ياقوت
27-03-2007, 17:49
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه.. الحمد لله الذي جعل الحمد فاتحة كتابه.. الحمد لله الذي أنزل القرآن من فيض رحمته.. وجعله هُدى للسالكين لحضرته.. ونوراً للأرواح تسبح في سُبحات بهجته.. وربيعاً للقلوب تسرحُ في رمضته.. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين صاحب الحوض المورود والللواء المعقود
نبي الاولين والاخرين سيد الثقلين
محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام عدد ماذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
غريب امرك 000عجيب حالك 000صغير حجمك 000مرضك يشغل البال000يدمع العين 000يقلب الحال00الجوارح لك أسيرة000مرضك اقعدها000لو ملكت القوة000لوجدت نفسك 000ملقا خارجا 000لتلقى مرارة الحبس000ذلك هو انت000ان زال مرضك 000قلبت الحال000فانت كالموج 000لا ثبات لك000فهل ستبقى 000على هذا
الحال المتقلب ؟
:::::::::::::::::::::::::::::
النفس: أنت أيتها المضغة العجيبة لا يتجاوز حجمك قبضة اليد ولكنك غريبة ليتني أفهمك أو أعرف سرك .
القلب .. أي سر أيتها النفس .. آه .. أي سرٍ هذا الذي تتحدثين عنه فما أنا بصاحب أسرار .
النفس .. أيها القلب أو لست سبب صلاح المرء وفساده أو لست سبب سعادته وشقائه ومع ذلك تقول لي لست صاحب أسرار .
القلب .. نعم . قد أكون سبب شقائك وسعادتك وصلاحك وفسادك بعد إرادة الله عز وجل ولكن اعلمي يقيناً أنني لست الملوم الوحيد في ذلك فأنت لك اليد الأولى في ذلك .
النفس .. .. كفاك مراء وهراء يا قلبي إنك بلا شك قلب فاسد جداً. لا أقول حجراً فربما كان الحجر ألين منك وأرق أما تخاف الله عز وجل أما تخشاه .. إيه فقد اشقيتني وأقلقتني .
القلب .. اسمعي أنت أراك قد أكثرت على اللوم وبدأت تنهرين .. رويدك فقد أكون قاسياً فعلاً ولكن .
النفس .. .. دعك أيها القلب من هذه فأنت قاس بلا شك وأشكو قسوتك إلى الله هو يفصل بيننا .
القلب .. عجباً لك إنك أنانية تحاولين دائماً تبرئة نفسك وتلقين اللوم والذنب على غيرك وكأنك لم تعملي شيئاً . لذلك فأنت تقاطعيني في الكلامي .
النفس .. .. أقاطعك ، وهل لديك كلام حتى أقاطعك فيه .
القلب .. يا سبحان الله . عجيب إنك تثرثرين بسرعة وقد برأت نفسك وجعلتيني المتهم الأول والأخير إنك تحاولين مخادعة نفسك .
النفس .. أيها القلب . كفاك تزيين الكلام وتحسين البيان فأنا أفهمك .
القلب .. أنت تفهمين ؟! أو مثلك يفهم ؟!
النفس .. أعلم أنك تحاول إثارة أعصابي ببرودك هذا .
القلب....معاكي لا أكون بارداً وأنا متأكد مما أقول .
النفس .. ... عجباً من شدة أفكارك فكل كلمة من كلماتك تزيك قسوة وغفلة وإعراضاً .
القلب .. والله ما زاد قلبي قسوة إلا من جراء أفعالك .
النفس .. .. هراء .. أنا أجبرتك لتكون قاسياً .
القلب .. أجل أنت السبب في قسوتي فما أنا إلا جزء في هذا الجسد الذي ينغمس في نعم الله وما شكره على ذلك طرفة عين . أنت التي تسيرين بي إلى ما حرم الله . إن سرتِ سرت معك . لا أذهب وحدي أبداً أليس هذا صحيح .
النفس .. .. يهتز صوتها . نعم ..آ .. آ.. ولكن ..
القلب .. ولكن ماذا .. أ لديك ما تقولين ؟! مثلك يجب أن يطأطئ رأسه .. ما أجرأك على حدود الله إني أشكوك إليه تعالى .
النفس .. .. تمهل أيها القلب !!
القلب .. أو مثلك يستحق التمهل .. وإن تمهلت فإلى متى ؟! لقد سئمت .. لقد مللت .. أجل سئمت الذنوب تحرقني .. سئمت المعاصي توجعني . أخبريني هل بحثت عني يوماً وأنت إلى الصلاة ذاهبة هل حاولت استحضاري معك ؟! أم أنك أهملتني وركلتيني بكلتي قدميك .. تقرأين القرآن ولستُ معك .. ما أتعبت نفسك في البحث عني .. وحتماً ستجدينني وقريب منك جداً ولكنك قد غفلت وأهملت أليس هذا هو الحق الذي تتعامين عنه ؟!!
النفس .. .. أجل .. آ.. آ ولكنك .
القلب .. ولكنني ماذا ، ألا أزال لديك ما تقولينه .. قولي لي : هل سجدت ودعوت لي بالرقة والصلاح ؟ هل ألححت يوماً على الله في السؤال لي بالخشوع والخضوع ؟ هل بكيت يوماً حرقة على هذا الوضع الذي أنا فيه ، أم أنك كالبهيمة ترعى في هذه الأرض لا هم لك إلا مطعمك ومشربك بهيمة في مسلاخ بشر . ناسيه أو متناسيه أن وراءك جنة ونار وحساب وعقاب .
النفس .. .. رويدك أيها القلب (( بصوت متزعزع ))
القلب .. ولماذا لم تتمهلي أنت قليلاً في البداية .. نزلت علي ّ كالسيل الجارف أو البرق الخاطف .. ولم تنظري مني الرد أو تسمعي مني إجابة . إنك حقاً متعجرفة عجولة تفكرين في نفسك دائماً .
ثم اعلمي أنك لم تحاولي أن تعلقينني بربي عز وجل .. بل تعلقينني دائماً بغير ربي فيزيد قلبي قسوة وتغلظ على الغشاوة ، ركضت وراء الدنيا متجاهلة صراخي وآهاتي وأنيني غفلتِ عن ذكر الله عز وجل فعشت في وحشة وغربة . وبعد كل ذلك تقولين رويدك !!
النفس .. .. وقد جعلت رأسها إلى الأرض خجلاً وندماً .
قلبي الحبيب .. إني مخطئة .. أرجوك سامحني .. وأعدك ألا أعود لمثل هذا مرة أخرى .. وسأبدأ صفحة جديدة من حياتي .. لقد علمت جهلي وإعراضي .. سامحني ... سامحني
.. {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
::::::::::::::::::::::::::::::::
تعقيب
القلب يمرض كما يمرض الجسم00لكن مرض القلب اخطر من مرض الجسم
هل رايت الثوب الابيض كيف يشع بياضا
ماذا لو سقطت عليه بقعة سوداء صغيرة
هل ترى يرغب صاحبه في ارتداءه
طبعا لا
رغم انها صغيرة لا تكاد تذكر
فما بالك لو استمرت البقع نقطة نقطة
ماذا سيحدث للثوب ؟
سيتحول من البباض الى السواد
والسبب السماح لهذه البقع بالاستمرار
قلب الانسان كالثوب الابيض
والمعاصي هي البقع السوداء
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا ، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء ، حتى تعود القلوب على قلبين : قلب أسود مربدا كالكوز مُجَخِيّاً لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ، إلا ما أشرب من هواه ، وقلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض
) رواه مسلم وأحمد ..
يقول العلامة ابن القيّم رحمه الله :
فشبه عرض الفتن على القلوب شيئا فشيئا كعرض عيدان الحصير ، وهي طاقاتها شيئا فشيئا ، وقسم القلوب عند عرضها عليها إلى قسمين:
القسم الاول: قلب إذا عرضت عليه فتنة أشربها ، كما يشرب السفنج الماء فتنكت فيه نكتة سوداء ، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس ، وهو معنى قوله " كالكوز مجخيا " أي مكبوبا منكوسا ..فإذا اسود وانتكس عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطران متراميان به إلى الهلاك :
أحدهما : اشتباه المعروف عليه بالمنكر ، فلا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ، وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرا والمنكر معروفا ، والسنة بدعة والبدعة سنة ، والحق باطلا والباطل حقا .
الثاني : تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وانقياده للهوى واتباعه له .
:::::::::
القسم الثاني:
وقلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان وأزهر فيه مصباحه فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها وردها ، فازداد نوره وإشراقه وقوته ، والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها ، وهي فتن الشهوات وفتن الشبهات ، فتن الغي والضلال ، وفتن المعاصي والبدع ، فتن الظلم والجهل ، فالأولى توجب فساد القصد والإرادة ، والثانية توجب فساد العلم والإعتقاد .
وقد قسّم الصحابة رضي الله تعالى عنهم القلوب إلى أربعة ، كما صح عن حذيفة بن اليمان : " القلوب أربعة : قلب أجرد فيه سراج يُزهر ، فذلك قلب المؤمن ، وقلب أغلف ، فذلك قلب الكافر ، وقلب منكوس ، فذلك قلب المنافق ، عرف ثم أنكر ، وأبصر ثم عمى ، وقلب تمده مادتان ، مادة إيمان ، ومادة نفاق ، وهو لما غلب عليه منهما " ا.هـ
فقوله " قلب أجرد " أي متجرد مما سوى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد تجرد وسلم مما سوى الحق ،
و " فيه سراج يُزهر " وهو مصباح الإيمان ، فأشار بتجرده إلى سلامته من شبهات الباطل وشهوات الغي ، وبحصول السراج فيه إلى إشراقه واستنارته بنور العلم والإيمان ،
وأشار بالقلب الأغلف إلى قلب الكافر ، لأنه داخل في غلافه وغشائه فلا يصل إليه نور العلم والإيمان كما قال تعالى حاكيا عن اليهود ( وقالوا قلوبنا غلف ) وهو جمع أغلف وهو الداخل في غلافه كقُلف وأقلف .
وهذه الغشاوة هي الأكنّة التي ضربها الله على قلوبهم عقوبة لهم على رد الحق والتكبر عن قبوله ، فهي أكنة على القلوب ووقر في الأسماع ،وعمى في الأبصار ، وهي الحجاب المستور عن العيون في قوله تعالى ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا * وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ) فإذا ذكر لهذه القلوب تجريد التوحيد وتجريد المتابعة ولّى أصحابها على أدبارهم نفورا .
وأشار بالقلب المنكوس وهو المكبوب إلى قلب المنافق كما قال تعالى ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا ) أي نكسهم وردهم في الباطل الذي كانوا فيه بسبب كسبهم وأعمالهم الباطلة ،
وهذا شر القلوب وأخبثها فإنه يعتقد الباطل حقا ويوالي أصحابه ، والحق باطلا ويعادي أهله ، والله المستعان .
وأشار بالقلب الذي له مادتان إلى القلب الذي لم يتمكن فيه الإيمان ولم يزهر فيه سراجه ، حيث لم يتجرد للحق المحض الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ، بل فيه مادتان منه ومادة من خلافه ، فتارة يكون للكفر أقرب منه للإيمان ، ويكون للإيمان أقرب منه للكفر ، والحكم للغالب وإليه يرجع
انتهى ^__^
بقلم ياقوت
شرح الحديث من موقع مشكاة
الحوار مقتبس من احد المواقع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه.. الحمد لله الذي جعل الحمد فاتحة كتابه.. الحمد لله الذي أنزل القرآن من فيض رحمته.. وجعله هُدى للسالكين لحضرته.. ونوراً للأرواح تسبح في سُبحات بهجته.. وربيعاً للقلوب تسرحُ في رمضته.. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين صاحب الحوض المورود والللواء المعقود
نبي الاولين والاخرين سيد الثقلين
محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام عدد ماذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
غريب امرك 000عجيب حالك 000صغير حجمك 000مرضك يشغل البال000يدمع العين 000يقلب الحال00الجوارح لك أسيرة000مرضك اقعدها000لو ملكت القوة000لوجدت نفسك 000ملقا خارجا 000لتلقى مرارة الحبس000ذلك هو انت000ان زال مرضك 000قلبت الحال000فانت كالموج 000لا ثبات لك000فهل ستبقى 000على هذا
الحال المتقلب ؟
:::::::::::::::::::::::::::::
النفس: أنت أيتها المضغة العجيبة لا يتجاوز حجمك قبضة اليد ولكنك غريبة ليتني أفهمك أو أعرف سرك .
القلب .. أي سر أيتها النفس .. آه .. أي سرٍ هذا الذي تتحدثين عنه فما أنا بصاحب أسرار .
النفس .. أيها القلب أو لست سبب صلاح المرء وفساده أو لست سبب سعادته وشقائه ومع ذلك تقول لي لست صاحب أسرار .
القلب .. نعم . قد أكون سبب شقائك وسعادتك وصلاحك وفسادك بعد إرادة الله عز وجل ولكن اعلمي يقيناً أنني لست الملوم الوحيد في ذلك فأنت لك اليد الأولى في ذلك .
النفس .. .. كفاك مراء وهراء يا قلبي إنك بلا شك قلب فاسد جداً. لا أقول حجراً فربما كان الحجر ألين منك وأرق أما تخاف الله عز وجل أما تخشاه .. إيه فقد اشقيتني وأقلقتني .
القلب .. اسمعي أنت أراك قد أكثرت على اللوم وبدأت تنهرين .. رويدك فقد أكون قاسياً فعلاً ولكن .
النفس .. .. دعك أيها القلب من هذه فأنت قاس بلا شك وأشكو قسوتك إلى الله هو يفصل بيننا .
القلب .. عجباً لك إنك أنانية تحاولين دائماً تبرئة نفسك وتلقين اللوم والذنب على غيرك وكأنك لم تعملي شيئاً . لذلك فأنت تقاطعيني في الكلامي .
النفس .. .. أقاطعك ، وهل لديك كلام حتى أقاطعك فيه .
القلب .. يا سبحان الله . عجيب إنك تثرثرين بسرعة وقد برأت نفسك وجعلتيني المتهم الأول والأخير إنك تحاولين مخادعة نفسك .
النفس .. أيها القلب . كفاك تزيين الكلام وتحسين البيان فأنا أفهمك .
القلب .. أنت تفهمين ؟! أو مثلك يفهم ؟!
النفس .. أعلم أنك تحاول إثارة أعصابي ببرودك هذا .
القلب....معاكي لا أكون بارداً وأنا متأكد مما أقول .
النفس .. ... عجباً من شدة أفكارك فكل كلمة من كلماتك تزيك قسوة وغفلة وإعراضاً .
القلب .. والله ما زاد قلبي قسوة إلا من جراء أفعالك .
النفس .. .. هراء .. أنا أجبرتك لتكون قاسياً .
القلب .. أجل أنت السبب في قسوتي فما أنا إلا جزء في هذا الجسد الذي ينغمس في نعم الله وما شكره على ذلك طرفة عين . أنت التي تسيرين بي إلى ما حرم الله . إن سرتِ سرت معك . لا أذهب وحدي أبداً أليس هذا صحيح .
النفس .. .. يهتز صوتها . نعم ..آ .. آ.. ولكن ..
القلب .. ولكن ماذا .. أ لديك ما تقولين ؟! مثلك يجب أن يطأطئ رأسه .. ما أجرأك على حدود الله إني أشكوك إليه تعالى .
النفس .. .. تمهل أيها القلب !!
القلب .. أو مثلك يستحق التمهل .. وإن تمهلت فإلى متى ؟! لقد سئمت .. لقد مللت .. أجل سئمت الذنوب تحرقني .. سئمت المعاصي توجعني . أخبريني هل بحثت عني يوماً وأنت إلى الصلاة ذاهبة هل حاولت استحضاري معك ؟! أم أنك أهملتني وركلتيني بكلتي قدميك .. تقرأين القرآن ولستُ معك .. ما أتعبت نفسك في البحث عني .. وحتماً ستجدينني وقريب منك جداً ولكنك قد غفلت وأهملت أليس هذا هو الحق الذي تتعامين عنه ؟!!
النفس .. .. أجل .. آ.. آ ولكنك .
القلب .. ولكنني ماذا ، ألا أزال لديك ما تقولينه .. قولي لي : هل سجدت ودعوت لي بالرقة والصلاح ؟ هل ألححت يوماً على الله في السؤال لي بالخشوع والخضوع ؟ هل بكيت يوماً حرقة على هذا الوضع الذي أنا فيه ، أم أنك كالبهيمة ترعى في هذه الأرض لا هم لك إلا مطعمك ومشربك بهيمة في مسلاخ بشر . ناسيه أو متناسيه أن وراءك جنة ونار وحساب وعقاب .
النفس .. .. رويدك أيها القلب (( بصوت متزعزع ))
القلب .. ولماذا لم تتمهلي أنت قليلاً في البداية .. نزلت علي ّ كالسيل الجارف أو البرق الخاطف .. ولم تنظري مني الرد أو تسمعي مني إجابة . إنك حقاً متعجرفة عجولة تفكرين في نفسك دائماً .
ثم اعلمي أنك لم تحاولي أن تعلقينني بربي عز وجل .. بل تعلقينني دائماً بغير ربي فيزيد قلبي قسوة وتغلظ على الغشاوة ، ركضت وراء الدنيا متجاهلة صراخي وآهاتي وأنيني غفلتِ عن ذكر الله عز وجل فعشت في وحشة وغربة . وبعد كل ذلك تقولين رويدك !!
النفس .. .. وقد جعلت رأسها إلى الأرض خجلاً وندماً .
قلبي الحبيب .. إني مخطئة .. أرجوك سامحني .. وأعدك ألا أعود لمثل هذا مرة أخرى .. وسأبدأ صفحة جديدة من حياتي .. لقد علمت جهلي وإعراضي .. سامحني ... سامحني
.. {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
::::::::::::::::::::::::::::::::
تعقيب
القلب يمرض كما يمرض الجسم00لكن مرض القلب اخطر من مرض الجسم
هل رايت الثوب الابيض كيف يشع بياضا
ماذا لو سقطت عليه بقعة سوداء صغيرة
هل ترى يرغب صاحبه في ارتداءه
طبعا لا
رغم انها صغيرة لا تكاد تذكر
فما بالك لو استمرت البقع نقطة نقطة
ماذا سيحدث للثوب ؟
سيتحول من البباض الى السواد
والسبب السماح لهذه البقع بالاستمرار
قلب الانسان كالثوب الابيض
والمعاصي هي البقع السوداء
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا ، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء ، حتى تعود القلوب على قلبين : قلب أسود مربدا كالكوز مُجَخِيّاً لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ، إلا ما أشرب من هواه ، وقلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض
) رواه مسلم وأحمد ..
يقول العلامة ابن القيّم رحمه الله :
فشبه عرض الفتن على القلوب شيئا فشيئا كعرض عيدان الحصير ، وهي طاقاتها شيئا فشيئا ، وقسم القلوب عند عرضها عليها إلى قسمين:
القسم الاول: قلب إذا عرضت عليه فتنة أشربها ، كما يشرب السفنج الماء فتنكت فيه نكتة سوداء ، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس ، وهو معنى قوله " كالكوز مجخيا " أي مكبوبا منكوسا ..فإذا اسود وانتكس عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطران متراميان به إلى الهلاك :
أحدهما : اشتباه المعروف عليه بالمنكر ، فلا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ، وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرا والمنكر معروفا ، والسنة بدعة والبدعة سنة ، والحق باطلا والباطل حقا .
الثاني : تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وانقياده للهوى واتباعه له .
:::::::::
القسم الثاني:
وقلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان وأزهر فيه مصباحه فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها وردها ، فازداد نوره وإشراقه وقوته ، والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها ، وهي فتن الشهوات وفتن الشبهات ، فتن الغي والضلال ، وفتن المعاصي والبدع ، فتن الظلم والجهل ، فالأولى توجب فساد القصد والإرادة ، والثانية توجب فساد العلم والإعتقاد .
وقد قسّم الصحابة رضي الله تعالى عنهم القلوب إلى أربعة ، كما صح عن حذيفة بن اليمان : " القلوب أربعة : قلب أجرد فيه سراج يُزهر ، فذلك قلب المؤمن ، وقلب أغلف ، فذلك قلب الكافر ، وقلب منكوس ، فذلك قلب المنافق ، عرف ثم أنكر ، وأبصر ثم عمى ، وقلب تمده مادتان ، مادة إيمان ، ومادة نفاق ، وهو لما غلب عليه منهما " ا.هـ
فقوله " قلب أجرد " أي متجرد مما سوى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد تجرد وسلم مما سوى الحق ،
و " فيه سراج يُزهر " وهو مصباح الإيمان ، فأشار بتجرده إلى سلامته من شبهات الباطل وشهوات الغي ، وبحصول السراج فيه إلى إشراقه واستنارته بنور العلم والإيمان ،
وأشار بالقلب الأغلف إلى قلب الكافر ، لأنه داخل في غلافه وغشائه فلا يصل إليه نور العلم والإيمان كما قال تعالى حاكيا عن اليهود ( وقالوا قلوبنا غلف ) وهو جمع أغلف وهو الداخل في غلافه كقُلف وأقلف .
وهذه الغشاوة هي الأكنّة التي ضربها الله على قلوبهم عقوبة لهم على رد الحق والتكبر عن قبوله ، فهي أكنة على القلوب ووقر في الأسماع ،وعمى في الأبصار ، وهي الحجاب المستور عن العيون في قوله تعالى ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا * وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ) فإذا ذكر لهذه القلوب تجريد التوحيد وتجريد المتابعة ولّى أصحابها على أدبارهم نفورا .
وأشار بالقلب المنكوس وهو المكبوب إلى قلب المنافق كما قال تعالى ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا ) أي نكسهم وردهم في الباطل الذي كانوا فيه بسبب كسبهم وأعمالهم الباطلة ،
وهذا شر القلوب وأخبثها فإنه يعتقد الباطل حقا ويوالي أصحابه ، والحق باطلا ويعادي أهله ، والله المستعان .
وأشار بالقلب الذي له مادتان إلى القلب الذي لم يتمكن فيه الإيمان ولم يزهر فيه سراجه ، حيث لم يتجرد للحق المحض الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ، بل فيه مادتان منه ومادة من خلافه ، فتارة يكون للكفر أقرب منه للإيمان ، ويكون للإيمان أقرب منه للكفر ، والحكم للغالب وإليه يرجع
انتهى ^__^
بقلم ياقوت
شرح الحديث من موقع مشكاة
الحوار مقتبس من احد المواقع