PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : اسباب المعصية



حمزة اسعد
12-04-2007, 10:22
أسباب المعصية

العاصي لا يقدم على المعصية، والمجرم لا يفعل الجريمة حين يفعلها، إلاّ وهو واقع تحت تأثير عوامل ودوافع ذاتية، وأخرى خارجية، تقوده إلى تزيين الشر والجريمة، وتحبب له العصيان والانحراف:
(أفَمَنْ زين لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فرآه حسناً فإن اللهَ يضِلُّ مَنْ يشاءُ وَيهدِي مَنْ يَشاء فَلا تَذهَبْ نَفْسُكَ عليهم حَسَرات إنَّ اللهَ عَليمٌ بما يَصْنَعُون).(فاطر/8)
فيقدم على ارتكاب تلك الحماقة متأثراً بهذه العوامل أو تلك.. وواقعاً تحت تأثيرها، وهو يوهم نفسه أن ما يفعله كان ضرورياً ومقبولاً.. أو صحيحاً وغير مناف، في محاولة تبريرية، يسوقها المنطق المنحرف، الذي يحاول أن يتطابق مع مبادئ الخير وقيم الحق وعدل، حتى في حالة خروجه عليها ـ ولو بصورة ملتوية منحرفة ـ ليخرج صورة فعله بصيغة مقبولة متطابقة مع قوانين الوجود الإنساني الخيرة.
(وَإذا قَيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدوا في الأرضِ قالوا إنَّما نَحنُ مُصلِحون ألا إنَّهم هُمُ المُفسِدون وَلكنْ لا يَشعُرون).(البقرة/11ـ12)
( قلْ هَلْ نُنَبّئُكُمْ بالأخْسَرين أعمالاً الّذينَ ضلَّ سَعْيُهُمْ في الحياةِ الدنّيا وَهُمْ يَحْسَبون أنَّهُمْ يُحْسِنونَ صُنْعاً).(الكهف/103ـ104)
لذا فهو يبحث عن المبرر المعقول لديه، فيقنع نفسه بصحة فعله.. لان الإنسان بطبيعته الفطرية، وتكوينه الأصيل، يكره النقص والشر.. لذلك لا يريد أن يعترف أن ما يفعله شرٌّ ـ إلاّ إذا استفاق ضميره، ووعى سوء عمله ـ لان الشر ينافي منطق الفطرة، ويعاكس اتجاهها الذي مازال يعمل في نفسه، رغم كثافة الانحراف وضباب الجريمة، لذلك وضع الإسلام منهجاً متكامل الخطوات،يعمل على أساس الوقاية والعلاج، لاستئصال المعصية، ومكافحة الجريمة، وإنقاذ الإنسان وانتشاله من هاوية السقوط، بتتبع مناشئ الجريمة، وأسباب المعصية، وقلع جذورها، وحماية الفرد والمجتمع من تأثيرها. أما هذه الأسباب فأهمها:
أ ـ الجهل وعدم الوضوح.
ب ـ الانحراف النفسي.
ج ـ الحاجة.
د ـ غياب الوازع الذاتي، وعدم الإيمان بالجزاء الاخروي.

حمزة اسعد
12-04-2007, 10:22
أ ـ الجهل وعدم الوضوح:

يلعب الجهل دوراً خطيراً في حياة الإنسان، فهو سبب رئيس من أسباب الضلال والضياع، وهو عامل من عوامل الفساد والانحراف، وهو سبب فعّال في صنع الجريمة والمعصية.. ذلك لان الجاهل لا يدرك خطورة فعله، ولا يعرف نتائج سلوكه المشين، ولا يميز الطريق الموصل إلى الخير، فهو في عداد الأموات وهو كالأعمى الذي لا يميز بين الألوان أو كالأصم الذي لا يفرق بين الأصوات(أم اتَّخَذوا مِنْ دُونِهِ آلِهةً قُلْ هاتُوا بُرهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعي وَذِكْرُ مَنْ قَبلي بَل أكثرُهُمْ لا يَعلمون الحقَّ فهُم مُعرِضُون).(الأنبياء/24)
لذا فإن الجريمة والمخالفة، تقلّ بين العلماء والفلاسفة والمفكرين والمثقفين، إذا ما قيسوا بالمجتمع الذي ينتمون إليه فكراً وسلوكاً.
ويجب أن لا يغيب عن أذهاننا، أن العلم الحقيقي الذي يصون الإنسان عن الجريمة والمعصية بالدرجة الأولى، هو العلم بالله، ومعرفة علاقة الوجود به، وموقع الإنسان من هذا الوجود، ومن تلك العلاقة بالله، وبدون هذا التشخيص لا يستطيع أن يُقوِّم حقيقة سلوكه، ونتيجة فعله. لذا نرى بعض العلماء والمفكرين والمثقفين من الذين لا يؤمنون بالله تعالى يقدمون على أبشع الجرائم في التخطيط لحروب الإبادة البشرية، أو صنع وسائل الخراب والدمار، أو وضع خطط الإجرام والعدوان، لسفك الدماء ونهب الأموال والخيرات، وإحكام قبضة الظالمين الطغاة...الخ.
ذلك لان معرفتهم بالأشياء والمواضيع وقيم الخير والشر تتوقف عند حد، وهو تحقيق ما ترنو إليه نوازعهم ودوافعهم الشخصية، ووقوفهم عند هذا الحد بداية لمرحلة جهل مظلمة، تسوقهم لفعل المعصية والجريمة، تماماً كما يساق الجاهل المتوحش.
وصدق الرسول الأمين محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) في جوابه حينما سئل(أي الناس شر؟ قال: العلماء إذا فسدوا)(8).
وإذا تخطينا هذه الطبقة من حملة العلم والثقافة المادية، الّتي تجهل علاقتها الحقيقية بخالق الوجود، لتدخل في نهاية المطاف مع طوابير الجهال، وتتساوى معهم في فعل المعصية والجريمة.. إذا تجاوزنا هؤلاء المتعلمين إلى الجهال الذين لم يستنيروا بنور العلم، ولم يستضيئوا بهدى المعرفة، نجد أنهم هم الفئات الموبوءة الّتي تعشعش في أوساطها المعصية والجريمة، بسبب الجهل وقلة المعرفة، لذا حارب الإسلام الجهل، وربط بينه وبين الكفر والمعصية والجريمة.. ذلك لان العارف الذي تتضح له الأفعال والممارسات على حقيقتها، وتتشخص له نتائجها وآثارها و انعكاساتها ـ على نفسه ووجوده ومصيره - لا يقدم على المعصية، ولا يختار إيقاعها في عالم الوجود.. بل يسعى لإعدامها، ومحو وجودها، لأنها شر مهلك، وعمل شاذ يحول بينه وبين خيره وسعادته، فإذا حصلت له هذه الدرجة من الوضوح والمعرفة، لا يمكن أن يختار الشر والشقاء على الخير والسعادة.
والإسلام يريد أن يكوِّن للإنسان هذه الدرجة من الوضوح، ليستطيع أن يميز ويقوّم الأشياء بواسطتها، فيختار السلوك المحقِّق لخيره وسعادته، ويرفض الانحراف والشذوذ والفساد.
أما الجاهل فهو المعرض دائماً عن رسالة الحق، المتنكر لدعوة الخير، لذا جاء في القرآن في وصف هذه الفئة من الناس:
(قالَ إنَّما العِلْمُ عندَ اللهِ وأبَلِّغُكُمْ ما أرسِلْتُ بهِ، وَلكنَّي أراكُمْ قوماً تَجْهَلُون).(الأحقاف/23)
(إِنَّكَ لا تُسْمِعُ المَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُمَّ الدُعاء إذا وَلَّوْا مُدْبِرين. وَمَا أنْتَ بِهادي العُمِي عَنْ ضلالَتِهِمْ إنْ تُسْمِعُ إلاّ مَنْ يُؤمِنُ بآياتِنا فَهُمْ مُسلِمُون).(النمل 80/81)
(بَلْ اتَّبعَ الّذين ظَلَمُوا أهْواءهُمْ بِغير عِلْم فَمَنْ يَهْدي مَنْ أضَلَّ الله وَما لَهُمْ مِنْ ناصرين).
(الروم/29)
فالقرآن هنا يستعرض أسباب الكفر والضلال والمعصية، فيردها إلى الجهل الذي عبر عنه بالعمى والصمم، لأنه يحول بين صاحبه وبين رؤية الحق، وسماع صوت الهدى والرشاد، ووصفه بالموت، لان الجاهل لم يعد يدرك مع الجهل حقيقة الوجود، وطبيعة الحياة كما هي في حقيقتها.. وبذلك أصبح معزولاً عنها كما يعزل الميت عن الإدراك والوعي والاختيار.
والجاهل لا يعذر ـ في الإسلام على جهله، فيتخذه مبرراً له، بل يجب عليه أن يتعلم، ليكتشف كل ما تتوقف عليه نجاته وهدايته وإصلاحه في الدنيا والآخرة.. لذلك أرسل الله سبحانه الأنبياء والرسل، وأوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحث على طلب العلم والمعرفة.. كل ذلك من أجل أن تتوفر المعرفة لدى الانسان، ليتمكن من تحصيل خيره وسعادته، فيصغي الى صوت الحق، ويستجيب لدعوة الخير

حمزة اسعد
12-04-2007, 10:23
ب ـ الانحراف النفسي:

والعنصر الثاني من عناصر صنع المعصية والانحراف والجريمة هو الانحراف النفسي، والمرض الأخلاقي الذي تصاب به الشخصية، بسبب البيئة أو التربية أو الوراثة.. الخ عندما لا تخضع هذه الشخصيات المريضة للمعالجة، ولا لتربية تقويمية، تصحح انحرافها، وتقوّم دوافعها، لان النفس البشرية، والدوافع الأخلاقية الفطرية في الإنسان، تكون في بداية تكونها سليمة ما لم تطرأ عليها عوامل الانحراف المرضي، فإن هي تعرضت لتلك العوامل المرضية، أمكن معالجتها، وتطهير أعماقها، وتصحيح مسارها، لتتطابق مع قانون الفطرة العام، فتستوعب بذلك كل فعل خير وحسن في الحياة، وتصبح قادرة على الالتزام والاستقامة، الّتي هي عبارة عن التطابق مع مبادئ الخير والحق والعدل، وتنفر عن كل ما يعاكس هذا الاتجاه السليم، من مثيرات الشر والرذيلة والفساد، الذي يستوعبه عنوان المعصية، فتحقق بذلك الطاعة لله كما يصطلح عليها القرآن الكريم.
أما إذا انحرفت النفس الإنسانية عن خطها الفطري السليم، وفقدت اتجاهها الطبيعي في الحياة، بسبب اختلال توازنها، واضطراب محفزاتها وغاياتها، ولم تخضع لعملية معالجة وتطهير، فإنها تصاب بحالة مرضيه مستعصية، فتجنح للتعقيد بدل الانبساط، وللانحراف بدل الاستقامة، وللتفريط بدل الاعتدال.. فتطغى عليها النوازع الشهوانية، والإندفاعات البهيمية كالأنانية المقيتة، والكبرياء، والحقد، والجشع، والحرص، والانتقام، والشعور، بالنقص ، والنهم الحسي الذي يقود المريض إلى السقوط تحت وطأة اللذة الحسية، وعدم الشبع منها..الخ، فكل تلك الدوافع المرضية تتكثف أو تنفرد لتشكل سبباً رئيساً في صنع المعصية والانحراف، فتقود الشخصية المريضة إلى الضلال والفساد والإجرام، فيلجأ المريض المنحرف إلى القتل والسرقة والزنا والكذب والاحتيال والغش وشرب الخمر والظلم، ورفض الإيمان بالله والتحلل من قيم الأخلاق، واللجوء إلى العدوان والإستهانه بمبادئ الحق والخير في هذا الوجود..الخ
وقد استعرض القرآن الكريم نماذج بشرية من هذا القطاع، ليدلل على أن الدين هو طريق الاستقامة والسلامة النفسية والأخلاقية، وأن الانحراف عنه حالة مرضية تعتري المنحرفين، وليست وضعاً طبيعياً يمكن إقراره، لذلك حشد الإسلام كل الوسائل الكفيلة باقتلاع جذور الانحراف النفسي، والشذوذ المرضي، لإصلاح الفرد والعودة به من شقاء المعصية والسقوط، الى طمأنينة الطاعة وسعادتها، فاستعرض القرآن كثيراً من شخصيات المنحرفين، وأهتم بتحليل تركيبها، وكشف أعماقها السوداء، لكي يعرف الإنسان سبب ضلاله ومعصيته، وشيوع الجريمة في حياته، فقال تعالى:
(ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارونَ إلى فِرعَوْن وَمَلَئِهِ بآياتِنا فاستَكْبَروا وَكانوا قوماً مُجرِمِين).(يونس/75)
(في قُلوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أليمٌ بما كانوا يَكْذِبُون).(البقرة/10)
(وإذا تُتلى عليهِ آياتُنا وَلَّى مُستكبراً كَأنْ لَمْ يَسمَعْها كأنَّ في أذُنَيهِ وَقراً فَبِشِّرْهُ بِعذاب أليم).(لقمان/7)
(إذا تُتلى عليهِ آياتُنا قَالَ أساطِيرُ الأوَّلِين كلاَّ بَلْ رَانَ على قُلوبِهمْ ما كانوا يَكسِبُون).
(المطففين/13ـ14)
(وَجَحَدُوا بها واستـَيْقـَنَتْها أنْفُسُهُم ظُلماً وَعُلُوَّا فانْظُر كَيفِ كانَ عاقبةُ المُفسدين).
(النمل/14)
(سأصرِفُ عن آياتِي الّذينَ يَتَكَبَّرونَ في الأرضِ بغيرِ الحقِّ وإنْ يَرَوا كُلَّ آية لا يُؤمِنوا بها وإن يَرَوا سَبيلَ الرُشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سبيلاً وإن يَرَوا سَبيلَ الغَي يَتَخِذُوهُ سبيلاً ذلكَ بِأنَّهُمْ كَذَّبُوا بآياتِنا وكانوا عنها غافِلِين).(الأعراف/146)
وبهذا الاستعراض الواضح لشخصية المنحرف الضال، يشرح القرآن حقيقة الدوافع المرضية الكامنة وراء الانحراف والجريمة، ليؤكد أن هؤلاء المنحرفين هم ذوو قلوب مريضة،ونفوس منحرفة، يطغى عليهم الفساد والكبرياء، فيتنكرون للحق والرشاد، ويتعمدون المعصية والضلال، تأثراً بتلك الدوافع المرضية الّتي غطت وعيهم وإحساسهم السليم، فرانت على قلوبهم، وحجبت عنهم الرؤية السليمة، فاضطربت بأيديهم الموازين، واختلفت عندهم المقاييس، فتنكروا للحق والخير، وسلكوا سبيل المعصية والجريمة والفساد:
(فَلَوْلا كَانَ مِنَ القُرونِ مِنْ قَبْلِكُم أولُوا بَقيَّةِ يَنْهَوْنَ عَنِ الفَسادِ في الأرضِ إلاّ قَليلاً مِمَّنْ أنْجَيْنَا مِنْهُم وَاتَّبَعَ الّذين ظَلَمُوا ما أترِفُوا فيهِ وَكانُوا مُجرِمِين).(هود/116)
وكل هذا الإيضاح والتعريف بتلك النوعية يسوقه القرآن ليستيقظ الإنسان ويدرك بوعيه ويقظة ضميره حقيقة الدوافع الّتي تقوده نحو الهاوية، فلا يسلم قياده لها ولا يخضع لتأثيرها حرصاً على إنقاذ البشرية وإيضاحاً لسبل الحياة أمامها:
(ولِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبْطِلَ الباطِلَ وَلَو كَرِهَ الُمجرمُون).(الأنفال/8)

حمزة اسعد
12-04-2007, 10:24
ج ـ الحاجة:

للإنسان حاجة طبيعية، من الغذاء واللباس والجنس والسكن واللوازم الحياتية المختلفة فهو يبذل جهوده لتحصيلها، والاطمئنان على توفيرها.. فإن حالت دون توفرها الحواجز، وعجز عن تحصيلها في ظل نظام جائر، لا يكفل له حاجته، ولا يسد فقره ونواقصه لجأ إلى المعصية والجريمة.. فيسرق ويقتل ويزني ويكذب ويغش ويحتال من أجل أن يشبع حاجته، بطرق محرمة، وبوسائل ملتوية شاذة.
وقد عالج الإسلام موضوع الحاجة، ووضع التشريعات القانونية وثبَّت القيم الأخلاقية الّتي تتكفل بسد حاجة كل فرد من أفراد المجتمع، وتساعد على استئصال جذور الجريمة وتقريب الأفراد من الطاعة والاستقامة، واعتبر الفقر سبباً من أسباب الانحراف .. فقد ورد في الحديث الشريف: (نعم العون على تقوى الله الغنى)(9).
وورد في حيث آخر:(غنىً يَحْجِزُك عن الظُلم خيرٌ مِنْ فقر يحمِلُكَ على الإثم)(10)، وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
(بارِكْ لَنا في الخبز، ولا تُفَرِّقْ بيننا وبينه، فلولا الخبز ما صلينا ولا صمنا، ولا أدينا فرائض ربنا)(11).
وقد راعى الإسلام موضوع الحاجة، ورفع العقوبات في وقت الحاجة الشديدة، الّتي يتوقف عليها موضوع إنقاذ النفس، فصرح بها القرآن بقوله:
(فَمَنِ اضطُرَّ غَيرَ باغ ولا عاد فَلا إثْمَ عليه إنَّ اللهَ غفورٌ رحيم).(البقرة/173)
ولم يعتبر مخالفة القانون في وقت الاضطرار والضرورات القصوى جريمة ولا معصية، لأن المقدم عليها لا يحمل نفسية المجرم، ولا يقصد المعصية أو التجرؤ والخروج على القانون، بل تضطره الظروف المحيطة به إلى الخروج والتجاوز المؤقت.
وبعكس المجتمع الإسلامي تجد المجتمعات غير الاسلامية، الّتي يقع أفرادها تحت ضغط الحاجة، فيجدون أنفسهم مدفوعين إلى مخالفة القانون والنظام، الذي فرض عليهم الجريمة، عندما لم يوفر لهم كفايتهم من الحياة، ولم يضمن لهم سبل العيش السوي، ولم يتكفل ببناء الإنسان وتربيته، بعيداً عن أجواء الجريمة والسقوط.
وكم هو جائر هذا القانون والنظام الذي لم يوفر للإنسان الواقع تحت سيطرته، البيئة، ولا العوامل المساعدة على حياة الاستقامة.. بل أنتج الأجواء والظروف المناسبة لنشوء الجريمة، ثم أتخذ من نفسه بعد ذلك قاضياً للعدل يحاكم ضحاياه ... وجلاداً يوقع بهم العقاب والقصاص!!

حمزة اسعد
12-04-2007, 10:25
د ـ غياب الوازع الذاتي وعدم الإيمان بالجزاء الاُخروي:

عندما يموت ضمير الإنسان، ويغيب حسه الأخلاقي.. وعندما يأمن الرقابة، ويطمئن الى عدم وجود المسؤولية والعقاب..
عندما تجتمع هذه العوامل كلها لشخص لا يؤمن بالله، ولا يعتقد بعالم الجزاء والحساب بعد الموت، فإنه لا يجد حرجاً ولا مانعاً يحول بينه وبين المعصية والجريمة، بعكس الإنسان المؤمن، الذي يربِّيه الإسلام، ويركز في نفسه عقيدة الإيمان بالله، عالِمِ الغيب والشهادة، الذي لا يغيب عنه شيء ولا يضيع في حسابه شيء.. فإن مثل هذا الإنسان يشعر برقابة لا تغيب، ويؤمن بأن كل عمل، أو تفكير، يصدر عنه، لا يمكن أن يكون بلا حساب أو مسؤولية. لذلك فإن هذا الإحساس الأخلاقي، والإيمان الروحي، يشكل وقاية للفرد والمجتمع من السقوط تحت أقدام الجريمة، أو الوقوع في هاوية المعصية.
فهذا الإحساس هو الحارس الأمين، والرادع القوي، الذي يحمي الأخلاق والقانون، ويصون حقائق الإسلام بهذه التربية العقائدية والتقويم الإيماني الفريد مما يؤدي حتماً إلى حماية الفرد والمجتمع، ويعمل على صيانة، الإنسانية من المعصية وما يترتب عليها من شقاء

حمزة اسعد
12-04-2007, 10:30
د ـ غياب الوازع الذاتي وعدم الإيمان بالجزاء الاُخروي:

عندما يموت ضمير الإنسان، ويغيب حسه الأخلاقي.. وعندما يأمن الرقابة، ويطمئن الى عدم وجود المسؤولية والعقاب..
عندما تجتمع هذه العوامل كلها لشخص لا يؤمن بالله، ولا يعتقد بعالم الجزاء والحساب بعد الموت، فإنه لا يجد حرجاً ولا مانعاً يحول بينه وبين المعصية والجريمة، بعكس الإنسان المؤمن، الذي يربِّيه الإسلام، ويركز في نفسه عقيدة الإيمان بالله، عالِمِ الغيب والشهادة، الذي لا يغيب عنه شيء ولا يضيع في حسابه شيء.. فإن مثل هذا الإنسان يشعر برقابة لا تغيب، ويؤمن بأن كل عمل، أو تفكير، يصدر عنه، لا يمكن أن يكون بلا حساب أو مسؤولية. لذلك فإن هذا الإحساس الأخلاقي، والإيمان الروحي، يشكل وقاية للفرد والمجتمع من السقوط تحت أقدام الجريمة، أو الوقوع في هاوية المعصية.
فهذا الإحساس هو الحارس الأمين، والرادع القوي، الذي يحمي الأخلاق والقانون، ويصون حقائق الإسلام بهذه التربية العقائدية والتقويم الإيماني الفريد مما يؤدي حتماً إلى حماية الفرد والمجتمع، ويعمل على صيانة، الإنسانية من المعصية وما يترتب عليها من شقاء