه يعطيه الحرية في كل شيء. أردت دائماً أن تربطي عائلتك إليك من أجلهم ولأجل أغراضك الشخصية ."
جرحت هذه الكلمات القاسية مشاعرها وأغضبتها وجعلتها تجيب على الفور ." من المؤكد أنك خبير في السماح لحبيبتك بـ ..." نظرت إليه وابتسمت بعذوبة وأضافت :" ... في السماح لها بتركك." وتمنت لو أنها لم تنطق بهذه الكلمات . وتساءلت في نفسها ، لماذا تسمح لدوغ بالتدخل دائماً شؤونها الخاصة ؟"
دفع دوغ باب المطبخ وأشار لها لتدخل قبله ." لقد نسيت كم أنت حساسة تجاه أي نقد بناء مهماً كان بسيطاً."
توقفت سامنثا عند الباب . حملقت به غاضبة ." نقد بناء ؟ إني أعتقد أن كلامك هو وصف عشوائي ."
" لم أسألك رأيك." دفعها إلى المطبخ . وأغلق الباب . كانت ماري تقف عند الموقد . نظرت إليهما وهزت رأسها قائلة :" لقد ذكرتماني بكما عندما كنتما تتناقشان في الماضي . لم أكن أحس بهدوء السنتين الماضيتين ، اللتين أمضيتهما في سويسرا ، حتى سمعت صوتكما اليوم . لكني سعيدة بعودتك . أراد أهلك القيام بما تريدين . لكنهم من المؤكد انهم افتقدوك."

shining tears
27-09-2007, 01:21
قاطعها دوغ ." على الأخص أنا ." تناول بعض زجاجات العصير وأضاف :" المشجارة مع سامنثا كل صباح توازي جري عشرة أميال ." واختفى في غرفة الطعام.
حدقت إليه سامنثا وكأنها لاتصدق ما يقوله . دوغ لم يهاجمها بكلمة واحدة على الرغم من إثارتها لموضوع حبه التعيس . ربما كان عذابه قد بدأ يزول ؟ أخذت تراقبه خلسة وهي تقدم الفطور بينما يقوم بتقديم التحية للضيوف ويأخذ طلباتهم . إنه ليس من النوع الذي يعرض عواطفه بشكل علني . كان يبدو سعيداً على غير عادته منذ زفاف دافيد . وكان النزلاء معجبون به وهو يقوم بدور الخادم على أحسن وجه.
بعد ذلك بدأت سامنثا تفكر بأنها تدين له بالكثير بسبب مساعداته المتتالية منذ إصابة والدتها بالنوبة القلبية . لم تحس بذلك من قبل ، حيث أنها اعتادت على رؤيته في المنزل ، وعلى اعتباره فرداً من أفراد العائلة ، ويتبع تعاليم الأسرّة كأي فرد منها . لابد أن مساعدته تؤثر سلبياً على حياته الخاصة .
ثم ، وبدون أن تفكر وضعت يدها على ذراعه عند دخوله المطبخ ." أريد شكرك على ما فعلته لأجلنا . وأقدر لك ذلك ."
احتفظي برأيك لحين تسلمك فاتورة الحساب مني !"
" إني جادة فيما أقول . لم يكن عليك القيام بأي عمل . أعلم أنك تقوم به من أجل والدتي . لكني أعتقد أنها لم تكن تنتظر منك أن تزعج حياتك الخاصة طوال فترة وجودها في المستشفى ."
" اللعنة عليك . ستفهمين يوماً أن ... " رفع يدها عن ذراعه . تناول بعض الأطباق من ماري وخرج ببطء من الغرفة .
نادت سامنثا ماري وسألتها :" ماذا فعلت؟"
نظرت إليها ماري غير مصدقة ما تسمعه ." هل فوجئت أمس عندما جهزت ليندا العشاء لك ؟ أو عندما بقيت هي ودافيد مكانك في الوقت الذي كنت تزورين فيه والدتك هل تعجبت من تنظيمهما للطاولات وتحضيرهما الفطور ؟"
" لكن دافيد شقيقي وليندا زوجته."
قالت لها ماري :" وماهو دوغ بالنسبة لك ؟ هل هو مجرد غريب عابر؟"
أحست سامنثا بالذنب . عاد دوغ إلى المطبخ . فقالت له ثانية :" لم أقصد جرح مشاعرك ولم أقصد أنك لست فرداً من أفراد العائلة ."
" بالطبع لا. أنت مذهولة فقط . إذ كيف يقوم شخص مثلي بتقديم المساعدة للذين يحبهم خاصة وأنهم يمرون في أزمة ."

shining tears
27-09-2007, 01:22
تابعت مدافعة عن نفسها :" كلا . إن الأمر ليس كذلك . أردت شكرك فقط على مساعدتي."
" إني لا أريد هذا الشكر ."
" حسناً إني أقدمه ولايمكنك أن ترفضه."
نظر دوغ إليها ببرود ، أبعدها عن طريقه وتوجه إلى غرفة الطعام.
رفضت سامنثا تقديم المزيد من الاعتذار . لم يكن خطأها ان لم يسمح لها بتوضيح هدفها. من الطبيعي أن دوغ ليس فرداً من العائلة ولابد أن تشعر نحوه بالإمتنان . نظرت إلى آيك الذي كان يبعد الكعكة من أمامه ." إن ابن أخيك عنيد مثل البغل ، وأحمق مثل ... الخنزير ."
وضع آيك بعض العصير فوق طعامه ." هذا هو دوغ . حاسم ، وفيّ ، قوي ، عنيد ..."
حاولت سامنثا عدم التعبير عن استيائها فأجبرت نفسها على الضحك . لكنها سرعان مالوت شفتيها بإستياء .
" الجميع دائماً يدافعون عن دوغ ."
رمقها آيك بعينين تشعان سروراً ." ربما نأسف نأسف من أجله . ألست من يصر على أنك قادرة على هزيمته ويداك خلف ظهرك؟"
" يد واحدة تكفي ." قبّلته على رأسه . وأضافت :" أشكرك على تذكري بأني أستطيع تدبر ذلك . لابد أني متعبة هذا الصباح حتى سمحت لدوغ بالنيل مني."
عندما عاد دوغ إلى المطبخ قال :" منذ متى أصبحت معانقة الزبائن جزءاً من الخدمة في الفندق؟"
" وما دخلك في ذلك ؟"
" آيك عمي . هل اتضح لك أنه صفقة أكثر ربحاً من آندي ؟"
صوته البارد كان صفعة قوية على وجه سامنثا .
أحست بالغضب يثور في داخلها وبوجهها يتورد . قالت :" ماهذا الكلام السيئ الذي تقوله!"
" اثبتي لي أني مخطئ ."
" لِمَ علي القيام بذلك؟ كلما فكرت في الموضوع ، بدت لي الفكرة جيدة أكثر . وكما قلت منذ قليل ، لقد تخليت عن ثروة طائلة ، فمن الغباء ، إذن ، أن أتخلى عن ثروة أخرى ."
أمسك يدها بقوة ." هيا سامنثا . كلانا يعلم أنه مهما كانت صفاتنا الأخرى ، فنحن أناس جشعون ."

shining tears
27-09-2007, 01:23
قطبت سامنثا حاجبيها " أعتقد أن من حقي معرفة صفاتي الأخرى . لكن لابأس . انسَ الأمر . ليست لدي النية في تصفح كتاب أخطائي . لقد مللت من سماعك تنتقدني مع كل نفس تتنفسه ." سحبت يدها من بين يديه ." منذ حضرت إلى هنا وأنت تقف عقبة في طريقي . لقد سئمتك وسئمت مشاكلك التافهة ، وسلوكك التافه ... وتفاهتك أنت . أتمنى لو ترحل ولا تعود ثانية ." ثم خرجت من المطبخ .
نفّذ دوغ كلامها ... ففي صباح اليوم التالي ، يوم الأحد ، قامت سامنثا بتقديم الفطور وحدها واعتذرت من النزلاء عن غياب دوغ ، وقالت في سرها ، لابد أنه مشغول في أعمال التصوير في نهاية الأسبوع . وفي صباح اليوم التالي أخذت تتلافى الإحراج وتتصور الأماكن المحتملة لوجوده.
في المطبخ ، أوقفت ماري تعليقاتها حول الموضوع ، لكن نظراتها كانت تعبر عن تفكيرها . وصباح اليوم التالي . لم يكن دوغ قد عاد ، بقيت ماري صامتة طوال الوقت . بعد فترة رفعت رأسها عن طبق البسكويت الذي تطحنه . نظرت إلى سامنثا ." آمل أن يكون الآن جالساً لتناول فطوره."
تركت كلمات ماري أثراً في نفس سامنثا عن حالة دوغ ، وكأنه يحبس نفسه في شقته وهو يتضور جوعاً. فقالتمدافعة :" إنه رجل ناضج ولابد أنه قادر على تناول علبة من الحبوب."
" حبوب باردة ! وهل تعتبرين هذا فطوراً جيداً."
أجابتها بسرعة :" بالطبع .لا . أردت أن أقول فقط ... أوه بالله عليك ، ياماري . إنك تعرفين أنه يجلس الآن في شقته متجهماً متضايقاً. إنه أعند إنسان قابلته في حياتي."
التفتت ماري إليها وقالت :" إذا تكلمنا عن العناد فإن دوغ ليس الشخص العنيد الوحيد هنا."
" إذا كنت تلمحين إليَّ ، فأنالست في حاجة لذلك . أستطيع تحضير الفطور وحدي . ومع عودة آندا في إمكاننا ولويس تدبر أمر التنظيف بشكل جيد ." لكن أسف سامنثا الوحيد كان أنه لم يفتقد أحد ترتيب للأسرّة وعلى الأقل لم يشتك أحد منه.
كانت سعيدة
لابتعاد دوغ عنها أخيراً . من المؤكد انها لم تشتق إليه . من الطبيعي أن تكون وحيدة . فهي مجبرة على البقاء في المنزل بعيداً عن كل النشاطات الاجتماعية بسبب مرض والدتها . وآندي غادر المكان . صحيح أ دافيد

shining tears
27-09-2007, 01:23
وليندا يأتيان لزيارتهما كل يوم ، ولكنهما مشغولان تماماً لدرجة أن من يجلس معهما يشعر بالوحدة أكثر من جلوسه وحيداً . على الأقل كانت سامنثا تتحاشى إيضاح سبب عدم وجود دوغ في الفندق.
كانت سامنثا تخشى أن تحوّل والدتها بعد كل هذا ، إلى مناقشة أمر آخر . لم يكن لديها أدنى فكرة عما قد يكون قاله دوغ لوالدتها . كانت تحس أن طريقها إلى المستشفى قد أصبح أطول من دون مشاداتها الكلامية مع دوغ التي كانت تساعدها على قتل الوقت . كما كان الشجارمعه يساعدها على التخلص من التوتر الذي تسببه لها إدارة الفندق ،والقلق بشأن حالة والدتها.
بعد ظهر الثلاثاء ، أحست سامنثا أن الوضع قد زاد عن طبيعته . فما جدوى عدائها لشخص لا تستطيع رؤية وجهه.
فقررت أن تذهب إلى شقته . وسوف تخبره أنه يكفيه عناداً وتشبثاً برأيه . عندما وصلت إلى الشقة تجمدت أمام الباب ثم استجمعت قواها ، وأخذت تقول في نفسها ، إذا كان دوغ رجلاً فلا بد له من الاعتراف بالفوضى التي يسببها. بعد ذلك لن تكلمه وبإمكانه تناول الحبوب الباردة . وماشأنها في ذلك؟ فتح دوغ الباب ، فبادرته بالقول :" إن ماري خائفة عليك، وتعتقد أنك تتضور جوعاً ، وإذا اعتذرت لي فإني سأعتذر منك ."
بقي دوغ صامتاً بعض الوقت ثم قال :" وإذا رفضت؟"
وأخذ يحدق في وجهها.
أحست بقلبها يقف عن الخفقان من رهبة الموقف . لكن سرعان ما أنقذها سخطها منه . لقد أذلت نفسها بالحضور إليه وكان عليه تقدير هذه التضحية . فصاحت في وجهه:" إنك أحقر إنسان رأيته في حياتي ."
" يالهذا الاعتذار الملعون ." فتح الباب بكامله وسحبها إلى الداخل.
" لم أقصد الاعتذار لك ." تكلمت وأسنانها مطبقة من الغضب . وأضفت :" لم أكن أود الاعتذار لك لو لم ... آه ..."
تغيرت نبرة صوتها ، عندما لاحظت أنهما ليسا بمفردهما .
كان في الغرفة رجل طويل القامة ، نحيل ويرتدي ثياباً عسكرية . إنه يشبه دوغ تماماً . تساءلت عن نوع العلاقة بينه وبين دوغ . لابد أنه والد دوغ فقد كان لهما نفس الشعر الكستنائي لولا أن الشيب قد بدأ يزحف إلى موديه لكن عينيه كانتا مختلفتين . كانت عينا دوغ تشبهان عيني والدته . هذا ما استنتجته سامنثا عندما قدمها دوغ إليهما . كانت والدته سيدة أنيقة جداً ، تعتني بنفسها . لاحظت سامنثا ذلك عليها على الرغم من أنها كانت جالسة . نظرت سامنثا إلى نفسها . أحست أنها تبدو رثة الثياب في الجينز والقميص القطني ، وشفتاها دون أحمر شفاه. أرجعت سامنثا شعرها

shining tears
27-09-2007, 01:25
المشعث إلى الخلف ." أنا آسفة . لم أقصد التطفل . لكني لم أكن أعلم بوصول والديك."
نظر دوغ إلى والديه مبتسماً ." إنكما من يستحق الاعتذار . إن سامنثا تعتقد أن لها الحق بالتدخل في حياتي متى شاءت."
جرح تعليقه الساخر مشاعرها ، ولكنها لم تشأ تحقيق مراده خاصة أما والديه . ليس أمام شخصين يبدوان رائعين وهادئين ، وكأنه لم يثر غضبهما شيء في حياتهما .
كان حاجبا والدته مرسومين بدقة كبيرة . يرتفعان بلباقة غعند استنكارها لأي تلميح عن الحب . دفع دوغ سامنثا إلى كرسي قريب ، وجدته ملجأ تختفي في أعماقه . راجية أن ينسَ الجميع وجودها . ثم يكون في إمكانها المغادرة بعد دقائق دون أن يشعر أحد بعدم لباقتها.
سرحت سامنثا في أفكارها . كان النقاش يدور حولها دون أن تدرك عما كانوا يتكلمون. كانت تستمع بغضب واستنكار إلى حديثهم . كانوا يتفاخرون بأقارب دوغ الذين لم يخالفوا تقاليد العائلة . كانوا يهدفون إلى إظهار الفرق بين العمل العسكري اللامع وبين الطريق الذي اختاره دوغ .
بدأت تتساءل في نفسها ، كيف في إمكانهم التغاضي عن ميزات ولدهم . نظرت سامنثا إليه تتفحصه وتدقق فيه . لا يمكن لأحد تصور كم كان يؤلمه كلام والديه . وبدا فخوراً بالدفاع عن نفسه . بدأت تغير جلستها فلم تكن فخورة بنفسها . قال الجنرال كلايبورن بصوت قوي :" ابن عمك مال أصبح رائداً الآن."
" كان دائماً يحسن استعمال السلاح . لابد أنه أصغر رائد في دفعته . ألا تعتقد ذلك؟"
طأطأ الوالد رأسه ." إن والده سيفخر بذلك كثيراً . وهل أخبرتك والدتك عن ميتش؟ إنه ينوي دخول البنتاغون."
فسألتهم سامنثا :" هل رأيتم الصور التي التقطها دوغ ، والمقال الذي كتبه حول طائر الغطاس ، والذي نشر في إحدى المجلات الخاصة بالطيور ؟"
التفتت السيدة كلايبورن إاليها وقالت :" أجل لقد قرأناه إنه يذكرني بــ ..." التفتت نحو دوغ وتابعت :" ... إنه يذكرني بآرني ، الذي طلب مني إخبارك أن هناك الكثير من الطيور في فلوريدا ، وهناك الكثير من المناطق الطبيعية والحياة البرية . لكنه سيغادر ميديلي للمشاركة في القتال ، إنه يعمل الآن في الشرطة ."
ضحك دوغ ." إن آرني يعتبر الحياة البرية مجرد فتاة شقراء ترتدي ثوب السباحة ." ضحك والده ، وقال :" هل عرفت أن براد سيلحق بطائرة تزود

shining tears
27-09-2007, 01:25
بالوقود ؟ لقد أخبرني شقيقي بيلي انه هلع عندما رآه يملأ خزان إحدى الطائرات بالوقود . وازداد خوفه أكثر عندما علم أن شقيقه براد هو من كان يقود الطائرة الأخرى . ألا تذكر كيف كان براد وآرني يحيكان المكائد لبعضهما البعض طوال حياتهما ؟"
نظرت سامنثا إلى والد دوغ ." لقد تأثرت والدتي بمقال دوغ عن الحياة البرية . هل ألقيت نظرة عليه؟"
نظر الوالد إليها بحيرة ." نعم لقد رأيته."
قالت السيدة كلايبورن :" يعتقد ستيل أن مهمته المقبلة ستكون في أكاديمية الطيران التابعة لولاية كولورادو . وهو يعتمد عليك في تعليمه التزلج في السنة المقبلة ."
ردت سامنثا :" بالطبع سيقوم بذلك . إنه سيتخلى عن أي شيء عنما يطلب منه ستيل ذلك ." ثم أضافت بخبث :" إن دوغ يلتقط صوراً تافهة وحسب ، إذا ما قورنت بما يعمله أقرباؤه."
تلعثم دوغ في كلامه عندما شاهد الدهشة في عيون والديه . أخذ نفساً عميقاً والتفت إلى سامنثا قائلاً:" سامنثا! إن والدي قد علما بأخباري للتو . وهما يحاولان الآن تزويدي بأخبار العائلة."
تجاهلته سامنثا كلياً ، وتابعت حديثها لوالديه قائلة :" يجب أن تفخرا بأن ولدكما يقوم بعمل يفيد العالم بأسره . إن صوره تجعل الناس يقدرون الخليقة من حولهم ، وتعلمهم الاهتمام بالكون . إن العالم بحاجة إلى أناس مثل دوغ ، وليس بحاجة إلى طيارين ولا قواد يقودون الآليات في الجيش."
خيم الصمت والذهول على الغرفة . وبدأ والد دوغ الحديث :" آنستي ، لاأعلم من أين أتيت بهذه الفكرة غير الصحيحة عني وعن ساندي . إننا نفتخر بولدنا دوغ . إن ذلك بعيد كلياً عن الحقيقة ."
همس دوغ لسامنثا والاستغراب بادٍ على وجهه ." لو لم أكن أعرفك لاعتقدت أنك تحاولين حمايتي من والدي."
فردت سامنثا :" أنني أكره التفاهات."
أحمر وجه السيد كلايبورن غضباً ." تفاهات ؟ هل تتهمينني بــ ..." وضعت زوجته يدها على ذراعه قائلة :" إهداأ ، يا بات . إني متأكدة أن هناك تبرير منطقي لهذا التصرف ... أو لسوء الفهم ."
رفعت سامنثا رأسها وهي مستعدة للتفسير ، لكن دوغ وضع يده على فمها وقال :" هدئي من روعك ." وتابع حديثه ساخراً ." اللوم يقع على آيك . أنت تعلم ، يا أبي ، إنه يحب أن يخبر الجميع أننا التافهان الوحيدان في

shining tears
27-09-2007, 01:26
العائلة . فلا بد أن سامنثا حملت كلامه محمل الجد ووكلت نفسها للدفاع عني ." سيطر الصمت على الغرفة .
أبعدت سامنثا يده عن فمها . وقالت :" وماذا تقول في تنظيم الأسرّة ؟ والتفتيش الصباحي على الغرف؟"
سألها دوغ :" هل تريدين إقناعي أن لوسي لم تجبرك قط على تنظيف غرفتك؟"
أحمر وجه سامنثا خجلاً وقالت مدافعة عن نفسها :" لم أجبر يوماً على تنظيم الملاآت بطريقة محددة ."
قهقه الجنرال كلايبورن ." ألا تزالين تقومين بذلك ؟" حدقت السيدة كلايبورن بسامنثا قائلة :" لابد أنك كنت تعتقدين أننا وحوش بشرية . أنا لاأعتقد أني كنت والدة كاملة لدوغ . إنه كان دائماً مكتفياً ذاتياً حتى أني كنت أتركه يختار طريقه في الحياة . لم يكن لديه الوقت لخبز الحلويات أو التنزه مع رفاقه عبر الحقول." وأضافت بصوت منخفض :" أنا أعرف أن والدتك تختلف عني كثيراً."
انتقل دوغ إلى كرسي والدته وجلس على طرفه واضعاً ذراعه حول كتفيها :" لوسي هي لوسي ، وأنت أنت . ولو كان لي الخيار لما اخترت أحداً آخر."
ابتلعت سامنثا ريقها وقالت :" لقد كنت غبية ، أليس كذلك ؟" أخذت السيدة كلايبورن تحدق بسامنثا ودوغ ، ثم بدأ الجو بعدها يهدأ . وحركت رأسها قائلة :" كلا ." وعلت وجهها ابتسامة غمرت سامنثا . وأضافت :" إن حماية الأشخاص الذين نحبهم لا يعتبر عملاً غبياً."

shining tears
27-09-2007, 01:29
حبيت اشكر اختي الي ساعدتني او بالاحرى الي كتبت هاي الرواية وانتم تعرفون السبب على ما اعتقد ان رمضان ان الواحد ما يمديه يشتغل باغراضه الروتينيه كثير
وهي شرطها اني اطبخ اكلاتها المفضلة هي تكتب النا الرواية
صحيح مو المفروض ان انتم تتطبخون لها بعد مو بس انا المفروض:)
عموما مشكورة خيتو على المساعدة
هي خلصت الرواية بس شرطت ان انزلها كل يوم فصل مثل مابديت
واتمنى ان الفصل يعجبكم ومشكورين على التشجيع
:)
:)

البسه الشقراء
27-09-2007, 07:11
قوه حبيبتي shining tears والله فقدناج كتير
والله يعطيج العافيه انتي واختج وتحملي اختج شوي (يعني الطبخ) عشان خاطر عضوات عبير
ومشكككككككككككككككككككككككككككككوره

البسه الشقراء
27-09-2007, 07:12
بس حبيت أعرف الروايه من جم فصل (يعني جم باقي على النهايه)

هيونه المزيونه
27-09-2007, 11:06
تسلمين حبيبتي shining tears انتي واختك ....

وانا مستعدة اطبخ لك انتي وهي بس كملوا الرواية بسرعة ....

على فكره طبخاتي ( صور ) فقط خخخخخخخ ....

مشكورة حبيبتي انتي واختك ....

shining tears
27-09-2007, 17:12
مشكورين وماتقصر حبايبي على الردود والمساعدة
بس حبيت أعرف الروايه من جم فصل (يعني جم باقي على النهايه)
عيوني يالبسه باقي فصل عقب الفصل الثامن هي تسع فصول
هيونة مشكورة على طبخاتك ههههههه
وهذا الفصل الثامن

shining tears
27-09-2007, 17:13
الفصل الثامن
نظرت سامنتا إلى والدة دوغ بذعر. إنها تعتقد أنها مغرمة بابنها." أنا لا ...أنا لا أقصد..." التفتت إلى دوغ طالبة منه المساعدة.
نظر إليها دوغ ساخراً وقال لوالدته موضحاً." إن سامنثا قد تبذل مافي وسعها لحماية أي فرد من أفراد العائلة. وقدأخبرتني ذات يوم أنني كفرد من العائلة, مما جعلها تعتقد أن لديها الحق في انتقادي ومضايقتي وهذا العمل هو حكر عليها."
لم تستطع سامنثا البقاء بعد سخرية دوغ اللاذعة, فاعتذرت لوالديه وغادرت الغرفة . أخذت تسأل نفسها عن سبب دفاعها عن دوغ بهذه الطريقة.لابد ان والدته كونت عنها فكرة خاطئة. ووالده ينظر إليها كامرأة تختلف عن النساء . أما دوغ فلابد أنه... وفجأة صاح أحد الطيور مما شتت أفكارها . لكنها عادت مجدداً للتفكير. لابد أنهم يعتبرونها مجنونة. كيف تهيأ لها أن دوغ بحاجة إلى من يقود معاركه؟ إضافة إلى ذلك,إنه لن ينسى دفاعها السخيف أمام والدته, إضافة إلى إهانة والديه, أحست بالظلام يخيم على الغرفة على الرغم من أن الشمس كانت مشرقة في الخارج . ضغطت سامنثا بيديها الباردتين على وجنتيها اللتين كانتا تحترقان من الندم والأسى.من المؤكد أن تصرفها قد صدم والديه.
"آمل أن لاتنتظري مني أن أشكرك على جعلي أبدو طفلاً صغيراً ضربه أهله وبحاجة إلى ملاك يدافع عنه."
الفتفت سامنثا فرأت دوغ واقفاً عند الباب والظلام يغطي وجهه .فردت عليه:" كنت أحاول أن أسدي لك خدمة."
كان دوغ يرتعش فسألها بصوت غاضب:" هل كنت حقاً تحاولين القيام بذلك, أم أن القديس خوان قد مر من هنا, بينما يقوم بجولته حول العالم ليكفر عن خطاياه التي اقترفتها؟"
كانت سامنثا تنظر إلى الرسائل على مكتب الاستعلامات وردت عليه :" كان ينبغي علي أن أعرف أنك لن تقدر على ذلك."
رد بقوة :"أجل .كان ينبغي عليك ذلك."
"إذاً هل لهذا جئت . حسناً . قلت ما عندك ، لدي الآن عمل أقوم به."
"سأنصرف عندما أريد. لقد حضرت الى هنا نزولاً عند رغبة والدتي التي ترغب ان تشاركينا العشاء الليلة ."

shining tears
27-09-2007, 17:14
"كلا. شكرا على دعوتك." كانت سامنثا تفكر بأي حال ستواجه والديه مجدداً.
اقترب دوغ منها وامسك بكتفيها قائلا:" ساخبرهما أنك مسرورة لمشاركتنا العشاء."
حاولت الإفلات منه , لكن قبضته كانت محكمة فردت."لا أريد أن آكل معك."
"لايهمني ماتريدينه.لقد أهنت والدي بما فيه الكفاية. وإذا رفضت الدعوة فان والدتي ستعتقد انك تحتقرينها لانها لم تحسن القيام بدور الأم مع أولادها ."
كانت سامنثا تدرك في قرارة نفسها أنها مذنبة في جميع التهم التي وجهها إليها , مماجعلها تختلق اللأعذار والتبريرات غير المنطقية.فردت عليه :" قد أكون كذلك بالفعل."
أجابها غاضباً:" لا أستغرب ذلك منك. لقد كنت دائماً محدودة التفكير, جاهزة لإصدار الأحكام العشوائية ولمعاقبة الناس, استناداً لأدلة لايجدها احد غيرك."
كان وقع هذه الكلمات قوياً عليها فشحب وجهها .سألته:" في اي ساعة يجب أن أكون جاهزة ؟"
أنزل يديه عن كتفيها قائلاً:" الساعة السابعة." وتابع كلامه وهو يغادر الغرفة:" حاولي التصرف بلباقة الليلة واذا لم تقومي بذلك...." حدق بها وتابع:" ... إني أعرف الطريقة الأكيدة للسيطرة عليك."
أحست سامنثا بتورد وجنتيها .قالت له :" اذا كنت تقصد تقبيلي فانا لا أكترث لذلك .انا متأكدة أنك لاتريد أن يكون لدى والدتك مزيد من الأفكار الزائفة."
أحست بالحرارة تتصاعد في الغرفة, عندما لاحظت دوغ يراقب جسدها ببرود. بنظراته الوقحة.لكنها لم تجرؤ على التأكد من ذلك كل ماكان في استطاعتها عمله هو التحديق به بتحدٍ.
قطب دوغ حاجبيه , ثم ارتسمت ابتسامة على شفتيه قبل أن ينظر إلى وجهها قائلاً بلطف :" إن ذلك يستحق العناء."
بقيت كلماته في أذنيها ساعات طويلة .كانت تصرفاته اثناء طريقهما للعشاء بالغة الرقة,مما يوحي بأنه لم يهددها خلال النهار.احست بالغضب في داخلها .صوته كان ساحراً ومهدداً في الوقت نفسه .بدأت سامنثا بالتفكير لن أترك دوغ يعتقد أنه أخجلني."

shining tears
27-09-2007, 17:15
جلست السيدة كلايبورن مع سامنثا في المقعد الخلفي وقالت:"ما أجمل هذه البلدة! إن دوغ أخبرني بأنها صغيرة,ليس فيها سوى المناجم."
ردت عليها سامنثا بإحترام :"هذا صحيح ,لقد وجدوا ذهباً في منطقة النهر الأزرق عام 1859 . وهذا الإكتشاف جذب عدداً من الباحثين عن الذهب والغنى السريع, وبذلك برزت بريكنريدج الى الضوء."
قالت السيدة كلايبورن, وهي تنظر الى المدينة :" أحب هذه الأبنية ذات الطراز الفيكتوري والتي تنتشر على طول الشارع الرئيسي."
ردت سامنثا:" وأنا أيضاً. من حسن الحظ بريكنريدج أنها كانت مستعمرة عبر العصور .لقد تحول كثيراً من القرى الى مدينة أشباح بعد نفاد المعادن وإغراق المناجم فيها. وعلى الرغم من المباني الحديثة التي شيدت داخل البلدة , فإن العديد من هده الأبنية مسجل في السجل الوطني كمراكز أثرية على أي حال,لابد أن تطلبي من دوغ أن يأخذك في جولة حول البلدة خلال النهار.فألوان الأبنية رائعة, والبضائع المعروضة في المحال التجارية مسلية جدا."
قاطعها دوغ :" إن والدتي تهتم بالقيمة التاريخية لبريكنريدج فقط."
"رد السيد كلايبورن بصوت عال:" إذا تركنا ساندي تطوف بالمحال التجارية فإن أصحابها سيعتقدون أن الذهب ظهر من جديد ."
أجابت سامنثا :"في الواقع إن بريكنريدج قد شهدت ظهوراً ثانياً للذهب عام 1860, مما أدى إلى حصول إزدهار اقتصادي استمر طيلة ذلك القرن."
تدخل دوغ في الحديث." ان بات على حق, فإقبال السياح يعتبراً كنزاً ذهبياً."
ردت سامنثا."إن ذلك واقع.لامحالة . فنذ افتتاح مركز التزلج في أوائل الستينات والمدينة تشهد نمواً متزايداً."
نظرت السيدة كلايبورن إلى الخارج فرأت مجموعة من الشبان يمرحون بحيوية في الشارع المضاء.قفالت:"ياللجو المرح الذي يدعو للاحتفال!"
تمنت سامنثا في نفسها لو كان في إمكانها استبدال مزاجها العكر بهذا المزاج المرح . كما تمنت لو أنها موجودة في مكان آخر .لكن ما لفت انتباهها هو عدم تلميح السيد والسيدة كليبورن إلى تصرفها الخاطئ معهما , أو إلى الملاحظة المروعة التي كونتها السيدة كلايبورن عنها يبدو أن دوغ صحح لها تصورها.
قادهم خادم المطعم عبر السجاد الأخضر إلى مائدتهم. دهشت سامنثا لرؤية دافيد وليندا جالسين حول مائدتهم. لكنها تذكرت على الفور الصداقة القوية بين دوغ ودافيد, فمن المؤكد ان دافيد يعرف والديَّ دوغ.

shining tears
27-09-2007, 17:19
جلست سامنثا في مواجهة ليندا, وجلس آيك إلى يمينها والجنرال كلايبرون إلى يسارها. وجلس دوغ بين والده وبين ليندا في الجهة المقابلة لوالدته , وقام بدور التعارف وتقديم التحيات .كانت سامنثا تراقب دوغ وليندا , هل لقاؤهما كان مدبراً ؟ وكان نوع من التوتر واضحاً بينهما . كانا يتحاشيان التقاء نظراتهما . ثم تساءلت هل جلس دوغ بجانب ليندا فقط ليظهر اهتمامه بها . وإذا كان فعلاً مايزال مهتماً بها من أعماقه فهو لايستطيع الجلوس بعيداً عنها . أحست سامنثا أنها تنوء تحت عبء ثقيل.
اقترب الجنرال كلايبورن من سامنثا وربت على ذراعها قائلاً لها :" إليك كلمة رجل حرب له تجربة كبيرة . إياك أن تلعبي لعبة البوكر ، لأن وجهك سوف يخونك ويفضح ما في داخلك ."
فقالت له وهي تحاول العودة إلى لبقاتها :" وحتى لساني أيضاً . لقد كنت قاسية جداً اليوم معكما."
فرد عليها :" أحب الإنسان الذي يدافع عن مبادئه التي يؤمن بها . كما أن متابعة الهجوم دون تفحص خطوط المواجهة تبدو استراتيجية حربية . إن عنصر المباغتة ما يزال."
" قد أبدو غير مهذبة إذا أخبرتك أني كنت أعتقد أن دوغ ورث عناده وعدم قدرته على التسامح ، وجنونه من والده لأنك تعمل في الجيش."
ضحك السيد كلايبورن ." هل أستنتج من كلامك أنك الآن تعتقدين أن ذلك شيء غير حسن ؟"
" إن ولدك لا يتمتع أبداً بروح التفهم والتسامح المتوفرين لديك ." تهديدات دوغ كانت ما تزال ترن في أذنيها . رمقت دوغ بنظرة غاضبة وأضافت :" انه يعتقد أنه الإنسان الكامل الوحيد في الكون." عضت على شفتها السفلى وتابعت :" آه ، يا إلهي . إنني أعود إلى ذلك مجدداً ، لقد عدت للتصرف الأحمق . إن والدتي ستخجل من تصرفاتي ، في الواقع أتصرف بكل تهذيب ولباقة عند عدم وجود دوغ ." اقترب منها والد دوغ قائلاً:" سأطلعك على سر . أتعلمين لو أنك تفوهت بكلمات مهذبة كما هو مألوف في التعارف ، لخاب أملي فيك؟" لاحظ السيد كلايبورن الدهشة في عينيها فأضاف موضحاً :" إن ما أخبرنا به دوغ عنك خلال السنين الماضية ، جعلني أؤمن أنك لن تسمحي لنا بمقابلة سامنثا آردن الحقيقية ."
ومن حسن حظها أن دوغ سأل أباه سؤالاً أعفاها عن الإجابة . بإمكانها أن تعرف بسهولة ما أخبر دوغ والديه عنها . ولا عجب فالسيد كلايبورن كان يعتقد أنها تتصرف على طبيعتها . وللمرة الأولى أحست سامنثا بفائدة من

shining tears
27-09-2007, 17:20
وراء مرض والدتها . إن السيدة آردن لم تكن موجودة لتشعر بالإحراج من سلوك ابنتها.
لم يوافق آيك سامنثا في رأيها ، فقال لزوجة أخيه للمرة الثانية :" أتمنى لو كانت لوسي موجودة ، لكنت سعدت بلقائها . لكن ، على كل حال يمكنك أن تذهبي غداً صباحاً لزيارتها في المستشفى ."
أومأت السيدة كلايبورن برأسها موافقة ثم سألت سامنثا عن صحة والدتها . ثم حولت الحوار إلى مناقشة عامة حول صحة السيدة آردن . كانت سامنثا تسر في كل مرة يلتفت إليها آيك طالباً رأيها للتأكيد على صفات السيدة آردن الحميدة . ثم حولت السيدة كلايبورن الحديث عن السيدة آردن . بدأت سامنثا تشعر أن آيك يرغب في إخبار زوجة أخيه أمراً ما في النهاية . ومن الواضح أن السيدة كلايبورن قد توقعت ذلك أيضاً.
" إن زيارات آيك المتكررة إلى المستشفى تحمل في طياتها شيئاً أعمق من تعاطف صديق ومساعدته في وقت وقت الأزمات . سامنثا تأمل أن يكون ذلك صحيحاً . يبدو أنه رجل عطوف . لقد فقد زوجته في حادث مأساوي . كانا يستحقان السعادة التي كان يقدمها الواحد منهما للآخر . إن سامنثا لمّحت لوالدتها بالأمر ، لكنها لم تجرؤ على سؤالها أو سؤال آيك بشكل مباشر . كما أنها لم تكن ترتاب في أي شيء ، إذ لو أنها لم تكشف تفاصيل خطط آيك لما كانت سعيدة الآن.
نظرت سامنثا إلى طرف المائدة وهي تحاول كبت ضحكتها . فوجدت دوغ يشاركها فرحتها . ما رأته كان بريقاً وهو يستمع إلى ليندا . هذا البريق كان واضحاً رغم بعد المسافة . قطعت سامنثا قطعة اللحم أمامها بقوة . ثار غضبها . كان من الواجب على ليندا أن تعرف أنها امرأة متزوجة من أعز أصدقائه . علقت قطعة اللحم في حلق سامنثا . لكن أحداً لم ينتبه . الجميع كانوا يتحادثون ويتبادلون الأنخاب ، ويستمعون إلى ألحان البيانو الرائعة.
وليندا كانت تضحك مع دوغ . أجبرت سامنثا نفسها على الابتعاد بنظرها.
كانت سامنثا جالسة أمام جدار زجاجي . حاولت النظر من خلاله إلى الخارج . كانت الأنوار مضاءة حول بركة ماغي تنعكس على الجليد حيث يوجد عدد من الناس يتزلجون . انزلق أحد الأولاد من جراء تلقيه ضربة قوية . عادت سامنثا بذاكرتها إلى يوم كانت تتزلج مع دافيد ودوغ منذ أعوام . في المكان ذاته ، حيث تركاها واصطحبا توأمين شقراوين إلى المقهى ، ماتناسيين أن عليها أن تعرض عليهما التدريبات حول الدوران والالتفات التي تدربت عليها لأسابيع ، فما كان منها إلا أن حملت حذاء التزلج على كتفها وتوجهت إلى المنزل بخطى متثاقلة . كانت تتهم دوغ

shining tears
27-09-2007, 17:21
بتحريض دافيد على التخلي عنها . لكنها تدرك الآن أنها كانت غلطته كما هي غلطة دوغ . لكنها لا تستطيع أبداً أن تنزعج من دافيد . عادت سامنثا بخيالها إلى الواقع . نظرت إلى اللذين كانا يضحكان في الطرف الآخر من المائدة . كان دوغ . دوغ الذي لم يتغير .
بعد العشاء ودّع دافيد وليندا الجميع ، وعاد الباقون إلى الفندق . قدمت سامنثا دعوة للجميع لتناول القهوة . لكنهم رفضوا وردوا بأنهم متعبون . وهذا ما كانت ترغبه . فلم تكن مستعدة نفسياً لاستقبال الضيوف.
بعد أن صعد آيك إلى غرفته نظرت سامنثا إلى لويس وقالت:" أشكرك على انتظاري . إني أقدر لك ذلك."
" عفواً سيدتي . لكنها مناوبتي الليلة . فقررت مشاهدة التلفاز بعد أن أعددت الطاولات للافطار غداً. هذا كل شيء . لم يطلب أحد مني شيئاً. لكن وردت بعض المكالمات وقد سجلت الرسائل."
رافقت سامنثا السيدة العجوز إلى الباب قائلة :" شكراً لك مجدداً ، تمهلي في القيادة . لقد بدأ الثلج يتساقط." أقفلت الباب والتفتت ، فرأت دوغ يتكئ على طاولة مكتب الاستعلامات . فقالت مستغربة :" أعتقد أنك رافقت والديك إلى الشقة ؟"
" هل اعتقدت أم أملت ؟"
" إلامَ ترمي بقولك ؟"
فرد بغضب :" إخلعي القناع الذي تتسترين به ، واظهري على حقيقتك . من لايفهم ما كان يجري الليلة يمكن اعتباره نصف ميت . ما تقصد والدتي من تلك الأسئلة المتتالية حول عائلتك ؟ لو أنها تقوم بتحقيق لمكتب التفتيش لما كانت أكثر وضوحاً مما كانت عليه الليلة؟"
ردت والتعب واضح عليها :" لقد لاحظت ذلك . أخبرني لِمَ لم تخبر والديك بعد الذي حدث اليوم أننا مثل الزيت والماء لا ننسجم مع بعضنا البعض؟"
" أنا لا أتكلم عن نفسي . لقد عنيت آيك . لابد أني كنت أعمى . لكني لم أعرف ما يدور حولي حتى رأيته يجلس بجانبك يضحك كالمجنون."
تفحصت سامنثا الرسائل أمامها . معظمها كانت رسائل للإطمئنان عن صحة والدتها . كانت تبتسم عند تذكرها كيف أخفت والدتها عنها كل شيء . وقالت :" أعتقد أنه كان يبدو طريفاً . كما أن والدتك قد لمحت إلى شيء ما . أتمنى أن لا يعترض أهلك على ذلك."
رد غاضباً :" يعترضان ، بالطبع سيفعلان ." ثم تبعها إلى المطبخ ." أعتقد أن مال آيك له نوع من الجاذبية ."

shining tears
27-09-2007, 17:21
ردت بعصبية :" لو سمحت لي ، يادوغ . أنا لاأحب إهانتك ، كما أن آيك رجل ظريف ومحبوب ويستحق زوجة جيدة . وإذا كنت تعتقد أن المال هو السبب الوحيد الذي ..."
قاطعها بشدة :" إنه في الثامنة والخمسين من عمره."
" والعيب في ذلك ؟"
" هل يعتقد أن زوجة شابة تعيد إليه ...إني أجد ذلك مثيراً للإشمئزاز . إن رجلاً في مثل سنه ليس له عمل سوى ..."
اعترضت قائلة :" سوى ماذا ؟ مضاجعة النساء ؟ هذا ماتريد قوله ؟ ماذا دهاك ، يا دوغ ؟" كانت لوسي تصغره بست سنوات فقط . إن الإثنين أصغر من أتن يتقاعدا من الحياة والحب وأضافت :" توفيت زوجة آيك منذ خمس سنوات . هل تتوقع أن يبقى وحيداً طوال حياته ؟ لقد ظننت أن زواجه سيسعدك ." في تلك اللحظة خطرت ببالها فكرة ماكرة ، فتابعت :" هل تتوقع أن ترثه ؟ أهذا كل ما في الأمر ؟ أليس كذلك ؟ لقد كنت طوال تلك السنين ابن أخيه المفضل لديه . ماذا دهاك ؟ هل تخاف أن أرث هذا المال في النهاية ؟" تراجعت سامنثا إلى الوراء عندما رأت الغضب يتطاير من عينيه لكنها لم تستطع السيطرة على لسانها فقالت :" إياك أن تتدخل ، فيضيع كل ما فعلته والدتي لأجلك فإنك لن تفعل أي شيء تهدم ما بينهما وأنا أنذرك بأنني ..."
" ستقومين بماذا ؟" تمتم دوغ بغضب وأمسك يدها بقوة آلمتها . غرز أصابعه في يدها .
صرخت بوجهه ." دعني أذهب ." لكن الحائط وراءها كان يمنعها من التراجع.
اقترب دوغ منها ، مرر أصابعه على وجنتيها قائلاً :" يا لتلك الألاعيب التي تبدو بريئة . منذ متى تحولت الفتاة التي كانت تلعب مثل الأولاد إلى فتاة غاوية ؟"
كانت تتنفس بصعوبة ، مما جعلها غير قادرة على الرد عليه . إنه لا ينتظر منها جواباً ولا حتى كلمة . رفعها على أطراف أصابعها وأخذ يمرر أصابعه في شعرها . لم تتجاوب معه بادئ الأمر . لكنها رضخت تحت وطأة إلحاحه المتزايد وهي تحس بالرغبة تثور في داخلها .
أدخلت أصابعه في أعلى ذراعيه ، كانت تستمتع بتحسس عضرته من فوق سترته الصوفية . لكن سرعان ما تحولت السترة إلى حاجز لا بد من التخلص منه حتى تتمكن من تمرير يدها فوق قميصه الذي كان دافئاً . إنها

shining tears
27-09-2007, 17:23
قادرة على سماع نبضات قلبه والإحساس بها ، إضافة إلى أن رائحة عطره كانت تزيد من إثارتها.
رفع دوغ جسده عنها . كانت شفتاها ترتعشان وكذلك جسدها كان يتعطش للمسة يديه . الصمت الذي ساد بعد ذلك كان قاتلاً . صوت تنفسها القوي كان يعكر مزاجه . كانت ترفض النظر إليه خوفاً من أن تفضحها عيناها ، وتكشف عن الرغبة التي أثارها دوغ . فجأة نظرت إلى شفتيه لترى ابتسامة غاضبة تحوي إهانة . بدأت سامنثا تهز رأسها مستنكرة كل كلمة سيتفوه بها حتى قبل أن يقولها .
وضع إبهامه تحت ذقنها ورفع رأسها مجبراً إياها على النظر إليه . كانت عيناه باردتين تبدوان رماديتين أكثر منهما زرقاوين . بدأ يتفحص وجهها . توقف عند شفتيها وقال ببرودة :" لا بد أنك واثقة جداص من سحرك ."
أغمضت عينيها . إن دوغ يكره هذه الجاذبية المصطنعة التي كانت بينهما ، كما تكرهها هي :" أتعتقد أني أريد ذلك؟ أو أني أحب ذلك ؟"
ضغط على شفتها السفلى بإبهامه ثم مرره على رقبتها ثم كتفها . أخذت نفساً عميقاً من هذه المسة التي أثارتها .
" أجل أعتقد ذلك . أأنظري ." ثم هز كتفيها . وتابع :" أنظري ."
فتحت سامنثا عينيها رأته ينظر إلى الأسفل . اتبعت نظراته فقالت :" آه . كلا ." ولكنها في الحال وجدت قميصها مفتوحاً يكشف عن ثيابها الداخلية.
لمس دوغ بيده صدرها وقال بسخرية :" ماذا لو أتى آيك الآن ورآنا في هذا الموقف ؟"
هزت رأسها في الوقت الذي كانت لمساته تلهب بشرتها . إنها غير قادرة على التفكير . إن كلماته تحمل غضباً عظيماً ، لكن قبلاته تبعث شعوراً آخر مختلفاً . إضافة إلى ذلك . فعلى الرغم من كلماته التي تتهمها كانت يداه تداعبان صدرها.
أخذت تتساءل عما إذا كان يدرك ما تفعله يداه . أخيراً همست له :" لا ، لاأعلم."
أجابها غاضباً :" أنا أعلم . سيعتقد أنك امرأة لعوب وسيرحل عن بريكنريدج ويترك هذا الفندق . لكن هذا لن يروق لك . أليس كذلك ؟ لم أكن أعتقد ذلك ." أحس بالإرتياح لما رآه في عينيها .
سألته :" هل ستخبره بذلك ؟"
في تلك اللحظة تركها وابتعد عنها مسرعاً وكأنها مرض معدٍ ، قائلاً لها :" ينبغي علي ذلك . لأن مثل هذا يضع نهاية لأي مشروع زواج . هل كان

shining tears
27-09-2007, 17:23
يفكر بذلك حقاً ؟ أم كان يفتش عن عشيقة وحب ؟ هل فكرت بذلك من قبل؟"
قالت بصوت هامس وهي تقفل قميصها :" كلا . لم يكن آيك ليقوم بذلك . لماذا تكرهه إلى هذه الدرجة ؟"
أدار لها ظهره ، ووقف عند الباب ." إن مجرد التفكير بالموضوع يثير الاشمئزاز أريد أن يعتبر الأمر منهياً . أو فأني سأخبره بما حدث الآن ."
ارتمت على أقرب كرسي ." ولكن لماذا ؟"
لم يحاول فهم ما قالته . قال :" يمكنك إعطاؤه أي عذر تريدينه ." ابتسم مضيفاً :" لا يهمني كيف تحتفظين بماء وجهك . كل ما يهمني هو عدم إتمام هذا الزواج ."
" إن ذلك لا قيمة له عندي ، ولكن والدتي ..."
" سأحاول أن أجعل الأمر غير محرج لها ."
استندت سامنثا إلى طرف الطاولة محاولة الوقوف بعد أن صعقت بالحقيقة التي اكتشفتها وقالت بذهول :" هل تحب والدتي ؟"
التفت إليها ." لا يجب أن تعجبي لذلك . بالطبع أحبها . إنها بمثابة أم ثانية لي ."
" لم أقصد الحب على هذا النحو إنما قصدت حب رجل وامرأة ..." حاولت تلافى نظرته المقيته التي ارتسمت على وجهه عند سماعه تلك الكلمات . دخل الغرفة مجدداً . جذبها من يدها ، وسألها :" كيف تجرؤين على قول هذه التفاهات ؟"
تراجعت عندما اقترب وجهه من وجهها وقالت :" إذاً لابد أن هناك خطباً ما في عمك ."
دفعها بعيداً واستدار قائلاً :" الشيء الوحيد الخطأ هو نيتك السيئة ." ضاقت سامنثا ذرعاً به وأمسكت بسلة خبز فارغة ورمته بها ، وصرخت :" اللعنة عليك." واستدار دوغ متوجهاً إليها .
اختبأت خلف أقرب كرسي وأكملت قفل قميصها قائلة :" أريد أن أعرف سبب معارضتك زواج والدتي من عمك؟"
تجمد دوغ في مكانه وقال :" ماذا قلت ؟" فردت عليه :" سمعتني جيداً . أريدك أن تقدم لي تبريراً لمعارضتك هذا الزواج."
بدت على وجهه علامات الاستغراب وقال :" آيك ولوسي ."
فردت :" بالطبع آيك ولوسي . عم تتكلم إذاً؟"

shining tears
27-09-2007, 17:24
ضحك دوغ مقهقهاً. عند ذلك أدركت سبب ثورته فقالت :" أنا؟ ألهذا تفوهت بذلك الكلام الفارغ حول المال. هل كنت تعتقد أنني سأتزوج من آيك بسبب المال ؟ لماذا أنت ..."
أمسك دوغ بيدها محاولاً إخفاء ضحكته ورد قائلاً:" آيك ولوسي . يالهذا العجوز الجبان ."
قالت وهي تحاول تحرير يدها :" إن آيك ليس عجوزاً كما أنه ليس جباناً . كان عليك ملاحظة ذلك لو أنك تهتم بعائلتك ، لكنك تضيع وقتك حالماً بزوجة رجل آخر."
تجاهل دوغ ماقالته أخيراً وقال :" هل أنت متأكدة من ذلك؟"
" إني لست واثقة . ولكن آيك يتصرف كرجل مغرم."
نظر إليها بدهشة وقال :" كيف تميزين الرجال المغرمين؟"
كان قصده واضحاً . ولم يتطلب منها ذكاء لإدراكه . كان يشك في وجود رجل أغرم بها من قبل . غير أن مشاعرها ما تزال مجروحة من جراء ماحدث خلال النهار ، مما أثار غضبها سريعاً. " كيف لي أن لاأعرف ؟ كنت أراقب تلميحاتك المزعجة منذ يوم زفاف دافيد."
" كنت أعتقد أنني كنت أتصرف بحذر شديد هذه الليلة ."
" إنك تعرف معنى هذه الكلمة . لقد كان منظرك مزرياً وأنت تحاول التقرب منها على طاولة العشاء حتى أنني لم أتمكن من تناول الطعام بسببك . كان منظرك مثيراً للاشمئزاز ."
" ربما لأنك تحسين بشيء ما ."
" أنا .لا ..."
قاطعها قائلاً:" شيء من الغيرة مثلاً."
كان في عينيه غموض كبير . أغرق سامنثا فيه . هزت رأسها . وجمعت قوتها للدفاع عن نفسها وقالت له :" غيرة ؟ وممن سأغار ؟ منك وأنت تحط من قدرك أمام ليندا . إن ذلك مثيراً حقاً للازدراء؟"
ضحك دوغ ضحكة خافتة ولكن مثيرة جعلتها ترتعش وقال :" كم هو مثير للاشمئزاز ."
تأوهت سامنثا بذعر وقالت :" آه .لا."
أمسك دوغ بيديها ووضعهما خلف ظهرها ، ورفعها إلى الأعلى . جسدها ملتصق بجسده ." لِمَ ؟ هل أنت خائفة ؟"
فردت عليه :" أنت لاتخيفني ." إلا أنها كانت تدرك أحاسيسه التي تحرق جسدها من فوق ثيابها . قال لها :" ربما يجدر بك أن تخافي . فمخلوق

shining tears
27-09-2007, 17:26
صغير مثلك لا يجدر به أن يتحدى رجلاً بحجمي ." وفيما شفتاه ترتعشان ، أضاف :" هيا ، تابعي ، يا صاحبة المشاكل ."
أجابته باستهزاء :" إنك تفعل ذلك فقط لتبرهن أنك أقوى مني."
قهقه عالياً ، وغير من إمساكه لها ، أمسكها بيد واحدة وقال :" كنت أفكر بما قد يفعله قميصك المفتوح ." ضغط بأحد أصابعه على شفتيها قبلا أن تتمكن من الكلام .
وأضاف :" إبقي فمك مغلقاً ، لأني سأعتبر تحريكك لشفتيك بمثابة دعوة لي ."
أجابته :" أنا لا أدعوك إلى ..." أطبق عليه قاطعاً كل استنكار غاضب كانت تنوي القيام به ." هل هذا ماكنت تريدينه حقاً؟" ارتعشت من الغضب واللذة معاً عندما ابتعد عنها.
إنه شيء غير منطقي أن يتمكن هذا الخسيس من إلهاب مشاعرها لتستسلم له في النهاية وترتمي بين ذراعيه .
وليس متنطقياً أن يعرف مدى تأثيره عليها . إنه يستغل ضعفها لتسليته الشخصية . أحست بالذل ، فرفعت رأسها تحدق فيه . كان هناك نوع من السخرية في عينيه الزرقاوين . قال لها :" مازلنا لا نستطيع التوصل إلى هدنة بيننا ، أليس كذلك ؟" وقبل أن تتمكن من الإجابة عن سؤاله غير المتوقع ، كرر سؤالها :" إذا تزوج عمي والدتك ، مهو تأثير ذلك على علاقتنا ؟"
ردت سريعاً :" أعداء ."
مرر دوغ أصبعه على شفتيها المرتعشتين ." أمن المفترض أن تحبي عدواص لك ؟" تركها ورحل عنها . اختفى في ظلام الليل الداكن وراء ستار من الثلج المنهمر . فقد كانت هناك عاصفة جديدة في طريقها إليهم .
لم يظهر دوغ في اليومين التاليين . كانت سامنثا تشعر بالحقيقة من خلال أحاسيسها . فما حدث في تلك الليلة لم يكن ليسمح بالتئام الصدع بينهما . فعلى الرغم من التعليق الذي قدمه دوغ إلى والديه بأنه واحد من أفراد العائلة ، يبدو من الواضح أن دوغ نفسه لم يكن مقتنعاً بذلك . وهذا يعني أن غلطتها لن تغتفر . أحست بالندم وأحست معه بالإرتياح .
لكن التفكير بتلك الليلة سيطر عليها . التفكير بشفتي دوغ الدافئتين على ... إن هذه الأفكار تمثل خطراً لم يتم التوقف عندها . فمثل هذا التصرف من الخطر إعادته . فلولا حرصها لتحولت إلى الإدمان على قُبله وذراعيه.
كان يتمتع بلحظات من الهدوء النادر . لقد غادرت ماري وآندا ولويس . وخرج جميع النزلاء للتزلج عند المنحدرات ، أو لزيارة المحال التجارية .

shining tears
27-09-2007, 17:28
الهاتف لايرن . السيد والسيدة كلايبورن غادرا بالأمس . والسيدة آردن ستعود قريباً إلى منزلها.
الحياة ستعود أخيراً إلى طبيعتها في فندق هامنيغ بيرد . كلا ، إن ذلك غير صحيح . استندت سامنثا على قلم الرصاص . كانت غارقة في التفكير . لقد غير هذا الشتاء كل شيء . دافيد تزوج ليندا . ووالدتها خطبها منها آيك ووافقت . أما هي فقد بقيت اشبينة العروس . نظرت إلى صورتها في زجاج النافذة . هزت رأسها في محاولة للتخلص من هذه الأفكار القديمة . إن المرأة اليوم لا تقدّر بمدى جاذبيتها للرجال . أخذت ترسم ، شاردة الذهن ، على قطعة ورق قديمة . إن مشكلتها لا تكمن في عدم عثورها على زوج إنها مجرد حمى الربيع . إنها مجنونة داخل الثلوج وتنتظر بفارغ الصبرعودة المروج الخضراء ، والسماء الصافية . نظرت إلى الخارج حيث الهواء يرمي بالثلج على النافذة .
أخذت تقول في نفسها ، إن الركوب على الزحافات للتزلج في مثل هذا الطقس قد يكون قاسياً جداً . إن مثل هذا اليوم مخصص للعشاق للجلوس أمام الموقد لتبادل الأسرار.
بدأت تتساءل عما يقوم به دوغ الآن . أجبرت نفسها على عدم التفكير به والتركيز على السهرة . الليلة يصادف عيد ميلاد والدتها . لقد خططوا لأخذ قالب الكاتو والهدايا إلى المستشفى . ابتسمت سامنثا . لقد تذكرت قميص النوم المثير الذي اشترته لوالدتها . إن السيدة آردن مازالت في عمر يسمح لها بلبس هذه الثياب .
أتى الليل ، وذهب الجميع إلى المستشفى . وكما توقعت فقد قالت والدتها معترضة على هديتها :" سامنثا ، لقد كبرت على مثل هذه الأشياء . إنه غير محتشم أبداً."
ردت سامنثا بخبث :" لم لا تسألين دوغ رأيه ."
هزت السيدة آردن رأسها والتفتت نحو دوغ قائلة له :" لقد اعتقدت أنك ستعلمها كيفية التعامل مع الناس في الفترة التي قضيتها معها ."
قاطعتها سامنثا بقولها :" إن ذلك يحتاج إلى رجل أذكى من دوغ."
ضحك دافيد قائلاً :" أعتقد أن الكلمة التي يجب استعمالها هي أشجع ، لأن دوغ واثق جداً من ذكائه."
تقبلت سامنثا كلمات شقيقها بعبوس . بينما كانت والدتها تقوم بفتح الهدية الثانية ، هدية آيك . والتي كانت عقداً من الذهب والماس . لم تكن هديته مفاجأة لسامنثا ، لأنها كانت معه عندما اختارها واشتراها . هدية دافيد

shining tears
27-09-2007, 17:29
وليندا كانت معطفاً منزلياً يتناسب مع هدية سامنثا . نظرت ليندا إلى سامنثا قائلة :" لقد أخبرتني البائعة بهديتك ."
لم يبق سوى هدية دوغ . كان الجميع بإنتظارها . ابتسم قائلاً :" أعلم بما تفكرون . ماذا ينقص السيدة آردن ولديها كل شيء . أعترف أن هدية آيك لا يعلى عليها . لكن مافي هذه العلبة ... " أشار إلى علبة مسطحة يحملها .
وأضاف :" ... ستكون هدية لوسي المفضلة ." ووسط صيحات الإزدراء والإستهجان قدم الهدية إلى السيدة آردن وقال :" عيد ميلاد سعيد ، يالوسي."
كانت ردة فعلها بعدما فتحت العلبة دليلاً على صدق ملا توقعه دوغ . اغرورقت عينا السيدة آردن بالدموع وقالت :" كيف قمت ...؟" ورفعت إطاراً كبيراً في داخله ثلاث صور لسامنثا ، جمعت ونظمت على شكل مثلثات . هذه الصور تمثل سامنثا في جميع حالاتها النفسية . لقد التقطت صوراً لروحها . كأني أسمع صورها تتكلم ."
أشار دافيد إلى إحدى الصور وقال :" تبدو هنا منزعجة من شيء ما ."
لم يسمح دوغ لسامنثا بالإطلاع على بروفات الصور ، مدعياً أنها ليست موضوعية . أما الآن فهي لا تستطيع رؤيتها بوضوح . إحداها تظهر سامنثا كطفل وقح مستعد دائماً للقتال. الثانية تظهرها غارقة في التفكير لا تعلم ما يدور حولها . أما الصورة الثالثة والتي أشار إليها دافيد كانت ... التفتت سامنثا إلى دوغ قائلة له :" أعتقد أنها طريقتك للسخرية مني."
" إنها صورة صريحة جداً . ماذا كنت تريدين ؟ بعض اللقطات الجامدة داخل الاستديو ."
وضع آيك يديه حول كتفيها ." إن كل ما أعرف أنه إذا ما علقت هذه الصور الجديدة لإبنتي في الفندق فإنك ستجد آلاف الأشخاص عند عتبة الباب منتظرين أن تنعم عليهم بظهورها ." شد على كتفيها وتابع :" إن امرأة لديها هاتان العينان اتلمتوهجتان بهدوء قادرة على إثارة أي رجل ."
كلمات آيك كان لها أثر في ترطيب الأجواء . نظرت سامنثا إليه ، وابتسمت له بامتنان وقالت له :" إذا عدلت أمي عن الزواج منك ، فأنا على أستعداد لأن أتزوجك."
تنهد آيك عميقاص وقال لها :" أتخبريني بذلك الآن . إن لوسي لا تتنازل عني حتى لابنتها ."
رمته السيدة آردن بوشاح.
بقي آيك في المستشفى . بينما ذهبت ليندا ودافيد لأن لديهما موعداً آخر . اضطر دوغ إلى إيصال سامنثا إلى الفندق . كان دوغ يصفر طوال

shining tears
27-09-2007, 17:31
الطريق متجاهلاً وجودها معه . عند وصولهما خرجت سامنثا مسرعة من السيارة .
دخلت الفندق . كان دافئاً . تناولت الرسائل التي تركتها آندا . حاولت التركيز عليها ، لكن دون جدوى . لم تكن أية رسالة ذات أهمية خاصة . أخذت تعبث بالرسائل . سالت دمعة على وجنتها ،فمسحتها دون أن تكترث لها . ماذا أصابها ؟ ربما تأثرت لمرض آندا . ربما من الأفضل أن تعد كوباً من الشاي يهدئ من روعها.
أدارت وجهها نحو باب الردهة . تناولت إبريق الشاي .
عندما التفتت وجدت دوغ واقفاً عند الباب . جفلت لرؤيته فقالت له :" لم أسمعك وأنت تدخل ."
رد عليها :" آسف ." ثم توجه إلى خزانة الفناجين وتناول كوبين وأضاف قائلاً :" اعتقدت أنه من الممكن أن تكوني بإنتظاري."
" ولماذا انتظرك؟"
ابتسم بتكلف . " إن تناول الشاي بعد حدوث أمر ما ، ومناقشته ... يعتبر من تقاليد عائلة آردن . حتى بالنسبة لعضو مؤقت في العائلة مثلي ."
تناولت منه علبة الشاي وقالت :"ة كم مرة يجب علي الاعتذار ؟ سبق وقلت لك إني لم أقصد أبداً أنك لاتنتمي إلينا ، أو أني دهشة لمساعدتك . أردت فقط أن تعلم أني أعتبر تصرفك شيئاً طبيعياً." خطرت ببالها فكرة مفاجئة . فسألته:" أكانت تلك الصورة تمثل انتقامك مني؟"
" أية صورة ؟"
" تلك التي أبدو فيها كإمرأة متسلطة ."
ضحك دوغ قائلاً :" إن هذه الصورة تعب عن حالتك في 99% من الأوقات التي أقضيها معك."
حركت سامنثا فنجان الشاي ببطء . قائلة له :" حقاً؟"
اختفت ابتسامة دوغ . وقال :" سامنثا ، لم أكن أنوي إهانتك اطلاقاً . إن تلك الصورة مجرد تصوير لإمرأة في ثورة مستمرة ." تساءلت :" أنا عصبية جداً ، أليس كذلك ؟"
تلاشت ابتسامتها في تلك اللحظة . وأضافت :" أتمنى لو كنت هادئة وأستطيع السيطرة على أعصابي مثل ليندا ." نظرت إلى كوب الشاي . وتابعت :" لابد أنك تكرهني بسبب هذه الأعمال التي أقوم بها ، والكلمات التي أتفوه بها ."
قاطعها دوغ :" سامنثا ، سامنثا ،لم هذا الإفراط في تقدير آراء الناس ؟ هل انتقلت إليك عدوى هذا المرض من آندا ؟"

shining tears
27-09-2007, 17:31
قالت بهدوء :" أترى! حتى لو حاولت إصلاح الأمور ، فإنك تأخذ محاولتي على محمل الجد . مما يدل على حجم الهم الذي أشكله . أنا آسفة حقاً."
" آه . لا . إنك لا تعنين ما تقولين . إنها ليست تلك التصرفات اللعينة من جديد ." دار دوغ حول الطاولة واقترب منها . وضع اصبعه تحت ذقتنها ورفع وجهها إليه وقال :" سأطلعك على سر بسيط . في المرة الأولى التي حضرت فيها إلى هنا كنت أحسد دافيد كثيراً ، كنت أحلم أن تكون لي شقيقة صغيرة مثلك ."
فردت بسرعة :" كان ذلك قبل أن تعرفني جيداً." كانت سامنثا تتجنب إلتقاء عيونهما . خاصة عندما يكون صوته مليئاً بالمتعة .
فأجابها :" كان ذلك قبل أن أعلم أن الأخوة الصغار دائماً مزعجون . أما اليوم ، فأنا لا أقبل أن يكون لي أخ أصغر مني حتى لو دفع لي مقابل ذلك . إنهم دائماً يقفون في الطريق ، ويطالبونك بالاهتمام بهم ." اختفت نبرة التهذيب في صوته.
" ألم يحن وقت ذهابك إلى المنزل ؟"
وضع يده حول كتفيها قائلاً :" إن الأخوات الصغيرات يرمين بأنفسهن عليك . أنا أفضل أن تكون لي صديقة بدلاً من أخت . هل تصبحين صديقتي ، يا سامنثا؟"
أصدقاء ؟ كان وقع هذه الكلمة جميلاً في أذني سامنثا .
أخذتت ترددها حتى يتعود لسانها عليها . إن والدتها ستعود إلى الفندق غداً . ومن المؤكد أنها ستسر لمدى تحسن العلاقة بينهما . إنهما يذعنان لآراء الآخرين . كما يتحاشيان النقاشات الحادة . ويرفضان أن يتحدى أو يعارض الواحد منهما الآخر.
كانت سامنثا غارقة في تنظيف الحوض كما هي غارقة في التفكير ، فهما لا يتبادلان القبل هذه الأيام . إنها مستاءة لذلك . لكنها تحاول عدم التفكير بالموضوع . لمذا يقبلها ؟
كان يقبلها في السابق ليستغل رجولته للسيطرة عليها . أما الآن فهما لايخوضان معركة السيطرة فلا حاجة له للجوء إلى مثل هذه الأساليب . يبدو أنه لم يكن يسر لتقبيلها . لقد تحملته بدافع الضرورة . فلو أنها صدته في المرة الأولى التي قبلها فيها لاكتشاف دافيد سر دوغ المؤلم . سر دوغ هو السبب الذي قبلها دوغ لأجله اعتقاداً منه أنها ليندا . لكنها لا تعرف سبب ضعفها عند تذكرها قبلة لم تكن لها

shining tears
27-09-2007, 17:32
امتلأت عيناها بالدموع. لابد أن سائل التنظيف قوي جداً . توجهت إلى النافذة وفتحتها . امتلأ الحمام بالهواء البارد الذي يحمل معه أصواتاً من الناحية الثانية . إتجهت سامنثا نحو النافذة ونظرت إلى أسفل . رأت ليندا ودوغ في الفناء الخلفي لمنزل دوغ . وبينما كانت تراقبهما . وضع دوغ يده على كتف ليندا ، وقفت ليندا بعدها على رؤوس أصابعها . إنها ستقبله.
أدارت سامنثا وجهها . أخذت تقول في نفسها . لقد قال دوغ إن حبه لليندا دون أمل . حب دون أمل . هاه أخذت سامنثا تنظف البلاط الأبيض بطريقة عشوائية . هل هناك عبارة أبشع من هذه العبارة ؟ وماذا عن ليندا؟ لقد اعتقدت سامنثا أنها مغرمة بدافيد . أم أن إخلاص دوغ الشديد تصعب مقاومته. تتذكرت سامنثا ليلة العشاء مع والديّ دوغ ... كان عليها أن تهتم أكثر باشتباهها تلك الليلة . لكن هذا الإشتباه أزاله وجه دوغ الثائر وهو يتهمها بوجود علاقة بينها وبين آيك.
عطست سامنثا . ثم حكت أنفها بظاهر يدها . كانت تلبس قفازاً مطاطياً أزرق . أهداه لها دوغ . رفعت يدها أمام وجهها . إن هذه القفاوات دليل على وجود علاقة بينهما . لم يقدم لها دوغ أزهاراً وحلوى كما كان يفعل مع جميع الغاتنيات الشقراوات اللواتي عرفهن . هذا لا يعني أن ليندا هي إحدى تلك الغانيات . لم تفكر سامنثا بهذه الطريقة . لكن ماذا لو كانت هناك علاقة بينها وبين دوغ على الرغم من إرتباطها بدافيد ... مع دوغ . إنها غلطة دوغ . إنه يحاول إغواء ليندا . لماذا لا يدعها وشأنها؟
لابد من وجود امرأة لا تستسلم إلى غروره بحجة الضعف أمامه ، والاعتماد عليه . امرأة لا تتنافس معه ، أو بإمكاني التفوق عليه . امرأة تظهر رقيقة جداً في ثوب رمادي.
امرأة مختلفة تماماً عن سامنثا . إنها لا تهتم برجل غير واثق من نفسه . أو أنه يخاف من امرأة قوية . رجل لايحتمل أية خسارة حتى في لعبة الورق ، أواصطياد سمكة أصغر من التي اصطادها رجل بــ ... عطست سامنثا مرة أخرى . نظرت إلى يديها . رجل أعطاها قفازات من المطاط الأزرق.
رجل وضع مئزراً لمساعدتها في تحضير الفطور . رجل ينظف الأطباق ، وينظم الأسرّة بطريقة مميزة . رجل خلق شيئاً جميلاً في امرأة عجوز . رجل ينظم فوط الطاولة بأشكال غريبة . رجل قوي ، مستقل ، مغامر ومثير . رجل أغضبها وأثارها ، أثارها بقبلة.
مسحت سامنثا دمعة سالت على خدها . عندما بدت لها الحقيقة الجارحة واضحة أمام عينيها . إنها مغرمة بدوغلاس باتون كلايبورن . ذلك الرجل الذي يحب زوجة أخيها . ويعتبرها طفلة قد أفسدها الدلال وغير مرحب بها.

shining tears
27-09-2007, 17:32
لقد أخبرها أكثر من مرة أنها تغضبه وتضايقه وتثيره وتجعله مجنوناً. إنها هي المجنونة لمجرد التفكير بتلك الحماقات . إن دوغ سيهزأ منها إذا علم بذلك . فجأة سمعت صوتاً يأتيها من الخلف قائلاً:" هل تحاولين نزع البلاط عن الحوض ؟" استدارت سامنثا فوجدت لوسي تنظر إليها من خلف نظارتيها . تابعت لوسي قائلة :" يبدو أنك كنت تبكين ."
كذبت سامنثا عليها مدعية أن الصابون دخل في عينيها .
قالت لوسي :" آه . لوسي مشغولة بعريسها لدرجة أنها لا تعلم بما يدور حولها . ولكننا أنا وآندا وماري لاحظنا ذلك منذ فترة . لكنك لاتسأليننل النصح ، لذا فلن أقدم لك شيئاً . لكن لدي سؤالاً واحداً وهو ، منذ متى تستسلم سامنثا آردن بسهولة ؟"
اعترضت سامنثا على تلك الكلمات صارخة :" أنا لست كذلك ." ولكنها كانت تكلم نفسها . لقد غادرت لوسي . وقامت بترديد الكلمات مرة ثانية .

هيونه المزيونه
28-09-2007, 02:08
يعطيك العافية حبيبتي .......... ::جيد::





مازلنا متابعين ....... :eek:





بكل شوق ......... :D

نسمة..
28-09-2007, 08:40
يعطيكي ألف عافية يا بطة هالوقت بدي أبأبهاد الفصل ومشكورة كتير على جهودك الرائعة ........أحلى سلام لأحلى بنات

ماهيما
28-09-2007, 16:18
مرحبا صبايا:)

بحوره وهيونة يسلمو على ترحيبكم حبيباتي:p

shining tears تابعي حبيبتي والرواية جد رووووعة::جيد::

shining tears
28-09-2007, 18:39
وهذا الفصل الاخير من الرواية
احم احم
واذا مافي احد عنده رواية جاهزة عطوني خبر لان عندي رواية باقي علينا فيها بس فصل واحد ونخلص منها هذا اذا مافي احد عنده رواية ينزلها راح انزلها بعد بكره وهي رواية رجل صعب ورواية روعه بجد
اهم شيء اعطوني خبر

shining tears
28-09-2007, 18:40
الفصل التاسع :)
مسحت سامنثا يديها بمئزرها بعصبية شديدة . إن دوغ قد ذهب إلى دنفر لكنه أخبر آيك أنه سيعود حوالي الساعة السادسة . كانت رائحة الطعام الشهية تنبعث من غرفة دوغ.
والطاولة معدة بأغطية والدتها المفضلة ، وأواني الخزف الصيني المزهر التي ورثتها عن جدتها . كما أخذت أجمل الأزهار التي كان من المفروض أن تزين طاولات الفطور للنزلاء . أما الشراب فقد اختاره البائع على مذاقه . الكؤوس بانتظار من يملأها . كل شيء كان على مايرام ولا ينقص سوى وجود دوغ.
حركت سامنثا نار الموقدمع أنها لم تكن بحاجة إلى تحريك . لكنها كانت عصبية ، الأمر الذي يمنعها من البقاء ساكنة . أخذت تفكر .آه، لو أن دوغ لايسخر منها ويعطيها فرصة لتبرهن له أنه لايحتاج إلى ليندا ، وأنها تستطيع أن تكون امرأة ، هادئة ولطيفة . ستسمح له بفتح زجاجة الشراب ، وبحمل الوعاء من على رف الموقد ، وبسحب كرسيها وبأن يصدر القرارات . وقفت سامنثا أمام المرآة تتأكد من شعرها أخذت تصففه بعناية فائقة وتضع داخله الدبابيس . ثم بدأت تراجع الشخصية التي تريد تجسيدها أمامه .لا ملاحظات مغرورة لا محاولات إذلال وسخرية . لامعارضة لقراراته . كما أنها ستكهن النظر في عينيه . ستداعب حاجبيه الحزينتين . ستقبل قدميه . أحست أن صورتها في المرآة تنظر إليها وتعاتبها قائلة . هل ستتخلين عن موقفك؟
عليها أن تمسك بلسانها السليط . خلعت مئزرها ، رمته على أحد الكراسي . كانت تبدو في كامل أنوثتها . كانت ترتدي ثوباً مخملياً بنفسجياً اشترته اليوم من إحدى محلات البلدة . لم تنسَ سامنثا تعليق دوغ على الثوب ذي الأكمام الطويلة وفتحة العنق المحفورة عميقاً بشكل مثلث.
التي تلفت النظر إلى جسدها الملفوف . كانت تنورتها طويلة تلتصق بفخديها العاريتتين وهي تتجه إلى المطبخ . أحست سامنثا بوقع أقدام تقترب ، لقد عاد دوغ . تسارعت دقات قلبها وعطرها يرسل دفقات من عبير الزهور يملأ أرجاء الغرفة وبسرعة فتحت المسجل الأغاني الحالمة تنبعث من أرجاء الغرفة .

shining tears
28-09-2007, 18:41
فقدت سامنثا شجاعتها ، ولم تقوى على مواجهته . توجهت إلى المطبخ وفي طريقها تناولت مئزرها . دخل دوغ ، فوجد سامنثا تحرك الطعام . كانت تدير ظهرها إليه ، وكل شيء في مكانه.
فاقترب منها وسألها مستغرباً :" ماذا يجري هنا؟"
بدأ قلبها يخفق بسرعة ، خافت أن يخذلها ويمنعها من الكلام بطريقة طبيعية . استجمعت قواها وقالت :" تناول آيك الطعام مع والدتي في الخارج وطلب مني تحضير طعامك ."
" دعيني أخمن ! إنك تجربين طهوك فيَّ؟"
نظرت إلى صدره قائلة :" هل تمانع في ذلك؟"
فأجاب :" كلا. إذا كان لذيذاً بقدر رائحته." وتوجه إلى غرفة النوم وتردد قبل أن يفتح بابها وأضاف :" هل اقتربت من هذه الغرفة؟"
هزت رأسها بالنفي ." لم يكن لدي وقت للتفتيش في الغرف، فقد كنت مشغولة جداً."
دخل الغرفة . لقد خانت لتوها أول قاعدة للحديث الجميل الذي يعتبر أقصر طريق إلى قلب الرجل . ذلك أن متابعة التهجم في الكلام ليست جزءاً من الخطة التي رسمتها . نظرت تحت مئزرها الذي كان يخفي فتحة العنق المحفورة تماماً . لكنها كانت معتدلة في هجومها . ولتحل الأمر خلعت المئزر.
خرج دوغ من غرفته ، وأقفل الباب على مهل . مرت سامنثا بالقرب منه بكل رقة وهي تحمل أطباق السلطة . الخضر مصفوفة بشكل رائع . قال دوغ :" تبدو رائعة ."
فردت :" ذلك قليل مما تعلمته في أوروبا ."
فأجاب دوغ :" سنتان من الإصلاح."
قدمت إليه زجاجة الشراب وقالت :" حسناً ، إن تود ، صاحب المتجر الذي في آخر الشارع ، أخبرني أنه نوعك المفضل ." ثم وضعت الكؤوس.
علق دوغ على الأغنية التي تشدو قائلاً:" إنها ليست شريطي المفضل لقد اشتريته اليوم."
قدم دوغ لها كأس الشراب ." لقد عملت كثيراً اليوم، أليس كذلك؟" رفع كأسه وأخذ جرعة ، ثم تناول جرعة أكبر ، وتابع حديثه:" والثوب اشتريته اليوم أليس كذلك؟"

shining tears
28-09-2007, 18:42
حملت سامنثا بعض الأطباق واستدارت حول الطاولة واقتربت منه لدرجة أن ثوبها كان يلمس رجليه." أجل هل أعجبك؟"
فكر ملياً وأجاب :" أنا لست متأكداً ."
ربتت على خده ، قبل أن تعود إلى المطبخ وهي تقول :" الرجال دائماً هم الرجال هلا ساعدتني من فضلك ؟ يجب رفع الوعاء عن النار وهو ثقيل بالنسبة لي."
" ولكن كيف حملته إلى الموقد."
كذبت عليه." كان فارغاً عندما حملته .أضفت الماء بعد ذلك . " نظر إليها باستغراب ، ثم أجابها لما طلبته.
وقفت سامنثا بجانبه تحمل وعاءاً صغيراً لوضع بعض الطعام . لامست ذراعه . قميصه دافئاً وناعماً قرب بشرتها العارية . أسدلت جفونها ." شكراً لك . ما كانت النساء لتفعل شيئاً لولا وجود الرجال."
استجمع دوغ قواه وأفرغ الطعام في الوعاء . عاد إلى المائدة وقد لفت نظره الشموع المضاءة والتنظيم الأنيق للمائدة ، فتساءل:" هل هناك مناسبة خاصة؟"
" كلا. ولكني أعتقد أن هذا يجعل الطعام أشهى ." أخذت إحدى الفوط وأضافت :" حسناً. لنقل أن هذا هو ضرب من ضروب العسكرية أو أي شيء تريد تسميته . لكني أعتقد أنها تبدو جميلة . ليست كما تنظمها أنت بالطبع . لكن لابأس بها . أليس كذلك؟"
" إني لست متأكداً مما أعتقد ." أخذ جرعة من الشراب .
ناولته قطعة من الخبز الساخن ، ثم سألته :" كيف كانت رحلتك إلى دانفر؟"
فأجاب :" كالعادة . نصف ناجحة ونصف مغيظة . لقد فقدت بعض الأفلام في مختبر التحميض . هل تذكرين عندما صورت تلك الغزلان التي كانت تستلقي قرب فريسكو؟" أومأت برأسها ، فأضاف :" لقد فقدت ذاك الفيلم."
" آه . هل فقدته كله."
" لحسن الحظ كلا ." ضحك بخبث وقال:" أعتقد أن ما فقدته هو أفضل جزء."
ذعرت سامنثا وسألته :" هل يحدث هذا غالباً؟" وبسرعة كانت بدأت تقص عليه قصصها التي كانت ترويها له ، تخبره فيها عن مغامراتها ، وعن حظها العاثر كيف كانت تنزلق فوق شجرة الصبير . وكيف لسعتها

shining tears
28-09-2007, 18:42
آلاف الحشرات . وكيف طاردتها الثيران والطيور الكاسرة وحتى كلاب الرعيان .
هزت سامنثا رأسها قائلة :" لابد أنك لم تعش حياة مليئة بالمغامرات . لم أكن أعلم أن حياتك مليئة بالمصادفات على هذا النحو."
أبعد دوغ طبقه الفارغ ، وأسند ظهره إلى الكرسي وقال :" ليس هناك من شيء في الماضي أهم عندي من هذه الليلة لقد اكتشفت شيئاً بالصدفة هذه اللية ."
وقفت سامنثا وتناولت طبقه وقالت :" لم أفهم قصدك لكني أعتقد أنك من المؤكد ستعود مجهداً من دنفر ، وستسر لوجود طعامك جاهزاً." توقفت قليلاً. ثم تابعت:" يوجد بعض القهوة والحلوى."
" أريد قهوة فقط."
عادت بعد قليل تحمل كوبين من القهوة . كانت الأنوار خافتة . ودوغ يعبث بأزرار آلة التسجيل . التفت إليها قائلاً :" أحاول وضع شريط يستمر وقتاً أطول ." جلس على الأريكة . أخذ منها كوبه ، ثم شدها وأجلسها بجانبه . وقال بلطف :" أكره التوقف في منتصف الأغنية أو المعزوفة لأقلب الشريط."
تأوهت سامنثا بصوت عال ، ثم أخذت جرعة كبيرة من القهوة.
تناول دوغ كوبه ووضعه على المائدة أمامه ، وقال :" لقد كان عشاءاً لذيذاً ، لكني أتشوق لتسلية ما بعد العشاء."
احست سامنثا بخوف يجتاحها بسبب الشاعرية المفرطة التي كانت واضحة في صوت دوغ ." ولكن ، علي تنظيف الأطباق ." على كل حال لقد فقدت السيطرة على نفسها تلك الليلة .
" فلتنتظر الأطباق." ضمها بطريقة أصبحت معها في مواجهته وهي نصف مستلقية في حضنه وقال :" أحب عطرك ." وكان يداعب شعرها.
" أعلم ذلك." لمساته كانت ناعمة وخفيفة إلا أنها كانت تشعر بصداع. وقعت الدبابيس من رأسها محدثة أصواتاً خفيفة ، تتناسب مع دقات قلبها . أنسدل شعرها على وجهها . أخذ دوغ يمر أصابعه خلال شعرها . قربها منه . أغمضت عينيها . طبع قبلة ناعمة ورقيقة على جفنيها . كان نصف جسدها على الأريكة والنصف الآخر في أحضان دوغ.
أخذ دوغ يحدق بها ويسند رأسه إلى يده . فقال :" هل كنت سأحظى بهذا المكان المقرب منك لو أني حذرتك من ارتداء هذا الثوب فقط لإغرائي؟" مرر اصبعه على أطراف قبتها المثلثة .

shining tears
28-09-2007, 18:43
فأجابته :" ربما." كانت نظراته تسيطر عليها تماماً . بدأ دوغ العبث بطرف السحاب وقال :" أليس وجود السحاب في هذه المنطقة يشكل خطراً ؟"
بدلت سامنثا جلستها وحركتها جعلت صدرها يلامس ذراع دوغ وأجابت :" خطر عليك أم عليّ؟"
ضحك دوغ قبل أن ينزل رأسه وقال :" هل تقصدين أن هناك شيئاً ما سيردعني إذا استسلمت لاغوائك؟" وبدأ يقبلها تحت أذنها .
ردت على تصرفه الرقيق بارجاع رأسها إلى الوراء ، وقالت:" لم أقصد ذلك ."
" هل نسيت أني أعرفك." واقترب من رقبتها حيث كانت تُسمع دقات قلبها قوية وبكل وضوح فأضاف :" هل أنت خائفة ؟" هذا بينما يداه الدافئتان تلفّان خصرها .
ارتعشت سامنثا وقالت:" كلا."
"حريٌ بك أن تخافي." وجاء صوت دوغ ناعماً رقيقاً .
" لماذا ؟" أرادته أن يقبلها .
اقترب منها كلياً ، فرحبت به . سحب دوغ نفسه وأخذ يمعن النظر بجسدها . وقبل دوغ الدعوة . وعندما أحس أنها ستنفجر من شوقها إليه . رفع رأسه وسألها :" هل تريدين تصفية حساباتنا هنا؟"
فتحت سامنثا عينيها بسرعة وهما يرفان بسرعة لتبديد الضباب الذي كان يحجب عنها الرؤية ،وسألت :" ماذا قلت؟"
أجابها بقوله :" كنت أسألك إن كنت تفضلين متابعة الأمر هنا فالأمر سيان عندي."
حدقت به باستنكار . كلماته كانت باردة وجافة ، لكنها لا تظهر الاحتقار الذي في عينيه . كان ينظر إلى جسدها بنظرة غريبة . سألته :"
ماذا دهاك؟" أبعدت يده وجمعت أطراف ثوبها . وأضافت :" لِمَ تنظر إلي بهذه الطريقة ."
أبعد يده عنها بطريقة فظة قائلاً :" لقد أنذرتك من القيام بهذه الألعاب معي." وبحركة رشيقة كان يقف أمامها يحدق بها بغضب عارم ، لأنها استطاعت السيطرة عليه بقوة.
كانت ترتعش من الارتباك ، ومن إبعاد جسده الدافئ عنها . وقفت وحركت رأسها يميناً وشمالاً في حركة بطيئة غير واعية . وقالت :" أنا لاألعب معك أية لعبة ."

shining tears
28-09-2007, 18:44
اثرت كلماتها في دوغ . لكن حقده كان كبيراً وواضحاً على وجهه ن وعيناه تشتعلان من الغضب . دهشت سامنثا للإشمئزاز الواضح في صوته وهو يقول لها :" لاتكذبي علي ، يا سامنثا." ثم أشار غلى المطبخ وقال :ط ما كل هذه الأشياء ؟ شموع مضاءة ، موسيقى حالمة ، طعام لذيذ وثوب مثير ... كان بإمكانك ان تنجحي في هدفك ، لو لم تجرك عاطفتك لتبعدك عن ألدور الذي كنت تقومين به . هل تعتقدين أن رؤيتك عارية يمكن أن تحجب عني نواياك الحقيقة ؟ أم اعتمدت على الشراب والعطر لتربكي أحاسيسي ؟" وأخذ يقلد صوتها :" إن الوعاء ثقيل جداً علي ، تود أخبرني أنك تحب هذا الشراب ." عاد صوته إلى طبيعته ." حتى تظاهرك أني أنظم الفوط بشكل أفضل مما تفعلين كان دوغ يذرع الأرض جيئة وذهاباً . فلم يكن في إمكانه البقاء هادئاً من جراء غضبه الشديد . وأضاف :ط كما أنك سوف تموتين قبل أن تعترفي بذلك."
فردت عليه :" لم أكن ..."
بدأ يطرح عليه الأسئلة :" لم تكوني ناذا؟ لم تكوني تعلمين أني سأكتشف خطط؟"
اتكأت سامنثا على ظهر الأريكة وسألته :" تكتشف أية مخططات؟"
رد عليها بازدراء :" كنت أعلم عندما أجبرتك على ذلك الاتفاق أني سأدفع ثمن ذلك ." أمسكها من يدها وأوقفها ثانية . أحست بأصابعه تؤلمها ." اعتقدت أن رؤيتك تلبين دعوتي تستحق اي ثمن كان . لكني لم أتوقع أن تتمادي إلى هذا الحد . أن تتخلي عن احترامك لنفسك لمجرد الانتقام مني . لكن، اخبريني . إلى أي مدى تريدين الوصول في إغوائي ؟ هل كان يسليك أن تلعبي بي حتى أفقد السيطرة على نفسي ؟ أكنت تخططين لصفعي في تلك اللحظة ؟ أم أنك تخططين لشيء أكثر خبثاً ؟ كأن تصرخي مثلاً وتجمعي النزلاء وتدعي أني اغتصبتك." هزها بقوة وسألها :" هل أنا محق أم لا ؟"
أحست سامنثا بألم شديد ليس من قبضته ... بل من اتهامه الباطل لها . إن اعتقاد دوغ أنها قادرة على تلك الخيانة لقد حوّل كل أمالها إلى سراب . هزها ثانية ، مذكراً أن عليها إجابته عن سؤاله . صرخت سامنثا في وجهه :" كلا . إنك مخطئ تماماً!"
فرد بقسوة :" لا تكذبي عليّ. لقد اعتقدت أن بإمكاننا ان نكون أصدقاء ولكن يبدو أن الوقت قد فات، أليس كذلك ؟ فبعد اثنتي عشرة سنة من الكراهية ، من المستحيل أن نحس بشيء نحو بعضنا سوى البغض ، والحقد ، والسخط . لكن قد يأتي يوم يكون فيه احترام متبادل بيننا

shining tears
28-09-2007, 18:45
لمقدرة أحدنا على جرح وإحباط الآخر." أنزل يده عنها وهو يشتمها بصوت منخفض . ثم أدار ظهره.
اتجهت سامنثا إلى المطبخ بخطوات مضطربة . كانت تشعر بألم وذل كبيرين . سخرت من نفسها . ليس في إمكان دوغ أن يحبها . إنه يحتقرها وحسب . يالمشاعره المتشائمة ! لو قال إنه يكرهها لتفاءلت ، لكنه يحتقرها .
صاح دوغ :" ماذا تظنين أنك تفعلين؟"
عضت على شفتيها ." الأطباق."
" فلتذهب إلى الجحيم . انصرفي من هنا . اذهبي إلى منزلك ، قبل أن أفقد السيطرة على أعصابي." استدارت نحو الباب بطريقة لاشعورية . صاح بها :" ليس هكذا . إنك تبدين وكأنك تقومين بتنفيذ ماكنت تنوين القيام به لخداعي." ودفعها إلى غرفة النوم.
" ادخليب واصلحي وجهك أو ماتفعله النساء عادة ." بدأت سامنثا تبحث عن مقبض الباب بارتباك . صرخ بها ثانية ، وبدأ يشتمها عندما حاولت فتحه . أبعدها عن الباب وقال لها :" انتظري لحظة ."
استندت إلى الحائط غير مبالية بكلامه . فما تزال كلماته تترد في عقلها . هل كان مستحيلاً أن يحس نحوها بشيء سوى الاحتقار ؟ كان هناك صوت ضرب مكتوم صادر من غرفة دوغ . ناداها بعد ذلك لتدخل الغرفة . كان من الواضح أنهلا يقف أمام صورة أنزلها من على الحائط . إنه يريد إخفاءها . إن نظرة التحدي في وجهه توضح أن الصورة كانت لا بد لليندا . لابد أنه التقطها لها قبل أن تلتقي بدافيد.
أخذت تحدق بأمشاط الشعر الموجودة على مغسلته ، قبل أن تجد القوة لوضع أحدها في شعرها . رشت بعض الماء البارد على وجهها مما أعاد إليه اللون نوعاً ما ولكن لابد لها من ذلك.
كان دوغ في غرفة الجلوس يسكب لنفسه كأساً آخر .
أخذت معطفها من المشجب قرب الباب . ارتدته دون أن تتفوه بكلمة . مزق دوغ ذلك الصمت الرهيب وقال لها وهي تضع يدها على مقبض الباب :" أريد معرفة شيء واحد وهو ، لِمَ كل هذا ؟ لماذا؟ صحيح أننا لم نستطع أن نصبح أصدقاء ، لكني اعتقدت أننا توصلنا إلى هدنة بيننا . فلِمَ كل هذا الآن؟"
أجبرت نفسها على النظر إليه ومواجهته . لم يكن في إمكانها اخباره بالحقيقة . لكن لابد أن يعرف جزءاً منها .
أجابت :" لقد رأيتك اليوم واقفاً مع ليندا ."

shining tears
28-09-2007, 18:45
" وماذا في ذلك ؟"
" لقد قبلتها ، واعتقدت أنك ..." اختفى صوتها عند رؤية الغضب الذي ظهر في وجهه صرخ بها :" أنت دائماً تظنين بي السوء . ثم نظر إليها باستغراب هل تحاولين اخباري أنك أتيت إلى هنا في محاولة منك لصرف انتباهي عن ليندا؟ وأن كل وسائل الاغراء هذه إنما كانت خدعة ."
هزت سامنثا رأسها وقالت :" كلا . لكني اعتقدت ... أنه إذا ... أنا أعلم أنه لايمكن مقارنتي بليندا ... لكني اعتقدت ... إنك إذا انشغلت بشيء آخر ... لتمكنت من تقوية زواجها مع دافيد." أحست بذعر شديد من الغضب في وجهه . لكنها أجبرت نفسها على متابعة الشرح :" ... أعتقدت أنه إذا ذهبت معك إلى السرير ... أي إذا كان ثمة علاقة بيننا ... فإنك لن تعود بحاجة إليها ."
انفجر دوغ غاضباً :" يا إلهي ، لم تخططي لإنقاذ زواج أخيك فحسب . بل كنت تبحثين عن كيفية التصدق عليَّ." قلب أحد الكراسي في وسط الغرفة وصرخ :" اخرجي قبل أن أدق عنقك."
لم يكن بحاجة إلى ترديد كلماته لأنها خرجت على الفور.
كان الهواء بارداً جداً مما جعلها ترتجف وكأنها تعاني من حمى قوية . كانت الردهة والصالة فارغتين . وصوت التلفاز ينبعث من الصالون . لوحت سامنثا للويس من الباب . لكنها لم تتوقف للكلام معها . ليس الآن على الأقل . لويس تعلم أن في إمكانها الذهاب إلى المنزل في أي وقت وترك الرسائل لها على المكتب. وستقوم سامنثا بمراجعتها في اليوم التالي . أخذت تتمنى في سرها أن لايكون أحد في الردهة يريد محادثتها ، واستجيب دعاؤها.
وصلت إلى غرفتها . خلعت معطفها . رمته على الأرض . خلعت ثوبها وطرحته جانباً ، ثم ركلته بعيداً لأنه قد يتعفن في مكانه الأول . لبست قميص النوم الذي كان ينسدل إلى ما تحت ركبتها . لكنها لم تنجح في تدفئة جسدها المرتعش . جمعت نفسها تحت الغطاء . آه لو يكون في استطاعة النوم أن يأتي سريعاً وبسهولة لأمكنها الفرار من أحداث المساء.
بدأت بالتفكير بالأمل المجنون. أخذت الأفكار والذكريات تنزل على رأسها رافضة إخفاءها أكثر من ذلك . يالها من حمقاء . اثنتا عشرة سنة ودوغ يصرح بأنها لا تعجبه ولا يحب وجودها قربه ، كانت كافية لتظهر لها الحقيقة ، كان عليها أن تنظر فقط إلى المرأة التي جذبت دوغ أنه لن ينظر إليها أبداً. إنه يفتتن دائماً بالشقراوات الناعمات ، طويلات القامة .

shining tears
28-09-2007, 18:46
لم تكن لتجذبه فتاة قصيرة ومزاجية ، سليطة اللسان غير قادرة على إخفاء استقلاليتها والتي من المستحيل أن تخسر مباراة في كرة المضرب ، أو الشطرنج خوفاً من أن تلقب بالجنس الضعيف.
إنها لم تقدر حتى على خداع دوغ لمساء واحد وإقناعه بأنها قادرة على أن تكون مختلفة عن شخصيتها الاعتيادية . كان جنوناً منها مجرد التفكير بذلك . إذا لم تكن نموذج المرأة المفضلة لدى دوغ . فربما ما يناسبه هو عكس شخصيتها . لم تكن تريد رجلاً يخاف من المرأة التي تماثله . إنها لاتريد رجلاً يحتاج إلى دعم امرأة . لم تكن تريد ... بدأت الدموع تنهمر على وجنتيها.
من كانت تحاول أن تخدع؛ لقد أرادت دوغ . صحيح أنه لايتمتع بجميع هذه الصفات لكنه قويٌ، وواثق من نفسه . لم يكن بحاجة إلى امرأة مثل ليندا . ياله من أحمق . ياله من عنيد . لايعلم ما يحتاج . إن ليندا مناسبة لدافيد ولا تناسب دوغ . لقد أحبها دوغ لجمالها . ولا عجب إذا رفضت ليندا حبه لأنها تقبلت حب دافيد أكثر . أحب دافيد ليندا في جميع حالاتها . عندما كان شعرها مشعثاً ، وعندما كانت تعاني الزكام ... أحب مثاليتها وأخطاءها وأحب عينيها . تماماً كما أحبت هي دوغ . ابتسمت سامنثا على الرغم من دموعها . أنها حقاً تغفر له ذنوبه . إنه متكبر ، متشبث برأيه ويحب الجدل . ويحب أن يكون منتصراً دائماً. لقد أحبت كل قطعة متكبرة وعنيدة في جسده. إنه الرجل المثالي لها كما كانت المرأة المثالية له . من الممكن أنهما لا يتصرفان بانسجام تام لأن ذلك يضجره كما يضجرها . لكن ليندا كانت ستضجره . لاتعرف من أين أتاها هذا الخاطر ، لكنه صحيح . إن ليندا لن تتمكن من العبور إلى داخل دوغ.
لكن ذلك كان في استطاعتها إلا إذا منعها دوغ من ذلك . كانت وسادتها مبللة بدموعها . فقلبتها على الوجه الأخر . لو أدركت ما كان يعنيه دوغ قبل ذلك لحاولت أن تكون معه أكثر ليناً . لكنه لايريدها أن تكون كذلك . لم يكن يريدها أبداً. عليها مواجهة الحقيقة المرة . إنه يعرفها منذ اثنتي عشرة سنة ، وهي مدة كافية لتعلم كم كان يحتقرها . مسحت عينيها . ربما يجب عليها العودة إلى سويسرا . أحست بطرق خفيف على الباب . تجاهلته إذ لم تكن قادرة على التعامل مع أحد . أصبح الطرق أقوى . أخفت رأسها بالوسادة آملة أن يرحل ذلك المتطفل.
سمعت صوتاً يهمس :" افتحي ، يا سامنثا ." إنه صوت دوغ.