PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : عيشوها هي... الحلـم



sola
12-04-2007, 11:51
قصة قصيـرة مستوحاة من كتـاب ( الالخميدس ) لـ باولو كوهيليوا تحكي لنا ماسوف نكتشفه يوما ما عن الحياة ...


_ كان راعيا للغنم بمدينة اسبانية . كل صباح يلتقي اغنامه كالعاشق . حتى تجمعت الاغنام ذات يوم على ركام ، نبش فيه فوجد خريطة قديمة تتحدث عن كنز مدفون في الصحراء الليبية .

حمل الورقة معه لسنوات حتى قرر ان يتجه للبحث عن الكنز ، ودع الاحباب ليسافر بأقدامه لميناء يأخذه الى بلاد المغرب .
عمل قرابة عام بين صالات المغادرة يحمل حقائب المسافرين حتى جمع ثمن التذكرة ، غادر ليصل الى طنجة مقبلا على شواطئ المغرب ليرى التاريخ امامه لا خلفه ، ليرى جمالا مغايرا لما كان يراه من قبل .

دخل المدينة وعمل بمعمل لتصنيع الزجاج يملكه فنان رحب به وادخله لينام بأرض المعمل بينما يساعده نهارا .
ينفخ من انفاسه قطعة فنية لا تشبه احد سواه وعلمه نقش الكؤوس بعد نفخها ليصفها على واجهة المعمل للبيع .
وبعد اعوام جمع مايكفيه للمغادرة الى مراكش ، البلاد التى يحكي كل جدار فيها قصة ، لكن القصة الاكبر كانت دائما في داخله ، قصة الكنز .
عمل في مراكش بمقهى وسط السوق القديم وكان اكثر مايأتيه السياح الذين اصبحوا له سبيلا لتعلم اللغات ، فقد كان شغوفاً بالتعلم والحياة .
عمل بالمقهى واخذ يصبب الشاي بالطريقة المغاربة رقصة بديعة تزف الشاي الاخضر الى الكؤوس .

هي نفسها الكؤوس التي تعلم صناعتها في المعمل ، يناولها للسياح متبادلا الحديث معهم فتعلم الكثير من الوجوه التي قابلها فكانت منها من قست عليها الحياة وجاء ليرتاح بزاوية المقهى يرتشف من كأسه لعله يرتاح .

والاخـر يدخن النارجيلة في زاوية اخرى يراقب المـارة ويهز رأسه على لهاثهم وراء الحياة ، والنساء الاتي اتين من خلف البحار بحثاً عن عشق عربي يحميهن من الحياة ، بحثا عن حلمهن بالحب الجديد ليداوي جروح الدهر .

ومع كل عام يمر كان الحلم الاكبر يكبر داخله ، لملم حقائبه في اخر يوم وقرر السير ثانية لحدود الجزائر وقتها اصبح فب الثامنة عشر من عمره .
سار لايام وعبر الحدود حتى وصل لوهران مدينة الابطال ، ووقفته الاولى هي مكتبة المدينة ليعمل مسؤولا عن ترجيع الكتب الى الرفوف بعد الباحثين والقارئين في المكتبة .

فأخذ يقرأ كل ما يقع بين يديه من مخطوطات وكتب ، غرق في ممرات المكتبة ورفوفها لسنوات .
اصبح اول من يبحث عنه الباحثون عند وصولهم لابواب المكتبة فهو افضل من يختصر لهم البحث داخل الصفحات التي يعرفها .
ذاع صيته بين اهل وهران واصبحت المكتبة قبلة لعقول اهل البلاد . وبين احد المخطوطات تعلق بقصة واحة جميلة وسط الصحراء الكبرى اسرت فكره وقرر ان يزورها وهو في طريقه الى الكنز .

غادر بعد سنين وهران متجها للصحراء الكبرى وسار قرابة شهر حتى وصل الى الواحة التي تحدثت عنها تلك المخطوطة ليجدها اجمل .
فالماء كان شديد الزرقة بصفاء السماء والنخيل من حولها تميل على اطرافها وكأنها تحميها من غضب الصحـراء .
على بعد ميل كان هناك خيال رشيق يلعب بعبائته في الهواء ، عفة داخل سواد .
كانت تقف وسط الجمال لكنها هي الاجمل داخل هذه الواحة المرسومة ، سارت به اقدامه حتى وصل الى الخيال الذي اكتشف ان اجمل مافيه ان واقع .

وما لبث ان اقترب حتى غادرت المكان ليتبعها وهي تحمل الماء على كتيفيها لامها الارملة وسط خيمة لا تليق الا ببداوتها.
وقع المسكين في حبها أخذ يحطب ويحمل الماء ويكتب الشعر من اجل عينيها ، عشق التراب والحرارة العالية ، عشقها كما كان يعشق الحياة ، لتصبح هي الحياة الجديدة .
مرت السنين وكان الحب يكبر بداخله ولكن الحلم بالكنزكان دائما المنغص . حتى جاء وقت بعد سنين دفعه على اتمام المشوار .. فصارحها بسـره ..... ورحـل .

قطع الصحراء الى ليبيا مقتربا من الكنز ومعه الخريطة التي لم تفارقه .. وصـل .. نعم وصل للكنز ونبش الارض لتخرج له القطع الذهبية والمجوهرات وارتسمت على وجهه الدهشة من ان اللحظة لم تسكنها سعادة ولا لذة احلام سكنته سنين .. نظر خلفه واخذ يسترجهع الطريق والسنين .

ورحلة الكنز وعباءة المعشوقة والمكتبة التي بنا كل زاوية فيها ورائحة القهوة وضوضاء الناس والمكان داخل دهاليز مراكش ، ومنادي الميناء حيث ينادي بوصول السفينة ، ورائحة البحر واغنامه ، وعبق اسبانيا ليكتشف في لحظة ان سعادته الحقيقية كانت الرحلة نفسها لا الكنز .

ليكتشف ان الطريق للحياة هي الحياة نفسها . وان الهدف والحلم ماهو الا نقطة بداية ونهاية اكتشاف قيمة الحياة .

فلسطينية الهوية
14-04-2007, 13:55
شكرا أختي على القصة الرائعة
سلمت يداك

sola
16-04-2007, 16:38
فلسطينـة الهـويـة

اسعدني مروركـ

^_^

The X Detective
16-04-2007, 17:08
ورحلة الكنز وعباءة المعشوقة والمكتبة التي بنا كل زاوية فيها ورائحة القهوة وضوضاء الناس والمكان داخل دهاليز مراكش ، ومنادي الميناء حيث ينادي بوصول السفينة ، ورائحة البحر واغنامه ، وعبق اسبانيا ليكتشف في لحظة ان سعادته الحقيقية كانت الرحلة نفسها لا الكنز .

ليكتشف ان الطريق للحياة هي الحياة نفسها . وان الهدف والحلم ماهو الا نقطة بداية ونهاية اكتشاف قيمة الحياة .

نعم هذا صحيح ..

كثيراً ما نخوف مغامرات لنصل إلى أهداف .. وعندما نصل نتذكر ما حدث لنا من أحداث وهي وإن كانت مشاكل أو مخاطر .. ستكون جميلة ومضحكة


شكراً لكي أختي على هذه القصة الرائعة ::جيد::

ЯOSEL!A
17-04-2007, 13:13
ورحلة الكنز وعباءة المعشوقة والمكتبة التي بنا كل زاوية فيها ورائحة القهوة وضوضاء الناس والمكان داخل دهاليز مراكش ، ومنادي الميناء حيث ينادي بوصول السفينة ، ورائحة البحر واغنامه ، وعبق اسبانيا ليكتشف في لحظة ان سعادته الحقيقية كانت الرحلة نفسها لا الكنز .


ليتني اقوم برحـله مماثله مثله
لا جـواز سفر و لا فلوس:D
اشـكرك انـتي اولا ًَ و قم عـلى القصه
^___^

sola
20-04-2007, 13:19
نعم هذا صحيح ..

كثيراً ما نخوف مغامرات لنصل إلى أهداف .. وعندما نصل نتذكر ما حدث لنا من أحداث وهي وإن كانت مشاكل أو مخاطر .. ستكون جميلة ومضحكة


شكراً لكي أختي على هذه القصة الرائعة ::جيد::

العفوو وشكـرا على مرورك
الجميل

^_^

sola
20-04-2007, 13:20
ليتني اقوم برحـله مماثله مثله
لا جـواز سفر و لا فلوس:D
اشـكرك انـتي اولا ًَ و قم عـلى القصه
^___^

العفـووو
لو بتروحي خذيني معاكي
وشكرا على مرورك الجميل

Wakashimazu
27-04-2007, 09:33
يسلمووووووووووووووووووووووووووووووو

على المووضوع الحلووو



والله لا يحرمنا من مواضيعكم الشيقه والمثيره


اخوكم" الحارس رعد "