PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : يوسف إسلام يتخلى عن مجد الغناء والموسيقى من أجل الإسلام



Hidden Secret
18-06-2003, 09:56
يوسف إسلام يتخلى عن مجد الغناء والموسيقى من أجل الإسلام

كات ستيفنس: أهداني شقيقي الأكبر القرآن الكريم هدية في أعياد "الكريسماس" فكانت نقلة كبرى في حياتي

كانت هناك محطتان مهمتان في الرحلة الايمانية التي قادت المغني البريطاني كات ستيفنس الى اعتناق الاسلام وتغيير اسمه الى يوسف اسلام. فهاتان المحطتان كانتا سببا رئيسيا في الوصول الى قرار اشهاره الاسلام في عام 1977. فالاولى عندما اهداه شقيقه نسخة من القرآن الكريم، حيث هذه اول مرة يتعرف فيها كات ستيفنس على الاسلام عبر شقيقه الاكبر. والثانية عندما انقذ من الغرق اثناء سباحته في البحر.
وكان شقيقه الاكبر قد عاد في منتصف السبعينات من زيارة الى القدس متأثرا بما رأى هناك. وبدأ يقص على شقيقه الآثار الطيبة التي خلفتها زيارته الى هذه المدينة المقدسة، وانبهاره بالمعاملة الكريمة التي عومل بها من المسلمين هناك. فمن هنا بدأت اولى خطوات رحلة ستيفنس الايمانية التي لم تكن رحلة سهلة، بل كانت رحلة صعبة وشاقة.
وعلى الرغم من ان يوسف اسلام ليس هو حديث عهد بالاسلام الآن، اذ مر على اسلامه قرابة ثلاثة وعشرين عاما، فإننا نستعرض هنا تفاصيل رحلته الايمانية في ملف "المسلمون الجدد" لانها مليئة بالتجارب والمواقف التي يجب معرفتها وتبيان تفاصيلها، خاصة انه حرص في بداية اسلامه على تكوين حلقة اسلامية عرفت بـ"اسلاميك سركيل" كانت تعنى بالمسلمين الجدد في محاولة للتعبير عن أمور دينهم واعانتهم على تثبيت الايمان في قلوبهم.
وأظهر يوسف اسلام منذ اشهاره الاسلام حتى اليوم حماسة قوية للعمل من اجل خدمة الاسلام وبذل جهودا مقدرة في سبيل الدعوة الاسلامية داخل بريطانيا وخارجها، مما اكسب عمله وجهوده الاسلامية بعدا عالميا.
ولقد التقيت بالداعية الاسلامي يوسف اسلام اكثر من ثلاث مرات خلال العام الماضي في لندن. كما التقيته في مؤتمر اتحاد المسلمين في شمال اميركا في اغسطس (آب) الماضي بمدينة شيكاغو الاميركية، وشرحت له في هذه اللقاءات انشغالي باعداد ملف عن المسلمين الجدد لنشره في صحيفة "الشرق الأوسط" خلال شهر رمضان الحالي، فأشاد بالفكرة. خاصة انه ليست لدي المراجع والمصادر المهمة المتعلقة بتفاصيل اسلامه. كما تحدثنا في اكثر من مناسبة عن اهتماماته بشأن الاسلام والمسلمين داخل بريطانيا وخارجها. وبالاضافة الى اهتمامه الدعوي، اولى يوسف اسلام اهتماما خاصا بالتعليم. ودعا في اكثر من مناسبة الى انشاء المدارس الاسلامية في بريطانيا. وكان له قصب السبق في انشاء اول مدرسة اسلامية مكتملة في بريطانيا "المدرسة الاسلامية" في شمال لندن.

حرص يوسف اسلام منذ الايام الاولى من اشهاره الاسلام على ان تكون له علاقة وثيقة بالمركز الثقافي الاسلامي في لندن. كما شارك بجهد مقدر في الاعمال التطوعية الخيرية، ومنها العمل في جمعية عمار المساجد. ثم شرع في تكوين حلقة دراسية اسلامية كانت تعنى بالمسلمين الجدد في بريطانيا. اما عن رحلته الايمانية فيقول انها بدأت مع هدية من شقيقه الاكبر تمثلت في نسخة من كتاب الله وأحاديث عن المساجد في القدس، مشيرا الى انه بعد ان فرغ من قراءة القرآن الكريم لأول مرة في حياته اكتشف معنى الخلق والحياة. ووجد مجموعة اجابات لمجموعة من الاسئلة الحائرة التي كانت تدور في رأسه عن الخلق والخالق.
واستطاع يوسف ان يتكيف بسرعة مع دينه الجديد مع حماسة بالغة لهذا الدين ساعدته في تغيير نفسه وتحويلها من هيبي السبعينات الى ركن من اركان المجتمع الاسلامي البريطاني.
ولد ستيفن جورجيو في عام 1947 في لندن من اب اغريقي وام سويدية. وبدأ يكتب الاغاني منذ صغره، وهو طالب في كلية همرسميث في لندن صدرت له اول اغنية بعنوان "احب كلبي" في عام 1966. وبدأ يشتهر في عالم الغناء باسم كات ستيفنس، وفي يناير (كانون الثاني) عام 1967 سجلت احدى اغنياته لأول مرة ضمن قائمة افضل عشر اغنيات.
وبعد شفائه من مرض اوقفه عن اداء نشاطه لمدة زمنية، عاد من جديد الى عالم الموسيقى والغناء في عام 1970، وذاعت اغنياته وأصبح مغنيا مشهورا وموسيقيا معروفا، وتخطت اغنياته حاجز المحلية الى نطاق العالمية.

المنفى من الضرائب

وفي عام 1977 بعد ان امضى بعض الوقت في المنفى من الضرائب البريطانية في البرازيل. وبعد فترة وجيزة من هذه العودة بدأ رحلته الايمانية بحثا عن اجابات مقنعة عن اسئلة حائرة عن الحياة والموت والخلق والخالق.
وبالفعل بعد دراسة عميقة ومتأنية عن الاديان توقف ستيفنس عند دراسة الاسلام وبدأ يقرأ العديد من الكتب الاسلامية بالاضافة الى قراءة القرآن الكريم فشعر بانجذاب نحو الاسلام. فسارع الى اشهار اسلامه في عام 1977 وتغيير اسمه من كات ستيفنس الى يوسف اسلام. وبعد اسلامه هجر الغناء والموسيقى.
وفي عام 1979 تزوج من فوزية علي، فتاة آسيوية مسلمة، رآها في مسجد كينسينجتون وسط غرب لندن وانجب منها اطفاله الخمسة.

العزوف عن الغناء والموسيقى

وبدأ يوسف يتعمق في فهم الاسلام عن طريق دراسة القرآن الكريم دراسة عميقة. فتوصل بعدها الى قناعة تامة بضرورة العزوف عن الغناء والموسيقى والتخلي عن مهنته كمغن، فباع آلاته الموسيقية وهجر الموسيقى تماما. وسخر دخله المادي في تأسيس مدرسة اسلامية تربي النشء تربية اسلامية وتعلمه اموره الدينية، اضافة الى التعليم النظامي العادي. وبالفعل انشأ المدرسة الاسلامية في كيلبرن بشمال لندن. ولقد تزوج يوسف اسلام من امرأة مسلمة شاهدها لأول مرة في المسجد ولم يتحدث معها من قبل. ولقد تمت مراسم زواجه على الطريقة الاسلامية.
وحرص على ان يتعلم اطفاله الخمسة تعليما دينيا الى جانب تعليمهم العادي. وربما كان اطفاله سببا رئيسيا قاده الى الاهتمام بقضايا التعليم الاسلامي في بريطانيا.

التعليم الإسلامي

وبدأ يوسف اهتمامه بمسألة التعليم الاسلامي في بريطانيا في عام 1983 عندما اصبح رئيس وقف المدارس الاسلامية. فأسس في بادئ الامر المدرسة الابتدائية الاسلامية ثم المدرسة الثانوية الاسلامية للبنين والبنات في شمال لندن. وطالب يوسف الحكومة البريطانية بتخصيص ميزانية للمدارس الاسلامية اسوة بتخصيصها مبالغ محددة لمدارس الطوائف الدينية الاخرى كالكاثوليكية والانجليكانية واليهودية. ولم تستجب الحكومة البريطانية لطلبه هذا، ولكنه لم ييأس بل استمر في حملته الى ان وافقت الحكومة البريطانية الحالية على طلبه وخصصت ميزانية محددة من وزارة التعليم للمدارس الاسلامية ومن بينها مدارس يوسف اسلام الاسلامية.
وكان يوسف يناقش الحكومات البريطانية السابقة منذ الثمانينات بطرحه السؤال لماذا لا تتمتع المدارس الاسلامية في بريطانيا بالحقوق التي تتمتع بها المدارس الدينية الاخرى مثل المدارس الانجليكانية والكاثوليكية واليهودية.

مذاهب دينية متعددة

عاش يوسف منذ صغره تجربة التعايش مع المذاهب الدينية المختلفة، اذ كان والده اغريقيا مسيحيا ينتمي الى مذهب الارثوذكس، بينما والدته سويدية مسيحية تنتمي الى المذهب الكاثوليكي. كما ان المجتمع البريطاني الذي يعيش فيه من اتباع الكنيسة الانجليكانية. فهذه كلها مذاهب دينية متعددة في الديانة المسيحية التي نشأ وتربى عليها. وحرصت والدته ان يتعلم في مدارس دينية، لذلك تعلم في مدرسة كاثوليكية.

يقظة جيل الستينات

وفي سن التاسعة عشرة كان يوسف في قمة مجده الغنائي والموسيقي. وفي تلك الفترة وفي زحمة نجاحاته في عالم الغناء والموسيقى اصيب المغني الشاب بمرض السل فاضطر بسبب هذا المرض اللعين ان ينقطع عن عالم الغناء والموسيقى وان يمتنع عن مخالطة الناس. فظل بسبب هذا المرض بعيدا عن الناس وعن الغناء والموسيقى وحبيسا في المستشفى يتلقى العلاج. في هذه الاثناء بدأ يبحث عن اتجاه روحي في دراسة فلسفات عديدة. وقراءة العديد من كتب الفلسفة والديانات المختلفة.
ومن هنا اخذت رحلته الايمانية اتجاها روحيا لم تتشكل معالم طريقه او تتحدد توجهات مساره، بل ظل راغبا في قراءة المزيد من هذه الكتب بحثا عن الخلاص النفسي واشباعا للخواء الروحي.
وتمثل هذه الفترة الزمنية منعطفا مهما ليس في رحلته الايمانية فحسب، بل في كل مسار حياته. كما ان هذه الفترة الزمنية تأتي اهميتها من كونها جزءا من يقظة جيل الستينات.

الهدية الكبرى

وقال يوسف: "لقد اهداني شقيقي الاكبر هدية كبرى وعظيمة بمناسبة اعياد "الكريسماس"، وهي عبارة عن القرآن الكريم، وبدأ يروي لي في تأثر ملحوظ جوانب مما رأى خلال زيارته الى المسجد الاقصى في القدس، متسائلا عن اسرار الدين الاسلامي. شعرت ان هذه الهدية جاءت في الوقت المناسب، حيث كنت في حيرة من امرى ابحث عن طريق النجاة في كتب الفلاسفة والاديان الاخرى".
واضاف يوسف: عندما جاءتني هذه الهدية الكبرى كنت مثل قارب يسير بلا وجهة فبعد قراءة القرآن الكريم ادركت وجهتي وحددت طريقي وشعرت بأن في القرآن الكريم هدايتي وهداية البشرية جمعاء. وهكذا افضت رحلتي مع كتاب الله الى الايمان بالله ربا وبمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسولا وبالقرآن العظيم كتابا، فاشهرت اسلامي وغيرت اسمي من كات ستيفنس الى يوسف اسلام لانني كنت في غاية التأثر بقصة سيدنا يوسف عليه السلام في كتاب الله. وقررت التخلي عن الغناء والموسيقى واعتبرتهما من عرض الدنيا الفانية ولجأت الى ما عند الله وما عند الله خير وأبقى.

يتبع

Hidden Secret
18-06-2003, 09:57
المغني البريطاني ستيفنس يودع حياة الشهرة الزائفة للتكيف مع تعاليم الإسلام ومبادئه

يوسف إسلام: ابني يستمع إلى أغنياتي القديمة وأغنيته المفضلة منها "ظل القمر"

كنا بالأمس في رفقة الداعية الاسلامي المعروف يوسف إسلام، واليوم في هذه الحلقة نتابع مشوار الرحلة الايمانية التي قادت المغني البريطاني كات ستيفنس الى اعتناق الاسلام وتغيير اسمه بعد دراسة متأنية للقرآن الكريم ومحاولة جادة لفهم معانيه ومبادئه والعمل على معرفة تعاليمه. وكانت بداية هذه الرحلة الايمانية كما ذكرنا في حلقة الأمس، هدية قدمها له شقيقه الأكبر نتيجة تأثره بالدين الاسلامي خلال زيارته الى مدينة القدس، ومن ثم زيارة المسجد الأقصى ولقاء مجموعة من المسلمين حدثته عن الاسلام. فاذا به يفاجئه شقيقه بالحديث عن الاسلام والمسلمين في القدس ويهديه نسخة من كتاب الله لقراءته وتأمل آياته. فحرص كات ستيفنس على قراءة القرآن العظيم. وعكف الشقيق في قراءة كتاب الله فوجد فيه ضالته التي لم يجدها في سواه من كتب الفلاسفة والأديان الاخرى. وانفتح قلبه لنور الايمان.
اغتنمت العديد من المناسبات التي جمعتني بالداعية الاسلامي يوسف إسلام في بريطانيا والولايات المتحدة الاميركية للحديث معه حول رحلته الايمانية ومشواره في العمل الاسلامي والدعوة الاسلامية. وقد روى لي جزءا غير يسير منها، ونبهني الى بعض ما كتب عنه وعن اسلامه في المصادر الغربية وأهداني أشرطة فيديو وكاسيت عن هذه الرحلة الايمانية حتى أتمكن من الالمام التام بمعالمها عندما أكتب عنه في ملف "المسلمون الجدد". وعلى الرغم من أنه أشهر اسلامه في عام 1977 أي قرابة الثلاثة وعشرين عاما، فان تجربته الاسلامية ثرة، خاصة تجربته كمسلم جديد اعتنق الدين الاسلامي وتخلى عن امجاده وشهرته الغنائية والموسيقية من أجل دينه الجديد. فهذه التجربة الغنية بالمواقف يجب تسجيلها في مثل هذا الملف. لذا ها نحن نفرد له مساحة ضمن هذا الملف لنتابع معه تفاصيل قصة رحلته الايمانية التي افضت في نهاية المطاف الى اعتناقه الدين الاسلامي، ومن ثم العمل جاهدا في سبيل الدعوة الاسلامية بكل ما أوتي من شهرة ومال وجهد.

حرص المغني البريطاني كات ستيفنس على اشهار اسلامه في مسجد المركز الثقافي الاسلامي بلندن (ريجنت بارك)، وذلك في عام 1977. وكان ستيفنس في شبابه ولعا بالغناء والموسيقى وغير مكترث بمسألة الدين. ولكن كانت هناك جملة أسئلة حائرة يبحث عن اجابات لها في كتب الفلاسفة والأديان، ولم يعثر عليها في ذاك الوقت. وفي يوم من الأيام أهداه شقيقه نسخة من القرآن الكريم بمناسبة أعياد الكريسماس فتقبلها. وبدأ في قراءة كتاب الله، حيث يقول "بدا لي من خلال قراءتي للقرآن الكريم انني أجد اجابات على بعض تلك الأسئلة الحائرة منذ الوهلة الأولى. وبالفعل كان ذلك مدخلا طيبا لايماني بالله رب العالمين، ومن ثم اعتناقي للدين الاسلامي".
وكان شقيق ستيفنس قد مرّ بهذه الرحلة الايمانية التي قادته الى اعتناق الدين الاسلامي. كما عمل جاهدا مع شقيقه على اقناع والديهما باعتناق الاسلام، ونجحا في مسعاهما، حيث اسلم والداهما. وكان والدهما في شبابه معاديا للاسلام والمسلمين. وكان والدهما قد أشهر اسلامه قبل يومين من وفاته.

تحريم الربا

وبعد ان أعلن يوسف اسلام اعتناقه الدين الاسلامي قرر على الفور ضرورة تغيير مسار حياته والعيش وفقا لتعاليم الاسلام.
وقال يوسف اسلام: وجدت ان القرآن الكريم يحرم الربا، لذا سارعت الى أخذ اموالي من الحسابات الربوية، حيث الفوائد المحرمة وأودعتها في حسابات غير ربوية. وكان ذلك مثار دهشة واستغراب من محاسبي اليهودي. فلم يكن محاسبي يدري حقيقة ما أفعل من هنا جاء اندهاشه واستغرابه، فأفهمته ان ديني الجديد يحرم عليّ أخذ الربا في اموالي. وانني أريد ان أعيش منسجما مع تعاليم ديني الجديد.

الأناشيد الدينية

وأضاف يوسف اسلام: انني ادركت ايضا ان تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترشدنا الى ان الغناء والاستماع المباح يجب ان ينحصر في الأناشيد الدينية والأذكار. لذا قررت على الفور اعتزال الغناء والموسيقى والتركيز على الدعوة الاسلامية. فأنشأت حلقة دراسية نتدارس فيها مع اخوتي المسلمين الجدد في بريطانيا اوضاعنا وكيفية اتباع هدي ديننا الجديد، وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه.
وعندما سئل مرة يوسف اسلام ان كان يعاوده الحنين الى الموسيقى التقليدية والغناء التقليدي بالفهم الغربي، فأجاب بالنفي قائلا: لا.. رغم اني في بعض الأحيان اكتب أغنيات جيدة، بعضها تعبير عن بحثي الروحي وتشوقاتي الايمانية.
ولقد حاول يوسف اسلام ان يمنع بيع اسطوانات وأشرطة أغنياته قبل اسلامه ولكن دون فائدة. وقال: قد كتبت الى شركة الاسطوانات التي تعاقدت معي في السابق على تسجيل اغنياتي بغرض ايقاف انتاج هذه الاسطوانات والاشرطة وبيعها ولكن لم تكلل هذه المساعي بالنجاح، فاستمرت الشركة في انتاج الاسطوانات والأشرطة الخاصة بأغنياتي التي تغنيت بها قبل اسلامي وما تزال تجد من يشتريها وسط الشباب في بريطانيا وبعض الدول الغربية.
واضاف يوسف اسلام: انه من الغريب ان أسمع ان هذه الاغنيات المسجلة باسم كات ستيفنس تسجل مبيعات طيبة في سوق الاسطوانات والأشرطة.
وتجيء دهشته واستغرابه من ان الشباب ما زالوا يستمعون الى تلك الاغنيات التي سادت في الستينات والسبعينات، حتى ان ابنه ما يزال يستمع اليها، ومن الأغنيات المفضلة اليه اغنيته "ظل القمر". وفي هذا الصدد، يقول يوسف اسلام: انني لا أمنع ابني من سماع هذه الاغنيات، فهو يريد ان يعرف ماذا كان يفعل والده من قبل. ولكن عندما ادخل في المنزل اقول اغلقوا جهاز التسجيل.
وعندما سأله الصحافي البريطاني فرانسيس ويلش في صحيفة "صنداي تلغراف" الأسبوعية البريطانية في عددها الصادر يوم 20 فبراير (شباط) عام 1994 عن حقيقة ما يقال من ان المسلمين يقتلون المرتدين عن الاسلام (كان وقتذاك قد صدرت فتوى بقتل الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي لتأليفه كتاب "آيات شيطانية"). فأجابه يوسف اسلام ضاحكا: هكذا يقولون. ولكن ينتظرهم اسوأ من ذلك في اليوم الآخر.

الخيار الصعب

لم يكن من السهل على يوسف اسلام ان يزاوج بين اسلامه وما حققه من مجد وشهرة في عالم الغناء والموسيقى، لذلك بادر الى اختيار الخيار الصعب، وهو التخلي عن الغناء والموسيقى والمضي في رحلته الايمانية والا ينكفئ على نفسه مكتفيا بأنه اصبح شخصا مسلما، بل عليه ان يسخر امكاناته في سبيل خدمة الاسلام وان يجتهد ما استطاع الى ذلك سبيلا في نشر الدعوة الاسلامية. ولقد شعر يوسف اسلام ان اسلامه لا يعني ان يكون مسلما ملتزما بالفروض فحسب، بل عليه ان يجاهد في سبيل الله وفي سبيل اخوانه المسلمين.
فلذلك فور اسلامه اكثر من التردد على مسجد المركز الثقافي الاسلامي في لندن يقبل على الدروس الدينية ويكثر من الاطلاع على امهات الكتب الاسلامية حتى يتزود من المعارف الاسلامية. وشعر انه من الضرورة انشاء حلقة دراسية في المسجد تعين المسلمين الجدد في بريطانيا في المحافظة على اسلامهم وتنير لهم الطريق المستقيم. وبدأ يوسع من نشاط هذه الحلقات الدراسية التي اهتمت بتعليم العبادات. ومن هذه الدائرة التعليمية الاسلامية فكر يوسف اسلام في أهمية انشاء مدارس اسلامية تعين الجيل الجديد من أبناء المسلمين في بريطانيا على التنشئة والتربية الاسلامية. فجعل قضية التعليم الاسلامي وانشاء المدارس الاسلامية تحتل الجزء الأكبر من اهتمامه وهمومه. فعمل جاهدا على المبادرة بتجربة انشاء مدرسة اسلامية، فاذا به يفاجأ بالاقبال الكبير والحرص الشديد من المسلمين في لندن على ادخال ابنائهم وبناتهم في مثل هذه المدارس الاسلامية للحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية.

Hidden Secret
18-06-2003, 09:58
يوسف إســلام يروي قصة أمجاده الغنائيـة ومحـنة مـرضه وأسئلته الحائرة وصولا إلى إسلامه



نختتم حلقة اليوم بالحديث عن الرحلة الايمانية التي قادت المغني البريطاني كات ستيفنس الى اعتناق الدين الاسلامي وتغيير اسمه الى يوسف اسلام ويتخلى على الفور عن عالم الموسيقى والغناء ويتفرغ للدعوة الى الله. يصف الداعية الاسلامي يوسف اسلامه بانه فتح من الله وهدي من الرحمن الرحيم. ويستطرد في الحديث قائلا: ان الله اذا اراد ان يهدي عبده الى نور الايمان يسر له الاسباب ومهد له الوسائل. وانه يرى ان الانسان منحه الله عقلا لينير له طريقه في هذه الحياة. وان الله خلق الانسان وجعله خليفته في الارض، وان الارض يرثها الصالحون من عباده. لذا من الاهمية ان يدرك هذا الانسان التزامه تجاه نفسه ليخلصها من الاوهام ويستعد بالعمل الصالح للحياة الاخرى. وان اي شخص يضيع هذه الفرصة، اي فرصة الاستعداد للحياة الاخرى، لا يتوقع ان تمنح له هذه الفرصة مرة اخرى. فليس من المعقول ان يعيده الله مرة ومرة ليستعد لآخرته.


وقال يوسف: لقد نشأت في حياة العالم الحديث المترفة الرغدة. كما عشت حياة المشاهير في عالم الغناء والموسيقى المنعمة. وولدت في اسرة مسيحية. ولكن نحن نعلم ان كل طفل يولد على الفطرة فان ابويه ينصرانه او يهودانه. فلقد اعطيت من قبل والدي الدين المسيحي. هكذا كنت افكر في الامر. وقد تعلمت منذ الصغر ان الله موجود، ولكن ليس هناك اتصال مباشر بالله، لذلك علينا ان نتصل به عن طريق المسيح عليه السلام. فهو بالنسبة لنا بمثابة الباب لله. هكذا تعلمنا في صغرنا هذه الامور. وكان بعض هذا الامر مقبولا لدي الى حد ما، ولكن لم استطع ان ابلعه كله.
لقد كانت احاديثي مع الداعية الاسلامي يوسف اسلام في فترات متقطعة خلال العام الماضي اجريتها عندما كنا نلتقي في ملتقيات ومؤتمرات وندوات اسلامية داخل بريطانيا او خارجها. وكان هو كثيرا ما يشير اليّ بمتابعة بعض الجوانب المهمة في تفاصيل رحلته الايمانية الى الاسلام في بعض المراجع والمصادر من كتب وصحف ومجلات بريطانية، واخيرا في اشرطة فيديو وكاسيت تضمنت جوانب من سيرة حياته وقصة اسلامه.


واذكر في هذا الصدد انه في معرض الاتحاد الاسلامي لشمال اميركا الذي نظم على هامش المؤتمر السنوي للاتحاد في مدينة شيكاغو الاميركية في اغسطس (آب) الماضي، كان هناك جناح خاص بيوسف اسلام، حيث عُرضت كتبه واشرطته فوجدت اقبالا كبيرا. وكانت هناك صفوف طويلة من الراغبين في الحصول على توقيعه على كتابه الجديد الذي نفدت الكمية المعروضة منه في اليوم الاول.

قال يوسف اسلام انه قبل اعتناقه الاسلام، كان ينظر الى تماثيل المسيح عليه السلام فيجدها حجارة فقط دون حياة. وكان عندما يقول المسيحيون ان الله ثلاثة (الثالوث) يحتار اكثر، ولكن لا يستطيع ان يناقش او يجادل في هذه المسألة. واضاف: كنت اعتقد ان ذلك صحيح الى حد ما لانني تعلمت منذ الصغر انه يجب ان احترم ديانة والديّ.

الاتجاه إلى الغناء والموسيقى

وقال اسلام: انني بدأت تدريجيا ابتعد عن هذه التربية الدينية، وبدأت اتجه الى الغناء والموسيقى، ورغبت في ان اكون نجما كبيرا في عالم الغناء والموسيقى. وبدأت اتأثر بكل الاشياء التي اراها في الافلام السينمائية وفي الاعلام. وربما فكرت ان هذا هو الهي الذي يحقق لي هدفي في جمع ثروة من الاموال. وكان لي عم يملك سيارة جميلة، وبدأت اقول لنفسي انه يملك مالا كثيرا يستطيع ان يحقق من خلاله ما يريد. وان الاشخاص الذين كانوا حوله آنذاك اثروا فيه وجعلوه يفكر بان المال هو الاله في هذا الكون. وان عالمه هذا هو الههم.
وعندئذ قررت ان هذه هي حياتي، ان اجمع اموالا كثيرة لأحصل على حياة عظيمة. وجعلت مثلي الاعظم في نجوم الغناء الشعبي. وبدأت اعمل اغنيات. لكن في اعماقي كان هناك شعور بالانسانية، وهو شعور اذا اصبحت غنيا فسوف اساعد المحتاجين.

التصوف الشرقي

واضاف يوسف: ما حدث هو انني اصبحت مشهورا جدا. وكنت وقتذاك ما زلت في سن المراهقة، فاسمي وصوري منتشرة في الصحف والمجلات البريطانية. وجعلت مني وسائل الاعلام شخصا عظيما واكبر من الحياة نفسها. لذا اردت ان اعيش اطول من الحياة اي ان اعيش الحياة بالطول والعرض كما يقولون. والطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو ان اكون ثملا بالكحول والمخدرات.
واشار يوسف: انني بعد عام من تحقيق النجاح المالي والعيش في مستوى راق، اصبحت مريضا بمرض السل، فاضطررت الى دخول المستشفى، وعند ذلك بدأت افكر في ما سيحدث لي؟ وبدأت اسأل نفسي، ماذا سيحدث لي؟ وهل انا جسم فقط، وهدفي في الحياة مجرد اشباع هذا الجسم؟ وادركت ان هذه الفاجعة تبريكات من الله وفرصة لأفتح عيني، واسأل نفسي، لماذا انا هنا؟ ولماذا انا في السرير؟ وبدأت انظر في بعض الاجابات على هذه الاسئلة. وفي ذلك الوقت كان هناك اهتمام بالتصوف الشرقي. فبدأت اقرأ، واول شيء ادركته كان عن الموت وان الروح متحركة من جسم الى جسم. وبدأت اعالج نفسي واصبحت نباتيا. والآن صارت عندي قناعة في السلام وقوة الزهور، وهذا اصبح توجها عاما، ليس بالنسبة لي وحدي بل بالنسبة للكثير من الناس، ولكن ما اعتقدته آنذاك انني مكون من جسم فقط، فهذا الادراك قد ادركته في المستشفى.
وقال يوسف: لقد ادركت ان لي ارادة وهذه الارادة هي هدية من الله، ولا بد من الخضوع لارادة الله. وبدأت ادرس عن الاديان الشرقية. بعد ذلك ضجرت من الديانة المسيحية، وعدت الى عالم الغناء والموسيقى، وبدأت في تأليف الاغنيات من جديد. وفي هذه المرة جعلت اغنياتي تعكس افكاري الخاصة. واصبحت اكثر شهرة في عالم الغناء والموسيقى من ذي قبل. وواجهت اوقاتا عصيبة لاني اصبحت غنيا ومشهورا في آن واحد، وبدأت ابحث باخلاص عن الحقيقة.
ووصلت الى مرحلة اقتنعت فيها ان البوذية جيدة ونبيلة ولكني لست مستعدا لأتخلى عن حياتي، فلقد كنت اعيش الحياة بكل صخبها ولا اريد ان اكون راهبا بوذيا اعزل نفسي عن المجتمع.
واضاف يوسف: حاولت ان اعيد النظر في الانجيل ولم اجد شيئا. في هذا الوقت لم اكن اعرف شيئا عن الاسلام. ثم حصل شيء اعتبره معجزة، وهو ان شقيقي زار المسجد الاقصى في القدس وتأثر تأثيرا كبيرا بهذه الزيارة، فعندما شاهد المسجد مليئا بالحياة، بينما الكنائس والمعابد فارغة، شعر في المسجد بأجواء السلام والهدوء تسود ارجاءه.
وعندما عاد شقيقي من القدس الى لندن احضر لي نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم، فأهداني اياها. ولم يكن قد اصبح مسلما بعد، لكنه شعر بان هناك شيئا في هذا الدين، واعتقد انه يمكنني ان اجد فيه شيئا ايضا.
وعندما تسلمت الكتاب كمرشد يوضح لي كل شيء.. مَنْ انا؟ وما هو الهدف من الحياة؟ وماذا هو الواقع؟ وماذا يكون الواقع؟ ومن اين جئت؟ حينها ادركت ان هذا هو الدين الحقيقي. وفي الغرب كل من اراد ان يعتنق اي دين ويعتبره طريقه الوحيد في الحياة، يوصف بأنه متطرف. وانا لست متطرفا. فقد كنت في بادية الامر محتارا بين الجسم والروح. ومن ثم ادركت ان الجسم والروح ليسا متجزئين. كما انه ليس عليك ان تذهب الى الجبل لتصبح متدينا. لذا علينا اتباع ارادة الله. وعندها نكون اعلى من الملائكة. واول شيء اردت ان افعله آنذاك هو ان اصبح مسلما. وادركت ان الله يملك كل شيء. وانه خلق كل شيء فلا يعجزه شيء. وفي هذه النقطة بدأت افقد غروري بنفسي. فقد كنت احسب ان السبب في وجودي يكمن في عظمتي. ولكني ادركت انني لم اخلق نفسي وان الهدف من وجودي في هذه الدنيا هو الامتثال لتعاليم الله وعبادة رب العالمين. وهذا الامر جلي في الدين الاسلامي. وفي هذه النقطة بدأت اكتشف ايماني. وبدأت اشعر بانني مسلم بقراءة القرآن الكريم. والآن ادركت ان جميع الرسل ارسلهم الله برسالة واحدة. فلذلك لماذا اليهود والمسيحيون مختلفون؟ وعرفت الآن كيف ان اليهود لا يقبلون بالمسيح رسولا من عند الله، ولذلك حرفوا الكلم عن موضعه. حتى ان المسيحيين اخطأوا فهم كلمة الله وادعوا ان المسيح ابن الله. فأصبح لكل شيء معنى. وهذا هو جمال القرآن الكريم، فهو يخاطب عقلك ويعطيك السبب ولا يجعلك تعبد الشمس او القمر، لكن يجعلك تعبد الذي خلق كل شيء.

السفر إلى القدس

وكلما اقرأ القرآن الكريم اجده يتحدث عن الصلاة والعطف والرحمة والاحسان، هذا قبل ان اصبح مسلما. وعندها شعرت ان الاجابة الوحيدة لحيرتي تكمن في القرآن الكريم وان الله ارسل لي كتابه العزيز ليكون سببا في هدايتي، فاحتفظت به سرا. وبدأت افهم معانيه على مستوى آخر. ثم قررت السفر الى القدس كما فعل شقيقي. وفي القدس ذهبت الى المسجد وجلست هناك، حيث سألني شخص عما اريده. فأخبرته بانني مسلم. فسألني عن اسمي. فقلت له: ستيفنس، فبدت عليه الحيرة، وعند الصلاة انضممت الى صفوف المصلين.
ويواصل يوسف حديث الذكريات عن قصة اسلامه، فيقول: التقيت في لندن بأخت مسلمة اسمها نفيسة، فأخبرتها باني اريد ان أشهر اسلامي. فوجهتني الى مسجد المركز الثقافي الاسلامي في لندن "ريجنت بارك"، وذلك في عام 1977 بعد عام ونصف العام من تسلمي لنسخة من القرآن الكريم. وعقب صلاة الجمعة ذهبت الى الامام لاعلان اسلامي، وذلك بالنطق بالشهادتين. وشعرت الآن انني سأكون على اتصال مباشر بالله ليس كالمسيحية او اي دين آخر. فعلاقة العبد بربه مباشرة في الاسلام.
واختتم اسلام حديثه قائلا: اريد ان اقول ان كل ما افعله اسأل الله ان يرضى عنه ويتقبله قبولا طيبا حسنا. كما اسأله تعالى ان تكون في تجاربي هذه الهام للآخرين.
كما اود ان اؤكد انني لم اتصل بأي شخص مسلم قبل اعتناقي الدين الاسلامي. فقد قرأت القرآن الكريم وادركت انه ليس هناك شخص كامل، فالاسلام هو الدين الكامل، ولو اتبعنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلناه قدوتنا ومثلنا الاعلى فسنفوز فوزا عظيما في الدارين.

زوجة جاكسون
13-07-2006, 03:07
برافو عليك يا يوسف اسلام