Hayato
21-02-2007, 14:12
الفصل الأول : بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939م
(( إننا عائدون من الجبهة ، إننا متعبون محبطون ، منهكون ، يائسون . لن نستعيد قط توازننا ، و لن يستطيع العالم فهمنا . أمامنا جيل عاش حقاً هذه السنوات معنا ؛ و لكن كان له منزل و مهنة ، و سيعود إلى مشاغله و ينسى الحرب ؛ و وراءنا يصعد جيل آخر ، شبيه بجيلنا ؛ و سيكون غريباً عنا ، و يعزلنا ... )) هذا ما دونه الكاتب الألماني الشهير ( إيرك ماريا ريمارك ) بعد الحرب العالمية الأولى ، لقد توزعت الغنائم التي أخذت من ألمانيا بنسب متفاوتة بين جميع المشاركين في الحرب العالمية الأولى .
لقد كان الصراع في الحرب العالمية الأولى قد انتهى ؛ و كان ثمة منهزمون و منتصرون . و الحقيقة أن الجميع كانوا خاسرين . لقد كان السلام بين الدول الأوروبية المتحاربة في الحرب العالمية الأولى مشحوناً بالمشاكل ، انتهت الحرب العالمية الأولى و خلفت وراءها ملايين القتلى و دماراً لا يقدر بثمن و انهياراً اقتصادياً .
تكاد الحرب العالمية الثانية أن تكون الحصيلة الطبيعية للحلول و المواقف و الإتفاقات التي انتهت إليها الحرب العالمية الأولى بسبب القرارات الإنتقامية التي اتخذت ضد ألمانيا مع ما يرافقها من جوعٍ و فوضى و خوف و شعور عميق باليأس ، مما زرع البلبلة و الاضطراب في الضمير السياسي و الاقتصادي لكل أمة مشاركة في الغنائم التي أخذت من ألمانيا .
في تلك الأثناء و أمام شعور بالمهانة الذي كان يشيع في نفوس أفراد الشعب الألماني بعد الهدنة في الحرب العالمية الأولى ، أصبحت جماهير الشعب الألماني دقيقة الحس ، مجروحة النفس ، مستعدة للإستجابة لأية دعوة عنيفة ملحة تحررها من شعورها بالهزيمة الذي يضغط على روحها ضغطاً شديداً .
في ذلك الوقت ظهرت حركة آدولف هتلر الشاب المتحمس الذي كان يؤمن بقدر ألمانيا ، و يعتقد بأن في وسع بلاده أن تبلسم جراحها و تبني نهضتها الجديدة و تعيد الحياة إلى اقتصادها الوطني ثم إلى صناعتها بصورة خاصة .
إن النازية التي كان يرددها هتلر و توحي للألمان بأنهم أمة الأبطال و التي كتب لها القدر أن تحكم العالم كله و أن تكون سيدة الشعوب ، قد جعلت الشعب الألماني يسكر بهذه العقيدة الجديدة .
و ما هي إلا عدة سنوات حتى نجح الحزب النازي الذي يتزعمه هتلر في انتزاع الحكم و الاستقلال به .
و لم يكد هتلر أن يشعر بالاستقرار حتى بدأ ينفذ مخططاته ، بما عرف عنه من العنف و القسوة و التنظيم و الإيمان بعظمة ألمانيا ، و كانت مخططاته تتلخص في الآتي :-
1- ضم جميع الأراضي التي تسكنها أقليات ألمانية .
2- ضم كل الأراضي التي اقتطعت من ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى .
3- استعادة مستعمرات ألمانيا في آسيا و أفريقيا .
4- أن تصبح ألمانيا صاحبة الكلمة في السياسة الأوروبية ، و أن تتخلى بريطانيا عن دورها الأوروبي .
5- إبادة الشعوب السوفياتية ( الشيوعية ) و اليهودية و عزلهما عن العالم .
6- السيطرة على مصادر المواد الإستراتيجية ، و أهمها البترول و المعادن و القمح في أوكرانيا و القوقاز .
كان حلمه الذهبي في أن تصبح ألمانيا القوة الأولى في العالم . كان هذا الحلم يلاحقه ليل نهار و يضغط عليه و يملي عليه قراراته التي يتخذها من أجل ألمانيا العظمى أو ما كان يسميه بالرايخ الثالث .
لقد أقسم نظام هتلر النازي بأن ألمانيا سوف تسيطر على أوروبا لمدة ألف عام ، فبدأ هتلر يعيد بناء جيش الرايخ الثالث ، حتى أصبح أعظم جيش في التاريخ .
و بالإستفادة من الكساد الإقتصادي الحاد الذي ضرب العالم بقوة في الثلاثينيات و المخاوف من انتشار الشيوعية التي يبثها الإتحاد السوفيتي ( روسيا حالياً ) قاد بينيتو موسوليني مؤيديه في مسيرةٍ إلى العاصمة الإيطالية روما أقنعت ملك إيطاليا بتعيينه رئيساً للحكومة ، فقد أسس موسوليني الحزب الإيطالي الفاشي عام 1919م ، لقد كان فكر ذلك الحزب أشبه بفكر الحزب النازي ، و خلال سنوات تخلص الزعيم الإيطالي الجديد موسوليني من كل معارضيه ، و أسس دولة الحزب الواحد ( الفاشية ) و ركز كل سلطته السياسية و التشريعية في المجلس الأعلى الفاشي الذي كان يسيطر عليه ، و كانت الأفكار المتباينة و إن كانت متصلة قد جعلت موسوليني على اتصالٍ وثيق بأدولف هتلر ، لكن الإزدهار الإقتصادي في ألمانيا و قوتها العسكرية عملا على التقليل من مكانة الزعيم الإيطالي موسوليني كرجل دولة في القارة الأوروبية .
لم يستقر هتلر و لم يهدأ حتى انقض على السودات ( المقاطعة التشيكوسلوفاكية ) التي تسكنها أكثرية ألمانية ثم انقض على تشيكوسلوفاكيا كلها . و سكت العالم الغربي لأنه لم يكن في وسع أية قوة في العالم أن تواجه الآلة الحربية الألمانية في ذلك الوقت .
و أدى الخلاف الذي نشب بين ألمانيا النازية و بولندا إلى انهيار الوضع ، كان هذا الخلاف يقضي بأن تضم ألمانيا مدينة دانتزيغ البولندية الواقعة في شمال بولندا التي اقتطعت من ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى ، حيث طالب هتلر باستعادتها ، ففي الأول من سبتمبر 1939م ، عبرت الجيوش الألمانية حدود بولندا .
(( إننا عائدون من الجبهة ، إننا متعبون محبطون ، منهكون ، يائسون . لن نستعيد قط توازننا ، و لن يستطيع العالم فهمنا . أمامنا جيل عاش حقاً هذه السنوات معنا ؛ و لكن كان له منزل و مهنة ، و سيعود إلى مشاغله و ينسى الحرب ؛ و وراءنا يصعد جيل آخر ، شبيه بجيلنا ؛ و سيكون غريباً عنا ، و يعزلنا ... )) هذا ما دونه الكاتب الألماني الشهير ( إيرك ماريا ريمارك ) بعد الحرب العالمية الأولى ، لقد توزعت الغنائم التي أخذت من ألمانيا بنسب متفاوتة بين جميع المشاركين في الحرب العالمية الأولى .
لقد كان الصراع في الحرب العالمية الأولى قد انتهى ؛ و كان ثمة منهزمون و منتصرون . و الحقيقة أن الجميع كانوا خاسرين . لقد كان السلام بين الدول الأوروبية المتحاربة في الحرب العالمية الأولى مشحوناً بالمشاكل ، انتهت الحرب العالمية الأولى و خلفت وراءها ملايين القتلى و دماراً لا يقدر بثمن و انهياراً اقتصادياً .
تكاد الحرب العالمية الثانية أن تكون الحصيلة الطبيعية للحلول و المواقف و الإتفاقات التي انتهت إليها الحرب العالمية الأولى بسبب القرارات الإنتقامية التي اتخذت ضد ألمانيا مع ما يرافقها من جوعٍ و فوضى و خوف و شعور عميق باليأس ، مما زرع البلبلة و الاضطراب في الضمير السياسي و الاقتصادي لكل أمة مشاركة في الغنائم التي أخذت من ألمانيا .
في تلك الأثناء و أمام شعور بالمهانة الذي كان يشيع في نفوس أفراد الشعب الألماني بعد الهدنة في الحرب العالمية الأولى ، أصبحت جماهير الشعب الألماني دقيقة الحس ، مجروحة النفس ، مستعدة للإستجابة لأية دعوة عنيفة ملحة تحررها من شعورها بالهزيمة الذي يضغط على روحها ضغطاً شديداً .
في ذلك الوقت ظهرت حركة آدولف هتلر الشاب المتحمس الذي كان يؤمن بقدر ألمانيا ، و يعتقد بأن في وسع بلاده أن تبلسم جراحها و تبني نهضتها الجديدة و تعيد الحياة إلى اقتصادها الوطني ثم إلى صناعتها بصورة خاصة .
إن النازية التي كان يرددها هتلر و توحي للألمان بأنهم أمة الأبطال و التي كتب لها القدر أن تحكم العالم كله و أن تكون سيدة الشعوب ، قد جعلت الشعب الألماني يسكر بهذه العقيدة الجديدة .
و ما هي إلا عدة سنوات حتى نجح الحزب النازي الذي يتزعمه هتلر في انتزاع الحكم و الاستقلال به .
و لم يكد هتلر أن يشعر بالاستقرار حتى بدأ ينفذ مخططاته ، بما عرف عنه من العنف و القسوة و التنظيم و الإيمان بعظمة ألمانيا ، و كانت مخططاته تتلخص في الآتي :-
1- ضم جميع الأراضي التي تسكنها أقليات ألمانية .
2- ضم كل الأراضي التي اقتطعت من ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى .
3- استعادة مستعمرات ألمانيا في آسيا و أفريقيا .
4- أن تصبح ألمانيا صاحبة الكلمة في السياسة الأوروبية ، و أن تتخلى بريطانيا عن دورها الأوروبي .
5- إبادة الشعوب السوفياتية ( الشيوعية ) و اليهودية و عزلهما عن العالم .
6- السيطرة على مصادر المواد الإستراتيجية ، و أهمها البترول و المعادن و القمح في أوكرانيا و القوقاز .
كان حلمه الذهبي في أن تصبح ألمانيا القوة الأولى في العالم . كان هذا الحلم يلاحقه ليل نهار و يضغط عليه و يملي عليه قراراته التي يتخذها من أجل ألمانيا العظمى أو ما كان يسميه بالرايخ الثالث .
لقد أقسم نظام هتلر النازي بأن ألمانيا سوف تسيطر على أوروبا لمدة ألف عام ، فبدأ هتلر يعيد بناء جيش الرايخ الثالث ، حتى أصبح أعظم جيش في التاريخ .
و بالإستفادة من الكساد الإقتصادي الحاد الذي ضرب العالم بقوة في الثلاثينيات و المخاوف من انتشار الشيوعية التي يبثها الإتحاد السوفيتي ( روسيا حالياً ) قاد بينيتو موسوليني مؤيديه في مسيرةٍ إلى العاصمة الإيطالية روما أقنعت ملك إيطاليا بتعيينه رئيساً للحكومة ، فقد أسس موسوليني الحزب الإيطالي الفاشي عام 1919م ، لقد كان فكر ذلك الحزب أشبه بفكر الحزب النازي ، و خلال سنوات تخلص الزعيم الإيطالي الجديد موسوليني من كل معارضيه ، و أسس دولة الحزب الواحد ( الفاشية ) و ركز كل سلطته السياسية و التشريعية في المجلس الأعلى الفاشي الذي كان يسيطر عليه ، و كانت الأفكار المتباينة و إن كانت متصلة قد جعلت موسوليني على اتصالٍ وثيق بأدولف هتلر ، لكن الإزدهار الإقتصادي في ألمانيا و قوتها العسكرية عملا على التقليل من مكانة الزعيم الإيطالي موسوليني كرجل دولة في القارة الأوروبية .
لم يستقر هتلر و لم يهدأ حتى انقض على السودات ( المقاطعة التشيكوسلوفاكية ) التي تسكنها أكثرية ألمانية ثم انقض على تشيكوسلوفاكيا كلها . و سكت العالم الغربي لأنه لم يكن في وسع أية قوة في العالم أن تواجه الآلة الحربية الألمانية في ذلك الوقت .
و أدى الخلاف الذي نشب بين ألمانيا النازية و بولندا إلى انهيار الوضع ، كان هذا الخلاف يقضي بأن تضم ألمانيا مدينة دانتزيغ البولندية الواقعة في شمال بولندا التي اقتطعت من ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى ، حيث طالب هتلر باستعادتها ، ففي الأول من سبتمبر 1939م ، عبرت الجيوش الألمانية حدود بولندا .