PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : معركة بريطانيا الجوية



Hayato
06-03-2007, 15:43
4- معركة بريطانيا الجوية (( Battle of Britain )) :-

لقد سقطت فرنسا و ها هي معركة بريطانيا على وشك الإنطلاق ، لقد صدرت الأوامر بغزو بريطانيا ، لكن ألمانيا لم تكن تجرؤ على غزو بريطانيا ما دام سلاح طيرانها لم يهزم ، فدارت معركة بريطانيا الجوية .

لقد استفاد الألمان من ميزة العمل من المطارات الأمامية في هولندا و بلجيكا و فرنسا ، و زاد اقترابهم من الأهداف في إنجلترا ، أما الإنجليز فقد بنوا سلسلة من محطات الرادار على امتداد الساحل البريطاني لتحذير جهاز المراقبة في قيادة العمليات من الغارات الجوية .

استمرت الإشتباكات بين الجانبين ، الألماني و البريطاني ، بشدة بالغة ، ستة أشهر من المعارك الجوية العنيفة فوق بريطانيا من نهاية شهر مايو 1940م .

كانت أعداد طياري سلاح الجو الملكي البريطاني قليلة ، و مع أن بريطانيا كانت قادرة على استبدال الطائرات المفقودة ، إلا أن أعداد الطيارين كانت تتناقص .

و خلال الجولة الحرجة الأولى من معارك بريطانيا الجوية استطاع الإنجليز من الحفاظ على طائراتهم و أدى إلى اكتساب مزيدٍ من الخبرة و الثقة لطياريهم ، و في هذه الفترة استطاع نظام الدفاع الجوي أن يصل إلى درجةٍ عاليةٍ من الاتقان .

منذ شهر أغسطس برزت تكتيكاتٌ جديدة ، و بعد أن نفذ صبر سلاح الجو الألماني بدأ بالتركيز على مهاجمة مطارات سلاح الجو البريطاني و كان أشدها في يوم 13/8/1940م حيث وسع الطيران الألماني في ذلك اليوم من نطاق عملياته لتشمل أهدافاً داخل الأراضي البريطانية فدخلت المعركة الجوية الآن مرحلةً حرجة بالنسبة للإنجليز ، فقد شن الألمان هجوماً كبيراً في فجر يوم 13/8/1940م بواسطة 1485 طائرة حربية و قد أطلقوا على هجومهم ( يوم النسر ) ، و أصبحت القواعد الجوية و محطات الرادار و المراكز الحيوية الأخرى هدفاً للغارات الجوية الألمانية ، كان النازيون يعتقدون أن سلاح الجو البريطاني سيقوم بحشد كامل قوته للدفاع عن نفسه و عن مقدرته على القتال ، و استمرت الهجمات الجوية الألمانية و تصاعدت الخسائر لدى الجانبين و بالنسبة لسلاح الجوي البريطاني فإن خسارة و لو طائرةً واحدة كانت شيئاً مؤلماً و لكن خسارة أي طيارٍ أشد ألماً .

نفذت الهجمات مجموعاتٌ صغيرة من القاذفات ترافقها تشكيلاتٌ كبيرة من المقاتلات ، و مع هذه الإستراتيجية بدأ سلاح الجو الألماني يستعيد السيطرة تدريجياً ، في بعض القواعد الجوية كان الملاحون الأرضيون في حالة عصيان و يرفضون الخروج من الملاجيء ، و لأول مرة تفوق معدل الطائرات المدمرة على معدل الطائرات المنتجة في سلاح الجو البريطاني ، ففي آخر عشرة أيامٍ من شهر أغسطس خسر الإنجليز 126 طياراً مقاتلاً .

في بداية شهر سبتمبر كان الوضع في حالةٍ حرجة لبريطانيا ، و في السابع من سبتمبر تم التخلي عن هذه الإستراتيجية ، قام الألمان فجأةً بشن غاراتٍ نهارية مكثفة على لندن السبب في هذا التغيير نفاذ صبر الألمان في تحقيق النصر ، و تاليتاً كان الهدف استفزاز سلاح الجو البريطاني للدفاع عن العاصمة و هزيمته ، تاليتاً تخلى الألمان عن شن الغارات و بدءوا بشن هجماتٍ مكثفة و ألقوا بكل ثقلهم في محاولةٍ يائسة لإقحام البريطان في اشتباكاتٍ فاصلة ، في الحقيقة قدموا لسلاح الجو البريطاني أهدافاً سهلة من القاذفات ، و إذا ما بحثت عن السبب فإنها الإستخبارات ، كلا الجانبين يمتلك تقريراً دقيقاً عن قوة الآخر ، استخف الألمان بقوة سلاح الجو البريطاني في بداية المعركة ، و لم يكن لديهم فكرةٌ عن المستوى الحقيقي لسلاح الجو ، لم يدركوا كم كانت الأمور سيئة بالنسبة لبريطانيا ، كانوا يرون قوتهم تتعرض للتدمير دون تأثير ، لو عرف الألمان الوضع الحقيقي لكانوا واصلوا غاراتهم على قواعد سلاح الجو البريطاني ، و من يدري كيف سيكون تأثير ذلك على مجرى التاريخ في العالم .

قيام الألمان بتغيير الأهداف التي هاجموها تسبب في شللٍ للنظام الدفاع البريطاني ، و أدى إلى دمارٍ مخيف و بدأ الجانبان يعانيان من الخسائر المتزايدة و من الاجهاد و الانهاك ، لكن الألمان ما زالوا يتمتعون بتفوقٍ في عدد الطائرات و الطيارين .

في السابع من سبتمبر 92 مدفعاً مضاداً للطائراتِ فقط تدافع عن العاصمة ، و مع تزايد أعدادها بسرعة كانت عديمة الفائدة ، فقط كانت تدفع الطائرات المهاجمة للتحليق على ارتفاعاتٍ أعلى لتسقط نفس الحمولات من القنابل ، و مع استمرار الغارات قام سلاح الجو البريطاني بإعادة ترتيب صفوفه ، وجد أنه خلال الغارات النهارية كان سلاح الجو الألماني يقدم الأهداف السهلة ، و بدأ ميزان الخسارة الذي في غير صالح بريطانيا يتحول لصالحها .

الشيء المنطقي الذي كان على هتلر القيام به الإلتزام بخطته لمواصلة الإستراتيجية التي كانت تقوض من قدرات سلاح الجو البريطاني ببطء ، تدمير القواعد البريطانية و تدمير الطائرات البريطانية ، كانت معركة بريطانيا معركة الأرقام ، و في كل يوم كان كلٌ من سلاح الجو البريطاني و الألماني يدعيانِ أنهما انتصرا في ذلك اليوم ، كان كلٌ منهما يبالغ في انتصارته و يقلل من خسائره .

و طوال الأيام الأولى من شهر سبتمبر تواصلت الهجمات النهارية على لندن مع ازدياد الخسائر الألمانية ، و أدرك هتلر أنه لا يمكن هزيمة سلاح الجو البريطاني أو غزو بريطانيا إلا بعد تضحياتٍ عظيمة و جهدٍ كبير ، و تحولت الغارات على لندن تدريجياً من النهار إلى الليل ، الهدف ليس تدمير سلاح الجو البريطاني بل لندن ، الخطوة الكبرى إستراتيجية هزيمة بريطانيا ، خطوةٌ مختلفة .

في المرحلة الأولى كانت القاذفات تقوم بالإغارة كل ليلة و الهجمات لا تميز أهدافها ، الدفاعات البريطانية مع كل المدفعيات المضادة للطائرات و المناظير الحربية عاجزة ، كان قد طلب من المدافع إطلاق نيرانها بشكلٍ عشوائي لرفع معنويات المدنيين .

الغارات كانت محاولةً ألمانية لجعل الشعب البريطاني يرفض لهجة التحدي التي كان يبديها رئيس وزراء بريطانيا آنذاك تشرشل ، محاولةً لجعلهم يتعرضون للإنهاك بسبب الحرب و أن يكونوا مستعدين لتقبل السلام .

ففي يوم 28/9/1940م جرت إشتباكات شديدة في الجو ، في بعض المدن كان المدنيون يهربون فزعاً ، بعض الناس استقلوا الدمار الذي سببه القصف .

في 12/10/1940م قام هتلر بإلغاء عملية أسد البحر ( عملية غزو بريطانيا ) ، و بعد ذلك قلة حدة الإشتباكات فوق بريطانيا ، لم تحقق معركة بريطانيا الجوية نصراً لأيٍ من الطرفين ، و أدرك الإنجليز بأن سلاحهم الجوي لم يهزم ، أما ألمانيا فلم تعد تفكر جدياً بغزو بريطانيا .


الخريطة تبين معركة بريطانيا الجوية .

(فاعل الخير)
06-03-2007, 17:59
السلام عليكم
ما شاء الله عليك
سلامت يداك على ابداعك المتواضع
واهديك الورود العطيره على طرحك للموضوع
الله يعطيك الصحة والعافيه

* The Empress *
06-03-2007, 18:09
لم تحقق معركة بريطانيا الجوية نصراً لأيٍ من الطرفين
منذ بداية قرائتي للموضوع توقعت هذه النتيجه،بريطانيا العظمى،والمانيا القوية جداً آنذاك..اكيد النتيجه تعادل:)

شكراً اخي Hayato على التقرير وبأنتظار الجديد

Hayato
06-03-2007, 21:04
dragon goku.

السلام عليكم
ما شاء الله عليك
سلامت يداك على ابداعك المتواضع
واهديك الورود العطيره على طرحك للموضوع
الله يعطيك الصحة والعافيه

الله يعافيك و أشكرك على تواصلك معي . . . و شكراً . . .

~{The Empress}~

منذ بداية قرائتي للموضوع توقعت هذه النتيجه،بريطانيا العظمى،والمانيا القوية جداً آنذاك..اكيد النتيجه تعادل

شكراً اخي Hayato على التقرير وبأنتظار الجديد

مشكورة يا أختي على مشاركاتكي المتواصلة و أتمنى أن تستمري على هذا التواصل الممتاز . . . و لكن تذكروا هذه الكلمة ( تابعونا ) في تاريخ الحرب العالمية الثانية المتسلسل . . . و الله ولي التوفيق . . . و شكراً . . .