MEMO ANGELO
16-02-2007, 15:24
نصف ساعه تحت الأرض
أكيد مجنون .. أو انه لديه مصيبة .. والحق أن لدي مصيبة
أي شخص كان قد رأني متسلقا صور المقبره في هذه الساعة من الليل كان ليقول هذا الكلام
* * * *
كانت البدايه عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان لديه قبرا في منزله يرقد فيه
وإذا ما رقد فيه نادى .. ( رب ارجعون رب ارجعون ) .. ثم يقوم منتفضا ويقول
ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ..
حدث أن فاتتني صلاة الفجر وهي صلاة لو دأب عليها المسلم لأحس بضيقة شديده
عندما تفوته طوال اليوم .. ثم تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني .. فقلت لابد وفي
الأمر شئ .. ثم تكررت للمرة الثالثه على التوالي ... هنا كان لابد من الوقوف مع النفس
وقفة حازمة لتأديبها حتى لاتركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار
قررت ان ادخل القبر حتى أأدبها ... ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منزلها ومسكنها
إلى ما يشاء الله ... وكل يوم اقول لنفسي دع هذا الأمر غدا .. وجلست اسول في هذا الأمر
حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى ..
حينها قلت كفى ... وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة
ذهبت بعد منتصف الليل .. حتى لا يراني أحد وتفكرت .. هل أدخل من الباب ؟ .. حينها سأوقض حارس المقبره ...
أو لعله غير موجود ... أم أتسور الصور .. إن اوقضته لعله يقول لي تعال في الغد .. او حتى يمنعني وحينها يضيع قسمي ..
فقررت أن اتسور الصور .. ورفعت ثوبي وتلثمت بواسطة الشماغ
واستعنت بالله وصعدت
برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع ... إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة
.. ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها
سوادا ... تلك الليلة ... كانت ظلمة حالكة ... سكون رهيب .. هذا هو صمت القبور بحق
تأملتها كثيرا من أعلى الصور .. واستنشقت هوائها.. نعم إنها رائحة القبور .. أميزها
عن الف رائحه ..رائحة الحنوط .. رائحة بها طعم الموت .. الصافي .. وجلست اتفكر للحظات مرت كالسنين
... إيه أيتها القبور .. ما أشد صمتك .. وما أشد ما تخفيه .. ضحك ونعيم .. وصراخ وعذاب اليم ..
ماذا سيقول لي اهلك لو حدثتهم .. لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم
)الصلاة وما ملكت أيمانكم (
قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحاله .. فلو رأني أحد فإما سيقول أنني مجنون
وإما أن يقول لديه مصيبه .. وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .. هبطت داخل المقبره ..
وأحسست حينها برجفة في القلب .. والتصقت بالجدار ولا أدري كي أحتمي من ماذا ؟ .. عللت ذلك
لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها ... نعم أنا لست جبانا ... أم لعلي شعرت بالخوف حقا!!!
نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحه والتي تنتظر ساكنيها .. إنها أشد بقع المقبرة سوادا
وكأنها تناديني .. مشتاقة إلي ... وجلست أمشي محاذرا بين
لقبور .. وكلما تجاوزت قبرا تسألت .. أشقي أم سعيد ؟ .. شقي بسبب ماذا .. أضيع الصلاة . ..
أم كان من اهل الغناء والطرب .. أم كان من أهل الزنى .. لعل من جاوزت
قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض
.. وأن شبابه لن يفنى .. وأنه لن يموت كمن مات قبله ...أم أنه قال ما زال في العمر
بقية ... سبحان من قهر الخلق بالموت
أبصرت الممر ... حتى إذا وصلت اليه ووضعت قدمي عليه اسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساري
.. وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية .. ثم بدأت أولى
خطواتي .. بدت وكأنها دهر .. اين سرعة قدمي .. ما أثقلهما الآن .. تمنيت ان تطول
المسافة ولا تنتهي ابدا .. لأنني أعلم ما ينتظرني هناك .. اعلم ... فقد رأيته كثيرا ..
ولكن هذه المرة مختلفة تماما
أفكار عجيبة .. بل أكاد اسمع همهمة خلف أذني .. نعم ... اسمع همهمة جلية ...
وكأن شخصا يتنفس خلف أذني .. خفت أن أنظر خلفي .. خفت أن أرى أشخاصا يلوحون إلي من بعيد
.. خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت ... بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان ولا يهمني شئ
طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه فلا يهمني
أخيرا أبصرت القبور المفتوحة .. اكاد اقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت اشد منها سوادا
.. كيف أتتني الجرأة حتى اصل بخطواتي إلى هنا ؟.. بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟.. وأي شئ ينتظرني في الأسفل ..
فكرت بالإكتفاء بالوقوف .. و أن اصوم ثلاثة
ايام .. ولكن لا .. لن اصل الى هنا ثم اقف .. يجب ان اكمل .. ولكن لن أنزل إليه مباشرة ...
بل سأجلس خارجه قليلا حتى تأنس نفسي
ما أشد ظلمته .. وما أشد ضيقه .. كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار
أو روضة من رياض الجنة .. سبحان الله .. يبدوا .. أن الجو قد ازداد برودة .. أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر..
هل هذا صوت الريح .. ليس ريحا .. لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! ..هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟
استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. ثم انزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست
وقد ضممت ركبتي امام صدري اتأمل هذا المشهد العجيب
إنه المكان الذي لا مفر منه ابدا .. سبحان الله .. نسعى لكي نحصل على كل شئ .
وهذه هي النهاية .. لاشئ
كم تنازعنا في الدنيا .. اغتبنا .. تركنا الصلاة .. آثرنا الغناء على القرآن ..
والكارثة اننا نعلم أن هذا مصيرنا .. وقد حذرنا الله ورغم ذلك نتجاهل .. ثم أشحت وجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت...
وكأني خفت أن يرد علي أحدهم
يا أهل القبور .. مالكم .. أين أصواتكم .. أين أبنائكم عنكم اليوم .. أين أموالكم .. أين
وأين .. كيف هو الحساب .. اخبروني عن ضمة القبر .. أتكسر الأضلاع ..أخبروني عن منكر و نكير ..
أخبروني عن حالكم مع الدود .. سبحان الله .. نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد او لا يوافق شهيتنا .. واليوم نحن الطعام
لابد من النزول إلى القبر
قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي .. وأنا
أفكر .. ماذا لو انهال علي التراب فجأة ... ماذا لو ضم القبر علي مرة واحده ... ثم نمت على ظهري
واغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي ... حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد ... ما أشده من موقف وأنا حي ..
فكيف سيكون عند الموت ؟
يتبع^^^
أكيد مجنون .. أو انه لديه مصيبة .. والحق أن لدي مصيبة
أي شخص كان قد رأني متسلقا صور المقبره في هذه الساعة من الليل كان ليقول هذا الكلام
* * * *
كانت البدايه عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان لديه قبرا في منزله يرقد فيه
وإذا ما رقد فيه نادى .. ( رب ارجعون رب ارجعون ) .. ثم يقوم منتفضا ويقول
ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ..
حدث أن فاتتني صلاة الفجر وهي صلاة لو دأب عليها المسلم لأحس بضيقة شديده
عندما تفوته طوال اليوم .. ثم تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني .. فقلت لابد وفي
الأمر شئ .. ثم تكررت للمرة الثالثه على التوالي ... هنا كان لابد من الوقوف مع النفس
وقفة حازمة لتأديبها حتى لاتركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار
قررت ان ادخل القبر حتى أأدبها ... ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منزلها ومسكنها
إلى ما يشاء الله ... وكل يوم اقول لنفسي دع هذا الأمر غدا .. وجلست اسول في هذا الأمر
حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى ..
حينها قلت كفى ... وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة
ذهبت بعد منتصف الليل .. حتى لا يراني أحد وتفكرت .. هل أدخل من الباب ؟ .. حينها سأوقض حارس المقبره ...
أو لعله غير موجود ... أم أتسور الصور .. إن اوقضته لعله يقول لي تعال في الغد .. او حتى يمنعني وحينها يضيع قسمي ..
فقررت أن اتسور الصور .. ورفعت ثوبي وتلثمت بواسطة الشماغ
واستعنت بالله وصعدت
برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع ... إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة
.. ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها
سوادا ... تلك الليلة ... كانت ظلمة حالكة ... سكون رهيب .. هذا هو صمت القبور بحق
تأملتها كثيرا من أعلى الصور .. واستنشقت هوائها.. نعم إنها رائحة القبور .. أميزها
عن الف رائحه ..رائحة الحنوط .. رائحة بها طعم الموت .. الصافي .. وجلست اتفكر للحظات مرت كالسنين
... إيه أيتها القبور .. ما أشد صمتك .. وما أشد ما تخفيه .. ضحك ونعيم .. وصراخ وعذاب اليم ..
ماذا سيقول لي اهلك لو حدثتهم .. لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم
)الصلاة وما ملكت أيمانكم (
قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحاله .. فلو رأني أحد فإما سيقول أنني مجنون
وإما أن يقول لديه مصيبه .. وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .. هبطت داخل المقبره ..
وأحسست حينها برجفة في القلب .. والتصقت بالجدار ولا أدري كي أحتمي من ماذا ؟ .. عللت ذلك
لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها ... نعم أنا لست جبانا ... أم لعلي شعرت بالخوف حقا!!!
نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحه والتي تنتظر ساكنيها .. إنها أشد بقع المقبرة سوادا
وكأنها تناديني .. مشتاقة إلي ... وجلست أمشي محاذرا بين
لقبور .. وكلما تجاوزت قبرا تسألت .. أشقي أم سعيد ؟ .. شقي بسبب ماذا .. أضيع الصلاة . ..
أم كان من اهل الغناء والطرب .. أم كان من أهل الزنى .. لعل من جاوزت
قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض
.. وأن شبابه لن يفنى .. وأنه لن يموت كمن مات قبله ...أم أنه قال ما زال في العمر
بقية ... سبحان من قهر الخلق بالموت
أبصرت الممر ... حتى إذا وصلت اليه ووضعت قدمي عليه اسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساري
.. وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية .. ثم بدأت أولى
خطواتي .. بدت وكأنها دهر .. اين سرعة قدمي .. ما أثقلهما الآن .. تمنيت ان تطول
المسافة ولا تنتهي ابدا .. لأنني أعلم ما ينتظرني هناك .. اعلم ... فقد رأيته كثيرا ..
ولكن هذه المرة مختلفة تماما
أفكار عجيبة .. بل أكاد اسمع همهمة خلف أذني .. نعم ... اسمع همهمة جلية ...
وكأن شخصا يتنفس خلف أذني .. خفت أن أنظر خلفي .. خفت أن أرى أشخاصا يلوحون إلي من بعيد
.. خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت ... بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان ولا يهمني شئ
طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه فلا يهمني
أخيرا أبصرت القبور المفتوحة .. اكاد اقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت اشد منها سوادا
.. كيف أتتني الجرأة حتى اصل بخطواتي إلى هنا ؟.. بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟.. وأي شئ ينتظرني في الأسفل ..
فكرت بالإكتفاء بالوقوف .. و أن اصوم ثلاثة
ايام .. ولكن لا .. لن اصل الى هنا ثم اقف .. يجب ان اكمل .. ولكن لن أنزل إليه مباشرة ...
بل سأجلس خارجه قليلا حتى تأنس نفسي
ما أشد ظلمته .. وما أشد ضيقه .. كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار
أو روضة من رياض الجنة .. سبحان الله .. يبدوا .. أن الجو قد ازداد برودة .. أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر..
هل هذا صوت الريح .. ليس ريحا .. لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! ..هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟
استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. ثم انزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست
وقد ضممت ركبتي امام صدري اتأمل هذا المشهد العجيب
إنه المكان الذي لا مفر منه ابدا .. سبحان الله .. نسعى لكي نحصل على كل شئ .
وهذه هي النهاية .. لاشئ
كم تنازعنا في الدنيا .. اغتبنا .. تركنا الصلاة .. آثرنا الغناء على القرآن ..
والكارثة اننا نعلم أن هذا مصيرنا .. وقد حذرنا الله ورغم ذلك نتجاهل .. ثم أشحت وجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت...
وكأني خفت أن يرد علي أحدهم
يا أهل القبور .. مالكم .. أين أصواتكم .. أين أبنائكم عنكم اليوم .. أين أموالكم .. أين
وأين .. كيف هو الحساب .. اخبروني عن ضمة القبر .. أتكسر الأضلاع ..أخبروني عن منكر و نكير ..
أخبروني عن حالكم مع الدود .. سبحان الله .. نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد او لا يوافق شهيتنا .. واليوم نحن الطعام
لابد من النزول إلى القبر
قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي .. وأنا
أفكر .. ماذا لو انهال علي التراب فجأة ... ماذا لو ضم القبر علي مرة واحده ... ثم نمت على ظهري
واغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي ... حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد ... ما أشده من موقف وأنا حي ..
فكيف سيكون عند الموت ؟
يتبع^^^