PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : مشروع لاكبر تجمع روايات عبير واحلام المكتوبة نصا



صفحة : 1 [2] 3 4 5 6 7 8

ورده قايين
24-05-2007, 14:03
- من الأفضل ان تضعي ملابسك في الخزانة لأننا قد نبقى هنا بضعة ايام 0
- والى اين نذهب بعد ذلك ؟
تنهد رادولف وأجاب :
- لا اعلم 0
ياله من تبدل ! من غجري عنيف الى رجل هادئ تعب ومثبط العزيمة 0 انتقت لين
كلماتها بدقة عندما تكلمت :
- اتبحث عن شخص معين ؟
لم يكن رادولف على علم انها سمعت كلام العجوز وسمعت قبل ذلك كلام اولاف 0
فرمقها بنظرة متسائلة :
- مالذي يجعلك تظنين اني أفعل ؟
- انه التفسير الوحيد الذي وجدته لهذا التجوال المستمر 0
- فهمت00سأخرج بعد حوالي الساعة وأطمئنك بأن العربة محروسة جيدا فلا تحاولي
الهرب0

قال رادولف ذلك بلهجة عادية كأن الموضوع ليس ذا اهمية مما أثار لين فصرخت :
- وكم ستغيب ؟ لا استطيع تحمل الوحدة ! سأفتح النافذة وأملأ الدنيا صراخا !
لا لن استطيع الصمود00
- لاتكوني مأساوية بهذا الشكل المسرحي فلن اغيب عنك طويلا 0
زادت ثورة المرأة وهددت:
-سأحطم النوافذ , سأحطم كل شئ !
اطلق الغجري زفرة عميقة فأدركت لين ان في ذهنه ما يشغله كفاية ويجعله بغنى عن
مشكلة جديدة تسببها له امرأة , فاستنتجت انها اذا زادت الامر صعوبة وتعقيدا
تخلى عنها وأطلق سراحها لينصرف الى حل مشكلته الاساسية 0
هو بالطبع مشغول بالعثور على الرجل "الخفي" فأذا مارست لين اللعب بأعصابه
واثارته كلما سنحت لها الفرصة , ينفد صبره ويتخلى عنها 0 لاشك انها ستدفع ثمن
اغاظته كدمات وجروحا ولكن ذلك لايقاس بالبقاء في سجن الحياة الغجرية الى
الأبد 0
- لقد قلت لك انني لن اتأخر 0
وجد رادولف صعوبة في الكلام بسبب الارهاق الشديد , الذي لم تسببه ساعات
القيادة الطويلة لأن بنيته القوية تجعله بمأمن من الارهاق الجسمي , بل مشكلته
مستعصيه تشغل روحه وعقله 0
وجهت لين اليه سؤالا ليس في محله بل يهدف الى تأخير خروجه فقط :
- الن تتناول طعاما على الأقل ؟
- ليس قبل ان اعود 0
لم تكن المرأة جائعه بل حاولت بسؤالها ان تعيق ذهابه , لكنها أذعنت للأمر
وجلست على كنبة تنتظر خروجه 0
بدا رادولف مترددا في الذهاب 0 هل هو قلق عليها ؟ فشعوره بالقلق واضح على
وجهه 0 عندما فتح الباب ليخرج أعطاها نصيحة أخيره :
- لاتحاولي شيئا سخيفا يا لين لأنك لن تنجحي في الفرار 0
- سأنجح يوما 0
لما نظر اليها بعينيه الماكرتين علمت لين انه يخطط لما سيفعله بها عند عودته
وتأكدت من نياته عندما سألها بخبث :
-أواثقة انت من النجاح ؟ سنرى مدى صلابتك عندما اعود !
- نعم 0 سأخرج من سجنك وسأحمل معي أبشع الذكريات !
أدركت لين ان لعبتها ناجحة عندما رأت زوجها يعض على شفته السفلى ويده تشد على
مقبض الباب 0 ستواصل حملتها على اعصابه في الغد لتصل الى غايتها 0
عاد رادولف الى العربة في العاشرة فوجد لين نائمة على كنبة عريضة 0 استسلمت
المرأة بسرعة الى النوم بعد ان وزعت ملابسها في الخزانة والقت نظرة فاحصة على
العربة الواسعة والنظيفة 0 دخلت الى المطبخ المرتب وحضرت بعض الشاي ثم جلست
تحتسي فنجانا في غرفة الجلوس قبل ان تدخل الى غرفة النوم بعد ان تأكدت من
وجود الحراس اليقظين في الخارج يرصدون تحركاتها 0 لابد انهم يتلقون المال من
زوجها لقاء خدماتهم , مال وفير لاتعرف مصدره 00
وقف رادولف يتأمل شعرها المتدلي كوشاح حريري على الكتف الغض وأحس بالألم يعصر
قلبه و ثم تمتم في نفسه :
غجري متشرد , حثالة المجتمع 000
توجه الرجل الى المرآة ينظر الى بشرته الداكنة وشعره الأسود القاتم المتشعث
كنسيمات الجبال الصباحية 0 استدار لما سمع زوجته تتحرك في كنبتها وتفتح
عينيها لتشاهده أمامها 0
عرف من اقفالها عينيها ومن الدموع المنحبسة وراء الجفنين انها شاهدت الرجل
المتوحش , البدائي 0
- عدت اخيرا 0
أقترب الغجري منها وسألها بحنان :
- أتفضلين وجودي على البقاء وحيدة؟
كذبت لين كي تجرحه امعانا في ممارسة لعبة حرق الاعصاب 0
- بالطبع لا ! وجود شخص غير مرغوب فيه لا يشتهيه أحد !
أمسك بيدها وأجبرها على الوقوف ثم ضمها اليه بقوة 0
- أنت تفقدينني أعصابي !
قاومته لين بعنف وهي ماتزال شبه نائمة , وفجأة تراجعت عندما لامست وجنتها
الجرح في خده 0
- أتخافين من جرح بسيط كهذا ؟
تناول يدها ومررها على جرحه وأضاف :
- ستنالين قريبا من الدواء نفسه لأني احب معاملة الناس بالمثل 0
أتستمر لين في توتير أعصابه ؟ لا , لن يجدي ذلك نفعا معه 0 عليها الرضوخ
لمشيئته والاذعان لاوامره لتخفف من وطأة نار هذا الجحيم 0
عندما رفع رأسها الى عينيه رأت من جديد الحنان يملأ نظراته , رأت رادولف
الخير يطغي على رادولف الشر ويتغلب عليه مؤقتا في الصراع العنيف الدائر في
نفسه 0 وأحست من واجبها مساعدة هذا الرجل كي يصل الى الأمان وتستقر شخصيته ,
ولكن ما السبيل الى مساعدته ؟ لربما كان تجاوبها مع عناقه كفيلا بحل المشكلة
وجعله يشعر بأنه موضع اهتمام 0
وأخيرا جاءت اللحظة الحاسمة فقد جذبها رادولف اليه ليقبلها 0
أتقدم على خطوة التقارب أم تحجم عنها ؟
وللأسف تغلبت غرائز لين على ارادتها وابتعدت عن زواجها الذي لم يرض بالهزيمة
وجعلها تسدد الفاتورة بطريقة فظة000
بعد ان انقشعت غيوم المهانة والذل تمتمت لين بين الشهقات المتتالية :
- أكرهك وسأجعلك تدفع ثمن كل شئ غاليا في يوم من الايام0
لم تؤثر كلماتها في رادولف بشئ لأنها كانت موجهة الى الجانب السئ الذي تحدث عنه0
حملها بخفة الى السرير ليكمل انتقامه وينهش من جمالها المستسلم نهشا0

ورده قايين
24-05-2007, 14:06
7- منزل على الشاطئ الذهبي




دام تنقل رادولف ولين من مخيم الى آخر مدة اسبوعين جابا خلالهما أنحاء واسعة
من ايرلندا 0 قطعا الجبال والسهول , والبحيرات والأنهار , والوديان والمراعي
0000, ولو لم يكن هاجس الفرار ماثلا في ذهنها لاعتبرت لين نفسها سعيدة الى
درجة لا توصف 0
لم يقترب رادولف منها منذ ان صفعها المرة الأخيرة , حتى انه كان ينام على
كنبة ويترك لها السرير لتأخذ حريتها 0 صار يعاملها بكل لطف وعناية وان لم يخل
الأمر أحيانا من كلمات جارحة تأتي ردا على زلات لسان تبدر من لين 0 لكن
القضية لم تتعد الكلام لحسن الحظ0
حاول الغجري ان يظهر الجانب الحسن وبالتالي سحق شخصيته الشريرة المرعبة 0 وقد
نجح لا في ازالة خوف لين فحسب , بل بانشاء علاقة ود بين الأثنين 0 فأضحت قوته
خالية من البطش وسطوته بعيدة من الظلم0 كما غاب عن لين الشعور بالأسى
والمرارة اللذين رافقاها كظلها في ايام اختطافها الأولى 0 ولكنها لم تكف مع
ذلك عن الكلام على الهرب في اول فرصة تلوح لها 0
وفي الحقيقة صارت لين مقتنعة تقريبا بحياتها كزوجة لغجري متجول 0 لاسيما وان
رادولف
لا يترك مناسبة الا ويذكرها بأن مكان المرأة هو الى جانب زوجها 0 لكن ذلك
لايعني شعورا بالاستقرار بل كانت المرأة الشابة في حالة انتظار وتوقع دائمين
معتبرة ان عثور زوجها على من يبحث عنه سيغير مسار حياتها 0
لم يحط الزوجان حتى الان رحالهما في مكان معين بل استمرا في الطواف من مطرح
الى مطرح , يشغلان العربة الشاغرة , ويحلان ضيفين على قوم الزوج كأن من عادات
الغجر ابقاء عربة مخصصة لضيوف غير متوقعين يأتون على حين غرة كما يفعل رادولف
0 لكن لين مخطئة في تصورها لأن رادولف كان منتظرا أينما حل وكانت تخلي له
عربة خصيصا قبل وصوله بساعات قليلة 0 ويعود اليها سكانها الأصليون فور رحيله
0
سألت لين زوجها يوما وهما في طريق العودة الى كيلارني بعد ان زارا ثلاثة
مخيمات مكثا في احدها يومين وفي الآخرين بضع ساعات 0
-الى متى سنظل ننتقل هكذا ؟
- أعتقد اننا سنكون في بيتنا بعد حوالي اسبوعين0
أوقف رادولف السيارة الى جانب الطريق وأخرج قنينة شراب البرتقال من صندوق
السيارة ليتناولا كوبين منعشين , في حين كان تفكير لين يعمل جاهدا لاستيعاب
كلمة " بيتنا " 0 عن أي بيت يتكلم زوجها ؟
- اتعني اننا سنستقر في مخيم معين ؟
قالت لين ذلك وهي تهز رأسها وتفكر بوجودها في مخيم للغجر وبالحياة المتعبة
التي تنتظرها 0 وبرغم ذلك فهي تقر أنها لا تتصور نفسها تعيش بدون رادولف من
دون ان تعلم السبب 0 صارت الامور مشوشة في ذهنها فمنزلها ومجتمعها الحقيقيان
يقومان في وطنها انكلترا حيث تحلم بالعيش في منزل صغير لتبني عائلة صالحة
يشاركها في طموحها رجل تحبه او على الاقل ترتاح له وتعيش وادعة مطمئنة 0
طالما عادت صورة توماس الى ذهنها في الايام الماضية لكن رادولف كان مصيبا
عندما قال ان توماس لا يناسبها , فهو رجل طيب لكنه ليس خلاقا مما يساهم في
زيادة الرتابة والروتين في حياتها التي علمت من خلال تجربتها الجديدة مدى
سخافتها , وانسيابها المجرد من أي نكهة ومعنى 0
قطع رادولف حبل افكارها بقوله:
- لابد ان ننتهي من الطواف ونستقر 0
اعترضت لين بلهجة ناعمة قريبة من التوسل :
- لا استسيغ فكرة العيش في مخيم , الا نستطيع السكن في مكان آخر ؟
رماها زوجها بنظرة ملؤها الحيرة والتردد كأنه يخاف من البوح لها بأشياء
يكتمها في نفسه على مضض 0 لذلك اختار كلماته بدقة وقال بتمهل :
- أفهم من كلامك انك أصبحت مقتنعة بالعيش معي ؟
هربت لين من نظراته وأخذت تفكر لماذا لم تعترض على ذلك بشدة كما كانت تفعل في
السابق 0 وبعد أن وزنت الأمور في رأسها وتراءت لها حياتها المقبلة وما يمكن
ان تعانيه في المجتمع الغجري من عبودية تصيب المرأة وتذلها , صاحت بأعلى
صوتها :
- لا ! لم اقتنع بذلك ! سأستمر في محاولة الفرار وسأنجح في ذلك ! انت
لاتستطيع مراقبتي الى الأبد , لاتستطيع ان تراقب تحركاتي لسنوات وسنوات حتى 0
نصبح عجوزين هرمين !
ارتفعت حدة نبرة لين حتى جفل رادولف منها وزادت :
- أرجوك دعني أمضي في سبيلي , أرجوك دعني أعود الى بيتي !
بكت المرأة بمرارة وغشى كيانها اضطراب كبير فأخذت ترتعش حتى اوقعت كوب العصير
على ثوبها0
تناول الغجري الكوب من يدها وانتظر حتى هدأت , وبالفعل عادت لين الى هدؤها
السابق وتكلمت بكل واقعية :
- لنعقد اتفاقا مثمرا لنا نحن الاثنين 0 تعطيني حريتي مقابل سكوتي عن حادث
الاختطاف وتعهدي بألا اطلع احدا على ما جرى 0
بلعت لين ريقها لتزيل الثقل القابع في حلقها وأعصابها الثائرة تجعل منطقها
مغلوطا , وفكرها شاردا ومشوشا 0 لم يعد شئ في ذهنها واضحا 0 وأحست برغبة في
الصراخ عندما مرت أمامها الصور متدافعة , صور الحرية والعودة الى الوطن 0صور
رادولف الطاغية وسطوته القاسية تطردها صور طيبته ولطفه اللا متناهي 0 ودار في
خلدها صراع قاس بين الحياة مع رادولف والحياة بدونه , فالأولى رحلة لا تنتهي
بين المخيمات حيث شظف العيش , والثانية حلقة مفرغة تبحث فيها عن سعادة تائهة0
برزت الحقائق من بين غيوم عقلها المنقشعة 0 وعجزت لين عن الاختيار فلم تجد
الا صرخة صادقة تطلقها من اعماقها :
- ساعدني يا الله !
- لين ما بك ياعزيزتي ؟ بالله عليك لاتفعلي هكذا بنفسك ! 0
لمتنبس المرأة ببنت شفه بل نظرت الى الغجري لاتصدق ان ما يختلج في قلبها
حقيقة 0 همست في نفسها :
- لا , هذا ليس صحيحا , لايمكن ان يكون صحيحا 000
تكلم رادولف ثانية لكنها لم تسمع شيئا لانشغالها بالحقائق الجديدة 0 سرت في
جسمها رعشة قوية وارتجفت بشدة ثم سقطت بين يدي زوجها 0
- لين , ما بك؟ هل انت مريضة ؟
كان صوته ناعما ينم عن قلق عميق 0 لكن لين ليست مريضة بل هي في حالة أخطر من
ذلك 0 رفعت رأسها وكأنها تخرج من الغيبوبة , ثم حدقت في الرجل وتساءلت عما
يمكن ان تكون ردة فعله لو اطلعته على ما اكتشفت لتوها 0 أيستقبل الخبر بفرح
ام يقول متشفيا : لقد وقعت في غرام غجري متشرد اذن ! وهكذا لن تتركيني بعد
الآن يا امرأة لأن حبك لي يجعلك أمة خاضعة !
لن تخبره بذلك ابدا ! ولن يغير الوضع الجديد من تصميمها على الهرب لأنها
لاتنوي قضاء حياتها مع غجري برغم حبها القاتل لرادولف 0 لن تستطيع رؤية
أطفالها يترعرعون في مخيم وسط القذارة وبعيدا عن المدرسة الصالحة والبيئة
الصالحة 0 ستجعل العقل يسيطر على العاطفة وتحكم المنطق ليسحق الحب 0
لما عادت الى التفكير برادولف من جديد عاد التشوش والبلبلة الى ذهنها 0 لقد
استنتجت في السابق انه يملك شخصية مزدوجة وقالت انها لو استطاعت ابقاء جانبه
السئ بعيدا لاستطاعت تمضية أيام حلوة معه 0 وفي الحقيقة أنه كان انسانا رائعا
خلال الأسبوعين الفائيتين فهو عاملها بكل رقة ولطف , حتى أنه لم يحاول
تقبيلها مرة000
لقد كبح جماح غرائزه لا سعادها وقدم مصلحتها على مصلحته دون أي انانية أو حب
للذات 0
أي رجل هو هذا ؟ لا تستطيع لين تحمل العيش مع رجل غامض الى هذا الحد 0 وان
تكن تصرفاتها الاخرى مقبولة ولائقة0
نفذ صوت رادولف من خلال أفكارها كالنور يتسلل بخجل من بين طيات الضباب :
- سألتك اذا كنت مريضة 0
- انا بخير الآن 0
قالت لين الحقيقة لأنها بدأت تشعر بالتحسن مع ان افكارها ما تزال مبلبلة 0
نظرت الى وجهه فكادت تقسم أنه ليس غجريا , لا يمكن ان تكون هذه الوسامة
الراقية في غجري000

ورده قايين
24-05-2007, 14:12
أن هذا المكان ليس لغجري وظنت أن رادولف ليس صديقا لمالكه كما ادعى , بل هو
يدخل اليه خلسة عندما يعلم أن أصحابه غائبون 0 ولكن من أين أتى بالمفتاح ؟
الجواب على ذلك ليس مستعصيا لأن هناك نوعا من المفاتيح الخاصة يناسب جميع
الاقفال 0 والغجر مرشحون اكثر من غيرهم لأقتنائهم هذا النوع 0
أعادها صوت رادولف الى الواقع عندما بادرها بالسؤال :
- بماذا تفكرين؟
- كنت أفكر بكل هذا المال المهدور على بيت شبه مهجور 0
لم يقنع جواب لين زوجها الماكر فصحح قولها :
- لا ياعزيزتي , كنت تقولين في نفسك كيف يمكن لغجري حقير أن يتعرف الى أصدقاء
أثرياء كصاحب هذا المنزل ؟
مرة جديدة عادت مسحة المرارة الى صوت رادولف 0 ولكن لين لم تشعر بالشماته
لذلك بل انزعجت وحاولت تغيير وجهة الحديث 0
- أهناك حمام في هذا المنزل ؟
- وهل يعقل الا يكون هناك حمام ؟ تعالي لأدلك اليه 0
بعد ذلك أراها غرف النوم المرتبة والنظيفة كما دخلا الى المطبخ الواسع
والمجهز بأحدث الوسائل وأغلاها 0
- لابد أن أحدا يأتي الى هنا باستمرار ليبقى المنزل نظيفا 0
هز رادولف برأسه موافقا وهو يشير الى بقعة خضراء لاتبعد كثيرا عن البيت 0
- هناك مزرعة صغيرة خلف تلك الاشجار تملكها أرملة في الخمسين كلفها صديقي
المجئ يوميا للأهتمام بالمنزل 0
- يوميا ؟
- ستأتي في الصباح الباكر وهكذا ستتأكدين من اني لست متسللا اليس هذا ما يشغل
بالك ؟
احمر وجه لين لملاحظاته الجارحة والصائبة لكنها رأت في مجئ هذه المرأة عملا
يحتمل أن يساعدها على الهرب 0
- لا تبني آمالا كاذبة فالسيدة وايت تحبني كثيرا وتنفذ مشيئتي 0
- يبدو أن لديك الكثير من المحبين 0
تجاهل الغجري ملاحظة زوجته وقال :
- المياة ساخنه الآن اذا كنت ترغبين في أخذ حمام 0 لقد أنبأت السيدة وايت
بمجيئنا وأمرتها بتسخين الماء 0
حدقت لين فيه بذهول مطبق 0
- انبأت السيدة00ولكن متى وكيف فعلت ذلك ؟
ضحك رادولف وأجاب :
- طلبت الى احدهم في آخر مخيم توقفنا فيه أن يتصل بها هاتفيا 0
- فهمت 0
تظاهرت لين بالفهم لأنها مهتمة الآن بالدخول الى الحمام والأستلقاء في المياه
الساخنة لترتاح وتنعم بهذا الترف الذي حرمت منه منذ مدة طويلة 0 ولما همت
بدخول الحمام لتخلع ثيابها وجدت الباب مقفلا0
- ستخلعين ثيابك في غرفة النوم قبل أن اعطيك مفتاح الحمام 0
- لماذا هذا التعقيد ؟
- لأني أود مساعدتك في ذلك يا حبيبتي 0
- أنت تفكر في كل شئ 0
- علي أن أفكر في كل شئ والا أفلت زمام من الأمور من يدي 0
أمضت لين وقتا طويلا في غمرة المياه الساخنة 0 ولما عادت الى غرفة النوم كانت
هادئة ومرتاحة الأعصاب 0
جلس رادولف على السرير يتأمل جمال زوجته في قميص النوم الذي أخرجه لها من
احدى الخزانات 0 نظر الى ساعة كبيرة معلقة على الحائط وقال :
- يظهر أنك تمتعت كثيرا بالماء لأنك أمضيت ما يقارب نصف الساعة في الحمام 0
علقت لين بجدية :
- أنا حقا آسفة لتأخري 0
- لا عليك يا طفلتي فأنا كنت مشغولا باجراء بعض المكالمات الهاتفية 0
مخابرات هاتفية 000هذا يعني أن ثمة هاتفا في المنزل 0 حاولت المرأة أن تتكلم
بلهجة عادية حتى لايتنبه زوجها لحيلتها 0
- الا يمانع صديقك استعمالك لهاتفه ؟
- لا ابدا 0
دخل رادولف بدوره الى الحمام تحت أنظار زوجته المتسائلة عن ماهية مكالماته
التي ليست بالطبع موجهة الى مخيم غجري, لأن هذه الامكنه لا تعرف الهاتف 0
انتظرت بضع دقائق حتى سمعت صوت المياه وتأكدت من أن زوجها لا يراقبها , ثم
خرجت من الغرفة على رؤؤس أصابعها وشرعت تبحث عن مكان الهاتف دون جدوى 0 لاعجب
في أن يخفيه رادولف الداهية لأنه مدرك أن زوجته لن تكون غبية وتدع فرصة
استعمال الهاتف تفلت من يده وتضيع هباء 0
تخلت لين عن البحث وجلست على طرف السرير تفكر في طريقة حديث زوجها عن الهاتف
, وكأنه يتعمد خلق مواقف تجعل زوجته تطرح على نفسها المزيد من الأسئلة حول
حقيقته 0 تمنت لو تجد سبيلا كي تقنعه بالأجابة على التساؤلات الدائرة في
ذهنها والتي تسبب لها حيرة وشكا عظيمين 0
بماذا تشك المرأة ؟ ماهو التفسير الشافي لكل الغموض الذي يحيط بزوجها؟ من
المسلم به أن رادولف غجري ومع ذلك لا يمكنها انكار بعض الصفات التي تجعل منه
شبيها بأي رجل مثقف لا بل أرستقراطي نبيل , ان في حديثه أم في تصرفاته 0 وفي
الفترة الاخيره بالذات , أي عندما جالا في البلاد ’انتفت عنه كل علامة تشير
الى أنه غجري 0 حتى بدت متغيرة خصوصا وانه صار يرتدي ثيابا عادية مختلفة عن
الزي شبه " الفولكلوري " الذي كان غالبا على هندامه في السابق 0
والسؤال المحير يبقى لماذا هذا التبدل أو لماذا عمد رادولف في بداية تعارفهما
الى كسب عدائها ؟ لماذا !000لماذا!أسئلة لاتنتهي ! يضافاليها هذا المنزل
الفخم قطعة جديدة في الأحجية 0 مادام من غير المعقول أن يكون لغجري صديق حميم
بهذا الثراء يعهد اليه بمفاتيح بيته ويعطيه حرية التصرف المطلقة , سيما وان
رادولف بدا معتادا على المجئ الى المكان من خلال معرفته كل التفاصيل المتعلقة
بالأثاث وبتاريخ المنزل وظروف تشييده 000يضاف الى ذلك السلطة التي يستطيع
بموجبها أن يأمر الأرملة بتحضير البيت وتنظيفه استعدادا لحضوره

ورده قايين
24-05-2007, 14:13
غيرت لين الموضوع فجأة وسألته عن هوية الشخص الذي يبحث عنه 0 جفل رادولف
لسؤالها وقال :
- الم تقولي سابقا أني أبحث عن شخص وبررت استنتاجك هذا ؟
- قلت ان هذا هو التفسير الوحيد لتنقلك الدائم 0
أطرقت لين قليلا وزادت :
- سأكون صريحة معك هذه المرة 0
- تفضلي 0
- سمعت الرجل العجوز يتحدث اليك عن رجل لم يأت الى المخيم وينصحك بألا تكمل
البحث عنه 0
فكرت لين بأن تذكر كلمات اولاف أيضا لكنها عدلت لأن ذلك ليس ضروريا 0
- لم تخبريني بذلك في المرة السابقة 0
- تعني عندما قلت لك انك تبحث عن أحد ما ؟ لا فقد ظننت أنك تتضايق لو عرفت
أني كنت أسترق السمع 0
حاول رادولف ان يبتسم وقال بعد أن غير وجهة الحديث :
- أطلعتني الآن على شئ يضايقني 0 الم تخافي من أثارة غضبي ؟
- لم أعد أخاف منك 0
- قولي بصراحة يا لين , هل انت أسعد الآن مما كنت عليه 000
توقف فجأة محاولا ايجاد الكلمات المناسبة لأنهاء السؤال , لكن دفعة من
الشجاعة أتت لين فأكملت عنه:
- مما كنت عليه عندما كنت ترغمني على مشاطرتك السرير ؟
فوجئ الغجري لصراحة زوجته ولكنه كتم شعوره بذكاء 0
- أحسنت فهذا ما كنت سأقوله0
- لست سعيدة بل راضية 0
ان تردد لين وعدم ثقتها بما تقول يضرب بهما المثل 0 فلماذا تنكر انها طالما
نظرت الى يديه القويتين خلال الأسبوعين الفائتين وتذكرت مداعباتهما ولمساتهما
الجذابة وتمنت لو يعيد الكرة ؟ أهي ترغب فيه ؟ ولم لا فهي تحبه0
الحب000احتقرت نفسها لأنها وقعت في حبائله لمجرد انه كان ودودا معها في
الأيام الماضية , كرهت ضعفها وسرعة ذوبانها في بحر العاطفة0
ولكن هل صحيح ان شعور الحب لم يبدأ الا منذ وقت قصير ؟
خصوصا وان لين تعترف أنها وجدت الغجري جذابا منذ رأته000
- وهل يرضيك عيشنا بهذه الطريقة حتى نصبح عجوزين هرمين ؟
- سؤالك غير مجد فأنا لا انوي قضاء حياتي معك 0
سمعت لين زوجها يتنهد بدل أن يغضب كالعادة وتساءلت اذا كان سلم بالأمر الواقع
واقتنع بأن المشاركه في الحياة الزوجية تأتي نتيجة الرضى المتبادل لا القهر
والاكراه0
بعد دقائق انطلق رادولف بالسيارة صامتا وملامحه قاسية كالحجر , ينظر أمامه
كأن عينيه متجمدتان لا حياة فيهما 0 وغرقت لين بدورها في التفكير بمشاكلها
وبالحل الأنسب الذي يخرجها من هذا المأزق من دون ان تسبب أي الم أو أذى
لزوجها0
توقف الغجري في احد المخيمات لكنه لم يمكث هناك سوى بضع دقائق 0 وأبلغ زوجته
بعد ذلك أنهما سيمضيان الليل في منزل يملكه صديق له يقع على شاطئ البحر 0
- ومن هو هذا الصديق ؟
- لا ضرورة لأن تعرفي 0
- انه ليس غجريا بالطبع 0
- لي أصدقاء كثيرون من غير الغجر يا عزيزتي 0
- أهناك أحد في المنزل ؟
أجاب رادولف بنبرة ناعمة وفي صوته تلك الرنة الموسيقية القريبة من اللهجة
الايرلنديه :
- المنزل خال فهو مخصص لقضاء العطلة الصيفية 0 أنا واثق من أنه سيعجبك كثيرا
فهو مجهز بكل شئ برغم بعده عن أي تجمع سكني 0
- أتعني أن المنزل منعزل ؟
- يبدو أنك فكرت بالهرب ياحلوتي ! لم أكن لأصطحبك الى هناك لو لم يكن المنزل
منعزلا عن بقية العالم0
- أيستعمل المنزل لأغراض سياحية ؟ فالبعض يحب تمضية وقت فراغه بعيدا عن الناس
0
ضحك رادولف وعلق :
- استعملت ديباجة بارعة لأخفاء خيبتك 0
- ماذا تعني ؟
- لاتدعي الغباء يا لين 0ظننت أن وجودك في منزل على شاطئ البحر سيسهل الفرار
, ففي المخيمات هناك من يراقبك ليلا نهارا0
- الفرار من مخيم للغجر هو في الحقيقة مستحيل , أما بالنسبة لاستنتاجاتك
الاخرى فانك مخطئ لأني صرت أعرفك كفاية كي أدرك أنك حاضر أبدا لاحباط اية
محاولة أقوم بها للأفلات 0 جل ما في الامر أني استغرب وجود منزل مخصص للعطلة
في مكان منعزل كما فهمت من كلامك 0
- لقد بنى صديقي هذا المنزل منذ اربع سنوات حتى يهرب من همومه ويرتاح هناك من
عناء أعماله المتراكمة 0
عجبت لين لكلام زوجها فكيف يتوصل غجري الى مصادقة شخص ثري يبني منزلا لمجرد
حبه الاختلاء بنفسه !
- لابد أن صديقك ثري جدا ! انا 000لم أعد أفهم شيئا 0آه لو تخبرني المزيد عن
نفسك فلربما صارت الامور بيننا مختلفة 0
ضغط رادولف على المكابح حتى كاد رأس لين يرتطم بالزجاج الأمامي 0 نظر اليها
بدهشة وسألها :
- ماذا تعنين بمختلفة ؟
هزت المرأة رأسها عاجزة :
- لا أستطيع التفسير 0
وبالفعل لم تكن تستطيع التوضيح لأنها هي نفسها لا تعلم ماذا تقصد تماما من
كلامها0
انطلق الغجري بالسيارة , وقاد لساعات في طرق منعزلة تتعرج بين الهضاب الخضراء
حتى انعطف أخيرا في زقاق ضيق لا يعرفه أحد وليس موجودا على الخريطة كما أبلغ
زوجته 0
كادت لين تلهث عندما رأت جمال الطبيعة حولها , صخور الشاطئ ورماله الذهبية
المترامية كأنها لا تنتهي 00لايزورها سوى طيور النورس تبحث عن رزقها بعيدا عن
فضول الانسان 0
استمر سيرهما في هذا المكان النائي حتى وصلا الى طريق صخرية لم تعرف طعم
الأسفلت , فأخذت السيارة تثب على الحجارة وراكباها يعانيان صعوبة المسلك حتى
بلغا أخيرا بوابة عتيقة منحوتة في الحجر تدل على أن المنزل بني على أنقاض
بناء قديم 0 وخلف البوابة والسور المحيط بالأرض نمت أشجار خضراء من مختلف
الأنواع , وتوزعت أزهار وورود زاهية هنا وهناك تضفي على الجو رونقا وضياء 0
كانت أشعة الشمس ما تزال ساطعة ترسل ألوانها على المنزل الأبيض المحاط ببساط
من العشب الأخضر وسجادة من الأزهار 0 انعقد لسان لين من الدهشة وصعقت لجمال
هذه البقعة الطاهرة التي لم تدنس عذريتها أرجل الأنسان الشره0
قالت وهي تترجل من السيارة :
- آه ما أروع هذا المكان !
أجالت طرفها بين الجبال الشاهقة والبحر المترامي الأطراف في زرقة يخالطها
بياض الزبد 0 عجيبة هي طبيعة ايرلندا في جمعها سمو الجبال ووداعة البحر في
لوحة واحدة 0
- كيف وصل صديقك الى مكان كهذا ؟
مرت لحظات تردد قبل أن يجيب زوجها :
- أن عائلته تملك الأرض منذ عدة أجيال وقد أقامت فيها مزرعة كبيرة 0
أشار بيده الى بقايا البناء المتهدم وقال :
- كان هذا بيتا لعمال المزرعة 0 وجد صديقي
المكان مناسبا ليناء منزل يرتاح فيه عندما يحتاج الى الابتعاد عن عالم
الاعمال والضجيج0
- وماذا يعمل صديقك ؟
- لديه أملاك كثيرة0
جاء جواب الغجري مقتضبا يحذر لين من التمادي في طرح الأسئلة , ويعلمها بأنه
ما عاد يرغب في التوغل في الموضوع أكثر 0
دخل الزوجان الى المنزل الفخم حيث الاثاث الوثير والسجاد العجمي والستائر
الحريرية الفاخرة 0 وأعجبت لين بالثريات والكريستال والآنية الفضية وتماثيل
العاج والبرونز 0
كما لفت نظرها الديكور الذواق الذي نظمت على أساسه غرفة الجلوس , ثم هزت
رأسها مدركة
0

ورده قايين
24-05-2007, 14:15
في هذه اللحظة دخل رادولف الى غرفة النوم مرتديا لباس نوم أنيقا يتناقض مع
شعره غير المسرح , ويعطيه شكلا فريدا جامعا بين الظاهر الانيق والطبيعة
البدائية 000لايقال عن رادولف الا أنه طائر يغرد خارج سربه !
عرف الغجري ما أثاره مظهره في نفس زوجته فقال معتذرا:
- لآسف لمظهري , ولكني سأتحسن مع الوقت اذا اهتممت أكثر بالتفاصيل 0
- لا ضرورة للتهكم 0 أتسمح الآن بأن أرتدي ملابسي فالجو ليس دافئا كفاية هنا
؟
لم يحتج رادولف لسماع المزيد فسارع الى تشغيل جهاز التدفئة المركزية 0 وعلى
الفور غمر المنزل دفء عارم 0 بعد ذلك عاد رادولف الى غرفة النوم وفتح خزانة
الثياب 0
- ستجدين ثيابك وحقيبتك هنا 0
أستدار وأكمل:
-أظن أني رأيت بين ملابسك فستانا طويلا 0
تأخرت لين في الأجابة لأنها كانت تراقب بتعجب اللباس الذي يرتديه زوجها
والمناسب له تماما مما يدل على أن قياسه معادل تماما لقياس صديقه , حتى
الكمان يناسبان ذراعي زوجها المتميزتين بطولهما 0
- ماذا عن الفستان ؟
- أريدك ان ترتديه الليلة 0
مرر نظراته الشغوفة على جسمها وأكمل :
- سنتناول العشاء بكامل أناقتنا كأناس متمدنين 0
- عدلت المرأة عن الأعتراض لأن فكرة ارتداء ثوب أنيق والجلوس الى طاولة
لتناول الطعام محبذة بعد كل هذه الفترة البوهيمية , حيث تخلت مرغمة عن
مبادئها المتعلقة بالنظافة والشكليات 0 وفي الواقع وجدت لين نفسها تبتسم وهي
تتصور المائدة المغطاة بشرشف مزركش بالزهور والمزين بآنية فيها ورود مقطوفة
من الحديقة المحيطة بالمنزل 0
منحها رادولف احدى ابتساماته النادرة وهو يتناول الفرشاة ليسرح شعره قبل أن
يقول :
-أرى أن اقتراحي اعجبك 0 أخرجي الفستان المعني لأراه0
فعلت لين كما امرها وأخذت تتمشى أمامه في الثوب الأصفر الطويل دون ان تشعر
بأي حرج 0 بل على العكس قالت بعد أن أحضرت فستانا آخر ذا لون أرجواني :
- ما رأيك بهذا ؟
أقترب الغجري من زوجته فأحست بالرعشة تعتريها وكأن في الرجل قوة مغناطيسية
غريبة يزيد منها طبعه المتكبر 0 أحمرت وجنتا المرأة وثقل تنفسها وفي ذهنها
فكرة واحدة : حبها لرادولف 0 مع اقتراب رادولف منها أكثر زادت دقات قلبها
أكثر فأكثر وعلمت أنه لو أراد ضمها الى صدره لما أحجمت بل لرحبت بذلك بكل
جوارحها 0 لكن زوجها خيب آمالها واكتفى بطبع قبلة ناعمة على جبينها0

lovely sky
24-05-2007, 17:23
مشكوورة جداااااااااااااا وردة قايين

::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::

بانتظار التكملة

http://img138.imageshack.us/img138/8475/4ddp1k9nl9.gif

lanoo
25-05-2007, 10:27
مشكورة وردة قايين على مجهودك الرائع
بليززززززز لا تتاخرين علينا الرواية جدا رائعة::جيد:: ::جيد::

lovely sky
25-05-2007, 11:03
مرحبا حبيبتي الامل 2....
http://img101.imageshack.us/img101/9292/f6ig7.gif

حبيبتي قلتي انك تريدي الاشتراك معنا ..
و حاولت ارسللك على الخاص لكن خدمة البريد الخاص لا تعمل عندك حتى الان ...

الحين الفريق يكتب رواية انقذني الغرق ...
ارجو ابلاغي اذا اردتي الاشتراك معنا في كتابتها ..

مع العلم ان هذه الرواية محجوزة و لم يتبقى منها الا فصلين فقط
فاذا اردتي كتابة احد هذه الفصول المتبقيه برجاء اعلامي بذلك ..

ولكِ جزيل الشكر
و نسعد بانضمامك لنا حبيبتي

http://img138.imageshack.us/img138/8760/bigemoharabenet149br1.gifhttp://img138.imageshack.us/img138/8760/bigemoharabenet149br1.gif
http://img185.imageshack.us/img185/4334/lignecoeur1nl9.gif

lovely sky
25-05-2007, 11:24
http://img510.imageshack.us/img510/2348/q82171zl7.gif
عزيزتي نور سلامة

ارسلتلك على الخاص بخصوص الروايات التي تتم كتابتها الحين بناء على طلبك في الاشتراك معنا

ارجو اعلامي باختيارك في حال رغبتي في المشاركة
http://img510.imageshack.us/img510/1853/q8293kg0.gif

مشكورة حبيبتي http://img510.imageshack.us/img510/7507/q82202yo0.gif

http://img248.imageshack.us/img248/9497/371415266nh7.gif

ورده قايين
25-05-2007, 13:12
8- اشراقة في القلب



جلس رادولف ولين متقابلين الى مائدة مضاءة بالشموع في شمعدان فضي , ومزينة
بمزهرية مليئة بورود حمراء 0 وعلى طرف المائدة وضع اناء طافح بمختلف أنواع
الفاكهة 0 أما الشرشف فأبيض كالثلج تضيئه السكاكين والشوك الفضية0
جلست لين في فستانها الاصفر سعيدة كما لم تكن يوما منذ أن التقت رادولف , وهي
تعلم أن هذه السعادة لن تعمر طويلا 0
فالأمسية ليست الا واحة صغيرة في صحراء حياتها مع زوجها , والتي تنوي الخروج
منها برغم كل الاعتبارات الأخرى وأهمها 00حبها للغجري0
تمكن رادولف بطريقة ما من الدخول الى هذا المنزل الذي يحوي في ما يحويه ,
حوضا للسباحة في قاعة مقفلة مكيفة و وملعبا لكرة المضرب في القاعة نفسها ,
كما أقيمت في الجهة الخلفية بحيرة اصطناعية صغيرة لاكمال اللوحة الفنية خصوصا
وانها تطل على الهضاب الخضراء الحالمة 0
قررت المرأة الشابة نسيان شكوكها لتمضي وقتا ممتعا في هذا المكان الذي
اعتبرته أكثر شاعرية من كل ما أبصرت عيناها 0 فلم تستغل الفرصة وتتذوق حلاوة
كل دقيقة تمر هنا بدل أن تشغل فكرها في ما لن تستطيع توضيحه؟
من جهته ارتدى رادولف بزة رسمية سوداء وتحتها قميص أبيض يزيده اشراقا لون
بشرته السمراء , لكنه لم يبد منزعجا من لباسه هذا أو غير معتاد عليه0
تدخل صوته معلقا بعذوبة :
- أنت هادئة كثيرا يا عزيزتي 0
- اني اتمتع بهذه الامسية اللطيفة 0
أكمل رادولف مازحا :
- وتريدين بالطبع أن تطرحي الكثير من الأسئلة 0 أنت اكبر امرأة متحفظة رأيتها
في حياتي 0
- وهل تريدني ان أضع كل ثقتي بك؟ ماذا تفعل لو كنت مكاني ؟
تجاهل رادولف سؤالها وأهتم بصب الكافيار الفاخر الذي وجد في خزانة مليئة
بالمعلبات على اختلافها 0 وبعد ان انتهى قال :
- لماذا لا تطرحين علي بعضا من تلك الأسئلة المقلقة ؟
- ومن قال اني قلقة ؟
- ذلك يقرأ على وجهك يا عزيزتي 0 فلنقل أنك محتارة لا قلقة وسبب الحيرة أشياء
كثيرة حدثت في الفترة الأخيرة 0
- أشياء لاتحصى ولاتعد0
توقفت لين لتتذوق بعض الكافيار ثم أضافت :
- أتعني أنك مستعد للأجابة على الأسئلة , فأنت لم تخرج عن تكتمك حتى الآن ؟
- ليس في الامر تكتم بل عدم ضرورة للبوح بكل الاسرار0
وما أكثر هذه الاسرار ومنها أن البزة , وهي بالطبع ملك لصديقه , تناسب جسمه
تماما 0 أمن الممكن أن يكون في الامر مصادفة ؟
- ماذا تعني بعد الضرورة ؟
رفعت لين عينيها الى وجهه فوجدته منقطعا عن الأكل يحدق فيها ووهج نار الشموع
يزيد من سحر وجهها وجماله 0 أعدت اليها نظراته ذكرى لقائهما الثاني في الغابة
عند ما جاء على حصانه وبدا مسحورا بجمالها 0 كان في الحقيقة مختلفا وقتها عما
رأته فيه في اللقء الأول حيث أعمته الرغبة فحاول الأعتداء عليها 0 في الغابة
ظهر مهذبا وحياها بكل بساطة كأنه يقابلها للمرة الأولى , ويسعى للتعرف اليها
ومصادقتها دون الالتفات الى الحادثة السابقة 0 حبذا لو أن تلك الحادثة لم
تحصل وكان اللقاء في الغابة هو الأول , لكانت الامور بينهما مختلفة الآن0!
قالت لين أخيرا بعد أن انتهت من تساؤلها :
- وهذه الضرورة أصبحت متوافرة الآن !
وجف قلبها أذ أدركت بحدس ما انها على وشك اكتشاف أمر خطير كفيل بجلب السعادة
الدائمة 0 اختلج في نفسها شعور غريب تلاعب بانفعالاتها وجعلها في نفس الوقت
تقتنع بأنها لو عرفت كيف تعالج الوضع الجديد الذي سيخلقه رادولف لما عاد
زواجها منه تلك المأساة التي بدأت عند اختطافها وارغامها على عقد زواج غجري
لا تؤمن كثيرا بصحته 0
أجاب رادولف على سؤالها وكادت تتولى المهمة عنه عيناه الحزينتان :
- من المفيد لنا نحن الاثنين ان اوضح لك بعض الامور التي اوقعتك في مغالطات
جمة0
لاحظت المرأة الحزن في عيني زوجها وتمنت لو تستطيع فعل أي شئ لتمحو هذه
المسحة الأليمة من نفس من تحب 0 أزاء سكوتها أكمل الغجري :
- بالرغم من ذلك أفضل يا عزيزتي الا تطرحي أسئلتك الآن بل لندع الامور تتوضح
تلقائيا , وذلك بات قريبا 0
هز رادولف رأسه وتجهم وجهه وبدت عليه علامات القلق والتردد عندما قال بصوت
خافت :
- نما في داخلي احساس بأن نظرتك الي تغيرت يا لين , ولكني لست أكيدا000لا ,
لا أجرؤ000نفذت كلماته كالسهام الى اعماق لين واختلطت عليها الامور اذ لم
تفهم ما قاله زوجها 0 ليس أكيدا 00وبالتالي لا يجرؤ على مصارحتها بما يريدها
أن تعلم عنه 0أحست ليس بأن فرصة العثور على السعادة بدأت تضيع وبأنها لم تخلق
لتعيش مع هذا الرجل تحت سقف واحد 0 ولكن هل هي واثقة تماما من رغبتها في
العيش معه ؟ مرة جديدة رأت مستقبلها قاتما وفارغا اذا تخلت عن رادولف 0 ومن
جهة أخرى هي لا تستوعب فكرة الحياة غير المستقرة التي يعيشها الغجر 0 نظرت
الى زوجها متوسلة وتمتمت :
- أرجوك يا رادولف , أطلعني على الخبايا , فانا زوجتك ويحق لي أن أعرف شيئا
عنك 0
هز الغجري برأسه موافقا بدون أن يبدر منه ما يرضي فضول زوجته بل قال :
- لنركز اهتمامنا الآن على وجبة العشاء سيما وأنها الأولى لنا في مثل هذا
المكان الرائع 0 لم تجد ابتسامة رادولف في أزالة خيبة زوجته لأنه تهرب من
الموضوع 0 والألم أصبح الآن أشد وقعا منه في الماضي كونها صارت أسيرة حب هذا
الرجل , وأضحت متحرقة لكشف حقيقته 0
- بعد الكافيار جاء دور شرائح اللحم المشوي التي حضرها الزوجان في المطبخ
الكبير بعد أن جلباها من الثلاجة الكبيرة المحتوية على الكثير من اللحوم
وأنواع الطيور الشهية 0 وقد برر رادولف وجود هذه الاطعمه بوجود السيدة وايت
الأرملة الطيبة التي تهتم بشؤون المنزل 0
- أنت تتعب السيدة وايت بطلباتك المتعددة يا رادولف 0
- السيدة وايت راضية فهي تجد في الأمر تسلية تنسيها وحدتها 0كما أننا بحاجة
لهذا الترف بعد طول التنقل من مخيم الى آخر 0
- ولكنك تحب حياة الغجر , أليس كذلك؟
- العادة تسهل كل شئ وتجعل المستحيل معقولا 0 ولا أخفي عليك سرا اذا قلت أني
أحب التمتع بالحرية التي توفرها حياتنا الغجرية 0
- ولكن حياتكم مضجرة اذ لا عمل فيها ولا نشاط0
- ليس كل الغجر بالضرورة عاطلين عن العمل 0 فهم يصنعون بعض أدوات الطبخ
ويتعاطون التنجيم وما الى ذلك 0
علقت المرأة على كلام زوجها بسخرية :
- ماذا يفعل قومك سوى شحذ خناجرهم وتلميعها؟
لم يستطع رادولف الاجابة على هذا السؤال المحرج , بل أهتم بصب الطعام وأحضار
عصير البرتقال 0 ولين خائبة تتحين فرصة أخرى لاستجوابه 0
أنتهى الزوجان من تناول الطعام فسأل الغجري :
- هل أعجبك الطعام ؟
- كان رائعا , شكرا 0
طغى على الجو مسحة من السحر والود0 ولم تفكر لين بالمشاكل التي تفسد عليها
روعة الساعة بل طرحتها جانبا لتنعم بهنيهات فرح نادرة0

ورده قايين
25-05-2007, 13:19
بعد العشاء تناولا القهوة في غرفة الجلوس ثم أقترح رادولف أن يخرجا لتنشق
الهواء المنعش 0 وافقت لين على الفكرة وان اعتراها على الأثر بعض الخجل :
- ولم لا نخرج يا رادولف فالجو جميل 0
- أنظري الى القمر المشع فوق البحر والى النجوم 000هناك الملايين منها 0
سحرت لين بجمال الطبيعة وبا بتسامة رادولف السخية 0 الآن أدركت مدى وسامته
وانها صارت تنظر اليه كرجل مهذب لا كغجري متشرد مثلما اعتبرته في السابق 0 في
هذه الليلة حصلت لين على مملكة رسمتها في خيالها , مملكة تعيش فيها مع فارس
أحلامها وفي مكان لا تحققه الا الأحلام 0000ولكن حلول الغد سينهي هذا
الحلم0000لا بأس فالغد بعيد جدا0
تنزها في الحديقة والمراعي المحيطة بالمنزل والمغمورة بنور القمر , يداعبهما
نسيم منعش يحمل معه رائحة البحر مجبولة بعطر الازهار الملونة بألف لون ولون 0
تنشقت لين الهواء بنهم وأفكارها محاطة بالضباب بفعل الجو الغامض وهي مسرورة
بذلك لأنه يحملها بعيدا عن همومها في سمفونية عذبة الالحان0
سألها رادولف كي تخرج عن صمتها :
- هل أنت دافئة ؟
- نعم0
- البحر هادئ الليلة ويشجع على السباحة0
- أنت تسبح أذن0
أجاب رادولف متعجبا لسؤالها :
- بالطبع 0
لم تسأله لين هذه المرة كيف يجيد السباحة مع أن الغجر لا يجيدونها عادة 0 بل
تجاوزت فضولها كي لا تفسد النزهة الليلة 0
- ما رأيك ياعزيزتي بالصعود نحو التلال ؟
- أتعرف الطريق جيدا ؟
- لا تقلقي فأنا معتاد على المنطقة وأستطيع السير في مسالكها مغمض العينين 0
أتبدأ لين بطرح الاسئلة حول سبب معرفته التامة بالمكان ؟ لا , فلا حاجة
لافساد السهرة الرائعة حتى وان كان انسجامها مصطنعا بعض الشئ اذ يتغاضى
كلاهما عن الحقيقة0
اتجها نحو التلال في طريق مغطاة بالعشب الطري0 والقمر بدأ يختبئ خلف بعض
الغيوم فصار مصحوبا بظلال رقراقة تتراقص على البساط الاخضر الفسيح0
وضع رادولف يد زوجته في يده فغمر الدفء جسمها ونسيت أن في العالم احزانا
ومصائب , وأصبح كل شي جميلا هذا الحلم المجنون 0 حبذا لو ينقلب الحلم حقيقة
ويصبح فرح هذه اللحظات سعادة دائمة0
تفرقت الغيوم فعاد القمر الى وجود عطائه يرمي أنواره على قمم التلال وسفوحها
فتنعكس على حبيبات الندى التي تكلل رؤوس الاشجار وتخالط وريقات العشب 0
والنسيم الملئ بالشذى يشترك مع الطيور الليلية في أداء أجمل الالحان وأروعها
0
بعد ساعة من المشي قرر رادولف العودة 0في الطريق تساءلت لين ما اذا كانت
الحاجة التي تحثها على البقاء الى جانبه هي وليدة ساعتها وستزول متى انفصلت 0
والأكيد الآن انها ترغب في الأرتماء بين ذراعيه تدفئ قلبها بحرارة اللهفة
والهوى 0
وصلا الى المنزل ورنين الهاتف يملأ أرجاءه0 فهرع رادولف ليجيب 0 بقيت لين في
الخارج تتأمل الهضاب الواسعة والبحر الرحب تتكسر أمواجه على الشاطئ وتتطاير
حبات الماء لألئ تستحم بنور القمر 0 وفجأة أدركت أن في وسعها الهرب وأيجاد
أكثر من مخبأ في هذه المنطقة الشاسعة بحيث يستحيل على الغجري أن يجدها في
الظلام0 معطفها معها وكذلك المال , فما عليها الا ان تركض وتنال حريتها
0000الحرية أصبحت قاب قوسين أو أدنى منها0 فماذا تفعل ؟
مازال رادولف يتكلم على الهاتف ويبدو أنه لن ينتهي من المكالمة بسرعة 0 من
على الطرف الآخر من الخط؟
لو كانت المكالمة موجهة لصاحب المنزل لانتهت بسرعة كون الغجري سيبلغ السائل
أنها ليس موجودا هنا 0 المكالمة لرادولف أذن 0
أصغت المرأة بأنتباه ولكنها لم تتمكن من الفهم لأن زوجها كان يتحدث بصوت
منخفض 0 كيف ارتكب مثل هذه الغلطة وترك زوجته حرة بدون حراسة وقدم بذلك فرصة
الفرار على طبق من فضة !
وقفت لين كالبلهاء مشدوهة لا تدري ماذا تفعل 0 الرحيل مفتوح أمامها على
مصراعيه فلماذا لا تستغل الفرصة ؟ لماذا التردد ؟
أخيرا ابتسمت والتمعت عيناها وعلمت أن هذه الليلة الشاعرية يجب أن تستمر حتى
آخر فصولها لأن فيها بعد الكثير من السعادة 0 ألقت نظرة على العالم في الخارج
ثم دخلت وأقفلت الباب بهدؤ0
استدارت لين لتجد زوجها واقفا يحدق فيها وعلى وجهه علامات الاستغراب والدهشة
0 وقفت المرأة جامدة لا تقوى على الحراك اذ علمت نوايا زوجها 0 ولكنها لا
تأبه بها لأنها مصممة على خوض غمار كل ما تقدمه هذه الليلة " الاستثنائية " 0
وقفا ينظران الى بعضهما متمتعين بالسكوت لأن الكلام مهما كان بليغا عاجز عن
التعبير عما يختلج في النفس ويفيض في القلب 0 أخير استطاع الرجل أن يتلفظ
بكلمة :
- يا حلوتي000
مد يده الى زوجته وامارات الفرح تقفز من عينيه وتهذب من قساوة ملامحه
البدائية ذات الجمال الوحشي الخام 0
تجاوبت لين لدعوته بابتسامة رقيقة كفيلة باذابة الصخر وأكثر القلوب تحجرا0
ومدت يدها بخجل الى يد زوجها 0
- كان بوسعك الهرب بسهولة 000ولو فعلت لما تمكنت من العثور عليك أبدا 0
قال رادولف ذلك وهو يكاد لايصدق أن لين أضاعت هذه الفرصة السانحة وفضلت
البقاء معه على استعادة حريتها 0 وأدركت المرأة عندها أنها لو رحلت لما غضب
زوجها بل لأحس بالفراغ بعد ضياع شئ ثمين 0
تحولت عبارات الدهشة في عينيه الى حنان فائض وملأ قلبها شعور واحد : الحب 0
حب حملها بعيدا عن الهموم الأرضية , وأحاسيس رفعتها من مستوى المادة الى
مستوى الشعور0 حملها رادولف كالريشة بين ذراعيه واتجه الى غرفة النوم0
-لين000ما سبب الذي يجري بيننا الآن ؟
وأضاف متراجعا :
- لا أهمية لذلك فحسبنا ان ما يجري رائع 000
قاطعه رنين الهاتف فوقف مترددا أيجيب أم يستجيب لرغبته بالبقاء قرب زوجته ؟
كرهت لين صوت الهاتف وتمنت لو يخرس حتى لا يسلبها رادولف 0 وكم كان سرورها
عظيما عندما قرر الغجري تركه يرن والبقاء معها 0
- فليذهب الهاتف الى الجحيم لأني لست مستعدا لمغادرتك الآن يا حلوتي 0
تنفست المرأة الصعداء وزادها قراره ثقة بنفسها وبمكانتها عند زوجها 0
هل فهم رادولف أنها غارقة في حبه حتى أذنيها ؟ هل أدرك أن سلطته عليها لم يعد
سببها السطوة بقدر ما صار الحب ؟
- رادولف 000اسمك غريب ولكنه يعجبني 0
- اسمي ايرلندي قديم جدا0
- أليس اسما غجريا ؟
- لا0
تردد الرجل طويلا قبل أن يكمل :
- في الحقيقة هو أسم يطلقه نبلاء ايرلندا على اولادهم 0
- وكيف أتفق أن غجريا حصل على اسم ايرلندي يعود الى النبلاء ؟
- لا اعتقد أن في ذلك جريمة0
دفعها الفضول الى المزيد من الأسئلة 0
- وهل هناك الكثير من الرجال الغجريين يحملون نفس الأسم ؟
- أظن اني الوحيد الذي يحمله 0
- لم تذكر لي شيئا عن والديك يا رادولف 0
قال وفي صوته حزن عميق :
- كلاهما ميتان 0
غرقت لين في ذراعيه أكثر ووضعت يدها الناعمة على خده 0
-أخبرني عن والدتك 0
- ماتت وهي تضعني 0
- آه ! ان هذا الامر مؤسف حقا 0
لم ينجح رادولف عندما علق على كلامها في أخفاء الاسى من نبرته 0
- ان موتها المبكر لم يشعرني بفراغ لفقدانها 0 فلو ماتت وأنا فتى يافع مثلا
لكنت أصبت بحزن أكبر0
- أنت وحيد في هذه الدنيا أذن 0
- ولماذا استنتجت أني وحيد في هذه الدنيا ؟
- ألديك اخوة أو أخوات ؟
لم يجب الغجري على سؤالها مباشرة بل اكتفى بالقول :
- كنت اعتبر نفسي وحيدا حتى تزوجت 0
- لم تجب على سؤالي 0
- حسنا يا عزيزتي , لي أخ واحد0
- اني أحسدك على ذلك 0 أين يعيش أخوك ؟
- في احد المخيمات 0
- الا تراه أبدا ؟
أجاب رادولف بحدة وكأن الموضوع بات مزعجا :
- لم أره منذ مدة طويلة0 كفانا كلاما ولنخلد الى النوم0
- لا أشعر برغبة في النوم 0
- لماذا ؟
لاتقوى لين على البوح بالسبب الحقيقي الذي يجعلها تتمنى لو تمتد هذه السهرة
الى الأبد 0 والوقت الرائع هذا هو في الواقع أثمن من أن يهدر بالنوم 0
- لست تعبة 0
قالت ذلك وأكملت بسرعة حتى تمنعه من التعليق :
- للأسماء القديمة معان فما معنى رادولف ؟
- أخشى أن لايعجبك معناه فكلمة رادولف تعني الذئب السريع 0
لقد كان الغجري بالفعل ذئبا سريعا لما لحقها على حصانه وأختطفها 0 نظرت لين
الى الجرح فرأت أثره واضحا على خده وخشيت الا يزول أبدا 0
- أعتقد أن اسمك مخيفا قليلا 0
- لا أنوي أخافتك الآن لأني أريد أن أغفو 0
طبع قبلة ناعمة على جبينها وأطفأ النور ضاما أياها بين ذراعيه 0

ورده قايين
25-05-2007, 13:21
وما كادت تمر دقيقة حتى غط في سبات هانئ وعميق 0
أفاق الزوجان باكرا وجلسا على الشرفة الواسعة يتناولان طعام الفطور 0 وبعد
قليل رن جرس الهاتف 0 هب رادولف من كرسيه معلقا :
- لاشك انها المكالمة التي كان يجب ان أجيب عليها بالأمس0 أكملي فطورك يا
عزيزتي فلن أغيب كثيرا 0
عاد رادولف بعد قليل متجهم الوجه كأن ويلا كبيرا قد حصل فسألته زوجته قلقة :
- ما الأمر ؟ هل هناك ما يقلق ؟
- لاشئ يهمك يا لين 0
- ولكن كيف تتلقى مكالمات الى هذا المنزل ولا أحد يعلم بوجودنا هنا ؟
- أنت مخطئة في تكهناتك والدليل على ذلك اني تلقيت مخابرة البارحة 0
- مخابرة من الأشباح على ما أظن ! لماذا تحيط نفسك بهذه الهالة من الغموض
وبهذا الحجاب من الاسرار ؟ أشعر بنفسي حيال ذلك انسانة غريبة لا زوجة !
لم تلحظ المرأة ان عيني زوجها الغاضبتين تدلان على عدم رغبته في الكلام وعلى
مزاجه المعكر0 بل دفعها قلقها عليه الى المزيد من الالحاح فقال الغجري بحدة :
- ألن تكفي عن الأسئلة السخيفة؟
بدأت الافكار السوداء تلعب في رأسها من جديد 0 أيكون سبب تكتمه الشديد حيال
اتصالاته نشاطات غير مشروعة يقوم بها ؟ وقد تكون هذه النشاطات مصدر المال
الوفير الذي يملكه والذي يخوله القيام برحلات طويلة والانفاق على الثياب
الانيقة 0 كما هناك الحصان الاصيل الذي امتطاه في الغابة , ووجوده في هذه
الدار الفخمة 000أمن المعقول أن يكون المنزل ملكا له وهو مجرد غجري ! أسئلة
لا تعرف لها جوابا واحدا00
كانت غارقة في أفكارها فانتشلها صوت زوجها :
- أنا مضطر للخروج يا لين 0أتعدينني بأنك لن ترحلي ؟
ضربت لين الارض بقدمها وقالت مصرة :
- سأرافقك !
سكتت فجأة بعد أن رأت الرفض القاطع في عينيه 0 ثم هدأت بعد أن خطرت لها من
جديد فكرة الفرار 0 برغم الساعات اللذيذة التي امضتها وبرغم بزوغ فجر الحب في
قلبها , فهي امرأة تنتمي الى محيط اجتماعي مختلف تماما عن البيئة الغجرية 0
فالحب مهما قوي وعمق لايستطيع أن يغير من واقع الحال شيئا ويجعلها تندمج في
حياة رادولف وقومه , فجذوته لابد ستخبو مع الوقت ومع اصطدامها بمرارة الواقع
والحياة اليومية 0
احتاجت لين الى شجاعة فائقة لتحبس دموعها 0 ولكن شجاعتها خانتها عندما أعاد
عليها زوجها السؤال نفسه 0
-أتعدينني بأنك لن ترحلي ؟
أمام ترددها لم يجد الغجري حلا سوى حملها الى غرفة النوم وحبسها هناك 0 وفي
الوقت الذي سمعت فيه لين صوت المفتاح يدور في القفل نظرت صوب النافذة 0 غلطة
جديدة ارتكبها رادولف بسيي انشغاله وقلقه الشديدين 0 ما عليها الآن سوى
انتظار رحيله لتخرج بكل سهولة من النافذة , فالبيت أرضي ولا خطر من التسلل
عبرها ولكن لين لم تترو وتنتظر ذهاب زوجها فسرعان ما أرتدت معطفها وأخذت
حقيبة يدها ثم فتحت النافذة وأصبحت في الخارج0
كانت أشعة الشمس ساطعة والبحر ساكنا والطبيعة هادئة 0 ولم تستطع لين محو ذكرى
التفاصيل الحلوة التي تسربت في الليل الفائت اتضئ ظلام حياتها 0 عاد كل شئ
الآن الى سابق عهده 0 وها هي تنفذ عملية الفرار التي غابت عن فكرها في ساعات
السعادة الماضية 0
آه لو كان رادولف رجلا عاديا كغيره من الرجال ! رجل يشغل وظيفة محترمة ويهتم
بتأمين الرعاية والحنان لزوجته وأولاده0000
انهمرت الدموع من عينيها وكادت انفعالاتها تقودها الى العدول عن الهرب
والمغامرة في البقاء زوجة للغجري قانعة بمصيرها , لكن الغلبة كانت في النهاية
للعقل والمنطق 0 فتابعت المرأة طريقها بين شجيرات الحديقة لتجد منفذا يقودها
الى الطريق العام 0 وبينما هي تختبئ بين الشجيرات سمعت رنين الهاتف في المنزل
ووقع قدمي رادولف يهرع للاجابة 0 عندها دفعها حدسها للعودة الى المنزل فجلست
القرفصاء تحت نافذة غرفة الجلوس لتستمع الى الحديث0
-000أحسنت يا أولاف وستنال مكافأة عظيمة مقابل ذلك0
أقلت انه آن الى هنا ؟ أخيرا سأتمكن من0000لم تستطع لين فهم بقية الجملة بل
سمعت :
- كنت يائسا يا صديقي ومتأكد من أن الامر سينتهي به في السجن 0 لو أستطيع
التحدث واقناعه 0000
وضاعت الكلمات من جديد فجنت لين من الغضب 0 كادت تتوصل الى معرفة الحقيقة
لولا حظها السئ 0 وفجأة سمعت صوت زوجها يقول لأولاف :
- لا حاجة لتحركي من هنا الان 0 لقد اتصل بي راؤؤل منذ بضع دقائق وأبلغني أن
بوريل كان في مخيم روجنتري في السهل المجاور , فقررت الذهاب لملاقاته هناك 0
أما الأن وقد اخبرتني انه آت الى هنا فسأنتظره وأفاجئه0
توقف رادولف مفسحا المجال لصديقه بالكلام 0 وتمنت لين لو تسمع ما يقوله
الغجري الكهل لزوجها الذي عاد الى الكلام بصوت منخفض فلم تتمكن المرأة الا
سماع جمل غير مترابطة 0
- أرجو الا يعلم بوجودي هنا 000جاء مرة مع فتاته 00صحيح والا لما عرفت 000لا
أعرف كيف أرد لك الجميل يا اولاف 0
تساءلت لين عن معنى هذا الكلام وهي تنتظرزوجها ليعاود الحديث 0 لكنها تأكدت
من أمر واحد وهو أنها ستبقى حتى يأتي المدعو بوريل علها تشبع فضولها ويصدق
الحدس الذي أنبأها بأن مصيرها ومستقبلها يتعلقان بقدوم هذا الرجل 0
- 0000كان علي الأخذ بنصائحك يا أولاف والكف عن مطاردته , خصوصا بعد أن أصبحت
مثقلا بالمسؤوليات 0 خفق قلب لين بشدة اذ فهمت أنه يعنيها بالكلام على "
المسؤوليات "
- ولكنك تعلم يا أولاف أني لا اقبل الهزيمة 0 وأنا متفائل بأني اذا تمكنت من
لقاء بوريل والتحدث اليه فسأسوي الامور وأضع كل شئ في نصابه 0
أقفل الغجري الخط بعد قليل فقررت لين العودة الى غرفتها قبل أن يكتشف زوجها
غيابها 0 ولكن الحظ أبى الا ان يوقعها في مشكلة جديدة 0 فما كادت تخطو حتى
تعثرت بغصن شجيرة وسقطت بقوة فارتطم رأسها بالارض وصاحت من الالم 0 لم تمر
ثانية على سقوطها حتى كان رادولف الى جانبها فحملها الى المنزل على جناح
السرعة 0
-آه , رأسي !
أحست لين بالدنيا تدور فيها وبكل شئ أمامها يتراقص ومع ذلك لمحت في عيني
زوجها مزيجا من الغضب والاسى 0 لقد خذلته بعد ما تأكد منأنها لن تحاول الفرار
بفعل الانسجام التام الذي ساد بينهما في الليلة الفائتة0 أخذت المرأة تتوقع
الرد القاسي على عملها لكن الغجري ضبط أعصابه واهتم بأسعافها 0
- كدمة لا بأس بها على الأطلاق , سأحضر شيئا يريحك 0
نظر اليها وأضاف :
- لاريب أنك مصابة بصداع من جراء الصدمة 0
- نعم يا رادولف 0
- لماذا فعلت ذلك ؟
- لا تعتقد أني كنت أنوي الفرار 0 على العكس 00
لم ينتظر الغجري سماع المزيد فقاطعها حانقا :
- لاتكذبي ! ماذا عن حقيبة اليد هذه ؟
فتح الحقيبة وتفحص محتوياتها رامقا زوجته بنظرات شريرة 0
كيف تفسر له ما حدث وهي في الحقيقة كانت تنوي الفرار لو لم تسمعه يتكلم
بواسطة الهاتف مع أولاف 000
قالت بصوت ضعيف والألم في رأسها لا يكاد يطاق :
- حبذا لو استطيع أن أشرح لك ما حدث !
- من الواضح أنك لست على استعداد لشق طريق الحياة برفقة غجري من حثالة
المجتمع 0
أخذ رادولف يقول بشبه همس :
- كان علي أن أعلم أن المسألة ستصل الى طريق مسدود لا محالة 0
- ما الأمر يا رادولف , أخبرني 0
أخفت نبرة التوسل في صوتها الحب الجارف الذي يكنه قلبها لهذا الرجل الغامض
الواقف أمامها والمرارة تكاد تحطمه على رغم جبروته وسطوته 0
- مالفائدة من اطلاعك على الحقيقة ما دمت تحتقرينني وتعتبرينني غير أهل
بالعيش وأياك؟
أين التعالي الذي قابلها به في السابق ؟ أين الغطرسة والكبرياء ؟ تحول غضبه
الى ذل وصلفه الى مهانة 0 ولما حاولت لين , مدفوعة بشعور الذنب , تطييب خاطره
أسكتها بأشارة من رأسه 0
-لا تحاولي أصلاح ما فسد 0سأعرض عليك خطة أرجو أن توافقي عليها ولكن بعد أن
تتناولي هذه الحبوب وتنامي قليلا 0
نهضت لين من الكنبة وأسرعت نحو غرفة النوم حانقة وهي ترغب برمي زوجها الغمض
بأحد التماثيل لعله يخرج عن صمته المطبق 0
- ما بك يا لين ؟
- بالله عليك ! أطلعني على الحقيقة فهذا من حقي 0
- أي حق هذا ؟
- أنا زوجتك ولي الحق 000
قاطعها بضحكة ساخرة تخالطها اللوعة :
- لا أستطيع أن أفضي اليك بأسراري مادمت لا تعتبرين نفسك زوجتي 0
- ولكنك كنت على وشك البوح بها البارحة0
- كدت أفعل لأني كونت فكرة خاطئة عنك0 شعرت أن نظرتك الي تغيرت وان كرهك لي
خف وأننا قد نستطيع000
توقف فجأة وناولها الدواء قائلا :
- دعينا من هذا الموضوع وتناولي الدواء ليخف الألم0
- لا تخف علي فلن أموت 0
- هيا الى السرير فأنت متعبة0
- لا أريد أن انام !
هددها بلهجة آمرة :
- لاتجبريني على حملك اليه بالقوة !
تناولت المرأة الدواء وتوجهت الى سريرها كي لا تفعل ذلك مكرهة وقبل أن يخرج
من الغرفة سألته :
- لماذا لاتبوح لي بكل شئ ؟
- لأن نظرتك الي لم تتغير مع الأسف 0 والدليل على ذلك انك حاولت الفرار 0
فلنكن صريحين ونعترف بأنني لست مؤهلا لأكون زوجا لك , على الرغم أنك معجبة بي
0
لم ترض لين بهذه الحقيقة فصاحت معترضة :
- معجبة بك؟ يا لك من مغرور !
- فوجئت المرأة بأن زوجها لم يغضب بل قال لها بهدؤ جعلها تخجل من كذبها :
- أؤكد لك أنك معجبة بي وترتاحين لوجودي معك 0 ولكنك غير قادرة على التأقلم
في حياتي الاجتماعية وعلى التخلص من عقدة التفوق 0
- حسنا , اعترف بأني أشعر نحوك بالتفوق اذا كان هذا يرضيك 0
- اعتراف غير مقنع تماما 0 سنجد فرصة أخرى للتصارح أما الأن فالى النوم !
توجه الى النافذة وأخرج من جيبه قفلا ركزه عليها بطريقة لم يعد ممكنا معها
فتحها بدون نزع القفل 0
- آسف يا حلوتي ولكني مضطر لفعل ذلك 0
- أمن العدل أن تجعلني سجينة هذه الغرفة ؟
تابعت متوسلة :
- أعدك بأنني لن أهرب 0
- لن أعود عن قراري فالتجارب السابقة لا تشجعني على الثقة بك0
خرج رادولف من الغرفة وترك زوجته وحيدة في سريرها تنتظر المجهول 0 لكن الألم
والتعب تعاونا عليها فأغمضت عينيها ونامت 0

ورده قايين
25-05-2007, 13:27
9- الغريب




أفاقت لين مذعورة على صرير باب غرفتها يفتح ورأت رادولف يطل برأسه فسارعت الى
القول :
- أدخل فأنا بخير ولم أعد بحاجة الى النوم0 كم الساعة الآن ؟
- الواحدة ظهرا 0 كيف تشعرين ؟
دخل رادولف فعلمت لين من ملامح وجهه أن بوريل لم يأت بعد0
- صرت أحسن بكثير فالصداع زال والحمد لله 0
- أتستطعين تناول الطعام ؟
استوت المرأة في سريرها وتلاقت نظراتها ونظرات زوجها 0ولم تمانع في أن يتأمل
الغجري مفاتنها بحرية 0
- أعتقد أن فكرة الأكل صائبة جدا 0 ماذا لدينا اليوم ؟
- لدينا بعض السمك المشوي 0
- أعتقد أنك تعد لائحة بما نستعمله لتسدد ثمنه لصديقك , اليس كذلك ؟
أجاب الغجري مبتسما :
- لا , ما علي سوى سرقة هذه الاغراض فصديقي لا يعرف ماذا يملك لكثرة غناه0
- ألن تستطيع التخلي عن عادة السخرية والتهكم ؟
- ألن تستطيعي التخلي عن عادة طرح الأسئلة ما دمت تعلمين طريقة أجابتي عليها
؟
عقدت لين حاجبيها متذمرة :
- يالك من لغز محير! أكتشفت انك ذو شخصية مزدوجة0
- بالله عليك أخبريني عن هذا الاكتشاف العظيم!
- أنت تتحول مثلا من حمل وديع الى وحش مفترس !
رفع رادولف يده الى الجرح الذي ما تزاتلآثاره بادية في وجنته وقال :
- وحش مفترس ! لقد قدتني بتصرفاتك الخرقاء الى أفعال ما كنت أتصور اني
سأرتكبها يوما0
ارتبكت لين لأنها لاتستطيع كتم شعور بالذنب كلما رأت ذلك الجرح في وجه رادولف
, وان يكن ذلك الشعور لا يعني أن الغجري لم يستحق الضربة 000لا بل كان يستحق
أكثر ! انه رجل غريب الاطوار فلما تبعها بعد تعطل سيارتها لم يخطر ببالها انه
سيحاول الاعتداء عليها ولكنه فعل ! ولم يحبط محاولته سوى تدخل صديقته الغجرية
التي اختفت منذ ذلك اليوم ولم تر لين وجهها في أي من المخيمات التي زارتها
مرغمة في المدة الاخيرة0 لاشك ان رادولف تخلى عن صديقته بسهولة , رغم أنه
أظهر طاعة عمياء تجاه أوامرها القاضية بالابتعاد عن لين المسكينه 0
ذكرها رادولف بأن الغداء جاهز 0
- سأحضر الطعام الى هنا اذا كنت تفضلين ذلك 0
أومأت لين بالنفي وأسرعت بالنهوض لأنها لاتريد تفويت فرصة لقاء الرجل المنتظر
: بوريل000اذا سمح لها زوجها بذلك0
كان الزوجان الشابان جالسين الى المائدة لما سألت لين :
- أتريد مناقشة الخطة التي تحدثت عنها ؟
لم يجب الغجري على الفور بل نظر الى ساعة الحائط قلقا من تأخر بوريل في
الوصول 0
- سنبحثها لاحقا بعد أن تستقر أوضاعنا 0
أيقنت لين أن لاجدوى من متابعة الموضوع ما دام رادولف لا يرغب في أطلاعها على
شئ 0 ماذا عني باستقرار أوضاعهما ؟ تنهدت معلنة فشلها في حل جزء ولو صغير من
اللغز الكبير الذي يحيط بالغجري ذي الشخصية الغريبة0
عاد رادولف الى الكلام وفي صوته نبرة تؤذن بالقلق :
- لا اعتقد أنك تمانعين بقاءنا ليلة أخرى هنا 0
- أفضل ذلك على وجودي في مخيم غجري 0
هز رادولف برأسه موافقا كأنه يعتبر كلامها صحيحا ويشاطرها كرهها للمخيمات 0
- وهكذا سنتمكن مرة أخرى من تناول العشاء كأناس متمدنين 0
- أحيانا عندما تتكلم , لا أراك غجري يا رادولف0!
- ومع ذلك أنا غجري ابن غجري 0
تفحصت لين لونه الاسمر , شعره المتجعد , عينيه السوداوين اللتين تعلمت قراءة
ما فيهما من أحاسيس : الغضب والرغبة , الهوى الجامح الذي تلظت بناره لما
أجبرها على الزواج منه وأمضت معه " شهر عسل " مرا في تلك العربة المقيته 0
ومؤخرا تعلمت قراءة الطيبة , الندم , الأسف والحزن العميق في عينيه السوداوين
0 أما في هذه اللحظات بالذات فتقرأ فيهما تحديا كن رادولف ينتظر منها أن
تحاول انكار كونه غجري انه يعلم ما يدور في خلدها من أسئلة محيرة 0 لكن لين
تجاوزت التحدي وقالت :
- ما سبب مكوثنا هنا ليلة أخرى ؟
كانت تعلم أن السبب هو رغبة رادولف بلقاء بوريل , اذا لم يحضر اليوم 0
وبالفعل لم يخيب زوجها ظنها عندما أجاب :
- أنا انتظر شخصا هنا 0
تظاهرت لين بعدم معرفتها بذلك فتعجبت معلقة :
- تنتظر رجلا ام امرأة ؟
لم يستعجل رادولف بالأجابة بل صرف وقتا طويلا في تذوق لحم السمك الشهي:
- أنتظر رجلا 0
- من المستغرب أن تستضيف زوارار في هذا المكان !
قالت لين ذلك وعيناها تنظران الى الأرض مخافة أن تفضحاها ويكتشف رادولف أنها
تعلم أكثر مما يجب0
- لا يفاجئني ذلك ياعزيزتي فهناك الكثير من الأمور التي تعتبرينها مستغربة
ومستهجنة , و أعدك بأنها ستتوضح عندما أطلعك على خطتي 0
ماذا حدث لصوت رادولف الآمر ؟ لماذا هذا الأرتجاف الذي يخفي خوفا من ان ترفض
لين الخطة المذكورة؟
- ما تفعله مجرد تسكين للألم وتأجيل للمشكلة , فأنا ضقت ذرعا بهذه الاسرار !
- الخطأ خطأك 000لو لم تعتبرينني حثالة المجتمع لما حصل كل ذلك 0
لم تعرف لين كل هذه المرارة والحسرة في صوته قبل الآن , ولم تر شفتيه
مرتعشتين ويديه ترتجفان 0 ثقته الكبيرة بنفسه لم تفلح في أخفاء توتره
وانفعاله وكأن مستقبله معلق على ما سيحدث في الساعات القليلة المقبلة 0
من جهتها حافظت لين على هدوئها وتكلمت يدفعها الحب المسيطر على جميع تصرفاتها
وأقوالها :
- ألم يخطر لك أني غيرت رأيي فيك ؟ لقد قلت ذلك تحت تأثير الصدمة والهلع ! أي
انسان يقول أشياء ثم يندم , كما يفعل أشياء ثم يندم 0
كانت تشير بكلامها الى غلطتهما المشتركة , غلطتها في نعته بحثالة المجتمع ,
وغلطته في ضربها وارعابها 0 لا ريب في أن رادولف نادم على استعماله العنف
وأنه لن ينسى ما فعلت يداه بسهولة 0
أكملت المرأة حديثها والغجري يحدق فيها باستفهام :
- راجعت ضميري مرارا بشأنك 0 أقر بأن عندك ازدواجية في الشخصية وان فيك جانبا
سيئا ذكرته مرة ولكنك تملك جانبا حسنا لا انكر اعجابي به0
تبع ذلك سكوت تام , سكوت دهشة بحث خلاله رادولف عن عيني زوجته ليفهم أكثر 0
ولكنها هربت من نظراته وتكاد لا تصدق ما تفوهت به 0 كانت على وشك الاعتراف
بحبها لل بل هي فعلت بطريقة غير مباشرة 0 اذ لا مفر من كون رادولف فهم ذلك من
قولها هذا وتصرفاتها في المدة الاخيرة0
أحست لين بالانكسار لانها لم تستطع مقاومة الحب الذي نما في داخلها تجاه هذا
الرجل0 والذي بدأ كشعور بالنجذاب نحوه منذ ان رأته رغم أن لقاءها به حفل
بالذعر والخوف 0 ورغم أنها تأبى فكرة العيش زوجة لغجري 0 جماله البدائي
وطبيعته العفوية المتسلطة سيطرا على كيانها كالقدر المحتوم 0 ولم تنجح في
الافلات من قبضتهما ومن نزعتهما الامتلاكية0
عندما نظرت اليه أخيرا ووجدت ما وجدت في عينيه , علمت ان الامر قد فصل وانها
مستعدة للمتابعة حتى النهاية ولتسليمه الدفه لقيادتها الى حيث يشاء 0 قبلت
بالعيش مع الغجر مهما كان رادولف ومهما فعل وأدركت أن ارتباطها به ليس آنيا
كما تصورت 0 بل نهائيا0
أخذ الغجري يهز رأسه غير مصدق ما سمعت أذناه 0
- اذا صح ما تقولين يالين فهناك أمل كبير لنا !
ظهر للين جليا أن عبئا كبيرا نزل عن كاهله لما تكلم , وان آفاقا جديدة فتحت
امام عينيه0 أيحبها رادولف ؟ أيمكن ان يتخلى عن مجتمعه وأهله من أجل حبها ؟
أمن الممكن ان يعيشا حياة طبيعية في منزل صغير ويتخذ رادولف مهنة شريفة
يرتزقان منها ويربيان أولادهما تربية صالحة ؟ عسى الا تكون هذه الافكار سرابا
واضغاث أحلام 00
- لين , أتعنين ما قلت ؟ ألن تحاولي الفرر والرحيل عني ؟
لم يدم ترددها طويلا وسرعان ما منت عليه بأحلى ابتسامة وقالت بصوتها الحنون :
- أعني كل حرف خرج من فمي 0 لن أتركك ابدا 0
توقف الكلام عند هذا الحد 0 وأظهر الزوجان ارتياحا عارما بعد أن لاحت بشائر
الأمل بحياة سعيدة مديدة وان يكن الأمر بحاجة لبعض التفاصيل البسيطة000
كانت عقارب الساعة تشير الى الرابعة بعد الظهر لما رن جرس الهاتف 0 ترك
رادولف الرسائل التي كان يكتبها وأسرع ليجيب على المكالمة 0
رأت المرأة زوجها ينفعل , يتجهم , ويمتلئ غضبا أبيض 0 ثم يقول بصوت مخنوق :
- وهل ماتت ؟ لم تمت ولكنها بحالة خطرة ؟ يجب أن أعثر عليه قبل رجال الشرطة 0
يا الهي لماذا لم يأت الى هنا كما كان ينوي !
تملكها خوف شديد لا تعلم سببه وهي تراقب زوجها يستمع الى محدثه بقلق عميق 0
وعلمت ما سيقوله بعد ان يقفل الخط 0
- علي الخروج لبضع ساعات يا عزيزتي 0 ارجوك لا تطرحي علي أسئلة لأن الوقت لا
يعمل لصالحي 0
لا خوف عليك من البقاء هنا واذا شئت أرسل لك السيدة وايت لتعني بك في غيابي 0
-أأستطيع مرافقتك ؟
- لا يا لين فأنا لا اريد اقحامك في هذه المشكلة 0
اقتنعت المرأة وقالت انها ستكون بخير وبانتظار عودته على أحر من الجمر 0
- أرجو أن أتمكن من العودة خلال الليل 0 وفي أي حال سأكون هنا صباح الغد كحد
أدنى 0
طبع قبلة ناعمة على جبينها وأضاف :
- سيكون كل شئ على ما يرام بيننا قريبا يا ملاكي 0
بعد ثوان معدودة أقلع بالسيارة بسرعة فنهبت الارض نهبا مرسلة سحابة من الغبار
في الفضاء 0

ورده قايين
25-05-2007, 13:31
جلست لين وحيدة تحدق في البحر الازرق الهادئ المتلألئ تحت قرص الشمس الاحمر
وليس لديها سوى أفكارها وتسأولاتها تؤنس وحدتها 0 من يكون بوريل هذا ؟ لا ريب
في أنه شخص مهم بالنسبة الى رادولف وانه ارتكب عملا خطيرا يعرضه لملاحقة
العدالة000
تنهدت بعد أن تعبت من التفكير وقالت بصوت عال :
- لماذا اتعب رأسي بهذه الأمور ما دمت لا أملك وسيلة ناجحة لمعرفة الحقيقة ؟
تدريجيا بدأ الغسق يلف الدنيا ملونا البحر بستار رمادي والجبال بوشاح قرمزي
ناعم 0 قررت لين ان تقوم بنزهة بعد العشاء الخفيف الذي تناولته 0 وبعد عودتها
تمددت على كنبة مريحة في غرفة الجلوس المضاءة بنور شاحب يضفي عليها جوا
شاعريا يحتاج الى وجود رادولف ليكتمل ! تمنت أن يكون لها يوما بيت كهذا تعيش
فيه مع من تحب , ولربما تحققت أمنيتها متى تدبر رادولف وظيفة محترمة 0
شغلت المرأة نفسها بقراءة بعض المجلات حتى لا تشعر ببطء الوقت وثقل الوحدة 0
كما استمعت الى موسيقى ناعمة تبث يواسطة مكبرات للصوت منتشرة في جميع غرف
المنزل 0
في حوالي العاشرة أوت الى فراشها بعد ان استبعدت عودة رادولف وما لبثت ان غفت
على صوت حفيف الاوراق تتصادم بفعل النسيم العليل 0
أفاقت لين من غفوتها مرتعدة على ضجة خفيفة فجلست في سريرها صامتة , تاركة
النور مطفأ0 ولما لم تتكرر الضجة غفت من جديد ولكن لدقائق قليلة فقط اذ سرعان
ما فتحت عينيها على صوت جرار يفتح 0 ربما عاد رادولف ولم يشأ ازعاجها فدخل
لينام في غرفة أخرى 0 همت لين بالنهوض لملاقاة زوجها ولكنها عدلت كي لا تزعجه
اذ لاشك في أنه مرهق جدا , ومحتاج للوحدة لاستجماع أفكاره والتقاط أنفاسه 0
بامكانها انتظار طلوع النهار حتى تطلع منه على الحقيقة التي وعد بكشفها حالما
ينتهي من مهمة العثور على بوريل 0
أ ضاءت لين المصباح الكهربائي الموضوع قرب سريرها ونظرت الى الساعة : الثالثة
فجرا 0لو كان معها كتاب تطالعه لأضاعت الوقت حتى تبدأ الشمس بالنهوض وتطرد
ظلام الليل الدامس 0أتذهب الى غرفة الجلوس وتحضر كتابا من تلك الكتب المرصوفة
على أمتداد الجدران ؟ تخلت المرأة عن هذه الفكرة مخافة اوعاج زوجها , فأطفأت
النور وعادت الى النوم0
أفاقت لين في الخامسة وقررت الانتظار ساعة حتى تنهض لأن رادولف أوى الى سريره
متأخرا 0 فلا ضرورة لايقاظه في هذا الوقت الباكر 0 بعد ساعة دخلت الى الحمام
وأمضت وقتا طويلا تحت الماء الساخن تنعش جسمها بعد حادث وقوعها في اليوم
الماضي 0بعد ذلك جلست أمام المرآة تتبرج استعدادا للقاء رادولف على أمل ان
تكون مهمته انتهت على خير وتبدأ صفحة جديدة في حياتهما 0 بعد أن تأملت وجهها
جيدا في المرآة ووجدته مرضيا أرتدت برنسا ابيض وخرجت الى الممشى تبحث عن
الغرفة التي يحتلها رادولف 0
في تلك اللحظة فتح باب احدى الغرف فاستدارت لين مبتسمة000ولكن الابتسامة لم
تطل لما رأت المرأة وجه الغجري 0ماذا حل به ؟ عادت الى وجه امارات الفظاظة
والوحشية التي طالعها بها في ذلك اليوم الذي لا ينسى حين حاول الأعتداء عليها
000
همست لين مذهولة :
- رادولف 00000ماذا000
صمتت عندما رأت القميص مفتوحا على صدره يغطيه شعر أسود كثيف 0 أكثف مما عهدته
فيه! رفعت عينيها الى وجهه ووضعت يدها على فمها لهول المفاجأة : من أين أتى
بهذه النظرات الرهيبة كشخص ظهرت امامه رؤيا أسطورية !
- رادولف أنت تخيفني 000
كان مظهره كمجنون خطر وظنت لين ان الجانب الشرير طغى مرة أخرى على الشخصية
المزدوجة وان رادولف الذي يقف أمامها ليس رادولف الذي تعرفه 0000ولكنها ما
لبثت ان ابتعدت اكثر من ذلك وأدركت أن هذا الرجل ليس زوجها !
توضحت الصورة امام عيني المرأة بسرعة البرق 0 فهذا الرجل هو بوريل الذي يبحث
عنه رادولف , وهو بالطبع الشقيق الذي حدثها عنه زوجها وان يكن قد أغفل ان
يذكر انهما توأمان !
تكلم الرجل أخيرا :
-مالذي أتى بك الى هنا ؟
تراجعت لين خائفة تفتش عن باب غرفتها لتقفل على نفسها هربا من هذا الغجري
الشرير 0 وكان هلعها شديدا فانعقد لسانها ولم تستطع التفوه ولو بكلمة واحدة0
كرر الرجل سؤاله وهو يقترب منها ببطء 0 ولسوء حظها وجدت نفسها تصطدم بالجدار
بدل ان تقودها قدماها المرتجفتان الى الغرفة 0فجحظت عيناها وفغرت فاها عاجزة
عن الحراك0
- رادولف000يبحث عنك 000
ارتسم على شفتي الرجل ما ظنته لين ابتسامة وقال بخبث :
- سمعت ان أخي تزوج فأنت ولا شك الزوجة المحظوظة 0
- أصبت 0
- ياللصدفة ! وأنا كدت أنال منك في الغابة لولا تدخل هذه الحقيرة ماندا
لانقاذك !
أطلق بوريل ضحكة شريرة وأضاف 0
- يا لسخرية القدر كدت اعتدي على زوجة أخي !
مرر أنامله الطويلة في شعره الأسود الكثيف فزاد شكله غرابة واقترابا من العته
0
عاد الى الكلام والرغبة تخنق صوته :
- لكن ماندا لن تستطيع انقاذك الآن ومنعي من التمتع بجمالك 0
سأصيب عصفورين بحجر واحد , ألهو قليلا وانتقم من أخي المحترم بعد كل ما فعله
معي 0
بدا بوريل مستعدا للأنقضاض على فريسته الضعيفة ولين عاجزة عن الحراك بعد ان
خانتها شجاعتها ولم تعد تقوى على الصراخ 0
مرت في مخيلتها صور كثيرة ففهمت تقريبا كل ما حدث 0 حدقت في وجه الغجري جيدا
وأيقنت ان الرجل الذي هاجمها عند تعطل سيارتها ليس نفسه الذي قابلتهفي الغابة
على الجواد !سيما وان بوريل يحمل أثر جرح عميق في مفرق شعره بان واضحا عندما
مرر يده فيه 0 آه لو انها انتبهت لهذا الجرح لكانت وفرت على نفسها وعلى زوجها
الكثير من الألام والأحزان ! وفهمت من الآن لماذا كان رادولف يشير الى
الحادثة الثانية لما كانت تكلمه عن الأولى ! فكيف يذكر الاولى وهو لم يكن
طرفا فيها !
أمر بوريل بلهجة مفزعة :
- اقتربي مني يا أمرأة ! تعالي لأرى ماذا تحت هذا البرنس الجميل 0 لابد ان
شقيقي المليونير يقدم لك ما ترغبين من الثياب , أما أنا فلا أملك سوى نفسي
أقدمها !
تبع ذلك ضحكة هستيرية ملأت أرجاء المنزل وأشعرت لين ان أذنيها ستنفجرا 0
- لنأمل يا حلوتي ان يطول غياب رادولف حتى اتمكن من الاسترسال بما انوي فعله 0

ورده قايين
25-05-2007, 14:24
مد يده السمراء نحو لين فصارت المرأة على حافة الأغماء 0 ولما انقض عليها
بدأت بمقاومته بكل ما أوتيت من قوة 0 كان لبوريل قوة ثور هائج , لكن يأس لين
دفعها الى الصمود وهي تنتظر حلول معجزة ومجئ زوجها لينتشلها من براثن شقيقه
المتوحش 0 ولكن زمن المعجزات ولى وشيئا فشيئا بدأت قواها تخور وعزمها على
المقاومة يضعف الى ان هدأت تماما وتمددت مستسلمة على الأرض 0 حملها بوريل الى
كنبة في غرفة الجلوس ولما هم باتمام فعلته الحقيرة , دبت فيها قوة مفاجئة
فرفسته على معدته وسقط على الأرض مغشيا عليه بعد أن ارتطم رأسه بحافة الموقد
0 كان هذا آخر مشهد رأته لين مشوشا وفقدت الوعي يعد ذلك 000

ورده قايين
25-05-2007, 14:35
10- رادولف والحب الكبير


لما عادت لين الى وعيها وجدت ان بوريل ما يزال ممدا على الأرض والدما تنزف من
رأسه 0
- ماذا فعلت ؟ هل قتلته ؟
تغلبت المرأة على خوفها واقتربت تنصت الى قلبه تتحسس فيه الحياة 0 كم كان
ارتياحها كبيرا عندما رأت ان قلبه لم يتوقف عن الخفقان 0 وعلى الفور شرعت
تفتش عن رقم طبيب تتصل به هاتفيا ليأتي ويعتني ببوريل 0 ولكنها ترددت بعد ان
تساءلت عن رغبة زوجها بحضور طبيب ليعالج اخاه الفار من وجه العدالة 0
فوجئت لين بهدوء اعصابها وكأن الطبيعة اعادت اليها توازنها لما فقدت وعيها 0
رأت الموقف امامها واضحا وتمكنت من اختيار الحل الأنسب لهذا الموقف الحرج0
وهكذا , هرعت الى المطبخ واحضرت حبلا واوثقت به يدي الغجري لتأمن شره اذا
افاق 0 ثم تفحصت الجرح وتبين لها انه سطحي ولا يشكل أي خطر على حياته 0
فتح الرجل عينيه فجأة وحدق فيها باستغراب :
- من أنت ؟ اين انا ؟
شعرت لين نحوه بالشفقة ولم تستطع ان تكرهه رغم ما سببه لها حتى الآن من مصائب
وويلات 0
- انا زوجة اخيك يا بوريل 0
تخبط الرجل محاولا تحرير يديه ثم صاح :
- من اوثق يدي ؟
- الا تذكر انك هاجمتني فرفستك واوقعتك ارضا فاصطدم رأسك بحافة الموقد ؟ ولكن
لا تقلق فقد داويت الجرح البسيط وسيلتئم بسرعة 0
ظل الغجري صامتا لبرهة حتى استوعبت ما سمع 0
- فشلت مرة اخرى في النيل من زوجة اخي 0 لو نجحت لكان انتصارا باهرا000
توقف بعد ان داهمه الألم ثم سأل :
- أين رادولف ؟
- انه يبحث عنك كما ابلغتك سابقا 0
قال بصوت قلق :
-هل سيعود الى هنا ؟ لا يجب ان يجدني بأي ثمن , حلي وثاقي والا جعلتك تندمين
على فعلك حيث لا ينفع الندم !
حاول بوريل النهوض لكنه تعثر ووقع على وجهه , فنظرت لين اليه متأسفة على حاله
0 حزنت لرؤية رجل بهذه القوة والوسامة مطروحا على الأرض اسير حبل واسير
غرائزه الشريرة0
- ارجوك , حلي وثاقي !
كادت لين ان تذعن لتوسله ولكن عقلها سيطر على انفعالات قلبها الرقيق 0 فجلست
على الكنبة تحدق فيه وتنتظر مجئ زوجها ليتولى حل معضلة اخيه 0
ما اكثر الفوارق بين رادولف وبوريل , هذه الفوارق لم تلاحظها لين في السابق 0
الأول يهتم بأناقته ونظافته اما الثاني فقذر لا يعرف للنظافة معنى0 كان يكفي
لين ان تنبه لأظافر بوريل حتى تفرقه عن اخيه , ولكنها لاتلام لأنها كانت
تتصرف مدفوعة بالخوف والرعب 0
شخصت عينا بوريل بوجه لين فتذكرت كلمات اولاف عنه وعن الحياة التي اختارها
والتي لا يحبذها رادولف العامل على مساعدته للتخلص من عاداته القبيحة 0
- رادولف يريد ان يتحدث اليك في امور هامة0
- ماذا يريد مني اخي المحب الا يكفيه انه سلب اموالي ونال التركة بكاملها على
رغم كوني اكبر منه ؟ كان محظوظا لما اخذه جدانا وتعهدا بتربيته وتعليمه في
حين بقيت شريدا في الطرقات 0 تصوري انهما منحاه اسم العائلة الكريمة !
سألته لين اذا كان يريد دواء مسكنا فرفض وتابع تظلمه :
- لقد نزعاه من مخيم الغجر عندما كان في السادسة عشرة وترعرع كارستقراطي
توافرت امامه سبل العيش الواسعة ! ولماذا حصل ذلك؟ لأن جدي العزيزين شعرا
بتأنيب الضمير لما لقيته امنا من ذل وهوان على يديهما بعد ان نبذاها لأنها
فرت مع رجل غجري وقعت في غرامه0 ولم يكفهما طردها بل اعتبراها ميتة ورفعا
علما أسودا على قبة القصر للدلالة على ذلك 0 وبعد موتها ارادا التعويض عن
غلطتهما تجاهها فاستفاد من ذلك اخي العزيز0
تمتمت لين بعد ان سمعت القصة وعرفت حقيقة زوجها :
- رفعا علما أسودا000عن أي قصر تتكلم ؟
- قصر آل دوغي بالطبع ! لست بحاجة لأن اعلمك بأنك متزوجة من سيد احد اكبر
القصور ورأس احدى انبل العائلات في ايرلندا ! وهذا المركز من حقي لا من حق
رادولف !
- اهدأ يا بوريل 0
نصحته لين بالهدوء وهي ترتعد بدورها غير قادرة على استيعاب الحقيقة الصاعقة 0
اللوحة التي رأتها في قصر دوغي كانت لوالدة رادولف 0 رادولف هو السيد دوغي
صاحب القصر وسيد الأراضي ! وهو اعاد الاعتبار الى امه المنبوذة واعاد تعليق
اللوحة في القصر 0 ولكن لماذا اختاره جداه دون اخيه بوريل الذي بقى مشردا في
المخيمات ؟
تكلم بوريل بعد قليل بصوت منخفض وحزين :
- علي الذهاب قبل مجئ رادولف فأنا تحاشيته لمدة طويلة ولا ارغب في لقائه الآن
! قصدت ان اسبب له الكثير من المشاكل والعار , وتوجت افعالي المشرفة بمحاولة
قتل ماندا ولكن اللعينة لاتموت ! آه كم اردت في تلك اللحظة ان الصق برادولف
نعت شقيق القاتل الغجري الخطير بوريل !
توقف بوريل فجأة ونظر الى النافذة بينما هبت لين من مقعدها بعد ان سمعت صوت
السيارة , لتلاقي زوجها 0 نظرة واحدة الى وجهه كانت كافية لترى خيبة الأمل
وفشله في اتمام مهمته , ولكن الزوجة سارعت الى الأعلان :
- عزيزي رادولف , بوريل هنا !
- بوريل ؟ اين هو ؟
دخل رادولف البيت راكضا غير قادر على الأنتظار لحظة اخرى ليبت الأمور مع
شقيقه0
وعلى الفور سمع صوت بوريل يصيح من الداخل:
- لعن الله هذه المرأة فلولاها لكنت الآن اسرح على هواي في التلال الواسعة
!اهلا يا شقيقي المحترم ! ماذا في جعبتك الآن وقد امسكت بي ؟ قل ما عندك
ودعني ارحل لأني لا ارغب في البقاء معك ثانية واحدة!
- من حقك ان تبقى هنا وان تبقى في القصر ما شئت 0
توقف رادولف عن الكلام عندما دخل الى الغرفة ورأى اخاه ممدا على الأرض 0
- ماذا حا برأسك وبيديك ؟
وقفت لين تنتظر ماذا سيقول بوريل الذي اخذ يضحك كالمجنون وبريق الأثارة والشر
في عينيه 0
- لقد اخفت عروسك الناعمة يا شقيقي العزيز , ولو لم يخني الحظ لكنت تمتعت
معها بوقت جميل 0
رأت المرأة زوجها يمتلئ غضبا ويستعد لمعاقبة بوريل على ما فعله بأقسى طريقة 0
- ماذا حدث يالين ؟ هل اصابك بوريل بأي أذى ؟
لم يدع بوريل لين تجيب على السؤال فتولى المهمة عنها :
- لا تخف فالوقت لم يسمح لي بالذهاب معها حتى النهاية 0 اضعت الفرصة لما
رفستني وطرحتني ارضا !
وثب رادولف على أخيه والشرر يتطاير من عينيه فخشيت المرأة ان يقع ما لا تحمد
عقباه 0 وهرعت تمسك بيد زوجها متوسلة :
- ارجوك يا رادولف , لا تفعل شيئا 0 اخوك يحتاج الى الشفقة لا الى المعاقبة 0
رق رادولف لكلام زوجته وهدأ غضبه بعد ان نظر الى عينيها المليئتين بالرأفة
والرحمة 0
وبذلك تحاشىاستعمال العنف مع اخيه المذنب فاكتفى بالقول :
- لنشكر الله يا لين على انك لم تصابي بأذى رغم انه ولابد سبب لك بعض الخوف 0
نظر رادولف الى أخيه واكمل بحدة :
- الفتاة مصابة بجروح بليغة !
- كنت آمل في موتها لما جئت هنا هربا من الشرطة , ولكن سوء الطالع جعلني
التقي بك في هذا المكان اللعين 0
- ابلغني اولاف انك آت 0 متى وصلت ؟
لما ذكر بوريل ساعة حضوره نظر رادولف الى زوجته مستفهما 0
- سمعت ضجة في الليل ولكني ظننت انك وصلت ولم تشأ ازعاجي يا عزيزي 0
هز رادولف رأسه بتفهم وقال :
- لاشك انك اعتقدت اني شغلت غرفة اخرى للسبب نفسه0
- تماما 0
لم تزد لين ولكن بوريل , بعد ان اقنع شقيقه بحل وثاقه , تكفل بسرد كل ما حصل
الليلة الماضية وحتى الساعة 0 في ذلك الوقت كانت لين تراقب زوجها ينفعل ويعض
على اسنانه ضابطا نفسه حتى لا يهجم على بوريل ويسحقه 0
بعد ان استمع الى سرد اخيه التفت الى زوجته وقال :
- كونت فكرة صغيرة عني الآن , اليس كذلك؟
ساهم الشعور بالذنب ودقة الموقف في دفع الدماء الى وجهها فاصطبغت وجنتاها
بحمرة زادتها سحرا 0
- اعذرني يا رادولف فتصرفاتي معك كانت مخجلة 0
- لا اعتقد يا حلوتي ان تصرفاتي كانت افضل 0
القت لين نظرة خاطفة على الجرح في وجه زوجها وقالت :
- سأنسحب الى المطبخ لأحضر طعام الغداء فلا بد ان لديكما الكثير لتقولانه 0
- ابقي يا عزيزتي فوجدك هنا يوفر علي الكثير من الشرح الكلام 0
- ولكنها مسألة خاصة لا علاقة لي بها 0
- انت زوجتي ولن اكتم عنك شيئا فمن حقك الاطلاع على الحقيقة 0
امتلأ قلب لين بالسعادة لثقة زوجها بها و في حين كان بوريل يستمع اليهما
مطأطأ الرأس مهيض الجناح , تخفي عيناه دموع الندم والأسف على حياته الضائعة 0
جلست لين على كنبة قرب النافذة تستمع الى " محضر الجلسة " بين التوأمين
الغجريين00
بدأ رادولف الكلام بصوته الراقي ونبرته المتعالية :
- حسنا يا بوريل مالئ الدنيا وشاغل الناس ! جبت البلاد طولا وعرضا بحثا عنك ,
ولكن لننس الماضي لأن ما فات مات 0 ولا اطلب منك الآن سوى قبول نصف التركة 0
- لا !لن آخذ شيئا فأنت سرقتني !
لم يستطع بوريل هذه المرة كبت دموعه فانهمرت من عينيه بغزارة ادمت قلب لين0
توجه رادولف الى لين شارحا كيف ورث وحده ثروة عائلة دوغي كلها : هربت والدته
, وهي صبية يافعة بعد , مع شاب غجري وسيم كان مخيما مع عشيرته في مكان قريب
من القصر 0 وهكذا نبذها اهلها ولم يلتفتوا اليها رغم رسائلها المتكررة والتي
ابلغتهم في احداها انها حامل 0 ولم تكن تعلم بالطبع ان في احشائها طفلين !
اسند رادولف ظهره الى حائط الموقد واكمل سرد الحكاية المحزنة :
- ماتت امي خلال الوضع بعد ان كان والدي قد هجرها لأنه ملها , ومع الأسف
الشديد عهد بتربيتنا الى عائلتين مختلفتين فافترقنا ونحن طفلان 0
تمتمت لين والدموع تطفر من عينيها لهذه القصة المحزنة :
-آه ما اقسى القدر !
علق بوريل على كلامها بحدة :
- ما اقساه تجاهي لا تجاهه ! فقد وضعت في عهدة رجل وامرأة شريرين لم يكلفا
نفسهما مشقة تربيتي 0 بينما قاد الحظ رادولف الى امرأة طيبة رعته احسن رعاية
واطلقت عليه اسم رادولف تيمنا بنبلاء البلاد 0 ولم تكتف بذلك بل أخذت تشيع
انه ولد قبلي مع ان العكس هو صحيح !
- لم يستطع احد اثبات من هو الأكبر0 وفي أي حال ,الفرق بين ولادة تؤام وولادة
آخر لاتتعدى الثواني0
- لا تحاول اخفاء الحقيقة يا سيد رادولف 0 والزوجان اللذان ربياني ,تريزا
وأوستن اكدا لي اني اكبر منك 0
- لا استطيع مناقشة قولك يا بوريل لأني لم أكن واعيا ومدركا عندها !
لم يقتنع بوريل بل أصر على قوله :
- انا اكبر منك !
تجاهل رادولف كلمات اخيه واكمل يسرد القصة قائلا ان اولاف كان يعلم منذ
البدابة هوية ام الطفلين الحقيقية , لكنه لم يطلع احد على ذلك سوى من تعهد
بتربيتهما 0 وذلك لاقتناعه بان الجدين لن يلتفتا اليهما بسبب العار الذي
سببته الوالدة للعائلة 0
هنا تدخا بوريل مقاطعا :
- سمعت ان اولاف عاد عن رأيه واتصل بجدينا ليعلمهما بأن رادولف هو حفيدهما
مهملا اياي 0 وسبب ذلك اعتقاده ان رادولف يحمل من طباع ونبل والدته الكثير
ليجعله لا يستحق حياة المخيمات القاسية 0
0

ورده قايين
25-05-2007, 14:38
اكمل رادولف مصححا ادعاءات اخيه :
- لم يتصل اولاف بجدي لأنه لم يشأ ان يسبب أي الم للسيدة التي ربتني , وانا
مسرور لأنه فعل ذلك 0 اعجبت لين بشهامة زوجها الذي يهتم بمشاعر سيدة غجرية
رعته اكثر من التنعم بالجاه والثروة , كما تذكرت كلماته لاولاف والتي قال
فيها انه لكان فعل الشئ نفسه لو كان في مو قعه 0
اكمل الرجل :
- لو تركتها باكرا لصارت حياتها فارغة 0 وانا احببتها فعلا لأنها كانت امرأة
طيبة علمتني القراءة والكتابة , زودتني بالكتب لأبني ثقافة معقولة 0 انفقت
المال الوفير لتؤمن لي العيش الكريم0
توقف رادولف قليلا وزاد بكل جدية :
- لكن حياة الغجر وبيئتهم اثرتا في شخصيتي بالطبع فلم اكن ذلك الشاب المحترم
واوقعتني طباعي الشرسة التي ورثتها عن والدي في مشاكل عديدة0
مررت لين ملاحظة ملطفة :
- ولكنك ورثت الطيبة والنبل عن والدتك0
تدخل بوريل محدقا في الزوجين :
-كيف تعرفتما الى بعضكما وتزوجتما بهذه السرعة ؟ انت لم تقابلي رادولف قبل
لقائنا في المخيم لما تعطلت سيارتك , اليس كذلك ؟
نظر رادولف الى زوجته مستغربا :
- تعطلت سيارتك ؟ عم يتكلم بوريل ؟
اطلق بوريل ضحكة عالية وقال :
- الا تعلم اني كدت انالها في المرة الأولى !
لم تكن لين راغبة في سماع بوريل يتكلم عن الموضوع ويضع القصة في قالبه الخاص
فأمرته بالسكوت :
- اصمت ! دعني افهمك ما حدث يا رادولف 0
- تفضلي لأن القضية اصبحت معقدة فأنت لم تذكري لي شيئا عن معرفتك ببوريل0
اطلعته المرأة على كل ما حصل بتفاصيله من دون ان تهمل شيئا 0
ولما انتهت كانت علامة الاجرام بادية في عيني رادولف الناظر الى اخيه البكر0
- ايها الشرير ! علي ان اخنقك بيدي لا ان اعرض عليك المساعدة !
كان من الطبيعي ان يتراجع رادولف عن مساعدة اخيه بعد اطلاعه على ما حدث وعلى
تعرض شرف زوجته وسلامتها للخطر لولا تدخل ماندا0 لكن لين تدخلت وتمنت على
زوجها ان ينسى الموضوع ويساعد اخاه وعفا الله عما مضى !
وبالفعل رضخ رادولف لمشيئة زوجته واعرب عن استعداده لمعاونة بوريل ليحظى
بحياة شريفة
وعوض عن ان يظهر بوريل الامتنان لأخيه قال ساخرا :
- لكنك لن تسامحني بالطبع 0
- كيف اسامحك بعد ما حدث بيني وبين لين من اخطاء بسببك !
هز بوريل كتفيه علامة عدم الاكتراث قائلا :
- لايهمني ما حصل بينكما ولكن ما يحيرني هو عدم استطاعة زوجتك التفرقة بيني
وبينك الا هذا الصباح !
ضحك بوريل واكمل :
- آه لو انها لم تتعرف الي وسمحت لي 000
لم يدعه رادولف يكمل اذ قفز اليه وهم بضربه لولا تدخل لين في اللحظة الأخيرة
وفصلها بين الرجلين0
- لا يارادواف , لاتضربه لأنه يحتاج الى من يشفق عليه لا من يلومه ! قدر وضعه
التعس وقارنه بما حظيت 0 ارجوك تفهم حالته وساعده !
ترقرقت الدموع في عينيها ورمقت زوجها بنظرة رقيقة :
- بوريل يبقى شقيقك الوحيد على رغم تفريق القدر بينكما 0 عليك ان تشركه في
مصيرك , فاما ان تكونا ثريين واما ان تكونا فقيرين 0
ارتسمت علامات الدهشة والتعجب على وجه كل من الرجلين0
- اتستطيعين مسامحة اخي يا لين ؟
قال رادولف ذلك بينما تمتم شقيقه :
- انها امرأة 000مختلفة 0 لم أر في حياتي مثل هذه النعومة ومثل هذا التسامح 0
ياليتني قابلت واحدة مثلها , لا مثل ماندا المفترسة 000
طمأنته لين بصوتها الحنون :
- ستجد من يعتني بك ويحبك يا بوريل فلكل رجل امرأة تناسبه 0
عنت لين ما تقول لأن بوريل ليس شريرا بطبيعته , بل هو عاش في بيئة غير صالحة
وترعرع في محيط يؤمن بالقوة وبالخروج على القانون وسيلة للتفوق والفوز 0
تكلمت لين محاولة تخفيف وطأة التوتر السائد بين الغجريين :
- اكمل القصة يا رادولف 0 كنت تخبرنا عن المرأة التي ربتك وثقفتك 0
بعد موت مربية رادولف مورين , بعث اولاف برسالة الى جدي رادولف يطلعهما على
الوضع ويرجوهما تعهد رادولف وقبوله للعيش معهما في القصر 0 رحب العجوزان
الثريان بالفكرة لأنهما كانا وحيدين لا وريث لهما سوى قريب بعيد يعيش في
امريكا 0
قاطع بوريل شقيقه معترضا :
- انت تهمل جزءا من القصة وهو ان اولاف لم يكلف نفسه مشقة البحث عني 0
- ربما لا تعرف يا بوريل ان اولاف سمع ان العربة التي كنت تعيش فيها مع
الزوجين احترقت ومات من فيها 0
- كان عليه التأكد من ذلك لا تصديق الأخبار بسرعة , فأنا نجوت من الحريق ولم
اصب الا ببعض الحروق البسيطة 0
ازاح بوريل الشعرات السود واراهما اثر الجرح في مفرقه ثم تابع :
- لنفترض ان اولاف لم يعرف بوجودي حيا الا منذ سنتين , فلماذا انتظر اسابيع
عدة ليطلعك على الأمر ؟ ربما خشي من معرفتك ان لك اخا شريرا 000
- لا ادري ما الذي شغله عن اطلاعي على وجودك 0
- لم يرد افساد حياة رجل محترم باقحام اخ شرير ومتشرد فيها 0فأنت نشأت في
احسن البيوت وارقاها بينما اضطررت لشق طريقي وحيدا منذ ان كنت في العاشرة 0
والله وحده يعلم كم واجهت من الصعوبات لأستطيع الصمود0
ارتجفت شفتا بوريل فظنت لين انه سيعود الى البكاء سيما وانها هي لم تكن بحاجة
الى تشجيع لتنهمر دموعها 0 حاول رادولف تبرير موقفه وتصحيحه :
- دعوتك مرات ومرات لتأتي وتعيش معي في القصر حيث تبدأ بتحصيل العلم والثقافة
وتعاشر من يجب ان تعاشرهم من الناس 0 رفضت ذلك مع العلم انه من حقك التمتع
بنصف الأموال 0
اكمل رادولف بكل أسى :
- اعتبرت ان في الأمر تصدقا ولكنك مخطئ 0 لأنني لم اعرض عليك الا حقك , وكن
على ثقة اني ما زلت عند عرضي ومستعد لنصبح صديقين نتكاتف في مواجهة مشاق
الحياة وقساوتها 0
تساءلت لين عما يمكن ان يكون اكثر عدالة من هذا العرض , وحبها لزوجها يتضاعف
لما خبرته فيه من نبل وشهامة 0 نظرت اليه مبتسمة فرد الأبتسامة بأنعم منها
وقلبها يخفق طربا بالحب الكبير 0

ورده قايين
25-05-2007, 14:46
فكر بوريل مليا بالأمر واعلن :
- رفضت دعواتك السابقة لأني كنت مقتنعا اني اكبر منك سنا , واني خدعت وحرمت
من المال والتربية 0اردت واريد ان اصبح رجلا محترما ولكن تغيري صعب وقد بلغت
الثلاثين 0 كنت محظوظا يا رادولف لأنك تركتحياة الغجر وانت بعد فتى يافع ,
اما ان تبدأ عملية تحول تنقلك من ضفة الى ضفة وانت في الثلاثين فرابع
المستحيلات 0 تفهم رادولف رأي أخيه معترفا انه , على رغم كونه في السادسة
عشرة , زجد صعوبةقصوى في التخلص من عاداته الغجرية والتأقلم في نمط الحياة
الارستقراطية المعقدة0
- لا مجال للمقارنة يا لين بين تعقيدات وشكليات حياة القصور وحرية وفلتان
حياة الغجر 0 ولا انكر اني عقدت العزم مرارا على الفرار والعودة الى المخيم
لأعيش بين قومي واصحابي 0
قدرت لين لما سمعت ذلك مدى شجاعة زوجها وقوة ارادته اللتين جعلتاه يصمد ويبقى
في القصر مع جدين عجوزين متعجرفين , ولا عجب في كونهم كذلك , شأن كل اصحاب
الثروات الطائلة والألقاب النبيلة 0 لاريب في ان رادولف بذل مجهودا جبارا
ليعتاد على متطلبات حياة القصور ويتخلى عن اللامبالاة التي طبع عليها في
حياته الغجرية 0
علق بوريل على كلام اخيه :
- لو هربت من القصر لربما كنت انا مكانك الآن0
- ربما 0
قطبت لين حاجبيها غير قادرة على تصور بوريل المتشرد في ثياب ارستقراطي عريق ,
فهو كان سيفشل حتما في اعتياد حياة القصور 0ولا شك ان بوريل مدرك لهذه
الحقيقة ويتصرف , وان ليسظاهريا , على اساسها 0 اعاد رادولف سؤاله :
- ما اريد ان استوضحه منك يا بوريل هو هل تقبل بعرضي طاردا من ذهنك فكرة
التصدق والحسنة ؟
- اتعرض علي السكن في القصر ؟
- اعتذر اذا قلت ان هذا مستحيل لأنك ارعبت زوجتي مرتين وهي ستنزعج من وجودك
فيه 0
- هذا يعني انك غير مؤمن بامكانية عودتي الى الطريق الصواب 0
أضاف بوريل قبل ان يتمكن اخوه من التعليق 0
- لن استطيع يا رادولف معرفة سبب انشغالك بي وبحثك الدائم عني 0 جبت مخيمات
البلاد كلها مرتديا ثيابا لا تليق بمقامك حتى لا تشعر الغجر بأي نقص , وشاغلا
عربات قذرة لا تصلح لأن تكون مكانا لرمي النفايات في قصرك000والله لو كنت
مكانك لتخليت عن البحث مرسلا اياك الى الجحيم !
اكتفى رادولف بابتسامة خفيفة وبوريل ينظر اليه مقارنا بين طريقة حياة رادولف
وتشرده الدائم 0 ثم وضع الثاني رأسه بين يديه وقال يائسا :
- اتعجب لماذا انبأك اولاف بوجودي مع ان سلوكي كان يسبب له القرف ! انا لص ,
محتال , قاطع طريق000حتى الغجر لا يرضون بوجودي بينهم 000لا حل لي الا
بالأختفاء عن انظار الناس !
لكم صار بوريل بعد اعترافه هذا مختلفا عن مظهر الرجل الشرير 0 هو يكره نفسه
لأنه انساق وراء غرائزه وميوله الهدامة 0 ولكنه تسلح بالشجاعة وانهار معترفا
بأخطائه , من دون ان يجد علا لها سوى التواري 0
نظرت لين الى زوجها فرأته يفكر بعمق عن مخرج لمشكلة بوريل , وارادت ان تتكلم
لكن زوجها سبقها :
- لا أحد يكرهك يا بوريل فأنت عدو نفسك الوحيد0 لماذا لا تطوي صفحة الماضي
وتبدأ حياة جديدة ؟ اخبرني اولاف مرة انك بحاجة الى رأسمال صغير لتهاجر الى
استراليا وتؤسس مصنعا للخشب مع شريك , فهل ما يزال المشروع قائما ؟
- لا اعلم 000فالرجل سافر الى استراليا وسمعت انه 00يجد صعوبة في تسيير العمل
بسبب ضائقة مالية 0
- المال ليس مشكلة فمتى قررت العمل امدك بما يلزم 0
- انا مصمم على ذلك ومستعد للسفر الى استراليا يا رادولف 0
تنفس رادولف الصعداء ونظر الى زوجته مبتسما لأن نهاية الأزمة قد اقتربت 0
- وهل تقبل بنصف اموال التركة ؟
- ولكن المال موصى به لك ؟
- اموال عائلة دوغي يا بوريل حق مشترك علينا تقاسمه بالتساوي 0
- لا اجرؤ على اخذ نصف الأموال في الوقت الحاضر ! لأنني لا أجد نفسي قادرا
على ادارتها0 اعطني ما يلزم لأنشاء المصنع واحفظ الباقي , فأن احتجت الى شئ
آتي اليك 0
- كما تريد يا بوريل 0 سأعمل على مدك باللازم في اقرب وقت000
قاطعه رنين الهاتف فهرع ورفع السماعة خائفا من ان يكون في الأمر سوء , لكنه
ما لبث ان انفرجت اساريره وابلغ زوجته وشقيقه :
- ماندا بحالة جيدة ولن تتقدم بشكوى الى النيابة 0
اكتفى بوريل بالقول :
- يسرني سماع ذلك0
- تعلم يا بوريل ان كونيل اوقع نفسه في مشاكل عديدة وهو خائف ويريد السفر
ليسوي اوضاعه ويبني مستقبله 0 ما رأيك باصطحابه الى استراليا فأنا وعدته
بالمساعدة ؟
نظر رادولف الى زوجته وقال ضاحكا :
- لا تظني ان كونيل كان ينوي مساعدتك على الفرار فقد اعترف لي بكل شئ 0 الست
مسرورة يا عزيزتي لأنه لم يساعدك ؟
- نحن لم نعد الى المخيم لأعلم حقيقة نواياه 0
- صحيح يا لين ولكنه كان موجود في احد المخيمات التي مررنا بها 0
استوضح بوريل شقيقه :
- ماذا عن كونيل والهرب ؟
لم يجب رادولف بل وعد :
- سنطلعك على ما حصل في المستقبل عندما تأتي لزيارتنا 0
وافق بوريل مدركا في قرارة نفسه انه متى غادر هذا المكان لن يعود ابدا0
- لنعد الى موضوع كونيل يا بوريل 0 انه شاب ذكي ويستحق ان يتمتع باكثر مما
تقدمه حياة الغجر 0 واعتقد بانه سيكون لك عونا كبيرا في اعمالك 0
- لا مانع عندي في اصطحابه0
- اتمنى لك وله التوفيق وآمل بأن تتوصل الى تحقيق طموحاتك بالعزم وقوة
الأرادة 0
وقف بوريل على قدمين مرتجفين واخذ يبحث عن الكلمات ليعتذر عما حصل , لكن
شقيقه لم يود احراجه فسارع الى القول :
يجب ان ترتاح الأن وتتناول حبوبا مزيلة للصداع 0
- فكرة حسنة 0 اريد ان اسألك شيئا أخيرا يا رادولف , هل تهتم بالترتيبات
القانونية لسفري ؟
- لا تشغل فكرك بهذه الأمور واتكل علي 0 اما الآن فادخل الى غرفة النوم وخذ
قسطا من الراحة 0
بعد عشر دقائق جلس الزوجان وحيدين على الشرفة يتأملان زرقة البحر الهادئ 0
- اخيرا يا حبيبتي الغالية لم يعد هناك ما يعكر صفو حياتنا , اليس كذلك ؟
- اعتقد ان مشكلة بوريل انتهت0
- اشكر الله على ذلك 0
اخذ يداعب شعرها بحنان واضاف :
- كنت شهمة جدا تجاهه يا حلوتي على رغم ما فعله معك 0 آه كم سبب الكلام على
اللقاء الاول لبسا وغموضا , ولهذا كنت استغرب موقفك مني 0
- لو تحدثت مرة عن تعطل سيارتي000
- في أي حال اصبحت هذه الأمور جزءا من الماضي بالنسبة الي 0
- وهو كذلك0
- كنا ضحية ظروف معاكسة ولكننا خرجنا سالمين 0
فكر رادولف قليلا قبل ان يزيد :
- اتؤمنين بالحب من اول نظرة ؟
- ربما 0
- منذ ان رأيتك في الغابة علمت انك الفتاة التي ابحث عنها 0 غرقت في غرامك
حتى اذني وتعذبت كثيرا لاحتقارك اياي ولتعجرفك 0
- الم تتساءل يوما لماذا ضربتك بالسوط ؟ اظننت اني فعلت ذلك بدون سبب ؟
- حدث كل شئ بسرعة لم تدع لي مجالا لأفكر , فأنا اعاني من مركب نقص كوني
غجريا , فأنا اخاف من ان تكون تصرفاتي نابعة من ماضي ومن انتمائي الاجتماعي
وانت زدت الطين بلة عندما صنفتني غجريا متشردا حقيرا0
- انت مخطئ يا حبيبي , فجل ما في الأمر اني كنت خائفة من اعتدائك علي دون ان
يخطر لي ان الشخصين مختلفان 0 لاتتصور كم كانت المفاجأة كبيرة عندما رأيتك في
الغابة فظننت انك لحقت بي من المخيم حيث تعطلت السيارة حتى تكمل ما بدأته
هناك0
- من عجائب الصدف ان تلتقي ببوريل ثم بي في الغابة , ولكن القدر لعب لعبته
لجمعنا 0
رمقته بنظرة حنان ووضعت يدها على الجرح ثم همست :
- اتعتقد ان اثره سيزول ؟
- بالطبع سيزول 0
- ان لم يحصل ذلك لن اغفر لنفسي ابدا0
ضحك رادولف وقبلها بحنان على جبينها :
سنذهب غدا الى بيتنا حيث نبدأ برسم طريق حياتنا الصحيح 0
- فكرة رائعة ياحبيبي 0
كانت فرحة لين كبيرة الى درجة لا توصف 0 فالأمور تسارعت بشكل مثير في
الأسابيع الأخيرة , ووجدت نفسها في عالم آخر لم تكن تحلم انها ستصبح جزءا منه
لما كانت تدفن اوقاتها وراء مكتبها وبين جدران شقتها الموحشة 0
- اصحيح انك امضيت سنتين في البحث عن شقيقك ؟
- نعم , ولكن ذلك لم يمنعني من الأهتمام بادارة اعمالي 0 تنقلت بين المخيمات
بسيارتي 0 الاعندما التقيتك فقد كنت ذاهبا الى المخيم على الحصان لأنه قريب
نسبيا من القصر 0
- ولماذا تظاهرت بكونك غجريا فظا ؟
- الن ننتهي من الاستجواب ؟ حسنا , لأنك جرحت شعوري واردت ان ارد لك الكيل
كيلين 0 كدت , في مرات عديدة , اعترف لك بالحقيقة ولكن عنادي منعني 0
دفنت لين رأسها في صدره وهمست :
- بذلك تعلمت ان احبك لذاتك دون النظر الى انتمائك , وانا سعيدة لأنك تعرف
اني احبك من قبل اطلاعي على هويتك الحقيقية 0
- اظن انك اكتشفت حقيقة مشاعري نحوك يوم كنا في اليارة 0
- هذا صحيح يا رادولف 0 وان حاولت مقاومة هذا الحب لأن الحياة الغجرية لايمكن
ان تناسبني 0
- ولكن مقاومتك كانت فاشلة !
- اعترف بذلك واني كنت مستعدة لمتلبعة الرحلة معك حتى النهاية 0
- الا تريدين الاطلاع على الخطة التي تحدثنا عنها ؟
- بالطبع 0
- لم اكن استطيع تصور نفسي اعيش بدونك يا لين 0 ففكرت ان ابتاع لك بيتا خاصا
تعيشين فيه بحرية , مقابل سماحك لي برؤيتك مرتين يوميا 0 وبذلك تتخلين عن
فكرة الفرار 0
- اتريد معرفة رأيي الحقيقي في خطتك يا رادولف ؟
- نعم 0
- انها اغبى خطة رأيتها في حياتي
- ولماذا ؟
- لأنك تعلم انك لن تستطيع التقيد بها وانك ستجبرني بعد مدة على 000على 000
احمر وجهها خجلا فيما رادولف يطلق ضحكة عالية تعبر عن الأرتياح والسعادة 0

تـــــمت

lovely sky
25-05-2007, 15:06
http://img185.imageshack.us/img185/6770/q82151it0.gifhttp://img185.imageshack.us/img185/6770/q82151it0.gifhttp://img185.imageshack.us/img185/6770/q82151it0.gifhttp://img185.imageshack.us/img185/6770/q82151it0.gifhttp://img185.imageshack.us/img185/6770/q82151it0.gifhttp://img185.imageshack.us/img185/6770/q82151it0.gifhttp://img185.imageshack.us/img185/6770/q82151it0.gifhttp://img185.imageshack.us/img185/6770/q82151it0.gifhttp://img185.imageshack.us/img185/6770/q82151it0.gif

اشكرك من كللللللللللللل قلبي حبيبة قلبي وردة قايين
اشكرك جدااااااااااااااا
http://img264.imageshack.us/img264/4083/w6ww6w20050427090610201yn8.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/4083/w6ww6w20050427090610201yn8.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/4083/w6ww6w20050427090610201yn8.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/4083/w6ww6w20050427090610201yn8.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/4083/w6ww6w20050427090610201yn8.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/4083/w6ww6w20050427090610201yn8.gif

الرواية روووووووووعة
قمة الروعة و الجمال

http://img264.imageshack.us/img264/9632/q82191ge7.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/9632/q82191ge7.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/9632/q82191ge7.gif

مشكورة جدا حبيبتي
http://img264.imageshack.us/img264/9190/w6w20cd9.gif

http://img517.imageshack.us/img517/9753/w2gx3.gif

lovely sky
25-05-2007, 16:48
اعزائنا زوار و اعضاء منتديات مكسات

http://img443.imageshack.us/img443/6779/3657fgdftyhz3.gif
انتهى التصويت للمرحلة الثانية من المشروع
نتيجة التصويت هي كالتالي

الرواية الحاصلة على المركز الاول
انقذني الغرق

الرواية الحاصلة على المركز الثاني
احزان في الذاكرة

الرواية الحاصلة على المركز الثالث
احلام بعيدة

الرواية الحاصلة على المركز الرابع
رجل المواقف

الرواية الحاصلة على المركز الرابع مكرر

عروس الوقت الضائع

http://img515.imageshack.us/img515/5664/0380zf8.gif

نشكركم على تصويتكم و تفاعلكم مع المرحلة الثانية للمشروع
http://img517.imageshack.us/img517/3493/flowers2xc2.gifhttp://img517.imageshack.us/img517/3493/flowers2xc2.gifhttp://img517.imageshack.us/img517/3493/flowers2xc2.gifhttp://img517.imageshack.us/img517/3493/flowers2xc2.gifhttp://img517.imageshack.us/img517/3493/flowers2xc2.gifhttp://img517.imageshack.us/img517/3493/flowers2xc2.gifhttp://img517.imageshack.us/img517/3493/flowers2xc2.gif


http://img166.imageshack.us/img166/824/4ddp1k9mu8.gif
والان تبدا مرحلة التنفيذ ...

غداً موعدكم مع الفصول الاولى من رواية انقذني الغرق الحاصلة على المركز الاول في التصويت

اترككم مع ملخص الرواية الحاصلة على المركز الاول في التصويت ..ونتمنى لكم قراءة ممتعه

http://img166.imageshack.us/img166/824/4ddp1k9mu8.gif

177 ...انقذني الغرق

من روايات عبير
فلورا كيد

http://img503.imageshack.us/img503/1772/stjrnbarlg4.gif

النجاح وحده على الصعيد العملي , ليس كل شئ لا للمرأة ولا للرجل .
مع ذلك كثيرون يدفنون رؤوسهم في دوامة العمل كوسيلة للهرب والفرار من مسؤولية العواطف والارتباطات .....

وليزا التي جاءت الى مسقط رأسها بناء على طلب خالتها وفي محاولة لانقاذ منزلها العائلي ,
وجدت انها تواجه رجلا يشبهها في الانصراف العنيف الى العمل ولكنه .....
فرايزر لامون ......
ارمل وله صبي مسكين يعيش بلا ام ويحتاج الى حنان الحياة العائلية .

ويحدث اللقاء بين ليزا و فرايزر في ظروف عدائية للغاية ,
فهو الرجل الذي يهدد أملاك خالتها وهو الذي اهمل ابنه وتركه يتشاجر مع أترابه ,

الا ان الوقت جعلهما يتواجهان اكثر فاكثر .....

حتى حدث ما لم يكن في الحسبان في ليلة عاصفة هوجاء !!

http://img503.imageshack.us/img503/1772/stjrnbarlg4.gif

http://img443.imageshack.us/img443/6062/xojtqny21pe2.jpg

http://img503.imageshack.us/img503/1772/stjrnbarlg4.gif
http://img443.imageshack.us/img443/6207/yfv0do8c2nr1.jpg


انتظرونـــــا غـــداً مـــع الفصـــول الاولــى من الروايـــة ....

http://img245.imageshack.us/img245/6484/qqta7eatyqk6.gif

الامل2
26-05-2007, 07:09
lovely sky


بامكانك الان مراسلتي عبر الخاص و اسفه لاني تعبتك معاي ....

lovely sky
26-05-2007, 07:30
lovely sky


بامكانك الان مراسلتي عبر الخاص و اسفه لاني تعبتك معاي ....


حبيبتي
الحين انا كتبت لك رسالة و لما حاولت ارسلها لك على الخاص قال لي ما ينفع لانك لم توافقي على استقبال الرسائل
ارجو انك ترسلي لي ايميلك على الخاص علشان ارسللك الحين

الامل2
26-05-2007, 08:30
معليش و انا اسفة مرة ثانية
بس انا اكتشت ايش الخطا في الخاص و عدلتة 100%


من هبالتي كنت حاطة علامة على عدم تلقي رسائل من الاعضاء و الحين شلت الاشارة فبامكانك مراسلتي الان

lovely sky
26-05-2007, 10:33
معليش و انا اسفة مرة ثانية
بس انا اكتشت ايش الخطا في الخاص و عدلتة 100%


من هبالتي كنت حاطة علامة على عدم تلقي رسائل من الاعضاء و الحين شلت الاشارة فبامكانك مراسلتي الان


مشكورة حبيبتي
ارسلتلك الحين http://img501.imageshack.us/img501/343/birdmailhn4.gif

http://img243.imageshack.us/img243/6131/4ddp1k9ba6.gif

lanoo
26-05-2007, 11:03
مساء الخير عزيزتي متى راح تنزلون الرواية

lovely sky
26-05-2007, 11:17
مساء الخير عزيزتي متى راح تنزلون الرواية

http://img521.imageshack.us/img521/3290/3089341170591399tz7.gif حبيبة قلبي لانو
كيفك يا قمر http://img151.imageshack.us/img151/5674/40977387ku6.gif

ان شاء الله اختنا الحبيبة احباب الروح بتنزل الفصل الاول اليوم ..
ونحن بانتظارها

http://img151.imageshack.us/img151/6402/e269effcf7wp2.gif

http://img528.imageshack.us/img528/348/092oy2.gif

احباب الروح
26-05-2007, 17:33
يسلمـــووو وردة قايين

ع الرواية الرووووعـــــــه


يعطيج الف عافيه


..



هذي انقذني الغرق

قرائه ممتعه لكل الاعضاء والزوار


::سعادة::




http://www.shazly.net/~freehosting/2x1/xojtqny2_1.JPG



http://www.shazly.net/~freehosting/2x1/yfv0do8c_2.JPG









1-رحلة العودة




وصلت ليزا امام باب شقتها وهي تحملل بيد باقة من الاقحوان وباليد الاخرى كيساً من المؤن. وضعتها ارضاً وبحركة عصبيه اخذت مفتاحها من جيبها ودخلت شقتها بغتة كأنها تقتحم دارها، فدوى الباب خلفها. ولدى سماعها الحركة علا صوت صديقتها ماندي من الداخل:
-ليزا هذا انت بالطلع! لا احد سواك يحدث جلبة كالتي تحدثينها وانت تدخلين.
خلعت ليزا معطفها المخملي وقبعتها ذات اللوم المنسجم مع معطفها ورمت بها على المقعد باهمال.
توقفت ماندي عن عملها لحظة وانتبهت لباقة الاقحوان:
-لمن هذه الازهار الرائعه؟
حملت ليزا باقة الاقحوان ورمت بها في حركة فوضوية مع كيس المؤن على الطاولة في المدخل واتجهت نحو صديقتها اتي عادت الى عملها في الرسم الدقيق على الاواني الفخاريه.
قالت ليزا بشيء من التعب:
-هذه الباقة لك. كيف ترين لونها الزاهي؟
تركت ماندي ريشة الرسم جانباً ونظرت الى صديقتها التي وقفت امامها كفرس برّيه فبدت لها ليزا انيقة في ثوبها الاخضر الناعم الذي يزيدها جمالاً ويعطي سحراً خاصاً لعينيها اللوزيتين ولشعرها الاحمر. ثم تأملت باقة الاقحوان ذات اللون البهيّ.
-اجدها رائعة!
اجابت ماندي موافقة:
-انها تشبهك،طبيعيه، متينه وفي الوقت نفسه فيها شيء من الغرابه.
ضحكت ليزا لدى سماعها تعليق صديقتها ماندي وأجابت عاقدة الجبين:
-لا أجد نفسي غريبة الاطوار الى هذا الحد الذي تتكلمين عنه كما اتمنى ان لا ابدو صلبة كما تزعمين!
قامت ماندي عن طاولة عملها وبدأت ترتب الاقحوان في اناء:
-لا اقصد شيئاً معيناً، كنت فقط المح للون الاقحوان فهو من الالوان التي تحبينها عادة. اجد ان الذهبي والاسمر والاخضر والاحمر، اي الالوان الخريفيه عامة هي الوانك المفضلة!
بدأت ليزا تهدأ قليلاً وبدا ذلك على وجهها:
-صحيح! انت على حق! هذا لطف منك لاشارتك الى الالوان التي احب!
وقفت ليزا وبدأت تتمشى في الغرفة حول الطاولة حيث بسطت ماندي اوانيها الفخاريه:
-اراك قمت بعمل جدي؟!
-لست راضيه على ما فعلت اليوم، هذا لا يكفي، مازلت متعبة من رشحي!
ترتاح ماندي في جلستها قليلاً كأنها تبعد عنها التعب وتكمل:
-ابكرت اليوم في عودتك، هل من جديد على صعيد عملك؟
اجابتها ليزا بشيء من السخرية والتردد:
-تشاجرت مع مدير عملي هانون وتركت المشغل على الفور.
يدير هاتون مشغل الالبسة النسائية، الذي تعمل فيه ليزا، كمصممة ازياء، منذ عامين. ذاع صيت المشغل، بفضل جودة اقمشته وابتكاره لموديلات حديثه، ولطرافته في تصنيع الثياب، ولكن وللأسف، بقدر ما كانت ليزا محبوبه، وحائزة على تقدير واعجاب مدير المشغل، السيد هانتون، بقدر ما كانت المشاكل تقوم بينهما نظراً لطبعها المشاكس الذي كان يسبب لهما مشاحنات كثيرة.
تعرف ماندي ان ليزا ليست مرتاحة كلياً في مركز عملها، لذا عادت تسألها من جديد، بشيء من القلق والفضول:
-هل تبغين العودة الى المشغل؟
-لن اعود، حتى لو اتى مدير المشغل السيد هاتون بنفسه، وركع امامي متوسلاً عودتي.
لم تكن لهجة ليزا امراً غريبا على ماندي، لأنها اعتادت حدة طبع صديقتها، وليست هذه المرة الاولى التي تنفعل فيها ليزا لهذه الطريقة. لكن مجرد تفكيرها بالسيد هاتون راكعاُ امام ليزا، متوسلاً عودتها الى مشغله، اثار انتباهها، ولم تتمالك نفسها، فانفجرت ضاحكه:
-ريشارد هاتون، الرجال المتعالي، الساخر، المتكبر، جاثياً امام ليزا روي! راجياً اياها العودة الى عملها...ليس بوسعي تصوره على هذا النحو...
اجابت ليزا بمرارة وبعنف:
-في الواقع، انه يتمنى رؤيتي راكعه امامه، اتوسل اليه هذه اللحظه من اسعد لحظات عمره، لأنه يعتقد انني استحق هذا، وانه دائما على صواب فيما يقول ويفعل. لديه لذة في اذلالي واهانتي، ارضاء لنزواته. مهما فعلت، فهو ينتقدني باستمرار. اليوم مثلاً، انتقد موديلا امضيت وقتا طويلا في تصميمه. حاولت اقناعه ان هذا الموديل سيباع باعداد كثيره في السوق وسيلاقي رواجاً، دون جدوى، طبعاً، فكلام الملوك لا يعاد، هو المصيب وانا المخطئه. مثله كمثل سائر الرجال. لا يأخذون بعين الاعتبار ما تقوله وما تفعله المرأة. حجتهم الوحيدة، ان النساء، لا دور لهن في الحياة العملية، ودورهن الاساسي هو العمل في المنزل وتربية الاطفال. وكل ما يتعلق بالاشياء الاخرى، لا علاقة للمرأة به، فلا يمكن ان تكون المرأة بمساواة الرجل فالذكاء، والقدرة، والنجاح، هي صفت تخص الذكور فقط!
سمعت ماندي بهدوء بالغ، ليزا، ولم يسعها الا ان تقول بجرأة:
-لكن هذا صحيح!
كانت رؤية ليزا، على هذه الحال، تقيم الدنيا وتقعدها كأنها في ساحة قتال تسلي ماندي وتلهبها، لذا، تجرأت وقالت لها:هذا صحيح، ولم تكد تنه عبارتها هذه، حتى بادرتها ليزا على الفور بحنق اكبر، وبلهجة مصعوقة:
-انت تعرفين جيداً يا ماندي ما اقصده من كلامي، كما تعرفين ايضاً ان للنساء مواهب كثيرة على الرجال الاعتراف بها بدلاً من طمسها وانكارها. ريتشارد هاتون من فئة الرجال الذين لا يقدرون مواهب النساء، لهذا السبب يعتبرني عاجزة عن التفكير بصورة موضوعيه. اعتباره هذا ليس منطقياً ولا ينطبق علي لأنه ينطلق فقط من كوني امرأة ولا يحكم علي بحسب قدراتي، وهذا شيء ارفضه!
-فكرت في بداية عملك في المشغل عند ريتشارد هاتون، انك تميلين الى هذا النوع من الرجال، وربما تقعين في حب رجل كريتشارد مثلاً!
-لا، ابدا. كنت اقدّر في ريتشارد هاتون مهارته وحذقه فقط!
-هذا لا يكفي لأشعال نار الحب.
اجابت ماندي بذكاء ودهاء، فعبست ليزا فجأة وقالت:
-لا اعرف ماهو الحب بالضبط. لكنني متأكده من شيء، انه لا يمكنني الوقوع في حب رجل لا يقدر النساء ولا يحترمهن كريتشارد هاتون.

اقتربت ليزا نحو النافذه وتركت نفسها تسرح لحظة في المنظر الخارجي. الطقس شتاء والناس تركض تحت قطرات المطر او تلجأ الى ضلال الاشجار. قالت ليزا محدثة نفسها بصوت خافت وهي تمعن في التأمل.
-كم اكره شهر تشرين الثاني(نوفمبر)...عندما تشتاق الى العصافير، والفاكهة والازهار انني اردد قولاً لشاعر ما...
شعرت ماندي ان ليزا حزينة، فارادت ان تكيف الجو، فقفزت واقفة وقالت بفرح:
-سأقوم بتحضير ابريق من الشاي. قبل ان انسى، لك رسالة على المدفأة من اسكتلندا.
لم تتحرك ليزا من مكانها بل بقيت واقفه امام النافذه، سارحة في افكارها، شجارها مع مدير عملها ريتشارد هاتون، هذا الصباح، اعتبها، وافقدها عزيمتها، فبدا لها من الصعب جدا معاكسته، هي التي كانت تعتقد انه بمثل لها، كل ما تقدره في الرجال عامة. لكنها لم تخطئ في تعلقها بموقفها، كان عليها التمسك بشدة برأيها، كما فعلت، ليس هناك اي مبرر لخضوعها لمتطلبات مديرها، ولعدولها عن قناعاتها، لأرضائه، هو الذي يتقيد بنزواته، دون النظر موضوعيا الى سير العمل. انها الان تتمتع بحريتها الكاملة، المطلقه، تماما، كخالتها مود روي...
مانت ليزا تردد هذه الافكار لنفسها، وهي لا تزال واقفه امام النافذه، تراقب المنظر الحزين، وبدأت تخف عصبيتها، وتهدأ ملامح وجهها، وعند ذكرها خالتها مود، تذكرت الرسالة التي تنتظرها من اسكتلندا. اتجهت نحو المدفأة، وابتسمت لدى رؤيتها الخطوط الناعمة على المغلف، خالتها مود، هذه المرأة العجوز، تعرفها ليزا من كتابتها الرقيقه وهي تعيش وحيدة من فسخها خطوبتها من شاب، خسر مكنته في حياتها، وقد اعتبرها له، ومنذ ذلك الحين، ابتعدت عنها فكرة الزواج، ولا تزال حتى اليوم، بالرغم من السنين، تحافظ على حيويتها ونشاطها. تمر هذه الافكار ببال ليزا، وهي تفتح رسالة خالتها بتأثر:
(-عزيزتي ليزا.
موضت لفترة طويلة، ولست اليوم على احسن حال. صحتي المتدهورة تناسب احد الاشخاص في القرية الذي يتمنى لي الموت عاجلاً طمعا منه في امتلاك بيتي، والاراضي التي حوله. زارني هذا الشخص مرارا، ليعرض علي شراء مسكني وكان جوابي بالنفي طبعا. حاولت اقناعه بالعدول عن مشروعه، متذرعه، بان احد افراد اسرتي سيرث ملكيتي الخاصه بعد موتي، ولا افكر اطلاقا بالتنازل عنها لشخص غريب، حتى لو كان، هذا الشخص اسكتلندي الاصل مثلي. لكن يبدو انه لم يقتنع بحجتي هذه. رأيته هذا الصباح بالذات، يدور حول نافذتي، ويقيس الارض التي تحيط بالشاطئ.
ليزا انا قلقه وخائفه من نوايا هذا الرجل. ربما يسعى الى البناء في البقعة المواجهة لمنزلي، فيحجب عني المنظر المشرف على البحر. ما يزيدني قلقا وتوترا انه ينتمى الى احدى العائلات العريقه والاصيله في اسكتلندا. فلو كان غريبا عن منطقتنا، لكانت حجتي اعطت نتيجه. لكن اريده ان يفهم نهائيا، ان عائلة روي، هي ايضا من احدى العائلات العريقه والاصيلة، ولن نتنازل عن املاكنا، لعائلة اخرى، ومتى اخذنا قرارا لن نتراجع عنه. لذا اطلب منك يا عزيزتي المجيء في فرصة عيد الميلاد ورأس السنة، لأبرهن له ان لي قريبه من عائلة روي، تتمسك هي ايضا بأملاكها، وهي التي سترثني بعد موتي. لا تظني انني ابغي مجيئك لهذا السبب فقط، فأنا افتقد وجهك الطفل، الذي غاب عني وقتا طويلا).
في هذه الاثناء دخلت ماندي بابريق الشاي، ولم يعب عن وجه ليزا المكتئب فبادرتها بلطف:
-اخبار سيئة؟

احباب الروح
26-05-2007, 17:38
عادت لى زائريها السيد تشارلس وساندي لويس. امضوا سهرة ممتعه امام المدفأة، يتجاذبون اطراف الحديث. وقبل ان يغادر ساندي لويس منزل الخالة مود، كرر على ليزا الدعوة لزيارة مصانعهم. وكانت فرحة الخالة مود كبيرة فعبرت عنها بقولها:
-هكذا اربح ليزا مدة اطول! اظنها لو زارت مصانعكم في اردمونت لقررت المكوث هنا نهائيا... وبهذه الطريقة اكون قد اثبتت لهذا الوغد فرايزر، انني لم اكذب عليه عندما قلت له ان احد افراد اسرتي، سيسكن هذا البيت معي.
فضحك الجميع لانفعال الخالة مود، واضاف ساندي مازحا:
-لم تكن لديك حجة اخرى لارغامه على العدول عن فكرته في الوقت الحاضر!
-لكنه لم يغير رأيه، يا ساندي، اظنه سيبدا ورشة البناء قريبا في الارض السفلى التي تواجه ارضي تماما.
-يجب ان تمنعيه.
هتف السيد تشارلس بغضب:
-انه يتعدى على املاكك الخاصه، هذه حقوقك، راجعي القوانين.
اجابت مود بحسرة:
-حاولت معه مرارا دون جدوى. استشرت اخيرا المحامي موردو مانزيس. ولم اصل الى نتيجه بعد، كان جواب المحامي واضحا، طالما ان فرايزر لا يحجب عني نور الشمس، فلا يحق لي تقديم شكوى ضده.
فأضاف السيد تشارلس، بلهجة مستسلمة:
-لم يغب عنه شيء، فرايزر اللعين، حسب حساب كل شيء.
-صحيح! حسب حساب كل شيء. اما الآن فلا يمكنني التراجع عن موقفي، صممت خوض هذه المعركه ضد فرايزر حتى النهاية، ولن اقبل بالهزيمة ابدا.
هكذا انقضت السهرة عند مود موري وذهب المدعوان، لكن الخالة مود، لم تخلد الى النوم، بل امضت الليل قرب المدفأة، تخبر ليزا عما يشغل بالها:
-لم اتخل طوال حياتي عن استقلاليتي بل بالعكس حاربت بضراوة من اجل الحفاظ على حريتي الشخصيه، وعلى ارضي وبيتي. اما اليوم، فأنا اكبر سنا ولم تعد لي المقدرة على العراك، لذا يا حبيبتي طلبت مساعدتك. قضية فرايزر ارهقتني. هو ما زال شابا، قويا، مندفعا، وما يزيده ثقه بنفسه، جاذبيته التي لا تقاوم!
بدأت قضية فرايزر تثير فضول ليزا:
-خالتي، اخبريني من هو فرايزر بالضبط؟ من اين اتى قبل مجيئه الى اردمونت؟ الاخبار عنه متضاربه، هناك من يقول انه اتى من المهجر، ومنهم من يزعم انه عندما كان صغيرا درس هنا، في مدرسة القرية.
-يا حبيبتي، فرايزر لامون، من عائلة كريمة واصيلة في اردمونت، التي امتازت عن سواها، بشهرتها في صنع المراكب منذ اجيال بعيده. والد فرايزر،شارلي لامون، لم يوفق في حياته. لم يكن مثلما هو ابنه اليوم. كانت تنقصه الحنكه التي يتمتع بها عامة رجال الاعمال الناجحين. لذا، قبل وفاته في حادث غرق، كان يشرف على الافلاس.
فقاطعتها ليزا بتعجب:
-اخبريني كيف جرت هذه الحادثه؟
-حادث مؤسف يا ليزا...في اي حال، سأخبرك... كان شارلي لامون كعادته، كل مساء، يقود مركبا الى المرفأ ولا احد يعرف كيف انقلبت عليه عارضة الصاري واصابته في جبينه، فهوى عن متن المركب وغرق في الحال، في هذا الوقت كان فرايزر في الثانية عشرة من عمره، فاضطرت والدته، بعد هذه الحادثه، الى بيع حوض السفن والسفر الى غلاسكو عند ذويها آخذة معها ولديها، فرايزر واخته آنا. لم يكن الامر سهلا بالطبع على فرايزر، فهو كوالده، يعشق منذ صغره صنع المراكب ويكفيه انه اضطر الى ترك المكان الذي ولد فيه. صدمة قويه حلت على عائلتهم بوفاة الوالد كان لها اعمق الاثر في نفسه.
صمتت الخاله مود قليلا، ثم اردفت قائلة بتهكم، كأنها لم تنس معاملة فرايزر لها:
-مهما كانت الصدمة عنيفة على عائلة لامون فهذا لن يغير شيئا من تصرفه معنا. اظنه كان في السابق قاسي القلب وعديم الشعور، لذا هو اليوم يتعامل على هذا النحو.
-متى عاد الى اردمونت؟ لم اشاهده خلال زيارتي الاخيرة لك منذ سبع سنوات.
-عاد الى القرية منذ خمس سنوات ولا احد يعرف اين كان، ومن اين اتى. رأيناه فجأة بيننا مع ابنه، هو يزعم انه ابنه في اي حال، لاحظت علامة شبه بينه وبين ابنه. من المعقول جدا اذا، ان يكون هو والده. لا احد يعرف شيئا ايضا عن زوجتة فرايزر، يبدو ان فرايزر هاجر الى تازمانيا بعدما انهى دراسته في بناء السفن ويقولون ان تازمانيا، تعتبر مركزا هاما لصناعة المراكب.
تابعت ليزا بشغف. وعادت تسأل من جديد:
-لماذا عاد اذاً؟

-اعتقد ان الحنين الى بلاده هو السبب. عاد ليشتري حوض السفن الذي كان يملكه والده. كثيرون قبله، غرباء عن المنظقة، استملكوا هذا الحوض، وفشلوا في استثماره.
-يعني، هو الوحيد الذي نجح في تسيير الاعمال وادارتها. يكفي كم بنى من عنابر، واليوم يبغي شراء منزلك يا خالتي العزيزة.
-منذ عودته الى اردمونت، وهو مأخوذ ببناء المراكب. لا شيء يلهيه عن عمله هذا. في اي حال. انه بارع في مهنته ويتعامل مع اهم رجال الاعمال، ولديه عدد لا يستهان به من الزبائن، الذين يقصدونه من كل صوب. كل شيء يسير على ما يرام، مشكلته الوحيده هي التاليه: بما انه لا يستطيع التوسع، لا من ناحية الغرب، ولا من ناحية الشمال، بسبب الشاطئ الصخري الذي يعيق تقدمه، يفكر بشراء اراضي، هذا اذا قبلت عرضه. زارني ثلاث مرات الاسبوع الفائت بهذا الصدد. وفي كل مرة كنت اطلب منه العدول عن فكرة الشراء. صمدت تجاه عرضه المغري، لأنني لا اقبل ان اتخلى عن الاملاك التي تخصنا، الى عائلة اخرى. ولهذا قرر البناء في البقعة المجاورة.
لدى سماعها هذا، قطبت ليزا جبينها وقالت:
-من تخص هذه الارض المجاورة للبحر؟
-انها لعائلة موريسون.
-فيللا الشروق اجل. تذكرت ان فرايزر يود شراء "فيللا الشروق" من عائلة موريسون. حدثني ساندي عن هذا الموضوع، وقال ان فرايزر يريد انشاء فندق فخم مكان الفيللا.
فاتفضت الخاله مود وقالت بغضب شديد:
-اي رجل شيطاني، هذا! كأنه لا يشبع من امتلاك الاراضي. الا يكفيه ما ابتاع حتى اليوم من مساكن لعماله. كيف يجرؤ ان يقدم على عمل كهذا؟
بدت الخاله مود في حالة توتر شديد، ولم تعرف ليزا ما العمل للتخفيف عنها. فاكملت الخاله بصوت خافت:
-انا متأكده انه سينجح في مشروعه. لا احد سواه قادر على شراء "فيللا الشروق" من عائلة موريسون. ليزا، يجب ان نمنعه من تنفيذ هذا المشروع.
اجابت ليزا على الفور:
-هل تملكين ما يلزم من المال؟
فوجئت الخاله كمود بسؤال ليزا المباشر، وحدقت فيها بتمعن فرأت في عينيها لمعاناً مضيئاً، فتشجعت واجابت:
-لدي مبلغ بسيط. ماذا تقصدين من سؤالك؟
-اقصد شراء "فيللا الشروق" من عائلة موريسون.
-هذا امر مستحيل، يطلبون مبلغا كبيرا، لا احد سوى فرايزر يقدر على الشراء بهذا السعر.
-من اين اتى فرايزر بثروته؟
-تزوج من امرأة غنية في تازمانيا، وورثها بعد وفاتها.
-ياله من محظوظ، وانا يمكنني طلب قرض من ابي.
-ليزا انا لا افهمك، ماهي غايتنا من شراء "فيللا الشروق"؟
-بناء فندق بالطبع! فرايزر على حق! اردمونت بحاجه الى فندق. فهو لم يعد الوحيد بعد الان في تخطيط المشاريع وتنفيذها. هل من مانع لديك؟
هدأت الخاله مود قليلا، وتأملت ليزا بفرح، ثم انفجرت ضاحكه، كطفله:
-ليزا، انت الشخص الذي يناسبني، كنت اعرف ذلك عندما كتبت اليك. صدقيني، انني بدأت اضعف عندما رأيته يباشر البناء، ولم اجد الطريقة الملائمه لمنعه. وها انت الان تبعثين في الامل من جديد، واشعر بتحسن. لم اضحك على النحو منذ سنوات.
فرحت ليزا، لدى رؤية خالتها مرتاحه ومطمئنة.
-انا سعيدة ايضا يا خالتي. سعيدة بك لا تخافي، بعد الآن، سأكتب لأبي قريبا جدا، وسألقن السيد فرايزر درسا لن ينساه طوال حياته.
-انتظري قليلايا ليزا، لدي فكرة ارغب في تنفيذها قبل المباشرة بمشروعك، ما رأيك لو ندع جورج موريسون الى العشاء؟ انا على يقين انه لن يرفض طلبي.
اضافت ليزا، بتحبب، وبتحد:
-فرايزر لامون...سوف ترى سيدات عائلة روي كيف يتصرفن في الوقت اللازم!

احباب الروح
26-05-2007, 17:40
-لا، ليس بالتأكيد. كانت خالتي مود مريضة. تريدني ان ازورها في فرصة الميلاد ورأس السنة. مسكينة، تطلب مني المساعدة لحل مشاكلها.
-كم مضى من الوقت لغيابك عنها؟
-سبع سنوات تقريبا، زرتها اخر مرة مع والدتي، قبل سفر والدي الى جامايكا اذكر ان والدتي الحت علي كي ارافقها. كأنها تعرف مسبقا انها لن ترى اختها فيما بعد، وكان حدسها صادقا، اذ ماتت والدتي باكرا، وبعد وفاتها فكرت مرارا بزيارة خالتي، وكان الوقت يغدرني، كنت امضي عطلتي في السفر او عند ابي.
-اذا لا شيء يمنعك من السفر في الوقت الحاضر، حتى لو اتصل بك ريتشارد هاتون وطلب منك العودة الى العمل. انت بحاجة يا عزيزتي ليزا، الى القليل من الراحة والهدوء. العطله ستفيدك حتما لأتخاذ قرار على صعيد عملك.
بدات ليزا تتمشى في الغرفة بخطى واسعة، سارحه في افكارها، تعيد في رأسها، رسالة خالتها وما قالته ماندي، لا شك ان صديقتها ماندي على حق فيما تقول، فهي في امس الحاجة الى عطله.
وبدأت ترودها صورة المركب الذي يقلها الى الجزيرة وصورة البحر الذي يلمع تحت الاضواء، وصورة القرية القديمة خلف البحر، قرية اردمونت التي تعتبر مركزا مهما لرياضة اليخوت والشمهورة ايضا بمصانعها العتيقه لغزل اجود انواع الاقمشه، خاصه التويد. لاقت اردمونت لسنوات مضت، ازدهارا، يصعب على اهاليها تناسيه بسهوله...تمر كل هذه الصور امام ليزا، وهي تتمشى في غرفتها ويعود الى ذاكرتها بيت خالتها مود روي، المصنوع من الحجر الاسمر العتيق والصلب، والذي يطل على البحر من خلف التلال المكسوة بالاشجار ذات الازهار البنفسجيه، وشرف على المرفأ حيث ترسو اليخوت بهدوء. تعود هذه الصوره الى ليزا دفعة واحدة، ويزداد فيها الشوق الى السفر، ورؤية خالتها مود روي بعد غياب دام سبعة اعوام.
فجأة رن الهاتف في شقة ليزا وماندي فأعاد ليزا الى الوافع فنادت صديقتها بنشاط وحيويه:
-ماندي! ارجوك، ايمكنك الاجابه على الهاتف! اظنه ريتشارد هاتون، قولي له انني سافرت زلا اود العودة الى العمل، اطلاقا!
هكذا قررت ليزا، وهكذا تركت عملها عند مديرها ريتشارد هاتون، لتنطلق نحو الجزيرة خلف البحر، نحو قريت اردمونت حيث تنتظرها خالتها. كان تنفيذها سريعا، فلم تمضي على قرارها فترة قصيرة، حتى كانت على ضهر المركب الذي ينقلها الى اردمونت بعدما ابرقت لخالتها، تخبرها عن مجيئها، ووجدت من يحل محلها بالقرب من صديقتها ماندي.
ليزا، الان على ضهر المركب، والهواء البارد يلفح وجهها، تقف منتصبه، تتأمل الجزر التي تلوح امامها خلف السحاب، وتحمي كتفيها ورأسها داخل ياقة معطفها التي رفعتها لتجابه هبات الهواء القارسه وبينما هي سابحه في تأملاتها اطل عليها صبي اشقر في السابعه من عمره يرتدي معطفا مناسبا للرحله وبيده قطعة حلوى يتذوقها باهتمام. اقترب منها الصبي وهو يحدق في وجهها وقال بفضول:
-ترتدين معطفا واسعا كالساحرات، الا تخافين الهواء؟!
اجابت ليزا بابتسامه:
-معطفي يدفئني بما فيه الكفاية...فلا اخاف الهواء.
-يحب ابي مثلك الهواء الطلق، لكن سارة لا توافقه الرأي فهي تكره الهواء.
تعجبت ليزا من مبادرت هذا الصبي تجاهها ومحادثته نعها بعفويه بالغه وتساءلت كيف انه يتجول بمفرده على ضهر المركب بدون مراقبة احد من ذويه فسألته مستفسرة:
-اين والدتك؟
-في تازمانيا.
واضاف بلا مبالا:
-يتناول ابي طعام العشاء مع سارة في الداخل.

وصل المركب الى المرفأ واختفى الصبي فجأة كما اطل على ليزا. وبدأ المسافرون بالهبوط واتجهت ليز اليهم تاركة تأملاتها تغيب في الوان البحر. وفجأة سمعت صوت رجل خلفها يناديها:
-صباح الخير...الآنسة ليزا روي سميث اليس كذلك؟
استدارت ليزا، ناحية الصوت، فاذا الرجل الذي ناداها، اشقر، وسيم، بهي الطلعة، مد يده للتحيه، فبادلته السلام.
-نعم انا ليزا.
-اعرفك بنفسي. ساندي لويس. تقابلنا منذ سبع سنوات، اتذكرينني؟
-انت المدير المسؤل عن مصنع اقمشة التويد...تذكرت، نعم. لو تفضلت وقلت لي، من هو الصبي الذي كان يكلمني على ظهر المركب؟
-انه جوني لامون ابن صديقي فرايزر يعامله والده بكثير من الاستقلاليه، كأنه راشد...هه...هذا ابي يتجه نحونا، سنرافقك حتى منزلك...
استقبل والد ساندي، تشارلي لويس، ليزا بحرارة، وبلهجته الاسكتلنديه الاصيله الصافيه:
-هيا بنا، مود في انتظارنا، وعدتنا بقالب من الحلوى وبكثير من الشاي.

انطلقت السيارة، بليزا روي سميث، وبساندي لويس، وتولى والد ساندي، السيد تشارلس لويس القيادة. وبينما كانت سيارتهم تسير على مهل في الطرقات الجبليه الضيقه، تنبه ساندي لسيارة كبيرة سوداء تقترب منهم، فقطع حديثه مع ليزا ليقول لوالده:
-ابي، خذ اقصى الشمال، هنالك سيارة تقترب منا بسرعة.
لا تتسع الطرقات الضيقه في اردمونت لسيارتين، لذلك كان السيد تشارلس لويس يسير على مهل. لكن عندما اقتربت السيارة السوداء وبدأ سائقها يعطي اشارة للمرور مطلقا العنان لزموره طالبا التجاوز، اضطر السيد تشارلس الى الاسراع متمتما بغضب:
-من يعتبر نفسه هذا الوقح المتغطرس! لن افسح له مجالا للمرور، ليست الطرقات له، ايظن انه يملك كل شيء؟
التفتت ليزا الى الوراء ولمحت سيارة سوداء كبيرة تزاحم سيارتهم، فما كان من ساندي الذي حافظ على هدوئه الا ان انفجر ضاحكا وقال معلقا:
-ان كان لا يملك كل شيء، فهر يملك القسم الاكبر من القرية. اسمعني يا والدي وكن عاقلا، خذ اقصى الشمال، وانحرف قليلا ودعه يمر.
ولم ينه ساندي كلامه لوالده حتى دوى زمور آخر اقوى من السابق مما زاد السيد تشارلس عصبيه. فالتفت ساندي متفقدا السيارة التي خلفهم وجدد دعوته لوالده بشيء من القلق:
-دعه يمر، سارة ترافقه مع ابينه جوني.
-حسنا، سادعه يمر.
ثم اضاف باستغراب:
-ماذا تفعل سارة هنا؟
اجاب ساندي والده بتجرد وبوجه قاتم:
-اتت لتمضي العطله عند ذويها، بعد حصولها على الطلاق.
لاحظت ليزا ان ساندي، بدا حزينا فجأة وهو يتكلم عن سارة، بالغرم من الامبالاة التي حاول اضهارها.
في هذه اللحظه، تجاوزتهم السيارة السوداء محدثة ازيزا مزعجا فلمحت ليزا بداخلها على المقعد الخلفي، الصبي الذي حدثها على ظهر المركب. لم يستطع السيد تشارلس كتم شعوره، فتذمر قائلا:
-انظر الى هذا المجنون، كيف يقود سيارته بسرعه، مسكين ابنه.
فانزعج ساندي هذه المرة من تعليق والده وأجابه:
-لا تنسى ان فرايزر يتولى امر تربية ابنه جوني بمفرده، وانه يبذل ما بوسعه من اجل ارضائه.
-كل امرأة تحلم بالاهتمام بهذا الصبي، وستكونسعيدة ان شاءت لها الظروف لكن الامر العسير، في هذا الموضوع، يعود الى اطباع الاب التي لا تطاق. ساندي قل لي ماذا طرأ فجأة على فرايزر حتى قرر شراء "فيللا الشروق".
-لم يطرأ عليه شيء، كل مافي الامر، ان عائلة موريسون، تود بيع املاكها، وهو الشاري الوحيد في المنطقة، وسيحول "فيللا الشروق" الى فندق فخم، وهذا ما ينقصنا هنا بالفعل في اردمونت. لم تكن يوما دوافع فرايزر في التوسع والامتلاك سيئة، كل ما يفعله يعود بالفائدة على قريتنا، كانت دائما مشاريعه مدروسه وواضحه، لذا، علينا ان نشكره ونحفظ له الجميل. الم يكن الوحيد الذي اعاد حركة المراكب الى الشاطئ؟ يكفي انه بفضل مبادرته هذه، عاد الكثيرون من شبابنا الذين تركوا في السابق قريتهم بحثا عن عمل في الخارج!
فضحك السيد تشارلس لويس هازئا:
-انت تدافع عنه بضراوة.
-اضنك نسيت ان فرايزر لامون انقذني من الغرق عندما كنت صغيرا.
والتفت ساندي الى ليزا، التي كانت تسمع بهدء وبانتباه هذا الحوار العنيف بين ساندي ووالده، فقال لها ساندي مجاملا:
-معطفك انيق جدا، وعلى درجة كبيرة من الذوق!
-انه من تصميمي.
-ارجوك، لاتعيري انتباهك لشجارنا انا ووالدي، ويهمني جدا ان يكون هذا المعطف من تصميمك. اظن ان هذا النموذج من المعاطف، يليق بقماش فخم، كالتويد الذي ننتجه.
-تثيرني زيارة مصانعكم للاطلاع على اقمشتكم، هل هذا ممكن؟
-بكل تأكيد! عندما تشائين يهمني جدا ان تزوري مصانعنا وتشاهدي كيف ينسج القماش ويلون، انت مدعوه من هذه اللحظه بالذات.
-عملت مصممة ازياء لمدة سنتين، لذا يهمني الاطلاع عن كثب على عملية نسج القماش. هذا الامر يستهويني للغاية!
-انت الشخص الذي نحن بحاجه ماسه اليه. ها قد وصلنا عند خالتك مود.
اوقف السيد تشارلس السيارة امام الباب الخارجي لمنزل مود روي، وهرعت ليزا الى المدخل تتفقد عن قرب المكان الذي غابت عنه. لأول وهلة بدا لها كل شيء كما كان في السابق، ولم تلحظ الفرق الا عندما اصبحت على بعد مترين من منزل خالتها مود، فلفت انتباهها عنبر جديد للجهة الشرقيه، يغطي منظر التلال المجاورة للمنزل. ادركت في الحين اهمي الرسالة التي بعثت بها خالتها اليها واهمية مجيئها الى اردمونت. وبدأت تدور بأفكارها حول هذا الشخص الذي تكلمت عنه خالتها والذي يرغب في شراء منزلها، انه الشخص نفسه، الذي دار حوله الحديث بين ساندي ووالده، فرايزر لامون، من اجله اتت الى اردمونت.
فتحت مود الباب، فبدت عمتها كما في السابق، تتكئ على عصاها، ناعمة، هادئة، خلف بسمتها الرقيقه، تخفي وجها وقورا. فسارعت مود اليها:
-ليزا، واخير اتيت الى اردمونت! ليزا يا عزيزتي، ما زلت تحافظين على نظارتك...لكنني اراك نحيلة. اعرف اطباعك، نحافتك هذه مطابقه لذوق العصر، وانت يهمك كثيرا التمشي وفق العادات.
ثم تقدمت مود روي، من ساندي وتشارلس لويس، وابتسمت لهما شاكرة، في هذه الاثناء كان ساندي ينقل حقائب ليزا الى الداخل:
-اهلا وسهلا بكما. تفضلا! ساندي لم ارك من مدة طويلة...لم هذا الغياب؟تفضلوا...الشاي وقالب الحلوى بانتظارنا جميعا.
دخل الجميع الى الصالون، ودارت الاحاديث كالعادة حول ما يجري في القرية، في هذه الاثناء استغنمت ليزا الفرصه واخذت تتأمل منزل خالتها بعد غيابها الطويل عنه. لم يزل الصالون كما كان عليه في السابق. الاواني الفضيه، الخزف الصيني، حتى النار في المدفأة التي تبعث دفئا خاصا وتخفف من وطأة الوحدة. ما زالت تحافظ على رونقها. تدور ليزا في البيت، وتتفقد كل غرض في مكانه. كل شيء كان يبدو لها مألوفا: العاج الافريقي، التماثيل الصغيره، الملاعق الفضيه المنقوشه، الستائر السميكه التي تخفي واجهة المنزل الزجاجية، لم يتغير شيء في الداخل، ما زالت خالتها تحافظ على الاسلوب نفسه، فرحت ليزا لشعورها هذا ولم يعكر صفوها الا هذا العنبر الذي رأته عند وصولها.

lovely sky
26-05-2007, 20:51
http://img518.imageshack.us/img518/7360/2330114ed3.gifhttp://img518.imageshack.us/img518/7360/2330114ed3.gifhttp://img518.imageshack.us/img518/7360/2330114ed3.gifhttp://img518.imageshack.us/img518/7360/2330114ed3.gifhttp://img518.imageshack.us/img518/7360/2330114ed3.gifhttp://img518.imageshack.us/img518/7360/2330114ed3.gifhttp://img518.imageshack.us/img518/7360/2330114ed3.gif

وااااااااااااااااااو
http://img155.imageshack.us/img155/223/image364iu1.gifhttp://img155.imageshack.us/img155/223/image364iu1.gifhttp://img155.imageshack.us/img155/223/image364iu1.gifhttp://img155.imageshack.us/img155/223/image364iu1.gifhttp://img155.imageshack.us/img155/223/image364iu1.gif
مشكووووووووورة حبيبة قلبي احباب الروح
مجهود كبيــــــــــــــــــــر جدا و رائع
الله يعطيكي الف الف عافيه يا رب
مشكورة جدا حبيبتي و جزاكي الله الف خير
http://img174.imageshack.us/img174/483/flowers2di9.gifhttp://img174.imageshack.us/img174/483/flowers2di9.gifhttp://img174.imageshack.us/img174/483/flowers2di9.gifhttp://img174.imageshack.us/img174/483/flowers2di9.gifhttp://img174.imageshack.us/img174/483/flowers2di9.gifhttp://img174.imageshack.us/img174/483/flowers2di9.gifhttp://img174.imageshack.us/img174/483/flowers2di9.gifhttp://img174.imageshack.us/img174/483/flowers2di9.gifhttp://img174.imageshack.us/img174/483/flowers2di9.gif

http://img155.imageshack.us/img155/5234/rdd12tfad2.gif

احباب الروح
27-05-2007, 20:49
الله يعافيــج حبيبتــي

::سعادة::


والعفـــووو


..


يسلمــوو ع تشجيعـج

الحلـــوو

يا قــمــر


:)

آن همبسون
27-05-2007, 22:19
الله يعطيــــــــــــكم العـــــــــافية

روايات رائعة ومكتوبه أكيــد اخذ منكم جهد ووقت مو هين

والله نفسي اســاعدكم لكن ظروفي الصحية والدراسية ماتسمح لي ابدا وفوق هذا كله ماعندي روايات عدله :(


بــارك الله فيكم اخواتي ,, وياليت ياليت ياليت :) ودنا نقرا من روايات عبير القديمة جدا وخصوصا عاشت له

اذا تقدرون تحطونها بالتصويت القادم ولا اللي بعده اكووووووووون شاااااااااااااااااااااااااااكرة لكم

دمتم بوود

الامل2
28-05-2007, 02:51
lovely sky

او ممكن ترسلي لي رابط الرواية على الخاص علشان ابدا بالكتابة



وانا عارف اني متعبتك معي و ماخذة كثير من وقتك ..........

lovely sky
28-05-2007, 11:21
lovely sky

او ممكن ترسلي لي رابط الرواية على الخاص علشان ابدا بالكتابة



وانا عارف اني متعبتك معي و ماخذة كثير من وقتك ..........

حبيبة قلبي الامل
اعتذر على التاخير في الرد

انا ارسلت لك الحين على الخاص http://img528.imageshack.us/img528/5064/33102mb8.gifhttp://img528.imageshack.us/img528/5064/33102mb8.gif

اشكرك جدا على تواصلك الرائع .. وبداية حماسية موفقة جدا حبيبتي
و اسعدنا جدا انضمامك للفريق
اهلاً بكِ معنا عضوة في
" فريق روايات عبير واحلام "

" http://img528.imageshack.us/img528/3335/bigemoharabenet149qg3.gifhttp://img528.imageshack.us/img528/3335/bigemoharabenet149qg3.gifhttp://img528.imageshack.us/img528/3335/bigemoharabenet149qg3.gif

وتقبلي تحياتي حبيبتي
lovely sky
http://img528.imageshack.us/img528/5678/sfall6ic7.gif

lovely sky
28-05-2007, 12:12
الله يعطيــــــــــــكم العـــــــــافية

روايات رائعة ومكتوبه أكيــد اخذ منكم جهد ووقت مو هين

والله نفسي اســاعدكم لكن ظروفي الصحية والدراسية ماتسمح لي ابدا وفوق هذا كله ماعندي روايات عدله :(

بــارك الله فيكم اخواتي ,, وياليت ياليت ياليت :) ودنا نقرا من روايات عبير القديمة جدا وخصوصا عاشت له

اذا تقدرون تحطونها بالتصويت القادم ولا اللي بعده اكووووووووون شاااااااااااااااااااااااااااكرة لكم

دمتم بوود


مرحبا حبيبتي آن همبسون

الله يعطيكي الف عافيه حبيبتي
مشكورة جدا على كلماتك الرائعه ... ويسعدنا جدا ان الروايات اعجبتكِ ..
http://img514.imageshack.us/img514/3709/flowers2xp3.gifhttp://img514.imageshack.us/img514/3709/flowers2xp3.gifhttp://img514.imageshack.us/img514/3709/flowers2xp3.gifhttp://img514.imageshack.us/img514/3709/flowers2xp3.gifhttp://img514.imageshack.us/img514/3709/flowers2xp3.gifhttp://img514.imageshack.us/img514/3709/flowers2xp3.gif
ونحن يسعدنا انكِ تريدين مساعدتنا ..و نقدر ظروفك ..
والله يعينك يا رب http://img502.imageshack.us/img502/1936/362225ww8.gif
و نحن يسعدنا جدا ان تشجعينا دائما بتواجدك و متابعتكِ لنا ..
فهذه مشاركة كبيرة نعتز بها ايضاً http://img502.imageshack.us/img502/3108/q82225jd8.gif
و يسعدنا ايضا ان نلبي رغبتكِ في قراءة روايات عبير القديمة و خصوصاً " عاشت له "
http://img502.imageshack.us/img502/5077/70e20b4bf1iv2.gif

وان شاء الله حبيبتي تكون في مقدمة الروايات التي سوف يقع عليها الاختيار للمرحلة القادمة ...
http://img502.imageshack.us/img502/8029/389tm2.gifhttp://img502.imageshack.us/img502/8029/389tm2.gifhttp://img502.imageshack.us/img502/8029/389tm2.gifhttp://img502.imageshack.us/img502/8029/389tm2.gifhttp://img502.imageshack.us/img502/8029/389tm2.gif

و اسعدنا مرورك و يسعدنا دائماً وجودكِ معنا
http://img502.imageshack.us/img502/1773/47984715ne4.gif

وتقبلي تحياتي http://img412.imageshack.us/img412/1243/118dn5.gif


lovely sky
http://img412.imageshack.us/img412/4283/538pq1.gifhttp://img412.imageshack.us/img412/4283/538pq1.gif

lovely sky
28-05-2007, 12:26
الفصل الثاني

ـــ ابتعدي عن ابني


لم يمض اسبوعان على وصول ليزا الى جزيرة اردمونت , حتى بدات تتذوق الراحة والهدوء بفضل هوائها المنعش وسمائها الصافيه التي تعكسها صفحة البحر الهادئ بأبهى وازهى الالوان .

راحت ليز ترقب تغييرات الطقس بلذة فائقة , فالشمس لا تظهر في قرص السماء الا بعد الظهر , تضئ الجبال البعيدة المكسوة بالثلوج بالوان بنفسجية رائعة قبل ان تغيب وراء الأفق ......

كانت ليزا تشعر ان الايام تمر بسرعة نظراً لانشغالها بامور كثيرة لم تكن تتوقعها قبل قدومها الى اردمونت .

يكفي انها كانت تهتم بنزهة كلاب خالتها , فتخرج من اجل ذلك ثلاث مرات في اليوم , مما كان يسمح لها بالتجول في اردمونت وجوارها ,,

هذا عدا اهتمامها بترتيب المنزل وتحضير الطعام .
هذه الامور كانت ليزا تتركها في السابق على عاتق صديقتها ماندي ,
فخالتها السيدة مود روي تنام حتى الثانية عشرة ظهراً , وعليها الاهتمام بترتيب المنزل وتحضير الطعام .
مكوثها في اردمونت سمح لها باكتشاف فن الطبخ .
فكانت تجد لذة في اعداد الطعام , كما كانت تحب التسوق ,
فتنزل كل يوم الى شوارع اردمونت الضيقة لتبتاع حاجياتها ,
وعندما يكون الطقس ممطرا تقود سيارتها .
وذات مرة و هي تقصد سوق الخضار , والمطر يتساقط , دخلت احد المحلات ,
فسمعت المسؤولة عن المحل تتحدث الى احد زبائنها :
" تفضلي يا سيدة موريسون !
هذه اغراضكِ
الطقس سئ اليوم للغاية !!

لدى سماعها اسم السيدة موريسون , التفتت ليزا وارادت مشاهدتها عن كثب ,
لكن السيدة موريسون اكملت حديثها مع المسؤولة عن المحل :
" اجل , الطقس سئ !
وانا مضطرة للعودة سيرا على الاقدام !
تعطلت سيارتي فجاة ووجدت نفسي تحت المطر من دون وسيلة نقل !!

ضحكت السيدة موريسون و اكملت :
" من حسن حظي ان ابني كافان هنا !
" متى عاد كافان ؟".
" نهار امس , وسيمكث معنا بضعة ايام "!
" انكِ بطبيعة الحال سعيدة بعودته ".
" هل عادت ابنتكِ مارجوري ايضاً ؟".
" لا .. مارجوري ما زالت في عملها .
انها مرتاحة حيث تعمل , شكرا لكِ , الى اللقاء ."

سمعت ليزا هذا الحوار و هي تبتاع حاجياتها , فخرجت الى سيارتها بسرعة والمطر لم يتوقف لحظة ,
صعب عليها السير , لكنها لاحظت السيدة موريسون واقفة على الرصيف ,
فاوقفت سيارتها و دعها للصعود :
" " سيدة موريسون , تفضلي ."
" شكرا لكِ يا آنسة , انتِ ابنتة اخت السيدة روي , اليس كذلك ؟".

رايتكِ تنزهين الكلاب , وقد حدثني زوجي عنكِ .
كيف حال السيدة روي ؟".
" احوالها الصحية متقلبه , احيانا تعود اليها العافية والعزيمة كما من قبل .... احيانا تكون ضعيفة ".
"لكنها سعيدة الآن من دون شك بمجيئك الى اردمونت .

لا احد يحل محل العائلة والاقرباء عندما تقوى علينا مصاعب الحياة ."
" انما و يا للاسف , حالتها هذه اصبحت مزمنة ".

اكملت السيدة موريسون حديثها عن العائلة و عن العلاقة التي تربط الاهل ببعضهم البعض ,
وكانت تلاحظ ان ليزا تتبعها بانتباه , فاخذت تسرد عليها احداثاً ووقائع جرت في عائلة موريسون ,
تشهد للعون والمساعدة التي قام بها افراد العائلة في الظروف العصيبة .

مثلا , حدثتها كيف اعان اخ زوجها ابنتها مارجوري عندما اضطرت الى مغادرة اردمونت ,
فأمّن لها عملاً في مدينة غلاسكو .
وصلت السيارة امام " فيلا الشروق "
منزل السيدة موريسون ,
فوجدت ليزا اللحظة مناسبة لتسال رفيقتها السؤال الذي يشغل بالها :
" سيدة موريسون , سمعت انكم سوف تغادرون اردمونت الى مكان آخر ......
هذا يعني انكم وجدتم من يشتري الفيلا ؟".

" اجل , والشاري لا يزاحمه احد ... قدم لنا افضل عرض ,
لكن زوجي جورج لا يرغب كثيرا في كل هذا , لانه يميل الى السيد لامون منذ وقوع حادث ابنتي مارجوري ......

قاطعت السيدة موريسون نفسها للحظة وجيزة , ثم اكملت :
" احاول اقناع جورج بان موافقة السيد لامون لا تتعلق بعرض شراء الفيلا ..
لو ان القرار يعود الىّ شخصياً لما ترددت لحظة واحدة , فالعرض مغرٍ جدا ..
ولا نجد اليوم من يشتري بهذه القيمة ".

" ما هو السعر الذي ترغبون به ؟".
" فرايزر عرض 15 الف استرلينة , و لن اسمح لزوجي بالقبول بسعر ادنى ....
شكراً لمرافقتكِ لي ... بلغي سلامي لخالتك ".

" 15 الف استرلينة ..... رددت ليزا هذا الرقم وهي تعود ادراجها الى منزل خالتها .
قالت لنفسها ان لامون يملك ثروة لا باس بها , تسمح له بمشاريع ضخمة .

ادخلت سيارتها المرآب وركضت تحت رذاذ المطر وهي تفكر ما عساه يكون جرى بين ابنة السيدة موريسون و السيد فرايزر لامون ,
ووعدت نفسها بطرح السؤال على ساندي في اول فرصة ومن اجل ذلك ,
قررت زيارة مصانع نسج آل تويد .

وقفت ليزا امام آلات الحياكة و النسيج و الغزل مشدوهة لجمال الالوان و لجودة القماش , فقالت لساندي :
" من اين لكم هذه الالوان الرائعه ؟ هذا الصباغ في غاية الذوق "

" انها الوان طبيعية , لا صباغ فيها ! هي مزيج خاص من النبات ,
فجذور زهرة السوسن تعطينا هذا الاصفر الباهت ,
بينما زهرة الخلنج تؤمن لنا اللون الاخضر ,
و حزاز الصخر اللون البرتقالي الناعم , "

" من الذي يهتم بعملية النسيج ؟".
" القرويون ,
كل واحد في منزله , والدتي مثلا تحيك هي ايضاً في البيت ,
وبفضلها عدت واطلقت حياكة القماش في اردمونت .

كانت وسائلنا بدائية و صرنا نحسن امكاناتنا و نتطور تدريجياً , حتى اصبحت معاملنا اليوم تحتوي على احدث الآلات وتحتوي ثلاثين عاملا يعملون في بيوتهم و عشرات المبتدئين ".
" هنيئاً لك يا ساندي , قد حققت نجاحاً بارعاً "

" اجل , انما لا يكفي , تنقصنا الدعاية لدخول الاسواق التجارية الكبرى , ولزيادة المبيعات ,
صحيح انني املك القدرة التقنية , لكن ينقصني الحس التجاري ,

اذا رغبتِ في زيارتنا في المنزل سوف ترين الاقمشة التي تحيكها والدتي ,
وفي الوقت نفسه تختارين قطعة تناسبكِ و ترسمين موديلاً لكِ ".

قبلت ليزا دعوة ساندي ورافقته الى منزله .
و يشرف منزل آل لويس على خليج صغير , تزين واجهته نوافذ قديمة عاليه ,

عند دخول ليزا برفقة ساندي , اطلّت على السيدة لويس والدة ساندي وهي تعمل في الحياكة في البهو الكبير الذي استخدمته كمحترف لها .

فنهضت السيدة لاستقبال ليزا :
" انتِ ليزا , اليس كذلك ؟
ساندي اخبرني عنكِ , قال انكِ مصممة ازياء .
لقد وصلتِ في الوقت المناسب ..
مارايكِ لو تلقين نظرة على القماش الذي انهيتُ حياكته منذ لحظة ؟
الا ترين ان الوانه فاقعة ؟

تفحصت ليزا القماش بتمعن .
انه من الوانها المفضلة ,
الاخضر القاتم الممزوج بالاصفر النحاسي , يتداخلان في القماش بشكل منسجم و انيق يدل على رهافة الذوق ...

قالت ليزا :
" انها الوان فاقعة لكنها لو حظيت بيد ماهرة في الخياطة , لبهرت العين واثارت الاعجاب .
بسطت ليزا القماش ثم لفته حول خصرها و اضاف :
" انه يليق بثوبٍ شتائي ."

سارع ساندي بالاجابة , مؤكداً بحماس :
" انتِ على حق , هذه الالوان تناسب لون عينيكِ وبريق شعركِ ,
فتزيدكِ لمعاناً وكانها الشمس مشرقة عليكِ ."

لدى سماعها رأي سادني ازدادت السيدة لويس حيرة و شاءت ان تضيف شيئاً , فتلعثمت ,
لكنها تمالكت نفسها واطرقت قائلة بشئ من الثقة بالنفس :
" لو تقبل الآنسة ليزا و تصمم لهذا القماش موديلا ننشره في مجلات الموضة !
نحن بامس الحاجة الى الدعاية .

كلام السيدة لويس أثر في ليزا عميقاً , فابتسمت وهي تضع القماش على الطاولة :
ــ " بالطبع يمكنني ان ارسم موديلاً , لكن لو تأمنت لنا عارضة ازياء . .......

فتمتم ساندي :
" سارة ... "

سالت ليزا :
" من هي سارة ؟".

" سارة شيزهولم , لم يمضِ وقت طويل على طلاقها من زوجها اللورد كاتهام .

عرفت ليزا فوراً ان سارة من العارضات الشهيرات اللواتي برع اسمهن في دور الالبسة النسائية , فسالت ساندي مجدداً :
" هل تعرفها يا ساندي ؟".
اسرعت السيدة لويس و اجابت :
" تسكن سارة مع اهلها هنا في اردمونت , في منطقة تدعى كردون هول .
طلب والدها من السيد فرايزر لامون المباشرة باصلاح يخته اللذي تعطل في العام الفائت .

وأضاف ساندي بشئ من الكآبة :
" لهذا السبب كانت سارة برفقة السيد لامون على المركب الذي نقلكِ الى اردمونت . "
فتعجبيت السيدة لويس نت هذه الملاحظة وقالت :
" الم تكن سارة تعرف السيد لامون سابقاً ؟".

فأجابها ساندي وقد نفذ صبره :
" هل نسيتِ ان سارة غابت عن اردمونت مدة ثماني سنوات وعادت بعد طلاقها ".
" فعلاً ...... مضى على غيابها ثماني سنوات ...... الوقت يمضي بسرعة ....

ما رايكم لو نشرب الشاي ؟
سيفرح زوجي جورج لو بقيت ليزا معنا .
وهكذا , يمكنكِ طمأنته شخصياً عن خالتك !".

بعد مرور ساعة عند آال لويس , رافق ساندي ليزا حتى سيارتها , ولطقس ممطر .
فاستفادت ليزا من هذه الفرصة القصيرة لتستوضح من هبعض الامور التي دفعتها لزيارته اليوم :
" ساندي , يمكنك الجلوس معي في السيارة لبضع دقائق .

اود محادثتك لبرهة ".
صعد ساندي الى السيارة وجلس بالقرب من ليزا :
" تثيرين فضولي يا ليزا !
ماذا تريدين ان تعرفي بعد ؟ ".

" لماذا غادرت مارجوري ابنة السيد موريسون اردمونت ؟ ولماذا يكره والدها فرايزر لامون الى هذا الحد ؟".
اجاب ساندي بجدية :
" اهنئكِ يا ليزا لفطنتكِ !
عوضاً عن استقصائكِ الاخبار من احدى النسوة ي اردمونت , فضلتِ طرح الاسئلة علىّ ومباشرة .

في الواقع تدور حول هذا الموضوع الكثير من الاقاويل ,
وما اكثر الثرثارين عندما تقع حادثة في القرية ,
فتكثر على الفور التكهنات و الافتراضات ,

فمارجوري لم تترك مناسبة الا واستغلتها ضد فرايزر .
فكل ما في الامر انه لدى عودة فرايزر من تازمانيا كان ابنه جوني لا يزال طفلاً وكان من الطبيعي ان يسعى لتدبير مربية تهتم بطفله نظراً لانشغاله خارج المنزل طول النهار .

فشاءت الظروف ان تستلم مارجوري هذه الوظيفة لانها كانت قد تركت المدرسة و ل تجد عملا بعد ,
فطلبت السيدة موريسون من فرايزر ان يقبل بها كمريبة عنده ".

فسالته ليزا :
" وهل وافق ؟".

" اجل , لكنه ما لبث ان طردها بعد مرور ثلاثة اشهر على وظيفتها ,
وأوكل مهمة الاعتناء بابنه الى امرأة عجوز ".

" لماذا ؟".
" لا احد يعرف بالضبط ما هي الاسباب التي دفعته الى طردها ,
فرايزر لا يبوح باسراره الى احد ".

" وماذا فعلت مارجوري في هذه الاثناء ؟".
" لدى سماع والدها بنبأ طرد ابنته , اتجه على الفور الى منزل فرايزر ليستوضح الامر ,
لكنه عاد خائر القوى , تعباً ,
كأن فرايزر لم يرحمه , بل ندد بتصرفا ابنته الشاذه .

وبعد مرور هذه الحادثة , نشرت مارجوري الخبر في اردمونت زاعمة ان فرايزر حاول التحرش بها فصدته و لهذا السبب اقدم على طرها من وظيفتها ."

" وبالطبع لم تصدق انت اكاذيب مارجوري ؟".
" طبعا لم اصدقها ,

لو كنتِ تعرفين مارجوري و السيد فرايزر لامون لكان رايكِ مطابقاً لرأئي تماماً ."

lovely sky
28-05-2007, 13:16
لم تصادف ليزا حتى الآن السيد فرايزر لامون و الد جوني الذي حدثها على المركب .
ما تعرفه عنه ليس سوى آراء متضاربة , تختلف باختلاف الاشخاص .

فرأي خالتها السيدة مود روي يناقض رأي ساندي لويس ,
وهذا الامر زادها فضولاً ورغبة في التعرف اليه .
فأخذت تتخيله ,
هل هو قاسي الملامح ؟
قوي البنيه ؟ متسلط ؟
لايأبه بآراء الآخرين به ؟
يشق طريقه بدون ان يكترث بأحد ؟

وذات يوم بعد مرور عيد الميلاد وراس السنة , بينما كانت تنزه كلاب خالتها مود , لفت انتباهها عراك محتوم بين صبيين يتصارعان على ا لشاطئ .
وأخذ الكلبان يعويان على الفور ويحاولان الافلات من رسنيهما .

فاقتربت ليزا مع كلبيها وهما في حالة هياج شديد نحو الشاطئ ,
فبان لها عن قرب ثلاثة صبية يتعاركون , اثنان منهما يزاحمان الثالث الاصغر سناُ فيما بينهم وهو يتخبط أرضاً محاولاً عبثاً الافلات منهما ,
وهما ينحيان عليه ويسددان له الضربة تلو الأخرى .

فهرعت ليزا نحوهم , فما كان من الصبيين الأكبر سناً الا ان لاذا بالفرار ,

فاقتربت من الثالث الذي كان ما زال ارضاً ولا يقوى على الحراك ,

وكم كانت دهشتها كبيرة لدى تعرفها الى جوني لامون
فساعدته على ا لوقوف واخذت تمسح من مجهه الرمال التي امتزجت بالعرق المتصبب من جبينه ,
وبانت لها البقع الزرقاء و الخدش حول عنقه وعلى خديه ,

فآلمتها حالته و قالت له وهي تحاول ان تتمالك نفسها من الغيظ :
" من هما هذا الصبيان اللذان اشبعانِكَ ضرباً ؟".
أجابها جوني بعناء :
"دوغلاس بيتغر وجيمي فوكس ".

" ولماذا اعتديا عليك ؟".
" انا الذي اعتديت عليهما , كانا يوقلان كلاماً بذيئاً عن ابي ".

" لكنهما يكبرانِك سناً ولا يمكنك التغلب عليهما ".
" اعرف ذلك , ولكن هذا لم يمنعني من تلقينهما درساً قاسياً لئلا يذيعا بعد اليوم كلاماً كاذباً يضر بأبي ".

و بدأ جوني فجأةً بالبكاء وهو يحاول اخفاء وجهه بيديه الوسختين من جراء العراك .

شعرت ليزا بألم كبير يحتلها ولم تستطع إلا تهدئة خاطره و التخفيف عنه ,
فمسحت له دموعه بمنديلها ورافقته حتى منزله .

فقال لها جوني وهما يتجهان ناحية المزل :
"بالتأكيد وكالعادة والدي غائب عن البيت ".

وأشار باصبعه الى الفيللا الفخمة بجوار مصنع السفن , واضاف جوني بحرارة :
" اسمي جوني و انتِ يا آنسة ما اسمكِ ؟".
" اسمي ليزا ."
" اعتقد ان ابي في مكتبه او في احدى العنابر حول المنزل ....
سيغضب كثيراً عندما يرى انني تعاركت .
هل يزعجك لو امسكت بيدك ؟

فضغطت ليزا على يد جوني بلطف وقالت :
" لا تزعجني ابداً ! "

وفكرت باللهجة القاسية التي ستواجه بها لسيد فرايزر لامون ,
فهي ستلومه على الطريقة التي يعامل بها ابنه .

وبينما كانت تتجه بمعية جوني نحو الفيللا ,
لاحظت في الحوض سفناً في عنبر خاص يحميها من المطر في فصل الشتاء .
ووصلا اخيرا امام بناء خشبي حديث , ففتح جوني الباب و دخلا .

على الجدران امتدت خرائط كثيرة ومختلفة لهياكل سفن , اخذت ليزا تمعن النظر فيها ,
حتى اطلت عليهما امرأة في الاربعين من عمرها تعمل وراء مكتبها على الآلة الكاتبة .

ولدى سماعها خطوات في الداخل , رفعت رأسها نحو الصوت ودهشت وهي تنظر الى جوني :
" عراك جديد اليس كذلك ؟".

اسرعت ليزا واجابت بلهجة متعالية :
" تعارك مع احد صبيان الحي و رافقته الى هنا , هل يمكنني مقابلة السيد لامون ؟".

تغيرت لهجة السكرتيرة وقالت بقسوة :
" السيد لامون مرتبط بموعد عمل هام , لا يمكنني التدخل فوراً .
اتركي جوني هنا , سوف اتولى امره شخصياً ! ".

" ما سأقوله للسيد لامون مهم بقدر اهمية الاجتماع الذي يربطه بأحدهم الآن !."

فجأة علا صوت خلفها وهي تواجه السكرتيرة ,
صوت ملؤه جاذبية مصحوباً بابتسامة خفيفة :
" جانين !
ارجوك استقبلي الآنسة سميث في مكتب آخر , يأوافيها بعد دقائق ! ".

واستدارت ليزا لترى مصدر الصوت و صاحبه , فلم تفلح اذ اختفى بسرعة وراء الباب الذي أطلّ منه ,
ورات من نافذة الغرفة التي تقف فيها رجلاً يبتعد و يتجه الى سيارة فخمة و يتحدث الى سائقها مودعاً .

فسارع جوني و قال لها هامساً :
" من المستحسن ان تلبي مشيئة ابي ".

واضافت السكرتيرة جانين بتعجرف وهي تتصنع الابستامة :
" تفضلي آنسة سميث المكتب الآخر في هذا الاتجاه . "

دخلت ليزا الى المكتب وهي تفكر بالخطوة الجنونية التي اقدمت عليها .
لماذا رافقت جوني الى منزله و الحّت على البقاء لمواجهة و الده السيد لامون ؟ .
لم تقدم يوماً على عمل كهذا ,
وها هي الآن أمام وضع حرج .
فمن الظاهر ان السيد لامون عرفها وخاطبها باسمها اي بدون ان يرى وجهها .
دخوله الى القاعة بهذه الطريقة احرجها خاصة انه لم يوجه الكلام اليها مباشرة .

و لفرط تفكيرها بما جرى في هذه اللحظات كادت تنسى جوني , الذي افلت منها و بدأ يلهو بنماذج السفن الصغيرة , كانه نسي ما جرى له ..

وفجأة فتح الباب وخيّل اليها للحظات انها فقدت صوتها و بدات تشعر بالدهشة و بالتعجب يتغلغل فيها ليحلّ محل غيظها و عدائيتها .

ها هو فرايزر لامون واقف امامها الآن وجهاً لوجه .
كل ما بنته عنه في مخيلتها يعاكس تماماً شخصه .

فهو ليس بهذا الرجل المتسلط المتغطرس ,
ملامح وجهه تدل على الطرافة يخفيها و راء مظهر قاسٍ .

وهو لا يزال في لباس العمل و هندامه هذا يظهر قوة وصلابة جسمه .
قامته متوسطة , لكنه يوفوقها كثيراً في الطول وعمره لا يزيد عن الثلاثين عاماً .

إتكأ على مقبض الباب و سألها بصوت فرح وهو ينظر اليها بعينيه الزرقاوين :
" آنسة سميث هل استطيع ان اخدمكِ بشئ ؟".

وقبل ان تجاوبه ليزا ,
لمح جوني واسرع اليه وحمله بين ذراعيه ليتفحص رأسه .
" اراك قمت بعملٍ جيد ! ماذا حدث لك ؟".

ضربني دوك , تعاركت معه !".
وحاول جوني الامتناع عن البكاء فتدخلت ليزا فوراً لتنقذ الموقف :
"تقاتل جوني وحده ضد اثنين يكبرانه سناً وكان يحاول احدهما ان يرطم رأسه بشدة على الصخر ...
لكنهما لاذا بالفرار فور وصولي ".

امتقع وجه فرايزر و نظر الها باكتئاب :
"آنسة ليزا , لماذا تدخلتً في عراك جوني ؟".

وعادت اليها موجة الغضب , ما عليها الآن الا ان تجيب برباطة جأش ,
فقالت ببردوه :
" كان علىّ ان اتدخل لئلا يتعرض جوني للأذى !".

لم يعلق فرايزر على كلامها بل وجه سؤالا آخر الى جوني :
" من الذي افتعل العراك ؟".

اجابه جوني مرتجفاً :
" انا الذي بدات ,
كانا يقولان كلاما بذيئا عنك فلكمت احدهما ".

انفرجت ا سارير فرايزر و قال بهدوء :
" في دفاعك عني انت تقف موقفا شجاعا ,
لكن اسمع نصيحتي ولا تعرض نفسك بعد اليوم الى اي قتال ان لم تكن انت الأقوى .....
اللذين تعاركت معهما اليوم يفوقانك قوة وكان بامكانهما الحاق الاذى بك .
لا تعيد الكرّة ّ
هيا اذهب الآن الى المنزل و اطلب من السيدة دوبي ان تعد لك حماماً ..
انت بامس الحاجة اليه ... هيا ..... هيا ! ".

انفجر جوني باكياً واحتلّ ليزا شعور بالنفور
وغاب عنها وجهه الوسيم اللطيف و بدا لها سمجاً ,,,

فقال جوني باكياً :
" لا اريد ان اعود الى البيت .... اريد البقاء مع ليزا فهي الطف من السيدة دوبي ."

فصاح به فرايزر مؤنباً :
" هذا غير صحيح ! مدام دوبي لطيفة هي ايضاً !."

" اكرهها ! اكرهاا !
عندما تكون غائباً عن المنزل لا تكف عن توبيخي ."

" صاح به فرايزر من جديد بصرامة :
" هيا عد الى المنزل الآن !
لا اصدق ما تقوله!
هيا... اذ هب ! ".

تردد جوني قليلا في الخروج و استدار الى ليزا وهو يتجه نحو الباب بينما هي لم تفارقه للحظة بنظراتها الحنونة ,
وكان هو ايضاً يبادلها النظرات نفسها , كانه يدعوها للقاء آخر .
هذه المواجهة مع والده احرجت موقفه ,
فهي لا تستطيع الدفاع عنه و مخالفة اوامر فرايزر الذي يبدو قاسياً

اكتفت في الوقت الحاضر بابتسامة عريضة و قالت له :
" هيا جوني اذهب الآن , سنلتقي قريباً , اليوم بعد الظهر ان شئت , ساخرج لنزهة مع الكلاب ".

ابتسم جوني فرحاً وتوقف عن البكاء :
" هل يمكنني مرافقتكِ ؟".

" بكل سرور , متى تشاء ! ".

فصاح فرايزر مقاطعاً :
" جوني , عد الى المنزل ".

خرج جوني راكضاً وهو يحاول الالتفات ناحية ليزا مرة اخيرة ,,,

بغتةً وجه اليها فرايزر الكلام :
" شكراً لتدخلك آنسة ليزا , لكن ارى انه من واجبي ان القن جوني درساً ,
اريده ان يتكل على نفسه , كما اريده ان يعرف ايضاً متى يرفض العراك ".

ادركت ليزا انه فخور بما حدث ,
فيكفيها ان تنظر الى عينيه لترى مدى شعوره بالاعتزاز ,

هذا الامر زادها اقتناعا بالنفور الذي يسود علاقة السيد لامون بخالتها السيدة مود روي .

لكنها لم تفهم لماذا على صبي صغير تحمّل نتائج هذا الشعور بالفخر .

فوجهت اليه الكلام بشئ من اللوم الرصين :
" افهم كلامك سيد لامون , انه علىّ في المرة المقبلة ان اكمل طريقي ولا اتدخل لافسح مجالا لجوني للدفاع عن اسمك و شهرتك .
لكن اسمح لي ان اضيف انك نسيت امراً مهما :
ابنك جوني ما كان يرعض نفسه للأذى لو شعر ان هنالك من يعتني به .....

اما اذا كان باعتقادك انه بوسعه العراك بمفرده وينجح فانت مخطئ ....
فجوني لا يشبهك .

لم تتمالك ليزا نفسها لشدة شعورها بالغضب و الاشمئزاز ,,
ولم تدرك ما قالته الا عندما رات رد فعل فرايزر الذي كتف يديه بغضب مشحون
و اتكأ على الجدار و قال بصوت بعيد :
" انت تعرفينني اذن لهذه الدرجة و هذه اول مرة نتقابل فيها ؟".

" شعرت ليزا بالخجل , وحاولت عدم اظهار ذلك .

..

lovely sky
28-05-2007, 13:22
الواقع انها بنت صورة لشخصيته انطلاقا من الشائعات التي تحاك حوله ,
لكنها لم تقبل الاعتراف بذلك فصمدت وواجهته قائلة :
" أجل !
هذه اول مرة نتقابل فيها ومع ذلك ناديتني باسمي سيد لامون فور دخولك الى المكتب .

اجابها ضاحكاً :
" رأيت كلبكِ في الخارج ... هل نسيتِ انكِ تركتِ كلبيكِ خارجاً ؟
في القرى الصغيرة عادة , تتسرب الاخبار بسرعه البرق .....
سمعت عنك يا آنسة ليزا كما سمعتِ عني ....
لكن من الظاهر انكِ متأثرة بآراء خالتك السيدة مود !؟.

" كثيرون غير خالتي يوجهون اليك النقد ."
قطب فرايزر جبينه و قال فجأة حاولاً ان ينتقل الى موضوع آخر :
" كم ستطول اقامتكِ في اردمونت ؟".
" ريثما تتحسن حالة خالتي الصحية ."

" لا تتفائلي بالخير بشأن خالتك , فهي تشرف على الموت ".
" وما ادراك بصحة خالتي ؟".

سالته ليز بصوت متقطع وهي تحدق في عينيه , ففجأتها صراحته اذ جاب بصوت طبيعي :
" الم يصارحك احد بعد بالحقيقة ؟

الكل في اردومنت يعلم ما اصارحكِ به و على ما يبدو انكِ لم تقابلي الدكتور كلارك ".
" لا لم اره بعد , من الضروري ان يمر بنا غداً ."

" اذن اقبلي مني هذه النصيحة وطالبي الدكتور بالحقيقة ,
من الافضل ان تعلمي حقيقة الامر حتى لو صدمكِ الواقع ,
فالحقيقة تؤلم احياناً و لهذا يمتنع الناس عنها ."
واضاف ببرود :
"ما هو سبب قدومكِ في هذا الوقت و لم يحن بعد موعد الاجازة ؟".

الا يكفيه ما قاله حتى الان , وهو لا يعطي اية قيمة لشعورها بخطورة ما عرفته عن حالة خالتها الصحية .
كل ما يهمه هو متابعة الحديث من اجل الحصول على مزيد من المعلومات ,
كتمت مرة ثانية شعورها بالغضب و اجابته بلهجة عادية :
"كما سبق و قلت لك يا سيد لامون , اتيت الى اردمونت تلبية لدعوة خالتي ,
سمحت لي الظروف بالمجئ لانني وجدت نفسي غير مرتبطة بعمل ,
واذكرك ان خالتي ارسلت بطلبي لانني الوحيدة الباقيه لها ."

" كيف ذلك وانتِ تحملين اسم ليزا سميث و ليس اسم ليزا روي ؟".

" اسمي لزا روي - سميث , فالسيدة مود روي هي خالتي ,
اي ان والدتي تنتمي لعائلة روي و لقد عاشت سابقا في المنزل نفسه الذي تقطنه خالتي اليوم ."

" آه , تذكرت ! والدتكِ كانت ذات شعر احمر مثلكِ تماماً , فأنتِ تشبهينها !".
" شعري ليس احمر !".

" انتِ تميلين الى الون البصلي ... الا تعرفين ان روي بالاسكتلندية تعني " الاصهب ".
.... أي احمر الشعر ,,,
لماذا لم ترافقكِ والدتكِ ؟".

" مضى على وفاتها وقت طويل ......" .
" فهمت ! ".
واضاف ببرود :
" " اذت انتِ الوريثة الوحيدة بعد وفاة خالتكِ ؟ ولهذا السبب اتيتِ الى اردمونت ."

انفجرت ليزا وقالت بغضب :
" لم اكن اعلم قبل المجئ الى منزلك سيد لامون ان حالة خالتي الصحية تدعو للقلق ....
ولستُ ادري لماذا علىّ ان اجيب على اسالتك الوقحة ....
لكن اريدك ان تعل ان سبب قدومي الى اردمونت هو فقط للوقوف الى جانب خالتي ".

فقاطعها لامون ساخراً :
" هذا موقف شريف ونبيل !."

" انت لا تفكر في الاخرين الا تفكيرا سيئاً ."
" نادرا ما يحصل لي العكس .. علمتني الحياة ان العاطفة مضيعة للوقت ."
" اذن الانانية هي سيدة افكارك وتسير كل اعمالك ؟".
" ااذا شئتِ ذلك فليكن ."

تخيل لليزا انها رات في عينيه نظرة هازئة لكنها سرعان ما ادركت انها اخطأت ..

فاضافت :
"افهم من كلامك انك مستعد لاي شئ من اجل الحصول على ما تريده ؟."

فتأملها لامون جيداً قبل ان يجيبها , و تمتم قائلا بدون ان يغيب نظره عنها :
" نعم مسعد لاي شئ !".
ولاول مرة شعرت ليزا بحرج شديد كانها وقعت في فخ
فأرادت الافلات منه والهروب الى الهواء الطلق :
" لا اتعجب الآن بعد مواجهتك يا سيد لامون من سوء علاقتك بخالتي مود ــ واتجهت نحو الباب وهي ترتدي قفازيها وشالها وقبل ان تخرج اعلنت بوضوح :
" سيد لامون اعتقد انه لم يبق لدينا ما نقوله ,
اسعدت مساء .

" انا لدي ما اقوله لكِ يا آنسة سميث قبل انصرافك .....
اتمنى لو تعدلي عن اقتراحك في اصطحاب جوني للنزهة ,
لا تنسي اننا في قرية صغيرة و الاقاويل هنا تنمو بسرعة , وانا في الواقع بغني عنها ..

فتأملته ليزا عن قرب وبان لها جرح ظاهر في صغيه فقالت له بهدوء بالغ :
" لا افهم ماذا تقصد يا سيد لامون ؟".

" بخروجك مع جوني للنزهة ستفتحين مجالا للاقاويل الغادرة بالتكهن ان علاقتك مع جوني ليست سوى حافز تبغين من خلاله التوصل الى وضع آخر .....

قسالت بخجل :
" افهم من ذلك ان اهل القرية سيتهمونني باانني اقيم علاقة سرية مع والد جوني ؟".

" اجل ... وخاصة انكِ ما زلتِ في سن الشباب .....
لو كنتِ في العقد الرابع او الخامس لما تغير شئ ....."
واضاف بضحكة شيطانية :
" وانكِ على قدر لا باس به من الجمال بالرغم من لون شعركِ الاحمر !".

كانت كلمات لامون كافيه لاشعال غضبها من جديد .
وعادت اليها تفاصيل الجلسة الاخيرة مع ساندي حي كلمها عن علاقة مارجوري موريسون بلامون .
فادركت على الفور انه يلمح لهذه الرواية ,
باحثاً ربما عن وجه الشبه بينها و بين تلك الفتاة الطائشة التي وقعت في حب سيدها ,

فاتقدت نيران الغيظ في عينيها وقالت بقساوة :
" انت بهذه الطريقة تحرم ابنك جوني من الصداقة .....

" انتِ هنا آنسة سميث منذ اسابيع فقط و لم يسمح لكِ الوقت بعد لاكتشاف حقيقة الامور في اردمونت ,
لذا اكرر عليكِ طلبي ....
ابتعدي عن ابني جوني ....
لا اريد ان يلومني احد في المساقبل لانني كنت السبب في تشويه سمعتكِ ".

ورن جرس الهاتف في هذه اللحظة فرافقها حتى الباب وعاد ادراجه الى المكتب وسمعته يقول وهو يتحدث على الهاتف :
" سارة ّ هذا انت ؟
صباح الخير !
كنت انتظر مخابرتكِ ...
سأكون في لندن في فترة راس السنة , بلغي والدك هذا الخبر .... يمكننا ان نلتقي .....

وفي هذه الاثناء دوى باب المكتب خلف ليزا الذي يبدو ان لامون رفسه برجله من الداخل ولم تعد تسمع شيئاً ....
وابتعدت والاحمرار يغلف خديها و تسائلت :
هل يا ترى سمعت السكرتيرة التي تعمل في المتكب المجاور حوارها معه ؟

فور عودتها علمت ان السيدة مود تعرضت لنوبة قلبية خفيفة .
فاسرعت بطلب الطبيب بعد ان ساعدت خالتها على ملازمة الفراش .

وكم كانت دهشتها كبيرة عندما صارحها الطبيب بحالة مود الخطيرة مؤكداً بذلك ما قاله فرايزر لامون ....

فلم يبق للسيدة العجوز سوى ايام معدودة وهي تشرف حقا على .....
ولقد اخفت ذلك عنها , فمود تعلم بوضعها الصحي المتدهور ...
كم هي كبيرة هذه السيدة وصلبة !!

انها تضعف تدريجيا وعليها ملازمة فراشها بصورة متواصلة و لو تحسنت .

واضاف الطبيب قبل ان يغادرها :
" ساضع ممرضة في خدمتها "


وفي اليوم التالي وصلت الممرضة التي وعد بها الطبيب ,
امراة شابة ظريفة سمينة بعض الشئ , هادئة و بشوشة بالرغم من تراكم ساعات عملها في هذه المنطقة النائية .

فشعرت ليزا بالعزاء لوجودها الى جانب خالتها في هذه المرحلة الحساسة
ووعدت نفسها بالمكوث في اردمونت طالما ان السيدة العجوز بحاجه الى خدماتها

*لميس*
28-05-2007, 15:14
مشكوووورين وماقصرتو.....::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::



بصراحه القصص اللي كتبتوها رائعه جدا.... :o :o



وأنتظر التكمله بفارغ الصبر



ياليت أقدر أشاركم في الكتابه بس ماعندي قصص حلوه

ولا الوقت الكافي

بس ممكن سؤال؟؟... أنا عندي روايه

من روايات عبير القديمه

بس للأسف نصفها ضايع وبحثت

عنها في كل مكان ومالقيتها

وأسمها

(الندم) فإذا الروايه عندكم تقدرون تحطونها

ضمن التصويت الجديد؟؟



بالتوفيق::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::




Lamees

*****************

*لميس*
28-05-2007, 15:19
مشكورين ع القصه وماقصرتوا

انتظر التكمله بفارغ الصبر................


بس ممكن سؤال

أناعندي روايه من وايات عبير القديمه بس للأسف نصفها الأخير ضايع

وغلافها بعد....... بس بداية القصه عجبتني مرررررره

وبحثت عنها في كل مكان ومالقيتها للأسف

فإذا كانت الوايه عندكم تقدرون تتكتبونها أو تحطونها في التصويت الجديد؟؟؟؟؟؟؟

وأسم الروايه

((((((( النــــــــــــــــدم))))))




بالتوفيق
*****************************************

*لميس*
28-05-2007, 15:23
حلوووووووو ساعه حرب عشان ارسل الرد وينحذف وأعيده

واخر شي نزل ردين هههههههه

lovely sky
28-05-2007, 16:10
مشكورين ع القصه وماقصرتوا

انتظر التكمله بفارغ الصبر................


بس ممكن سؤال

أناعندي روايه من وايات عبير القديمه بس للأسف نصفها الأخير ضايع

وغلافها بعد....... بس بداية القصه عجبتني مرررررره

وبحثت عنها في كل مكان ومالقيتها للأسف

فإذا كانت الوايه عندكم تقدرون تتكتبونها أو تحطونها في التصويت الجديد؟؟؟؟؟؟؟

وأسم الروايه

((((((( النــــــــــــــــدم))))))




بالتوفيق
*****************************************



مرحبا حبيبتي
ما شاء الله على الردود ...
3 ردود مرة واحدة ...
والله احنا حظنا حلو .. http://img520.imageshack.us/img520/1148/061ji3.gifhttp://img520.imageshack.us/img520/1148/061ji3.gif

نورتي المشروع حبيبتي ... واسعدنا مرورك المميز اليوم ... و نشكرك على الردود الحلوة ...
ان شاء الله حبيبتي بندور على رواية الندم ..
وان شاء الله نحصلها .. http://img508.imageshack.us/img508/2038/36141oa0.gifhttp://img508.imageshack.us/img508/2038/36141oa0.gif

نشكرك جدا على رغبتك في المشاركة ..
و نعتبر متابعتك لنا و مرورك و ردودك مشاركة رائعه لنا في هذا المشروع
و يسعدنا ان الروايات عجبتك ..
http://img166.imageshack.us/img166/4152/3615131kq4.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/4152/3615131kq4.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/4152/3615131kq4.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/4152/3615131kq4.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/4152/3615131kq4.gif
واشكرك حبيبتي على مرورك المميز من جديد

وتقبلي تحياتي
lovely sky

http://img508.imageshack.us/img508/7416/footprintsxb7.gifhttp://img508.imageshack.us/img508/7416/footprintsxb7.gif

الحنونه
28-05-2007, 20:33
يسلمــوووووووووو ياقلبي على الجهووووووود


زمــان عنكم والله لكم وحشه ولرواياتكم


رواية انقذني الغرق رووعه
كملوهــا بسرعه تحمست




ناطريييييييييييين

ورده قايين
28-05-2007, 21:11
3- بداية التحدي

اتصل ساندي بليز في عيد رأس السنه مطمئنا عن حال السيدة مود وسرّ لمعرفتة ان ليزا ستبقى في اودمونت فترة اطول ودعته لتناول كوبا من الشاي :
- لحسن حظ خالتك انك تركت عملك السابق وأتيت لتستقري في اردمونت قليلا ويمكنني ان اضيف ان من حسن حظي ايضا انك اتخذت هذا القرار 0
- ماذا تقصد يا ساندي ؟
تصرفات ساندي المترددة والخجولة كانت تثير غضب ليزا فهو يعاملها كأنها من مادة البورسلين ويخاف عليها ان تنكسر 0 ارادت من سؤالها هذا ان تبعث فيه الجرأة كي يكون اكثر وضوحا 0 فشعر بالخجل من سؤالها وتمتم قائلا :
- اعني 00ارجوك لا تظني انني ارغمك على البقاء 000طبعا يمكنك ان ترفضي 0
- ساندي! انت تلف وتدور حول موضوع ما 00كيف تريدني ان اقبل او ارفض قبل ان اعرف ما بودك ان تقول ؟
- ما اريد قوله انني بحاجة ماسة اليك 0
- هكذا 00وبهذه السرعة ؟!
- لاتسيئي الظن ! في الواقع انا بحاجة لمواهبك كمصممة ازياء ولذوقك في تنسيق الألوان , الثوب الذي صممته من قماش التويد الذي اهدتك اياه والدتي كان رائعا ! مارأيك لو نعمل معا ؟ انت ترسمين لنا وتصممين الأزياء ونحن نصورها وننشرها في مجلات الموضة 0 بهذه الطريقة نكون قد حصلنا على الدعاية التي نحن بأمس الحاجة اليها وربما تضاعف مبيعنا !
- هل طلبت من ساره ان تعرض لكم بعض الموديلات ؟
- لا لم اكلمها بعد !
- لماذا ؟
تردد ساندي وقال وهو يشيح بنظره عنها :
- لا اظن انها سترضى 000اعني ستوافق على مساعدتنا 00
- ساندي ! اظن انك لاتريد ان تقترح عليها مشروع العمل هذا00الا تحبها ؟
فوجئ ساندي بسؤال ليزا وقام على الفور من مقعده ووضع كوب الشاي جانبا وقال بصوت ملجوم :
- لا اجد مبررا لحديثنا عن ساره ولا علاقة لها بالعرض الذي اقترحه عليك , هل تقبلين مشاركتي في العمل ؟
- لامانع عندي وهذا العمل يستهويني كثيرا 0 لكن يا ساندي ارجوك افهمني , ان لم ننشر الموديلات التي سأصممها في صحف ومجلات الموضة فعملنا لن يلقى صدى ولن نجني ثمرا0 والدتك حدثتني في هذا الموضوع وهي التي اقترحت علي فكرة عرض النماذج ونشرها , واعتقد ان سارة هي الشخص الذي يلزمنا 0
اشاح ساندي بوجهه وتقدم نحو النافذة وشعرت ليزا في هذه اللحظة انه حزين ومتوتر فقالت بهدؤ:
- اظن ان سارة الآن بصحبة فرايزر في لندن 0
فأدار ساندي وجهه نحوها واقترب منها بخطى سريعة :
- من اين اتيت بهذا الخبر ؟
- سمعت فرايزر يكلمها على الهاتف عندما زرته في مكتبه 0
- ولماذا زرته في مكتبه ؟
- رافقت ابنه جوني حتى البيت بعدما انقذته من عراك وقع بينه وبين صبيان في الحي 0
- وبالطبع لم تخف عنه شعورك بالمضايقة من تصرفاته الامبالية تجاه ابنه 0
- كيف عرفت ؟
- التقيت بفرايزر قبل سفره الى لندن لحضور معرض للسفن , لقد اصطحب معه ابنه جوني لأن السيدة دوبي تركت وظيفتها بعدما اخذت نصيبها من الرفسات واللطمات التي انهال عليها جوني في المرة الأخيرة عندما حاولت كعادتها الأعتناء به 0
- وماذا سيفعل هذا الولد المسكين في معرض للسفن ؟
- سيضجر او سيفتعل حماقات , ارجو ان تهتم به ساره كما يجب 0
- كان بأمكاني الأحتفاظ به طوال مدة غياب والده لئلا يضطر الى تعطيل مدرسته 0
فابتسم ساندي معلقا :
- لن يروق لخالتك مود استقبال ابن عدو لدود لها !
فأجابت ليزا بانفعال :
- لم يجد السيد لامون في اردمونت من يهتم بابنه في غيابه ؟ لا افهم هذا الوضع المعقد ! وماذا بشأن والدتك يا ساندي هل هي على علاقة طيبة معه ؟
- امي تحترمه كثيرا وتقدره لكن ابي يخالفها الرأي منذ وقوع حادثة مارجوري موريسون , ثم فرايزر يتجنب طلب المساعدة من احد 0 لو يتزوج لهانت جميع مشاكله 0
- من المعقول ان يتزوج ساره 0000هل تغار منه لأنه سيقابلها في لندن ؟
- لا ! هذا الأمر لايزعجني ابدا , يسرني ان تجد ساره السعادة مع فرايزر او مع سواه 0
فتجرأت ليزا وسألته من جديد :
- من الظاهر انك تحبها ؟
- احببتها فيما مضى وشئت ان تكون لي زوجة , لكنها فضلت السفر الى لندن كي تصبح عارضة ازياء , لم يكن بمقدوري ان اقدم لها شيئا بديلا !
- في أي حال ان لم تطلب منها انت مساعدتنا في مشروعنا الجديد سأتولى هذا الأمر بنفسي , لسارة علاقات هامة بوسعنا الأفادة منها , متى ستعود من لندن ؟
- قريبا – لايهمها كثيرا معرض السفن !
فتمتمت ليزا :
- الا اذا شاءت ان تفتن رجلا 0
كان شهر كانون الثاني (ديسمبر) هذه السنه لطيفا فتسنى للخالة مود النهوض من فراشها قليلا مما زادها عافية ونشاط ولم يغب عنها شئ من امور جرت وتجري من حولها , بل بالعكس , كانت تقف قرب نافذتها كلما سمحت لها حالتها الصحية حيث تراقب ما يحدث في الخارج 0 وفي هذا اليوم كانت منشرحة ومتعافية فجلست الى نافذتها كالعادة وما لبثت ان نادت ليزا بفرح داخلي :
- ليزا ! تعالي وانظري 000يبدو ان السيد لامون لم يباشر بورشة البناء اظنه لم يحصل بعد على رخصة البناء او نفذت امواله 0
- لا اعتقد ذلك ! انه مشغول الآن بتجهيز مناقصة سفن حصل عليها في لندن 0
- ومن اين لك هذه المعلومات ؟
- من جوني , التقيت به لدى خروجه من المدرسة 0
- وهل والده موافق على ذلك ؟
- اعتقد انه يجهل انني التقي بجوني 0
- لكن جوني يعرف تماما ان والده يمنعه من الخروج معك وانت بهذه الطريقة تدفعين الصبي الى الكذب 0
- لا اجد مانعا من خروج جوني معي للنزهة فهو بحاجة للرفقة 0 هذا الصبي حساس للغاية وذكي وبودي ان اعرفه اليك يوما , ليعلم انك لست شريرة الى هذا الحد الذي يتصوره 0
فضحكت مود وقالت بانشراح:
- لماذا يعتقد انني شريرة ؟
- لأنه يظن انك اقنعت جورج موريسون بالعدول عن فكرة بيع الفيلا 0
فتعجبت مود وسـألت :
- من الذي اوحى اليه بهذا ؟
- سمع والده مرة يقول لجورج موريسون انه متأثر بمواقفك ولهذا السبب يرفض عرضه لشراء " فيلا الشروق "000ماذا قلت بالضبط لجورج موريسون ؟
اجابت مود بلهجة واثقة من نفسها :
- قلت له لو انه تجرأ وباع الفيلا لفرايزر لامون لأخبرت الجميع في اردمونت ان ابنته كاذبة ولصة 0
- لصة ؟ كيف يمكنك اثبات ذلك ؟
- طبعا يمكنني اثبات ذلك ! كانت مارجوري تنظف لي المنزل في الماضي فافتقدت بعض الحاجيات كما فقدت بعض النقود , فكلمت والدها الذي استجوبها لكنها نفت التهمة 0
- اذن فأنت تعرفين ان من عادة مارجوري الكذب 0وهل تصدقين ما اشاعته عن فرايزر ؟
- لا اصدق شيئا مما اشاعته 00صحيح انني لا احب فرايزر لكن هذا لا يمنع ان يكون رجلا نزيها وصريحا 0
ما قالته مود اراح ليزا لأنها شعرت ان فرايزر اوحى اليها بالثقة في المرة الأولى عندما قابلته بالرغم من انجرافها قليلا مع مواقف خالتها فقالت مازحة :
- والله 000 ماظننت يوما انه بأمكانك اللجوء الى الأبتزاز !
انزعجت مود وأجابت بسرعة اعتراضية :
- انا لا امنعه من بيع الفيلا لشخص آخر0!
ثم اكملت , وهي تنتقل الى موضوع جديد :
- هل وصلتك اخبار من والدك ؟
- نعم 0 انه مستعد للمجئ عندما تسمح له اشغاله 0
- آه 0 انا اعرفه جيدا 0 سيطلعنا عن مجيئه ساعات قليلة قبل وصوله !
ثم تأملت العجوز اقتراب الشمس من صفحة الماء , وأضافت فجأة :
- اود ان اتعرف الى هذا الصبي 0 لقد فقد امه وجدته ايضا فارقت الحياة 0 ليأت غدا 0!
في اليوم التالي , طلب جوني بنفسه لو يمكنه المجئ فقالت له ليزا :
- بالتأكيد 0 فخالتي راغبة بالتعرف اليك 0
- صحيح ؟
- وألف صحيح ! واذا اعجبتها , ارتك الكنوز التي عندها !
- اية كنوز?
- ذكريات واشياء نادرة من الصين والهند واليابان.
- هل عندها العاب ايضا?
-نعم, لكن اياك ان تطيل الزيارة خالتي عجوز تعبه معرضه دائما للمرض ثم لاتنسى ان السيدة التي تهتم بك قد ينشغل بالها وهي تنتظرك.00
اجابها بجدية وكأنه من الراشدين:
- لامكان لها عندنا لقد غادرتنا .
- حقا ومن الذي يهتم بشؤون البيت والطعام اذا?
- والدي انه طباخ ماهر, وانا اساعده, تبقي مشكلة تنظيف البيت. 00منذ ايام زارتنا سارة لكنها لاتحسن الطهي00 لا اظنها تستطيع ان تصبح اما صالحة الامهات يعرفن تحضير الطعام .!!
ابتسمت ليزا في سرها هذا الصبي الذي عمره سبع سنوات يعرف ماعلى المرأة من واجبات. واضح انه لم يتعلم هذا من والده .
فهو يدير شؤونه بنفسه, اول زياره قام بها جوني لمود جرت بدون صدام.
فأعاد الكرة في اليوم التالي ثم نهار الأثنين حتى أخذ يزورها كل يوم كان يحدث الخالة مطولا ثم تريه كنوزها او يلعبان الورق00
حتى تشعر العجوز بالتعب فيلحق جوني بليزا الى المطبخ وتعطيه اقلام ملونه واوراق كي يرسم ويلون بفرح وحماس كانت ليزا تجهل اذا كان فرايزر على علم بعلاقتها بجوني
لكنها ابت ان تسأل الصبي عن ذلك لئلا يفقد فرحه وفجأه يوم كانا يعملان بحماس كبير حتى انهما نسيا مرور الوقت ادركت ليزا تأخر الصبي عن ساعة عودته الى بيته فهرعت معه الى حوض السفن وهي مستعدة للدفاع عنه من غضب ابيه00

ورده قايين
28-05-2007, 21:15
عند اقترابها من المنزل رأيا امرآة تغادر سيارتها بعدما اوقفتها في المرأب00 شقراء ,جميلة .انيقه. وممشوقة. تقدمت نحوهما وهي تقول للصبي بصوت حاد ومزعج :
- ماهذا انك متأخر جدا في العودة والدك ذهب يفتش عنك .
- كنت عند ليزا 00والخالة مود اعطتني هذا الفيل الرائع انظري 00 قال هذا وهو يريها فيلا صغيرا من العاج
تجاهلته المرأة ونظرت الي ليزا سائلة اياها بفضول :
- انت ليزا سميث?
- نعم وانت الأنسه سارة 00عارضة الأزياء اليس كذلك ? ضحكت الشقراء وهي تجيب :
- لو لم تعرفيني لكنت غضبت جدا 00السيدة لويس حدثتني عنك يبدو انك مصممة ازياء, ينقصنا الوقت الآن للتكلم عن هذا الموضوع لكني اود لو تصممي لي موديلا خاصا من قماش التويد المحلي00
هل نتناول الغداء سويا نهار الجمعه؟
اجابت ليزا وهي تفكر في ساندي:
- حسنا0
اضافت ساره :
- سيأتي فرايزر نهار الجمعه الى العشاء لديه عمل يربطه بوالدي يتعلق بأمر تصليح اليخت , ربما استطاع مرافقتك 00
هاهو قادم نحونا ستتدبرين الأمر معه 0
نظرت ليزا الى فرايزر الذي كان يتجه صوبهم فأفلت جوني منها في هذه اللحظة وهرع نحو المنزل 00اسرعت ساره بمخاطبته قائله:
- لاتشغل بالك كان جوني بين ايدي امينه بضيافة السيدة مود روي00
وكأنه لم يسمع ماقالته ساره اكمل سيره متجها بعصبية نحو ليزا وبخطى واسعه وقال بحدة :
- الم اطلب منك انسه ليزا ان تتركي هذا الولد وشأنه؟؟
اجابت ليزا بهدؤ بالغ بدون ان تتأثر بلهجة فرايزر القاسية:

- طلب مني جوني التعرف الى خالتي مود 00ولبيت طلبه , كان يأتي كل يوم بعد المدرسة وكل شئ يسير على مايرام بينه وبين خالتي الا اننا اليوم نسينا موعد العودة الى البيت0
هدأ فرايزر قليلا وأجاب متمتما :
- انا الذي اوحيت له برغبة في التعرف الى السيدة مود 00اقتربت منهما سارة بأستياء لأنها وقفت وحيدة جانبا وقالت لفرايزر :
- يجب ان اذهب الآن الآنسة سميث قبلت دعوتي الى العشاء مساء الجمعه هل يمكنك مرافقتها؟
اجاب فرايزر بصوت بارد :
- للأنسة ليزا سيارتها الخاصة ويمكنها ان تهتدي الى منزلك بمفردها 00
لم تحرك ليزا ساكنا بالرغم من رغبتها الشديدة بوضع حدا لوقاحته 0 اما سارة فأجابت بلهجة لامبالية:
-
كما تريد ياسيد فرايزر00 ليزا يمكنك الأستفسار عن منزلي من خالتك لاتبعد "كريدون هول" كثيرا من هنا انا في انتظارك كما اتفقنا نهار الجمعه مساء 00اتمنى ان اكون قد حصلت على قماش التويد تصبحين على خير0
قبل ان تغادر ساره المكان اضافت بصوت مغري وهي تخاطب فرايزر:
- أظن انه ليس من الضروري ان انتظر منك مرافقتي حتى السيارة !!
فوافق فرايزر بحدة :
- ليس من الضروري على الأطلاق0
أضافت ساره وهي تبتعد:
- من الواضح انه ينقصك الكثير من صفات الرجل الجنتلمان 00
- لست بحاجة لمن يؤكد لي هذا00 وامتعض فرايزر وحاول انهاء حديثه مع ساره واظهرت ليزا في هذه اللحظة رغبة بالرحيل فأمسك بها فرايزر قائلا:
- لاترحلي الآن 0 لدي ما سأقوله لك لو تفضلت وقبلت دعوتي الى المنزل 00
- هذا تصرف يخلو من الحكمة سيد فرايزر 0 الاتظن ذلك ؟ لو رآني احد ابناء القرية ادخل منزلك في هذا الساعة لجن جنونه 00
- اريد ان استوضح منك انسه ليزا بعض الأمور لو رفضت دعوتي سأضطر لمعاقبة جوني بشدة00
- لايحق لك سيد فرايزر معاقبة جوني بقسوة ولا اظنك ستجرؤ على ذلك00
- نسيت ان جوني ابني ويحق لي انا ودون سواي السهر عليه وعلى تربيته الا يكفي انه كذب علي طوال هذه المده زاعما انه كان يمضي فترة مابعد الظهر في المدرسه لنشاطات اضافية بينما هو في الواقع بضيافة السيدة روي اريد ان اعرف من علمه اختلاق هذا النوع من الأكاذيب؟ ستقبلين دعوتي ام لا ؟
- حسنا...حسنا..ياسيد فرايزر قبلت 0
واتجها نحو منزل لامون فلمحت ليزا سيارة سارة تبتعد وراء المنعطف وأضافت بهدوء :
- ارجوا الا تقسو على جوني هناك طرق كثيرة لمعاقبة ولد لا تتطلب قسوة ولا ضربا 0
- اعرف 00اعرف00 لكنني فقدت قدرتي على المثابرة بهذا الشكل 0 تفضلي0
وبينما هو يقفل الباب علا صوته في ارجاء المنزل مناديا جوني:
- جوني00 جوني 00لاحاجة بك للأختباء تفضل واشرح لي ماجرى معك0
خلع سترته ورمى بها علي المقعد واضاف وهو يتجه الى المطبخ :
- سنجلس في المطبخ وسأحضر طعام العشاء 00في هذه الأثناء تشرحين لي ماهي الأسباب التي دفعتك لأقناع جوني بزيارة خالتك مود !!
اجابت ليزا بأحتجاج:
- لم أحرضه على زيارتنا 0
ورافقته حتى المطبخ حيث انهمك في تحضير طعام العشاء بينما جلست هي على كرسي تراقبه بدا لها المطبخ في حالة لابأس بها من الترتيب لم تكن تتوقعها وأخذت تراقبه بشغف كيف يضع غطاء المائدة ويحمل الأطباق, ويوزع الملاعق والشوك والسكاكين 00لم ينس شيئا بالفعل ! ابتسمت بهدؤ وقالت له :
- نزلت عند رغبة جوني , فسمحت له بزيارة خالتي 0
اجاب فريزر بلهجة مشككة وهو يحضر قالبا من البيض المخفوق :
--- جوني لايطلب شيئا من اشخاص لاتربطه بهم علاقة حميمه 00فمن الظاهر انه وطد علاقته بك !
- من هذه الناحية انه يشبهك كثيرا , لهذا السبب كان بامكانك الأتصال بي للأهتمام به طوال فترة غيابك في لندن , لكنك لم تفعل 0
- انت سريعة الملاحظة يا آنسة ليزا , صحيح انني لا اطلب المساعدة من احد , خاصة اذا تعلق الأمر بجوني 00
واضاف فريزر بتهكم :
- ماذا تقصدين من تشجيعك لجوني بزيارتكم ؟
اجابت ليزا بغضب :
- لا اقصد شيئا يا سيد فريزر , يؤسفني ان اقول لك انك من فئه الناس الأنانيين الذين يبررون كل الأعمال ويعللونها 000وان كنت تريد ان تعرف السبب الحقيقي لأهتمامي بجوني فاعلم انني بكل وضوح وجدت هذا الصبي بحاجة ماسة الى عناية وأنت لاتهتم به بما فيه الكفاية !
قاطعها فريزر بنظرة مشككة مما زاد توترها وانفعالها فأكملت قائلة :
- انت لاتفهم حقيقة ما اعنيه , ظننت انه يمكنني مد يد المساعدة لجوني بهذه الطريقة , خاصة عندما اكتشفت انه فقد جدته ولا ينتظره احد في المنزل لدى عودته من المدرسة , زيارته لنا لاتزعجنا بل بالعكس , خالتي مود ترتاح له وتعامله كحفيدها !
انهت ليزا كلامها من دون ان تعرف وقع ما قالته على فريزر لأنه كان ما زال منهمكا في تحضير العشء , وفي وضعه هذا فهي لاترى منه سوى كتفيه العريضتين وشعر رأسه المقصوص حديثا 0 استدار على مهل واتجه الى المائدة فوضع الطبق بهدؤ من دون ان يظهر عليه أي انفعال كأنه لم يسمع شيئا على الأطلاق !

ورده قايين
28-05-2007, 21:17
من جديد علها تخفف من توتره قبل ان يرى جوني , فقالت له بأدب :
- سيد لامون , مازلت انتظر منك تعليقا على كلامي , اما دعوتني من اجل هذا التوضيح ؟
لكن فرايزر لم يحرك ساكنا بل حافظ على موقفه اللامبالي مما اشعل في ليزا رغبة اقناعه بموقفه الامبالي هذا , وبالتالي التشديد على اهماله لابنه فقالت بجرأة كافية :
- سيد لامون 0 هل فهمت ماهو سبب اهتمامي بجوني ؟
كان سؤال ليزا هذه المره محكما فلم يستطع لامون التظاهر بعدم سماعه فأجاب :
- اخشى ان يتعلق بك جوني فيصعب عليه فيما بعد – أي عندما ترحلين من اردمونت – فراقك 0!
- لا انوي مغادرة اردمونت في الوقت القريب فخالتي مود مازالت بحاجة الي وربما سأعمل في المصنع مع ساندي لويس 0
في هذه اللحظة اقترب جوني من والده وهو مازال يحمل الفيل الصغير بيده , فقال له وهو يشير الى الفيل , كأنه يحاول التخفيف من غيظ والده :
- السيدة مود اعطتني هذا الفيل 00
وأضاف بلطف :
- السيدة مود لطيفة 0ولم تكن على النحو الذي وصفته لي 00اما زلت غاضبا من ليزا ؟
بدت ابتسامة رقيقة على شفتي فرايزر لامون , لكنه اخفاها بسرعة وقال بلهجة قاسية :
- تصرفاتك في المدة الأخيرة اثارت غضبي وانا مستاء منك جدا 000
كان عليك مصارحتي بالحقيقة بدلا من لجوئك الى الكذب 00جوني احذرك , فلن اصفح عنك بهذه السهولة في المرة المقبلة ان عاودت الكرة ! اريد ان اعلم الى اين تذهب لئلا اضيّع وقتي في البحث عنك 0
فأجابه جوني متمتما :
- اجل 00حاضر !
واضاف بعصبية :
- هل يمكن لليزا تناول العشاء معنا ؟
- هل هذا الأمر يفرحك ؟
- نعم ! ليزا طاهية ممتازة اعدت لي قالبا من الحلوى اليوم بعد الظهر 0
اجاب فرايزر بجفاف :
- مضى وقت طويل ولم اذق طعم الحلوى 00انا احسدك فأنت سعيد الحظ !
ثم سأل ليزا :
- هل تحبين مشاركتنا تناول العشاء؟
تمنت ليزا في هذه اللحظة الى جانب جوني وقبول الدعوة , كما تمنت مشاركة فرايزر في تحضير العشاء ومرافقة جوني حتى فراشه كي تروي له حكاية حتى يخلد الى النوم 0 لكن هذا الشعور اقلقها فقالت بصوت خافت :
- شكرا لك لهذه الدعوة لكنني افضل العودة باكرا 0 ستقلق خالتي مود لغيابي 0
- بالطبع !بالطبع !
اجابها فرايزر بلهجة ساخرة وأكمل :
- هذا تصرف لاتنقصه الحكمة 0
ولم يتوقف عند معارضة جوني واحتجاجه على ذهاب ليزا بهذه السرعة , مما اوحى اليها انه ارتاح لعدم قبولها الدعوة فتملكها نوع من الحقد تجاهه بدون ان تفهم حقيقة هذا الشعور وسببه , فتدخل جوني من جديد محاولا انقاذ الموقف :
-ايمكنني زيارة السيدة مود غدا ؟ وعدتني بأنها سوف تعلمني لعبة الدومينو !
صرخ به فرايزر معترضا :
- كلا !
- ولأي سبب ؟
- السيدة مود لاتحبني ولا اريد ان تكون مصدر ازعاج لها !
تدخلت ليزا بلهجة اعتراضية :
- جوني لا يزعج احدا يا سيد لامون 0
- لن يدخل جوني بعد اليوم منزل السيدة مود !
ادركت ليزا انه يتضايق من تدخلها في شؤونه الخاصة , فاتجهت نحو الباب الخارجي ورافقها حتى المدخل وهو يخاطب ابنه الذي بقى في الداخل :
- جوني انتبه لطبق البيض على النار سأرافق الأنسة سميث حتى المدخل 0
اجابت ليزا معلقة بلهجة لامبالية :
- لاتعذب نفسك 0 صفات الرجل الجنتلمان ليست لك 0
- حسنا ! تدبري امرك بنفسك يا انسه ليزا واذا حدث لك مكروه في الظلمة خارجا , فأنت المسؤولة وارجوك الا تعودي ادراجك شاكية 00
اغلق الباب خلفها , واحست ليزا بوقع كلامه اللاسع عليها 0 ففي الواقع الظلمة حالكة وكثيفة في الخارج وتحجب الرؤية وفهمت ماكان يعنيه فحاولت جاهدة هبوط السلم 0 انزلقت رجلها وارتطم كاحلها بالدرجه فصرخت :
- تبا لكبريائي ! هذا هو الثمن ! في المرة المقبلة يا ليزا سميث لاترفضي صفاته الحميدة !
وحاولت الوقوف الأصابة كانت طفيفة وتذكرت كلام سارة عندما نعتته بالرجل الفظ , الخشن , فهو في الواقع لا يتودد للنساء ولا يعاملهن كأنهن مخلوقات ضعيفات , بل بالعكس يعامل المرأة على قدم المساواة اسلوبه يخلو من الأطراء والمواربه ولا يتردد في استعمال القسوة احيانا 0 ربما هذه الناحية من شخصيته تشدها اليه فهي تراه من صنف الرجال النادرين الذين يعتمد اسلوبهم الصراحه والمواجهة الواضحة 0

ولشدة انغماسها في إعادة صور ما جرى بينه وبينها هذا المساء, نسيت آلأم الذي يوخز كاحلها 0
وأخذت ليزا تمشي بعصبية كأنها تسابق الريح فالطقس في الخارج يحمل صقيعا يزيدها حيوية وحماسا 0 فلم تتوقف أفكارها عن الدوران كقفير نحل , وبدأت تشكك في الأسباب التي عرضها عليها عندما وضحت سبب اهتمامها بجوني 0 فعلى ما يبدو يحاول أن يتجنبها ولهذا السبب كان جوابه قاطعا وحازما0 !
في اليوم التالي لم يمحي الليل ما حملة النهار فمع بزوغ الفجر نهضت ليزا ورأسها ملئ بضجيج الأمس وبدأت يومها بزيارة لساندي في المصنع وأخبرته أنها واجهت سارة البارحة قالت ليزا :
- التقينا صدفة ودعتني الي العشاء مساء الجمعة , وأظهرت رغبتها في التعاون معي فهي تريد أن أرسم لها موديلا من قماش التويد الذي تصنعه أنت هه 000 ما رأيك ياساندي 0 اراها فرصة مناسبة لنعرض عليها مشروع العمل سويا من آجل النشره الإعلامية !
فإجاب ساندي بهدؤ مبالغ فيه :
- أتمنى لك النجاح ! والدتي تعد لك قماشا رائعا 0هل ترافقينني إلى المنزل؟
اختارت السيدة لويس لليزا اللون البنفسجي والقماش الذي تتخلله بعض الأزهار الناعمة الرقيقة0 هذا اللون الذي يحمل ألوان صباح الشتاء له عند ليزا صدى تحن إليه وتشتاقه !
أمضت في رفقة السيدة لويس فترة ما قبل الظهر ولدى مغادرتها للمنزل يرافقها ساندي لاحظت عند ألباب فروتان , جذبها صوفهما الناعم وسألت ساندي بفضول:
- فروتان رائعتان! هل تخصان أحد ؟
- ابنة أختي شيلا طلبت مني سترة فحضرت لها هاتين الفروتين 0
اقترحت ليزا بحماس :
- يمكنني أن أصبغهما وأجهز السترة0
- حقا؟ أنت تصممين نماذج للفرو كما للتويد؟
- أجل وبمقدوري أيضا ان اصبغ القطعتين معا وارسم لهما الشكل المطابق0
بدأ ساندي متحمسا للغاية فأسرع قائلا:
- خذي هذه الفروة وأخضعيها لتجاربك وأطلعيني فيما بعد على النتائج!
عادت ليزا الى منزل خالتها ورأسها يضج بالمشاريع الجديدة 0 فمنذ وصولها إلى اردمونت ومكوثها طوال هذه الفترة لم تشعر بالغربة أو بالأنزعاج 0 بل بالعكس حضورها هنا يريحها كثيرا لدرجة أنها تكاد تعتقد أنها ولدت في هذه الجزيرة وعاشت فيها 0 وكأن ساندي احس بشعورها فقال لها يوما أنها قدمت على خطوة سعيدة عندما استقالت من عملها السابق 0 فما كانت تريده أن يتحقق على صعيد مهنتها يحصل الآن بصورة طبيعية 0 لا أحد يعاكسها ويقف حاجزا بين حاجتها إلى الإبداع وبين تمسكها باستقلاليتها 0 إنها اليوم تتمتع بلذة الإنتاج كما يحلو لها0 هذه الأجواء المريحة تدخل الفرح الى قلبها خاصة ان ساندي يدفعها للعمل , يزيدها حماسا ولا يعطلها بل يترك الخيار لها في شتى الميادين , وفي جميع المواقف, وغافلها الوقت وهي في طريق العودة فأحست في حاجة للإسراع كي يتسنى لها الجلوس مع خالتها قرب المدفأة والدردشة معها قليلا قبل أن يسبقها النعاس 0 ولم يدم شعورها هذا بلذة تبادل أطراف الحديث إذ فاجأتها الخالة مود بوجه شاحب قاتم فسألتها بارتياب :
- ماذا جرى؟
كان قلبها يخفق كصنج يرن لخشيتها أن تكون مود قد تعرضت لنوبة قلبية ثانية فأنقذتها مود من قلقها المفاجئ , وقالت وهي تشير بعصبية إلى النافذة:
- انظري ! انظري ! ماذا يجري في الخارج!
أسرعت ليزا الى الشرفة , لاح لها في الجهة المقابله لمنزل خالتها عمال يفرغون حمولة شاحنة ويبدو أنهم يستعدون لورشة بناء 0 فصرخت مود وهي ترفع عصاها عاليا:
- ألم تلتقي بهم وانت في طريقك إلى هنا؟
- لم أنتبه كنت أفكر بأشياء أخرى0
- هاهو فرايزر لامون يستعد للبناء لقد حصل أخيرا على الإجازة0 أضافت مود بعصبية أقوى:
- اتصلت بسكرتيرته لأتأكد من شرعية إجازة البناء هذه فلم أجده في مكتبه 00 يبدو إنه اضطر للذهاب بصورة مستعجلة إلى مدرسة ابنه جوني وأنا بانتظار مخابرة منه !
- اهدأي ياخالتي ارجوك 0 ربما احتجزه أحد لأمر خطير0
- ماذا؟ أنت تدافعين عنه ؟
- لا أبدا لا تخافين لن يتردد في المجيء فهو لا يخافك 0
- نعم لا يخافني ! هذا هو سر قوته, وتفاقم مصيبتي0
ولم تخفي مود تذمرها الشديد من الوضع وتمنت ليزا لو يمضي الوقت بسرعة ويحضر بسرعة لترتاح من شر هذه المواجهة فهي تخشى أن تتعرض خالتها لمكروه لفرط عصبيتها وتوترها0
وبعد مرور ساعة من الوقت قرع ألباب بقوة فهرعت ليزا إلى المدخل : السيد فرايزر لامون عند ألباب0 وبلحظة ألقت نظرة سريعة عليه0 فبدا لها غريب الأطوار في هندام العمل , دخل بخطى واسعة وهو يحمل بيده مظروفا 0 لم يرد على التحية المسائية التي وجهتها اليه 0 واتجه توا نحو الصالون والقى التحية بصوت حميم :
- اسعدت مساء ياسيدة مود 0كيف حالك اليوم؟
- كنت في أحسن حال ياسيد لامون إلى ان ألقيت نظرة إلى الخارج من نافذتي 000 هل حصلت أخيرا على إجازة البناء؟
لم يجب السيد لامون على السؤال , بل اكتفى بتسليمها المظروف استعجلت في فتحه ولم تمض ثوان حتى امتقع وجهها , فطوت الرسالة بسرعة وابعدتها عنها بحركة هجومية صارخة في وجهه:
- ما يجري هنا في هذه القرية يحيرني 0 فمن جهة يدعي المجلس البلدي بتطبيق قانون الحفاظ على البيئة ومن جهة أخرى يسمحون لك ببناء مشغل على أراضي تخص الأملاك العامة!
- المشغل الذي أنا بصدد بنائه يا سيدة روي ليسا أكثر بشاعة عن مصنع أقمشة التويد الذي يحتل قسما كبيرا من أراضي اردمونت واسمحي لي ان اضيف وأضح لك أن الأراضي التي أبغي البناء عليها لا تخص المجلس البلدي إنما هي ملك أجدادي ولم يتطلب مني هذا الأمر جهدا خاصا لإثبات حقي الشرعي في الملكية 0
- لماذا لم يستغل إذا والدك أو جدك هذه الأرض في السابق ؟
- لأنهما لم يكونا في حاجة إلى ذلك 0 كان يكفي لجدي في ذلك الوقت بيع سبع بواخر في السنة لتأمين مدخول العائلة بصورة صحيحة , أما والدي كما تعرفين ياسيدة روي فقد أشرف على الإفلاس في أيامه الأخيرة ولا أتمنى لنفسي مصيرا كمصيره0
واضاف فرايزر بلهجة واثقة:
- نحن في اليوم نعيش في عصر تغيرت فيه الحاجات وأساليب العمل جدي ووالدي لم يرغبا في التوسع أما أنا فمضطر لمجاراة العصر وللتمشي مع السوق المحلي 0 في أيامنا هذه صناعة اليخوت تشهد منافسة قوية لذلك يجب علي التأقلم مع الوضع الجديد وبناء اليخوت من الخشب آي حسب الشكل التقليدي , لم يعد يكفي لتلبية حاجة السوق يخوت اليوم تختلف كثيرا عن السابق وتتكاثر الطلبات حول اليخوت المزججة المصنوعة من ليف الزجاج ولدي الكثير من التوصيات على تسليمها في مواعيدها 0 لذلك ياسيده روي أنا بحاجة ماسة إلى هذا المشغل ! لو تتخلين عن عواطفك الرومانسية وتحكمين عقلك وتنظرين إلى الواقع بوضوح لقبلت عرضي بشراء منزلك 0 ولما كنت اليوم تتحسرين على المنظر الجميل الذي سأحرمك منه خاصة وأنني سأبني حاجزا عاليا سيحجب عنك الرؤية كليا !

بينما كان فرايزر لامون يسترسل في كلامه , حاولت السيدة روي مقاطعته مرارا لكنه لم يفسح لها مجال فكان في كل مرة يحاول منعها برفع صوته عاليا, أخيرا التفت ناحيتها بأدب وقال بابتسامة:
- جاء الآن دورك , تفضلي!
- كان يتوجه فعليك من باب اللياقة أن تترك الكلام للأكبر منك سنا !
- اعتقد أن العكس هو الصحيح ياسيده روي, من باب اللياقة عدم مقاطعة المتكلم أثناء حديثة0
وأضاف فرايزر لامون بآدب:
- تعلقك بهذا المنزل يا سيدة روي هو تعلق عاطفي فقط فما حاجتك لمنزل رطب يلعب فيه الهواء من جميع جهاته 00 وأنت تحتفظين به لشعورك بالفخر وفخرك هذا ليس في محلة!
- أنت الذي يتحدث عن الفخر الذي في غير محلة ياسيد لامون !
فتابع فرايزر غير آبه بتعليقها وبعكسها الحجة عليه:
- لو أقدمت على بيع منزلك في الخريف لكنت اليوم تسكين شقة حديثة ولكانت صحتك في أحسن حال0!

ورده قايين
28-05-2007, 21:20
- موضوع شراء منزلي ياسيد لامون انتهينا منه , شرحت لك في السابق أنني سأوصي به إلى احدى قريباتي0 الوريثة الوحيدة لعائلة روي 0 واحب أن انبهك إلى مشروعك بشراء "فيلا الشروق" فلا تعتقد أنك ستنجح في إقناع صاحبها بذلك00جورج موريسون يتقيد عادة بنصائحي000 ولن يبعيك أبدا0!
- لا يزعجني هذا الأمر على الإطلاق! لست بحاجة إلى الفيلا في الوقت الحاضر!
وأضاف بعصب بارد:
- ارجوا ان اكون قد أقنعتك ياسيدة روي بأن ورشة عملي شرعية وتتمتع بإجازة قانونية0؟
- للأسف يا سيد لامون !
وأضافت مود بلؤم :
- اطلب منك أن تمنع ابنك من تكرار زياراته لنا, لا أحب مشاهدته فهو يذكرني بوالده وأنت تذكرني بجدك 0 وهذه الذكريات تؤلمني, ألا يكفيني ما فعلته عائلتكم بحياتي؟
أحست مود بتعب مفاجئ مما شغل بال ليزا عليها , لكن فرايزر لم ينهي حديثه معها فأضاف كأن شيئا لم يكن:
- لم اسمح يوما لجوني بزيارتك ياسيده روي , جرى الأمر خارجا عن إرادتي 0 00 تصبحين على خير اتصلي بي اذا عندك من جديد حول عرضي الدائم بشراء منزلك 0
واتجه فرايزر الى المدخل فلحقت به ليزا وخاطبته قائلة :
- أعتذر لما بدر من خالتي أرجو ألا يسئ هذا الأمر إلى جوني ؟!
اجاب فرايزر باقتضاب :
- لا ,سوف يعتاده0
- تماما كما اعتدت أنت المراحل المؤسفة من حياتك000 عندما رحلت والدتك من اردمونت الى غلاسكو بعدما باعت أملاكها00 أو عندما توفيت زوجتك0!
صرخت ليزا بوجهه هذا الاتهام فحل عليه كالصاعقة لكنه لم يحرك ساكنا بل حافظ على جموده مما أدهش ليزا وتعجبت من مقدرته في السيطرة على نفسه 0 لكنها قرأت في عينيه مقدار إهانتها له0
فأضافت محمومة :
- لن يمنعني أحد من رؤية جوني , لا انت ولا 000 حتى خالتي مود!
اجاب فرايزر بصوت بارد :
- لن ترين جوني بعد اليوم00 في أية حال00 إنه في المستشفى!
قالت بصوت متقطع :
- ماذا جرى له ؟ لماذا في المستشفى؟
- حادث في ملعب المدرسة سببه انفعال عنيف!
اجاب فرايزر ببساطة بالغة كأنه يتحدث مثلا عن حالة الطقس بينما أحست ليزا أن الأرض أنزاحت من تحتها0 فأسرعت في إنهاء الحوار قائلة باستسلام:
- متأسفة يا سيد فرايزر لما حصل لجوني 000
ولم تجرؤ على قول المزيد خشية أن يلحظ أنفعالها الشديد, خاصة أن حافظ على رباطة جأشه , لكنها لم تستسلم بسهولة لفكرة عدم ذهابها لزيارة جوني في المستشفى فقررت اغتنام هذه الفرصة والحت عليه قائلة :
- سأزور جوني في المستشفى حتما!
فصرخ فرايزر في وجهها كاسرا وجهه الجليدي الذي حافظ عليه حتى هذه اللحظة:
- لا !
هبط جوابه عليها كالفأس وقالت باستغاثة:
- لماذا فربما يمكنني مساعدته على الشفاء!
- تساعدينه على الشفاء ياآنسة إذا ابتعدت عنه!
أجاب فرايزر بغموض بالغ وعيناه تقدحآن شررا كعادته عندما يضطر لإظهار حقيقة شعوره 0 وارتعشت ليزا لهذه النظرات التي طالما ارتعدت لها واهتزت في أعماقها0
وخرج داويا خلفه الباب بقوة وبقيت وحيدة متجمدة في مكانها كلوح من الثلج0 وأخذت تلجم أنفاسها وتلملم انفعالها محاولة التأمل في رسم احتل جدار المدخل00 وضاع نظرها في البعيد000 البعيد
00

lovely sky
29-05-2007, 09:26
يسلمــوووووووووو ياقلبي على الجهووووووود


زمــان عنكم والله لكم وحشه ولرواياتكم


رواية انقذني الغرق رووعه
كملوهــا بسرعه تحمست




ناطريييييييييييين

http://img201.imageshack.us/img201/5486/4545bf6.gif
مرحبا حبيبتي
وانتي بعد الك وحشة ...
http://img510.imageshack.us/img510/5225/363121bn5.gif
منورة المشروع دايـمــــــــاً ان شاء الله
http://img517.imageshack.us/img517/3558/362225nf2.gif
مشكورة حبيبتي على متابعتك وردودك الرائعة ..
وان شاء الله التكملة قريب
http://img201.imageshack.us/img201/4827/36137ms2.gif


http://img517.imageshack.us/img517/1343/2991143e5fe0187b3cgp7.gifhttp://img517.imageshack.us/img517/1343/2991143e5fe0187b3cgp7.gif

lovely sky
29-05-2007, 09:37
http://img517.imageshack.us/img517/192/122zf8.gif

اشكر اختي الحبيبة وردة قايين على هذا الفصل الرائع ...
مشكورة جدا حبيبتي
http://img510.imageshack.us/img510/3847/w6ww6w20050427090610201tf2.gif
و مجهود رائع جدا و منسق بشكل رائع

http://img519.imageshack.us/img519/5020/71942063ub1.gif

والله يعطيكي الف عافيه ...

http://img519.imageshack.us/img519/2621/w6w20050419194104154860fw6.gifhttp://img519.imageshack.us/img519/2621/w6w20050419194104154860fw6.gifhttp://img519.imageshack.us/img519/2621/w6w20050419194104154860fw6.gifhttp://img519.imageshack.us/img519/2621/w6w20050419194104154860fw6.gifhttp://img519.imageshack.us/img519/2621/w6w20050419194104154860fw6.gifhttp://img519.imageshack.us/img519/2621/w6w20050419194104154860fw6.gifhttp://img519.imageshack.us/img519/2621/w6w20050419194104154860fw6.gifhttp://img519.imageshack.us/img519/2621/w6w20050419194104154860fw6.gifhttp://img519.imageshack.us/img519/2621/w6w20050419194104154860fw6.gif

*لميس*
29-05-2007, 14:13
ماشاء الله عليكم تعرفون متى توقفون

مسكين (جوني) رحمته

أما لامون فهو اسم على مسمى (فرايزر) هههه

تحمست مع الأحداث لاتتأخرون علينا بالتكمله

ولا راح أألف التكمله بنفسي وأكتبها


**************************************************

lovely sky
29-05-2007, 15:03
ماشاء الله عليكم تعرفون متى توقفون

مسكين (جوني) رحمته

أما لامون فهو اسم على مسمى (فرايزر) هههه

تحمست مع الأحداث لاتتأخرون علينا بالتكمله

ولا راح أألف التكمله بنفسي وأكتبها


**************************************************





مرحبا حبييبتي لميس
منورة الصفحة عزيزتي
http://img503.imageshack.us/img503/2905/45456110ul4.jpg
والله كلامك مثل العسل
و عسووووووووووووووولة جدا جدا جدا

و ان شاء الله حبيبتي ما راح نتاخر ...
ان شاء الله بكره اختنا الحبيبة الامل راح تنزل لنا الجزء الرابع

http://img518.imageshack.us/img518/8200/w6w20050413224719626120yt0.gif
و نحن نعتذر لكم ان الفصل ما راح ينزل اليوم لان اختنا الامل وصلها الرابط تبع الرواية اللي راح تكتبها متأخر بسبب مشكلة كانت موجوده في استقبال الرسائل ...
والحمد لله الحين هيه تقوم بكتابة الفصل الرابع
http://img518.imageshack.us/img518/6203/33102gv4.gifhttp://img518.imageshack.us/img518/6203/33102gv4.gifhttp://img518.imageshack.us/img518/6203/33102gv4.gifhttp://img518.imageshack.us/img518/6203/33102gv4.gif

ونحنا منتظرينها ان شاء الله بكره

و اشكرك جدا جدا لميس على خفة دمك و كلامك الرائع جدا
http://img518.imageshack.us/img518/3192/36121ap3.gifhttp://img518.imageshack.us/img518/3192/36121ap3.gifhttp://img518.imageshack.us/img518/3192/36121ap3.gifhttp://img518.imageshack.us/img518/3192/36121ap3.gif
ونسعد دائما برؤيتكِ و قراءة ردودك الجميلة
http://img508.imageshack.us/img508/1911/36133yu5.gifhttp://img508.imageshack.us/img508/1911/36133yu5.gifhttp://img508.imageshack.us/img508/1911/36133yu5.gif


http://img508.imageshack.us/img508/9223/4ddp1k9xg4.gif

الامل2
31-05-2007, 05:33
انا اسفة جدا جدا على التاخير

يلة هذا الفصل الرابع



4- هدنة سلام .




انفجرت السيدة روي باكية كسائر المرضى اللذين يقلقهم أي خبر مشوش و ذلك عندما اخبرتها ليزا بان جوني لامون في المستشفى بسبب حادث وقع له في المدرسة .
-لو وصلني هذا الخبر قبل حضور فرايزرالى منزلي.لما تعرضت له بهذه الطريقة العدائية ....كنت اريد معاكستة فقط ..لا اعرف أي سلاح استخدم لاخضاعة ..هذا فرايزر اللعين 000 كيف احطمة .؟
لم تجد ليزا جوابا فهي ايضا تبحث عن نقطة الضعف في شخصيتة .
خالتها على حق فرايزر لامون من الرجال الاشداء الذين لا يشهل احباط عزيمتهم 0لكن حالة خالتها لم تتحسن فعادت الى الكلام و باسف شديد قالت :
ليزا اتصلي بفرايزر لامون يوميا للاطمانان على جوني . ما ذنب هذا الولد الصغير ؟ فكري بطريقة يمكننا بواسطتها مساعدتة 0ان نرسل له زهور او أي شي 000لست ادري لئلا يعتقد بانا تخلينا عنة .
-حسنا سافعل .
-لن يطمئن لي بال يا ليزا حتى اكتب المنزل باسمك شرعيا 0ساتصل اليوم بكاتب العدل 000اتعتقدين بانه يجب جس نبض فرايزر لامون قبل المباشرة بهذة المعاملة كي نعرف على الاقل ماهي نواياة ؟
-سوف احاول لكنني لن اعدك بشي فالسيد لامون يتجنبني و لا اعرف السبب 0من الافضل ان استقصي بعض المعلومات عنه من ساندي 0
و بالفعل امضت ليزا اسبوع كامل تتصل بمكتب فريزر لامون للاطمئنان على جوني وفي كل مرة تجيبها السكرتيرة بتحفظ شديد كانها تلبي ما طلب منها وتنفذ تعليمات مديرها 0
اغاظ هذا الوضع ليزا فهي لا تعرف شي عن جوني سوى انة ( تحسنت حالتة )0فقررت يوما كسر هذا الطوق من العموميات و طلبت من السكرتيرة امكانية زيارة جوني في المستشفى فهي تود ان تحمل اليه بعض الحلوى التي يحبها 0
صعقت السكرتيرة لكنها لم تظهر أي انفعال خاص بل على العكس وجدت جوابا ملائما و مناسبا و قالت بلهجة موضوعية :
اعتذر يا انسة ليزا لن يمكنني تحقيق رغبتك 0ارشادات الطبيب صارمة 0لا احد يزور جوني على الاطلاق 0حتى والدة السيد لامون امتنع عن رؤيتة 00جوني بحاجة ماسة للهدوء و الراحة
فهمت ليزا انها لن تفيد شي من مخابرتها الهاتفية لسكرتيرة لامون الانسة جانين و قررت الاتصال بالمستشفى مباشرة يكفيها ما سمعتة من جانين 000 لا شي يدعو الى الطمئنينة و التفاؤل 0و مرة اخرى اصطدمت بجدار سميك كيف ستنجح مع فرايزر لامون ؟ قالوا لها في المستشفى انه لا يحق لها الاستفسار عن حالة جوني طالما انها ليست من اقاربة0(مسكينة ما عطوها وجة )0 لكنها هذة المرة لم تدع الالفشل يحططمها و يحبط من عزيمتها فقررت ركوب السيارة و قطع مسافة 30كلم للمستشفى 0و سترى ما سيكون رد فعل السيد لامون ؟ يكفيها ان تسال الطبيب عنه مباشرة و شخصيا و تترك له بعض الحلوى 0و بينما هي تستعد للخروج رن جرس هاتفها و على الخط سارة شيزهولم :
الو ليزا 00اسعدت مساء احب ان اذكرك بموعد العشاء غدا و ارجو ان تكوني متفرغة و لم تنس الدعوة 0
-لا ابدا 000لم انس انا متشوقة جدا لمقابلتك لدي ما اطلعك علية 0
و كانت تعني الفروتين اللتين اجرت عليهما تجارب الصباغ 0
اجابتها سارة :
عظيم فرايزر سيكون غدا اكد لي هذا الامر اليوم 0
-هل طمانك على جوني ؟0
-لا لم يفعل و انا لم اسالة اعرف فرايزر جيدا فلا يجب ان يتدخل احد في شؤونة الخاصة 0
-ولماذا هذا التكتم ؟
-اضنة يخاف ان تستغل الناء و ضعة العائلي و يستعملن جوني للوصول اليه 0اعتقد انة على حق علمتة التجارب الماضية ان يكون حذرا 000 و هذا ما جرى لي شخصيا كما حدث لغيري في السابق 000 و لكن هذة المواقف لا تؤثر فيه على الاطلاق 0
و اضافت سارة بلهجة وقحة :
لم استفسر منك يا انسة ليزا عما به جوني بالضبط ؟
-تعرض لحادث في المدرسة وهو الان في المدرسة .
قالت سارة بانشراح ودلال :
ما هذا النبا الرديء فرايزر الان غارق في اعمالة و لن يسمح له الوقت لزيارة ابنة في المتشفى اما انت فاظن انك تزورين جوني لانك تميلين اليه ؟
-صدقت في أي حال سوف يطمئنك عنه فرايزر في الغد .
-اه انا و فرايزر لدينا احاديث اخرى نتبادلها 0 تصبحين على خير .
اقفلت ليزا الخط بعصبية بالغة لانها شعرت بنوايا سارة السيئة فهي كانت تلمح الى رواية مارجوري موريسون. اغضبها هذا الضن الفاسد و الخبيث و تمنت لو استطاعت اقفال الخط في وجهها 0 لكنها انتظرت نهاية الحوار بادب و اعادت السماعة الى مكانها بهدوء و جلست مستسلمة لافكارها 0 اذن؟ ما هذا الانطباع الذي كونة فرايزر لامون عنها ؟ انه يشبهها ب مارجوري موريسون و لاشك ان سارة اوحت اليه ذلك بطريقة غير مباشرة 0و ربما يضحكان منها في جلساتهما الحميمة و يفسران تعاطيها مع جوني كوسيلة للفت انتباه فرايزر اليها 000
كلما فكرت ليزا في هذا الامر زاد غضبها 0وقررت اخيرا اللجوء الى العمل علها تنسى و لو مرحليا هذه الاساءة 0 فلو بقيت على هذا الحال لدفعها غيضها لزيارة لامون في هذه اللحظة بالذات و مصارحتة بحقيقة شعورها نحوه لان اتهامة لها هو في غاية السخافة 0 وهي لم تفكر يوما في الزواج و خاصة من رجل مثله ولا تعتبر الرجال طريدة تصطادهم لدخول القفص الذهبي 0مفهومها للزواج اسمى و اكبر مما يظنة 0 فالزواج هو نتيجة حب و يبنى على الاحترام المتبادل 0 0 ولم تهدا الا عندما انهت صب حممها على فرايزر وهي تفكر فيما ستقولة لة عندما تراه و قامت الى عملها بحماس و بدات ترسم موديلات للفروتين بعدما نجح الصباغ 0 وتسائلت و هي تحاول ان تنسى حوارها مع سارة 00لماذا تعير اهتماما بالغا لموقف فرايزر منها ؟0 و استغربت انزعاجها من الصورة الخاطئة التي يكونها عنها 0 ما همها رايه بها ؟ و تشديدة على منعها رؤية جوني ليس الا حجة لكي يحمي نفسة منها 0
في الصباح الباكر قصدت ساندي و هي تحمل الية الفروتين مع الموديل الذي رسمتة 0فرح ساندي كثيرا و طلب منها بالحاح قبول العمل معه في المعمل قائلا بتاكيد :
لا ينقصنا سوى الخياطة 0
-بالفعل ( اجابت ليزا ) و يجب ان نسعى لايجادها 000ساعرض الفروتين على سارة غدا 0اسفة لغيابك عن هذة الدعوة 0
-انا اسف ايضا لغيابي لكن لاسباب اخرى في أي حالانت تتدبرين الامور بمهارة اعجز عنها شخصيا 0
-فرايزر مدعو ايضا 0
-يربطة عمل بوالد سارة 000 كل تاكيد سوف يتحدثان عن المركب 0
و خيم صمت ثقيل بينهما قطعة ساندي في ما بعد بصوت بطيء لا يخلو من الصدق :
لست ادري اذا كنت ما ازال احب سارة يبدو اها تميل الى لامون في هذه الفترة اتمنى لها التوفيق و ارجو ان لا تصاب بخيبة امل عندما تدرك ان فرايزر ليس من صنف الرجال الذينلا يستسلمون بسهولة لمفاتن النساء 0
اجابت ليزا بذكاء:
لاحظت هذه الناحية في شخصيتة و اتسائل عن السبب 0
-لا يبوح فرايزر بما يخالجة لاحد 0 لم يحدثني يوما عن سبب جفائة مع النساء و ما اقولة ليست الا استنتاجات شخصية ربما لا علاقة لها بالواقع 00 ربما وفاة زوجتة الباكر كان له الاثر البالغ في تغيير طريقة تعاملةمع النساء وهو لا يزال يعيش تحت وطات هذه الصدمة 0لانه باعتقادي كان يحب زوجتة و بعدها عنة بهذه السرعة المة كثيرا فتجر قلبة او ربما كان العكس هو صحيح 0زواجة كان فاشلا و لا يرغب في اعادة الكرة 000
-و انت يا ساندي 000ماذا ستفعل؟
اضافت ليزا بلباقة فنظر اليها ساندي بحدة :
سارة لم تعد تناسبني 00هنالك الكثير من الحسناوات من حولي 00
اكتفت ليزا بسماع ساندي ولم تسجل هذه الملاحظة محاولة عدم التوقف عندها وودعتة قاصدة صديقة حميمة لخالتها السيدة رامسي التي قبلت تمضية السهرة مع مود روي خلال غياب ليزا عنها 0
الطقس في الخارج ممطر و الضباب كثيف يغطي قمم الجبال :
كوني حذرة و لا تسرعي قالت السيدة روي و هي تودع ليزا و اضافت :
منزل سارة يشرف على تلة عالية حيث يكثر الضباب عادة 0مما يحجب الرؤية خاصة ان المنعطفات خطرة 00 لكن السير خفيف في هذه الناحية 0
تركت ليزا المنزل باكرا لئلا تضطر الىقيادة سيارتها بسرعة فهي الان مطمئنة البال فيما يتعلق بخالتها و هي ستمضي سهرتها عند سارة 0
1سيارتها العتيقة جاهدة تحاول صعود الجبلو الطقس في الخارج ينذر بهطول امطار غزيرة 0و فجاة عند وصولها عند منعطف قوي توقفمحرك السيارة محدثا صوتا رهيبا فتمالكت ليزا نفسها و حاولت الاسراع في ازاحت سيارتها الى جانب الطريق وخرجت لترفع الغطاء الامامي حيث انها تجهل سبب العطل المفاجئ و بينما هي في حيرة من امرها لاحت لها سيارة من البعيد تتقدم في اتجاهها و صوت محركها يقترب تدريجيا فهدا روعها و اخذت تلوح بقوة تنبة لها السائق وسط الضباب الكثيف و اوقف سيارته بمحاذاتها و فتح لها بوابة سيارتة ففوجئت لدى رؤيتها فرايزر لامون الذي بادرها بالقول :
هل من عطل في سيارتك ؟
بدا لها انيقا في ثياب السهرة ووسيما للغاية فاجابت شارحة :
تعطل المحرك فجاة 000
نزل لامون من سيارتة و القى نظرة على المحرك ثم اقفل الغطاء بحركة قاطعة و قال :
من المستحسن ان تتركيها الان حيث هي 000 يمكنك مرافقتي 000تفضلي 0
-لحظة لو سمحت لدي ما احتاجة في سيارتي 0
وهرعت الى المقعد الخلفي حيث الفروتينو الرسوم و بينما هي تهم بالخروج لطمت راسها بسقف سيارتهاو تحت اثر اللطمة حاولت و هي في حالة ضياع ان تمد الفروتين و الرسوم الى فرايزر معتقدة انه مازال قربها 0لكنها دهشت عندما شاهدتة جالسا امام مقود سيارتة ينظر اليها ببرود فاتجهت نحو سيارتة وحاولت فتح الباب فوقعت منها الفروتين مع الرسوم على الارض غضبت غضبا شديدا لعدم مساعدتة لها وهي في هذة الحالة و انحنت تلتقط الفروتينة بعدما فتح الباب لها و القت بها في المقعد صارخة في وجهه :
تفضل ضعها حيث تشاء 0
-اسف لما حصل لرسومك 000 ارجو ان لا تكون اتلفت نهائيا 000 بدت لي ذات اهمية 0
فارادت ان تضع اللوم عليه لكنها استسلمت لصمتها و لم تنظر الية فاكمل قائلا بادب :
تنوين عرض صورك على سارة ؟
-نعم
-انت مصممة ازياء ؟
-نعم

الامل2
31-05-2007, 05:34
-هذا ظاهر من اسلوبك في اختيار ملابسك 0اعتقد انك تصممينها بنفسك مما يظهر رشاقتك و يبرز اناقتك 0تخضع مهنتك للمبدا فسة الذي تخضع له مهنة صناعة المراكب000 الهيكلية و التركيب هما عنصران اساسيان لاعطاء الشكل العام و للحفاظ على جمالية الخطوط0
نسيت ليزا انه يخطط رسوم للمراكب التي يصنعها لذا فهو ينظر للازياء نظرة محترف و يقدر جمال ثوب معين اخذت تجمع رسومها التي لوثتها مياة الطرق و كادت الدموع تنفر من عينيها لشدة حزنها و اسفها 0لكنها تمالكت نفسها و لم توجة الية اية ملاحضة عن تصرفة الامبالي قالت له ببساطة :
ايجب ان اقفل سيارتي 0
-كما تشائين 0
تمتمت ليزا وهي تعود الى سيارتها :
يا له من فظ 0
و تمنت الا تحتاج الية بعد اليوم و ما ان جلست في سيارتة حتى اقلع بسرعة حدقت في البعيد و هي ترثي لما جرى لها 000ان شاء الحوار او لم يشا 00ما هما 0الا يكفيها ما حصل لها ؟ و بعد مرور فترة قصيرة فطع فرايزر المت قائلا :
من الغريب اننا نعمل في مهنتين متشابهتين اليس كذلك ؟
و كانة في هذه اللحظة قرا ما يجول في خاطرها ادارت راسها الى النافذة وغاب نظرها في البعيد بدات الطريق تضيق بالاعشاب البرية التي تلمع تحت قطرات المطر 0 وعاد فرايزر الى الكلام ساخرا :
تلازمين الصمت على غير عادتك ان كنت توفرين الكلام للعشاء فلن يمكنك ذلك والدا سارة لن يفسحا لك المجال 000فهما يثرثران بما فية الكفاية و ان كنت تنوين العمل مع سارو فانصحك بعدم معاكستها في الراي حتى لو تصرفت في ما بعد حسب اقتراحاتك 00 تفتقد سارة للحس العملي بالرغم من خيالها الواسع 0
-اشكرك على نصائحك سيد لامون ساحاول ان اقتدي بها 0
-لا اظنك ستفعلين يا انسة ليزا انت تتصفين كما يحلو لك و لن تغيري عاداتك 000 لماذا لم تساليني بعد عن جوني ؟
تماسكت ليزا في مقعدها و قالت :
لا رغبة لي في السؤال عنة .
-حقا؟ الايعني مرض جوني شيئا خاصا ؟و اخيرا اقتنعت بان اهتمامك بجوني هو لعبة خطرة و محكوم عيها بالفشل مسبقا .
من حسن حظة انة يقود سيارتة و الا لكان من نصيبة صفعة قاسية اختصرت فيها موقفها تجاهه . فاكتفت بالاجابة قائلة :
انت على حق سيد لامون كي اكون اما لجوني علي بالمقابل ان اتقبل والدة وهذا الامر يفوق طاقتي و مقدرتي على الاحتمال 0
-اخ اخ هذه المرة اصبت الهدف انسة سمث اعترف انني استحق هذا الجواب 0
-هذا لا يكفي سيد لامون بل اجد من واجبي ان اضيف ان فيادتك للسيارة وفرت عليك امرا محرجا كنت اتحاشاة فانت في الواقع تستحق صفعة مؤلمة على كلامك هذا 000 لانك تدرك تماما مدى قلقي على حالة جوني 0 اتصلت بسكرتيرتك في الاسيوع الفائت 3مرات و لم احصل على جواب كاف و اريدك ان تعرف ان الزواج لا يشغل بالي ابدا 000
وساد صمت طويل بينهما تخللتة من جانب ليزا نظرات جانبية نحوة فبدا لها وجهه قاتما تماما كالمرة الاولى التي فابلتة فيها في و رشة العمل و تمنت لو استاعت فتح باب السيارة و الخروج منها .
و لم يمض و قت طوي حتى اجتازت السيارة لافتة على حافة الطريق تبعتها قافلة من الاشجار المرتفعة بجلال و اتجهت السيارة نحو قصر ريفي ذي حجارة رمادية حيث توقفت .
تهيات ليزا للترجل من السيارة ففاجئها لامون قائلا بلطف :
انسة ليزا اشكرك لصراحتك و ارجو ان تتقبلي اعتذاري لشكي في صدق نيتك0 ما رايك لو ننسى ما حصل بيننا و نبدا من جديد 000 من الصفر ؟
اضطربت ليزا و قالت بارتباك : كما تشاء .
-حسنا هذه من اخبار جوني : سيخرج من المستشفى غدا و حالتة لن تسمح لة بالذهاب الى مدرستة فورا لذا علية ملازمة المنزل لاستعادة قواة تدريجيا و اخشا الا يخلد للراحة سيصعب علي تسليته و حجزة في المنزل لو بقي وحيدا .
-اليس بستطاعتك التخفف من ساعات عملك و لو لمرة واحدة ؟
-سوف اضظر لذلك حتما 000 انت لا تدركين حقيقة مشاعري تجاة جوني يا انسة سميث 0تحكمين علي فقط من مظهري القاسي لكن في الواقع انا لا اتاخر عن اتمام ما يفرضة علي واجبي تجاة جوني 000 و اؤديه كاملا .
- لم تقصدة في المستشفى مرة واحدة الا ترى ان من واجبك الاطمانان عنه .
- لم ازرة في المستشفى لاني التزمت بتعليمات الاطباء في أي حال كنت اتتبع اخبارة كل يوم و اعرف كل شيء عنه و زيارتي لة لم تكن لتجدي نفعا لانة كان يخلد الى النوم بصورة دائمة .
و اضاف لامون بصورة حزينة :
اعتقد اننا عقدنا هدنة سلام .
خجلت ليزا لانها من جديد وقعت ضحية تصوراتها السابقة و تصرفت بعدائيه في غير محلها .
فحاولت تعويضا عن غلطتها هذه الاعتذار منه بنظرة رقيقة من دون ان تظطر الى الكلام فوجدتة يتاملها و لاول مرة شعرت بتيار كهربائي يجري بينهما و يجمعهما من دون ان يلامس احدهما الاخر و حاولت جاهدة ان تقطع هذه اللحظات فتمتمت و هي تتفحص ساعتها :
هيا بنا تاخرنا .
خرجت بسرعة من السيارة و دهشت لمنظر القصر الريفي و خطوطة الهندسية الواضحة التي ترتكز عليها ابراج صغيرة من كل جانب و تحيط بها غابة من الاشجار الوارفة تشرف على بحيرة رائعة اما هندسة القصر من الداخل فلا جمالا و دقة في التصميم عن الخارج فالانسجام الواضح بين الشكل الداخلي و الخارجي يشع نوعا من الرفاهية و البساطة .
لفت انتباهها مثلا صف من المنحوتات العتيقة تحتل الجدران الحرية في غرفة الطعام كانت السيدة شيزهولم والدة سارة امراة رشيقة الحركة و لطيفة تكرس وقتها لترميم قصرها الريفي و زوجها السيد شيزهولم صناعي قوي البنيه و كلاهما يحسنان استقبال الضيوف من غير تكلف و بساطة نادرة من الضيوف الحاضرين هذه الليلة السيد بيار وايت الذي بدا عصبيا طوال الوقت وهو المصور الفتغرافي الشهير لمجلات الموضة و صديق قديم لسارة .
لم تغب ليزا لحظة عن مراقبة الاجواء بالرغم من تبادلها اطراف الحديث مع المدعوين 0 فلاحظت تصرفات سارة الطائشة و هي تحاول لفت انتباه فرايزر و هي تتعمد مغازلة مصورها الفتغرافي الشار بيار وايت 0 لكن فرايزر لم يعرها أي اهتمام بل اكمل حديثة مع والدها من دون ان يحرك سان فتسائلت ليزا عن امكانية تعاونها الجدي مع سارة وهي تتصرف كاي فتاة مراهقة و قطع حبل افكارها صوت السيد شيزهولم محدثا فرايزر قائلا بصوت حماسي :
هذا المركب سيد لامون سيكون رائع للغاية و ما يزال في حالة جيدة و لكني اعتمد عليك في وضع اللمسات الاخيرة علية و اريدة ان يكون اسرع من مركب رونالد .
تدخلت السيدة شيزهولم مفسرة :
رونالد هوصهري وهو صاحب مصنع المشروبات في اردمونت .
عند نهاية العشاء انزوى فرايزر و السيد شيزهولم بعيدا عن المدعوين بينمااعتذرت السيدة شيز هولم و دخلت غرفتها ولم يبقى سوى بيار و ليزا و سارة التي بدت مغتاظة بينما اشعل بيار سيكار بهدوء و انشراح فقررت ليزا الدخول في الموضوع توا و اتجهت الى سارة و بيار :
تركت رسومي في السيارة الا تريان الوقت مناسب لكي نتفحصها الان ؟
اجابت سارة و هي تحاول ان تتمالك تفسها :
ساسبقك انا و بيار الى غرفتي حيث اعمل عادة انها الغرفة الثانية بعد السلم الى اليمين الحقي بنا .
خرجت ليزا الى السيارة لتاتي برسومها الطقس في الخارج كان ممطرا و بينما هي تتجة لغرفة سارة بدا لها انها وصلت في وقت غير مناسب اذ كانا سارة و بيار يتشاجران بصوت مرتفع و عندما اطلت بالباب حاول كل منهما اخفاء هذا الجو المشحون فابتعد بيار نحو مقعد جانب في الغرفة و ارتمى علية بغضب ملجوم بينما حاولت سارة اخفاء اضطربها باستعجالها الاهتمام برسوم ليزا و ما لبثت ان دهشت لدى رؤيتها للفروتين و ابدت اهتماما بالغا و هي تتفحصها و قالت :
الديك رسوم لهذة الفروتين ؟
-و ضعتهما جانبا لانهما تلوثتا بالماء بينما كنت اهم بركوب سيارة لامون .
-اه انتما اذا اتيتما معا ؟
و اسرعت ليزا تشرح الحادثة التي جرت لها وهي في طريقها الى كريدون هول فتنهدت سارة قائلة :
احسنت التصرف انسة ليزا بينما انا احاول ما بوسعي لالفت انتباههو افشل في كل مرة انت تحضين باهتمامه فهو يدعوك الى زيارة في منزلة لا تنكري هذا الامر رايتكما في المرة الماضية تتجهان نحو بيتة لهذا السبب كنت عدائية معك على الهاتف .
فاجابت ليزا بتعجب :
انت تحاولين لفت انتباة فرايزر لامون ؟
فجاة تدخل المصور في حدة :
هذه هي امنيتها الوحيدة تحاول اثارة غيرة السيد لامون بمغازلتها لي و هذا ما يزعجني للغاية لم اقبل دعوة العشاء هذه لالعب دورا سخيفا انما لاتاكد من رغبتها بالتعاون معي من جديد 00 انسة سميث سارة لا تطيق ان يتجاهلها رجل واحد .
اجابت سارة بانزعاج :
اطمئن سوف اتعاون معك لكن 000
فتنبهت ليزا لاهمية تدخلها في هذه اللحظة و قالت لسارة بلهجة مقنعة و عي تشير الى رسومها :
يسرنا ان000 اعني ساندي و انا يسرنا ان تتعاون سارة معنا لعرض الازياء لمصلحة مصنع اقمشة التويد حيث اعمل في الوقت الحاضرو يهمنا ان تظهر هذه الازياء في مجلات الموضة .
تقدم بيار من سارة بخطى واسعة و اخذ يتفحص الرسوم بتمعن و اهتمام ثم رفع بصره الى ليزا وتاماها طويلا من دون ان يعلق . و بعد حين اردف قائلا :
انسة سميث انت تتمتعين بالمقاييس التي تؤهلك لتكوني عارضة ازياء لماذا لا تعملين انت شخصيا لصالح مصنع التويد و انا مستعد للتعاون معك .
شعرت ليزا باستياء سارة من هذا العرض المفاجئ .
فاسرعت تقول موضحة :
لا رغبة لي في العمل كعارضة ازياء 000 في رايي سارة هي الشخص الذي يلزمنا فهي من اشهر العارضات في لندن يكفي ان ترتدي ثوبا بسيطا فتضفي علية رونقا و سحرا .
اجابت سارة بانشراح :
هذا لطف منك ليزا 000 ايفرحك ان اعرض لك رسومك ؟
-بدون ادنى شك خاصة تلك التي حققتها من اجل اقمشة الويد .
علقت سارة ببرود :
تريدين مساعدة ساندي لويس ؟ غريب امرك لم اتوقع ذلك اتعرفين ان ساندي كان مغرم بي فيما مضى ؟
- نعم اخبرني ذلك .
- صحيح اسال نفسي لماذا فعل ؟ على أي حال سيكون تعاوني معة امرا مسليا للغاية .

الامل2
31-05-2007, 05:38
تغيرت سارة فجاة من انسانة جافة عدائية مضطربة باردة الى انسانة حماسية و ديناميكية فاستدارت نحو بيار وايت و قالت بانفعال :
يمكننا تنفيذ هذا المشروع هنا في كريدون هول ما رايك يا بيار بهذا القصر الريفي كمكان للتصوير ؟
و انكبت على الرسوم تتفحصها من جديد و انتقت من الرسوم ثوب رمادي انيق للغاية و اضافت بالحماس نفسة :
انظر بيار الى هذا الثوب الا تراني اعرضة في الخارج تحت الاشجارعالية و امام مساكب الاقحوان 000
فاشتعل في بيار رغبة في العمل و قام من مكانة باندفاع و قال و هو يتفحص من جديد الرسم الذي اختارته سارة :
سوف تبدن اية من الجمال .
و التفت بيار نحو ليزا باهتمام و تقدير و اضاف :
لديك نظرة جديدة في تصميم الازياء انسة سميث 0اعتقد ان بتعاونك مع ساندي لويس سيدر عليك بمبالغ طائلة .
اجابت ليزا بفرح كبير :
اذن انتما موافقان على العمل معنا ؟
- نعم "قالت سارة بعزم " نتكلم بالاجور فيما بعد انا في غاية الشوق لمشاهدة هذه الرسوم جاهزة 000 يلزمنا خياطة ماهرة .
و مضى بعد الظهر و هم يتباحثون في اختيار اجمل الرسوم و انسبها و اظهرت سارة في هذا المجال عن ذوق رفيع و عن معرفة شاملة و كافية بالسوق ووكالات الدعاية و ثقة كاملة بالنفس اذ اتصلت فورا باحدى وكالات الاعلام و عينت موعدا مع احدى مجلات الموضة .
و في طريق العودة سال فرايزر ليزا و هما في السيارة :
هل امضيت فترة ما بعد الظهر 00 كما كنت تتمنين ؟
- افضل مما كنت اتوقع حضور بيار وايت في السهرة سهل علي اشياء كثيرة .
و اختصرت له ما جرى بينهم .
توقف المطر عن الهطول ولاحت في السماء شمس خجولة تحاول جاهدة ان تخترق الغيوم الكثيفة 00فعلق فرايزر بادب :
ستعملين اذن مع ساندي كشريكة لة في المصنع ؟
- اظن ان تعاوني معه سوف يسوء كثيرا 000 لكنني افضل العمل من دون الالتزام بعقد خطي احب الحفاظ على استقلاليتي ضمن قيامي بالواجب و تنفيذ كل توصية بمفردها تماما كما تفعل في صناعة المراكب .
- اسلوبك في العمل هذا يتطلب جراة و عزما 000 من يختار هذا الاسلوب يجب ان يكون في الواقع هو الاقوى .
اشارت ليزا بذكاء الى ناحية من حياتة العملية معلقة بوضوح :
لقد نجحت سيد لامون في عملك حتى الان 000 اليس كذلك ؟
- اجل نجحت و هذا يعود لامتلاكي مؤسسة جاهزة فانا لا اكتفي برسم و تخطيط هيكلية المركب انما انفذها ايضا و اشرف على صيانتها و اصلح ما تعطل فيها و احيانا كثيرة انقلها من شاطئ الى اخر .
- سوف تبحر اذن في مركب السيد شيزهولم ؟
- اجل
- لماذا قبلت بهذا الحل ؟
- لا خيار لي يجب ان اقودة بنفسي .
- كان بامكانك شحنة بواسطة سفينة ففي هذه المرحلة من السنة يكون الجو عاصفا و باردا و البحر هائج .
- فكرت بشحنة لكن حال المركب حال دون ذلك و لا خوف علي من العواصف فالمركب مجهز بمحرك خاص لحالات الطوارئ .
- اذن انت مجبر على القيام بعذة المهمة شخصيا ؟
- بالطبع انسة ليزا لن ابقى مكتوف اليدين و ابقى في مكتبي و ارسل شخصا عوضا عني هذه فرصة العمر و لن افوتها علي فانا مولع بقيادة المراكب و اعشق الملاحة لهذا السبب اخترت هذه المهنه بالذات 000 انما العائق الوحيد الذي يزعجني من هذه المسالة هو ان هاري شيزهولم يريد مركبة في اسرع وقت ممكن و هذا معناه ان علينا اتمام التصليحات الازمة قبل فصل الصيف .
و اضاف فرايزر بحيرة ظاهرة :
ما العمل ولم اجد شخصا اثق بة كفاية ليحل محل السيدة دوبي000 خاصة في هذة المرحلة و جوني لم بتعافى بعد .
تمنت ليزا لو كان باستطاعتها عرض خدماتها علية للسهر على جوني في فترة غيابة لكنها ترددت خاصة بعد هدنة السلام التي سادت بينه و بينها فهي تخاف ان تقع في شباكة وتستسلم لسحر شخصيتة الفذة هو في الحقيقة رجل جذاي خاصة عندما تنفجر اساريرة و تكلل وجهه بسمة لطيفة .
بعد ان اخبرتة انها لا تريد الزواج تخاف الان الوقوع في حبائل الهوى ان تعددت مقابلاتها له انما هذا السحر الغريب كما تسمية الخالة مود يجذبها بقوة و شيء ما يشدها الية ربما قوتة الهائلة التي لا تفارقة حتى عندما يثني عليعا بالمديح فكانة يفعل ذلك بالرغم منة مما يزيد من غرابة شخصيتة و فعاليتها و عندما يشعر بحاجة الى أي شيء و يطلبة من الاخرين تقوى جاذبيتة دون ان يفقد شيء من قوتة و سلطته .
لذا قررت ليزا منباب الحذر عدم التسرع في الاجابر و انتظار مرور الوقت علة ياتيها بحل افضل .
و صلا الى حيث اوقفت سيارتها في قارعة الطريق فترجل فرايزر بعدما اخذ العدة الازمة و فتح الغطاء الامامي لسيارتها محاولا اصلاح ما تعطل .
لم يمض و قت طويل على شروعة في ورشة الالتصليح حتى دار المحرك و تولى هو بنفسة مهمة وضع السيارة في الاتجاة الملائم لطريق العودة .
دهشت ليزا لدى سماعها محرك سيارتها يعمل و اقترب منها فرايزر مودعا :
كل شيء جاهز انسة سميث اخشى انتكوني قد لجاتي الى حيلة سخيفة ليتسنى لك مرافقتي 00 تفضلي .
- لست من هذا الطراز سيد لامون .
فحدق بها فرايزر مطولا و قال بلهجة ساخرة :
تزدادين جمالا انسة سميث عندما تخجلين .
فصعدت الى سيارتها وهي تنظر الية باستعلاء و كبرياء و شعرت في هذه اللحظة بالتيار الكهربائي نفسة الذي جرى بينهما وهما في طريقهما الى كريدون هول . فاستدار فرايزر فجاة الى سيارتة و اقفل بابة بقوة و اقتحمت سيارتة ستار الليل تاركة ليزا ماخوذة في عالم جديد من الغرابة و الحلم .

احباب الروح
31-05-2007, 10:32
يسلمــــــوو..

و يعطيكـــم العــافيــه
بنــات ع التكملـه


..




:D


مسكينة خالتها ليكون تموت ؟

وجوني دمه ثقيل

ما احب البطل اللي عنده اولاد او كان متزوج

::مغتاظ::



..


كملــوا بسرعــــة
لا تطولـــون


:)


..

*لميس*
31-05-2007, 10:47
السلام عليكم
:
:
:
:
:
الامل2


مشكوره وماقصرتي ع التكمله الحلوه


وعادي إنتي ماتأخرتي بس إحنا ماعندنا


صبررر:نوم:


*****************
********


أرتحت لما عملوا هدنه بينهم كذا الأمور راح تتغير


وأتوقع راح يطلب من ليزا تهتم ب(جوني)


و(ساره) راح تحب ساندي في الأخير


*************************
*******
لاتطولون علينا فـ التكمله


لأن التهديد لازال جاري......:تدخين: :تدخين:


**************************
******




Lamees

lovely sky
31-05-2007, 14:14
يسلمــــــوو..

و يعطيكـــم العــافيــه
بنــات ع التكملـه


..




:D


مسكينة خالتها ليكون تموت ؟

وجوني دمه ثقيل

ما احب البطل اللي عنده اولاد او كان متزوج

::مغتاظ::



..


كملــوا بسرعــــة
لا تطولـــون


:)


..



هلا و الله حبيبة قلبي احباب الروح
ان شاء الله راح نشوف ايش راح يصير اليوم

ان شاء الله الفصل الخامس اليوم
و اسعدني مرورك جدا جدا
http://img382.imageshack.us/img382/7650/w6ww6w20050427090610201jp0.gifhttp://img382.imageshack.us/img382/7650/w6ww6w20050427090610201jp0.gifhttp://img382.imageshack.us/img382/7650/w6ww6w20050427090610201jp0.gifhttp://img382.imageshack.us/img382/7650/w6ww6w20050427090610201jp0.gif

lovely sky
31-05-2007, 14:41
أرتحت لما عملوا هدنه بينهم كذا الأمور راح تتغير
http://img478.imageshack.us/img478/9559/36121bu7.gifhttp://img478.imageshack.us/img478/9559/36121bu7.gifhttp://img478.imageshack.us/img478/9559/36121bu7.gif




وأتوقع راح يطلب من ليزا تهتم ب(جوني)
http://img174.imageshack.us/img174/170/hghghgix7.gif




و(ساره) راح تحب ساندي في الأخير
http://img454.imageshack.us/img454/6895/3631sc6.gifhttp://img454.imageshack.us/img454/6895/3631sc6.gifhttp://img454.imageshack.us/img454/6895/3631sc6.gif



لاتطولون علينا فـ التكمله ...لأن التهديد لازال جاري.....
http://img478.imageshack.us/img478/7144/0c42f1a5ceuk8.gif

http://img358.imageshack.us/img358/7375/371415266ca7.gif

lovely sky
31-05-2007, 15:17
مرحبا حبيبتي لانو

ان شاء الله اليوم راح ننزل لكم فصلين علشان التأخير اللي صار
و علشان اليوم اللي ما نزلنا فيه فصل جديد

http://img89.imageshack.us/img89/9344/362225lz2.gifhttp://img89.imageshack.us/img89/9344/362225lz2.gifhttp://img89.imageshack.us/img89/9344/362225lz2.gifhttp://img89.imageshack.us/img89/9344/362225lz2.gifhttp://img89.imageshack.us/img89/9344/362225lz2.gifhttp://img89.imageshack.us/img89/9344/362225lz2.gif

http://img294.imageshack.us/img294/4123/qqta7eatyml4.gif

lovely sky
31-05-2007, 19:36
الفصل الخامس


5 – نار العاصفة

وفي اليوم التالي , اسرعت ليزا تحمل النبأ السار الى ساندي ,
المشغل كان مقفلا لعطلة نهاية الاسبوع ,
لكن ساندي كان حاضراً برفقة احدى الآنسات , يطوف بها عبر المشغل و يطلعها على آلياته الحديثة ,

الآنسة تدعى اينا سكوت و هي خياطة ذاع صيتها في غلاسكو
وأتت الى اردمونت لتزور اهلها , فدعاها ساندي الى مشغله و عرض عليها العمل معه .

أجابت الآنسة سكوت :
العمل في اردمونت يثيرني للغاية , فانا احلم منذ زمن طويل بالعودة الى اردمونت ....
لكن الأمر الوحيد الذي اخشاه هو عدم توفر الطلبيات اللازمة ....
فأسرعت ليزا بالاجابة بحماس كبير :
" لديّ ما تحتاجينه يا آنسة , فرص العمل متوفرة بما فيه الكفاية ."

وشرحت ليزا لساندي و للآنسة سكوت ما جرى معها بالأمس عند سارة شيزهولم ,
واطلعت الخياطة على الرسوم التي اعدتها لعارضة الازياء ,
والتي سيتم نشرها في مجلات الموضة .

" اهنئك يا آنسة ليزا , رسومك غاية في الذوق ."
قال ساندي متجاوبا مع حماسها و اعجابها :
" هل يمكنكِ البدء بتنفيذها ؟".
اجابت اينا سكوت :
" بالطبع ."
واضافت بشئ من التردد :
" لكنني لا استطيع المباشرة بالعمل فورا ... انا متأسفة ."
قال ساندي مستغرباً :
" لماذا ؟."
" لا يمكنني ترك وظيفتي الحالية في غلاسكو دون الإنذار مسبقاً .... ان فعلت خسرت راتبي ."
أجاب ساندي بحماس غير معهود :
" آنسة سكوت , يمكنك التخلي عن وظيفتك ابتداء من هذه اللحظة ,,, سأعوض عليكِ راتبكِ . "
لكن اينا سكوت لم تطمئن لهذا العرض المفاجئ , فعاودت الكلام بتردد وحيرة :
"ساندي صحيح انني أثف بك .... لكن هذا لا يكفي ...... "

قاطعتها ليزا قائلة :
" آنسة سكوت , بإمكانكِ ان تثقي بي أنا ايضاً ....
إن قبلتِ عرض ساندي اليوم , لن تضطري الى السفر غداً الى غلاسكو ... بل تبقين معنا و تباشرين عملكِ ....
أمامكِ فصلاً كاملاً من العمل المتواصل ."

وأضاف ساندي :
" وأعدكِ براتبٍ محترم , ان وافقتِ مرّي بنا في الغد لنتناول الشاي معاً والآنسة سميث ستوافينا هي ايضاً برفقة خالتها السيدة مود روي ."

" السيدة روي قريبتكِ ؟ اعرفها جيداً .... اذن , سأفكر بالامر و اعطيكما جواباً غداً ...."

وفي الغد , عادت الآنسة اينا سكوت , وبدأت بتنفيذ الرسوم التي اعدتها ليزا ,
و بسرعة اظهرت عن مهارتها , اضافة الى روحها المرحة , وشخصيتها الخيفة الظل .

وكانت منشرحة للغاية و مرتاحة لعودتها الى اردمونت مسقط رأسها .

وسالتها ليزا :
" كيف تبدو لكِ أردمونت بعد غيابكِ الطويل عنها ؟".
" أجدها أكثر نشاطاً وحيوية من الماضي ,
الفضل يعود لمشغل اقمشة التويد , و لورشة البناء التي تقام عند حوض المراكب .....
فالذين تركوا من قبل , سيعودون لتوفر فرص العمل لديهم ...
هل ..... تعرفتِ الى السيد فرايزر لامون ؟
اخي و ابي يعملان عنده في الورشة , و يخصانه بمحبة فائقة ....
و يحاربان الألسن البغيضة التي تذيع الأخبار الكاذبة عن زوجته .

" عن زوجته ؟ ألم تفارق الحياة ؟."

" هذا ما يعتقده البعض , لكن في الواقع لم يحدِّث أحداً بهذا الشأن ."

ما قالته اينا سكوت بخصوص السيدة فرايزر , زوجة لامون , اقلق ليزا كثيراً ,
فأحست على الفور بحاجة الى استراحة ,
فقررت ترك جلسة العمل مع اينا و الذهاب للإطمئنان على جوني ..

امام باب فرايزر لامون , و قفت ليزا تنتظر بعدما قرعت الجرس .
وبعد لحظات قصيرة ,فتحت لها سيدة في الاربعين من عمرها ,
فبادرتها ليزا قائلة :
" السيد لامون موجود ؟".
" خرج منذ الصباح يا آنسة ."
" جئت لأطمئن على جوني ".
" جوني ما زال نائماً .... ولا ارغب في إيقاظه ."

أجابت السيدة بلطف يبدو عليها انها رقيقة و ناعمة , و سيعتادها جوني بلا شك ....
قالت ليزا في نفسها ثم اردفت قائلة :
" لا , ارجوكِ , لا ارغب في ازعاج جوني .
اعرفكِ بنفسي .. أنا ليزا سميث و أسكن في اردمونت ."

" انتِ قريبة السيدة مود روي ؟ نعم اعرفكِ يا آنسة ليزا .
انا السيدة ديكسون , اتولى السهر على جوني في غياب والده لمدة اسبوع , انه في البرتغال ."

" تشرفت بمعرفتكِ , و الواقع انا مسرورة جداً لكونكِ تتولين أمر جوني ..

ان احتجتِ لاي شئ , ارجوكِ اتصلي بي , انا وجوني صديقان ."

" بكل سرور , فغياب السيد لامون عن ابنه في هذه الفترة امر مزعج للغاية !
جوني متأثر جدا لغيابه وأعترف لكِ يا آنسة ليزا ان السهر على تربية ولد في غياب الام امر في غاية الصعوبة ,
الحقيقة انا اشفق على جوني كما أرثي لحالة فرايزر ......

وعادت ليزا ادراجها , وكلام السيدة ديكسون يعتمل عميقاً في داخلها .

لم يسبق لها ان فكرت بوضع فرايزر لامون العائلي .فوضعه لا يحسد عليه ,
خاصة ان جوني ولد حساس للغاية , يتطلب اهتماماً متواصلاً , وفرايزر رجل اعمال طموح لا يهدأ ....

ربما الايام القاسية التي مر بها جعلته منيعاً لا تطاله الصدمات و المآسي ,

الم يترك جوني وهو في مرحلة الاستشفاء ؟
حبه للسفر و للملاحة لم يقف حاجزاً بينه و بين واجباته كأب , بل لبى رغبته في السفر وتر جوني وحيداً ...

كل هذا يمر في بال ليزا وهي جالسة في الدار مع خالتها ....
أهي تظلمه ؟
أم تراها تحكم عليه بالحق ؟

سألتها فجأة السيدة روي :
" بماذا تفكرين ؟اراكِ تخاطبين نفسكِ ... ما الذي يشغل بالكِ؟."
" اسأل نفسي كيف تجرأ السيد فرايزر لامون و ترك ابنه جوني وحيدا تحت رعاية السيدة ديكسون ....
فهي قالت لي اليوم ... ان جوني منفعل للغاية .."

" لا تقلقي ... فالسيدة ديكسون رصينة و ستعتني بجوني كما يجب ."
حان الوقت لفرايزر كي يجد عروساً .... فوضعه أصبح لا يطاق !".

قالت ليزا بشئ من الإلحاح :
" ربما لم يجد بعد المرأة التي تناسبه ."

" ا لأمر ليس كما تتصورين يا عزيزتي ليزا , كثيرات يطمحن للوصول الى هذا الهدف : الاهتمام بولد مقابل العيش بأمان و راحة . وهذا ما يلائم جوني ايضاً بالطبع ."

"ر بما انتِ على حق , لكن اليوم الفتيات يتزوجن بدافع الحب .... "
" هذا لا يمنع ان يكون الزواج المبني على المنطق هو صالح ايضاً .... "

" لماذا ..... لم تتزوجي انتِ يا خالتي ؟".
سألت ليزا بفضول .

" بكل بساطة ....لأن الرجل ا لذي احببت ... فضّل إمرأة أخرى ..... "

" كيف ذلك ؟ ظننت انكِ في ذلك الوقت ....كنتِ مخطوبة له ؟. "

" نعم نعم .... كنت خطيبته , خطيبة جون لامون ,,, والد اب فرايزر ,

أي جد فرايزر .... أترين لماذا لا استطيع تحمل حضور فرايزر لامون ؟
فهو شبيه بجده ... ملامحه كملامح جده بالضبط !".

ومضت عطلة نهاية الأسبوع بهناء , مرّ خلالها آل لويس في زيارة لليزا و خالتها و تناولوا الشاي معاً فاغتنمت ليزا هذه الزيارة لتقوم بنزهة مع ساندي ,

" تبدو خالتكِ في وضع افضل عن السابق ( أشار ساندي ) بالرغم من حالها الصحية المتدهورة !".

" حضوري معها , يريحها للغاية ! اضافة الى ما علمته منذ وقت قليل ....
فهي مسرورة لعدول فرايزر لامون عن شراء (فيلا الشروق ) من آل موريسون .
أتسائل لماذا غيّر رأيه ؟
كل ما عرفته منه انه في الوقت الحاضر , ليس بحاجه لشراء الفيلا .
تكفيه الورشة التي باشر بها .... "

" فرايزر يهدف لتوسيع مؤسسته وليس كما يزعم الاهالي هنا بانه يريد امتلاك اراضي اردمونت قاطبة , فهو يبغي المساعدة يا ليزا .
لا تفسحي مجالا لنقمة خالتك مود للتأثير عليكِ , لامون بحاجة الى اصدقاء من حوله ."

سألت ليزا بتعجب :
" ما الذي اوحي اليك بهذا ؟".

" يخيل الىّ انه يعاني من الوحده و يفتقد لعائلة و لمساندة شريكة جميلة !".

" لمساندة شريكتين جميلتين مثلك .... لا تنسى اينا سكوت !".

قال ساندي بامتعاض :
"لا , لم انسها , لنعد الى فرايزر ..... يعجبني صموده ومثابرته على العمل ...
بالرغم من وحدته القاسية .... انا محظوظ لوجودك الى جانبي ,, هل سيطول عملنا معاً ؟".

سؤال ساندي الاخير ازعج ليزا قليلا , و خافت ان يقصد به حياة مشتركة فيما بعد ,
ففضلت عدم الاجابة و الاكتفاء باختصار النزهة , وتغيير الموضوع :

"انا واينا اصبحنا جاهزتين للقياس الاول .... هل تدعو سارة الى المشغل غداّ من اجل ذلك ؟".

" لا حاجة لذلك طالما ان سارة ذهبت الى البرتغال برفقة والدها ."

تمتمت ليزا باستغراب :
" الى البرتغال وفرايزر هناك ايضاً ......

" بالضبط ! سيكون لجوني أماً من أجمل الأمهات , وفي أقرب وقت ممكن! ."
" وهذا الامر الا يعني لك شيئاً ؟".

أجاب ساندي ضاحكا :
" لا شئ على الاطلاق . في كل حال يكفيني حضوركِ وحضور اينا ايضاً ا لى جانبي ."
وعلى هذا النحو مضى نهار الاحد ,

lovely sky
31-05-2007, 19:46
وفي اليوم التالي ذهبت ليزا لزيارة جوني ,
و قد بدأ الطقس يتحسن مع مجئ فصل الربيع . فبادرها جوني بلهجة عاتبة :
" ألهذا الحد ارجأتِ زيارتكِ لي ؟
كيف تدعين اذن انكِ صديقتي ؟".

" اشغالي الكثيرة منعتني من المجئ باكراُ ...
لكنن ما زلت اعتبر نفسي صديقة لك !."

يبدو جوني في حالة جيدة و من الظاهر انه اعتاد السيدة ديسكون ويتعامل معها بمودة .

لم يأتِ على ذكر اقامته في المستشفى كما لم يذكر غياب والده عنه في هذه الفترة ,
بل تابع حديثه مع ليزا كأن شيئاً لم يكن .

" حدثني والدي عن انشغالكِ في المدة الاخيرة .... لكني فسرت غيابكِ الى خوفكِ منه , ارجو الا يكون تفسيري صحيحاً فوالدي رجل طيب ,
يكفي ان تتعرفي اليه عن كثب ! ."

ابتسمت ليزا بهدوء , ووعدت جوني بالعودة غداً مع العاب تأتي بها لتسليته .
وفي الغد وفت ليزا بوعدها ,
و هكذا اخذت زياراتها لجوني تتوالى حتى اصبحت يومية .
وفي إحدى المرات واجهتها السيدة ديكسون باضطراب غير معهود :-
آنسة ليزا .. بلغتني سكرتيرة السيد لامون انه أجّل عودته حتى الاسبوع المقبل , فالمركب لم يعد جاهزاً وانا لن أتمكن من السهر على جوني بعد اليوم فابنتي مريضة , ويجب ان تخضع لعملية جراحية في اقرب وقت ممكن .

هل اتصلت بجانين لتحل محلك ؟

سيتعذر عليها المجئ بسببب اولادها , وجوني لايستهويها !

اذن .. لاتقلقي ياسيدة ديكسون , سأهتم بجوني شخصياً ريثما يعود والده من السفر .

شكراً جزيلاً يا آنسة سميث , أنا سعيدة لهذا الحلّ , فجوني يرتاح اليكِ ولن تطول مدة اقامته في البيت , طبيبه يقول انه ابتداء من نهار الاثنين يمكنه معاودة دروسه .

وبدأت ليزا تهتم بجوني بصورة دائمة , فكانت تمرّ الي مدرسته وترافقه حتى المنزل ,
وتعود مسرعة لتمضي فترة مابعد الظهر مع خالتها :
"من الأفضل ان يأتي جوني الي هنا وينام عندنا !"
قالت مود مرة لليزا فاجابتها ليزا باستغراب :
" لماذا ينام عندنا ؟ أرى انه من الأفضل ان ابقى معه .. وأمضي الليل في منزله .."

" ليزا .. امتثلي لنصيحتي , دعي جوني يأتي الى هنا .
فانا لا أطيق المكوث وحدي . ولا أريد ان تثار حولك الإشاعات في اردمونت ."

عملت ليزا بنصيحة خالتها واتت بجوني الي منزلها كي يمضي بعض الوقت خلال غياب والده في البرتغال ...

خصصت له غرفة في الطابق العلوي , قرب غرفتها مباشرة ,
وكان جوني مسروراً للغاية فساعد ليزا على ترتيب حاجياته والعابه الخاصة ,
وازداد فرحه عندما علم ان الغرفة التي خصته بها ليزا كانت غرفتها في السابق .

وفي اليوم التالي تغير الطقس فجأة وبدأت الريح تعصف بقوة فتعذر على جوني النوم لخوفه من العاصفة فطلب من ليزا المكوث معه في غرفته ريثما يهدأ الطقس .
واخذت تقص عليه فصولاً من طفولتها , كما أنشدت له اغنية كانت والدتها تنشدها لها عندما يصعب عليها النوم .

وغفا جوني على صوت ليزا , بينما العاصفة في الخارج تصفر وتزجر ,
وظل الطقس على هذا النحو طيلة النهار التالي .
قال جوني بقلق كبير :_
"لا اثر للشمس على الاطلاق !"
"السماء ملبدة بالغيوم , لا تقلق , سيعود والدك سالماً ."
أجابت ليزا بصوت رقيق .
" كنت أفضل لو أبي معنا , بدلاً من ان يكون في عرض البحر ."

وأدركت ليزا على الفور قلق جوني بشأن والده فلجأت الى كتب القصص التي بحوزتها ,
وأخذت تقرأ له القصة تلو الأخرى لعلها تخفف من قلقه .

وفي الليل , استفاقت مذعورة وقلبها يخفق بقوة اذ سمعت جوني في الغرفة المجاورة يصرخ بخوف شيد فهرعت اليه .
"حلمت حلماً مزعجاً ... رأيت والدي يصارع الأمواج وقد تعرض لحادث غرق ."
قال جوني باكياً وهو يحاول ضبط انفاسه .
فقالت ليزا مهدئة بصوت حنون :-
" نحلم عادةً عكس مايجري في الواقع ! "
وأضافة بطيبة قصوى :
"لاتقلق ياجوني بشأن والدك , فهو بكل تأكيد في مأمن وربما لجأ الى احدى المرافئ ليتقي العاصفة ."

وجلست بقربه تؤاسيه , تغني له حيناً وأحيانا تقرأ له قصة من كتابها .
ماذا تفعل ليطمئن هذا الولد ويهدأ له بال ؟
والعاصفة تزداد قوة في الخارج , والطقس لاينذر بشمس قريبة .

اخذت بيده بين يديها وضمته الى صدرها بحنان .
ومضى وقت طويل وهي على هذا النحو وعندما ادركت انه استسلم للنوم من جديد ,
قامت على مهل لتعود الى غرفتها
ففاجئها جوني بصوته الرقيق قائلاً :-
"ليزا ارجوكي لا ترحلي ! "

ابتسمت بهدوء , وعادت لتجلس ال جانبه واغمضت عيناها برفق ,
وأخذت الأفكار تتوالى الى رأسها ...
جوني في حالة ارتباك شديدة , وهي أيضاً ,
فالعاصفة تقوى باستمرار وعليها ان تؤاسي هذا الولد وتخفف من ارتباكه ,
ومن يؤاسيها هي ويخفف عنها ؟

هي أيضاً مشغولة البال , تخشى ان يكون فرايزر قد تعرض لحادث ما تماما كما جرى في الماضي لوالده . أغمضت عينيها بقوة داعية السماء ان يكون فرايزر بخير .

أمضت الليل بالقرب من جوني واستفاقت في اليوم التالي بعدما جمد البرد اطرافها ,
فالقت نظرة اطمئنان على جوني ,
وهرعت الى النافذة . لايزال الوقت باكراً ولا ضجة في الخارج ,
الهدوء يسود كل مكان ولا أثر للهواء وللعواصف السماء تبشر بفجر جديد هادئ .

ازاحت الستائر لتتمتع بمنظر البيوت والتلال , بعد ليل صاخب ,
فلاح لها البحر من بعيد بصفحته الزرقاء التي تعكس سماء صافية ,
وفجأة اتجه نظرها الى المرفأ فانتبهت الى الشراع العالي الذي ينتصب عالياً برغم الليل الهاجئ .

وادركت ان المركب الجاثم هناك هو البشارة السعيدة التي انتظرتها طوال الليل
فهرعت الى غرفتها ترتدي ثياباً بسرعة وقلبها يخفق كما لم يخفق من قبل ولم تعرف كيف خرجت من منزلها الى الشارع ووجنتاها تعبقان حرارة .

قادتها قدماها عبر الأرصفة وبخفة فائقة قطعت المسافة دون ان تشعر بتعب
ولأول مرة توقفت لدى سماعها زقزقة عصفور الصباح في الحقل ,
وادركت انها تمر في اجمل لحظات حياتها , وكأن الدنيا تحتفل بعيد لامثيل له فلم تشأ ان تعكر صفو افكارها بتحليلات معقدة بل تركت نفسها تستسلم لإحساسها دون استشارة عقلها ومرت في بالها ابيات شعر من قصيدة حب كانت قد حتفظتها في السابق :
"قلبي يخفق ويغني فهو عاشق متيم ! "

هل هذا صحيح ؟
هل هي عاشقة فعلا ؟
ام خرجت بهذه السرعة بتطمئن فقط عن عودة فرايزر بالسلامه ولتحمل الخبر السار الى جوني .

لن تفسر هذا الشعور بشكل آخر ولن تحمله المزيد من المعاني ,
هي الآن هنا ,
في هذه الساعة المبكره في الصباح من أجل جوني وهي أكيدة من شعورها ,
ولكن لماذا خرجت بهذه السرعة ؟
ألم يكن بإمكانها الانتظار حتى حلول النهار وتناول الفطور على مهل مع جوني ثم المجئ الى منزل فرايزر للإطمئنان عنه ؟

وحاولت ضبط انفاسها للتخفيق من خفقان قلبها وعندما هدأت قليلا دخلت الى المنزل بواسطة المفتاح الذي تركته لها السيدة ديكسون ,
في الداخل شعرت ليزا بهدوء ثقيل يسيطر على الجو فألقت نظرة خاطفة على المطبخ لم تجد أحداً , ثم اتجهت الى الدار لا أحد ايضاً ,
شئ ما يقول ان فرايزر هنا ,

قادتها خطاها الى غرف النوم دون ان تحدث جلبة لعله كان نائماً , ولاح لها من البعيد وهي تقترب ناحية غرفة فرايزر رأسه المكسو بشعره الكستنائي المبعثر على الوسادة وقد ارتمى عليها بثيابه .
دون شك بعدما عاد ليلة الأمس تعباً مرهقاً من الملاحة ,

اطمأنت لدى مشاهدته يغوص في النوم وعادت ادراجها بخفة
لكن خطاها احدثت صوتً على الأرض الخشبية فاستدار فرايزر في فراشه وتجمدت ليزا آملةً ان يعود ويخلد الى النوم
لكن ذهب رجاؤها سدى لأن فرايزر قال , دون ان يتحرك :
" جوني ؟ هذا انت ؟ ."

وعاد صوت فرايزر التعب ليقول :
" جوني , تعال "
تمتمت ليزا بصوت خافت , وهي تحاول السيطرة على اضطرابها :
" هذه انا ........ ليزا ......".

فجأة قفز فرايزر من مكانه ,
كانه لم يكن في حالة تعب شديد ,
واتجه الى ليزا الواقفة في الباب , فبانت لها لحيته .

lovely sky
31-05-2007, 19:54
انها المرة الاولى تراه و الشعر يكسو وجنتيه ,
فهو يبدو تماماً كالملاحين بشعره المنسدل على جبينه .
مما يخفف من قسوته المعهودة , و يضفي عليه طراوة خاصة .

لكنها ما لبثت ان سمعت صوته
و خاب ظنها فهو عندما يخاطبها يتسلح بسطوته و يستعمل صوتاً بارداً جامداً كالحجر .

قال فرايزر باستغراب شديد :
" ماذا تفعلين هنا ؟".

ولم تندهش للهجته العدائية , بل اجابت برباطة جأش :
" رأيت المركب في المرفأ .. وجئت لاطمئن عن عودتك سالماً معافى !"

فتعجب فرايزر وقال :
" ولماذا هذا القلق المفاجئ ؟".

" لان جوني في ضيافتي و هو ينام عندنا منذ ....."

فقاطعها فرايزر بحنق :
" بأية مناسبة دعوتِ جوني ليحل ضيفاً عندكم ؟
ولماذا يستحق هذا الشرف لينعم بضيافتكم ؟
آنسة ليزا ..... هل اختطفتِ جوني مرة ثانية ؟"

اجابت ليزا و هي تحاول ان تضبط اعصابها :
"اضطرت السيدة ديكسون للغياب , ابنتها مريضة و يلزمها عملية جراحية ....
فعرضت خدماتي يا سيد فرايزر ريثما تعود من سفرك ,
لم أجد طريقة أخرى للتصرف في ظرف كهذا ....
لو كان بمقدوري اللحاق بك لاستأذنتك أمر اعتنائي بجوني ."

" انا مدين لكِ بخدمة .... لكن الامر الغريب هو اقتناع خالتكِ باستضافة ابني تحت سقفها ؟".

" هي التي اقترحت علىّ دعوة جوني الى بيتها اذ ارادت تجنب مكوثي هنا و لو لليلة واحدة ."

" حسناً فعلتَ.... خاصة و انني عدت عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ."

" و لم تفتقد جوني في غرفته ؟".

" اعتقدت انه في الداخل , لدى مشاهدتي باب غرفته مقفلا , لم اشا ازعاجه ,
كيف اصبح ؟".

" أخافته العاصفة ليلة امس و لم ينم جيداً و حلم حلماً مزعجاً رآك تصارع الامواج
لكنه الآن في أحسن حال , هل ترافقني لتسكن روعه ؟".

" اكون جاهزاً بعد عشرين دقيقة !".
قال فرايزر فجأة بصوت منفعل ,
وخرج من الغرفة ,

واتجهت ليزا الى الدار بعد ان اقفلت الباب خلفها .
وما هي الا دقائق معدودة حتى لحق بها فرايزر و انطلقا الى منزل الخالة مود
و لاحظت ليزا انه لم يضيع و قته في حلق ذقنه , بل اكتفى بتبديل ثيابه ووافاها مسرعاً .
جذبتها من جديد لحيته الناشئة , فقالت له :
" بما لن يستهويك جوني بلحيتك "

" لا , لن تزعجه لحيتي , اعتاد جوني رؤيتي على هذاا لنحو , اين هو الآن ؟"

" واقتادته ليزا حتى غرفة جوني في الطابق العلوي وهي تفكر انها تجهل كل شئ عن ماضي هذا الرجل ,
و شعرت بموجة من الغيرة تجري في دمها , لم تجد لها تفسيراً ....

استقبل جوني والده فرح كبير و ارتمى بين ذراعيه ,
فسحبت ليزا ستائرالنوافذ كي تدخل أشعة الشمس الى الغرفة ,
وخرجت , كان فرايزر يحدث ابنه بصوت شجي و يداعبه ,
فارتاحت ليزا لانفعال جوني و لعودة البسمة اليه ,

وخرجت كي تحضر طعام الفطور و هي تحاول ان تضع برنامجاً لنهارها ,
فهي مرتبطة بموعد مع عارضة الازياء سارة شيزهولم , ان لم تنس هذه الاخيرة موعد قياسها الاول لجلسة العمل الاولى ,
وافاها فرايزر الى المطبخ و هي منهمكة في اعداد طعام الفطور ,

قالت ليزا بأدب :
" الفطور جاهز "

"اليست هذه طريقة لاجتذاب قلبي المتحجر ؟"

لا على الاطلاق ! اتصرف حسب ادب الضايفة ,
في اي حال عن اي قلب تتحدث يا سيد فرايزر ,
يبدو انك رجل من دون قلب او انك تغشنا ,
تضع قناعا مزيفاً وخلفه تخفي وجهك الحقيقي .....لكنك فشلت في اخفائه حتى انك تبعث النفور في من يعاشرك , وتحبط عزيمة المتعاملين معك .

ادعوك لتناول طعام الفطور : قهوة , بيض , مربى , هذا كل ما في الامر ! "

اجاب فرايزر ضاحكاً :
" كفى !
قليل من الشاي يكفيني ....
فطوركِ شهي يا آنسة , لكنني افضّل كوباً من الشاي .....
اقبل دعوتكِ هذه لانني تأكدت من حسن نيتكِ ."

وجلس فرايزر حول المائدة وقال بسخرية :
"انتِ عصبية كخالتك , هل هذا الشبه في الطباع وراثة ام انكِ تطبعتِ خلال اقامتكِ هنا ؟".

" وراثة ... لا تفوق ما ورثته انت من مقدرة على الهزء من الناس بصورة دائمة ...
هل سيتبعك جوني ؟".

قالت ليزا بصوت هادئ لانها فهمت نواياه فهو يحاول اغاظتها واثارة حنقها ,
فحافظت على رباطة جأشها و افشلت خطته .

اجابها وهو يباشر بتناول طعام الفطور :
" طلبت من جوني العودة الى النوم , فهو بحاجة الى راحة , خاصة انه امضى ليلة مزعجة امس ."

" لم يكن سفرك سهلا بالطبع . العاصفة قوية للغاية , و لقد نلنا نصيبنا الكافي منها هنا ."

" لقد عرفت اسوأ من ذلك ,
لكن من حسن حظنا هذه المرة اننا استطعنا الاقتراب من الشاطئ عندما اشتدت العاصفة ,
فكنا هكذا فيمأمن و بوضع افضل ."

" هل كان الطقس في ليشبونة سيئاً ايضاً ؟".

" كلا ... لكنني اضطررت الى البقاء في ليشبونة مدة اطول لاصلح المركب , ولان هاري و سارة رغبا في اقامة سهرة مع اصدقائهما , قبل الابحار ."

واضاف فرايزر بشئ من الانزعاج :
" تذكرني سارة بهولي ."

سألت ليزا باستغراب :
" هولي ؟".
" والدة جوني سابقاً , كانت تحب السهرات و الحفلات الراقصة ......."

انه يتكلم عن زوجته بصيغة الماضي ,
اذن ... السيدة هولي توفيت ,
ولا امجال بعد اليوم لاثارة شكوكها حول هذا الامر ,
ارادت ليزا ان تطيل جلستها مع فرايزر لانها شعرت انه وللمرة الاولى يتحدث عن نفسه ,

فسالته بلطف بالغ :
" هل يشبه جوني والدته ؟".

" اجل .... بطرق مختلفة , الوجه و البشرة متشابهات , ثم هناك الخوف من العاصفة وا لبحر .."

وكأن هذه الناحية من شخصية جوني تزعجه , فهو يريده ربما اكثر صلابة ,

تجرأت ليزا و سالته السؤال الذي طالما انتظرت الفرصة لتطرحه :
" هل كنت تحب السيدة هولي كثيراً ؟".

فوجئ فرايزر من سؤالها و لاح على وجهه استياء حاول اخفائه وقال بقساوة و سخرية :
" سؤال تطرحه النساء عامة ... اما جوابي فهو انني لست ادري ."

" هذا غير ممكن !
الم تكن السيدة هولي زوجتك ؟
الم تزوجها بدافع الحب كما يفترض ان يكون الزواج عادة ؟".

الحّت ليزا و انتظرت الجواب ,

فاجاب فرايزر بلهجة مشككة :
" سمعت بهذا القانون :
الزواج المبني على العاطفة او الحب .
لكن لم يكن لدي الوقت الكافي للتاكد من عاطفتي ..عندما التقيت هولي للمرة الاولى كانت فتاة مرحة , ظريفة , وهي ابنة وحيدة لعائلة ميسورة ,
وكنت انا وحيدا و غريبا ,
وهي التي رغبت في الزواج , فوافقت.
كانت هذه غلطتي الاولى , اذ رفض اهلها فيما بعد استقبالنا في منزلهما ."

"لماذا ؟"

" لم يصرّح احد منهما عن رأيه ,,, لكني فسرت موقفهما هذا بانهما لا يعتبرانني زوجا صالحا لابنتهما ,
فلست بالنسبة اليهما سوى مغترب بسيط يحاول شق طريقه في صناعة المراكب في مدينة هوبار
و في هذه الحال , لم اكن اليق بالطبع بابنة وحيدة تنتمي لعائلة غنية ".

وعاد فرايزر لتناول طعام الفطور فبدا وجهه لليزا وقد خدرته الهموم نتيجة عزمه المتواصل وسعيه الدائب لتحسين وضعه .
ولم تغب عنها هذه المسحة من الفكاهة السوداء المأساوية التي احتلت هي ايضا قسماً من وجهه والتي لا تظهر الا عندما يحاول اخفاء المه .

فمهما كانت الاوضاع التي مر بها في تسمانيا او اوضاعه في اردمونت اليوم حيث يسعى جاهدا لانجاح مؤسسته , فهو يبقى هذا لرجل المقدام الشجاع الذي تفتخر به جميع النساء دون استثناء ..

وعادت ليزا الى الكلام مشيرة الى زواجه السابق , فقالت :
" ربما اعتقد اهل زوجتك انك من صنف الرجال الذين يطمعون في مال زوجاتهم ."

فرمقها فرايزر بنظرة ملؤها الدهاء واجاب ببساطة موافقاً :
" من المحتمل ان يكون كذلك ."

" وماذا جرى فيما بعد ...."؟
" موقفهما من زواجنا اثر كثيرا على صحة هولي , وكانت غلطتنا الثانية مولد جوني ,
فلم تحتمل الآم الولادة و لم يمض شهر حتى توفيت تاركة ثروتها واملاكها لابننا ".

" امر محزن للغاية ."

قالت ليزا مصعوقة لحفاظه على رباطة جأشه , فلم يظهر عليه اي انفعال على الاطلاق ,
بل اكمل ببرود :
" نعم .... امر محزن لجوني اكثر مما هو محزن لي ,
فجوني لم يعرف معني الأمومة !"

اجابت ليزا بنفور :
" تريدني ان اعتقد انك لا تبالي بحضور زوجة الى جانبك ؟".
" ماذا تقصدين ؟ بالضبط ؟ ".

" اعبر فقط عن استيائي و رفضي ".

" استياؤكِ مني انا ؟ وماذا ترفضين ؟".

" استاء من حجبك الدائم لحقيقة مشاعرك , فانت لا تبوح ابداً بأنك احببت زوجتك يوماً .
وارفض تظاهرك بعدم اكتراثك لحاجتك الماسة للزواج من جديد كي يكون لجوني أماً تعتني به ,
عزة نفسك غير المعقولة تمنعك من الظهور على شكلك الصحيح ....
انت تخاف ان تثير الشفقة في من حولك .."

فاصفر وجه فرايزر فجأة و نظر الى ليزا نظرة ملؤها الحقد .. خيّل اليها في هذه اللحظة انه يتمنى صفعها بقوة , لكنه لم يفعل ,
بل اكتفى بالاجابة بصوت بارد :
" عليكِ ان تصوني كلامكِ يا آنسة سميث ...
والا وجدت نفسي مضطراً للعودة الى رأيي السابق بانكِ تريدين ان تكوني امًاً لجوني ,بالرغم من نكرانكِ لهذا الاتهام ."

ذهلت ليزا لردة الفعل التي اثارتها عن غير قصد لدى فرايزر , و شعرت بثقل كبير يملا صدرها فأضاف فرايزر بجفاف :
" شكراً للفطور و لاهتمامك بجوني اثناء سفري , اكون شاكراً لكِ ايضاً صحبته اليوم الى المدرسة ,
فلديّ ما يشغلني طوال النهار على المركب ,
وعلى جوني ان يوافيني الى ورشة العمل فور انتهاء اليوم الدراسي ".

وخرج فرايزر دون ان يفسح لها مجالا للكلام ..

لحقت به مسرعة لكنه اقفل الباب بقوة دون ان يلتفت الى الوراء ففتحت الباب و نادته بأعلى صوتها :

" فرايزر ......"

lovely sky
31-05-2007, 20:05
كانت متأكدة انه سمع هتافها ..
.لكنه لم يتوقف ,
بل اكمل سيره مسرعاً ,
وهو يعبر نفسالطريق الذي اجتازته هي بفرح كبير عند بزوغ الفجر ,

وقفت عند الباب تراه يبتعد و الشمس توسطت السماء تلقي بشعاعها الذهبي على الجزر وتضفي عليها لوناً قرمزياً رائعاً .

مضت فترة الصباح كوميض البرق ,
وها هي ليزا تستعد الآن لمواجهة ما يتوجب عليها القيام به : موعدها مع سارة شيزهولم من أجل القياس الأول للرسوم التي وضعتها هي ونفذتها الخياطه اينا سكوت .
وأتت سارة في الموعد المحدد , وتمنت ليزا لو تغير سارة مرّة طبعاها ولا تأتي على ذكر رحلتها مع فرايزر لامون .

لكن أملها خاب بالطبع , فلم يمض وقت طويل على مجئ سارة , حتى بدأت بسرد الأحداث مفصلة طوال جلسة القياس ولمدة ساعة كاملة.
حاولت ليزا خلالها ان تتكلم في موضوع آخر , لكن سارة على مايبدو الحت على ذكر الرحلة المدهشة والجو المثير الذي امضته على المركب برفقة فرايزر .
واخيرا خلصت الثوب الآخير , وقالت وهي تتثائب كقطة :
" أهذا كل شئ لهذا اليوم ؟
حسناً ... يبقى لي بعض الوقت لاهرع الى المرفأ يجب ان اتأكد ان المركب مازال هناك ."

واتجهت الى الباب بعدما اجرت بعض التعديلات على زينتها وقالت وهي في عجلة من امرها :
" كنت اتمنى ان اعبر البحر للمرة الثانيه "

" ظننت ان الملاحة لاتستهويكِ "

" صحيح ... لكنني مستعدة لتحمّل اي شئ من اجل تمضية بعض الوقت برفقة فرايزر .
لكنه هذه المرة رفض اصطحابي معه متذرعاً انه لا يحب رفقة النساء على المركب بل يفضل ان الاقيه في المرفأ وانا اشع نضارة وبكامل اناقتي .
فوافقت بالطبع , لان استقبال المسافرين امر مثير للغاية فكيف لو كان المسافر فرايزر بالذات ؟"

قالت ليزا بلؤم شديد دهشت له :
" من المؤسف حقاً انك لم تتمكني من استقباله ليلة امس عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل "

اجابت سارة بدلال :
" يقع اللوم على فرايزر لانه اخبرني بانه سيصل بعد الظهر .
في أي حال انا ذاهبة الآن لألقي عليه التحية تعويضاً عن مافاتني في الصباح "

وخرجت سارة وتبعها صمت ثقيل ساد بين ليزا واينا سكوت , وتذكرت ليزا بحزن بالغ كيف ركضت في الصباح الباكر لملاقاة فرايزر على المرفأ ,
لكنها افسدت هذا اللقاء واثارت بينها وبينه جواً من العدائية , هل هذه طريقة لاستقبال الابطال ؟"

وقطعت اينا سكوت حبل تفكيرها قائلة :-
" اهذه هي اذن سارة شيزهولك ؟
لايسعني القول انها اثارت فيّ الدهشة "

" انها عارضة ازياء ممتازة "

" بكل تأكيد ممتازة . لكنه تراءى لي انها بالغت في وصف رحلتها مع فرايزر على المركب الى البرتغال "ز

" اينا ! تعدينني بأنك لن ترددي ماسمعته اليوم من سارة .
فالسيد فرايزر لامون يشكو مافيه الكفاية من الاشاعات التي تحاك حوله "

" اطمئني يا آنسة ليزا . لن اتفوه بكلمه . فليس من عادتي ان اردد الأقوال المبالغ فيها "

" اتظنين ان سارة لم تقل الينا الوقائع كما جرت بالضبط ؟"

" آنسة ليزا .. لاتقعي ضحية سذاجتك , سارة شيزهولم تعمّدت التشديد على بعض التفاصيل لاثارة غيرتك , وهذا ماتفعله النساء عادة في وضع كهذا ..
لكن باعتقادي ان فرايزر لامون لم يعاملها بشكل خاص كما تدعي .. "

وفي طريق العودة , ابحرت ليزا في بحر هائج من الافكار كانت تتجاذبها وتتقاذفها كالأمواج .

انهت جلسة عملها مع اينا سكوت واتجهت الى المنزل ورأسها ملئ الصور المتناقضة .
هل اينا سكوت على حق ؟
هل تعمدت سارة فعلا اثارة غيرتها ؟
وادركت انها للمرة الأولى تمر بحالة كهذه .. ارهقتها هذه التحاليل ....
ان كان في نية سارة حقاً اثارة غيرتها , فهي قد نجحت تماماً .

الامر اغاظها بالفعل عندما عرفت ان سارة امضت وقتاً ممتعاً برفقة فرايزر على امركب ....

ولماذا تنوي سارة اشعال غيرتها ,

هي ليزا , الفتاة القوية الاكيدة من نفسها ؟
هل تلاقي سارة فيها خصماً ؟

ما الذي دفعها للتفكير على هذا النحو مع العلم انها لم تظهر لسارة يوماً اهتمامها بفرايزر لامون ؟
هل تشكل هي ليزا سميث خطراً على سارة شيزهولم ؟

ما الذي اوحى لسارة بهذه العداوة ؟
هل اكيدة انه لم تظهر يوما اعجابها بشخص فرايزر ؟

وبينما هي سابحة في بحر من التفكير لاح لها في البعيد ظل شخصين ,
فعرفت منهما سارة من شعرها الاشقر ,
لاشك انها برفقة فرايزر , تزور مشغله الجديد .

ابطأت ليزا في سيرها واخذت تتأمل الأزهار اليانعة التي نبتت على حافة الطريق ,
وهي تحاول ضبط افكارها والسيطرة عليها .

اصحيح ان لا شئ يربطها بفرايزر ؟
كيف تفسّر اذن هذا التيار الكهربائي الذي سرى في شرايينها يوم كانت ترافقه في سيارته الى منزل سارة ؟

وكيف تفسر قلقها عليه ليلة العاصفة واندفاعها نحوه عندما رأت المركب في المرفأ ؟
وكيف تفسر جوارها العدائي معه , ولهجته القاسية معها ؟

اليست هذه طريقة بعض العشاق في الكلام وهي في الواقع تخفي حباً جارفاً ؟

لا!! غير صحيح !

انها ليست مولعة بفرايزر لامون ,,
كيف تحب رجلا مثله ؟
الم ينكر امامها يوماً حبه لزوجته السابقة ؟

ووعدت نفسها ان تصارع عواطفها هذه , لانها تدل على تصرف مراهق ,
غير جدير بشابة مثلها مستقلة وحرة .

وفي اليوم التالي , انهمكت بأمور كثيرة ,
فارتاحت لانشغالها طوال النهار و لم يسنح لها الوقت للعودة الى تحاليلها و الى طرح الاسئلة حول نفسها وحول علاقتها بفرايزر كما فعلت في الامس .

ها هي اليوم تواجه فجراً جديدا اذ وصلتها برقيه من والدها يخبرها فيها انه قادم الى اردمونت لتمضية فترة نهاية الاسبوع برفقتها .

علقت خالتها على وصول البرقية بطرافة :
" لم يتغير والدكِ ابداً , فهو كعادته يبلغ عن موعد قدومه في آخر لحظة .
لهذا السبب يجب ان تغادري اردمونت نهار الجمعة مساء , لتكوني في المطار في الموعد المحدد ,
اطلبي من ايزابيل ان تحضر لتسهر معي اثناء غيابك ."

" لن اتمكن من الذهاب نهار الجمعة مساء , فانا مرتبطة بموعد مع بيار وايت المصور الفوتوغرافي الذي يعمل مع سارة لمصلحة مجلات الموضة .
وعدته بالمجئ مع اينا لحضور جلسة التصوير ."

" اذا كان الطقس ممطراً فلن تتم جاسة التصوير هذه , في اي حال , ليتدبروا امرهم بانفسهم لمرة واحدة دون مساعدتكِ , لاحظت ان ساندي في المدة الاخيرة بالغ في الإتكال عليكِ ."

" اتكاله علىّ لا يزعجني ابداً . تعاوني معه يريحني خاصةً انه يقدّر كثيراً ما اقوم به ."

" حسناً .... ارجو الاّ يطمح ساندي من خلال تعاونكِ معه الى وضع أفضل ! ."

فسالتها ليزا باستغراب شديد :
" ماذا تقصدين بوضع افضل ؟؟!!".

" لربما اعتقد ساندي انكِ مغرمة به ."

" بالطبع لا .... ما الذي اوحى اليكِ بذلك ؟".

" تصرفك في المدة الاخيرة , فانتِ تذكرينني بوالدتكِ عندما التقت بفرانك والدكِ ."

الملاحظة الاخيرة التي ابدتها السيدة مود روي اقلقت ليزا ,
وشعرت باضطراب غريب ينتابها فجأة , فاتجهت الى النافذة لتخفي ازعاجها حيث رأت فرايزر في ورشة العمل يعطي رشاداته للعمال ,
لدى رؤيته اشتعلت وجنتاها وشعرت بنارهما تلهب وجهها ,
فاخفته بيديها محاولة التخفيف من حرارته ,

وتمتمت باستغراب :
" ما الذي بدر مني يشير الى تصرفي الغريب ؟".

" ما فعلتهِ الآن بالضبط ,,,
قمتِ من مقعدكِ فجأة واتجهتِ الى النافذة دون سبب ظاهر .....
ثم خروجكِ من المنزل باكراً عند الساعة الخامسة صباحاً , لا تنكري انكِ فعلتِ ذلك ...
هذه الاشارات تدل على وضع غير طبيعي واحياناً تبدأين الكلام ولا تكملينه ...
الا ترين معي ان هذه الدلائل ... هي دلائل الحب ؟!!.

قالت ليزا بصوت خافت وهي تتطئ على النافذة :
" صحيح ان والدتي كانت تتصرف على هذا النحو ؟".

" تماماً بالطريقة نفسها ... فانتِ ورثتِ عنها حبك للعطاء دون حدود أما انا فأختلف كثيراً عنكما ....
ارجو ألاّ يستغل ارجل الذي تحبينه هذه الناحية فيكِ ."

لمحت ليزا في الخارج جوني يقترب من والده و يدعوه الى السير خارج ورشة العمل ثم ابتعدا على مهل و ليزا تراقبهما من نافذتها , فسألت خالتها بصوتٍ جاف :
" باعتقادكِ ان والدي استغل هذه الناحية في شخصية امي ؟".

انها تحب والجها كثيراً ,,, وتربطها به علاقة مميزة ولا تحتمل ان يوجه احدهم النقد اليه ,,
فأجابتها خالتها بلهجة لطيفة :
" لم اقصد اتهام والدكِ بأي شئ .... اردت فقط تحذيركِ من صنف الرجال الانانيين ."

وفي اليوم التالي ابلغت ليزا ساندي اعتذارها عن حضور جلسة التصوير في منزل سارة شيزهولم ,
فوافق على الذهاب بدلاً عنها قائلاً :
" افعل اي شئ لأجلكِ , السنا شركاء ؟ ومن واجبي ان اتقاسم معكِ واجبات العمل ."

" لكننا لم نصبح شركاء بعد .."

" بالفعل ! غير انني اتمنى ان تاخذي قراراً في اقرب وقت ,
تعرفين ان تعاونكِ معي يريحني للغاية , لولا اندفاعكِ وحيويتكِ لما تجرأت على أخذِ المبادرات الشجاعة ."

وابتسم ساندي بخجل موحياً لليزا بحاجته الماسة اليها , وشعرت انه يعاني من فقدان الثقة بنفسه ,
فتمنت لو باستطاعتها احياء الشجاعة فيه دائماً ..

تابع ساندي حواره معها مشيراً بالحاح الى اهمية حضور ليزا الى جانبه فقال :
" قبل قدومكِ الى اردمونت يا آنسة ليزا , كنت اعيش في جو يائس ,,فقدت الامال بكل شئ بعد فشلي على الصعيد العاطفي و المهني . وانتِ احدثتً تغييراً هاماً جداً في حياتي ."

" صحيح ."

قالت ليزا بارتباك وهي تسأل نفسها كيف سينتهي حوارها مع ساندي ... وباية طريقة ؟
و كيف ستجد منفذاً للدخول الى موضوع آخر ...

وكأن السماء استجابت لطلبها فدخلت في هذه اللحظة الخياطة اينا سكوت بخطىً رشيقة وهي تحمل معها ثوباً من قماش التويد ,,
قالت وهي تعرض الثوب على ساندي و ليزا :
" هذا الثوب جاهز ,, احببت ان اعرضه عليكما قبل الآخرين ."

ونظرت اينا الى كل من ساندي وليزا نظراتٍ فضولية كأنها شعرت بتوتر الجوّ بينهما ,
فأجابت ليزا على الفور :
" رائع جداً , سيكون قطعة فنية نادرة على جسم سارة !".

" اعدّ الثواني لأرى هذا الثوب على سارة ,, في اية ساعة علىّ ان اجهز نفسي غداً لموعد جلسة التصوير ؟".

شرحت ليزا انها ستضطر للغياب غداً , لكن ساندي سيحل محلها ,,
ففرحت اينا لهذا الخبر وقالت بانشراح :
" شرف كبير لي ان يرافقني مدير مصنع اقمشة التويد في اردمونت في زيارتي الأولى الى آل شيزهولم ,,
كم انا محظوظة بالفعل !!".

اغتنمت ليزا فرصة حضور اينا مع ساندي و تسللت خارج الغرفة ,,,
شاكرة حظها هي ايضاً لانسحابها في الوقت المناسب ,

فلقد وفرت عليها اينا حواراً خطيراً ودقيقاً كان قد باشره ساندي لويس ,,,

lovely sky
31-05-2007, 20:16
الفصل السادس


6 - رحيل الخالة


قامت ليزا باكرا للذهاب إلى المطار .
الطقس بدا مائلا إلى الحرارة والدفء , مع اقتراب شهر آذار ( مارس ) لكن الهواء البارد مازال يصفر بقوة عبر الجزر والتلال .

وصلت الطائرة في موعدها المحدد , وهرعت ليزا لملاقاة والدها عبر الممر الذي يفصل المسافرين عن غرفة الاستقبال .
لم يتغير السيد سميث كثيرا , فهو مازال قوي البنية , صلب العود بالرغم من الشيب الذي كسا جزءا ممن شعره , ومازلت قامته الطويلة في جامايكا فزادته جاذبية ورجولة .

لدى رؤيته ليزا , تلوح له أسرع نحوها , وحضنها بذراعيه القويتين .
ثم اتجها إلى المركب الذي سينقلهما إلى الجزيرة . كانت الرؤية حسنة , والجبال المكسوة بالثلوج تظهر في البعيد جليلة , فتزيد المنظر روعة وسحرا .
وكان فرانك , والد ليزا , متحمسا للغاية فلم يتوقف عن الكلام طوال الرحلة , أنما أخبرها الكثير عن رحلته وسفره عبر البلدان التي زارها أخيرا فأطلعته هي بدورها عن قلقها على صحة خالتها مود التي بدأت تتدهور في المدة الأخيرة , كما أطلعته على مدى التوتر الذي تعاني منه السيدة المريضة من جراء قلقها المزمن على منزلها .

سألها والدها :
- ولماذا تقلق مود على منزلها ؟

- ستعرف السبب لدى وصولنا !

لم يطلب السيد فرانك مزيدا من الإيضاح , بل اكتفى بمشاهدة المناظر التي تحيط بالجزيرة من كل صوب , وفجأة صعق لرؤية ورشة البناء التي تقام بمحاذاة بيت الخالة مود , فصاح مدهوشا :
- يا ألهي ... يبدو أن المالك حوض السفن ,بدأ ورشة توسيع المساحة على قدم وساق ..
ويبدو أنه يهتم أيضا بتصليح السفن وترميمها .
انظري إلى المركب الذي يتم بناءه الآن ... من يدير هذه المؤسسة اليوم ؟

- رجل يدعى لامون .

- مازالت العائلة نفسها هي التي تدير الشؤون هذه المؤسسة بالطبع . ليس شارل لامون الذي يتولى أدارتها , أذكر أنه توفي منذ عشرين سنة .
كان رجلا طيبا , خدوما , لكنه فشل في عمله , نتيجة قلة مراسه في هذا الحقل . كنا نستأجر – والدتك وأنا – مركبا منه لنزهة عبر الجزيرة وكان له ولد شجاع مميز لا يخاف شيئا على الإطلاق . ويهوى الملاحة بشكل خاص !
- ومازال حتى اليوم يعشق الملاحة لا سوها ... هذا هو الشخص , " اللامون " الذي نحن بصدده , ستخبرك خالتي المزيد عنه !

وفي المساء جلست العائلة قرب المدفأة , وأمضت الخالة ود طوال السهرة تخبر صهرها , السيد فرانك سميث , عن القلق الكبير الذي يسببه لها فرايزر لامون , لقيامه بورشة بناء بمحاذاة منزلها . وأضافت :
- لست أدري ماذا يخطط الآن ؟ كأنه يهيئ لعبة جديدة , كلعبة الفأر والهر .

- أفهم قلقك يا مود على منزلك . حسنا , سأذهب لمقابلة السيد لامون في القريب العاجل ,
لكنني أخشى أن تكون قد تأخرنا , فهو باشر في توسيع مساحته ,
ولن يمكننا , ربما , تعطيل مشروع تطوره .

فأجابت السيدة مود بحنق بالغ :
- هل تسمي هذه المشاغل المقيتة تطورا ؟

- صحيح , إن المشاغل التي بناها تشوه المناظر الطبيعية التي تحيط بالجزيرة . لكن لا خيار له , فهو مضطر لمجارة العصر ,
وشخصيا أجد هذا الرجل شجاعا , لأنه عاد إلى اردمونت ليحي فيها مؤسسته في وقت أصبحت معه صناعة السفن والمراكب ذات شأن , فهو بهذه الطريقة يؤدي خدمة للأملاك العامة , ولأهل الجزيرة , مفسحا في المجال للعمل .

- ليفعل ما يريده , لكن ليس على حساب راحتي . لقد شوه علي المنظر الذي اعتدته منذ سنوات طفولتي وبدأ يحفر أساساته في محيط منزلي , حتى اضطرت ليزا أخيرا للجوء إلى فكرة شراء المنزل المجاور لتمنعه من التوسع أكثر !

فسأل السيد سميث بصوت لعوب :
- حقا ؟ ومن أين لليزا المبلغ الكافي لشراء المنزل المجاور ؟
أجابت ليزا بوضوح :
- كنت سأقترضه منك .

- أنت أيضا , تحاربين هذا " اللامون " ؟

تمتت ليزا بارتباك ظاهر :
- أنا ....... أنا ..........

ولم تتمكن من الإجابة على سؤال والدها الذي رمقها بنظرة مداعبة . لعوب ,
وخالتها , حدقت بها بإهتمام , فثارها بالطبع , أمر ارتباك قريبتها , وأدركت ليزا في الحين , أنه لن يمكنها البوح بحقيقة مشاعرها تجاه فرايزر , لا لوالدها , لا لخالتها , فامتقع وجهها وقالت بعصبية :
- سأحضر الشاي .

مجيء والدها إلى اردمونت أدخل الفرح و الطمأنينة إلى قلبها . فهو بالرغم من أسئلته الكثيرة التي لا مفر منها , وبالرغم من إدراكه المفاجئ لبعض الأمور يتمتع بروح هادئة كريمة ,
ولديه نظرة متسامحة ومتساهلة في الحياة , وكل شيء يبدو له جديرا بالاهتمام ,
رافقته ليزا , إلى مصنع أقمشة التويد , حي عرفته بساندي لويس , وبالخياطة أينا سكوت .

وبينما كان ساندي يتبادل أطراف الحديث مع والدها جرى الحوار التالي بينها وبين أينا ,
فقالت هذه الأخيرة , بحماس بالغ :
- كانت سارة على حق , فمنزلها هو فعلا المكان المناسب لأخذ الصور الفوتوغرافية .
كانت جلسة التصوير ممتازة وستكون الصور كذلك بالطبع , مر بنا السيد لامون , يرافقه ابنه .
ودخل علينا ونحن منهمكات في العمل .... فبدأ مهتما للغاية لما يجري ...
آنسة ليزا .... كان العمل مدهشا ...
وهو في غاية الرقة اللطافة ... يكفي أن تعاشره عن قرب !

- من هو ؟ السيد لامون ؟.

- نعم فهمت الآن لماذا سارة معجبة بالسيد لامون ,
فهو بالتأكيد , محط أنظار جميع النساء , لتميزه عن سواه , بقوة داخلية خاصة !

- أنت بالطبع , لست من بين اللواتي يعجبن به ؟

- لا أبدا ... ليس السيد فرايزر من الصنف الذي يجذبني .
فأنا أحب الرجل الرقيق , الذي يعاملني بحذر ,كأنني جوهرة ثمينة ....
حتى لو لم أكن كذلك فعلا . بالأمس كنت سعيدة لغاية لأنني حظيت بالمعاملة التي أرغب بها .

وأدركت ليزا أن أينا , دون شك مولعة بساندي , لاحظت ذك لبريق الحب في عينيها , وفي صوتها , وتمنيت لو أن ساندي يحسن معاملتها , دون أن يدخل الألم إلى قلبها , لأنها رقيقة المشاعر , حساسة:

وإذا بساندي يطل عليهما , ويكلمهما عن فكرة راودته بخصوص صدور الصور في مجلات الموضة .
فهو يرى أنه من المستحسن أن يرافق الصور كراس خاص من مصنع الأقمشة .

سألت ليزا على الفور :
- وهل سترضى سارة أن تعرض لنا المعاطف الجلدية أيضا ؟

أجاب ساندي بتوتر :
- لست أدري فهي لم تعدنا بشيء أكيد , لانهماكها طوال الوقت بمغازلة المصور ولم تكف بهذا التصرف الأرعن بل عندما أطل علينا فرايزر , تصرفت كالحمقاء .

سألت ليزا بابتسامة خفيفة :
- وكيف تصرف فرايزر ؟

- كان غير مبال بها ... حتى أن جوني زاد من الطين بله فرفس سارة , عندما انتبه لغيابك .

استغربت ليزا من تصرفات جوني على هذا النحو , فسألت بفضول :
- لماذا تصرف جوني كذلك ؟

- في أي حال أنا أوافقه على ما فعل ... قالت سارة ما تستحقه , خاصة أنها أبدأت رأيا خاطئا عنك .

- وماذا قالت بالضبط ؟
- حماقات ! تدعي أنك تهتمين بجوني لإغواء والده .
طبعا لم يوافقها أحد في الرأي .... وأخيرا وبخ فرايزر ابنه , وخرجا معا ...
أينا وأنا خرجنا لنأخذ الشاي .

وأضاف ساندي بخجل :
- أدعوكما أنت ووالدك لنزهة نهار الأحد , هل توافقين ؟
لدي شيء هام أود أن أصارحك به !

شعرت ليزا بخطورة الموقف , ورددت في قلبها " لدي شيء هام " .....
وما هو هذا الشيء الهام الذي يستوجب حضورها نهار الأحد ؟
وأحست كأنها عصفور يدافع عن حريته ,
وابتسمت لأنها لأول مرة تسمع ساندي يقول "أينا وأنا " وكم بدت لها هذه العلاقة طبيعية , لكن على ما يبدو أن ساندي لا يعيرها انتباها خاصا , فتسلحت بذكائها وواجهته ببساطة :

- لماذا ننتظر نهار الأحد ؟ لم لا يكون الآن ؟
أجاب ساندي بحيرة :

- لا أريد أن أصارحك بحضور آخرين لربما سمعنا أحدهم .
ليزا ... ما أود أن أقوله لك .. هو في غاية الجدية بالنسبة إلي ...
وأرجو أن يكون كذلك بالنسبة إليك أنت أيضا .

lovely sky
31-05-2007, 20:24
وفي طريق العودة إلى المنزل , استقلت ليزا سيارتها , لكن والدها تولى القيادة .
فلم تستطع أن تبعد عنها ما قاله ساندي بل تذكرت ما نوهت إليه خالتها مود منذ أيام , عندما أشارت إلى علاقة العمل التي تربطها بساندي والتي ستوحي له بالطموح إلى "وضع أفضل " .

هل يا ترى يريد مصارحتها بهذا "الوضع الأفضل " . أي الزواج ؟
فهو يظن نفسه مغرما بها لأنها مدت له يد المساعدة , ويعتقد بالتالي أن لا بديل لها في مصنعه .
وبينما هي سارحة في أفكارها كعادتها تحلل , وتحكم على أحداث اليوم , خاطبها والدها قائلا بعفويته المعهودة :
- ساندي رجل لطيف ... لو يجد المساعدة اللازمة له , لحقق نجاحا كبيرا على صعيد عمله .

- ومن برأيك هو الشخص الذي يناسبه .

- ربما تلك الفتاة السمراء التي كانت في المصنع .
- - تقصد أينا ؟

- نعم . طبعا إلا إذا كنت ترغبين أنت بالزواج منه .

- لا , أبد ... فأنا لا أتزوج إلا بدافع الحب .

فقال السيد فران مداعبا :
- ولم تجدي بعد الشخص الذي يناسبك .
أعرف الصفات التي تحبينها في الرجل , فأنت تريدينه قويا عاشقا , لينجح في إسعادك .

وأضاف والد ليزا بشيء من الجدية :
- الحب شرط أساسي لزواج سعيد . فأنت لم تخطئي في هذا المجال , لكن احذري ميولك الاستقلالية , فلربما حجبت عنك الرجل الذي بلائمك عندما يأتي في الوقت المناسب .

وفجأة لاح لهما جوني على بعد مئة متر وهو يتمشى على قارعة الطريق فقالت ليزا بدهشة :
- هذا جوني لامون ؟

أوقف السيد فرانك السيارة جانبا وفتح الباب لجوني بلطف فلبى جوني الدعوة فرحا وقال :
-آنسة ليزا ... أحمل معي شيئا خاصا لك .
تفضلي هذا ما رسمته اليوم في المدرسة من أجلك .

- شكرا لك ياجوني . أين كنت ؟
أرجو ألا تكون قد أثرت عراكا آخر .لماذا ثيابك منبوشة على هذا النحو ؟
فابتسم جوني وأجاب :
- كلا , لم أتعارك مع أحد هذه المرة ,أنما تمرغت على العشب أنا وصديق لي يدعى جايمي يعمل والده في الورشة عند أبي

استدار فرانك على مقعده الأمامي , ليلقي نظرة خاطفة إلى جوني , ومد يده على سبيل التعارف , قائلا :
- سررت للقائي بك , فأنا أعرف والدك منذ كان صغيرا .

تجاوب جوني مع فرانك , فمد يده مصافحا وقال بفضول :
- كم كان لأبي من العمر عندما عرفته ؟ فأنا اليوم بلغت السابعة .

- كان في الحادية عشر من عمره أو ربما في العاشرة .

- هل ذهبت اليوم لزيارته ؟

- لا لم أفعل بعد , لكنني سأزوره قريبا . أحب أن أرى المركب في مرحلة ترميمها .

- لو تأتي معي الآن , فسأريك كل شيء ؟ وأنت ليزا لو ترافقيننا !
فرفضت ليزا عرض جوني الحماسي والعفوي بهدوء , مجيبة :
- لا ليس الآن ... في وقت آخر أرافقك ... يمكنك الذهاب مع أبي .
و أشكرك مرة ثانية للرسم الذي حملته لي ...أزهار النرجس التي لونتها جميلة .

وصلت بهم السيارة إلى حوض السفن ,
فترجل منها جوني يرافقه السيد فرانك . قال جوني وهو يبتعد :
- دعي خالتك مود ترى رسمي !
وأقلعت ليزا بسيارتها متجهة إلى المنزل . لم تشأ مرافقة والدها وجوني إلى حوض السفن , لأنها تخاف اولا أن ترى فرايزر مجددا وثانية لأنها تعرف أن والدها يود محادثته على إنفراد .

وأمضت طوال المسافة التي تفصلها عن بيت خالتها وهي تقنع نفسها أن ما تشعر به تجاه فرايزر وبحضوره خاصة ليس إلا حالة عابرة , مجرد إعجاب بسيط , طبيعي , يزول مع زوال فصل الربيع ... وفي هذه الأثناء فهي تفضل أن تتقيد بالحذر والتعقل .
إنما الأمر الوحيد الذي يقلقها هو المحافظة على صداقتها لجوني , دون أن يتذمر والده وبعد ساعات عاد فرانك سميث منشرا ودخل توا إلى غرفة الخالة مود ليطلعها على نتيجة زيارته لفرايزر لامون .

- في الواقع يا عزيزتي مود لا أفهم لماذا تبغضين فرايزر لامون ؟
وجدته ذكيا متعقلا , طموحا ويعرف تماما ماذا يريد , وإلى أين سيؤدي به اندفاعه وحماسه , فهو ليس بحاجة لمن يقويه ويشجعه .

أجابت مود بلهجة قاسية :
- بالعكس !إنه بحاجة لمن يردعه , ويضع حدا لأطماعه في امتلاك أرضي اردمونت .

- لست من رأيك فأنا أعتقد أنه بحاجة لمساحة معينه تسمح له بتوسيع مؤسسته .
وعندما يحصل عليها , لن يطلب المزيد !

وحاول فرانك أن يوفر على نفسه مشقة الجدال مع لخالة مود ول موضوع فرايزر لامون ,
فأشعل غليونه ويبدأ بحشوه من تبغه الخاص .

لكن الخالة مود ,لم تكف بما سمعته من فرانك ولأنها لم تقتنع بالطبع , عادت لتثير الموضوع من جديد
فسألت فرانك بتذمر :
- لا أستغرب أبدا دفاعك عنه , إنما أحب أن أعرف ماذا قال لك بالضبط ؟

- أطلعني على أسلوبه في العمل : فهو يستعمل مادة الزجاج , أنه يعتمد على الأسلوب التقليدي في بناء المراكب . أحد المراكب التي يعمل عليها حاليا , سيشترك في السباق لعبور المحيط الهادئ . إذا أحرز نجاحا , وفاز بالسباق , يكون قد أطلق أسم المؤسسة إطلاقه ممتازة !

- كل هذا الذي تخبرني به لا ينفعني شيئا ... ما هو موقفه الآن من أملاكي وبيتي ؟

تنهد السيد سميث بأسف وأجاب :
- لم أفاتحه بعد بهذا الموضوع . لم أجد الوقت مناسبا للدخول في بحث كهذا ... فقد بدأ منزعجا عدما كشفت له عن هويتي .

وألقى السيد سميث نظرة خاطفة على ليزا فاحمرت وجنتاها دون سبب ظاهر .

وأضاف السيد سميث بلهجة مقنعة :
- لا تقلقي يا مود , سأزوره ثانية .
ابنه جوني لا مثيل له في اللطف والذكاء لكنه بحاجة ماسة إلى أم تعتني به .

فأجابت مود بقسوة بالغة :
- هنالك الكثير من أمثاله يتولون أمر الإعتناء بأولادهم !
- صحيح ! لكن فرايزر يبدو تعبا من هذه المسؤولية الملقاة على عاتقه .

فسألت ليزا باندفاع :
- لماذا ؟
- لاحظت أنه بدأ يفقد صبره في التعامل مع جوني .... ربما هذا يعود لهمومه الكثيرة .

وفي الأسبوع التالي زار فرانك مشغل لامون فرايزر ,
فكان مندهش للطريفة التي يجري فيها العمل . فرايزر يمضي ساعات طويلة يراقب بدقة وباهتمام , عملية التنفيذ.

وفي اليوم التالي , التقت ليزا بسارة في مصنع الأقمشة ,
ولم تكف هذه الأخيرة عن ذكر علاقتها الحميمة بعائلة لامون , وكانت تتكلم بلهجة منفعلة , ومضطربة , مما دعا ليزا للتساؤل عن السبب .
ولم يطل تساؤلها , فكان تعليق أينا على تصرف سارة بعد رحيلها كافيا ,
إذا قالت أينا :
- سارة منفعلة للغاية اليوم , لأنها أدركت في جلسة التصوير السابقة في منزلها , أن جوني يميل إليك أنت , وهذا يهدد سعيها للزواج من فرايزر ... فإذا كرهها جوني , ستفعل جميع خططها .

ابتسمت ليزا وأجابت بهدوء :
- ما لنا ولها .... ولهذه الحماقات ... أنا لم أرى عائلة لامون منذ وقت طويل .

لكن بالواقع هل كانت ليزا تقول الحقيقة , هل مضى وقت طويل على غيابها عن عائلة لامون ؟
لا يسعها أن تقول لأينا أنها كانت تجد دوما الفرص المناسبة لتلتقي بفرايزر , سواء راقبته من نافذتها ,
أم خرجت لتنزه كلابها .
وفي أحدى المرات تجرأت ومرت بمحاذاة ورشة البناء فلمحته يخاطب العمال على المركب وكأنه شعر بحضورها فاستدار فجأة في مكانه مستغربا , ولكنه ما لبث أن عاد إلى حديثه .

وكأن الدنيا فجأة هبطت بكل ما فيها على رأسها , وأحست بثقل رهيب يطن في صدرها , ويجري في عروقه ووعدت نفسها بأنها لن تعيد الكرة ثانية , ولن تسمح لعواطفها الجياشة أن تخونها , , وتعرضها للتجربة .

وأخيرا ... حان الموعد مع ساندي , موعد الشيء المهم . الذي يرغب مصارحتها به , فكان كل همها في هذا النهار هو كيف تمنعه من البوح بأسراره . لذا شرعت تحدثه عن علاقة سارة شيزهولم بفرايزر لامون .
وكانت من وقت لآخر تلقي نظرة خاطفة إليه فتراه سابحا في أفكاره كأنه لا يسمع وعيناه تحدقان بالتلال البعيدة وقالت :
- لا شك أن سارة لا تحسن التعامل مع جوني .

انتفض ساندي فجأة وقال بانفعال :
- لو نتحدث في موضوع آخر ... هناك بعض المارة غيرنا يتقدمون ناحيتنا .
استدارت ليزا في مكانها , لتستطلع هوية المارة , فبان لها فرايزر في البعيد يتنزه برفقة سارة , وجوني يعدو حولهما . ويلهي نفسه برمي الحصى في البحر . ولدى مشاهدته ليزا وساندي يتقدمان نحوهم هرع جوني نحو ليزا , وهو يقفز فرحا , وبدأ يعرض عليها أنواع الأصداف التي جمعها على الشاطئ .

وعندما اقترب منهما فرايزر وسارة , ألقى فرايزر السلام بصوت بارد وأكمل سيره ,
بينما توقفت سارة لترغم جوني على متابعة النزهة بصحبتهما هي ووالده , فقالت بصوت مصطنع :
- جوني حبيبي , أرجوك لا تزعج الآنسة ليزا بهذه الحماقات .
فهي تتنزه برفقة السيد لويس ... تعال واتبعني .

أجاب جوني بتذمر :
- من قال لك أن أصدافي تزعجها ؟ فهي لا تزعجها أبدا .
تأثرت ليزا لجواب جوني الذي كاد أن يشرف على البكاء , لانزعاجه من ملاحظة سارة الخاطئة .
وقالت بتأثر أعمق :
- أنت على حق يا جوني , أصدافك لا تزعجني أبدا , بالعكس .

فألحت سارة عليه لمرافقتها :
- هيا جوني , ولا تتأخر !
اغتاظ جوني , وأجاب بحنق :
- لا لن ألحق بكما ... أريد أن أبقى مع ليزا .

تدخل ساندي بلهجة لطيفة :
- لا يمكنك متابعة النزهة معنا ,فنحن نسير بالاتجاه المعاكس .
أجابت سارة ساندي بسخط :
- عليكما أذن أن تغيرا اتجاهكما , فتحل المشكلة , ويكون جوني راضيا .

- حسنا ! هل من مانع لديك يا ليزا ؟
ابتسمت ليزا موافقة وقالت :
- لا أبدا يمكنكما السير أمامنا , وجوني وأنا سنتبعكما على مهل .

ومشى ساندي إلى جانب سارة , بينما أصبح فرايزر في المقدمة , وجوني وليزا يسيران في المؤخرة ,
ارتاحت ليزا لهذا الحل ,
إذا وفرت على نفسها مرة ثانية , مشقة الاستماع إلى ساندي وابتهج جوني أيضا , لحضوره معها وقال مبتسما :
ها أنني ربحتك لي وحدي ! سنفيد من هذه الفرصة نبحث عن السراطين سويا .

أقنعته ليزا أن الوقت لن يسمح لهما بذلك , وفي موعد آخر سيقومان بنزهة أخرى باكرا .

وفي طريق العودة إلى المنزل , كان فرايزر ينتظرهما وحيدا أمام بيت ساندي لويس ويبدو علية الغضب و الانفعال الشديد :
- تأخرتما في العودة .........

لم تشأ ليزا أن تعكر جو هذه المناسبة التي جمعتهما ثانية ,
فقررت أن تظهر لطفها , وتخبئ انفعالها , فقالت بهدوء :
- أين ساندي وسارة ؟

- يدعوك ساندي لتناول الشاي في منزله . وهو ينتظرك مع سارة هناك .
سأل جوني بحماس بالغ :
- ونحن يا أبي , هل ستوافقهما أيضا ؟

- كلا ! رفضت دعوة ساندي , بسبب تصرفك السيئ بعد ظهر اليوم .

ألتمعت دمعتان على وجنتي جوني , واكتفى بالاحتفاظ بالصمت .
فقالت ليزا برقة بالغة :
- لو نذهب معا , فالسيد لويس وزوجته , سيفرحان لقدومنا , ولحضورك أنت وجوني خصوصا .

أجاب فرايزر بلهجة ساخرة وجافة :
- لا أوافقك الرأي يا آنسة ليزا , في أي حال لا أعتقد أن السيد لويس سيكون راضيا لزيارتنا له ..
فأنا أذهب حيث يكون قدومي مرغوبا .

تصبحين على خير يا آنسة . تعال جوني ... هيا !

lovely sky
31-05-2007, 20:37
تردد جوني في اللحاق بوالده وألقى نظرة استغاثة وأمل إلى ليزا فازداد فرايزر غيظا وانفجر صارخا :
- جوني , تعال!

أطرقت ليزا بحنان :
- اتبعه ... جوني ... هيا .. لا تتركه يعود إلى المنزل وحيدا .

وخضع جوني لمشيئة والده مستسلما , فودع ليزا بحزن ومشى .
تمنت في هذه اللحظة لو بإمكانها مرافقتهما . بدلا من تلبية دعوة ساندي إلى الشاي .

وأسرعت في سيرها وهي تتساءل لماذا تخلت سارة عن فرايزر بسهولة خلال النزهة بعد ظهر اليوم على الشاطئ , ورافقت ساندي حتى المنزل ؟
ألهذا بدأ فرايزر متوترا ومنفعلا ؟

وانضمت ليزا إلى ساندي وسارة وصورة جوني لا تفارقها .
كانت الجلسة عند ساندي , مزعجة للغاية نظرا لما أبدت سارة عدائية تجاهها ,
وهذا الأمر أدخل الحزن إلى قلبها . وفكرت بالرجوع إلى المدينة مع والدها حين يحين موعد رحيله , لربما بهذه الطريقة تفسح في المجال لها للاختلاء بفرايزر , وللتقرب من جوني .

لكن لماذا تعود دائما هذه التساؤلات إلى فكرها ؟
سارة وفرايزر ؟
ساندي ؟و أينا؟ وهي ؟
ما هذه السلسلة من الوجوه ؟
وكيف تترك هي اردمونت من أجل إرضاء سارة ؟
أنها تريد البقاء في اردمونت .

ولم يمض وقت طويل , على زيارتها الأخيرة لساندي حتى تعرضت الخالة مود لنوبة قلبية خطرة استوجبت حضورها هي ووالدها إلى جانب السيدة المريضة .

ومضى شهر آذار ( مارس ) على هذا النحو .
ولم يفكر أحد منهما مغادرة اردمونت على الإطلاق .
الخالة مود تلازم فراشها ليلا ونهارا , وليزا ووالدها يتناوبان السهر عليها , حتى شعر كل منهما , بحاجة ماسة إلى الراحة , بعد التعب والتوتر الذي سببته حالة مود المتدهورة , والطقس في الخارج لا يساعد على الخروج لتنزه . فهو ممطر والسماء ملبدة بالغيوم , والهواء يعصف من كل جانب .

وفي يوم ممطر , عاصف , جلست ليزا مع والدها في الدار الصغير يستمعان إلى مقطوعة موسيقية لعلهما يسترخيان . ولم يمض على جلوسهما مدة طويلة حتى قرع الباب , بعصبية . فهرع فرانك باستغراب كبير وهو يتمتم :
- من هذا المجنون الذي خرج في يوم عاصف وممطر كهذا ؟

وعاد بعد دقائق وهو يحضن ولد بين ذراعيه .
فذعرت ليزا لدى مشاهدتها جوني يرتدي معطفا مبللا , والدموع تكرج على وجنتيه . وهو ما زال في ثياب النوم .

قال والدها بدهشة كبيرة :
- هذا الولد يريد مقابلتك ... لديه ما يقوله لك !

هرعت ليزا إلى جوني وسألته بلطف :
- جوني ! ماذا جرى ؟ أخبرني ؟
فأجابها جوني باكيا :
- ...... تركت البيت !

وجلست إلى جانبه تهدئ من روعه بينما اهتم فرانك بتغيير ملابسه المبللة ,
وتبديلها بثياب جافة وأسرعت ليزا بتحضير كوب من الحليب ,
حملته إليه عند المدفأة , وسألته بحنان :
- هل عاقبك والدك على أمر ما ؟

أجابها جوني :
- لا !
- إذن , لماذا هربت من المنزل ؟

- كي أعاقبه !
- تعاقبه ؟ وماذا فعل ؟

- يريد السفر من جديد , وسيغيب لمدة أسبوع كامل .

وكان جوني يرتجف حزنا , وليزا تحاول أن تخفي قلقها عليه ,
فسألته بلطف :
- ألا تريده أن يسافر ؟

- لا ! أنا أكره البحر ... وأريده أن يفعل شيئا آخر .

تدخل السيد فرانك بهدوء :
- لكن البحر مهنته , فكيف تريده أن يغير مهنته وهو يصمم المراكب والسفن ويعشق الملاحة ... هذا باب رزقه الوحيد الذي يسمح له الاعتناء بك والسهر على تربيتك ... لن يفعل شيئا آخر حتى يرضيك فقط .

نظر إليه جوني , محاولا فهم معنى هذا الذي قاله والذي بدأ له كخطاب يتلوه الواعظون .
-
لا أرفض السفر معه , إنما هو الذي لا يرغب في اصطحابي .
وأضاف وهو يجهش بالبكاء :
- حجته الوحيدة , هي المدرسة , فهو يقول أنه يجب علي الاهتمام بدروسي ,
ومن أجل ذلك سيجد من يسهر علي في غيابه , طلبت ليزا لهذا الغرض ...
فغضب مني وأرسلني إلى الفراش ... ولهذا السبب تركت البيت .

أجابه فرانك بقساوة مخففة :
- لم تذهب بعيدا ... اطمئن .....

احتمى جوني بليزا شارحا بخجل :
- كان الطقس ممطرا وعاصفا , فأخافني الهواء ... وجئت لأرى ليزا ...
ابتسمت له ليزا مشجعة :
- أحسنت يا جوني .

وعادت إليها في هذه اللحظة كلمات ساندي , عندما أشار أن فرايزر بحاجة إلى أصدقاء من حوله أكثر من أي وقت مضى ...
وتصورته الآن في المنزل وحده من دون جوني ... ماذا سيفعل ؟
فقالت لجوني بهدوء دون أن تقسو عليه :
- ألا ترى أنه يجب علينا الاتصال هاتفيا بوالدك لتعلمه بوجودك هنا , لربما قلق عليك .

واتجه فرانك إلى الهاتف بينما أكمل جوني حواره مع ليزا , مفسرا لها الأسباب التي دفعنه ليحقد على والده وقال بصوت مرتجف :
- أعرف أنه سيغضب كثيرا لخروجي من البيت في هذه الساعة , لست أدري ماذا طرأ عليه ؟
فمنذ عودته من البرتغال وهو يتصرف بعصبية ...

أنني أسأل نفسي أحيانا إن كان مازال يحبني ؟
ولعله يتمنى غيابي لأن حضوري يزعجه .

- لا يا جوني , لا تقل ذلك ... أنا متأكدة إنك مخطئ .

واستغربت ليزا ثقتها الكبيرة بنفسها . وأضافت :
-ربما هناك ما يجعله سريع الانفعال .

لم يجاوب جوني , بل غاب نظره في النار المشتعلة في المدفأة , وأخذ يصف أشكالها لليزا , ولم يشعر بمرور الوقت , حتى فتح الباب فجأة عليهما , ودخل فرايزر , بينما توارى فرانك عن الأنظار .

وقف فرايزر في وسط الغرفة , وهو يلهث من التعب كأنه قطع المسافة جريا , وجهه شاحب اللون وعيناه تقدحان شررا . قال وهو ينظر إلى جوني متجاهلا حضور ليزا تماما :
- جوني , لماذا خرجت من المنزل ؟

- لأزرع في قلبك الخوف !

وانفجر جوني باكيا وارتمى بين أحضان والده . فضحك فرايزر بهدوء , وأجاب ببساطة :
- لقد نجحت في إثارة خوفي عليك .

وجلس فرايزر على مقعد خشبي صغير , وهو يخاطب جوني برقة :
- هيا , أشرح لي الآن , سبب تصرفك هذا ؟

- لأنك لم ترض أن أبقى مع ليزا أثناء غيابك , وأنت تعلم جيدا , أنني عندما أكون بصحبتها أحتمل أكثر فكرة سفرك .

نظر فرايزر إلى ليزا نظرة مشككة فأجابته بصوت خافت يحمل التأكيد :
- لماذا لم تقترح علي البقاء مع جوني ؟

أجاب هامسا وهو يحدق في عينيها :
- أنت تعرفين السبب .

ثم أخذ يتفحص وجهها بلهفة , فشعرت وللمرة الثانية وكأنه يلامسها .

. ......

lovely sky
31-05-2007, 20:38
فشعرت ليزا بدوار غريب وكأن غشاء حجب عنها وضوح الرؤية تلاشت أوصالها والتجأت إلى أقرب مقعد وجدته أمامها , وإذا بها جالسة مباشرة بالقرب منه ويكاد وجهها يلامس وجهه فأسندت ظهرها إلى كرسيها مبتعدة عنه قدر الإمكان وقالت بصوت مضطرب :
- أعتقد إنك تخشى أن تكون مدينا لي بهذه الخدمة .

أجابها فرايزر بشيء من الغموض , وهو يشيح بنظره عنها :
- أجل , هذا ليس سوى جزء من الحقيقة .

- إلى أين أنت مضطر إلى السفر ؟
- أريد الاشتراك في مؤتمر مجهزي السفن ويجب أن أمر بشريك لي في هولندا .

- وهل سيطول غيابك ؟
- عشرة أيام .

- ألا تقلق على جوني ؟

فأجابها فرايزر بعصبية مفاجئة :
- أنت تجهلين مدى قلقي عليه .

- ومع هذا لم تعدل عن سفرك ؟

- كنت على وشك أن أفعل هذه المرة , نظرا لردة فعل جوني العنيفة , مع العلم أنني لو بقيت ,
لخسرت الكثير على الصعيد العملي ...

- أنت مستعد لأي شيء كي لا تضطر إلى طلب مساعدتي .

غض فرايزر طرفه عنها , وتدخل جوني في هذه اللحظة , بعدما تابع حوارهما بشغف كبير وقال بحماس لوالده :
- إذن ؟ سأبقى مع ليزا أثناء غيابك ؟

- لماذا لا تسأل ليزا مباشرة ؟

وأشار إلى معطف جوني قائلا بجديه :
- هيا أرتدي معطفك حان وقت عودتنا إلى المنزل .

فوجئت ليزا لقراره السريع , وارتعدت لمرور هذه اللحظات الحميمة بينهما كالبرق ,
وأدركت أنه مازال يرفض ما يعتبره معروفا ,
فأطرقت بسخرية لطيفة :

- سيد لامون , أنت لا تسهل الأمور ..متى سترحل ؟
- نهار الجمعة .

وجهت عندئذ كلامها لجوني , الذي كان ينظر إليها راجيا قبولها وقالت له :
- جوني ! مر بي نهار الجمعة لدى خروجك من المدرسة , سأكون بانتظارك .

أضاف فرايزر بتعجب:
- هل أنت متأكدة يا آنسة ليزا من ذلك ؟
هل سيكون لديك الوقت الكافي للاهتمام بجوني وخالتك مريضة ؟

- سيمكث والدي معي فترة أطول ليمد لي يد المساعدة .

- إذن ! يا بني أنت حصلت على ما تريده بالضبط !
وأرجو ألا تعيد ما فعلته هذا المساء ... هيا بنا .

انفرجت أسارير جوني وعاد البريق إلى عينيه معلنا عن ارتياحه لاستعادة ثقته بدنيا الراشدين .

رافقتهما ليزا حتى الباب , ولم تستطع عدم التعليق على جواب فرايزر لجوني وسألته بذكاء :
- وأنت يا سيد لامون , ألم تحصل بعد على ما تريده ؟

- ليس بالتمام .. ما أريده يا آنسة ليزا يتطلب وقتا ... أمنياتي تفوق أمنيات جوني .

وخرجا معا , وهما يضحكان ... وبقيت ليزا تسمع خطواتهما تبتعد تدريجيا .

وكما في كل مرة , جلست تحلل معنى كلامه الأخير ,
فماذا يقصد بأمنياتي تفوق أمنيات جوني ؟

لربما كان يقصد طموحه لتطوير حوض السفن ومؤسسته ؟
أو بكل بساطه يعني زواجه من سارة ؟
طبعا , هذا لعائلة شيزهولم لن يرفضوه .

عادت إليها هذه اللحظة الشيقة التي جمعتهما معا قرب المدفأة , وهو ينظر إليها بعينيه اللتين تقدحان شررا , ويتفحص وجهها بإمعان وبشوق .
لكنها سرعان ما طردت هذه الأفكار من رأسها , محاوله إقناع نفسها , إنها وقعت مجددا ضحية تصورتها . لكن كيف ستنسى هذا المساء ,
الذي أشعل فيها رغبة لا توصف ؟
هل هي مرغمة على البوح بحبها له بالرغم من كل شيء ؟

ودخل عليها والدها في هذه اللحظة , وقال بخطورة :
- ليزا , اتصلي بالطبيب بسرعة , خالتك في أقسى حالات المرض !

الجمعة صباحا , مع طلوع فجر جديد ماتت السيدة مود روي , تاركة منزلها لقريبتها ليزا روي سميث , موصية لها بالامتناع عن بيعه طالما هي على قيد الحياة , وإن اضطرت أن تبيع يوما فلتفعل , شرط ألا يكون الشاري من عائلة لامون .
وبعد أن اهتمت ليزا بمراسم الدفن لجأت إلى غرفتها ترتاح من تعب النهار ,
وهي تعيد قراءة الوصية أمام والدها . وقال السيد فرانك معلقا :
- أسأل نفسي , لماذا كانت مود تكره عائلة لامون إلى هذا الحد ؟

- كانت تربطها علاقة بجون لامون , جد فرايزر لامون , وكانا في مرحلة الخطوبة , عندما شككت هي بحبه لها , زاعمة أنه مرتبط بامرأة أخرى .

وحسب الأقاويل التي سمعتها يزعمون أنه لم يحاول تبرير موقفه , كما هي لم ترجع عن شكوكها .
ففسخا الخطوبة وكانت النهاية بينهما .

- هذا دليل على فقدان الثقة بينهما ... في أي حال ... أعتقد أن هذا المنزل سيشكل لك هما من ناحية الاعتناء به , ألا ترين أنه من الأفضل لك أن تعرضيه للإيجار ؟

- لا أفكر بالرحيل عن اردمونت . وجدت مكان عملي هنا . وسأرتاح لبقائي .
سأعمل مع ساندي في مصنع أقمشة التويد , وإن شكل لي المنزل هما من ناحية إدارية , سأعرض بعض غرفه لإيجار خلال فترة الصيف .

- هذا حل رائع ! في أي حال , أنا سأعود إلى لندن !
لن أمكث في منزل هو بمثابة مجرى دائم للهواء , ويطل على ورشة البناء , وتحيط بع العنابر من كل جهة ... سأعود إلى منزلي بكل سرور .

وودعت ليزا والدها , وعادت إلى منزلها بهدوء ..
أيام جديدة بانتظارها .. والدها عاد إلى لندن ,
خالتها ودعت الدنيا وفي اليوم نفسه سافر فرايزر متوجها إلى مؤتمر مجهزي السفن .
إنها الآن لوحدها .....

وجوني ينتظرها ,
و معا ينتظران عودة فرايزر .
تذكرت كلمات جوني الرقيقة , عندما علم بخبر وفاة الخالة مود :
- كم من المؤسف أن تموت السيدة مود في شهر نيسان ( إبريل ) .

كان جوني على حق ! فالطبيعة في هذا الشهر تستيقظ من سباتها العميق , لتستقبل ما امتنعت عنه طوال فصل الشتاء .

فتغطي الأرض أجمل الألوان وتخرج الزهور من غيابها الطويل لتطل بأوراقها الطرية وببراعمها النقية .

كل شيء يدعو للجمال وللتأمل في هذا الشهر . البحر الهادئ والنائم كالسكون , تلمع صفحته تحت الشمس البهية , وتعكس ظلال التلال المغلفة بأشعة فضية تتهادى بنعومة على صدر البحر الواسع ! كل هذا يدعوها للبقاء في اردمونت . وكأنها لأول مرة أدركت لماذا عاد فرايزر إلى هنا بعد غيابه الطويل .

وبدأت ليزا تعتاد حياتها في اردمونت .
في النهار التالي , قصدت مصنع ساندي , تباشر عملها . استقبلتها أينا بالترحاب , ووجهها يبشر ببشرى سعيدة , فقد ارتفعت عدد الطلبات على الأقمشة بعد صدور الصور في مجلات الموضة .
وكان فرح ساندي عظيما , فلم يتمالك نفسه أمام ليزا بل قال مسرورا :
- سنضطر لزيادة عدد الموظفين , فالطلبات تتكاثر علينا ويلزمنا من يهتم بالخياطة , ومن يدير شؤون الإدارة , ومن يهتم بالمبيع , ومن يتوكل بمساعدتك في كل ما تقومين به , ومن يهتم بالعلاقات العامة ... ليزا أنا مدين لك بالكثير .. أرجو أن توافقي على مشاركتي في إدارة مصنع التويد .

- لا تقلق يا ساندي , يمكننا العمل معا , حتى لو لم نكن شركاء !

- لا أقبل بهذا الحل . فأنت تستحقين أكثر من هذا بكثير ... اقترح أن نناقش هذا الموضوع مع عائلتي ... ماذا لو تأتين هذا المساء ونتناول طعام العشاء , ثم نبحث في هذا الأمر ... في البيت أفضل ... هنا الجو مشحون بالعمل .

- لا أستطيع في المساء أن أترك المنزل , فأنا أهتم بجوني لامون . لماذا لا تزورني في منزلي ؟

أظهر ساندي شيئا من الارتباك وقال بتردد :
- أفضل ألا أفعل .... فلا أريد أن تثار حولك الأقاويل .

- ساندي ! ماذا دهاك ؟ ألم تزرني من قبل ؟

- صحيح ! لكن الوضع يختلف الآن عن السابق , فأنت اليوم تعيشين وحدك .

- ساندي ! لا تكن سخيفا أرجوك !
أعتقد أنه من الطبيعي جدا أن يزور رجل امرأة شريكة له في العمل , دون أن تثار حولهم الشكوك ويكونا عرضة للألسن البغيضة .

- هذا ممكن في المدينة , أما هنا , في الجزيرة , فهذا مستحيل !

- لو كنت رجلا , لما أتيت لزيارتي لكوني شريكا لك ؟
- أجل . هذا صحيح .

- إذن اعتبرني مساوية لك , وعاملني كشريك ...
- يصعب علي هذا الأمر !

- يجب أن تقبل بهذا الوضع وإلا رفضت التعاون معك

lovely sky
31-05-2007, 20:48
http://img120.imageshack.us/img120/5067/122tu5.gif


اعزائي اعضاء وزوار منتدانا الحبيب مكسات

احب ان اشير الى ان الفصول 6 و7 كتبتهم لنا اختنا الحبيبة نيمو من فريق كتابة الروايات في ليلاس ...

وانا قمت بنقل الفصل السادس اليوم و غداً سانقل لكم السابع ...

واشكر اختنا الحبيبة نيمو على تعاونها و مجهودها الرائع جدا جدا في المساهمة لتقديم الرواية لجميع محبي القراءة
http://img452.imageshack.us/img452/1329/q82202vd9.gif

واختنا الحبيبة سيرما ستكتب لنا الفصل 8 غدا ...
اشكرها جدا جدا من كل قلبي على مجهودها و تعاونها معنا و تشجيعا الرائع لنا دائماً
http://img452.imageshack.us/img452/1329/q82202vd9.gif

واشكركم جدا على متابعتكم لنا

نلقاكم غداً ان شاء الله مع الفصلين 7 و 8

http://img167.imageshack.us/img167/5435/sss1414gq0.gif

http://img167.imageshack.us/img167/7121/4ddp1k9ts8.gif

lanoo
31-05-2007, 21:47
مشكورة يالغالية يعطيك الف الف الف الف الف عافية انتي وكل من شارك معك
مجهود اكثر من رائعععععععععععع

THANKS))

lanoo
31-05-2007, 21:56
مشكورة يالغالية يعطيك الف الف الف الف الف عافية انتي وكل من شارك معك
مجهود اكثر من رائعععععععععععع

THANKS))

*لميس*
01-06-2007, 12:13
::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::



مجهود رائع



الله يعطيكم العافيه


::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::



***********************














::محبتكم::


*لميس*



******************

احباب الروح
01-06-2007, 15:25
يعطيهـم العافيـه

نيمــو و سيرمــا




ويسلمـــوو ع الجزء الروعـــه ::جيد::


مسكينــة الخالة مود

:بكاء:

حبيتها حيل



وسانـــدي طيوووب

بس كمان مسكين :D

وساره اكرهها


..


بس فرايزر حبيته :لقافة:


:D


..


يعطيج العافيـه لافلـي

وناطريــن التكملــه


:)

آن همبسون
01-06-2007, 15:33
مجهود رائــع ,, بــــــارك الله فيكـــم اخواتي ,,

وننتظــــــر التكملة بفارغ الصبـــــــــــر

الله يعطيــــــــكم العـــــــافية ,, ولا يحرمنـــــا منكم

lovely sky
01-06-2007, 17:00
مسكينــة الخالة مود
فعلا مسكينة كانت مريضة .. والله زعلت علشانها
http://img179.imageshack.us/img179/8845/156261dh6.gif




وسانـــدي طيوووب

بس كمان مسكين :D

فعلا ... لكن ليزا ما تطيقه
http://img514.imageshack.us/img514/9775/101103v1wp6.gif


وساره اكرهها
http://img505.imageshack.us/img505/7937/109210ne9.gif


بس فرايزر حبيته
http://img354.imageshack.us/img354/7680/4161mx0.gifhttp://img354.imageshack.us/img354/7680/4161mx0.gifhttp://img354.imageshack.us/img354/7680/4161mx0.gifhttp://img354.imageshack.us/img354/7680/4161mx0.gifhttp://img354.imageshack.us/img354/7680/4161mx0.gifhttp://img354.imageshack.us/img354/7680/4161mx0.gif


يعطيج العافيـه لافلـي


الله يعافيج يا رب
ومشكووووووووورة جدا جدا على ردودك الرائعة حبيبة قلبي
مشكووورة جدا
http://img72.imageshack.us/img72/4426/111211v1fm8.gifhttp://img72.imageshack.us/img72/4426/111211v1fm8.gif

lovely sky
01-06-2007, 17:07
مشكورة يالغالية يعطيك الف الف الف الف الف عافية انتي وكل من شارك معك
مجهود اكثر من رائعععععععععععع

THANKS))

مشكورة حبيبة قلبي لانو
http://img516.imageshack.us/img516/3933/cutegurl1lm9.gif
اسعدني مرورك جدا جدا
و ان شاء الله اليوم 7 و 8
http://img72.imageshack.us/img72/9710/732061ky3.gif

lovely sky
01-06-2007, 17:20
::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::
[center]مجهود رائع
الله يعطيكم العافيه

::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::
***********************
::محبتكم::
*لميس*

******************
الله يعافيج حبيبة قلبي لميس
http://img528.imageshack.us/img528/5025/111218v1bx0.gifhttp://img528.imageshack.us/img528/5025/111218v1bx0.gifhttp://img528.imageshack.us/img528/5025/111218v1bx0.gif

منورة حبيبتي
http://img235.imageshack.us/img235/6021/q8293cz3.gifhttp://img235.imageshack.us/img235/6021/q8293cz3.gifhttp://img235.imageshack.us/img235/6021/q8293cz3.gifhttp://img235.imageshack.us/img235/6021/q8293cz3.gif
واسعدني مرورك جدا

http://img235.imageshack.us/img235/5692/23301261ux6.gifhttp://img235.imageshack.us/img235/5692/23301261ux6.gif


http://img509.imageshack.us/img509/1737/myswj8.gif

lovely sky
01-06-2007, 17:42
مجهود رائــع ,, بــــــارك الله فيكـــم اخواتي ,,

وننتظــــــر التكملة بفارغ الصبـــــــــــر

الله يعطيــــــــكم العـــــــافية ,, ولا يحرمنـــــا منكم

مشكورة حبيبتي آن همبسون
منورة المشروع
http://img412.imageshack.us/img412/8492/141381mq3.gif
و اسعدنا مرورك و ردك
http://img530.imageshack.us/img530/7175/361731jg9.gif
مشكورة حبيبتي
http://img412.imageshack.us/img412/5576/08jm403t90061d1d13fu2.gifhttp://img412.imageshack.us/img412/5576/08jm403t90061d1d13fu2.gif

lovely sky
01-06-2007, 19:25
الفصل السابع

7 - ينقصني الحب

بدأت ليزا حياة جديدة بعد وفاة خالتها مود . إنها الآن تعيش تماما , كما كانت تمنى في الماضي , لا قيود تقيدها , بل حرية تامة في التصرف . وهي تعلم اليوم أمام وضعها الحياتي الجديد أن ثمن هذه الاستقلالية هو وحدتها , التي طالما سعت إليها . لكن يا ترى هل هي حقا سعيدة ؟
لماذا هذا الشعور بالنقص , حيال حياتها وتطورها كامرأة ؟
ماذا ينقصها لتنمو بفرح وتتكامل ؟ ألا يكفيها حاليا أن ترعى أمور جوني أثناء غياب والده ؟
فهي تمضي عطلة نهاية الأسبوع برفقته , ويتنزهان عبر الجزيرة , ويعملان في الحديقة طوال النهار ! صحيح أنها تشتاق أحيانا إلى حضور خالتها مود في منزلها الريفي الكبير , لكن اشتياقها لمود ليس سوى فترة عابرة طبيعية , لكنها تشعر بفراغ أعمق وأعنف . وبما لحاجتها الماسة إلى حضور رجل في حياتها أم أنه الحب وحده كفيل بتأمين التوازن , والانسجام في حياتها .

لو لم يكن الحب هو الجواب على أسئلتها الكثيرة حول علاقتها بفرايزر , فكيف تفسر إذن شعورها بالوحدة في غيابه , بالرغم من حضور جوني معها ؟ كيف تفسر انتظارها القلق له ؟ كيف تواجه واقعها المرير وهي تحاول جاهدة أن تبعد عنها هذه التطورات المؤلمة ؟ ما معنى شوقها , وتخيلها للقائها المقبل به , متمنية أن تزول بينهما جميع الحواجز التي فرقتهما في السابق ؟

أما على صعيد عملها , فهي لا تشكو من مشكلة معينة , بل بالعكس فالأمور تسير على أحسن حال . زارها ساندي في الأسبوع المنصرم , وعرض عليها رسميا القبول بتعاونها معه في المصنع . كان شديد الانفعال , ولم يمكث أكثر من ساعة . دار حديثهما حول شروط تعاونها الجديد . لم تكن تنتظر حديثا آخر , وأسعدها أن تكون الأشياء جرت على هذا النحو , فالظاهر أن ساندي أرجأ , ما كان يريد البوح به إلى موحد آخر , وعندما رافقته حتى الباب مودعة , كان القمر بدرا والسماء صافية . انحنى ساندي وخطف منها عناقا حارا ولشدة استغرابها لم تشعر بحاجة إلى أن تبادله العناق ,
بل سمعته يتمتم بخجل :
"- هذا تعبيري الصادق عن فرحي لبداية شراكتنا في العمل , متمنيا أن نطمح إلى شراكة أفضل ! تصبحين على خير آنسة ليزا ! "

وغاب ساندي تحت ضوء القمر الشحيح , ووقفت هي في مكانها , تستعيد ما حدث باستغراب كبير , ولم يمر عليها لحظات وجيزة , حتى دوى صوت خلفها انتشلها فجأة من غيبوبتها :
- شيء مثير جدا .
التفتت إلى الصوت بهلع شديد , وكم كانت دهشتها كبيرة , عندما رأت فرايزر لامون يخرج من العتمة ويتجه نحوها بخطى رشيقة , فسألته بذهول :
-" أنت ؟ ماذا تفعل هنا ؟"

أجابها بسخرية :
- وصلني خبر وفاة خالتك وجئت معزيا ..
لم أشعر بالحاجة إلى قرع الجرس , فالباب كان مفتوحا , مما سمح لي أن أكون شاهدا اضطراريا لعناق مؤثر للغاية .

- ساندي وأنا أصبحنا شريكين في العمل وما شاهدته يا سيد لامون , ليس إلا تتويجا لشراكه حديثة العهد .
فأضاف بتكهم :
- أسلوب خاص ومميز لعقد شراكة جديدة .

- لم أكن أنتظرك قبل نهار غد .

أجاب بجفاف :
- قادتني سارة من غلاسكو إلى هنا ... في سيارتها
.
- إذن سافرت بصحبتها ؟

- ماذا تقصدين ؟

- لا شيء بالتحديد , إنما اعتقدت أنها سافرت إلى مكان آخر مكان ....
قاطعها فرايزر بلؤم وقوة :
- آنسة ليزا , لا سبب لهذه التساؤلات ..... التخمينات ... فأنا لم أر سارة منذ عشرة أيام ... اطمئني.......... التقيت بها صدفة في المطار , وعرضت علي أن ترافقني في سيارتها حتى اردمونت , وهي التي أخبرتني عن وفاة خالتك ..... أنا متأسف لما حدث .. تعازي الحارة ..... بالطبع , أنت ستشتاقين إليها ....
- أجل .

أجابت ليزا ببساطة , وخيم بينهما السكوت طويل , يتخلله هدير وصوت الطيور المحلقة فوق الماء , ولم تتجرأ ليزا في هذا اللقاء , الذي طالما انتظرته , أن ترفع نظرها نحوه وتتأمله . فجأة قطع فرايزر جو السكينة وقال لها بصوت رقيق :
- في المرة الماضية عرضت علي تناول الفطور .... هل سمحت ودعوتني هذا المساء إلى العشاء , فأنا أتضور جوعا ... ثم لدي ما أقوله لك !

أجابت ليزا بتردد :
- أتريد أن تأكل في هذه الساعة ؟

- لا طعام لدي في المنزل , أتريدني أن أنام بدن عشاء ... بعد سفر طويل !

لم تستطيع ليزا , رفض هذا الطلب ووجدت نفسها مضطرة للسماح له بالدخول , في هذه الساعة المتأخرة من الليل , كانت مرتبكة للغاية , نظرا للتغير المفاجئ الذي حل به , فهو يكلمها بلطف . وفكرت أن دعوة فرايزر إلى العشاء , تختلف كثيرا عن دعوة ساندي , وأحست بانسجام بالغ بينها وبينه , لم تشعر به خلال زيارة ساندي . توجها إلى المطبخ , وبدأت تعد له الطعام . لم تجد سوى بعض الأجبان وقليل من البسكويت , بينما فرايزر فتش في أرجاء المطبخ , وعثر على زجاجة معتقة من الشراب , كان قد تخلى عنها والدها فدعاها , بكل بساطة إلى الجلوس ومشاطرته طعام العشاء

سألته بارتياح :
- قلت أن لديك ما تقوله لي .
- من يملك هذا المنزل ؟
- أنا ! لم تخدعك خالتي رحمها الله , عندما أخبرتك أنها تنوي أن تكتب منزلها باسمي .
- حسنا , أتقبلين عرضي لشراء هذا البيت مع الأراضي التي تحيط به ؟
- كلا ! في أي حال , لا أستطيع أن أخالف الوصية .. فأحد بنودها ينص على امتناعي عن بيع المنزل لعائلة لامون.
قطب فرايزر جبينه مستغربا وقال بهدوء :
- في هذه الحال ... يمكنك أن تباشري أنت شخصيا بورشة بناء .
- لست أدري ! لم أستفهم عن هذه الإمكانية .
وعاد فرايزر إلى المعهود , وبدأ عليه أنه يفكر بأمر بالغ الأهمية . ثم لاحت على وجهه بسمة رقيقة , شعت كالشمس الشارقة , وقال ببساطة
- أرجو ألا يكون جوني قد أرهقك !
ارتاحت ليزا لسؤاله عن جوني , فهي لا تريد أن تتحدث بأمور معقدة , خاصة عن ملكيتها لمنزل خالتها , وأخذت تقص عليه ما فعلته هي وجوني أثناء غيابه . فعلق فرايزر قائلا :
- أنا مسرور جدا .. لأن جوني أمضى وقتا ممتعا !
- إنه يشعر بالأمان هنا .. فأنت تغيب يا سيد لامون وقتا طويلا ويجد جوني نفسه تحت رعاية أشخاص لا يعرفهم ..ز ولقد عرف عددا مختلفا من المربيات .. مما أدى إلى شعوره بفقدان حياة الأسرة المستقرة ... لو كانت له أم لما تألم إلى هذا الحد لغيابك عنه .
اشتعل فرايزر لامون غضبا وصاح :
- أعرف هذا يا آنسة ليزا ... فأنت لا تقولين شيئا جديدا .. ألا تفهمين أنه يصعب علي أن ألعب دور الأب والأم على السواء؟ وإن كنت لجأت إلى المربيات فلأنني لم أجد حلا أفضل ... ومع هذا أعاني ما فيه الكفاية من استخدام مربية , فهي أما لا تتفق مع جوني وإما جوني لا يتفق معها أو أنها لا تتحملني !
أجابت ليزا نعومة :
- لماذا لا تتزوج سيد فرايزر ؟
- أتزوج من ؟ فالمرأة يجب أن تعجب جوني أولا ... وإلا ستكون حياتنا معا , سلسلة من العذاب .
وخيم شمت ثقيل بينهما , لجأ خلاله فرايزر إلى تأمل كأس المشروب الذي بين يديه بحزن بالغ وفكرت ليزا في هذه اللحظة بسارة شيزهولم ... فهي ليست الشخص الذي يناسبه , نظرا لعداوة جوني لها ... وعادت لتسأله من جديد :
- أليس الحب شرطا أساسيا لزواجك ؟

lovely sky
01-06-2007, 19:27
أجاب فرايزر ببرودة :
- يكفي أن احترم المرأة التي ستكون زوجتي ... وبالمقابل .. تتقبل هي غيابي المتكرر عن المنزل .
صدم جواب فرايزر ليزا , لأنها أدركت أنه يبحث عن زواج منطقي , يسعى من خلاله لتحسين وضعه العائلي , كي يتسنى له الانصراف إلى عمله باطمئنان . بالرغم من خيبة أملها , لم تتردد لتسأله بفضول .
- أفهم أنه لا مانع لديك إذن من أن تتمتع زوجنك باستقلاليتها وبحرية في التصرف ؟

فأجاب مؤكدا :
- لا مانع لدي على الإطلاق إنما هذا الذي أتمناه حقا فأنا أحترم كثيرا حريتي . ولا أعاكس حرية الأخرين , أو أحرمهم منها ... إضافة إلى ذلك ....فالمرأة الضعيفة والمستسلمة لمشيئة رجلها , لا تهمني , ولا احتملها أبدا !
- ليست كل النساء من صنف واحد !
أجابت ليزا معلقة وهي تفكر بهولي المسكينة التي اصطدمت بطبعه العنيد . انتبهت فجأة لنظراته الحادة التي تراقبها بانتباه بالغ . فكتف يديه , تاركا كأسه جانبا وأخذ ينظر إليها بإمعان . أحست بنار متقدة تشعل وجنتيها , وسمعته يقول بصوت ساخر لئيم :
- بصراحة , أنت الشخص الذي يناسبني حقا ... فأنت استقلالية بطبعك , ولست تلك المرأة المستسلمة التي لا أطيقها ... إضافة إلى علاقتك الممتازة بجوني ... لو لم تصارحيني يا آنسة ليزا , بعدم رغبتك في الزواج لكنت تقدمت وطلبت يدك في الحال , من أجل سعادة جوني .

لم تجد جوابا مناسبا بل زاد اضطرابها وشعرت كأن الدنيا انقلبت رأسها دفعة واحدة , وأخذ قلبها يخفق بسرعة , فتمالكت نفسها وقالت بصوت مرتفع :
- أفهم يا سيد لامون , أنك تتكلم عن زواج منطقي ؟

أجاب بهدوء:
- لا يخلو أي زواج , مهما كانت دوافعه , من المنطق , وأرى هذا الزواج ناجحا للغاية لأنه سيسعد جوني .
- ولماذا هذا الزواج ناجح بالنسبة إليك ؟

سألت ليزا بغضب شديد , وعينها تقدحان شررا بينما فرايزر حافظ على هدوئه , وأجاب ببساطة بالغة :
- أكون مطمئن البال !
- وأنا ؟ ألم تحسب لشعوري حسابا ؟
- في أي حال , أنت ما زلت تتمسكين باستقلاليتك , واعتقد أن القرار يعود إليك شخصيا ... أليس كذلك ؟
ووقف فرايزر مستعدا للرحيل , فأحست ليزا بشعور غريب يحتلها ويدفعها للاحتفاظ به وقتا أطول . ولزعزعة ثقته بما يعتقده حقائق ثابتة , فهرعت إليه , وانتصبت أمامه بعنفوان قائلة :
- من أجل جوني يا سيد لامون .. أنا مستعدة لأي شيء .
أجابها بحيرة بالغة :
- ماذا تقصدين يا آنسة ليزا ؟
- أريدك أن تعرف أنني مستعدة للزواج منك , إذا تقدمت وطلبت يدي .
وصمت فرايزر للحظات , ثم أنفجر ضاحكا , كأنه لم يصدق ما سمعته أذناه , وقال مبتسما بلطف :
- أنت سريعة في تبديل مواقفك .
- لست بأسرع منك . كنت أعتقد أنك تتجنب النساء اللواتي تربطهن بجوني علاقة طيبة .
- هذا صحيح ! لكنني لاحظت أنك مخلصة في دفاعك عن اتهاماتي لك .
وفجأة مال صوته إلى القسوة وأضاف بجدية :
- آنسة سميث , أتقدم وأطلب يدك بإلحاح , لأنني مضطر للسفر في القريب العاجل . ما رأيك لو نحدد موعد لزفافنا في بداية هذا الشهر ويقتصر الاحتفال على حفلة صغيرة , متواضعة وبسيطة , ويكون موعد زواجنا , في النهار الذي سأرحل فيه مساء .
ووافقت ليزا وكأنها في حلم . ورافقته حتى الباب , ووجدت نفسها في المكان نفسه الذي وقفت تودع ساندي لساعات مضت ... ورائحة زهر الياسمين تفوح بعطرها وتملأ الأرض سحرا وطراوة .
بادرها فرايزر بلهجة هازئة :
- هذا اتفاق لشراكة ثانية , تعقدينها هذا المساء نفسه , لكنني لن أتوج هذا الاتفاق كسواي .. أيمكنك أن ترسلي لي جوني غدا صباحا , قبل ذهابه إلى المدرسة ؟
- لو تمر بنا غدا وتتناول طعام الفطور سويا .

اقترحت ليزا بعفوية مطلقة , وتمنت لو أنه تصرف كساندي , وتساءلت ما سبب هذا التمني , ألم تقبل بزواج مبني على المنطق ؟ فهو يريدها لمصلحة ابنه , ولن تعد نفسها بأكثر من هذا ...
ابتسم فرايزر وهو يبتعد مودعا وقال وهو ينظر إليها للمرة الأخيرة :
-حسنا موافق . سأمر غدا لطعام الفطور .

وغاب في عتمة الليل الذي خرج منها منذ ساعات وانتشلها من غيبوبة , ليضعها أمام حلم آخر لم تكن تتوقعه . ولم يغمض لها جفن في هذه الليلة , بل أمضت الوقت تقيس غرفتها ذهابا وإيابا .. وتحاول أن تقنع نفسها بالعدول عن فكرة الاتصال بفرايزر هاتفيا لتبلغه رجوعها عن قبولها بالزواج منه , كأنها لم ترض بتسرعها على هذا النحو فهي لم تعطي لنفسها مجالا للتفكير بل تصرفت بوحي انفعالها , كأنها تتحداه . ماذا يخبئ لها هذا الزواج من مفاجآت ؟ وخيل إليها أن فرايزر لامون استعمل جوني كطعم وأوقعها في الفخ بسهولة !
ماذا سيكون موقف سارة شيزهولم منها ؟ سوف تكرهها بالتأكيد . ولن يمكنها تحمل هذه العدائية التي سببها زواجها منه . سوف يفاجئ الجميع هذا القران , بالطبع . ولن يمكنها الاهتمام بجوني , بدون أن ترتبط بفرايزر شرعيا . قررت أن تصارحه في الغد بعدولها عن الزواج . وفي اليوم التالي استفاقت ليزا باكرا , وبدأت بتحضير طعام الفطور .

كان جوني يلعب في الصالون , عندما قرع الباب , فهرع ليفتحه , وصاح فرحا لدى رؤية والده . أما ليزا فزاد ارتباكها , وحاولت السيطرة على اضطرابها . دخل إليها جوني منشرحا , وأخذ يدها بين يديه قائلا :
- ليزا صحيح ما يزعمه والدي , إنك ستكونين أما لي ؟
ونظرت ليزا إلى فرايزر , الذي لحق بجوني على مهل , وأجابت بلهجة غامضة :
- طالما أن والدك يقول ذلك .... فهو إذن صحيح .. أليس كذلك ؟
وبدأ جوني يرقص فرحا في أرجاء المطبخ وهو يصيح :
- سأخبر صديقي جيم , ومعلمتي بالمدرسة .... سأخبر الجميع , لدي أم حقيقية الآن .
ونظرت ليزا ناحية فرايزر نظرة عتب , ستعرف كل اردمونت غدا أنها ستصبح زوجة لفرايزر لامون . بادلها نظراتها الحادة بضحكة عريضة , وجوني لا يهدأ يروح ويجيء كمن أصيب بلوثة . ثم سأل والده :
- لو كانت السيدة مود على قيد الحياة , هل كان سرها نبأ زواج ليزا ؟
أجابه فرايزر ببساطة بالغة :
- بكل تأكيد , فهي كانت على وشك الزواج من جدي , فيما مضى .
وسأل ليزا فجأة :
- أين فرانك ؟

- في لندن , استلمت منه رسالة في الأمس .
- أحب أن تبلغيه خبر زواجنا , يهمني كثيرا الحصول على موافقته .
فوجئت ليزا لتصرفه التقليدي وتذكرت موقف أهل زوجته السابقة , هولي , من زواجهما , وفهمت حقيقة مشاعره في موقف كهذا . فأجابت بهدوء :
- حسنا سأفعل !
وهكذا انتهت زيارة فرايزر لها في الصباح , وخرج مع جوني , وتوجهت هي نحو مصنع أقمشة التويد , وهي تفكر بأنها لن تنسى أن ترسل برقية لوالدها , تلبية لرغبة فرايزر . وعندما وصلت إلى المصنع , همست لساندي خبر زفافها من لامون , فامتقع وجهه , وقام من مقعدة على مهل , ,تمشى إلى النافذة ببطء , وقال بصوت خافت :
- لم تخبريني بشيء مساء الأمس .
- لم أكن أعرف بعد , وصل فرايزر بعد رحيلك بلحظات .
- أما كنت تتوقعين حدوث أمر كهذا ؟ في أي حال , عليك بالتفكير مليا , قبل الإجابة , فهذا قرار خطير , يتطلب وعيا كافيا .

ولم تجد جوبا لتشرح له الظروف التي حملتها على التسرع في القرار بدون تردد , وأمام انفعال ساندي واضطرابه , لم تشعر بحاجة إلى مزيد من التفسير فاكتفت بسؤاله ببساطة :
- أما زلت عند عرضك لي , أي أترضى أن أكون شريكة لك في المصنع ؟
- لست أدري . فأنت اليوم تواجهين وضعا اجتماعيا جديدا وأخشى أن تلهيك واجباتك المنزلية عن العمل .
- لست من رأيك في هذا الموضوع . فزواجنا لم يتم , لو لم نتفق سابقا على احترام حرية تصرف كل واحد منا ... وإلا لم يرى هذا الزواج النور .

استغرب ساندي هذا التعليق وقال مشككا :
- يبدو لي أنكما تقدمان على تأسيس شركة , بدلا من تأسيس عائلة .
- سمها كما تشاء . ستكون شراكتنا شركة بين طرفين متعادلين واعتبر هذه الناحية , شرطا أساسيا للزواج .
- ولا تحسبين , للعواطف , والحب , حسابا ؟

- ألا تحب زوجتك , إلا إذا بقيت في المنزل تنتظر عودتك , وتحضر لك وجبة الطعام ؟
وأضافت , لدى رؤيتها ساندي مرتبكا :
- اعذرني يا ساندي , أنا متأسفة ! لدينا وجهات نظر مختلفة ! فأنا لا أشعر بالسعادة داخل قفص ذهبي , وهذا لا يلائم طبيعتي المستقلة .
فأجاب ساندي بجفاف :
- لا داعي للاعتذار , وأتمنى لك أياما سعيدة , وأعتقد أن جوني سيفرح بك كثيرا ... لكنني بالواقع , فوجئت بهذا النبأ لأنني اعتقدت أن فرايزر على علاقة بسارة ...
أجابته ليزا بلطف :
- ربما حان دورك الآن , لإحياء الأمل من جديد .
- ربما .
وأضاف بحزن :
- ما رأيك بهذه النماذج من القماش ؟
صحيح الحقيقة تجرح دائما , ولم تشأ ليزا أن تترك فيه أثرا عميقا .
فانكبت على عملها محاولة أن تنسى حوارها معه . وبعد ساعات , دخلت إلى الغرفة حيث تعمل أينا , وبادرتها هذه الأخيرة بصوت يفيض بحيوية :
- ما هذا التكتم يا آنسة ؟ الماء تجري من تحت أقدامنا , ونحن آخر من يعلم ! فهمت الآن سبب عداوة سارة لك . هل حددتما موعد للزفاف ؟
- في بداية شهر أيار / مايو على ما أظن .
- وبهذه السرعة ؟

- حاجة جوني إلى أم تقوى علينا !
- أيكون هذا هو الدافع الوحيد لزواجكما ؟
وأضافت بذكاء , وهي تحاول أن تستقرئ ما تخبئه ليزا :
- لا تحاولي أن تقنعيني بأن هذا الزواج يخلو من الحب , ويرتكز فقط على المنطق ؟
- ولم لا ؟
- هذا مستحيل . بل غريب ولا يخطر ببال !

lovely sky
01-06-2007, 19:29
وبعد برهة , أضافت أينا بغرابة :
- ساندي حزين اليوم , لم يخرج من مكتبه طوال النهار , أنا متأسفة من أجله !
- لكنني ما زلت عند رأيي .. سأكون شريكة له في المصنع .
- ليس هذا هو السبب الحقيقي لحزنه ... فهو مغرم بك ... وللمرة الثانية , يفشل على صعيد الحب...
و أغر ووقت عيناي أينا بالدموع , ولم تكمل حوارها مع ليزا !
فشعرت ليزا بضيق من جراء تسببها التلقائي بيأس ساندي واستسلامه للحزن . وعادت إلى منزلها سيرا على الأقدام وهي تعلل النفس بغد أفضل ... ما عساها تفعل لساندي كب تساعده على الخروج من محنته ؟
هل تصرفها العفوي والبسيط والمباشر والواضح معه هو الذي شجعه للمضي في إحياء الأمل حول علاقتهما ؟
وما إن هدأت أفكارها , حتى ناداها صوت تألفه , فالتفتت لترى جوني يركض نحوها , وشعره يتطاير في الهواء , وما أن أصبح على مقربة منها حتى سألها بإلحاح :
- ليزا ... ستصبحين أمي , أليس كذلك ؟

- أجل ... يا جوني .... أجل ...
- على الأقل .. لم تغيري رأيك .. حسنا !
وأضاف بحماس :
- ليزا .. لن يرتاح لي بال إلا إذا أقسمت بأنك لن تتراجعي عن قرارك .
- أعدك أنني لن أتراجع.
- هل ستأتين هذا المساء وتعدين لنا طعام العشاء ؟
- لم يحن الوقت بعد لذلك , سأهتم بهذا الأمر , عندما نقيم نهائيا معا ... هذا لا يمنع أن يتولى والدك من وقت لآخر عملية الطهي .. فهو طباخ ماهر !
- لكن والدة جيم , تهتم بتحضير الطعام بصورة مستمرة .
- جوني ! سأكون أما لك هذا صحيح . لكن هذا لا يعني أنني سأتصرف تماما كما تتصرف والدة جيم .. فأنا لدي حياتي العملية أيضا , وسأهتم بك , وبالطهي , عندما تسنح لي الفرصة بذلك .. وفي أوقات انشغالي يتولى والدك السهرعليك !

أجاب جوني بجدية :
- فهمت ما تقصدين .. المهم أن تكوني معنا في أغلب الأحيان , في أي حال أنت أجمل من والدة جيم , فهي لا تملك عينين كعينيك اللتين بلون البحيرة عند سفح الجبل , عندما تعكس الشمس أشعتها ....
سألته ليزا بدهشة كبيرة , فردد كلامه بارتباك وأضاف بحيرة :
- سمعت هذا التشبيه من أبي عندما سألته يوما عن لون عينيك .
فأجابني بلون البحيرة عند سفح الجبل عندما تعكس الشمس أشعتها الذهبية وتمتزج بلون البحيرة الأخضر , وشعرها بلون ورق الخريف ....
ليزا , ألا تحبين هذه التعابير ؟

- بالطبع .. أحبها !
ارتعدت لدى سماعها ما ردده جوني بطيبة فائقة , وأدركت مرة أخرى أن فرايزر أخفى عنها شعوره الحقيقي , بل أنه عبر عن العكس فقال لها في لقائهما الأول , إنها تشبه والدتها بشعرها الأحمر . وفي ذلك اليوم نفرت من لهجته الساخرة .
ربما هي التي اعتقدت أنه يسخر منها ! وجوني يؤكد الآن انطباعها الخاطئ .
واشتاقت فجأة له وتمنت لو يحضر الآن ليتناقشان معا في طريقة إعداد الزفاف . لكنه لم يحرك ساكنا وبقي بعيدا لمدة يومين واعتبرت ليزا أنه محق في التزامه تجنب معاشرتها . ألا يرتكز زفافهما على المنطق وعلى المصلحة المشتركة ؟

استلامها برقية من والدها سنح لها فرصة الذهاب لملاقاته وتبليغه محتواها , يقول فرانك :
- أحر التهاني . أنا مسرور للغاية . أبارك هذا الزواج بمحبة !
وتعجبت ليزا للهجة فرانك الفرحة , فهي لم تتعوده سريع التأثير , فهو من النوع الذي يكتم مشاعره في وضع كهذا ...

ألهذا الحد نال فرايزر لامون إعجابه ؟

وابتسمت وهي تسير بخطى رشيقة نحو ورشة العمل حيث يعمل فرايزر . وتذكرت الفترة التي أمضاها فرانك في اردمونت .. الطقس شتاء , ومطر غزير , الهواء يلفح بشدة عبر الجزيرة , ويحرك بقوة كل ساكن ,
كأنه لا يطيق الجمود , فتهتز الأشرعة في الحوض , ونوافذ البيوت , والورق المتطاير يجن جنونه .
وما إن وصلت ليزا إلى مقربة من الورشة حتى لاحظت انكباب الجميع على العمل باندفاع , كأنهم خلية نحل نشيطة ..ز وفتشت عن فرايزر بين الجميع الذي يعمل على المركب فبان لها بقامته الممشوقة يراقب الأعمال .
توقفت هي بدورها , تراقب بفضول كبير وبإعجاب الخطوط الهندسية , المتناسقة , التي تشكل هيكل المركب . وإلى جانب هذا المركب الذي يعملون عليه , مركب آخر , جاهز , تضيئه يافطة , كتب عليها بأحرف براقة "مادريكال " أي : "الغزلية " وهذا عنوان قصيدة غنائية . وفجأة توجه الجميع إلى المركب الجديد ,
وراحوا يعدونه للإبحار , فرافقهم فرايزر , ووقف جانبا يتأمل بدهشة كطفل ما صنعته يداه .... وأخذ المركب الجديد يهبط ببطء حتى لامس صفحة الماء , و بجلال , محدثا ارتجاجا رائعا , ما أجمل هذه اللحظة ....
فهي تختصر ولادة هذا المركب , حتى انطلاقه وكم هو سعيد الآن فرايزر أما م انجازه هذا !
لم تتمالك ليزا فرحها فاتجهت نحوه , وقالت بحماس كبير :
- أنه مدهش !

فوجئ فرايزر لدى سماعه صوتها , إذا يبدو أنه لم يسمع وقع خطاها .
- أنه يخص رونالد غو شقيق زوج السيدة شيزهولم .
أجاب فرايزر بفظاظة , فنظرت إليه ليزا وللمرة الأولى بإمعان , وراقبت لون عينيه , الذي يميل إلى لون البحر عندما تشتد زرقته , في الأيام المشمسة , فهما لا تقلان سحرا وغرابة عما يحمله البحر من أسرار دفينة !
بادلها فرايزر النظرات بالحدة نفسها . فشعرت بالخجل , وقال بصوت لعوب :
- ليزا ماذا تريدين ؟ هناك مركبان في انتظاري لأطلقهما ليس لدي وقت لأكرسه لك .
- أليس من الخطورة أن تطلقهما اليوم في هذا النهار الممطر العاصف ؟
أرادت أن تشاركه في هموم عمله بدون أن تفرض نفسها عليه وترغمه على الاهتمام بها ,

فأجاب فرايزر مفسرا بصبر :
- لا خيار لي , يجب أن أطلقهما اليوم لأتأكد من جودتهما .... فأنا مشغول للغاية , وتزداد الطلبات ويجب أن أنهي قسما منها قبل انتهاء الشهر . لم تجاوبيني بعد , لماذا أتيت وماذا تريدين ؟
أعطته البرقية , التي حملتها إليه , والتي كانت حافزا لمرورها به , محاولة أن تنسى فظاظته وخشونته . وأدركت أن عليها من اليوم وصاعدا , أن تعتاد طالما أنها قبلت بهذا الزواج الذي يخلو من الحب .
ولا حاجة بها أن تشعر بالألم , أو بالحرج , أو أن تطالبه بقليل من اللطف أو اللباقة , لكنها لم تطلب الكثير , كانت تكتفي , ببسمة رقيقة بعد غيابه عنها . أعاد إليها البرقية معلقا :
- هذا لطف من والدك أن يبدي رأيه بهذه السرعة , أمامنا ثلاث أسابيع لإعداد مراسم الزفاف , وأجد هذه الفترة كافية .
وأضاف بسخرية :
- هل تعرفين أحدا ما زال يعارض بعد هذا الزواج ؟
- لا أحد . لو رفض أبي , هل كنت عدلت عن هذا الزواج ؟
- وأنت , ما كنت فعلت لو رفض والدك ؟
- لم تجيبني عن سؤالي .. هذا ليس بجواب .
- لا تنتظري مني في الوقت الحاضر جوابا آخر... أيمكنك الاهتمام بعشاء جوني .... فلن أعود باكرا هذا المساء .

- وليس من واجبي أيضا أن أرافقه حتى الفراش ؟
- يكون من دواعي سروري لو فعلت .
وعاد فرايزر إلى عمله , وأخذت ليزا طريق العودة إلى البيت وهي تفكر بهذا الدور الذي فرض عليها أن تلعبه حتى النهاية .... دور المرأة المطيعة .
وهي في الواقع تسخر من هذه المواقف .... لكنها لم ترفض هذا الزواج , وكان باستطاعتها أن تفعل ... لماذا ؟
استقبلها جوني بالترحاب وارتمى بين أحضانها بفرح , وألح عليها بمرافقته حتى منزله لتناول العشاء فقبلت على مضض .
كان المنزل في حالة يرثى لها من الفوضى . كل شيء يدل على الإهمال , ولم تعرف من أين تبدأ لتعيد إلى المكان رونقه . انتبه جوني لذهولها وقال معلقا :
- الحال في الطابق العلوي أسوء بكثير من هنا !
فسألته باستغراب :
- كم مضى من الوقت على غياب الخادمة التي تهتم بالتنظيف البيت ؟
- إنها مريضة ... وأبي لا يملك الوقت الكافي للاهتمام بالمنزل .
- حسنا , أمامنا ساعتان من العمل القاسي !
وخلعت ليزا معطفها وبدأت عملية التنظيف والترتيب , وعندما أشرفت على الانتهاء حضرت العشاء لجوني , ورافقته حتى فراشه , كما فعلت في السابق عندما اشتدت العاصفة وبقيت إلى جانبه تغني له , كما تذكرت تلك الليلة عندما عادت من النزهة وجوني يرافقها .
وكم تمنت ألا تلبي دعوة ساندي لتناول الشاي وتمسك بيد جوني وتمشي بجوار فرايزر حتى منزلهما ... هاهي اليوم تفعل تماما ما تمنته فيما مضى ...
واشتد عليها التعب , وارتمت على الديوان في الصالون , لتستعيد شيئا من الراحة , قبل خلودها إلى النوم . أدركت للمرة الأولى , لماذا كانت تعرض دائما فكرة الزواج .
فهي تكره الواجبات المنزلية التي ترهق المرأة ولا تترك لها متسعا من الوقت لانصرافها إلى شؤون أخرى تصقل شخصيتها و تطورها , الحب وحده , يحررها من هذه العبودية , ويخفف عليها هذا العبء . الحب وحده ... رددت ليزا ... وغابت في نوم عميق , على غفلة منها ...
في عرض البحر , مركب ذو أشرعة بيضاء . يشق الأمواج , تحت سماء زرقاء صافية ... وهي ممدة على سطحه , تنعم بالدفء الشمس وحرارتها .
فجأة يدوي خلفها صوت فرايزر , كما عهدته , فظا , خشنا , ويملي عليها أمرا . فتلبي بصمت ثم تنهال عليها أوامره , وهي تسرع لتنفيذها , حتى يرهقها التعب . فتنظر ناحيته لتستجدي عطفا وعرفانا بالجميل , ثم تظهر لها سارة , بأناقتها , وهي تبتسم ساخرة منها , فينحني
فرايزر نحوها , ويقبلها , بينما وقفت هي ليزا , كمن حكم عليه بالإعدام ... وهو البريء ....
- فرايزر أنت هنا ؟

انتفضت ليزا مذعورة ... وهي تحاول أن تبعد عنها هذا الحلم المزعج .... وخيل إليها أنها سمعت صوت سارة ... أهي في حلم ؟ أم هو الواقع ؟ واتجهت إلى المدخل , بعد أن أعادت تصفيف شعرها وأشعلت الضوء .
هاهي سارة حقيقة تقف أمامها الآن بأناقتها المعهودة وعيناها تقدحان شررا تماما كما في الحلم . استعادت ليزا قواها وقالت بصوت طبيعي :
- السيد لامون , لم يأت بعد .... أتحبين انتظار عودته ... تفضلي .
فأجابت سارة بصوت بارد :
- هذا الذي أنوي عمله فعلا !
وأضافت وهي ما تزال تتمشى في عرض الصالون :
- لدي ما أقوله لك . كنت في زيارة ساندي , وأخرني إنك تستعدين للزواج من فرايزر لامون , على ما يبدو أن هذا الخبر أزعجه للغاية ! هل تنوين بالفعل الزواج من فرايزر ؟
- نعم .

- حسنا ! فأنا لم أخطئ إذن في حكمي عليك , فأنت كسواك من اللواتي زعمن الاهتمام بجوني , من أجل الوصول إلى والده , لكنك تصرفت بذكاء وببراعة عندما أعلنت أن هذا الزواج لا يهمك بقدر ما يهمك الاعتناء بجوني...
لدي ما أضيفه يا آنسة ليزا في هذا الخصوص . لا أعتقد أن فرايزر تقدم للزواج منك من أجل قلقه الدائم على ولده ... في أي حال فهو تصرف على هذا النحو من وحي ما نصحته به ...
فانتفضت ليزا غاضبة وسألت بجفاف :
- لم أفهم قصدك بعد من هذه الزيارة ؟

أشاحت سارة بنظرها , وأضافت :
- عندما رافقت فرايزر من غلاسكو إلى اردمونت بسيارتي أطلعته على وفاة خالتك مود , ولفتت انتباهه , لكونك الآن , المالك الوحيد لمنزل السيدة الراحلة ومن مصلحته أن يعرض عليك شراءه مع الأراضي التي تحيط به ... هل فعل ؟
فترددت ليزا وقالت :
- نعم ...
- لكنني أخبرته عن عدم مقدرتي بيع المنزل , نظرا لما أوردته خالتي في الوصية ... فخاب ظنه ...
ابتسمت سارة ولاح بريق شيطاني في عينيها وأضافت بنشوة :
- وعندئذ تقدم وطلب يدك للزواج ؟
لم تجب ليزا . بقيت برهة , تحاول أن تعيد في مخيلتها تفاصيل ما حدث ذلك المساء بينها وبين فرايزر لامون ... أهي اتي تقدمت أولا وطرحت فكرة الزواج , أم هو الذي فعل ؟ ولم تصل إلى نتيجة , نظرا لارتباكها في هذه اللحظة أمام سارة , التي شوشت عليها أفكارها , وقلبت كل شيء رأسا على عقب ... فأجابتها وكأنها في غيبوبة :
- لست أدري ... أعتقد أن الأمر سار على هذا النحو !
- .... هذا هو القصد من زيارتي لك في هذه الساعة ... لأحذرك من دوافع فرايزر الحقيقية , فهو يريد الزواج منك للحصول على أملاكك , عندئذ , لن يمنعه أحد من التوسع والبناء ....


خرجت هذه العبارات من فم سارة , كأنها ألسنة من نار تحرق بدون رحمة !

lanoo
01-06-2007, 20:42
مشكورة يالغالية والله تعبناك حبيبتي::جيد::
راح تنزلون البقية اليوم...............................!!!!!!!!!!!!!! !!!! ومتى....

lovely sky
01-06-2007, 20:58
مشكورة يالغالية والله تعبناك حبيبتي::جيد::
راح تنزلون البقية اليوم...............................!!!!!!!!!!!!!! !!!! ومتى....

ايه حبيبتي
اليوم الجزء 8 راح تنزله سيرما
بعد شوية راح تنزله
واحنا بانتظارها
http://img412.imageshack.us/img412/5921/5511jv5.gif

ان شاء الله ما راح تتأخر
http://img99.imageshack.us/img99/1024/2311591me4.gif
والله يعطيكي العافيه لانو حبيبتي
ومشكورة على متابعتك و مشاركتك الفعالة و تشجيعك لنا
http://img412.imageshack.us/img412/9715/3613181ak0.gif
الله يعطيكي العافيه يا رب

http://img412.imageshack.us/img412/5608/1111231bj9.gifhttp://img412.imageshack.us/img412/5608/1111231bj9.gifhttp://img412.imageshack.us/img412/5608/1111231bj9.gifhttp://img412.imageshack.us/img412/5608/1111231bj9.gifhttp://img412.imageshack.us/img412/5608/1111231bj9.gif

serma
01-06-2007, 22:56
--8--العد العكسى
______________________________

لم تمضى ساعة من الوقت حتى عادت ليزا أدراجها إلى منزلها الريفي الكئيب فهي وحدها منذ وفاته خالتها وتزداد عليها وحشة هذا البيت عندما تضطرب وتتألم ..بعد زيارة سارة لها في منزل فريزر لامون استسلمت
للبكاء وانزوت في المطبخ خائرة القوى كأنها طفله أضاعت والديها.

ولأول مره شعرت بيأس كبير يحتلها هي التي لم تمر بحزن كهذا منذ سنوات طويلة.لماذا هذا البكاء ؟؟؟؟
ألهذه الدرجة اثر فيها كلام سارة؟؟فأبت إن تترك نواها تخونها وقامت تحضر إبريقا من الشاي علها تستعيد القليل من عافيتها
انها حقا تواجه مصيرا مجهولا لربما سارة على حق فيما حملته إليها.. فرايزر لامون يود الزواج منها من اجل الحصول على أملاكها .وشكرت الله لتمكنها من السيطرة على أعصابها إمام سارة ولم تنفجر في البكاء إلا لدى وصولها إلى منزلها..
فكيف استطاعت أن تجيب سارة بهدوء كأنها لم تطن كرامتها في الصميم.؟؟؟وتعود إليها هذه اللحظة بألم:
--- ما تقولينه يا انسه سارة ليس بجديد أو بمجهول على فانا متا كده تماما من الدوافع التي سببت هذا الزواج
واعتقد أن هذا الأمر يعنيني شخصيا إنا وفرايزر ولا يعنى أحدكما لا أنت ولا ساندي.
وأضافت بشطاره عندما أصيبت سارة بذهول لدى سماعها جوابها :
----إذا كنت ترغبين بالبقاء وانتظار فريزر كي يعود فأرجوك افعلي إما إنا فيجب أن أعود إلى منزلي ولا استطيع بسب بجوني ولكن لو تبقين معه لوافقني الوضع .فرايزر لن يتأخر فى العودة بلغيه من فضلك أن عشاءه جاهز في الفرن...!!!!!

وهرعت إلى منزلها ملجأها الوحيد وهى تحمل في عينيها الدموع وفى قلبها الرضي على مواجهتها النبيلة مع سارة .
لكن وحدها تعرف مدى الالم الذي سببته هذه المواجه فهي من جديد تشك في فريزر .

الم تعقد معه هدنة سلام؟؟؟وكيف تسق به هو الذي صرح لها في السابق انه مستعد لاى شيء من اجل الحصول على مايهدف إليه ربما ستضطر إلى مصارحته بحقيقة مشاعرها وتطلب منه توضيحا وفجاه تدفقت المياه من الغلاية فقامت لتحضر الشاي وفكرت بسارة التي تركتها في منزل فرايزر وتمنت أن تكون بقيت إلى
جانب جونى فرايزر لا يجب أن يترك ابنه وحيدا وعادت الدموع يغطى وجهها فسكبت لنفسها كوبا من الشاي ى
شرابها المفضل في حالات اضطرابها وحزنها

___ ليـــــــزا ......

دوى صوت فريزر خلفها وتعرفت إلى لهجته الحاسمة فها هو واقف في المدخل في هذا الوقت وسألته
بسذاجة:
---- كيـــــف دخلـــــــت ؟
----من البـــاب ... بالطـــبع حـسب العــــــــادة فعندما لم يفتح لي احد اضطررت الدخول بمفردي ...هل تعمدت عدم استقبالي ؟؟
----لا لـــــــــــم اقصـد لـم اسـمع جــترس البـاب

وخيل إليه انها طفله في لحظة محاكمه على ذنب اقترفته ... فحاولت إن تختبىء وجهها لئلا يرى اثر الدموع ..
هرعت إلى الداخل ولجأت إلى الخزانة تجلب منها كوب شاي وهى تسأله :
--- أتحب أن تشاركني الشاي ؟؟
----بكل سرور

رافقها حتى المطبخ فهدا بعض اضطرابها لدى اتخاذه مقعدا انه لها الآن تستطيع أن تراه وتبوح له بما يؤلمها بقدر ما تشاء
وسمعته يقول بلطف غير معهود:
----جئـت أشكــرك لأنك ارتبت البيت ونطفتيه لقد أهملته بالفعل لوقتا طويلا............................

----كـــان بإمكانك أن تخبرني أن الخادمة مريضه لكنت خففت قليلا من الفوضى وتجنبت مشقة العمل المتراكم
.

serma
01-06-2007, 22:58
---لم اقصد يوما أن اطلب منك القيام بهذه الأعمـــال...في اى حال ..نحن لم نتزوج بعد؟؟؟

---هل افـــهم من كلامـــــــــك انه على فيمــا بعد زفافنــا القيــام باعمال كهذه؟؟؟؟؟
ابتسم فرايزر بهدوء وبدا عليه الاهتمام بما يجرى بينهما من حديث واخذ يتأملها بينما هي استعادت قليل من عافيتها وبدأت تعود إليها اللذة في العيش ...وسمعته يقول وهو يحدق في عينيها:
-لن أتدخل في شئونك المنزلية ...
وأضاف بجديه:
--ماذا أخبرتك سارة؟؟؟
--حسنا يبدو انها انتظرت عودتك ولم تترك جونى وحيدا...فعلت كما طلبت منها

وأضافت :
أ---تركت جونى وحيدا؟؟؟؟
----لاباس ,لن يتعرض لسوء أثناء غيابي عنه جئت لأفهم منك عما قالته سارة .
---يبدو انك متاثره مما سمعته منها فاثأر الدموع بادية عل وجهك.
----أبكــــــــــــى ؟؟هذا ليـــس صحيحا...!!
--وكيف تفســرين احـــمرارا عينيك؟؟
--أنا لا ابــكـى ابـــدا ...ولــيس هناك احمرار في عيني...!

وقامت الى المرأه ووجهها حزين عادت إلى إبريق الشاي تسكب لنفسها المزيد من شرابها المفضل
فلاحظ فرايزر اضطرابها وقال بلطف:
---انسه ليزا ...انتى تسكبين لنفسك ماء ساخن لقد نسيت أن تضعي أكياس الشاي في الإبريق...
تفضلي واجلسي سأهتم إنا بالباقي

تركت نفسها تنهار على مقعدها وهى تخبئ وجهها بيديها بينما قام فرايزر من مكانه ليحضر الشاي وخاطبها قائلا:
---أحب تناول الشاي بعد نقعه فتره صغيره سيكون جاهزا بعد حين....احفظى هذا الشيء للأيام الاتيه
---لن يكون هناك أيام أتيه

ورفعت بصرها تنظر إليه بيأس وهو كعادته يحمل وجهه شيئا من التعب الممزوج بالفكاهة وحب التنكيد وقال مداعبا:
---أرى أن سارة قالت لك مافبه الكفايه:
--نعم
---ستطلعينى على ما قالته ... أم سترغمينني على اللجوء إلى العنف ........

ارتعدت أمام لهجته القاسية . لم يمسها حتى الآن ولن تدعه يفعل ..فهي لاستطيع أن تتصور لو يمسها حتى الآن
ولن تدعه يفعل فهي لاستطيع أن تتصور لو فعل كيف سيكون رد فعلها
أجابت على الفور:
----قالت لي انك تريد الزواج منى من اجل الحصول على املاكى ..هل هذا صحيح؟؟؟
وأجاب بهدوء وببساطه :
---صحيح بعض الشيء لا أنكر أن هذا الاحتمال راودني هل من فارق ؟
----بالطبع وبكل تأكيد فأنت تستغلني حتى النهاية يا سيد فريزر ولا تبوح أبدا بحقيقة دوافعك أنا لااحب أن يخدعني أحد
----دوافعي كثيرة ,يا انسه ليزا....وأنت لا تعرفين الا القليل منها ...انتقيت السبب الذي بلائمك وهو ضرورة حضورك إلى جانب جونى

حافظ فرايزر على هدوئه بينما اشتعلت ليزا غضبا كبركان يهىء انفجارا
فاهتم هو بسكب الشاي مع الحليب بدقه ومهارة, أخذت تراقب حركة يديه وهى تسال نفسها هل تستطيع يديه القويتان تطويع قلبها الموحش.....؟؟؟؟
سألها بأدب :
---هل لديك كعكا ؟؟عشائي كان لذيذا للغاية لكنى ما زلت اشعر بالجوع
جلبت له بعض الكعك وعادت لتسكب الشاي وتستمع إليه
--إذن سارة أتت لمضايقتك ؟؟يبدو أن شيئا ما اثأر سخطها
---خبر زواجنا ...فهي مرت بساندي الذي يبدو حانقا أيضا
---كانت تساورني شكوك حول اهتمام ساندي بك....وهذا من احد دوافعي التي اضطرتني إلى طلب يدك بهذه السرعة.
أضافت ليزا بتأنيب :
---ولا تنسى وفاة خالتى ايضا
---هذا صحيح ,أما زلت تعتقدين اننى أريد الزواج منك طمعا في أملاكك
----لا لم اعتقد هذا أبدا فانا اعلم ان زواجنا لن يغير شيئا من البنود التى تنصصها الوصية ...وليس بإمكانك ارغامى على البناء في الاراضى التي املكها .
ابـــتسم فرايزر بهدوء وهو يسكب مزيدا من الشاى :
---هذا عين الصواب .وهذه هي الحقيقة بأكملها .طالما انك تعرفين هذا الأمر ما سبب حزنك وبكائك إذن؟؟؟
اضطربت ليزا بــــشده ..في الواقع سبب حزنــها وبكاءها يكمن في موضــع أخر ..ولم تجد منفذا للتهرب من الجواب
فقالت بخجل :
---لا أحب إن يغشني احد ..!!
---حقا؟؟
---هذه الناحية تهمنى كثيرا.
أجابت ليزا بإلحاح ,وهى تعلم انها ليست مقتنعة تماما بان فريزر يغشها... فسألها بلهجة مشككة :
---إذن ؟؟ ستعدلين عن الزواج لانى لم أبح لك بحقيقة مشاعري؟؟
أجابته بصوت مرتجف :
---نعم فانا لم اعد اقوي على الاحتمال
--- ستنخلين عن جونى لمجرد إصغائك لأكاذيب أمراه غيورة

serma
01-06-2007, 23:02
انتفضت ليزا غاضبه وقالت بانفعال شديد وهى تضع كوب الشاي جانبا :
----أنت رجل شيطاني يا سيد لامون حسنا لن أتخلى عن جونى إرضاء لسارة
----يسعدني كثيرا قرارك هذا..انقذتنى من وضع حرج كان سيضعني أمام جونى مطالبا بتوضيح ما طرا على
قرارنا بالزواج إذن بوسعنا أن نكمل ما اتفقنا عليه ؟؟؟؟
وتمتمت ليزا وهى تشيح بنظرها عنه:
---كما اتفقنا .
وأضاف :هل تعرفين أن سارة غضبت عندما علمت إن ساندي مغرم بك
---هو يظن نفسه كذلك
---هذا لا يكفى لإقناع سارة بالعكس هذا سبب في استعجالي في طلب الزواج منك معتقدا بهذه ألطريقه فسح المجال إمام ساندي وسارة ليلتقيا من جديد....لكن سارة تعتقد أن الوقت محي آثار الماضي والذي مضى مضى ..
وهذا ما آثار سخطها
---غريب أمرنا كلانا تصرف انطلاقا من الدوافع نفسها فانا أيضا وافقت على الزواج من اجل أن يجتمع شمل سارة وساندي من جديد

وتوقفت ليزا فجاه عن الكلام مكتشفه انها هي أيضا تملك أسبابها الشخصية للقبول بالزواج فعلق فرايزر مبتسما :
----إذن نحن متفقان...يجب أن أتركك الآن سامر بك غد لنذهب معا إلى مجلس البلدية في كيل بريد.
ودار فرايزر حول الطاولة وانحنى ناحيتها على غفلة فارتعدت من الدهشة وسمعته يتمتم :
---أظن انه حان الوقت لتتوج شراكتنا

استدارت ليزا مكانها راجيه من السماء الا يقدم على الخطوة التي تمنتها ألليله الماضية لأنه ا ن فعل سوف يكتشف حقيقة المشاعر التي بداخلها والتي تحاول منذ زمن أن تدفنها عميقا ...
فقالت له راجيه :
----فريزر أرجوك لا تدعني أكرهك .
وكأنه لم يسمع رجاؤها فاقترب منها وأرغمها أن ترفع راسهاوتنظر إليه وقال مبتسما:
----أنا مستعد لتحمل عواقب عملى الجريء...!!!
ولم تشعر بالزمن من حولها وكان كل شيء استحال زبدا وغيما أو حلما في اليقظة ,وعندما استفاقت من غيبوبتها
سمعت صوته في المدخل وهو يقفل الباب من خلفه قائلا بصوت منسجم:
----تصبحين على خير ليزا أتمنى لك أحلاما سعيدة والى اللقاء في الغد؟؟
وبدأ العد العكسي بالنسبة لليزا فأمضت ليله هادئة ونامت نوما عميقا لم تنمه منذ زمن طويل.....

في اليوم التالي عندما وصل فرايزر في الصباح استقبلته بوجه بشوش ورافقته إلى مدرسة جونى ثم توجها إلى مجلس البلدية حيث سيتم إعلان خطوبتهما .!!!مضى كل شىء بسرعة لدى خروجهما من مجلس البلدية التقى فرايزر بأحد الأصدقاء فدعاهما لمرافقتهما في السيارة حتى اردمونت مما زاد في الطينة بله فلم يتسنى لهم الاختلاء للحظه واحده بعد إتمام معاملات الخطوبة
وأقلعت بهم السيارة لتقف أمام مصنع الاقمشه حيث ترجلت ليزا بدا لها هذا النهار لم يكن مختلفا عن سواه
بالنسبة لفرا يزر فهو مشغول عنها بأمور كثيرة ولا يدرك حقيقة مشاعرها .
وها هي تعود إلى عملها كسائر أيام الأسبوع
لم يكن الجو في المصنع مريحا نظرا لمزاج ساندي المعكر ،فلم يخرج من مكتبه طيلة ساعات العمل بينما حافظت أينا على صمتها خلافا للعادة كأنها تلوم ليزا باطنيا على زواجها من فرايزر ولسببها في حزن ساندي
هل اقترفت ذنبا لا يغفر ؟؟؟؟!!لما هذا الجو المشحون من حولها ؟؟!!!

وحده والدها عبر عن سروره بينما أينا حملتها هموم الدنيا لإقدامها على هذه الخطوة وساندي لم يفرح عندما أزفت إليه الخبر، وسارة تكرهها حتى الموت !!!
الكل يبدو منزعجا من هذا الزواج لأنه نتيجة مصالح مشتركه بينها وبين فرايزر......
لو كان العكس هو الذي جرى اى انها وفريزار عبرا عن حبهما وتنزها حول الجزيرة ،يدا بيد ،لكان الجميع ممنونا مرتاحا ولكانت التهاني انهالت عليهم من كل صوب

غريب أمر الناس فهي لا تستطيع إلا أن تأخذ هذه المواقف بعين الاعتبار.كيف تتجاهلها وكل فرد في اردمونت يشكل أسره صغيره وهى بحاجه لكل واحد منهم
بالرغم من الذي جرى لا تنكر حزنها الكبير العميق على ساندي لأنه يعانى من فشله في الحب وهى تأسف لإنهاء علاقته بسارة على هذا النحو؟؟؟؟؟................

وبينما تعود أدراجها إلى منزلها فكرت بطريقه تعيد بها الثقة إلى ساندي وقررت من اجل ذلك الاتصال بسارة
تلقت السيدة شيرهولم والدة سارة الاتصال الهاتفي ودعتها إلى تناول العشاء ، فهي بحاجه إليها كي تصمم لها موديلا لثوب تنوى المباشرة في خياطته فرحت ليزا لهذه المناسبة وشكرت السيدة شيزهولم وتوجهت
على الفور إلى منزل سارة في كريدرن هول
انها المرة الثانية التي تقود فيها سيارتها باتجاه كريدون هول ، وتذكرت المرة الأولى وعندما تعطلت فجاه
واضطربت لركب سيارة فرايزر .
كان الطقس حينذاك غائما وممطرا ، ولم يكن بوسعها مراقبة الجبال والهضاب والوديان التي تلف كويدون هول أوقفت سيارتها جانبا وترجلت منها فالطقسٍ اليوم مشمس والرؤية حسنه وجلست إلى حافة الطريق تمعن النظر في الألوان الرييعيه التي تتهادى عند سفح الجبل .
لاح لها في البعيد فلاح يعمل في الحقل باله كهربائية ويقلب الأرض وكأنه لوحه زيتيه يطبق روعة الألوان البهية التي تعكسها البحيرة عند أسفل الجبل.وأدركت ليزا حاجتها ألماسه إلى هدوء إلى هدوء الطبيعة وجمالها في نهار مشمس كهذا وشعرت بلذة المشاركة في عودة الحياة مع قدوم فصل الربيع .
ثم عادت إليها اللحظة التي انحنى فيها فريزر غليها وعانقها بسرعة وهو يهم بالخروج من منزلها في ذلك النهار
ولم تأخذ الأمر بجديه فقد بدا انه يقلد ساندي بشيء من السخرية وخاب ظنها مره أخرى
هل كانت تحلم بعناق يحمل العطف والحنان والتقدير ؟؟؟!!أين هذه المشاعر من قلب فريزر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وأكملت طريقها إلى كزيدون هول فمن المستحسن أن لا تستعيد هذه الذكرى خير لها الآن الاستسلام للواقع ...!!!
استقبلتها السيدة شيرهولم بلطفها المعهود،وطافت بها في أرجاء البيت الريفي الذي لم يتسنى لها زيارته في المرة الأولى،وطوال زيارة سارة لكريدون هول لم تظهر سارة بل بقيت في غرفتها لا شك انها ماتزال تضمر لها مشاعر سلبيه!
وعندما قررت ليزا العودة ،والسيدة ماغى والدة سارة ترافقها حتى الباب أقفلت سارة الباب الخلفي وهى ترتدي ثوبا رائعا منى القماش الجيد الصنع وتحمل بيدها شراب الليمون المعصور ،فبادرت بالقول فجاه .وبصوت حزين وهى تنظر إلى ليزا نظره عدائيه:.
----ماذا تفعلين في منزلي انسه سميث ؟؟

serma
01-06-2007, 23:05
أسرعت السيدة ماغى شيرهولم بالاجابه محاولة التخفيف من توتر الجو الذي احدثته سارة بقدومها وقالت بلطف وهى تعد مشروبا ..
---جاءت ليزا لتزورنا واغتنمت فرصة غيابك لأصرف معها بعض الوقت ..يا انسه ليزا نخب زواجك من السيد فرا يزر تفضلي !!تقبلي منى أحر التهاني .!

وشربت السيدة ماغى نخب العروسين وأكملت وهى تنظر تارة إلى سارة التي جلست بلا مبالاة على المقعد ووطررا إلى ليزا التي مازالت واقفة في حيره من أمرها ...:
---سنتناول الغذاء في الشرفة على أن اذهب فيما بعدف انا مرتبطة بموعد مع احد المرضى في المستشفى
ومضى الوقت أثناء تناول طعام الغذاء والسيدة شيرهولم تطلع ليزا على نشاطاتها في اردمونت وعلى الإعمال
الخيرية التي تقوم بها فيها باستمرار ،إلى جانب اهتماماتها بمنزلها الريفي .
ولم تظهر سارة عن عداواتها الحقيقية والفعلية لليزا الاعند غياب والدتها فقالت في شراسة وهى تحدق في عيني
ليزا كنمر برى ......:

----إذا كان القصد من زيارتك يا انسه ليزا هو طلبك من لأعمل عارضه أزياء للنماذج التي تصممينها فأنت تضيعين وقتك ،لا أريد بعد اليوم أن اشترك في عمل يكون فيه فرا زير وأنت ولا حتى ساندي لويس

---لم أتى إلى هنا بهذا الصدد.
وأدركت ليزا أن سارة تتصرف كابنة عشر سنوات مدللـــــــــــــه وحل صمت طويل بينهما قطعه ليزا بهدوء

---أراك تعاملين ساندي بقسوة وأنت تخطئين في تصرفك هذا ، فهو لم يقصد يوما إيذاءك بالرغم من انفصالكما منذ سنوات إما فيما يتعلق بى شخصيا فأحب أن أوضح لك أنى لم اسع يوما إلى التقرب منه كي يحبني وبعكس ماتعتقدين ساندي ليس مغرما بى
----كيف تجرؤ ين على هذا القول ؟؟فهو لا يكف عن الرديدد بأنك خيبت أماله بزواجك من فرايزر .
----لا ليس هذا الذي خيب أماله السبب الحقيقي هو أسفه البالغ لانهيار الصورة التي كونها عن شخصي
.فكان باعتقاده اننى سأكون الزوجة المثالية التي ستقف إلى جانبه تدفعه إلى الإمام تقرر عوضا عنه في شتى الأمور.....

وفى الوقت نفسه انه بحاجه إلى شريكة حياه تقليديه تقوم بدور المرأة المربية.... التي تسهر على راحته وسلامته ساندي يعيش في تناقض مستمر وهذا أمر لا شك فيه!!!

وفجاه تغيرت ملامح سارة من أمراه شرسه مفترسه تواجه عدوا لدودا إلى طفله ساذجة فضوليه وكان ليزا ألقت إليها موعظة،وهدأت من توترها فقالت سارة باستغراب ؟؟:
----لقد أصبت الهدف تماما ! هذا التناقض بالذات الذي يعيشه ساندي جذبني نحوه بقوه ،لكنني عندما لاحظت عدم اكتراثه بى حقدت عليه وقررت مغازلة فرايزر لإثارة غيرته ،وهذا لا يعنى اننى لست معجبة بفرايزر أيضا ....لكن ما النتيجة لقد خسرت الاثنين معا ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!
---بالطبع فأنت لا تتحملين إهمال رجل لك أليس كذلك ؟؟؟
---نعم .

وقفزت سارة من مكانها وكأنها شعرت بالحياة تجرى في عروقها وأخذت تروح وتجيء في الغرفة بعصبيه وهى تحدث نفسها بصوت عالي :
---أظن اننى أتصرف بحماقة منذ سنوات طويلة ، أية حمقاء أنا ؟؟
لماذا لا أتقيد بنصائح ببار الذي يردد على مسامعي باستمرار انه على أن أحسن تصرفي....فهو يعرفني حق المعرفة !وكان دائما على حق فيما يقوله نحن نعمل سويا منذ زمن ويكفى أن يمضى الساعات في التقاط الصور لي .
وأخذت سارة تخبر ليزا عن علاقتها بالمصور وكيف يرعاها ويصون مصالحها ويسهر عليها .وختمت حديثها
بضحكه عاليه وهى تقول :
----لو عرفت امى بشأنه لجن جنونها ؟!!!!!!!!!!!!!!
----يبدو أن إتمام بيار بك لا يضايقك ،فأنت تفضلين تصرفه هذا على موقف أخر لامبال .
فأجابت سارة وهى ترفع حاجبيها موافقة :
----اجل !افضل تصرفه هذا على تصرف فريزر االلامبالى واسالك أنت كيف تستطيعين احتمال طبع فرايزر هذا؟
---حان وقت عودتي

أرادت ليزا إن تختم حوارها مع سارة بدون ن تدخل في التفاصيل ،انها لا تريد أن تشرح لها ارتياحها لنوع العلاقة التي تربطها بفرازير والتي تفضلها كثيرا عن علاقتها بساندي لأنها تشعر بنفسها على قدم المساواة
مع فرايزر بينما مع ساندي فالوضع مختلف تماما
فأجابت سارة باندفاع :
----بهذه السرعة أليس الوقت باكرا ؟؟؟نحن بدأنا الآن حقا في التفاهم هذه أول مره اشعر بحضور صديقه بجانبي ....ولم يكن لي اصدقاء طيلة عمري ...اطلب منك المعز ره يا ليزا أنى كلمتك في السابق بشكل عدائي ،
فلم اعد أطيق مشاهدة كل من فرايزر وساندي ،فهما يلاحقانك بدون أيه اشاره منك،بينما أنا اعمل ما في وسعى للفت انتباههما ،أردت الانتقام من بشكل حقير ومسكين ...هذا لا يمنعني الآن من اعرض عليك من جديد موافقتي على العمل معك كعارضة أزياء
----حسنا بشرط واحد فقط أن يكون بيار وليت هو المصور لأنه على ما يبدو ينجح في التقاط أفضل ما تعطينه نتيجة قسوته عليك.وابتسمت سارة لتعليق
ليزا وأضافت بطراوة:
---أنت تصيبين دائما الهدف بنعومة ،حسنا اتفقنا...وشكرا على زيارتك. .
وهكذا انتهت على خير زيارتها لسارة وأرادت الآن أن تعمل ما في وسعها ان تحل مشكلة ساندي الذي يعانى آلاما بالغة لفرط حزنه وأسفه وخافت ليزا أن تؤدى به إلى حاله من اليأس فقررت التدخل فورا وخاصة أن جو العمل في المصنع أصبح لا يطاق
اغتنمت مره فرصة تدخله في عملها بطريقه أزعجتها للغاية لفرط تمسكه بقانون الآداب فانفجرت في وجهه قائلة :
---إذا كنت تنوى مثابرة العمل على هذا النحو....فانا سأستقيل حتما ! اسمعني جيدا يا ساندي أنت تخنقني بملاحظاتك الدقيقة وتخنق بالتالي مقدرتي على العطاء ليس بوسعي أن احتمل المزيد بعد اليوم

----كيف ستفعلين هذا وتزداد علينا الطلبات يوما بعد يوم ؟
----لن أتوقف عن العمل معك ، ولكنى أفضل ألا أكون شريكه لك ..
أريد أن استعيد حريتي في العمل فلو بقيت على هذا النحو سأختنق لا محال .لا يمكنني أن ارسم وأنت تقف بجانبي
نظرا إليها ساندي نظره طويلة كأنه اكتشف أمرا للوهلة الأولى وقال بهدوء مفكرا
حسنا كما تشائين فانا مخطئ لاعتقادي انه بوسعي التقرب منك ..واسأل نفسى الان كيف سيفعل فرازيرمعك؟؟؟؟؟؟
----لا تقلق نفسك بشان فرايزر ، فهو خبير بما فيه الكفاية لكن ليس هذا هو الموضوع الذي أود بحثه معك فالذي اربد أن أقوله لكلا يتعلق أبى وبفرايزر أبدا إنما يتعلق بك شخصيا وارغب في مصارحتك الآن وعلى الفور ..
لاحظت انك بدلا من اهتمامك بشخص قريب منك جد يعمل معك وهو في غاية اللطف والرقة وأنا متا كده من إخلاصه واندفاعه فأنت تضيع الوقت سدى في التحسر على مستقبلك ،بينما الشخص الذي أنا في صدد الاشاره إليه
لو أعطيت له الفرصة لا ظهر على مقدرته في مشاطرتك هموم المصنع وإدارته لكونه يملك الخصائص الازمه من حس التدبير إلى روح معطاءة حنونة ،تصلح زوجه وشريكه حياه وعمل على السواء لكن وضعها الحالي لا يسمح لها بالتعبير عن مشاعرها ،فهي تعتبرك صعب المنال كونك رئيسها أرجوك يا ساندي فكر قليلا بما أطلعك عليه ولا تهد هذا الحب بسبب باسك وفشلك ،كما أرجوك أيضا أن تنتظر إلى بمنظار الواقع ، وان تراني على حقيقتي فانا لست الشخص الذي يناسبك وأسفه لخيبة الأمل التي سببتها لك اننى مجرد إنسان له حسناته وسيئاته
ولست بشخص كامل الأوصاف ولا عبده رهن الاشاره تحت الطلب.

وبينما كانت ليزا تعبر عما شغل فكرها وقلبها لمدة طويلة ،كانسا ندى يمر بلحظات صعبه جدا وتتبدل قسمات وجهه ،وتعابيرهكذا تعرض دفعه واحده التيار كهربائي فتح أمامه منفذ جديدا .
وقررت ليزا عدم التراجع هذه المرة بخاصة عندما لاحظت أن سحنة الحزن التى كانت تلازمه باستمرار بدأت تخف تدريجيا ،وأجابها مبتسما بهدوء بالغ :

----لاتاسفى ياليزا على شيء ! فانا مجرد إنسان أيضا له لحظات ضعف كما له لحظات قوه ،وأدرك تماما نواقصي واخطائى ، لكن الذي حصل هو اننى لم اعرف مجابهة عودة سارة إلى اردمونت ، واخافنى هذا
الأمر كثيرا فلجأت إلى لقرب شخص إلى وكنت أنت البديل ....كان على أن إن أعطى نفسي مهله قبل
الاحتماء بك..
أما بخصوص اينا ،فهل تعتقدين انك على صواب بشأنها ؟

فابتسمت ليزا وقالت وهى تودعه :

---أرجوك ياساندى لا تكن خجولا إلى هذا الحد .يمكنك التأكد من اقوالى ،والخجل بعد اليوم لن ينفعك وبشيء
وليس هناك أساليب كثيرة للتحقق من صحة رايى .!!

وخرجت ليزا من مصنع ساندي وهى تشعر بسعادة فائقة لقد أعادت أواصر الصداقة بينها وبين ساندي وسارة ،كما أشـــارت لكــل منهما عن الشخص المناسب الذي ينــاسبه كشريك للحيــاة الزوجية وفــــى العمل .
ولعبت دورا مهما في حياة كل منهما كالســـاحرة الـتــــي غــيرت التـــي تغير المواقف وتقلب الأوضاع رأسـا على عقب!

serma
01-06-2007, 23:08
الحمد لله انهيت انزال الفصل الثامن
ارجو منكم المعذره مره اخرى لتاخرى عليكم وارجو ان تكونوا استمتعتم بقراءته

ونحن بانتظار الجزء الاخير

lovely sky
02-06-2007, 09:14
مشكوووووووووورة يا سيرما
الف شكر حبيبتي
http://img503.imageshack.us/img503/6266/w6ww6w20050427090610201kc0.gifhttp://img503.imageshack.us/img503/6266/w6ww6w20050427090610201kc0.gifhttp://img503.imageshack.us/img503/6266/w6ww6w20050427090610201kc0.gifhttp://img503.imageshack.us/img503/6266/w6ww6w20050427090610201kc0.gif
مجهود رائع جدا

http://img87.imageshack.us/img87/8640/1582101yd3.gif

http://img81.imageshack.us/img81/9171/rdd12tfqr8.gif

lovely sky
02-06-2007, 09:24
http://img517.imageshack.us/img517/7742/050jznr3.gif
http://img248.imageshack.us/img248/6661/989jz6.gif

الحين دور اختنا ماري انطوانيت تنزل لنا الجزء التاسع
http://img478.imageshack.us/img478/66/153401op7.gif

بانتظارك ماري
http://img517.imageshack.us/img517/7948/181341vi6.gifhttp://img517.imageshack.us/img517/7948/181341vi6.gif

http://img81.imageshack.us/img81/3461/w6w20060121195311421d50rz8.gifhttp://img81.imageshack.us/img81/3461/w6w20060121195311421d50rz8.gifhttp://img81.imageshack.us/img81/3461/w6w20060121195311421d50rz8.gifhttp://img81.imageshack.us/img81/3461/w6w20060121195311421d50rz8.gif

ماري-أنطوانيت
02-06-2007, 14:40
- البحر الغادر:

اشرف شهر نيسان (ابريل) على الانتهاء كحلم في ليلة صيف. مضى وهو يحمل معه شمسه الناعمه,وامطاره النديه. كل شئ يتبدل مع شهر ايار(مايو). وتنعم الطبيعه بأشجار مثمره وازهار ملونه يزيدها زقزقة العصافير جمال ورقه.
ومع قدوم شهر ايار(مايو) تكثر الحركة في جزيرة اردمونت. وحدها ليزا تدرك اليوم ما اهمية هذه الحركة فمنذ اعلانها خطوبتها على فرايزر لامون وهي تعد الايام والساعات التي تفصلها عن موعد اعلان زفافها.
ومع عودة الحركة الى الجزيره عادت السفن الى الاحواض وعاد هواة الملاحة والابحار الى ممارسة هوايتهم وعاد فرايزرالى انكبابه الدائم على العمل ليلا نهارا ليلبي حاجات الوافدين عليه. كل هذه البشائر تشير بقدوم فصل الصيف ومضى فصل الشتاء مع امطاره الغزيره وعواصفه الشديده.
بالرغم من هذه الحركه,ليزا مازالت تشعر بالوحده نظرا لانشغال فرايزر عنها وهي لا تراه الا قليلا في المساء وتتولى امر الاعتناء بجوني بينما يقضي فرايزر وقته في الورشه ويعود في المساء منهك القوى وتعود كل ليله الى منزل خالتها حزينه تسهر على اتمام ثوب زفافها الذي صممته بنفسها.
لكن لماذا هذا السؤال اليوم ؟ الم تقبل بهذا الزواج حتى لو بدا لها فرايزر بعيدا وغير مهتم. اليس لديها ما يشغلها هي ايضا؟ خاصة وان الطلبات تزداد عليها وكلها تتطلب منها جهدا. لكنها بالرغم من ادراكها لهذا الوضع وتفهمها لمسبباته كانت تفضل لو تجمعها الظروف بفرايزرذات مساء ويتناولان معا طعام العشاء فهو لم يوجه اليها مرة واحده كلمة شكر كما انه لم يحاول حجزها للدردشه بعد نهار انهك قواهما في العمل....
كل شيئ جاهز لحفل الزفاف ستقف لها اينا اشبينه بينما يقف ساندي اشبينا لفرايزر ومع هذا يبدو لها الامر غريبا كأنها تسير نحو المجهول ولا تعرف حتى من هو هذا الرجل الذي سيكون زوجا لها لفرط بعده عنها فيخيل اليها احيانا انه ربما نسي موعد زفافهما فتحاول ابعاد هذه الصورة القاتمه التي تزيدها لوعة وحزنا وتنصرف الى اهتماماتها اليوميه علها تخفف من وطأه هذا البعد الجاف.
خرجت تتمشى نحو الحوض عشية زفافها بينما كان فرايزر يشرف على انزال مركب هاري شبزهولم في الماء. لقد سنحت لها الفرصة في السابق حضور مشهد كهذا وككل المراكب التي ينجزها فرايزر بدا مركب هاري بهي الطلعة انيق المظهر ولم تمر الا ثواني حتى انزلق على السكة المعدة خصيصا له وطفا على وجه الماء راشا من حوله سيلا من الزبد. كانت فرحة فرايزر عظيمة فاستدار اليها قائلا بزهو:" واخيرا سيمكننا ان نتزوج! انه المركب الذي شغلني عنك" انزعجت ليزا لهذا التعليق الذي احدث بلبله بين العمال وابتعدت بهدوء نحو الطريق العام فلحق بها فرايزر مسرعا وصاح مداعبا:"انسيت اننا سنتزوج في وقت قريب؟"
" لا لم انسى لكني اعتقدت انك ربما...انت الذي...."
قاطعها فرايزر بلهجة هادئة وجديه:" لقد ساورتك بعض الشكوك؟ وانتابك القلق؟"
" لا! ليس بالفعل لكني افكر بجوني فهو لم يرك منذو اسابيع, لو تمضي هذا المساء برفقته لاسعده قدومك الى المنزل باكرا"
" هذا ما انوي فعله"
" في اي ساعة نلتقي غدا؟"
" في العاشرة في مركز البلديه فأنا مرتبط بموعد في الساعة الحادية عشرة والنصف ,علي ان اقود مركبا الى ايرلندا لو تحضرين برفقة ايتا وانا آتي برفقة ساندي".
وافترقا كل في طريقه كأن شيئ لم يكن وكادت الدموع تنفر من عينيها لشدة حزنها لم تشهد يوما زواجا موضوعيا كهذا مجرد من الاحاسيس.
في اليوم التالي استفاقت ليزا على زقزقة العصافير الطقس جميل والشمس في السماء تصطع, انه موعد اعلان زفافها على فريزر لامون. قامت من فراشها وبحركة اليه ارتدت ثوبها الازرق الذي اعدته لهذه المناسبه ووقفت امام المرآه تنظر الى نفسها فبدت لها صورتها انيقة وخاصة جدا. لم يبقى لها سوى الطرحة وقفزها الابيض الذي ينسجم مع لون حقيبة يدها وبينما هي تنهي زينتها انتبهت الى انها تفتقد الى باقة زهر واجهشت بالبكاء كيف ستواجه زواجا كهذا ولم يفكر بها احد في هذا اليوم بالذات حاملا باقة زهر.
وصلت اينا باكرا ورافقتها حتى مركز البلدية بالسياره كان فرايزر بنتظارهما برفقة ساندي وبدا لها انيقا في لباسه الرسمي ولفرط دهشتها ناولها فجأه باقة صغيرة من زهر البنفسج فلم تجرؤ على مواجهته واكتفت قائلة بصوت خافت: "من اين اتيت به؟"

ماري-أنطوانيت
02-06-2007, 14:45
"من حديقتي, لم يكن لدي الوقت الكافي لابتاع باقة تليق بهذه المناسبة فحاولت ان اعوض بأي طريقة فقمت باكرا وقطفتها من تحت السياج لم يأت موعدها بعد لذا هي طرية ناعمة.
شكرته بلطف وشكلتها بثوبها..... ثم توجه الجميع الى الصالة التي ستجري بها مراسم الزفاف. ولم تمضي ساعة حتى كانوا في اردمونت. ترجل ساندي واينا امام المصنع. هي وفرايزر اتجها ناحية الحوض, حيث ينتظر المركب عودة فرايزر. لا شيئ يربطها بهذا الرجل الذي بجانبها الان سوى خاتم في اصبعه وباقة بنفسج قدمها اليها منذ لحظات.
" انا مرتاح للغاية..... سأرحل هذه المره وبالي مطمئن من ناحية جوني....كان يرغب في تعطيل مدرسته من اجل ان يحضر مراسم الزفاف فرفضت محاولا اقناعه ان هذا الامر لا يتعلق الا بك وبي دون سوانا."
"وكيف واجه رفضك؟"
"باستياء بالغ فهو يعتقد انك ملكه الخاص. لقد حان الوقت لتوضيحي له بعض الامور قبل ان يصبح الوضع مزعجا للغاية"
" بالنسبة لمن سيكون الوضع مزعجا؟"
ترجل فرايزر من السيارة وتوجه ناحية المركب وقال مبتسما:
" لديك متسع من الوقت لتفكري بالنسبة لمن سيكون الوضع مزعجا. سأعود نهار الخميس اذا لم تتدهور حالة الطقس ونحن مدعوون لرحلة بحريه يقيمها هاري على مركبه."
لحقت به حتى المركب وهو يبتعد عنها, وصاحت بأعلى صوتها:
" مدعوون...لماذا؟ اي رحله؟ وما الذي تقوله؟"
" هاري شيزهولم يدعونا لرحلة بحريه على مركبه الجديد, يريد عرضه على معارفه واصدقائه, لا احد سواه يفكر بأمر كهذا....الم اخبرك سابقا؟
اخذ المركب يبتعد عن المرفأ تدريجيا وصاحت ليزا بأعلى صوتها:
" انت لا تخبرني شيئا على الاطلاق"
ورأته يبتسم قبل ان يتوارى داخل حجرة المركب. عادت ادراجها الى المنزل واخذت تحضر غرفتها للنوم ففاجأها جوني بتدخله وقال معترضا:" لماذا تهيئين غرفة منفصله؟ والدة صديقي جيم تقاسم والده الغرفة نفسها وجيم يؤكد لي ان جميع الامهات يفعلن مثلها.
" اعرف هذا جوني... ولكن كما ترى والدك غائب, وافضل ان انتظر عودته.
ولم تشأ ليزا الدخول في التفاصيل فهي تخشى ان ينقل جوني ما يجري في المنزل الى صديقه جيم وبالتالي ينتشر الخبر في الجزيرة كافه. فاكتفت في الوقت الحاضر بتجهيز غرفتها تاركة هذا الموضوع الى الايام المقبله.
استفاقت في الغد وهي عازمة على جلب سريرها من منزلها فلم تنم طوال الليل نظرا لرداءة السرير وقررت انها لن تقاسم فرايزر غرفته متى عاد على عكس ما يعتقده جوني. لم يسمح لها الوقت في التفكير في هذا الوضع الغير لائق اذ اتتها باكرا السيده شيزهولم لتستشيرها في موضوع الدعوة التي يعدها زوجها على متن المركب. وكم كانت دهشة السيده شيزهولم كبيره عندما علمت بغياب فرايزر فقالت مصعوقة:" لم يمضي على زواجكم الا ليلة واحده وفرايزر سافر وحيدا من اجل العمل؟ لماذا لم تذهبا سوية لتمضية شهر العسل؟"
ولم تجد ليزا جوابا مقنعا فقد احرجها السؤال للغاية وبدأت تنبش الاعذار محاولة بذلك اقناع زائرتها بضرورة غياب زوجها عنها في اليوم التالي لزفافها واضافت بارتباك ان حاجة جوني الماسة اليها في الوقت الحاضر حالت دون مرافقتها له. فلم تقتنع السيده شيزهولم بهذه الحجج واجابت ببساطه:
"فيما يتعلق بجوني كان بمقدوري الاعتناء به كما يجب فأنا احب الاولاد واسف على تأخر ابنتي ساره في الزواج. انها الان في لندن وقد سافرت من اجل دعوة المصور الفتوغرافي بيار لحظور الحفلة التي نقيمها على مركبنا,يبدو انها تميل كثيرا الى هذا المصور...لكني غير مرتاحة لهذا الشاب ووالدها يشاطرني الرأي نفسه,ما رأيك انت يا ليزا مع العلم انني اتمنى ان تكون ساره قد لاقت اخيرا سعادتها مع الرجل الذي تريد.
فأجابت ليزا بحذر شديد:
"اعتقد انه هو الرجل الذي يناسبها"
"هي اذا تسير في الطريق الصحيح! هل ترافقينني الى المركب؟ انا بحاجة ماسه الى ارشاداتك وتعليماتك."
واضافت السيده شيزهولم بسرور بالغ:
"ما رأيك بوجبة العشاء التي سأعدها ليوم السبت...فأنا افكر بتحضير سمك السلمون للمناسبة مع شرائح من اللحم البارد والسلطة والفواكة المتنوعة. زوجي هاري سيحتفل بمرور اربعين عام على ممارستة الملاحه وسيحتفل ايضا بمناسبة استلامه مركبه وتدشينه...مارأيك بلائحة الطعام هذه؟"

ماري-أنطوانيت
02-06-2007, 14:49
وامضت ليزا فترة غياب فرايزر عنها وهي تساعد السيدة شيزهولم في تحضير حفلة العشاء ولم تشعر بالوقت يمضي لانشغالها في انجاح هذه المناسبة. وحان موعد عودة فرايزر من ايرلندا ومع اقتراب ساعات قدومه شعرت بثقل اللحظات التي تفصلها عنه. الطقس بالخارج ينذر بعاصفة قويه,هذه العاصفة التي تعيده دائما من اسفاره.
اتعبها الانتظار وحوالي الساعة العاشرة لجأت الى فراشها منهكة القوىلكنها لم تعرف طعما للنوم,عيناها مفتوحتان في عتمة الغرفه تحدقان في الفراغ وتتمنيان له عودة سالمه. ولم تمضي لحظات على وضعها هذا حتى سمعت قرقعة الباب وخطوات في المدخل واخذت تنصت بانتباه بالغ انه الان يخلع حذاءه ويشعل الضوء ثم يقترب الى غرفتها ويفتح الباب بهدوء يتنفس في ارجاء الغرفة وهي جامدة في سريرها لا تقو على الحراك لكنه لم يلبث ان عاد ادراجه فتنفست الصعداء مدركة انها حبست انفاسها طوال الفترة التي دخل فيها فرايزر الى غرفتها لكنها في الوقت نفسه شعرت بخيبة امل لم تكن تتوقعها فهي الان تسمعه يحضر طعام العشاء في المطبخ وهي جادة كمن اصيب بنوبة عنيفه.
في اليوم التالي نزلت من غرفتها باكرا ولم تجده لقد خرج في الصباح وعاد مع جوني لتناول طعام الافطارواخذت تسترق النظر اليه وهو منكب على الطعام. لم يتغير فيه شيئ مازال قاسي الملامح قليل الكلام حتى انه لم يجاوب على اسئلة جوني حول رحلته الاخيرة. حضوره معهما في المطبخ لم يبدد جو الوحدة التي خيمت على المنزل طوال فترة غيابه. ولم تعرف ليزا سبب تكتمه هذا. واسفت لانتظارها اياه بشغف وشوق. وعند انتهاءه من تناول طعام الافطار صعد الى غرفته وبدل ملابسه, بينما خرج جوني الى المدرسة واغتنمت فرصة غياب جوني وقالت له وهو يستعد للخروج:
" اريد نقل سريري من منزل خالتي الى هنا هل يمكنك مساعدتي."
"تدبري هذا الامر بمفردك...هذا سريرك اليس كذلك؟"
" طبعا...انه سريري...لكن هذا لا يعني انه بمقدوري حمله بنفسي!"
لم هذا البرود وهذه النظرات القاسية؟ لم تفهم ليزا معنى تصرفه المفاجئ هذا....وتساءلت اين هو الرجل الذي قدم اليها باقة من البنفسج منذ ايام؟ وسمعته يقول بغضب:
"اذا كنت بحاجة لمساعدة فاطلبي العون من احد عمالي لكنهم لن يتمكنوا من تلبية طلبك قبل الاسبوع المقبل فلدينا عمل كثير."
وخرج بخطى واسعة محدثا صوتا قويا وهو يغلق الباب خلفه. مكثت ليزا في فراغ المنزل تحاور نفسها وحيرتها مام طبعه الحاد وتصرفاته الشاذه التي لم تجد لها تفسير بعد. الا يحق لها ان تطلب مساعدته في امر ما؟ ام هي هنا فقط للاعتناء بجوني ؟ وامضت طوال النهار وهي تعد نفسها بالصبر, وفي المساء لم يتغير شيئ بل حافظ على برودته المعهوده واكتفى بتناول طعام العشاء ولم يفتح فمه الا ليطلعها على موعد الحفلة التي يقيمها آل شيزهولم على مركبهم ثم توارى في مكتبه طيلة السهره بينما مكثت هي وحدها تسأل نفسها عن سبب بعده هذا .
في اليوم التالي كان البحر هادئا فارتاحت لتحسن الطقس واستبشرت خيرا وتوجهت مع جوني وفرايزر الى المركب حيث كانت بانتظارهم عائلة شيزهولم. اسعدتها رؤية ساره وماغي وهاري فانظمت اليهم كانها تحتمي بهم وتجد الامان الى جانبهم بينما انشغل فرايزر في امر توصيل المدعوين الى المركب بواسطة زورق صغير وبعد وقت قليل اجتمع اكثر من اربعين شخصا على المركب. وسرت ليزا كثيرا لمشاهدتها ساره برفقة بيار وشاب اخر عرفت انه احد الاقرباء واضافت ببسمة رقيقه:
"ابن عمي جورج اضعه بين يديك للاعتناء به فهو غريب عن اردمونت ويشعر بالغرابة بيننا "
كانت ليزا تراقب بدهشة تحركات الجموع على متن المركب وسط البحر وقد ادار الجميع المحركات نظرا لهبوب العاصفه وطوال هذه الفتره لم يفارقها ابن عم ساره لحظه بل كان يقف الى جانبها يشاطرها بهجة الرحلة وروعة المناظر التي تحيط بهم من كل صوب خاصة وان الشاطئ الصخري يزيد المنظر رهبة وجمالا .
تقدم منها جورج وهي سارحة في الافق البعيد وقال بثقة:
"تعلمت قيادة المراب على متن مركب شراعي يخص والد ساره.... واكمل جورج حديثه معها متنقلا من موضوع الى اخر دون توقف واستفسر عن مسقط رأسها والمكان الذي امضت فيه مرحلة المراهقة وزاده الحديث معها حماسا لدى اكتشافه ان ليزا من المنطقه نفسها التي ينتمي اليها ولم يتركها لحظه بل كان يرافقها اينما اتجهت على متن لمركب ابدا جوني استياءه من هذا الوضع بحركات صبيانيه سببت له متاعب من قبل والده الذي لم يفارقه بنظراته العاتبه محاولا ردعه عن هذه التصرفات الغير لائقه وكأنه كان يؤنب ليزا ويلقي اللوم عليها لانصرافها عن مراقبة جوني واهتمامها برفقة

ماري-أنطوانيت
02-06-2007, 14:52
جورج.ماذا كان يعمل فرايزر لامون وما كان شغله الشاغل في هذه الاثناء؟ لماذا لا يهتم هو بجوني بدلا من القاء اللوم عليها؟ فبدلا من ان يتجاذب اطراف الحديث مع المدعوين او يتبادل النكات مع ساره كان بامكانه مراقبة جوني هو ايضا ليتسنى لها ولو لمرة واحده التفرغ لاحد سواه . وكأن الطقس حاور حزنها وتوازى مع المها فانقلب فجأه الى غائم وتغيرت السماء من ازرق فاتح الى رمادي وانعكست الوانها على صفحة مياه البحر فتعكرت وهاجت الامواج منذرة بعاصفة شديده وفجأه تنبهت ليزا لغياب جوني فراحت تبحث عنه حتى وجدته يلعب بحبل علقه على كتفه وهو يقلد صيادي السمك ووقف على حافة المركب في وضع لم تطمئن اليه فأسرعت ليزا محاولة تحذيره من خطورة وقفته في هذا المكان لكن القدر كان اسرع منها اذ هوى جوني عن سطح المركب! يالهول الحادثه! هي التي كانت تحاول تفادي امر كهذا هاهي الان تواجه ماكانت تخشاه! ولم تتمالك نفسها لدى سماعها صوته ينادي:
"بابا! بابا!"
قذفته موجة عالية بعيدا وغاب وجهه عن صفحة الماء فأسرعت ليزا بخلع حذائها وارتمت خلفه محاولة انقاذه تتقاذفها الامواج الهائجه وما زاد في الامر صعوبة هو تغير الطقس المفاجئ اذ بدأت تهطل الامطار بغزاره فشعرت بالبرد يأكل جسمها وينخر عظامها وجوني مازال على بعد ثلاثة امتار منها وما ان قربت منه بعد عناء شديد وتمسكت به حتى غابت عن الوعي بعدما احست ان شيئا ما لطم رأسها قاضيا بالتالي على اخر انفاسها .
استفاقت ليزا على مهل وسط مجموعة تحيط بها واصوات هامسة :
"ها هي تستعيد وعيها!"
واحست بألم شديد في رأسها فهي تتنفس بصعوبه بالغة ولم تقو على الكلام واخذت تستعيد تدريجيا تفلصيل الحادثه وبان لها ان فرايزر بين الوجوه المحدقة بها والى جانبه وقفت ساره تنظر اليها نظرات قلقه وقد ابتل شعرها ولم ترى جوني فذعرت وصرخت بصوت متقطع:
"اين جوني؟"
اقترب منها فرايزر وقال بحنان :
"اطمئني جوني بخير السيدة شيزهولم اصطحبته الى منزلها ."
" ما الذي هوى على رأسي وانا في عرض البحر؟"
" عوامه القى بها احد المدعوين بصورة مستعجله فأصابتك,الحمدلله على سلامتك ستعود السيده شيزهولم بعد لحظات لاصطحابك الى منزلها يجب ان تلازمي الفراش فأنت محمومه!"
واضافت ساره باهتمام :" ستهتم بك كما يلزم"
" لماذا انت مبللة الرأس؟"
يألت ليزا بفضول, واجابت ساره ببسمه ناعمه:
" لست بأسوأ حال منك....فالطقس الممطر افسد كل شيئ....مسكين والدي لم تنجح حفلته. هاهو يعود بعد اصطحابه جوني.... هيا! هل يمكنك الوقوف والسير حتى السياره؟"
" افضل ان احملها حتى السياره"
قال فرايزر متدخلا واضاف:
" شكرا لك ساره"
" ان تحملها وتنقلها الى السياره هذا امر طبيعي,فلن تسمح للظروف ان تفقدك زوجتك بعد مضي اسبوع على زواجكما. ساخرج لأعلن للجميع ان كل شي~ على مايرام "
" ايمكنك حملي حقا؟ انا ثقيلة الوزن"
قالت ليزا بضعف ولم تفاجئها هذه المرة لهجة فرايزر القاسيه اذ قال بخشونه:
" لا تتعبي نفسك بالكلام وافعلي ما اطلبه منك"
وكادت ان تنفجر بالبكاء لفرط فظاظته فبعد حادثة الغرق التي تعرضت لها مازال يحافظ على وجهه القاسي البارد . حملها ومشى بها حتى الباب واضاف ليزيد من المها:
" ارجوك يا ليزا لا تكرري ما حدث اليوم"
فتمتمت:" خفت على جوني...."
" لا تخافي عليه من الان فصاعدا فهو يجيد السباحة ولم يكن وحيدا,كنا جميعا على المركب وزوارق الانقاذ متوفره كان يجدر بك عدم التسرع والرمي بنفسك في الماء فالحادثة لم تكن على هذه الدرجة من الخطوره كي تستجوب اقدامك على عمل كهذا."
ولم تستطع ليزا الاستماع الى المزيد من التهم فأدارت وجهها محاولة ان تخبئ دموعها وتمنت لو كان بامكانها الوقوف والسير حتى السياره. واستسلمت لنوم عميق في احى غرف الضيوف في منزل ساره الريفي بعد ان عاينها الطبيب وطمأنها ان حالتها الصحية لا تدعو للقلق. فبعد ساعات من النوم استفاقت

ماري-أنطوانيت
02-06-2007, 14:57
وسط عتمة شديده ولم تسمع اي صوت من حولها فارتعدت لشعورها بالوحدة واخذت كعادتها تعذب نفسها بطرح الاسئله: اين هو فرايزر يا ترى؟ لماذا لا يكون الى جانبها؟ هل عاد الى المركب؟ اخذت تبحث عن مصدر الضوء علها تريح نفسها من كابوس التوتر والقلق. وارتاحت قليلا عندما تمكنت من مشاهدة الغرفة التي اعطيت لها .
وبان لها وجهها الشاحب في المرآه وشعرها المبعثر وعيناها التعبتان فأدركت انها في حالة يرثى لها. حاولت الوقوف علها تصلح من هندامها,ففتح الباب في هذه اللحظه ودخل عليها فرايزر بعد ان بدل ملابسه ,لاشك انه ذهب الى اردمونت.قال وهو يقترب نحوها:
" كيف حالك الان؟"
"على احسن حال لذا قررت مغادرة الفراش"
" لن تغادري فراشك بهذه السرعة هذه ارشادات الطبيب. هل ترغبين بتناول الطعام؟"
لم تجبه بل اكتفت بهز رأسها نفياً هذا الرجل لا ينفك عن اثارة دهشتها واستغرابها فهو لا يفكر الا بالامور الماديه لم يقل كلمة ناعمة تخفف عنها كل همه هو ان تسير الامور كما يجب. واضاف وهو مازال واقفا كالجدار:
" اعدت ماغي طعاما لذيذا سأحضره لك"
وعندما هم بالخروج من غرفتها عادت اليها الهموم والافكار فأسرعت لتسأله علها ترغمه على البقاء الى جانبها :
" كيف هي حال جوني؟"
"انه ينام كالحمل الوديع كل شيئ سار على ما يرام اطمئني"
وخرج بعصبيه وبقيت في فراشها فريسة الاوهام والشكوك. ما سرهذا الرجل؟ لم هذه العصبيه وهذه الانفعالات التي تلسع كالنار؟ لم تره يوما الا لحظات قصيره منشرحا وحنوناؤعلى الرغم من ان شعورها يخبرها بأنه يخبئ دوما حقيقة عواطفه. وحاولت الجلوس علها تخفف من وطأة حزنها لكنها احست بدوار خفيف وبضعف في كل اطراف جسمها وعادت الى جلستها السابقه وهي تتمسك باطراف السرير. دخل فرايزر عليها وهو يحمل اليها طبقا على صينيه
" لماذا خرجت من سريرك؟"
قال بعصبيه وهو ينظر اليها محاولا اخفاء شعور لم تستطع تحديده
اجابت بتردد:
" حاولت الجلوس قليلا لتناول الطعام"
" الافضل لو تبقين في فراشك بدون حراك سأجهز لك طاولة صغيره تضعينها في سريرك"
واخذ يعد لها مكانا مناسبا يمكنها من تناول الطعام في سريرها فصرخت بوجهه:
" انت تعاملني كما لو كنت عاجزه!"
" انت اليوم كذلك"
وعندما انهى تجهيزه لفراشها ناولها الصينيه فأخذت تأكل بشهية وهو يراقبها بامعان. سألته:
" كم الساعة الان؟"
" الثامنة والنصف مساء...."
" هل انتهت الحفلة؟"
" نعم عاد هاري الى اردمونت بعدما رحل الجميع وطلبت مني ماغي المكوث هنا هذه الليله لابقى الى جانبك والى جانب جوني"
اسدل ستائر الغرفه وقام الى النافذه ملقيا نظره الى الخارج ثم اقترب نحوها واخذ منها الصينيه وهو ينظر اليها بتمعن:
" عادت اليك العافية وفارقتك حالة الذعر!"
ثم اقترب من سريرها على مهل وجلس على طرفه بينما حاولت هي الهرب بنظراتها ناحية الرسوم المعلقة في الغرفة واخذت تتأملها بامعان فعلق فرايزر بسخرية:
" هذه الرسوم تستحق الاهتمام بالفعل لكنني اجد الوقت غير مناسب لانشغالك بها.....هل انت بخير؟"
" نعم"
" ليزا لا تكذبي علي, ماالذي...يشغل بالك؟
قاطعته بلطف وبأدب يتخلله بعض الحزن:
" هل يقتضي علي الواجب ان اقاسمك افكاري ومشاعري وبالتالي مشاطرتك غرفة النوم هذا المساء؟"
اجابها فرايزر بمراره:
" ليس عليك مشاطرتي غرفة النوم ولا اي شيئ اخر كان تصرفك منذ اسبوع خير دليل على انتقائك غرفة مستقله, واخترت غرفة الضيوف مكانا لك لا تقلقي ارجوك سوف انام في غرفة جوني فهي واسعة بما فيه الكفايه"

ماري-أنطوانيت
02-06-2007, 15:17
لم تنتظر ليزا جوابا كهذا فهي اكتشفت في الماضي مدى خيبة الامل التي سببتها له ذاك المساء عندما عاد من سفره في ايرلندا اذا لم تمر هذه الحادثة بدون ان تترك اثرا بالغا فيه والا لما صارحها الان بصورة غير مباشرة بمقدار الحزن الذي يعيش فيه منذ ان اصبحا زوجين كانت هذه اللحظه كافية لتضع حدا لشكوكها فابتسمت بهدوء ونظرت اليه بينما كان يحاول ان يلهي نفسه بالنظر الى الرسوم التي تؤلف بساطا رائعا يغطي ارض الغرفة. كان عليها ان تصارحه فقالت بهدوء بالغ وعيناها تشعان فرحا:
" هذه الرسوم تستحق التوقف عندها لكنني اعتقد ان الوقت غير ملائم لانشغالك بها...."
قاطعها فرايزر بضحكة عريضة وقال:
" صحيح! افضل النظر اليك..."
" لاحظت ذلك"
" هنا ازيد سببا آخر لاقدامي على الزواج منك وهو مقدار الفرح الذي يتركه عندي حضورك دائما امامي والى جانبي!"
" ولماذا انتظرت كل هذا الوقت لتبوح بهذا الامر؟"
" لم اجد هذا السبب كافيا لاقناعك بفكرة الزواج"
" الديك المزيد من الاسباب؟"
" نعم! لكن لم يحن الوقت لاطلعك عليها يجب ان اعيد الصينية الى المطبخ"
" ارجوك ابق معي بعد! اخبرني بكل شيئ الان "
وتمسكت به ليزا محاولة ارغامه على البقاء فأمسك بيدها وضمها الى صدره بانفعال وتمتم قائلا:
"احتاج الى مزيد من التشجيع فأنت تعرفين مدى تعلقي بكرامتي واحترامي لذاتي."
ولم تخف عن ليزا في هذه اللحظات الايام الاليمة التي مر بها والتي تركت فيه اثار بالغة فهو على حق عندما يتعلق الامر بحس الكرامة المرهف الذي يتميز به نتيجة الاحداث العاصفه التي حطمته وفهمت على الفور انه عليها القيام بالخطوة الاولى وفي الواقع ليس عليها الا اطلاعه على حقيقة مشاعرها فقالت بحراره:
" ارجوك ابقى بجانبي قأنا بأمس الحاجة اليك اعرف انك لا تميل الى النساء الضعيفات الاراده ولكنني هذا المساء لا استطيع الاستغناء عنك فوجودك الى جانبي هو اثمن شيئ عندي !"
عاد فرايزر ادراجه بعدما اتجه الى الباب وجلس قربها :
" ليزا هل انت جاده فيما تقولينه؟ هل فكرت بعواقب ما بحت به الان؟"
ابتسمت ليزا والدموع تكلل عينيها فجذبته نحوها وهي تحاول ضمه الى صدرها ثم قالت له همسا:
" اتحمل مسؤولية كلامي ولا اخشى العواقب! فأنا احبك!"
ولم تقل المزيد بل اكتفت بهذا المقدار علها تشجعه على البوح بدوره بما يشغل باله فأضافت:
" لم تمس كرامتك بأذى هل انت مسرور؟"
فضحك واجاب هامسا:
"شكرا لك ......لقيامك بالخطوة الاولى."
" ولم هذا الشكر"
" لولا بوحك بحبك لي لما تجرأت وبحت لك بدري عن حقيقة شعوري تجاهك.الحب هو الذي كان السبب الرئيسي لاقدامي على الزواج منك...وقعت في الفخ بالرغم مني"
" هل هذا صحيح ومتى كان ذلك؟"
" امن الضروري اعودة للماضي؟"
" نعم من الضروري جدا خاصة انك بارع في اعطاء صوره مخالفة عنك. لم اكن اتصور ابدا انك تميل الي!"
" شعرت بميل نحوك من اللحظة الاولى التي شاهدتك فيها في مكتبي. لكني رفضت مصارحة نفسي ولهذا السبب كنت اتجنبك لئلا يخونني قلبي وابوح بحبي...في اي حال انك تضاهينني مقدرة في كتمان عواطفك!"
" صحيح اعتقدت انك تميل الى ساره لكنك تتردد في طلب يدها كونها لا تتفق مع جوني."
" وانا كنت اخشى وجود ساندي الى جانبك فعندما شهدت ذلك المساء القبلة التي بادلك اياها قررت على الفور مفاتحتك بموضوع الزواج مهما كلفني الامر فوجدت نفسي استعمل جوني وسيلة لاقناعك...ابوح اليك هذا الامر بكل تواضع"
حافظت ليزا على الصمت لتغرق في دفئ كلامه فكم انتظرت سماع ما يقوله وكم هو يعرفها حقيقة. وحده استطاع الوصول اليها ووحده فهم معالم شخصيتها وتعلقها المستميت باستقلاليتها في الحياة المشتركه ووحده نجح في ترويض قلبها المتعطش دائما لتحقبق الذات فقالت بصوت كله ثقه:

ماري-أنطوانيت
02-06-2007, 15:23
" ظننت انني كشفت حقيقة امرك عندما قدمت لي باقة البنفسج لكن عودتك من ايرلندا بدلت ظنوني واعادت الي الشكوك من جديد فعدت الى تفكيري السابق وهو انك لا تميل الي انما اقدمت على هذا الزواج فقط لحاجتك لمن يعتني بجوني."
" كيف لا اميل اليك واصبت بخيبة امل كبيره لدى عودتي من ايرلندا عندما وجتك تنامين في غرفة الضيوف؟"
" اخترت غرفة الضيوف لانك لم تهتم لهذا الامر على الاطلاق واحب ان اسرد عليك مسلسل تصرفاتك الامباليه فأنت اليوم مثلا امضيت طوال الوقت بصحبة سارة على المركب حتى انك كنت تلومني بمحاولتي انقاذ جوني!"
" ها انك تخطئين للمرة الثانية في تقديرك لبعض الامور فأنا لم اوجه اليك اللوم لمحاولتك انقاذ جوني انما لتسرعك في التصرف فأنت تعرضين نفسك للغرق ونحن نقدم على شهر العسل واحب ان الفت انتباهك لتمضيتك معظم الوقت الى جانب جورج ابن عم ساره فلقد كان مفتونا بك!"
" وهل ينتظرني فعلا شهر عسل؟"
عندئذ قام فرايزر وتوجه الى الباب وهو يحمل الصينية وقال بصوت لعوب :
""بكل تأكيد... لقد حضت كل شيئ قبل سفري الى ايرلندا يمكننا المباشرة غدا بشهر عسلنا يا حبيبتي هذا اذا سمحت لك صحتك بذلك ...الم اخبرك بأنني جهزت زورقا لهذه المناسبه؟"
" لا تتفائل بي فأنا اجهل الملاحة!"
" سوف تتعلمين بسرعة!"
"ماذا لو هبت علينا عاصفة ونحن في عرض البحر؟اخبرتني ساره انك في هذه الظروف لا تطيق صحبة النساء"
"يتوقف الامر على اي نوع من النساء سيكون الى جانبي"




*** تمت بحمد الله ***

lovely sky
02-06-2007, 15:24
مشكووووووووووووورة حبيبتي ماري
الف الف شكر
http://img72.imageshack.us/img72/4104/2330114th6.gifhttp://img72.imageshack.us/img72/4104/2330114th6.gifhttp://img72.imageshack.us/img72/4104/2330114th6.gifhttp://img72.imageshack.us/img72/4104/2330114th6.gifhttp://img72.imageshack.us/img72/4104/2330114th6.gifhttp://img72.imageshack.us/img72/4104/2330114th6.gifhttp://img72.imageshack.us/img72/4104/2330114th6.gif

يعطيكي الف الف عافيه يا رب على التعاون الرائع حبيبتي
http://img375.imageshack.us/img375/7584/23301261hx8.gifhttp://img375.imageshack.us/img375/7584/23301261hx8.gifhttp://img375.imageshack.us/img375/7584/23301261hx8.gifhttp://img375.imageshack.us/img375/7584/23301261hx8.gif

اشكرك جدا حبيبتي
http://img340.imageshack.us/img340/6059/361671wc7.gifhttp://img340.imageshack.us/img340/6059/361671wc7.gif

و نتمنى لكم جميعاً قضاء و قت ممتع
http://img375.imageshack.us/img375/6798/233361bt5.gif

http://img375.imageshack.us/img375/95/4ddp1k9zl3.gif

*لميس*
02-06-2007, 16:39
السلام عليكم
***********************


مشكورين الله يعطيكم العافيه


مجهود رائع وفريق أروع


::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::


*******************************
****************


بصراحه في المقطع اللي صحت فيه


(ليزا) من الغيبوبه ورأيت تصرف


(لامون) معها صار وجهي كذا


:mad: :mad: :mad:
(( يحمد ربه مو أنا بطلة القصه)):rolleyes: :rolleyes:


لكن توقعت يكون المشهد الأخير


والإعتراف أكثر شاعريه والواضح


أنه البطل هذا من جد باااارد


وياليت كانت الخاله( مود)معهم:نوم:


**********************************
**********


كانت قصه جميله ..... وننتظر المزيد:مرتبك: :مرتبك:






::محبتكم::



*لميس*

lovely sky
02-06-2007, 21:40
مشكورة حبية قلبي لميس
http://img341.imageshack.us/img341/7441/36139kf4.gifhttp://img341.imageshack.us/img341/7441/36139kf4.gifhttp://img341.imageshack.us/img341/7441/36139kf4.gif


[center]بصراحه في المقطع اللي صحت فيه


(ليزا) من الغيبوبه ورأيت تصرف


(لامون) معها صار وجهي كذا


:mad: :mad: :mad:


نفس اللي صار معي http://img341.imageshack.us/img341/1582/281121fh0.gifhttp://img341.imageshack.us/img341/1582/281121fh0.gif


(( يحمد ربه مو أنا بطلة القصه)):rolleyes: :rolleyes: [/center

بعرف مصيره اذا كنتي البطلة
http://img452.imageshack.us/img452/9035/101621hf5.gifhttp://img452.imageshack.us/img452/9035/101621hf5.gifhttp://img452.imageshack.us/img452/9035/101621hf5.gif
http://img452.imageshack.us/img452/804/1091321qb5.gifhttp://img452.imageshack.us/img452/804/1091321qb5.gifhttp://img452.imageshack.us/img452/804/1091321qb5.gif




لكن توقعت يكون المشهد الأخير


والإعتراف أكثر شاعريه والواضح


أنه البطل هذا من جد باااارد


وياليت كانت الخاله( مود)معهم:نوم:


**********************************
**********



http://img452.imageshack.us/img452/8373/28221jc2.gifhttp://img452.imageshack.us/img452/8373/28221jc2.gif




كانت قصه جميله ..... وننتظر المزيد:مرتبك: :مرتبك:


مشكورة حبيبة قلبي
تعرفي ايش الشئ الاحلى من الرواية ؟
ردودك و تفاعلك مع المشروع ...
http://img385.imageshack.us/img385/8105/363101jy4.gifhttp://img385.imageshack.us/img385/8105/363101jy4.gif

مشكورة حبيبتي على مرورك المتميز جدا دائما
http://img386.imageshack.us/img386/3721/kifeesmile2016pa1.gifhttp://img386.imageshack.us/img386/3721/kifeesmile2016pa1.gifhttp://img386.imageshack.us/img386/3721/kifeesmile2016pa1.gif

وان شاء الله اختنا الحبيبة وردة قايين راح تختار لنا رواية من اختيارها كفاصل بين انقذني الغرق و الرواية الحاصلة على المركز الثاني بالتصويت " حزن في الذاكرة "
http://img507.imageshack.us/img507/5085/119101zy7.gifhttp://img507.imageshack.us/img507/5085/119101zy7.gif

انتظرونا مع الروايات الجديدة القادمة
http://img507.imageshack.us/img507/8881/3622261gq1.gifhttp://img507.imageshack.us/img507/8881/3622261gq1.gifhttp://img507.imageshack.us/img507/8881/3622261gq1.gif

http://img507.imageshack.us/img507/8566/001yi0.gif

serma
03-06-2007, 13:45
رد رااااائع لميس نفس اللى صار معى وانا بقرا القصه وبكتب الجزء ال8
كان نفسى اعمل فيه زى حبيبتى لافلى سكاى !!
هههههههههههههههههههه
نفسى اعرف هما باردين كده ليه....؟؟؟؟؟:confused: :confused:
:cool: :cool: :cool: :cool: :cool:

يعنى لازم احنا نبقى زى النار....:mad: :mad: :mad:
وهم زى الثلج:
olleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes:
يلا ...هنعمل ايه ...امرنا الى اللـــــــــــــــــــــــه حاجه تفرس!!!!!!!!

واحنا بانتظار وردة قايين

*لميس*
03-06-2007, 14:10
نفسى اعرف هما باردين كده ليه....؟؟؟؟؟:confused: :confused:
:cool: :cool: :cool: :cool: :cool:



لا هم مو باردين لكن يتظاهرون:cool: :cool:


وهذا الشيء اللي يقهر لأنه تعذيب لنا
:mad: :mad: :mad:


********************************



يعنى لازم احنا نبقى زى النار....:mad: :mad: :mad:


وهم زى الثلج:
olleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes:




لازم حتى تكون معادله متكامله وفي الأخير


لولا أننا ((زي النار)) ماعرفنا نهايه


للقصص!!!


:rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes:
:D :D


**********************************

ورده قايين
03-06-2007, 19:19
والآن اخترت لكم رواية " الثأر " لآن هامبسون العدد 28

اتمنى ان تعجبكم خاصة ان البطل يوناني واحداثها مشوقة

وراح انزل اليوم 3 اجزاء وان شاء الله غدا تكون جاهزة 00

قراءة ممتعة 00

ورده قايين
03-06-2007, 19:23
- آن هامبسون - 28-


1-خنجر في كريت

جلست توني فريمان الى طاولتها المعتادة في ملهى تافيرنا تنظر الى الراقصين وتنتظر تقديم الغداء وفيما عدا اندرولا التي كانت تساعد والدها على ادارة المطعم ..كانت توني المرأة الوحيدة هناك.
وعادت الذاكرة بها الى الماضي ... وتذكرت صديقتها منذ عامين حين كانتا تقضيان عطلة في اليونان تقول: إنني أكره الجلوس في مثل هذه المقاهي ...ألمح على وجه كل رجل علامات الرجاء والرغبة!.
يومها ضحكت توني وهي تسمع صديقتها تضيف :إذا كان هؤلاء الرجال يودون فعلاً إمتاع عيونهم بجمال المرأة فلماذا لا يصطحبون زوجاتهم معهم؟
وبعد ذلك بعام واحد اشتاقت توني إلى زيارة اليونان مرة ثانية , وكانت قد تقدمت بطلب للحصول على وظيفة في كريت حيث يقيم عمها-الذي تزوج بفتاة يونانية بعد الحرب-واستقر هناك....وكان صاحب الفندق الذي تعمل فيه يحاول دائما إغوائها والخروج معها,الا انه من حسن حظها انها وجدت بعد فترة قصيرة في صاحب شركة سياحية رجلاً أقل ميلا الى الغزل...وكان هذا العمل الجديد فرصة مناسبة لتستغل اللغتين اللتين تعرفهما جيدا الأنكليزية واليونانية.
وقد ألفت توني الآن الرجال الذين يترددون على مقهى بافلوس والذين كانوا يشركونها دائما في مناقشاتهم بعدما سرتهم معرفتها بلغتهم.
وبمجرد ان ظهرت اندرولا تحمل غداء توني –جلس شاب كريتي الى مائدتها فردت عليه تحيته وهي تبتسم.
وقال ملاحظا:
السمك البربوني يبدو طيبا – أعتقد انني سأختار الغداء منه ..."
ووضع الشاب جريدته على المائدة وكانت تحمل عنوانا كبيرا لفت نظر توني ...وانطلق الشاب الكريتي يقول في لامبالاة:
"لقد شاهدت هذا الحادث..."
واتسعت عيناها في فزع وهي تقول:
"رأيته فعلا ...ياله من حادث مروّع"
"كان الحادث أخذا بالثأر – لقد دخل الرجل الى المقهى الذي كنت جالسا فيه وأغمد السكين في ظهر الشاب...وانتهى الأمر كله في ثوان.."
وارتعدت فرائص توني , كانت قد أصيبت بالذهول عندما سمعت لأول مرة بحادث ثأر , ودهشت كيف تستمر هذه العادة الوحشية في بلد كاليونان لكن هذه العادة بقيت فقط في ماني , وكريت...وبرغم ان القضاة المستشارين مصممون على قمعها الا انه يتعين عليهم ان يتصرفوا بحذر شديد عند معالجة مثل هذه العادة القديمة الراسخة , ومع ذلك فان هناك أحكاما تصدر الآن بينما جاء وقت كانت فيه عملية الأخذ بالثأر مقبولة وان القتلة يطلق سراحهم.
والتقطت عيناها بسرعة السطور التي تلت عنوان الصحيفة وقرأت : علم غلافكوس اخيرا انه منذ عشرين عاما كان جد الشاب قد قتل أحد أقاربه ...وعندئذ صمم غلافكوس على الأنتقام , لأنه حسب العادة لابد ان تسيل الدماء.
ودمدمت توني :
" إن ما يحدث ليس فيه شئ من المدنية يا سافاس , فلماذا تبقون على هذه العادة ؟"
وهز كتفيه قائلا:
"ان كثيرين منا لا يعتقدون ان ذلك صواب ...لكنه من سوء الحظ ان هناك ايضا من يؤمنون بأخذ الثأر ... وخاصة المسنين الذين لا يزالون يتمسكون بالتقاليد, ولذلك فإن هذه العادة ما زالت قوية في كثير من القرى"
"لا أصدق ان مثل هذه العادة لا يمكن رفضها فورا , ان اليونان برغم كل شئ هي البلد الذي يرتبط في ذهن المرء ببدايات المدنية الغربية ومع ذلك فإن هذه العادة بدائية تماما.
وصفق سافاس بيديه كما يفعل اليونانيين محاولا لفت نظر اندرولا , كانت تحاول اخذ طلبين مرة واحدة ومالت برأسها في حركة اعتذار لأنها جعلت سافاس ينتظر . وأضاف سافاس :
"من الواضح انها أثر من آثار الوثنية ...ربما كنا على قدر كبير من المدنية والثقافة , ولكن لا تنسي اننا كنا نعبد الأوثان.."
وقطبت توني جبينها وهي لا تزال غير قادرة على تقبل ان هناك رجلا يمكن ان ينظر الى القتل على اعتبار انه واجب . وتطلعت الى الراقصين الذين هم كانوا يؤدون رقصة الندوزاليس , وهي رقصة الحرب , كان يؤديها في الأصل العسكريون وأخذت ترقب الراقصين مبهورة .فلا شك ان هناك مناسبات تتكشف فيها وثنية اليونان القديمة.
وضحك سافاس من تعبيرات وجهها , وقال :
"مثل هذا الوجه الجميل ينبغي ألا يتجهم أبدا"
ولم تعبأ توني بهذا الإطراء , فلم تقابل أبدا يونانيا لا يتقن الغزل والمداهنة ,وقالت وهي تمسك بقطعة السمك في صحنها :
"أفكاري هي التي تجعلني مكتئبة ... ولو كنت قاضية هنا , لأصدرت أحكاما طويلة بالسجن , ان هذه هي الطريقة الوحيدة للقضاء على عادة الثأر الرهيبة.
"ولكن لماذا يحكم على شخص بعقوبة صارمة بالسجن عندما تكون أسرته هي التي أرسلته لتنفيذ القتل ؟ وعندما يكون هو على يقين انه ينفذ واجبه؟"
واعترفت توني في تردد بعد تفكير :
"افهم هذا الى حد ما لكنه واضح ان هذه العادة يجب ان يقضى عليها"
"سيمضي وقت طويل , ألا تعرفين ان هناك من يعتقد بضرورة تنفيذ الإنتقام حتى لو كان القتل قد حدث بدون عمد...."
ونظرت اليه في استنكار وهي تقول :
"لابد انهم متعصبون اذن!"
ورد سافاس :
"من يعتقد في مثل هذه العادة لابد ان يكون متعصبا "
كانت توني لا تزال تفكر فيما قاله سافاس وهي تغادر المقهى ولم تكن تدري انها ستكون بعد قليل متورطة في عادة الأخذ بالثأر البدائية في كريت... بعد ثلاثة أسابيع على ذلك , اقترب منها رجل – اثر اغلاقها المتجر الذي تعمل فيه واتجهت الى سيارتها – وطلب منها ان تنقله الى منزله وهي في طريق عودتها , كان يونانيا , وبعد ان استفسرت منه عن وجهته , ابتسمت له وفتح باب سيارتها , وبرغم انه كان عليها ان تخرج عن عادتها وافقت على إصطحابه معها لأنه كان رجلا مسنا جدا...
وسألها:
" هل تعملين في وكالة بثرو السياحية؟"
وابتسمت وهي تقول :
"نعم"
حتى في مدينة هيراكليون الكبيرة كان كل شخص يتدخل في شؤون غيره. وسألها:
"هل تعجبك هذه الجزيرة؟"
"تعجبني جدا في الواقع"
"حفيدي يعيش في رودوس, انها جزيرة جميلة ايضا , هل ذهبت الى هناك؟"
وهدأت توني سرعة سيارتها عند اشارة المرور , ثم عادت الى السرعة وسألت الكهل قائلة:
"كلا... ولكن هل تقيم في هيراكليون بصفة دائمة؟"
وأخذت تتطلع الى الرداء الوطني الذي يلبسه ,الشباب هنا لايرتدون أبدا هذا الزي هذه الأيام . المسنين من الرجال يعتبرونه اكثر راحة من البنطلون .
"انا اسكن في قرية بعيدة هنا بعيدة جدا, يمكن ان تقولي انها معزولة تماما عن المدينة"
"وهل تعجبك الإقامة في هيراكليون؟"
"اعتدت عليها الآن"
واستمر الحديث بينهما حول هذه الموضوعات العابر الى ان وصلا الى البيت الصغير المكعب الشكل .
"ألا تتناولين مشروبا منعشا معي؟"
هذا السؤال توقعته توني وقبلت الدعوة برغم العمل الكثير وكتابة الرسائل التي تنتظرها . لكن كرم الضيافة اليوناني الذي يتسم بالتلقائية والأخلاص لا يجب رفضه أبدا. فقالت:
"أشكرك جدا , هل وقفة السيارة مناسبة ؟"
"تقدمي بها مسافة أخرى الى الأمام ثم أطفئي أضوائها , وتقدمها وهما يصعدان السلم وفتح الباب وطلب اليها ان تدخل الى غرفة الجلوس حتى يفرغ من اعداد المشروبات وقالت توني وهي تتجول في الغرفة :
"انت تعيش بمفردك هنا؟"
"بمفردي تماما , توفيت زوجتي , وتزوج كل ابنائي"

ورده قايين
03-06-2007, 19:28
وجالت ببصرها ارجاء الغرفة , انه الأثاث الثقيل المعتاد , والتحف القديمة , والأيقونات المعلقة في الجدران , والتطريز على الكراسي ,ووقع نظرها على الجدار ورأت أثرا لشئ أزيل ثم انتقلت نظرتها الى المائدة والى الخنجر الموضوع هناك . كان منظره كريها برغم انه موضوع في غمده , وكان العبوس يبدو على وجهها عندما دخل الرجل المسن أخيرا وهو يحمل صينية ...وعندما مدت يده لتأخذ فنجانا صغيرا من القهوة التركية , أزاح جانبا وأعطاها الفنجان الآخر , وأوضح لها بسرعة:
"هذا الفنجان قليل السكر , والأنكليز لا يحبون السكر الكثير"
وتنبهت توني الى الموقف فجأة بعدما لاحظت نارا تتوهج في عيني الرجل , كان شيئا غريبا , لكنها لم تستشعر مثل هذا الخوف من قبل وهي في صحبة يوناني حتى ولو كان شابا, الا انها احست بالقلق مع هذا الرجل المسن . وان لم يكن شعورا بالخوف فهو على الأقل شعور لا يبعث على الراحة.
"ألا تجلسين ؟ أشربي قهوتك" واقترب منها , كان طويلا نحيلا وشفتاه مزمومتان , ورفع الفنجان الى شفتيها وقال :
"اشربي قهوتك"
لكنها اعادت الفنجان الى الصينية.
"لا أعتقد أنني سوف أبقى هنا"
قالت هذا بهدوء ونهضت واتجهت الى الباب .
وقال الرجل" انه موصد"
واستدارت ببطء ونظرت اليه , أصدقاء توني في بلدها يعرفون عنها انها لا تخشى شيئا , وتستطيع مواجهة أي موقف , فقد كانت تنحدر من سلالة عسكريين مقاتلين شجعان حصلوا على أوسمة , وكانت سمات هذه الشجاعة المتأصلة تبدو على كل قسمات وجهها الجميل . وانعكست على نظرتها الثابتة وعلى نبرات صوتها وهي تقول له:
"لا أعرف ما تنوي عمله , ولكنني أؤكد لك أنني أستطيع حماية نفسي . أفتح الباب من فضلك"
وسادت فترة من الصمت ثم قال الرجل برقة:
" سوف أقتلك .."
ثم رانت فترة صمت أخرى , وبصورة آلية إتجه نظر توني الى المائدة وقالت:
"عليك ان توضح ذلك , انك حتى لا تعرفني."
ولم يكن يبدو في نبرات توني الهادئة أي بادرة خوف , كان الرجل مسنا جدا, ولم يخطر في بالها أنه سيتغلب عليها بقوته.
وقال الرجل :
"أعتقد أنك أقمت في هذه الجزيرة أكثر من عام ؟"
كان الرجل يقف قريبا من المقعد حيث كانت تجلس قبل ان تهب واقفة ومتجهة الى الباب وبدأت يداه تتقلصان وتتحركان.
وقالت توني :
"هذا صحيح.."
" ولا بد انك سمعت عن الأخذ بالثأر إذن .."
" بكل تأكيد سمعت عنه ... ولكن هل يعنيني ذلك في شئ ؟ يبدو أنك ارتكبت خطأ ... لابد انك اخترت شخصا غير الذي تقصده ...."
"أسمك انطونيا فريمان.."
وردت في حيرة ودهشة ..
"نعم لكنك ..لا تعرفني ....وأنا واثقة جدا أنني لا أعرفك"
وأخذت تتفرس في ملامحه .
" كان شقيقك هنا يمضي عطلة منذ شهرين ....أليس كذلك؟"
وشحب وجهها قليلا , وتذكرت ما قاله سافاس لها .. ثم رفعت خصلات شعرها عن جبهتها المبتلة بالعرق . وقالت :
"نعم حضر ليزورني"
"لقد قتل شقيقتي العجوز المشلولة"
"كانت مجرد حادثة . ولم يكن قتلا متعمدا , وقد برأته محكمتكم هنا في دقائق"
"صحيح برأته المحكمة ولكنني لم أحكم أنا ببراءته , لقد كان يقود سيارته بإهمال . لأنني لا أستطيع الذهاب الى انكلترا لقتله , فيجب أن أقتلك أنت بدلا منه إنه واجبي طبقا لعادة الأخذ بالثأر . أن نسيل دم القاتل أو أحد أفراد عائلته ."
وهكذا واجهت توني أحد المتعصبين ممن تحدثت عنهم مع سافاس . كان واضحا أن عقلية الرجل متخلفة . وقالت توني بأسف حقيقي :
"أعترف أن حظ شقيقتك كان سيئا ....سيئا للغاية حقا , ولكن تذكر انها نزلت الى شارع مظلم تماما بدون إعطاء أي تحذير , ونظرا لأنها كانت ترتدي الملابس السوداء فإن شقيقي لم يرها ..."
"إننا نسير دائما في الشارع ... ونساؤنا دائما متشحات بالسواد ..خاصة المسنات منهن كما تعرفين "
"ولكن شقيقي لم يكن يعرف ذلك , وكيف له ان يعرف ؟ كان قد وصل منذ فترة قليلة .."

ورده قايين
03-06-2007, 19:35
واستطردت تقول في نبرات رقيقة :
"صدقني وبرغم تبرئته الا انه ما زال يشعر بالذنب , وفي كل رسائله لي ما زال يشعر بالأسف لأنه جاء الى الجزيرة. كما ان والدي ووالدتي لا يزالان يعانيان من اضطراب معنوي شديد بسبب الحادث "
ودمعت عيناها الخضراوان وهي تفكر في المأساة التي أصابت أسرتها بسبب تصرف السيدة العجوز المشلولة التي وقفت أمام سيارة شقيقها . كان أخوها وأبواها كما قالت توني لا يزالون يشعرون بالتعاسة أما توني فلم يمر عليها يوم بدون ان تتذكر فيه هذا الحادث المؤسف .
ورد الرجل :
" ولكنهم سيشعرون بأنزعاج أكثر لوفاة أبنتهم فسوف تموتين بالسكين"
وألقت توني نظرة على فنجان القهوة الموضوع على الصينية , وبادرها بقوله :
"كنت أفضل أن أجعلك تغيبين عن وعيك لأنك أمرأة , لكن ذلك لا يهم الآن , فلن تتألمي لفترة طويلة . لقد قتلت كثيرا من المواشي , ولم أدعها تعاني فترة أطول مما يجب "
ولمعت عينا الرجل بالشر المتوقع وقال :
"هل تخافين ؟ قلت لك أنك لن تتألمي طويلا "
وانتزع الرجل الخنجر عن فوق المائدة , وكان يحاول أن يخرجه من غمده عندما قررت هي أن تتصرف , وكادت ان تتفوق عليه بقوتها ولكنه استعاد توازنه وكانت الثواني التي اعقبت ذلك كفيلة بأن تجعل توني تعترف بأن مظهره يخدع من يراه فقد يكون جسده هرما وعقله مختلا لكن عضلاته ما زالت قوية .....
ونظرا لأن توني تدرك تماما مدى رسوخ هذه العادة السادية توقعت ألا يتراجع الرجل .
" ورده قايين "
برغم انها كانت تعلم تماما انها تواجه الموت ...الا انها احست بالدهشة عندما استطاعت في النهاية ان تسيطر على قوة الرجل بعد صراع كبير .
ومن خلال الموقف الذي عاشته مع هذا الصراع ...صراع البطل الذي يواجه أمرا لا يمكن تجنبه – استرجعت في مخيلتها كل ذكرياتها مع افراد اسرتها , وتصورت رد كل واحد منهم على حدة عندما يعلم نبأ موتها . شقيقها هيو سوف يعاني من الشعور بالذنب طوال حياته فهو المسؤول عما حدث لها بصورة غير مباشرة ...وأمها ....لن تفيق من الصدمة , وأخذت توني تفكر وهي مرهقة كيف توسلت اليها امها لئلا تسافر الى الخارج وخاصة الى الشرق , لقد حذرتها من الأخطار الكبيرة هناك , ولكن توني ضحكت وقالت لها :
"ما هذا السخف يا امي ... " وهناك بام شقيقة توني الأرملة وأطفالها . يالهم من شياطين .. ولكن توني تحبهم كثيرا ..ديفيد في التاسعة وروبي في الثامنة ولوسي في السابعة وقد فقدوا أباهم منذ أكثر من عامين , وأخيرا كان هناك والد توني الذي تحبه كثيرا , كانت رسالته الأخيرة تثير الآسى .....أخبرها ان تجارته الرابحة تواجه الإفلاس بعد فتح المتجر الكبير الذي يبيع كل شئ على الناحية المقابلة من الشارع . كان الحل الوحيد لخلاصه من هذه الأزمة هو الشراء بكميات ضخمة وهذا يحتاج الى رأس مال لا يقل عن خمسة الاف جنيه .
الا ان تتابع ذكرياتها عن افراد اسرتها توقف فجأة عندما تمكن الرجل من إخراج الخنجر من غمده وإشهاره في وجهها ... وتمكنت توني وهي تقبض بقوة على رسغ يده من إبعاده عن قلبها , لكن قوتها تداعت بسرعة وانتابتها مشاعر اليأس بعدما احست انها لن تستطيع التغلب على رجل مشحون بالنزعة الى القتل.
وشعرت بدوار وكادت تسقط مغشيا عليها .
وفجأ’ سمعت أصواتا على الجانب الآخر من الباب , واستطاعت في محاولة يائسة أخيرة ان تدفع الرجل بقوة الى الخلف فسقط على الأريكة .
"أبي .....أبي....افتح الباب ودعنا ندخل"
كانت هذه الكلمات باليونانية ولكن توني فهمتها بالطبع .
ثم سمعت صوتا يقول بالأنكليزية هذه المرة وفي نبرة قوية آمرة :
"جدي....أفتح الباب."
ولم ينتظر المتحدث , وانفتح الباب بقوة محدثا صوتا مفزعا بعدما دفعه بقطعة من الخشب وتم انتزاع الخنجر من الرجل العجوز , الا ان احدا من الوافدين الجدد لم يلحظ توني التي ارتمت على أقرب كرسي لا تستطيع حراكا.
"الحمدلله وصلنا في الوقت المناسب"
وانفجرت المرأة باكية وهي تحتضن بذراعيها والدها الكهل " الحمدلله أننا حضرنا في الوقت المناسب "
" لن نسمح لك بأ تعرض نفسك لمشاكل أخرى"
واهتز رأس توني في عصبية ...كان كل اهتمام المرأة منصبا على والدها , ولم تكن تهتم إطلاقا لهدفه ...لضحيته.
وقال الرجل الكهل وهو يتخلص من ذراعي ابنته:
"داروس....كيف جئت الى هنا ....ولماذا تتدخلين؟"
كان صوت الرجل هائجا ومرتعشا , وايقنت توني أكثر من أي وقت مضى أنه مختل عقليا , ترى هل يعرف أقرباؤه ذلك , لاشك يعرفون ...
"أبلغتني والدتي بما تعتزمه .... وحضرت على الفور ...ولكن أحدا منا لم يكن يدرك ما يحدث حتى تقابلنا مع لويس في الخارج وعرفنا منه ان السيارة الواقفة لا بد انها للفتاة التي تنوي قتلها "
وقال الرجل في حنق:
"لويس..."
"عرف انك اكتشفت مكان عمل الشقيقة ..... وكان هناك همس بأنك تنوي الأنتقام , لذلك إتصل فورا بأمي .."
"لويس ....صديقي الذي اثق فيه!"
"انه يهتم بمصلحتك جدا مثلنا , أراد ان يبعدك عن المشاكل "
كان الصوت واضحا مقتضبا ولكنه يتسم بالصرامة . كان الشاب يبدو وكأنه يتحدث الى طفل متمرد واستطرد قائلا:
"كما تقول والدتي لن نتركك تعرض نفسك للخطر , كانت وفاة عمتي بدون عمد نتيجة لحادثة , ويجب ان تنسى كل شئ عن الأنتقام "
كان الحديث باليونانية , وعرفت توني انهم يسلمون تماما بأنها لا تفهم لغتهم .
"لم يكن من حقك ان تبلغي داروس ...."
ولم يكن الرجل العجوز ينصت الى حديث حفيده , كان صوته يرتعش في تصميم وهويضيف .
"لا بد ان اقتل الفتاة , اغتال شقيقها شقيقتي . ويجب ان تسيل الدماء"
ورد داروس في نبرة هادئة متسامحة .
"لم يكن الموت اغتيالا , نزلت عمتي بالصدفة الى الطريق . ولم يكن امام الشاب فرصة لانقاذها "
وعند سماع هذا رفعت توني رأسها وتفرست في ملامح الشاب القاتمة . كان التحفظ والكبرياء الواضحة تشير الى انه انكليزي , لا شك في هذا . ولكن نحوله الشديد والخطوط القاسية على وجهه التي تعطي انطباعا بأنه قد من حجر .... كل هذا يشير الى الصلابة والغطرسة والتزمت مما لا يتسم به الا من ينحدر من سلالة يونانية وتصورت توني ان اباه انكليزي . وظلت جالسة في مقعدها والجميع يتجاهلون وجودها .
وأعاد داروس الخنجر الى غمده , وقال الرجل الكهل :
" لا أهتم بالتفاصيل ما تسمونه حادثة , هناك شئ بداخلي يقول يجب ان اقتل هذه الفتاة "
كانت عيناه أشبه بجمرتين متوهجتين وكان تسلط فكرة القتل عليه يدفعه الى حافة الجنون .
وسأله داروس :
"هل تدرك انه سيزج بك في السجن ؟"
وردت امه :
"كلا يا داروس ..... لا تقل ذلك..... ان هذا هو السبب في وجودنا هنا الآن ...لكي نمنع والدي من مواجهة المشاكل مع البوليس "
وقال ابوها وهو يتجاهل كل ذلك :
"سوف يكون حكما مخففا ...شهران سجن على الأكثر"
ورد حفيده بصوت اختفى منه الصبر والرقة:
"لا تكن سخيفا , الأغتيال أخذا بالثأر وما تنوي عمله لا يمكن التساهل إزاءهما. أصبحت أحكام السجن أكثر قسوة , ويمكن ان تموت في السجن "
"انك لا تستطيع ان تخيفني , القتل من اجل الأنتقام لا يعتبر جريمة "
ولأول مرة منذ ظهور الآخرين –نظر الرجل الكهل الى توني وقال:
"سوف اقتلها ....أقسمت ان افعل ذلك , وسوف انفذ ما تعهدت به "
وشعرت توني برجفة , كان الرجل شيطانا , وانتقلت نظرتها الى حفيده , لم يكن يشبهه في شئ الا طول القامة , كان الرجل المسن فلاحا . عاش في قرية حيث يؤمن الناس بالثأر .
أما داروس الحفيد فكان على العكس شابا متعلما مثقفا ووالدته ايضا كانت مختلفة جدا هي الآخرى عن والدها . كان واضحا ان الحظ أسعدها فتركت قريتها وتزوجت رجلا انكليزيا .
ونظر داروس الى توني , وفكرت ... قد يكون هو ايضا بلا رحمة , ان وجهه لايحمل أي تعبير عن الأهتمام بالتجربة الصعبة التي مرت بها وكما فعلت امه كان اهتمامه الأول منصبا على الرجل الكهل ومشكلة إبعاده عن السجن , وتحدثت توني في نهاية الأمر وقالت بنبرة حادة :
"أشكركما جدا لانقاذي من هذا الرجل المجنون"
ونظر داروس اليها في شئ من الغطرسة وقال ببرود:
"ربما تريدين مغادرة المكان , ان لك الحرية في ذلك عندما ترغبين "
وذهلت توني وحدثت نفسها قائلة بدون اعتذار وبدون كلمة عطف واحدة على ما عانت منه . يالها من اسرة مضيفة.
وردت عليه قائلة :
"أشكرك سأكون أكثر من سعيدة عندما أجد نفسي في الخارج ,في الهواء الطلق "
لكنها بعدما نهضت واقفة – جلست فجأة على الفور مرة أخرى كانت ساقاها لا تقويان على حملها , وأبدى داروس ووالدته الدهشة إزاء هذا التصرف.
ولكن احدا منهما لم يستفسر عن السبب الذي جعلها تغير رأيها .
" ورده قايين "
وصرخ الرجل الكهل وهو ينظر الى حفيده في غضب :
"إنني اعتزم قتلها , ولن استريح حتى اقوم بواجبي "
"أبي ....يجب ألا تفعل ذلك ....أرجو ان تهدأ وحاول ان تتعقل . أوضح لك داروس يا عزيزي ان موت شقيقتك لا علاقة له بأخذ الثأر"
"ان احدا منكما لا يستطيع منعي من ذلك , أضعتما وقتكما بالحضور الى هنا "
وأمعنت توني النظر في وجهه مرة أخرى . وشعرت بشئ من التقزز رغما عنها عندما أحست بالتصميم باديا عليه . وكان داروس قلقا ايضا , وفجأة قال :
"آنسة فريمان , اسم شقيقك فريمان , اذكر ذلك . آنسة فريمان , يجب ان تغادري كريت فورا"
وصعقت توني لهذه الأوامر الجافة , وحدقت فيه واستمر داروس في حديثه :
"انك لاتفهمين اليونانية , والا لكنت قدرت خطورة الموقف , أصيب جدي باضطراب شديد بسبب وفاة شقيقته , ومن الواضح انه لن يتساهل ابدا إزاء هذه المسألة , ولذلك من الملح جدا ان تتركي هذه الجزيرة في الحال "
وردت توني وهي في حالة اهتياج شديد , متجاهلة ملاحظته عن عدم فهمها لليونانية :
"أخشى الا يكون ذلك ممكنا , لقد جددت اخيرا تصريح عملي هنا , ووقعت عقدا جديدا لمدة ستة أشهر مع صاحب العمل "
"من هو صاحب العمل ؟"
وعندما أبلغته قال :
"اتركي كل شئ لي .... وسوف أحصل على إستغناء منه في الصباح ويمكنك مغادرة الجزيرة مساء اليوم ...لا أعرف إن كانت هناك طائرة أم لا , ولكن هناك الكثير من القوارب العابرة الى البر "
وكاد الحنق ان يخنقها عندما رفعت رأسها ونظرت اليه قائلة بالغطرسة التي بدت على وجهه :
"هل تتوقع مني فعلا ان اترك وظيفتي , وان اغادر الجزيرة خلال ساعات ؟"
ورد عليها قائلا وقد نفد صبره :
"لو انك فهمت ما قاله جدي لما ترددت في ذلك , من اجل سلامتك انت انسة فريمان – يجب ان تغادري كريت "
وقالت في هدوء :
" من اجل سلامتي يجب ان اتوجه الى الشرطة"
وساد المكان سكون مطبق عقب هذا التهديد , وهو تهديد لم تكن توني لتعلنه في مثل هذه الظروف بالذات لو ان داروس ووالدته كانا اقل انانية واكثر ميلا للإعتذار .

ورده قايين
03-06-2007, 19:38
وأخيرا قال داروس في حزم :
" نصيحتي لك هي ان تغادري الجزيرة "
"لا يناسبني أبدا ان اترك الجزيرة , ان اتخلى عن وظيفتي واهرب بسبب تهديدات هذا الرجل "
"هل ترفضين ذلك تماما ؟"
" بكل تأكيد ارفض .... ويجب ان يسجن هذا الرجل "
ولم تكن توني تقصد ما قالته لأن الرجل كان مسنا جدا ولن يعيش طويلا , بالأضافة الى ذلك- برغم ان الأخذ بالثأر يعتبر في نظر الغرب تصرفا وحشيا , كما يعتبر القتل عملا لا مبرر له – الا انه في نظر الآخرين هنا يعتبر طريقة مقبولة للحياة وهو عادة ثابتة منذ فترة طويلة وربما يرجع تاريخها الى تقاليد الزواج الغريبة التي كانت قائمة في القرى النائية المتخلفة ....إن هذا الرجل يؤمن بقوة بالأخذ بالثار, الا انه من الواضح ان عقله متأثر بوفاة شقيقته , ولذلك فأنه يؤمن تماما ان واجبه يحتم عليه تنفيذ الإنتقام ...
وتدخلت المرأة قائلة في يأس :
"انسة فريمان ...هل تغادرين الجزيرة إذا دفعنا لك تعويضا ؟"
"كلا!"
قالتها رغم انها بدأت تقتنع قليلا بضرورة مغادرتها الجزيرة , الا انها لم تستطع مقاومة رغبتها في إثارة قلق هؤلاء الناس لمجرد معاقبتهم على تصرفاتهم الجافة إزاءها , واستطردت تقول :
" سأكون آمنة تماما هنا عندما أتوجه الى الشرطة "
والتقت عينا الأم والأبن في نظرة سريعة , وكان الرجل الكهل يستند الى المائدة , شاحب الوجه وأنفاسه متقطعة , ومع ذلك كان قادرا على ان يقول بالأنكليزية :
" الشرطة لا تستطيع حراستك طوال الوقت , وسوف أتربص بك دائما . هذا ما يحدث عادة في القرية عندما يعتزم شخص قتل آخر , إنه يختيئ في منعطف , او بين الأشجار وعندما تأتيه الفرصة يوجه ضربته "
ونظر داروس في ضيق الى جده وقال :
"دعك من هذا السخف , الأخذ بالثأر عمل غير متحضر "
"ربما كان ذلك صحيحا في رأيك يا داروس , ولكنني لست من جيلك انني اتبع العادة كما اعرفها , وكما تتصل بإحساس الواجب "
وبرغم ان صوته بدأ يهدأ لكنه كان يعبّر عن تصميمه على تنفيذ ما يعتقد بشدة.
وظهرت علامات العبوس على وجه داروس , وبدأت والدته متوترة جدا وهي تقول:
"انه يعني ما يقول .... يا داروس .. ما الذي تستطيع فعله..؟"
واستدارت الى توني دون ان تنتظر ردا منه وقالت لها :
"انسة فريمان , ارجو ان تحددي الثمن الذي تريدينه وسوف ندفعه ...أي ثمن.."
وأحست توني بالمتعة عندما رأت الحفيد ووالدته يعانيان من حالة قلق شديدة ومع ذلك قررت ان تعيد الهدوء الى المرأة فقالت :
"سأعود الى انكلترا ... وعليكم ان تدفعوا ...."
وسكتت عندما رأت داروس يهز رأسه بشدة وقد بدا بريق العناد الشديد في عينيه وقال مقاطعا :
"لن ندفع شيئا ... لن نسمح لأنفسنا بأن نستغل بسبب هذه العقيدة الغبية التي يتمسك بها جدي , ولم يكن ينبغي لوالدتي ان تعرض عليك نقودا"
ولم تعد توني مستعدة للتنازل عن أي شئ , ومرة اخرى هددت بالذهاب الى الشرطة وقالت في حدة :
"لم يعد امامنا الا الشرطة ..... او النقود....."
وقال لها في احتقار شديد :
" انت تستغلين الموقف عن عمد "
وتدخلت الأم وقالت باليونانية :
"داروس ... لا تجادل الفتاة , اعطها ما تريده"
"لن استسلم للأبتزاز , جدي ماذا بك ؟"
كان الرجل الكهل يضع يده على رأسه وبدا عليه الأرهاق نفسه الذي بدا على توني نتيجة الصراع بينهما . وقال الرجل وهو يغادر الغرفة :
"انا ذاهب لأستريح ..."
ثم قالت الوالدة :
"ادفع للفتاة يا داروس , ولننته من هذه المسألة تماما "
"لن اسمح لأي امرأة ان تطالبني بشئ , كنت غير حكيمة عندما ذكرت النقود"
"ولكن جدك يا داروس يعني ما يقول "
أومأ ابنها برأسه آليا وبدا عابسا وهو يفكر
"لا بد ان تكون هناك وسيلة لأنقاذه من نفسه "
"ليس امامك الا ان توافق على ان تدفع للفتاة "
ورد في ضيق قائلا :
"ذلك ضد مبادئي ولا بد ان تكون هناك طريقة اخرى "
ثم نظر الى توني وقال بحدة :
"يجب ان ترحلي ...."
"ولكنني لست راحلة ...."
وتنهد في حنق وهو يقول لوالدته :
"من الواضح انها لاتريد التعاون بدون ان ندفع لها "
"عليك ان تتجاوز عن مبادئك "
وضاقت عيناه الداكنتان وقال مستنكرا :
"وهل تتوقعين ان اخضع لمطالبها !؟"
كان صوته جادا وهز رأسه وهو يتكلم , ولكن عندما رمقته توني بنظرة جانبية لاحظت توتر وجهه , كان يحدق في الفضاء ويعبس من أفكاره واستمرت توني تراقبه وتساءلت .. ترى ماهي السمات التي ورثها عن جده الكهل المتعطش لدماء ؟ إنه لم يرث شهوة القتل , لكن قسوته كانت واضحة . وبعد ان ظل فترة مستغرقا في التفكير قال أخيرا في صوت مكبوت :
"كم تريدين آنسة فريمان؟"
وتنهدت أمه في ارتياح كأنها ازاحت عن صدرها عبئا ثقيلا .
وأوشكت توني ان ترد عليه قائلة انها لاتريد سوى أجرة سفرها فقط ولكن شيطانا تقمصها فجأة فرفعت رأسها وأجابت في تحد :
"لا أريد شيئا ....انا ذاهبة الى الشرطة .."
ونظر داروس في عبوس اليها :
"ولكنك كنت تنوين طلب المال "
" غيرت رايي ..فما الذي يدعوني الى التخلي عن وظيفتي ؟
وضاقت عيناه على نحو خطير , وتساءلت ترى ما الذي يريد ان يفعله . وقال :
" وهل هذا هو رأيك الأخير ؟ هل انت مصممة على التوجه الى الشرطة؟
وترددت توني بعض الشئ وساءلت نفسها : ما الذي يجعلها تتمادى الى هذا الحد ؟ وكيف تستطيع الآن ان تتراجع ؟
وعندما لمحت ومضة الأمل على وجهه بسبب تأخرها في الرد قالت بسرعة :
"انني مصممة تماما "
قالت ذلك وهي تفكر هؤلاء السفلة , ماذا يتصورونها ؟ ان رأي رجل مثل داروس لا يمكن ان يؤثر عليها إطلاقا .
وانفجرت الأم باكية وهي تقول :
"يا عزيزي انها غلطتك . انت عقدت الأمور كانت مستعدة لمناقشة الدفع . ليس هناك الآن شئ نستطيع فعله "
وصمتت فجأة عندما دخل والدها الغرفة . كانت عيناه تحدقان في تهديد . وقال :
"فكرت الآن في شئ . ان ذلك القاتل له عم يعيش في جزيرة كريت . اكتشفت ذلك وانا اقوم بتحرياتي عنها ! وهكذا فانها اذا توجهت الى انكلترا سوف اقتل عمها ....."
واستدار الى داروس وهو يضحك واستطرد قائلا :
" نعم سوف اقتله , او اقتل احد ابنائه , لديه ابنة جميلة جدا هذا هو ما سمعته "
وانحنى وهو ينظر ساخرا الى توني قائلا :
" هذا صحيح أليس كذلك ؟ ان ابنته الصغرى جميلة جدا !"
وقالت توني وقد بدأ قلبها يخفق بشدة :
" لا تستطيع ان تزج عمي في مثل هذه المسألة "
لكن الرجل المسن اختفى من الغرفة , وعندما صمتت توني كان الصوت الوحيد الظاهر في الغرفة هو صوت بكاء والدة داروس .
واستغرق كل من داروس وتوني في التفكير وتساءلت توني ما الذي يمكن ان تفعله الآن ؟
كانت نيتها في بادئ الأمر ان تتعاون معهم , وان تعود الى بلدها , ولكن هذا التطور الجديد عقّد الموقف بصورة خطيرة . فلو بقيت هنا تتعرض حياتها للخطر , واذا رحلت من الممكن ان يتعرض عمها او احد افراد اسرته للموت .
" ورده قايين "
وكانت المرأة هي التي استأنفت الحديث أولا بعد ان رفعت رأسها وتطلعت الى داروس وتوني .....ثم وجهت كلامها الى ابنها :
" هل تعتقد انها يمكن ان تتزوجك ؟"
"ماذا ؟
لم تكن كلمة الأستغراب هذه صادرة من توني كما هو متوقع . بل انطلقت من داروس الذي بدا كأنه فقد عقله وحدق في وجه والدته وقد ارتسمت عليه علامات الجنون كجده . ونهضت توني لكنها استطاعت ان تسيطر على دهشتها في حين ان داروس كشف عن مشاعره.
واستطردت الأم قائلة بسرعة :
"كما تعرف , انه من المحظور الثأر من الأقرباء .. واذا تزوجتها فسوف ترتبط بصلات القرابة وبالتالي لا يستطيع جدك ان يمس احدا . لن يستطيع ذلك طبقا لقوانين القرية التي ينصاع اليها تماما . انا اعرف انك مستنكر ذلك يا داروس ولكن الا تستحمل الزواج منها ؟
وظل داروس على ذهوله لا يستطيع إلا ان يحملق في وجه امه . كان واضحا انه يتصور انها فقدت عقلها .
اما توني فكان يبدو عليها انها فهمت شيئا ولكنها استطاعت مرة اخرى ان تتماسك بدون ان تبدو عليها علامات الدهشة . ولكنها كانت تحس بالحنق من جرأة هذه المرأة .
توني لم تقابل ابدا اسرة على هذا النحو منذ وصلت الى اليونان . في بداية الأمر كاد احد افراد الأسرة ان يقتلها . وبعد وصول المرأة وابنها المتغطرس لم يحاول أي منهما ان يسألها عن حالتها او يقول شيئا يهدئ اعصابها . ليس هذا فقط بل امروها بمغادرة الجزيرة واتهمت بالأبتزاز ولم يبق الآن الاّ ان تتزوج هذا الشاب الذي لا يطاق – اذا ما وافق على اقتراح امه – في سبيل انقاذ الرجل المسن المجنون من نفسه . لم يحدث في حياتها ان احست برغبة عارمة في الأنتقام قبل الآن .
ورد داروس في ذهول :
"أتزوجها ؟ هل جننت ؟"
وأمام هذا الأحتقار والأشمئزاز واما بلادته لأنه يفترض انها تجهل ما يدور حولها , نفد صبر توني وكادت تنفجر ساخطة .... الا ان الأم كانت اسرع منها في الرد على داروس :
"انه الحل الوحيد ..... وربما بالطبع لا تقبل الزواج منك لمجرد انقاذ عمها . ولكنني اعتقد انها لو عرفت ما لديك من ثروة ؟"
"هذه الفكرة غير واردة اطلاقا . لاشك انك فقدت عقلك وانت تقترحين ذلك "
وبحركة صغيرة تدل على اليأس ابتعدت المرأة عن ابنها ورأت توني الذعر والخوف في عينيها . كانت تحب اباها بالتأكيد ولا شك ان دخوله السجن سيحطم قلبها . وعادت المرأة تلح مرة اخرى وتقول :
"انك لو تزوجتها سيكون الأمر مؤقتا . فمن الواضح انك لا تريدها بهذه الطريقة , وهكذا فإنه فور حدوث أي شئ لجدك تقوم بطردها وإلغاء الزواج . لم اكن اطلب منك ان تتزوجها لو كان هذا الزواج سيؤثر عليك طوال حياتك , ولكن الأمر لن يطول "
ولم يعقب داروس بكلمة على ما قالته الأم التي استطردت :
"هناك ايضا مشكلة العار .... هل فكرت في ذلك ..ان الأخذ بالثأر يعتبر اجراء غير مشروع في نظر المثقفين اليونانيين , وانت رجل مرموق بين رفاقك , الا تفكر في اقتراحي من اجل مصلحتنا جميعا . هناك ايضا شقيقاتك .... تذكر هذا "
وكادت توني تنفجر غيضا عندما استمعت الى هذا الحديث . انها تقول له فكر في الأقتراح ... وكأن هذا الأبن ليس عليه الا ان يرفع اصبعه فتهرع توني اليه ....أية تضحية !!
ورد الأبن قائلا :
" هذه المسألة ليست موضع تفكير بتاتا "
"جوليا في الجامعة ومارغريتا ...لزوجها مكانته .... انه رئيس القرية وينبغي عليك الا تجعلهم يعانون من هذه الفضيحة "
وبدت عظام أصابع توني تتقلص وشعرت انها ستنفجر بالتأكيد اذا لم تغادر هذا البيت فورا . ومع ذلك لم تحاول الأنصراف . كان فضولها كبيرا وهي ترقب كيف يعالجان المشكلة ...وقال داروس :
"هذا مستحيل .... تعرفين رأيي في المرأة الأنكليزية "
واشتعل غضب توني وهي تسمع داروس يقول :
" الفتيات الأنكليزيات لا يتمتعن بالجاذبية ومغرورات . انهن كالمرتزقة الباحثات عن الذهب . يوقعن ضحاياهن في الشباك تحت ستار عجزهن وضعفهن , ولكنهن فيما بعد يفرضن قوة تحررهن على ازواجهن .... واخيرا يتحولن الى شخصيات ضعيفة مجردة حتى من احترام النفس .... كلا اشكرك .. , عندما يحين زواجي سأختار يونانية تعرف حدودها كأمرأة!"

ورده قايين
03-06-2007, 19:39
" اتفهم كراهيتك يا داروس , ولكن كما قلت لك , هذا هو الحل الوحيد , انا انبذ تلك الفكرة تماما , ولكن التضحية من جانبك يمكن ان تنقذ جدك من السجن , ولأنه اذا دخل السجن ربما يموت هناك , انا متأكدة ان العقوبة لن تكون مخففة رغم كبر سنه .."
وشعرت توني انه يواجه صراعا شديدا , كانت النظرات التي رمقها بها لا تقل عداء عن النظرات التي تلقتها من جده .
كان داروس يحدث صريرا بأسنانه وهو يفكر فيما قالته والدته . ان هذه الفتاة غارقة في صلف المرأة الأنكليزية وربما لا تفكر في الزواج حتى من اجل الأموال , وصرح برأيه هذا لوالدته فشهقت المرأة وفعلت توني الشئ نفسه ولكن في صمت . كان وجهها يبدو عليه الغضب وعدم التصديق .
واخذ داروس يقلب الأمر بينه وبين نفسه , انه مجرد ترتيب مؤقت . جدي يمكنه ان يموت خلال أسابيع , فهو يزيد عن الثمانين .
وانبرت الأم فقالت في حماس بدون ان تنتظر الرد :
"اسألها , انا متأكدة انها سوف تقبل , بالرغم انها اظهرت عنادها ..ان ذكر الأموال سوف يقنعها ... كنت تقول دائما ان النساء الأنكليزيات تفعلن أي شئ مقابل المال , ولذلك لا اعرف لماذا انت متشكك في موافقتها .اذكر لها انك من اصحاب السفن وسوف تستلم للزواج منك ....واذا ترددت بعض الشئ اذكر لها المنزل الذي تملكه او المقر الصيفي في جزيرة رودس ..عندئذ لن تستطيع المقاومة , وسوف يكون عليك تعويضها فيما بعد عندما تقرر انهاء الزواج , وربما تطالب بمبلغ كبير ولكن الأمر يستحق التضحية "
لم تكن توني قد شعرت من قبل بمثل هذا الأحساس بالغيظ ولكنها استسلمت لشعور داخلي بأن من مصلحتها ان تبقى صامتة . واخيرا رد داروس على والدته :
"ربما تكونين على صواب . ان معرفتها بالثروة قد تثير بريقا في عينيها "
وعندما تطلعت عيناه الداكنتان الى توني باحتقار تساءلت ترى هل يتكلم عن تجربة سابقة ؟ هل حدث يوما ان فتاة انكليزية خذلته ؟ يبدو ان هذا ما حدث ومع ذلك حتى اذا كان يعاني من الأحباط او الأهانة , وهذا امر بهيد الأحتمال , شعرت توني انه لاشئ يمكن ان يؤثر على رجل بلا قلب ولا مشاعر ... فإن هذا لا يبرر حكمه بأن الفتيات الأنكليزيات سواء .. وعادت الأم تغريه قائلة:
"الأمر لن يطول وسوف توضح لها الموقف حتى لا تتوقع منك ان تخصص لها وقتك واهتمامك وما عليك الا ان تتناول معها وجبات العشاء فقط حتى يبدو الأمر طبيعيا في وجود الخدم , وفيما عدا ذلك باستطاعتك ان تنسى حتى مجرد وجودها ...."
وصمتت المرأة برهة ثم قالت :
"هل ستسألها الآن ؟ " ورفع حاجبيه السوادوين وقال :
"كلا ليس في هذه الحظة بالذات , اعطني بعض الوقت لأتعود على الفكرة"
" ورده قايين "

ورده قايين
03-06-2007, 19:42
2- باب بلا مفتاح


وهكذا مضت ساعات عدة قبل ان يطلب داروس لاتيمر الزواج منها في فندق هيرميز حيث كانت تقيم .ساعات أحست توني خلالها ان جسمها يحترق من الغيظ والغضب . لكنها بعدما استعادت هدوءها بدأت تقدر الأمر في تعقل . كان داروس لاتيمر قد سألها عن محل اقامتها قبل ان تغادر منزل جده , وبادرت الى اعطائه العنوان مستلهمة إحساسها الداخلي بالاترفض .... لكن عقلها كان مشوشا في ذلك الوقت , كانت تحاول يائسة ان تحل المشكلة . بينما كانت فكرة الزواج غير واردة !!
وهي مسترخية في مياه الحمام الدافئة شرعت تستفرض الموقف بصورة موضوعية , ملقية الأضواء على كل الأطراف محاولة ربطها ... كان هناك من ناحية داروس صاحب السفن الثري بممتلكاته في اليونان , ومقر اقامته الصيفي في جزيرة رودس الجميلة , وقد فهمت توني من كلامه انه يقيم هناك من ناحية اخرى جده الكهل العنيف الذي لا يمكن الاستخفاف بأي حال بتهديداته ان يقتل احد اقارب اخيها , كان هذا الرجل السافل الكهل يقصد فعلا ما يعنيه , ثم هناك والداها اللذان ظلا يعملان طوال حياتهما الزوجية لتدعيم تجارتهما , وهما بحاجة الى خمسة الاف جنيه لانقاذها , وفكرت ... من اين حقا ؟ كذلك كانت هناك شقيقتها بام التي تستطيع بالتأكيد ان تفيد من مساعدة مالية بسيطة.
" ورده قايين "
واخيرا هناك توني نفسها , التي اصبحت تراودها الآن فكرة الأنتقام من هذا الأجنبي المتغطرس وارغامه على دفع ثمن كل هذه الإهانات التي سمعتها – ولم يعفه من اللوم انه تصور انها لم تكن تفهم الحديث الذي دار معظمه باليونانية .
وفي النهاية قررت توني ....نعم ....ان الزواج من داروس ضروري ومرغوب فيه , فلن يحل فقط مشكلة سلامة الأسرة ومواردها المالية , ولكنه سيوفر ايضا فرصة عظيمة للأنتقام.
خرجت توني من غرفة الأستحمام وهي تلف جسمها في منشفة وتوجهت الى الغرفة الأخرى حيث نظرت الى نفسها في المرآة .
لا شك ان داروس كوّن لنفسه فكرة عن الفتاة الأنكليزية العادية . فلماذا تخيّب أمله ؟ إن هذه الفكرة سوف تكلفه مبدئيا خمسة الاف جنيه , ولذلك من العدل ان يأخذ شيئا مقابل ما سيدفعه من اموال !
وبعدما احست توني بشئ من العجز عن مواحهة الموقف هكذا . فكرت في ان تتدبر الأمر ربما تستطيع ان تتصرف بشكل ما لتعطيه ما يتوقعه . وبعد ذلك تبدأ تدريجيا في تنفيذ خطتها كلها .
أعلن داروس ان الفتيات الأنكليزيات مرتزقات , حسنا ..... سوف يكتشف حقيقة ذلك . وقال انهن غير جذابات ايضا ! ووضعت يدها على المنشفة التي تعلو رأسها محاولة تثبيتها . واعادت الى الوراء خصلة من شعرها الذهبي الجميل كانت تغطي جبهتها العريضة .... لابد ان تظل المرأة الأنكليزية كما يتصورها , غير جذابة , وبالأضافة الى ذلك انه يرى انها مغرورة ! الأمر لن يكون صعبا !أشار ايضا الى قوة التحرر لدى المرأة الأنكليزية ! ولسوف تجعله يتذوق هذا بنفسه عندما يتزوجان !
وفجأة لمعت عيناها الخضراوان بارتياح كبير عندما يحين الوقت لفسخ هذه الزيجة وانهاء كل رابطة بينهما سوف يتمنى داروس لاتيمر لو امكنه ان يسحب كل اهاناته التي تجرأ على توجيهها اليها في حضورها وتحت سمعها .
وظهر داروس وسط غرفتها مرتديا بدلة من الموهير الممتاز . وتظاهرت توني بالدهشة من اقتراحه الزواج منها الذي عرضه عليها في فتور .. ثم ألقت بنفسها على اقرب مقعد وقالت بابتسامة على شفتيها :
"أتزوجك انت يا سيد لاتيمر ؟ إنني لا أفهم , لابد انك غير جاد فيما تقول " وهزت رأسها متظاهرة بالحيرة والدهشة مرة أخرى وبدت ابتسامة خجولة على شفتيها .
ونظر اليها داروس في سخط محاولا ضبط نفسه وهو يقول :
" لم اكن لأحضر الى هنا لو كنت غير جاد يا آنسة فريمان , جدي متأثر جدا بموت شقيقته , يضاف الى ذلك انه يعيش في قرية منعزلة حيث ما زالت عادة الأخذ بالثأر قوية , وهو يعتقد حقيقة ان واجبه هو تنفيذ الأنتقام , الا انه من المحظور في قريته ان ينفذ الأنتقام ضد اقاربه , ولذلك فإن زواجنا سيكون فعّالا في ضمان سلامتك وسلامة اسرتك "
وجلس داروس وعلامات القلق تبدو عليه , فقد كانت لديه الرغبة في ان تنتهي هذه الصفقة بسرعة , ولكنه لم يبد الأرتياح ....
وردت عليه توني :
"كما ان زواجنا سيكون ضمانا لعدم دخول جدك السجن " ونظرت اليه ومنحته ابتسامة حلوة , ونظر اليها داروس في غضب , وشعرت برغبة كبيرة في الضحك . بلا شك ان الموقف بدا مضحكا ... في نظر توني على الأقل .

ورده قايين
03-06-2007, 19:44
"بالضبط "
قالها في تردد , ثم اخذ يجول ببصره في غرفتها المتواظعة , وكانت توني تجلس في كرسيها تتطلع الى وجهها في المرآة , كأنها معجبة بجمالها .
ولاحظ داروس فجأة تصرفاتها . وشعر بشئ من الأحتقار لها , وفكّر انها مغرورة فعلا , ومرت فترة من الصمت , وقالت لنفسها :
"زواج ! لو عرف الرجل ما هو مقدم عليه لقام يركض ! "
"حسناً .... هل قررت شيئاً ؟" واتسعت عيناها الخضراوان , ثم قالت :
"في خمس دقائق فقط ؟ انه قرار مهم بالنسبة إلي ...سيد لاتيمر , إنني لا أعرف شيئا عنك؟"
وسألها بلهجة تدل على القلق والغضب :
" ما الذي تريدين معرفته عني ؟"
" حسناً... ما هي حالتك ..... يا سيد لاتيمر؟"
" حالتي!"
" أقصد هل انت ثري ؟ أقسمت دائما ألا اتزوج رجلا فقيرا . إن أي فتاة يتعين عليها ان تفكر في مواردها المالية ...أليس كذلك ؟"
كانت نظراته التي تتسم بالإزدراء ترمقها من رأسها حتى قدميها وكانت توني من ناحيتها لا تستطيع ان تكتم رغبتها في الضحك.
"أنا صاحب سفن"
وبدا وميض الفرح في العينين الخضراوين كما توقع وأردفت توني :
"إذن لا بد انك ثري فعلا , هل لديك منزل كبير!"
"نعم في اليونان"
ونظرت اليه باستغراق وتأمل .... ودمدمت قائلة :
"بعض الرجال الأثرياء يمتلكون عدة منازل ..."
بدت خيبة الأمل في صوتها , وقال لتوني في برود :
"لدي ايضا مقر إقامة صيفي في جزيرة رودس , ولكني لا أمتلك أية منازل أخرى , إنني آسف لذلك (قالها في تهكم) ولكنني قد افكر في شراء منزل آخر فيما بعد "
كان واضحا انه قال ذلك حتى يغريها بالقبول . وقالت توني أخيرا وقد قررت إظهار العجز والضعف الذي كان قد اشار اليهما في كلامه عن الفتيات الأنكليزيات :
"أشعر انه من واجبي ان استشير والدي ... فربما لا تعجبه فكرة الزواج من اجنبي وبدون رضاه"
" ورده قايين "
ورفع داروس رأسه قائلا:
"توقعت ان تكوني قادرة على اتخاذ قراراتك بنفسك . كم عمرك الآن ؟"
وعضت شفتيها واستدركت قائلة:
"23سنة ...وأعتقد انني استطيع ان اتخذ قراراتي بنفسي لكنني اعتدت ان اتشاور مع والدي في المسائل ذات الأهمية "
ونظر داروس اليها في تشكك .... ودمدمت في نبرات جافة :
" وهكذا اذا اردت الزواج واعترض والدك على اختيارك ....سترضخين لحكمه....."
ومرّة اخرى هز رأسه وشعرت توني بالغضب , لكنها استطاعت ان تقول بهدوء :
"كنت افكر في تسوية اكثر من أي شئ اخر..."
"تسوية!"
وقالت توني وكأن هذا امر مسلم به :
"انك بالتأكيد تنوي عرض تسوية!"
وزم داروس فمه وبدت عليه ملامح اليوناني الجاف بتلك الخطوط الغائرة والنظرات الجامدة و وكانت تحس ان مشاعره مشتعلة بالحنق واغضب. وفي الوقت نفسه تأمل برغم ما شعرت به من سعادة في اعماقها الا تكون قد بالغت في تقدير امكانية التعامل معه وقال:
"عندما ينتهي الزواج ستكونين قد حصلت على تعويض كاف.. وليس قبل ذلك "
وشعرت توني بالصدمة وهي تقول :
" ولكن ابي سيصر على التسوية الآن بسبب هذه الظروف الغير العادية . ذلك سيكون ضمانا لي ..." وظل صامتا ثم قال :
" ضمان من ماذا ؟"
"من المستقبل ..فقد لا أجد زوجا آخر بعد ان يتم الطلاق "
"ولكني لن أطلقك "
"لا فرق في ذلك .. الرجال لا يرغبون في امرأة تكون من قبل ...."
ورفع حاجبيه وقال بلهج جافة :
"أعتقد انه في بلدك لا يهمّ أبدا إذا كانت المرأة قد تزوجت من قبل نصف دستة من الرجال"
واحمرّ وجه توني غضبا وهي ترمقه بعينيها اللامعتين وتقول:
"لسنا نساء بلا أخلاق يا سيد لاتيمر"
"انها مسألة رأي .. في أي حال اننا نبتعد عن جوهر الموضوع"
"مسألة دفع مبلغ من المال تأتي عندما يفسخ الزواج , وسوف تحصلين على مبلغ شهري كبير وسيكون هذا كافيا الى ان تؤدي وفاة جدي الى انفصالنا "
قال ذلك بلهجة صارمة لا تدل على أي مرونة , وأجابت برقة :
" إذا فأنت لا تريد ان تقدم هذه التسوية الآن"
"لا أرغب في ذلك الآن"
وعادت بأفكارها الى والديها فأثناء تلك الساعات التي قضتها بانتظار وصول داروس شعرت بالسعادة لفكرة إرسال النقود اليهما . وكانت تعرف انها ستصاب بخيبة أمل إذا لم تستطع تحقيق خطتها , وقالت :
" في تلك الحالة لا يمكن ان يتم الزواج"
ووجهت نظرها الى أظافرها ذات الطلاء اللامع ثم نظرت في المرآة . وبدا على الرجل انه يحتقرها لمسلكها العابث , واستطردت تقول في صوت حاسم :
"وإذا لم يتم الزواج فالموقف سيعود إلى ما كان عليه عندما غادرت بيت جدك"
ثم تنهدت في عمق واضافت :
"سوف أضطر إلى طلب حماية الشرطة ولكني متأكدة أنه سوف يعتدي على عمي"
ونظر داروس اليها في حنق قائلا :
"هل توجهين انذارا الي؟"
وقالت في حدة :
"لن يكون هناك زواج بدون تسوية , انا انكليزية كما تعرف ونحن نحب ان نحصل على الأمان ...لكنك ربما لاتعرف الكثير عن الفتيات الأنكليزيات ؟"
وحدّق داروس فيها بجفاء شديد وأشاحت توني برأسها . خائفة ان تكون تمادت بعض الشئ في حديثها اليه . الأمر سيكون خطيرا لأن داروس لا يمكن ان يكون غبيا . ويجب ألا يكتشف أنها فهمت كل كلمة قالها عنها وعن اهلها . على الأقل ليس في الوقت الحاضر .

ورده قايين
03-06-2007, 19:47
ومضت فترة طويلة من الصمت قبل ان يسألها بخشونة :
"وكم تبلغ هذه التسوية ؟"
"حسنا...أعتقد أنها خمسة ألاف ...."
وقاطعها بشدة قائلا:
"ماذا تقولين ؟"
"إنك تستطيع دفعها فعلا يا سيد لاتيمر . فهي لا تساوي شيئا بالنسبة الى رجل مثلك , المعروف ان اصحاب السفن اليونانيين هم من بين أغنى أثرياء العالم"
"هل تتوقعين مني ان اتخلى عن مبلغ كهذا لشخص غريب؟"
"وانت ايضا غريب بالنسبة لي , ولذلك كيف يمكن ان اثق فيك ؟ يجب ان احصل على التسوية فورا"
وشعرت توني بالأنتصار على هذا اليوناني المغرور , ولكن هذا اليوناني المتغطرس لم ير شيئا بعد , فلينتظر حتى تصبح زوجته .
ونهض داروس واقفا وهو ينظر اليها في احتقار بارد واضحا في عينيه :
"سوف تحصلين على المبلغ بمجرد ان نتزوج , وسوف أعطي المحامي التعليمات الضرورية "
"لكنني افضل أخذ النقود الآن"
وقاطعها قائلا:
"سوف تحصلين عليها عندما نتزوج"
كانت عباراته هذه المرة قاطعة لا تسمح بأي جدال ولم تجد فائدة من الضغط عليه أكثر . ان الآلاف الخمسة في رأيها ستكون البداية.
وسافر الأثنان الى رودس بحرا . ووصلا ظهرا . كانت سيارة داروس تقف في ميناء مندراكي . وبدأـ من هناك الرحلة البرية . تركا رودوس الرائعة , واتجها جنوبا على طول الساحل الذي تحفه جبال شاهقة من ناحية , والبحر من الناحية الاخرى . وكان الطريق ممتدا عبر قرى بيضاء جميلة وبعد ان قاد السيارة فترة من الوقت في صمت تام فاجأها داروس بحديث يخلو تماما من أي توتر واخذ يصف لها الأماكن والقرى المختلفة ومنتجاتها المشهورة .
هذه قرية أغندو الشهيرة بثمار المشمش وهذه قرية اركيا نغيلوس حيث ينمو أفضضل برتقال على لجزيرة . وبعد ذلك انخفض الطريق عبر ممر جبلي الىمالونا , واخترق سفوحا مغطاة بالأشجار قبل ان يتجه جنوبا مرة اخرى نحو ميسارا . هناك كانت كنيسة بيضاء كبيرة . واضطر داروس ان يتوقف بينما اخذ راع يعبر الميدن مع قطيعة ببطء وبدون اهتمام . كانت الأشجار الظليلة تجعل المنطقة كلها باردة وهي اشجار لوز وزيتون متناثرة هنا وهناك .
وفجأة استرعى انتباه توني رجل يجلس الى طاولة خارج منزله ويمدّ ساقيه بطريقة غير لائقة , وتتدلى سيكارته من فمه . صفق الرجل بيديه في طريقة متغطرسة فجاءته امرأة بسرعة , تحدث اليها وعادت تحمل صينية والتفتت توني الى داروس قائلة :
"هل هذه زوجته؟"
"نعم"
كان داروس يبتسم وهو يرى تقطيبة ثقيلة تكسو جبهتها:
"كيف يعاملها بهذه الطريقة الغريبة؟"
"اعتادت على ذلك...."
ووجه اهتمامه الى قطيع الماشية
"إنه يصفق لها بيده وكأنه ينادي عبدا"
"ربما ينظر اليها فعلا على انها عبدة"
ولاحظ داروس ان وجه توني احتقن بحمرة الغضب , فقال في لمسة مودة اثارت دهشتها:
"لا تقلقي كثيرا ....لن افعل هذا معك..."
وردت بسرعة وقد لمعت عيناها:
"لن يكون لذلك تأثير كبير لو فعلت ذلك"
وتوتر الموقف بينهما , وظل الأثنان صامتين طوال عشرين دقيقة . الى ان وصلا الى ليندروس وعندئذ حدقت توني في روعة المكان.
كان أمامها مشهد بالغ الروعة من المناظر الطبيعية اليونانية . فعلى مرمى البصر إلى اسفل كانت هناك صفوف متراصة جميلة من المنازل البيضاء على حافة التلال , يتخمها شاطئ عسلي , تعانقه أمواج بحر إيجه المغطاة بالزبد . والى اليمين أكروبوليس ليندروس حيث معبد اليونان القديمة , وبعدها تبدو تحصينات وقلاع البيزنطيين فرسان القديس يوحنا . الى يسار الخليج الذي تحفه أشجار النخيل الباسقة من كل جانب , وعلى نتوء صخري داخل البحر – مقبر حاكمليندروس القديم الأسطوانية الشكل التي يمتد تاريخها ثمانية ألاف عام . انه شئ جميل حقا . كانت الروائح العطرة تفوح من الزهور المنتشرة في جنبات الطريق , وهتفت توني معبرة عن اعجابها بجمال المشهد .
التفت اليها داروس وقد بدت عليه الدهشة . وفكرت توني , ترى هل كان يعتقد ان الفتيات الأنكليزيات بسبب غرورهن وحبهن للمال لا يقدرن الجمال؟يجب ان يتعلم الكثير هذا اليوناني المتغطرس العنيد!
واتجه داروس بسيارته ناحية الشاطئ ولمحت توني م بعيد منزلا أبيض رجّحت ان يكون منزله . وقال لها :
"إنه على الشاطئ مباشرة . وهو مبني داخل الصخور , وسوف ترينه عندما نمر بالمنعطف التالي . هاهوذا , يمكنك رؤيته أوضح الآن .
كان المنزل كما قال مبنيا داخل الصخور من الأحجار الرملية . وكانت له اقواس واسعة وشرفات في كل غرفة تقريبا وعندما اقتربا من المبنى شاهدت توني التأثير الغربي ظاهرا في طريقة تقليم الأشجار , والمروج الخضراء الواسعة , وحمّام السباحة الذي تحيطه مقاعد الحديقة والخمائل . كان المشهد خلابا حقا , المنزل مواجها للشرق بينما الحدائق لناحية الجنوب . والأكروبوليس تبدو من جهة وقرية ليندروس من الجهة الأخرى . ثم يظهر على مبعدة الخليج الصغير المحاط باليابسة . ويقال إن القديس بولس نزل في طريقه الى روما , وأمضى هناك فترة طويلة استطاع خلالها ان يحوّل اليونانيين الوثنيين الى الدين الجديد. وفي الناحية الاخرى كان جانب التل المغطى بالأشجار الكثيفة وأمام البيت يمتد البحر الفيروزي الشاسع.
" ورده قايين "
وانفتحت البوابات الحديدية الضخمة وعبرها داروس في سيارته .... الأشجار من كل جانب حتى وصل الى مدخل البيت ... وجاءت ماريا تلقي نظرة خاطفة على سيدتها الجديدة.

ورده قايين
03-06-2007, 19:50
ويبدو ان داروس قد ابلغ خادمته بزواجه . ذلك ان ماريا انحنت قليلا امامها وقالت باللغة اليونانية :
"مرحبا بك يا سيدة لاتيمر"
ونظرت توني الى زوجها مستفسرة فاكتفى بالقول:
"ماريا ترحب بك"
وردت توني في مودة :
" أشكرك يا ماريا"
وابتهجت ماريا عندما سمعت هذه العبارة.
"أتتحدثين اليونانية؟"
ونظرت توني مرة اخرى الى زوجها الذي وجه حديثه الى ماريا قائلا :
"لا يا ماريا السيدة لاتيمر لا تتحدث لغتنا"
ثم ظهر زوج ماريا بعدما قدم التحية , اخرج الحقائب من السيارة . واقتادت الخادمة توني الى غرفتها التي تطل على البحر , وكانت النافذة الجانبية تطل على القرية وقد بدت الأكروبوليس في أعلاها . وانفتح باب يفصل بين غرفتين , وألقت توني نظرة سريعة على غرفة نوم داروس , ولاحظت انه لا يوجد مفتاح في قفل باب غرفتها , لكنها لم تستطع ان تسأل ماريا عن مكان المفتاح ,ثم سمعت خطوات داروس تقترب منها فقالت :
"لا يوجد مفتاح للغرفة"
واحمر وجهها قليلا عندما رأـه يبتسم ساخرا وهو يلقي نظرة آلية على القفل.
"أخشى ألا يكون هناك مفتاح , إلا ان ذلك لا يهم كثيرا . ان احدا منا لن يحاول مضايقة الآخر"
وزاد وجهها خجلا وهي تقول:
"ولكنني أفضل ان يكون خناك مفتاح لو سمحت"
"قلت لك إنه لا يوجد مفتاح , أضاعه ضيف كان ينزل هنا منذ فترة طويلة"
"من الممكن صنع مفتاح آخر بكل تأكيد"
ونظر اليها مقطبا جبينه:
"هل الأمر مهم الى هذا الحد , أؤكد لك انه ليس هناك ما تخشينه مني"
وقال ملاطفا:
"ضعي كرسيا وراء الباب , هذا ما تفعله النساء عادة أليس كذلك؟"
وردت قائلة :
"يبدو انك تعرف ذلك , وربما منعت مرة من دخول الغرفة بهذه الطريقة"
ورفع حاجبيه وقال لها:
"ياعزيزتي , لو أردت ان ادخل غرفة فلن يمنعني شئ صغير كالكرسي"
"وفي هذه الحالة لابد ان يكون معي مفتاح"
قالت هذا بسرعة وبعد قليل تمنت لو ظلت صامتة. ورمقها بنظرة تعبر عن احتقار وقال :
"غرفتك هي اخر غرفة ارغب في الدخول اليها"
وأغلق الباب وراءه تاركا اياها واقفة في غرفتها وقد أحمر وجهها غيظا , اما هو فسرت في جسمه رعشة الحنق . وهذه إخانة أخرى تضاف إلى الأهانات السابقة لها إنه سوف يدفع الثمن ...إنه لا يعرف كم ستكلفه هذه الغطرسة!

ورده قايين
03-06-2007, 19:51
3- دعوا الأطفال يأتون .....


كانت توني وجوليا مسترخيتين على الشاطئ تحت الشمس . وكان يبدو من بعيد الزورق الأبي الذي يُقلّ مارغريتا وزوجها قادمين من جزيرة كوس الصغيرة . وعندما رأت جوليا الزورق قالت في حدة :
"ألم يكن داروس أنانيا لأنه تعمّد عدم إصطحابنا معه؟"
"ان الرجال اليونانيين لا يصطحبون نساءهم معهم عادة "
"ولكن داروس نصف انكليزي , لقد ترملت والدتي عندما كان داروس يبلغ من العمر عامين فقط وتزوجت مرة اخرى بعد عام"
"اذن فقد تربى داروس كيوناني "
ومضت توني تقول بدون ان تنتظر ردا ..
"ولذلك فإنه يميل أكثر الى اليونانيين عنه الى الأنكليز , وفي الحقيقة لا أنظر اليه كأنكليزي أبدا . وهذا هو ايضا السبب في انه لم يصطحبنا معه "
لكن ذلك لم يكن صحيحا تماما . أن داروس لم يكن ليطلب من توني ان ترافقه الى كوس . ولذلك فإنه لم يستطع ان يطلب من شقيقته ذلك.
وبدت جوليا قلقة وأصبحت توني متوترة كأنها تنتظر شيئا .
كانت جوليا تقيم مع شقيقها منذ أسبوع تقريبا بعدما جاءت من أثينا في عطلتها السنوية التي بدأت في أول شهر يونيو ( حزيران ) , منذ اليوم الثالث لوصولها بدأت ترمق توني بنظرات غريبة بين حين وآخر , وكانت في بعض الأحيان تهمّ بالأفضاء إليها بأسرارها حتى تكتسب ثقتها . لكنها كانت تغير رأيها كل مرة , وأخيرا تمالكت جوليا نفسها وقالت لتوني في كلمات سريعة :
"توني , هل تعتقدين أنه من الخطأ أن يكون لك صديق قبل الزواج؟"
ولمحت توني خاتم الخطوبة في اصبع جوليا . وضعت هذا الخاتم في اصبعها منذ أقل من شهر .
" لا أعرف كيف أجيبك , في بلدي لا يهمّ هذا الأمر أبدا , لكن هنا .. لا يصح للفتاة اليونانية ان تتخذ صديقا لها قبل الزواج . أليس كذلك؟"
واحّمرّ وجه جوليا الجميل خجلا وهي تقول :
"كان لدي صديق في الجامعة , واسمه كوستاس"
والتقطت جوليا حصاة عن الأرض , وقلببتها في يدها , وقد بدا عليها الحرج :
" وهل يعرف خطيبك ستيفانوس شيئا عن هذا الصديق ؟"
" كلا ... انني لا أجرؤ على إبلاغه"
" وماذا عن داروس ووالدتك هل يعرفان ذلك؟"
وأومأت جوليا برأسها وقد زاد خجلها :
"إنهما يعرفان كوستاس , لكنهما لا يعرفان كل شئ !"
وقالت توني في استغراب ودهشة :
" كل شئ ؟ ماذا تعنين بذلك يا جوليا ؟"
وردت وهي تتعثر في كلماتها :
" لم أكن لأفعل ذلك لو عرفت انه لا يعتزم الزواج بي "
وحدّقت فيها توني وهي لا تصدق ما سمعته ثم قالت :
" أنت ! ولكن ... أنت تعرفين ان ذلك غير مسموح به في اليونان يا جوليا , كيف ذلك , انه محظور عليكن حتى الخروج مع شاب "
" الأمر يختلف في الجامعة , الأحوال تتغير , نكون بعيدات عن أسرنا وبيوتنا , وهكذا يكون لنا اصدقاء "
ودمدمت توني :
"لماذا أحس بهذه الرعشة ؟ "
ومع ذلك بدأ جسمها يرتعش فعلا وهي تقول :
"هل سيكتشف داروس ذلك ؟"
" لا أعرف يا توني .." وأستطردت باكية " يجب ان اخبر ستيفانوس قبل ان نتزوج . اليس كذلك ؟"
وفكرت توني مليا , كانت تعرف من خلال اقمتها في اليونان ان جوليا ستواجه متاعب كبيرة عندما يكتشف عريسها امرها .
" أعتقد انك لابد ان تقولي له , نعم هذا واجب "
" وفي هذه الحالة سيعرف داروس , لأن ستيفانوس ربما يرغب في فك الخطبة "
"يا لها من مشكلة "
وظرت الى الفتاة بشئ من اأسى ثم قالت :
" ولماذا ارتبطت بستيفانوس ؟"
" اعتقد داروس ووالدتي انه من الأفضل ان انسى كوستاس ونظرا لأن داروس يعرف ستيفانوس منذ فترة طويلة – أعتقد انه سيكون زوجا مناسبا "
وأصرت توني على أسنانها وقالت :
"فرض شقيقك عليك هذه الخطوبة لمجرد انه يعرف هذا الرجل لأنه اعتقد ان ستيفانوس سيكون زوجا صالحا , انني أكاد أجن عندما أسمع مثل هذه الأشياء , ولكنك الشخص الذي يدرك ما يريد , وليس داروس"
وقالت جوليا في شئ من العتاب المهذب والدهشة :
"ينبغي ألا تتحدثي عن زوجك بغير احترام , لأنه لم يرغمني على الأرتباط بستيفانوس . أشار عليّ فقط بذلك , وكذلك فعلت أمي , وكان يمكن ان ارفض خطبتي لستيفانوس"
" هل تحبينه؟"
"كلا يا توني , اني احب كوستاس "
" اذا لماذا ارتضيت بستيفانوس ؟ هل أدركت الصعوبات التي تواجهك؟"
" لم أكن اعرف ماذا افعل , لم اسمع عن كوستاس شيئا منذ غادر أثينا في شهر حزيران يونيو الماضي . وكان داروس سيشعر بالدهشة لو انني رفضت ستيفانوس"
وانفجرت جوليا باكية مرة أخرى , ثم استطردت قائلة :
"أحسست بالرعب . لأنني كنت اعلم انني لو رفضت , سيسألني داروس عن السبب ..."
كان يمكن ان تقولين انك تحبين كوستاس "
" لم اكن ارغب بالحديث كثيرا عن كوستاس . فلربما يشك داروس في شئ , انت ل تعلمين يا توني كم هو حاد الطباع , كنت اخشى ان يخمّن ذلك , لأن وجهي كان يحمرّ خجلا كلما ذكرت اسم كوستاس"

ورده قايين
03-06-2007, 19:52
وتنهدت توني .. كانت جوليا تطلب المساعدة , ولكن توني عجزت حتى عن تقديم النصيحة لها .
"ألم يقل كوستاس لك ابدا إنه يحبك ؟"
" قالها كثيرا , ولم اكن لأتمادى معه في علاقتنا لولا ذلك , كنت اتوقع دائما انه سيتزوجني بمجرد الأنتهاء من الجامعة "
" وأين يقيم هو ؟"
" في جزيرة كوس "
وتطلعت توني الى الزورق المقبل من هناك , وقالت :
" ومن هنا كانت رغبتك في ان يصطحبك داروس معه "
" كلا ... في الواقع ... لأنني عندما أكون مع داروس نقيم دائما في منزل شقيقتي نتناول المرطبات ثم نعود الى هنا ... داوس يحب الرحلات البحرية ولذلك فإنه يحضر مارغريتا وبنايوتيس كلما أرادا زيارته, كلا .... لم أكن قادرة ان ارى كوستاس , كيف اتصل به , وعد بالكتابة لكنه لم يفعل , لم يبعث برسالة واحدة طوال هذه المدة"
" ربما يكون مريضا او مشغولا يشئ اخر"
"ليس مريضا ... لقد قابلته ابنة عمي , وابلغها انه لا يريد ان نظل اصدقاء بعد الآن"
كانت جوليا تلعب بالحصاة وألقت بها في البحر ومسحت دموعها وقالت :
"أفكر في نسيانه والزواج من ستيفانوس "
" لكنك تقولين إن ستيفانوس قد لا يريد الزواج منك ..."
" إن لم أخبره بشئ عن كوستاس سوف يتزوجني ..."
"وماذا يحدث بعد ذلك ؟"
وبدت جوليا شاحبة وقالت بصوت مختلج :
" لا أعرف يا توني , لا أستطيع التفكير ماذا يمكن ان افعل ؟ "
وشعرت توني بعجزها عن مساعدتها .
" ورده قايين "
" واذا كتب لك كوستاس ... واذا اكتشف انه يحبك فعلا .... هل تستطيعين فسخ الخطبة؟"
" أترك ستيفانوس ؟ نعم اعتقد ذلك "
" وهل يسمح لك داروس ؟"
" اذا اعتقد ان كوستاس جاد فإنني متأكدة انه سيسمح لي بفسخ الخطبة "
" إنك تدهشينني .... كنت اعتقد ان داروس سيحملك على احترام الإتفاق فالخطوبة هنا ملزمة تقريبا كالزواج ... هكذا قيل لي "
" انها كذلك , ولكن داروس تهمه سعادتي , انه عطوف جدا ولكنك لست في حاجة لأن اقول لك ذلك ..."
" عظوف ! "
كانت نظراتها متجهة الى القارب , لكنها استرجعت ذكريات لقائها الأول مع داروس . كان فظا غليظ القلب . ومازال كما هو .
عاملها بشئ من الأدب الآلي أمام الخدم وتجاهلها تماما عندما كانا منفردين معا .
وكانت توني تحرص على ألا تنفرد به كثيرا , لكنها لا تعبأ بلا مبالاته . كان ازواج ضرورو ماسة ولم يكن أكثر من وضع مؤقت لا تقوم الصداقة بأي دور فيه .
أما بالنسبة الى المعاشرة فكانت توني ترتعد في المناسبات النادرة التي تخطر فيها الفكرة على بالها . كان داروس قد اعلن بصورة قاطعة انه سيتزوج من فتاة يونانية تعرف مكان المرأة . وأشفقت توني على هذه الفتاة المجهولة التي سيقع نظره عليها ذات يوم فلا تثير فيه الا الرغبة فقط .... شكرا للسماء ان عينيه لا تتطلعان اليها بهذه الرغبة . هكذا فكرت توني عندما نظر اليها داروس مرة بدون اكتراث وهي ترتدي لباس البحر وترقد على العشب تستمتع بالشمس .
لم تكن المناوشات قد بدأت بينهما بعد لأنه بعد الأسبوع الأول أمضى أسبوعين في اثينا . وعند عودته أحضر معه شقيقته التي تزوره ثلاث مرات كل عام . ولذلك فلم تكن هناك فرصة امام توني لتبدأ المعاملة التي تعتزم ممارستها كعقاب على كل هذه الأهانات التي عانت منها .
واتجه الزورق بسرعة الى ن\منطقة الرسو , وفي الحال تم تقديم توني الى مارغريتا وزوجها , ولم يكن أي احد منهما يعرف السبب الحقيقي للزواج .
كانت والدته السيدة بتسوس قد قالت بعد الزفاف :
"ليست هناك حاجة لأن يعرف الآخرون شيئا عن ظروف زواجكما . فسوف يقلق الفتيات ان يعرفن برغبة جدّهن في الأنتقام "
وكان ابنها قد وافق على هذا الرأي . كانت توني تعرف ان الأجداد يحظون باحترام كبير في اليونان . لكنها تساءلت في دهشة , كيف يستطيع أي شخص ان يحب مثل هذا الكهل الشرير ؟
"سعدنا جدا بلقائك "
قالتها مارغريتا وزوجها وهما يصافحانها , كانت الحيرة تبدو على وجه الأثنين , وتجنبت مارغريتا النظر الى شقيقها وقالت :
"دهشنا جدا عندما علمنا ان داروس تزوج فتاة انكليزية "
وردت توني في نبرات رقيقة في ظاهرها فقط :
" ولماذا ؟ ألا يحب شقيقكم الأنكليزيات ؟"
وكانت نظرة واحدة من داروس كفيلة بأن تعيدها الى اتزانها وتجنبها مثل هذا التهور .
وقالت مارغريتا بسرعة :
" بالطبع إنه يحب الأنكليزيا . فهو قبل كل شئ نصف انكليزي "
ولاحظت توني الصلابة التي بدت في عينيه عندما سمع اخته تصفه بأنه نصف انكليزي . كان يونانيا اكثر.... هكذا قررت توني وهي ترى جانب وجهه الجامد الداكن عندما التفت ليقول شيئا لزوج اخته . وبدأت تتساءل ترى هل ضايقه زواج امه الذي فرض عليه هذا الدم الأنكليزي البغيض ؟
وفي تلك الليلة تلقت توني افضل معاملة ممكنة من زوجها أثناء العشاء ومع ذلك لم تبد منه حركات تنم عن عاطفة ولاحظت ان مثل هذه الحركات غير متوقعة . كان اليونانيين يتزوجون زواج مصلحة ولا يعتبرون إظهار العواطف نحو زوجاتهم امرا ضروريا .

ورده قايين
03-06-2007, 19:54
وبعد بضعة ايام سافرت مارغريتا وزوجها الى اثينا واصطحبا معهما جوليا , تاركين توني وداروس وحدهما . وبعد ان اقاما معا نحو اسبوعين كغرباء , أحست توني بالملل لدرجة انها قررت ان تبدأ رحلاتها الى جزيرة او جزيرتين . لكنها تسلمت رسالة من والديها جعلتها تقرر العودة الى بلدها . وأرجأت بذلك رحلاتها.
وأبلغت زوجها قائلة :
"والدي ييد رؤيتي , ولذلك فقد قررت ان امضي شهرا كعطلة في انكلترا "
ولأول مرة شعرت بالأهتمام في تعبيراته , ولم يكن صعبا عليها ان تستشف الأرتياح الذي بدا عليه للتخلص منها لفترة .
وكان رده السريع تأكيدا لما استنتجته توني إذ قال :
"انها فكرة مناسبة جدا , الحياة تبدو مملة لك"
وردت قائلة :
"ان ما تقوله أقل من الواقع , الحياة هنا لا يمكن ان تكون اكثر مللا مما هي عليه هنا "
ورفع حاجبيه وسألها :
"ولكن ما الذي تتوقعين مني ان افعله ؟ لست هنا لأوفر لك التسلية والترفيه "
وبدا عليها الغضب . معنى هذا ان هذا الشاب المتغطرس لا يعنيه ان حياتها تضيع هباء في انتظار وفاة ذلك القاتل الحقير .
وقالت وهي تكشف عن أفكارها :
"وربما أبقى في الخارج لفترة أطول "
وقال داروس في هدوء :
"إن شهرا واحدا هو أقصى مدة لك "
وردت عليه في لهجة أكيدة محاولة إفهامه أنها ستبقى في الخارج طالما رغبت في ذلك .
ولكنه أستطرد مسرعا , عندما فرغت من كلامها :
"لا أعتقد ذلك .. لأن جدي يعتزم القيام بزيارة لنا في نهاية الشهر المقبل وهو يتوقع ان يجدك هنا "
" وإذا لم يجدني ؟"
"إنها رغبتي ان يجدك هنا . في اليونان لا يسمح للزوجة بأن تغادر بيتها حسب رغبتها . ويمكن ان يثير غيابك بعض الشكوك بأننا تزوجنا فقط لأحباط خططه "
" ما الفرق ؟ إنني ما زلت زوجتك . ولذلك فإنني أرجح ألا يقرر فجأة انني ينبغي ان اقتل "
ورأت شرر التحذير في عينيه .
وقال داروس في حنق :
"لا أريد ان اجازف بشئ . ويتعين عليك ايضا ألا تجازفي بشئ إذا كنت تفكرين بتعقل"
واستطاعت توني ان تكبح جماح غضبها وقالت :
"سوف افكر في ذلك "
" ستفعلين ما اقوله "
واندهشت من هذه العبارة , وحدقت في وجهه قائلة :
" يجب ان احذرك يا داروس , انني افعل ما أشاء , وإذا أردت البقاء في الخارج فسوف ابقى"
وصمتت برهة ضاقت عينا زوجها . وكان منظره يحذرها . واستطردت بسرعة :
"أريد بعض المال لتغطية نفقات السفر "
ورد في دهشة :
"تريدين نقودا مني !"
" بالطبع , وإلا فممن أطلب ؟"
وشعرت توني بالتوتر حتى قبل ان يتكلم وقال :
"انك لن تحصلي على نفقات الرحة الجوية مني . لديك المبلغ الذي تتقاضينه شهريا . وإذا كنت تعتزمين القيام بزيارة لأنكلترا , فالمفروض ان تدخري لهذه الرحلة , لا يا فتاتي , ينبغي ألا تطلبي نقودا مني أبدا "
وأحست توني بإهانة بالغة وحدقت في هاتين العينين القاسيتين وقالت:
"أبدا ... ولكنني أعتزم السفر "
ووضع يده على فمه حتى لا يتثاءب وقال :
" سافري بكل ارتياح إذا استطعت ذلك "
وأثارت الحركة غضيها وصرخت قائلة :
" ولكنني لن استطيع رؤية والديّ إذا لم تعطني المال "
لم تضع توني في اعتبارها ابدا انها ستواجه صعوبة في ذلك . وكانت تعتقد ان الحصول على المال منه جزء رئيسي من خطوتها للأنتقام . واستطردت قائلة :
" أرسلت ردا على رسالتهما مؤكدة اعتزامي زيارتهما "
وأضافت وهي ترتعد غضبا :
" ويتعين عليك ان تعطيني مالا "
وظل داروس ملتزما الصمت في فتور . ومضت توني تقول في نبرة أكثر هدوءا :
" ليس لدي مال على الأقل ليس هناك ما يكفي لتغطية نفقات الرحلة الجوية "
كان داروس قد التقط تمثالا صغيرا قيما . وأخذ قطعة نادرة من التحف التي لديه محاولا الظهور بأنه لا يهتم بشئ , وانه لن يقبل مزيدا من النقاش . وضريت توني الأرض بقدمها , لكن سرعان ما ندمت على هذه الحركة الصبيانية عندما رأت عينيه تنتقلان من التمثال في يده وتتطلعان اليها في احتقار شديد . وشعرت توني بالغضب لأن هذا الرجل القاسي يستطيع ان يحتقرها ويشعرها بالمهانة وقالت في حدة :
" لديك أموال كثير , مأئة جنيه ليست شيئا بالنسبة اليك "
ونظر اليها ودمدم في نبرات متكاسلة ولكن خطيرة :
"كوني عاقلة يا توني , لا تتبعي هذا الأسلوب معي , عندما اقول شيئا أعني ما أقول .. انني ارفض إعطاءك المال..... وهذه هي كلمتي الأخيرة "
واحست توني ان مشاعر الغضب ستخنقها.لكنها تمالكت نفسها وهي تقول في حنق :
"ولكنها ليست كلمتي الأخيرة, وعدت والديّ بأنني سأزورهما . وسوف أفعل ذلك , إنهما يتطلعان إلى رؤيتي , ولن أخيب رجاءهما"
"إذن عليك ان تستخدمي بعضا من مال التسوية الذي صممت ان تحصلي عليه"
"لا أستطيع ! أقصد انني لن ألمس هذا المال"
كانت توني قد أرسلت ذلك المبلغ إلى الخارج وكانت تأمل ان تساعد والديها في التغلب على الإفلاس.
وبدا الغضب على داوس . كانت في نظره طماعة بخيلة وهذا ما يتماشى تماما مع رأيه في النساء الأنكليزيات.
ورد داروس وقد بدا عليه الملل:
"في هذه الحالة ليس هناك خيار لك إلا ان تتنازلي عن عطلتك"
واعترفت توني في نهاية الحوار بعد هذه العبارة القاطعة منه أن خططها للأنتقام منه سوف تواجه بعض المصاعب , نظرة واحدة الى ذلك الفم والفك جعلتها متأكدة ان زوجها لن يلين , ولو كان ذلك حتى من اجل ان تبتعد عن وجهه لفترة ما.
واحّمرّ وجهها بالغضب وخيبة الأمل . كانت النتيجة الوحيدة انها أضافت لمحة من الرضى إلى ذلك الوجه المتغطرس . وغادرت الغرفة بسرعة , وكانت تفكر " اذا كان داروس قد امتنع عن دفع نفقات الرحلة الجوية الى انكلترا , فكيف ستحصل منه على النفقات الباهضة لرحلاتها الأخرى التي كانت تعتزم القيام بها . لابد من إيجاد طريقة لأرغامه على ذلك"
وفي اليوم التالي , حجزت تذكرة لرحلتها الجوية في شركة الطيران في رودوس وبعد ان سلّمها الموظف تذكرتها قالت :
"أرسل فاتورة الحساب الى زوجي"
وابتسمت ثم اخرجت بطاقة داروس وقدمتها للموظف , ونظر الموظف في احترام بالغ , وقال :
"بالتأكيد يا سيدتي "
وبعد يومين كانت توني في برمنغهام مع والديها , ومن هناك اتجهت الى دوريست لتلتقي بشقيقتها وأولادها .
وقالت شقيقتها :
"انه شئ رائع ان اراك , انك تبدين في حالة طيبة , دهشنا جميعا عندما سمعنا بزواجك , لابد انه كان الحب من اول نظرة.حدث ذلك بسرعة , ما رأي والديك في هذا الزواج؟"
كانت توني تستمع الى استفسارات شقيقتها وهي ترى مظاهر الفقر التي تحيط بالمكان الذي تقيم فيه . لاشك انها تواجه متاعب كبيرة في تربية صغارها الثلاثة , فامشكلة انها لا تلقى أي مساعدة حتى من والديها .
وردت توني :
"كانا سعيدين بزواجي"
الواقع ان هذا كان صحيحا , فقد كانت توني تتمتع بالحكمة والأتزان ولم يتصورا لحظة واحدة ان زواجها لن ينجح .
"انني احسدك"
كانت توني تشعر ان كل أفكار بام ما زالت ترتبط الآن بزوجها فرانك الذي توفي وهو في الخامسة والثلاثين ضحية الجلطة الدموية. كان زوجا رائعا . زكان يحبها كثيرا .
وسألتها توني :
"كيف حالك , كيف تتدبرين امورك؟"
كانت توني تتحدث الى شقيقتها وهي تحس بالقلق عندما شاهدت بام تقوم برتق جوارب ابنائها التي بدت في حالة غير قابلة للإصلاح.
اعتادت توني ان تقدم لشقيقتها ولصغارها الملابس والهدايا . لكنها كانت تحرص دائما على ألاّ يفهم انها تقدم هذه الأشياء كمعونة لها , وإلا رفضتها بام .كانت لها كبرياء شديدة . والواقع الهدف من زيارتها لأهلها هو تقديم مزيد من الهدايا لهم . ولم تكن توني تعبأ بكشف الحساب الكبير الذي سيتسلمه داروس قريبا من المتجر بالأضافة الى فاتورة حساب التذكرة الجوية , هذه الأموال كلها سوف تسددها الى داروس . اما الآن فإنها تشعر بالمتعة كلما تخيلت الصدمة التي سيصاب بها داروس وهو يتسلم كشف الحساب . لابد انه سيعترف بهزيمته . حان الوقت لينزل هذا المتغطرس من برجه العالي .

ورده قايين
03-06-2007, 19:55
وقالت بام :
"انها مشكلة صعبة يا توني , خلال أسبوع واحد سيكون كل الصغار في عطلاتهم المدرسية , ومعنى ذلك انني لابد ان اتخلى عن عملي لرعايتهم , وسوف يحصل شخص آخر على هذه الوظيفة وعليّ بعد ذلك ان ابحث عن عمل آخر في سبتمبر ايلول."
" ورده قايين "
وردت توني عابسة الوجه :
"ألا يحتفظ صاحب العمل بوظيفتك!"
"لا يستطيع , اذ كيف يقدر على ذلك لمدة ستة أسابيع"
"أليس من الممكن له الحصول على موظفة مؤقتة حتى عودتك؟"
"ليس من العدل ان أطلب من . وبالأضافة الى ذلك من الذي سيقبل العمل لفترة قصيرة كهذه"
وهزت رأسها في استسلام وهي تقول :
"اعتدت على هذا التغيير, غيرت وظيفتي مرتين في العام الفائت ألا تذكرين؟"
"لقد عرفت انك غيّرت وظيفتك ولكني اعتقدت انك اخترت ذلك . لم تذكري ابدا هذه المصاعب في رسائلك الي !"
"وما الفائدة ؟ لو وجدت شخصا يتولى رعاية الصغار خلال عطلة الصيف ! ولكنهم أطفال جامحون يصعب السيطرة عليهم في كثير من الأحيان ومع عدم وجود رجل في البيت لا يبالي الأولاد بالأم "
وسكتت بام وهزت كتفيها في يأس . لويس لا تقلّ عن أخويها شقاوة وهذا شئ متوقع فهي دائما في صحبة ولدين . وتنهدت بعمق وقالت "لايمكن ان اقنع احدا برعايتهم " ثم مدت يدها لتأخذ فردة الجورب الثانية وطوتها مع الأخرى والتقطت قميصا ... كانت ياقته بالية وكانت تريد ان تقلبها حتى تخفي الجزء البالي تحت .
وتراءت فكرة لتوني :
"لماذا لا ترسلين الصغار الى والدتي لرعايتهم . لو أخذتهم والدتي سيكون من الممكن ان تأخذي انت نفسك عطلة أسبوع حتى ...."
وهزت بام رأسها بالنفي ....
"يتعين على والدتي ان تبقى في المتجر.أنقذتها الأموال التي بعثت بها اليها. ولكنهما لا يقدران على مواجهة نفقات إحضار مساعد معهما , ولو حتى لفترة , كلا , إن والدتي لا تستطيع تحمل رعاية الصغار"
"نعم اعتقد انك على صواب"
وجاءتها فكرة , ولمعت عينا توني , يالها من صدمة ستصيب زوجها المغرور :
"سوف آخذهم معي عند عودتي لمدة ستة اسابيع!"
وحدقت بام في وجه شقيقتها بدون ان تصدق ما تسمع :
"أنت , ولكن زوجك لن يقبل بوجود ثلاثة أطفال بمثل هذه الشقاوة في بيته لمدة ستة أسابيع كاملة"
وردت توني :
"اليونانيون يحبون الأطفال , أنا متأكدة ان داروس سيسعده جدا وجودهم "
أما توني فكانت تتصور الموقف الهزلي الذي سيتعرض له داروس أثناء وجودهم . كانت هذه الفكرة تضيف إلى عينيها بريقا يزيدها جمالا . أما قلبها فكان مشحونا بمشاعر الأنتقام . نعم ان داروس لاتيمر لن يشعر بالضيق كما سيشعر خلال الأسابيع الستة المقبلة !
ووجهت بام حديثها إلى توني :
"لكنني قلت لك إن هؤلاء الأطفال لا يمكن السيطرة عليهم أبدا . في بعض الأوقات أشعر بالخوف إذ أشك حتى في انهم معرضون للإنحراف"
وضحكت توني :
"غير معقول .... صحيح إنهم أطفال أشقياء ... لكنني لم ألحظ أنهم يختلفون أبدا عن غيرهم من الأطفال في مثل أعمارهم"
"أنا قلقة يا توني ... لا شك ان زوجك سيغضب منك . انا متأكدة من هذا . لعلني بالغت في تدليلهم بعدما فقدوا أباهم . فأصبحوا جامحين لا يمكن السيطرة عليهم "
"ليس هناك ما يقلق ... سوف آخذهم معي وأعيدهم إليك مع إفتتاح المدارس في شهر سبتمبر- أيلول . وتستطيعين انت الأحتفاظ بوظيفتك "
"والنفقات يا توني ؟ تصوّري كم ستكلف هذه الزيارة , ومن سيدفع كل هذه الأموال؟"
" داروس يسعده جدا ان يدفع كل شئ , أؤكد لك ذلك "
" لن تستطيعي السيطرة عليهم "
"كلما كانوا أكثر شقاوة كلما أحببتهم أكثر "
" لايمكن ان تفرضي أطفالي على زوجك بدون حتى ان تعلميه"
ولكن ذلك هو بالضبط ما كانت توني تعتزمه . فسحبت كل مدخراتها من مكتب البريد , وحجزت تذاكر ذهاب فقط . وبعد أيام قليلة اصطحبت الأطفال الثلاثة معها الى بيتها في ليندروس .
كان داروس خارج البيت عند وصولهم . ولكنه حضر بعد الغداء . ولم يعرف على الفور بوجود الأطفال الثلاثة لأنهم كانوا على الشاطئ . الا انه عبر الحديقة حيث كانت توني جالسة في مقعدها تقرأ . وكان الغضب يتفجر من عينيه :
"هل يمكن ان اعرف لماذا تكتبين كشف الحساب بأسمي . ماذا تقصدين بذلك ؟"
ورفعت توني نظرها اليه . كان يحاول قمع غضبه لكن توني استعدت لكل ما يمكن ان يحدث . ونظرت اليه في هدوء وقالت :
"تقصد أجرة السفر بالطائرة . أبلغتك أنني مسافرة الى انكلترا . وذهبت بالفعل , تصرفت طبقا للقانون لأنني كنت اريد ان تفهم انني لن اسمح لنفسي بأن اكون خاضعة لسيطرتك بأي شكل . لقد رغبت في رؤية اسرتي . وانت باعتبارك زوجي كان يجب ان تعطيني المال بدون مناقشة . كان يمكن ان تعطيني هذه النقود , فقد أضطررت أخيرا ان تدفعها ...."
"هل فكرت في الحرج الذي سببته لي بتصرفاتك ... أعدت قائمة الحساب في بادئ الأمر إلى المتجر قائلا انها لا تخصني ... وأنّبت المدير لعدم كفاءته"
وكادت توني ان تنفجر ضاحكة عندما ادركت ما حدث له من حرج وقالت :
"لو دفعت نفقات سفري بالطائرة , لما حدث أي شئ من هذا . تصرفك لم يكن حكيما ... وكما قلت لك أضطررت لدفع نفقات سفري في نهاية الأمر"
وسادت فترة من الصمت قطعها داروس بقوله :
" إنك تبدين متأكدة تماما من انه يتعين عليّ ان ادفع في نهاية الأمر "
وقبل ان تفطن توني لنواياه أمسكها وأخذ يهزها بعنف ودفعها بقوة إلى المقعد وشعرت بجسمها كله يرتعد وقال :
" الأموال التي تدينين بها لي الآن سوف تسدد من الحصة المخصصة لك . ولن تحصلي على شئ إلى ان تسددي بالكامل كل دراخما إن حصتك سوف تتوقف"
"توقف حصتي , لا تستطيع "
لماذا لم تفكر في هذا الأحتمال ؟..
ونظر داروس اليها نظرة المنتصر وهو يقول :
"أوقفت مخصصاتك فعلا . وسوف يبلغك البنك عندما أعطيه تصريحا باستئناف دفع حصتك من المال"
"لن أستطيع ان اتدبر الأمر . انا في حاجة إلى بعض المال . كنت اعتزم تسديد فاتورة المتجر بمجرد ان اتسلم مخصصاتي في الشهر المقبل .
وأطلق داروس ضحكة قصيرة وقاال :
" انك متسرعة في التفكير , سوف امنحك هذا المال , تسددين فاتورة الحساب ؟ هل تتوقعين ان اصدق انك كنت تعتزمين إعادة تسديدها إلي . كيف أنفقت هذه الأموال ؟ ام انه ليس من حقي ان اسأل ؟"
" أشتريت هدايا لأولاد شقيقتي وإذا كنت لا تصدقني فلن يهمني ذلك "
"أولاد شقيقتك ؟ لديك شقيقة اذن ؟"
" انها أرملة , ولا تستطيع إعاشتهم , إشتريت بعض الملابس والأحذية لهم "
ولمح الدموع تملأ عينيها فأدارت وجهها بسرعة . كيف تستطيع ان توفر للأطفال عطلة ممتعة بدون نقود . وأحست توني انه يجب عليها ان تتنازل عن عزة نفسها وان تطلب منه ان يقرضها بعض المال ... وعندما همّت بأن تحثه عن ذلك سمعت أصوات الأطفال تقترب ... وفجأة ظهر الصغار الثلاثة في الحديقة يركضون ويصرخون وهم يمارسون لعبة الهنود الحمر !
وصعق داروس انه يواجه عاصفة هوجاء . وسأل روبي الصبي الأول الذي توقف عن الركض .
" ماذا تفعل هنا ؟ أخرج من الحديقة فورا ... أين يقيم هؤلاء الأشرار .
وردت لويس الصغيرة :
"إننا نقيم هنا .... من أنت ؟ هنا بيت خالتي توني"
وكانت لويس لا تقل وقاحة عن أخويها .
"هنا!"
قال داروس هذا والتفت الى زوجته التي تجنبت النظر اليه :
" هل أحضرتهم معك ؟"
ولم تستطع توني الكلام في أول الأمر لكنه أدار وجهها بحركة سريعة وظل ممسكا بذقنها حتى قالت :
"أحضرتهم معي , حتى تستطيع بام ان تستمر في العمل اثناء العطلة المدرسية ... وسوف يبقون معنا ستة أسابيع "
قالت هذا بنبرة تحدي وقد استردت شجاعتها .
بقي داروس صامتا . وكان كل انتباهه منصبا على توني التي وجدت نفسها – رغم تصميمها على مواجهة أي شئ منه – تناضل من أجل الأحتفاظ بقدرتها على التصدي له .
كان الأطفال الثلاثة يغنون في الحديقة وكان ديفيد ينظر الى داروس كأنه هو الذي تعدى على ممتلكاتهم . اما روبي فقد أخرج له لسانه . وأحست توني بالفزع , ونهضت عن كرسيها وطلبت اليهم ان يدخلوا البيت .
ودخل الأطفال الثلاثة الى البيت , وساد الصمت فترة , ثم تحدث داروس في نبرات هادئة خطيرة :
" أريد ايضاحا لذلك من فضلك ؟"
وبللت توني شفتيها وقالت :
" قلت لك إنني احضرتهم معي حتى تستطيع شقيقتي ان تعمل اثناء العطلة المدرسية , ولولا ذلك كان يتعين عليها ان تترك وظيفتها , وهي لا تقدر على ذلك "
وسألها بهدوء :
" هل تحاولين اقناعي بأن بواعثك على هذا التصرف لا تتسم بالأنانية "
" بالتأكيد إنها بواعث غير انانية "
" لا تكذبي ! أحضرت هؤلاء الأطفال لمضايقتي ! إنني لا أفهم لماذا تمارسين هذه المتعة التي تتسم بالسادية ولكنني أحذرك . انك تتعاملين مع الرجل غير المناسب . لست واحدا من الأنكليز التافهين ....."
" وهل تجرؤ على اهانة الأنكليز ؟ إنهم أفضل من أي ناس تعرفهم , وهم أزواج أحسن بكثير منكم ! إنك بالنسبة الي لست سوى أجنبي مغرور , ولن أسمح لك بإهانة الشعب الذي انتمي اليه .... ويجب ان تكون حريصا فيما تقول في المستقبل"
كان وجهها ساخنا ويداها منقبضتين ولم تسترد هدوءها عندما رأت وميض الدعابة في عيني زوجها . وقال لها :
"اسمحي لي يا توني ان اقدم لك نصيحة طيبة . لا تحاولي اختبار قدرتي على الصبر اكثر من ذلك . صدقيني ان صبري لا يمتد إلى الأبعاد التي تتصورينها"
وابتعدت عنه توني وهي تقول إنه ليس زوجها وليس له سلطة عليها. وتهديداته لا تخيفها .ومضت تقول :
"لن أخشاك حتى لو كنت زوجي حقا"
وكانت تعني ما تقوله برغم أنها اعترفت لنفسها بعد لحظات من التفكير ان هذا الأجنبي الأسمر يستطيع إثار المتاعب لها .
حقا انها لا تخشى يئا . انها لم تحس بالخوف عندما واجهت الموت . ولذلك فمن غير المحتمل ان تفقدها تهديدات هذا الرجل ما تتمتع به من ثبات .
وبعد فترة من الصمت قال داروس :
"وهكذا فانا لست زوجا حقيقيا لك ؟ أخبريني ما الذي تقصدينه فعلا بذلك ؟ أذكر ان زواجنا كان قانونيا "
كان داروس يهزأ بها , وظلت صامتة , لم تكن كلماتها كافية للرد عليه , وتصورت ان توجيه صفعة اليه سيجعلها اكثر ارتياحا ... واستطرد داروس قائلا :
"انا زوجك فعلا , من سوء حظي , ولولم يكن شقيقك سائقا فاشلا لما حدث شئ من هذا"
وكاد غضبها يحطم كل الحدود , وقالت :
"كيف تجرؤ على توجيه اللوم لأخي , إنك لو لم تكن تحب جدك بهذا الولع المجنون لما حدث كل ذلك . هذا الرجل يجب ان يحتجز في مستشفى المجانين "
ودهشت توني عندما ضحك داروس قائلا :
"وهكذا وصل بنا الحال الى ان نتبادل الشتائم وانت تقولين إننا لسنا متزوجين"
وتغيرت نبرة صوته وهو يقول :
"لكنك لم توضحي لي ماذا تقصدين عندما تقولين إننا لست زوجا حقيقيا لك؟"
" انت تعرف جيدا ما أعنيه "
"من السهل جدا تصحيح هذا الوضع , وتذكري ما حذرتك منه ... لا تثيريني أكثرمن ذلك"
وجف حلقها وحاولت توني ان تهدئ من نفسها . وتذكرت ان اليونانيين من اكثر الشعوب ميلا الى الغزل والحب , وان زوجها لا يختلف كثيرا عنهم , ولذلك يتعين عليها ألا تجازف بشئ فقد يصبح وجود زوجة معه بمثابة إغراء لا يمكن مقاومته ذات يوم .
وقالت بصوت يشوبه الخضوع :
" أفضل ان اذهب الى الأطفال , انهم ينتظرون الشاي "
ورد داروس في نبرة حاسمة :
"شاي في الثانية بعد الظهر ؟ لن يبقوا هنا ... هل تفهمين ذلك ؟"
وقفز قلبها ولكن ما لبثت ان هدأت وقالت في تحد :
"لكنهم أقربائي وسوف يبقون هنا , آسفة لأحداث تغيير في نمط حياتك الروتيني الهادئ , لكن حاجة شقيقتي أعظم م حاجتك"
ورد في إصرار :
"سوف تبعدين هؤلاء الأشقياء من هنا وبسرعة"
واتجه الى الباب .
" ورده قايين "
قالت :
"هذا مستحيل حتى لو أردت أنا ذلك , فليست هناك أموال لنفقات سفرهم"
واستدار داروس بهدوء ونظر اليها وهو لا يصدق :
" هل حجزت لهم تذاكر ذهاب فقط ؟"
"لم تكن لدي أية اموال لحجز تذاكر العودة , ولم يكن لدى شقيقتي أي مبلغ للمساهمة في ذلك"
وارتسمت ملامح الغيظ على وجهه وهو يقول :
"لديك خمسة آلاف جنيه مدخرة في مكان ما , استخدمي بعضا منها"
وفي هذه اللحظة تركها واتجه الى الحديقة تاركا اياها تفكر فيما دار بينهما , واعترفت توني رغما عنها بأن كلماته أثرت فيها . وأدت الى اشاعة المخاوف في نفسها , والى الأعتقاد بأن جميع خططها للإنتقام منه لا يحتمل ان تنجح .

lovely sky
03-06-2007, 20:58
waaaaaaaaaaaaaaaw
روووووووووووعة
شكرا كتيييييييييييير الك وردة قايين
عن جد روعة
تسلم ايديكي
http://img353.imageshack.us/img353/9284/1312171bn4.gifhttp://img353.imageshack.us/img353/9284/1312171bn4.gif

بانتظار التكملة يا قمر

ماري-أنطوانيت
04-06-2007, 02:17
انا قرأت هذي القصة وبالمختصر المفيد.....
رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووعه جدا

وكل وحده تحب روايات عبير واحلام لا تفوت عليها هذي القصه

واقول لوردة قايين انها بصراحه احسنت الاختيار جدا جدا ::جيد:: ::جيد::

والصراحه كل من ورده قايين وlovly sky عندهم ذوق حلو في اختيار الروايات الي يشاركونا فيها...

نور سلامة
04-06-2007, 08:21
السلام عليكم أعزائى الاعضاء لفلى سكاى ولميس ووردة قايين والله الكم وحشة وانا بعتذر عن غيابى بس كان عندى امتحانات وكنت من قبل عرضت المشاركة بكتابة اى جزء وان لساتنى عندى كلمتى ويسعدنى انى اشارك معكم من الاسبوع هذه اخلص آخر امتحان على فكرة اذا تقصدون رواية حزن فى الذاكرة من سلسلة احلام فالرواية موجودة عندى وحلوة كتييييير واول ماتبتدوا فيها خبرونى.....واختى لميس رواية الندم لآن هامبسون كمان عندى وامتى يحبوا ينزلونها أنا مستعدة وبعتذر مرة تانية عن غيابى بس ماشاء الله انتم مكفيين وموفيين سلام
نور سلامة....

نور سلامة
04-06-2007, 08:53
عزيزتى وردة قايين ذوقك أكثر من رائع لانه رواية " الثأر " من أروع الروايات اللى قرأتها وبنصح الجميع انهم ما يفوتونها ومشكورييين
نور سلامة

lovely sky
04-06-2007, 17:23
انا قرأت هذي القصة وبالمختصر المفيد.....
رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووعه جدا

وكل وحده تحب روايات عبير واحلام لا تفوت عليها هذي القصه

واقول لوردة قايين انها بصراحه احسنت الاختيار جدا جدا ::جيد:: ::جيد::

والصراحه كل من ورده قايين وlovly sky عندهم ذوق حلو في اختيار الروايات الي يشاركونا فيها...

مرحبا حبيبة قلبي ماري
اولا احب ارحب بكِ عضوة رائعة معانا في فريق كتابة الروايات ....
اسعدنا انضمامك للفريق جدا جدا
مشكوووورة حبيبتي على التعاون الرائع الذي لمسته فيكي و مشاركتك لنا و تشجيعك الرائع جدا
http://img239.imageshack.us/img239/7669/119161xh3.gifhttp://img239.imageshack.us/img239/7669/119161xh3.gifhttp://img239.imageshack.us/img239/7669/119161xh3.gifhttp://img239.imageshack.us/img239/7669/119161xh3.gif

و اشكرك جدا جدا على ذوقك و كلامك الرقيق و والله هذا من ذوقك
http://img239.imageshack.us/img239/4922/363121zl2.gifhttp://img239.imageshack.us/img239/4922/363121zl2.gifhttp://img239.imageshack.us/img239/4922/363121zl2.gif

واحب احيي الاخت الحبيبة و الرائعة و المتألقة وردة قايين على اختيارها الرائع ...
اشكرك جدا جدا وردة قايين من كل قلبي ...
http://img69.imageshack.us/img69/5963/44ib5.gif

الرواية راااائعة و بانتظار التكملة على احر من الجمر
http://img69.imageshack.us/img69/9909/2836v1bj4.gifhttp://img69.imageshack.us/img69/9909/2836v1bj4.gif

lovely sky
04-06-2007, 17:39
السلام عليكم أعزائى الاعضاء لفلى سكاى ولميس ووردة قايين والله الكم وحشة وانا بعتذر عن غيابى بس كان عندى امتحانات وكنت من قبل عرضت المشاركة بكتابة اى جزء وان لساتنى عندى كلمتى ويسعدنى انى اشارك معكم من الاسبوع هذه اخلص آخر امتحان على فكرة اذا تقصدون رواية حزن فى الذاكرة من سلسلة احلام فالرواية موجودة عندى وحلوة كتييييير واول ماتبتدوا فيها خبرونى.....واختى لميس رواية الندم لآن هامبسون كمان عندى وامتى يحبوا ينزلونها أنا مستعدة وبعتذر مرة تانية عن غيابى بس ماشاء الله انتم مكفيين وموفيين سلام
نور سلامة....

مرحبا حبيبة قلبي نور
وانتي بعد الك وحشة كبيــــــــــــــــــــرة جدا
و مفتقدينك معانا
و الله يكون بعونك ... اكيد الامتحانات مآخذة كل وقتك ..
http://img505.imageshack.us/img505/8128/34100v1qx6.gifhttp://img505.imageshack.us/img505/8128/34100v1qx6.gifhttp://img505.imageshack.us/img505/8128/34100v1qx6.gif

وان شاء الله اول ما تخلصي الاختباراات احنا بانتظارك لاننا الحين نكتب حزن في الذاكرة و باقي منها 4 فصول غير محجوزين
و ان شاء الله تلحقي تكتبي معانا في هذه الرواية
http://img267.imageshack.us/img267/9901/119101vf1.gifhttp://img267.imageshack.us/img267/9901/119101vf1.gifhttp://img267.imageshack.us/img267/9901/119101vf1.gif
وبيكون لنا الشرف انك تنضمي لفريق كتابة الروايات ...
http://img267.imageshack.us/img267/5851/5511be7.gif

وان شاء الله بس تخلصي خبريني و بارسللج التفاصيل ..
http://img258.imageshack.us/img258/162/31224v1fc6.gif

ومشكورة حبيبتي على متابعتك و تشجيعك للفريق
اشكرك جدا حبيبتي ...

http://img267.imageshack.us/img267/3495/7854eb4.gif

lovely sky

ورده قايين
04-06-2007, 17:46
ماري-أنطوانيت

نور سلامة


يسرني ان اختياري للرواية اعجبكم وان شاء القادم ايضا يعجبكم وهذا كله بفضل تشجيعكم وبفضل lovely sky التي لولاها ما نجح هذا المشروع ارائع 00

والآن اترككم مع التكملة 00

lovely sky
04-06-2007, 17:52
ارحب باختا الغالية و الحبيبة سيرما كعضوة جديدة معنا في فريق كتابة الروايات
http://img507.imageshack.us/img507/339/i39698r98781891u35662ay0.gif

اشكرك حبيبتي سيرما على انضمامك للفريق
الفريق نور
http://img79.imageshack.us/img79/2043/sterne19wu2.gifhttp://img79.imageshack.us/img79/2043/sterne19wu2.gifhttp://img79.imageshack.us/img79/2043/sterne19wu2.gif

واشكرك على المشاركة و التشجيع المستمر للفريق و المتابعة الدائمة..

مشكورة يا قمر
http://img526.imageshack.us/img526/6922/flowers2ws1.gifhttp://img526.imageshack.us/img526/6922/flowers2ws1.gifhttp://img526.imageshack.us/img526/6922/flowers2ws1.gifhttp://img526.imageshack.us/img526/6922/flowers2ws1.gifhttp://img526.imageshack.us/img526/6922/flowers2ws1.gifhttp://img526.imageshack.us/img526/6922/flowers2ws1.gifhttp://img526.imageshack.us/img526/6922/flowers2ws1.gifhttp://img526.imageshack.us/img526/6922/flowers2ws1.gifhttp://img526.imageshack.us/img526/6922/flowers2ws1.gifhttp://img526.imageshack.us/img526/6922/flowers2ws1.gifhttp://img526.imageshack.us/img526/6922/flowers2ws1.gifhttp://img526.imageshack.us/img526/6922/flowers2ws1.gif

ورده قايين
04-06-2007, 17:58
4 – ثمار القسوة

بعد فترة من التفكير والتروّي , استعادت توني رباطة جأشها . ما الذي يمكن ان يفعله زوجها ؟ لن يستطيع إخراج الأطفال من البيت , ولذلك من الواضح أنهم يستطيعون البقاء . لكن عليها قبل انتهاء الأسابيع الستة ان تفكر في طريقة للحصول على نفقات عودتهم , وثمن تذكرتها هي ايضا لأنه عليها ان ترافقهم . ربما تستطيع الأستدانة من والدها , نعم ستكتب اليه بعد فترة , لكنها لا تعرف كم سيمضي من الوقت قبل ان تستطيع سداد هذه النفقات , يالها من ورطة أوقعت فيها نفسها نتيجة رغبتها المجنونة في الأنتقام من داروس بسبب الأهانات التي وجهها اليها ... كان من الأفضل ان تنسى هذه الإهانات , لكنها لم تأسف لاحضار الأطفال معها . كانت بام متعب وكانت بالتأكيد ستنهار اذا لم تحصل على الراحة . وفجأة بدا لتوني انه من الظلم ان يمتلك داروس كل هذه الثروة في الوقت الذي تشعر فيه بام بالحاجة الشديدة .... لو كانت هناك طريقة لتأخذ بها قدرا صغيرا من أموال زوجها وتنقلها الى بام . ولكن لم يكن من الحكمة التورط أكثر .... تأكدت الآن من صلابة داروس ومن الحماقة ألاّ تستفيد من الدرس الذي تلقته.
وعندما اقتربت توني من البيت سمعت أصوات الأطفال يطالبون ماريا بإعداد الطعام لهم . كانوا يوجّهون الى المرأة وقاحات شديدة لم تكن قادرة على تفسيرها او فهمها , لأن توني كانت تسمعها تتحدث اليهم باليونانية .
"لا تعاملوني بهذه الوقاحة , وسوف تأكلون في الموعد المناسب وليس قبل ذلك ... أخرجوا من مطبخي الآن كلكم . انكم عصابة من السفاحين . واذا لم تخرجوا في الحال سأستخدم معكم المكنسة ..."
ورد روبي في صوت مرتفع يدل على السخرية :
"ماذا تقول هذه المرأة ... إنها لا تستطيع ان تتحدث الأنكليزية !"
وأسرعت توني وسمعت لويس تقول :
" أعتقد انها قالت سوف تطاردني بالمكنسة , لأنها أشارت إليها . ما رأيكم ... هل نجعلها تطاردنا ؟ سيكون هذا متعة كبيرة!"
ورد ديفيد :
"تطاردنا , انها سمينة جدا ولا يمكن ان تجري ياردة واحدة"
وصرخ روبي :
" انت على حق , انها كالحيوان البدين"
وسارعت توني الى المطبخ , ووصلت في الوقت الذي كان فيه الطفل يثير غضب المرأة , وينظر لى داروس نظرة جريئة , ثم صرخ صرخة مدوية وحدقت توني في داروس – وقد حضرت على عجل – وهي تقول :
"ضربته .... كيف تجرؤ على المساس بابن شقيقي ؟"
"ما فعلته ليس إلا مقدمة ... وفي المرة المقبلة سوف أضعه على ركبتي واصفعه "
ونظر الى الآخرين وهو يقول :
" هل ترغبون في تجربة ذلك ؟"
وهز الصبي رأسه واحتمى خلف ظهر خالته.
ونظرت لويس الى خالتها وهي تقول :
"لا .... انني لا أحب هذا الرجل , اطلبي اليه ان يرحل "
وردت توني :
"يا عزيزتي هذا منزله !"
وقاطعها داروس في حنق :
" أنتم الذين سترحلون الى منزلكم , والآن عليكم ان تدخلوا الى الغرف التي خصصت لكم , ويجب ألا يحاول أحدكم النزول الى هنا بدون اذني . ماذا تنتظرون؟"
واستفسرت لويس :
"هل يتعين علينا ان نفعل ما يقول يا خالتي !"
وأومأت توني برأسها .
"ولكن الشمس ما زالت ساطعة في الخارج ونحن نريد اللعب على الشاطئ ..."
وحاولت توني ان تبدو جادة وهي تقول :
" أصعدوا جميعا الى الطابق الأعلى ...."
وقال داروس في صوت مرتفع :
" اطيعوا ما أقوله فورا .... ولا شئ آخر"
وصعد الأطفال السلم في صمت .
والتفت الى توني وقال :
"اما انت فأعتقد انك تستحقين ايضا الحبس في غرفتك !"
واندفع الدم الى وجه توني . كان هذا الرجل بالتأكيد أكثر إنسانية من الزوج الصامت اللاهي الذي عرفته . ولكنه في الوقت نفسه كان يثير فزعها . من يدري لعله لا يتردد في تنفيذ تهديده . هذا ليس بعيد الأحتمال وهو في مثل هذه الحالة من الغضب الشديد وخاصة إذا ارتكبت حماقة أثارت غضبه ونسيت وجود خادمته . وأخيرا استدار وانصرف ولكنه أمر توني ان تلحق به في غرفة جلوسه .
" أغلقي الباب "
وأطاعته توني في هدوء .
وجلس داروس على مقعد وتركها واقفة . وهو موقف لابد ان يشعل غضبها الذي استشاط بالفعل بعدما طلب منها بغطرسة إغلاق الباب . وأسند ظهره إلى مقعده وهو يقول :
"أرجو ان توضحي لي ما أراه , بقيت أفكر خلال الدقائق القليلة الماضية في هذا الموقف لكني لم أجد سببا معقولا واحدا لكل هذه المحاولات التي تجعل منك عاملا مزعجا "
سبب معقول ! وللحظة شعرت برغبة في ان تقول له الصدق . ان تخبره بأنه كان على حق في كل ما قاله , ولكنها قاومت الرغبة . فلم تكن قد تخلت تماما عن فكرة عقابه . وردت قائلة :
" كلا ... إنني لست مزعجة , أردت ان اعود الى بلدي . ورفضت انت اعطائي نفقات السفر "
"معك خمسة الاف جنيه , ماذا فعلت بها ؟"
" تم استثمارها "
لم تكن هذه كذبة , حسنا , كانت مجرد كذبة بيضاء . هكذا قالت وهي تحاول ان تهدئ فسها .
" ولكنك تستطيعين سحب مبلغ منها "
وهزت توني رأسها وقالت :
"كلا إنني لا أستطيع سحب شئ منها "
" لا أصدقك , إنك تدخرينها , على أمل الحصول على المزيد مني ولكن لا تفكري في ذلك يا فتاتي , لست من الأنكيز التافهين كما قلت لك "
ولشدة دهشتها وجدت نفسها تقول :
" داروس ... أرجو ألا نعيد ما حدث من قبل .. إنني لا أريد التشاجر معك"
وقاطعها :
" إنك تدهشينني . كنت حتى الآن تحاولين إثارتي والشجار معي"
" غير صحيح , لم نتحدث إلى بعضنا البعض حتى هذا اليوم"
وسكتت وقد إحّمرّ وجهها بينما رفع حاجبيه ثم قالت :
"شعرت بالغضب فقط ندما امتنعت عن إعطائي مبلغا من المال لتغطية نفقات رحلتي إلى انكلترا . (ثم اعترفت برقة) تشاجرنا وقتها"
وعاد داروس الى الحديث مرة اخرى عن موضوع سحبها بعض أموالها .
"يجب ان تفعلي ذلك . لأن هؤلاء الأطفال لن يبقوا في منزلي لحظة أكثر مما هو ضروري"
" ورده قايين "
" سأبقي عليهم هنا طالما أردت انا ذلك . هذا منزلي في الوقت الحاضر . ولذلك فإنني سأطلب من اسرتي ان تزورني . واعتقد انك تشعر بالقلق لأن الأطفال ربما يضايقون جدك عندما يحظر الى هنا . انني بإخلاص ارجو ذلك . لأنه يستحق بعض العقاب على ما فعله بي"
" جدي يتوقع ان يمضي اياما هادئة هنا . وفي أي حال , سواء حضر او لم يحضر . لن أرضى بوجود هؤلاء الأطفال الوقحين في منزلي"
" سيرحلون بعد ستة اسابيع "
ورد بهدوء:
"يبدو انك نسيت إنذاري لك يا توني , اسمعي نصيحتي , وابعديهم خلال يوم او يومين"
"لن افعل ذلك , وحتى لوقررت ان افعل ما تأمر به فإنني لا امتلك نفقات سفرهم, ابلغتك بذلك من قبل"
" وخلال هذه الأسابيع الستة – هل ستكون لديك الأموال ؟"
" والدي سيقرضني"
" ولماذا لا يستطيع إقراضك الآن؟"
وضاق فمها وحدقت فيه في غضب وقالت:
"لم أطلب منه بعد"
"إذن .... اطلبي ذلك في برقية"
"ان الأطفال سيبقون هنا لأن شقيقتي تحتاج الى العمل , ولن تستطيع ذلك اذا تواجد الأطفال في البيت .... وعلاوة على ذلك فسوف تفقد وظيفتها اذا طلبت اجازة"

ورده قايين
04-06-2007, 17:59
وتنهد في غضب وقال:
"لو كنت تهتمين بشقيقتك هذه فلماذا م تعطها بعض الأموال التي طلبتها مني!"
"لم تكن لتقبلها لأنها عزيزة النفس جدا"
"ولذلك فإنها تستحق ان تكون في عوز"
"انك شخص بغيض"
"ألا تستطيعين نسيان نقائصي الآن؟ الأمر الملحّ هو ان تتولي انت رعاية هؤلاء الأطفال"
ونظر الى وجهها طويلا ولم تستطع توني رغم قراراتها ان تقمع فزعها الذي كان يزحف في بطء . وعاد يقول :
" ولو كنت عرفتني لفترة اطول لأدركت انني اعني ما أقول , اذهبي الان , وعندما نلتقي مرة اخرى ارجو ان تكوني نفذت اوامري"
وغادرت توني الغرفة وهي تحترق غضبا . فليذهب الى الجحيم . وكانت عازمة على ألا تخذل شقيقتها . واتجهت الى غرفة الأطفال . وادهشها ما رأت , اذ عبر الأطفال عن استيائهم من سلطة البيت بتصرفات تتسم بالفوضى تماما . كان كل شئ في الغرفة مبعثرا , القوا الماء على الجدران . داسوا على مفرش السرير وحطموا الأباجورة الثمينة وألقوا بها على الأرض , ووقفت توني لحظة لا تستطيع الكلام . ثم انفجرت غاضبة وقالت :
" حذرتني والدتكم مما كنت تتوقعه منكم , ولكنني لم اصدقها . وكانت على صواب , انكم ثلاثة من أوقح الأطفال الذين شاهدتهم , وانا فعلا آسفة لأحضاركم معي"
وقال روبي :
" ونحن ايضا نشاركك الأسف .... لقد ضربني ذلك الرجل!"
وصرخت لويس ..." أريد العودة الى بلدي ... اريد العودة الآن ...."
" لن ترحلوا الآن , ولن تفعلوا ذلك قبل مضي ستة اسابيع , ومن مصلحتكم ان تسلكوا سلوكا حسنا طوال هذه المدة"
وانفجرت لويس باكية , وحاولت توني ان تهدئ من روعهم فقالت :
"فلنعمل معا لنعيد النظام الى هذه الغرفة"
ولم تشترك لويس , ولاحظت توني إحمرار وجهها , ربما تكون مريضة , وكانت لويس مريضة فعلا فلزمت الفراش.
وزارها الطبيب في اليوم التالي , ونصحها بعدم مغادرة السرير بسبب ارتفاع حرارتها وقال :
" انها الحصبة , سوف ارسل اليها بعض الأدوية بعد الظهر"
وعندما نزلت توني من غرفتها تقابلت و داروس الذي بادرها بقوله :
"ماذا حدث لهذه الطفلة ؟ شاهدت الطبيب خارجا لتوه ...."
" لويس مصابة بالحصب ويتعين ان تبقى في سريرها ...."
ولمحت الشرر يتطاير من عينيه وهو يقول :
" حسنا توصلت إلى ما تبغين الآن ....."
"أؤكد لك أنني لم أدبر مرض الطفلة"
"كلا ... ولكنها فرصة جاءت في وقت مناسب"
"انك شخص بغيض .... ألا تحس بأية مشاعر تجاه الطفلة المسكينة المريضة التي تطلب أمها الآن"
"الطفلة المسكينة ! من الأنسب ان تقولي الشريرة الملعونة .... ولكن من الذي أخطأ بإحضارها الى هنا ؟"
وقالت توني مدافعة :
"لويس أفضل بكثير وهي معي هنا .... بام لديها الكثير تفعله بدون ان تزيد متاعبها في العناية بطفلة مريضة"
وزالت تعابير الغضب عن وجهه , وقال في دهشة :
"انك تثيرين حيرتي .... يبدو ان اهتمامك بشقيقتك امر حقيقي ..... ولو كان الأمر كذلك فلماذا تبقين على الأموال التي اخذتها مني ؟"
"بام لا تقبل إعانة ... قلت لك ذلك من قبل "
"هناك طرق ووسائل أخرى لأعطاء النقود بدون ان تقدم كإعانة "
"هل تريد ان تعرف ماذا فعلت بهذه الأموال ؟"
"انني اعرف ما فعلت بها ...."
"صحيح .... هل تعرف حقيقة؟"
وبدا الأهتمام على توني وهي تنتظر رده :
"تختزنينها ولا تعتزمين ‘نفاق بنس واحد منها ... إنك بخيلة جشعة يا توني"
"اشكرك ... انك ايضا لا تمنح الكثير بروح السخاء.."
وضحك.
وحاولت توني التفاهم معه للحصول على جزء من مخصصاتها التي كان قرر وقفها , لكنه رفض ذلك , وقال :
"اذا تجرأت مرة أخرى وأرسلت لي كشف حساب سأنهال عليك ضربا"
وقالت توني وقد سرت رعشة غريبة في جسمها :
"لن تستطيع السيطرة عليّ بأي عنف جسدي"
"لماذا ؟ هل تعتبرين نفسك نداً لي ؟"
"اود ان اقول انني سألجأ الى الشرطة اذا تجرأت وحاولت حتى لمسي بإصبعك"
"اخشى ألا يفيدك ذلك ... الزوج اليوناني من حقه ان يؤدب زوجته المخطئة"
كان في استطاعتها ان تخبره انه نصف انكليزي ... ولكن داروس كان يفضل اعتبار نفسه يونانيا . ورمقته توني بنظرة تحد , وقالت :
"باستطاعتي ان اخرج عن طاعتك"
"هذا صحيح ... ولكن جدي في هذه الحالة سيعتبر الزواج منتهيا "
ولمعت عيناه بالسعادة بينما أضاف :
"في اليونان تعتبر المعاشرة الزوجية هي التي تقرر اذا كان الزوجان متزوجين حقيقة ام لا .... ولا توجد بيننا معاشرة زوجية كما تعلمين "
وهز كتفيه ثم ضحك برقة عندما تسلل الدم الى وجهها .
كانت تتمنى ان تناقشه ... وان تتهمه بالكذب ولكنها كانت قد اقامت في اليونان مدة كافية لتعلم أهمية الحياة الزوجية بالنسبة الى الزوج اليوناني .
والواقع انها لم تكن تفكر حقيقة في ترك زوجها , كانت تأمل في التوصل الى طريقة ما تجعله يدفع ثمن الأهانات التي وجهها اليها . ومع ذلك كان شاغلها الوحيد الآن هو كيفية الحصول على الأموال . ومت الأيام وشعرت توني ان الأطفال أصبحوا أكثر هدوءا . كانت توني تعتقد هذا الهدوء انما يرجع الى مرض شقيقتهم لويس , الا انها اكتشفت في اليوم الرابع عدم وجود روبي اثناء تناول الشاي .
وسألت :
"اين روبي ؟"
ونظر ديفيد اليها قائلا :
"في غرفته"
"ماذا يفعل هناك ... اذهب اليه واخبره ان الشاي حاضر"
"انه لا يستطيع النزول "
وخفق قلب توني سريعا , وتمنت الا يكون روبي مريضا .. يكفيها رعاية لويس اثناء مرضها ..كانت الطفلة لا تثير المتاعب بسبب مرضها فقط ,لكنها كانت شرسة وقحة بطبيعتها ولعل هذا يرجع الى عدم وجود سيطرة ابوية .الواقع ان الولدين كانا عنيدين لا يطيعان احدا وبرغم ان توني كانت تشعر بالسعادة احيانا لأنهما يزعجان زوجها لكنها كانت تشعر بالضيق والحرج حتى تنقض عليهما وتشبعهما ضربا . كان الألم يحز في قلبها بسبب التلف الذي أحدثاه ... كان هذا التلف يبدو اشبه بإجراء انتقامي . وعندما يحطمان قطعة اثرية نادرة وهما يتصارعان في غرفة الجلوس كانت تشعر بالأسف على فقدها اكثر مما تشعر بالغضب وهي تتلقى تأنيب زوجها .
" ورده قايين "
وسألت بسرعة :
"ماذا تعني بذلك؟"
"هذا الرجل البغيض – أقصد العم داروس – طلب من روبي الصعود الى الغرفة بعد الغداء , ولم يسمح له بالنزول مرة اخرى اليوم"
"العم داروس .... كيف يحدث ذلك.... ما الذي فعله ؟"
"كان يتحدث بوقاحة الى البستاني .... وعندما طلب داروس منه ان يعتذر , خاطبه هو الآخر بوقاحة , ولذلك أمره بالصعود الى الغرفة"
وأحست توني بمشاعر مختلفة , فبينما شعرت ان خطتها الأخيرة للأنتقام من داروس فشت , كانت تحس على النقيض بالأرتياح لأن الأطفال اخذوا يخضعون لنوع من التربية السليمة –وأدهشها ان تقول فجأة له :
"العم داروس كان على صواب عندما عاقبه
فنظر اليها ديفيد وهو يقول :
"هل تتفقين مع العم داروس؟"
"بالتأكيد"
" ورده قايين "
"اود العودة الى بلدي ... لويس مريضة في الفراش وروبي معاقب في الغرفة , فماذا افعل وحدي ؟"
"باستطاعتك ان تمضي وقتك بالقراءة ...كما طلب منك"
وفي هذه الأثناء كان داروس يمرّ امام الغرفة , ثم دخلها ونظر الى ديفيد في جفوة . وقالت توني :
"ابلغني ديفيد ان روبي في غرفته بناء على أوامرك"
ونظر اليها والغطرسة بادية عليه حتى في الطريقة التي وضع بها يده على الباب :
"هذا صحيح , هل لديك أية تعقيبات على ما فعلت ؟"
ونظرت توني الى ديفيد الذي كان ينتظر منها ان تنتصر لأخيه .
"كلا.... ليس لي تعقيبات ... ولكن أيتعيّن عليه ان يبقى في غرفته طوال اليوم؟أليس هذا وقتاً طويلاً؟"

ورده قايين
04-06-2007, 18:02
وأدهشه انها لم تكن غاضبة ولكنه لم يفصح عن هذه الدهشة وهو يقول في نبرات هادئة:
"في الأحوال العادية تعتبر هذه العقوبة قاسية , ولكن روبي تمّ تحذيره مرتين , وكان يدرك جيداً ما يتوقعه اذا تجاهل التحذير الثاني"
"هل سيتناول أي طعام؟"
"أرسلنا الشاي اليه في غرفته"
ولم تبد أي تعليق فنظر داروس الى ديفيد وقال :
"أتذكر القراءة التي نصحتك بها ... تستطيع ان تحضر الى غرفتي بعد تناول الشاي لتحدثني عنها"
واندهشت توني من مسلكه , ان السيطرة على الطفل شئ . والأهتمام به الى هذا الحد شئ آخر , لابد ان يكون شخصا آخر غير داروس فما الذي حدث له ؟
وقال ديفيد في تأدب وهو ينظر الى يديه الموضوعتين فوق ركبتيه :
"لم أقرأ شيئا...."
"أعتقدت ذلك .... ألم احذرك , افرغ من الشاي ثم أصعد الى غرفتك , وسوف تبقى مثل روبي حتى صباح الغد"
ونظر ديفيد الى خالته مستعطفا وهو يبكي :
"أريد العودة الى بيتي"
لم تكن قد استعادت صوابها بعد من الدهشة التي اصابتها . لم تكن تتوقع ابدا ان يكون في أخلاق داروس هذا الجانب من الطباع . كان هادئا ومع ذلك كان حاسما . الغضب الذي بدا عليه بعد وصول الأطفال تحوّل الآن الى اهتمام لا داعي له . ومحاولة داروس السيطرة على الأطفال لمجرد الدفاع عن النفس في حد ذاته امر مفهوم . لكن محاولته التأثير عليهم بهذه الطريقة كانت شيئا من الصعب فهمه.
وفي هذه الليلة شعر الأطفال الثلاثة ان الأحوال تغيرت بالنسبة لهم تماما . أصبح هناك شخص – غير والدتهم العطوفة التي تستجيب دائما لكل مطالبهم – يستطيع ان يتصدى لهم , وان يضع قيودا على تحركاتهم .
وعندما التقى الأطفال في غرفتهم كانت تجتاحهم مشاعر التمرد على هذه القيود الجديدة التي لم يألفوها من قبل . وكان هناك اصرار بينهم على مواجهة هذا الموقف.
وقال روبي :
"ما الذي يدفعنا الى البقاء هنا ؟ كل تحركاتنا اصبحت مقيدة تماما"
ورد ديفيد :
"انني اعيش في سجن كبير واسع . العم داروس يحاول فرض سيطرته الكاملة على كل تحركاتنا"
"علينا ان نتخذ قرارنا الليلة لنبلغه الى خالتي بمجرد ان تستيقظ في الصباح"
"يبدو ان خالتي توني لا تستطيع هي ايضا أن تجد مخرجا لنا مما نحن فيه "
"علينا ان نتدبر الامر حتى نحمل العم داروس أما على تغيير طريقته في معاملتنا او أعادتنا الى بيتنا"
" لاحظت شيئا هاما الليلة000خالتي توني وقفت الى جانبه وهو يروي لها الأسباب التي دفعته الى معاقبتك"0
" ربما تكون خائفة مثلنا ,أنه رجل شرير متغطرس"0
وأعتدلت لويس وهي في فراشها :
" أنكما تفكران بطريقة كلها أنانية , كل همكما أن تتوافر لكما أسباب الراحة بدون ضابط أو أن تعودا الى بيتنا لتضاعفا من المشقة التي تعاني منها والدتي , فلنتدبر الأمر جيدا , لابد أن يكون في أصرار خالتي توني على وجودنا معها هنا فائدة كبيرة"0
" ربما00لكنها فائدة تحد من حركتنا وكيفية استمتاعنا باللعب000"
وقالت لويس في نبرة كلها أستعطاف:
" قدمت والدتي لنا كل ما في طاقتها أثناء الدراسة000فلماذا لا نتيح لها الفرصة كي تسترد أنفاسها ؟ أن استمرار وجودنا هنا يسمح لها بالعلاج لاستعادة صحتها , وربما استطاعت بعد ذلك أن توفر لنا امكانيات أكبر للعب واللهو "0
ورد روبي قائلا:
" انا مصمم على العودة , جئت الى بيت خالتي توني وكانت تحدوني الآمال في قضاء وقت كله لعب واستمتاع بالطبيعة, اما الآن فأنني أشعر أنني استأنفت دراستي مرة أخرى"0
وأضاف ديفيد الى كلام أخيه:
" العم داروس مصمم على ان نقرأ كل يوم الى جانب اللعب"0
وقالت لويس:
" خالتي تؤيده , لابد أن يكون هناك وقت للأستمتاع باللعب واللهو وآخر للقرأءة والدرس"0
وفجأة سمع الأطفال طرقا على باب الغرفة ثم انفتح الباب برفق 0 ودخل العم داروس:
" هل أشارككم هذا المؤتمر الصغير؟"
وصمت الجميع , لم يجروء أحد على الرد عليه , ربما أحتجاجا على مسلكه معهم , وربما خوفا من عقوباته القاسية التي يمكن أن يفرضها بدون رأفة0
وأستطرد قائلا:
" أعرف أنكم تنتقدون مسلكي معكم , انكم أيها الصغار لا تدركون بعد أنني لا أقصد أن أفرض عليكم قيودا لمجرد الرغبة في مضايقتكم , كل ما في الأمر أنني أردت غرس نوع من السلوك المنتظم في نفوسكم يوفر لكم متعة حقيقية أثناء وقت فراغكم "0
كان داروس يتحدث اليهم في عطف ومودة 0 لقد خلا حديثه تماما من أي تهديد بعقاب او أية اوامر صارمة0
" لاأشك أبدا في أنكم جميعا تحبون والدتكم 0 أنها في حاجة الآن لأن تتفرغ لنفسها بعض الوقت حتى تستكمل علاجها 0 هل تبخلون عليها بهذه الفرصة؟"
ورد الجميع في صوت واحد:
" كلا00أننا ندعو لها بالشفاء"0
وأحس داروس بأن هناك استجابة من الأطفال لهذة الطريقة من التفاهم:
" أذا فلنتفق على ان نتعايش معا , ولنخصص من يومنا وقتا للأستمتاع باللهو , وآخر للأستفادة بالدراسة 0 وليحترم كل منا رغبات الآخر0"
" ورده قايين "
وكانت المفاجأة ان يدرك الأطفال الثلاثة حقائق الموقف بأسرع مما ادركته خالتهم توني 0 وتعاهد الجميع على تغيير سلوكهم 0 لابد من معايشة العم داروس حسب التقاليد التي يعتقد انها صائبة 0 اما العم داروس فلن يبخل عليهم مقابل ذلك بشئ 00سوف تتتوافر لهم كل وسائل اللهو !
وأحس الأطفال بعطف حقيقي من العم داروس , انه ليس بهذه الدرجة من الشراسة التي بدت لهم في لقائهم الأول معه0

"طبتم مساء يا أعزائي، أرجوأن يظل هذا الاتفاق سرأ بيننا وأرجو ألا يتر" أحد منكم في اللجوء إلي إذا رغب في شيء".

*لميس*
04-06-2007, 19:43
السلام عليكم

تسلمين ياوردة قايين ع القصه الروووووعه

عجبتني كثير

وهلا فيك حبيبتي نور الله يساعدك في إمتحاناتك وأنا سعيده لوجود رواية الندم لديك

أنا الآن في إنتظار التكمله على أحر من الجمر

lanoo
04-06-2007, 20:02
مشكورة ياوردة قايين الرواية جدا رائعةةةةةةةةةةةةةة
بنتظار التكملة عزيزتي.................ز

ورده قايين
04-06-2007, 20:48
لميس
lanoo

اشكر لكم متابعتكم ومع التكملة الآن 00

ورده قايين
04-06-2007, 20:51
كان هناك شئ غريب للغاية في الموقف كله ، ومع مضي الأيام وجدت توني نفسها تنظر إلى زوجها في إطار جديد. وأدرك الأطفال أنه قادر على التصدي لمقاوتهم فاحترموه لذلك ، وكان يطلب إليهم كل يوم أن ينجزوا كمية محددة من الدراسة في غرفة خصصها لهم ، وإذا أخل أحدهم بما يطلب فلا بد أن يتوقع نوعأ من العقاب ، والأغرب من ذلك أن كل طفل أصبح يتقاضى يوميأ مصروفأ خاصأ به . وكانت مفاجأة لها أن يجيء إليها روبي ذات يوم حاملأ لعبة في يده. ولما سألته من أين حصلت على المال قال :
"أعطاني العم داروس ضعف مصروفي اليوم لأنني أنجزت كل عملي تمامأ".
دخل داروس فابتسم له ووبي وسأله :
«هل تعجبك ؟"
وامسك داروس باللعبة وأخذ يفحصها، إلا أن عينيه كانت ترقبان توني.
"ورده قايين "
وسألها.
" لماذا تنظرين في دهشة هكذا؟
" ´انت .. أنت تدفع مصروفأ يوميأ للأطفال "
" انه مصروف بسيط ..
" ولكن لماذا ؟"
" ربما لأثبت لك أنني لست بخيلأ كما تعتقدين ..."
تذكرت توني المأساة التي تعيشها... إنها لا تستطيع أن تشتري لنفسها قطعة صابون . كانت تتابها الحيرة والغيظ في فترات كثيرة : كيف تكون معدمة تمامأ لا تمتلك دراخما واحدة بينما تزوجت واحدأ من أغنى رجال الجزيرة ؟ كان كل شئ مختلفا عما خططت له وتمنت للحظة لو انها بدأت بداية مختلفة . من يدري... لوأنها لم تظهر مثل هذا الجشع في البداية لكان زوجها أكثر تفهمأ... ونظرت إليه في شك وعادت تفكر. كان أمرأ طبيعيأ أن أجعله يدفع < ولا أزال أريد منه أن يدفع إذا وجدت طريقة مناسبة لذلك . كان داروس ما زال ينظر إليها بابتسامة باهتة عندما أعاد إلى روبي سيارته اللعبة .
"" العم داروس ... وعدتني أن تأخذني أنا و ديفيد معك على الزورق ..." "نعم وعدتك ".
"قلت بعد ظهر اليوم إذا كانت تصرفاتنا مناسبة ".
"وهل تصرفتم بصورة طيبة اليوم ؟"
"طبعأ... إنك تعرف هذا ولكنك تغيظنا فقط <."
""حسنأ... تعال ، سنقوم برحلتنا البحرية الآن ، أين ديفيد؟" ونظرت توني إلى زوجها وهي تقول <
""إنك تتصرف بكياسة ، ولا شك أنك ستجعلهم يأكلون من يديك قريبأ". ورد داروس بسرعة .
"" وهوالأمرالذي يختلف تمامأ مع ما كنت تخططين له ".
"ستكسر شقاوتهم ".
"ذلك أفضل بكثير من كسر اعناقهم !"
وضحك داروس لأنه أحس بالانتصار عليها، ودخل روبي. "أخبرني ديفيد أنه سينزل في دقائق . هل نتجه إلى الزورق؟ سيعرفه مكاننا..."
وسأل ديفيد.هل تستطيع خالتي توني أن تحضر معنا؟"
«خالتك تهتم بـ لويس ... وليس لديها وقت للنزهة البحرية ".
. كانت توني تسمع هذا الحوار وهي تختنق غضبأ، كانت تتمنى لو أنها استطاعت أن تجد وسيلة تحطم بها سطوته و تعاليه . ونزل ديفيد وسألها.
"أين روبي يا خالتي؟ العم داروس كان سيأخذنا معه في نزهة بحرية في الزورق ... أعتقد أنهما ذهبا بدوني..
"كلا... اتجها إلى الزورق في انتظارك ".
«أشكرك ".
وهم بالانصراف ، لكنها سألته بسرعة .
"أصبحتما مولعين جدأ بالعم داروس ... ما الذي حدث أثناء اهتمامي بشقيقتك ؟
ورد عليها.
"كان العم داروس قاسيأ للغاية في البداية ... لكنني بعد أن بكيت وهو يصرخ في ... وبعد أن قلت له إنني أريد أمي التي تعيش بمفردها بعد وفاة والدي، أجلسني إلى جواره وجعلني أقول له كل شي "،.
<كان ديفيد ينظر في قلق إلى البوابة المؤدية إلى المرفأ الصغير وكان يخشى أن يتركاه وحده .
"لن يذهبا بدونك ... ولكن 0ماذا تقصد بأنه جعلك تقول له كل شيء؟
"كل شيء عن أمي... سألني عن كل شيء... وقلت له إنها تعمل عملأ شاقأ، وإنا لا نمتلك اموالأ كثيرة . وإنها تبكي في بعض الأحيان عندما تتذكر والدي. ثم سألني العم داروس إذا كنا أشقياء في بيتنا كما نحن هنا فأجبته بالايجاب .
وسألني إذا كنت أشعر بالخجل من ذلك ، فقلت إنني لا أعرف ... فرد علي أنه ينبغي أن أشعر بالخجل . وقال إنه من الأفضل أن نبدأ جيعأ صفحة جدية ".
"توقف ديفيد عن الحديث وهو يلتقط أنفاسه ، وكانت عيناه ترقبان في قلق
البوابة المؤدية الى الزورق
" ثم قال إنه سيرعانا جيعأ، وإنا سنعود الى بيتنا أفضل سلوكأ. هل أستطيع الآن الذهاب ؟
"ردت قانلة .
«نعم ... اذهب ".
. كانت توني ترقبه وهو يجري مسرعأ إلى البوابة . واتجهت فى خطوات بطيئة إلى حمام السباحة حيث كان يمكن أن ترى من هناك الزورق . وسرعان ما استقلوا الزورق وبدأت ضحكاتهم تعلو< واستغرقت توني فى تفكير حزين وهي ترى الزورق يبتعد في البحر. وتذكرت ما قالته جوليا عن شقيقها داروس : "إنه عطوف ". ولكن أليس كل اليونانيين عطوفين على الأطفال ؟ إن ما يفعله ليس شيئأ جديدأ، إن أي رجل آخر كان يمكن أن يفعل ذلك فى الظروف نفسها... وهذه التصرفات البسيطة يجب ألا تعميها عن جفاء زوجها.

ورده قايين
04-06-2007, 20:52
-5 - شبح اوليفيا



ووصل جد داروس في شهر أغسطس (آب ). اي بعد أسبوع من الموعد المتوقع له ، وأحست توني بالتأكيد أن فتورأ سوف يخيم على علاقتهما أثناء زيارته ، لكنها دهشت عندما حياها الرجل بالروح الودية المعروفة عن اليونانين . وكأن المأساة التي شهدها لم تحدث ابدأ.
ومع مضي الوقت انصاع الأطفال تمامأ للطريقة التي يعاملهم بها داروس . ولم تستطع توني أن تخفي إعجابها بأسلوب داروس في معاملة الأطفال . كان صارمأ معهم ، لكنه أثبت ايضأ أنه متفهم وأدرك أن الصغار يتسمون بالظرف اساسأ وليس في أعماقهم أي سوء حقيقي.
والواقع أن استفساره من ديفيد أوضح له الصورة تمامأ بالنسبة الى ما حدث منذ موت أبيهم . كانت الأم تعمل والأطفال يجمحون بلا سيطرة . وكان واضحأ أنها أفسدتهم بالتدليل لأنها شعرت أنهم يعانون الحزن بعد موت أبيهم . لم تكن صورة جديدة بأي حال ولكن توني ظلت مندهشة لأن داروس لم يبخل بالجهد أو الوقت لأصلاح سلوكهم .
وفي هذه الاثناء كانت لويس قد شفيت تمامأ وتركت فراشها، واصطحبتها توني الى الشاطىء الذي يمتلكه داروس حيث كان الصبيآن يلعبان بالكرة . اما جد داروس فكان يجلس على أريكة يرقبهما. وابتسم عندما شاهد توني ولويس تقتربان منه .
وقال:
" ابنة أختك أصبحت أفضل الآن ..
واومأت توني برأسها. وابتسمت للرجل المسن وأدهشها أنها لم تكن له في
نفسها أية ضغينة . إن عزمه على تنفيذ الانتقام كان بالنسبة اليه هو الاجراء المناسب والسليم . ولم تجد توني صعوبة في الصفح عنه . بعدما أصبعت بمنأى عن الخطر، إلا أنها لم تصفح عن داروس ، ومازالت تأمل أن يأتي الوقت الذي تتاح لها الفرصة لتعاتبه على ملاحظاته عن الفتيات الانكليزيات .
" ورده قايين "
وجاءت الفرصة أسرع عما توقعت ، أو.هكذا تصورت . كان داروس
سيستضيف بعض زملانه من رجال الأعمال وزوجاتهم في الأسبوع التالي . وطلبت توني منه بعض المال لتشتري فستانأ وتصفف شعرها. وكان رده عليها "
«استخدمي بعضأ من مخصصاتك .<<
قال ذلك بحزم وكأنه لا يريد مزيدأ من النقاش .
وراحت توني تفكر في الأمر وهي جالسة مع الرجل المسن . وراودتها فكرة إحراج داروس عندما جاء إلى الشاطىء. كان يرتدي سروالا قصيرأ وقد بدت عضلاته صلبة قوية .ونظرالى لويس وهي تلعب الكرة مع شقيقيها ثم التفت الى توني وقال وقد عبر وجهه :
"إن ما تفعله لويس يفوق طاقتها...لماذا تتركينها هكذا تنفذ طاقتها الضعيفة بعد مرضها!<<
وردت توني في صوت خفيض :
"إنها ابنة اختي وأنا أعرف ما يصلح لها.<<"
وشعرت توني بالخجل بعدما لاحظت أن الجد ينظر اليها في دهشة . ووجه حديثه إلى حفيده قائلا باليونانية :
""هل تسمح لزوجتك ان تتحدث اليك بهذا الاسلوب ؟»»
"لم أخضع روحها الانكليزية بعد. ولكنني سوف أفعل ذلك .<<
وكادت توني تنفجرغيظأ وهي تسمع ذلك . لكنها ظلت صامتة حتى تخفي معرفتها باللغة اليونانية . سأله الجد قانلا:
ألا تتعلم درسأ من الانكليزية الأخرى يا داروس ؟ هل تعرف زوجتك أنك كنت ترتبط بخطبة مع أوليفيا؟<<
وأجاب داروس في اقتضاب :
"لم أجد سببا أذكر لها ذلك "
" أتعجب في بعض الأحيان لما تزوجت هذه المرأة ؟ والدتك قالت انك احببتها 0 اما انك تزوجتها لانقاذها مني او نكاية باوليفيا 0
ولم يعلق حفيده بكلمة فاستطرد قائلا :
" كان زواجا مفاجئأ يا داروس"
ونظر ناحية توني. ثم نقل نظره الى لويس محاولا اقناعها بعدم الأستمرار
فى اللعب . وأمسك بيدها
وسمعتها توني تحتج وتقول .
"لكنني أريد أن ألعب معك <<
ولكن أخاها ديفيد نصحها محذرا.
"من الأفضل أن تسمعي ما يقوله العم داروس.»
ولم تكن لويس قد خضعت لتأثير عمها الصارم
وحاولت التملص من يده لكنه حملها بشئ من العنف واتجه بها إلى المقعد
الخالي بجوار خالتها واغتاظت توني وقالت غاضبة "دعها وشأنها.»
"إما أن تجلس في هدوء هنا على الكرسي أو أن تعود إلى المنزل .<»
"لا لن ابقى على هذا الكرسي، ولن أعود الى المنزل .<< .
"ستبقين في مكانك يا فتاتي ولم يكن من حق خالتك أن تسمح
لك بالللعب مع ديفيد وروبي.<<
كان صوته صارمإ ولكنه كان هادئأ لطيفأ وتطلعت اليه وقد بدا في عينيها
لمحة من الاحترام له
وسألت خالتها.
اينبغي أن ابقى هنا<<
ياله من وضع حرج . وقالت توني وهي تتميز غضبأ!
" نعم يجب ان تجلس لويس في هدوء على الكرسي.<»
ووقف داروس ينظر الى توني وقد بدت السخرية في عينيه 0 ثم استدار واتجه الى الولدين وعندما شاهداه ، هللا فرحأ لأنه سيشاركهما في اللعبة 0

وأخذت توني تراقبهم وقد انتابها شعور بالحنين المتدفق . لم تكن قد
حسدت بام على أطفالها. كانت تستمتع بحياتها وحريتها. وكان الزواج في نظرها حالة غامضة ولن تفكر فيه إلا بعد أن يمضي شبابها. لكنها الآن شعرت بإحساس غريب من الفراغ كأنها تهيم على وجهها بدون مرفأ.
وبصورة آلية تطلعت إلى البيت الأبيض عند سفح التل ...إنه البيت الذي تعرف بالتأكيد أن داروس يمتلكه. تذكرأن تثاريثوس ليونيتي يقيم هناك مع والدته . توني قد قابلته ذات يوم ، عندما كانت تسير على سفح التل عائدة من ليندروس حيث كانت تتسوق بعض حاجياتها. وعرض عليها أن يصحبها في سيارته إلى منزلها.وقدم نفسه إليها. ودعاها إلى زيارته وأمه في اليوم التالي . لقد حدث ذلك قبل وصول الأطفال الثلاثة . وقبلت توني الدعوة وزارتهما في مناسبات عديدة تثاريثوس وسيم وأعزب . وهو لاشك مفتون بشخصية توني. ولم يمنعه زواجها من أن يبدي إعجابه بها. وتوني تعرف أن كل اليونانيين مغرمون بتملق النساء. لكنها كانت تحس أيضا أن تثاريثوس صادق في إعجابه . تقدم اليها الكثيرون في حياتها للزواج منها. لكنها لم تكن تحس بأي شعور نحوهم . إلى أن قابلت تثاريثوس . أحبته وكانت تفكر فيه كلما قابلته . وطوال فترة وجود الأطفال معها لم تستطع توني أن تزوره هو وأمه . لا بد أنه تساءل ما الذي حدث ؟وقررت أن تتصل به هاتفيأ.

ورده قايين
04-06-2007, 20:53
وفجأة سرحت توني بخواطرها وتذكرت تلك المحادثة القصيرة بين داروس وجده منذ لحظات . وأخذت تفكر في أوليفيا: من هي وكم من الوقت استمرت خطبتها قبل أن يقررا الانفصال ؟ لا بد أنها خذلته بطريقة جعلته يحتقر كل الانكليزيات ويتمنى لو أنه تزوج من فتاة يونانية تعرف مكانها تمامأ كامرأة . وعندما وصلت توني بأفكارها إلى تلك النقطة تساءلت . ترى ماذا سيكون رد فعل شقيقتيه عندما تعلمان بنبأ ألغا، الزواج الحالي ؟ الطلاق يزعج توني. وعندما يلغى الزواج لن تشعر إلآ بالارتياح .
" ورده قايين "
وعاد داروس والطفلان من الشاطىء. وأفسحت توني مكانأ لداروس بجوارها فشكرها وهو يقول >
الأفضل أن تدخل لويس بعد دقائق إلى المنزل . حرارة الشمس أصبحت اشد من طاقتها على الأحتمال .
وأشاحت توني بوجهها. وفكرت . لو أنه فقط حد من سلوكه المسيطر المتعالي لاستطاعت أن تحتفظ بهدوئها. إن أي شخص يراه يعتقد أنه والد هؤلاء الصغار! وجلس الطفلان على الرمال بينما أجلست توني بنت أختها لويس على . ركبتيها وبدأت بناء على رغبة الطفلين تحكي قصة خيالية عن رودوس وهي تدرك أن الحميع ومن بينهم داروس وجده ينصتون إليها في اهتمام .
وبعد أن فرغت توني من روايتها قال داروس إن اسم الجزيرة اليوناني رودوس يرتبط باسم بطل القصة . وأكمل داروس بعض جوانب القصة . وكان حديثه رقيقأ لطيفأ بل كان نفسه يشعر بالبهجة والمرح مثل الاطفال . واجتاح توني شعورغريب . لقد بدا شخصأ مختلفأ تمامأ وهو يحدث الأطفال وفكرت توني. إنه أب رائع رغم أنه زوج متسلط
كان حفل الغشاء المزمع إقامته لزملائه من رجال الأعمال وزوجانهم سيتخذ شكل حفل ´رسمي...وقبل أيام من موعده جلست توني تتصور كيف سيكون الموقف أثناء الحفل . زوجها سيكون واقفا هناك يحدق في ذهول إلى مظهر زوجته أمام ضيوفه ´ الأثرياء وزوجاتهم . وهي ترتدي فستانأ قديمأ و تترك شعرها بلا تصفيف . وعندما يبدي داروس أية ملاحظة عن زيها أو شعرها...ستوجه اليه الاتهام و تقول بصوت مسموع للجميع :
" بأس يا داروس ...هذا كل ما عندي، لانك لم تعطني مالأ حتى لتصفيف شعري "
كان الثوب يخص امها وكانت توني قد أخذته لتفصل منه تنورة ذات يوم . لكنه ظل مطويأ في حقيبتها...ولو أنها أرادت أن تزيل تجاعيده لوجدت هذا مستحيلأ. في أي حال لم تكن تريد أن تزيل التجاعيد. وتطلعت إلى نفسها في المرآة وهي ترتدي الثوب . كان منظرها قبيحا...وخطر لها أن تغيرة بثوب آخر يليق بالمناسبة لكنها صرفت الفكرة . وكانت تريد أن تضع زوجها في وضع حرج
لكن داروس استطاع أيضأ هذه المرة أن يحبط محاولتها. فقبل ساعة من موعد الحفل سمعت طرقأ على باب غرفتها. وسألها إن كانت قد ارتدت ملابسها.
ووضعت توني عبأءة فوق فستانهأ وفتحت ألبأب "
. >>هل هناك شئ؟<<
«هناك خطأ في ثنية كم القميص ولا أستطيع تثبيتها.<<
تمكنت توني من تثبيت ثنية الكم والأزرار الذهبية المحلاة بالألماس
كان داروس يفحص توني بنظراته طوال الوقت ، وفجأة وقع بصره على فستانها الأحمر القديم .
"أليس عندك غير هذا ؟<<
"هذا هو أفضل ماعندي...»<
ووقف يحدق فيها بدون أن ينطق ~.
" مأذأ تقصدين ؟ هذأ غير منأسب !<<
واتجه بخطى سريعة إلى خزانة ملابسها ليجد مجموعة من الفساتين فاختار واحدأ منها ووضعه على السرير، وقال لها في عنف : "ارتدي هذا الفستان وحاولي أن تصففي شعرك بطريقة مناسبة . إنك تبدين كبائعة السمك ...<<
وردت توني في حنق وعيناها الخضراوان مليئتان بالكراهية : " لن أصفف شعري ولن أغير ردائي.<<
"سوف تفعلين ما اطلب .<<
واتجه اليها ونزع العبا،ة بعنف .
"هل تخلعين الرداء فورا أو أفعل أنا ذلك ؟<<
"لن احضر الحفل ، ويمكنك أن تعتذر لهم ، قل إنني مريضة أو أي شي، آخر.
<< "لديك عشرون دقيقة . اجعلي مظهرك مناسبأ خلالها وإلا ستتحملين كل النتائج .»
"لا أستطيع أن أفعل شيئا بالنسبة الى شعري
.<< "استدعي ماريا كات دائما تصفف شعر جوليا.
واتجه داروس الى باب الغرفة ، واستدار قائلأ: "انزلي خلال عشرين دقيقة . واعتني بمظهرك الذي يجب أن يكون مناسبأ لزوجة رجل مثلي .»
"كيف افعل ذلك فى عشرين دقيقة فقط <<
وهددها قانلا:
"" إذا امتنعت عن تنفيذ ما أطلب سوف تدفعين الثمن .،
< وتركها واقفة هناك وهي تتمنى من كل قلبها لو انها لم تفكر في هذه المحاولة . وبعد مضي عشرين دقيقة كانت توني تقف في القاعة ، وكان داروس يقدمها الى ضيوفه من اليونانيين الأثرياء وزوجاتهم اللواتي حصلن . مثل أم داروس ، على حصة من التحرر من دون الوصول إلى وضع المساواة الذي تتمتع به نساء الغرب .
وسمعت توني أحد اليونانيين يقول لداروس . "زوجتك فاتنة !<<
"وجميلة جدأ»
" ورده قايين "
قالها آخر وهو يرمق كل جزء، في جسم توني بهذا النوع من التعالي المتغطرس الذي يتصف به كل الرجال اليونانيين .
ورد داروس
" أشكرك يا بافلوس ...<<
واعقب تعليق داررس الى الرقيق بنظرة متكبرة الى زوجته . واحمر وجهها وهو يحدق فيها. اذ أدركت مدى سعادته لأنه استطاع أن يسيطر عليها. لكنه بدا حائرأ ايضأ. وخطر لها فجأة أنه لا بد أن يكون مرتبكأ بالطبع ولا بد أنه يتساءل عن سبب محاولاتها المستمرة لازعاجه ...فى يوم ما...ربما عندما يستعدان لالغاء، الزواج ستوضح له الأمر. سوف يتلقى صدمة كبيرة عندما يعرف أنها فهمت لغته .لا أن هذا سيحرجه ، ولكن كيف يشعر امثاله بالحرج ؟ إنه شخص يمتلىء ، من هذا الاحساس البغيض بأهميته وتفوقه وسيطرته لا يمكن أن يحرجه شيء0
كان الضيوف يتناولون شرابهم ، وعندما كانت توني تنظر حولها. لاحظت أن احدى السيدات الجميلات تحدق فيها. إنها ايفيانيا لامبيدس زوجة صاحب الفندق الثري الذي كان يقف بالقرب من النافذة يتناقش مع مضيفه . وظلت المرأة ترمق توني بعينيها من رأسها الى قدميها. وقالت توني لنفسها.من تكون هذه السيدة غير المهذبة ، وبعد دقائق وجدت توني نفسها تقف خلف ايفيانيا التي كانت تتحدث إلى داروس باليونانية .
"اوليفيا تعتقد تمامأ أنك تزوجت هذه السيدة للضرورة البحته وليس لسبب آخر 0
"حقأ ولكن ما الذي يهم أوليفيا من زواجي؟»
>>.اذكر انكما كنتما مخطوبين ...<<
"ايفيانيا ، الأفضل أن ننهى هذا الموضوع ، باعتبار أن أوليفيا واحدة من أفضل صديقاتك .<<
""فعلا وهي تأسف لما بدر منها بالنسبة اليك ، هل تزوجت توني للضرورة
<< فأجاب بحدة :
"للضرورة ؟<<
سمعت اوليفيا إشاعة غريبة يا داروس . إنها تقول إن جدك كان يعتزم قتل هذه الفتاة للأخذ بالثأر.<<
>>انه كلام فارغ ... تزوجت توني لأنني أردتها زوجة لى ...<<
ولم يعقب داروس على ذلك ...ولكنها مضت قانلة : "إنك لن تنس اوليفيا ابدأ...فهي تفوق هذه المرأة جمالا وجاذبية <<
"ايفيانيا. لا أحب أن أكون وقحأ مع ضيوفى . أطلب منك أن تنسي هذا الموضوع .<<
واستدار داروس فالتقت عيناه بعيني توني التي اضطرت إلى رسم ابتسامة على شفتيها برغم أنها كانت تحترق فى داخلها.

ورده قايين
04-06-2007, 20:54
إذا هذه اوليفيا تفوقني جمالأ وجاذبية ورد زوجها على ابتسامتها فتناول كأسها الفارغة وسألها برقة . هل تريدين كأسا أخرى يا عزيزتي؟ وقالت توني وقد فترت ابتسامتها: كلا، شكرأ«
وابتعد عنها. وتحولت المرأة الى توني قائلة .
"ألا تتحدثين اليونانية
أعرف بعض الكلمات .<<
""أعتقد أن ما تعرفيه هوكيف تقولين "من فضلك << و"أشكرك
"نعم أعرف هذين التعبيرين باليونانية .<<
"ليس المهم أن تعرفي كيف تتحدثين لغتنا...معظمنا يتحدث الانكليزية هنا هذه الايام .<<
" إنها ميزة أن يتعلم المرء لغة أخرى. فى هذه الحالة سيعرف أن ليس هناك من
يتحدث عنه بدون أن يعرف ما يقال .<< وبدا الحرج على المرأة وقالت
""آمل ألا تتصورين أنني وداروس كنا نتحدث عنك .الآن ؟<<
>> ولماذا أتصور ذلك يا سيدة لامبيدس ...<<
ونظرت ايفيانيا نظرة غريبة إلى توني بينا ظهر داروس قربها
ونظر فى عينيها. وسألها قائلا:
"هل هناك شيء غير عادي؟<<
"أعتقد ان زوجتك تصر على أننا كنا نتحدث عنها...<<"
كانت كلماتها تحديأ لتوني وشعرت توني بالندم لأنها تهورت وجعلت الحديث يتحول على هذا النحو الخطر ولكنها ردت بسرعة قائلة . "السيدة لامبيدس تتخيل أشياء لم تحدث .<<
"أشعر بالاهتمام لما يدور بينكما...أرجو أن تفسر لي إحداكما الموقف ؟
<< "كانت زوجتك تقول إنها خسارة كبيرة ألا يفهم المرء لغتنا. والمحت إلي أن كلامأ كثيرأ قد يقال عن شخص بدون أن يعرف ما يقال عنه ...<<
ولم يثر هذا الموقف مرة أخرى. لكن 0 توني أحست بشي ، من القلق اثناء الحفل ،فقد لاحظت أكثرمن مرة أن زوجها يرمقها بنظرة عندما يقال شي، باللغة اليونانية . والتزمت توني كل الحرص حتى لا يكتشف احد أنها تعرف اليونانية وعاهدت نفسها بأن تتخذ الحيطة في المستقبل .
واخيرا غادر المنزل وأصبحت توني بمفردها مع داروس .
«كنت حكيمة عندما استمعت الى التحذير الذي وجهته إليك . أرجو أن تكوني قد استوعبت هذا الدرس .
ولمعت عيناها غضبأ.
" هل هناك ما يدعو ألى التعقيب على استجابتي لمشاعرك .
استجابة إنك تقصدين استسلامك لما أريد.<<"
" اذا كان هذا يرضي غرورك ان تسميها هكذا. فلا تجعلني إذن أحطم أوهامك .<<
"اذا كان هناك اى شخص يعيش فى وهم فهو انت بلا شك . إنك الآن تعرفين أنه يجب الا تثيريني 0
مازلت تحيدين عن الطريق فتجعلي من نفسك مصدرا
للمضايقة ولقد فشلت تمامأ في فهم ذلك ، ولكن لا بد أن يكون لهذا سبب .» وقالت لنفسها<
" هناك أسباب فعلأ وسيعرفها يومأ ما<<.
"انا ذاهبة لأنام ...<<
وخرجت من الغرفة .
وبعد دقائق سمعت توني خطوات داروس . وعندما ألقت نظرة تلقائية عابرة ألى باب غرفتها غيرالمغلق تذكرت أوليفيا وتساءلت عن 00مدى جمالها. وما الذي فعلته حتى تتسبب في فك ارتباطها بداروس . ورغم كل ذلك فإن داروس كما قالت ايفيانيا لا يستطيع أن ينساها...اوليفيا آسفة لما فعلته مع داروس .ولذلك فربما تنسى هي وداروس خلافاتهما عندما يسترد داروس حريته .
واستلقت توني في نهاية الأمر على سريرها. إلا أن أفكارها عن جمال أوليفيا المجهول لم تنقطع . اوليفيا يسعدها بلا شك وتأمل أن تدخل في منافسة مع توني، إذا كان داروس مستعدأ للصفح عن أي خطأ ارتكبته
خطيبته السابقة في حقه ...منافسة .إنها لتدهش كيف تسللت هذه الكلمة إلى أفكارها. لا يمكن أن تكون هناك منافسة بينها وبين اوليفيا. فلتأخذ اوليفيا هذا الأجنبي المتغطرس المتسلط مع أطيب التمنيات بحظ سعيد!
شعرت توني بإحساس مثير يتغلغل إلى نفسها. ولكنها لا تستطيع تحديده . إحساس جعلها تظل ساهرة طوال الليل . وكانت آخر أفكارها تدور حول تثاريثوس ليونيتي الذي اتفقت معه في آخر مكالمة على لقاء قريب . كانت توني ترغب في اصطحاب الأطفال معها. ولكنه أقنعها بالعدول عن ذلك .
واتفق الاثنان على التوجه إلى رودوس . ثم يتنإولان الغداء، وتشتري هي
بعض احتياجاتها إذا شاءت . ثم يصحبها في جولة الى المدينة .
وفكرت توني ، كيف تشتري أشياء وهي لا تمتلك دراخا واحدة . >>
" لن أضيع الوقت في الشراء يا ليونيتي...أفضل القيام بجولة سياحية <<. وهكذا تم ترتيب هذا اللقاء. وان كانت توني أحست ببعض الذنب لأنها ستترك الأطفال ، لكنها كانت تتطلع إلى تمضية وقت طيب بصحبة تثاريثوس .

ورده قايين
04-06-2007, 20:57
6. الخاتم والشيك


بعد أن تناولا الغدا0في فندق غراند هوتيل قاما بجولة في المدينة القديمة أسوارها التي بناها الفرسان الصليبيون ، ومعمارها التركي الغريب حيث توجد في البيوت ما يشبه المشربيات الخاصة بالنساء وهذه تبدو كأنها تمعن البصر في فضول إلى الأزقة الممتدة تحتها.
وعدما دخلا عبر بوابة البحر الضخمة كان التغيير المفاجى في المشهد يذكر بتغيير المشاهد في التمثيل المسرحي الصامت ، فعلى بعد خطوات فقط اختفى الغرب و ظهرت مدينة شرقية امامهما.
وقالت توني في دهشة واستغراب :
" انه شئ ´ خلاب ، كل شئ يتسم بالسلام ، كلها من العصور الوسطى... المساجد 00والمنائر 00 ».
وضحك تثاريوس من طريقة وصفها وتأبط ذراعها وأضاف : ´هناك ايضا الأشجار والأزقة الضيقة والبيوت ذات القناطر التي تبدو متساندة الى بعضها البعض "
والأحساس بالعزلة و00الخوف 00
" التأثيرات القديمة ما زالت باقية . كان على اليونانيين لفترة طويلة أن يبقوا خارج المدينة القديمة فى الساعة الثامنة مساء كل يوم
" هل كانوايخشون الأتراك ؟<<
وقال وهويضحك :
"كلا، كان الأتراك هم الذين يخشونهم > كنا دائمأ عطوفين كرما´ كما نحن الآن ... عطوفون وكرماء0!
هذه الأوصاف لا تنطبق على يوناني معين ... أو ربما يكون ورث بعض عاداته السيئة من والده الانكليزي. ولكن ذلك مستحيل . فالانكليز ليسوا كذلك على الاطلاق ، قررت هذا وهي تشعر بالولاء لشعبها. وسألها تثاريثوس بعد لحظة :
"" ما رأيك فى بعنى الشراب ؟ هذه الشمس تجعل المرء يشعر بالعطش . وجلس الاثنان قرب مسجد تحت ظل شجرة ضخمة . كانت توني تشعر بالسعادة ، إنها 0أول رحلة لها بعيدأ عن مدينة ليندروس وكانت تستمتع بالرحلة تمامأ، وسألها وهو ينظر إليها فى إعجاب :
"لماذا يسمح لك زوجك بالخروج هكذاأ<<"
"وهل بمقدور زوجي أن يمنعنى؟<<
«لوكنت زوجتي لمنعتك <<.
"كنت أتحداك <<"
"،وهل هذا هو ما تفعلينه الآن ؟ تتحدين زوجك !
<< "إنه لا يعرف أنني خرجت من البيت <<
"ألم تقولي له الي أين أنت ذاهبة ؟<<
""لم يكن موجودأ... ولذلك لم أذكرشيئأ<<.
وضحك الاثنان وتطلعت إليه توني. كان وسميأ، فمه ممتلى ، الشفتين وعيناه أقل قتامة من عيني الرجل اليوناني العادي. وسألها: "ولكن لنفرض أنه كان موجودأ، هل كنت ستقولين له إنك خارجة للقائي؟<< وصمتت لحظة وهي تفكر ثم قالت :
"كلا، لا أعتقد<<."
واقترب منها بمقعده وهو يقول :
""إنك تحيرينني يا توني، منذ متى تزوجتما؟
<< "نحو عشرة أسابيع .
" ولا تمانعين فى الخروج مع رجل آخر، إني أعرف أن المرأة الانكليزية حرة ، ولكن ألا تحبين زوجك ؟<<
" ورده قايين "
نظرت إليه فى تأمل وقالت أخيرأ.
اذا قلت إنني أحبه ... هل تصدقني؟<<"
" بصرأحة لا... لم تعطني انطباعأ بأنك عروس انكليزية حديثة الزواج .الفتيات اليونانيات لا يظهرن هكذا بعيون متألقة بعد الزواج <<.
" لأنهن بطبيعة الحال لا يتزوجن من أجل الحب <<
" بالضبط .. يتزوجن لأن آباءهن نصحوهن بذلك ...
< وبعد أن يقرر الأبوان اختيار زوج معين لا بنتهما ...<<
"عادة... ولكن أنت يا توني... لماذا 00.لا تحبين <<
"لم أعترف بأنني لا أحب <<.
" اوه... نعم ... اعترفت ... ردي على سؤالي ... توني انه من المهم جدأ أن أعرف الكثير عنك ...<<
وأحست توني برعشة في جسمهأ. هل تثق به ؟ إنها متأكدة أنه شخص يمكن الوثوق به ، نظرة واحدة إلى عينيه أوحت إليها بذلك .
«كان زراجنا ضرورة بحتة ، إن أحدأ منا لا يحب الآخر<<.
>ضرورة؟؟
تر"ت توني بعض الشئ ثم انطلقت قائلة "
" جد داروس كان يعتزم قتلي ...<»
«يقتلك؟.<..
"الأخذ بالثأر... لقد عشت في كريت فترة ...<»
وبدأت توني تسرد له تطورات القصة كلها، وكانت تلحظ التغييرات التي تبدو على وجهه . وأخيرأ قالت إنه لا بد من فسخ هذه الزيجة في نهاية الأمر 0
"وهكذا ستصبحين حرة في الوقت المناسب ؟<<
واومأت قائلة :
" نعم يا تثاريثوس ، في يوم ما سأكون حرة <<.
.وابتسمت لصاحب المقهى وهو يحضر المشروبات إلى المائدة فابتسم أيضأ0
"هل أنت سائحة يا سيدتي؟<<
"كلا، أنا أقيم هنا "
" في رودس ؟
" لا في ليندروس "
"إنها مدينة جميلة حقأ."
"نعم ، إنها جميلة جدأ."
وابتسم الرجل مرة أخرى وانتقل إلى مائدة أخرى مجاورة .
وسادت فترة صمت بين توني وتثاريثوس وهما يحتسيان الشراب وكانت
توني تتطلع إلى الرجال يدخلون المسجد. يخلعون أحذيتهم عند الباب . وعلى الجانب الآخر من المكان كان هناك باب مفتوح ترى منه أرضأ مغطاة بفسيفاء من الحصى البيضاء والسوداء مرسومة على نمط قديم وقربها بيت صغير تنبعث منه أصوات الموسيقى وراوئح طعام شهية . وكان السواح يتهافتون عليه ينصتون الى الموسيقى ويستمتعون بالطعام .
وتنهدت توني فى ارتياح . إنهاا فى رودوس التي لم تشهدها من قبل ، ولولا تثاريثوس لما رأتها. فالرحلة طويلة ولا تقدر على تحمل نفقاتها بمفردها. والتفكير فى المال أعاد الى ذاكرتها الأطفال الثلاثة ... كانت تود لو تمكنت من شراء بعض الهدايا لهم . .
سألها تثاريثوس أخيرأ:
"هل نبدأ العودة »<"
وأومأت توني برأسها. وقطعا بعض الخطوات برأ على الأقدام وهي تتطلع إلى معالم المدينة القديمة ، وانتهى بهما المكان إلى شارع الفرسان . كان السواح هناك بالمئات يتجولون في الأحياء الضيقة فى صحبة المرشدين . وكانت توني تحس 0بروعة المكان الذي تسير فيه . تجتاحها الرغبة فى دخول بعض منازل الفرسان والتحدث إلى سكانها الجدد... وقالت .
" أريد أن أدخل أحد هذه المنازل الرائعة . وحدق فيها رفيقها وقال
"تدخلين ؟ إن فيها سكانها<<.
«سوف يرحب السكان بدخولى <<.

ورده قايين
04-06-2007, 20:57
وأمضى الاثنان وقتأ ممتعأ. وفجأة اقترب منها تثاريثوس وطبع قبلة على وجهها وبادرته بقولها.
تثاريثوس ، لم يكن مناسبا أن تفعل ذلك ، إنني متزوجة0
" انكما متزوجان بالاسم فقط وكلاكما يعتزم فسخ الزواج بمجرد توافر الفرصة
يا عزيزتي ، إنك لست متزوجة 0
" ولكنني أشعر بالخجل ... ترى لماذا؟»
" لاداعي لشعورك بالخجل يا عزيزتي، إنكحرة تماما 0
" ولكنني لست كذلك كذلك يا تثاريثوس <<.
" هل كانت غطتك أن تتزوجي؟ هل أحد منكما لديه النية فى أن يستمر الزواج إن ما ذكرته لي يا توني يبين أن داروس لا يكن حتى الاحترام لك"
<<.هل أعطيتك هذا الانطباع ؟ لم أقصد ذلك <<.
أحست توني بالخجل . بل شعرت بعدم الولاء لداروس . ولكن أي ولاء تدين به لداروس ؟
« توني يا عزيزتي، إنني أحبك ، وأشعر بالتفاءل بالنسبة الى عواطفك نحوي. لكن علينا الانتظار... رغم أنه سيكون صعبأ بالنسبة الي ... انا مستسلم تمامأ، ولن أضايقك أبدأ، فقط دعينا نلتقي من حين الى آخر. »
" يجب أن نذهب الآن ، العجوز التي تقف هناك سوف تشك فيما نفعل ». كأنت توني تشعر بأحاسيس غريبة رغم أنها كانت تود لو أن صداقتها مع تثاريثوس قد نمت . وتطورت إلى علاقة حب ، كانت تشعر أنها لا تحب داروس، وأنه لا يحبها. 0ولم يكن هناك أي شك في أن زواجهما سوف ينتهي. إنه زواج مؤقت لن يدوم . وأحس تثاريثوس بالأفكار التي تراودها وقالت :
" لا اعرف ماذا أصابني<<.
أخذ تثاريثوس يدها بين يديه وقال برقة .
" يبدو انك تشعرين بوخز الضمير يا عزيزتي. إنني لا أعرف لماذا، وفي إية حال انه امر تستحقين الثناء عليه ، لكنك لو فكرت جيدأ لن تجدي مبررأ لاحساسك بالذنب , انك حرة يا عزيزتي، حرة ، ألا تفهمين ؟<<
وصلا الى المكان الذي توقفت ´فيه المرأة العجوز. فابتسمت لهما وسارا في طريقهما
ويداهما لا تزالان متشابكتين . وأخيرأ قالت توني. "
تثاريثوس ، أشعر أننى 0سخيفة معك . ولكن أعطني فرصة !
<< بالطبع أمامك وقت كاف يا عزيزتي، كل شئ يسير على ما يرام في النهاية . فلننس كل شي الآن ونمتع أنفسنا<<.
وسار الاثنان على طول المنتزه في المدينة الجديدة وهي أيضأ ميناء 0 ماندراكي، كانت طواحين الهوا´ الجميلة الخلابة تدور في بطء . وتقول الأساطير إنه في مكان ما من هذه المدينة كان يوجد تمثال رودوس الضخم . وهو أحد العجائب السبع في العالم القديم ، وفي الميناء كانت زوارق عديدة تجرب المياه وترفع أعلامأ لدول مختلفة إنها زوارق خاصة يمتلكها بعض أغنى أثريا العالم .
وسألها تثاريثوس عندما اقتربا من مقعد تحت مجموعة من الاشجار الظليلة :
"هل ترغبين فى الجلوس هنا بعض الوقت ؟<<
" ما الذي تريده يا تثاريثوس ؟<
» هل تهمين بي يا توني؟<<
ونظرت بعيدأ إلى أشجار النخيل الباسقة وقالت :
" لا أعرف يا تثاريثوس . حقيقة لا أعرف <<.
" لو أنك لا تحبينني بقدر ضئيل لرفضت الخروج معي<<
. "إنني أحبك كثيرأ<<.
وبدا أنه قانع تمامأ بهذا.
" أذن دعي الأمور تسير بصورة عادية <»
. " إنك عطوف معي يا تثاريثوس <<.
وبعد لحظة قال :
"تعالي ... سوف أشترى لك هدية »<."
وعندما كانا يتجولان للتسوق من المتاجر. أحست توني أن ما تبقى لديها من اكتئاب قد تلاشى، وشعرت بالبهجة مرة أخرى. وعندما سألها عما تحتاج
شراءه ، قالت :
"بعضأ من أدوات التجميل التي أفضلها يا تثاريثوس <<.
" ورده قايين "

"سأحضر لك مأ تطلبين <<.
طلبت توني ما أحست أنه ضروري بالنسبة اليها، لكنها تدرك الآن أن ادوات التجميل هي من ضمن الأشيا0التي يتعين أن تشتريها بنفسها لو توافرت لديها النقود، هل يشك الآن تثاريثوس في أنها لا تمتلك نقودأ< كانت تتمنى لو انها تراجعت عما طلبت وعندما اشترى لها ما أرادت ، قال إنه يعتزم شراء0هدية لوالدته بمناسبة عيد ميلادها.
«انها تعشق الخواتم ، ولذلك فسوف نتجه إلى تجار المجوهرات . أرجو معاونتي في الأختيار 0

وأثنا0 فحصهما الخواتم المعروضة في محل المجوهرات وضعت يدها بدون أن تشعر على خاتمها الذهبي المطعم بماسة جميلة تحيط بها أحجار الياقوت ، والذي كانت ورثته عن جدتها. .
أثار هذا الخاتم إعجاب الجوهرجي ومساعده . وسألها صاحب المتجر إن كانت ترغب في بيعه .
" بالتأكيد لا<<.
وأمسك تثاريثوس أحد الخواتم وسألها. >>
" مارأيك في هذا؟<<
بالنسبة لي افضل هذا الخاتم ، ولكنك تعرف اكثر مني ما تحبه والدتك "
وأمسكت توني بخاتم آخر وأخذت تفحصه ، وكان صاحب المتجر ما زال ينظر إلى أصبعها.
«سيدتي.. سوف أدفع لك مبلغأ مناسبأ<<
. رد تثاريثوس في حزم .
~" انها لا ترغب في بيعه <<.
" ورثته عن جدتي... كان خاتم خطبتها<<
" لدي زبونا ,. سيدة أمريكية ، تريد هذا الخاتم بالذات ، وسوف تدفع لك ثمنأ كبير له 0
رد تثارثيوس في غيظ هذه المرة :
"انها لا تريد بيعه ... جئنا إل هذا المتجر لنشتري وليس لنبيع "
وبرغم ذلك عرض الجوهرجي ثمنأ مرتفعأ جدأ أدهش توني. وقالت . " لكنه لا يساوي كل هذا المبلغ <<.
"أعرف ذلك ، ولكن السيدة الأمريكية تجمع الخواتم من هذا الطراز. إنه نوع من الهوس ، إنها أرملة لديها أموال لا تعقل <<.
ونظر إليها تشاريثوس .
"هل تفكرين في عرضه عليك ؟<<
وهزت رأسها بطريقة تنم عن الحيرة . الأموال التي ستأخذها يمكن أن تغطي كل ما عليها من ديون لداروس ، وتمكنها من دفع نفقات السفر بالطائرة لأعادة الأطفال إلى بلدهم ، ويمكن أن يتبقى لها بعض المال لشراء´ هدايا لهم ولشقيقتها 0
وأخيرأ قالت في حزم .
>>كلا... لا أستطيع بيع هذا الخاتم <<.
ورفع الجوهرجي الثمن بصورة اغرتها برغم ما ينطوي عليه الخاتم من قيمة عاطفية لها.
وتحول إليها تثارثيوس وهو يضع يده فوق يدها وكأنه يريد أن ينسيها فكرة بيع الخاتم وهو يغطيه بيده"
>>توني... لماذا تفكرين في بيع الخاتم ؟ هل أنت في حاجة الى مال ؟<<
وأومأت برأسها، واعترفت أنها بحاجة إلى المال ، وانتظر صاحب المتجر، واسترق السمع ، ولكن آماله خابت عندما قال تثاريئوس : "هذا الخاتم غير معروض للبيع <<.
واتجه مع توني خارجأ.
"تثاريثوس ... يجب أن أفكر في الأمر بعض الوقت <<
. " لن تبيعي هذا الخاتم ، كيف يحدث أن تكوني في حاجة إلى المال . ان زوجك من أغنى الاثريا0في الجزيرة <<.
"أفرطت فى الانفاق ، بعد أن نفدت مخصصاتي، أصبحت مدانة بفاتورتي
حساب <<.
"ولماذا أصبحت مدانة ؟ ولم كانت هذه النفقات ؟<<
..«انها نفقات سفري إلى انكلترا. ولسبب ما اضطررت إلى تحويل الفاتورة على حساب داروس 0
..ولكن لا بد أنه سددها<<.
وهزت توني رأسها وهي ترغب من كل قلبها أن تضع نهاية لهذا الحديث" لقد فهمت أنه لم يسددها، طلبت منه نفقات سفري، ولكنه رفض وصمم على أن أدفعها من اموالي 0
ولم يجد تثاريثوس مبررأ لما يفعله داروس ، وفي النهاية قال إن خسته . ورفضه قبول المسؤولية عن ديونها هي أكبر دليل على أنه لا يعتبر نفسه متزوجأ. »
" قد يغضب الزوج عندما تسرف زوجته في النفقات ولكن لا بد أن يدفع في نهاية الأمر»<.
وأخيرا استطاعت توني أن تغير موضوع الحديث . لكنه أثنا´ عودتهما في السيارة . شعرت أنه يجب عليها أن تبيع خاتمها وأن تتحرر من الديون ، لقد فشلت فى تحقيق هدفها في معاقبة داروس < كما أن الاستمرار في هذه المحاولات أمر مدمر. ومن الأفضل ألا تمادى في ذلك .
وتوقف تثاريثوس أول الطريق المؤدي إلى منزلها وقال : «توني ... لن تبيعي خاتمك »».
" اعتقد أنني يجب أن 0أبيعه .
" كنت أفكر فيما يمكن أن نفعله ... وقد توصلت إلى حل ، سوف أشترى الخاتم يا توني0ثم تستردينه بالشراء مني فيما بعد، كنت سأعرض عليك إقراضك هذه الاموال ولكنني أعلم أنك سترفضين ...<<
وأخذ يدها في رفق بين يديه وهو يقول . ´´
اقتراحي يا عزيزتي... إنه اقتراح سليم تمامأ<<
شعرت توني أنها غير قادرة على الحديث بسبب تأجج عواطفها. ولكنها كانت تفكر هل من المناسب قبول هذا العرض ؟ إن تثاريثوس يقترب بسرعة نحوها وهي لا تريد أن يصاب بأي سوء.إنها لا تعرف حقيقة مشاعرها نحوه .
وهزت توني رأسها قانلة :
" الامر سيكون اقل تعقيدا لو بعت الخاتم للجوهرجي.
وقال تثاريثوس وقد شعر بالمرارة :
"إن ذلك يعني شينأ واحدأ... أنك لست متأكدة من مشاعرك نحوي<<. " لست متأكدة ... ولكنني أحببتك يا تثاريثوس أكثرمما أحببت أي رجل آخر صادفته في حياتي. ولا أعرف إذا كان هذا حبأ حقيقيأ، الذي أشعر به نحوك <<.
ورانت فترة من الصمت :
" دعيني أشتري الخاتم يا توني. سيكون باقيأ لك إذا فكرت في استرداده مرة أخرى. وإذا لم تريدي فسوف تأخذه والدتي<<.
وابتسم لها. ورأت توني أنه قد يرضخ للأمر إذا لم تتطور مشاعرها ناحيته بالطريقة التي يرضاها، واستطرد يقول :
" لن تشعري بالسعادة عندما تعرفين أن الخاتم أصبح ملكأ لشخص غريب " انا متأكدة من قدرتي على شرائه مرة أخرى، إنه شعور طيب منك يا تثاريثوس . ممتنة لك حقأ، لكن يجب ألا تدفع لي ما عرضه هذا الرجل ، إن ما عرضه يزيد كثيرأ عن ثمنه الحقيقي<<.
" لكن هذا المبلغ سيجعلك تشعرين بالأرتياح "
"لا يمكن أن تشتري الخاتم بهذا الثمن <<.
" توني يا عزيزتي... هذا المبلغ من المال لا يمثل شينأ بالنسبة الي . وإذا كنت في ورطة مالية أرجو أن تعتبريه مرهونأ. وسوف تستردينه يوما ولن أجعلك تدفعين دراخما واحدأ كفوائد...<<
ولم يكن أمامها إلا أن تستجيب لمشاعره . وبدت عليها ملامح جادة وهي تتوجه إليه بالشكر بعد أن حرر لها شيكأ بالمبلغ فورأ.
«لا أود أن آخذ منك الخاتم . ولكنني أعرفك جيدأ الآن ولا أريد أن أدخل معك في مجادلات <».
قال ذلك وهي تناوله الخاتم .

ورده قايين
04-06-2007, 21:00
´ "لا بد أن تأخذ الخاتم وإلا فانني لن أقبل الشيك <<
. " إنها معاملات تجارية مجردة . أليس كذلك ... لا بأس على كل حال . مازلت أحبك 0 وطبع قبلة على وجنتيها... وفتح لها باب السيارة لتنزل . «إلى اللقا0، وأشكرك على كل شئ...<<
لوحت له بيدها وبدأت السيارة تتحرك ... واتجهت الى منزلها. وعندما اقتربت من الحديقة شاهدها الأطفال ، وتعالت أصواتهم وهم يستقبلونها 0
خالتي توني< بقيت بعيدة عنا فترة طويلة ، خذينا معك في المرة المقبلة من فضلك <<.
قال ديفيد في براءة الأطفال .
."لم يكن يهمنا وجود العم داروس معنا... ولكنه على كل حال كان في الخارج يضا<<.
وقال روبي :
".دخل الآن لتوه ... قبل دقيقة واحدة من وصولك ... ولكنه لم يستطع أن يلعب معنا لأن لديه بعض الأعمال <<.
وذكر ديفيد:
>اتصلت إحدى السيدات هاتفيأ، ولم تستطع ماريا أن تفهم منها شينأ، ولذلك قمت بالرد عليها. وكانت تطلب العم داروس ... لكنني قلت لها إنه غير موجود<<
".هل كانت تتحدث الانكليزية <
"نعم ... وسألتها عن اسمها... لكنها قالت إنها ستتصل بالعم داروس فيا بعد.؟< وأضافت لويس :
."ذكر ديفيد أن صوتها كان رقيقأ... من تكون هذه السيدة يا خالتي توني؟<<
" ليس لدي فكرة <<.
« لإبد أن تكون صديقة للعم داروس ....هل ستحضر لمقابلته ... هل تعتقدين ذلك ؟<:
لا اعرف يا روبي... ربما<<."
وتجهم وجه توني وهي تصعد إلى غرفتها، ربما تكون اوليفيا، هل سيصفح عنها داروس انها لوقاحة
ان تتصل بخطيبها السابق بعد أن تزوج بأخرى؟ ولكن ربما لاتكون
اوليفيا، وفي أي حال فلم الاهتمام <
وبعد أن غيرت ملابسها نزلت توني وأعدت للأطفال الشاي. كانوا يلعبون
الكريكت في الحديقة . ثم دخلوا إلى البيت يلعبون الورق ، وأخيرأ دخل داروس
و دعاه الأطفال أن يشاركهم اللعب .
«حسنأ... سألعب معكم دورأ واحدأ. حان وقت النوم <<
. وسأل داروس
>>من يقيد ما نسجله من نقط ؟<<
وردت لويس :
"ليس لدينا قلم رصاص ».
"ولكن ينبغي أن يعرف كل واحد ما سجله من نقط <. وقالت توني:
" ابحث عن قلم يا روبي في حقيبة يدي<<.
كان القلم بالطبع في قاع الحقيبة ، وظهر بعدما أخرجت توني رسائل وايصالات وأشياء أخرى كثيرة لا بد أن تجد طريقها الى حقيبة يد أي سيدة ... فسأل روبي:
«هل أعيد الحقيبة إلى مكانها؟<<
>>لا.. دعها... سآخذها معي عندما أصعد إلى غرفتي<<.
، بعد مضي عشرين دقيقة أعلن داروس انهاء اللعبة . حان موعد النوم . وظلت توني خلال نصف الساعة التي تلت ذلك مشغولة في إعطاء حمام للاطفال قبل النوم ، وعادت توني إلى الغرفة . كان داروس يقف في الشرفة . واستدار في بطء عندما سمعها تدخل . ولاحظت أنه يمسك بيده الشيك الخاص بها.
وقال بصوت ناعم أشبه بصوت النمر قبل أن ينقض على فريسته <
«ما هذا<<
" انه شيك خاص بي... لابد أنه سقط مني. أشكرك ، هل هناك شئ غريب"
وسأل كما لو كان يوجه اتهامأ لها وبدا الغضب واضحا في عينية :
"ماذا تفعلين بشيك من تشاريثوس ليونيتي؟
<< "أعطاني إياه بعد ظهر اليوم ... إنه مقابل"
" بعد ظهراليوم ... كنت معه بعد الظهر؟<<
"نعم ... وماذا في ذلك ؟... كنا معأ في رودوس في جولة سياحية <<. لو أنها قالت على سطح القمر لما بدا أكثر دهشة
"تقولين إنك كنت مع رجل في جولة سياحية أتتركين ثلاثة أطفال قد يتعرضون
" لأي ضرر"

"عرفت أنت أني كنت في الخارج <<.
«قال طفال إنك كنت في الخارج . لكنني فهمت أنك ذهبت الى ليندروس لتسوق بعض الحاجيات " <<.
« حسنا ولكنني لم أشتر شيئا. ذهبت إلى رودوس لأول مرة منذ أن وصلت الى هذه الجزيرة ! واسمح لي أن اسألك بأي حق تعترض على ذلك ؟<»
لم يكن قد اعترض بعد ولكنه كان يعتزم الاعتراض ، وبشدة كان هذا واضحا من تعبيرات وجهه .
" كنت في الخارج طوال اليوم <<.
" قابلت تثاريثوس في إلحادية عشرة صباحأ<<
" ثم عدت مع موعد الشاي ، تركت هؤلا الأطفال خمس ساعات <<
. >انهم ليسوا أطفالأ» أعطني الشيك من فضلك <<.
لم تكن توني تعرف أن الفتور الذي تتحدث به سوف يفجر غضبه . فقد اقترب منها في حنق وهو يستفسر.
>كيف حصلت عليه ؟<<
" خطرت لها فكرة ، قررت فجأة أن تشعره بالعار. >
" كان يتعين علي أن أحصل على المال من أي مكان ، بعد أن تأكدت أنك لن تدفع لي شيئا ..<<
وسادت فترة من الصمت ، وتصورت توني لحظة أن داروس سيهجم عليها ويقبض بيديه على عنقها. ثم تحدث داروس أخيرأ."
" انه شيك لسداد شئ 00ماهذا الشئ ؟
وتذكرت توني جده ومرة أخرى رأت الشرر يتطاير من عينيه وتساءلت ترى هل سينقض ...بيده على عنقها
كان يمسك يدها ويلوي معصمها، فصرخت ، وتمكنت من التخلص منه . وقالت :
اتركني من فضلك <<.
" ليس قبل أن أعرف كيف حصلت على هذا الشيك ، مقابل أي شئ اخذته"
" ما دمت قد وصلت إلى استنتاجك أعتقد أنه ليس هناك داع لمزيد من الايضاح . ولا ترفع صوتك ، أرجوك <<.
كاذت عينا داروس تتوهجان بلهيب الغيظ وقبضته تشتد في عنف على
معصمها وقد تحول وجهه إلى لون قرمزي وقال :
" لوعرفت خطورة ما تفعلين الآن لما تماديت في تحديك لي . وأجبت على سؤالي <<
"ماهي الاجابة التي تريدها! ألمحت أنت فعلا أنني...
"حسنا.ا.. ألست كذلك حقأ_؟<<
" إنك شخص بغيض ، أي نوع من العقلية تجعلك تصل إلى هذا الرأي؟»
وكادت توني تصرخ باكية بعدما شعرت بالألم في ذراعها.
"ما الذي فعلته بالآلاف الخمسة التي حصلت عليها 0
" هذه المسألة تخصني وحدي<<.
وكان رد داروس على هذه الاجابة أن مزق الشيك ووضعه على المائدة . وتحولت توني بنظرها إلى المكان الذي يؤلمها في رسغ يدها، لكنها لم تشعر أبدأ بالخوف . والواقع أنها أحست فجأة أن قلبها يدق في ضربات سريعة ، وقال"
" لن تقبلي أي أموال من تشاريثوس ليونيتي أو من أي رجل آخر هل هذا
واضح ؟<<
"أرفض تمامأ الاستمرار معك بدون أن يكون معي دراخا واحد في جيبي، وسوف أعمل لأتكسب رزقي<<.
"تعملين وأنت تهتمين بثلاثة أطفال 0
عندما يعودون إلى بلدهم <<"
" زوجتي لا تعمل <<
وردت بعد أن نفد صبرها:
"هل كنت في يوم ما لا تمتلك دراخما واحد في جيبك ؟
"اعيش في حدود إمكانياتي، ولا أختزن شيئأ<<
. ولم تعبأ توني بما قال ، بل أكدت له عزمها على العمل .
"استطيع أن أعمل في ليندروس ،في متجر السيد افتيميو <<.

«يبدو أنك قد توصلت معه إلى اتفاق أولي <<.
«لقد ناقشت الأمر معه . السواح يعجبهم أن يكون المساعدون من الانكليز<<
. "ولكنني أمنعك من العمل ، هل تعتقدين حقا أنني أسمح لزوجتي بالعمل هنا ؟ في قريتي؟ لدى صاحب متجر للهدايا التذكارية ؟<<
«لا تستطيع أن تفعل شيئأ<<.
" كلا، يا فتاتي، عندما أتصل بافتيمير صباح غد سوف يبحث فورا عن مساعد آخر غيرك <<.
" لا أستطيع البقاء من غير مال ، لا أستطيع حتى أن اشتري لنفسي زوجأ من الجوارب . ولا بد أن تعطيني شيئأ من المال 0

" حسنأ جدأ... سوف تحصلين على مخصصاتك في الصباح . وسوف تأخذينها بانتظام >
ولكن أرجو أن تتدبري أمرك فى المستقبل <<.
ونظرت إليه بدون أن تصدق ، انتصرت فعلأ، كان انتصارها باديأ على وجهه ، وعلت الابتسامة شفتيها، وشعرت توني أن خططها للانتقام منه بدأت تؤتي ثمارها،´لكنها البداية فقط وستكون نفقات سفر الأطفال الثلاثة هي المطلب الثاني لها< وربما تستطيع في النهاية أن تقوم بجولة سياحية في الجزر كما كانت تعتزم من قبل .
كانت توني تصفف شعرها في غرفتها عندما أحست بوجود داروس وراءها. وقالت بصوت أجش :
" ماذا تفعل هنا؟<<
وأغلق داروس الباب ، وتقدم بخطوات بطيئة داخل الغرفة . ووقف خلف كرسيها يبتسم لها. ودمدم قائلأ.
«طالما أنني سأدفع ، فلابد أن آخذ شيئأ مقابل مالى <<.
وفجأة جذبها ناحيته في عنف محاولا تقبيلها وقاومته . ثم تركها وهو ينظر إليها نظرة ساخرة .
" اخترت تجاهل نصيحتي يا توني، حذرتك ، ربما تذكرين . إن صبري لن يطول الى المدى الذي تتوقعينه . حذرتك كذلك من أن وضع زواجنا يمكن تصحيحه بسهولة ، كان ينبغي عليك أن تأخذي حذرك ، ولكنك صممت على إثارتي. والآن
"ستدفعين ثمن حماقتك "
" تقصد فسخ الزواج ؟
" نستطيع ان ننسى ذلك 00"
" ننسى 00 معنى ذلك اننا سنبقى متزوجين "
" هل لديك مانع 00سوف اصبح سخيفا مكثر من قبل 00المرء يدفع مقابل مسراته00"
"انك تثير اشمئزازي 00لا اريد ان يستمر زواجنا 00"
" انه لأمر سئ 00 كان ينبغي عليك ان تفكري في الأمر قبل ان تصممي على اثارتي 00"
وفكرت توني بسرعة وقررت ان تبلغه بكل شئ ربما يجد – عندما يعرف لماذا أثارته – مبررا لها – ويتركها لحالها 0

"داروس ... أستطيع أن أفسر لك كل شئ <<.
«أي شئ .. تثاريثوس ... هل سمحت له بأن يغازلك ... أو ربما أتسرع في استخلاص الآراء ، فكري معي. كان الشيك بمبلغ كبير. وربما كان مجرد قرض ...
<<. "تفكيرك شريرخاطيء، إنني أكرهك <<.
"بالطبع تكرهيني لأنني أوقفت كل محاولة لك ترمي إلى فرض سيطرة امرأة انكليزية علي ... ولكنني مازلت عاجزا عن فهم الباعث على كل محاولاتك رغم أنك تعلمين أن زواجنا لن يدوم ... لوكنت تصرفت معي بطريقة طبيعية ... كنا عشنا في سلام معأ. كما يجب أن نفعل من الآن فصاعدا<<.
.كانت توني تقف صامتة هأدئة . وكان داروس ينظر إليها كأنه يتوقع اعتداء منها.
>>حسنأ... ألا تعتزمين ابدأء أي مقاومة ؟<<
>اعتقد أنك تريد ذلك <<.
>نعم ... أفضل ذلك <».
>لكي تستعرض عضلاتك كرجل < وتخرج منتصرأ. لن أوفر لك هذا الشعور بالارتياح <<.
" خرجت منتصرا فعلا 00"
وضحكت توني 0
" هذا هو ما تعتقده , وسوف تشعر انك كنت تعيش في وهم عندما تكتشف ان كنت تغازل امرأة كلوح ثلج "
" لوح ثلج00 يا عزيزتي 000لماذا تصرين على الأقلال من قدري ؟

ورده قايين
05-06-2007, 12:48
الجبهة الهادئة-7


وخلال الأيام القليلة التي تلت ذلك كإنت توني تشعر بالغيظ بينما كان رد فعل داروس مجرد نفاد الصبر الذي يتسم بالملل . ويبدو أنه استسلم نهائيأ لفكرة جعلها زوجة حقيقية له ...
وكانت توني غالبأ ما تتذكر ذلك المشهد فى بيت جده ... عندما أحس داروس بالاحباط لفكرة الزواج منها باعتبارها الحل الوحيد للمشكلة حيث انفجر غاضبأ وقال .
"بحق السما0ماذا أفعل بامرأة كهذه فى البيت ؟"
والآن . يبدو أنه راغب فى الابقاء عليها بقية حياته ، ولكنها الرغبة ، الدافع الذي يتعذر كبته لا متلاكها. لا شك أن هذه الرغبة تشغل اهتمامه الوحيد بها. كانت توني تنظر إليه وهما يتناولان العشاء وتتساءل لماذا أصبح ذهنهأ مرتبكأ على هذا النحو؟ كان يوم عيد فى كريماستي حيث ولدت ماريا. وكان البيت كله مضاء بالشموع . وكانت توني تعجب من نفسها كيف يسمح داروس بكل هذه البهجة . إن شخصا له مثل طباع جده كان ينبغي أن يكون وثنيأ.
وقال داروس وهو يضحك بدهشة :
"كم هو قليل ذلك الذي يعرفه كل منا عن الآخر يا توني. ولكن من الآن سوف نكتشف بعضنا البعض . أنت مثلأ. إنك تثيرين حيرتي".
وردت عليه بسرعة :
"لكني كنت جذابة الليلة ".
ووافق قائلأ في نبرة ودية :
" إنك جذابة بالتأكيد، قررت منذ فترة بعيدة أنني سأكون سعيدأ جدأ معك . منذ تحذيري إليك الذي تجاهلته بدون روية "
واحمر وجهها خجلأ. كان الجو شاعريأ سلميأ. وشعرت توني أنها تأمل لو أن حديثهما لم ينقلب كعادته إلى الشجار.
وقالت توني:
" قلت إنني أثير حيرتك ... ما الذي تقصده بذلك "
وانتظر داروس حتى انصرف خادمه وأغلق الباب ئم قال وهو يبتسم: ««إننى مدين لك بالاعتذار بالنسبة لمسألة تثماريثوس . لماذا لم تنف عنك الاتهام الذي وجهته اليك ؟
وشعرت بشئ يسد حلقها وفاجأت داروس عندما قالت .
«لقد أهنتني مما جعلني أثشعر بالغيظ ولذلك تركتك تفكر أنني لست فاضلة ..."
«أهنتك إنني لا أكاد أصدق أنني تسببت في إهانتك ".
وتمنت لو أنه لا يستعمل الطريقة المتشككة معها. وقالت :
«إنك لا تحب الانكليزيات ، أليس كذلك ؟ »
«إنني لا أحبهن أبدأ"
«ومع ذلك يهمك أن تكون متزوجأ من إحداهن ؟ إننا لا نستطيع أن نفسخ الزواج الآن كما تعرف ".
وقال وهو يرمقهأ بنظرة غريبة في ضوء الشمعة الخافت :
" أعرف بالطبع . وكما قلت لك وجدت أنك فاتنة "
. وقاطعته في غضب :.
وهذا يكفي للرجل اليوناني..."
" لست يوناني ..." .
" الا يضايقك ان تكون نصف انكليزي ؟"
وضحك داروس ورفع حاجبيه :
" فات الوقت الذي أغضب فيه بسبب زواج والدتي من انكليزى<».
ثم نظر إليها طويلأ وقال .
ولكن ... لماذا قدم لك هذا الشيك يا توني؟"
وخفق قلبها، لا شك أن قصة الشيك تثير غضبه . بعت خاتمي لتثاريثوس ..."
ونظر إلى أصبعها. كانت تضع الخاتم في أصبع يدها اليسرى كخاتم الخطوبة . وسألها:
" بعت خاتمك ؟ ولماذا أراد تشاريثوس أن يشتري خاتمك ... ولماذا رغبت في بيعه ؟»
"لأنني لا أمتلك نقودأ بالطبع ".
ومرت لحظة صمت رهيبة قبل أن يسألها داروس في ذهول : «وهل جعلت تشاريثوس يصدق أنني أمنع عنك المال ؟"
" لم يحدث هذا عن عمد، كنت أعتزم بيع الخاتم لبائع مجوهرات في رودوس ... ولكن تشاريثوس لم يسمح لي بذلك ".
لم يسمح لك بذلك ؟"
وتساءل في دهشة .
« إلى أي مدى يفرض عليك سيطرته ؟ »»
"لا تسئ فهمي ياداروس ، لا أريد أن نتشاجر<.
«انك تتجهين إلى الشجار ، إنك لن تنسي أبدأ... ماذا تقصدين بجعل أحد جيراني يعتقد أني أمنع عنك المال ؟
" قلت المسألة كانت مجرد صدفة ، رأى بائع المجوهرات خاتمي وعرض علي شراءه ، وكان عرضه مغريأ جدأ، وهكذا خمن تشاريثوس أنني لا أمتلك أموالأ...". وصمتت فترة ثم استطردت قائلة :
«هذا كل شئ .. عرض تشاريثوس أن يشتريه ... و امل أن أسترده ذات يوم 0
" نك لخسيسة ... باستطاعتي الآن أن أخنقك بيدي... وأستمتع بذلك ... أتشهرين بي في كل أنحاء الجزيرة ، وتجعلين الكل يعتقد أنني أمنع عنك المال ...<»
" تشاريثيوس لن يقول كلمة واحدة لأي شخص ... ولماذا يقول ؟
ورد داروس بعنف :
" والدته أكبر كاشفة للأسرار الشخصية في الجزيرة ».
ربما عرفت السيدة ليونيتي الآن بالقصة ، ولا شك أنها ستروجها مع إضافة مبالغات كثيرة إليها".
وشعرت توني أن صبرها نفد فقالت .
" لا أعتقد أن السيدة ليوننيتي سوف تبالغ في سرد القصة ، إنك تقول ذلك الآن لأنك تشعر بالغضب < أنا متأكدة أن تثاريثوس لم يذكر هذه القصة لوالدته ... وحتى لو قالها لها... فإنها لن تجرؤ على ترويجها أبدأ". ومرت لحظة صمت ، وكان داروس يتناول طعامه وهو يرمق توني بنظرة أثارت وميضا في عينيها وقال :
"لا بد أن تستردي هذا الخاتم فورأ صباح غد، وإذا فعلت مثل هذه الأمور مرة أخرى سوف أكسر عنقك »
ولم تعد توني تحتمل أكثر من ذلك . فانفجرت غاضبة وقالت : "كل هذه التهديدات بالعنف ! لا تنسى انني تقاتلت مع جدك !
"ما الذي تقصدينه بأنك تقاتلت معه ؟ وصلت أنا ووالدتي قبل أن تتاح له الفرصة للاعتدا0عليك ... انتزعت أنا الخنجر منه ..."
" إنك لا تعرف كثيرأ عما حدث ... ظللت أتشاجر مع هذا المجنون عشر دقائق كاملة قبل أن تصل ..."
ونسي غضبه وطلب منها أن تروي له كل شي بالتفصيل 0
روت له توني ما حدث مع جده .
وبدا الندم والأسى على وجهه وقال :
" هل هذا صحيح ؟ ولماذا لم تقولي شيئا. لماذا لم تطلبي شرابأ أو غير ذلك00
" اطلب؟ كان ينبغي عليك أن تقدم لي شيئأ. كان اهتمامك أنت ووالدتك منصبأ على جدك فقط وعلى كيفية إبعاده عن السجن . ناضلت وناضلت أدافع عن نفسي ولو لم أكون قوية لقتلني فى ثوان بعد أن هاجمني"
ولاحظت توني . أن الوصف الذي أوردته لهذا المشهد مع جده جعله يش بالغضب من نفسه ، وبادرها بقوله :
" ان ما قلته مفاجأة كاملة لي يا توني، ظننت أننا وصلنا في اللحظة التي بدأ
فيها يهاجمك . لم تكوني قريبة منه عندما كسرت الباب واقتحمت الغرفة
وراقبها باهتمام وهي تقول :
"سمعتكما... ورغم ذلك استطعت أن أدفعه بعيدأ على الأريكة على أمل أن تدخلا قبل أن يتمكن من مهاجمتي مرة أخرى".
" ولكن لم يبد عليك أنك كنت في محنة وقتها".
" لم تحاول حتى أن تنظر الي ... وكما قلت كان اهتمامكما منصبأ على جدك ... كانت والدتك تقول له " لن نسمح لك بالدخول في مشاكل " ولكنها لم تعبأ بي..."
وسكتت توني وراح داروس ينظر إليها بعينين ضيقتين . وقال : "هل قالت أمي ذلك ..."
"ربما أكون مخطئة ... ولكنها قالت شينأ بهذا المعنى".
"بالانكليزية ! "
"بالطبع ... لا بد أنها قالتها بالأنكليزية "."
"لا بد أنها قالتها بالانكليزية ... بعد أن استنتجت أنك لا تفهمين اليونانية !

" ورده قايين " وقبل أسبوع من موعد عودة الأطفال إلى بلدهم ، تلقت توني رسالة من
والدتها تحمل أنباء خطيرة ، ومرة أخرى وجدت توني نفسها في موقف يتطلب منها أن ترسل إلى شقيقتها بعض المال .
وقالت لداروس وهي تتناول معه طعام الافطار :
"أصبح ضروريأ لشقيقتي أن تجري عملية جراحية "
. وكان الاهتمأم باديأ على وجه داروس وهو يسأل :
"هل هي خطيرة ؟"
والدتي لم تقل ذلك في رسالتها، ولكن يبدو أنها لا تريد أن تقلقني، يا ترى ما الذي ستفعله بام ؟ الأطفال سيعودون الأسبوع المقبل ".
وترددت توني بعض الوقت في أن تفصح لداروس عن الفكرة التي تدور في رأسها. لقد أصر داروس من قبل على أن تستعيد خاتمها واعطاها بعض النقود لكنها تلقت منه في الوقت نفسه محاضرة ، وتهديدأ، وكانت هادئة جدا وخائفة منذ ذلك الحين ، وأخيرأ تجرأت وقالت :
"أعتقد أنه من الأفضل أن أبقى فى انكلترا فترة من الوقت لأهتم بالأطفال..
" هل توافق "
ورد فى حدة :
"تبقين ... ولكنك لا تقيمين في انكلترا؟"
وكانت توني على وشك ان تقول له إنه لا يستطيع ان يمنعها من ذلك كل
ولكنها امسكت عن القول لسببين، الاولى انها تعتمد تمآما على امواله ، والثاني انها مدينة
له لما قدمه للاطفال من مأكل ، وملبس , ومتعة , .. لقد استمتعوا باجازه
رائعة ولم يبخل عليهم بشي´، وقآلت توني:
" لإن بام تحتاج المساعدة يا.داروس ..."
" ألا تستطيع والدتها ان تبقي الاطفال لديها؟"
كان يقرأ رسالة ولكنة نحاها جانبا ووجه كل اهتمامه إلى توني!
" أتوقع انها تستطيع ذكرت لي فى رسالتها ان الامر يستوجب ذلك "
ولكن توني اوضحت لزوجها وضع والديها التجاري، وكيف انه يتعين
عليهما ان يكرسا كل وقتهما للمتجر ليوفرا اجر المساعد. وانه على والدتها ان تاخذ الأطفال
معها في بيتها بسبب بعد بيت بإم ... إلا ان هذا التنظيم قد يسبب ايضا
بعض المتاعب لان الامر يستلزم نقل الاطفال إلى مدينة اخرى كما ان بيت
والدتها فيه غرفتا نوم فقط 00

ورده قايين
05-06-2007, 12:49
" غرفتا نوم لا تكفيان لعائلة مختلطة "

"ربما تنام لويس في الطابق الارضي "
" اليس هناك شخص اخر يستطيع رعاية الأطفال ؟"
وهزت توني راسها بالنفي "
" ليست لدي شقيقات اخريات ... كما ان هيو غير متزوج 0

ونظرت توني متوسلة إلى داروس قبل ان تضيف:
"واعتقد انه من الافضل ان ابقى معهم بعض الوقت عندما اعود بهم إلى
انكلترا<<.
وهز داروس رأسه بالرفض نهائيا 0 وشعرت توني بالغيظ ليس هناك الا سبب واحد لهذا الموقف المتشدد 00 لابد انه اعتاد على وجود امرأة الى جواره
وعادت توني تقول :
" ان واجبي يحتم علي مساعدة شقيقتي ".
" بالتأكيد إنه واجبك ، لعل أفضل طريقة للخروج من هذا المأزق في رأيي أن يبقى الأطفال معنا هنا إلى أن تتحسن حالة بام وتستطيع استعادتهم .. وهمت توني أن تقول
"لا تقاطعيني يا توني. كان من الصعب السيطرة على الأطفال عند مجيئهم . وسوف يتعذر ضبطهم مرة أخرى"
" ليس لديك فكرة كبيرة عن طريقة تحكمي فيهم »
. "ليست لدي فكرة على الاطلاق ... لو لم أكن حازمأ في السيطرة عليهم لكان حالهم الآن أسوأ مما جاءوا.."
" إنك ماهر جدأ في أشياء كثيرة ..."
" اكتبي إلى بام وأخبريها أننا سنبقى الاطفال معنا هنا إلى أن تخرج من المستشفى "
"هل فكرت جيدأ؟<<
وتذكرت توني كيف أمرها بنقل الأطفال من بيته وقالت .
" لم تحبهم في أول مرة ...<<
" فزعت في بادىء الأمر من فكرة وجود ثلاثة أطفال أشقياء يفرضون وجودهم علي
وبدون أي إنذار 0 ولكن ينبغي أن أقول الآن إن لشقيقتك ثلاثة أطفال جذابين . وبعد أن استطعت السيطرة عليهم لا مانع لدي من بقائهم طالما أنهم سيظلون تحت رعايتك . وليس تحت رعاية ماريا التي لديها أعمال كثيرة "
" تركتهم مرة واحدة فقط لماريا...<<
" ألا تكفين عن هذه التعقيبات الغبية السخيفة ... من الفروض أننا نعالج الآن مشكلة "

" سوف أكتب رسالة اليوم لبام وأخرى لوالدتي التي لا بد أنها تشعر بالقلق لعدم عودة الأطفال ، إنهم سيبقون بعيدا عن المدرسة خلال وجودهم هنا، وأرجو ألا يطول ذلك "
" ولكنهم سيذهبون إلى المدرسة هنا..."
"هنا، ولكنهم لا يفهمون اللغة ..."

" إذن إنها فرصة ممتازة لكي يتعلموها"
وماذا عن المال ؟ شقيقتك ستحتاج إلى بعض منه ... أرجو أن تبلغيني بالمبلغ الذي تريده وسوف أقوم بتحويله الى البنك في انكلترا".
ولم يكن أمام توني إلا أن تحدق فيه ولا تصدق ما ترى وتسمع . فالزوج الذي كان بخيلأ جدأ. أصبح الآن راغبأ في دفع المال من أجل راحة وسلامة امرأة لم يقابلها من قبل ، وهذه المرأة واحدة من القبيلة الانكليزية التي يكرهها. . وعندما استطاعت الكلام قالت في ذهول : «أستعطيني المال اللازم لشقيقتي؟"
" في الوقت الذي أمنعه عنك ... أليس كذلك ؟
" بالضبط .."
"ولكنك طلبت بعد ذلك ".
"أنا زوجتك ". وربت على خدها فقالت :

" الآن نعم ... ولكن قبل ذلك لم تكوني زوجتي، سماتك تدل على أنك فتاة عنيدة شديدة المراس ... ولكن كما قلت لك في الليلة السابقة إن تصرفاتك تحيرني جدأ"
واقترب داروس منها في مودة بالغة ، وأحست توني لأول مرة بمشاعر غريبة تجتاحها. كانت تنظر إليه وهو يحدق في عينيها ثم انتقل بنظراته إلى شعرها وخديها وأحنى رأسه يعانقها لأول مرة بدون شهوة ولا رغبة . وقالت:
" داروس سأكتب إلى شقيقتي بام اليوم ، وإلى والدتي أيضأ...
" نعم يا عزيزتي... ذكرت لي ذلك من قبل ...
" هذه الرسالة ستجنبهم القلق ...
" فعلأ..."
«الأطفال سيشعرون بالبهجة عندما يعلمون ...
بلا شك ..."
قاطعها قانلأ وهو يضحك :
" توني ... هذا الحوار قد يستمر الى مالا نهاية ، إذا أردت ان تلحقي بالبريد عليك
أن تكتبي الآن فورا
" ورده قايين "
وتابعته بعينيها وهو ينصرف ، تغير داروس كثيرأ>
ولا بد أن هناك سببأ لذلك : " قالها لي مرات عديدة : إني أحيره ". وبدأته توني تكتب رسالتها وهي تشعر بالسعادة . نسيت ملاحظاته البغيضة عن الفتيات الانكليزيات ، وندمت لتعهدها بالانتقام منه . بل صفحت عن كل تهديداته العنيفة . وجاءها الرد من شقيقتها بعد أسبوع ، وقرأته لداروس . ولاحظت أن الاهتمام يبدو عليه كلما استمع الى فقرات من الرسالة تقول :.
" إنها أخبار مدهشة يا توني. أرجو أن تبلغي زوجك امتناني له . لقد ذكر لي الطبيب من قبل أن العملية الجراحية عاجلة جدأ. ولكنني اضطررت الى تأجيلها بسبب الأطفال . أما الآن فإنني أستطيع أن أتوجه إلى المستشفى فورأ. ان زوجك بالتأكيد شخص لطيف . لقد قررت أن أوفر بعض النقود عندما أعود إلى العمل لأتمكن من زيارتك في العام المقبل ".
توقفت توني عن القراءة وقد شعرت بغصة في حلقها: بام متفائلة جدأ أو
ربما تحاول إدخال البهجة الى نفسها، فلن تستطيع أبدأ ادخار أي أموال لتغطية نفقات السفر جوأ لأربعة أشخاص .
ويبدو أن داروس كان يفكر بالطريقة نفسها كما كان واضحأ من السمات التي بدت على وجهه . ثم استأنفت توني قراءة الرسالة ،
" أما بالنسبة إلى المال الذي يرغب داروس في إقراضه لي فان عشرة جنيهات ستكون كافيه . أريد فقط شراء بعض الأشياء المتواضعة آخذها معي إلى المستشفى ".
وتوقفت توني وتركت الرسالة تقع على المائدة وقالت : " ألا ترى أنها شجاعة حقأ... إنك لا تعرف كم عانته منذ وفاة زوجها"
. أستطيع تصور ذلك ..."
ثم أمسك الرسالة في يده وأعاد قراءتها.
هل قلت لها إننى أعتزم إقراضها فقط ؟"
"لا بد انها فهمت خطأ".

ورده قايين
05-06-2007, 12:50
" ليس خطأء أساءت الفهم عن عمد، حدثتك من قبل عن عزة نفسها، إنها لا تريد ان تأخذ أموالأ مني. وكان علي أن أشتري هدايا للأطفال "
" ولكن لا بد من إقناعها بالحصول على بعض المال ، وبالتأكيد أكثر من عشرة جنيهات <<.
«لكنها.سوف تصر على تسديدها"
" سنفكر فى ذلك فيما بعد. ما هو المبلغ الذي تحتاجه فى رأيك وسوف أقوم بتحويله الآن فورا "
وسكت لحظة ثم قال وقد بدأ التفكير العميق في عينيه . «وأعتقد فى أي حال _ انه باستطاعتك زيارتها فى المستشفى، وإحضارها معك لمجرد أن تكون قادرة على ذلك ".
وفوجئت توني بما سمعت ونظرت اليه عاجزة لفترة عن النطق بكلمة واحدة . ثم قالت فى دهشة .
«أحضرها هنا ؟ أتعني ما تقول ؟ ستدفع لها أجرة السفر؟
«بام ستحتاج لفترة من النقاهة ؟ وسوف تستفيد أسرع من الطقس هنا ومن هواء البحر 0كما أنها ستكون مع أطفالها..."
وهزت توني رأسها في حيرة شديدة ، ودمدمت بكلمات تعني بها أنها لم تعد تفهمه أبد...
ورد قائلأ وهو يبتسم .
" وهكذا أصبحنإ متشابهين . لأنني أنا أيضأ لا أفهمك ..."
كان لابد أن تعترف أنها اتسمت بكل الصفات التي يكرهها أي رجل . كانت طماعة متحدية وقحة ... أسرفت في النفقات بدون اكتراث وأرغمت داروس على دفع ما لم تستطع أن تأخذه منه بأية وسيلة . تعمدت أن تحرجه أمام أصدقانه رجال الأعمال . وأحضرت إلى المنزل ثلاثة أطفال تتعذر السيطرة عليهم . وكان هدفها الوحيد من ذلك مضايقته .
ولكنها كانت تتسم بصفات طيبة أيضأ. كان واضحأ أنها تحب الأطفال و تهتم بشقيقتها بام وبأبويها. ثم كان هناك سلوك توني الذي تغير نحو زوجها. لا بد انه لاحظ طريقتها اللطيفة . فلم تعاديه أو تتحداه.. ولكن ربما لم يعلم مشاعرها
العميقة نحوه وظل يراقبها وهو يبتسم . " ورده قايين " وكانت هي تفكر في كل شئ وتستعرض ذكرياتها معه منذ لقائهما الأول. أليس من الأفضل أن تبدأ معه صفحة جديدة ؟ وان تعترف له بأنها تفهم لغته . ولكن كيف سيكون ردة فعله عندما يكتشف ذلك . إنه يعتز بنفسه وربما يضايقه ان يعرف ان توني كانت تفهمه . وقررت 0توني ألا تبوح له بذلك . سوف يأتي الوقت الذي تتحدث فيه باليونانية إذا قدر لها أن تعيش معه بصفة دائمة ، وهكذا يبدو الأمر طبيعيأ، فإن داروس سوف يستنتج أنها تعلمتها بالاختلاط مع الريفيين من سكان ليندروس كما تفعل الآن .

ورده قايين
05-06-2007, 12:52
8- الحب الآخر



ومع حلول منتصف شهر أيلول سبتمبر، كانت بام في رودوس في رعاية شقيقتها توني حتى تستعيد صحتها كاملة .
"لا أريد منك أن تبذلي كل هذا الجهد من أجلي .
قالتها بام وهي ترى شقيقتها تحضر لها إفطارها وتجلس في سرير كبير أبيض ، غطاؤه الساتان الأنيق فوقها. وسكبت توني القهوة لشقيقتها وقالت : قال داروس منذ البداية إنك لا بد وأن تنعمي بالراحة الكاملة هنا... وهو يريد دائمأ أن تنفذ تعلياته حرفيأ0
"أنت سعيدة الحظ يا توني، إنه شخص لطيف .
وجلست توني على حافة السرير إلى جانب شقيقتها تتطلع إلى الأكروبوليس بأسواره المزينة وتنهدت وهي تفكر إن العلاقة التي تربطها بداروس لم تتطور بالطريقة التي كانت ترغبها، صحيح أن داروس ظل بضعة ايام بعيدأ عن البيت ينجز بعض الأعمال ، ولكن عندما يكون معها لا تحس منه بأي تغيير في مشاعره تجاهها، منذ طبع على خدها قبلة تصورت أنها 0مفعمة بالحنان ثم تنبهت إلى وجود شقيقتها بجوارها وقالت :
"إنه لطيف" .
كان أمرأ غريبا أن تتفق مع بام في الرأي بينما هي منذ فترة قصيرة فقط تصورت أنه أكثر رجل قابلته حقارة ودناءة وعجرفة .
وبعد أسبوعين سمح الطبيب لبام بأن تسبح ، وخرجت هي وتوني الى
الشاطىء، تتمتعان بجوه الممتع ، كان الأطفال في المدرسة . أما داروس فكان يعمل في البيت . لكنه لحق بهما في النهاية إلى الشاطي،، وقد ارتدى بنطلونأ قصيرأ وقميصأ أبيض وأخفى عينيه وراء نظارة شمس قاتمة . كانت توني تنظر إلى شقيقتها وهي تتطلع في إعجاب إلى داروس ، كان واضحا أنها تكن له كل مودة . ولكن توني وشقيقتها أمستا اليوم ببعض الحيرة والقلق عندما علمتا أن داروس كان بصحبة امرأة أخرى. علمت توني بهذه الحقيقة في ذلك الصباح فقط من تثاريثوس الذي قابلته صدفة بالقرب من مكتب البريد، فقد بادرها بسؤاله .
"" من هذه المرأة التي رأيتها مع زوجك في رودوس ؟
واحمر وجهها وتمتمت في نبرات قلقة :
«لا أعرف ...
ولكنها في الواقع كانت تعرف ، لأنها سمعت داروس يحدد موعدأ على الهاتف مع شخص آخر. وتذكرت توني أن اوليفيا اتصلت به في مناسبات كثيرة قبل سفرها إلى انكلترا لتطمئن على شقيقتها بام ... ومنذ عودتها ظلت تتساءل . من يدري لعلهما كانا يلتقيان أثناء غيابها!
وتمنت توني لو أنها قابلت أوليفيا فهي تعتبرها الآن غريمتها التي قد تحطم زواجها ذات يوم . وتساءلت توني:
"يا ترى ما شكلها؟"
لا شك أنها تستطيع مواجهتها بطريقة فعالة أكثر إذا عرفت وقدرت قوة
خصمها!
وجاءها الرد من تشاريثوس :
"إنها سمرا0، طويلة ، جميلة جدأ، ألا تعرفينها؟"
وتوقفت توني عن الحديث عندما شاهدت شقيقتها بام تخرج من مكتب البريد. وقالت :
" بام ... تعالي لتتعرفي على صديقي تثاريثوس ليونيتي، إنه يقيم في البيت الضخم على سفح التل ، البيت الذي أعجبت به عندما كنا نقوم بنزهة يوم امس .
«نعم أعرفه !

وسأل تثارثيوس :
" اتسمحان لي بدعوتكما لتناول القهوة ,
المقهى هناك يقدم قهوة بالحليب إذا كنتما لا تريدان القهوة التركية "
عتذرت توني:
"لا أظن أن لدينا وقتأ لذلك . الأطفال سيرجعون إلى البيت قبل عودتنا، ربما نلتقي في وقت آخر".
وانصرفتا ثم قالت بام :
" توني... سمعت ما قاله هذا الشاب ".
«عن أوليفيا... تقصدين ؟
«اذن فأنت تعرفينها؟"
" لم نتقابل أبدأ، ولكنها حبيبة زوجي السابقة "
. وقالت بام بحدة :
" وما زال يخرج معها؟ لم تذكري لي أبدأ كيف تقابلت مع داروسى... سألتك مرة وتجنبت الرد علي "
وقالت توني في تردد:
" إنها قصة طويلة يا بام ، وليست سارة . والحقيقة أنني لا أعرف إذا كان ينبغي لي أن أروي تفاصيلها لأي شخص "
"لكن يجب أن تقولي لي . جعلت منها لغزا، ارحمي فضولي "
وضحكت توني:
" سأخبرك يا بام في الوقت المناسب "
< وهل أوليفيا طرف فيها؟"
" كلا ظهرت في الصورة فيما بعد ~"
"انك تشعرين بالغيرة منها يا توني، ولا بد أنك تشعرين بالقلق "
كان داروس جالسا على الشاطئ يتطلع إليهما عندما لاحظ بعض القلق
على وجه بام . وعندما اقتربت ابتسم لها قانلأ:
هل هناك شئ يا بام ؟ إنك تبدين قلقة ""
" لا.. ليس هناك شئ حقا ... إني أفكر فقط في أن أستأنف مهامي برعاية نفسي
واطفالي ، كانت عطلة مدهشة ... واشعر بالامتنان فعلا لك . ولا أعرف متى سأرد لك كل هذا الدين ».
وكان واضحأ أنها تحاول تغيير الموضوع .
ورفع حاجبيه مندهشأ وقال .
" تردين لي ؟ إنك لا تدينين لي بشيء يا بام استمتعنا بوجودك معنا، وبالنسبة إلى عودتك ، ليست هناك حاجة لأن تقلقي أبدأ، استقر الأطفال هنا، ولا أرى داعيأ
لنقلهم مرة أخرى إذا لم تكن هناك ضرورة "
" إنه لأمر ضروري حقأ، لا أستطيع أن أعيش متطفلة على أحد يا داروس وقطب جبينه عندما قال :
" هذه الكلمة لا أريد أن أسمعها... نحن أسرة واحدة ... وإذا أرادت شقيقاتي الحضور إلى هنا، فاهلأ وسهلأ، ولا بد أن تعتبري هذا بيتك يا بام . ولتبقي معنا حسبما ترغبين "
نظرت إلى توني. لم يكن من الصعب قراءة أفكارها، لا يمكن أن يفعل داروس شيئأ في الخفا أو شيء معيبأ... لا يمكن "
. وقالت توني لشقيقتها :
" ان ما يقوله داروس صحيح يا بام . لا تعودي الآن ... ما الذي تتعجلين العودة من أجله ؟ إنك لاتعملين الآن . ذكرت أن صاحب العمل أبلغك أنه لا يستطيع الابقاء على الوظيفة . هل غير رأيه ؟"
" كلا لم يغير موقفه "
ونظرت توني الى زوجها كانت تشعر أنه ، يريد فعلأ مساعدة بام ماليأ. .
.لكنه كان يعرف أن اعتزازها بنفسها يمنعها أنتأخذ شيئا منه 0 وكلما كانت
توني تفكر في عودة شقيقتها الى بلدها كلما احست بعدم قبولها الفكرة . وفي
تلك الليلة قالت توني لزوجها بعد أن توجهت بام الى فراشها :
" لوكانت بام تستطيع البقاء هنا معنا دومأ"
وأثار رده دهشتها حينما قال .
" كنت أفكر في ذلك . إنها لا تعمل في بلدها، ولذلك فإنه ليس هناك ما يتطلب
عودتها"
«كلا... إنها تستأجر بيتأ. لم يكن زوجها فرانك يتكسب كثيرأ. كما أن إنجابهما السريع لم يساعدهما على دعم مركزهما المالي 0
«أستطيع أن أجد لها عملأ في رودوس . من المؤسف ألا يكون لدي في ليندروس شئ مناسب لها. خاصة أن والدتي لديها منزل جميل جدأ هناك على التل .
«والدتك ؟ لم تذكر شينا عن هذا من قبل ؟"
وقال وهو يبتسم :
" أتذكرين الملاحظة التي أبديتها من قبل من أن كلأ منا لا يعرف الكثير عن الآخر. لا تعرفين شيئأ عن أسرتي، وأنا لا أعرف شيئأ عن عانلتك سوى ما أعلمة عن بام وأطفالها".
وصمت داروس فترة لتناول بعض الشراب ثم قال " «بالنسبة إلى بيت والدتي، إنها تريد بيعه ، وباستطاعتنا أن نشتريه بثمن رخيص ".
"لكن بام لا تستطيع الشراء يا داروس ، ألا يمكن أن تؤجره والدتك لها .لكن ذلك لن ينفع ، بام لا تعمل ، وإذا وجدت وظيفة في رودرس لا نستطيع البقا هنا، ستكون المسافة بعيدة جدأ. ما الذي نستطيع أن نفعله ؟" قال بهدؤ:
"أحاول أن أجد حلأ. إذا أمسكت لسانك دقائق ". وقالت برقة :
«آسفة ... هل لديك فكرة ""
بعثت لهجتها الرقيقة وميضأ في عينيه وقال . " قلت من قبل إنك تثيرين حيرتي، لكنني وجدتك أكثر من ذلك ... إنك مربكة تماما لست الفتاة التي تزوجتها. لا أعرف إذا كان التغيير الذي حدث لك هو ترويضي أو أنه لم يحدث أي تغيير على الاطلاق ".
واحمر وجه توني خجلأ وهي تقول :
لم يحدث أي تغيير... إننى لا أفهم "."
" ولا انا 00 وأعتقد أنك ستفهمين في الوقت المناسب ".
وتحول داروس مرة أخرى إلى موضوع بيت والدته .
" أنا مستعد لشرائه من والدتي و تقديمه هدية لبام . ولكن هذا غير ممكن مع شقيقتك ".
" لن تقبل ذلك ".
وكانت توني تنظر إليه في ذهول وهي تفكر. " هل هذا هو الرجل الذي يحتقر كل الفتيات الانكليزيات . الرجل الذي يرفض أن يدفع مائة جنيه نفقات سفر زوجته . صحيح أنه دفع المبلغ أخيرأ لكن غضبة و تهديداته لا تتلاءم مع عطفه على بام ومساعدته لها.
وقالت توني:
" إنه لعطف منك يا داروس ... ولكن لماذا تقلق نفسك بكل مشكلات
شقيقتي؟
" لشئ واحد يا توني. أصبحت مغرمأ بأطفالها الثلاثة إنهم بحاجة الى الأستقرار ، وهم بحاجة أيضأ إلى رجل يراقب تصرفاتهم . إنهم يتمتعون بروح عالية ، وهو شئ هام إذا توافر الانضباط وأنا أخشى أن يرتدوا الى الوضع الذي كانوا عليه قبل حضورهم ".
وقال وهو يبتسم :
"لو كنت أبأ روحيأ لهم لكان لزامأ علي طبقا، للتقاليد هنا أن أرعاهم ، هناك سبب آخر يا توني، إنني معجب بشقيقتك وأشعر أنه يجب التخفيف عن أعبائها التي تتحملها بدون خطأء ارتكبته ".
كانت توني تقدر مشاعره فالروابط الأسرية في اليونان قوية وكل فرد يعتبر نفسه مسؤولأ عن رعاية أي فرد آخر عندما يواجه عجزأ أو يقع في ضائقة .

ورده قايين
05-06-2007, 12:53
أما الأب الروحي فإنه يتحمل مسؤوليات أكثر فمن واجب أن يكفل اطفاله الروحيين إذا لزم الأمر كما قال داروس . إن الشعور بالواجب أمر تلقائي بالنسبة إلى الرجل اليوناني. صحيح أن داروس كان نصف انكليزي لكنه كان يتبع تقاليد أسرة وشعب أمه ويتحدث عن اليونان باعتباره بلده . كانت
توني واثقة أن داروس يريد مساعدة شقيقتها بام وسألت :
" لكن أين الوظيفة التي تناسبها؟ قلت إنه ليس لديك هنا في ليندروس عمل لها "
«كلا ليس لدي، إنه لأمر مؤسف ، لكن انتظري، بام كانت تعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي ، هكذا لقد وجدت لها العمل الناسب ..."
«لديك هنا عمل لها؟"
«لدي صديق هنا يعمل مصورأ محترفأ. وسوف تتركه مساعدته خلال أسبوعين للزواج ، إنه يسافر كثيرأ، وهو الآن خارج البلد، ولكن الاستوديو الخاص به في حديقة منزله هنا في ليندروس . هو المكان الذي ستعمل فيه بام "
وأحست توني كأن عبئأ ثقيلأ أزيح عنها. وقالت . «لا أعرف كيف أشكرك . لم اتصور أبدأ أنك عطوف لهذه الدرجة "
. ونظر إليها زوجها نظرة طويلة عنيفة وقال .
«وأنا أيضأ لم أكن أعرف أنك يمكن أن تكوني حانية إلى هذه الدرجة ".
وأحست توني أن هناك تغييرأ طفيفأ في مسلك داروس تجاهها. ولكنه لم تبدر منه لمحة حب أو حتى مجرد ميل اليها...
وقالت :
""آمل أن توافق بام على خططك . ويجب ألا يخيل اليها أن هناك شيئأ من الصدقة في هذا الموضوع ".
«ليست هناك أية صدقة في هذه المسألة ».
"لا بد انك سوف تقدم لها كهدية جزأ من الأموال اللازمة للبيت ".
"هذا ليس بالكثير... كما أن بام لن تلحظ ذلك لأنها لا تعرف كم تساوي الممتلكات هنا. فهي أرخص كثيرأ من انكلترا".
وهكذا لم يعد هناك داع لأن تقلق توني. وبام كانت متحمسة للاقامة في الجزيرة . كذلك شعر الأطفال بالبهجة بسبب المرح الذي يملأ جوانب المكان الذي يعيشون فيه . أما تحولهم إلى أطفال مطيعين فمازال مصدرأ لحيرة بام التي قالت لداروس :
" هناك الكثير يا داروس يجب أن أشكرك عليه ... فالكلمات لا تكفي"
" لا داعي لهذه الكلمات إذن يا بام . توني سعيدة لوجودك بالقرب منا، وأنا كذلك كما أن الأطفال يحبون العيش هنا وقد استقروا في مدارسهم ".
" إنني وان كنت لن أشكرك بكلماتي، فسأشعر دائمأ بالامتنان لك في
أعماقي".
وتجاهل داروس هذا.
ثم نهض داروس واقفأ وهو يقول :
" على فكرة يا توني، جوليا ستحضر في نهاية الأسبوع . وسوف تستخدم الغرفة التي كانت مخصصة لجدي".
وعندما اقترب مساء الجمعة فكرت توني أن تسأل جوليا عن أوليفيا. قد تحاول التقرب من الاجابة على أسئلتها. وقد تشعر بالحرج . وقررت في النهاية ألا تحصل على معلوماتها عن أوليفيا بهذه االطريقة .
وبمجرد أن وصلت جوليا _ أحست توني أنها التقت وكوستاس ,وجدت نفسها على انفراد مع جوليا التي اعترفت لها بكل شئ 0
«وهكذا فأنتما تعتزمان الزواج ".
" كلا... استنتجت ذلك ونحن معأ لأنه ذكر أنه قرر الزواج منى. إلا ان العطلة
التي أمضيتها معه انتهت بوداع آخر فقط .."
أنت تقصدين أنه استمتع بك فقط .. ما الذي حدث بالضبط هل قال كوستاس فعلأ إنه يريد الزواج منك ؟
"كلا... اعتبرت هذا أمرأ مسلمأ به ... اتصل بي وأبلغني أنه ذاهب إلى بوروس لقضاء عطلته . وطلب مني أن أقابله هناك . وأبلغت أمي بذلك . وتوجهت إلى
بوروس لمقابلة كوستاس . كان عطوفأ ومحبا 0وعندما طلب مني أن أبقى معه . اعتقدت بطبيعة الحال أنه سيتزوجني في النهاية ".
وسادت فترة من الصمت . إن براءة هذه الفتاة أمر لا يصدقه إنسان . إنها لا تتصور كيف تضع جوليا ثقتها في كوستاس للمرة الثانية . وسألتها: "ولكن ما الذي تعتزمين فعله . ليس باستطاعتك أن تتزوجي ستيفانوس
الآن0
"لم يحدث جديد في الأمر00."
"ولكنك لا تحبينه ..."
«ولم أحبه من قبل عندما أشار علي داروس بالزواج منه "
. "جوليا، أنا أعرف أن الأمر لا يعنيني، وأنا أعرف أن ترتيبات الزواج بهذه الصورة
مسألة عادية هنا، ولكنني أنصحك إذا كنت لا تحبين ستيفانوس ألا تتزوجيه لأنك لن تكوني سعيدة معه أبدأ"
"لن أكون سعيدة أبدأ إلا إذا تزوجت كوستاس "
"إنه يحتال عليك يا جوليا... يجب أن تعرفي ذلك ..."
"لست الفتاة الاولى التي تقع في حب محتال . ليتك تقابلينه يا توني، سوف تقولين إنه أكثر الرجال وسامة !"
" ولكنه ليس وسيمأ في داخله ، إن ما يخفيه هو الأهم ، المظهر يمكن أن يخدع كثيرأ"
" يمكن في الواقع ".
كانت هذه الكلمات صادرة عن داروس الذي دخل لتوه إلى الغرفة وجلس على الأريكة إلى جانب شقيقته ، واستطرد قائلأ لزوجته : " لم أستمع إلى الجانب الأول من حديثكما، حول أي موضوع كنتا تتناقشان ؟
"انه حديث للنسا0فقط .."
«هل اخرج ؟"
وقاطعته جوليا:
" بالتأكيد لا... لم أرك منذ أسابيع كثيرة ، وسوف أبقى هنا خمسة أيام فقط تقابلت مع جدي في كريت وقال إنه استمتع بعطلته معك ..."
" أمضى وقتأ طيبأ، لكنني لم أستطع تمضية وقت طويل معه . كنت أعمل كثيرأ، 0وانشغل عنه في الوقت الآخر"
" أنت محظوظ يا داروس ، لأنه بإمكانك أن تتسلى في الوقت الذي تشاء أما أنا يجب أن أعمل بجد، ولا ألهو إلا عندما آخذ عطلة من دراساتي"
" سوف تتسلين و تلهين كثيرأ عندما تتزوجين ، زوجك ثري بدرجة كافية ليوفر لك
الكثير من الخدم "
" لكنه ليس زوجي بعد..."
" لكنكما مخطوبان يا جوليا"
" نعم يا داروس ، إننا مخطوبان ..."
" ستيفانوس رجل طيب يا جوليا، وسوف يكون عطوفأ معك ، إنه غني وينحدر من اسرة عريقة "
" أعرف ذلك ولا أفكر في تغيير رأيي"
" أرجو ذلك ... رتبت زواجكما في شهر حزيران (يونيو) المقبل عندما تفرغين من أدا امتحاناتك النهائية "

كانت توني تتعاطف معها و تشعر بالقلق عليها فتيات كثيرات مثلها يتجهن إلى الكنائس لمجرد إتمام مراسم الزواج مع شريك الحياة الذي اختاره الوالدان أو أشخاص آخرون يعتقدون أنهم يعرفون من هو الزوج الأصلح . والأمر الغريب بالنسبة إلى توني أن أحدا لم يتعلم من التجربة أبدأ. ولا شك أن جوليا وزوجها_عندما تكبر ابنتهما_سوف يتصرفان أيضأ حسب التقاليد ويزوجانها لشخص ربما لم تقابله . أما إذا كانا قد تعارفا من قبل فذلك التعارف يكون عادة البداية والنهاية !"
وفي اليوم التالي كانت توني تجلس وحدها مع زوجها حول مائدة الغداء´. " اعتقد أنه من الجرم إرغام فتاة على الزواج من شخص لا تحبه ...
" هل تشيرين بذلك إلى جوليا؟"
" إنها لا تحب ستيفانوس هذا الذي اخترته لها!
" يبدو أنها كانت تكتمك بعض أسرارها. هل أشارت الى أن خطوبتها قد فرضت عليها..."
وأجابت توني بسرعة :
" كلا... قالت فقط إنك قد نصحتها بالزواج من ستيفانوس "
وسادت فترة من الصمت ثم استطردت قائلة : " وأنت لم تحدثني عنه 0
" إنه شاب وسيم ، يحب الحياة ، ذكي وغني، ما الذي تريده الفتاة أكثر من ذلك "
" قد تريد الحب فقط النساء هكذا، هل تعرف ذلك؟ "
ورفع حاجبيه دهشة وقال .
" يبدو أنك تحسين بالموقف تمامأ. أعتقد أنك كنت تعتبرين المال هو كل شي إذا لم تخني الذاكرة !"
وعضت شفتيها ورفعت عينيها وقالت تدافع عن نفسها.
«كان موقفي مختلفا "
" نعم يجب أن أسلم بذلك "
وانتقل داروس وهو يتطلع بعيدأ إلى موضوع جرليا. وقال فجأة ."
" ولكن ما الذي قالته جوليا ؟ أتصور أنك تعرفين شيئأ عن كوستاس0 وقالت في تحفظ:
" ذكرت لي اسمه "
" ذكرته لك ... إنها تعتقد أنها تحبه "
"«أنا متأكدة من ذلك !"
" ولكنه لا يحبها، وإذا كان جادأ في علاقته لماذا لم يفاتحني في ذلك أو يفاتح والدتها منذ فترة طويلة "
ولم تستطع توني أن تمسك نفسها عن توجيه سؤال له :
" هل أنت مطمئن تمامأ لزواج جوليا من ستيفانوس ؟"
" لكن هل توجهين لي اللوم على ذلك "
وهمست توني في صوت خفيف وهي تقول " ليس من حقي يا داروس أن ألقي اللوم على أحد. ولكن جوليا ليست سعيدة ، وأشعر أنه يجب أن تكون حرة لفسخ الخطوبة إذا رغبت "
" إذن فإنها لم تؤكد نهائيأ أنها تريد فسخ الخطوبة ؟"
وهزت توني رأسها بالنفي، وأحست أنها تدخلت في شىء لا يعنيها.
" لا قالت لي فقط إنها لا تحب خطيبها، وأعتقد أنني لا أبوح امرأ بهذا الكلام . أنت تعرف أنها لم تحب ستيفانوس "
" اليونانيات لا يتزوجن من أجل الحب "
" لعل هذا هو السبب في أن هناك زيجات كثيرة غير ناجحة "
ظهر العبوس على وجهه . كان واضحأ أنه يواجه مشكلة ، ثم قال :
" لم أضغط على جوليا"
" لإتوافق بأن تقوم جوليا بفسخ خطبتها إذا رغبت "
" ارجو أن تبقي بعيدة عن هذا الموضوع يا توني, فهناك شئ، لا تعرفينه "
".انا اسفه . إنه فعلا أمر لا يخصني"

ورده قايين
05-06-2007, 12:54
".بل أنه امر يخصك بشكل ما، أهتممت أنا نفسي بمشكلات شقيقتك . وفي
الظروف العادية سيكون من واجبك أن تهتمي بمشكلات شقيقتي»
تنهد وهو يقول :.
" ولكنها ليست ظروفأ عادية يا توني. ومن الأفضل أن تتزوج جوليا من ستيفانوس ".
وشعرت توني أنه يعرف كل شيء´... بل بدا عليه أنه لا يريد أن يبعد زوجته عن هذه المشكلة العانلية .
" هل ستيفانوس يحب جوليا؟"
وتساءلت نفسها. ترى هل أخطأت بتوجيه هذا السؤال؟ فقد رمقها داروس بنظرة وقال:
" وما الذي يجعلك تقولين هذا ؟ "
"لا أعرف ... إنها مجرد فكرة.
"على أي أساس ؟"
وهزت توني رأسها وتلفتت يمينأ ويسارأ لأنها تحاول التهرب من الرد. " يبدو أن جوليا أبلغ تك بكل شئ ´"
ولم يسع توني إلآ أن توميء برأسها. فالكذب في مثل هذه الظروف لا
يجدي. وقال داروس :
" لم تقل لي بطبيعة الحال . بل اكتشفت خطأها عن طريق صديق لي له ابن في الجامعة في أثينا. وكنت أفضل ان تتزوج جوليا كوستاس . وقد ألمحت ان سعادتها أهم من كل شئ برغم أن كوستاس فقير، وستيفانوس غني، لكنه نظرأ لأن كوستاس هذا لا يريد الزواج ، ولأن أحدأ لن يقبل الزواج منها، لم يعد أمامها مجال كبير للاختيار"
" وكان عليك أن تقول لستيفانوس عن ... لقد اعتقدت أنك فعلت ذلك ... ولهذا السبب عرفت أنه يحبها... لأنه لا بد أن يكون قد تجاوز هذا الأمر"
وأومأ داروس بالايجاب .
" فاتحني ستيفانوس في الزواج من جوليا. وكان لا بد أن أصارحه بالحقيقة . وقد أصيب بالصدمة بطبيعة الحال ، لكنه ما زال راغبأ في الزواج منها، إنها فتاة محظوظة جدأ، لأن ما فعلته يمكن أن يدمر فرص زواج أي فتاة هنا"
"هل هي محظوظة فعلأ يا داروس هل ستجد السعادة مع إنسان لا تحبه ؟
«إما ستيفانوس وإما أن تبقى عانسأ"
«ربما تفضل أن تبقى عانسأ"
" الهدف الأساسي لأي فتاة يونانية هو أن تتزوج وتنجب أطفالا"
وبعد فترة من الصمت أعربت توني عن إعجابها به بسبب قبوله الهادى للموقف . وقالت له :
"إنك تبدو متفهمأ جدأ يا داروسى، هل أنت متضايق من جوليا؟
" كنت في بادىء الأمر متضايقأ. لكنني بعد ذلك تصرفت بإيحاء من ذلك الطابع
الانكليزي الذي بداخلي . ولدهشتي وجدت اني متسامح . وواقعي أيضأ. الحياة بالنسبة إلى الفتيات اللواتي تخرجن إلى الحياة العامة تختلف كثيرأ عن حياة اليونانيات اللواتي يعشن في بيئة مقيدة . إنهن يجدن أنفسهن فجأة يتمتعن بالحرية الكاملة ، حرية الوقوع في الحب ، والفتيات اللواتي يمضين جانبأ كبيرأ من حياتهن في حماية الوالد أو الشقيق لا يتمتعن بأية حصانة ، إنهن بريئات وبلا تجارب "
كانت توني تستمع إلى داروس صامتة . آراء داروس وتصرفاته الأخيرة معها ومع شقيقتها وأولادها تكشف كلها عن شخصية متوازنة تمامأ لم تكن تعرفها من قبل . ليتها عرفت داروس الحقيقي قبل ذلك . وسألت توني:
«قلت الآن إن أحدأ لن يتزوج من جوليا. ولكن لنفرض أن شخصأ آخر أحبها. ؟وبدلته هي الحب ؟"
ورده قايين ""
" لن يتزوجها إذا عرف الحقيقة ، يجب أن يعرفها، لأنها ستكون كارثة لأي فتاة في موقف جوليا أن تتزوج بدون اعتراف كامل . إن باستطاعة زوجها أن .يطلقها فورأ"
" أن ذلك لا يحدث إذا كان يحبها فعلأ"
" الأصرار على عفة الفتاة ضروري جدأ. لذلك فإن جوليا تعتبر سعيدة الحظ فعلا عندما وجدت رجلأ متفاهمأ مثل ستيفانوس يحبها. لا أعتقد بإخلاص أن هذه الحالة يمكن أن تتكرر مرة أخرى. ولذلك من الحكمة ان تقبل ما يعرض عليها "
وكان هناك سؤال يلح على توني وترغب في الحصول على رد له . " هل يتوقع ستيفانوس اعترافأ من جوليا نفسها؟
" لقد قلت لك إنه رجل طيب . وأعتقد أنك توافقينني عندما أقول إنه إذا اعترفت جوليا له فسوف يصفح عنها. ولكنها لو التزمت الصمت فلن يلومها، كما أنها لن تعرف أبدأ أنني أفشيت سرها عنده "
" نعم يبدو أنه رجل طيب . ولكن لماذا لا تتحدث إلى جوليا في هذا الأمر؟
" لا أرى أي فائدة من ذلك ؟ لن تشعر بالراحة بعد ذلك في وجودي. وأنا أحبها جدأ يا توني. ولذلك فإن أي توتر في علاقتي معها لن يكون في مصلحتنا»"
كان اعجاب توني بزوجها يتزايد يومأ بعد يوم . لقد بدأت تشعر أنه يختلف تماما عن داروس القديم الذي تزوجته بالقدر نفسه الذي لا حظ به أنها ليست الفتاة التي تزوجها...
واتجهت توني بأفكارها مرة أخرى إلى مشكلة جوليا. ماذا لو قابلتها وفاتحتها في موضوع اعترافها لستيفانوس بكل شي"
. وجاءت الفرصة وسألتها. وأكدت توني أنها لو كانت مكانها لأبلغته بالتأكيد وبدون تردد.
" إني متأكدة أنه سيصفح عنك ..."
" ولكن ما الذي يجعلك تقولين ذلك . هل قابلته من قبل "
" إنه يريد الزواج منك يا جوليا، وربما كان ذلك لأنه يحبك "
" لم يقل لي أبدا إنه يحبني"
" هل أتيحت له الفرصة لذلك ؟
" كلا... لم نلتق وحدنا أبدأ"
" حسنأ... لماذا لا تنتظرين حتى تكونا وحدكما... وربما تكتشفين أنه يريد ان يتزوجك لأنه يحبك "
وفجأة لاحت ابتسامة على الوجه الجميل للفتاة اليونانية وقالت بنبرات الأمل :
" لم أفكر في ذلك أبدأ... وهل تعتقدين حقا يا توني أنه إذا كان يحبني سوف يتجاوز عن فعلتي؟"
" متأكدة من ذلك . ولكن عليك يا جوليا أن تصممي على الامتناع عن رؤية كوستاس مرة أخرى"
" أبدأ لن يحدث ... ولكنني لست متأكدة أنك على صواب حقأ... إنه لأمر يدعو إلى الارتياح أن يكون ستيفانوس لا يزال يرغب فى الزواج مني بعد ان يعرف . هل تعلمين أنني لا أريد أن يعرف داروس شيئا عن فعلتي... إنه عطوف كما قلت لك ، ولكنه لن يغفر لى ذلك !"
" ولكن هل لديك استعداد لأن تحبي ستيفانوس ؟"
ورانت فترة من الصمت قبل أن تجيب جوليا:
" ربما... بعد أن أكون قد نسيت كوستاس ... نعم أعتقد أنني سأحب ستيفانوس ... سوف أحاول لأنه رجل طيب كما يقول شقيقي"
وهكذا... لاحت النهاية السعيدة لهذه المشكله . ولكن ماذا عنها هي نفسها؟ ان تحقيق الانسجام الكامل لعلاقتها مع داروس لن يحدث إلا بالحب . تساءلت توني: هل سيحبها داروس فعلأ إنها لا تتصور ذلك . حياتها كما تراها كئيبة كطريق موحش في اتجاه رغبة لم تتحقق .

ورده قايين
05-06-2007, 12:56
باقي جزءين راح انزلهم في المساء 00

قراءة ممتعه

احباب الروح
05-06-2007, 13:30
رووووعــــة الروايــة

بس بعدني بثاني جزء :D


يعطيج الف عاافيــه حبيبتي وردة


::سعادة::


:D

*لميس*
05-06-2007, 14:05
أشكرك جدا يا أحلى ورده


كانت قراءة ممتعه حقا::جيد::::جيد::::جيد::


جعلتني أنتظر الأحداث المتبقيه بشوق شديد::سعادة::


وأرسمها بمخيلتي.....:نوم: :نوم:



فــ إلى المساء لنا لقاء


بإذن الله


:o :o :o :o :o :o



محبتك


//لميس//

العيون الحائرة
05-06-2007, 16:56
المشروع حلو كثير وأنا حابة انى اشارك وانا باحب روايات عبير وممكن اساعدكم ...بس ساعدونى انى اشارك انا لسه خبرتى مو كثير فى المواقع وعلى فكرة انا قرات قصة غضب العاشق كلها وعجبتنى كتير وانا باحب انى اشارك معكم
ونا متاكدة انو التعاون معكو حيكون حلو وممتع لانى باتعاون فى اشى انا باحبه

lovely sky
05-06-2007, 20:50
المشروع حلو كثير وأنا حابة انى اشارك وانا باحب روايات عبير وممكن اساعدكم ...بس ساعدونى انى اشارك انا لسه خبرتى مو كثير فى المواقع وعلى فكرة انا قرات قصة غضب العاشق كلها وعجبتنى كتير وانا باحب انى اشارك معكم
ونا متاكدة انو التعاون معكو حيكون حلو وممتع لانى باتعاون فى اشى انا باحبه


http://img501.imageshack.us/img501/2673/268191158244171pq8.gif
ارحب بك حبيبتي العيون الحائرة
واشكرك على رغبتك في الانضمام لنا

وبارسللك التفاصيل على الخاص ...

http://img155.imageshack.us/img155/5804/33102zz7.gifhttp://img155.imageshack.us/img155/5804/33102zz7.gifhttp://img155.imageshack.us/img155/5804/33102zz7.gifhttp://img155.imageshack.us/img155/5804/33102zz7.gif

ورده قايين
06-06-2007, 00:22
احباب الروح ياهلا والله ان شاء الله الرواية اعجبتك
لميس ياهلا فيك واسفة اني تأخرت بتنزيل الأجزاء الباقية 00
العيون الحائرة مرحبا فيك ونحن سعيون بانضمامك لفريقنا 00

والآن مع التكملة

ورده قايين
06-06-2007, 00:23
9_ حديث الفراشات



واستطاع داروس بكفاءته المعتادة أن يتخذ الترتيبات اللازمة لنقل ملك بيت أمه الى بام . وأخذت بام المفتاح وبدأت مع توني في التردد على البيت لبحث كيفية طلائه ، وتجهيزه بالستائر، واعتزمت بام بعد أن تم شفاؤها تمامأ أن تسافر الى انكلترا لحزم وشحن أثاثها. وأصبح الأطفال نموذجأ للأدب والطاعة وحسن السلوك . ولم يبد أن ذلك أثر على حيويتهم كما كانت توني تعتقد. أما جورج تارسولي المصور الوسيم صديق داروس فقد عاد هو ايضأ الى ليندروس وطمأن بام على وظيفتها لديه واعدأ إياها بمرتب مغر جدأ جعلها تحملق دهشة . واعترفت بام عندما كانت تصطحب توني وداروس الى منزلها الجديد لرؤيته وتحديد احتياجاته قبل إقامتها:
" لقد تغير حظي في النهاية ، إنني لا أصدق ما يحدث حولي ."
وشعرت بام بالأمل يتجدد في نفسها وهي تحس أن جميع من حولها يتعاطفون معها، ويقدمون لها هدايا قيمة لمساعدتها على تجهيز بيتها. فقد كانت العادة كما قال زوج شقيقتها أن يقدم كل أفراد الأسرة هدايا لمن ينتقل إلى منزل جديد.
وكانت 0 توني ايضأ تشعر بالسعادة من أجل شقيقتها. لقد انتهت متاعبها بفضل سخاء داروس وكرمه ، وطريقته الحكيمة في معالجة الأمور، إنه شخص ممتاز حقأ، هكذا فكرت توني وهي تزهو وتفخر بزوجها.
ولكن برغم أنه كان عطوفأ مع كل شخص آخر_ إلا أن سلوكه نحوها ظل ، فاترأ على حاله . ورغم أنه لم يعد يحدث شجار بينهما0 إلا أن مظاهر العطف لا
تبدو من ناحيته . وفي جلسة هادئة في بيت بام قال داروس : " فلنأمل جميعأ أن يكون الدافع باعثأ على السرور كالحلم تمامأ. إنك يا بام سوف تشعرين بالراحة اكثر عندما يتم تجهيز كل حاجياتك . بعد أن يصبح البيت كما تحبين أن يكون ."
وقالت توني وهي تقدم له فنجانأ من القهوة .
"عندما يتم تنظيم الحديقة أيضأ."
" قمت بجولة في أنحائها... وأعتقد أنك لن تستطيعي انهاء هذه المهمة بمفردك . سوف أبعث اليك بستانيأ يعمل لدي مرة أو مرتين كل أسبوع."
" لا يا داروس ، يكفي مافعلته ، لا أريد أن تدفع لي أيضا أجرة البستاني وفي أي حال فسوف أستمتع بتنظيم الحديقة بنفسي ، لأنني لم أمتلك حديقة من قبل ."
" البستاني الذي لدينا لا يجد عملا كافيأ يشغ ل به وقته ."
ولعله لاحظ أنه مس كبرياءها فاستطرد قائلا.:
" في أي حال يتعين أولأ أن يتم تنظيم الحديقة على الوجه السليم . وسيكون من السهل بعد ذلك أن تتوليها بنفسك ."
وسادت فترة صمت وهم يحتسون القهوة في فناء البيت الخالي تمامأ. كذلك هدأ الهواء حولهم ولم يعد يسمع من حين الى آخر سوى صوت أوراق شجر الزيتون يداعبها نسيم خفيف أو صلصلة الأجراس المعلقة حول اعناق الأغنام التي ترعى على سفح التل . وخفت ضوء الشمس بالتدريج وحل الظلام على المنطقة . ونهض داروس واقفا وهو يقول .
" الان الوقت لنغلق الأبواب ونعود إلى بيتنا. وخرج الجميع الى الشارع تصافح وجوههم نسمات رقيقة من الهواء الرطب المعطر بروائح الزهور. وكان ضوء القمر يضفي على المكان كله غموض الشرق .
والتقطت بام أنفاسها وهي تقول: .
" اعشق الأمسيات والليالي هنا."
ردت توني قائلة :
«وأنا أيضأ، إنها دافئة ،وخيالية . والتفتت إلى زوجها الذي كان يتطلع إليها بنظرة كلها عطف وحنان . وفجأة وضع يده على كتفها. وأحست برعشة يده . ومضى الجميع تحت أوراق الأشجار الكثيفة التي حجبت ضوء القمر، وفي تلك اللحظة انحنى زوجها في مودة بالغة وطبع قبلة على وجهها.
وظلت توني لبضعة أيام تتذكر هذه القبلة . كانت في لحظة ما تعلق عليها أهمية كبيرة ، وفي لحظة أخرى تلوم نفسها لسخافتها. وكانت تحس أن هذه القبلة مختلفة لم تكن كقبلاته الأخرى التي تجعلها تحس أنها ليست أكثر من شيء يمتلكه .
ولكن ما لبث أن حدث ما يؤكد قلقها... فقد رأت بنفسها داروس مع
أوليفيا في مكان عام ، كانت مع شقيقتها بام في رودوس لشراء بعض الهدايا الصغيرة التي ستأخذها معها الى والديها وشقيقها. وكانت توني قد اشترت هداياها وتم تغليفها للسفر. قالت بام .
" أعتقد أن هذا كل مانريده ! "
قالتها بام وهي ترى الهدايا التي اشترتها يقوم بربطها بائع يوناني وأضافت :
" والدتي ستسعد بهذه الملابس "
وردت توني:
" نستطيع أن نتناول غداءنا هنا، ما رأيك في مقهى الميناء."
وعندما كانتا تجلسان معا في المقهى ترقبان المارة وتنتظران تقديم الطعأم لهما. همست بام في أذن توني بكلمات جعلتها ترفع رأسها فجأة وهي تقطب جبينها. واتجهت توني بنظرها إلى الناحية التي أشارت إليها بام . وفوجئت بزوجها وأوليفيا يدخلان المطعم الجديد الفاخر الذي كان يطل على أجمل منظر في الميناء.
والتفتت بام إلى شقيقتها التي كان وجهها يتفجر غضبا. وسألت : «هل هذه أوليفيا ؟ إنني لا أكاد أصدق . لا يمكن أن أصدق ذلك من زوجك " وتطلعت إلى داخل المطعم مرة أخرى وهي تقول :
" خروجهما معا لا يعني شيئا يا توني."

" سأتوقع أن تكون هذه أوليفيا، فانا لم أقابلها أبدأ."
قالت بام في تردد:
" ذكرت من قبل أنه كان مفتونأ بها، وألمحت لي مرة أن هناك شيئأ يحيطه الغموض يتصل بلقائك مع داروس . وقلت إنك ستكشفين عنه لي في يوم ما."
وترددت توني فترة قبل أن تقول "
انقذني من الموت ""
اقتربت بام بمقعدها من توني.
" ماذا قلت ؟"
" انها الحقيقة ، ولكن يجب ألا تذكري ذلك أبدأ لوالدتي ووالدي.. وبالتأكيد شقيقي هيو، أرجو أن تعديني بذلك ."
" هل أنت جادة فيما تقولين ؟»
«إني جادة فعلا.»
كانت توني تحوم بنظرها داخل المطعم . هل يجلسان الآن في مكان منعزل . سعيدين بلقائهما0

ورده قايين
06-06-2007, 00:27
بعدما نسيا كل خلافاتهما؟ وتحولت تونى بنظرها الى بام ، متصورة أنها لو فعلت ذلك تستطيع أن تنسى أن زوجها قريب جدا منها مفضلا صحبة امرأة أخرى عليها.
"سأقول لك كل شي، عما حدث ... ولكن عندما تعدينني بألا تذكري شيئا لأي فرد في العائلة "
" اني اعدك ."
" لقد كان الأخذ بالثأر ."
وبدأت توني تروي القصة الكاملة لشقيقتها. وكانت تشعر بالارتياح وهي
تمضي في روايتها .
بعدما فرغت توني من قصتها قالت بام " انها تبدو كأفلام القتل الخيالية . ياله من شئ مرعب بالنسبة إليك ، في الوقت الذي نغفل فيه
جميعأ عن الخطر المحدق بك ، لا بد أنهم وحوش هنا في الجزيرة "
ونفت توني بسرعة :
" كلا انهم ليسوا كذلك . عادة الأخذ بالثأر قوية في بعض القرى النائية فقط0
" ورده قايين "
ويشعر الناس هناك أنهم يقومون بواجبهم . إنهم لا يعتبرون عمليات القتل اغتيالأ... إنه شئ غريب جدأ "
" إنه غريب فعلأ..."
وتمتت بام عندما اقترب الخادم بطعامهما : " هكذا فإن ما حدث هو نوع من هذه الزيجات !"
" لأن الأمر كذلك بالفعل في بادىء الأمر... أما الآن فالوضع يختلف "
وقاطعتها بام وهي حائرة :
" وقع كل منكما فى غرام الآخر"
" ليست هناك مشاعر عاطفية قوية ... داروس لا يحبني إطلأقا..."
" ولكنه يا توني لن يستطيع التخلي عنك "
" اعتقد أنه يقدر على ذلك يا بام ، إنك لا تعرفين هذا الجانب منه "
وسكتت توني وهي تشعر بالخجل والندم الغيرة العمياء تدفعها إلى الكلام بعبارات مضللة ، وبعد تر" بسيط مضت تقول : " أعتقد أنه لابد لى أن اصارحك بكل شئ"
" هل تقصدين أن هناك اشيئا أخرى"
"هناك الكثير..."
وعندما أكملت توني الجوانب المختلفة لقصتها مع داروس قالت بام وهي تحدق فيها:
" يا توني... لابد أنك جننت حتى تتصوري أن داروس سيكون سهلأ بهذه
الدرجة "
"ولماذا؟"
" انظرى إلى وجهه ، إن رجلا له مثل هذا الذقن والفك ، لا يمكن أن يفرض عليه شئ "
" لقد ثارت مشاعري عندما سمعت ما قيل عني لدرجة إنني لم أفكر في احتمال مقاومة داروس لي00 "
." لابد أنك جننت أو أصبت بالعمى... ولو كنت مكانك لما فقدت عقلي
وبصيرتي... ولما كنت حاولت اختبار قوة رجل مثل داروس ... ولا بد أنني كنت سأعرف على الفور أن بإمكانه التصدر لي ".
وصمتت توني. وراحت تفكر في أخطائها العديدة . وتساءلت بام في شك إذا كان داروس تحدث حقأ بسوء عن الفتيات الانكليزيات .
وردت تموني في استنكار: . "لقد تحدث بالفعل !
"" لا يمكن أن يكون قد قصد الانكليزيات بالذات ... وإلا لما كنت هنا بينكما أليس كذلك ؟ تذكري فقط ما فعله من أجلي، بالتأكيد إنه لم يقصد الانكليزيات ، ربما خذلته فتاة انكليزية في يوم ما".
´ وألقت نظرة عابرة إلى توني:
"ربما تكون أوليفيا!"
وأومأت تونى برأسها، وأعادت عليها ما كانت سمعته من حديث بين ايفيانيا وداروس في حفل العشاء. وأضافت إنها لم تعرف بالضبط سبب الخلاف ، ثم أضافت .
«أعتقد أن أوليفيا حاولت بطريقة ما أن تستولي على أمواله ، ولا شك انه غضب عندما أحس أنه مخدوع ، وفي أي حال يبدو أنه صفح عنها الآن ، وهو شي لم يفعله بالنسبة الي ..."
وشعرت توني بغصة تقف في حلقها. وأختتمت توني كلامها في يأس
وبؤس وهي تقول :
لقد أحب أوليفيا الآن !"
هل أنت آسفة على كل ما فعلته ؟"
«طبعأ إني آسفة ...""
".اذن تستطيعين أن تقولي له ذلك ".
ليس الآن ، فات الوقت ، ألا تدركين ذلك ؟"
ألم تفكري في هذا من قبل ""
" نعم واقتنعت بفكرة إبلاغه كل شئ غير ان أوليفيا كانت تتصل به هاتفيأ
واعتقدت أنه لن يهتم بحديثي".
وأمسكت توني بالسكين والشوكة ...
"دعينا نأكل ، ولننسى الموضوع !"
كانت أصوات موسيقى البوزوكي تنبعث من المطعم . وكان السواح يتجولون بالقرب من الميناء ينظرون إلى السفن التي ترسو هناك بعدما حملتهم إلى مدينة رودوس للبقاء فيها بضع ساعات يمضونها في جولة سياحية قبل أن تقلهم إلى جزر اخرى 0
وتحدثت بام بعد فترة .
" إنني لا أصدق أن داروس يمكن أن يفعل شيئأ مخلأ بالشرف . أما أنت فقد بدأت بداية سيئة جدأ. إن مطالبتك له بالمال جعلته ينظر إليك على أنك أكبر جشعة صادفها في حياته . لماذا لا تقولين له ماذا فعلت بالأموأل ؟"
"فكرت في ذلك أيضأ. رأيه في لم يكن سيجعله يصدق أنني منحت هذه الأموال لأحد، والآن فات الأوان ، حتى لو صدقني لن يغير ذلك شيئأ في علاقاتنا، وكيف أيحدث ذلك في الوقت الذي عاد فيه إلى أوليفيا".
"عاد إلى أوليفيا!"
"أنت تعرفين ما أقصد".
وأدركت توني أن بام بدأت تشعر بالتعاسة بسببها، فحاولت أن تشيع أجوأ من البهجة والتفاءل بقولها إن داروس قد يغير رأيه يومأ ما في أوليفيا وينساها نهائيا . وهكذا نعيش معأ سعيدين .
نعم ... إني أعتقد أنه قد ينساها في يوم ما. وآمل في ذلك "."
وبعد مضي يومين سافرت بام إلى انكلترا. وانشغلت توني تمامأ في الاشراف على البيت حتى تستطيع التغلب على حالتها التي تستم بالتعاسة . كان يتعين إجراء بعض الاصلاحات الطفيفة في جدران البيت ، ثم يبدأ مهندسو التصميمات عملهم . ومع عودة بام كانت السجاجيد فرشت ، والستائر علقت على النوافذ.
" ورده قايين "
وابتهجت بام
بالتغييرات التي حدثت في البيت . وقالت :
"إن الأثاث سيصل خلال أسبوعين . وسأبقى معك لفترة أخرى هنا في منزلك "
"لا مانع لدينا أبدأ يا بام "
" أنت تعرفين ذلك ، ولكن يبدو أنك قلقة و تودين الانتقال إلى بيتك في أقرب فرصة "
وابتسم داروس لها، و تغيرت تعبيرات وجهه كما يحدث دائما عندما يشعر بالسعادة .
واستغرقت توني في أفكارها" داروس وسيم دائما". حتى عندما تبدو على وجهه الملامح الجادة ، لكنه عندما يبتسم يبدو جذابأ بدرجة مدمرة . يا ترى ما هو شكل أوليفيا ؟ لم تكن قريبة من توني بالدرجة التي تسمح لها بالحكم على جمالها الذي تحدثت عنه ايفيانيا...إلا أن الفتاة طويلة القامة وهي تمشي واثقة من نفسها وكأنها عارضة أزياء.

ورده قايين
06-06-2007, 00:28
«نعم ....إنني أتوق بشدة للاقامة في البيت . يبدو جذابأ جدأ بعد أن تم طلاء وأصبحت حديقته منظمة وجميلة ، هل لاحظت يا توني أن لدي شجرة برتقال00وشجرة تين "
وأفاقت توني من أحلامها وابتسمت وهي تقول " نعم ، لاحظت ذلك ، ولديك اثنتين من اشجار الدفلي العطرة إحداهما قرنفلية والأخرى بيضاء. وهناك بوغنفيليه تستلق الجدران في الشرفة الخلفي"
. ولمعت عينا بام وهي تقول :
" إنكما عطوفان جدأ معي. إنها المرة الأولى التي أشعر فيها بالسعادة بعد وفاة فرانك زوجي"
قال داروس :
" من الآن فصاعدأ سوف تشعرين بالسعادة دائما "

وبرغم أن نبرات صوت داروس كانت رقيقة وهو يرد بهذه الكلمات لكنها اتسمت في الوقت نفسه بالصرامة ، ومضى قائلا: "ومن الآن أيضأ لن تكون هناك أي مظاهر للامتنان ، اشتريت البيت ، و تسددين ثمنه بنفسك ، وتحضرين أثاث منزلك ، ولم نفعل أكثر مما كان أي شخص آخر
سيفعله "
وعندما انتهى من كلماته التقت عيناه بعيني توني وبدا مندهشأ لما رآه في نظراتها التي عبرت عن كل ما تشعر به من الامتنان نحوه ... والعرفان بالجميل لما قدمه لشقيقتها بام . وكانت توني تشعرأنه يستحق كل تقدير منها، لكن ماكان يقلقها هو أن يجد زوجها في نظرتها أكثرمن مجرد الشعور بالامتنان . وحولت توني عينيها عنه إلى أن سمعت شقيقتها تقول :
"هذا هو ابني الصغير قادم من المدرسة . هل يمكن أن يتصور أي شخص درجة الشقاوة التي يتميز بها!"
كان ديفيد هو أول من وصل إلى الشرفة حيث كان الثلاثة الكبار يجلسون يستمتعون بالشمس ... بدا الجو باردأ بعض الشي مع قرب حلول شهر نوفمبر . وقال ديفيد:
"عندنا عطلة غدأ، إنه يوم عيد!"
ونظر روبي الى والدته نظرة تنم عن الرغبة في الشقاوة . " هل معنى ذلك أن نحتفل بالعيد طوال اليوم "
وقاطعته لويس قائلة :
" إني أشعر بالجوع الآن ، معدتي خالية تمامأ".
وردت الأم :
" إنه لأمر سئ جدأ... ولكن يتعين على معدتك أن تبقى خالية حتى موعد العشاء "
وقالت توني وهي تضحك
" إن راحة المعدة تنفعها..."
وقال ديفيد:
" لا تطلبي شيئأ الآن ، أنت تعرفين ماريا، لن تعطيك شيئأ بين الوجبات "
" انها فترة طويلة من موعد الغداء حتى الساعة الخامسة "
. وقالت الأم :
"أخذت معك بعض البسكويت إلى المدرسة "
. " ضاعت مني أو ربما خطفها ميتشيل فاتيوكوتيس "
"غير معقول ... ميتشيل لا يمكن أن يسرق البسكويت الخاص بك "
" كان يجري ورائي... وأعتقد أنها وقعت من جيبي، ثم توقف عن مطاردتي. أعتقد أنه رآها تسقط والتقطها لنفسه "
وقال روبي محولأ الحديث ، وموجها كلامه الى داروس " أين نذهب غدا هل من الممكن أن نقوم بنزهة ؟
" ربما "
وسألت لويس بعد ان نسيت معدتها :
" الى اين ؟"
ورد روبي :
" أفضل الذهاب إلى روديني، أخذتنا مرة الى هناك انها ممتعة "
«أريد الذهاب إلى وادي الفراش ، وما دمت أنا الأكبر سنأ. فيجب ان يكون لي الخيار "
واتجهت لويس إلى والدتها وهي تقول :
" ولكنني لم أختر أبدأ. إنهم لا يعطونني الخيار مرة احدة لأنني الأصغر سنأ , كما أنني فتاة !"
ورد ديفيد وهو يرفض طلب لويس :
" الفتيات لا يتمتعن بحق الاختيار في اليونان ، يفعلن ما يريده الصبيان"
ونظر الى لويس :
"وهكذا سنذهب إلى روديني"
" ولكننا لم نذهب أبدأ إلى وادي الفراش "
وأبلغهم داروس في هدؤ:
" ليست هناك فراشات في هذا الوقت من السنة . إنها تموت في نهاية الصيف "
"كلها تموت !"
" كلها"
تساءل روبي:
" وفي العام التالي ماذا يحدث ، لا بد أنها تنام فقط "
«في العام التالي تفقس البيوض التي تركتها الفراشات . وتخرج الملايين من الفراشات الجديدة الى الوادي مرة اخرى , ان ذلك يحدث دائما "
"ظننت أن الفراشات تضع يرقات "

«نعم ... بطريقة ما... اليرقة تخرج من الفراشة "
وانفجرت بام ضاحكة وهي تقول :
" هذا غير صحيح "
ورد داروس :
" إنه ليس صحيحأ تمامأ. ولكن من منا يريد درسأ فى العلوم الطبيعية ، المهم .أن الفراشات الجديدة تخرج كل عام ، وبعد شهور ثلاثة تموت "
وقال روبي وهو يعبر :
" ولكنني أريد أن أعرف ، الفراشات لا تضع يرقات ... إنها تضع بويضات "
وقالت توني :
" ثم تتحول البويضات يرقات ، وتكبر شيئأ فشيئأ حتى تفقس . ثم ترقد شرنقه حريرية تنسجها بنفسها، ويطلق عليها اسم الخادرة ، وهى حشرة فى طور يعقب اليرقة ، ثم تتخذ لها ملجأ على جذع شجرة إلى أن تنمو وتصبح فراشة فى الربيع عندما يصبح الطقس دافئأ مشمسأ وجميلأ"
.وعندما فرغت توني من وصفها نظرت إلى زوجها فوجدته يتطلع إليها. فأبتسمت له و تسارعت ضربات قلبها، وحولت نظرها بعيدأ. وقال روبي بعدما أحس بالانتصار:
" وهكذا يا لويس أنت لا تستطعين الخيار الآن ، لأن الفراشات لم تخرج بعد من شرنقتها، ولذلك فسوف نذهب إلى روديني"
" ليس من العدل ألا يكون للفتيات رأي..."
تدخل داروس قانلأ برقة:.
" من الأفضل أن نترك للخالة توني الاختيار ..."
" انا "
لم يكن ما قاله داروس هو الذي أشاع الاضطراب في توني. بل كانت الطريقة التي ينظر بها إليها. كانت تحمل تعبيرأ خاصأ. إنه تعبير لم تلحظه من قبل . كانت بام ترقبها، ثم تطلعت إلى داروس وهي تقول :



" انها فكرة رأئعة ... وسوف ينهي ذلك المناقشة تماما"
" افضل الذهاب إلى الجبال ، وإذا كنت توافق يا داروس فعليك أن تصطحبنا في سيارتك "
" قيادة السيارة لا تتعبني، حسنأ جدأ، سوف نذهب إلى الجبال !"

ورده قايين
06-06-2007, 00:30
10- العشاء الأخير




وانطلقت السيارة بهم بعد الافطار مباشرة في طريقهم إلى غرب الجزيرة وعند منطقة اجيوس اسيدوراس توقفوا لتناول المرطبات . وجاء القرويون عد أن أبدوا مظاهر الترحيب بزوارهم _ بالفواكه للأطفال ، والزهور لتوني و بام . وانطلقت السيارة مرة أخرى والابتسامة على وجوههم ، وأخذت الأيدي تلوح لهم وتودعهم .
وبعد فترة أخرى كانوا يقفون على قمة أعلى جبل في الجزيرة . لم تكن هذه القمة عالية جدأ _ إلا أن من فوقها يمكن تمييز شواطئ آسيا الصغرى
بوضوح .
وتساءل روبي:
"ما كل هذه الجزر التي نراها ياعم داروس ، لا بد أن هناك العشرات من الجزر اليونانية "
"هنا المئات يا روبي، لكن بعضها مجرد قطعة ضخمة من الصخور العارية . و هناك جزر أخرى تنمو فيها الأشجار والنباتات ولا يسكنها الناس "
وسألت لويس وهي تخرج من جيبها قطعة من الشوكولاتة وتفض غلافها: " ولماذا "
وقالت توني مفسرة :
"هناك أسباب كثيرة ... ربما لعدم توافر المياه الكافية ... وربما لعدم وجود مساحات تصلح للزراعة "

وقأل ديفيد.
>يايت نستطلع جزيرة غير مسكونة . هل تأخذنا معك فى زورقك يا عم
داروس "
" لا قيمة لذلك "
ونظر داروس ألى بعيد ناحية الغرب ، وسأل توني.:
" هل تعرفين أي جزيرة تلك يا توني؟"
" إنها جزيرة كريت ، حيث تقابلا ، ولكن ما السبب في أنه أراد لفت انتباهها إلى هذه الجزيرة ، وردت توني:
"بالطبع أعرفها"
وابتسم داروس . لأنه أحس أنها شعرت بالاضطراب ، لكنه لم يزد على ذلك ، وتحول بنظره إلى الشواطى0
ورده قايين ""
و تلال تركيا. وبعد دقائق كان الجميع يشاهدون ما تبقى من معبد زيوس القديم المقام على قمة الجبل وإلى جانبه قصر الثامينيز 0
وعقبت توني قانلة : .
" هناك قصة تروى عن ذلك ... لكنني لا أذكرها"
وقال داروس وهو يبتسم ويرى الأطفال التفوا حوله :
" هناك أسطورة قديمة تقول إن كاهنأ إغريقيأ تنبأ بأن الثامينيز سوف يقتل والده ، وحتى لا تتحقق هذه النبؤة ترك الثامينيز جزيرة كريت وبنى قصرأ على أعلى جبال رودرس ، وهو جبل اثابيروس الذي نراه الآن ، وقد بناه هنا حتى يتمكن من رؤية الجزيرة التي أحبها، وهي جزيرة كريت ، إلا أن الده ملك جزيرة كريت كان يتوق إلى رؤية ابنه ،وجاء إلى هنا متخفيأ مع بعض رفاقه الذين كانوا ايضا يتخفون مثله ، ولكن الثامينيز ظن خطأ أنهم من القراصنه ، وطلب من جنوده أن يقتلوا الجميع ، أما هو نفسه فقد قتل الملك ، وهكذا تحقتت النبؤة "
وسألت لويس:
" هل هذه القصة حقيقية "
" كلا، إنها خيالية "
واقترح داروس بعد مضي دقائق أن ينتقلوا إلى مكان آخر.
" من الممكن أن نبقى هنا على الجبال , او أن نتجه إلى البحر، أيهما ترغبون "
ونظرت توني إلى ساعتها وقالت :
" لدينا وقت للاثنين معأ"
وهكذا استمر تجوالهم بين الجبال , وكان آخر محطة لهم في المنطقة الجبلية عند جبل سميث ، الذي لا يبعد كثيرأ عن مدينة رودوس ، وقد أبدى الأطفال اهتمامأ كبيرأ بالكهوف أكثر من حطام معابد أبوللو وزيوس . وظل الأطفال هناك يمارسون ألعابهم المفضلة إلى أن نادتهم توني وبام لتناول الغداء 0 في بقعة خضرا مكسوة بالمروج تحت ظلال الأشجار.
وبعدما انتهت وجبتهم اصطحبهم داروس في سيارته إلى الشاطيء الجميل إلى اليمين من الطرف الشمالي للجزيرة ، وهناك قاموا بجولة حول المدينة القديمة وتناولوا المرطبات عند ميناء 0 مندراكي. وعندما شعر الجميع بالتعب والاستعداد للعودة إلى البيت < استقلوا السيارة مع حلول الغسق إلى ليندروس ، كان قمر كبير معلقأ فوق البحر وهم في الطريق الذي يؤدي إلى الشاطىء، وبدا منزل داروس يقبع في مكانه الصخري الطبيعي وظهرت فيللا بام الصغيرة على
سفح التل .
وعندما خلت توني إلى نفسها وهي ترقد في سريرها» تمتمت قائلة : " ألسنا سعداء هنا؟" كانت توني لا تزال تعيش هذه اللحظات السعيدة من حياتها 0عندما جلست على سريرها تنصت إلى كل حركة في الغرفة المجاورة لها، كان اليوم ممتعأ فعلا، هل تخبر داروس بالقصة كلها؟ إن ذلك لن يحدث معجزة بطبيعة الحأل ويجعله يحبها فجأة . لكنه قد يجعله يفهم ، ويجد مبررات لسلوكها، وظلت جالسة في سريرها. تشعر بشئ من التردد، عندما سمعت صوت ماريا تستأذن زوجها في الدخول . كانت تتحدث باليونانية إليه " إن الآنسة أوليفيا
اتصلت هاتفيأ وتركت له رسالة تطلب أن يتصل بها عند عودته "
وأعربت ماريا عن أسفها لأنها نسيت أن تبلغه الرسالة في وقت مبكر» ونظرت توني إلى ساعتها، إنها العاشرة والنصف فقط والجميع متعبون » وسمعت داروس يهبط درجات السلم ، ومضى وقت طويل قبل أن يعود، وفجأة أحست بمشاعر الغيظ تتفجر داخلها، أجبرها على هذا الزواج . ثم فرض مشاعره عليها. والآن يبدأ علاقة مع خطيبته السابقة . " من الأفضل أن أسمح له بدخول
الغرفة الآن هه " ولكنها لا بد أن تأخذ حذرها حتى لا تجعله يشعر أنها فهمت كلمات ماريا!
وعندما تقدم خطوتين داخل غرفتها قالت توني:
"إني متعبة ، وأعتقد أنك متعب كذلك ، طبت مساء وأشكرك على هذا اليوم الممتع "
وقال داروس مستغربأ:
" فاجأتني بهذه الكلمات "
" إني متعبة يا داروس "
" هل ترفضينني مرة أخرى".
وبدا صوته ناعمأ ولكن نبرته دلت على الصرامة 0
" هذا ليس تعبيرأ رقيقأ"
" لكن هذا أيضأ ليس موقفأ رقيقأ"
" تقدم دإروس خطوات أخرى داخل الغرفة ، ونظر إليها، كان هناك بريق في عينيها واحمرار في وجنتيها، وأخذ داروس يتطلع إلى جمالها، وسألها.:
" ماذا بك يا توني "
و تنهدت في نفاد صبر قبل أن تقول " قلت إنني متعبة فقط "
ورانت فترة قصيرة من الصمت ، واستدار داروس ونظر إلى الباب خلفه . كان يفكر في شئ ثم قال :
" إنه لأمر مؤسف , لأنني غير متعب "
«ولكنك قلت إنك متعب ، ولذلك عدنا مبكرين "
" جمالك يا عزيزتي يكفي أن ينعشني مهما كنت متعبأ"
وفكرت توني فيا يمكن أن تقوله له بدون أن تبتسم ؟ من الممكن أن تقول انها شاهدته مع امرأة أخرى، لكن الوقت ليس مناسبأ الآن ، داروس ليس غبيا ولو ذكرت أوليفيا الآن سوف يعرف فورأ أن كلمات ماريا قد فهمتها زوجته بالكامل .

ورده قايين
06-06-2007, 00:31
وقالت وهي تحاول أن تقمع غضبها:
" أفضل أن تذهب الآن يا داروس "
" ولكنني أنوى البقاء معك "
" سوف أقاتلك "
ودمعت عيناها حتى بعد أن رددت هذا التهديد العديم الجدوى.
" حسنأ. لقد قلت لك من قبل إنني سوف أستمتع بذلك <"
وضغط بأصبعه على زر الكهرباء فأصبح الضؤء خافتا.
" إنني لا أعتقد أنك سوف تقاتلينني يا توني"
وضحك وهو يتجه اليها...
وهناك عند منحدر التل ترامى إلى سمع توني صوت الضحك . وابتسمت وهي تدخل بيت شقيقتها، وقالت توني ردا على تساؤلات بام عن الأطفال ، إنهم هناك على التل ، ألا تسمعين ضحكاتهم 0
" كنت مشغولة فى داخل البيت "
" حولت هذا البيت إلى مكان جميل حقأ، كيف حالك في العمل ؟
" رائع "
كانت بام تعقب بذلك على ساعات العمل القصيرة ، وتفهم صاحب العمل موقفها، واستطردت تقول :
" لن أغير ساعات العمل اثناء عطلة الميلاد. إذ ربما يبدو ذلك كما لو كنت أسئ استخدام كرمه ، إلا أنه كان عطوفأ عندما فاتحني فى هذا الموضوع ، ألا توافقينني يا توني؟"
" فعلأ يا بام ، إنني مرتاحة جدأ الآن لكل ذلك . كنت أشعر بالضيق عندما أنظر إلى حالك السابق ، وخشيت أن تصابي بالانهيار فى نهاية الأمر».
وابتسمت بام ، عاد إليها جمالها، وبدأت ملامح الحزن تتلاشى عن وجهها. " لقد كان عملأ شاقأ. ولم تكن تتوافر لى دقيقة واحدة لنفسي ، وكان الأطفال قد اخذوا يثيرون قلقي، هناك الكثير جدأ يجب أن أشكر زوجك من أجله يا توني.
لديه من الفضائل لدرجة أنني..."
وسكتت عن الكلام .
وأكملت توني:
" لدرجة أنك لا تصدقين أنه يتصرف معي بطريقة سيئة للغاية !<"
كان داروس قد توجه إلى أثينا بعد يومين من المناقشات الطفيفة التي دارت بينه وبين توني في غرفتها. ولم تكن توني قد رأته منذ أسبوع وقالت بام :
" إن مالا أستطيع أن أفهمه هو أنه لوكان يريد أوليفيا ، فلماذا... اقصد00لقد جعل من فسخ الزواج شيئأ مستحيلأ. إنه شئ غير معقول يا
ياتوني 0
" عادت إليه أوليفيا وهي نادمة "
"ولكن ذلك لن يقودها إلى شي "
كانت توني تنصت إلى أصوات الأطفال في الخارج ، غارقة في أفكارها، انها لا تمتلك أي دليل على وجود علاقة حب بين زوجها وأوليفيا، إنه مجرد عفو عن خطأ ارتكبته في حقه فتاة ، ولكن إذا لم يكن هناك شيئا بينهما فلماذا يقبل الالتقاء
بها"
وبدأت توني تفكر بصوت عال :
" لو كان الاثنان يتبادلان الحب . فلابد أن يؤدي ذلك إلى شئ ربما يطلب إلي داروس الطلاق فيما بعد عندما يتوفى جده "
هذه الفكرة في حد ذاتها كانت كالخنجر الذي نفذ إلى قلبها، كيف أصبحت
توني تهتم به بهذه الدرجة "
كانت بام تسكب لها الشاي عندما توقفت وهزت رأسها رافضة الفكرة . " لن يعمل ذلك معك يا توني. أعرف أنه لن يفعل . إنني متأكدة أنه عطوف جدا لن يؤذيك "
"من الممكن أن يكون قاسيا للغاية معي. كما أنه لا يعرف مشاعري نحوه" " ألا تعتزمين التلميح له بذلك ، مجرد تلميح "
" بكل تأكيد... فكيف سيكون موقفي عندما أتودد إلى رجل لا يعبأ بي ؟ تزوجنا لأنه كان يتعين علينا أن نفعل ذلك ... ولم يتوقع أحد منا أن يتبادل العواطف مع الآخر "
كان زواجنا فاترأ، زواج حتمته الظروف ، كنا غرباء ، ووقتها اعتزمنا أن نظل غرباء، ولكن يجب أن أعترف أن تصرفات داروس ترجع جزئيأ إلى خطأ مني"
" جزئيأ؟"
وأحمر وجه توني فجاة :
" حسنا 00... إنني أتحمل كل الخطأ... ولكن ما أحاول إثباته هو أن الموقف من الناحية الأساسية لم يتغير "
" تقصدين أنه لن يجعله يحبك "
" هذا ما أعنيه بالضبط .. لكي نحب يجب أن يكون بيننا شئ روحي. ونحن اقصد داروس لا يكن أي مشاعر عميقة نحوي. ولن تكون لديه هذه المشاعر أبدأ يا بام ، إني متأكدة تمامأ من ذلك "
وصمتت المرأتان فترة من الوقت وهما تنصتان إلى الأطفال يقتربون أكثر فأكثر. وكانت توني غارقة في أفكارها. كيف أصبحت تهتم بداروس إلى هذه الدرجة ؟ برجل لم تبد منه أي كلمة أو عمل ينطوي على عأطفة ، ناهيك عن الأمور الأكثر عمقأ.
لقد قبلها مرتين بطريقة مختلفة... وكانت هذه القبلات تعني الكثير بالنسبة إليها لأنها كانت من النوع الذي تحصل عليه الزوجة كتأكيد لها بأن الرغبة ليست هي البداية والنهاية في العلاقة بين الزوج والزوجة ، وفي هاتين المرتين ، كانت بدون أن تشعر تبني عليهإ عالمأ من الأمل يتهاوى إلى رماد بسبب أساسه المتداعي.
«ها هم قد حضروا... هل أعددت لهم الطعام "
قالتها توني وهي تضحك محاولة أن تتخلص من مشاعر الكآبة وبادرتها
لويس قائلة وهي تنظر إلى والدتها:
" خالتي توني... إننا لم نعرف أنك هنا"
ومدت لويسى يدها لتأخذ واحدة من طبق البسكويت . "خذي واحدة فقط ".
"واحدة !"
" نعم واحدة . إنه غال جدأ"
" حسنأ، سوف أتناول خبزأ، إنني أحب الخبز اليوناني، لانه شهى ولذيذ"
. وهزت بام رأسها وهي تقول :
" كم تغير الأطفال يا توني ، أحدث داروس معجزة ، لويس كانت ترغب في
هذا النوع من البسكويت منذ سبعة أشهر. ولكنني لم آكن قادرة على شرائه ، ولم أكن أيضأ قادرة على إسكاتها"
وقالت توني.
" داروس لم يصادف متاعب كثيرة معهم "
. . وابتسمت توني وهي تتذكر ما الذي كانت تعتزمه بوجود الأطفال معها. " أردت أن أضعه أمام اختيار صعب."
ونظرت بام إليها في دهشة شديدة < واستطردت توني. «كان الهدف في بادئ الأمر هو مساعدتك ، لكنني يجب أن أعترف أنهم أذاقوه ألوانا من العذاب . وكنت آمل أن يشيعوا الاضطراب في حياته كلها"
" أنت كيف تفعلين ذلك يا توني؟ أذكر أنك قلت لي مرة إنهم كلما كانوا أكثر شقاوة كلما ازداد حبك لهم . وساعتها اختلط الأمر علي ، ما الذي حدث لك ؟ كانت الأسرة كلها تعتبرك دائما الفتاة العاقلة العملية التي لا ترتكب أخطأء كبيرة "
واحمر وجه توني خجلأ وهي تقول :
" لا أرتكب أخطاء أبدأ إنني لم أفعل شيئأ غير ارتكاب الأخطاء منذ اليوم الذي تقابلت فيه مع داروس . إن أكبر خطأ ارتكبته هو الاقلال من قدره وقيمته ، كان يفوز في كل مرة "
"وهكذا فإنك لم تفعلي شيئا غير العراك معه "
" تحسن الوضع بعد ذلك ... لأنني لم أعد أنكد عليه حياته "
" لم يكن لديك أي اختيار ...<"
وضحكت توني:
" أعترف إنني لا أستطيع مجاراة داروس "
"لكنك قلت إن الأطفال لم يتعبوه كثيرأ... فكيف استطاع أن يوقف شقاوتهم . وتعذيبهم له كما تسميها ؟"
" ضرب أحد الأطفال بعنف في الدقانق الأولى ... لكنه بعد ذلك كانت كلمته كافية لاسكاتهم ... كنت أسهر على رعاية لويس أثناء مرضها كما تعرفين. في هذه الأثناء تغير الصبيان تمامأ وأصبحا يطيعانه "
تنهدت بام وهي تقول :
" إنه يحب الأطفال ... هذا هو كل ما في الأمر، وطالما ظلت الأمور على ما هي فلن يكون لديك أطفال أبدأ<"
" لا أتوقع من داروس أن يزيد من تعقيد ظروف زواجنا إذا كان يريد أن يحصل على حريته ، هل تعلمين يا بام أني أشعر بقوة أنه يريد حريته ، رغم اقتناعك بالعكس "
وهزت بام رأسها وهي تؤكد:
" لن يفعل شيئأ مخلأ بالشرف ".
" ما سيفعله لن يكون مخلا بالشرف . لأننا لم نعتزم أبدأ الاستمرار في الزواج
. "الأمر سيكون مخلأ بالشرف طالمأ أنكما متزوجان الآن "
وأوضحت بام قائلة :
" وفي أي حال عليه أن يجد مبررأ للطلاق ... وهو لا يجد هذا المبرر"
وقالت توني لنفسها " إنها القسوة العقلية ". ولكنها استبعدت هذه الفكرة ... إنها لا تتصور أبدأ أن يقدم داروس لاتيمر مثل هذا المبرر للطلاق .
وفي هذه الأثناء جلس الأطفال حول المائدة لتناول طعامهم ، وأخذت توني ولوسي تساعدان بام على إعداد الساندويشات .

ورده قايين
06-06-2007, 00:34
وقال ديفيد لخالته .
" سنذهب بعد ظهر اليوم إلى الأكروبوليس على ظهر الحمير. رتبت والدتي لهذه الرحلة , إنها تكلف خمسة عشر دراخمأ. ولكننا أغنياء الآن ، فالأمر لا يهم ، لماذا لا تأتين معنا يا خالتي، إنها رحلة لطيفة على ظهر الحمير "
" وضحكت . نعم إننا أغنياء. ومن الأفضل ألا نقتر على أنفسنا. وإنني لأكره أن أرفض طلبات الأطفال ، كان كل منهم يحصل على ست بنسات أسبوعيأ. لكنها لم تكن تكفيهم . كانوا يتطلعون دائمأ إلى هداياك يا توني"
. وقالت لويس وهي تلتهم ساندوتشها الأول :
" ولكن علينا أن ندخر الآن . العم داروس يعطينا بعض النقود لننفقها. والبعض الآخر لندخره . اعتاد أن يعطينا هذه النقود كل يوم أما الآن فإنه يوفرها لنا كل يوم سبت ، أحب أيام السبت ... حان وقت ذهابنا... هل ستأتين معنا يا خالة توني فى رحلتنا على ظهرالحمير!،"
وقالت بأم .
" " تعالي يا توني، داروس لن يعود إلى البيت اليوم "
. " لن يعود قبل المساء... تسلمت رسالة من جوليا. داروس سيبقى مع والدته وجوليا لفترة من الوقت تقول إنه سيكون على الطانرة التي تصل الى هنا السادسة والنصف مساء. سيارته في المطار، ولذلك سيعود مع وقت العشاء "
وسألها روبي:
«ألن تحضري معنا يا خالتي؟ ليس هناك أناس كثيرون يركبرن الحمير في الوقت الحاضر لأن السواح غادرا إلى بلادهم تقريبأ"
"حسنا... سأجئ معكم "
وقالت لويس:
" آمل ألا أسقط عن ظهر الحمار، الطريق منحدر جدأ"
كان الطريق منحدرأ وضيقأ فعلأ لفترة من الوقت . وشق الجميع طريقهم عبر الشوارع غير المرصوفة القديمة حتى وصلوا إلى قمة الأرض غير المستوية ، وكان عليهم أن يقطعوا ما تبقى من الطريق على أقدامهم .
" إنه منظر بديع <"
وقفت توني وبام إلى جانب السور ونظرتا إلى أسفل حيث المدينة البيضا ء الصغيرة المعلقة على سفح التل ، وهناك بعيدأ كانت الدائرة التي تشغل مينا القديس بولس ، وكانت محاطة بالأسوار فيما عدا فتحة صغيرة تسمح بمرور زوارق الصيد، أما الشاطيء الرملي الذي تحف به الأشجار فكان يبدو ذهبيأ ومهجورأ. وإلى اليمين كان منزل داروس يبدو دافئأ وجذابأ.
نظرت بام إلى السماء وقالت " أعتقد أنها ستمطر، السحب تتجمع ، وساد المكان لون داكن "
. وقالت توني:
«ربما من الأفضل أن نسرع > الجو ينذر بعاصفة <"
ومع ذلك لم تمطر السماء ، وظل الطقس دافنا، وكانت هناك كنيسة بيزنطية صغيرة جميلة بنيت في القرن الثالث عشر ما زالت تحمل فوق أسوارها أجزاء من اللوحات التي كانت تزينها منذ سبعة قرون و نصف .
وجا،هم ديفيد ليبلغهم انه سوف يصعد السلم الحلزوني<"
" لن نضل الطريق "
وضحكت توني وهي تقول :
" إنهم يتمتعون بوقتهم ... يالها من طاقة "
وكان الرواق الواسع لمعبد أثينا لينديا هو الساحة التالية للعب الأطفال ... كانوا يجرون من هنا وهناك حتى تقطعت أنفاسهم . بينا ذهبت توني وبام للتطلع إلى بروبيلي وهو المدخل الجميل للمعبد... ثم دخلتا إلى المعبد نفسه أو بقاياه .
"تصوري يا بام أن عمر هذا المعبد ألفا سنه "
. وقالت بام .
المعبد الأصلي بني قبل ذلك بكثير، ألم يكونوا مهرة وفنانين ؟" "
وظلت بام وتوني تتجولان ساعة أخرى ثم نادت بام أطفالها فحضروا توا 0
وسال روبي:
" هل سننصرف الآن ؟ إني أرغب في البقاء بعض الوقت "
"سنحضر مرة أخرى"
"على ظهر الحمير؟"
"إنكم صغار ويجب أن تمشوا على الأقدام <"
" حسنأ... سوف نمشي في المرة المقبلة "
وبعدما أمضت توني فترة في بيت شقيقتها لمساعدتها على إعداد العشاء، اتجهت عائدة إلى بيتها، وشعرت فجأة أنها ضائعة وحيدة نظرا لعلاقتها غير السوية مع داروس . عذبتها فكرة اعتزامه الطلاق منها ليعيش حياته مع أوليفيا، إن اليونانيين يكرهون الطلاق ... ولكن داروس ليس يونانيأ. ومع ذلك كانت توني تحس أنه لن يكون سعيدأ جدأ بفكرة الانفصال عنها برغم أنه قد يلجأ إليها في نهاية الأمر.
وسألت توني نفسها.
"ولكن إذا بقينا متزوجين ... فأي نوع من الحياة ستكون حياتا معا لن يحدث
.تغيير 0 داروس سوف يعاملها بكل أدب وذوق ولكن بغير عاطفة ، وربما يعتبرها أكثر أهمية إلى حد ما من الأشياء الأخرى التي يمتلكها. هذه هي طريقة الحياة في اليونان . يعيش الرجال في عالمهم . وتعتبر النساء في مرتبة أدنى.
كانت توني ترتدي ملابسها وتتزين عندما رن الهاتف ... داروس لن يحضر لتناول العشاء... ونظرت توني إلى نفسها في المرآة وبدت عليها علامات خيبة الأمل الشديدة ، وأدركت توني أنه برغم أفكارها المحزنة التي راودتها من قبل كانت متلهفة لعودة زوجها وظل بعيدأ عنها أسبوعين ، من يدري لعله افتقدها! يالها من غبية ... إنه في رودوس ولم يكلف نفسه مشقة العودة لتناول العشاء معها وأحست توني أن مشاعر الغضب حلت في نفسها محل الاستياء ، وبعد لحظة من التردد اتصلت هاتفيأ تثاريثوس . إنه موجود دائما إذا احتاجته . ألم يقل لها.
" سأبقى دائما صديقأ لك ... إنه حب أفلاطوني... ولكن تذكري أني هنا"
وقبل تثاريثوس دعوتها وتناولا العشاء معأ على ضؤ الشموع . كانت توني قد ارتدت ملابسها وتزينت بكل عناية ، وبدت جذابة في فستانها الأخضر الذي كان منسجما مع لون عينيها.
وظل تشاريثوس يغازلها... وكانت تقول له :
" ان اليونانيين جيعأ يحبون الغزل ، ولكن ذلك لا يعني شيئأ. وعندما سمع تثارثيوس . هذه الكلمات ارتسمت ابتسامة غريبة على شفتيه وهو يقول :
"الأمر يتوقف يا توني على من يكون الشخص الذي يغازلك لو كان زوجك هو الذي يغازلك لكنت طلبت المزيد منه !<"
" انت على حق "
ومضى قائلا :
" من الصعب علي يا توني أن أفهم ما بداخلك ، الفتيات الانكليزيات حمقاوات لأنهن يقعن في الحب بدون تحفظ ويجدن أنفسهن عاجزات فيما بعد عن التماسك . لوكنت أحببتني بهذه الدرجة لكنت أحسست أنني أسعد رجل على الأرض "
ولم تعقب توني بكلمة واحدة ... فاستطرد هو قانلا:
" لماذا لم يعد داروس إلى البيت ؟ هل يمضي وقته الآن مع المرأة الأخرى؟ "
وانحشر الطعام في حلق توني. وعجزت عن ابتلاعه ، ثم قالت في صعوبة " هذا هو ما استنتجته يا تثاريثوس . ليس هناك سبب آخر يحمله على البقاء في المدينة ."
" متى سيعود ؟"
" لم يقل شيئأ، طلب فقط عدم إعداد العشاء له "
" " ولذا استنتجت أنه يتناول العشاء في الخارج ؟
«لا أعتقد أنه سيبقى بدون عشاء إنه معها يا تثاريثوس . أنا أعرف ذلك "
ولم يعقب تشاريثوس بشئ، وأحست توني أن هذا الموقف الحرج قد يضايقه ، وتحولت عن هذا الموضوع تاركة تعاستها محاولة أن تبدو أكثر بهجة .
وتناول الاثنان القهوة في قاعة البيت ، ثم ذهب تثاريثوس . وبمجرد أن انطلق بسيارته ، سمعت توني صوت سيارة أخرى تقترب من المنزل . ونظرت إلى ساعتها، إن داروس لم يمكث طويلأ مع أوليفيا. وقطع زوجها عليها تأملاتها وهو يسأل :
" من الذي كان يقود سيارته ؟"
وأحست توني بضربات قلبها تدق بسرعة وقالت " إنه تثاريثوس ... دعوته إلى العشاء 00وأنت عدت مبكرأ عما كنت أتوقع ".
وتقدم داروس بخطى بطيئة داخل الغرفة ، وقد اعتلت وجهه علامات التهديد:
" طلبت منك عدم مقابلته "
وبدا الغضب والتهديد واضحين في نبرات صوته وردت توني رأسها:
" سوف أمتنع عن مقابلته عندما تتوقف أنت الالتقاء بتلك المرأة ..."
" امراة !"
" رأيتك معها في رودوس ... كما أن تشاريثوس رآكما معأ... وهكذا فإن ما تستطيع أن تفعله أقدر أنا أيضأ على فعله ... سأخرج مع تثاريثوس وتستطيع أن تعتاد على ذلك !"

لم تكن توني تعنى ما تقول حقأ. ولكن رغبتها في الرد عليه كانت أقوى من الألم الذي أحست به ، واستطردت تقول :
" إنك دكتاتور متغطرس ، ولكنني لا أخافك ، سأفعل ما أشاء من الآن فصاعدأ.."
واقترب منها وأمسك بذراعيها وهو يقول في عنف :
" ما أطلبه منك ، وإنني أقول لك مرة واحدة فقط يجب ألا تقابلي هذا الرجل مرة أخرى< وإذا أهملت هذه النصيحة سوف ..."
" نصيحة !<"
".إنه أمر لك . وإذا أهملته ، سوف تندمين كثيرأ!"
" العنف مرة أخرى"
قالتها وهي تحدق في عينيه ، ثم أضافت وهي تتخلص من قبضته
"لا أعبأ بتهديداتك "
" إنك تسيرين وراء العنف ، أعرف كيف أضعك في مكانك المناسب مرة واحدة وإلى الأبد"
" في مكان المرأة اليونانية "
وسكتت توني، ونظرت إليه في خوف ، انتظارأ لرد فعله العنيف ... إلا أنه قال:
" تصورت أنك تفهمين اليونانية . ومعنى هذا أنك سمعت كل كلمة قلتها في منزل جدي..."
" لو كنت لا أفهم اليونانية ... فلابد أنني استمعت إلى ما قلت ..."
" لم أكن متأكدأ من درجة فهمك لليونانية ..."
وشعرت توني بشئ من الراحة ... صحيح أن دقات قلبها ما زالت تتسارع ... وأن غضبها يؤثر على نبضاته ، إلا أنها بدأت تهدأ تدريجيأ. استطرد داروس قائلأ:
" من الواضح أنك فهمت ، ما دار بيني وبين ايفيانيا. لقد زل لسانك مرة أو . مرتين ولو أنني لم أدرك أنك تفهمين اليونانية لكنت غبيأ حقأ< ولكنني آسف
لأنك سمعت كل مادار"
" لم يكن ذلك صحيحأ، إن بام ترى أنك لا تقصد أي شئ من ذلك <"
" هل أبلغت بام ؟ هل تعرف كل شئ ؟"
" كانت بام معي عندما رأيتكما في رودوس <"
ودمعت عينا توني، واغتاظت من ضعفها، ومضت تقول " وكان علي أن أقول لها كل شي "
وخمدت مشاعر غضبه . ولكن كان واضحأ أنه شعر بالضيق بعدما أدرك أن بام تعرف أنه زوج غير مخلص .
وتساءل داروس .
" هل تعتقد بام أني أحب امرأة أخرى؟"
"

ورده قايين
06-06-2007, 00:35
" وأنا أيضأ... كنتما مخطوبين ... والآن وجدت أنك تحبها مرة أخرى"
وسكت لحظة ثم قال .
" أنا... لماذا تبكين يا توني؟»"
وفجأة اقترب منها داروس وتحدث إليها في نبرات هادئة تتسم بالمودة والعطف والرقة :
«هل تشعرين بالغيرة من أوليفيا؟ ليس هناك مبرر لذلك يا توني... إلا إذا كنت تحبينني!"
ونظرت إليه ، وقالت في غضب :
" كلا... لا أحبك ... كيف احب رجلا 00"
ولم تستطع توني أن تتمم كلماتها. لأنه كان يضحك ، ولكن بدون أن يسخر منها أو يحتقرها هذه المرة .
" كيف تحبين دكتاتورا متغطرسأ ؟هل هذا ما كنت تنوين قوله ؟ لست دكتاتورأ يا عزيزتي، ولكنك كنت تثيرين لي المتاعب ..."
وفكرت توني مليأ. ما الذي يقوله داروس ؟ وما هذه النبرات الهادئة الحلوة التي لا يشوبها شئ ؟
" داروس ، هل تهتم بي؟"
" اهتم !<"
" ورده قايين "
وقبل أن تعرف إجابته ، كانت بين ذراعيه .
"إنني أحبك "

وأبعدها عنه في رفق وهو يقول :
" اتساءل يا عزيزتي ، هل كان التغيير الذي طرأ عليك نتيجة ... للترويض انها 00 الكلمة التي استخدمتها من قبل ...-
قالت ذلك في استسلام ومع ذلك لم يخل صوتها من نبرة تحد
" هل هذا ما أحدث التغيير لك ... أوأنه لم يحدث تغيير على الاطلاق ! قلت إنه لم يحدث تغيير00 اذا تذكرت 00
وخفضت رأسها واستطردت بصوت خفيض بعدما صعب عليها أن تعترف
" ،لم يكن هناك تغيير أساسي ... فعلت كل شي لأنني حاولت أن أرد لك الكلمات . غير المناسبة التي قلتها عن الفتيات الانكليزيات "
. كان داروس يلتقط أنفاسه بين حين واخر كلما استمرت في اعترافاتها... ´ أخيرأ قالت له أين ذهبت أموال التسوية ... ولم يجد داروس مبررأ لتكتمها الأمر رغم أنه أستفسر مرارأ عن ذلك ...
وردت توني قانلة :
«اعتقدت أن اعترافي لك لنيضيف جديدأ لأنك لم تكن تحبني، وأخيرأ عندها بدأت تخرج مع أوليفيا..."
وقاطعها قائلأ:
" لم يحدث أن خرجت معها حقأ إلا في هاتين المرتين00 "
وبدأ يوضح علاقته بأوليفيا
" خطبتها منذ فترة ، وفي ثقة كاملة اعطيتها مبلغأ من المال عندما طلبت ذلك بحجة معاونة شقيقتها على الخروج من ضائقة مالية ، لكنها كانت تختلس أموال صاحب العمل ، وكان يهددها بإبلاغ الشرطة ما لم تعد الأموال فورا... واعطيتها النقود. ولم أفكر في استردادها... ولكن الأمر كان خدعة من أوله إلى آخره ..أوليفيا لم تكن تحبني... كانت جشعة للمال ... وكان كل همها هو استغلال أي رجل غني"
صمت فترة ثم قال :
" وكنت أعتزم معاقبتها لو أنني تمكنت منها في ذلك الوقت . لكنها اختفت تمامأ. واكتشفت بعد ذلك أنها تحبني، واتصلت بي مرات عديدة طالبة الصفح عنها. وقررت أن أخادعها أنا الآخر حتى أسترد أموالي ، وأعطتني إياها في لقاءنا الثاني اعتقادأ منها أنني سوف أطلقك بعد موت جدي لأتزوجها<".
وسألت توني:
" هل قلت لهما إنك سوف تفعل ذلك ؟"
وهز رأسه بالنفي:
" كانت تعتبر الأمر منتهيأ... سمعت إشاعة تقول إن زواجنا كان ضرورة بسبب اعتزام جدي قتلك ، وبالتالي اعتقدت أنه من المسلم به أننا لا نتبادل الحب < كانت تعتقد أيضأ أنه بعد عودتها الي سأصفح عنها فورأ"
. وسكت داروس واقترب من زوجته يعانقها. " إن ما لم تعرفيه أبدأ هو أنني أحبك جدأ. رغم أنك كنت تحاولين إقناعي بأنك أخذت المال لك تختزنيه "
" كنت أعتزم مصارحتك بكل شئ عنه ، لكنني كنت أعتقد أنه لا فائدة من ذلك ، كنت أشعر أنك تكرهني، وأنني أستحق كل أفكارك السيئة عني "
" فعلأ... اعتقدت بإخلاص أنني سأضطر إلى استخدام العنف معك في النهاية ، لقد أفلت من يدي عدة مرات ..."
" وفي هذه الليلة ألم تكن مع أوليفيا؟"
" كلا يا عزيزتي السبب في تأخري هو عطل في سيارتي، وكان علي أن أصلحها، ولما كنت لا أعرف كم من الوقت سيمر قبل إصلاحها، اتصلت بك ألا تعدي العشاء ، كنت أعتزم إيضاح الأمر لك ... ولكن الاتصال انقطع فجأة "
وسألها:
" وعلى فكرة ! لماذا دعوت هذا الشخص تثارثيوس لتناول العشاء "
" لأنني اعتقدت أنك مع أوليفيا"
"هل هذا انتقام !"
وسكتت توني... واستمر هو قائلأ:
" إنك خسيسة ، توني... ولا أعرف لماذا أحبك ... ولكني أحبك ...".
" ورده قايين "
وسألته فى لهجة عتاب :
." ولماذا لم تقل لي ذلك من قبل ؟"
" لأننى كنت لا أزال أعتقد أنك تختزنين تلك الأموال واذا كان هناك شئ
أمقته حقأ فهو الخسة والوضاعة كنت أشعر في بعض الأحيان انه لابد من تفسير لذلك ، وقد توقعت مرة أنك سوف تفاتحينني في الوقت المناسب , ولكنك لم تفعلي "
ثم همس في اذنها برقة ومودة :
" انني احبك ياعزيزتي "
واقتربت منه وقالت في همس :
" وانا احبك "

ورده قايين
06-06-2007, 00:36
تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
واتمنى ان تكون حازت على اعجابكم

lovely sky
06-06-2007, 08:32
http://img84.imageshack.us/img84/3175/23301041sx0.gifhttp://img84.imageshack.us/img84/3175/23301041sx0.gifhttp://img84.imageshack.us/img84/3175/23301041sx0.gifhttp://img84.imageshack.us/img84/3175/23301041sx0.gifhttp://img84.imageshack.us/img84/3175/23301041sx0.gifhttp://img84.imageshack.us/img84/3175/23301041sx0.gifhttp://img84.imageshack.us/img84/3175/23301041sx0.gif

الف الف مليووووووووووووووووون شكر اختي الحبيبة وردة قايين
http://img264.imageshack.us/img264/9321/2330114kd6.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/9321/2330114kd6.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/9321/2330114kd6.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/9321/2330114kd6.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/9321/2330114kd6.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/9321/2330114kd6.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/9321/2330114kd6.gif
الله يوفقك يا رب
و مشكورة جدا جدا جدا

http://img245.imageshack.us/img245/7403/w6ww6w20050427090610201oo9.gifhttp://img245.imageshack.us/img245/7403/w6ww6w20050427090610201oo9.gifhttp://img245.imageshack.us/img245/7403/w6ww6w20050427090610201oo9.gifhttp://img245.imageshack.us/img245/7403/w6ww6w20050427090610201oo9.gifhttp://img245.imageshack.us/img245/7403/w6ww6w20050427090610201oo9.gif

وجزاكي اله الف الف خير
والله يعطيكي الف عافيه يا رب ...
http://img264.imageshack.us/img264/989/23301261gj3.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/989/23301261gj3.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/989/23301261gj3.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/989/23301261gj3.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/989/23301261gj3.gifhttp://img264.imageshack.us/img264/989/23301261gj3.gif

اشكرك جدا و جزاكي الله الف خير

http://img245.imageshack.us/img245/6205/w6w20er6.gif

احباب الروح
06-06-2007, 08:47
يعطيج الـف عــافيــه وردة قاييــن

الروايــه رووعــه

بس بعدني ما خلصت ::سعادة::


..


هــذي حــزن فــي الذاكـــرة

من روايــات احلام


ان شاءالله تعجبكم الرواية

وقرائة ممتعه ::سعادة::





http://www.shazly.net/~freehosting/2x1/tfmwff0v_1.jpg


http://www.shazly.net/~freehosting/2x1/84c3qxxw_2.jpg







1-تعرفه او لاتعرفه



-كيف تجرؤين؟ كيف تجرؤين بحق الجحيم؟

بدت لأيف تلك الكلمات الغاضبه وكأنها وحش يندفع بقوة من الظلام ليوجه اليها صفعه عنيفه. كانت لا تزال مسمرة عند عتبة الباب، وبقيت لثانيتين لا تعي شيئاً، والمفتاح في يدها المرتفعه. كل ما كانت تعيه، هو الغضب الاسود في الصوت الذي سمعته...وما لبثت ان استجمعت افكارها مرة اخرى، وادارت تقطيبة مشوشة لصاحب الصوت، وهي تدفع الى الوراء خصلات ناعمة من شعر اشقر ذهبي، بعثرته الريح فوق وجهها.

-ارجو المعذره؟

ادركت في اللحظة التي تكلمت فيها، انها وحيدة وان الشارع الجانبي الهادئ خالٍ تماماً...وعلمت ان الصوت الذي سمعته كان صوتاً رجولياً من دون ادنى شك.

اما الجواب الذي تلقته فصمت اخرسته الدهشه كصمتها، فاستنتجت ايف في لحظة ان شيئاً ما في ردة فعلها قد ادهشه، ودت بكل شدة لو تستفيد من هذه الفرصة الضئيلة لتفتح الباب وتندفع داخل المنزل، لكنها سيطرت على اعصابها وهي تقنع نفسها ان ما من ضرورة لرد فعل متسرع ... على اي حال، ما كان عليها الا ان تضغط على زر الجرس، او تصرخ، ومن ثم يخرج جيم في اقل من ثانية، لا سيما انه يجالس الاولاد في تلك الليلة.

ثم عمدت الى رفع صوتها بترفع وبرودة:

-اعتقد انك ارتكبت خطأً ما.

ورفعت رأسها باستكبار وهي تدير عينين زرقاوين واسعتين الى الصوت الغامض...كان الرجل الذي وجه اليها الاتهام، لا يزال مختبئاً في الظل، بحيث ان كل ما استطاعت ان تراه هو شكله الضخم.

-انت تخاطب الشخص الخاطئ، هذا كل شئ...و...

-اوه لا ...حبيبتي...

اياً كانت المفاجأة التي احدثتها في نفسه، فقد استفاق من وهلها الآن فأضحى صوته جازماً واثقاً مرة اخرى، وقد تخللته لكنة ما... لكنة اميركية ...كما لاحظت ايف من دون تفكير عميق...لكنها لاحضت ايضاً ان صوته احدث فيها إعجاباً واضحاً.

-لست المخطئ... بل انت... ولست ادري كيف تجرأت على الاعتقاد بأنك قد تفلتين من العقاب...

اما ذعر ورعب ايف، صمت فجأة، وتمتم بشتيمه عنيفة، عكست الغضب الذي لم يعد يستطيع ان يكبح جماحه. وبسرعة تلاشت ثقة ايف بنفسها، وخطت خطوة سريعة الى الخلف، نحو الباب، وراحت تدفع المفتاح في القفل بأصابع ترتجف بعصبية. بات واضحاً انه يحسبها شخصاً آخر...لكن، تبين كذلك انه لم يكن على استعداد للإصغاء الى المنطق.

-لا..ايف...اللعنة عليك... انتظري!

ايف...اسمها وحده جمدها مرة اخرى، وبدا لها ان في رأسها ضباب من الصدمة. انه يعرف اسمها... لابد انها التقت به قبلاً...ولو لوقت قصير...ربما في حفلة عيد الميلاد التي اقامها جيم ودايان.

-اوه ... لا ...لن تهربي مني مرة اخرى.

اعادت الرنة الخشنه في صوت الرجل سلسلة اسئلتها الحائرة الى الحاضر. كان قد تقدم خطوة الى الامام، ومد يده وكأنه يريد الإمساك بها.

فما كان منها الا ان ابتعدت عنه بدافع غريزي. فوصلت الى النور الذي كان يشع من زجاج الباب... وحين تسلطت عليها الاضواء، اضيئ وجهها كله، فسمعت الرجل يسحب نفساً سريعاً متحشرجاً، واحست بنظرته تنتقل عليها، من الشعر الحريري الاشقر المتموج، مروراً بالوجه الشاحب المستدير كما القلب، الى عينين زرقاوين قاتمتين كبيرتين بشكل غريب، وانف شامخ الى فوق، وانتهاءً بفم ناعم ممتلئ، قبل ان يتابع تجواله فوق جسمها.

لو تمكن من رؤيتها منذ سنتين، لأبصر شكلاً مختلفاً، واجفلت ايف لتفكيرها هذا ولمرارة الذكرى اللاذعه... لكن القلق والخوف شلاّ تفكيرها، واعاداها بقوة الى وضعها الحالي. وفجأة قطعت كلماته حبل افكارها مرة اخرى.

قال بلهجة جديدة مختلفه تماماً:

-لا تتلاعبي معي ايف! ...لقد فات الاوان لهذا.

هذه المرة اجتاح ايف نوع آخر من الخوف، واحست كأن الآلاف من اجنحة الطيور المجفله تتضارب مذعورة داخل قفصها الصدري، فراحت تتنفس بسرعة، وبشهقات غير سوية...هل تعرفه؟ وما كادت تفكر بهذا السؤال، حتى ساورها شعور رهيب...اتريد حقاً ان تعرف الجواب؟ لقد توصلت، ان لم نقل الى الامان، فعلى الاقل، الى نوع من الرضوخ لواقعها، خلال الوقت الذي عاشت فيه مع جيم ودايان...فهل ترغب في خسارة كل ما كافحت بقوة للحصول عليه؟

-من...من انت؟

-اوه ... ايف ... الا تعرفين؟

بدا في الصوت اللطيف لمسة سخرية وتأنيب. اثارت نبرته في ذهنها احساساً يفوق الحزن، وكأن شخصاً ما اخذ يمرر حديداً احمراً ساخناً فوق اعصابها وسيطر على داخلها الذعر الاعمى.

-لا ... لا اعرف! ويمكنك ان تتوقف عن الاختباء في الظل وكأنك جبان يثير الشفقه!

وعرفت، حين ارجع رأسه الى الوراء ان اتهامه بالجبن لم يعجبه... لكنها اكملت:

-اذا كان لديك ما تقوله لي، فلتملك الصدق والذوق، لتواجهني به!

-حسن جداً ...

بدت الثواني الثلاث التي لزمته ليتقدم نحو النور وكأنها دهر. حينها احست بقلبها يخفق عالياً، فراحت تتنفس بصعوبة، قبل ان يتوقف امامها اخيراً، ويصبح مرئياً بوضوح.

سأل باللهجة المستخفه ذاتها، وابتسامة ساخرة تكور شفتيه:

-اهذا افضل؟

لكنها لم تعرفه ... ولم تعرف ايف هل تحس بارتياح او خيبة امل سوداء مريرة. انها لا تعرفه! او على الارجح لم تعرفه يوماً ... اذ كيف لها ان تنسى مثل هذا المزيج القاتل من الجاذبية والشعر الاسود، والعينين البنيتين العميقتين يعلوهما حاجبان كثيفان مستقيمان؟ بل كيف تنسى الانف المستقيم، والفم الجميل الشكل، والفك والذقن العنيدين؟ ترى متى رأت كل ذلك؟

وتبين لها انها اخذت انطباعاً عن شكل جسمه الضخم. فجسم هذا الرجل نحيل قوي العضلات. وهو يرتدي بذلة رماديه انيقة، ويمتلك قوة مثيرة للأضطراب. كان طويلاً، يفوقها طولاً بستة إنشات، وما ان وقع نظرها عليه حتى احست ايف وكأن ماء مثلجاً ينزلق نزولاً فوقها، بحيث اخذت ترتجف، وفمها ينم عن ارتباك مؤلم.

سألها الغريب:

-اهكذا افضل؟

كانت السخرية في صوته، تتناقض تناقضاً دقيقاً مع عينيه البنيتين المركزتين على وجهها، لا بل على كل قسماتها، حتى احست وكأنه يريد استعادة ذكرياته بكل تفصيل والاحتفاظ بها الى الابد.

شعرت ايف فجأة وكأن معطفها الواقي من المطر، لم يكن يحميها من نظراته الثاقبه. بدت لها الفكرة مدمرة الى درجة جفاف فمها اكثر فاكثر، فاضظرت متوترة الى ان تبلل شفتيها. وازداد توترها اضعافاً حين رأت نظرته القاتمه تهبط نزولاً لتلاحظ حركتها الفاضحه.

-ماذا ...؟

وخرج صوتها من السيطرة، فراحت تتلعثم قبل ان تكمل:

-ماذا كنت تريد؟ ان تقول لي يا سيد ...؟

وتعمدت اضفاء رنة متسائلة على سؤالها، وكأنها تلمح اليه، بما لا يترك مجالاً للشك، انها لا تعرف اسمه ...فأبصرت تقطيبه سوداء بين حاجبيه. وانتظرت رده، على احر من الجمر. لكنها لم تستسلم، الا بعد ان امتد الصمت الى درجة لا تحتمل، فتابعت من دون ثبات:

-..يبدو انك تعاني من مشكلة ما ...لابد وانك تفكر بشخص آخر ...انا...

قاطعها بخشونه:

-اوه لا...انا لا افكر هكذا...اعرف بالظبط ما ابحث عنه ...انت من جئت لرؤيته.

-اذن، ربما من الافضل ان تشرح لي ... لأنني حقاً لا اعرف ماذا اقترفت لأزعجك.

مرة اخرى ازالت التقطيبه الهدوء بين حاجبيه، وبدا في عينه البنيتن نظرة غضب وارتياب صريح فارتجفت ايف في داخلها. حاولت ان تواجه عدوانيته في ابتسامة خبت بسرعه امام تعابيره التي لا تلين.

-هلا قلت لي ما اسمك اولاً ... انا ايف مونتاغوي ..

وكأنها اضرمت النار في كومة من الاغصان الصغيره...فتجاهل اليد الممدوده اليه، والتمعت عيناه بنار محرقه. ثم رفع رأسه بعنف قائلاً:

-بحق الله! متى تتوقفين عن هذه التمثيليه اللعينه؟تعرفين تماماً من انا ولماذا جئت ... كان يجب ان تتوقعي مجيئي ...وانني في النهاية سأقرأ ما كتبته، ثم اجول البلاد لأجدك ...لكن الآن...

غمرها احساس بالتحرر، فترنحت الى الخلف لتستند الى الجدار بارتياح.

-لقد جئت بسبب كتابي!

قال بعدوانيه هددت راحة بالها:

-اهناك سبب اخر؟

-هل ارسلك جنسن؟

بدا ذلك التوتر الفضيع يتسلل اليها مجدداً ...ان كان يعلم بأمر مؤلفها، فمن الطبيعي انه يعرف اسمها، لكن عدوانيته المستمره ظلت تقلقها بعمق، اي نوع من الناشرين يمكن ان يزور مؤلفة لأول مرة في منزلها في السابعه والنصف ليلاً؟

كررت بقوة اكبر:

-هل ارسلك جنسن؟

ساد صمت وجيز، بدا الرجل بعده وكأنه تلقى صفعة قوية على وجهه. ثم اعلن بعجرفه:

-لا ...لم يرسلني جنسن...انا جنسن، كما تعرفين جيداً!

-كايل جنسن!

انزلق اسم المدير العام لامبراطورية النشر جنسن من فم ايف، فيما هي تتذكر المداخله التي قرأتها في دليل الكاتب خلال اوقات الغداء في المكتبه ... كان صغير السن بالنسبة لهذا المركز...وقدرت انه يقارب الخامسه والثلاثين، وكانت تتوقع ان يكون رئيس مؤسسة جنسن اكبر سناً.

-في خدمتك...

ثم انحنى امامها بسخرية اكبر.

-هل ترغبين ببطاقة العمل كدليل على هويتي؟

ردت بسرعة:

-كان يجدر بك ان تقدمها قبلاً، لو انني عرفت من انت ...

-لو عرفت ...يا للعنة...ايف..اي نوع من الالعاب تلعبين؟

وهذه المرة استسلمت ايف الى موجة الذعر التي اجتاحتها. ثم اشاحت وجهها بسرعة وهي تدس مفتاحها في القفل ...كانت على وشك ان تديره حين تقدم الى الامام وامسك معصمها بقبضة قوية، حتى تسمرت مكانها.

-لن تذهبي الى اي مكان حتى انتهي.

ابتلعت ايف صيحة الرعب التي ارتفعت الى شفتيها وهي تقاوم القبضة المؤلمة على ذراعها ...لكن من الافضل الا تثير عدوانيته اكثر من هذا...تمكنت من القول مرتجفه:

-من الافضل ان تقول لي ما تريد...ثم هل تسمح بأن تترك ذراعي؟ انا لست وحدي، فصديقي في الداخل...وما علي سوى ان اناديه ...

احست بارتياح شديد عندما انزل يده عنها بسرعة، وكأنها نار احرقته. وبجهد قاومت اندفاعاً غمرها لتدعك ذراعها، حيث خلفت اصابعه في بشرتها الرقيقه آثار قوية.

من هو هذا الرجل الذي يدعي انه قادم من جنسن وانه يملك جنسن، كما انه يتلفظ باسمها بحدة مخيفه؟

احباب الروح
06-06-2007, 08:50
احست ايف بساقيها يرتجفان، وغمرها احساس بالضعف والصدمة...بدا الاحساس نفسه كما في الماضي...شعور غريب بالخوف، وبدوار في رأسها كأن اعصاراً يغزوها ليطرد منها كل تعقل. لقد قاومت بقوة...وتحملت الكثير من الضغط والالم، كي تعود الى طبيعة بالكاد تتحملها، هي حياتها الآن...وفي خمس دقائق قصيرة تمكن هذا الرجل من ايصالها الى ذات المستوى من الذعر والصدمة.

-اريد فقط ان نتكلم.

بدا وكأنه ادرك انه بالغ في الضغط عليها. لا سيما حين كشف وجهها الشاحب وعيناها البراقتان خوفاً مضطرباً.

ردت ايف بصوت متألم وهي تعاني في اخراج الكلمات:

-نتحدث؟ عن ماذا؟ عن كتابي؟

رد بشكل غامض:

-اذا كان هذا كل ما انت مستعده لبحثه ...اجل.

لم توح خشونة لهجته بأنه حاضر ليتكلم عن العمل.

-حسن جداً...

وفي خضم ترددها وضياعها، سمعت وقع اقدام في الشارع...و وصل اليها صوت محبب تعرفه جيداً فبعث فيها الراحة.

-مرحباً! ايف ...ماذا تفعلين هنا عند باب دارك؟

-دايان!

بصيحة اغتباط، استدارت ايف الى صديقتها، وصاحبة منزلها، والارتياح ظاهر بوضوح على وجهها. ومع تلاقي عيونهما، لمحت ايف تغيراً في تعابير المرأة التي تكبرها سناً، فقد قطبت جبينها قلقاً...

-ايف؟ من هذا؟

تنقلت عينا دايان الرماديتان النافذتا البصيرة من وجه كايل جنسن القاتم الى وجه ايف الشاحب، ولاحظت التوتر الذي يسيطر على عضلاتها، وعينيها المتسعتين، بلون القاتم:

-هل يزعجك هذا الرجل؟

-اجل...لا...

لم تعرف ايف كيف ترد على صديقتها، ولم تتمكن من التعبير عن مشاعرها في كلمات. لم يكن الرجل نفسه ما يثير قلقها...لكن تأثيره البارز والذعر الذي تملكها سببا لها شبه انهيار.

حاولت الكلام مجدداً:

-انه...

لكن دايان شاهدت ما يكفي...فتحولت الى امرأة عدوانية. ثم نظرت الى كايل في عينيه مباشرة. وسألته ببرودة كالثلج:

-ما الذي يجري هنا بالضبط؟

لكن هذا لم يزعجه البتة...فقد اعتاد كايل جنسن على التعامل مع الغرباء العدوانين...فهل يعقل ان يكون المرء على رأس امبراطورية نشر عالمية وخجولاً في الوقت نفسه؟

قال يسأل بنعومة:

-ومن انت؟

وارتفع حاجبه الاسود وكأنه يؤكد لدايان انها هي من يلعب دور المتطفله لا هو.

-اسمي دايان بينيت...وهذا منزلي...وايف تسكن عندي و...

نظرت الى ايف نظرة شجعتها وولدت فيها القوة:

-وهي صديقة مميزة جداً...فإذا كان لديك ما تقوله لها، يجب ان تقوله امامي.

تسمر كايل في مكانه، وقد تبخرت تماماً تلك النزعه الهجوميه التي ظلت تلازمه، جسدياً ولفضياً. لكن ايف لاحظت كيف اخذت عيناه البنيتان تتنقلان من وجه دايان الى وجهها، ثم تعودان اليها مرة اخرى. بدا انه يفكر بروية، وهو يقيم الموقف بسرعة وخبث، ويقرر كيف يتعامل مع الوضع الجديد.
-انا كايل جنسن.

بغتت لسماعها صوته يتحول فجأة الى النعومة والادب..فصعب على ايف ان تكبح شهقة دهشه لاسيما حين مد اليها يده القوية، وقد زينت بحاتم ذهبي منقوش في الاصبع الثالث. بدا لها رجلاً مختلفاً ذلك الذي يقف امامها الآن..رجلاً بشخصية دمثة، سهل المعشر، جذاباً ويسهل التواصل معه. وكان من الواضح ان دايان انجذبت للسحر الذي يحيكه..فقد استجابت لنظرة عينيه البنيتين، وتركت اصابعها تستغرق في قبضة ثابتة وواثقه.

-انا املك مؤسسة جنسن للنشر.

ترك يد دايان، ثم مد يده الى جيب داخلي اخذ منه بطاقة بيضاء مستطيلة، هي بطاقة التعريف به! فشهقت ايف وهي تقاوم احساس غضب هائلاً. فقد واجه دايان بدليل عن هويته بينما تحاشى هذا الامر معها. والتقطت اذنا كايل الحادتان الصوت الخفيف، فألقى عليها نظرة مقيمة. قالت متلعثمة، وبشرتها تقشعر توتراً:

-لو انك اريتني هذا منذ البدايه...

سأل ببرود وسخرية:

-أكنت تعاملينني بشكل مختلف؟ آشك في هذا كثيراً آنسة مونتاغوي.

ترك ايف حائرة كيف تفسر الطريقه الغريبه التي ركز فيها على اسمها، وادار اهتمامه الى دايان.

-لاشك في انك تعرفين ان الآنسه مونتاغوي..

ومرة اخرى كان هناك ذلك التعبير الساخر في لفظه لأسمها..

-..قد كتبت قصه...

صمت، منتظراً موافقة دايان، من غير ان تتوقف عيناه عن التنقل من وجه امرأة الى الاخرى، ومجدداً راح يراقب كل ردة فعل ولو صغيرة قد تظهر له مشاعرهما ...ولم تكن ايف في ادنى شك انه، مسيطر تماماً على الموقف، يتلاعب بهما معاً بسهولة تثير الاضطراب ...فسرت قشعريره في جسمها، لا دخل لها ببرودة هذه الامسية من شهر آذار (مارس)، وحذرتها غريزتها من القوة المخيفه في كايل جنسن، أكان هذا في العمل ام في الحياة اليومية...قوة من الصعب مواجهتها دون عواقب.

قالت دايان:

-قصه...اجل. لقد نصحتها ان تعرضها على الناشرين لترى اذا كانت مناسبة.

-وهل قرأتها؟

احست ايف شيئاً ما، في الطريقه التي انبسطت فيها لهجته، ورقة فمه الخطيرة، وكأنه يقول لها، انه، لسبب ما، لم يكن مسروراً بقصتها..لكن، بعد لحظة بدا وكأن الغضب، هذا اذا كان غاضباً، قد غادره، فيما عادت اليه اللهجة الناعمة:

-اذن ستفهمين لماذا اريد التحدث اليها.

تساءلت ايف ان كانت مصابه بجنون الارتياب، ام انه حقاً يملك عدة معان خفيه وراء لهجته المسترخيه، لم يبد ان دايان شعرت بكل هذا ..لكن بشرتها هي كانت تقشعر بتوتر في كل مرة يتكلم كايل فيها.

-لأنها قصة جيدة جداً!

لم تكن دايان تدرك التيارات الخفيه التي تتخبط فيها ايف، لكنها لم تتردد في الاعلان عن موالاتها لصديقتها بصراحتها المعهوده.

-انها بالتأكيد جيدة.

بالرغم من التوتر المؤلم الذي يتحكم بها، لم تستطع ايف ان تكتم ابتسامة ابتهاج حينما تمتم كايل بالموافقه...فقصتها كانت طوق نجاتها...واحست عندما علمت ان شخصاً رفيع المكانه في عالم النشر، مثل كايل جنسن يعتقد بالموهبة في كتاباتها، كأنما جنية تحقق لها اعز امنياتها.

قالت بسرعة:

-انا مسرورة لأن الكتاب اعجبك.

وتفحصها كايل بنظرة جانبية سريعه اخرى، انما بلمسه جديده. لمسة ماذا؟ عدم تصديق؟ سخريه؟

رد كايل:

-لقد اعجبت بها كثيراً...لكن...

ولدى سماعها لهجته تلك، استعدت ايف للأسوأ. لكن الاسوأ لم يأت...بدلا من ذلك، تابع كايل بلهجه مختلفه جداً:

-اسمعي...هل نستطيع مناقشة الامر في مكان اكثر راحة واقل انزواء؟

-بالطبع.

يدت دايان مصدومه ازاء وقوفه على عتبة الباب طويلاً، وهي بالعادة امرأة مضيافه مرحبه.

-لقد نسيت حسن الاخلاق...يجب ان تدخل سيد جنسن.

لقد ضم دايان الى صفه..وخبرت ايف موجة مرارة موجعه، وادركت كم سهل عليه تغيير رأي صديقتها.

انشغلت دايان بفتح الباب، وادخلتهما الى المنزل، فعلقت المعاطف في الردهة، ثم قادتهما الى غرفة الجلوس. في هذا الوقت، كانت ايف تقاوم الاحساس بالذعر حين دخل كايل جنسن الى البيت الوحيد الذي تعرفه. وبالطبع، كانت دايان معها، اضافه الى جيم الذي بدا متفاجئاً بالزائر غير المتوقع، ووقف بأدب يستقبله. فشعرت بالأمان لأن هذين الصديقين المقربين يحميانها..اضافة الى هذا، لم يكن من سبب منطقي يدعوها للخوف. فعلى اي حال، لقد جاء ليتحدث عن كتابها..اليس كذلك؟

فسألت دايان ما ان تخلصت من معطفها:

-هل ترغب في القهوة سيد جنسن؟

رد كايل بابتسامة ساحرة:

-سيكون هذا ترحيباً عضيماً..وقد يساعدني على البقاء مستيقضاً، لقد وصلت الى لندن من اميركا هذا الصباح، لذا اخشى ان اكون عرضة لمتاعب السفر الطويل.

وفكرت ايف: لا يبدو متعباً بالتأكيد. واخذت تقارن بذلته الرماديه الانيقه وقميصه الابيض، والربطه النبيذية اللون، فمظهره الانيق الخالي من اي عيب: مع خف جيم المهترئ وبنطلونه الواسع، وكنزته الخظراء العتيقه المريحه، ولان وجهها قليلاً وهي تفكر كم ان زوج صديقتها مهمل في مظهره... و لكنه يهتم ايضاً بأشياء اخرى ..زوجته مثلاً، ابنتيه التوأم البالغتين من العمر عشر سنوات، بالاضافه اليها. كانوا سيعترضون على فكرة استقبال غريب...تفرض نفسها على حياتهم المريحة، حتى ولو كان جيم معتاداً على زوجته واستقبالها لأي شريد، لأتفه الاسباب. لكن جيم رحب بها بدفء وكرم ماثل دفء زوجته وكرمها. ولهذا ستبقى ايف دائماً ممتنه شاكرة الى ما لا نهايه.

صاح جيم غير مصدق:

-هذا الصباح؟ من الولايات المتحده؟

حين اومأ كايل بالايجاب، هز جيم رأسه بذهول..فنادراً ما انتقل جيم بينيت بعيداً عن ركنه في لندن، ولا رغبة له في ان يرى المزيد من العالم...واكمل:

-لابد انك منهك اذن.

رد كايل:

-انا معتاد على هذا، كما انني اضطر للقيام بمثل هذه الرحله دائماً..لذا، اعتقد انني اتكيف مع اختلاف الوقت بين بلد وآخر بسهوله اكثر الآن.

قالت ايف:

-بسهولة تكفي لك لأن تذهب مباشرة الى مكاتب جنسن في لندن، وتبدأ العمل فوراً؟

وتمنت لو ان كلماتها لم تجذب العينين القاتمتين اليها مرة اخرى.. فوجدت فيهما التعبير البارد نفسه انما اكثر وضوحاً لا سيما انها تراه في النور لأول مرة.

لا يمكن ان تكون قد رأته من قبل..واقنعت نفسها بهذا..واعترفت مرة اخرى بتأثير جسمه المذهل، ولمعان شعره الاسود المصقول، وعينيه البنيتين الداكنتين، تحيط بهما رموش كثيفة سوداء رائعه...هل يمكن لمثل هذه الرموش التي يحسد عليها ان تكون طبيعيه؟ لم تستطع سوى ان تبقى على حيرتها، ثم تقترب منه من دون تفكير لتتفحصه عن كثب..عندئذ سرت فيها موجة صاعقه وهي ترة ردة فعله الآليه، والتصلب الغريزي لجسمه الطويل، وكأنه قادر على صد نظراتها فعلياً...على الفور حظت الى الوراء، بعيداً عن العدوانيه التي تشع منه. ثم لجأت بسرعة الى الأدب الاجتماعي:

-جيم..انا آسفه..كان يجب ان نعرفكما..هذا..السيد المهذب.

اكسبها هذا التردد المتعمد في الوصف، نظرة غضب من كايل:

-...هو كايل جنسن، انه ناشر...

فقاطعتها دايان عبر باب المطبخ:

-ولقد جاء ليتحدث الى ايف عن كتابها، اليس هذا امراً رائعاً؟

اهو امر رائع حقاً؟ لم تستطع ايف منع نفسها من السؤال. فمنذ بضعة ايام، وحتى اللحظة التي التقت فيها بكايل، كانت تؤمن ان كتابها سينتشر ليحدث اثارة كبرى..لكن هذا قبل ان يقترب كايل منها..وهذا اللقاء غيير كل المقاييس.

علق جيم:

-هذا عظيم!

واضاء وهج دافئ قلب ايف حين احست بحماسة جيم..كان هو ودايان يحبانها جداً، ويحميانها وكأنهما والداها بالفعل..او، بالاحرى، كأنهما اخوها واختها الاكبر سناً. كانت دايان في الستة والثلاثين من عمرها ولا تكبر ايف بأكثر من تسع او عشر سنوات.

فجأة، ادركت ان كايل يراقبها مرة اخرى، وراحت عيناه السوداوان تنفذان الى رأسها، وكأنه يستطيع فعلاً ان يقرأ افكارها..على الفور اصبحت فريسه لأحساس متوتر غير متوقع وكأنه غير راض عن الطريقه التي ترتدي فيها ثيابها. والفت نفسها تتمنى ارتداء ثياب مختلفه عن التنورة الكحليه والبلوزه المخططه بالازرق والابيض، فقد كانتا مناسبتين جدا لعملها كبائعه في المكتبه المحليه...لكنها احست فجأة انهما باهتتان وغير جميلتين..ثم راهنت ان صديقات كايل جنسن لسن مضطرات الى اصطياد الصفقات الرخيصه في المبيعات العامة لشراء الملابس. واجتاحتها موجة من الاستياء لهذا الاحساس..

وبعد لحظة استطاعت المحافظة على اعصابها. لقد ذهلت كيف اضطربت مل هذا الاضطراب بسبب نظرة واحدة من هاتين العينين السوداوين بلون القهوة...توقفي عن هذ! ما هم ما يظن كايل جنسن بمظهرها؟

تابع جيم، وهو غافل عن حالة ايف المتباعده:

-لطالما عرفت ان كتاب ايف يستأهل النشر. في الواقع، انا واثق من انك ستحصل على كتاب رائع.

-ربما.

نظرت ايف الي كايل وهو يتكلم، واحست بصدمة شبيهة، وهي ترى التناقض بين هذه الملاحضه الهادئه وتلك النظرة المليئة بالغضب التي كان يوجهها نحوها..لابد انه يشعر بشيء ما ضد من يقرأ مؤلفها...وهذا امر غير منطقي على الاطلاق. وما لبث ان تابع، وقد ظهر الانزعاج في صوته هذه المرة:

-اذن، كلكم قرأتم المؤلف.

احباب الروح
06-06-2007, 08:55
احست ايف فجأة انها غير قادرة على السيطرة على كلماتها، ووجهت غضبها الى كايل بشراسه لم تعهدها، شراسه اذهلت صديقيها.

-وما الخطأ في هذا؟

وتقدمت دايان الى باب المطبخ وعلى وجهها نظرة مصدومة..اما جيم فقال:

-ايف..حبيبتي...

لكن ايف كانت قد تجازوت مرحلة الاصغاء او التعقل. وكأن شيء ما في كايل جنسن يقطع تيار توارد الخواطر في ذهنها...مجرد سماعه يتكلم، كفيل بأن يرسل شرارات ذعر فيها..

تابعت وصوتها يرتفع:

-اعني..من الطبيعي ان ارغب في ان اعرض كتابي على افضل صديقين لي اولاً..وكما تعلم..فمن الصعب جداً اخفاء ما اقوم به، بما اننا محشورون جميعا في مكان صغير..لكن، ما همك لو قرأ الكتاب لو انك قررت يوماً ان تنشره..؟

كانت كلماتها تنطلق دون اي كابح.

-اهذا ما يقلقك؟ هل انت قلق حول تخفيض ارباحك لآنهما لن يشتريا الكتاب..؟

-هذا امر مستبعد..اذا كنا سنتحدث عن مئات الآلاف، فلن يزعجني ذلك ابداً، فلن يلحظ احد.

سخريه مريرة..ضحك خفي، تلميح عن شيء آخر...شيء مختلف تماماً لم تستطع ايف تفسيره، بدا في صوته..

قالت دايان تحاول تلطيف الجو العدائي:

-بالطبع سنشتري نسختين من كتابك لو نشر.

بدا كأن عبارتها لم تبلغ مسامع كايل وايف. ففي تلك اللحظة، وقف كايل يواجهها، وعيناه لا تفارقانها، يكاد التوتر بينهما يظهر للعيان. تسمرت ايف بنظرته السوداء، وهي تحس وكأن السخريه في كلماته تحرق رأسها، بنيران حمراء مشتعله...منذ قابلته وفي داخلها بركان يقترب من درجة الانفجار.

تغير وجه كايل تماماً. اختفى ذلك التعبير الودي الذي اظهره لدايان وجيم. زال في لحظة ليحل مكانه قناع خشن من الغضب البارد. شد بشرته فوق عضامه، فظهر الغضب حول انفه وفمه فيما استقامت شفتاه بشكل خطير جداً. اما عيناه البنيتان الجميلتان فراحتا تشتعلان بنار ذهبيه. إلا انه، رغم ذلك، بدا مسيطراً تماماً على صوته حين قال:

-اعقتد ان الوقت قد حان للتوقف عن التلاعب، الا تعتقدين هذا ايضاً؟

خرجت الكلمات قاطعه:

-تلاعب؟

كانت شهقه يائسة، وظنت ايف انها على الارجح نسيت كيف تتنفس، فقد شهقت بألم وقد غادرتها الراحه تماماً.

-اي تلاعب؟ انا لا اعرف عمّ تتكلم؟

-اوه بلى...تعرفين.

بكلمه واحده صرف النظر عن احتجاجها وكأن لا قيمة له.

-تعرفين لماذا انا هنا ايف..لا لمجرد الحديث عن كتاب لعين، ولو انه سبب مجيئي الاصلي الى هنا..وكما خططت تماماً..اليس كذلك حبيبتي؟

صفعتها الكلمة الاخيرة وبدا لها هذا اللفظ التحببي اهانة سامة..

-انا لا افهم!

-اوه..بحق الله! حبيبتي لا بد انك ادركت انني سأعرف كاتب القصه ما إن اقرأ الفصول الاولى منها. حتى ولو حاولت جاهده ان تخفي اسمك، كنت تعرفين انني سأجيء بحثاً عنك..في الواقع، هكذا خططت لكل شيء. وبهذا ارسلت القصه الى جنسن اصلاً.

-لا..لم افعل..انا لا ...

-لا تكذبي..اللعنة عليك!

وقف جيم على قدميه، يتنفض سخطاً:

-اسمع الآن...

بالرغم من كربها وارتباكها، لم تستطع ايف الا ان تلاحظ كم يبدو جيم صغير الجسم، ومزري المنظر، امام كايل جنسن الطويل القامة الانيق الملبس..

لم ينظر كايل الى الرجل الاكبرسناً:

-هذا بيني وبين ايف.

واستدار الى ايف، فيما الوحشيه على وجهه تخيفها:

-اليس كذلك؟

-قلت لك...لا اعرف عمّ تتكلم..ولا اعرف لماذا انت هنا.

ازداد تدافع الحمم في رأسها، مع مرور الثواني..وكان البركان يقترب من الانفجار.

وكرر كايل:

-لا تكذبي علي!

هذه المرة لم يرفع صوته، بدت الكلمات وكأنها فحيح كوبرا مهتاجة على وشك ان تلسع.

-لقد اردتني ان آتي وإلا لما ارسلت مثل هذه الرساله الواضحه.

-اية رسالة؟

كانت صيحتها صيحة يأس وتشوش كامل، فكل كلمة ينطق بها كانت تبدو لها عجيبة اكثر من الاخرى.

-انا لم ارسل لك اية رساله قط.

-بالطبع ارسلت! فات وقت الانكار..كل شيء موجود على الآلة الطابعة..كل كلمة..لقاؤنا..موعد المرة الاولى..

-لا!

سيطر طنين في رأسها وكأنه الف نحله اجتاحته.

-لم التق بك من قبل..انا لا اعرفك..

صاح كايل بوحشيه:

-لا تكذبي..اللعنة عليك! انت تعرفينني جيداً!انت...

قاطعه جيم بقوة، وهو يمسك ذراعه ويهزها: هذا يكفي! ما الذي يجري بالضبط؟ اتحاول الادعاء بمعرفة ايف؟

-انا لا احاول ولا ادعي شيء..انا ابين امراً واقعاً..اعرف ايف..وهي تعرفني..يجب ان تعرفني على اي حال. لقد عشنا معاً كرجل وزوجته لثلاث سنوات تقريباً.

نتيجة لهذا التصريح المدمر الاخير، ساد نوع من الصمت المذهول. كانت تعابير وجوه الموجودين تتغير بسرعة صاعقة، وبقوة عجيبة. بدا ان جيم لم يفهم، ثم ارتبك تماماً، ونقل نظره بعينين فاغرتين من كايل الى ايف، واعاد الكرة، وهو يهز رأسه ببطء، غير مصدق. في الوقت عينه اخفت دايان فمها بيديها، ثم خطت بضع خطوات مستعجلة الى الغرفة، لتكبت صيحه حاولت الافلات منها.

لقد تحقق اخيراً اسوأ كوابيسها. لم تجد صوتاً او اشارة تعبر عن شعورها، بل وقفت مسمرة مذهولة، تحدق بالرجل الاسمر الغريب الذي يقف وسط الغرفة..الرجل الذي يدعي انه زوجها...الى ان تشقق البركان داخل رأسها لتكشف فوهته عن نيران مندفعه...وتفجر في هدير مرعب دمر كل وعيها، فانهارت ووقعت في اغماءة كاملة.



..


انتهــى الجزء الاول


..



واشــوفكــم على خيــر
بعد ما ارجع من السفــر


راح اشتاق لكــم ..
وللمشــروع


..


فمـــان الله


:)

lovely sky
06-06-2007, 13:07
http://img380.imageshack.us/img380/2514/f3f3f02894rg0.gif
مشكوووووووورة حبيبة قلبي احباب الروح
الف الف شكر حبيبتي

http://img407.imageshack.us/img407/1046/111218v1ej0.gifhttp://img407.imageshack.us/img407/1046/111218v1ej0.gifhttp://img407.imageshack.us/img407/1046/111218v1ej0.gifhttp://img407.imageshack.us/img407/1046/111218v1ej0.gifhttp://img407.imageshack.us/img407/1046/111218v1ej0.gif

الله يوفقك يا رب و يعطيكي العافيه
http://img528.imageshack.us/img528/4958/2311531zu4.gifhttp://img528.imageshack.us/img528/4958/2311531zu4.gifhttp://img528.imageshack.us/img528/4958/2311531zu4.gif

والله راح افتدك جدا جدا احباب الروح
http://img412.imageshack.us/img412/2713/36144wo9.gifhttp://img412.imageshack.us/img412/2713/36144wo9.gifhttp://img412.imageshack.us/img412/2713/36144wo9.gifhttp://img412.imageshack.us/img412/2713/36144wo9.gif
وان شاء الله ترجعي لنا بالسلامة و نلتقي على خير ان شاء الله
http://img412.imageshack.us/img412/6893/q8262wf0.gifhttp://img412.imageshack.us/img412/6893/q8262wf0.gifhttp://img412.imageshack.us/img412/6893/q8262wf0.gif

مشكورة حبيبتي على الوقت الرائع اللي قضيناه معاكي
و المساعده الرائعة اللي كل الاعضاء و الزوار استمتعوا معنا فيها

اشكرك جدا
و ما في كلام يوصف قد ايش راح اشتاق لك
اشكرك جدا حبيبتي
و نلتقي على خير ان شاء الله
و ترجعي لنا بالسلامة يا رب
http://img176.imageshack.us/img176/5594/3622261tt5.gifhttp://img176.imageshack.us/img176/5594/3622261tt5.gifhttp://img176.imageshack.us/img176/5594/3622261tt5.gifhttp://img176.imageshack.us/img176/5594/3622261tt5.gif
مع السلامه حبيبتي
و الى لقاء قريب ان شاء الله
http://img168.imageshack.us/img168/2139/q82222sz7.gifhttp://img168.imageshack.us/img168/2139/q82222sz7.gifhttp://img168.imageshack.us/img168/2139/q82222sz7.gif

*لميس*
06-06-2007, 13:41
الله يعطيك العافيه يا

:p <<وردة قايين>>:p

بالفعل كانت قصه ممتعه وجديره بالأعجاب::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::

الله يوقفك::جيد::

****************************

*لميس*
06-06-2007, 14:09
<<حزن في الذاكره>>
بدايه قويه...!!!:cool: :cool:
:
:
:
:
:
:
مازالت الأحداث غامضه لي...:confused: :confused:

وهذا يزيد من التشويق في القصه:eek: :eek:

لذا أنتظر التكمله بفارغ الصبر

::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::



لاتطولون::جيد::
******************
************************

lovely sky
07-06-2007, 11:55
2 – ذاكرة غافية



" ايف ؟؟ ايف .... حبيبتي ..."

بدا الصوت الناعم المتملق وكأنه قادم إليها من نفق طويل مظلم .
كان صوتاً متوتراً يثير الاضطراب , فغمرها احساس بالرهبة لم تستطع فهمه .
فتأوهت ثم أدارت رأسها الى الوسادة .
" ايف , حبي , استيقظي ."
أجبرت ايف نفسها على فتح عينين مثقلتي الجفون , واذا بوجه دايان القلق يطالعها , فرفّت عينيها بصعوبة .
وتمكنت من القول بارتباك , وبصوت يشبه الحشرجة :
" ماذا .؟" .
" هس ... لا تحاولي الكلام الآن , اشربي هذا ."

ارتشفت ايف الشراب في الكأس الزجاجي الممدود اليها , وهي تتذمر كطفل مريض :
" اوغ ! ."
واجبرت نفسها على الابتلاع و هي تكشّر كرهاً لمذاقه المر , فضحكت دايان ضحكة مرتجفة .
" انا اسفة لا نملك اي شراب آخر "

ردت ايف :
" انا لا احب شرب الكرز , الا تذكرين ؟."

وبدأت الذكرى تندفع عائدة اليها بقوة الطوفان , وفجأة زالت الابتسامة عن وجهها لتتركه شاحبا بائساً :
" او على الاقل لا اعتقد انني احبه ."
كان عليها ان تبني كل شئ في حياتها الآن , اسمها اصدقاؤها , عملها , منزلها , كلها مجرد اشياء بنتها حول نفسها في السنتين الماصيتين , عوامل جمعتها معاً لتخلق الشخصية التي تعرفها الآن باسم ايف مونتاغوي ,
الانسان الذي بنته من لا شئ منذ اليوم الاول الذي دخلت فيه الى عنبر الحوادث حيث تعمل دايان كممرضة مشرفة .
وطلبت المساعدة لانها لم تعرف من هي او من اين اتت .
انها " الامنيزيا " او فقدان الذاكرة نتيجة لمحنة خطيرة , هكذا كان تشخيص الاطباء في النهاية .....
لكن اية محنة ؟

لم يكن من اثر على جسدها ,
لا اثر يدل على وقعة او ضربة او اي حادث مماثل تسبب بارتجاج الدماغ ومحى لها ذكرتها .
لم يكن معها حقيبة يد , لذا لم يكن معها ايه بطاقة , او رخصة قيادة لتّعرف عنها ,
ولا شئ في جيوبها سوى بضع محارم ورقية و جنيهان من قطع معدنية صغيرة .

كانت انتى بيضاء البشرة , شقراء الشعر ,
زرقاء العينين , طولها خمس اقدام و ستة انشات , ولم تتجاوز الثلاثين عاماً .

عدا قياسات جسمها وحذائها , كان هذا كل ما تعرفه عن نفسها .

لكن , ظهر الان رجل يدعى كايل جنسن يدّعي أنها زوجته , ولابد انه يعرف الحقيقة عنها , بل في الواقع يعرف عن حياتها وشخصيتها اكثر مما تعرفه هي .

سرت قشعريرة باردة قوية في جسمها , ونظرت بعصبية في الغرفة الفارغة من دون ان ترى اثراً لجيم او لكايل جنسن .

" اين كايل ؟"
اجبرت نفسها على النطق بالاسم ولو انه بدا لها غريبا و بعيداً عنها ... وكان يجب ان تدعوه على هذا النحو , ان كان زوجها كما يدعّي .
لكن الا يجب ان تشعر بشئ آخر ؟
الا يجب ان يثير اسم الرجل الذي تزوجته ردة فعل معينة فيها ؟

لابد من انها احبته لتصبح زوجته .

ترى , اتشعر بنوع من التوق الى التعرف به ؟
لم يحدث هذا ؟
وادركت حقيقتها المؤلمة ..

انها لا تعرف اسمها الحقيقي ...
اما اسم ايف مونتاغوي فهو مجرد اختراع من مخيلتها ...
ردت دايان :
" انه في غرفة الطعام يشرب القهوة مع جيم . من الافضل لكِ الا تستيقظي الآن ."
ضغطت ايف على يد دايان :
" شكراً لكِ ."
" وسينتهز جيم فرصة وجودهما معاً ليعلمه بما جرى .
ولمعلوماتك , لقد رفض الذهاب واضطررت الى اخراجه من الغرفة بقوة " .

ابتسمت إيف قليلاً وهي تتخيل المشهد .
ففي الدقائق القليلة التي امتضتها معه تمكن كايل جنسن من ان يذهلها .
فهو رجل مسيطر , يأخذ القرارات بسرعة ويتصرف وفقاً لها بقوة ,
رجل ليس معتاداً ابداً على الخضوع لقرارات شخص آخر .

قالت بصوت مرتعش وقد استبد بها الخوف والارتباك كقبضة حديدية باردة تجثو فوقها :
" أعتقد انه من الضروري ان نتحادث "

وافقت دايان برقة :
" ستتحدثين اليه في وقت لاحق .
لكن انتظري لتكوني اكثر قوة . كما انه بحاجه الى بعض الوقت ليستجمع قواه ..
لقد أصيب بصدمة مثلك تماما .
على أي حال , لم يكن يعلم انك لم تتذكريه , انت زوجته و .."

" انت تصدقينه إذن ؟"

ولم تستطع إيف ان تنظر الى عيني صديقتها وهي تطرح السؤال .

" ألم تصدقيه انت ؟ "

" بلى ... لا ... أوه ... أنا لا أعرف ! ولا أرى سبباً لادعائه انه زوجي اذا لم يكن هذا صحيحاً ... أعنى , ليس هناك مايجنيه , فلا مال لدي ولا .."

صمتت فجأة , ثم رفعت عينيها المذهولتين الى وجه صديقتها ..
" أم ان لدي مالاً ؟
أوه ... يا الله ! لا أعرف ! ماذا لو كان يدعي انني زوجته لأنه يريد مالي ؟ "

قاطعتها دايان :
" إيف ! لاتتركي خيالك يسرح بك بعيداً .. ليس لديك سبباً للتفكير بالأسوأ ,
فما من دليل . يبقى أمر واحد , لو كان كايل هو كايل جنسن من دار جنسن للنشر بالفعل ,
فمن غير المعقول ان يكون راغباً في مال شخص آخر .. فهو يملك الكثير من ماله الخاص ".

"هذا صحيح "

وتمسكت إيف بطوق النجاة الذي قدمه لها هذا الواقع .. وهمست بصوت متثاقل :
" دي .. انا لا أعرف ما أفعل ".
أمسكت صديقتها بيديها , بقبضة دافئة ثابتة اشعرتها بالارتياح والقوة .
وقالت بتعقل مثالي :
"هناك طريقة واحدة لمواجهة هذا الواقع .. وهي ان تواجهي الأمور ببطء وثبات ..
كما فعلت تماما منذ سنتين حين كنت تواجهين كل يوم بيومه وتحسنين التكيف . ل
قد نجحت يومها , وستنجحين الآن .. تذكري فقط انك لست وحدك , فنحن ندعمك . وكايل ايضاً".

لكن هل كايل صديق ام عدو ؟
لم تلاحظ دايان الغضب الذي تملكه , او تسمع العنف المكبوت في صوته في واجهها اول مرة عند الباب الأمامي .. ولم تستطع ايف ان تخبر المرأة الأكبر سناً بهذا ..
ولو فعلت ذلك فستذهب صديقتها على الارجح رأساً الى زوجها و تطلب منه ان يطرد كايل جنسن فوراً من المنزل ...
هذا اذا كان بمقدور احد ان يطرده جسدياً .

لكن , لو رحل كايل , فسيأخذ معه املها الوحيد في معرفة نفسها .
وهذا ما لا يمكنها التخلي عنه بسهولة .

لا يمكن لشخص ان يفهم كيف تشعر الان الا ان عاش مثلما عاشت هي بثقب اسود في مكان ما في الذاكرة ...
وها هي تجد نفسها الان على عتبة اعادة اكتشاف تلك السنوات المفقودة ...

لقد عاشت لما يقارب الاربعة وعشرين شهراً دون ان تعرف ما هو اسمها الحقيقي ,
اين ولدت , وكم عمرها , و هل لها ابوان او اشقاء , او شقيقات او اصدقاء .... او زوج ... وخفق قلبها بألم .
عبرت على وجهها ابتسامة ساخرة وهي تلتفت الى دايان ....
وبشئ من المرح القاتم في صوتها قال ببطئ :
" اقر بانه من الممكن ان اكون متزوجة ."

رفعت يديها الى وجهها لتغطي عينيها , وكأنها تريد ان تبعد ذكرى الايام التي تخشاها .
" اوه ... يا الهي .... دي .

لقد امضيت و قتا طويلاً والقلق يعتصرني لمجرد التفكير بأنه في مكان ما ...
والله فقط يعرف اين ..
عائلة تهتم بأمري , و يتملكها اليأس لانني مفقودة ...
وقد مرت علىّ اوقات اشد سوءاً حين كنت اخشى الا تكون لي عائلة على الاطلاق .. وانه ما من احد يهتم لامري او يبحث عني ..
ومع مرور الوقت لم اجد دليلا ملموساً يساعدني على اكتشاف هويتي ...
ووضعت يديها على حجرها ... تلتويان معا بكرب موجع واكملت :
" على الاقل اعرف الآن ان ......... "

كم من الصعب التلفظ باسمه .. ومع ذلك و بكل تاكيد لابد انها تفوهت باسمه مئات المرات يومياً في يوم ما .
" .. ان كايل هو امريكي , مما يفسر لماذا لم نسمع بأحد يبحث عني ."
وكشف صوتها المتقطع مدى الألم الذي كان ينتابها .
" إذا كان يعيش في امريكا وانا انكليزية , على الأقل هذا مااعتقده ,
إذ ليس لدي لكنة على الأقل .. كيف إذن وجدت نفسي اتجول في لندن و..؟"

قاطعتها دايات بلطف :
" هذه اسئلة يجب ان تطرحيها عليه حبي .. لكنه بات واضحاً انه امضى ردحاً طويلاً من الوقت في لندن .. فمؤسسة جانسن للنشر تملك مكاتب هنا على أي حال , وهذا يفسر سبب التقائه بك ..
وهو أمر مذهل .. أليس كذلك ؟".

تابعت وقد بدت عيناها مستغرقتين في التفكير :
" لابد ان في الأمر اكثر من صدفة بحيث انك ومن بين .. مئات الناشرين المنشورة اسمائهم في الدليل , اخترت " جنسن " لترسلي قصتك اليهم .
بالتـاكيد , هذا يظهر أن ذاكرتك لم تفقد الى الأبد ,
بل انها لاتزال موجودة .. مدفونة مؤقتاً , تنتظر منك ان تنبشيها مرة أخرى ..
ربما الآن , مع مساعدة كابل , ستعود الي الظهور , جيدة وكأنها جديدة ".

وتمنت إيف في سرها لو يحصل هذا على الفور , وبأسرع وقت ممكن ..

lovely sky
07-06-2007, 12:04
ومن الافضل ان يحصل ذلك قبل ان تضطر الى مواجهة كايل مرة اخرى .

كيف ستتمكن من مقابلة رجل يقول انه زوجها .... وانهما عاشا معاً ما يقارب ثلاث سنوات ...
لكنه الان رجل غريب , لا يعني لها اكثر مما يعنيه اي رجل مر بها في الشارع , لن تستطيع ان تتخيل هذا !!
ترددت هذه الصرخة البائسة في رأسها واوشك قلبها ان يتوقف ذعراً لمجرد التفكير بمواجهة كايل ,

ثم عاد يخفق بسرعة مؤلمة .

لن تستطيع مواجهته .... ولا تريد ذلك , لكنها مضطرة .

بجهد و بتصميم , استجمعت كل قواها الداخلية وجلست مستقيمة ,تفرد كتفيها وتأخذ نفساً عميقاً غير سوي .
قالت :
" اعتقد انني سأرى كايل الآن ."

فوجئت بصوتها اقوى بكثير واكثر حزماً من ذي قبل ...
قطبت دايان بقلق :
" هل انتِ واثفة ؟."

" اجل , انا واثقة , يجب ان اراه في وقت ما دي ...
من الافضل مواجهته على الفور ...والا فقد يزداد سوءاً .

من تحاول ان تقنع ... دايان . ام نفسها ؟

تسائلت عن هذا وهي تسمع لهجتها المغالية في الاشفاق , فتفضح الجهد الشاق الذي بذلته حتى تتكلم ....

وتوسلت الى صديقتها في اعماقها وكأنها ترجوها الا تحاول صرفها عن قرارها ..
فإذا تراجعت الآن , قد لا تمتلك الجرأة لتقدم على ذلك مرة خرى ..

" حسناً ."
كالعادة , كانت دايان تراعي حاجات صديقتها , ولو ان كلمتها الاخيرة والعبوس الذي لم يفارق جبينها . دلاّ على بعض الشكوك الباقية :
" هل تريدينني ان ابقى معكِ في الغرفة ... او ربما تحتاجين جيم ؟"

اغمضت ايف عينيها وهي تقاوم الاندفاع الجبان لتقول نعم , ارجوك , ارجوكِ ابقي معي ... ساعديني .
لكنها اسكتت هذه الافكار فوراً ..

بلهجة تردد صدى قناعة داخلية , قالت بصوت يكاد يرتجف :
" لا ... شكراً ... لكن ..... دي ......"
" سنكون في الغرفة المجاورة حبيبت ... وما عليكِ سوى ان تنادينا باسمينا وسندخل راكضين ."
ونهضت وهي تبتسم لإيف ....

" سيكون كل شئ على ما يرام يا ايف يا حبيبتي .. انا واثقة من هذا ".
وطبعت قبلة دافئة على خد صديقتها الشاحب .
" سارسله إليكِ ."

كانت ايف وحدها في الغرفة .. استلقت جامدة للحظات تستعيد كلام صديقتها
" ايف حبي " واللهجة التي قيلت فيها .. ايف حبي ... ايف ....
الى كم من الوقت سيبقى هذا اسمها ؟

قد يقول لها كايل ان لديها اسم آخر ....
ستيفاني او بيلندا ...

واستبعدت هذه الفكرة ... لقد اعتادت على ايف الآن , واي اسم آخر سيبدو غريباً ...

لكن كايل استخدم هذا الاسم : ايف , وكأنه مقتنع به .

هل من الممكن ان تكون هذه احدى المصادفات الغريبة , تماماً كما اختارت هي اسم جنسن كمؤسسة النشر التي سترسل لها مؤلفها ؟

لقد لاحظ المرشد في صف " الكتابة الابداعية " الذي تحضره ممنذ ايلول الماضي , انها توازن خياراتها بعناية .
واخذت بعين الاعتبار انواع الكتب التي نشرتها تلك المؤسسة وقارنتها بعملها ..

لكنها الان تواجه الوقائع بصراحة فجة ,
كما تتطلبها الظروف منها ,
لقد ابعدت من ذهنها الناشرين الذين ينشرون الكتب الواقعية او قصص الاطفال فقط ..

وقامت بالقرار النهائي بقلبها لا بعقلها من دون تفسير منجذبة الى اسم جنسن تلقائياً ..

اذن , اكان لهذا الاسم صدى غامض غير محدد , ايقظ ذاكرة ليست ضائعة , بل نائمة فقط , كما اشارت دايان ؟
على اي حال , لابد ان اسمها كان جنسن في يوم من الايام , وهذا يفسر لهجة كايل التهكمية حيث خاطبها باسم مونتغوي ...

ارتجف قلبها من الخوف , سيدخل كايل هذه الغرفة في اية دقيقة .
وسمعت همهمة الاصوات من غرفة الطعام ..

اجتاحتها موجة ردة فعل انثوية ,, لابد ان مظهرها مرعب ! ...

ها هي , على وشك ان تواجه زوجها بعد فراق ...دام كم من الوقت ؟
سنتين ؟ أكثر ؟

لاشك في انها في حالة مزرية تماماً .

انزلت قدميها الى الارض ... ثم أخذت حقيبة يدها وفتشت فيها عن مرآة ما لبثت ان تنهدت حين اطبقت يدها عليها ,
لكن تلك التنهيدة استحالت شهقة حين رأت صورتها .

كان شعرها مشعثاً تتبعثر خصلاته على وجهها , ولا اثر للون على خديها , وقد رسمت الدموع التي ذرفتها خطوط كحل حول عينيها , فحولت الصدمة لونهما الى لون داكن .

يا له من منظر رهيب !
بسرعة اخرجت مشطها وعلبة تبرج صغيرة وبدأت بالتصليحات الضرورية ...

وفيما هي منكبة على ما تفعل , انفتح الباب بهدوء ثم اغلق مرة اخرى .
فقفزت كالقطة المذعورة لتتطاير مساحيق التجميل في كل اتجاه , لاسيما حين تفوه صوت ناعم باسمها ..
فاستدارت بسرعة .....

كان كايل يقف في الطرف الآخر من الغرفة مستنداً الى الجدار وقد اراح ذراعيه على صدره ,
فبدا شديد السمرة مثيراً لاضطراب ..

" مر ... مرحباً .... "

كم مضى عليه واقفاً هكذا , يراقبها بصمت ؟
لابد انه شاهد ما كانت تفعل ... تهتم بمظهرها .

واذا كان الامر هكذا , هل رأى فيه تفاهة انثوية صرفة , ام ظن انها امرأة تجمل امام زوجها ؟

ولم تتمكن ايف من السيطرة على رجفة هزت جسدها .

" مرحباً .."

رد كايل تحيتها الفاترة واحست انها فعلا تحاول ان تتجمل للرجل الذي يدعي انه زوجها .
وصدمتها تلك الفكرة الى درجة عجزت فيها عن الكلام ...

ساد صمت بينهما وطال حتى احست ايف انها ستصرخ اذا لم ينكسر حبل الصمت بسرعة ..
فسألها :
" كيف تشعرين الان ؟."

لم يكن صوته ودياً ,, بل مكبوتاً وبارداً كالجليد لا اثر للعاطفة فيه .
ردت بارتباك :
"اوه .... افضل بكثير ."

وتسائلت هل تمتع كايل باحتساء قهوته مع جيم ... انه زوجها ومع ذلك لا تعرف اي مشروب يحب !!
كانت تلك الفكرة مدمرة بحيث سارعت الى الكلام :
" صدقني ....انا لا اصاب عادة بالاغماء ."

قال بنعومة :
" فقط حين يظهر زوجكِ الذي اضعتهِ منذ زمن بعيد على عتبة الباب من دون سابق انذار ."

ردت بلمسة خشنة :
" وحين لا اتذكر من هو ."

ابعد نفسه عن الجدار :
" آه ..... اجل .... لقد اخبرني جيم عن هذا ."

lovely sky
07-06-2007, 12:17
بدا وكانه لم يصدق كلمة من الرجل الآخر .
ادركت ايف هذا والذعر يتملكها ... ايعتقد انها تدعي ... وانها اخترعت القصة كلها ؟

" ماذا قال ؟"

كان سؤالها مجرد همس اجش وقد خانها صوتها تماما لاسيما حين تحرك كايل نحوها .

" اوه.... مجرد وقائع اساسية ."

امام ذهول ايف الكامل ركع كايل امام قدميها ..
وبعد ثوان ارتبكت مذعورة ومع عودتها الى التركيز ادركت انه كان يستعيد احمر الشفاة وقلم الكحل عن الارض .

" هاكِ ..."

رماهما بعفوية في حجرها فيما هي لا تستطيع ابعاد عينيها عن يديه .

فتسمرت عيناها المتسعتان على اصابعه الطويلة .. وكفيه العريضتين ومعصميه القويين اللذين كشف عنهما قميصه الابيض الناصع ..

كايل زوجها ... وتردد صدى الكلمات في رأسها .. الى ان اصبحت مثل زوبعه رعدية عنيفة ..

انه زوجها ... ولأجل هذا يجب ان تعرف هاتين اليدين كما تعرف يديها ...

وبدا ان افكارها بلغت حداً بعيداً ... اذ كان كايل يتكلم من دون ان تعي حرفاً .

سالت متلعثمة :
" عف ........ عفواً ؟؟.."

رد كايل بلطف :
" قلت هل هذا كل شئ ؟".

لكن عينيه كانتا حادتين كالسكين , فشعرت ايف انه يخترقها ليصل الى افكارها ..

وبدا لها ان الوقت يمر ببطئ ,,فاجبرت نفسها على النظر الى ادوات التبرج في حجرها .

" اجل ..... اجل ...... "
كانت ستقول هذا على اي حال ..

ولو لم يكن صحيحاً .
ارادت ان تتفوه بشئ لتدفعه الى الوقوف على قدميه ...

فركوعه على هذا النحو كفيل بأن يقضي على ما تبقى من رباطة جأشها .

حاولت مجددا بحزم اكبر :
" اجل .... هذا كل شئ ."

من دون كلمة اخرى وقف كايل بحركة رشيقة واحدة واختفى في المطبخ للحظة ليعود ومعه كوب ماء مده اليها .. وبصمت تام .

بعينين متسعتين هزت ايف رأسها شاكرة فيما الماء يطفئ التوتر في حلقها .

قال كايل بهدوء :
" لعلكِ ترغبين في سرد روايتكِ من وجهة نظركِ ".

وانفتحت عينا ايف بسرعة فشاهدته ينتقل ليجلس على مقعد قبالتها و يستند الى ظهره المغطى بالقماش .

بدا مرتاحاً فيما وضع احدى ساقيه فوق الاخرى بطريقة عفوية .
احست بسخط متردد لسؤاله , فرددت :
" روايتي ؟."

للحظة بدا ان صبره يكاد ينفد , لكنه كبت ذلك بسرعة و راح يسألها عن نفسها ...
" قولي لي فقط ماذا حدث "

لم يكن في لهجته تهديداً ما , ولو من بعيد , ولا اثر للعدوانية على وجهه .

بدا جسمه الطويل مسترخياً تماماً ,
لكن ايف احست انها تقف في قفص الاتهام , تواجه قاضياً معادياً ينوي اعلان الحكم عليها .

قال كايل يحثها فيما سخريته اللاذعة تخترق افكارها :
" البداية في العدة افضل الطرق للانطلاق في السرد "

بدأت ايف باضطراب :
" حسن جداً ... لست املك الكثير لاقوله حقاً ...

لا اعرف ولا اذكر شيئاً الا انني وجدت نفسي جالسة في مقهى قرب مخزن بيع في شارغ اوكسفوررد .

وحين حققت الشرطة فيما بعد قالت احدى الساقيات انني بقيت هناك لاكثر من ساعة ...

لكنني لا استطيع ان اتذكر حتى هذا ..

كان امامي فنجان قهوة بارد وشطيرة جبن وحبة طماطم نصف مأكولة "

التوى فم ايف بألم لهذه الذكرى .
كم كانت هذه التفاصيل الصغيرة مهمة لها ...
مهمة لانها على الاقل اجزاء مبعثرة تستطيع اضافتها الى محموعة الوقائع المثيرة للاشفاق وهي كل ما تعرفه عن نفسها ...

واتجهت نظرتها الى كايل ....
كان يجلس بصمت قبالتها ووجهه خال من اي تعبير .
وقد ضم يديه واسند مرفقيه على ذراعي المقعد وهو يصغي باهتمام و يركز بقوة على كل كلمة تقولها ...
" كان ...ذلك مثل .... مثل الاستيقاظ من نوم عميق منذ مدة طويلة ..... "

وكان هذا صعبا عليها .. اصعب مما كان في البداية ..

فلما اخبرت طبيب الحالات الطارئة متلعثمة مترددة القصة ذاتها تعاطف الطبيب معها وراح يساعدها ويسالها اسئلة يمكن ان تفيدها و يشجعها ...
لكنها الآن لا تعرف مشاعر كايل .. وصمته المتحجر لا يبدي شيئاً ...

صمت , لا يمكن بكل تأكيد وصفه بالمشجع ..

" لكن المرء متى استيقظ ومن اثقل نوم ممكن يعرف بعد ثانيتين اين هو و من هو و اي يوم من الاسبوع هو فيه .... "

رجّع صوت ايف صدى اليأس والذعر الذين احست بهما ذلك اليوم ....

واكملت :
" ..... بالنسبة لي ... بدا الامر بمثابة ورقة بيضاء ....لا شئ .... "

مرة اخرى خاطرت بنظرة الى الجسد القاتم قبالتها تحاول ان تقيس ردة فعله ....لكن عينيه المركزتين عميقاً في وجهها ظلتا متحجرتين لا يمكن النفاذ خلالهما .....

" انا ... ذعرت ... وركضت عبر المخزن لأخرج الى الشارع ... أتطلع ...افتش .... عن اي شئ ... مهما كان صغيراً ...يمكن ان يعطيني فكرة عما يحدث ...لم اعرف في اي مدينة انا ...

اخيراً سألت رجل الشرطة عن كل هذا ."
ضحكة ايف كانت مهزوزة ... ارتسم الماضي من جديد على وجهها ...
بدت عينيها قاتمتين وكأنهما كدمتان فوق خديها بلا لون ..

واكملت :
" لابد انه ظنني غريبة ... اين انا ؟
اي يوم هذا ؟ وكان اول من اقترح علىّ ان اذهب الى مستشفى ."

وهنا صدرت حركة مفاجأة عنيفة من كايل ... فصمتت فجأة ...
ولأول مرة منذ بدأت سرد روايتها , ظهر عليه نوع من ردة الفعل , فأنزل يديه عن ذراعي المقعد وجلس مستوياً ..
سأل بحدة :
" متى حصل هذا بالضبط ؟".

وما همه ذلك ؟
" في العاشر من شهر آيار . منذ اقل من سنتين بقليل ..
كان التاريخ محفوراً في رأسها بحروف من نار , فهو على اي حال التاريخ الذي بدأ فيه وجودها .

اختلست نظرة اخرى الى وجه كايل , فالتقطتت تعبيراً آخر في عينيه ....

كانت نظرة تركيز و كأنه يفكر بشئ قديم ... ,يحاول استعادة ذكراه ....

سألت مترددة :
"هل للتاريخ ميزة خاصة ؟."

لكن الوجه المتحجر والنظرة الكتومة في عينيه عادت ...
وقال آمراً :
" هيا .... تابعي ."

للحظة فكرت ايف بالتمرد .. لكنها عدلت عن تفكيرها .. فكايل لن يتسامح , اضافة الى هذا , انها تريد ان تنتهي من قصة العاشر من آيار ,
لم تكن تدرك كم سيكلفها الكشف عنها من مشقة .... خاصة في هذه الظروف المشحونة عاطفياً .
" انا .... هربت راكضة من رجل الشرطة ... كنت مقتنعة ان كل هذا كان حلماً سيئاً ... مجرد انحراف عقلي مؤقت ...وانني في النهاية ساعود الى حالتي الطبيعية ,,,
فسرت ,, وسرت ,,لاميال ,, من دن ان اهتم بوجهتي ..

كنت اسير وادعو الله ان اتعرف الى اي شئ وان اجد المفتاح لافكاري وذكرياتي ."
تصاعدت الدموع الى عيني ايف و هي تجبر نفسها على استعادة الذكريات الرهيبة ..
وزاد من تفاقم توترها طريقة كايل في الجلوس ...؟
جلس هناك من دون حراك وكأنه محوت من حجر .....

" مرت خمس ساعات او اكثر ربما ... وكانت الساعه قد تجاوزت السابعة وبدأت الدنيا تظلم ... حين عرفت انني لن استطيع الاستمرار وحيدة ...

ولحسن الحظ , بعد بضع دقائق , وصلت الى مدخل مستشفى ...
ولم اكن اعرف اي مكان آخر الجأ اليه ... فدخلت الى قسم الطوارئ ...."

وهناك بدأ حظها يتحسن نحو الافضل .
ففي تلك المستشفى التقت دايان ... ممرضة مشرفة دافئة القلب , محبة كالأم ,, رعتها وارشدتها ودعمتها خلال الاستجواب والفحص الطبي والوقت الذي امضته في المستشفى وزيارات الشرطة و العاملين الاجتماعيين وحتماً علماء النفس ,
وكلهم منكب على اكتشاف هويتها او على الاخص لماذا نسيت اسمها ,,,

حتى انهم جربوا التنويم المغناطيسي في محاولة لاعادتها الى الزمن الماضي .

لكن كل ه ذا كذلك لم ينجح ايضاً

اخيراً وصلوا الى حائط مسدود ,, فعرضت عليها ديان الاقامة مع زوجها وابنتيها التوأم في منزلها , وان تكون عائلة دايان بديلة لعائلتها ..

وانهت كلامها :
" هكذا جئت لأعيش هنا .. وبعد فترة حصلت على عمل في المكتبة المحلية ... كبائعة مبتدئة ,
صحيح ان المرتب ليس جيداً جداً لكنه على الاقل يعني انني قادرة على المساهمة في ميزانية البيت ...
على اي حال ... لم اكن املك فكرة عن مؤهلاتي الحقيقية ."

مرة اخرى ادارت نظرة تساؤل نحو كايل , لكنه سؤال كغيره مرّ من دون رد ....

" و...... هذا كل شئ تقريباً ...."

خرجت منها الكلمات متلعثمة الآن , واحست برأسها يتثاقل , وهبطت كتفاها ارهاقاً ... فجلست منهكة في مقعدها و هي تنتظر رده ....

صمت مطبق ..... لو انه فقط يقول شيئاً ...اي شئ ...!!

" هذا كل ما باستطاعتي قوله ! ."

اخيراً تحرك كايل يدفع يده عبر شعره الاسود الناعم وقد ركّز نظره العابسة على السجادة , وكما من قبل ,, احست ايف انها تستطيع ان تسمع افكاره وهو يزن كل ما قالته له ..
وحين اقشعر بدنها بألم وتوتر التفتت العينان القاتمتان الى وجهها ..

قال فجأة :
" سؤال واحد فقط .... "

" نعم ؟"

" لماذا " مونتاغوي " ؟.

في البداية لم تفهم ايف سؤاله

سأل كايل بخشونة :
" اسم العائلة .... الذي تستخدمينه الآن ."

لأول مرة , ازالت ضحكة خفيفة التوتر من صوتها :
" اوه .... هذا امر سهل ...
فالعنبر الذي كنت فيه في المستشفى حيث بقيت للاسبوعين الاولين يسمى "عنبر مونتاغوي ."

ولانها خرجت من هناك لتبدأ حياتها الجديدة وكأنها طفلة و لدت من جديد لتغادر عنبر الامومة , اتخذت اللقب اسماً لها ...

تمتم كايل ببطئ :
" فهمت .... و " ايف " ؟"

احست بنبرة غريبة في صوته فثارت اعصابها لاسيما انه عاد الى مستوى المدّعي عليه والجلاّد مجدداً .
انفجرت ساخطة :
" لماذا تطرح كل هذه الاسئلة ؟".

واشتعلت نار الغضب والتحدي في عينيها .
"الا تعتقدين انه يحق لي ذلك ؟".

اشتعل جنون ايف اكثر فأكثر ,
فتعبير كايل البارد المتسائل والطريقة التي ارتفع فيها حاجبه الاسود ذكرها انه لا يصدق كلمة قالتها ..

" لا ... لا اظن ان لك اي حق ابداً .... ليس دون دليل ...
تقول انك زوجي ... لكن كيف اعرف بحق الجحيم انك تقول الحقيقة ؟
قد تحاول توجيهي لاغراضك الخاصة , عليك ان تثبت لي انك حقاً من تدّعي !
لانني سأقول لك شيئاً سيد كايل جنسن العظيم المقام ....


لن ارد على اي سؤال آخر حتى تبرهن ادعائك !! ".

lovely sky
07-06-2007, 16:56
<<حزن في الذاكره>>
بدايه قويه...!!!:cool: :cool:
:
:
:
:
:
:
مازالت الأحداث غامضه لي...:confused: :confused:

وهذا يزيد من التشويق في القصه:eek: :eek:

لذا أنتظر التكمله بفارغ الصبر

::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::



لاتطولون::جيد::
******************
************************



مشكووووووورة لميس على ردودك المتميزة دائــــــــــــــــماً
انا نزلت الفصل الثاني حبيبتي

والحين دور اختنا ماري انطوانيت تنزل لنا الفصل الثالث

وبعدها بيكون دور اختنا حسين السريعي و اختنا لورانا من فريق كتابة الروايات بمنتدى ليلاس
علشان ينزلوا لنا الفصول 4 و 5 و 6

ومشكورين كل اللي ساهموا في المشروع ...
الله يعطيكم العافيه ...

ماري-أنطوانيت
07-06-2007, 21:18
وهذا هو الفصل الثالث وان شاء الله ما تأخرت عليكم



3- أتذكرين؟

- ما هو البرهان الذي يدل على انك فعلا الشخص الذي تدعيه؟
ما ان انفجرت ايف هكذا حتى خيم صمت شعرت اثناءه وكأن كلماتها الغاضبه انعكست ألسنة من النار في عينيه.
للحظة طويله متوتره تلاقت نظراتهما. بان التمرد والتحدي في نظرتها ولو ان داخلها كان يتلوى في عقد شديده...ولم يزل ذلك الهدوء الاسود في نظرته لكنه اختلط هذه المرة بشئ اخر شئ رأته على وجهه من قبل حين تكلم اليها اول مرة عند الباب الامامي ولم تفهمه حينها كما لا تفهمه الان.
اخيرا تحرك كايل قاضيا على حديث العينين فجأه.فحول نظره الى يديه للحظه,ذهلت وهي تتبع نظراته وترى الاصابع القوية التي كانت مسترخية في حجره تنقبض في شده... لكن ذلك كان كل ما سمح لها كايل ان تراه قبل ان يمد يده الى جيبه ويخرج محفظته!.
قال يتشدق بسخريه:" في الواقع انا لا احمل الوثائق القانونية المطلوبة معي... على اي حال لا يطلب مني كل يوم ان اثبت شيئا كهذا...لكن بالنسبة لعلاقتنا, ربما هذه تساعد...".
وكما كانت ايف تتوقع اخرج صورة من المحفظه ومدها اليها. قامت بجهد وتحركت قليلا من مقعدها كي تصل اليها... وحين توقفت لم يتحرك بدوره بل جلس صامتا مرة اخرى, ينتظر.
الفت ايف نفسها فجأه وقد شلها الذعر عن الحركة... وحدقت في الصورة الممدودة اليها بسخرية وكل ما استطاعت ان تفكر فيه هو صورة فأر امام قطعة جبن شهية في فخ سام قاتل.
لو اخذت الصورة فلن يكون من تراجع ولو كانت صورتها كما لابد من ان تكون فلن يكون من مجال لانكار علاقتها بكايل...علاقة لا تعرف شئ عنها قد تكون هذه الصورة مناسبة سعيدة تتيح لها ان تشعر بروعة التحرر. وهاهي الان على وشك ان تكتشف هذه الحقيقة لكن كل ما تحس به هو احساس قوي بالرعب .
قال كايل: " ايف...."
ادارت النعومة في صوته عينيها المتورمتين المذهولتين الى عينيه مرة اخرى
واحست انها تغرق في لونهما الآبنوسي الى الاعماق.
- هذه هي...خذي الصوره...
وبالرغم من هدوء صوته ولهجته اللطيفة عرفت ايف لا شعوريا ان تجاهل طلبه سوف يتسبب بردة فعل رهيبه.
وكأنها في غيبوبه ملؤها النشوه مدت يدها وبحركة خفيفه ارخى قبضته عن الصوره ليتركها تقع في راحة يدها.
-انظري اليها الان.
غشيت عينا ايف بعد القائهما اول نظرة على الصوره فلم تستطع ان تركز عليها لاسيما ان الرجفة اخذت تسري فيها...وبمقاومه جاهده فرضت على نفسها درجة كبيرة من السيطره وحاولت النظر مجددا.
كانت الصورة لاثنين..رجل وامرأه..وجه الرجل هو الذي برز اولا لكنها الفت نفسها عاجزه عن استجماع الشجاعة لتنظر الى المرأه أو اليها..انه كايل مع ذلك لم يكن الرجل ذاته الذي يجلس قبالتها الان كان اصغر سنا بالطبع لكن فارق الزمن بدا وكأنه اكبر من هذه السنوات القصيره.
وصدمت ايف لفكرة مروعه خطرت على بالها فدار رأسها وهي ترفع نظرها وتفكر بكايل كما هو الان ثم تقارن الصورة بالحقيقه.
أوه...يا الله! هل كانت خسارة زوجته سببا لكل هذا التغير؟ هل رسم اختفاؤها كل هذه الخطوط حول عينيه وفمه وشد عضلات فكه حتى بات رجلا مغايرا لصورته اذ يبدو لها الان انه نادرا ما يضحك!... هل غيرته سنتان من...ماذا؟ الوحده؟ اليأس؟ من رجل سعيد مرتاح كما في الصوره الى مخلوق مبالغ في تصلبه كالذي امامها؟ لا تستطيع ان تتحمل التفكير بمثل هذه الوقائع اكثرمن هذا....
استجمعت اخر مصادر قوتها واجبرت نفسها على النظر مرة اخرى الى الصوره توجهت هذه المرة الى وجه المرأه وما لبثت ان شهقت عاليا مع التقاء عينيها بعيني الفتاة في الصورة...لم يعد لديها ادنى شك الان ان كايل كان يقول لها الحقيقة.
كما الحال مع كايل بدا فرق حاد لكن مميز بين هذه الصورة والوجه الذي تراه كل صباح في المرآه...لم يكن الفارق يكمن في المزاج فقط فايف التي في الصوره تفور بهجة بالحياة لكن سكينا يلوى في اعماق ايف الاخرى. وهي تعرف انها وفي السنتين الماضيتين على الاقل لم تختبر مثل هذا الفرح..
وفي الصورة ظهرت ايف اصغر سنا وبدا شعرها اكثر وضوحا...الخصل الشقراء مسرحة بطريقة جميله على شكل تاج لماع فوق وجهها المستدير كالقلب...وقد انسدل شعرها على كتفيها وبدت الثياب هي الاخرى مختلفة جدا.

ماري-أنطوانيت
07-06-2007, 21:30
وهذا هو الفصل الثالث ان شاء الله ما اكون تاخرت عليكم





3- أتذكرين؟

- ما هو البرهان الذي يدل على انك فعلا الشخص الذي تدعيه؟
ما ان انفجرت ايف هكذا حتى خيم صمت شعرت اثناءه وكأن كلماتها الغاضبه انعكست ألسنة من النار في عينيه.
للحظة طويله متوتره تلاقت نظراتهما. بان التمرد والتحدي في نظرتها ولو ان داخلها كان يتلوى في عقد شديده...ولم يزل ذلك الهدوء الاسود في نظرته لكنه اختلط هذه المرة بشئ اخر شئ رأته على وجهه من قبل حين تكلم اليها اول مرة عند الباب الامامي ولم تفهمه حينها كما لا تفهمه الان.
اخيرا تحرك كايل قاضيا على حديث العينين فجأه.فحول نظره الى يديه للحظه,ذهلت وهي تتبع نظراته وترى الاصابع القوية التي كانت مسترخية في حجره تنقبض في شده... لكن ذلك كان كل ما سمح لها كايل ان تراه قبل ان يمد يده الى جيبه ويخرج محفظته!.
قال يتشدق بسخريه:" في الواقع انا لا احمل الوثائق القانونية المطلوبة معي... على اي حال لا يطلب مني كل يوم ان اثبت شيئا كهذا...لكن بالنسبة لعلاقتنا, ربما هذه تساعد...".
وكما كانت ايف تتوقع اخرج صورة من المحفظه ومدها اليها. قامت بجهد وتحركت قليلا من مقعدها كي تصل اليها... وحين توقفت لم يتحرك بدوره بل جلس صامتا مرة اخرى, ينتظر.
الفت ايف نفسها فجأه وقد شلها الذعر عن الحركة... وحدقت في الصورة الممدودة اليها بسخرية وكل ما استطاعت ان تفكر فيه هو صورة فأر امام قطعة جبن شهية في فخ سام قاتل.
لو اخذت الصورة فلن يكون من تراجع ولو كانت صورتها كما لابد من ان تكون فلن يكون من مجال لانكار علاقتها بكايل...علاقة لا تعرف شئ عنها قد تكون هذه الصورة مناسبة سعيدة تتيح لها ان تشعر بروعة التحرر. وهاهي الان على وشك ان تكتشف هذه الحقيقة لكن كل ما تحس به هو احساس قوي بالرعب .
قال كايل: " ايف...."
ادارت النعومة في صوته عينيها المتورمتين المذهولتين الى عينيه مرة اخرى
واحست انها تغرق في لونهما الآبنوسي الى الاعماق.
- هذه هي...خذي الصوره...
وبالرغم من هدوء صوته ولهجته اللطيفة عرفت ايف لا شعوريا ان تجاهل طلبه سوف يتسبب بردة فعل رهيبه.
وكأنها في غيبوبه ملؤها النشوه مدت يدها وبحركة خفيفه ارخى قبضته عن الصوره ليتركها تقع في راحة يدها.
-انظري اليها الان.
غشيت عينا ايف بعد القائهما اول نظرة على الصوره فلم تستطع ان تركز عليها لاسيما ان الرجفة اخذت تسري فيها...وبمقاومه جاهده فرضت على نفسها درجة كبيرة من السيطره وحاولت النظر مجددا.
كانت الصورة لاثنين..رجل وامرأه..وجه الرجل هو الذي برز اولا لكنها الفت نفسها عاجزه عن استجماع الشجاعة لتنظر الى المرأه أو اليها..انه كايل مع ذلك لم يكن الرجل ذاته الذي يجلس قبالتها الان كان اصغر سنا بالطبع لكن فارق الزمن بدا وكأنه اكبر من هذه السنوات القصيره.
وصدمت ايف لفكرة مروعه خطرت على بالها فدار رأسها وهي ترفع نظرها وتفكر بكايل كما هو الان ثم تقارن الصورة بالحقيقه.
أوه...يا الله! هل كانت خسارة زوجته سببا لكل هذا التغير؟ هل رسم اختفاؤها كل هذه الخطوط حول عينيه وفمه وشد عضلات فكه حتى بات رجلا مغايرا لصورته اذ يبدو لها الان انه نادرا ما يضحك!... هل غيرته سنتان من...ماذا؟ الوحده؟ اليأس؟ من رجل سعيد مرتاح كما في الصوره الى مخلوق مبالغ في تصلبه كالذي امامها؟ لا تستطيع ان تتحمل التفكير بمثل هذه الوقائع اكثرمن هذا....
استجمعت اخر مصادر قوتها واجبرت نفسها على النظر مرة اخرى الى الصوره توجهت هذه المرة الى وجه المرأه وما لبثت ان شهقت عاليا مع التقاء عينيها بعيني الفتاة في الصورة...لم يعد لديها ادنى شك الان ان كايل كان يقول لها الحقيقة.
كما الحال مع كايل بدا فرق حاد لكن مميز بين هذه الصورة والوجه الذي تراه كل صباح في المرآه...لم يكن الفارق يكمن في المزاج فقط فايف التي في الصوره تفور بهجة بالحياة لكن سكينا يلوى في اعماق ايف الاخرى. وهي تعرف انها وفي السنتين الماضيتين على الاقل لم تختبر مثل هذا الفرح..
وفي الصورة ظهرت ايف اصغر سنا وبدا شعرها اكثر وضوحا...الخصل الشقراء مسرحة بطريقة جميله على شكل تاج لماع فوق وجهها المستدير كالقلب...وقد انسدل شعرها على كتفيها وبدت الثياب هي الاخرى مختلفة جدا.

ماري-أنطوانيت
07-06-2007, 21:34
كانت ثيابا ممهوره بتطريز مميز وقماش غالي الثمن يعكس الثراء الفاحش الذي كانت تتمتع به دون شك..لكن الفارق الابرز كان في عينيها...كانتا صافيتين براقتين لونهما البنفسجي الازرق القاتم يخلو تماما من النظرة الضائعة لتي تظللهما الان حتى في افضل ايامها.
كان الاثنان في الصورة يقفان متلاصقين ذراع الرجل بل ذراع كايل كما قالت لنفسها بردة فعل مرتجفه تحيط بفتاته...تلفظت بتلك الكلمة وكأنها واقع ترفضه فهي ماتزال عاجزة عن التفكير بالمرأة في الصورة فهذا التقارب بين جسميهما والتصاقها به اضافة الى يدها المرفوعة الى خده, كل هذا يشهد على حميميه لا تظهر الا عند المعرفة العميقه للانسان الاخر في ظل حب ينعم عليهما بالامان.
قال كايل بذلك الصوت الناعم المنخفض الخطير:"ايف؟"
وعرفت ايف انه بالرغم من صبره وصمته الهادئ لن يقوى على الانتظار لى الابد...كان ينتظر ردا عجزت هي عن تسليمه.
وسرعان ما حرقت دموع مريرة عينيها وغشت بصرها ومن دون وعي منها شدت اصابعها على الصورة التي تمسكها وهي تقاوم لترد الدموع...هذه الصورة لها...من زمن ما في ماضيها تجربة عاشتها وتمتعت بها كثيرا كما بدى بوضوحعلى وجه الفتاة..مع ذلك لم تعن لها شيئا مهما حاولت بقوه وفتشت في الزوايا المظلمة لافكارها املا في ان تجد ذكرى مدفونه. منيت بخيبة مريره...كانت تنظر الى الصوره كما تنظر الى صورة غريبين.
لكنها لا تستطيع ان تتذكر..العزلة السوداء الثقب المفتوح الفارغ في داخلها كل ذلك يؤلمها الى درجة اطلقت الدموع الحارقة وتركت عذابها يتفجر ببساطه.
قال كايل مجددا بصوت مترنم مختلف هذه المره: "ايف!"
ثم تحرك من مكانه ونهض عن مقعده ليجلس الى جانبها على الاريكة وانتزع الصورة من اصابعها برفق ثم ضمها بين ذراعين قويين الى جسمه وبطريقة لا شعورية كما الولد الصغير يسعى الى الارتياح ادارت ايف وجهها الى صدره واخذت تبكي.
ضمها كايل ببساطة من دون ان ينبس ببنت شفه ودون ان يقدم على حركه احس انها تلقت كل ما تستطيع تحمله في اللحظة الحاضره.. وان ذلك الصمت هو كل ما تحتاج اليه..لكن ذراعيه شكلتا قوقعة دافئة تحميها فضمها بأمان الى ان خف اول اندفاع لحزنها وخف النحيب الى تنهيدات صغيره..عنها تكلم.
سألها بهدوء: " أأنت افضل حالا الان؟"
تمكنت ايف من هز رأسها وتمتمت وهي تختبئ في قميصه: "شكرا لك".
حدث التغيير وهي تتكلم فشعرت بامتنان عميق لانها اخفت وجهها عن العينين البنيتين العميقتين فلم تستطع رؤية الدفء يتدفق الى خديها.
كان من المستحيل ان لا يقشعر جسمها وهي بين ذراعيه وقد احست بقوة ساعديه اللذين يتمسكان بها وبصدره اللذي ترتاح اليه وبخفقات قلبه التي تشبه ضربات الامواج في اذنيها..استطاعت ان تشم رائحة جسمه..اشبه بمزيج جذاب من دفء والعطر ورائحة مسك لطيفه كان عبيرا قويا جدا...تنفست بعمق فبعث فيها تأثير مسكر اندفع مباشرة الى عروقها ومن هناك تدفق بسرعة الى ما تبقى من جسمها فدار رأسها وتسارعت نبضات قلبها...
دنت منه اكثر وعلى الفور احست بتبدل في تنفسه وبتسارع يماثل سرعة خفقات قلبها.
- ايف!!
هذه المرة كان اسمها شهقة مرتجفه امتزج فيها الاحتجاج والصدمة والانكار اضافة الى نوع من السعادة الخفية.
- بالله عليك....ايف!
في برهة من الزمن اختفى كايل جنسن رجل المدينة, رجل الاعمال المتمدن والبارد والرابط الجأش الذي رأته حتى الان...وكأنه احترق بنار داخلية هائله..هادره..مدمره..كالنار في الهشيم.... ومرة اخرى عاد الرجل القاسي المثير للاضطراب الذي واجهها عند الباب.
لكن الاحساس الذي تملكه هذه المرة لم يكن الغضب بل الحب المشبوب فانسلت اصابعه القوية الى ذقنها ورفع وجهها اليه وهنا عرفت ايف انه يعكس شعورها بالتحديد...احساس حار لاذع كان يحول دمها الى مياه حارقه تسري في عروقها.
لم تعد ايف قادرة على التنفس..كان جسمها كله يرتجف بعنف..وانقلبت الحرارة في عروقها الى اتون مستعر وشعرت انها يائسة لا تستطيع التحكم بنفسها....
همس كايل:" هل رأيت؟ انت تتذكرين! انت تعرفينني...جسمك يعرفني!"
أنت تتذكرين حقا! لو انه غرز سكينا في قلبها لما استطاع ان يعيدها الى الواقع اكبر او بألم اكثر...بصرخة ملؤها الذهول واليأس انتزعت ايف نفسها بعيدا عن كايل وراحت تدفعه بعيدا عنها.
- لا استطيع
كانت هذه هي آهة عاب...رددت صدى الاحباط الذي اجتاح جسمها...

ماري-أنطوانيت
07-06-2007, 21:37
- لا استطيع....لا استطيع.
كررت الجملة يائسة ثم غطت وجهها بيديها كي لا ترى الغضب الذي اشتعل في عينيه.
- انا لا اعرفك!...لا استطيع!...انا لا اعرفك!
من بين اصابعها المرتجفة سمعت انفاس كايل المتحشرجة تبطئ بالتدريج ثم تزداد ثباتا واخيرا تناهت اليها التنهيدة العميقة الخشنة التي سيطر فيها اخيرا على نفسه.. لكن صوته كان لا يزال خشنا وحافلا بمشاعر لم يك يخفيها حين تكلم اخيرا.
- حسنا ايف...لن المسك مرة اخرى حتى تكوني مستعدة....اعدك.
لم تكن لتصدق ان افكارها يمكن ان تبلغ حدا اكبر من الضياع لكنها لم تستطع ان تتحمل الطريقة التي تصرفت بها للتو فقد شعرت بأنها على حافة الجنون اذ كيف تتصرف على هذا النحو مع رجل غريب عنها تماما .
لكن كان غريبا, ولم يكن. لقد كان... ولا يزال...زوجها... ومن الواضح انهما ارتبطا بعلاقة حب وكانت الصورة خير دليل على ذلك ووفق قوانين الطبيعة والمجتمع من المفترض بالزوجة ان تبادل زوجها حبه. لكن كايل غريب عنها.. وهو مثله مثل اي رجل يدخل الى المكتبة حيث تعمل..
بعث هذا الذعر فيها فأجفلت ومع ذلك فقد تجدد فيها الشوق اليه حين وعد ان يتركها ويمنحها الوقت فبدون دفئه الى جانبها شعرت بالبرودة والحرمان في داخلها وارادته ان يعود مع ذللك ذعرت من مجرد الفكرة احست ايف وكأنها فوق ارجوحة تدور دونما سيطره ولا تعرف كيف تتعامل مع التغيرات التي قلبت عالمها رأسا على عقب.
همست:" انا خائفة !"
كانت كلمات حافلة بتأثر تسلل الى اصابعها.. وسمعت تنفس كايل الحاد وهو يسأل بخشونة:" وكيف تظنين اني اشعر؟"
وما لبثت ان احست به وهو ينهض عن الاريكة وبعد دقائق رأته قد ابتعد عنها ووقف في الطرف الابعد من الغرفة فيما يداه في جيبه وكتفيه محنيتين بينما راح يحدق من النافذة الى الحديقة المعتمة.
بعد ان نفضت عنها غبار الكرب تمتمت بصوت ناعم منخفض:
- ادرك ان هذا ليس سهلا عليك...لكنه ليس كما توقعته تماما
راقها ان تتكلم معه فيما هو مشيح بوجهه عنها لانها متحاشية نظرته المتفحصة الثاقبة.
- افهم ما تقولين
تنهد كايل مرة اخرى وهو يمرر يده في شعره بحركة خشنة مضطربه قبل ان ينتزع ربطة العنق ويرميها على ظهر كرسي قريب وما لبث ان رمى سترته ايضا دونما اكتراث لقماشها الغالي الثمن وكأنه يسعى للتحرر من اي قيد مفروض عليه .
تمتم كايل:" يا الهي.....احتاج الى شراب!"
- اخشى اننا لا نملك سوى شراب المرضى عصير الكرز البري... الا اذا اردتني ان احضر لبقهوة.
- القهوة تكفي...لا... سأعدها بنفسي لا اريد ان يغمى عليك... مجددا.
- لكنني بخير الان.
تجاهل كايل كلمتها متجها الى المطبخ وهو يقول:
- بمقدوري ان اعد فنجان قهوة...فكما تعرفين جيدا...انا...
اعاد استجماع نفسه فجأه من دون ان يكمل ما اوشك قوله وعبر الباب المفتوح. رأته يهز رأسه بغضب مطلقا الشتائم بين الفينة والاخرى .
سألها بعد لحظات: " ااعد لكي فنجانا؟"
بدا انه يصب اهتمامه على غلاية الماء فتعبير وجهه خال من اي مشاعر لكن لهجته الحزينة فضحت ما كان يحس به.
ردت ايف اليا:" اجل ارجوك.. مع الحليب من دون سكر"
ثم عضت شفتيها بعد ان نظر اليها بسرعة والغضب في عينيه ينبئها بخطئها فهو يدرك تماما كيف تحب القهوة الا اذا كان انهيارها العصبي وذاكرتها المفقودة قد غيرا ذوقها تمام.
فقالت:" انا اسفه".
هز كايل كتفيه العريضتين دونما اهتمام وظهر وجهه خاليا من التعبير.
بدا غير مكترث على الاطلاق لذهولها. قال بفظاظة:" نحن متساويان".
وقفت ايف ببطأعلى قدميها فيما هو ينتظر الماء ليغلي ثم انتقلت بصمت وتثاقل لتقف عندالباب ما بين المطبخ وغرفة الجلوس لم تتذكر هذا الرجل ومع ذلك وكأن قوة هائلة تجذبها اليه لم تكن قادرة على الاشاحة بوجهها عنه لكنه كان يدير لها ظهره فأحست بالارتياح.
ولكنها احست بالقلق ايضا لانها لم تقدر ان تحول دون نظراتها المليئة بالاعجاب وتاقت اصابعها لتمر فوق جسمه ونعومة شعره الاسود اللماع.
وهنا تصاعد التورد الى وجهها. راحت تبحث عن كلمة تقولها كي تبعد عن نفسها هذا الخيال الجامح.
فسألت بتهور: " هل تحب العصير؟"
رأت معالم الدهشة عليه قبل ان يستدير ليواجهها:
- ماذا.....؟
كانت لهجته تثير الاضطراب... لكنه استجمع نفسه فصعب على ايف ان تقرأ معالم وجهه.
انصبت جهود كايل لثوان على انهاء مهمة تحضير القهوة فراح يحركها بقوة مبالغ فيها قبل ان يرفع الكوبين ويحملهما اللى غرفة الجلوس .
قال آمرا:" تعالي واجلسي".
ثم وضع كوب ايف على طاولة صغيرة بالقرب منها قبل ان يجلس على مقعد بذراعين بعيدا بعدا امنا عن الاريكة التي تجلس عليها ايف.
انتظر حتى جلست ثم تكلم ببطء:
- اعتقد انه يحق لك طرح بضع اسئلة ايضا..نعم انا احب العصير..والاناناس بوجه خاص.
عاد يتفرس بها عن قرب فدب القلق في نفس ايف..علام ينظر؟ لم لا تخبره بكل بساطة انها لا تتذكر عنه شيئا؟ الا يزال يعتقد ان فقدانها للذاكرة غير حقيقي؟
قالت بحد: " هل تظن انني اكذب عليك؟"
رد كايل بنعومة وكأنه لم يكن مقتنعا:" ولماذا اعتقد هذا؟"
ثم مد يده الى الكوب وتراجع في مقعده وهو يرشف القهوة...
- افهم انك تودين معرفة الكثير1
بالطبع انها تريد...بل تحتاج ان تعرف الكثير...كل شئ لكن المشكلة انها لا تعرف من اين تبدأ....كم تتوق الى شراب منعش الان.
- ما هو اسمي الحقيقي؟
التوى فم كايل في ابتسامة جانبية بدا وكأنه كان يتوقع هذا السؤال بالضبط:
- اتعرفين اسم جنيفياف؟ لا, لم تحبي هذا الاسم يوما...كان الكثيرون ينادونك جين.
صمت فجأه ثم تجهم وجهه بسرعة . اما ايف فتسمرت في مكانها وهي تدرك ان كلماته التالية مهمة جدا.
وسأل: " لماذا اسميت نفسك ايف؟"

ماري-أنطوانيت
07-06-2007, 21:42
ردت بصوت متشنج:" اوه...هذا..."
ادعت الامبالاه وهي تستعيد مرة اخرى احداث السنتين الماضيتين.
-بدا لي الاسم مناسبا لان ايف او حواء كما يسمونها المرأة الاولى من دون ابوين ولا اسلاف وقد طردت من جنه عدن"
جف حلقها بألم وهي ترى كيف كان ينظر اليها وادركت متأخره ان اسمها الحالي يمكن ان يصور باختصار اسمها الحقيقي ولمح كايل وجهها الباهت يخلو من اي لون... فهز رأسه ببطء
قال بصراحة:" ايف كان الاسم الذي اعطيته لك..."
وضعت ايف كوب القهوة على الطاولة بعنف...جنفياف...ايف...تذكرت قوله "" كنت سأعرف على الفور انك كاتبة القصه ولو حاولت جاهدة اخفاء اسمك" اذن هل التقت الاسم عشوائيا كما اعتقدت؟...ام انه مخبئا في لاوعيها كما كانت دايان تلمح دائما.
اذن ...هل ضاعت ذاكرتها الى الابد؟ كانت تعتقد انها دفنت تماما, لا بل اختفت خلف جدار من الصخر, لكن يبدو الان ان هذا الجدار لم يكن صلبا كما اعتقدت.
حثها كايل:" ماذا عن السؤال التالي؟"
اجتاحت ايف موجة استياء ملتهبة لاسيما انه لم يعطيها فرصة لتستوعب ما قاله لها فقد تلاشى الرجل الذي ضمها وحل مكانه تلك الشخصية الباردة والجامده.
قالت محتجة:" لست مستعدة بعد!"
لكنها ناقضت نفسها فورا:" كم ابلغ من العمر؟"
ضحك كايل بسخريه...فحين يبتسم يتغير وجهه كله واحست ايف بالجليد الذي غلف قلبها يذوب استجابة لدفئه المفاجئ.
ثم تمتم بخفة:" يا لعادة النساء! هل اقول واحدوعشرين ام......؟"
قاطعته بحدة: " الحقيقة ارجوك!".
قال بسرعة:" واحد وعشرون اضافة الى خمس سنوات".
اذن كان تخمينها صحيحا...شعرت بالسعادة لانها استخدمت اسمها وعمرها الحقيقين خلال السنتين الماضيتين.
-ومتى ابلغ السابعة والعشرين؟
-بعد ستة اسابيع في العاشر من ايار بالضبط
احست ايف مرة اخرى بنظراته تحرقها ...لا شك ان هذا التاريخ مميز لكايل كما هو الحال بالنسبة لها ايضا....فالعاشر من ايار هو اليوم الذي وجدت فيه نفسها في المقهى من دون ان تعلم كيف وصلت الى هناك...هو اليوم الذي بدأ فيه كابوسها اذن حدث ذلا في عيد ميلادها الخامس واعشرين ..ترى ماذا حدث يومها؟ بكل تأكيد لا يمكن ان تنتج((المحنة)) التي تلم عنها الاطباء من نسيان زوجها لعيد ميلادها مثلا...اهذا ممكن؟
قالت:" اذن كنت في الثانية والعشرين يوم التقيت بك... وانت كم عمرك؟"
-سأبلغ الخامسة والثلاثين في التاسع من تشرين الاول القادم.
كانت كلماته اشبه بسكين يطعن قلبها كم تحسده على القدرة البسيطة في تذكر عمره وتاريخ مولده.
فتابع:" السؤال التالي؟"
عاد الى دور محامي الادعاء مرة اخرى ام انه محامي الدفاع ؟ المشكلة انها لم تكن تعرف الى اي جانب هو. ففي اللحظات التي كان يضمها فيها بدا لها لطيفا متفهما لكن في بقية الاوقات كان صوته حادا يتضمن نبرة هجومية شديده الامر الذي دفعها للتساؤل عن سبب عدائيته هذه...لقد نسيت انها تركته على ما يبدو دون سابق انذار...وانها لم تتصل به لما يقارب السنتين ام انها تركته قبل ذلك؟ اكان تحطم زواجهما ((المحنة)) التي سببت مشاكلها اساسا؟
كرر كايل:" السؤال التالي"
وتحول ذهن ايف الى صفحة بيضاء تماما فهو لم يكن محامي الادعاء فحسب بل كان يقوم بدور المحكمة والحكم في وقت واحد...
-الا تريدين معرفة شئ اخر؟
-طبعا اريد معرفة المزيد! فأنا لا اعرف شئ ابدا!
وبغتة اخذ دماغها يعج بما لا يحصى من الاسئلة...وحاولت ايف يائسة ان تركز افكارها على واحده منها: " ووالداي؟"
-كلاهما ميت
يا الهي كم هو عديم الاحساس... لكن ما من طريقة سهلة لقول هذا.
اضاف كايل:" لم التق بهما قط لقد مات والدك قبل ان التقي بك بأكثر من سنة تقريبا ووالدتك بعد اربعة اشهر تقريبا. وفي رأي انهما لم يكونا فائقي اللطف اتجاهك فقد قلت لي انهما متزمتان جدا.
-ماذا عن الاخوة والاخوات؟
كان سؤالا كئيبا يائسا. هل كان كايل الشخص الوحيد الذي عرفته؟ كيف يمكن لها ان تعرف الحقيقة عن زواجها اذا كان هو المجيب الوحيد؟
-انت ابنة وحيده. انا لست وحيدا فأخي الصغير استيوارت يصغرني بخمس سنوات. انه فنان العائلة وهو مهتم بالتصميم لكنه يترك تفاصيل العمل لي وايزال والدي حيين لقد حققا لتوهما طموحا طال انتظاره فتقاعدا في فلوريدا ولقد طال اقناعي لوالدي ليترك زمام قيادة شركته الصناعية وهاهو الان يتمتع بكل دقيقه من وقته.
نظرة سريعة الى وجه ايف أنبأته بما يجول في خاطرها:
-لقد التقيت بهما مرة واحدة يوم زفافنا. حين كنا معا لم استطع اقناع الرجل العجوز اني قادر على التعاطي مع شئون لندن من العمل.
-شئون لندن...كنت...؟
-كنت مسئوولا عن القسم الانجليزي من المؤسسه حين كنا معا.
-اذن...كيف...كيف التقينا؟
ضحكته استحالت خشنة فجأه:
-اوه...هيا يا ايف.. اعرف انك لست بحاجة الى السؤال كل هذا موجود في كتابك الا تذكرين؟
-كتابي.....؟
كانت ايف قد نست فعلا السبب الحقيقي لظهور كايل في المنزل لكن كلماته الغاضبة عادت لتلاحقها" كل شئ موجود في النسخة اللعينة...لقاؤنا..."
-اذا كان صحيحا؟ السلم المتحرك...؟
-تعطل السلم المتحرك وتوقف فجأه فوقعت الى الخلف بين ذراعي تماما...بالضبط كما وصفت في كتابك. والان هل فهمت لماذا جئت الى هنا؟
لقد فهمت جيدا ولا عجب انه اعتقد ان قصتها رسالة موجهة اليه...ولا عجب انه سعي اليها.
-اوه....يالهي!
مرة اخرى غطت ايف وجهها بيديها. لم تستطع استيعاب الامر. لقد ظنت انها تكتب عملا ادبيا خياليا لكن بعض الحقائق تسربت فعلا من شق ذلك الجدار الذي يسد الطريق على ذاكرتها شق يزداد اتساعا مما تصورت يوما.
-اهناك المزيد؟

ماري-أنطوانيت
07-06-2007, 21:46
لم تكن راغبة بالسؤال لكنها عرفت انها لا تستطيع تركه دون رد. فالوقوع من على السلم المتحرك مثل البداية في كتابها...وهو يمثل البداية في الحياة الواقعية ايضا. واضربت حين احست ان الخيال قد استحال حقيقة وانها استخدمته كبداية لعلاقة غرام مشبوب...
رد كايل بسخرية:" عن قصتنا في الكتاب؟ فيها ما يكفي من الوقائع مثلا السلم المتحرك, الرحلة في المركب, البرج, وامسية رأس السنة"
وازداد عمق صوته بتركيز اكثر
اطلقت ايف تنهيدة دون كلمات لم تكن بحاجة الى روايته للاحداث فهي تعرف كل اتفاصيل اتي كان يشير اليها تلك المشاهد التي اختلى فيها بطلا قصتها للمرة الاولى...والجو العاطفي لاحتفال السنة الجديدة التقليدي لاسيما ان غياب البطل قد فاق الشهر فاجتمع شملهما في تلك اليلة الجميلة.
وكأن كايل قرأ افكارها....فقال:
-لقد عدت الى امريكا لقضاء عيد الميلاد بعد لقائنا مباشرة.
-اوه....كايل
كانت ايف مذهولة لادراكها انها تستخدم اسمه للمرة الاولى...فلم تجرؤ على متابعة السؤال:
-هل هناك...؟ هل هناك اكثر من هذا؟
كتمت انفاسها لحظة ثم زفرتها بتنهيدة ارتياح شديد حين هز رأسه وقال ببرود:" ما تبقى خيال صرف"
وكأنه يقول,الا يكفي هذا؟
-احمد الله!
لا عجب اذن ان يغضب بشكل رهيب... ويستعد ليمزقها اربا خاصة انه اعتقد انها استخدمت قصة لقائهما كمادة لقصتها.
-انا اسفة جدا.
هزكتفيه بلامبالاه وكأنه لم يقتنع. فتألمت ايف وهي تخشى ان يعتقد انها خائنة بلا مشاعر وقال:" على الاقل لم تتمادي اكثر"
-لم اقصد كتابة شئ من هذا عمدا...اقسم لك...لم افعل!
لكنها كتبته وكما قال كايل كان هذا يكفي...يكفي لجذب اهتمامه...ولاقناعه ان المرأة التي كتبت تلك القصة هي زوجته المفقودة.
توسلت اليه:" يجب ان تصدقني... لم اكن اعرف انني اكتب عن واقع حدث حقا لقد اعتقدت فعلا ان كله وليد مخيلتي"
عليه ان يصدقها انها لا تعرف شيئا عن هذا الرجل الذي يدعي انه زوجها...ولا تذكر زواجهما وكيف ولماذا انتهى ولكنها بالتالي لا تستطيع ان تسأل عن الزواج الا اذا تقبل هذا الواقع الخطير فأذا لم يفعل ما جدوى المضي اكثر في هذا فهو ضدها من البداية .
-كايل....ارجوك...
مرة اخرى ادار قناعه الفارغ من كل عاطفة نحوها وقال اخيرا:
"هذا يكفي".
ثم دفع بكم قميصه الى الوراء لينظر الى ساعته وقبل ان تحتج ايف عبس ووقف :" اعتقد اننا ابقينا صديقيك خارج غرفة جلوسهما لفترة طويلة ومن الافضل ان اطلب منهما الدخول قبل ان يظنا انني خنقتك باحدى الوسائد.
وكان في طريقه الى الباب حين توقف واستدار وهو ينظر الى عيني ايف مباشرة:" المشكلة...ماذا بعد؟"
للحظات طويلة لم تستطع ايف سوى ان تحدق به بارتباك بدا انه لا يفهم معانيه واضاف بنفاذ صبر:
-انت وانا الى اين سنصل من هنا؟
كيف يمكن لها ان تجيب على هذا؟ تمتمت ايف وهي في حالة هستيرية لو انها اضافت المزيد من الحقائق الى قصتها وسردت اكثر عن قصتهما الحقيقية عى الاقل كانت ستعرف اكثر وافضل كيف تتصرف لكن يبدو ان لاوعيها قد خانها في اكثر الاوقات اهمية. وكان يمكن ان تكتشف بنفسها انها وقعت في حب كايل في مرحة ما بما انها التقت به وتزوجته . المهم هو ما حدث بعد ذلك وقبل ان تقرر ان كانت تريد رؤية كايل جنسن مرة اخرى تحتاج الى ان تعرف اكثر بكثير عن علاقتهما في الماضي. لكن المشكلة على ما يبدو ان الشخص الوحيد الذي يستطيع ان يخبرها بكل هذا هو كايل نفسه.
-انا....
وبينما هي مترددة سمعت صوتا مخنوقا من الغرفة الاخرى وتذكرت دايان ودعمها لها والنصيحة التي اسدتها اليها قبل قليل ثم اكملت:
-كل يوم بيومه....
عقد حاجبيه: " ماذا...؟ ماذا قلت؟"
-يجب ان نعيش يوما بيوم.
في البداية ظنت ان كايل سيرفض اقتراحها لكن تعبير وجهه انبأها انه راض عن عرضها. وماذا يتوقع؟ ان تقفز الى فراشه ما ان يقول لها انها زوجته؟ واندفعت الى الكلام مجددا في محاولة للتلهي عن الفكرة المثيرة للاضطراب.
-يجب ان نبدأ من البداية وان تعرف الى بعضنا مرة اخرى كما فعلنا تماما في المرة الاولى.
رد معاتبا:" كننا لم نأخذ الامور ببطء يومها "
تورد خداها لكلامه هذا وتذكرت الفصل الاول من قصتها ثم ارتجفت خوفا وترقبا للاسابيع والاشهر القادمة والتفكير بكل ما ستكتشفه لكنها عرفت ان دايان على حق عليها ان تتروى في رحلة العودة خطوة بخطوة.
هز كايل رأسه موافقا :" حسنا..."
وبقي تعبيره كئيبا من دون ان تبدو عيه سعادة كبيره بدا واضحا انه اراد اكثر من هذا لكنه اضطر بالقبول بالقليل الذي تعرضه الان .
-سنقوم بهذا على طريقتك لكنني اقول ك شئ واحدا ايف مونتغاوي ....
اثارها التشديد على اسمها بهذا الشكل وادركت بذهول انها لم تسأله بعد عن اسم عائلتها الحقيقي .
-كوني متأكدة من شئ واحد لن يكون الار ابدا مثلما كان في المرة الاولى...مطلقا.
لن يكون ابدا ومن دون ادنى ريب كما كان في المرة الاولى. وعادت الكلمات تطاردها بعد ساعات حين آوت اخيرا الى فراشها لكنها لم تنم بدلا من ذلك استلقت مستيقظة في الظلام تستعيد مرات ومرات الاحداث التي لا تصدق هذا المساء خاصة المعلومات التي عرفتها عن نفسها وتحاول ان تربطها كلها معا لتكون النتيجة مفهومة.
لكن الصورة رفضت ان تتكون وكأنها تحاول جمع قطع احجية والمشكلة انها لن تتمكن من اكمال الصورة حتى تسأل كايل اسؤال الاهم... السؤال الذي تعرف انها كانت تتجنبه طوال المساء السؤال الذي بدأ يلح باستمرار داخل رأسها.
كانت تريد ان تسأل :" اخبرني....ماهو الحدث الذي هدد حياتنا الزوجية. ودفعني الى ان افقد ذاكرتي؟"




**** نهاية الفصل الثالث*****

نغم عبد
08-06-2007, 04:36
والله انت اروع ناس ونشكركم الشكر الجزيل

lovely sky
08-06-2007, 09:18
والله انت اروع ناس ونشكركم الشكر الجزيل

مرحبا نغم عبد
كيفك
اشتقنالك كتير
وينك من زمان

انا سعيدة اننا نشوفك مرة ثانية على صفحات المشروع
ونأمل ان تعجبك الروايات الموجوده حتى الان

مشكوووووووووووووووووورة جدا جدا على مرورك الرائع
ونسعد دائما برؤيتك و تشجيعك لنا

دمتي بكل الخير
Lovely sky

*لميس*
08-06-2007, 10:05
فصل رائع
;) ;)


"
"
"
"


فريق نشيط ماشاء الله


ومتعاون الله يعطيكم العافيه


:
:
:
:
مازلت <<متابعه>>


::جيد:: ::جيد:: ::جيد::

lovely sky
08-06-2007, 10:07
مشكووووووورة حبيبة قلبي ماري انطوانيت على الجزء الرائع هذا
http://img246.imageshack.us/img246/6343/6a8f7f497ded9.gif

مجهود ممتاز جدا و رااااااااائع
اشكرك جدا جدا
::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::
http://img176.imageshack.us/img176/4180/q82123hc8.gifhttp://img176.imageshack.us/img176/4180/q82123hc8.gifhttp://img176.imageshack.us/img176/4180/q82123hc8.gifhttp://img176.imageshack.us/img176/4180/q82123hc8.gifhttp://img176.imageshack.us/img176/4180/q82123hc8.gifhttp://img176.imageshack.us/img176/4180/q82123hc8.gif
الله يعطيكي الف عافيه يا رب
مشكورة على المتابعة الدائمة و المشاركة المتواصلة و المجهود الرائع جدا جدا
http://img185.imageshack.us/img185/1263/2311531hk5.gifhttp://img185.imageshack.us/img185/1263/2311531hk5.gifhttp://img185.imageshack.us/img185/1263/2311531hk5.gifhttp://img185.imageshack.us/img185/1263/2311531hk5.gif

http://img176.imageshack.us/img176/6060/rdd12tflp6.gif

http://img185.imageshack.us/img185/9779/16c29303b5ef1.gif

lovely sky
08-06-2007, 10:22
فصل رائع
;) ;)


"
"
"
"


فريق نشيط ماشاء الله


ومتعاون الله يعطيكم العافيه


:
:
:
:
مازلت <<متابعه>>


::جيد:: ::جيد:: ::جيد::

http://img257.imageshack.us/img257/6996/imagespc4.gif


مشكوووووووووووورة لميس على المتابعة الراااااائعة والمتميزة فعلاً
اشكرك شكر خاص على تشجيعك الرائع للفريق و الردود المتميزة دائماً
http://img176.imageshack.us/img176/3781/93852296fr3.gifhttp://img176.imageshack.us/img176/3781/93852296fr3.gif
و يسعدنا جدا رؤيتكِ دائما و مشاركاتك الرائعة جدا
http://img257.imageshack.us/img257/3865/23301261sb8.gifhttp://img257.imageshack.us/img257/3865/23301261sb8.gifhttp://img257.imageshack.us/img257/3865/23301261sb8.gifhttp://img257.imageshack.us/img257/3865/23301261sb8.gifhttp://img257.imageshack.us/img257/3865/23301261sb8.gif

ان شاء الله غداً دور اختنا الحبيبة مسزز حسين السريعي من فريق كتابة الروايات بمنتدى ليلاس
لتنزل لنا الفصل 4
وبعدها دور اختنا الغالية لورانا ايضاً من فريق كتابة الروايات بليلاس لتنزل لنا الفصل الخامس
وبعد كذا دور اختنا مسزز حسين السريعي لتنزل لنا الفصل السادس

واشكرهم جدا جدا على المتابعة الدائمة و التعاون الرائع لتحقيق هذا الهدف المشترك
http://img179.imageshack.us/img179/6743/w6ww6w20050427090610201oi9.gifhttp://img179.imageshack.us/img179/6743/w6ww6w20050427090610201oi9.gifhttp://img179.imageshack.us/img179/6743/w6ww6w20050427090610201oi9.gifhttp://img179.imageshack.us/img179/6743/w6ww6w20050427090610201oi9.gifhttp://img179.imageshack.us/img179/6743/w6ww6w20050427090610201oi9.gif

http://img179.imageshack.us/img179/7934/qqta7eatygk3.gif

http://img179.imageshack.us/img179/4664/w6w200505201626245997a2qs2.gifhttp://img179.imageshack.us/img179/4664/w6w200505201626245997a2qs2.gif

lovely sky
08-06-2007, 11:49
احب ان اشكر اختي الحبيبة وردة قايين على مشاركتها لنا في هذا المشروع
اشكرها من كل قلبي
http://img294.imageshack.us/img294/8502/363141qa4.gifhttp://img294.imageshack.us/img294/8502/363141qa4.gifhttp://img294.imageshack.us/img294/8502/363141qa4.gifhttp://img294.imageshack.us/img294/8502/363141qa4.gifhttp://img294.imageshack.us/img294/8502/363141qa4.gif

وتعجز الكلمات ان تصف كم ساشتاق لها
فهي ستسافر و تتركنا لمدة شهر او اكثر
ووالله سنفتقدها جدا جدا جدا
http://img105.imageshack.us/img105/3757/yellowguysadmdwhtpj0.gifhttp://img105.imageshack.us/img105/3757/yellowguysadmdwhtpj0.gifhttp://img105.imageshack.us/img105/3757/yellowguysadmdwhtpj0.gif

وانا حزينة جدا لفراقها خلال الفترة القادمة
http://img105.imageshack.us/img105/1447/4172lv1.gifhttp://img105.imageshack.us/img105/1447/4172lv1.gifhttp://img105.imageshack.us/img105/1447/4172lv1.gif
http://img505.imageshack.us/img505/9264/q8262qw9.gifhttp://img505.imageshack.us/img505/9264/q8262qw9.gifhttp://img505.imageshack.us/img505/9264/q8262qw9.gif
وادعو الله ان يوفقها و يرجعها لنا بالسلامة

مشكورة حبيبتي وردة قايين
http://img529.imageshack.us/img529/1568/q82151ek4.gifhttp://img529.imageshack.us/img529/1568/q82151ek4.gifhttp://img529.imageshack.us/img529/1568/q82151ek4.gifhttp://img529.imageshack.us/img529/1568/q82151ek4.gifhttp://img529.imageshack.us/img529/1568/q82151ek4.gif
وان شاء الله نلتقي على خير من جديد
http://img292.imageshack.us/img292/2395/363111gm7.gifhttp://img292.imageshack.us/img292/2395/363111gm7.gifhttp://img292.imageshack.us/img292/2395/363111gm7.gifhttp://img292.imageshack.us/img292/2395/363111gm7.gif
وجزاكي الله كل خير ...

lovely sky
08-06-2007, 12:10
حبيبة قلبي احباب الروح
سافتقدكِ جدا جدا جدا
كم هو صعب فراقكِ انتي ووردة قايين
http://img186.imageshack.us/img186/5629/q82122zu4.gifhttp://img186.imageshack.us/img186/5629/q82122zu4.gifhttp://img186.imageshack.us/img186/5629/q82122zu4.gif
ساشتاق لكم جدا جدا جدا
والمشروع سيفتقدكم ايضاً
http://img504.imageshack.us/img504/6827/q8293fz2.gifhttp://img504.imageshack.us/img504/6827/q8293fz2.gifhttp://img504.imageshack.us/img504/6827/q8293fz2.gifhttp://img504.imageshack.us/img504/6827/q8293fz2.gif
وادعوا الله ان نلتقي على خير من جديد
http://img522.imageshack.us/img522/3534/waterlily01junejy7.gifhttp://img522.imageshack.us/img522/3534/waterlily01junejy7.gifhttp://img522.imageshack.us/img522/3534/waterlily01junejy7.gifhttp://img522.imageshack.us/img522/3534/waterlily01junejy7.gifhttp://img522.imageshack.us/img522/3534/waterlily01junejy7.gifhttp://img522.imageshack.us/img522/3534/waterlily01junejy7.gif

و سعدت جدا جدا بصحبتكم خلال الفترة الماضية ومشاركتكم على صفحات المشروع
الذي لولا مشاركتكم و مساهمتكم و تشجيعكم الدائم والمتواصل الى الان ما كان ليحقق هذا التقدم
و انا سعيدة جدا بمعرفتكم
وساشتاق لكم جدا
http://img263.imageshack.us/img263/1419/115151ee5.gif
و اراكم على خير ان شاء الله
مشكورين و جزاكم الله الف الف خير
http://img522.imageshack.us/img522/9011/w6ww6w20050427090610201yu5.gifhttp://img522.imageshack.us/img522/9011/w6ww6w20050427090610201yu5.gifhttp://img522.imageshack.us/img522/9011/w6ww6w20050427090610201yu5.gifhttp://img522.imageshack.us/img522/9011/w6ww6w20050427090610201yu5.gifhttp://img522.imageshack.us/img522/9011/w6ww6w20050427090610201yu5.gifhttp://img522.imageshack.us/img522/9011/w6ww6w20050427090610201yu5.gif
وتقبلوا فائق حبي و شوقي و تقديري
lovely sky
http://img504.imageshack.us/img504/8360/qqta7eatyuc8.gif
http://img529.imageshack.us/img529/6407/4ddp1k9ms5.gif

lovely sky
08-06-2007, 18:57
http://img511.imageshack.us/img511/1037/5869il5.gif
http://img264.imageshack.us/img264/3928/hellodh5.gif
ارحب بكل الاعضاء و الزوار المتواجدين هنا الآن
واتمنى لكم قراءة ممتعة
http://img523.imageshack.us/img523/6608/qqta7eatylp3.gif

lovely sky

ماري-أنطوانيت
08-06-2007, 22:14
والله صح كلامك حبيبتي lovely sky راح يوحشونا كثييييييييييييييير

وخاصة وانهم كانوا شايلين المشروع معانا وكان لهم فضل موقليل ابدا فيه

ومع اني ما كنت على معرفة وثيقه فيهم وما كان لي شي مشترك معاهم غير هذا المشرع الرائع طبعا

لكني ادعيلهم من كل قلبييييييييي ان يرجعون لنا بالسلامة وخاصة ان المشروع ما يكمل غير بوجودهم....






ومشكوره حبيبتي لميس على مرورك الدائم والمتجدد علينا.........::سعادة:: ::سعادة::

اتصدقين لو اقولك اني دايما استنى ردك على الموضوع لاني استانس كثيييييييييييييير على ردودك الحلوة

والخفيفة الدم وكل ما اشوفها يكون وجهي كذا .....:D :D

ماهيما
09-06-2007, 08:52
لالالالالا مااصدق اني ماانتبهت للموضوع وااااااااااااااااااااااااااااااااااو:eek: :eek:

انا امووووووووووووووت بروايات عبير واحلام:D :D

مشكوووووووووووووووورين كلكم ماقصرتم وانشاءالله اول مااخلص امتحانات باتفرغ لقرايتهم رغم اني

تصفحت المشروع كله ولقيت اغلب الروايات الي كاتبينها عندي بس فيه رواية غضب العاشق ماقريتها

خليها بعد الامتحانات عشان امخمخ عليها >>شاطرة ماهيما تخلي كل شي بعد الامتحانات::جيد::

lovely sky
09-06-2007, 09:42
لالالالالا مااصدق اني ماانتبهت للموضوع وااااااااااااااااااااااااااااااااااو:eek: :eek:

انا امووووووووووووووت بروايات عبير واحلام:D :D

مشكوووووووووووووووورين كلكم ماقصرتم وانشاءالله اول مااخلص امتحانات باتفرغ لقرايتهم رغم اني

تصفحت المشروع كله ولقيت اغلب الروايات الي كاتبينها عندي بس فيه رواية غضب العاشق ماقريتها

خليها بعد الامتحانات عشان امخمخ عليها >>شاطرة ماهيما تخلي كل شي بعد الامتحانات::جيد::


حبيبة قلبي ماهيما
اشتقت لك
وينك من زمان
اش اخبارك ...
والله اسعدني مرورك جدا جدا
http://img143.imageshack.us/img143/6927/natu011te8.gifhttp://img143.imageshack.us/img143/6927/natu011te8.gifhttp://img143.imageshack.us/img143/6927/natu011te8.gifhttp://img143.imageshack.us/img143/6927/natu011te8.gif
و ان شاء الله تقضي وقت ممتع معانا في المشروع ... "بعد الامتحانات "
http://img179.imageshack.us/img179/1357/372v1fw7.gifhttp://img179.imageshack.us/img179/1357/372v1fw7.gifhttp://img179.imageshack.us/img179/1357/372v1fw7.gif
مشكورة حبيبتي على المرور المميز و الرائع ...
http://img143.imageshack.us/img143/7997/q8232go5.gifhttp://img143.imageshack.us/img143/7997/q8232go5.gifhttp://img143.imageshack.us/img143/7997/q8232go5.gifhttp://img143.imageshack.us/img143/7997/q8232go5.gifhttp://img143.imageshack.us/img143/7997/q8232go5.gifhttp://img143.imageshack.us/img143/7997/q8232go5.gifhttp://img143.imageshack.us/img143/7997/q8232go5.gif
وسعيدة اني شفتك هنا
http://img366.imageshack.us/img366/8904/vsertuh0.gif
http://img143.imageshack.us/img143/6013/95309439ko6.gif
http://img143.imageshack.us/img143/6013/95309439ko6.gif
وتقبلي تحياتي حبيبتي
http://img148.imageshack.us/img148/7932/1111231dw5.giflovely sky http://img148.imageshack.us/img148/7932/1111231dw5.gifhttp://img148.imageshack.us/img148/7932/1111231dw5.gifhttp://img148.imageshack.us/img148/7932/1111231dw5.gifhttp://img148.imageshack.us/img148/7932/1111231dw5.gifhttp://img148.imageshack.us/img148/7932/1111231dw5.gifhttp://img148.imageshack.us/img148/7932/1111231dw5.gif
http://img148.imageshack.us/img148/5889/4ddp1k9kh1.gif

*لميس*
09-06-2007, 15:21
lovely sky


العفو يا قلبي أنتم تستحقون


كل كلمه قلتها وتستحقون التشجيع
والدعم أيضا ...أتمنى لك التوفيق


ولجميع أعضاء الفريق::جيد::
::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::


ماري أنطوانيت


العفو حبيبتي مثل ماقلت أنتم تستاهلون


التشجيع الدائم وأنا أيضا بعد ماقرأت
كلماتك صار وجهي>>>>:D :D :D :D


بس با((للون الأحمر)):مرتبك: :مرتبك: :مرتبك:


************************
لاتطولون علينا ب(الفصل الرابع)


خلاص ماأقدر أنتظر....!!!!


:eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek:


********************************


:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
..::محبتكم::..


*لميس*

ماهيما
09-06-2007, 15:22
مشكوووورة حبيبتي على استقبالك الرائع وانا بخير والحمدالله

واشوفك انشاالله بعد الامتحانات مع رجعة الاعضاء كلهم يارب

ولاتخافين دام الموضوع فيه روايات بتلقيني دايم هنا حتى يمكن اخذ شقة بعد ههههههههههههههههههه

lovely sky
09-06-2007, 19:04
lovely sky
العفو يا قلبي أنتم تستحقون
كل كلمه قلتها وتستحقون التشجيع
والدعم أيضا ...أتمنى لك التوفيق
ولجميع أعضاء الفريق::جيد::
::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::
ماري أنطوانيت
العفو حبيبتي مثل ماقلت أنتم تستاهلون
التشجيع الدائم وأنا أيضا بعد ماقرأت
كلماتك صار وجهي>>>>:D :D :D :D
بس با((للون الأحمر)):مرتبك: :مرتبك: :مرتبك:
************************
لاتطولون علينا ب(الفصل الرابع)
خلاص ماأقدر أنتظر....!!!!
:eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek:
********************************
:
..::محبتكم::..
*لميس*


حبيبة قلبي لميس
والله اااااااااااااااااااسفين على التأخير
المشكلة انوا نحاول من اول امس اننا نسوي عضوية للورانا و لمسزز حسين السريعي علشان ينزلوا الفصول اللي كتبوها ..
ومثل ما تعرفوا هم من فريق كتابة الروايتا في ليلاس
و حبوا يشاركونا بتنزيل الفصول هنا
و والله من امس واحنا نحاول في تفعيل العضوية و صادفتنا العديد من العقبات و المشكلات
والى الان لم تتم تفعيل العضوية
و ان شاء الله اليوم بالليل او بكره بالكثير بيكون التكملة موجوده ان شاء الله

و اشكرك لميس على متابعتك الرااااااااااائعة
و مثل ما حبيبة قلبي ماري انطوانيت قالت فعلا احنا ننتظر ردك و مشاركتك دائما
لانك مميزة و عسووووووووووووولة جدا جدا

مشكورة حبيبة قلبي

وعذراً على التأخير

lovely sky
09-06-2007, 19:04
مشكوووورة حبيبتي على استقبالك الرائع وانا بخير والحمدالله

واشوفك انشاالله بعد الامتحانات مع رجعة الاعضاء كلهم يارب

ولاتخافين دام الموضوع فيه روايات بتلقيني دايم هنا حتى يمكن اخذ شقة بعد ههههههههههههههههههه


ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
اهليييييييييييييييين ماهيما حبيبة قلبي
مشكورة على المرور الرائع حبيبتي
وانتي تسكني في قلبنا مو بشقة
ههههههههههههههه

يا هلا ومرحبا بكِ معنا
و ننتظرك بعد الامتحانات ان شاء الله

مع السلامه حبيبتي

نور سلامة
10-06-2007, 07:54
السلام عليكم مشكووووووووورين حبيباتى على هده النشاط وومثل ماقلت قبل ذوقكم كتير حلو فرواية الثأر من أجمل الروايات اللى قريتها وكذلك حزنة فى الذاكرة وهسه رح اكتب الكم مجموعة من الروايات واللى بدكم أنزلها حنزلها بعد أسبوع اختاروا وحدة أنا الاتنين الجاى تكون نازله كلها باذن الله واذا أحد الاعضاء بدو يشاركنى مو مشكلة بس حبيت أنا أنزلى وحده بروحى لانه كنت ناوية أشارك الاعضاء بالكتابة بس كان عندى امتحانات والحين خلصوا والله يوفق كل الاعضاء اللى عندهم امتحانات وسلامى للفلى سكاى ولميس وحبيبتى وردة قايين ....

lovely sky
10-06-2007, 10:32
السلام عليكم مشكووووووووورين حبيباتى على هده النشاط وومثل ماقلت قبل ذوقكم كتير حلو فرواية الثأر من أجمل الروايات اللى قريتها وكذلك حزنة فى الذاكرة وهسه رح اكتب الكم مجموعة من الروايات واللى بدكم أنزلها حنزلها بعد أسبوع اختاروا وحدة أنا الاتنين الجاى تكون نازله كلها باذن الله واذا أحد الاعضاء بدو يشاركنى مو مشكلة بس حبيت أنا أنزلى وحده بروحى لانه كنت ناوية أشارك الاعضاء بالكتابة بس كان عندى امتحانات والحين خلصوا والله يوفق كل الاعضاء اللى عندهم امتحانات وسلامى للفلى سكاى ولميس وحبيبتى وردة قايين ....




http://img157.imageshack.us/img157/6148/989et0.gif
مشكورة حبيبة قلبي نور
اهلين حبيبتي
http://img152.imageshack.us/img152/5471/deb25d0d6akp2.gif

اوك
اكتبي لنا الروايات اللي عندك ..
ولو اننا نفضل انك تختاري لنا رواية على ذوقك انتي وتنزليها بعد حزن في الذاكرة ...
ايش الرواية اللي تتختاريها لنا ؟

واشكرك جدا على مساهمتك المتميزة هذي بالمشروع
http://img152.imageshack.us/img152/9702/e3qi7.gif
و ايش رايش بعد كل رواية انتي تنزلي لنا رواية من اختيارك انتي ؟؟

يعني هل ممكن خلال العشرة ايام القادمة تختاري لنا 3 روايات او اربعة مثلا وتنزليهم بمعدل رواية من اختيارك بعد كل رواية احنا ننزلها هنا ؟؟

بانتظارك حبيبتي
و اشكرك جدا على فكرتك الرائعه هذي
http://img143.imageshack.us/img143/4932/2311611un7.gifhttp://img143.imageshack.us/img143/4932/2311611un7.gifhttp://img143.imageshack.us/img143/4932/2311611un7.gif
والتي اسعدتني جدا جدا
و ان شاء الله كل الاعضاء و الزوار يستمتعوا بها جدا

واشكرك باسم كل اعضاء فريق كتابة الروايات الذي يسعد بانضمامك لنا جدا
http://img489.imageshack.us/img489/3359/q82123du6.gifhttp://img489.imageshack.us/img489/3359/q82123du6.gifhttp://img489.imageshack.us/img489/3359/q82123du6.gifhttp://img489.imageshack.us/img489/3359/q82123du6.gifhttp://img489.imageshack.us/img489/3359/q82123du6.gifhttp://img489.imageshack.us/img489/3359/q82123du6.gifhttp://img489.imageshack.us/img489/3359/q82123du6.gif

اهلين حبيبتي نور
و مرحبا بكِ عضوة رااااااائعة و متميزة جدا في الفريق وفي المشروع
http://img157.imageshack.us/img157/381/4545pb9.gif

http://img152.imageshack.us/img152/4857/e269effcf7ql8.gif

lovely sky
10-06-2007, 14:03
[4) أنا أعرفك

(( ستحتاجين إلى ثياب وسيارة ، ومن الأفضل أن تتركي عملك ))
(( أرجو عفوك ))
((قلت 00)
(( أعرف تماماً ما قلته ! ))
ولم تجفل بأنها تناقض نفسها 00لقد سمعت جيداً ما قاله كايل 00لكنها لم تستطع أن تصدق أذنيها 00حين قال أنها وكايل سيأخذان الأمور بروية ، تسألت كيف سيقضيان تلك الأيام معاً 00كيف سيتصرفان تجاه بعضهما 00لكنها لم تتوقع هذا !!
قالت بحرارة ، وهي عرضة لمزاج متقلب من القلق وانزعاج ، ففي حين أنها مهتمة بشعوره ، كان لا يهتم إلا بالأشياء العملية : (( وهل أنت مادي واقعي وبارد دائماً ؟ ))
هز كايل كتفيه دونما اكتراث ، وقال : (( على أحد منا أن يكون هكذا 00من الواضح أنك لم تفكري بهذه الأمور ))ردت بتمرد (( ظننت أن أمامنا مواضيع أخرى لمناقشتها ))
رد بحدة زادت من سخطها : (( الأهم ثم الأهم )
لم تكن هي المرة الأولى التي ترى فيها كايل منذ ظهوره الدراماتيكي في منزل دايان وجيم ، أي منذ يومين 0 فقد دعته دايان إلى العشاء أملاً في المساعدة ، وثبت أن ذلك المساء كان من الأوقات الأصعب والأكثر إحراجاً في حياة إيف 0 على الأقل ، الحياة التي تستطيع تذكرها 0
دار بينهم حديث مهذب حذر ، ناقشوا خلاله البيئة ، الحالة الاقتصادية ، وكانت تصرفات كايل ممتازة تماماً ، وأخلاقه لا عيب فيها ، لكن إيف عرفت من النظرة في عينيه السوداوين ن أنه يحترق بنفاذ صبر ، وأنه كان يريد أن ينتقل إلى أمور أكثر أهمية 0
لكنه أخذ وقته كما يريد ، وسار في اللعبة من دون احتجاج 00وكأنه صديق جديد يزور حبيبته لأول مرة 00
لكن نهاية الأسبوع حلت ، ولم تعد إيف قادرة على التذرع بساعات عملها كي لا تنفرد به 00وكانت دايان وجيم قد اصطحبا التوأم لنزهة بعد الظهر ، فتركا لهما الفرصة للخلوة والحديث 0
قالت إيف متوترة ( من خلال تعليقك على السيارة ، أستنتج أنني أعرف القيادة ؟ ))
هز رأسه الأسود الشعر بحدة (( لقد علمتك 00ونجحت في الامتحان من المرة الأولى أيضا ً ))
(( لكنني لم أقد سيارة منذ ما يقارب السنتين ))
أضافت إيف الواقع هذا إلى مخزون المعلومات الصغير ، الذي راح يتنامى يوماً بعد يوم ، وبدأت تبني صورة لجنفياف باكهام ، المرأة التي كانتها يوماً ن لكن هذا مجرد عنوان عريض ن من دون تفاصيل ولا ظلال لتكتمل صورته 0
(( لا يمكن ان تنسي شيئاً من هذا 000سأخذك لتقودي مرتين 00وسرعان ما تتذكرين ))
لو أنها فقط تستعيد مهارة أن تكون زوجته بمثل هذه السهولة 000بدا لها أن كايل يؤمن بهذا كل الإيمان 000لم يكن يهتم أنه الآن غريب تماماً عنها 00فهل كان دائماً المسيطر ، أم أنها هذا مجرد تجاوب مع الوضع الحالي ؟
قال كايل وكأنه يراجع الأشياء في ذهنه (( والآن 00بالنسبة للملابس 00))
قاطعته بكبرياء (( أمتلك ملابسي !! ))
طافت العينان السوداوان عليها وهما تتأملان الكنزة القطنية الزهرية اللون والجينز ن فشعرت كأنها نموذج مثبت على طاولة مختبر 0
كرر ساخراً (( تملكين ملابس 000))
صاحت وقد غضبت للطريقة التي ينظر فيها إليها (0 حسن جداً ، لعلها ليست مناسبة للصورة التي تريد أن تبرزها !))
لكن الفرق في نوعية ثيابهما ، لا يمكن أن يكون أكثر بروزاً 0
لا يحق لي رجل أن يبدو جيداً هكذا 00ولا جذاباً بشكل قاتل 00وتأملت كيف تتعلق سترته بكتفيه المستقيمين المربعين ، ثم يتدلى قماش السترة بنعومة على عضلات صدره المتناسقة 0
أعدت إيف نفسها إلى الحاضر ، وقالت (( لكنني لا أستطيع أن أبتاع ما غلا ثمنه 00لسنا جميعاً أصحاب ملايين !1))
غمرها الألم لأنها اضطرت إلى إخفاء أفكارها المثيرة ، بلهجه عدوانية فاقت تصورها 000وسرعان ما اجتاحها الندم وهي ترى التواء فم كايل ، وأدركت أنها زوجة لمليونير , رغم أنها لا تشعر بهذا ، صحيح انه أكد أنهم أمضيا ثلاث سنوات معاً ، لكن لا وجود في ذاكرتها للحظة من ذلك الوقت 00كما أنها تشعر بتقارب أكبر تجاه دايان وجيم ، وحياتهما البسيطة في الضواحي من هذا الزوج الثري 0
((لم أكن أنتقدك ))
تناهى إليها صوت كايل ، بمزيج من اللطف والتوبيخ ، ليلسعها كطرف صوت ، فتضاعف ألم إيف وما لبث أن أكمل ( وأنا أدرك أن الأمور لك تكن سهلة عليك 00 من الصعب أن تجدي نفسك وحيدة في الدنيا من دون أن تذكري من أنت أو كيف وصلت إلى هنا ، هذا من دون ذكر الصعوبات المادية والعملية التي تكبتها لتبدئي من جديد بلا مال 00أو عمل 000لا شك أن تجاوزها بدا مستحيلا ً))
هزت إيف رأسها صامتة وقد صعقت لتفهمه العميق 0فمع أن دايان وجيم ساعداها 0ولن تتمكن من رد جميلهما ن فقد ظلت تناضل بيأس لتقف على قدميها 0
وتمكنت من القول أخيراً (( فرصة العمل كانت مستحيلة تقريباً 00فعلى أي حال ن لم أكن أعرف أني أملك مؤهلات ))
(( لكنك في الواقع ن تملكين العديد من الشهادات 00هذا دون ذكر سرعة مذهلة في الطباعة والاختزال ))
ابتسمت إيف ساخرة (( كم أتمنى لو عرفت ذلك منذ سنتين ، فكل ما استطعت أن أجده هو وظيفة في مكتبة ))
(( وهذا سبب إضافي إذن ، لاستفادتك من الملابس 00))
قاطعته((لا أريدك أن تشتري لي ملابساً ))
(( لا داعي لهذا 00على أي حال ن فهناك خزائن مليئة من الملابس ))
((لا !!))
أدركت أخيراً ماذا يقصد بالضبط ، لكنها ردت غريزياً ن بكلمة واحدة فيها من الخشونة ما يبعث على الاضطراب ن فما كان من كايل إلا أن قطب جبينه 0
(( لن أتركك تعطيني هذه !!))
ازداد عمق العبوس حتى أصبح خطيراً (( لكنها كانت ملابسك تلك التي اشتريتها لك 00الملابس التي تركتها ))
ظن آه يسهل عليها الأمور 00لكنها بالنسبة لإيف تزداد سوءاً
(( لعلها كذلك 00ومع ذلك لا أستطيع أخذها !! فهذا يعني إنني سأقبل غيرها من الأشياء أيضا ))
(( أي أشياء؟ ))
هزت إيف رأسها يأساً 00كيف تفهم كايل أن هذه الثياب قد لبستها يوماً 00وأنه أشتراها لزوجته 00وأهداها إياها حين كانا يعيشان معاً 00وأنهما تشاركا في ماض أوصلها إلى انهيار عصبي 00
بدا كايل وكأنه قادر على قراءة أفكارها في وجهها 0
(( ستضطرين إلى القبول بها يوماً ما ))
إذا كان صوته بارداً من قبل فقد أصبح الآن مثلجاً 0
تنهدت إيف (( أعرف 00لكنني لست مستعدة بعد 00مازال الوقت مبكراً جداً 00كنت يومها امرأة أخرى 00امرأة لا أعرفها الآن ))
حتى لو طلبت من كايل أن يخبرها عن الماضي 00فهل يمكن أن تثق أنه الحقيقة الخالصة ؟ أيقول لها ما حدث لزواجهما ، حتى ولو كان يؤثر عليه سلبياً ؟
(( هلا قبلت بعض الملابس الأنيقة لترتديها ؟ ))
أجفلت إيف من الخشونة في كلماته 00وأدركت كم يزدري مظهرها الحالي 0
(( نعم ، تلك الملابس كانت لإيف التي تعرفها 00المرأة التي تظن أنها أنا 00وقد لا أكونها بعد ))
وما من طريقة لتعرف إن كانت تريد أن تستعيد صورة المرأة التي عرفها ، حتى في تلك الأيام وأكملت (( عليك أن تفهم أنني لا استطيع قبول تلك الثياب 0 وهي ملك لإنسان آخر 00إنسان قد يكون ميتاً 00))
(( 000الجحيم يا إيف ! ))
وارتجف كايل بعنف ن ورغم ردوده العنيفة راحت تقاوم لتتابع قائلة (( لا أستطيع أن أستحيل تلك المرأة لمجرد إرضائك ))
(( ليست المسألة أن ترضني فقط ! ))
كانت لهجته شديدة وقاطعة ، تكشف عن غضبه العرم (( تكاد الملابس تهترئ في الخزانة في منزلي 00وأنا أعرف تماماً كم يهمك مظهرك ))
(( إذن 00أنت تعرف أكثر مما أعرف ))
وعرفت إيف أنها تخاطر بمعاداة كايل ، لكنها كادت تزداد عدائية مع كل كلمة تتفوه بها ، ومع ذلك لم تستطع منع نفسها ، فقد كان السخط يغلي في داخلها لمجرد فكرة أن يعرف عن حياتها أكثر مما تعرف هي 00وأن عليها أن تلاحقه بأسئلة عن أكثر الوقائع الأساسية التي تتعلق بها 0
(( إضافة إلى هذا ، لا شك في أنني تحولت إلى امرأة مختلفة تماماً خلال سنتين ))
(( هذا ممكن 00))
إنما ليس في ما يتعلق بهذا الموضوع ، هكذا كانت لهجته تقول 00وكان على إيف أن تعترف في أعماق نفسها أنه على حق 00فهي فعلاً تجاهد لتبدو الأفضل ن ولو بمدخول محدود جداً 00فانصبغت وجنتاها بدم سال من كبريائها الجريحة في حين أكمل هو (( لكن 00بما أني أعرفك 00))
(( توقف عن هذا !))
وضربت قدمه في الأرض فعلاً هذه المرة 0
(( لا تقل لي مجدداً إنك تعرفني أفضل مما أعرف نفسي ! فأنا أعلم هذا ! وصدقني 00هذا ليس أمراً يسعدني !))
قال كايل بحدة لاذعة (( كان هذا مجرد جملة تردد ، لكنني أفهم رأيك ، وسأحاول أن أتجنب هذا التعبير مستقبلاً 00إذا لا ملابس 00))
لم تصدق إيف أنه تراجع بسهولة ، إذ كانت تتوقع أن تتسع المناقشة معه في هذا الموضوع 0
(( أنت موافق ؟ !))
(( إذا كان الأمر يهمك لهذه الدرجة ))
لبضع ثوان اندفعت إيف برد عفوي ، وبعد أن أحست بالانتصار كإنسانة وأنثى ، شعرت بالندم على ملابس كان يمكن لكايل أن يوفرها لها 00ثم استرخت في مقعدها 00لذا لم تكن مستعدة أبداً لما قاله لاحقاً 0
(( لكن يجب أن تتخلي عن الوظيفة ))
(( ماذا ؟ مستحيل ! أنا أحتاج إليها ))
(( تباً لك يا امرأة 00ألا تنفذين أبداً من دون جدال ؟ ))

lovely sky
10-06-2007, 14:06
(( لا أعرف 00هل أفعل هذا دائماً ؟ أخبرني 00)
وسبقته إيف بكلمة (0 أعرفك )) رمتها بوجهه بحدة لتجبره على ابتسامة مترددة :
(( يجب أن تواظب على الابتسام 00أتعرف هذا ؟ فالابتسامة تناسبك ))
تمتم بمرح ساخر (( هذا إطراء 00لا أقل ولا أكثر ، ولقد أرضيت غروري 00و 00لا 000أنت لا تتقبلين كل شيء 00لقد قلت لك 00لقد رفضت الوعد بإطاعة 00))
فجأة اكتأب وجهه 00لكن إيف أحست بالتوتر يتسلل مجدداً إلى الجو مع الإثارة المبهمة لزواج لا تستطيع تذكره ، وسرعان ما تدمرت الألفة التي تطورت بينهما 00
تابع كايل (( أنت لست بحاجة إلى عمل 00أستطيع إعالتك ))
كانت في هذه العبارة مرارة لم تعهدها في حياتها ، فلا يمكن أن تعيش عالة على كايل ، عاطفياَ أو مالياً ، ليس قبل أن تعرف حالتها بالضبط 0ومالبثت أن هزت رأسها بصمت وخصلات شعرها الأشقر تتطاير 0
تابع كايل (( أملك أكثر مما يكفي ))
(( أنا واثقة من هذا ، لكنك لا تستطيع أن تقتحم حياتي وتتوقع مني أن أسلمك زمام أمري ))
(( أقتحم ؟! إيف 000أنت التي تركتني !))
هذا هو الوقت المناسب لتسأله لماذا تركته 00لكن نظرة سريعة إلى عينيه الملتهبتين ، وعلامات الغضب على وجهه ، دمرت كل شجاعتها في لحظة ، فلجأت إلى خطة مضللة ، تركز فيها على جانب ثانوي بدلاً من المعركة المباشرة 0
(( ماذا كنت أعمل قبل أن التقي بك ؟ حسب ما قلته لي ، أفهم أنني كنت سكرتيرة ؟ ))
في البداية استحالت عيناه شظيتين من نار في وجهه 00وأفلت السيطرة على عضلات فكه ، فتصلبت في مقعدها ، وهي تحضر نفسها لما هو أسوأ من الانفجار 000لكن ، انتظارها ذهب سدى ، إذ رد على سؤالها بهدوء 0
(( هذا صحيح 00لقد عملت لشركة جنسن ، بعد لقائنا مباشرة 00ولو لم يكن من أجلي مباشرة ))
(( حقاً ؟ ))
ضاعت إيف لبرهة 00فقد غرقت في غموض هذا الماضي الذي لا تعرفه 00حاولت أن تتخيل نفسها في مكتب 00تعمل قريباً من كايل 0أدرار رأسه وقد فرغ صبره ، فعادت أفكارها إلى الحياة 0 فيما أكمل : (( لكن ذلك كان أمراً مختلفاً000 ))
(( ماذا تقصد ؟ ))
(( كنا متزوجين 000))
(( وهل نحن متزوجين الآن ؟))
أجفلت إيف للهيب الغضب المتوحش الذي اشعل العينين السوداوين ، وانكمشت في مقعدها فيما وقف بحركة عنيفة سريعة :
(( لا زلت لا تصدقيني ؟ حسناً جداً 00هاك ، الق نظرة على هذا 00))
ورمى مغلفاً في حجرها وكأنه سلاح ما ، فأحست إيف لو أن أفعى تسللت إلى حجرها لما انزعجت أكثر 0لم يكن لديها أدنى شك عما تحتويه الأوراق في المغلف 00لكنها لم تحتج إلى التركيز كثيراً على الكلمات التي أخذت تتراقص أمام عينيها 00كايل باتريك جنسن 00جنفياف ماري بوكانون 00تاريخ ما في شهر تموز 000تم الزواج في 00
سيطرت على صوت كايل لهجة ساخرة قبيحة :
(( تبدين مصدومة تماماً 00حبيبتي إيف 00ما بالك ؟ هل كنت تأملين أن أكون مخطئاً 00وأن أمامي امرأة أخرى ؟ أوه 000لا 000حبيبة قلبي 00أنا لا يمكن أن أفعل هذا ))
(( أنا لم أقصد هذا ! ))
أم أنها قصدته ؟ ألا زالت في أعماقها تأمل بأن يكون كايل مخطئاً ، وأنها ليست الزوجة التي يدعيها ؟ لم تستطع إيف أن ترد على هذا السؤال 00لكن على أي حال ، لقد أصبح كل هذا خارجاً عن الموضوع الآن 00كانت شهادة الزواج التي تمسكها في يدها برهاناً قاطعاً يثبت أنها في يوم من أيام تموز منذ خمس سنوات أقسمت على أن تكون زوجة كايل (( إلى أن يفرقهما الموت ))0
مال كايل فوقها 00كتفاه القويتان تحجبان عنها النور المتسلل من النافذة 0
(( ماذا عنيت إذن ؟ أمن طريقة أخرى إذاً ؟ ))
(( عنيت 00عنيت 00))
حل الخوف على حنجرة إيف ، فأنعقد لسانها داخلها 00بحيث لاقت صعوبة في تشكيل الكلمات 0
صاحت يائسة (( لا تقف فوقي هكذا ! لا أستطيع التفكير فيما أنت تهددني 00))
(( أهددك!! ))
انحبس نفس كايل بشكل غريب 00وكأن شخصاً ضربه بكل قوة على صدره 00وللحظة حافة بالتوتر ، اشتدت قبضتاه على ذراعي المقعد 00فسيطر الذعر على ذهن إيف وهي تفكر في أنه لا يحتاج سوى إلى حركة واحدة وتطبق هذه الأصابع القوية على خناقها 00لكنه أطلق لعنة منخفضة ن ثم ابتعد عنها ليقف مديراً ظهره إليها ، فمد يداه في جيبي بنطلونه ، وكأنه غير واثق إن كان يستخدمها 00وما لبث أن راح يحثها بصوت أجش (( وماذا عنيت ؟ ))
لم تعرف إيف أيهما أسوأ 00المستبد الخطير المهدد الذي وقف فوقها كالبرج منذ لحظة 00أم هذا الشخص البارد غير المتجاوب ، صاحب المظهر القاسي ، وارأس المرفوع بتصلب 0
حاولت مترددة :
(( ألا يمكن على الأقل أن تنظر إلي ؟ ))
لكنه أبقى وجهه مستديراً بعناد ، فيما تغير مزاجها فجأة 0
أشتعل الغضب في أعماقها ، وأحست بأن التوتر والضيق تلاشيا في موجة مشاعر ، حسن جداً 00هو الذي سعى إلى ذلك 0
(( في الزواج مشاعر أكثر من مجرد ورقة تقول إننا زوج وزوجة 000))
وتمتم كايل بشيء غير مفهوم 0
(( 000ماذا قلت ؟ ))
استدار ليواجهها ببطء 00بدت الحركة مثيرة بشكل غريب , وكأنها لقط كبير متوحش بفيق من نومه 00
قال متشدقاً :
(( قلت 000هذا صحيح 000))
خفق قلبها بتوتر وهي تسمع الشر الحريري في صوته ، ثم توترت نبضاته حتى صعب عليها التنفس جيداً ، وأكمل :
(( أنا موافق معك ن تماماً ))
كان يحاول متعمداً أن يثيرها ، وأدركت إيف هذا 00ولسوء الحظ ن كان ينجح في هذا جيداً 0 ومهما حاولت ، لم تستطع أن تستحضر أي ذرة من غضبها الملتهب 0
تابع كايل (( إذن 00أخبريني 00ما هو في رأيك ما يكون الزواج ؟ أريد أن أعرف حقاً ))
ابتلعت إيف ريقها وهي تحاول التخفيف من انزعاجها 00فجأة لم تعد تستطيع تحمل التناقض بينهما أكثر من هذا 00فنهضت باضطراب من مقعدها ، وهي تشعر أنها ضعيفة جداَ 0
بدأت تقول (( في الزواج الحب 000والصدق 00))
وتلعثمت حين هز كايل رأسه بموافقة ساخرة 0
(( والإخلاص والدعم 00))
بدا لها أن حنجرتها انسدت مجدداً مع ارتفاع متعمد لحاجبه الأسود 00ذكرتها ابتسامته بأنه ما عرض عليها سوى الحب والإخلاص ن لكنها رفضته بغضب 0
صححت كلامها بسرعة : (( الدعم العاطفي 00و00))
قاطعها بلطف مخادع : (( ماذا إيف ؟ ))
وفيما هو يتكلم ، خطا خطوة واحدة ، صامتة ، نحوها : (( بالتأكيد لن تتوقفي عند هذا ؟ ))
لكن صوت لإيف خذلها تماماً هذه المرة ، فهزت رأسها بيأس ، ونظرتها مسحورة بذلك العنيد الذي يجول عبر الغرفة 0
(( حسناً جداً 00لإيف ؟))
خطوة واحدة للأمام 00مجرد واحدة 0
(( و 00ماذا 00؟ ))
أقدم على حركة صامتة ، مختلسة ، كقط صياد ، ورمقها بنظرة سوداء سمرتها مكانها 00وكأنها مخدرة تماماً 00وكأنها في غشوة 0
(( هل أقول لك ما فاتك يا حبيبة قلبي ؟ ))
تابع الصوت الناعم النبرات ، نسج سحره المنوم 0 لقد أصبح قريباً جداً الآن 000قريب بشكل خطير 0
وازداد عمق صوته وكثافته وهو يقول :
(( الحرارة المشبوبة 000هذا ما نسيته يا حبيبتي 00أم أنك حاولت أن تنفي وجودها ؟ ))
***
بقي ذهن إيف خالياً من الأفكار ، واحتارت من أين تستحضر الكلمات لترد عليه 0 فكل ما كانت تعيه ، هو رجولته البارزة ، تلك القوة البدائية تحت نعومة قماش الكشمير 00وتمنت لو تشيح بنظرها بعيداً عن العينين العميقتين 00لكنها ألفت نفسها غيرقادرة على أية حركة 00فيما عدا إيماءة صدرت عنها من دون وعي 0فتسلل لسانها على الخارج ، يبلل شفتيها الجافتين بعصبية 00وإذا بها تنظر إلى كايل فتكشف أنها فضحت مشاعرها الداخلية إذ تغيرت نظرة عينية إلى سواد كامل 0
(( هل نسيت يا إيف ؟ أم أنك ببساطة خائفة من البوح بإرادتك ؟ أتردين أن أثبت أنني زوجك ؟ ))
أحست إيف بأنفاسها تنحبس ، وبدا أن قلبها قد توقف عن الخفقان 00وما لبثت أن اجتاحها توتر عصبي شديد ، فابتلعت ريقها بعمق ن ولم تعرف كيف استجمعت قوتها لترد0
(( لقد وعدت 00))
(( أوه 00صحيح 00لقد وعدت 00))
كان صوته همساً مثيراً ، بالكاد يسمع ، مع ذلك أحست إيف بكل كلمة تضغط على أعصابها المتوترة 0
(( لقد وعدت ألا ألمسك 00))
انضمت شفتا كايل بابتسامة واهية 00لكن إيف أحست وكأن ألفاً من الأصابع المثلجة تزحف فوق بشرتها ، لا سيما حين لاحظت إن دفء تلك الابتسامة لم تصل إلى عينيه 0
((لقد وعدت يا إيف 00لكنني لن التزم بوعدي إلى حين تكونين مستعدة 00))
ازدادت الابتسامة اتساعاً ، وهي ترسل فيها رجفة باردة 0
حاولت إيف أن تحتج (( أنا لست 000))
وخذلها صوتها فيما ارتفع حاجبه بصمت ساخر متسائل عن مدى صدقها 00ثم قال بنعومة (( أوه 00بل أنت مستعدة 00كل ما فيك ينبئ بهذا 00)
وبرعب أحست ببشرتها تقشعر ن وبأعصابها تتوتر ، فيما أطرافها تتألم بشكل مدمر 0
تابع كايل بالصوت المخدر ذاته (( أنت مستعدة 00سواء أعترفت بهذا أم لا ))
وبدافع غريزي فتحت إيف فمها لتحتج 00لكن كلماتها خرجت مشلولة 00مجرد تنهيدة خفيفة ، لعلها نداء خوف 00أو حاجة 00هي نفسها كانت عاجزة عن تحديدها 0إزاء هذا المشهد ، اتسعت ابتسامة كايل 0 وأحست إيف وكأنما وابل من الماء البارد ينهمر عليها 0
همس (( أوه 00إيف 00))

lovely sky
10-06-2007, 14:07
وكم توقعت ، تحرك ليقضي على المسافة المتبقية الصغيرة بينهما 0
لكنه بدا ملتزما ً بوعده ، في ذلك الحين ن كان ذهنها يدور في دوامة من المشاعر ، فطغت الحرارة على شرايينها 0
تمتم كايل (0 أوه غيف 00لا تدعي أبداً أنك لست مستعدة بعد الآن 00أبداً 00))
رددت إيف حالمة (( أبداً 00))
وانهت كلمتها بشهقة سعيدة ن بعد أن انتزع منها اعترافاً ، أقرته من دون أي مقاومة
(( إيف 00))
لا تتكلم 00توسلت إليه إيف بصمت يائس ، لا تتكلم ! أرجوك كايل 00
لن تعرف أبداً كيف فاتهما صوت السيارة وهي تقف في الشارع 00وما هي إلا بضع ثوان حتى انفتح الباب الأمامي ، وتصاعدت وقع أقدام في الردهة ، ثم ارتفع صوت أدريان ينادي :
(( لقد عدنا إلى المنزل !))
بردة فعل غريزية ، تراجعت إيف بعيداً عنه وقد علا اللون الدافئ خديها 00فيما نظراتها لا تقويان على التوجه إلى كايل 0 لكنها أيقنت أنه يراقبها 0
وفيما هي تشعر بقوة نظراته عليها 0 سألها بنعومة :
(0 ما المشكلة إيف ؟ لم أنت قلقة هكذا ؟ ))
وبدافع من التوتر داخلها ن رمته بكلمات حانقة :
(( لقد عاد دايان وجيم !!000))
رفع كتفيه دونما اكتراث :
(( وإن يكن !! أنا زوجك ، على أي حال 00وهذا ما تعرفه صديقتك ))
هذا صحيخ 00ولكن على إيف أن تعترف بذلك 0 بقيت دايان في الردهة ، وهي تخلع سترتي التوأم وتعلق معطفها ومعطف زوجها 0
سألت كايل : (( كيف أبدو ؟ ))
وتسألت في سرها كيف يتصرف بمثل هذا الهدوء وتلك السيطرة على النفس بينما هي محبطة ومدمرة 0
تسللت السخرية إلى صوته فيما رجع صدى سؤالها :
(( كيف تبدين ؟ ))
(( تبدين 00))
ساد بينهما صمت متعمد ، فازداد قلقها ، وأحست بأعصابها تكاد تنفجر 0
وما لبث أن ارتسمت ابتسامة على وجهه وهو يشدد على كلماته :
(( تبدين خائبة الأمل ، يائسة 00محبطة 00لكن ، لا تقلقي يا حبيبة قلبي 00يمكن لهذا أن ينجح في المرة القادمة ))
وما إن ترك كايل إيف تترنح تحت تأثير الفكرة ، حتى انفتح الباب ، ليكشف دايان والتوأم ، فاستدار وراح يرحب بهم بابتسامة عريضة 0
ترى 00هل كانت المشاعر التي أحستها ذكرى ماضية أم أحاسيس جديدة تماماً ؟ راح هذا السؤال يحوم في رأس إيف طوال المساء فباتت عاجزة عن الاسترخاء ، لا سيما وأن كايل يثير فيها اضطراباً دائماً 00وإزاء ذلك ضاعت كل آمالها في الانعزال في غرفتها والتفكير 0
كان كايل هو من اقترح أن يجالس التوأم مع إيف حتى يقضي الوالدان أمسية نادرة في مطعم محلي 00إلا أن إيف شكت في أن أسباب أخرى أكثر أنانية كانت وراء كرمه المفاجئ 0
وثبت أن شكوكها صحيحة ، فما إن خرج صديقاها ، حتى استدار إليها وتعبير غامض يرتسم على قسماته0
(( يجب أن نتكلم ))
سألت بقلق :
((نتكلم عن ماذا ؟؟ ليس لدي الوقت الآن 00يجب أن أجالس التوأم في السرير 000))
(( سأساعدك 00))
فتلاشى آخر أمل لديها في تجنب المواجهة التي يفكر بها بوضوح 0
لكن عبثاً ، فالقدر كان مصمماً على الوقوف إلى جانب كايل 0 فما إن سمعت كورتني ، إحدى التوأمين ، ما قاله ، حتى أضاء وجهها فرحاً 0فعرفت أن قلبها لن يطاوعها على حرمانها من هذه السعادة 0
قالت كارولين بعد أن اغتسلت وارتدت ثوبها القطني الجميل :
(( إروٍ لنا قصة إيف ))
ضمت كورتني توسلاتها إلى توسلات أختها :
(( أوه 00أرجوك ! ))
(( حسناً جداً 0 قصة صغيرة فقط ))
ما إن حان موعد النوم حتى أطفأت إيف النور وهي ترفض طلب التوأم بالمتابعة 0
ولما تركا الغرفة ، سألها كايل :
(( هل كان هذا من نسج مخيلتك 00؟ أم أنك صممته مسبقاً ؟))
(( رحت أخترعه وأنا أقص الرواية 00لا بد أنني أملك مخيلة خصبة ، مليئة بالأفكار 00ولهذا السبب بدأت الكتابة 00لقد سمعت دايان القصص التي كنت أقصها للتوأم ، وأقترحت أن أدونها ))
لف الضباب وجه إيف 00فباتت عيناها كليلتين ومظللتين وهي تذكر كيف أمضت ساعات طويلة وهي تبتكر عالماً خيالياً لأن عالمها الحقيقي فارغاً 0
(( كنت أؤلف تأريخياً شخصياً ، عائلات ، وعلاقات لشخصياتي ن فأحسست بسيطرة لم تكن موجودة في حياتي 00ولم أعرف ، بالطبع ، كم كان للإبداع الخيالي خطوط حقيقية 0 ثم ، حين انضممت إلى مجموعة كتُاب في الخريف الماضي 00قرأ الأستاذ جزء مما كتبته 00واقترح أن أعرض مؤلفاتي على دار النشر ، لذا طبعته على الآلة الكاتبة وأرسلته ))
(( وحط على مكتبي كأنه قنبلة هابطة من السماء ، أوه 00لم يستقر على مكتبي بالضبط ، إنما على مكتب إحدى المحررات ن ولمحت الكتاب مصادفة حين ذهبت لأناقش معها موضوعاً معين ، وإذا باسمك يطالعني 00حاولت اقناع نفسي أن في العالم مئات يحملن اسم إيف ، لكن ما إن قرأت أول عشرين صفحة حتى عرفتك 0
(( لم أكن أنوي نشر لقاءنا 00و الأحداث الأخرى 000لكنني لم أكن أعرف 000))
قاطعها بسرعة :
(( أعرف 00إيف 00أعرف 0 واعتقد أنني أدركت أن في الأمر سوء تفاهم منذ البداية 00فعلى أي حال ، أنا أعرفك 00لا يمكن أن تكشفي عن أسرار شخصية ، حتى و إن للانتقام مني 00أنت 00إيف ؟ ))
ورأى كيف أشاحت بوجهها إلى الأسفل وكبف أبعدت عينيها عنه فكرر (( إيف ؟ ))
كان السؤال الرقيق يفوق تحملها 0فغطت وجهها بيديها بحركة دفاعية وهي تحاول إخفاء الدموع التي أحرقت عينيها 00لقد قال (( إنه يعرف )) فأصابت هذه الكلمات قلبها مباشرة بطعنة مريرة 0
(( إيف ؟ ))
أنبأتها حدة صوته أن حركتها الدفاعية لم تكن دون جدوى 0 كان يعي مشاعرها جيداً !
(( لابأس عليك يا حبيبة قلبي 00أفهمك 00لا تبكي00أنا هنا إيف 00حبيبتي 00أنا إلى جانبك 00))
وانفجرت إيف ، وقد فقدت السيطرة على نفسها :
(( هذه هي المشكلة بالضبط ! كنت قد توصلت إلى نوع من الأمان والرضا 00))
كانت كلا الكلمتين صحيحتين 0
(( كنت أتدبر أمر نفسي 00! لكنك جئت 00))
قال كايل بخشونة :
(( أمان ؟ رضا ؟؟ تتدبرين أمر نفسك ؟ أي نوع من الحياة هذه ؟ أكنت تفضلين لو تركتك وشأنك 00 لو تركتك تجهلين وجودي 00وتجهلين الحياة التي كانت لنا معاً ؟ ))
وعرفت إيف أنها كانت ترفض مثل هذا الاقتراح تماماً منذ خمسة أيام فقط 00لكنها الآن ، وبعد أن اختبرت الأزمة الفكرية والعاطفية منذ ظهور كايل في حياتها ، لم تعد متأكدة ن ولم تعد تعرف ماذا تريد 0
((ربما ))
((لا يمكن أن تعني هذا ! ))كيف تحول صوته إلى هذه الخشونة ؟ أهو الغضب ، أم الكبرياء ، أم الأسوأ ؟ إحساس بالألم ، اعتصر قلبها شفقة وخوفاً 0
صرخت بيأس :
(( لا أعرف !))
مرة أخرى لم تستطع استخدام سوى هاتين الكلمتين وحسب فكررت :

(( لا أعرف !))
(( لكنني أعرف 00أعرف إيف 00ما كان بيننا لا يستحق أن نخسره ، نحن خلقنا لبعضنا 00وبالرغم من كل شيء ن أنت تعرفين هذا أيضاً 00لا يعقل أنك نسيت ذلك )9
كلماته هزت الحقيقة التي آمنت بها ، فتعلقت به كمصدر وحيد للثقة في عالم مجنون 0
(( كايل ))
كان اسمه كل ما استطاعت التلفظ به 00لم تكن تعرف بتاتاً هل تحتج أم تشجعه 00وفي ثانية ن اضمحلت الأفكار المنطقية جميعها 00وأصبحت تحت رحمة أحاسيسها 0
تمتم كايل بصوت متثاقل :
(( هكذا كنا يا إيف 00ولهذا السبب يجب أن نكون معاً 00))
وفجأة بدا أن ساقيها قد شلتا أو عجزتا عن دعمها ن وعرفت أنها ستسقط في دوامة لا حول لها ولا طول على الأرض وكأنها دمية قطعت خيوطها 0
عاد كايل يتمتم ك
00 هكذا كان الماضي 00هكذا كان 00وهكذا سيكون مجدداً 00صدقيني ))
لكن أيمكنها أن تصدقه ؟ ما إن تسلل السؤال إلى رأسها ، حتى لم يعد من سبيل لتبعده 0 لكن يجب أن يتوفر المزيد من الحقائق ، ما الذي مات إذن ؟ حادثة ما اعترضتهما في الماضي 00حادثة قوية جداً ، سلبتها ذاكرتها 0 لهذا مهما بلغت المرات التي يكرر فيها أنه زوجها ، ومهما كان نوع الدليل الذي يقدمه لها ، سيبقى غريباً تماماً عنها 0
وبسرعة مدمرة ، جال ذلك الإحساس الواقعي الفظيع في ذهن إيف وكأنه الأسيد ، يحرق الحب المشبوب المثير ، ويترك مكانه يأساً بارداً متحجراً 0
أحس كايل بذعرها : (( إيف ؟ ))
(( لا! ))
وسمعت كايل يردد كلمة الرفض بصوت أجش مصدوم (( لا ؟ ايف 00أنت 00))
(( قلت لا ! ))
فركت عينيها بقوة لتجلي نظرها ، من دون أن تهتم كيف أفسدت تبرجها الرائع 0
عانت جهداً ملحوظاً لتستعيد رباطة جأشها ، وتسيطر على عواطفها ، فخرجت الكلمات حارة باردة :
(( لا أستطيع المضي في هذا ! ))
(( لا تستطيعين المضي في هذا ؟ هل أقرفك إلى هذا الحد ؟ ))
(( أجل 00لا! ))
لم تستطيع النظر إليه ، لم تتحمل رؤية الغضب الأسود الذي تملك وجهه ، واشتعل في عينيه 0
بدأت (( لا أريد 000))
لكن الصدق والإحساس المعذب الذي اجتاح جسمها ، بعد هدوء العاصفة المشبوبة ، التي شنها كايل ، كل ذلك قطع كلماتها :
(( لا أستطيع 00كايل 00أرجو أن تفهم ))
(( أوه تماماً000))
صفعتها المرارة في صوته كالسوط :
(( لقد تخليت عني دون أي كلمة تفسير منذ سنتين 00ثم عدت إلى الظهور في حياتي ، وتابعت اللعب بمشاعري 00تواجهيني بهبة ساخنة ، ثم هبة باردة كما يحلو لك 00حسن جداً 00سأقول لك شيء ، حبيبة قلبي 000))
وانقلب اسم التحبب إلى نعت سيء متوحش :
(( من الأفضل أن تقرري ماذا تريدين ، وبأسرع وقت ن وإلا سينفذ صبري 00لن أستطيع الاستمرار هكذا كثيراً ن إما أنك تريدينني ، وإلا 00ولا يمكن أن تنفذي الأمور بطريقتين 00لذا الأفضل أن تقومي بتفكير جدي 00لأنني أحتاج إلى أجوبة 00وأحذرك ، لن أنتظر إلى الأبد 0
****
ودمتم سالمين **

*لميس*
10-06-2007, 15:20
حيا الله اللي جاء...::سعادة:: ::سعادة::


بس مين اللي واقف بطريقك وما وسع لك؟؟


ياويله مني :رامبو: !!بس لايكون أنا!!!!::مغتاظ:: ::مغتاظ:: ::مغتاظ::
************


ياسلام.....:p:p! أنا سعيده جدا


بعد مارأيت التكمله .. طبعا أنا للآن ماقرأتها......:D :D :D


بس أنا رديت حتى أعبر عن مدى سعادتي


وإنشالله لما أقرأها برد ثانيه:cool: :cool:



****************************


ونسيت أقولك الف الف الف شكر


جزاك الله خيرا يا أحلى lovely ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::


*********************************


محبتكم


*لميس*

lovely sky
10-06-2007, 16:49
حيا الله اللي جاء...::سعادة:: ::سعادة::
بس مين اللي واقف بطريقك وما وسع لك؟؟
ياويله مني :رامبو: !!بس لايكون أنا!!!!::مغتاظ:: ::مغتاظ:: ::مغتاظ::
************
ياسلام.....:p:p! أنا سعيده جدا
بعد مارأيت التكمله .. طبعا أنا للآن ماقرأتها......:D :D :D
بس أنا رديت حتى أعبر عن مدى سعادتي
وإنشالله لما أقرأها برد ثانيه:cool: :cool:
****************************
ونسيت أقولك الف الف الف شكر
جزاك الله خيرا يا أحلى lovely ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::
*********************************
محبتكم
*لميس*



مرحبا حبيبة قلبي لميس
والله انا سعيدة جدااااااااااااااا لما اشوف ردك
يعني ما قادرة اوصف لك لما اشوف ردك
http://img152.imageshack.us/img152/2410/732061sk0.gifhttp://img487.imageshack.us/img487/2453/361681ws3.gif
احس ان الدنيا صارت ربيع
والجو بديع ...
http://img53.imageshack.us/img53/1696/image364ay7.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/1696/image364ay7.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/1696/image364ay7.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/1696/image364ay7.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/1696/image364ay7.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/1696/image364ay7.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/1696/image364ay7.gif
http://img154.imageshack.us/img154/7474/51123v1lp9.gifhttp://img48.imageshack.us/img48/9314/51123v1ss2.gifhttp://img48.imageshack.us/img48/9314/51123v1ss2.gifhttp://img48.imageshack.us/img48/9314/51123v1ss2.gifhttp://img48.imageshack.us/img48/9314/51123v1ss2.gifhttp://img48.imageshack.us/img48/9314/51123v1ss2.gifhttp://img48.imageshack.us/img48/9314/51123v1ss2.gif
http://img291.imageshack.us/img291/6894/2311531fl2.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/6894/2311531fl2.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/6894/2311531fl2.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/6894/2311531fl2.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/6894/2311531fl2.gif
حبيبة قلبي العفو حبيبتي ... على ايش ... انا ما سويت شي ... ...
الشكر لحبيبة قلبي مسزز حسين السريعي ..
هيه اللي كتبت الفصل الرابع
http://img291.imageshack.us/img291/848/23301261jn2.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/848/23301261jn2.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/848/23301261jn2.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/848/23301261jn2.gif

و بما ان عضويتها لم يتم تفعيلها حتى هذه اللحظة
فانا اقترحت عليها انها تنزل الفصل باستخدام عضويتي

يعني انا اعطيتها اسمي و الباس وورد تبعي وهيه اللي نزلت لكم الفصل الرابع
وان شاء الله بتنزل لنا الفصل السادس بعد ما انا انزل لكم الفصل الخامس بكره http://img291.imageshack.us/img291/7285/13731pa9.gif
واختنا لورانا اعتذرت بسبب ظروف السفر ..

ولذلك احب اشكر اختي وحبيبة قلبي العسووووووولة جدا جدا مسزز حسين السريعي على تعاونها الراائع جدا جدا و رغبتها في مشاركتنا هنا رغم العقبات اللي واجهتنا لتفعيل عضويتها ... وتميزها و روحها المتعاونة و المرحة جدا
http://img480.imageshack.us/img480/1415/6a8f7f497dxy6.gif

واشكرها جدا جدا على تنزيل الفصل الرابع لنا ....
http://img110.imageshack.us/img110/3168/5331181q5bk7.gif
http://img110.imageshack.us/img110/2032/111218v1io0.gifhttp://img110.imageshack.us/img110/2032/111218v1io0.gifhttp://img110.imageshack.us/img110/2032/111218v1io0.gifhttp://img110.imageshack.us/img110/2032/111218v1io0.gifhttp://img110.imageshack.us/img110/2032/111218v1io0.gifhttp://img110.imageshack.us/img110/2032/111218v1io0.gifhttp://img110.imageshack.us/img110/2032/111218v1io0.gifhttp://img110.imageshack.us/img110/2032/111218v1io0.gif
مشكورة حبيبة قلبي مسزز السريعي ...

http://img480.imageshack.us/img480/416/1171031km5.gifhttp://img480.imageshack.us/img480/416/1171031km5.gifhttp://img480.imageshack.us/img480/416/1171031km5.gifhttp://img480.imageshack.us/img480/416/1171031km5.gifhttp://img480.imageshack.us/img480/416/1171031km5.gifhttp://img480.imageshack.us/img480/416/1171031km5.gifhttp://img480.imageshack.us/img480/416/1171031km5.gifhttp://img480.imageshack.us/img480/416/1171031km5.gif

حياكي الله
و حللتم اهلا و نزلتم سهلا .. و نورتي المنتدى حبيبة قلبي ... ونورتي المشروع و الفريق ..

و اشكرك جدا جدا على تعاونك الرائع
http://img291.imageshack.us/img291/2129/2330114us1.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/2129/2330114us1.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/2129/2330114us1.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/2129/2330114us1.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/2129/2330114us1.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/2129/2330114us1.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/2129/2330114us1.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/2129/2330114us1.gifhttp://img291.imageshack.us/img291/2129/2330114us1.gif

الله يعطيكي العافيه يا رب
http://img519.imageshack.us/img519/3364/w6w20mt6.gif

http://img152.imageshack.us/img152/5714/4ddp1k9zr1.gif

*لميس*
10-06-2007, 17:19
فصل راائع ومشوق


بس لاتخلوني أحترق من الإنتظار:D :D :D


لا عادي بكفيكم أكتبوا بالوقت اللي يريحكم


أقراء وأنا محترقه..!!:ميت: :ميت: :ميت:
:D :D :D :D



*****************************


خلاص ياlovely مدح ترا بديت


أصدق وأشوف نفسي!!:لقافة::لقافة::لقافة: :لقافة:


وبكرا تشوفين صفحتين ردود


لاتخافي .. أمزح!!!:rolleyes: :rolleyes: :rolleyes:


***********



الشكر لحبيبة قلبي مسزز حسين السريعي ..


هيه اللي كتبت الفصل الرابع




أكيد بعد ماعرفت إنها هي اللي كتبت الفصل فلها


ألف ألف ألف شكـ ــــــ ـــر::جيد:: ::جيد:: ::جيد::


وإنشالله يارب يفعلون عضويتها بسرررررعه


أنتظر أشوف مشاركه بأسمك يا ..::مسزز السريعي::..


*****************

حبيبة قلبي العفو حبيبتي ... على ايش ... انا ما سويت شي ... ...


عادي ماصار الا الخير ... أعتبريه شكر لك للفصل اللي بتكتبيه أنتي مقدما::جيد:: ::جيد::
******************


مازلت


..::متابعه::..

serma
10-06-2007, 19:48
شكرا لافلى سكاى على الفصل الجميل
انا بقرا القصه وشكلها حلو
كمان عايزه اشكر"" لميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــس""
على ردودها الذيذه جدا جدا جدا
بتخلى للروايات طعم تانى
ودايما تشجعها لفريق الروايات رائع
::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::

بس كان نفسنا تبقى واحده مننا اكيد كنا هنستفيد من روحا العاليه
دائما ....


شكرا لكم...كلكم
وبالاخص لمسزز ""حســــــين الســريعى ""...
ويارب نشوف مشاركاتها قيب هنا .....

تحياتى
::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::

lovely sky
11-06-2007, 13:36
5- فجوة في قلبها






" متى يأتي كايل ؟ لقد وعدنا بأن يكون هنا باكراً !!."
وبختها دايان بلطف :
"امكدّ انه سيصل في التاسعة والنصف .... و عليكِ ان تدعيه بالسيد جنسن يا كورتني ."
تدخلت كارولين توأم كورتني :
" اخبرنا انه يمكننا ان نناديه كايل !! ولقد وعدنا ان يأخذنا الى متحف التاريخ الطبيعي والى مدام نوساود اليوم .

هل نستطيع الذهاب لنتأكد من مجيئه ؟"
" مازال الوقت مبكراً جداً .... اوه حسن جداً ... اذهبا !! ."
وضحكت دايان وهي تهز رأسها باستسلام حين ترجلت التوأم عن كرسيهما متجهتان الى الباب ...
كان الجميع يحيطون بمائدة الافطار قل وجودها في يوم السبت .
فقال جيم :
" يبدو ان كايل هذا اكتشاف هام .... على الاقل بالنسبة لابنتيّ .."

ثم التفت الى ايف مبتسماً :
" اتدركين ان اسم كايل يتردد على مسامعنا كل يوم منذ بضعة اسابيع ؟. "

ارادت ايف ان تحتج .. انه ليس لي ... لكنها ابتلعت الكلمات لانه ما زال رسمياً على الاقل زوجها ...
وها هي عائلة بونيت تكن له حباً كبيراً .. فلِمَ لا تفعل هي هذا ؟؟..

لم تستطع ان تجيب على هذا السؤال ... فجيم ودايان لا يعرفان كايل اكثر مما تعرفه هي .. بل أقل بدرجات .. وهما اكثر استعداداً لاستقباله .. لكنهما ايضاً غير مضطرين الى تحمل الإحساس المخيف الذي يتسلل الي احشائها في كل مره يظهر فيها , وهو شعور لن يفارقها حتى تعرف الحقيقة الكاملة حول علاقتهما .

صرخت الفتاتان ببهجة من الردهة :
" إنه هنا ! كايل هنا ! "
وفكرت إيف انه وصل باكراً , وما لبثت ان احست بموجة قلق , فسارعت الى المرآة وهي تتأمل نفسها بتمعن .
شعرت دايان بتوترها فقالت بلهجة دافئة مطمئنة :
" تبدين رائعة ! "

تنهدت إيف :
" لسة واثقة ابداً انني سأبدو يوماً رائعة في نظر كايل .. فهو لم يسامحني بعد لرفضي تلك الملابس "
لكن الحقيقة ان المسألة لا تتعلق بتلك الملابس فقط , فقضية وظيفتها لم تحل بعد .. فقد التزمت ايف بقرارها بعناد واصرت على الاستمرار بالعمل في المكتبة , ولو ان المصروف الذي عرضه عليها كايل , كان يفوق مرتبها بأضعاف .

خلال الاسابيع الخمسة الماضية , ازدادت معرفتها بكايل عمقاً .. فأعجبت بذكائه ومرحه , وكرمه وصبره , لا بل فوجئت بتلك الصفات . في ظروف اخرى , كانت لتؤكد انها معجبة به كثيراً .. لكن هذه ليست بظروف عادية .. فما زالت حلقة اساسية مفقودة .. وراحت تتسائل ماذا يخفي وراء القناع اللطيف المتمدن التي يبرزه لها , ولبقية العالم .. وماذا عن دوافعه ؟ وسرعان ما أنبها ضميرها لتلك الاسئلة المبالغ فيها , لا بل الظالمه لهما . ففي اعماقها , كانت تعرف انها تحاول ان تجد فيه عيباً كي تبرر مشاعرها الداخلية ..
" صباح الخير ايف .. كيف حالك اليوم ؟"

دفنت ايف افكارها السيئة وراء ابتسامة قصيرة مضيئة ,ردت بها على تحية كايل :
"أوه .. انا بخير "
" هل انتِ مستعدة لنزهة في الطبيعة ؟ "

تمكنت اخيراً من تمتمة بضع كلمات وكأنها الموافقة .. لكن الحقيقة كانت غير ذلك .
فمنذ وقف كايل عند باب الغرفة وهيناها لاتفارقان جسده الطويل الأسمر ,
لقد كان حقاً جذاباً بشكل قاتل !
واعترفت بهذا في سرها , وهي تعرف ان لا مجال للإنكار ,
فاي امرأة طبيعية تفخر بمرافقة هذا الرجل .

لكن ايف لم تكن بحاجه الى النساء لتثبت مشاعرها , فتذكرت كيف استجابت لكايل بسرعة .
وهي لم تنس طبعاً كيف كبح كايل غزله لها , فاقتصر على قبلات اعتيادية قصيرة نهاية كل زيارة .. ترى , هل كان يقصد ان يشعرها بالاحباط ؟

" حسن جداً .. احضري معطفك إذن , وسنخرج ."
عادت إيف إلى ارض الواقع , فمنحته ابتسامة قصيرة أخرى , وهي تتساءل كيف يمكنه ان يتحكم بصوته وتصرفاته , كي ينجح في اخفاء كل خيوط علاقتهما المعقدة خلف قناع من الاسترخاء السهل , بعيد كل البعد عن حالتها . ترى , أهذا هو مايحسه فعلاً ؟ لابد انه يشعر بشئ ما , وإن لم يكن يعاني من الكرب نفسه الذي يجتاحها .

" هل احضرتما سترتيكما .. أيتها المتوحشتين المرعبتين !"
اخترق صوت كايل افكرها وهو يخاطب التوأم بمداعبة مرحة . وعبثاً, راحت تجاهد لإظهار درجة من الحماس تتناسب وبهجة الفتاتين . ثم احضرت معطفها من المشجب في الردهة.
وظهر كايل الى جانبها :
" دعيني اقوم بهذا .."

تناول المعطف القصير العاجي اللون من يدها استعداداً لتدس ذراعيها فيه .

" شكراً .."

كان يمكن لأي شخص ان يظن ان الحركة الصغيرة التي بدرت عنها , تمثل جهداً عظيماً ... بعد لحظات , نظرت الى صورتها في المرآة بشئ من القلق .. لم يكن لتدفق اللون الى خديها , او لبريق عينيها , أي دخل بجهدها , بل لقربها من هذا الرجل .
بدا شعره الاسود وكأنه يلامس خصلاتها , فيما عيناه العميقتان تلتقيان بعينيها في المرآة .
بلطف وإثارة , لا مس القماش الصوفي على كتفيها , وازاح بنعومة خصلة على الياقة ..

وفجأة , أحست ايف بضربات قلبها تتسارع حتى تبلغ مسمع كايل , وانه يعي السرعة المضطربة لأنفاسها .
ما الذي يحدث لها بحق السماء ؟

وكأنها أعشاب جففتها حرارة الصيف .. لا تحتاج سوى لمسة من عود ثقاب لتشتعل . لم تفكر أنها قد تمسي يوماً ما على هذا النحو ...
لكن , كيف لها ان تعرف نفسها حقاً من دون ماضٍِ تتذكره ؟

شعرت ايف بالألم من نظرات كايل , عبر المرآة . وبجهد , دفعت عنها افكارها المضطربة , ثم ارسلت ابتسامة مضيئة لانعكاس عينيه في الزجاج .

" انا مستعدة ! هيا نذهب ! "

كان صوتها مرتفعاً جداً , وكأنه يفضح أمرها. وسرعان ماابتعدت عن كايل , مثلما يبتعد المرء عن نار اصبحت فجأة شديدة الحرارة .

نعم , هذا هو شعورها .. لكن , أحقاً تريد الذهاب في هذه الرحلة ؟

لكن التوأم كانتا تنتظران هذا اليوم على احر من الجمر منذ بداية الاسبوع.

إذن, من الأفضل لها ان تحافظ على رباطة جأشها وتجاهد لتتمتع باليوم الذي ينتظرها .

في النهاية , ألفت الراحة تتسلل اليها فعلاً .. أولاً.. كان التوأم في غاية السعادة لركوب سيارة كايل القوية اللماعة , فصرفت النظر عن التوتر الذي تحس به . وحين وصلوا إلى متحف التاريخ الطبيعي , كان قلقها قد خفّ بشكل كبير , بحيث انها كانت تلحق بالفتاتين من طابق إلى آخر بالحماسة ذاتها التي تظهرانها .. ولم تضعف سوى بعد ساعتين حين بدأ التعب يساورها .
قال كايل :
" فلنأخذ استراحة للقهوة .. وإلا لن نملك طاقة لزيارة " توساود" ".

وفيما هما في الطريق الى متحف الشمع , قالت له ايف :
" انت خبير في التعامل مع الأطفال .. يجب ان اعترف ان لااسئلة التي لاتتوقف تزعج احياناً .. على أن أعترف أنني متأثرة بتصرفك .. فهل تملك خبرة مع الأولاد ؟

وجه إليها نظرة جانبيه من عينيه البنيتين الداكنتين , قبل ان يرد ببطء:
" انا عمّ لابنة أخ في الرابعة من عمرها تمتلكني في لحظة .."
ظللت صوته آثار قاتمة لم تستطيع تفسيرها , فتلوت ايف بعصبية في استجابة غريزية
" واضح انك تحبها كثيراً "
" أجل "

كانت الكلمة الوحيدة جازمة إلى درجة الفظاظة .. ولم يكن ينظر اليها ,
بل كان يحدق في الفتاتين قرب تمثال شمعي لمايكل جاكسون .. وأحست إيف بإنطباع قوي انه لم يكن يراها فعلاً .

هل فتحت جروحاً أخرى ؟ يا إلهي ! ألهذا دخل بتحطم زواجهما ؟

" أكنت .. هل ترغب في الأولاد ؟"
مرة أخرى , اتجهت نحوها تلك العينان البنيتان , ثم سافرتا بعيداً مرة أخرى . رد بتوتر لم يبعث الراحة في إيف :
" لا أعتقد ان هذا سؤال مناسب في هذه المرحلة من علاقتنا "
لكنها أصرت :
" هل رغبت .. وهل تريد ... ؟ "

أحست وكأنها تسير في حقل الغام قد ينفجر في وجهها في أية لحظة :
" أعنى ... لوأننا .. "

وجف صوتا بألم حين استدار كايل ليواجهها
" إن كنتِ تقصدين هل أرغب في ولد منك .. فالرد نعم .. وهذا من أغلى الآماني على قلبي .. كان يجب ان تعرفي هذا .. اللعنة عليك ! "

أحست بالصدمة تخترقها .. وكأن كلمته كانت صفعات عنيفة حقيقية ..
ولم تستطع سوى ان تحدق فيه بذهول وكرب , بينما كان القناع المتمدن ينزلق عن وجهه , ليكشف عن دمار يخفيه .. طعنتها مشاعر كابل القوية كما نصل السكين المثلج ينغرز في القلب .
وبدافع غريزي امتدت يدها لتلامس ذراعه .. كان السكين في قلبها يتوغل عمقاً ,
فيما هو يصد نظرة التعاطف بحركة عنيفة غاضبة .

" ماذا قلت ؟ ماذا ... ؟ "
لكن السؤال لم يكتمل :
" كايل .. ايف .. تعالا لتنظرا .. "

أمسكت كارولين وكورتني ذراعيهما وقد اعمتهما الفرحة عن الجو المتوتر بين الراشدين .
" على المقعد الخشبي امرأة جالسة .. "
" لقد ظننا انها حقيقية وانها نامت .. "

" يجب ان تلقيا نظرة! "

lovely sky
11-06-2007, 13:41
وكما المذهولين يستيقظان ليجدا نفسيهما في شارع مزدحم ,
لم يكن امام كايل وايف أي خيار سوى الخضوع للتوأم , وإلقاء نظرة على تمثال الشمع الذي ابهجهما كثيراً ..

من تلك اللحظة انتفت أي فرصة لحديث جديد . باستثناء الكلمات التي يتبادلها أي راشدين مسؤولين عن فتاتين في العاشرة من عمرهما , تجرانهما من تمثال إلى آخر , مذهولتين بتمثايل البلاط الملكي , ومشاهير أهل السياسة والكتّاب , وأخيراً غرفة الرعب .

قالت ايف مصممة :
" لن أدخل الى هنا .. إذهبا ان اردتما .. لكن لا تلوماني لو داهمتكما كوابيس ليلية ".

قال كايل : " سأعتني بهما .. ولن نتصرف بسوء " .
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يخاطبها فيها مباشرةً . بإمكانها ان تثق به .
ثم تحركوا بعيداً , فيما كل من التوأم تمسك بيد كابل .. لزوجها هذا , غريزة رائعة نحو الأولاد .. أو على الأقل , التوأم .. لقد تصرف طيلة اليوم وكأنه العم او الخال المثالي ,
وقد امضت الفتاتان وقتاً ممتعاً .. لكن , بعد لحظة , تغير مزاجها حين تذكرت ردة فعل كابل على تعليقها منذ قليل .

لكن الذنب كان ذنبها .. فهو لاشك لم يكن مستعداً للحديث عن الأولاد , ولاتستطيع ان تلوم سوى نفسها على تفجر الامور في وجهها .

والمشكلة انها لا تعرف كيف تتصرف مع هذا الرجل .

صحيح انه زوجها قانوناً , إلا انه ما زال مجهولاً بالنسبة لها .....
لاشك في ان هذا الرجل يحتل مكاناً مهماً في حياتها .....
فهي تشعر بالراحة في رفقته , لا بل وتتمتع بوقتها احياناً , مثل هذا اليوم .... الى ان اشعل سؤالها الفظ ذلك الانفجار ,
لكن كايل , الزوج , الحبيب , مسألة مختلفة تماماً ,,,
ومع انها تعرف جيداً ان عليها التفكير بالحب في يوم ما , لكنها تبعد هذه المرحلة بانتظار ان تصبح اكثر قوة واستعداداً لمواجهة الوقائع .

اما الآن فقد اقتربت كثيراً من خرق الصمت الضمني الذي بنياه حول ذلك الموضوع ....
اذن لماذا حولته فكرة انجاب الاولاد الى رجل حساس بهذا الشكل ؟؟
لقد اعلن كايل بصراحة صدمتها انه اراد طفلاً ...
أكان هذا سبباً لعزلتهما ؟ الم ترغب هي في ذلك ؟
انقطعت أفكار ايف المزعجة مع عودة التوأم ...

كانت كارولين تبدو شاحبة بينما كورتني تواصل رأيها بقوة أكبر ..
" كان هذا مقرفاً ."
قالت ايف وهي تعبث بشعر كارولين البني :
" حسن جداً ... لقد حذرتكما ."
" اتمنى لو بقيت معكِ ايف ."

ضمت ايف الفتاة وهي تواسيها :
" لم يكن هناك اناس حقيقيون حبيبتي ,, كلهم تماثيل شمع ...."

ولم تعرف لماذا رفعت نظرها في تلك الللحظة الى العينين السوداوين المتفرستين ....
فاستعادت الطريقة التي استدار فيها اليها منذ وقت قصير , ليبعث فيها حزناً وانزعاجاً ,,
فعادت تصب اهتمامها على التوأم هرباً من نظراته ..

قال كايل :
"والآن اعتقد ان الوقت حان لنعود الى المنزل ... اليس كذلك ؟
الوقت متأخر وامامنا مسافة طويلة حتى موقف السيارات ."
وجهت كورتني سؤالاً الى كايل :
" اوه ... هل يمكن ان نذهب بقطار النفق ..... "
اضافت التوأم الآخر :
" اوه .. ارجوك ,,, فلا تتاح لنا فرصة الركوب في القطار دائماً ."
قال كايل بكل استعداد :
" طبعاً نستطيع ... لكن عليكما قراءة الخريطة لتخبراني اي طريق نسلك لنصل الى هناك ."

ما ان اخذهما الى المحطة تحت الارض , حتى اخذت الفتاتان تتناقشان حول الطريق .
قالت ايف لكايل فيما الفتاتان تفرران :
" لقد تمتعتا فعلاً .... شكراً لك كثيراً ... مع اننا نسكن خارج لندن تماماً الا ان المال عادة قليل جدا و لا يسمح بكثير من الرحلات الى منتصف المدينة ....
لذا فرحلة بقطار الانفاق مغامرة جديدة .. لقد كان لليوم كله نكهة مميزة ."
رد بكل سهولة :
" كان هذا من دواعي سعادتي ..."

وبتشجيع من صوته الدافئ , تمسكت ايف بشجاعتها :
" كايل ... بالحديث عن كلامنا قبل وقت قصير ."
قاطعها بسرعة ..:
" لا .... يجب ان اعتذر ... لقد نسيت نفسي و بالغت في ردة فعلي ... انا آسف ..."
ثم خاطب الفتاتين :
" هل أخذتما قراراً ؟".

وهكذا انتهى الحديث ... ما من مزيد يقال في هذا الموضوع .
حسن جدا ,
اذا كان هذا ما يريده , قلن تجادل ...
لكنها كانت تعرف في اعماقها ان القلق والاهتمام الذي أثاره كايل لن يزول بمجرد كلمات ....
كان القطار مزدحماً جداً ..
لذا كانوا محظوظين بالوقوع على مقاعد شاغرة ...

وابتسمت ايف بابتهاج لمراقبتهما تتحدثان بحرارة ... ثم استدارت متحمسة الى رفيقها .
لأول مرة كانت البهجة مرسمومة على وجهها بجلاء من دون اس احساس يردعها :
" شكراً لكَ مرة أخرى على هذا اليوم !

لقد حولته الى يوم مميز للتوأم !!"

" لقد تمتعُ به كذلك .. واحببت رفقتهما , انهما فتاتان رائعتان ."
ولانت العينان البنيتان القاتمتان و امتلأتا دفئاً ...
أزال برودته السابقة ....
" ولقد تعلقتا بك ايضاً .."
ما ان تلفظت بالكلمات حتى ادركت خطأها ....
رد كايل بنعومة :
" ومااذا عنكِ يا ايف ؟ هل تتعلقين بي كذلك ؟".
باتت شفتا ايف جافتين , فبلتهما بتوتر , وفجأة اختفى صليل عجلات القطار وهو ينطلق في الظلام وضجيج بقية الركاب جولهما , كل هذا ضاع وامسى ضباباً كاذباً ....
" لستُ ادري ... احتاج الى المزيد من الوقت .."
" لم تحتاجي الى اي وقت حين التقينا اول مرة ."
لفحتها انفاس كايل في تذنها ...
" لم تترددي يومها .. واعرف انكِ تتذكرين هذا ..."

كان الاحتجاج حاداً وسريعاً :
" لا !! انا لا اتذكر شيئاً !!."

" لكن لاوعيكِ يتذكر ... اعرف .... لقد قرأته في كتابك .."
اغمضت ايف عينيها امام العر الذي اجتاحها ... بعد ذلك الحديث المتفجر الليلة الاولى التي جاء فيها الى المنزل ,
لم يعد كايل يذكر كتابها ...
لكنها كانت تعرف انه لم ينس .. ولا هي نسيت ,, كم من مرة اعادت قراءة ما كتب , وكم من مرة اشتعلت بشرتها وارتفع الدم الى وجنتيها ....
" كنت يومها شخصاً مختلفاً ,,, ولستُ ادري من انا الان . ما كتبته في الكتاب لا يبدو لي حقيقياً ...انا لا اشعر به ... وبكل تأكيد لا اشعر به نحوك !!."

هذا غير صحيح.... فأنبها ضميرها بحدة ...
عاطفياً كانت قسوتها جارحة لا تعرف ما تفكر او تشعر به ...
لكن جسدياً لم يكن لديها ادنى شك في استجابها لكل ما يشعله كايل فيها ,
لكنها لابد اوحت له بالعكس تماماً , ففجأة جف الدفئ في تعبير كايل , وقست عيناه لتصبحان شظيتين من الثلج الاسود ,

ثم تراجع في مقعده ينزوي عنها جسدياً وفكرياً , فأحست ايف وكأن باباً صفق في وجهها ...

سيطر التوتر على بقيه الرحلة الى المنزل , فامتنت ايف بعمق لوجود التوأم اللتين لم تدركا الصمت بين الراشدين ...
فتابعتا الحديث الهادر حول مباهج اليوم دون كابح فيما هي متصلبة في مقعدها ...

ما ان وصلوا الى المنزل حتى سارعت الفتاتان الى الداخل وهما تكطران والديهما بحديث مبهج , وكل واحدة منهما تنافس الاخرى للفت الاهتمام الى ان اسكتتهما دايان بنفاذ صبر .

" اصمتا لدقيقة واحدة ايتها المتوحشتان !
كايل ... يبدو انهما امضتا وقتاً رائعاً ...
كيف يمكن ان اشكرك ؟
الن تدخل لتشرب الشاي ؟".
هز كايل رأسه الاسود الشعر بحزم , وقال بغموض :
" لن اتجاوز مذة الترحيب بي ... لدي اعمال اقوم بها .... "

ولم يذكر زيارة اخرى .. ادركت ايف هذا وهو يستدير نحو سيارته وصدمها الالم و خيبة الامل اللذين تسببت بهما ..
وفيما هي تقاوم المشاعر المؤلمة التي ايقظها فيها رحيل كايل , استدار فجأة ليواجهها :
" سآخذكِ الى العشاء ليلة الغد ... كإحتفال مبكر لعيد ميلادك ... لقد وعدتكِ باصطحابكِ الى مكان مميز , سآتي لآخذكِ في الثامنة .."
" اذا شئت "
كان رها مريراً ,, في الواقع ليست هذه بدعوة ابداً ..
بل لكانه يأمرها ... مع ذلك , فقد راح قلبها يخفق استجابة لإعلانه المتحجر , فعرفت ان مثل هذه التفاصيل لا تهم ,
يكفي انه يرغب في رؤيتها مجدداً .
كانت تتوقع ان يكون اليوم التالي قاتماً وموحشاً ,
فإذا به فجأة مشرقاً وصافياً ,
وكأن الشمس اشرقت فجأة من خلف غيمة كثيفة سوداء .

وأكدت له :
" ساكون حاضرة ."
وفيما هي تراقب السيارة تبتعد راحت تتسائل ان كان سيعود ابداً لو لم يتذكر وعده لها ....
تكلكها الخوف في القطار , وخشيت ان تبعده كلماتها الى الابد لاسيما للألم العظم ا لذي كانت تحتويه ...
هل تحتاج فعلاً الى ذلك الوقت الذي اصرّت عليه ؟
اليس في الواقع انها على وشك خسارة قلبها لمصلحة كايل .؟
ام انها تقصد انها ستخسره مجدداً ؟
لن تستطيع ان تجد رداً بسهولة ..
لكن في اعماقها كانت تعرف ان الامر لا يهم في كلتا الحالتين ....
فهي ما زالت لا تتذكر كايل جنسن زوجاً .....
ولا تتذكر ما كانت عليه علاقتهما من قبل ,
لكنها تعرف انه لو خرج من حياتها الآن , فيحدث فجوة عميقة ضخمة , من المستحيل ردمها ...


**********************************

lovely sky
11-06-2007, 13:53
فصل راائع ومشوق

بس لاتخلوني أحترق من الإنتظار

http://img139.imageshack.us/img139/4080/lkksl9.gifhttp://img139.imageshack.us/img139/4080/lkksl9.gifhttp://img139.imageshack.us/img139/4080/lkksl9.gifhttp://img139.imageshack.us/img139/4080/lkksl9.gif



لا عادي بكفيكم أكتبوا بالوقت اللي يريحكم



أقراء وأنا محترقه..!!
ما نقدر نخليكي تنتظري لميس
انتي تأمري يا قمر ..

http://img184.imageshack.us/img184/4082/w6ww6w20050427090610201ok9.gifhttp://img184.imageshack.us/img184/4082/w6ww6w20050427090610201ok9.gifhttp://img184.imageshack.us/img184/4082/w6ww6w20050427090610201ok9.gifhttp://img184.imageshack.us/img184/4082/w6ww6w20050427090610201ok9.gifhttp://img184.imageshack.us/img184/4082/w6ww6w20050427090610201ok9.gif




خلاص ياlovely مدح ترا بديت



أصدق وأشوف نفسي!!



وبكرا تشوفين صفحتين ردود



لاتخافي .. أمزح!!!



والله لميس تستحقي اكثر من كذا
ووالله انا ما اقول غير الحقيقة
تراكي عملتي لنا جو لمشروع
مشكورة حبيبتي

والله لو تردي عشر صفحات .. بيكونوا احلى من الروايات اللي في المشروع


http://img172.imageshack.us/img172/7950/q82103xu4.gifhttp://img172.imageshack.us/img172/7950/q82103xu4.gifhttp://img172.imageshack.us/img172/7950/q82103xu4.gifhttp://img172.imageshack.us/img172/7950/q82103xu4.gifhttp://img172.imageshack.us/img172/7950/q82103xu4.gifhttp://img172.imageshack.us/img172/7950/q82103xu4.gif

واحب من هنا ابارك لحبيبة قلبي مسزز السريعي على تفعيل عضويتها اليوم
الف الف الففففففففففففففففففف مبروك حبيبة قلبي مسزز السريعي
http://img395.imageshack.us/img395/6436/1112131us2.gifhttp://img395.imageshack.us/img395/6436/1112131us2.gifhttp://img395.imageshack.us/img395/6436/1112131us2.gifhttp://img395.imageshack.us/img395/6436/1112131us2.gifhttp://img395.imageshack.us/img395/6436/1112131us2.gifhttp://img395.imageshack.us/img395/6436/1112131us2.gifhttp://img395.imageshack.us/img395/6436/1112131us2.gifhttp://img395.imageshack.us/img395/6436/1112131us2.gif



وننتظر الادارة تقبل عضويتها في المتدى

يعني من بكره راح تكون معانا و ان شاء الله تشارك بنفسها في كل الروايات بعد كذا
http://img171.imageshack.us/img171/5426/q82225vh2.gifhttp://img171.imageshack.us/img171/5426/q82225vh2.gifhttp://img171.imageshack.us/img171/5426/q82225vh2.gifhttp://img171.imageshack.us/img171/5426/q82225vh2.gifhttp://img171.imageshack.us/img171/5426/q82225vh2.gifhttp://img171.imageshack.us/img171/5426/q82225vh2.gifhttp://img171.imageshack.us/img171/5426/q82225vh2.gif

مشكورين و اتمنى لكم قراءة ممتعه مع احداث الفصل الخامس
مع ايف و كايل

http://img171.imageshack.us/img171/8196/qqta7eatyrl3.gif

lovely sky
11-06-2007, 14:01
شكرا لافلى سكاى على الفصل الجميل
انا بقرا القصه وشكلها حلو
كمان عايزه اشكر"" لميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــس""
على ردودها الذيذه جدا جدا جدا
بتخلى للروايات طعم تانى
ودايما تشجعها لفريق الروايات رائع
::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::

بس كان نفسنا تبقى واحده مننا اكيد كنا هنستفيد من روحا العاليه
دائما ....


شكرا لكم...كلكم
وبالاخص لمسزز ""حســــــين الســريعى ""...
ويارب نشوف مشاركاتها قيب هنا .....

تحياتى
::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::



اشكرك سيرما يا حبيبة قلبي على الرد الرائع ده
شكرا كتييييييييييييييييييييير جداااااااااااااااااااا
ومنورة المشروع
ويسعدني جدا ان اراكي دائما في المشروع
http://img171.imageshack.us/img171/6316/6a8f7f497dom2.gif

انتي من اهم الاعضاء هنا واكثرهم تميزاً ... رغم انك اشتركتي معنا حديثاً
الا انك لكي طابع مميز و روح مرحة و عسولة جدا
http://img145.imageshack.us/img145/6412/23301261le7.gifhttp://img145.imageshack.us/img145/6412/23301261le7.gifhttp://img145.imageshack.us/img145/6412/23301261le7.gifhttp://img145.imageshack.us/img145/6412/23301261le7.gifhttp://img145.imageshack.us/img145/6412/23301261le7.gif

واحب اشكر لميس فعلا ... على ردودها الجميلة جدا دائما

وابارك لاختنا الغالية مسزز السريعي

و وبالتأكيد ننتظرها على احر من الجمر و ننتظر مشاركتها معانا باسم مسزز السريعي

lovely sky
11-06-2007, 14:08
اعزائي واحبائي واخوني اعضاء و زوار المنتدى الحبيب مكسات
احب ان اعلن لكم عن خبر رااائع

اختنا الحبيبة ماري انطوانيت راح تشارك معانا في المشروع بمشاركة متميزة جدا
http://img413.imageshack.us/img413/893/119101nk7.gifhttp://img413.imageshack.us/img413/893/119101nk7.gifhttp://img413.imageshack.us/img413/893/119101nk7.gifhttp://img413.imageshack.us/img413/893/119101nk7.gifhttp://img413.imageshack.us/img413/893/119101nk7.gif

ستقوم بكتابة رواية كاملة كمساهمة منها معنا
و لتحقيق الفائدة و المتعة لكافة محبي قراءة الروايات ...
اختنا الحبيبة ماري ستختار لنا رواية من الروايات الموجوده عندها من روايات عبير القديمة

و احب ان اشكررها جدا جدا على مساهتمها الرائعه و مبادرتها الطيبة و فكرتها الرائعه جدا
وان شاء الله ستقوم بتقديم الرواية لكم بعد انتهاء مجموعة الروايات الموضوعه في جدول اعمال الفريق حالياً ..

اشكرها من كل قلبي
http://img413.imageshack.us/img413/4183/q82202mh7.gifhttp://img413.imageshack.us/img413/4183/q82202mh7.gifhttp://img413.imageshack.us/img413/4183/q82202mh7.gifhttp://img413.imageshack.us/img413/4183/q82202mh7.gifhttp://img413.imageshack.us/img413/4183/q82202mh7.gifhttp://img413.imageshack.us/img413/4183/q82202mh7.gifhttp://img413.imageshack.us/img413/4183/q82202mh7.gif
و اتمنى لكم الفائدة و المتعة و قضاء اجمل الاوقات مع فريق كتابة الروايات

وتقبلوا تحياتي

lovely sky

*لميس*
11-06-2007, 14:41
http://smileys.smileycentral.com/cat/36/36_22_31.gif (http://www.smileycentral.com/?partner=ZSzeb001_ZN)



فـصــ ــ ـــل رائــ ــ ـع جــ ــدا




*********************************



والصراحه أنا هالمره مــــــع >> كــــ ــ ــايــ ــل:رامبو: :رامبو: :رامبو:


لأن إيف قهرتني:mad: :mad:


ولا إيش رأيكم؟؟!!!


*******************************


لكن أنا حسيت أنه الفصل أقل من قبل ولا..!!!؟


*****************


:
:
:
:
:
:
:
:
:
:


مــ ــ ــ ــازلت


...:::متابعه:::...


******************










http://www.smileycentral.com/sig.jsp?pc=ZSzeb113&pp=ZN (http://smiley.smileycentral.com/download/index.jhtml?partner=ZSzeb113_ZN&utm_id=7921)

lovely sky
11-06-2007, 17:14
- 6- الهدية المكسورة !!::جيد::





عند تمام الساعة الثامنة في الليلة التالية ، نزلت ايف إلى الطابق السفلي وما أن رأتها كارولين حتى صرخت باهتياج :
(( واو 00ايف ! تبدين كعارضة أزياء ))
استدارت ايف على نفسها فوق الدرجة الأخيرة من السلم :
(( هل أعجبك ؟ ))
دخل جيم إلى باب غرفة الجلوس يستطلع صراخ ابنته ، وما إن رأى ايف حتى صفر لها إعجاباً 00وقال :
(( مثير 00للإعجاب 000تبدين مذهلة تماماً 00فتاة لعيد ميلاد ))
انحنت ايف بتحية سريعة : (( شكراً لك 00سيدي اللطيف ))
خرجت دايان من المطبخ لتقف إلى جانب ايف ن وهي تتفحص مظهرها برضا :
(( ألست مسرورة لأننا دفعناك لشراء هذا الفستان ؟!))
كانت ايف قد شاهدت الفستان في محل أزياء محلي وأحبته ، منذ أسابيع 00لكنه كان بعيداً عن متناول يدها وفق ميزانيتها المحدودة ، لكن منذ أسبوع ذكر كايل عشاء عيد ميلادها 00ولحسن الحظ 00اكتشفت أن الفستان لا يزال في المحل ، لا بل معروض للبيع بأسعار مخفضة 00وحين أعلن جيم ودايان أن فرق السعر سيكون هدية عيد ميلادها ، لم يعد من قرار آخر تتخذه 0
سألت :
(( ألا تعتقدين أنه رسمي جداً لمثل هذه الليلة ؟ ))
ولم يكن ما تعنيه حقاً 00
(( لا00لا اعتقد هذا ))
انبأتها لهجة صديقتها أنها تعرف ما تعنيه (( صدقيني حبي 00سوف تسلبين عقله ))
ولهذا السبب بالذات تراها تشعر بالقلق 0 اعترفت ايف بهذا لنفسها ، وهي تلقي نظرة شك أخرى على انعكاس صورتها في المرايا 0
هل تريد حقاً أن تحدث هذا التأثير على كايل ؟ هل تريده أن ينظر إليها كامرأة ؟ والأكثر من هذا 00كامرأة أنثوية مثيرة ؟
ارتجفت ايف مع قشعريرة إدراك تسللت إلى ظهرها 00فلو كانت وكايل ، رجل وزوجته فمن الواضح إذن ، أنهما تشاركا علاقة حميمة 000لكن المشكلة الآن أنها لا تتذكر أبداً مثل هذه التفاصيل الحميمة 00ولذا فهي بريئة ولو فكرياً على الأقل ، وانكمشت معدتها بعصبية 00لن تستطيع مواجهة كايل على هذا النحو ، يجب أن تغير ملابسها ، لكن في تلك االلحظة بالذات أنبأها إقفال باب السيارة في الشارع أن الوقت تأخر كثيراً 00وبع برهة ن تصاعد صوت كورتني عالياً حتى غلب رنين جرس الباب 00
((كايل هنا ))
بالرغم من الدفء الذي يغمر الغرفة ن أحست ايف برجفة برد 0إذن ، لقد جاء 0 راحت نبضاتها تتسارع فجأة فيما وجهها موشح بلون وردي ن فعرفت كم يعني لها وصوله ن ففي أسابيع قصيرة أصبح مهماً جداً في حياتها 00وفي هذه الأثناء ، قررت أن تشعره بترحيبها ، وتحاول أن تمحو كل التوتر الذي برز بينهما بالأمس 00وهكذا ، وضعت بتصميم ابتسامة على وجهها ، وفتحت الباب 0
أعلنت بخفة كانت بعيدة عن الاحساس بها (( توقيت ممتاز ))
كان الصمت الذي تلى تحيتها ، قصير جداً 00قصير إلى درجة أنا لو لم تكن متأثرة جداً بكل ما حولها ، لشكت في صمتها 0 أما كايل ، فبعد أن استعاد وعيه ، قدم لها باقة كبيرة من الورد : (( عيد ميلاد سعيد 00ولو قبل يومين 000))
((اوه 00كايل 00كم هي جميلة 00))
أفلتت صيحة ابتهاج بعفوية شكرت الله لأن صوتها يبدو طبيعيا أكثر من قبل ، كانت فعلا ممتنة للورود ، لا سيما أنها استخدت عطرها كعذر تخفي رأسها في جمالها العطر ، وتجنبت النظر إلى كايل 0
ولم يخف عليها في اللحظة التي فتحت فيها الباب ، التغير الذي مر على وجهه وأضاء عينيه ، وأحست في الممر بنظراته تتفرسها من رأسها الأشقر اللماع ، ثم تتحرك ببطء نزولاً على وجهها المتورد 0
ارتاحت ايف لاجتماع عائلة بينيت كلها لتحية كايل 000وإلا ، من يدري ماذا يمكن أن يحدث ؟ ففي اللحظة التي التقت فيها عيناعا بعيني كايل ، بدأت استجابة مشوقة تتفتح في اعماقها 0
قال :
(( أنا مسرور أنها اعجبتك 000))
بدا صوته خشناً وأجشاً 00وكأن أوتار صوته مجروحة 00كان يتكلم فيما عيناه متشابكتان بعينيها 00وما لبث خدا ايف أن تلونا بلون أحمر يشبه احمرار الورد 0
ارتفع صوت كارولين سخطاً وخيبة أمل ، ليكسر حدة الجو المشحون :
(( هه !! زهور !! كنت واثقة أنك ستهديها شيء مميزاً ))
وتبدد التوتر 00وتناهى إلى مسامعه ايف صوت كايل المرتجف يقول : (( أنا آسف لخيبة أملك كارو 000في المرة القادمة سأجيء بالألماس ))
وما لبث أن استعاد صوته ورباطة جأشه :
(( إضافة إلى هذا ، هذه هدية مبكرة 00وكما تعرفين يوم مولد ايف يوم الأربعاء ))
((إذن ، ستقدم لها هدية مناسبة يومها ؟ ))
(( سأفعل ))
أخيراً وجدت ايف القوة لترفع وجهها الحار عن درع العطر 0 فاتجهت نظرة نصف ضاحكة ، نصف مقيمة نحو خديها المحمرين ، ثم سأل كايل :
(( لو اشتريت الألماس لك ايف 00فهل تقبلين ؟ ))
كان سؤاله ينطوي على ما هو أكثر بكثير , فجأة احست كأنهما أصبحا وحدهما في الغرفة 00فأدركت أن خلف سؤاله مجموعة من التلميحات والمضاعفات 0
حثها كايل بصوت أجش ( ( ايف ؟ ))
لم تعرف كيف تجيبه ، كانت غرائزها البدائية تحثها على الاستجابة 00لكن هل تستطيع أن تثق بهذه المشاعر ؟ منذ ثوان مضت ، لأقدمت على ذلك دون تردد 00لكنها الآن ، ترددت لبرهة أطول بقليل 00وسمحت للمنطق أن يقاوم 0
وأخيراً تمتمت : (( اسألني هذا يوم الأربعاء ))
قرأت في عبوسه السريع أنه لم يكتف بردها 00لكنه لم يملك سوى أن يقبل 0 سيما و أن ايف في تلك اللحظة ، أشاحت بنظرها عنه ، واستدارت نحو المطبخ 0
(( سأضع الباقة في الماء 00))
وبينما هي تبحث عن مزهرية مناسبة ، قامت باستجماع أفكارها ، ثم نفضت عنها المزاج العاطفي الغريب ، الذي استبد بها منذ وصول كايل 0
لكن دايان اعترضت طريقها : (( اوه لا 000لن تفعلي هذا 00سأهتم بها 00اذهبي في طريقك 00وامضي وقت جميلاً ))
(( سأعود الساعة 00))
دفعتها صديقتها إلى الباب : ((اوه 00هيا أخرجي 00أنا لست والدتك ! وتعرفين أنك لن تستيقظي من النوم غداً في ساعة مبكرة 00فغداً يوم إجازة ))
تمتم كايل ، وهو يفتح لها باب السيارة : (( محاولة جيدة 00لكني لا أنقلب إلى ذئب مفترس عند منتصف الليل ))
بالرغم من صوته الناعم ، التقطت ايف الغضب الذي كان يتخلل كلماته 0
قالت : لم أكن اعني 000))
لكنه اقفل الباب في وجهها موقفاً محاولة التفسير 0
لعل هذا أفضل 00ودار كايل حول السيارة حتى وصل إلى مقعد السائق 00على أي حال ، لن تعرف السبيل إلى الشرح من دون الخوض في دوامة من التعقيدات لم تكن مستعدة للتعامل معها 0
وماذا يمكن أن تقول ؟ أشعر بالقلق من قضاء أمسية معك . و أنا لا أثق في نفسي ؟ ستكون هذه هي الحقيقة على الأقل ، و أصابها التوتر لمجرد التفكير باستجابة كايل لكلامها 0
سألت بارتباك وهي تريد أن تكسر الصمت المزعج : (( إلى أين نحن ذ ذاهبان ))
بدا وجه كابل في نور المساء ، مشبوبا ً بالظلال 0 وسرعان ما القى عليها نظرة جانبية سريعة قبل أن يرد : (( إلى مكان أعرفه 00هادئ جداً 00وخاص جداً ))
(( إذن ، هل يسمحون لك بالدخول ؟ )9
وأشارت إلى قميصه ياقة الأخضر المفتوحة 00ثم تمنت على الفور على الفور لو أنها لم تفعل ، إذ وقع نظرها على عنه الطويل وصدره المكشوف تحت النور ، وأحست فجأة بحرارة حارقة ن وكأنها أسير حمى مشتعلة 0
وفيما كان كايل يعبس بسؤال صامت ن أكملت بصعوبة (( من دون ربطة عنق 00))
(( أوه 00هذا ))
لسبب ما ، بدا أنه يتسلى بتوترها والتوى فمه عند الزاوية 0
((لا 00ما من مشكلة 00فأنا معروف هناك )9
فيما بعد ، أخذت ايف تفكر بسذاجتها وقلة درايتها 00لكنها لم تشك ، ولو للحظة واحدة ، بما كان يجول في ذهنه 00لقد صدقت أنهما يتجهان إلى قلب لندن ، نحو مطعم فخم غالي الثمن ، وحين تابع كايل القيادة دون توقف ، نظرت حولها بمزيج من الدهشة والخوف ، فجأة وصلت السيارة إلى منحدر ، ثم توقف في مرآب للسيارات تحت الأرض 0

lovely sky
11-06-2007, 17:16
خرجا من السيارة ن وقادها كايل إلى مصعد قريب ن فسألته مترددة (( أين نحن ؟ هل المسافة بعيدة إللا المطعم ؟ ))
ضغط كايل زر المصعد لينطلق بسرعة إلى الأعلى : (( أبداً 00كما قلت لك أريد أن آخذك إلى مكان مميز ، حيث لا يزعجنا أحد ))
أنهى كلامه مع توقف المصعد ، وفجأة انفتحت الأبواب 0 خطت ايف نحو ر
ردهة رخامية ، ونظرت حولها بشيء من الارتباك ، ثم حل عليها الإدراك أخيراً حين أخرج كايل مفتاحاً من جيبه ودسه بالباب المقابل 0
أعلنت بسخرية لاذعة : (( مكان تعرفه !1))
لا عجب أنه لم يبالي بثيابه العادية 0
(( مكان هادئ وخصوصي ! ))
هز كايل كتفه دون اكتراث لسخطها ، ثم فتح الباب ، وتراجع إلى الوراء ليتركها تتقدمه إلى الغرفة 0
للحظة ، استشاطت غضباً للطريقة التي خدعها بها ، وودت لو تبدي عنادها ، وتدق كعبيها بالأرض ، ثم ترفض أن تتحرك 00لكن الفضول تغلب على غضبها ، فخطت إلى الأمام نحو غرفة جلوس ضخمة 0
على عكس الظلام الذي ساد في الخارج ، كانت الأنوار والألوان أول ما وقع نظرها عليه 00بين الوهج الساحر للخشب المصقول ، واللون الأخضر والأزرق الذي يشع من الأثاث الناعم ، والسجاد المتألق كالجوهر، أحست ايف بالدهشة ، فلم تتوقع أن هذا المنزل مسكن مؤقت لرجل أعمال أمريكي 0 في الحقيقة ، كان للغرفة إحساس دافئ ساكن ، خال من أي انطباع عصري 0
راقبها كايل بصمت ، وهي تتطلع حولها ، من دون أن يعلق كانت تعرف أن عينيه لم تفارق وجهها 0
سألها أخيراً وقد انتهت من تفحص المكان : (( هل أعجبك ؟ ))
ردت بحماس حقيقي (( إنه جميل ! ))
وفيما هي تدير وجهها إليه ، اضطربت أفكارها بقلق 0
قال كايل :
(( غرفة الطعام من هنا 000))
لو أنه لاحظ تغيير مزاجها 00إلا أنه مضى يفتح باباً يكشف عن غرفة أخرى أصغر حجماً ، مزينة بألوان فاتحة كتلك التي استخدمت في غرفة الجلوس 00وفي وسطها طاولة معدة سلفاً ، بأدوات فضية لامعة ، وكريستال رائع ، مع شمعدان وزهور 00
قال لايف : (( لم أعد الطاولة 000ولا الوجبة كذلك 00أعرف كيف أطهو ، لكن ليس بالمستوى المطلوب لهذه الليلة 00لذا طلبت من مطعم أن يوفر لي كل التحضيرات 00كل ما علي أن أفعله هو تسخين الحساء ، ومراقبة جهاز التوقيت 00مما يذكرني 000))
رفع كمه للوراء ، ونظر إلى الساعة الذهبية الرقيقة في معصمه :
(( أمامنا حوالي العشرين دقيقة 00لذا دعيني آخذ سترتك ، حتى تتمكني من الاسترخاء ، هل ترغبين في شراب معين فيما أنت تنتظرين ؟ ))
قاومت لتخفي توترها : (( بكل سرور ))
وبسرعة خلعت سترتها وأعطتها له من بعيد ، وهي خائفة من ردة فعلها 00
((مياة غازية أرجوك 00))
((لم لا تجلسين 00سأحضر الشراب )9
حين عاد كانت تجلس في المقعد الذي أشار إليه 00بدت متصلبة وقد اختارت الجلوس على حافته ن فيما الانزعاج ظاهر على وجهها 0
سأل بحدة :
((ما الأمر ؟ هاك 000ربما هذا يساعدك ))
أخذت ايف الكأس ، واحتست جرعة من المياه الفوراة ، فاستجمعت شجاعتها بحيث وجدت القوة الداخلية لتستدير إلى كايل وتواجه نظرته المتفحصة 0
سألت :
(( وهل من المفترض أن أعرف هذا المكان ؟ أهو واحد آخر من مخططاتك لشفائي ؟ إذا كان الأمر هكذا ، فإنك لم تنجح 000أنا لا أذكر هذه الشقة أبداً ))
رد بنعومة وهو يتهالك على مقعد مقابل :
(( لا 00لم تكن هذه هي فكرتي أبداً 00ولو كانت فعلاً ، لما جئت بك إلى هنا ، 00فأنت لم تري هذا المكان من قبل ))
((لم أره ؟ ))
لم تستطع إخفاء دهشتها 0
التوى فمه بسخرية (( لا 00لقد بعت المكان القديم منذ سنة 00كان جوه 00لا يعجبني 000))
جو مشحون بالذكريات لا يريدها 0 حاولت ايف أن تستند إلى الوراء براحة أكبر ، لكنها لم تستطع أن تسترخي جيداً ، ومع أن كايل نفى ظنونها السابقة ، إلا أنها ظلت تفكر أنه ما أحضرها إلى هنا ،ن إلا لسبب خاص يفكر به 0
قال كايل :
(( كنت أتسأل عن أمر 000))
ضربت لهجته العفوية على أعصاب ايف المتوترة 0
سألت متصلبة : (( وما هو ؟ ))
لكنها ندمت على سؤالها حين رأت ابتسامته الساخرة 0
(( ألا زلت ترين خطراً في كل ما أفعله ؟!! حقاً حبية قلبي 000سالهذا العقل الصغير المرتاب الذي تمتلكينه ))
ردت ايف بحدة ن وقد آلمها وصفها بالعقل الصغير :
(( قد أكون تسرعت ببعض الأمور في لقائنا الأول 000لكن الأمور مختلفة تماماً الآن 00وأنا مختلفة ))
عبست بشدة حين ارتفع حاجبه الأسود ، وكأنه يسألها كيف عرفت هذا 0 سألت :
((إذن ، ماذا تريد أن تعرف ؟ ))
(( كنت أتسأل فقط 000هل تريدين مني أن أتصل ببعض أصدقائنا القدامى 00أناس من 00))

(( من الماضي تعني ؟ لا 00لا أعتقد هذا لكن شكراً للعرض ))
(( لكن ألا تظنين 000))
قالت بحدة :
(( كايل 00أرجوك لا تفعل 00بات كل شيء أكثر صعوبة مما تصورت يوماً 0 صعب علي أن أتقبل أنك تعرفني جيداً ، في حين لا أستطيع تذكر شيء عنك ، فكيف إذا واجهت أي مخلوق آخر في الوقت الحاضر ؟ ))
(( لكن ألا يساعدك لقاء شخص آخر 00ألن يحث ذاكرتك ، مثلاً ؟ ))
(( لاأظن ذلك ، على أي حال إذا كنت لا أستطيع أن أتذكر زوجي 00فكيف لي أن أتذكر إنسان آخر ؟!! قد أخبرتني أن أعز صديقة لي ، سوزان قد هاجرت إلى نيوزيلندة ))
حين أخبرها كايل أن سوزان ، التي شاركتها شقة صغيرة قبل أن تلتقي به ، لم تعد تعيش في انكلترا ، أصيبت ايف بصدمة 000فقد كانت تأمل أن يدور حديث بين امرأة وصديقتها ، ليطيعها نظرة داخلية على العلاقة التي تربطها برجل يدعي أنه زوجها 0
(( دع عنك الأمر أرجوك ، فأمامي ما يكفي لمواجهته الآن 00))
ظنت ايف أن كايل سيجادلها أكثر ، لكنه هز رأسه بصمت ثم توقف 0
(( هل تحتاج أية مساعدة ؟ ))
هز رأسه (( أعتقد أنني أستطيع تدبر الأمور ، وأن أسخن الحساء بنفسي ))
مع ذلك ، تقدمت ايف نحو المطبخ خلفه ، ثم راحت تتفحص خشب السنديان المتناسق برضا وإعجاب 0
(( المكان لطيف 00وعملي 00لكنه ليس فعال 00هل كنا نقيم حفلات كثيرة حين كنا متزوجين ؟ ))
والتقطت جزر من قصة سلطة محضرة وقضمتها 0
عبس كايل لاستخدامها صيغة الماضي ، لكنه أجاب وعيناه على وعاء الحساء الذي يحركه :
(( كنا نقيم دائماً حفلات عمل 000لكن مع الأصدقاء ، كان الأمر أكثر عفوية ، ولو أننا بالطبع ، كنا نرغب في قضاء الكثير من الوقت وحدنا 0
التفتت العينان الأبنوسيتان إلى وجه ايف بنظرة مؤثرة ، بحيث كادت ايف تختنق بالجزر الذي تأكله 0
سألت ، وهي تهدف أن تتلهى عن أفكارها 00وأفكاره :
(( ماذا سنتناول كطعام ؟ )9
(( حساء البقلة المائية ، سلمون وتوت العليق ))
هذا هو طعامها المفضل ، إذن ؟ لقد خطط للوجبة بحذر شديد 0 ومدت يدها اليسرى لتأخذ قطعة جزر أخرى 00فجأة تسمرت في مكانها وهي ترى أصبعها خالياً من أي خاتم ؟ فخطرت لها فكرة جديدة 0
(( أين هو خاتم الزواج ؟ ))
جمدت يد كايل وهي تمسك الملعقة الخشبية 000وأحست ايف بالتوتر يتصاعد في جسمه الطويل ، ويشد كل عضلة منه 00وفجأة أخذ الحساء يغلي ن فأطفأ النار ، ليتحرك ويصبه في قصعة محضرة 0
بعد أن أكمل مهمته ، تمتم بنبرة ناعمة تخالف ردة فعله الأولى ، فيما لا يزال يدير ظهره :
(( إنه معي ))
- معك ؟ لماذا ؟ وهل تركته هو الآخر ؟))
تمنت لو يستدير 00كان من الصعب جداً أن تتكلم معه وهي لا تستطيع أن ترى وجهه0
وضع القصعة على الصينية ن وهو يركز على عمله 00ثم قال :
(( لم ترتديه لبعض الوقت 00فهو لم يكن يناسب مقاس أصبعك تماماً ))
ثار فضول ايف :
(( لم يكن يناسبه ؟ كيف هذا ؟ ))
أخيراً استدار كايل ليواجهها ، لكن تعابير وجهه بدت حيادية 000
(( لقد سمنت قليلاً 00تعالي تناولي هذا ، فيما هو ساخن ))
حمل الصينية إلى غرفة الطعام وهو يتكلم ، من دون أن يترك لايف أي خيار سوى أن تلحق به ن لو أن وزنها ازداد هكذا ، فلا بد أنها خسرته مرة أخرى عنما وجدت نفسها في المقهى !!
سألها كايل فجأة فيما هي تتقدم إلى جانبه :
(( لماذا تسألين عن الخاتم ؟ هل تريدين استرجاعه ؟))
لم تستطع ايف التفكير بالجواب ، لم تكن المسألة مسألة خات ن وهي تعرف هذا 00
سألت مترددة (( وهل تريدني 00أن استرجعه ؟ ))
(( ياله من سؤال غبي !!))
وصفق كايل الصينية فوق الطاولة ، غير مهتم بالحساء فوق حافة القصعة ، ثم استدار إليها ونيران الغضب تشتعل في عينيه 0كانت كل كلمة تطعنها كخنجر حاد :

lovely sky
11-06-2007, 17:19
(( وماذا تظنين أنك تفعلين هنا ؟ لماذا تظنين أنني جئت أبحث عنك أصلا ؟ لو لم أكن أريدك ، لتركتك ، ولسعدت برحيلك 00لكنني لم أفعل بل أمضيت الأسابيع الأخيرة أحاول استعادتك إلى حياتي 000))
(( لكن لماذا ؟ لماذا تريدني ان أعود ؟ ))
تراجع رأس كايل بحدة إلى الوراء ، وبدت عيناه عميقتين فارغتين بشكل غريب ، فاضطربت ايف حين أدركت أنه مرتبك للمرة الأولى 0
أخيراً قال : (( أنت زوجتي !!))
ردت ساخطة : (( زوجتك ؟ ومن تظن نفسك ؟ أنت لا تمتلكني 00أنا لست عبده !! ))
كان صوتها مرتجفاً دون أدنى شك ، وراحت تكافح لتخفي ردة فعل أكثر غموضاً 00فمع أنها تستنكر بغضب لهجة التملك في كلماته القاسية (( أنت زوجتي )) إلا أنها لا تستطيع أن تنكر الصدمة الكهربائية العنيفة التي سرت في جسمها ما إن أعلن هذا الرجل القوي أنه مصمم على المطالبة بها كزوجة له 0
(( لقد رأيت الوثيقة ))
اشتعلت عينا ايف بنار زرقاء ، فوق خدين أحمرين :
(( لقد ناقشنا هذا من قبل 00قطعة ورق لا تعني شيئاً من دون الالتزام العاطفي ))
سألها بنعومة خطيرة : (( وأنت تظنين أن لا وجود لتورط عاطفي ؟ ))
لكن ايف لم تنتبه إلى الإنذار الذي لمحت إليه لهجته الناعمة المنذرة بالشر :
(( أنا لم أر أي شيء منه ! ))
وأحست أن بدنها يقشعر تحت تأثير لمساته 0
((إذن 00هذا ما تريدينه 00))
وتحرك نحوها ، ثم رفع يده إلى خدها ، خفيفة كلمة خيوط العنكبوت على وجهها ، وتمتم :
((أوه ايف 000أنت عمياء جداً 000لا تستطيعين رؤية ما يواجهك 000أيعقل أن تسأليني لماذا أريد عودتك ؟!! لكنك تعرفين الرد ، لقد قلت لك 00))
((لا 00لم تقل شيئاً 000))
(( أوه ايف 000لكنني قلت 00ليس حرفياً ربما 000لكن أردتك أن تعودي 000نحن رائعان معاً 00أنا وأنا زوجان سعيدان 000وما كان يجب أن نفترق ))
لكنه كان لا يزال يفي أشياء وأشياء ملحة ، فأحست ايف معها وكأن روحها تكاد تخرج من جسدها قال : (( دعيني أعلمك ايف كيف كنا 000وكيف يمكن أن نكون مجدداً ))
وفجأة أفاقت ايف من سباتها 0
لم يعد يهمها إن كانا متزوجين أو عاشا معاص لمدة ثلاث سنوات 000بدا الأمر بالنسبة لها ، وكأن شيئاً لم يكن 00كانت تحس وكأنها بريئة خائفة 0
(( لا 000))
أفلتت منها الهمسة الضعيفة ، كخيط رفيع 00لكن كايل التقطها وتصلب على الفور 0
سألها بنعومة : ( لا ؟ ))
لم تعرف أش إشارة ظهرت على وجهها ، لكن طغى على وجه كايل لون أسود ، وانعكس في عينيه لمعان محموم 0
قال بلهجة مختلفة : (( أوه 00لا ايف 000لقد فات الأوان لتغيري رأيك الآن 000لقد فات الأوان كثيراً 000))
ثم تمتم مرة أخرى ( فات الوقت كثيراً 000)9
رفع رأسه ينظر إلى عينيها البنفسجيتين الواسعتين :
(( هكذا يجب أن نكون00ايف ! هكذا كنا ، وهكذا سنكون مجدداً 00وليذهب إلى 000الماضي 00من يدري ؟ ربما سينجح هذا حين لم ينجح أي شيء آخر ))
لكن ايف كانت قد تجاوزت مرحلة التركيز على كلامه 00أرادته أن يصمت 0
كانت عيناه تلمعان وهو يراقبها 00فأغمضت عيناها 000وفضلت أن تركز على مشاعرها 0
قال لها بصوت خشن :
(( لقد انتظرت طويلاً لهذا 00! طويلاً جداً 000و 000أوه 00أيف لا أستطيع الانتظار أكثر من هذا !!))
همست : (( إذن 000لا تنتظر ! أرجوك كايل 0000لا تنتظر 000))
*********


عادت على وعيها ببطء شديد 0 وسكنت في حالة سبات ، وهي غير قادرة على الحركة أو التفكير 0 إلى جانبها تناهت إليها أنفاس كايل ، فأدارت رأسها نحوه لتراه مسترخياً 0
قال :
(( لعلك تتذكرين الآن ؟ ))
وفجأة رن صوته في نفسها حتى قطع مزاجها الحساس ، كما يقطع نصل السكين في الحرير 0
سألت هامسة :
(( ماذا تعني ؟ ))
وسمعت ضحكته المنخفضة :
(( أوه 00ايف 00حبيبة قلبي 00تعرفين تماماً ما أعني 00سألتك وطلبت منك أن تتذكري 00وتكسري الجدار الذي بنيته حول نفسك ، وتستيقظي من حالة ( الجمال النائم ) الذي كنت فيه منذ سنتين ))
(( تحاول أن تذكرني !1))
تصلبت ايف مصعوقة برعب ، وقد تدمر مزاجها المتكاسل تماماً 00وبات وجهها أصفر كوجه الأموات ، وأضرمت عيناها الزرقاوان بلون البانسيه الداكن ، كرباً 00وراحت تستعيد مجدداً كلمات كايل :
((00من يدري ؟ ربما سينجح هذا حين لم ينجح أي شيء آخر ))
تمسك الآلم بحنجرة ايف 000حتى كاد يخنقها فاضطرت إلى اخراج الكلمات بالقوة 0
(( كانت هذه تجربة !! هذا ما كان يشغل تفكيرك طوال الوقت 00بل لهذا جئت بي إلى هنا ؟!! إلى مكان لا يزعجنا فيه أحد ! كيف تمكنت من هذا ؟))
بدا القرف في صوتها 0 لكن كايل رد بلا مبالاة باردة :
(( كان هذا يستحق التجربة 000لا شيء غيره نجح ))
(( يستحق 000))
وخذلها صوتها 00فيما عيناها تحترقان بالدموع 00دونما رحمة ، أخمدت الدموع في مهدها وهي تصمم ألا تدع كايل يرى الجرح الرهيب 0
سألها كايل :
(( ماذا تفعلين ؟ !))
(( وماذا يبدو لك أنني أفعل ؟ أنا راحلة ، لا أطيق أن أبقى معك لحظة أطول ))
قال بسخرية :
(( حسن جداً 00نحن نبالغ في ردة فعلنا 00أليس كذلك؟ ))
فما كان منها إلا أن شدت أسنانها لتمنع رغبة متوحشة في ضربه 00
(( ايف 00لقد كنا معاً 000))
لكنها لم تستطع أن تتركه يكمل جملته بل ارتفع صوتها بحدة :
(( كنا معاً ؟ هذه تجربة بدم بارد 000))
(( حسناً جداً 00يبدو أنني أضعت جهودي سدى 00لم أنجح 00))
فجأة ابتسم بشكل صارم 00ولف عيناه لمعان مثير 00
(( لعلنا نحاول مرة أخرى ))
لم تستطع ايف أن تصدق قوله :
(( أبداً ))
أي نوع من الحيوانات هو ؟
(( لم تنجح 000لقد مررت بتجربة مهينة ، للاشيء !))
أكملت صائحة :
(( لكنها لن تتكرر ثانية !! أبداً 00هل تسمع ؟ ))
وأسرعت ايف إلى الباب ، ثم استدارت في اللحظة الأخيرة لترمي كلمات الوداع في وجهه البارد :
(( لكنني سأقول لك شيء 00سيد كايل جنسن 00إذا كان هذا النوع هو الزواج الذي كنته 00إذن لا يدهشني أنني تركتك !! ))
ومن دون أن تجرء على النظر إليه مرة أخرى ، ركضت تخرج من الغرفة وهي لا تفكر سوى بالخروج من الشقة ، لتختبئ في مكان مظلم حيث تستطيع أن تداوي جروحها بسلام0
*****
ودمتم سالمين**

lovely sky
11-06-2007, 17:23
فـصــ ــ ـــل رائــ ــ ـع جــ دا

والله انتي الاروع حبيبة قلبي لميس
http://img228.imageshack.us/img228/5777/141381ss7.gifhttp://img228.imageshack.us/img228/5777/141381ss7.gif
يا هلا و غلا
نورتي من جديد
http://img510.imageshack.us/img510/9181/7f2119e7ede233d45a625d9ro1.gif


والصراحه أنا هالمره مــــــع >> كــــ ــ ــايــ ــل

لأن إيف قهرتني
http://img258.imageshack.us/img258/7396/36232ow5.gifhttp://img258.imageshack.us/img258/7396/36232ow5.gifhttp://img258.imageshack.us/img258/7396/36232ow5.gifhttp://img258.imageshack.us/img258/7396/36232ow5.gif


ولا إيش رأيكم؟؟!!!

http://img53.imageshack.us/img53/6320/3611131xv9.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/6320/3611131xv9.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/6320/3611131xv9.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/6320/3611131xv9.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/6320/3611131xv9.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/6320/3611131xv9.gif
صراحة والله معاكي حق
لأنوا ايف زودتها ...

ووالله كايل سوى اشياء كثيرة كلها تدل على الاحساس والمشاعر
.. ولو كان فقط سوى نص هذي التصرفات كنت ايضا راح اكون في صفه

يعني ايف ايش تبي اكثر من كذا يعني ؟؟؟؟
http://img53.imageshack.us/img53/674/36239ac6.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/674/36239ac6.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/674/36239ac6.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/674/36239ac6.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/674/36239ac6.gif


فعلا معاكي حق لميس \

يالله بنشوف ايش راح يصير لما يعزمها على العشاء
http://img145.imageshack.us/img145/2720/brrlx4.gif


http://img53.imageshack.us/img53/5629/q82162kg6.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/5629/q82162kg6.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/5629/q82162kg6.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/5629/q82162kg6.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/5629/q82162kg6.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/5629/q82162kg6.gif

http://img53.imageshack.us/img53/6351/85171ta2.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/6351/85171ta2.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/6351/85171ta2.gif


لكن أنا حسيت أنه الفصل أقل من قبل ولا..!!!؟

فعلا صحيح
http://img258.imageshack.us/img258/935/361331xb3.gifhttp://img258.imageshack.us/img258/935/361331xb3.gifhttp://img258.imageshack.us/img258/935/361331xb3.gifhttp://img258.imageshack.us/img258/935/361331xb3.gifhttp://img258.imageshack.us/img258/935/361331xb3.gif
الفصل عدد صفحاته قليلة هذي المرة ..
كل مرة بيكون ما بين 8 الى 9 صفحات
لكن ها المرة فقط 5 صفحات



مشكووووووووووووورة حبيبة قلبي لميــــــــــــــــــس



واشكر حبيبة قلبي مسزز حسين السريعي لانها نزلت لنا الفصل السادس ايضاً باستخدام عضويتي ..
ووالله ما عارفه كيف اشكرها

هيه ما انتظرت الى ان تقبل الادارة عضويتها غداً
ولكنها فضلت انكم تتابعوا الرواية بسرعة ..

احب اشكرها من كل قلبي
http://img505.imageshack.us/img505/1821/363121uf4.gif http://img505.imageshack.us/img505/1821/363121uf4.gif http://img505.imageshack.us/img505/1821/363121uf4.gif http://img505.imageshack.us/img505/1821/363121uf4.gif http://img505.imageshack.us/img505/1821/363121uf4.gif

مشكورة حبيبة قلبي مسزز السريعي
ووالله كنت اتمنى تنزليها باسمك ..
لكن الحمد لله صار خير
وكل الاعضاء عارفين انك انتي اللي نزلتيها حبيبة قلبي ...
اشكرك جدا على تنزيل الفصول 4 و 6 من رواية حزن في الذاكرة
http://img243.imageshack.us/img243/6282/w6w20060121195311421d50vx1.gifhttp://img243.imageshack.us/img243/6282/w6w20060121195311421d50vx1.gifhttp://img243.imageshack.us/img243/6282/w6w20060121195311421d50vx1.gifhttp://img243.imageshack.us/img243/6282/w6w20060121195311421d50vx1.gifhttp://img243.imageshack.us/img243/6282/w6w20060121195311421d50vx1.gif

اشكرك جدا و اقدر لكِ تعاونك و تواصلك الرائع ...

ووالله الاعضاء منتظرين يشوفوا مشاركة باسمك ..
وانا شخصياً اتمنى انك تشاركينا هنا في الرواية القادمة باسمك حبيبتي
http://img223.imageshack.us/img223/240/q8212xx0.gifhttp://img223.imageshack.us/img223/240/q8212xx0.gifhttp://img223.imageshack.us/img223/240/q8212xx0.gifhttp://img223.imageshack.us/img223/240/q8212xx0.gifhttp://img223.imageshack.us/img223/240/q8212xx0.gifhttp://img223.imageshack.us/img223/240/q8212xx0.gif
ان شاء الله انتي اخذتي الفصول 6 و 9 من عروس الوقت الضائع
و اتمنى من كل قلبي انوا نجد هذي الفصول هنا باسم مسزز السريعي
قريـــــــــــــــــباً ان شا ء الله

http://img145.imageshack.us/img145/325/q8293ea8.gifhttp://img145.imageshack.us/img145/325/q8293ea8.gifhttp://img145.imageshack.us/img145/325/q8293ea8.gifhttp://img145.imageshack.us/img145/325/q8293ea8.gifhttp://img145.imageshack.us/img145/325/q8293ea8.gif

http://img145.imageshack.us/img145/9117/lignecoeur1ni0.gif

ماهيما
11-06-2007, 19:01
اخييييييييييييييييييييييييرا خلصت امتحاناتي وانتهيناااااااااا من الشقى

كلولولولولولولولولولولولولولولولولوش::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::

وانشالله بتلقوني هنا يوميا>>>>خخخخخخخخخ ماصدقت البنت

وبالنسبة لرواية حزن في الذاكرة انا قاريتها ومررررررررررررررررررررة روووووعة الرواية

ويسلم ذوووق من اختارها::جيد:: ::جيد:: ::جيد::

*لميس*
11-06-2007, 20:23
فصـــــل مذهل........:eek: :eek: :eek:



أكثر شيء مميز في هاذي القصه


<< التشووويق>>
::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::


:
:
:
: ماقدر أنتظر كملوها بسرررعه:D :D :D


*****************************************


لكن......................:confused: :confused: :confused: :confused:



موالفصل السادس اللي راح تكتبه مسزز حسين السريعي؟؟


ليهlovely???


أو اللي حصل نفس المره الأولى؟؟؟؟



ع العموم أشكر بشده أحيي جهود اللي كتبت الفصل::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::


::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::



:
:
:
لازلت <<متــــــــــــــــــــــابعه>>

lovely sky
11-06-2007, 21:41
فصـــــل مذهل........:eek: :eek: :eek:

أكثر شيء مميز في هاذي القصه
<< التشووويق>>
::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::
:
:
:
: ماقدر أنتظر كملوها بسرررعه:D :D :D
*****************************************
لكن......................:confused: :confused: :confused: :confused:
موالفصل السادس اللي راح تكتبه مسزز حسين السريعي؟؟
ليهlovely???
أو اللي حصل نفس المره الأولى؟؟؟؟
ع العموم أشكر بشده أحيي جهود اللي كتبت الفصل::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::
::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::
:
:
:
لازلت <<متــــــــــــــــــــــابعه>>


مرااااااااحب نور المنتدى وشمسه و قمره
حبيبة قلبي لميس
هلا والله
http://img247.imageshack.us/img247/4258/153391ov5.gifhttp://img247.imageshack.us/img247/4258/153391ov5.gifhttp://img247.imageshack.us/img247/4258/153391ov5.gifhttp://img247.imageshack.us/img247/4258/153391ov5.gif
عذرا لللخبطة اللي صارت
انا كنت ارد عليكي و حبيبة قلبي مسزز السريعي كانت تنزل الفصل السادس بنفس الوقت
وما شفت الفصل الا من شوي
http://img153.imageshack.us/img153/1808/521111ih7.gifhttp://img153.imageshack.us/img153/1808/521111ih7.gifhttp://img153.imageshack.us/img153/1808/521111ih7.gif

وكنت اتمنى انها كنات تنزله بكره بعضويتها
لكنها حبت انكم تكملوا قراءة بسرعة
http://img293.imageshack.us/img293/2678/412181bf1.gifhttp://img293.imageshack.us/img293/2678/412181bf1.gifhttp://img293.imageshack.us/img293/2678/412181bf1.gifhttp://img293.imageshack.us/img293/2678/412181bf1.gifhttp://img293.imageshack.us/img293/2678/412181bf1.gifhttp://img293.imageshack.us/img293/2678/412181bf1.gif

اشكرها جدا على تعاونها و انها ما مسوية فرق بيننا
ووالله هذا ان دل على شئ فبيدل على قمة التعاون و روح المشاركة الرااااائعة اللي ما تنوصف بالكلام صراحة
مشكورة حبيبة قلبي مسزز السريعي
http://img247.imageshack.us/img247/1750/q82191gp9.gif

والهدف الاول والاخير هو تحقيق رضاكم و قضائكم وقت ممتع و مسلي و ملئ
بالتشو يــــــــــــــــــــق على رأي لميس العسووووووووووولة

مشكورة حبيبة قلبي لميس
::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::
http://img153.imageshack.us/img153/610/4ddp1k9sw3.gif

وان شاء الله الحين دور نيمو و همسات ينزلوا لنا 7 و 8 و 9

ان شاء الله بننسق بيننا و بنخبركم مين اللي راح ينزل الفصول

مشكورين جدا على المتابعة والتشجيع
http://img293.imageshack.us/img293/9679/367261ve5.gifhttp://img293.imageshack.us/img293/9679/367261ve5.gifhttp://img293.imageshack.us/img293/9679/367261ve5.gifhttp://img293.imageshack.us/img293/9679/367261ve5.gif

::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::

lovely sky
11-06-2007, 21:54
اخييييييييييييييييييييييييرا خلصت امتحاناتي وانتهيناااااااااا من الشقى

كلولولولولولولولولولولولولولولولولوش::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::
وانشالله بتلقوني هنا يوميا>>>>خخخخخخخخخ ماصدقت البنت

وبالنسبة لرواية حزن في الذاكرة انا قاريتها ومررررررررررررررررررررة روووووعة الرواية

ويسلم ذوووق من اختارها::جيد:: ::جيد:: ::جيد::

لولولولولولولولوللولولوللولولولولولولولويييييييييي يي
http://img340.imageshack.us/img340/2845/q82225qt8.gif http://img340.imageshack.us/img340/2845/q82225qt8.gif http://img340.imageshack.us/img340/2845/q82225qt8.gif http://img340.imageshack.us/img340/2845/q82225qt8.gif http://img340.imageshack.us/img340/2845/q82225qt8.gif

الف الف مبروك ماهيما
يالله نبي نشوفك طول اليوم هنا

ابي اسمك في دفتر الحضور والانصراف كل يوم
ههههههههههههههههه

نورتينا حبيبة قلبي
ومبروك انتهاء الامتاحانات اخيراااااااااااااااااا

http://img340.imageshack.us/img340/7264/q82226ft0.gif http://img340.imageshack.us/img340/7264/q82226ft0.gif http://img340.imageshack.us/img340/7264/q82226ft0.gif http://img340.imageshack.us/img340/7264/q82226ft0.gif

ناطرينك يا قمر

lovely sky
12-06-2007, 10:19
السلام عليكم ورحمة الله
هلا ومرحبا بكل الاعضاء والزوار
اختنا الحبيبة نيمو كتبت لنا الفصول 7 و 9

http://img156.imageshack.us/img156/6417/111211v1wv9.gif http://img156.imageshack.us/img156/6417/111211v1wv9.gif http://img156.imageshack.us/img156/6417/111211v1wv9.gif
و اعطتني اياهم علشان انزلهم هنا في مكسات

اشكرها جدا جدا جدا
مشكورة حبيبة قلبي نيمو
الله يعطيكي العافيه يا رب
http://img263.imageshack.us/img263/1540/q82189mr9.gif


اترككم الان مع الفصل السابع
http://img156.imageshack.us/img156/7724/732081ux1.gif http://img156.imageshack.us/img156/7724/732081ux1.gif http://img156.imageshack.us/img156/7724/732081ux1.gif

::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::

lovely sky
12-06-2007, 10:33
7 – لماذا تركتني ؟



أخذ المطر يصفق بقوة على نوافذ المقهى وأبوابه , أحست ايف بالطقس يعكس عليها تجهمه وكآبته فتنهدت ودفعت صحنها بعيدا عنها ..
فهي لم ترغب في الشطيرة أصلا , كما أنها ليست جائعة أبدا .

لم يكن يفيدها الجلوس هنا بمفردها .. إنه العاشر من أيار , عيد ميلادها السابع والعشرين .
لكن مزاجها كان كئيبا يائسا , كما كان بالضبط قبل سنتين .

مع ذلك , افترضت أن عليها على الأقل أن تكون مسرورة لأنها تعرف موعد عيد ميلادها ..
فمنذ سنتين , لم تكن تعرف هذا التفصيل الصغير حتى .

"حيث الجهل نعمة, فالحماقة حكمة "
من لا مكان أندس هذا القول في رأسها , فقطبت جبينها , وهي تهز برأسها لتدفع عنها الفكرة المثيرة للاضطراب .
هل كانت حقا أفضل حالا حين جهلت ماضيها ؟
بكل تأكيد , أمست حياتها عذابا منذ اقتحمها كايل ...
لكن , أكانت أكثر سعادة لو بقيت جاهلة بقية حياتها ,
وهي تعرف أن ماضيها يناديها , ولا سبيل إلى العثور عليه؟
أهذا أسوأ مما لو علمت أن لها زوجا , وأنه جرحها بشكل رهيب كما فعل كايل يوم السب الفائت ؟
- حين قيل لي في المكتبة إن هذا يوم إجازتك , فكرت أنني سأجدك هنا .

تناهى إليها صوت ناعم مألوف تشوبه لكنه , فأفاقت من أفكارها فجأة , وأجفلت مثل قطعة مذعورة , حتى تطايرت المملحة أمامها ... فكرت آليا أن تنحني لتستردها , لكنها أدركت أن هذه الحركة قد تفسر الخوف ,
فتجنبت النظر إلى العينين البنيتين القاتمتين , وجمدت في وضع مرتبك ومتردد .

سألها كايل :
" أليس من المفترض أن يكون هذا فألا سيئا ؟"

ثم وضع الفنجانين من القهوة على سطح الطاولة "الفورمايكا"... وهو ينظر إلى كومة الملح التي وقعت على السجادة .
-" أليس من المفترض أن تعطي الشيطان الملح , أو شيء من هذا الكلام السخيف ؟"
"- أنت تعني أن ترمي الملح من فوق كتفك ؟"

ازدادت لهجنها حدة مع توترها الداخلي , والتسارع المضطرب لضربات قلبها ,
فانحنت لتلتقط أنبوب الملح , وهي تقاوم جاهدة لتمنع نفسها من السقوط .

لكن تفكيرها كان منصبا على ظهور كايل المفاجئ وكلماته :
وهل يقف الشيطان وراءك ؟ لكنه الآن يقف أمامها , بشكله الطويل الأسود المؤثر .
ما زال هذا الرجل يملك قدرة على التأثير بها , وعلى تفجير حياتها بكلمة .
وأضافت بسرعة :
" هذا بالطبع إذا كنت غبيا وتؤمن بمثل هذه الخرافات " .
"- طبعا ."

أطبقت أسنانها بحدة بتأثير من سخريته , ترى , هل اكتشف بعضا من أفكارها ؟
هل هي شفافة إلى حد يتمكن فيه المرء من قراءة تعابير وجهها ؟
وأضاف :
" هذا بالطبع , مالا تريدينه " .

"- بكل الأكيد لا أريده ! اسمع .... هل ستجلس أم إنك تخطط للبقاء واقفا فوقي كالبرج طوال اليوم ؟"

نظرت إلى عمق عينيه الأبنوسيتين , فتذكرت فجأة بعد فوات الأوان , أنها كانت تحب هذا الرجل .

فولدت فيها الصدمة شعورا بالغثيان ...
لابد أنها أحبته مرة ...
لقد تزوجته ...
لكن هل لا زالت تحبه ؟
كيف يمكن لها أن تشعر نحوه بإحساس غير الازدراء , لاسيما بعد ما حدث في نهاية الأسبوع ؟

رد كايل بجفاء :
" لم أكن واثقا أنني موضع ترحيب" .

وجذب كرسيا ليجلس عليه ... ثم دفع بفنجان قهوة نحوها :
" هاك ... اعتقدت أنك ستحتاجين إليه .. تبدين مكتئبة الوجه ..."

منذ متى وهو يراقبها عبر الغرفة ؟

أحست فجأة , أنها كانت بحاجة إلى مثل هذا الدفء , بعد أن كانت تأنف من شرب القهوة وترتعش بردا .
"- كيف عرفت أين تجدني ؟"

ارتشف كايل قليلا من قهوته :
"- ظننت أن الأمر واضح .. فعلى أي حال اليوم العاشر من أيار .. وهنا وجدت نفسك .. أوه على فكرة .. عيد ميلاد سعيد ايف. "

وبأية طريقة يعني هذا ؟
هل يشير إلى عيد ميلادها الحقيقي , المدون على بطاقة التعريف ؟
أم إلى الذكرى السنوية لوجودها في هذا المطعم دون ماض تستطيع أن تتذكره ؟
من هذا المنطق , عمرها الآن سنتان وعشر دقائق ...

وحرقت الدموع عينيها , فرفتهما بقوة لترد الدموع ... سنتان وبضع دقائق ..
هذا كل ما تعرفه ,
كل ما تستطيع أن تتذكره ..
وهذا ليس بالكثير بالمقارنة مع سبع وعشرين سنه .
فأجفلت بعصبية , ثم تراجعت إلى الخلف بحدة , حين مد كايل يده عبر الطاولة .
لكنه تحرك فقط ليتفحص شطيرتها المهجورة .

"- لست مندهشا أنك هجرتها .. يبدو أن طعمها يماثل هذه القهوة سوءا."

وأدركت ايف أنه يحاول البقاء على مسافة منها . كان يسيطر على مشاعره بقوة ,
حتى بدا لها قاسيا وباردا بشكل مخيف .

قالت :
" إنها لا تفتح الشهية بكل تأكيد ......."

ارتفعت عيناه البنيتان إلى وجهها , وهما تسيران أغواره .. وكأنه يريد فعلا أن يدخل إلى ذهنها لينتزع منه أكثر الأفكار والمشاعر خصوصية .

"- لكن .... هل نجح ؟"
تمتمت من دون وعي , وصوتها بالكاد يسمع:
"- لا .. انطلاقا من تجربتي .... كان فشلا ذريعا ...
لكن , كما اعتقد , كان على أن أتوقع هذا في حين ."

وأدركت متأخرة ما كانت على وشك أن تتفوه به .. وتركت عينيها تحيدان عن نظرته , إلى يديها المقبوضتين بقوة في حجرها
سأل كايل بنعومة :
" في حين...؟ في حين ماذا يا ايف ؟"

أخذت نفسا عميقا مرتجفا , وأجبرت نفسها على أن تتكلم :
"- حسن جدا ...
بالكاد أعتقد أن هذا المقهى , والشطيرة الاصطناعية , وفنجان القهوة , كفيل بأن ينعش ذاكرتي في حين ....."

مرة أخرى خذلها صوتها , فأنهى لها كايل كلامها :
"- في حين لم يفلح في هذا مغازلتي لك ؟"

وكشفت لهجته مرة أخرى كم يسهل علية أن يقرأ تعابير وجهها .

ولم تستطع ايف سوى أن تهز رأسها إيجابيا بصمت .
على أي حال , ماذا كانت تتوقع ؟
هل صدقت فعلا أن زيارة للمكان الذي وجدت فيه نفسها منذ سنتين , يشبه مفتاحا لباب مقفل , تستطيع أن تفتحه ببساطة , لتكتشف عن ماض يراه الجميع ؟
لقد عادت إلى المقهى مرات ومرات منذ أول مناسبة .... ولم تشعر يوما بأدنى رد فعل ...
فلماذا قد يحدث هذا الآن ؟

قال كايل :
" كنت آمل هذا بكل تأكيد .. وكنت أود أن أعتقد أن تكون لعلاقتنا عليك تأثير يفوق تأثير هذا المكان .."

وصمت بحدة , ما إن رفعت ايف عينين بنفسجيتين قاتمتين إلى وجهه.
بدت نظرتها متألمة , ضبابية , تكاد تفضح مشاعرها ...
ثم أنهى كلامه فجأة :
"- لكنك لا تعرفين هذا ."

يا إلهي ... هل حولت الشفقة عينيه السوداويين , إلى صفحة بحيرة في ضوء القمر ؟
أحست ايف أنها ضعيفة عاطفيا ,
فمجرد لمحة منه يمكن أن تنتزع منها القليل القليل المتبقي من دفاعاتها , وتتركها فريسة لـ ....
فريسة لماذا ؟
لتحرشات كايل ؟
هي تعرف حالها سلفا .. فمجرد التفكير بقبلاته وعناقه كان يبعث فيها رغبة أليمة ..
ولو كانت تحتاج إلى المزيد من الإثبات , فإن ليلة السبت أثبتت لها أمورا تفوق أي شك ..
أثبتت مشاعرها ,
وكلمة " الحب " الخطيرة التي اعترفت بها بصمت مرتين اليوم .

لقد اندست الكلمة إلى تفكيرها بسهولة بحيث لم تنتبه لها حتى وقت لاحق .

إذن .. أهي تقع في حب كايل مرة أخرى ؟
قاومت بيأس اندفاع قلبها إلى الإيجاب ,
وهي تعرف أن مثل ردة الفعل هذه تزيد من اهتمام كايل بها ....
وتدفعه إلى طرح أسئلة قد لا تتمكن من الرد عليها .

كانت المشكلة , أنها لا تعرف هل تقع في الحب مجددا .. أم للمرة الأولى ,
بالنسبة لها , شعرت وكأنها المرة الأولى ...
لكن , ما من ذكريات لتقارنها بها .. حتى ولو كانت تملك مثل هذه الذكريات فماذا تقول ؟

افترضت أنها لو كانت زوجة كايل , لأحبته طبعا .
لو أنها أحبت كايل .. فيبقى دائما ذلك الواقع المرير أن ذلك الحب وفي مرحلة ما , قد مات ..
أو هو على الأقل ضعف حتى هجرته .. وإلى أن تعرف لماذا حدث هذا ,

لن تسمح لنفسها بمزيد من المشاعر نحو كايل .. إذ كيف تستطيع أن تحبه وهي لا تعرف هل تثق به أم لا ؟

قال كايل فجأة :
" ايف ... عن يوم الأحد..."

صاحت ايف بحدة :
" لا أريد أن أتكلم عنه ! "

لكنها ناقضت نفسها على الفور , ولاحت خيوط الحزن في كلامها :
" لماذا فعلت ذلك ؟ لماذا ؟ "

كان رده جافا وبلا مشاعر:
" ظننت أن الأمر واضح .. وأعذاري كانت محقة .."

- محقة ؟
هل تظن حقا أنك إذا ضغطت على الزر المناسب , ستحدث تأثيرا يعيد إلى ذاكرتي ؟
هل تظن أن غزلك لي كان تجربة لا تنسى ؟

قال من بين أسنان مشدودة :
" كان علي أن أجرب .... "

لقد ضربت على وتر حساس هنا ... ولسعت كرامته الرجولية , حين أكدت له أن تأثيره الجسدي , اليوم كما في الماضي , لم يكن يذكر .

وقالت بغضب :
" هذه في الواقع تسمى الطريقة الباردة الدم , البراغماتية , أو الذرائعية , لمعالجة الأمور ... "

وصمتت فجأة , وقد صدمتها كلماتها , أو تعبير كايل , أو إحساس ما يلف الموقف برمته ,
وكأنه مألوف , بشكل مثير لاضطراب ..

لكنها تذكرت أنها رمت هذه الكلمات بالذات في وجهه في أول يوم سبت أمضياه معا ,
حين حاول أن يسير حياتها , حتى تتخلى عن عملها .

- كان يمكن لهذا أن ينجح .

- ربما ..

لكنه لم ينجح !

lovely sky
12-06-2007, 10:43
ولذعت دموع المرارة عيني ايف .
ألان كايل استغلها بقوة أم لأنه فشل في تحطيم الجدار الذي يفصلها عن ذكرياتها ؟
على أي حال , ها قد عادت من حيث بدأت .
لم تجرؤ على النظر إلى كايل خوفا من أن تفضح مشاعرها , فما كان منها إلا أن مدت يدها إلى قهوتها وارتشفتها .

لدهشتها , كسر كايل الصمت :
- قولي لي شيئا .. حين التقينا أول مرة ,
أعني المرة الثانية , أردت معرفة الكثير .. وكانت الأسئلة تتدفق من دون توقف ... أما الآن , وفجأة , فقد جف نبع الأسئلة ... لماذا ؟ بالكاد قلت لك شيئا .. لكنك لم تعودي راغبة في معرفة أي معلومة .

- ولو أنني فقدت ذاكرتي ...

- إذا فقدت ذاكرتك !

انفجرت ايف في وجهه , من دون أن تهتم بالنظرات الفضولية التي التفتت إليها من الطاولات الأخرى :
"إذا ! "

هاهو موجود مره أخرى .. ذلك الشك في صوته ,
ذلك التلميح إلى أنه ما زال لا يصدقها فعلا ..
إذن , طيلة هذا الوقت كان يدعي أنه يصدقها لا أكثر .. أحست ايف بشرارة تلتهب فيها .

- دعني أقول لك شيئا سيد كايل جنسن .. أيها العالم بكل الأمور ...!
"إذا" فقدت ذاكرتك , فلن تتمكن من التفكير على هذا النحو .. في البداية, اعتقدت أنني أريد أن أعرف .. أردت أن أعرف أي شيء تستطيع أن تحدثني عنه , لكنك لم تستطع الرد على سؤال واحد , هو كل ما أحتاج إلى سماعه . بعدها , يمكن أن أبقيك معي طوال اليوم , ليل نهرا , لترد على أسئلتي ...
لكن هذا لم يكن السبب الوحيد ...

تدخل كايل فيما هي تقاوم لتستعيد رباطة جأشها :
" لكن .. أما من "لكن " ؟ "

انفجرت ايف :
- أنت على حق تماما . هناك " لكن!" المشكلة .

وصمتت ... وهي ترى عبوسه السريع , حاولت أن تخفض من وتيرة صوتها الذي جذب مجددا اهتمام الحضور .
- المشكلة , أن ما من كلمة قلتها , تعني لي شيئا .

قطب مجددا , فانضم حاجباه الأسودان معا , حتى هددا قدرتها على المتابعة .
لكنها ابتلعت ريقها بقوة وهي تجبر نفسها على الكلام .

- طرحت الأسئلة .. وأجبني عليها .. لكن كلها لم تعن شيئا .. لم تكن حقيقية ....

لكن هذا حدث لأنها لم تستطع إجبار نفسها على طرح السؤال الأهم ..
سؤال يحرق تفكيرها بقوة ,
سؤال يرفض أن يتشكل على لسانها , مهما حاولت جاهده أن تتلفظ الكلمات ؟
كايل الآن هنا .. يجلس قبالتها ويعرف كل أسرار زواجهما , وبعرف لماذا هجرته .
وما عليها سوى أن تسأله ..
إنه سؤال صغير , مع ذلك , كانت تشعر أنه حاجز يجب أن تتغلب عليه ...

سألها بحده :
" هل تلمحين إلى أنني كنت أكذب ؟ "

لكنها , ويا للغرابة لم تفكر فعلا , وبجدية , بـأنه يكذب عليها . وهي في هذه النقطة بالذات , على الأقل , تثق به .
قالت متسرعة :
- لا .. ليس الأمر هكذا . لكن يمكن للمسألة أن تكون قصة خرافية ...
خيال محض . وكأنك تروي لي قصة عن شخص آخر .. لكنني أعرف أنها ليست عن امرأة أخرى .. إنها عني .. وإذا سمعت قصة واحدة بعد عن الناس الذين يفترض أنني عرفتهم , عن التصرفات التي يمكن أنني أقدمت عليها .. سأصرخ .

- أليس من الأفضل أن تتحققي من المسألة ؟

رفعت ايف رأسها بحدة بتأثير من سؤاله السريع .. واتسعت العينان بلون " البانسيه " صدمة و ارتيابا وهي تقطب بارتباك .
وما لبثت أن سألت مرتجفة :
" أتحقق ؟ كيف .. ماذا.. ؟ "

مال كايل إلى الأمام وأمسك يدها , فيما أصابعه القوية تطبق عليها بحزم , ثم راح ينظر إلى باطن كفها , وكأنه قارئ طالع , و تساءلت ايف :
هل كان ما حدث صدفة في لا وعيها , أم أن قبضته تركزت متعمدة على أصبعها الرابع , خاتم الزواج المفقود ؟ بالتأكيد , يريد أن يوقظ صدى ما في ذاكرتها ! وكم تمنت ايف لو يحدث هذا .

قال كايل بصوت خشن أجش وكأنه يجد صعوبة في الكلام :
- حين وجدتك مرة أخرى , حين قلت إنك فقدت ذاكرتك .. قررت أنه من الأفضل أن أستشير أخصائيا .
هزت ايف رأسها بتفهم صامت ..
مع ذلك , لم يستطع كايل أن يرى الإيماءة لاسيما وأن عيناه لم تفارقا يدها .

- قال لي إن أمامي خياران .. إما أن آخذ الأمور بتروي .. وأتعرف إليك مجددا .. فتعود الذكريات إليك تدريجيا .. و تتهاوى الحواجز التي وضعتها بينك وبين ماضيك , أيا كانت ...

اهتز صوت ايف بإحساس مربك :
" والطريقة الأخرى ؟".

- وإما أن أحاول إجبارك على التذكر .. فأصطحبك إلى أماكن تعرفينها ... وأواجهك بأشخاص كنت تعرفينهم في الماضي .

- كما حاولت أن تفعل يوم الأحد ؟

تكلمت باندفاع قبل أن تجد الوقت لتفكر .. فذكرى تلك الليلة لا تزال تلسعها بمرارة , والألم الذي تسببه لها كان لا يزال فجا .
بدا أن كايل يملك الأدب الكافي ليظهر خجله :
- آه .. لم ينجح هذا كما خططت له . لقد أسأت الحساب ...

بدت هذه الطريقة مؤدية لوصف ما حصل . كان يمكنها أن تعارضه , فتؤكد أن أفعاله محسوبة تماما لا بل إنه احتسب استجابتها حتى أدق التفاصيل .

أم أن ذلك غير صحيح ؟
فجأة , تذكرت نفسها خلال الأسابيع الماضية , وقد واظبت على الاقتراح على كايل ليصطحبها إلى شقته أو إلى المكتب حيث عملت , لكن كايل رفض ...

أغمضت ايف عينيها لحظة , وقد صدمت حين رأت الأمور من منظار آخر ,
منظاره هو .
وأحست أنها تفقد توازنها فكريا .. هل كانت أنانية أكثر من اللازم منذ البداية ؟
على أية حال , لو كانت في حال من الارتباك العاطفي , فما كان إحساس كايل ؟
وإن كان يصعب عليها أن تتقبله كزوج , فما باله بزوجة لم تعد تعرفه ..
وجه إليها ضميرها طعنة حادة فراحت تتململ في مكانها بانزعاج .. لعلها تحتاج إلى إعادة التفكير .

قالت ببطء :
" ألهذا لم تقترح أن ألتقي بوالديك مجددا ؟".

- بل لأنك كنت تبدين دائما خائفة من مقابلة أي شخص عرفته من قبل .

- ما كنت سأعرف ماذا سأقول .. كفاني ما أعانيه من صعوبة معك ....
يجب أن تفهم ....

هنا , ارتسمت تقطيبه على وجهه فتوقفت عن الكلام .. بالطبع يفهم , ووبخت نفسها .
ألم يختر ألطف طريقة اقترحها عليه الأخصائي .. الطريقة البطيئة ,
حتى ولو كانت تسبب له المزيد من الإحباط والصعوبة ؟

لكن , إذا كانت هذه هي الحال , فكيف تفسر إذن تصرفه معها ليلة الأحد ؟
هل كان تصرف رجل بارد القلب , قاس .. أم زوج أراد بشدة أن يستعيد زوجته ,
حتى أنه كان على استعداد أن يجرب أي شيء على الإطلاق ؟

قالت :
" أنا آسفة .. كنت .. خائفة " .

- خائفة من ماذا ؟

جاء رده بطيئا .. بدأ أن شيئا ما جذب عينيه إلى الزاوية البعيدة من الغرفة ..
وقام بجهد واضح لإعادة اهتمامه إليها .

قالت :
" هذا لأنك كنت تشعر بالخجل ربما ..." .

- منك ؟ لا يعقل أن تظني ....

بدت في صوته نبرة غريبة وكأنه لا يصدقها .

بالرغم عنه , ابتعدت نظراته عنها مجددا .. حاولت ايف أن تختلس النظر إلى الوراء ..
رأت شخصين فقط في تلك الزاوية من المقهى ..
امرأة شابة وابنها , طفل ,
ربما في الثالثة من عمره ..
بشعر أسود طويل ووجه أبيض شاحب بيضاوي الشكل .. أما الأم فجميلة جدا , لذا , لم يكن مدهشا أن تنجذب عينا كايل إليها ..
لكن كان لرؤية الاثنين تأثير مختلف عليها .. ولسبب مجهول , غمرها فجأة إحساس من الوحشة الرهيبة .. إحساس ضائع وبائس كما حدث لها منذ سنتين .. حتى أنها وجدت صعوبة في الكلام .
لكنها قالت :
" إذن , كان تأثيري هو السبب ؟ ".

- طبعا .

هذه المرة , بدأ صوته مختلفا جدا , كان حاد بارد وكأنه يستنفذ كل الدفء من جسم ايف , حتى راحت ترتجف دون إرادة منها .. ولم يبد أن كايل لاحظ ردة فعلها , بل كان ضائعا في التفكير .

ما الذي أحدث فيه هذا التغير المفاجئ ؟
ألقت نظرة سريعة أخرى إلى المرأة في الزاوية , فعادت إليها تلك الغيرة الطاعنة مجددا .. بالكاد مرت ستة أسابيع منذ التقاها مرة أخرى .. وثلاثة أيام منذ كانت معه في شقته .
هل بدأ اهتمامه يتحول مجددا ؟
وبألم عميق , تذكرت أن كايل لم يقل يوما إنه يحبها حين أتى يبحث عنها .

لم يطلب منها العودة إلا لأنهما كانا يؤلفان زوجا بالمعنى الجسدي طبعا ..
وأحست بأحشائها تحترق في عقدة خوف مؤلمة , لكن , أهذا كل ما أريده ؟

أيريد كايل زوجا فحسب أم شريكا راغبا حساسا يربطه بعلاقة جسدية مرضية ؟

وماذا لو لم تعطه ذلك الاكتفاء الجسدي , فهل سيبقى راغبا فيها أم أنه سيهجرها
إلى الأبد ؟

lovely sky
12-06-2007, 10:54
اشتد توتر كايل حتى لفت نظرها , كان ينقر أصابعه دونما هوادة على الطاولة , فيما قلبها يعتصر بألم وهي ترى نظرته منصبة على الجمال الأسود الشعر في الزاوية ,
بالرغم من جهده الواضح ليظهر عكس هذا .. لم تستطيع الاستمرار هكذا , وقررت أن تطلب الحقيقة .
سألت :
" كايل ... ما شعورك نحوي ؟".

وعلى الفور تمنت لو أنها لم تسأله لاسيما بعد أن غرقت كلماتها في بحيرة من الصمت المصدوم .
وإذا برأس كايل يتراجع إلى الوراء , فيما عيناه الأبنوسيتان ترتدان إلى وجهها بصدمة .

تمكن من التفوه بصوت أجش وخشن وكأنه يخرج من حنجرة متألمة جافة :
" ماذا ".
وفكرت ايف بسخرية مريرة :
حسن جدا , على الأقل استعدت اهتمامه .. ولم تعرف هل تملك الجرأة لطرح السؤال مجددا ..
لقد أفلتت منها الكلمات في المرة الأولى , في وقت لم يكن فيه كايل ينظر إليها مباشرة كما يفعل الآن ... وابتلعت ريقها بقوة , وهي تستدعي كل قوتها الداخلية كي تنظر إلى العينين القاتمتين .

- أنا ... حين كنا معا .. قبل .. كيف كنت تشعر نحوي ؟

- يا إلهي !

كانت صرخت التعجب متوحشة تخترق الجو .. فأجفلت إلى الوراء بتأثير العنف في لهجة كايل ولو أنه بالكاد همس قائلا :
- ما نوع هذا السؤال ؟ وماذا تظنين شعوري نحوك ؟ لقد أحببتك .

اللعنة عليك ! وهل يمكن أن ...

وصمت فجأة . واتضح أنه غير قادر على إكمال كلامه , وما لبث أن أخذ يهز رأسه غير مصدق .

لقد شاهدت هذه النظرة على وجهه من قبل , شاهدتها يوم أخذ التوأم إلى متحف الشمع , حين سألته إن كان يرغب في إنجاب الأولاد .

- لازلت لا تثقين بي ... أليس كذلك ؟

سرت لهجة كايل في أعصابها الحساسة , وملأتها بإحساس الخوف رهيب ..
وأحست أنها أقدمت على ذنب مريع .

- لم أكن أعرف .

يا إلهي كم أصبحت تكره هذه الكلمات , لكنها الوحيدة التي تستطيع استخدامها :
- لا أعرف بماذا أفكر ..
هل أستطيع أن أثق بك ؟
هل يجب أن أثق بك ؟
هل تصدقني ؟
أنت لم تصدقني في البداية أليس كذلك ؟

صدمتها ردة فعل كايل , إذا ابتعدت عيناه القاتمتان عنها , وانصبتا على الطاولة ... فيما اشتدت قبضته على الملعقة حتى أنها توقعت أن تراها مكسورة إلى نصفين .

قال بنعومة بالكاد سمعتها :
" لا "

- ماذا قلت ؟

ارتفع رأسه مرة أخرى , فيما عيناه المتحجرتان الخاليتان من أي تعبير , فقال مكررا:
"لا"

ولم تستطيع ايف أن تعرف هل كانت صرخة غضب أم نوع غريب من الدفاع عن النفس , أما هو ,
فأكمل :
- حسن جدا .. وهل كنت ستصدقينني ؟
كنا معا لما يقارب الثلاث سنوات .. ثم خرجت من حياتي من دون أي تفسير ,
وتركت مذكرة تقول ببساطة , ألا أبحث عنك ؟

عادت مخاوف ايف تبرز فجأة .. إذا كنت قد أوصته بعدم البحث عنها .. فهي إذن , لم ترغب لزواجهما في الاستمرار ..

- وهل فعلت هذا ؟

هز كايل رأسه , وقد تجهم وجهه :
- وقلت أيضا , إنك لو التقيتني مرة أخرى فلن تتعرفي إلي . كانت كلاماتك بالضبط :
" لو رأيتك فلن أعرفك " ... لذا حين لم تتعرفي إلي ...

- ظننتني أتظاهر ..

وهز كايل رأسه مجددا ..
- لكن , حين أغمي عليك أدركت أن في الأمر سوء تفاهم ... وشرح لي جيم الأمور ..
ثم أخبرتني قصتك ... لكنني بقيت غير واثق .. ل
هذا أردتك أن تتركي عملك , وأن تدعيني أعيلك ... بهذه الطريقة ,
سأملك نوعا من السيطرة عليك .

لكن , لماذا أردت إشعال العلاقة بينهما من جديد ؟
فعلى أي حال , لقد قال إنه أحبها يوما .. لكن هذا كان منذ سنتين .. قال " لقد أحببتك " مستخدما صيغة الماضي .
أما هذه المرة , و خلال الأسابيع الستة التي أمضياها معا , فهو لم يتكلم مرة عن أية مشاعر ماعدا الرغبة .
بدأت مترددة :
" كايل .. لماذا تركتك ؟ "

إزاء ذعرها الكامل , ارتفعت كتفا كايل بحركة رافضة :
" أخبريني عن السبب "

- أتعني أنك لا تعرف ؟

انسدلت رموشه السوداء الطويلة عن عينيه لحظات ثم ارتفعتا لينظر إلى وجهها بعمق .

- واجهتنا بعض المشاكل .. لكن لم أعتقد يوما أنها ستؤدي إلى هجرانك .

وفيما هو يفرقع بأصابعه طلبا للنادل , اختلست ايف نظرة إلى وجهه لبرهة , فالتقطت لمحة عن شعوره يوم اكتشف أنها رحلت ؟
لكنها كانت برهة واحدة فقط .. وقبل أن تستطيع الرد , عاد القناع المتصلب إلى مكانه ,
وعاد تعبير وجهه إلى الفراغ الذي لا يكشف شيئا .

التوى فم كايل بما يشبه الابتسامة , فأجفلت ايف فيما أكمل :
- لم تذكري يوما كلمة عن رحيلك .. أما ما حصل فأشبه بسيناريو كلاسيكي .. عدت إلى المنزل لأجد مذكرة على رف المدفئة . حتى أنك لم تأخذي معك حقيبة ولا ثياب غير التي كنت ترتدينها .
لا بل إنني وجدت حقيبة بدك لا تزال في غرفة النوم .

أخذ رأس ايف يدور بجنون .. لقد كانت تتساءل عن مشاعرها نحو كايل , ومشاعرها نحوه , وهي تعتقد منذ البداية أن زواجهما تحطم بسببه ,
لكنه يقول الآن أنها هي من اتخذ المبادرة .. لا بل إنه يجهل سبب رحيلها .

أيعقل أنها لم تعطه أي تفسير ؟
ترى , لماذا تصرفت هكذا ؟
ما الذي دفعها إلى هذه الخطوة ؟
إنها بحاجة شديدة لمعرفة الرد على هذه الأسئلة ....

قبل أن يتوقف كايل عن الكلام .. وقبل أن يترك القناع يهبط عن وجهه , ليكشف عن شعوره منذ سنتين , كانت تعرف , بشكل نهائي , أنها الآن تحبه , بغض النظر عن إحساسها في الماضي ..
وتحبه بكل جوارحها .
لكن هذا الحب مبني على أسس مشكوك فيها ... أنها تعرف كايل .. وتعرف نفسها ,
في الوقت الحاضر .
أما عن الماضي , فتجهل كل شيء ..
وإلى أن تعرف الحقيقة , لن تستطيع الإفصاح عن حبها , أو منح كايل أي دليل عنه..
وما لم تكتشف بالضبط لماذا تركته , لن تستطيع أن تثق أن هذا لن يحدث مرة أخرى .. لكن كيف السبيل لمعرفة ما حدث , وكايل نفسه لن يستطيع مساعدتها ؟

أتبقى الحقيقة حبيسة في ذاكرتها المفقودة ؟
والغريب , أن ما من امرئ قادر على إطلاقها إلا هي نفسها .

قالت ببطء :
" حين فقدت ذاكرتي .. أحسست في البداية وكأنني أنظر إلى مرآة لا أرى فيها إلا نفسي ,
من دون أي شيء أخر ...
وظننت نفسي واضحة جدا , لكن من دون ما يحيط بي . أما الآن فأنا أتساءل هل رأيت نفسي حقا في المرآة , أم أنها في الواقع مرآة محرفة كتلك التي نراها في مدينة الألعاب ".

باتت الآن تشعر أنها أسوأ حالا مما كانت عليه في البداية , يوم وجدت نفسها في هذا المقهى منذ سنتين .. على الأقل , يومها , كانت تملك بعض الإيمان بنفسها ... أما الآن , وهي تقرأ أعمالها الماضية في عيني كايل , فقد بدأت تتساءل , أي نوع من الأشخاص كانت .

- كايل .. بالنسبة للطريقتين اللتين اقترحهما الطبيب للتعامل مع الموقف .. حتى الآن اتبعت نصائحه وأخذت الأمور بروية .. لكن هذا لم ينجح .. أليس كذلك ؟ نحن لم نقترب بعد من معرفة ما حدث حقا , أكثر مما كنا منذ ستة أسابيع .

- هل تقترحين أن ننفذ الطريقة الثانية .. أي أن نحاول فرض الأشياء بقوة ؟

ما إن سمعته يترجم أفكارها بكلمات , حتى التقطت نبرة الشك في صوته .. وأحست بارتباكها يتبخر , ورجفة باردة تسري في ظهرها ...
سألت بحدة :
" أما من حل آخر يقدم عليه الأطباء ؟
أوه ... لماذا لا يساعدوني ؟ "

تركزت عيناه على وجهها , ومال جسمه النحيل إليها .. فيما همس قائلا :
" هل شاهدت يوميا مسرحية " ماكبث " , أو قرأتها ؟"

هزت ايف رأسها بارتباك ... وهي تتساءل لماذا يتحدث عن " شكسبير" الآن .
- لا شيء محدد فيها ....

- حسن جدا ... في المسرحية مشهد جنت فيه " اللايدي ماكبث " .

وسأل " ماكبث " الطبيب :
ألا تستطيع السيطرة على مرض عقلي ....
ألا تنتزع من الذاكرة حزنا متجذرا ؟

أجفلت ايف داخليا .. هذا ما تمناه بالضبط .. لكن المشكلة أن لا فكرة لديها عن الحزن الذي تجذر في ذهنها ليسبب لها فقدان الذاكرة , ولهذا تراها تخشى العواقب المحتملة وراء الحقيقة ...
فهل سيكون حبها الذي اكتشفته حديثا , قويا بما يكفي ليخوض هذه التجربة ؟

كان كايل لا يزال يراقبها عن كثب ... فزحف الخوف إليها , وهي تدرك أنه لم ينه كلامه بعد .

وتابع كايل حين رأى أنه استعاد اهتمامها :
" كان الرد على هذا النحو :
الحزن علة , على المريض استئصالها بنفسه " .

التركيز على الكلمات الأخيرة لم يترك لايف مجالا للشك بأهمية كلمات كايل , وتملكها الذعر , حتى ارتجفت كلماتها بضعف:
- أنت تعني ... أوه لا ... لا أستطيع ....

قست ملامح كايل , وبدت عيناه باردتين مخيفتين , لكن قساوة لهجته أعلمته أنها مهما تقبلت , فلن يتركها تفلت منه هذه المرة.

- أعرف أنك لا تتذكرين كيف كنت .. لكني أتذكر ... والشعور الوحيد الذي لم تشعري به قط .. هو الجبن ...
إذا كان ينوي أن يستفزها لتتخذ قرارا فقد اختار الطريقة الصحيحة .

وتمكنت من القول بارتجاف :
- ماذا تريدني أن أفعل ؟ قلت إنك بعت البيت القديم ... لكن لو ذهبت معك إلى مكتبك , أو ...

وصمتت بدهشة وهو يهز رأسه :
" ليس إلى المكتب .. ونحن لم نعش معا في لندن , يجب أن نذهب إلى " نورفولك" .

سألت ايف والدهشة تسيطر على صوتها :
- نورفولك ؟ ما دخل نورفولك في كل هذا ؟

- لقد اشتريت منزلا هناك قبل أن ألتقي بك مباشرة ... ولطالما أحببته , حتى كان منزلنا حين تزوجنا .

ومرت سحابة قاتمة على وجهه :
" حين تركتني .. كان هذا من هناك " .

توقف كايل عن الكلام , ونظر بصمت إلى وجه ايف .. فبعث نظراته الصارمة الرجفة في عروقها , وهي تخشى مما قامت بتحريره .

- إذا كنت حقا تريدين معرفة ما حدث ..

بدت لهجته مثيرة لاضطراب ,
لكن ايف كانت تعرف أنها وصلت نقطة اللاعودة , فما من تراجع الآن .
وهزت رأسها موافقة بصمت .

- في مكان ما من رحلتك من ذلك المنزل إلى هنا , فقدت الذاكرة ...

الطريقة الوحيدة لاستعادتها , هي أن تعودي إلى البداية ..

lovely sky
12-06-2007, 12:46
مرااحب اعضاء وزوار مكسات


رواية احلام بعيدة مثل ما لاحظتوا فازت بالمركز الثالث ...
و قد قامت اختنا الحبيبة سنان من فريق كتابة الروايات في ليلاس بكتابة هذه الرواية ..

واليكم الرابط المباشر لتحميل الرواية :-
http://www.4shared.com/file/17747171/1421dec2/_2___.html


يمكنكم تحميل الرواية في اقل من دقيقة واحدة والاستمتاع بقرائتها كاملة ...

ونظراً الى ان سنان كتبتها كاملة بنفسها فقد وضعتها في هذا الملف لتسهيل القراءة و لحفظ حقوقها بكتابة هذه الرواية ..

مشكورين

واتمنى لكم قراءة ممتعــــــــــــــــــــــة




و حبيت اجيب لكم رابط موضوع التصويت الخاص بالمرحلة الثانية للمشروع
علشان اللي ما كان موجود اثناء التصويت يقدر يعرف الحين ايش كانت نتائج التصويت

رابط موضوع تصويت المرحلة الثانية للمشروع :-

http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=280225




http://img528.imageshack.us/img528/2080/71741us7.gif



وتقبلوا تحياتي

Lovely sky

*لميس*
12-06-2007, 15:16
ماراح أتحمل الإنتظار....


النهايه قربت و التوقعات كثرت!!!!!!


وبدأ العداد الزمني
:
:
:
:
::eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek:



****************************************


أشكر لكــــــــــــــــــم هذا المجهود الرائع::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::



واللي يخليني أصبر ع القصه هو.....



قراءة روايه كامله ومره واحده<<أحلام بعيده>>



أرسل تحيه قويه لأختي....


سنان ... سنان ... سنان ...سنان


وأشكركم جميعا يا أعضاء الفريق


مشكوووورين وماقصرتو


::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::


مادري كيف أشكركم بصراحه...!!!!!!:confused: :لقافة: :D ::جيد::

الحنونه
12-06-2007, 16:26
اييييي


وصلنــا للنهـايه خخخخخخخخ


يلا لافلي سكاي طووولتي << يادبه انتي اللي مستعجله خخخ

مكشوووورات فديتكم وربي مجهوود كبييير

يعني بجد تعب ماصار
الله يعطيكم العافيه


يـلا ننتطر التكملــه بسرررررررعه


^^

lovely sky
12-06-2007, 18:04
ماراح أتحمل الإنتظار....
النهايه قربت و التوقعات كثرت!!!!!!
وبدأ العداد الزمني
:
:
:
:
::eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek: :eek:
****************************************
أشكر لكــــــــــــــــــم هذا المجهود الرائع::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::
واللي يخليني أصبر ع القصه هو.....
قراءة روايه كامله ومره واحده<<أحلام بعيده>>
أرسل تحيه قويه لأختي....
سنان ... سنان ... سنان ...سنان
وأشكركم جميعا يا أعضاء الفريق
مشكوووورين وماقصرتو
::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::
مادري كيف أشكركم بصراحه...!!!!!!:confused: :لقافة: :D ::جيد::


مرااااااحب لميس
منووووووووووووورة كالعااااااااااااااااااادة

و انا سعيدة جدا جدا برأيك و بتشجيعك للفريق
http://img509.imageshack.us/img509/9012/23301041qt0.gifhttp://img509.imageshack.us/img509/9012/23301041qt0.gifhttp://img509.imageshack.us/img509/9012/23301041qt0.gifhttp://img509.imageshack.us/img509/9012/23301041qt0.gifhttp://img509.imageshack.us/img509/9012/23301041qt0.gif

اشكرك جدا يا احلى لميس بكل المنتديات
http://img167.imageshack.us/img167/8728/q8232cw5.gifhttp://img167.imageshack.us/img167/8728/q8232cw5.gifhttp://img167.imageshack.us/img167/8728/q8232cw5.gifhttp://img167.imageshack.us/img167/8728/q8232cw5.gifhttp://img167.imageshack.us/img167/8728/q8232cw5.gif

واشكر اختنا الغالية سنان لتعبها و مجهودها الرائع فعلا ..
الف شكر سنان
http://img167.imageshack.us/img167/7828/3615131qb9.gif
و ان شاء الله حبيبة قلبي همسات راح تجيب لنا الفصل الثامن بسرعة ان شاء الله ما راح تتأخر

http://img166.imageshack.us/img166/7103/33102zp9.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/7103/33102zp9.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/7103/33102zp9.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/7103/33102zp9.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/7103/33102zp9.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/7103/33102zp9.gif

مشكورة لميس حبيبة قلبي للمتابعة والتشجيع الرااااااااااااائع

http://img166.imageshack.us/img166/6885/e269effcf7cm9.gif

lovely sky
12-06-2007, 18:24
اييييي


وصلنــا للنهـايه خخخخخخخخ


يلا لافلي سكاي طووولتي << يادبه انتي اللي مستعجله خخخ

مكشوووورات فديتكم وربي مجهوود كبييير

يعني بجد تعب ماصار
الله يعطيكم العافيه


يـلا ننتطر التكملــه بسرررررررعه


^^



يا هلا و مرحبا
حبيبة قلبي الحنونة
اشتقنالك
وينك عنا من ومااااااااااااان
والله لك وحشة

http://img166.imageshack.us/img166/6783/93916772ab2.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/6783/93916772ab2.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/6783/93916772ab2.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/6783/93916772ab2.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/6783/93916772ab2.gif

ونورتي المشروع حبيبتي و الله
و اسعدني ردك كثيراً
وان شاء الله التكملة قريباً جدا

http://img254.imageshack.us/img254/9227/image345pz5.gifhttp://img254.imageshack.us/img254/9227/image345pz5.gifhttp://img254.imageshack.us/img254/9227/image345pz5.gif

والاحداث ستتسارع و نحنا ايضا راح نسارع تنزيل الفصول
يعني ان شاء الله احتمال كبييييييييييييييييييير بكره نسوي لكم الفصول الباقيه كلها مرة واحدة

وان شاء الله همسات ما تتاخر علينا
و اول ما ترسل لي الفصل الثامن راح انزله لكم فورااااااااااااااااا
و بعدها بننزل لكم 9 كتابة نيمو
و 10 كتابة حبيبة قلبي وردة قايين

ولانها مسافرة فهيه اعطتني الفصل قبل لا تسافر علشان انزله لما ييجي دوره

والله يرجعها لنا بالسلامة يا رب
والله افتقدها جدا جدا جدا

http://img53.imageshack.us/img53/4099/w6w20050413224719626120fc4.gifhttp://img53.imageshack.us/img53/4099/w6w20050413224719626120fc4.gif

انتظرونا غـــــــــــــــــــــدا
مع الفصول الاخيرة من رواية
حزن في الذاكرة


مشكورين والله على التشجيع الرائع

http://img265.imageshack.us/img265/8671/w6ww6w20050427090610201ja3.gifhttp://img265.imageshack.us/img265/8671/w6ww6w20050427090610201ja3.gifhttp://img265.imageshack.us/img265/8671/w6ww6w20050427090610201ja3.gifhttp://img265.imageshack.us/img265/8671/w6ww6w20050427090610201ja3.gifhttp://img265.imageshack.us/img265/8671/w6ww6w20050427090610201ja3.gifhttp://img265.imageshack.us/img265/8671/w6ww6w20050427090610201ja3.gifhttp://img265.imageshack.us/img265/8671/w6ww6w20050427090610201ja3.gif

ماهيما
12-06-2007, 19:20
اخيرااااااااااااااااا بتخلص الرواية ::سعادة:: ::سعادة::

لاني ابغى رواية جديدة ماقريتها وكل الي بالمشروع قاريتهم>>>>ماخلت شي

واتمنى لكم التوفيق يااحلى فريق::جيد:: ::جيد:: ::جيد::

البدر المضاء
13-06-2007, 07:10
اشكر (فريق روايات احلا م وعبير ) على هذا الكم الهائل من الروايات وبصفتي من عشاق الروايات تفاجأت بعد العودة والإنتهاء من الإمتحانات وهمها بهذا العدد وارجو الإستمرار وانا على وعدي بالمساعدة في الكتابة وارجو التوفيق لكل من ساهم في هذا العمل
ومشكوووووووووووورين لا توفيكم حقكم لكن لااجد سوى هذه الكلمة::جيد:: ::جيد::

lovely sky
13-06-2007, 09:16
8- لا اريد ان اتذكر







- نكاد ان نصل .

ايقظت كلمات كايل ايف من الغفوة التي غطت فيها , فاستقامت في مقعدها وهي تنظر الى الخارج نحو الريف بمزيج من الفضول والارتباك ....
بعد برهة قصيرة من الزمن , ستلمح المنزل الذي هربت منه سنتين للمرة الاولى .

ترى , هل يشاركها كايل خوفها المفاجيء وهواجسها , والتوتر الذي يستبد بها ؟
لو فعل , فهو بالتاكيد لا يبدى شيئا ..
كان جسمه الطويل مسترخيا في المقعد .وانتباهه منصب بحزم على الطريق امامه.

لكن , ربما كان يبالغ في التركيز على تلك الطريق الريفية الذي يسلكانها ....
فهما لم يقابلا اي حركة سير حقيقية , منذ "نوريتش " حيث توقفا للغداء ...
ولا سبب يدعو كايل ليتمسك بالمقود بشدة , حتى يكاد بياض اصابعه يفضح المشاعر التي لم يبديها .

سالت :
"هل تشعر مثلي بالتوتر ؟"

قال معترفا :
" انه موقف فريد من نوعه ".

كان صوته يلامس الضحك , فاحست ايف انه تفهمه ,
فالمشاعر ذاتها تتملكها منذ خروجهما من لندن , في وقت مبكر من ذلك الصباح .

" اعرف ماذا تعني ... لقد ودعنا دايان وتيم والتوام ... وكاننا ذاهبان لقضاء شهرالعسل .. كل ما كان ينقص هو باقة الزهر , والاوراق الملونة و" اليونيون " ليتكمل الموقف .

واهتز صوت ايف في اخر كلماتها ... واستعادت شعور الهستيريا الذي هاجمها بينما غادرا منزل صديقتها.

حين اخبرت دايان انها ستاخذ فرصة اسبوع كي تقيم في المنزل في "نورفولك " ابتهجت الصديقة .

دخلت دايان غرفة ايف بينما هي ترتب حقيبتها , قبل وقت قصير من وصول كايل , وقالت :
- انا واثقة انك سمتضين اوقاتا ممتعة .. ومن يعلم ؟ قد يساعدك على استعادة الذكريات .

وهي لم توافق على المضي بهذه التجربة الا لهذا السبب بالذات ,
فلماذا اذن تشعر الان بالخوف البائس , و التردد الكبير لاقدامها بهذه الخطوة ؟

- اوه , يا الهي ..دي , هل افعل الصواب ؟

- ايفي حبي ... ما الامر ؟ انت لست خائفة من كايل بالتاكيد ؟

ليس من كايل نفسه , بل مما قد تكشفه عنه , ظهر ردها في اعماق افكارها لكنها عجزت عن ترجمته بالكلمات ... وفي النهاية لم تستطع سوى ان تهز راسها .

- لا .. ليس في الواقع .

وصرفت دايان النظر عن هذا القلق بقناعة حسدتها عليها ايف بعمق .

- بالطبع لا ... انت مجنونة بحبه .

ذهلت ايف بمجرد التفكير بان مشاعرها شفافة الى هذا الحد :
"وهل يظهر علي ذلك ؟"

ماذا لو ادرك كايل ايضا مشاعرها نحوه ؟

ردت دايان :
" هذا يظهر فقط لمن يعرفك مثلي , على اي حال صغيرتي لقد عشنا معا لسنتين ...واذا كان من امرى يعرفك , فهو انا بالتاكيد !"

لكن هذا لم يبعث في ايف الراحة الكاملة , لقد قضت مع كالي وقتا يزيد عما قضته مع عائلة بينيت هنا ..تابعت دايان بلهفة :
" انت تحبينه .. اليس كذلك ؟"

- كما قلت ... انا مجنونه بحبه .

- ولماذا اذن تقفين مضطربة مترددة هنا ؟

ابقت دايان يدها طوال الوقت وراء ظهرها , ثم اخرجتها من مخبئها وقدمت لايف بحماسة لفافة جميلة .

- هذه هدية صغيرة مني ومن جيم حتى تمضى العطلة بنجاح . لا تفتحيها الا حين تكونا وحدكما ... اعتقد انها ستعجبكما معا ....
وضحكت ضحكة خفيفة , وهي تمازح ايف , وابتسامة خبيثة على فمها .

- ... بما ان القدر لطيف , ليقدم لك زوجا مثل كايل , فمن الافضل ان تستفيدي من الفرصة !
اعتبري الامر بداية شهر عسل ثاني .

لكن المضحك المبكي ان ايف لن تستطع التمتع بشهر عسل ثان , فيما هي لا تستطع ان تتذكر الاول فعلا .. حتى لو تزوجا للتو , فمن غير المحتمل ان تعلم عن كايل اكثر مما تعلمه الان .

- ها قد وصلنا .

استدركت ايف فجاءة وعادت الى الحاضر ,واذا بها تلاحظ ان كايل قد انحرف عن الطريق , فيما هي مستغرقة في افكارها ودخل في طريق داخلية اوصلتهما الى منزل كبير انيق , جدرانه الحجرية صفراء الشاحبة تتوهج بدفء شمس بعد الظهر .

اذن , هنا امضت معظم الوقت مع كايل ... وارتج قلب ايف , فتسارعت نبضاته في غير راحة او استقرار . ثم نظرت حولها بحثا عن دليل ما , اي دليل يمكن ان تتعرف اليه .

كان منزلا جميلا ... له جو دافىء مرحب ....
بدت معظم واجهته الانيقة الجورجية الطراز قد زينت بالعرائش المزهرة ,
والنوافذ العريضة النائية فوق الدرجات الحجرية , كانت تلك النوافذ تقود الى الباب الرئيسي ,
ولاحظت الى يسار المبنى بيتا زجاجيا ضخما ,
كان ليبدو رائعا وهو ملي بالنباتات , لكنه الان كئيب قليلا , وكأن احدا لم يعتن به من مدة .

هل اهمل كايل المكان بعد ان هجرته ؟
بالطبع , لا بد من انه انشغل بعمله في امريكا في اكثر الوقت ,
كما تذكرت انه قال لها ان اباه ولاه امر الشركة , كمدير اداري لها .
وربما تحول الى كراهية المكان بعد رحيلها , على اي حال . لقد تركت الرسالة في غرفة ما في هذا المنزل , الرسالة التي طلبت منه الا يبحث عنها . توقعت ان تكون صورة هذا المنزل واضحة جدا في ذهنها ..
ولكن وبخيبة امل موحشة , وجدت ان المنظر لم يرجع فيها اي صدى على الاطلاق .

صاحت بياس واحباط :
"اوه .... لماذا لا اتذكر ؟"

تبخرت اللهفة التي بها خرجت من السيارة , بسرعة لتتركها اسيرة البرد والهزيمة .
- لم لا ... اوه !

صمتت بشهقة مصدومة وارتباك حين التقطت عيناها لوحة الاسم النحاسية المثبتة الى جانب الباب .
همست مرتجفة :
- منزل مونتاغوي ! مونتاغوي ... اذن لم يكن اسم العنبر ؟

- هذا ما يبدو .

كان كايل يراقبها عن كثب , وعيناه تلتقطان كل تغيير عابر على وجهها ... لطالما عرف ذلك اذن , لكنه تعمد ابقاءه سرا كي يكون لاسم المنزل التأثير الاكثر قوة .

- يبدو ان اسم مونتاغوي قد اصاب وترا ما في نفسي .

الإنها كانت سعيدة هنا , ام لانها كرهت العيش في هذا المنزل , وارادت الابتعاد عن كايل ؟
وخشيت ايف ان تعترف , حتى لنفسها , كم صلت لئلا يكون الجواب الاخير ....
ثم نظرت الى المنزل الجميل المبهج تحت اشعة الشمس .

قالت ببط :
"يبدو مكانا وديا ... اتظنني كنت سعيدة هنا ؟ كايل ؟"

ولما لم يرد قالت :
" كايل ؟"

- لست ادري .

بدا وكان كايل يجاهد ليعود الى الحاضر ليرد على سؤالها .. بماذا كان يفكر ؟
هل كانت افكاره ترتحل نحو الايام الماضية قبل سنتين , حين عاشا هنا معا ؟
لو انها تستطع ان تقرا افكاره , وتشاركه ذكرياته .

قال :
"بصراحة"بدوت لي سعيدة ... باستثناء طبعا ......"

فجاءة قطع كلامه واستدار الى السيارة :
" ساحضر حقيبتك !"

- كايل ......................

امسكت ايف بذراعه , ونظرت الى وجهه , لترى الخطوط العميقة في ملامحه , والظلال في اسفل عينيه , كانت اشعة الشمس البراقة تكشف انه لم ينم جيدا منذ اسابيع .... فاصيبت ايف بمزيج من الرعب والصدمة .

- باستنثاء ماذا ؟

- باستنثناء النهاية .

كان رده حادا , مصحوبا بحركة غاضبة خشنة من ذراعه .

- كما قلت لك .... كنا نمر بازمة صغيرة , ولم تكلميني لايام ... ل
م يكن هذا عجيبا , لا سيما بعد ان عرفت انك تخططين لتركي .

لماذا احست ان هذا لم يكن مقصده اصلا ؟
لكنها لم تجرو على السؤال ... فقد كان تعبير كايل غامضا في عينيها ...
بدا وجهه وكانه منحوت من رخام صلب .... اما هي فاحست ان اي سؤال عفوي ,
يشابه القاء عود ثقاب في مجموعة من الالعاب النارية .

- اندخل ؟

كانت لهجته متوترة , تفتقد لسيطرته الناعمة التي اعتادتها , ودس المفتاح في القفل وكانه يتمنى لو انه سكين يطعن به عدوه اللدود .

- ربما تتعرفين الى ذكرى ما في الداخل .

ما ان اصبحا في الردهة المكسوة بالخشب المصقول , حتى الحقائب من دون اكتراث فوق البلاط الموشح . ثم فتح الباب الاقرب وهو يتجنب عينيها .

قال بخشونة :
" هذه غرفة الجلوس "

ولم يعطها فرصة حتى تنظر الى الداخل بل تحرك مجددا :
- وهذه غرفة الطعام ... الباب من هنا يقود الى مستنب الزجاج .. والمطبخ من هناك .

بدا وكانه سمسار عقارات يجول في المنزل , الذي تفكر بشرائه ... لم يكن في من اشارة الى الزوج المرحب بعودتها الى البيت الذي تشاركه يوما .

- المكتبة ... غرفة استخدمات عامة ...
لعنة الجحيم ايف ! لا يمكنني فعل هذا ؟

لم تستطع ايف ان تساله عم يتحدث ,
فمشاعرهاالفجة كانت تنبئها , وبوضوح زائد , ما يمر به ,
حتى ولو انه لا يماثل حجم عذابها هي ... واضح انه يجد في الامر برمته مشقة كبيرة ,
مثلها تماما .

قالت متردده :
"لعله من الافضل لو تجولت لوحدي ".

بدا ان هذه الفكرة قد ضاعفت اضطربه , لا تدري لماذا :
"لا ... ساخذ حقيبتك الى الطابق الاعلى !"

راقبته ايف وهو يصعد الى السلم , فشعرت فجاءة ببرد بائس ووحشة كبيرة ...
فبعد ان ظنتته منزلا مرحبا دافئا , بدا لها الان وكانه يملك جوا مختلفا ,
مهددا باعثا للكابة والحزن .

-انتظري !.

lovely sky
13-06-2007, 09:27
ولحقت به راكضة , حى ادركته في فسحة سلم عريضة واكملت :
"اية ....؟"

ثم , من مكان ما لا تعرف مصدره . ملاتها قناعة داخلية عميقة ...وقالت :
هذه الغرفة ....

ودفعت الباب بينما كان كايل يراقبها بهدوء جامد , وما لبتث ان خطت بضع خطوات الى الامام .

كانت شمس بعد الظهر تسلل عبر النافذة العريضة لتنسكب على السجاد الذهبي الدافي بركة متوهجة , وتبعث في الستائر لونا متالقا كالعسل السائل , كانت طاولة الزينة الانيقة , والخزائن المجاورة بلون الماهوغوني المكثف الداكن , وكانها تماثل عيني كايل .... وبالرغم من التوتر الذي تملكها ... لم تستطع ايف ان تمنع ابتسامة ابتهاج صافية .

قالت بثقة تامة :
"هذه كانت غرفتنا "

تفرس فيها كايل صامتا , وقد ضاقت عيناه البنيتان في تقييم واضح , وما لبثت ان سالها بهمس :
"اهي الذاكرة ... ام مجرد تخمين محظوظ ؟

هزت راسها بارتباك , وقد اختفت كل سعادتها .

- لا اعرف ... اعتقد انها نوع من الغزيرة ... انا ...

وتلاشي صوتها مع حركة غير ارادية من عينيها حولتها الى السرير في وسط الغرفة . كان مغطى بقماش مطرز ثقيل , تتداخل فيه الالوان الذهبية الدافئة كما الستائر .... وبدا لها اكبر بكثير من السرير المزودج العادي , وفيما هي تنظر اليه , احست فجاءة بالحرارة الحارقة تغمرها , ثم ارتجفت بردا, وكانها تحت تأثير حمى قوية .
لقد تشاركت مع كايل هذا السرير , وناما معا , ليلة بعد ليلة .

اتهجت عيناها القاتمتان كالبانسيه , الى وجه كايل المراقب ,
بدا لها فجاءة وكان بشرتها اضحت حساسة جدا , وتشابكت عيونهما في لحظة تفاهم معبرة شديدة الوقع .

لم تعرف ايف كم دامت هذه اللحظة المتوترة ...
لكن , كايل كسر حبل الصمت اخيرا وهو يستدير بحدة يفتح باب الخزانة الاقرب .

- قد ترغبين في استخدام هذه الملابس فيما انت هنا .

حدقت ايف برعب .... الى مجموعة الملابس .... فساتين , تنانير , قمصان , سروايل جينز ,
كلها معلقة في الخزانة ..... لم تلمسها يد منذ سنوات , انها ملابسها , ما من شك في هذا , احست ان هذا يفوق قدرتها ..... فقد واجهها كايل بالدليل القاطع للمراة التي كانتها يوما .

بدات تقول :
" لا انا ....."

لكنها لم تستطع ان تكمل , فارتجفت ساقاها ... واختنقت حنجرتها بالم ,

وما لبثت ان صرخت باندفاع لاخراج الكلمات :
- لا استطيع النوم هنا يا كايل ....!

التوى فم كايل بسخرية :
"لا .... لا اعتقد انك تستطعين ... لا تقلقي لقد طلبت من مدبرة المنزل ان تحضر لك غرفة اخرى".

مرة اخرى تفحصتها عيناه القاتمتان ببط ء:
- في الواقع , انا لم انم هنا ... ليس منذ .........

ولم يكمل جملته ... لكنه لم يكن بحاجة الى ذلك , فقد تكهنت تماما الكلمات الناقصة .

تحرك نحو الباب :
"على اي حال ... غرفتك من هنا ".

ثم تجاهل الباب الى يمين غرفة النوم التي غادراها للتو , ودفع بابا مقابلا ليكشف عن غرفة نوم مزينة بالوان ناعمة رقيقة من الازرق والزهري .

- ستنامين هنا ...

- وانت .

وكانما يوكد على افكارها , انتقل ليفتح بابا اخر عبر الممر , فظهرت غرفة ذات طابع رجالي اخضر قاتم وعاجي , ووضع حقيبته داخلها .

- هل هذا مناسب ؟

لماذا يسالها ؟....
واضح انه قرر كل ذلك سلفا ...
واضح انه خطط جيدا ليضمن عدم تكرار ما حدث ليلة الاحد الماضية ..
ترى اخاب املها ام انها مرتاحة ؟

لم تجد ايف الرد بسهولة...
فهي تعرف الان انها تحب كايل ....
تحبه وتريده بكل ما في وسع امراة ان تحب رجلا ...
ومع انه كان يقف الى جانبها ببساطة , الا انها شعرت بجاذبية هذا الجسم الطويل القوي , والشعر اللماع الناعم الاسود , والعينين الغامضتين .

- وهذه الغرفة ماذا فيها؟.

امسكت مقبض الباب الفاصل بين الغرفتين ... ودهشت انه لا يفتح , وان بابه موصد .

- اوه , انها مخزن في الوقت الحاضر ... لم نضع فيها الاساس بعد .

لم يكن ينظر اليها ..... بل استدار ليلتقط حقيبتها .... مع ذلك , لم تكن لنبرة صوته الرنة المناسبة .

- ساضع اغراضك في غرفتك .... اهذا ممكن ؟
انا واثق انك تريدين ترتيبها .

وفكرت ايف انه يحاول الهاءها بدقة وحذر , فيحول اهتمامها الى شي اخر متعمدا ....
ترى , ماذا في الغرفة المقفلة ؟

من دون اي تحذير , وقع ما وقع بينما كان كايل يرفع حقيبتها فوق المفرش المزهر باللونين الازرق والزهري ....

لم يكن هناك نفخ ابواق , ولا لمعان انوار , او دوار مثير للاضطراب ...
بل سمعت نفسها تقول بكل بساطة :
- هذه الغرفة تبدو افضل حالا بكثير الان , اتذكر كم كانت مريعة حين انتقلنا الى هنا ... كانت مخططة بلون احمر قاتم , في وسطها سجادة حمراء قاتمة وسوداء ؟

ووقعت حقيبتها من يد كايل اليسرى فوق السجادة بصدمة مكتومة , فنظرت الى وجهه , فابصرته شاحبا بعينين سوادوين .

سالت مرتجفة :
"انا ... هل هذا صحيح ....؟ هل كانت الغرفة كما وصفتها ؟"

هز كايل راسه بصمت ......... شل فيها مظهر كايل جنسن الرقيق كل قدرة على الكلام .
وتهاوت ساقاها حتى تهالكت على كرسي قريب .

- لا تنظر الي هكذا ....!
لم اكن اعرف ماذا اقول افلتت الكلمات مني .

يا الهي اما زال يصدق انها تدعي فقدان الذاكرة .
وانها تفوهت بكل ذلك من دون ان تعي ما تقول ؟

- كايل كلمني ؟

تنحنح بجهد ليجلي حنجرته ,
ورفع يده الى مؤخرة عنقه كانما يطرد توترا لا يحتمل .
ثم سالها بصوت اجش :
"هكذا فقط ؟ ما من ذكرى اخرى ؟"

حاولت ايف يائسة ان تبحث يائسة في الزوايا المظلمة من ذهنها علها تجد شيئا اي شي ثم هزت راسها يائسة :"
لا شي .. لكن هذا تقدم ملحوظ كايل . وكانه صدع في الجدار , يبدو اننا احسنا صعنا بالمجي الى هنا ... وربما كان الاخصائي مخطئا في تحذيرك من هذا ... لعله العلاج الذي احتاج اليه ...
من يدري كيف اصبح نهاية الاسبوع ؟

لماذا يبدو مرتابا وغير مقتنع على هذا النحو , ام انه خائف مما قد تكشفه ؟
ايقعل ان يخاف مما هو مدفون في تلك الذاكرة الضائعة ؟
سرت قشعرية خوف باردة في جسم ايف , ودب فيها ارتعاش لم تستطع كبته .

انها بحاجة الى ان تشغل تفكيرها وتلهيه عن مثل هذه الافكار المضطربة ....فاستجمعت كل قوتها ,ووقفت على قدميها, ثم مدت يديها الى حقيبتها , وهي تفتش عن المفاتيح .... وهي تحاول الا تظهر احساسها المضظرب بصمت الغريب الاسمر .

بالرغم من كل شي , ظل كايل بالنسبة اليها غريبا , لم تفلح الاسابيع السبعة التي امضايها معا , او الكلمات التي دسها في اذنها , او ذكرى غرفة النوم السابقة , في تغيير ما , فهي ما زالت تجهل الحقيقة ... ومازالت لا تعرف كيف كانت علاقتها هي وكايل في السابق , والاهم من كل هذا لا تملك ادنى فكرة عن مشاعره نحوها الان . احيانا , كانت تبدر عنه بعض التصرفات , في البداية على الاقل ...
لكن ماذا حدث لذلك الحب ؟
اذ لا بد ان حادثة ما وقعت ... والا , فلماذا ارادت ان تتركه اصلا ؟

غشت الدموع الحارفة عينيها , وبدا ان مفتاح علق في قفل الحقيبة , حتى اضطرت الى اجباره على الدوران ... وما لبث عن انفتح بعنف ليفضح الكثير من حالتها النفسية المضطربة .

- من الافضل ان ارتب ثيابي كي لا تتجعد اكثر مما هي عليه الان .

لماذا لا يتكلم كايل ؟
كم من الوقت يستطع الوقوف هنا من دون التفوه بكلمة ؟
يبدو انه انطوى على نفسه . بعيدا عنها .... اوه ... اكان من الضروري ان تستعيد ذكرى ؟

تسمرت يد ايف على حقيبتها وهي تدرك بماذا تفكر , ففي خلال السنتين المنصرمتنين , لطالما اقتنعت ان قلبها سيثلج فرحا لو استعادت تفصيلا صغيرا من حياتها السابقة ,
لا بل انها ستجن ابتهاجا .... وها قد حدث هذا الان .. لكن ما تشعر به هو خيبة الامل المريرة .

لعل هذا ليس كافيا !فما تذكرته ليس باهمية كبرى ....
لم ينبها بما يهمها فعلا , بالعلاقة بينها وبين كايل ...
ولان هذا بقى مدفونا بكل عناد . فقد انقادت الى ادراك مشؤوم ,
ان العلاقة بحد ذاتها هي المحنة التي تحدث عنها الاطباء ... وهي التي افقدتها ذاكرتها .
فقد وقع خطب ما بينها وبين كايل , حتى رفضت ان تتذكره في لا وعيها على الاقل ...

- ربما , مع الوقت , قد تظهر ذكرى اخرى ...........

lovely sky
13-06-2007, 09:38
اجفلتها كلمات كايل الهادئة
كانت لهجته باردة مؤلمة بغير حدود ..... وتكشف عن الكثير مما يكتمه ....
اشياء يعرفها , ولا تعرفها .

- نحن مضطران الى الامل .

جهدت ليبدو صوتها طبيعيا , وتعمدت ان تصب اهتمامها على افراغ الحقائب ,
وهي تعض شفتها في كرب مفاجي لادراكها ان هذا ابعد ما تريده .....
انها تحتاج الى الوقت لتكون مع كايل ....
لتعرفه تماما .... كما يفعل اي زوجين طبيعين ,

انها تريد ان تبني معه علاقة قوية يمكن ان تصممد ازاء اي سر في ماضيها ,
على امل ان المحنة حين تزول اخيرا , لن تفصلهما مرة اخرى كما فعلت في الماضي ...
لقد ارادت ان تاتي الى هنا على امل احياء ذاكرتها باسرع وقت ممكن ,
لكنها الان تريد يائسة ان تؤخر تلك اللحظة قدر ما تستطيع .

غير ان الوقت في الدنيا لن يساعدها , فمهما تقربا من بعضهما الان , ومهما بنيا علاقة قوية ....
فسيبقى الماضي موجودا دائما , ظلا اسود يلوح بشؤم على حياتهما ,
ويدمر املهما في بناء مستقبل .


مد كايل يده امام ايف ليلتقط اللفافة على قمة ملابسها :
" ما هذه ؟"

- اوه .... هذه هدية من دايان , اعطتها لي قبل ان نغادر مباشرة .

- لم لا تفتحيها ؟

استغلت ايف تلك الفرصة لتلهي نفسها عن افكارها المقلقة , وفتحت جانبا من الهدية قبل ان تفكر .... وبينما اطبقت يدها على شي ناعم وحريري رقيق , استعادت قول دايان :
" هدية لتمضي العطلة بنجاح "

وتسمرت في مكانها .

سالها كايل :
" ما هي ؟ ايف ....؟

عرفت ان لا بديل امامها الا ان تفتحها , فالرفض سيثير فضوله اكثر .

وهكذا جذبت بقية اللفافة الورقية لتكشف عما في داخلها ....
فنفضت طرفا حريريا بلون القهوة مزين بالدانتيل العاجي ,
لتبصر قميص نوم رائع .

تصورت دايان مرة اخرى وهي تبتسم , واختنق خداها بلون قاتم حار .

قال كايل معلقا بجفاء :
" يبدو ان دايان تملك افكار قاطعة عما سنفعله هنا ".

قالت بصوت متكسر يتعذر سماعه :
" هذا ما يبدو ... انها تعقتد انه شهر عسل ثان ".

لكن كلماتها لم تلق الا صمت مفاجي , اخذ يرجع صدى كلامها في الجو .

- اه ... وهل هذا ما تريدينه يا ايف ؟

واطبقت يداه على كتفيها , واستدارت لتواجهه , فيما شرائط الدانتيل الرقيقة لا تزال تتدلى من اصابعها وقد شلت فجاءة .

لم يكن صوته يفضح شيئا , ومع ذلك ققد دبت فيها وخزات اثارة وكانها الاف الصدمات الكهربائية الصغيرة تسرى صعودا ونزولا على ظهرها ... واكمل :

" وهل خططت ايضا لشهر عسل ثان ؟"

كان صوته الخشن , يتملقها ويغويها ... واحست ايف انها قد تغرق فعلا في عمق عينه .واكمل :
- اهذا ما تفكرين فيه لهذا الاسبوع حبيبتي ؟

كان الصوت الناعم ذو اللكنة الامريكية ينسج حولها سحرا مغويا , فيخدرها , وينتزع روحها من جسدها .
- هل خاب املك حين ... تجنبا لصدمة عاطفية اخرى ...

وظلت السخرية المريرة صوته وهو يكرر ما قالته :
"... حضرت غرفتي نوم منفصليتين ؟"

لامست شفتاه الدافئتان خدها , وطالت لحظات تقطع الانفاس , حتى انها تاوهت من دون وعي احتجاجا , حين ابتعدتا عنها ,
واحست ببرد الحرمان .
فسمعت ضحكة كايل الخافتة ... ومن خلف اهدابها , احست براسه ينخفض نحوها مرة اخرى .

تمتم بخشونة على عنقها :
" هل هذا ما تريدينه ايف ؟"

- اجل !

تصاعدت في داخلها مشاعر من الابتهاج الحار كالنار البيضاء فقبضت يداها على شعره الاسود .
اتسعت عيناها الان .... وراحتا تحدقان من دون تركيز , لم تصدق قوة هذه المشاعر او تدفقها ...
واخذ كايل يرجعها الى الوراء نحو الفراش .


تمتم بخشونة :
" لقد قلت انك ستسامين الطريقة الامنة .... وانك تريدين اخذ فرصتك لتتذكري ....
وانك مستعدة للمخاطرة كي تواجهي الاشياء التي كانت هامة في الماضي ...
حسن جدا ... هذا كان هاما ... والله يعرف ....."

وفجاءة اخترقت فكرة صغيرة ذهن ايف عبر السديم الاحمر الذهبي الذي ملا راسها ..... بدت وكانها نصل سكين ثلج , جمد للحظة الخفقان المحموم لقلبها .... هل هذا ما تريده حقا ؟

هل هي , مستعدة للمخاطرة بعواقب هذا العمل كما قال ؟

لم تشك في انها تريد كايل ... وستكون في غاية الحماقة لو حاولت انكارهذه الاحاسيس المتلهفة ...
انه كل ما تريده , جسديا عاطفيا ...

ولم تكن تابه لو كان هذا مجرد محاولة اخرى لاختراق الحواجز التي في راسها ...

انها تريد ان تعرف انه يحبها
فهذا هو ما يحقق سعادتها ...
لكن تبقى المخاطر

بحاجة الى معرفة الحقيقة في مرحلة ما ... لا بل الى مواجهة الظل الاسود الذي يلوح فوق حياتها ..
لكن , اتسطيع مشاعرها الحساسة ان تتعامل مع الحقيقة لو فجرت الحواجز التي بنتها حولها ,
في ظل هذا الجو المشحون بالعاطفة ؟
ماذا لو انها , في اللحظة التي تمنح كايل حبها , اكتشفت بالضبط لماذا تركته له في الماضي ؟

- كايل .....

كان صوتها ضعيفا ومتهتزا , فلم يسمعه في البداية ....
فجربت مرة اخرى :
" كايل ؟ "

اجفلته رنة ما في صوتها , فرفع راسه بحدة لنظر اليها , وفي عينيه مزيج من القلق ونفاذ الصبر .

- ما الامر ؟
ايف ... ماذا هناك .؟
ماذا جرى ؟

- كايل ...

كان عليها ان تجبر نفسها على االكلام , في وقت لم ترغب فيه الا ان تضمه بين ذراعيها مطالبة بحبه بكل الحرارة القادر عليها .

- اهذا ... صواب

- صواب .

ابتعد عنها وهو يصدر صرخة ترجع صدى حركته , ورمى نفسه على السرير ليسير فوق السجادة نحو النافذة , ثم يتوقف في منتصف المسافة ...
احنى راسه الاسود الشعر , فيما ظهره القوي متوتر ومتصلب رفضا ...
صدمتها ردة فعله , لكنها لم تستطع الا ان تتنظر في صمت مرتجف ,

وهي تعض شفتها بارتباك عصبي ...

في تلك اللحظة استدار كايل اليها مجددا , وارتجفت كل اعصابها الحساسة ازاء نظرة في عينيه .
قال بخشونة :

" صواب ؟ ايف .... لم اعرف احدا غيرك منذ ......"

وفيما هو يكمل الرد على السؤال الذي لم تطرحه , ادركت ايف انه رد كان يجب ان تفكر فيه لنفسها . لكنها , لحماقتها , لم يخطر ببالها .

فكايل رجل قوي وملي بالصحة .. وكانت منفصلة عنه منذ سنتين .

- لم يكن هذا ما عنيت ... ولو انني اشكرك على ...

قاطعها بخشونة :
" اذن ماذا ؟ ماذا ؟...

وفجاة ادرك ماذا تعني , فزال عنه الغضب الاسود , لكنه لم يخفف من التوتر في العضلات التي خطت خطوطا بيضاء حول عينيه وفمه .

- انت لا تستخدمين شيئا ...

- لا .

يا الهي .. كم هي ساذجة جدا , وبخت ايف نفسهاا,
هل اضاعت كل تعقلها السليم كما اضاعت ذاكرتها ؟

لقد قال لها كايل انه يريد اولاد .. ولو ان هذا كان من الماضي .

- لكن ...

- وبالطبع لا تريدين ان تصبحي حامل .

تشابك صوته بصوتها , فسمرت المرارة السوداء في لهجته الاحتجاج على شفتيها .

- افهم هذا تماما .

ازاء توتر اييف , مرت اسارير وجهه بتغيير درامي اخر , وارتفعت يده لتغطي عينيه لحظة ...
حين اخفضتها ثانية كان وجهه قد فقد كل لون ..

- اوه ... يا الهي .... طبعا لا تريدين ذلك .

للمرة الاولى , بدا انه يركز نظره جيدا على وجهها , فراى شحوبها والعينين العاتمتين بلون البانسيه وكانهما كدمتان فوق خديها , فاخذ يتمتم شاتما بعنف

- كايل ..ما الامر ؟

كانت ايف على وشك الخروج من السرير , وهي تحتاج ان تتقدم منه , ان تضمه , ان تفعل اي شي لتمسح تلك النظرة الكئيبة عن وجهه ... لكن , وفيما هي تتحرك , رفع يديه بايماءة خشنة , وهو يرفض اهتمامها ...

رفض قراته في عينيه ...

وما لبثت ان رماها بكلمات متوحشة مرتجفة :
" ايف ... ليس الان ! يا الهي العزيز .... لا استطيع ..."

ومن دون ان ينهي الجملة , رمى بنفسه الى خارج الغرفة , وكانه يريد ان يبتعد عنها قدرما يستطيع ...و باسرع وقت ممكن .

صرخت :" كايل !"

وكانت صرخة مرتجفة يائسة ... صرخة عرفت ايف انها لم تلق صدى , فهو لن يعود .. مهما نادته ....

بجهد يائس , قاومت رغبة طبيعية تدفعها الى اللحاق به ...
لكنه , لن يرغب في رؤيتها , لاسيما في هذا المزاج ....

عنفت ايف نفسها بشراسة :
اوه ... ايتها الحمقاء ... ايتها الحقماء !
وفكرت انها تصرفت بغباء كبير ... لكن الحقيقة انها وجدتها فرصة لتنفرد به ,
في ظل جو حميم غير متوتر في منزل اسرة بينيت , او حتى في شقته الحافلة بذكريات من الشجار السابق... ما لم تتوقعه قط ان تكون اللحظة قد حلت بسرعة كبيرة .

لكنها حلت فعلا .. وتعاملت مع الامور بشكل اخرق .
لارتاحت اكثر لو انها عرفت مشاعر كايل حقا ...
هل بقى الحب الذي اعترف به صراحة سالما خلال سنتين ؟
لماذا لم تساله ؟ حين ارتمى هذا السؤال في وجهها , دفعته عنها مرة اخرى ,
وهي تعرف انها لم تكن تملك الشجاعة الكافية لتقوم بعمل مباشر كهذا ...
فعلى اي حال , كيف يمكن لكايل ان يرد عليها بصدق ؟ كيف يمكن لاي كان منهما ان يعرف الحقيقة الكاملة وظل ماضيهما يحوم حولهما من دون تفسير ؟

ومع انها كانت تحبه بعمق , ومع ان مجرد التفكير بفقدانه يشبه مواجهة الموت , الا انها لن تتمكن من الاعتراف بهذا الحب ابدا ... فمن يدري ؟
قد تعود ذاكراتها في يوم ما , وتعود مها وقائع تثبت ان هذا الحب كاذب .


لكن . هذا هو سبب وجودها هنا , وجمعت ما تبقى من شجاعتها المشتتة , ثم خرجت ببط من السرير , وهي تتحرك متالمة , وكانها تشعر بكدمات جسدية ,
عليها ان تستغل هذا الاسبوع بافضل ما يمكن , وبدات تفرغ حقيبتها , وكلها عزم على انعاش ذاكراتها النائمة ....
فهي لا بد نائمة , ولن تستطيع ان تصدق انها ميتة , ذهبت الى الابد ....

سوف تنجح .


ستطلب من كايل ان ياخذها الى كل الاماكن القديمة المفضلة لهما ,
حيث امضيا معظم اوقاتهما حين كان يعيشان هنا معا ...
بالتاكيد , سيقوم ثقل الذكريات بفعلته حتى يتحطم الجدار بنيها وبين الماضي .

يجب ان تتذكر ... يجب ان تعثر على ماضيها ...

والا .... انتفى المستقبل الذي يجمعها بكايل .

lovely sky
13-06-2007, 09:59
9 – خذي الماس وأعطيني ...







كانت ايف مضطرة إلى ضخ الحماسة في سؤالها :
" حسن جدا .. أين سنذهب اليوم ؟ "

كان اليوم يوم الخميس , وهما في نورفولك منذ خمسة أيام , قاما فيها بالتجول في زوايا المقاطعة , إضافة إلى أجزاء من مقاطعة نورفولك المجاورة ... لكن ايف لم تلق التأثير الذي تأمله وتصلي من أجله .

لقد تمتعت تماما بكل الرحلات التي قامت بها مع كايل , واستنتجت أن المناظر التي استحوذت على إعجابها في الوقت الحاضر هي نفسها التي أعجبتها في الماضي .. ومع ذلك , فكلها جديد في نظرها ...
كان كايل يجلس قبالتها إلى مائدة الفطور , في كنزة رياضية فضفاضة وبنطلون جينز , فراح يتأوه بمبالغة وهو يدفن وجهه بين يديه بيأس ساخر .

صاح محتجا :
" ألا تتعبين أبدا ؟
إننا نجول من دون توقف منذ يوم الأحد .. أو يوم السبت في الواقع , نظرا لأنك تصرين على الخروج منذ أفرغت حقيبتك ..."

- لكننا .. .لا نملك سوى أسبوع ! ويجب أن نزور كل الأمكنة .

ارتسمت الكآبة على وجه كايل :
- ايف .. حبيبة قلبي ... أعتقد أننا زرنا كل الأمكنة .. لو يستوفت , غريت يارموث , كما اكتشفنا ملاذ ثعلب الماء ...

ثم رد على ابتسامة ايف بأحسن منها , فيما استغرقت في التفكير :
- ... لقد تمتعت بهذا .. أليس كذلك ؟

أشرقت عينا ايف وهي تتذكر ساعات التي قضيناها في مراقبة لمخلوق , البراق العينين , الطويل الذنب , يلعب في البركة الواسعة :
- بل أحببته ! لكنني أحببت " الديبورة " كذلك ... و "بوري سانت ادموند " و " سومير ليتون " بشبكة متاهاتها .. عرفت لاحقا أنك لو أردت الدخول إلى المتاهة ثم الخروج منها , فما عليك إلا البقاء إلى اليسار .. لكنني سأتذكر هذا دائما الآن ...

وما إن أبصرت التغيير في العينين العميقتين , والعبوس على وجهه حتى استدركت , وحاولت بسرعة أن تخفي غلطتها ..

- القرى في هذه المنطقة جميلة جدا .. ولقد أحببت كل الأكواخ الصغيرة المسقوفة بالقش .. لكن ...
دخل كايل بصراحة إلى صلب الموضوع :
" لكنك لم تستعيدي ذاكرتك . "

- لا .

أزاحت ايف طبقها جانبا , وقد فقدت شهيتها للطعام , الذي كانت تلتهمه منذ لحظة .. كان يصعب عليها أن تنظر إلى عينيه المتفحصتين ...

ووعت بألم كل الكلمات الصامتة فيهما . ثم فكرت في الأيام التي أمضياها يستكشفان الريف , ويزوران الأماكن التي أكد لها كايل أنها تحبها , فنجحت في تجنب الموضوع الأكثر إثارة للخلاف , حول علاقتهما الجسدية الحميمية ...

كان يمضيان ساعات طويلة في الهواء الطلق , فيعودان إلى " مونتاغوي " منهكين لا يفكران سوى بوجبة الطعام ونوم مبكر ... كل وحده . فمنذ نزلت ايف إلى الطابق الأسفل بعدما أفرغت حقيبتها يوم وصولهما , وجدت كايل يتصرف وكأن ما حدث في غرفة نومها لم يكن أصلا . ومن دون أن تسأله , أبقى كايل يديه بعيدتين عنها .. بعيدتين أكثر من اللزوم .. وأقنع نفسه بالقبل القصيرة , التي لا تتعدى القبلات الأخوية في مساء كل يوم . وأحست ايف بالإحباط لهذه المداعبات الخالية من العاطفة , فكانت تخلد إلى الفراش كل أمسية وهي تقاوم الشوق القوي داخلها ...

قالت متوسلة , ليفهم كم يهمها الأمر :
- لا بد من وجود أمكنه أخرى .

قطب كايل وهو ينظر إلى قهوته , وكأنه قد يجد الرد في قعر الفنجان .
أخيرا قال :
" شيرينغهام " .

سألت :
" شيرينغهام ؟
أي إلى الشمال من هنا .. أليس كذلك ؟ على الساحل ؟ "

هز كايل رأسه :
" إنها تقع غربي " كرومر " مباشرة , قرية ساحلية صغيرة "

- إلى شيرينغهام إذن !

وأجفلت ايف لرنة صوتها .. كان حماسيا من القلب , وواضح أن كايل اعتقد هذا كذلك .

- ايف .. هل فكرت بما قد يحدث لو ..

- لو أنني لم أتذكر فقط ؟

أوه ... أجل .. لقد خطر لها الأمر ثم دفعة الفكرة بعيدا مصحوبة بالخوف الذي جاء معها .. لن تستطيع تحمل لو فشلت رحلتهما إلى نورفولك , فشلا ذريعا .
قالت :
" لقد فكرت بالأمر .. لكنني لن أستسلم إلى أن نجرب كل الإمكانيات .. لذا ... "

وبمقاومة , عاد صوتها إلى طبيعته ..

- اليوم سنزور شيرنغهام ... هيا أيها الكسول , انهض على قدميك وساعدني لأغسل الصحون , كي نخرج .

منذ تلك اللحظة , تقدمت إلى الأمام , مدفوعة بتصميم وثبات ... وهي تحاول أن تفكر بإيجابية . طوال اليوم الغائم , راحا يستكشفان القرية , إضافة إلى القرية المجاورة الأكبر حجما " كرومر " ... لكن , طريف العودة إلى المنزل , كان مغايرا . فما إن وصلا منزل مونتاغوي , حتى أحست بتشاؤم يسري فيها مثل الغيم الأسود الذي بدأ يتجمع في الأفق .

انفجرت بينما تهالكت على الأريكة بتنهيدة تعيسة :
- لا شيء ... ! لا شيء أبدا ! ولا حتى لمحة واحدة من الذكرى ! ... كان من الأفضل لو بقينا في المنزل .. في الواقع , ما كان يجب أن نأتي إلى نورفولك , لأن هذا لم يولد في أي شيء جديد !

رد بهدوء :
" هذه ليست نهاية العالم "

وكان رده بالنسبة لايف خاليا من أي عاطفة .

ردت بحدة :
" بالنسبة لك ربما ! لكنه يعني لي الكثير لي "

ازداد مزاجها المنزعج تفاقما , لاسيما حين استعادت اللهجة المهتمة في صوت كايل ذلك الصباح حين حاول أن يحذرها أنها قد لا تستعيد ذاكرتها مجددا .... وتصاعدت دموع المرارة إلى عينيها فيما أخذت تخفيها جاهدة .

- أعرف , لكن .. اسمعي , لقد تجاوزت الساعة السابعة . لم لا أحضر طعاما ؟

- لا أريد أن آكل شيئا ! لست جائعة !

كيف يمكن أن يفكر بمعدته فيما هي على وشك أن تخسر مستقبلها كله ؟

- لا أستطيع أن آكل شيئا .

- يجب أن تحاولي ...

- لا أريد ! كيف يمكن أن تكون على هذا الشكل ؟ أنت تتصرف وكأنك لا تهتم حقا ...

قال بصراحة :
" أنا لا أهتم "

وصدمت .. لم تقو إلا على التحديق فيه غير مصدقة :

" أنت .. ؟ "

- أنا لا أهتم لو لم تستعيدي ذاكرتك أبدا .. أو لو استعدتها فجأة خلال ثانيتين ..
فأنا أحبك مهما حدث .

- ماذا ؟

لو كان قد أذهلها من قبل , فكلماته الأخيرة هذه دمرتها تماما .. فهل قال حقا ما خيل إليها أنه قاله أم أنها تتخيل الأشياء ؟

- أنت ... ؟ أنت .... ؟

التقى كايل بعينيها الزرقاوين المتسائلتين بهدوء عميق ... وما لبثت العيون أن تشابكت من دون أثر للتردد أو الشك .

- أحبك ايف .. لكنك بالتأكيد تعرفين هذا .

- أنا ... لكن ...

وتمنت ايف لو تستطيع ترجمة أفكارها في نوع من الشكل المفهوم .

- أعرف أنك أحببتني من قبل .. حين كنا معا .. لكن , منذ ذلك الوقت ..

هنا خذلها صوتها تماما , ثم رجفت حنجرتها وهي ترى وهج العاطفة على وجهه .

- يا إلهي ... ايف .. هل تظنين أنني توقفت عن حبك ؟

إذا كانت ترتاب بذلك , فلا مجال للشك الآن ... لقد كانت مخطئة ...

كانت مشاعرها مطبوعة بوضوح على قسماته القوية .

بدأت تتمتم :
" كايل ... "

لكنها لم تستطع أن تستمر فقد خذلها صوتها مجددا .

- أوه ... اللعنة ..

تقدم ليجلس إلى جانبها وهو يمسك يدها , وقد أنبأتها قوة القبضة عن إحساسه :
" لم أخطط أن أقدم على الأمر بهذه الطريقة ... "

مد يده الأخرى إلى جيبه :
" هل تتذكرين أنني وعدتك في حفلة عيد ميلادك بهدية تفوق الزهور قيمة ؟ "

lovely sky
13-06-2007, 10:01
ظهرت على وجهه ابتسامة سريعة ساخرة وفاتنة دون حدود .

- على الأرجح تظنين أنني لا أفي بوعدي ... وأقسم أنني كنت أنوي أن أبر به ... لكنك كنت غاضبة بحيث أعدت التفكير ... ولم يبد لي الوقت مناسبا ... لكن , حين وافقت على المجيء إلى هنا , فكرت ...

استجمع قوته بابتسامة صبيانية كان لها تأثير مدمر على ايف .

قال بلمسة ساخرة : " أنا ضائع .. ألقي اللوم على أعصابي .. ايف لقد سألتك هل تحبين ارتداء الألماس , لو منحتها لك ..."

أحست ايف وكأنها تتلقى عدة ضربات قوية على رأسها , فاستحال عليها أن تفكر بجلاء .. كانت بالكاد قد استعادت رباطة جأشها بعد توتر كايل حتى أيقظ ذكر الألماس كل اهتمامها فاضطربت وجف فمها فجأة .

لا يمكن أن يعني .. هل يمكن ؟
ليس الآن .. ليس وهي على هذه الحالة من الارتباك الكامل ... بالكاد تعرف كيف تفكر ,
هذا عدا بماذا يفكر .

لكن كايل كان قد أخرج يده من جيبه , ثم مدها نحوها وهو يفتح أصابعه المطلوبة ويكشف عن علبة كحلية صغيرة . كانت تعرف أنها لا يمكن أن تحوي سوى على غرض واحد , إلا أنها لم تكن تملك فكرة هل تتشوق إليه أم تخشى من رؤيته .

- ايف .. حبيبتي .. هل تعودين إلي ؟
هل تضعين هذا الخاتم مجددا وتكونين زوجتي ... و ... ؟

- كايل .

وكان صوتها أجش متكسرا , هو كل ما قدرت عليه .. مرة أخرى خذلها صوتها وهي تتلفظ باسمه ولم تعد تعرف كيف تكمل .. شعرت وكأن المشاعر القوية التي تختزنها , تجمعت في عقدة واحدة قوية في حلقها حتى منعت أي كلام من الخروج .

- أوه .. أعرف أنه ليس الوقت المناسب .. فالوقت مبكر جدا , ومتأخر جدا , معا .. كان يجب أن أنتظر حتى تشعري بسعادة أكبر داخليا .. أو أن أسألك مباشرة , ومنذ سبعة أسابيع .. لكن الحب ليس هكذا , الحب لا يعرف وقتا ... لا يجلس بنظام في زاوية ما بانتظار أن تحتاجي إليه .. إنه يقفز ويصدمك في الوجه , بينما لا تتوقعينه .

كانت ضحكته أشبه بابتسامته السابقة , مهتزة قليلا وفيها شيء من السخرية بالنفس .

لقد تقرر مصيري منذ ثلاث سنوات ونصف حين وقعت شقراء جميلة عن السلم المتحرك بين ذراعي مباشرة .

- أنت .. أحببتني ...

كانت ايف لا تزال تجد مشكلة في فرض النظام على أفكارها الحائرة .. وبدأ أن عقلها يتأرجح من إحساس إلى أخر.

- لقد ظننت أنني مجنون بحبك .. لكنني لم أكن أعرف نصف الحقيقة .. أما حين رحلت , فأدركت ما أشعر به حقا .. ولم أعد أعرف كيف أعيش من دونك ...

أنبأتها المشاعر الفجة في عينيه , كيف أحس حين اكتشف رحيلها , ووبخها ضميرها بوحشية لفكرة أنها مسئولة عن الألم الذي حفر جوانب قلبه .

- همست :
" أنا .. آسفة "

وشد قبضته على يدها .
- لا بد أنك كنت تملكين أسبابك .. وكم أتمنى لو أعرف ذنبي .. لن يقودنا هذا الطريق إلى أي مكان ايف .. فالسنتان الماضيتان منذ تركتني كانتا أطول أوقات حياتي . وعرفت أنك لا تريدين مني أن أجدك .. لكنني لم أستطع التوقف عن البحث , لم أكن أعرف أنني أبحث عن " ايف مونتاغوي " ولا عن " جانفياف بوكانن " ... لكنني ,. حين قرأت أول فصول كتابك , أحسست وكأنني ضربت بمطرقة , ظننتك تتعمدين إثارتي وتسخرين مما كان ..

قاطعته بلهفة :
" لا يمكنني أن أفعل هذا ! "

وهز كايل رأسه متفهما :
" أعرف .. لكن منذ ذلك الوقت , لم أعد أفكر بشكل صحيح .. فجئت أبحث عنك .. وكنت غاضبا .. مستعدا للقتل "

تمتمت :
" كان يبدو عليك هذا "

وتذكرت العنف الذي كان بالكاد سيطر عليه , ,هالة الخطر التي أخافتها كثيرا .. المشكلة أن جزء من تلك الهالة ما زال موجودا .. لكن قوة حبها له كفيلة أن تمحو كل شيء .. لكنها لن تتمكن من محوها إلى الأبد إلا حين تعرف لما هجرته ..

أكمل كايل :
" لكن , حين أغمي عليك .. ذعرت للطريقة التي تصرفت بها .. وعرفت أنني كنت أكذب على نفسي بالتظاهر أنني أكرهك , وبموت حبي لك . كنت أعرف أنه لا زال موجودا , قوي أكثر من أي وقت مضى .. بل أقوى بكثير .. ثم قال لي جيم إنك فقدت ذاكرتك .. "

هز كايل رأسه الأسود في إيماءة كشفت كل الارتباك والكرب اللذين أحس بهما في تلك اللحظات .

- لم أعرف ما العمل .. لم أعرف هل فقدت ذاكرتك حقا , أم أنها مجرد طريقة تقولين فيها إنك لم تعودي تريديني .. لم أكن أعرف هل كان السبب ذنب اقترفته , وإذا كان هذا هو الحال , هل أذهب وأتركك بسلام ؟ .. لم أعرف هذا أيضا , وحين اقترحت أن نتعامل مع الأحداث بروية , بد لي الأمر بمثابة طوق النجاة , وتمسكت به , ثم فيما بعد , ملكت الوقت لأفكر وأهدأ , فسعيت إلى نصيحة أخصائي , وأقسمت أن آخذ الأمور بروية شديدة وثابتة , وأن أمنحك كل الوقت الذي تحتاجين إليه.

مرة أخرى التوى فم كايل بابتسامة ساخرة :
- لكنني لم أتمكن من هذا تماما ... أحيانا كنت أضغط عليك بقوة ... وأتطلب منك أكثر مما تستطيعين أن تقدمي .. وكنت أحس إحساسا رهيبا فيما بعد .

لكنه لم يتصرف هكذا إلا مدفوعا بقوة مشاعره , وهاهي ايف تعرف هذا الآن .

قال كايل ساخرا :
" وها أنا أضغط عليك مجددا .. أليس كذلك ؟
ها أنا ذا أطلب منك أن تعودي وتعيشي معي كزوجتي , حتى إنني لا أعرف مشاعرك نحوي "

- هذا أمر بسيط ... فأنا أحبك كثيرا كما تحبيني تماما ....

ستكون حمقاء لو حاولت الإنكار الآن , إنها تعرف أن هذا يظهر في توهج عينيها , واللون الدافئ على خديها , والابتسامة المشرقة التي لا يمكن أن تمنعها بأي شكل .

- وسأتخلى عن أي شيء في الدنيا لأقول نعم , أعود إليك .. فهذا ما أريده من كل قلبي . لكن أظن أنني بحاجة إلى مزيد من الوقت .

واعترفت في سرها أنها لا تحتاج إلى وقت لتتخذ قرارها , فهذا مقرر سلفا .. هذا إذا كان من قرار تتخذه حقا , حقا , فما إن أدركت كم تحبه , حتى أرادت أن تقضي بقية حياتها معه ,
ستفعل أي شيء ليبقيا معا إلى الأبد .

لكن الأمر ليس بسيطا إلى هذا الحد .

ليس من حقها أن تقبل طلب كايل .. ما من شيء يجبرها أن تكون زوجته .. في وقت لا تعرف لماذا تركته أصلا , أو كيف شعرت نحوه خلال الأسابيع القليلة التي سبقت هربها من المنزل .. وحتى تتلقى الرد , لن تستطع إلزام نفسها به .. ليس لأنها لا تثق بكايل , بل لأنها لا تستطيع الثقة بنفسها .

لقد جرحته سابقا بقسوة , ولن تتحمل أن تجرحه مرة أخرى , فهي تحبه كثيرا , وتفضل أن تحرم نفسها من السعادة إلى جانبه , على أن تخاطر بعواقب تتأتي على عودة ذاكرتها.

لكن الأمر صعب جدا !
فجأة , انهمرت دموع المرارة التي كانت تهددها , وهذه المرة , لم تستطع أن تسيطر عليها .

قال كايل بصوت حاد وقلق :
" أوه ... ايف! يا إلهي ... حبيبتي لا تبكي ! "

وضمها بين ذراعيه , وهو يسحقها على صدره القوي .

- أوه .. كايل ... لا يجدر بالأمر أن يكون هكذا ! لقد أعلن كلانا حبه للآخر .. أنت تريد عودتي , وأنا أريد العودة .. وعلى هذه اللحظات أن تكون الأروع . بل إحدى أسعد لحظات حياتنا .. لكن , بما أنني أجهل ذلك الجزء الضائع من ماضي , فقد انقلب كل شيء إلى كابوس ...

هدأها كايل :
"هس ... حبيبة قلبي "

كان صوته أجش حافلا بالمشاعر التي تماثل مشاعرها .. وأحست بيديه على شعرها , وهما تبعدان الخصل الذهبية عن وجهها .. وتلقت مداعبة ناعمة مواسية ..

لكن , بعد ثانية , وخلال طرفة عين , انقلبت هذه المواساة الرقيقة , إلى وقت باهر .. كانت ايف مرهقة جدا , واستنزفت عاطفتها , ولم تفكر حتى بأية كوابح .. لكن كايل كان هو من انتزع نفسه بعيدا بأنفاس خشنة , ثم رفع يده إلى شعره قبل أن يحيط خصرها بذراعيه ويشدها قريبا منه حتى سمعت ضربات قلبه المتسارعة وهو يكافح ليسيطر على نفسه .

قال وكأنه يقسم بعمق : " لو تزوجتني , فسأمنحك مستقبلا تنسين معه أن ليس لك ماضي "

وأحست ايف أن قلبها أخذ يخفق متثاقلا استجابة لرنة صوته ...

قالت وهي تتوسل بهمس :
" كايل .. أخبرني عن نفسي .. أي حادثة سعيدة ..."

- صادفتنا الكثير من الأيام السعيدة .. صدقيني .. مثل المرة الأولى ...

قاطعته بحدة :
" لا ! "

ما كانت تريد هذا .

- أخبرني .. أخبرني كيف كانت .. علاقتنا .

كانت لحظات الصمت استجابة كايل الفورية , بدا لها أنها تمتد إلى ما لا نهاية , فانتظرت وقد فرغ صبرها . كان إحساسها يزداد مع كل لحظة تمر .

وظنت أنه لن يرد عليها .. حينها , تنحنح بخشونة . وقال بصوت أجش :
- كنت رائعة .. وخجولة في البداية .. وبريئة . لكن مع ازدياد ثقتك بنفسك , أصبحت متفتحة .. ومعطاءة ..
طعنتها لهجته الحساسة في القلب مباشرة . أحست بما تشاركاه يوما , شعور لا تعرف الآن عنه شيئا .. لم تكن العاطفة المشبوهة في شقة كايل تماثل الأمان المتوهج للحب حيث لا كوابح , ولا تردد . فالحب هو علاقة شخصين في اتحاد مكتمل . شعرت بذراع كايل تشد حولها , ودفء جسده القوي إلى جانبها , وأدركت أخيرا بما لا يدع مجالا للشك , أن القول لها ليس كافيا ... يجب أن تعرف .. وأن تعرف الآن .

بدأ كايل يقول :
" أنت ... "

لكنها تلوت تحت ذراعه , ورفعت يدها لتضغط أصبعها على شفتيها وتسكته .
همست :
" لا تقل المزيد يا كايل .. لا تقل لي حبيبتي .. بل أظهر لي !"

في هذه الليلة وحدها على الأقل , ستنسى الماضي وغموضه , ستنسى المستقبل ومخاطره المحتملة .. في هذه الليلة ستعيش لحاضرها , ولا شيء غيره .. هذا الحاضر هو كل ما تريده .

*********

lovely sky
13-06-2007, 10:01
كانت ايف في الحديقة حين رن جرس الهاتف . تردد صداه داخل المنزل الفارغ فسارعت إلى الردهة لترفع السماعة :
" آلو؟ " .

أرجوك ربي . ليكن المتصل كايل !
لم تستطع أن تصدق أن أربعا وعشرين ساعة مرت منذ غادر إلى لندن .. لقد اشتاقت إليه كثيرا , حتى أنها أحست أن عمرا بكامله مضى منذ الليلة الماضية .

- هل أستطيع أن أتكلم مع السيد جنسن أرجوك ؟

سرت في ايف موجة خيبة أمل وهي تسمع صوت امرأة في الطرف الآخر من الخط .. إنه ليس كايل , فهو مشغول جدا ليتصل بها .. أو ربما يكمل عمله في لندن , أو لعله عائد الآن إلى نورفولك .

- أنا آسفة .. لكنه اضطر إلى السفر إلى لندن .. لأزمة تتعلق بعمله .

ولم تستطع أن تخفي رنة الأسى في صوتها , فاستعادت ذكرى الأمسية السابقة , حين قاطع وجبتهما المتأخرة اتصال هاتفي مماثل , ليخترق الجو الدافئ السعيد .. كانت لا تزال تسمع الانزعاج في صوته , ونفاذ الصبر الذي يكاد لا يسيطر عليه .

قال بحدة :
" لكن , ألا تستطيعين التعامل مع المسألة كاتي ؟

بالتأكيد ...؟ ... أوه أجل ..

حسن جدا إذا كنت تظنين أنه بالغ الأهمية "

وما لبث أن ترك السماعة بصدمة قوية , واستدار إلى ايف :
" أنا أسف جدا حبيبة قلبي ..."

لم يرغب في الذهاب فورا .. فاضطرت إلى حثه , تؤكد له أنها لا تمانع أبدا , بينما كانت تمانع , كثيرا .. فرسمت ابتسامة مزيفة وأخبرته أن يسافر فورا بدل الانتظار حتى الصباح كما قرر .

واندفعت تجادله :
" بهذه الطريقة , ستكون في المكتب باكرا , وتنهي كل أعمالك ثم تعود إلي في المساء باكرا .. أما إذا ذهبت غدا , فلن تصل إلى هناك قبل منتصف النهار , وعلى الأرجح لن تتمكن من العودة إلى البيت قبل السبت على الأقل"

ورفضت إظهار كربها , بينما كانت تدفعه نحو السيارة .

- سأعود في أسرع وقت ممكن .. حتى ولو اضطررت إلى القيادة ليلا .

وتوسلت إليه :
" قد السيارة بحذر .. وعد إلى البيت سالما "

ألتمعت عيناه لتظهر كم عنت له كلمة " البيت " .. ثم وعدها بعمق:
" سأفعل "

لكن جمود غريبا تولاه فجأة وهو ينظر بعمق إلى وجهها , حتى أصبحت نظرة قاتمة مفكرة .

- حين تعود , لدي كلام جدي أقوله لك .. علي أن أطلعك على بعض الأحداث .

لم تنتبه لجملته الأخيرة حقا .. ولم تدرك ايف إلا الآن هذا الإحساس بالخسارة , الذي راح يمزقها فيما سيارته تبتعد .
ضحلت كل الأفكار الأخرى من رأسها , وعرفت بخوف وتوتر ماذا كان يعني .

- آلو ؟

عادت ايف إلى الحاضر بسرعة وأدركت أن المرأة على الخط الآخر عن الهاتف قد تمتمت بشيء آخر ..

- أنا آسفة .. فأنا لا أعرف موعد رجوعه .. اسمعي سيدة الدرسون .. أنا جين .. هل أستطيع أخذ رسالة ؟

- أوه .. هكذا إذن .. لم أكن أعرف .. حسن جدا ,أطلبي منه فقط أن يعلمني متى أبدأ العمل مجددا ؟
لقد قال لي أن آخذ إجازة هذا الأسبوع , وأنه سيتصل بي حين يريدني أن أعود .

- حسن جدا .. سأقول له ... سأطلب منه الاتصال بك ما إن يصل إلى هنا .. الليلة ربما .

أعادت سماعة الهاتف إلى مكانها . وكانت تتجه إلى المطبخ حين هبطت عليه الحقيقة الكاملة , وكأنها النور الذي يعمي البصر , في غرفة شديدة الظلام .. فتسمرت في مكانها كالميتة في ذهول مصدوم .

قالت بصوت مرتفع :
" سيدة الدرسون " وارتجف صوتها بالمشاعر :
" سيدة الدرسون "

لقد عرفت اسم المرأة , وعرفت صوتها ! عرفت أن المرأة التي كانت تكلمها هي المرأة التي تأتي لتنظيف المنزل وتعتني به . ولقد تكلمت معها بصفتها " جين " لا " ايف " بل " جين " ,
الاسم الذي كانت تستخدمه قبل أن تلتقي كايل ..
قبل أن تفقد ذاكرتها .

- أوه .. يا إلهي !
ارتمت ايف على كرسي قريب , إذ لم تقو ساقاها على دعمها .

السيدة الدرسون .. جين ! لقد استعادت ذكرى أخرى .

لكن , كيف تتذكر عاملة التنظيف في وقت لا تذكر فيه أدنى التفاصيل عن كايل , هذا الرجل الذي عاشت معه في الماضي والذي تحبه الآن بكل جوارحها ؟
كيف يمكن لهذه الشخصية الثانوية من ماضيها أن تتغلغل إلى عقلها , بينما أهم إنسان في حياتها لا يزال لغزا بالنسبة لها ؟

ألا أنها تقيم في " منزل مونتاغوي " لأكثر من أسبوع , بدأ الجدار بينها وبين ذكرياتها يضعف تدريجيا بحيث أصبح للأسماء هويات ,
مثل السيدة الدرسون ؟ أيعقل أن هذا قد بدأ يتسرب عبر الشقوق بين حجارة الجدار ؟

لكن , في هذه الحالة لم تتذكر كايل ؟ فهو أكثر من تحب ويعني لها الكثير .

أم أن العكس هو الصحيح ؟
وفجأة , طالعها أسم إحدى الأخصائيات التي دأبت على القول أن فقدان الذاكرة لا ينتج عن سبب جسدي في العادة أبدا .. وإنما سبب عاطفي .. ومن المحتمل أن يكون نتيجة محنة ما , محنه لا يحتمل من يعانيها أن يتذكرها .

- لا !

أطلقت ايف صرخة , وهي تدور حول الغرفة بقلق . كانت مصعوقة , ومكروبه جدا , حتى عجزت عن البقاء من دون حراك . إذا كانت لا تستطيع أن تتذكر كايل , فهذا يعني بالتأكيد أن المحنة التي ألمت بها , أيا كان سببها , تتعلق بالرجل الذي تحب .. وهي لطالما شكت في هذا الاحتمال . لكن تعرفها إلى السيدة الدرسون الآن بدأ وكأنه يؤكد نظريتها .. وما إن أدركت الأمر حتى أطبق على قلبها إحساس قاس , بارد كالثلج .

ما السر الذي يجب أن تكشفه عن الرجل الذي منحها قلبها ؟ هل ستدمر الحقيقة حبها الجديد , آمالها بالسعادة ؟
لقد وعدها كايل بمستقبل... لكن هل يمكنه أن يحافظ على وعده أن القدر سوف يخطو إلى الأمام , ويثبت أن آمالها مبنية على أساس واهن ؟
ومع دلالات التحذير عادت آخر كلمات كايل لتعذبها , وتتردد كالصدى مرات ومرات داخل رأسها حتى يتضاعف إنذارها بالشر مع كل ترديد ..
" حين أعود ... لدي حديث جدي .. علي أن أطلعك على بعض الأحداث "

ماذا يريد كايل أن يقول لها بالضبط ؟

اجتاح جسمها إحساس رهيب من الخوف , ليحيل الدم في عروقها إلى جليد.. أسرار يجب أن تعرفها بعد ؟
ما هو المدفون في ماضيها ؟

في هذه اللحظة , شعرت بقدرة أقل على التعامل مع هذا كله , فعادت إليها ذكرى الحلم الذي راودها في الليلة السابقة , ليلاحقها مجددا . كان كابوسا لاحقها خلال الأيام الأولى لسكنها مع دايان وجيم .. وكم من ليال استيقظت فيها من جراء هذا الكابوس متعرقه ومرتجفة .

في الحلم , كانت وحيدة , في ممر مظلم طويل , لا تسمع إلا نحيب يائس يقطع نياط القلوب .. ولم تكن قادرة على تحمل هذا الصوت المعذب.

كانت تبح بذعر لتجد مصدره , تفتح باب بعد باب , لتجد كل غرفة فارغة دائما , وراح ذلك النحيب الرهيب يتردد في أذنيها طيلة الوقت .


لكن حلم ليلة أمس . كان مختلفا قليلا .. وللمرة الأولى , تعرفت إلى المنزل في الحلم . كان منزل مونتاغوي .. اعتقدت أن هذا أمر طبيعي , لاسيما بعد أن أمضت أسبوعا عاطفيا متأزما هنا , لكن الصدمة المرعبة هو إدراكها أن الإنسان الذي كان يبكي , لم يكن , إلا هي بنفسها .

ولم تبرز ايف من الظلال السوداء التي ملأت أفكارها , إلا بعد أن أمسكت أصابعها مقبض الباب البارد , واكتشفت , دون وعي , أن حركتها قد أوصلتها إلى الطابق العلوي . فسارت كالعمياء , من دون إحساس بالاتجاهات , إلى خارج غرفتها في مواجهة الباب المقابل .

لكن , لماذا هذه الغرفة بالذات ؟ حاولت أن تفتح الباب , بدون جدوى . ثم تذكرت أن الغرفة مجرد مستودع , لم تؤثث بعد , كما قال كايل .

لكن في المنزل غرف عديدة أخرى لم تؤثث كذلك , ومفتوحة تماما .

أخذت ايف ترتجف بوعي فجائي بارد , وقلبها يخفق بإثارة مخيفة وهي تدرك أن هذه البقعة بالذات هي التي راودتها في حلمها , حيث تصغي إلى ذلك النحيب الرحيب الذي يقطع القلوب .. في مكان ما من الزوايا الخفية في ذهنها , مكان معتم . أدركت أن في الغرفة سر بالغ الأهمية .. أرادت أن تدخلها بأي طريقة .. يجب أن ترى ما هو وراء هذا الباب الموصد..

دخلت غرفة كابل وهي بالكاد تعي ما تفعل وعيناها تبحثان بذعر في كل مكان .

همست لنفسها :
أرجوك , أرجوك .... أرجوك ربي ! أرجو ألا يكون كايل قد أخذ المفتاح معه !

استقرت خيبة الأمل فيها وهي تدرك أنها لا ترى شيئا وأن المفاتيح ليست موجودة ..

لكنها لن تتراجع الآن ... فلا بد من أنها موجودة في مكان ما ! وبحركات مرتجفة , أخذت تفتح الأدراج عشوائيا , وهي ترمي الملابس من دون اهتمام , وتتركها كبعثرة أينما كان .. لكن , مرة أخرى كان بحثها غير مجد .. وأخيرا لم يبق أمامها سوى الخزنة ...

ترى , ماذا كان يرتدي بالأمس ؟
بيدين مرتجفتين فتشت , من دون أن تعرف ما تبحث عنه .. سترة جينز .. هذه السترة !
وما إن هزتها حتى سمعت صوت معدن خفيف في جيبها , فانحبست أنفاسها في حلقها .


يا إلهي .. أرجوك فلتكن هي .. أرجوك !

وعضت على أسنانها على شفتها السفلى بقوة .. وانتزعت السترة من التعليقه وراحت تبحث في جيوبها .. وما لبثت أن أفلتت منها تنهيدة ارتياح بينما كانت أصابعها تطبق فوق مجموعة المفاتيح الباردة الصلبة ..

بدت له الرحلة قصيرة من غرفة النوم إلى الباب المقفل , وكأنها بطيئة بطيئة . كانت قدماها تجرانها بألم , غير أنها وصلت في النهاية .. وهنا , عانت من جديد لتبقي يدها ثابتة وهي تدس المفتاح الأول في القفل .

وترقرقت في عينيها دموع ملتهبة لإدراكها أن المفتاح غير مناسب ..
و غشي بصرها وهي تتعثر في محاولات فاشلة .

- أوه .. هيا ... هيا !

صدح صوت المفتاح الأخير وهو يدور في القفل , حتى خرق صمت المنزل . وللحظات طويلة مضطربة , نظرت ايف إلى قفل الباب قبل أن تجمع أعصابها , وتدير المفتاح مرة أخرى ثم تدفع الباب إلى الأمام .

لم تكن الغرفة غرفة مستودع .. واجتاحها الدوار وهي تقف مسمرة في الباب .. وواضح أنها مؤثثة مثلها مثل الغرف الأخرى .. تأملت ورق الجدران برسومات للغيوم والبالونات الطائرة , كان الأثاث صغير الحجم حديثا جدا . أما السجاد ذات اللون الأزرق فكانت تتوهج في شمس بعد الظهر المبكر , فيما النور يتسلل من النافذة لينسكب على خزانة البطانيات حين ترتفع الألعاب زاهية لم تلمس بعد .. أما في وسط الغرفة ..

وفجأة دوى في رأسها طنين ألف نحلة غاضبة , فتقدمت إلى الداخل ببضع خطوات مترددة مرتجفة .. وامتدت يداها أمامها وكأنها تسعى إلى شيء يدعمها .. ثم اقتربت من مهد صغير من خشب الصنوبر , فتصاعدت آهة , بل صرخة عويل وكأنها أنين حيوان يعاني ألما شديدا .. وبمزيج من الصدمة والرهبة , أدركت أن الصرخة خرجت من فمها , تماما كما في الحلم .

أوصلتها بضعة خطوات إضافية إلى السرير الصغير , فتمسكت يداها بأطرافه بقوة حتى هددت بتحطيم الخشب . ثم أبصرت التعاليق المتحركة المبهجة التي تتدلى من السقف .. واللحاف الرائع الألوان ...


وفجأة , ظهر الرباط المفقود .. وطالعها جسم صغير نائم برضى , وقد لفه الدفء , وشعر أسود ناعم يرتاح على الملاءة الزرقاء الشاحبة , ورموش طويلة فوق خدين زهريين.

في تلك اللحظة .. تهاوى الجدار داخل رأسها وولى إلى الأبد , ليطلق من وراءه سيلا من الذكريات راحت تتدفق إلى تفكيرها دونما هوادة , فتدمرها , وتمطر ذهنها بقوة الإعصار ,

إلى أن أطلقت صرخت يأس , ووقعت على الأرض ..

فيما يد الظلام تحيط بها .....


**************

lovely sky
13-06-2007, 10:13
اشكر (فريق روايات احلا م وعبير ) على هذا الكم الهائل من الروايات وبصفتي من عشاق الروايات تفاجأت بعد العودة والإنتهاء من الإمتحانات وهمها بهذا العدد وارجو الإستمرار وانا على وعدي بالمساعدة في الكتابة وارجو التوفيق لكل من ساهم في هذا العمل
ومشكوووووووووووورين لا توفيكم حقكم لكن لااجد سوى هذه الكلمة::جيد:: ::جيد::

مراحب حببة قلبي البدر المضاء
والله اشتقت لك كتيييييييير
الحمد لله على انتهاء الامتحانات
http://img166.imageshack.us/img166/3766/q82191rh5.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/3766/q82191rh5.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/3766/q82191rh5.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/3766/q82191rh5.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/3766/q82191rh5.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/3766/q82191rh5.gifhttp://img166.imageshack.us/img166/3766/q82191rh5.gif

وننتظرك حبيبتي
ومشكوورة على المشاركة الرائعة ..

http://img297.imageshack.us/img297/3636/363171ug2.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/3636/363171ug2.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/3636/363171ug2.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/3636/363171ug2.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/3636/363171ug2.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/3636/363171ug2.gif

lovely sky
13-06-2007, 10:24
اخيرااااااااااااااااا بتخلص الرواية ::سعادة:: ::سعادة::

لاني ابغى رواية جديدة ماقريتها وكل الي بالمشروع قاريتهم>>>>ماخلت شي

واتمنى لكم التوفيق يااحلى فريق::جيد:: ::جيد:: ::جيد::

ما شاااااااااااااااااء الله
الله يبارك
قريتي كل الروايات
http://img174.imageshack.us/img174/4733/235051qj7.gifhttp://img174.imageshack.us/img174/4733/235051qj7.gifhttp://img174.imageshack.us/img174/4733/235051qj7.gifhttp://img174.imageshack.us/img174/4733/235051qj7.gifhttp://img174.imageshack.us/img174/4733/235051qj7.gif
ما شاءا لله عليكي ماهيما
http://img174.imageshack.us/img174/4165/46fp0.gifhttp://img174.imageshack.us/img174/4165/46fp0.gif

اتمنى من كل قلبي اننا ننزل رواية وتقولي لي انك ما قريتيها ...
http://img261.imageshack.us/img261/7849/36142mj6.gifhttp://img261.imageshack.us/img261/7849/36142mj6.gifhttp://img261.imageshack.us/img261/7849/36142mj6.gif

مشكوووورة حبيبة قلبي على المرور و المشاركة الرائعة دائماً
http://img261.imageshack.us/img261/9093/36139ct7.gifhttp://img261.imageshack.us/img261/9093/36139ct7.gifhttp://img261.imageshack.us/img261/9093/36139ct7.gifhttp://img261.imageshack.us/img261/9093/36139ct7.gifhttp://img261.imageshack.us/img261/9093/36139ct7.gifhttp://img261.imageshack.us/img261/9093/36139ct7.gif

http://img297.imageshack.us/img297/15/flower06junevb7.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/15/flower06junevb7.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/15/flower06junevb7.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/15/flower06junevb7.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/15/flower06junevb7.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/15/flower06junevb7.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/15/flower06junevb7.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/15/flower06junevb7.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/15/flower06junevb7.gifhttp://img297.imageshack.us/img297/15/flower06junevb7.gif

سرسورا
13-06-2007, 11:48
انا كتيييييييييييييير عجبتني رواية غضب عاشق كتتتتير حلوه وشكراااااااااااااااا كتير حلوة انا بنت مش ولد

ماهيما
13-06-2007, 14:05
هههههههههههههههههههههههههههههه حبيبتي لقيت رواية ماقريتها

الي هي احلام بعيدة بس ماقلتي هي من عبير ولا احلام:confused: :confused:

وانتظر تخلصون من رواية حزن الذاكرة:D :D :D

بايوووووووووووووووووووووووو......

*لميس*
13-06-2007, 14:46
ويــــــــــــــــــــن التكمله؟؟؟:eek: :eek: :eek:


وين؟؟؟:eek: :eek: :eek: .............. وين؟؟؟:eek: :eek: :eek:



:
:
:
والله أنا قلبي كان حاس أنه الموضوع فيه أطفال!!!:( :( :( :(


لا لا لا لا


حراااااااااااااااااااااااااام:بكاء: :بكاء: :بكاء: :بكاء: :مذنب: :مذنب: :مذنب:


كملواااااااااااااااااااااااااا



ماقدر أنتظر خلاص


يبغالي جهاز أوكسجين عشان أتنفس:eek: :eek: :eek: :eek:



شوفوا عيوني كيف طلعت:eek: :eek:


:
:
بجلس بهالصفحه إالى ماأشوف التكمله:رامبو: :رامبو: :رامبو: :رامبو:


::
::
::


أنتظررررر على أحرر من الجمرررررررررر::جيد:: ::جيد:: ::جيد::



أيوا صح نسيت أقولكم



مشكووووررريـــــــن ع


الفصلين الأحلى بالقصه



وأشكركم جدا جدا حدا ع


رواية أحلام بعيده روايه


جميله جدا وأستمتعت فيها::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::

ماري-أنطوانيت
13-06-2007, 16:11
ويــــــــــــــــــــن التكمله؟؟؟:eek: :eek: :eek:


وين؟؟؟:eek: :eek: :eek: .............. وين؟؟؟:eek: :eek: :eek:



:
:
:
والله أنا قلبي كان حاس أنه الموضوع فيه أطفال!!!:( :( :( :(


لا لا لا لا


حراااااااااااااااااااااااااام:بكاء: :بكاء: :بكاء: :بكاء: :مذنب: :مذنب: :مذنب:


كملواااااااااااااااااااااااااا



ماقدر أنتظر خلاص


يبغالي جهاز أوكسجين عشان أتنفس:eek: :eek: :eek: :eek:



شوفوا عيوني كيف طلعت:eek: :eek:


:
:
بجلس بهالصفحه إالى ماأشوف التكمله:رامبو: :رامبو: :رامبو: :رامبو:


::
::
::


أنتظررررر على أحرر من الجمرررررررررر::جيد:: ::جيد:: ::جيد::



أيوا صح نسيت أقولكم



مشكووووررريـــــــن ع


الفصلين الأحلى بالقصه



وأشكركم جدا جدا حدا ع


رواية أحلام بعيده روايه


جميله جدا وأستمتعت فيها::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::




:
D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D

lovely sky
13-06-2007, 17:53
انا كتيييييييييييييير عجبتني رواية غضب عاشق كتتتتير حلوه وشكراااااااااااااااا كتير حلوة انا بنت مش ولد

مرحبا حبيبتي سرسورا

اسعدني مرورك كثيراً
http://img528.imageshack.us/img528/6051/722091qm6.gif

ومرحباًُ بكً معنا في صفحات المشروع ..

اهلين حبيبتي

lovely sky
13-06-2007, 17:57
هههههههههههههههههههههههههههههه حبيبتي لقيت رواية ماقريتها

الي هي احلام بعيدة بس ماقلتي هي من عبير ولا احلام:confused: :confused:

وانتظر تخلصون من رواية حزن الذاكرة:D :D :D

بايوووووووووووووووووووووووو......

اهلييييييييييييين ماهيما

كيفك حبيبتي

منورة المشروع

والله الحمد لله انك خلصتي الامتحانات
كنا مفتقدينك
ورجعتي نورتينا ..
http://img519.imageshack.us/img519/6118/23301041hl8.gifhttp://img519.imageshack.us/img519/6118/23301041hl8.gifhttp://img519.imageshack.us/img519/6118/23301041hl8.gif
الرواية لا هي من رايات احلام و لا من روايات عبير ..
هذي رواية من تأليف سنان بنفسها ...
http://img513.imageshack.us/img513/4875/3419v1bj0.gifhttp://img513.imageshack.us/img513/4875/3419v1bj0.gifhttp://img513.imageshack.us/img513/4875/3419v1bj0.gifhttp://img513.imageshack.us/img513/4875/3419v1bj0.gifhttp://img513.imageshack.us/img513/4875/3419v1bj0.gifhttp://img513.imageshack.us/img513/4875/3419v1bj0.gif

lovely sky
13-06-2007, 18:18
ويــــــــــــــــــــن التكمله؟؟؟:eek: :eek: :eek:
وين؟؟؟:eek: :eek: :eek: .............. وين؟؟؟:eek: :eek: :eek:
:
:
:
والله أنا قلبي كان حاس أنه الموضوع فيه أطفال!!!:( :( :( :(
لا لا لا لا
حراااااااااااااااااااااااااام:بكاء: :بكاء: :بكاء: :بكاء: :مذنب: :مذنب: :مذنب:
كملواااااااااااااااااااااااااا
ماقدر أنتظر خلاص
يبغالي جهاز أوكسجين عشان أتنفس:eek: :eek: :eek: :eek:
شوفوا عيوني كيف طلعت:eek: :eek:
:
:
بجلس بهالصفحه إالى ماأشوف التكمله:رامبو: :رامبو: :رامبو: :رامبو:
::
::
::
أنتظررررر على أحرر من الجمرررررررررر::جيد:: ::جيد:: ::جيد::
أيوا صح نسيت أقولكم
مشكووووررريـــــــن ع
الفصلين الأحلى بالقصه
وأشكركم جدا جدا حدا ع
رواية أحلام بعيده روايه
جميله جدا وأستمتعت فيها::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::


حبيبة قلبي لميس
والله اعتذر بشـــــــــــــــــــــــــــــــدة
صار خطأ معنا و اضطرني اني أتأخر
http://img396.imageshack.us/img396/8930/be1412d934gn4.gif
اللي صار اني أخذت الفصل اللي وردة قايين اعطتني اياه قبل لا تسافر...
وما فتحته
وهيه خبرتني انه هذا الفصل العاشر من حزن في الذاكرة
وهيه كانت بتكتب الفصلين الاخيرين من حزن في الذاكرة
ولكنها اعتذرت لظروف السفر و قالت بكتب الفصل اللي قبل الاخير فقط
وانا ما انتبهت ..
http://img452.imageshack.us/img452/3315/36239mf8.gifhttp://img452.imageshack.us/img452/3315/36239mf8.gifhttp://img452.imageshack.us/img452/3315/36239mf8.gif

و من يومها مسوية في اعتباري ان الفصل العاشر مكتوب وجاهز
http://img396.imageshack.us/img396/97/361171jh7.gifhttp://img396.imageshack.us/img396/97/361171jh7.gifhttp://img396.imageshack.us/img396/97/361171jh7.gifhttp://img396.imageshack.us/img396/97/361171jh7.gif

لكنني اليوم لما جيت انزل الفصل العاشر بعد ما نزلت الفصل التاسع اللي نيمو كتبته
لاحظت ان وردة قايين ونيمو كتبوا نفس الفصل " الفصل التاسع "
http://img265.imageshack.us/img265/2095/389bb3.gifhttp://img265.imageshack.us/img265/2095/389bb3.gifhttp://img265.imageshack.us/img265/2095/389bb3.gif

و لذلك انا جلست اكتب الفصل العاشر من بعد ما نزلت لكم الفصلين 8 و 9
http://img265.imageshack.us/img265/7032/33102py7.gifhttp://img265.imageshack.us/img265/7032/33102py7.gifhttp://img265.imageshack.us/img265/7032/33102py7.gif
والحين خلصته

ووالله ااااااااااسفة على التأخير

لكن و الله انا وعدتكم ان اليوم الفصول الاخيرة
ولذلك ما اقدر اتأخر ..

تراني اعرفك
بتنفذي التهديد على طووووووول http://img513.imageshack.us/img513/6877/0c42f1a5cezc9.gif

مشكورة حيبة قلبي على مرورك المتميز جدا دوماً
http://img265.imageshack.us/img265/1495/23301261ma2.gifhttp://img265.imageshack.us/img265/1495/23301261ma2.gifhttp://img265.imageshack.us/img265/1495/23301261ma2.gifhttp://img265.imageshack.us/img265/1495/23301261ma2.gif
والله افرح جدا لم اشوفك هنا و اشوف ردودك

اتركك الحين مع الفصل العاشر والاخير من رواية حزن في الذاكرة

واتمنى لكم قراءة ممتعـــــــــــــــــة

و عــــــــــــــذراً على التأخـــــــــــــــــــير ..

وتقبلي تحياتي

lovely sky

lovely sky
13-06-2007, 18:33
10 – تهاوى الجدار





"ايف .... ايف ... حبيبتي ...!!!""

في البداية لم تعرف مطلقاً هل الصوت نداء حقيقي ام انه مجرد صدى في رأسها ,
لكنها احست ان ذراعين جبارتين تحملانها و تضمانها الى صدر قوي .
لم تكن تعرف هل فقدت الوعي ام ان التفكير والاحساس قد هجراها ..

لكنها كانت غارقة في طوفان من الذكريات التي اكتسحتها دون رحمة ,

وكل ما تعيه هو خفقات قلب كايل في أذنها وصوته يهدهدها بلطف ... فتهالكت على صدره بتنهيده وهي لا تستطيع ان تقاوم عاصفة الذكريات ..

وهاجمتها الصور ... فأبصرت المناظر السعيدة من ايامها الاولى مع كايل وقد اصبح وجهه الآن اكثر قوة في رأسها وكأنه لم يختف عنها يوماً ...

وعاشت مجدداً ذكرى لقائهما يوم تعانقا للمرة الاولى ,
اضافة الى السعادة في حفل زفافهما وانتقالهما الى نورفولك ..

واخيراً تذكرت الوقت الذي عاشت فيه هنا مع كايل في هذا المنزل الرائع وفرحهما الغامر حين اكتشفت انها حامل , وقمة السعادة التي عرفتها وهي تعيش مع طفلهما الذي ينمو في داخلها ...

لكنها , تلقائياً عرفت كذلك لماذا محى عقلها كل ذلك الماضي ولماذ خبأ عنها الرعب الذي هربت منه ..

وراحت تبكي بصوت مرتفع :
" اوه ... بن .... بن ! طفلي الصغير ! ."
" هس .... حبيبتي !".

كان صوت كايل حافلاً بعذاب يماثل عذابها . واشتدت ذراعاه حولها :
" يا الهي .. لم اكن اريدك ان تكتشفي الامر بهذه الطريقة !

كنت سأخبركِ كل شئ هذه الليلة ... اردتكِ ان تعرفي بلطف .. لا كالمرة السابقة ."

وعرفت ايف ماذا يعني ,
وتجلت "المرة السابقة " بشكل معذب ...

فاستعادت الذكرى المتوحشة يوم استيقظت متأخرة ذات صباح بارد لتدرك بدهشة ان طفلها البالغ من العمر عشرة اسابيع لم يزعجها كعادته او يطالب بالطعام بإلحاح صاخب ..

وعاشت مرة أخرى تجربة الرحلة المرعبة من غرفتها الى غرفة الطفل ,وهي تفكر انه نام طوال الليل للمرة الاولى ...

ثم توقفت عند الباب ورأت رأيه الصغير الأسود الشعر يستلقي فوق ملاءة زرقاء شاحبة .. فيما بقية جسمه مخبأ تحت اللحاف البراق الألوان ...

" هيا ايها الكسول .. انه وقت الطعام ."

وتقدمت الى الامام وهي تمد يديها لترفعه .. وهي تشعر ان في الامر سر ,
جسده بارد بشكل غير طبيعي ووجهه الصغير ازرق ,
وهنا ,, ادركت ما يجري ,

فتأوهت مرة أخرى :
" اوه ... بن .. بن !! ."

واحست بنفسها تتأرجح بين ذراعي كايل المواسيتين ...

اما ما تلا هذا فضباب معذب ... تذكرت صدمة كايل وذعره , ومحاولاته العقيمة في انعاش الطفل ,, الطبيب , الشرطة , واخيراً تلك الكلمات الرهيبة ,, الكريهة و المروعة ,,

رغم كل التعاطف الذي ظهر فيها ..

" موت سريري .. ما من طريقة للمعرفة ..ما كان يمكنكما ان تفعلا شيئاً ."

ثم , فيما بعد النصيحة المستحيلة ...
" حاولا مجدداً ...."

كيف يمكنها ان تحلم بالمحاولة مجدداً وقلبها مات مع بن.. وهو مدفون معه في ذلك القبر الصغير ؟؟

" طفلي ." !!

" اعرف حبي .. اعرف .... "

تأثرت كلماته بنبرته المرتجفة فبدت غير مفهومة تقريباً , و رغم ذلك خترقت ضباب الألم الذي ملأ رأس ايف ..
فأعادها من الماضي الة الحاضر بارتجاج عنيف , فرفعت اليه رأسها وهي لم تزل بين ذراعيه , نظرت الى وجهه للمرة الاولى لتطالعها خطوط الدمع اللامعة على خديه :
" اووه .. يا الهي ..!!"

ترافقت شهقتها مع انفاس كئيبة مؤلمة , فها هي اخيراً , لا تتذكر فحسب ,
بل تتعامل مع الاحداث الماضية من منظورها الصحيح ,
لا مغشاة بألمها هي ,
رفعت يداً , وهي غير قادرة على اخفاء ارتجافها لتلمس خده بلطف , وتجذب العينين القاتمتين الى عينيها الزرقاوين المليئتين بالأسى ,

ثم صححت كلامها بنعومة :
" طفلنا !!."

ورأت رأسه يتراجع الى الخلف اعترافاً بأهمية كلماتها ..

حاول ان يتكلم .. فابتلع ريقه و تحركت شفتاه ,,
لكن الصوت لم يتشكل ,
ومع ذلك افهمها الصمت المؤلم معاناته تماماً ..

" اوه ... كايل ... انا آسفة ,,, آسفة جداً !."
هز رأسه الاسود الشعر بقوة ..
" لقد كنتِ تعانين الماً عظيماً .. "

خرجت الكلمات من حنجرة جافة أجشة .. وبلغ ترددها حداً طعن قلب ايف مباشرة ..

قالت بلطف :
" وانت كذلك ,, لكن بؤسي اعماني عن رؤية ذلك ...
كنت عملياً وكفؤاً .. بارداً كما ظننت ..."

وخذلها صوتها وهي تتذكر كيف ظنت ان كايل لا يشعر بالحزن لخسارة طفلهما كما شعرت هي ,,
وبينما انقلبت هي الى اسوأ .. تحوّل هو الى الامور العملية ,, فنظم الجنازة , ودفن نفسه فس العمل ..

لقد اعماها حزنها عن رؤية الألم الذي يخفيه وراء مظهره الهادئ ....
هدوء كان مجرد قناع فرضه لمصلحتها , بينما كان يتمزق إرباً طيلة الوقت من غير ان يتمكن من إظهار حزنه كما فعلت .
اما هي فظنت انه لا يعير الحادثة اهتماماً ...

" كان علىّ ان ادرك انك تحبه ايضاً .. وانك تعاني بقدر ما اعانيه ... لكنني لم استطع ان افكر بجلاء ,, بل لم استطع التفكير اطلاقاً ."

" اعرف ... فكرت انني لو تركتكِ لحزنكِ فسوف تتخلصين في النهاية من هذا الحزن ."

هكذا راح يدعمها بهدوء , يتصرف كما يجب , يحمل كل المسؤولية عنها , ليتركها اسيرة لألمها .

ولم تدرك الا الان في هذه المرحلة الجديدة من علاقتهما انه قد اتخذ الخطوات العملية التي تساعدها ,

وحاول التخفيف من الضغط اليومي عنها قدر ما يستطيع ومنحها الوقت الذي تريده ...

لكنها اساءت تفسير اعماله

و ظنت انه يحاول السيطرة على حياتها ...

lovely sky
13-06-2007, 18:38
همست ايف :
" انا لم اشكرك حتى ."

وخشيت فجأة من ان تلتقي بعينيه لءلا تتذكر انها لم تترك له مهمة القيام بكل شئ فحسب , بل انها تركته , لتضيف المزيد من الالم الى المه ..

في الماضي شبهت حالتها كمن ينظر الى مرآة من دون ان يرى سوى نفسه ,
لا لسبب الا لانها الوحيدة التي ينظر الى المرآة ...

اخيراً , تحطمت تلك المرآة .

عندها فقط رأت انها كانت تعكس ما فيها , طوال الوقت كانت خائفة من ان تثق بكايل ...
خائفة مما قد تكتشفه عنه ,

خائفة من ذنبه الذي دمر علاقتهما ,

بينما في الواقع رأت الصورة رأساً على عقب .
واغفلت عن الحقيقة التي تقول انها هي المسؤولة عن ذلك الضرر .

سالت , هرباً من ضمير المعذب :
" لماذا لم تقل لي شيئاً ؟."

" لم أجرؤ .. اعتقدت انه خطير جداً .. لقد اوضح لى الاخصائي انه من المخاطرة ان اصدمك بالذكريات ... وان التحدث اليك عن الطفل ... طفل لا تتذكرينه , قد يكون فوق احتملك ."

وبالطبع لم يشك احد غير كايل انه لها ولد ,, حتى الاطباء اهتموا بحالتها العقلية اكثر من حالتها الجسدية , وفي وقت كان من الواضح منذ البداية انها لم تعان اذى جسدياً .. بل مجرد محنة عاطفية حجبت كل الذكريات حتى اسمها .
" ايف "

وصمت كايل ثم اخذ نفساً عميقاً متحشرجاً . اجفلت ايف وهي بين ذراعيه .. وقد عرفت غريزياً ما هو قادم , فاضطربت اعصابها بشدة وهي تدرك ان الرد لن يكون سهلاً ....

" حبيبتي ... هل كانت المشكلة تتلخص في بن .... وبرودتي فقط ؟
لماذا رحلتِ ؟؟ لماذا ......"

ولم يكمل السؤال ... فقد خذله صوته ,
لكن ايف لم تحتج الى النهاية .....
فعلى اي حال لقد ظلت في " منزل مونتاغوي " لأكثر من شهر بعد موت بن ....

بضعف امتدت يداها الى كايل , فقبض عليهما بأصابعه الدافئة القوية وهو يشجعها على المتابعة :

" حين مات بن ,, لمت نفسي , ظننت انني اقترفت ذنباً ما ..
او انني لم اقم بواجبي.... وانني لو فعلت لما حدث .......

وترددت ... كانت تسعى جاهدة الى السيطرة على اعصابها ,

لكن بدون جدوى ,, وتشابكت اصابع كايل مع اصابعها بينما اندست يده اليسرى لترفع رأسها ,
فالتقت عيناها بعينيه الابنوسيتين العميقتين المتفحصتين ...

تمتم :
" خذي الامور ببساطة يا حبيبتي ... استطيع النتظار . امامنا وقت طويل ."

ما ان سمعت كلماته حتى غمر كيانها احساس مذهل من السلام والثقة ... سوف ينتظر .... ما عليها الا ان تقول له ذها , و سيكون كل شئ على ما يرام ,
تحولت فجأة الى القناعة التامة بأنه سيكون الى جانبها مهما حدث ...

" ثم حين ابتعدت عني .... احسست .. ان ..... ان .............

ومن صوت كايل توقعت ما كان على وشك ان يقوله ...
ما كان عليها ان تتابع ...
لكنها مضطرة الى الكلام اراحة لضميرها ...

" انك تلمني كذلك ..

" اوه ... ايف . حبيبتي ... ابداً ...
لكنني لم اتمكن من الكلام معكِ .. لم اكن اعرف كيف اتواصل معكِ
لقد قال الاخاصائي انك ستتوصلين الى تخطي المصاعب وحدكِ .. وهكذا انتظرت ...."

ولقد انتظر .... وبصبر لا حدود له ,
راح يتعامل مع حزنه في الوقت عينه .
اما هي , فكانت منغلقة في بؤسها , فلم تستطع ان تتلمس الحب الذي أظهره لها عبر حساسيته المتسامحة , واخفائه لحزنه ,

بل كان دائماً موجوداً اذا احتاجت اليه ...

وكشف عن قوة وتفهم فسرته هي على انه عدم اكتراث قاسي القلب ..

قالت :
" كنت مقتنعة ان موت بن كان ذنبي .... ثم شعرت انني خذلتك كذلك , حين تركت هذا يحدث ...."

حين لم تتمكن من المتابعة صرخ كايل :
" او ايف .... حبي ! ."

وضمها بين ذراعيه مجدداً , وهو يقبل الدموع التي تسللت الى خديها ........

واكمل :
" موت بن لم يكن ذنب ا حد ."

ارتجف صوت ايف وهي تطافح لتسيطر على نفسها :
" اعرف ....اعرف ...... لكنني في ذلك الوقت كنت ابحث عن اعذار ....... عن شئ افسر فيه الرعب الرهيب العشوائي الذي قتل طفلاً في الاسبوع العاشر من عمره ,
واصبحت مقتنعة انك لن تحبني بعد الان ,

وانني لن اسبب لك سوى المزيد من المعاناة .........

واحسست ان كل ما استطيعه هو الرحيل .......

والامل انك ستكون سعيداً مع غيري ........ وربما ترزق بطفل آخر ..............

لذا ......... لم اهتم بتوضيب حاجياتي .
بل اخذت فقط ما كنت ارتديه .... حتى انني تركت حقيبة يدي لان المال فيها مالك ........."

" لكن ايف ... حبي ...... كان من المستحيل ان اكون سعيداً مع سواكِ

كانت السنتان الاخيرتان جحيماً من دونكِ ... ولو كنت اعرف حقيقة مشاعركِ لقلتُ لكِ هذا يومها .............. وما كنت تركتكِ ترحلين .... لكنت ربطتكِ بسلاسل من ذهب ......

ظهرت عبر دموعها ابتسامة ضعيفة للمبالغة في كلام كايل , ورفعت يدها تلامس خده بلطف .

" وانا ما امكنني ان اكون سعيدة من دونك . وكما تعرف , كان والداي باردين لا يعرفان معنى العاطفة .....
حين التقيت بك , تغيرت حياتي تماماً ,
من دونك , لم يكن لحياتي معنى ... وهذا ما ادركته في ذلك المقهى في العشر من أيّار ... يوم ميلادي ...........

قاطعها بلطف :
" انه الذكرى السنوية ليوم تأكدت فيه من حملك . ولا عجب ان يكون ذهنكِ المسكين المكدوم قد احترق وقرر انه اكتفى ....... واتمنى لو كنت اعرف مشاعرك فقط , كي استطيع ان اساعدكِ ..........."

" لكنك كنت تظن انه سيساعدني ... لقد توليت كل الامور العملية التي لا استطيع التعامل معها ..
كان يجب ان نكون فيه متقاربين , ابعدنا حزننا عن التواصل .... يا الهي ... ايف .......................... لو منحتني فرصة اخرى ........

وضعت ايف يدها على شفتيه تسكته :
" كايل ... حبيبي .. ما هذا القول ؟
الا تعرف ان هذا ما اريده اكثر من اي شئ في الدنيا ؟ و انا يجب ان نكون معاً ؟ "

احست بشفتيه تطبعان قبلة حارة على اصابعها .. فخفت وتيرة الالم الذي سببته وفاة بن , ذلك الطفل الذي احباه معاً و فقداه معاً ...

" انت من عليه ان يمنحني فرصة اخرى .... على اية حال ,
انا التي تركتك ,, لكن في اعماق قلبي كنت اعرف انني لن استطيع العيش من دونك .

وعرفت هذا مجدداً هذه المرة ,
ربما لهذا كنت اخاف منك في لا وعيي .

وهذا ما حدث في الماضي ففرصتي الوحيدة مستقبل سعيد معك .

الا انني كنت ابعد عن السعادة لانني اجهل لماذا تركتك قبلا ...

لهذا لم اقل لك كم اتمنى ان اعود واعيش كزوجة لك مجدداً .."

تراجع رأس كايل الى الوراء بحدة وسأل :
" وهل اردتِ هذا حقاً ؟".

" طبعا حبيبي ...
اردت ان اقضي بقية جياتي معك واحاول ان اشفي الجرح الذي حدث , على اساس الوعد بما هو قادم ..."

رأت النور المتوهج في عينيه ينعكس في قلبها نوراً أكثر تألقاُ . وعرفت انهما سينسيان كل مشاكلهما ويخلقان معاً مستقبلاً زاهراً ...
قالت تمازحه :
" اذن ..... هيا ..... اين تلك السلاسل الذهبية التي تهددني بها ؟".


اكد لها كايل وهو يضمها بين ذراعيه مجدداً :
" لا احتاج اليها ....

فقوة حبي تربطكِ بي ...


تمسك بكِ ولا تفلتكِ ابداً .............



********************************

lovely sky
13-06-2007, 18:41
" قوة حبي تربطكِ بي .... تمسك بكِ ولا تفلتكِ ابداً ....."



عادت تلك الكلمات الى ذهن ايف فيما هي مستلقية على كرسي الاستراحة في الشمس تراقب كايل وهو يسير نحوها فوق المرجة الخضراء ...
كانت الكلمات ما تزال واضحة وكأنه قالها في الامس .
وها هو يقولها في هذا الصباح بالذات , و هو يعطيها هديتها السنوية ..

أضاءت وجهها ابتسامة سعادة صافية وهي تتحسس السلاسل الذهبية الخمس حول عنقها . واحدة عن كل سنة من زواجهما منذ التقيا من جديد .

" والآن , لماذا ارتسمت هذه الابتسامة التي تشبه ابتسامة القطة و قد اكلت الجبن على وجهكِ .... عجباً ؟ "

وغاص كايل على العشب بجانبها مكملاً :
" الا تظنين ان الوقت قد حان لتطلعيني على سرك ؟
نحن الآباء بحاجة الى تحذير مسبق , وعرفين هذا ,
كما انه علينا ان نخبر باتريك ..... متى ؟ ".

لم يتوسع كايل في سؤاله ,
وعرفت ايف انه ليس مضطراً , فمن المستحيل ان تخفي سراً عن هذا الزوج الشديد الملاحظة ...

قالت بنعومة :
" في شهر كانون الثاني ... ومن الممكن ان يتصادف مع عيد ميلاد بن ."

كانت قد ا صبحت قادرة على التلفظ باسم ابنها الميت الآن بأقل حزن ...
سيبقى له دائماً مكان مميز في قلبيهما ....
لكن الزمن قام بشفاء أسوأ الآلام , وهما الآن يملكان الكثير مما يشكران عليه ..

قال كايل ممازحاً :
" انه الوقت المناسب ... ستحقق هذه القصة أفضل المبيعات ."

قالت محتجة :
" يا مراقب الارقاء ! لماذا اثقلت على نفسي يوماً بجعلك ناشري , اضافة الى زوجي ؟."

قال بخبث :
" هذا لانكِ تحبينني .. ولا تنسي ,, لولا قصتكِ الاولى لما وجدتكِ ثانية ."

وكيف لها ان تنسى هذا أبد الدهر ؟
لو لم تكتب اول كتاب وترسله الى مؤسسة جنسن للنشر لما عرفت أبداً السعادة التي تملا الآن كل لحظة من حياتها ,
لقد شهد الكتاب الاول بعد ان عدلت فيه الاحداث الشخصية نجاحاً مذهلاً , اطلقها في عالم مهنة جديدة
" كيف تظن ان بات سيتعامل مع فكرة اخ او اخت جديدة ؟

اتجهت عينا كايل الى ابنه القوي البنية وهو يلعب مع جرو اقتناه حديثاً , تحت مراقبة مربية مخلصة .
كان اسمر كأبيه , لكن له عيني ايف الزرقاوين ...

لقد ادخل باتريك الفرح الكبير الى حياتيهما منذ ولادته قبل ثلاث سنوات ...

من الطبيعي ان ايف عاشت الاشهر الثلاثة الاولى في خوف دائم من تكرار تاريخ بن ,
لكن لفرحها الشديد , عاش الطفل الصغير و تطور ليصبح صغيراً قوي البنية .

" سيطير ابتهاجاً ... مثلي انا .. "

تنبأت ايف باحساس كايل وقد شعرت بالدفئ في صوته , والتوهج في عينيه و الرقة في يديه ...

قال:
" لم اكن اتمنى هدية عيد زواج افضل من هذه ... ولا زوجة افضل .... في الواقع ............؟.

وكانت تنهيدته تعبر عن رضى عميق :
" ........... لا يمكن ان اتمنى حياة افضل ."

ولا كان هي باستطاعتها ان تتمنى الافضل ...
وفكرت ايف بهذا في سرها بينما كانت شفتا زوجها تهبطان على شفتيها بقبلة حارة ,
احست معها ان دمها بدأ يغلي بتأثير لا دخل له بدفئ الشمس .

تمتم كايل :
" اعتقد ان الوقت قد حان لنرحل الى المنزل ...
على اية حال تحتاج السيدات الحملات الى الراحة ."

لكنها عرفت من رنة صوته ان تلك اراحة لم تكن تجول في فكره ..

احتجت ايف ضاحكة :
" كايل !! وماذا سيظن ابننا باتريك ؟".

للحظة اتجهت عينا كايل الى ابنه ,
ثم عاتا الى وجهها المتورد , وما لبث ان تمتم بصوت اجش :
" سأقول لكِ ماذا يظن ....

سيظن ان والده يحب والدته كثيراً ....



وسيكون على حق تمــــــــــــــــاماً ".





**********************

lovely sky
13-06-2007, 18:49
تمـــــــــــــــــــــــــــــــت

http://img513.imageshack.us/img513/4362/412181yf1.gifhttp://img513.imageshack.us/img513/4362/412181yf1.gifhttp://img513.imageshack.us/img513/4362/412181yf1.gifhttp://img513.imageshack.us/img513/4362/412181yf1.gif

واتمنى لكم قراءة ممتعة

http://img513.imageshack.us/img513/7526/qqta7eatyes1.gif

http://img513.imageshack.us/img513/51/4ddp1k9ly9.gif

lovely sky
13-06-2007, 18:54
اعزائي الاعضاء و الزوار

غـــــــــــــــــــــداً
موعدكم مع الرواية الحاصلة على المركز الرابع مكرر في التصويت
" رجل المواقف "

انتظرونا غداً مع احداث الرواية ....

ونتمنى لكم قضاء امتع الاوقات برفقة فريق كتابة الروايات

http://img513.imageshack.us/img513/4426/341021uc6.gif

lovely sky
14-06-2007, 13:15
http://img293.imageshack.us/img293/7673/75920861os9.jpg



رجل المواقف 1062

من سلسلة عبير
روبرتا ليه



" سأجعله يدرك ان لديه الكثير ليتعلمه وانني انا من سيعلمه ."

كان روستر هانت الرجل الذي يجب على آبي ان تتعامل معه ..
كانت تريد الاحتفاظ بعقدها مع مجموعة من مخازن شركات كوبرز ,

ولكن لقائهما الاول كان مشؤوماً ...

كيف ستقنع شخصاً عنيداً مثله بانها رصينة في العمل ,
اذا كان قد تعرف عليها كمضيفة في مطعم كيتي السئ السمعه ؟

كما ان الاعجاب الذي ساد بينهما فجأة برهن كم كان صعباً اخضاع هذا الرجل ......


************************

lovely sky
14-06-2007, 13:18
..





"... انا فضولي لأعرف ما تعنيه الأحرف ت.و.ج."





خفق قلب آبي ولعلمها بأنه لن يدع الامر يمر هكذا فقد قررت بحدة ان تخبره، فقالت:

" تعني تبجحه وجبروته."

نظر اليها و وجه خال من اي تعبير وقال:

" اتجدينني استبدادياً؟"

اجالت:

" للغاية."

" اهذه مشكلة بالنسبة لك؟"

" افعل ما بوسعي عندما لا اكون في وضع الدفاع عن النفس."

" لدي انطباع انك تستمتعين الخوض في معركة، يا آنسة ستيوارت."





..

lovely sky
14-06-2007, 13:22
الفصل الاول






مشى آرثر ستيوارت بخطى واسعة نحو مكتب ابنته بينما كانت ترتدي معطفها الصوفي الازرق وقال لها:

" اود التحدث معك يا آبي."

قالت :

" انا خارجة يا ابي، الا تستطيع الانتظار؟"

" اردت فقط ان اخبرك ان هنري سمول وود اتصل ليقول انه احب الاقتراح الذي ارلسناه اليه وانه يعطينا العقد."

"رائع!" اشرقت عينا آبي الخضراوان بفرح.

" الشكر كله لك يا ابنتي، لقد قمت بعدد هائل من الابحاث. والاقتراحات التي عرضتها كانت من الدرجة الاولى."

قالت آبي: لقد استمتعت باستكشاف مخازنه وطرح الاسئلة."

اضاف آرثر:

" واستعمال هاتين العينين الكبيرتين للحصول على الاجوبه! وهنا سجلنا هدفاً ضد منافسينا. لقد قمت بعمل رائع."

قالت:

" شكراً، متى احصل على منصب آخر؟"

وضحك والدها ضحكة خافتة مدركاً ان سؤالها كان منمقاً وقال:

" الشيء الوحيد الذي لا يحبذه سمول وود هو فكرة انشاء صورة هم الهيئة التنفيذية العليا. انه رجل محافظ ويطن ان الدعاية ستعطى فقط للمخازن."

" نستطيع ان نفعل ذلك ايضاً، ولكن المدراء و..."

قاطعها والدها:

" ليس عليك ان تقنعيني انا يا عزيزتيبل سمول وود. انه يود ان يعقد اجتماعاً ليناقش هذا الامر."

اجابت آبي:

" جيد، انا متأكدة انني سأغير رأيه."

اجاب والدها:

" تذكري انه من الجيل القديم."

قالت:

"وماذا يعني هذا؟"

اجاب:

" سوف لتفتين النظر ان ارتديت ثوباً فضفاضاً، ولهذا لا ترتدي وكأنك تتماشين مع الموضه."

القت نظرة خاطفة على ساعتها وقالت:

" سآخذ هذه الملاحظة بعين الاعتبار. علي الذهاب الآن، انستطيع ان نفكر في هذا العمل المربح في وقت آخر؟"

اجاب:

"بالطبع، الي اين تذهبين بهذه السرعة؟"

اجابت:

" الى منزل كارولين."

لم يخف والدها دهشته عند ذكر اسم ابنة اخية:

" لم اكن اعلم انكما ما تزالان على اتصال."

اجابت:

" لسنا كذلك، ولكنها اتصلت هذا الصباح وطلبت مني ان امر بها، وقد بدا الامر طارئاً."

قال آرثر:

" بلغيها محبتي واخبريها ان الوقت قد حان لرؤيتها هي وطفلها مرة اخرى. انه الحفيد الوحيد الذب نملكه انا وامك، ولا افهم لماذا تحتفظ به بعيداً."

" اظن انه الكبرياء. لقد خدعت وهي خجلى من هذا."

" ما زلت لا افهم زواجها من ذاك الشخص التافه. منذ ان رأيته ادركت انه مشكلة، ولكنها لم تكن لتسمع اية كلمة ضدة."

لم تستطع آبي التوقف عن الابتسام وهي تتجه نحو لندن. كانت تفكر بوصف والدها القديم الطراز لجفري نورتون، والذي كان صحيحاً. لقد كان جفري وسيماً وجذاباً وقد استطاع ان يفتن ابنة عمها ذات التسعة عشر عاماً ويجعلها تعصي امر والديّ آبي، اللذين حضناها بعد مقتل والديها في حادثة قطار عندما كانت في العاشرة، وتتزوج منه.

لقد ذهبوا للعيش في ادنبرغ، وفي السنه الاولى كانت رسئلها فرحة خصوصاً عندما ابلغت انها تنتظر طفلاً. ولكن الرسائل المنتظمه تحولت بالتدريج الى بطاقات مختصرة متقطعة، وبعد اشهر قليلة توقفت كلياً...ثم وبدون توقع اتصلت لتقول انها وضعت طفلاً، وان جفري تركها واخذ من حسابهما المصرفي المشترك معظم الاموال التي ورثتها عن والديها. وعلى الفور، قدم آل ستيوارت لها مساعدة مالية بينما تطوعت آبي بالسفر اليها والبقاء معها لاسبوعين، ولكن كارولين رفضت كل هذه المساعدات قائلة انها ستعود الى لندن وانها ستخبرهم بموهد عودتها.

لم تصلهم بعد هذا كلمة واحدة منها، وعندما حاولوا الاتصال بها علموا انها رحلت ولم تترك عنواناً. ولم تتصل الا بعد مرور اشهر لتقول انها تعيش في جنوب لندن وانها وجدت عملاً جزئياً بأجر جيد وانا صاحبة المنزل كانت تتصرف معها وكأنها مربية اطفال، كما وعدت بأن تحضر الضغير لرؤيتهم.

كان وعداً وفت به، ورغم ان هزالها وتعاستها كانا يرعبان عمها وزوجته ولكنها ظلت محتفظه برفضها لأية مساعدة، مصرة على انها تتدبر امرها بشكل جيد.

لم تزرهم حتى الآن، اتصالها بآبي اليوم طالبة منها ان تراها لأمر طارئ جاء كالمفاجأة. كان هذا يعني الغائها لموعد مع زبون، ولكن لم تكن هناك طريقة لآبي لتتجاهل التوسل الذي شعرت به في صوت ابنة عمها وكانت خائفة مما ستجده في نهاية رحلتها.

تزايد الخوف مع وصولها الى العنوان الذي اعطيت، و وجدته منزلاً متهدماً في ممر ضيق وفي طريق قذر قريباً من مصنع الغاز. قرعت الجرس ودفعت الباب الامامي القديم ثم صعدت ثلاث درجات طويلة الى شقة عليا، حيث كانت كارولين بانتظارها لتحييها. عانقتها آبي بشدة وهي فزعة من منظرها حيث كانت تبدو شاحبة وهزيلة، كما ان شعرها الذي كان مماثلاً لشعر آبي الاحمر الذهبي بدا باهتاً وبلا بريق.

بمعزل عن لون شعرهما وطولهما، كان هناك بعض الشبه بينهما، كانت ابنة عمها سمراء اللون بينما كان شكلها غير العادي يجعلها جميلة بطريقة غير مألوفة، كانت تلفت الانظار بأنفها المدبب الصغير ذي النمش، وفمها العريض وشفتها السفلية المنحنية وذقنها الصغير. عظمتا وجنتاها كانتا تزيدان عينيها الخضراوين واهدابها السميكة جمالاً.

lovely sky
14-06-2007, 13:24
قالت آبي:

" انه لرائع ان اراك، اين الصغير؟"

اجابت كارولين وهي تتقدمها الى غرفة جلوس صغيرة متناثرة الاثاث:

"نائم. انه يعاني من نزلة برد حادة، وقضيت نصف الليل معه. لن آخذك اليه كي لا يصحو."

قالت آبي بحنان:

" المسكين، سأراه مرة اخرى. ولكن اخبريني كيف حالك؟"

اجابت كارولين:

" دعينا نتناول كوباً من الشاي اولاً."

خفق قلب آبي وهي تراقب ابنة عمها بينما هي ذاهبة نحو مغسلة صغيرة في الزاوية لتشعل ابريق الشاي الكهربائي. لقد اختفت الابتسامة السعيدة والخطوة الواثقة التي كانت تمتلكها هذه الفتاة الجميلة منذ ثلاث سنوات وحل مكانها طيف شبح مع ظلال عميقة تحت عينيها وابتسامة لا تذهب ابعد من وراء فمها. كانت الغرفة تعكس تعاستها باثاثها الرخيص وسجادتها الممزقة، وقد ادركت آبي ان كارولين يائسةمن اية مساعدة عائلية ولهذا فلم تكن تسمح

لأي شخص من افراد عائلتها بزيارتها هنا.


كانت مشغولة بالتفكير حين دفع الى يدها كوب من الشاي بينما جلست كارولين بجانبها على الكنبة المتداعية وقالت:


" اظن انك تتحرقين شوقاًَ لتعرفي لماذا اردت ان اراك. لا شيء جدي، انه امر اخرق ولكن ليس لدي احد الجأ اليه. السيدة ولسن صاحبة المنزل والتي تعتني عادة بشارلي تشكو من الانفلونزا، واحتاج الى احد ليبقى معه الليلة."


لم تستطع آبي تصديق اذنيها:


" اتعنين انك تريدين ان تخرجي وتتركي طفلك وهو ليس بخير؟"


"بالطبع لا، ولكن ليس لدي خيار. ان بقيت في المنزل سأخسر عملي."


صرخت آبي:


"عملك؟"


امتلأت عينا كارولين البنيتان الكبيرتان بالدموع مما دل بوضوح كم كان صعباً عليها تمالك نفسها وقالت:


"ولماذا ظننت اذن انني اردتك ان تساعديني؟"


امسكت آبي يدها بعطف:


"بالطبع لن يفهم مديرك الوضع."


اجابت كارولين:


" ليس من النوع الذي يتفهم. سيطردني."


سألتها آبي:


" لعدم ذهابك لليلة واحدة؟ ماذا تفعلين هناك بالظبط؟"


حدقت ابنة عمها بالسجادة ثم رفعت رأسها بجرأة:


" انا اعمل نادلة في مطعم كيتي."


"انت ماذا؟"


اجابتها كارولين:


" ليس بالسوء الذي قد يبدو لك."


قالت آبي:


" لقد ذهبت هناك مرة مع زبون وكان الامر مقرفاً.كل اولئك الرجال الخبثاء و... كيف تستطيعين؟"


اجابتها كارولين:


" ليس لدي خيار. يدفعون اكثر من اي عمل نهاري استطيع القيام به، وانا احتاج المال."


"ولكنك قلت ان جفري يزودك بالمال."


اجابت كارولين:


" حسناً، لقد كذبت. كنت خجلة من ان اعترف كيف تصرف معي بحماقة ولكني ظننت انني استطيع تدبر الامر بمفردي. وقد تدبرت امري بالفعل حتى اليوم ولكن بما ان السيدة ولسن مرضة..."


قال لها آبي:


"عليك ان تسمحي لأهلي بمساعدتك."


" املك ما يكفينا نحن الاثنين فالبقشيش ممتاز."


"اتصور هذا."


ردت كارولين:


" ولكني لا ادع احداً من الزبائن يمسني، لا افعل هذا...انهم فقط يحادثونني."


قالت آبي بسرعة:


" لم اتخيل شيئاً آخر. انها فكرة تعليقاتهم وخبثهم التي جعلت دمي يغلي. ما يهمني فقط هو احترامك الذاتي و..."


"انا ايضاً، ولكني لست ملمة بالاعمال المكتبية واكسب من عملي في المطعم اكثر مما لو كنت اعمل في محل. ولهذا لا استطيع تحمل خسارة عملي."


عضت آبي على شفتها السفلى وقالت:


" حسناً، سأعتني بالطفل من اجلك رغم ان علي ان احذرك، فأنا لم اغير حفاضة مطلقا من قبل."


قالت كارولين:


"ولكني لا اريدك ان تعتني بالطفل. شارلي مشاكس جداً ولن يبقى مع غريب."


سألت آبي:


" اذا لماذا اتصلت بي؟"


" لأطلب منك الذهاب بدلاً مني الى المطعم."


شهقت آبي ولكن نظرة سريعة الى ابنة عمها الشاحب الجامد كانت كافية لتدرك انها سمعت جيداً.


قالت كارولين:


"عليك ان تفعلي هذا من أجلي يا آبي لقد دفع لي مسبقاً لهذه الليلة وان لم اذهب فقد اخسر مالي."


" وما الذي يجعلك تظنين انهم سيتقبلونني كبديل لك؟"


ضمت كارولين يديها النحيلتين وقالت:


" لن يعرفوا، اريدهم ان يضنوا انك انا."


صرخت آبي:


" انت تمزحين."


قاطعتها كارولين:


" لماذا؟ نحن بنفس الوزن كما ان لون بشرتنا متشابه و..."


" حتى وان كنت اشبهك فلن يخدع هذا بقية الفتيات."


اوضحت كارولين:


" انهن يشكلن مجموعة جميلة ولن يدعوني خارجا."


" وهناك ايضاً مديرك سيدرك حتماً انني لست انت."


قالت كارولين:


" انه ليس هنا لمدة اسبوع، والمديرالمساعد لن يلاحظ فتاة من اخرى. بالمناسبة انا معروفة هناك باسم كارلا. لا نسمى بأسمائنا الحقيقية."


" لا استغرب هذا. لنعد الى موضوعنا."


" لا تحاولي جعلي خجلة مما افعل."


قالت كارولين هذا وبدأت بالبكاء بينما عانقتها آبي مجدداً وقالت:


" عزيزتي، انا آسفة. انا فقط منزعجة لأنك لم تطلبي منا المساعدة، ولكني بالطبع سآخذ مكانك الليلة."


بعد حوالي الساعتين وبينما كانت آبي تستعد للقيام بما وعدت بدأت تشعر بالندم.


منذ ساعات قليلة لم تكن لتتوقع بأنها مع نهاية هذا اليوم سوف تكون مرتدية ثوب نادلة... وبنظرة سريعة الى وجه اينة عمها اقسمت بان تخرجها بعيداً عن ذالك المكان البغيض وعن هذه الشقة الكريهة.


" كيف ابدو؟"


سألت آبي وهي تفكر كم تبدو ****ة في هذا الثوب. لقد كانت محظوظة اذ ناسبها الثوب، وبدت نحيلة كأبنة عمها.


ارتمت كارولين على الاريكة وهي تكبت ضحكتها:


" لا استطيع ان اصدق انني ابدو مضحكة مثلك."


اجابت آبي بسرعة:


" اراهن انك كذلك. اضن الآن انك ستتخلين عن كبريائك وتسمحين لأهلي بمساعدتك حتى تستطيعين الوقوف على قدميك."


اجابت كارولين:


" انت على حق بالطبع ولكن..."


الحت آبي:


" بدون ولكن.سأكون بديلة لك هذه الليلة ولكن سيكون لنا حديث جدي غداً بشأن مستقبلك."

lovely sky
14-06-2007, 13:27
الفصل الثاني












ما ان دخلت آبي مطعم كيتي العابق بالدخان حتى تنبهت لعيون الرجال التي كانت تلاحقها .
مشت بخفة الى الداخل وامسكت بصينية الشراب لتقي نفسها من تلك النظرات .
انطلق صوت اجش من وراء صوت الموسيقى العالية :
" تعالي يا حلوتي , ارنا ما لديكِ على هذه الصينية ".
بذلت آبي مجهوداً جباراً لتتجنب وقوع الصينية ومحتوياتها فوق ذلك الوجه المبتسم .
" لا تدعي هذا يؤثر فيكِ ".
تمتمت احدى الفتيات بينما كانت آبي تعبر احدى الممرات معها .
" لا استطيع ".
ارتعدت آبي وبنظرة خاطفة نحو الرجال حولها تسائلت كيف استطاعت كارولين ان تقوم بعمل كهذا ,
بينما لديها عمها وزوجته مستعدين لمساعدتها .
لقد كان الكبرياء سبب سقوطها .
في الحقيقة لقد كان الامر اسوا من الكبرياء .
لقد كان العناد .

انطلق صوت بجانبها :
" مرحبا يا حلوة ... ارغب في مقابلتكِ بعد العرض ".
همت ان تقول له كلاما كريهاً , ولكن نظرة تحذيرية من احدى الفتيات بقربها استوقفتها ,,
بالاضافة الى تذكرها ان عليها احضار شيك كارولين الاخير .
لم يكن هناك من سبب لعدم ايجاد قريبتها لعمل في شركة والدها للعلاقات العامة ,
فقد كانت ذكية بما فيه الكفاية بالاضافة الى كونها عنصرا ممتازا .
اصر الصوت :
" اذن ما رايكِ ؟".
اجابت بصوت خفيض رافضة النظر اليه :
" اسفة يا سيد ."
ثم مشت باتجاه طاولة حولها زبائن يشيرون اليها .
" كيف تستطيعين تحمل هذا ؟".
تمتمت آبي الى احدى الفتيات محتفظة بابتسامة على شفتيها , وكان الجواب :
" بالغاء عقلي والتفكير بالشيك الذي سيدفع لي ."
حاولت آبي ان تفعل نفس الشئ .
واكن بمرور الليلة كانت تود ترك كل شئ والدفع لقريبتها من مصروفها الخاص ,
ولكنها ان فعلت هذا فستكتشف احداهن انها لم تكن كارولين و ستهان هذه الاخيرة .
كيف استطاعت كارولين تحمل كل تلك التعليقات المهينة و المتملقة من هؤلاء السفلة المقرفين اسبوعا بعد اسبوع و شهرا بعد شهر ؟
لقد كانت كلمة "مقرفين " التعبير الممتاز لهؤلاء لانه لا يمكن لرجل محترم ان يشاهد في مكان قذر كهذا .
اذن ماذا يفعل هذان الشابان المحترمان الواقفان قرب بوابة المطعم ؟
شابان يبدوان كالذهب بين المعدن .....يبدوان في منتصف الثلاثينات , كما كانا ايضا اجمل شكلا من الجميع وخصوصا الاكبر سنا .
وقفت آبي تراقبه بينما كان يتفحص المطعم وشاغريه بنظرة ازدراء وهو يصغي الى ما يوقل لزميله .

اثار وجودهما اهتمامها اكثر حين رات رئيس الخدم يسرع نحوهما ليقودهما الى طاولة تشرف على العرض القادم بوضوح .
همس النادل في اذنها بينما هي تمر بجانبه :
" لم يدفع لكِ لتقفي هكذا . اذهبي وتابعي عملك ".
وهز راسه باتجاه القادمين الجدد .
كانت آبي منكبة على مراقبتهما , فلم يكن صعبا ان تدرك انهما كانا جالسين على احدى الطاولات التي كانت تقدم لها الطعامو العصير ,
اما الابتسامة التي كانت تجاهد نفسها لترسمها على شفتيها تلك الليللة , فقد حل مكانها ابتسامتها الطبيعية الواسعة وهي تخطو برشاقة نحوهما .
بينما كانت على وشك سؤالهما عن طلباتهما اذ بالرجل الاصغر سنا يقف ليقول :
" كارلا ".
ثم يجلس بسرعة و بحيرة يقول :
" آسف .. ظننت انكِ هي , لديكِ نفس لون الشعر و .....".
" انا كارلا ."
تمتمت آبي واحمرت وجنتاها خجلاً ليس فقط بسبب كذبتها بل بسبب الطريقة المزرية التي كان ينظر زميله اليها .
ابتسم الرجل ابتسامة عريضة وهو ينظر حوله وقال :
" لا, لستِ كارلا , اعرفها تماما بحيث لا يمكن ان اخدع ,
الا اخبرتها ان كيفن يود رؤيتها ؟".
يالت آبي متجاهلة طلبه :
" اتود ان اخذ طلبك ؟".
اضاف كيفن :
" انا ساخذ عصير انانس , وارجوك اوصلي لكارلا رسالتي ".
قال صديقه بصبر نافد:
" الا ترى انها ليست هنا ؟ اذن من الافضل لو غادرنا الآن .".
قال كيفن :
" ليس قبل ان اعرف اين هي ".
اعترضت آبي بسرعة موجهة حديثها الى الشاب الاشقر خوفاً من ان يسال عن منزل كارلا :
" لقد تركت لك رسالة ... ان اتيت معي ....... ".
وابتعدت قبل ان تسمع جواباً ...
وقفز الشاب بسرعة ولحق بها .
همست آبي " انها ليست بخير ".
مصممة الا تعطيه السبب الحقيقي في حال لم يكن يعرف بشان الطفل ,
واضافت :
" لقد طلبت مني ان اكون بديلة لها هذه الليلة لخوفها من فقدان عملها ,
لن تفشي سرها , اليس كذلك ؟".
وعدها الشاب قائلاً :
" بالطبع لا , ولكن هل استطيع الحصول على عنوانها لارسل لها بعض الزهور ؟".
مندهشة لاهتمام كيفن و لطفه الزائد تجاه قريبتها ,
لم تدر آبي اتعطيه العنوان ام لا .
اجابت و هي تراوغ :
" ستعود خلال ليلة او اثنتين , والان ارجو ان تعود الى طاولتك وانا ساحضر لك العصير ".
وبينما هو يبتعد اذ باحدى الفتيات تمر بقربه ببطء وتقول لآبي :
" هذا الشاب متيم بكارلا . انه ياتي الى هنا كل ليلة منذ ان رآها هنا .
وما يحيرني هو لماذا لا يعجبها , اتمنى لو كانت لدي مثل هذه الفرصة ".
اجابت آبي :
" قد لا يكون من النوع الذي تحبه ."
صرخت الفتاة :
" اتمزحين ؟
انها تبتهج كلما نظر اليها ولكنها لا تعطي موعدا لاحد ."
اوقفت آبي الحديث باعطاء الساقي الطلب , وبينما هي بالانتظار , استدارت لتنظر ملياً الى كيفن .
كان واضحا انه مصمم على رؤية قريبتها , وكانت فضولية لتعرف ,
لِمَ ياتي رجل كهذا الى مكان رخيص ؟
نظرت الى الشاب الاخر , منذ فترة طويلة لم تقابل احدا اثر فيها بهذه القوة , مظهره المسيطر يجعله يبدو مختلفا عن بقية الرجال هنا .
شعر داكن يتموج فوق جبهة عاليه ومتقدة وانف صارم , بينما كان فمه العريض فوق ذقنه المشاكس يدل كم كان معتادا ان تكون اوامره مطاعه ,
حاجبان مرسومان بوضوح يلفتان الانتباه الى العينين الضيقتين النختلفتين عن عيون الرجال الاخرين ,,,
للاسف لم يبتسم قط .
سوف تجعله الابتسامة يبدو اجمل – لو كان هذا ممكناً . جيد , انه لم يكن هو المعجب بكارولين ,
لم يكن من السهل خداعه مثل كيفن .
" أأنت من طلب كوبين من عصير الاناناس ؟ ".
سال النادل خلفها فاستدارت لتاخذ الطلب منه .
مشت عبر الغرفة بخفة , سمعت كيفن يقول لزميله وهي تقترب منهما :
" لن تعرف كارلا جيدا حتى تقابلها ".
اجاب الاخر : " استطيع ان احزر ."
دافع كيفن عن نفسه :
" لقد قلت دوماً انه لا يجب على المرء ان يصدر احكاما مسبقة ".
حملق الرجل فيه و قال :
" ليس الامر اصدار احكاما مسبقة , ولكن لا تعمل هنا الا من كانت تبحث عن المغامرة ".
" روري " .
حذر كيفن وهو ينظر بدون ارتياح نحو آبي .
نظر اليه زميله نظرة ذات معنى محدثا صوتا خافتا من شفتيه بينما اضطربت آبي .
بغض النظر عمن كان يظنها فلم يكن لديه الحق ليتصرف وكأن لا شعور لديها .
ارتجفت الصينية في يدها وبصعوبة قاومت الرغبة الملحة في سكب محتوياتها فوق راسه ...
وضعت الكوبين على الطاولة و توقعت من ان يدفع كيفن , فبحثت في محفظتها المكسوة بالفراء والموضوعة حول خصرها عن اوراق نقدية لارجاع ما تبقى لهما .
امر روري رفيقه :
" اشرب هذا العصير ودعنا نخرج من هذا المكان القذر ".
مرة اخرى قاومت آبي الرغبه في صفعه , وبوجه متصلب رمت بة النقود على الطاولة ومضت بعيدا .
ثم انشغلت لاحقاً بتقديم العصير والسندوتشات لمجموعة من الشباب حين قطع افكارها صوت رئيس الخدم العالي :
" هاي , انتِ , كارلا , لديهم بعض النقص في الطابق العلوي , اذهبي وساعديهم ."
رغم امتعاضها من نبرة صوته هزت راسها غير راغبة في لفت نظره الى حقيقة جهلها للعمل .

lovely sky
14-06-2007, 13:29
اندفعت الى الامام ونظرت حولها لتسال احدا الى اين تذهب وماذا تفعل ..
اقتربت من المسؤول , وسالته كيف يمكن ان تساعده .
قال لها بلا اهتمام :
" ربما كانوا يودون لو تساعديهم في تحضير العصير و السندوتشات ".
خطت آبي وراءه وارتطمت بقوة بجسم كبير .
استدارت لتعتذر ولكن الكلمات تجمدت على شفتيها عندما وجدت نفسها تحدق بالشخص الذي كانت تتمنى ان تتجنبه , حسنا , على الاقل لم لكن عابسا و لم يبد غاضبا من هذا اللقاء غير المتوقع , قال لها بلطف بينما بدت نبرة صوته متعاطفة :
" أتتبعينني ؟".
قالت بصوت خفيض وهي تهز راسها وتحدق مباشرة بعينيه :
" لديهم بعض النقص هنا و انا اتيت للمساعده , أأحضر لك شيئاً ؟".
اصبح صوته ناعما و خفق قلبها وهي ترى فمه الملتوي وعينيه الرماديتين اللتين تحدقان بها , قال :
" قهوة من فضلك , سوداء وحادة ان لم يكن هناك من مانع ."
مانع ؟؟
ستصنعها بنفسها ان كان هذا ضرورياً .
ومشت تحو الباب المؤدي الى المطبخ .
عادت خلال دقائق ونقرت نقرة خفيفة على كتفه بينما كان منحنيا يتكلم مع كيفن على الطاولة , وقالت :
" ثلاثة باوندات من فضلك , يا سيدي ".
كرر روري :
" ثلاثة باوندات ؟ لماذا ؟ "
هي ايضا تسائلت عن القسوة الصادرة من فمه بينما كان يبتسم لها منذ دقائق خلت .
ايكون السعر مرتفعاً ؟
حتى وان كان هذا فقد يكون الفرق مجرد بنسات .
واذا كان بخيلا فلِمَ كل هذا الغضب ؟
اجابت آبي :
" اجل يا سيد ".
قال بسرعة و قد تحول الهدوء في نبرة صوته الى تهديد :
" انتِ تتدبرين امركِ جيداً بابتزاز المال هنا , اليس كذلك ؟".
فقالت :
" انا ..... انا لا افهم ".
قال بحدة :
" ظننتِ ان الامر سهل للغاية . انتِ تحاولين جمع بعض المال بالاضافة الى ما تتقاضينه ".
" انا ....."
اضاف :
" الا تعلمين اننا هنا لا ندفع الا بعدما ننتهي من طعامنا ؟".
كم كانت حمقاء إذ نسيت !
قالت بسرعه :
" انا اسفة , اعتذر .
ولكنها المرة الاولى التي اعمل فيها هنا ".
اجاب :
" ان كنتِ ستكذبين فعلى الاقل فكري في شئ قابل للتصديق ."
ثم اخذ قطعة نقود من فئة الخمسة باوندات من جيبه ثم قذف بها على الصينية وقال :
" احتفظي بالباقي , انتِ بالطبع تحتاجين اليه ".
قاومت آبي الرغبة الملحة في رمي قطع النقود في وجهه .
كان يبدو بوضوح انه يشعر بالملل و انه قرر المغادرة ..
" هلا احضرتِ لي فنجان قهوة ؟
ناداها رجل بالقرب منها .
استدارت لتستجيب لطلبه , و اذ بها تشعر بشئ ناعم تحت قدمها . وبنظرة سريعة رات ان هذا الشئ ما كان الا محفظة روري الجلدية التي اخرجها من جيبه حين اعطاها النقود . كان واضحاً انها وقعت من يده وهو يرجعها الى جيبه .
ارشدتها غريزتها الى تركها حيث كانت , وكان الامر افضل لو ان احداً اقل استقامة منها وجدها و اخذها .
من ناحية اخرى ماذا سيحرجه اكثر من ان تثبت له امانتها ؟
يحسن الحظ كان روري قد توقف للحديث مع احدهم بجانب باب المخرج .
اذن ستكون مسرورة لرؤية ارتباكه وهي تعطيه اياها .
تناولت المحفظة من الارض ثم ركضت باتجاهه وقالت له :
" اعتقد ان هذه المحفظة لك ".
توقعت ان يبدو آسفاً ولكنها كانت مخطئة تماما .
أكدّ بجدية :
" نعم , انها لي .
ولكن كيف حصلتِ عليها ؟".
اجابت :
" ان كنت تلمح لشئ ما , فقد انتزعتها من جيبك ...."
لم ينكر هذا الاتهام بينما غرقت هي في غضبها ولكنها حاولت السيطرة على اعصابها .
قالت بحدة :
" كانت على الارض هناك , بجانب الطاولة ".
" حقاً "؟
كانت نبرة صوته لا تصدق , ولكي يستمر في اهانتها , اخذ يقلب الاوراق النقدية ثم اجاب و عيناه تحدق في عينيها :
" يبدو ان لا شئ مفقود , انتِ حقاً تستحقين مكافاة ".
اخرج ورقة من فئة العشرين باوند واعطاها اياها .
اجابت آبي بجدة :
" الامانة هي مكافاة بحد ذاتها ".
ومضت بعيدة و هي تهز راسها .
كانت قد وصلت الى وسط الغرفة حين قطع طريقها رجل قوي اسمر اللون . سال :
" من انت ؟"
اجابت بحدة في محاولة لعدم افساح المجال لاي حديث :
" كارلا "
امسكت يده السمينة ذراعها الناعمه بقسوة واجبرها على السير معه ثم جعلها تقف في ركن هادئ و قال لها :
" من تحاولين ان تخدعي ؟
اعرف كل فتاة تعمل عندي . وبما ان كارلا قد خضعت لعملية جراحية فانتِ لستِ هي ..."
ادركت انه فنسنت , المدير المساعد ,
لم يكن لدى آبي اي خيار الا الاعتراف بالحقيقة .
قالت متلعثمة :
" انا .... انا لست كارلا ... انا ابنة عمها .
كارلا مريضة وقد طلبت مني ان اكون بديلتها , لم تكن تريد ان تخيب املك .."
صحح الرجل لآبي بصوتٍ اجش :
" تعنين انها لم تشأ فقدان المال , ولكنها حسناً فعلت بمقايضتك ..
بحلولك مكانها , فانتِ لا تبدين سيئة ".
نظر اليها بعينيه الزرقاوين وتابع :
" ان كنتِ لطيفة معي , فقد احتفظ بكِ بشكل دائم ".
شعرت آبي بالغثيان من اقترابه وحاولت الانسحاب لتتحرر منه و لكن بدون فائدة اذ امسك بها بقوة .
قالت آبي بلهجة متوترة :
" ان لم تدعني اذهب ساصرخ ".
قال روري وراءها بينما اصابعه القوية تبعد اصابع فنسنت عن ذراعها :
" متأكد انا ان هذا ليس ضرورياً , فالرجل اللطيف لا يحتجز سيدة بدون ارادتها ."
كان في صوته تركيز تهكمي على الكلمات " رجل لطيف " و " سيدة "
قال فنسنت برقة مصطنعه وهو يغادر :
" في هذا المكان الزبون دائماً على حق ".
تمتم روري :
" كم هم لطفاء هؤلاء الناس الذين تعملين معهم . انتِ محظوظة اذ رايتُ ما كان يحدث ".
قالت بشدة وهي لازالت تشعر بالالم من اهانته عند قول كلمة سيدة :
" شكرا لك ".
هز كتفيه القويتين بلا مبالاة :
" اتمنى ان تكوني قد تعلمتِ درساً , وفي المرة القادمة عندما تقتربين للتحدث معه قد لا يكون هناك احد لانقاذك .
انت لا تستحقين هذا .
تتزينين ثم تتصرفين كبريئة تشعر بالغثيان عندما تنجحين ".
اجابت بشدة :
" لست احاول ان افتنك انت بالتاكيد , ولكن لا شك بانك رجل نبيل ".
اجاب :
" دعينا نقول انني لا انجذب لفتاة على المرء ان يدفع لها لتسعده ".
" كيف تجرؤ ؟".
نسيت آبي كارولين في غمرة غضبها وامتدت يدها لتصفع وجهه بكل قوتها .
اضافت :
" في المرة المقبلة عندما تنقذ فتاة من محنة فعليك ان تكون اكثر تهذيبا ".
اوشكت على البكاء وهي تدخل الى غرفة ايداع الملابس وتنهار فوق احدى الكراسي ....
يا لهذا الكابوس !!!
لقد اهينت مراراً والليلة لم تنتهي بعد ,
ولم يكن لديها ادنى فكرة كيف ستنجز الساعات المتبقية ,
ولكنها ستتحمل ختى النهاية من اجل كارولين والشيك الذي عليها قبضه .
تنهدت ثم وقفت ومضت عائدة نحو المطعم .

lovely sky
14-06-2007, 13:32
الفصل الثالث









دخلت ابي مكتب والدها في التاسعه من صباح اليوم التالي وارتمت علي الكرسي الجلدي بجانب مكتابها . بادرها والدها وهو يضع جانبا الصحيفه التي كان يقرأها : لقد قمت بأعلان جيد.
تمتمت ابي : شكرا لاشي يجعل الفتاه تشعر بالراحه اكثر من الاطراء .
لاتقولي انك كنت تصبين الزيت فوق عقد سمول وود ليله امس .
هزت رأسها بالنفي
فسأل : اذن لما هذه الدوائر السوداء حول عينيك .
وبكلمات مليئه بالغضب اعطت ابي خلاصه سريعه عن احداث الليله الماضيه متجنبه ذكر كل يتعلق بروري فهي ان فعلت هذا فستتسب في رفع ضغط دم ابيها اكثر مما هو عليها الان .
صرخ الاب بقوه بعد ان انهت حديثها : كم الغباء فعل شي كهذا ..... الذهاب الي مكان مثل ذلك .
اجابت : فعلت ذلك لاساعد كارولين
وان رأك احد زبائننا هناك
اجابت : ليس ذلك بالمكان الذي يمكن ان يذهب زبائننا اليه انه مكان قذر للغايه وان كان احدهم هناك لما كان يمكن ان يعرفني ابدا قالت ابي هذا وابتسمت ابتسامه عريضه ثم استردت قائله علي كل حال لايجب ان نتهتم بزبائننا بل بكارولين .
قال السيد ستيوارت في الحال : انت علي حق عليها الن تترك هذا العمل في الحال وتتنتقل للعيش معي ومع والدتك علي الاقل حتي تستطيع ان تشتري منزل لائق يخصها . نستطيع ان نجد لها عملا ان تقوم به هنا سنحتلج الي بعض المساعده الاضافيه بوجود عقد سمول وود
وثبت ابي واقفه :كنت اريد فقط سماعك تقول هذا .
اجاب الاب وقد استقرت نظراته بحب علي ابنته الحبيبه .
وكأنك تحتاجين لهذا علي كل حال شكرا جيد ان اعرف انني لازال احتفظ بكلمه في اداره شركتي.
ارسلت له قبله وقالت سأتصل بكارولين حالا ثم سأحدد موعدا لاري السيد سمول وود
عليك ان تعامليه بانتباه
توقف عن القلق اعدك بأنني سأنتبه .
كانت ابي ترفض السماح لنفسها بالخوف من اي مسؤول بغض النظر كم يبدو اولئك مرعبين احياننا .
ختم الاب حديثه قبل ان تغادر ابي : دعيني اعرف كيف تم الاتفاق بينكما.
من مكتبها حيث الاساس الاسود الابيض مع اللمسات المشرقه للازرق التراكوازي زالاخضر واتصلت فورا بابنه عمها وفالت لها : نقودك معي وهي المره الاخيره التي سوف تقبضين فيها من ذلك المطعم من الان وصاعد انت تعملين هنا .
قاطعتها كارلوين : ولكن ...
قالت ابي: بدون لكن ... لقد وقعنا للتو عقدا هائلا وسيكون علينا استخدام موظفين اضافين بالاضافه انك ستسطعين التكيف بالوقت وكأنك تقومين بعمل لنا في المنزل .

غصت كارولين وهي تقول انت والعم ارثر كريمين للغايه ولكني لا اعرف شيئا عن العلاقات العامه انتم تريدون مساعدتت
اعطائ فرصه
وافقت ابي مدركه انه لاجدوي من الكذب : بالطبع نحن نفعل هذا ولكننا فعلا سنستعين باشخاص عده وانت ذكيه بما فيه الكفايه لتتعلمي بسرعه .
سألت كارولين : وماذا علي ان افعل
اجابت ابي : ستبدأين بتوزيع البريد ولكن ان كان لديك استعداد للدعايه فستكتبين علي بعض المواد الخام بنفسك
توقفت ابي فجأه : ليس لدي الوقت لا اشرح الموضوع الان انه شامل جدا . دعينا ننهيه بحيث ستأتين لتعملي لدينا .
ساد الصمت لدقيقه ثم قالت كارولين : حسنا كنت حقا تشعرين بأنك في حاجه الي فأنا اوافق . عظيم
قالت ابي بعد ان شعرت بارتياح كارولين بالمناسبه هناك شاب يدعي كفين كان يبحث عنك ليله امس .
صرخت كارولين : اوه ؟ ماذا .. ماذا قلت له عني ؟
انك لم تكوني علي مايرام وانني اعمل مكانك لم اذكر الطفل لاني لم اكن متأكده انه يعرف انك لديك طفل
ولفقت كارولين قائله لا لايعرف مارايك بكفين ؟
مقارنه بالرجال في للمطعم يبدو لطيفا هل سبق واعطيته موعدا
اجابت كارولين : لا لم اعط موعد ابدا لاي شخص علي اي حال لست في وضع يسمح لي برؤيه اي شخص بوجود الطفل وجيفري
سألتهامستغربه : جيفري ؟ وماشأن جيفري بالامر ؟
اجابت كارولين : لاشئ لكنه مازال قادرا علي افتعال المشاكل . انا اسفه من اجل كيفين يبدو رجلا وحيدا لقد مات والده ولديه شقيقه اكبر منه بمايقرب السنه .
قالت ابي : لم يكن بمفرده ليله امس لقد اتي مع شاب اخر اكبر منه سنا يدعي روري
قالت ابنه عمها بحيويه انه صديق رائع لم اقابله قط ولكن كيفين يتحدث عنه غالبا انه بمثابه شقيق له ليتني كنت هناك لااراه
احتارت ابي ان كانت مشاعر الفتاه متبادله مع صدكيفين المقيت الوجه ولكنها امسكت عن الكلام مره اخره اخري في الحقيقيه لقد امسكت عن الكلام عده مرات في الساعات الاثني عشر الاخيره لشعورها بالالم قطعت كارولين افكارها متساءله : أكان روري لطيفا ؟
اجابت ابي : لديه افكار ويبدو انه معتاد علي مضايقه الغير علي طريقته الخاصه اسمعي علي ان انجز الكثير من الاعمال المتراكمه . سننتظرك هنا صباح الاثنين قي التاسعه والنصف حاولي ان تجدي احد للاعتناء بشارلي ... ؟ بالرغم من ان والدها قال يريد كارولين ان تنتقل للعيش معهم قررت انه من الافضل لو عرض والدها ووالدتها الدعوه
قالت كارولين هناك دار حضانه سأحاول ان اجد له مكان فيها ولكن ان لم يكن لديهم مكان شاغر فأظن انني استطيع ....؟
قاطعتهاابي : الا تستطيع صاحبه المنزل المساعده الشركه تدفع للاهتمام بالطفل .
قالت كارولين : اشك بهذا... لن ....
قاطعتها ابي : تخلي عن كبريائك اننا نعطيك الفرصه للقيام مناسب لك اذن قومي به
- انا ... انا لااعرف ماذا اقول ؟
قولي نعم وسنراك يوم الاثنين
كانت الساعه السادسه بعد الظهر عندما انتهت ابي من رسم خطه استراتجيه لسمول وود بعد ان تاكدت بواسطه سكرتيرته ان هذا مقبول لديه .
قالت المراءه : نعم بالطبع وهسيكون لديه فكره واضحه ومختصره عند لقائك به .
الان بعد ان اتمت عملها كما يجب انحنت ابي فوق كرسيها وتنهدت بارتياح تعبه من النهار الطويل والليله التي امضتها بدون نوم كانت مسروره ان ذلك النهار كان الجمعه وسيكون لديها عطله الاسبوع بـاكملها حيث ترتاح حتي الاثنين لتناقش افكارها مع الزبون الجديد . مضت عطله نهايه الاسبوع بسرعه حيث كان هناك حفله ثم فيلم ثم عشاء مع مارتن بوشنان صديقها الحالي كان مارتن مديرا ناجحا لاعلانات التلفزيون كان مطلقا بلا اولاد لقد التقته منذ ثلاثه اشهر وبالرغم من كونه جذابا ومهذبا الا انه كان يعلم انه لا يستطيع ان يعني لها شيئا
والمشكله ان رجلا اخر لم يستطع ذلك ايضا . لقد كانت تشعر بالذنب ازاء رغبه والديها بان تتزوج وتنجب لهما احفاد وقد كانت تتسأل احيانا ان كانت صعبه الاختيار وبرغم كونها في السادسه والعشرين الا انها مازالت تحلم بفارس مع درع مشع يحملها معه علي فرسه .
في مكان عملها صباح الاثنين وجدت ابي كارولين جالسه خلف المكتب المعد لها وهي تقلب رزمه من المعلومات حول سمول وود . ابتسمت كارولين وهي تقول :
لقد تدبرت امر شارلي في الحضانه وستحضره صاحبه المنزل في الثالثه وتهتم به لحين عودتي فاذا كنت تحتاجينيحتي وقت متأخر فانا استطيع ذلك

lovely sky
14-06-2007, 13:35
اجابت عظيم ... اترين كم من السهل تنظيم الامور ان اعطيتها بعض الدفع لا شئ مستحيل ان حاول المرء جهده .
قالت كارولين : لا اوافق علي هذا انه فقط التوفيق او لنقل الحظ .
ابتسمت ابي ابتسامه عريضه وهي تدور حول قريبتها وتقول لازال الوقت مبكرا لتصبحي فيلسوفه . اخبريني الان كيف ابدو للقائي مع السيد سمول وود .
اجابت كارولين : ستذبين قلب عدو النساء بثوبك هذا .
سرت ابي لسماع هذا لقد امضت وقتا طويلا وهي تتأمل خزانه ثيابها قبل ان تصل لتسويه بين نصيحه والداهاوثوبها المفضل.ثم ارتدت بنطالا مقلما بالابيض والكحلي مع كنزه صوفيه من الكشمير الناعم ثم كانت الحقيبه والحذاء من صنع شانيل ليكملا صوره المسؤوله .
قالت ابنه عمها بتردد هناك شئ واحد غير لائق وهو شعرك هزت ابي رأسها بكأبه اعرف ... اعرف ... لا يجب ان ادعه منسدلا قالت كارولين ساخره : الا اذا كنت تريدين السيد سمول وود ان يضرب الارض ويبداء بالصراخ .
قالت ابي : لا ... لا اريد
ذهبت ابي الي غرفه الملابس اخذت شعرها الاحمر الذهبي الطويل بعيدا وجهها لتصنع منه ضفيره متدليه ثم تلفه بسرعه ليستقر علي مؤخره عنقها .
شعرت بالسعاده اكثر عندما قابلت سكرتيره هنري سمول وود الانيقه اذ رمقتها المرأه بنظره استحسان وهي تقودها داخل مكتب مديرها الانيق .
مسرور لرؤيتك انسه ستيوارت
حياها رجل رمادي الشعر في اواخر الستنيات بينما ارتسمت ابتسامه محببه علي وجهه الملئ بالخطوط وهو يدعوها للجلوس علي كرسي بالقرب من طاوله منخفضه سائلا اياها ان كانت تفضل شرب بعض القهوه او الشاي قبل ان يجلس قبالتها استغربت ابي وهي تصغي اليه كونه رئيس مجلس شركه ضمن مجموعه من روساء الدوله برغم لطفه وتصرفاته الدقيقه الا انه كان من السهل ان تري انه لم يكن مناسبا لهذا المنصب فالمجموعه تحتاج الي دم جديد وصوره اكثر حداثه .
انتظرت بثقه وهو يفتح ملف امامها ويقلب اوراق تقريرها . ومن خبرتها ادركت انها لن تعاني اي مشكله مع هذا العجوز العزيز . كانت متأكده انه يدين بمركزه للوراثه اكثر من القدره .. رجال من نوعه يستمعون للنصائح اكثر من رجال الاعمال العصاميين الذين يحمون عقولهم الطفوليه يحرص من التأثيرات الخارجيه .
هناك بعض الافكار الجديده هنا يانسه ستيوارت خاصه حين اعطاء عمالنا صوره محدده وجعلهم اقرب الي الجمهور العام نحن نهتم انت اشتري .. استشهد السيد سمول وود لشعارها وهو يبتسم مضيفا شعار اسر قصير وسهل التذكر علي كل حال . رائ انه لا يمكن للمرء الا ان يقدر هذا العمل .ولكن الشخص الذي عليك اقناعه هو روستر هانت لاتشعري بالفزع ياعزيزتي . انا متأكد انه سيقدر اقتراحك اكثر مني . انه رجل ناجح للغايه ونحن محظوظون بوجوده معنا . حتي وان اظطرنا هذا لشراء .
متي حصل هذا ؟
لقد وقعنا الاوراق النهائيه نهار الخميس والصحف ستنشر هذا عصر اليوم انت محظوظه لانك اول من سمعت بهذانحن مؤسسه منظمه وقويه ولقد شعر بعض الاعضاء الشبان ان رأسمالهم سيكون مضعفا لو وفي مكان اخر . ولو باعو حصصهم فسنخوضفي مغامره من قبل المهمين بمحاوله السيطره علينا لذا قررت المؤسسه ان تكون مستشاره نفسها ابتسم بسعاده واضاف تحتاج الي اداره اقوي وبشرائنا شركات كوبر تحصل عليها .
هزت ابي رأسها فقد كانت شركات كوبر توصف دائما بأنها مصغره لمحلات مارك وسبتسر ولديها سمعه طيبه للنوعيه والخدمه الممتازه لابد ان شركه سمول وود قد دفعت كثير لتشتريها .
سألت مستفسره : أأتصل انا بالسيد هانت او تفضل ان تقدمني انت ؟
بدا السيد سمول وود محرجا قليلا وقال :
سيكون افضل لو فعلت انا ذلك اترين ؟ عندما قمت ببعض المناقشات مع والدك لم ادرك ان روسيكون ضد استعمال القوه الخارجيه لعلاقتنا العامه انه يؤمن ان هذا ممن الممكن حدوثه ضمن هيئه الاداره التابعه لنا كما يفعل الان مع شركه كوبر .
احتفظت ابي ببرودتها وقالت انه لا اسهل ان تشجع صوره المجموعه الناجحه والمتكامله . جاء الجواب السريع : نعم نعم ولكن شركه كوبر لم تكن دائما ناجحه كانت سيئه حين انضم لها روستر لقد كان محاميا وابن اخ المؤسس وعندما طلب منه عمه المساعده استلم هو زمام الامور .
عوده شركه كوبر الي وضعها السوي كان احد نجاحات الثمنينات وعندما مات سدرك العجوز اورث الشركه الي ابن اخيه .
رفعت ابي حاجبيها الناعمين وقالت ووضع القانون علي رف وحلت مكانه الاعمال
وضع هنري سمول وود يديه علي معدته وقال في البدايه اراد وستر ان يبيع الشركه ويعود الي القانون لكنه شعر بالذنب تجاه عمه ان فعل ذلك .
استمعت ابي وهي مستغربه العاطغه الصادره من رجل اعمال صعب المراس وازدادت رغبتها في لقائه .
تابع السيد سمول وود : سيعيد النشاط الي مخازننا رغم ان المهمه دمج المجموعتين لقد ركزنا علي الثياب واغراض المنزل وهذا يعني اضافه فرع للمأكولات . هناك حقا صفقه تجاريه علينا القيام بها .
قاطعتها ابي : وصوره جديده كليا علينا التخطيط لها وهي اين نستطيع المساعده ؟
في الحقيقه كلما عرفت عن المهمه مسبقا من المجموعه الجديده شعرت اكثر بالسعاده لان هذا يعني ان زبونها الاكبر والاكثر اهميه وفرصه رائعه لا ثبات قدرتها .
قاطع السيد سمول وود افكارها لم اخبر روستر بان من ستهتم ب ب- ار هي امراءه وهو يظن انه سيعمل مع والدك .
قالت ابي بعد ان شعرت بخيبه امل : والدي يهتم فقط بمؤسسات المدينه .
وجاء الجواب المطمئن : روستر ذكي بما فيه الكافيه ليقدر قدراتك بمجرد ان يقراء تقريرك
علقت ابي : ولكنه ليس ذكيا بحيث يصدر احاكما مسبقه .
تابع الرجل مطمئنا : سأبعتد حين اعرفك علي روستر ولكن طالما انا استخدمتك فكان لابد ان اقابلك واشرح لك المشروع الجديد . قال هذا وهو يضغط علي احد الاجراس علي مكتبه سائلا السكرتيره ان تصله هاتفيا بالسيد هانت ثوان سمع والغرفه صوت عميق غير صبور
اتريدني هنري ؟
اجاب سمول وود : نعم . تذكر اني ذكرت انني سأستعين لمستخدم ب-ار حسنا الانسه ستيوارت معي الان واتساءل ان كان لديك لتراها . لقد قراءت تقريرها وخطتتها ووجدت الامر جيدا .
وجاء الرد : قل لها ان تتصل بسكرتيرتي وتحدد موعدا استطيع ان اعطيها ربع ساعه وحذرها ان تكون طويله طويله النفس
همست ابي بنعومه : اتمانع ان اتحدث مع السيد هانت بنفسي ؟
هز السيد سمول ودد رأسه فأجبت ابي فوق الطاوله وتحدثت عبر الهاتف
هنا ابي ستيوارت ياسيد هانت اقدر انك مشغول للغايه ولكن بصراحه ان لم يكن باستطاعتك ان تعطيني اكثر من ربع ساعه فلا جدوي من لقاءنا لانني لا استطيع ان اعرض افكاري في خمسه عشر دقيقه
قال هانت بفظاظه : سأخذ هذا بعين الاعتبار انسه ستيوارت
قالت ابي بسرعه : اهذا يعني ان لدي نصف ساعه علي الاقل ؟
قال اتمني الا تمانعي في بدء نهارك في ساعه مبكره ايناسبك صباح الخميس في الساعه السابعه والنصف .
استطيع ان اجعل الموعد ابكر ان رغبت بهذا ... ابدء عملي عاده في السابعه .
اجاب: لا . السابعه والنصف موعد جيد والفطور سيكون في شقتي 2 منزل رادلي - ماي فير ...؟
انتهت المخابره باعلان موافقتها بينما برر هنري باحراج واضح : ليس دائما فظا لديه الكثير من المشاريع في هذه اللحظه
اجابت ابي : حسنا اتمني ان يكون لديه اكثر حين اراه.
انهي هنري سمول وود المقابله بقوله حسنا اعتقد انك تعرفين اكيف تعاملينه اتمني لك حظا سعيد لنهار الخميس ياعزيزتي .
بينما هي عائده ادركت ابي انها تحتاج الي اكثر من الحظ لا قناع روستر هانت بأن شركه ستيوارت وستيوارت مؤهله للقيام بالعمل الذي اراده وان فشلت فهو جاف بما فيه الكافيه ليجد مهربا قنونيا للتملص من العقد الذي وقع عليه هنري سمول وود اندفعت نحو مكتبها نادت كارولين لتأتي في الحال
قالت قريبتها : اري ان مقابلتك جرت بشكل جيد انك تستشيطين غضبا الهذا الحد كان الرجل عدائيا .
انه رجل عجوز غير مجدي كان عبيه التقاعد منذ عد سنين وبأيجاز اعادت ابي سرد ماحدث معها
قالت كارولين باخلاص : ليس هناك ما يستوجب القلق بسأنه . عندما يقرأ السيد هانت تقريرك سيأكل من يدك .
عبست ابي او سيعضها . جميع الافكار التي وضعتها لاتناسب مجموعه كوبر . وان اردت التأثير علي السيد هانت علي ان ابرهن ان نجاح مجموعته لا يعني انه يعرفها بأكملها . في خلال ثلاث ايام سأجعله يدرك ان لديه الكثير ليعلمه وانني سأعلمه
صرخت كارولين: تعلمينه
اجابت ابي : كيف يطور مخازنه
قالت كارولين : لا يمكن ان تكوني جاده معروضاتهم تجعل التسوق متعه وبهجه وبضاعتهم رائعه كما ان اسعارها منافسه
- احقا ؟ اذا لنذهب .
الي اين ؟
سألت كارولين غير قادره علي التنفس وهي تسابق ابنه عمها الكويله والرشيقه
قالت ابي وهي تسرع : لنري اكثر عدد ممكن من المعروضات ولاريك كم انت مخطئه سأخذ بعض الاخطاء منهم وسيحتاج السيد هانت اعاده تشكيل الحجم وانا سأستمتع بأستخدام الفأس .
عند منتصف نهار ذلك اليوم كانت الصبيتين تسيران في محلات كوبر المهمه في شارع اكسفورد في ناتيس بريدج وفي لونستون وقد وصلت لنتيجه مفادها ان روستر هانت محق انه لايحتاج الي شئ يتعلمه تأوهت كارولين وهي تخلع حذاءها وتفرك قدمها دعينا ننهي المشوار لان قدماي متعبتان واحساسي يخبرني انك لن تجدي اي اخطاء في هذه المجموعه
قالت ابي بصراحه : لم استسلم بعد انه وقت التسوق المتأخر في بعض الضواحي وسنذهب الي هناك ....
ولكنها لم تجد اي اخطاء هناك ايضا . كان المستخدمون في غايه اللطف والحماس بينما بدت البضائع متطابقه مع جميع الاسواق . اما اختيار الملابس والمأكولات فقد كان منوعا في نيسدن كما في نايتس بريدج . لا عجب ان تعتبر النساء في شركه كوبر شيئا اساسيا لاغني عنه .
لم الحظ شيئا واحدا يجب تغيره او تحسينه قالت كارولين ذلك بملل وهما تعودان الي المكتب المظلم في التاسعه من تلك الليله .
اعترفت ابي اوافق معك ربما لانستطيع ان نجد خطأ في ما يفعلونه دعينا نري ان نجد خطأ في ما لايفعلونه رمت ابي حقيبتها علي طاولتها وجلست ثم سحبت بعض الاوراق بقربها .
سألتها كارولين : لا تفكرين بالعمل الان اليس كذلك ؟
اجابت ابي : بالطبع سأعمل اعمل بشكل افضل عندما يكون عقلي منتعشا
لا يمكن ان يكون منتعشا في هذه الساعه
بل هو كذلك . وعندما افكر في روستر هانت يبداء بالنشاط اكثر
اذا لن تحتاجي الي فنجان من القهوه السوداء .
اجابت ابي : هذا صحيح . احتاج الي قدر كبير اتحضرين لي واحد ؟
تمتم كارولين : بالتاكيد . ثم ابتسمت وخرجت تفعل ما أمرت به.